الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة
تأليف
الدكتور خلدون الأحدب
أستاذ الحديث وعلومه في جامعة الملك عبد العزيز في جدة
المجلد السابع
الأحاديث
[1368 - 1644]
بسم الله الرحمن الرحيم
1368 -
أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا أحمد بن داود المكِّي، حدَّثنا قيس بن حفص الدَّارِمي، حدَّثنا مَسْلَمَة بن عَلْقَمَة المَازِني، حدَّثنا داود بن أبي هِنْد، عن سِمَاك بن حَرْب،
عن سَلَامة العِجْلي قال: جاء ابن أختٍ لي من البادية يقال له قُدامة، فقال لي ابن أختي: أُحِبُّ أنِّي ألقى سلمان الفارسي فَأُسَلِّم عليه، فخرجنا إليه فوجدناه بالمَدائن وهو يومئذٍ على عشرين ألفًا، ووجدناه على سرير يَسُفُّ خُوصًا، فسلَّمنا عليه. قلتُ يا أبا عبد اللَّه هذا ابن أختٍ لي قدم عليّ من البادية فَأَحَبَّ أن يُسلِّم عليك، قال: عليه السلام ورحمة اللَّه. قلت يزعم أنه يحبُّك، قال أحبَّه اللَّه. قال فتحدَّثنا وقلنا له: يا أبا عبد اللَّه ألا تُحدِّثنا عن أصلك، وممن أنت؟ قال: أمَّا أصلي وممن أنا، فأنا من أهل رَامَهُرْمُزْ: كنَّا قومًا مجوسًا، فأتانا رجل نصرانيٌّ من أهل الجزيرة كانت أُمُّه منَّا، فنزل فينا واتخذ فينا دَيْرًا، وكنت في كُتَّاب الفارسية، وكان لا يزال غلام معي في الكُتَّاب يجيء مضروبًا يبكي قد ضربه أبواه، فقلت له يومًا ما يُبكيك؟ قال يضربني أَبواي، قلت: ولم يضربانك؟ قال: آتي صاحب هذا الدَّيْر، فإذا عَلِمَا ذاك ضرباني، وأنت لو أتَيته سمعتَ منه حديثًا عجبًا. قلتُ: فاذهب بي معك. فأتيناه، فحدَّثنا عن بدء الخلق، وعن بدء خلق السماء والأرض، وعن الجنَّة والنَّار. قال: فكنت أختلف إليه معه، ففطن لنا غِلْمان من الكُتَّاب فجعلوا يجيئون معنا، فلما رأى ذلك أهل القرية أتوه فقالوا له: يا هناة! إنَّك قد جاورتنا
فلم تر من جوارنا إلَّا الحسن، وإنا نرى غِلْمَانَنَا يختلفون إليك، ونحن نخاف أن تفسدهم علينا، اخْرُجْ عنَّا، قال: نعم! فقال لذلك الغلام الذي كان يأتيه: اخرج معي، قال: لا أستطيع ذاك، قد علمت شدَّة أبويَّ عليَّ، قلت: لكني أنا أخرُج معك -وكنت يتيمًا لا أب لي-، فخرجت معه، فأخذنا جبل رَامَهُرْمُزْ، فجعلنا نمشي ونتوكل، ونأكل من ثمر الشجر، حتى قدمنا الجزيرة، فقدمنا نَصِيْبِين، فقال لي صاحبي: يا سلمان إنَّ ههنا قومًا هم عُبَّادُ أهل الأرض، وأنا أحبُّ أن ألقاهم، قال: فجئنا إليهم يوم الأحد وقد اجتمعوا، فسلَّم عليهم صاحبي، فحيَّوه وبَشُّوا به وقالوا: أين كانت غَيْبَتُكَ؟ قال: كنت في إخوانٍ لي قِبَلَ فارس. فتحدَّثنا ما تحدَّثنا ثم قال لي صاحبي: قم يا سلمان انطلق، فقلت: لا، دعني مع هؤلاء، قال: إنَّك لا تُطيق ما يُطيق هؤلاء، يصومون الأحد إلى الأحد، ولا ينامون هذا الليل. وإذا فيهم رجل من أبناء الملوك ترك المُلْكَ، ودَخَلَ في العِبَادَةِ، فكنت فيهم حتى أمسينا، فجعلوا يذهبون واحدًا واحدًا إلى غَارِهِ الذي يكون فيه، فلما أمسينا قال ذاك الذي من أبناء الملوك: هذا الغلام ما يصنع؟ ليأخذه رجل منكم، فقالوا: خذه أنت، فقال لي هَلُمَّ يا سلمان، فذهب بي حتى أتى غاره الذي يكون فيه، فقال لي: يا سلمان! هذا خُبْزٌ، وهذا أُدْمٌ، فَكُلْ إذا غَرِثْتَ، وصُمْ إذا نَشِطْتَ، وصَلِّ ما بَدَا لك، ونَمْ إذا كَسِلْتَ. ثم قام في صلاته فلم يكلِّمني إلَّا ذاك، ولم ينظر إليَّ، فأخذني الغَمُّ تلك السبعة الأيام لا يكلِّمني أحد، حتى كان الأحد فانصرف إليَّ، فذهبنا إلى مكانهم الذي كانوا يجتمعون، قال: وهم يجتمعون كُلَّ أَحَدٍ يفطرون فيه، فيلقى بعضهم بعضًا، ويسلِّم بعضهم على بعض، ثم لا يلتقون إلى مثله. قال: فرجعنا إلى منزلنا، فقال لي مثل ما قال لي أوَّل مرَّة، هذا خُبْزٌ وأُدْمٌ، فَكُلْ منه إذا غَرِثْتَ، وصُمْ إذا نَشِطْتَ، وصَلِّ ما بَدَا لك، ونَمْ إذا كَسِلْتَ. ثم دخل في صلاته فلم يلتفت إليَّ ولم يكلِّمني إلى الأحد الآخر، فأخذني غَمٌّ، وحدَّثْتُ نفسي بالفِرَار، فقلت أصبر أحدين أو ثلاثة، فلما كان يوم الأحد رجعنا إليهم، وأفطروا،
واجتمعوا، فقال لهم: إنِّي أريد بيت المقدس، فقالوا له: وما تريد إلى ذلك؟ قال: لا عهد لي به، قالوا: إنَّا نخاف أن يحدث بك حدث فيليك غيرنا، وكنَّا نحبُّ أن نليك، قال: لا عهد لي به، فلما سمعته يذكر ذاك فرحت، قلت: نسافر ونلقى النَّاس فيذهب عني الغَمُّ الذي كنت أجد. فخرجنا أنا وهو وكان يصوم من الأحد إلى الأحد، ويصلِّي الليل كلَّه، ويمشي بالنهار، فإذا نزلنا قام يصلِّي، فلم يزل ذاك دأبه حتى انتهينا إلى بيت المقدس، وعلى الباب رجل مُقْعَدٌ يسأل النَّاس، فقال: أعطني، فقال: ما معي شيء، فذهبنا إلى بيت المقدس، فلما رآه أهل بيت المقدس، بَشُّوا إليه واستبشروا به. فقال لهم: غلامي هذا فاستوصُوا به. فانطلقوا بي، فأطعموني خبزًا ولحمًا. ودخل في الصلاة، فلم ينصرف إليَّ حتى كان يوم الأحد الآخر. ثم انصرف فقال لي: يا سلمان! إنِّي أريد أن أضع رأسي، فإذا بلغ الظِّلُّ مكان كذا وكذا فأيقظني. فوضع رأسه فنام، فبلغ الظلّ الذي قاله، فلم أوقظه مأواةً له مما دأب من اجتهاده ونَصَبِهِ. فاستيقظ مذعورًا، فقال: يا سلمان ألم أكن قلت لك إذا بلغ الظلّ مكان كذا وكذا فأيقظني؟ قلت: بلى، ولكنِّي إنما منعني مأواة لك من دأبك. قال: ويحك يا سلمان إنِّي أكره أن يفوتني شيء من الدَّهر لم أعمل فيه للَّه خيرًا. ثم قال لي: يا سلمان! إنَّ أفضل دين اليوم النصرانية، قلت: ويكونُ بعد اليوم دِينٌ أفضل من النصرانية؟ كلمةٌ أُلْقِيتْ على لساني؟ قال: نعم يوشك أن يُبْعَثَ نبيٌّ يأكلُ الهدية ولا يأكل الصدقة، وبين كتفيه خَاتَمُ النبوة، فإذا أدركته فاتبعه وصَدِّقْهُ. قلت: وإن أمرني أن أدع النصرانية؟ قال: نعم. فإنَّه نبيٌّ لا يأمر إلَّا بحقٍّ، ولا يقول إلَّا حقًّا، واللَّه لو أدركته ثم أمرني أن أقع في النَّار لوقعتها. ثم خرجنا من بيت المقدس، فمررنا على ذلك المُقْعَدِ، فقال له: دخلتَ فلم تعطني وهذا الخروج
(1)
فأعطني. فالتفتَ فلم ير حوله أحدًا، قال: فأعطني يدك، فأخذ بيده، فقال: قُمْ بإذن اللَّه فقام صحيحًا سويًا. فتوجه نحو أهله، فأتبعته
(1)
في المطبوع: "وهذا تخرج". والتصويب من "المعجم الكبير"(1/ 299).
بصري تعجبًا مما رأيت. وخرج صاحبي فأسرع المشي وتبعته، فتلقاني رفقة من كَلْبٍ أعراب، فَسَبوني، فحملوني على بعير وشدُّوني وثاقًا، فتداولني البيَّاع، حتى سقطت إلى المدينة، واشتراني رجل من الأنصار، فجعلني في حائطٍ له من نَخْلٍ فكنت فيه، قال: ومن ثم تعلَّمتُ عمل الخُوص، أشتري خُوصًا بدرهم، فأعمله فأبيعه بدرهمين، فأرد درهمًا إلى الخُوص، وأَستنفق درهمًا، أحبُّ أن آكل من عمل يدي، وهو يومئذٍ على عشرين ألفًا. فبلغنا ونحن بالمدينة، أنَّ رجلًا قد خرج بمكة يزعم أنَّ اللَّه أرسله، فمكثنا ما شاء اللَّه أن نمكث، فهاجر إلينا وقدم علينا، فقلت: واللَّه لأُجَرِّبَنَّهُ، فذهبت إلى السوق، فاشتريت لحم جَزُورٍ بدرهم، ثم طبخته فجعلت قصعةً من ثريد، فاحتملتها حتى أتيته بها على عاتقي حتى وضعتها بين يديه، فقال:"ما هذه أصدقة أم هدية"؟ قلت: بل صدقة، فقال لأصحابه:"كُلُوا باسم اللَّه"، وأمسك ولم يأكل. فمكثت أيامًا ثم اشتريت لحم جَزُور أيضًا بدرهم، وأصنع مثلها، فاحتملتها حتى أتيته بها، فوضعتها بين يديه، فقال:"ما هذه هدية أم صدقة"؟ قلت: لا بل هدية، قال لأصحابه:"كُلُوا باسم اللَّه"، وأَكَل معهم. قلت: هذا واللَّه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، فنظرت فرأيت بين كتفيه خَاتَمُ النبوة مثل بيضة الحمامة، فأسلمتُ، ثم قلت له ذات يوم: يا رسول اللَّه أي قوم النصارى؟ قال: "لا خير فيهم"، وكنت أحبُّهم حُبًّا شديدًا لما رأيتُ من اجتهادهم. ثم إني سألته أيضًا بعد أيام: يا رسول اللَّه أي قوم النصارى؟ قال: "لا خير فيهم ولا فيمن يُحبُّهم". قلت في نفسي: وأنا واللَّه أحبُّهم. قال: وذاك واللَّه حين بعث السرايا، وجرَّد السيف، فَسَرِيَّةٌ تَدْخُلُ، وسَرِيَّةٌ تَخْرُجُ، والسيف يقطُرُ، قلت: يُحَدَّثُ بي الآن أنِّي أحبُّهم، فيبعثُ إليَّ فيضرب عُنُقي. فقعدت في البيت فجاءني الرسول ذات يوم فقال: يا سلمان أجب، قلت: من؟ قال: رسول اللَّه. قلت: هذا واللَّه الذي كنت أحذر، قلت نعم اذهب حتى ألحقك، قال: لا واللَّه حتى تجيء. وأنا أُحَدِّثُ نفسي أَنْ لو ذَهَبَ أَنْ أَفِرَّ. فانطلق بي، فانتهيت إليه، فلما رآني،
تَبَسَّمَ، وقال لي:"يا سلمانُ أَبْشِرْ، فقد فرَّج اللَّه عنك"، ثم تَلَا عليَّ هؤلاء الآيات: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ
(1)
الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54) وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ}
(2)
. قلت: والذي بعثك بالحقِّ لقد سمعتُه يقولُ: لو أدركتُه فأمرني أن أقع في النَّار لوقعتها، إنَّه نبيٌّ لا يقولُ إلَّا حقًّا، ولا يَأْمُرُ إلَّا بالحقِّ.
(9/ 198 - 202) في ترجمة (سَلَامة العِجْلِي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد رُوي من حديث ابن عبَّاس عن سلمان بإسناد قويٍّ، وبسياقٍ مختلف. وقد تقدَّم برقم (42).
ومَرَدُّ ضعف إسناده لجهالة صاحب الترجمة: (سَلَامة العِجْلِي) حيث لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، على عادته في توثيق المجهولين. وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(4/ 196) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(4/ 300) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 343) وقال: "شيخ يروي عن سلمان، روى عنه سِمَاك بن حَرْب".
4 -
"تاريخ بغداد"(9/ 198 - 202) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وقال: "سَمِعَ سلمان الفارسي وقدم عليه المَدَائن، وهو معدود في الكوفيين، روى
(1)
في المطبوع: "وأنه" وهو خطأ.
(2)
سورة القصص: الآيات 52 - 55.
عنه سِمَاك بن حَرْب".
5 -
وذكره الحافظ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(1/ 537) وقال: "لا يُعْرَفُ".
وفيه شيخ الطبراني: (أحمد بن داود المكِّي) لم أقف على من ترجم له.
و(سَمَاك بن حَرْب الذُّهْلِي)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 332):"صدوق، وروايته عن عِكْرِمَةَ خاصَّةً مضطربة، وقد تغيَّر بأَخَرَةٍ، فكان ربما يُلَقَّنُ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1312).
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه بطوله الطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 296 - 301) رقم (6110)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 197) باختصار شديد عن الطبراني من طريقه المتقدِّم.
وذكره الحافظ الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(1/ 534 - 537) ببعض اختصار، عن الطبراني كذلك، وقال:"غريب جدًّا، وسَلَامة لا يُعْرَفُ".
وقال في "تاريخ الإسلام" -السيرة النبوية- ص 110: "هذا حديث منكر غريب".
غريب الحديث:
قوله: "يَسُفُّ خُوصًا": سَفَّ الخُوصَ: نَسَجَهُ، كَأَسَفَّهْ. والسُّفَّةُ، بالضم: ما يُسَفُّ من الخُوص. والخُوصُ: وَرَقُ النَّخْلِ. انظر: "القاموس المحيط" مادة: (سفف)، ومادة:(خوص) ص 1059 وص 798.
قوله: "غَرِثْتَ": أي جِعْتَ. والتَّغْرِيثُ: التجويعُ. انظر: "القاموس المحيط" مادة: (غرث) ص 221.
* * *
1369 -
أخبرنا أحمد بن محمد العَتِيقي، أخبرنا عليّ بن عمر الحَرْبي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه سلمان بن إسرائيل بن جابر بن قَطَن بن حَبِيب بن أبي حَبِيب، حدَّثنا الحسن بن العلاء، حدَّثنا عبد الصمد بن حسان، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن محمد بن المُنْكَدِر،
عن جابر بن عبد اللَّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"المساجدُ سوقٌ من أسواق الآخرة، مَنْ دَخَلَهَا كان ضَيْفَ اللَّه، قِرَاهُ المغفرةُ، وتَحِيَّتُهُ الكَرَامَةُ، فعليكم بالرِّبَاحِ"
(1)
. فقيل يا رسول اللَّه: وما الرِّبَاحُ؟ قال: "الدُّعَاءُ، والرَّغْبَةُ إلى اللَّه تعالى".
(9/ 208) في ترجمة (سلمان بن إسرائيل بن جابر الخُجَنْدِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة: (سلمان بن إسرائيل بن جابر الخُجَنْدِيّ
(2)
أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(9/ 208) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
(1)
هكذا في المطبوع: "الرباح". وفي "الأمالي" للشَّجَري (1/ 225)، و"الكنز" (7/ 580):"الرِّتاع".
(2)
تَصَحَّفَ في "اللسان" إلى: "الجحدري". كما تَصَحَّفَ في حاشية "الفردوس" إلى: "الحجري". والتصويب من "الأنساب"(5/ 54)، وغيره.
2 -
"الأنساب"(5/ 54) وفيه عن الحاكم: "حُدِّثْنَا عنه بعجائب من الحكايات والأخبار".
3 -
"لسان الميزان"(3/ 77) -وهو من زوائده على "الميزان"-، ونقل الحافظ قول الحاكم السابق، ثم قال:"ومن عجائبه. . . " وساق الحديث المتقدِّم من ذات الطريق.
و(الحسن بن العلاء) هو: (العَنْبَرِيُّ) كما في "اللسان"(3/ 77)، و"أمالي الشَّجَري"(1/ 225)، وصُحِّفَ فيه الاسم إلى:"الحسن بن علي". ولم أقف على ترجمته.
و(عليّ بن عمر بن محمد الحَرْبي) يعرف بـ: (الحِمْيَرِيّ، والسُّكَّرِيّ، والصَّيْرَفِيّ، والكَيَّال). قال الحافظ الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(2/ 452): "مشهور صدوق، لَيَّنَهُ البَرْقَانِيُّ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1019).
و(عبد الصمد بن حسَّان المَرْوَرُّوْذِيّ الخُرَاسَاني أبو يحيى) ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 375) وقال: "ثقة".
2 -
"الجرح والتعديل"(6/ 51) وفيه عن أبي حاتم: "صالح الحديث صدوق".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 415) وقال: توفي سنة (211 هـ).
4 -
"الميزان"(2/ 620) وقال: "هو صدوق إن شاء اللَّه. يقال: تركهـ أحمد بن حنبل، ولم يصحَّ هذا. وقال البُخَاري: كتبت عنه وهو مُقَارِبٌ".
التخريج:
رواه أبو الحسين يحيى بن الحسين الشَّجَري في "الأمالي" (1/ 224 -
225)، من طريق عليّ بن عمر الحَرْبي، عن سلمان
(1)
بن إسرائيل، به.
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(4/ 216) رقم (6653) عن جابر مختصرًا.
وفي حاشية "الفردوس" نقلًا عن "زهر الفردوس" لابن حَجَر (4/ 98)، أنَّ الحاكم قد رواه عن أحمد بن الخضر الشَّافِعِي، عن سلمان (1) بن إسرائيل، به.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(7/ 580) رقم (20348) إلى: الحَرْبي في "فوائده"، والحاكم في "تاريخه"، والضياء المَقْدِسي.
* * *
1370 -
أخبرنا محمد بن عمر النَّرْسِيّ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدَّثنا جعفر بن محمد بن كُزَال، حدَّثنا حمَّاد بن محمد أبو محمد الفَزَارِيّ، حدَّثنا سَوَّار بن مصعب، عن كُلَيْب بن وَائِل، عن نافع،
عن ابن عمر قال: نزل جبريل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وفي يده شبه مِرْآة فيها نُكْتَةٌ سوداء، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"يا جبريلُ ما هذه"؟ قال: هذه الجُمُعَةُ.
(9/ 208) في ترجمة (سَوَّار بن مصعب الهَمْدَاني الأَعْوَر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والحديث روي عن أنس رضي الله عنه من طرقٍ كثيرة يصحُّ بمجموعها.
ففي إسناده صاحب الترجمة: (سَوَّار بن مصعب الهَمْدَاني المُؤَذِّن الكوفي أبو عبد اللَّه)، وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (645).
(1)
في الأصل: "سليمان"، وهو تصحيف، والتصويب من "تاريخ بغداد"(9/ 208)، و"الأنساب"(5/ 54).
كما أنَّ فيه: (حمَّاد بن محمد بن عبد اللَّه الفَزَاري أبو محمد)، وهو ضعيف. وقد سبقت ترجمته في حديث (1192).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 461) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (سَوَّار) و (حمَّاد).
والحديث روي عن أنس من طرق يصحُّ بمجموعها. وقد تقدَّم الكلام، عليه مطوَّلًا في حديث (444).
* * *
1371 -
أخبرنا الحسن بن عليّ الجَوْهَري، حدَّثنا أحمد بن عليّ بن محمد بن أحمد بن الجَهْم الكاتب، حدَّثنا سَوَّار بن أبي شُرَاعة البَصْري، حدَّثنا الرِّيَاشِي، حدَّثني زُفَر بن هُبَيْرَة المَازِني، عن ابن أبي الزِّنَاد، عن أبيه،
عن عائشة قالت: ما رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُجِلُّ أَحَدًا ما يُجِلُّ العبَّاس رضي الله عنه.
(9/ 212) في ترجمة (سَوَّار بن أبي شُرَاعة القَيْسِيّ البَصْري أبو الفَيَّاض).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (سَوَّار بن أبي شُرَاعة) لم يذكره الخطيب بجرح أو تعديل، وقال:"كان صاحب أخبار وآداب". ولم أقف على من ذكره بجرح أو تعديل.
و (زُفَر بن هُبَيْرَة المَازِني) لم أقف على من ترجم له مع شدة البحث عنه.
و (الرِّيَاشِيّ) هو: (عبَّاس بن الفَرَج البَصْرِي النَّحْوِي أبو الفضل): ثقة حافظ أديب نَحْوي، استشهد بأيدي الزَّنْج سنة سبع وخمسين ومائتين. انظر ترجمته في:
"تاريخ بغداد"(12/ 138 - 140)، و"السِّيَر"(12/ 372 - 376)، و"التهذيب"(5/ 124 - 125)، و"التقريب"(1/ 398).
و(ابن أبي الزِّنَاد) هو: (عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن ذَكْوَان المَدَني): صدوق تغيَّر حفظه لما قدم بغداد، وضَعَّفَ بعضهم روايته عن أبيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (856).
التخريج:
رواه أبو بكر الشَّافِعِي في "فوائده" -المشهورة باسم: "الغَيْلَانِيَّات"- (1/ 214) رقم (266)، من طريق العبَّاس بن الفرج الرِّيَاشِيّ، عن زُفَر بن هُبَيْرَة، عن ابن أبي الزِّنَاد، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:"ما رأيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُجِلُّ أَحَدًا ما يُجِلُّ العبَّاسَ أو يُكْرِمُ العبَّاس".
وعن أبي بكر الشَّافِعِي من طريقه المتقدِّم، رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ص 157.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ص 157 عن الخطيب البغدادي من طريقه المتقدِّم، وقال:"كذا قال، وإنَّما يرويه زُفَر، عن ابن أبي الزِّنَاد، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه".
كما رواه في ص 157 منه، من طريق أبي سعيد بن الأَعْرَابي، عن سهل بن أحمد الوَاسِطي، عن العبَّاس بن الفَرَج الرِّيَاشِيّ، عن زهير بن هُبَيْرَة المازني، عن ابن أبي الزِّنَاد، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة قالت:"ما رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُكْرِمُ أَحَدًا إكْرَامَهُ العبَّاس".
قال ابن عساكر: "الصَّواب: زُفَر بن هُبَيْرَة".
ومن الطريق المتقدِّم عن سهل الوَاسِطي، عن العبَّاس بن الفَرَج الرِّيَاشِيّ، به، رواه الحافظ الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء" (12/ 375 - 376). ووقع في الإِسناد عنده:"زيد بن هُبَيْرَة المازني". ولم يتكلَّم محققه عليه بشيء، عدا قوله:"زيد بن هُبَيْرَة لم أقف له على ترجمة".
* * *
1372 -
أنبأنا الحسين بن عمر بن بَرْهَان الغَزَّال، حدَّثنا عبد الباقي بن قَانِع، حدَّثنا خَلَف بن عمرو العُكْبَري، حدَّثنا المُعَلَّى بن مهدي، حدَّثنا سِنَان بن البُخْتَرِي -شيخ من أهل المَدِينة قدم علينا بغداد-، عن عبيد اللَّه بن أبي حُمَيْد -كذا قال-، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَادَ أعمى أربعينَ خُطْوَةً، غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ".
(9/ 214) في ترجمة (سِنَان بن البَخْتَرِيّ المَدِينيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقال الحافظ ابن حَجَر: هذا الحديث ضعيف جدًّا، ولا يثبت في هذا شيء.
ففيه (عبيد اللَّه بن أبي حُمَيْد) وهو (محمد بن أبي حُمَيْد إبراهيم الزُّرَقِي الأنصاري المَدَني أبو إبراهيم، ولقبه حمَّاد)، قال ابن الجَوْزي في "الموضوعات" (2/ 177): "قوله: عبيد اللَّه بن أبي حُمَيْد، تدليس. وإنَّما هو محمد بن أبي حُمَيْد). وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 512) وقال: "ليس بشيء"، وقال مرَّةً:"ليس حديثه بشيء".
2 -
"العلل" لأحمد بن حنبل (1/ 415) وقال: "أحاديثه أحاديث مناكير".
3 -
"التاريخ الكبير" للبخاري (1/ 70) وقال: "منكر الحديث".
4 -
"أحوال الرجال" للجُوْزَجَاني ص 130 رقم (216) وقال: "واهي الحديث، ضعيف".
5 -
"الجرح والتعديل"(7/ 233 - 234) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث ضعيف الحديث. . . يروي عن الثقات المناكير". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".
6 -
"المغني"(2/ 573) وقال: "ضعَّفوه".
7 -
"التقريب"(2/ 156) وقال: "ضعيف، من السابعة"/ ت ق.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة: (سِنَان بن البَخْتَرِيّ المَدِينيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و (المُعَلَّى بن مهدي): صدوق يأتي أحيانًا بالمناكير. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (645).
و (عبد الباقي بن قَانِع بن مرزوق البغدادي أبو الحسين): وثَّقه الخطيب وَرَدَّ على شيخه البَرْقَاني في تضعيفه له. وقد تغيَّر بأَخَرَةٍ. وسبقت ترجمته في حديث (176).
وباقي رجال الإِسناد ثقات.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (691).
* * *
1373 -
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا عيسى بن حامد بن بِشْر القاضي، حدَّثني سُهَيْل بن إبراهيم المَرْوَزِيّ -في دَرْبِ المُفَضَّل-،
حدَّثنا أبو ثابت مُشَرَّف بن أَبَان، حدَّثنا عمرو بن جَرِير البَجَلِي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَظَرَ إلى أخيهِ المُسْلِمِ نَظْرَةً مُخِيفَةً مِنْ غَيْرِ حَقٍّ، أَخَافَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامِةِ".
(9/ 222 - 223) في ترجمة (سهيل بن إبراهيم المَرْوَزِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (عمرو بن جَرِير البَجَلِي الكوفي أبو سعيد) وهو متروك، وكذَّبه أبو حاتم الرَّازي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (199).
وصاحب الترجمة: (سهيل بن إبراهيم المَرْوَزِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في: "العلل المتناهية"(2/ 281 - 282) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، قال الدَّارَقُطْنِيُّ: عمرو بن جَرِير متروك".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 840) إلى الخطيب وحده عن أبي هريرة.
وعزاه المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(3/ 484) إلى أبي الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني.
أقول: للحديث شاهد من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا بلفظ حديث أبي هريرة، رواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(6/ 50) رقم (7468) -ط بيروت-، والطبراني في "الكبير" -كما في "الترغيب والترهيب" (3/ 484) -. وليس عند البيهقي قوله:"من غير حقٍّ".
وفي إسناد البيهقي (عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعَم الإِفْرِيقي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (227).
وقد نقل المُنَاوي في "فيض القدير"(6/ 233) تضعيف الإِمام المنذري لحديث عبد اللَّه بن عمرو هذا.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 233): "رواه الطبراني عن شيخه أحمد بن عبد الرحمن بن عقال، ضعَّفه أبو عَرُوبَة".
ومسند (عبد اللَّه بن عمرو بن العاص) ليس في "المعجم الكبير" المطبوع، لفقدانه من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
وقد وَهِمَ محقق "العلل" لابن الجَوْزي (2/ 281) حيث قال بعد أن أشار لحديث الطبراني عن ابن عمرو: "وفيه سَوَّار بن مصعب، متروك كما في "الفيض" (6/ 233) ". فإنَّ هذا الذي نقله عن "فيض القدير" في (سَوَّار بن مصعب)، إنَّما نقله صاحب "الفيض" عن الإِمام الهيثمي في حديث آخر رواه الطبراني في "الأوسط" عن ابن عمر
(1)
مرفوعًا: "من نظر إلى أخيه نظر مودة، لم يكن في قلبه عليه إحْنَةٌ، لم يطرف حتَّى يُغْفَرَ له ما تقدَّم من ذنبه".
* * *
1374 -
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه السَّرَّاج -بِنَيْسَابُور-، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا العبَّاس بن محمد الدُّوري، حدَّثنا سَوْرَة بن الحَكَم -صاحب الرأي- قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن حَبِيب بن أبي ثابت، عن عطاء،
(1)
وقع في "فيض القدير"(6/ 233): أنَّ الطبراني قد رواه في "الأوسط" عن (عبد اللَّه بن عمرو بن العاص)، وهو خطأ، صوابه:(عبد اللَّه بن عمر بن الخَطَّاب)، كما في:"مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(8/ 214) رقم (4990)، و"مجمع الزوائد"(10/ 275).
عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"عَرَفَاتُ كُلُّهَا مُوْقِفٌ، والمُزْدَلِفَةُ مُوْقِفٌ".
(9/ 227) في ترجمة (سَوْرَة بن الحَكَم البغدادي).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات عدا صاحب الترجمة: (سَوْرَة بن الحَكَم البغدادي) حيث لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(4/ 327) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا أيضًا.
وكذا شيخ الخطيب (عبد الرحمن بن محمد السَّرَّاج أبو القاسم)، ترجم له الذَّهَبِيّ في "العِبَر" (2/ 235) وقال:"كان من جلّة العلماء". كما ترجم له السُّبْكِيّ في "طبقات الشافعية الكبرى"(5/ 116) وقال: "كان إمامًا جليلًا".
والحديث صحيح من طرق أخرى.
التخريج:
رواه الطبراني مطوَّلًا في "المعجم الكبير"(11/ 119) رقم (11231)، من طريق مَعْن بن عيسى، عن عبد الرحمن أبي بكر المُلَيْكِي، عن ابن أبي مُلَيْكَة، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ: "عَرَفَةُ كُلُّها مَوْقِفٌ وارتفعوا عن بَطْنِ عُرَنَةَ
(1)
، والمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مُوْقِفٌ، وارتفعوا عن بَطْنِ مُحَسِّرٍ".
أقول: في إسناده (عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد اللَّه بن أبي مُلَيْكَة المَدَني) وهو ضعيف كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 474). وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(6/ 146).
ورواه الطبراني في "الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد
(1)
تَصَحَّفَ في "المعجم الكبير" إلى: "عرفه".
المعجمين" (3/ 245 - 246) رقم (1760) -، من طريق محمد بن جابر، عن يعقوب بن عطاء بن أبي رَبَاح، عن أبيه، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ: "كُلُّ مُزْدَلِفَةَ مَشْعَرٌ، وارتفعوا عن بَطْنِ عُرَنَةَ، وكُلُّ عَرَفَاتٍ موقفٌ، وارتفعوا عن واد مُحَسِّرٍ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 251) بعد أن عزاه له: "وفيه محمد بن جابر الجُعْفِيّ وهو ضعيف وقد وثِّق".
وانظر: "المعجم الكبير" رقم (11001) و (11005) و (11399) و (11408) و (11570)، في طرق وألفاظ حديث ابن عبَّاس.
ورواه البزَّار في "مسنده"(2/ 28) رقم (1127) -من كشف الأستار-، من طريق سفيان بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"عَرَفَةُ كُلُّهَا موقفٌ، ومِنَى كُلُّها مَنْحَرٌ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 251) بعد أن عزاه له: "رجاله ثقات".
وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(3/ 244)، و"مجمع الزوائد"(3/ 251)، و"التخليص الحَبِير"(2/ 255).
ومن هذه الشواهد ما رواه مسلم في الحج، باب ما جاء أن عَرَفَة كلها موقف (2/ 893) رقم (1218)، وأبو داود في الحجّ، باب صفة حجَّة النبيِّ صلى الله عليه وسلم (2/ 465) رقم (1907)، وباب الصلاة بِجَمْعِ (2/ 478 - 479) رقم (1936، و 1937)، عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا: "نَحَرْتُ هاهنا، ومِنَى كلُّها مَنْحَرٌ، فانحروا في رِحَالِكُمْ، ووقفتُ هاهنا، وعَرَفَةُ كُلُّها مَوْقِفٌ، ووقفتُ هاهنا، وجَمْعٌ
(1)
كُلُّها مَوْقِفٌ". واللفظ لمسلم.
* * *
(1)
قال ابن الأثير في "النهاية"(1/ 296): "جَمْعٌ: عَلَمٌ للمُزْدَلِفَةِ".
1375 -
أخبرنا عليّ بن أبي عليّ، حدَّثنا أبو غانم محمد بن يوسف الأَزْرَق، حدَّثنا أبي قال: حدَّثنا جدِّي، حدَّثنا سَمُرَة بن حُجْر أبو حُجْر الخُرَاساني، عن حمزة النَّصِيبي، عن ابن أبي مُلَيْكَة،
عن عائشة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"المَرْأَةُ لآخِرِ أَزْوَاجِهَا".
(9/ 228) في ترجمة (سَمُرَة بن حُجْر الخُرَاساني أبو حُجْر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقد صَحَّ من حديث أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه.
ففيه (حمزة بن أبي حمزة الجُعْفِيّ الجَزَرِيّ النَّصِيْبِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 134 - 135) وقال: "ليس يساوي فَلْسًا".
2 -
"التاريخ الكبير"(3/ 53) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 84 رقم (141) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الجرح والتعديل"(3/ 210) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث، منكر الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث". وقال أحمد: "مطروح الحديث".
5 -
"المجروحين"(1/ 269 - 270) وقال: "ينفرد عن الثقات بالأشياء الموضوعات كأنَّه متعمِّد لها، لا تحلُّ الرواية عنه".
6 -
"الكامل"(2/ 785 - 787) وقال: "كلُّ ما يرويه أو عامّته مناكير موضوعة، والبلاء منه، ليس ممن يروي عنه، ولا ممن يروي هو عنهم".
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 190 رقم (181).
8 -
"التهذيب"(3/ 28 - 29) وفيه عن الحاكم: "يروي أحاديث موضوعة". وقال ابن عدي: "يضع الحديث".
9 -
"التقريب"(1/ 199) وقال: "متروك، مُتَّهَمٌ بالوضع، من السابعة"/ ت.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة: (سَمُرَة بن حُجْر الخُرَاسَاني أبو حُجْر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(ابن أبي مُلَيْكَة) هو (عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن أبي مُلَيْكَة التَّمِيميّ المَدَني): ثقة فقيه كثير الحديث، أدرك ثلاثين من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، خرَّج له الستة، وتوفي عام (117 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(5/ 88 - 90)، و"التهذيب"(5/ 306 - 307)، و"التقريب"(1/ 431).
التخريج:
لم يروه عن عائشة رضي الله عنها غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 444) إليه وحده.
وقد صَحَّ من حديث أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه، رواه أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "طبقات المحدِّثين بأَصْبَهَان والواردين عليها"(4/ 36) رقم (806)، عن أحمد بن إسحاق الجَوْهَرِيّ، حدَّثنا إسماعيل بن زُرَارَة، حدَّثنا أبو المَلِيح الرَّقِّي، عن ميمون بن مِهْرَان، عن أُمِّ الدَّرْدَاء، عن أبي الدَّرْدَاء، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ المرأةَ لآخِرِ أَزْوَاجِهَا".
أقول: إسناده حسن من أجل (إسماعيل بن عبد اللَّه بن زُرَارَة) فإنَّه صدوق كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 71) -وانظر: "تهذيب الكمال"(3/ 119 - 123)، و"التهذيب"(1/ 308 - 309) -، وقد تابعه (إسماعيل بن عبد اللَّه بن خالد القُرَشِي) -وهو صدوق كما في "التقريب"(1/ 71) - عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(19/ 560) -مخطوط-. وباقي رجال الإِسناد ثقات.
ورواه أبو يعلى في "مسنده الكبير" -كما في "المطالب العالية" لابن حَجَر (2/ 67 - 68) رقم (1673) -، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(19/ 560) -مخطوط-، من طريق إسماعيل بن عبد اللَّه بن خالد القُرَشِي، عن أبي المَلِيْح، به، بنحو رواية الطبراني الآتية.
وإسناده حسن. وقال البُوصِيري -كما في حاشية "المطالب"-: رجاله ثقات.
ورواه الطبراني في "الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (4/ 224 - 225) رقم (2377) -، من طريق أبي بكر بن عبد اللَّه بن أبي مريم، عن عطية بن قيس الكِلَابي قال:"خطب معاوية بن أبي سفيان أُمَّ الدَّرْدَاء بعد وفاة أبي الدَّرْدَاء، فقالت أُمُّ الدَّرْدَاء: إنِّي سمعت أبا الدَّرْدَاء يقول سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أيما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده، فهي لآخر أزواجها". وما كنت لأختار على أبي الدَّرْدَاء. فكتب إليها معاوية: فعليك بالصوم فإنه محسمة".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 270): "رواه الطبراني في الكبير" و"الأوسط"، وفيه أبو بكر بن أبي مريم وقد اختلط".
أقول: الحديث بمجموع طرقه صحيح، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
1376 -
أخبرنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن أبي عمر بن قيصر الضَّبِّيّ -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن نُسَيْر، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن عبد اللَّه بن سليمان الحَضْرَمِي، حدَّثنا سُوَيْد، حدَّثنا ابن أبي الرِّجَال، حدَّثنا أبن أبي رَوَّاد، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ في دِيْنِنَا بِرَأْيِهِ فَاقْتُلُوهُ".
(9/ 229) في ترجمة (سُوَيْد بن سعيد بن سهل الهَرَويّ الحَدَثَانِيّ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وقد وَهِمَ (سُوَيْد) في روايته له عن (ابن أبي الرِّجَال)، وهو إنَّما يرويه عن إسحاق بن نَجِيح المَلَطي، عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، كما تقدَّم بيانه في حديث (947).
و(إسحاق المَلَطي): "دجَّالٌ من الدجاجلة، كان يضع الحديث على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صراحًا" كما قال ابن حِبَّان في ترجمته من "المجروحين"(1/ 134). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (148).
و(سُوَيْد) هو (ابن سعيد بن سهل الهَرَوي الحَدَثَاني) صاحب الترجمة، قال الحافظ عنه في "التقريب" (1/ 340):"صدوق في نفسه، إلَّا أنَّه عَمِيَ فصار يَتَلَقَّنُ ما ليس من حديثه، وأفحشَ فيه ابن مَعِين القول". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (947).
و(ابن أبي الرِّجَال) هو (عبد الرحمن بن أبي الرِّجَال الأنصاري المَدَني): ثقة ربما أخطأ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (947).
و(ابن أبي رَوَّاد) هو (عبد العزيز بن أبي رَوَّاد): صدوق عابد ربما وَهِمَ. قال ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 136): "روى عن نافع أشياء لا يَشُكُّ من الحديث صناعته إذا سمعها أنَّها موضوعة، كان يحدِّث بها توهمًا لا تعمدًا". وقد سبقت ترجمته في حديث (511).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (947).
* * *
1377 -
أخبرنا محمد بن عمر النَّرْسِيّ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثنا إسحاق بن الحسن الحَرْبِي، حدَّثنا سُلَيْم بن منصور، حدَّثني أبي، عن بشير بن طلحة الجُذَامِي.
وأخبرني عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، أخبرنا جعفر الخُلْدِيّ، حدَّثنا عبيد بن خَلَف البزَّار، حدَّثنا الحسن بن الصَّبَّاح البزَّار، حدَّثنا سُليم بن منصور بن عمَّار، حدَّثني أبي قال: حدَّثني بشير
(1)
بن طلحة الجُذَامِي، عن خالد بن دُرَيْك
(2)
،
عن يعلى بن أُمَيَّة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"تقولُ النَّارُ يومَ القِيَامَةِ للمُؤْمِنِ جُزْ يَا مُؤْمِنُ، فقد أَطْفَأَ نُورُك لَهَبِي".
(9/ 231 - 232) في ترجمة (سُلَيْم بن منصور بن عمَّار المَرْوَزِيّ أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
وقد سبق الكلام عليه في حديث (7338).
و (يعلى بن أُمَيَّة) هو (ابن أبي عُبَيْدَة التَّمِيمي)، ويُعْرَفُ كذلك بـ (يَعْلَى بن مُنْيَة بنت غزوان) -و (مُنْيَةُ) هي أُمُّهُ-: أسلم يوم الفتح وحسن إسلامه، وشَهِدَ
(1)
في المطبوع: "بشر". والتصويب من "الجرح والتعديل"(2/ 375)، وغيره.
(2)
في المطبوع: "دويك" بالواو. والتصويب من "تهذيب الكمال"(8/ 53)، و"التقريب"(1/ 212).
الطائف وتَبُوك، وأخرج له الستة، وتوفي سنة بضع وأربعين. انظر ترجمته في:"سِيَر أعلام النبلاء"(3/ 100 - 101)، و"الإصابة"(3/ 668 - 669)، و"التقريب"(2/ 377).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (738).
* * *
1378 -
أخبرنا أحمد بن محمد العَتِيقي، حدَّثنا عمر بن محمد بن عليّ النَّاقِد، حدَّثنا أحمد بن الحسين بن إسحاق الصُّوفي قال: سمعت سُلَيْم بن منصور بن عمَّار يقول: حدَّثني هِقْل بن زياد، عن الأَوْزَاعِيّ، عن خالد بن دُرَيْك، عن بشير بن طلحة،
عن يَعْلَى بن أُمَيَّة قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ النَّارَ يومَ القِيَامَةِ لَتَقُولُ للمؤمنِ: يا مُؤْمِنُ جُزْ، فقد أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِي".
(9/ 233) في ترجمة (سُلَيْم بن منصور بن عمَّار المَرْوَزِيّ أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
وقد سبق الكلام عليه في حديث (738).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (738).
* * *
1379 -
أخبرنا الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ،
حدَّثنا سَمْعَان بن مُسَبِّح الْكِسِّيّ
(1)
-قدم علينا-، حدَّثنا الرَّبيع بن حسَّان الْكِسِّيّ (1)، حدَّثنا يحيى بن عبد الغفَّار، حدَّثنا محمد بن سعيد، حدَّثنا سليمان النَّخَعِيّ، عن أبي حازم،
عن سهل بن سعد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نِيَّةُ المُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ، وَعَمَلُ الكَافِرِ خَيْرٌ مِنْ نِيَّتِهِ، وكُلٌّ يَعْمَلُ على نِيَّتِهِ".
(9/ 237) في ترجمة (سَمْعَان بن مُسَبِّح الْكِسِّيّ أبو سعيد).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد ورد من طرق أخرى ضعيفة.
ففيه (سليمان بن عمرو بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ الكوفي أبو داود)، قال الحافظ ابن حَجَر في ترجمته من "لسان الميزان" (3/ 99):"الكلام فيه لا يحصر، فقد كذَّبه ونسبه إلى الوضع من المتقدِّمين والمتأخِّرين ممَّن نُقِلَ كلامهم في الجرح والعدالة فوق الثلاثين نَفْسًا". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (529).
لكن قد تابعه -كما سيأتي-: (يحيى بن قيس الكِنْدِي). و (يحيى) هذا، ترجم له البُخَارِيُّ في "التاريخ الكبير"(8/ 299)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(9/ 182)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"(7/ 608) على عادته في توثيق المجهولين، ولذا قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 356):"كوفي مستور، من السادسة"/ خت.
كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (سَمْعَان بن مُسَبِّح الْكِسِّيْ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
(1)
نسبة إلى بلدة بما وراء النهر، يقال لها: كِسّ، والنسبة إليها كِسِّيّ، غير أنَّ المشهور كَشّ بفتح الكاف، والشين المنقوطة:"الأنساب"(10/ 429).
و (أبو حازم) هو (سَلَمَة بن دينار الأَعْرَج المَدَني): تابعي ثقة عابد زاهد حكيمٌ، وهو رَاوِيَةُ سيدنا سهل بن سعد السَّاعِدِيّ رضي الله عنه، وقد أخرَّج له الستة، وتوفي في خلافة المنصور. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(11/ 272 - 279)، و"السِّيَر"(6/ 96 - 103)، و"التهذيب"(4/ 143 - 144)، و"التقريب"(1/ 316).
التخريج:
رواه الطبراني في "الكبير"(6/ 228 - 229) رقم (5942)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 255)، من طريق حاتم بن عبَّاد بن دينار الحَرَشي، عن يحيى بن قيس الكِنْدي، عن أبي حازم، عنه، به.
قال أبو نُعَيْم: "هذا حديث غريب من حديث أبي حازم وسهل، لم نكتبه إلَّا من هذا الوجه".
وعندهما زيادة في آخره هي: "فإذا عَمِلَ المؤمنُ عَمَلًا ثَارَ في قَلْبِهِ نُورٌ".
قال الهيثمي في "المجمع"(1/ 61) بعد أن عزاه للطبراني: "رجاله موثَّقون إلَّا حاتم بن عبَّاد بن دينار الجرشي
(1)
لم أر من ذكر له ترجمة".
وقال في (1/ 109) منه: "رواه الطبراني وفيه حاتم بن عبَّاد بن دينار، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
أقول: تقدَّم أنَّ (يحيى بن قيس الكِنْدِيّ) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، وقال الحافظ ابن حَجَر عنه:"مستور".
وقال الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(4/ 366): رواه
(1)
هكذا في "المجمع": "الجرشي" بالجيم المعجمة. وفي "المعجم الكبير": بالحاء المهملة. ولم أقف على ترجمته، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
الطبراني من حديث سهل بن سعد ومن حديث النَّوَّاس بن سَمْعَان، وكلاهما ضعيف".
وللحديث شواهد تُكُلِّمَ فيها، انظرها في:"المقاصد الحسنة" للسَّخَاويّ ص 450، و"الدُّرر المنتثرة" للسُّيُوطِيّ ص 179 رقم (425)، و"الفوائد المجموعة" للشَّوْكَانِيّ ص 250، و"الأسرار المرفوعة" للقَاري ص 256، رقم (1019) و (1020).
وقال السَّخَاوِيُّ في "المقاصد" بعد أن أشار لبعض شواهده: "وهي وإن كانت ضعيفة فبمجموعها يتقوَّى الحديث، وقد أَفْرَدْتُ فيه وفي معناه جزءًا".
* * *
1380 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا شُعَيْب بن أيوب، حدَّثنا معاوية بن هشام، حدَّثنا سفيان، عن محمد بن المُنْكَدِر،
عن جابر قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "العَيْنُ تَدْخِلُ الرَّجُلَ القَبْرَ، والجَمَلَ القِدْرَ".
(9/ 244) في ترجمة (شُعَيْب بن أيوب بن رُزَيْق الصَّرِيْفِيْنِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات عدا صاحب الترجمة (شُعَيْب بن أيوب الصَّرِيْفِيْنِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 309) وقال: "يخطئ ويدلِّس، كُلُّ ما في حديثه من المناكير دلسة". أقول: لكنه هنا يصرِّح بالتحديث.
2 -
"تاريخ بغداد"(9/ 244 - 245) وفيه عن أبي داود: "إنِّي لأخاف اللَّه في الرواية عن شُعَيْب بن أيوب الصَّرِيْفِيْنِيّ". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "ثقة".
أقول: كلام أبي داود ظاهره أنَّه جَرْحٌ، وقد روى عنه في "السنن" حديثًا في الحجِّ، وآخر في الزهد، كما في "التهذيب"(4/ 348 - 349)، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
3 -
"الكاشف"(2/ 11) وقال: "وثِّق".
4 -
"التهذيب"(4/ 348 - 349) وفيه عن الحاكم: "ثقة مأمون".
5 -
"التقريب"(1/ 351) وقال: "صدوق يدلِّس، من الحادية عشرة"/ د.
فالظَّاهر أنَّ الإِسناد حسن، لكن ذَكَرَ الخطيب عقب روايته للحديث نقلًا عن الحافظ أبي نُعَيْم عبد الملك بن محمد بن عدي الإِسْتِرَابَاذِيّ قوله -بعد أن أشار لروايته له عن شُعَيْب بإسناده نحوه-:"وحدَّث سفيان هذا عن محمد بن المُنْكَدِر، ويقال: إنَّه غلط، وإنَّما هو عن معاوية، عن عليّ بن عليّ، عن ابن المُنْكَدِر، عن جابر".
وفي "المقاصد الحسنة" ص 294، تتمة لكلام أبي نُعَيْم ابن عدي، هي:"قال إسماعيل الصَّابوني: وبلغني أنَّه قيل له: ينبغي أَنْ تُمْسِكَ عن هذه الرواية، فَفَعَلَ".
وقد أشار الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 275) في ترجمة (شُعَيْب) للحديث، وقال:"مُنْكَرٌ".
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني في "حِلْيَة الأولياء"(7/ 90)، عن عبد اللَّه بن محمد بن جعفر، عن أحمد بن يحيى بن زهير، عن شُعَيْب بن أيوب، به؛ وقال:"غريب من حديث الثَّوْري، تفرَّد به معاوية".
ورواه ابن عدي -أبو أحمد عبد اللَّه- في "الكامل"(5/ 1831) -في
ترجمة (عليّ بن أبي عليّ اللَّهَبِي الهاشمي المَدَني) -، من طريق ابن أبي فُدَيْك، عن عليّ بن أبي عليّ الهاشمي، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر مرفوعًا بلفظ:"إنَ العَيْنَ لَتُورِدُ المَرْءَ القَبْرَ، والجَمَلَ القِدْرِ، وإنَّ أَكْثَرَ هَلَاكِ أُمَّتي في العَيْن أو النفس -قال: أشكُّ فيهما-".
أقول: في إسناده (عليّ بن أبي عليّ اللَّهَبِيّ الهاشمي)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (3/ 147 - 148) وقال:"له مناكير، قاله أحمد. وقال أبو حاتم والنَّسَائِي: متروك. وقال ابن مَعِين: ليس بشيء". وقال ابن عدي في "الكامل"(5/ 1831): "وهذه الأحاديث التي أمليتها لعليّ بن أبي عليّ عن محمد بن المُنْكَدِر عن جابر وغيره، كُلُّها غير محفوظة، وله غير ما ذكرت من الحديث، وكلُّه يشبه بعضه بعضًا".
وقد ثَبَتَ في السُّنَّة المُطَهَّرَة أنَّ العَيْنَ حَقٌّ، فقد روى مسلم في السلام، باب الطب والمرض والرُّقَي (4/ 1719) رقم (2188)، وغيره، عن ابن عبَّاس مرفوعًا:"العَيْنُ حَقٌّ، ولو كان شيءٌ سَابِقٌ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ، وإذا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا"
(1)
.
والشطر الأول من حديث ابن عبَّاس: "العَيْنُ حَقٌّ"، رواه البُخَاري في الطب، باب العين حق (10/ 203) رقم (5740)، ومسلم في الموضع السابق برقم (2187)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
* * *
1381 -
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد القِرْمِيْسِيْنِيّ، حدَّثنا إبراهيم بن الحسين الدِّمَشْقِيّ، حدَّثنا شُعَيْب بن أحمد البغدادي، حدَّثني جدِّي:
(1)
قال ابن الأثير في "جامع الأصول"(7/ 583) في تفسير ذلك: "كان من عادتهم: أنَّ الإنسان إذا أصابته العَيْنُ مِنْ أحدٍ جاء إلى العَائِن، فَجُرِّدَ من ثيابه، وغسل جسده ومعاطفه ووجهه وأطرافه، وأخذ المَعِينُ ذلك الماء فصبَّه عليه، فيبرأ بإذن اللَّه تعالى". وانظر في فقه المسألة: "فتح الباري"(10/ 204 - 205) في كتاب الطب، باب العين حق.
عبد الحميد بن صالح، عن بُرْد، عن مَكْحُول، عن الأَصْبَغ بن نُبَاتَة، عن الحسن بن عليّ،
عن عائشة قالت: دَخَلَ عليّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال لي: "يا عائشة اغسلي هذين البُرْدَيْنِ"، قالت: فقلت بأبي وأُمِّي يا رسول اللَّه بالأمس غسلتهما. فقال لي: "أمَّا عَلِمْتِ أَنَّ الثَّوْبَ يُسَبِّحُ، فإذا اتسخَ انقطعَ تسبيحُهُ".
(9/ 245) في ترجمة (شُعَيْب بن أحمد البغدادي).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده صاحب الترجمة (شُعَيْب بن أحمد البغدادي)، قال الخطيب عنه: "روى عن جَدِّه عبد المجيد
(1)
بن صالح حديثًا منكرًا". وساق له الحديث المتقدِّم.
وقال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص الواهيات" -كما في "تنزيه الشريعة"(2/ 277) -: "مجهول، وهو الآفة"
(2)
.
وترجم له في "الميزان": (2/ 275) وذكر له الحديث السابق وقال: "باطل". وتابعه ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 145 - 146).
كما أنَّ في إسناده (أَصْبَغ بن نُبَاتَة التَّمِيمي الحَنْظَلِي الكوفي) وهو متروك، وكذَّبه أبو بكر بن عيَّاش وابن حِبَّان، وكان يقول بالرَّجْعَةِ. وستأتي ترجمته في حديث (2163).
و(بُرْد) هو: (ابن سِنَان الشَّامي أبو العلاء)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في
(1)
هكذا في المطبوع: "عبد المجيد". وفي سياق إسناد الحديث المتقدِّم، ذكره باسم:"عبد الحميد".
(2)
يعني المُتَّهَمُ بوضع حديث السيدة عائشة رضي الله عنها.
"التقريب"(1/ 95): "صدوق رُمي بالقدر، من الخامسة"/ بخ 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال" (4/ 43 - 46)، و"التهذيب" (1/ 428 - 429).
و (مَكْحُول) هو (الشَّامي أبو عبد اللَّه): عالم أهل الشام، تابعي ثقة فقيه مشهور، خرَّج له مسلم والأربعة، وتوفي سنة بضع عشرة ومائة. انظر ترجمته في:"سِيَر أعلام النبلاء"(5/ 155 - 160)، و"تهذيب التهذيب"(10/ 289 - 293)، و"التقريب"(2/ 273).
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 426 - 427) -مخطوط-، وابن الجَوْزي في "العلل"(2/ 195)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
قال ابن الجَوْزي بعد أن نقل عن الحافظ الخطيب قوله السابق: "منكر": "كأنَّه -يعني الخطيب- اتَّهَمَ به شُعَيْبًا، على أنَّ الأَصْبَغ ليس بشيء. . . . ".
وذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(2/ 277) -وهو من زياداته على السُّيُوطِيّ وابن الجَوْزي-، وعزاه للخطيب، ونقل عنه قوله فيه:"منكر"، ثم قال:"لو لم يقل فيه إلَّا ذلك، لكان ينبغي أنْ لا يَدْخُلَ في الموضوعات، لكن الذَّهَبِيَّ قال في "الميزان": باطل. وقال في "تلخيص الواهيات": فيه شُعَيْب بن أحمد البغدادي، مجهول، وهو الآفةُ، واللَّهُ تعالى أعلم".
كما أدرجه الشَّوْكَانِيُّ رحمه الله في كتابه: "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 193. وذكر محققه العلَّامة اليماني رحمه الله، أنَّ السُّيُوطِيَّ أورده في "ذَيْل الموضوعات".
* * *
1382 -
حدَّثنا شُعَيْب بن يوسف -من لفظه-، حدَّثنا محمد بن إسماعيل بن العبَّاس الورَّاق -إملاءً-، حدَّثنا عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث
-إملاءً-، حدَّثنا أبو بكر إسحاق بن إبراهيم شَاذَان، حدَّثنا حجَّاج بن نُصَيْر، حدَّثنا هلال بن عبد الرحمن الحَنَفي، عن عطاء بن أبي مَيْمُونة -مولى أنس بن مالك-، عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن،
عن أبي هريرة، وأبي ذَرٍّ، قالا: بَابٌ من العِلْمِ نَتَعَلَّمُهُ، أحبُّ إلينا من ألف ركعةٍ تَطَوُّعًا، وبَابٌ من العِلْمِ نَعْمَلُ به -أو لا نَعْمَلُ به-، أحبُّ إلينا من مائة ركعةٍ تَطَوُّعًا.
وقالا: سمعنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا جَاء الموتُ طالبَ العِلْمِ وهو على هذه الحَالِ، مَاتَ وهو شهيدٌ".
(9/ 247) في ترجمة (شُعَيْب بن يوسف بن محمد المُؤَدِّب الأَصَمّ أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
منكر.
ففيه (هلال بن عبد الرحمن الحَنَفي) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 350) وقال: "منكر الحديث".
2 -
"الميزان"(4/ 315) وقال: "الضعف لائح على حديثه فليترك".
3 -
"ديوان الضعفاء والمتروكين" ص 326 رقم (4493) وقال: "منكر الحديث".
4 -
"مجمع الزوائد"(1/ 124) وقال: "متروك".
وقال العُقَيْلِيُّ في ترجمة (هلال) هذا من "الضعفاء"(4/ 350) بعد أن ذكر الحديث السابق من طريقه: "مُنْكَرٌ لا أصل له، ولا يُتَابَعُ عليه".
كما أنَّ فيه (حجَّاج بن نُصَيْر الفَسَاطِيطيّ القَيْسِيّ البَصْرِيّ أبو محمد)، وهو ضعيف أيضًا، وتركه بعضهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1020).
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(1/ 84) رقم (138) -من كشف الأستار-، والفَسَوي في "المعرفة والتاريخ"(3/ 397 - 398)، وابن عبد البَرِّ في "جامع بيان العلم وفضله"(1/ 25 و 95 - 96)، والخطيب في "الفقيه والمُتَفَقِّه"(1/ 16)، من طريق هلال بن عبد الرحمن الحَنَفِي، عن عطاء بن أبي ميمونة، به.
قال البزَّار: "لا نعلم رواه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، إلَّا أبو هريرة وأبو ذَرٍّ، بهذا الإِسناد".
وقال الهيثمي في "المجمع"(1/ 124): "رواه البزَّار، وفيه هلال بن عبد الرحمن الحنفي وهو متروك".
وذكره الحافظ المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(1/ 97) بصيغة التضعيف، وعزاه إلى الطبراني في "الأوسط"
(1)
مع البزَّار.
وقال المُنَاوي في "فيض القدير"(1/ 325): "ضعَّفه المُنْذِري. . . . وهذا من الأباطيل التي زعم حاتم المَعَافِري
(2)
أنَّ مالكًا حدَّثه بها عن ابن شِهَاب عن أبي سَلَمَة عن أبي هريرة".
ثم وجدت الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 145 - 146) في ترجمة (حاتم بن عثمان المَعَافِرِي أبو عثمان الأَفْرِيقي)، يقول: "قال أبو العرب، العُقَيْلِي:
(1)
لم أقف عليه في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" - (الصغير) و (الأوسط) - للهيثمي، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
(2)
تَصَحَّفَ في "فيض القدير" إلى: "المغافري" بالغين المعجمة. والتصويب من "اللسان"(2/ 145).
كان يُغْرِبُ عن مالك بأحاديث لا يرويها غيره. قلت -القائل ابن حَجَر-: فمن الأباطيل التي زعم أنَّ مالكًا حدَّث بها عن ابن شِهَاب، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة قال. . . ". وذكر الحديث المتقدِّم.
* * *
1383 -
أخبرنا عليّ بن محمد بن الحسن المَالِكي، أخبرنا محمد بن المُظَفَّر، حدَّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجَبَّار، حدَّثنا شُجَاع بن مَخْلَد الفَلَّاس -في "تفسيره"-، حدَّثنا أبو عاصم، عن سفيان، عن عمَّار الدُّهْنِيّ، عن مُسْلِم البَطِين، عن سعيد بن جُبَيْر،
عن ابن عبَّاس قال: سُئِلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن قول اللَّه تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [سورة البقرة: الآية 255] قال: "كُرْسِيُّهُ موضع قَدَمِهِ، والعَرْشُ لا يُقَدَّرُ قَدْرُهُ".
(9/ 251) في ترجمة (شُجَاع بن مَخْلَد البَغَوي أبو الفضل).
مرتبة الحديث:
لا يصحُّ مرفوعًا، والصحيح وَقْفُهُ على ابن عبَّاس رضي الله عنهما.
فقد أخطأ (شُجَاع بن مَخْلَد الفَلَّاس البَغَوي) في رَفْعِهِ -كما قال النُّقَّاد فيما سيأتي عنهم-، حيث رواه عدد من الثقات، عن أبي عاصم الضَّحَّاك بن مَخْلَد، وغيره، عن سفيان، موقوفًا على ابن عبَّاس.
ولذا قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 347) في ترجمته: "صدوق، وَهِمَ في حديث واحد رفعه، وهو موقوف، فذكره بسببه العُقَيْلِي في "الضعفاء"".
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في كتاب "الصفات" ص 49 - 50 رقم (36)، عن محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا أحمد بن منصور الرَّمَادي، حدَّثنا أبو عاصم الضَّحَّاك بن
مَخْلَد، عن سفيان، عن عمَّار الدُّهْنِي، عن مُسْلِم البَطِين، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس -رَفَعَهُ شُجَاع إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولم يَرْفَعْهُ الرَّمَادِيُّ-:{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} قال: الكُرْسِيُّ موضع القَدَمَيْنِ، ولا يقدر قدر العرش شيء".
ورواه مرفوعًا من طريق شُجَاع بن مَخْلَد الفَلَّاس، عن أبي عاصم، عن سفيان، به: ابن مَنْدَه في "الردِّ على الجَهْمِيَّة" ص 44 - 45، والضياء المَقْدِسي في "المُخْتَارَة"(2/ 252 - مخطوط-) -كما في حاشية محقق كتاب "العظمة" لأبي الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني (2/ 583) -.
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 6 - 7)، من طريقين -أحدهما عن الخطيب-، عن شُجَاع بن مَخْلَد، عن أبي عاصم، به؛ وقال:"هذا الحديث وَهِمَ شُجَاع بن مَخْلَد في رَفْعِهِ، فقد رواه أبو مسلم الكَجِّي وأحمد بن منصور، كلاهما عن أبي عاصم، ورواه عبد الرحمن بن مهدي ووكيع، كلاهما عن سفيان فلم يَرْفَعَاهُ، بل وَقَفَاهُ على ابن عبَّاس، وهو الصحيح".
وبمثل قول ابن الجَوْزي هذا، قال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 265) في ترجمة (شُجَاع).
وقال الإِمام ابن كثير في "تفسيره"(1/ 317) بعد أن ذكره عن شُجَاع بن مَخْلَد، عن أبي عاصم، به، مرفوعًا:"كذا أورد هذا الحديث الحافظ أبو بكر بن مَرْدُوْيَه من طريق شُجَاع بن مَخْلَد الفَلَّاس فذكره، وهو غلط".
والحديث رواه الخطيب في "تاريخه"(9/ 251 - 252) -عقب روايته للطريق المرفوع-، من طريق أبي مسلم الكَجِّي، وأحمد بن منصور بن سَيَّار الرَّمَادي، عن أبي عاصم النَّبِيل، عن سفيان، عن عمَّار الدُّهْنِي، عن مُسْلِم البَطِين، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس موقوفًا.
كما رواه عقبه، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجرَّاح، عن سفيان، به، موقوفًا أيضًا.
ورواه الحاكم في "المستدرك"(2/ 282)، من طريق محمد بن معاذ، عن أبي عاصم، عن سفيان، به، موقوفًا.
وقال: "صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الحافظ الذَّهَبِيُّ.
ورواه الإِمام ابن خُزَيْمَة في كتاب "التوحيد" ص 107، عن بُنْدَار، عن أبي عاصم، عن سفيان، به، موقوفًا أيضًا.
ورواه الطبراني في "الكبير"(12/ 39) رقم (12404)، عن أبي مسلم الكَشِّيّ، عن أبي عاصم، عن سفيان، به، موقوفًا.
قال في "المجمع"(6/ 323) بعد أن عزاه له: "ورجاله رجال الصحيح".
ورواه محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة في كتاب "العرش وما رُوي فيه" ص 79 رقم (61)، عن الحسن بن عليّ، عن أبي عاصم، عن سفيان، به، موقوفًا.
ورواه عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل في كتاب "السُّنَّة" ص 79، عن أبيه، عن وكيع، عن سفيان، به، موقوفًا.
ورواه الدَّارِمي في "الردِّ على المَرِيْسِيّ" ص 429 من طريق وكيع، عن سفيان، به، موقوفًا أيضًا.
كما رواه أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في كتاب "العَظَمَة"(2/ 552 - 553) رقم (196) مطوَّلًا، من طريق إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن عمَّار الدُّهْنِي، به، موقوفًا.
ورواه في (2/ 582) رقم (216)، من طريق الفِرْيَابي، عن قيس، عن عمَّار الدُّهْنِي، به، موقوفًا أيضًا.
* * *
1384 -
أخبرني هلال بن محمد الحَفَّار قال: أخبرنا أبو الفَوَارس شُجَاع بن جعفر بن أحمد بن خالد الأنصاري -من ولد أبي أيوب-، حدَّثنا العبَّاس بن محمد الدُّوري، حدَّثنا عليّ بن الحسن بن شَقِيق، حدَّثنا الحسين بن وَاقِد، عن أبي نَهِيك،
عن عمرو بن أَخْطَب قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وبايعته، ونظرتُ إلى الخَاتَمِ الذي بين كَتِفَيْهِ.
(9/ 254) في ترجمة (شُجَاع بن جعفر بن أحمد الورَّاق الواعظ أبو الفَوَارس).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده كلُّهم ثقات، عدا صاحب الترجمة (شُجَاع بن جعفر بن أحمد بن خالد الورَّاق الأنصاري أبو الفَوَارس) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(9/ 253 - 254)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكر أن وفاته كانت في سنة (353) للهجرة.
2 -
"المُنْتَظَم" لابن الجَوْزي، (7/ 22)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"السِّيَر"(16/ 37 - 38) وقال: "الشيخ المعمَّر العالم الواعظ، مسند بغداد في وقته". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"العِبَر"(2/ 92) وقال: "وقد قارب المائة".
وقد تابعه الإِمام أحمد وغيره كما سيأتي.
وعدا (أبي نَهِيك) وهو: (عثمان بن نَهِيك الأَزْدِيّ البَصْري القَارئ)، وقد ترجم له ابن مَعِين في "تاريخه"(2/ 728)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 171)، والذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(2/ 225) و (3/ 340)، ولم يذكروا فيه
جرحًا أو تعديلًا. وذكره ابن حِبَّان في "ثقاته"(5/ 582). وترجم له ابن حَجَر في "التهذيب"(7/ 157) وقال: "ذكره أبو أحمد الحاكم وابن حِبَّان في "الثقات" فيمن لا يُعْرَف أسماؤهم". ونقل في (12/ 259) منه عن ابن القَطَّان قوله فيه: "لا يُعْرَفُ". كما ترجم له في "التقريب"(2/ 15) وقال: "مقبول، من الرابعة"/ بخ د. ثم أعاد ترجمته في قسم (الكُنَى)(2/ 482) وقال: "ثقة، من الثالثة"/ بخ د! ! ولم يتنبه محقق "التقريب" الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف إلى ذلك الاختلاف، ثم رجعت إلى الطبعة التي حققها الشيخ محمد عَوَّامة في الموضعين رقم (4524) و (8419)، فوجدت ما فيها يطابق الذي في الطبعة السابقة، دون أن يتنبه محققها أيضًا لذلك.
وعدا شيخ الخطيب (هلال بن محمد الحفَّار)، فإنَّه صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (665).
وقد روي عن عمرو بن أَخْطَب رضي الله عنه من طريق صحيح، وبسياق أطول، من دون ذكر أمر المبايعة.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(5/ 77 و 341) -واللفظ له-، وأبو يعلى في "مسنده"(12/ 240) رقم (6846)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(8/ 72) رقم (6267)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 606)، والتِّرْمِذِيّ في "الشمائل" ص 36 رقم (19)، والطبراني في "الكبير"(17/ 27) رقم (44)، من طريق عَزْرة بن ثابت، عن عِلْبَاء بن أَحْمَر اليَشْكُرِي، عن أبي زيد عمرو بن أَخْطَب الأنصاري قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا أبا زيد ادْنُ مِنِّي وامْسَحْ ظَهْرِي" وكَشَفَ ظَهْرَهُ، فَمَسَحْتُ ظَهْرَهُ، وَجَعَلْتُ الخَاتَمَ بَيْنَ أَصَابِعِي، قال فَغَمَزْتُهَا. قال: فقيل: وما الخَاتَمُ؟ قال: شَعْرٌ مُجْتَمِعٌ على كَتِفِهِ.
قال الحاكم: "صحيح الإِسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ. وهو كما قالا.
وقال الهيثمي في "المجمع"(8/ 281): "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني. . . وأحد أسانيده -يعني أحمد- رجاله رجال الصحيح".
ورواه أحمد في "مسنده"(5/ 340)، عن زيد بن الحُبَاب، عن الحسين بن وَاقِد، عن أبي نَهِيك قال: سمعتُ أبا زيد عمرو بن أَخْطَب قال: "رأيتُ الخَاتَمَ الذي بين كتفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كرجل قال بأصبعه الثلاثة هكذا، فمسحته بيدي".
أقول: رجال إسناده حديثهم حَسَنٌ عدا (أبي نَهِيك)، فإنَّه لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. وقد تقدَّمت ترجمته آنفًا.
ورواه الطبراني في "الكبير"(17/ 28) رقم (48)، من طريق أبي بكر بن أبي شَيْبَة، عن زيد بن الحُبَاب، به، بلفظ:"رأيتُ الخَاتَمَ على ظهر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هكذا يظهره كأنَّه يختم".
* * *
1385 -
أخبرني عليّ بن طلحة المُقْرِئ، حدَّثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا شَيْخ بن عُمَيْرَة بن صالح الأَسَدِي، حدَّثنا الزُّبَيْر قال: حدَّثتني أُمُّ كُلْثُوم ابنة عثمان بن مصعب بن الزُّبَيْر، عن صفيَّة ابنة الزُّبَيْر بن هشام بن عُرْوَة، عن جَدِّها هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: سَأَلْنَا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الخُبْزِ والخَمِيْرِ نُقْرِضُهُمْ ويُردّونَ أكثرَ أو أقلَّ. فقال: "ليس بهذا بأس، إنَّما هذه مرافق النَّاس لا يُرَادُ فيها الفَضْلُ".
(9/ 268) في ترجمة (شَيْخ بن عُمَيْرَة بن صالح الأَسَدِيّ أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة: (شَيْخ بن عُمَيْرة الأَسَدِيّ) لم يذكره الخطيب بجرح ولا تعديل، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ في إسناده: (أُمُّ كُلْثُوم ابنة عثمان بن مصعب بن الزُّبَيْر)، و (صَفِيَّة ابنة الزُّبَيْر بن هشام بن عُرْوَة)، لم أقف على من ترجم لهما.
و(الزُّبَيْر) هو (ابن بكَّار بن عبد اللَّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر الأَسَدِي المَدَنيّ أبو عبد اللَّه): قاضي مكَّة وعالمها، نسَّابة، ثقة. توفي سنة (256) للهجرة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(9/ 293 - 299)، و"السِّيَر"(12/ 311 - 315)، و"التهذيب"(3/ 312 - 313)، و"التقريب"(1/ 257).
وباقي رجال الإِسناد ثقات عدا شيخ الخطيب (عليّ بن طلحة بن محمد المُقْرِئ أبو الحسن)، حيث ترجم له في "تاريخه" (11/ 442 - 443) وقال:"لم يكن به بأس".
التخريج:
ذكر الخطيب في "تاريخه"(13/ 454) في ترجمة (وَهْب بن وَهْب أبو البُخْتَرِي القُرَشِي المَدَني) -وهو كذَّاب مشهور سبقت ترجمته في حديث (970) -، عن عليّ بن المَدِيني: أنَّ أبا البُخْتَرِيّ روى عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة قالت:"يا رسول اللَّه إنِّي أستقرض من جارتي الخَمِيرة. وقال عليٌّ: هو كذَّاب".
وقال يحيى بن مَعِين في "تاريخه"(3/ 175) رقم (779) عن أبي البُخْتَرِي: "كذَّاب خبيث، كان يحدِّث عن هشام بن عُرْوَة عن أبيه عن عائشة، وعن ثور بن يزيد عن خالد بن مَعْدَان عن معاذ، وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن عليّ، قالوا: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الخَمِيْرِ تُقْتَرَضُ، لا بأس".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2526) -في ترجمة (وَهْب) - عن يحيى بن مَعِين.
وقد روى الطبراني في "الكبير"(20/ 96 - 97) رقم (189)، عن معاذ بن جَبَل رضي الله عنه قال: سُئِلَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن استقراض الخَمِيْرِ والخُبْزِ. فقال: "سبحان اللَّه إنَّما هي من مكارم الأخلاقِ، خُذِ الصغيرَ وأَعْطِ الكبيرَ، وخُذِ الكبيرَ وأَعْطِ الصغيرَ، وَخيْرُكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً".
قال الهيثمي في "المجمع"(4/ 139) بعد أن عزاه له: "فيه سليمان بن سَلَمَة الخَبَائِري
(1)
ونُسِبَ إلى الكذب".
* * *
1386 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الملك بن الحسن المعدَّل، حدَّثنا أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق، حدَّثنا محمد بن حُمَيْد، حدَّثنا هارون بن عَنْبَسَة،
عن عاصم قال: قلتُ لأبي وائل: مَنْ أَدْرَكْتَ؟ قال: بينما أنا أرعى غنمًا لأهلي، إذ مرَّ ركب -أو فوارس- فَفَرَّقُوا غَنَمي، فوقف رجل منهم فقال: اجمعوا للغُلامِ غَنَمَه كما فَرَّقْتُمُوهَا عليه". فتتبعت رجلًا منهم، فقلت: من هذا؟ قال: هذا النبيّ صلى الله عليه وسلم.
(9/ 269) في ترجمة (شَقِيق بن سَلَمَة الأَسَدِيّ أبو وائل).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقال ابن مَنْدَه: "لا يَثْبُتُ".
ففيه (محمد بن حُمَيْد بن حَيَّان الرَّازِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (455).
(1)
صُحِّفَ في "المجمع" إلى "الجنائزي". والتصويب من "المعجم الكبير"(20/ 96)، و"ميزان الاعتدال"(2/ 209).
و (هارون بن عَنْبَسَة): لم أقف له على ترجمة.
و(عاصم) هو (ابن بَهْدَلة. وهو: ابن أبي النُّجُود الأَسَدِي المُقْرِئ الكوفي): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (592).
و(أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق) هو (البُزُوري أبو عبد اللَّه)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (4/ 245 - 249) وقال:"كان ثقةً نبيلًا، رفيعًا جليلًا. . .". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ثقة". وتوفي سنة (297) للهجرة.
و(عبد الملك بن الحسن بن يوسف المعدَّل) يعرف بـ (ابن السَّقَطي)، وقد ترجم له الخطيب في"تاريخ بغداد" (10/ 340) وقال:"كان ثقةً". وفيه عن أبي نُعَيْم: "ثقة". وتوفي سنة (32) للهجرة.
وشيخ الخطيب: (الحسن بن أبي بكر) هو (الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزَّاز أبو عليّ)، ترجم له في "تاريخه"(7/ 279 - 280) ووثَّقه.
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(8/ 109) -مخطوط-، من طريق عبد اللَّه بن جعفر، عن محمد بن حُمَيْد، عن إبراهيم بن المختار، عن عَنْبَسَة، عن عاصم، به.
ثم رواه عقبه عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: والأحاديث في أنَّه لم ير النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَصَحُّ".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(2/ 168) في ترجمة (أبي وائل شقيق بن سَلَمَة): "روى محمد بن حُمَيْد الرَّازي من طريق عاصم عن أبي وائل -وذكر الحديث، ثم قال-: أورده ابن مَنْدَه في ترجمة (أبي وائل)، وقال: لا يُثْبُتُ. قلت -القائل ابن حَجَر-: ولا دلالة فيه على صحبته، لأنَّه ليس فيه أنَّه أسلم حينئذ، واللَّه أعلم".
وعزاه في "كنز العُمَّال"(14/ 22) رقم (37839) إلى يعقوب بن سفيان.
أقول: روى ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(6/ 96) بإسناد حسن، عن وكيع بت الجرَّاح، عن أبي العَنْبَس عمرو بن مروان قال:"قلت لأبي وائل: هل أدركتَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم وأنا غلام أمرد، ولم أره".
وعزاه في "الإصابة"(2/ 168) إلى أحمد، عن عليّ بن ثابت، عن أبي العَنْبَس، عن أبي وائل. ولم أقف عليه في "المسند" له. فلعله في غيره، واللَّه أعلم.
وهذا الخبر يردُّ ما وَرَدَ في رؤيته للنبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وقال الحافظ الخطيب في أوَّل ترجمته من "التاريخ"(9/ 268): "أدْرَكَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم ولم يَلْقَهُ".
وقال الحافظ ابن حَجَر في أول ترجمته من "التهذيب"(4/ 360): "أدْرَكَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ولم يَرَهُ".
* * *
1387 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا ابن أبي داود.
وأخبرنا عبيد اللَّه بن عمر، حدَّثني أبي، حدَّثنا عبد اللَّه بن سليمان، حدَّثنا عليّ بن خَشْرَم، أخبرنا عيسى بن يونس، عن شَبِيب بن شَيْبَة قال: كنتُ أسيرُ في موكب أبي جعفر أمير المؤمنين، فقلتُ: يا أمير المؤمنين رويدًا، فإنِّي أميرٌ عليك. فقال: ويلك أميرٌ عليَّ؟! قلتُ: نعم،
حدَّثني معاوية بن قُرَّة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَقْطَفُ القَوْم دَابَّةً أَمِيرُهُم".
فقال أبو جعفر: أعطوه دابَّةً، فهو أهونُ علينا من أن يَتَأَمَّرَ علينا".
(9/ 274) في ترجمة (شَبِيب بن شَيْبَة الخطيب المِنْقَرِيّ البَصْرِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف مع إرساله.
ففيه صاحب الترجمة: (شَبِيب بن شَيْبَة بن عبد اللَّه المِنْقَرِيّ البَصْرِيّ أبو مَعْمَر) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ لابن مَعِين"(2/ 248) وقال: "ليس بثقة".
2 -
"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (3/ 443) وقال: "ليس بالقويِّ".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 124 رقم (309) وقال: "ضعيف".
4 -
"الجرح والتعديل"(4/ 358) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقويٍّ".
5 -
"المجروحين"(1/ 363) وقال: كان يَهِمُ في الأخبار، ويخطئ إذا روى غير الأشعار، لا يُحْتَجُّ بما انفرد به من الأخبار، ولا يُشْتَغَلُ بما لا يُتَابَعُ عليه من الآثار".
6 -
"الكامل"(4/ 1347 - 1348) وقال: "لا يتعمد الكذب، بل لعله يَهِمُ في بعض أحاديثه".
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 244 رقم (286). .
8 -
"تاريخ بغداد"(9/ 274 - 278) وفيه عن ابن المُبَارَك وقد قيل له: نأخذ عن شَبِيب بن شَيْبَة وهو يدخل على الأمراء؟ فقال: "خذوا عنه، فإنَّه أشرف من أن يكذب". وقال صالح جَزَرَة: "صالح الحديث". وقال أبو داود: "ليس بشيء". وقال السَّاجي: "صدوق يَهِمُ".
9 -
"الكاشف"(2/ 4) وقال: "بليغٌ، مُفَوَّهٌ، علَّامةٌ. . . ضعَّفوه".
10 -
"التقريب"(1/ 346) وقال: "الخطيب البليغ، أخباري، صدوق يَهِمُ في الحديث، من السابعة، مات في حدود السبعين -يعني ومائة-"/ ت.
و(معاوية بن قُرَّة بن إِيَاس المُزَنِي البَصْرِيّ أبو إِيَاس): تابعي ثقة ثَبْت، عَالِمٌ
جليل، خرَّج له الستة، وتوفي عام (113) للهجرة كما قال خَلِيفة بن خيَّاط. وقال ابن مَعِين: توفي وهو ابن (76) سنة. انظر ترجمته في: "السِّيَر"(5/ 153 - 155)، و"التهذيب"(10/ 216 - 217)، و"التقريب"(2/ 261).
التخريج:
عزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 135) إلى الخطيب وابن عساكر عن معاوية بن قُرَّة مُرْسَلًا.
وعزاه في "الجامع الصغير"(2/ 70) بشرح "فيض القدير" إلى الخطيب وحده، ورمز إلى ضعفه.
غريب الحديث:
قوله: "أَقْطَفُ". قال في "النهاية"(4/ 84): "القِطَاف: تقاربُ الخطوِ في سرعة، من القَطْف: وهو القطع".
ومعنى الحديث على ما في "فيض القدير"(2/ 70 - 71): "أي هم يسيرون بسير دابَّته فيتبعونه كما يُتَّبَعُ الأميرُ. أو المراد: أنَّ الأمير كثير الرفقة، المُقَدَّمُ فيهم، ينبغي أن يقارب خطو دابَّته فيكون بين البطء والإسراع، لئلا ينقطع الضعيف والعاجز في السَّيْرِ".
* * *
1388 -
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه السَّرَّاج، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا العبَّاس بن محمد الدُّوري، حدَّثنا يحيى بن مَعِين، حدَّثنا شَبَابَة بن سَوَّار، عن شُعْبَة، عن قَتَادَة، عن سعيد بن المسيَّب،
عن أبيه قال: كُنَّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، ألفًا وأربعمائة.
(9/ 296) في ترجمة (شَبَابَة بن سَوَّار الفَزَارِيّ أبو عمرو).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات، عدا شيخ الخطيب (عبد الرحمن بن محمد السَّرَّاج النَّيْسَابوُرِيّ)، فإنِّي لم أقف على من ذكره بجرحٍ أو تعديلٍ.
وقد ترجم له السُّبْكِيُّ في "طبقات الشافعية"(5/ 116) وقال: "كان إمامًا جليلًا"، والذَّهَبِيُّ في "العِبَر" (2/ 295) وقال: كان من جِلَّة العلماء".
ووالد (سعيد بن المسيَّب) هو (المسيَّب بن حَزْن بن أبي وَهْب المَخْزُومي): له ولأبيه صحبة رضي الله عنهما، وقد عاش إلى خلافة عثمان رضي الله عنه، وحديثه مخرَّجٌ في "الصحيحين". انظر ترجمته في:"الإصابة"(3/ 420)، و"التهذيب"(10/ 152).
والحديث صحيح من طرق أخرى.
التخريج:
رواه الإمام يحيى بن مَعِين في "تاريخه"(3/ 48) رقم (198) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
وفيه عن الدُّوري -وهو راوي التأريخ عن ابن مَعِين- قوله: "لا أعلم بالعراق أروى عن شَبَابَة مِنِّي، ولم أسمع منه هذا الحديث".
ورواه ابن جُمَيْع الصَّيْدَاوي في "معجم شيوخه" ص 101 - 102 من طريق يحيى بن مَعِين، عن شَبَابَة، به
(1)
.
(1)
ذكر محقق "المعجم" الدكتور عمر تدمري عند تعليقه على الحديث ما نصه: "أخرجه ابن مَعِين في المناقب". وهو تسامح منه يُحْدِثُ لَبْسًا لدى القارئ، حيث يفهم منه أنَّ ابن مَعِين له كتاب:"المناقب"! أو أَنَّه أحد أبواب كتاب في الحديث له! ! وابن مَعِين إنما رواه في كتابه "التاريخ" كما تقدَّم. وقد قام محققه أستاذنا الدكتور أحمد محمد نور سيف، بإفراد أحاديثه وترتيبها على حسب الأبواب الفقهية في ملحق مستقل وضعه ضمن دراسته للكتاب في المجلد الأول لمقاصد ذكرها، وفي هذا الملحق في كتاب المناقب (41/ 418) أورد هذا الحديث.
ـ
وقد روى البخاري في المغازي، باب غزوة الحُدَيْبِيَة (7/ 447) رقم (4162)، ومسلم في الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام عند إرادة القتال وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة (3/ 1486) رقم (1859)، عن محمد بن رافع، عن شَبَابَة بن سَوَّار، عن شُعْبَة، عن قَتَادَة، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبيه قال:"لقد رأيتُ الشجرة، ثم أتيتها بَعْدُ، فلم أَعْرِفْهَا".
ورويا في الموطن ذاته، حديثًا من طريق طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبيه، جاء فيه: أنَّه كان فمين بايعَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة.
وقد ذكر الخطيب في "تاريخه"(9/ 296) أنَّه قيل لأبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل: أنَّ شَبَابَة روى عن شُعْبَة عن قَتَادَة عن سعيد بن المسيَّب عن أبيه: بايعنا النبيَّ صلى الله عليه وسلم. فأنكره، وقال: إنما هذا حديث طارق، ما سمعت هذا من حديث قَتَادَة ولا شُعْبَة".
وللحديث شواهد عدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(8/ 325 - 328)، و"فتح الباري"(7/ 440) -في المغازي، باب غزوة الحديبية-، وفي هذا الموطن حقَّق الحافظ ابن حَجَر في عدد أصحاب بيعة الرضوان تحت الشجرة رضي الله عنهم.
ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في المغازي، باب غزوة الحديبية (7/ 443) رقم (4514)، ومسلم في الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال. . . (3/ 1483) رقم (1856)، عن جابر بن عبد اللَّه قال "كُنَّا يوم الحُدَيْبِيَة ألفًا وأربعمائة".
* * *
1389 -
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحَفَّار، حدَّثنا محمد بن محمد بن حُمَيْد بن سُهَيْل المُخَرِّمي، حدَّثنا شُقْرَان بن عَبْدُوس بن المُبَارَك -في سويقه نصر-، حدَّثنا محمد بن هشام النَّصِيْبِيّ الأَهْوَازِيّ قال: حَدَّثَتْنَا حَكَّامَةْ أُمُّ سَلْم
(1)
بن دينار قالت: حدَّثني أبي، عن مالك بن دينار،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ".
(9/ 300) في ترجمة (شُقْرَان بن عَبْدُوس بن المُبَارَك).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى. واعتبره السُّيُوطيُّ وغيره من المتواتر كما سيأتي.
ففيه (حَكَّامَة بنت عثمان بن دينار) وهي لا شيء، تروي الأباطيل عن والدها، وأحاديثها تُشْبِهُ حديث القُصَّاص ليس لها أصول. وقد تقدَّمت ترجمتها في حديث (257).
كما أن في إسناده صاحب الترجمة (شُقْرَان بن عَبْدُوس بن المبارك) لم يذكره الخطيب بجرحٍ أو تعديلٍ، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (محمد بن هشام النَّصِيْبِيّ الأَهْوَازِيّ) لم أقف له على ترجمة.
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(3/ 349) رقم (2911) -من كشف الأستار-، من طريق محمد بن إسحاق، عن الزُّهْرِيّ، عن أنس، به؛ وقال:"لا نعلم رواه عن الزُّهْرِيّ عن أنس إلَّا ابن إسحاق، وإنما يُرْوَى عن الزُّهْرِيّ عن أنس، في الدُّبَّاء والمُزَفَّت، وزاد ابن إسحاق: كلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ".
(1)
في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 300: "أم سلمة".
ورواه أحمد في "المسند"(3/ 112 و 119) مطوَّلًا، عن عبد اللَّه بن إدريس، عن المختار بن فُلْفُل، عن أنس مرفوعًا.
ورواه أبو يعلى في"مسنده"(6/ 279) رقم (3589) مطوَّلًا أيضًا، من طريق محمد بن إسحاق، عن الزُّهْرِيّ، عن أنس مرفوعًا.
قال في "المجمع"(5/ 56) بعد أن عزاه لهم: "ورجال أحمد رجال الصحيح".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(10/ 44) -في الأشربة، باب الخمر من العسل-:"وحديث أنس أخرجه أحمد بسند صحيح بلفظ: "ما أسكر، فهو حرام".
أقول: في إسناد البزَّار وأبي يعلى عَنْعَنَةُ محمد بن إسحاق، وهو مدلِّسٌ مشهور بالتدليس.
والحديث له شواهد كثيرة، انظرها في:"فتح الباري"(10/ 44)، وفيه: قال الإمام أحمد: إنها جاءت عن عشرين صحابيًا. فأورد كثيرًا منها في كتاب "الأشربة" المفرده، و"جامع الأصول"(5/ 89 - 94)، و"المطالب العالية"(2/ 107 - 108 و 111)، و"الأزهار المتناثرة" للسُّيُوطيُّ ص 229 - 234، واعتبره من المتواتر، وكذا الكَتَّاني في "نظم المتناثر" ص 99 - 100، ونقل عن الزُّرْقَاني في "شرح الموطأ" -[4/ 209]- قوله:"وقد ورد لفظ هذا الحديث ومعناه من طرق عن أكثر من ثلاثين من الصحابة مضمونها أنَّ المسكر لا يحلُّ تناوله". وفيه عن ابن حَجَر: "وفي الباب نحو ثلاثين صحابيًا وأكثر، الأحاديث عنهم جياد". وفيه كذلك عن عليّ القَارِي في "شرحه لمسند أبي حنيفة": "كاد أن يكون متواترًا".
وحديث أنس غزاه في "الجامع الكبير"(1/ 622)، و"الفتح الكبير"(2/ 328)، و"نظم المتناثر" ص 100 - نقلًا عن القَارِي-، إلى الإمام النَّسَائي.
وليس في" المُجْتَبَى" له، ويؤكِّده ذِكْرُ الهيثمي له في "مجمع الزوائد". كما أنِّي لم أقف عليه في مظانه من "السنن الكبرى" له من خلال مراجعة "تحفة الأشراف". والحافظ ابن حَجَر والسُّيُوطيّ في "الأزهار المتناثرة" لم يعزياه إلى النَّسَائي، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
1390 -
أخبرنا السُّكَرِيّ، حدَّثنا شاكر بن عبد اللَّه المِصِّيْصِيّ، حدَّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ الفَقِيه، حدَّثنا أحمد بن عيسى المِصْرِيّ، حدَّثنا ضِمَام -يعني ابن إسماعيل-، عن أبي قَبِيل،
عن عبد اللَّه بن عمرو قال: كُنَّا نسمعُ في الجاهليةِ الجَهْلَاءَ: زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا. حتَّى سَمِعْتُهَا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
(9/ 300) في ترجمة (شاكر بن عبد اللَّه المِصِّيْصِيّ أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح بمجموع طرقه الكثيرة.
ففيه (الحسن بن عليّ الفَقِيه أبو سعيد)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(7/ 376) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
وفيه (ضِمَام بن إسماعيل المُرَادِي المِصْرِي)، وهو صدوق لَيَّنَهُ بعض الحفَّاظ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (594).
وصاحب الترجمة (شاكر بن عبد اللَّه المِصِّيْصِيّ) قال الحافظ الخطيب فيه: "ما علمت من حاله إلَّا خيرًا".
و (أبو قَبِيل) هو (حُيَي بن هانئ بن نَاضِر المَعَافِرِيّ): ثقة له بعض أوهام. وتقدَّمت ترجمته في حديث (206).
وشيخ الخطيب (السُّكَّرِيّ) هو (عبد اللَّه بن يحيى بن عبد الجبَّار أبو محمد،
ويعرف بوَجِه العجوز)، وقد ترجم له في "التاريخ" (10/ 199) وقال:"صدوق". ونقل عن شيخه البَرْقَاني قوله فيه: "شيخ" وحسَّن أمره. وذكره الحافظ ابن حَجَر في "نزهة الألباب في الألقاب"(2/ 228) رقم (2866).
و (أحمد بن عيسى بن حسَّان التُّسْتَرِيّ المِصْرِيّ): صدوق تُكُلِّمّ فيه بلا حجَّة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (582).
التخريج:
رواه أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في كتاب "الأمثال" ص 14 رقم (18)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1424) -في ترجمة (ضِمَام بن إسماعيل المِصْرِيّ) -، وابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "الإخوان" ص 196، من طريق سُوَيْد بن سعيد، عن ضِمَام، به.
أقول: في إسناده (سُوَيْد بن سعيد الهَرَوي الحَدَثَاني)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 340):"صدوق في نفسه إلَّا أنَّه عَمِيَ فصار يَتَلَقَّنُ ما ليس من حديثه، وأفحش فيه ابن مَعِين القول". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (947).
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 175): "رواه الطبراني وإسناده جيِّد".
ومسند (عبد اللَّه بن عمرو) غير موجود في "المعجم الكبير" المطبوع لفقدانه من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
والحديث قد رُوي عن عدد من الصحابة، وهو صحيح بمجموع طرقه. وقد سبق بيان ذلك والكلام على معناه في حديث (863).
* * *
1391 -
أخبرنا السُّكَّرِيّ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي، حدَّثنا جعفر بن محمد الأَزْهَر، حدَّثنا المُفَضَّل بن غسان الغَلَابي، حدَّثنا يحيى بن
صالح الوُحاظِيّ، عن حفص بن عمر قال: حدَّثنا صالح بن حسَّان، عن محمد بن كَعْب،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَأْخُذُوا الحَدِيثَ إلَّا عَمَّن تُجِيزُونَ شهَادَتَهُ".
(9/ 301) في ترجمة (صالح بن حسَّان الأنصاري أبو الحارث).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا، ولا يصحُّ رَفْعُهُ.
ففيه صاحب الترجمة (صالح بن حسَّان النَّضَرِي الأنصاري المَدَني أبو الحارث) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 262) وقال: "ليس حديثه بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(4/ 275) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 135 رقم (312) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"المجروحين"(1/ 367 - 368) وقال: "كان صاحب قَيْنَاتٍ وسَمَاعٍ، وكان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات حتى إذا سمعها من الحديث صناعته شهد لها بالوضع".
6 -
"الكامل"(4/ 1369 - 1370) وقال: "بعض أحاديثه فيها إنكار، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق".
7 -
"الكفاية" للخطيب البغدادي ص 95 وقال: "هو من اجتمع نُقَّادُ الحديث على ترك الاحتجاج به لسوء حفظه وقلَّة ضبطه".
8 -
"تاريخ بغداد"(9/ 300 - 303) وفيه عن أبي داود: "ضعيف الحديث". وقال مرَّةً: "في حديثه نَكَارَة".
9 -
"التقريب"(1/ 358) وقال: "متروك، من السابعة"/ مد ت ق.
كما أنَّ في إسناده أيضًا: (حفص بن عمر الحَلَبي قاضي حَلَب) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(3/ 179 - 180) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث وهو دون حفص بن سليمان في الضعف". وقال أبو زُرْعَة: "منكر الحديث".
2 -
"المجروحين"(1/ 259) وقال: "شيخ يروي عن هشام بن حسَّان والثقات الأشياء الموضوعات، لا يحلُّ الاحتجاج به".
3 -
"الكامل"(2/ 797 - 798) وساق له أحاديث -منها الحديث المتقدِّم-، وقال:"لم أجد له أنكر ممَّا ذكرته".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "رواه أبو حفص الأَبَّار عن صالح، فاختلف عليه في رفعه ووقفه على ابن عبَّاس. ورواه أبو داود الحَفَري عن صالح عن محمد بن كعب عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم لم يذكر فيه ابن عبَّاس. ولا نعلمُ رواه عن محمد بن كعب غير صالح".
وقال أيضًا في كتابه "الكفاية في علم الرواية" ص 95: "إنَّ صالح بن حسَّان تفرَّد بروايته، وهو من اجتمعُ نقَّادُ الحديث على ترك الاحتجاج به لسوء حفظه، وقلَّة ضبطه. وكان يروي هذا الحديث عن محمد بن كعب تارةً متصلًا وأخرى مُرْسَلًا، ويرفعهُ تارةً ويوقفهُ أخرى".
التخريج:
رواه ابن عدي في مقدِّمة كتابه "الكامل"(1/ 159)، من طريق محمد بن بَكَّار، عن حفص بن عمر، به.
ثم رواه من طريق الحسن بن عَرَفَة، عن عمر بسن يونس اليَمَامي، عن سعيد بن عبد الجبَّار الحِمْصِيّ، عن صالح بن حسَّان، عن محمد بن كعب، عن ابن عبَّاس موقوفًا عليه؛ وقال:"هذا الحديث رواه عن محمد بن كعب: صالح بن حسَّان، رَفَعَهُ عنه بعضهم، وأَوْقَفَهُ بعضهم".
كما رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 798) -في ترجمة (حفص بن عمر) -، من طريق محمد بن بَكَّار، عنه، به، مرفوعًا؛ وقال:"هذا الحديث رفعه عن صالح: حفص بن عمر. ووافقه أبو حفص الأَبَّار عن صالح بن حسَّان، وأبو حفص أوثق من حفص بن عمر".
ورواه عقبه من طريق سُرَيْج
(1)
بن يونس، عن أبي حفص الأَبَّار، به، مرفوعًا.
كما رواه في (4/ 1369) منه -في ترجمة (صالح بن حسَّان) -، من طريق محمد بن بَكَّار، عن حفص بن عمر، به، مرفوعًا.
ورواه الخطيب في "الكفاية في علم الرواية" ص 94 - 95 - في باب: "ذكر ما يستوي فيه المحدِّث والشاهد من الصفات وما يفترقان فيه"-، من طريق جعفر بن سليمان، عن صالح بن حسَّان، به.
ثم ساق الخطيب رحمه الله الروايات المختلفة فيه عن صالح بن حسَّان.
ومن تلك الروايات: ما رواه بإسناده إلى أبي داود الحَفَري، عن صالح بن حسَّان، عن محمد بن كعب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا.
كما رواه من طريق سُرَيْج بن يونس، عن عمر بن عبد الرحمن، عن صالح بن حسَّان، عن محمد بن كعب، عن ابن عبَّاس موقوفًا عليه.
(1)
صُحِّفَ في "الكامل" إلى: "شريح" بالشين. والتصويب من "الكفاية" ص 95، و"التقريب"(1/ 285) ـ
ورواه من طريق سليمان بن داود، وزيد بن يحيى، عن صالح، عن محمد بن كعب، عن ابن عبَّاس موقوفًا عليه أيضًا.
ورواه ابن حبَّان في "المجروحين"(1/ 259) -في ترجمة (حفص بن عمر الحَلَبَيّ) -، عن جماعة، عن محمد بن بَكَّار، عنه، به، مرفوعًا.
ورواه الرَّامَهُرْمُزِيّ في "المحدِّث الفَاصِل" ص 411، من طريق حفص بن عمر، عن صالح بن كَيْسَان
(1)
، عن محمد بن كعب، عنه، به، مرفوعًا.
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 123 - 124) عن الخطيب من طريقه المتقدم، وقال:"لا يصحُّ". ونقل قول الخطيب الذي قاله في "تاريخه" عقب روايته له. كما نقل أقوال بعض النُّقَّاد في (صالح بن حسَّان).
* * *
1392 -
أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا عبد اللَّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، حدَّثنا إسماعيل بن عبد اللَّه بن مسعود العَبْدِي، حدَّثنا سعيد بن سليمان، حدَّثنا منصور بن أبي الأسود، حدَّثنا صالح بن حسَّان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدِّه،
عن عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اتَّقِ يا عليُّ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فإنَّما يَسْأَلُ اللَّهَ حَقَّهُ، وإنَّ اللَّهَ لن يَمْنَعَ ذا حَقٍّ حَقَّهُ".
(9/ 301 - 302) في ترجمة (صالح بن حسَّان الأنصاري أبو الحارث).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه صاحب الترجمة: (صالح بن حسَّان النَّضَرِي الأنصاري المَدَني) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (1391).
(1)
هكذا في المطبوع: "صالح بن كيسان"! وهو ثقة ثَبْت كما في "التقريب"(1/ 362). والحديث إنما يُعْرَفُ من طريق (صالح بن حسَّان) وهو متروك.
و (جعفر بن محمد) هو (جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المشهور بجعفر الصادق)، وهو وأبوه وجدُّه من الثقات. وقد تقدَّمت تراجمهم في حديث (418).
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 202) -وعنه روى الخطيب-، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" ص 284 - 285 رقم (648)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(6/ 49) رقم (7464) -ط بيروت-، من طريق سعيد بن سلمان، عن منصور بن أبي الأسود، عن صالح بن حسَّان
(1)
، به.
قال أبو نُعَيْم: "هذا حديث غريب من حديث جعفر بن محمد عن آبائه متصلًا، تفرد به منصور، عن صالح، عنه".
وذكره الدَّيْلِمِيُّ في "الفردوس"(1/ 389) رقم (1568) عن عليٍّ رضي الله عنه.
* * *
1393 -
أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه المَحَامِلِي قال: وجدت في كتاب جدِّي الحسين بن إسماعيل -بخطِّ يده-، حدَّثنا إسحاق بن أبي إسحاق الصَّفَّار.
وأخبرنا عبد الغفَّار بن محمد بن جعفر المؤدِّب، أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأَزْدِي، حدَّثني جعفر بن أحمد بن مُجَاشِع الخُتُّلِي -ببغداد-، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم الصَّفَّار، حدَّثنا صالح بن بَيَان الأَنْبَارِي الثَّقَفِي، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن أبي عُبَيْدَة،
عن أنس قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "من سقى الماء في موضع يقدر على الماء، فله بكلِّ شربة يشربها، بَرًّا كان أو فاجرًا، عشر حسنات تكتب له،
(1)
تَصَحَّفَ في "الشُّعَب" إلى: "حيان". والتصويب من مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (1391).
وعشر درجات ترفع له، وعشر سيئات تُحَطُّ عنه، وإن شربه العطشان فعتق نسمة، فإن شربه العطشان الذي قد هجم على الموت فعتق ستين نَسَمَة. ومن سقى الماء في موضع لا يقدر على الماء، فكأنما أحيا النَّاس جميعًا". قلت له: وما أحيا النَّاس جميعًا! قال: "أليس إذا أحييت نَفْسًا فثوابك الجنَّة؟ وكذا من أحيا النَّاس جميعًا فثوابه الجنَّة".
"لفظ حديث المَحَامِلِي".
(9/ 310 - 311) في ترجمة (صالح بن بَيَان الثَّقَفِيّ العَبْدِيّ السَّاحِلِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (صالح بن بَيَان الثَّقَفِيّ السِّيْرَفِيّ، ويقال: العَبْدِيّ. ويعرف بالسَّاحِلِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 200) وقال: "الغالب على حديثه الوَهَم، ويحدِّث بالمناكير عمَّن لم يحتمل".
2 -
"الكامل"(4/ 1348) وقال: "لا أعرف له إلَّا الشيء اليسير، وإنما ذكرت هذين الحديثين لأنهما منكران".
3 -
"تاريخ بغداد"(9/ 310 - 311) وقال: "كان ضعيفًا يروي المناكير عن الشيوخ الثقات". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك".
4 -
"الكشف الحثيث عمّن رُمي بوضع الحديث" لبرهان الدين الحَلَبي ص 208 رقم (342) وقال بعد أن ذكر قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق: "ذكر له الذَّهَبِيُّ حديثين باطلين ولم ينسبه إلى الوضع. وقد ذكر له ابن الجَوْزي حديثًا في ثواب سقي الماء من طريق أنس ثم قال: المُتَّهَمُ به صالح بن بَيَان".
5 -
"لسان الميزان"(3/ 166 - 167) وفيه عن المُسْتَغْفِري في آخر كتابه "الطب النبوي": "كان يروي العجائب وينفرد بالمناكير".
6 -
"تنزيه الشريعة المرفوعة" لابن عَرَّاق (1/ 67) وقال: "متروك، واتَّهَمَه ابن الجَوْزي ثم الذَّهَبِيّ".
و (أبو عُبَيْدَة) هو (حُمَيْد الطويل) كما قال الحافظ الخطيب في "تاريخه"(1/ 33)، وهو ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (265)، وانظر ما قاله ابن حَجَر في (أبي عبيدة):"التهذيب"(12/ 161)، و"التقريب"(2/ 448).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 169 - 170) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. . . المُتَّهَمُ به صالح بن بَيَان. قال الدَّارَقُطْنِيُّ: هو متروك".
وأقره السيوطي في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 85)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 129).
وذكره الشَّوْكَانيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 73 وقال: "رواه الخطيب عن أنس مرفوعًا، وفي إسناده (صالح بن بَيَان الأَنْبَاري الثَّقَفِي) وضَّاعٌ".
* * *
1394 -
أخبرنا الحسين بن عليّ الطَّنَاجِيري، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن شَيْبَة، حدَّثنا أحمد بن المُطَهَّر العُبَيْدي، حدَّثنا صالح بن بَيَان قال: سألت سفيان الثَّوْري عن حديث، فقال: لست أحدِّثك حتى تضمن لي أن تخرج عن بغداد، فضمنت له، فحدَّثني عن أبي عُبَيْدَة،
عن أنس بن مالك قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "تُبْنَى مدينةٌ بين
دِجْلَةَ وَدُجَيْل، لهي أسرعُ ذَهَابًا في الأرض من الوتدِ الحديدِ في الأرضِ الرَّخْوَةِ".
(9/ 311) في ترجمة (صالح بن بَيَان الثَّقَفِيّ العَبْدِيّ السَّاحِلِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (صالح بنت بَيَان الثَّقَفِيّ) وهو متروك، واتُّهِم. وقد سبقت ترجمته في الحديث السابق رقم (1393).
و (أبو عُبَيْدَة) هو (حُمَيْد الطويل) كما صرَّح به الخطيب في "تاريخه"(1/ 33)، وهو ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (265).
التخريج:
تقدَّم تخرجه في حديث رقم (17).
* * *
1395 -
أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ قال: حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا محمد بن العبَّاس بن أيوب، حدَّثنا محمد بن منصور الطُّوْسِي، حدَّثنا صالح بن إسحاق الجِهْبِذ -دَلَّنِي عليه يحيى بن مَعِين-، حدَّثنا مَعَرِّفُ بن وَاصِل، عن يعقوب بن أبي نُبَاتَة، عن عبد الرحمن الأَغَرّ،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أُنَاسًا من أهل لا إله إلَّا اللَّه يدخلونَ النَّار بذُنُوبِهِمْ، فيقولُ لهم أهل اللَّات والعُزَّى: ما أغنى عنكم قولكم لا إله إلَّا اللَّه وأنتم معنا في النَّار؟ فيغضبُ اللَّهُ، فَيُخْرِجُهُمْ فَيُلْقِيهم في نَهْرِ الحَيَاةِ، فَيَبْرَؤونَ مِنْ حُرُوقِهِمْ كما يَبْرَأُ القَمَرُ من كُشُوفِهِ، فَيَدْخُلُونَ الجنَّة ويُسَمَّونَ فيها الجَهَنَّمِيُّونَ".
فقال رجل: يا أنس أنتَ سمعتَ هذا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟
فقال أنس: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار". نعم أنا سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول هذا.
(9/ 311 - 312) في ترجمة (صالح بن إسحاق الجِهْبِذ).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (صالح بن إسحاق الجِهْبِذ) لم يذكر الخطيب فيه جرحَا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(عبد الرحمن الأَغَرّ) و (يعقوب بن أبي نُبَاتَة)، لم أقف لهما على ترجمة مع شدة البحث عنهما.
و(محمد بن العبَّاس بن أيوب الأَصْبَهَاني أبو جعفر الأَخْرَم)، ترجم له أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان" (2/ 224 - 225) وقال:"توفي سنة إحدى وثلاثمائة، وقطع عن التحديث سنة ست وتسعين لاختلاطه، كان من الحُفَّاظ، مقدمًا فيهم، شديدًا على أهل الزَّيْغِ والبِّدْعَةِ. . .". وترجم له ابن حَجَر في اللسان (5/ 215 - 216) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا سوى قوله: "قال أبو نُعَيْم: اختلط قبل موته بسنة. ومات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاث مائة". فقوله نقلًا عن أبي نُعَيْم: إنَّه اختلط قبل موته بسنة، موضع نظر، لأنَّ أبا نُعَيْم كما تقدَّم عنه يذكر أنه انقطع عن التحديث سنة (296) لاختلاطه، أي قبل موته بخمس سنين! ! .
وقد ترجم له الحافظ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(14/ 144 - 145) ونَعَتَهُ بقوله: "الإمام الكبير الحافظ الأثري. . . الفقيه".
وباقي رجال الإسناد ثقات.
والحديث صحيح من طرق أخرى بنحوه. مع الإشارة إلى أنَّ حديث: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا. . . " رواه الشيخان عن أنس كما سيأتي.
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(10/ 217 - 218) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (8/ 121 - 122) رقم (4821) -، وأبو بكر بن أبي داود في "البعث والنشور" ص 72 - 75 رقم (51)، من طريق محمد بن منصور الطُّوْسِيّ، عن صالح بن إسحاق الجِهْبِذ، عن مُعَرِّف (1) بن وَاصِل، به.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن مُعَرِّف
(1)
بن وَاصِل إلّا صالح بن إسحاق الجِهْبِذ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 379 - 380): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه من لم أعرفهم".
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(5/ 63) -في تفسير آية رقم (2) من سورة الحِجْر- إلى هنَّاد بن السَّرِيّ، والطبراني في "الأوسط"، وأبي نُعَيْم.
ورواه مطوَّلًا بنحوه: أحمد في "المسند"(3/ 144)، وابن مَنْدَه في كتاب
(1)
تَصَحَّفَ في "مجمع البحرين"، و"تفسير ابن كثير" (2/ 566) إلى:"معروف". وبسبب هذا التصحيف فال محقق "مجمع البحرين"(8/ 122): "لم أجده". وقد ترجم له ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 263) وقال: "بضم أوله وفتح المهملة وتشديد الراء المكسورة، ابن واصل السَّعْدِي الكوفي، ثقة، من السادسة"/ م د. وانظر لمزيد تفصيل إن شئت: "التهذيب"(10/ 229 - 230).
"الإيمان"(2/ 846 - 847)، من طريق يونس بن محمد، عن ليث بن سعد، عن يزيد بن الهَادِ، عن عمرو بن أبي عمرو، عن أنس بن مالك مرفوعًا؛ وفيه: أنَّ المولى سبحانه وتعالى يقول لسيدنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اذهب إلى أُمَّتِكَ، فمن وجدت في قلبه مثقال حَبَّةٍ من خَرْدَلٍ من الإيمان فأدخله الجنَّة. فَأَذْهَبُ فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك أدخلتهم الجنَّة. وفرغ اللَّه من حساب النَّاس، وأدخل من بقي من أُمَّتي النَّار مع أهل النَّار، فيقول أهل النَّار: ما أغنى عنكم أنَّكم كنتم تعبدون اللَّه عز وجل ولا تُشْرِكونَ به شيئًا، فيقولُ الجَبَّارُ عز وجل: فبعزتي لأُعتقنهم من النَّار، فيرسل إليهم وقد امتَحَشُوا
(1)
، فيدخلونَ في نهر الحياة، فَيَنْبُتُونَ فيه كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ
(2)
في غُثَاءِ السَّيْلِ، ويكتبُ بين أعينهم: هؤلاء عتقاء اللَّه عز وجل، فيذهب بهم فيدخلون الجنَّة، فيقولُ لهم أهل الجنَّة: هؤلاء الجَهَنَّمِيُّون. فيقول الجبُّارُ: بل هؤلاء عُتَقَاءُ الجبَّار عز وجل".
قال الإمام ابن مَنْدَه عقب روايته له: "هذا حديث صحيح مشهور عن ابن الهَادِ".
أقول: رجال إسناده رجال "الصحيحين".
وروى البخاري في "صحيحه" في كتاب التوحيد، باب ما جاء في قول اللَّه تعالى:{إنَّ رَحْمَةَ اللَّه قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ} [سورة الأعراف: الآية 56](13/ 434) رقم (4750)، عن حفص بن عمر، حدَّثنا هشام، عن قَتَادَة، عن أنس
(1)
"أي اخْتَرَقُوا. والمَحْشُ: احتراقُ الجِلْد وظهور العَظْم. ويُرْوى: "امْتُحِشُوا" لما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ. وقد مَحَشَتْهُ النَّارُ تَمْحَشُه مَحْشًا". "النهاية"(4/ 302).
(2)
"بكسر أوله. قال أبو حَنِيفة الدَّيْنَوري: الحِبَّةُ جمع بذور النبات، واحدتها حَبَّةٌ بالفتح. وأمَّا الحَبُّ فهو الحِنْطَة والشَّعِير، واحدتها حَبَّةٌ بالفتح أيضًا، وإنما افترقا في الجمع. وقال أبو المعالي في "المنتهى": الحِبَّةُ بالكسر، بزور الصحراء ممَّا ليس بِقُوت". "فتح الباري"(1/ 73).
مرفوعًا: "لَيُصِيبَنَّ أقوامًا سَفْعٌ
(1)
مِنَ النَّار بذنوبٍ أصابوها عقوبةً، ثم يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ الجنَّة بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ، يقالُ لهمُ الجَهَنَّمِيُّونَ".
كما روى في الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان (1/ 72) رقم (22) -واللفظ له-، ومسلم في "صحيحه" في كتاب الإيمان، باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحِّدين من النَّار (1/ 172) رقم (184)، عن أبي سعيد الخُدْرِي مرفوعًا:"يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، ثم يقولُ اللَّهُ تعالى: أَخْرِجُوا مَنْ كان في قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إيمانٍ. فَيُخْرَجُونَ منها قد اسْوَدُّوا فَيُلْقَوْنَ في نَهْرِ الحَيَا -أو الحَيَاةِ، شَكَّ مالكٌ- فَيَنْبُتُونَ كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في جَانِبِ السَّيْلِ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهَا تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةُ"؟.
أمَّا حديث أنس مرفوعًا: "مَنْ كَذَب عليَّ مَتَعَمِّدًا. . . " فقد رواه عنه البخاري في العلم، باب إثم من كذب على النبيِّ صلى الله عليه وسلم (1/ 201) رقم (108)، ومسلم في المقدمة، باب تغليط الكذب على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (1/ 10) رقم (2)، وغيرهما.
* * *
1396 -
أخبرنا أبو بكر عبد القاهر بن محمد بن عِثْرَة المَوْصِلِي، أخبرنا أبو هارون موسى بن محمد بن هارون الأنصاري
(2)
الزُّرَقِي، حدَّثنا أحمد بن مُلَاعِب، حدَّثنا صالح بن إسحاق الجَرْمِيّ، حدَّثنا يحيى بن كثير -وكان يثُني عليه خيرًا- قال: حدَّثنا هشام بن حسَّان، عن ابن سِيْرين،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كان رَجُلٌ فيمن
(1)
"أي سوادٌ فيه زُرْقَةٌ أو صُفْرَةٌ، يقال: سَفَعَتْهُ النَّار إذا لَفَحَتْهُ فغيَّرت لون بَشَرَتِهِ". "فتح الباري"(11/ 429).
(2)
صُحِّفَ المطبوع إلى: "الأنصاري". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 181، ومن ترجمته في "تاريخ بغداد" (13/ 61 - 62) وقال:"ثقة".
كان قبلكم يُبَايِعُ بالأمانةِ، فجاءهُ رجلٌ فَبَايَعَهُ بالأمانةِ فَحَضَرَهُ الأَجَلُ وقد خَبَّ البَحْرُ وفَسَدَ، فلم يَقْدِرْ على إتْيَانِهِ، فَنَقَرَ خَشَبَةً، وجعل فيها زِنَةَ ذلك الذَّهب". "وذكر ذلك الحديث".
(9/ 314) في ترجمة (صالح بن إسحاق الجَرْمِيّ النَّحْويّ أبو عمر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ نحوه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه من غير هذا الوجه.
ففيه (يحيى بن كَثِير الكَاهِلِي الأَسِدي الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(9/ 183) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 527).
3 -
"الثقات" لابن شاهين ص 260 - 261 وقال: "روى عنه صالح بن إسحاق الجَزْمِي، ثقة لا بأس به".
4 -
"الكاشف"(3/ 233) وقال: "ضعيف".
5 -
"التهذيب"(11/ 267) وفيه عن النَّسَائي: "ضعيف". وقال الحافظ ابن حَجَر بعد ما نقل عن ابن شاهين ما تقدَّم عنه من قوله: بأنَّ صالح بن إسحاق الجَرْمي قد روى عنه: "كذا قال، وإنما روي صالح المذكور عن (يحيى بن كثير صاحب البَصْري)، فإن كان ما قاله محفوظًا، فيشبه أن يكون روى عنهما جميعًا، لكن لم يذكر ابن أبي حاتم وابن حِبَّان وغيرهما للكَاهِلِي راويًا إلَّا مروان".
أقول: عدم ذِكْرِ ابن أبي حاتم وابن حبَّان وغيرهما -على قول الحافظ- راويًا للكَاهِلِي إلًا مروان، لا يفيد عدم رواية غيره عنه، وممّا يؤكِّد أنَّ ما ذكره ابن شاهين، محفوظ، أنَّ الخطيب رحمه الله قال في ترجمة (صالح بن إسحاق
الجَرْمِي) من "تاريخ بغداد"(9/ 313): "وأسند الحديث عن يزيد بن زُرَيْع ويحيى بن كثير الكَاهِلِي. . . ".
وعلى تقدير أنَّ (يحيى بن كثير) في إسناد الخطيب هو (أبو النَّضْر صاحب البَصْري)، فإنَّ الحكم على الإسناد لا يختلف، لأنَّ (أبا النَّضْر) ضعيف أيضًا. وستأتي ترجمته في حديث (1398).
6 -
"التقريب"(2/ 356) وقال: "لَيِّنُ الحديث، من الخامسة"/ ز د.
وصاحب الترجمة (صالح بن إسحاق الجَرْمِي البَصْرِي أبو عمر) ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(4/ 394) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكر ابن أبي حاتم أنَّ أباه روى عنه.
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 317).
3 -
"تاريخ بغداد"(9/ 313 - 315). وقال: "كان ممَّن اجتمع له مع العلم صحة المذهب وحسن الاعتقاد".
4 -
"الأنساب"(3/ 234 - 235) وفيه عن أبي سعيد السِّيْرَافِي: "كان ذا دِيْنٍ وأخا وَرَعٍ".
5 -
"السِّيَر"(10/ 561 - 563) وقال: "إمامُ العربية. . . وكان صادقًا وَرعًا خَيِّرًا". وفيه عن المُبَرِّد: "كان الجَرْمِيُّ أثبتَ القوم في كتاب سيبويه، وعليه قَرَأَتِ الجماعةُ، وكان عالمًا باللغة، حافظًا لها، وكان جليلًا في الحديث والأخبار. . . ". توفي سنة (225) للهجرة.
6 -
"اللسان"(3/ 165 - 166) في ترجمة (صالح بن إسحاق البَجَلِي
(1)
(1)
صُحِّفَ في "اللسان" إلى: "العجلي". والتصويت من "الميزان"(2/ 288).
البَصْرِي). حيث استظهر الحافظ ابن حَجَر بأنَّ (صالح بن إسحاق البَجَلي) هذا، والذي قال فيه الأَزْدِيّ:"متروك يتكلَّمون فيه -وساق له حديثًا منكرًا-"، بأنَّه هو (صالح بن إسحاق الجَرْمِي) الذي ذكره ابن حِبَّان في "الثقات".
أقول: هذا الذي استظهره الحافظ ابن حَجَر هو عندي موضع نظر، حيث إنِّي لم أقف على من ذكر نسبة (البَجَلي) في ترجمة (صالح بن إسحاق الجَرْمي)، هذا أولًا.
وثانيًا: إنَّ (الجَرْمِيَّ) كان معروفًا بالتثبت والاستقامة في الدِّين، والجلالة في الحديث كما يُعْلَمُ من أقوال العلماء فيه، فضلًا عن توثيق ابن حِبَّان له. ومثله لا يكون متروكًا.
ثالثًا: إنَّ الأَزْدِيَّ قال: "يتكلَّمون فيه"! ! ولم أقف على من ذكره بجرحٍ سواه.
رابعًا: إنَّ مَنْ جَرَحَهُ وهو (الأَزْدِيُّ)، نَفْسُهُ مجروحٌ، وهو مُفْتَقِرٌ إلى من يعدِّله. كما نبَّه على ذلك الحافظ ابن حَجَر نفسه رحمه الله في "التهذيب"(1/ 36) في ترجمة (أحمد بن شَبِيب الحَبَطي البَصْرِي)، ومن قَبْلِهِ الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 5) في ترجمة (أَبَان بن إسحاق المَدَني).
و(أحمد بن مُلَاعِب) هو (ابن حَيَّان المُخَرِّمِيّ البغدادي أبو الفضل)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(5/ 168 - 170) ونقل توثيقه عن ابن خِرَاش، والحسين بن محمد بن حاتم، وعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، والدَّارَقُطْنِيّ. وذكر أنَّ وفاته كانت في سنة (275) للهجرة.
كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(13/ 42 - 43) وقال: "الإمام، المحدِّث، الحافظ".
وشيخ الخطيب (عبد القاهر بن محمد بن محمد بن عِتْرَة
(1)
المَوْصِلِي أبو بكر) ترجم له في "التاريخ"(11/ 139 - 140) وقال: "كان ثقة". توفي عام (407) للهجرة.
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 33 رقم (171)، عن أحمد بن مُلَاعِب البغدادي، عن صالح بن إسحاق الجَرْمِي، به.
وتتمة الحديث عنده: "ثم أتى البحر، فقال: اللَّهُمَّ إنَّ فلانًا بايعني بالأمانة، وقد خَبَّ البحر، فَأَدِّهَا إليه. قال: ورمى بها في البحر، وأقبلت الخشبة ترفعها موجة وتضعها أخرى. قال: وخرج الرجل ليتوضأ لصلاة الغداة، فجاءت الخشبة فصكَّت كَعْبَهُ، فأخذها، ثم قال لأهله: لا تُحْدِثُوا فيها حَدَثًا حتى أُصلِّي. قال: فأخذها فإذا فيها الدنانير. قال: فكتب وَزْنَهَا عنده. ثم لقي الرجل بعد زمان، فقال ألست فلانًا؟ قال: بلى، قال: ألست الذي بايعتك بالأمانة؟ قال: بلى، قال: فأين مالي، قال: اتَّزِنْ. ثم قال له: يعلم اللَّه لقد فعلت كذا، قال: قد أدَّي اللَّه عنك أمانتك. ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: فأيُّ الرَّجُلَيْنِ أعظمُ أمانةً، الذي أذَّاها ولو شاء لَذَهَبَ بها، أم الذي ردَّها ولو شَاءَ أَخَذَهَا".
ورواه أحمد في "المسند"(2/ 348 - 349) عن يونس بن محمد، عن الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هُرْمُز، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه.
(1)
صُحِّفَ في "تاريخ بغداد"(11/ 139) إلى: "عنزة" بالنون والزاي. والتصويب من "تبصير المنتبه بتحرير المشتبه" لابن حَجَر (3/ 1039).
وبلفظ أحمد، رواه البخاري تعليقًا عن الليث بن سعد، به، في الكفالة، باب الكفالة في القرض. . . (4/ 469) رقم (2291).
كما رواه مختصرًا تعليقًا عن الليث، به، في البيوع، باب التجارة في البحر (4/ 299) رقم (2063)، ثم وصله في آخره فقال: "حدَّثني عبد اللَّه بن صالح، حدَّثني الليث، به.
ومن طريق عبد اللَّه بن صالح، عن الليث، به، مطوَّلًا، أخرجه الطبراني في "الدعاء"(4/ 1183 - 1184) رقم (825).
وانظر "تغليق التعليق" لابن حَجَر (3/ 214 - 215) و (5/ 126 - 128).
وليس عند من أخرجه من المذكورين قوله صلى الله عليه وسلم: "فأيُّ الرَّجُلَيْنِ أعظم أمانةً. . . ".
غريب الحديث:
قوله: "خَبَّ البحر": أي اضطرب. "النهاية"(2/ 4).
* * *
1397 -
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد الأَزْرَق، حدَّثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه القَطَّان، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثني صالح بن عبد اللَّه التِّرْمِذِيّ، حدَّثنا سفيان بن عامر -وكان رجلًا صالحًا-.
قال صالح: حدَّثني عمر بن هارون، عن سفيان بن عامر هذا -غير هذا الحديث
(1)
-، عن عبد اللَّه بن طاوس قال: أشهدُ على والدي طاوس أنَّه قال:
أشهدُ علي جابر بن عبد اللَّه أنَّه قال: أشهدُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاس حتَّى يَقُولُوا لا إلهَ إلَّا اللَّهُ، فإذا قَالُوهَا عَصَمُوا بها مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهُمْ، فيما عِشْتُ، إلَّا بِحَقِّهَا، وحِسَابُهُمْ على اللَّهِ تعالى".
(1)
في المطبوع: "غير الحديث". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 181.
(9/ 315) في ترجمة (صالح بن عبد اللَّه التِّرْمِذِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى دون قوله: "فيما عشت".
ففيه (سفيان بن عامر التِّرْمِذِيّ قاضي بُخَارَى) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(4/ 230) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 288) وذكر الحديث عنه، عن ابن طاوس، به.
3 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 169) وقال: "قال أبو حاتم: ليس بالقويِّ. وقال الأَزْدِيُّ: سفيان بن عامر الغِفَاري: تركوه".
4 -
"لسان الميزان"(3/ 53) وذكر ما تقدَّم.
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه مسلم في الإيمان، باب الأمر بقتال النَّاس حتى يقولوا لا إله إلَّا اللَّه (1/ 52 - 53)، والتِّرْمِذِيّ في التفسير، في تفسير سورة الغاشية (5/ 439) رقم (3341) -وقال:"حسن صحيح"-، وابن ماجه في الفتن، باب الكف عمن قال لا إله إلَّا اللَّه (2/ 1295) رقم (3928)، وأحمد في "المسند"(3/ 295 و 300 و 332 و 339 و 394)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 522) -وصحَّحه على شرطهما ووافقه الذَّهَبِيُّ-، والطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 198) رقم (1746)، من طرق عن جابر مرفوعًا، دون قوله:"فيما عشت" الذي عند الخطيب، وهي زيادة منكرة. ولم أقف عليها عند غيره في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه أعلم.
والحديث بدون تلك الزيادة، عَدَّهُ السُّيُوطيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص 34 - 35، والكَتَّاني في "نظم المتناثر" ص 29، من المتواتر.
* * *
1398 -
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدَّرْبَنْدِيّ، أخبرنا محمد بن
(1)
أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ -ببُخَارَى-، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن سعد بن نصر، حدَّثنا أبو عليّ صالح بن محمد، حدَّثنا صالح بن عبد اللَّه التِّرْمِذِيّ -أَمْلَاهُ علينا ببغداد-، حدَّثنا يحيى بن كثير -أبو النَّضْر-، حدَّثنا عطاء بن السَّائِب،
عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِيّ قال: حدَّثني النَّفَرُ الذين كانوا يُقْرِئُونَنَا مِنْ أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: عثمان بن عفَّان، وعبد اللَّه بن مسعود، وأبيّ بن كَعْبٍ، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يُعَلِّمُهُمُ القُرْآنَ عَشْرًا عَشْرًا فلا يُجَاوِزُونَهَا إلى غيرها حتَّى يَعْلَمُوا ما فيها.
(9/ 315 - 316) في ترجمة (صالح بن عبد اللَّه التِّرْمِذِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (يحيى بن كَثِير أبو النَّضْر، صاحب البَصْرِيِّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 424 - 425) وقال: "منكر الحديث".
2 -
"الجرح والتعديل"(9/ 182 - 183) وفيه عن عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "كان لا يتعمد الكذب، ويحدِّث بكثير الغلط والَوهَم". وقال أبو حاتم
(1)
سقط لفظ: "بن" من المطبوع، وهو مستدرك من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 181.
وأبو زُرْعة: "ضعيف الحديث". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث ذاهب الحديث جدًّا. وقال ابن مَعِين: "ضعيف".
3 -
"المجروحين"(3/ 130) وقال: "شيخ يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".
4 -
"الكامل" لابن عدي (7/ 2695 - 2696) وقال: "هو في جملة الضعفاء الذين يُكْتَبُ حديثهم".
5 -
"العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 193) وقال: "متروك الحديث".
6 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 393 - 394 رقم (578) وقال: "ضعيف".
7 -
"الكاشف" للذَّهَبِيّ (3/ 233) وقال: "ضعَّفوه".
8 -
"التهذيب"(11/ 267 - 268) وفيه عن النَّسَائي: "ليس بثقة". وقال السَّاجي: "معروف في التَّشَيُّع، ضعيف الحديث جدًّا، متروك الحديث عن الثقات بأحاديث بواطيل". وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالقويّ عندهم".
9 -
"التقريب"(2/ 356) وقال: "ضعيف، من كبار التاسعة"/ ق.
وفيه أيضًا (عطاء بن السَّائب الثَّقَفِي الكوفي أبو محمد): ثقة، إلَّا أنَّه اختلط بأَخَرةٍ، و (يحيى بن كثير أبو النَّضْر) مع ضعفه، لم يُذْكَرْ مع من سمع منه قبل اختلاطه. انظر:"التهذيب"(7/ 203 - 207)، و"الكواكب النَّيِّرات" لابن الكَيَّال ص 319 - 334. وستأتي ترجمة (عطاء) في حديث (1777).
و(أبو عليّ صالح بن محمد) هو (ابن عمرو الأَسَدِي، المشهور بلقب جَزَرَة): إمام حافظ ثقة، توفي سنة (293) للهجرة. انظر ترجمته في:"تاريخ بغداد"(9/ 322 - 328)، و"سِيَر أعلام النبلاء"(14/ 23 - 33)، و"نزهة الألباب في الألقاب" لابن حَجَر (1/ 170) رقم (593).
و (أبو عبد الرحمن السُّلَمِيّ) هو (عبد اللَّه بن حَبِيب بن رُبَيِّعة الكوفي): تابعي إمام مقرئ ثقة ثَبْتٌ، مشهور بكنيته، ولأبيه صحبة، خرَّج له الستة، ومات بعد السبعين. انظر ترجمته في:"طبقات ابن سعد"(6/ 172)، و"تاريخ بغداد"(9/ 430 - 431)، و"السِّيَر"(4/ 267 - 272)، و"التهذيب"(5/ 183 - 184).
وشيخ الخطيب (الحسن بن محمد بن عليّ البَلْخِي الدَّرْبَنْديّ أبو الوليد) ترجم له الذَّهبِيُّ في "السِّيَر"(18/ 297 - 298) وقال: "الشيخ الإمام الحافظ الجَوَّال". وفيه عن ابن النَّجَّار: "مكثر صدوق، لكنَّه رديء الخَطِّ
(1)
، لم يكن له كبير معرفة بالحديث". توفي سنة (456) للهجرة.
و(محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان) هو (البُخَاري، مشتهر بلقب: غُنْجَار)
(2)
، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيِر" (17/ 304 - 305) وقال:"الإمام المُفيد الحافظ، محدِّث بُخَارَى. . . وما بلغتني أخباره كما ينبغي، وما هو ببارع المعرفة". وتوفي سنة (412) للهجرة وقد شاخ. كما ترجم له في "تذكرة الحُفَّاظ"(3/ 1052 - 1053) ولم يذكر في كِتَابَيْهِ جرحًا فيه أو تعديلًا.
و(أحمد بن سعد بن نصر أبو بكر) هو (البُخَاري)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(4/ 184) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. وكانت وفاته سنة (360) للهجرة.
(1)
وفي "تذكرة الحُفَّاظ" للذَّهَبِيِّ (3/ 1155): "رديء الحفظ".
(2)
الملقب بهذا اللقب، اثنان، أحدهما المُتَرْجَمُ له، والآخر هو: عيسى بن موسى البخاري الأزرق. قال السَّمْعَاني في "الأنساب"(9/ 176): "وإنما لقب به لحمرة وجنتيه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (438). وانظر: "نزهة الألباب في الألقاب" لابن حَجَر (2/ 56 - 57).
التخريج:
رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(6/ 172)، عن حفص بن عمر الحَوْضي، عن حمَّاد بن زيد، عن عطاء بن السَّائب، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِيّ قال:"إنَّا أخذنا هذا القرآن عن قوم أخبرونا أنَّهم كانوا إذا تعلَّموا عَشْرَ آياتٍ لم يُجَاوِزُوهُنَّ إلى العَشْرِ الأُخَر حتى يَعْلَمُوا ما فيهنَّ، فكنَّا نَتَعَلَّمُ القُرْآن والعَمَلَ به. وإنَّه سيرثُ القرآن بعدنا قومٌ ليشربونَهُ شُرْبَ المَاءِ لا يُجَاوزُ تَرَاقِيَهُم، بل لا يجاوزُ هاهنا. ووضع يده على الخَلْق".
أقول: إسناده صحيح، وحمَّاد بن زيد سمع من عطاءٍ قبل اختلاطه كما سيأتي.
ورواه ابن جَرِير الطَّبَرِيّ في مقدمة "تفسيره"(1/ 80) رقم (82)، عن ابن حُمَيْد، عن جَرِير، عن عطاء، عن أبي عبد الرحمن قال:"حدَّثنا الذين كانوا يُقرِئُونَنَا: إنَّهم كانوا يستقرئونَ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا تعلَّموا عشر آياتٍ لم يُخَلِّفُوهَا حتى يَعْمَلُوا بما فيها من العَمَل، فتعلَّمنا القرآنَ والعَمَلَ جميعًا".
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه عليه: "هذا إسناد صحيح متصل".
أقول: بل هو إسناد ضعيف. فعطاء بن السَّائب الثَّقَفِيّ: ثقة اختلط في آخر عمره، وسماع جَرِير بن عبد الحميد منه كان بعد اختلاطه، كما قال ابن مَعِين وأحمد بن حَنْبَل -انظر:"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 403)، و"الكواكب النَّيِّرات" ص 322 - 323 - . وقد تابعه (حمَّاد بن زيد) عند ابن سعد كما تقَّدم، وهو ممن روى عنه قبل اختلاطه، كما قال النَّسَائي ويحيى القَطَّان والعُقَيْلِي وسواهم -
انظر: "التهذيب"(7/ 205 - 207) -. مع التنبه إلى أنَّ رواية ابن سعد ليس فيها ذكر تلقيهم هذا المنهج عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
ورواه الإمام أحمد في "المسند"(5/ 410)، عن محمد بن فُضَيْل، عن عطاء، عن أبي عبد الرحمن قال:"حدَّثنا من كان يُقرئنا من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أنَّهم كانوا يقترئونَ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عَشْرَ آياتٍ فلا يأخذونَ في العَشْرِ الأُخرى حتى يعلموا ما في هذه من العِلْمِ والعَمَلِ. قالوا: فعلمنا العلم والعمل".
أقول: إسناده ضعيف، لأنَّ محمد بن فُضَيْل بن غزوان الصَّبِّيّ، ممّن سَمِعَ مِنْ عطاءٍ بعد اختلاطه. انظر:"الكواكب النَّيِّرات" ص 331 و 334. بل إنَّ أبا حاتم يقول -كما في ترجمة (عطاء بن السَّائب) في "الجرح والتعديل" (334/ 6) -: "وما روى عنه ابن فُضَيْل ففيه غلط واضطراب، رفع أشياء كان يرويها عن التابعين فرفعها إلى الصحابة".
وقال الهيثمي في "المجمع"(1/ 165) بعد أن عزاه لأحمد: "وفيه عطاء بن السَّائب اختلط في آخر عمره".
* * *
1399 -
أخبرني محمد بن الفرج بن عليّ البزَّاز، أخبرنا عبد اللَّه بن إبراهيم الزَّبِيْبِي، حدَّثنا أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق البُزُوري
(1)
، حدَّثنا أبو مَعْمَر صالح بن حَرْب -مولى سليمان بن عليّ الهاشمي- قال: حدَّثنا إسماعيل بن يحيى قال: حدَّثنا عبد اللَّه
(2)
بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر،
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "البزروي". والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(4/ 345)، و"الأنساب"(2/ 198).
(2)
هكذا في المطبوع والمخطوط -نسخة تونس ص 184 - : "عبد اللَّه". وفي "الحِلْيَة" =
عن صهيب قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلَّا مَنْ قَالَ بالمَالِ هكذا وهكذا، يَمْنَةً ويُسْرَى".
(9/ 317) في ترجمة (صالح بن حَرْب بن خالد الهاشمي أبو مَعْمَر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (إسماعيل بن يحيى) وهو (ابن عبيد اللَّه التَّيْمي المَدَني): كذَّاب مُجْمَعٌ على تَرْكِهِ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (734).
وهناك احتمال مرجوح أن يكون (إسماعيل بن يحيى) هو (الشَّيْبَاني)، فإنَّه يروي عن (عبد اللَّه بن عمر العُمَرِي)، ويروي عنه (صالح بن حَرْب)، كما في "تهذيب الكمال"(3/ 263). ولا يختلف الحكم إن كان هو، فإنَّه كذَّابٌ أيضًا. انظر:"تهذيب الكمال" الموضع السابق، و"التقريب"(1/ 75).
وفي إسناده (عبد اللَّه بن عمر بن حفص العُمَرِي) وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (895).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (صالح بن حَرْب الهاشمي أبو مَعْمَر)
(1)
لم يذكر
= (1/ 153)، و"زهر الفردوس"، -كما في حاشية "الفردوس" (5/ 107) -:"عبيد اللَّه". ولا يوثق بالنسخة المطبوعة من "الحِلْيَة"، ولا في "الفردوس"، لكثرة ما فيهما من التصحيف والتحريف، و (عبيد اللَّه بن عمر العُمَرِي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (395).
(1)
في "لسان الميزان"(3/ 168): "أبو محمد" وهو تحريف. والتصويب من "تاريخ بغداد"(9/ 317)، و"ثقات" ابن حِبَّان (8/ 318).
الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(8/ 318) وقال: "يُعْتَبَرُ حديثه إذا روى عن الثقات".
أقول: روى هنا عن كذَّاب.
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 153)، عن محمد بن عليّ بن حُبَيْش، عن أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق، به.
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(5/ 107) رقم (7619). وهو في "مسنده" عن أبي نُعَيْم من طريقة المتقدِّم كما في "زهر الفردوس" لابن حَجَر (4/ 213) -مخطوط- ونقله عنه محقق "الفردوس" في حاشيته.
غريب الحديث:
قوله: "قال بالمال هكذا وهكذا": أي أنفقه يمنةً ويُسْرَى. قال ابن الأثير في "النهاية"(4/ 124): "العرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال، وتُطْلِقه على غير الكلام واللسان، فتقول: قال بيده: أي أخذ. وقال برجله: أي مشي. . . وكلُّ ذلك على المجاز والاتساع".
* * *
1400 -
كتب إلينا عبد الرحمن بن عثمان الدِّمَشْقِيّ يَذْكُرُ: أنَّ الحسن بن حَبِيب بن عبد الملك الفَقِيه أخبرهم قال: حدَّثنا أبو عليّ صالح بن محمد الجَلَّاب -بغدادي-، حدَّثنا أبو عمر حفص بن عمر الأَزْدِيّ، حدَّثنا محمد بن عبد الأعلى الكوفي الكُتَاسِيّ، عن عمر
(1)
بن ذَرٍّ الهَمْدَانِيّ،
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "عمرو" بالواو. والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 189، و"الجرح والتعديل"(6/ 107)، وغيرهما.
عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ تعالى عند لِسَانِ كُلِّ قَائِلٍ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ عَبْدٌ، وَلْيَنْظُرْ ماذا يَقُولُ".
(9/ 328 - 329) في ترجمة (صالح بن محمد الجَلَّاب أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف لانقطاعه.
فإنَّ والد (عمر بن ذَرِّ الهَمْدَانِيّ): (ذَرّ بن عبد اللَّه الهَمْدَانِيّ المُرْهِبِيّ): ثقة عابد رُمي بالإرجاء، إلَّا أنَّه لم يسمع من النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولم يُذْكَرْ له سماع عن أحدٍ من الصحابة؛ وعليه يكون الإسناد مَعْضَلًا. وكانت وفاته قبل المائة. انظر:"تهذيب الكمال"(8/ 511 - 513)، و"تهذيب التهذيب"(3/ 218)، و"التقريب"(1/ 238).
كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (صالح بن محمد الجلَّاب) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وشيخ الخطيب (عبد الرحمن بن عثمان الدِّمَشْقي) هو (عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف التَّميمي المعدَّل المقرئ أبو محمد)، ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/ 46 - 47) -مخطوط- وفيه عن الإمام عبد العزيز الكتَّاني:"كان ثقة عدلًا مأمونًا رضا". وبمثل قوله قال أبو الحسن بن أبي الحديد، وكانت وفاته عام (426 هـ).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه ابن المبارك في "الزُّهْد" ص 125 رقم (367)، عن عمر بن ذَرّ، عن أبيه مرفوعًا بلفظ:"إنَّ اللَّه تعالى عند لِسَانِ كُلِّ قائلٍ، فاتَّقى اللَّه امْرُؤٌ، وَعَلِمَ ما يَقُولُ".
وعن ابن المبارك من طريقه، رواه القُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(2/ 169) رقم (710).
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(13/ 233 - 234) عن وكيع، عن عمر بن ذَرٍّ، عن أبيه مرفوعًا، دون قوله:"فليتق اللَّه عبد".
ورواه أبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني في "الحِلْيَة"(8/ 352)، من طريق أبي نُعَيْم الفَضْل بن دُكَيْن، عن عمر بن ذَرّ، عن أبيه مرفوعًا مقتصرًا على أوَّله:"إنَّ اللَّه تعالى عند لسان كل قائلٍ".
كما رواه في (9/ 44) منه، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن عمر بن ذَرّ، عن أبيه مرفوعًا بمثل لفظ الخطيب دون قوله:"عبد".
وقد رواه الخطيب، من طريق محمد بن الفرج الأَزْرَق، عن محمد بن كُنَاسَة، عن عمر بن ذَرّ، عن أبيه من قوله، لم يرفعه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم. رواه عقب روايته للطريق المرفوع المتقدِّم.
وللحديث شاهد رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 160)، من طريق محمد بن زهير، عن ابن عمر مرفوعًا.
وفي إسناده (محمد بن زهير)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 581):"مجهول".
* * *
1401 -
أخبرني محمد بن جعفر بن عَلَّان الشُّرُوطِيّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا أبو محمد صالح بن محمد بن نصر بن محمد بن عيسى بن موسى بن عبد اللَّه بن جموكيان بن شاذخ بن عبد اللَّه التِّرْمِذِيّ -قَدِمَ حاجًّا- حدَّثنا القاسم بن عبَّاد التِّرْمِذِيّ، حدَّثنا صالح بن عبد اللَّه التِّرْمِذِيّ، عن
أبي عامر، عن نوح بن أبي مَرْيَم، عن يزيد الهاشمي، عن الزُّهْرِيّ، عن أبي سَلَمَة،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الدَّم مِقْدَارُ الدِّرْهَمِ، يُغْسَلُ وتُعَادُ مِنْهُ الصَّلَاة".
(9/ 330) في ترجمة (صالح بن محمد بن نصر التِّرْمِذِيّ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (نوح بن أبي مَرْيَم المَرْوَزِيّ أبو عِصْمَة) وهو متروك، وكذَّبه ابن عُيَيْنَة وابن المُبَارَك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (223).
كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (صالح بن محمد بن نصر التِّرْمِذِيّ أبو محمد) لم يذكره الخطيب بجرح ولا تعديل.
وقد ترجم كُلٌّ من ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(4/ 412)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 370 - 371) -و"الثقات"(8/ 317) في ترجمة (صالح بن عبد اللَّه التِّرْمِذِيّ) -، والذَّهَبِيّ في "السِّيَر"(11/ 5539)، وابن حَجَر في "اللسان"(3/ 176 - 177)، لـ (صالح بن محمد التِّرْمِذِيّ). ولم يذكروا جميعًا إلَّا اسمه واسم أبيه ونسبته. وقال عنه ابن حبَّان في "الثقات":"دجَّال مِنَ الدَّجَاجِلَةِ".
وعندي بعض توقف في أنَّ الذي ترجموا له، هو (صالح بن محمد بن نصر التِّرْمِذِيّ أبو محمد) الذي ترجم له الخطيب. وسبب هذا التوقف هو الشكُّ في تأخر المُتَرْجَمِ له عند الخطيب، عن المُتَرْجَمِ له عندهم، كما ظهر لي من المقارنة بين شيوخهما والرواة عنهما، كما ذكرهم الخطيب من جهة، وابن أبي حاتم والآخرون من جهة أخرى.
كما أنَّ فيه: (يزيد بن أبي زياد القُرَشي الهاشمي) وهو ضعيف. وقد سبقت ترجمته في حديث (654).
و(أبو عامر) لم أتبينه.
و(القاسم بن عبَّاد التِّرْمِذِيّ) لم أقف له على ترجمة.
و(أبو سَلَمَة) هو (ابن عبد الرحمن بن عوف الزُّهْرِيّ): اختلف في اسمه، وقيل: اسمه كنيته، وهو أحد التابعين الثقات المكثرين، خرَّج له الستة، وتوفي سنة (94) للهجرة. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(4/ 287 - 292)، و"التهذيب"(12/ 115 - 118)، و"التقريب"(2/ 430).
وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2507) -في ترجمة (نوح بن أبي مريم) -، من طريق أبي الطَّيِّب، عن نوح بن أبي مريم، به؛ وقال:"أبو الطَّيِّب هذا: لا يُدْرَي من هو، وقد روي هذا عن غير هذا الطريق عن الزُّهْرِيّ، وهذا وذاك ليسا بمحفوظين".
ورواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(1/ 401)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 998)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 56) -كلاهما في ترجمة (رَوْح بن غُطَيْف) -، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 404)، من طريق رَوْح بن غُطَيْف، عن الزُّهْرِيّ، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"تُعَادُ الصَّلاة مِنْ قَدْرِ الدِّرْهَمِ مِنَ الدِّمِ".
قال الإمام البُخَاري في "التاريخ الصغير"(1/ 337) بعد أن ذكره عن (رَوْح) من الطريق المتقدِّم: "وهذا لا يُتَابعُ عليه".
وقال العُقَيْلِي عقب روايته له نقلًا عن البُخَاري: "هذا الحديث باطل، ورَوْحٌ هذا مُنْكَرُ الحديث".
وقال ابن عدي عقبه كذلك: "هو منكر بهذا الإسناد".
ورواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 298) -في ترجمة (رَوْح) -، عنه، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة، به؛ وقال:"هذا خبر موضوع لا شك فيه، ما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هذا، ولا روى عنه أبو هريرة، ولا سعيد بن المسيَّب ذكره، ولا الزُّهْرِيّ قاله، وإنما هذا اختراع أَحْدَثَهُ أهل الكوفة في الإسلام! ! ، وكلُّ شيء يكون بخلاف السُّنَّة فهو متروك".
ورواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 401)، من طريق أسد بن عمرو، عن غُطَيْف الطَّائِفي، عن الزُّهْرِيّ، عن أبي سّلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"إذا كان في الثوب قدر الدِّرهم من الدَّم، غُسِلَ الثوبُ، وأُعيدت الصَّلاة".
وَذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ عقبه: أنَّ أسد بن عمرو، قد وَهِمَ في تسمية رَوْح بن غُطَيْف: غُطَيْفًا.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 75) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وأعلَّه بـ (نوح بن أبي مريم).
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 403)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(2/ 66).
وقال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 278) نقلًا عن الإمام البزَّار أنَّه قال: "أجمع أهل العلم على نُكْرَةِ هذا الحديث".
أقول: في إسناده عندهم (رَوْح بن غُطَيْف بن أبي سفيان الثَّقَفِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(3/ 308 - 309) وقال: "منكر الحديث".
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 103 رقم (199) وقال: "متروك الحديث".
3 -
"الجرح والتعديل"(3/ 495) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ، منكر الحديث جدًّا".
4 -
"المجروحين"(1/ 298 - 299) وقال: "كان يروي الموضوعات عن الثقات، لا تحلُّ كتابة حديثه، ولا الرواية عنه".
5 -
"الكامل"(3/ 998) وقال: "مقدار ما يرويه من الحديث غير محفوظ".
6 -
"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 401) وقال: "متروك الحديث".
* * *
1402 -
أخبرنا محمد بن عبد الملك القُرَشِي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا صالح بن بَيَان بن السَّكَن الدَّقَّاق، حدَّثنا محمد بن الخليل المُخرِّمِيّ، حدَّثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدَّثنا سعيد، عن أيوب، عن أبي قِلَابَة،
عن هشام بن عامر: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن بَيْعِ الذَّهَبِ بِالفِضَّةِ نَسِيْئَةً، وَأَنْبَأَنَا أَنَّ ذلك رِبًا.
(9/ 330) في ترجمة (صالح بن بيان بن السكن الدَّقَّاق).
مرتبة الحديث:
في إسناده (أبو قِلَابَة)، لم يسمع من (هشام بن عامر) رضي الله عنه، عند عليّ بن المَدِيني. فقد ذكر عنه ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 95 قوله:"لم يسمع أبو قِلَابَة من هشام بن عامر، وروى عنه".
لكن الحافظ ابن حَجَر في "التهذيب"(5/ 225) في ترجمة (أبي قِلَابَة) عندما ذكر عدم سماعه من هشام بن عامر، ذكره بصيغة التمريض.
ونحا ذات المنحى في ترجمة (هشام بن عامر)(11/ 42)، عندما ذكر الرواة عنه، فقال:"وأبو قِلَابَة الجَرْمِيّ، وقيل: لم يسمع منه".
كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (صالح بن بَيَان الدَّقَّاق) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. وقد تابعه الإمامان أحمد وأبو يعلى في "مسنديهما".
و(أبو قِلَابَة) هو (عبد اللَّه بن زيد بن عمرو -أو عامر- الجَرْمِيّ البَصْرِيّ): ثقة كثير الإرسال. وستأتي ترجمته في حديث (1637).
و(أيوب) هو (ابن كَيْسَان السَّخْتِيَانِيّ أبو بكر): إمام ثقة حجَّة عابد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1256).
و(سعيد) هو (ابن أبي عَرُوبَة -مِهْرَان- اليَشْكُرِيّ البَصْرِيّ أبو النَّضْر)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه "التقريب" (1/ 302):"ثقة حافظ، له تصانيف، لكنه كثير التدليس، واختلط، وكان من أثبت النَّاس في قَتَادة"/ ع. وتوفي عام (156) للهجرة. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(11/ 5 - 11)، و"السِّيَر"(6/ 413 - 418)، و"التهذيب"(4/ 63 - 66).
و(عبد الوهاب بن عطاء) هو (الخَفَّاف العِجْلِي أبو نصر): صدوق ربما أخطأ. وستأتي ترجمته في حديث (1880).
والحديث صحيح من طرق أخرى.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(4/ 19 و 20 - 21)، وأبو يعلى في "مسنده"(3/ 125) رقم (1554)، من طريق أيوب، عن أبي قِلَابَة، عنه، به.
قال الهيثمي في "المجمع"(4/ 114 - 115) بعد أن عزاه لهما: "ورجال أحمد رجال الصحيح".
وللحديث شواهد كثيرة، انظرها في:"جامع الأصول"(1/ 544) وما بعد، و"مجمع الزوائد"(4/ 114 - 116)، و"التلخيص الحَبِير"(3/ 7 - 8).
ومن هذه الشواهد ما رواه البُخَاري في البيوع، باب في بيع الطعام والحُكْرَة (4/ 347 - 348) رقم (2134)، ومسلم في المساقاة، باب بيع الصرف والذهب بالوَرِق نقدًا (3/ 1209 - 1210) رقم (1586)، وغيرهما، عن عمر بن الخَطَّاب مرفوعًا، وفيه:"الذَّهَبُ بالوَرِقِ رِبًا، إلَّا هَاءَ وَهَاءَ".
و (الوَرِقُ): الفِضَّة. و (هَاءَ وَهَاءَ): يريد يَدًا بيدٍ حاضرًا.
* * *
1403 -
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا يوسف بن عمر القَوَّاس قال: قُرِئ على صَدَقَة بن هُبَيْرَة -وأنا أسمع-، قيل له: حدَّثك يوسف بن يعقوب المُعَدَّل، حدَّثنا حفص بن إبراهيم، حدَّثنا إبراهيم بن العلاء الإِسْكَنْدَرَانِيّ، عن بقيَّة بن الوليد، عن ثَوْر بن يزيد، عن أُمِّ الدَّرْدَاء، عن أبي الدَّرْدَاء،
عن أبي أُمَامَة
(1)
، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ مَاتَ وهو يقولُ: القُرْآنُ مَخْلُوقٌ، لَقِيَ اللَّهَ يومَ القِيَامَةِ وَوَجْهُهُ إلى قَفَاهُ".
(9/ 334) في ترجمة (صَدَقَة بن هُبَيْرَة المُوْصِلِي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
موضوع.
(1)
هكذا في المطبوع: "عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن أبي أمامة". وفي مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص: 1878: "عن أم الدرداء عن أبي أمامة"، بدون ذكر أبي الدرداء، وفي "الموضوعات" لابن الجَوْزي والسُّيُوطِيّ وابن عَرَّاق: جعلوه من مسند أبي الدرداء، وابن الجَوْزي إنَّما يرويه عن الخطيب من طريقه المتقدِّم. وَيُرَجِّحُ أنَّه عن أبي الدرداء، تخريج المخرِّجين له من طرق عنه كما يُعْلَمْ من كلام ابن عَرَّاق الآتي في التخريج.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته للحديث: "من بين: (ابن هُبَيْرَةَ) و (بقيَّة)، لا يُعْرَفُ. وثور بن يزيد لم يُدْرِكْ أُمَّ الدَّرْدَاءِ".
وصاحب الترجمة (صَدَقَة بن هُبَيْرَة المَوْصِلِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 108 - 109) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق، وأضاف:"وقد ذكرنا أنَّ بقيَّة كان يروي عن المجهولين والضعفاء، وربما أسقط ذكرهم وذكر من رووا له عنه. وقد رُوي في هذا الباب أحاديث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليس فيهما شيءٌ يَثْبُتُ عنه".
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 10).
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 135)، ولخَّص فيه كلام السُّيُوطيّ على الحديث مع زيادات زادها، فقال:"رواه ابن عساكر من طريق حسَّان بن عَطِيَّة عن أبي الدَّرْدَاء بلفظ: "سألُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن القرآن، فقال: هو كلام اللَّه غير مخلوق". وفي سنده منصور بن إبراهيم القَزْويني، قال الذَّهَبِيُّ فيه: لا شيء، سمع منه أبو عليّ بن هارون حديثًا باطلًا. قال الحافظ ابن حَجَر: وهو هذا الحديث. قال الخطيب: وحسَّان لم يُدْرِكْ أبا الدَّرْدَاء.
وله طريق ثان: أخرجه الشِّيْرَازِيُّ في "الألقاب"
(1)
، وفيه أحمد بن إبراهيم التَغْلِبي مجهول.
وثالث: أخرجه أبو القاسم بن بِشْران في "أماليه". قلت -القائل: ابن عَرَّاق-: والحاكم في "شِعَار أصحاب الحديث
(2)
"، واللَّه أعلم. وفيه عبد
(1)
أقول: ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" كما في "اللآلئ"(1/ 5).
(2)
لم أقف عليه في "شعار أصحاب الحديث" المطبوع.
الملك بن عبد ربِّه الخَوَّاص، قال الذَّهَبِيُّ: له عن الوليد بن مسلم خبر موضوع، وهو هذا.
ورابع: أخرجه أبو عمرو الدَّاني في "طبقات القُرَّاء". قلت -القائل ابن عَرَّاق-: هو من طريق أحمد بن عيسى الخَشَّاب
(1)
، واللَّه أعلم.
وخامس: ولفظه "من قال القرآن مخلوق فهو كافر يلقاني يوم القيامة وهو لا يعرفني" أخرجه الدَّيْلَمِيُّ. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: في سنده صالح بن قَطَن البُخَاري: مجهول. واللَّه أعلم" انتهى.
* * *
1404 -
أخبرنا محمد بن عمر النَّرْسِيّ، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي، حدَّثنا محمد بن حَنِيفة أبو حَنِيفة، حدَّثنا حَيْدُون أبو حَيْدَرة، حدَّثنا صِلَة بن سليمان العَطَّار، حدَّثنا أشعث، عن ابن سِيْرِين.
عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال لجلسائه:"خُذُوا جُنَّتَكُمْ مِنَ النَّارِ، قولوا: سبحانَ اللَّهِ، والحمدُ للَّهِ، ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكبرُ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ. فإنَّهُنَّ المُقَدِّمَاتُ، وهُنَّ المُعَقِّبَاتُ، وهُنَّ البَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ".
(9/ 336) في ترجمة (صِلَة بن سليمان العَطَّار أبو زيد).
التخريج:
إسناده تالف. وقد روي من وجهٍ آخر صحيح.
ففيه صاحب الترجمة (صِلَة بن سليمان العَطَّار الوَاسِطي أبو زيد) وقد ترجم له في:
(1)
أقول: (أحمد بن عيسى الخَشَّاب التِّنِّيْسِيّ): ليس بالقويِّ، اتَّهمه ابن طاهر ومَسْلَمَة بالكذب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (435).
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 271) وقال: "كان كذَّابًا".
2 -
"التاريخ الكبير"(4/ 322) وقال: "ليس بذلك القويّ".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 137 رقم (320) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الجرح والتعديل"(4/ 447) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث، أحاديثه عن أشعث مُنْكَرَةٌ".
5 -
"المجروحين"(1/ 376) وقال: "يروي عن الثقات المقلوبات، وعن الأثبات ما لا يُشْبِهُ حديث الثقات".
6 -
"الكامل"(4/ 1406 - 1407) وقال: "عامّة ما يرويه لا يتابعه النَّاس عليه".
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 249 رقم (294) وقال: "يُتْرَكُ حديثه عن ابن جُرَيْج وشُعْبَة، ويُعْتَبَرُ بحديثه عن أشعث بن عبد الملك الحُمْرَاني".
8 -
"تاريخ بغداد"(9/ 336 - 337) وفيه عن أبي داود: "كذَّاب".
كما أنَّ في إسناده (حَيْدُون بن عبد اللَّه بن شَبِيب الطَّحَّان الوَاسِطي أبو حَيْدَرَة) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(3/ 319 - 320) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 217 - 218) وقال: "يُغْرِبُ".
3 -
"اللسان"
(1)
(2/ 371).
كما أنَّ في إسناده أيضًا (محمد بن حَنِيفة بن محمد القَصَبِيّ الوَاسِطي أبو حَنِيفة) وهو ليس بالقويّ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (750).
(1)
صُحِّفَ الاسم فيه إلى: "حيدرون". والكنية إلى: "أبي حيدة".
و (أَشْعَث) هو (ابن عبد الملك الحُمْرَانِيّ البَصْري أبو هانئ): ثقة فقيه، خرَّج له أصحاب السنن الأربعة، وتوفي عام (142 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(3/ 277 - 286)، و"السِّيَر"(6/ 278 - 280)، و"التهذيب"(1/ 357 - 359)، و"التقريب"(1/ 80).
التخريج:
رواه النَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 488 رقم (848)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 541)، والطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 145)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (7/ 329) رقم (45) -، و"الدعاء"(3/ 1561) رقم (1682)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(2/ 499) رقم (598)، من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن محمد بن عَجْلَان، عن سعيد المُقْبُرِيّ، عن أبي هريرة، به.
قال الطبراني في "الصغير": "لم يروه عن ابن عَجْلَان إلَّا عبد العزيز بن مسلم، تفرَّد به داود بن بلال، وحفص بن عمر الحَوْضي".
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(2/ 432): "وإسناده جيِّد قويٌّ".
وقال الهيثمي في "المجمع"(10/ 89): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، ورجاله في "الصغير" رجال الصحيح، غير داود بن بلال وهو ثقة".
لكن لفظ آخره عند من أخرجه هو: "فإنَّهُنَّ يأتينَ يوم القيامة مُقَدِّمَاتٍ ومُعَقِّبَاتٍ. . . " مع اختلاف في بعض المذكورات عندهم.
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(2/ 165) رقم (2829).
غريب الحديث:
قوله: "خُذُوا جُنَّتَكُمْ": أي ما يستركم ويقيكم. انظر "النهاية"(1/ 307 - 308).
قوله: "المُعَقِّبَات": المُعَقِّبُ من كل شيءٍ: ما جاء عَقِيبَ ما قبله. أي تتعقبكم وتأتي من ورائكم. انظر "النهاية"(3/ 267).
* * *
1405 -
أخبرني أبو الوليد الدَّرْيَنْدِيّ، أخبرنا محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ -بِبُخَارَى-، حدَّثنا محمد بن نصر بن خَلَف، حدَّثنا أبو كثير سَيْفَ بن حفص، حدَّثني عليّ بن الجُنَيْد أبو الحسن، ومحمد بن حُمَيْد بن فَرْوَة، قالا: حدَّثنا محمد بن سَلَام، حدَّثنا أبو سهل المَدَائِنِي -يعني الصَّبَّاح بن سهل-، عن زياد بن ميمون،
عن أنس بن مالك قال: كانت امرأة بالمدينة عَطَّارة، يقال لها الحَوْلَاء، فجاءت إلى عائشة فقالت: يا أُمَّ المؤمنين نفسي لكِ الفِدَاء، إنِّي أُزَيِّنُ نَفْسِي لزوجي كُلَّ لَيْلَةٍ حتَّى كأنِّي العَرُوس أُزَفُّ إليه، وذكر الحديث.
(9/ 337 - 338) في ترجمة (الصَّبَّاح بن سهل المَدَائِنِي أبو سهل).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته: (زياد بن ميمون الثَّقَفِي البَصْرِيّ الفَاكِهِيّ أبو عمَّار)، قال الحافظ الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (1/ 244):"اعترف بالكذب، وتَابَ، وقال: عُدُّوا أنِّي كنت يهوديًا. ثم نَكَثَ وَكَذَبَ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (681).
كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (الصَّبَّاح بن سهل الوَاسِطي المَدَائِنِي البَصْرِي أبو سهل) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 135 رقم (438) وقال: "لا أعرفه".
2 -
"التاريخ الكبير"(4/ 314) وقال: "منكر الحديث". وقال مرَّةً: "لا يُتَابَعُ في حديثه".
3 -
"الجرح والتعديل"(4/ 442) وفيه عن أبي زُرْعَة وأبي حاتم: "هو منكر الحديث". وقال أبو حاتم: "يُكْتَبُ حديثه".
4 -
"المجروحين"(1/ 377) وقال: "يروي الأحاديث المناكير عن أقوام مشاهير، لا يجوز الاحتجاج بخبره لكثرة المناكير في أخباره".
5 -
"الكامل"(4/ 1402) وقال: "وقول ابن مَعِين: لا أعرفه، لأنَّ جميع ما يروي من الحديث لا يبلغ عشرة أحاديث وهي أحاديث لا يتابعه أحد عليها".
6 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 250 رقم (295).
7 -
"تاريخ بغداد"(9/ 337 - 338). والعجيب أنَّه لم يذكر في بيان حاله شيئًا! ! .
8 -
"اللسان"(3/ 179) وفيه عن أبي حاتم في "العلل": "شيخ مجهول".
وشيخ الخطيب: (أبو الوليد الدَّرْبَنْدِيّ) هو (الحسن بن محمد البَلْخِي): صدوق، ولم يكن له كبير معرفة بالحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1398).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (4/ 185 - 186) رقم (2303) -، عن محمد بن أحمد بن أبي خَيْثَمَة،
حدَّثنا أحمد بن محمد بن أَبَان بن صالح، حدَّثنا القاسم بن الحَكَم العُرَنِيّ، حدَّثنا جَرِير بن أيوب البَجَلي، عن حمَّاد بن أبي سليمان، عن زياد الثَّقَفِيّ، عن أنس قال:"كانت امرأة بالمدينة عَطَّارة. قال فذكر الحديث عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في فضل نكاح الرجل أهله".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 292): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه جَرِير بن أيوب البَجَلي وهو ضعيف".
أقول: قصَّر الإِمام الهيثمي في بيان حال إسناد الطبراني، فإنَّ فيه (زياد بن ميمون) الراوي عن أنس، وهو كذَّاب كما تقدَّم آنفًا.
وقد وَهِمَ محقق "مجمع البحرين" في قوله: بأنَّ (زياد الثَّقَفِيّ) هو (زياد بن جُبَيْر بن حَيَّة الثَّقَفِيّ): ثقة من رجال الستة. حيث صُرِّح في إسناد الخطيب بأنَّه (زياد بن ميمون). وسيأتي ما يؤكِّده أيضًا.
و(زياد بن جُبَيْر) -الثقة- لا رواية له عن أنس، ولم يرو عنه حمَّاد بن أبي سليمان. انظر:"تهذيب الكمال"(9/ 441 - 442)، و"التهذيب"(3/ 357 - 358).
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 269 - 271) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا ما روى الخطيب -يعني مقدار ما رواه، وذلك إلى قولها: "حتَّى كأنِّي العَرُوس أُزَفُّ إليه"-، وقد رُوي لنا هذا الحدث بطوله". ثم ذكر مَتْنَ الحديث بطوله، وقال:"قال الدَّارَقُطْنِيُّ: هذا حديث باطل، وقال: ذهب عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود إلى زياد بن ميمون فأنكرا عليه هذا الحديث فقال: اشهدوا أنِّي قد رجعت عنه". ثم نقل أقوال بعض النُّقَّاد فيه وفي الصَّبَّاح بن سهل.
وأقرَّهُ السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 169 - 170).
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 203 - 204)، وذكر تتمة الحديث بأطول ممَّا عند ابن الجَوْزي والسُّيُوطِيّ.
وتتمة الحديث كما أوردها هي: "فأجيء، فأدخل في لحاف زوجي، فأبتغي بذلك مرضات ربِّي، فَيُحَوِّلُ وجهه عني، فأستقبله، فيعرض، ولا أراه إلَّا قد أبغضني. فقالت لها عائشة: لا تبرحي حتَّى يجيء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فلمَّا جاء قال: إنِّي لأجد ريح الحَوْلاء، فهل أتتكم؟ وهل ابتعتم منها شيئًا؟ . قالت عائشة: لا، ولكن جاءت تشكو زوجها. فقال: مالك يا حَوْلاء؟ فَذَكَرْتُ لَهُ نحو ما ذكرت لعائشة. فقال: اذهبي أيتها المرأة، فاسمعي وأطيعي لزوجك. قالت: يا رسول اللَّه فمالي من الأجر؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم للحَوْلاء: ليس من امرأة ترفع شيئًا من بيتها من مكان، أو تضعه من مكان تريد بذلك الصلاح، إلَّا نَظَرَ اللَّهُ إليها، وما نَظَرَ اللَّهُ إلى عَبْدِ قَطُّ فَعَذَّبَهُ.
قالت: زِدْنِي يا رسول اللَّه. قال: ليس من امرأة من المسلمين تحمل من زوجها إلَّا كان لها كأجر الصائم القائم المُخْبِت، فإذا أرضعته كان لها بكلِّ رضعة عتق رَقَبَةٍ، فإذا فطمته نادى منادٍ من السماء: أيتها المرأة استأنفي العمل فقد كفيت ما مضى.
فقالت عائشة: يا رسول اللَّه هذا للنساء، فما للرجال؟ فقال: ما من رجل من المسلمين يأخذ بيد امرأته يراودها، إلَّا كتب اللَّه له عشر حسنات، فإذا عانقها فعشرون حسنة، فإذا قبَّلها فعشرون ومائة حسنة، فإذا جَامَعَهَا ثم قام إلى مُغْتَسَلِهِ لم ير الماء على شعرة من جسده، إلَّا كتب اللَّه له بها عشر حسنات، وحَطَّ عنه عشر خطيئات، وإنَّ اللَّه عز وجل ليباهي به الملائكة فيقول: انظروا إلى عبدي، قام في هذه الليلة الشديد بردها فاغتسل من الجنابة، مؤمنًا أنِّي ربّه. أُشْهِدُكُمْ أنِّي قد غفرت له" انتهى.
وقد ذكر الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(4/ 278) في ترجمة (الحَوْلاء العَطَّارة) بعض الحديث المتقدِّم، وقال: أخرجه أبو الشيخ بسنده إلى زياد الثَّقَفِيّ عن أنس". ثم قال: "وسند هذا الحديث واهٍ جدًّا. وقد ذكره البزَّار وقال: زياد الثَّقَفِيّ راويه: بَصْرِيٌّ متروك الحديث".
* * *
1406 -
أخبرنا أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي، أخبرنا عبد اللَّه بن محمد بن عثمان المُزَني، حدَّثنا أبو يَعْلَى.
وحدثناه الحسن بن عليّ الجَوْهَرِيّ -إملاءً-، أخبرنا محمد بن النَّضْر المَوْصِلِي، أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المُثَنَّى، حدَّثنا أبو بَهْز صَقْر بن عبد الرحمن بن بنت مالك بن مِغْوَل، حدَّثنا عبد اللَّه بن إدريس، عن المُخْتَار بن فُلْفُل،
عن أنس بن مالك قال: جاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ إلى بُسْتَانٍ، فأتى آتٍ فَدَقَّ البَابَ، فقال:"يا أنسُ قُمْ فَافْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بالجَنَّةِ، وَبَشِّرْهُ بِالخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِي". قال: قلت يا رسولَ اللَّه أُعْلِمُهُ؟ قال: "أُعْلِمْهُ". فإذا أبو بَكْرٍ، قلتُ: أَبْشِرْ بالجَنَّةِ، وأَبْشِرْ بالخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم.
ثم جاء آتٍ فَدَقَّ البَابَ، فقالَ: يا أنسُ قُمْ فَافْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بالجَنَّةِ، وَبَشِّرْهُ بِالخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِ أبي بَكْرٍ". قلت: يا رسول اللَّه أُعْلِمُهُ؟ قال: "أُعْلِمْهُ". فخرجتُ فإذا عُمَرُ، قال: قلتُ له أَبْشِرْ بالجَنَّةِ، وأَبْشِرْ بِالخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِ أبي بَكْرٍ.
ثم جاء آتٍ فَدَقَّ البَابَ، فقالَ:"قُمْ يا أنسُ فَافْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بالجَنَّةِ، وَبِالخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ، وأنَّه مَقْتُولٌ". قال: فَخَرَجْتُ فإذا عُثْمَانُ، قلتُ أبْشِرْ بالجَنَّةِ، وَبِالخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ، وأنَّك مَقْتُولٌ. قال: فَدَخَلَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللَّهِ لِمَهْ؟ واللَّهُ ما تَغَنَّيْتُ، ولا تَمَنَّيْتُ، ولا مَسَسْتُ ذَكَرِي بِيَمِيني مُنْذُ بَايَعْتُكَ. قَالَ:"هو ذَاكَ يَا عُثْمَانُ".
(9/ 339 - 340) في ترجمة (صَقْر بن عبد الرحمن بن بنت مالك بن مِغْوَل أبو بَهْز).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده صاحب الترجمة (صقر
(1)
بن عبد الرحمن بن بنت مالك بن مِغْوَل أبو بَهْز) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(4/ 452) وفيه عن أبي حاتم: "هو أحسن حالًا من أبيه. . . صدوق". وترجم له باسم (سَقْر بن عبد الرحمن. . .)(4/ 310) وفيه عن ابن أبي حاتم أنَّه قال لأبيه: يتكلَّمون فيه؟ قال: لا.
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 322) وقال: "وفي قلبي من حديثه". وساق بعض الحديث المتقدِّم.
3 -
"الكامل"(4/ 1412) وقال: "سمعت أبا يعلى إذا حدَّثنا عنه يقول: حدَّثنا صَقْر بن عبد الرحمن وكان ضعيفًا".
4 -
"تاريخ بغداد"(9/ 339 - 341) وفيه عن أبي عليّ صالح جَزَرَة: "عبد الرحمن بن مالك بن مِغْوَل: من أكذب النَّاس، وأبو بَهْز ابنه، كان أكذب من أبيه". -وقد نقل ابن أبي حاتم في "الجرح"(4/ 310) نحو هذا القول عن مُطَيَّن-. ونقل الخطيب عن صالح جَزَرَة قوله أيضًا: "كان شيخًا مُغَفَّلًا مَطْرُوحًا ببغداد".
وروى الحافظ الخطيب عقب سوقه للحديث، عن الإِمام عليّ بن المَدِيني أنَّه قال:"كذب هذا، موضوع".
(1)
ويقال: "سَقْر" بالسين والقاف. انظر: "تصحيفات المحدِّثين" للعَسْكَرِيّ (3/ 1099)، و"المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف" للدَّارَقُطْنِيّ (3/ 1184).
كما روى الخطيب عن أبي عليّ صالح بن محمد جَزَرَة قوله: "هذا حديث رواه عبد الأعلى بن أبي المُسَاوِر وهو ضعيف، عن المُخْتَار، لا أصل له".
وقال أبو حاتم الرَّازي كما في "العلل" لابنه (2/ 387): "هذا الحديث باطل".
وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 317) -في ترجمة (صَقْر بن عبد الرحمن) -: "حديث كذب".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "المطالب العالية"(4/ 19): "هذا حديث موضوع فيه كلام".
التخريج:
رواه أبو يعلى المَوْصِلِي في "مسنده"(7/ 45 - 46) رقم (3958)، وفي "المعجم" له ص 177 - 178 رقم (204)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
وعن أبي يعلى من طريقه المتقدِّم، رواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1412)، وابن حِبَّان في "الثقات"(8/ 322)، وابن حَجَر في "اللسان"(3/ 193) -كلُّهم في ترجمة (صَقْر بن عبد الرحمن) -.
ورواه بنحوه البزَّارُ في "مسنده"(2/ 255 - 226) رقم (1572) -من كشف الأستار-، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(4/ 297 - 298) رقم (2496) -، من طريق عمر بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن عتبة أبي عمرو، عن أبي رَوْق
(1)
، عن أنس مرفوعًا.
(1)
حُرِّف الإِسناد في "كشف الأستار" إلى: "حدَّثنا أبو عمرو عتبة بن أبي روق". وجاء تعليق محققه في (2/ 226) رقم (1) ليؤكد هذا التحريف! ! .
قال البزَّار: "لا نعلمه عن أنس إلَّا من وجهين، أحدهما: هذا. والآخر: حدثناه محمد بن المُثَنَّى، عن إبراهيم بن سليمان، حدَّثنا بَكْر بن المُخْتَار، قال: فلقيته بالكوفة، عن المُخْتَار بن فُلْفُل، عن أنس. وكلا الوجهين فليسا بالقويين، ولا نعلم روى أبو رَوْق عن أنس إلَّا هذا".
وقال الطبراني: "لم يروه عن أبي رَوْق إلَّا عُتْبَة، تفرَّد به محمد بن الحسن".
قال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 177): "رواه أبو يعلى والبزَّار إلَّا أنَّه قال: "سَيَلِي أَمْرَ أُمَّتي مِنْ بَعْدِ أبي بكر وعمر، وأنَّه سيلقى من الرعية شِدَّةً، فأمره عند ذلك أن يكفَّ". وفيه صقر بن عبد الرحمن، وهو كذَّاب. وفي إسناد البزَّار: عُتْبَة أبو عمرو، ضعَّفه النَّسَائي وغيره، ووثَّقه ابن حِبَّان، وبقية رجاله ثقات، ورواه الطبراني
(1)
بإسنادين، رجال أحدهما رجال البزَّار، إلَّا أنَّه قال في عثمان: فاسترجع ثم دخل، والباقي بمعناه".
ورواه ابن أبي عاصم في كتاب "السُّنَّة"(2/ 546 و 557 و 558) رقم (1150 و 1168 و 1170) مفرَّقًا، عن سَقْر
(2)
بن عبد الرحمن، عن عبد اللَّه بن إدريس، به.
وعن ابن أبي عاصم من طريقه، رواه أبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني في "دلائل النبوة"(2/ 706 - 707) رقم (488) مجتمعًا.
(1)
أقول: قول الهيثمي: "رواه الطبراني"، يفيد أنَّه رواه في "المعجم الكبير" كما هو مصطلحه عند إطلاق العزو له. وهو إنَّما رواه في "المعجم الأوسط" كما قدَّمت، ولم يروه في "الكبير". واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
(2)
صُحِّفَ في كتاب "السُّنَّة" إلى: "سفر" بالفاء. والتصويب من "الجرح والتعديل"(4/ 300)، و"المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف" للدَّارَقُطْنِيّ (3/ 1184).
ورواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 195 - 196) -في ترجمة (بَكْر بن المُخْتَار بن فُلْفُل) -، من طريق إبراهيم بن سليمان الزَّيَّات، عنه، عن أبيه، عن أنس، به. وقال في (بكر) هذا:"منكر الحديث جدًّا، يروي عن أبيه ما لا يشك من الحديث صناعته أنَّه معمول، لا تحلُّ الرواية عنه إلَّا على سبيل الإعتبار". ولفظ آخر الحديث عنده: "وأخبره أنَّه سيبلغ منه دم مهراق، ومُرْهُ عند ذلك بالصَّبْرِ".
وفي حاشية محقق "المطالب العالية"(4/ 19) نقلًا عن ابن حَجَر في النسخة المسندة من "المطالب": "هذا حديث موضوع، قد أخرجه ابن أبي خَيْثَمَة في "تاريخه" من طريق عبد الأعلى بن أبي المُسَاوِر، وأخرجه البزَّار من طريق بَكْر بن المُخْتَار. وبكر وعبد الأعلى
(1)
: ذَاهِبَانِ وَاهِيَانِ. و (الصَّقْرُ) أوهى منهما، ولعله تحمله عن بكر وعبد الأعلى فجعله عن عبد اللَّه بن إدريس ليروج، فلو كان هذا وقع، ما قال أبو بكر للأنصار: قد رضيت لكم أحد الرجلين: عمر أو أبو عبيدة، ولا جُعِلَ الأَمْرُ شوري في ستة
(2)
".
وقد ساق ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 386 - 387) الحديث من طريق إسحاق بن سليمان، عن عبد الأعلى بن أبي المُسَاوِر، عن المُخْتَار بن فُلْفُل، عن أنس، به. ونقل عن أبيه قوله:"عبد الأعلى: ضعيف شِبْهُ المتروك. وهذا الحديث باطل. كتبت بالبصرة هذا الحديث عن شيخ يسمَّى خالد بن يزيد السَّابَرِيّ عن عبد الأعلى نفسه ولم أحدِّث به".
وقال ابن عدي في "الكامل"(4/ 1412): "كان أبو يعلى بنسبه -يعني
(1)
أقول: (عبد الأعلى بن أبي المُسَاوِر الزُّهْرِيّ الجَرَّار) متروك، وكذَّبه ابن مَعِين. وقد سبقت ترجمته في حديث (1211).
(2)
أقول: ذَكَرَ الحافظُ نحو ذلك في "اللسان"(3/ 193 - 194). وما قاله رحمه الله يؤكد اعتناء أئمتنا بالنقد الداخلي للمتن، لا كما يقول بعض المستشرقين ومن ذهب مذهبهم من حصرهم لعنايتهم بنقد السند، وهو ما يسمونه بالنقد الخارجي.
صَقْر بن عبد الرحمن- في هذا الحديث بعينه إلى الضَّعف. وأظن أنَّ ابن المُثَنَّى -يعني أبو يعلى- كان قد سمع وبلغه أن هذا الحديث يرويه عن مختار بن فُلْفُل: عبد الأعلى بن أبي المُسَاوِر، وأنكره من حديث ابن إدريس عن مختار، إذ لم يحدِّثه عن ابن إدريس غير صقر هذا، لأنَّ ابن إدريس أحد ثقات النَّاس، ولا يحتمل أن يروي مثل هذا عن المُخْتَار، وعبد الأعلى بن أبي المُسَاوِر يحتمل أن يرويه لأنَّه ضعيف".
والحديث ذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 391) في الفصل الثالث من مناقب الخلفاء الأربعة: مقرًّا بوضعه.
وقد وجدت الإِمام العَيْنِيّ في "عمدة القاري"(16/ 177) يقول بعد أن ذكر الحديث المتقدِّم: "رواه أبو يعلى المَوْصِلِي من حديث المُخْتَار بن فُلْفُل عن أنس وقال: هذا حديث حسن"!! ولم يذكر أبو يعلى ذلك في "المسند" أو "المعجم" له، ولم ينقله عنه أحد فيما وقفت عليه، فلا أدري مَصْدَر العَيْنِيّ في ذلك، أو أنَّ تحريفًا قد وقع في العبارة، واللَّهُ تعالى أعلم.
* * *
1407 -
أخبرنا هلال بن الحَفَّار، حدَّثنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق -إملاءً-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن خَلَف المَرْوَزِيّ، حدَّثنا الصَّلْتُ بن مسعود الجَحْدَرِيّ، حدَّثنا المُعَلَّى بن راشد أبو اليَمَان القَوَّاس، حدَّثنا زياد بن ميمون أبو عمَّار،
عن أنس بن مالك قال: بينما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قاعد في مَلأٍ من أصحابه إذ ضحك، أو بكى، فقال له أصحابه: يا نبيَّ اللَّه ما الذي أضحكك أو أبكاك. قال: "عجبتُ من رَجُلٍ يجيء يوم القيامة متعلِّقًا بِرَجُلٍ إلى ربِّه فيقول: يا ربّ خُذْ لي حقِّي من هذا، قال فيقول له الربُّ تعالى: أعط أخاك حقَّه. فيقولُ: يا ربّ واللَّه ما لي حسنة، قال فيقول له الربُّ: زعم أخوك هذا أنَّه ليس له حسنة،
قال فيقولُ: يا ربّ فخذ من سيئاتي فاحملها عليه. قال
(1)
فيقول له (1) الربُّ: ارفع طرفك فانظر، قال: فيرفع طرفه فينظر فتفتح له أبواب الجِنَان، فيرى فيها قصورًا من الدُّرِّ والياقوت والذَّهب، قال فيقول: يا ربّ لمن هذا؟ لأيّ مَلَكٍ هذا
(2)
؟ أو لأيّ
(3)
مصطفى هذا؟ قال فيقولُ له الربُّ تعالى: هو عندك وأنت تقدر عليه، فيقول: يا رب وما هو؟ قال: تعفو عن أخيك هذا، قال فيقول: يا ربِّ عفوتُ، يا ربِّ عفوتُ، يا ربِّ عفوتُ عنه، ثلاثًا، قال فيقولُ الربُّ: خُذْ بيده، قال: فيأخذُ بيده، ثم ينطلقان جميعًا حتَّى يَدْخُلا الجَنَّة".
(9/ 342) في ترجمة (الصَّلْت بن مسعود الجَحْدَرِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (زياد بن ميمون الثَّقَفِيّ البَصْري الفَاكِهِيّ أبو عمَّار) وهو متروك، وقد كُذِّب. وسبقت ترجمته في حديث (681).
وباقي رجال إسناده حديثهم حسن.
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 576)، وابن أبي الدُّنْيَا في "حسن الظَّنّ باللَّه عز وجل" ص 109 رقم (118)، وأبو بكر بن أبي داود في "البعث والنشور" ص 49 - 51 رقم (32)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق"(1/ 401 - 402) رقم (402) -ط الأولى 1411 هـ في مطبعة المدني-، من طريق عبد اللَّه بن بكر
(1)
هذه الألفاظ زيادة من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 193.
(2)
حُرِّفَ في المطبوع إلى: "لأبي مالك"! ! والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 193.
(3)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "لأبي".
السَّهْمِي عن عبَّاد بن شَيْبَة الحَبَطي، عن سعيد بن أنس، عن أنس مرفوعًا بنحوه. وعندهم في آخره زيادة ليست عند الخطيب.
قال الحاكم: "صحيح الإِسناد". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "عبَّاد: ضعيف، وشيخه لا يُعْرَفُ".
أقول: ترجم ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 171) لـ (عبَّاد بن شَيْبَة الحَبَطِي -ويقال: عبَّاد بن ثُبَيْت-) وقال: "منكر الحديث جدًّا على قلَّة روايته، لا يجوز الاحتجاج به لما انفرد به من المناكير".
وأمَّا شيخه: (سعيد بسن أنس)، فقد ترجم له البُخَاري في "التاريخ الكبير" (3/ 459) وقال:"سعيد بن أنس عن أنس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في المظالم، لا يُتَابَعُ عليه". كما ترجم له العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 98) وقال: "مجهول في النقل، بَصْرِيٌّ". وقد ذكره ابن حِبَّان في "ثقاته"(4/ 279) على عادته في توثيق المجهولين. وقد نُسِبَ في كتاب "البعث والنشور" لابن أبي داود ص 50، ففيه:"عن سعيد بن أنس القُطَعِيّ -وليس بابن أنس بن مالك-".
والحديث ذكره الحافظ المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(3/ 309 - 310) وقال: "رواه الحاكم والبيهقي في "البعث" عن عبَّاد بن شَيْبَة الحَبَطِي عن سعيد بن أنس عنه. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد. كذا قال".
ولم أقف عليه في كتاب "البعث" المطبوع، واللَّه أعلم.
ورواه أبو يعلى في "مسنده الكبير" بمثل رواية الحاكم. ذكره في "المطالب العالية"(4/ 391 - 392) وعزاه له. وفي حاشية محققه: "قال البُوصِيري: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف سعيد بن أنس وعبَّاد بن شَيْبَة".
وقال الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(2/ 199): أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق". . . وضعَّفه البُخَاري وابن حِبَّان".
وقد ذكر ابن أبي حاتم الحديث في "العلل"(2/ 213 - 214)، من طريق أبي عمر الحَوْضي، عن معلَّى بن راشد، عن ميمون بن سِيَاه، عن أنس، به. ونقل عن أبيه قوله:"ورأيت أصحاب الحديث يتكلَّمون في هذا الحديث حين حدَّثنا به أبو عمر. وحدَّثنا ابن أبي زياد، عن سَيَّار، عن المعلَّى بن راشد أبي اليَمَان، عن زياد بن مَيْمُون، عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثله. قال أبو محمد -يعني ابن أبي حاتم-: زياد بن ميمون متروك الحديث".
* * *
1408 -
أخبرنا محمد بن عليّ بن الفتح، أخبرنا عليّ بن الفتح، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا إسماعيل بن العبَّاس بن محمد الورَّاق، حدَّثنا صُرَد بن حمَّاد أبو سهل قال: حدَّثنا الحسن بن الحكم بن طَهَمَان، حدَّثنا أبو مَعْدَان، عن عَوْن بن أبي جُحَيْفَة،
عن أبيه قال: جاءت امرأةٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ومعها جارية لها سوداء، فقالت: يا رسول اللَّه أتجزي عنِّي هذه إِنْ أعتقتها؟ قال فقال لها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أينَ اللَّهُ"؟ قالت: في السماء. قال: "من أنا"؟ قالت: أنتَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال لها: "تَشْهَدِينَ أَنْ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وأنِّي رسولُ اللَّهِ". قالت: نعم. قال: "أَعْتِقِيْهَا فإنَّها تجزي عنك".
(9/ 343) في ترجمة (صُرَد بن حمَّاد بن سالم الصَّيْرَفِيّ أبو سهل).
مرتبة الحديث:
غريب من هذا الطريق، وفيه ضعف. والحديث صحيح من أوجه أخرى بنحوه.
قال الحافظ الخطيب عقبه: "قال عليّ بن عمر -يعني الدَّارَقُطْنِي-: هذا غريب من حديث عَوْن بن أبي جُحَيْفَة عن أبيه، تفرَّد به أبو مَعْدَان. وهو غريب
من حديث أبي مَعْدَان عبد اللَّه بن مَعْدَان، تفرَّد به الحسن بن الحكم عنه، ولا أعلم حدَّث به غير صُرَد بن حمَّاد".
وفي إسناد الحديث: (الحسن بن الحَكم بن طَهْمَان الحَنَفِيّ البَصْري أبو سعيد -وهو ابن عَزَّة الدَّبَّاغ-)، وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(3/ 7 - 8) وفيه عن أبي حاتم: "حديثه صالح ليس بذلك، يضطرب، وبالبَصْرَةِ لا يعرفونه لأنَّه مات قديمًا فلذلك لا يعرفونه".
2 -
"الكامل"(2/ 737) وقال: "ليس له من الحديث إلَّا القليل، وأنكر ما رأيت له ما ذكرته".
3 -
"الميزان"(1/ 486) وقال: "تُكُلِّمَ فيه ولم يُتْرَك".
كما أنَّ فيه (أبو مَعْدَان عبد اللَّه بن مَعْدَان المَكِّي -ويقال: عامر بن زُرَارَة-)، وقد ترجم له في:
1 -
"الكاشف"(3/ 335) ولم يذكر فيه شيئًا.
2 -
"التهذيب"(12/ 241) وفيه عن إسحاق بن منصور عن ابن مَعِين: "صالح". ولم يذكر غيره.
3 -
"التقريب"(2/ 474) وقال: "مقبول، من السابعة"/ ت.
وصاحب الترجمة (صُرَد بن حمَّاد الصَّيْرَفِيّ) قال الخطيب عنه: "ما علمت من حاله إلَّا خيرًا". ولم أقف على من ذكره غيره.
و(أبو جُحَيْفَة) رضي الله عنه، اسمه (وَهْب بن عبد اللَّه السُّوَائِيّ): صَحِبَ علي رضي الله عنه، وتوفي سنة (74) للهجرة. انظر ترجمته في:"الإصابة"(3/ 642)، و"التهذيب"(11/ 164 - 165).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه سعيد بن عَنْبَسَة وهو ضعيف. كذا في "مجمع الزوائد"(4/ 244).
ولم أقف عليه في "المعجم الكبير" المطبوع لفقدان مسند (أبي جُحَيْفَة) من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
والحديث له شواهد عِدَّة، انظرها في:"السُّنَّة" لابن أبي عاصم (1/ 215 - 216)، و"التوحيد" لابن خُزَيْمَة ص 121 - 125، و"شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة" لأبي القاسم اللَّالِكَائِيّ (3/ 392 - 393)، و"الأسماء والصفات" للبيهقي (2/ 163 - 164)، و"مجمع الزوائد"(2/ 23 - 24) و (4/ 244).
ومن هذه الشواهد ما رواه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة. . . (1/ 381 - 382) رقم (537) -واللفظ له-، وأبو داود السِّجِسْتَاني في الصلاة، باب تشميت العاطس في الصلاة (1/ 570 - 573)، وأبو داود الطَّيَالِسِي في "مسنده" ص 150 رقم (1105)، وغيرهم، عن معاوية بن الحكم السُّلَمِيّ مطوَّلًا، وفيه:
"وكانت لي جاريةٌ تَرْعَى غَنَمًا لي قِبَلَ أُحُدٍ والجَوَّانِيَّةِ
(1)
، فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يومٍ فإذا الذِّيبُ قد ذَهَبَ بَشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا، وأنا رجلٌ مِنْ بني آدمَ، آسَفُ كما يَأْسَفُونَ، لكنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً، فَأَتَيْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَعَظَّمَ ذلك عليَّ. قلتُ: يا رسولَ اللَّه أفلا أُعْتِقُهَا؟ قال: ائْتِني بها، فَأَتَيْتُهُ بها، فقالَ لها: أينَ اللَّهُ؟ قالت: في السَّمَاءِ. قَالَ: مَنْ أنَا: قالت: أنتَ رسولُ اللَّهِ. قال: أَعْتِقْهَا، فإنَّها مؤمنةٌ".
(1)
موضع بقرب جَبَل أُحُدٍ. في شمال المدينة. انظر: "شرح النووي على صحيح مسلم"(5/ 23)، و"مراصد الاطلاع"(1/ 354).
وقد روى هذا الجزء من الحديث عن معاوية بن الحَكَم: أبو بكر بن أبي شيْبَة في "الإيمان" ص 35 - 36 رقم (84)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 215) رقم (489)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(2/ 163 - 164).
قال الإمام البيهقي عقبه: "وهذا صحيح قد أخرجه مسلم".
* * *
1409 -
حدَّثنا عبد العزيز بن عليّ الورَّاق -لفظًا-، حدَّثنا عليّ بن عمر بن محمد السُّكَّرِيّ، حدَّثنا صَاحِب بن حاتم الفَرْغَاني -قَدِمَ علينا للحَجِّ-، حدَّثنا أحمد بن حَرْب، عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُدَيْك قال: أخبرني داود بن قيس الفَرَّاء، عن محمد بن صالح،
عن أبي أُمَامَة، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إلى مَسْجِدِ قُبَاءَ لا يَنْزِعُهُ إلَّا الصَّلاةُ فيه، فَصَلَّى فيه رَكْعَتَيْنِ كانَتَا عِدْلَ عُمْرَةٍ".
(9/ 344) في ترجمة (صَاحِب بن حاتم الفَرْغَانِيّ).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (صَاحِب بن حاتم الفَرْغَانِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (محمد بن صالح) لم أتبينه.
و (عليّ بن عمر بن محمد السُّكَّرِيّ) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(2/ 452): "مشهور صدوق، ليَّنه البَرْقاني". وتقدَّمت ترجمته في حديث (1019).
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
والحديث صحيح من وجوهٍ أخرى بنحوه.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 767) إليه وحده.
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (2/ 373 - 374)، و"جامع الأصول"(9/ 336 - 337)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 217 - 218)، و"مُجَمِّع الزوائد"(4/ 11)، و"المطالب العالية"(1/ 272).
ومن هذه الشواهد، ما رواه أحمد في "المسند"(3/ 487)، والنَّسَائي في المساجد باب فضل مسجد قُبَاء والصلاة فيه (2/ 37)، وابن ماجه في إقامة الصلاة، باب ما جاء في الصلاة في مسجد قُبَاء (1/ 453) رقم (1412) -واللفظ له-، والحاكم في "المستدرك"(3/ 12)، عن سهل بن حُنَيْف مرفوعًا:"من تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ ثم أتى مسجد قُبَاء، فصلى فيه صلاةً، كان له كَأَجْرِ عُمْرَةٍ".
قال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
غريب الحديث:
قوله: "لا يَنْزِعُهُ": أي لا يحمله. انظر "لسان العرب" مادة (نزع)(8/ 349 - 350).
* * *
1410 -
حُدِّثتُ عن عبد الوهاب بن الحسن الدِّمَشْقِيّ قال: حدَّثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن أحمد بن محمد التَّمِيمي المُعَلِّم -المعروف بالغباغبي
(1)
(1)
لم يذكره الحافظ ابن حَجَر في كتابه "نزهة الألباب في الألقاب"، إن كان لقبًا، كما لم يذكره السَّمْعَاني في "الأنساب"، ولا ابن الأثير في "اللباب".
لفظًا- قال: حدَّثني ضِرَار بن سهل الضَّرَاري -ببغداد في دار الخلنجيين في رأس الجسر- قال: حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثنا أبو حفص الأَبَّار عمر بن عبد الرحمن، عن حُمَيْد،
عن أنس قال: قال لي عليّ بن أبي طالب، قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا عليُّ إنَّ اللَّه أمرني أنَّ أتخذ أبا بكرٍ والدًا، وعمر مشيرًا، وعثمان سندًا، وأنت يا عليّ ظهيرًا. أنتم أربعة قد أخذ اللَّه لكم الميثاق في أُمِّ الكتاب: لا يحبُّكم إلَّا مؤمن تقي، ولا يُبْغِضُكُمْ إلَّا منافق شقي، أنتم خلفاء نُبُوَّتي، وعقد ذِمَّتي، وحُجَّتي على أُمَّتي".
(9/ 345) في ترجمة (ضرار بن سهل الضِّرَارِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
قال الحافظ الخطيب عقبه: "هذا الحديث منكر جدًّا، لا أعلم رواه بهذا الإسناد إلَّا ضِرَار بن سهل، وعنه الغباغبي، وهما جميعا مجهولان".
وقد ترجم الذَّهَبِيّ في "الميزان"(2/ 327) لـ (ضِرَار بن سهل) وقال: "عن الحسن بن عَرَفَة بخبر باطل، ولا يُدْرَى من ذا الحيوان". وذكر الحديث المتقدِّم.
ولم يسمّ الخطيب الراوي الذي حدثَّه به عن عبد الوهاب الدِّمَشْقِي.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 402 - 403) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ثم نقل عنه قوله السابق.
وذكره السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 383 - 384)، وساق له بعض المتابعات والشواهد التي هي ليست أحسن حالًا من الحديث الذي سيقت من أجله.
وقد لخَّص ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 368 - 369) ذلك عنه فقال: "وله طريق آخر أخرجه ابن عساكر، وأبو نُعَيْم في "فضائل الصحابة". وجاء من حديث حُذَيْفَة أخرجه ابن عساكر. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: في أسانيدها جماعة لم أقف لهم على تراجم واللَّه أعلم. وجاء من حديث عليّ: أخرجه أبو نُعَيْم في "معجم شيوخه" من طريق الكُدَيْمي، وشيخ أبي نُعَيم عمر بن أحمد، قال ابن النَّجَّار: كان ضعيفًا عامَّة أحاديثه مناكير. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: مرَّ في المقدِّمة أنَّه روى عن الثقات الموضوعات، واللَّه تعالى أعلم".
أقول: و (الكُدَيْمِي: محمد بن يونس السَّامي البَصْرِي): متروك، اتَّهَمَهُ أبو داود وابن حِبَّان والدَّارَقُطْنِيّ وغيرهم بالكذب. وقد سبقت ترجمته في حديث (446).
وعزاه في "الكنز"(13/ 234) رقم (36703) إلى أبي نُعَيْم في "معجم شيوخه" وفي "فضائل الصحابة"، والدَّيْلَمِيّ، وابن عساكر، وابن النَّجَّار. وقال:"من طرق كلُّها ضعيفة".
* * *
1411 -
أخبرنا أحمد بن علي المُحْتَسِب، حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر، حدَّثنا أبو زُرْعَة طَلْحَة بن محمد بن العبَّاس -قَدِمَ علينا-، حدَّثنا أبو محمد سعيد بن محمد بن نوح، حدَّثنا داود بن مِخْرَاق، حدَّثنا خالد بن صُبَيْح
(1)
، عن الحسن بن عُمَارة، عن حَبِيب بن أبي ثابت،
(1)
هو (خالد بن يزيد بن صالح بن صُبَيْح المُرِّي). وقد ضبطه الأستاذ نايف العبَّاس في تحقيقه للجزء السابع من "الإكمال" ص 314، والأستاذ محمد عَوَّامة في تحقيقه "للتقريب" رقم (1687): بفتح الصاد في (صبيح)، وهو خطأ. صوابه الضم مع فتح الباء كما في "تبصير المنتبه في تحرير المشتبه" لابن حَجَر (3/ 832).
عن عبد اللَّه بن أبي أَوْفَى قال: رَخَّصَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنَّ يأتي الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ مُسْتَحَاضَةً.
(9/ 349) في ترجمة (طلحة بن محمد بن العبَّاس أبو زُرْعَة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (الحسن بن عُمَارة بن المُضَرِّب البَجَلِي القاضي) وهو متروك، وكذَّبه شُعْبَة بن الحجَّاج. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1068).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (طلحة بن محمد بن العبَّاس البغدادي أبو زُرْعَة)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو محمد سعيد بن محمد بن نوح) لم أعرفه.
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
لم أقف عليه في كُلِّ ما رجعت إليه. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد روى أبو داود في الطهارة، باب المستحاضة يَغْشَاهَا زوجها (1/ 216) رقم (309) عن عِكْرِمَة قال:"كانت أُمُّ حَبِيبة تُسْتَحَاضُ، وكان زوجها يَغْشَاها".
وروى برقم (310) عن عِكْرِمَة أيضًا عن حَمْنَة بنت جَحْش: "أنَّها كانت مُسْتَحَاضَةً، وكان زوجها يُجَامِعُهَا".
قال الإمام المُنْذِرِيُّ في "مختصر سنن أبي داود"(1/ 195): "في سماع عِكْرمَة من أُمِّ حَبيبة وحَمْنَة نظر. وليس فيها ما يدلُّ على سماعه منهما، واللَّه أعلم".
ولذا قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(1/ 429) في كتاب الحيض، باب إذا رأت المستحاضة الطُّهْرَ، بعد أن ذكر حديث عِكْرِمَة عن أُمِّ حَبِيبة:"وهو حديث صحيح إن كان عِكْرِمَة سمعه منها".
وانظر في وَطْءِ المُسْتَحَاضَةِ وما ورد في ذلك من الآثار: "المصنَّف" لعبد الرزاق (1/ 310 - 311)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (1/ 329).
غريب الحديث:
قوله: "مُسْتَحَاضَة": "الاسْتِحَاضَةُ: أن يستمر بالمرأة خروج الدَّم بعد أيام حَيْضها المعتادة. يقال: اسْتُحِيضت فهي مُسْتَحَاضَة، وهو استفعالٌ من الحَيْض". "النهاية"(1/ 469).
* * *
1412 -
أخبرنا أبو نُعَيْم، حدَّثنا طلحة وسعد ابنا محمد بن إسحاق النَّاقِد -ببغداد-، قالا: حدَّثنا محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، حدَّثنا محمد بن عِمْرَان بن أبي ليلى، حدَّثني أبي، حدَّثنا ابن أبي ليلى، عن عَطِيَّة،
عن أبي سعيد، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"يجيءُ القَاتِلُ يوم القِيَامَةِ مَكْتُوبٌ بين عَيْنَيْهِ: آيسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ عز وجل".
(9/ 350) في ترجمة (طَلْحَة بن محمد بن إسحاق الصَّيْرَفي أبو محمد، معروف بابن أبي العبَّاس).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
فيه (عَطِيَّة بن سعد العَوْفِي)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 436):"تابعي مشهور، مُجَمِّعٌ على ضَعْفِهِ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (189).
كما أنَّ فيه (محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة العَبْسِي أبو جعفر الكوفي الحافظ)، وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 155).
2 -
"الكامل"(6/ 2297) وقال: "كان محمد بن عبد اللَّه الحضرمي مُطَيَّن يسيء الرأي فيه، ويقول: عصا موسى تلقف ما يأفكون". وقال: "محمد بن عثمان هذا على ما وصفه عَبْدَان (1): لا بأس به، وابتُلِي مُطَيَّن بالْبَلَدِيَّةِ لأنهما كوفيان جميعًا قال فيه ما قال. . . ولم أر له حديثًا منكرًا فأذكره".
3 -
"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 99 رقم (47) وقال: "كان يقال أخذ كتاب أبي أنس، وكتب منه فَحَدَّثَ".
4 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 136 رقم (172) وقال: "ضعيف".
5 -
"تاريخ بغداد"(3/ 42 - 47) وقال: "كان كثير الحديث واسع الرواية، ذا معرفة وفهم، وله تاريخ كبير". وفيه عن صالح جَزَرَة: "ثقة". وقال عَبْدَان
(1)
وقد سئل عنه: "ما علمنا إلَّا خيرًا". وفيه عن عبد اللَّه بن أسامة الكَلْبي، وإبراهيم بن إسحاق الصَّوَّاف، وداود بن يحيى، وعبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش، ومحمد بن عبد اللَّه الحَضْرَمي -مُطَيَّن-، وعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، وجعفر بن محمد بن أبي عثمان الطَّيَالِسِي، ومحمد بن أحمد العَدَوي، وجعفر بن هُذَيْل، أنَّهم جميعًا صرَّحوا بِكَذِبِهِ
(2)
.
(1)
هو الإمام الحافظ الحُجَّة: (عبد اللَّه بن أحمد الأَهْوَازي الجَوَالِيقي). و (عَبْدَان): لقبه. وهو أحد الأئمة الذين يعتمد قولهم في الجرح والتعديل، توفي عام (306) للهجرة. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(14/ 168 - 173)، و"نزهة الألباب في الألقاب" لابن حَجَر (2/ 13 - 14)، و"ذِكْر من يُعْتَمَدُ قوله في الجرح والتعديل" للذَّهَبِيّ ص 187.
(2)
أقول: بعض من كذَّبه من المذكورين هُمْ مِنْ أَقْرَانِهِ.
وقال البَرْقَاني: "لم أزل أسمع الشيوخ يذكرون أنَّه مَقْدُوحٌ فيه". وقال ابن المُنَادي: "أَكْثَرَ النَّاسُ عنه، على اضطراب فيه". وتوفي سنة (279) للهجرة.
6 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 642 - 643) وقال: "كان بصيرًا بالحديث والرجال، له تواليف مفيدة".
7 -
"سِيَر أعلام النبلاء"(14/ 21 - 23) وقال: "الإمام الحافظ المُسْنِدُ. . . جمع وصنَّف، وله تاريخ كبير، ولم يُرْزَقْ حظًّا، بل نالوا منه، وكان من أوعية العلم".
8 -
"لسان الميزان"(5/ 280 - 281) وفيه عن أبي نُعَيْم ابن عدي الحافظ: "وقفت على تعصب بين (مُطَيَّن) وبين (محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة)، حتَّى ظهر لي أنَّ الصواب الإمساك عن قبول كُلِّ واحدٍ منهما في صاحبه".
وقال مَسْلَمَة بن قاسم: "لا بأس به، كتب النَّاس عنه، ولا أعلم أحدًا تركهـ"! ! ! .
أقول: قد تضاربت الأقوال فيه كما رَأَيْتَ، والذي يظهر لي، واللَّه أعلم: أنَّه ضعيف غير مُتَّهَمٍ؛ فالسَّخَاويُّ رحمه الله في رسالته: "المُتَكَلِّمُونَ في الرِّجَالِ" ص 100، يعدُّه من المتكلِّمين في الجرح والتعديل، ويقول:"وهو ضعيف، لكنَّه من أئمة هذا الشأن".
ويؤكِّدُهُ أنَّ الحافظ الذَّهَبِيَّ -كما سيأتي عنه- قد ضعَّف إسناد الحديث السابق، ولو كان (محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة) عنده كذَّابًا، لما ضعَّف إسناده. وكلامه رحمه الله عنه في كتبه يوحي بذلك ويؤكِّده.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 104) عن الخطيب من طريقه
المتقدِّم، وقال:"لا يصحُّ، ففيه محمد بن عثمان وقد كذَّبه عبد اللَّه بن أحمد. وفيه عَطِيَّة، وقد ضعَّفه الكُلُّ".
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 187) وذكر كلام بعض من وثَّقَ عثمان بن أبي شَيْبَة، وساق له من الشواهد ما يقتضي ضعف الحديث. وهو كما قال.
وقد لخَّص ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 225 - 226) كلام السُّيُوطيّ على شواهده، فانظره، وانظر:"الترغيب والترهيب"(3/ 294 - 295) كذلك.
وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "تلخيص الموضوعات": "سنده "ضعيف". كذا في "تنزيه الشريعة" (2/ 226).
والحديث عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 993) إلى الخطيب وحده.
* * *
1413 -
أخبرنا بُشْرَى بن عبد اللَّه، حدَّثنا أبو القاسم طَلْحَة بن عمر بن علي الحَذَّاء -في دُكَّانِهِ بباب الطَّاق-، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي، حدَّثنا محمد بن بَكَّار بن الرَّيَّان، حدَّثنا يحيى بن عُقْبَة بن أبي العَيْزَار، عن محمد بن جُحَادَة،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تُعَلِّقُوا الدُّرَّ في أَعْنَاقِ الخَنَازِيرِ".
(9/ 350) في ترجمة (طَلْحَة بن عمر بن عليّ الحَذَّاء أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (يحيى بن عُقْبَة بن أبي العَيْزَار الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين" -رواية الدُّوري- (3/ 402) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين" -رواية ابن طَهْمَان- ص 71 رقم (199) وقال: "ليس بثقة يكذب".
3 -
"التاريخ الكبير"(8/ 297) وقال: "منكر الحديث".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 249 رقم (659) وقال: "ليس بثقة".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 421 - 422).
6 -
"الجرح والتعديل"(9/ 179) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث، ذاهب الحديث، كان يَفْتَعِلُ الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".
7 -
"المجروحين"(3/ 117) وقال: "كان ممن يروي الموضوعات عن أقوام أثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال من الأحوال".
8 -
"الكامل"(7/ 2679 - 2680) وقال: "عامَّة ما يرويه لا يُتَابَعُ عليه".
9 -
"الإرشاد" للخَلِيلي (2/ 493) وقال: "ضعيف".
10 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 391 رقم (575).
11 -
"تاريخ بغداد"(14/ 112 - 113) وفيه عن أبي داود: "ليس بشيء". وقال صالح جَزَرَة: "ضعيف، مُنْكَرُ الحديث جدًّا".
12 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 397) وفيه عن ابن مَعِين -رواية ابن مُحْرِز-: "كذَّاب خبيث عدو اللَّه. كان يسخر به".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (طَلْحَة بن عمر الحَذَّاء) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(محمد بن جُحَادَة): ثقة، إلَّا أنَّ ابن حِبَّان قد ترجم له في "ثقاته" (7/ 404) في طبقة أتباع التابعين وقال:"ومن زعم أنَّه سمع من أنس فقد وَهِمَ، تلك روايات يتفرَّد بها يحيى بن عُقْبَة بن أبي العَيْزَار وهو واه". وقد سبقت ترجمته في حديث (188).
وشيخ الخطيب (بُشْرَى بن عبد اللَّه) هو (بُشْرَى بن مَسِيس الرُّومي الفَاتِني أبو الحسن)، ترجم له في "تاريخه" (7/ 135 - 136) وقال:"كتبنا عنه وكان صدوقًا صالحًا دَيِّنًا". كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(17/ 548 - 549) وقال: "الشيخ المُعَمَّر الصالح الصادق المُسْنِدُ". وكانت وفاته سنة (431) للهجرة.
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 680) -في ترجمة (يحيى بن عُقْبَة بن أبي العَيْزَار) -، والخَلِيليّ في "الإرشاد"(2/ 493 - 494)، من طريق محمد بن بَكَّار، عن يحيى بن عُقْبَة، به.
ولفظه عندهما: "لا تَطْرَحُوا الدُّرَّ في أَفْوَاهِ الكِلَابِ". وعند الخَلِيلي بعده: "قال ابن بَكَّار: أظنُّه العِلْمَ".
وقد تابع (يحيى بن عُقْبَة): شُعْبَة بن الحجَّاج، حيث رواه عنه ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 117) في ترجمة (علي بن سعيد بن شَهْرَيَار الرَّقِّي)، من طريق عليّ بن سعيد هذا، عن يزيد بن هارون، عن شُعْبَة، عن محمد بن جُحَادة، عنه، به، بلفظ:"لا تُلْقُوا الدُّرَّ في أَفْوَاهِ الكِلَابِ".
كما رواه الخَلِيلي في "الإرشاد"(2/ 492)، من طريق إبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِيّ، عن يزيد بن هارون، عن شُعْبَة، به، بلفظ:"لا تَطْرَحُوا الدُّرَّ في أَفْوَاهِ الخَنَازِيرِ -يعني العِلْمَ-".
قال ابن حِبَّان عقب روايته له: "هذا لم يحدِّث به شُعْبَهُ ولا يزيدُ بن هارون، وإنما هو حديث يحيى بن عُقْبَة بن أبي العَيْزَار عن محمد بن جُحَادة".
وقال في (عليّ بن سعيد الرَّقِّي) راويه عن يزيد بن هارون: "كثير الخطأ
فاحش الوَهَم، ممَّن يروي عن الثقات المقلوبات، وعن الأثبات المُلْزَقَات، لا يجوز الاحتجاج به عندي لكثرة روايته الأباطيل والمجاهيل".
وقال الخَلِيليُّ عقب روايته له أيضًا: "هذا أنكروه من حديث شُعْبَة. لا يُعْرَفُ أنَّه رُوي عنه إلَّا هذا الذي رواه عن إبراهيم بن سعيد، وإبراهيم: صَالِحٌ، لكن الحَمْلُ على مَنْ بَعْدَهُ. . . وإنما يُعْرَفُ هذا من حديث يحيى بن عُقْبَة بن أبي العَيْزَار عن محمد بن جُحَادَة، ويحيى ضعيف".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 232 - 233) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"قال الدَّارَقُطْنِيُّ: تفرَّد به يحيى بن عُقْبَة، قلت -القائل ابن الجَوْزي-: وهو المُتَّهَمُ به".
وقد تعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 208 - 209) بما تقدَّم من عدم تفرد يحيى بن عُقْبَة، به.
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 262) ولخَّص تعقبه.
وأنتَ تُدْرِكُ قيمةَ هذا التَعقُّب ممَّا تقدَّم عن ابن حِبَّان والخَلِيليّ في بيان حال المُتَابَعَةِ والكلام عليها.
* * *
1414 -
حدَّثني الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا أبو القاسم طَلْحَة بن أحمد بن الحسن الخَزَّاز الصُّوفي، حدَّثنا محمد بن أحمد
(1)
بن فَضَالَة السُّوسِيّ -بِحِمْص-، حدَّثنا محمد بن أحمد بن عِصْمَة قال: حدَّثنا سَلْم بن مَيْمُون الخَوَّاص، حدَّثنا الرَّبيع بن بَدْر، عن أبيه، عن جدِّه،
(1)
هكذا في المطبوع: "محمد بن أحمد". وهو يوافق ما في "تاريخ دمشق" لابن عساكر (8/ 521) -مخطوط-، حيث يرويه ابن عساكر عن الخطيب. لكن في ترجمته من "تاريخ دمشق"(2/ 213) -مخطوط-، و"السِّيَر"(15/ 404)، ورد باسم:(أحمد بن محمد. . .).
عن أبي موسى الأَشْعَرِيّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المَرْأَةُ كالضِّلَعِ فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا".
(9/ 351 - 352) في ترجمة (طَلْحَة بن أحمد بن الحسن الخَزَّاز الصُّوفي أبو القاسم، وقيل: أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقد صَحَّ من وَجْهٍ آخر.
ففيه (الرَّبيع بن بَدْر بن عمرو بن جَرَاد السَّعْدِيّ، ولقبه: عُلَيْلَه) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (531).
وأبوه وجدُّه: مجهولان، كما في "التقريب"(1/ 94) و (2/ 66).
كما أنَّ فيه (سلم بن مَيْمُون الخَوَّاص الزَّاهِد الرَّازي) وهو ضعيف، حدَّث بمناكير لا يُتَابَعُ عليها. وستأتي ترجمته في حديث (1900).
و(محمد بن أحمد بن عِصْمَة) لم أعرفه.
و(محمد بن أحمد بن فَضَالَة السُّوسِيّ الهَمْدَانِيّ الحِمْصِيّ الصَّفَّار أبو عليّ)، ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 213) -مخطوط-، وفيه عن أبي سعيد بن يونس: كان ثقة، وكانت كتبه جيادًا". وكانت وفاته عام (339) للهجرة. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (15/ 404) وقال:"المحدِّث الحُجَّة". وقد وقع اسمه عندهما: (أحمد بن محمد بن فَضَالَة. . .).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(8/ 521) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 447) إلى ابن عساكر فقط!
وقد روى أحمد في "المسند"(5/ 8)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(6/ 189) رقم (4166) -واللفظ له-، والحاكم في "المستدرك"(4/ 174)، والطبراني في الكبير (7/ 294) رقم (6992)، والبزَّار في "مسنده"(2/ 182) رقم (1476 و 1477) -من كشف الأستار-، وابن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 287 رقم (609)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(5/ 275)، عن سَمْرَة بن جُنْدُب مرفوعًا: إنَّ المَرْأَةَ خُلِقَت مِنْ ضِلَعٍ، فإنْ أَقَمْتَهَا كَسَرْتَهَا، فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا".
قال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وإسناد ابن حِبَّان صحيح على شرط مسلم.
وقال الهيثمي في "المجمع"(4/ 304): "رواه أحمد والبزَّار بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح. . . والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"".
وعزاه في "فتح الباري (2/ 252) -في كتاب النكاح، باب المُدَاراة مع النساء-، لابن حِبَّان والحاكم والطبراني في "الأوسط" فحسب، وسكت عنه.
وقد روى البخاري في النكاح، باب المُدَاراة مع النساء (9/ 252) رقم (5184)، ومسلم في الرضاع، باب الوصية بالنساء (2/ 1090) رقم (1468)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:"المَرْأَةُ كالضِّلَعِ، إنْ أَقَمْتَهَا كَسَرْتَهَا، وإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بها اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وفيها عِوَجٌ".
* * *
1415 -
أخبرنا طَلْحَة بن محمد بن جعفر -في جامع المدينة-، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العبَّاس بن الفضل بن بِشْر الأَسْفَاطِيّ، حدَّثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق السَّبَّاك، حدَّثنا ابن أبي الشَّوَارِب، حدَّثنا أبو عَوَانَة، عن أبي بِشْر، عن سعيد بن جُبَيْر،
عن ابن عبَّاس قال: دخلتُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يَأْكُلُ جُمَّارَ النَّخْلِ.
(9/ 352) في ترجمة (طَلْحَة بن محمد بن جعفر الهاشمي القاضي البَصْري أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (طَلْحَة بن محمد بن جعفر الهاشمي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وقال:"كان سماعه صحيحًا". ولم أقف على من ذكره بجرحٍ أو تعديلٍ.
و(أبو بكر أحمد بن محمد بن العبّاس الأَسْفَاطِيّ) لم أقف على ترجمته.
و(أبو يوسف يعقوب بن إسحاق السَّبَّاك)، إن لم يكن:(يعقوب بن إسحاق بن تَحيَّة الوَاسِطي أبو يوسف) -وهو ليس بثقة، قد اتُّهِمَ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1001) -، فإني لم أعرفه.
و(ابن أبي الشَّوَارِب) هو (محمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوَارِب الأُمَوي أبو عبد اللَّه): ثقة فقيه، خرَّج له مسلم، وتوفي عام (244 هـ). انظر ترجمته في:"تاريخ بغداد"(2/ 344 - 345)، و"السِّيَر"(11/ 103 - 104)، و"التهذيب"(9/ 316 - 317)، و"التقريب"(2/ 186).
و(أبو عَوَانَة) هو (وضَّاح بن عبد اللَّه اليَشْكُرِيّ الوَاسِطي البزَّاز): ثقة ثَبْتٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (353).
و(أبو بِشْر) هو (جعفر بن إياس بن أبي وَحْشِيَّة اليَشْكُري الوَاسِطي): ثقة، من أثبت النَّاس في سعيد بن جُبَيْر. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (482).
و(سعيد بن جُبَيْر بن هشام الأَسَدِيّ الوَالِبيّ الكوفي أبو محمد، ويقال: أبو
عبد اللَّه): إمام حافظ ثَبْتٌ فقيه مقرئ، مفسِّرٌ، خرَّج له الستة، وقُتِلَ بين يدي الحَجَّاج سنة خمس وتسعين، ولم يكمل الخمسين. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(10/ 358 - 376)، و"السِّيَر"(4/ 421 - 343)، و"التهذيب"(4/ 11 - 14)، و"التقريب"(1/ 292).
والحديث صحيح من وجه آخر.
التخريج:
لم أقف عليه من حديث ابن عبَّاس في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد روى البُخَاري في البيوع، باب بيع الجُمَّار وأكله (4/ 405) رقم (2209)، ومسلم في صفات المنافقين، باب مثل المؤمن مثل النخلة (4/ 2165) رقم (2811)، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّه قال:"كنتُ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يَأْكُلُ جُمَّارًا. . . ".
غريب الحديث:
قوله "جُمَّار النَّخْلِ": "الجُمَّارةُ: قلب النَّخْلَة وشَحْمَتُهَا". "النهاية"(1/ 294). وانظر: "زاد المعاد" لابن القَيِّم (4/ 296) في فوائده.
* * *
1416 -
أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن عليّ بن المنذر القاضي، حدَّثنا عبد الصمد بن عليّ الطَّسْتِيّ، حدَّثنا طاهر بن عبد الرحمن بن إسحاق القاضي، حدَّثنا عليّ بن الجَعْد، حدَّثنا أبو يوسف، حدَّثنا عبد اللَّه بن عليّ، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مُرَّة، عن عبد اللَّه بن سَلَمَة،
عن عليّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إنْ أَنْتَ قُلْتَهُنَّ وعليكَ مِثْلُ عَدَدِ الذَّرِّ خَطَايَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ"؟ فَعَلَّمَهُ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه
عليه وسلَّم: "لا إلهَ إلَّا اللَّهُ العظيمُ، لا إلهَ إلَّا اللَّهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ ولا إله إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، الحَمْد للَّه ربِّ العَالَمِينَ".
(9/ 356 - 357) في ترجمة (طاهر بن عبد الرحمن بن إسحاق الضَّبِّيّ أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث دون قوله: "وعليكَ مثل عدد الذَّرِّ خطايا" رُوي من أوجهٍ يصحُّ بها.
ففيه صاحب الترجمة (طاهر بن عبد الرحمن الضَّبِّيّ) لم يذكره الخطيب بجرح أو تعديل، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ فيه (عبد اللَّه بن سَلِمَة -بكسر اللام- المُرَادِي الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير" للبُخَاري (5/ 99)، وفيه عن عمرو بن مُرَّة: "كان عبد اللَّه يُحَدِّثُنَا فَنَعْرِفُ ونُنْكِرُ
(1)
، وكان قد كبر". وقال البُخَاري:"لا يُتَابَعُ في حديثه"
(2)
.
2 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 258 رقم (819) وقال: "ثقة، تابعي، من ثقات الكوفيين".
(1)
أي إنَّه يأتي مرَّةً بالأحاديث المعروفة المشهورة، ومرَّةً بالأحاديث المُنكَرَة؛ فأحاديثه تحتاج إلى عَرْضٍ ومقابلةٍ وسَبْرٍ بأحاديث الثقات المعروفين. انظر "تدريب الراوي"(1/ 350).
(2)
قوله: "لا يُتَابَعُ في حديثه"، ذُكِرَ في "التاريخ الكبير" متصلًا بالقول السابق عن عمرو بن مُرَّة. وقد ذكرت المصادر المختلفة هذا القول عن البُخَاري من قوله، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 145 رقم (364) وقال: "يُعْرَفُ ويُنْكَرُ"
(1)
.
4 -
"الجرح والتعديل"(5/ 73 - 74) وفيه عن أبي حاتم: تَعْرِفُ وتُنْكِرُ".
5 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 12) وقال: "يخطئ".
6 -
"الكامل"(4/ 1486 - 1487) وقال: "أرجو أنَّه لا بأس به".
7 -
"الكاشف"(2/ 83) وقال: "صويلح".
8 -
"المغني"(1/ 340 - 341) وقال: "صدوق".
9 -
"التهذيب"(5/ 241 - 243) وفيه عن يعقوب بن شَيْبَة: "ثقة يُعَدُّ في الطبقة الأولى من فقهاء الكوفة بعد الصحابة".
10 -
"التقريب"(1/ 420) وقال: "صدوق تغيَّر حفظه، من الثانية"/ 4.
هذا وقد خلط بعضهم بينه، وبين (عبد اللَّه بن سَلِمَة الهَمْدَانِي أبو العَالِيَة)، فوهموا، والصواب التفرقة بينهما كما حقَّقه الحافظ ابن حَجَر في "التهذيب" (5/ 241 - 243) مُوَسَّعًا. وانظر في ذلك أيضًا:"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 311 - 312)، و"تاريخ بغداد"(9/ 460)، و"التقريب"(1/ 420).
كما أنَّ في إسناده (عبد اللَّه بن عليّ الأَفْرِيقي الكوفي الأَزْرَق أبو أيوب). وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين" وقال: "ليس به بأس".
(1)
بياء الغَيْبَة مبنيًا للمجهول. وسيأتي عن أبي حاتم قوله: "تَعْرِفُ وتُنْكِرُ" بتاء الخطاب، وكلاهما مذكور في كتب أصول الحديث وكتب الجرح والتعديل، وإن كان الثاني أشهر. ومعناهما واحد. وانظر في تفسير هذا المصطلح، التعليق رقم (1) من الصفحة السابقة.
2 -
"الجرح والتعديل"(5/ 115 - 116) وفيه عن أبي زُرْعَة: "ليس بالمَتِين، في حديثه إنكار، هو لَيِّنٌ".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 28 - 29).
4 -
"التقريب"(1/ 434) وقال: "صدوق يخطئ، من السادسة"/ د ت.
و(أبو يوسف) هو (يعقوب بن إبراهيم الأنصاري الكوفي): إمام ثقة، من أشهر تلامذة الإِمام أبي حَنِيفة النُّعْمَان رحمه الله. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (575).
و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة اختلط بأَخَرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).
وباقي رجال الإسناد ثقات، عدا شيخ الخطيب (الحسن بن الحسن بن عليّ بن المُنْذِر)، فإنَّه صدوق ضابط كما قال الخطيب في ترجمته من "التاريخ"(7/ 304).
التخريج:
الحديث دون قوله: "وعليكَ مِثْلُ عَدَدِ الذَّرِّ خَطَايَا"، رواه التِّرْمِذِيُّ في الدعوات، باب رقم (81)(5/ 529) رقم الحديث (3504)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 409 رقم (640)، وفي "خصائص عليّ" ص 45 رقم (30)، وأبو بكر القَطِيْعِي في زوائد "فضائل الصحابة" لأحمد بن حنبل (2/ 616) رقم (1053)، والطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 270)، والخطيب في "تاريخه"(12/ 463)، من طريق الحسين بن واقد، عن أبي إسحاق السَّبِيعي، عن الحارث الأعور، عن عليّ مرفوعًا، به.
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه، من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن عليّ".
وقال النَّسَائي في "خصائص عليّ": "أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلَّا أربعة أحاديث ليس هذا منها، وإنَّما أخرجناه لمخالفة الحسين بن واقد لإسرائيل، ولعلي بن صالح، والحارث الأعور ليس بذاك في الحديث".
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ في "العلل"(4/ 9): وحديث الحسين بن واقد، وَهَمٌ.
ورواه أحمد في "المسند"(1/ 92)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 41) رقم (6889)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 409 رقم (638)، وفي "خصائص عليّ" ص 50 - 51 رقم (25 و 26)، وعبد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(1/ 125) رقم (74)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (2/ 283) رقم (705)، والطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 127)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 597) رقم (1315 و 1316)، والدَّارَقُطْنِيُّ في "علله"(4/ 10)، من طريق عليّ بن صالح الهَمْدَاني، عن أبي إسحاق السَّبِيعي، عن عمرو بن مُرَّة، عن عبد اللَّه بن سَلِمَة، عن عليٍّ مرفوعًا، به.
أقول: رجال إسناده ثقات غير (عبد اللَّه بن سَلَمَة) وقد تقدَّم الكلام عليه، مع الإشارة إلى أنَّ (أبا إسحاق السَّبِيعي) وإن كان ثقة، إلَّا أنَّه تغيَّر بأَخَرَةٍ، ورواية (عليّ بن صالح) عنه، لا يُعْلَمُ إن كانت قبل اختلاطه أو بعده. لكنه قد توبع.
ورواه أحمد في "المسند"(1/ 158)، وفي "فضائل الصحابة"(2/ 711 - 712) رقم (1216)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 408 رقم (637)، وفي "خصائص عليّ" ص 53 رقم (28، و 29)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"(2/ 231) رقم (627)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة". (2/ 596 - 597) رقم (1314)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 138)، من طريق إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق السَّبِيعي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عليِّ مرفوعًا، به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "مسند أحمد"(2/ 349) رقم (1363): "إسناده صحيح".
أقول: (إسرائيل بن يونس) قد سمع من (أبي إسحاق السَّبِيعي) بعد اختلاطه، بَيْدَ أنَّ البُخَاري قد احتجَّ في "صحيحه" بحديثه عنه -انظر "الكواكب النَّيِّرات" لابن الكَيَّال ص 350 وما بعدها-، ومن ثم قال بعضهم بصحته، خاصة أن (إسرائيل) لم يتفرد به، حيث تابعه على روايته له عن (أبي إسحاق): سفيان الثَّوْري، عند الدَّارَقُطْنِيّ في "علله"(4/ 9 - 10)، وسماع (الثَّوْريّ) منه كان قديمًا كما قال ابن حَجَر في "هدي الساري" ص 431. وبهذه المتابعة يكون صحيحًا إن شاء اللَّه تعالى.
وقد رواه عن (أبي إسحاق)، غير من تقدَّم ذكرهم. انظر:"العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 1007).
والحديث عند من أخرجه ممن تقدَّم ذكرهم -سوى الدَّارَقُطْنِيّ في طريقه عن الثَّوْري-، فيه زيادة هي:"على أنَّك مغفور لك"، بعد قوله:"ألا أُعَلِّمُكَ كلماتٍ إذا قُلْتَهُنَّ غُفِرَ لك".
ثم وجدت العلَّامة المُنَاوي في "فيض القدير"(2/ 112) يقول بعد أن ذكر تصحيح الحاكم له وموافقة الذَّهَبِيُّ: "قال ابن حَجَر في "فتاويه": أخرجه النَّسَائي بمعناه وسنده صحيح. وأصله في البخاري من طريق آخر".
وللزيادة التي عند الخطيب، وهي قوله:"وعليك مثل عدد الذَّرِّ خطايا" شاهد رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(5/ 217) رقم (5060)، من طريق حُبَيِّب بن حَبِيب أخو حمزة الزَّيَّات، عن أبي إسحاق السَّبِيعي، عن عمرو بن ذي مُرٍّ وزيد بن أَرْقَم، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يا عليُّ أَلَا أُعَلِّمُكَ
دُعَاءً تَدْعُو به، لوكانَ عليكَ مِثْلُ عَدَدِ الذَّرِّ ذُنُوبًا لَغُفِرَتْ لَكَ مع أنَّه مَغْفُورٌ لَكَ، قُلْ: اللَّهُ لا إلهَ إلَّا أنتَ الحكيمُ الكريمُ تباركتَ سبحانكَ ربّ العَرْش العظيمِ".
أقول: في إسناده (حُبَيِّب بن حَبِيب أخو حمزة الزَّيَّات)، قال عنه ابن مَعِين في "تاريخه" -رواية الدَّارِمي- ص 93 رقم (248):"لا أعرف". وقال أبو زُرْعَة كما في "الجرح"(3/ 309): "واهي الحديث". وقال ابن عدي في "الكامل"(2/ 821): "حَدَّثَ بأحاديث لا يرويها غيره من الثقات". وترجم له في "اللسان"(2/ 174) وفيه أن ابن المُبَارَك تركه. وأنَّ محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة قال: "ثقة".
و (عمرو ذو مُرٍّ الهَمْدَاني): تابعي كوفي مجهول لم يرو عنه غير أبي إسحاق السَّبِيعي. انظر "التهذيب"(8/ 120 - 121)، و"التقريب"(2/ 81).
* * *
1417 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الباقي بن قَانِع القاضي، حدَّثنا أبو الغَوْث طيِّب بن إسماعيل القَحْطَبيّ، حدَّثنا أحمد بن عِمْران الأَخْنَسِيّ، حدَّثنا ابن فُضَيْل، حدَّثنا يونس بن عمرو، عن أبي بُرْدَة،
عن أبي موسى، أَنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مَرَّ بأعرابي فَأَكْرَمَهُ، فقال له:"يا أعرابي تَعَاهَدْنَا". قال: فأتاه فقال: "يا أعرابي سَلْ حَاجَتَكَ". قال: نَاقَةً بِرَحْلِهَا، وأَجِيرٌ يَحْلِبُهَا عَلَيّ. قالها مرتين -أو ثلاثًا-. قال:"يا أعرابي أعجزت أن تكون مِثْلَ عَجُوزِ بني إسرائيل"؟ فقال له أصحابه: وما عجوزُ بني إسرائيل؟ قال: "إنَّ موسى لمَّا أراد أن يسير ببني إسرائيلَ ضَلَّ عن الطريق، فقال لعُلَمَاءِ بني إسرائيل ما هذا؟ قالوا: نحن نخبرك أنَّ يُوسُفَ عليه السلام لمَّا حَضَرَهُ الموتُ، أَخَذَ مَوَاثِيقَنَا مِنَ اللَّه أَنْ لا نَخْرُجَ من مِصْرَ حتَّى نُخْرِجَ عِظَامَهُ معنا. فقال موسى: وأيكم يدري أين قبر يوسف؟ قالوا: ما ندري، وما تدري إلَّا عجوزٌ
في بني إسرائيل، فَأَرْسَلَ إليها فقالت: لا واللَّهُ، لا أقولُ حتَّى تُعْطِينِي حُكْمِي، قال: وما حُكْمُكِ؟ قالت: حُكْمِي أَنْ أكونَ مَعَكَ في الجَنَّةِ، فقيل له: أَعْطِها حُكْمَهَا، فَأَعْطَاهَا حُكْمَهَا، فأنت مُسْتَنْقَعَ ماءٍ، فقالت: أَنْضِبُوا هذا المَاءَ، فلمَّا أَنْضَبُوهُ، قالت: احْفِرُوا ها هنا، فاحْتَفَرُوا، فَبَدَتْ عِظَامُ يُوسُفَ، فلمَّا أَقَلُّوها من الأرض، بَانَ لهم الطريقُ مِثْلَ ضَوْءِ النَّهَارِ".
(9/ 362) في ترجمة (الطَّيِّب بن إسماعيل القَحْطَبِيّ أبو الغَوْث. وسمَّاه الطبراني: طَيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف، وفي مَتْن الحديث نَكَارَةٌ. وقال الإِمام ابن كثير:"غريب جدًّا والأقرب أنَّه موقوف".
ففيه (أحمد بن عِمْران الأَخْنَسِيّ) وهو ضعيف، وقد توبع كما سيأتي، لكن لا قيمة لهذه المتابعة، لوجود النكارة ذاتها في حديث من تابعه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (528).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (الطَّيِّب بن إسماعيل القَحْطَبِيّ) لم يذكره الخطيب بجرح أو تعديل، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(ابن فُضَيْل) هو (محمد بن فُضَيْل بن غزوان الضَّبِّيّ): صدوق. وقال الذَّهَبِيُّ: "ثقة شيعي". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (398).
و(أبو بُرْدَة) هو (ابن أبي موسى الأَشْعَري): ثقة ثَبْتٌ فقيه، اختلف في اسمه فقيل: عامر، وقيل: الحارث. خرَّج له الستة، وتوفي سنة (104) للهجرة. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(4/ 343 - 346)، و"التهذيب"(12/ 18 - 19)، و"التقريب"(2/ 394).
و (عبد الباقي بن قَانِع): صدوق تغيَّر بأَخَرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176).
وفي مَتْنِ الحديث نَكَارَةٌ، حيث جاء فيه قوله:"فَاحْتَفَرُوا فَبَدَتْ عظام يوسف". وهذا معارض لما صَحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في أنَّ الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء، وأنَّهم أحياءٌ في قبورهم.
وممَّا جاء في ذلك، ما رواه مطوَّلًا: أحمد في "المسند"(4/ 8)، وأبو داود في الصَّلاة باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة (1/ 635) رقم (1047)، والنَّسَائي في الجمعة، باب إكثار الصَّلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة (3/ 91 - 92)، وابن ماجه في إقامة الصَّلاة، باب في فضل الجمعة (1/ 345) رقم (1085)، وفي الجنائز رقم (1636)، وابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(3/ 118) رقم (1733)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 132) رقم (907)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 278)، والدَّارِمي في "سننه"(1/ 369)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(2/ 516)، والطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 186) رقم (589)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 248 - 249)، وفي "حياة الأنبياء صلوات اللَّه عليهم بعد وفاتهم" ص 87 - 88 رقم (10)، وإسماعيل بن إسحاق الجَهْضَمِيّ القاضي في "فضل الصَّلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم" ص 35 رقم (22)، عن أَوْس بن أَوْس رضي الله عنه مرفوعًا، وفيه:"إنَّ اللَّه حَرَّمَ على الأرض أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأنبياءِ".
وهو حديث صحيح، صحَّحه ابن خُزَيْمَة، والحاكم، وابن دِحْيَة، وعبد الغَّني النَّابُلْسِي، والنَّوَويّ، والذَّهَبِيُّ، وغيرهم. انظر:"المستدرك" مع "تلخيصه" للذَّهَبِيّ (1/ 278)، و"فتح الباري"(6/ 488) -في أحاديث الأنبياء، باب قول اللَّه {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ. . .} -، و"جلاء الأفهام" لابن القَيِّم
ص 41 وما بعد، و"الأذكار" للنووي ص 206، و"القول البديع في الصَّلاة على الحبيب الشفيع" للسَّخَاوِيّ ص 157 - 158.
وقد أعلَّه بعض المتقدِّمين بما لا يقدح على ما بيَّنه الإِمام ابن قَيِّم الجَوْزيَّة في "جلاء الأفهام في الصَّلاة والسَّلام على خير الأَنَام" ص 41 - 46.
وله شواهد عِدَّة، انظرها في:"فتح الباري"(6/ 487 - 488)، و"جلاء الأفهام" ص 46 وما بعد، و"القول البديع" ص 158 - 159، و"الترغيب والترهيب"(2/ 502 - 503). وللإمام البيهقي رحمه الله رسالة مطبوعة باسم "حياة الأنبياء صلوات اللَّه عليهم بعد وفاتهم" أورد فيها (21) حديثًا تدلُّ على حياة الأنبياء عليهم الصَّلاة والسلام في قبورهم.
التخريج:
رواه أبو يعلى في "مسنده"(13/ 236 - 237) رقم (7254)، وعنه ابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 52 - 53) رقم (721)، عن أبي هشام محمد بن يزيد الرِّفَاعي، حدَّثنا ابن فُضَيل، عن يونس بن عمرو، عن أبي بُرْدَة، عنه، به.
أقول: شيخ أبي يعلى (محمد بن يزيد العِجْلِي الرِّفَاعي أبو هشام): ضعيف. قال البُخَاري: "يتكلَّمون فيه". وقال ابن حَجَر: "ليس بالقويّ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (658).
وقد حسَّن محقق "مسند أبي يعلى" إسناده. وهو موضع نظر لما قدَّمت من ضعف شيخ أبي يعلى، ومن نَكَارَة مَتْنِهِ.
ورواه الحاكم في "المستدرك"(2/ 404 - 405)، من طريق إبراهيم بن إسحاق الزُّهْرِيّ، عن أبي نُعَيْم، عن يونس بن إسحاق، عن أبي بُرْدَة، عنه، به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
كما رواه في (2/ 571 - 572) من طريق أحمد بن عِمْران الأَخْنَسِيّ
(1)
، عن محمد بن فُضَيْل، به؛ وقال:"صحيح الإسناد"، ولم يتكلَّم عليه الذَّهَبِيُّ مُحِيلًا على الموضع السابق.
ورواه ابن أبي حاتم في "تفسيره"، من طريق أَبَان بن صالح، عن محمد بن فُضَيْل، به. كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 348) -في تفسير قوله تعالى:{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ} [سورة الشعراء: الآية 52]-. وقال ابن كثير: "هذا حديث غريب جدًّا، والأقرب أنَّه موقوف، واللَّه أعلم".
وقال الهيثمي في "المجمع"(10/ 170 - 171) بعد أن عزاه للطبراني في "الكبير"، وأبي يعلى:"ورجال أبي يعلى رجال الصحيح".
و (مسند أبي موسى الأشعري) غير موجود في "المعجم الكبير" المطبوع، لفقدانه من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
أقول: تصحيح من صحَّح الحديث محلُّ توقف لما قدَّمت من نَكَارَة مَتْنِهِ، وإليه يومئ كلام الإِمام ابن كثير المتقدِّم. ومن ثم ترجيحه القول بوَقْفِهِ.
والذي لفت نظري بدايةً إلى نَكَارَة مَتْنِهِ: أستاذنا الشيخ الدكتور أحمد محمد نور سيف أجزل اللَّه له المثوبة ونفع به.
* * *
1418 -
أخبرنا عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصَّوَّاف، حدَّثنا بِشْر بن موسى قال: حدَّثني شيخ من أهل خُرَاسان كان بالبَصْرَة يقال له: مُطَهَّر بن غالب أبو الطَّيِّب المُعَبِّر، حدَّثنا أبو عَاتِكَة -ولقيته ببغداد في: دَرْب أبي هُرَيْرَة أيَّام أبي جعفر- قال:
(1)
صُحِّفَ في "المستدرك" إلى "الأخمسي". والتصويب من "الجرح والتعديل"(4/ 64)، وغيره.
حدَّثنا أنس قال: كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا دَخَلَ الخَلَاءَ يَسْبِغُ وُضُوءَهُ، وإذا بَالَ تَمَسَّحَ.
(9/ 364) في ترجمة (طَرِيف بن سلمان أبو عَاتِكَة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه صاحب الترجمة (أبو عَاتِكَة طَرِيف بن سلمان البَصْري أو الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير" للبخاري (4/ 357 - 358) وقال: "منكر الحديث".
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 144 رقم (335) وقال: "ليس بثقة".
3 -
"الكُنَى" للدُّوْلَابِيّ (2/ 23) وفيه عن حمَّاد بن خالد قال: "سألت شيخًا يقال له: طريف بن سلمان أبو عَاتِكَة، وكان قد أتى عليه مائة سنة وأربع سنين، فقلت له: ربما اختلط عليك عقلك؟ قال: نعم".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 230) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الجرح والتعديل"(4/ 494) وفيه عن أبي حاتم: "ذاهب الحديث، ضعيف الحديث".
6 -
"المجروحين"(1/ 382) وقال: "يروي عن أنس بن مالك إن كان رآه. . . منكر الحديث جدًّا، يروي عن أنس ما لا يُشْبِهُ حديثه، وربما روى عنه ما ليس من حديثه".
7 -
"الكامل"(4/ 1438 - 1439) وقال: "عامَّة ما يرويه عن أنس لا يتابعه عليه أحد من الثقات".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 255 رقم (305) وقال: "ضعيف الحديث".
9 -
"التهذيب"(12/ 141 - 142) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "ليس بالقويِّ عندهم". وقال ابن عبد البَرّ: "هو عندهم ضعيف ذكره السُّلَيْمَانِيّ
(1)
فيمن عُرِفَ بوضع الحديث".
10 -
"التقريب"(2/ 443) وقال: "ضعيف، وبالغ السُّلَيْمَانِيُّ (1) فيه، من الخامسة"/ ت.
كما أنَّ فيه (مُطَهَّر بن غالب أبو الطَّيِّب المُعَبِّر) لم أقف على من ترجم له.
التخريج:
لم أقف عليه في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
1419 -
أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أبي بكر الطِّرَازي -بِنَيْسَابُور-، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا الحسن بن عَطِيّة، حدَّثنا أبو عَاتِكَة،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اطْلُبُوا العِلْمَ ولو بالصِّينِ، فإنَّ طَلَبَ العِلْمِ فَرِيضةٌ على كُلِّ مُسْلِمٍ".
(9/ 364) في ترجمة (طَرِيف بن سلمان أبو عَاتِكة).
(1)
هو أحمد بن عليّ بن عمرو البِيْكَنْدِيُّ البُخَارِيُّ أبو الفضل. ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(17/ 200 - 202) وقال: "الإِمام الحافظ المُعَمَّر". وقال في آخر ترجمته: "رأيت للسُّلَيْمَانِيّ كتابًا فيه حَطٌّ على كِبَارٍ، فلا يُسْمَعُ منه ما شَذَّ فيه". توفي عام (404) للهجرة وله (93) عامًّا.
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (طَرِيف بن سلمان البَصْري أبو عاتكة) وهو ضعيف جدًّا، واتَّهَمُه السُّلَيْماني أحمد بن عليّ بالكذب. وقال ابن حِبَّان:"يروي عن أنس بن مالك إن كان رآه. . . منكر الحديث جدًّا، يروي عن أنس ما لا يُشْبِهُ حديثه، وربما روى عنه ما ليس من حديثه". وقد سبقت ترجمته في الحديث السابق برقم (1418).
والشطر الأول من الحديث: "اطْلُبُوا العِلْمَ ولو بالصِّينِ" موضوع.
والشطر الثاني منه: "طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضةٌ على كُلِّ مُسْلِمٍ"، ورد من طرق كثيرة جدًّا، يحسن بمجموعها.
التخريج:
الحديث أنس رضي الله عنه ثلاثة طرق:
الأول: الحسن بن عطية، عن أبي عَاتِكَة طَرِيف بن سلمان، عن أنس، به.
رواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1438) -في ترجمة (طَرِيف) -، وأبو نُعَيْم في "أخبار أصبهان"(2/ 156)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(4/ 289 - 290) رقم (1543)، وفي "السنن الكبرى" ص 241 رقم (324)، وفي "المَدْخَل إلى السنن الكبرى" ص 241 رقم (324)، وابن عبد البَرّ في "جامع بيان العلم وفضله"(1/ 7 و 8)، والخطيب البغدادي في "الرِّحْلَة في طلب الحديث" ص 72 و 75 و 76.
قال ابن عدي: "قوله: "ولو بالصين" ما أعلم يرويه غير الحسن بن عَطِيَّة عن أبي عَاتِكَة عن أنس".
وقال الخطيب في "تاريخه"(9/ 364): "وحديث طلب العلم رواه عن أبي عَاتِكَة، الحسن بن عَطِيَّة، ولا أعلم رواه عنه غيره".
أقول: قولهما متعقَّب بالطريق الآتي.
الثاني: حمَّاد بن خالد الخيَّاط، عن أبي عَاتِكَةَ طَرِيف بن سلمان، عن أنس، به
(1)
.
رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء الكبير"(2/ 230) -في ترجمة (طَرِيف) -، وقال:"لا يُحْفَظُ: "ولو بالصِّين"، إلَّا عن أبي عَاتِكَة، وهو متروك الحديث. و"فريضة على كُلِّ مسلم": الرواية فيها لِيْنٌ أيضًا متقارية في الضعف".
وقال البُخَاري في "التاريخ الكبير"(4/ 357): "طَرِيفَ بن سلمان أبو عاتكة سمع أنسًا: طلب العلم فريضة. حدَّثنيه أحمد بن صَبَّاح، حدَّثنا حمَّاد الخيَّاط سَمِعَ طريفًا".
الثالث: يعقوب بن إسحاق العَسْقَلَانِيّ، عن عُبَيْد بن محمد الفِرْيَابي، عن ابن عُيَيْنَة، عن الزُّهْرِيّ، عن أنس، به.
رواه ابن عبد البَرّ في "جامع بيان العلم وفضله"(1/ 9).
أقول: في إسناده (يعقوب بن إسحاق العَسْقَلَانِيّ)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (4/ 449) وقال:"كذَّاب". وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(6/ 304 - 305) ونقل عن مَسْلَمَة بن قاسم قوله في "الصِّلَة": "كتبت عنه، واختلف فيه أهل الحديث فبعضهم يضعِّفه، وبعضهم يوثِّقه، ورأيتهم يكتبون عنه،
(1)
قال محقق "شُعَب الإيمان" الدكتور عبد العلي حامد في (4/ 290) منه بعد أن أشار إلى طريق الحسن بن عَطِيَّة عن أبي عَاتِكَة، ما نصه:"والحسن ضعيف، ولكن تابعه حمَّاد بن خالد الخَيَّاط عند العُقَيْلِي في "الضعفاء" (2/ 230)، وهو ثقة من رجال مسلم والسنن". أقول: هذا الذي ذكره موضع نظر، حيث إن هذه المتابعة لا قيمة لها البتة، لأنَّ حمَّادًا وإن كان ثقةً، إلَّا أنَّه يروي الحديث عن أبي عَاتِكَة، وهو عِلَّة الحديث. فضلًا عن أنَّ (الحسن بن عَطِيَّة القُرَشِي البزَّاز): صدوق كما قال الحافظ في "التقريب"(1/ 168). وانظر "تهذيب الكمال"(6/ 213 - 215) مع حاشية محققه.
فكتبتُ عنه، وهو عندي صالح جائز الحديث". وقال ابن حَجَر:"وقد وجدت له حكاية يُشْبِهُ أن تكون مِنْ وَضْعِهِ" وذكرها. ثم ساق له حديثًا في فضل بيت المَقْدِس وقال: "وهذا من أباطيل يعقوب".
وقد ذكر الشيخ الألباني حفظه المولى تعالى في "تخريج أحاديث مشكلة الفقر" ص 53 أنَّه لم يجد ترجمةً لـ (يعقوب العَسْقَلاني)!
وقد روى الإِمام أبو بِشْر الدُّولابي في "الكُنَى والأسماء"(2/ 23) بإسناده إلى حمَّاد بن خالد أنَّه قال: "سألتْ شيخًا يقال له: طَرِيف بن سلمان
(1)
أبو عَاتِكَة -وكان قد أتى عليه مائة سنة وأربع سنين-، فقلت له: ربما اختلط عليك عقلك؟ قال: نعم. قلتُ: سمعت من أنس بن مالك: طلب العلم فريضة على كل مسلم. قال: نعم".
والحديث رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 215 - 216) من الطريق الأول والثاني، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . . قال ابن حِبَّان: وهذا الحديث باطل لا أصل له".
وقد ذكر السَّخَاوِيُّ في "المقاصد الحسنة" ص 63 ما تقدَّم من قول ابن الجَوْزي وابن حِبَّان في بطلان الحديث، وسكت عنه.
إلَّا أن السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 193) قد تَعَقَّبَ ابن الجَوْزي بما هو مدفوع بالذي تقدَّم. وقد ذكر له شاهدًا من حديث أحمد بن عبد اللَّه الجُوَيْبَاري، عن الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة.
وقد تَكَفَّلَ لنا السُّيُوطي نفسه رحمه الله ببيان حال هذا الشاهد وسقوطه بقوله عقبه: "والجُوَيْبَارِيّ وَضَّاعٌ! ! ".
(1)
صُحِّفَ في "الكُنَى" إلى: "سليمان". والتصويب من مصادر ترجمته التي تقدَّمت.
أقول: حديث أبي هريرة من الطريق الذي ذكره السُّيُوطيّ، رواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 182) -في ترجمة (أحمد بن عبد اللَّه الهَرَوي الجُوَيْبَارِيّ) -، وقال:"وهو بهذا الإسناد باطل، يرويه الحسن بن عَطِيَّة، عن أبي عَاتِكَة، عن أنس".
وقد تَابَعَ السُّيُوطيَّ في جُلِّ تعقُّبه: ابنُ عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 258)، وأضاف بأنَّ له متابعًا أخرجه أبو يعلى وابن عبد البَرّ في العلم، من طريق كَثِير بن شِنْظِير، عن ابن سِيرين، عن أنس.
أقول: وهذا متعقَّب بأنَّ رواية أبي يعلى في "مسنده"(5/ 223) رقم (2837)، وابن عبد البَرِّ في "جامع بيان العلم"(1/ 9) للحديث من الطريق الذي ذكره، ليس فيه قوله:"اطلبوا العلم ولو بالصِّين"، إنما فيه الشطر الثاني فحسب.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "طَلَبُ العِلْمِ فريضةٌ على كُلِّ مسلم"، حسن بمجموع طرقه كما فَصَّلْتُهُ في حديث (117).
* * *
1420 -
حدَّثنا الحسن بن عليّ الجَوْهَرِيّ، أخبرنا عمر بن محمد بن عبد الصمد المُقْرِئ، حدَّثنا ظَفَر بن محمد بن خالد بن العلاء بن ثابت بن مالك السَّرَّاج، حدَّثنا بَكْر بن سَهْل الدِّمْيَاطِيّ -بِمِصْرَ-.
وأخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد الحَرَشي، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا بَكْر بن سَهْل، حدَّثنا شُعَيْب بن يحيى، حدَّثني يحيى بن أيوب، عن عمرو بن الحارث، عن مُجَمِّع بن كَعْب،
عن مَسْلَمَة بن مُخَلَّد، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"أَعْرُوا النِّسَاءَ يَلْزَمْنَ الحِجَالَ". "لفظ حديث ظَفَر".
(9/ 368) في ترجمة (ظَفَر بن محمد بن خالد الحارثي السَّرَّاج أبو نصر).
مرتبة الحديث:
لا أصل له. قاله الإِمام إبراهيم الحَرْبي؛ وتابعه ابن الجَوْزي فقال: لا يَصِحُّ.
والذي يبدو لي أنَّ (بَكْر بن سَهْل) قد غلط في رَفْعِهِ، كما فهمته من كلام الحافظ ابن حَجَر في "القول المسدَّد" ص 63. وقد نقل عن مَسْلَمَة بن قاسم أنَّ بعضهم قد ضعَّفه من أجل ذلك. ونَصُّ كلام الحافظ:"وبَكْر بن سَهْل: قَوَّاه جماعة، وضعَّفه النَّسَائي، وقال مَسْلَمَة بن قاسم: ضعَّفه بعضهم من أجل حديثه عن سعيد بن كثير عن يحيى بن أيوب عن مُجَمِّع بن كعب عن مَسْلَمَة بن مُخَلَّد رَفَعَهُ قال: "أَعْرُوا النِّسَاءَ يَلْزَمْنَ الحِجَال"، يعني أنَّه غلط فيه".
ثم وجدت العلّامة اليَمَاني رحمه الله يقول في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ص 35: "وعلى كُلِّ حَالٍ: فهو من أفراد بَكْرٍ الساقطة".
وقد اعتمد الإِمام الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 135 قول الإِمام الحَرْبِي فقال: "لا أصل له".
و(بَكْر بن سهل الدِّمْيَاطي أبو محمد) قد ترجم له في:
1 -
"الميزان"(1/ 345 - 346) وقال: "حَمَلَ النَّاسُ عنه، وهو مُقَارِبُ الحال. قال النَّسَائي: ضعيف". وذكر أنَّه توفي عام (289) للهجرة، عن نَيِّفِ وتسعين سنة.
2 -
"اللسان"(2/ 51 - 52) وقال: "ذكره ابن يُونس في "تاريخ مِصْر" وسَمَّى جَدَّهُ: نافعًا، ولم يذكر فيه جرحًا. وقال مَسْلَمَة بن قاسم: تكلَّم النَّاس فيه وضعَّفوه من أجل الحديث الذي حَدَّثَ به عن سعيد بن كثير. . . ". ثم ذكر حديث مَسْلَمَة بن مُخْلَّد المتقدِّم.
وفي إسناده أيضًا: "مُجَمِّع بن كَعْب" لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، وهو معروف بتوثيقه للمجاهيل. وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(7/ 410) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(8/ 296 - 297) وفيه عن أبي حاتم: "روى عن مَسْلَمَة بن مُخْلَّد، روى عنه جعفر بن ربيعة". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 438).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(19/ 438) رقم (1063)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 173) رقم (4258) -، عن بكر بن سَهْل، عن شُعَيْب بن يحيى، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 138): رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه مُجَمِّع بن كَعْب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
أقول: ما قاله الهيثمي موضع نظر، يُعْلَمُ ذلك ممَّا تقدَّم في مرتبة الحديث.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 282) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال في (2/ 283) منه: لا يصحُّ، وفي إسناده شُعَيْب بن يحيى، ليس بمعروف كما قال أبو حاتم الرَّازي. وقال إبراهيم الحَرْبي: ليس لهذا الحديث أصل.
وتُعُقِّبَ ابن الجَوْزي في حُكْمِهِ عليه بالوضع، ففي "تنزيه الشريعة" لابن عَرَّاق (2/ 212 - 213)"أنَّ شُعَيْبًا عرفه غير أبي حاتم، وهو: التُّجِيْبِيّ، قال ابن يونس: عابد صالح. وقال الذَّهَبِيُّ: مِصْرِيٌّ صدوق أخرج له النَّسَائي فحديثه حسن. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: وقال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص الموضوعات":
ينبغي أن يخرج من الموضوعات، أكثر ما تعلَّق أبو الفرج -يعني ابن الجَوْزي- في سنده على شُعَيْب، بقول أبي حاتم: ليس بمعروف، وماذا بجرح، فإنَّ النَّسَائي احتجَّ به. انتهى.
لكن رأيت الحافظ الهيثمي في "المجمع" أعلَّ الحديث بمُجَمِّع بن كعب، وقال: لا أعرفه، وبقية رجاله ثقات. انتهى. فَدَخَلَ شُعَيْبٌ في الثقات، وبقي النظر في حال مُجَمِّع، فليحرر". انتهى كلام ابن عَرَّاق.
أقول: بعض ما قاله الذَّهَبِيُّ وابن عَرَّاق مدفوع بما تقدَّم.
ولم أقف في "اللآلئ"(2/ 182) المطبوع، على تَعَقُّبٍ للسُّيُوطيّ على ابن الجَوْزي عند ذكره لهذا الحديث، ولكن كلام ابن عَرَّاق يدلُّ على أنَّه تَعَقَّبَهُ. بَيْدَ أنِّي وجدت العلَّامة المُنَاوي في "فيض القدير"(1/ 560) يذكر أنَّ السُّيُوطِيُّ في مختصر الموضوعات سكت على حكم ابن الجَوْزي عليه بالوضع ولم يتعقَّبه.
لكن قال المُنَاوي في "الفيض"(1/ 560): أنَّ الحافظ ابن حَجَر قد تعقَّب ابن الجَوْزي في حُكْمِهِ فقال: "إنَّ ابن عساكر خرَّجه من وجه آخر في "أماليه" وحسَّنه. وقال: بَكْر بن سهل وإنْ ضعَّفه جَمْعٌ، لكنه لم ينفرد به كما ادعاه ابن الجَوْزي، فالحديث إلى الحسن أقرب، وأيًا ما كان، فلا اتجاه لحكم ابن الجَوْزي عليه بالوضع".
أقول: وَهِمَ العلَّامة المُنَاوي فيما نقله عن الحافظ ابن حَجَر وَهَمًا كبيرًا، فإنَّ ما نقله عن الحافظ رحمه الله إنَّما قاله في حديث أنس بن مالك مرفوعًا:"إذا بلغ الرجل المسلم أربعين سنة أَمَّنَهُ اللَّه من أنواع البلايا. . . " وليس في حديث مَسْلَمَة بن مَخَلَّد الذي نحن في صدد الكلام عليه. وكلام الحافظ على حديث أنس والذي وَهِمَ المُنَاوي في نقله، قاله في كتابه "القول المسدَّد" ص 63، وفي كتابه "لسان الميزان"(2/ 51 - 52). ومَرَدُّ وَهَم المُنَاوي، أنَّ ما تقدَّم عن الحافظ في
بَكْر بن سَهْل وما نقله عن مَسْلَمَة بن مُخَلَّد، إنَّما قاله في أثناء كلامه على حديث أنس:"إذا بلغ الرجل المسلم. . . " فإنَّه من رواية بكر بن سهل أيضًا. والحمد للَّه على توفيقه.
وللحديث شاهد تالف رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(8/ 172 - 173) رقم (4257) - عن موسى بن زكريا، عن زكريا بن يحيى الخرَّاز، عن إسماعيل بن عبَّاد، عن سعيد بن أبي عَرُوبَة، عن قَتَادة، عن أنس مرفوعًا:"استعينوا على النِّساء بالعُرْي".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 307) -في ترجمة (إسماعيل بن عبَّاد السَّعْدي) - عن الحسن بن سفيان، عن زكريا بن يحيى الخرَّاز، عن إسماعيل بن عبَّاد، به.
قال ابن عدي: "هذا الحديث بهذا الإسناد منكر، لا يرويه عن سعيد غير إسماعيل هذا. . . وإسماعيل ليس بذلك المعروف".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 138): "رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه موسى بن زكريا وهو ضعيف".
أقول: فات الهيثمي رحمه الله أن يعلّه بـ (إسماعيل بن عبَّاد السَّعْدِي البَصْري المُزَني أبو محمد)، وهو متروك كما قال الدَّارَقُطْنِيّ. وقال ابن حِبَّان:"لا يجوز الاحتجاج به بحال". وقال أيضًا: إنَّه روى عن سعيد عن قَتَادة عن أنس نسخة كتبناها عنه لا تخلو من المقلوب أو الموضوع. وقال العُقَيْلِي: "حديثه غير محفوظ". انظر: "الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 137 رقم (82)، و"المجروحين" لابن حِبَّان (1/ 123)، و"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 85)، و"اللسان" لابن حَجَر (1/ 412 - 413).
وقد روي من طريق آخر تالف أيضًا عن أنس مطوَّلًا، رواه ابن عدي في:
"الكامل"(4/ 1639) -في ترجمة (عبيد اللَّه بن عبد اللَّه العَتَكي البَصْري) -، عن محمد بن داود بن دينار، عن أحمد بن يونس، عن سَعْدَان بن عبدة
(1)
القَدَّاحي، عن عبيد اللَّه العَتَكي، عن أنس مرفوعًا؛ وقال: هذا الحديث منكر. وسعدان غير معروف، وأحمد بن يونس لا يُعْرَفُ أيضًا، وشيخنا محمد بن داود كان يكذب.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 282 - 283)، عن ابن عدي من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق، وقال: لا يصحُّ.
وبعد كُلِّ ما تقدَّم، فإنَّ قول العلَّامة المُنَاوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير" (1/ 170) على حديث مَسْلَمَة بن مَخْلَّد:"إسناده ضعيف، لكن له طرق ترقية إلى الحسن"، لا يحتاج إلى تعقيب.
غريب الحديث:
قوله: "يَلْزَمْنَ الحِجَالَ": "الحَجَلة بالتحريك: بيت كالقُبَّة يُسْتَرُ بالثياب وتكون له أزرارٌ كبار، وتجمع على حِجَال". "النهاية"(1/ 346).
وانظر في المعنى الإجمالي للحديث: "فيض القدير"(1/ 559)، و"التيسير بشرح الجامع الصغير"(1/ 170)، وفيما قاله المُنَاوي فيهما بعض نظر.
* * *
1421 -
أخبرنا التَّنُوخي، حدَّثنا أبو الطَّيِّب ظفران بن الحسن بن الفِيْرَزَان النَّخَّاس المعروف بالفَأْفَأ
(2)
-في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة-، حدَّثنا
(1)
تَصَحَّف في "الكامل" إلى: "سفيان بن عبد اللَّه"! والتصويب من "الموضوعات" لابن الجَوْزي (2/ 282)، و"اللسان"(3/ 15).
(2)
قال السَّمْعَاني في "الأنساب"(9/ 230): "هذا الاسم لمن ينعقد لسانه وقت الكلام".
أبو هارون موسى بن محمد بن هارون الأنصاري، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عاصم الرَّازي، حدَّثنا حفص بن عمر المِهْرَقَانِي.
وأخبرنا أبو بكر عبد القاهر بن محمد بن عِتْرَة المُوْصِلِي، أخبرنا أبو هارون موسى بن محمد الأنصاري الزُّرَقي، حدَّثنا أحمد -يعني ابن عليّ الخرَّاز-، حدَّثنا محمد بن عاصم الرَّازي، حدَّثنا حفص بن عمر المِهْرَقَاني، حدَّثنا النَّجْم بن بَشِير، عن إسماعيل بن سليمان -أخي إسحاق بن سليمان الرَّازي-، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء،
عن أنس بن مالك قال: أُتي النبيُّ صلى الله عليه وسلم بطائرٍ، فقال:"اللَّهُمَّ ائتني بأحبِّ خَلْقِكَ إليكَ يأكلُ معي من هذا الطائر" فجاء عليّ بن أبي طالب فَدَقَّ الباب، وذكر الحديث.
(9/ 369) في ترجمة (ظفران بن الحسن بسن الفِيْرَزَان النَّخَّاس الدِّيْنَوَرِيّ أبو الطَّيِّب).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وفيه مجاهيل لا يُعْرَفُونَ. ومَتْنُ الحديث وَرَدَ من طرق معلولة، وهو ضعيف.
ففيه (إسماعيل بن سليمان الرَّازي) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 82) وقال: "الغالب على حديثه الوَهَم". وقال: روى عن عطاء عن أنس: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أُهدي إليه طير". ولا يُتَابَعُ عليه وليس بمحفوظ.
2 -
"المغني"(1/ 82) وقال: "ضعَّفه غير واحد".
3 -
"اللسان"(1/ 408 - 409) وقال: "وحديث الطير قد تُوبع فيه، وتقدَّم أيضًا في ترجمة إبراهيم بن ثابت القصار - (1/ 42) -".
وفيه صاحب الترجمة (ظفران بن الحسن النَّخَّاس الدِّيْنَورِيّ) لم يذكره الخطيب بجرح ولا تعديل، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (النَّجْم بن بَشير الدِّيْنَوَرِيّ أبو أحمد)، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(8/ 500) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
وشيخ الخطيب: (التَّنُوخِيّ) هو (عليّ بن المُحَسِّن بن عليّ أبو القاسم): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (112).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (6/ 280 - 281) رقم (3711) -، عن محمد بن شعيب، عن حفص بن عمر المِهْرَقَاني، به.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 248) -مخطوط-، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 227 - 228)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
قال ابن الجَوْزي: "هذا لا يصحُّ. وفيه مجاهيل لا يُعْرَفُونَ".
وحديث الطائر قد ورد من طرق كثيرة معلولة، وقد سبق الكلام عليه في حديث (332).
* * *
1422 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا مُكْرَم بن أحمد القاضي، حدَّثنا جُنَيْد بن حكيم بن جند الدقاق، حدَّثنا أبو هَفَّان الشَّاعر، حدَّثنا الأَصْمَعِي، عن ابن عَوْن، عن محمد،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "امرؤُ القَيْسِ قَائِدُ الشُّعَرَاءِ إلى النَّارِ".
(9/ 370) في ترجمة (عبد اللَّه بن أحمد بن حَرْب المِهْزَمِيّ أبو هَفَّان).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن أحمد المِهْزَمِيّ أبو هَفَّان الشَّاعِر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، لكن ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" -في الكُنَى- (4/ 582) وقال:"حدَّث عن الأَصْمَعِيّ بخبر منكر، قال ابن الجَوْزي: لا يُعَوَّلُ عليه". وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 249 - 250) وذكر أنَّه توفي عام (257) للهجرة.
كما أنَّ فيه (جُنَيْد بن حَكِيم بن جُنَيْد الدَّقَّاق) وهو ليس بالقويِّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1051).
و(محمد) هو (ابن سِيْرِين الأنصاري البَصْرِي أبو بكر): إمام ثقة ثَبْتٌ كبير القَدْر. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(ابن عَوْن) هو (عبد اللَّه بن عَوْن بن أَرْطَبَان البَصْرِيّ): ثقة ثَبْتٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1336).
و(الأَصْمَعي) هو (عبد الملك بن قُرَيْب البَاهِلِيّ البَصْرِيّ أبو سعيد): إمام حُجَّة في اللغة والأدب، صدوق في الرواية. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(10/ 175 - 181)، و"الكاشف"(2/ 187)، و"التهذيب"(6/ 415 - 417)، و"التقريب"(1/ 521 - 522).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(2/ 228)، والبزار في "مسنده"(2/ 452) رقم
(2091)
-من كشف الأستار-، وابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 150) -في ترجمة (أبي الجَهْم) -، وبَحْشَل في "تاريخ وَاسِط" ص 122، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" ص 101 - 102، وعبد الغني المقدسي في "جزء أحاديث الشِّعْر" ص 90 رقم (38)، من طريق هُشَيْم، عن أبي الجَهْم
(1)
الوَاسِطي، عن الزُّهْرِيّ، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة، به.
قال البزَّار: "لا نعلمه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلَّا بهذا الإسناد".
وقال الهيثمي في "المجمع"(8/ 119): "رواه أحمد والبزَّار، وفي إسناده أبو الجَهْم شيخ هُشَيْم بن بَشِير، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 204) -في ترجمة (أحمد بن محمد بن حَرْب أبو الحسن المَلْحَمِيّ) -، عن أبي داود المَرْوَزِيّ، عن الأَصْمَعيّ، عن ابن عَوْن، عن محمد بن سِيرين، عنه، به؛ وقال:"هذا الحديث بهذا الإسناد باطل".
ورواه في "الكامل"(4/ 1404) -في ترجمة (صبيح
(2)
بن عبد اللَّه -وقيل صبيح بن القاسم- أبو الجَهْم الإِيَادي) -، من طريق مسدَّد، عن هُشَيْم، عن أبي الجَهْم، به. بزيادة في آخره، هي:"لأنَّه أَوَّلُ من أَحْكَمَ قَوَافِيها"
(3)
.
قال ابن عدي: "هذا منكر بهذا الإسناد، ولا يرويه غير أبو الجَهْم هذا، ولا يروي عن أبي الجَهْم غير هُشَيْم، ولا أعرف لأبي الجَهْم عن الزُّهْرِيّ وغيره غير
(1)
تَصَحَّفَ في "مسند أحمد"، و"مجمع الزوائد" (8/ 119) إلى:"أبي الجهيم". والتصويب من مصادر التخريج المذكورة، ومن مصادر ترجمته التي ستذكر لاحقًا.
(2)
قال في "اللسان"(3/ 181): "وحكى ابن عدي في ضبط اسمه قولين: هل هو بوزن عظيم، أو مصغر".
(3)
وبهذه الزيادة رواه أبو عَرُوبة في "الأوائل"، وابن عساكر، عن أبي هريرة، كما في "الجامع الكبير" (1/ 151). وقال المناوي في "التيسير" (1/ 238): إسناده ضعيف. وانظر "فيض القدير"(2/ 187).
هذا الحديث. وقد روي هذا الحديث عن عبد الرزاق بن عمر الدِّمْشَقِيّ عن الزُّهْرِيّ، كما رواه أبو الجَهْم".
ثم ساقه من هذا الطريق بدون الزيادة المتقدِّمة. وقال: "والأصحُّ في ذكر أبي الجَهْم هذا أنَّه لا يُعْرَفُ له اسم، وهو مجهول لم يحدِّث عنه غير هُشَيْم، وليس له إلَّا الحديث الواحد".
كما رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2598) -في ترجمة (هُشَيْم بن بشير) - بإسناده إليه، عن أبي الجَهْم الوَاسِطي، به؛ وقال:"وهُشَيْم ربما، قال: أبو الجَهْم الإِيَادي، وربما قال: الوَاسِطي، ولا يسمِّيه".
ورواه في (7/ 2755) منه -في ترجمة (أبي الجَهْم الإِيادي) -، من طرق، عن هُشَيْم، عنه، به.
وقد ذهب الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(12/ 93 - 95) رقم (7127) إلى أنَّ أبا الجَهْم الوَاسِطي، هو غير صبيح بن عبد اللَّه -أو ابن القاسم- أبو الجَهْم الإيادي، وأنَّ هُشَيْمًا قد روى عن كُلِّ من الوَاسِطي والإِيَادي، وأنَّ الذَّهَبِيَّ في "الميزان"(2/ 307) جعلهما واحدًا، وتابعه ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 181) و (7/ 28 - 29)، إلَّا أنَّه تدارك ذلك في "تعجيل المنفعة" ص 310 - 311، وحرَّر أنهما اثنان، واعترف بأنه تبع الذَّهَبِيَّ، وفصَّل القول فيه.
بل إنَّ الشيخ شاكر ذهب إلى أنَّ الحقَّ أنَّ (صبيح بن القاسم) هو غير (صبيح بن عبد اللَّه)، وأنَّ البُخَاري فرَّق بينهما.
أقول: لم أفهم من كلام الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 310 - 311 في ترجمة (أبي الجَهْم الإِيَادي) ما ذكره الشيخ أحمد شاكر عنه من تحريره بأنَّهما اثنان، والمسألة مشكلة، خاصَّةً وأنَّ ابن عدي قد قال في "الكامل"(4/ 1405)
كما تقدَّم عنه: "والأصحُّ في ذكر أبي الجَهْم هذا أنَّه لا يُعْرَف له اسم، وهو مجهول، لم يحدِّث عنه غير هُشَيْم، وليس له إلَّا الحديث الواحد".
وقد ترجم (لأبي الجَهْم الإِيَادي) في:
1 -
"الجرح والتعديل"(9/ 354 - 355) وفيه عن أحمد: "مجهول". وعن أبي زُرْعَة: "واهي الحديث".
2 -
"المجروحين"(3/ 150) وقال: "يروي عن الزُّهْرِيّ ما ليس من حديثه، روى عنه هُشَيْم بن بَشِير، لا يجوز الاحتجاج بروايته إذا انفرد".
3 -
"الكامل"(7/ 2755) وقال: "منكر الحديث. . . والأَصَحُّ أنَّ اسمه وكنيته واحد".
4 -
"تعجيل المنفعة" ص 310 - 311 وفيه عن ابن عبد البَرّ: "لا يصحُّ حديثه". وفيه أنَّ أبا أحمد الحاكم قد ترجم له في "الكُنَى" فيمن لم يسمّ، ولم يذكر فيه شيئًا.
والحديث رواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 131) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"أبو هَفَّان لا يُعَوَّلُ عليه".
كما رواه في (1/ 130 - 131) منه، من طريق هُشَيْم، عن أبي الجَهْم، به، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ".
وللحديث شاهد تالف، رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 210) -في ترجمة (محمد بن الضَّوء بن الصَّلْصَال) -، عن عليّ بن سعيد العَسْكَري، عن محمد بن الضَّوء بن الصَّلْصَال، عن أبيه، عن جدِّه مرفوعًا بمثل حديث أبي هريرة.
أقول: محمد بن الضَّوء بن الصَّلْصَال: أحد المتهتكين، المعروفين بالكذب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (807).
وانظر في معنى الحديث: "فيض القدير"(2/ 186 - 187)، و"التيسير"(1/ 238).
* * *
1423 -
أخبرني أحمد بن عليّ البَادَا، حدَّثنا عبد الباقي بن قَانِع القاضي، حدَّثني عبد اللَّه بن أحمد بن الحسين المَرْوَزِيّ البزَّاز -في قَطِيعة الرَّبيع-، حدَّثنا إسحاق بن بِشْر، حدَّثني سفيان الثَّوْري، عن الأَعْمَش، عن أبي وَائِل،
عن حُذَيْفَة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ أَصْبَحَ وهَمُّهُ الدُّنْيَا، فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ في شيءٍ".
(9/ 373) في ترجمة (عبد اللَّه بن أحمد بن الحسين البزَّاز المَرْوَزِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وللحديث طرق أخرى معلولة.
ففيه (إسحاق بن بِشْر بن محمد البُخَاري أبو حُذَيْفَة)
(1)
وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 100) وقال "مجهول، حدَّث بمناكير".
2 -
"الكامل"(1/ 331) وقال: "أحاديثه منكرة إمَّا إسنادًا وإما مَتْنًا، لا يتابعه أحدٌ عليها". وقال أيضًا: إن أحاديثه كلُّها غير محفوظة.
3 -
"الإرشاد" للخَلِيلي (3/ 954 - 955) وقال: ضعيف جدًّا، يُتَّهَمُ بوضع الحديث، روي عن الثَّوْري ومحمد بن إسحاق وغيرهما. ويروي عن ابن إسحاق كتاب المبتدأ من جَمْعِهِ، يخالف روايات غيره. فيه مناكير. يُكْتَبُ حديثه للاعتبار".
4 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 142 رقم (92) وقال: "كذَّاب متروك".
(1)
خلط الإمام ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 135 - 136) بين (إسحاق بن بشر بن محمد البخاري أبو حذيفة) وبين (إسحاق بن بشر بن مُقَاتِل الكَاهِلِي أبو يعقوب)، وجعلهما واحدًا باسم (إسحاق بن بشر الكاهلي كنيته أبو حُذَيْفة القُرَشي)، والصواب التفرقة بينهما. مع أنَّ كلًّا منهما قد اتُّهِمَ بالكذب، وقد تقدَّمت ترجمة (الكَاهِلِي) في حديث (949).
5 -
"تاريخ بغداد"(6/ 326 - 327) وقال: إنَّه حدَّث عن أئمةٍ مِنْ أهل العلم أحاديث باطلة. وفيه عن ابن المَدِيني: "كذَّاب". وقال الأَزْدِيُّ: "متروك الحديث ساقط رُمي بالكذب". توفي سنة (206) للهجرة.
6 -
"الميزان"(1/ 184 - 18) وقال: "تركوه". وقال: "تفرَّد الدَّارَابِجِرْدِيّ بتوثيق أبي حُذَيْفَة، فلم يلتفت إليه أحد، لأنَّ أبا حُذَيْفَة بيِّن الأمر لا يخفى حاله على العُمْيَان".
7 -
"اللسان"(1/ 354 - 355) وفيه عن مُسْلِم بن الحجَّاج: "ترك النَّاس حديثه". وقال أبو بكر بن أبي شَيْبَة: "كذَّاب".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن أحمد البزَّاز المَرْوَزِيّ) لم يذكره الخطيب بجرح ولا تعديل، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو وَائِل) هو (شَقِيق بن سَلَمَة الأَسَدِيّ): ثقة مُخَضْرَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1177).
و(الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْرَان الأَسَدِيّ الكَاهِلِي أبو محمد): إمام ثقة، لكنه يدلِّس. وقد تقدَّم في حديث (190).
التخريج:
رواه مطوَّلًا الحاكم في "المستدرك"(4/ 317)، والشَّجَرِيُّ في "أماليه"(2/ 172)، من طريق إسحاق بن بِشْر، عن سفيان الثَّوْري، به.
ولم يتكلَّم الحاكم عليه بشيء، وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك" فقال:"إسحاق: عَدَمٌ. وأحسب الخبر موضوعًا".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 132) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، والمُتَّهَمُ به إسحاق". ثم نقل بعض أقوال علماء الجرح والتعديل فيه.
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 316 - 317) بأنَّ له متابعًا من طريقين:
الأول: رواه هنَّاد بن السَّرِيّ في "الزهد"
(1)
، عن قَبِيصة، عن سفيان، عن أَبَان، عن أبي العَالِية، عن حُذَيْفَة أراه رَفَعَهُ.
أقول: في هذا الطريق (أَبَان)، وهو (ابن أبي عيَّاش البَصْري): متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (531).
الثاني: رواه ابن لال في "مكارم الأخلاق"، من طريق عبد اللَّه بن سَلَمَة بن أَسْلَم، عن عقبة بن شدَّاد
(2)
الجمي، عن حُذَيْفَة مرفوعًا.
أقول: في إسناده (عبد اللَّه بن سَلَمَة بن أَسْلَم) قال عنه في "الميزان"(2/ 431): "ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيُّ وغيره. وقال أبو نُعَيْم: متروك".
كما أنَّ فيه (عُقْبَة بن شدَّاد بن أُمَيَّة) ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 85) وقال: "عن ابن مسعود، وعنه عبد اللَّه بن سَلَمَة الرَّبَعي: لا يُعْرَف. والرَّبَعي: منكر الحديث، قاله العُقَيْلِي". وتابعه ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 178). وقال في "التقريب" ص 394 - ط دار الرشيد-: "ضعيف، ذكره العُقَيْلِي وقال: منكر الحديث
(3)
، وهو من السادسة"/ د. وقال العُقَيْلِي في "الضعفاء" (3/ 352):"عن عبد اللَّه بن مسعود، روى عنه عبد اللَّه بن سَلَمَة الرَّبَعي، ليس يُعْرَفُ عقبة إلَّا بهذا، وعبد اللَّه بن سَلَمَة منكر الحديث".
ويمكن أنَّ يظن أنَّ (عبد اللَّه بن سَلَمَة بن أَسْلَم) و (عبد اللَّه بن سَلَمَة الرَّبَعي)
(1)
لم أقف عليه في كتاب "الزهد" المطبوع.
