المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة   تأليف الدكتور خلدون الأحدب أستاذ الحديث وعلومه - زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة - جـ ٨

[خلدون الأحدب]

فهرس الكتاب

زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة

تأليف

الدكتور خلدون الأحدب

أستاذ الحديث وعلومه في جامعة الملك عبد العزيز في جدة

المجلد الثامن

الأحاديث

[1645 - 1927]

ص: -1

بسم الله الرحمن الرحيم

1645 -

أخبرنا أبو سعد المَالِيني -قراءةً-، أخبرنا عبد اللَّه بن عدي الحافظ -بِجُرْجَان- حدَّثنا عيسى بن محمد بن عبد اللَّه أبو موسى البغدادي -بِدِمَشْق-، حدَّثنا الحسين بن إبراهيم البَابِي، حدَّثنا حُمَيْد الطويل،

عن أنس بن مالك قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لمَّا عُرِجَ بي رأيتُ على ساقِ العَرْشِ مكتوبًا لا إله إلَّا اللَّه محمد رسول اللَّه، أيَّدْتُهُ بعليٍّ، نَصْرتُهُ بعليٍّ".

(11/ 173) في ترجمة (عيسى بن محمد بن عبيد اللَّه أبو موسى).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (الحسين بن إبراهيم البَابِي)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(11/ 173) -في ترجمة (عيسى بن محمد بن عبيد اللَّه أبو موسى) - وقال: "شيخ مجهول، من أهل البَاب والأبواب".

2 -

"الميزان"(1/ 530) وذكر له حديثًا وقال: "حسين لا يُدْرَى من هو، فلعله من وضعه. وله حديث آخر واهٍ". وذكر حديث أنس هذا.

3 -

"اللسان"(2/ 268 - 269) وفيه عن ابن عدي: "مجهول".

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عيسى بن محمد بن عبيد اللَّه أبو موسى) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 5

التخريج:

رواه عنه ابن عدي من طريقه التي رواها الخطيب عنه. كما في "الميزان" للذَّهَبِيّ (1/ 530) في ترجمة (الحسين بن إبراهيم البَابِي)، وقال:"وهذا اختلاق".

ولم أجد ترجمة (الحسين) هذا في "الكامل" لابن عدي المطبوع، وأظن أنَّ ترجمته قد سقطت منه. والنسخة المطبوعة منه لا يعتمد عليها.

وقال الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 268 - 269) -في ترجمة الحسين) -، عقب ذكره الحديث أنس:"ورواه ابن عساكر في ترجمة (الحسن بن محمد بن أحمد بن هشام السلمي) بسنده إليه، عن أبي جعفر محمد بن عبد اللَّه البغدادي، حدَّثني محمد بن الحسن بباب الأبواب، حدَّثنا حُمَيْد الطويل، فذكر مثله. وهو موضوع لا ريب فيه، لكنِّي لا أدري من وضعه. وقال ابن عدي لمَّا أخرجه: هذا حديث باطل والحسين مجهول، وقد ذكره عِيَاض من وجه آخر رواه عن أبي الحمراء".

أقول: وهذا وَهَمٌ من الحافظ ابن حَجَر رحمه الله، فإنَّ الحديث الذي ذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 578 - 579) -مخطوط- في ترجمة (الحسن بن محمد بن أحمد بن هشام السلمي)، ومن الطريق التي ذكرها الحافظ، إنما هو حديث:"تختموا بالعَقِيق فإنَّه أنجح للأمر، واليُمْنَى أحقُّ بالزينة"! !

والحديث ذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة"(1/ 401) -في الفصل الثالث، وهو ما زاده السُّيُوطيّ على ابن الجَوْزي-، وعزاه لابن عدي من الطريق المتقدِّم، وذكر عنه قوله:"باطل، والحسين مجهول". ثم نقل عن ابن حَجَر قوله السابق: "موضوع بلا ريب، لكن لا أدري من وضعه". وقال ابن عَرَّاق عقبه: "وجاء من حديث أبي هريرة أورده

ص: 6

الذَّهَبِيُّ في ترجمة (العباس بن بكَّار) في "ميزانه" - (2/ 382) - فقال: "ومن أباطيله، عن خالد بن أبي عمرو الأَزْدِيّ، عن الكَلْبِي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: مكتوب على العرش لا إله إلَّا أنا وحدي، محمد عبدي ورسولي أيدته بعليٍّ. ومن العجيب أنَّ السُّيُوطيَّ نقل في حديث أنس ما تقدَّم، وذكره في كتابه في "الخصائص والمعجزات" مع قوله في خطبته أنَّه نَزَّهَهُ عن الأخبار الموضوعة، واللَّه أعلم".

* * *

1646 -

أخبرنا العَتِيقي، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن شَاذَان، حدَّثنا أبو موسى عيسى بن يعقوب بن جابر الزَّجَّاج -وقد كُفَّ بصره- قال: حدَّثنا دينار مولى انس بن مالك في قَنْطَرَة الصَّرَاة،

حدَّثني صاحبي أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قضى لأخيه حاجةً مِنْ حوائجِ الدُّنْيَا، قَضَى اللَّه له اثنتين وسبعين حاجةً أسهلها المغفرة".

(11/ 175) في ترجمة (عيسى بن يعقوب بن جابر الزَّجَّاج أبو موسى).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (دينار بن عبد اللَّه الحَبَشي مولى أنس بن مالك)، وهو كذَّاب روى عن أنس أشياء موضوعًا. قال الذَّهَبِيُّ في ترجمته من "الميزان" (2/ 30 - 31):"ذاك التالف المُتَّهَمُ. . . حدَّث في حدود الأربعين ومائتين بوقاحة عن أنس بن مالك". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1027).

وصاحب الترجمة (عيسى بن يعقوب الزَّجَّاج) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 7

و (العَتِيقي) هو (أحمد بن محمد بن منصور القَطِيْعِيّ أبو الحسن): ثقة، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1262).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 21) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"ودينار: كذَّاب".

وذكره السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 86) من رواية أبي طاهر الحِنَّائي قال: حدَّثنا أبو الفرج محمد بن عبد الواحد الفقيه الدَّارِمي، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شَاذَان، به.

وذكره الشَّوْكَانيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 74 وقال: "رواه الخطيب عن أنس وفي إسناده: دينار. ورواه أبو نُعَيْم عن ثَوْبَان بنحوه وفي إسناده: فَرْقَد

(1)

".

أقول: حديث ثَوْبَان قد سبق الكلام عليه برقم (853).

وحديث أنس هذا قد ورد عنه بألفاظ مختلفة ومن طرق معلولة كلّها، انظر: حديث رقم (703) و (704) و (853).

* * *

1647 -

أخبرنا العَتِيقي، حدَّثنا أحمد، حدَّثنا عيسى بن يعقوب بن جابر، حدَّثنا دينار،

وحدَّثنا أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يقولُ اللَّهُ: مَنْ بَرَّ أحدًا مِنْ خَلْقِي ضعيفًا، فلم يكن معه ما يُكافئه عليه، كافأتُهُ أنا عليه".

(11/ 175) في ترجمة (عيسى بن يعقوب بن جابر الزَّجَّاج أبو موسى).

(1)

هو (فَرْقَد بن يعقوب السَّبَخي أبو يعقوب)، وهو ضعيف كثير الخطأ. وستأتي ترجمته في حديث (2064).

ص: 8

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (دينار بن عبد اللَّه الحَبَشي أبو مِكْيَس مولى أنس بن مالك)، وهو كذَّاب روى عن أنس أشياء موضوعة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1072).

و (أحمد) هو (ابن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شَاذَان البغدادي): ثقة ثَبْتٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1321).

و (العَتِيقي) هو (أحمد بن محمد بن منصور القَطِيْعِي أبو الحسن): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1262).

وصاحب الترجمة (عيسى بن يعقوب الزَّجَّاج) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 21) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"دينار: كذَّاب".

وعزاهُ في "كنز العُمَّال"(6/ 378) رقم (16139)، وفي "الإِتحافات السنية في الأحاديث القدسية" للعلَّامة محمد المَدَني ص 82 رقم (232)، إلى الخطيب وحده عن أنس.

* * *

1648 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وَهْب البُنْدَار، حدَّثنا محمد بن العبَّاس -يعني المؤدِّب-، حدَّثنا سُرَيْج بن النُّعْمَان، حدَّثنا عمر بن ميمون بن الرَّمَّاح، عن خالد بن ميمون أنَّ مُقَاتِل بن حَيَّان قال: كتب عَامِلُ عمر بن عبد العزيز على المَوْصِل إلى عمر:

أنَّ رجلًا أَحْرَقَ كَدْسًا له، فطارت شرارة فأحرقت بَيَادِرَ النَّاس وأَكْدَاسَهُمْ،

ص: 9

قال فَكَتَبَ إليه عمر، أنَّه بلغني أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"العَجْمَاءُ جُبَارٌ، أَلَّا وإنَّ الجُبَارَ لا غُرْمَ فيه".

(11/ 183) في ترجمة (عمر بن ميمون بن الرَّمَّاح أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

مرسل، ورجال إسناده حديثهم حسن. والمرفوع منه صحيح من طرق أخرى.

التخريج:

رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(10/ 66) رقم (18375) عن ابن جُرَيْج قال: أخبرني عبد العزيز بن عمر، عن كتاب لعمر بن عبد العزيز فيه: بلغنا أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال في رجلين رَمَضَ أَحَدَهُمَا مَعْدِنٌ

(1)

وقتلت الآخرَ بهيمةٌ، قال:"ما قَتَلَ المَعْدِنُ جُبَارٌ، وما قَتَلَ العَجْمَاءُ جُبَارٌ".

ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(9/ 397 - 398)، وعنه ابن حزم في "المُحَلَّى"(11/ 19 - 20)، عن وكيع، عن عبد العزيز بن حصين، عن يحيى بن يحيى الغَسَّاني قال: أَحْرَقَ رجلٌ تِبْنًا في فراح

(2)

له، فخرجت شرارة من نار حتى أحرقت شيئًا لجاره، قال: فكتبُ فيه إلى عمر بن عبد العزيز، فكتب إليَّ أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"العَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ". ورأى أنَّ النَّار جُبَارٌ.

وللحديث شواهد عدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(4/ 620)، و"مجمع الزوائد"(3/ 78)، و"نصب الراية"(4/ 387 - 388)، و"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (3/ 149 - 154).

(1)

قال في "النهاية"(2/ 264): "الرَّمِيضُ: الحديد الماضي -أي القاطع-، فعيل بمعنى مفعول، من رَمَضَ السِّكِّينَ يَرْمُضُه إذا دَقَّه بين حَجَريْنِ لِيَرِقَّ". ومعناه واللَّه أعلم: أنَّ أحد الرجلين قد أصابه شيء ثقيل من مَعْدِنٍ، من غير وجود متسبِّب بذلك، فدقَّه دقًّا شديدًا، فحكم النبيّ صلى الله عليه وسلم بأنَّ دمه هدر لا دية له.

(2)

هكذا في "المصنَّف" و"المُحَلَّى". ولم أقف على معناه فيما رجعت إليه.

ص: 10

ومن ذلك ما رواه البخاري في الديات، باب المعدن جُبَارٌ والبئر جُبَارٌ (12/ 254) رقم (6912) وغير موضع، ومسلم في الحدود، باب جرح العَجْمَاء. . . (3/ 1334) رقم (1710)، وغيرهما، عن أبي هريرة مطوَّلًا بلفظ: "العَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، والبئْرُ جُبَارٌ، والمَعْدِنُ جُبَارٌ

(1)

. وفي الرِّكَازِ

(2)

الخُمْسُ".

غريب الحديث:

قوله: "العَجْمَاءُ جُبَارٌ": العَجْمَاءُ: البهيمةُ. والجُبَارُ: الهَدْرُ الذي لا شيء فيه. انظر "النهاية"(1/ 236).

قوله: "كَدْسًا": كَدَس الحصيد والتَّمْر والدراهم كَدْسًا جعلها كَدْسًا بعضه على بعض. والكُدَاسُ: الحَبُّ المحصود المجموع. والكُدْسُ: المجتمع من كلِّ شيء، نحو الحَبِّ المحصود والتمر والدراهم والرمل المتراكب. انظر:"لسان العرب"(6/ 192)، و"المعجم الوسيط" ص 779، مادة (كدس).

* * *

1649 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الملك بن الحسن المُعَدَّل، حدَّثنا أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق، حدَّثنا عمرو بن محمد، حدَّثنا الخَضِر بن محمد الحَرَّاني -وأثنى عليه عمرو- قال: حدَّثنا عمر بن مُجَاشِع المَدَائِني، عن عبد العزيز بن صهيب،

(1)

قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم"(11/ 226): "معناه أنَّ الرجل يحفر مَعْدِنًا -كمناجم الذهب والحديد- في ملكه أو في مَوَاتٍ فيمر بها مارٌّ فيسقط فيها فيموت، أو يستأجر أجراء يعملون فيها فيقع عليهم فيموتون فلا ضمان؛ وكذا لو استأجره لحفرها فوقعت عليه فمات فلا ضمان. فأما إذا حفر البئر في طريق المسلمين أو في مِلْكِ غيره بغير إذنه فتلف فيها إنسان فيجب ضمانه على عاقلة حافرها، والكفَّارة في مال الحافر. وإن تلف بها غير الآدمي وجب ضمانه في مال الحافر".

(2)

(الرِّكاز) هو دفين الجاهلية. أي فيه الخمس لبيت المال والباقي لواجده. وأصل الركاز في اللغة: الثبوت. انظر: "شرح النووي على صحيح مسلم"(11/ 226).

ص: 11

عن أنسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لسعدٍ:"أَلا أدُلُّكَ على أَمْرٍ قليل المَرْزِئَةِ، عظيم الأجر"؟ قال: بلى. قال: "اسْقِ المَاءَ".

(11/ 184) في ترجمة (عمر بن مُجَاشِع المَدَائِني).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن.

ورجاله كلُّهم ثقات عدا صاحب الترجمة (عمر بن مُجَاشِع المَدَائِني)، وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 287 رقم (60). قال ابن الجُنَيْد: "سألت يحيى بن مَعِين، عن عمر بن مُجَاشِع؟ فقال: شيخ مَدَائِني لا بأس به. قلت: حدَّثنا إبراهيم بن نَاصِح، عن شَبَابَة، عن عمر بن مُجَاشِع، عن تَمِيم بن الحارث، عن أبيه قال: كان عليٌّ يكره أنَّ يتزوج الرجل أو يسافر في المحاق، أو إذا نزل القمرُ العقرب

(1)

. فلم ينكر يحيى بن مَعِين هذا الحديث. قلت ليحيى: ما المحاق؟ قال: إذا بقي من الشهر يوم أو يومان".

2 -

"التاريخ الكبير" للبخاري (6/ 195) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (6/ 135) وقال: "روى عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس في سقي الماء". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

4 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 184).

5 -

"تاريخ بغداد"(11/ 183 - 184) ونقل ما تقدَّم عن ابن الجُنَيْد.

6 -

"اللسان"(4/ 324) وقال معلِّقًا على خبر أبن الجُنَيْد بعد أن ذكره: "أراد ابن الجُنَيْد تضعيف عمر برواية هذا المنكر، فإن المعروف عن عليٍّ الإِنكار على من يعتقد ذلك. . . والآفة في هذا الخبر من إبراهيم بن ناصح".

(1)

حُرِّف في "تاريخ بغداد"(11/ 184) إلى: "أو إذا نزل العرب".

ص: 12

وإبراهيم بن ناصح هو: الأَصْبَهَاني. ترجم له أبو نُعَيْم في "أخبار أَصْبَهَان"(1/ 178) وقال: "صاحب مناكير متروك الحديث".