(2)
تَحَرَّفَ في "اللآلئ" إلى: "عبيد اللَّه بن سلمة بن أسلم بن عتبة بن شداد". والتصويب من الميزان" (2/ 431) و"اللسان" (3/ 292).
(3)
أقول: ما ذكره الحافظ عن العُقَيْلِي من قوله في (عُقْبَة بن شدَّاد): "منكر الحديث"، إنما قاله في الراوي عنه، وهو (عبد اللَّه بن سَلَمَة الرَّبَعي).
واحدًا، إلَّا أنَّ الحافظ قد فرق بينهما في "اللسان"(3/ 292)، وعلى كُلِّ حَالٍ فهما ضعيفان.
كما أنَّ أحدًا ممن ترجم لعُقْبَة بن شدَّاد بن أُمَيَّة ممن تقدَّم، لم يذكر نسبة (الجمي) فيه، وأخشى أن تكون قد صُحِّفَت في "اللآلئ".
وقد لَخَّصَ ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 302) ما ذكره السُّيُوطيُّ من المتابعات والشواهد للحديث، فقال:"ولم ينفرد به إسحاق، فقد أخرجه البيهقي في "الشُّعَب" من طريق آخر، وورد من حديث أنس: أخرجه البيهقي من طريقين عنه، وقال في كُلٍّ منهما: إسناده ضعيف. ومن حديث أبي ذَرٍّ: أخرجه الطبراني
(1)
، ومن حديث ابن مسعود: أخرجه الحاكم في "المستدرك"
(2)
وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ".
وقال الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدين"(3/ 203): أخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث أبي ذَرٍّ. . . وابن أبي الدُّنْيَا من حديث أنس بإسناد ضعيف، والحاكم من حديث حُذَيْفَة، وهو ضعيف.
وذكره الشَّوْكاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 236 - 237، وقال:"رواه الخطيب عن حُذَيْفَة مرفوعًا، وفي إسناده: إسحاق بن بشر وهو وضّاع. وقد أخرجه الحاكم من طريقه، واستدركه الذَّهَبِيُّ عليه به". وانظر تعليق محققه العلَّامة اليَمَاني رحمه الله عليه.
* * *
1424 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن أبي مُزَاحِم البغدادي،
(1)
قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 248): "وفيه يزيد بن ربيعة الرَّحَبِي وهو متروك".
(2)
(4/ 320) وسكت عنه، وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله:"إسحاق ومُقَاتِل ليسا بثقتين ولا صادقين".
حدَّثنا أحمد بن محمد بن الحجَّاج البغدادي، حدَّثنا محمد بن نُوح السَّرَّاج، حدَّثنا إسحاق الأَزْرَق، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع،
عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"ما مِنْ أُمَّةٍ إلَّا وبَعْضُهَا في النَّارِ وبَعْضُهَا في الجَنَّةِ، إلَّا أُمَّتي فإنَّها كُلَّهَا في الجَنَّةِ".
(9/ 376 - 377) في ترجمة (عبد اللَّه بن أحمد بن أبي مُزَاحِم).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده كلُّهم ثقات، عدا صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن أحمد بن أبي مُزَاحِم) فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. لكنه قد توبع كما بينته في حديث (395).
وقد رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 497) رقم (1858) عن أحمد بن محمد بن الحجَّاج، عن محمد بن نوح، به، من دون ذكر شيخه عبد اللَّه بن أحمد بن أبي مُزَاحِم). وإسناده صحيح.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (395).
* * *
1425 -
أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن موسى بن عبدان الأَهْوَازِيّ، حدَّثنا مَعْمَر بن سهل، حدَّثنا عبيد اللَّه بن تَمَّام، عن يُونس، عن الحسن،
عن أسامة بن زيد، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"أَفْطَرَ الحَاجِمُ والمَحْجُومُ".
(9/ 378) في ترجمة (عبد اللَّه بن أحمد بن موسى الجَوَالِيقي أبو محمد، المعروف بعَبْدَان الأَهْوَازِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى، بل عدَّه السُّيُوطِيُّ وغيره من المتواتر.
ففيه (الحسن) وهو (البَصْري)، لم يسمع من أسامة بن زيد كما قال ابن المَدِيني وأبو حاتم والبزَّار. انظر:"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 41، و"التهذيب"(2/ 268 و 269).
كما أنَّ في إسناده (عبيد اللَّه بن تَمَّام السُّلَمِيّ أبو عاصم) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (470).
و(يُونس) هو (ابن عُبَيْد البَصْري): ثقة ثَبْتٌ ورعٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1311).
و(مَعْمَر بن سهل) هو (ابن مَعْمَر الأَهْوَازي)، ترجم له ابن حِبَّان في "الثقات" (9/ 196) وقال:"شيخ متقن يُغْرِبُ".
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(5/ 210)، والنَّسَائي في "السنن الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف"(1/ 44) رقم (87) -، والبزَّار في "مسنده"(1/ 472) رقم (997) -من كشف الأستار-، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 265)، من طريق الأشعث، عن الحسن البَصْري، عنه، به.
قال النَّسَائي عقبه -كما في "نصب الراية"(2/ 474) -: "لا نعلمُ تابع أشعث على روايته أحد".
أقول: بل تابعه يُونس بن عُبَيْد كما تقدَّم في حديث الخطيب.
وفي "تحفة الأشراف"(1/ 44): "اخْتُلِفَ فيه على الحسن".
وقال البزَّار: "قد رواه الحسن عن مَعْقِل بن يَسَار، وعن سَمُرَة، وعن رجال ذوي عدد".
وقال الهيثمي في "المجمع"(3/ 168): رواه أحمد والبزَّار، والحسن مدلِّس، وقيل: لم يسمع من أسامة".
والحديث له شواهد كثيرة، انظرها في:"جامع الأصول"(6/ 294 - 295)، و"نصب الراية"(2/ 472 - 477)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 193 - 194)، و"مجمع الزوائد"(3/ 168 - 169).
ومن تلك الشواهد، ما رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(4/ 210) رقم (7523)، وعنه: أحمد في "المسند"(3/ 465)، والتِّرْمِذِيّ في الصوم، باب كراهية الحجامة للصائم (3/ 135) رقم (774)، وابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(3/ 227) رقم (1964)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 219) رقم (3527)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 428)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 265)، والطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 287) رقم (4257)، عن رَافِع بن خَدِيج مرفوعًا به. قال التِّرْمِذِيُّ:"حسن صحيح". وقال ابن خُزَيْمَة نقلًا عن عليّ بن المَدِيني: "لا أعلم في "أفطر الحاجم والمحجوم" حديثًا أصح من ذا".
وقد عدَّه السُّيُوطيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص 129 - 132 من المتواتر. وعدَّ له المحدِّث الكَتَّاني في "نظم المتناثر" ص 87 - 88: تسعة عشر راويًا من الصحابة.
وسيأتي في حديث رقم (1810) تخريجه من حديث السيدة عائشة.
* * *
1426 -
أخبرنا أبو طالب عمر بن محمد بن عبيد اللَّه النَّجَّار، حدَّثنا
عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا ابن صَاعِد، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد الأَهْوَازِيّ، حدَّثنا زيد بن الحَريش، حدَّثنا ابن رجاء، عن سفيان، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"غَيِّرُوا الشَّيْبَ ولا تَشَبَّهُوا باليهودِ".
(9/ 378) في ترجمة (عبد اللَّه بن أحمد بن موسى الجَوَالِيقي أبو محمد، المعروف بعَبْدَان الأَهْوَازِيّ).
مرتبة الحديث:
غير محفوظ من هذا الطريق، والصحيح أنَّه عن عُرْوَة مُرْسَلًا. والحديث صحيح من طرق أخرى.
و (ابن صَاعِد) هو (يحيى بن محمد بن صَاعِد): إمام حافظ ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (848).
و (ابن رجاء) هو (عبد اللَّه بن رجاء المَكِّي أبو عِمْران البَصْري): ثقة تغيَّر حفظه قليلًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (812).
وقد سبق الكلام على هذا الطريق في حديث (812).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (812).
* * *
1427 -
حدَّثنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد اللَّه بن حَسْنُوْيَه الأَصْبَهَاني -بها-، حدَّثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سَلْم الجِعَابِيّ الحافظ، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن خُزَيْمَة أبو محمد البَاوَرْدِيّ، حدَّثنا عليّ بن
حُجْر، حدَّثنا عبد العزيز بن حُصَيْن، عن عبد الكريم أبي أُمَيَّة
(1)
، عن الحسن،
عن أبي هريرة قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ضَحِكَ في الصَّلاةِ فَلْيُعِدِ الوُضُوءَ والصَّلاةَ".
(9/ 379) في ترجمة (عبد اللَّه بن أحمد بن خُزَيْمَة البَاوَرْدِيّ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عبد الكريم بن أبي المُخَارِق أبو أُمَيَّة البَصْري) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 369) وقال: "ضعيف". وفيه عن أيوب السَّخْتِيَاني: "لا تأخذ عن عبد الكريم أبي أمية، فإنَّه ليس بثقة".
2 -
"العلل" لأحمد (1/ 161) وقال: "ضعيف".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 170 رقم (422) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الجرح والتعديل"(6/ 59 - 60) وفيه عن أحمد: "ليس هو بشيء شبه المتروك". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "هو لَيِّن".
5 -
"المجروحين"(2/ 144 - 145) وقال: "كان كثير الوَهَم، فاحش الخطأ فيما يروي، فلمَّا كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج بأخباره".
6 -
"الكامل"(5/ 1976 - 1978) وقال: "الضعف بيِّن على كُلِّ ما يرويه".
(1)
صُحِّفَ في المطبوع، وفي "العلل" لابن الجَوْزي (1/ 369) إلى:"ابن أُمَيَّة". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 206، ومن مصادر ترجمته.
7 -
"التهذيب"(6/ 376 - 379) وفيه عن ابن عبد البَرِّ: "مُجْمَعٌ على ضعَّفه". وقد طوَّل الحافظ في ترجمته وأكثر من ذكر أقوال العلماء فيه.
8 -
"التقريب"(1/ 516) وقال: "ضعيف. . . من السادسة، مات سنة ست وعشرين -يعني ومائة-"/ خت م ل ت س ق.
كما أنَّ في إسناده: (عبد العزيز بن الحُصَيْن بن التَّرْجُمَان الخُرَاسَانِيّ المَرْوَزِيّ أبو سهل) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 365) وقال: "ضعيف الحديث".
2 -
"التاريخ الكبير"(6/ 30) وقال: "ليس بالقويِّ عندهم".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 167 رقم (412) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الجرح والتعديل"(5/ 380) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقوي، منكر الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "لا يُكْتَبُ حديثه".
5 -
"الكامل"(5/ 1924 - 1926) وقال: "بَيِّنُ الضَّعْفِ فيما يرويه".
6 -
"تاريخ بغداد"(10/ 439 - 440) وفيه أنَّ ابن المَدِيني ضعَّفه جدًّا. وقال مسلم: "ذاهب الحديث". وقال صالح جَزَرَة: "ضعيف الحديث".
7 -
"اللسان"(4/ 28 - 29) وفيه عن أبي داود: "متروك الحديث". ونقل الحافظ ابن حَجَر فيه أقوالًا أخرى من غير ما تقدَّم، وقال:"وأعجب من كُلِّ ما تقدَّم -يعني من جرحه- أنَّ الحاكم أخرَّج له في "المستدرك"، وقال: إنَّه ثقة".
وفيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن أحمد البَاوَرْدِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ ثمَّة غلبة انقطاع بين (الحسن البَصْري) وبين (أبي هريرة)، فإنَّ أكثر النُّقَّاد على عدم سماعه منه. انظر:"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 38 - 39، و"التهذيب"(2/ 265 - 270).
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(1/ 164)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1027) -في ترجمة (رُفَيْع بن مِهْرَان أبو العَالِية الرِّيَاحي) -، من طريق الهيثم بن جميل، عن عبد العزيز بن حُصَيْن، به؛ بلفظ:"إذا قَهْقَهَ أعادَ الوضوءَ وأعادَ الصَّلاةَ".
قال الدَّارَقُطْنِيّ قبل سياقه له: "وعبد الكريم متروك، والراوي له عنه عبد العزيز بن الحُصَيْن، وهو ضعيف أيضًا".
وذكر الزَّيْلَعِيُّ في "نصب الراية"(1/ 48) تممةً لكلام الدَّارَقُطْنِيّ هو: "مع ما يقال فيه من الانقطاع بين الحسن وأبي هريرة، وأنَّه لم يسمع منه".
وقال ابن عدي: "والبلاء في هذا الإِسناد من عبد العزيز بن حُصَيْن. وعبد الكريم هوعبد الكريم أبو أُمَيَّة بصري، وجميعًا: ضعيفان".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 369) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"لا يصحُّ". وأعلَّه بما تقدَّم.
والحديث له شواهد كثيرة معلولة، تكلَّم عليها الحافظ الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(1/ 161 - 175)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1026 - 1030) -في ترجمة (رُفَيْع بن مِهْرَان أبو العَالِية الرِّيَاحي)، وابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 368 - 374)، والزَّيْلَعِيُّ في "نصب الراية"(1/ 47 - 54)، وابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 115)، فانظرها إن شئت.
* * *
1428 -
أخبرني القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمد الدَّيْنُوريّ -بها-، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السُّنِّيّ الحافظ، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن مَسْلَمَة البغدادي، حدَّثنا أبو بدر عبَّاد بن الوليد الغُبَرِيّ، حدَّثنا أبو الوزير الحُرّ بن هارون، عن هَمَّام، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: أُتي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بِسَوِيقِ لَوْزٍ، فرَدَّهُ، وقال:"هذا شَرَابُ الجَبَابِرَةِ والمُتْرَفِينَ بَعْدِي"، فلم يشربه.
(9/ 380 - 381) في ترجمة (عبد اللَّه بن أحمد بن مَسْلَمَة الفَزَاري أبو محمد).
مرتبة الحديث:
منكر.
ففي إسناده (أبو الوزير الحُرُّ بن هارون)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (1/ 472) وقال:"عن هشام بن عُرْوَة بخبر منكر عن أبيه عن عائشة" وساق الحديث المتقدِّم. وتابعه الحافظ في "اللسان"(2/ 185 - 186). وقال ابن الجَوْزي في "العلل"(2/ 189): مجهول.
كما أنَّ في إسناده: (هَمَّام)، قال ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية" (2/ 189): مجهول. ويغلب على ظني أنَّ همَّام هذا هو (ابن مُسْلِم الزَّاهِد) وهو متروك. وقال الخطيب: مجهول. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1329).
وشيخ الخطيب (أحمد بن الحسين بن محمد الدِّيْنَوريّ الكَسَّار أبو نصر)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء" (17/ 514) وقال:"القاضي الجليل العالم. . . وكان الكَسَّار صدوقًا، صحيح السماع، ذا عِلْمٍ وجَلالَةٍ".
وباقي رجال الإِسناد ثقات، عدا (عبَّاد بن الوليد الغُبَرِيّ) فإنَّه صدوق كما قال الحافظ في "التقريب" (1/ 394). وانظر:"التهذيب"(5/ 108 - 109).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل، (2/ 189) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: "هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، والحُرُّ، وهَمَّام، مجهولان".
وقد روى ابن المُبَارَك في "الزُّهْد" ص 55 رقم (200) -من زيادات الزهد برواية نُعَيْم بن حمَّاد-، وأحمد في "الزُّهْد" ص 18 رقم (22)، وابن سعد في "الطبقات"(1/ 395)، من طريق حَيْوَة بن شُرَيْح، عن عمرو بن مالك، أنَّ حُمَيْد بن زياد حدَّثه عن يزيد بن قُسَيْط: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أُتي بسَويق مِنْ سَويق اللَّوز، فلمَّا خِيْضَ
(1)
، قال: ما هذا؟ قالوا: سَويق، قال: أَخِّرُوه عنِّي، هذا شَرَابُ المُتْرَفِينَ".
أقول: هذا حديث مرسل، فيزيد بن عبد اللَّه بن قُسَيْط لم يدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وهو تابعي ثقة. انظر "التهذيب"(11/ 342 - 343).
و (حُمَيْد بن زياد) هو (ابن أبي المُخَارِق الخَرَّاط صاحب العَبَاء أبو صخر)، قال عنه الذَّهَبِيُّ في "الكاشف" (1/ 192):"مختلف فيه". وقال الحافظ في "التقريب"(1/ 202): "صدوق يَهِم، من السادسة، مات سنة تسع وثمانين -يعني ومائة"/ بخ م د ت عس ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(7/ 366 - 372)، و"التهذيب"(3/ 41 - 43).
غريب الحديث:
قوله: "بِسَويِق": السَّوِيقُ: "طعام يُتَّخَذُ من مدقوق الحنطة والشعير، سُمِّيَ بذلك لانسياقه في الحَلْق". "المعجم الوسيط" مادة (سوق) ص 465.
* * *
1429 -
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القَطِيْعِيّ، وعليّ بن محمد بن الحسن القاضي، قالا: أخبرنا محمد بن المُظَفَّر، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن يونس
(1)
أي خُلِطَ وحُرِّكَ. انظر "لسان العرب" مادة (خوض)(7/ 147)، و"المعجم الأوسط" مادة (خاض) ص 262. وقد صُحِّفَ في "الطبقات" الكبرى لابن سعد (1/ 395) إلى:"خيف".
البزَّاز، حدَّثنا محمد بن صالح بن النَّطَّاح، حدَّثنا المنذر بن زياد أبو يحيى، عن إسماعيل بن أبي خالد،
عن قيس بن أبي حازم قال: رأيتُ خالد بن الوليد يرمي بين هَدَفَيْنِ، ومعه رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقال: أُمِرْنَا أَنْ نُعَلِّمَ صِبْيَانَنَا الرَّمْيَ والقُرْآنَ.
(9/ 381) في ترجمة (عبد اللَّه بن أحمد بن يونس البزَّاز).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (المنذر بن زياد الطَّائي البَصْري أبو يحيى) وهو مُتَّهَمٌ بالوضع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (897).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن أحمد بن يُونس البزَّاز) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(إسماعيل بن أبي خالد) هو (الأَحْمَسِيّ البَجَلِيّ): ثقة ثَبْتٌ. وسبقت ترجمته في حديث (199).
و(قيس بن أبي حازم البَجَلي): ثقة مُخَضْرَمٌ من قدماء التابعين. وقد تقدَّم في حديث (406).
وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 134 - 135) رقم (3837)، عن عليّ بن سعيد الرَّازي، عن محمد بن صالح بن مِهْرَان، عن المنذر بن زياد، به. وفيه أنَّه رآه يوم اليَرْمُوك.
قال الهيثمي في "المجمع"(5/ 269) بعد أن عزاه له: "وفيه المنذر بن زياد الطَّائي وهو متروك".
* * *
1430 -
حدَّثني الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا يوسف بن عمر القَوَّاس، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن أَفْلَح البَكْرِي القَاصّ
(1)
أبو محمد، حدَّثنا هلال -يعني ابن العلاء، بالرَّقَّة-، حدَّثنا الخَلِيل بن عبيد اللَّه العَبْدِي، عن أبيه، عن شُعْبَة، عن قَتَادَة،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ يوم جُمْعَةٍ إلَّا ويطَّلع اللَّه تعالى إلى دار الدُّنْيَا وهو متزر بالبهاء، لباسه الجلال، متشحٌ بالكبرياء، مترد بالعظمة، يُشرف إلى دار الدُّنْيَا فيعتق مائتي ألف عتيق من النَّار من المُوَحِّدين، ممَّن قد استوجب من اللَّه ذلك، ثم يُنادي: عبادي هل أجود مني جودًا؟ عبادي هل أكرم مني كرمًا؟ عبادي هل سائل فأعطيه؟ هل من داعٍ فأجيبه؟ هل من مُسْتَغْفِرٍ فأغفر له؟.
عبادي اعلموا أنِّي ما خلقت الجنَّة لأخليها، ولا نشرتها لأطويها، وإنَّما خلقت الجنَّة لكم، وخلقتكم لها، فعلام تعصوني، على الحَسَن من بلائي، أم على الجميل من نعمائي؟
أليس قد نشرت عليكم الرحمة نشرًا، وألبستكم من عافيتي كنفًا وسترًا؟ أليس قد أضعفت لكم الحسنات مرارًا، وأقلتكم العَثَرات صغارًا، وقد خلقتكم أطوارًا، فما لكم لا ترجون لي وقارًا.
عبادي سبحاني، احتجبت عن خلقي فلا عَيْنٌ تراني".
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "القاضي". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (205).
(9/ 383 - 384) في ترجمة (عبد اللَّه بن أحمد بن أَفْلَح البَكْرِي أبو محمد).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن أحمد البَكْري القاصّ)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (2/ 389 - 390) وقال:"شيخ ليوسف القَوَّاس، مُتَّهَمٌ بالكذب". ثم ساق حديثه هذا، وقال:"باطل". وأقرَّه في "اللسان"(3/ 249). ولم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا! ! .
و(الخليل بن عبيد اللَّه العَبْدِي)، و (أبوه): مجهولان كما قال ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 107)، وترجم له في "اللسان"(2/ 410) ونقل قول ابن الجَوْزي، وقال:"وأنا أظن أنَّه الخليل بن عمر بن إبراهيم العَبْدِي، وهو من رجال "التهذيب"
(1)
".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 106 - 107) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث موضوع، والمُتَّهَمُ به القَاصُّ -يعني عبد اللَّه بن أحمد البَكْرِي-، والخليل وأبوه مجهولان".
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 27 - 28)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 81 - 82).
* * *
(1)
ترجم الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 228) لـ (الخليل بن عمر بن إبراهيم العَبْدِي) وقال: "صدوق ربما خالف". وترجم لأبيه في (2/ 51) منه، وقال:"صدوق، في حديثه عن قَتَادَة ضعف".
1431 -
أخبرنا محمد بن عبيد اللَّه الحِنَّائي، أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن أحمد بن الصِّدِّيق المَرْوَزِيّ -قَدِمَ علينا حَاجًّا-، حدَّثنا أبو رجاء محمد بن حَمْدُوْيَه السِّنْجِيّ المَرْوَزِيّ، حدَّثنا رُقَاد بن إبراهيم، حدَّثنا أبو عِصْمَة، حدَّثنا يزيد الرَّقَاشي،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لِصَاحِبِ القُرْآنِ عند كُلِّ خَتْمَةٍ: دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً، وشَجَرَةً في الجَنَّةِ، لو أنَّ غُرَابًا طَارَ مِنْ أصْلِهَا لم يَنْتَهِ إلى فَزعِهَا حتَّى يُدْرِكَهُ الهَرَمُ".
(9/ 390) في ترجمة (عبد اللَّه بن أحمد بن الصِّدِّيق المَزْوَرِيّ الدَّنْدَانْقَانِيّ
(1)
أبو محمد).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (أبو عِصْمَة) وهو (نوح بن أبي مريم المَرْوَزِيّ): متروك الحديث، وكذَّبه ابن عُيَيْنَة وابن المُبَارَك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (223).
كما أنَّ فيه (يزيد بن أَبَان الرَّقَاشي) وهو ضعيف، وقال النَّسَائي وغيره: متروك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (416).
وفيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن أحمد المَرْوَزِيّ الدَّنْدَانْقَانِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وشيخ الخطيب (محمد بن عبيد اللَّه بن محمد الحِنَّائي
(2)
أبو الحسن) ترجم
(1)
قال السَّمْعَاني في "الأنساب"(5/ 344): "هذه النسبة إلى الدَّنْدَانْقَان، وهي بُلَيْدَة على عشرة فراسخ من مَرْو".
(2)
صُحِّفَ في "تاريخ بغداد"(2/ 336) إلى: "الجبائي" بالجيم المعجمة والباء، والتصويب من "الأنساب"(4/ 245).
له في "تاريخه"(2/ 336) وقال: "كتبنا عنه وكان ثقةً مأمونًا زاهدًا ملازمًا لِبَيْتِهِ". وكانت وفاته سنة (412) للهجرة عن (85) عامًا.
و (رُقَاد بن إبراهيم) هو (الذُّهْلِيّ المَرْوَزِيّ الغَازِيّ أبو إبراهيم)، ترجم له ابن حِبَّان في "الثقات"(8/ 245)، وابن مَاكُولا في "الإكمال"(4/ 107 - 108) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 107 - 108) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بأبي عِصْمَة وبيزيد الرَّقَاشِيّ.
* * *
1432 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن أحمد بن جعفر النَّيْسَابُوري، أخبرنا أبو نُعَيْم عبد الملك بن محمد بن عَدِيّ الإستراباذي، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم الطَّلَقِيّ، حدَّثنا محمد بن خالد الرازي، حدَّثنا أبو حمزة، عن أبي أُمَيَّة، عن الحسن،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَهْقَهَ في صَلَاتِهِ فَلْيُعِدْ وُضُوءَهُ وَصَلَاتَهُ".
(9/ 319) في ترجمة (عبد اللَّه بن أحمد بن جعفر الشَّيْبَانِيّ النَّيْسَابُوري أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
وقد سبق الكلام عليه في حديث (1427).
وقال الحافظ الخطيب عقبه: "أبو أُمَيَّة هو: عبد الكريم بن أبي المُخَارِق المعلِّم، والحسن عن أبي هريرة مرسل".
و (أبو حمزة) لم أعرفه.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1427).
* * *
1433 -
حدَّثنا أحمد بن محمد العَتِيقي، حدَّثنا أبو جعفر عبد اللَّه بن أحمد بن إبراهيم بن شَاذَان الفَارِسي، حدَّثنا النُّعْمَان بن أحمد -سنة أربع وثلاثمائة-، حدَّثنا جعفر بن محمد بن مَخْلَد الوَاسِطي، حدَّثنا جعفر بن جَسْر، حدَّثني أبي: جَسْر، حدَّثني ثابت البُنَاني، عن أنس بن مالك،
عن أبي طَلْحَة الأنصاري قال: دخلتُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فعرفت البِّشْرَ في وَجْهِهِ، فقلتُ له: بأبي أنت وأُمِّي يا رسول اللَّه، ما رأيتك قَطُّ أَحْسَنَ بِشْرًا مِنْكَ اليومَ! قال:"وما يَمْنَعُنِي وهذا المَلَكُ بَعَثَهُ اللَّهُ آنفًا إليَّ -وأومأ بيده- يقول لي: يا محمَّدُ أَمَا يُرْضيكَ أَنْ لا يُصَلِّي عليكَ أحدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إلَّا صَلَّيْتُ عليه أنا وملائكتي عَشْرًا، ولا يُسَلِّمُ عليك أحدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إلَّا سَلَّمْتُ أنا وملائكتي عليه عَشْرًا".
(9/ 393) في ترجمة (عبد اللَّه بن أحمد بن إبراهيم الفارسي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد ورد مَتْنُهُ -من دون ذكر صلاة الملائكة- من طرق يصحُّ بمجموعها.
ففيه (جعفر بن جَسْر بن فَرْقَد القَصَّاب) وهو منكر الحديث. وقد سبقت ترجمته في حديث (642)
كما أنَّ فيه والده (جَسْر بن فَرْقَد) وقد ضعَّفوه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (642).
التخريج:
رواه الطبراني في "الكبير"(5/ 103) رقم (4718)، من طريق مُسْلِم بن إبراهيم، عن جَسْر بن فَرْقَد، عن ثابت، به.
والحديث رواه النَّسَائي في السهو، باب الفضل في الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم (3/ 50)، وغيره، دون ذكر صلاة الملائكة مع اللَّه سبحانه. ولذا اعتبرته من الزوائد. وقد سبق الكلام عليه في حديث (1147).
ولم يذكره الهيثمي في "المجمع" مع أنَّه على شرطه.
وقد ورد حديث أبي طلحة برقم (1147) بسياق آخر مطوَّلًا، وإسناده ضعيف، وفي بعض ألفاظه نَكَارَةٌ.
* * *
1434 -
أخبرنا العَتِيقي، حدَّثنا أبو الحسين عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن عبد اللَّه الأَصْبَهَاني، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص، حدَّثنا أبو بكر إسحاق بن إبراهيم شَاذَان، حدَّثنا سعد بن الصَّلْت، عن إسماعيل بن رافع الأنصاري، عن إسماعيل بن عبيد اللَّه بن أبي المُهَاجِر،
عن عبد اللَّه بن عمر
(1)
، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ
(1)
هكذا في المطبوع: "عبد اللَّه بن عمر". وهو موافق لما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 212، و"الجامع الكبير" (1/ 818). وفي المصادر الأخرى التي خرَّجته:(عبد اللَّه بن عمرو)، وهو الصواب فيما يظهر. حيث لا يُعْرَفُ لـ (إسماعيل بن عبيد اللَّه بن أبي المُهَاجِر) رواية عن (عبد اللَّه بن عمر). وإذا كان الصواب هو ما استظهرته من كونه عن (عبد اللَّه بن عمرو بن العاص)، فإنَّ انقطاعًا بين (إسماعيل) وبينه. لأنَّ مولد =
فَرَأى أنَّ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أُعْطِيَ أَفْضَلَ ممَّا أُعْطِيَ، فقد صَغَّرَ ما عَظَّمَ اللَّهُ، وعَظَّمَ ما صَغَّرَ اللَّهُ".
وقال: "لا يَنْبَغِي لِحَامِلِ القُرْآنِ أَنْ يَجِدَ فيمن يَجِدُ
(1)
، ولا يَجْهَلَ فيمن يَجْهَلُ، ولكنَّه يَعْفُو ويَصْفَحُ لِعِزِّ القُرْآنِ".
(9/ 396) في ترجمة (عبد اللَّه بن أحمد بن محمد المُقْرِئ الأَصْبَهَاني أبو الحسين).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والشطر الثاني: "لا ينبغي لحامل القرآن. . . "، قد ورد بإسناد حسن لكن مع اختلاف آخره.
ففيه (إسماعيل بن رافع بن عُوَيْمِر الأنصاري المَدَني أبو رافع) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 33) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 49 رقم (34) وقال: "متروك الحديث".
3 -
"الجرح والتعديل"(2/ 168 - 169) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث". وقال أحمد: "ضعيف الحديث". وقال ابن مَعِين: "ضعيف".
= (إسماعيل) كان سنة إحدى وستين كما في "التهذيب"(1/ 318)، ووفاة (عبد اللَّه بن عمرو) كانت سنة (65 هـ) -انظر "السِّيَر" (3/ 94) -. ولذا قال المِزِّيُّ في "تهذيب الكمال" (3/ 144) في ترجمة (إسماعيل):"وأدرك عبد اللَّه بن عمرو بن العاص".كذلك ليس بين وفاة (عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب)، وولادة (إسماعيل) كبير أَمَدٍ، حيث إنَّ وفاة (عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب) كانت سنة (73 هـ) كما في "التقريب"(1/ 435).
(1)
هكذا في المطبوع. وهو موافق لما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 212. وفي "مجمع الزوائد" (7/ 159)، و"الجامع الكبير" (1/ 818): "أن يحتَدَّ فيمن يحتدُّ".
4 -
"المجروحين"(1/ 124) وقال: "كان رجلًا صالحًا، إلَّا أنَّه يقلب الأخبار حتى صار الغالب على حديثه المناكير التي تسبق إلى القلب أنَّه كان كالمتعمد لها".
5 -
"الكامل"(1/ 277 - 279) وقال: "أحاديثه كلُّها ممَّا فيه نظر، إلَّا أنَّه يُكْتَبُ حديثه في جملة الضعفاء".
1 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 135 - 136 رقم (79). وفي حاشية محققه أنَّ الدَّارَقُطْنِيّ قال في سؤالات البَرْقاني له: "متروك".
7 -
"المغني"(1/ 80) وقال: "ضعَّفوه جدًّا".
8 -
"التهذيب"(1/ 294 - 296) وفيه عن التِّرْمِذِيّ: "ضعَّفه بعض أهل العلم، وسمعت محمَّدًا -يعني البُخَاري- يقول: هو ثقة مُقَارَبُ الحديث". وفيه عن ابن المُبَارَك: "لم يكن به بأس ولكنه يحمل عن هذا وعن هذا". ونقل ابن حَجَر أقوالًا أخرى في تضعيفه.
9 -
"التقريب"(1/ 69) وقال: "ضعيف الحفظ، من السابعة، مات في حدود الخمسين -يعني ومائة-"/ بخ ت ق.
و(سعد بن الصَّلْت) هو (ابن بُرْد بن أَسْلَم مولى جَرِير بن عبد اللَّه البَجَلِيّ)، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 86) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. كما ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته" (6/ 378) وقال:"ربما أغرب". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(9/ 317 - 319) وقال: "القاضي الإمام المحدِّث". وقال أيضًا: "هو صالح الحديث وما علمت لأحدٍ فيه جَرْحًا".
و(أبو بكر إسحاق بن إبراهيم النَّهْشَلِي الفارسي، الملقب بِشَاذَان): صدوق له مناكير وغرائب. وستأتي ترجمته في حديث (2039).
و (العَتِيقي) هو (أحمد بن محمد بن منصور القَطِيْعي أبو الحسن): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1262).
و(أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص) هو (الأَصْبَهَانيّ الجُوْرجِيْرِيّ)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (15/ 271 - 272) وقال:"الشيخ الصدوق". توفي عام (330) للهجرة، وهو في عَشْر التسعين.
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه محمد بن نصر المَرْوَزِيّ في "قيام الليل" ص 76 - من مختصره-، والطبراني في "المعجم الكبير" -كما في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 243 - 244) - بأطول ممَّا عند الخطيب، من طريق إسماعيل بن رافع، عن إسماعيل بن عبيد اللَّه بن أبي المُهَاجِر، عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا.
قال الهيثمي في "المجمع"(7/ 159) بعد أن عزاه للطبراني: "وفيه إسماعيل بن رافع وهو متروك".
ولم أقف عليه في "المعجم الكبير" المطبوع لفقدان مسند (عبد اللَّه بن عمرو بن العاص) من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
ورواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 552) وعنه البيهقي في "الأسماء والصفات"(1/ 403)، و"شُعَب الإيمان"(5/ 531 - 532) رقم (2353)، من طريق يحيى بن عثمان السَّهْمِي، عن عمرو بن الربيع بن طارق، عن يحيى بن أيوب، عن خالد بن يزيد
(1)
، عن ثَعْلَبَة بن يزيد، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص
(1)
صُحِّفَ في "المستدرك" إلى: "خالد بن أبي يزيد". والتصويب من "تهذيب الكمال"(8/ 208).
مرفوعًا بلفظ: "مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فَقَدِ اسْتَدْرَجَ النُّبُوَّةَ بين جَنْبَيْهِ، غيرَ أنَّه لا يُوحَى إليه. ولا يَنْبَغِي لصَاحِبِ القُرْآنِ أَنْ يُحَدَّ مع مَنْ حُدَّ، ولا يَجْهَلَ مع من جَهِلَ
(1)
، وفي جَوْفِهِ كلامُ اللَّه تعالى".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: إسناده حسن من أجل (يحيى بن عثمان السَّهْمِي) فإنَّه صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (316). ومن أجل (يحيى بن أيوب الغَافِقِي المِصْري) فإنه صدوق أيضًا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1213).
وبنحو لفظ الحاكم رواه أبو بكر الآجُرِّيّ في "أخلاق أهل القرآن" ص 55 - 56 رقم (13)، من طريق يحيى بن أيوب، عن خالد بن يزيد، عن
(2)
ثَعْلَبة بن أبي الكنود، عن عبد اللَّه
(3)
بن عمرو بن العاص موقوفًا عليه من قوله.
وبنحو رواية الطبراني المرفوعة، رواه ابن المبارك في "الزهد والرقائق" ص 275 - 276 رقم (799)، عن إسماعيل بن رافع، عن إسماعيل بن عبيد اللَّه بن أبي المُهَاجِر، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص موقوفًا عليه أيضًا.
ورواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(5/ 530 - 531) رقم (2352)، من طريق مُحْرِز الشامي، عن إسماعيل بن عبيد اللَّه، عن عبد اللَّه بن عمرو موقوفًا عليه. ورجال إسناده حديثهم حسن.
كما رواه الشَّجَرِيُّ في "أماليه"(1/ 92)، من طريق إسماعيل بن عمرو البَجَلي، عن عليّ بن هاشم، عن إسماعيل بن عبيد اللَّه، عن عبد اللَّه بن عمرو
(4)
موقوفًا عليه.
(1)
صُحِّفَت العبارة في "المستدرك" إلى: "أن يجد مع جد، ولا يجهل مع جهل".
(2)
صُحِّفَ في "أخلاق أهل القرآن" إلى: "بن".
(3)
صُحِّفَ في "أخلاق أهل القرآن" إلى: "عبيد اللَّه".
(4)
صُحِّفَ في "أمالي الشجري" إلى: "عمر".
أقول: (إسماعيل بن عمرو البَجَلي) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(1/ 85): "ضعَّفه ابن عدي وجماعة".
غريب الحديث:
قوله: "أَنْ يَجِدَ فيمن يَجِدُ": وَجَدَ عليه يَجِدُ وَجْدًا وَجِدَةً وموجِدَةً ووجدانًا: أي غضب. انظر "النهاية"(5/ 155) مع الحاشية.
* * *
1435 -
أخبرنا عبيد اللَّه بن محمد بن عبيد اللَّه التَّمَّار، حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر، حدَّثني محمد بن جعفر بن أحمد بن عمر النَّاقِد.
وأخبرني الحسن بن عليّ الجَوْهَرِي، أخبرنا عليّ بن محمد بن أحمد الورَّاق، حدَّثنا الحسن بن أحمد العُطَاردي، قالا: حدَّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدَّثنا محمد بن جابر، عن الأَعْمَش، عن أبي الوَدَّاك،
عن أبي سعيد قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مِنَّا القَائِمُ، ومِنَّا المنصورُ، وما السَّفَّاحُ، ومِنَّا المَهْدِيُّ، فأمَّا القائمُ فتأتيه الخِلَافَةُ لم يهرق فيها مِحْجَمَةً من دمٍ، وأمَّا المنصورُ فلا تُرَدُّ له رايةٌ، وأمَّا السَّفَّاحُ فهو يَسْفَحُ المَالَ والدَّم، وأمَّا المَهْدِيٌ فيملأُ الأرضَ عَدْلًا كما مُلِئت ظُلْمًا".
(9/ 399) في ترجمة (أمير المؤمنين عبد اللَّه القائم بأمر اللَّه بن أحمد أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
منكر.
ففي إسناده (محمد بن جابر بن سَيَّار الحَنَفِي اليَمَامي أبو عبد اللَّه) وهو ضعيف، ذهبت كُتُبُهُ نساء حفظه وخلط كثيرًا، وعَمِيَ قصار يُلَقَّنُ. قال أبو حاتم:"كان يروي مناكير، وهو معروف بالسماع، جيِّد اللقاء، رأوا في كتبه لَحَقًا". وقال
أبو زُرْعَة: "ساقط الحديث عند أهل العلم". وقال ابن حِبَّان: "كان أعمى يُلْحِقُ في كتبه ما ليس من حديثه، ويسرق ما ذوكر به فيحدِّث به". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (980).
كما أنَّ في إسناده (الحسن بن أحمد بن محمد العُطارِدِيّ أبو عليّ)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(7/ 268) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
ومثله (محمد بن جعفر بن أحمد بن عمر النَّاقِد الصَّيْرَفي أبو الحسن، ويُعرف بابن الكوفي)، وترجمته في "تاريخ بغداد"(2/ 134 - 135).
و (أبو الوَدَّاك) هو (جَبْر بن نَوْف الهَمْدَانِيّ البِكَالِيّ)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف":"ثقة". وقال الحافظ في "التقريب"(1/ 125): "صدوق يَهِم، من الرابعة"/ م د ت س ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(4/ 495 - 496)، و"التهذيب"(2/ 60).
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، عن محمد بن جابر، به، كما في "تاريخ الخلفاء" للسُّيُوطيّ ص 172 - 173.
وعزاه في "الكنز"(14/ 270) رقم (38688) إلى الخطيب فقط.
وقد تقدَّم تخريجه من حديث ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ: "مِنَّا السَّفَّاحُ، ومِنَّا المنصورُ، ومِنَّا المَهْدِيُّ". ولا يصحُّ كما قال ابن الجَوْزي. انظر حديث رقم (26) و (27).
* * *
1436 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المُزَكِّي، أخبرنا محمد بن إسحاق الثَّقَفِي السَّرَّاج، حدَّثني عبد اللَّه بن
إبراهيم أبو محمد البغدادي -بِبَلْخ-، حدَّثنا داود بن سليمان الجُرْجَاني العَطَّار، أخبرنا يحيى بن مَعِين، عن إبراهيم القُرَشي، عن سعيد بن شُرَحْبِيل،
عن زيد بن أبي أَوْفَى -أخي عبد اللَّه بن أبي أَوْفَى- قال: خَرَجَ علينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ، فَأَدَارَ بَصَرَهُ فِيْنَا فقال:"أين فلان، وأين فلان"؟ حتى اجتمعنا، وساق حديث المؤاخاة بطوله
(1)
.
(9/ 404) في ترجمة (عبد اللَّه بن إبراهيم البغدادي أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وروي من طرق أخرى ضعيفة. وقال ابن الجَوْزي: لا يصحُّ. وقال الذَّهَبِيُّ: موضوع.
ففيه (داود بن سليمان الجُرْجَاني أبو سليمان): كذَّبه ابن مَعِين، ولم يعرفه أبو حاتم، وله نسخة موضوعة على عليّ بن موسى الرِّضَا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1266).
كما أنَّ فيه (سعيد بن شُرَحْبِيل) و (إبراهيم القُرَشي) و (يحيى بن مَعِين المَدَني الأنصاري)، كلُّهم مجاهيل.
ففي ترجمة (سعيد بن شُرَحْبِيل) في "الجرح والتعديل"(4/ 33) عن أبي حاتم الرَّازي: "هو مجهول، وإبراهيم مجهول".
أمَّا (يحيى بن مَعِين المَدَني الأنصاري) فقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح"(2/ 90) في ترجمة (إبراهيم بن بشير)، ونقل عن أبيه:"مجهول". وقد ترجم له ابن حِبَّان في "الثقات"(9/ 260) وسمَّاه: (يحيى بن مَعْن الأنصاري) وقال: "من
(1)
أقول: الحديث بطوله ساقه الطبراني في "المعجم الكبير"(5/ 251 - 253)، فانظره إن شئت.
أهل المدينة يروي عن أبيه عن سعيد بن المسيَّب، روى عنه أهل المدينة".
وقد علَّق العلَّامة اليَمَاني رحمه الله على "التاريخ الكبير"(3/ 386) في ترجمة (زيد بن أبي أوفى): بأنَّ الذَّهَبِيَّ في "الميزان"(4/ 410)، وابن حَجَر في "اللسان"(6/ 278) ذكراه باسم (يحيى بن مَعْن) بدون ياء، وقال:"كأنَّه الصواب، وإنما وقع في بعض الكتب "مَعِين"، خطأ من النُّسَّاخ لاشتهار يحيى بن مَعِين البغدادي الإمام، واللَّه أعلم".
كما أن فيه صاحب الترجمة: (عبد اللَّه بن إبراهيم البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(5/ 251 - 253) رقم (5146)، من طريق عبد المؤمن بن عبَّاد بن عمرو العَبْدي، حدَّثنا يزيد بن مَعْن، حدَّثني عبد اللَّه بن شُرَحْبِيل، عن رَجُلٍ من قُرَيْش، عن زيد بن أبي أَوْفَى، به. وذكر الحديث بطوله، وهو في قرابة الصفحتين ونصف الصفحة.
وذكره الحافظ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(1/ 141 - 143) عن الطبراني من طريقه المتقدِّم، وقال قبل أن يسوقه:"منكر جدًّا". وقال عقب سوقه له: "زيد لا يُعْرَف إلَّا في هذا الحديث الموضوع. وقد رواه محمد بن جرير الطبري، عن حسين الذَّارع، عن عبد المؤمن. فأسقط منه عن رجل".
قال الإمام ابن عدي في "الكامل"(5/ 1985 - 1986) -في ترجمة (عبد المؤمن بن عبَّاد العَبْدِي) -: "وعبد المؤمن بن عبَّاد يحدِّث بحديث زيد بن أبي أَوْفَى حديث المؤاخاة بطوله، حدَّثناه عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي، عن حسين بن محمد الذَّارع، عن عبد المؤمن بن عبَّاد".
وعن ابن عدي رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 213 - 216) رقم (344)، بطوله. وهو عن عبد المؤمن بن عبَّاد، عن يزيد بن مَعْن، عن عبد اللَّه بن شُرَحْبِيل، عن زيد بن أبي أَوْفى، به.
وقال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال أبو حاتم: عبد المؤمن ضعيف. فقد رواه نصر بن علي، عن ابن شُرَاحْبِيل، عن رجل، عن زيد، ولعل ذلك الرجل غير ثقة فقد أسقطه عبد المؤمن".
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(7/ 412 - 413) -مخطوط-، من طريقين، الأول: عن الحسن بن محمد الذَّارع، عن عبد المؤمن بن عبَّاد، به. والثاني: عن نصر بن عليّ الجَهْضَمي، عن عبد المؤمن بن عبَّاد، به؛ وفيه ذكر واسطة هو (رجل من قريش) بين (عبد اللَّه بن شُرَاحْبِيل) وبين (زيد بن أبي أَوْفَى).
أقول: (عبد المؤمن بن عبَّاد) ترجم له في "اللسان"(4/ 76) وقال: "ضعَّفه أبو حاتم، وقال البُخَاري: لا يُتَابَعُ على حديثه. . . وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"، وذكره السَّاجي وابن الجَارُود في الضعفاء".
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 386) -في ترجمة (زيد بن أبي أَوْفَى) -، وفي "التاريخ الصغير"(1/ 250 - 251)، عن حسَّان بن حسَّان قال: حدَّثنا إبراهيم بن بِشْر أبو عمرو الأَزْدَي، عن يحيى بن مَعْين المَدَني قال: حدَّثني إبراهيم القُرَشي، عن سعيد بن شُرَحْبِيل، عن زيد بن أبي أَوْفَى قال:"خرج علينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم فآخى بين أصحابه".
وقال في "التاريخ الكبير" عقبه: "لا يُتَابَعُ عليه".
وقال في "التاريخ الصغير" عقبه أيضًا: "وهذا إسناد مجهول لا يُتَابَعُ عليه،
ولا يُعْرَفُ سماع بعضهم من بعض. رواه بعضهم عن إسماعيل بن خالد عن عبد اللَّه بن أبي أَوْفَى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا أصل له".
أقول: و (إبراهيم بن بشر) الراوي عن يحيى بن مَعِين المدني، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 90) -لكن فيه (إبراهيم بن بشير) - ونقل عن أبيه قوله فيه:"مجهول".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(1/ 560 - 561) في ترجمة (زيد بن أبي أَوْفَى): "روى حديثه ابن أبي حاتم، والحسن بن سفيان، والبُخَاري في "التاريخ الصغير"، من طريق ابن شُرَحْبِيل، عن رجل من قريش، عن زيد بن أبي أَوْفَى". وذكر طرف الحديث وقال: "ولحديثه طرق عن عبد اللَّه بن شُرَحْبِيل. وقال ابن السَّكَن: روي حديثه من ثلاثة طرق ليس فيها ما يصحُّ".
وعزاه في "الجامع الكبير"(2/ 396) إلى البَغَوي في "معجمه"، والبَاوَرْدِي في "المعرفة".
وقال الإمام ابن عبد البَرّ في "الاستيعاب"(1/ 559) في ترجمة (زيد بن أبي أوفى): "روى حديث المؤاخاة بتمامه، إلَّا أنَّ في إسناده ضعفًا".
والحمد للَّه على توفيقه وتيسيره.
* * *
1437 -
أخبرنا البَرْقَاني، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أخبرني عبد اللَّه بن إبراهيم الضَّرِير -بقصر ابن هُبَيْرَة- حدَّثنا الحسن بن عليّ الحُلْوَاني، حدَّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن مُجَّاعَة بن الزُّبَيْر -وكان شُعْبَة يقول: الصَّوَّام القَوَّام-، عن الحسن،
عن عِمْرَان بن حُصَيْن قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اسْتَكْثِرُوا مِنَ النِّعَالِ، فإنَّ الرَّجُلَ لا يَزَالُ رَاكِبًا مَا دَامَ مُنْتَعِلًا".
(9/ 404 - 405) في ترجمة (عبد اللَّه بن إبراهيم بن محمد الأَزْدِيّ الضَرِير).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه.
ففيه انقطاع بين (الحسن البَصْرِي) وبين (عِمْرَان بن حُصَيْن)، فإنَّ الحسن لم يسمع منه كما قال يحيى بن سعيد القَطَّان وأحمد بن حَنْبَل وبَهْز وأبو حاتم. انظر:"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 40، و"التهذيب"(2/ 268).
كما أنَّ فيه (مُجَّاعَة بن الزُّبَيْر الأَزْدِيّ البَصْرِي أبو عُبَيْدَة) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير" للبخاري (8/ 44) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 255) وفيه عن عبد الصمد بن عبد الوارث: أنَّ شُعْبَة كان يُسأل عنه فكان لا يجترئ عليه لأنَّه كان من العرب، فكان يقول: كثير الصوم والصلاة!
3 -
"الكامل"(6/ 2418 - 2420) وقال: "هو ممَّن يُحْتَمَلُ ويُكْتَبُ حديثه".
4 -
"الميزان"(3/ 437) وفيه: "قال أحمد: لم يكن به بأس في نفسه، وضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ".
5 -
"المغني"(2/ 542) وقال: "ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيُّ وغيره".
6 -
"اللسان"(5/ 16) وفيه عن ابن خِرَاش
(1)
: "ليس ممَّا يُعْتَبَرُ به".
(1)
صُحِّفَ في "اللسان" إلى: "خداش" بالدال. والتصويب من كتاب: "المتكلِّمون في الرجال" للسَّخَاوي ص 99، وقال:"عبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش البغدادي، له مصنَّف في الجرح والتعديل، قويُّ النَّفَس كأبي حاتم".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن إبراهيم الأَزْدِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وشيخ الخطيب (البَرْقَاني) هو (أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب أبو بكر): إمام ثقة ثَبْتٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (312).
التخريج:
رواه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في "معجمه" ص 152 رقم (300)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه الطبراني في "الكبير"(18/ 167) رقم (375)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 255)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2419) -كلاهما في ترجمة (مُجَّاعَة) -، من طريق الحسن بن عليّ الحُلْوَاني، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، به
(1)
.
قال ابن عدي: "هكذا رواه عبد الصمد فقال: عن الحسن، عن عِمْرَان بن حُصَيْن. ورواه النَّضْر بن شُمْيَل فقال: عن الحسن، عن جابر" ثم ساقه من هذا الطريق.
أقول: من طريق النَّضْر بن شُمَيْل عن مُجَّاعة بن الزُّبَير عن الحسن عن جابر مرفوعًا، ساقه البخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 44).
وله شاهد صحيح، رواه مسلم في اللباس، باب استحباب لبس النعال وما في معناها (3/ 1660) رقم (2096)، وأبو داود في اللباس، باب في الانتعال (4/ 375) رقم (4133)، وأحمد في "المسند"(3/ 337 و 360)، وابن حِبَّان في
(1)
سقط اسم (الحسن) في "الكامل" بين: (مُجَّاعَة) و (وعِمْرَان)، وما جاء بعده يدل على سقوطه من المطبوع. كما صُحِّف اسم (مُجَّاعة) في إسناد العُقَيْلِي إلى "مجاهد".
"صحيحه"(7/ 402) رقم (5434)، عن جابر بن عبد اللَّه قال: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ في غَزْوةٍ غَزَوْنَاهَا: "اسْتَكْثِرُوا مِنَ النِّعَالِ، فإنَّ الرَّجُلَ لا يَزَالُ رِاكِبًا ما انْتَعَلَ".
وله شاهد من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، قال في "المجمع" (5/ 138):"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه إسماعيل بن مسلم المكِّي وهو ضعيف".
* * *
1438 -
أخبرني أبو الفرج الطَّنَاجِيري، حدَّثنا عثمان بن عمرو بن المُنْتَاب الإمام، حدَّثنا عبد اللَّه بن إبراهيم بن عبد الرحيم المُؤَذِّن، حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم الدَّوْرَقِيّ، حدَّثنا أبو معاوية، عن الأَعْمَش، عن عمرو بن مُرَّة، عن عبد اللَّه بن الحارث،
عن عبد اللَّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: كانَ إذا سَلَّمَ لم يَقْعُدْ إلَّا مِقْدَارَ ما يقولُ: "اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ ومِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجَلَالِ والإكْرَامِ".
(9/ 405) في ترجمة (عبد اللَّه بن إبراهيم بن عبد الرحيم المؤذِّن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (عثمان بن عمرو بن محمد بن المُنْتَاب الدَّقَّاق أبو الطَّيِّب)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (11/ 310 - 311) وفيه عن محمد بن أبي الفَوَارس:"كان كثير التساهل، لم يُرَ له أصل جيِّد، رأيت بعض أصحابنا يقرأ على الأَزْهَرِيّ شيئًا من كتاب "الزُّهْد" لابن المبارك عن ابن المُنْتَاب عن ابن صَاعِد، فقال الأَزْهَرِيُّ: لم يسمعه ابن المُنْتَاب من ابن صَاعِد، وقد كان شيخًا صالحًا". وكانت وفاته سنة (389) للهجرة.
وذكره في "الميزان"(3/ 50)، و"اللسان"(4/ 149)، ونقلا بعض ما تقدَّم ولم يضيفا عليه.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن إبراهيم بن عبد الرحيم المُؤَذِّن)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو معاوية) هو (محمد بن خَازِم التَّمِيمي السَّعْدِي الضّرِير): ثقة، وقد يَهِمُ في حديث غير الأَعْمَش. وتقدَّمت ترجمته في حديث (474).
و(أبو الفرج الطَّنَاجِيري) شيخ الخطيب، هو (الحسن بن عليّ بن عبيد اللَّه)، ترجم له في "تاريخه" (8/ 79 - 80) وقال:"كان دَيِّنًا مستورًا، ثقةً صدوقًا". وكانت وفاته سنة (439) للهجرة.
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 302)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 182 رقم (98)، وابن خُزَيْمة في "صحيحه"(1/ 362 - 363) رقم (736)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(3/ 226) برقم (1999)، من طريق عاصم الأَحْوَل
(1)
، عن عَوْسَجَة بن الرَّمَّاح، عن عبد اللَّه بن أبي الهُذَيْل، عن ابن مسعود، به.
قال ابن حِبَّان: إنَّه محفوظ.
أقول: رجال إسناده ثقات. إلَّا أنَّ (عَوْسَجَة بن الرَّمَّاح) ترجم له في "التهذيب"(8/ 165) ونقل توثيقه عن ابن مَعِين وابن حِبَّان. ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ
(1)
سقط قوله: "عن عاصم" من "المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة المطبوع. وهو في الأصل فيه. انظر حاشية محقق "المصنَّف" لعبد الرزاق (2/ 437) تعليق رقم (3).
قوله: "شِبْهُ المجهول، لا يروي عنه غير عاصم، لا يُحْتَجُّ به، لكن يُعْتَبَرُ به". ولذا قال الحافظ في "التقريب"(2/ 89): "مقبول، من السادسة"/ سي. وانظر: "العلل" لعليّ بن المَدِيني ص 124 وفيه يقول: "ولا أحفظ هذا عن عبد اللَّه بن مسعود إلَّا من هذا الطريق".
ورواه أبو يعلى في "مسنده"(8/ 167 - 168) رقم (4720)، من طريق أبي سِنَان، عن عبد اللَّه بن أبي الهُذَيْل مُرْسَلًا.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 102): "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح".
ورواه الطَّيَالِسِيُّ في "مسنده" ص 49 رقم (373)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 182 رقم (99)، من طريق شُعْبَة، عن عاصم، عن عَوْسَجَة، عن عبد اللَّه بن أبي الهُذَيْل، عن عبد اللَّه بن مسعود أنه كان إذا فرغ من صلاته قال:"اللهم منك السلام. . . " ولم يرفعه.
والحديث رواه مسلم في المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة (1/ 414) رقم (592)، وأحمد في "المسند"(6/ 62)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 302)، والتِّرْمِذِيّ في الصلاة، باب ما يقول إذا سلَّم من الصلاة (2/ 95 - 96) رقم (298)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(3/ 225) رقم (1997)، والنَّسَائي في "سننه" في السهو، باب الذكر بعد الاستغفار (3/ 69)، وفي "عمل اليوم والليلة" ص 180 - 181، وأبو يعلى في "مسنده"(8/ 168) رقم (4721)، وأبو عَوَانَة في "مسنده"(2/ 241)، وابن ماجه في الإقامة، باب ما يقال بعد التسليم (1/ 298) رقم (954)، وغيرهم عن عائشة مرفوعًا بمثل لفظ حديث ابن مسعود.
وقد وقع اختلاف في إسناد حديث السيدة عائشة، انظر تحقيقه والكلام عليه
في: "عمل اليوم والليلة" للنَّسَائي ص 180 - 182، و"تهذيب التهذيب"(8/ 165).
* * *
1439 -
أخبرني الحسين بن عليّ الطَّنَاجِيري، أخبرنا عبد اللَّه بن عثمان الصَّفَّار، حدَّثنا عبد اللَّه بن بَدْر -المعروف بزُرَيْق-، حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن أيوب بن زَاذَان القِرَبِيَ البَصْري، حدَّثنا شَيْبَان الأُبُلِّي، حدَّثنا بِشْر بن عبد الرحمن الأنصاري، حدَّثني عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه،
عن العَبَادِلَةِ: عبد اللَّه بن عمرو، وعبد اللَّه بن عبَّاس، وعبد اللَّه بن الزُّبَيْر، وعبد اللَّه بن عُمَر، قالوا: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "القَاصُّ يَنْتَظِرُ المَقْتَ، والمُسْتَمِعُ يَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ، والتَّاجِرُ يَنْتَظِرُ الرِّزْقَ، والمُحْتَكِرُ يَنْتَظِرُ اللَّعْنَةَ، والنَّائِحَةُ ومَنْ حَوْلَهَا مِنِ امرأةٍ مُسْتَمِعَةٍ، عليهم لَعْنَةُ اللَّهِ والملائكةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ".
(9/ 434 - 425) في ترجمة (عبد اللَّه بن بَدْر الأَنْمَاطي أبو محمد، ويعرف بزُرَيْق).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (عبد الوهاب بن مجاهد بن جَبْر المَكِّي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 379) وقال: "ضعيف".
2 -
"أحوال الرجال" ص 146 رقم (254) للجُوْزَجَاني وقال: "غير مُقْنِعٍ".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 163 رقم (396) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الجرح والتعديل"(6/ 69 - 70) وفيه عن الثَّوْري: "كذَّاب". وقال أحمد: "لم يسمع من أبيه، ليس بشيء، ضعيف الحديث". وقال أبو حاتم "ضعيف الحديث".
5 -
"المجروحين"(2/ 146) وقال: "كان يروي عن أبيه ولم يره، ويجيب في كُلِّ ما يُسأل وإن لم يحفظ، فاستحق الترك".
6 -
"الكامل"(5/ 1932) وقال: "عامّة ما يرويه لا يُتَابَعُ عليه".
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 279 رقم (345).
8 -
"التهذيب"(6/ 453) وفيه عن الحاكم: "روى أحاديث موضوعة". وقال ابن الجَوْزي: "أجمعوا على ترك حديثه". وقال ابن المَدِيني: "لا يُكْتَبُ حديثه وليس بشيء".
9 -
"التقريب"(1/ 528) وقال: "متروك، وكذَّبه الثَّوْري، من السابعة"/ ق.
كما أنَّ فيه (عبد اللَّه بن أيوب بن زَاذَان القِرَبِيّ البَصْري أبو محمد)، قال الدَّارَقُطْنِيّ فيه -كما في "سؤالات الحاكم" له ص 123 رقم (125) -:"متروك". ونقله في "اللسان"(3/ 262) ولم يزد.
و(بِشْر بن عبد الرحمن الأنصاري) لم أقف على من ذكره، وإن كان الحافظ في "اللسان" (2/ 25) أورد ترجمة بهذا الاسم وقال:"يأتي في عبد الرحمن". فذكره في (3/ 446) باسم (عبد الرحمن الأنصاري) وذكر أنَّ له روايةً عن أبي هريرة ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وبعيد أن يكون هو.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن بَدْر الأَنْمَاطِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه الطبراني في "الكبير"(12/ 426 - 427) رقم (13567) -في مسند عبد اللَّه بن عمر-، عن عبد اللَّه بن أيوب القِرَبِيّ
(1)
، عن شَيْبَان بن فَرُّوخ، به.
قال الهيثمي في "المجمع"(1/ 191) -في كتاب العلم، باب في القَصَص-: "رواه الطبراني، وفيه بِشْر بن عبد الرحمن الأنصاري عن عبد الوهاب
(2)
بن مجاهد بن جَبْر، ولم أرَ من ذكرهما".
أقول: عبد الوهاب بن مجاهد بن جَبْر، معروف مذكور في مصادر كثيرة كما تقدَّم، فسبحان من لا يَغْفَل ولا ينسى.
وذكر أوله السُّيُوطِيّ في "تحذير الخواص من أكاذيب القُصَّاص" ص 176، وعزاه إلى الطبراني بسندٍ ضعيف! ! ولم يتكلَّم محققه عليه بشيء! .
ورواه ابن عدي في "الكامل"
(3)
(2/ 446) -في ترجمة (بِشْر بن إبراهيم الأنصاري) - من طريق بشر هذا، عن الثَّوْري، عن منصور، عن مجاهد، به. وعنده في آخره:"لا يقبل منهم صَرْفٌ ولا عَدْلٌ". كما أنَّ عنده "المُكَاثِر" بدلًا من "المحتكر".
قال ابن عدي: "وهذا الحديث عن الثَّوْري غير محفوظ، وهو باطل لا أعلم يرويه عن الثَّوْري غير بشر هذا".
(1)
تَصَحَّف في "المعجم الكبير" إلى: "القرني" بالنون، ومثله في "الموضوعات" لابن الجَوْزي (2/ 242)، و"اللآلئ"(2/ 145)، و"تنزيه الشريعة"(2/ 188)، و"اللسان"(3/ 262)، والتصويب من "الإكمال" لابن مَاكُولا (7/ 143)، و"الأنساب"(10/ 88)، و"تاريخ بغداد"(9/ 413).
(2)
تَصَحَّفَ في "المجمع" إلى "عبد الرحمن".
(3)
وصُحِّفَ فيه لفظ "القَاصّ" إلى "العاصي".
أقول: (بِشْر بن إبراهيم الأنصاري البَصْري المَفْلُوج أبو عمرو): وضَّاعٌ، وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 142) وقال: "عن الأَوْزَاعي بأحاديث موضوعة لا يُتَابَعُ عليها".
2 -
"الجرح والتعديل"(2/ 351) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ ضعيف الحديث".
3 -
"المجروحين"(1/ 189 - 190) وقال: "يضع الحديث على الثقات لا يحلُّ ذكره في الكتب إلَّا على سبيل القدح فيه".
4 -
"الكامل"(2/ 446 - 447) وقال: "منكر الحديث عن الثقات والأئمة". وقال: "وهو عندي ممَّن يضع الحديث على الثقات".
5 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 66 رقم (33) وقال: "روى عن الأَوْزَاعي الموضوعات يروي عنه الشَّامِيُّونَ وبعض العِرَاقيين".
6 -
"اللسان"(2/ 18 - 20) وفيه عن أبي عليّ الحافظ: "منكر الحديث ضعيف".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 242) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وأعلَّه بعبد الوهاب والقِرَبِيّ.
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 145 - 146)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشَّريعة"(2/ 188).
وروى ابن المُبَارَك في "الزهد والرقائق" ص 17 رقم (49)، عن ميمون بن مِهْرَان -التابعي الثقة- أنَّه قال:"القاصُّ ينتظر المقتَ، والمستمعُ ينتظر الرحمة".
قال السُّيُوطِيُّ في "تحذير الخواص" ص 189: إسناده صحيح.
* * *
1440 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن يوسف الصَّيَّاد، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد، حدَّثنا الحارث بن محمد، حدَّثنا عفَّان بن مُسْلِم، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن عطاء بن السَّائِب قال: دخلنا على عبد اللَّه بن حَبِيب وهو يَقْضِي في مَسْجِدِه، فقلنا: يرحمك اللَّه لو تَحَوَّلْتَ إلى فِرَاشِكَ؟ فقال:
حدَّثني من سَمِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يَزَالُ العَبْدُ في صَلَاةٍ مَا كَانَ في مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلاة، تَقُولُ المَلائِكَةُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ". قال: فأريدُ أَنْ أموتَ وأنا في مَسْجِدِي.
(9/ 431) في ترجمة (عبد اللَّه بن حَبِيب بن رُبَيِّعة السُّلَمِيّ الكوفي أبو عبد الرحمن).
مرتبة الحديث:
إسناده صحيح.
وحمَّاد بن سَلَمَة سمع من عطاء بن السَّائِب قبل اختلاطه كما قاله الجمهور من النُّقَّاد. انظر "الكواكب النَّيِّرات" ص 325 - 326.
وجهالة اسم الصحابي لا تضر، فالصحابة رضوان اللَّه عليهم كلُّهم عدول ثقات.
التخريج:
لم أقف في كُلِّ ما رجعت إليه على الحديث من رواية أبي عبد الرحمن السُّلَمِيّ عن صحابي لم يذكر اسمه.
وقد رُوي من حديث أبي هريرة مرفوعًا، أخرجه البُخَاري في الأذان، باب
من جلس في المسجد ينتظر الصَّلاة وفضل المساجد (2/ 142) رقم (659)، وفي غير موضع، ومسلم في المساجد، باب فضل صلاة الجماعة وانتظار الصَّلاة (1/ 459) رقم (649)، والنَّسَائي في المساجد، باب الترغيب في الجلوس في المسجد وانتظار الصَّلاة (2/ 55)، وأبو داود في الصَّلاة، باب فضل القعود في المسجد (1/ 319 - 320) رقم (469 و 470 و 471)، والتِّرْمِذِيّ في الصَّلاة، باب ما جاء في القعود في المسجد وانتظار الصَّلاة في الفضل (2/ 150 - 151) رقم (330) وقال:"وفي الباب عن عليّ، وأبي سعيد، وأنس، وعبد اللَّه بن مسعود، وسهل بن سعد"، وابن ماجه في المساجد، باب لزوم المساجد وانتظار الصَّلاة (1/ 262) رقم (799).
وانظر شواهده في: "جامع الأصول"(9/ 421 - 424)، و"مجمع الزوائد"(2/ 36 - 38)، و"الترغيب والترهيب"(1/ 281 - 289).
* * *
1441 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن أبي مسلم المُؤَدِّب، حدَّثنا عبد العزيز بن أبي رَوَّاد
(1)
، حدَّثنا حمَّاد، عن قيس بن سعد، عن طاوس،
أنَّ ابن عبَّاس قال: كُنَّا نستلتُ -أو نَسْلُتُ- المَنِيَّ بإِذْخِرَةٍ، والصوفة من الثَّوْبِ، ثم نصلِّي فيه.
(9/ 435) في ترجمة (عبد اللَّه بن الحسن بن أحمد الأُمَوي الحَرَّاني المُؤَدِّب أبو شُعَيْب).
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "راود". والتصويب من مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (511).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن. والحديث صحيح لغيره لوروده من حديث السيدة عائشة بإسناد حسن أيضًا.
ورجاله كلُّهم ثقات عدا (عبد العزيز بن أبي رَوَّاد) فإنَّه صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (511).
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(1/ 124)، والطبراني في الكبير (11/ 148) رقم (11321)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 418) -واللفظ له-، من طريق إسحاق الأَزْرَق، عن شَرِيك، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عبَّاس قال: سُئِلَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن المَنِيِّ يُصيب الثَّوْبَ، فقال:"إنَّما هو بمنزلةِ البُصَاقِ أو المُخَاط، إنَّما كان يكفيكَ أَنْ تَمْسَحَهُ بِخِرْقَةٍ أو إِذْخِرٍ".
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: "لم يرفعه غير إسحاق الأَزْرَق عن شَرِيك عن محمد بن عبد الرحمن، [و] هو ابن أبي ليلى: ثقة في حفظه شيء".
وقال البيهقي: "ورواه وكيع عن ابن أبي ليلى موقوفًا على ابن عبَّاس
(1)
، وهو الصحيح".
وقال الهيثمي في "المجمع"(1/ 279): "رواه الطبراني في "الكبير" وفيه محمد بن عبيد اللَّه العَرْزَمِيّ وهو مجمع على ضعفه".
وهذا وَهَمٌ منه رحمه الله، فليس في إسناده عندهم جميعًا، محمد بن عبيد اللَّه العَرْزَمِي! ! .
(1)
أقول: رواية وكيع هذه، هي عند الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 125).
وروى الطَّحَاويُّ في "شرح معاني الآثار"(1/ 52)، من طريق سفيان، عن حِبِيب، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس قال:"امْسَحُوا بإِذْخِرٍ".
وروى البيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 418)، وفي "معرفة السنن والآثار"(3/ 383) رقم (5015)، من طريق الشَّافِعِي، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، وابن جُرَيْج، كلاهما يخبره عن عطاء، عن ابن عبَّاس أنَّه قال في المَنِيِّ يُصِيبُ الثَّوْبَ، قال:"أَمِطْهُ عَنْكَ"، قال أحدهما: "بعود إِذْخِرٍ
(1)
، فإنَّما هو بمنزلة البُصاق والمُخَاط".
قال البيهقي في "السنن الكبرى": "هذا صحيح عن ابن عبَّاس من قوله، وقد رُوي مرفوعًا، ولا يصحُّ رَفْعُهُ".
وقال في "المعرفة": "هذا هو الصحيح موقوف، وروي عن شَرِيك، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء مرفوعًا ولا يَثْبُتُ رَفْعُهُ".
أقول: مَا ذَهَبَ إليه البَيْهَقِيُّ متعقَّبٌ، فقد قال الإِمام ابن الجَوْزي في "التحقيق في أحاديث التعليق" (1/ 310) جوابًا على قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق:"إسحاق إمام مخرَّج عنه في "الصحيحين"، وَرَفْعُهُ زِيَادَةٌ، والزيادة من الثقة مقبولة، ومَنَ وَقَفَهُ لم يَحْفَظْ".
وقال الإِمام أبو البركات مجد الدين عبد السلام ابن تيمية في "المنتقى"(1/ 68) بشرح نيل الأوطار، بعد أن أورد كلام الدَّارَقُطْنِيّ السابق:"وهذا لا يضرُّ لأنَّ إسحاق إمام مخرَّج عنه في "الصحيحين" فَيْقْبَلُ رَفْعُهُ وَزِيَادَتُهُ".
وقد أَيَّدَ الإِمامَ البَيْهَقِيَّ في ترجيحه لوقفه آخرون، منهم الإِمام تقي الدين ابن تيمية في "مجموع الفتاوى"(21/ 590 - 591)، وابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق"(1/ 311).
(1)
هذا لفظ "السنن الكبرى". وفي "المعرفة": "بعودٍ أو إِذْخِرَةٍ".
وقد ذكر الإِمام التِّرْمِذِيُّ في الطهارة، باب غسل المني من الثوب (1/ 202) رقم (117) حديث ابن عبَّاس موقوفًا دون إسناد، تعليقًا على حديث السيدة عائشة: أنَّها غَسَلَتْ مَنِيًّا مِنْ ثَوْبِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وللحديث شاهد من حديث السيدة عائشة بإسناد حسن. وقد تقدَّم تخريجه برقم (1129).
* * *
1442 -
أخبرنا البَرْقَاني قال: سمعتُ أبا القاسم الآبَنْدُونِيّ يقول: قُرِئ على عبد اللَّه بن الحسن بن عمر بن محمد البغدادي -بأَنْطَاكِيَة، لا بأس به-، حدَّثَكَ إبراهيم بن محمد المَدَني، حدَّثنا مَعْن، حدَّثنا مالك، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد،
عن أبي هريرة: أنَّ القَصْوَاءَ ناقة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كانت لا تُدْفَعُ في السِّبَاقِ، وذكر الحديث.
(9/ 437) في ترجمة (عبد اللَّه بن الحسن بن عمر البغدادي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقد صَحَّ من حديث أنس بن مالك.
ففيه (إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأَسْلَمِيّ المَدَني أبو إسحاق) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1004).
و (أبو القاسم الآبَنْدُونِيّ) هو (عبد اللَّه بن إبراهيم الجُرْجَاني): إمام قدوة ثقة ثَبْتٌ. وسبقت ترجمته في حديث (312).
وشيخ الخطيب (البَرْقَاني) هو (أحمد بن محمد بن أحمد أبو بكر): إمام فقيه ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (312).
و (مَعْن) هو (ابن عيسى بن يحيى الأَشْجَعِيّ القَزَّاز أبو يحيى): حافظ ثقة ثَبْتٌ. قال أبو حاتم: هو أثبت أصحاب مالك، خرَّج له الستة، وتوفي عام (198 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(9/ 304 - 306)، و"التهذيب"(10/ 252 - 253)، و"التقريب"(2/ 267).
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(4/ 270) رقم (3694) -من كشف الأستار-، عن أحمد بن الرَّبيع، حدَّثنا مَعْن بن عيسى، حدَّثنا مالك، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيَّب قال: كانت نَاقَةُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم العَضْبَاءُ لا تُسْبَقُ، فجاء أَعَرَابِيٌّ على قَعُودٍ فَسَبَقَهَا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"حَقًّا على اللَّه لا يرتفع شيءٌ من الدُّنْيَا إلَّا وَضَعَهُ".
قال البزَّار: "لا نعلم رفعه إلَّا مالك، ولا عنه إلَّا مَعْن. قال مَعْن: كان مالك لا يسنده، فخرج علينا يومًا نشيطًا، فحدَّثنا به عن الزُّهْرِيّ عن سعيد عن أبي هريرة".
قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 454 - 455) بعد أن عزاه له: "ورجاله رجال الصحيح غير شيخ البزَّار: أحمد بن الرَّبيع، فإنِّي لم أعرفه".
أقول: وقد بحثت عنه طويلًا فلم أقف له على ترجمة، وأخشى أن يكون اسم (أحمد) قد صُحِّفَ عن (حُمَيْد)، فإنَّ الخطيب -كما سيأتي- قد رواه بإسناده عن حُمَيْد بن الرَّبيع اللَّخْمِي، عن مَعْن بن عيسى، به. واللَّه أعلم.
ورواه الخطيب -عقب روايته المتقدِّمة- فقال: "أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حمَّاد الواعظ، حدَّثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البُهْلُول الأَزْرَق، حدَّثنا حُمَيْد بن الرَّبيع بن مالك اللَّخْمِي، حدَّثني مَعْن بن عيسى، حدَّثنا مالك بن أنس، عن ابن شِهَاب، عن سعيد بن المسيَّب، نحوه".
أقول: في إسناده: (حُمَيْد بن الرَّبيع بن حُمَيْد بن مالك اللَّخْمِي الخزَّاز أبو الحسن) وهو ضعيف، ووثَّقه البعض، وكذَّبه ابن مَعِين والحَضْرَمِي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (418).
والحديث رواه البُخَاري في الجهاد، باب ناقة النبيّ صلى الله عليه وسلم (6/ 773) رقم (2872)، وغير موضع، وأحمد في "المسند"(3/ 103 و 253)، والنَّسَائي في الخيل باب السبق (6/ 227)، وأبو داود في الأدب، باب في كراهية الرفعة في الأمور (5/ 151 - 152) رقم (4802)، وأبو يعلى في "مسنده"(6/ 90) رقم (3345)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 44) رقم (701)، وعبد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(3/ 154 و 164) رقم (1313 و 1342)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(10/ 392) رقم (2651)، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "أخلاق النبيّ صلى الله عليه وسلم وآدابه" ص 153، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 16 - 17 و 25)، والقُضَاعي في "مسند الشهاب"(2/ 118 - 119) رقم (1009)، عن أنس بن مالك بمثل رواية أبي هريرة.
غريب الحديث:
أقول: ناقة النبيّ صلى الله عليه وسلم (القَصَوَاءَ) و (العَضْبَاء)، واحدة كما جزم به الحَرْبِيُّ، وروى ابن سعد ذلك عن الوَاقِدِي. وهو ما يُشْعِرُهُ قول البُخَاري في ترجمته:"باب ناقة النبيّ صلى الله عليه وسلم"، حيث يقول الحافظ ابن حَجَر رحمه الله في "فتح الباري" (6/ 73):"أفرد الناقة في الترجمة إشارة إلى أن العَضْبَاء والقَصَواءَ واحدة".
وظَاهِرٌ من كلام ابن الأَثِير أنَّه يميل إليه. وهو ما يرجِّحه المُنْذِري. وهناك من يقول غير ذلك. انظر: "النهاية"(4/ 75)، و"مختصر سنن أبي داود" للمنذري (6/ 74).
و (العَضْبَاء): هي المقطوعة الأُذُن أو المشقوقة. ولم تكن ناقة النبيّ صلى الله عليه وسلم، عَضْبَاءَ، إنَّما كان هذا لقبًا لها. انظر:"الفتح"(3/ 74).
و (القَصْوَاء): "الناقة التي قُطِعَ طرف أُذَنِهَا، وكُلُّ ما قطع من الأُذُن فهو جَدْع، فإذا بلغ الرُّبْعَ فهو قَصْعٌ، فإذا جاوزه فهو عَضْبٌ، فإذا استؤصلت فهو صَلْمٌ. يقال: قصوتُهُ قَصْوًا فهو مَقْصُوٌ، والناقة قَصْوَاءَ، ولا يقال: بَعِيرٌ أَقْصَى. ولم تكن ناقة النبيّ صلى الله عليه وسلم، قَصْوَاءَ، وإنَّما كان هذا لقبًا لها، وقيل: كانت مقطوعة الأُذُنِ". "النهاية"(4/ 75).
و (القَعُود) من الإبل: "ما أَمْكَنَ أن يُرْكَب، وأدناهُ أن يكون له سنتان، ثم هو قَعُودٌ إلى أن يُثْنِيَ فيدخُل في السُّنَّة السادسة، ثم هو جَمَل". "النهاية"(4/ 87)
* * *
1443 -
أخبرني الطَّنَاجِيري، حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن الحسن بن عليّ بن محمد بن زهير البزَّاز -من لفظه في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة في جامع المنصور-، حدَّثنا أبو بكر بن أبي داود -إملاءً-، حدَّثنا عبد الرحمن بن مُسْلِم المُقْرِئ، حدَّثنا نُعَيْم بن قَنْبَر قال:
سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو أنِّي أخذتُ بحَلَقَةِ باب الجَنَّة ما بدأتُ إلَّا بكم يا بني هاشمٍ".
(9/ 438 - 439) في ترجمة (عبد اللَّه بن الحسن بن عليّ البزَّاز أبو محمد).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته (نُعَيْم بن قَنْبَر)، وصوابه (يَغْنَم بن سالم بن قَنْبَر): وهو هالك، كان يضع الحديث على سيدنا أنس رضي الله عنه، وروى عنه نسخةً موضوعةً.
قال الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(6/ 169) في ترجمة (نُعَيْم بن سالم): "قال ابن القَطَّان: لا يُعْرَف. قلت -القائل ابن حَجَر-: تَصَحَّفَ عليه اسمه، وإلَّا فهو معروف مشهور بالضعف متروك الحديث، وأول اسمه ياء مثناة من تحت ثم غين معجمة ثم نون". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (559).
أمَّا ما جاء في آخر ترجمة (يَغْنَم بن سالم بن قَنْبَر) في "اللسان"(6/ 315 - 316)، من أن الصَّواب في اسمه هو (نُعَيْم) بالنون والعين المهملة مُصَغَّرًا، فلا يُلتفت إليه، وأخشى أن يكون ثمة تحريف فيه، واللَّه أعلم.
وفي إسناده صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن الحسن البزَّاز) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وشيخ الخطيب (الطّنَاجِيري) هو (الحسين بن عليّ بن عبيد اللَّه أبو الفرج): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1438).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 286) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. قال ابن حِبَّان: نُعَيْم يضع الحديث على أنس".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 664) إلى الخطيب وحده.
* * *
1444 -
أخبرنا عليّ بن أبي عليّ، حدَّثنا عمر بن محمد بن عليّ النَّاقِد، حدَّثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن الحسين بن عليّ البَجَلي الصَّفَّار، حدَّثنا عبد الأعلى بن حمَّاد النَّرْسِيّ، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما تَحَابَّ رَجُلانِ في اللَّهِ، إلَّا كان أَفْضَلَهُمَا أَشَدُّهُمَا حُبًّا لأَخيهِ".
(9/ 440) في ترجمة (عبد اللَّه بن الحسين بن عليّ البَجَليّ الصَّفَّار أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
صحيح لغيره.
ورجال الإِسناد كلُّهم ثقات عدا شيخ الخطيب (عليّ بن أبي عليّ)، وهو (عليّ بن المُحَسِّن بن عليّ التَّنُوخِيّ أبو القاسم) فإنَّه صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1115).
وقد روى الخطيب بإسناده عقبه، عن سَوَّار بن عبد اللَّه العَنْبَرِيّ أنَّه قال:"تفرَّد الصَّفَّار بحديث عبد الأعلى بن حمَّاد، وإيصاله وَهَمٌ على حمَّاد بن سَلَمَة، لأنَّ حمَّادًا إنَّما يرويه عن ثابت عن مُطَرِّف بن عبد اللَّه بن الشِّخِّير قال: كنَّا نتحدث أنَّه ما تَحَابَّ رجلان في اللَّه، وذلك يحفظ عنه. فلعل الصَّفَّار سها وجرى على العادة المستمرة في ثابت عن أنس، واللَّه أعلم".
أقول: هذا الذي ذكره العَنْبَرِيُّ مجرد احتمال لا يُعَلُّ بمثله الحديث، فعبد اللَّه بن الحسين البَجَلي الصَّفَّار، ثقة مأمون كما قال عمر بن بِشْرَان، وقد وصله، فَيُعْتَبَرُ من قبيل زيادات الثقات، وهي مقبولة. ويؤكِّده أنَّه رُوي من طرق أخرى عن ثابت عن أنس موصولًا كما سيأتي، فهي متابعات له.
وإنِّي لأعجبُ من الحافظ ابن حَجَر إدخاله لـ (عبد اللَّه بن الحسين البَجَلي الصَّفَّار) في "لسان الميزان"(3/ 275) -وهو من زياداته على "الميزان"-، لمجرد ما ذُكِرَ من وهمه في وصل هذا الحديث. ونصُّ كلام الحافظ بتمامه:"عن عبد الأعلى بن حمَّاد بحديث وَهِمَ فيه. ذكره الخطيب في "تاريخه". والصَّفَّار وثَّقه عمر بن بِشْران، وقد ذكره في كتاب "الثقات"".
التخريج:
رواه البُخَاري في كتابه "الأدب المفرد" ص 189 رقم (544)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 388) رقم (567)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 171)، وأبو يعلى في "مسنده"(6/ 143) رقم (3419)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 231) رقم (3600) -من كشف الأستار-، والطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص (273) رقم (2053)، والبغَوي في "شرح السُّنَّة"(13/ 52) رقم (3466)، والخطيب في "تاريخه"(11/ 341)، من طريق المُبَارَك بن فَضَالة، عن ثابت البُنانِيّ، عن أنس مرفوعًا.
قال الحاكم: "صحيح الإِسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ. مع أنَّ فيه عنعنة (المُبَارَك بن فَضَالة) وهو شديد التدليسَ. قال يحيى بن سعيد القَطَّان: "لم أقبل منه شيئًا إلَّا شيئًا يقول فيه: حدَّثنا". ونحوه عن ابن مهدي. وقال أبو داود: "إذا قال: حدَّثنا، فهو ثَبْتُ". وقال أبو زُرْعَة: "يدلِّس كثيرًا، فإذا قال: حدَّثنا فهو ثقة". انظر: "تهذيب التهذيب"(10/ 30)، و"تعريف أهل التقديس" لابن حَجَر ص 104، حيث عدَّه من أهل الطبقة الثالثة، وهم من أُكْثَرَ من التدليس فلم يَحْتَجَّ الأئمة من أحاديثهم إلَّا بما صرَّحوا فيه بالسماع، ومنهم من رَدَّ حديثهم مطلقًا، ومنهم من قبلهم.
لكن قد صرَّح بالتحديث عند البُخَاري في "الأدب المفرد"، وعند ابن حِبَّان، فانتفت العلَّة.
ثم وجدت له متابعًا عند الطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 426) رقم (2920)، وعنه الضياء المَقْدِسِيّ في "المختارة"(5/ 119 - 220) رقم (1744)، من طريق نصر بن عليّ، عن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر اليَحْمَدِيّ
(1)
، عن ثابت، عنه، به.
(1)
ضبطه ابن الأثير في "اللباب"(3/ 408) بفتح الياء وسكون الحاء وفتح الميم. وضبطه ابن حَجَر في "تبصير المنتبه"(4/ 1345) بضم الياء وسكون الحاء وكسر الميم.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلَّا عبد اللَّه بن الزُّبَيْر"!.
أقول: (عبد اللَّه بن الزُّبَيْر اليَحْمَدِيّ) هو (البَاهِلِي البَصْري): قال أبو حاتم: "مجهول لا يُعْرَف". وذكره ابن حِبَّان في "الثقات". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "بصري صالح". انظر: "تهذيب الكمال"(14/ 516 - 517)، و"التهذيب"(5/ 216)، و"التقريب" (1/ 415) وقال:"مقبول، من الثامنة"/ تم ق.
وقال الضياء: "قال الدَّارَقُطْنِيُّ: رواه حمَّاد بن سَلَمَة عن ثابت مُرْسَلًا. قال: وهو الصَّواب". وأجاب الضياء عن ذلك: بأنَّ روايته مُرْسَلًا من طريق لا يضر رواية من رواه متصلًا.
وقال الهيثمي في "المجمع"(10/ 276): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وأبو يعلى، والبزَّار بنحوه، ورجال أبي يعلى والبزَّار رجال الصحيح غير مبارك بن فَضَالَة، وقد وثَّقه غير واحدٍ على ضَعْفٍ فيه".
وهذا فضلًا عن متابعة حمَّاد بن سَلَمَة -وهو ثقة- عند الخطيب كما تقدَّم.
وقد ذكر له في "المجمع"(10/ 276) شاهدًا من حديث أبي الدَّرْدَاء، وقال:"رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح غير المُعَافَى بن سليمان وهو ثقة".
* * *
1445 -
أخبرنا أبو بِشْر عبد اللَّه بن الحسين -في سنة خمس عشرة وأربعمائة عند صَدَره من الحجِّ-، حدَّثنا أبو القاسم زيد بن رِفَاعَة الهاشمي، حدَّثنا محمد بن يحيى، حدَّثنا عبد اللَّه بن المعتز، حدَّثنا عفَّان بن مُسْلِم، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن رجل، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَكْمُلُ الإِيمانُ
باللَّه حتَّى يكونَ
(1)
فيه خمسُ خِصَالٍ: التوكلُ على اللَّهِ، والتفويضُ إلى اللَّهِ، والتسليمُ لأَمْرِ اللَّهِ، والرِّضَا بقضاءِ اللَّهِ، والصَّبْرُ على بَلاءِ اللَّهِ.
إنَّه مَنْ أَحَبَّ للَّه، وأَبِغَضَ للَّه، وأَعْطَى للَّه، ومَنَعَ للَّه، فقد استكملَ الإِيمانَ".
(9/ 444) في ترجمة (عبد اللَّه بن الحسين بن أحمد الخطيب السِّجِسْتَانِيّ أبو بِشْر).
مرتبة الحديث:
باطل بهذا الإِسناد. وقد ورد لبعضه ما يشهد لصحته من طرق أخرى كما سيأتي.
ففيه (زيد بن رِفَاعة الهاشمي أبو الخير. وهو كذلك: زيد بن عبد اللَّه بن مسعود الهاشمي أبو القاسم)، وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(8/ 450 - 451) وقال: "كان كذَّابًا". وقال في (9/ 444): "كان يضع الحديث".
2 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 103) وقال: "معروف بوضع الحديث على فلسفة فيه. . . له أربعون موضوعةً سرقها ابن وَدْعَان".
كما ترجم له في (2/ 104).
3 -
"لسان الميزان"(2/ 506) ونقل عن المِزِّيّ قوله فيه: "كان من أجهل خلق اللَّه بالحديث وأقلهم حياءً وأجرأهم على الكذب، وقد وضع عامتها على أسانيد صحاح مشهورة بين أهل الحديث. . . ".
(1)
هكذا في المطبوع. وفي "الموضوعات"(1/ 136)، و"اللآلئ"(1/ 43)، و"تنزيه الشريعة" (1/ 152):"لا يكمل عبد الإِيمان حتَّى يكون". معزوًا للخطيب. ومكان الترجمة المتضمنة لهذا الحديث من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس، بياض.
وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا الحديث باطل بهذا الإسناد، وابن المعتز لم يكن قد ولد في وقت عفَّان بن مُسْلِم فضلًا عن أن يكون سمع منه، وأراه من صنعة زيد بن رِفَاعة، فإنَّه كان يضع الحديث".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 136) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، واكتفى بنقل ما سبق عن الخطيب.
وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(1/ 43) وقال: "لا ينبغي أن يذكر في الموضوعات فإنَّه وارد بغير هذا الإِسناد".
وقد لَخَّصَ ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 152) ما ذكره السُّيُوطيّ في تعقيبه، فقال:"إنَّ أوَّله عند البزَّار بغير هذا الإِسناد بلفظ: "خمس من الإِيمان، من لم يكن فيه شيء منها فلا إيمان له، التسليم لأمر اللَّه، والرضى بقضاء اللَّه، والتفويض لأمر اللَّه، والتوكل على اللَّه، والصبر عند الصدمة الأولى". وأعلَّه البزَّار بسعيد بن سِنَان.
وآخره عند أبي داود من حديث أبي أُمَامة: "من أحبَّ للَّه، وأبغض للَّه، وأعطى للَّه، ومنع للَّه، وأنكح اللَّه، فقد استكمل الإِيمان". وعند التِّرْمِذِيّ من حديث معاذ بن أنس مثله". انتهى كلام ابن عَرَّاق.
أقول: حديث البزَّار المشار إليه، رواه في "مسنده"(1/ 25) رقم (29) -من كشف الأستار- مطوَّلًا، من طريق سعيد بن سِنَان، عن أبي الزَّاهرية، عن كثير بن مُرَّة، عن ابن عمر مرفوعًا. وقال:"علَّته سعيد بن سِنَان".
و(سعيد) هذا، ترجم له ابن حَجَر في "التقريب" (1/ 298) وقال: "سعيد بن سِنَان الحَنَفِي أو الكِنْدِي أبو مهدي الحِمْصِيّ: متروك، ورماه الدَّارَقُطْنِيُّ وغيره
بالوضع، من الثامنة"/ ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في:"تهذيب الكمال"(10/ 495 - 498)، و"التهذيب"(4/ 46 - 47).
أمَّا حديث أبي أُمَامة، فقد أخرجه أبو داود في السُّنَّة، باب الدليل على زيادة الإِيمان ونقصانه (5/ 60) رقم (4681)، إلَّا أنَّه ليس عنده قوله:"وأنكح للَّه" كما قال ابن عَرَّاق. وإسناده حسن.
وأمَّا حديث معاذ بن أنس، فقد رواه التِّرْمِذِيُّ في صفة القيامة باب (60)(4/ 670) رقم (2521)، وأحمد في "المسند"(3/ 438 و 440)، والحاكم في "المستدرك" (2/ 164). وقد ورد عندهم قوله:"وأنكح اللَّه".
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن".
وقال الحاكم: "حديث صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذَّهَبِيُّ
(1)
.
* * *
1446 -
أخبرنا عبد اللَّه بن الحسين الهَمَذَاني، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا محمد بن القاسم بن زكريا، حدَّثنا عبَّاد بن يعقوب، حدَّثنا إبراهيم بن أبي يحيى، عن إسحاق بن أبي فَرْوَة، عن هشام بن عُرْوَة
(2)
، عن أبيه،
عن عائشة: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأُ: "بظنين".
(9/ 444) في ترجمة (عبد اللَّه بن الحسين بن عثمان الهَمَذَاني الخبَّاز أبو محمد).
(1)
عزا محقق "جامع الأصول"(1/ 239) الشيخ الفاضل عبد القادر الأرناؤوط، حديث أبي أُمَامة سهوًا إلى مسند الإِمام أحمد في الموضعين السابقين، وهو فيهما من حديث معاذ بن أنس.
(2)
هكذا في المطبوع: "هشام بن عُرْوَة". وفي المصادر التي خرَّجته: "يحيى بن عُرْوَة". ومكان الترجمة المتضمنة لهذا الحديث من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس، بياض.
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
وقد سبق الكلام عليه في حديث (617).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (617).
وهذه الكلمة وردت في قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} [سورة التكوير: الآية 24]، وقد سبق الكلام على هذه القراءة عقب تخريج الحديث.
* * *
1447 -
أخبرنا الحسن بن الحسين النِّعَالي، أخبرنا أحمد بن نصر بن عبد اللَّه الذَّارع، حدَّثنا صَدَقَة بن موسى، وعبد اللَّه بن حمَّاد القَطِيْعِيّ، قالا: أخبرنا أحمد بن حَنْبَل، حدَّثنا عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ، عن سالم،
عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ اللَّه تعالى ادَّخَرَ لأبي بَكْرٍ الصِّدِّيق في أعلى عليين قبَّة من ياقوتة بيضاء، معلَّقة بالقدرة، يتخرقها رياح الرحمة، للقبة أربعة آلاف باب، ينظرُ إلى اللَّه تعالى بلا حِجَابٍ".
(9/ 445) في ترجمة (عبد اللَّه بن حمَّاد القَطِيْعِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
قال الخطيب عقبه: "هذا الحديث باطل من رواية الزُّهْرِيّ عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه، ومن حديث مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ، ومن حديث عبد الرزاق عن مَعْمَر، ومن حديث أحمد بن حَنْبَل عن عبد الرزاق. لا أعلم رواه سوى الذَّارع عن هذين الرجلين، وهما مجهولان، والحَمْلُ فيه عندي على الذَّارع، وأنَّه ممَّا صنعته يداه، واللَّه أعلم".
أقول: (أحمد بن نصر بن عبد اللَّه الذَّارع أبو بكر): دجَّال. وقد سبقت ترجمته في حديث (298).
و (صَدَقَة بن موسى بن تَمِيم)، ترجم له في "الميزان" (2/ 313) وقال:"عن أبيه عن حُمَيْد الطويل بخبر باطل، ولكن هذا الشيخ ما روى عنه سوى أحمد بن عبد اللَّه الذَّارع، ذاك الكذَّاب وأكثرَ عنه".
وفي "اللسان"(3/ 187) زيادة عمَّا في "الميزان" هي: "والحَمْلُ فيها على الذَّارع، وصَدَقَة شيخ مجهول".
و (عبد اللَّه بن حمَّاد القَطِيعي) صاحب الترجمة، قال الخطيب عنه كما تقدَّم:"مجهول". ولم يترجم له في "الميزان" ولا في "اللسان".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 313 - 314) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.
وللحديث شاهد موضوع من حديث البَرَاء بن عازب تقدَّم برقم (829)، وقد ذكرت هناك أن السُّيوطيَّ في "اللآلئ"(1/ 292) قد تعقَّب ابن الجَوْزي في إيراده له في موضوعاته بما لا يَقْوَى.
* * *
1448 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، وعثمان بن محمد بن يوسف، قالا
(1)
: أخبرنا أبو بكر الشَّافِعِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن حَاضِر البغدادي، حدَّثنا شَاذُّ بن فَيَّاض، حدَّثنا عمر بن إبراهيم، عن قَتَادَة، عن سعيد بن المسيَّب،
(1)
في المطبوع: "قال". والحسن وعثمان شيخان للخطيب، وقد رويا كذلك عن أبي بكر الشافعي.
عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَنْظُرُ اللَّه إلى امرأةٍ لا تَشْكُرُ لِزَوْجِهَا، ولا تَسْتَغْنِي بِهِ
(1)
".
(9/ 448) في ترجمة (عبد اللَّه بن حَاضِر بن الصَّبَّاح، يُلَقَّب عَبْدُوس).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى. وقد رَجَّحَ العُقَيْلِي والبيهقي وَقْفَهُ على عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
ففيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن حَاضِر بن الصَّبَّاح البغدادي، عَبْدُوس)، وهو ليس بالقويِّ كما قال الدَّارقُطْنِيُّ ونقله عنه الخطيب. وترجم له في "الميزان"(2/ 406)، و"اللسان"(3/ 269)، ولم يذكرا فيه إلَّا قول الدَّارقُطْنِيُّ.
كما أنَّ فيه (عمر بن إبراهيم) وهو (العَبْدِري البَصْرِي أبو حفص) قال أحمد: "يروي عن قَتَادَة أحاديث مناكير يخالف". وقال ابن عدي: "يروي عن قَتَادَة أشياء لا يُوافق عليها، وحديثه خاصَّة عن قَتَادَة مضطرب". وقال ابن حِبَّان: "كان ممن يتفرد عن قَتَادَة بما لا يُشْبِهُ حديثه، فلا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد". "التهذيب"(7/ 425 - 426). وقال الحافظ في "التقريب"(2/ 51): "صدوق، في حديثه عن قَتَادَة ضعف".
و(أبو بكر الشَّافِعِي) هو (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِي): إمام ثقة حجَّة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (149).
التخريج:
رواه النَّسَائي في "عِشْرَةِ النِّسَاءِ"
(2)
-من "السنن الكبرى"- ص 203 رقم
(1)
هكذا في "المطبوع": "به". وفي جميع المصادر التي خرَّجته ممَّا وقفت عليه: "عنه".
(2)
طبع مستقلًا.
(249)
، من طريق سَرَّار بن مُجَشِّر بن قَبِيصة البَصْرِي -ثقة-، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قَتَادَة، به؛ وقال:"سَرَّار بن المُجَشِّر هذا، ثقة بصري، وهو ويزيد بن زُرَيْع، يقدَّمان في سعيد بن أبي عَرُوبة، لأنَّ سعيدًا كان تغيَّر في آخر عمره، فمن سمع منه قديمًا فحديثه صحيح. وَافَقَهُ عمر بن إبراهيم على رَفْعِهِ".
ثم رواه برقم (250)، من طريق الخليل بن عمر بن إبراهيم، عن أبيه، عن قَتَادَة، عن الحسن، عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا، دون قوله:"ولا تستغني عنه".
ومن هذا الطريق بلفظه تامًّا، رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 20) -في ترجمة (الخليل بن عمر بن إبراهيم) -، وقال:"يخالف في بعض حديثه".
ثم رواه النَّسَائي برقم (251)، عن عمرو بن عليّ، عن يحيى، عن شُعْبَة، عن قَتَادَة، عن سعيد بن المسيَّب، عن عبد اللَّه بن عمرو موقوفًا عليه من قوله.
ورواه الحاكم في "المستدرك"(2/ 190)، من طريق إسماعيل القاضي، عن شَاذّ بن فيَّاض، به؛ وقال:"صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وعن الحاكم، رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 294) وقال:"والصحيح أنَّه من قول عبد اللَّه غير مرفوع".
ورواه البزَّار في "مسنده"(2/ 175) رقم (1460) -من كشف الأستار- من طريقين:
الأول: من طريق عبد اللَّه بن المُبَارَك، عن سعيد، عن قَتَادَة، عن سعيد بن المسيَّب، عنه، به.
والثاني: من طريق همَّام، عن قَتَادَة، به.
قال البزَّار: "لا نعلم أحدًا رواه إلَّا عبد اللَّه بن عمرو، ولم يسنده عن سعيد إلَّا ابن المُبَارَك".
أقول: وهذا منتقد بما تقدَّم من رواية النَّسَائي له من طريق سَرَّار عن سعيد بن أبي عَرُوبة.
قال المنذري في "الترغيب"(3/ 58): "رواة النَّسَائي والبزَّار بإسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح، والحاكم وقال: صحيح الإسناد".
وقال الهيثمي في "المجمع"(4/ 309): "رواه البزَّار بإسنادين، والطبراني، وأحد إسنادي البزَّار رجاله رجال الصحيح".
ومسند (عبد اللَّه بن عمرو بن العاص)، لا يوجد في "المعجم الكبير" للطبراني المطبوع، لفقدانه من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
ورواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2144) -في ترجمة (محمد بن بلال البَصْرِي الكِنْدِي التَّمَّار) -، من طريق عثمان بن طالوت، عن محمد بن بلال، عن عِمْرَان، عن قَتَادَة، عن سعيد بن المسيَّب، عنه، به.
وقال في آخر ترجمة (محمد بن بلال): "وهو يُغْرِبُ عن عِمْرَان القَطَّان، له عن غير عِمْرَان أحاديث غرائب، وليس حديثه بالكثير وأرجو لا بأس به".
و(عِمْرَان بن دَاوَر القَطَّان أبو العَوَّام البَصْرِي): صدوق كثير الوَهَم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (524).
ورواه ابن عبد البَرّ في "التمهيد"(3/ 327)، من طريق عبد اللَّه بن رجاء الغُدَاني، عن عِمْرَان القَطَّان، عن قَتَادَة، به؛ وقال: وكذلك رواه سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قَتَادَة، عن سعيد بن المسيَّب، عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا.
ورواه شُعْبَة، عن قَتَادَة، عن سعيد بن المسيَّب، عن عبد اللَّه بن عمرو موقوفًا، ثم ساقه من هذا الطريق الموقوف.
والحديث أورده الإمام عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الشرعية الصغرى"
(2/ 632)، وهذا منه تصحيح له، لأنه اشترط أن لا يذكر فيه إلا الصحيح.
* * *
1449 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن إسماعيل الورَّاق، حدَّثنا يحيى بن محمد بن صَاعِد، حدَّثنا عبد اللَّه بن حَمُّويَه بن منصور النَّيْسَابُوري -قدم الحَجَّ-، حدَّثنا أحمد بن حفص بن عبد اللَّه النَّيْسَابُوري، حدَّثني أبو خالد إبراهيم بن سالم، حدَّثنا عبد اللَّه بن عِمْرَان البَصْري، عن أبي عِمْرَان الجَوْني، عن أبي بَرْزَة الأَسْلَمي،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا صَلَّيْتَ فَصَلِّ في نَعْلَيْكَ، فإنْ لم تَفْعَلْ فَضَعْهُمَا تحتَ قَدَمَيْكَ، ولا تَضَعْهُمَا عن يمينكَ ولا عن يَسَارِكَ فَتُؤذِي الملائكةَ والنَّاسَ، وإذا وضَعْتَهَا بين يَدَيْكَ كأنَّما بين يَدَيْكَ قِبْلَةٌ".
(9/ 449 - 449) في ترجمة (عبد اللَّه بن حَمُّوْيَه بن منصور النَّيْسَابُوري).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من حديث أبي هريرة الأمر بجعل النِّعَال بين رجلي المصلِّي حتَّى لا يؤذي بهما أحدًا، أو أنَّه يصلِّي فيهما.
ففيه (إبراهيم بن سالم بن خالد النَّيْسَابُورِيّ)، ترجم له ابن عدي في "الكامل" (1/ 259 - 260) وقال:"يروي عن عبد اللَّه بن عِمْرَان بأحاديث مسندة عداد مناكير، وعبد اللَّه بن عِمْرَان بصري لا أعرف له عن البصريين إلَّا حديثًا واحدًا، يحدِّثه عنه نوح بن قيس". ثم ساق له بعض مناكيره. وترجم له في "الميزان"(1/ 33)، و"اللسان"(1/ 62 - 63)، وليس فيهما غير قول ابن عدي السابق.
كما أنَّ فيه: (عبد اللَّه بن عِمْرَان التَّيْمِيّ الطَّلْحِيّ البَصْري) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 287) وقال: "لا يُتَابَعُ على حديثه".
2 -
"الجرح والتعديل"(5/ 130) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ".
3 -
"الكاشف"(2/ 103) وقال: "صدوق".
4 -
"التهذيب"(5/ 343) وفيه أنَّ ابن حِبَّان ذكره في "الثقات"
(1)
. وقال ابن حَجَر: "روى له التِّرْمِذِيُّ حديثًا واحدًا في فضل السَّمْتِ الحَسَن وغيره".
5 -
"التقريب"(1/ 438) وقال: "مقبول، من السادسة"/ ت.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن حَمُّوْيَه النَّيْسَابُورِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على مَنْ ذكره بذلك.
و(أبو عِمْرَان الجَوْنيّ) هو (عبد الملك بن حَبِيب الأَزْدِيّ): تابعي ثقة، كان الغالب عليه الكلام في الحِكَم، خرَّج له الستة، وتوفي عام (128 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(5/ 255 - 256)، و"التهذيب"(6/ 389)، و"التقريب"(1/ 518).
و(أبو بَرْزَة الأَسْلَمِيّ) هو الصحابي الجليل (نَضْلَة بن عُبَيْد)، ترجم له ابن حَجَر في "التقريب" (2/ 303) وقال:"مشهور بكنيته، أسلم قبل الفتح، وغزا سبع غزوات، ثم نزل البصرة، وغزا خُرَاسان، ومات بها بعد سنة خمس وستين على الصحيح"/ ع. وانظر ترجمته مطوَّلًا في: "السِّيَر"(3/ 40 - 43)، و"الإصابة"(3/ 556 - 557).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 405) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بإبراهيم بن سالم.
(1)
لم أقف على ترجمته في "الثقات" بهذا الاسم. لكن وجدت ابن حِبَّان في "ثقاته"(7/ 19) يترجم لـ (عبد اللَّه بن عمران بن محمد بن طلحة بن عبيد اللَّه) ويقول: "يروي عن جماعة من التابعين، روى عنه أهل العراق، وولي القضاء ببغداد بعد أبيه، ومات سنة تسع وثمانين ومائة". فالظاهر أنه هو، واللَّه أعلم.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 68) إلى الخطيب وحده.
وقد روى أبو داود في الصلاة، باب المصلِّي إذا خلع نعلين أين يضعهما (1/ 428) رقم (654) عن أبي هريرة مرفوعًا:"إذا صلَّى أَحَدُكُمْ فلا يَضَعْ نَعْلَيْهِ عن يَمِينهِ ولا عن يَسَارِهِ، فتكونَ عن يمينِ غيرهِ، إلَّا أنْ لا يكونَ عن يَسَارِهِ أَحَدٌ، ولْيَضَعْهُمَا بين رِجْلَيْهِ".
وفي إسناده (عبد الرحمن بن قيس العَتَكِيّ البَصْرِيّ) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. انظر "التهذيب"(6/ 257).
كما أنَّ فيه (صالح بن رُسْتُم المُزَني الخَرَّاز) وهو صدوق كثير الخطأ. وستأتي ترجمته في حديث (2181).
كما رواه عقبه برقم (655) عنه مرفوعًا بلفظ: "إذا صلَّى أَحَدُكُمْ فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فلا يُؤْذِ بهما أحدًا، لِيَجْعَلْهُمَا بين رِجْلَيْهِ أو ليُصَلِّ فيهما".
أقول: إسناده صحيح.
* * *
1450 -
أخبرنا أبو سعد المَالِيني -قراءةً-، أخبرنا عبد اللَّه بن عدي الحافظ، حدَّثنا عبد اللَّه بن حفص الوكيل، حدَّثنا سُرَيْج
(1)
بن يُونس، حدَّثنا هُشَيْم بن بَشِير
(2)
، عن سَيَّار، عن ثابت البُنَانِيّ،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا أفتقد أحدًا من أصحابي غير معاوية بن أبي سفيان، لا أراه ثمانين عامًا -أو سبعين عامًا-، فإذا كان بعد ثمانين عامًا -أو سبعين عامًا-، يُقْبِلُ إليَّ على ناقة من المِسْكِ
(1)
تَصَحَّفَ في "الكامل"(4/ 1576)، و"الأباطيل" للجُورْقَاني (1/ 260)، و"اللآلئ" (1/ 432) إلى:"شريح" بالشين. والتصويب من "الجرح والتعديل"(4/ 305)، و"تهذيب الكمال"(10/ 221).
(2)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "بشر". والتصويب من "التهذيب"(11/ 442)، وغيره.
الأَذْفَر حشوها من رحمة اللَّه، قوائمها من الزَّبَرْجَدْ، فأقول: معاوية؟ فيقول: لبَّيْكَ يا محمَّد، فأقول: أين كنت من ثمانين عامًا، فيقول: في روضة تحت عرش ربي عز وجل يُناجيني وأُناجيه، ويُحييني وأُحييه، ويقول: هذا عوض ممّا كنت تُشْتَمُ في دار الدُّنْيَا".
(9/ 449) في ترجمة (عبد اللَّه بن حفص بن عمر الوكيل أبو محمد).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن حفص بن عمر الوكيل الضَّرِير السَّامَرِّيّ أبو محمد) وقد ترجم له في:
1 -
"الكامل"(4/ 1576 - 1577) وقال في مفتتح ترجمته: "شيخ ضرير كتبت عنه بِسُرَّ مَنْ رَأى، كان يسرق الحديث، وأملى عليَّ من حفظه أحاديث موضوعة، ولا أشك أنَّه هو الذي وضعها".
2 -
"تاريخ بغداد"(9/ 449) وقال: "كان غير ثقة". واتَّهَمَهُ بالوضع.
وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا حديث باطل إسنادًا ومَتْنًا، ونراه من صنع الوكيل، وأنَّ إسناده رجاله كلُّهم ثقات سواه".
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1576) -في ترجمة (عبد اللَّه بن حفص الوكيل) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"هذا حديث موضوع، وضعه عبد اللَّه بن حفص هذا".
ورواه عن الخطيب من طريقه: الجُوْرْقَاني أبو بكر في "الأباطيل والمناكير"(1/ 259 - 260) وقال: "هذا حديث غريب حسن"! ! !
قال الذَّهَبِيُّ في "أحاديث مختارة من موضوعات الجُوْرْقَاني وابن الجَوْزي" ص 121: "هذا من أسمج الوضع، فقبَّح اللَّه الوكيل، فإنَّه اخْتَلَقَهُ. وقال الجُوْرْقَاني بقلَّة عقل: هذا حديث حسن".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 276) -في ترجمة (عبد اللَّه بن حفص الوكيل) - بعد أن أورد تحسين الجُوْرْقَاني للحديث: "وتعقَّبه ابن الجَوْزي فيما قرأت بخطِّه: نعوذ باللَّه من العصبية، فإنَّ مُصَنِّفَ هذا الكتاب -يعني الجُوْرْقَاني- لا يخفى عليه أنَّ هذا الحديث موضوع. قلت -القائل ابن حَجَر-: والعجب أنَّ الجُوْرْقَاني أخرجه من طريق ابن عدي، وقد قال ابن عدي بعد تخريجه: هذا حديث موضوع. . . ".
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(16/ 695) -مخطوط-، وابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 23 - 24)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقلا قولي ابن عدي والخطيب السابقين.
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 423 - 434)، وذكر أنَّ ابن عساكر، قد رواه من طريقين آخَرَيْن عن أنس، وقال ابن عساكر:"هذا حديث منكر، وفيه غير واحد من المجاهيل". وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 7 - 8).
* * *
1451 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدَّثنا محمد بن العبَّاس بن نَجِيح البزَّاز، حدَّثنا محمد بن غالب، حدَّثنا عبد اللَّه بن خَيْرَان، حدَّثنا شُعْبَة، عن عدي بن ثابت،
عن البَرَاء بن عَازِب: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن لُحُوم الحُمُرِ الأَهْلِيَّة، ونَهَى عن كُلِّ ذي نَابٍ من السِّبَاع.
(9/ 450 - 451) في ترجمة (عبد اللَّه بن خَيْرَان البغدادي أبو محمد).
مرتبة الحديث:
غير محفوظ من هذا الطريق. والحديث صحيح من طرق أخرى.
قال الحافظ الخطيب عقبه: "تفرَّد برواية هذا الحديث عبد اللَّه بن خَيْرَان عن شُعْبَة، ومحمد بن غالب عن ابن خَيْرَان، رواه يحيى بن صَاعِد وغيره عن محمد بن غالب. والمحفوظ عن شُعْبَة عن أبي إسحاق عن البَرَاء في قِصَّة الحُمُر حسب. وقد روى ابن خَيْرَان أيضًا عن شُعْبَة حديث أبي إسحاق".
أقول: خالف عبد اللَّه بن خَيْرَان في روايته هذه، الرواة عن شُعْبَة وغيره. وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 245 - 246) وقال: "بغدادي عن شُعْبَة والمَسْعُودي، لا يُتَابَعُ على حديثه". ثم ساق له بعض تلك الأحاديث.
2 -
"تاريخ بغداد"(9/ 450 - 451) وقال بعد أن نقل عبارة العُقَيْلِي السابقة: "قد اعتبرتُ من رواياته أحاديث كثيرة فوجدتها مستقيمة تدلُّ على ثقته، واللَّه أعلم".
3 -
"الميزان"(2/ 415) وقال بعد عبارة العُقَيْلِي السابقة أيضًا: "ثم ساق له -يعني العُقَيْلِيُّ- ثلاثة أحاديث محفوظة المتن لكنه خولف في سندها. وهو أكبر شيخ لقيه أبن أبي الدُّنْيَا".
التخريج:
حديث البَرَاء في النهي عن لحوم الحُمُر الأهلية فحسب، رواه البخاري في المغازي، باب غزوة خَيْبَر (7/ 481 - 482) رقم (4211 و 4223 و 4225 و 4226)، ومسلم في الصيد والذبائح، باب تحريم أكل لحم الحمر الإِنْسِيَّة (3/ 1539) رقم (1978)، والنَّسَائي في الصيد، باب تحريم أكل لحوم الحُمُر الأهلية (7/ 203)، وابن ماجه في الذبائح، باب لحوم الحمر
الأهلية
(1)
(2/ 1065) رقم (3194). وقد رووه من طرق، عنه.
أما النهي عن كُلِّ ذي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، من حديث البراء، فإنِّي لم أقف عليه في كُلِّ ما رجعت إليه.
وهو صحيح، رُوي عن عدد من الصحابة، انظر:"جامع الأصول"(7/ 464 - 465)، و"التلخيص الحَبِير"(4/ 151 - 152).
ومن ذلك ما رواه البخاري في الطب، باب ألبان الأُتْن (10/ 249) رقم (7580)، عن أبي ثَعْلَبَة الحُشَنِيّ رضي الله عنه قال:"نَهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ". وذكره بعده برقم (7581) بلفظ: السِّبَاع".
* * *
1452 -
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا يُوسف بن عمر القَوَّاس، أخبرنا يحيى بن محمد بن صَاعِد قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن خالد بن يزيد اللؤلؤي -بالعسكر سنة تسع وأربعين ومائتين-، حدَّثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى السَّامي، حدَّثنا الجُرَيُري، عن أبي نَضْرَة،
عن أبي سعيد قال: غَلَا السِّعْرُ على عَهْدِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقالوا: لو قَوَّمْتَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: "إنَّ اللَّهَ هو المُقَوِّمُ، إنِّي لأَرْجُو أنْ أُفَاِرقَكُمْ حين أُفَارِقَكُمْ ولا يَطْلُبَنِي أَحَدٌ بِمَظْلَمَةٍ ظَلَمْتُهَا في نَفْسٍ ولا مَالٍ".
(9/ 451) في ترجمة (عبد اللَّه بن خالد بن يزيد اللؤلؤي البَصْرِي).
مرتبة الحديث:
إسناده صحيح.
(1)
في المطبوع: "الوحشية". ولا يتفق مع الأحاديث الواردة في الباب فإنها كلها في النهي عن لحوم الحمر الأهلية.
و (الجُرَيْرِيُّ) هو (سعيد بن إياس البَصْرِي أبو مسعود): إمام محدِّث ثقة، اختلط قبل موته بثلاث سنين، خرَّج له الستة، وتوفي عام (144 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(10/ 338 - 341)، و"السِّيَر"(6/ 153 - 156)، و"التهذيب"(4/ 5 - 7)، و"التقريب"(1/ 291).
أقول: خَرَّجَ البُخَاري للجُرَيْرِي من رواية عبد الأعلى بن عبد الأعلى كما في "الكواكب النَّيِّرات" ص 184.
وقال الإمام العِجْلي في "تاريخ الثقات" ص 181 في ترجمة (الجُرَيْري): "وعبد الأعلى من أصحهم سماعًا، سمع منه قبل أن يختلط بثمان سنين".
و(أبو نَضْرَة) هو (المنذر بن مالك بن قُطَعَة العَبْدِي العَوَقي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (248).
التخريج:
رواه ابن ماجه مختصرًا في التجارات، باب من كره أن يُسَعِّرَ (2/ 742) رقم (2201)، عن محمد بن زياد، عن عبد الأعلى، عن سعيد، عن قَتَادَة، عن أبي نَضْرَة، عنه، به. وليس عنده قوله:"إنَّ اللَّه هو المُقَوِّمُ"، ولا قوله:"في نَفْسٍ ولا مَالٍ". ولذا اعتبرته من الزوائد.
قال العَلَّامة البُوصِيري في "مصباح الزجاجة"(3/ 18 - 19): "هذا إسناد فيه مقال، (سعيد) هو: ابن أبي عَرُوبة، اختلط بأَخَرَةٍ، لكن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السَّامي روى عنه قبل الاختلاط. و (محمد بن زياد) هو: ابن عبيد اللَّه الزِّيَادي، قال الذَّهَبِيُّ: روي له البخاري مقرونًا بغيره، وقال ابن حِبَّان في "الثقات": ربما أخطأ. ولم أر لغيره من الأئمة كلامًا لا بجرح ولا توثيق
(1)
، وباقي رجال الإسناد ثقات".
(1)
أقول: ذكر الحافظ في ترجمته من "التهذيب"(9/ 168 - 169) عن ابن مَنْدَه قوله فيه: "ضعيف".
أقول: (محمد بن زياد بن عبيد اللَّه الزِّيَادي) قال عنه الحافظ في "التقريب"(2/ 161 - 162): "صدوق يخطئ، من العاشرة". وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(3/ 38 - 39): "صدوق".
فإسناد ابن ماجه حسن إن شاء اللَّه.
ورواه أحمد في "المسند"(3/ 85)، عن عليّ بن عاصم، عن الجُرَيْرِي، به، بمثل لفظ الخطيب. إلَّا أنَّ عنده:"إنَّ اللَّه هو المُقَوِّمُ أو المُسَعِّرُ".
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(3/ 364) رقم (1968) -، من طريق عبد الأعلى، عن سعيد الجُرَيْري، به، بنحوه.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 99): "رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" ورجال أحمد رجال الصحيح".
وعزاهُ الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(3/ 14): إلى ابن ماجه والبزَّار والطبراني في "الأوسط"، وقال:"إسناده حسن". ولم أقف عليه في زوائد البزار.
وقد رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 224) رقم (4946) مطوَّلًا وبسياق مختلف، من طريق داود بن صالح بن دينار التَّمَّار، عن أبيه، عن أبي سعيد الخُدْرِي مرفوعًا.
وللحديث شواهد عدَّة: عن أنس، وأبي هريرة، وعليّ، وابن عبَّاس، وأبي جُحَيْفَة، وعمر، وغيرهم. انظرها في:"التلخيص الحَبِير"(3/ 14)، و"مجمع الزوائد"(4/ 99 - 100)، و"مجمع البحرين"(3/ 365 - 366)، و"مصباح الزجاجة"(3/ 19).
* * *
1453 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا الحسن بن سَلَّام السَّوَّاق، حدَّثنا سعيد بن سليمان، حدَّثنا عبد اللَّه بن دُكَيْن، حدَّثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدِّه،
عن عليّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ عَاقٌ، ولا مُدْمِنُ خَمْرٍ".
(9/ 452) في ترجمة (عبد اللَّه بن دُكَيْن الكوفي أبو عمر).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات عدا صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن دُكَيْن الكوفي أبو عمر) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 304) وقال: "ليس به بأس". وقال مرَّةً: "ثقة، ليس به بأس".
2 -
"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 356) وقال: "ضعيف الحديث".
3 -
"الجرح والتعديل"(5/ 48 - 49) وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف الحديث". وقال أبو حاتم: "منكر الحديث، ضعيف الحديث، روى عن جعفر بن محمد غير حديث منكر".
4 -
"تاريخ بغداد"(9/ 451 - 453) وفيه أنَّ أحمد وثَّقه. وقال ابن الغَلَابي: "ضعيف". وقال الأَزْدِيّ: "ضعيف".
5 -
"التهذيب"(5/ 201) وفيه عن النَّسائي: "ليس بثقة".
6 -
"التقريب"(1/ 413) وقال: "صدوق يخطئ، من السابعة"/ بخ.
والحديث صحيح من أوجه أخرى.
التخريج:
رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(10/ 209) رقم (5205)، من طريق السَّرِيّ بن خُزَيْمَة، عن سعيد بن سليمان الوَاسِطي، عن عبد اللَّه بن دُكَيْن، به.
والحديث روي عن جماعة من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(11/ 707 - 708)، و"مجمع الزوائد"(5/ 74 - 75)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 253 - 257).
ومن ذلك، ما رواه النَّسَائي في الزكاة، باب المنَّان بما أَعْطَى (5/ 80 - 81)، وأحمد في "المسند"(2/ 134) مطوَّلًا، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 218) رقم (7296)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 146 - 147) -واللفظ له-، وابن خُزَيمة في "التوحيد" ص 363 - 364، والطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 302) رقم (13180)، والبزَّار في "مسنده"(2/ 372) رقم (1875) -من كشف الأستار- مطوَّلًا، عن ابن عمر مرفوعًا:"ثلاثة لا ينظرُ اللَّهُ إليهم يومَ القِيَامَةِ: عَاقُّ وَالِدَيْهِ، ومُدْمِنُ خَمْرٍ، ومَنَّانٌ بما أَعْطَى".
قال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 148): "رواه البزَّار بإسنادين ورجالهما ثقات".
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(9/ 34) رقم (6180): "إسناده صحيح".
وسيأتي له شاهد أيضًا من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص برقم (1651).
* * *
1454 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد اللَّه بن إسحاق البَغَوي، حدَّثنا أحمد بن عليّ الخَرَّاز، حدَّثنا عبد اللَّه بن دَاهِر بن يحيى الرَّازي، حدَّثني: أبي، عن الأَعْمَش، عن عَبَايَة الأَسَدِيّ،
عن ابن عبَّاس أنَّه قال: سمعتُ نبيَّ اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو آخذٌ بيد عليٍّ يقولُ: "هذا أَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُنِي يومَ القِيَامَةِ".
(9/ 453) في ترجمة (عبد اللَّه بن دَاهِر بن يحيى الرَّازِيّ الأَحْمَرِيّ أبو سليمان، وقيل: أبو يحيى).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن دَاهِر الرَّازِيّ الأَحْمَرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 250 - 251) وقال: "رَافِضِيٌّ خبيث".
2 -
"الكامل"(4/ 1543 - 1544) وقال: "عامَّة ما يرويه في فضائل عليّ، وهو فيه مُتَّهَمٌ".
3 -
"تاريخ بغداد"(9/ 453) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشيء، ما يَكْتُبُ عنه إنسان فيه خير". وقال صالح جَزَرَة: "شيخ صدوق".
4 -
"الميزان"(2/ 416 - 417) وقال: "قال أحمد ويحيى: ليس بشيء". وفيه والده: (دَاهِر بن يحيى الرَّازي) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 46 - 47) وقال: "كان ممن يغلو في الرَّفْض، لا يُتَابَعُ على حديثه".
2 -
"الميزان"(2/ 3) وقال: "رَافِضِيٌّ بغيض، لا يُتَابَعُ على بلاياه". وساق له بعضها، وقال:"ولم أر أحدًا ذَكَرَ دَاهِرًا حتى ولا ابن أبي حاتم بَلَدِيُّه".
3 -
"اللسان"(2/ 413 - 414) وقال: وإنما لم يذكروه لأنَّ البلاء كلّه من ابنه عبد اللَّه، وقد ذكروه واكتفوا به".
أقول: ما قاله الذَّهَبِيُّ وابن حَجَر، متعقَّب بترجمة العُقَيْلِي له كما تقدَّم، والحمد للَّه على توفيقه.
كما أنَّ فيه (عَبَايَة بن رِبْعِي الأَسَدِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 415 - 416) وقال: "روى عنه موسى بن طريف، كلاهما غاليان مُلْحِدَان".
2 -
"الجرح والتعديل"(7/ 29) وفيه عن أبي حاتم: "كان من عُتُقِ الشيعة. . . شيخ".
3 -
"الميزان"(2/ 387 - 388) وقال: إنَّه من غُلَاة الشيعة. وساق له بعض مناكيره.
4 -
"اللسان"(3/ 247). ولم يذكر قول أبي حاتم السابق.
وفيه أيضًا: (عبد اللَّه بن إسحاق البَغَوي المُعَدَّل) وفيه لِيْنٌ كما قال الدَّارقُطْنِيُّ. وقال الذَّهَبِيُّ: صدوق مشهور. وستأتي ترجمته في حديث (1509).
وباقي رجال إسناده ثقات.
التخريج:
رواه مطوَّلًا: العُقَيْلِيُّ في "الضعفاء"(2/ 47) -في ترجمة (دَاهِر بن يحيى الرَّازي) -، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1544) -في ترجمة (عبد اللَّه بن دَاهِر الرَّازي) -، عن عليّ بن سعيد، عنه، به.
وعن ابن عدي من طريقه، أخرجه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"
(1/ 345)، وقال:"هذا حديث موضوع، المُتَّهَمُ به عبد اللَّه بن دَاهِر، فإنَّه كان غاليًا في الرَّفْضِ". ثم نقل قول ابن مَعِين السابق فيه.
وقال الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 282) -في ترجمة (عبد اللَّه بن دَاهِر) - بعد أن ذكر الحديث المتقدِّم، واتِّهَامَ ابن الجَوْزي لعبد اللَّه بوضعه: إنَّ وصالح جَزَرَةَ قال فيه: "شيخ صدوق". ثم قال: "فلعل الآفة من غيره".
أقول: الظاهر أنَّه هو الآفة كما يدلُّ عليه كلام ابن عدي، فإنْ لم يكن هو، فهو من صُنْع (عَبَايَة الأَسَدِيّ)، واللَّه أعلم.
وقال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 353) نقلًا عن السُّيُوطيّ: "وجاء أيضًا من حديث أبي ليلى الغِفَارية، أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكُنَى"، وفيه إسحاق بن بِشْر الأَسدِيّ الكَاهِلِي، معدود في الوضَّاعين".
وقد أقرَّ ابن عَرَّاق، ابن الجَوْزي في حكمه عليه بالوضع، وكذلك السُّيُوطيّ؛ دَلَّ عليه إيراد ابن عَرَّاق له في "الفصل الأول" من كتابه بناءً على شرطه.
* * *
1455 -
أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النَّرْسِي، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي، أخبرنا إسحاق بن الحسن الحَرْبِي، وأحمد بن بِشْر المَرْثَدِي، قالا: حدَّثنا عليّ بن الجَعْد، أخبرنا عبد اللَّه بن زياد بن سَمْعَان، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن طاوس، عن ابن عبَّاس،
عن عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا طَلاقَ إلَّا بَعْدَ نِكَاحٍ، ولا عِتْقَ إلَّا بَعْدَ مِلْكٍ".
(9/ 455) في ترجمة (عبد اللَّه بن زياد بن سَمْعَان المَدَائِني مولى أُمِّ سَلَمَة).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث صحيح من أوجه أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن زياد بن سَمْعَان المَدَائِني): كذَّبه مالك وابن مَعِين وأبو داود وغيرهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (456).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1445) -في ترجمة (عبد اللَّه بن زياد بن سَمْعَان) -، عن محمد بن جعفر، عن عليّ بن الجَعْد، به.
وعن ابن عدي من طريقه، رواه ابن الجَوْزي في "العلل"(2/ 151)، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بعبد اللَّه بن زياد، ثم قال:"وإنما رواه ابن المُنْكَدِر مُرْسَلًا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو الصواب. قال: وقد رواه عن ابن المُنْكَدِر عن جابر، ولا يصحُّ عن جابر".
وقد روى الشطر الأول منه، ابن ماجه في الطلاق، باب لا طلاق قبل النكاح (1/ 660) رقم (2049)، من طريق جُوَيْبِر، عن الضَّحَّاك، عن النَّزَّال بن سَبْرَة، عن عليٍّ مرفوعًا بلفظ:"لا طَلاقَ قَبْلَ النِّكَاحِ".
قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة"(2/ 126): "هذا إسناد ضعيف، لاتفاقهم على ضعف جُوَيْبِر بن سعيد البَلْخِي
(1)
لكن لم ينفرد به جُوَيْبِر، فقد رواه البيهقي في "الكبرى" من طريق معاذ العَنْبَرِي، عن حُمَيْد الطويل، عن الحسن، عن عليّ، به. ثم رواه من طريق سعيد، عن جُوَيْبِر، به، موقوفًا، من الطريقين معًا".
أقول: (جُوَيْبِر بن سعيد الأَزْدِيّ البَلْخِي): ضعيف جدًّا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1335).
ومن طريق جُوَيْبِر، به، مطوَّلًا، رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 461)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(9/ 198) رقم (2350).
(1)
صُحِّفَ في "مصباح الزجاجة" إلى: "البجلي". والتصويب من مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (1335).
ورواه مطوَّلًا: الطبراني في "الصغير"(1/ 96)، والطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(1/ 280)، من طريق يحيى بن محمد الجَاري، عن أبي شاكر عبد اللَّه بن خالد بن سعيد بن أبي مريم، عن أبيه، عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش، عن عبد اللَّه بن أبي أحمد، عن عليّ مرفوعًا.
قال في "المجمع"(4/ 187): "رواه الطبراني في "الصغير" ورجاله ثقات".
أقول: في إسناده عندهما: (يحيى بن محمد بن عبد اللَّه بن مِهْران الجاري)، قال عنه في "الكاشف" (3/ 234):"ليس بالقويِّ". وقال في "التقريب"(2/ 357): "صدوق يخطئ". وانظر: "التهذيب"(11/ 274).
ولم يعزه في "الجامع الكبير"(1/ 913) من حديث عليّ إلَّا للخطيب! .
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(7/ 610 - 612)، و"نصب الراية"(3/ 278)، و"التلخيص الحَبِير"(3/ 210 - 212)، و"مصباح الزجاجة"(2/ 126 - 127).
ومن هذه الشواهد، أما رواه أبو داود في الطلاق، باب في الطلاق قبل النكاح (2/ 640) رقم (2190) -واللفظ له-، والتِّرْمِذِيُّ في الطلاق، باب ما جاء لا طلاق قبل النكاح (3/ 477) رقم (1181)، والطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(1/ 280 - 281)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 205)، وابن الجَارُود في "المنتقى" ص 247 - 248 رقم (743)، وغيرهم، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا:"لا طَلاقَ إلَّا فيما تَمْلِكُ، ولا عِنْقَ إلَّا فيما تَمْلِكُ، ولا بَيْعَ إلَّا فيما تَمْلِكُ".
قال التِّرْمِذِيُّ: "وفي الباب عن عليّ، ومعاذ بن جَبَل، وجابر، وابن عبَّاس، وعائشة".
وقال: "حديث عبد اللَّه بن عمرو حديث حسن صحيح، وهو أحسن شيء رُوي في هذا الباب".
وسكت عنه الحاكم، وقال الذَّهَبِيُّ:"صحيح".
* * *
1456 -
أخبرنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن مَسْرُوق الغَضَارِيّ، أخبرنا جعفر بن محمد بن نُصَيْر الخُلْدِيّ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن مَسْرُوق الطُّوْسِيّ، حدَّثنا محمد بن حسَّان السَّمْتِيّ، حدَّثنا أبو عثمان عبد اللَّه بن زيد الكَلْبِيّ، حدَّثني الأَوْزَاعِيّ، عن عَبْدَة بن أبي لُبَابَة،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه أقوامًا يَخْتَصُّهُمْ بالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ العِبَادِ، ويُقِرُّهَا فيهم ما بَذَلُوهَا، فإذا مَنَعُوا، نَزَعَهَا عنهم فَحَوَّلَهَا إلى غيرهم".
(9/ 459) في ترجمة (عبد اللَّه بن زيد الكَلْبِيّ الحِمْصِيّ أبو عثمان).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث حسن بمجموع طرقه وشواهده إن شاء اللَّه تعالى.
ففيه (أحمد بن محمد بن مَسْرُوق الطُّوْسِي أبو العبَّاس الصُّوفي) قال عنه الدَّارَقُطْنِيُّ -كما في "سؤالات السَّهْمِي" له ص 158 رقم (165) -: "ليس بالقويِّ يأتي بالمعضلات". وترجم له في "اللسان"(1/ 292 - 293).
كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن زيد الكَلْبِيّ الحِمْصِي أبو عثمان) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (2/ 425) ونقل عن الأَزْدِيّ قوله فيه:"ضعيف".
كما أنَّ في إسناده: (محمد بن حسان بن خالد الضَّبِّي السَّمْتِي البغدادي أبو جعفر) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(7/ 238) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ".
2 -
"الثقات"
(1)
لابن حِبَّان (9/ 84).
3 -
"تاريخ بغداد"(2/ 274 - 276) وفيه عن ابن مَعِين: "لا بأس به إن شاء اللَّه". وقال مرَّةً: "لا بأس به". وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "ليس بالقويِّ". وقال مرَّةً: "ثقة". وفيه عن أبي داود أنَّه قال: سمعت أحمد سُئل عنه فقال: "ما لي به ذاك الخبر، وتكلَّم بكلام كأنَّه رأى الكتاب عنه".
4 -
"الكاشف"(3/ 29) وقال: "قال ابن مَعِين: ليس به بأس".
5 -
"التهذيب"(9/ 111 - 112) وذكر ما تقدَّم ولم يزد.
6 -
"التقريب"(2/ 153) وقال: "صدوق ليِّن الحديث، من العاشرة، مات سنة ثمان وعشرين -يعني ومائتين-"/ د.
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه ابن أبي الدُّنْيَا في "قضاء الحوائج" ص 23 - 24 رقم (5)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(5/ 211) رقم (2937) -، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(6/ 115) و (10/ 215)، من طريق محمد بن حسَّان السِّمْتِي، عن عبد اللَّه بن زيد الكَلْبِيّ الحِمْصِي، به.
قال الطبراني: "لم يروه عن الأَوْزَاعي إلّا عبد اللَّه".
وقال أبو نُعَيْم في (6/ 115): "أبو عثمان هو عبد اللَّه بن زيد الكَلْبِيّ تفرَّد عن الأَوْزَاعي بهذا الحديث. ورواه أحمد بن يُونس الضَّبِّي عن أبي عثمان وسمَّاه معاوية بن يحيى".
ورواه الخطيب -عقب روايته المتقدِّمة- من طريق جعفر بن محمد بن كُزَال الطُّوْسِي، عن محمد بن حسَّان السَّمْتِي، به.
(1)
وتَصَحَّفَ فيه "السَّمْتي" إلى "السهمي".
أقول (جعفر بن محمد بن كُزَال السِّمْسَّار الطُّوْسي أبو الفضل): ليس بالقويِّ كما قال الدَّارَقُطْنِيُّ في "سؤالات الحاكم" له ص 108 رقم (71). لكن ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 126) ونقل عن مَسْلَمَة قوله فيه: "ثقة".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 192): "رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، وفيه محمد بن حسَّان السَّمْتِي، وثَّقه ابن معين وغيره وفيه لِيْنٌ، ولكن شيخه أبو عثمان عبد اللَّه زيد الحِمْصِيّ ضعَّفه الأَزْدِيّ".
ولم أقف عليه في "المعجم الكبير" المطبوع، لفقدان أكثر مسند عبد اللَّه بن عمر من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
ورواه تمَّام الرَّازي في "فوائده"(1/ 86) رقم (163)، من طريق أبي غسان مالك بن يحيى، عن معاوية بن يحيى الشَّامي أبو عثمان، عن الأَوْزَاعي، به.
و(أبو غسان مالك بن يحيى بن عمرو النُّكْرِي) قال البخاري عنه: "في حديثه نظر". وقال ابن حِبَّان: "منكر الحديث جدًّا". "اللسان"(5/ 6 - 7)، وانظر فيه أقوالًا أخرى.
ورواه أبو نُعَيْم في "أخبار أَصْبَهَان"(2/ 276)، من طريق أحمد بن يونس، عن معاوية بن يحيى، عن الأَوْزَاعي، به.
وقد تقدِّم قول أبي نُعَيْم بأنَّ أحمد بن يُونس الضَّبِّي يرويه عن أبي عثمان وسماه: معاوية بن يحيى. وظاهر كلامه يفيد بأنَّ (أبا عثمان معاوية بن يحيى الشَّامي)، هو (أبو عثمان عبد اللَّه بن زيد الكَلْبِي الحِمْصِي). وقد نَسَبَ المِزِّيُّ -كما سيأتي- (أبا عثمان معاوية بن يحيى) فقال: إنَّه (حِمْصِيٌّ).
لكن رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(16/ 786) -مخطوط- في ترجمة (معاوية بن يحيى أبي عثمان الشَّامي)، من طرق، عن أبي غسان مالك بن يحيى، عن معاوية بن يحيى، عن الأَوْزَاعي، به.
وروى ابن عساكر في ترجمته عن أبي أحمد -يعني الحاكم- أنَّه قال فيه: "منكر الحديث".
كما أنَّ المِزِّيّ في "تهذيب الكمال"(2/ 807) -مخطوط- في ترجمة (الأَوْزَاعي)، ذكر (أبا عثمان معاوية بن يحيى الحِمْصِيّ) ضمن الرواة الذين رووا عن الأَوْزَاعي، وظاهره يُشْعِرُ أنَّه غير (عبد اللَّه بن زيد الكَلْبِي الحِمْصِي). وعلى كُلٍّ فإنَّ الأمر يسير بسبب ضعفهما معًا، إلَّا أنَّ اختلافهما يفيد جعل طريق (معاوية بن يحيى) متابعًا لطريق (عبد اللَّه بن زيد)، واحتمال تقويته.
ثم وقفت له على طريق آخر عند البيهقي في "الشُّعَب"(13/ 340 - 341) رقم (7255)، من طريق أبي نصر أحمد بن محمد اللباد، عن أحمد بن حنبل عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، به. ورجاله ثقات غير (أبي نصر اللباد)، وقد ترجم له أبو يعلى في "طبقات الحنابلة"(1/ 76) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. وقد ساق أبو يعلى الحديث في ترجمته من الطريق المتقدم، وفيه تصريح الوليد بن مسلم بالسماع من الأوزاعي، فانتفي تدليسه.
وبانضمام هذا الطريق إلى ما مرَّ، يحسن الحديث إن شاء اللَّه، خاصَّة مع انضمام شواهده المتقدِّمة في حديث (730).
والحديث ذكره المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(3/ 191)، وقال:"رواه ابن أبي الدُّنْيَا والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ولو قيل بتحسين سنده لكان ممكنًا".