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 26) رقم (2385)، من طريق ضرار بن صُرَد، حدَّثنا أبو نُعَيْم الطَّحَّان، حدَّثنا عبد العزيز بن محمد، عن عُمَارة بن غَزِيَّة، عن حُمَيْد بن أبي الصعبة، عن سعد بن عُبَادَة، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال له:"يا سعد ألَّا أَدُلُّكَ على صدقةٍ يسيرةٍ مُؤْنَتُهَا، عظيم أجرها"؟ قال: بلى. قال: "تسقي الماء" فسقى سعد الماء.

قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 133): "رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه ضرار بن صُرَد وهو ضعيف".

ورواه مختصرًا، أبو داود في الزكاة، باب في فضل سقي الماء (2/ 313) رقم (1679)، والنَّسَائي في الوصايا، باب ذكر الاختلاف علي سفيان (6/ 254 - 255) -واللفظ له-، من طريق قَتَادَة، عن سعيد بن المسيَّب، عن سعد بن عُبَادَة قال: قلت يا رسول اللَّه: أي الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قال: "سَقْيُ المَاءِ".

ورواه أبو داود عقبه برقم (1680)، وابن ماجه في الأدب، باب فضل صدقة الماء (2/ 1314) رقم (3684)، من طريق قَتَادَة، عن سعيد بن المسيَّب، والحسن، عن سعد بن عُبَادَة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوه.

قال المُنْذِرِيُّ في "مختصر سنن أبي داود"(2/ 255): "وهو منقطع، فإنَّ سعيد بن المسيَّب والحسن البَصْرِي لم يُدْرِكَا سعد بن عُبَادَة، فإنَّ مولد سعيد بن المسيَّب سنة خمس عشرة، ومولد الحسن البَصْري، سنة إحدى وعشرين، وتوفي سعد بن عُبَادَة بالشام سنة خمس عشرة، وقيل: سنة أربع عشرة، وقيل: سنة إحدى عشرة، فكيف يدركانه"؟ !

ص: 13

ورواه أبو داود في الموضع السابق رقم (1681)، من طريق أبي إسحاق، عن رجل، عن سعد بن عُبَادَة أنَّه قال: يا رسول اللَّه، إنَّ أُمَّ سعد ماتت، فأي الصدقة أفضلُ؟ قال:"الماء". قال فحفر بئرًا، وقال: هذه لأُمِّ سعد.

وبنحو هذه الرواية رواه النَّسَائي في الموضع السابق من طريق قَتَادَة، عن سعيد بن المسيَّب، عن سعد، به.

أقول: رواية أبي داود ضعيفًا للجهالة بحال الراوي عن سعد. ورواية النَّسَائي منقطعة لما تقدَّم من كون سعيد بن المسيَّب لم يدرك سعدًا، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

غريب الحديث:

قوله: "قليل المَرْزِئَة": "رَزَأَهُ رُزْءًا ومَرْزِئًة: أصابه بِرُزْءٍ. ويقال: رَزَأَتْهُ رَزِئيةٌ: أصابته مصيبةٌ. ورَزَأَهُ مَالَهُ: أصاب منه شيئًا فنقَصَهُ". "المعجم الوسيط" ص 341 مادة (رَزَأ).

* * *

1650 -

أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمر المُقْرِئ -بانتقاء محمد بن أبي الفَوَارس-، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي، حدَّثنا محمد بن يونس قال: حدَّثنا إسماعيل بن زُرَارَة.

وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو بكر الشَّافِعي، حدَّثنا محمد بن غالب بن حَرْب قال: حدَّثني إسماعيل بن زُرَارَة، حدَّثنا عمر بن الحسن المَدَائِني، حدَّثنا الحسن بن أبي الحسن،

عن عبد اللَّه بن مُغَفَّل قال: تزوَّج رجل من الأنصار امرأةً في مرضه، فقالوا: لا يجوزُ، وهو من الثُّلُثِ. فارتفعوا في ذلك إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال:"النِّكَاحُ جائزٌ، ولا يُجْعَلُ مِنَ الثُّلُثِ".

(11/ 184) في ترجمة (عمر بن الحسن المَدَائِني).

ص: 14

مرتبة الحديث:

إسناد الطريق الأول: تالف.

وإسناد الطريق الثاني: ضعيف.

ففي الطريق الأول (محمد بن يونس الكُدَيْمي)، وهو متروك، وقد اتَّهمه أبو داود وغيره بالكذب، وتقدَّمت ترجمته في حديث (379).

وفي الطريق الأول والثاني صاحب الترجمة (عمر بن الحسن المَدَائِني)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (3/ 185) وقال:"عن الحسن، عن عبد اللَّه بن مُغَفَّل، لا يُعْرَف. تفرَّد عنه إسماعيل بن عبد اللَّه بن زُرَارَة". كما ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 290) وقال: "ذكره الخطيب في "تاريخه" وساق حديثه ومتنه". ثم ذكر الحديث المتقدِّم.

وباقي رجال الطريق الثاني إسنادهم حسن.

و(الحسن بن أبي الحسن) هو (الحسن بن يَسَار البَصْرِي أبو سعيد): إمام ثقة فقيه، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (86).

و(أبو بكر الشَّافِعي) هو (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم): إمام حُجَّة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (149).

و(الحسن بن أبي بكر) هو (الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزَّاز أبو عليّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (521).

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(3/ 250) عن أبي محمد بن صَاعِد، عن أحمد بن منصور، عن إسماعيل بن زُرَارَة، عن عمر

(1)

بن الحسن المَدَائِني، به.

(1)

تَحَرَّف في "السنن" إلى: "محمد".

ص: 15

قال العلَّامة أبو الطَّيِّب العظيم آبادي في "التعليق المغني على الدَّارَقُطْنِيّ" -والمطبوع مع "سنن الدَّارَقُطْنِيّ"-: "الحديث ليس في إسناده مجروح واللَّه أعلم".

أقول: في إسناده (عمر بن الحسن المَدَاني) لا يُعْرَف كما قال الذَّهَبِيُّ وتابعه ابن حَجَر.

وعزاه في "كنز العمَّال"(16/ 331) رقم (44770) إلى أبي نُعَيْم والخطيب فقط. ولم أقف عليه في أطراف "الحِلْيَة" و"أخبار أَصْبَهَان" لأبي نُعَيْم، واللَّه أعلم.

* * *

1651 -

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد، أخبرنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثنا عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأَبَّار، حدَّثنا منصور بن المُعْتَمِر، عن عبد اللَّه بن مُرَّة، عن جَابَان،

عن عبد اللَّه بن عمرو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ أَرْبَعَةٌ: مُدْمِنُ خَمْرٍ، ولا عَاقٌّ لِوَالِدَيْهِ، ولا مَنَّانٌ، ولا وَلَدُ زَنْيَةٍ".

(11/ 191) في ترجمة (عمر بن عبد الرحمن بن قيس الأَبَّار الكوفي أبو حفص).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث دون قوله: "ولا وَلَدُ زَنْيَةٍ" صحيح من أوجه أخرى؛ ولهذه الجملة من الحديث شواهد بمجموعها يرتقي إلى الحسن.

ففيه (جَابَان) -غير منسوب-، وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير" للبخاري (2/ 257) وقال: "لا يُعْلَمُ لجَابَان سماعٌ من عبد اللَّه بن عمرو". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

ص: 16

2 -

"التوحيد" لابن خُزَيْمَة ص 365 وقال: "مجهول".

3 -

"الجرح والتعديل"(2/ 546) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ".

4 -

"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 121).

5 -

"ميزان الاعتدال"(1/ 377) وقال: "لا يُدْرَى من هو". وفيه عن أبي حاتم: "ليس بحجَّة".

6 -

"التقريب"(1/ 122) وقال: "مقبول، من الرابعة"/ س.

وباقي رجال إسناده حديثهم حسن.

التخريج:

رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(7/ 454)، وأحمد في "المسند"(2/ 203)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 162) رقم (3374)، والدَّارِمي في "سننه"(1/ 112)، وابن خُزَيْمَة في كتاب "التوحيد" ص 366، من طريق منصور، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن جَابَان، عنه، به.

ورواه النَّسائي في الأشربة، باب الرواية في المدمنين في الخمر (8/ 318)، وأحمد في "المسند"(2/ 201)، والطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 303 رقم (2295)، والدَّارِمي في "سننه"(1/ 112)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 163) رقم (3375)، من طريق منصور، عن سالم، عن نُبَيْط بن شَرِيط، عن جَابَان، عنه، به مرفوعًا، دون قوله:"ولا ولَدُ زَنْيَةٍ".

وروى البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 257)، و"التاريخ الصغير"(1/ 298)، من طريق منصور، عن سالم، عن نُبَيْط، عن جَابَان، عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا بذكر الجزء الأخير منه فحسب. ولفظه عنده:"لا يدخل الجنَّة وَلَدُ زِنَا".

ورواه مختصرًا هكذا ابن خُزَيْمَة في "التوحيد" ص 365، ومن ذات الطريق، إلَّا أنَّه لم يذكر (نُبَيْطًا) بين (سالم) و (جَابَان).

ص: 17

كما رواه الطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(1/ 395) مختصرًا أيضًا، ومن ذات الطريق، إلَّا أنَّ بياضًا في المطبوع بين (سالم) و (عبد اللَّه بن عمرو).

قال البُخَاري في التاريخ "الكبير" عقب روايته له -ومثله في "التاريخ الصغير"-: "لا يُعْلَمُ لجَابَان سماعٌ من عبد اللَّه بن عمرو. ولا لسالمٍ من جَابَان، ولا من نُبَيْط".

وزاد في "التاريخ الصغير" قوله: "ويُرْوَى عن عليّ بن زيد، عن عيسى بن حِطَّان، عن عبد اللَّه بن عمرو رفعه في أولاد الزِّنَا ولا يصحُّ".

وقال ابن خُزَيْمَة: "ليس هذا الخبر مِنْ شَرْطِنَا، ولا خَبَرُ نُبَيْط عن جَابَان، لأنَّ جَابَان: مجهول. وقد أسقط على من هذا الإسناد نُبَيْطًا".

قال الهيثمي في "المجمع"(6/ 257): "رواه أحمد والطبراني وفيه جَابَان وثَّقه ابن حِبَّان، وبقية رجاله رجال الصحيح".

وقد رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 109) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"لا يصحُّ". وأعلَّه بَجَابَان وعدم سماعه من عبد اللَّه بن عمرو بن العاص.

وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 192 - 193)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 228) بما محصله: أنَّ ما أُعِلَّ به الحديث لا يصلح مسوِّغًا للحكم عليه بالوضع، خاصة مع وجود الشواهد.

ومن قبلهما الحافظ ابن حَجَر في "القول المسدَّد" ص 94، فإنَّه لم يرتض الحكم عليه بالوضع، فقال:"وليس شيء من ذلك ما يقتضي الحكم بالوضع".

وتابعه تلميذه الحافظ السَّخَاوِيُّ في "المقاصد الحسنة" ص 470 فقال: "وزعم ابن طاهر وابن الجَوْزي أنَّ هذا الحديث موضوع، وليس بجيِّد".

ص: 18

وللحديث شواهد عدَّة انظرها في: "الترغيب والترهيب"(3/ 253 - 257)، و"المقاصد الحسنة" ص 470، و"حِلْيَة الأولياء"(3/ 307 - 309)، و"مساوئ الأخلاق" للخرائطي ص 115 - 117 و 129، و"مُشْكِل الآثار"(1/ 393 - 395)، و"مجمع الزوائد"(6/ 257)، و"اللآلئ المصنوعة"(2/ 285 - 291).

ومن هذه الشواهد، ما رواه الطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(1/ 395) عن أبي أُمَيَّة، حدَّثنا محمد بن سَابِق، حدَّثنا أبو إسرائيل، عن منصور، عن أبي الحجَّاج، عن مولى أبي قَتَادَة، عن النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قال:"لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ: عَاقٌّ لوالديهِ، ولا مَنَّانٌ، ولا وَلَدُ زَنْيَةٍ، ولا مُدْمِنُ خَمْرٍ".

ورجال إسناده حديثهم حسن، عدا (مولى أبي قَتَادَة) فإني لم أعرفه؛ وعدا (أبي إسرائيل إسماعيل بن خليفة المُلائي)، فإنه ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1891).

و(أبو أُمَيَّة) هو (الطَّرَسُوسيّ محمد بن إبراهيم): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (113).

و(أبو الحجَّاج) هو (مجاهد بن جَبْر): إمام تابعي ثقة. وتقدمت ترجمته في حديث (399).

والخلاصة أن الحديث دون قوله: "ولا ولد زَنْيَةٍ" صحيح من أوجه أخرى كما سبق بيانه في حديث (1453)؛ أمَّا الجملة هذه، فإنَّها تحسن بمجموع الشواهد، واللَّه تعالى أعلم.

مُشْكِلُ الحديث:

قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ وَلَدُ زَنْيَةٍ"، ظاهره معارض لقوله تعالى:{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [سورة الإسراء: آية 15]. وقد أجاب العلماء

ص: 19

عن ذلك بعدة أجوبة، ولعل أولاها فيما يظهر لي واللَّه أعلم، ما ذكروه من أنَّ ذلك حَالَ عَمَلِهِ بمثل عَمَلِ والديه وتحقُّقه به حتى صار غالبًا عليه، فاستحق بذلك أن يكون منسوبًا إليه، فيقال هو ابن له، كما ينسب المحفُّون بالدُّنْيَا إليها فيقال لهم بنو الدُّنْيَا بعملهم وتحققهم بها. وانظر أقوال العلماء في هذه المسألة في:"معالم السنن" للخَطَّابي (5/ 421 - 423)، و"مُشْكِل الآثار" للطَّحَاوي (1/ 392 - 393)، و"المنار المنيف" لابن القَيِّم ص 133، و"المقاصد الحسنة" للسَّخَاوي ص 470.

* * *

1652 -

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن هارون بن الصَّلْت الأَهْوَازي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العطَّار، حدَّثنا العلاء بن سالم، حدَّثنا أبو حفص العَبْدِيّ، عن ثابت.

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يَدُ الرَّحْمَنِ تعالى على رَأْسِ المُؤَذِّنِ حتَّى يَفْرَغَ مِنْ أَذَانِهِ، وإنَّه لَيُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ".

(11/ 193) في ترجمة (عمر بن حفص العَبْدِيّ البَصْري أبو حفص).

مرتبة الحديث:

صَدْرُ الحديث: "يدُ الرحمن تعالى على رأس المؤذِّن حتى يَفْرَغَ مِنْ أَذَانِهِ": موضوع.

وأمَّا قوله: "وإنَّه لَيُغْفَرُ له مَدَّ صَوْتِهِ": فإنَّه صحيح من طرق أخرى.

وفي إسناد الحديث صاحب الترجمة (عمر بن حفص العَبْدي): متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (660).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 10) رقم (2008) من طريق

ص: 20

أبي الربيع، عن عمر بن حفص العَبْدِيّ، به، بلفظ:"يَدُ الرحمن فوق رأس المؤذِّن، وإنه لَيُغْفَرُ له مدى صوته أين بَلَغَ".

قال الهيثمي في "المجمع"(1/ 326): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عمر بن حفص العَبْدِيّ وقد أجمعوا على ضعفه".

ورواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1705) -في ترجمة (عمر بن حفص العَبْدِيّ) -، عن محمد بن أحمد بن هارون، حدَّثنا أحمد بن يحيى، عن عمر بن حفص العَبْدِي، به، بلفظ الخطيب، وبزيادة قوله في آخره:"أين بَلَغَ".

ورواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 84 - 85) -في ترجمة (عمر) -، عن الحسن بن سفيان، حدَّثنا حسين بن منصور، حدَّثنا أبو حفص العَبْدِيّ، به.

وذكر ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 152) -في ترجمة (عبد السلام بن صالح أبو الصَّلْت الهَرَوي) - صدر الحديث، من طريق أبي الصَّلْت الهَرَوي، عن حمَّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا، وقال:"وهذا أنكر شيء حدَّث به، ما رواه حمَّاد قَطّ ولا ثابت حدَّث به، ولا أنس يعرف هذا من حديث، ولا رواه عنه إلَّا يزيد الرَّقَاشي وهو لا شيء".