* * *
1457 -
أخبرنا محمد بن عبد الملك القُرَشي، أخبرنا أبو الفضل عبيد اللَّه ابن عبد الرحمن الزُّهْرِيّ، حدَّثني أبو حامد أحمد بن عبد اللَّه بن خالد بن مَاهَان -ويُعرف بابن أسد الحَرْبي الورَّاق-، حدَّثنا جعفر بن محمد بن كُزَال الطُّوْسِي، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن حسَّان السَّمْتِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن زيد، حدَّثنا الأَوْزَاعي، عن حسَّان بن عَطِيَّة،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم -بأبي هو وأُمِّي-:
"لَنْ تَهْلِكَ الأُمَّةُ وإنْ كانت ضَالَّةً، إذا كانت الأئمةُ هَادِيَةً مَهْدِيَّةً. ولَنْ تَهْلِكَ الأُمَّةُ إذا كانت ضَالَّةً مُسِيئةً، إذا كانت الأئمةُ هَادِيَةً مَهْدِيَّةً".
(9/ 459) في ترجمة (عبد اللَّه بن زيد الكَلْبِيّ الحِمْصِيّ أبو عثمان).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عبد اللَّه بن زيد الكَلْبِيّ) و (محمد بن حسَّان السَّمْتي) و (جعفر بن محمد الطُّوْسِي)، جميعهم من الضعفاء. وقد سبق الكلام عليهم في الحديث السابق رقم (1456).
كما أنَّ رواية (حسَّان بن عَطِيَّة المُحَارِبي الدِّمَشْقِي) عن (عبد اللَّه بن عمر) مُرْسَلَة. قال أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(6/ 77) في ترجمة (حسَّان): "أسند عن أنس بن مالك، وشدَّاد بن أَوْس، وَأَرْسَلَ عن عبد اللَّه بن مسعود، وأبي ذَرٍّ، وحُذَيْفَة، وأبي الدَّرْدَاء، وعمرو بن العاص، وعبد اللَّه بن عمر، وعبد اللَّه بن عمرو، وحمزة بن عمرو الأَسْلَمي".
وقال ابن الجَوْزي في "العلل"(2/ 301): "حسَّان لم يسمع من ابن عمر".
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم الأصبهاني في "فضيلة العادلين"(227 / آ)، من طريق محمد بن حسَّان السَّمْتِي، عن عبد اللَّه بن زيد، به، بلفظ:"لن تهلك الرعية وإن كانت ظالمة مسيئة إذا كانت الولاة هادية مهدية، ولن تهلك الرعية وإن كانت هادية مهدية إذا كانت الولاة ظالمة مسيئة". كذا في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" للشيخ الألباني (2/ 8) رقم (514). وأعلَّه بضعف السَّمْتِيّ وعبد اللَّه بن زيد. وفاته أنَّ رواية حسان بن عَطِيَّة عن ابن عمر مرسلة.
وقال الخطيب عقب روايته للحديث: "قال أبو جعفر محمد بن حسان: قال لي يحيى بن مَعِين: ما طَنَّ هذان الحديثان بأُذُني إلَّا مِنْكَ، قلتُ: كنَّا عند أبي خالد يزيد بن هارون فجاء عبد اللَّه بن زيد فسأله يزيد عن هذين الحديثين". ويريد بالحديثين، هذا، والحديث السابق برقم (1456).
وذكر الشطر الأول منه الذَّهَبِيّ في "الميزان"(2/ 425) في ترجمة (عبد اللَّه بن زيد الحِمْصِي) من الطريق المتقدِّم.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 660) إلى الخطيب فحسب باللفظ المروي في "تاريخ بغداد"، بزيادة قوله:"مضلَّة" بعد قوله: "ضالَّة".
* * *
1458 -
أخبرنا عليّ بن عبد العزيز الطَّاهِرِي، أخبرنا عليّ بن عبد اللَّه بن المغيرة الجَوْهَرِي، حدَّثنا أحمد بن سعيد الدِّمَشْقِي، حدَّثني أبو عبد اللَّه الزُّبَيْر بن أبي بكر بن عبد اللَّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر بن العَوَّام قال: حدَّثني أبو ضَمْرَة أنس بن عِيَاض،
عن أبي السَّائب المَخْزُومي قال: كان جَدِّي في الجاهلية يُكْنَى أبا السَّائِب وبه اكْتَنَيْتُ، وكان خَلِيطًا لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، وكان رسولُ اللَّهِ إذا ذَكَرَهُ في الإسلام قال:"نِعْمَ الخَلِيطُ كان أبو السَّائِب، لا يُشَارِي ولا يُمَارِي".
(9/ 461) في ترجمة (عبد اللَّه بن السَّائِب المَخْزُومي المَدِيني أبو السَّائب).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
فأبو السَّائب المَخْزُومي في الإسناد إِنْ أُرِيدَ به الصحابي (عبد اللَّه بن السَّائب المَخْزُومي القُرَشي المكِّي أبو السَّائِب، ويعرف أيضًا بقَائِد السَّائِب -والمتوفى سنة
بضع وستين-)، فإنَّ انقطاعًا بينه وبين الراوي عنه وهو (أنس بن عِيَاض أبو ضَمْرَة) حيث إنَّ ولادة (أنس) كانت سنة (104) للهجرة. انظر "تهذيب الكمال"(3/ 352).
وإن أُرِيدَ به صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن السَّائِب المَخْزُومي المَدِيني أبو السَّائب)، فإنَّه متأخر لم يدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَدِمَ الأَنْبَارَ على أبي العبَّاس السَّفَّاح
(1)
، وكان أديبًا فاضلًا مشتهرًا بالغَزَل، مذكورًا بالصلاح والعفاف كما في ترجمته.
ويُرَجِّحُ كونه الثاني صاحب الترجمة المتأخر، قوله:"كان جدِّي في الجاهلية. . . ". وجدُّه الذي كان خليط النبيِّ صلى الله عليه وسلم وشريكهـ، هو (السَّائب بن أبي السَّائب -واسم أبي السَّائِب-: صَيْفِي بن عَابِد المَخْزُومي)، ولو كان الأول وهو الصحابي، لقال:"كان أبي".
لكن الحافظ الذَّهَبِيَّ في "سِيرَ أعلام النبلاء"(3/ 390) في ترجمة الصحابي (عبد اللَّه بن السَّائب) يقول: "وروى أنس بن عِيَاض عن رجل عن عبد اللَّه بن السَّائب قال: اكتنيتُ بكُنْيَة جدِّي أبي السائب. وكان خليطًا. . . ". وذكر الخبر كما في "تاريخ بغداد". وعلَّق الشيخ المحقق شعيب الأرناؤوط عليه بقوله: "إسناده ضعيف لجهالة راويه عن عبد اللَّه بن السَّائب، وقد تقدَّم الحديث قريبًا، وفيه أنَّ شَرِيكَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم هو السَّائب أبو عبد اللَّه، لا جدّه".
أقول: وهذا موضع نظر، لأنَّ (عبد اللَّه بن السَّائب) في الإسناد عند الذَّهَبِيّ إنما هو الأديب المتأخر، لا الصحابي.
وصاحب الترجمة لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
(1)
الخليفة العبَّاسي، وكانت خلافته ما بين عامي (132) و (136) للهجرة. "تاريخ الخلفاء" للسُّيُوطيّ ص 171.
كما أنَّ فيه (عليّ بن عبد اللَّه بن المغيرة الجَوْهَرِي أبو محمد)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (12/ 6 - 7) ونقل عن ابن أبي الفَوَارس قوله:"فيه تساهل شديد". وكانت وفاته سنة (365) للهجرة. وقد ترجم له في "اللسان"(4/ 236) ولم يزد عمَّا ذكره الخطيب.
وشيخ الخطيب (عليّ بن عبد العزيز بن الحسن الطَّاهِرِي أبو الحسن)، ترجم له في "تاريخه" (12/ 31) وقال:"كان دَيِّنًا صالحًا، ثقةً صادقًا". وكانت وفاته سنة (419) للهجرة.
و(أحمد بن سعيد بن عبد اللَّه الدِّمَشْقي أبو الحسن)، ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/ 171 - 172) وقال:"كان صدوقًا". وتوفي سنة (306) للهجرة.
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
لم أقف عليه من زواية (عبد اللَّه بن السَّائب) الأديب المتأخر في كُلِّ ما رجعت إليه.
وقد روى أبو داود في الأدب، باب في كراهية المِرَاء (5/ 170 - 171) رقم (4836) -واللفظ له-، وابن ماجه في التجارات، باب الشركة والمضاربة (2/ 768) رقم (2287)، وأحمد في "المسند"(4253) مختصرًا، من طريق مجاهد، عن قَائِد السَّائِب -وهو الصحابي عبد اللَّه بن السَّائِب-، عن السَّائِب قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فجعلوا يُثْنُون عليَّ ويَذْكُروني، فقالَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أَنَا أَعْلَمُكُمْ" -يعني به-. قلتُ: صَدَقْتَ بأبي أنت وأُمِّي، كنتَ شَرِيكي فَنِعْمَ الشَّرِيكُ، كنتَ لا تُدَارِي ولا تُمَارِي.
قال الإمام المُنْذِريُّ في "مختصر سنن أبي داود"(7/ 188): "والسَّائِبُ -هذا-، قد ذَكَرَ بعضهم أنَّه قُتِلَ كافرًا يوم بَدْرٍ، قتله الزُّبَيْر بن العَوَّام. وذكر بعضهم أنَّه أَسْلَمَ وحَسُنَ إسلامُهُ. وهذا هو المُعَوَّلُ عليه. وقد ذكره غير واحد من الأئمة في كُتُبِ الصحابة.
وهذا الحديث قد اخْتُلِفَ في إسناده اختلافًا كثيرًا. وذكر أبو عمر يوسف بن عبد البَرّ النَّمَري
(1)
: أنَّ هذا الحديث مضطرب جدًّا، منهم: من يجعله للسَّائِب بن أبي السَّائِب، ومنهم: من يجعله لأبيه، ومنهم: من يجعله لقيس بن السَّائِب، ومنهم: من يجعله لعبد اللَّه -يعني عبد اللَّه بن السَّائِب-. وهذا اضطراب لا تقوم به حُجَّةٌ. والسَّائِبُ بن أبي السَّائِبِ: من المؤلفة قلوبهم" انتهى.
ورواه أحمد في "المسند"(3/ 425) من طريق مجاهد، عن السَّائِب بن أبي السَّائِب أنَّه كان يشاركُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الإسلام في التجارة، فلمَّا كان يوم الفتح، جاءه، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"مرحبًا بأخي وَشَرِيكي، كان لا يُدَاري ولا يُمَاري. . . ".
وذكر الهيثمي في "المجمع"(9/ 409) حديثين عن عبد اللَّه بن السَّائِب، أنَّه هو الذي كان شَرِيكَ النبيّ صلى الله عليه وسلم. وعزاهما للطبراني في "الكبير"، وقال عن الأول:"رجاله رجال الصحيح غير منصور بن أبي الأسود وهو ثقة". وقال عن الثاني: "رجاله رجال الصحيح".
أقول: هذا غير محفوظ، والمحفوظ أنَّ هذا لأبيه السَّائِب، كما نصَّ عليه الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(2/ 314) في ترجمة (عبد اللَّه بن السَّائِب).
غريب الحديث:
قوله: "لا يُشَاري" المشاراة: المُلاجَّة والملاحاة.
(1)
انظر "الاستيعاب" له (2/ 381) و (3/ 220 - 221).
قوله: "لا يُمَاري" المماراة: المجادلة والملاحاة والخصومة.
قوله: "لا تُدَاري": يعني لا تخالف ولا تمانع، وأصل الدرء: الدفع. انظر: "النهاية"(2/ 468)، و"معالم السنن" للخَطَّابي (7/ 188).
* * *
1459 -
أخبرنا عليّ بن أبي بكر الطِّرَازِي -بِنَيْسَابُور-، أخبرنا أبو حامد أحمد بن عليّ بن حَسْنُوْيَه المُقْرِئ، أخبرنا أحمد بن عيسى الخَشَّاب، حدَّثنا عبد اللَّه بن سليمان البغدادي، حدَّثنا اللَّيْث بن سعد، عن يزيد بن أبي حَبِيب.
وأخبرنا عليّ بن أبي عليّ البَصْرِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن ماهبزد الأَصْبَهَاني، حدَّثنا محمد بن محمد بن سليمان البَاغَنْدِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن سليمان بن يوسف بن يعقوب بن الحكم بن المنذر بن الجَارُود، حدَّثنا اللَّيث بن سعد، حدَّثنا يزيد بن أبي حَبِيب، عن أبي الخير
(1)
،
عن عُقْبَة بن عامر -زاد البَاغَنْدي: الجُهَني، ثم اتفقا- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لمَّا عُرِجَ بي إلى السماء دخلتُ جَنَّةَ عَدْنٍ فُأُعْطِيتُ تُفَّاحةً، فلمَّا وُضِعَتْ -وقال الخَشَّاب: وَقَعَتْ- في يدي، انفلقت عن حَوْرَاء عَيْنَاء مرضية، كأنَّ أَشْفَارَ عينها -وقال الخشَّاب: عينيها- مقاديم أجنحة النُّسور، فقلتْ لمن أنتِ؟ قالت: أنا للخليفة المقتول ظلمًا عثمان بن عفَّان".
(9/ 464) في ترجمة (عبد اللَّه بن سليمان بن يوسف الجَارُودي).
مرتبة الحديث:
موضوع.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "الحر". والتصويب من "الجرح والتعديل"(8/ 299)، و"التهذيب" (10/ 82). وهو: مَرْثَد بن عبد اللَّه اليَزَنِي المِصْرِي الفقيه الثقة.
ففيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن سليمان بن يوسف الجَارُودِيّ العَبْدِيّ البَعْلَبْكِيّ أبو محمد) وقد ترجم له في:
1 -
"الكامل"(4/ 1545) وقال: "ليس بذاك المعروف".
2 -
"تاريخ بغداد"(4/ 463 - 494) وقال: حدَّث حديثًا منكرًا. وساق الحديث المتقدِّم.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 369).
4 -
"الميزان"(2/ 432) وقال: "فيه شيء".
5 -
"اللسان"(3/ 293) وقال: "ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيُّ".
التخريج:
رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 320) -في ترجمة (عبد الرحمن بن إبراهيم الدِّمَشْقِيّ) -، من طريق عبد الرحمن بن عفَّان، عنه، عن اللَّيْث، به.
وقال العُقَيْلِي عن صاحب الترجمة (عبد الرحمن بن إبراهيم الدِّمَشْقِيّ): "يحدِّث عن اللَّيْث بن سعد، مجهول النقل، وحديثه موضوع لا أصل له".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 329 - 330) عن الخطيب من طريقه الثاني، وعن العُقَيْلِي من طريقه المتقدِّم. وقال في (1/ 331) منه:"هذا لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . .، والأَصْبَهَاني في الإِسناد الأول لا يوثق به، وعبد الرحمن بن عفَّان في الإِسناد الثاني مجهول".
ورواه خَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسي في "فضائل الصحابة" ص 194 - 195 - المَلاحق-، عن خليل بن عبد القاهر، عن يحيى بن مبارك، عن اللَّيْث بن سعد، به.
وقد تعقَّب السُّيُوطيُّ ابن الجَوْزي في الحكم عليه بالوضع، فقال في "اللآلئ" (1/ 313) ما ملخصه:
(أ) أنَّ عبد اللَّه بن سليمان الجَارُودي لم ينفرد به، فقد تابعه يحيى بن المُبَارَك عند خَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسي. وكذا قال الحافظ في "اللسان" (3/ 293) في ترجمة (عبد اللَّه بن سليمان الجَارُودي) لكنَّه قال:"يحيى بن مبارك أيضًا ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ".
أقول: قال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص الموضوعات" -كما في "تنزية الشَّريعة"(1/ 374) -: "ويحيى هذا من ضعفاء دمشق، روى عنه جماعة، وما علمت فيه جرحًا، والخليل الصَّيْدَاوي روى عنه غير واحد منهم ابن قُتَيْبَة العَسْقَلَانِيّ وأثني عليه، والحديث منكر كما ترى". وسيأتي أنَّ الدَّارَقُطْنِيَّ ضعَّفه.
وقد ترجم لـ (يحيى بن المُبَارَك الصَّنْعَانِيّ الدِّمَشْقِيّ) في "الميزان"(4/ 404) وقال: "تالف".
وقال ابن حَجَر في "اللسان"(6/ 275) في ترجمته نقلًا عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف يحدِّث عن مالك بما لا يُتَابَعُ عليه".
وقال الخطيب في "تاريخه"(3/ 161) في ترجمة (محمد بن فارس العَطَشِيّ): "مجهول".
(ب) وقال السُّيُوطِيُّ في تعقُّبه أيضًا: وتابعه محمد بن تمَّام، عن اللَّيْث بن سعد، أخرجه الغسولي في "جزئه".
أقول: محمد بن تمَّام هو (البَهْرَاني الحِمْصِيّ) كما يترجح لي. وقد ترجم له في "المغني"(2/ 560) وقال: "قال ابن مَنْدَه: حدَّث عن محمد بن آدم المِصِّيْصِيّ بمناكير". وانظر "اللسان"(5/ 97).
(ج) وقال أيضًا: تابعه عبد العزيز بن محمد الدِّمَشْقِي، عن اللَّيْث بن سعد، أخرجه ابن بَطَّة.
أقول: (عبد العزيز بن محمد الدِّمَشْقِيّ) ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(10/ 387) -مخطوط-، وقال:"حدَّث عن اللَّيْث بن سعد. . . "، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. ولم أقف على من ترجم له غيره.
وللحديث شواهد من طرق عن جماعة من الصحابة، لا يصحُّ منها شيء. وقد تقدَّم من حديث أنس برقم (118)، ومن حديث ابن عمر برقم (772).
قال الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 340: ذكر له في اللآلئ طرقًا كثيرة لا يصحُّ منها شيء".
* * *
1460 -
أخبرنا الحسين بن عليّ بن الحسين بن بَطْحَا المُحْتَسِب، أخبرنا أبو سليمان محمد بن الحسين بن عليّ الحَرَّانيّ، حدَّثنا محمد بن الحسن بن قُتَيْبَة، حدَّثنا أحمد بن مُسْلِم الحَلَبِيّ قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن السَّرِيّ المَدَائِنِيّ، عن أبي عمر البزَّاز، عن مُجَالِد بن سعيد، عن الشَّعْبِيِّ،
عن تميم الداري قال: قلت يا رسول اللَّه: ما رأيت للرُّوم مدينةً مثل مدينة يقال لها أَنْطَاكِيَة، وما رأيتُ أكثرَ مطرًا منها! فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"نَعَمْ وذلك أنَّ فيها التوراة، وعصا موسى، وَرَضْرَاضُ الألواح، ومائدة سليمان بن داود، في غارٍ من غيرانها. ما مِنْ سحابة تُشْرِفُ عليها من وجه من الوجوه إلَّا فَرَّغت ما فيها من البركة في ذلك الوادي، ولا تذهبُ الأيام والليالي حتَّى يسكنها رجل من عِتْرَتي اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يُشْبِهُ خَلْقُهُ خَلْقِي، وخُلُقُهُ خُلُقِي، يملأُ الدُّنْيَا قِسْطًا وعَدْلًا كما مُلِئت ظلمًا وجُورًا".
(9/ 471) في ترجمة (عبد اللَّه بن السَّرِيّ المَدَائِنِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (عبد اللَّه بن السَّرِيّ المَدَائِنِيّ الأَنْطَاكِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ عثمان الدَّارِمي عن يحيى بن مَعِين" ص 106 رقم (307). وقد سأله عنه فقال: "رجل".
2 -
"الجرح والتعديل"(5/ 78) ولم يذكر غير قول يحيى السابق، وقال تعليقًا عليه:"كان عبد اللَّه بن السَّرِيّ رجلًا صالحًا فأحسب يحيى حاد عن ذكره من أجل ذلك".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 264 - 265) -باسم عبد اللَّه بن أبي السَّرِيّ- وقال: "عن محمد بن المُنْكَدِر لا يُتَابَعُ عليه ولا يُعْرَفُ إلَّا به". وساق له حديث: "إذا لَعَنَ آخرُ هذه الأُمَّة أَوَّلَهَا. . . ".
4 -
"المجروحين"(2/ 33 - 34) وقال: "شيخ يروي عن أبي عِمْرَان الجَوْنِي العجائب التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنَّها موضوعة. لا يحلُّ ذكره في الكتب إلَّا على سبيل الإنْبَاه عن أمره لمن لا يعرفه".
5 -
"الكامل"(4/ 1528 - 1529) وقال: "لا بأس به".
6 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 98 رقم (100)، وقال:"يروي عن محمد بن المُنْكَدِر وأبي عِمْران الجَوْني وغيره بالمناكير، لا شيء".
7 -
"الكاشف"(2/ 81) وقال: "صدوق".
8 -
"التقريب"(1/ 418) وقال: "زاهد صدوق، روى مناكير كثيرة تفرَّد بها، من التاسعة"/ ق.
و (أبو عمر البزَّاز) هو (الجَوْني)، واسمه (حفص بن سليمان القَارِي) كما قاله المِزِّي ونقله عنه الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (2/ 428) في ترجمة (عبد اللَّه بن السَّرِيّ). وقال الذَّهَبِيُّ في أول ترجمته:"هذا الجَوْني ما أعتقد أنَّه عبد الملك بن حَبِيب التابعي المشهور، بل واحد مجهول، لأنَّ التابعي لم يدركه ابن السَّرِيّ ولأنَّ المجهول قد روى كما ترى عنه مُجَالِد، وهو أصغر من عبد الملك".
أقول: حفص بن سليمان القَارِي الغَاضِرِيّ البزَّار أبو عمر، ليس بالمجهول، وهو متروك، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (636).
و(الشَّعْبِيُّ) هو (عامر بن شَرَاحِيل أبو عمرو): إمام ثقة مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (264).
التخريج:
رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 34) -في ترجمة (عبد اللَّه بن السَّرِيّ المَدَائِنِي) -، عن محمد بن الحسن بن قُتَيْبَة، عن أحمد بن مسلم السَّقَّا الحَلَبِي، به. وعنده:"وسرير سليمان" بدلًا من: "مائدة سليمان".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 56 - 57) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". ثم ذكر قول ابن حِبَّان السابق في (عبد اللَّه بن السَّرِيّ). وفي "الموضوعات" المطبوع سقط من أول الإِسناد.
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(1/ 464)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشَّريعة"(2/ 46).
وقال الحافظ ابن حَجَر في "التهذيب"(5/ 234) في ترجمة (عبد اللَّه بن السَّرِيّ): "إنَّ ابن حِبَّان ساق له حديثًا موضوعًا في فضل أَنْطَاكِيَة.
غريب الحديث:
قوله: "رضراض الألواح": قال ابن كثير في "تفسيره"(2/ 259) عند قوله تعالى في [سورة الأعراف: الآية 154]: {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ. . .} : "يقول كثير من المفسرين: إنَّها لمَّا ألقاها -يعني من شدة الغضب على عُبَادَة بني إسرائيل العجل- تكسَّرت، ثم جمعها بعد ذلك. . . وزعموا أن رضاضها لم يزل موجودًا في خزائن الملوك لبني إسرائيل إلى الدولة الإسلامية، واللَّه أعلم بصحة هذا".
* * *
1461 -
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن مروان العَتِيق قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن صالح -يعني ابن مُسْلِم-، حدَّثنا ناصح الكوفي، عن مُحَارِب،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تُحْبَسُ لُحُومُ الأَضَاحِي بعد ثَلَاثَةِ أيَّامٍ" ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: "كُلُوا وَأَمْسِكُوا مَا شِئْتُمْ".
(9/ 477) في ترجمة (عبد اللَّه بن صالح بن مُسْلِم العِجْلِي الكوفي المُقْرِئ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من أوجهٍ أخرى.
ففيه (ناصح بن عبد اللَّه -أو ابن عبد الرحمن- التَّمِيميّ المُحَلِّمِيّ الحَائِك أبو عبد اللَّه) وهو ضعيف. قال ابن حِبَّان في ترجمته من "المجروحين"(3/ 54 - 55): "كان شيخًا صالحًا يروي عن الثقات ما ليس يُشْبِهُ حديث الأثبات، وينفرد بالمناكير عن ثقات مشاهير، غلب عليه الصلاح فكان يأتي بالشيء على التوهم، فلما فحش ذلك منه استحق ترك حديثه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (732).
كما أنَّ فيه (إبراهيم بن محمد بن مروان العَتِيق أبو إسحاق)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (6/ 152 - 153) ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه:"غَمَزُوه". وكانت وفاته سنة (263) للهجرة. وترجم له في "اللسان"(1/ 96) ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ ولم يزد.
و(مُحَارِب) هو (ابن دِثَار السَّدُوسي الكوفي): إمام ثقة فقيه زاهد، وليس حديثه بالكثير، خرَّج له الستة، وتوفي عام (116 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(5/ 217 - 219)، و"التهذيب"(10/ 49 - 51)، و"التقريب"(2/ 230).
وباقي رجال الإِسناد ثقات.
التخريج:
الشطر الأول من الحديث: "لا تُحْبَسُ لُحُوم الأَضَاحي بعد ثلاثةِ أيامٍ"، أخرجه عن ابن عمر: البُخَاري في الأضاحي، باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي وما يتزود منها (10/ 24) رقم (5574)، ومسلم في الأضاحي، باب بيان ما كان من النهي عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث. . . (3/ 1560 - 1561) رقم (1970)، والنَّسَائي في الضحايا، باب النهي عن الأكل من لحوم الأضاحي بعد ثلاث وعن إمساكه (7/ 232)، والتِّرْمِذِيّ في الأضاحي، باب ما جاء في كراهية أكل الأضحية فوق ثلاث أيَّام (4/ 94) رقم (1509)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 290).
أمَّا الشطر الثاني الذي يتناول إباحة الأكل والادِّخار بعد، فإنَّه لا يُعْرَفُ من حديث ابن عمر، ولذلك قال الحافظ ابن حَجَر في "الفتح" (10/ 29) شارحًا لتتمة حديث سالم عن ابن عمر:"وكان عبد اللَّه يأكل الزيت، حين ينفر من مِنَي من أجل لحوم الهدي". قال: "المراد أنَّ ابن عمر كان لا يأكل من لحم الأضحية بعد ثلاثة، فكان إذا انقضت ثلاث مِنَي ائْتَدَمَ بالزيت، ولا يأكل اللحم تمسكًا بالأمر المذكور.
ويدلُّ قوله في آخر الحديث: "من أجل لحوم الهدي"، وكأنه أيضًا لم يبلغه الإذنُ بعد المنع".
وقال الإِمام التِّرْمِذِيُّ عقب روايته للشطر الأول المتقدِّم: "حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، وإنَّما كان النهي من النبيِّ صلى الله عليه وسلم متقدِّمًا ثم رَخَّصَ بعد ذلك". فدلَّ ما تقدَّم على أن الزيادة تلك التي رواها الخطيب منكرة، ولم أقف على من رواها غيره في كُلِّ ما رجعت إليه.
والحديث بتمامه قد رُوي عن عدد من الصحابة، انظر مروياتهم في:"السنن الكبرى" للبيهقي (9/ 290 - 293)، و"التلخيص الحَبِير"(4/ 144 - 145)، و"جامع الأصول" المجلد الثالث رقم:(1678 و 1680 و 1681 و 1682 و 1683 و 1684 و 1686)، و"مجمع الزوائد"(4/ 25 - 28).
ومن شواهده، ما رواه البُخَاري في الحجِّ، باب ما يَأْكُلُ مِنَ البُدْنِ وما يَتَصَدَّقُ (3/ 557) رقم (1719)، ومسلم في الأضاحي، باب بيان ما كان من النهي عن أكل لحوم الأضاحي. . (3/ 1562) رقم (1972)، وغيرهما، عن جابر بن عبد اللَّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"أنَّه نَهَى عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الضَّحَايَا بَعْدَ ثلاثٍ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: كُلُوا وَتَزَوَّدُوا وادَّخِرُوا". واللفظ لمسلم.
* * *
1462 -
أخبرنا عبيد اللَّه بن عبد العزيز البَرْذَعِيّ، والحسن بن عليّ الجَوْهَرِيّ، قالا: حدَّثنا محمد بن عبيد اللَّه بن الشِّخِّير الصَّيْرَفِيّ، حدَّثنا أحمد بن إسحاق المُلْحَمِيّ، حدَّثني أبو عُمَير عبد الكبير بن محمد الأنصاري -بمِصْرَ-، حدَّثني الحسن بن الحَضْرَمِيّ بن عليّ الأَزْدِيّ قال: سمعت أحمد بن أبي داود يقول: خَرَجَ دِعْبِل بن عليّ إلى خُرَاسَان، فَنَادَمَ عبد اللَّه بن طاهر فَأُعْجِبَ به -[وذكر قِصَّةً وقعت لدِعْبِل مع عبد اللَّه بن طاهر]-، قال دِعْبِل: حدَّثني
أمير المؤمنين المأمون، عن أمير المؤمنين الرشيد، عن المهدي، عن المنصور، عن أبيه، عن جَدِّه،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ لا يَشْكُرُ اللَّهَ، ومَنْ لا يَشْكُرُ القَلِيلَ لا يَشْكُرُ الكَثِيرَ".
(9/ 487 - 488) في ترجمة (عبد اللَّه بن طاهر بن الحسين الخُزَاعِي أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والشطر الأول: "مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ لا يَشْكُرُ اللَّهَ" صحيح من طرق أخرى. أمَّا الشطر الثاني: "مَنْ لا يَشْكُرُ القَلِيلَ لا يَشْكُرُ الكَثِيرَ" فقد رُوي من طريق حسن كما سيأتي بيانه.
ففي الإِسناد: (دِعْبِل بن عليّ الخُزَاعِي أبو عليّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الميزان"(2/ 27) وقال: "رَافِضِيٌّ بغيضٌ سَبَّابٌ. . . له عن مالك مناكير". وقال: "ضعَّفه أبو العبَّاس النَّبَاتي
(1)
".
2 -
"السِّيَر"(11/ 519) وقال: "كان من غُلَاة الشيعة، وله هَجْوٌ مُقْذِعٌ". وقال: "كان خبيث اللسان والنَّفْسِ".
3 -
"اللسان"(2/ 430 - 432) وطوَّل في ذكر أخباره. وكانت وفاته سنة (246) للهجرة.
(1)
صُحِّفَ في "الميزان" إلى: "البناتي". والتصويب من "اللسان"(2/ 430)، و"تبصير المنتبه في تحرير المشتبه" لابن حَجَر (1/ 172) وقال:"أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن مُفْرج الأندلسي النَّبَاني؛ نسبة إلى حشائش الطب، سمع ابن زَرْقُون ورحل، فلقيه ابن نُقْطَة وغيره، وكان مجموعَ الفضائل. . . ".
كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن طاهر بن الحسين) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
وفيه جماعة الخلفاء من بني العبَّاس غير معروفين بالنقل.
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق (6/ 69 - 70) -مخطوط-، عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي، عن أبي محمد الجَوْهَرِيّ، عن أبي بكر محمد بن عبيد اللَّه بن الشِّخِّير الصَّيْرَفي، به.
والشطر الأول من الحديث "مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاس لا يَشْكُرُ اللَّهَ" صحيح، رواه عدد من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(2/ 559 - 560)، و"مجمع الزوائد"(8/ 180 - 182)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 77 - 78).
ومن ذلك ما رواه أبو داود في الأدب، باب في شكر المعروف (2/ 157 - 158) رقم (4811)، والتِّرْمِذِيّ في البَرِّ والصلة، باب ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك (4/ 339) رقم (1954)، وأحمد في "المسند"(2/ 258)، وغير موضع، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 87 - 88 رقم (218)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 72 - 173) رقم (3398)، والخرائطي في "فضيلة الشكر" ص 61 - 62، عن أبي هريرة مرفوعًا باللفظ المتقدِّم. وقال التِّرْمِذِيُّ:"حسن صحيح".
أمَّا الشطر الثاني: "مَنْ لا يَشْكُرُ القَلِيلَ لا يَشْكُرُ الكَثِيرَ".
فقد رواه مطوَّلًا، أحمد في "المسند"(4/ 278 و 375) -واللفظ له-، وعبد اللَّه بن أحمد في زوائد "المسند"(4/ 375)، وابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "الشُّكْر" ص 95 - 96 رقم (63)، والخَرَائِطي في كتاب "فضيلة الشكر للَّه" ص 62 مختصرًا، عن النُّعْمَان بن بَشِير مرفوعًا: "مَنْ لم يَشْكُرِ القَلِيلَ لَمْ يَشْكُرِ
الكَثِيرَ، ومَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّه، والتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ، وتَرْكُهَا كُفْرٌ، والجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ، والفُرْقَةُ عَذَابٌ".
قال الهيثمي في "المجمع"(8/ 182): "رواه عبد اللَّه، وأبو عبد الرحمن راويه عن الشَّعْبِي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
أقول: (أبو عبد الرحمن) هو (الشَّامي) كما ورد مصرَّحًا به في إسناد ابن أبي الدُّنْيَا والخَرَائطي، واسمه (القاسم بن عبد الرحمن الدِّمَشْقِيّ)، وكان صاحب أبي أُمَامة رضي الله عنه، وهو صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (327).
ولذلك قال الحافظ المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(2/ 78): "رواه عبد اللَّه بن أحمد في زوائده بإسناد لا بأس به. ورواه ابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "اصطناع المعروف" باختصار".
* * *
1463 -
أخبرنا الحسن بن عليّ التَّمِيمي، ومحمد بن عبد الملك القُرَشي، قالا: حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن عليّ بن الحسين الخَلَّال، حدَّثنا عبد العزيز بن عبد اللَّه الهاشمي، حدَّثنا عبد اللَّه بن إبراهيم الغِفَاري، عن المُنْكَدِر بن محمد، عن أبيه محمد بن المُنْكَدِر،
عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبُّ النَّاسِكَ النَّظِيفَ".
(10/ 11 - 12) في ترجمة (عبد اللَّه بن عليّ بن الحسين الخَلَّال أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (عبد اللَّه بن إبراهيم الغِفَارِيّ المَدَنيّ أبو محمد)، وهو مُتَّهَمٌ بالوضع عَدَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (583).
كما أنَّ فيه (المُنْكَدِر بن محمد بن المُنْكَدِر القُرَشِيّ التَّيْمِيّ المَدَنِيّ)، وهو ليِّن الحديث. قال أبو حاتم الرَّازي -كما في "الجرح والتعديل" (8/ 406) -:"كان رجلًا صالحًا لا يُقيم الحديث، كان كثير الخطأ، لم يكن بالحافظ لحديث أبيه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (899).
وصاحب الترجمة (عبد اللَّه بن عليّ الخَلَّال) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 223) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". ثم ذكر بعض أقوال النُّقَّاد في (عبد اللَّه الغِفَاري) و (المُنْكَدِر بن محمد).
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 184) إلى الخطيب وحده. وقال: "فيه عبد اللَّه بن إبراهيم الغِفَارِيّ".
لكن وجدت العَجْلُوني في "كشف الخفاء"(1/ 289) عند كلامه على حديث "بُني الدِّينُ على النَّظَافة"، يعزو حديث جابر إلى الدَّارَقُطْنِيّ. ولم أقف عليه في "السنن"، و"المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف"، وما طُبِعَ من "العلل"، فلعله في غيرها، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
1464 -
أخبرنا محمد بن عبد الملك القُرَشِيّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا عبد اللَّه بن عمر بن سعيد الطَّالْقَانِيّ، حدَّثنا عمَّار بن عبد المجيد، حدَّثنا محمد بن مُقَاتِل الرَّازِيّ، عن أبي العبَّاس جعفر بن هارون الوَاسِطيّ، عن سَمْعَان بن المهديّ،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ في مَعْصِيَةِ الخَالِقِ".
(10/ 22) في ترجمة (عبد اللَّه بن عمر بن سعيد الطَّالْقَانِيّ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث صحيح من أوجه أخرى.
ففي إسناده (سَمْعَان بن مهدي) وقد ترجم له في:
1 -
"الميزان"(2/ 234) وقال: "عن أنس بن مالك، حيوان لا يُعْرَفُ، أُلْصِقَتْ به نسخة مكذوبة رأيتها، قَبَّحَ اللَّه مَنْ وَضَعَهَا".
2 -
"اللسان"(3/ 114) وقال: وهي -يعني النسخة المكذوبة- من رواية محمد بن مُقَاتِل الرَّازي عن جعفر بن هارون الوَاسِطي عن سَمْعَان، فذكر النسخة، وهي أكثر من ثلاث مائة حديث، أكثر متونها موضوعة". ثم ذكر بعضها، وقال: "وأورد الجُوْزَجَاني من هذه النسخة حديثًا وقال: منكر وفي سنده غير واحدٍ من المجهولين".
3 -
"المغني"(1/ 286) وقال: "عن أنس، لا يُعْرَفُ، أُلْصِقَتْ به نسخة، قَبَّحَ اللَّه واضعها".
كما أنَّ في إسناده (محمد بن مُقَاتِل الرَّازِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الميزان"(4/ 47) وقال: "تُكُلِّمَ فيه ولم يُتْرَكْ".
2 -
"المغني"(2/ 635) وقال: "ضعيف".
3 -
"اللسان"(5/ 388) وقال: "مات سنة ثمان وأربعين ومائتين".
كما أنَّ فيه (جعفر بن هارون الوَاسِطي أبو العبَّاس) وقد ترجم له في:
1 -
"الميزان"(1/ 420) باسم (جعفر بن هارون) فقط. وقال: "عن محمد بن كثير الصَّنْعَاني. أتى بخبر موضوع".
2 -
"اللسان"(2/ 131) وقال: "وستأتي الإشارة إلى شيء من خبره في ترجمة سَمْعَان بن مهدي". فتبين أنَّه الوَاسِطي.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن عمر الطَّالْقَانِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(عمَّار بن عبد المجيد الطَّالْقَانِيّ) لم أقف على من ترجم له.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 213)، وأبو يعلى في "مسنده"(7/ 102) رقم (4046)، وعنهما الضِّيَاء المَقْدِسي في "المُخْتَارة"(6/ 318 - 319) رقم (2341 و 2342)، من طريق يحيى بن أبي كثير، عن عمرو بن زينب
(1)
، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"لا طَاعَةَ لِمَنْ لَمْ يُطِعِ اللَّهَ".
قال في "المجمع"(5/ 225) بعد أن عزاه أحمد وأبي يعلى: "وفيه عمرو بن زينب، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".
أقول: (عمر بن زُنَيْب) ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(6/ 332 - 333)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، وذكر حديثه عن أنس.
كما ترجم ابن أبي حاتم له في "الجرح والتعديل"(6/ 233) وذكر الحديث أيضًا، وقال:"اختلفوا فيه. سمعت أبي يقول ذلك".
(1)
هكذا في "المسندين"، و"المختارة"، و"المجمع":"زينب" بتقديم الياء على النون. وفي جميع مصادر ترجمته: "زُنَيْب" بتقديم النون على الياء. قال الإمام الدَّارَقُطْنِيّ في "المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف"(3/ 1150): "وأمَّا زُنَيْب، فهو عمرو بن زُنَيْب، روى عن أنس بن مالك. . . وقيل: إنَّه عمر بن زُبَيْب". وقال الحافظ ابن حَجَر في "تبصير المنتبه"(2/ 638): "وبنون بدل الموحدة الأولى: عمرو بن زُنَيْب، سمع أنسًا".
وترجم له ابن حِبَّان في "الثقات"(5/ 174) وقال: "يروي عن أنس بن مالك، روى عنه الحجَّاج بن الحجَّاج الأَسْلَمِي، وهو الذي يروي عنه يحيى بن أبي كثير ويقول: عمرو بن بلال الغبري
(1)
".
وترجم له الحافظ ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 204، ولم يذكر فيه إلَّا توثيق ابن حِبَّان. وذكر الحديث في ترجمته.
ورواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أصبهان"(1/ 133)، من طريق عبد اللَّه بن عبد الوهاب الخُوَارِزْمِيّ، عن داود بن عفَّان، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالقِ. فمن عصى ربَّه وأطاعَ المخلوقَ في معصية ربِّه، كان معه في النَّارِ".
أقول: في إسناده (داود بن عفَّان بن حَبِيب النَّيْسَابُوري)، وهو مُتَّهَمٌ بالكذب، روى عن أنس بن مالك نسخة موضوعة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (865).
والحديث صحيح، مروي عن عدد من الصحابة. وقد تقدَّم الكلام عليه في حديث (983).
* * *
1465 -
أخبرنا البَرْقَاني، وبُشْرَى بن عبد اللَّه الرُّومي، قالا: حدَّثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، أخبرنا ابن أبي العَوَّام، حدَّثنا عبد اللَّه بن عمرو الجَمَّال -قدم علينا سنة ثلاث عشرة ومائتين-، حدَّثنا إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، عن سَرِيع مولى محمد بن مَسْلَمَة،
(1)
هكذا في المطبوع: "الغبري". وأشار المحقق إلى أنَّه كذلك في الأصول. أقول: في "المسند" لأحمد (3/ 213)، و"التاريخ الكبير"(6/ 333)، و"تعجيل المنفعة" ص 204:"العَنْبَرِيّ" بالعين المهملة بعدها نون.
عن محمد بن مَسْلَمَة قال: بعثني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في ثلاثين راكبًا، منهم عبَّاد بن بِشْر إلى بني أبي بكر بن كِلَاب، وأَمَرَنَا أَنْ نَسِيرَ اللَّيْلَ ونَكْمُنَ النَّهَارَ، وأَنْ نَشُنَّ عليهم الغَارَات.
(10/ 23 - 24) في ترجمة (عبد اللَّه بن عمرو الجَمَّال).
مرتبة الحديث:
في إسناده (سَرِيع مولى محمد بن مَسْلَمَة)، لم أقف على من ترجم له.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن عمرو الجَمَّال) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(ابن أبي العَوَّام) هو (محمد بن أحمد بن يزيد بن أبي العَوَّام الرِّيَاحي أبو بكر، وأبو جعفر)، ترجم له الحافظ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (13/ 7) وقال:"المحدِّث الإمام". ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه: "صدوق". وتوفي عام (276 هـ).
و(محمد بن جعفر بن الهيثم) هو (محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم الأَنْبَاري، أبو بكر بن أبي أحمد البُنْدَار)، ترجم له الحافظ الخطيب في "تاريخه" (2/ 150 - 151) وقال:"سألت البَرْقَاني عن ابن الهيثم فقلت: هل تكلَّم فيه أحد؟ فقال: لا. قال: وكان سماعه صحيحًا بخطِّ أبيه". وفيه عن محمد بن أبي الفَوَارس: "كان عنده إسناد، انتقى عليه عمر البَصْري. وكان قريب الأمر، فيه بعض الشيء، وكانت له أصول بخطِّ أبيه جِيَادٌ". وتوفي عام (360 هـ). وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(16/ 63) وقال: "الشيخ المعمَّر مُسْنِدُ بغداد".
و(إبراهيم بن جعفر) هو (إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن مَسْلَمَة الحارثي الأنصاري)، ترجم له في "الجرح والتعديل" (2/ 91) وفيه عن أبي حاتم:"هو صالح".
وأبوه (جعفر بن محمود بن محمد بن مَسْلَمَة) ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(2/ 489) وفيه عن أبي حاتم: "محلُّه الصدق".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 107).
3 -
"التقريب"(1/ 133) وقال: "صدوق، من الرابعة"/ صد.
وشيخ الخطيب (أبو بكر أحمد بن محمد البَرْقَاني): ثقة. وقد سبقت ترجمته في حديث (312).
وشيخه الثاني (بُشْرَى بن عبد اللَّه الرُّومي): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1413).
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(15/ 959 - 960) -مخطوط- عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
والخبر ذكره ابن سعد في "الطبقات"(3/ 444) فقال: "وبعثه -يعني محمد بن مَسْلَمَة- إلى القُرْطَاء
(1)
، وهم من بني أبي بكر بن كلاب، سَرِيَّةً في ثلاثين راكبًا من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَسَلِمَ وغَنِمَ".
وَذَكَرَ خبر هذه السَّرِيَّة مطوَّلًا، الإمام محمد بن يوسف الصَّالِحي الشَّامي في كتابه "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد" -المشهورة باسم "السيرة الشَّامِيَّة"- (6/ 112 - 113) فقال: "وروى محمد بن عمر عن شيوخه، وابن عَائِذ عن عُرْوَة أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعث محمد بن مَسْلَمَة في ثلاثين رجلًا رُكْبَانًا، فيهم عبَّاد بن بِشْر، وسَلَمَة بن سلامة بن وَقْش، والحارث بن
(1)
"هم قُرْط بضم القاف وسكون الراء، وقُرَيْط بفتح الراء، وقَرِيط بكسرها، بنو عَبْد بغير إضافة ابن عبيد، وهو أبو بكر بن كِلَاب بن قيس عَيْلان. . ". "سبل الهدى والرشاد"(6/ 115 - 116).
خُزَيْمَة، إلى بني بكر بن كِلَاب، وأمره أن يسير اللَّيْلَ ويَكْمُنَ النَّهَارَ، وأَنْ يَشُنَّ الغَارَةَ عليهم. . . ".
* * *
1466 -
أخبرنا القاضي أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن عبد الرحمن الأَصْبَهَاني، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عليّ بن فِرَاس المُعَدَّل -بمكَّة-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه جعفر بن إدريس القَزْوِيني، حدَّثنا أبو الطيِّب عبد اللَّه بن عمرو بن الحَكَم البغدادي، حدَّثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن أحمد بن عامر الطَّائي، حدَّثني أبي: أحمد بن عامر -بِسُرَّ مَنْ رَأى، في اليوم الذي مات فيه الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى الرِّضى-، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن موسى، حدَّثنا أبي: موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ،
عن أبيه عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هبط عليَّ جبريل وعليه قَبَاء أسود، وعِمَامَة سوداء. فقلت: ما هذه الصورة التي لم أرك هبطت عليَّ فيها قَطُّ؟ قال: هذه صورة المُلُوكِ من ولد العبَّاس عمّك. قلت: وهم على حَقٍّ؟ قال جبريل: نعم.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ اغْفِرْ للعبَّاس، ولولدهِ حيثُ كانوا، وأين كانوا.
قال جبريل: ليأتين على أُمَّتك زمان، يعزُّ اللَّه الإسلام بهذا السواد.
قلت: رئاستهم ممن؟ قال: من ولد العبَّاس. قال قلت: وأتباعهم؟ قال: من أهل خُرَاسان. قلت: وأي شيء يملك ولد العبَّاس؟ قال: يملكون الأصفر، والأخضر، والحَجَر، والمَدَر، والسرير، والمنبر، والدُّنيا إلى المَحْشَرِ، والمُلْكَ إلى المَنْشَرِ".
(10/ 26 - 27) في ترجمة (عبد اللَّه بن عمرو بن الحكم).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (عبد اللَّه بن أحمد بن عامر الطَّائي أبو القاسم) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(9/ 385 - 386) وقال: "روى عن أبيه عن عليّ بن موسى الرِّضَى عن آبائه نسخة". وفيه عن أبي محمد بن عليّ البَصْري: "كان أُمِّيًّا لم يكن بالمَرْضِيّ". وتوفي عام (324 هـ).
2 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 390) وقال: "عن أبيه عن عليّ الرضا عن آبائه بتلك النسخة الموضوعة الباطلة، ما تنفك عن وَضْعِهِ أو وَضْعِ أبيه".
أمّا والده (أحمد بن عامر الطَّائي)، فقد ترجم له الحافظ ابن حَجَر في "اللسان" (1/ 190) وقال:"وله ذكر في الأصل في ترجمة ابنه عبد اللَّه. وقال ابن الجَوْزي في "الموضوعات": هو مَحَلُّ التُّهْمَةِ. وتكلَّم فيه البيهقي في "الشُّعَبِ"".
وصاحب الترجمة (عبد اللَّه بن عمرو بن الحكم البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 33) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
كما ساقه من حديث جابر، وأنس، وابن عبَّاس، وأبي موسى، رضي الله عنهم، وقال في (2/ 36) منه:"هذا حديث لا يصحُّ من جميع طرقه".
وقال بخصوص حديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: "أحمد بن عامر لا يُتَابَعُ على هذا الحديث، وهو مَحَلُّ التُّهْمَةِ".
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 431)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(2/ 10).
* * *
1467 -
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدَّرْبَنْدِيّ، أخبرنا محمد بن أبي بكر الحافظ -ببُخَارَى-، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن يوسف الأَزْدِيّ، حدَّثنا محمود بن إسحاق بن محمود الخُزَاعي، حدَّثني: أبي، حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن عبد الرحمن -مِنْ وَلَدِ أُسَامة بن زيد، أصله مَدَني سكن بغداد-، حدَّثنا مالك بن أنس، والعَطَّاف بن خالد، عن نافع،
عن ابن عمر: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يَسْجُدُ على الخُمْرَةِ.
(10/ 28) في ترجمة (عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يزيد الأُسَامِيّ الكَلْبِيّ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يزيد الأُسَامِيّ الكَلْبِيّ أبو محمد). وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(10/ 27 - 29) وفيه عن أبي عليّ صالح بن محمد جَزَرَة: "زعم أنَّه مِنْ وَلَدِ أُسامة بن زيد، مِنْ أَكْذَبِ خَلْقِ اللَّه. دخل بُخَارَى وحدَّث بها". وقال أيضًا: "عامَّة أحاديثه بواطيل".
وفيه عن أبي مَعْشَر: "كذَّبوه. كان يأخذ كتاب القَعْنَبِيّ وكتاب قُتَيْبَة، فينظر فيه فيروي لهم عن اللَّيْث بن سعد وغيره".
2 -
"الميزان"(2/ 453) وقال: "روى ببُخَارى عن مالك بالأباطيل فكذَّبوه".
3 -
"اللسان"(3/ 307 - 308) وقال: "قال المؤلف -يعني الذَّهَبِيّ- بعد عدَّة تراجم: (عبد اللَّه بن محمد بن أُسامة) عن اللَّيث بن سعد وابن لَهِيعة. قال
ابن حِبَّان: يضع الحديث عليهما. ثم قال: كان محمد بن إسماعيل الجُعْفِي شديد الحَمْل عليه. ويقال إنَّه مِنْ وَلَدِ أُسامة بن زيد. انتهى. والظاهر أنَّه هو، فإنَّ الخطيب روى عن أبي مَعْشَر حَمْدُوْيَه بن الخطَّاب أنَّ (الأُسَامِيّ) كان يأخذ كتاب القَعْنَبِيّ وكتاب قُتَيْبَة لينظر فيه، فيروي لهم عن اللَّيْث وغيره".
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(2/ 92 و 98)، من طريق أبي إسحاق، عن البهي، عن ابن عمر قال:"كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصلِّي على الخُمْرَةِ".
وصَحَّحَ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(8/ 41) رقم (5660)، إسناده.
ورواه البزَّار في "مسنده"(1/ 291) رقم (608) -من كشف الأستار-، عن محمد بن عبد اللَّه المُخَرِّمي، عن مُعَلَّى بن منصور، عن وُهَيْب، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يصلِّي على الخُمْرَةِ. . أحسبه قال: وسَجَدَ عليها".
قال البزَّار: "لا نعلم أسنده عن أيوب إلَّا وُهَيْب، ولا عنه إلَّا مُعَلَّى، ولم نسمعه إلَّا من محمد".
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 382) رقم (13415)، و"المعجم الأوسط"(2/ 395 - 396) رقم (1683)، من طريق قُتَيْبَة بن سعيد، عن العَطَّاف بن خالد، عن نافع، عن ابن عمر:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يصلِّي على الخُمْرَةِ ويَسْجُدُ عليها".
قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 56): "رواه أحمد والبزَّار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وزاد فيه: "ويسجد عليها"، ورجال أحمد رجال الصحيح.
ورواه أحمد أيضًا بإسناد رجاله رجال الصحيح فقال فيه عن عائشة أو عن ابن عمر، شكَّ شَرِيك".
وللحديث شواهد عدَّة، انظرها إن شئت في:"جامع الأصول"(5/ 467 - 468)، و"مجمع الزوائد"(2/ 56 - 57).
غريب الحديث:
قوله: "الخُمْرَة": "-السَّجَّادَةُ- وهي مقدار ما يضع الرَّجُلُ عليه وجهه في سجوده من حصير أو نَسِيجة خُوص ونحوه من النَّبَاتِ، ولا تكون خُمْرَةً إلَّا في هذا المقدار. وسُمِّيَتْ خُمْرَةً لأنَّ خيوطها مستورة بِسَعَفِهَا". "النهاية"(2/ 77 - 78).
* * *
1468 -
أخبرنا أبو القاسم عمر بن الحسين بن إبراهيم الخَفَّاف، حدَّثنا عمر بن محمد بن عليّ النَّاقِد، أخبرنا إبراهيم بن عبد اللَّه بن أيوب المُخَرِّمي، حدَّثنا عبد اللَّه بن عَوْن الخرَّاز، حدَّثنا خَلَف بن خَلِيفة، حدَّثنا أبو مالك الأَشْجَعِي،
عن أبيه -وكان صلَّى خَلْفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رآني في المَنَامِ فقد رآني، فإنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي".
(10/ 35) في ترجمة (عبد اللَّه بن عَوْن الهِلَالي الخَرَّاز أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (إبراهيم بن عبد اللَّه بن محمد بن أيوب المُخَرِّمي أبو إسحاق)، قال الإسماعيلي: صدوق. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: ليس بثقة حدَّث عن قوم ثقات بأحاديث باطلة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (878).
كما أنَّ في إسناده (خَلَف بن خَلِيفة بن صَاعِد الأَشْجَعِيّ الكوفي أبو أحمد)، وهو صدوق اختلط بأَخَرَةٍ. انظر:"الكواكب النَّيِّرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات" لابن الكَيَّال ص 155 - 161، و"الكامل في الضعفاء" لابن عدي (3/ 932 - 934) وقال:"ولا أُبَرِّئُه من أن يخطئ في الأحاديث في بعض رواياته"، و"تهذيب الكمال"(8/ 284 - 289"، و"التقريب" (1/ 225).
وشيخ الخطيب (عمر بن الحسين بن إبراهيم الخَفَّاف أبو القاسم) ترجم له في "التاريخ"(11/ 276) وقال: "كان صدوقًا". وتوفي عام (450 هـ).
و (أبو مالك الأَشْجَعِي) هو (سعد بن طارق بن أَشْيَم الأَشْجَعِي الكوفي) قال ابن عبد البَرّ: "لا أعلمهم يختلفونَ في أنَّه ثقة عالم". وتوفي في حدود الأربعين ومائة. انظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(10/ 169 - 271)، و"التهذيب"(3/ 472 - 473)، و"التقريب"(1/ 287).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه التِّرْمِذِيُّ في "الشمائل" ص 320 رقم (391)، وأحمد في "المسند"(3/ 472) و (6/ 394)، وابن أبي شَيْبَة في "المصنَّف"(11/ 55)، والطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 378 - 179) رقم (8180)، من طريق خَلَف بن خَلِيفة، عن أبي مالك الأَشْجَعِي، عن أبيه مرفوعًا بلفظ:"من رآني في المَنَام فقد رآني".
ورواه البزَّار في "مسنده"(3/ 17) رقم (2135) -من كشف الأستار-، من ذات الطريق المتقدِّم بلفظ:"من رآني في المَنَام فقد رآني في اليقظةِ، إنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَكَوَّنُ في صُورتي".
قال البزَّار عقبه: "لا نعلم حدَّث به عن أبي مالك إلَّا خَلَف".
قال في "المجمع"(7/ 181): "رواه أحمد والبزَّار والطبراني، ورجاله رجال الصحيح". ولم يُنَبِّه الهيثمي على الزيادة التي عند البزَّار!
والحديث صحيح، مروي عن عدد من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(2/ 528 - 530)، و"مجمع الزوائد"(7/ 181 - 182).
ومن ذلك ما رواه البخاري في التعبير، باب من رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام (12/ 383) رقم (6993)، ومسلم في الرؤيا، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: من رآني في المَنَام فقد رآني (4/ 1775) رقم (2266) -واللفظ له-، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:"من رآني في المَنَام فقد رآني، فإنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي".
* * *
1470
(1)
- أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن يحيى بن محمد البزَّار العَسْكَرِي المُقْرِئ، حدَّثنا محمد بن السَّرِيّ بن سهل القَنْطَرِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدَّثنا أحمد بن رَوْح، حدَّثنا حَبِيب بن مَطَر السَّدُوسِي قال: حدَّثني عليّ بن عبد اللَّه أبو الحسن، عن عطاء،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ للعَبَّاسِ، ولِوَلَدِ العَبَّاسِ، وَلِمَنْ أَحَبَّهُمْ".
وأخبرنا ابن رِزْق، حدَّثنا أبو بكر بن محمد الأَدَمِي القَاري، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد الدُّوْرَقِي، حدَّثنا أحمد بن رَوْح البَصْرِي بإسناده مثله سواء.
(10/ 39) في ترجمة (عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن يحيى البزَّار العَسْكَرِيّ المُقْرِئ أبو القاسم).
(1)
وقع سهو في الترقيم هنا، حيث ينبغي أن يكون (1469). ولم أشأ تصحيحه لما سيترتب عليه من الخلل في الإحالات كلها.
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن عبيد اللَّه البزَّار العَسْكَرِي المُقْرِئ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (حَبِيب بن مَطَر السَّدُوسِيّ) لم أقف على من ترجم له.
و (عليّ بن عبد اللَّه أبو الحسن) و (عبد اللَّه بن أحمد) لم أتبينهما.
و (أحمد بن رَوْح) يغلب على الظن أنَّه: (البزَّاز أبو يزيد) قال عنه في "الميزان"(1/ 98): "بغدادي يُجْهَلُ".
وترجم له الخطيب في "تاريخه"(4/ 158 - 159) وقال عن إسناد هو أحد رجاله: "صحيح".
و (عطاء) هو (بن أبي رَبَاح): إمام ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ص 145 عن الخطيب من طريقه هذا.
كما رواه في ص 145 - 146 من طريق الكِسَائي عليّ بن حمزة، عن عبد الملك، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"اللَّهُمَّ اغْفِرْ للعَبَّاسِ، وَوَلَدِ العَبَّاسِ، وَلِمُحِبِّي وَلَدِ العَبَّاسِ وشِيْعَتِهِمْ".
أقول: في إسناد ابن عساكر ممن هم دون الكِسَائي عليّ بن حمزة من لم يذكر بجرح أو تعديل.
كما أنَّ في إسناده (عبد الملك) وهو (ابن أبي سليمان العَرْزَمي) قال عنه في "التقريب"(1/ 519): "صدوق له أوهام". وقال في "الكاشف"(2/ 184): "قال أحمد: ثقة يخطئ، من أحفظ أهل الكوفة، رفع أحاديث عن عطاء".
والحديث رواه التِّرْمِذِيُّ مطوَّلًا في المناقب، باب مناقب العبَّاس بن عبد المُطَّلِب (5/ 653) رقم (3762)، من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن ثَوْر بن يزيد، عن مَكْحُول، عن حُذَيْفَة، عن ابن عبَّاس مرفوعًا؛ وفيه:"اللَّهُمَّ اغْفِرْ للعبَّاسِ وَوَلَدِهِ مَغْفِرَةً ظَاهِرَةً وبَاطِنَةً لا تُغَادِرُ ذَنْبًا، اللَّهُمَّ احْفَظَهُ في وَلَدِهِ".
وقال: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه".
وروى هذا الجزء منه، الحافظ الخطيب في "تاريخه"(11/ 24) من ذات طريق التِّرْمِذِيِّ السابق، إلَّا أنَّ عنده (عن كُرَيْب عن ابن عبَّاس) بدلًا من (حُذَيْفَة عن ابن عبَّاس)
(1)
. كما أنَّ عنده: "اللَّهُمَّ اخْلُفْهُ في وَلَدِهِ" بدلًا من قوله "اللَّهُمَّ احْفَظْهُ في وَلَدِهِ".
وقد روى الحافظ الخطيب في "تاريخه"(11/ 23 - 24) عن الإمام أبي عليّ صالح بن محمد بن عمرو الأسدي -المشهور بصالح جَزْرَة- قوله: "أنكروا على الخَفَّاف -يعني عبد الوهاب بن عطاء- حديثًا رواه لثور بن يزيد عن مَكْحُول عن كُرَيْب عن ابن عبَّاس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، حديثًا في فضل العبَّاس، وما أنكروا عليه غيره. وكان يحيى بن مَعِين يقول: هذا موضوع. وعبد الوهاب لم يقل فيه حدَّثنا ثَوْر. ولعلَّه دَلَّسَ فيه وهو ثقة".
والحديث رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 286 - 287) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وساق عقبه ما نقله الخطيب عن صالح جَزَرَة.
ومع ما تقدَّم فإنَّ الحافظ الذَّهَبِيَّ في "السِّيَر"(2/ 89) يقول: "إسناده جيِّد رواه أبو يعلى في "مسنده"". وهو في الوقت نفسه ينقل في "الميزان"(2/ 682)
(1)
أقول: رجعت أخيرًا إلى "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (5/ 210) رقم (6364)، فوجدته يعزوه للتِّرْمِذِيّ من طريق مكحول عن كُرَيْب عن ابن عبَّاس. فتبين أنّ ما في "السنن" المطبوع تحريف.
في ترجمة (عبد الوهاب بن عطاء الخفَّاف) ما تقدَّم عن الإمام صالح جَزَرَة، عقب سوقه للحديث. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
1471 -
أخبرنا العَتِيقي، أخبرنا أبو القاسم عبد اللَّه بن عتَّاب بن محمد العَبْدِي، حدَّثنا محمد بن عليّ بن إسماعيل الحافظ، حدَّثنا خُنْبَش بن يزيد الحِمْصِيّ -بِحِمْص-، حدَّثنا عليّ بن عيَّاش الحِمْصِي، حدَّثنا سعيد بن عُمَارَة، حدَّثنا الحارث بن النُّعْمَان قال: سمعت الحسن يحدِّثُ،
عن أنس، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ سَوَّدَ مع قَوْمٍ فهو مِنْهُمْ، ومَنْ رَوَّعَ مُسْلِمًا لِرِضَاءِ سُلْطَانٍ جِيءَ به يومَ القِيَامَةِ مَعَهُ".
(10/ 40 - 41) في ترجمة (عبد اللَّه بن عتَّاب بن محمد العَبْدِي أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (الحارث بن النُّعْمَان بن سالم اللَّيْثِي الكوفي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (296).
كما أنَّ فيه (سعيد بن عُمَارَة بن صفوان الكَلَاعِي الحِمْصِي) وقد ترجم له في:
1 -
"المُحَلَّى" لابن حَزْم (7/ 482) وقال: مجهول لا يُدْرَى من هو.
2 -
"الكاشف"(1/ 292) وقال: "مستور".
3 -
"التهذيب"(4/ 66 - 67) وفيه عن الأَزْدِيّ: "متروك".
4 -
"التقريب"(1/ 302) وقال: "ضعيف، من السابعة"/ ق.
و (خَنْبَش بن يزيد الحِمْصِيّ) لم أقف على من ذكره سوى الحافظ ابن حَجَر في "تبصير المنتبه"(2/ 541) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(الحسن) هو (ابن أبي الحسن يَسَار البَصْرِيّ أبو سعيد): إمام تابعي ثقة جليل. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (86).
و(العَتِيقي) هو (أحمد بن محمد بن منصور أبو الحسن): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1262).
وباقي رجال الإِسناد ثقات.
التخريج:
رواه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 627)، من طريق عليّ بن عيّاش، عن سعيد بن عُمَارَة، به.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 787) إلى الخطيب وحده. وكذا في "الجامع الصغير"(6/ 156) بشرح "فيض القدير". ولم يعزه المُنَاوي كذلك لغيره!
وقد روى أبو يعلى في "مسنده الكبير"، وعليّ بن مَعْبَد في كتاب "الطاعة والمعصية"، بإسناد منقطع عن ابن مسعود مرفوعًا:"مَنْ كَثَّرَ سَوَادَ قَوْمٍ فهو منهم، ومَنْ رضي عَمَلَ قومٍ كان شريكًا لمن عَمِلَهُ". انظر: "نصب الراية"(4/ 346 - 347)، و"المطالب العالية"(2/ 42)، و"المقاصد الحسنة" ص 426.
غريب الحديث:
قوله: "مَنْ سَوَّدَ": "يعني من كَثَّرَ سَوَادَ قوم بأن ساكنهم وعاشرهم وناصرهم فهو منهم وإن لم يكن من قبيلتهم أو بلدهم". "فيض القدير"(6/ 156).
* * *
1472 -
أخبرني الحسن بن عليّ بن عبد اللَّه المُقْرِئ، حدَّثنا أحمد بن الفرج بن منصور بن محمد بن الحجَّاج الورَّاق، حدَّثنا عبد اللَّه بن الفضل -ورَّاق عبد الكريم-، حدَّثنا أبو البَخْتَرِيّ عبد اللَّه بن محمد بن شاكر، حدَّثنا جعفر بن عَوْن.
وأخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصَّيْرَفِي، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا إبراهيم بن عبد اللَّه العَبْسِي، أخبرنا جعفر بن عَوْن، حدَّثني موسى الجُهَني، عن فاطمة ابنة عليّ قالت:
حدَّثتني أسماء أبنة عُمَيْس أنَّها سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول لعليٍّ: "أَنْتَ مِنِّي بمنزلةِ هارونَ مِنْ موسى، إلَّا أنَّه ليس بعدي نَبِيٌّ". "لفظ حديث أبي البَخْتَرِيّ".
(10/ 43) في ترجمة (عبد اللَّه بن الفضل بن جعفر الورَّاق أبو محمد).
مرتبة الحديث:
صحيح.
وإسناد الخطيب من طريقه الأول: حسن. ومن طريقه الثاني: صحيح.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (438).
كما تقدَّم تخريجه من حديث عليّ بن أبي طالب برقم (481)، ومن حديث أبي سعيد الخُدْري برقم (629)، ومن حديث عمر بن الخطَّاب برقم (1128).
* * *
1473 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخُطَبِي، أخبرنا عبد اللَّه بن قُرَيْش بن إسحاق بن حُمَيْد أبو أحمد قال: وجدت في سماع
الفرج بن اليَمَان الكردلي، حدَّثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن محمد بن كعب القُرَظِي،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يُعَذِّبُ اللَّهُ عَبْدًا على خطأٍ ولا اسْتِكْرَاهٍ أبدًا".
(10/ 44) في ترجمة (عبد اللَّه بن قُرَيش بن إسحاق الأَسَدِي أبو أحمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. ومعناه صحيح ثابت.
فالحديث مروي وِجَادَةً أولًا، وهو من طرق التحمل الضعيفة. انظر:"علوم الحديث" لابن الصلاح ص 158، و"شرح العراقي لألفيته"(2/ 112 - 114).
وثانيًا: فيه (عثمان بن عبد الرحمن الزُّهْرِيّ الوَقَّاصِيّ المَدَنيّ أبو عمرو) وهو متروك، وكذَّبه ابن مَعِين وأبو حاتم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (863).
و(الفرج بن يَمَان الكردلي) لم أقف على من ترجم له.
التخريج:
عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 934) إلى الخطيب وحده.
أقول: الحديث روى بعضه ابن ماجه في الطلاق، باب طلاق المكره والناسي (1/ 659) رقم (2044)، عن هشام بن عمَّار، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن مِسْعَر، عن قَتَادَة، عن زُرَارَة بن أَوْفَى، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي عمَّا تُوَسْوِسُ به صُدُورُهَا ما لم تَعْمَلْ به أو تَتَكَلَّم به، وما اسْتُكْرِهُوا عليه".
وبلفظ ابن ماجه عدا قوله: "وما اسْتُكْرِهُوا عليه"، رواه البخاري في الأيمان والنذور، باب إذا حنث ناسيًا في الأيمان (11/ 549) رقم (1664)، وغير موضع، ومسلم في الأيمان، باب تجاوز اللَّه عن حديث النفس والخواطر بالقلب إذا لم تستقر (1/ 116) رقم (127)، وغيرهما.
قال الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(11/ 552): "وهذه الزيادة -يعني قوله: "وما اسْتُكْرِهُوا عليه"- منكرة من هذا الوجه، وإنما تعرف من رواية الأَوْزَاعي عن عطاء عن ابن عبَّاس بلفظ: "إنَّ اللَّه وضع عن أُمَّتِي الخطأ والنسيان وما اسْتُكْرِهُوا عليه"، وقد أخرجه ابن ماجه عقب حديث أبي هريرة من رواية الوليد بن مسلم عن الأَوْزَاعي، والحديث عن هشام بن عمَّار عن الوليد، فلعله دخل له بعض حديث في حديث. وقد رواه عن ابن عُيَيْنَة: الحُمَيْدِي، وهو أعرف أصحاب ابن عُيَيْنَة بحديثه. وتقدَّم في العتق عنه بدون هذه الزيادة. وكذا أخرجه الإسماعيلي من رواية زياد بن أيوب وابن المُقْرِئ وسعيد بن عبد الرحمن المَخْزُومي، كلُّهم عن سفيان بدون هذه الزيادة".
وقال الحافظ في "التلخيص الحَبِير"(1/ 282): "فالزيادة هذه أظنها مُدْرَجَة كأنَّها دخلت على هشام بن عمَّار من حديث في حديث واللَّه أعلم". وانظر: "جامع العلوم والحكم" للحافظ ابن رجب ص 327.
ومعنى الحديث صحيح ثابت. انظر: "نصب الراية"(2/ 64 - 66)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 281 - 283)، و"المقاصد الحسنة" ص 228 - 230 عند كلامه على حديث "رُفِعَ عن أُمَّتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"، و"جامع العلوم والحكم" ص 325 - 327 في شرح الحديث التاسع والثلاثين، و"الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج" ص 128 - 130، و"العواصم والقواصم في الذَّبِّ عن سُنَّة أبي القاسم"(1/ 192 - 197)، و"إرواء الغليل"(1/ 123 - 124).
ومن الأحاديث الواردة في ذلك، ما رواه الطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(3/ 95)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 174) رقم (5175)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 198)، والطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 270)، والدَّارَقُطْنِيّ
في "سننه"(4/ 170 - 171)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 356)، وابن حَزْم في "الإحكام في أصول الأحكام"(5/ 930)، من طريق الأَوْزَاعي، عن عطاء بن أبي رَبَاح، عن عُبَيْد بن عُمَيْر، عن ابن عبَّاس مرفوعًا:"إن اللَّه تَجَاوَزَ عن أُمَّتي الخَطَأَ والنِّسْيَانَ، وما اسْتُكْرِهُوا عليه".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ. وهو كما قالا.
* * *
1474 -
أخبرني أبو الفرج الطَّنَاجِيري، حدَّثنا كوسيار بن لياليروز
(1)
الجِيْلِيّ، حدَّثنا أبو الحسن الحسين بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مُطَرِّف الفقيه الإسْتِرَابَاذِيّ -باسْتِرَابَاذ-، حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن كَثِير بن وَقْدَان البغدادي، حدَّثنا لُوَيْن.
وأخبرنا أبو القاسم سعيد بن محمد بن أحمد البَقَّال الأَصْبَهَاني، أخبرنا أحمد بن محمد بن المَرْزُبَان الأَبْهَرِي، حدَّثنا محمد بن إبراهيم الحَزَوَّرِيّ، حدَّثنا لُوَيْن، حدَّثنا عبد الحميد بن سليمان قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن المُثَنَّى قال: حدَّثني ثُمَامَة بن أنس،
عن أنس قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "قَيِّدُوا العِلْمَ بالكِتَابِ". "واللفظ لحديث ابن وَقْدَان".
(10/ 46) في ترجمة (عبد اللَّه بن كَثِير بن وَقْدَان أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف، والصحيح وَقْفُهُ على أنس بن مالك رضي الله عنه.
(1)
في المطبوع "لبانيروز". والتصويب من "الأنساب"(3/ 404)، و"تاريخ بغداد"(12/ 492).
ففيه (عبد الحميد بن سليمان الخُزَاعي الضَّرير أبو عمر المَدَني) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 342) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 117 رقم (137) وقال: "كان فُلَيْح وأخوه عبد الحميد ضعيفين".
3 -
"التاريخ الكبير"(6/ 52) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 169 رقم (418) وقال: "ضعيف".
5 -
"الجرح والتعديل"(6/ 14) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقويٍّ". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".
6 -
"المجروحين"(2/ 141 - 142) وقال: "كان ممن يخطئ ويقلب الأسانيد، فلمَّا كثر ذلك فيما روى بطل الاحتجاج بما حدَّث صحيحًا لغلبة ما ذكرنا على روايته".
7 -
"الكامل"(5/ 1956) وقال: "وهو ممَّن يُكْتَبُ حديثه".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 282 رقم (351) وقال: "وأخوه ثقة".
9 -
"التقريب"(1/ 468) وقال: "ضعيف، من الثامنة، وهو أخو فُلَيْح"/ ت ق.
و(لُوَيْن) هو (محمد بن سليمان بن حَبِيب الأَسَدِي أبو جعفر): حافظ ثقة، وكان ذا رِحْلَةٍ واسعةٍ وحديثٍ عالٍ، وتوفي عام (245 هـ) وقد جاز المائة. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(11/ 500 - 502)، و"التهذيب"(9/ 198 - 199)، و"التقريب"(2/ 166).
وصاحب الترجمة (عبد اللَّه بن كَثِير بن وَقْدَان البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه الرَّامَهُرْمُزِيُّ في "المحدِّث الفاصل" ص 368، والخطيب في "تقييد العلم" ص 69 - 70، وفي "الجامع لأخلاق الراوي"(1/ 162) -ط الكويت-، وابن عبد البَرّ في "جامع بيان العلم وفضله"(1/ 72)، وابن شَاهِين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" ص 466 رقم (624)، من طرق، عن لُوَيْن محمد بن سليمان، به.
قال الخطيب في "تقييد العلم": "تفرَّد برواية هذا الحديث عبد الحميد بن سليمان الخُزَاعي المدني -أخو فُلَيْح-، عن عبد اللَّه بن المُثَنَّى مرفوعًا. وغيره يرويه موقوفًا على أنس".
ورواه أبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني في "أخبار أَصْبَهَان"(2/ 228)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(1/ 370) رقم (637)، من طريق إسماعيل بن أبي أُوَيْس، عن إسماعيل بن إبراهيم بن أخي موسى بن عقبة
(1)
، عن الزُّهْرِيّ، عن أنس مرفوعًا.
وفيه (إسماعيل بن أبي أُوَيْس)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 71):"صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه". وانظر: "تهذيب الكمال"(3/ 49 - 51)، و"التهذيب"(1/ 310 - 312).
وفي إسناديهما من لم أقف له على ترجمة.
ورواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 106)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(7/ 22)، وأبو خَيْثَمَة زهير بن حَرْب في "العلم" ص 29 رقم (120)، والبيهقي في "المَدْخَل إلى السنن الكبرى" ص 417، والخطيب في "تقييد العلم" ص 96، من طريق محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، عن أبيه، عن عمِّه ثُمَامة، عن أنس موقوفًا.
(1)
في "مسند الشِّهاب" للقُضَاعي (1/ 370): إسماعيل بن إبراهيم بن عُقْبَة، يعني عن عمِّه موسى بن عُقْبَة، عن ابن شِهَاب الزُّهْرِيّ".
وقال الحاكم: "أسنده بعض البصريين عن الأنصاري، وكذلك أسنده شيخ من أهل مكَّة غير معتمد عن ابن جُرَيْج".
وقال البيهقي في "المَدْخَل": "ورواه بعض الضعفاء عن الأنصاري فأسنده وليس بشيء".
ورواه الدَّارمي في "سننه"(1/ 126 - 127)، والطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 218) رقم (700)، والرَّامَهُرْمُزِيّ في "المحدِّث الفاصل" ص 368، والخطيب في "تقييد العلم" ص 97، من طريق عبد اللَّه بن المُثَنَّى، عن ثُمَامَة، عن أنس موقوفًا أيضًا.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 152) بعد أن عزاه للطبراني: "ورجاله رجال الصحيح".
وقال الحافظ الخطيب في "تقييد العلم" ص 97: "قال موسى -يعني ابن هارون-: اتفق محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، وسعيد بن عبد الجبَّار، ومسلم بن إبراهيم، فرووا هذا الحديث عن عبد اللَّه بن المُثَنَّى، عن ثُمَامَة، عن أنس من قوله.
وَرَفَعَهُ عبد الحميد بن سليمان، عن عبد اللَّه بن المُثَنَّى، عن أنس. حدَّثناه أبو بكر الصَّنْعَاني، عن سعيد بن سليمان، عن عبد اللَّه بن المُثَنَّى، عن ثُمَامَة، عن أنس مرفوعًا. كما حدَّثناه لُوَيْن مرفوعًا.
وهذا حديث موقوف لا يصحُّ رَفْعُهُ، والذي عندنا -واللَّه أعلم- أنَّ عبد الحميد كان أحيانًا يحدِّث به موقوفًا، لأنَّ قُتَيْبَة بن سعيد حدَّثنا قال: حدَّثنا عبد الحميد بن سليمان، عن عبد اللَّه بن المُثَنَّى، عن ثُمَامَة بن عبد اللَّه، عن أنس بن مالك قال:"قَيِّدُوا العِلْمَ بالْكِتَابِ". انتهى كلام الخطيب.
وقال العسكري -كما في "المقاصد الحسنة" ص 55 - : "ما أحسبه من كلام النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وأحسب عبد الحميد وَهِمَ فيه، وإنَّه من قول أنس. . . فهذا علَّة الحديث".
وقال الحاكم في "المستدرك"(1/ 106): "الرواية عن أنس بن مالك صحيح من قوله. وقد أُسْنِدَ من وجه غير معتمد".
وللحديث شواهد تُكُلِّمَ فيها جميعًا، انظرها في:"العلل المتناهية" لابن الجَوْزي (1/ 77 - 79)، و"المقاصد الحسنة" ص 54 - 55، و"تقييد العلم" ص 68 - 70 و 94 - 97، و"المَدْخَل إلى السنن الكبرى" للبيهقي ص 416 وما بعد.
والصحيحُ أنَّ الحديث موقوف، ولا يصحُّ رَفْعُهُ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
1475 -
أخبرني الحسين بن عمر القَصَّاب، حدَّثنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان، أخبرنا عليّ بن طَيْفُور بن غالب، حدَّثنا قُتَيْبَة بن سعيد، حدَّثنا جَرِير، عن الأَعْمَش.
وأخبرنا عبد العزيز بن عليّ الورَّاق، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب، حدَّثنا أبو بِشْر محمد بن أحمد بن حمَّاد الأنصاري، حدَّثنا إبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِي، حدَّثنا أبو أُسَامة، حدَّثني زَائِدَة، عن الأَعْمَش، عن عَطِيَّة،
عن أبي سعيد الخُدْرِي، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"يَخْرُجُ مِنَّا رَجُلٌ في انْقِطَاعٍ مِنَ الزَّمَنِ، وظُهُورٍ مِنَ الفِتَنِ، يُسَمَّى السَّفَّاحَ، يكونُ عَطَاؤه المَالَ حَثْيًّا"
(1)
. "لفظ حديث زَائِدة".
(10/ 48) في ترجمة (أمير المؤمنين عبد اللَّه بن محمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن العبَّاس السَّفَّاح أبو العبَّاس).
(1)
في المطبوع: "حسيًا". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 230، و"مسند أحمد"(3/ 80).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عَطِيَّة) وهو (ابن سعد العَوْفِي أبو الحسن): تابعي مشهور ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (189).
و(جَرِير) هو (ابن عبد الحميد بن قُرْط الضَّبِّيّ الرَّازِيّ أبو عبد اللَّه): ثقة، أخرج له الستة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (232).
و(زَائِدة) هو (ابن قُدَامَة الثَّقَفِي الكوفي أبو الصَّلْت): إمام حافظ ثقة ثَبْتٌ، صاحب سُنَّة، خرَّج له الستة، وتوفي عام (170 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(9/ 273 - 277)، و"السِّيَر"(7/ 375 - 378)، و"التهذيب"(3/ 306 - 307)، و"التقريب"(1/ 256).
و(أبو أُسَامة) هو (حمَّاد بن أُسَامة القُرَشِي الكوفي): حُجَّة عالم أخباري، أخرج له الستة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (228).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 80)، عن عثمان بن محمد بن أبي شَيْبَة، عن جَرِير، عن الأَعْمَش، به.
ولفظه عنده: "يخرجُ عند انقطاعٍ مِنَ الزَّمَانَ وظُهُورٍ مِنَ الفِتَنِ رَجُلٌ يقالُ له السَّفَّاحُ، فيكونُ إعطاؤهُ المالَ حَثْيًا".
وذكر عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل أنَّه سمعه من عثمان أيضًا.
قال في "المجمع"(7/ 314) بعد أن عزاه له: "فيه عطيَّة العَوْفي وهو ضعيف، ووثَّقه ابن مَعِين، وبقية رجاله ثقات".
ورواه البيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 514)، عن أبي عبد اللَّه الحاكم،
وأبي سعيد بن أبي عمرو، عن أبي العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، عن أحمد بن عبد الجبار، عن أبي معاوية، عن الأَعْمَش، به.
ولفظه عنده: "يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان، وظهور من الفتن، يقال له السَّفَّاحُ، يكون عطاؤه حَثْيًا".
قال الإمام ابن كثير في "البداية والنهاية"(6/ 247) بعد أن ذكره عن البيهقي من طريقه هذا: "وهذا الإسناد على شرط أهل السنن، ولم يخرِّجوه".
وعزاه المُتَّقي الهندي في "كنز العُمَّال"(11/ 161) رقم (31039) إلى أحمد فحسب، وقال:"ضُعِّفَ".
وإلى أحمد فحسب عزاه السُّيُوطيُّ في "تاريخ الخلفاء" ص 107 أيضًا.
وقد رواه مسلم في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء -واللفظ له-، وأحمد في "المسند"(3/ 49 و 60 و 96 و 98)، عن أبي سعيد الخُدْرِي مرفوعًا:"مِنْ خُلَفَائِكُمْ خَلِيفَةٌ، يَحْثُو المَالَ حَثْيًا، لا يَعُدُّهُ عَدًّا". ولم يسمِّه.
ورواه مسلم عقبه من حديث أبي سعيد وجابر معًا بنحوه.
* * *
1476 -
أخبرنا أحمد بن عمر بن رَوْح النَّهْرَوَاني -ببغداد-، أخبرنا عليّ بن عمر بن أحمد الحافظ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا حَمْدُون بن عُمَارَة البزَّاز أبو جعفر، حدَّثنا أبو جعفر عبد اللَّه بن محمد البُخَاري المُسْنَدِي، حدَّثنا هشام بن يوسف، حدَّثنا مَعْمَر، عن عمرو بن مُسْلِم، عن عِكْرِمَة،
عن ابن عبَّاس: أنَّ امرأةَ ثابت بن قيس اخْتَلَعَتْ من زوجها، فجعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عِدَّتَهَا حَيْضَةً ونِصْفًا.
(10/ 65) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه الجُعَفِي البُخَارِي المُسْنَدِي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات عدا (عمرو بن مُسْلِم الجَنْدِيّ اليَمَانِيّ)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (2/ 296):"لَيَّنَهُ أحمد وغيره، ولم يُتْرَكْ، وقوَّاه ابن مَعِين". وقال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 79): "صدوق له أوهام". وانظر: "التهذيب"(8/ 104 - 105).
وعدا شيخ الخطيب (أحمد بن عمر بن رَوْح النَّهْرَواني)، فإنَّه صدوق كما قاله الخطيب في ترجمته من "التاريخ"(4/ 296).
والحديث بهذا اللفظ شَاذٌّ.
التخريج:
رواه عنه الدَّارَقُطْنِيُّ عليّ بن عمر في "سننه"(3/ 255) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
والحديث رواه أبو داود في الطلاق، باب في الخُلْع (2/ 669 - 670) رقم (2229)، والتِّرْمِذِيّ في الطلاق، باب في الخُلْع (3/ 482) رقم (1185)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 206)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 450)، من طريق عليّ بن بحر القطَّان، عن هشام بن يوسف، به. لكن ليس عندهم إلا قوله:"فجعل عِدَّتَهَا حَيْضَةً" دون قوله: "ونصفًا".
قال التِّرْمِذِيُّ: "حسن غريب".
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد غير أنَّ عبد الرزاق أرسله عن مَعْمَر". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقال البيهقي: "رواه عليّ بن بَحْر وإسماعيل بن يزيد البَصْري وغيرهما عن هشام عن مَعْمَر موصولًا. ورواه عبد الرزاق عن مَعْمَر فأرسله".
ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(6/ 506)، عن مَعْمَر، عن عمرو بن مُسْلِم، عن عِكْرِمَة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
وعن عبد الرزاق من طريقه هذا، رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 450).
أما زيادة قوله: "ونصفًا" فإنَّها شَاذَّة. قال العلَّامة أبو الطَّيِّب محمد شمس الحق العظيم آبادي في "التعليق المغني على الدَّارَقُطْنِيّ"(3/ 256) بعد أن أشار إلى أن رواية من رواه ليس فيها هذه الزيادة: "فزيادة لفظ "نصف" كما في رواية الكتاب -يعني "السنن" الدَّارَقُطْنِيّ- تريب الوهم من أحد الرواة".
* * *
1477 -
حدَّثني عبد العزيز بن عليّ الورَّاق، حدَّثنا محمد بن أحمد بن محمد المُفِيد، حدَّثنا الحسن بن عليّ بن شَبِيب المَعْمَرِيّ قال: قعد أبو بكر بن أبي شَيْبَة في الرُّصَافَة يحدِّث النَّاس، فحدَّث في أول المجلس، عن ابن فُضَيْل، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد اللَّه بن الحارث قال:
حدَّثني عبد المُطَّلِب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المُطَّلِب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "احْفَظُوني في العبَّاس، فإنَّه بقيةُ آبائي، وإنَّ عَمَّ الرَّجُل صِنْوُ أبيه".
"فزاد في لفظه ما ليس في الحديث، ثم أملاه أبو بكر عليه في المجلس الثاني بطوله لم يستغرق هذا الكلام فيه".
(10/ 68) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن إبراهيم أبو بكر ابن أبي شَيْبَة).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد روي من طرق أخرى معلولة. وقوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ عمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أبيه" قد صَحَّ من أوجه أخرى.
ففيه (محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب المُفِيد أبو بكر) وهو مُتَّهَمٌ. وستأتي ترجمته في حديث (1609).
كما أنَّ فيه (يزيد بن أبي زياد القُرَشي الهاشمي الكوفي أبو عبد اللَّه)، وهو ضعيف كبر وساء حفظه وصار يَتَلَقَّنُ. وقد تقدَّمت ترجمته موسعًا في حديث (654).
و(عبد المُطَّلِب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المُطَّلِب بن هاشم الهاشمي -ويقال اسمه: المُطَّلِب-): صحابي سكن المدينة ثم الشام ومات فيها سنة (62 هـ). انظر "الإصابة"(2/ 430).
و(ابن فُضَيْل) هو (محمد بن فُضَيْل بن غزوان الضَّبِّيّ الكوفي أبو عبد الرحمن): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (398).
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ص 129، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"ورواه خالد بن عبد الطَّحَّان عن يزيد بن أبي زياد، فأرسله وأسقط عبد المُطَّلِب من إسناده".
ورواه عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل في زوائد "فضائل الصحابة" لأبيه (2/ 944) رقم (1822)، عن أبي عبد الرحمن محمد بن عبد اللَّه بن نُمَيْر الهَمْدَاني وأبي بكر بن أبي شَيْبَة، عن ابن فُضَيْل، به، مطوَّلًا، وفي آخره:"أيها الناس من آذى العبَّاس فقد آذاني، إنما عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أبيه".
ورجال إسناده حديثهم حسن عدا (يزيد بن أبي زياد القرشي) فإنه ضعيف كما تقدَّم.
وله شاهد من حديث ابن عبَّاس رواه الطبراني في "الكبير"(11/ 80) رقم (11107).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 269) بعد أن عزاه له: "فيه عبد اللَّه بن خِرَاش وهو ضعيف، ووثَّقه ابن حِبَّان وقال: ربما أخطأ، وبقية رجاله وثِّقوا".
وله شاهد مرسل من حديث عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، رواه عبد اللَّه بن أحمد في زوائد "فضائل الصحابة" لأبيه (2/ 944) رقم (1823). ورجال إسناد هذا المرسل ثقات.
وله شاهد ثالث من حديث عليٍّ رضي الله عنه، مرفوعًا بلفظ:"استوصوا بالعبَّاس خيرًا، فإنَّه عمِّي وصِنْوُ أبي"، رواه عبد اللَّه بن وَهْب في "جامعه"(1/ 15)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 768) و (4/ 1362).
وفي إسناده (حسين بن عبد اللَّه بن أبي ضُمَيْرَة الحِمْيَري) وهو مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1132).
ومن حديث الحسن بن عليّ بن أبي طالب، رواه الطبراني في "المعجم الصغير" (1/ 207) دون قوله:"وإن عمَّ الرجل. . . . ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 269): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه جماعة لم أعرفهم".
وقوله في الحديث: "إنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أبيه"، رواه التِّرْمِذِيُّ في المناقب، باب مناقب العبَّاس رضي الله عنه (5/ 652) رقم (3758) من حديث عبد المُطَّلِب مطوَّلًا، وفيه:"أيها النَّاسُ: مَنْ آذى عمِّي فقد آذاني، فإنما عمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أبيه".
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن صحيح".
وهذه الجملة: "إنما عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أبيه"، قد رواها التِّرْمِذِيُّ أيضًا في الموضع السابق برقم (3761) من حديث أبي هريرة مرفوعًا. وقال:"حسن صحيح غريب".
وقد رواه من حديث أبي هريرة مطوَّلًا، مسلم أيضًا في الزكاة، باب في تقديم الزكاة ومنعها (2/ 676 - 677) رقم (983) بلفظ:"يا عُمَرُ أَمَا شَعَرْتَ أنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أبيه".
كما رواه التِّرْمِذِيُّ برقم (3760) من حديث عليّ بن أبي طالب، وقال:"حسن صحيح".
* * *
1478 -
أخبرني أحمد بن محمد العَتِيقي، حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر، حدَّثنا أحمد بن محمد بن شَبِيب، حدَّثنا محمد بن منصور، وعبد اللَّه بن محمد بن فُوْرَان (1)، قالا: حدَّثنا روح بن عُبَادَة، حدَّثنا شُعْبَة، حدَّثنا يُونس،
عن أبي قُدَامَة الحَنَفِي قال: قلت لأنس بن مالك: بأي شيءٍ كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُهِلُّ؟ قال: سمعتُهُ سَبْعَ مِرَارٍ، بعُمْرَةٍ وحَجَّةٍ. "لفظ فُوْرَان
(1)
".
(10/ 79) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن المُهَاجِر أبو محمد، يعرف بفُوْرَان).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده كلُّهم ثقات عدا (أبي قُدَامَة الحَنَفي) وهو (محمد بن عبيد)، لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1077).
و (محمد بن منصور) هو (ابن داود بن إبراهيم العَابِد الطُّوسي أبو جعفر)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(3/ 247 - 250)، ونقل عن النَّسَائي قوله فيه:"ثقة"، ومرَّةً:"لا بأس به". وتوفي عام (254 هـ).
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "فوزان" بالزاي. والتصويب من: "تكملة الإكمال" لابن نُقْطَة (4/ 515)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (5/ 164)، و"نزهة الألباب في الألقاب" لابن حَجَر (2/ 75).
و (يُونس) هو (ابن عُبَيْد البَصْري): إمام ثقة ثَبْتٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1311).
وأصل الحديث في "الصحيحين" من حديث أنس.
التخريج:
رواه الخطيب في "تاريخه"(7/ 326)، من طريق الحسن بن سعيد البُزُوري، عن عبد اللَّه بن محمد فُوْرَان، عن رَوْح بن عُبَادَة، به.
ولم أقف عليه بهذا اللفظ في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وأصل حديث أنس هذا في "الصحيحين"، وقد تقدَّم في حديث (1077) تخريجه فانظره إن شئت.
* * *
1479 -
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العطَّار، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن سَوْرَة البَلْخِي، حدَّثنا عليّ بن محمد الحَنْظَلِي، أخبرنا أبو جعفر الرَّازِي، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "سَجْدَتَا السَّهْو في الصَّلاةِ، تُجْزِيَانِ مِنْ كُلِّ زِيَادَةٍ ونُقْصَانٍ".
(10/ 80) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن سَوْرَة البَلْخِي أبو محمد، يعرف بمَتْ).
مرتبة الحديث:
حسن لغيره.
ورجال إسناده حديثهم حسن عدا (عليّ بن محمد الحَنْظَلي) فإنِّي لم أقف على من ترجم له، لكنه قد توبع كما سبق بيانه في حديث (1227).
و (أبو جعفر الرَّازي) هو (عيسى بن أبي عيسى عبد اللَّه بن مَاهَان)، وحديثه حسن إن شاء اللَّه فيما لم يخالف فيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (878). وقد توبع أيضًا كما بينته في حديث (1227).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1227).
* * *
1480 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن عليّ الجَوْهَري، أخبرنا محمد بن عمر بن بَهْتَة، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد البَكْرَاوي، حدَّثنا عبد الرحمن بن بكَّار بن عبد العزيز بن أبي بَكْرَة، عن أبيه،
عن أبي بَكْرَةَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأ ثلاثًا ثلاثًا.
(10/ 85) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه البَكْرَاوي البَصْري أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأ ثلاثًا ثلاثًا من حديث جماعة من الصحابة.
ففيه انقطاع بين (بَكَّار بن عبد العزيز) وبين جَدِّه الصحابي (أبي بَكْرَة)، فإنَّه لا تُعْرَفُ له رواية عنه. انظر:"التهذيب"(1/ 478)، وفيه "روى عن أبيه وعمَّته كَيِّسَة بنت أبي بَكْرَة".
وقد رواه البزَّار كما سيأتي، وذكر بينهما والده (عبد العزيز)، مما يؤكِّد الانقطاع.
وكنت أخشى أن يكون ثمة سقط في المطبوع، فراجعت مخطوطة تونس من "التاريخ" فوجدت ما فيها يوافق ما في المطبوع.
كما أنَّ فيه (بكَّار بن عبد العزيز بن أبي بَكْرَة البَصْري أبو بَكْرَة) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 61) وقال: "ليس حديثه بشيء".
2 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (2/ 120) و (3/ 60) وقال: "ضعيف".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 150) وذكر له حديثًا وقال: "لا يُتَابَعُ عليه".
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 107 - 108).
5 -
"الكامل"(2/ 475) وقال: "أرجو أنَّه لا بأس به، وهو من جملة الضعفاء الذين يُكْتَبُ حديثهم".
6 -
"الكاشف"(1/ 107) وقال: "فيه لِيْنٌ".
7 -
"التهذيب"(1/ 478 - 479) وفيه عن ابن مَعِين: "صالح". وقال البزَّار: "ليس به بأس"، ومرَّةً:"ضعيف".
8 -
"التقريب"(1/ 105): "صدوق يَهِم، من السابعة"/ خت د ت ق.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن محمد البَكْرَاوي البَصْري) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو بَكْرَة) رضي الله عنه، اسمه (نُفَيْع بن الحارث). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(3/ 5 - 10).
التخريج:
رواه مطوَّلًا، البزَّار في "مسنده"(1/ 139 - 140) رقم (267) -من كشف الأستار-، عن محمد بن صالح بن العَوَّام، عن عبد الرحمن بن بكَّار بن عبد العزيز بن أبي بَكْرَة، حدَّثني أبي: بكَّار بن عبد العزيز قال: سمعتُ أبي: عبد العزيز بن أبي بَكْرَة يحدِّث عن أبيه.
وقال: "لا نعلمه عن أبي بَكْرَة إلَّا بهذا الإسناد، وبكَّار ليس به بأس، وعبد الرحمن صالح الحديث".
قال الهيثمي في "المجمع"(1/ 233) بعد أن عزاه له ونقل قوله السابق: "وشيخ البزَّار محمد بن صالح بن العَوَّام لم أجد من ترجمه وبقية رجاله رجال الصحيح"!!
وقد صَحَّ من حديث جماعة من الصحابة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثلاثًا ثلاثًا. انظر: "جامع الأصول"(7/ 149) وما بعد، و"نصب الراية"(1/ 29 - 33)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 82 - 83).
ومن ذلك ما رواه مسلم في الطهارة، باب فضل الوضوء والصلاة عقبه (1/ 207) رقم (230): "أنَّ عثمان تَوَضَّأَ بالمَقَاعِدِ
(1)
فقال: ألا أُريكم وضوء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ ثم تَوَضَّأَ ثلاثًا ثلاثًا".
* * *
1481 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن يزيد الحَنَفِي، حدَّثنا أبي، حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن عاصم، عن زِرّ،
عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَقِيلُوا ذوي الهَيْئَةِ زَلَّاتِهِمْ".
وأخبرنا الحسن بن محمد بن الخَلَّال، حدَّثنا عليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد فذكر مثله.
(1)
قال النووي في "شرح صحيح مسلم"(3/ 114): "قيل: هي دكاكين عند دار عثمان بن عفَّان، وقيل: دَرَجٌ، وقيل: موضع بقرب المسجد اتخذه للقعود فيه لقضاء حوائج الناس والوضوء ونحو ذلك".
(10/ 85 - 86) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن يزيد الحَنَفِيّ المَرْوَزِيّ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وللحديث شواهد يرتقي بمجموعها إلى الصحة.
ففيه (محمد بن يزيد بن محمد بن كثير العِجْلي الرِّفاعي أبو هشام) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (658).
او (زِرّ) هو (ابن حُبَيْش بن حُبَاشَة الأَسَدي الكوفي أبو مريم): إمام قُدْوة ثقة جليل مُخَضْرَمٌ، مقرئ، خرَّج له الستة، وتوفي عام (81 هـ) وهو ابن (127) سنة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(9/ 335 - 339)، و"السِّيَر"(4/ 166 - 170)، و"التهذيب"(3/ 321 - 322)، و"التقريب"(1/ 259).
و(عاصم) هو (ابن بَهْدَلَة -وهو ابن أبي النَّجُود- الأَسَدي المُقْرِئ الكوفي): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (592).
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
وقد ذكر الحافظ الخطيب عقبة نقلًا عن الدَّارَقُطْنِيّ أنَّه قال: "هذا حديث غريب من حديث عاصم عن زِرٍّ عن عبد اللَّه. تفرَّد به الحَنَفِي عن أبيه عن أبي بكر بن عَيَّاش عنه، ولم نكتبه إلَّا عن ابن مَخْلَد".
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(4/ 280) رقم (2469) -، وعنه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 234)، عن محمد بن عاصم الأَصْبَهَاني، عن عبد اللَّه بن محمد بن يزيد الحَنَفِي الكوفي، به. وعندهما:"الهيئات" بدلًا من "الهيئة".
قال الطبراني عقبه: "لا يُرْوى عن ابن مسعود إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به عبد اللَّه بن يزيد".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 282): "رواه الطبراني عن محمد بن عاصم عن عبد اللَّه بن محمد بن يزيد الرِّفَاعي، ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح".
أقول: قول الهيثمي: "رواه الطبراني"، يفيد أنّه أخرجه في "المعجم الكبير" كما هو مصطلحه، ولم أقف عليه في "الكبير"، وإنما رواه في "الأوسط" كما قدَّمت.
وللحديث شواهد يرتقي بمجموعها إلى مرتبة الصحة. انظرها والكلام عليها في: "مُشْكِل الآثار" للطَّحَاوي (3/ 126 - 132)، و"جامع الأصول"(3/ 603 - 604)، و"مجمع الزوائد"(6/ 282)، و"المقاصد الحسنة" ص 73، و"التلخيص الحَبِير"(4/ 80)، و"النقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح" للحافظ العَلَائي ص 34 - 35، و"أجوبة عن أحاديث وقعت في (مصابيح السُّنَّة) وُصِفَتْ بالوضع" للحافظ ابن حَجَر -وهو مطبوع في آخر "مشكاة المصابيح"(3/ 1783) -، و"فيض القدير"(2/ 74)، و"الصحيحة"(2/ 234 - 241).
ومن هذه الشواهد، ما رواه أبو داود في الحدود، باب في الحدِّ يشفع به (4/ 540) رقم (4375)، وأحمد في "المسند"(6/ 181)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 153 - 154) رقم (94)، والطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(3/ 126 و 129)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 164 رقم (465)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(9/ 43)، وأبو يعلى في "مسنده"(8/ 363) رقم (4953)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 334)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1945)، والدَّارَقُطْنِيّ في
"سننه"(3/ 207)، عن عائشة مرفوعًا:"أَقِيْلُوا ذَوِي الهيئاتِ عَثَراتِهِمْ إلَّا الحُدُودَ". وليس عند بعضهم قوله: "إلّا الحدود".
وقد حسَّن حديثها الحافظ العلائي في "النقد الصحيح" ص 35، والحافظ ابن حَجَر في "أجوبته عن أحاديث وقعت في مصابيح السُّنَّة"(3/ 1790).
ومن هذه الشواهد أيضًا، ما رواه ابن الأعرابي في "معجمه" (2/ 358) رقم (326) عن ابن عمر مرفوعًا:"تجاوزوا في عقوبة ذوي الهيئات". وإسناده حسن
غريب الحديث:
قوله: "أقيلوا"، هو من الإقالة، وهي الترك. انظر:"فيض القدير"(2/ 74)، و"النهاية"(4/ 134).
قوله: "ذوي الهيئة -أو الهيئات-"، قال ابن الأثير في "النهاية" (5/ 385):"الهيئة: صورة الشيء وشَكْلُهُ وحالتُه. ويريد به ذوي الهيئات الحسنة الذين يلزمون هيئةً واحدةً وسَمْتًا واحدًا، ولا تختلف حالاتهم بالتنقل من هيئة إلى هيئة".
وقال البيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 334): "قال الشافعي: "وذوو الهيئات الذين يُقَالون عثراتهم الذين ليسوا يُعْرَفُونَ بالشر فيزلُّ أحدهم الزَّلَّة".
وقال الإمام الخطَّابي في "معالم السنن"(6/ 213): "قال الشافعي في تفسير "الهيئة" من لم يظهر منه ريبة. وفيه دليل: على أنَّ الإمام مُخَيَّرٌ في التعزير، إن شاء عزَّر، وإن شاء ترك. ولو كان التعزير واجبًا كالحدِّ لكان ذو الهيئة وغيره في ذلك سواء".
وقال الطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(3/ 130 - 132): "إنَّ ذوي الهيئات هم ذوو الصلاح لا من سواهم. . . . ولم يخرجهم ما كان منهم من الزلّات والهفوات
عمَّا كانوا عليه قبل ذلك من المروءات والهيئات التي هي الصلاح، فاستحقوا بذلك التجافي عنهم والعفو عنهم، فأما من أني ما يوجب حدًّا أو قذفًا. . . فقد خرج بذلك من المعنى الذي أمر أن يتجافى عن زلَّات أهله، وصار بذلك فاسقًا راكبًا للكبائر. . . ".
* * *
1482 -
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبَّاس النِّعَالي، أخبرنا أبو أحمد عبيد اللَّه
(1)
بن محمد بن أحمد بن حامد البزَّاز، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن فَاذَا
(2)
الخُتُلِيّ، حدَّثنا داود بن عمرو، حدَّثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مَصَاد بن عُقْبَة، عن إبراهيم الصَّائِغ،
عن عطاء: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يَرُشُّ على النَّعْلَيْنِ.
وقال: رأيتُ سفيانَ يفعلُ ذلك كثيرًا.
(10/ 87) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن فَاذَا الخُتُّلِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
فـ (عطاء) هو (ابن أبي رَبَاح): تابعي ثقة لم يُدْرِك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فالحديث مرسل.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن فَاذَا الخُتُّلِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "عبد اللَّه". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 746.
(2)
قال السَّمْعَاني في "الأنساب"(9/ 211): "الفَاذِي. . . هذه النسبة إلى فاذ، وهو اسم لجدِّ عبد اللَّه بن يوسف بن فَاذَا الخُتُّلِي البغدادي".
وفيه أيضًا شيخ الخطيب (الحسن بن الحسين النِّعَالِي المعروف بابن دُومَا)، ترجم له في "تاريخه" (7/ 300 - 301) وقال:"كان كثير السماع، إلَّا أنَّه أَفْسَدَ أَمْرَهُ بأن أَلْحَقَ لنفسه السماع في أشياء لم تكن سماعه".
وفيه كذلك (عبيد اللَّه بن محمد البزَّاز أبو أحمد، ويعرف بابن الحَرِيص)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(10/ 370) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (مَصَاد بن عُقْبَة) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، وقال:"مستقيم الحديث على قلَّته". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1158).
وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
1483 -
حدَّثنا أبو نُعَيْم الحافظ -إملاءً وما كتبته إلَّا عنه-، حدَّثنا محمد بن عمر بن سَلْم قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عليّ البَلْخِي -وما سمعته إلَّا منه-، حدَّثنا محمد بن أحمد بن مَاهَان، حدَّثنا عبد الصمد بن حسَّان، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس،
عن عبد اللَّه بن مسعود قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يكونُ ذاكِرِيْنَ إلَّا كان معهم، ولا مُصَلِّيْنَ إلَّا كانَ أَكْثَرَهُمْ صَلاةً.
(10/ 94) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن عليّ البَلْخِي أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (محمد بن عمر بن محمد بن سَلْم) وهو (أبو بكر الجِعَابي)، قال عنه في "المغني" (2/ 620):"مشهور محقِّق، لكنَّه رقيق الدِّين تالفٌ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (410).
كما أنَّ فيه (عبد الصمد بن حسَّان المَرْوَزِيّ الخُرَاسَانِيّ)، قال عنه في "الميزان" (2/ 620):"هو صدوق إن شاء اللَّه. يقال: تركه أحمد بن حَنْبَل، ولم يصحَّ هذا. وقال البُخَاري: كتبت عنه وهو مُقَارَبٌ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1369).
و (قيس) هو (ابن أبي حازم البَجَلي الكوفي أبو عبد اللَّه): ثقة مُخَضْرَمٌ من قدماء التابعين. ويقال إنَّ له رؤية ولم يثبت. وتقدَّمت ترجمته في حديثه (406).
وباقي رجال الإِسناد ثقات عدا (محمد بن أحمد بن مَاهَان) فإنِّي لم أقف له على ترجمة فيما رجعت إليه من المصادر.
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 112) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"تفرَّد به عن الثَّوْري: عبد الصمد".
وعزاه في "كنز العُمَّال"(7/ 56) رقم (17931) إلى أبي نُعَيْم في "أماليه"، وابن عساكر.
* * *
1484 -
أخبرنا الحسين بن شُجَاع الصُّوفي، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد الحافظ البَلْخِي، حدَّثنا عصام -يعني ابن رَوَّاد بن الجرَّاح-، أخبرنا: أبي، حدَّثنا مالك بن أنس، عن سُمَيّ، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة.
وعن مالك، عن ربيعة، عن القاسم،
عن عائشة: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ مِنْ نَوْمِهِ وطَعَامِهِ وشَرَابِهِ، فإذا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ فَلْيُسْرِعْ إلى أَهْلِهِ".
(10/ 94) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن عليّ البَلْخِي أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (عصام بن روَّاد بن الجَرَّاح العَسْقَلَاني) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 521).
2 -
"الميزان"(3/ 66) وقال: "ليَّنه الحاكم أبو أحمد".
كما أنَّ فيه والده (رَوَّاد بن الجرَّاح العَسْقَلَانِيّ أبو عصام)، وهو صدوق اختلط بأَخَرَةٍ فَتُرِكَ، وله مناكير. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (531).
و(أبو صالح) هو (ذَكْوَان السَّمَّان الزَّيَّات): ثقة ثَبْتٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(سُمَيّ) هو (القُرَشِي المَخْزُومِيّ. مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (288).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(3/ 202) رقم (1679) -، من طريق محمد بن عليّ بن أخي رَوَّاد عن رَوَّاد بن الجرَّاح، به. وعنده زيادة قوله:"ولذته": بعد: "وشرابه".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 210): "-حديث أبي هريرة في
"الصحيح"-. رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه رَوَّاد بن الجرَّاح، وفيه كلام كثير، وقد وثَّقه ابن حِبَّان وقال: يخطئ".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(3/ 623) -في العمرة، باب السفر قطعة من العذاب-:"ورواه رَوَّاد بن الجرَّاح عن مالك، فزاد فيه إسنادًا آخر فقال: عن ربيعة عن القاسم عن عائشة. وعن سُمَيّ بإسناده فذكره. قال الدَّارَقُطْنِيّ: أخطأ فيه رَوَّاد بن الجرَّاح".
وقد روى الحاكم في "المستدرك"(1/ 477)، والدَّارَقُطْنِيُّ في "السنن"(2/ 300)، من طريق هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن السيدة عائشة مرفوعًا:"إذا قَضَى أَحَدُكُمْ حَجَّهُ فَلْيُعَجِّلِ الرِّحْلَةَ إلى أَهْلِهِ فإنَّه أَعْظَمُ لأَجْرِهِ".
قال الحاكم: "صحيح". ووافقه الذَّهَبِيُّ. وقال ابن حَجَر في "الفتح"(3/ 623): وإسناده جيِّد.
وحديث أبي هريرة: رواه البُخَاري في العمرة، باب السفر قطعة من العذاب (3/ 622) رقم (1804)، وغير موضع، ومسلم في الإمارة باب السفر قطعة من العذاب. . . (3/ 1526) رقم (1927)، وابن ماجه في المناسك، باب الخروج إلى الحجّ (2/ 962) رقم (2882)، وأحمد في "المسند"(4/ 236)، من طريق مالك في "الموطأ"(2/ 980)، عن سُمَيّ، عن أبي صالح، عنه، به مرفوعًا.
غريب الحديث:
قوله: "نَهْمَتَه": النَّهْمَةُ: بلوغ الهِمَّة في الشيء. والمعنى: أي قضى حاجته من مقصده. انظر: "النهاية"(5/ 138)، و"الفتح"(3/ 623).
* * *
1485 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن إسماعيل التَّبَّان المِصْرِيّ، حدَّثنا محمد بن أبي بكر
المُقَدَّمِي قال: حدَّثنا بِشْر بن عبَّاد، عن بَكْر بن خُنَيْس قال: حدَّثني حمزة النَّصِيبي، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن أبيه،
عن معاذ بن جَبَل قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَعَلَّمُوا ما شِئْتُم أَنْ تَعَلَّمُوا، ولَنْ يَنْفَعَكُمْ اللَّهُ حتَّى تَعْمَلُوا بما تَقُولُون".
(10/ 94) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن إسماعيل التَّبَّان المِصْرِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (حمزة بن أبي حمزة الجَزَرِيّ النَّصِيبي) وهو متروك، واتَّهَمَهُ ابن عدي بالوضع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1375).
كما أنَّ فيه (بَكْر بن خُنَيْس الكوفي العَابِد) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 62) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"أحوال الرجال" للجُوْزَجَاني ص 108 رقم (168) وقال: كان يروي كُلَّ مُنْكَرٍ من كلِّ مُنْكَرٍ".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 64 رقم (86) وقال: "ضعيف".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 148 - 149) وفيه عن عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "ضعيف".
5 -
"الجرح والتعديل"(2/ 384) وفيه عن أبي حاتم: "كان رجلًا صالحًا غَزًّا وليس هو بقوي في الحديث". وسأله ولده: هو متروك الحديث؟ فقال: "لا يبلغ به الترك".
6 -
"المجروحين"(1/ 195) وقال: "يروي عن البصريين والكوفيين أشياء موضوعة يسبق إلى القلب أنَّه المتعمد لها".
7 -
"الكامل"(2/ 458 - 459) وقال: "هو ممن يُكْتَبُ حديثه، وهو يحدِّث بأحاديث مناكير عن قوم لا بأس بهم. وهو نفسه رجل صالح. . . وحديثه في جملة حديث الضعفاء، وليس هو ممَّن يُحْتَجُّ بحديثه".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 160 رقم (128).
9 -
"تاريخ بغداد"(7/ 88 - 90) وفيه عن ابن مَعِين: "شيخ صالح لا بأس به إلَّا أنَّه يروي عن ضعفاء، ويُكْتَبُ من حديثه: الرِّقاق". وقال ابن عمَّار: "ليس بمتروك، وهو شيخ صاحب غزو". وقال أحمد بن صالح: "متروك". وقال أبو زُرْعَة: "ذاهب". وقال يعقوب بن شَيْبَة: "ضعيف الحديث، وهو موصوف بالعبادة والزهد". وقال أبو داود: "ليس بشيء". وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "متروك". وذكر الخطيب تضعيفه عن عليّ بن المَدِيني.
10 -
"الكاشف"(1/ 107) وقال: "واهٍ".
11 -
"التهذيب"(1/ 481 - 482) وفيه عن العِجْلي: "ثقة". وقال البزَّار: "ليس بقوي".
12 -
"التقريب"(1/ 105) وقال: "صدوق له أغلاط، أفرط فيه ابن حِبَّان"/ ت ق.
أقول: الأمر فيه أشدُّ من حُكْمِ ابن حَجَر هذا، يُعْلَمُ ذلك من مجموع أقوال النُّقَّاد المتقدِّمة فيه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وفيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن محمد التَّبَّان المِصْرِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 236)، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل"
ص 20 - 21 رقم (7)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 458 - 459) -في ترجمة (بَكْر بن خُنَيْس) -، من طريق بَكْر هذا، عن حمزة النَّصِيبي
(1)
، به.
وعند أبي نُعَيْم: "ولن يؤجركم"، بدلًا من "ولن ينفعكم".
ورواه الخطيب في "اقتضاء العلم العمل" ص 21 رقم (8)، من طريق عثمان بن عبد الرحمن الجُمَحِي، عن يزيد بن يزيد، به.
أقول: فيه (عثمان بن عبد الرحمن الجُمَحِي)، ترجم له في "الجرح والتعديل" (6/ 158) وفيه عن أبي حاتم:"ليس بالقويِّ يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به". كما ترجم له في "الكامل"(5/ 1809 - 1810) وقال: "عامَّة ما يرويه مناكير إمَّا إسنادًا وإمَّا متنًا". وقال في "التقريب"(2/ 12): "ليس بالقويِّ". ونقل الحافظ في ترجمته من "التهذيب"(7/ 135 - 136) عن البُخَاري قوله فيه: "مجهول".
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 236)، من طريق عبد اللَّه بن المُبَارَك، عن سعيد بن عبد العزيز، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن معاذ بن جَبَل موقوفًا عليه.
ورواه الدَّارِمي في "سننه"(1/ 81)، عن مروان بن محمد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن يزيد بن جابر، عن معاذ موقوفًا أيضًا. وقال العِرَاقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (1/ 64):"إسناده صحيح".
* * *
1486 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عُبَيْدَة القُوْمِسِي -ببغداد-، حدَّثنا: أبي، حدَّثنا أبو إسحاق الفَزَاري، عن مالك بن مِغْوَل؛ عن الشَّعْبِيّ، عن أبي بُرْدَة،
(1)
ليس في المطبوع من "الكامل" ذكر لـ (حمزة النَّصِيبي) بين (بكر) و (يزيد)، وأظنه قد سقط من المطبوع، واللَّه أعلم.
عن أبي موسى قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الحَيَاءُ والإِيمانُ مَقْرُونَانِ لا يَفْتَرِقَانِ إلَّا جميعًا".
(10/ 95) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن عُبَيْدَة القُوْمِسِي).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات عدا صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن عُبَيْدَة القُوْمِسِي)، حيث لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وعدا والده (محمد بن عُبَيْدَة القُوْمِسِي)، فإني لم أقف على من ترجم له، إلَّا ما سيأتي من قول المُنَاوي: إنَّه ضعيف. ولا أدري مصدره في ذلك.
و(أبو إسحاق الفَزَاري) هو (إبراهيم بن محمد بن الحارث): ثقة حافظ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (313).
والحديث صحيح من غير هذا الوجه.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 223)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(1/ 135) رقم (110) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن الشّعْبِيّ إلَّا مالك، ولا عن مالك إلَّا أبو إسحاق الفَزَاري، تفرَّد به ابن عُبَيْدَة".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 92): "رواه الطبراني في "الأوسط" و"الصغير"، وقال: تفرَّد به محمد بن عُبَيْدَة القُوْمِسِي
(1)
".
(1)
تَصَحَّفَ في "المجمع"(1/ 92)، و"فيض القدير" (3/ 426) إلى:"القُرَشِي". كما تَصَحَّفَ في "الجامع الأَزْهَر" للمُنَاوي (1/ 223/ ب) إلى: "البومسي".
وقال المُنَاوي في "فيض القدير"(3/ 426) بعد أن ذكر قول الطبراني السابق: "وهو ضعيف". ولا أدري مصدر المُنَاوي في تضعيفه له، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد روى الحاكم في "المستدرك"(1/ 22)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 297)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(6/ 140) رقم (7727) -ط بيروت-، من طريق أبي سَلَمَة موسى بن إسماعيل التَّبُوذَكي، حدَّثنا جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عمر مرفوعًا:"الحَيَاءُ والإيمانُ قرنا جميعًا، فإذا رُفِعَ أحدهما رُفِعَ الآخر".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرطهما". ووافقه الذَّهَبِيُّ. وهو كما قالا.
وقد روي من حديث ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ: "الحياءُ والإيمانُ في قَرنٍ
(1)
، فإذا سُلِبَ أحدهما تَبِعَهُ الآخرُ".
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(1/ 135) رقم (111)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2618)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(6/ 140) رقم (7725 و 7726) -ط بيروت-.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 92): رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه يوسف بن خالد السَّمْتِي كذَّاب خبيث".
أقول: (يوسف) ليي في إسناد البيهقي، لكن عنده في الطريق الأول (7725):(أحمد بن الفرج الحِمْصِيّ أبو عُتْبَة) وهو ضعيف. وقد سبقت ترجمته في حديث (609).
(1)
"أي مجموعان في حَبْل، أو قِرَان". "النهاية"(5/ 53).
وعنده في الطريق الثاني (7726): (محمد بن يونس الكُدَيْمي) وهو متروك، وقد اتُّهِمَ. وسبقت ترجمته في حديث (446).
وقد روى الإِمام البُخَاري في الإِيمان، باب الحياء من الإِيمان (1/ 74) رقم (34)، ومسلم في الإِيمان، باب بيان عدد شُعَب الإِيمان. . (1/ 63) رقم (36)، وغيرهما، عن ابن عمر مرفوعًا:"الحَيَاءُ مِنَ الإِيمانِ".
* * *
1487 -
حدَّثني الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا عبد اللَّه بن عثمان الصَّفَّار، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن حَمُّوْيَه النَّيْسَابُورِيّ، حدَّثنا أحمد بن حفص بن عبد اللَّه، حدَّثني أبو خالد إبراهيم بن سالم
(1)
، حدَّثني عبد اللَّه بن عِمْران البَصْري، عن محمد بن جُحَادة، عن أبي صادق،
عن عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "دخلتُ أنا وأبو بكرٍ الغَارَ، واجتمعت العنكبوتُ فَنَسَجَتْ بالبابِ. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا تَقْتُلُوهُنَّ".
(10/ 101) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن حَمُّوْيَه النَّيْسَابُورِيّ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
منكر، وإسناده ضعيف. أمَّا خبر نسج العنكبوت وحده فقد ورد من حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما، وحُسِّنَ إسناده وهو محلُّ نظر.
فهو منقطع بين (أبي صادق الأَزْدِيّ الكوفي) وبين سيدنا (عليّ) رضي الله عنه. فقد قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(8/ 199 - 200): "مسلم بن
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "سلم". والتصويب من: الكامل" (1/ 259)، و"تهذيب الكمال" (3/ 718 - مخطوط-)، و"الميزان" (1/ 33).
يزيد أبو صادق الأَزْدِيّ، كوفي؛ ويقال: اسمه عبد اللَّه بن نَاجِذ، روى عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه مُرْسَلًا". ونقل عن أبيه قوله: لم يسمع من عليٍّ وهو مستقيم الحديث. وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 436): "صدوق، وحديثه عن عليٍّ مرسل، من الرابعة"/ س ق. وقال في "التهذيب"(12/ 130): "أرسل عن أبي مَحْذُورة وعليّ بن أبي طالب وأبي هريرة".
كما أنَّ في إسناده (عبد اللَّه بن عِمْران البَصْري التَّيْمِيّ الطَّلْحِي) وفيه ضعف. وقال الذَّهَبِيُّ: "صدوق": وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1449).
كما أنَّ فيه (إبراهيم بن سالم بن خالد النَّيْسَابُوري)، قال ابن عدي عنه في ترجمته من "الكامل" (1/ 259):"يروي عن عبد اللَّه بن عِمْرَان بأحاديث مسندة عداد مناكير". وقد تقدَّمت ترجمته في (1449).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن حَمُّوْيَه النَّيْسَابُوري أبو محمد) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
وبقية رجال الإِسناد ثقات.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 260) -في ترجمة (إبراهيم بن سالم النَّيْسَابُورِيّ) -، عن الحسين بن الحسن بن سفيان، عن أحمد بن حفص، به، وقال:"منكر".
أقول: أمَّا خبر نسج العنكبوت على باب الغار، فقد رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(5/ 389)، وأحمد في "مسنده"(1/ 348)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 407) رقم (12155)، عن ابن عبَّاس مطوَّلًا.
وقد حَسَّنَ إسناده الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(7/ 236) -في مناقب الأنصار، باب هجرة النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة-.
وقال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية"(3/ 181): "وهذا إسناد حسن، وهو من أجود ما رُوي في قصَّة نسج العنكبوت على فم الغار. وذلك من حماية اللَّه رسوله صلى الله عليه وسلم".
وهذا التحسين منهما موضع نظر كما بينته مفصَّلًا في حديث رقم (2006).
وانظر الروايات الواردة في ذلك: "طبقات ابن سعد"(1/ 228 - 229)، و"دلائل النبوة" للبيهقي (2/ 481 - 482)، و"دلائل النبوة" لأبي نُعَيْم الأَصْبَهَاني (2/ 419)، و"مجمع الزوائد"(6/ 52 - 53) و (7/ 27)، و"سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد" لمحمد بن يوسف الصَّالِحِي الدِّمَشْقِيّ (3/ 339 - 341)، و"الخصائص الكبرى" للسيوطي (1/ 186).
* * *
1488 -
أخبرنا هلال بن محمد الحَفَّار، حدَّثنا محمد بن حُمَيْد بن سُهَيْل المُخَرِّمي، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد الإِمام -في سنة تسع وتسعين ومائتين- قال: حدَّثنا عبد الوهاب الشَّعْرَاني، حدَّثنا حُمَيْد الطويل -وكان قصيرًا-،
عن أنس بن مالك قال: خرجتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً مِنَ شَهْرِ رَمَضَانَ فرأى نِيْرَانًا في بُيوتِ الأنصارِ، فقال:"يا أنسُ ما هذهِ النيرانُ"؟ قلتُ يا رسول اللَّه: إنَّ الأنصارَ يَتَسَحَّرُونَ. فقال: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي في بُكُورِهَا".
(10/ 103) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن حُمَيْد الخَيَّاط أبو محمد الإِمام).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقوله صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي في بُكُورِهَا". روي من حديث جماعة من الصحابة، وهو صحيح بمجموع طرقه.
ففيه (محمد بن حُمَيْد بن سُهَيْل المُخَرِّمي أبو بكر) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (206).
وفيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن حُمَيْد الخَيَّاط أبو محمد الإِمام) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(عبد الوهاب الشَّعْرَاني) لم أقف له على ترجمة في كُلِّ ما رجعت إليه.
وشيخ الخطيب: صدوق. وحُمَيْد: ثقة.
التخريج:
عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 381) إلى ابن عساكر وابن النَّجَّار.
وقد روى البزَّار في "مسنده"(2/ 80) رقم (1249) -من كشف الأستار- آخر الحديث: "اللَّهُمَّ بارك لأُمَّتِي في بُكُورِهَا"، من طريق عَنْبَسَة بن عبد الرحمن، عن شَبِيب، عن أنس مرفوعًا. لكن عنده في آخره زيادة هي:"يوم خُمِيسها".
قال البزَّار: "لا نعلمه عن أنس إلَّا بهذا الإِسناد: وعَنْبَسَة لَيِّنُ الحديث".
وقال الهيثمي في "المجمع"(4/ 61) بعد أن عزاه له: "وفيه عَنْبَسَة بن عبد الرحمن وهو ضعيف".
ورواه ابن عدي في الكامل" (1/ 170) -في ترجمة (أحمد بن بشير) -، وعنه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية" (1/ 319) رقم (519)، من طريق أحمد بن بشير، عن شَبِيب بن بِشْر، عن أنس مرفوعًا به، لكن وقع عنده: "في غُدُوِّهَا" بدلًا من "في بكورها". وقال ابن عدي: هذا الحديث لا يُعْرَفُ إلَّا من رواية أحمد بن بشير، وعَنْبَسَة بن عبد الرحمن، عن شَبِيب بن بِشْر".
أقول: (أحمد بن بشير المخزومي الكوفي): صدوق له أوهام، وقد تفرَّد برواية أحاديث لم يشاركه فيها غيره، وضعَّفه بعضهم من أجلها. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (457).
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 319 - 320 و 322 - 323) رقم (520 و 521 و 530 و 531) من خمسة طرق عن أنس مرفوعًا.
وكلُّها تالفة -كما فصَّله ابن الجَوْزي في (1/ 326 - 327) من المصدر السابق-، عدا الطريق الثاني رقم (521)، فقد قال ابن الجَوْزي: فيه محمد بن عيسى ورَوْح، وكلاهما مطعون فيه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي في بُكُورِهَا"، رُوي عن عدد من الصحابة. انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(5/ 15)، و"مجمع الزوائد"(4/ 61 - 62)، و"العلل المتناهية"(1/ 314 - 326)، و"التلخيص الحَبِير"(4/ 97 - 98)، و"المقاصد الحسنة" ص 89 - 90، و"الترغيب والترهيب"(2/ 529)، و"تحفة الأحوذي"(4/ 403 - 404)، و"فتح الوهاب في تخريج أحاديث الشهاب" للشيخ أحمد الغُمَاري (2/ 395 - 398).
ومن ذلك ما رواه أبو داود في الجهاد، باب الإبكار في السفر (3/ 79 - 80) رقم (2606)، والتِّرْمِذِيُّ في البيوع، باب ما جاء في التبكير بالتجارة (3/ 508) رقم (1212)، وأحمد في "المسند"(3/ 417 و 431 - 432) ومواضع أخرى، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(12/ 516)، وسعيد بن منصور في "سننه"(2/ 181) رقم (2382)، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 214)، والطَّيَالِسِي في "مسنده" ص 175 رقم (1246)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 122 - 123) رقم (4735)، وابن ماجه في التجارات، باب ما يرجى من البركة في البكور (2/ 752) رقم (2276)، والطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 28 - 29) رقم (7275 و 7276 و 7277)، وعليّ بن الجَعْد في "مسنده"(2/ 897) رقم (2557)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 151 - 152)، عن صَخْر الغَامِدِيّ رضي الله عنه، مرفوعًا به.
وقد حسَّنه التِّرْمِذِيُّ، وصحَّحه ابن حِبَّان، وخالفهما جماعة من النُّقَّاد، منهم: ابن القَطَّان والمُنْذِرِيّ والذَّهَبِيّ. انظر: "تحفة الأحوذي"(4/ 403)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 529).
وقد قال ابن طاهر في "تخريج أحاديث الشهاب" -كما في "التلخيص الحَبِير"(4/ 97) -: "هذا الحديث رواه جماعة من الصحابة، ولم يخرَّج شيء ومنها في الصحيح، وأقربها إلى الصحة والشهرة هذا الحديث -يعني حديث صخر الغامدي-".
وقال الإِمام السَّخَاوِيُّ في "المقاصد" ص 90: "وفي الباب عن بُرَيْدة، وجابر، وعبد اللَّه بن سَلَام، وابن عمر، وعليّ، وعِمْرَان بن حُصَيْن، ونُبَيْط بن شَرِيط، وأبي بَكْرَة. وقال شيخنا -يعني الحافظ ابن حَجَر رحمه الله: ومنها ما يصحُّ، ومنها ما لا يصحُّ، وفيها الحسن والضعيف".
* * *
1489 -
أخبرنا عبد الغفَّار بن محمد بن جعفر المؤدِّب، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصَّوَّاف، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن أبي كامل الفَزَاري، حدَّثنا داود بن رُشَيْد، حدَّثنا يوسف بن نافع -مولى لبني هاشم بَصْرِيٌّ-، حدَّثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد، عن أبيه، عن أَبَان بن عثمان قال:
سمعت عثمان بن عفَّان يقول: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ صَنَعَ صَنِيعَةً إلى أَحَدٍ مِنْ خَلَفِ عبد المُطَّلِب في الدُّنْيَا -أو في هذه الدُّنْيَا- فَعَلَيَّ مُكَافَأْتُهُ إِذْ لَقِيَنِي".
(10/ 103) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن أبي كامل الفَزَاري أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد) وهو صدوق تغيَّر حفظه لمَّا قَدِمَ بغداد، وروايته عن أبيه ضعيفة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (856).
كما أنَّ فيه شيخ الخطيب (عبد الغفَّار بن محمد المؤدِّب) وقد ضُعِّفَ. وسبقت ترجمته في حديث (84).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن أبي كامل الفَزَاري) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(يوسف بن نافع المَدَني) ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(9/ 232) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ووثَّقه ابن حِبَّان، وترجم له في "ثقاته"
(1)
(9/ 281).
وباقي رجال الإِسناد ثقات.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 265) رقم (1469)، وعنه الضياء المَقْدِسي في "المُخْتَارة"(1/ 439) رقم (315)، من طريق محمد بن المُؤَمَّل بن الصَّبَّاح، عن يوسف بن نافع (2) بن عبد اللَّه بن أَشْرَس المَدَني، عن عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد، عن أبيه، به. ولفظه عنده:"مَنْ صَنَعَ إلى أَحَدٍ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ المُطَّلِب يَدًا، فلم يُكَافِئْهُ بها في الدُّنْيَا، فَعَلَيَّ مُكَافَأَتُهُ غَدًا إذا لَقِيَنِي".
قال الطبراني عقبه: "لا يُرْوى هذا الحديث عن عثمان إلَّا بهذا الإِسناد، تفرَّد به يوسف بن نافع
(2)
".
وذَكَرَ المَقْدِسِيُّ قول الطبراني السابق، وأتبعه بأنَّ ابن أبي حاتم ترجم لـ (يوسف بن نافع)، وأنَّه لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
(1)
وقد اختلطت ترجمته في المطبوع بترجمة غيره، وما ذُكِرَ في حاشيته تعليقًا نقلًا عن إحدى النسخ الخطية لـ "الثقات"، هو الصَّواب.
(2)
صُحِّفَ في "المعجم الأوسط" إلى: "يونس بن نافع"، والتصويب من "المختارة" للضياء المَقْدِسي (1/ 439) فإنَّه يرويه عن الطبراني، ومن مصدري ترجمته المذكورين في مرتبة الحديث.
أقول: ومع ذلك أخرجه في "المُخْتَارَة" التي التزم فيها الصحة
(1)
. فضلًا عن رواية عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد عن أبيه، فيه؛ وهي ضعيفة كما تقدَّم.
قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 173) بعد أن عزاه له: "وفيه عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد وهو ضعيف".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 285 - 286) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. وقد ضَعَّفَ أحمدُ: عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد، وقال: لا يُحْتَجُّ به".
وممَّا تقدَّم يعلم بأنَّ قول محقق "المُخْتَارَة": "إسناده لا بأس به"، موضع نظر. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
1490 -
حدَّثنا أبو عبيد محمد بن محمد بن عليّ بن محمد بن أحمد بن عبد اللَّه بن يَزْدَاد النَّيْسَابُوري، أخبرنا أبو أحمد الحافظ، حدَّثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد بن العبَّاس البزَّاز -ببغداد-، حدَّثنا جُبَارَة -يعني ابن المُغَلِّس-، حدَّثنا أبو إسحاق الحُمَيْسِيّ، عن مالك بن دينار،
عن أنس قال: صَلَّيْتُ خَلْفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأبي بكرٍ، وعُمَرَ، وعثمانَ، وعليّ، فكانوا يَسْتَفْتِحُونَ القِرَاءةَ بالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمينَ، ويقرؤونَ:"مَلِكِ يومِ الدِّينِ".
(10/ 106) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن العبَّاس الكوفي البزَّاز أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وحديث أنس في الاستفتاح بالحمد فحسب، ومن دون ذِكْرِ
(1)
كما قال العلَّامة الكَتَّاني في "الرسالة المستطرفة" ص 24. وانظر في ذلك أيضًا: "أسباب اختلاف المحدِّثين" (2/ 683 - 685) للمؤلف.
(عليٍّ)، مخرَّج في "الصحيحين"، وغيرهما.
ففيه (خازم بن الحسين أبو إسحاق الحُمَيْسِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 142) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"الجرح والتعديل"(3/ 393) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به".
3 -
"المجروحين"(1/ 288) وقال: "منكر الحديث على قلَّة روايته، كثير الوَهَم فيما يرويه، لم يكن يعلم الحديث ولا صناعته، وليس ممن يُحْتَجُّ به إذا وافق الثقات، فكيف إذا انفرد بأوابد وطامَّات".
4 -
"الكامل"(3/ 943 - 944) وقال: "عامَّة حديثه عمن يروي عنهم لا يتابعه أحد عليه، وأحاديثه شبه الغرائب، وهو ضعيف
(1)
يُكْتَبُ حديثه".
5 -
"التقريب"(1/ 211) وقال: "ضعيف، من الثامنة"/ ز.
كما أنَّ فيه (جُبَارَة بن المُغَلِّس الحِمَّاني الكوفي) وهو ضعيف أيضًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (327).
كما أنَّ فيه أيضًا صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن العبَّاس البزَّاز) حيث نقل الخطيب في ترجمته عن أبي أحمد محمد بن محمد الحافظ قوله فيه: "فيه نظر".
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 943) -في ترجمة (خازم بن الحسين أبو إسحاق الحُمَيْسِيّ) -، عن ابن دُرَيْج، عن جُبَارَة، به. لكن عنده "مَالِكِ" بدلًا من "مَلِكِ".
وروى الشطر الثاني فقط، ابن أبي داود في "المصاحف" ص 104، من طريق عثمان بن زُفَر، حدَّثنا أبو إسحاق الحُمَيْسِيّ
(2)
، عن مالك بن دينار، عن
(1)
صُحِّفَ في "الكامل" إلى: خصيف".
(2)
صُحِّفَ في كتاب "المصاحف" إلى: "الخميسي" بالخاء المعجمة.
أنس قال: صلَّيت خلف النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ عليهم السلام، كلُّهم كان يقرأ:"مَالِكِ يوم الدِّين".
ورواه البُخَاري في "جزء القراءة خَلَف الإِمام" ص 33، عن الحسن بن الرَّبيع، عن أبي إسحاق بن حسين -يعني الحُمَيْسِيّ-، عن مالك بن دينار، عنه، به. لكن ليس عنده ذكر (عليّ). كما أنَّ عنده (مالك) كما عند ابن عدي، وابن أبي داود.
والشطر الأول من الحديث: "صلَّيتُ خلفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، فكانوا يستفتحونَ القراءةَ بالحمدُ للَّهِ ربِّ العالمينَ". رواه البُخَاري في صفة الصَّلاة، باب ما يقول بعد التكبير (2/ 226 - 227) رقم (743)، ومسلم في الصَّلاة، باب حجَّة من قال لا يجهر بالبسملة (1/ 299) رقم (399)، وأبو داود في الصَّلاة، باب من لم ير الجهر ببسم اللَّه الرحمن الرحيم (1/ 494) رقم (782)، والتِّرْمِذِيّ في الصَّلاة، باب ما جاء في افتتاح القراءة بالحمد للَّه رب العالمين (2/ 15) رقم (346)، والنَّسَائي في الافتتاح، باب البداءة بفاتحة الكتاب قبل السورة، وباب ترك الجهر ببسم اللَّه الرحمن الرحيم (2/ 133 و 134 - 135)، وابن ماجه في إقامة الصَّلاة، باب افتتاح القراءة (1/ 267) رقم (813). لكن ليس عندهم جميعًا ذكر (عليٍّ). كما أنَّه ليس عند بعضهم ذكر (عثمان)، رضي الله عنهم أجمعين.
وانظر روايات حديث أنس وألفاظه في: "نصب الراية"(1/ 326 - 327)، و"السنن الكبرى"(2/ 50 - 52)، و"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 314 - 316)، و"جزء القراءة خَلَف الإمام" للبخاري ص 31 - 33، و"فتح الباري"(4/ 227 - 228)، وليس عند أحدهم فيما ذَكَرَ مِنْ رواياتٍ ذِكْرُ (عليٍّ). ولذا اعتبرته من الزوائد.
أمَّا الشطر الثاني "ويقرؤون: مَلِكِ يوم الدِّين".
فإنَّه هكذا "مَلِكِ" من دون ألف، في المطبوع وفي مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس. لكن تقدَّم أنَّه عند ابن عدي وابن أبي داود:"مالك"، وطريقهما هو طريق الخطيب، وكذا عند البُخَاري في "جزء القراءة خَلَف الإِمام" فإنَّه بإثبات الألف أيضًا.
فإن كان ما في "تاريخ بغداد" محفوظة فإنَّ هذا الشطر من الزوائد أيضًا، وإلَّا فلا يكون من جهة هذا اللَّفظ؛ ولكنه يكون من الزوائد، لعدم ذكر عليٍّ في رواية التِّرْمِذِيّ كما سيأتي.
فقد روى التِّرْمِذِيُّ في القراءات، باب في فاتحة الكتاب (5/ 185) رقم (2928)، من طريق الزُّهْرِيّ، عن أنس قال:"إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكرٍ وعُمَرَ -وأراه قال: وعثمانَ- كانوا يقرءونَ مَالِكِ يوم الدِّين"
(1)
. وقال التِّرْمِذِيُّ: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث الزُّهْرِيّ عن أنس بن مالك إلَّا من حديث هذا الشيخ أيوب بن سُوَيْد الرَّمْلِي
(2)
".
أمَّا قراءة: "مَلِكِ" بدون ألف، كما عند الخطيب في "تاريخه"، فقد رواه عن أنس: ابن الأَنْبَارِيّ كما في "الدُّرِّ المنثور"(1/ 35) ولفظه عنده: "قرأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وطلحة، والزُّبَيْر، وعبد الرحمن بن عَوْف، ومعاذ بن جَبَل: مَلِكِ يوم الدِّين -بغير ألف-".
قال الإِمام ابن كثير في "تفسيره"(1/ 26): "قرأ بعض القُرَّاء (مَلِكِ يوم الدِّين)، وقرأَ آخرون (مَالِكِ)، وكلاهما صحيح متواتر في السَّبْعِ".
(1)
ورواه من هذا الطريق ابن أبي داود في "المصاحف" ص 103. وعنده ذكر عثمان دون شك.
(2)
قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 90): "صدوق يخطئ، من التاسعة، مات سنة ثلاثين وتسعين -يعني ومائة-، وقيل: سنة اثنتين ومائتين"/ د ت ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(3/ 474 - 477)، و"التهذيب"(1/ 405 - 406).
وانظر حديث رقم (708) و (2009) و (2128).
* * *
1491 -
أخبرني أحمد بن عليّ بن الحسين التَّوَّزِيّ، حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر، حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن إبراهيم المَرْوَزِيّ -قدم علينا حاجًّا-، حدَّثنا سليمان بن مَعْبَد، حدَّثنا عبد العزيز الأُوَيْسِيّ، حدَّثنا سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو -مولى المُطَّلِب-، عن حَبِيب بن هند الأَسْلَمِي عن عُرْوَة،
عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَخَذَ السَّبْعَ الأُوَلَ مِنَ القُرْآنِ فهو حَبْرٌ".