وذكر صَدْرَهُ ابن طاهر المَقْدِسِيّ في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 260 رقم (1041)، وقال:"فيه أبو الصَّلْت عبد السلام بن صالح: كَذَّاب".

أقول: قد تقدَّمت ترجمة (أبي الصَّلْت) في حديث (546).

وعزاه العراقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(1/ 146) إلى الطبراني في "الأوسط"، والحسن بن سعيد في "مسنده"، بإسناد ضعيف!

وعزاه في "كنز العُمَّال"(7/ 387) رقم (20925) إلى أبي الشيخ في "الأَذَان"، والخطيب، وابن النَّجَّار، وضُعِّف.

ص: 21

قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 117) بعد ذكره لكلام ابن حِبَّان المتقدِّم: "والمُنْكَرُ من هذا الحديث صَدْرُهُ، وهو الذي أورده ابن حِبَّان. وأمَّا آخره، وهو كون المؤذِّن يُغْفَرُ له مَدَّ صوته، فصحيح له طرق: رواه أبو داود والنَّسائي من حديث أبي هريرة، والنَّسَائي من حديث البَرَاء بن عَازِب، وأحمد والبزَّار والطبراني من حديث ابن عمر ورجاله رجال الصحيح، واللَّه تعالى أعلم".

أقول: انظر هذه الشواهد وغيرها في: "جامع الأصول"(9/ 384 - 385)، و"مجمع الزوائد"(1/ 325 - 326)، و"الترغيب والترهيب"(1/ 174 - 176). وسيأتي ذكر بعضها وتخريجه والكلام عليه في حديث (1797).

* * *

1653 -

أخبرني أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد بن موسى الشِّيْرَازِيّ الواعظ، أخبرنا أحمد بن محمد بن عِمْرَان. .

وأخبرنا التَّنُوخِيّ، أخبرنا محمد بن عبد الرحيم المَازِنيّ، قالا: حدَّثنا الحسين بن القاسم الكَوْكَبيّ، حدَّثنا أبو العبَّاس الكُدَيْميّ، حدَّثنا عمر بن حَبِيب العَدَويّ القاضي -[وذكر خبرًا وقع له مع الخليفة المأمون، وفيه قوله له]- إنَّ أَبَاكَ، حدَّثني عن جَدِّكَ،

عن ابن عبَّاس، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"إذا كانَ يومُ القيامةِ ينادي منادي مِنْ بُطْنَانِ العَرْشِ: لِيقُمْ مَنْ أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَهُ، فلا يقومُ إلَّا مَنْ عَفَا عن ذَنْبِ أَخِيهِ".

(11/ 198 - 199) في ترجمة (عمر بن حَبِيب العَدَوِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (محمد بن يُونس الكُدَيْمي أبو العبَّاس)، وهو هالك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (379).

ص: 22

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عمر بن حَبِيب بن محمد العَدَوي القاضي البَصْرِي)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 426) وقال: "ضعيف".

2 -

"التاريخ الكبير"(6/ 145 - 149) وقال: "يتكلَّمون فيه".

3 -

"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 385) وقال "ليس بالقويِّ".

4 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (1/ 435) وقال: "ضعيف، لا يُكْتَبُ حديثه".

5 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 191 رقم (495) وقال: "ضعيف".

6 -

"الجرح والتعديل"(6/ 104 - 105) وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف كان يكذب". وقال أبو حاتم: "ليس بقويِّ".

7 -

"المجروحين"(2/ 89 - 90) وقال: "كان ممن ينفرد بالمقلوبات عن الأثبات حتى إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد أنَّها معمولة لا يجوز الاحتجاج به".

8 -

"الكامل"(5/ 1695 - 1696) وقال: "حسن الحديث، ومع ذلك يُكْتَبُ حديثه مع ضعفه".

9 -

"العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (3/ 262) وقال: "كان سيء الحفظ".

10 -

"تاريخ بغداد"(11/ 196 - 200) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس حديثه بشيءٍ، ما يسوي فَلْسًا". وقال أبو بكر الأَثْرَم: "سمعت أبا عبد اللَّه -يعني أحمد بن حَنْبَل- ذكر عمر بن حَبِيب القاضي، فقال: قدم علينا هاهنا، ولم نكتب عنه ولا حرفًا. وكان مُسْتَخِفًّا به جدًّا". وقال العِجْلي: "ليس بشيء". وقال السَّاجي: "يَهِمُ على الثقات".

11 -

"التقريب"(1/ 52) وقال: "ضعيف، من التاسعة"/ ق.

ص: 23

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 79) إليه وحده.

وقد رواه الخطيب في "تاريخه"(13/ 212) -في ترجمة (مُبَارَك بن فَضَالَة) -، عن الحسن البَصْرِي مُرْسَلًا، بلفظ:"إذا كان يوم القيامة، جُمِعَ النَّاسُ في صعيد واحد، حيث يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، فيقوم منادٍ من عند اللَّه فيقول: ليقومن من له على اللَّه يد، فلا يقومن إلَّا مَنْ عَفَا". وقد ساقه مُبَارَكُ بن فَضَالَة للخليفة أبي جعفر المنصور في قِصَّة مماثلة للتي وقعت لعمر بن حَبِيب العَدَوي مع الخليفة المأمون. وسيأتي حديث الحسن برقم (2010).

كما رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(6/ 44) رقم (7450 و 7451) -ط بيروت-، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 515) -مخطوط-، والخطيب في "تاريخه"(6/ 145)، من طريق المبارك بن فَضَالَة، عن الحسن البَصْري، عن عِمْرَان بن الحُصَيْن مرفوعًا بلفظ:"إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش: ألا ليقومن العافون من الخلفاء إلى أكرم الجزاء، فلا يقوم إلَّا من عَفَا"، وإسناده ضعيف. وقد تقدَّم الكلام عليه في حديث (887).

* * *

1654 -

أخبرنا محمد بن عمر النَّرْسي، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي، حدَّثنا موسى بن هارون الطُّوسِي أبو عيسى، حدَّثنا عمر بن سعيد أبو حفص الدِّمَشْقِي، حدَّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن محمد بن سُوَيد الفِهْرِي،

عن حُذَيْفَة بن اليَمَان قال: لقيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد العَتْمَةِ، فصلَّيتُ معه فأقامني عن يمينه، ثم قرأ فاتحةَ الكتابِ، ثم استفتحَ البقرةَ، لا يمرُّ بآيةِ رحمةٍ إلَّا سَأَلَ، ولا آيةِ خوفٍ إلَّا استعاذَ، ولا مَثَلٍ إلَّا فَكَّرَ، حتَّى خَتَمَهَا.

ص: 24

(11/ 200 - 201) في ترجمة (عمر بن سعيد بن سليمان القُرَشي الدِّمَشْقِي أبو حفص).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا، والحديث صحيح من طرق أخرى دون قوله:"ولا مَثَلٍ إلَّا فَكَّرَ".

ففيه صاحب الترجمة (عمر بن سعيد بن سليمان القُرَشي الدِّمَشْقِي أبو حفص)، وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(6/ 160) وفيه عن أحمد: "تركته، أخرج لنا كتاب سعيد بن بشير فإذا أحاديث ابن أبي عَرُوبَة".

2 -

"أحوال الرجال" ص 165 رقم (295) وقال: "كتبنا عنه ببغداد، سقط حديثه".

3 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 167 - 168).

4 -

"الجرح والتعديل"(6/ 111) وفيه عن أبي حاتم: "كتبت عنه وطرحت حديثه".

5 -

"المجروحين"(2/ 89) وقال: "كان ممن يروي كتبًا لم يسمعها عن أقوام أكرههم".

6 -

"الكامل"(5/ 1712 - 1713) وذكر أنَّه روى عن سعيد أحاديث غير محفوظة وعن أبي مَعْبَد كذلك.

7 -

"تاريخ بغداد"(11/ 200 - 202) وفيه عن أحمد: "كتبت عنه وقد تركت حديثه. وقال: إني ذهبت أنا وأبو خَيْثَمَة فأخرج إلينا كتابًا عن سعيد بن بشير، وإذا هي أحاديث سعيد بن أبي عَرُوبَة، فتركناه". وقال أحمد أيضًا: "هذا كانت عنده أحاديث كتبناها عن سعيد بن عبد العزيز، ثم تبين أمره بعد، وتركوه،

ص: 25

حدَّث بأحاديث لسعيد بن أبي عَرْوبَة". وقال عبد اللَّه بن عليّ بن المَدِيني عن أبيه: "شيخ ضعيف. وضعَّفه جدًّا".

8 -

"المغني"(2/ 467) وقال: "تركوه".

9 -

"ميزان الاعتدال"(3/ 199) وفيه عن مُسْلِم: "ضعيف الحديث". وقال النَّسَائي: "ليس بثقة".

10 -

"اللسان"(4/ 307 - 308) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "ليس بالقويِّ عندهم". وقال السَّاجِيُّ: "كذَّاب".

التخريج:

رواه مسلم في صلاة المسافرين، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل (1/ 536 - 537) رقم (772)، وأبو داود في الصلاة، باب ما يقوله الرجل في ركوعه وسجوده (1/ 543 و 544 - 545) رقم (871 و 874)، والتِّرْمِذِيُّ في الصلاة، باب ما جاء في التسبيح في الركوع والسجود (2/ 48 - 49) رقم (262)، والنَّسَائي في الافتتاح، باب تعوذ القارئ إذا مر بآية عذاب (2/ 176 - 177)، وفي قيام الليل، باب تسوية القيام والركوع (3/ 225 - 226)، وابن ماجه في إقامة الصلاة، باب ما جاء في القراءة في صلاة الليل (1/ 429) رقم (1351)، وأحمد في "المسند"(5/ 384 و 397)، وأبو داود الطَّيَالِسيّ في "مسنده" ص 56 رقم (415)، وابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(1/ 272 - 273) رقم (542 و 543)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(4/ 131 - 132) رقم (2595 و 2596)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 309 و 310)، وفي "شُعَبِ الإِيمان"(5/ 55 - 56) رقم (1922)، عن حُذَيْفَة بن اليَمَان، به. ورواية بعضهم مطوَّلة، إلَّا أنَّه ليس عند جميعهم قوله:"ولا مَثَلٍ إلَّا فَكَّرَ". ولذا اعتبرته من الزوائد. ولم أقف على هذه الزيادة في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه أعلم.

* * *

ص: 26

1655 -

حدَّثنا محمد بن أحمد بن رِزْق -إملاءً-، حدَّثنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم بن سُنَيْن، حدَّثنا عمر بن إبراهيم بن خالد، حدَّثنا مَرْحُوم بن أَرْطَبَان -ابن عَمِّ عبد اللَّه بن عَوْن-، حدَّثنا عاصم الأَحْوَل،

عن زيد بن ثابت قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أول من يعطى كتابه بيمينه من هذه الأُمَّة: عمر بن الخطَّاب، وله شُعَاعٌ كشعاع الشمس". قيل فأين أبو بكر؟ قال: "تزفُّهُ الملائكةُ إلى الجنَّات".

(11/ 202) في ترجمة (عمر بن إبراهيم بن خالد الكُرْدِيّ أبو حفص).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (عمر بن إبراهيم الكُرْدِيّ) فإنَّه كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (675).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 320) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، والمُتَّهَمُ به: عمر، ويُعْرَفُ: بالكُرْدِيّ. قال الدَّارَقُطْنِيّ: كان كذَّابًا يضع الحديث".

ووافقه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 301 - 302)، وابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(1/ 346).

* * *

1656 -

أخبرنا أبو عبد اللَّه الحسين بن محمد بن الحسن بن بَيَان المُكَبِّر، أخبرنا أبو العبَّاس عبد اللَّه بن موسى بن إسحاق الهاشمي، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز، حدَّثنا أبو حفص عمر بن زُرَارَة الطَّرَسُوسِيّ -في سنة ثمان

ص: 27

وعشرين ومائتين-، حدَّثنا عيسى بن يُونس، عن موسى بن عُبَيْدَة، عن محمد بن ثابت،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قالَ لأخيهِ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، فقد أَبْلَغَ في الثَّنَاءِ".

(11/ 203) في ترجمة (عمر بن زُرَارَة الحَدَثي أبو حفص).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد روي من طريق حسن من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه.

ففيه (موسى بن عُبَيْدَة بن نَشِيط الرَّبَذِيّ)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (634).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عمر بن زُرَارَة الحَدَثي أبو حفص)، وقد نقل الحافظ الخطيب عن صالح جَزَرَة قوله فيه:"شيخ مُغَفَّل". وعن الدَّارَقُطْنِيّ: "ثقة". وقد ترجم له الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 306) وفيه عن ابن القَطَّان: "ثقة نُسِبَ إلى غَفْلَةٍ".

التخريج:

رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(2/ 216) رقم (3118)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(9/ 70)، والحُمَيْدِي في "مسنده"(2/ 490) رقم (1160)، والطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 149)، من طريق موسى بن عُبَيْدَة، عن محمد بن ثابت، عنه، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 182): "رواه الطبراني في "الصغير"، وفيه موسى بن عُبَيْدَة الرَّبَذِيّ وهو ضعيف".

ص: 28

وقال التِّرْمِذِيُّ في "سننه"، في البر والصلة، باب ما جاء في المتشبع بما لم يعطه (4/ 380)، عقب روايته له من حديث أسامة بن زيد مرفوعًا:"وقد روي عن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بمثله، وسألت محمَّدًا -يعني البخاري- فلم يعرفه".

والحديث قد رُوي عن أسامة بن زيد مرفوعًا من طريق حسن، وقد تقدَّم تخريجه والكلام عليه في حديث (1540).

وقد روي من حديث ابن عمر مرفوعًا، رواه الخطيب في "تاريخه"(10/ 282 - 283) بإسناد تالف، وقد تقدَّم برقم (1540).

* * *

1657 -

أخبرني أحمد بن عمر بن عليّ القاضي -بدَرْزِيْجَان-، أخبرنا أحمد بن عليّ بن محمد بن الجَهْم الكَاتِب، حدَّثنا محمد بن جَرِير الطبري قال: حدَّثني عمر بن إسماعيل بن مُجَالِد، حدَّثنا ابن فُضَيْل.

وأخبرنا محمد بن عليّ بن الفتح، أخبرنا عليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ، حدَّثنا أبو حامد الحَضْرَمي، حدَّثنا عمر بن إسماعيل بن مُجَالِد. قال الدَّارَقُطْنِيّ: وحدَّثنا محمد بن أحمد بن أسد الهَرَوي، حدَّثنا السَّرِيّ بن عاصم، قالا: حدَّثنا محمد بن فُضَيْل، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء،

عن أبي الدَّرْدَاء، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"رأيتُ ليلةَ أُسْرِي بي في العرش فريدة خضراء مكتوب فيها بنور أبيض: لا إله إلَّا اللَّه محمد رسول اللَّه، أبو بكر الصِّدِّيق. -زاد الطبري- عمر الفاروق".

(11/ 204) في ترجمة (عمر بن إسماعيل بن مُجَالِد بن سعيد الهَمْدَاني).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ص: 29

قفيه صاحب الترجمة (عمر بن إسماعيل الهَمْدَاني)، وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 284 - 285 رقم (51)، وقال:"كذَّاب".

2 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 189 رقم (490) وقال: "ليس بثقة، متروك الحديث".

3 -

"الجرح والتعديل"(6/ 99) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشيء، كذَّاب، رجل سوء خبيث". وقال أحمد: "ما أراه إلَّا صدق". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث".

4 -

"المجروحين"(2/ 92) وقال: "كان ممن يخطئ حتى خرج عن حَدِّ الاحتجاج به إذا انفرد، فأمَّا فيما وافق الثقات فإن اعتبر له معتبر لم أرَ بذلك بأسًا. كان يحيى بن مَعِين يكذِّبه".