(10/ 108) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن إبراهيم المَرْوَزِيّ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن محمد المَرْوَزِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. ولكنه قد توبع كما سيأتي.
و (حَبِيب بن هند بن أسماء الأَسْلَمِيّ) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، فإنَّه ذكره في "ثقاته"(4/ 141 - 142) و (6/ 177).
وترجم له البُخَاري في "التاريخ الكبير"(2/ 327)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 110)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكر ابن أبي حاتم ثلاثةً من الرواة عنه.
وشيخ الخطيب (أحمد بن عليّ بن الحسين التَّوَّزِيّ)، ترجم له في "التاريخ" (4/ 324) وقال:"كتبت عنه وكان صدوقًا، كثير الكتاب، مديمًا لحضور المجالس والسماع معنا". وتوفي عام (442 هـ). وقال السَّمْعَاني عنه في "الأنساب"(3/ 104): "كان مكثرًا ثقةً".
وباقي رجال الإِسناد ثقات.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(6/ 72 - 73)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 564)، والطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(2/ 154)، وابن نصر المَرْوَزي في "قيام الليل" ص 73 - من مختصره-، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(5/ 353) رقم (2191)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(4/ 468)، من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو
(1)
، عن حَبِيب بن هند، به.
ولفظه عند الطَّحَاوي والحاكم والبَغَوي: "فهو خير" بالخاء المعجمة بعدها ياء.
قال الحاكم: "صحيح الإِسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: في إسناده (حَبِيب بن هند) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان.
ورواه أحمد في "المسند"(6/ 82) عن أبي سعيد، عن سليمان بن بلال، به.
ورواه الطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(2/ 153 - 154)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 468) رقم (2327) -من كشف الأستار-، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(4/ 468)، من طريق عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِيّ، عن عمرو بن أبي عمرو، عن حَبِيب بن هند، به. ولفظ آخره عند الطَّحاوي والبَغَوي:"فهو خير".
وقال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوَى عن عائشة إلَّا بهذا الإِسناد".
أقول: وقوله هذا متعقَّب بما تقدَّم.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 162): "رواه أحمد والبزَّار، ورجال البزَّار رجال الصحيح غير حبيب بن هند الأَسْلَمِي وهو ثقة، ورواه بإسناد آخر
(1)
في "المسند": "عن عمرو بن حبيب بن هند"، وهو تحريف، صوابه ما أثبتُ، وقد حقَّقه الحافظ ابن حَجَر مطوَّلًا في "تعجيل المنفعة" ص 203.
رجاله رجال الصحيح، ورواه بإسناد آخر عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال مثله، ولكن سقط من الإِسناد رجل".
أقول: حديث أبي هريرة هذا لم أهتد إليه في "مسند أحمد". أمَّا قوله: بأنَّ أحمد رواه من حديث السيدة عائشة بإسناد رجاله رجال الصحيح، فهو متعقَّب بأنَّ فيه (حَبِيب بن هند) أيضًا، وهو ليس من رجال "الصحيحين" أو أحدهما، ولم يوثِّقه غير ابن حِبَّان كما تقدَّم، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقال ابن كثير في "تفسيره"(1/ 37) بعد أن عزاه لأبي عبيد -القاسم بن سلَّام- من طريق إسماعيل بن جعفر الأول: "غريب". وقال: إنَّ أبا حاتم لم يَذْكُرْ في (حَبِيب بن هند) جرحًا أو تعديلًا.
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 103 - 104) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وفيه عمرو بن أبي عمرو. قال يحيى: لا يُحْتَجُّ بحديثه".
أقول: رَدُّ الحديث بـ (عمرو)، موضع نظر، فإنَّه ثقة ربما وَهِمَ: كما قال الحافظ في "التقريب"(2/ 75)، وقد خرَّج له الستة.
غريب الحديث:
قوله: "السَّبْع الأُول من القرآن". وَرَدَ تفسيره عند أكثر من رواه بأنَّه عنى "السَّبْعَ الطُّوَل من القرآن". وهي السور الكريمة التالية: البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنعام، الأعراف، التوبة.
قوله: "فهو حَبْرٌ" بالفتح والكسر، أي عالم. انظر:"النهاية"(1/ 328)، و"القاموس المحيط" مادة "حبر" ص 472.
* * *
1492 -
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحَفَّار، وبُشْرَى بن عبد اللَّه
الرُّومي، قالا: حدَّثنا حُمَيْد بن محمد بن سُهَيْل المُخَرِّمي، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد الكَوَّاز
(1)
-زاد هلال: ولم يكن عنده غير هذا الحديث-.
وأخبرنا بُشْرَى بن عبد اللَّه أيضًا، حدَّثنا عمر بن محمد بن سَبَنْك، حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن محمد الكَوَّاز، حدَّثنا هُدْبَة بن خالد، حدَّثنا الحَمَّادان: حمَّاد بن سَلَمَة بن دينار، وحمَّاد بن زيد بن دِرْهَم، عن الوَضِين بن عطاء، عن الأَوْزَاعي، عن محمد بن أبي موسى، عن القاسم بن مُخَيْمِرَة،
عن أبي موسى الأَشْعَري قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بنبيذٍ جَرٍّ يَنِشُّ، فقال:"اضْرِبْ بهذا الحَائِطَ، فإنَّ هذا شرابُ من لا يُؤْمِنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ". "ألفاظهم سواء".
(10/ 109 - 110) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن النَّضْر الجَرَّار البَصْرِيّ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وله شاهد من حديث أبي هريرة يحسن به.
ففيه انقطاع بين (القاسم بن مُخَيْمِرَة الهَمْدَاني) وبين (أبي موسى الأشعري).
قال ابن مَعِين في "تاريخه"(2/ 483) في ترجمة (القاسم): "لم أسمع أنَّه سمع من أحد من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم".
وقال ابن حِبَّان في "الثقات"(5/ 307) في ترجمته: "يروي عن أبي موسى الأشعري إنْ كان سَمِعَ منه".
وقال أيضًا في "الثقات"(7/ 332) حيث ذكره في طبقة أتباع التابعين: "وما
(1)
"هذه النسبة لمن يعمل الكِيْزَانَ الخَزَفِيَّة". "الأنساب"(10/ 491).
أحسبه سمع أبا موسى"
(1)
. وقال: "وليس يصحُّ له عندي عن أبي موسى سماع، ولذلك أدخلناه في هذه الطبقة".
كما أنَّ في إسناده (الوَضِين بن عطاء الخُزَاعِي الدِّمَشْقِيّ) وهو كما قال الحافظ في "التقريب"(2/ 331): "صدوق سيء الحفظ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (434).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن النَّضْر الجَرَّار) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(القاسم بن مُخَيْمِرَة) قد أدركه الإِمام الأَوْزَاعي كما نصَّ عليه أبو حاتم. انظر "الجرح والتعديل"(7/ 120).
التخريج:
رواه أبو يعلى في "مسنده"(13/ 242 - 243) رقم (7259)، من طريق الوليد بن مسلم، عن الأَوْزَاعي، عن موسى بن سليمان، عن القاسم، عنه، به.
ورواه البزَّار في "مسنده"(3/ 346 - 347) رقم (2907) -من كشف الأستار-، من طريق يحيى بن سعيد، عن الأَوْزَاعي، عن محمد بن أبي موسى، عن القاسم، عنه، به.
قال البزَّار: "هكذا رواه يحيى عن الأَوْزَاعي. وحدَّثناه حَوْثَرَة بن محمد المِنْقَرِي، حدَّثنا معاذ بن هشام، حدَّثني أبي، عن قَتَادَة، عن الأَوْزَاعي، عن محمد بن أبي موسى. قلت -القائل الهيثمي في "كشف الأستار"-: فذكر نحوه. قال البزَّار: لا نعلم رواه عن قَتَادَة إلَّا هشام، ولا عنه إلَّا معاذ، ولا روى قَتَادَة عن الأَوْزَاعي حديثًا مسندة إلَّا هذا".
(1)
صُحِّفَ نصُّ ابن حِبَّان هذا في "التهذيب"(8/ 337 - 338) إلى: "ما أحسبه سمع من ابن أبي موسى" فليصحح.
قال في "المجمع"(5/ 61): "رواه أبو يعلى والبزَّار والطبراني، كلاهما باختصار، وفيه موسى بن سليمان بن موسى، وثَّقه أبو حاتم
(1)
، وبقية رجاله ثقات".
و(مسند أبي موسى) من "المعجم الكبير" المطبوع، غير موجود لفقدانه من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
أقول: ولم يتنبه الهيثمي رحمه الله إلى انقطاعه. إلى جانب عنعنة (الوليد بن مسلم) عند أبي يعلى.
وذكره الحافظ ابن حَجَر في "المطالب العالية"(2/ 99) رقم (1765) وعزاه إلى أبي يعلى، وقال محققه الشيخ الأعظمي رحمه الله:"ضعَّف إسناده البُوصِيري، لتدليس الوليد بن مسلم".
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 303)، من طريق الوليد بن مَزْيَد، عن الأَوْزَاعي، عن محمد بن أبي موسى، به.
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(6/ 84 و 147 و 148)، والخطيب في "تاريخه"(12/ 32 - 33)، من طريق الأَوْزَاعي، عن القاسم، عن أبي بُرْدَة، عن أبي موسى الأشعري.
(1)
أقول: ترجم ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(8/ 144) لـ (موسى بن سليمان الأُموي أبو عمرو) هذا، وقال:"سمعت أبي وأبا زُرْعَة وقيل لهما: موسى بن سليمان الذي يحدِّث عنه الأَوْزَاعِي؟ فقالا: شيخ للأوزاعي ما نعلم روى عنه غيره. قلت لهما فما حاله؟ قال أبي: هو شيخ. وسكت أبو زُرْعَة". وذكره ابن حِبَّان في "ثقاته"(7/ 453)، وترجم له ابن حَجَر في "التهذيب"(10/ 347) وذكر توثيق ابن حِبَّان له فحسب، ومن ثَمَّ قال في "التقريب" (2/ 284) عنه:"مقبول، من السادسة"/ مد. ومما تقدَّم يعلمُ بأنَّ قول الهيثمي: "وثَّقه أبو حاتم" محلُّ نظر، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقال أبو نُعَيْم في (6/ 84): "رواه الوليد وغيره عن الأَوْزَاعي عن القاسم عن أبي موسى من دون أبي بُرْدَة. ورواه قَتَادة ويحيى القَطَّان والنَّاس، عن الأَوْزَاعي عن محمد بن أبي موسى عن القاسم عن أبي موسى ولم يذكروا أبا بُرْدَة".
وقال في (6/ 147): "ومحمد بن أبي موسى هو مولى أبي أُمَيَّة، فارسي الأصل، نقلهم معاوية إلى بيروت. وهذا الحديث حدَّث به عن الأَوْزَاعي من التابعين: قَتَادَة. ومن الأئمة والأعلام: يحيى بن سعيد القَطَّان، ورَوْح بن عُبَادَة في آخرين".
ثم ساق رحمه الله الحديث من طريق قَتَادَة ويحيى القَطَّان ورَوْح بن عُبَادَة.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة، رواه أبو داود في الأشربة، باب في النبيذ إذا غَلَى (4/ 107 - 108) رقم (3716)، والنَّسَائي في الأشربة، باب تحريم كل شراب أسكر كثيره (8/ 301)، وابن ماجه في الأشربة، باب نبيذ الجر (2/ 1128) رقم (3409)، وأبو يعلى في "مسنده"(13/ 243) رقم (7260).
وفي إسناده عندهم (خالد بن عبد اللَّه بن حسين الأُمَوي الدِّمَشْقِيّ). لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان -انظر "الثقات" له (4/ 404) -، ولذا قال الحافظ عنه في "التقريب" (1/ 215):"مقبول". وباقي رجال الإِسناد ثقات.
غريب الحديث:
قوله: "يَنِشُّ": أي يغلي. انظر "النهاية"(4/ 56).
* * *
1493 -
أخبرنا أبو القاسم عبيد اللَّه بن عمر بن عليّ الفقيه، حدَّثني محمد بن حُمَيْد بن شدَّاد المُخَرِّمي، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد الكَوَّاز.
وأخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي، والقاضي أبو القاسم عليّ بن المُحَسِّن التَّنُوخِيّ -قال محمد: حدَّثنا. وقال عليّ: أخبرنا- محمد بن العبَّاس الخزَّاز، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن النَّضْر البَصْري الجَرَّار -زاد التَّنُوخي: أبو محمد، في منزله بباب البستان درب الخُوَارِزْمِيَّة بعد انصرافنا من ابن أبي داود يوم الأحد لعشر بقين من ذي الحجَّة من سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. ثم اتفقوا- قال: حدَّثنا هُدْيَة بن خالد، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، وحمَّاد بن زيد بن دِرْهَم -وفي حديث الخزَّاز قال: حدَّثنا الحمَّادان جميعًا: حمَّاد بن سَلَمَة، وحمَّاد بن زيد بن دِرْهَم-، عن الوَضِين بن عطاء، عن الأَوْزَاعي، عن القاسم بن مُخَيْمِرَة،
عن أبي موسى الأَشْعَري قال: أُتِي النبيُّ صلى الله عليه وسلم بنبيذ جَرٍّ يَنِشُّ، فقال:"اضْرِبْ بهذا الحَائِطَ. -وفي حديثَ جَرَّار: قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بنبيذ جَرٍّ يَنِشُّ. وقلت: يا رسول اللَّه ما تقولُ في شُرْبِهِ؟ فقال: اضْرِبْ به الحَائِطَ، هذا شرابُ-. وقال المُخرِّمي: هذا شرابُ من لا يؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ".
(10/ 110) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن النَّضْر الجَرَّار البَصْري أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف، وله شاهد من حديث أبي هريرة بحسن به.
وقد تقدَّم في الحديث السابق رقم (1492) الكلام على إسناده.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق برقم (1492).
* * *
1494 -
أخبرنا محمد بن عبد الملك القُرَشِي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عَبْدُوس، حدَّثنا عليّ بن حَرْب، حدَّثنا هارون بن عِمْران، حدَّثنا سليمان بن أبي داود، عن عطاء، عن ابن عبَّاس،
عن أُمِّ سُلَيْم قالت: قلتُ يا رسول اللَّه جاء أبو طلحة وابنه بِنَاضِحَيْهِمَا وَتَرَكَاني. فقال: "يا أُمَّ سُلَيْم، عُمْرَةٌ في رَمَضَانَ تُجْزِيكِ مِنْ حَجَّةٍ".
(10/ 117) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن عَبْدُوس المُقْرِئ العَطَشِيّ أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (سليمان بن أبي داود الجَزَرِي الحَرَّاني -يعرف بـ (بُومَة) -) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(4/ 11) وقال: "منكر الحديث".
2 -
"الجرح والتعديل"(4/ 115 - 116) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث جدًّا". وقال أبو زُرْعَة: "كان ليِّن الحديث".
3 -
"المجروحين"(1/ 335) وقال: "منكر الحديث جدًّا".
4 -
"اللسان"(3/ 90) وفيه عن أحمد: "ليس بشيء". وقال أبو أحمد الحاكم: "في حديثه بعض المناكير". وذكره السَّاجِيُّ في "الضعفاء". وذكره الأَزْدِيُّ وقال: "منكر الحديث". وصُحِّفَ اسمه في "اللسان" إلى "سليمان بن داود".
كما أنَّ فيه (هارون بن عِمْران الأنصاري المَوْصِلِي)، ترجم له في "الجرح والتعديل"(9/ 93) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكره ابن حِبَّان في "ثقاته"(9/ 238).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن محمد المُقْرِئ العَطَشي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(6/ 5) رقم (3691)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2601) -في ترجمة يعقوب بن عطاء بن أبي رَبَاح) -، من طريق أبي إسماعيل المؤدِّب، حدَّثنا يعقوب بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عبَّاس قال: جاءت أُمُّ سُلَيْم إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالت: حَجَّ أبو طَلْحَة وابنُهُ، وتَرَكَاني. فقال: يا أُمَّ سُلَيْم عُمْرَةٌ في رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً".
ورواه ابن أبي شَيْبَة، من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عطاء، به. كذا في "فتح الباري"(3/ 603). ولم أقف عليه في مظانه من "المصنَّف".
ومن طريق ابن أبي ليلى المتقدِّم، رواه الطبراني في "الكبير"(11/ 148) رقم (11322).
أقول: في إسناده عند ابن حِبَّان وابن عدي: (يعقوب بن عطاء بن أبي رَبَاح) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (786).
كما أنَّ في إسناده عند ابن أبي شَيْبَة والطبراني: (محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى) وهو صدوق سيء الحفظ جدًّا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1048).
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(3/ 603): "وتابعهما -يعني ليعقوب بن عطاء ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى- مَعْقِل الجَزَري، لكن خالف في الإسناد، قال: عن عطاء عن أُمُّ سُلَيْم. فذكر الحديث دون القِصَّة".
أقول: و (مَعْقِل بن عبيد اللَّه الجَزَري) قال عنه في "التقريب"(2/ 264): "صدوق يخطئ".
والحديث رواه البخاري في العمرة، باب عمرة في رمضان (3/ 603) رقم (1782)، ومسلم في الحج، باب فضل العمرة في رمضان (2/ 917) رقم (1256)، والنَّسَائي في الصيام، باب الرخصة في أن يقال لشهر رمضان: رمضان (4/ 130 - 131)، من طريق ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن ابن عبَّاس قال:"قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لامرأةٍ من الأنصار -سمَّاها ابن عبَّاس فَنَسِيتُ اسْمَهَا- ما مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي مَعَنا؟ قالت: كان لنا نِاضِحٌ، فَرَكِبَهُ أبو فلان وابنُه -لزوجها وابنها- وتَرَكَ نَاضِحًا نَنْضَحُ عليه. قال: فإذا كان رمضانُ اعْتَمِرِي، فإنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ حَجَّةٌ" أو نحوًا ممّا قال.
ورواه البخاري في جزاء الصيد، باب حج النساء (4/ 72 - 73) رقم (1863)، ومسلم في الموضع السابق، من طريق حَبِيب المُعَلِّم، عن عطاء، عن ابن عبَّاس قال:"لما رجع النبيُّ صلى الله عليه وسلم من حجَّته قال: لأُمَّ سِنَان الأنصارية: ما منعك من الحجِّ؟ " فذكر نحوه.
قال الحافظ في "الفتح"(3/ 603): "القائل: "نسيت اسمها"، ابن جُرَيْج. بخلاف ما يتبادر إلى الذهن من أن القائل عطاء، وإنما قلت ذلك لأنَّ المصنِّف -يعني البُخَاري- أخرج الحديث في (باب حَجِّ النساء) من طريق حَبِيب المُعَلِّم عن عطاء فسمَّاها، ولفظه: "لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حجته قال لأُمَّ سِنَان الأنصارية. . . ". ويحتملُ أنَّ عطاء كان ناسيًا لاسمها لمَّا حدَّث به ابن جُرَيْج، وذاكرًا له لمَّا حدَّث به حَبِيبًا".
ثم ذكر أنَّ يعقوب بن عطاء ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ومَعْقِل الجَزَرِي -في رواياتهم التي سبقت-، قد خالفوا حَبِيبًا المُعَلِّم. وقال:"فهؤلاء ثلاثة يبعد أن يتفقوا على الخطأ، فلعل حَبِيبًا لم يحفظ اسمها كما ينبغي. لكن رواه أحمد بن مَنِيع في "مسنده" بإسناده صحيح، عن سعيد بن جُبَيْر، عن امرأة من
الأنصار يقال لها أُمّ سِنَان أنَّها أرادت الحجَّ" فذكر الحديث نحوه، دون ذكر قِصَّة زوجها" انتهى.
وقال الحافظ رحمه الله في "التلخيص الحَبِير"(2/ 227) بعد أن ذكر رواية ابن حِبَّان والطبراني المتقدِّمة: "فإن صحَّ حُمِلَ على تعدد القِصَّة".
وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(9/ 463 - 466)، و"مجمع الزوائد"(3/ 280)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 181 - 183)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 227).
غريب الحديث:
قولها "بِنَاضِحَيْهما": النَّاضِحُ: البعير أو الثور أو الحمار الذي يستقي عليه. لكن المراد هنا البعير. انظر "الفتح"(3/ 604).
قولها: "وابنه" قال في "الفتح"(3/ 604): "إن كانت هي أُمّ سِنَان فيحتمل أن يكون اسم ابنها سِنَانًا. وإن كانت هي أُمّ سُلَيْم فلم يكن لها يومئذ ابن يمكن أن يحجّ سوى أنس، وعلى هذا فنسبته إلى أبي طلحة بكونه ابنه مجازًا".
* * *
1495 -
أخبرنا أحمد بن محمد العَتِيقي، أخبرنا عبيد اللَّه بن أحمد بن يعقوب المُقْرِئ، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن الحسن بن عليّ بن بُقَيْرَة، حدَّثنا أبو سالم الرَّوَّاس، حدَّثنا عليّ بن عاصم، عن حُمَيْد،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خَلَقَ اللَّهُ تعالى جَنَّةَ عَدْنٍ وَغَرَسَ أَشْجَارَهَا بِيَدِهِ، ثم قال لها: تكلَّمي، فقالت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [سورة المؤمنون: الآية 1] ".
(10/ 118) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن الحسن بن عليّ بن بُقَيْرَة البغدادي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وله شواهد ضعيفة مجموعها يفيد أنَّ للحديث أصلًا. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
ففيه (أبو سالم الرَّوَّاس) وهو (العلاء بن مَسْلَمَة بن عثمان): متروك، واتُّهِمَ بالوضع. وستأتي ترجمته في حديث (1792).
وفيه أيضًا (عليّ بن عاصم الوَاسِطي)، وهو ضعيف يخطئ ويُصِرُّ على خطئه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (556).
وصاحب الترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن الحسن البغدادي) لم يذكره الخطيب بجرح ولا تعديل.
و(حُمَيْد) هو (ابن أبي حُمَيْد الطويل أبو عبيدة): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (265).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(2/ 392)، وعنه البيهقي في "الأسماء والصفات"(2/ 47)، من طريق عبَّاس الدُّوري، عن عليّ بن عاصم، به.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد". وتعقَّبه الحافظ الذَّهَبِيُّ بقوله: "بل ضعيف".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1837) -في ترجمة (عليّ بن عاصم الوَاسِطي) - من طريق العلاء بن مَسْلَمَة، عن عليّ بن عاصم، به.
وذكره الذَّهَبِيّ في "الميزان"(3/ 137) في ترجمة (عليّ بن عاصم) مع حديث آخر عن ابن عدي من طريقه، وقال:"هذان باطلان، ولقد أساء ابن عدي في إيراده هذه البواطيل في ترجمة عليّ، والعلاء مُتَّهَمٌ بالكذب".
أقول: قد تابع (العلاء): عبَّاس الدُّوري، وهو ثقة حافظ كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 399)، فبرئ العلاء بن مَسْلَمَة منه، فضلًا عن وجود شواهد ضعيفة له تدفع القول ببطلانه كما سيأتي.
ورواه أبو نُعَيْم في "صفة الجنَّة"(1/ 44) رقم (17) -مختصرًا-، وابن أبي الدُّنْيَا في "صفة الجنَّة" مطوَّلًا -كما في "الترغيب والترهيب" للمنذري (3/ 381) و (4/ 513 - 514)، و"تفسير ابن كثير"(3/ 248)، من طريق محمد بن زياد الكَلْبِي، عن بشر بن الحسين، عن سعيد بن أبي عَرُوبَة، عن قَتَادَة، عن أنس مرفوعًا.
أقول: فيه (محمد بن زياد الكَلْبِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (661).
وله شاهد من حديث ابن عبَّاس، رواه الطبراني في "الكبير"(11/ 184) رقم (1439)، و"الأوسط"(1/ 414) رقم (742)، وأبو نُعَيْم في "صفة الجنَّة"(1/ 41 - 42) رقم (16)، وتمَّام الرَّازي في "فوائده"(1/ 144 - 145) رقم (257 و 258)، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(5/ 682) -مخطوط-، من طريق بقيَّة بن الوليد، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"إنَّ اللَّه خَلَقَ جَنَّةَ عَدْنِ، خَلَقَ فيها ما لا عَيْنٌ رأت ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ولا خَطَرَ على قلب بَشَر، ثم قال لها: تكلَّمي، فقالت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} ".
أقول: بقيَّة بن الوليد قد صرَّح بالتحديث عند الطبراني في "الأوسط"، وعند أبي نُعَيْم. لكن قد قال ابن كثير في "تفسيره" (3/ 148) بعد أن ساقه من هذا الطريق:"بقيَّة عن الحجازيين ضعيف". وفيه تدليس ابن جُرَيْج أيضًا. وقال المنذري في "الترغيب"(4/ 513): إسناده جيِّد. وتابعه الهيثمي في "المجمع"(10/ 397).
ورواه الطبراني في "الكبير"(12/ 147) رقم (12723)، و"الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(8/ 146 - 147) رقم (4861) -، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"خَلَقَ اللَّه جنَّة عَدْن بيده، ودلَّى فيها ثمارها، وشقّ فيها أنهارها، ثم نظر فيها، فقال: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}. قال: وعزتي لا يجاورني فيك بخيل".
وفي إسناده (حمَّاد بن عيسى العَبْسِيّ) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 197): "مستور". وفيه (أبو صالح مولى أم هانئ) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (2054).
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، رواه البزَّار في "مسنده"(4/ 189 - 190) رقم (3508) -من كشف الأستار-، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(6/ 204)، وغيرهما.
وفي إسناده (عدي بن الفضل التَّمِيْميّ البَصْريّ) وهو متروك كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 17)، وقد توبع كما فصَّله المنذري في "الترغيب" (4/ 513) وقال:"وَقْفُهُ هو الأصحُّ المشهور".
* * *
1496 -
أخبرنا عبد الغفَّار بن محمد بن جعفر المؤدِّب، أخبرنا محمد بن الحسين الأَزْدِيّ الحافظ، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد السلام البَلْخِي -في سوق يحيى، وسأله ابن الخُتُّلي-، قال: حدَّثنا القاسم بن مُجَمِّع، حدَّثنا أبو مُقَاتِل السَّمَرْقَنْدِيّ، عن مالك بن أنس، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُؤْتَى المَيِّتُ في قَبْرِهِ، فيقالُ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ وما دِيْنُكَ".
(10/ 118 - 119) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن عبد السلام البَلْخِي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وسؤال الميِّت في قبره عن ربِّه ودِيْنِهِ ونَبِيِّه، ثابت من حديث عدد من الصحابة.
ففيه (أبو مُقَاتِل السَّمَرْقَنْدِيّ) وهو (حفص بن سَلْم الفَزَاري): واهٍ بمرَّةٍ، وكذَّبه عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع، والسُّلَيْمَاني. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (712).
كما أنَّ فيه (محمد بن الحسين الأَزْدِيّ الحافظ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (282).
وفيه أيضًا شيخ الخطيب (عبد الغفَّار بن محمد المؤدِّب) وقد ضعِّف. وسبقت ترجمته في حديث (84).
وصاحب الترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن عبد السلام البَلْخِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(القاسم بن مُجَمِّع) لم أقف على ترجمة له في كُلِّ ما رجعت إليه.
و(أبو سَلَمَة) هو (ابن عبد الرحمن بن عوف الزُّهْرِيّ المَدَني): اختلف في اسمه، وهو أحد التابعين الثقات المكثرين. وسبقت ترجمته في حديث (1401).
و(محمد بن عمرو) هو (ابن عَلْقَمة بن وقَّاص اللَّيْثِيّ المَدَنِيّ): حسن الحديث. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1064).
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(1/ 413 - 414) رقم (874) -من كشف الأستار- مطوَّلًا" جدًّا، عن سعيد بن بَحْر القَرَاطِيسي، حدَّثنا الوليد بن القاسم، حدَّثنا يزيد بن كَيْسَان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة أحسبه رفعه.
قال في "المجمع"(3/ 52 - 53): "-في الصحيح طرف منه- رواه البزَّار ورجاله ثقات خلا سعيد بن بَحْر القَرَاطِيسي فإنِّي لم أعرفه".
وقال الخطيب عقب روايته له: "رواه الدَّارَقُطْنِيّ عن ابن الجِعَابِيّ عن البَلْخِيّ".
أقول: وابن الجِعَابِيّ محمد بن عمر القاضي: ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (410).
وسؤال الميِّت في قبره عن ربِّهِ ودِيْنِهِ ونَبِيِّهِ، ثابت من حديث عدد من الصحابة. انظر:"جامع الأصول"(11/ 173 - 179)، و"مجمع الزوائد"(3/ 47 - 54)، و"الترغيب والترهيب"(4/ 363 - 373)، و"تفسير ابن كثير"(2/ 550 - 557) -في تفسير الآية 27 من سورة إبراهيم-.
ومن ذلك ما رواه البُخَاري في الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر (3/ 231 - 232) رقم (1369)، ومسلم في الجنة، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه. . (4/ 2201) رقم (2871)، وغيرهما، عن البراء بن عازب مرفوعًا:" {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [سورة إبراهيم: الآية 27]، قال: نزلت في عذاب القبر. فيقال له: من رَبُّكَ؟ فيقول: رَبِّيَ اللَّهُ ونبيِّي محمد صلى الله عليه وسلم. . . ".
وفي رواية أبي داود في السُّنَّة، باب في المسألة في القبر. . . (5/ 115) رقم (4753) من حديث البراء:"وإنه ليسمع خَفْقَ نِعَالِهِمْ إذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ حين يقال له: يا هذا، من رَبُّكَ، وما دِيْنُكَ، ومَنْ نَبِيُّكَ؟ ". وإسناده حسن. وقال المنذري في "الترغيب"(4/ 366): "رواه أبو داود، ورواه أحمد بإسناد رواته محتجٌّ بهم في الصحيح أطول من هذا". وانظر "فتح الباري"(3/ 232).
* * *
1497 -
أخبرنا أبو طالب محمد بن عليّ بن الفتح، حدَّثنا يوسف بن عمر القَوَّاس، حدَّثنا أبو الفضل الطُّوسِي الفقيه -إملاءً من لفظه- قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد -يعني ابن حَنْبَل مرارًا - قال: حدَّثني أبي، حدَّثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدَّثني محمد بن إدريس الشَّافِعِي، حدَّثنا يحيى بن سُلَيْم، عن عبيد اللَّه، عن نافع،
عن ابن عمر: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى في كُسُوفٍ رَكْعَتَيْنِ، في كُلِّ رَكْعَةٍ رَكْعَتَيْنِ.
(10/ 119 - 120) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد الفقيه الطُّوسِيّ أبو الفضل).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده كلُّهم ثقات عدا صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن محمد الفقيه الطُّوسي)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وعدا (يحيى بن سُلَيْم القُرَشِيّ الطَّائِفيّ أبو محمد)، وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 500) وقال: "كان ثقة كثير الحديث".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 648) وقال: "ثقة".
3 -
"التاريخ الكبير"(8/ 279) ولم يذكر فيه شيئًا.
4 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 473 رقم (1809) وقال: "ثقة"
(1)
.
(1)
والعجيب أنَّ محقق "تاريخ الثقات" الدكتور عبد المعطي قلعجي قال في الحاشية: "متفق على توثيقه"! مع تضعيف غير واحد من النُّقَّاد له كما سيأتي.
5 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 51) وقال: "سُنِّيٌّ رجل صالح وكتابه لا بأس به. وإذا حدَّث من كتابه فحديثه حسن. وإذا حدَّث حفظًا فَيُعْرَفُ ويُنْكَرُ".
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 251 رقم (664) وقال: "ليس بالقويِّ".
7 -
"الجرح والتعديل"(9/ 156) وفيه عن أحمد بن حنبل وقد سأله عبد اللَّه ولده عنه فقال: كذا وكذا، واللَّه إنَّ حديثه يعني فيه شيء، كأنَّه لم يحمده". وقال أبو حاتم:"شيخ محلُّهُ الصدق لم يكن بالحافظ، يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به".
8 -
"الكامل"(7/ 2675 - 2676) وقال: "أحاديثه متقاربة وهو صدوق لا بأس به".
9 -
"الكاشف"(3/ 226) وقال: "ثقة".
10 -
"التهذيب"(11/ 226 - 227) وفيه عن الشَّافِعِي: "فاضل كنَّا نعدُّه من الأبدال". وقال النَّسَائي: "ليس به بأس وهو منكر الحديث عن عبيد اللَّه بن عمر". وقال الدُّولابي: "ليس بالقويِّ". وقال السَّاجِيُّ: "صدوق يَهِم في الحديث، وأخطأ في أحاديث رواها عبيد اللَّه بن عمر". وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالحافظ عندهم". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "سيء الحفظ".
11 -
"التقريب" وقال: "صدوق سيء الحفظ، من التاسعة، مات سنة ثلاث وتسعين -يعني ومائة- أو بعدها"/ ع.
والحديث صحيح من أوجه أخرى.
التخريج:
رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 324)، وفي "معرفة السنن والآثار"(5/ 135)، من طريق الحسن بن محمد الزَّعْفَرَاني، عن محمد بن إدريس الشَّافِعِي، به.
قال البيهقي في "السنن الكبرى": "ورُوي هذا الحديث أيضًا عن إبراهيم بن محمد بن العبَّاس الشَّافِعِي، عن يحيى بن سُلَيْم. فهو ممَّا تفرَّد به يحيى بن سُلَيْم عن عبيد اللَّه بن عمر".
وللحديث شواهد صحيحة عِدَّة، انظرها في:"السنن الكبرى (3/ 321 - 325)، و"معرفة السنن والآثار" (5/ 126 - 144)، و"جامع الأصول" (6/ 156) وما بعد، و"نصب الراية" (2/ 225 - 226)، و"التلخيص الحَبِير" (2/ 89).
ومن ذلك ما رواه البخاري في الكسوف، باب الصدقة في الكسوف (2/ 529) رقم (1044) وغير موضع، ومسلم في الكسوف، باب صلاة الكسوف (2/ 618) رقم (901)، وغيرهما، عن السيدة عائشة قالت:"خَسَفَتِ الشمسُ في عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فصلَّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالناس فقام فأطال القيام، ثم رَكَعَ فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام -وهو دون القيام الأول-، ثم ركع فأطال الركوع -وهو دون الركوع الأول-، ثم سجد فأطال السجود، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى. . . ".
* * *
1498 -
أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ قال: حدَّثنا أبو بكر النَّيْسَابُوريّ، حدَّثنا العبَّاس بن الوليد بن مَزْيَد، أخبرني: أبي، حدَّثنا الأَوْزَاعي، حدَّثني عمرو بن سعد قال: حدَّثني زياد النُّمَيْرِيّ،
حدَّثني أنس بن مالك قال: وَافَقَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم رَمَضَانَ في سَفَرِهِ فَصَامَ، وَوَافَقَ رَمَضَانَ في سَفَرِهِ فَأَفْطَرَ.
(10/ 121) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن زياد الفقيه أبو بكر النَّيْسَابُوريّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وهو صحيح من أوجه أخرى.
ففيه (زياد بن عبد اللَّه النُّمَيْرِيّ البَصْرِي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 179) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"الجرح والتعديل"(3/ 536). وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف الحديث". وقال أبو حاتم: "يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به".
3 -
"المجروحين"(1/ 306) وقال: "يروي عن أنس بن مالك، روى عنه أهل البَصْرَة، منكر الحديث، يروي عن أنس
(1)
أشياء لا تُشْبِهُ حديث الثقات لا يجوز الاحتجاج به". أقول: ومع قول ابن حِبَّان هذا، فإنَّه ترجم له في:
4 -
"الثقات"(4/ 255 - 256) وقال: "يُخطئ وكان من العُبَّاد".
5 -
"الكامل"(3/ 1044 - 1045) وقال: "إذا روى عن زياد النُّمَيْرِيّ ثقة فلا بأس بحديثه".
6 -
"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (2/ 190) وقال: "ليس بثقة".
7 -
"التهذيب"(3/ 278) وفيه: "قال الآجُرِّيُّ سألت أبا داود عنه، فضعَّفه".
8 -
"التقريب"(1/ 269) وقال: ضعيف، من الخامسة"/ ت.
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(2/ 190)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"زياد النُّمَيْرِيّ ليس بثقة".
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 244)، من طريق أبي العبَّاس الأَصَمّ، عن العبَّاس بن الوليد، به.
(1)
كلمة (أنس) ليست في المطبوع. وهي مثبتة في "التهذيب"(3/ 378).
وقد صح من حديث جماعة من الصحابة أنَّه صلى الله عليه وسلم صام في سفره وأفطر. انظر حديثهم في: "جامع الأصول"(6/ 397 - 402)، و"مجمع الزوائد"(3/ 158 - 161)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 203 - 204).
ومن ذلك ما رواه مسلم في الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر. . . (2/ 785)، وأحمد في "المسند"(1/ 232)، عن ابن عبَّاس قال:"لا تَعِبْ على مَنْ صَامَ ولا على من أفْطَرَ، قد صام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في السَّفَرِ وأَفْطَرَ".
وقد روى البُخَاري في الصوم، باب إذا صام أيامًا من رمضان ثم سافر (4/ 180) رقم (1944) وغير موضع، ومسلم في الموضع السابع رقم (1113)، وغيرهما، عن ابن عبَّاس قال: إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة في رمضان فصام، حتى بلغ الكَدِيد أَفْطَرَ، فأفطر النَّاس". قال أبو عبد اللَّه البخاري عقبه:"والكَدِيد ماءٌ بين عُسْفَانَ وقُدَيْد".
قال الحافظ في "الفتح"(4/ 181): "بين المدينة الكَدِيد عِدَّة أيام.
وممَّا تقدَّم يعلمُ خطأ قول العلَّامة الصنعاني في "سبل السلام"(2/ 443): "ثبت عنه صلى الله عليه وسلم بأنه لم يتم رباعية في سفر ولا صام فيه فَرْضًا"!
* * *
1499 -
أخبرنا محمد بن عليّ بن يعقوب، حدَّثنا أبو زُرْعَة أحمد بن الحسين الرَّازي، حدَّثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد
(1)
بن خرمان الصَّفَّار -ببغداد-، حدَّثنا أبو بِشْر الهيثم بن سهل، حدَّثنا مالك بن سُعَيْر
(2)
، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح،
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "أحمد". والتصويب من "الموضوعات" لابن الجَوْزي (3/ 37). وقد ورد على الصواب في أول ترجمته من "التاريخ".
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "سعيد" بالدال المهملة. والتصويب من "الجرح والتعديل"(8/ 209)، و"التهذيب"(10/ 17).
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الأَكْلُ في السُّوقِ دَنَاءَةٌ".
(10/ 125) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن خرمان الصَّفَّار أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وللحديث طرق عِدَّة معلولة، وهو ضعيف.
ففيه (الهيثم بن سهل التُّسْتَرِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (327).
كما أنَّ فيه أيضًا (أبو صالح بَاذَام الكَلْبِي مولى أُمّ هانئ) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (2054).
وفيه انقطاع أيضًا بين (الأَعْمَش سليمان بن مهْرَان) وبين (أبي صالح)، فإنَّه لم يسمع منه كما قال أبو حاتم، ونقله عنه ولده في "المراسيل" ص 72.
وصاحب الترجمة (عبد اللَّه بن محمد الصَّفَّار) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (327).
* * *
1500 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يعقوب الفارسي، حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن يعقوب بن الحارث البُخَاري، حدَّثنا خالد بن تَمَّام الأَسَدِي، حدَّثنا سليمان الشَّاذَكُوني، حدَّثنا الفُضَيْل بن عِيَاض، عن هشام بن حسَّان، عن الحسن،
عن عبد الرحمن بن سَمُرَة أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أيُّما راعٍ
اسْتُرعِيَ رَعِيَّةً فلم يحفظها بالأمانةِ والنصيحةِ، ضاقت عليه رحمةُ اللَّه التي وَسِعَتْ كُلَّ شيءٍ".
(10/ 127) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن يعقوب الكَلَابَاذِيّ أبو محمد الفقيه البُخَاري، ويعرف بالأُسْتَاذ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن يعقوب الكَلَابَاذِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات حمزة السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ وغيره من المشايخ في الجرح والتعديل" ص 228 - 229 رقم (318) وفيه عن أبي زُرْعَة أحمد بن الحسين الرَّازي: "ضعيف".
2 -
"الإرشاد" للخَلِيلي (3/ 971 - 972) وقال: "له معرفة بهذا الشأن، وهو لَيِّنٌ، ضعَّفوه. . يأتي بأحاديث يخالف فيها".
3 -
"تاريخ بغداد"(10/ 126 - 127) وقال: "صاحب عجائب ومناكير وغرائب". وتوفي عام (340 هـ) عن (81) سنة.
4 -
"الضعفاء" لابن الجَوْزي (2/ 141) وفيه عن أبي سعيد الروَّاس: "كان يُتَّهَمُ بوضع الحديث".
5 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 496 - 497) وفيه عن أحمد السُّلَيْمَاني: "كان يضع هذا الإسناد على هذا المتن، وهذا المتن على هذا الإسناد". وقال الذَّهَبِيُّ: "وهذا ضرب من الوضع". وقال الحاكم: صاحب عجائب وأفراد عن "الثقات". وقال الخطيب: "لا يُحْتَجُّ به".
6 -
"سِيَر أعلام النبلاء"(15/ 424 - 425) وقال: "الشيخ الإمام الفقيه العلَّامة المحدِّث".
كما أنَّ في إسناده (سليمان بن داود بن بِشْر المِنْقَريّ الشَّاذَكُونِيّ): ضعَّفوه، وكذَّبه ابن مَعِين وصالح جَزَرَة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1322).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 369) إلى الخطيب وحده.
* * *
1501 -
أخبرني ابن التَّوَّزِيّ، حدَّثنا أبو منصور عبد اللَّه بن محمد بن بلال الدَّقَّاق -جار محمد بن عبد اللَّه بن أيوب القَطَّان في سوق يحيى وكان ثقةً مذكورًا بالصلاح-، حدَّثنا محمد بن محمد البَاغَنْدِيّ، حدَّثنا محمد بن هاشم البَعْلَبَكِّيّ، حدَّثنا بقيَّة بن الوليد، حدَّثنا عيسى بن إبراهيم، عن الأسود بن شَيْبَان قال: سمعت أبا العلاء يزيد بن عبد اللَّه يحدِّث عن مُطَرِّف،
أنَّه سمع أبا ذَرٍّ يقول: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللَّهَ يحبُّ الرَّجلَ له الجَّارُ السُّوءُ يُؤْذيهِ فَيَصْبِرُ على أَذَاهُ، ويَحْتَسِبُةُ حتَّى يَكْفِيَهُ اللَّهُ بحياةٍ أو بموتٍ".
(10/ 133) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن بلال الدَّقَّاق أبو منصور).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه: (عيسى بن إبراهيم بن طَهْمَان القُرَشي الهاشمي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 462) وقال: "ليس بشيء". وقال مرَّةً: "ليس حديثه بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(6/ 407) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 177 رقم (448) وقال: "منكر الحديث".
4 -
"الجرح والتعديل"(6/ 271 - 272) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث".
5 -
"المجروحين"(2/ 121) وقال: "يروي المناكير. . . لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".
6 -
"الكامل"(5/ 1890 - 1891) وقال: "عامَّة رواياته لا يُتَابَع عليها".
و (ابن التَّوَّزِيّ) هو (أحمد بن عليّ بن الحسين المُحْتَسِب أبو الحسين): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1491).
و (مُطَرِّف) هو (ابن الشِّخِّير العَامري الحَرَشي أبو عبد اللَّه): إمام ثقة عابد. وستأتي ترجمته في حديث (1709).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل"(2/ 244 - 245) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: هذا لا يصحُّ. قال يحيى: عيسى بن إبراهيم ليس بشيء. و (بقيَّة): كان مُدَلِّسًا سمع من المتروكين والمجهولين ويُدَلِّسُ".
وعزاه في "الكنز"(9/ 51) رقم (24893) إلى ابن عساكر مع الخطيب.
أقول: وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(1/ 158) رقم (580).
* * *
1502 -
حدَّثني الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا القاضي أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن أحمد بن عُقْبَة، أخبرنا أبو بكر عبيد اللَّه بن محمد بن زياد النَّيْسَابُورِيّ، حدَّثنا أحمد بن يوسف السُّلَمِيّ، حدَّثنا عبيد اللَّه بن موسى، حدَّثنا أبو جعفر الرَّازي، عن الرَّبيع بن أنس،
عن أنس بن مالك: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عليهم ثُمَّ تَرَكَهُ. وأمَّا في الصُّبْحِ فلم يَزَلْ يَقْنُتُ حتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا.
(10/ 133) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن أحمد القاضي أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والشطر الأول منه: "أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عليهم ثُمَّ تَرَكَهُ" متفق عليه من حديث أنس.
ففيه (أبو جعفر الرَّازي) وهو (عيسى بن أبي عيسى عبد اللَّه بن مَاهَان): صدوق سيء الحفظ، والنَّاس يَتَّقُون حديثه عن الرَّبيع بن أنس، لأنَّ في أحاديثه عنه اضطرابًا كثيرًا كما قال ابن حِبَّان. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (878).
و(الأَزْهَرِيُّ) هو (عبيد اللَّه بن أحمد بن عثمان الصَّيْرَفي أبو القاسم): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (676).
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(2/ 39)، والحاكم في "جزء القُنُوت" له -كما في "التلخيص الحَبَير"(1/ 245) -، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 201)، من طريق عبيد اللَّه بن موسى، عن أبي جعفر الرَّازي، عن الربيع بن أنس، عنه، به.
وروى عبد الرزاق في "مصنَّفه"(3/ 110) رقم (4964)، عن أبي جعفر، عن الرَّبيع بن أنس، عن أنس قال: ما زالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَقْنُتُ في الفَجْرِ حتَّى فارق الدُّنْيَا".
وعن عبد الرزاق رواه أحمد في "المسند"(3/ 162)، والدَّارَقُطْنِيّ في "السنن"(2/ 39).
ورواه الطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 244)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 39)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 201)، والبَغَويّ في "شرح السُّنَّة"(3/ 123 - 124)، من طريق أبي نُعَيْم، عن أبي جعفر الرَّازي، عن الربيع بن أنس، عنه، به، بلفظ عبد الرزاق.
ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(2/ 312) مختصرًا، عن وكيع، عن أبي جعفر الرَّازي، به، بلفظ:"أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَنَتَ في الفَجْرِ".
ورواه البزَّار في "مسنده"(1/ 269) رقم (556) -من كشف الأستار-، من طريق يحيى بن أبي بُكَيْر، عن أبي جعفر الرَّازي، به، بلفظ:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَنَتَ حتَّى مَاتَ، وأبو بكرٍ حتَّى مَاتَ، وعُمَرَ حتَّى مَاتَ".
قال البيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 211) عقب روايته له: "قال أبو عبد اللَّه -يعني الحاكم-: هذا إسنادٌ، صحيحٌ سَنَدُهُ، ثقةٌ رواتُهُ".
وقال في (2/ 202) منه: "وقد رواه إسماعيل بن مُسْلِم المكِّي، وعمرو بن عبيد، عن الحسن، عن أنس. إلَّا أنَّا لا نحتجُّ بإسماعيل المكِّي ولا بعمرو بن عبيد".
وانظر في الكلام على الحديث: "التلخيص الحَبِير"(1/ 244 - 246)، "العلل المتناهية" لابن الجَوْزي (1/ 444 - 445) وقال:"هذا حديث لا يصحُّ"، و"تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج" لابن المُلَقِّن (1/ 303 - 304)، و"زاد المَعَاد" لابن القَيِّم (1/ 275 - 276) وذهب إلى عدم صحته أيضًا.
والشطر الأول من الحديث: "أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شهرًا يَدْعُو عليهم ثُمَّ تَرَكَهُ". رواه البخاري في الوتر، باب القنوت قبل الركوع وبعده (2/ 490) رقم (1003)، وغير موضع، ومسلم في المساجد، باب استحباب القنوت في جميع الصلوات. . . (1/ 469)، وغيرهما، عن أنس.
غريب الحديث:
قوله: "يَدْعُو عليهم": يعني "رِغْلٍ وذَكْوان"، وهما حَيَّان من العرب من سُلَيْم، قَتَلُوا سبعينَ من الصحابة القُرَّاء عند بئر مَعُونَة. انظر:"فتح الباري"(7/ 386 - 387) -في كتاب المغازي، باب غزوة الرَّجِيع ورِعْلٍ وذَكْوَان وبئر مَعُونَة. . . -.
* * *
1503 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ، حدَّثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد بن اليَسَع البغدادي القَارِي -ساكن أَنْطَاكِيَة، قدم علينا بغداد-، حدَّثنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فِيْل البَّالِسِيّ، حدَّثنا محمد بن سليمان بن حَبِيب لُوَيْن، حدَّثنا سُوَيْد بن عبد العزيز، عن حُمَيْد،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليلة أُسري بي إلى السماء، وانتهيتُ فرأيتُ ربِّي عز وجل بيني وبينه حجابٌ بارزٌ، فرأيت كُلَّ شيءٍ منه، حتَّى رأيت تاجًا مخوصًا من لؤلؤ".
(10/ 135) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن اليَسَع القَارِي الأَنْطَاكِي أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته (القاسم بن إبراهيم بن أحمد المَلَطِي) وهو كذَّاب معروف بوضع الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1170).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "قال أبو العلاء: حدَّثنا ابن اليَسَع بهذا الحديث في جملة أحاديث كثيرة بهذا الإسناد، ثم رجع عن جميع النسخة، وقال: وَهِمْتُ إذ رويتها عن ابن فِيْل. وإنما حدَّثني بجميعها قاسم بن إبراهيم المَلَطي عن لُوَيْن".
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن اليَسَع القَارِي الأَنْطَاكِيّ أبو محمد)، حيث ذكر الخطيب عن الأَزْهَرِيّ قوله فيه:"ليس بحجَّة، كنت تقعد معه ساعة فيقول لك قد ختمتُ خَتْمَةً مذ قعدت. أو كلامًا هذا معناه". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 497) وقال: "ومنهم من يتَّهمه".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 115) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: "أمَّا ابن اليَسَع فليس بثقة. وقاسم بن إبراهيم المَلَطِي
(1)
الذي أحال عليه: ليس بشيء أصلًا. قال الدَّارَقُطْنِيُّ: كذَّاب. ومثل هذا الحديث لا يخفى أنَّه موضوع، وأنَّه يُثبت البغيضة
(2)
ويشير إلى التشبيه فكافأ اللَّه مَنْ عَمِلَ".
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 13 - 14)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 137).
وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 367) في ترجمة (قاسم بن إبراهيم المَلَطي): "أتى بطامَّةٍ لا تُطَاقُ". وساق له هذا الحديث من الطريق المتقدِّم.
* * *
1504 -
أخبرنا أبو الحسن عليّ بن المُظَفَّر بن بَدْر الفَقِيه، حدَّثنا أبو القاسم البَنْدَنِيْجِيّ -بالبَنْدَنِيْجِين-، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن وَصِيف القَطَّان -بالبَصْرَة-، حدَّثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي، حدَّثنا عبد اللَّه بن موسى بن شَيْبَة -بالنَّهْرَوَان-، حدَّثنا مصعب بن عبد اللَّه النَّوْفَلِي -من آل نَوْفَل بن الحارث بن عبد المُطَّلِب-، عن ابن أبي ذِئْب، عن صالح مولى التَّوْأَمَة،
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "المدني".
(2)
هكذا في المطبوع. ولعل صوابها: "البعضية".
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أَرَادَ اللَّه أَنْ يَخْلُقَ خَلْقًا للخِلَافَةِ مَسَحَ على نَاصِيَتِهِ بيمينهِ".
(10/ 147) في ترجمة (عبد اللَّه بن موسى بن شَيْبَة الأنصاري أبو محمد).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (مصعب بن عبد اللَّه النَّوْفَلِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 198 - 199) وقال: "مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ، ولا يُتَابَعُ عليه". ثم ساق له الحديث المتقدِّم.
2 -
"الكامل"(6/ 2362) وذكر له الحديث المتقدِّم وقال: "البلاءُ فيه من مصعب بن عبد اللَّه النَّوْفَلِيّ".
3 -
"اللسان"(6/ 44).
و(أبو القاسم البَنْدَنِيْجِيّ) لم أتبينه.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2362)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 198 - 199) -كلاهما في ترجمة (مصعب بن عبد اللَّه النَّوْفَلِي) -، بإسنادهما إليه، عن ابن أبي ذِئْب، به.
قال ابن عدي: "هذا حديث منكر بهذا الإسناد، والبلاءُ فيه من مصعب بن عبد اللَّه النَّوْفَلِيّ هذا، ولا أعلم له شيئًا آخر".
وقد تقدَّم عن العُقَيْلِي قوله: إنَّه غير محفوظ وأنَّه لا يُتَابَعُ عليه.
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(1/ 248) رقم (959).
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 97) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
كما رواه من حديث أنس، وكعب بن مالك، وقال:"لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". ثم أبان عن عللها.
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 154 - 155) بأنَّ له من الشواهد ما يَدْفَعُ عنه الحكم عليه بالوضع، ثم ذكرها. ولا يُسَلَّمُ له تعقُّبه. انظر:"تنزيه الشريعة"(1/ 208)، و"الفوائد المجموعة" ص 488 - 489.
وقد تقدَّم تخريجه من حديث أنس برقم (166).
* * *
1505 -
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القَطَّان، حدَّثنا عبد الباقي بن قَانِع القاضي قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن موسى بن أبي عثمان الدِّهْقَان، حدَّثنا الحسين بن يزيد الطَّحَّان، حدَّثنا حفص بن غِيّاث، عن ابن أبي ذِئْب، عن أبي الزُّبَيْر،
عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما اصْطَدْتُمُوهُ وهو حيٌّ فَمَاتَ فَكُلُوهُ، وما أَلْقَى البحرُ طَافِيًا مَيْتًا فلا تَأْكُلُوهُ".
(10/ 148) في ترجمة (عبد اللَّه بن موسى بن أبي عثمان الأَنْمَاطِيّ الدِّهْقَان أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقال البُخَارِيُّ: غير محفوظ. وقال الدَّارَقُطْنِيُّ وغيره: لا يصحُّ رَفْعُهُ.
ففيه (الحسين بن يزيد بن يحيى الطَّحَّان الأنصاري الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(3/ 67) وفيه عن أبي حاتم: "لَيِّنُ الحديث".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 188).
3 -
"التهذيب"(2/ 376) وقال: "روى عنه مسلم خارج الصحيح".
4 -
"التقريب"(1/ 181) وقال: "ليِّن الحديث، من العاشرة"/ د ت.
و(ابن أبي ذِئْب) هو (محمد بن عبد الرحمن القُرَشي المدني أبو الحارث): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1).
و(أبو الزُّبَيْر) هو (محمد بن مسلم بن تَدْرُس الأَسَدِي): ثقة مدلِّس. وسبقت ترجمته في حديث (309).
التخريج:
رواه التِّرْمِذِيُّ في "العلل الكبير"(2/ 636)، عن الحسين بن يزيد، حدَّثنا حفص بن غياث، به. ولفظه عنده:"ما اصطدتموه وهو حيٌّ فَكُلُوهُ، وما وجدتموهُ مَيْتًا طافيًا فلا تأكلوهُ".
قال التِّرْمِذِيُّ: "سألت محمَّدًا -يعني البُخَاريّ- عن هذا الحديث فقال: ليس هذا بمحفوظ، ويُرْوَى عن جابر خلاف هذا. ولا أعرفُ لابن أبي ذِئْبٍ عن أبي الزُّبَيْر شيئًا".
وقد رواه أبو داود في الأطعمة، باب في أكل الطافي من السمك (4/ 165 - 166) رقم (3815)، وابن ماجه في الصيد، باب الطافي من صيد البحر (2/ 1081) رقم (3247)، من طريق يحيى بن سُلَيْم الطَّائِفِي، عن إسماعيل بن أَمَيَّة، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر مرفوعًا:"ما أَلْقَى البحرُ أو جَزَرَ عنه فَكُلُوهُ، وما مَاتَ فيه وطَفَا فلا تَأْكُلُوهُ".
قال أبو داود: "روى هذا الحديث سفيان الثَّوري وأيوب وحمَّاد عن
أبي الزُّبَيْر، أوقفوه على جابر. وقد أُسْنِدَ هذا الحديث أيضًا من وجه ضعيف عن ابن أبي ذِئْب، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وقال الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(4/ 268): "وروي عن إسماعيل بن أُمَيَّة عن أبي الزُّبَيْر، وابن أبي ذِئْب عن الزُّبَيْر مرفوعًا، ولا يصحُّ رفعه. رَفَعَهُ يحيى بن سُلَيْم عن إسماعيل بن أُمَيَّة وَوَقَفَهُ غيره".
وقال البيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 256): "يحيى بن سُلَيْم الطَّائِفِي: كثير الوَهَم سيء الحفظ. وقد رواه غيره عن إسماعيل بن أُمَيَّة موقوفًا. . . وقد رواه أيضًا يحيى بن أبي أُنَيْسَة عن أبي الزُّبَيْر مرفوعًا، ويحيى بن أبي أُنَيْسَة: متروك لا يُحْتَجُّ به. ورواه عبد العزيز بن عبيد اللَّه عن وَهْب بن كَيْسَان عن جابر مرفوعًا، وعبد العزيز: ضعيف لا يُحْتَجُّ به. ورواه بقيَّة بن الوليد عن الأَوْزَاعي عن أبي الزُّبَيْر عن جابر مرفوعًا، ولا يُحْتَجُّ بما ينفرد به بقيَّة فكيف بما يخالف فيه!
وقول الجماعة من الصحابة على خلاف قول جابر مع ما روينا عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال في البحر: "هو الطَّهُورُ مَاؤُهُ الحِلُّ مَيْتَتُهُ"" انتهى.
وانظر في الكلام عليه أيضًا: "نصب الراية"(4/ 202 - 203)، و"تهذيب سنن أبي داود" لابن القَيِّم (5/ 324 - 326)، و"العلل" لابن أبي حاتم (2/ 46)، و"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 267 - 269)، "والسنن الكبرى" للبيهقي (9/ 255 - 256).
وقد اعتبرت الحديث من الزوائد، لزيادة المعنى في حديث الخطيب.
* * *
1506 -
أخبرني الحسن بن محمد الخلَّال، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا عبد اللَّه بن مروان بن أبي عِصْمَة، حدَّثنا زيد بن حَرِيش الأَهْوَازي، حدَّثنا عمرو بن سفيان قال: حدَّثني محمد بن ذَكْوَان، حدَّثني ابن لأبي هريرة،
أنَّه سمع جدَّه أبا هريرة يقول: سألَ رجلٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بِمَ تأمرني أَنْ أَتَّجِرَ؟ قال: "عليك بالبَزِّ". ثم سأله بم تأمرني أَنْ أَتَّجِرَ؟ ثلاثًا. قال: "عليكَ بالبَزِّ فإنَّ صَاحِبَ البَزِّ يُعْجِبُهُ أَنْ يكونَ النَّاسُ بخيرٍ وفي خِصْبٍ".
(10/ 152) في ترجمة (عبد اللَّه بن مروان بن أبي عِصْمَة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه جهالة اسم حَفِيد أبي هريرة رضي الله عنه.
كما أنَّ فيه (زيد بن حَرِيش الأَهْوَازي) قال ابن القَطَّان: "مجهول الحال". وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"(8/ 251) وقال: "ربما أخطأ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (812).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن مروان بن أبي عِصْمَة) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(عمرو بن سفيان) و (محمد بن ذَكْوَان) لم أتبينهما.
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 557) إليه وحده.
غريب الحديث:
قوله: "عليك بالبَزِّ": البَزُّ: نوعٌ من الثياب. انظر "المُغْرِب" للمُطَرِّزي ص 42.
قوله: "في خِصْبٍ": "كحمل ونَمَاء وبركة وكثرة عشب وكلأٍ، فإنَّهم إذا كانوا كذلك تيسَّر بأيديهم ما يشترون به البَزَّ لكسوة عيالهم وأهاليهم، بخلاف الذي
يتجر في الأقوات، فإنَّه يعجبه أن يكون النَّاس في الجَدْب ليبيع ما عنده بأغلى". "فيض القدير" (4/ 330).
* * *
1507 -
أخبرنا عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، حدَّثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نُصَيْر الخَوَّاص المعروف بالخُلْدِيّ -إملاءً-، حدَّثنا عمر بن حفص السَّدُوسِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن المُبَارَك البغدادي -مولى العبَّاس، سنة تسع عشرة-، حدَّثنا همَّام بن يحيى، عن قَتَادَة، عن أبي الخليل صالح،
عن أُمِّ سَلَمَة، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقولُ في مرضه:"اتَّقُوا اللَّه في الصَّلاةِ وما مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ -وجعل يكررها-".
(10/ 169) في ترجمة (عبد اللَّه بن المبارك البغدادي مولى بني هاشم -وهو غير الإمام المشهور-).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن المبارك البغدادي مولى بني هاشم) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 330) -وهو من زوائده على "الميزان"- وقال: "شيخ ليس بالمعروف".
كما أنَّ فيه (أبو الخليل صالح بن أبي مريم الضُّبَعِيّ البَصْرِيّ) وهو ثقة، لكن لم يُذْكَرْ له سماع من أُمِّ سَلَمَة فيما وقفت عليه. وروايته عمَّن روى عن الصحابة مرسلة. قال في "التهذيب" (4/ 402):"وَأَرْسَلَ عن أبي قَتَادَةَ وأبي موسى وأبي سعيد وسَفِينة مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وانظر: "تهذيب الكمال"(2/ 600).
وقد ذكره ابن حِبَّان في "ثقاته"(6/ 464) في طبقة أتباع التابعين.
وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 362 - 363): "وثَّقه ابن مَعِين والنَّسَائي. وأغرب ابن عبد البَرّ فقال: لا يُحْتَجُّ به، من السادسة"/ ع.
التخريج:
رواه الطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(4/ 235 - 236)، من طريق أبي عَوَانَة، عن قَتَادَة، عن سَفِينة مولى أُمِّ سَلَمَة، عن أُمِّ سَلَمَة قالت:"كانت عامَّة وصية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ الصَّلاةَ وما مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ. حتى يغرغرُ بها في صَدْرِهِ، وما يَفِيضُ بها لِسَانُهُ".
أقول: إسناده ضعيف لانقطاعه بين (قَتَادَة) و (سَفِينة)، فإنَّ قَتَادَة بن دِعَامَةَ قد أرسل عنه. انظر:"التهذيب"(8/ 351).
وفي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 139 عن أحمد بن حنبل: "ما أعلم قَتَادَةَ روى عن أحدٍ من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا عن أنس رضي الله عنه.
و(سَفِينة أبو عبد الرحمن -مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم): "كان عَبْدًا لأُمِّ سَلَمَة زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأعتقته، وشرطت عليه أن يخدم النبيَّ صلى الله عليه وسلم حياته، فقال: لو لم تشترطي عليَّ ما فارقتُهُ". "تهذيب الكمال"(11/ 204).
وللحديث شواهد عدَّة. انظرها في: "جامع الأصول"(11/ 804)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 215)، و"مصباح الزجاجة"(3/ 139).
ومن شواهده: الحديث الصحيح الذي رواه أحمد في "المسند"(3/ 117)، وابن ماجه في الوصايا، باب هل أوصى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2/ 900 - 901) رقم (2497)، والطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(4/ 235)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(2/ 253)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 57)
-واللفظ له-، وابن حِبَّان في "صحيحه"(8/ 205) رقم (657)، عن أنس بن مالك قال:"كانَ آخرُ وصيةِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم حين حضرهُ الموتُ: الصَّلاةَ الصَّلاةَ مرَّتينِ، وما مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ. وما زالَ يُغَرْغِرُ بها في صَدْرِهِ وما يَفِيضُ بها لسانُهُ".
قال الحاكم: "قد اتفقا على إخراج هذا الحديث". فتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "فلماذا أوردته"!!
كما أنِّي وجدتُ الحافظ العراقي يعزوه كذلك في "تخريج أحاديث الإحياء"(2/ 218) إلى "الصحيحين" من حديث أنس أيضًا.
وهذا وَهَمٌ منهما، فإنَّهما لم يخرِّجاه من حديث أنس، ولم يعزه المِزِّيُّ في "تحفة الأشراف" لهما، بل عزاه إلى ابن ماجه والنَّسَائي في "السنن الكبرى" من حديث أنس. انظر فيه حديث رقم (891) و (1229) و (1727).
وممّا يؤكِّده أنَّ البُوصِيري في "مصباح الزجاجة"(3/ 139) جعله من زوائد ابن ماجه على "الصحيحين" و"السنن" الثلاثة.
وكذا جعله الهيثمي من زوائد ابن حِبَّان على "الصحيحين" في "موارد الظمآن" ص 298 رقم (1220). والحمد للَّه على توفيقه.
* * *
1508 -
أخبرني عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن الزُّبَيْر الكوفي -إملاءً في صفر من سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة-، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق، حدَّثنا جعفر بن عَوْن، عن خالد بن أبي كَرِيمة،
عن أبي جعفر -وهو عبد اللَّه بن المِسْوَر رجل من بني هاشم كان يسكن المَدَائن- قال: أتت فاطمةُ أباها صلى الله عليه وسلم تسأله شيئًا، فقال: "ألا أدلك على ما هو خير لك ممَّا سألتِ، تقولين حين تأوينَ إلى فراشك: اللَّهُمَّ أنت
اللَّه الدائم خلقت كُلَّ شيءٍ ولم يخلقه معك خالق، وقدَّرت كُلَّ شيءٍ، وعلَّمت كُلَّ شيءٍ بغير تعليم، لا إله إلَّا أنت ظلمتُ نفسي فاغفر لي لا يغفرُ الذنوبَ إلَّا أَنْتَ".
(10/ 171) في ترجمة (عبد اللَّه بن مِسْوَر بن عَوْن بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن مِسْور بن عَوْن أبو جعفر الهاشمي) وهو وضَّاع مشهور، وروايته إنما هي عن التابعين، ولم يلق أحدًا من الصحابة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1239).
التخريج:
ذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة"(2/ 337) -في (الفصل الثالث)، وهو متضمن لما زاده السُّيُوطيُّ على ابن الجَوْزي-، وعزاه للخطيب عن عبد اللَّه بن المِسْوَر مُرْسَلًا. وقال:"تقدَّم في المقدَّمة. -يعني مقدمة كتابه "تنزيه الشريعة"- أنَّه وضَّاع".
* * *
1509 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد اللَّه بن إسحاق البَغَوي، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد الدَّوْرَقِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن أبي مُقَاتِل، حدَّثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كَيْسَان، عن ابن شِهَاب قال: أخبرني عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عُتْبَة،
عن عبد اللَّه بن مسعود قال: بينما نحن عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في قريبٍ من ثمانين رجلًا من قُرَيْشٍ، فَتَشَهَّدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ثم قال:"أمَّا بَعْدُ يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ فإنَّكم وُلَاةُ هذا الأَمْرِ".
(10/ 176 - 177) في ترجمة (عبد اللَّه بن أبي مُقَاتِل).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وكون الولاية في قريش قد صَحَّ من وجوهٍ عدَّة.
فهو منقطع أولًا بين (عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود) وبين عَمِّ أبيه (عبد اللَّه بن مسعود) رضي الله عنه، فإنَّ روايته عنه مرسلة كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التهذيب"(7/ 23).
و(عبيد اللَّه): من الثقات الفقهاء الأعلام، أخرج له الستة، وكانت وفاته سنة (94 هـ). انظر ترجمته في:"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 104، و"السِّيَر" للذَّهَبِيّ (4/ 475 - 479)، و"التهذيب"(7/ 23 - 24)، و"التقريب"(1/ 535).
وثانيًا: في إسناده (عبد اللَّه بن إسحاق البَغَوي المُعَدَّل أبو محمد، ويُعْرَفُ بابن الخُرَاسَاني) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 245 رقم (349) وقال: "فيه لِيْنٌ".
2 -
"الميزان"(2/ 392) وقال: "صدوق مشهور". ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق.
وثالثًا: أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن أبي مُقَاتِل) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه مطوَّلًا: أحمد في "المسند"(1/ 458)، وأبو يعلى في "مسنده"(8/ 438 - 439) رقم (5024)، من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كَيْسَان، به.
لكن عند أبي يعلى المَوْصِلي: "ثلاثين رجلًا" بدلًا من: "ثمانين رجلًا".
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(4/ 309) رقم (2516) - مطوَّلًا أيضًا، من طريق أبي عَوَانَة، عن الأعمش، عن حَبِيب بن أبي ثابت، عن القاسم بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه
(1)
، عن ابن مسعود مرفوعًا.
قال الإمام الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 192): "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الأوسط"، ورجال أحمد رجال الصحيح، ورجال أبي يعلى ثقات".
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "مسند أحمد"(6/ 176) رقم (4380): "إسناده صحيح".
وكذا قال الأستاذ حسين الأسد في تعليقه على "مسند أبي يعلى".
وهو منتقد بما تقدَّم من انقطاعه بين (عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود) وبين عَمِّ أبيه (عبد اللَّه بن مسعود) رضي الله عنه.
ثم وجدت الحافظ ابن حَجَر رحمه الله في "الفتح"(13/ 116) يقول بعد عزوه له إلى أحمد وأبي يعلى: "رجاله ثقات، إلَّا أنه من رواية عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود عن عَمِّ أبيه عبد اللَّه بن مسعود ولم يدركه؛ هذه رواية
(1)
هكذا في "مجمع البحرين": (القاسم بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه). وأظنه حُرِّف عن (القاسم بن محمد بن عبد الرحمن) -وهو مقبول كما في "التقريب"(2/ 120) - وهو من يروي عنه (حبيب). ولا رواية له عن الصحابة. ولم يتكلَّم محقق "المجمع" عليه بشيء. انظر: "تهذيب الكمال"(5/ 358) و"التهذيب"(8/ 336). ثم وقفت على كلامٍ للحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(13/ 116)، بعد، يرجح ظني المتقدِّم، وقد ذكرت نصَّ كلامه في التخريج.
صالح بن كيسان عبيد اللَّه؛ وخالفه حَبيب بن أبي ثابت فرواه عن القاسم بن محمد بن عبد الرحمن عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة عن أبي مسعود الأنصاري ولفظه: "لا يزال فيكم وأنتم ولاته" الحديث أخرجه أحمد، وفي سماع عبيد اللَّه من أبي مسعود نظر مبني على الخلاف في سنة وفاته".
وكون الأئمة من قريش، قد ثبت من حديث جماعة من الصحابة. انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(4/ 42 - 47)، و"مجمع الزوائد"(5/ 191 - 196)، و"مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (4/ 304 - 312)، و"التلخيص الحَبِير" لابن حَجَر (4/ 42) وقال:"وقد جمعت طرقه في جزء مفرد عن نحو من أربعين صحابيًا"، و"فتح الباري"(13/ 114 - 119) -في كتاب الأحكام، باب الأمراء من قريش-، و"السُّنَّة" لابن أبي عاصم (2/ 527 - 534)، و"إرواء الغليل"(2/ 298 - 301).
ومن ذلك ما رواه الطَّيَالِسِيُّ في "مسنده" ص 284 رقم (2133)، وعنه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 171)، عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن أنس مرفوعًا:"الأئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ إذا حَكَموا عَدَلُوا. . . ". وإسناده صحيح.
قال الإمام أبو نُعَيْم: "هذا حديث مشهور ثابت من حديث أنس".
* * *
1510 -
أخبرنا عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، حدَّثنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا أبو بكر عبد اللَّه بن مِهْرَان النَّحْوي الضَّرِير، حدَّثنا عفَّان، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن يونس، عن محمد،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "للشهيد عند اللَّه -أو قال: في الجنَّة- زوجتانِ مِنَ الحُورِ العِيْنِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وراء سبعين حُلَّةٍ".
(10/ 179) في ترجمة (عبد اللَّه بن مِهْرَان بن الحسن النَّحْوْيَ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات، عدا، شيخ الخطيب (عليّ بن أحمد الرَّزَّاز أبو الحسن) فقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(11/ 330 - 331) وقال: "إلى الصدق ما هو".
2 -
"المغني"(2/ 143) وقال: "صدوق في بعض أصوله شيء".
و(محمد) هو (ابن سِيْرِين الأنصاري): من أئمة التابعين الثقات. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(يونس) هو (ابن عُبَيْد بن دِيْنَار العَبْدِيّ البَصْرِيّ): ثقة ثَبْتٌ وَرِعٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1311).
و(عفَّان) هو (ابن مُسْلِم البَاهِلِي الصَّفَّار): إمام ثقة ثَبْتٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1029).
التخريج:
لم يروه عن أبي هريرة بهذا اللفظ غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 653) إليه وحده.
وقد روى أحمد في "المسند"(2/ 297 و 427 - 428)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(5/ 290)، وعنه ابن ماجه في الجهاد، باب فضل الشهادة في سبيل اللَّه (2/ 935) رقم (2798)، من طريق هلال بن بن أبي زَيْنَب، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن أبي هريرة قال: ذُكِرَ الشُّهَدَاءُ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: "لا تَجِفُّ الأرضُ مِنْ دَمِ الشَّهيدِ حتَّى تَبْتَدِرَهُ زَوْجَتَاهُ، كأنَّهما ظِئْرَانِ أَضَلَّتَا فَصِيلَيْهِمَا
في بَرَاحٍ
(1)
مِنَ الأرضِ، وفي يَدِ كُلِّ واحدةٍ منهما حُلَّةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وما فِيهَا".
أقول: إسناده حسن. و (هلال بن أبي زَيْنَب القرشي البَصْري) وثَّقه ابن مَعِين في "تاريخه"(2/ 624)، وابن حِبَّان في "ثقاته"(7/ 573)، فقول من قال بجهالته كالذَّهَبِيِّ في "الميزان"(4/ 314)، وابن حَجَر في "التقريب"(2/ 323) محلُّ نظر. ولم يثبت فيه جرح. انظر "التهذيب"(11/ 80). وقد فات الذَّهَبِيَّ وابن حَجَر ذكر توثيق ابن مَعِين له.
وقد ضعَّف البُوصِيري في "مصباح الزجاجة"(3/ 164) إسناده من أجل (هلال)، وتابعه غير واحد على ذلك، وهو مدفوع بما تقدَّم. وعزاه لابن أبي عمر وأحمد بن مَنِيع في "مسنديهما" من الطريق المتقدِّم، وذكر أنَّ عند الأخير زيادة قوله:"زوجاه من الحُور العِيْن".
* * *
1511 -
أخبرنا محمد بن عليّ المُقْرئ، أخبرنا أبو حفص عمر بن يوسف بن أبي نُعَيْم، حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن مالك -مؤدِّب القاسم بن عبيد اللَّه-، حدَّثنا عليّ بن عمرو الأنصاري، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَة،
عن عائشة قالت: ما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شِعْرًا قَطُّ، وما أَتَمَّ إلا بَيْتًا واحدًا.
تفاءل بما تهوى يكن فلقلما
…
يقال الشيء كان إلّا تحقق
(1)
(الظِئْرُ): هي المرضعةُ غيرَ ولدها. ويطلق على الذكر والأنثى. وقوله: (أضلَّتا فَصِيْلَيْهِمَا): أضللت الشيء: إذا ضاع منك فلم تعرف موضعه. والفَصِيل: ولد الناقة لأنه يفصل عن أمه. فهو فعيل بمعنى مفعول. وقد شبَّه النبيّ صلى الله عليه وسلم بَدَارهما إليه باللهفة والحنو والشوق كبَدَار الناقة المرضع إلى فصيلها الذي أضلته. و (البَرَاح): هي الأرض المتسعة لا زرع فيها ولا شجر. انظر: "الترغيب والترهيب" للمنذري (2/ 322).
ولم يقل: تحققًا، لئلا يعربه فيصير شِعْرًا.
(10/ 180) في ترجمة (عبد اللَّه بن مالك النَّحْوِيّ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
موضوع.
قال الحافظ الخطيب عقبه: "غريب جدًّا لم أكتبه إلَّا بهذا الإسناد".
وقال الحافظ ابن حَجَر كما سيأتي عنه: "لا يصحُّ".
ففي إسناده شيخ الخطيب (محمد بن عليّ بن أحمد الوَاسِطي المُقْرِئ أبو العلاء)، وهو صاحب تخليط لا يُوثق به كما قال الحافظ الذَّهَبِيُّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (428). والظاهر أنَّ هذا الحديث ممَّا خلط فيه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وفي إسناده صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن مالك النَّحْوِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو حفص عمر بن أحمد بن يوسف، ويعرف بأبي نُعَيْم، ويقال: ابن نُعَيْم)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (11/ 257) ونقل عن شيخه بُشْرَى بن عبد اللَّه الرُّومي:"كان من معادن الصدق". وفيه عن أبي الحسن بن الفُرَات: "كان مستورًا جميل الأمر".
و(عليّ بن عمرو الأنصاري) ترجم له في "الجرح والتعديل"(6/ 299 - 300) وقال: "محلُّه الصدق".
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(10/ 541) في كتاب الأدب، باب
ما يجوز من الشِّعْرِ والرَّجَزِ والحُدَاءِ وما يُكْرَهُ منه: "وأمَّا ما أخرجه الخطيب في "التاريخ عن عائشة -وذكر الحديث المتقدِّم- فهو شيء لا يصحُّ. وممّا يدلُّ على وَهَائه: التعليل المذكور. والحديث الثالث في الباب -يعني حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري في الباب المذكور مرفوعًا: "أصدقُ كلمةٍ قالها الشَّاعِرُ كلمةُ لَبِيدٍ: ألا كُلُّ شيءٍ ما خَلَا اللَّه بَاطِلُ. وكَادَ أُمَيَّةُ بنُ أبي الصَّلْتِ أنْ يُسْلِمَ" -يؤيد ذلك، وأنَّه صلى الله عليه وسلم كان يجوز له أن يحكي الشِّعْرَ عن ناظمه. وقد تقدّم في غزوة حُنَيْن قوله صلى الله عليه وسلم:"أنا النبيُّ لا كَذِبْ أنا ابن عبد المُطَّلِبْ". وأنَّه دَلَّ على جواز وقوع الكلام منه منظومًا من غير قصدٍ إلى ذلك، ولا يسمَّى ذلك شِعْرًا".
وقال الحافظ أيضًا في الموضع نفسه: "وقد اختلف في جواز تمثُّل النبيِّ صلى الله عليه وسلم بشيءٍ من الشِّعْرِ وإنشاده حاكيًا عن غيره، فالصحيح جوازه. وقد أخرج البخاري في "الأدب المفرد"، والتِّرْمِذِيّ وصحَّحه، والنَّسَائي، من رواية المِقْدَام بن شُرَيْح عن أبيه: قلت لعائشة: أكانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَتَمَثَّلُ بشيءٍ مِنَ الشِّعْرِ؟ قالت: كانَ يَتَمَثَّلُ مِنْ شِعْرِ ابنِ رَوَاحَة
(1)
: ويَأْتِيكَ بالأخْبَارِ مَنْ لم تُزَوِّدِ. وأخرج ابن أبي شَيْبَة نحوه من حديث ابن عبَّاس".
* * *
(1)
قال العلَّامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع التِّرْمِذِيّ"(8/ 141): "اعلم أن نسبة عائشة رضي الله عنها الشِّعْرَ المذكور إلى ابن رَوَاحة، نسبة مجازية. فإنَّه ليس له، بل هو لطَرَفَة بن العبد البكري في معلَّقته المشهورة، وقد نسبته عائشة إلى طَرَفَة أيضًا كما في رواية أحمد".
وانظر "جمع الوسائل في شرح الشمائل" للإِمام مُلَّا عليّ القاري (2/ 41) -ط المطبعة الأدبية في القاهرة عام 1317 هـ-، حيث وجَّهه بالتغاير والانتقال، فقال:"ويتمثل: أي بشعر غيره أيضًا". وقال: "بقي إشكال وهو أنَّ الظاهر المتبادر أنَّ هذا البيت من كلام ابن رَوَاحة لا سيما على ما في نسخة: "ويتمثل بقوله"، وقد اتفقوا على أنه من شِعْرِ طَرَفَة، والجواب أنه كلام برأسه، والضمير المجرور لشاعرٍ مشهورٍ به معروف عندهم".
1512 -
أخبرنا أحمد بن محمد العَتِيقي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن الحسين اليَمَنِي -بمِصْر-، حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن وَهْبَان البغدادي - إملاءً-، حدَّثنا أبو عَقِيل الجَمَّال، حدَّثنا جعفر بن عَوْن، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا".
(10/ 182) في ترجمة (عبد اللَّه بن وَهْبَان بن أيوب البغدادي أبو محمد).
مرتبة الحديث:
في إسناده (محمد بن الحسين اليَمَنِي المِصْرِي أبو عبد اللَّه) لم أقف له على ترجمة فيما رجعت إليه من المصادر.
و (أبو عَقِيل الجَمَّال) هو (يحيى بن حَبِيب بن إسماعيل الأَسَدِي الكوفي)، وقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/ 137) وفيه عن أبيه:"صدوق". كما ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(9/ 270) وقال: "ربما أغرب وأخطأ". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 345): "صدوق ربما وَهِمَ، مشهور بكنيته، من التاسعة"/ بخ.
وباقي رجال إسناده ثقات.
والحديث صحيح بمجموع طرقه.
التخريج:
رواه الحاكم النَّيْسَابُوري في "تاريخ نَيْسَابُور"، والحافظ أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن السَّقَّاء في "فوائده"، من طريق أبي عَقِيل يحيى بن حَبِيب الجَمَّال عن جعفر بن عَوْن، به. كما في "فتح الباري"(10/ 498 - 449) -في كتاب الأدب، باب هل يزور صاحِبَهُ كُلَّ يوم، أو بُكْرَةً وَعَشِيًّا؟ -.
وقال الحافظ ابن حَجَر عقب تخريجه له من حديث السيدة عائشة، وذِكْرِ قول أبي حاتم وابن حِبَان في (أبي عَقِيل الجَمَّال):"واختلف عليه في رَفْعِهِ وَوَقْفِهِ، وقد رَفَعَهُ أيضًا يعقوب بن أبي شَيْبَة عن جعفر بن عَوْن، رُوِّيْنَاهُ في "فوائد أبي محمد بن السَّقَّا" أيضًا عن أبي بكر بن أبي شَيْبَة عن جدِّه يعقوب. واختلف فيه على جعفر بن عَوْن، فرواه عَبْد بن حُمَيْد في "تفسيره" عنه عن أبي جَنَاب
(1)
الكَلْبِي عن عطاء عن عبيد بن عُمَيْر موقوفًا في قِصَّة له مع عائشة. وأخرجه ابن حِبَّان في "صحيحه" من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء قال: "دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت: يا عبيد بن عمير ما يمنعك أن تزورنا؟ قال: قول الأول: زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا. فقالت: دعونا من بَطَالتكم هذه، قال ابن عُمَيْر
(2)
: فأخبرينا بأعجب شيءٍ رَأَيْتِهِ مِنْ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذكرت الحديث في صلاته صلى الله عليه وسلم. وذَكَرَ أبو عُبَيْد في "الأمثال" بأنَّه من أمثال العرب، وكان هذا الكلام شائعًا في المتقدِّمين" انتهى.
وقد ذكر الحافظ في أول تخريجه لحديث السيدة عائشة أنَّ أقوى طرق الحديث هذا الطريق.
وحديث السيدة عائشة عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 537) إلى الخطيب فحسب.
وقد تقدَّم الكلام على الحديث وطرقه وغريبه في حديث رقم (863).
* * *
(1)
تَصَحَّفَ في "فتح الباري" إلى: "حبان". والتصويب من "الجرح والتعديل"(9/ 138)، و"التهذيب"(11/ 201).
(2)
وقع في النصِّ هنا في "فتح الباري" اضطراب وخطأ. صَوَّبته من "صحيح ابن حِبَّان"(2/ 9) رقم (619).
1513 -
أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ، أخبرنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم الوَاسِطي، حدَّثني أحمد بن الحسن الكِسَائي، حدَّثنا سليمان بن الفضل النَّهْرَوَانِي، حدَّثني يحيى بن أَكْثَم -[وذكر قِصَّةً وقعت له مع الخليفة المأمون]-، عن المأمون قال: حدَّثني الرشيد قال: حدَّثني المهدي قال: حدَّثني المنصور، عن أبيه، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس قال:
حدَّثني جَرِيرُ بن عبد اللَّه قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "سَيِّدُ القَوْمِ خَادِمُهُمْ".
(10/ 187) في ترجمة (الخليفة عبد اللَّه المأمون بن هارون الرشيد أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (يحيى بن أكْثَم التَّمِيميّ المَرْوَزِيّ القاضي أبو محمد) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(9/ 129) وفيه عن أبي حاتم: "فيه نظر". فسأله ولده عبد الرحمن فما ترى فيه؟ قال: "نسأل اللَّه السلامة". وفيه عن عليّ بن الحسين بن الجُنَيْد: "كانوا لا يشكُّون أنَّ يحيى بن أَكْثَم كان يسرق حديث النَّاس ويجعله لِنَفْسِهِ".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 265 - 266) وقال: "كان من علماء النَّاس في زمانه، حدَّثنا عنه شيوخنا، لا يُشْتَغَلُ بما يُحْكَى عنه، فإنَّ أكثرها لا يصحُّ عنه".
3 -
"تاريخ بغداد"(14/ 191 - 205) وقال: "كان عالمًا بالفقه، بصيرًا بالأحكام، وولَّاه المأمون القضاء ببغداد". وقد طوَّل في ترجمته، ونقل أقوالًا
كثيرة في جرحه وتعديله. وفيه عن ابن مَعِين وأبي عاصم وإسحاق بن رَاهُوْيَه: اتهامه بالكذب.
4 -
"الكاشف"(3/ 219) وقال: "كان من بحور العلم لولا دُعَابَةٌ فيه، تُكُلِّمَ فيه".
5 -
"سِيَر أعلام النبلاء"(12/ 5 - 16) وقال: كان من أئمة الاجتهاد". وردَّ على من كذَّبه وقال: "ما هو ممن يكذب، كلّا".
6 -
"المغني"(2/ 730) وقال: "صدوق إن شاء اللَّه تعالى من الفقهاء. . . وقال الأَزْدِيّ: يتكلَّمون فيه".
7 -
"التهذيب"(11/ 179 - 183)، وقد طوَّل في ترجمته، وفيه زيادات يسيرة عمَّا في "تاريخ بغداد".
8 -
"التقريب"(2/ 342 - 343) وقال: "فقيه صدوق، إلَّا أنَّه رُمي بسرقة الحديث ولم يقع ذلك له، وإنما كان يرى الرواية بالإجازة والوِجَادَةِ، من العاشرة، مات في آخر سنة اثنتين -أو ثلاث- وأربعين -يعني ومائتين-، وله ثلاث وثمانون سنة"/ ت.
وفي إسناده جماعة من الخلفاء غير معروفين بالنقل.
التخريج:
قال الحافظ السخاوي في "المقاصد" ص 246: "رواه أبو عبد الرحمن السُّلَمي في "آداب الصحبة" له، من رواية يحيى بن أَكْثَم عن المأمون عن أبيه عن جدِّه عن عُقْبَة بن عامر رفعه بهذا. وفيه قِصَّة ليحيى بن أَكْثَم مع المأمون. وفي سنده ضعف وانقطاع. ورواه ابن عساكر في ترجمة المأمون من "تاريخه"".
ثم ذكر السَّخَاويُّ رواية الخطيب. وبَيَّنَ وقوع الاختلاف فيه على يحيى بن
أكثم. ثم ذكر له بعض الشواهد وضعَّفها وقال: "قد عزاهُ الدَّيْلَمِيُّ للترِّمِذِيّ وابن ماجه عن أبي قَتَادَة فَوَهِمَ".
أقول: وقد عزاه الزَّرْكَشِيُّ في "اللآلئ المنثورة" ص 187، والسُّيُوطيُّ في الجامع الكبير" (1/ 551): إلى ابن ماجه عن أبي قَتَادَة، وهو وَهَمٌ منهما.
وللحديث شاهد رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 53) معلَّقًا من حديث أنس مرفوعًا بلفظ: "يا ويح الخادم في الدُّنْيَا، هو سيِّد القوم في الآخرة"، وقال: "هذا ممَّا تفرَّد به الفِرْيَانَانِيّ
(1)
بوضعه، وكان وضَّاعًا مشهورًا بالوضع".
ورواه ابن أبي شُرَيح الأنصاري في "جزء بِيْبِي بنت عبد الصمد" ص 69 رقم (88) عن أنس مرفوعًا بلفظ: "خادم القوم سَيِّدُهم، وساقيهم آخرهم شربًا".
وفي إسناده (سَلْم بن سالم البَلْخي)، قال الخَلِيليُّ عنه في "الإرشاد" (3/ 931):"أجمعوا على ضعفه"، وقد تقدمت ترجمته في حديث (691.).
وقال السَّخَاويُّ في "المقاصد" ص 246: "وأخرجه الدَّيْلَمِيُّ في "مسنده" من طريق الحاكم يعني في "تاريخه"، ثم من جهة عليّ بن عبد الرحيم الصَّفَّار عن عليَّ بن حُجْر عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد رَفَعَهُ: "سيِّد القوم في السَّفَرِ خادمُهُمْ، فمن سبقهم بخدمةٍ لم يسبقوهُ بعمل إلَّا الشهادةَ". وعن الحاكم رواه البيهقي في الشُّعَب"
(2)
. . . وجاء معناه فيما رواه الطبراني بسند ضعيف عن أبي هريرة مرفوعًا: "أفضل الغُزَاة في سبيل اللَّه خادمهم. . . "
وقد رمز السُّيُوطيُّ في "الجامع الصغير"(4/ 122) بشرح "فيض القدير" لحديث سهل بن سعد بالضعف.
(1)
وهو (أحمد بن عبد اللَّه بن حكيم المرَوْزَي أبو عبد الرحمن). انظر ترجمته في: "الأنساب"(9/ 293 - 294)، و"ميزان الاعتدال"(1/ 108)، و"الكشف الحثيث عمن رُمي بوضع الحديث" لبرهان الدين الحَلَبي ص 60 رقم (50).
(2)
(6/ 334) رقم (8407) -ط بيروت-.
وقال الزُّرْقاني في "مختصر المقاصد الحسنة" ص 122 رقم (453) بعد أن ذكر الحديث بلفظ الخطيب: "ضعيف".
* * *
1514 -
اخبرنا البَرْقَاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حدَّثنا عبد اللَّه بن هارون أبو محمد الصَّوَّاف البغدادي، حدَّثنا عليّ بن مسلم الطُّوسي، حدَّثنا محمد بن كثير، عن السَّرِيّ بن يحيى، عن عامر، عن مَسْرُوق،
عن ابن مسعود قال: قال رجل يا رسول اللَّه أيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قال: "أن تَجْعَلَ للَّهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ". وقال: يا رسول اللَّه: أوصني. فقال: "دَعْ قِيلَ وقَالَ، وكَثْرَةَ السُّؤَالِ".
(10/ 193) في ترجمة (عبد اللَّه بن هارون الصَّوَّاف أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صحَّ من طرق أخرى.
ففيه (محمد بن كثير القُرَشي الكوفي أبو إسحاق) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (338).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن هارون الصَّوَّاف أبو محمد) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (مَسْرُوق) هو (ابن الأَجْدَع الهَمْدَاني الوَادِعِي): إمام ثقة مُخَضْرَمٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (346).
و (عامر) هو (ابن شَرَاحِيل الشَّعْبِيّ أبو عمرو): إمام ثقة مشهور. وتقدَّمت ترجمته في حديث (264).
و (أبو بكر الإسماعيلي) هو (أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجُرْجَاني
الشَّافِعِي)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (16/ 292 - 296) وقال:"الإمام الحافظ الحُجَّة الفقيه شيخ الإسلام".
و(البَرْقَاني) هو (أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب): إمام ثقة من أشهر شيوخ الحافظ الخطيب. وقد تقدمت ترجمته في حديث (312).
و(عليّ بن مسلم الطُّوسِي): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (440).
التخريج:
رواه أبو بكر الإسماعيلي في "معجمه" ص 154 رقم (307)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
والشطر الأول من الحديث المتعلق بالسؤال عن أعظم الذنب، رواه عن ابن مسعود مطوَّلًا: البخاري في التفسير، باب {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} [سورة الفرقان: الآية 68] (8/ 492) رقم (4761)، وغير موضع، ومسلم في الإيمان، باب كون الشرك أقبح الذنوب. . (1/ 90) رقم (86)، وأبو داود في الطلاق باب تعظيم الزنا (2/ 732 - 733) رقم (2310)، والتِّرْمِذِيّ في التفسير، باب ومن سورة الفرقان (5/ 336) رقم (3182)، والنَّسَائي في تحريم الدم، باب ذكر أعظم الذنب. . (7/ 89 - 90)، وأحمد في "المسند"(1/ 380 و 431 و 434 و 462 و 464).
أمَّا الشطر الثاني المتعلِّق بالوصية: فقد رواه عن ابن مسعود، الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 316) رقم (532)، من طريق محمد بن كثير الكوفي، عن السَّري بن إسماعيل، به؛ وقال:"لم يرو هذا الحديث عن الشَّعْبِيّ إلَّا السَّري بن إسماعيل. وعنده زيادة في آخره هي: "وإضاعة المال".
وذكره الهيثمي في "المجمع"(1/ 157) وعزاه له وقال: "فيه السَّرِيُّ بن إسماعيل وهو متروك". ولم يذكر الهيثمي الزيادة التي في آخره: "وإضاعة المال"!
أقول: هكذا ورد عند الطبراني (السَّرِيّ بن إسماعيل)، وهو متروك كما قال الهيثمي، وبمثل قوله قال ابن حَجَر في "التقريب" (1/ 285). وانظر "التهذيب" (3/ 459 - 460). لكن ورد في إسناد الإسماعيلي والخطيب باسم (السَّرِيّ بن يحيى) وهو (الشَّيْبَاني البَصْرِي): ثقة كما قال الحافظ "التقريب"(1/ 285). ويغلب على ظني أنَّ ما في "معجم" الإسماعيلي، و"تاريخ بغداد": خطأ، لما تقدَّم من قول الطبراني السابق، ولأنَّه لا يُعْرَفُ لـ (السَّرِيّ بن يحيى) رواية عن (عامر الشَّعْبِي)، كما لا يُعْرَفُ لـ (محمد بن كثير الكوفي) رواية عنه. وإنما يعرف هذا لـ (السَّرِيّ بن إسماعيل). انظر: تهذيب الكمال" (10/ 227 - 231 و 232 - 235). واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد جاء فيما رواه البخاري في الرِّقَاق، باب ما يكره من قيل وقال (11/ 306) رقم (6473) وغير موضع، وغيره، عن المغيرة بن شعبة مطوَّلًا قوله عن النبيّ صلى الله عليه وسلم:"وكان ينهى عن قِيْلَ وقَال، وكثرةِ السؤالِ، وإضاعةِ المَالِ".
* * *
1515 -
أخبرنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن عليّ الصَّيْمَرِيّ، حدَّثنا عليّ بن الحسن الرَّازي، حدَّثنا محمد بن الحسين الزَّعْفَرَانِيّ، حدَّثنا أحمد بن زهير، حدَّثنا يحيى بن عبد الحميد الحِمَّانيّ، حدَّثني إسحاق بن منصور الأَسَدِيّ، حدَّثنا عمَّار بن سَيْف، عن عاصم الأَحْوَل،
عن أبي عثمان قال: كنَّا مع جرير في موضع يقال له: التلول، فقال لي: أين دِجْلَة؟ قلت: هذه، قال: فأين الدُّجَيْل؟ قال قلت: هذا، قال: وأين قُطْرَبُّل؟ قال قلت: هذه، قال فأين الصَّرَاة؟ قلت: هذه.
قال: النجا النجا، وارتحل بنا، فإنِّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "تُبْنَى مدينة بين دِجْلَةَ والدُّجَيْل، وقُطْرَبُّلَ والضَّرَاة، يجتمع فيها -أراه
قال-: كلُّ جبَّارٍ عنيد، تجيء إليها خزائن الأرض، يعملون فيها بأعمال، فإذا عملوا ذلك خُسِفَ بهم، فهي أسرع ذهابًا في الأرض من المِرْوَدِ الحديد يُضْرَبُ في أرضٍ رَخْوَةٍ".
(10/ 202 - 203) في ترجمة (عبد الرحمن بن مُلِّ أبو عثمان النَّهْدِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث رقم (2).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث رقم (2) و (6).
* * *
1516 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدَّثنا محمد بن الفرج، حدَّثنا يوسف بن محمد المؤدِّب، حدَّثنا حسين بن الرماس قال: سمعت عبد الرحمن بن مسعود، وسليم بن رباح، وزكريا بن إسحاق، يحدَّثُون،
عن سلمان، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا يَتَكَلَّفَنَّ أَحَدٌ لِضَيْفِهِ ما لا يَقْدِرُ عليهِ".
(10/ 205) في ترجمة (عبد الرحمن بن مسعود العَبْدِي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وللحديث طرق يحسن بمجموعها.
ففيه (أحمد بن كامل القاضي)، قال الذَّهَبِيُّ عنه:"ليَّنه الدَّارَقُطْنِيّ وقال: كان متساهلًا. ومشَّاه غيره". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (500).
كما أنَّ فيه (محمد بن الفرج الأَزْرَق أبو بكر) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 143 رقم (188) وقال: "لا بأس به، من أصحاب الكَرَابِيسي، يُطْعَنُ عليه في اعتقاده".
2 -
"تاريخ بغداد"(3/ 159 - 160) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه: "الضعيف". وقال الخطيب: "أمَّا أحاديثه فَصِحَاحٌ ورواياته مستقيمة، لا أعلم فيها شيئًا يستنكر. لم أسمع أحدًا من شيوخنا يذكره إلَّا بجميل".
3 -
"المحلَّى" لابن حَزْم (4/ 279) و (4/ 132) وقال: مجهول! !
4 -
"الميزان"(4/ 4) وقال: "صدوق، تكلَّم فيه الحاكم لمجرد صحبته الحسين الكَرَابِيسي، وهذا تعنت زائد". وقال: "وجدت
(1)
له حديثًا منكرًا مَتْنُهُ: "مِنَّا المنصورُ ومِنَّا السَّفَّاح". . . ". قال الحافظ ابن حَجَر في "التهذيب" (9/ 399) بعد ذكره ذلك عنه: "أخطأ في رفعه، والحديث مروي من طرق إلى ابن عبَّاس موقوفًا".
5 -
"التقريب"(2/ 200) وقال: "صدوق ربما وَهِمَ، من الحادية عشرة"/ تمييز.
وفيه صاحب الترجمة (عبد الرحمن بن مسعود العَبْدِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(سليم بن رباح) و (زكريا بن إسحاق) لم أقف على من ترجم لهما في كُلِّ ما رجعت إليه.
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
(1)
صُحِّفَ في "الميزان" إلى "وحدث". والتصويب من "التهذيب"(9/ 399).
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 56)، عن أبي بكر بن خَلَّاد، عن محمد بن الفرج الأزرق، به.
ورواه الدَّيْلَمِيُّ في "مسند الفردوس" عن ابن لال، عن محمد بن الحسن الزَّعْفَرَاني، عن محمد بن الفرج، به
(1)
-كما في حاشية "الفردوس"(5/ 128) رقم (7705) -.
وقال الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(2/ 12): أخرجه ابن لال في "مكارم الأخلاق". . وفيه محمد بن الفرج الأزرق مُتَكَلَّمٌ فيه".
وقد تقدَّم تخريج الحديث وبيان بعض طرقه في حديث (1151).
* * *
1517 -
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحَرَشِيّ، حدَّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدَّثنا العبَّاس بن محمد الدُّوَرِيّ، حدَّثنا منصور بن سَلَمَة، حدَّثنا عبد الرحمن بن أبي المَوَالي، أخبرني نافع بن ثابت،
عن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى العِشَاءَ رَكَعَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَأَوْتَرَ بِسَجْدَةٍ، ثُمَّ نَامَ حتَّى يصلِّي بعد صلاتِهِ بالليلِ.
(10/ 227) في ترجمة (عبد الرحمن بن أبي المَوَالي المَدَني أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
فهو منقطع بين (نافع بن ثابت بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر بن العوَّام) وبين جدِّه (عبد اللَّه بن الزُّبَيْر).
فـ (عبد اللَّه بن الزبير) رضي الله عنه، قُتِلَ سنة ثلاث وسبعين من الهجرة كما في "الإصابة" لابن حَجَر (2/ 311) وقال:"وهذا هو المحفوظ وهو قول الجمهور".
(1)
في حاشية "الفردوس": "عبد الرحمن بن مسعود عن زكريا بن إسحاق" وهو خطأ، والصواب (وزكريا. . .) بدلًا من "عن زكريا. . . ".
و (نافع بن ثابت) توفي في المدينة المنورة سنة خمس وخمسين ومائة، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة كما في "الجرح والتعديل"(8/ 457) لابن أبي حاتم، وهذا يفيد أنَّه ولد بعد وفاة جدِّه بعشر سنين.
و(نافع بن ثابت) ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(8/ 457) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الثقات" لابن حبان (5/ 471).
3 -
"تعجيل المنفعة" ص 274، ولم يذكر فيه غير توثيق ابن حِبَّان.
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه أحمد في "مسنده"(4/ 4)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 352) رقم (732) -من كشف الأستار-، من طريق أبي سَلَمَة منصور بن سَلَمَة الخُزَاعي، عن عبد الرحمن بن أبي المَوَالي، به.
قال البزَّار: "لا نعلم أحدًا رواه بهذا اللفظ إلَّا ابن الزُّبَيْر، ولا له عنه أحسن من هذا الطريق".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 272): "رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه نافع بن ثابت. وثابت هو ابن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر، ذكره ابن حِبَّان في "الثقات"، ولم يسمع نافع من جدِّه عبد اللَّه بن الزُّبَيْر ولم يدركه، وإنما روى عن أبيه ثابت".
وفات الهيثمي رحمه الله أن يعزوه للبزَّار.
ومسند (عبد اللَّه بن الزُّبَيْر) غير موجود في "المعجم الكبير" المطبوع لفقدانه من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
* * *
1518 -
حدَّثنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدَّثنا أحمد بن علي الخرَّاز، حدَّثنا الهيثم بن خَارِجَة أبو أحمد، حدَّثنا عبد الرحمن بن عامر أبو الأسود مولى بني هاشم، عن عاصم بن أبي النَّجُود، عن زِرّ بن حُبَيْش،
عن حُذَيْفَة قال: رأينا في وَجْهِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تباشير السرور، فقلنا يا رسول اللَّه لقد رأينا اليوم في وجهك تباشير السرور؟ قال:"وما لي لا أُسَرُّ وقد أتاني جبريل فبشَّرني أنَّ حَسَنًا وحُسَيْنًا سيِّدا شَبَابِ أهل الجَنَّةِ، وأبوهما أفضلُ منهما".
(10/ 230 - 231) في ترجمة (عبد الرحمن بن عامر أبو الأسود).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (عبد الرحمن بن عامر أبو الأسود الهاشمي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ فيه (أحمد بن كامل بن خَلَف القاضي)، ليَّنه الدَّارَقُطْنِيّ وقال: كان متساهلًا، ومشَّاه غيره كما قال الذَّهَبِيُّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (500).
و (عاصم بن أبي النَّجُود). هو (عاصم بن بَهْدَلة الأَسدِي المُقْرِئ): صدوق له أوهام. وتقدَّمت ترجمته في حديث (592).
وباقي رجال الإسناد ثقات. .
وقد صح الحديث بنحوه من طريق آخر. وقد عُدَّ قوله صلى الله عليه وسلم: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنَّة" من المتواتر.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 27) رقم (2608)، عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، عن الهيثم بن خَارِجَة، به.
لكن وقع عنده في الإسناد: "أبو الأسود عبد اللَّه بن عامر الهاشمي".
قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 183): "رواه الطبراني وفيه عبد اللَّه بن عامر أبو الأسود الهاشمي، ولم أعرفه، وبقية رجاله وثِّقوا، وفي عاصم بن بَهْدَلَة خلاف".
والحديث رواه بنحوه التِّرْمِذِيُّ في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين (5/ 660 - 661) رقم (3781)، وأحمد في "المسند"(5/ 391 - 392) -مطوَّلًا-، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 55) رقم (6921)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(12/ 96)، والنَّسَائي في "فضائل الصحابة"، ص 172 و 200 رقم (193 و 260) مطوَّلًا، والحاكم في "المستدرك"(3/ 381)، والطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 27) رقم (2607)، والخطيب في "تاريخه"(6/ 372) -مختصرًا-، من طريق المِنْهَال
(1)
بن عمرو، عن زِرّ بن حُبَيْش، عن حذيفة مرفوعًا. لكن ليس عندهم قوله: وأبوهما أفضل منهما". وإسناده صحيح.
وعند التِّرْمِذِيّ والنَّسَائي وأحمد زيادة هي: "وأنَّ فاطمة سَيِّدةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّة".
قال التِّرْمِذِيُّ: "حسن غريب". وصحّحه الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك".
وقد رواه أحمد في "المسند"(5/ 392)، من طريق الشَّعْبِيّ، عن حُذَيْفَة مختصرًا.
وقوله: "الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنة"، عُدَّ من الحديث المتواتر. انظر:"الأزهار المتناثرة" للسُّيُوطيُّ ص 286 - 287، و"لقط اللآلئ المتناثرة" للزَّبِيدي ص 149، و"نظم المتناثر" للكَتَّاني ص 125، و"الصحيحة" للألباني (2/ 438 - 448) رقم (796).
(1)
تَصَحَّفَ في "المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة إلى: "النعمان".
وأمَّا الزيادة: "وأبوهما أفضلُ منهما" فهي صحيحة أيضًا.
قال الحاكم في "المستدرك"(3/ 167) بعد أن روى عن ابن مسعود مرفوعًا: "الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنَّة وأبوهما خير منهما". قال: هذا حديث صحيح بهذه الزيادة". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وهي عنده في (3/ 167) منه من حديث ابن عمر، وعند الخطيب (1/ 140) من حديث عليّ بن أبي طالب -وقد تقدَّم برقم (33) -، وعند الطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 30) رقم (2617) من حديث قُرَّة بن إِيَاس.
* * *
1519 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي الدِّيْبَاجِيّ، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رِزْق التَّانِيّ، وأبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطَّان، وأبو محمد عبد اللَّه بن يحيى بن عبد الجبَّار السُّكَّرِيّ، وأبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مَخْلَد البزَّاز، قالوا: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، أخبرنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه العُمَرِي، عن أبيه، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أُتيتُ في المنام بِعُسٍّ مملوءٍ لَبَنًا فشربتُ منه حتى امتلأتُ، فَرَأَيْتَهُ يجري في عُرُوقي، فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فأخذها عُمَرُ بنُ الخطَّاب فَشَرِبَهَا، أَوِّلوا". قالوا: هذا عِلْمٌ آتاكه اللَّهُ، حتى إذا امتلأتَ فَضَلَتْ منه فَضْلَةٌ فأخذها عُمَرُ بنُ الخطَّاب. قال:"أَصَبْتُمْ".
(10/ 231) في ترجمة (عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب القُرَشِيّ العُمَرِيّ العُدَويّ أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وأصل الحديث صحيح.
ففيه صاحب الترجمة (عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر العُمَرِيّ)، وهو متروك، وكذَّبه أحمد وأبو حاتم. وقال أبو نُعَيْم في "الضعفاء" له ص 102 رقم (121):"حدَّث عن أبيه وعمِّه سهيل وهشام بالمناكير". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (286).
وفيه والده أيضًا (عبد اللَّه بن عمر العُمَرِيّ) وهو ضعيف أيضًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (895).
التخريج:
رواه الحسن بن عَرَفَة العَبْدِيّ في "جزئه" ص 43 رقم (4)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
والحديث ذكره الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(7/ 45 - 46) -في فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب-، عن الحسن بن عَرَفَة، وقال:"إسناده ضعيف. فإن كان محفوظًا أحتمل أن يكون بعضهم أَوَّلَ وبعضهم سَأَلَ".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 18) إلى الخطيب وابن عساكر فقط.
وأصل الحديث صحيح، فقد روى البخاري في فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب (7/ 40 - 41) رقم (3681)، وغير موضع -واللفظ له-، ومسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر رضي الله عنه (4/ 1859 - 1860) رقم (2391)، والتِّرْمِذِيّ في المناقب، باب في مناقب عمر بن الخطَّاب (5/ 610) رقم (3687)، وأحمد في "المسند"(2/ 83)، وفي "فضائل الصحابة"(1/ 254) رقم (320)، والنَّسَائي في كتابه "فضائل الصحابة" ص 64 - 65 رقم (22)، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 128)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 16) رقم (6839)، وعبد الرزاق في "مصنَّفه"(11/ 224) رقم (20384)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(2/ 335)، وابن أبي عاصم في
ـ
"السُّنَّة"(2/ 582) رقم (1255 و 1256)، والفَسَوي في "المعرفة والتاريخ"(1/ 455 - 456)، من طريق حمزة بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطَّاب، عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"بَيْنَا أنا نائمٌ، شَرِبْتُ -يعني اللَّبَنَ- حتَّى أَنْظُرُ إلى الرِّيِّ يجري في ظُفُرِي -أو في أُظْفَارِي-، ثُمَّ نَاوَلْتُ عُمَرَ. قالوا: فما أَوَّلْتُهُ يا رسولَ اللَّه قال: العِلْمَ".
* * *
1520 -
أخبرنا محمد بن عمر بن بُكَيْر المُقْرِئ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن سَلْم، حدَّثنا محمد بن موسى بن حمَّاد البَرْبَرِيّ، حدَّثنا سعد بن زُنْبُور، حدَّثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر، عن سهيل، عن أبيه،
عن أبي هريرة -المعنى واحد- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كَلَّمَ اللَّهُ البَّحْرَ الشَّامِيّ فقال: يا بحرُ ألم أخلقكَ وأحسنتُ خَلْقَكَ، وأكثرتُ فيك من الماء؟ قال: بلى يا ربِّ. قال: فكيف تصنعُ إذا حملتُ فيك عبادي يُهَلِّلُونِي ويَحْمِدُوِني، ويُسَبِّحُوني، ويُكَبِّرُوني؟ قال: أُغْرِقُهُمْ. قال: فإنَّي جاعلٌ بَأْسَكَ في نواحيك وحاملهم على يديّ.
قال: ثم كَلَّمَ اللَّهُ البَّحْرَ الهِنْدِيَّ فقال: يا بَحْرُ ألم أخلقكَ فأحسنتُ خَلُقَكَ وأكثرتُ فيك من الماء؟ قال: بلى يا ربِّ. قال: فكيف تصنع إذا حملتُ فيك عبادي يُهَلِّلُوني، ويُسَبِّحُوني، ويَحْمَدُوني، ويُكَبِّرُوني؟ قال: أُهَلِّلُكَ معهم، وأُسَبِّحَك معهم، وأُكَبِّرَكَ معهم، وأحْمِلْهُمْ بين ظهري وبطني. فآتاه اللَّهُ الحِلْيَةَ والصَّيْدَ والطيب".
(10/ 233) في ترجمة (عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر القُرَشِيّ العُمَرِيّ العَدَوي المَدَنِيّ أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر العُمَرِيّ) وهو متروك، وكذَّبه أحمد وأبو حاتم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (286).
و(سهيل) هو (ابن أبي صالح ذَكْوَان السَّمَّان المدني): ثقة تغيَّر بأَخَرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (266).
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 265) رقم (1669) -من "كشف الأستار" وِجَادَةً بنحوه-، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في كتاب "العَظَمَة"(4/ 1412 - 1413) رقم (933)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 338)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1588)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 53 - 54) -ثلاثتهم في ترجمة (عبد الرحمن بن عبد اللَّه العُمَرِيّ) -، عنه، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا.
قال البزَّار: "تفرَّد به عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة: عبد الرحمن، وهو منكر الحديث. وقد رواه سهيل عن النُّعْمَان بن أبي عيَّاش عن عبد اللَّه بن عمرو موقوفًا".
وقال العُقَيْلِي بعد أن رواه -عقب روايته الأولى هذه- من طريق وُهَيْب، عن سهيل، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو موقوفًا عليه بنحوه:"وهذه الرواية أَوْلَى".
وقال ابن عدي: "هذا الحديث لا يرويه عن سهيل غير عبد الرحمن هذا، وهو أفظع حديث أُنْكِرَ عليه".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 37) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بعبد الرحمن بن عبد اللَّه العُمَرِيّ.
وذكره محمد بن طاهر المَقْدِسي في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 181 رقم (602) وقال: "فيه عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر العُمَري، وهو متروك الحديث".
وقد أشار إليه ابن مَعِين في "تاريخه"(3/ 218) في ترجمة (عبد الرحمن) فقال: "ضعيف -يعني عبد الرحمن-، وقد سمعت منه. . . وهو الذي يروي عنه أحمد بن حاتم حديث سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم الحديث الطويل".
وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هكذا رواه عبد الرحمن بن عبد اللَّه العُمَرِيّ عن سهيل. وتابعه أبو عبيد اللَّه أحمد بن عبد الرحمن بن وَهْب فرواه عن عمِّه عبد اللَّه بن وَهْب عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِيّ عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
وخالفه خالد بن خِدَاش المُهَلَّبِيّ فرواه عن عبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ عن سهيل عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص عن كَعْب الأَحْبَار
(2)
.
وخالفهما خالد بن عبد اللَّه الوَاسِطي، فرواه عن سهيل عن النُّعْمَان بن أبي عيَّاش الزُّرَقِيّ عن عبد اللَّه بن عمرو موقوفًا لم يجاوزه. ورَفْعُهُ غير ثابت" انتهى.
ثم ساقه الخطيب من طريق البَاغَنْدِي، عن أحمد بن عبد الرحمن بن وَهْب،
(1)
تَحَرَّفَ في المطبوع إلى: "عن سهيل عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص عن كَعْب الأَخْبَار". وما أثبت هو ما ورد في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 284، ويؤكِّده سياق الكلام بعد.
(2)
من قوله: "وخالفه خالد بن خِدَاش" إلى قوله "عن كعب الأحبار" ساقط من المطبوع. وأثبته من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 284.
عن الدَّرَاوَرْدِيّ، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا. وهو الحديث التالي.
ثم ساقه من طريق خالد بن خِدَاش، عن الدَّرَاوَرْدِيّ، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن كَعْب الأحْبَار من قوله.
وأعقبه بسياقه له من طريق سعيد بن منصور، عن خالد بن عبد اللَّه، عن سهل بن أبي صالح، عن النُّعْمَان بن أبي عيَّاش الزُّرَقِيّ، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص موقوفًا عليه من قوله.
قال الإمام ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 40) بعد أن روى عن الخطيب حديث أبي هريرة من طريق البَاغَنْدِي عن أحمد بن عبد الرحمن عن عمِّه. . .: "فيه أحمد بن عبد الرحمن بن وَهْب قال أبو حاتم الرَّازي: خلط ثم رجع عن التخليط
(1)
". كما أعلَّه بالبَاغَنْدِيّ.
أقول: البَاغَنْدِيُّ صدوق لا يصحُّ إعلال الحديث به. قال الخطيب في ترجمته من "التاريخ"(3/ 213): "لم يثبت من أمر ابن البَاغَنْدِيّ ما يُعَابُ به سوى التدليس، ورأيت كافة شيوخنا يحتجون بحديثه يخرجونه في الصحيح". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (197).
وقال ابن الجَوْزي في "العلل" أيضًا (1/ 40) منه بعد أن روى عن الخطيب حديث كَعْب الأَحْبَار وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص: "والطريقان الآخران -يعني حديث كَعْب وعبد اللَّه بن عمرو- قريبان يصحُّ بهما أنَّ الكلام كلام كَعْب، وليس من قول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وهو على الحقيقة ضرب مثل".
(1)
قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 19): "أحمد بن عبد الرحمن بن وَهْب بن مسلم المِصْرِي، لقبه بحَشْل. . . صدوق تغيَّر بَأَخَرَةٍ، من الحادية عشرة"/ م.
ـ
وقال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله في "البداية والنهاية"(1/ 24): "الموقوف على عبد اللَّه بن عمرو بن العاص أشْبَهُ، فإنَّه قد كان وجد يوم اليَرْمُوك زَامِلَتَيْنِ
(1)
مملوءتين كتبًا من علوم أهل الكتاب، فكان يحدِّث منهما بأشياء كثيرة من الإسرائيليات، منها المعروف والمشهور والمنكور والمردود".
* * *
1521 -
أنبأنا أبو بشر محمد بن عمر بن إبراهيم الوكيل، أخبرنا محمد بن المُظَفَّر الحافظ حدَّثنا محمد بن محمد بن سليمان البَاغَنْدِيّ، حدَّثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وَهْب، حدَّثنا عمِّي، حدَّثني الدَّرَاوَرْدِيّ، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه،
عن أبي هريرة أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللَّه تعالى كلَّم البحرين، فقال للبحر الذي بالشَّام: يا بحر إنِّي قد خلقتكَ وأكثرتُ فيك من الماء وحاملٌ فيك عبادي يُسَبِّحُوني، ويَحْمَدُوني، ويُهَلِّلُوني، ويُكَبِّرُوني، فما أنت صانع بهم؟ قال: أغرقهم. فقال اللَّه: فإنِّي أحملهم على ظهرك وأجعل بأسك في نواحيك.
وقال للبحر الذي باليمن مثل ذلك: فما أنت صانع بهم؟ قال: أُسَبِّحُكَ، وأحمدك، وأُهَلِّلُكَ معهم، وأُكَبِّرُكَ معهم، وأحملهم في بطني وبين أضلاعي قال اللَّه: فإنِّي أفضلك على البحر الآخر بالحِلْيَة والطيب".
(10/ 233 - 234) في ترجمة (عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر القُرَشِيّ العُمَرِيّ العَدَوِىّ المَدَنِيّ أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
موضوع.
(1)
الزَّمِلَةُ: مؤنث الزَّامل. ما يحمل عليه من الإبل وغيرها. انظر: "النهاية"(2/ 313)، و"المعجم الوسيط" مادة (زمل) ص 401.
ففيه صاحب الترجمة (عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر القُرَشِيّ العُمَرِيّ) وهو متروك، وكذَّبه أحمد وأبو حاتم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (286).
وقوله عن: "عمِّي": هو (عبد اللَّه بن وَهْب بن مسلم القُرَشي مولاهم، أبو محمد المِصْرِيّ)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 460):"فقيه، ثقة حافظ عابد، من التاسعة"/ ع. وانظر ترجمته مطوَّلًا في: "سِيَر أعلام النبلاء"(9/ 223 - 234)، و"التهذيب"(6/ 71 - 74).
و (الدَّارَاوَرْدِيّ) هو (عبد العزيز بن محمد): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (222).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (1520).
* * *
1522 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدَّثنا عبد الخالق بن الحسن المُعَدَّل -إملاءً- قال: حدَّثني أبو حفص عمر بن أيوب بن إسماعيل بن مالك السَّقَطي، حدَّثنا محمد بن معاوية الأَنْمَاطِي، حدَّثنا عبد الرحمن بن مالك بن مغْوَل، عن الأَعْمَش، عن أبي سفيان،
عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يُبْغِضُ أبا بكر وعمر مؤمنٌ، ولا يحبُّهما منافقٌ".
(10/ 236) في ترجمة (عبد الرحمن بن مالك بن مِغْوَل الكوفي أبو زكريا).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (عبد الرحمن بن مالك بن مِغْوَل الكوفي)، وقد كذَّبه ابن مَعِين وأبو داود والمَوْصِلِي. وقال أبو نُعَيْم في "الضعفاء" له ص 102 رقم
(120)
: "روى عن الأعمش وعبيد اللَّه بن عمر المناكير، لا شيء". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (380).
و (أبو سفيان): هو (طَلْحَة بن نافع الوَاسِطِي الإسْكَاف): صدوق. قال شُعْبَة: حديثه عن جابر صحيفة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (353).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1598) -في ترجمة (عبد الرحمن بن مالك بن مِغْوَل) -، من طريق عمرو بن محمد النَّاقِد، عن عبد الرحمن هذا، به؛ وقال:"هذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه عن الأَعْمَش غير عبد الرحمن بن مالك، ومعلَّى بن هلال رواه عن الأَعْمَش أيضًا. ومعلَّى في الضعف أشرّ من عبد الرحمن بن مالك".
أقول: حديث معلَّى بن هلال عن الأَعْمَش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعًا، رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 79).
و (معلَّى بن هلال بن سُوَيْد الطَّحَّان) قال الإمام أحمد عنه: "كُلُّ أحاديثه موضوعة". وقال الذَّهَبِيُّ: "كذَّاب وضَّاع باتفاق". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (581).
والحديث ذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 153) في ترجمة (معلَّى بن هلال)، من طريق إسماعيل بن بَهْرَام، عنه، به؛ وقال:"تابعه أحمد بن يونس عن معلَّى".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 919) إلى ابن عساكر فقط.
* * *
1523 -
أنبأنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المُزَكِّي، أخبرنا محمد بن إسحاق السَّرَّاج قال: سمعت الحسين بن أبي زيد
يقول: سمعت من عبد الرحمن بن مُسْهِر -ينتقي سنة تسعين ومائة عند عليّ بن عاصم-، أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفَوَارس الحافظ، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن جعفر، حدَّثنا أبو يعلى المَوْصِلي، حدَّثنا يحيى بن أيوب العَابِد، حدَّثنا حسَّان بن إبراهيم، حدَّثنا عبد الرحمن بن مُسْهِر، عن عمرو بن شِمْر، عن جابر، عن
(1)
عبد الرحمن بن سَابِط،
عن جابر قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُكَبِّرُ يومَ عَرَفَةَ مِنْ صَلَاةِ الغَدَاةِ إلى صَلَاةِ العَصْرِ مِنْ أيامِ التَّشْرِيقِ.
(10/ 238) في ترجمة (عبد الرحمن بن مُسْهِر بن عمرو الكوفي أبو الهيثم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (عمرو بن شِمْر الجُعْفِي الكوفي أبو عبد اللَّه)، وهو متروك، وكذَّبه الجُوْزَجَانِيّ. وقال أبو نُعَيْم في "الضعفاء" له ص 118 رقم (165):"يروي عن جابر الجُعْفِي بالموضوعات المناكير". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (669).
كما أنَّ فيه (جابر) وهو (ابن يزيد بن الحارث الجُعْفِي): ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (113).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (عبد الرحمن بن مُسْهِر الكوفي أبو الهيثم قاضي جَبُّل) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (595).
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(2/ 49)، من طريق عمرو بن شِمْر، عن جابر،
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "وعن". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 288. وهو يوافق رواية من رواه عن جابر بن عبد اللَّه من هذا الطريق.
عن عليّ بن الحسين، عن جابر بن عبد اللَّه، به، بزيادة في آخره هي:"حين يسلِّم من المكتوبات".
ورواه في (2/ 49) منه مختصرًا، من طريق عمرو بن شِمْر، عن جابر، عن محمد بن عليّ، عن جابر بن عبد اللَّه.
ورواه في (2/ 50) منه مطوَّلًا، من طريق عمرو بن شِمْر، عن جابر، عن أبي جعفر وعبد الرحمن بن سَابِط، عن جابر بن عبد اللَّه. وذكر فيه صيغة التكبير.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 315)، من طريق عمرو بن شِمْر، عن عبد الرحمن بن سَابِط، عن جابر بن عبد اللَّه، به.
قال البيهقي: "قال يحيى بن أيوب: وحدَّثني عبد الرحمن بن مُسْهِر بهذا الإسناد نحوه. . . عمرو بن شِمْر وجابر الجُعْفِي لا يُحْتَجُّ بهما. وقد رواه نَائِل بن نَجِيح عن عمرو عن جابر عن عبد الرحمن بن سَابِط وأبي جعفر، وفي رواية الثقات كفاية".
قال الإمام الزَّيْلَعِيُّ في "نصب الراية"(2/ 224): "قال ابن القطَّان: جابر الجُعْفِي: سيء الحال. وعمرو بن شِمْر: أسوأ حالًا منه، بل هو من الهالكين. . . فلا ينبغي أن يُعَلَّلَ الحديث إلَّا بعمرو بن شِمْر، مع أنَّه قد اخْتُلِفَ عليه، فرواه عنه سعيد بن عثمان وأَسِيد بن زيد فقالا: عن عمرو بن شِمْر عن جابر عن أبي الطُّفَيْل عن عليّ وعمَّار
(1)
.
ورواه مصعب بن سلَّام عن عمرو بن شِمْر فقال فيه: عن جابر عن أبي جعفر محمد بن عليّ بن حسين بن عليّ بن أبي طالب عن أبيه عليّ بن حسين عن جابر بن عبد اللَّه. وروى محفوظ بن نصر عن عمرو بن شِمْر عن جابر عن محمد بن عليّ عن جابر. فأسقط من الإسناد عليّ بن حسين. وهكذا رواه عن
(1)
هذه الرواية عند الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 49). وفيه: "أسد بن زيد". وهو تصحيف، صوابه "أَسِيد"، كما في "تهذيب الكمال"(3/ 238).
عمرو بن شِمْر رجلٌ يقال له: نَائِل بن نَجِيح، وقَرَنَ بأبي جعفر عبد الرحمن بن سَابِط وزاد في "المَتْنِ" كيفية التكبير. انتهى كلامه ملخَّصًا محرَّرًا" انتهى كلام الزَّيْلَعِيّ.
وذكر الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 78): أنَّه قد صَحَّ مِنْ فِعْلِ عمر، وعليّ، وابن عبَّاس، وابن مسعود.
* * *
1524 -
أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبَّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد السُّوْسِي، حدَّثنا عبَّاس بن محمد، حدَّثنا يحيى بن مَعِين، حدَّثنا عبد الرحمن بيَّاع الهَرَوي، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه قال: كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أَكَلَ مع القَوْمِ كانَ آخِرَهُمْ أَكْلًا.
(10/ 239 - 240) في ترجمة (عبد الرحمن بيَّاع الهَرَوي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
فهو مرسل أولًا، حيث إنَّ (محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب) لم يدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (418).
وفيه صاحب الترجمة ثانيًا (عبد الرحمن بيَّاع الهَرَوي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وذكره ابن مَعِين في "تاريخه"(3/ 419 - 420)، حيث سأله عنه عبَّاس الدُّوري فقال:"كان ببغداد" ولم يزد عن ذلك.
و (محمد بن العبَّاس) هو (الخزَّاز أبو عمر، المعروف بابن حَيُّوْيَه)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (3/ 121 - 122) وقال:"كان ثقةً". ونقل توثيقه عن البَرْقَاني والعَتِيقي والأَزْهَرِي، وتوفي عام (382 هـ).
وباقي رجال إسناده ثقات.
التخريج:
رواه ابن مَعِين في "تاريخه"(3/ 419 - 420) رقم (2051)، وعنه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(11/ 33) رقم (5636)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
وعزاه في "الكنز"(9/ 271) رقم (25980) إلى عبد الرزاق عنه. ولم أجده في مظانه من "المصنَّف" له، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
1525 -
أخبرني أبو سعد أحمد بن محمد المَالِيني -قراءةً- قال: سمعت أبا العبَّاس أحمد بن محمد بن ثابت يقول: سمعت أبا عبد اللَّه محمد بن عمر بن الفضل بن غالب يقول: سمعت أبا الحسن عليّ بن عيسى بن فيروز الكَلْوَذَاني يقول: سمعت أحمد بن أبي الحَوَاري يقول: سمعت أبا سليمان - الدَّارَاني يقول: سمعت عليّ بن الحسن بن أبي الربيع الزَّاهِد يقول: سمعت إبراهيم بن أَدْهَم يقول: سمعت ابن عَجْلَان يَذْكُرُ عن القَعْقَاع بن حَكِيم، عن أبي صالح،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صلَّى قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ يَوْمَهُ ذلكَ".
(10/ 248) في ترجمة (عبد الرحمن بن أحمد بن عطيَّة الدَّارَانِي العَنْسِيّ أبو سليمان).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (محمد بن عمر بن الفضل بن غالب الجُعْفِي أبو عبد اللَّه)، قال عنه ابن الجَوْزي في "الضعفاء" له (3/ 87): "كان الدَّارَقُطْنِيّ سيء القول فيه. وقال
أبو عبد اللَّه بن بُكَيْر: ليس بموثوق به ولا حجَّة. وقال ابن أبي الفَوَارس: كان كذَّابًا". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (979).
و (أبو صالح) هو (ذَكْوَان السَّمَّان الزَّيَّات): ثقة ثَبْتٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و (ابن عَجْلَان) هو (محمد بن عَجْلَان المَدَني)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 190):"صدوق إلَّا أنَّه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، من الخامسة"/ خت م 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "السِّيَر" (6/ 317 - 322)، و"التهذيب" (9/ 341 - 342).
وصاحب الترجمة (عبد الرحمن بن أحمد الدَّارَاني أبو سليمان) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(10/ 182 - 186) وقال: "الإمام الكبير زاهد العصر". وترجم له الحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 823 - 842) -مخطوط- ترجمة مطوَّلة، وكذا العلَّامة مفتي الشام عبد الرحمن العمادي - (ت 1051 هـ) - في "الروضة الريَّا فيمن دُفِنَ بدَارَيَّا" ص 32 - 43. وكانت وفاته (205 هـ).
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 823 - 824) -مخطوط- عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وذكره الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية"(10/ 255) وعزاه لابن عساكر.
* * *
1526 -
أخبرني الحسين بن أحمد السَّلَمَاسي، حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن المُخَلِّص، حدَّثنا محمد بن هارون الحَضْرَمي، حدَّثنا عليّ بن شعيب السِّمْسَار قال: حدَّثنا عبد الرحمن بن قيس أبو معاوية البَصْرِي الزَّعْفَرَاني، حدَّثنا
محمد بن عمرو بن عَلْقَمَة، عن أبي سَلَمَة،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أَوَّلَ كَرَامَةِ المُؤْمنِ أَنْ يُغْفَرَ لِمُشَيِّعِيهِ".
(10/ 250 - 251) في ترجمة (عبد الرحمن بن قيس الضَّبِّيّ الزَّعْفَرَانِيّ أبو معاوية).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث قد ورد من طرق أخرى ضعيفة.
ففيه صاحب الترجمة (عبد الرحمن بن قيس الضَّبِّيّ) وهو متروك، وكذَّبه عبد الرحمن بن مهدي وأبو زُرْعة الرَّازي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (119).
و(أبو سَلَمَة) هو (ابن عبد الرحمن بن عَوْف الزُّهْرِيّ المدني): أحد التابعين الثقات المكثرين، وقد اخْتُلِفَ في اسمه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1401).
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 298) من طريق أبي صالح أحمد بن راشد المَرْوَزِيّ، عن عبد الرحمن بن قيس، به.
ورواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1601) -في ترجمة (عبد الرحمن بن قيس الضَّبِّيّ) -، من طريق إسماعيل بن عبد اللَّه بن ميمون أبو النَّضْر، عن عبد الرحمن الضَّبِّيّ، به، بلفظ:"كرامةُ المؤمنِ على اللَّهِ أَنْ يَغْفِرَ لِمُشَيِّعِيهِ".
وفي "التهذيب" لابن حَجَر (6/ 258) في ترجمة (عبد الرحمن بن قيس الضَّبِّيّ): "قال الحاكم: روى عن محمد بن عمرو، وحمَّاد بن سَلَمَة، أحاديث منكرة، منها: حديث "من كرامة المؤمن على اللَّه أن يغفر لِمُشَيِّعِيهِ". قال -يعني الحاكم-: وهذا عندي موضوع، وليس الحمل فيه إلَّا عليه".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 226) عن ابن عدي من طريقه المتقدِّم.
كما رواه من حديث ابن عبَّاس وجابر، وقال:"هذه الأحاديث ليس فيها ما يصحُّ".
وقال بخصوص حديث أبي هريرة في (3/ 227) منه: "تفرَّد به عبد الرحمن بن قيس". ونقل أقوال العلماء فيه، ثم قال:"وفيه عبد اللَّه بن ميمون. قال البخاري: ذاهب الحديث، وقال ابن حِبَّان: يروي عن الأثبات المُلْزَقَات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".
أقول: قول ابن الجَوْزي: "وفيه عبد اللَّه بن ميمون. . . " وَهَمٌ، تابعه عليه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 430)، وابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 370). فإنَّ الذي في إسناد ابن عدي هو:(إسماعيل بن عبد اللَّه بن ميمون بن عبد الحميد العِجْلي أبو النَّضْر)، وقد ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد" (6/ 282) ونقل عن النَّسَائي قوله فيه:"ليس به بأس"، وكانت وفاته سنة (270 هـ). وليس هو (عبد اللَّه بن ميمون القدَّاح المَخْزُومي المكِّي) الذي نقل فيه ابن الجَوْزي تجريح البخاري وابن حِبَّان له، فليتنبه.
وقد رواه الخطيب في "تاريخه"(11/ 81) من طريق ابن عدي، وصرَّح في الإسناد بأنَّه (أبو النَّضْر إسماعيل بن عبد اللَّه بن ميمون العِجْلِي).
وقد تعقَّب السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 430 - 431) ابن الجَوْزيِّ في حكمه عليه بالوضع، وساق له عدَّة شواهد يَبْعُدُ معها الحكم عليه بالوضع. وقد لخَّص ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 370) كلامه؛ وقد تقدَّم ذكره عنه في حديث (760) عند الكلام على حديث جابر، فانظره إن شئت.
* * *
1527 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق -إملاءً وقراءةً-، حدَّثنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفَّار، حدَّثنا عباس بن محمد الدُّوري، حدَّثنا عبد الرحمن بن مَاذَر
(1)
المَدَائِني، حدَّثنا أَغْلَب بن تَمِيم، عن غالب القَطَّان، عن الحسن،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأَ (يس) في ليلةٍ ابتغاءَ وَجْهِ اللَّهِ غُفِرَ لَهُ".
(10/ 257 - 258) في ترجمة (عبد الرحمن بن عبد العزيز بن مَاذَر (1) المَدَائِني، يلقَّب سِيْبَوَيْه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وللحديث طرق أخرى معلولة كلُّها.
ففيه (أَغْلَب بن تَمِيم بن النُّعْمَان الكِنْدِيّ المَسْعُودِيّ أبو حفص)، وهو منكر الحديث كما قال البخاري، وقال ابن مَعِين: ليس بشيء. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (903).
كما أنَّ في سماع الحسن البَصْرِي من أبي هريرة كلامًا طويلًا للنُّقَّاد تقدَّمت الإشارة إليه في حديث (368).
وصاحب الترجمة (عبد الرحمن بن عبد العزيز المَدَائِني) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
تقدم تخريجه في حديث (368).
* * *
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "صادر". والتصويب من "اللباب"(3/ 143)، و"تبصير المنتبه"(4/ 1335).
1528 -
أخبرني محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أحمد بن محمد بن زياد، حدَّثنا محمد بن الفضل بن جابر، حدَّثنا عبد الرحمن بن نافع أبو زياد، حدَّثنا الحسين بن خالد، عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَعْرَضَ عن صاحب بِدْعَةٍ بُغْضًا له في اللَّه، مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ أَمْنًا وإيمانًا، ومَنْ شَهَّرَ بصاحبِ بِدْعَةٍ أَمَّنَهُ اللَّهُ يوم الفَزَع الأكبرِ، ومَنْ أَهَانَ صاحبَ بِدْعَةٍ رَفَعَهُ اللَّهُ في الجنَّةِ مائةَ درجةٍ، ومَنْ سَلَّمَ على صاحبِ بِدْعَةٍ أو لَقِيَهُ بالبِشْرِ أو استقبلهُ بما يسرُّهُ، فقد استخفَّ بما أَنْزَلَ اللَّهُ على محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم".
(10/ 263 - 264) في ترجمة (عبد الرحمن بن نافع المُخَرِّمي أبو زياد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقال ابن الجَوْزيّ والصَّغَانيُّ: موضوع.
ففيه (الحسين بن خالد الضَّرير أبو الجُنَيْد)، قال ابن مَعِين عنه:"ليس بثقة". وقال ابن عدي: "عامَّة حديثه عن الضعفاء أو قوم لا يعرفون". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1147).
كما أنَّ فيه (عبد العزيز بن أبي رَوَّاد)، وهو صدوق ربما وَهِمَ. لكن قال ابن حِبَّان في ترجمته من "المجروحين" (2/ 136):"روى عن نافع أشياء لا يشك من الحديث صناعته إذا سمعها أنَّها موضوعة كان يحدِّث بها توهمًا لا تعمدًا". وقال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(2/ 397): "صالح الحديث، ضعَّفه ابن الجُنَيْد. وقال ابن حِبَّان: روى عن ابن عمر نسخةً موضوعةً". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (511).
وقال الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد برواية هذا الحديث: الحسين بن خالد، وهو أبو الجُنَيْد، وغيره أوثق منه".
أقول: لم يتفرَّد به كما سيأتي.
التخريج:
رواه بنحوه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 199 - 200)، من طرق، عن الحسين بن خالد، عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، به.
ثم رواه من طريق محمد بن منصور الزَّاهِد، عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن ابن عمر مثله. وزاد:"ومَنْ أَهَانَ صاحبَ بِدْعَةٍ رَفَعَهُ اللَّه في الجنَّةِ درجةً". وقال: "غريب من حديث عبد العزيز ولم يُتَابَعْ عليه من حديث نافع".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 270 - 271) عن أبي نُعَيْم من طريقه الأول، وقال: باطل لا يصحُّ. وأعلَّه بـ (عبد العزيز بن أبي رَوَّاد).
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 251 - 252)، ولخَّص تعقبه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (1/ 314) فقال:"إنَّ عبد العزيز وثَّقه يحيى وغيره، وروى له أصحاب السنن الأربعة، وذكر الذَّهَبِيُّ في "الميزان" قول ابن حبان فيه: روى عن نافع عن ابن عمر نسخةً موضوعةً. ثم قال: هكذا قال ابن حِبَّان بغير سند
(1)
. وذكر الحافظ ابن حَجَر في "اللسان": أنَّ الحمل في هذا الحديث على الحسين بن خالد
(2)
، يعني راويه عن عبد العزيز. وأنَّ الخطيب قال: إنَّه تفرَّد به وغيره أوثق منه. لكن تابعه عن عبد العزيز: محمد بن منصور الزَّاهد
(3)
، أخرجه أبو نُعَيْم وابن عساكر. وتابعه أيضًا عبد المجيد بن عبد العزيز، أخرجه أبو نصر السِّجْزِيّ في كتاب "الإبانة" بلفظ: "من أعرض بوجهه عن صاحب بدعة رفعه اللَّه في الجنَّة مائة
(1)
أقول: عبارة الذَّهَبِيِّ في النسخة المطبوعة من "الميزان"(2/ 628): "هكذا قال ابن حِبَّان. يعتبر منه"! ! وقد تقدَّم أنَّ الذَّهَبِيَّ نقل عبارة ابن حِبَّان في "المغني" مقرًّا لها.
(2)
أقول: كلام الحافظ ابن حَجَر هذا لا يوجد في النسخة المطبوعة من "اللسان"(2/ 281) في ترجمة (الحسين بن خالد)؟ .
(3)
لم أقف له على ترجمة في كُلِّ ما رجعت إليه، لكن ذَكَرَ أبو نُعَيْم في سياقه للإسناد:"وكان يصحب إبراهيم بن أدْهَم وسليمان الخوَّاص".