5 -

"الكامل"(5/ 1722) وقال: "وهو مع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".

6 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 293 رقم (371).

7 -

"تاريخ بغداد"(11/ 203 - 205) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف".

8 -

"ميزان الاعتدال"(3/ 182 - 183) وفيه عن ابن عدي: "يسرق الحديث". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك".

9 -

"الكاشف"(2/ 265) وقال: "اتُّهِمَ".

10 -

"التقريب"(2/ 52) وقال: "متروك، من صغار العاشرة"/ ت.

وقد تَابَعَ (عُمَرَ بن إسماعيل): السَّرِيّ بن عاصم بن سهل الهَمْدَاني -عند الدَّارَقُطْنِيّ، وابن حِبَّان، كما سيأتي في التخريج-، وهو مُتَّهَمٌ أيضًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (416).

ص: 30

التخريج:

رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 356) -في ترجمة (السَّرِيّ بن عاصم الهَمْدَاني) -، عن محمد بن المسيَّب، حدَّثنا السَّرِيّ بن عاصم، حدَّثنا محمد بن فُضَيْل بن غزوان، به.

ورواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "الأفراد" من الطريق التي رواها الخطيب عنه، كما في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 297).

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له نقلًا عن الدَّارَقُطْنِيّ: "تفرَّد به ابن فُضَيْل عن ابن جُرَيْج لا أعلم حدَّث به غير هذين".

* * *

1658 -

أخبرنا عليّ بن أبي عليّ المُعَدَّل، وعبيد اللَّه بن محمد بن عُبَيْد النَّجَّار، قالا: حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر، حدَّثنا أحمد بن عبيد اللَّه بن سَابُور، حدَّثنا عمر

(1)

بن إسماعيل بن مُجَالِد، حدَّثنا أبو معاوية الضَّرِير، عن الأَعْمَش، عن مجاهد،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَنَا مدينةُ الحِكْمَةِ وعليٌّ بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ الحِكْمَةَ فَلْيَأْتِ مِنَ البَابِ".

(11/ 204) في ترجمة (عمر بن إسماعيل بن مُجَالِد بن سعيد الهَمْدَاني).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. والحديث روي من طرق كثيرة معلولة، وهو ضعيف.

ففيه صاحب الترجمة (عمر بن إسماعيل بن مُجَالِد الهَمْدَاني) وهو متروك، وكذَّبه ابن مَعِين. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (1657).

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى "عثمان". والتصويب من مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (1657).

ص: 31

و (أبو معاوية الضَّرِير) هو (محمد بن خَازِم الكوفي): ثقة، من أحفظ النَّاس لحديث الأَعْمَش. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (424).

و (الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْرَان الكَاهِلِيّ الأَسَدِيّ): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).

و (مجاهد) هو (ابن جَبْر المَخْزُومي المَكِّي أبو الحجَّاج): إمام حُجَّةٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (399).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث رقم (612).

* * *

1659 -

أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العَلَّاف، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي، حدَّثنا أبو أحمد المُطَرِّز، حدَّثنا عمر بن صالح بن عيسى المَدَائِني، حدَّثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز بن صادرا

(1)

، أخبرنا بشر بن المُفَضَّل، حدَّثنا عبد اللَّه بن شُبْرُمَة، عن أبي زُرْعَة بن عمرو بن جَرِير،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ فَكَتَبَ آجَالَهْمُ، وأَعْمَالَهُمْ، وأَرْزَاقَهُمْ".

(11/ 211) في ترجمة (عمر بن صالح بن عيسى المَدَائِني).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

(1)

هكذا في المطبوع: "صادرا". وهو موافق لما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 431. لكن في ترجمته من "تاريخ بغداد" (10/ 257) ذُكِرَ بدون ألف: "صادر". وفي "اللباب" لابن الأثير (3/ 143)، و"نزهة الألباب في الألقاب" لابن حَجَر (1/ 383):"ماذَرَا". وفي "الإِكمال" لابن مَاكُولا (5/ 24): "صادري".

ص: 32

ففيه (أبو أحمد المُطَرِّز) وهو (محمد بن محمد بن أحمد)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(3/ 208) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ليس بالقويِّ، وكان يحفظ".

2 -

"اللسان"(5/ 362) ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ فحسب.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عمر بن صالح بن عيسى المَدَائِني)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وفيه أيضًا (عبد الرحمن بن عبد العزيز بن صادر المَدَائِني، المُلَقَّبُ بِسِيْبَوَيْه)

(1)

، وقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(5/ 261)، والخطيب في "تاريخه"(10/ 257 - 258)، وابن مَاكُولا في "الإِكمال"(5/ 24)، وابن الأثير في "اللباب"(3/ 143)، ولم يذكروا فيه جرحًا أو تعديلًا.

و(بشر بن المُفَضَّل)، هو (ابن لَاحِق الرَّقَاشي): ثقة إليه المنتهى في التثبت بالبَصْرَة، وكان من العُبَّاد، روى له الستة، وتوفي عام (186) أو (187) للهجرة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(4/ 147 - 151)، و"التهذيب"(1/ 458 - 459)، و"التقريب"(1/ 101).

وأمَّا قول العلَّامة المُنَاوي في "فيض القدير"(3/ 444) عن إسناد الخطيب هذا: "وفيه عبد الرحمن بن عبد العزيز، قال الذَّهَبِيُّ في "الضعفاء": مضطرب الحديث. وبشر بن المُفَضَّل: مجهول". فإنَّه مُنْتَقَدٌ، فالذَّهَبِيُّ تبعًا لأبي حاتم، إنما قال ما نقله عنه، في (عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن عثمان بن حُنَيْف الأنصاري المَدَني الأُمامي -نسبة إلى الصحابي أبي أُمَامَة-)، وليس في

(1)

وهو في "الإِكمال" لابن مَاكُولا (5/ 24): "سَبُّوْيَه". وفي "اللباب" لابن الأثير (3/ 143): "شَبُّوْيَه".

ص: 33

(عبد الرحمن بن عبد العزيز بن صادر المَدَائني). انظر: "ميزان الاعتدال"(2/ 577)، و"تهذيب التهذيب"(6/ 220).

وأمَّا قوله: "وبشر بن المُفَضَّل: مجهول". فقد علمت فساده ممَّا تقدَّم.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 510)، و"الجامع الصغير"(3/ 444) بشرح "فيض القدير"، إلى الخطيب فحسب.

* * *

1660 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا عمر بن مُدْرِك الرَّازي، حدَّثنا مكِّي بن إبراهيم، عن موسى بن عُبَيْدَة، عن يزيد الرَّقَاشي،

عن أنس بن مالك، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"ما مِنْ مؤمنٍ إلَّا وله في السَّمَاءِ بَابَانِ، بابٌ يَخْرُجُ مِنْهُ رِزْقُهُ، وبابٌ يَدْخُلُ منه كَلَامُهُ وعَمَلُهُ. فإذا مَاتَ فَقَدَاهُ وبَكَيَا عليه". وتلى هذه الآية: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ

(1)

وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ} [سورة الدخان: آية 29]. ثم ذكر أنَّهم لم يكونوا يعملونَ على الأرضِ عملًا صالحًا فتبكي عليهم، ولم يكن يَصْعَدُ إلى السَّمَاءِ مِنْ كلامِهِمْ، ولا مَرَّ عليها كلامٌ طَيِّبٌ، ولا عَمَلٌ صَالِحٌ فَتَفْقَدُهُمْ فتبكي عليهم.

(11/ 212) في ترجمة (عمر بن مُدْرِك القَاصُّ الرَّازِيُّ -ويقال: البَلْخِيّ- أبو حفص).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

(1)

في المطبوع: (السماوات) وهو خطأ.

ص: 34

ففيه صاحب الترجمة (عمر بن مُدْرِك الرَّازي القَاصّ)، وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(6/ 136 - 137) وفيه عن ابن مَعِين: "كذَّاب". وقال أبو حاتم: "سمعت أبا حفص القَاصّ يقول في قَصَصِهِ في دار أحمد بن يوسف التِّرْمِذِيّ: حدَّثنا أبو المغيرة -عبد القدوس بن الحجَّاج- ولم يُدْرِكْهُ".

2 -

"تاريخ بغداد"(11/ 211 - 213) ونقل تكذيب ابن مَعِين له.

3 -

"المغني"(2/ 473) وقال: "ضعيف".

4 -

"الميزان"(3/ 223) وقال: "ضعيف. قال يحيى بن مَعِين: كذَّاب".

5 -

"اللسان"(4/ 330) ولم يزد عمَّا في "الميزان".

كما أنَّ فيه (موسى بن عُبَيْدَة بن نَشِيط الرَّبَذِيّ) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (634).

وفيه كذلك (يزيد بن أَبَان الرَّقَاشي) وهو ضعيف أيضًا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (416).

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(7/ 160 - 161) رقم (4133) عن أحمد بن إسحاق البَصْرِي، حدَّثنا مكِّي بن إبراهيم، به.

وأوَّله عنده: "مَا مِنْ عَبْدٍ إلَّا وله في السَّمَاءِ بَابَانِ: بابٌ يَدْخُلُ عَمَلُهُ، وبَابٌ يَخْرُجُ فيه عَمَلُهُ وكَلَامُهُ".

ورواه التِّرْمِذِيُّ في التفسير، باب ومن سورة الدخان (5/ 380) رقم (3255)، من طريق وكيع، عن موسى بن عُبَيْدَة، به مختصرًا، دون قوله:"ثم ذكر أنَّهم لم يكونوا. . . ". وقال: "حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلَّا من هذا الوجه. وموسى بن عُبَيْدَة ويزيد بن أَبَان الرَّقَاشي: يُضَعَّفَان في الحديث".

ص: 35

وبمثل رواية التِّرْمِذِيّ، رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 53)، من طريق صفوان بن سُلَيْم، عن يزيد الرَّقَاشي، عنه، به، وقال:"رواه موسى بن عُبَيْدَة عن يزيد الرَّقَاشي مثله".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 105): "روى التِّرْمِذِيُّ بعضه. رواه أبو يعلى، وفيه موسى بن عُبَيْدَة الرَّبَذِيّ وهو ضعيف".

وذكره الحافظ ابن حَجَر في "المطالب العالية"(3/ 369 - 370) رقم (3733) وعزاه لأبي يعلى وقال: "إسناده ضعيف".

* * *

1661 -

أخبرني الجَوْهَرِيّ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا عمر بن محمد بن الحكم النَّسَائِيّ، حدَّثنا عليّ بن الحسن الكَلْبِيّ، حدَّثنا يحيى بن ضُرَيْس، حدَّثنا مالك بن مِغْوَل، عن عَوْن بن أبي جُحَيْفَة، عن أبي جُحَيْفَة،

عن عليٍّ قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "سألتُ اللَّه أَنْ يُقَدِّمَكَ ثلاثًا، فأبى عليَّ إلَّا تقديمَ أبي بكرٍ".

(11/ 213) في ترجمة (عمر بن محمد بن الحكم -وقيل عبد الحكم- النَّسَائِيّ أبو حفص).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (عليّ بن الحسن الكَلْبِيّ)، وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزانه"(3/ 122)، وقال:"عن يحيى بن الضُّرَيْس بخبرٍ باطلٍ، لعل هو آفته". ثم ذكر حديثه هذا. وتابعه ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 218).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عمر بن محمد بن الحكم النَّسَائِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 36

و (أبو جُحَيْفَة) هو (وَهْب بن عبد اللَّه السُّوَائِي) رضي الله عنه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1408).

و (الجَوْهَرِيُّ) هو (الحسن بن عليّ بن محمد): ثقة كثير السماع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (44).

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيّ عليّ بن عمر في "الأفراد" كما في "اللآلئ"(1/ 326)، ولم يذكر إسناده. وما أظنه إلَّا من هذا الطريق الذي رواه عنه الخطيب.

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 183) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، عليٌّ ويحيى: مجهولان".

أقول: قول ابن الجَوْزي عن (يحيى بن الضُّرَيْس): مجهول. هو موضع نظر عندي، ويغلب على الظن أنَّه:(البَجَلي الرَّازي القاضي)، وهو ثقة معروف، من حُفَّاظ النَّاس، خرَّج له مسلم والتِّرْمِذِيّ، وكانت وفاته سنة (203 هـ). انظر ترجمته في:"الجرح والتعديل"(9/ 158 - 160)، و"التهذيب"(11/ 232 - 233)، و"التقريب"(2/ 350)، و"الكاشف"(3/ 227). ولم أقف على من تَرْجَمَ لـ (يحيى بن الضُّرَيْس) هكذا، دون ذكر نسبته، واللَّه أعلم.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 538) إلى الخطيب وابن عساكر فحسب.

* * *

1662 -

أخبرنا الحسين بن شُجَاع الصُّوفي، أخبرنا عمر بن جعفر بن محمد بن سَلْم الخُتُّلِي، حدَّثنا أبو حفص بن فَيْرُوز، حدَّثنا عفَّان، حدَّثنا عبد الصمد -يعني ابن كَيْسَان-، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن قَتَادَة، عن عِكْرِمَة،

ص: 37

عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"رأيتُ ربِّي تعالى في صورةِ شَابٍّ أَمْرَدَ، عليه حُلَّةٌ حَمْرَاءُ".

(11/ 214) في ترجمة (عمر بن موسى بن فيروز المُخَرِّمِيّ التَّوَّزِيّ أبو حفص).

مرتبة الحديث:

منكر.

وفي إسناده (عبد الصمد بن كَيْسَان)، ترجم له الحافظ ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 174 وفيه عن الحُسَيْنِي: "عن حمَّاد بن سلمة، وعنه عفَّان، فيه نظر. قلت -القائل ابن حَجَر-: أظنه الأول -يعني الاسم الذي سبقه في الترجمة وهو: (عبد الصمد بن حسَّان)

(1)

- تَصَحَّفَ اسمه".

كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (عمر بن موسى بن فَيرُوز المُخَرِّمِيّ التَّوَّزِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على ذكره بذلك.

وبقية رجال الإِسناد حديثهم حسن.

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 677) -في ترجمة (حمَّاد بن سَلَمَة بن دينار) - بألفاظ مختلفة، من طرق، عن الأسود بن عامر، عن حمَّاد بن سَلَمة، به

قال ابن عدي: "حدَّثنا ابن شَهْرَيَار، حدَّثنا أبو بكر المَرْوَزي قلت لأحمد بن حنبل: تقولون إنَّه لم يرو هذا الحديث إلَّا شَاذَان؟ فقال: حدَّثنا عفَّان، حدَّثنا عبد الصمد بن كَيْسَان، عن حمَّاد بن سَلَمَة. قلتُ: يقولونَ لم يسمع قَتَادَة من عِكْرِمَة، فغضب وأخرج كتابه فيه سماع قَتَادَة عن عِكْرِمة ستة أحاديث".

(1)

تقدَّمت ترجمته في حديث (1369). وقد قال الذَّهَبِيُّ عنه في "ميزانه"(2/ 620): "صدوق إن شاء اللَّه".

ص: 38

وقال ابن عدي أيضًا: "وهذه الأحاديث التي رُويت عن حمَّاد بن سَلَمَة في الرؤية، وفي رؤية أهل الجنة خالقهم، قد رواها غير حمَّاد بن سَلَمَة، وليس حمَّاد بمخصوص به فينكر عليه".

ورواه البيهقي في "الأسماء والصفات"(2/ 191) عن ابن عدي، وقال:"قد حمل غيره من أهل النظر في هذه الرواية على عِكْرِمة مولى ابن عبَّاس رضي الله عنهما".