درجة، ومن سلَّم على صاحب بدعة أو رَحَّبَ به بالبشرى فقد استخفَّ بما أَنْزَلَ اللَّه على محمد". قلت -القائل ابن عَرَّاق-: في سنده أبو الفضل قاضي نَيْسَابُور، وهو أحمد بن عِصْمَة النَّيْسَابُورِيّ
(1)
، واللَّه أعلم".
وقال الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 505: "قال ابن الجَوْزي والصَّغَانِي: موضوع. ورواه ابن عساكر بنحوه. ورُوي بألفاظ لا يصحُّ منها شيء".
* * *
1529 -
أخبرنا محمد بن عبيد اللَّه الحِنَّائي، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم الخُتُّلي، حدَّثنا أبو بكر عبد الرحمن بن عفَّان الصُّوفي، حدَّثنا محمد بن مُجيب الصَّائِغ، حدَّثنا جعفر بن محمد، عن أبيه،
عن جدِّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليلةَ أُسري بي رأيتُ على العرش مكتوبًا: لا إله إلّا اللَّه، محمد رسول اللَّه، أبو بكر الصِّدِّيق، عمر الفاروق، عثمان ذو النورين يُقْتَلُ مظلومًا".
(10/ 264) في ترجمة (عبد الرحمن بن عفَّان الصُّوفي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده صاحب الترجمة (عبد الرحمن بن عفَّان الصُّوفي أبو بكر): كذَّبه ابن مَعِين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1037).
كما أنَّ فيه (محمد بن مُجيب الصَّائِغ الثَّقَفِي الكوفي)، وهو متروك، وكذَّبه ابن مَعِين، وقال ابن عدي:"يحدِّث عن جعفر بن محمد بأشياء غير محفوظة". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (380).
(1)
قال الذَّهَبِيُّ في ترجمته من "الميزان"(1/ 119): "مُتَّهَمٌ هالكٌ".
كما أنَّ فيه (إسحاق بن إبراهيم بن سُنَيْن الخُتُّلي أبو القاسم)، وهو ليس بالقويِّ. وستأتي ترجمته في حديث (1683).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 337) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وأبو بكر الصُّوفي ومحمد بن مجيب: كذَّابان، قاله يحيى بن مَعِين".
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 320)، مفيدًا بأنَّ إسحاق بن إبراهيم الخُتُّلي رواه في "الدِّيباج"
(1)
. وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 351).
والحديث ذكره الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 434) في ترجمة (عبد الرحمن بن عفَّان الصُّوفي) وقال: "رواه الخُتُّلِي في "الدِّيباج" عنه، والمُتَّهَمُ به صاحب الترجمة".
وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(13/ 343) في ترجمة (إسحاق بن إبراهيم الخُتُّلي): "وفي كتابه "الدِّيباج" أشياء منكرة".
* * *
1530 -
أخبرنا عبيد اللَّه بن محمد بن عبيد اللَّه النَّجَّار، أخبرنا عليّ بن محمد بن سعيد الرَّزَّاز، حدَّثنا أحمد بن الحسين الصُّوفي، حدَّثنا أبو مسلم الوَاقِدِي عبد الرحمن بن وَاقِد، حدَّثنا عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَم، عن أبيه،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس على أَهْلِ لا إله إلَّا اللَّهُ وَحْشَةٌ في قُبُورِهِمْ، ولا في مَنْشَرِهِمْ، وكأنِّي بأهلِ لا إله إلَّا اللَّهُ قد خرجوا من القبورِ ينفضونَ الترابَ عن رؤوسهم وهم يقولون: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [سورة فاطر: الآية 34] ".
(1)
أقول: وهو "الدِّيباج في الحديث". وذكر الدكتور فؤاد سزكين في "تاريخ التراث العربي"(1/ 1/ 312) وجوده في ظاهرية دمشق، وفي مكتبة طلعت بمصر.
(10/ 265) في ترجمة (عبد الرحمن بن وَاقِد الوَاقِدِي أبو مُسْلِم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَم العَدَوي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (67).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد الرحمن بن وَاقِد الوَاقِدِي) وهو صدوق يغلط. وقال ابن عدي: "حدَّث بالمناكير عن الثقات، وسَرَقَ الحديث". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (740).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (67).
* * *
1531 -
أخبرنا البَرْقَاني، حدَّثنا محمد بن جعفر بن الهيثم البُنْدَار، حدَّثنا إبراهيم الحَرْبي، حدَّثنا دُحَيْم بن إبراهيم، حدَّثنا يحيى بن يزيد بن عبد الملك، عن أبيه، عن إسماعيل بن إبراهيم الرَّبَعِي، عن أبيه،
عن عائشة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "كُلُّ معروفٍ صَدَقَةٌ".
(10/ 266) في ترجمة (عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو القُرَشِيّ الدِّمَشْقِيّ أبو سعيد، يعرف بدُحَيْم بن اليَّتِيم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من أَوْجُهٍ أخرى.
ففيه (يحيى بن يزيد بن عبد الملك النَّوْفَلِيّ المَدَنِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(9/ 198) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث، أدري عنه أو عن أبيه، لا ترى في حديثه حديثًا مستقيمًا". وقال أبو زُرْعَة:
"لا بأس به، إنما الشأن في أبيه، بلغني عن أحمد بن حنبل أنه قال: يحيى بن يزيد: لا بأس به ولم يكن عنده إلَّا حديث أبيه، ولو كان عنده غير حديث أبيه لبيَّن أمره".
2 -
"الكامل"(7/ 2702 - 2703) وقال: "ضعيف، ووالده يزيد ضعيف، والضَّعْفُ على أحاديثه التي أَمْلَيْتُ والذي لم أُمْلِهِ بَيِّنٌ، وعامَّتها غير محفوظة".
كما أنَّ فيه والده (يزيد بن عبد الملك بن المغيرة النَّوْفَلِي الهاشمي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ الدَّارمي عن ابن مَعِين" ص 229 رقم (883) وقال: "ما كان به بأس".
2 -
"التاريخ الكبير"(8/ 348) وفيه عن أحمد: "عن يزيد مناكير".
3 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (1/ 427) وفيه عن أبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل: "ليس به بأس".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 254 رقم (676) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 384 - 385) وقال: "لا يُتَابَعُ على حديثه إلَّا من جهة لا تصحُّ".
6 -
"الجرح والتعديل"(9/ 278 - 279) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث منكر الحديث جدًّا". وقال أبو زُرْعَة: "منكر الحديث". وقال ابن مَعِين: "ضعيف الحديث".
7 -
"المجروحين"(3/ 102) وقال: "كان ممن ساء حفظه حتى كان يروي المقلويات عن الثقات ويأتي بالمناكير عن أقوام مشاهير. . . ".
8 -
"الكامل"(7/ 2715 - 2717) وقال: "عامَّة ما يرويه غير محفوظ".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 399 رقم (592).
10 -
"التمهيد" لابن عبد البَرِّ (17/ 195) وقال: "مجتمع على ضعفه".
11 -
"التهذيب"(11/ 347 - 348) وذَكَرَ ما تقدَّم عن عبد البَرّ، ومتابعة عبد الحق الإشبيلي له، حيث نقل عنه قوله:"لا أعلم أحدًا وثَّقه". وتعقَّبهما بقوله: "وليس ذاك بجيِّد". كما تعقَّبهما ابن حَجَر في "اللسان"(6/ 281 - 282) -في ترجمة ابنه (يحيى) - أيضًا، مضيفًا إليهما الذَّهَبِيّ، وذلك بما تقدَّم عن ابن مَعِين وأحمد بن حنبل من توثيقهما له في رواية عنهما. وبقول الزُّبَيْر بن بَكَّار:"كان خيرًا".
12 -
"التقريب"(2/ 368) وقال: "ضعيف، من السادسة"/ ق.
التخريج:
لم يروه من حديث السيدة عائشة غير الخطيب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وللحديث شواهد عدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(1/ 427)، و"مجمع الزوائد"(3/ 136 - 137)، و"قضاء الحوائج" لابن أبي الدُّنْيَا ص 25 - 29.
ومن هذه الشواهد ما رواه البخاري في الأدب، باب كل معروف صدقة (10/ 447) رقم (6021) عن جابر مرفوعًا بمثل لفظ حديث السيدة عائشة.
وبذات اللفظ رواه مسلم في الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف (2/ 697) رقم (1005)، من حديث حذيفة رضي الله عنه.
* * *
1532 -
أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المعدَّل، أنبأنا الحسين بن صفوان البَرْذَعِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن أبي الدُّنْيَا، حدَّثني أبو عليّ
عبد الرحمن بن زَبَّان الطَّائي، حدَّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدَّثنا عبد الواحد بن زيد، حدَّثني أَسْلَم الكوفي، عن مُرَّة،
عن زيد بن أَرْقَم قال: كُنَّا مع أبي بكرٍ فدعا بشرابٍ، فَأُتِيَ بماءٍ وَعَسَلٍ، فلمَّا أدناهُ من فيه بكى وبكى حتى أبكى أصحابه، فسكتوا وما سَكَتَ، ثم عادَ فبكى، حتَّى ظنَّوا أنَّهم لن يقدروا على مسألته، قال ثم مَسَحَ عَيْنِيْهِ، فقالوا يا خليفةَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما أَبْكَاكَ؟ قال: كنتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فرأيتُهُ يَدْفَعُ عن نَفْسِه شيئًا، ولم أرَ معه أحدًا، فقلت يا رسول اللَّه ما الذي تَدْفَعُ عن نَفْسِكَ؟ قال:"هذه الدُّنْيَا مُثِّلَتْ لي، فقلتُ لها إليكِ عنِّي، ثم رجعت فقالت: إنَّك إِنْ أُفْلِتَّ منِّي، فلن يفلت منِّي مَنْ بَعْدَكَ".
(10/ 268) في ترجمة (عبد الرحمن بن زَبَّان بن الحكم الطَّائي أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (عبد الواحد بن زيد البَصْرِي الزَّاهِد) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (751).
وفيه كذلك (أَسْلَم الكوفي)، ترجم له أبو الفضل عبد الرحيم العِرَاقي في "ذيل ميزان الاعتدال" ص 134 - 135 ونقل عن البزَّار قوله فيه:"ليس بالمعروف". وذكر عن عبد الحقّ الإشبيلي أنَّه ضَعَّفَ حديثًا به. وانظر "اللسان"(1/ 388 - 389).
وصاحب الترجمة (عبد الرحمن بن زَبَّان الطَّائي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(مُرَّةُ) هو (ابن شَرَاحِيل الهَمْدَاني الكوفي أبو إسماعيل): ثقة مُخَضْرَمٌ، لُقِّبَ بـ (مُرَّة الطَّيِّب) و (مُرَّة الخَيْر) لعبادته وخَيْرِه وعِلْمِهِ، خرَّج له الستة، وتوفي
في عام (76 هـ). انظر ترجمته مفصَّلًا في: "السِّيَر"(4/ 74 - 75)، و"التهذيب"(10/ 88 - 89)، و"التقريب"(2/ 238).
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 309)، وابن أبي الدُّنْيَا في "ذَمِّ الدُّنيا" ص 16 رقم (11)، وعنه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 343) رقم (15018) -ط بيروت-، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عبد الواحد بن زيد، به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "عبد الصمد تركهـ البخاري وغيره".
أقول: لم يصب الحافظ الذَّهَبِيُّ بإعلال الحديث بـ (عبد الصمد بن عبد الوارث)، فإنَّ الذَّهَبِيَّ نَفْسَهُ رحمه الله يقول عنه في "الكاشف" (2/ 173):"حجَّة". وقال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 507): "صدوق، ثَبْتٌ في شُعْبَة"/ ع. وانظر "التهذيب"(6/ 327 - 328)، ولم يذكر الحافظ فيه ترك البخاري أو غيره له. وقد خرَّج له البخاري مع مسلم في "صحيحيهما". فعلَّة الحديث هو (عبد الواحد بن زيد البَصْري) كما تقدَّم.
ورواه بنحوه، البزَّار في "مسنده"(4/ 238) رقم (3618) -من كشف الأستار- من طريق إسماعيل بن سِنَان، عن عبد الواحد بن زيد، به؛ وقال:"عبد الواحد بصري شديد العِبَادة كان يذهب إلى القَدَر. و (أَسْلَم): كوفي لا نعلم روى عنه غير عبد الواحد. و (مُرَّة): مشهور روى عنه غير واحد. والحديث لا نعلم أحدًا رواه عن زيد عن أبي بكر إلَّا بهذا الإسناد".
ورواه بنحوه أبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني في "الحِلْيَة"(6/ 164)، من طريق قُرَّة بن حبيب، عن عبد الواحد بن زيد، به.
قال الحافظ المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(4/ 206 - 207): "رواه ابن أبي الدُّنْيَا والبزَّار، ورواته ثقات إلَّا عبد الواحد بن زيد. وقد قال ابن حِبَّان: يُعْتَبَرُ حديثه إذا كان فوقه ثقة، ودونه ثقة، وهو هنا كذلك".
أقول: عبد الواحد بن زيد ضعيف جدًّا. قال البخاري: تركوه. وقال النَّسَائي والفَلَّاس: متروك الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالقويِّ في الحديث ضعيف بِمَرَّةٍ. فقول ابن حِبَّان موضع نظر.
وقال الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(3/ 202): "أخرجه البزَّار بسند ضعيف بنحوه، والحاكم وصحَّح إسناده، وابن أبي الدُّنيا، والبيهقي من طريقه بلفظه".
* * *
1533 -
أخبرنا عليّ بن أبي عليّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن إبراهيم الزَّبِيْبِي، حدَّثنا محمد بن سهل العطَّار، حدَّثنا عمرو بن أحمد بن السَّرْح، أخبرنا عبد الرحمن بن جَنَاح الكَلْوَذَاني، حدَّثنا أبو ثابت محمد بن عبد اللَّه الأنصاري المَدَني، حدَّثني عمر بن رَاشِد، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: دَخَل رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم على بلالٍ يومًا من الأيام فوقف بالباب سائلٌ، فردَّه بلال بغير شيءٍ. فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا بلالُ رددتَ السائلَ وهذا التَّمْرُ عندكَ"! قال: بلى يا رسول اللَّه، كنتُ صائمًا فأردتُ أَنْ أُفْطِرَ عليه. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنْ أردتَ أَنْ تَلْقَى اللَّهَ وهو عنكَ رَاضٍ، فلا تُخَبِّئ شيئًا رُزِقْتَهُ، ولا تمنع شيئًا سُئِلْتَهُ".
(10/ 268) في ترجمة (عبد الرحمن بن جَنَاح الكَلْوَذَاني).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد ورد نحوه من طرق حسنة.
ففيه (عمر بن راشد المَدَنيّ الجَارِيّ)
(1)
وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 158 - 159) وقال: "منكر الحديث".
2 -
"الجرح والتعديل"(6/ 108) وفيه عن أبي حاتم: "كتبت من حديثه ورقتين ولم أسمع منه لما وجدته كذبًا وزُورًا، والعجب من يعقوب بن سفيان كيف كتب عنه، وكيف روى عنه، لأنِّي في ذلك الوقت وأنا شاب علمت أنَّ تلك الأحاديث موضوعة فلم تطب نفسي أن أسمعها، فكيف خفي على يعقوب بن سفيان ذلك".
3 -
"الكامل"(5/ 1677 - 1678) وقال: "ليس بالمعروف، وكلُّها -يعني أحاديثه- ممَّا لا يتابعه الثقات عليه".
4 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 114 رقم (154) وقال: "روى عن مالك أحاديث منكرة، لا شيء".
5 -
"التهذيب"(7/ 446 - 447) -ولم يذكره في "التقريب"، وهو للتمييز- وفيه عن الخطيب في كتابه "المُتَّفِق والمُفْتَرِق":"كان ضعيفًا يروي المناكير عن الثقات".
6 -
"اللسان"(4/ 303 - 304) وفيه عن أبي داود: "ضعيف". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "كان ضعيفًا لم يكن مرضيًا وكان يُتَّهمُ بوضع الحديث على الثقات". وقال الحاكم وأبو نُعَيْم: "يروي عن مالك أحاديث موضوعة".
وصاحب الترجمة (عبد الرحمن بن جَنَاح الكَلْوَذَاني) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
(1)
هذه النسبة إلى (الجَار)، بُلَيْدَة على الساحل بقرب مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. انظر "الأنساب"(3/ 160).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 134) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. قال أحمد بن حنبل: عمر بن راشد: لا يساوي حديثه شيئًا. وقال ابن حِبَّان: لا يحلُّ ذكره في الكتب إلَّا على سبيل القدح فيه، يضع الحديث".
أقول: ما نقله ابن الجَوْزي عن أحمد وابن حِبَّان إنما قالاه في (عمر بن راشد اليَمَامي) وليس في (عمر بن راشد الجَارِيّ). انظر: "العلل" لأحمد بن حنبل (2/ 163)، و"المجروحين" لابن حِبَّان (2/ 83)، و"التهذيب" لابن حَجَر (7/ 445 - 446).
ولم يرتض السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 314 - 316) حُكْمَ ابن الجَوْزي عليه بالوضع، وتعقَّبه، ولخَّص ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 302) تعقيبه فقال: "له شواهد، فأخرج البزَّار عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صُبَرٌ
(1)
من تَمْرٍ، فقال: ما هذا؟ فقال: أدَّخره لك. قال: "ما تخشى أن يكون له بخار في نار جهنَّم، أنْفِقْ يا بلالُ ولا تخشَ إِقْلالًا". قال الحافظ ابن حَجَر: إسناده حسن
(2)
. وأخرج أيضًا والطبراني من حديث بلال نحوه. وأخرج الطبراني من حديث ابن مسعود نحوه. وله غير ما ذكر من الطرق والشواهد. ثم إنَّ هذه الأحاديث كانت في صدر الإسلام حين كان الادخار ممنوعًا والضيافة واجبة ثم نُسِخَ الأمران، وإنما دخل الدخيل على كثير من النَّاس لعدم علمهم بالنسخ".
وانظر هذه الشواهد والكلام عليها في: "الترغيب والترهيب" للمنذري (2/ 51)، و"مجمع الزوائد" للهيثمي (3/ 126) و (10/ 241).
* * *
(1)
قال ابن الأثير في "النهاية"(3/ 9): "الصُّبْرَةُ: الطعام المجتمع كالكُومةِ، وجمعها صُبَرٌ".
(2)
وكذلك حَسَّن إسناده الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب"(2/ 51).
1534 -
أخبرني الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا أبو محمد بن صَاعِد -إملاءً-، حدَّثنا عبد الرحمن بن يونس الرَّقِّي -ببغداد سنة ثمان وأربعين ومائتين- قال: وحدثنا أبو حامد الحَضْرَمِيّ، حدَّثنا عبد الرحمن بن يُونس السَّرَّاج، حدَّثنا بقيَّة بن الوليد، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَصَابَهُ جَهْدٌ في رَمَضَانَ، فَلَمْ يُفْطِرْ، فَمَاتَ". قال ابن صَاعِد: فذكر له عقوبَةً. وقال: أبو حامد: "فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ".
(10/ 270) في ترجمة (عبد الرحمن بن يونس بن محمد السَّرَّاج أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (بقيَّة بن الوليد الحِمْصِي الكَلَاعِي) وهو ثقة كثير التدليس، لا يُقْبَلُ حديثه إلَّا إذا صرَّح بالسماع. وقد عنعن هنا في روايته عن عبيد اللَّه بن عمر. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (184).
و (أبو حامد الحَضْرَمِي) هو (محمد بن هارون بن عبد اللَّه البَعْرَاني)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(3/ 358 - 359)، وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ وغيره: أنَّه ثقة. وكانت وفاته عام (321 هـ).
وشيخ الخطيب (الأَزْهَرِيّ) هو (عبيد اللَّه بن أحمد الصَّيْرَفي أبو القاسم): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (676).
و (أبو محمد بن صَاعِد) هو (يحيى بن محمد بن صَاعِد): إمام ثقة ثَبْتٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (848).
وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.
وقال الحافظ الخطيب عقبه: "قال عليّ بن عمر -يعني الدَّارَقُطْنِيُّ-: غريب من حديث عبيد اللَّه بن عمر، تفرَّد به بقيَّة عنه، وتفرَّد به عبد الرحمن بن يونس عن بقيَّة".
التخريج:
عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 747) إلى الخطيب والدَّيْلَمِيّ فحسب.
ولم أقف عليه في "الفردوس" للدَّيْلَمِيّ. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
1535 -
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر العَطَّار، حدَّثنا أحمد بن سلمان الفقيه، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي قال: حدَّثنا عبد الرحمن بن بِشْر النَّيْسَابُوري، حدَّثنا موسى بن عبد العزيز، عن الحكم بن أَبَان، عن عِكْرِمَة،
عن ابن عبَّاس أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "كُلُّ سَبَبٍ ونَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يومَ القِيَامَةِ، إلَّا سَبَبِي ونَسَبِي".
(10/ 271) في ترجمة (عبد الرحمن بن بِشْر بن الحكم العَبْدِيّ النَّيْسَابُورِيّ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
في إسناده (موسى بن عبد العزيز العَدَنِيّ القِنْبَارِيّ
(1)
أبو شُعَيْب) وقد ترجم له في:
(1)
قال ابن الأثير في "اللباب"(3/ 58): "هذه النسبة إلى قِنْبَار، وهو ليف الجوز الهندي ويقال لمن يفتله ليحرز به المراكب البحرية: قِنْبَاري".
1 -
"الجرح والتعديل"(8/ 151) وفيه عن ابن مَعِين: "لا أرى به بأسًا".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 159) وقال: "ربما أخطأ".
3 -
"الميزان"(4/ 212 - 213) وقال: "ما أعلمه روى عن غير الحكم بن أَبَان، ولم يذكره أحد في كتب الضعفاء أبدًا، ولكن ما هو بالحجَّة. . . وحديثه من المنكرات".
4 -
"الكاشف"(3/ 164) وقال: "قال ابن مَعِين والنَّسَائي: ليس به بأس".
5 -
"التهذيب"(10/ 356) وفيه عن ابن المَدِيني: "ضعيف". وقال السُّلَيْمَاني: "منكر الحديث".
6 -
"التقريب"(2/ 285 - 286) وقال: "صدوق سيء الحفظ، من الثامنة، مات سنة خمس وسبعين -يعني ومائة-"/ ر د س.
و(الحكم بن أَبَان العَدَني): صدوق له أوهام. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (880).
وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.
والحديث له شواهد عِدَّة يصحُّ بها.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 243) رقم (11621) من طريق عبد الرحمن بن بِشْر النَّيْسَابُورِيّ، عن موسى بن عبد العزيز، به.
قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 173): "رواه الطبراني ورجاله ثقات".
أقول: تقدَّم أنَّ فيه (موسى بن عبد العزيز العَدَني).
وقد سبق الكلام على الحديث مطوَّلًا برقم (901)، فانظره إن شئت.
* * *
1536 -
أخبرني الأَزْهَرِيُّ، حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر الحافظ، حدَّثنا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن يحيى الخَوْلَانِيّ، حدَّثنا أبو البشر عبد الرحمن بن الجَارُود البغدادي، حدَّثنا يحيى بن بُكَيْر، حدَّثنا عبد الرحمن بن زيد، عن أبي حازم،
عن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"يكونُ في أُمَّتِي خَسْفٌ، وَمَسْخٌ، وقَذْفٌ". قالوا يا رسول اللَّه: ومتى يكونُ ذلكَ؟ قال: "إذا ظَهَرتِ القَيْنَاتُ، والمَعَازِفُ، والخُمُورُ".
(10/ 272 - 273) في ترجمة (عبد الرحمن بن الجَارُود بن عبد اللَّه الأَحْمَرِيّ أبو بشر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَم العَدَوِيّ)، وهو مجمع على ضعفه، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (67).
و (أبو حازم) هو (سَلَمَة بن دينار الأَعْرَج المَدَني): تابعي ثقة عابد زاهد حكيم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1379).
التخريج:
رواه عَبْد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(1/ 412) رقم (451)، والطبراني في "الكبير"(6/ 184 - 185) رقم (5810)، من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَم، عن أبي حازم، عنه، به.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 1013) إلى ابن أبي الدُّنْيَا في "ذَمِّ الملاهي"، وابن النَّجَّار.
وقد روى ابن ماجه في الفتن، باب الخسوف (2/ 1350) رقم (4060)، من طريق عبد الرحمن بن زيد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد مرفوعًا، الشطر الأول من الحديث بلفظ:"يكون في آخر أُمَّتي خَسْفٌ ومَسْخٌ وقَذْفٌ".
قال البُوصيري في "مصباح الزجاجة"(4/ 198): "هذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَم".
* * *
1537 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، والحسن بن أبي بكر، قالا: أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخُطَبِيّ، حدَّثنا عبد الرحمن بن عليّ بن خَشْرَم، حدَّثني: أبي، حدَّثنا الفضل بن موسى، حدَّثنا عِمْران بن مُسْلِم، عن عطيَّة العَوْفِي،
عن أبي سعيد الخُدْرِيّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [سورة الأحزاب: الآية 33]، قال: جَمَعَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عليًّا، وفاطمةَ والحسنَ، والحسينَ، ثم أَدارَ عليهم الكِسَاءَ، فقال:"هؤلاء أهلُ بَيْتِي، اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عنهم الرَّجْسَ وطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا". وأُمُّ سَلَمَة على الباب، فقالت يا رسول اللَّه: ألستُ منهم؟ فقال: "إنَّكِ لعلى خَيْرٍ -أو إلى خَيْرٍ-".
(10/ 278) في ترجمة (عبد الرحمن بن عليّ بن خَشْرَم المَرْوَزِيّ أبو إسحاق).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. ومَتْنُهُ صحيح، مرويٌّ من طرقٍ كثيرةٍ.
ففيه (عطيَّة بن سعد العَوْفي) وهو ضعيف. وسبقت ترجمته في حديث (189).
كما أنَّ فيه (عِمْرَان بن مسلم -ويقال: ابن أبي مسلم- الفَزَاري الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(6/ 305) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 242).
3 -
"التقريب"(2/ 85) وقال: "شيخ، من السابعة"/ تمييز.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1357).
* * *
1538 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه القَطَّان، حدَّثني عبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش أبو محمد، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم شَاذَان، حدَّثنا جدِّي: سعد بن الصَّلْت، أخبرنا مِسْعَر، عن العبَّاس بن ذَرِيح، عن زياد بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ قال:
حدَّثنا عمَّار بن ياسر أنَّهم سألوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: هل أَتيتَ في الجاهلية من النَّسَاءِ شيئًا حَرَامًا؟ قال: لا، وقد كنتُ على مِيْعَادَيْنِ، أمَّا أَحَدُهُمَا فَغَلَبِتْنِي عَيْنِي، وأمَّا الآخرُ فَشَغَلَنِي عنه سَامِرُ القومِ".
(10/ 280) في ترجمة (عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خِرَاش الحافظ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (زياد بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(3/ 360) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(3/ 536) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 256).
4 -
"الميزان"(2/ 91) وقال: "عن عليّ. قال الدَّارَقُطْنِيُّ: مجهول. تفرَّد عنه عبَّاس بن ذَرِيح".
5 -
"اللسان"(2/ 495) وقال: "قال البَرْقَاني عن الدَّارَقُطْنِيّ: يُعْتَبَرُ به، وغلط الحاكم فزعم أنَّ الشيخين أخرجا له".
و(إسحاق بن إبراهيم النَّهْشَلِي الملقب بشَاذَان): إمام صدوق له مناكير وغرائب. وستأتي ترجمته في حديث (2039).
و(مِسْعَر) هو (ابن كِدَام الهِلالي): ثقة أخرج له الستة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (337).
وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 54 - 55)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 129 - 130) رقم (3490) - عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن شَاذَان، عن أبيه، عن سعد بن الصَّلْت
(1)
، به. وفيهما:"قلتُ يا رسول اللَّه قارَفْتَ شيئًا ممَّا قَارَفَ أهلُ الجاهلية؟ " وذكره.
قال الطبراني عقبه: "لم يروه عن مِسْعَر إلَّا سعد، تفرَّد به شَاذَان، ولا يُرْوَى عن عمَّار إلَّا بهذا الإِسناد".
قال الهيثمي في "مجمع البحرين"(6/ 130): وأعاد -يعني الطبراني-
(1)
تَصَحَّفَ اسم (العبَّاس بن ذَرِيح) في "المعجم الصغير" إلى: (العبَّاس بن خديج). كما وقع فيه (زياد بن عبد اللَّه العامري) بدلًا من (النخعي).
سنده في "الأوسط"، قال: حدَّثنا عمَّار بن ياسر: أنَّهم سألوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هل أتيت من النِّسَاء حَرَامًا في الجاهلية؟ " فذكره.
وقال في "مجمع الزوائد"(8/ 226): "رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه من لم أعرفهم".
ومسند (عمَّار بن ياسر) لا يوجد في "المعجم الكبير" المطبوع، لفقدانه من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(10/ 272) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
* * *
1539 -
أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان البَجَلي، أخبرنا جعفر بن محمد بن نُصَيْر الخُلْدِي، حدَّثنا عبد الرحمن بن قُرَيْش بن خُزَيْمَة الهَرَوي، حدَّثنا أبو بكر محمد بن سهل الجُوْزَجَانِي، حدَّثنا موسى بن أحمد الجُوْزَجَانِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن عمرو البَصْري الوَاقِعي، حدَّثنا هشام بن سعد، عن جعفر بن عبد اللَّه بن أَسْلَم، عن أَسْلَم مولى عمر بن الخَطَّاب قال: حدَّثنا مَيْسَرَة بن مَسْرُوق العَبْسِي،
حدَّثنا أبو عُبَيْدَة بن الجَرَّاح قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ".
(10/ 282) في ترجمة (عبد الرحمن بن قُرَيْش بن فُهَيْر الهَرَوي أبو نُعَيْم).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. ومتن الحديث متواتر.
ففيه (عبد اللَّه بن عمرو البَصْري الواقِعِي) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 284) وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "كان يضع الحديث".
2 -
"الجرح والتعديل"(5/ 119) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بشيء، ضعيف الحديث، كان لا يصدق".
3 -
"الكامل" لابن عدي (4/ 1569) وقال: "-له- أحاديث وكلّها مقلوبات، وهو إلى الضَّعف أقرب منه إلى الصدق".
4 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 264 رقم (321) وقال: "يكذب".
5 -
"اللسان"(3/ 320) وذكر ما تقدَّم عن أبي حاتم منسوبًا إلى أبي زُرْعَة، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
كما أن فيه (جعفر بن عبد اللَّه بن أَسْلَم المَدَني) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(2/ 194) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(2/ 482) وسمَّى ثلاثة من الرواة عنه، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 135 - 136).
4 -
"التقريب"(1/ 131) وقال: "مقبول، من السابعة"/ كن.
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (عبد الرحمن بن قُرَيش الهَرَوي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(10/ 282 - 283) وقال: "في حديثه غرائب وأفراد، ولم أسمع فيه إلَّا خيرًا".
2 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 582) وقال: "اتَّهَمَهُ السُّلَيْمَاني
(1)
بوضع الحديث".
(1)
هو (أحمد بن عليّ بن عمرو البِيْكَنْدِيّ البُخَاري) المتوفى سنة (404 هـ) وله (93) عامًا. ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(17/ 200 - 202) وقال: "الإِمام الحافظ المُعَمَّر محدِّث ما وراء النهر". وقال في آخر ترجمته: "رأيت للسُّلَيْمَاني كتابًا فيه حَطٌّ على كبارٍ، فلا يُسْمَعُ منه ما شَذَّ فيه".
وفيه كذلك (هشام بن سعد المَدَني)، وهو صدوق له أوهام، وضعَّفه النَّسَائي وأبو حاتم وابن عدي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (921).
وفيه أيضًا (مَيْسَرَة بن مَسْرُوق العَبْسِيّ) لم أقف له على ترجمة في كُلِّ ما رجعت إليه.
و(أَسْلَم مولى عمر بن الخَطَّاب) هو (أَسْلَم القُرَشِيّ العَدَوي): تابعي مُخَضْرَمٌ ثقة، خرَّج له الستة، وتوفي سنة (80 هـ)، وقيل: بعد سنة (60)، وهو ابن (114) سنة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(2/ 529 - 531)، و"التهذيب"(1/ 266)، و"التقريب"(1/ 64).
التخريج:
رواه الطبراني في "جزء طرق حديث من كذب عليَّ متعمِّدًا"، ص 58 رقم (34)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 228 - 229)، من طريق هشام بن سعد، عن جعفر بن عبد اللَّه بن أَسْلَم، به.
ورواه ابن الجَوْزي في مقدِّمة كتابه "الموضوعات"(1/ 64) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وعزاه السُّيُوطِيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص 24، والقَارِي في مقدِّمة "الموضوعات الكبرى" ص 25 رقم (73)، إلى الخطيب وحده!
ومثله في "اللآلئ المتناثرة" للزَّبِيدي ص 278، وزاد:"ورواه ابن الشِّخِّير من رواية أبي عُبَيْدَة بن فلان، عنه -يعني عن أبي عُبَيْدَة بن الجَرَّاح-".
ومتن الحديث متواتر. انظر في طرقه وتواتره: "جزء طرق حديث من كذب عليَّ متعمِّدًا" للطبراني، و"الأزهار المتناثرة" ص 23 - 27، و"لقط اللآلئ المتناثرة" ص 261 - 282، و"نظم المتناثر" ص 20 - 24، و"مجمع الزوائد"
(1/ 142 - 148)، ومقدِّمة "الموضوعات الكبرى" للقَارِي ص 12 - 30، ومقدِّمة ابن الجَوْزي في "الموضوعات الكبرى"(1/ 55 - 92).
وقد خُرِّجَ في الكتاب من حديث جماعة من الصحابة. انظر رقم (146 و 258 و 1166 و 1259 و 1285 و 1539)، وغيرها.
* * *
1540 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا عليّ بن محمد الواعظ، حدَّثنا عبد الرحمن بن قُرَيْش بن فُهَيْر بن خُزَيْمَة أبو نُعَيْم الهَرَوي -ببغداد-، حدَّثنا إدريس بن موسى الهَرَوي، حدَّثنا موسى بن نصر السَّمَرْقَنْدِيّ، عن اللَّيْث بن سعد، عن نافع،
عن ابن عمر أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قالَ الرَّجُلُ لأخيهِ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، فقد أَبْلَغَ في الثَّنَاءِ".
(10/ 282 - 283) في ترجمة (عبد الرحمن بن قُرَيْش بن فُهَيْر الهَرَوي أبو نُعَيْم).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد روي من طريق حسن من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه.
ففيه (موسى بن نصر الثَّقَفِي السَّمَرْقَنْدِيّ أبو عِمْران) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(13/ 35) وقال: "سكن سَمَرْقَنْد وحدَّث بها وبِبُخَارَى أحاديث منكرة عن مالك بن أنس وسفيان الثَّوْري. . . وكان غير ثقة". وفيه عن أبي سعد عبد الرحمن الإدريسي: "حدَّث بسَمَرْقَنْد عن الثَّوْري ومالك وغيرهما بالطَّامَّات".
2 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 225) وقال "روى بسند مسلمٍ حديثًا كذبًا".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد الرحمن بن قُرَيْش الهَرَوي) قال الخطيب عنه: "في حديثه غرائب وأفراد، ولم أسمع فيه إلَّا خيرًا". واتَّهَمَهُ السُّليْمَانِيُّ بوضع الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (1539).
التخريج:
لم يروه من حديث ابن عمر غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 74) إليه وحده.
والحديث رواه التِّرْمِذِيُّ في البِرِّ والصِّلَة، باب ما جاء في المُتَشَبِّع بما لم يُعْطَه (4/ 380) رقم (2035)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 221 - 222 رقم (180)، وعنه أبو بكر بن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 136 رقم (275)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 174) رقم (3404)، والطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 148 - 149)، والأَصْبَهَاني في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 345)، عن أسامة بن زيد مرفوعًا:"مَنْ صُنِعَ إليه معروفٌ فقال لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اللَّهُ خيرًا، فقد أَبْلَغَ في الثَّنَاءِ".
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن جيِّد غريب". وهو كما قال.
وسيأتي له شاهد أيضًا من حديث أبي هريرة برقم (1656)، وإسناده ضعيف.
* * *
1541 -
أخبرني أبو القاسم الأَزْهَرِيُّ، حدَّثنا عليّ بن محمد بن لؤلؤ الورَّاق، حدَّثنا عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة -جار ابن الأَكْفَاني-، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن شَبُّوْيَه المَرْوَزِيّ، أخبرنا داود بن سليمان المَرْوَزِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن المُبَارَك، عن سعيد بن أبي عَرْوبة، عن قَتَادة، عن سعيد بن المسيَّب،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يكونُ في آخرِ
الزَّمَانِ، أمراءُ ظَلَمَةٌ، ووزراءُ فَسَقَةٌ، وقُضَاةٌ خَوَنَةٌ، وفقهاءُ كَذَبَةٌ، فمن أَدْرَكَهُم فلا يَكُونَنَّ لهم عَرِيفًا، ولا جَابِيًا، ولا خَازِنًا، ولا شُرْطِيًّا".
(10/ 284) في ترجمة (عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة التَّمِيمِيّ أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (داود بن سليمان الخُرَاسَاني المَرْوَزِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الميزان"(2/ 8) وقال: "قال الأَزْدِيُّ: ضعيف جدًّا".
2 -
وذكره الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 204) وقال: "شيخ لا بأس به".
وفيه (عبد اللَّه بن أحمد بن محمد المَرْوَزِيّ ويعرف، بابن شَبُّوْيَه) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(9/ 371)، وفيه عن أبي سعد الإِدْرِيسي:"كان من أفاضل النَّاس، من له الرحلة في طلب العلم". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وكانت وفاته عام (275 هـ).
كما أنَّ فيه (عليّ بن محمد بن أحمد الثَّقَفِيّ الورَّاق أبو الحسن، ويعرف بابن لؤلؤ) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(12/ 89 - 90)، وفيه عن البَرْقَاني:"صدوق غير أنَّه رديء الكِتَاب -يعني سيء النقل-". وقال الأَزْهَرِيّ: "ثقة". وفيه عن البَرْقَاني والخَلَّال: "كان ثقة، أكثر كتبه بخطِّه، وكان لا يفهم الحديث، وإنَّما كان يحمل أمره على الصدق". وتوفي سنة (377 هـ). كما ترجم له الذَّهَبِيّ في "الميزان"(3/ 154)، وابن حَجَر في "اللسان"(4/ 256).
وباقي رجال الإِسناد ثقات، عدا صاحب الترجمة فإنَّه صدوق كما قال: الخطيب في ترجمته.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 204)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(4/ 348 - 349) رقم (2581) -، من طريق معاوية بن الهيثم بن الرَّيَّان الخُرَاسَانِي، عن داود بن سليمان، به.
قال الطبراني: "لم يروه عن قَتَادة إلَّا ابن أبي عَرُوبة، ولا عنه إلَّا ابن المُبَارَك. تفرَّد به داود بن سليمان وهو شيخ لا بأس به".
ورواه عن الطبراني من طريقه هذا، الخطيب في "تاريخه"(12/ 63).
وليس عند الطبراني قوله: "ولا خازنًا".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 233)"رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه داود بن سليمان الخُرَاسَانِي قال الطبراني: لا بأس به، وقال الأَزْدِيّ: ضعيف جدًّا. ومعاوية بن الهيثم لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
أقول: وقد بحثت عن ترجمة (معاوية بن الهيثم) فلم أقف على من ذكره، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 1013) إلى الخطيب وحده.
والحديث ذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(5/ 453) رقم (8718) عن ابن عبَّاس مرفوعًا بمثل لفظ حديث أبي هريرة.
وقد روى ابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 54) رقم (4567)، وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 362) رقم (1115)، من طريق جعفر بن إِيَاس، عن عبد الرحمن بن مسعود، عن أبي سعيد وأبي هريرة معًا مرفوعًا:"لَيَأْتِيَنَّ عليكم أُمَرَاءُ يُقَرِّبونَ شِرَارَ النَّاس، ويُؤخِّرونَ الصَّلاة عن مواقِيتها، فمن أَدْرَكَ ذلكَ منكم فلا يَكُونَنَّ عَرِيفًا ولا شُرْطِيًّا ولا جَابِيًا ولا خَازِنًا".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 240) بعد أن ذكره عنهما: "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، خلا عبد الرحمن بن مسعود وهو ثقة".
أقول: (عبد الرحمن بن مسعود) هو (اليَشْكُري)، لم يرو عنه غير جعفر بن إياس، ولم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. انظر:"الجرح والتعديل"(5/ 285)، و"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 106)، و"تعجيل المنفعة" ص 172.
* * *
1542 -
أخبرنا محمد بن عبد الملك القُرَشِي، وعبد الصمد بن عليّ بن محمد بن المأمون الهاشمي، ومحمد بن عليّ بن الفتح الحَرْبي، قالوا: أخبرنا عليّ بن عمر الحَضْرَمِي، حدَّثنا أبو السَّائِب عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن المسيَّب بن أبي السَّائِب بن عبد اللَّه بن عمر بن مَخْزُوم -قدم علينا من شِيْرَاز سنة سبع وثلاثمائة إملاءً. وقال ابن أبي الفتح: ليومين بقين من رجب سنة تسع وثلاثمائة، ثم اتفقوا- قال: حدَّثنا أحمد بن سليمان أبو الحسين، حدَّثنا معاوية بن هشام، حدَّثنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة،
عن أبي هريرة: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} [سورة الانشقاق: الآية 1] عشر مرات.
هكذا قال: والمحفوظُ عن ابن أبي ليلى عن حُمَيْد الأَزْرَق عن أبي سَلَمَة.
(10/ 284 - 285) في ترجمة (عبد الرحمن بن أحمد بن محمد المَخْزُومِي أبو السَّائِب).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وهو صحيح من غير هذا الطريق دون قوله: "عشر مرات".
ففيه (ابن أبي ليلى) وهو (محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري القاضي): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1048).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد الرحمن بن أحمد المَخْزُومِيّ أبو السَّائِب)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه البُخَاري في كتاب سجود القرآن، باب سجدة {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} (1/ 556) رقم (1074)، وغير موضع، ومسلم في كتاب المساجد، باب سجود التلاوة (1/ 406) رقم (578)، وأبو داود في كتاب الصَّلاة، باب السجود في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} و {اقْرَأْ} (2/ 123) رقم (1407 و 1408)، والنَّسَائي في كتاب الافتتاح، باب السجود في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} (2/ 161)، وابن ماجه في كتاب إقامة الصَّلاة، باب عدد سجود القرآن (2/ 336) رقم (1058 و 1509)، عن أبي هريرة، به، دون قوله "عشر مرات". ولذا اعتبرته من الزوائد.
ولم أقف على هذه الزيادة في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
1543 -
أخبرني الحسن بن عليّ التَّمِيمِيّ، حدَّثنا طلحة بن محمد بن جعفر الشَّاهِد، حدَّثنا أبو صَخْرَة عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن.
وأخبرنا أحمد بن محمد العَتِيقي، أخبرنا محمد بن المُظَفَّر، حدَّثنا عبد الرحمن بن محمد الشَّامي.
وأخبرنا محمد بن محمد بن المُظَفَّر الدَّقَّاق، أخبرنا عليّ بن عمر الحَضْرَمِي، حدَّثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الشَّامِي، حدَّثنا لُوَين محمد بن سليمان قال: حدَّثنا عتَّاب بن بَشِير، عن خُصَيْف، عن نافع،
عن ابن عمر أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم علَّم أحد ابني عليّ في القُنُوت: "اللَّهُمَّ اهْدِني فيمن هَدَيْتَ، وتَوَلَّنِي فيمن تَوَلَّيْتَ -زاد الحَضْرَمِي: وعَافَنِي فيمن عَافَيْتَ. ثم اتفقوا-، وبَارِكْ لِي فيما أَعْطَيْتَ، وقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إنَّكَ تَقْضِي ولا يُقْضَى عليكَ، تباركتَ ربَّنَا وَتَعَالَيْتَ".
وفي حديث طلحة وابن المُظَفَّر: "إنَّه لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ".
(10/ 285 - 286) في ترجمة (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن القُرَشِي الشَّامي أبو محمد، يعرف بأبي صَخْرَة الكاتب).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صحَّ من حديث الحسن بن عليّ رضي الله عنهما.
ففيه (خُصَيْف بن عبد الرحمن الجَزَري أبو عَوْن) وهو صدوق سيء الحفظ، واختلط بأَخَرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (720).
التخريج:
لم يروه من حديث ابن عمر غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "كنز العُمَّال"(7/ 412 - 413) رقم (19575) إلى الخطيب وحده.
والحديث قد صَحَّ من حديث الحسن بن عليّ رضي الله عنهما مرفوعًا، رواه أحمد في "المسند"(1/ 199)، وأبو داود في الصَّلاة، باب القنوت في الوتر (2/ 133 - 134) رقم (1425 و 1426)، والتِّرْمِذِيّ في الصَّلاة، باب ما جاء في القنوت في الوتر (2/ 328) رقم (464) وحسَّنه
(1)
، والنَّسَائي في قيام الليل، باب الدعاء في الوتر (3/ 248)، وابن ماجه في إقامة الصَّلاة، باب ما جاء في القنوت في الوتر (1/ 372) رقم (1178)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 148) رقم (941)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 172)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 163 رقم (1179)، وعبد الرزاق الصنعاني في "مصنَّفه"(3/ 117 - 118) رقم (1984)، والدَّارِمي في "سننه"(1/ 373)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 209)، وغيرهم.
(1)
وفي "فتح الباري"(2/ 490): "وصحَّحه التِّرْمِذِيُّ وغيره".
قال النَّووي في "الأذكار" ص 125: صحيح.
وقال ابن حَجَر في "نتائج الأفكار"(2/ 139): "هذا حديث حسن صحيح".
وقد تَوَسَّعَ الحافظ الزَّيْلَعِيُّ في "نصب الراية"(2/ 125 - 126)، والحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 247 - 249)، وفي "نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار"(2/ 138 - 148)، في تخريجه والكلام عليه، فانظره إن شئت.
* * *
1544 -
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا عبيد اللَّه بن أحمد بن يعقوب المُقْرِئ، حدَّثنا عبد الرحمن بن الحسن الشَّعِيْريّ، حدَّثنا عبد الأعلى بن حمَّاد، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، وحمَّاد بن زيد، عن ثابت،
عن أنس قال: سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أيُّ الأعمالِ أفضلُ؟ قال: "الصَّلاةُ لِوَقْتِهَا".
(10/ 286) في ترجمة (عبد الرحمن بن الحسن بن أيوب الضَّرير أبو محمد، المعروف بِزِنْجِي الشَّعِيْرِيّ).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات عدا صاحب الترجمة (عبد الرحمن بن الحسن الضَّرِير الشَّعِيْرِيّ)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
والحديث صحيح من طرق أخرى.
التخريج:
لم يروه من حديث أنس غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد تقدَّم في حديث رقم (253) و (586) رواية الخطيب له من حديث أنس مطوَّلًا. وتوسعت في الكلام عليه هناك.
والحديث مرويٌّ عن عدد من الصحابة. انظر مروياتهم في: "جامع الأصول"(5/ 252 - 254)، و"مجمع الزوائد"(1/ 302)، و"الترغيب والترهيب"(1/ 255 - 258)، و"سنن البيهقي"(1/ 434 - 436) و (2/ 214 - 215).
ومن ذلك ما رواه البُخَاري في مواقيت الصَّلاة، باب فضل الصَّلاة لوقتها (2/ 9) رقم (527) وغير موضع، ومسلم في الإِيمان، باب بيان كون الإِيمان باللَّه تعالى أفضل الأعمال (1/ 89) رقم (85)، عن عبد اللَّه بن مسعود قال:"سألتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم أيُّ العمل أفضلُ؟ قال: الصَّلاةُ لِوَقْتِهَا" الحديث.
* * *
1545 -
أخبرني الأَزْهَرِيُّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن شَاذَان، حدَّثنا أبو عيسى عبد الرحمن بن رَاذَان بن يزيد بن مَخْلَد الرَّزَّاز -في قَطِيعة بني جدار- قال: كنت في المدينة بباب خُرَاسَان، وقد صلَّينا ونحن قعود وأحمد بن حَنْبَل حاضر -فسمعته وهو يقول-[وذكر دعاءً له وخبرًا]-ثم قال-[يعني أحمد بن حَنْبَل]-: سمعتُ عفَّان بن مُسْلِم يقول: أخبرنا همَّام، عن ثابت،
عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"والنَّصْرُ مع الصَّبْرِ، والفَرَجُ مع الكَرْبِ، وإنَّ مع العُسْرِ يُسْرًا، إنَّ مع العُسْرِ يُسْرًا".
(10/ 287) في ترجمة (عبد الرحمن بن زَاذَان بن يزيد الرَّزَّاز أبو عيسى).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد صَحَّ من حديث ابن عبَّاس رضي الله عنه.
ففيه صاحب الترجمة (عبد الرحمن بن زَاذَان الرَّزَّاز)، لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال" (2/ 561) وقال: مُتَّهَمٌ، روى
حديثًا باطلًا". وذكر حديث أنس هذا. وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان" (3/ 415).
التخريج:
عزاه في "كنز العُمَّال"(3/ 272) رقم (6506) إلى الخطيب وحده. وعزاه في (6519) إلى أبي نُعَيْم والخطيب وابن النَّجَّار. ولم أهتد إلى محلِّه من كتب أبي نُعَيْم المطبوعة.
والحديث ذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 561) في ترجمة (عبد الرحمن بن زَاذَان) وقال: "مُتَّهَمٌ، روى حديثًا باطلًا عن أحمد". ثم ساقه من الطريق المتقدِّم، وقال:"ثم إنَّه روى عن أحمد دعاءً منكرًا جاء في ترجمة أحمد في "التهذيب
(1)
"".
وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 415).
والحديث رواه مطوَّلًا: أحمد في "المسند"(1/ 307)، وعَبْدُ بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(1/ 546 - 547) رقم (635)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 541)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 123) رقم (11243)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 314)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(1/ 135 - 136)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(1/ 434)، عن ابن عبَّاس مرفوعًا.
قال العلَّامة الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "مسند أحمد"(4/ 286) رقم (2804): "هذا حديث رواه أحمد عن شيخه عبد اللَّه بن يزيد المُقْرِئ بثلاثة أسانيد، أحدها صحيح، والآخران منقطعان. . . ".
(1)
يعني "تهذيب الكمال" للمِزِّيّ (1/ 464). وفي حاشيته: "في حاشية الأصل: وهذا مجهول والخبر منكر -يعني خبر الدعاء عن أحمد-".
وقال الحاكم: "هذا حديث كبير عالٍ من حديث عبد الملك بن عمير عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما. . . وقد رُوي الحديث بأسانيد عن ابن عبَّاس غير هذا". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بخصوص إسناده.
* * *
1546 -
أخبرني الرَّزَّاز، حدَّثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حامد بن مَتُّوْيَه البَلْخِي -إملاءً-، حدَّثنا أبو شهاب مُعمَّر بن محمد العَوْفي، حدَّثنا مكِّي بن إبراهيم، عن مُطَرِّف بن مَعْقِل
(1)
، عن ثابت البُنَاني، عن أنس بن مالك،
عن عمر بن الخطَّاب قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ سَبَّ العَرَبَ فأولئكَ هم المشركونَ".
(10/ 294 - 295) في ترجمة (عبد الرحمن بن محمد بن حامد بن مَتُّوْيَه الزَّاهِد البَلْخِي أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (مُطَرِّف بن مَعْقِل الشَّقَرِيّ البَصْري أبو بكر) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن معين"(2/ 570) وقال: "ثقة".
2 -
"الجرح والتعديل"(8/ 313 - 314) وفيه عن أحمد: "كان ثقة وزيادة".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 493).
(1)
حُرِّفَ في المطبوع إلى "مطرف عن ابن معقل". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث، ومن المصادر التي خرَّجت الحديث والمذكورة في التخريج.
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 217) وقال: "منكر الحديث، لا يُتَابَعُ على حديثه، ولا يُعْرَفُ إلَّا به". وساق له الحديث المتقدِّم.
5 -
"الكامل"(6/ 2375 - 2376) وقال بعد أن ذكر له الحديث السابق: "منكر".
6 -
"الميزان"(4/ 126) وقال: "له حديث وهو موضوع". ثم ساق الحديث المتقدِّم، وفيه: عن (أنس) بدلًا من (أنس عن عمر).
7 -
"المغني"(2/ 662) وقال: "له حديث وهو موضوع، والآفة من غيره لأنَّه وثِّق".
8 -
"اللسان"(6/ 48 - 49) وقال بعد أن ذكر توثيقه عن ابن مَعِين وأحمد وابن حِبَّان: "وإذا تقرَّر هذا، فالآفة في ذلك الحديث من غيره، واللَّه أعلم".
كما أنَّ فيه: (مُعَمَّر بن محمد بن مُعَمَّر العَوْفي البَلْخِي أبو شِهَاب) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 192).
2 -
"الميزان"(4/ 157) وقال: "هو صدوق إن شاء اللَّه، له ما ينكر. قال السُّلَيْمَاني: أنكروا عليه حديثه عن مكِّي عن مُطَرِّف. . . . " وساق الحديث، ثم قال:"مُطَرِّف وثِّق".
وباقي رجال إسناده ثقات عدا شيخ الخطيب (عليّ بن أحمد بن محمد الرَّزَّاز أبو الحسن)، فإنَّه صدوق في بعض أصوله شيء. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (639).
التخريج:
رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(4/ 243) رقم (1498)، وابن عدي في
"الكامل"(6/ 2375 - 2376)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 217) -كلاهما في ترجمة (مُطَرِّف بن مَعْقِل) -، من طريق أبي شِهَاب مُعَمَّر بن محمد العَوْفِي، عن مكِّي بن إبراهيم، به.
قال البيهقي: "تفرَّد به مُطَرِّف هذا، وهو منكر بهذا الإسناد".
وقال ابن عدي: "منكر".
وقال العُقَيْلِي: منكر الحديث لا يُتَابَعُ على حديثه، ولا يُعْرَف إلَّا به".
* * *
1547 -
حدَّثنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سليمان البُخَارِي المؤذِّن الفقيه الحَاجِّي، حدَّثنا أبو الفضل محمد بن أحمد مَرْدَك البُخَاري الزَّاهِد، عن يحيى بن سُلَيْم، عن إسماعيل المكِّي، عن الحسن،
عن عِمْرَان بن حُصَيْن، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"لَقِيَامُ رَجُلٍ في الصَّفِّ في سبيلِ اللَّهِ ساعةً، أفضلُ مِنْ عِبَادَةِ ستينَ سَنَةً".
(10/ 295) في ترجمة (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الفقيه المؤذِّن البُخَاري أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد رُوي من أوجه أخرى -دون قوله (ساعة)
(1)
- يصحُّ بمجموعها.
ففيه (إسماعيل بن عبيد اللَّه بن سُلَيْم
(2)
المكِّي) وقد ترجم له في:
(1)
عدا طريقًا عند البزَّار كما سيأتي.
(2)
في "المعجم الكبير"(18/ 180)، و"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 86)، و"الميزان"(1/ 238)، و"اللسان" (1/ 419):"سلمان". وفي المصادر الأخرى (سليم).
1 -
"التاريخ الكبير"(1/ 367) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(2/ 183) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 43).
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 86).
5 -
"الميزان"(1/ 238) وقال: "لا يُعْرَف".
كما أنَّ فيه (يحيى بن سُلَيْم الطَّائفي القُرَشي) وهو صدوق سيء الحفظ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1497).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (عبد الرحمن بن محمد الفقيه المؤذِّن البُخَاري)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ في سماع (الحسن البَصْري) من (عِمْرَان بن حصين) خلاف معروف. حيث ذهب يحيى القطَّان وأحمد بن حَنْبَل وابن معين وبَهْز بن حَكِيم وأبو حاتم إلى عدم سماعه منه. انظر: "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 40، و"التهذيب"(2/ 268).
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 265) رقم (1667) -من (كشف الأستار) -، والطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 180) رقم (417)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 86) -في ترجمة (إسماعيل بن عبيد اللَّه المكِّي) -، من طريق يحيى بن سُلَيْم، عن إسماعيل المكِّي، به. وليس عندهم قوله:"ساعة".
قال العُقَيْلِيُّ: غير محفوظ.
ورواه البزَّار في "مسنده"(2/ 264) رقم (1666) -من كشف الأستار-، والطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 168) رقم (377)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي (5/ 67) رقم (2713) -،
وابن أبي عاصم في كتاب "الجهاد"(1/ 389) رقم (139)، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 202)، وعنه الحاكم في "المستدرك"(2/ 68 - 69)، وكذا أبو الفرج عفيف الدين محمد بن عبد الرحمن المقرئ في "الأربعين في الجهاد والمجاهدين" ص 64 رقم (25)، وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" ص 73 - 75 رقم (13)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 161)، و"شُعَب الإيمان"(8/ 159 - 160) رقم (3926)، من طريق أبي صالح عبد اللَّه بن صالح المِصْرِي، عن يحيى بن أيوب، عن هشام بن حسَّان، عن الحسن، عنه، به. وليس عندهم أيضًا قوله:"ساعة" عدا البزَّار.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: لم يخرِّج البخاري من حديث الحسن عن عِمْران شيئًا. وفي سماعه منه خلاف كما قدَّمت. ويضاف إلى ذلك أنَّ (الحسن) -وهو ثقة مدلِّس- قد عنعنه ولم يصرِّح بالسماع.
كما أن في إسناده (عبد اللَّه بن صالح المِصْرِيّ أبو صالح كاتب الليث)، وهو صدوق كثير الغلط -وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (687) -. وقال الحافظ ابن حَجَر في "هدي الساري" ص 413 في ترجمته:"لقيه البخاري وأكثر عنه وليس هو من شرطه في (الصحيح) ". وقال في ص 414 منه بعد أن ذكر أقوال الأئمة فيه: "ظاهر كلام هؤلاء الأئمة أنَّ حديثه في الأول كان مستقيمًا ثم طرأ عليه فيه تخليط فمقتضى ذلك أن ما يجيء من روايته من أهل الحذق كيحيى بن مَعِين والبخاري وأبي زُرْعة وأبي حاتم فهو من صحيح حديثه، وما يجيء من رواية الشيوخ عنه فيتوقف فيه".
وهذا الحديث قد رواه عنه الإمام البخاري عند ابن أبي عاصم في كتابه "الجهاد"(1/ 389) رقم (139).
وقال ابن عساكر: "هذا حديث حسن".
وقد رُوي مطوَّلًا من حديث أبي هريرة، وفيه:"إنَّ مَقَامَ أَحَدِكُمْ في سبيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ صَلَاةِ ستينَ عَامًا".
رواه التِّرْمِذِيّ في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الغُدوِّ والرَّوَاحِ في سبيل اللَّه (4/ 181) رقم (1650)، وأحمد في "المسند"(2/ 524) -واللفظ له-، والحاكم في "المستدرك"(2/ 68)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 160 - 161).
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن".
وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: في إسناده عندهم (هشام بن سعد المدني) وهو صدوق، خرَّج له مسلم في الشواهد كما قال الحاكم نفسه، ونقله عنه الذَّهَبِيُّ في:"المغني"(2/ 710)، فهو ليس على شرطه. وقد تقدَّمت ترجمة (هشام) في حديث (921).
فالحديث بمجموع طرقه صحيح، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
1548 -
أخبرنا عليّ بن أحمد المُقْرِئ، حدَّثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن العبَّاس البزَّار -بانتقاء أبي الحسين بن المُظَفَّر-، حدَّثنا أبو شعيب الحَرَّاني، حدَّثنا سُوَيْد بن سعيد، حدَّثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن المُثَنَّى بن عبد اللَّه، عن ثُمَامَة،
عن أنس قال: كنتُ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم على بِسَاطٍ، فأتاهُ مَجْذُومٌ، فأرادَ أَنْ يَدْخُلَ عليهِ، فقالَ:"يا أنسُ: أثنِ البِسَاطَ، لا يطأُ عليه بقدمِهِ".
(10/ 295 - 296) في ترجمة (عبد الرحمن بن العبَّاس بن عبد الرحمن، المعروف بابن الفَامِي أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (عثمان بن عبد الرحمن بن مُعَمَّر بن سعد بن أبي وقَّاص) وهو متروك، وكذَّبه ابن مَعِين وأبو حاتم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (863).
و (ثُمَامَة) هو (ابن عبد اللَّه بن أنس بن مالك): ثقة، أخرج له الستة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (348).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزِي في "العلل المتناهية"(2/ 387) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: هذا حديث لا يصحُّ، وعثمان هو: الوقَّاصي". وذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيه.
وعزاه في "الكنز"(10/ 56) رقم (28341) إلى الخطيب وحده.
* * *
1549 -
حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن عبد اللَّه المعروف بابن حَمْدُوْيَه، حدَّثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن السَّرْخَسِيّ -قدم علينا الحجَّ- قال: حدَّثني إسماعيل بن جُمَيْع قال: حدَّثنا مُغِيث بن أحمد، عن فَرْقَد السَّبَخِي، حدَّثني سليمان بن عبد الرحمن، عن مَخْلَد بن عبد الرحمن الأَنْدَلُسي، عن محمد بن عطاء الدلهي، عن جعفر -يعني ابن سليمان- قال: حدَّثنا ثابت،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يأتي على النَّاس زَمَانٌ يَحُجُّ أغنياء أُمَّتِي للنُّزْهَةِ، وَأَوْسَاطُهُمْ للتجارةِ، وقُرَّاؤُهُمْ للرِّيَاءِ والسُّمْعَةِ، وفُقَرَاؤُهُمْ للمسألةِ".
(10/ 296) في ترجمة (عبد الرحمن بن الحسن السَّرْخَسِيّ أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه شيخ الخطيب (عبد اللَّه بن أحمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم أبو محمد، يعرف بابن حَمْدِيَّة -أو حَمْدُوْيَه-) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(9/ 398) وقال: "كتبنا عنه وكان ضعيفًا، وقعت إليه أمالي مسموعة من أحمد بن سلمان في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، فَحَكَّ التاريخ وجعله سنة سبع وأربعين وسَمَّعَ منها لِنَفْسِهِ". وكانت وفاته عام (421 هـ).
2 -
"الميزان"(2/ 391) وقال: "مُتَّهَمٌ، زَوَّرَ سماعًا له".
وفيه صاحب الترجمة (عبد الرحمن بن الحسن السَّرْخَسِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وكُلُّ من دون (جعفر بن سليمان الضُّبَعِي البَصْرِي) لم أقف على من ترجم لهم، والظاهر أنَّهم مجاهيل لا يُعْرَفُونَ كما قال ابن الجَوْزي فيما سيأتي عنه.
و(فَرْقَد السَّبَخِيّ) في الإسناد، ليس هو (فَرْقَد بن يعقوب السَّبَخِي) أحد رجال التِّرْمِذِيُّ وابن ماجه الضعفاء، فإنَّه متقدِّم متوفى سنة (131 هـ)، وستأتي ترجمته في حديث (2064). أمَّا (فَرْقَد) الذي في إسناد الخطيب فإنَّه متأخِّر كما هو بَيِّن.
و(جعفر بن سليمان الضُّبَعِي البَصْرِيّ): ثقة فيه شيء مع كثرة علومه كما قال الذَّهَبِيُّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (440).
و(ثابت بن أَسْلَم البُنَانِي): ثقة عابد خرَّج له الستة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (420).
التخريج:
رواه الدَّيْلَمِيُّ في "مسنده"، من طريق عبد الرحمن بن قريش، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن خالد البَلْخِي، حدَّثنا صالح بن محمد الزُّبَيْرِي، عن جعفر بن سليمان، به. كما في "زهر الفردوس" لابن حَجَر (4/ 382) -مخطوط- وذكره عنه محقق "الفردوس"(5/ 444) رقم (8689).
أقول: في إسناده (عبد الرحمن بن قُرَيْش الهروي أبو نُعَيْم)، اتَّهَمَهُ السُّلَيْمَانِيُّ بوضع الحديث. وقال الخطيب:"في حديثه غرائب وأفراد ولم أسمع فيه إلَّا خيرًا". وتقدَّمت ترجمته في حديث (1539).
و(البَلْخِيُّ) و (الزُّبَيْرِيُّ)، لم أقف لهما على ترجمة في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 73 - 74) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأكثر رواته مجاهيل لا يُعْرَفُونَ".
وذكره العَجْلُوني في "كشف الخفاء"(2/ 399) وعزاه إلى الخطيب والدَّيْلَمِيّ، ولم يتكلَّم عليه بشيء.
والحديث ذكره الشيخ الألباني في "الضعيفة"(3/ 213) رقم (1093) وقال: "ضعيف". وقال بعد أن عزاه للخطيب ولابن الجَوْزي في "منهاج القاصدين" عن الخطيب من طريقه المتقدِّم: "وهذا إسناد مظلم، كُلُّ من دون جعفر بن سليمان لم أجد له ترجمة، سوي شيخ الخطيب عبد الرحمن بن الحسن، فإنَّه أورده في "تاريخه" وساق له هذا الحديث ولم يزد".
أقول: قد وَهِمَ الشيخ حفظه اللَّه في قوله بأنَّ (عبد الرحمن بن الحسن) هو شيخ الخطيب، حيث إنَّ شيخه في هذا الحديث هو (عبد اللَّه بن أحمد بن عبد اللَّه
المعروف بابن حَمْدُوْيَه) فإنَّه يرويه عنه، والظاهر أنَّ وَهَم الشيخ قد أتى من وجود علامة بدء الإسناد في "تاريخ بغداد" المطبوع، قبل (عبد الرحمن بن الحسن) فظنه شيخه. مع أنَّه لم يذكر في ترجمته روايته عنه. وقد رواه ابن الجَوْزي في "العلل" عن الخطيب على الصواب.
* * *
1550 -
أخبرني أبو طالب بن بُكَيْر، أخبرنا أبو سهل عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن يحيى بن إسحاق البَلْخِي -أمير الملك في سنة خمس وستين وثلاثمائة ببغداد-، حدَّثنا محمد بن أحمد بن زَنْجُوْيَه النَّيْسَابُورِيّ -بِبَلْخ-، حدَّثنا أبو يحيى عبد الصمد بن الفضل، حدَّثنا مُعَمَّر بن حَكِيم -أخو شدَّاد بن حَكِيم-، عن محمد بن مسلم، عن إبراهيم بن مَيْسَرَة، عن طاوس،
عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الشُّرَطُ كِلَابُ أَهْلِ النَّارِ".
(10/ 298) في ترجمة (عبد الرحمن بن محمد بن محمد البَلْخِي أبو سهل).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (محمد بن مسلم الطَّائِفي): فيه لِيْنٌ وقد وثِّق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1031).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد الرحمن بن محمد البَلْخِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
ولم أقف على تراجم: (مُعَمَّر بن حكيم البَلْخِي) و (عبد الصمد بن الفضل) و (محمد بن أحمد بن زَنْجُوْيَه النَّيْسَابُوري) في كُلِّ ما رجعت إليه من المصادر.
وشيخ الخطيب (أبو طالب بن بُكَيْر) هو (محمد بن الحسين بن أحمد
التَّاجر)، ترجم له في "تاريخه" (2/ 153 - 254) وقال:"كتبنا عنه وكان صدوقًا، وسماعاته كلُّها بخطِّ أبيه". وتوفي عام (436 هـ).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 14)، من طريق يعقوب بن خليفة الأَعْشَى، عن محمد بن مسلم، به، بلفظ: "الجَلَاوِزَةُ
(1)
والشُّرَطُ
(2)
وأعوانُ الظَّلَمَةِ، كلابُ النَّارِ". وقال:"غريب من حديث طاووس، تفرَّد به محمد بن مسلم الطَّائِفي، عن إبراهيم، به".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 100) عن الخطيب وأبي نُعَيْم من الطريقين المتقدِّمين وباللفظين المذكورين، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، وفي إسناد طريقيه: محمد بن مسلم، وقد ضعَّفه أحمد بن حنبل جدًّا".
وتعَّقبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 185 - 186) بقوله: إنَّ (محمد بن مسلم الطَّائِفي) وثَّقه ابن مَعِين وغيره، وروى له مسلم والأربعة. وقال ابن عدي: له غرائب ولم أر له حديثًا منكرًا.
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(2/ 225).
وذكره الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية"(9/ 243) وقال: "انفرد به محمد بن مسلم الطَّائِفي"
(3)
.
* * *
(1)
قال في "القاموس المحيط" مادة (جلز) ص 650: "الجِلْوَازُ بالكسر: الشُّرَطِيُّ".
(2)
قال المُنَاوي في" فيض القدير"(3/ 366): "الشُّرَطُ: جمع شُرَطِيّ. وهو شُرَطِيُّ السلطان، وشرطة السلطان هم نخبة أصحابه الذين يقدِّمهم على سائر الجُنْدِ".
(3)
تَصَحَّفَ في "البداية والنهاية" إلى: "الطالقي".
1551 -
حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن الحسن بن نُعَيْم البَصْرِي -من حفظه- قال: قُرئ على أبي سهل عبد الرحمن بن محمد بن محمد البَلْخِي الأمير -ببغداد وأنا حاضر-، حدَّثكم أبو حَرْب
(1)
محمد بن محمد بن أَحْيَد البَلْخِي الحافظ، حدَّثنا سعيد بن ياسين البَلْخِي، حدَّثنا النَّضْر بن شُمَيْل، حدَّثنا شُعْبَة، عن قَتَادَة،
عن أنس قال: كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم كأنما صِيغَ مِنْ فِضَّةٍ.
(10/ 298) في ترجمة (عبد الرحمن بن محمد بن محمد البَلْخِي أبو سهل).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (عبد الرحمن محمد البَلْخِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ فيه شيخ الخطيب (عليّ بن أحمد بن الحسن البَصْرِي أبو الحسن، المعروف بالنَّعَيْمِي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(11/ 331 - 332) وقال: "كتبت عنه، وكان حافظًا عارفًا متكلِّمًا شاعرًا". وفيه عن البَرْقَاني: "وَضَعَ النُّعَيْمِيُّ على أبي الحسين بن المُظَفَّر حديثًا لشُعْبَة، ثم تنبَّه أصحاب الحديث على ذلك فَخَرجَ النُّعَيْمِيُّ من بغداد لهذا السبب، وأقام حتى مات ابن المُظَفَّر، ومات من عَرَفَ قِصَّتَهُ في وَضْعِهِ الحديث، ثم عاد إلى بغداد". وقال البَرْقَاني أيضًا: "هو كامل في كُلِّ شيء لولا بَأْوٍ
(2)
فيه". وكانت وفاته سنة (423 هـ).
2 -
"المغني"(2/ 443) وقال: "الحافظ، اتُّهِمَ بوضع الحديث في صباه، ثم تاب".
(1)
هكذا في المطبوع: "أبو حرب". وفي ترجمته من "تاريخ بغداد"(3/ 218): "أبو بكر".
(2)
أي فَخْرٍ بنفسه. انظر "القاموس المحيط" مادة (بأى) ص 1629.
3 -
"الميزان"(3/ 114) وقال: لقد بدت منه هفوة في صِبَاهُ، واتُّهِمَ بوضع الحديث، ثم تاب إلى اللَّه واستمر على الثقة
(1)
".
و(سعيد بن ياسين البَلْخِي الورَّاق أبو محمد) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(9/ 98 - 99) وقال: "ما علمت من حاله إلَّا خيرًا".
وباقي رجال الإسناد ثقات.
وتشبيهه صلى الله عليه وسلم بالفِضَّة، قد ورد من طرق أخرى بحسن بمجموعها الحديث. وقد صَحَّ من صفته صلى الله عليه وسلم أنَّه كان أبيض اللون.
التخريج:
عزاه في "كنز العمَّال"(7/ 170) رقم (18553)، و"سبل الهدى والرشاد" للإمام محمد بن يوسف الصَّالِحِي الشَّامي (2/ 15)، إلى ابن عساكر عن أنس بلفظ:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبيض كأنما صِيغَ مِنْ فِضَّةٍ".
والحديث رواه التِّرْمِذِيُّ في "الشمائل المحمدية" ص 27 رقم (11)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 477) -مخطوط-، مطوَّلًا، من حديث أبي هريرة.
ورجال إسناد التِّرْمِذِيِّ ثقات عدا (صالح بن أبي الأخضر اليَمَامي)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في:"التقريب"(1/ 358): "ضعيف يُعْتَبَرُ به". وقال
(1)
أقول: جمهور العلماء على عدم قبول رواية التائب من الكذب متعمدًا في حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبدًا، وإن حسنت توبته، تغليظًا وزجرًا، وَلِعِظَمِ مفسدته. وذهب الإمام النووي، وهو ما يدلُّ عليه صَنِيعُ الذَّهَبِيِّ هنا، إلى قبول روايته. وصَنِيعُ الإمامين البخاري ومسلم في قبولهما له (إسماعيل بن أبي أُوَيْس) وهو ممن اتُّهِمَ بالكذب في شَبِيته ثم انصلح، يشهدُ لما ذَهَبَ إليه الإمام النووي، فإنَّهما احتجَّا بحديثه، إلَّا أنهما لم يكثرا عنه. وقد توسعت في مناقشة هذه المسألة في كتابي "أسباب اختلاف المحدِّثين"(1/ 71 - 74) فانظره إن شئت.
الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 288): "صالح الحديث". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (713).
كما روى النَّسَائي في المناسك باب دخول مكة ليلًا (5/ 200)، عن مُحَرِّش الكَعْبِي رضي الله عنه:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرج من الجِعِرَّانَةِ ليلًا كأنَّه سبيكةُ فِضَّةٍ فاعْتَمَر ثم أصبحَ بها كبائتٍ". ورجال إسناده كلُّهم ثقات عدا (مُزَاحِم بن أبي مُزَاحِم) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان كما في "التهذيب"(10/ 101)، ومن ثم قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 240):"مقبول".
وقد صحَّ في صفته صلى الله عليه وسلم أنَّه كان أبيض اللون. انظر: "صحيح مسلم" كتاب الفضائل، باب كان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض مليح الوجه (3/ 1820) من حديث أبي الطُّفَيْل، و"جامع الأصول"(11/ 224) وما بعد، و"سبل الهدى والرشاد" للشَّامي (2/ 15 - 17).
* * *
1552 -
أخبرنا بُشْرَى، أنبأنا أبو بكر عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الصمد بن المهتدي باللَّه، حدَّثنا إبراهيم بن موسى -من ولد إبراهيم الإمام بن محمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن العبَّاس-، حدَّثني عبد الصمد بن موسى، عن عبد الصمد بن عليّ، عن أبيه،
عن جدِّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَكْرِمُوا الشُّهُودَ، فإنَّ اللَّهَ يَسْتَخْرِجُ بهم الحقوقَ، ويَرْفَعُ بهم الظُّلْمَ".
(10/ 300) في ترجمة (عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الهاشمي أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقال أبو بكر البَرْقاني وغيره: ضعيف. وقال الذَّهَبِيُّ: مُنْكَرٌ.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (682).
وصاحب الترجمة (عبد الرحمن بن عبد اللَّه الهاشمي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
وشيخ الخطيب (بُشْرَى) هو (ابن عبد اللَّه الرُّومي الفَاتِني أبو الحسن): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1413).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (682).
* * *
1553 -
أخبرنا محمد بن طلحة النِّعَالي، حدَّثنا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سَخْتُويَه النَّيْسَابُوري، حدَّثنا محمد بن عمر بن حفص الزَّاهد، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدَّثنا خالد بن يزيد بن جعفر الأنصاري الكوفي، حدَّثنا محمد بن أبي ذِئْب، عن نافع،
عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"يأتي على أُمَّتي زمانٌ يحسدُ الفقهاءُ بعضهم بعضًا، ويغارُ بعضهم على بعضٍ كتغايرِ التُّيُوسِ بعضها على بعض".
(10/ 302) في ترجمة (عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد النَّيْسَابُوري أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته (إسحاق بن إبراهيم)، ترجم له الحافظ برهان الدِّين الحَلَبِي في "الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" ص 86 - 87 رقم (115) ولم ينسبه. وذكر الحديث في ترجمته، ونقل كلام ابن الجَوْزي الآتي، ثم قال: اعلم
أنَّ في الضعفاء من يقال له: (إسحاق بن إبراهيم) جماعة، يحتمل أن يكون هذا منهم، ويحتمل أن يكون من غيرهم، واللَّه أعلم.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 262) عن الخطيب عن طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وإسحاق بن إبراهيم مُتَّهَمٌ بوضع الحديث".
وأقرَّهُ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 219)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (1/ 258) وقال:"في المتهمين بالوضع إسحاق بن إبراهيم جماعة، ولا أدري أيهم هذا، واللَّه أعلم".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 984) إلى الحاكم في تاريخه، والخطيب.
* * *
1554 -
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد اللَّه الكاتب، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه بن مِهْرَان قال: أخبرني أبو عبد اللَّه عمر بن محمد بن إسحاق العطَّار -بالرَّيّ-، حدَّثنا محمد بن صالح أبو عبد اللَّه البغدادي قال: رأيت أبا زُرْعَةَ الرَّازي دخل على أحمد بن حنبل وحدَّثه -[وذَكَرَ خَبَرَ نِقَاشِ أبي زُرْعَةَ لأحمد في صحَّة حديث جابر هذا وقوله له بأنَّه صحيح]- قال: حدَّثنا أبو عبد اللَّه البُخَاري محمد بن إسماعيل، حدَّثنا رضوان البُخَاري قال: حدَّثنا فُضَيْل بن عِيَاض، عن منصور، عن سالم،
عن جابر: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا سَجَدَ جَافَى بين جَنْبَيْهِ.
وقال -يعني أبو زُرْعَة-: وحدَّثنا إبراهيم بن موسى، حدَّثنا هشام بن يوسف الصَّنْعَاني، أخبرنا مَعْمَر، عن منصور، عن سالم، عن جابر.
(10/ 326 - 327) في ترجمة (أبي زُرْعَةَ الرَّازِيّ عبيد اللَّه بن عبد الكريم بن يزيد).
مرتبة الحديث:
في إسناده (عمر بن محمد بن إسحاق العطَّار الرَّازِيّ أبو عبد اللَّه)، ترجم له الحافظ ابن حَجَر في "اللسان" (4/ 326) وقال: "قال أبو الحسن بن بَابُوْيَه: كان كثير المحدثات، له مُخَرَّجات ورِحْلَة إلى العراق والحجاز، وكان حافظًا يعرف هذا الشأن ويفهم فهمًا جيِّدًا، لكنه تغيِّر عقله، وصار مَمْرُورًا
(1)
، لا يعدّه أحدٌ شيئًا، ولا يكترث به لإعجابه بنفسه، وكان أكبر من يُذْكَرُ له من الحفَّاظ يقول: صَحَفِيٌّ".
كما أنَّ في إسناده (محمد بن صالح أبو عبد اللَّه البغدادي)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(5/ 360) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وشيخ الخطيب (أحمد بن محمد بن عبد اللَّه أبو عبد اللَّه المعروف بابن الكاتب)، ترجم له في "تاريخه" (5/ 49 - 50) وقال:"كتبت عنه وكان صحيح السماع كثيره". وتوفي عام (425 هـ).
و(رضوان البُخَاري) في الإسناد الأول لم أقف له على ترجمةٍ في كلِّ ما رجعت إليه.
و(سالم) هو (ابن أبي الجَعْد الغَطَفَاني الأَشْجَعِي): ثقة روى له الستة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (392).
و(منصور) هو (ابن المُعْتَمِر السَّلَمي): ثقة ثَبْتٌ روى له الستة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1060).
وباقي رجال الإسنادين ثقات.
والحديث صحيح من طرق أخرى.
(1)
المِرَّةُ: خلط من أخلاط البدن، وهو: المِزَاج. والمَمْرُور: الذي غلبت عليه المِرَّة. انظر: "لسان العرب"(5/ 168)، و"المعجم الوسيط" ص 862 مادة (مرر).
التخريج:
رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(2/ 168 - 169) رقم (2922)، عن مَعْمَر، عن منصور، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن جابر قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا سَجَدَ جافى حتى يُرَى بياض إِبْطَيِه". وإسناده صحيح.
وعن عبد الرزاق من طريقه هذا، رواه أحمد في "المسند"(3/ 294 - 295)، والطبراني في "الكبير"(2/ 198) رقم (1745)، و"الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(2/ 132) رقم (853) -، و"الصغير"(1/ 98).
وقال الطبراني في "الصغير": "لم يروه عن منصور إلَّا مَعْمَر، ولا يُرْوَى عن جابر إلَّا بهذا الإسناد".
ورواه الطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 231) من طريق هشام بن يوسف، عن مَعْمَر، عن منصور، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 125): "رواه أحمد والطبراني في (الثلاثة)، ورجال أحمد رجال الصحيح".
وقال أبو زُرْعَةَ الرَّازي: صحيح، ووافقه الإمام أحمد بن حنبل، كما ذكره الخطيب عنهما في أثناء سياقه لحديث جابر.
وللحديث شواهد كثيرة انظرها في: "شرح السُّنَّة" للبَغَوي (3/ 144 - 146)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 255 - 256)، و"فتح الباري"(2/ 294 - 295) -في كتاب الصلاة، باب يُبْدِي ضَبْعَيُه ويُجافي في السجود-، و"شرح معاني الآثار"(1/ 231 - 232)، و"جامع الأصول"(5/ 370 - 374)، و"مجمع الزوائد"(2/ 125).
* * *
1555 -
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التِّمِيمي -بدمشق-، أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف المَيَانَجِي قال: سمعت أبا عبد اللَّه أحمد بن طاهر بن النجم -بالمَيَانج- يقول: سمعت: أبا عثمان سعيد بن عمرو يقول: سمعت أبا زُرْعَةَ الرَّازي يقول: دخلت البصرة فصرت إلى سليمان الشَّاذَكُوني يوم الجمعة وهو يحدِّث، وهو أول مجلس جلست إليه، فقال: حدَّثنا يزيد بن زُرَيْع، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن قَتَادَة، عن محمود بن لَبِيد،
عن جابر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم [قال]:"ما مِنْ رَجُلٍ بموتُ له ثلاثةٌ مِنَ الوَلَدِ، فَتَمَسَّهُ النَّارُ، إلَّا تَحِلَّةَ القَسَمِ".
فقلتُ للمُسْتَمْلِي: ليس هذا من حديث عاصم بن عمر، إنما هذا رواه محمد بن إبراهيم، فقال له، فرجع إلى محمد بن إبراهيم.
(10/ 329) في ترجمة (أبي زُرْعَةَ الرَّازيّ عبيد اللَّه بن عبد الكريم بن يزيد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (سليمان بن داود بن بشر المِنْقَرِيّ الشَّاذَكُوني أبو أيوب) وهو ضعيف جدًّا، وكذَّبه ابن مَعِين وصالح جَزَرَة، وقال البخاري: فيه نظر. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1322).
التخريج:
رواه بنحوه أحمد في "المسند"(3/ 306)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 65 رقم (146)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(4/ 261 - 262) رقم (2935)، من طريق محمد بن إسحاق قال: حدَّثني محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن محمود بن لَبِيد، عن جابر مرفوعًا بلفظ: "مَنْ ماتَ له ثلاثةٌ مِنَ الوَلَدِ، فَاحْتَسَبَهُمْ،
دَخَلَ الجَنَّةَ. قلنا: يا رسولَ اللَّه واثنانِ؟ قال: واثنانِ. قلتُ لجابر: واللَّه أرى لو قلتم واحد، لقال. قال: وأنا أظنّه واللَّه".
قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 7): "رواه أحمد ورجاله ثقات".
وللحديث شواهد عدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(9/ 588 - 593)، و"مجمع الزوائد"(3/ 5 - 7)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 74 - 81).
ومنها ما رواه البخاري في الجنائز، باب فضل من مات له ولد. فاحتسب (3/ 118) رقم (1251)، ومسلم في البر والصلة، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه (4/ 2028) رقم (2632) -واللفظ له-، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:"لا يموتُ لأحد من المسلمين ثلاثةُ من الولد فَتَمَسَّهُ النَّارُ إلَّا تَحِلَّةَ القَسَمِ".
غريب الحديث:
قوله: "إلَّا تَحِلَّة القَسَمِ". قال الإمام البَغَوي في "شرح السُّنَّة"(5/ 450 - 451): "مصدر حَلَّلتُ اليمينَ تحليلًا وتَحِلَّةً، أي: أبررتها، يريد: إلَّا قَدْرَ ما يُبِرُّ اللَّه قَسَمَهُ فيه، وهو قوله عز وجل: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [سورة مريم: الآية 17] فإذا مرَّ بها وجاوزها فقد أَبَرَّ قَسَمَهُ".
* * *
1556 -
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العطَّار، حدَّثنا عبيد اللَّه بن النُّعْمَان، حدَّثنا سعيد بن سَلَّام، حدَّثنا ابن أبي رَوَّاد، حدَّثني منصور بن عبد الرحمن، عن أُمَّه صفيَّة بنت شَيْبَة،
عن عائشة: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ امرأةً مِنْ نِسَائِهِ، فَنَثَرُوا على رَأْسِهِ تَمْرَ عَجْوَةٍ.
(10/ 337) في ترجمة (عبيد اللَّه بن النُّعْمَان المِنْقَرِيّ الدَّلَّال أبو عمرو).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (سعيد بن سلَّام بن سعيد العَطَّار البَصْري أبو الحسن)، وهو منكر الحديث، كذَّبه أحمد وابن نُمَيْر، وقال البُخَاري: يُذْكَرُ بوضع الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (363).
وصاحب الترجمة (عبيد اللَّه بن النُّعْمَان المِنْقَرِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1877) -في ترجمة (عاصم بن سليمان العَبْدِي) -، عن عاصم هذا، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة قالت:"تَزَوَّجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أو زُوِّجَ قال: فقالت: فَنُثِرَ عليه تَمْرٌ".
أقول: في إسناده صاحب الترجمة (عاصم بن سليمان العَبْدِيّ التَّمِيميّ الكُوزِيّ البَصْريّ أبو شُعَيْب) قال عنه ابن عدي في أول ترجمته: "يُعَدُّ فيمن يضع الحديث". وقد كذَّبه الفَلَّاسُ والدَّارَقُطْنِيّ والسَّاجِيُّ، وقال أبو حاتم والنَّسَائي: متروك. انظر: "اللسان"(3/ 218 - 219)، و"الأنساب"(10/ 493 - 494)، و"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 337)، و"المجروحين"(2/ 126)، و"الضعفاء" للنَّسَائي ص 182، و"الجرح والتعديل"(6/ 344).
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 264) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث باطل". وأعلَّه بـ (سعيد بن سلَّام العَطَّار) ونقل بعض أقوال العلماء فيه.
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(2/ 165)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 200).
* * *
1557 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني -بها-، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن طاهر، حدَّثنا الزُّبَيْر بن بكَّار، حدَّثنا يحيى بن أبي قُتَيْلة، حدَّثنا عبد الخالق بن أبي حازم، حدَّثني ربيعة بن عثمان قال: حدَّثني عبد الوهاب بن بُخْت، عن عمر بن عبد العزيز قال:
حدَّثني أنس بن مالك أنَّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "كُلُّ راعٍ مَسْئولٌ عن رَعِيَّتِهِ".
(10/ 341) في ترجمة (عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن طاهر الخُزَاعِي أبو أحمد).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (عبيد اللَّه بن عبد اللَّه الخُزَاعِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الحافظ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(14/ 62) وقال: "الأمير. . . . من بيت إمارة وتقدُّم، ولي شُرطةَ بغداد نيابةً عن أخيه الأمير محمد بن عبد اللَّه، ثم استقلَّ بها بعد موت أخيه، وكان رئيسًا جليلًا، وشاعرًا محسنًا، ومترسِّلًا بليغًا". وتوفي عام (300 هـ) وله (77) عامًا.
كما أنَّ فيه (ربيعة بن عثمان بن ربيعة التَّيْمي المَدَني أبو عثمان) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(3/ 476 - 477) وفيه عن ابن مَعِين: "ثقة". وقال أبو زُرْعَة: "هو إلى الصدق ما هو، وليس بذاك القويِّ". وقال أبو حاتم: "هو منكر الحديث يُكْتَبُ حديثه".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 301).
3 -
"التهذيب"(3/ 259 - 260) وفيه عن النَّسَائي: "ليس به بأس". وقال ابن نُمَيْر والحاكم: "ثقة".
4 -
"التقريب"(1/ 247) وقال: "صدوق له أوهام"/ م س ق.
و(عبد الخالق بن أبي حازم) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. انظر "الثقات" له (7/ 139)، ولم يذكر عنه راويًا غير (يحيى بن أبي قُتَيْلَة).
و(يحيى بن أبي قُتَيْلَة) هو (يح بن إبراهيم بن عثمان السُّلَمي المَدَني أبو إبراهيم)، ترجم له في "الجرح" (9/ 127) وفيه عن أبي حاتم:"ثقة". وترجم له ابن حِبَّان في "الثقات"(9/ 258) وقال: "ربما وَهِمَ وخالف". وقال عنه في "التقريب"(2/ 341): "صدوق ربما وَهِمَ"/ كن.
والحديث صحيح من طرق أخرى.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 239 - 240) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لا يُرْوَى عن عمر إلَّا بهذا الإِسناد، تفرَّد به الزُّبَيْر".
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 359 - 360) عن الطبراني من طريقه المتقدِّم، وفيه:"حدَّثنا عبد الوهاب بن بُخْت قال: أخبرني عمر بن عبد العزيز أنَّه كتب إلى عبد الملك بن مروان: أمَّا بعد، فإنَّك راع مَسْئولٌ عن رَعِيَّتِكَ. حدَّثني أنس بن مالك أنَّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "كُلُّكُمْ رَاعٍ، كُلُّكُمْ مَسْئولٌ عن رَعِيَّتِهِ".
قال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث عمر، لم نكتبه إلَّا من حديث يحيى بن أبي قُتَيْلَة".
ورواه الطبراني في "الصغير"(1/ 161)، و"الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(4/ 353 - 354) رقم (2589) -، مطوَّلًا، من طريق زكريا بن يحيى الخزَّار، حدَّثنا إسماعيل بن عبَّاد أبو محمد الرُّمَّاني، حدَّثنا سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قَتَادَة، عن أنس مرفوعًا.
قال الطبراني في "الصغير": "لم يروه عن قَتَادَة بهذا التمام إلَّا سعيد بن أبي عَرُوبَة، ولا عن سعيد إلَّا إسماعيل بن عبَّاد، تفرَّد به زكريا بن يحيى".
ورواه النَّسَائي في "عِشْرَة النِّسَاء" ص 251 رقم (292)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 12) رقم (44)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 421) رقم (1724)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(6/ 375) رقم (8574) -ط بيروت-، والضِّيَاء المَقْدِسي في "المُخْتَارَة"(7/ 55 - 56) رقم (2458 و 2459 و 2460)، من طريق إسحاق بن رَاهُوْيَه، عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قَتَادة، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"إنَّ اللَّه سائلٌ كُلَّ راع عمَّا اسْتَرْعَاهُ أَحَفِظَ أم ضَيَّعَ".
وعند النَّسَائي والمَقْدِسِيّ زيادة في آخره هي: "حتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ على أهل بيته".
وإسناده صحيح على شرطهما. وانظر "جامع التِّرْمِذِيّ"(4/ 208 - 209)، و"النُّكَت الظِّرَاف" لابن حَجَر (6/ 355 - 356).
وذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 207) رواية الطبراني المطوَّلة وقال: "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" بإسنادين، وأحد إسنادي "الأوسط" رجاله رجال الصحيح".
وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(4/ 50 - 51)، و"مجمع الزوائد"(5/ 207 - 208).
ومن ذلك ما رواه البُخَاري في أول كتاب الأحكام (13/ 111) رقم (7138) وغير موضع، ومسلم في الإمارة، باب فضيلة الإِمام العادل (3/ 1459) رقم (1829)، وغيرهما، عن ابن عمر مرفوعًا:"ألا كُلُّكُمْ رَاعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئولٌ عن رَعِيَّتِهِ. . . " الحديث.
وقد تقدَّم برقم (761) من حديث السيدة عائشة.
* * *
1558 -
أخبرنا هلال بن عبد اللَّه بن محمد الطِّيْبِيّ -مؤدِّبي-، حدَّثنا إسماعيل بن محمد بن زَنْجِي الكاتب قال: قال لي أبو عبد اللَّه محمد بن عبيد اللَّه بن رُشَيْد الكاتب: حَمَّلَني أبو الحسن عليّ بن محمد بن الفَرَات في وقت من الأوقات بُرًّا واسعًا إلى أبي أحمد عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن طاهر وأوصلته إليه -[وذكر قِصَّة وقعتْ له معه]- فأخبره أبو أحمد عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن طاهر بأنَّ أبا الصَّلْت الهَرَوي حدَّثه بخُرَاسَان، عن أبي الحسن الرِّضَى،
عن آبائه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أسرعُ الذنوبِ عقوبةً كُفْرَانُ النِّعَمِ".
(10/ 342 - 343) في ترجمة (عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن طاهر الخُزَاعِي أبو أحمد).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (أبو الصَّلْتَ الهَرَوي عبد السلام بن صالح بن سليمان)، وهو مُتَّهَمٌ على مَا رَجَّحَهُ العلَّامة اليَمَاني رحمه الله بتحقيق نفيس في حاشيته على "الفوائد المجموعة" ص 293 و 349 - 350. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (546).
كما أنَّ فيه (إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، المعروف بابن زَنْجِي الكاتب أبو القاسم)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (6/ 308) ونقل عن أبي القاسم الأَزْهَرِيّ قوله فيه:"لا يسوي شيئًا". ونقله عنه في "لسان الميزان"(1/ 434) ولم يزد. وتوفي عام (378 هـ).
و (أبو الحسن الرِّضَى) هو (عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب الهاشمي)، قال الحافظ عنه في "التقريب"
(2/ 44 - 45): "صدوق، والخلل ممن روى عنه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (117).
وآباؤه كلُّهم ثقات من أهل الصلاح والفضل والعلم.
وصاحب الترجمة (عبيد اللَّه بن عبد اللَّه الخُزَاعِي): أمير وشاعر محسن، ولم يُذْكَرْ فيه جرح أو تعديل. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (1557).
وشيخ الخطيب ومؤدِّبه (هلال بن عبد اللَّه بن محمد الطِّيْبِيّ أبو عبد اللَّه)، ترجم له في "تاريخه" (14/ 75 - 76) وقال:"كتبت عنه وكان سماعه صحيحًا". وتوفي عام (422 هـ).
و (محمد بن عبيد اللَّه بن رُشَيْد الكاتب أبو عبد اللَّه)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(2/ 331) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
و (أبو الحسن عليّ بن محمد بن الفُرَات العَاقُولي الكاتب)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (14/ 474 - 479) وقال:"الوزير الكبير". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. قتل عام (312 هـ).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
1559 -
أخبرنا هلال بن عبد اللَّه بن محمد الطِّيْبِيّ -مؤدِّبي-، حدَّثنا إسماعيل بن محمد بن زَنْجِي الكاتب قال: قال لي أبو عبد اللَّه محمد بن عبيد اللَّه بن رُشَيْد الكاتب: حَمَّلَني أبو الحسن عليّ بن محمد بن الفُرَات في وقتٍ من الأوقات بُرًّا واسعًا إلى أبي أحمد عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن طاهر، وأوصلته إليه -[وذكر قِصَّةً وقعت له معه]- وأخبره أبو أحمد عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن طاهر، بأنَّ أبا الصَّلْت الهَرَوي حدَّثه بخُرَاسَان، عن أبي الحسن الرِّضَى،
عن آبائه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "يُؤتى بعبدٍ فيوقفُ بين يدي اللَّه تعالى فيأمر به إلى النَّار، فيقول: أي ربِّ لم أَمَرْتَ بي إلى النَّار؟ فيقول: لأنَّك لم تشكر نِعْمَتِي، فيقول: أي ربِّ أنعمتَ عليَّ بكذا فشكرتُ، وكذا. فلا يزال يحصي النِّعَمَ ويعدِّدُ الشُّكْرَ، فيقولُ اللَّه تعالى: صدقتَ عبدي، إلَّا أنَّك لم تشكر من أنعمتُ عليك بها على يديه، وقد آليت على نفسي ألَّا أَقْبَلَ شُكْرَ عبدٍ على نِعْمَةٍ أنعمتها عليه، أو يشكر من أنعمت بها على يديه".
(10/ 342 - 343) في ترجمة (عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن طاهر الخُزَاعي أبو أحمد).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وانظر الكلام على رجال إسناده في الحديث السابق رقم (1558)، فإنَّه من ذات الطريق.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقف عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
1560 -
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن المُظَفَّر السَّرَّاج، أخبرنا عليّ بن عمر السُّكَّرِيّ، أخبرنا أبو العبَّاس عبيد اللَّه بن عبد اللَّه الصَّيْرَفِيّ، حدَّثنا أبو هشام الرِّفاعِيّ قال: حدَّثنا إسحاق بن سليمان الرَّازِيّ أبو يحيى، عن أبي جعفر الرَّازِيّ، عن عاصم بن بَهْدَلَة، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لمَّا أُلْقِيَ إبراهيمُ في النَّارِ، قال: اللَّهُمَّ أَنْتَ في السَّمَاءِ واحدٌ، وأنا في الأرض واحدٌ أَعْبُدُكَ".
(10/ 346) في ترجمة (عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن محمد الصَّيْرَفِيّ أبو العبَّاس يعرف بابن الدَّمْكَان).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (أبو هشام الرِّفَاعِيّ) وهو (محمد بن يزيد الكوفي): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (658).
كما أنَّ فيه (أبو جعفر الرَّازِيّ) وهو (عيسى بن أبي عيسى عبد اللَّه بن مَاهَان): صدوق سيء الحفظ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (878).
و(أبو صالح) هو (ذَكْوَان السَّمَّان الزَّيَّات): ثقة ثَبْتٌ روى له الستة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
التخريج:
رواه البَزَّار في "مسنده"(3/ 103) رقم (2349) -من كشف الأستار-، وأبو يعلى في "مسنده" -كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 193) -، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 19)، والدَّارِمي في "الردِّ على الجَهْمِيَّة" ص 43 - 44 رقم (75)، من طريق أبي هشام الرِّفَاعي، عن إسحاق بن سليمان الرَّازي، به.
قال البزَّار: "لا نعلم رواه عن عاصم إلَّا أبو جعفر، ولا عنه إلَّا إسحاق، ولم نسمعه إلَّا من أبي هشام".
وذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 68 - 69) في ترجمة (أبي هشام الرِّفَاعي)، من الطريق المتقدِّم، وقال:"غريب جدًّا".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 201 - 202): "رواه البزَّار، وفيه عاصم بن عمر بن حفص وثَّقه ابن حِبَّان وقال: يخطئ ويخالف. وضعَّفه الجمهور".
أقول: قول الهيثمي: "وفيه عاصم بن عمر بن حفص"، وَهَمٌ. وإنَّما هو (عاصم بن بَهْدَلَة -وهو ابن أبي النَّجُود-)، كما صرَّح به في "الحِلْيَة"، و"الردِّ على الجَهْمِيَّة"، و"تاريخ بغداد". ولم ينسبه أبو يعلى والبزَّار في "مسنديهما".
والحديث لم يعزه الهيثمي إلى أبي يعلى، ولم أقف عليه في "مسند أبي يعلى" المطبوع. فلعله في "المسند الكبير" له، وفات ابن حَجَر ذكره في "المطالب"، واللَّه أعلم.
* * *
1561 -
حدَّثنا الحسن بن محمد الخَلَّال -لفظًا-، حدَّثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن محمد البزَّاز القَطِيْعِي، حدَّثنا أبو عمر عبيد اللَّه بن عثمان بن محمد العُثْمَاني، حدَّثنا عليّ بن عبد اللَّه المَدِيني، حدَّثنا: أبي، وعبد العزيز، عن عُمَارة بن غَزِيَّة، عن حَرْب بن قيس، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كما يَكْرَهُ أنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ".
(10/ 347) في ترجمة (عبيد اللَّه بن عثمان بن محمد العُثْمَاني أبو عمر).
مرتبة الحديث:
في إسناده (محمد بن إسحاق بن عيسى البزَّاز القَطِيْعِي أبو بكر النَّاقِد)، ترجم له الخطيب في "تاريخ" (1/ 261 - 262) ونقل عن محمد بن أبي الفَوَارس قوله فيه:"كان يدِّعي الحفظ، وفيه بعض التساهل". ونقله الحافظ ابن حَجَر في "لسان الميزان"(5/ 69) ولم يزد. لكنه تُوبع كما سيأتي.
كما أنَّ فيه (عبد اللَّه بن جعفر بن نَجِيج السَّعْدِي المَدَني -والد الإِمام عليّ بن المَدِيني-)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1328).
وقد تُوبع من (عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِيّ) -وهو صدوق-، في ذات الإِسناد. كما تُوبع من غيره كما سيأتي.
و(حَرْب بن قيس) روى عنه عُمَارة بن غَزِيَّة، وعبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" (6/ 230). وترجم له البُخَاري في "التاريخ الكبير" (3/ 61) ونقل عن عُمَارة بن غَزِيَّة قوله فيه:"كان رِضَى". كما ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 249)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
وبقية رجال الإِسناد حديثهم حسن.
والحديث صحيح من طرق أخرى.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(2/ 108)، عن قتيبة بن سعيد، حدَّثنا عبد العزيز بن محمد، عن عُمَارة بن غَزِيَّة، عن نافع، عنه، به.
كما رواه في الموطن ذاته، عن عليّ بن عبد اللَّه، حدَّثنا عبد العزيز بن محمد، عن عُمَارَة بن غَزِيَّة، عن حَرْب بن قيس، عن نافع، عنه، به.
وصحَّح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تحقيقه لـ "المسند" رقم (5866) و (5873) إسناده من الطريقين المتقدِّمين.
ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(4/ 182) رقم (2731)، من طريق قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز بن محمد، عن عُمَارة بن غَزِيَّة، عن حَرْب بن قيس، عن نافع، عنه، به.
ورواه البزَّار في "مسنده"(1/ 469) رقم (988) -من كشف الأستار-، عن أحمد بن أَبَان، عن عبد العزيز بن محمد، عن عُمَارَة بن غَزِيَّة، عن حَرْب بن قيس، عن نافع، عنه، به.
ورواه القُضَاعِي في "مسند الشِّهَاب"(2/ 151) رقم (1078) من طريق سعيد بن منصور، حدَّثنا عبد العزيز بن محمد، حدَّثنا عُمَارَة بن غَزِيَّة، عن حَرْب بن قيس، عن نافع، عنه، به.
ورواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(7/ 468 - 469) رقم (3607)، من طريق عليّ بن المَدِيني، عن عبد العزيز بن محمد، عن عُمَارة بن غَزيَّة، عن حرب بن قيس، عن نافع، عنه، به.
ورواه في "سننه الكبرى"(3/ 140) من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزُّهْرِيّ، عن عبد العزيز بن محمد، بمثل الإِسناد السابق.
كما رواه في الموطن السابق، من طريق إبراهيم بن حمزة، عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِيّ، عن موسى بن عقبة، عن حرب بن قيس، عن نافع، عنه، به
(1)
.
قال البيهقي عقب روايته له من طريق أبي مصعب الزُّهْرِيّ السابق: "وهكذا رواه عليّ بن المَدِيني وقتيبة وغيرهما عن عبد العزيز عن عُمَارة، وكأنه -يعني عبد العزيز- سمعه منهما جميعًا -يعني من موسى بن عقبة وعُمَارة بن غَزِيَّة-".
أقول: عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِيّ قد تُوبع في روايته له عن عُمَارة بن غَزِيَّة، عن حرب، عن نافع، عنه، به.
حيث تابعه (بكر بن مُضَر المِصْرِيّ) -وهو ثقة ثَبْتٌ كما في "التقريب"(1/ 107) - عند الإِمام بن خُزَيْمَة في "صحيحه"(3/ 259) رقم (2027).
(1)
من طريق موسى بن عقبة، عن حرب، به. رواه الطبراني في "الأوسط" -كما في "مجمع البحرين" رقم (1571) -، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 694 - مخطوط-)، لكن مع اختلاف في بعض ألفاظ المتن.
كما تابعه (يحيى بن أيوب
(1)
المِصْرِي) -وهو صدوق تقدَّمت ترجمته في حديث (1283) - عند ابن خُزَيْمَة. أيضًا في "صحيحه"(2/ 73) رقم (950)، وابن الأعرابي في "معجمه"(223/ آ).
وبهاتين المتابعتين يترجَّح طريق عبد العزيز، عن عُمَارَة، عن حرب، عن نافع، عنه، به؛ على غيره من الطرق المتقدِّمة والتي تشعر باضطراب عبد العزيز فيها، خاصَّةً وأنَّ بعضها فيه اختلاف في المتن أيضًا، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
قال الإِمام المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(2/ 135): "رواه أحمد بإسناد صحيح، والبزَّار والطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن، وابن خُزَيْمَة وابن حِبَّان في "صحيحيهما"".
وقال الهيثمي في "المجمع"(3/ 162): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، والبزَّار والطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن".
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"الترغيب والترهيب"(2/ 135)، و"مجمع الزوائد"(3/ 162 - 163)، و"الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكَشَّاف" لابن حَجَر ص 130.
* * *
1562 -
أخبرني الحسين بن عليّ الطَّنَاجِيري، أخبرنا محمد بن زيد بن عليّ بن مروان الأنصاري -بالكوفة-، حدَّثنا أبو سيَّار عبيد اللَّه بن سهل بن بشر المَدَائِنِي -من خفظه بقصر ابن هُبَيْرَة-، حدَّثنا أبو كُرَيْب الأَيْلِي -هو محمد بن عبد اللَّه-، حدَّثنا أبو كُرَيْب محمد بن العلاء، حدَّثنا أبو معاوية -أو غيره-، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح،
(1)
تَصَحَّفَ في "صحيح ابن خزيمة" إلى: "يحيى بن زياد". والتصويب من "المعجم" لابن الأعرابي (223 / آ)، حيث إنَّ ابن خزيمة وابن الأعرابي يرويانه معًا من طريق ابن أبي مريم عن يحيى عن عُمَارَة.
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مِنَ البَيَانِ لَسِحْرًا، وإنَّ مِنَ الشِّعْر لَحُكْمًا".
(10/ 349) في ترجمة (عبيد اللَّه بن سهل بن بِشْر المَدَائِنِي أبو سَيَّار).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (عبيد اللَّه بن سهل المَدَائِنِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ فيه (أبو كُرَيْب الأَيْلِي محمد بن عبد اللَّه) لم أقف له على ترجمة في كُلِّ ما رجعت إليه.
كما أنَّ فيه عدم الجزم باسم الراوي الذي روى عنه (أبو كُرَيْب محمد بن العلاء).
و(أبو معاوية) هو (الضَّرِير محمد بن خازم): ثقة، وقد يَهِمُ في غير حديث الأَعْمَش. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (474).
و(الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْرَان الأَسَدِي الكَاهِلِي أبو محمد): إمام ثقة حافظ، روى له الستة. وتقدَّم في حديث (190).
و(أبو صالح) هو (ذَكْوَان السَّمَّان الزَّيَّات): ثقة ثَبْتٌ، روى له الستة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
وباقي رجال الإِسناد ثقات.
والحديث صحيح من طرق أخرى.
التخريج:
رواه مختصرًا أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 309)، من طريق محمد بن حمَّاد بن زيد الكوفي، حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن أبي حُصَيْن، عن أبي صالح، عن
أبي هريرة مرفوعًا بلفظ "إنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً". وقال: "غريب من حديث أبي حُصَيْن، لم نكتبه إلَّا من هذا الوجه".
والحديث صحيح، رُوي شطره الأول:"إنَّ مِنَ البَيَانِ لَسِحْرًا"، عن عدد من الصحابة. انظر:"جامع الأصول"(5/ 682) و (11/ 733 و 744)، و"مجمع الزوائد"(8/ 123)، و"المقاصد الحسنة" ص 129.
أمَّا شطره الثاني: "وإنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحُكْمًا"، فقد عدَّه السُّيُوطيُّ والزَّبِيديُّ والكَتَّانِيُّ من المتواتر. انظر:"الأزهار المتناثرة" ص 189 - 191، و"لقط اللآلئ المتناثرة" ص 120 - 122، و"نظم المتناثر" ص 116 فقد عدَّ أربعة عشر صحابيًا من رواته. وانظر فيه أيضًا:"المقاصد الحسنة" ص 129، و"جامع الأصول"(5/ 163)، و"مجمع الزوائد"(8/ 123).
وقد روي تامًّا أيضًا كما عند الخطيب؛ ومن ذلك، ما رواه البُخَاري في "الأدب المفرد" ص 292 رقم (875)، وأبو داود في "السنن" في الأدب، باب ما جاء في الشِّعْر (5/ 277 - 278)، وأحمد في "المسند"(1/ 269) وغير موضع، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 515) رقم (5750)، وأبو يعلى في "مسنده"(4/ 220) رقم (2332)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 348 رقم (2670)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 287) رقم (11758)، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "الأمثال" ص 6 رقم (6)، عن ابن عبَّاس مرفوعًا:"إنَّ مِنَ البَيَان سِحْرًا، وإنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا".
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(4/ 138 - 139) رقم (2424): "إسناده صحيح".
* * *
1563 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ بن يعقوب، أخبرنا أبو بكر محمد بن الخَضِر بن أبي خَزَّام المُقْرِئ، حدَّثنا أبو عبد اللَّه عبيد اللَّه بن
عبد الصمد بن المهتدي، حدَّثنا أحمد بن يحيى بن خالد حَيَّان الرَّقِّي -بِمِصْرَ- حدَّثنا إبراهيم بن خُرَّزاذ، حدَّثنا سعيد بن هُشَيْم بن بَشِير، عن أبيه، عن كوثر -وهو ابن حكيم-، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يومُ القِيَامَةِ، أَوَّلُ يومٍ نَظَرَتْ فيه عَيْنٌ إلى اللَّه عز وجل".
(10/ 352) في ترجمة (عبيد اللَّه بن عبد الصمد المهتدي باللَّه الهاشمي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناد تالف.
ففيه (كوثر بن حكيم الحَلَبِي أبو مَخْلَد) وهو متروك، بل مُتَّهَمٌ بالكذب كما قال الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 309 - 310) في ترجمة (الحسين بن محمد بن عبَّاد). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1174).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 1021) إليه وحده.
وقد ذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 417)، وابن حَجَر في "اللسان"(4/ 491) في ترجمة (كوثر بن حكيم) من الطريق المتقدِّم.
* * *
1564 -
أخبرنا أحمد بن عليّ بن الحسين التَّوَّزِيّ
(1)
، أخبرنا الحسن بن الحسين الفقيه الهَمَذَاني، حدَّثنا أبو القاسم عبيد اللَّه بن لؤلؤ السُّلَمِي -ببغداد-.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "التوري" بالراء المهملة. والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 328، و"الأنساب"(3/ 104).
وأخبرنا
(1)
أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر العَطَّار، أخبرنا أبو القاسم عبيد اللَّه بن لؤلؤ السَّاجِي، أخبرنا عمر بن وَاصِل -بالبَصْرَة سنة ثلاثمائة- قال: سمع سُهَيْل بن عبد اللَّه -في سنة مائتين وخمسين بالبَصْرَة- يقول: أخبرني محمد بن سَوَّار خالي، حدَّثنا مالك بن دينار، أخبرنا الحسن بن أبي الحسن البَصْرِي،
عن أنس بن مالك قال: لما حضرت وفاة أبي بكر الصِّدِّيق سمعتُ عليَّ بن أبي طالب يقول: المُتَفَرِّسُون في النَّاس أربعة: امرأتان ورجلان،
فأمَّا المرأة الأولى: فصفرا بنت شُعَيْب، لمَّا تفرَّست في موسى. قال اللَّه في قِصّتها:{يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [سورة القصص: الآية 26].
والرجل الأول: الملك العزيز على عهد يوسف، والقوم فيه من الزاهدين. قال اللَّه تعالى:{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} [سورة يوسف: الآية 21].
وأمَّا المرأة الثانية: فخديجةُ بنت خُوَيْلِد، لمَّا تفرَّست في النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقالت لعمِّها: قد تَنَسَّمَتْ رُوحي روح محمد بن عبد اللَّه، إنَّه نبيٌّ لهذه الأُمَّة فزوِّجني منه.
وأمَّا الرجل الآخر: فأبو بكر الصِّدِّيق لمَّا حضرته الوفاة قال لي: إنِّي قد تفرَّست في أن أجعل الأمر من بعدي في عمر بن الخَطَّاب. فقلت له: إنْ تجعلها في غيره، لن نرضى به. فقال: سررتني، واللَّهُ لأسرّنك في نفسك بما سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقلت: وما هو؟
(1)
في المطبوع، ومخطوطة تونس:"أخبرنا" دون (واو). والصواب إثباتها، فأبو القاسم العَطَّار، شيخ للخطيب، وهو يروي الحديث من الطريقين معًا.
قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ على الصِّرَاطِ لَعَقَبَةً لا يجوزها أحدٌ إلَّا بجوازٍ مِنْ عليِّ بن أبي طالب".
فقال عليٌّ له أفلا أسرُّك في نفسك وفي عمر بما سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هو؟
فقلت: قال لي: "يا عليُّ لا تكتب جوازًا لمن سبَّ أبا بكر وعمر، فإنَّهما سيِّدا كهول أهل الجنَّة بعد النبيين".
قال أنس: فلمَّا أَفْضَتِ الخلافةُ إلى عُمَرَ، قال لي عليٌّ: يا أنس إني طالعت مجاري القلم من اللَّه تعالى في الكون، فلم يكن لي أن أرضى بغير ما جرى في سابق علم اللَّه وإرادته خوفًا من أن يكون منِّي اعتراض على اللَّه.
وقد سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا خاتم الأنبياء، وأنت يا عليّ خاتم الأولياء".
(10/ 356 - 358) في ترجمة (عبيد اللَّه بن لؤلؤ بن جعفر السُّلَمِيّ السَّاجِيّ أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (عمر بن وَاصِل الصُّوفي)، اتَّهَمَهُ الخطيبُ بالوضع كما سيأتي عنه. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 230) وذَكَرَ اتِّهَامَ الخطيب له. وتابعه ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 336 - 337).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبيد اللَّه بن لؤلؤ السُّلَمِيّ السَّاجِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. لكن ذكره الحافظ في "اللسان"(4/ 111) وقال: "روى عن عمر بن وَاصِل حديثًا موضوعًا ساقه الخطيب في ترجمته". ثم ذكر قول الخطيب الآتي.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته للحديث: "هذا الحديث موضوع من عَمَلِ القُصَّاصِ، وضعه عمر بن وَاصِل، أو وُضِعَ عليه، واللَّه أعلم".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 397 - 398) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق ولم يزدْ.
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(1/ 379 - 380)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 366).
* * *
1565 -
أخبرنا البَرْمَكِيُّ، حدَّثنا أبو القاسم عبيد اللَّه بن الحسين بن جعفر بن أحمد بن أبي موسى القاضي المَوْصِلِيّ -إملاءً في ذي القعدة من سنة سبعين وثلاثمائة-، حدَّثنا أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المُثَنَّى، حدَّثنا سعيد بن عبد الجبَّار، حدَّثنا أبو عبد العزيز عبد اللَّه بن عبد العزيز اللَّيْثِيّ قال: سمعت ابن شِهَاب يحدِّث عن عطاء بن يزيد اللَّيْثِيّ،
عن أبي أيوب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ غَرَسَ غِرَاسًا فَأَثْمَرَ كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ بعددِ ذلكَ الثَّمَرِ".
(10/ 360) في ترجمة (عبيد اللَّه بن الحسين بن جعفر الحذَّاء أبو القاسم، يعرف بابن أبي موسى).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عبد اللَّه بن عبد العزيز بن عبد اللَّه اللَّيْثِي المَدَني أبو عبد العزيز) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(5/ 140) وقال: "منكر الحديث". وفيه عن أبي ضَمْرَة: "كان قد خَلَطَ".
2 -
"أحوال الرجال" ص 130 رقم (217) وقال: "يروي عن الزُّهْرِيِّ مناكير، بعيدٌ من أوعية الصِّدْق".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 145 رقم (338) وقال: "ضعيف".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 276) وفيه عن محمد بن يحيى: "ضعيف الحديث".
5 -
"الجرح والتعديل"(5/ 103) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث ضعيف الحديث لا يُشْتَغَلُ بحديثه، ليس في وزن من يُشْتَغَلُ بخُطائِهِ، عامَّة حديثه خطأٌ، لا أعلم له حديثًا مستقيمًا، يُكْتَبُ حديثه". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بالقويِّ".
6 -
"المجروحين"(2/ 8) وقال: "كان ممن اختلط بأَخَرَةٍ، حتَّى كان يقلب الأسانيد وهو لا يعلم، ويرفع المراسيل من حيث لا يفهم، فاستحق الترك، وربما أدخل بينه وبين الزُّهْرِيّ محمد بن عبد العزيز".
7 -
"الكامل"(4/ 1473 - 1475) وقال: "حديثه خَاصَّةً عن الزُّهْرِيِّ مناكير". وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشيء".
8 -
"التهذيب"(5/ 301 - 302) وفيه عن سعيد بن منصور: "كان مالك يرضاه وكان ثقة".
9 -
"التقريب"(1/ 430) وقال: "ضعيف، واختلط بأَخَرَةٍ، من السابعة"/ ق.
وشيخ الخطيب (البَرْمَكِيّ) هو (إبراهيم بن عمر بن أحمد أبو إسحاق)، ترجم له في "التاريخ" (6/ 139) وقال:"كتبنا عنه وكان صدوقًا ديِّنًا فقيهًا على مذهب أحمد بن حنبل". وتوفي عام (445 هـ).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(5/ 415)، من طريق سعيد بن منصور الخُرَاساني، عن عبد اللَّه بن عبد العزيز اللَّيْثِيّ، به.
ولفظه عنده: "ما من رجل يغرس غَرْسًا إلَّا كتب اللَّهُ عز وجل له من الأجر قَدْرَ ما يخرجُ مِنْ ثَمَرِ ذلكَ الغَرْسِ".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1474) -في ترجمة (عبد اللَّه بن عبد العزيز اللَّيْثِيّ) -، عن أبي يعلى، عن سعيد بن عبد الجبار، عنه، به؛ وقال:"هذا الحديث لا أعلم يرويه بهذا الإِسناد عن الزُّهْرِيّ غير عبد اللَّه بن عبد العزيز".
ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء الكبير"(2/ 276) -في ترجمة (عبد اللَّه بن عبد العزيز اللَّيْثِيّ) - أيضًا، من طريق يعقوب بن محمد الزُّهْرِيّ، عنه، به؛ وقال:"قال محمد بن يحيى: الحديث منكر، والحَمْلُ فيه على عبد اللَّه بن عبد العزيز، وهو ضعيف الحديث".
قال الحافظ المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(3/ 377): "رواه أحمد، ورواته محتجٌّ بهم في الصحيح إلَّا عبد اللَّه بن عبد العزيز اللَّيْثِيّ".
وقال الهيثمي في "المجمع"(4/ 67): "رواه أحمد وفيه عبد اللَّه بن عبد العزيز، وثَّقه مالك وسعيد بن منصور، وضعَّفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح".
والحديث ذكره ابن الجَوْزي في "العلل"
(1)
(2/ 113) دون أن يسوق إسناده، وقال:"قال النَّسَائي: حديث منكر".
وعزاه السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 803) إلى ابن خُزَيْمَة وسَمُّوْيَه.
* * *
(1)
لكن وقع فيه: "عن أيوب".
1566 -
أخبرني أبو القاسم الأَزْهَريّ، والحسن بن عليّ الجَوْهَريّ، قالا: حدَّثنا الوزير أبو الحسن عبيد اللَّه بن محمد بن حَمْدُوْيَه -قدم علينا من ناحية الرَّيّ في سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، وكتبنا عنه بانتخاب الدَّارَقُطْنِيّ- قال: حدَّثنا حفص بن عمر بن رَبَال الحافظ، حدَّثني سعيد بن عمرو البَرْذَعِيّ، حدَّثنا يحيى بن عَبْدَك -من كتابه. قال حفص: وحدَّثناه يحيى بن عَبْدَك قراءةً عليه-، حدَّثنا عبد اللَّه بن عبد الحَكَم المِصْرِيّ، عن مالك، عن نافع،
عن ابن عمر: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يُكَبِّرُ في العيدين: سبعًا في الأولى، وخمسًا في الآخرةِ، سوى تكبيرةِ الافتتاحِ.
(10/ 364) في ترجمة (عبيد اللَّه بن محمد بن حَمْدُوْيَه الوزير أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن، عدا صاحب الترجمة (عبيد اللَّه بن محمد بن حَمْدُوْيَه) فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (أبو القاسم الأَزْهَريّ) هو (عبيد اللَّه بن أحمد بن عثمان الصَّيْرَفِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (676).
والحديث صحيح بطرقه وشواهده الكثيرة، وقد صحَّحه الأئمة: أحمد وعليّ بن المديني والبُخَاري.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (676).
* * *
1567 -
أخبرني عبيد اللَّه بن إبراهيم الأنصاري، حدَّثنا أحمد بن جعفر بن
حَمْدَان -إملاءً-، حدَّثنا إسحاق الحَرْبي، حدَّثنا أبو نُعَيْم، حدَّثنا عمر بن عبد الرحمن، عن محمد بن عمَّار، عن سعد المؤذِّن أنَّه سمع،
أبا هريرة يذكر أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللَّهَ يَحْشُرُ المؤذِّنينَ يومَ القيامةِ أطولَ النَّاس أَعْنَاقًا بقولهم: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ".
(10/ 384) في ترجمة (عبيد اللَّه بن إبراهيم بن عمر الأنصاري الخَزْرَجِيّ الخيَّاط أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ عنه صلى الله عليه وسلم: أنَّ المؤذِّنين يحشرونَ يوم القيامة وهم أطول النَّاس أعناقًا.
ففيه (عمر بن عبد الرحمن بن أَسيْد بن عبد الرحمن بن زيد الخطَّاب)، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/ 121) وقال:"سمع محمد بن عمَّار بن سعد المؤذِّن، سمع منه أبو نُعَيْم وعبد اللَّه بن نافع؛ سمعت أبي يقول ذلك". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
كما أنَّ فيه (محمد بن عمَّار بن سعد القَرَظ المؤذِّن) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. انظر "الثقات"(5/ 372).
وقد ترجم له: البُخَاري في "التاريخ الكبير"(1/ 185) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، والذَّهَبِيّ في "الكاشف" (3/ 72) وقال:"وثِّقَ". وابن حَجَر في "التقريب"(2/ 193) وقال: "مستور، من الرابعة"/ ت.
و(أحمد بن جعفر بن حمدان القَطِيعي أبو بكر) قال الذَّهَبِيُّ عنه: "صدوق في نفسه مقبول، تغيَّر قليلًا". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (193).
وشيخ الخطيب (عبيد اللَّه بن إبراهيم الأنصاري) صاحب الترجمة، قال الخطيب عنه:"كتبت عنه وكان سماعه صحيحًا، وكان من شيوخ الشيعة".
و (أبو نُعَيْم) هو (الفضل بن دُكَيْن): ثقة ثَبْتٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (437).
و(اسحاق الحَرْبي) هو (إسحاق بن الحسن بن ميمون البغدادي الحَرْبي أبو يعقوب): إمام حافظ ثقة. انظر ترجمته في "السِّيَر"(13/ 410 - 411).
و(سعد القَرَظ) هو الصحابي (سعد بن عائِذ المؤذِّن مولى عمَّار بن ياسر) رضي الله عنهما، وقد عاش إلى أيام الحجَّاج. انظر ترجمته في "الإصابة"(2/ 29).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 185) إلى الخطيب وحده.
وقد قال المُنَاوي في "فيض القدير"(2/ 299) بعد أن عزاه للخطيب: "وفيه عبد الرحمن الوقَّاص، قال الذَّهَبِيُّ: ضعَّفه الأَزْدِيُّ". وهو وَهَمٌ، فإنَّ الذي في إسناده هو (عمر بن عبد الرحمن بن أَسِيْد بن عبد الرحمن بن زيد الخطاب) كما تقدَّم.
والحديث دون قوله: "بقولهم لا إله إلَّا اللَّه"، صحيح. رواه مسلم في الصلاة، باب فضل الأذان. . . (1/ 290) رقم (387)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(3/ 89) رقم (1667)، وأبو عَوَانَة في "مسنده"(1/ 333)، وابن ماجه في الأذان، باب فضل الأذان وثواب المؤذِّنين (1/ 240) رقم (725)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 225)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 432)، من حديث معاوية بن أبي سفيان مرفوعًا.
وله شواهد، انظرها في:"الصحيح" لابن حِبَّان (3/ 89 - 90)،
و"الترغيب والترهيب"(1/ 177 - 178)، و"مجمع الزوائد"(2/ 326 - 327).
* * *
1568 -
أخبرنا ابن نصر
(1)
، أخبرنا محمد بن المُظَفَّر قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن العبَّاس، حدَّثنا بِشْر بن مُعَاذ، حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن بن رَدَّاد
(2)
، عن عبد اللَّه بن دينار،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "سَافِرُوا تَصِحُّوا وتَغْنَمُوا".
(10/ 387) في ترجمة (عبيد اللَّه بن الحسين بن نصر العَطَّار أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقال أبو حاتم الرَّازي: مُنْكَرٌ.
فيه (محمد بن عبد الرحمن بن الرَّدَّاد القُرَشِيّ المَدِينيّ العَامِرِيّ) وقد ترجم اللَّه في:
1 -
"الجرح والتعديل"(7/ 315) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقوي، ذاهب الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ليِّن".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 431) وقال: "كان يخطئ".
3 -
"الكامل"(6/ 2197 - 2198) وقال: "رواياته عمَّن روى ليست بمحفوظة". وقال: "عامَّة ما يرويه غير محفوظ".
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "أبو نصر". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 339.
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "رواد". ومثله في "المجمع"(5/ 324). كما صُحِّفَ في "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 306)، و"المقاصد" ص 236 إلى "زياد". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
4 -
"الميزان"(3/ 623) وذكر الحديث في ترجمته. وفيه عن الأَزْدِيّ: "لا يُكْتَبُ حديثه".
5 -
"المغني"(2/ 606) وقال: "ضعَّفوه".
وشيخ الخطيب (ابن نصر) هو صاحب الترجمة (عبيد اللَّه بن الحسين بن نصر العطَّار) قال الخطيب عنه: "كان صدوقًا".
التخريج:
رواه تمَّام الرَّازي في "فوائده"(1/ 447) رقم (767)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(3/ 193) رقم (1962) -، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 102)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(1/ 364) رقم (403)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2198) -في ترجمة (محمد بن عبد الرحمن بن ردَّاد) -، من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ردَّاد، عن عبد اللَّه بن دينار، عنه، به.
وليس عند تمَّام الرَّازي قوله: "وتغنموا".
وعند الطبراني: "وتسلموا" بدلًا من "وتغنموا".
قال ابن عدي عقب روايته له: "وهذا عن عبد اللَّه بن دينار، ولا أعلم يرويه غير ابن الردَّاد هذا".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 324): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه محمد بن عبد الرحمن بن رَدَّاد وهو ضعيف".
وقال في (3/ 210) منه: "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه عبد اللَّه بن هارون أبو عَلْقَمة الفَرْوي وهو ضعيف".
وقد ذكره ابن أبي حاتم في "العدل"(2/ 306) من الطريق المتقدِّم بلفظ: "سافروا تَصحُّوا وتسلموا". ونقل عن أبي حاتم قوله: "هذا حديث منكر".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 540) إلى الشِّيْرَازي في "الألقاب"، والخطيب، وابن النَّجَّار، فقط.
وله شاهد من حديث ابن عبَّاس، رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 102)، من طريق القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بمثل لفظ ابن عمر عند الخطيب
(1)
.
أقول: في إسناده (القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري): ليس يسوي شيئًا كما قال ابن مَعِين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1123).
وله شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "سافروا تَصِحُّوا، واغْزُوا تَسْتَغْنُوا". رواه أحمد في "المسند"(2/ 380)، وفي إسناده (عبد اللَّه بن لَهِيعة) وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (196).
وله شاهد ثالث من حديث أبي سعيد الخُدْرِي مرفوعًا بلفظ: "سافروا تصحُّوا". رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1292)، وفي إسناده (سَوَّار بن مصعب الهَمْدَاني) وهو متروك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (645).
* * *
1569 -
أخبرنا محمد بن الحسين القطَّان، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن عتَّاب، حدَّثنا يحيى بن أبي طالب، حدَّثنا أبو أحمد الزُّبَيْرِي قال: حدَّثنا سفيان الثَّوري، عن عبد الملك بن أبي بشير، عن عبد اللَّه بن مُسَاوِر -وفي أصل القَطَّان: ابن أبي المُسَاوِر- قال:
سمعت ابن عبَّاس وهو يُبَخِّلُ ابن الزُّبَيْر يقولُ: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس المؤمنُ بالذي يَشْبَعُ وجَارُهُ جائعٌ إلى جَنْبِهِ".
(1)
وعزاه السَّخَاويُّ في "المقاصد الحسنة" ص 236 إلى الطبراني والحاكم من حديث ابن عبَّاس. ولم أقف عليه عندهما، ولم يعزه للبيهقي، ثم وجدت السُّيُوطيّ في "الجامع الكبير"(1/ 540) يعزوه للبيهقي وحده، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
(10/ 391 - 392) في ترجمة (عبد الملك بن أبي بشير البَصْرِي).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات، عدا (يحيى بن أبي طالب جعفر بن عبد اللَّه بن الزِّبْرِقَان العبَّاسي أبو بكر) فقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 159 رقم (239) وقال: "لا بأس به، ولم يطعن فيه أحد بحجَّة".
2 -
"الجرح والتعديل"(9/ 134) وفيه عن أبي حاتم: "محلُّه الصدق".
3 -
"تاريخ بغداد"(14/ 220 - 221) وفيه: أنَّ أبا داود خطَّ على حديث يحيى بن أبي طالب. وقال موسى بن هارون: "أشهد على يحيى بن أبي طالب أنَّه يكذب". وقال محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ: "ليس بالمتين".
4 -
"المغني"(2/ 738) وقال: "مشهور. وثَّقه الدَّارَقُطْنِيُّ وغيره. وقال موسى بن هارون: أشهد أنَّه يكذب. عَنَى في كلامه لا في الرواية، واللَّه أعلم".
5 -
"الميزان"(4/ 367) و (4/ 386 - 387) وقال: "الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ أَخْبَرِ النَّاس به".
6 -
"اللسان"(6/ 245) و (6/ 262 - 263) وفيه عن مَسْلَمَة بن قاسم: "ليس به بأس تكلَّم النَّاس فيه".
وقد تابعه الإمام البُخَاري في "الأدب المفرد" كما سيأتي، وغيره.
وعدا (عبد اللَّه بن المُسَاوِر) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 44).
2 -
"الميزان"(2/ 502) وقال: "تابعي مجهول سمع ابن عبَّاس وعنه عبد الملك".
3 -
"التهذيب"(6/ 27) وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "مجهول لم يرو عنه غير عبد الملك".
4 -
"التقريب"(1/ 450) وقال: "مقبول، من الرابعة"/ بخ.
والحديث صحيح بمتابعاته وشواهده.
التخريج:
رواه البُخَاري في "الأدب المفرد" ص 54 رقم (112)، وأبو يعلى في "مسنده"(5/ 92) رقم (2699)، وأبو بكر بن أبي شَيْبَة في كتاب "الإيمان" ص 39 - 40 رقم (100)، والطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 154) رقم (12741)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 167)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 3)، وفي "شُعَب الإيمان"(6/ 565) رقم (3117)، وعبد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(1/ 589) رقم (693)، وهنَّاد بن السَّرِيّ في "الزهد"(2/ 507) رقم (1044)، والمَرْوزي في "تعظيم قَدْر الصلاة"(2/ 593) رقم (629)، والطَّحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 28)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 271 - 272 - مخطوط-)، من طريق عبد الملك بن أبي بشير، عن عبد اللَّه بن المُسَاوِر، عنه، به.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقال المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(3/ 358): "رواه الطبراني، وأبو يعلى، ورواته ثقات. ورواه الحاكم من حديث عائشة".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 167): "رواه الطبراني وأبو يعلى ورجاله ثقات".
ورواه المَرْوَزيُّ في "تعظيم قَدْر الصلاة"(2/ 593) رقم (628)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 637) -في ترجمة (حَكِيم بن جُبَيْر) -، من طريق عليّ بن
مُسْهِر، عن الأَعْمَش، عن حَكِيم بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"ما آمن بي من بات شبعان وجاره طاوٍ إلى جَنْبِهِ".
قال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "حقِّ الجار" له ص 38 بعد أن ذكره من طريق ابن عدي المتقدِّم: "حَكِيم: ضعيف. وقد خرَّج له أصحاب السنن، ولكن للحديث شاهد". وذكر حديث سفيان الثَّوْري من الطريق السابق.
ولحديث ابن عبَّاس طريق ثالث ذكره الذَّهَبِيُّ في "حقِّ الجار" ص 39 - 40، وهو: عن إسماعيل بن عيَّاش، عن لَيْث، عن طاوس، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"ليس المؤمن الذي يبيت وجاره إلى جنبه طاوٍ".
قال الذَّهَبِيُّ عقبه: "إسناده واهٍ".
أقول: في إسناده (لَيْث بن أبي سُلَيْم) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (124).
كما أنَّ في إسناده (إسماعيل بن عيَّاش) وهو كما قال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(1/ 85): "صدوق في حديث أهل الشام، مضطرب جدًّا في حديث أهل الحجاز. . . ". وروايته هنا عن غير أهل الشام. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (115).
وللحديث شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها، رواه الحاكم في "المستدرك"(2/ 12)، من طريق عبد العزيز بن يحيى، حدَّثنا سليمان بن بلال، عن عَلْقَمَة بن أبي عَلْقَمَة، عن أُمِّه، عن عائشة مرفوعًا بلفظ:"ليس بالمؤمن الذي يبيت شبعانًا وجارُهُ جائع إلى جَنْبِهِ".
قال الحاكم: ليس هذا الحديث على شرط الكتاب. وقال الذَّهَبِيُّ: "عبد العزيز ليس بثقة".
وله شاهد من حديث أنس بن مالك، رواه البزَّار في "مسنده"(1/ 76) رقم
(119)
-من كشف الأستار-، عن محمد بن عثمان بن كَرَامَة، حدَّثنا حسين بن عليّ الجُعْفِي، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن عليّ بن زيد، عن أنس فيما أعلم مرفوعًا بلفظ:"ليس المؤمن الذي يبيت شبعان وجاره طاوي".
قال البزَّار: "لا نعلمه يروي عن أنس إلَّا من هذا الوجه".
أقول: وهو متعقَّب بما سيأتي.
ورواه الطبراني في "الكبير"(1/ 232) رقم (751)، من طريق محمد بن سعيد الأَثْرَم، حدَّثنا همَّام، حدَّثنا ثابت البُنَاني، حدَّثنا أنس بن مالك مرفوعًا:"ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جَنْبِهِ وهو يعلمُ".
قال المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(3/ 358): "رواه الطبراني والبزَّار وإسناده حسن".
وقال الهيثمي في "المجمع"(8/ 167): "رواه الطبراني والبزَّار وإسناد البزَّار حسن".
وكذلك حَسَّنَ إسناده الحافظ ابن حَجَر في "القول المسدَّد في الذَّبِّ عن مسند الإمام أحمد" ص 61.
وعن الطبراني من طريقه المتقدِّم ذكره الذَّهَبِيُّ في "حقِّ الجار" ص 39، وقال:"الأَثْرَم ضعَّفه أبو زُرْعَة. وهذا حديث منكر".
أقول: محمد بن سعيد الأَثْرَم لم يتفرد به، فقد تُوبع كما تقدَّم عند ذكر رواية البزَّار، مع التنبيه على أنَّ تحسين من حسَّنه من الأئمة المذكورين، هو موضع نظر. فإنَّ فيه (عليّ بن زيد بن جُدْعَان) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (241).
كما يتنبه إلى الزيادة التي عند الطبراني في آخره، وهي قوله:"وهو يعلم"،
فإنَّه قد تفرَّد بها (محمد بن سعيد بن زياد الأَثْرَم)، وهو منكر الحديث كما قال أبو حاتم. وقال موسى بن هارون الحَمَّال:"أراه يكذب"
(1)
. وقال: "لا أعرف له رواية". انظر: "الجرح والتعديل"(7/ 264 - 265)، و"الكامل"(6/ 2293)، و"اللسان"(5/ 176).
وله شاهد أيضًا من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ: "لا يشبعُ المؤمن دون جاره -أو قال: الرجل دون جاره-"، رواه ابن المبارك في "الزهد" ص 181 رقم (513)، وأحمد في "الزهد" ص 175 رقم (618)، وأحمد في "المسند"(1/ 55)، وأبو يعلى في "مسنده" -كما في "المطالب العالية"(3/ 7) رقم (2721) -، والحاكم في "المستدرك"(4/ 167)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(9/ 27).
قال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك": "سنده جيِّد".
وسكت عليه البُوصِيري.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 167): "رواه أحمد وأبو يعلى ببعضه، ورجاله رجال الصحيح إلّا أنَّ عَبَايَة بن رِفَاعَة لم يسمع من عمر".
* * *
1570 -
أخبرني الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا عبد اللَّه بن عثمان بن محمد الصَّفَّار، أخبرنا أبو بكر عبد اللَّه بن محمد بن أبي سعيد، حدَّثنا هَيْذَام بن قُتَيْبَة، حدَّثنا عبد الملك بن زيد أبو بشر البزَّاز -بالمَدَائن-، حدَّثنا سفيان بن سعيد الثَّوْري، عن العلاء بن الحارث، عن مَكْحُول،
عن أبي الدَّرْدَاء قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أهلُ المعروفِ
(1)
نسب الحافظ في "اللسان"(5/ 176) هذا القول لابن عدي، وهو سهو. وابن عدي إنما نقله عن موسى بن هارون الحمَّال. وقد صُحِّفَ في "الكامل" إلى "الجمال" بالجيم.
في الدُّنْيَا، أهلُ المعروفِ في الآخرِة. وأهلُ المُنْكَرِ في الدُّنْيَا، أَهْلُ المُنْكَرِ في الآخرِة".
(10/ 420) في ترجمة (عبد الملك بن زيد البزَّاز المَدَائِني أبو بشر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح بشواهده.
ففي الإسناد انقطاع بين (مَكْحُول الشَّامي) وبين (أبي الدَّرْدَاء). فقد ذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 165 عن أبي مُسْهِر
(1)
وقد سأله أبو حاتم: هل سمع مَكْحُول من أحدٍ من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فقال: "ما صحَّ عندنا إلَّا أنس بن مالك. قلت: واثلة؟ فأنكره". وانظر "التهذيب" أيضًا (10/ 289 - 293).
كما أنَّ فيه (العلاء بن الحارث بن عبد الوارث الحضرمي)، وهو ثقة من خيار أصحاب مَكْحُول إلَّا أنَّه اختلط. انظر:"الكواكب النَّيِّرات" ص 335 - 341، و"التهذيب"(8/ 177 - 178)، و"التقريب"(2/ 91).
وصاحب الترجمة (عبد الملك بن زيد البزَّاز المَدَائني) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 17) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هَيْذَام: مجهول".