وعن البيهقي رواه الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(10/ 113 - 114) وقال: "هو خبر: منكر، نسأل اللَّه السلامة في الدِّين، فلا هو على شرط البخاري ولا مسلم، ورواته وإن كانوا غير متهمين، فما هم بمعصومين من الخطأ والنسيان، فأول الخبر: قال: "رأيت ربي" وما قَيَّدَ الرؤيةَ بالنوم. . . ".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 22) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، كما رواه عن ابن عدي من طرق عن ابن عبَّاس مرفوعًا وبألفاظ مختلفة، وقال:"هذا الحديث لا يثبت وطرقه كلُّها على حمَّاد بن سَلَمَة. قال ابن عدي: قد قيل إنَّ ابن أبي العَوْجَاء كان رَبِيبَ حمَّاد، فكان يدسُّ في كتبه هذه الأحاديث".

وقال الخطيب عقب روايته له: قال عفَّان فسمعت حمَّاد بن سَلَمَة سئل عن هذا الحديث فقال: "دعوه، حدَّثني به قَتَادَة، وما في البيت غيري وغير آخر".

وقال السُّبْكِيُّ في "طبقات الشافعية"(2/ 312): "حديث: "رأيت ربِّي في صورة شَابٍّ أَمْرَدَ" موضوع مكذوب على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".

والحديث قد رواه مختصرًا: أحمد في "المسند"(1/ 290)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 188) رقم (433)، وغيرهما، من طريق عفَّان، عن عبد الصمد بن كَيْسَان، عن حمَّاد، عن قَتَادَة، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"رأيتُ ربِّي عز وجل".

ص: 39

وبهذا اللفظ رواه أحمد في "المسند"(1/ 285)، وغيره، عن أسود بن عامر، عن حمَّاد بن سَلَمَة، به.

قال الإمام ابن كثير في "تفسيره"(4/ 268) -في أوائل تفسيره لسورة النجم- بعد أن ذكر حديث الإِمام أحمد من طريق الأسود بن عامر هذا: "إسناده على شرط الصحيح، لكنه مختصر من حديث المنام كما رواه الإِمام أحمد أيضًا: حدَّثنا عبد الرزاق، حدَّثنا مَعْمَر، عن أيوب، عن أبي قِلَابَة، عن ابن عبَّاس أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أتاني ربِّي الليلة في أحسن صورة -أحسبه يعني في النوم- فقال يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟. . . "".

أقول: وما ذكره البعض كعليّ القَاري في "الأسرار المرفوعة" ص 126، وغيره، عن أبي زُرْعَة أنَّه قال:"حديث ابن عبَّاس صحيح لا ينكره إلَّا معتزلي". فإنَّ مقصوده -فيما يظهر لي واللَّه أعلم- حديث ابن عبَّاس في الرؤية المنامية، وهو صحيح.

* * *

1663 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الباقي بن قَانِع، حدَّثنا عمر بن الوليد بن أَبَان الكَرَابِيسي، حدَّثنا القاسم بن عيسى الوَاسِطي، حدَّثنا هُشَيْم، عن إسماعيل بن

(1)

سالم، عن أبي إدريس،

عن عليٍّ قال: ممَّا عَهِدَ إليَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ الأُمَّةَ سَتَغْدِرُ بِكَ مِنْ بَعْدِي.

(11/ 216) في ترجمة (عمر بن الوليد بن أَبَان الكَرَابِيْسِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى "عن". والتصويب من "تهذيب الكمال"(3/ 98)، ومن المصادر التي خرَّجت الحديث. وسيأتي ذكرها في التخريج.

ص: 40

ففيه (أبو إدريس) وهو (إبراهيم بن أبي حَدِيد الأَوْدِيّ الكوفي، ويقال: ابن حَدِيد)، وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(1/ 282) وقال: "عن أبي عَوَانَة عن إسماعيل بن سالم، يُعَدُّ في الكوفيين، بلغه عن عليّ. ويقال: إبراهيم بن أبي الحديد. قال لي ابن زُرَارَة أخبرنا هُشَيْم قال: حدَّثنا إسماعيل بن سالم عن أبي إدريس: نظرت إلى عليٍّ". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وقد تَصَحَّفَ "الأَوْدِيّ" فيه إلى "الأَزْدِيّ".

2 -

"الجرح والتعديل"(2/ 96) وقال: "إبراهيم بن أبي حديد، جدُّ إدريس الأَوْدِيّ. روى عن عليٍّ مرسل. . . وسئل أبي عنه فقال: مجهول".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 11).

4 -

"اللسان"(1/ 46) وتصحف فيه إلى: "إبراهيم بن حديرة".

فهو إلى جانب جهالة حال أبي إدريس الأَوْدِيّ، منقطع فيما بينه وبين عليٍّ رضي الله عنه.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عمر بن الوليد بن أَبَان الكَرَابِيْسيّ)، لم يذكر الحافظ الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(هُشَيْم) هو (ابن بَشِير بن القاسم السُّلَمي الوَاسِطي أبو معاوية): ثقة كثير التدليس والإِرسال الخفي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (348).

التخريج:

رواه الدُّولابِيُّ في "الكُنَى والأسماء"(1/ 104)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 140)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 440)، من طريق إسماعيل بن سالم، عن أبي إدريس الأَوْدِيّ

(1)

، عنه، به.

(1)

صُحِّفَ في "دلائل النبوة" إلى: "الأَزْدِي". والتصويب من مصادر ترجمته المتقدِّمة.

ص: 41

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

أقول: تصحيح الحاكم لإِسناده وموافقة الذَّهَبِيِّ له، موضع نظر لما تقدَّم. والذَّهَبِيُّ نفسه بذكر (ابراهيم بن أبي حديد الأَوْدِيّ أبو إدريس) في "ديوان الضعفاء والمتروكين" ص 9 وينقل عن أبي حاتم تجهيله له.

وعزاه في "المطالب العالية"(4/ 56) رقم (3947) إلى الحارث بن أبي أُسامة في "مسنده".

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 178) -في ترجمة (ثعلبة بن يزيد الحِمَّاني) -، والبيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 140)، من طريق حَبِيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد الحِمَّاني، عن عليٍّ، به.

قال البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 174) في ترجمة (ثعلبة): "سمع عليًّا، روى عنه حَبيب بن أبي ثابت، يُعَدُّ في الكوفيين، فيه نظر، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لعليٍّ: "إنَّ الأُمَّة ستغدر بك" ولا يُتَابَعُ عليه".

وقد ترجم ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 207) لـ (ثعلبة)، وقال:"كان غاليًا في التَّشَيُّع لا يُحْتَجُّ بأخباره التي ينفرد بها عن عليٍّ". ومع ذلك أدخله في "ثقاته"(4/ 98)!

وترجم له ابن عدي في "الكامل"(2/ 536) وقال: "لم أر له حديثًا منكرًا في مقدار ما يرويه". وقد وثَّقه النَّسَائي كما في "التهذيب"(2/ 26)، وقال ابن حَجَر في "التقريب" (1/ 119):"صدوق شيعي، من الثالثة"/ عس.

ومن طريق ثعلبة عن عليٍّ رواه ابن أبي شَيْبَة كما في "المطالب العالية"(4/ 55). وفي حاشية محققه: أنَّ البُوصِيري قد حسَّن إسناده!

ورواه البزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (3/ 91 - 92) رقم (869)، من طريق حَبِيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد، عن أبيه -هكذا قال، وأحسبه غلط، إنما هو عن عليٍّ- قال: سمعت عليًّا يقول على المنبر: واللَّه لعهد النبيّ الأُمِّيّ إليَّ أنّ الأُمَّة ستغدر بي.

ص: 42

قال البزَّار: "هذا الحديث قد رواه غير واحدٍ عن حَبِيب، عن ثعلبة، عن عليٍّ: فِطْر بن خَلِيفة وغيره".

ولم يخرِّجه محقق "مسند البزَّار"، واكتفى بنقل ما سيأتي عن الهيثمي.

قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 137): "رواه البزَّار وفيه عليّ بن قَادِم وقد وثِّق وضُعِّف".

* * *

1664 -

أخبرنا محمد بن الحسين المَتُّوْثِي، أخبرنا محمد بن عثمان بن ثابت الصَّيْدَلَانِي، أخبرنا أبو حفص عمر بن يعقوب الرَّقِّي -قراءةً- قال: حدَّثني عليّ بن جميل الرَّقِّي، حدَّثنا هارون بن حَيَّان الرَّقِّي، عن محمد بن المُنْكَدِر،

عن جابر قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قُتِلَ دونَ مَالِهِ فهو شهيدٌ".

(11/ 217) في ترجمة (عمر بن يعقوب بن يحيى الرَّقِّيّ أبو حفص).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى. وعَدَّهُ السُّيُوطيُّ وغيره من المتواتر.

ففيه (هارون بن حَيَّان الرَّقِّيّ)، وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 360 - 361) وفيه عن البخاري: "في حديثه نظر".

2 -

"الجرح والتعديل"(9/ 88) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"المجروحين"(3/ 94) وقال: "كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، فلما فحش مخالفته الثقات فيما يرويه عن الأثبات صار ساقط الاحتجاج به".

4 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 389 رقم (569).

ص: 43

5 -

"سؤالات مسعود السِّجْزِيّ للحاكم النَّيْسَابُوري" ص 244 رقم (325) وقال: "يضع الحديث".

6 -

"ميزان الاعتدال"(4/ 283) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ليس بالقويِّ".

7 -

"اللسان"(6/ 178) وقال: "ذكره السَّاجِيُّ في "الضعفاء".

وفيه صاحب الترجمة (عمر بن يعقوب الرَّقِّيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(4/ 50) رقم (2061)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 360) -في ترجمة (هارون بن حَيَّان الرَّقِّيّ) -، من طريق هارون هذا، عن محمد بن المُنْكَدِر، عنه، به

قال العُقَيْلِي: "هذا يُرْوَى من غير هذا الوجه بإسناد جيِّد".

وقال الهيثمي في "المجمع"(6/ 244): "رواه أبو يَعْلَى وفيه هارون بن حَيَّان الرَّقِّيّ، قيل: كان يضع الحديث".

والحديث رواه عدد من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(2/ 742 - 745)، و"مجمع الزوائد"(6/ 244 - 245)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 77)، و"الأزهار المتناثرة" للسُّيُوطيّ ص 210 - 212، و"لقط اللآلئ المتناثرة" للزَّبِيدي ص 93 - 96، و"نظم المتناثر" للكَتَّاني ص 96 حيث ذكره من حديث (16) صحابيًا، وفيه:"وفي خَطِّ أبي العلاء العِرَاقي الحُسَيْني فيما كتبه على الشهاب عند الحديث المذكور ما نصه: متفق عليه وعُدَّ من المتواتر".

ومن ذلك ما رواه البخاري في المظالم، باب من قاتل دون ماله (5/ 123) رقم (2480)، وأبو داود في السُّنَّة، باب قتال اللصوص (5/ 127 - 128) رقم (4771)، والتِّرْمِذِيّ في الديات، باب ما جاء فيمن قتل دون ماله، فهو شهيد

ص: 44

(4/ 29 - 30) رقم (1519 و 1420)، والنَّسَائي في تحريم الدم، باب من قتل دون ماله (7/ 114 و 115)، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما مرفوعًا به.

وقد عزا محقق "جامع الأصول"(2/ 743) الشيخ الفاضل عبد القادر الأرناؤوط، حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، إلى ابن ماجه رقم (2581) في الحدود، باب من قتل دون ماله فهو شهيد. وهو سهو منه، فإنَّ ابن ماجه (2/ 861) رقم (2581) إنما أخرجه من حديث عبد اللَّه بن عمر بن الخطَّاب، وليس من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص. وقد عزاه الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(5/ 124) إلى ابن ماجه عن ابن عمر على الصواب.

* * *

1665 -

أخبرنا أبو سعد الحسن بن محمد بن عبد اللَّه بن حَسْنُوْيَه الكاتب -بأصْبَهَان-، حدَّثنا أحمد بن جعفر بن أحمد بن سعيد السِّمْسَار، حدَّثنا أبو الحسين عمر بن أحمد السُّنِّي البغدادي، حدَّثنا عبد الحميد بن بَيَان السُّكَّرِي، حدَّثنا عبيد بن وَاقِد، عن محمد بن عيسى الهُذَلِي، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر بن عبد اللَّه،

عن ابن عمر قال: فَقَدَ عمر بن الخطَّاب الجَرَادَ، فَأَرْسَلَ راكبًا يَضْرِبُ إلى الشَّام، وراكبًا يَضْرِبُ إلى اليمن، وراكبًا يَضْرِبُ إلى العِرَاق، يَسْأَلُ: هل رؤي من الجراد شيء؟ فأتاهُ الراكبُ الذي مِنْ قِبَلِ اليمنِ بكفٍّ مِنْ جَرَادٍ فألقاهُ بين يديه، فلمَّا رآهُ عمر كبَّر ثلاثًا، ثم قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: "خَلَقَ اللَّه ألف أُمَّةٍ، فستمائة في البَحْرِ، وأربعمائة في البَرِّ، وَأَوَّلُ هذه الأُمَّة هلاكًا الجَرَادُ، فإذا هَلَكَ الجَرَادُ تتابعتِ الأممُ مِثْلَ سِلْكِ النِّظَامِ إذا قُطِعَ".

(11/ 217 - 218) في ترجمة (عمر بن أحمد بن بشر أبو الحسين ابن السُّنِّيّ).

ص: 45

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (محمد بن عيسى بن كَيْسَان الهُذّلِيّ الهِلَالِيّ أبو يحيى) وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الصغير" للبُخَاري (2/ 247) وقال: "منكر الحديث".

2 -

"الجرح والتعديل"(8/ 38) وفيه عن عمر بن عليّ الفَلَّاس: "ضعيف، منكر الحديث". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث لا ينبغي أنْ يحدِّث عنه. حدَّث عن محمد بن المُنْكَدِر بأحاديث مناكير". قال ابن أبي حاتم عقب ذكره لهذا عن أبي زُرْعَة: وأَمَرَ أَنْ يُضْرَبَ على حديثه، ولم يقرأ علينا حديثه".

3 -

"المجروحين"(2/ 256 - 277)، وقال:"شيخ يروي عن محمد بن المُنْكَدِر العجائب، وعن الثقات الأوابد، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد".

4 -

"الكامل"(6/ 2249 - 2250) وفيه عن نُعَيْم بن حمَّاد: "حدَّثني عبيد بن وَاقِد عن محمد بن عيسى أبو يحيى الهِلَالِيّ وكان ثقة". وذكر ابن عدي له بعض ما أُنْكِرَ عليه، وقال:"وله غير ذلك من الحديث الشيء اليسير".

5 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 354 رقم (493).

6 -

"معرفة التذكرة" لابن طاهر المَقْدِسِيّ ص 147 رقم (420) وقال: "يَضَعُ".

7 -

"المغني"(3/ 622) وقال: "ضعَّفوه بمرَّة".

8 -

"الميزان"(3/ 677) وقال: "قال الدَّارَقُطْنِيُّ: ضعيف. ووثَّقه بعضهم".

9 -

"اللسان"(5/ 332 - 333) وقد فاته ذكر قول ابن طاهر المَقْدِسِيّ.

ص: 46

كما أنَّ فيه (عبيد بن وَاقِد القَيْسِيّ -أو اللَّيْثِيّ- البَصْرِيّ أبو عبَّاد)، وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(5/ 6) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث يُكْتَبُ حديثه".

2 -

"الكامل"(5/ 1989 - 1990) وقال: "عامَّة ما يرويه لا يُتَابَعُ عليه". وقال في (1/ 310) في ترجمة (إسماعيل بن يعلى الثَّقَفِي): "شيخ بصري، وهو أيضًا في جملة الضعفاء".

3 -

"التقريب"(1/ 546) وقال: "ضعيف، من التاسعة"/ ت.

التخريج:

رواه أبو يَعْلَى في "مسنده الكبير"، عن محمد بن المُثَنَّى، حدَّثنا عبيد بن وَاقِد القَيْسِيّ أبو عبَّاد، حدَّثني محمد بن عيسى بن كَيْسَان، حدَّثنا محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر بن عبد اللَّه، به. كما في "مجمع الزوائد"

(1)

(7/ 322)، و ("تفسير ابن كثير" (1/ 25 - 26) -في أول تفسير سورة الفاتحة-.

وعن أبي يَعْلَى من طريقه هذا، رواه ابن حِبَّان في "المجروحين" (2/ 256 - 257) -في ترجمة (محمد بن عيسى الهُذَلي- وقال:"هذا شيء لا شَكَّ أنَّه موضوع، ليس هذا من كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".

ورواه أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في"العَظَمَة"(5/ 1783) رقم (1285)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2249) -في ترجمة (محمد بن عيسى الهُذَلي) -، من طريق عبيد بن وَاقِد، عن محمد بن عيسى، به.

قال ابن عدي: أُنْكِرَ عليه حديث الجراد.

(1)

حيث عزاه إلى "مسنده الكبير". وأمَّا ابن كثير فإنَّه ساق الإسناد. وقد ساقه أيضًا في (2/ 135 - 13) من "تفسيره" -في تفسير الآية 38 من سورة الأنعام-، وفي "البداية والنهاية"(1/ 28)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد في (عبيد بن واقد)، وشيخه.

ص: 47

كما رواه ابن عدي في ترجمة (عبيد بن وَاقِد القيسي)(5/ 1990) من ذات الطريق.

وليس عند جميع مِنْ ذَكَرْتُ، ذِكْرُ عبد اللَّه بن عمر، بين (جابر) وبين (عمر).

قال الهيثمي في "المجمع"(7/ 322): "فيه عبيد بن وَاقِد القَيْسِيّ وهو ضعيف".

وقال ابن كثير في "تفسيره"(1/ 26): "محمد بن عيسى هذا هو الهِلَالِيُّ: ضعيف".

وذكره الحافظ ابن حَجَر في "المطالب العالية"(2/ 311 - 312) رقم (2339)، وعزاه لأبي يعلى عن جابر عن عمر أيضًا. وفي حاشية محققة:"قال البُوصِيري: سنده ضعيف لضعف محمد بن عيسى بن كَيْسَان. قال ورواه الحارث بن أبي أُسامة وفيه أيضًا محمد بن عيسى".

وذكره ابن طاهر المَقْدِسِيّ في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 147 وقال: "فيه محمد بن عيسى: يضع".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 13 - 14) عن الخطيب، من طريقه المتقدِّم، ونقل كلام ابن حِبَّان السابق، وبعض أقوال النُّقَّاد في (محمد بن عيسى) و (عبيد بن وَاقِد).

وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 82) فقال: "لم يُتَّهَمْ محمد بن عيسى بكذب، بل وثَّقه بعضهم فيما نقله الذَّهَبْيُّ. وقال ابن عدي: أُنْكِرَ عليه هذا الحديث وحديث آخر. والحديث أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"، والبيهقي في "شُعَبِ الإيمان"، واقتصر الحافظ

(1)

على تضعيفه".

(1)

يعني ابن حَجَر. ويبدو أن الحافظ ابن كثير يذهب إلى القول بتضعيفه أيضًا كما يُفْهَمُ من كلامه المتقدِّم في "تفسيره"، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

ص: 48

وتابع السُّيُوطيَّ في تعقُّبه: ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 190).

أقول: ما ذكره السُّيُوطيُّ وتابعه عليه ابن عَرَّاق، منتقد، وذلك أَنَّ مَتْنَ الحديث شديد النَّكَارَة كما لا يخفى، ممَّا جعل بعض الأئمة كابن حِبَّان وابن طاهر المَقْدِسِيّ وابن الجَوْزي يحكمون عليه بالوضع. و (محمد بن عيسى) ضعَّفه أئمة الجرح والتعديل تضعيفًا شديدًا كما تقدَّم، وصرَّحوا بروايته للمناكير عن محمد بن المُنْكَدِر، وعَدَّ بعضهم حديثه هذا منها. وقد اتَّهَمَهُ ابن طاهر المَقْدِسِيّ بوضع الحديث. وقال ابن حِبَّان إنَّه يحدِّث عن الثقات بالأوابد، ممّا يردُّ قول السُّيُوطيَّ بأنَّه لم يُتَّهَمْ بكذبٍ. وأمَّا نقله عن الذَّهَبِيِّ قوله:"ووثَّقه بعضهم". فالظاهر أنَّ الذَّهَبِيَّ أراد بذلك، ما رواه ابن عدي -فيما تقدَّم عنه- من توثيق (عبيد بن وَاقِد) له، حيث إنِّي لم أقف على من ذكر توثيقًا له غيره. وهذا التوثيق مردود لا قيمة له، لأنَّه من ضعيفٍ مُفْتَقِرٍ إلى من يعدِّله، ولم يوجد، فكيف يقبل تعديله لغيره!!

* * *

1666 -

أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدَّثنا عمر بن محمد بن عَمْرُوْيَه المُخَرِّمِيّ البغدادي، حدَّثنا أحمد بن بُدَيْل القاضي، أخبرنا يحيى بن عيسى الرَّمْلِي، عن الأَعْمَش، عن زيد بن وَهْب قال:

سمعتُ عثمان بن عفَّان يقول: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: "تَقْتُلُ عمَّارًا الفِئَةُ البَاغِيَةُ".

(11/ 218) في ترجمة (عمر بن محمد بن عُمْرُوْيَه المُخَرِّمِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده فيه لِيْنٌ. والحديث صحيح من طرق أخرى. وعدَّه بعض الحُفَّاظ من المتواتر.

ص: 49

ففيه (أحمد بن بُدَيْل بن قُرَيْش اليَامِي القاضي أبو جعفر) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(2/ 43) وقال: "محلُّه الصدق".

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 39) وقال: "مستقيم الحديث".

3 -

"الكامل" لابن عدي (1/ 189 - 190) وقال: "يروي عن حفص بن غياث وغيره مناكير". وقال أيضًا: "لأحمد بن بُدَيْل أحاديث لا يُتَابَعُ عليها عن قوم ثقات. وهو ممن يُكْتَبُ حديثه مع ضعفه".

4 -

"تاريخ بغداد"(4/ 49 - 52) وفيه عن النَّسَائي: "لا بأس به". وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "فيه لِيْنٌ".

5 -

"تهذيب الكمال"(1/ 270 - 273) وفيه عن أبي العبَّاس بن عُقْدَة: "رأيت إبراهيم بن إسحاق الصَّوَّاف، ومحمد بن عبد اللَّه بن سليمان، وداود بن يحيى، لا يرضونه".

6 -

"المغني"(1/ 34) وقال: "مشهور غير مُتَّهَمٍ. قال ابن عدي: يُكْتَبُ حديثه مع ضعفه".

7 -

"التقريب"(1/ 11) وقال: "صدوق له أوهام، من العاشرة"/ ت ق. وقد توبع كما سيأتي.

وفيه (يحيى بن عيسى التَّمِيمِي النَّهْشَلِي الفَاخُوري الرَّمْلِي الجَرَّار)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 741):"مشهور، ضعَّفه ابن مَعِين. وقال النَّسَائي: ليس بالقويِّ"، وقال ابن حَجَر في "التقريب" (2/ 355):"صدوق يخطئ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (846). وقد تُوبع أيضًا كما سيأتي.

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (عمر بن محمد بن عَمْرُوْيَه المُخَرِّمِيّ) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وبقية رجال الإسناد كلُّهم ثقات.

ص: 50

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 187)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 210) رقم (4328) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن الأَعْمَش إلَّا يحيى بن عيسى".

وذكره الهيثمي في "المجمع"(7/ 242) عن زيد بن وَهْب، عن عثمان مطوَّلًا في قِصَّةٍ ذكرها، وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في "الثلاثة"

(1)

باختصار القِصَّة، وفيه أحمد بن بُدَيْل الرَّمْلِي وثَّقه النَّسَائي وغيره وفيه ضعف".

أقول: حديث عثمان رضي الله عنه، هو في "المعجم الكبير" لأبي يعلى، لا في "المعجم الصغير" له المطبوع، فإنَّ "المعجم الصغير" لا يشتمل على مسند (عثمان بن عفَّان)، وما يوجد من أحاديث في "مجمع الزوائد" عن عثمان معزوة إلى أبي يعلى، فإنَّ مراد الهيثمي:"المسند الكبير" له، حيث إنَّه أضاف زوائد مسند العشرة المبشرين في الجنة من "المسند الكبير" كما صرَّح رحمه الله بذلك في كتابه "المقصد العلي"(1/ 83)، فليتنبه.

وقد ذكره الحافظ ابن حَجَر في "المطالب العالية"(4/ 308) معزوًا له أيضًا.

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 636) -مخطوط- مطوَّلًا ومختصرًا.

فقد رواه مطوَّلًا من طريق أحمد بن محمد البَاهِلِي، عن يحيى بن عيسى، به.

ورواه مختصرًا من طريقين، الأول: من طريق المُعْتَمِر بن سليمان، عن القاسم بن الفضل، عن قَتَادَةَ، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن عبد اللَّه بن محمد بن الحَنَفِيَّة، عن أبيه، عن عثمان مرفوعًا.

(1)

أقول: لم أجده في" المعجم الكبير" للطبراني في (مسند عثمان بن عفَّان) رضي الله عنه.

ص: 51

والثاني: من طريق محمد بن شَرِيك، عن عبد اللَّه النَّخَعِيّ، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن عمرو بن غالب، عن عثمان مرفوعًا.

والطريق المختصر الأوَّل رجاله ثقات.

وانظر فيما يتعلق بتواتر الحديث ومصادر تخريجه، حديث (784). وقد نصَّ على تواتره -كما بينته في الموطن المشار إليه-: ابن عبد البَرِّ وابن حَجَر والذَّهَبِيّ والسُّيُوطيّ وغيرهم.

* * *

1667 -

أخبرنا بُشْرَى بن عبد اللَّه الرُّومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان، حدَّثنا عمر بن يوسف بن الضَّحَّاك المُخَرِّمِي -في سنة خمس وثمانين ومائتين-، حدَّثنا الحسين بن شَدَّاد المُخَرِّمِي، حدَّثنا الحسن بن بِشْر، حدَّثنا قيس، عن لَيْث، عن محمد بن الأَشْعَث

(1)

، عن ابن الحَنَفِيَّة،

عن عليّ بن أبي طالب قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُوَلُد لَكَ ابنٌ قد نَحَلْتُهُ اسْمِي وكُنْيَتِي".

(11/ 218) في ترجمة (عمر بن يوسف بن الضَّحَّاك المُخَرِّمِيّ أبو حفص).

(1)

هكذا في المطبوع: "محمد بن الأشعث". وهو موافق لما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 433، ولما في "العلل المتناهية" لابن الجَوْزي (1/ 245)، "وتاريخ دمشق" لابن عساكر (15/ 727) -مخطوط-، حيث يرويانه عن الخطيب، وفي "دلائل النبوة" للبيهقي (6/ 380):"محمد بن بشر -صوابه: (نَشْر) كما في "تبصير المنتبه" لابن حَجَر (1/ 88)، ومصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث-". وهو (الهَمْدَاني)، وكان مؤذِّنًا لـ (ابن الحَنَفِيَّة) كما في "تهذيب الكمال"(3/ 1246) -مخطوط-، والظاهر أنه هو الصواب. ويؤكِّده أنَّ الحافظ المِزِّي في "تهذيب الكمال" في ذات الموطن السابق -في ترجمة (محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنيفة) - يقول:"روى ليث بن أبي سُلَيْم، عن محمد بن نَشْر، عن محمد بن الحنفية، عن عليٍّ قال: قلت يا رسول اللَّه إن وُلِدَ لي مولود بعدك أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ قال: نعم".

ص: 52

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (الحسن بن بِشْر بن سَلْم الهَمْدَاني)، قال النَّسَائي عنه:"ليس بالقويِّ". وقال ابن خِرَاش: "منكر الحديث". وقال أحمد: أما أرى به بأسًا في نفسه، روى عن زهير أشياء مناكير". وقال أبو حاتم:"صدوق". وقال ابن حَجَر: "صدوق يخطئ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (511).

كما أنَّ فيه: (قيس) وهو (ابن الرَّبيع الأَسَدي الكوفي أبو محمد): ضعَّفه ابن مَعِين، وأبو زُرْعَة، والدَّارَقُطْنِيّ، والنَّسَائي وقال:"متروك الحديث"، ووكيع، وابن المَدِيني. وقال عفَّان:"ثقة". وقال أحمد: "كان يتشيع، وكان كثير الخطأ في الحديث". وقال ابن المُبَارَك: "في حديثه خطأ". وقال شُعْبَة وابن عدي: "لا بأس به". وقال أبو حاتم: "محلُّه الصدق وليس بقوي، يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به". وقال ابن حَجَر: "صدوق، تغيَّر لمَّا كَبِرَ، أَدْخَلَ عليه أبنه ما ليس من حديثه فحدَّث به". وقال الذَّهَبِيُّ: "صدوق سيء الحفظ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (141).

وفيه أيضًا (ليث) وهو (ابن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم القرشي): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (124).

و(محمد بن الأشعث) لم أتبينه. وهو عند من رواه: عن ليث، عن محمد بن نَشْر، عن ابن الحنفيَّة.

و(محمد بن نَشْر الهَمْدَاني الكوفي مؤذِّن محمد بن الحنفيَّة)، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 253)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(8/ 108 - 109)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته" (7/ 434) وقال: يروي عن ابن الحنفية، روى عنه ليث بن أبي سُلَيْم". وقال

ص: 53

الذَّهَبِيُّ عنه في "ميزان الاعتدال"(4/ 55): "صدوق". وذكر الحافظ ابن حَجَر في ترجمته من "التهذيب"(49/ 488) أن ابن الجَوْزي نقل عن الأَزْدِي قوله فيه: "متروك". وهذا موضع نظر، فإنَّ من نقل ابن الجَوْزي فيه ذلك عن الأَزْدَي، إنما هو (محمد بن نَشْر المدني) كما في "الضعفاء" له (3/ 104)، وليس (محمد بن نَشْر الهَمْدَاني). وقد فرَّق بينهما الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (4/ 55) أيضًا. وقال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 213):"مقبول، من السادسة"/ بخ.

وصاحب الترجمة (عمر بن يوسف المُخَرِّمي أبو حفص)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(ابن الحَنَفِيَّة) هو (محمد بن عليّ بن أبي طالب أبو القاسم): إمام ثقة من كبراء التابعين، خرَّج له أصحاب الكتب الستة، وتوفي بعد الثمانين للهجرة. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(4/ 110 - 129)، و"التهذيب"(9/ 354 - 355)، و"التقريب"(2/ 192).

التخريج:

رواه البيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 380)، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(15/ 727) -مخطوط-، من طريق عَوْن بن سلام، حدَّثنا قيس، عن لَيْث، عن محمد بن نَشْر، عن محمد بن الحَنَفِيَّة، عن عليٍّ مرفوعًا به.

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(15/ 727) -مخطوط- عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(5/ 91 - 92)، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(15/ 728) -مخطوط-، قال: أخبرنا محمد بن الصَّلْت وخالد بن مَخْلَد، قالا: حدَّثنا الرَّبيع بن المنذر الثَّوْري، عن أبيه قال: وقع بين عليٍّ وطلحة كلام، فقال له طلحة: لا كجرأتك على رسول اللَّه، سَمَّيْتَ باسْمِهِ

ص: 54

وكَنَّيْتَ بِكُنْيَتِهِ، وقد نهى رسول اللَّه أَنْ يجمعهما أحدٌ من أُمَّته بعده. فقال عليٌّ: إنَّ الجريء من اجترأ على اللَّه ورسوله، اذهب يا فلان فادع لي فلانًا وفلانًا، لِنَفَرٍ من قُرَيْش. قال: فجاؤوا فقال: بم تشهدون؟ قالوا نشهد أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّه سيولد لك بعدي غلامٌ فقد نحلتُهُ اسمي وكُنْيَتي، ولا يَحِلُّ لأحدٍ منْ أُمَّتي بَعْدَهُ".