(1)
هو (عبد الأعلى بن مُسْهِر الغسَّاني الدِّمَشْقي) الإمام الثقة الفقيه، شيخ الشَّام ومرجع أهلها في الجرح والتعديل لشيوخهم، وكان عالمًا بالمغازي وأيام النَّاس. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(10/ 228 - 238)، و"التهذيب"(6/ 98 - 101). وكانت وفاته عام (218 هـ).
أقول: بل هو معروف ثقة. ترجم له الحافظ الخطيب في "تاريخه"(14/ 96 - 97) وذكر بعضًا من شيوخه، ومن روى عنه، وقال:"كان ثقةً عابدًا". ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه: "لا بأس به". وكانت وفاته عام (274 هـ). ولم يتنبه محقق "العلل المتناهية" إلى ذلك.
والحديث عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 230) إلى الخطيب وحده من حديث أبي الدَّرْدَاء.
وللحديث شواهد عن عددٍ من الصحابة يصحُّ بها. وقد تقدَّم في حديث (202) الكلام على ذلك.
* * *
1571 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا جعفر بن محمد بن نُصَيْر الخُلْدِي، وأحمد بن عيسى بن الهيثم التَّمَّار، قالا: حدَّثنا الحسن بن عليّ بن شَبِيب المَعْمَرِيّ، حدَّثنا عبد الملك بن عبد العزيز أبو نصر، وهُدْبَة بن خالد، قالا: حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ حينَ يُصْبِحُ مائةَ مرَّةٍ: سُبْحَانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، وحينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ مائةَ مَرَّةٍ، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وإِنْ كانت أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ البَحْرِ".
(10/ 421) في ترجمة (عبد الملك بن عبد العزيز التَّمَّار أبو نصر).
مرتبة الحديث:
إسناده صحيح.
التخريج:
رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 110) رقم (856)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 518 - 519)، من طريق حمَّاد بن سَلَمَة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عنه، به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
ورواه مالك في "الموطأ"(1/ 209 - 210) عن سُمَيٍّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"من قال سبحان اللَّه وبحمده في يوم مائة مرَّة، حُطَّت عنه خطاياهُ وإن كانت مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ".
وعن مالك من طريقه: رواه البُخَاري في الدعوات، باب فضل التسبيح (11/ 206) رقم (6405) ومسلم في الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء (4/ 2071). رقم (2691) مطوَّلًا، والتِّرْمِذِيّ في الدعوات، باب رقم (60)(5/ 511 - 512) رقم (3466)، وابن ماجه في الأدب، باب فضل التسبيح (2/ 1253) رقم (3812)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 478 - 479 رقم (826) -وليس عنده قوله:"مائة مرة"-، والطبراني في كتاب "الدعاء" (3/ 1561 - 1562) رقم:(1683)، وابن أبي شَيْبَة في "المصنَّف"(10/ 290)، وأحمد في "المسند"(2/ 302 و 375) مطوَّلًا في الموضع الثاني.
ورواه مسلم في الموضع السابق رقم (2692) -واللفظ له-، وكذا التِّرْمِذِيّ باب رقم (61) رقم الحديث (3469)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 380 - 381 رقم (568)، وأبو داود في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح (5/ 326) رقم (5091)، والطبراني في "الدعاء"(2/ 945) رقم (326)، وأبو بكر بن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 38 رقم (74)، من طريق سهيل بن أبي صالح، عن سُمَيٍّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان اللَّه وبحمده مائة مرَّة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضلَ ممَّا جاء به، إلَّا أحدٌ قالَ مِثْلَ ما قالَ أو زادَ عليه".
وقد عزاه ابن الأثير في "جامع الأصول"(4/ 248) رقم (2231) إلى البخاري، وتابعه عليه محققه، حيث عزاه إلى كتاب الدعوات، باب فضل
التسبيح. وهو وَهَمٌ، فإنَّه ليس فيه، إنما فيه رواية مالك السابقة باللفظ المتقدِّم عنه. كما تابعهما محقق "عمل اليوم والليلة" لابن السُّنِّيّ ص 38 رقم (74) فعزاه إلى البُخَاري إلَّا أنَّه قال: بنحوه. وهو موضع نظر أيضًا، فالرواية فيها اختلاف. كما عزاه لأحمد في "المسند"(2/ 302 و 375) وهو فيهما بلفظ آخر.
* * *
1572 -
أخبرنا عليّ بن القاسم بن الحسن النَّجَّاد -بالبَصْرَة-، حدَّثنا أبو رَوْق الهِزَّاني، حدَّثنا عبد الملك بن هَوْذَة البَكْرَاوي، حدَّثنا زيد بن الحُبَاب أبو الحسين، حدَّثنا عليّ بن المُبَارَك، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثَوْبَان،
عن سعيد بن زُرَارَة -كذا قال النِّجَّاد
(1)
- قال: كانَ دعاءُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "انْصُرنِي على مَنْ بَغَى عليَّ، وأَرِني ثَأْرِي فيمن ظَلَمَنِي، وعَافِنِي في جَسَدِي، ومَتِّعْنِي بِسَمْعِي وبَصَرِي، واجْعَلْهُمَا الوَارِثَ مِنِّي".
(10/ 423) في ترجمة (عبد الملك بن هَوْذَة بن خَلِيفة البَكْرَاوي).
مرتبة الحديث:
إسناده قويٌّ. وله شواهد يصحُّ بها.
ورجاله كلُّهم ثقات، عدا صاحب الترجمة (عبد الملك بن هَوْذَة البَكْرَاوي)، حيث لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. انظر "الثقات" له (8/ 387). ولم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وقال:"روى عنه عليّ بن الحسن بن سليمان القَافْلَائي القَطِيعي، وأبو رَوْق الهِزَّاني". لكن تابعه (محمد بن عبد الرحيم السَّابَرِيّ) عند الطبراني كما سيأتي، وهو صدوق، كما قال أبو حاتم، ونقله عنه ولده في "الجرح والتعديل"(8/ 9).
(1)
يعني أسماه (سعيدًا). والمعروف المشهور أنّه (سعد).
و (أبو رَوْق الهِزَّاني) هو (أحمد بن محمد بن بكر الهزَّاني البَصْرِي)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (15/ 285 - 286) وقال:"مُسْنِدُ البَصْرَة الثقة المعمَّر". كما ترجم له في "الميزان"(1/ 132 - 133) وقال: "هو صدوق فيما أرى". وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 256) وفيه عن ابن الأعرابي: "ثقة مأمون". وقال مَسْلَمَة بن قاسم: "لم أر أحدًا من أصحاب الحديث ترك الكتابة عنه، وأحسب أنَّ موته كان في سنة أربع أو خمس وعشرين وثلاثمائة".
وشيخ الخطيب (عليّ بن القاسم بن الحسن النَّجَّاد البَصْرِي أبو الحسن)، لم أقف له على ترجمة إلَّا في "السِّيَر" للذَّهَبِيّ (17/ 240) وقال:"الشيخ الثقة العالم. . . . كان من كبار العدول. . . لم أَظْفَرْ بأخباره. . . وكان في سنة ثلاث عشرة وأربع مئة حيًّا، وقد عُمِّر وتفرَّد".
التخريج:
رواه الطبراني في "الدُّعاء"(3/ 1475 - 1476) رقم (1448)، عن محمد بن عَبْدُوس بن كامل، حدَّثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى، حدَّثنا أبو زيد الهَرَوي، حدَّثنا عليّ بن المُبَارَك، به
وعنده زيادة قوله: "ما أَبْقَيْتَنِي" بعد قوله: "ومَتِّعْنِي بِسَمْعِي وبَصَرِي".
وقال محققه: "إسناده حسن". ولم يخرِّجه.
وذكره الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(2/ 27) في ترجمة (سعد بن زُرَارَة) فقال: "ورُوِّيْنَا في الثالث من حديث أبي رَوق الهِزَّاني
(1)
، من طريق ابن
(1)
صُحِّفَ في "الإصابة" إلى: "النهراني". والتصويب من "معجم الشيوخ" لابن جُمَيْع الصَّيْدَاوي ص 160، و"الإكمال" لابن مَاكُولا (7/ 414) و"اللباب"(3/ 387)، و"تبصير المنتبه"(4/ 1459). وهذه النسبة إلى (هِزَّان)، وهو بطن من العَتِيك، والعَتِيك من ربيعة. وبيَّن ابن الأثير في "اللباب": أنَّ (العَتِيك): أب لا غير، وليست قبيلة.
أبي كثير، عن محمد
(1)
بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن سعد بن زُرَارَة" وذكره.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(2/ 205) رقم (3774) إلى الباوَرْدِيّ فقط!
وللحديث شواهد عدَّة، انظرها في:"المستدرك" للحاكم (1/ 523 و 527)، و"عمل اليوم والليلة" لابن السُّنِّيّ ص 340 - 341، و"جامع الأصول"(4/ 333)، و"مجمع الزوائد"(10/ 178)، و"الفتوحات الربانية" لابن عَلَّان (3/ 166).
ومن هذه الشواهد، ما رواه الحاكم في "المستدرك" (1/ 527) عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال:"كان من دعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: اللَّهم متِّعني بسمعي وبَصَري حتى تجعلهما الوارث مني، وعَافِنِي في دِيْني وجسدي، وانصرني ممَّن ظلمني حتى تريني فيه ثأري. . . " الحديث.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد". وقال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك": "صحيح". وقال ابن حَجَر كما في "الفتوحات الربانية"(3/ 166) بعد أن عزاه للحاكم: "رواته ثقات، وهو حديث حسن، صحَّحه الحاكم، وفيه نظر لانقطاع في سنده".
غريب الحديث:
قوله: "واجعلهما الوارث منِّي" قال الإمام النووي رحمه الله في "الأذكار" ص 175: "قال العلماء: معنى اجعلهما الوارث منِّي: أي أبقهما صحيحين سليمين إلى أن أموت؛ وقيل: المراد بقاؤهما وقوتهما عند الكِبَر وضعف الأعضاء وباقي الحواس: أي اجعلهما وارثيْ قوَّةَ باقي الأعضاء والباقِيَيْن بعدهما؛ وقيل
(1)
في "الإصابة": "ومحمد". وهو تحريف.
المراد بالسمع: وعي ما يسمع والعمل به، وبالبصر: الاعتبار بما يرى: وروي "واجعله الوارث مني" فرد الهاء إلى الإمتاع فوحَّدَه".
* * *
1573 -
أخبرنا البَرْقَاني، أخبرنا عليّ بن محمد بن لؤلؤ، أخبرنا أبو الحسن القَافْلَائِي، حدَّثنا عبد الملك بن هَوْذَة، حدَّثنا عمرو بن خَلِيفة البَكْرَاوي، عن ابن عَوْن، عن محمد، عن عَبِيدة
(1)
،
عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَعَاهَدُوا القُرْآنَ، فوالذي نَفْسِي بيدهِ لَهُوَ أشدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الإبلِ النَّوَازعِ إلى أَوْطَانِهَا".
(10/ 434) في ترجمة (عبد الملك بن هَوْذَة بن خَلِيفة البَكْرَاوي).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (عبد الملك بن هَوْذَة البَكْرَاوي) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (1572).
كما أنَّ فيه (عمرو بن خَلِيفة البَكْرَاوي أبو عثمان) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 229) وقال: "كان في بعض روايته بعض المناكير".
2 -
"اللسان"(4/ 464) -وهو من زوائده على "الميزان"- ونقل توثيق ابن حِبَّان له فقط، وقال:"أخرج له ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"".
وشيخ الخطيب (البَرْقَاني) هو (أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب أبو بكر): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (312).
(1)
في المطبوع: "عن محمد بن عبيدة"، وكذا في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 353. والتصويب من "المعاجم" الثلاثة للطبراني. وقد صرَّح في "الصغير" و"الأوسط" أنَّه (محمد بن سِيْرِين). وهو يؤكِّد تصحيف ما في المطبوع والمخطوط، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
و (علي بن محمد بن لؤلؤ) هو (عليّ بن محمد بن أحمد الثَّقَفِي الورَّاق أبو الحسن، ويعرف بابن لؤلؤ): ثقة رديء الكتاب وكان لا يفهم الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1541).
و(أبو الحسن القَافْلَائي) هو (عليّ بن الحسن بن سليمان القَطِيعي أبو الحسن): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (348).
و(ابن عَون) هو (عبد اللَّه بن عَوْن بن أَرْطَبَان البَصْرِي أبو عَوْن): ثقة ثَبْتٌ، روى له الستة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1336).
و(محمد) هو: التابعي الجليل الثقة العابد (ابن سِيْرِين الأنصاري البَصْرِي أبو بكر). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(عَبِيدة) هو (ابن عمرو السَّلْمَاني الكوفي أبو عمرو): تابعي مُخَضْرَمٌ ثقة ثَبْتٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (995).
والحديث صحيح من طرق أخرى بنحوه.
التخريج:
رواه الطبراني في "الكبير"(10/ 207) رقم (10347)، و"الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 120 - 121) رقم (3476) -، و"الصغير"(1/ 110 - 111)، من طريق عبد الملك بن هَوْذَة، عن عمرو بن خَلِيفة البَكْرَاوي، به.
قال الطبراني في "الصغير": "لم يروه عن ابن عَوْن إلَّا عمرو، تفرَّد به ابن هَوْذَة".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 169): "رواه الطبراني في الثلاثة. . . وهو في الصحيح بغير هذا السياق، ورجال "الصغير" و"الأوسط" ثقات".
والحديث رواه البخاري في فضائل القرآن، باب استذكار القرآن وتَعَاهُدِهِ (9/ 79) رقم (5032) -واللفظ له-، ومسلم في صلاة المسافرين، باب الأمر بتعهد القرآن (1/ 544) رقم (790)، والتِّرْمِذِيّ في القراءات، باب رقم (10)(5/ 193) رقم (2942)، والنَّسَائي في الصلاة، باب جامع ما جاء في القرآن (2/ 154 - 155)، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا:"بِئْسَ ما لأَحَدِهِمْ أَنْ يقولَ: نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ، بَلْ نُسِّيَ، واسْتَذْكِرُوا القُرْآنَ، فإنَّه أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُور الرِّجالِ مِنَ النَّعَمِ". وفي روايات أخرى: "مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا".
وبنحو هذه الرواية المطوَّلة، رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(3/ 359)، والطبراني في "الكبير" (10/ 168 - 169) رقم (10231) وأوله عندهما:"تعاهدوا القرآن فإنَّه وَحْشِي. . . ".
وانظر شواهد الحديث في: "جامع الأصول"(2/ 447 - 450)، و"مجمع الزوائد"(7/ 169)، و"المصنَّف" لعبد الرزاق (3/ 358 - 360)، و"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (2/ 500).
غريب الحديث:
قوله: "تَفَصِّيًا": "أي أشدّ خروجًا. يقال: تَفَصَّيْتُ من الأمر تَفَصِّيًا: إذا خرجت منه وتَخَلَّصْتِ". "النهاية"(3/ 452). وانظر: "فتح الباري"(9/ 81) -في كتاب فضائل القرآن، باب استذكار القرآن وتعاهده-.
قوله: "النَّوازِع": أي الغرائب. انظر: "النهاية"(5/ 41)، و"المعجم الوسيط" مادة (نزع) ص 914.
* * *
1574 -
أخبرنا محمد بن الحسين القَطَّان، أخبرنا محمد بن عثمان بن ثابت الصَّيْدَلَانِيّ، حدَّثنا أبو نُعَيْم عبد الملك بن محمد بن عَدِيّ.
وأخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار التَّاجِر -بأَصْبَهَان-، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا عبد الملك بن محمد أبو نُعَيْم الجُرْجَاني -ببغداد سنة ثمان وثمانين ومائتين-، حدَّثنا عمَّار بن رجاء الجُرْجَاني، حدَّثنا أحمد بن أبي طَيْبَة، عن أبيه، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح،
عن أُمِّ هانئ بنت أبي طالب قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أُمَّتي لَنْ تُخْزَى ما أَقَامُوا صِيَامَ رَمَضَانَ".
قبل يا رسول اللَّه: وما خِزْيُهُمْ في إضاعة شهر رمضان؟ قال: "انتهاكُ المَحَارِمِ فيه، مَنْ زَنَى فيه، أو شرب فيه خَمْرًا، لعنهُ اللَّهُ ومن في السموات إلى مِثْلِهِ مِنَ الحَوْلِ، فإنْ ماتَ فيه قبل أَنْ يُدْرِكَ رمضانَ آخر، فليست له عند اللَّه حسنةٌ يتَّقي بها النَّارَ، فاتَّقوا شَهْرَ رَمَضَانَ، فإنَّ الحسنات تُضَاعَفُ فيه ما لا تضاعفُ فيما سواهُ، وكذلك السَّيِّئاتُ".
(10/ 428 - 429) في ترجمة (عبد الملك بن محمد بن عَدِيّ أبو نُعَيْم الجُرْجَانِيّ، المعروف بالإِسْتِرابَاذِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه والد (أحمد بن أبي طَيْبَة) وهو (عيسى بن سليمان بن دينار الدَّارِمي الجُرْجَاني أبو طَيْبَة): ضعيف، ساق له ابن عَدِيّ عِدَّة مناكير. وتقدَّمت ترجمته في حديث (436). وقد تُوبع لكن من طريق ضعيف.
كما أنَّ فيه (أبو صالح) وهو (بَاذَام -ويقال: بَاذَان- الكَلْبِي مولى أُمِّ هانئ): ضعيف أيضًا. وستأتي ترجمته في حديث (2054).
وباقي رجال الإسنادين حديثهم حسن.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"، (1/ 247 - 248)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(3/ 104 - 105) رقم (1502) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال في "الصغير":"لم يروه عن الأَعْمَش إلَّا ابن أبي طَيْبَة، ولا عنه إلَّا ابنه. ولا يُروى عن أُمِّ هانئ إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به عمَّار بن رجاء".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 144): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه عيسى بن سليمان أبو طيبة ضعَّفه ابن مَعِين ولم يكن فيمن يتعمد الكذب ولكنه نُسِبَ إلى الوَهَم".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1896) -في ترجمة (عيسى بن سليمان أبو طَيْبَة) -، والسَّهْمِي في "تاريخ جُرْجَان" ص 293 و 417، من طريق عمَّار بن رجاء، عن أحمد بن أبي طَيْبَة، به.
ورواه السَّهْمِيُّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 299، من طريق القاسم بن أبي شَيْبَة، حدَّثنا عِمْرَان بن أَبَان، حدَّثنا خَلَف بن خَلِيفة، حدَّثنا عبد اللَّه بن أبي مُلَيْكَة، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عنه، به.
أقول: في إسناده فضلًا عن (أبي صالح بَاذَام الكَلْبِي): (عِمْرَان بن أَبَان السُّلَمي) وهو ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب"(2/ 82). وانظر: "التهذيب"(8/ 121 - 122).
وفيه كذلك (خَلَف بن خَلِيفة الأَشْجَعِي) وهو صدوق اختلط بأَخِرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1468).
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل"(2/ 47 - 48) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال "هذا حديث لا يصحُّ؛ وأحمد بن أبي طَيْبَة وأبوه: مجهولان.
وأبو صالح: اسمه (بَاذَام)
(1)
، ولم يرضه أحد من القدماء".
أقول: قول ابن الجَوْزي: "وأحمد بن أبي طَيْبَة وأبوه مجهولان"، موضع نظر.
فـ (أحمد بن أبي طَيْبَة عيسى بن سليمان بن دينار الدَّارِمي الجُرْجَاني أبو محمد)، كان أحد أعلام مدينة جُرْجَان وقاضيها، وثَّقه ابن مَعِين والخَلِيلي وابن حِبَّان، وقال الحافظ ابن حَجَر: صدوق له أفراد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (436).
أمَّا أبوه (عيسى بن سليمان الجُرْجَاني أبو طَيْبَة) فإنَّه ضعيف غير مجهول. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (436).
وقد ذكر ابن أبي حاتم الحديث في "العلل" له (1/ 266)، من الطريق المتقدِّم، ونقل عن أبيه قوله:"هذا حديث موضوع عندي، يُشْبِهُ أنَّ يكون من حديث الكَلْبِيّ".
* * *
1575 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن عبد اللَّه بن مهدي، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي -إملاءً-، حدَّثنا أحمد بن إسماعيل المَدَني، حدَّثنا عبد العزيز بن عِمْرَان، عن معاوية بن عبد اللَّه، عن الجَلْد بن أيوب، عن معاوية بن قُرَّة،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لمَّا تجلَّى اللَّهُ تعالى للجَبَلِ، طارت لعظمته ستة أَجْبُلٍ، فوقعت ثلاثة بالمدينة، وثلاثة بمكة.
وقع بالمدينة: أُحُدٌ، وَوَرِقَان، وَرَضْوَى.
(1)
تَصَحَّفَ في "العلل" إلى "مادام". والتصويب من "الجرح والتعديل"(2/ 431)، و"تهذيب الكمال"(4/ 6)، وغيرهما.
ووقع في مكَّة: ثَبِيْر، وحِرَاء، وثَوْر".
(10/ 440 - 441) في ترجمة (عبد العزيز بن عِمْرَان بن عبد العزيز الزُّهْرِيّ الأَعْرَج، ويعرف بابن أبي ثابت).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (الجَلْد بن أيوب البَصْرِي) وقد ترجم له في:
1 -
"العلل" لأحمد بن حنبل (1/ 152) وقال: "ليس يسوى حديثه شيئًا. . . ضعيف الحديث. سمعت أبا معمر يقول: ما سمعت ابن المبارك ذكر أحدًا بسوءٍ إلَّا يومًا ذُكِر عنده (الجَلْد بن أيوب) فقال: إيش حديث الجَلْد؟ وما الجلد من الجلد! ".
2 -
"الضعفاء الصغير" للبخاري ص 56 - 57 رقم (57) وقال: "قال ابن المبارك: أهل البَصْرَة يضعِّفون الجَلْدَ". وفيه عن ابن عُيَيْنَة: "جَلْدٌ ومَنْ جَلْدٌ؟ ومن كان جَلْد! ".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 71 رقم (99) وقال: "ضعيف".
4 -
"الجرح والتعديل"(2/ 548 - 559) وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف". وقال أبو حاتم: "شيخ أعرابي ضعيف الحديث يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بالقويِّ".
5 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 168 رقم (141) وقال: "متروك".
6 -
"اللسان"(2/ 133 - 134) وذكر تضعيفه عن ابن رَاهُوْيَه.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد العزيز بن عِمْرَان الزُّهْرِيّ الأَعْرَج) وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (63).
التخريج:
رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 211) -في ترجمة (الجَلْد بن أيوب البَصْرِي) -، وأبو الشيخ بن حَيَّان، وابن مَرْدُوْيَه، وابن أبي حاتم في "تفاسيرهم" -كما في "اللآلئ"(1/ 34)، و"تفسير ابن كثير"(2/ 255) بخصوص رواية ابن أبي حاتم فقط-، من طريق عبد العزيز بن عِمْرَان، عن الجَلْد بن أيوب، به.
قال ابن حِبَّان: "موضوع لا أصل له".
وقال ابن كثير في "تفسيره"(2/ 255) -عند تفسيره للآية 143 من سورة الأعراف-: "هذا حديث غريب، بل منكر"! ! .
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 120 - 121) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قول ابن حِبَّان السابق، وبعض أقوال النُّقَّاد في (عبد العزيز بن عِمْرَان الزُّهْرِيّ).
ثم رواه ابن الجَوْزي من طريق طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"إنَّ من الجبال التي تطايرت يوم موسى سبعة أجبل، لحقت بالحجاز وباليمن. منها بالمدينة: أُحُد وَوَرِقَان. وبمكَّة: ثَوْر وثَبِير وحِرَاء. وباليمن: صبر وحصور". وقال: "هذا حديث ليس بصحيح. قال أحمد بن حنبل: طلحة بن عمرو: لا شيء متروك الحديث. وكذلك قال النَّسَائي. . . . ".
وتعقبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 24 - 25) بما لا يقوى، ولخَّص تعقيبه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (1/ 143 - 144) بقوله:"تُعقِّب في الحديثين، بأنَّ الأول أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"، وقد مرَّ أنَّه لم يُخْرِجْ فيه موضوعًا. و (عبد العزيز) من رجال التِّرْمِذِيّ، ولم يُتَّهَمْ بالكذب. و (طلحة) وإنْ ضعَّفوه فلم يُتَّهَمْ بكذبٍ. وهو من رجال ابن ماجه. ولعبد العزيز مُتَابِعٌ عند أبي نُعَيْم في "الحِلْيَة" من طريق محمد بن الحسن بن زَبَالَة، وهو متروك. قلت -القائل ابن
عَرَّاق-: بل كذَّاب. فلا يصلحُ تابعًا واللَّه أعلم. وللحديث شاهد عن عليٍّ رضي الله عنه موقوفًا، أخرجه ابن مَرْدُوْيَه في "تفسيره". قلت -القائل ابن عَرَّاق-: وشاهد آخر عن أبي مالك أخرجه ابن أبي حاتم. قال الحافظ ابن كثير: غريب منكر. وقال الحافظ ابن حَجَر: غريب مع إرساله". انتهى.
وقد علَّق العلَّامة عبد الرحمن المُعَلِّمي اليَمَاني رحمه اللَّه تعالى في حاشيته على "الفوائد المجموعة" ص 445 على كلام السيوطي المتقدِّم -وقد لخَّصه الشَّوْكانيُّ-، بقوله:"عبد العزيز وطلحة: تالفان جدًّا، فإن لم يكونا يتعمدان الكذب صراحًا، فقد كانا لا يباليان ما حدَّثا به، فيقع منهما الكذب بكثرة".
* * *
1576 -
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار.
وأخبرنا عليّ بن القاسم بن الحسين الشَّاهِد -بالبَصْرَة-، حدَّثنا عليّ بن إسحاق المَادَرَائِيّ، قالا: حدَّثنا محمد بن عبيد اللَّه بن المُنَادِي، حدَّثنا أبو خالد -قال المَادَرَائِيُّ: القُرَشِي. ثم اتفقا-، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن عثمان بن المغيرة، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن ابن الحَنَفِيَّة،
عن عليٍّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا بلالُ قُمْ فَأَرِحْنَا بالصَّلَاةِ".
(10/ 443) في ترجمة (عبد العزيز بن أَبَان بن محمد الأُمَوِيّ القُرَشِيّ أبو خالد).
مرتبة الحديث:
منكر من هذا الطريق، وقد صَحَّ من غيره.
ففي إسناده صاحب الترجمة (عبد العزيز بن أَبَان الأُمَوي القُرَشي أبو خالد): متروك، وكذَّبه ابن مَعِين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (518).
قال الخطيب عقب روايته له: "لم يرو هذا الحديث كذا عن الثَّوْري مُسْنَدًا غير أبي خالد عبد العزيز بن أَبَان. والمحفوظُ عنه: ما أخبرنا البَرْقَاني، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، أخبرنا ابن مُبِشِّر، حدَّثنا أحمد بن سِنَان، حدَّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عثمان بن المغيرة، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن محمد بن الحَنَفِيَّة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "أرحنا يا بلال" من غير ذِكْرٍ لعليٍّ في الإسناد". ثم ذكر الاختلاف في إسناده، وتوسَّع في ذلك.
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "العلل"(4/ 121)، عن إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا محمد بن عبيد اللَّه المُنَادِي، به. وقال:"لم يسنده عن عليّ غير أبي خالد القُرَشي".
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ أيضًا: إنَّ رواية عمرو بن مُرَّة وأبي حمزة الثُّمَالي
(1)
عن سالم بن الجَعْد عن رجل من خُزَاعَة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والتي لم يُذْكَرْ فيها عليٌّ ولا ابن الحَنَفِيَّة، أصحُّ.
أقول: حديث عمرو بن مُرَّة، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن رجل من خُزَاعَة، والتي أشار إليها الدَّارَقُطْنِيّ، رواه أبو داود في الأدب، باب في صلاة العتمة (5/ 262) رقم (4985)، وإسناده صحيح.
ورواه من ذات الطريق أحمد في "المسند"(5/ 364)، إلَّا أنَّ فيه (عن رجل من أَسْلَمَ)
(2)
.
(1)
واسمه: (ثابت بن أبي صفية الأَزْدِي)، وهو تابعي واهٍ جدًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (956).
(2)
أقول: (أَسْلَم) من (خُزَاعة). انظر: "فتح الباري"(6/ 539) في المناقب، باب نسبة اليمن إلى إسماعيل، و"جمهرة أنساب العرب" لابن حَزْم ص 235.
ثم وجدت الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(1/ 165) يقول: أخرجه الدَّارَقُطْنِيُّ في "العلل" من حديث بلال. ولأبي داود نحوه من حديث رجل من الصحابة لم يُسَمَّ بإسناد صحيح". وانظر الحديث التالي رقم (1577).
* * *
1577 -
أنبأنا أبو بكر البَرْقَاني، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا القاضي عبد اللَّه بن أحمد بن ربيعة، حدَّثنا أحمد بن عبيد، حدَّثنا حسين بن عَلْوَان، حدَّثنا أبو حمزة الثُّمَالي، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن محمد بن عليّ بن الحَنَفِيَّة،
عن بلال أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أَرِحْنَا بها يا بلالُ -يعني الصَّلاةَ-".
(10/ 444) في ترجمة (عبد العزيز بن أَبَان بن محمد الأُمَوي القُرَشي أبو خالد).
مرتبة الحديث:
إسناده مسلسل بالضعفاء والوضَّاعين. وقد صَحَّ من غير هذا الطريق.
ففيه (أبو حمزة الثُّمَالي) وهو (ثابت بن أبي صفيَّة الأَزْدِيّ): تابعي واهٍ جدًّا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (956).
كما أنَّ فيه (الحسين بن عَلْوَان بن قُدَامَة الكوفي الكَلْبِي أبو عليّ)، وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1162).
كما أنَّ فيه (أحمد بن عبيد بن نَاصِح النَّحْوي أبو جعفر، ويعرف بأبي عَصِيدة)، وهو ليِّن الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (199).
كما أنَّ فيه (عبد اللَّه بن أحمد بن ربيعة القاضي الدِّمَشْقِي أبو محمد)، وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(9/ 386 - 387) وقال: "كان غير ثقة". وتوفي عام (329 هـ).
2 -
"الميزان"(2/ 391) وقال: "كان من الفقهاء والمحدِّثين، ينفرد بأشياء". وقال: "وخَطَّ عليه الدَّارَقُطْنِيُّ".
3 -
"اللسان"(3/ 253 - 254) وفيه عن مَسْلَمَة بن قاسم: "كان ضعيفًا يزن بكذب. وسمعت بعض أصحاب الحديث يقول: كان كذَّابًا. . . ". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف".
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "العلل"(4/ 122) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
وقد سبق تخريجه والكلام عليه في الحديث السابق رقم (1576).
* * *
1578 -
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحَرَشِيّ، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، أخبرنا محمد بن إسحاق الصَّاغَاني، حدَّثنا عبد العزيز بن أبي سَلَمَة بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطَّاب العُمَرِيّ، حدَّثني إبراهيم بن سعد، عن ابن شِهَاب،
عن أنس بن مالك قال: رأى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في يَدِ رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فَضَرَبَ يَدَهُ بقضيبٍ كانَ معهُ حتَّى رَمَى بِه.
(10/ 447 - 448) في ترجمة (عبد العزيز بن أبي سَلَمَة بن عبيد اللَّه العُمُرِيّ القُرَشِيّ المَدِيْنِيّ أبو عبد الرحمن).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن. والحديث صحيح بشواهده.
ورجال إسناد الخطيب كلُّهم ثقات، عدا صاحب الترجمة (عبد العزيز بن أبي سَلَمَة العُمَرِيّ)، فقد قال الخطيب في ترجمته:"رواياته مستقيمة". ونقل عن
الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه: "ليس به بأس". وذكره ابن حِبَّان في "ثقاته"(8/ 396). وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(2/ 175): "صدوق". وقال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 509): "لا بأس به، من العاشرة"/ س.
وشيخ الخطيب (القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحَرَشِيّ الحِيْرِيّ): ثقة، توفي عام (421 هـ) عن (96) عامًا. انظر ترجمته في:"الأنساب" للسَّمْعَاني (4/ 108 - 110 و 289)، و"السِّيَر"(17/ 356 - 358).
التخريج:
رواه أبو يعلى في "مسنده"(6/ 262) رقم (3565) مطوَّلًا، عن بشر بن الوليد الكِنْدِي، أخبرنا إبراهيم بن سعد، به. وقال محققه:"إسناده حسن".
أقول: في إسناده (بشر بن الوليد الكِنْدِي): ضعَّفه أبو داود والسُّلَيْمَاني، ووثَّقه الدَّارَقُطْنِيّ ومَسْلَمَة، وكان أحمد يُثني عليه. وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح"، فلم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وستأتي ترجمته في حديث (1783).
ورواه الحافظ الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(1/ 327) بإسناده إلى بشر بن الوليد، به، بأخصر ممَّا في "المسند". وقال:"هذا حديث صالح الإسناد غريب". وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 35).
وقال الحافظ ابن رَجَب الحَنْبَلي في كتابه "أحكام الخواتيم" ص 40: "وروى عُقِيل ويونس، عن الزُّهْرِيّ، عن أبي إدريس
(1)
الخَوْلاني، عن رجل أدرك
(1)
صُحِّفَ في "أحكام الخواتيم" إلى "أريس". والتصويب من "التهذيب"(5/ 85)، و"التقريب" (1/ 390). واسم أبي إدريس:(عَائِذ اللَّه بن عبد اللَّه بن عمرو)، وقد وُلِدَ في حياة النبيّ صلى الله عليه وسلم يوم حُنَيْن، وسمع من كبار الصحابة، وكان عالم الشام بعد أبي الدَّرْدَاء. مات سنة (80 هـ). انظر ترجمته في المصدرين السابقين، وفي "السِّيَر" للذَّهَبِيّ (4/ 272 - 277).
النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى في يد رجل خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَضَرَبَ إصْبَعَهُ حتَّى رَمَى به". ذكره الدَّارَقُطْنِيّ في "علله" وقال: رواه يونس بن الوليد وعبد العزيز بن أبي سَلَمَة، عن إبراهيم بن سعد، عن الزُّهْرِيّ، عن أنس، وليس بمحفوظ، والصحيح الأول".
وللحديث شواهد كثيرة، انظرها في:"أحكام الخواتيم" لابن رَجَب ص 36 - 74، و"جامع الأصول"(4/ 716 - 720)، و"مجمع الزوائد"(5/ 151) وما بعد.
ومن هذه الشواهد، ما رواه مسلم في اللباس، باب تحريم خاتم الذهب على الرجال. . (3/ 1655) رقم (2090) عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما:"أنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم رأى خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ في يَدِ رَجُلٍ، فَنَزَعَهُ فَطَرَحَهُ. وقال: "يَعْمِدُ أحدُكُمْ إلى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَيَجْعَلُهَا في يَدِهِ". فقيل للرَّجُلِ بعدما ذَهَبَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: خُذْ خَاتَمَكَ انْتَفِعْ بهِ. قال: لا، واللَّهِ لا آخُذُهُ أبدًا وقد طَرَحَهُ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم".
* * *
1579 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافعي، حدَّثنا موسى بن هارون، حدَّثنا عبد العزيز بن أبي سَلَمَة العُمَرِيّ، حدَّثني إبراهيم بن سعد، عن الزُّهْرِيّ،
عن أنس بن مالك: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى في يَدِ رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَضَرَبَ أُصْبُعَةُ بقضيبٍ كانَ معهُ حتَّى رَمَى بهِ".
(10/ 448) في ترجمة (عبد العزيز بن أبي سَلَمَة بن عبيد اللَّه العُمَرِيّ القُرَشِيّ المَدِيْنِيّ أبو عبد الرحمن).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن. والحديث صحيح بشواهده.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (1578).
* * *
1580 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد اللَّه بن إسحاق البَغَوي، حدَّثنا إبراهيم بن إسماعيل السَّوْطِي، حدَّثنا عبد العزيز بن بَحْر الخَلَّال، حدَّثني رِشْدِين بن سعد، حدَّثنا موسى بن عليّ، عن أبيه،
عن بُدَيْل قال: رأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ على الخُفَّيْنِ.
(10/ 448) في ترجمة (عبد العزيز بن بحر المَرْوَرُّوْدِيّ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. ومَتْنُهُ متواتر.
ففيه (رِشْدِين بن سعد المَهْرِيّ المِصْرِيّ أبو الحجَّاج)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (591).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (عبد العزيز بن بَحْر المَرْوَرُّوْذِيّ)
(1)
وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(10/ 448) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 623) وقال: "عن إسماعيل بن عيَّاش بخبرٍ باطلٍ، وقد طعن فيه عبَّاس الدُّوري". ثم ساق الخبر، وهو في فضل معاوية رضي الله عنه.
3 -
"المغني"(2/ 396) وقال: "عن إسماعيل بن عيَّاش، بخبر كذب، يُنْظَرُ مَنْ ذَا".
(1)
في "الميزان"(2/ 623)، و"المغني"(2/ 396)، و"اللسان" (4/ 25):"المروزي".
4 -
"اللسان"(4/ 25) وقال: "قال ابن عدي في ترجمة (عبد العزيز بن يحيى المَدَني): عبد العزيز بن بَحْر، ليس بمعروف".
أقول: سقطت ترجمة (عبد العزيز بن يحيى المدني) من النسخة المطبوعة من "الكامل" لابن عدي.
التخريج:
رواه البَاوَرْدِيّ وابن مَنْدَه من طريق رِشْدِين بن سعد، عن موسى بن عليّ بن رَبَاح، عن أبيه، عن بُدَيْل حَلِيف لهم قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وذكره. كذا في "الإصابة" لابن حَجَر (1/ 141)، وقال:"بُدَيْل، غير منسوب، حليف بني لَخْم. ذكره ابن يُونس في "تاريخ مِصْر". وأخرجه البَغَوي ولم يسق حديثه".
أقول: (عليّ بن رَبَاح)، والد (موسى): لَخْمِيٌّ، ولذلك قال في الإسناد:"حليف لهم". انظر "التهذيب"(7/ 318).
ولم يذكر حديث (بُدَيْل) هذا، السُّيُوطيّ، أو الزَّبِيْدِيّ، أو الكَتَّانِيّ، في كتبهم في الأحاديث المتواترة عند ذكرهم لأسماء الصحابة الذين رووا أحاديث المسح على الخفين. فيضاف إليهم.
والحديث متواتر. وانظر في تواتره: "الأزهار المتناثرة" للسُّيُوطيّ ص 52 - 54، و"لقط اللآلئ المتناثرة" للزَّبِيْدِيّ ص 236 - 250، و"نظم المتناثر" للكَتَّانِيّ ص 42 - 44.
* * *
1581 -
أخبرنا محمد بن الحسين
(1)
الأَزْرَق، حدَّثنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأَدَمِيّ، أخبرنا عبد العزيز بن عبد اللَّه الهاشمي، حدَّثنا عبد القدوس بن
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى (الحسن). والتصويب من "تاريخ بغداد"(2/ 239)، و"السِّيَر"(17/ 331).
إبراهيم، حدَّثنا إبراهيم بن عمر بن كَيْسَان، عن خَلَّاد بن جُندة، عن سعيد بن جُبَيْر،
عن ثَوْبَان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَعْكَفَ نَفْسَهُ ما بين المغرب والعِشَاء في مسجدِ جماعةٍ لم يتكلَّم إلا بصلاةٍ وقرآنٍ، كان حقًّا على اللَّه أَنْ يَبْنِي له قَصْرًا في الجنَّة".
(10/ 452) في ترجمة (عبد العزيز بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه الهاشمي أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده كلُّهم ثقات عدا (عبد القدوس بن إبراهيم بن عبيد اللَّه بن مِرْدَاس العَبْدَرِيّ)، فقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 56 - 57) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(خَلَّاد بن جُنْدَة) هو (خَلَّاد بن عبد الرحمن بن جُنْدَة الصَّنْعَانِيّ الأَبْنَاويّ)، وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(3/ 365) وفيه عن أبي زُرْعَة الرَّازي: . "ثقة".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 267) وقال: "عداده في أهل اليمن، كان من الأبناء الصالحين".
3 -
"تهذيب الكمال" للمِزِّيّ (8/ 356 - 358).
4 -
"تقريب التهذيب"(1/ 229) وقال: "ثقة حافظ، من السادسة"/ د س.
التخريج:
رواه ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال"(1/ 130 - 131) رقم (75)، من طريق عبد العزيز بن محمد الهاشمي، عن عبد القدوس بن إبراهيم، به، مطوَّلًا. ووقع عنده:"بصلاةٍ أو قرآن". كما وقع عنده: "قصرين".
قال الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث الإِحياء"(1/ 352) عن حديث
ثَوْبَان هذا: "لم أجد له أصلًا من هذا الوجه! وقد تقدَّم في الصلاة - (1/ 197) - من حديث ابن عمر".
* * *
1582 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء الوَاسِطي، أخبرنا أبو بكر محمد بن خَلَف بن محمد بن جَيَّان الخَلَّال، حدَّثنا أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن دينار الفارسي العَابِد، حدَّثنا داود بن رُشَيْد، حدَّثنا خَلَف بن خَلِيفة، عن أبي مالك الأَشْجَعِي،
عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رآني في المَنَامِ فقد رآني".
(10/ 454) في ترجمة (عبد العزيز بن محمد بن دينار الفارسي أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من طرق أخرى.
ففيه (خَلَف بن خَلِيفة بن صَاعِد الأَشْجَعِي أبو أحمد)، وهو صدوق اختلط بأَخَرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1468).
كما أنَّ في إسناده شيخ الخطيب (أبو العلاء الوَاسِطي محمد بن عليّ بن أحمد)، وهو صاحب تخليط لا يُوثقُ به. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (430).
و (أبو مالك الأشجعي) هو (سعد بن طارق بن أَشْيَم الأَشْجَعِي الكوفي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1468).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1468).
* * *
1583 -
حدَّثني أبو القاسم عبد الواحد بن عليّ العُكْبَري قال: حدَّثني الحسن بن شِهَاب، عن عمر بن المُسْلِم قال: حضرت مع عبد العزيز بن الحارث الحَنْبَلِي بعض المجالس، فَسُئِلَ عن فتح مكَّة أكان صُلْحًا أو عَنْوَةً؟ فقال: عَنْوَةً.
فقيل: ما الحُجَّةُ في ذلك؟ فقال: حدَّثنا أبو عليّ محمد بن أحمد بن الصَّوَّاف، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثني أبي، حدَّثنا عبد الرزاق، عن مالك -أو مَعْمَر- قال عبد الواحد أنا أشك-، عن الزُّهْرِيّ،
عن أنس، أنَّ أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم اختلفوا في فتح مكَّة أكان صُلْحًا أو عَنْوَةً. فسألوا عن ذلك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"كان عَنْوَةً".
"قال ابن المُسْلِم: فلما خرجنا من المجلس، قلت له: ما هذا الحديث؟ فقال: ليس بشيء، وإنما وضعته في الحال أدفع به عني حجَّة الخَصْم".
(10/ 461 - 462) في ترجمة (عبد العزيز بن الحارث بن أسد التَّمِيميّ الحَنْبَلِيّ أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (عبد العزيز بن الحارث التَّمِيمي الحَنْبَلِي)، وقد أقرَّ بوضعه، كما سبق عنه. وقال الحافظ الخطيب في ترجمته:"حدَّثني الأَزْهَرِيّ قال: قال لي أبو الحسن بن رَزْقُوْيَه: وضع أبو الحسن التَّمِيمي في "مسند أحمد بن حنبل" حديثين. فأنكر أصحاب الحديث عليه ذلك وكتبوا محضرًا أثبتوا فيه خطوطهم بشرح حاله. قال الأَزْهَرِيّ: ورأيتُ المحضر عند ابن رَزْقُوْيَه، وفيه خَطُّ الدَّارَقُطْنِيّ وابن شَاهِين وغيرهما". ونقل الخطيب عن أبي يعلى الفرَّاء قوله فيه: "رجل جليل القدر، وكان له كلام في مسائل الخلاف، وله تصنيف في الفرائض وفي الأصول".
وترجم له الحافظ الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(2/ 624 - 626) وقال: "من رؤساء الحنابلة وأكابر البَغَادِدَة، إلَّا أنَّه آذى نفسه ووضع حديثًا أو حديثين في "مسند الإمام أحمد"".
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
1584 -
أخبرنا التَّنُوخِيّ، حدَّثنا أبو طالب عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن الفضل بن أحمد بن حمَّاد الدَّنْقَشِيّ
(1)
-قاضي رَامَهُرْمُز
(2)
، ببغداد في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة-، حدَّثنا يحيى بن محمد بن صَاعِد، حدَّثنا أبو عبيد اللَّه المَخْزُومي، حدَّثنا سفيان، عن عمرو بن عبيد، عن الحسن،
عن عِمْرَان بن حُصَيْن، وأبي بَكْرَة، ومَعْقِل بن يَسَار، وأبي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيّ، وأنس بن مالك، قالوا جميعًا: ما سمعنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَطُّ قَامَ فينا خطيبًا إلَّا وهو يَنْهَانَا عن المُثْلَةِ، ويَأْمُرُنَا بالصَّدَقَةِ.
(10/ 462) في ترجمة (عبد العزيز بن أحمد بن محمد الدَّنْقَشِيّ أبو طالب).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن المُثْلَة، والأمر بالصدقة، من أوجه أخرى.
ففيه (عمرو بن عُبيد بن بَاب التَّمِيمي البَصْرِي أبو عثمان) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 449) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(6/ 352 - 353) وقال: "تركه يحيى القطَّان". وفيه عن مَطَر الورَّاق: "عمرو بن عبيد يلقاني فيحلف لي على الحديث، فأعلم أنَّه كاذب".
(1)
هذه النسبة إلى "الدَّنقش"، وهو لقب حمَّاد، الجَدُّ الأعلى لصاحب الترجمة. انظر:"الأنساب"(5/ 347)، و"تاريخ بغداد"(10/ 462).
(2)
مدينة مشهورة بنواحي خوزستان، والعامة يسمونها (رامز) اختصارًا. ومعنى (رام) في اللغة الفارسية: المراد. "مراصد الاطلاع"(2/ 597).
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 184 رقم (469) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الجرح والتعديل"(6/ 246 - 247) وفيه عن يونس: "كان يكذب في الحديث". وقال حُمَيْد لحمَّاد بن سَلَمَة: "لا تأخذ عن هذا شيئًا فإنَّه يكذب على الحسن -يعني البَصْري-". وقال ابن عَوْن: "يكذب على الحسن". وقال معاذ بن معاذ: قلت لعوف إنَّ عمرو بن عبيد حدَّثنا عن الحسن كذا وكذا، وقال:"كذب واللَّه عمرو". وقال مَطَر الورَّاق: "ما أُصدِّق عمرو بن عبيد في شيء". وقال أحمد: "ليس بأهلٍ أن يحدِّث عنه". وقال عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "متروك الحديث صاحب بِدْعَة". وقال أبو حاتم: "متروك الحديث".
5 -
"المجروحين"(2/ 69 - 71) وقال: "كان من العُبَّاد الخشن وأهل الورع الدقيق، ممن جالس الحسن سنين كثيرة، ثم أَحْدَثَ ما أحدث من البِدَعِ، واعتزل مجلس الحسن ومعه جماعة فَسُمُّوا المعتزلة. وكان عمرو بن عبيد داعيةً إلى الاعتزال ويشتم أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ويكذب مع ذلك في الحديث توهمًا لا تعمدًا".
6 -
"الكامل"(5/ 1750 - 1763) وقال: "مذموم ضعيف الحديث جدًّا، معلن بالبدع، وقد كفانا ما قال فيه النَّاس".
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 308 رقم (401).
8 -
"تاريخ بغداد"(12/ 166 - 188) وقد أفاض الحافظ الخطيب في كَشْفِ حاله وذِكْرِ أخباره.
"التهذيب"(8/ 70 - 75) وقال في آخر ترجمته: "والكلام فيه والطعن عليه كثير جدًّا".
"التقريب"(2/ 74) وقال: "المعتزلي المشهور، كان داعيةً إلى بدعته، اتَّهَمَهُ جماعة مع أنَّه كان عابدًا، من السابعة، مات سنة ثلاث وأربعين -يعني ومائة-، أو قبلها"/ قد فق.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد العزيز بن أحمد الدَّنْقَشِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ في سماع الحسن من بعض الصحابة المذكورين خلاف، وخاصَّةً (عِمْرَان بن حُصَيْن). انظر:"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 36 - 44.
و(أبو عبيد اللَّه المَخْزُومي) هو (سعيد بن عبد الرحمن بن حسان): ثقة، توفي سنة (749 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(10/ 526 - 527)، و"التهذيب"(4/ 55)، و"التقريب"(1/ 300).
وشيخ الخطيب (التَّنُوخِيّ) هو (عليّ بن المُحَسِّن بن عليّ التَّنُوخِيّ): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1115).
التخريج:
لم أقف عليه من رواية الصحابة الخمسة معًا مجتمعين في كُلِّ ما رجعت إليه.
وقد رواه من حديث (عِمْران بن حُصَين) رضي الله عنه: أبو داود في الجهاد، باب في النهي عن المُثْلَة (3/ 120 - 121) رقم (2667)، من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قَتَادَة، عن الحسن البَصْري، عن هَيَّاج بن عِمْرَان، عن عِمْرَان بن حُصَيْن، وسَمُرَة بن جُنْدُب، قالا:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحثُّنا على الصَّدَقَةِ، ويَنْهَانَا عن المُثْلَةِ". وفيه قِصَّةٌ.
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(7/ 459) -في المغازي، باب قصَّة عُكْلٍ وعُرَيْنَة- بعد أن عزاه لأبي داود فقط:"وأخرجه أحمد -[في "مسنده" (4/ 428)]- من طريق سعيد
(1)
، عن قَتَادَة بهذا الإسناد إلى عِمْرَان بن حُصَيْن،
(1)
هكذا في "الفتح": "سعيد". والذي في "المسند": "همّام". وهو ما يوافق ما عند ابن أبي شَيْبَة والبيهقي.
وفيه القِصَّة، ولفظه:"كان يحثُّ في خُطْبَتِهِ على الصدقة وينهى عن المُثْلَة". وعن سَمُرَة مثل ذلك. وإسناد هذا الحديث قويٌّ، فإنَّ (هيَّاجًا) بتحتانية ثقيلة وآخره جيم، هو ابن عِمْرَان البَصْرِي، وثَّقه ابن سعد وابن حِبَّان، وبقية رجاله من رجال الصحيح".
أقول: لكن الذَّهَبِيَّ في "الميزان"(4/ 318) في ترجمته قال: "وثَّقه ابن سعد، وقال ابن المَديني: مجهول، فصدق عليٌّ -يعني ابن المَدِيني-".
والحافظ ابن حَجَر رحمه الله نفسه قال عنه في "التقريب"(2/ 325): "مقبول"! ! .
ورواه أبو داود الطَّيَالِسِيُّ في "مسنده" ص 112 رقم (836) مطوَّلًا، من طريق كَثِير بن شِنْظِير، عن الحسن، عن عِمْرَان بن حُصَيْن قال:"قلَّما قام فينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلَّا حثَّنا فيها على الصَّدَقَةِ ونَهَانَا عن المُثْلَة".
أقول: فيه (كثير بن شِنْظِير المَازِني البَصْرِي أبو قُرَّة) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 132): "صدوق يخطئ، من السادسة"/ خ م د ت ق. وقال في "هدي الساري" ص 436: "قال النَّسَائي: ليس بالقوي. ووثَّقه ابن سعد. وقال السَّاجي: صدوق فيه بعض الضعف. وقال أبو زُرْعَة: ليِّن. قلت -القائل ابن حَجَر-: احْتَجَّ به الجماعة سوى النَّسَائي، وجميع ماله عندهم ثلاثة أحاديث". ثم أفاد أنَّ ما خُرِّج له في "الصحيحين" منها، له متابعٌ. وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(8/ 418 - 419).
ورواه الطبراني في "الكبير"(18/ 176) رقم (402)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(7/ 307)، من طريق إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن عِمْرَان بن الحُصَيْن قال:"ما خَطَبَنَا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلا أَمَرَنَا بالصَّدَقَةِ ونَهَانَا عن المُثْلَة".
أقول: فيه (إسماعيل بن مسلم المكِّي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (362).
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(9/ 423)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 69)، من طريق عفَّان، عن همَّام، عن قَتَادَة، عن الحسن، عن هيَّاج بن عِمْرَان، عن عِمْرَان بن الحُصَيْن وسَمُرَة بن جُنْدُب، به.
وذكر البيهقي فيه القصَّة التي ذكرها أحمد. ولم يذكرها ابن أبي شَيْبَة، بل إنَّه اقتصر على ذكر النهي عن المُثْلَة فقط.
ورواه أحمد في "المسند"(4/ 436) عن وكيع، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الشُّعَيْثِي، عن أبي قِلَابَة، عن سَمْرَة وعِمْرَان، قالا:"ما خَطَبَنَا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً إلَّا أَمَرَنَا بالصَّدَقَةِ، ونَهَانَا عن المُثْلَةِ".
أقول: إسناده حسن.
وأمَّا من حديث أنس بن مالك:
فقد رواه النَّسَائي في تحريم الدم، باب النهي عن المُثْلَة (7/ 101)، عن محمد بن المُثَنَّى، حدَّثنا عبد الصمد، حدَّثنا هشام، عن قَتَادَة، عن أنس قال:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحثُّ في خُطْبَتِهِ على الصَّدَقَةِ، وينهى عن المُثْلَةِ".
أقول: رجال إسناده ثقات إلَّا أنَّه معلٌّ كما بينَّه الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(7/ 459) -في المغازي، باب قصة عُكْلِ وعُرَيْنَة-، حيث إنَّ الإمام البخاري قد روي في "صحيحه"(7/ 458) رقم (4192) من طريق يزيد بن زُرَيْع، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قَتَادَة، أنَّ أنسًا رضي الله عنه حدَّثهم:"أنَّ ناسًا من عُكْلٍ وعُرَيْنَة قدموا المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم وتكلَّموا بالإسلام. . . " فذكر ما كان من خبرهم وقتلهم للراعي، وفيه: "فبعث الطَّلَبَ في آثارهم، فأمر بهم
فَسَمَوُا أَعْيُنَهُمْ، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُم، وتُرِكُوا في ناحيةِ الحَرَّةِ حتَّى ماتوا على حالِهِمْ. قال قَتَادَةُ: بَلَغَنَا أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعد ذلك كان يحثُّ على الصَّدَقَةِ ويَنْهَى عن المُثْلَةِ".
قال الحافظ رحمه الله: "وقد تبين بهذا، أنَّ في الحديث الذي أخرجه النَّسَائي من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن هشام، عن قَتَادَة، عن أنس قال: "نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن المُثْلَة" إدراجًا، وأنَّ هذا القَدْرَ من الحديث لم يسنده قَتَادَة عن أنس، وإنما ذكره بلاغًا، ولمَّا نشط لذكر إسناده ساقه بوسائط إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم. واللَّه أعلم".
وأمَّا من حديث: (أبي بَكْرَة)، و (أبي بَرْزَة)، و (مَعْقِل بن يَسَار)، فإنِّي لم أقف عليه من حديثهم في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وللحديث شواهد عدة من غير ما تقدَّم. فمما ورد في النهي عن المُثْلَة، ما رواه البخاري في المظالم، باب النهي بغير إذن صاحبه (6/ 119) رقم (2474)، وأحمد في "المسند"(4/ 307)، عن عبد اللَّه بن يزيد الأنصاري قال:"نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن النُّهْبَى والمُثْلَةِ".
وممّا ورد في الحث على الصدقة، ما رواه البخاري في الفتن، باب خروج النار (13/ 86) رقم (7120)، ومسلم في الزكاة، باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها (2/ 700) رقم (1011)، وغيرهما، عن حارثة بن وَهْب رضي الله عنه مرفوعًا:"تَصَدَّقوا، فسيأتي على الناس زمانٌ يمشي الرجل بصدقته فلا يجدُ من يَقْبَلُهَا". واللفظ للبخاري.
وانظر "المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (9/ 420 - 474)، و"جامع الأصول"(2/ 619)، و"مجمع الزوائد"(6/ 248 - 250)، في شواهد النهي عن المُثْلَة.
وانظر: "جامع الأصول"(6/ 445) وما بعد، و"الترغيب والترهيب"(2/ 3)
وما بعد، و"مجمع الزوائد"(3/ 109 - 111) في شواهد الحث والتأكيد على الصَّدَقَةِ.
غريب الحديث:
قوله: "المُثْلَة" قال في "النهاية"(4/ 294): "مَثَلْثُ بالحيوان أَمْثُلُ به مَثْلًا، إذا قَطَعْتَ أطرافه وشوَّهت به. ومَثَلْتُ بالقتيل: إذا جَدَعْت أنفه، أو أُذُنَه أو مَذَاكيره أو شيئًا من أطرافه، والاسم: المُثْلَة. فأمَّا مَثَّلَ بالتشديد، فهو للمبالغة".
* * *
1585 -
أخبرنا عبد العزيز بن عليّ الأَنْمَاطي، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المُخَلِّص، حدَّثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه أحمد بن محمد بن حَنْبَل بن هلال بن أَسَد الشَّيْبَاني، وعبيد اللَّه بن عمر القَوَارِيري، قالا: حدَّثنا معاذ بن هشام الدَّسْتُوَائي، حدَّثني: أبي، عن قَتَادَة، عن عِكْرِمَة،
عن ابن عبَّاس، أنَّ رجلًا أتى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبيَّ اللَّه إنِّي شيخٌ كبيرٌ يَشُقُّ عليَّ القِيَامُ، فَمُرْنِي بليلةٍ لعلَّ اللَّهَ يوفِّقني فيها لليلةِ القَدْرِ. قال:"عليكَ بالسَّابِعَةِ".
(10/ 470) في ترجمة (عبد العزيز بن عليّ بن أحمد الأَنْمَاطي أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده صحيح:
وشيخ الخطيب صاحب الترجمة (عبد العزيز بن عليّ الأَنْمَاطِيّ) قال عنه في ترجمته: "كتبت عنه وكان سماعه صحيحًا". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(18/ 395 - 396) وقال: "الشيخ المُسْنِدُ الأمين". ونقل عن عبد الوهاب الأَنْمَاطِيّ قوله فيه: "هو ثقة". وتوفي عام (471 هـ).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "وهذا لفظ أحمد بن حنبل. قال أبو القاسم البَغَوي: ولا أعلم روي هذا الحديث بهذا الإسناد غير معاذ بن هشام، وهو ابن سَنْبَر أبو بكر الدَّسْتُوَائِي".
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(1/ 240) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
وعن أحمد من طريقه هذا، رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 311) رقم (11836)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(9/ 230)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 312 - 313).
قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 176): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". وفاته أن يعزوه إلى الطبراني في "المعجم الكبير".
وقد وردت أحاديث عدَّة في الترغيب في طلبها ليلة سبع وعشرين، انظرها في:"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (2/ 512 - 515)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (4/ 311 - 313)، و"فضائل الأوقات" له ص 238 - 249، و"جامع الأصول"(4/ 311 - 313)، و"مجمع الزوائد"(3/ 176 - 177).
* * *
1586 -
أخبرنا عبد الرحمن بن عُبَيْد الحُرْفِيّ
(1)
، أخبرنا أحمد بن سلمان النَّجَّاد، حدَّثنا جعفر بن أبي عثمان الطَّيَالِسِيّ، حدَّثنا يحيى بن مَعِين، حدَّثنا أبو عُبَيْدَة الحَدَّاد، حدَّثنا عُيَيْنَة بن عبد الرحمن، عن أبيه،
عن أبي بَكْرَة قال: ذُكِرَ الدَّجَّالُ عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "إنَّه أَعْوَرُ، وإنَّ رَبَّكُمْ ليس بأَعْوَرَ".
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "الحربي". والتصويب من "الأنساب"(4/ 112)، و"السِّيَر"(17/ 411).
(11/ 3 - 4) في ترجمة (عبد الواحد بن وَاصِل الحَدَّاد أبو عُبَيْدة).
مرتبة الحديث:
في إسناده شيخ الخطيب (عبد الرحمن بن عبيد اللَّه السِّمْسَار أبو القاسم، المعروف بابن الحُرْفِيّ)، وقد ترجم له في "تاريخه" (10/ 303 - 304) وقال:"كتبنا عنه وكان صدوقًا، غير أنَّ سماعه في بعض ما رواه عن النَّجَّاد كان مضطربًا". وروايته هنا كانت عنه. كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(17/ 411 - 412) وقال: "الشيخ المُسْنِدُ العَالِمُ". ولد عام (336 هـ)، وتوفي عام (423 هـ).
و(أحمد بن سلمان بن الحسن النَّجَّاد الحَنْبَلِي أبو بكر): إمام حافظ صدوق فقيه. قال أحمد بن عَبْدَان: لا يدخلُ في الصحيح. وتوفي عام (348 هـ). انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد"(4/ 189 - 192)، و"السِّيِر"(15/ 502 - 505)، و"المغني"(1/ 41).
وبقية رجال إسناده ثقات.
والحديث صحيح من أوجه أخرى.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(5/ 38) عن يحيى بن سعيد، عن عُيَيْنَة بن عبد الرحمن، به مرفوعًا بلفظ:"الدَّجَّالُ أعورُ بعين الشِّمَالِ، بين عَيْنَيْه مكتوبٌ: كافرٌ، يقرؤه الأُمِّيُّ والكَاتِبُ".
قال الهيثمي في "المجمع"(7/ 337): "رواه أحمد ورجاله ثقات".
وذكره المتَّقي الهندي في "كنز العُمَّال"(14/ 308 - 319) رقم (38798) بلفظ: "إنَّ ربَّكم تعالى ليس بأعورَ، وإنَّه أعور -يعني الدَّجَّال-، مكتوب بين عينيه كافرٌ، يقرؤه الأُمِّيُّ والكَاتِبُ". وعزاه إلى الطبراني في "الكبير" عنه.
ولم أقف عليه في "المعجم الكبير" المطبوع، لفقدان مسند أبي بَكْرَة من الأصل الخطي المطبوع عنه.
وللحديث شواهد عدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(10/ 355 - 360)، و"مجمع الزوائد"(7/ 336) وما بعد، و"المطالب العالية"(4/ 357 - 358)، و"عقد الدُّرر في أخبار المنتظر" للسُّلَمِيّ ص 323 - 324.
ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في الفتن، باب ذكر الدَّجَّال (13/ 91) رقم (7131)، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدَّجَّال وصفة ما معه (4/ 2248) رقم (2933)، وغيرهما، عن أنس بن مالك مرفوعًا:"ما بُعِثَ نبيٌّ إلَّا أَنْدَرَ أُمَّتَهُ الأَعْوَرَ الكذَّابَ، ألا إنَّه أَعْوَرُ، وإنَّ رَبَّكُمْ ليس بِأَعْوَرَ، وإنَّ بين عَيْنَيْهِ مكتوبٌ: كَافِرٌ".
وقد رواه البخاري برقم (7127)، ومسلم في (4/ 2247)، في نفس الموضعين السابقين من حديث ابن عمر أيضًا.
* * *
1587 -
أخبرنا الوَاثِقي، حدَّثنا محمد بن إسماعيل الورَّاق -إملاءً-، حدَّثنا أبو عمرو أحمد بن الفضل بن سهل القاضي النِّفَّرِيّ -قدم علينا سنة تسع وثلاثمائة-، حدَّثنا أبو كُرَيْب محمد بن العلاء، حدَّثنا معاوية بن هشام، حدَّثنا شَيْبَان، عن فِرَاس، عن عطيَّة،
عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَقَرَّبَ إلى اللَّه شِبْرًا تَقَرَّبَ اللَّهُ إليه ذِرَاعًا، ومَنْ تَقَرَّب إلى اللَّه ذِرَاعًا تَقَرَّبَ اللَّهُ إليه بَاعًا، ومَنْ أَتَاهُ يَمْشي، أَتَاهُ يُهَرْوِلُ".
(11/ 15 - 16) في ترجمة (عبد الواحد بن عبد السلام بن محمد الهاشمي الوَاثِقي أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طريق أخرى.
ففيه (عطيَّة) وهو (ابن سعد العَوْفي أبو الحسن): تابعي مشهور ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (189).
و(فِرَاس) هو (ابن يحيى الهَمْدَانِي الخَارِفِي الكوفي المُكْتِب أبو يحيى): ثقة، أخرج له الستة، وتوفي عام (129 هـ). انظر ترجمته في:"التهذيب"(8/ 259 - 260)، و"هدي الساري" ص 434، و"ميزان الاعتدال"(3/ 343)، و"التقريب" (2/ 108) وقال:"صدوق ربما وَهِمَ"! .
و(شَيْبَان) هو (ابن عبد الرحمن التَّمِيمي النَّحْوِي البَصْرِي المؤدِّب أبو معاوية): ثقة، أخرج له الستة، وتوفي عام (164 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(12/ 592 - 598)، و"التهذيب"(4/ 373 - 374)، و"التقريب"(1/ 356).
و(الوَاثِقي) هو صاحب الترجمة (عبد الواحد بن عبد السلام الهاشمي أبو القاسم) قال الخطيب عنه: صدوق.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 40)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 248) رقم (3646) -من كشف الأستار-، من طريق معاوية بن هشام، عن شَيْبَان، به.
قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 196) بعد أن عزاه لهما: "وفيه عطيَّة العَوْفي وهو ضعيف".
والحديث روي عن عدد من الصحابة، انظر مروياتهم في:"الأسماء والصفات" للبيهقي (2/ 202 - 203)، و"جامع الأصول"(9/ 555 - 557)،
و"مجمع الزوائد"(10/ 196 - 197)، و"الترغيب والترهيب"(4/ 103 - 104).
ومن ذلك ما رواه الإمام البخاري في التوحيد، باب قول اللَّه تعالى:{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} (13/ 384) رقم (7405)، ومسلم في الذكر، باب الحث على ذكر اللَّه تعالى (4/ 2061) رقم (2675)، وغيرهما، عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"يقول اللَّه تعالى: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذَكَرَني، فإن ذَكَرَني في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرتُهُ في ملأٍ خيرٍ منهم، وإن تقرَّب إليَّ شبرًا تقرَّبت إليه ذراعًا، وإن تقرَّب إليَّ ذراعًا تقرَّبتُ إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيتُهُ هَرْوَلةً".
كما رواه البخاري في التوحيد، باب ذكر النبيِّ صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربِّه (13/ 511 - 512) رقم (7536) عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، عن ربِّه سبحانه وتعالى، بمثل لفظ حديث أبي سعيد.
* * *
1588 -
أخبرنا ابن قُرْقُر، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد بن محمد بن حسان الضَّبِّيّ -بالبَصْرَة-، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم شَاذَان، حدَّثنا سعيد بن الصَّلْت، عن الأَعْمَش، عن مُسْلِم الأَعْوَر،
عن أنس بن مالك قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَاكُ بِفَضْلِ وُضُوئِهِ.
(11/ 16) في ترجمة (عبد الواحد بن الحسين بن عمر بن قُرْقُر الحَذَّاء أبو طاهر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (مسلم بن كَيْسَان المُلَائي البَرَّاد الأَعْوَر) وهو واهٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (731).
و (سعيد بن الصَّلت) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (297).
و(ابن قُرْقُر) هو صاحب الترجمة (عبد الواحد بن الحسين الحذَّاء) قال الخطيب عنه: "كتبت عنه وكان سماعه صحيحًا".
قال الدَّارَقُطْنِيُّ -كما نقله عنه الخطيب عقب روايته له-: "تفرَّد به شَاذَان عن سعيد، ما كتبناه إلَّا عنه".
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ عليُّ بن عمر في "سننه"(1/ 40) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه أبو يعلى في "مسنده"(7/ 86) رقم (4020)، والدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(1/ 40)، من طريق يوسف بن خالد السَّمْتِيّ، عن الأَعْمَش، عن أنس، به.
أقول: هذا إسناد تالف، فـ (يوسف بن خالد السَّمْتِيّ البَصْرِيّ): متروك، وكذَّبه ابن مَعِين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1173).
كما أنَّ فيه انقطاعًا بين (الأَعْمَش سليمان بن مِهرْان) وبين (أنس). وقد تقدَّم الكلام على ذلك في حديث (1234).
ورواه البزَّار في "مسنده"(1/ 144) رقم (274) -من كشف الأستار-، عن خالد بن يوسف، عن أبيه، عن الأَعْمَش، عن أنس:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَتَوَضَّأُ بِفَضْلِ سِوَاكِهِ". وقال: "رواه سعيد
(1)
بن الصَّلْت عن الأَعْمَش عن مُسْلِم".
(1)
تَصَحَّفَ في "كشف الأستار" إلى: "سعد". والتصويب من "التاريخ الكبير"(3/ 483)، و"الجرح والتعديل"(4/ 34)، و"تاريخ بغداد"(11/ 16)، وغيرها.
ورواية البزَّار هذه ذكرها الهيثمي في "المجمع"(1/ 216) وقال بعد أن عزاها له: "والأَعْمَش لم يسمع من أنسٍ".
وذكره الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(1/ 295) -في الوضوء، باب استعمال فضل وضوء الناس. . . - بلفظ البزَّار، وعزاهُ للدَّارَقُطْنِيّ عن أنس مرفوعًا، وقال:"سنده ضعيف".
أقول: روايةُ الدَّارَقُطْنِيّ كما تقدَّم من الطريقين، بلفظ:"كانَ يَسْتَاكُ بِفَضْلِ وضوئِهِ".
* * *
1589 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي قال: حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِيّ -إملاءً- قال: حدَّثنا عبد الوهاب الورَّاق، حدَّثنا أبو ضَمْرَة، عن أبي حازم
(1)
، عن أبي سَلَمَة قال: ما أَعْلَمُهُ إلَّا،
عن أبي هريرة، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"نَزَلَ القرآنُ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ. المِرَاءُ في القُرْآنِ كُفْرٌ -ثلاث مرات-، ما عَرَفْتُمْ منهُ فَاعْمَلُوا بهِ، وما جَهِلْتُمْ منه فَرُدُّوهُ إلى عَالِمِهِ".
(11/ 26) في ترجمة (عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع الورَّاق أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده صحيح.
و (أبو سَلَمَة) هو (ابن عبد الرحمن بن عَوْف الزُّهْرِيّ): ثقة مكثر، اختلف في اسمه، وقيل: اسمه كنيته. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1401).
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "خازم" بالخاء المعجمة. والتصويب من "الجرح والتعديل"(4/ 159)، و"تهذيب الكمال"(11/ 272).
و (أبو حازم) هو (سَلَمَة بن دينار الأَعْرَج المَدَني): تابعي ثقة عابد زاهد حكيم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1379).
و(أبو ضَمْرَة) هو (أنس بن عِيَاض اللَّيْثِي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (418).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(2/ 300)، وأبو يعلى في "مسنده"(10/ 410) رقم (6016)، وعنه ابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 146) رقم (74)، والطبري في "تفسيره"(1/ 21 - 22) رقم (7)، من طريق أبي ضَمْرَة، عن أبي حازم، به.
ومن هذا الطريق رواه النَّسائي في "فضائل القرآن" ص 120 رقم (118)، دون قوله:"ما عرفتم منه فاعملوا به. . . ".
ورواه البزَّار في "مسنده"(3/ 90) رقم (2313) -من كشف الأستار- مختصرًا، من طريق محمد بن محمود، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة.
قال الهيثمي في "المجمع"(7/ 151): "رواه كلّه أحمد بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح. ورواه البزَّار بنحوه".
أقول: وقد فاته أن يعزوه إلى أبي يعلى.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "المِرَاءُ في القرآن كُفْرٌ" رواه عن أبي هريرة: أبو داود في السُّنَّة، باب النهي عن الجدال في القرآن (5/ 9) رقم (4603).
وقد ساق الإمام ابن كثير في "تفسيره"(1/ 355) -[سورة آل عمران: الآية 7]- رواية أبي يعلى، وقال:"هذا إسناد صحيح، ولكن فيه علَّة بسبب قول الراوي: لا أعلمه إلَّا عن أبي هريرة".
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند" لأحمد (15/ 147) رقم (7976): وهذا الشَّكُّ -في أنَّه عن أبي هريرة- إنما هو من
أنس بن عياض وحده. فإن الحديث بشطريه ثابت من رواية أبي سَلَمَة عن أبي هريرة من غير وجه، دون هذا الشك. ولكنه ثابت مفرَّقًا حديثين".
غريب الحديث:
قوله: "المِرَاءُ في القرآن كُفْرٌ". قال ابن الأثير في "النهاية"(4/ 322): "المِرَاءُ: الجِدَالُ، والتَّماري والمُمَاراة: المُجَادَلَةُ على مذهب الشَّكِّ والرِّيبة. ويقال للمُنَاظَرَةِ: مُمُارَاة، لأنَّ كُلَّ واحدٍ منهما يَسْتَخْرِجُ ما عند صاحبه ويَمْتَرِيه، كما يَمْتَرِي الحالبُ اللبنَ من الضَّرْعِ. قال أبو عُبَيْد: ليس وجه الحديث عندنا على الاختلاف في التأويل، ولكنه على الاختلاف في اللفظ، وهو أن يقولَ الرَّجُلُ على حَرْفٍ، فيقول الآخرُ: ليس هو هكذا، ولكنه على خِلافِهِ، وكلاهما مُنْزَلٌ مَقْروءٌ به. فإذا جَحَدَ كُلُّ واحدٍ منهما قراءةَ صاحبهِ لم يُؤْمَنْ أن يكونَ ذلك يُخْرِجُهُ إلى الكُفْرِ، لأنَّه نفى حَرْفًا أنزلَهُ اللَّه على نَبِيِّه. والتنكيرُ في المِرَاءِ إيذانًا بأنَّ شيئًا منه كُفْرُ، فضلًا عمَّا زاد عليه. وقيل: إنما جاء هذا في الجدال والمِراءَ في الآيات التي فيها ذكر القَدَر، ونحوه من المعاني، على مذهب أهل الكلام، وأصحاب الأهواء والآراء، دون ما تَضَمَّنَتْهُ من الأحكام، وأبواب الحلال والحرام، فإنَّ ذلك قد جرى بين الصحابة فمن بعدهم من العلماء، وذلك فيما يكون الغَرَضُ منه والباعثُ عليه ظهورَ الحقِّ ليُتَّبَع، دون الغَلَبَةِ والتَّعْجيزِ. واللَّه أعلم".
* * *
1590 -
حدَّثنا أبو طالب يحيى بن عليّ بن الطيِّب الدَّسْكَرِيّ -بحُلْوَان-، أخبرنا أبو بكر بن المُقْرِئ -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا أبو صالح عبد الوهاب بن أبي عِصْمَة بن الحكم العُكْبَرِيّ -بعُكْبَرَا، سنة خمس وثلاثمائة-، حدَّثنا النَّضْر بن طاهر، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عِكْرَاش،
حدَّثني أبي قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً، وقال:"هذا وضوءٌ لا يَقْبَلُ اللَّهُ الصَّلاةَ إلَّا بهِ".
(11/ 28) في ترجمة (عبد الوهاب بن أبي عِصْمَة بن الحَكَم الشَّيْبَانِيّ العُكْبَرِيّ أبو صالح).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (النَّضْر بن طاهر القَيْسِي البَصْرِي أبو الحجَّاج) وقد ترجم له في:
1 -
"كشف الأستار"(2/ 80) رقم (1251) قال البزَّار: "له أحاديث لم يُتَابَعْ عليها".
2 -
"الكامل"(7/ 2493 - 2494) وقال: "ضعيف جدًّا، يسرقُ الحديث عمَّن لم يرهم ولا يحمل سنُّه أن يَرَاهُمْ". وقال في آخر ترجمته: "معروف بأنَّه يَثِبُ على حديث النَّاس ويسرقه، ويروي عمَّن لم يلحقهم، والضَّعْفُ على حديثه بَيِّنٌ".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 214) وقال: "ربما أخطأ وَوَهِمَ".
4 -
"الميزان"(4/ 258 - 259) وفيه: "قال ابن أبي عاصم: سمعت منه، ثم وقفت منه على كذب، ثم رأيته بعدما عَمِيَ يحدِّث عن الوليد بن مسلم بما ليس من حديثه، فَتَتَايَعَ في الكذب، قاله في كتاب "السُّنَّة" له. . . وقيل كان من الصلحاء الذاكرين".
5 -
"اللسان"(6/ 162 - 163) وقال: "وكأن ابن حِبَّان ما وقف على كلام ابن أبي عاصم هذا، فقال في "الثقات": . . . ربما أخطأ وَوَهِمَ".
كما أنَّ في إسناده: (عبيد اللَّه بن عِكْراش بن ذُؤيب التَّمِيمي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(5/ 394) وقال: "لا يثبت".
2 -
"الضعفاء الصغير" للبخاري ص 147 رقم (215) وقال: "لا يثبت حديثه".
3 -
"الجرح والتعديل"(5/ 329 - 330) وفيه عن أبي حاتم: "هو شيخ مجهول".
4 -
"المجروحين"(2/ 62) وقال: "منكر الحديث جدًّا. . . غير محتجٍّ به على الأحوال".
5 -
"المحلَّى" لابن حَزْم (7/ 423) وقال: "ضعيف جدًّا، لا يُحْتَجُّ به".
6 -
"التهذيب"(7/ 37) وقال: "أحد الضعفاء". وقال السَّاجي: "كان هنا رجل يقال له النَّضر بن طاهر يحدِّث عن عبيد اللَّه بن عِكْرَاش، وكان يكذب في روايته".
7 -
"التقريب"(1/ 537) وقال: "قال البخاري: لا يثبت حديثه، من الثالثة"/ ت ق.
وصاحب الترجمة (عبد الوهاب بن أبي عِصْمَة الشَّيْبَاني) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(عِكْرَاش) هو (ابن ذُؤَيْب بن حُرْقُوص التَّمِيمي السَّعْدِي أبو الصَّهْبَاء): صحابي قليل الحديث، عاش مائة سنة. له حديث واحد في الكتب الستة عند التِّرْمِذِيّ وابن ماجه. انظر ترجمته في:"الإصابة"(2/ 496)، و"تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (7/ 343 - 344)، و"التقريب"(2/ 29).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2494) -في ترجمة (النَّضْر بن طاهر البَصْرِي) -، عن محمد بن الحسين بن شَهْرَيَار، وعبد اللَّه بن أبي عِصْمَة، قالا: حدَّثنا النَّضْر بن طاهر، به.
قال ابن عدي: "وبهذا الإسناد أحاديث حدَّثناه بها ابن أبي عِصْمَة".
وله شاهد من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما، أخرجه مطوَّلًا: ابن ماجه في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء مرة ومرتين وثلاثًا (1/ 145) رقم (419)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 260 رقم (1924)، وأبو يعلى في "مسنده"(9/ 448) رقم (5598)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 80)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 79)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 161 - 162)، من طريق زيد العَمِّيّ، عن معاوية بن قُرَّة، عن ابن عمر قال: توضَّأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرَّةً مرَّةً فقال: هذا الوضوء الذي لا يقبلُ اللَّه الصلاة إلَّا به. . . ".
وإسناده ضعيف، ففيه (زيد بن الحَواري العَمِّيَ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (374).
وانظر: "المستدرك" للحاكم (1/ 150)، و"علل الحديث" لابن أبي حاتم (1/ 45)، و"مصباح الزجاجة" للبُوصِيري (1/ 61 - 62).
* * *
1591 -
حدَّثنا أبو طالب يحيى بن عليّ بن الطَّيِّب الدَّسْكَرِيّ -بحُلْوَان-، أخبرنا أبو بكر بن المُقْرِئ -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا أبو صالح عبد الوهاب بن أبي عِصْمَة بن الحَكَم العَبْدِيّ -بعُكْبَرَا، سنة خمس وثلاثمائة-، حدَّثنا النَّضْر بن طاهر، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عِكْرَاش،
حدَّثني أبي قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ، وقال:"هذا وسطٌ مِنَ الوضوءِ".
(11/ 28) في ترجمة (عبد الوهاب بن أبي عِصْمَة بن الحَكَم الشَّيْبَانِيّ العُكْبَرِيّ أبو صالح).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
وقد تقدَّم الكلام عليه في الحديث السابق رقم (1590).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
1592 -
أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد اللَّه الحَرْبي، أخبرنا أحمد بن سلمان النَّجَّاد، حدَّثنا محمد بن الهيثم القاضي، حدَّثني الفضل بن دُكَيْن، حدَّثنا عبد الصمد بن جابر الضَّبِّيّ، عن مُجَمِّع بن عَتَّاب بن شُمَيْر،
عن أبيه قال: قلتُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: إنَّ لي أبًا شيخًا كبيرًا وإخوة، فأذهبُ إليهم فلعلهم أن يُسْلِمُوا فآتيكَ بهم؟ قال:"إنْ هُمْ أَسْلَمُوا فهو خيرٌ لهم، وإنْ أَقَامُوا فالإسلامُ واسعٌ -أو عريضٌ-".
(11/ 35) في ترجمة (عبد الصمد بن جابر بن ربيعة الضَّبِّيّ أبو الفضل).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (عبد الصمد بن جابر الضَّبِّيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حبان (8/ 414) وقال: "مات سنة ثلاث أو أربع ومائتين، وكان ممن تقشف".
2 -
"تاريخ بغداد"(11/ 35 - 36) وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف".
3 -
"الميزان"(2/ 619) وذكر الحديث في ترجمته، ونقل قول ابن مَعِين السابق.
4 -
"اللسان"(4/ 20) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "قال أبو نُعَيْم: كان يتقشف في زمن شَرِيك".
التخريج:
رواه ابن سعد في "الطبقات"(6/ 46)، والطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 162 - 163) رقم (427)، من طريق أبي نُعَيْم الفَضْل بن دُكَيْن، عن عبد الصمد بن جابر، به.
قال الهيثمي في "المجمع"(5/ 310): "رواه الطبراني وفيه عبد الصمد بن جابر وهو ضعيفه".
ومن هذا الطريق، رواه ابن أبي خَيْثَمَة في "تاريخه"، وعليّ بن عبد العزيز البَغَوي في "مسنده". قال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة" (2/ 452) بعد عزوه لهما:"وتابعهما جماعة. وقال أبو أُمَيَّة الطَّرَسُوسِيّ عن أبي نُعَيْم: عتَّاب بن نُمَيْر. قال ابن شاهين، والصواب الأول. والحديث غريب".
وذكره الحافظ ابن حَجَر في "المطالب العالية"(3/ 69) رقم (2900) وعزاه لأبي بكر بن أبي شَيْبَة.
* * *
1593 -
أخبرنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه الحَرْبي، أخبرنا أحمد بن سلمان النَّجَّاد، حدَّثنا أحمد بن مُلَاعِب أبو الفضل، حدَّثنا عبد الصمد بن النُّعْمَان قال: حدَّثنا عبد الأعلى -وهو ابن أبي المُسَاوِر-، عن عدي بن ثابت،
عن البَرَاء بن عَازِب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"صاحبُ الصُّورِ واضعٌ الصُّورَ على فِيهِ مُذْ خُلِقَ، ينتظرُ متى يُؤْمَرُ أنْ يَنْفُخَ فيه فَيَنْفُخَ".
(11/ 39) في ترجمة (عبد الصمد بن النُّعْمان البزَّاز النَّسَائي أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (عبد الأعلى بن أبي المُسَاوِر الزُّهْرِيّ الجَرَّار) وهو متروك، وكذَّبه ابن مَعِين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1211).
التخريج:
لم يروه من حديث البراء رضي الله عنه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 557) إليه وحده.
والحديث صحيح من أوجه أخرى. وقد سبق الكلام عليه في حديث رقم (422)، وحديث رقم (715).
* * *
1594 -
أخبرنا الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا عبد الصمد بن أحمد بن خَنْبَش -شيخ كان يحضر معنا عند أبي بكر بن شَاذَان-، حدَّثنا خَيْثَمة بن سليمان، حدَّثنا ابن أبي غَرَزَة، حدَّثنا قَبِيصة بن عُقْبَة السُّوَائِي، عن سفيان الثَّوْري، عن طلحة بن عمرو الحَضْرَمي، عن عطاء،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اطْلُبُوا الخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الوجوهِ".
(11/ 43) في ترجمة (عبد الصمد بن أحمد بن خَنْبَش الخَوْلانيّ الحِمْصِيّ أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث مروي عن جماعة من الصحابة من طرق، وهو ضعيف.
ففي إسناده (طلحة بن عمرو بن عثمان الحَضْرَمي المكِّي): ضعَّفه بعضهم، وتركهـ آخرون. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (226).
وصاحب الترجمة (عبد الصمد بن أحمد الخَوْلاني) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
و (ابن أبي غَرَزَة) هو (أحمد بن حازم بن محمد الغِفَاري الكوفي أبو عمرو): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (40).
وشيخ الخطيب (الأَزْهَرِيّ) هو (عبيد اللَّه بن أبي الفتح أحمد الصَّيْرَفي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (676).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (539).
والحديث ممَّا اختلف النُّقَّاد في الحكم عليه بين: مُصَحِّحٍ، ومُحَسِّنٍ، ومُضَعِّفٍ، وحاكم عليه بالوضع. وقد تقدَّم تخريجه ودراسة طرقه مطوَّلًا في حديث (358)، ورجَّحت هناك قول من ذهب إلى تضعيفه، واللَّه أعلم.
* * *
1595 -
حدَّثني الأَرَجِيُّ قال: قرأتُ على عبد الصمد بن عمر بن محمد بن إسحاق الواعظ الصُّوفي، حدَّثكم أحمد بن سلمان النَّجَّاد، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدَّثنا أبو ظَفَر، حدَّثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت،
عن أنس، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ اليهودَ ليَحْسُدُونَكُمْ على السَّلامِ والتَّأْمِينِ".
(11/ 43) في ترجمة (عبد الصمد بن عمر بن محمد الواعظ أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن. والحديث صحيح من طرق أخرى.
(ثابت) هو (ابن أَسْلَم البُنَاني البَصْرِي أبو محمد): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (420).
و (الأَزَجِيُّ) هو (عبد العزيز بن عليّ بن أحمد الخيَّاط أبو القاسم)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (10/ 468) وقال:"كتبنا عنه وكان صدوقًا كثير الكتاب". كما ترجم له السَّمْعَاني في "الأنساب"(1/ 197) وقال: "كان ثقةً صدوقًا مكثرًا
صاحب كتاب". وله ترجمة في "السِّيَر" (18/ 18 - 19) أيضًا، ونَعَتَهُ الذَّهَبِيُّ فيه بقوله: "الشيخ الإمام المحدِّث المفيد". وكانت وفاته عام (444 هـ).
و(أبو ظَفَر) هو (عبد السلام بن مُطَهَّر بن حسام بن المِصَكّ الأَزْدِيّ البَصْرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(6/ 48) وفيه عن أبي حاتم: "صدوق".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 428).
3 -
"الكاشف"(2/ 173) وقال: "ثقة".
4 -
"التهذيب"(6/ 325) وذكر قول أبي حاتم المتقدِّم وتوثيق ابن حِبَّان فحسب.
5 -
"التقريب"(1/ 507) وقال: "صدوق، من التاسعة، مات سنة أربع وعشرين -يعني ومائتين-"/ خ د.
و(أحمد بن سلمان النَّجَّاد الحَنْبَلِي): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1586).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه الضياء المَقْدِسي في "المُخْتَارَة"(5/ 107) رقم (1729) و (1730)، من طريق أبي القاسم عبد الرحمن بن العبَّاس الأُطْرُوش، عن إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، به.
وإسناده صحيح.
وله شاهد من حديث السيدة عائشة، رواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(1/ 288) رقم (574) مطوَّلًا، وفيه:"إنَّ اليهودَ قومٌ حُسَّد، وهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السَّلام وعلى آمين".
ورواه عنها ابن ماجه في إقامة الصلاة والسُّنَّة فيها، باب الجهر بآمين (1/ 278) رقم (856) مختصرًا بلفظ:"ما حَسَدَتْكُمْ اليهودُ على شيءٍ مَا حَسَدَتْكُمْ على السَّلَامِ والتَّأْمِينِ".
قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة"(1/ 106): "هذا إسناد صحيح احتجَّ مسلمٌ بجميع رواته. ورواه أحمد في "مسنده"، وابن خُزَيْمَة في "صحيحه"، والطبراني، ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" من طريق محمد بن الأشعث عن عائشة أتم منه".
* * *
1596 -
أخبرنا البَرْقَاني، أخبرنا أبو الحسين عبد اللَّه بن إبراهيم بن بَيَان الزَّبِيبي، حدَّثنا الحسن بن عَلُّوْيَه القطَّان، حدَّثنا أبو الصَّلْت الهَرَوي -عبد السلام بن صالح-، حدَّثنا عبد اللَّه بن نُمَيْر، حدَّثنا سفيان، حدَّثنا شَرِيك، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يُثَيْع
(1)
،
عن حُذَيْفَة قال: ذُكِرَتِ الإمارةُ أو الخلافةُ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: "إنْ وليتموها أبا بكرٍ وجدتموهُ ضعيفًا في بَدَنِهِ، قويًّا في أَمْرِ اللَّه، وإنْ وليتموها عمر وجدتموهُ قويًّا في أَمْرِ اللَّه، قويًّا في بَدَنِهِ، وإنْ وليتموها عليًّا وجدتموه هاديًا مَهْدِيًّا، يسلكُ بكم على الطريق المستقيم".
(11/ 46 - 47) في ترجمة (عبد السلام بن صالح بن سليمان الهَرَوي أبو الصَّلْت).
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "تبيع". والتصويب من "تاريخ ابن مَعِين"(2/ 184) وقال: "والصواب: زيد بن يُثَيْع، وليس يقول أحد: "أثُيْل" إلَّا شُعْبَة وحده"، و"التقريب" (1/ 277) وقال:"بضم التحتانية -وقد تبدل همزة- بعدها مثلثة، ثم تحتانية ساكنة، ثم مهملة".
مرتبة الحديث:
منكر.
ففي إسناده صاحب الترجمة (عبد السلام بن صالح أبو الصَّلْت) وهو مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (546).
قال الحافظ الخطيب عقبه: "قال البَرْقَاني: رواه عبد الرزاق وابن هَرَاسَة عن الثَّوْري، لم يذكرا شَرِيكًا".
و (البَرْقَاني) هو (أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب أبو بكر): إمام ثقة، من أشهر شيوخ الخطيب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (312).
و (أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة اختلط بأَخَرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و (شَرِيك) هو (ابن عبد اللَّه النَّخَعي الكوفي): صدوق يخطئ كثيرًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (672).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (382).
* * *
1597 -
أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النَّرْسِيّ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي، حدَّثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون الحَرْبي، حدَّثنا عبد السلام بن صالح -يعني الهَرَوي-، حدَّثنا أبو معاوية، عن الأَعْمَش، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنا مدينةُ العِلْمِ وعليٌّ بَابُهَا".
(11/ 48) في ترجمة، (عبد السلام بن صالح بن سليمان الهَرَوي أبو الصَّلْت).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث مرويٌّ من طرق عدَّة، وهو ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (عبد السلام بن صالح الهَرَوي أبو الصَّلْت) وهو مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (546).
و (أبو معاوية) هو (الضَّرير محمد بن خازم الكوفي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (434).
و (الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْرَان): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).
و (مجاهد) هو (ابن جَبْر المَخْزُومي أبو الحجَّاج): إمام ثقة حجَّة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (399).
وهذا الحديث ممّا اختلف النُّقَّادُ في الحكم عليه اختلافًا واسعًا، بين مُصَحِّحٍ، ومُحسِّنٍ، ومُضَعِّفٍ، وحاكمٍ عليه بالوضع. وقد ذكرت ذلك عنهم موسَّعًا في حديث (612)، وقدَّمت قول من ضعَّفه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (612).
* * *
1598 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا أبو بكر مُكْرَم بن أحمد بن مُكْرَم القاضي، حدَّثنا القاسم بن عبد الرحمن الأَنْبَاري، حدَّثنا أبو الصَّلْت الهَرَوي، حدَّثنا أبو معاوية، عن الأَعْمَش، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنا مدينةُ العِلْمِ وعليٌّ بَابُهَا، فمن أرادَ العِلْمَ فَلْيَأْتِ بَابَهُ".
(11/ 49) في ترجمة (عبد السلام بن صالح بن سليمان الهَرَوي أبو الصَّلْت).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث مرويٌّ من طرق عدَّة، وهو ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (أبو الصَّلْت الهَرَوي عبد السلام بن صالح) وهو مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (546).
وانظر الحديث السابق رقم (1597).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (612).
* * *
1599 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا عبد السلام بن سهل السُّكَّرِيّ البغدادي -بِمِصْرَ-، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الأَرُزِّي، حدَّثنا أبو تُمَيْلَة يحيى بن واضح، عن أبي طَيْبَة
(1)
الخُرَاسَانِيّ قال: حدَّثنا أبو مِجْلَز،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَبِسَ الحَرِيرَ وَشَرِبَ في الفِضَّةِ، فليس مِنَّا، ومَنْ خَبَّبَ امرأةً على زَوْجِهَا، أو عَبْدًا على مَوَالِيهِ، فليس مِنَّا".
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "ظبية" بالظاء المعجمة بعدها باء فياء، والتصويب من مصادر ترجمته. وضبطه ابن حَجَر في "التقريب" (1/ 450) بقوله:"بفتح المهملة بعدها تحتانية ساكنة ثم موحدة".
(11/ 54 - 55) في ترجمة (عبد السلام بن سهل بن عيسى السُّكَّرِيّ أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والنهي عن مقاربة المذكورات في الحديث قد صَحَّ من وجوهٍ عدَّة.
ففيه (أبو طَيْبَة الخُرَاسَاني) وهو (عبد اللَّه بن مسلم السُّلَمِي العَامِرِي الفَدَكِي المَرْوَزِي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(5/ 191) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(5/ 165) وفيه عن أبي حاتم: "يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 42) وقال: "يخطئ ويخالف".
4 -
"الضعفاء" لابن الجَوْزي (2/ 141) واكتفى بذكر قول أبي حاتم الرَّازي فيه.
5 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 504) وقال: "صالح الحديث".
6 -
"الكاشف"(2/ 117) وقال: "قال أبو حاتم: لا يُحْتَجُّ به، وقوَّاه غيره".
7 -
"التهذيب"(6/ 30) ولم يذكر سوى قول أبي حاتم وابن حِبَّان فيه.
8 -
"التقريب"(1/ 450) وقال: صدوق يَهِم. . . نُسِبَ إلى جدِّه، من الثامنة"/ د ت س.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد السلام بن سهل السُّكَّرِيّ)، قال الخطيب عنه:"كان من نبلاء النَّاس وأهل الصدق، تغيَّر في آخر أيامه". وانظر: "اللسان"(4/ 13)، و"الكواكب النَّيِّرات" ص 364 - 366.
و (أبو مِجْلَز) هو (لاحِق بن حُمَيْد بن سعيد السَّدُوسي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1138).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 248)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين عن زوائد المعجمين"(5/ 313 - 314) رقم (3131) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه؛ وقال:"لا يُرْوَى عن ابن عمر إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به أبو تُمَيْلَة".
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 114) عن الطبراني، عن موسى بن هارون الحافظ وعبد السلام بن سهل السُّكَّرِيّ، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 332): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه محمد بن عبد اللَّه الأَرُزِّي
(1)
، ولم أعرفه، وبقية رجاله وثِّقوا".
أقول: (محمد بن عبد اللَّه الأَرُزِّي أبو جعفر) الذي قال عنه الهيثمي: "لم أعرفه". قد ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد"(5/ 415 - 416)، وفيه عن الحسن بن سفيان:"ثقة مأمون". وقال يعقوب بن شَيْبَة: "كان شيخًا صدوقًا". وقال صالح جَزَرَة وعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: "ثقة". وقد روى له مسلم وأبو داود، وكانت وفاته سنة (231 هـ). وانظر ترجمته أيضًا في:"الأنساب"(1/ 183 - 184)، و"التهذيب"(9/ 285)، و"التقريب" (2/ 181) وقال:"ثقة يَهِم".
(1)
تَصَحَّفَ في "المجمع" و"الحِلْيَة" إلى: "الرازي". وتَصَحَّفَ في "المعجم الصغير" إلى: "الأزدي". والتصويب من "الأنساب"(1/ 183)، و"الإكمال"(1/ 150)، و"تاريخ بغداد" (5/ 415). وقال السَّمْعَانِيُّ:"وبعضهم يقول الرُّزِّي بحذف الهمزة، وهو منسوب إلى طبخ الرُّز أو الأَرُز".
وسبب عدم معرفة الهيثمي له -واللَّه أعلم- تصحيف نسبته عليه.
ثم وجدت الهيثمي يذكر الحديث في "المجمع"(5/ 77) ويقول: "رواه الطبراني في "الكبير" و"الصغير"، وفيه أبو طَيْبَة عبد اللَّه بن مسلم وثَّقه ابن حِبَّان وقال: يخطئ ويخالف، وبقية رجاله ثقات".
ومِنْ قَبْلِهِ قال المُنْذِرِيُّ في "الترغيب والترهيب"(3/ 127): "رواه الطبراني، ورواته ثقات إلَّا عبد اللَّه بن مسلم أبا طَيْبَة".
وانظر الأحاديث الواردة في النهي عن لبس الحرير والشرب في آنية الفِضَّة: "جامع الأصول"(10/ 677 - 687) و (1/ 385 - 387)، و"مجمع الزوائد"(5/ 76 - 77 و 140 - 144)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 96 - 102 و 125 - 127). وانظر الحديث الآتي برقم (1744).
أمَّا الأحاديث الواردة في النهي عن تخبيب المرأة على زوجها، والعبد على مولاه، فانظر فيها:"جامع الأصول"(11/ 727)، و"مجمع الزوائد"(4/ 332)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 82)، وانظر الحديث الآتي برقم (2090).
غريب الحديث:
قوله: "خَبَّبَ": أي أَفْسَدَ وخَدَعَ، وأصله من الخَبِّ: الخِدَاع. انظر: "جامع الأصول"(11/ 727)، و"النهاية"(2/ 4).
* * *
1600 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي الفَوَارس، ومحمد بن أحمد بن يوسف الصَّيَّاد، قالا: أخبرنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد، حدَّثنا الحارث بن محمد، حدَّثنا أبو النَّضْر، أخبرنا عبد الحميد بن بَهْرَام، حدَّثني شَهْر قال:
حدَّثتني أسماء ابنة يزيد، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "الخَيْلُ معقودٌ في نَوَاصِيهَا الخَيْرُ، معقودٌ أبدًا إلى يوم القيامة، فمن رَبَطَهَا عُدَّةً في سبيل
اللَّه، وأَنْفَقَ عليها، فإنَّ شِبَعَهَا، وجُوعَهَا، ورِيَّهَا، وظَمَأَهَا، وأَرْوَاثَهَا، وأَبْوَالَهَا، في ميزانهِ يومَ القِيَامَةِ. ومَنْ رَبَطَهَا مَرَحًا، وفَرَحًا، ورِيَاءً، وسُمْعَةً، فإنَّ شِبَعَهَا، وجُوعَهَا، وَرِيَّها، وظَمَأَهَا، وأَرْوَاثَهَا، وأَبْوَالَهَا، خُسْرَانٌ في موازينهِ يومَ القِيَامَةِ".
(11/ 59) في ترجمة (عبد الحميد بن بَهْرَام الفَزَارِي المَدَائِني).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والجزء الأول من الحديث: "الخيلُ معقودٌ في نَوَاصِيهَا الخَيْرُ، معقودٌ أبدًا إلى يوم القيامةِ"، صحيح من طرق أخرى. وباقي الحديث: قد صحَّ نحوه من طرق أخرى أيضًا.
فيه (شَهْر) وهو (ابن حَوْشَب الأَشْعَرِي الشَّامي -مولى أسماء بنت يزيد بن السَّكَن-): تابعي مشهور، وثَّقه أحمد وابن مَعِين، وضعَّفه النَّسَائي وابن عدي وابن حِبَّان، وتَرَكَ شُعْبَة حديثه، وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدِّث عنه. قال ابن عدي في ترجمته من "الكامل" (4/ 1357 - 1358):"ولشَهْر بن حَوْشَب هذا غير ما ذكرت من الحديث، ويروي عنه عبد الحميد بن بَهْرَام أحاديث غيرها، وعامَّة ما يرويه هو وغيره من الحديث فيه من الإنكار ما فيه".
ونقل الحافظ الخطيب في "تاريخه"(11/ 60) في ترجمة (عبد الحميد بن بَهْرَام) -بعدما ذكر توثيق الأئمة له- عن أبي عليّ صالح جَزَرَة قوله: "عبد الحميد بن بَهْرَام مَدَائِني بزَّار، ليس بشيء، يروي عن (شَهْر)، عنده صحيفة عنه منكرة". قال الخطيب معقِّبًا: "الحَمْلُ في تلك الصحيفة على (شَهْر) لا على عبد الحميد". وقد نقل الخطيب قَبْلُ في (11/ 59) منه عن عليّ بن المَدِيني: أنَّ عبد الحميد بن بَهْرَام -وهو ثقة عنده- إنما كان يروي عن شَهْر بن حَوْشَب من كتابٍ كان عنده. وقال الحافظ ابن حَجَر عن (شَهْرٍ) في "التقريب"(1/ 355): "صدوق كثير الإرسال والأوهام". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (239).
و (أبو النَّضْر) هو (هاشم بن القاسم بن مسلم اللَّيْثِي، ولقبه: قَيْصَر): إمام حافظ ثقة ثَبْتٌ، مِنَ الآمرين بالمعروف والنَّاهين عن المنكر، أخرج له الستة، ووفاته عام (207 هـ). انظر في ترجمته:"السِّيَر"(9/ 545 - 549)، و"التهذيب"(11/ 18 - 19)، و"التقريب"(2/ 314).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(6/ 455)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(9/ 43)، من طريق عبد الحميد بن بَهْرَام، عن شَهْر بن حَوْشَب، عنها، به.
قال الهيثمي في "المجمع"(5/ 216): "رواه أحمد وفيه (شَهْرٌ) وهو ضعيف".
وقال المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(2/ 261): "رواه أحمد بإسناد حسن"! !
والجزء الأول من الحديث: "الخَيْلُ معقودٌ في نَوَاصِيهَا الخيرُ، معقودٌ أبدًا إلى يوم القيامة"، قد صحَّ من رواية جمع من الصحابة، انظر حديثهم في:"جامع الأصول"(4/ 49 - 51)، و"مجمع الزوائد"(5/ 258 - 260)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 258 - 263).
ومن ذلك ما رواه البخاري في الجهاد، باب الجهاد ماضٍ مع البَرِّ والفاجر (6/ 56) رقم (2852)، ومسلم في الإمارة، باب الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة (3/ 1493) رقم (1873)، وغيرهما، عن عُرْوَة بن الجَعْد البَارِقي مرفوعًا:"الخيلُ معقودٌ في نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إلى يوم القيامةِ: الأَجْرُ والمَغْنَمُ".
وباقي الحديث قد صحَّ نحوه من طرق أخرى، انظر:"جامع الأصول"(4/ 554 - 556)، و"مجمع الزوائد"(5/ 260 - 261)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 258 - 262).
ومن ذلك ما رواه مسلم في "صحيحه" في الزكاة، باب إثم مانع الزكاة (2/ 681 - 682) رقم (987) عن أبي هريرة مرفوعًا في حديث طويل جاء فيه:. الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: هِيَ لِرَجُلٍ وِزْرٌ، وَهِيَ لرجلٍ سِتْرٌ، وهي لرجلٍ أَجْرٌ، فَأَمَّا التي هي له وِزْرٌ، فرجلٌ رَبَطَهَا رِيَاءً وفَخْرًا ونِوَاءً
(1)
عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَهِيَ لَهُ وِزْرٌ، وَأَمَّا التي هي له سِتْرٌ، فرجلٌ رَبَطَهَا في سبِيلِ اللَّهِ، ثم لم يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي ظُهُورِهَا ولا رِقَابِهَا، فهي له سِتْرٌ. وَأَمَّا التي هي له أَجْرٌ، فرجلٌ رَبَطَهَا في سبيل اللَّهِ لِأَهْلِ الإسْلَامِ، فِي مَرْجٍ وَرَوْضَةٍ، فما أَكَلَتْ مِنْ ذَلِكَ الْمَرْجِ، أو الرَّوْضَةِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا كُتِبَ له عَدَدَ مَا أَكَلَتْ حَسَنَاتٌ، وَكُتِبَ لَهُ، عَدَدَ أَرْوَاثِهَا وَأَبْوَالِهَا حَسَنَاتٌ، وَلَا تَقْطَعُ طِوَلَهَا
(2)
فاسْتَنَّتْ شَرَفًا، أَوْ شَرَفَيْنِ
(3)
إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَدَدَ آثَارِهَا وَأَرْوَاثِهَا حَسَنَاتٍ، وَلَا مَرَّ بِهَا صَاحِبُهَا على نهرٍ، فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَا يُرِيدُ أَنْ يَسْقِيَهَا، إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ له عَدَدَ مَا شَرِبَتْ، حَسَنَاتٍ".
* * *
1601 -
أخبرنا أبو منصور المُطَرِّز -في جامع المدينة-، أخبرنا عليّ بن محمد بن أحمد كَيْسَان المَرْوَزِيّ النَّحْوِيّ -في دكان الأبناء-، حدَّثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدَّثنا محمد بن أبي بكر، حدَّثنا حمَّاد بن زيد، حدَّثنا ثابت،
-وأظنه عن أنس- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَالَ ابْنَتَيْنِ أو ثَلَاثًا، أو أُخْتَيْنِ أو ثَلَاثًا، حتى يَبِنَّ -أي يتزوجنَّ-، أو يَمُوتَ عَنْهُنَّ،
(1)
أي مناوأةً ومعاداةً.
(2)
أي حبلها الطويل الذي شُدَّ أحد طرفيه في يد الفرس، والآخر في وتد أو غيره، لتدور فيه وترعى من جوانبها، ولا تذهب لوجهها.
(3)
معنى (اسْتَنَّتْ): جَرَتْ وعَدَتْ. و (الشرف) هو العالي من الأرض. وقيل: المراد هنا طلقًا أو طلقين. وقال ابن الأثير: الشرف هو الشوط. من حاشية "صحيح مسلم"(2/ 681) وانظر شرح النووي على "صحيح مسلم"(7/ 66 - 67).
كنتُ أنا وهو في الجنَّةِ كهاتين -وأشار بالسَّبَّابَةِ والوُسْطى-".
(11/ 80 - 81) في ترجمة (عبد الكريم بن إبراهيم بن محمد المُطَرِّز أبو منصور).
مرتبة الحديث:
إسناده لَيَّنٌ. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (عليّ بن محمد بن أحمد بن كَيْسَان الحَرْبِيّ المَرْوَزِيّ النَّحْوِيّ أبو الحسن)، وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(12/ 86 - 87): وفيه عن البَرْقَاني: "كان ابن كَيْسَان لا يحسن يحدِّث، سألته أن يقرأ عليَّ شيئًا من حديثه، فأخذ كتابه ولم يَدْرِ إيش يقولُ، فقلتُ له: سبحان اللَّه حدَّثكم يوسف القاضي. فقال: سبحان اللَّه حدَّثكم يوسف القاضي! ! ، إلَّا أنَّ سماعه كان صحيحًا، سمع مع أخيه من يوسف القاضي".
2 -
"المغني"(2/ 454) وقال: "ليَّنه البَرْقَاني، وكان عنده جزءان فقط".
3 -
"اللسان"(4/ 255): ونقل ما تقدَّم عن البَرْقَاني.
و(ثابت) هو (ابن أَسْلَم البُنَاني البَصْري أبو محمد): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (420).
و(محمد بن أبي بكر) هو (المُقَدَّمي الثَّقَفِي البَصْرِي أبو عبد اللَّه): حافظ ثقة، حديثه مخرَّج في "الصحيحين"، توفي عام (234 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(10/ 660 - 661)، و"التهذيب"(9/ 79)، و"التقريب"(2/ 148).
و(يوسف بن يعقوب القاضي) هو (يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حمَّاد بن زيد البَصْرِي الأَزْدِي أبو محمد)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (14/ 310 - 312) وقال:"كان ثقةً". وفيه عن محمد بن جعفر: "كان ثقةً
أمينًا". كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (14/ 85 - 78) وقال: "صاحب التصانيف في السُّنَن، الإمام الحافظ الفقيه الكبير الثقة القاضي" وكانت وفاته سنة (297 هـ).
و(أبو منصور المُطَرِّز)، هو صاحب الترجمة (عبد الكريم بن إبراهيم)، قال الخطيب عنه:"صدوق". وكانت وفاته (444 هـ).
التخريج:
رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 316) رقم (448)، عن الحسن بن سفيان قال: حدَّثنا المُقَدَّمي، وإبراهيم بن الحسن العلَّاف، قالا: حدَّثنا حمَّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس به مرفوعًا. ولم يشك (ثابت) فيه.
وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
قال ابن حِبَّان: "الحديث على لفظ إبراهيم بن الحسن العلَّاف. وقوله صلى الله عليه وسلم: "كنت أنا وهو في الجنَّة كهاتين": أراد به الدخول والسبق لا أن مرتبة من عال ابنتين أو أختين في الجنَّة كمرتبة المصطفى صلى الله عليه وسلم سواء".
ورواه أحمد في "المسند"(3/ 147 - 148) عن يونس، حدَّثنا حمَّاد -يعني ابن زيد-، عن ثابت، عن أنس أو غيره مرفوعًا به. إلَّا أنَّ عنده:"حتى يمتن أو يموت عنهن" بدلًا من قوله: "حتى يَبِنَّ أو يموت عنهن".
ورواه عَبْدُ بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(3/ 176) رقم (1376)، عن محمد بن الفضل، حدَّثنا حمَّاد عن ثابت -ولا أظنه إلَّا عن أنس-، به.
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين من زوائد المعجمين"(5/ 173 - 174) رقم (2869) و (2870) -، من طريقين، عن ثابت البُنَاني، عن أنس مرفوعًا بلفظ: "ما من أُمَّتي مِنْ أحدٍ يكون له ثلاثُ بناتٍ
أو ثلاث أخوات يَعُولُهُنَّ حتى يَبْلُغْنَ، إلَّا كان معي في الجنة هكذا -وجمع أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابةِ والوسطى-".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 157): "رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح".
والحديث رواه مسلم في "صحيحه" في البر والصلة، باب فضل الإحسان إلى البنات (4/ 2027 - 2028) رقم (2631)، والتِّرْمِذِيّ في البر والصلة، باب ما جاء في النفقة على البنات والأخوات (4/ 319) رقم (1914) عن أنس مرفوعًا.
ولفظ مسلم: "مَنْ عَالَ جاريتين حتى تَبْلُغَا، جاء يوم القيامة أنا وهو، وضَمَّ أصابعه".
ولفظ التِّرْمِذِيِّ: مَنْ عَالَ جاريتين دخلتُ أنا وهو الجنَّة كهاتين وأشار بأُصْبُعَيْه". وقال: "حسن غريب".
وانظر حديث رقم (1234).
* * *
1602 -
أخبرني أبو الفتح بن الصَّبَّاغ، حدَّثنا عليّ بن عمر بن محمد السُّكَّرِي، حدَّثنا النُّعْمَان بن هارون بن أبي دِلْهَاث الشَّيْبَاني، حدَّثنا أبو النَّضر إسماعيل بن عبد اللَّه بن دِلْهَاث الشَّيْبَاني، حدَّثنا أبو النَّضر إسماعيل بن عبد اللَّه بن ميمون العِجْلِي، حدَّثنا أبو معاوية الزَّغْفَرَاني -عبد الرحمن بن قيس-، حدَّثنا محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ كَرَامَةِ المُؤْمِنِ أَنْ يُغْفَرَ لِمُشَيِّعِيْهِ".
(11/ 81) في ترجمة (عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد أبو الفتح، المعروف بابن الصَّبَّاغ).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث قد ورد من طرق أخرى ضعيفة.
ففيه (عبد الرحمن بن قيس الضَّبِّيّ الزَّغْفَرَاني أبو معاوية): متروك، وكذَّبه عبد الرحمن بن مهدي وأبو زُرْعَة الرَّازي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (119).
و (أبو الفتح بن الصَّبَّاغ) هو صاحب الترجمة (عبد الكريم بن عبد الواحد)، قال الخطيب عنه:"صدوق".
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث رقم (1526).
* * *
1603 -
أخبرنا ابن السُّنِّيّ، أخبرنا محمد بن عمر بن خَلَف الورَّاق، حدَّثنا يحيى بن محمد بن صَاعِد، حدَّثنا أحمد بن عبد اللَّه بن زياد الدُّسْتَري، حدَّثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جَبَلَة، حدَّثنا حبيب بن مَزْيَد الشَّنِّيّ قال: حدَّثني ربيعة بن مِرْدَاس قال: سمعت عمرو بن يزيد يقول:
سمعت أبا بكر يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصِّدْقِ فإنَّه بَابٌ مِنْ أبواب الجَنَّةِ، وإيَّاكُمْ والكَذِبَ فإنَّه بَابٌ من أبوابِ النَّارِ".
(11/ 82) في ترجمة (عبد الكريم بن عليّ بن أحمد التَّمِيمي أبو عبد اللَّه، المعروف بابن السُّنِّيّ القَصْريّ).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد صَحَّ بنحوه من حديث أبي بكر رضي الله عنه من طرق أُخر.
ففيه (عبد الرحمن بن عمرو بن جَبَلَة البَاهِلِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(5/ 267) وفيه عن أبي حاتم: "كان يكذب فضربت على حديثه".
2 -
"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 162) وقال: "متروك الحديث". و (1/ 163) وقال: "متروك يضع الحديث". و (1/ 164) وقال: "متروك".
3 -
"المغني"(2/ 384) وقال: "كذَّبه غير واحد".
4 -
"اللسان"(3/ 424) وفيه عن أبي القاسم البَغَوي في "معجم الصحابة": "ضعيف الحديث جدًّا".
و(ابن السُّنِّيّ) هو صاحب الترجمة (عبد الكريم بن عليّ التَّمِيميّ)، قال الخطيب عنه "صدوق".
التخريج:
عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 578) إلى الخطيب وابن النَّجَّار فحسب.
والحديث رواه أحمد في "المسند"(1/ 3 و 5 و 7 و 8 و 9)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 503 رقم (885)، وابن ماجه في الدعاء، باب الدعاء بالعفو والعافية (2/ 1265) رقم (3849)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 494) رقم (5704)، وأبو يعلى في "مسنده"(1/ 20 و 112) رقم (8 و 121)، وأبو بكر المَرْوَزِيّ في "مسند أبي بكر الصَّدِّيق" ص 39 رقم (6)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 244 رقم (725)، والحُمَيْدِي في "مسنده"(1/ 5 - 6) رقم (7)، وأبو داود الطَّيَالسي في "مسنده" ص 3، وابن أبي الدُّنْيَا في "اليقين" ص 45 - 46 رقم (1)، والطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(1/ 189)، من طرق، عن أبي بكر الصَّدِّيق مطوَّلًا مرفوعًا، وفيه:"عليكم بالصِّدْق، فإنَّه مع البِرِّ، وهُمَا في الجَنَّةِ، وإيَّاكُمْ والكَذِبَ، فإنَّه مع الفُجُورِ، وهُمَا في النَّارِ".
وأسانيد بعضهم صحيحة.
وقد صح أحدها الحاكم في "المستدرك"(1/ 529). ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقال العراقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(3/ 134) بعد عزوه لابن ماجه والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة": "إسناده حسن".
* * *
1604 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، أخبرنا عبد اللَّه بن أيوب المُخَرِّمي، حدَّثنا عبد الرحيم بن هارون، حدَّثنا عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ هذه القلوبَ تَصْدَأُ كما يَصْدَأُ الحديدُ". قالوا: يا رسول اللَّه فما جَلَاؤُها؟ قال: "تِلَاوَةُ القُرْآنِ".
(11/ 85) في ترجمة (عبد الرحيم بن هارون الغسَّاني).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (عبد الرحيم بن هارون الغَسَّاني الوَاسِطي أبو هشام) وهو ضعيف، وكذبه الدَّارَقُطْنِيُّ، وحسَّن له التِّرْمِذِيُّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (859). وقد تُوبِعَ مِنْ مِثْلِهِ كما سيأتي.
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 197)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1921) -في ترجمة (عبد الرحيم بن هارون الغَسَّاني) -، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(4/ 579 - 580) رقم (1859)، ومحمد بن نصر المَرْوَزي في "قيام الليل" ص 74 - من مختصره للمَقْرِيزي-، والقُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(2/ 199) رقم (1179)، من طريق عبد الرحيم بن هارون الغَسَّاني، عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، به.
قال أبو نُعيم: "غريب من حديث نافع وعبد العزيز. تفرَّد به أبو هشام واسمه عبد الرحيم بن هارون الوَاسِطي".
ورواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(4/ 579 - 580) رقم (1859)
(1)
، من طريق عبد اللَّه بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن أبيه، به. بزيادة لفظ:"إذا أصابه الماء" بعد قوله: "كما يصدأُ الحديد". وبزيادة قوله: "كثرة ذكر الموت"، قبل قوله:"وتلاوة القرآن".
و(عبد اللَّه بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد) قد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 279) وقال: "عن أبيه، أحاديثه مناكير غير محفوظة، ليس ممن يُقيم الحديث".
2 -
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (5/ 104) وفيه عن أبي حاتم: "نظرت في بعض حديثه فرأيت أحاديثه أحاديثَ منكرة، ولم أكتب عنه، ولم يكن محلُّه عندي الصدق". وقال ابن الجُنَيْد عليّ بن الحسين: "لا يسوى فَلْسًا، يحدِّث بأحاديث كذب".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 347 - 348) وقال: "يُعْتَبَرُ حديثه إذا روي عن غير أبيه. وفي روايته عن إبراهيم بن طَهْمَان بعض المناكير".
4 -
"الكامل"(4/ 1517) وقال: "يحدِّث عن أبيه عن نافع عن ابن عمر بأحاديث لا يتابعه أحد عليها". وقال: "له غير ما ذكرت أحاديث لم يتابعه أحد عليها ولم أر للمتقدِّمين فيه كلامًا. . "! !
5 -
"اللسان"(3/ 310).
* * *
(1)
أقول: رواه البيهقي في هذا الموطن من طريقين: الأول هو المتقدِّم، والثاني هو هذا.
1605 -
أخبرني عليّ بن محمد بن عليّ الإِيَادِي، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد، حدَّثنا الحارث بن محمد، حدَّثنا عبد الرحيم بن وَاقِد، حدَّثنا الهَيَّاج بن بِسْطَام، حدَّثنا عَنْسَبَة بن عبد الرحمن، عن سالم بن العلاء، عن نافع،
عن ابن عمر قال: كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا خَافَ أَنْ يَنْسَى، رَبَطَ في يَدِهِ خَيْطًا لِيَذْكُرَهُ.
(11/ 85) في ترجمة (عبد الرحيم بن وَاقِد الخُرَاسَاني).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (عَنْبَسَة بن عبد الرحمن بن عَنْبَسَة الأُمَوي القُرَشي) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 387 رقم (471) وقال: "ضعيف الحديث، ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(7/ 39) وقال: "تركوه".
3 -
"الضعفاء" للنَّسائي ص 178 رقم (450) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الجرح والتعديل"(6/ 402 - 403) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث، كان يضع الحديث".
5 -
"المجروحين"(2/ 178 - 180) وقال: "صاحب أشياء موضوعة وما لا أصل له مقلوب، لا يحلُّ الاحتجاج به".
6 -
"الكامل"(5/ 1900 - 1901) وقال: "منكر الحديث".
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 320 رقم (421).
8 -
"التهذيب"(8/ 160 - 161) وفيه عن الأَزْدِيّ: "كذَّاب". وقال أبو داود والنَّسَائيّ والدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيفة".
9 -
"التقريب"(2/ 88) وقال: "متروك، ورماه أبو حاتم بالوضع، من الثامنة"/ ت ق.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد الرحيم بن وَاقِد الخُرَاسَاني) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 403).
2 -
"تاريخ بغداد"(11/ 85 - 86) وقال: "في حديثه غرائب ومناكير لأنَّها عن الضعفاء والمجاهيل".
3 -
"اللسان"(4/ 10) وقال: "مات بعد المائتين".
وفيه أيضًا (هيَّاج بن بسْطَام التَّمِيميّ البُرْجُمِيّ)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (397).
التخريج:
رواه الحارث بن أبي أُسَامة في "مسنده" -كما في "المطالب العالية" لابن حَجَر (3/ 111 - 112) رقم (3021) -. وفي حاشيته: "قال البُوصِيري: رواه الحارث، ومدار إسناده على عَنْبَسَة بن عبد الرحمن، وهو ضعيف. ورواه أبو يعلى".
* * *
1606 -
أخبرنا الحسن بن الحسين النِّعَالي، أخبرنا عبد اللَّه بن العبَّاس الشَّطَوي، حدَّثنا إبراهيم بن موسى الجَوْزي، حدَّثنا عبد الرحيم بن محمد بن زيد السُّكَّرِي، حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن حُمَيْد،
عن أنس بن مالك، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ يومَ أُحُدٍ، فقيلَ يا رسولَ اللَّه: إنَّ النَّاس قد جَمَعُوا لكم فَاخْشَوْهُمْ، فقال:"حَسْبُنَا اللَّهُ ونعْمَ الوكيلُ". فأنزلَ اللَّهُ تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} [سورة آل عمران: الآية 173].
(11/ 86) في ترجمة (عبد الرحيم بن محمد بن زيد السُّكَّرِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه شيخ الخطيب (الحسن بن الحسين النِّعَالي)، وقد ترجم له في "تاريخه" (7/ 300 - 301) وقال:"كتبنا عنه، وكان كثير السماع، إلَّا أنَّه أفسد أمره بأن أَلْحَقَ لِنَفْسِهِ السَّمَاعَ في أشياء لم تكن سماعه".
كما أنَّ فيه (عبد اللَّه بن العبَّاس الشَّطَوي) لم أقف على من ترجم له في كُلِّ ما رجعت إليه.
و(أبو بكر بن عيَّاش بن سالم الأَسَدِي المُقْرِئ) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 399): "ثقة عابد، إلَّا أنَّه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (188).
و(حُمَيْد) هو (ابن أبي حُمَيْد الطويل أبو عبيدة: ثقة مدلِّس. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (265).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه ابن مَرْدُوْيَه في "تفسيره"، عن محمد بن معمر، عن إبراهيم بن موسى الجَوْزي، به. كما في "تفسير ابن كثير
(1)
" (1/ 440).
وقد عزاهُ السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المَنْثُور"(2/ 389) إلى ابن مَرْدُوْيَه والخطيب فحسب.
* * *
(1)
وقع في "التفسير" تصحيف في الإسناد في أكثر من موطن.
1607 -
أخبرنا محمد بن أحمد رِزْق، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن جعفر النَّيْسَابُوري، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عليّ بن رَزِين الهَرَوي، حدَّثنا عبد الرحيم بن حَبِيب البغدادي، حدَّثنا إسحاق بن نَجِيح المَلَطِي، عن زَنْكَل بن عليّ السُّلَمِي، عن أُمِّ الدَّرْدَاء،
عن أبي الدَّرْدَاء، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ثَلاثٌ لا تَتْرُكُهَا العربُ وهي لهم كُفْرٌ: الاسْتِسْقَاءُ بالأَنْوَاِء، والطَّعْنُ في النَّسَبِ، والنَّوْحُ".
(11/ 86) في ترجمة (عبد الرحيم بن حَبِيب بن عمر الخُرَاساني أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى بنحوه.
ففيه (إسحاق بن نَجِيح المَلَطِي) قال عنه ابن حِبَّان: "دجَّال من الدَّجَاجِلَةِ يضع الحديث صُرِاحًا". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (148).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد الرحيم بن حَبِيب بن عمر الخُرَاساني الفَارَيَابي أبو محمد) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(2/ 162 - 163) وقال: "كان يضع الحديث على الثقات وضعًا. . . لا تحلُّ الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلَّا للمتبحر في هذه الصناعة. . . ولعل هذا الشيخ قد وضع أكثر من خمسمائة حديث على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رواها الثقات".
2 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم الأَصْبَهَاني ص 110 رقم (145) وقال: "لا شيء".
3 -
"تاريخ بغداد"(11/ 86 - 87) وفيه عن أحمد بن محمد بن عمر بن سَيَّار: "كان رجلًا لَيِّنًا حسن المذهب". وقال أحمد بن محمد الإدْرِيسي: "سكن (فَارَيَاب)، يقع في أحاديثه بعض المناكير".
4 -
"الميزان"(2/ 603) وقال: "ليس بثقة". وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشيء".
5 -
"اللسان"(4/ 4) وفيه عن أبي نُعَيْم الأَصْبَهَاني: "روى عن ابن عُيَيْنَة، وبقيَّة، الموضوعات".
و(زَنُكَل بن عليّ السُّلَمي) هو (العُقَيْلِي الرَّقِّي أبو فَزَارة)، ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته" (6/ 342) وقال:"يروي عن جماعة من التابعين، روى عنه أهل الجزيرة". كما ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(6/ 442 - 443) -مخطوط- وقال: "كان من صحابة عمر بن عبد العزيز، حدَّث عن محمد بن المنكدر وأيوب السَّخْتِيَاني وأُمّ الدَّرْدَاء. . . " ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(أُمّ الدَّرْدَاء) هي (هُجَيْمَة -وقيل جُهَيْمَة- الأَوْصَابِيَّة الدِّمَشْقِيَّة الصغرى): زوج أبي الدَّرْدَاء، فقيهة عابدة ثقة. خرَّج لها الستة، وتوفيت عام (81 هـ). انظر ترجمتها في:"السِّيَر"(4/ 277 - 279)، و"التهذيب"(12/ 465 - 467).
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(6/ 443) -مخطوط- عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وعزاه في "الكنز"(16/ 55) رقم (43915) إلى الخطيب وابن عساكر فحسب.
والحديث قد ورد عن عدد من الصحابة، انظر حديثهم في:"جامع الأصول"(11/ 737 - 738)، و"مجمع الزوائد"(3/ 12 - 13)، و"الترغيب والترهيب"(4/ 349 - 351).
ومن ذلك ما رواه مسلم في الجنائز، باب التشديد في النياحة (2/ 644) رقم (934) عن أبي مالك الأَشْعَري مرفوعًا: "أَرْبَعٌ في أُمَّتي مِنْ أَمْرِ الجَاهِلِيَّةِ
لا يَتْرُكُونَهُنَّ: الفَخْرُ في الأَحْسَابِ، والطَّعْنُ في الأَنْسَابِ، والاسْتِسْقَاءُ بالنُّجُومِ، والنِّيَاحَةُ".
كما روى مسلم في الإيمان، باب إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب والنياحة (1/ 82) رقم (67) عن أبي هريرة مرفوعًا:"اثْنَتَانِ في النَّاسِ هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ: الطَّعْنُ في النَّسَبِ والنِّيَاحَةُ على المَيِّتِ".
غريب الحديث:
قوله: "والأَنْوَاء" جمع نَوْء، وهو النَّجْمُ. قال ابن الأثير في "النهاية" (5/ 122):"وإنما غَلَّظَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في أمر الأَنْوَاء لأنَّ العَرَبَ كانت تَنْسُب المطر إليها، فأمَّا من جعل المطر من فعل اللَّه تعالى وأراد بقوله: "مُطِرْنَا بِنَوْء كذا" أي في وقت كذا، وهو هذا النَّوء الفُلاني، فإنَّ ذلك جائز: أي أنَّ اللَّه قد أجرى العادة أن يأتي المطر في هذه الأوقات".
* * *
1608 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن جعفر النَّيْسَابُوري، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عليّ بن رَزِين الهَرَوي، حدَّثنا عبد الرحيم بن حَبيب البغدادي، حدَّثنا إسحاق بن نَجِيح المَلَطِي، عن زَنْكَل بن عليّ السَّلَمِي، عن أُمِّ الدَّرْدَاء،
عن أبي الدَّرْدَاء قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا كَبَّرَ العَبْدُ سَتَرَتْ تكبيرتُهُ ما بين السَّمَاءِ والأرضِ مِنْ شيءٍ".
(11/ 86) في ترجمة (عبد الرحيم بن حَبِيب بن عمر الخُرَاساني أبو محمد).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (إسحاق بن نَجِيح المَلَطِي)، وهو وضَّاع مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (148).
كما أن فيه صاحب الترجمة (عبد الرحيم بن حَبِيب الخُرَاساني)، وهو كذَّاب أيضًا. وسبقت ترجمته في الحديث السابق رقم (1607).
و (أُمُّ الدَّرْدَاء) سبقت ترجمتها في الحديث السابق (1607).
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(6/ 443) -مخطوط- عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 86) إلى الخطيب وحده.
وذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة"(2/ 327) -في الفصل الثالث، وهو المتضمن لزيادات السُّيُوطيّ على ابن الجَوْزي- وعزاه لابن عساكر وقال:"فيه إسحاق بن نَجِيح المَلَطي".
* * *
1609 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء الوَاسِطي، أخبرنا محمد بن أحمد المُفِيد -قراءةً-، حدَّثنا عبد الرحيم بن عبد اللَّه بن هارون بن هاشم بن شِهَاب الأَنْبَاري، حدَّثنا أبو عبيد اللَّه حمَّاد بن الحسن، حدَّثنا أبو داود، حدَّثنا طَلْحَة، عن عبد اللَّه بن عبيد
(1)
،
عن أُمَّ سَلَمَة قالت: ما طَعَنَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في حَسَبٍ ولا نَسَبٍ قَطُّ.
(11/ 87 - 88) في ترجمة (عبد الرحيم بن عبد اللَّه بن هارون الأَنْبَاري).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "حدثنا أبو داود طلحة عن عبد اللَّه بن عبيد". والتصويب من مخطوطة "تاريخ بغداد" نسخة تونس ص 394.
ففيه (محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب المُفيد أبو بكر) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(1/ 346 - 348) وفيه عن البَرْقَاني: "ليس بحجة". وقال أبو سعد المَالِيني: "الشيخ الصالح. . . روى مناكير وعن مشايخ مجهولين". وكانت وفاته عام (378 هـ).
2 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 460 - 46) وفيه عن أبي الوليد البَاجي: "أُنْكِرَتْ على أبي بكر المفيد أسانيد ادَّعَاها". وقال الذَّهَبِيُّ: "هو مُتَّهَمٌ".
3 -
"المغني"(2/ 550) وقال: "محدِّث مشهور، مُجْمَعٌ على ضَعْفِهِ، واتُّهِمَ".
4 -
"اللسان"(5/ 45) ولم يزد عمَّا في "الميزان".
كما أنَّ فيه شيخ الخطيب (أبو العلاء الوَاسِطي محمد بن عليّ بن أحمد المُقْرِئ)، وهو صاحب تخليط لا يُوثق به. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (430).
و(طلحة) لم أعرفه.
وصاحب الترجمة (عبد الرحيم بن عبد اللَّه الأَنْبَاري) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو داود) هو (الطَّيَالِسِيّ، سليمان بن داود بن الجَارُود البَصْري): ثقة حافظ. وستأتي ترجمته في حديث (2039).
و(عبد اللَّه بن عبيد) هو (عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن أبي مُلَيْكَة التَّيْمِي المَدَني أبو بكر -ويقال أبو محمد-): ثقة فقيه، أدرك ثلاثين من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقال ابن حِبَّان: أدرك ثمانين منهم. روى له الستة، وتوفي عام
(117 هـ). انظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(15/ 256 - 259)، و"التهذيب"(5/ 306 - 307)، و"التقريب"(1/ 431).
و (حمَّاد بن الحسن بن عَنْبَسَة الورَّاق النَّهْشَلِيّ أبو عبد اللَّه): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1469).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
1610 -
أخبرنا الخُوْمِيْنِيُّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن أحمد بن محمود الفقيه أبو محمد السَّمَّاك، حدَّثنا أحمد بن خالد الحَرُوري، حدَّثنا محمد بن حُمَيْد، حدَّثنا يعقوب -يعني ابن عبد اللَّه الأَشْعَري-، عن جعفر،
عن سَلَمَة بن كُهَيْل قال: مَرَّ عليّ بن أبي طالب على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة، فقال لها:"إذا سَرَّكِ أنْ تنظري إلى سيَّد العرب فانظري إلى عليّ بن أبي طالب". فقالت: يا نبي اللَّه ألستَ سيَّدَ العَرَبِ؟ فقال: "أنا إمامُ المسلمينَ، وسيَّد المُتَّقينَ، إذا سَرَّكِ أَنَّ تنظري إلى سيِّد العرب فانظري إلى عليّ بن أبي طالب".
(11/ 89 - 90) في ترجمة (عبد الباقي بن أحمد بن عبد اللَّه الخُوْمِيْنِيّ الرَّازي أبو الطَّيِّب).
مرتبة الحديث:
لا أصل له.
ففي إسناده انقطاع بين (سَلَمَة بن كُهَيْل الحَضْرَمي الكوفي) وبين (عليّ بن أبي طالب)، فَسَلَمَة لم يدرك عليًّا، فضلًا عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. فولادة (سَلَمَة) كانت سنة سبع وأربعين للهجرة كما في "التهذيب"(4/ 156)، ووفاة عليّ رضي الله عنه كانت سنة أربعين للهجرة كما في "التقريب"(2/ 39).
كما أنَّ فيه (محمد بن حُمَيْد بن حَيَّان الرَّازي)، وهو مختلف فيه، وثَّقه ابن مَعِين وغيره، وضعَّفه جماعة، وكذَّبه أبو زُرْعَة وصالح جَزَرة وغيرهما. قال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الكاشف" (3/ 32):"وثَّقه جماعة، والأَوْلَى تركه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (455).
و (الخُوْمِيْنِيّ) هو صاحب الترجمة (عبد الباقي بن أحمد الرَّازي أبو الطَّيِّب)، قال الخطيب عنه: صدوق.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 211 - 212) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: "هذا حديث لا أصل له، وإسناده منقطع، ومحمد بن حميد قد كذَّبه أبو زُرْعَة وابن وَارَة
(1)
، وقال ابن حِبَّان: ينفرد عن الثقات بالمقلوبات".
* * *
1611 -
أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه المَحَامِلِي قال: وجدتُ في كتاب جدِّي الحسين بن إسماعيل -بخطِّ يده-، حدَّثنا عبد الرزاق بن منصور أبو محمد البُنْدَار، حدَّثنا المغيرة بن عبد اللَّه -ابن عَمِّ حُبَّى بن حاتم الجُرْجَرَائي-، عن ابن سَمْعَان، عن زيد بن أَسْلَم، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَضَرَ منكم الجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ كَغُسْلِهِ مِنَ الجَنَابَةِ".
(11/ 92) في ترجمة (عبد الرزاق بن منصور بن أَبَان البُنْدَار أبو محمد).
(1)
هو محمد بن مسلم بن عثمان الرَّازي. ترجم له الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(13/ 28 - 32) وحَلَّاه بقوله: "الحافظ الإمام المجوِّد. . . أحد الأعلام، ارتحل إلى الآفاق"، وكانت وفاته عام (270) للهجرة.
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد صحَّ من طرقٍ كثيرةٍ قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتى أَحَدُكُمْ الجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ".
ففيه (ابن سَمْعَان) وهو (عبد اللَّه بن زياد بن سَمْعَان المَدَني): متروك، وكذَّبه مالك وابن مَعِين وأبو داود وغيرهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (456).
كما أنَّه مروي عن طريق الوجَادَةِ، وهو من باب المنقطع والمُرْسَلِ كما قال الإمام ابن الصلاح في "علوم الحديث" ص 158. وانظر "شرح العراقي لألفيته" (2/ 113 - 114).
و(أبو صالح) هو (ذَكْوَان السَّمَّان الزَّيَّات): ثقة ثَبْثٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).
التخريج:
لم يروه بتمام هذا اللفظ غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 772) إليه وحده.
وقد رواه أبو بكر المَرْوَزي في "الجمعة وفضلها" ص 53 رقم (30)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 364)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2583) -كلاهما في ترجمة (هُذَيْل بن بلال الفَزَاري) -، والخطيب في "تاريخ بغداد"(14/ 77)، من طريق هُذَيْل هذا، عن نافع، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"مَنْ أتى الجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ".
قال العُقَيْلِيُّ: "وقال مالك وعبيد اللَّه بن عمر وأيوب والنَّاس جمعًا غفيرًا، عن نافع عن ابن عمر".
وقال ابن عدي: "قال مالك والحَكَم وعِدَّة: عن نافع عن ابن عمر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الجُمُعَةِ".
أقول: في إسناده (هُذَيْل بن بلال المَدَائِنيّ الفَزَارِيّ أبو البُهْلُول)، وهو ضعيف. وقال ابن حِبَّان:"كان ممن يقلب الأسانيد". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1295).
وروى مالك في "الموطأ"(1/ 101)، عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عن أبي هريرة أنَّه كان يقول:"غُسْلُ يومِ الجُمُعَةِ واجبٌ على كُلِّ مُحْتَلِمٍ، كَغْسْلِ الجَنَابَةِ".
قال ابن عبد البَرّ في "التمهيد"(21/ 90 - 91): "وهذا قد جاء عن رجل لا يُحْتَجُّ به، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وقد روي عن أبي هريرة، عن عمر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في الغسل يوم الجمعة".
وانظر منه أيضًا (10/ 78 - 89) و (16/ 211 - 216)، و"الاستذكار" له أيضًا (2/ 270 - 271).
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتى أَحَدُكُمْ الجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ"، ورد من حديث جماعة من الصحابة. قال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير" (2/ 66):"وله طرق كثيرة، وعَدَّ أبو القاسم بن مَنْدَه من رواه عن نافع عن ابن عمر فبلغوا ثلاثمائة. وعَدَّ من رواه غير ابن عمر فبلغوا أربعة وعشرين صحابيًا. وقد جمعت طرقه عن نافع فبلغوا مائة وعشرين نَفْسًا".
وقال في "فتح الباري"(2/ 357) -في كتاب الجمعة، باب فضل الغسل يوم الجمعة-:"ورواية نافع عن ابن عمر لهذا الحديث مشهورة جدًّا، فقد اعتنى بتخريج طرقه أبو عَوَانَة في "صحيحه" فساقه من طريق سبعين نَفْسًا رووه عن نافع، وقد تتبعت ما فاته وجمعت ما وقع لي من طرقه في جزء مفرد لغرض اقتضى ذلك فبلغت أسماء من رواه عن نافع مائة وعشرين نَفْسًا".
وانظر في مرويات الحديث: "جامع الأصول"(7/ 323 - 329)، و"مجمع الزوائد"(2/ 171 - 175)، و"الأزهار المتناثرة" للسُّيُوطيّ ص 112 - 113، و"لقط اللآلئ المتناثرة" للزَّبِيدي ص 193 - 198، و"نظم المتناثر" للكَتَّاني ص 74 - 75 وذكر له سبعة عشر راويًا من الصحابة، وقد عدَّه السُّيُوطيُّ والزَّبِيديُّ والكَتَّانِيُّ من الأحاديث المتواترة.
* * *
1612 -
أخبرني محمد بن عليّ المُقْرِئ، أخبرنا أبو مسلم بن مِهْرَان، أخبرنا عبد المؤمن بن خَلَف النَّسَفِي، حدَّثنا أبو عليّ صالح بن محمد، حدَّثنا أحمد بن حَنْبَل، حدَّثنا عُبَيْد بن القاسم، حدَّثنا هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بطعامٍ أَكَلَ ممَّا يَلِيِه، وإذا أُتي بالتَّمْرِ جَالَتْ يَدُهُ.