قال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(4/ 115) عقب ذكره لرواية ابن سعد هذه: "رواه ثقتان عن الربيع، وهو مرسل".

أقول: في إسناده (الرَّبيع بن منذر الثَّوْري)، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 274 - 275)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 470)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابن حِبَّان في "ثقاته" (6/ 297) وقال:"روى عنه إسحاق بن منصور السَّلُولي وزيد بن الحُبَاب".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 245) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:" هذا حديث لا يصحُّ. والحسن بن بشر منكر الحديث عند العلماء". وقد صُحِّفَ فيه: (الحسين بن شدَّاد) إلى (الحسن بن شدَّاد).

وقد علَّق محقق "العلل" الأستاذ الأَثَري على الحديث بقوله: "وفيه الحسن بن شدَّاد، وهو مجهول كما في "الميزان".

أقول: وهذا وَهَمٌ من المحقق، كان نتيجة تصحيف (الحسين) إلى (الحسن). والذي قال فيه الذَّهَبِيُّ إنَّه مجهول، إنما هو (الحسن بن شدَّاد الجُعْفي) كما في "الميزان" (1/ 496). والذي في إسناد الخطيب هو (الحسين بن شدَّاد المُخَرِّمِيّ) كما نسبه الخطيب في سياق الإسناد. وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه" (8/ 52 - 53) وقال:"ما علمت من حاله إلَّا خيرًا". وقد توفي عام (268 هـ).

ص: 55

والحديث رواه أبو داود في الأدب، باب الرخصة في الجمع بينهما (5/ 250 - 251) رقم (4967)، والتِّرْمِذِيّ في الأدب باب ما جاء في كراهية الجمع بين اسم النبيِّ صلى الله عليه وسلم وكنيته (5/ 137) رقم (2843)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 278)، من طريق فِطْر بن خَلِيفة، عن منذر الثَّوْري، عن محمد بن الحَنَفِيَّة، عن عليّ بن أبي طالب أنَّه قال:"يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إنْ وُلِدَ لي بَعْدَكَ أُسَمِّيْهِ محمَّدًا وأَكْنِيْهِ بِكُنْيَتِك؟ قال: نعم. قال: فكانت رُخْصَةً لي".

قال التِّرْمِذِيُّ: "حديث صحيح".

وصحَّحه الحاكم، ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وقد اعتبرتُ حديث الخطيب من الزوائد، لأنَّ فيه إخبارًا بأنَّه سيولد له وَلَدٌ، وأنَّه نَحَلَهُ اسمه وكُنْيَتَهُ، فيدخل هذا الحديث في أعلام النبوة. بينما لا يوجد في حديث أبي داود والتِّرْمِذِيّ ذلك. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1668 -

أخبرنا التَّنُوخي، حدَّثنا محمد بن خَلَف بن جَيَّان الخَلَّال، حدَّثنا عمر بن خالد بن يزيد الشَّعِيري -سنة أربع وثلاثمائة-، حدَّثنا محمد بن حُمَيْد الرَّازِي -في دار القُطْن-، حدَّثنا مِهْرَان بن أبي عمر، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن الأسود بن قيس، عن أبي حازم،

عن أبي هريرة: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن المُسَوِّفَاتِ.

"قال أبو عبد اللَّه -يعني محمد بن حُمَيْد- يدعو الرجل امرأته فتقول: سوف، سوف".

(11/ 220) في ترجمة (عمر بن خالد بن يزيد بن الجَارُود الشَّعِيريّ أبو حفص).

ص: 56

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (محمد بن حُمَيْد بن حَيَّان الرَّازي): ضعَّفه البعض، وكذَّبه أبو زُرْعَة وصالح جَزَرَة وغيرهما، ووثَّقه ابن مَعِين وغيره. قال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف" (3/ 32):"وثَّقه جماعة والأَوْلَى تركه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (455).

كما أنَّ فيه (مِهْرَان بن أبي عمر العطَّار الرَّازي أبو عبد اللَّه)، وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(7/ 427) وقال: "في حديثه اضطراب".

2 -

"التاريخ الصغير" للبخاري (2/ 218) وقال: "سمعت إبراهيم بن موسى يضعِّفه. في حديثه اضطراب".

3 -

"الضعفاء" لأبي زُرْعَة الرَّازي (2/ 662).

4 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 229) وقال: "روى عن الثَّوْري أحاديث لا يُتَابَعُ عليها".

5 -

"الجرح والتعديل"(8/ 302) وفيه عن أبي حاتم: "كان يقعد على الطريق يبيع"! !

6 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 523) وقال: "كان في أوله مجوسيًا، أسلم على يدي الثَّوْري، وله صنَّف الثَّوْري "الجامع الصغير"، ومات قبل جرير بن عبد الحميد، يخطئُ ويُغْرِبُ".

7 -

"الكامل"(6/ 2453 - 2454)، وروى له عدَّة أحاديث، وقال: "كُلُّ هذه الأحاديث عن مِهْرَان إلَّا القليل، يرويها عن مِهْرَان: ابن حُمَيْد. وابن حُمَيْد له شغل في نفسه ممَّا رواه عن النَّاس

(1)

. ومِهْرَان على الأصول خير منه".

(1)

تَصَحَّفَ في "الكامل" إلى: "مما رماه الناس". والتصويب من "التهذيب"(10/ 328).

ص: 57

8 -

"الكاشف"(3/ 158) وقال: "فيه لِيْنٌ، ووثَّقه أبو حاتم".

9 -

"التهذيب"(10/ 327 - 328) وفيه عن ابن مَعِين: "كتبت عنه وكان عنده غلط كثير في حديث سفيان". وقال مرَّةً: "ثقة". وقال النَّسَائي: "ليس بالقويِّ". وقال أبو حاتم: "ثقة صالح الحديث". وقال الحاكم أبو أحمد: "ليس بالمتين عندهم". وقال السَّاجي: "في حديثه اضطراب". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "لا بأس به".

10 -

"التقريب"(2/ 279): "صدوق له أوهام، سيء الحفظ، من التاسعة"/ مد ق.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عمر بن خالد بن يزيد الشَّعِيري)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(أبو حازم) هو (سلمان الأَشْجَعِي الكوفي): صاحب أبي هريرة، وقد قَاعَدَهُ خمس سنين، محدِّث ثقة، خرَّج له الستة، ومات على رأس المائة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(11/ 259 - 260)، و"السِّيَر"(5/ 7 - 8)، و"التقريب"(1/ 351).

وشيخ الخطيب (التَّنُوخي) هو (عليّ بن المُحَسِّن بن عليّ أبو القاسم): عالم صدوق مُعَمَّر. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1115).

التخريج:

رواه أبو يَعْلَى في "مسنده"(11/ 354) رقم (6467)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2657) -في ترجمة (يحيى بن العلاء الرَّازي) -، من طريق محمد بن ربيعة الكوفي، عن يحيى بن العلاء الرَّازي، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: "لَعَنَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: المُسَوِّفَةَ، والمُفَسِّلَةَ. فأمَّا المُسَوَّفَةُ فالتي إذا أرادها زَوْجُهَا قالت:

ص: 58

سَوْفَ، الآنَ. وأمَّا المُفْسِّلَةُ فالتي إذا أرادها زَوْجُهَا قالت: إنِّي حَائِضٌ وليست بحَائِضٍ".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 296): "رواه أبو يعلى، وفيه يحيى بن العلاء وهو ضعيف متروك".

أقول: (يحيى بن العلاء الرَّازي) كذَّبه أحمد وغيره. وستأتي ترجمته في حديث (2077).

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 229) -في ترجمة (مِهْرَان بن أبي عمر الرَّازي) -، من طريق محمد بن حُمَيْد، عن مِهْرَان، به، وقال:"روى -يعني مهران- عن الثَّوْري أحاديث لا يُتَابَعُ عليها، وهذا يُرْوَى بغير هذا الإِسناد من طريق فيها لِيْنٌ".

أقول: وللحديث شاهد من حديث ابن عمر مرفوعًا بلفظ: "لعن اللَّه المُسَوِّقَات. فقيل: يا نبي اللَّه وما المسوِّفاتُ؟ قال: التي يدعوها زوجها إلى فراشها فتقول: سوف حتى تغلبه عيناه". رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(4/ 186) رقم (2304) -، وابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 213) -في ترجمة (جعفر بن مَيْسَرَة الأَشْجَعي) -، وابن الجَوْزي في "العلل"(2/ 139 - 140)، من طريق جعفر بن مَيْسَرَة، عن أبيه، عن ابن عمر.

قال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (جعفر بن مَيْسَرَة)، وقال:"قال ابن حِبَّان: ومن مناكير جعفر هذا الحديث".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 296): "رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" من طريق جعفر بن مَيْسَرَة الأَشْجَعِي، عن أبيه. ومَيْسَرَةُ ضعيف، ولم أر لأبيه من ابن عمر سماعًا".

ص: 59

وحديث ابن عمر ذكره ابن أبي حاتم في كتابه "العلل"(1/ 409) من هذا الطريق، ونقل عن أبيه قوله بأنَّه باطل.

وقد روى البخاري في النكاح، باب إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها (9/ 293 - 294) رقم (5193)، ومسلم في النكاح، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها (2/ 1060) رقم (1436)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إذا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ، فَأَبَتْ أَنْ تَجيءَ، لَعَنَتْهَا الملائكةُ حتَّى تُصْبِحَ".

* * *

1669 -

أخبرنا أحمد بن عليّ المُحْتَسِب، أخبرنا الحسن بن الحسين بن حَمَكَان الفقيه، حدَّثنا أبو القاسم عبيد اللَّه بن لؤلؤ السُّلَمِي -ببغداد-، حدَّثنا عمر بن وَاصِل -باب المُحَوّل- قال: سمعت سهل بن عبد اللَّه التُّسْتَرِي يقول: أخبرنا محمد بن سَوَّار، عن داود بن أبي هِنْد، عن الشَّعْبِي،

عن أبي هريرة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى إبليس حسين السِّخْنَةِ، ثم رآه بعد ذلك نَاحِلَ الجسم متغير اللون. فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"ما الذي أنْحَلَ جسمك، وغيَّر لونك من بعدما رأيتك أوَّلًا"؟ فقال: خِصَالٌ في أُمَّتك يا محمد. قال: "وما هي"؟ قال: صَهِيلُ فَرَسٍ في سبيل اللَّه، ورجل ينادي بالصلاة في وقتها آناء الليل والنهار مُحْتَسِبًا، ورجل خائف اللَّه بالصحة، ورع، عَمَّال للَّه مخلصًا، ورجل كسب كسبًا من حلال فوصل به ذا رَحِمٍ محتاجًا، أو ذا فَاقَةٍ مضطرًا، ورجل صلَّى الصبح فجلس في محرابه ومقعده يذكر اللَّه حتى طلعت عليه الشمس، ثم صلَّى الضحى للَّه راجيًا. فتلك التي فعلت بي الأفاعيل.

(11/ 221) في ترجمة (عمر بن وَاصِل البَصْرِيّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ص: 60

ففيه صاحب الترجمة (عمر بن وَاصِل الصُّوفي البَصْرِي)، وقد اتَّهَمَهُ الخطيب بوضع الحديث. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1564).

و (الشَّعْبِيُّ) هو (عامر بن شَرَاحييل أبو عمرو): إمام ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (264).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 41) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث موضوع، واتَّهَمَ أبو بكر الخطيب، عمر بن وَاصِل بوضع هذا الحديث".

وأقرَّهُ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 332)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 28).

أقول: ما ذكره ابن الجَوْزي عن الخطيب أنَّه اتَّهَمَ (عمر بن واصل) بوضع هذا الحديث، لم يذكره الخطيب في "تاريخه" عند سياقه لهذا الحديث، فلعله ذكره في كتاب آخر له. لكن الخطيب في ترجمة (عبد اللَّه بن لؤلؤ بن جعفر السُّلَمي)(10/ 358)، اتَّهَمَ (عمر بن وَاصِل) بالوضع. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1670 -

أخبرنا البَرْقَاني، أخبرنا أبو بكر الإِسماعيلي، حدَّثنا عمر بن سهل بن يزيد أبو القاسم التُّسْتَرِيّ الدَّقَّاق -ببغداد-، حدَّثنا إبراهيم بن المُسْتَمِرّ، حدَّثنا محمد بن بكَّار بن بلال، حدَّثنا سعيد بن بشير، عن قَتَادَة، عن الحسن، عن أُمِّه،

عن أُمِّ سَلَمَة قالت: كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَكْرَهُ سَوْرَةَ الدِّم ثلاثًا، ثُمَّ يُبَاشِرُ بعد الثَّلاثِ بغيرِ إِزَارٍ.

"قال سعيد: يعني الحائض".

ص: 61

(11/ 223 - 224) في ترجمة (عمر بن سهل بن يزيد الدَّقَّاق

(1)

التُّسْتَرِيّ أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (سعيد بن بشير الأَزْدِيّ)، وهو ضعيف يروي عن قَتَادَةَ المنكرات. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1168).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عمر بن سهل الدَّقَّاق) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(الحسن) هو (البَصْرِيُّ)، وأُمُّه هي (خَيْرَةُ، مولاة أُمِّ سَلَمَة)، ترجم لها ابن حِبَّان في "ثقاته"(4/ 216)، وابن حَجَر في "التهذيب"(12/ 416)، ولم يذكر فيها سوى توثيق ابن حِبَّان لها. كما ترجم لها في "التقريب"(2/ 596)، وقال:"مقبولة، من الثانية"/ م 4.

و(قَتَادَة) هو (ابنِ دِعَامَة السَّدُوسِي البَصْري): ثقة ثَبْتٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1303).

وشيخ الخطيب (البَرْقَاني) هو (أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب أبو بكر): إمام ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (312).

و(أبو بكر الإِسماعيلي) هو (أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجُرْجَاني): إمام حُجَّةٌ فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1514).

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى "الوراق". والتصويب من مخطوطة "تاريخ بغداد" نسخة تونس ص 436.

ص: 62

التخريج:

رواه أبو بكر الإِسماعيلي في "معجمه" ص 171 رقم (349)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(23/ 365 - 366) رقم (864)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(1/ 392) رقم (504) -، عن أبي زُرْعَة الدِّمَشْقِي، حدَّثنا محمد بن بكَّار، به، دون قوله:"بغير إزَارٍ". وعنده في "الأوسط": "يتقي" بدلًا من "يكره".

قال الطبراني في "المعجم الأوسط": "لم يروه عن قَتَادة إلَّا سعيد، تفرَّد به محمد".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 282): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه سعيد بن بشير، وثَّقه شُعْبَة، واختلف في الاحتجاج به". وقد فات الهيثمي أن يعزوه إلى الطبراني في "الكبير".

وعزاه محقق "الكبير" إلى "مسند الشاميين" للطبراني رقم (2674).

وعزاه في "كنز العُمَّال"(7/ 131) رقم (18346) إلى الطبراني في "الكبير" فحسب.

* * *

1671 -

أخبرني الحسن بن عليّ التَّمِيمي، ومحمد بن عبد اللَّه القُرَشِي، قالا: أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا عمرو بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن حمَّاد بن حسَّان بن عبد الرحمن -ويُعْرَفُ بابن أبي حسَّان الزَّيَادي-، حدَّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدَّثنا محمد بن جابر، حدَّثنا حمَّاد، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة،

عن عبد اللَّه قال: صَلَّيتُ خَلْفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأبي بكرٍ، وعُمَرَ، فلم يَرْفَعُوا أيديهم إلَّا عند افتتاحِ الصَّلاةِ.