(11/ 95) في ترجمة (عبيد بن القاسم -نَسِيب سفيان الثَّوْري-).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (عبيد بن القاسم الأَسَدِي التَّيْمِي الكوفي -ابن أخت سفيان الثَّوْري-) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 386 - 387) وقال: "قد سمعت منه وليس بثقة". وقال مرَّةً: "كانت له هيئة، وكان كذَّابًا".
2 -
"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 505) وقال: "واهي الحديث".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 171 رقم (434) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 116) وقال: "كانت له هيبة، وكان كذَّابًا"
(1)
.
(1)
تقدَّم ذكر هذا القول معزوًا لابن مَعِين. وفيه "هيئة" بدلًا من "هيبة".
5 -
"الجرح والتعديل"(5/ 412) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث ذاهب الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "حدَّث بأحاديث منكرة لا ينبغي أن يحدِّث عنه".
6 -
"المجروحين"(2/ 175) وقال: "كان ممن يروي المعضلات عن الثقات. روى عن هشام بن عُرْوَة بنسخة موضوعة، لا يحلُّ كتابة حديثه إلَّا على جهة التعجب".
7 -
"الكامل"(5/ 1987 - 1988).
8 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 125 رقم (184) وقال: "لا شيء".
9 -
"تاريخ بغداد"(11/ 93 - 95) وفيه عن صالح جَزَرَة: "كذَّاب". وقال مرَّةً: "كان يضع الحديث وله أحاديث مناكير". وقال أبو داود: "كان يضع الحديث". وقال أبو بكر محمد بن عمر الجِعَابي: "متروك الحديث".
10 -
"التهذيب"(7/ 72 - 73) وفيه عن البخاري: "ليس بشيء". وعن أبي نُعَيْم: "لا شيء متروك". وقال العُقَيْلِي: "لا يكاد يقيم الحديث شيئًا".
11 -
"التقريب"(1/ 544) وقال: "متروك كذَّبه ابن مَعِين، واتَّهَمَهُ أبو داود بالوضع، من التاسعة"/ ق.
التخريج:
رواه أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في كتاب "أخلاق النبيِّ صلى الله عليه وسلم" ص 206، وأبو بكر الشَّافِعِي في "فوائده" -المعروفة باسم "الغَيْلانِيَّات" - (2/ 662) رقم (995)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1987)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 175) -كلاهما في ترجمة (عبيد بن القاسم) -، من طريق عُبَيْد هذا، عن هشام بن عُرْوَة، به.
قال ابن عدي: هذا الحديث غير محفوظ.
ورواه البزَّار في "مسنده"(3/ 332) رقم (2822) -من كشف الأستار-، من طريق خالد بن إسماعيل بن أيوب بن سَلَمَة، عن هشام بن عُرْوَة، به.
قال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوَى عن عائشة إلَّا بهذا الإسناد".
أقول: قوله هذا منتقد بالطريق المتقدِّم عن عبيد بن القاسم عن هشام بن عروة.
وفي إسناده (خالد بن إسماعيل المَخْزُومي أبو الوليد): متروك، وقال ابن عدي:"يضع الحديث على ثقات المسلمين". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (970).
وقال الهيثمي في "المجمع"(5/ 26): "رواه البزَّار وفيه خالد بن إسماعيل وهو متروك".
ورواه أبو الشيخ بن حَيَّان في كتاب "أخلاق النبيِّ صلى الله عليه وسلم" ص 205، من طريق أبي قُتَيْبَة، عن رجل من بني ثَوْر، عن هشام، به، بلفظ:"كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بالتَّمْرِ أَجَالَ يَدَهُ فيه".
أقول: قوله "عن رجل من بني ثَوْر" يمكن أن يكون (عبيد بن القاسم ابن أخت سفيان الثَّوْري) وهو كذَّاب كما تقدَّم، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
1613 -
أخبرنا البَرْقَاني، أخبرنا بشر بن أحمد الإسْفَرَايِيني، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن نَاجِيَة، حدَّثنا إبراهيم بن سعيد الجَوْهَري، حدَّثنا عبيد بن أبي قُرَّة، حدَّثنا ابن لَهِيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن حُمَيْد بن أبي المُثَنَّى، عن أبيه، عن زيد بن ثابت،
أنَّ أبا سعيد الخُدْري أخبره عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا طَعِمَ أَحَدُكُمْ فلا يَمْسَحْ يَدَهُ حتَّى يَلْعَقَ أَصَابِعَهُ".
(11/ 96) في ترجمة (عبيد بن أبي قُرَّة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من أوجهٍ أخرى.
ففيه (عبد اللَّه بن لَهِيعة بن عُقْبَة المِصْرِيّ)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).
و(حُمَيْد بن أبي المُثَنَّى) و (أبوه)، لم أعرفهما. وقد اختلف في اسميهما كما سيأتي في التخريج. وكنت أخشى وجود تصحيف في اسم (حُمَيْد)، وكنية أبيه، في المطبوع من "التاريخ"، فعدت إلى مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس، فوجدت ما فيها يوافق ما في المطبوع.
التخريج:
رواه الطبراني في "الكبير"(6/ 42) رقم (4534) من طريق أبي صالح الحَرَّاني، حدَّثنا ابن لَهِيعة، عن جعفر بن ربيعة أنَّ جميل بن أبي المَضَاء أخبره عن أبيه قال: قال مروان بن الحكم لزيد بن ثابت كيف تأكلُ؟ قال: أخبرني أبو سعيد الخُدْرِي. وذكر الحديث مرفوعًا، وفي آخره عنده زيادة قوله:"فإنَّه لا يَدْرِي في أي طَعَامِهِ يُبَارَكُ لَهُ".
ورواه الطبراني في "الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 61 - 62) رقم (4041) -، من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عُمَارة الأنصاري، عن مَخْرَمَة بن بُكَيْر، عن أبيه، عن بُسْر بن سعيد، عن أبي سعيد الخُدْري مرفوعًا به، مع ذكر الزيادة السابقة.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 28): "رواه الطبراني، وأبو المَضَاء وابنه جميل لم أعرفهما، وبقية رجاله حديثهم حسن أو صحيح، ورواه في "الأوسط"، وفيه عبد اللَّه بن محمد بن عُمَارَة الأنصاري، قال الذَّهَبِيُّ: وهو مستور، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح".
ورواه الطبراني في "الكبير"(5/ 169 - 170) رقم (4918) مطوَّلًا، من طريق إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة، عن جُبَيْر بن المُثَنَّى، عن أبيه قال: أَرْسَلَ عبد الملك بن مروان إلى زيد بن ثابت. فذكره بنحوه دون أن يذكر أبا سعيد. وقد صرَّح زيد فيه بسماعه له من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
قال الهيثمي في "المجمع"(5/ 28) بعد أن عزاه له: "وجُبَيْر وأبوه لم أعرفهما، وبقية رجاله حديثهم حسن"! ! .
أقول: بل إنَّ فيه (إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوة) وهو متروك. قال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 193): "ولم أر أحدًا مشَّاهُ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (794).
والحديث مروي عن عدد من الصحابة، انظر مروياتهم في:"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (8/ 106 - 109)، و"جامع الأصول"(7/ 399 - 401)، و"مجمع الزوائد"(5/ 27 - 29)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 146 - 148)، و"فتح الباري"(9/ 577 - 579) -في الأطعمة باب لعق الأصابع. . . -.
ومن ذلك، ما رواه البخاري في الأطعمة، باب لعق الأصابع ومَصِّها (9/ 577) رقم (5456)، ومسلم في الأشربة، باب استحباب لعق الأصابع والقَصْعَة. . . (3/ 1605) رقم (2031)، وغيرهما، عن عبد اللَّه بن عبَّاس مرفوعًا:"إذا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فلا يَمْسَحْ يَدَهُ حتَّى يَلْعَقَهَا أو يَلْعِقَهَا".
كما روى مسلم في الموضع السابق رقم (2035)، وغيره، عن أبي هريرة
مرفوعًا: "إذا أَكَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ، فإنَّه لا يَدْرِي في أَيَّتِهِنَّ البَرَكَةُ".
* * *
1614 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا أبو عليّ محمد بن الصَّوَّاف -إجازةً-، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثني أبي، وأبو خَيْثَمَةَ، قالا: حدَّثنا عُبَيْد بن أبي قُرَّة.
وأخبرناه محمد بن عليّ بن يعقوب المُعَدَّل، والحسن بن عليّ التَّمِيمي، قالا: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثني أبي، حدَّثنا عُبَيْد بن أبي قُرَّة، حدَّثنا لَيْث بن سعد، عن أبي قَبِيل، عن أبي مَيْسَرَة،
عن العبَّاس [قال]: كنتُ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم ذات ليلةٍ فقال: "انظر هل ترى في السماء نَجْمًا"؟ قلتُ: نعم! قال: "ما ترى"؟ قلتُ: أرى الثُرَيَّا. قال: "أَمَا إنَّه يلي هذه الأُمَّة بعددها مِنْ وَلَدِكَ، اثنين في فتنة". "اللفظ لحديث ابن رِزْق".
(11/ 96) في ترجمة (عُبَيْد بن أبي قُرَّة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (أبو مَيْسَرَة مولى العبَّاس رضي الله عنه وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير" -كتاب الكُنَى، المطبوع في آخر المجلد الثامن- ص 75 رقم (707) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(9/ 446)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"تعجيل المنفعة" لابن حَجَر ص 342، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
وفيه صاحب الترجمة (عُبَيْد بن أبي قُرَّة) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 429 - 430 رقم (650) وقال: "ما كان به بأس. . . ما سمعت منه عن الليث إلَّا ذاك الحديث الواحد
(1)
". وقال ابن الجُنَيْد أبو إسحاق الخُتُّلي: "سمعت عليّ بن المَدِيني وَذَكَرَ عُبَيْد بن أبي قُرَّة؟ فقال: ما كان به بأس، وما أنكرتُ عليه إلَّا صحبته حسينًا الأشقر
(2)
".
2 -
"التاريخ الكبير"(6/ 2) وقال: "بغدادي، في قِصَّة العبَّاس، لا يُتَابَعُ في حديثه".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 431) وقال: "ربما خالف".
4 -
"الكامل"(5/ 1988 - 1989) وقال: "ليس له غير ما ذكرت من الحديث إلَّا اليسير، والذي أُنْكِرَ عليه حديث العبَّاس".
5 -
"تاريخ بغداد"(11/ 95 - 97) وفيه عن يعقوب بن شَيْبَة: "ثقة صدوق".
6 -
"الميزان"(3/ 22) وقال: "روى إبراهيم بن سعيد الجَوْهَري عنه أحاديث منكرة عن ابن لَهِيعة ساقها ابن عدي".
و(أبو قَبِيل) هو (حُيَيّ بن هانئ بن نَاضِر المَعَافِرِيّ): ثقة يَهِم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(1/ 209)، وعنه الضِّياء المَقْدِسِيّ في "المُخْتَارَة"(8/ 384 - 385) رقم (474)، عن عبيد بن أبي قُرَّة، حدَّثنا لَيْث بن سعد، به.
(1)
وهو حديثنا هذا. وسيأتي في التخريج رواية ابن مَعِين له.
(2)
وهو (حسين بن الحسن الأشقر الفَزَاري الكوفي)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الكاشف" (1/ 169) وقال:"واهٍ. قال البخاري: فيه نظر". كما ترجم له ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 175) وقال: "صدوق يَهِم، ويغلو في التَّشَيُّع، من العاشرة"/ س.
ورواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 326)، وعنه البيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 518)، من طريق عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثني يحيى بن مَعِين، حدَّثنا عُبَيْد بن قُرَّة، به. ولفظ المرفوع عنده:"أما إنَّه يملك هذه الأُمَّة بعددها مِنْ صُلْبِكَ".
ومن هذا الطريق رواه الضِّياء المَقْدِسّي في "المُخْتَارة"(8/ 386) رقم (476).
ورواه الضِّياء المَقْدِسيّ في "المُخْتَارَة"(8/ 385) رقم (475)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1988) -في ترجمة (عُبَيْد بن أبي قُرَّة) -، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ص 177 - 178، من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطَّان، عن عُبَيْد بن أبي قُرَّة، به، بلفظ الحاكم.
قال الضِّياء المَقْدِسيُّ عقب روايته له: "فقيل لأبي سعيد بن يحيى وقد ترك من الحديث: "اثنين منهم في فتنة" قال: هو كما قلت".
ورواه البخاري في "الكُنَى" من "التاريخ الكبير" ص 75 رقم (707)، عن عبد اللَّه بن محمد الجُعْفِي، حدَّثنا عُبَيْد بن أبي قُرَّة، به.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 186) وقال: "رواه أحمد والطبراني، وفيه أبو مَيْسَرَة مولى العبَّاس ولم أعرفه إلَّا في ترجمة أبي قَبِيل، وبقية رجال أحمد ثقات".
قال البخاري فيما تقدَّم عنه في ترجمة (عُبَيْد بن أبي قُرَّة): "بغدادي في قِصَّة العبَّاس، لا يُتَابَعُ في حديثه". يعني حديث العبَّاس كما نصَّ عليه الحافظ ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 183.
وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له نقلًا عن ابن أبي حاتم: "حدَّثنا أبو سعيد يحيى بن سعيد القطَّان، حدَّثنا عُبَيْد بن أبي قُرَّة بإسناد نحوه. قال
أبو محمد -[يعني ابن أبي حاتم]- سمعتُ أبي -وذكر هذا الحديث- فقال: هذا حديث لم يروه إلَّا عُبَيْد بن أبي قُرَّة، وكان ببغداد عند أحمد بن حنبل أو يحيى بن مَعِين -أنا أشك-، وكان يضن به، ورأيته يستحسن هذا الحديث، وَسُرَّ به حيث وجده عنده عن يحيى بن سعيد".
وانظر "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 404).
ثم روى الخطيب الحديث من طريق عبد اللَّه بن سليمان
(1)
، حدَّثنا أبي، حدَّثنا حجَّاج، حدَّثنا عُبَيْد بن أبي قُرَّة بهذا الحديث. ونقل عن عبد اللَّه بن سليمان قوله:"كَتَبَ هذا الحديث عن أبي: أحمد بن صالح. والثُّرَيَّا تختلف في عددها، يقولون ثمانية، ويقول قوم لا يُوقَف على عددها كثرة".
وقال الحاكم: "هذا حديث تفرَّد به عُبَيْد بن أبي قُرَّة عن الليث. وإمامنا أبو زكريا - (يعني يحيى بن مَعِين) رحمه الله لو لم يرضه لما حدَّث عنه بمثل هذا الحديث". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "لم يصحَّ هذا". دون بيان علَّة ذلك.
وقال الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(2/ 96 - 97) في ترجمة (العبَّاس): "خبر منكر"
(2)
.
وقال في "ميزان الاعتدال"(3/ 22) في ترجمة (عُبَيْد بن أبي قُرَّة) عقب ذكره للحديث: "رواه أحمد بن حَنْبَل في "مسنده" عنه، هذا باطل".
وتعقَّبه الحافظ ابن حَجَر في "لسان الميزان"(4/ 623) فقال: "لم أر من سبق المؤلف -يعني الذَّهَبِيَّ- إلى الحكم على هذا الحديث بالبطلان". ثم ساق بعض طرقه ممَّا تقدَّم.
(1)
هو أبو بكر بن أبي داود السِّجِسْتَاني. انظر "تعجيل المنفعة" ص 184.
(2)
لم يتكلَّم مخرِّج أحاديث "سِيَر أعلام النبلاء" الشيخ المحقق شعيب الأرناؤوط حفظه المولى على هذا الحديث بشيء، ولم يخرِّجه. وكأنه اكتفى بقول الذَّهَبِيّ بنكارته.
وتعقَّبه أيضًا في "تعجيل المنفعة" ص 184 فقال: "وَزَعَمَ الذَّهَبِيُّ في "الميزان" أنَّ حديث الليث المذكور، باطل. وفي كلامه نظر، فإنَّه من أعلام النبوة، وقد وقع مصداق ذلك، واعتمد البيهقي في "الدلائل" عليه". ثم ذكر بعض طرقه المتقدِّمة وقال: "ثم تَذَكَّرْتُ أنَّ للحديث علَّة أخرى غير تفرّد (عُبَيْد) به، تمنعُ إخراجه في الصحيح، وهو ضعف (أبي قَبِيل)، لأنَّه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة، فإخراج الحاكم له في "الصحيح" من تساهله. وفيه أيضًا أنَّ الذين ولوا الخلافة من ذُرِّيَّة العبَّاس أكثر من عدد أنجم الثُّرَيَّا إلَّا إِن أُريد التقييد فيهم بصفة ما، وفيه مع ذلك نظر".
ولم يرتض العلَّامة الشيخ أحمد شاكر كلام الحافظ ابن حَجَر، فعلَّق عليه في تحقيقه لـ "المسند"(3/ 218) رقم (1786) بعد تصحيحه لإسناده، وترجيحه لثقة (أبي مَيْسَرَة) لأنَّه لم يُذْكَرْ بجرح أو تعديل! ! بقوله:"وهذا تعليل متهافت لا ينطبق على القواعد الصحيحة لنقد الحديث. فما علمنا أنَّ أحدًا زعم أن (أبا قَبِيل) كان يكثر النقل عن الكتب القديمة، إلَّا قول يعقوب بن شَيْبَة: "كان له عِلْمٌ بالمَلَاحِمِ والفِتَنِ". وأين هذا من النقل عن الكتب القديمة؟ ! ثم لو صَحَّ أنَّه ينقل عنها. فمن ذا يستطيع أن يزعم أنَّ هذا الحديث مرده إلى ذلك؟ ! وهو يرويه بإسناده إلى العبَّاس مرفوعًا، ولو فعل، فأسنده كهذا الإسناد وهو ينقله عن الكتب القديمة لكان كذَّابًا وضَّاعًا، وما رماهُ أحد بذلك ولا بقريب منه. فهذا تعليل باطل لا يُؤْبَهُ له. وأمَّا نجوم الثُّرَايَّا فإنها كثيرة العدد، أكثر جدًّا من العدد الذي زعموا، وكان العرب يعرفون ذلك قديمًا، ففي "النهاية" و"اللسان": "ويقال إنَّ خلال أنجم الثُّرَيَّا الظاهرة كواكب خفية كثيرة العدد".".
ثم قال رحمه الله: "وقوله في آخر الحديث: "اثنين في فتنة" كذا هو في أصلي "المسند"، ورواية الخطيب، و"مجمع الزوائد" عنه، وما أدري ما تأويله، ولماذا كان على صورة المنصوب أو المجرور؟ ! ولو كان لي أن أقول في مثل هذا
بالظن، لظننت أنَّه من تحريف النُّسَّاخ، وأنَّ أصله "آتِينَ في فتنة". ولكني لا أستطيع أن أزعم ذلك من غير بَيِّنَةٍ".
أقول: تصحيح الشيخ أحمد شاكر لإسناده موضع نظر لما تقدَّم.
والحديث ذكره الإمام ابن كثير في "البداية والنهاية"(6/ 245) عن البيهقي عن الحاكم من الطريق المتقدِّم، ونقل قول البخاري السابق في (عبيد بن أبي قُرَّة) بلفظ:"لا يُتَابَعُ على حديثه في قِصَّة العبَّاس".
* * *
1615 -
أخبرنا يحيى بن محمد بن الحسين المؤدِّب، حدَّثنا أبو الفضل محمد بن عبد اللَّه الشَّيْبَاني، حدَّثنا إبراهيم بن حفص بن عمر العَسْكَري -بالمِصِّيْصَة- قال: حدَّثنا عُبَيْد بن الهيثم بن عبيد اللَّه الأَنْمَاطي البغدادي -بِحَلَب- حدَّثنا الحسين بن عَلْوَان الكَلْبِي،
حدَّثنا أبو حمزة ثابت بن أبي صفيَّة قال: كُنَّا مع عليّ بن الحسين جلوسًا في مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم مَرَّ بنا عصافير يَصِحْنَ، فقال عليُّ بن الحسين: أتدرونَ ما تقولُ هذه العصافيرُ؟ قلنا: لا. قال: أما إنِّي ما أقول أنِّي أعلمُ الغَيْبَ، ولكن سمعتُ أبي يقولُ:
سمعتُ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب يقول: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الطَّيْرَ إذا أَصْبَحَتْ سَبَّحَتْ رَبَّهَا، وسَأَلَتْهُ قُوتَ يَوْمِهَا". وإنَّ هذه تُسَبِّحُ رَبَّهَا وتسألُهُ قُوتَ يَوْمِهَا.
(11/ 97 - 98) في ترجمة (عبيد بن الهيثم بن عبيد اللَّه الأَنْمَاطي).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته (الحسين بن عَلْوَان بن قُدَامة الكوفي الكَلْبِي أبو عليّ)، وهو كذَّاب،
كذَّبه ابن مَعِين والدَّارَقُطْنِيّ وابن عدي وصالح جَزَرَة والنَّسَائي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1162).
كما أنَّ فيه (ثابت بن أبي صفيَّة الثُّمَالي أبو حمزة) وهو رافضي ضعيف. وقال الذَّهَبِيُّ: "تابعي واهٍ جدًّا". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (956).
وصاحب الترجمة (عبيد بن الهيثم الأَنْمَاطي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 204) إليه وحده.
* * *
1616 -
حدَّثنا أبو المُظَفَّر محمد بن الحسن المَرْوَزِيّ، حدَّثنا زَاهِر بن أحمد السَّرْخَسِيّ، حدَّثنا محمد بن المسيَّب، حدَّثنا عُبَيْد بن محمد الجَرَّاح المَدَائِنيّ قال: حدَّثني عبد الرحمن بن عبد العزيز، حدَّثنا محمد بن كثير، عن يونس بن عُبَيْد، عن محمد بن سِيْرِين،
عن عُبَادَة بن الصَّامِت قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "دَارُكَ حَرَمُكَ، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْكَ دَارَكَ فَاقْتُلْهُ".
(11/ 98 - 99) في ترجمة (عُبَيْد بن محمد بن الجَرَّاح المَدَائِني).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (محمد بن كثير البَصْرِي السُّلَمي القَصَّاب) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(1/ 218) وقال: "منكر الحديث". وفيه عن عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "ذاهب الحديث".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 130) وقال: "لا يُتَابَعُ على حديثه".
3 -
"الجرح والتعديل"(8/ 70) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث منكر الحديث".
4 -
"المجروحين"(2/ 287) وقال: "كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير حتى خرج عن حدِّ الاحتجاج به إذا انفرد، على قلَّة روايته".
5 -
"الكامل"(6/ 2256 - 2257) وقال: "لم أر (لمحمد بن كثير) هذا كثير حديث إلَّا الشيء اليسير".
6 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 345 رقم (472) وقال: "قال يحيى بن مَعِين: ثقة عن يونس بن عبيد".
7 -
"الميزان"(4/ 17) وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "ذاهب الحديث". وقال الدَّارَقُطْنِيُّ وغيره: "ضعيف". وساق الحديث في ترجمته.
8 -
"اللسان"(5/ 351) وفيه عن السَّاجِيِّ: "منكر الحديث". وفيه أيضًا أنَّ ابن الجَارُود ذكره في الضعفاء.
9 -
"التقريب"(2/ 203) وقال: "ضعيف، من الثامنة"/ تمييز.
وصاحب الترجمة (عبيد بن محمد بن الجَرَّاح المَدَائِني) لم يذكره الخطيب بجرحٍ ولا تعديلٍ، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(5/ 326)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2256 - 2257)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 130) -كلاهما في ترجمة (محمد بن كثير السُّلَمي) -، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 349)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 341)، من طريق محمد بن كثير، عن يونس بن عبيد، به.
ولفظه عندهم: "الدَّارُ حَرَمٌ، فمن دَخَلَ عليك حَرَمَكَ فَاقْتُلْهُ".
قال ابن عدي: "وهذا ما رواه عن يونس بن عُبَيْد غير محمد بن كثير هذا، وهذا معروف بمحمد بن كثير".
وقال البيهقي: "وقد روي بإسناد آخر ضعيف عن يونس بن عُبَيْد، وهو إن صحَّ فإنما أراد واللَّه أعلم أنَّه يأمره بالخروج فإن لم يخرج، فله ضربه وإن أتى الضرب على نفسه".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 245): "رواه أحمد والطبراني، وفيه محمد بن كثير السُّلَمي وهو ضعيف".
أقول: مسند (عُبَادَة) في "المعجم الكبير" المطبوع، غير موجود، لفقدانه من الأصل الخطي المطبوع عنه.
* * *
1617 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد اللَّه بن إسحاق بن إبراهيم البَغَوي، حدَّثنا عبيد بن محمد بن يحيى بن قَضَاء الجَوْهَرِي، حدَّثنا سليمان الشَّاذَكُوني، حدَّثنا يونس بن بُكَيْر، عن محمد بن إسحاق، عن الجَرَّاح بن المِنْهَال، عن حَبِيب بن نَجِيح، عن عبد الرحمن بن غَنْم، عن عبد اللَّه بن الأَرْقَم،
سمع عمر بن الخطَّاب يقول: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إنَّ لِكُّلِ أُمَّةٍ أَمِيْنًا، وأمينُ أُمَّتي أبو عُبَيْدةَ بنُ الجَرَّاحِ".
(11/ 99) في ترجمة (عبيد بن محمد بن يحيى الجَوْهَرِيّ البَصْرِيّ أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
إسناده مسلسل بالضعفاء والمتروكين. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (حَبِيب بن نَجِيح) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(2/ 326) وقال: "عن عبد الرحمن بن غَنْم، روى عنه جَرَّاح بن مِنْهَال، ولم يصحّ جَرَّاح".
2 -
"الجرح والتعديل"(3/ 110) وفيه عن أبي حاتم: "هو مجهول، ولا يُعْتَبَرُ برواية أبي العَطُوف
(1)
عنه، يعني لضعف أبي العَطُوف بأنَّه لقي حَبِيب بن نَجِيح، عبد الرحمن بن غَنْم"
(2)
.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 184).
4 -
"المغني"(1/ 148) وقال: "مجهول".
وفيه (الجَرَّاح بن المِنْهَال الجَزَري أبو العَطُوف) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 78) وقال: "ليس حديثه بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(2/ 228) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 73 رقم (105) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الجرح والتعديل"(2/ 523) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث، ذاهب الحديث، لا يُكْتَبُ حديثه".
5 -
"المجروحين"(1/ 218 - 219) وقال: "كان رجل سوء، يشرب الخمر، ويكذب في الحديث". توفي عام (168 هـ).
6 -
"الكامل"(2/ 582 - 583) وقال: "الضَّعْفُ على رواياته بَيِّنٌ".
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 173 - 174 رقم (150) وقال: "فيه خَلَاعَةٌ، متروك. روى عنه محمد بن إسحاق، ويقلب اسمه يقول فيه: ابن الجَرَّاح
(3)
".
(1)
هو (الجَرَّاح بن المِنْهَال).
(2)
هكذا جاء النصُّ في "الجرح والتعديل" المطبوع! .
(3)
يعني يُسَمِّية: "المِنْهَال بن الجَرَّاح".
8 -
"المغني"(1/ 128) وقال: "عن الزُّهْرِيِّ، تركوه".
9 -
"اللسان"(2/ 99 - 100) وفيه أقوال أخرى من غير ما تقدَّم.
كما أنَّ فيه (سليمان بن داود الشَّاذَكُوني)، وهو ضعيف جدًّا، كذَّبه ابن مَعِين وصالح جَزَرَة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1322).
وفيه عنعنة (محمد بن إسحاق)، وهو مدلِّس مشهور.
وصاحب الترجمة (عبيد بن محمد الجَوْهَرِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(1/ 18) مطوَّلًا -في قِصَّةٍ ذكرها- من طريق صفوان، عن شُرَيْح بن عُبَيْد، وراشد بن سعد، وغيرهما
(1)
، عن عمر مرفوعًا بلفظ:"إنَّ لِكُّلِ نبيٍّ أمينًا، وأميني أبو عبيدة بن الجَرَّاح".
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(1/ 108): "إسناده ضعيف لانقطاعه، شُرَيْح: لم يدرك عمر، وكذلك راشد بن سعد الحِمْصِيّ".
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 101) من طريق أبي أسامة، عن عمر بن حمزة العُمَرِيّ، عن سالم، عن أبيه، عن ابن عمر بن الخطَّاب
(2)
مرفوعًا.
(1)
لفظ "غيرهما" من "المسند".
(2)
هكذا وقع في "الحِلْيَة"! ! ولا أدري إن كان صوابه جعله من مسند (عمر) أو من مسند ولده (عبد اللَّه). فإنَّه عند الخطيب في "تاريخه"(7/ 281) من ذات الطريق عن (عبد اللَّه بن عمر). وهو عند ابن عدي في "الكامل"(5/ 1679) من ذات الطريق أيضًا، لكن عن (عمر). واللَّه أعلم.
قال أبو نُعَيْم: "ورواه الزُّهْرِيّ عن سالم عن أبيه عن عمر، وكوثر بن حَكِيم عن نافع عن ابن عمر عن عمر، وعبد الرحمن بن غَنْم عن عبد اللَّه بن أَرْقَم عن عمر".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1679) -في ترجمة (عمر بن حمزة بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطَّاب) - من طريق أبي أسامة، عن عمر بن حمزة العُمَرِيّ، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر مرفوعًا.
أقول: في إسناده عندهما، (عمر بن حمزة العُمَرِيّ)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1066).
والحديث رواه غير واحد من الصحابة، وحديث بعضهم في "الصحيحين"، وقد تقدَّم في حديث (1066) ذِكْرُ ذلك.
* * *
1618 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي، حدَّثنا عبيد بن عبد الواحد البزَّار، حدَّثنا دُحَيْم، حدَّثنا عمر -يعني ابن عبد الواحد-، عن الأَوْزَاعِيّ قال: حدَّثني من سمع عطاء يحدِّثُ،
عن عائشة قالت: كان إذا كان احتلامُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رَطْبًا مَسَحْتُهُ بالإِذْخِرِ، وإذا كان يَابِسًا مَسَحْتُهُ بِعَظْمٍ.
(11/ 99 - 100) في ترجمة (عبيد بن عبد الواحد بن شَرِيك البزَّار أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وما جاء في الحديث من فَرْكِ المَنِيِّ من الثوب إذا كان يابسًا، ومَسْحُهُ إذا كان رَطْبًا، ثابتٌ من أوجهٍ أخرى.
وفي الإسناد عِلَّتان:
الأولى: جهالة الراوي عن عطاء.
والثانية: أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبيد بن عبد الواحد البزَّار)، وهو صدوق تغيَّر بأَخَرَةٍ. قال الخطيب في ترجمته نقلًا عن أبي مُزَاحِم موسى بن عبيد اللَّه:"كان أحد الثقات، ولم أكتب عنه في تغيُّره شيئًا". وقال ابن المُنَادِي: "أَكْثَرَ النَّاسُ عنه، ثم أصابه أذى فغيَّره في آخر أيامه، وكان على ذلك صدوقًا". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "صدوق". وقد ترجم له الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 120) ونقل ما تقدَّم.
و(عطاء) هو (ابن أبي رَبَاح): إمام ثقة فقيه، مفتي الحَرَم، مشهور، كثير الإرسال. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176).
و(الأَوْزَاعِيّ) هو (عبد الرحمن بن عمرو بن يُحْمِد أبو عمرو): شيخ الإسلام وعالم أهل الشَّام، ثقة، جليل. وتقدَّمت ترجمته في حديث (21).
و(دُحَيْم) هو (عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو العُثْمَانيّ الدِّمَشْقِيّ، ودُحَيْم لقبه): إمام حافظ، محدِّث الشَّام، ثقة متقن، فقيه، خرَّج له البخاري في "صحيحه"، وكانت وفاته عام (245 هـ) وله (75) عامًا. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(11/ 515 - 518)، و"التهذيب"(6/ 131 - 132)، و"التقريب"(1/ 471).
التخريج:
لم أقف عليه بهذا اللفظ في كُلِّ ما رجعتُ إليه من المصادر، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد تقدَّم من حديث السيدة عائشة برقم (1129) بلفظ: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَسْلُتُ المَنِيَّ عن ثَوْبِهِ بالإِذْخِرِ قالت: وكان يُبْصِرُهُ في ثَوْبِهِ
يابسًا فَيُحِتُّهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي فيه". وإسناده حسن كما بينته هناك، وذكرت من أخرجه.
ورواه مسلم عنها في الطهارة، باب حكم المَنِيِّ (1/ 238) رقم (288) بلفظ:"ولقد رَأَيْتُنِي أَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَرْكًا فيصلِّي فيه".
وله شاهد من حديث ابن عبَّاس بلفظ: "كنَّا نستلتُ المَنِيَّ بإِذْخرَةٍ والصوفة من الثوب، ثم نصلِّي فيه". وإسناده حسن. وقد تقدَّم تخريجه والكلام عليه برقم (441). وانظر: "نصب الراية"(1/ 210)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 32).
* * *
1619 -
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، ومحمد بن أحمد بن رَزْقُوْيَه، ومحمد بن الحسين بن الفضل القَطَّان، وعبد اللَّه بن يحيى بن عبد الجبار السُّكَّرِيّ، ومحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مَخْلَد البزَّار، قالوا: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، أخبرنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثنا عبَّاد بن عبَّاد المُهَلَّبِيّ، عن مُجَالِد بن سعيد، عن الشَّعْبِيّ، عن مَسْرُوق،
عن عائشة قالت: دَخَلَتْ عليَّ امرأةٌ من الأنصار فرأت فِرَاشَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عَبَاءَةً مَثْنِيَّةً، فَانْطَلَقَتْ فَبَعَثَتْ إليَّ بفراشٍ حَشْوُهُ صُوفٌ، فَدَخَلَ عليَّ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:"ما هذا يا عائشةُ"؟ قالت: قلتُ: يا رسول اللَّه فلانةُ الأنصاريةُ دَخَلَتْ عليَّ فَرَأَتْ فِرَاشَكَ فَذَهَبَتْ فَبَعَثَتْ إليَّ بهذا. فقال: "رُدِّيهِ". قالت: فلم أَرُدَّهُ، وأعجبني أن يكونَ في بيتي، حتَّى قال ذَاكَ لي ثلاثَ مرَّاتٍ، قالت فقال:"رُدِّيهِ يا عائشةُ فواللَّه لو شئتُ لأَجْرَى اللَّهُ معي جِبَالَ الذَّهَبِ والفِضَةِ".
(11/ 102) في ترجمة (عبَّاد بن عبَّاد بن حَبِيب بن أبي المُهَلَّب بن أبي صُفْرَة العَتَكِيّ الأَزْدِيّ البَصْري أبو معاوية).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (مُجَالِد بن سعيد الهَمْدَاني الكوفي أبو عمرو): ضعيف، وقد تغيَّر في آخر عمره. قال الحافظ الذَّهَبِيُ في ترجمته في "سِيَر أعلام النبلاء" (6/ 287):"مِنْ أَنْكَرِ مَالَهُ في جُزْءِ ابن عَرَفَةَ حديثه عن عامر -يعني الشَّعْبِيّ-". وذكر الحديث المتقدِّم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1023).
و (مَسْرُوق) هو (ابن الأَجْدَع الهَمْدَاني الوَادِعي): إمام قدوة ثقة فقيه عابد مُخَضْرَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (346).
و (الشَّعْبِيُّ) هو (عامر بن شَرَاحِيل أبو عمرو): إمام ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (264).
التخريج:
رواه الحسن بن عَرَفَة في "جزئه" ص 52 - 53 رقم (20)، وأحمد في كتاب "الزهد" ص 30 - 31 رقم (76)، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في كتاب "أخلاق النبيّ صلى الله عليه وسلم" ص 156، والبيهقي في "دلائل النبوة"(1/ 345)، من طريق عبَّاد المُهَلَّبي، عن مُجَالِد بن سعيد، به.
وذكره المُنْذِرِيُّ في "الترغيب والترهيب"(4/ 201 - 202) وعزاه للبيهقي وحده. وكذا في "فتح الباري"(11/ 292) -في الرقاق، باب كيف كان عيش النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه. . . -.
* * *
1620 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد اللَّه بن إسحاق البَغَوي، حدَّثنا جعفر بن محمد بن القَعْقَاع، حدَّثنا أبو عُقْبَة عبَّاد بن موسى -ببغداد-،
حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن عليّ بن الحكم،
عن عطاء بن أبي رَبَاح، أنَّ رجلًا مَدَحَ رجلًا عند ابن عمر، فجعل ابن عمر يرفعُ التراب بأُصْبُعِهِ نحوه، وقال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم المَدَّاحينَ فَاحْثُوا في وُجُوهِهِم التُّرَابَ".
(11/ 107) في ترجمة (عبَّاد بن موسى الأَزْرَق البَصْرِي أبو عُقْبَة).
مرتبة الحديث:
إسناده فيه لِينٌ. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (عبد اللَّه بن إسحاق البَغَوي) وفيه لِيْنٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1509).
وباقي رجال الإِسناد كلُّهم ثقات.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1082).
* * *
1621 -
أخبرنا عليّ بن أبي عليّ، أخبرنا عبد اللَّه بن إبراهيم الزَّبِيبي، حدَّثنا الحسن بن عَلُّوْيَه القَطَّان، حدَّثنا عبَّاد بن موسى الخُتُّلِي، حدَّثنا إسماعيل بن عيَّاش، حدَّثنا سعيد بن يوسف الرَّحْبي، عن يحيى بن أبي كثير اليَمَامِي، عن عِكْرِمَةَ،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "سَاوُوا بينَ أولادِكُمْ في العَطِيَّة، فلو كنتُ مُفَضِّلًا أحدًا لَفَضَّلْتُ النِّسَاءَ".
(11/ 107 - 108) في ترجمة (عبَّاد بن موسى الخُتُّلِيّ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (سعيد بن يوسف الرَّحْبِيّ اليَمَامِيّ الشَّامي)، وهو ليس بالقويِّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (428).
التخريج:
رواه سعيد بن منصور في "سننه"(1/ 120) رقم (294)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 177)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 354) رقم (11997)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1217) -في ترجمة (سعيد بن يوسف اليَمَامي)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(7/ 369 - 370) -مخطوط-، من طريق إسماعيل بن عيَّاش، عن سعيد بن يوسف الرَّحْبِيّ، به.
ورواه سعيد بن منصور في "سننه"(1/ 119) رقم (293)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(7/ 370) -مخطوط-، من طريق ابن المُبَارَك، عن الأَوْزَاعي، عن يحيى بن أبي كثير، مُرْسَلًا.
قال ابن عدي عقب روايته له: "لا أعرف له -يعني سعيد بن يوسف الرَّحْبِيّ اليَمَامي- شيئًا أَنْكَرَ ممَّا ذكرت من حديث عِكْرِمَة عن ابن عبَّاس".
وذكره الحافظ ابن حَجَر في "المطالب العالية"(1/ 430) رقم (1433) عن ابن عبَّاس مرفوعًا. وعزاه للحارث بن أبي أُسامة في "مسنده". وروايته له من طريق سعيد بن يوسف اليَمَامي كما في حاشية محقق "المطالب".
كما ذكره الحافظ ابن حَجَر أيضًا في "التلخيص الحَبِير"(3/ 72) وعزاه للطبراني وقال: "في إسناده سعيد بن يوسف وهو ضعيف. . . فائدة: زاد القاضي حسين في هذا الحديث بعد قوله "العطية": "حتَّى في القُبَلِ"، وهي زيادة منكرة".
والعجيب أنَّ الحافظ ابن حَجَر يقول في "فتح الباري"(5/ 214) -في
الهِبَة، باب الإشهاد في الهِبَة- بعد ذكره للحديث:"أخرجه سعيد بن منصور والبيهقي من طريقه وإسناده حسن"!
* * *
1622 -
أخبرنا القاضي أبو عبد اللَّه الصَّيْمَرِي، وأحمد بن سليمان بن عليّ المُقْرِئ، قالا: أخبرنا عليّ بن عمر بن محمد الخُتُّلِي، حدَّثنا عبَّاد بن عليّ الثَّقَّاب
(1)
، حدَّثنا محمد بن جعفر المَدَائِنِي، عن حمزة الزَّيَّات، عن أبي سفيان، عن أبي نَضْرَةَ،
عن أبي سعيد الخُدْرِيّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"عَلَمُ الإسلامِ الصَّلَاةُ، فَمَنْ فَرَّغَ لها قَلْبَهُ بِحُدُودِهَا وسُنَنِهَا فهو مؤمنٌ".
(11/ 109) في ترجمة (عبَّاد بن عليّ بن مرزوق الثَّقَّاب السِّيْرِينيّ
(2)
أبو يحيى).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (أبو سفيان) وهو (طريف بن شِهَاب السَّعْدِيّ البَصْرِيّ الأَشَلّ -ويقال: الأَعْسمَ-) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 276 - 277) وقال: "ضعيف". وقال مرَّةً: "ضعيف الحديث".
2 -
"التاريخ الكبير"(4/ 357) وقال: "ليس بالقويِّ عندهم".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 144 رقم (334) وقال: "متروك الحديث".
(1)
قال في "اللباب"(1/ 240): "هذه اللفظة لمن يثقب اللؤلؤ".
(2)
هذه النسبة إلى (سِيْرين)، والد الإِمام التابعي الجليل (محمد بن سِيْرين)، كما في "اللباب"(1/ 166).
4 -
"الجرح والتعديل"(4/ 492 - 493) وفيه عن أحمد: "ليس بشيء لا يُكْتَبُ حديثه". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث ليس بقويٌّ".
5 -
"المجروحين"(1/ 381 - 382) وقال: "كان شيخًا مُغَفَّلًا يَهِمُ في الأخبار حتى يقلبها، ويروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات".
6 -
"الكامل"(4/ 1436 - 1438) وقال: "روى عنه الثقات، وإنَّما أُنْكِرَ عليه في متون الأحاديث أشياء لم يأت بها غيره، وأمَّا أسانيده فهي مستقيمة".
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 256 رقم (308) وقال: "ضعيف".
8 -
"الكاشف"(2/ 38) وقال: "ضعَّفوه".
9 -
"التهذيب"(5/ 11 - 12) وفيه عن ابن عبد البَرِّ: "أجمعوا على أنَّه ضعيف الحديث". وفيه أقوال أخرى من غير ما تقدَّم.
10 -
"التقريب"(1/ 377) وقال: "ضعيف، من السادسة"/ ت ق.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبَّاد بن عليّ بن مرزوق الثَّقَّاب السِّيْرِيني أبو يحيى)، وقد نقل الحافظ الخطيب في ترجمته عن الأَزْدِيّ قوله فيه:"ضعيف". وترجم له الحافظ الذَّهَبِيّ في "ميزان الاعتدال"(2/ 370) وقال: "ضعَّفه الأَزْدِيُّ وحده".
و(أبو نَضْرَة) هو (المنذر بن مالك بن قُطَعَة العَبْدِيّ الكوفي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (248).
قال الخطيب عقب روايته له: "هذا الحديث غريب جدًّا لم أكتبه إلَّا من حديث عليّ بن عمر الخُتُّلِي بإسناده، والمشهور عن عبَّاد بن عليّ حديث غير هذا".
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1437) -في ترجمة (أبي سفيان طريف بن
شهاب) -، من طريق محمد بن جعفر المَدَائِنِي، عن حمزة الزَّيَّات، عن أبي سفيان، به.
ورواه القُضَاعِيُّ في "مسند الشِّهاب"(1/ 131) رقم (165) مختصرًا، من طريق حمزة الزَّيَّات، عن أبي سفيان، به، بلفظ:"عَلَمُ الإِيمانِ الصَّلاةُ".
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(3/ 41) رقم (4102) تامًّا من حديث ابن عبَّاس.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 574) إلى ابن شَاهِين في "الأفراد"، وابن النَّجَّار. وفاته عزوه لابن عدي.
* * *
1623 -
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحَفَّار، حدَّثنا محمد بن حُمَيْد بن سُهَيْل المُخرِّمِيّ، حدَّثنا عبَّاد بن عليّ الثِّقَّاب -ولم يكن عنده غير هذا الحديث الواحد-، حدَّثنا بكَّار السِّيْرِيني.
وأخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا عمر بن محمد بن عليّ النَّاقِد قال: قُرِئَ على أبي يحيى عبَّاد بن عليّ بن مرزوق -وأنا أسمع في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثمائة في مدينة أبي جعفر-، حدَّثنا بكَّار بن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن سِيْرِين، حدَّثنا ابن عَوْن، عن محمد بن سِيْرِين،
عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا بِعَشَائِرِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ، وَلا يُزَادُ فِيهِمْ، وَلا يُنْقَصُ مِنْهُمْ. وخَلَقَ النَّارَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا بِعَشَائِرِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ، وَلا يُزَادُ فِيهِمْ، وَلا يُنْقَصُ مِنْهُمْ". فَقَالَ رَجُلٌ: أَلَا نَعْمَلُ يا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "اعْمَلُوا فَكُلُّ امْرِئٍ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ".
"لفظ حديث ابن عبد الواحد، وهو أتمُّ".
(11/ 110) في ترجمة (عبَّاد بن عليّ بن مرزوق الثَّقَّاب السِّيْرِينيّ أبو يحيى).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (بكَّار بن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن سِيْرِين السِّيْرِينيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(2/ 122) وقال: "يتكلَّمون فيه".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 150 - 151) وذكر له بعض أحاديثه التي يرويها عن ابن عَوْن عن محمد بن سِيْرِين عن أبي هريرة. وقال: "كُلُّ هذه لا يُتَابَعُ عليها بكَّار، وليست بمحفوظة من حديث ابن عَوْن".
3 -
"الجرح والتعديل"(2/ 409 - 410) وفيه عن ابن مَعِين: "كتبت عنه وليس به بأس". وقال أبو حاتم: "لا يسكن القلب عليه، مضطرب". وقال أبو زُرْعَة: "هو ذاهب الحديث، روى أحاديث مناكير، ولا أحدِّث عنه، حدَّث عن ابن عَوْن بما ليس من حديثه".
4 -
"والمجروحين"(1/ 197) وقال: "يروي عن ابن عَوْن العُمَرِي
(1)
أشياء مقلوبة لا يُتَابَعُ عليها، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد".
5 -
"الكامل"(2/ 477 - 478) وقال: "كُلُّ رواياته لا يُتَابَعُ عليها".
6 -
"اللسان"(2/ 44 - 45).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبَّاد بن عليّ الثَّقَّاب السِّيْرِينيّ)، ضعَّفه الأَزْدِيُّ. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (1622).
و(ابن عَوْن) هو (عبد اللَّه بن عَوْن بن أَرْطَبَان البَصْري أبو عَوْن): ثقة ثَبْتٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1336).
(1)
هكذا في "المجروحين": "العُمَري". ولم أقف على هذه النسبة له في ترجمته. والنسبة المذكورة في ترجمته هي: "المُزَني". انظر "تهذيب الكمال"(15/ 394 - 395). ثم وجدت الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 44) ينقل ما تقدَّم عن ابن حِبَّان بلفظ: "حدَّث عن ابن عَوْن، والعُمَري. . . ". فتأكد لي خطأ ما في "المجروحين" المطبوع.
وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له نقلًا عن أبي الفتح محمد بن الحسين الأَزْدِيّ الحافظ: "عبَّاد بن عليّ السِّيْرِينِيّ ضعيف روى عن بكَّار بن محمد عن أبي عَوْن
(1)
عن ابن سِيْرين عن أبي هريرة حديثًا خطأ وَوَهِمٌ، وإنَّما رواه بكَّار بن محمد عن الثَّوْري عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أُمِّ المؤمنين عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"إنَّ اللَّه خَلَقَ الجنَّة وخَلَقَ لها أهلًا"، فجعله عبَّاد بن عليّ: عن بكَّار عن ابن عَوْن عن ابن سِيْرين عن أبي هريرة، كتبناه عنه إملاءً من لفظه ولا يصحُّ".
ثم رواه الخطيب من حديث عائشة من الطريق المذكور.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 255)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين من زوائد المعجمين"(5/ 364) رقم (3220) -، وابن عدي في "الكامل"(2/ 478) -في ترجمة (بكَّار بن عبد اللَّه بن محمد بن سِيْريِن) -، من طريق عبَّاد بن عليّ بن مرزوق، عن بكَّار، به.
قال الطبراني: "لم يروه عن ابن عَوْن إلَّا بكَّار".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 188): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه بكَّار بن محمد السِّيْرِينيّ وثَّقه ابن مَعِين وضعَّفه الجمهور، وعبَّاد بن عليّ السِّيْرِينيّ ضعَّفه الأَزْدِيّ".
وقال ابن عدي: "هذا الحديث لم أره في جملة ما يروي بكَّار هذا عن ابن عَوْن عن ابن سِيْرِين عن أبي هريرة، الذي حدَّثناه عَبْدَان عن عمر بن الخَطَّاب عن بكَّار، وإنَّما حدَّثنا به عبَّاد بن عليّ، هذا الشيخ، وكان يُعْرَفُ به، ولم يكن عنده
(1)
هي كنية (عبد اللَّه بن عَوْن بن أَرْطَبَان البصري). انظر "تهذيب الكمال"(15/ 394 - 395).
غير هذا الحديث. . . ولبكَّار هذا عن ابن عَوْن عن ابن سِيْرِين عن أبي هريرة غير ما ذكرت أحاديث لا يتابعه عليها أحد".
والحديث عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 167) إلى الخطيب وحده!
أقول: حديث السيدة عائشة، من طريق طلحة بن يحيى، عن عمَّته عائشة بنت طلحة، عن عائشة أُمِّ المؤمنين، والذي أشار إليه الأَزْدِيُّ فيما نقله عنه الخطيب قَبْلُ، رواه مسلم في القَدَرِ، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة. . . (4/ 2050) رقم (2662)، وغيره، مطوَّلًا، وفيه:"يا عائشةُ: "إنَّ اللَّه خَلَقَ للجنَّةِ أهلًا، خَلَقَهُمْ لَهَا وهُمْ في أَصْلَاب آبَائِهِمْ، وخَلَقَ للنَّارِ أهلًا، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ في أَصْلَابِ آبائِهِمْ".
ومسلم يرويه من طريق وكيع وإسماعيل بن زكريا وسفيان الثَّوْري عن طلحة بن يحيى، به.
* * *
1624 -
أخبرنا عبيد اللَّه بن محمد بن عبيد اللَّه النَّجَّار قال: حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر، حدَّثنا عبد الجبَّار بن أحمد بن عبيد اللَّه السِّمْسَار -ببغداد-، حدَّثنا عليّ بن المُثَنَّى الطُّهَويّ، حدَّثنا زيد بن الحُبَاب، حدَّثنا عبد اللَّه بن لَهِيعة، حدَّثنا جعفر بن ربيعة، عن عِكْرِمَة،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما في القيامة راكب غيرنا نحن أربعة". فقام إليه عمه العبَّاس بن عبد المُطَّلِب فقال: من هم يا رسول اللَّه؟ فقال: "أمَّا أنا فعلى البُرَاق، وجهها كوجه الإنسان، وخدُّها كخدِّ الفَرَس، وعرفها من لؤلؤ ممشوط، وأُذُنَاهَا زبرجدتان خضراوان، وعيناها مثل كوكب الزهرة، توقدان مثل النجمين المضيئين، لها شعاع مثل شعاع الشمس، بَلْقَاء مُحَجَّلَة، تُضيء مرَّة وتنمي أخرى، يتحدر من نحرها مثل الجُمَان، مضطربة
في الخلق، أدنى
(1)
ذنبها مثل ذنب البقر، طويلة اليدين والرجلين، أظلافها كأظلاف البقر، من زبرجد أخضر، تجدُّ في مسيرها، مسيرها كالريح، وهي مثل السحابة، لها نفس نفس الآدميين، تسمع الكلام وتفهمه، وهي فوق الحمار ودون البغل".
قال العبَّاس: ومن يا رسول اللَّه؟ قال: "وأخي صالح على ناقة اللَّه وسقياها التي عقرها قومه".
قال العبَّاس: ومن يا رسول اللَّه؟ قال: "وعمِّي حمزة بن عبد المُطَّلِب، أسد اللَّه وأسد رسوله، سيِّد الشهداء، على ناقتي".
قال العبَّاس: ومن يا رسول اللَّه؟ قال: "وأخي عليٌّ على ناقة من نوق الجنَّة، زمامها من لؤلؤ رطب، عليها محمل من ياقوت أحمر، قضبانها من الدُّرِّ الأبيض، على رأسها تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنًا، ما من ركن إلَّا وفيه ياقوتة حمراء تُضيء للراكب المحثّ عليه حلَّتان خضروان، وبيده لواء الحمد، وهو ينادي: أشهد أن لا إلهَ إلَّا اللَّه، وأنَّ محمدًا رسول اللَّه. فيقول الخلائق: ما هذا إلَّا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، أو مَلَكٌ مقرَّب. فينادي مناد من بُطَنْان العرش: ليس هذا مَلَكًا مُقَرَّبًا، ولا نَبِيًّا مُرْسَلًا
(2)
، ولا حامل عرش، هذا عليّ بن أبي طالب، وصي رسول ربِّ العالمين، وإمام المتَّقين، وقائد الغُرِّ المُحَجَّلِين".
(11/ 112 - 113) في ترجمة (عبد الجبار بن أحمد بن عبيد اللَّه السِّمْسَار).
مرتبة الحديث:
موضوع.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "أذنها"! ! والتصويب من "الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 394)، و"تنزيه الشريعة"(1/ 364).
(2)
في المطبوع: "ملك مقرب، ولا نبي مرسل"، وهو خطأ.
ففيه صاحب الترجمة (عبد الجبار بن أحمد بن عبيد اللَّه السِّمْسَار) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(11/ 112 - 113) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الميزان"(2/ 533) وقال: "أتى بخبر موضوع في فضائل عليّ، رواه عنه ابن المُظَفَّر الحافظ".
وفيه (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْرِيّ)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).
قال الخطيب عقب روايته له: "لم أكتبه إلَّا بهذا الإِسناد، وابن لَهِيعة ذاهب الحديث".
قال ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 387) عقب ذكره لقول الخطيب هذا: "ابن لَهِيعة مع ضعفه لبريء مِنْ عُهْدَةِ هذا الخبر، ولو حَلَفْتُ لَحَلَفْتُ بين الرُّكْنِ والمَقَامِ أنَّه لم يروه قَطُّ".
التخريج:
رواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(13/ 122 - 123)، من طريق المُفَضَّل بن سَلْم، عن الأَعْمَش، عن عَبَايَة الأَسَدِي، عن الأَصْبَغ بن نُبَاتَة، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بنحوه، وقال:"المُفَضَّل بن سَلْم في عداد المجهولين، روى عن سليمان الأَعْمَش حديثًا منكرًا تفرَّد بروايته أهل بُخَارى".
وقال أيضًا: "لم أكتبه إلَّا بهذا الإِسناد، ورجاله فيهم غير واحد مجهول وآخرون معروفون بغير الثقة".
أقول: في إسناده (الأَصْبَغ بن نُبَاتَة التَّمِيمي)، وهو متروك، وكذَّبه أبو بكر بن عيَّاش وابن حِبَّان. وستأتي ترجمته في حديث رقم (2163).
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 393 - 395) عن الخطيب من طريقية المتقدِّمين، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". ثم أَعَلَّ الطريق الأول بابن لَهِيعة، ونقل بعض كلام الخطيب المتقدِّم بشأن الطريق الثاني، وأضاف:"وأمَّا الأَصْبَغ فقال يحيى: لا يساوي شيئًا".
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 376) وقال: "قال في "الميزان" وآفته المُتَّهَمُ به عبد الجبَّار. . . ". وذكر له شاهدًا من حديث عليٍّ، أخرجه شَاذَان الفضلي في "فضائل عليّ". وفي إسناده أحمد بن عامر بن سليم الطَّائي روى عن أهل البيت نسخةً باطلةً كما قال السُّيُوطِيُّ.
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 364 - 365).
* * *
1625 -
أخبرنا أبو عبد اللَّه الصَّيْمَرِيّ، وأبو القاسم التَّنُوخِيّ، قالا: أخبرنا القاضي أبو الحسن عبد الجبَّار بن أحمد بن عبد الجبَّار الأَسَدَابَاذِيّ -ببغداد-، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن سَلَمَة، حدَّثنا محمد بن المغيرة السُّكَّرِيّ، حدَّثنا هشام بن عبيد اللَّه الرَّازِيّ، عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد قال: حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار،
عن جابر -أراه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قوله [تعالى]: {تُعَزِّرُوهُ}
(1)
، قَالَ:"وما ذَاكَ"؟ قالوا: اللَّه ورسولُه أعلم. قال: "تَنْصُروهُ".
(11/ 113 - 114): في ترجمة (عبد الجبَّار بن أحمد بن عبد الجبَّار الأَسَدَابَاذِي المُعْتَزِلِيّ القاضي أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد انقلب إسناده على القاضي عبد الجبَّار المُعْتَزِلِيّ.
(1)
من قوله تعالى في [سورة الفتح: الآية 19]: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} .
ففيه (هشام بن عبيد اللَّه الرَّازي) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(9/ 67) قال ابن أبي حاتم: "ثقة يُحْتَجُّ بحديثه". وقال أبو حاتم: "صدوق".
2 -
"المجروحين"(3/ 90) وقال: "يروي عن مالك وابن أبي ذِئْب، وكان يَهِمُ في الروايات ويخطئ إذا روى عن الأثبات، فلمَّا كثر مخالفته الأثبات بطل الاحتجاج به".
3 -
"المغني"(2/ 711) وذكر قول ابن حِبَّان وقال: "روى له حديثين أراهما موضوعين". ثم ذكرهما.
4 -
"اللسان"(6/ 195).
وفيه صاحب الترجمة (عبد الجبَّار بن أحمد الأَسَدَابَاذِيّ الهَمَذَاني القاضي المُعْتَزِلِي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(11/ 113 - 115) وقال: "كان ينتحلُ مذهب الشَّافِعِي في الفروع، ومذاهب المعتزلة في الأصول، وله في ذلك مصنَّفات". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وكانت وفاته عام (415 هـ).
2 -
"المغني"(1/ 366) وقال: "من رؤوس الاعتزال، نسأل اللَّه السلامة".
3 -
"الميزان"(2/ 533) وقال: "كان من غُلاة المعتزلة بعد الأربعمائة".
4 -
"السِّيَر"(17/ 244 - 245) وقال: "العلّامة المتكلِّم، شيخ المعتزلة. . صاحب التصانيف، من كبار فقهاء الشافعية".
5 -
"اللسان"(3/ 386 - 387) وفيه عن الخَلِيلي: "كتبُ عنه وكان ثقةً في حديثه، لكنه داعٍ إلى البدعة لا تحلُّ الرواية عنه".
و(أبو عبد اللَّه الصَّيْمَرِيّ) هو (الحسين بن عليّ بن محمد القاضي أبو عبد اللَّه): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (189).
و (أبو القاسم التَّنُوخِيّ) هو (عليّ بن المُحَسِّن بن عليّ أبو القاسم): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1115).
وقال الخطيب عقب روايته للحديث: قد انقلب على عبد الجبَّار هذا الحديث، والصواب ما رواه غير واحد عن إبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِيّ، عن يحيى بن حسَّان، عن ابن مهدي، عن سفيان الثَّوْري، عن يحيى بن سعيد القَطَّان، عن ابن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، عن جابر.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (873).
* * *
1626 -
أخبرنا عليّ بن يحيى بن جعفر الأَصْبَهَاني قال: حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، أخبرنا محمد بن حمَّاد المِصِّيصِيّ -في كتابه إلينا-، حدَّثنا إبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِيّ.
وأخبرنا الأَزْهَرِيّ، أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد اللَّه بن محمد الكوفي، حدَّثنا عبد اللَّه بن أبي سفيان الشَّعْرَاني، حدَّثنا إبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِيّ قال: حدَّثنا يحيى بن حسَّان، حدَّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدَّثنا سفيان الثَّوْري -وفي حديث الطبراني: سفيان بن سعيد- قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد القَطَّان، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار،
عن جابر بن عبد اللَّه قال: لمَّا نَزَلَتْ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {لِتُعَزِّرُوهُ}
(1)
قال لنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَاذَاكُم"؟ قلنا: اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ. قال: "لِتَنُصُرُوهُ".
(1)
من قوله تعالى في سورة الفتح: آية 9: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} .
(11/ 114) في ترجمة (عبد الجبَّار بن أحمد بن عبد الجبَّار الأَسَدَابَاذِيّ المُعْتَزِلِي القاضي أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
في إسناده من الطريق الأول: (محمد بن حمَّاد المِصِّيْصِيّ) لم أقف على من ترجم له في كُلِّ ما رجعت إليه. وباقي رجال الإِسناد كلُّهم ثقات.
وفي إسناده من الطريق الثاني (محمد بن عبد اللَّه بن محمد الشَّيْبَاني الكوفي أبو الفضل)، وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (270).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (873).
* * *
1627 -
أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النَّرْسِي، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِي، أخبرنا محمد بن أحمد بن المهدي، حدَّثنا عَبْدُوس بن مالك العَطَّار قال: حدَّثنا شَبَابَة، عن وَرْقَاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد،
عن ابن عمر: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْسَحُ على الجَبَائِرِ.
(11/ 115) في ترجمة (عَبْدُوس بن مالك العَطَّار أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (محمد بن أحمد بن المهدي أبو عُمَارة)، وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (96).
و (مجاهد) هو (ابن جَبْر المَكِّي): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (399).
و (ابن أبي نَجِيح) هو (عبد اللَّه بن أبي نَجِيح: يَسَار المَكِّي الثَّقَفِي أبو يَسَار): إمام ثقة مُفَسِّر، ربما دلَّس، روي له الستة، ووفاته سنة (131 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(6/ 125 - 126)، و"التهذيب"(6/ 54 - 55)، و"التقريب"(1/ 456).
و(وَرْقَاء) هو (ابن عمر اليَشْكُرِي الكوفي أبو بِشْر): صدوق صالح، في حديثه عن منصور لِيْنٌ، أخرَّج له الستة، وكانت وفاته سنة نَيف وستين ومائة، انظر ترجمته في:"تاريخ بغداد"(13/ 484 - 487)، و"السِّيَر"(7/ 419 - 422)، و"التهذيب"(11/ 113 - 115)، و"الكاشف"(3/ 206)، و"التقريب"(2/ 320).
و(شَبَابَة) هو (ابن سَوَّار الفَزَاري المَدَائِنِي أبو عمرو)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 345):"ثقة حافظ، رُمي بالإرجاء، من التاسعة، مات سنة أربع أو خمس أو ست ومائتين"/ ع. وانظر ترجمته مطوَّلًا في: "تهذيب الكمال"(12/ 343 - 349)، و"السِّيَر" (9/ 513 - 516) ونعته بقوله:"الإِمام الحافظ الحُجَّة"، و"التهذيب"(4/ 300 - 302)، و"الكاشف"(2/ 3)، و"المغني"(1/ 294).
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(1/ 205)، وعنه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 361)، عن أبي بكر الشَّافِعِي، عن أبي عُمَارة محمد بن أحمد بن المهدي، به.
قال الدَّارَقُطْنِيّ: "لا يصحُّ مرفوعًا، وأبو عُمَارة ضعيف جدًّا".
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 228) من طرق عن ابن عمر موقوفًا عليه.
قال البيهقي: "هو عن ابن عمر صحيح".
وقال: "لا يثبتُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء. وأصحُّ ما روي فيه حديث عطاء بن أبي رَبَاح الذي تقدَّم وليس بالقويِّ. وإنَّما فيه قول الفقهاء من التابعين فمن بعدهم، مع ما روينا عن ابن عمر في المسح على العِصَابَة، واللَّه أعلم".
وانظر الأحاديث والآثار الواردة في ذلك في: "المصنَّف" لعبد الرزاق (1/ 160 - 162)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (1/ 228 - 229)، و"تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (1/ 540 - 542)، و"نصب الراية"(1/ 186 - 188)، و"مجمع الزوائد"(1/ 264)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 146 - 147).
* * *
1628 -
أخبرنا أبو أحمد الحسين بن عليّ بن محمد بن نصر الأَسَدَابَاذِيّ -بها-، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حَمْدَان القَطِيْعِيّ -ببغداد-، حدَّثنا أبو الحسن عبد الخالق بن عبد الكريم بن يزيد السَّرْخَسِيّ -قدم علينا سنة تسع وتسعين ومائتين-، حدَّثنا غياث بن حمزة، حدَّثنا إبراهيم بن سليمان الزَّيَّات، حدَّثنا عبد الحكم،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عليكم بِرَكْعَتَي الضُّحَى، فإنَّ فيها الرَّغَائِبَ".
(11/ 124) في ترجمة (عبد الخالق بن عبد الكريم بن يزيد السَّرْخَسِيّ أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقد صَحَّ عنه صلى الله عليه وسلم له حَثُّهُ على صلاة الضُّحَى.
ففيه (عبد الحكم) وهو (ابن عبد اللَّه القَسْمَلِيّ): ضعيف جدًّا. قال البُخَاري: "منكر الحديث". وقال أبو نُعَيْم: "روي عن أنسٍ نسخةً مُنْكَرَةً لا شيء". وقال الحاكم: "روى عن أنسٍ أحاديث موضوعة". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (220).
كما أنَّ فيه (إبراهيم بن سليمان الزَّيَّات) وقد ضُعِّفَ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (220).
وصاحب الترجمة (عبد الخالق بن عبد الكريم السَّرْخَسِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 579) إليه وحده.
وقد صَحَّ عنه صلى الله عليه وسلم حَثُّهُ على صلاة الضُّحَى. انظر الأحاديث الواردة في ذلك: "جامع الأصول"(6/ 108 - 114)، و"الترغيب والترهيب"(1/ 461 - 467)، و"مجمع الزوائد"(2/ 234 - 239).
ومن ذلك ما رواه البُخَاري في الصوم، باب صيام البيض (4/ 226) رقم (1981)، ومسلم في صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة الضحى. . . (1/ 499) رقم (721)، وغيرهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:"أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صِيَامِ ثلاثةِ أيَّامٍ من كُلِّ شهرٍ، وَرَكْعَتَي الضُّحَى، وأن أُوتِرَ قبل أن أنامَ".
وفي رواية عند ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(2/ 227 - 228) رقم (1223)
من حديث أبي هريرة: "وأن لا أدع ركعتي الضُّحَى فإنها صلاة الأَوَّابين
(1)
".
غريب الحديث:
قوله: "فإنَّ فيها الرَّغَائِبَ" قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 238): "أي ما يُرْغَبُ فيه من الثَّواب العظيم".
* * *
1629 -
أخبرنا هلال بن محمد الحَفَّار، أخبرنا محمد بن جعفر بن محمد الأَدَمِيّ المُعَدَّل، حدَّثنا محمد بن أحمد بن البَرَاء، حدَّثنا عبد المنعم بن إدريس، حدَّثنا كوثر بن حكيم، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُحْشَرُ النَّاس يوم القيامة كما ولدتهم أمهاتهم عُرَاةً حُفَاةً غُرْلًا". فقالت له عائشة: واسوأتاه، يَنْظُرُ بعضهم إلى بعض؟! فضرب على منكبها وقال: "يَا بِنْتَ أبي قُحَافَة، شُغِلَ النَّاسُ يومئذٍ عن النظر، وسَمَوا بأبصارهم إلى السماء، فيوقفون أربعين سنة لا يأكلون ولا يشربون، ولا يجلسون، ولا يكلمون، سامين بأبصارهم إلى السماء، حتَّى يلجمهم العرق، فمنهم من يبلغ العرق قدميه، ومنهم من يبلغ العرق ساقيه، ومنهم من يبلغ فخذيه وبطنه، ومنهم من يلجمه العرق، ثم يترحم اللَّه بعد ذلك على العباد، فيأمر الملائكة المقرَّبين فيحملون عرش الربِّ عز وجل، حتَّى يوضع في أرض بيضاء كأنَّها الفضَّة، لم يُسْفَكْ فيها دم حرام، ولم تُعْمَلْ فيها خطيئة، وذلك أول يوم نظرت عَيْنٌ إلى اللَّه، ثم تقوم الملائكة حافِّين من حول العرش، ثم يأمر مناديًا فينادي بصوت يسمعه الثقلين: الجنّ والإنس، فتشرئب النَّاس لذلك الصوت، ثم يخرج الرجل من الموقف، فيعرف النَّاس كلّهم اسمه، ثم يأمر بحسناته أن تخرج
(1)
قال ابن الأثير في "النهاية"(1/ 79): "الأَوَّابين: جمع أَوَّاب، وهو الكثير الرجوع إلى اللَّه تعالى بالتوبة، وقيل: هو المطيع. وقيل: المُسَبِّحُ".
معه، فيخرج بشيء لم ير النَّاس مثله كثرة، وتعرف النَّاس تلك الحسنات، فإذا وقف بين يدي ربِّ العالمين قال: أين أصحاب المظالم؟ فيقول له الرحمن تعالى: أظلمت فلان ابن فلان في يوم كذا وكذا؟ فيقول: نعم يا رب، وذلك {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة النور: الآية 24]. فإذا فرغ من ذلك، فيؤخذ من حسناته، فيدفع إلى من ظلمه، وذلك يوم لا دينار ولا درهم، إلَّا أخذ من الحسنات وتورك من السيئات، فإذا لم يبق حسنة قال: من بقي يا ربنا، ما بال غيرنا استوفوا حقوقهم وبقينا؟ قيل لهم لا تعجلوا. فيؤخذ من سيئاتهم فتورك، فإذا لم يبق أحد يطلبه، قيل له ارجع إلى أُمِّك الهاوية، فإنَّه لا ظلم اليوم، إنَّ اللَّه سريع الحساب. ولا يبقى يومئذٍ مَلَكٌ مقرَّبٌ، ولا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، ولا صِدِّيقٌ، ولا شهيدٌ، إلَّا ظن أنَّه لن ينجو ممَّا رأى من شدَّة الحساب".
(11/ 131 - 132) في ترجمة (عبد المنعم بن إدريس بن سِنَان ابن بنت وَهْب بن مُنَبِّه أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
موضوع بهذا التمام. والجزء الأول من الحديث: "يُحْشَرُ النَّاس يوم القيامة" إلى قوله: "شغل النَّاس يومئذٍ عن النظر"، صحيح من طرق أخرى.
ففي إسناده (كوثر بن حَكِيم الحَلَبِي أبو مَخْلَد) وهو متروك. وقال الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 309 - 310) في ترجمة (الحسين بن محمد بن عبَّاد): "مُتَّهَم بالكذب". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1174).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد المنعم بن إدريس بن سِنَان اليَمَاني -سِبْطُ وَهْب بن مُنَبِّه-)، وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 138) وقال: "ذاهب الحديث".
2 -
"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 360 - 361) وقال: "واهي الحديث".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 66 رقم (408) وقال: "ليس بثقة".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 112).
5 -
"الجرح والتعديل"(6/ 67) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
6 -
"المجروحين"(2/ 157) وقال: "يضع الحديث على أبيه وعلى غيره من الثقات، لا يحلُّ الاحتجاج به ولا الرواية عنه".
7 -
"تاريخ بغداد"(11/ 131 - 134) وفيه عن أحمد بن حَنْبَل: "يكذب على وَهْب بن مُنَبِّه". وقال عليّ بن المَدِيني: "ليس بثقة أخذ كتبًا فرواها". وقال ابن مَعِين: "كذَّاب خبيث". وقال الفَلَّاس: "متروك الحديث، أخذ كتب أبيه فحدَّث بها عن أبيه، ولم يكن سمع من أبيه شيئًا". وقال السَّاجِيُّ: "كان يشتري كتب السيرة فيرويها، ما سمعها من أبيه ولا بعضها".
8 -
"الميزان"(2/ 668) وقال: "مشهور قَصَّاص، ليس يعتمد عليه، تركهـ غير واحد".
9 -
"اللسان"(4/ 73 - 74). ونقل عن ابن النديم في "الفهرست" أنَّه بلغ فوق المائة سنة.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2097) -في ترجمة (كوثر بن حكيم الحَلَبِي) -، من طريق هُشَيْم، عن كوثر بن حكيم، به. وذكر أوَّل الحديث ثم قال:"فذكر الحديث في صفة القيامة وفي مظالم العباد حديثًا طويلًا".
وذكره في "الكنز"(14/ 364) رقم (38951) إلى قوله: "لا يأكلون ولا يشربون". وعزاه لابن مَرْدُوْيَه.
والجزء الأول من الحديث صحيح. وقد ورد من حديث جماعةٍ من الصحابة. انظر: "جامع الأصول"(10/ 424 - 426)، و"مجمع الزوائد"(10/ 332 - 333)، و"الترغيب والترهيب"(4/ 484 - 386).
ومن ذلك ما رواه البُخَاري في الرقاق، باب الحشر (11/ 377 - 378) رقم (6527) -واللفظ له-، ومسلم في الجَنَّة، باب فناء الدنيا. . . (4/ 2194) رقم (2859)، والنَّسَائي في الجنائز، باب البعث (4/ 114)، عن السيدة عائشة رضي الله عنها مرفوعًا:"تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا. قالت عائشةُ رضي الله عنها: فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ: الرِّجَالُ والنِّسَاءُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إلى بعضٍ؟ فقالَ: الأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهِمَّهُمْ ذَاكِ".
غريب الحديث:
قوله: "غُرْلًا": الغُرْلُ: جمع الأَغْرَل، وهو الأَقْلَفُ، والغُرْلَةُ: القُلْفَةُ. والمعنى: أنَّهم يحشرونَ غير مختونينَ كما خُلِقُوا. انظر "النهاية"(3/ 362).
* * *
1630 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد اللَّه بن إسحاق البَغَوي، حدَّثنا أحمد بن عليّ الخَرَّاز، حدَّثنا عبد المتعالي بن طالب، حدَّثني أبو المَلِيح الرَّقِّي، عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل،
عن جابر بن عبد اللَّه، قال: أَوَّلَ خَبَرٍ قَدِمَ المدينةَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في مَخْرَجِهِ: أنَّ امرأةَ كان لها تَابِعٌ، فَجَاءَ في صورةِ طائرٍ حتَّى وَقَعَ على جِذْعٍ لهم، فقالت له: ألا تَنْزِلْ فَتُحَدِّثَنَا ونُحَدِّثَكَ وتُخْبِرَنَا ونُخْبِرَكَ؟ فقال: إنَّه قد ظَهَرَ نَبِيٌّ حَرَّمَ علينا الزِّنَا، وَمَنَعَ مِنَّا القَرَارَ
(1)
.
(11/ 134) في ترجمة (عبد المُتَعَالي بن طالب بن إبراهيم الأنصاري أبو محمد).
(1)
هو عند جميع من أخرجه: "القرار" بالقاف، عدا "المسند" لأحمد، فإنَّ فيه:"الفرار" بالفاء.
مرتبة الحديث:
إسناده لَيِّنٌ.
ففيه (عبد اللَّه بن إسحاق البَغَوي)، قال الدَّارَقُطْنِيُّ عنه:"فيه لِيْنٌ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1509).
وفيه أيضًا: (عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل بن أبي طالب الهاشمي)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 448):"صدوق في حديثه لِيْنٌ". وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 485): "حديثه في مرتبة الحسن". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (884).
و(أبو المَلِيح الرَّقِّي) هو (الحسن بن عمر -ويقال: ابن عمرو- بن يحيى الفَزَاري): ثقة، توفي عام (181 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(6/ 280 - 283)، و"التهذيب"(2/ 309 - 310)، و"التقريب"(1/ 169).
وباقي رجال الإِسناد ثقات.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 356)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 429 - 43) رقم (769)، وأبو نُعَيْم في "دلائل النبوة"(1/ 131) رقم (56)، من طريق أبي المَلِيح الرَّقِّي، عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل، عنه، به.
قال الطبراني: "لم يروِ هذا الحديث عن ابن عَقِيل إلَّا أبو المَلِيح الحسن بن عمر".
أقول: وهذا منتقد بما سيأتي.
ووقع عند الطبراني قوله: "وتُحَذِّرَنَا ونُحَذِّرَكَ" بدلًا من "وتخبرنا ونخبرك".
قال الهيثمي في "المجمع"(8/ 243): "رواه أحمد والطبراني في الأوسط"، ورجاله وثِّقوا".
ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 189 - 190)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(2/ 261)، من طريق عبيد اللَّه بن عمرو، عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل، عنه، به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات"(1/ 167)، والبيهقي في "دلائل النُّبُوَّة"(2/ 261)، عن عليّ بن حسين مُرْسَلًا بنحوه، دون ذكر قوله:"ومنع منَّا القرار".
وإسناد البيهقي صحيح. وفيه أنَّ المرأة هذه من بني النَّجَّار، واسمها فاطمة بنت النُّعْمَان.
* * *
1631 -
أخبرني عبد العزيز بن عليّ الورَّاق، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن محمد الشَّيْبَاني، حدَّثني أبو عِصْمَة عبد المجيد بن عبد الوهاب بن عصام بن الحكم الدِّهْقَان -بعُكْبَرَا-، حدَّثنا قيس بن إبراهيم بن قيس الطَّوَابِيقي الدُّوري -نزل عُكْبَرَا-، حدَّثني داود بن سليمان -الخَوَّاص، حدَّثنا خازم بن جَبَلَة بن أبي نَضْرَة العَبْدِيّ، عن مَطَر بن طَهَمَان الورَّاق، عن الحسن،
عن جابر بن عبد اللَّه قال: قلنا يا رسول اللَّه، مَنِ المؤمنُ؟ قال:"مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ، وسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فهو مُؤْمِنٌ".
(11/ 138) في ترجمة (عبد المجيد بن عبد الوهاب بن عصام الشَّيْبَاني أبو عِصْمَة).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث صحيح من أوجه أُخرى.
ففيه (محمد بن عبد اللَّه بن محمد الشَّيْبَاني)، وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (270).
كما أنَّ فيه (داود بن سليمان الخَوَّاص الخُرَاسَاني)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في
"الميزان"(2/ 8) وقال: "قال الأَزْدِيّ: ضعيف جدًّا". ومثله في "المغني"(1/ 218)، و"اللسان"(2/ 418).
وفيه أيضًا (خازم بن جَبَلَة العَبْدي) ترجم له في "اللسان"(2/ 371) -وهو من زياداته على "الميزان"- وقال: "قال محمد بن مَخْلَد الدُّوري: لا يُكْتَبُ حديثه".
و(مَطَر بن طَهَمَان الورَّاق): صدوق كثير الخطأ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (430).
وصاحب الترجمة (عبد المجيد بن عبد الوهاب الشَّيْبَاني) لم يذكر الخطيب وفيه جرحًا أو تعديلًا.
كما أنَّ فيه انقطاعًا بين (الحسن البَصْري) وبين (جابر بن عبد اللَّه)، فإنَّه لم يسمع منه. انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 39.
التخريج:
لم يروه من حديث جابر رضي الله عنه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 785) من حديثه إلى الخطيب وحده.
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"المستدرك"(1/ 13 - 14)، و"مسند الشِّهَاب"(1/ 248 - 250)، و"مجمع الزوائد"(1/ 86).
ومن هذه الشواهد، ما رواه أحمد في "المسند"(5/ 251 - 252 و 255 - 256)، وعبد الرزاق في "مصنَّفه"(11/ 126) رقم (20104)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 200 - 201) رقم (176) -واللفظ له-، والحاكم في "المستدرك"(1/ 14)، والطبراني في "الكبير"(8/ 137 - 138) رقم (7539 و 7540)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(1/ 249) رقم (402)، عن أبي أُمَامة
قال: قال رجل: يا رسول اللَّه، ما الإِيمانُ؟ قال:"إذا سَرَّتَكَ حَسَنَاتُكَ، وساءتْكَ سَيِّئَاتُكَ، فأنت مؤمنٌ". قال: يا رسول اللَّه، فما الإثمُ؟ قال:"إذا حَاكَ في قَلْبِكَ شيءٌ فَدَعْهُ".
قال الحاكم: "صحيح". ووافقه الذَّهَبِيُّ. وهو كما قالا.
* * *
1632 -
أخبرنا أبو معاذ ابن القُنِّيّ
(1)
، حدَّثنا محمد بن إسماعيل المُسْتَمْلِي، حدَّثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي، حدَّثنا يحيى بن أيوب العَابِد، حدَّثنا سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحِيّ، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَبْقَى بَعْدِي مِنْ النُّبُوَّةِ إلَّا المُبَشِّرَاتُ". قالوا: يا رسول اللَّه وما المُبَشِّرَاتُ؟ قال: "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا العَبْدُ أَوْ تُرَى لَهُ".
(11/ 140) في ترجمة (عبد الغالب بن جعفر بن الحسن الضَّرَّاب أبو معاذ، يعرف بابن القُنِّيّ).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن، عدا (محمد بن إسماعيل المُسْتَمْلِي)، فإنَّه كان حافظًا إلَّا أنَّه لَيِّنٌ في الرواية. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1061).
و (أبو معاذ ابن القُنِّيّ) هو صاحب الترجمة (عبد الغالب بن جعفر الضَّرَّاب)، قال الخطيب عنه:"صدوق".
والحديث صحيح من طرق أخرى.
(1)
قال السَّمْعَاني في "الأنساب"(10/ 253): "هذه النسبة إلى قُنَّة، وظني أنَّها قرية".
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(6/ 129)، والبزَّار في "مسنده"(3/ 10) رقم (2118) -من كشف الأستار-، من طريق يحيى بن أيوب، عن سعيد الجُمَحي، به.
ورواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(9/ 44) رقم (4419)، من طريق عبَّاد بن موسى الخُتُّلي، عن سعيد الجُمَحي، به.
قال البزَّار: "لا نعلم رواه هكذا إلَّا سعيد. حدَّثنا الحسن بن أبي الحسن، حدَّثنا عِصْمَة بن محمد، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه. قلت -القائل الهيثمي صاحب "كشف الأستار"-: فذكر نحوه. قال البزَّار: لا نعلم رواه عن هشام إلَّا عصمة وسعيد".
ولفظ آخره عند البزَّار: "يراها الرجلُ الصَّالِحُ أو تَرَى له".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 172): "رواه أحمد والبزَّار. . . ورجال أحمد رجال الصحيح".
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"فتح الباري"(12/ 375) -في كتاب التعبير، باب المبشرات-، و"جامع الأصول"(2/ 525 - 526)، و"مجمع الزوائد"(7/ 172 - 173).
ومن ذلك ما رواه مسلم في الصَّلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسحور (1/ 348) رقم (479)، وأبو داود في الصَّلاة، باب في الدُّعَاء في الركوع والسجود (1/ 545 - 546) رقم (876)، والنَّسَائي في التطبيق، باب تعظيم الربِّ في الركوع (2/ 189 - 190)، عن ابن عبَّاس مرفوعًا:"أيُّها النَّاسُ إنَّه لم يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا العَبْدُ الصَّالِحُ أو تَرَى لَهُ".
* * *
1633 -
أخبرنا الحسن بن عليّ التَّمِيمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثني أبي، حدَّثنا عبد الصمد، حدَّثنا عبد العزيز بن مُسْلِم،
حدَّثني يحيى بن عبد اللَّه الجابر
(1)
قال: صَلَّيْتُ خَلْفَ عيسى مولى لِحُذَيْفَة بالمَدَائن، على جِنَازَةٍ، فكبَّر خمسًا، ثم التفتَ إلينا فقال: ما وهمتُ ولا نسيتُ، ولكن كبَّرتُ كما كبَّر مولاي وولي نعمتي حُذَيْفَة بن اليَمَان، صلَّى على جِنَازَةٍ فَكَبَّرَ خمسًا ثم التفتَ إلينا فقالَ ما نسيتُ ولا وهمتُ، ولكنِّي كَبَّرْتُ كما كَبَّرَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، صلَّى على جِنَازَةٍ فَكَبَّرَ خمسًا.
(11/ 142) في ترجمة (عيسى البزَّاز المَدَائِني مولى حُذَيْفَة بن اليَمَان).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد ثَبَتَ من حديث زيد بن أَرْقَم أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَبَّرَ خمسًا على الجِنَازَةِ.
ففيه (يحيى بن عبد اللَّه بن الحارث الجابر الكوفي أبو الحارث) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 480 رقم (845) وقال: "ليس حديثه بشيء".
2 -
"العلل" لأحمد بن حَنْبَل (1/ 155) وقال: "ليس به بأس".
3 -
"التاريخ الكبير" للبُخَاري (8/ 286) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"أحوال الرجال" للجُوْزَجَاني ص 63 رقم (65) وقال: "غير محمود".
(1)
في المطبوع: "الجابري": وما هو مثبت يوافق ما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 412، و"المسند" لأحمد (5/ 406)، ومصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
5 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 469 رقم (1795) وقال: "يُكْتَبُ حديثه، وليس بالقويِّ".
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 248 رقم (654) وقال: "ضعيف".
7 -
"الجرح والتعديل"(9/ 161) وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف". وقال عليّ بن المَدِيني: "معروف". وقال أبو حاتم: "ضعيف".
8 -
"المجروحين"(3/ 123 - 124) وقال: "منكر الحديث، يروي المناكير الكثيرة التي لا تُشْبِهُ حديث الأئمة، حتَّى ربما سبق إلى القلب أنَّه كان يتعمد لذلك، لا يجوز الاحتجاجُ به بحالٍ".
9 -
"الكامل"(7/ 2658 - 2659) وقال: "أحاديثه متقارية، وليس فيها حديث منكر، وأرجو أنَّه لا بأس به".
10 -
"الكاشف"(3/ 228) وقال: "صدوق فيه ضعف".
11 -
"التهذيب"(11/ 238 - 239) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "كوفي يُعْتَبَرُ به ولا يُتَابَعُ على أحاديثه، ولا يكاد يروي عن شيوخه غيره".
12 -
"التقريب"(2/ 351) وقال: "ليِّن الحديث، من السادسة، وروايته عن المِقْدَام مرسلة"/ د ت ق.
كما أنَّ فيه (عيسى البزَّاز المَدَائِنِي مولى حُذَيْفَة بن اليَمَان)، وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 388) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(6/ 292) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 216).
4 -
"تاريخ بغداد"(11/ 142) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
5 -
"تعجيل المنفعة" لابن حَجَر ص (215)، وفيه أن الدَّارَقُطْنِيّ قد ضعَّفه.
و (عبد الصمد) هو (ابن عبد الوارث بن سعيد العَنَبَرِيّ): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1532).
التخريج:
رواه أحمد بن حَنْبَل في "مسنده"(5/ 406) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2658 - 2659) -في ترجمة (يحيى بن عبد اللَّه الجابر) -، من طريق عثمان بن أبي شَيْبَة، عن يحيى بن عبد اللَّه الجابر، به.
قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 34): "رواه أحمد، ويحيى الجابر فيه كلام".
وللحديث شواهد انظرها في: "جامع الأصول"(6/ 216)، و"مجمع الزوائد"(3/ 34 - 35)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 120 - 123)، و"نيل الأوطار"(4/ 62 - 64).
ومن تلك الشواهد ما رواه مسلم في الجنائز، باب الصَّلاة على القبر (2/ 659) رقم (957)، وغيره، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كَانَ زَيْدٌ
(1)
يُكَبِّرُ على جَنَائِزِنَا أَرْبَعًا، وإنَّه كَبَّرَ على جِنَازَةٍ خَمْسًا. فَسَأَلْتُهُ فقالَ: كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يُكَبِّرُهَا.
* * *
1634 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد اللَّه بن إسحاق البَغَويّ قال: حدَّثنا الحسن بن مُكْرَم، حدَّثنا أبو النَّضْر، حدَّثنا أبو جعفر الرَّازِيّ، عن يزيد بن أبي مالك قال:
(1)
يعني (ابن أَرْقَم) كما صُرِّحَ به عند بعض من أخرجه.
أخبرنا أبو سِبَاع قال: اشتريتُ نَاقَةً مِنْ دَارِ وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ، فلمَّا خَرَجْتُ بها أَدْرَكَنَا وَاثِلَةَ وهو يَجُرُّ رِدَاءَهُ. فقالَ: يا عبدَ اللَّهِ اشتريتَ؟ قلتُ: نعم! قال: هل بُيِّنَ لك ما فيها؟ قلتُ: وما فيها؟ إنَّها لسمينةٌ ظاهرةُ الصِّحَّةِ. قَالَ: أردتَ بها لَحْمًا، أو أردتَ بها سَفَرًا؟ قلتُ: بل أردتُ عليها الحَجَّ، قال: فإنَّ بِخُفِّهَا نَقبًا. قال فقال صاحبها: أصلحكَ اللَّهُ ما تريدُ إلى هذا، تُفْسِدُ عَلَيَّ،
قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَنْ بَاعَ شيئًا فلا يَحِلُّ لَهُ حتَّى يُبَيِّنَ ما فيهِ، ولا يَحِلُّ لِمَنْ يَعْلَمُ ذلكَ أَنْ لا يُبْيِّنَهُ".
(11/ 144) في ترجمة (عيسى بن أبي عيسى التَّمِيمي أبو جعفر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من حديث عُقْبَة بن عامر مرفوعًا بلفظ: "المسلمُ أخو المسلم، ولا يحلُّ لمسلمٍ بَاعَ من أخيه بيعًا فيه عَيْبٌ إلَّا بَيَّنَهُ لَهُ".
ففيه: (أبو السِّبَاع) وقد ترجم له في:
1 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 527) وقال: "عن وَاثِلَة بن الأَسْقَع، وعنه يزيد بن أبي مالك، مجهول".
2 -
"اللسان"(7/ 50) ولم يزد عمَّا في "الميزان".
3 -
"تعجيل المنفعة" ص 319 - 320، وفيه عن أبي أحمد الحاكم في "الكُنَى":"حديثه في أهل الشام".
وفيه صاحب الترجمة (عيسى بن أبي عيسى عبد اللَّه بن مَاهَان التَّمِيمي الرَّازي)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 406):"صدوق سيء الحفظ خصوصًا عن مغيرة". أقول: الظَّاهر من مجموع أقوال النُّقَّاد فيه أنَّ حديثه يعتبر حسنًا فيما لم يخالف فيه، واللَّه أعلم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (878).
و (أبو النَّضْر) هو (هاشم بن القاسم بن مسلم اللَّيْثِيّ): ثقة ثَبْتٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1600).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 491)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 9 - 10)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 320)، من طريق أبي النَّضَر هاشم بن القاسم، عن أبي جعفر الرَّازي، به.
وعند الحاكم بدل قوله: "فإنَّ بخُفِّهَا نَقْبًا" قوله: "فارتجعها".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: بل هو ضعيف، لجهالة أبي السِّبَاع، والذَّهَبِيُّ نفسه رحمه الله هو الذي قال بجهالته! ! لكن وجدت الحافظ ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 320 يقول:"وقد أخرج الحديث المذكور الحاكم في "المستدرك"، ولم يتعقَّبه الذَّهَبِيّ في "تلخيصه"".
والحديث رواه بنحوه باختصار القِصَّة: ابن ماجه في التجارات، باب من باع عيبًا فليبينه (2/ 755) رقم (2247)، من طريق بقيَّة بن الوليد، عن معاوية بن يحيى، عن مَكْحُول، وسليمان بن موسى، عن وَاثِلَة مرفوعًا بلفظ:"مَنْ بَاعَ عَيْبًا لم يُبَيِّنْهُ، لم يَزَلْ في مَقْتِ اللَّه، ولم تَزَلِ الملائكةُ تَلْعَنُهُ".
قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة"(3/ 30): "هذا إسناد ضعيف لتدليس بقيَّة بن الوليد، وضعف شيخه. قلت -القائل البُوصِيري-: رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بزيادة طويلة كما بينته في "زوائد العشرة" من طريق أبي سِبَاع عن وَاثِلَة بن الأَسْقَع".
والحديث ذكره المُنْذِرِيُّ في "الترغيب والترهيب"(2/ 574)، وصَدَّرَهُ بلفظ "عن"! وعزاه إلى الحاكم والبيهقي. وفاته أن يعزوه لأحمد. كما فات ذلك العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(2/ 76).
وهذا الحديث قد فات الهيثمي أن يذكره في "مجمع الزوائد" مع أنَّه على شرطه.
والحديث قد صَحَّ من حديث عقبة بن عامر مرفوعًا بلفظ: "المُسْلِمُ أخو المُسْلِمِ، ولا يَحِلُّ لمُسْلِمٍ بَاعَ مِنْ أخيهِ بيعًا فيه عَيْبٌ إلَّا بَيَّنَهُ لَهُ".
رواه ابن ماجه في التجارات، باب من باع عيبًا فليبينه (2/ 755) رقم (2246)، والطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 317) رقم (877)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 8)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 320)، من طريق وَهْب بن جَرِير، عن أبيه، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حَبِيب، عن عبد الرحمن بن شِمَاسَة، عن عُقْبَة بن عامر، به.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وأقرَّ المُنْذِرِيُّ في "الترغيب والترهيب"(2/ 575) الحاكمَ على تصحيحه، وقال:"وهو عند البُخَاري موقوف على عُقْبَة لم يرفعه".
أقول: الحديث صحيح على شرط مسلم فحسب، فإنَّ عبد الرحمن بن شِمَاسَةَ لم يُخَرِّجْ له البُخَاري. وفي "التهذيب" لابن حَجَر (6/ 195) في ترجمة (ابن شِمَاسَة): "علَّق البُخَاري حديثًا من روايته عن عقبة بن عامر في أوائل البيوع
(1)
، فقال: وقال عُقْبَةُ: لا يَحِلُّ لامْرِئٍ يبيعُ سِلْعَةً يَعْلَمُ بها داءً إلَّا أَخْبَرَ به. ووصله ابن ماجه وغيره".
وقال ابن حَجَر في "فتح الباري"(4/ 311): "وصله أحمد وابن ماجه والحاكم من طريق عبد الرحمن بن شِمَاسة عن عُقْبَة مرفوعًا. . . وإسناده حسن".
ورواه أحمد في "المسند"(4/ 158) من طريق عبد اللَّه بن لَهِيعة، عن يزيد بن أبي حَبِيب، عن عبد الرحمن بن شِمَاسَة، عن عُقْبَة بن عامر مرفوعًا بلفظ:
(1)
في باب "إذا بيَّن البَيِّعَانِ ولم يَكْتُما ونَصَحَا"(4/ 309).
"المسلم أخو المسلم، لا يحلُّ لامرئٍ مسلمٍ أَنْ يُغَيِّبَ ما بِسِلْعَتِهِ عن أخيه إن عَلِمَ بها تَرَكَهَا".
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 173) رقم (222)، من طريق ابن لَهِيعة، عن يزيد بن أبي حَبِيب، عن أبي الخير
(1)
، عن عُقْبَة مرفوعًا بلفظ:"إذا باع أحدُكم سلعةً فلا يَكْتُمْ عَيْبًا إن كان بها".
قال الحافظ ابن حَجَر في "تغليق التعليق"(3/ 223) بعد أن ذكره عن الإِمام أحمد من هذا الطريق: "وهو على هذا حديث حسن، لمتابعة يحيى بن أيوب الابن لَهِيعة عليه، وباقي رجاله ثقات".
وعزاه الهيثمي في "المجمع"(4/ 80) إلى الإِمام أحمد والطبراني في "الأوسط"، وقال:"في إسنادهما ابن لَهِيعة، وفيه كلام، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح".
أقول: فات الهيثمي رحمه الله أن يعزو الحديث للطبراني في "المعجم الكبير"، وهوفيه من طريق صحيح، هذا أولًا. وثانيًا: إنَّ هذا الحديث ليس على شرط الهيثمي، فإنَّ ابن ماجه قد أخرجه في "سننه" كما تقدَّم. وثالثًا: إنَّ حديث ابن لَهِيعة ليس حسنًا، فإنَّ العمل على تضعيف حديثه كما قال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(2/ 109)، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).
* * *
1635 -
أخبرني الأَزْهَرِيّ، أخبرنا أبو الحسن الدَّارَقُطْنِيّ، حدَّثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد، حدَّثنا أبو إسماعيل التِّرْمِذِيّ، حدَّثنا عيسى بن خَلَّاد بن بُوَيْب، حدَّثنا عتَّاب بن بشير، حدَّثنا أبو وَاصِل عبد الحميد،
(1)
هو (مَرْثَد بن عبد اللَّه اليَزَني المِصْرِي): ثقة فقيه، وكان ملازمًا لعقبة بن عامر رضي الله عنه لا يفارقه، خرَّج له الستة، وتوفي عام (90) للهجرة. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(4/ 284 - 285)، و"التهذيب"(10/ 82).
عن أنس بن مالك قال: كانَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ في دُعَائِهِ: "يا وليَّ الإسلامِ وأَهْلِهِ، مَسِّكْنِي بهِ حتَّى أَلْقَاكَ بهِ".
(11/ 160) في ترجمة (عيسى بن خَلَّاد بن بُوَيْب).
مرتبة الحديث:
حسن لغيره.
ففي إسناده صاحب الترجمة (عيسى بن خَلَّاد بن بُوَيْب)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكره الدَّارَقُطْنِيُّ في "المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف" (1/ 237 - 238) وقال:"شيخ كان ببغداد". وقد توبع كما سيأتي.
و(أبو واصل عبد الحميد) هو (عبد الحميد بن واصل البَاهِلِي البَصْري)، وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 45 - 46) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(6/ 18) وقال: "روى عن أنس، وروي عن ابن مسعود مرسل، وأبي أُمَيَّة الحَبَطِي، روى عنه عبد الكريم الجَزَري وشُعْبَة ومحمد بن سَلَمَة وعتَّاب بن بشير".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 126) وقال: "يروي عن أنس بن مالك".
و(أبو إسماعيل التِّرْمِذِيّ) هو (محمد بن إسماعيل بن يوسف السُّلَمِيّ): إمام ثقة حافظ، توفي عام (380 هـ)، وخرَّج له التِّرْمِذِيّ والنَّسَائِيّ. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(13/ 242 - 243)، و"التهذيب"(9/ 62 - 63)، و"التقريب"(2/ 145).
و(الأَزْهَرِيّ) هو (عبيد اللَّه بن أبي الفتح أحمد بن عثمان أبو القاسم): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (676).
وبقية رجال الإسناد ثقات عدا (عتَّاب بن بشير الجَزَري)، فإنَّه صدوق يُخطئ كما قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 3). وانظر "تهذيب التهذيب"(7/ 90 - 91). وقد توبع كما سيأتي.
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "المُؤْتَلِفِ والمُخْتَلِفِ"(1/ 237 - 238) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 382 - 383) رقم (665)، وعنه الضِّياء المَقْدِسي في "المُخْتَارَة"(6/ 270 - 271) رقم (2290)، من طريق محمد بن سَلَمَة، وعتَّاب بن بشير
(1)
، وخطَّاب بن القاسم، عن أبي الواصل عبد الحميد بن واصل، عن أنس بن مالك: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "يا وليَّ الإسلامِ، وأَهْلِهِ، ثَبِّتْنِي به حتَّى أَلْقَاكَ".
قال الطبراني: "لا يُرْوَى عن أنسٍ إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به أبو الواصل".
وقال الحافظ الضِّياء المَقْدِسِيّ: "رواه أبو يعلى المَوْصِلي
(2)
، عن إسماعيل بن عبد اللَّه بن خالد القُرَشِي
(3)
، عن عتَّاب
(4)
بن بشير، عن عبد الحميد، عن أنس.
ورواه أبو عبد اللَّه محمد بن مسلم بن وَارَه، عن يحيى بن صالح، عن
(1)
قوله: "وعتَّاب بن بشير"، سقط من "المختارة".
(2)
لم أقف عليه في "مسند أبي يعلى" المطبوع، ولم يعزه له الهيثمي في "المجمع"، ولا ابن حَجَر في "المطالب العالية".
(3)
وهو صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1375).
(4)
صُحِّفَ في "المختارة" إلى: "عشَّاب" بالسِّين. والتصويب من "التهذيب"(7/ 90)، وغيره.
سليمان بن عطاء
(1)
، عن أبي الواصل، عن أنس".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 176) بعد أن عزاه للطبراني في "الأوسط": "ورجاله ثقات".
أقول: قد تقدَّم أنَّ في إسناده (أبو واصل عبد الحميد بن واصل)، وقد تفرَّد برواية الحديث، ولم يوثِّقه سوي ابن حِبَّان، لكن قد روى عنه جماعة من الثقات منهم: شُعْبَة بن الحجَّاج، ومحمد بن سَلَمَة الحَرَّاني، وخطَّاب بن القاسم الحَرَّاني. فحديث مثله لا بأس به إن شاء اللَّه تعالى.
* * *
1636 -
أخبرني أبو الفرج الحسين بن عبد اللَّه بن أحمد بن أبي عَلَّانَة المُقْرِئ، حدَّثنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان، حدَّثنا أبو بكر محمد بن أحمد القاضي البُورَاني، حدَّثنا مسلم بن عيسى، حدَّثنا أبي، حدَّثنا حمَّاد بن زيد، عن سُهَيْل،
عن أنس قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتي يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمٍ لُوطٍ نَقَلَهُ اللَّهُ إليهم حتَّى يُحْشَرَ معهم".
(11/ 160) في ترجمة (عيسى بن مسلم الصَّفَّار الأحمر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (مسلم بن عيسى بن مسلم الصَّفَّار أبو عيسى)، وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيُّ" ص 157 رقم (232) وقال: "متروك".
2 -
"تاريخ بغداد"(13/ 140) وقال: "في حديثه نُكْرَةٌ".
(1)
هو (الجَزَري أبو عمر)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 338):"منكر الحديث، من الثامنة"/ ق. وانظر ترجمته مفصَّلا في "التهذيب"(4/ 211).
3 -
"تلخيص المستدرك" للذَّهَبِيّ (3/ 156) وقال عقب حديث في مناقب السيدة فاطمة من روايته: "مِنْ وَضْعِ مسلم بن عيسى الصَّفَّار".
4 -
"اللسان"(6/ 31) وذَكَرَ ما تقدَّم سوى قول الخطيب في "تاريخ بغداد".
وفيه صاحب الترجمة (عيسى بن مسلم الصَّفَّار الأحمر)، وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 394 - 395) وفيه عن أحمد بن حنبل أنَّه "ذَكَر عيسى بن مسلم الأحمر وقوله في الإرجاء، فقال: نَعَمْ ذاك خبيث القول. وحَمَلَ عليه".
2 -
"تاريخ بغداد"(11/ 160 - 161) وقال: "حدَّث عن مالك بن أنس وحمَّاد بن زيد وإسماعيل بن عيَّاش أحاديث منكرة".
3 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 323) وقال: "منكر الحديث".
4 -
"اللسان"(4/ 404 - 405) وفيه أنَّ السَّاجِيَّ ذكره في الضعفاء.
و(سهيل) هو (ابن أبي صالح ذَكْوَان السَّمَّان المَدَني أبو يزيد): ثقة تغيَّر حفظه بأَخَرَة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (266).
التخريج:
قال الإِمام السَّخَاويُّ في "المقاصد" ص 429: "-رواه- الدَّيْلَمِيُّ بلا سند عن أنس به مرفوعًا. وكذا حكاه وكيع فيما أسنده ابن عساكر عنه، فقال: وسمعت في حديث: "من مات"، وذكره بلفظ "سار به قبره حتَّى يصير معهم ويحشر يوم القيامة معهم".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 835) إلى الخطيب وحده.
ولم أقف عليه في "الفردوس" للدَّيْلَمِيّ، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
1637 -
أخبرنا محمد بن عمر النَّرْسِيّ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعي، حدَّثنا محمد بن بِشْر بن مَطَر، حدَّثنا عيسى بن سالم -عُوَيْس-، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عمرو، عن أيوب،
عن أبي قِلَابَة قال: أتيتُ المسجدَ فإذا رجل قد تكابَّ عليه النَّاس، وهم يقولون: صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فزاحمتُ حتَّى وصلتُ إليه، فسمعتُهُ يقولُ: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مِنْ بَعْدِكُمُ الكذَّابَ المُضِلَّ، وإنَّ ذُرَاهُ -يعني رأسه- حُبُكٌ، وإنَّه سيقولُ: أنا رَبُّكُمْ، فمن قَالَ: كذبتَ لستَ ربَّنَا، ولكنَّ اللَّهَ ربُّنَا، عليه تَوَكَّلْنَا وإليه أَنَبْنَا، ونعوذُ باللَّه منكَ، فلا سبيلَ له عليه".
(11/ 161) في ترجمة (عيسى بن سالم الشَّاشِي، المعروف بعُوَيْس).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن.
ورجال إسناده كلُّهم ثقات، عدا شيخ الخطيب (محمد بن عمر بن القاسم النَّرْسِيّ أبو بكر، ويعرف بابن عُدَيْسَة)، فإنَّه صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1336).
و (أبو قِلَابَة) هو (عبد اللَّه بن زيد بن عمرو الجَرْمِيّ البَصْري): أحد أعلام التابعين الأئمة الثقات، وكان كثير الإرسال، أخرَّج له الستة، وكانت وفاته عام (104) للهجرة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(14/ 542 - 548)، و"تهذيب التهذيب"(5/ 224 - 226)، و"التقريب"(1/ 417).
و (أيوب) هو (ابن كَيْسَان السَّخْتِيَاني البَصْرِيّ): إمام ثقة فقيه عابد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1256).
والجهالة باسم الصحابي لا يؤثِّر على قبول الحديث، لعدالة الصحابة جميعًا رضوان اللَّه عليهم.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(5/ 372) عن سليمان بن حَرْب، عن حمَّاد بن زيد، عن أيوب، به.
كما رواه في (5/ 410) عن إسماعيل، عن أيوب، به.
قال الهيثمي في "المجمع"(7/ 343): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
غريب الحديث:
قوله: "حُبُكٌ": "أي شعر رأسه مُتَكَسِّرٌ من الجُعُودة مثل الماء السَّاكِن أو الرَّمل إذا هَبَّت عليهما الريح فَيَتَجَعَّدانِ ويَصِيرَانِ طَرَائِقَ". "النهاية"(1/ 332).
* * *
1638 -
أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن عليّ بن المنذر القاضي، أخبرنا عبد اللَّه بن إسحاق الخُرَاسَاني، حدَّثنا محمد بن يوسف بن عيسى بن الطَّبَّاع، حدَّثني أخي عيسى بن يوسف -أبو يحيى-، حدَّثني حَلْبَس بن محمد.
وأخبرنا محمد بن عمر النَّرْسِيّ -واللفظ له-، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد الكَرْخِي، حدَّثني عيسى بن يوسف بن عيسى الطَّبَّاع، حدَّثنا حَلْبَس بن محمد الكَلْبِي، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة،
عن عبد اللَّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"سَطَعَ نُورٌ في الجَنَّةِ فَرَفَعُوا رؤوسهم، فإذا هو مِنْ ثَغْرِ حَوْرَاءَ ضَحِكَتْ في وَجْهِ زَوْجِهَا".
(11/ 163) في ترجمة (عيسى بن يوسف بن عيسى الطبَّاع أبو يحيى).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (حَلْبَس بن محمد الكِلَابِيّ البَصْرِيّ)، وهو متروك، واتَّهمه ابن الجَوْزي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (850).
وصاحب الترجمة (عيسى بن يوسف الطَّبَّاع) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (المغيرة) هو (ابن مِقْسَم الضَّبِّيّ): ثقة، وكان معروفًا بالتدليس عن إبراهيم النَّخَعِيّ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و (إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِيّ): إمام ثقة فقيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و (عَلْقَمَة) هو (ابن قيس النَّخَعِيّ): تابعي كبير ثقة فقيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1224).
* * *
1639 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبيد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا عيسى بن عبد اللَّه، حدَّثنا الوليد بن مسلم، عن ابن المُبَارَك، عن خالد، عن عِكْرِمَة،
عن ابن عبَّاس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"البَرَكَةُ مع أَكَابِرِكُمْ".
(11/ 165) في ترجمة (عيسى بن عبد اللَّه بن سليمان العَسْقَلاني).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (عيسى بن عبد اللَّه بن سليمان العَسْقَلَانِيّ القُرَشِي)، وقد ترجم له في:
1 -
"الكامل"(5/ 1897 - 1898) وقال: "ضعيف يسرق الحديث". وقال أيضًا: "الضَّعْفُ على حديثه بَيِّنٌ".
2 -
"تاريخ بغداد"(11/ 165) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الميزان"(3/ 317) ونقل قول ابن عدي السابق فحسب.
4 -
"اللسان"(4/ 400 - 401) وقال: إنَّ ابن حِبَّان ذكره في "الثقات"، وأنَّه خرَّج حديثه في "صحيحه". وذكر الحديث عن الخطيب. كما ذكر أنَّ الدَّارَقُطْنِيّ قال فيه كما نقله الحاكم عنه:"ثقة".
أقول: لم أقف على ترجمته في "الثقات" لابن حِبَّان المطبوع، كما لم أقف عليه في "سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" المطبوع! فاللَّه أعلم.
وبقية رجال الإسناد كلُّهم ثقات، وقد صرَّح (الوليد بن مسلم) -وهو مدلِّس مشهور-، بسماعه له من ابن المُبَارَك في طرق أخرى ستأتي.
التخريج:
رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 385) رقم (560)، وأبو بكر الشَّافعي في "فوائده" -المعروفة باسم "الغَيْلَانِيَّات"- (2/ 626 - 627) رقم (935)، والبزَّار في "مسنده"(2/ 401 - 402) رقم (1957) -من كشف الأستار-، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(1/ 203) رقم (211) -، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 171 - 172)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(1/ 57) رقم (36 و 37)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(14/ 18) -مخطوط-، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1898) -في ترجمة (عيسى بن
عبد اللَّه العَسْقَلاني) - والذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(8/ 362 - 363)، من طرق، عن الوليد بن مسلم، عن ابن المُبَارَك، به.
وقد صرَّح الوليد بن مسلم بالتحديث عن ابن المُبَارَك عند: ابن حِبَّان، وأبي نُعَيْم، والقُضَاعِي، والذَّهَبِيّ وعنده في آخر حديثه: "فقلت للوليد
(1)
: أين سمعتَ من ابن المُبَارَك؟ قال: في الغزو".
وقال ابن حِبَّان: "لم يحدِّث ابن المُبَارَك هذا الحديث بخُرَاسان، إنَّما حَدَّثَ به بدرب الرُّوم، فسمع منه أهل الشام، وليس هذا الحديث في كتب ابن المُبَارَك مرفوعًا".
وقال البزَّار: "لا نعلم أحدًا رواه غير ابن عبَّاس". ولفظه عنده وحده: "الخَيْرُ مع أَكَابِرِكُمْ".
وقال الخطيب عقب روايته له: "هكذا رواه عيسى عن الوليد متصلًا، وخالفه هشام بن عمَّار، فرواه عن الوليد بن مسلم وقال فيه: عن عِكْرِمَة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم لم يذكر فيه ابن عبَّاس
(2)
".
وقال ابن عدي: "هذا رواه عن ابن المُبَارَك جماعة فأسندوه والأصل فيه مرسل".
ورواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 62) من طريق نُعَيم بن حمَّاد، وعبد الوارث
(3)
بن عبيد اللَّه، قالا: حدَّثنا ابن المُبَارَك، به. وقال الحاكم:"صحيح على شرط البُخَاري". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
(1)
القائل له هو (نُعَيم بن حمَّاد)، فإنَّه يرويه عنه عند الذَّهَبِيّ.
(2)
أقول: عيسى بن عبد اللَّه لم يتفرد بروايته عن الوليد متصلًا، بل تابعه غير واحد من الثقات كما سيأتي.
(3)
صُحِّفَ في "المستدرك" إلى: "الوارث بن عبيد اللَّه". والتصويب من "التهذيب"(6/ 444)، و"المقاصد الحسنة" ص 144.
ورواه ابن عبد البَرِّ في "جامع بيان العلم"(1/ 158) من طريق محمد بن مكِّي، أخبرنا ابن المُبَارَك، به. و (محمد بن مكِّي المَرْوَزِيّ) ترجم له في "التهذيب"(9/ 471) ولم يذكر فيه سوى توثيق ابن حِبَّان له.
ورواه الدَّيْلَمِيُّ في "مسنده" من طريق النَّضْر بن طاهر، عن ابن المُبَارَك، به. كما في "المقاصد" ص 144. و (النَّضْر بن طاهر): مُتَّهَمٌ، وكان يسرق الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1590).
ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 509) -في ترجمة (بقيَّة بن الوليد) - من طريق بقيَّة، عن ابن المُبَارَك، به؛ وقال:"وهذا لا يُرْوي موصولًا إلَّا عن ابن المُبَارَك، رواه عنه نُعَيْم بن حمَّاد والوليد بن مسلم وبقيَّة هذا، والأصل فيه مرسل".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 43 - 44) عن ابن عدي من طريقيه: المتقدِّم، وهذا.
وقال الهيثمي في "المجمع"(8/ 15) بعد أن ذكره بلفظ البزَّار المتقدِّم: "رواه البزَّار والطبراني في "الأوسط" إلَّا أنَّه قال: "البركة مع أكابركم"، وفي إسناد البزَّار: نُعَيْم بن حمَّاد وثَّقه جماعة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح".
أقول: (نُعَيْم بن حمَّاد) قد تابعه (عمرو بن عثمان بن سعيد القُرَشِي) عند ابن حِبَّان وأبي بكر الشَّافعي، وهو صدوق كما قال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(2/ 289)، وابن حَجَر في "التقريب"(2/ 74)، وقد وثَّقه أبو داود والنَّسَائي وغيرهما. انظر "التهذيب"(8/ 76).
كما تابعه (خَطَّاب بن عثمان الطَّائِي الفَوْزي) عند القُضَاعِي، وهو ثقة عابد خرَّج له البُخَاري كما في "التقريب"(1/ 224).
وإعلال من أعلَّ الحديث بالإرسال كابن عَدِيّ والخطيب فيما تقدَّم عنهما، والزَّرْكَشِيّ في "اللآلئ المنثورة" ص 80 - 81، وغيرهم، مدفوع بأنَّ من وصله -وهو عبد اللَّه بن المُبَارَك-: إمام ثقة ثَبْثٌ، فلا يضره إرسال من أرسله. ولم يتفرَّد بروايته عنه (الوليد بن مسلم) -وهو ثقة، وقد صرَّح بالتحديث عند بعض من أخرجه عنه كما تقدَّم-، بل تابعه على روايته عنه (عبد الوارث بن عبيد اللَّه) -وهو ثقة كما قال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(2/ 193) - عند الحاكم، و (محمد بن مكِّي المَرْوَزي) -وقد وثَّقه ابن حِبَّان كما تقدَّم- عند ابن عبد البَرِّ. وعدم وجوده في كتب ابن المُبَارَك مرفوعًا كما قال ابن حِبَّان، وأنَّه لم يحدِّث به في خُرَاسان، ليس ممَّا يعلُّ فيه الحديث.
وقد ذكره الإِمام ابن دَقِيق العِيْد في "الاقتراح" ص 488 من طريق البزَّار المتقدِّم وبلفظه، ذكره في القسم الخامس وهو في أحاديث رواها قوم خرَّج عنهم البُخَاري في الصحيح، أو يخرِّج عنهم مسلم رحمهما اللَّه، أو خرَّج لهم مع الاقتران بالغير. أي إنَّه اعتبره على شرط البُخَاري.
قال السُّيُوطِيُّ في "الدُّرر المنتثرة" ص 84: "-رواه- ابن حِبَّان والحاكم وصحَّحاه، والبزَّار، وصحَّحه في "الاقتراح"".
وقال المُنَاوي في "فيض القدير"(3/ 220): صحَّحه الدَّيْلَمِيُّ وابن دَقِيق العِيْد في "الاقتراح". وقال البغدادي: حسن.
والحديث ذكره المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(1/ 113) وصدَّره بلفظ "عن". وقال: "رواه الطبراني في "الأوسط" والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم".
أقول: الصَّواب أنَّه صحيح على شرط البُخَاري كما صرَّح به الحاكم فيما تقدَّم عنه.
وللحديث شواهد انظرها في: "المقاصد الحسنة" ص 144 - 145، و"مجمع الزوائد"(5/ 81)، و"اللآلئ المنثورة" للزَّرْكَشِيّ ص 82، و"العلل المتناهية"(1/ 44).
معنى الحديث:
قال المُنَاوي في "فيض القدير"(3/ 220): "قوله: "البركة مع أكابركم" يعني المجرِّبين للأمور الحافظين على تكثير الأجور، فجالسوهم لتقتدوا برأيهم، وتهتدوا بِهَدْيِهِمْ. أو المراد: من له منصب العلم، وإنْ صَغُرَ سِنُّه، فيجب إجلالهم حفظًا لحرمة ما منحهم الحقُّ سبحانه وتعالى. . . . ".
* * *
1640 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا عيسى بن جعفر الورَّاق، حدَّثنا عيسى بن جعفر الورَّاق، حدَّثنا أبو بَدْر شُجَاع بن الوليد، حدَّثنا عبد اللَّه بن شُبْرُمَة، عن أبي زُرْعَة،
عن أبي هريرة قال: جَاءَ أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، النُّقْبَةُ تكونُ بِمِشْفَر البَعِيرِ -أو بِعَجْمِهِ
(1)
- فتشتمل الإبل كلّها جَرَبًا، قال: فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "فما أَعْدَى الأَوَّلَ"؟ ثم قال: "لا عَدْوَى، ولا هَامَةَ، ولا صَفَرَ، خَلَقَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ فَخَلَقَ حَيَاتَهَا، ومُصِيباتِهَا ورِزْقَهَا".
(11/ 168 - 169) في ترجمة (عيسى بن جعفر الورَّاق أبو موسى).
(1)
في "المسند" لأحمد (2/ 327): "بَعَجْبِهِ" بالباء الموحدة؛ وكلاهما صحيح. قال في "لسان العرب"(12/ 391) مادة (عجم): "وعَجْمُ الذَّنَبِ وعُجْمُهُ جميعًا: عَجْبُهُ، وهو أصله، وهو العُصْعُص". وقد ورد لفظه في "شرح السُّنَّة" للبَغَوي (12/ 169 - 170): "تكون بِمِشْفَرِ البعير، أو بِذَنَبِهِ في الإبل العظيمة".
مرتبة الحديث:
صحيح لغيره.
ورجال الخطيب كلُّهم ثقات، عدا (شُجَاع بن الوليد أبو بَدْر) فإنَّه صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (368). وقد توبع كما سيأتي.
و(أبو زُرْعَة) هو (ابن عمرو بن جَرِير بن عبد اللَّه البَجَلي): اختلف في اسمه، وقيل إنَّ اسمه كنيته، وكان من علماء التابعين الثقات المنقطعين إلى أبي هريرة رضي الله عنه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1165).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(2/ 327) عن هاشم، عن محمد بن طلحة، عن عبد اللَّه بن شُبْرُمَة، به؛ وبزيادة قوله صلى الله عليه وسلم في أوله:"لا يُعْدِي شيءٌ شيئًا -ثلاثًا-".
وصحَّح إسناده الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"(16/ 147) رقم (8325)، وفي تصحيحه له نظر، فإنَّ في إسناده (محمد بن طلحة بن مُصَرِّف اليَامِي الكوفي) قال أحمد عنه:"لا بأس به إلَّا أنَّه لا يكاد يقول في شيء من حديثه حدَّثنا". وقال مُرَّة: "ثقة". وقال ابن مَعِين: "صالح". ومرَّةً: "ضعيف". وقال أبو زُرْعَة: "صدوق". وقال أبو داود وابن سعد: "كان يُخطئ". وقال العِجْلِي: "ثقة". وقال النَّسَائي: "ليس بالقويِّ". فهو صدوق له أوهام كما قال الحافظ ابن حَجَر فإسناد حديث أحمد: حسن إن شاء اللَّه. وانظر ترجمة (محمد بن طلحة) في: "الجرح والتعديل"(7/ 291 - 292)، و"تهذيب الكمال"(3/ 1214) -مخطوط-، و"التهذيب"(9/ 238 - 139)، و"الكاشف"(3/ 50)، و"التقريب"(2/ 173).
وقد فات الهيثمي ذكر حديث الإِمام أحمد في "مجمع الزوائد" مع أنَّه على شرطه.
ورواه بنحوه الطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(4/ 308) من طريق هُشَيْم
(1)
، عن ابن شُبْرُمَة، به.
ورواه البَغَوي في "شرح السُّنَّة"(12/ 169 - 170) رقم (3249) من طريق أبي عُبَيْد القاسم بن سَلَّام، عن شجاع بن الوليد، عن ابن شُبْرُمَة، به، دون آخر الحديث:"لا عَدْوَى ولا هَامَةَ ولا صَفَرَ. . . ".
والحديث رواه مختصرًا: البُخَاري في الطب، باب لَا هَامَةَ (10/ 241) رقم (5770) وغير موضع -واللفظ له-، ومسلم في السلام، باب لا عدوي ولا طيرة. . . (4/ 1742 - 1743) رقم (2220)، وأبو داود في الطب، باب في الطيرة (4/ 231 - 232) رقم (3911)، عن أبي هريرة مرفوعًا:"لا عَدْوَى ولا صَفَرَ ولا هَامَةَ، فقال أعرابيٌّ: يا رسولَ اللَّهِ، فما بَالُ الإِبِلِ تكونُ في الرَّمل كأنَّها الظِّبَاءُ فَيُخَالِطُهَا البَعِيرُ الأَجْرَبُ فَيْجْرِبُهَا؟ فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فَمَنْ أَعْدَى الأَوَّلُ".
وقد رواه بتمامه الذي عند الخطيب: التِّرْمِذِيّ في القدر، باب ما جاء لا عَدْوَى ولا هَامَةَ ولا صَفَر (4/ 450 - 451) رقم (2143)، وأحمد في "المسند"(1/ 440)، من طريق سفيان، عن عُمَارَة بن القَعْقَاع، حدَّثنا أبو زُرْعَة بن عمرو بن جَرِير قال: حدَّثنا صاحب لنا عن ابن مسعود. وذكره.
قال التِّرْمِذِيُّ: "وفي الباب عن أبي هريرة، وابن عبَّاس، وأنس".
أقول: إسناد التِّرْمِذِيّ وأحمد ضعيف لجهالة راويه عن ابن مسعود، لكن رواه الطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(4/ 308) من طريق سعيد بن مسروق، عن عُمَارَة، عن أبي زُرْعَة، عن رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، عن ابن مسعود مرفوعًا.
(1)
هو (ابن بَشِير): ثقة مشهور، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1311).
غريب الحديث:
قوله: "النُّقْبَة": هي "أول شيء يظهر من الجَرَبِ، وجمعها: نُقْبٌ، بسكون القاف، لأنَّها تَنْقُبُ الجلد: أي تَخْرِقَهُ". "النهاية"(5/ 101).
قوله: "لا عَدْوَى ولا هَامَة ولا صَفَرَ": تقدَّم تفسيره في حديث (222).
* * *
1641 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا عثمان بن أحمد، حدَّثنا عيسى بن محمد بن منصور الإسْكَافي، حدَّثنا أُمَيَّة بن خالد، حدَّثنا حسين بن عبد اللَّه بن ضُمَيْرَة
(1)
، عن أبيه، عن جدِّه،
عن عليٍّ قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: "المَجَالِسُ بالأَمَانَةِ".
(11/ 169) في ترجمة (عيسى بن محمد بن منصور الإسْكَافي أبو موسى).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. ومَتْنُهُ روي من طرق عدَّة يحسن بمجموعها.
ففيه (حسين بن عبد اللَّه بن ضُمَيْرَة المَدَني) وهو متروك، وكذَّبه ابن مَعِين وأبو حاتم. وقال ابن حِبَّان في "المجروحين" (1/ 244):"يروي عن أبيه عن جدِّه بنسخة موضوعة". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1132).
التخريج:
رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 247) -في ترجمة (حسين بن عبد اللَّه بن ضُمَيْرة) -، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(1/ 37 - 38) رقم (3)، من طريق حسين بن عبد اللَّه، عن أبيه، به.
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "ضمير". والتصويب من "الجرح والتعديل"(3/ 57)، و"مسند الشهاب"(1/ 38)، وغيرهما.
ومن هذا الطريق روَّاه الدَّيْلَمِيُّ والعَسْكَرِيُّ، كما في "المقاصد الحسنة" ص 376.
ورواه الخطيب في "تاريخه"(14/ 23) مطوَّلًا، من طريق مَسْعَدَة بن صَدَقَة العَبْدِيّ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جَدِّه، عن أبيه، عن جَدِّه عليّ مرفوعًا بلفظ:"المجالسُ بالأمانة، ولا يحلُّ لمؤمنٍ أن يأثر على مؤمن -أو قال: عن أخيه المؤمن- قبيحًا".
وإسناده ضعيف جدًّا، وسيأتي برقم (2082).
ومتن الحديث روي من طرق يحسن بمجموعها، انظرها والكلام عليها في:"فتح الباري"(11/ 82) -كتاب الاستئذان، باب حفظ السر-، و"جامع الأصول"(6/ 545)، و"الترغيب والترغيب"(3/ 87)، و"المقاصد الحسنة" ص 376، و"فتح الوهاب بتخريخ أحاديث الشهاب" للغُمَاري (1/ 37).
ومن هذه الشواهد، ما رواه أحمد في "المسند"(3/ 342 - 343) -واللفظ له-، وأبو داود في الأدب، باب في نقل الحديث (5/ 189) رقم (4869)، من طريق عبد اللَّه بن نافع، عن ابن أبي ذِئْب، عن ابن أخي جابر بن عبد اللَّه، عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا:"المجالسُ بالأمانةِ إلَّا ثلاثةُ مَجَالِسَ: مجلسٌ يُسْفَكُ فيه دَمٌ حَرَامٌ، ومجلسٌ يُستَحَلُّ فيه فَرْجٌ حَرَامٌ، ومجلسٌ يُسْتَحَلُّ فيه مَالٌ مِنْ غير حَقٍّ".
ورجال إسناده ثقات رجال مسلم، غير (ابن أخي جابر) فإنَّه مجهول كما قال المُنْذِري في "مختصر سنن أبي داود"(7/ 210) وفي "الترغيب والترهيب"(3/ 87). والملفت للنظر أنَّه لم يُذْكَر في "تهذيب الكمال" ولا "التهذيب"، ولا "التقريب"، ولا "ميزان الاعتدال"، ولا "الكاشف" في فصل:"فيمن قيل ابن أخي فلان". فيضاف إلى من في هذا الفصل. والحمد للَّه على توفيقه.
وروى أحمد في "المسند"(3/ 324 و 379 - 380 و 394)، وأبو داود في
الأدب، باب في نقل الحديث (5/ 188 - 189) رقم (4868)، والتِّرْمِذِيّ في البر والصلة، باب ما جاء أنَّ المجالس أمانة (4/ 341) رقم (1959)، عن جابر مرفوعًا:"إذا حَدَّثَ الرَّجُلُ الحديثَ ثُمَّ الْتَفَتَ فهي أَمَانَةٌ".
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن".
قال المُنْذِري في "مختصر سنن أبي داود"(7/ 209) بعد أن نقل تحسين التِّرْمِذِيّ: "في إسناده: عبد الرحمن بن عطاء المَدَني. قال البُخَاري: عنده مناكير. وقال أبو حاتم الرَّازي: شيخ. قيل له: أدخله البُخَاري في كتاب الضعفاء؟ قال: يحوَّل من هناك. وقال المَوْصِلِي: عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر: لا يصحّ". بينما قال في "الترغيب والترهيب"(3/ 87) عقب ذكره لتحسين التِّرْمِذِيّ له: "-فيه- ابن عطاء المَدَني، ولا يمنع من تحسين الإسناد".
وروى عبد الرزاق في "مصنَّف"(11/ 22) رقم (19791)، وابن المُبَارَك في "الزهد" ص 240 - 241 رقم (691)، عن مَعْمَر، عن سعيد بن عبد الرحمن الجَحْشِي، عن أبي بكر بن محمد بن حَزْم مُرْسَلًا قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّما يجالسُ المُتَجَالِسُونَ بأمانةِ اللَّهِ، فلا يَحِلُّ لأحدهما أن يُفْشي عن صاحبه ما يَكْرَهُ".
* * *
1642 -
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه الواعظ، حدَّثنا أحمد بن الفضل بن العبَّاس بن خُزَيْمَة، حدَّثنا عيسى بن عبد اللَّه زَغَاث
(1)
، حدَّثنا عبيد اللَّه بن موسى، عن إسرائيل، عن جابر، عن عِكْرِمَة،
عن ابن عبَّاس، وعن أبي هريرة، وعن ابن عمر، قالوا: قال رسول اللَّه
(1)
تَصَحَّف في المطبوع إلى: "رغاث" بالراء المهملة. والتصويب من "نزهة الألباب في الألقاب" لابن حَجَر (1/ 342)، و"سِيَر أعلام النبلاء" للذَّهَبِيّ (12/ 618).
صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "لا يَزْنِي الرَّجُلُ وهو مؤمنٌ، ولا يَشْرَبُ الخَمْرُ وهو مؤمنٌ، ولا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ وهو مؤمنٌ، فَإنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ".
(11/ 170) في ترجمة (عيسى بن عبد اللَّه بن سِنَان الطَّيَالِسِيّ أبو موسى، يُلَقَّبُ: زغَاث).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى. .
ففيه (جابر) وهو (ابن يزيد الجُعْفِي): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (113).
و(إسرائيل) هو (ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (737).
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(1/ 74) رقم (115) -من كشف الأستار- عن محمد بن عثمان بن كَرَامَة، حدَّثنا عبيد اللَّه بن موسى، حدَّثنا إسرائيل، عن، جابر، به.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 346) رقم (13304) من طريق مُعَلَّى بن مهدي المَوْصِلِي، حدَّثنا أبو عَوَانَة، عن جابر، به.
قال الهيثمي في "المجمع"(1/ 101): "رواه البزَّار والطبراني في "الكبير". قلت -القائل الهيثمي-: حديث ابن عبَّاس في الصحيح وغيره باختصار، وحديث أبي هريرة كذلك".
أقول: حديث أبي هريرة، رواه مطوَّلًا: البُخَاري في المظالم، باب النُّهْبَى بغير إذن صاحبه (5/ 119) رقم (2475) وغير موضع، ومسلم في الإِيمان، باب
بيان نقصان الإيمان بالمعاصي ونفيه عن المتلبس بالمعصية. . . (1/ 76) رقم (57)، وأبو داود في السُّنَّة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه (5/ 64 - 65) رقم (4689)، والتِّرْمِذِيّ في الإيمان، باب ما جاء لا يزني الزاني وهو مؤمن (5/ 15) رقم (2625)، والنَّسَائي في السارق، باب تعظيم السرقة (8/ 64)، وابن ماجه في الفتن، باب النهي عن النهبة (2/ 1298 - 1299) رقم (3936).
وليس عند أبي داود والتِّرْمِذِيّ قوله: "ولا ينتهبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ وهو مؤمنٌ".
كما أنَّه ليس عند بعضهم قوله: "فإن تاب تاب اللَّه عليه". وعند بعضهم بدل ذلك: "والتوبة معروضة بعد".
وأمَّا حديث ابن عبَّاس، فقد رواه مطوَّلًا: البخاري في الحدود، باب السارق حين يسرق (12/ 81) رقم (6782)، وفي باب إثم الزناة رقم (6809)، والنَّسَائي في القَسَامة، باب تأويل قوله تعالى:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا. . .} (8/ 63 - 64). لكن ليس عندهما قوله: "ولا ينتهبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ وهو مؤمنٌ".
وقد ذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 100) الحديث من رواية ابن عمر وحده، دون قوله:"فإن تاب تاب اللَّه عليه". وقال: "رواه الطبراني في "الكبير" بطوله، والبزَّار، وروى أحمد منه: لا يزني الزاني ولا يسرق فقط، وفي إسناد أحمد: ابن لَهِيعة. وفي إسناد الطبراني: معلَّى بن مهدي، قال أبو حاتم: يحدِّث أحيانًا بالحديث المنكر. وذكره ابن حِبَّان في الثقات".
غريب الحديث:
قوله: "ولا ينتهبُ نُهْبَةً ذَاتَ شرف": النُّهْبَةُ: هي ما ينهبه. و"ذات شرف": "معناه ذات قدر عظيم. وقيل: ذات استشراف يستشرف الناس لها ناظرين إليها رافعين أبصارهم". "شرح النووي على صحيح مسلم"(2/ 44 - 45).
* * *
1643 -
أخبرنا ابن الفضل القَطَّان، حدَّثنا عبد الباقي بن قَانِع القاضي، حدَّثنا عيسى بن محمد المَرْوَزيّ، حدَّثنا عمر بن محمد، حدَّثنا أبي، حدَّثنا عيسى -وهو غُنْجَار-، عن أبي حمزة قال: حدَّثنا أبو مريم، عن عمرو بن مُرَّة، عن أبي البَخْتَرِيّ،
عن عليٍّ أنَّه قال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم -يعني جعفرًا في ابنة حمزة-: "أَشْبَهْتَ خَلْقِي وخُلُقِي، وأنتَ مِنْ شَجَرَتِي التي أَنَا مِنْهَا".
(11/ 171) في ترجمة (عيسى بن محمد بن عيسى المَرْوَزيّ الطَّهْمَانِيّ أبو العبَّاس).
مرتبة الحديث:
الشطر الأول: "أَشْبَهَتَ خَلْقِي وخُلُقِي" صحيح من غير هذا الطريق.
وفي إسناد الخطيب علل:
الأولى: انقطاعه بين (أبي البَخْتَرِيّ سعيد بن فيروز) وبين (عليّ بن أبي طالب)، فإنَّه لم يدركه فضلًا عن أن يسمع منه. انظر:"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 66 و 68، و"التهذيب"(4/ 72 - 73).
الثانية: أنَّ فيه (عيسى بن موسى البُخَاري الأَزْرَق غُنْجَار)، قال عنه ابن حَجَر في "التقريب" (2/ 102):"صدوق ربما أخطأ، وربما دلَّس، مكثر من الحديث عن المتروكين". وقد اعتبره ابن حَجَر في "طبقات المدلِّسين" ص 131 من الطبقة الرابعة، الذين لا يُقْبَلُ حديثهم اتفاقًا إلَّا إذا صرَّحوا بالسماع. وقد عنعن هنا ولم يصرِّح بما يفيد السماع، فحديثه مردود. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (438).
الثالثة: أنَّ فيه (أبا مريم) ويرجح عندي أنَّه (عبد الغفار بن القاسم الأنصاري)، وهو رَافِضِيٌّ وضَّاع، كذَّبه ابن المَدِيني وأبو داود وغيرهما. انظر ترجمته في "الكامل"(5/ 1964 - 1965)، و"اللسان"(4/ 42 - 43).
الرابعة: أنَّ فيه (أبا حمزة) الذي روى عنه (غُنْجَار)، ولم أعرفه. وقد قال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف" (2/ 318 - 319) في ترجمة (غُنْجَار): صدوق لكنه روى عن مائة مجهول". والظاهر أنَّ (أبا حمزة) أحد هؤلاء، واللَّه أعلم.
التخريج:
لم أقف عليه بتمام هذا اللفظ عند غير الخطيب.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 110) إليه وحده.
لكن الشطر الأول: "أَشْبَهْتَ خَلْقِي وخُلُقي"، رواه عن عليٍّ مطوَّلًا: أحمد في "المسند"(1/ 98 - 99 و 115)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 120)، والطَّحَاويّ في "مُشْكِل الآثار"(4/ 173 - 174). وصحَّح الحاكم إسناده، ووافقه الذَّهَبِيُّ. وقد تقدَّم تخريجه في حديث (520).
كما رواه البخاري مطوَّلًا في المغازي، باب عمرة القضاء (7/ 499) رقم (4251) من حديث البَرَاء بن عَازِب مرفوعًا.
* * *
1644 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا عيسى بن محمد الصَّيْدَلاني البغدادي، حدَّثنا محمد بن عُقْبَة السَّدُوسي، حدَّثنا محمد بن عثمان بن سيار القُرَشي، حدَّثنا كعب أبو عبد اللَّه، عن قَتَادَة، عن سعيد بن المسيَّب،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا إنَّ عيسى بن مَرْيَمَ ليس بيني وبينه نبيٌّ ولا رسولٌ، إلَّا أنَّه خَلِيفتي في أُمَّتي مِنْ بعدي، أَلَا إنَّه يَقْتُلُ الدَّجَّالَ، ويَكْسِرُ الصَّلِيبَ، ويَضَعُ الجِزْيَةَ، وتَضَعُ الحَرْبُ أَوْزَارَهَا؛ أَلَا فَمَنْ أَدْرَكَهْ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عليه السلام".
(11/ 172) في ترجمة (عيسى بن محمد الصَّيْدَلَانِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وبعض الحديث ثابت في الصحيح كما سيأتي.
ففيه (محمد بن عُقْبَة بن هرم السَّدُوسِيّ البَصْري أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(8/ 36) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث، كتبت عنه ثم تركت حديثه فليس نحدِّث عنها. وقال ابن أبي حاتم: "ترك أبو زُرْعَة حديثه ولم يقرأه علينا وقال: لا أُحَدِّثُ عنه".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 100).
3 -
"التقريب"(2/ 191) وقال: "صدوق يخطئ كثيرًا، من العاشرة"/ بخ.
كما أنَّ فيه (محمد بن عثمان بن سَيَّار -ويقال: سِنَان- القُرَشِيّ البَصْرِيّ) وهو مجهول. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (620).
وصاحب الترجمة (عيسى بن محمد الصَّيْدلَانِيّ البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(كعب أبو عبد اللَّه) هو (كعب بن عبد اللَّه -وقيل: ابن فَرُّوخ- البَصْرِي)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 135):"صدوق يخطئ من السادسة"/ س. وانظر "التهذيب"(8/ 435).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 256 - 257)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 209) رقم (3601) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن قَتَادَة إلَّا كعب بن عبد اللَّه البَصْرِي، ولا عنه إلَّا محمد، تفرَّد به ابن عُقْبَة".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 205): "في الصحيح بعضه، رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه محمد بن عُقْبَة السَّدُوسي وثَّقه ابن حِبَّان وضعَّفه أبو حاتم".
والحديث قد روى بعضه البخاري في الأنبياء، باب نزول عيسى ابن مريم (6/ 490 - 491) رقم (3448) وغير موضع -واللفظ له-، ومسلم في الإيمان، باب نزول عيسى. . . (1/ 135) رقم (155)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا: "والذي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيْكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، ويَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، ويَضَعَ الحَرْبَ
(1)
، ويَفِيضَ المَالُ حتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حتَّى تكون السَّجْدَةُ الواحدةُ خَيْرًا مِن الدُّنْيَا وما فيها".
وروى أبو داود في الملاحم، باب خروج الدجال (4/ 498 - 499) رقم (4324) عن أبي هريرة بعضه، ولفظ أوله عنده:"ليس بيني وبينه نبيٌّ -يعني عيسى-، وإنَّه نازل. . . . ".
وقد روى البخاري في الأنبياء، باب قول اللَّه {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ. . .} (6/ 477 - 478) رقم (3442)، وغيره، عن أبي هريرة مرفوعًا: "أَنَا أولى النَّاس بابْنِ مَرْيَمَ، والأنبياءُ أولادُ عِلَّاتٍ
(2)
، ليسَ بَيْنِي وبَيْنَهُ نَبِيٌّ.
تَمَّ المجلَّد السابع بعون اللَّه تعالى وفضله
(1)
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(6/ 491): "في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ: "الجزية"".
(2)
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(6/ 489): "العَلَّات: بفتح المهملة، الضرائر. . وأولاد العَلَّات الإخوة من الأب وأمهاتهم شتى، وقد بينه في رواية. . . فقال: "أمهاتهم شتي ودينهم واحد"".