ص: 63

(11/ 224) في ترجمة (عمر بن عبد اللَّه بن عمرو الزِّيَادي أبو القاسم، المعروف بابن أبي حسان).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (محمد بن جابر بن سيَّار بن طارق الحَنَفي اليَمَامي أبو عبد اللَّه)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (980).

و(عَلْقَمَة) هو (ابن قيس بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ): ثقة ثَبْتٌ فقيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).

و(ابراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِيّ): إمام ثقة فقيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).

و(حمَّاد) هو (ابن أبي سليمان الكوفي): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (632).

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 295)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 79 - 80)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2162) -في ترجمة (محمد بن جابر) -، من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، عن محمد بن جابر، به.

قال الدَّارَقُطْنِيُّ: "تفرَّد به محمد بن جابر، وكان ضعيفًا، عن حمَّاد، عن إبراهيم. وغير حمَّاد يرويه عن إبراهيم مرسلًا عن عبد اللَّه من فِعْلِهِ غير مرفوع إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو الصواب".

وقال ابن عدي: "وهذا لم يوصله عن حمَّاد غير محمد بن جابر، ورواه غيره عن حمَّاد عن إبراهيم عن عبد اللَّه، ولم يجعل بينهما عَلْقَمَةَ".

ص: 64

وقال البيهقي بعد أن نقل قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق: "وكذلك رواه حمَّاد بن سَلَمَة عن حمَّاد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن ابن مسعود مرسلًا موقوفًا".

وقال الزَّيْلَعِيُّ في "نصب الراية"(1/ 396 - 397): "وهذه الرواية أخرجها البيهقي في "الخلافيات" بسنده عن إبراهيم، أنَّ ابن مسعود كان إذا دخل في الصلاة كَبَّرَ ورفع يديه أوَّل مرَّة، ثم لم يرفع بعد ذلك. قال الحاكم: وهو الصحيح. وإبراهيم لم ير ابن مسعود، والحديث منقطع، ومحمد بن جابر تَكَلَّمَ فيه أئمة الحديث".

أقول: روى أبو داود في الصلاة، باب من لم يذكر الرفع عند الركوع (1/ 477 - 478) رقم (748)، والتِّرْمِذِيّ في الصلاة، باب ما جاء أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يرفع إلَّا مَرَّةً واحدةً (2/ 40 - 41)، رقم (257)، والنَّسَائي في الافتتاح، باب الرخصة في ترك رفع اليدين حذو المنكبين عند الرفع من الركوع (2/ 195)، عن ابن مسعود قال:"ألا أُصَلِّي بكم صلاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فصلَّى، فلم يَرْفَعْ يديه إلَّا في أَوَّلِ مَرَّةٍ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "حديث حسن". وانظر: "نصب الراية"(1/ 394)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 222).

وإنما اعتبرتُ الحديث من الزوائد لزيادة نقل ابن مسعود لفعل أبي بكر وعمر الموافق لفعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

* * *

1672 -

حدَّثنا أبو طالب يحيى بن عليّ الدَّسْكَرِيّ، أخبرنا أبو بكر بن المُقْرِئ، حدَّثني أبو بكر عمر بن العلاء بن مالك المُقْرِئ البغدادي -في المسجد الحَرَام-، حدَّثنا التَّرْقُفِيّ، حدَّثنا رَوَّاد.

وأخبرنا الحسين بن عمر بن بَرْهَان الغَزَّال قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد

ص: 65

الصَّفَّار، حدَّثنا عبَّاس بن عبد اللَّه التَّرْقُفِيّ، حدَّثنا رَوَّاد بن الجَرَّاح، حدَّثنا سفيان، عن منصور، عن رِبْعَيّ،

عن حُذَيْفَة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ في المائتينِ كُلُّ خَفِيفِ الحَاذِ". قيل يا رسول اللَّه وما خفيفُ الحَاذِ؟ قال: "الذي لا أَهْلَ لَهُ ولا وَلَدٌ".

(11/ 225) في ترجمة (عمر بن العلاء بن مالك المُقْرِئ أبو بكر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف، ومَتْنُهُ مُنْكَرٌ.

وقد تقدَّم الكلام على إسناده في حديث (906).

وصاحب الترجمة (عمر بن العلاء بن مالك المُقْرِئ أبو بكر) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

تقدم تخريجه في حديث (906).

غريب الحديث:

قوله: "كُلُّ خَفيفِ الحَاذِ": أي خفيف الظهر من العِيَالِ. وقد تقدَّم تفسيره في حديث (906).

* * *

1673 -

حدَّثني عبد العزيز بن عليّ الأَزَجِيّ، حدَّثنا أحمد بن عبد العزيز الصَّرِيْفِينِيّ، حدَّثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عيسى السَّذَابِيّ، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثنا يزيد بن هارون، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن قَتَادَة، عن عِكْرِمَةَ،

عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن اللَّه تعالى

ص: 66

قال: "يقولُ اللَّهُ: أنا اللَّه لا إله إلَّا أنا، كلمتي من قالها أَدْخَلْتُهُ جَنَّتي، ومَنْ أَدْخَلْتُهُ جَنَّتي فقد أَمِنَ، والقرآنُ كلامي، ومنِّي خَرَجَ".

(11/ 225) في ترجمة (عمر بن محمد بن عيسى الجَوْهَرِيّ السَّذَابِيّ أبو حفص).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (عمر بن محمد بن عيسى الجَوْهَرِيّ السَّذَابِيّ أبو حفص)، قال الحافظ الخطيب عنه:"في بعض حديثه نُكْرَة". كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 221)، وذكر قول الخطيب السابق، وقال:"وذكر له هذا الحديث المنكر"، ثم ساقه. كما ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 325 - 326) ولم يزد عمَّا في "الميزان".

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه العلَّامة المَدَني في "الإِتحافات السَّنِيَّة" ص 82 رقم (231) إليه وحده.

وذكره الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(3/ 221) في ترجمة (عمر بن محمد السَّذَابي) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا موضوع". وأقرَّهُ الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 325).

وذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 148) -في القسم الثالث، وهو مشتمل على زيادات السُّيُوطيّ على ابن الجَوْزي-، وعزاه للخطيب وقال:"حديث منكر".

* * *

ص: 67

1674 -

أخبرني الحسن بن عليّ التَّمِيمي، ومحمد بن عبد الملك القُرَشي، قالا: أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا عمر بن إسماعيل بن إبراهيم بن سليمان الصَّفَّار، حدَّثنا عبد اللَّه بن بِشْر

(1)

الرَّازي، حدَّثنا عِمْرَان بن عُيَيْنَة، وإسماعيل بن عُلَيَّة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشَّعْبِي،

عن عُرْوَة بن مُضَرِّس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"المَرْءُ مع مَنْ أَحَبَّ".

(11/ 227) في ترجمة (عمر بن إسماعيل بن إبراهيم الصَّفَّار).

مرتبة الحديث:

صحيح من غير هذا الطريق. وعدَّه القَسْطَلَّانِيُّ والسُّيُوطيُّ وغيرهما من المتواتر.

ورجال إسناد الخطيب حديثهم حسن، عدا صاحب الترجمة (عمر بن إسماعيل الصَّفَّار)، فإنَّ الخطيب لم يذكره بجرح أو تعديل، ولم أقف على من ذكره.

و (عُرْوَة بن مُضَرِّس بن أَوْس بن حارثة الطَّائِي) رضي الله عنه، شهد مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم حَجَّة الوَدَاع، وكان من بيت الرئاسة في قومه، وجدُّه كان سيدهم، وكذا أبوه، وهذا كان يُباري عدي بن حاتم في الرياسة. وحديثه مخرَّج في "السنن الأربعة". انظر ترجمته في:"الإِصابة"(2/ 478)، و"التهذيب"(7/ 188 - 189).

و (الشَّعْبِيُّ) هو (عامر بن شَرَاحِيل أبو عمرو): إمام ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (264).

(1)

هكذا في المطبوع: "عبد اللَّه بن بشر". وهو موافق لما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 439. وفي ترجمته من "التاريخ" (11/ 116): "عَبْدُوس بن بشر". وورد كذلك في أسماء شيوخ المترجَمِ له (عمر بن إسماعيل الصَّفَّار).

ص: 68

التخريج:

رواه الطبراني في "الكبير"(17/ 154) رقم (395)، و"الأوسط"(3/ 111) رقم (2227)، و"الصغير"(1/ 28)، من طريق زيد بن حَرِيش، عن عِمْرَان بن عُيَيْنَة، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.

قال الطبراني في "الصغير": "لم يروه عن ابن أبي خالد إلَّا عِمْرَان بن عُيَيْنَة".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 281): "رواه الطبراني في "الثلاثة"، ورجاله رجال الصحيح غير زيد بن الحَرِيش وهو ثقة".

أقول: (زيد بن الحَرِيش الأَهْوَازي)، ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(8/ 251)، وقال:"ربما أخطأ". وقال ابن القَطَّان: "مجهول الحال". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (812).

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 443) إلى الشِّيْرَازِيّ في "الألقاب"، وابن عساكر.

والحديث رُوي عن عدد من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(6/ 555 - 559)، و"مجمع الزوائد"(10/ 280 - 281)، و"الترغيب والترهيب"(4/ 26 - 27)، و"الأزهار المتناثرة" ص (168 - 170)، و"لقط اللآلئ المتناثرة" ص 85 - 88، و"نظم المتناثر" ص 128 - 129، وقد ذكره من حديث خمسة عشر صحابيًا.

ومن ذلك ما رواه البخاري في الأدب، باب علامة حُبِّ اللَّه عز وجل (10/ 557) رقم (6168)، ومسلم في البر والصلة، باب المرء مع من أحب (4/ 3034) رقم (2640)، وغيرهما، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا به.

* * *

ص: 69

1675 -

أخبرنا البَرْقاني، أخبرنا الحسين بن أحمد الصَّفَّار -بِهَرَاة-، حدَّثنا عمر بن إبراهيم بن القاسم بن بشَّار أبو حفص البغدادي -بتِنِّيس-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن حفص بن عمر -إملاءً-، حدَّثنا محمد بن كثير الكوفي، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن أبي الزُّبَيْر،

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما بَيْنَ قَبْرِي ومِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ".

(11/ 228) في ترجمة (عمر بن إبراهيم بن القاسم بن بشَّار البغدادي أبو حفص).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى بلفظ: "ما بين بَيْتِي ومِنْبَرِي. . . ". وعَدَّهُ السُّيُوطيُّ مِنَ المتواتر.

ففيه (محمد بن كثير القُرَشي الكوفي) وهو ضعيف. وقال البخاري: "منكر الحديث". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (338).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عمر بن إبراهيم بن القاسم البغدادي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

قال الخطيب عقب روايته له نقلًا عن الدَّارَقُطْنِيّ: "تفرَّد به محمد بن كثير، ولم يحدِّث به غير محمد بن حفص البَصْرِيّ".

وشيخ الخطيب (البَرْقَاني) هو: (أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب أبو بكر): إمام ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (312).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (421).

ص: 70

كما تقدَّم تخريجه أيضًا من حديث أبي سعيد الخُدْرِي برقم (637).

وسيأتي تخريجه من حديث سعد بن أبي وقَّاص برقم (1701)، ومن حديث ابن عمر برقم (1841).

وقوله في الحديث: "ما بين قبري" تصرف من بعض الرواة، والثابت هو قوله صلى الله عليه وسلم:"ما بين بيتي". وانظر حديث (421) فيما علقته حول ذلك.

* * *

1676 -

أخبرنا محمد بن أحمد رِزْق، حدَّثنا أبو القاسم عمر بن عبد العزيز بن دينار -إملاءً-، حدَّثنا محمد بن احمد بن أبي العَوَّام الرِّيَاحِيّ، حدَّثنا أبي: أبو العَوَّام، حدَّثنا حفص بن عمر أبو عمر العُمَرِيّ، حدَّثنا مُبَارَك بن فَضَالَة قال: حدَّثني عبيد اللَّه بن عمر، عن القاسم بن محمد،

عن عائشة قالت: "كان بيني وبين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كلام، فقال: "بمن ترضين أن يكون بيني وبينك؟ أَتَرْضَيْنَ بأبي عُبَيْدَة بن الجَرَّاح"؟ قلت: لا، ذاكَ رجلٌ لَيِّنٌ يقضي لكَ عليَّ. قال: "أَتَرْضَيْنَ بعمر بن الخَطَّاب"؟ قلت: لا، إنِّي لأَفْرَقُ من عُمَرَ. فقال: "والشَّيْطَانُ يَفْرَقُ مِنْهُ". فقال: "أترضينَ بأبي بكر"؟ قلت: نعم. فبعث إليه فجاءه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اقض بيني وبين هذه". قال: أنا يا رسول اللَّه؟ قال: "نعم". فتكلَّم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقلتُ له: اقْصِدْ يا رسول اللَّه. قلت: فرفع أبو بكر يده فَلَطَمَ وجهي لَطْمَةً بَدَر منها أنفي ومَنْخَراي دمًا. وقال: لا أُمَّ لَكِ، فمن يقصد إذا لم يقصد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقال صلى الله عليه وسلم: "ما أَرَدْنا هذا". وقام فَغَسَلَ الدَّم عن وَجْهِي، وثوبي بيده.

(11/ 240) في ترجمة (عمر بن عبد العزيز بن محمد بن دينار الفارسي البزَّار أبو القاسم).

ص: 71

مرتبة الحديث:

رجال إسناده حديثهم حسن إن كان (حفص بن عمر أبو عمر العُمَرِي) هو (حفص بن عمر أبو عمر الحَوْضي)، أو (حفص بن عمر أبو عمر الضَّرير البَصْري الأكبر)، وكلاهما قد روي عن (مُبَارَك بن فَضَالَة). وأولهما:(الحوضي): ثقة ثَبْت. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (527). أمَّا (الضرير): فإنَّه صدوق يحفظ عامَّة حديثه، عالم فقيه. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(7/ 45 - 47)، و"الكاشف"(1/ 179 - 180)، و"التقريب"(1/ 188). ولم أقف في ترجمتهما على من ذكر نسبة (العُمَرِيّ) لهما، واللَّه أعلم.

و (المُبَارَك بن فَضَالَة): صدوق يدلِّس ويُسَوِّي، بيد أنَّه صرَّح بالتحديث هنا، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (343).

التخريج:

ذكره السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(2/ 738) مختصرًا، من دون ذكر أبي عبيدة وعمر، وعزاه إلى الدَّيْلَمِيّ. ولم أقف عليه في "الفردوس" له.

أقول: بعض ما جاء في مَتْنِ الحديث محلُّ توقف عندي من جهة صدوره عن السيدة عائشة، خاصة فيما يتعلق بقولها بأبي عبيدة رضي الله عنه:"ذاك رجل ليِّنٌ يقضي لك عليَّ". وكذلك قولها للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: "اقْصِدْ"!! فإنَّه يبعد صدوره مِنْ مِثْلِهَا في مثلهما، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1677 -

أخبرنا أبو سهل محمود بن عمر العُكْبَريّ -إِجازةً-.

وأخبرناه أبو الفتح محمد بن الحسين بن محمد الشَّيْبَاني العَطَّار -قراءةً عليه- قال: حدَّثنا عمر بن محمد الخطيب التَّلِّي -قَدِمَ عُكْبَرَا-، أخبرنا:

ص: 72

الحسين بن السَّمَيْدَع

(1)

الأَنْطَاكِيّ، حدَّثنا عبد الكبير بن المُعَافَى بن عِمْرَان، عن أبيه، عن سفيان بن سعيد الثَّوْري قال: حدَّثني حمَّاد التَّنُوخي، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَجَاوَزَ اللَّهُ تعالى لي عَنْ أُمَّتي مَا حَدَّثَتْ بها أَنْفُسَهَا ما لم تَعْمَلْ به، أو تتكلَّمْ به".

(11/ 242) في ترجمة (عمر بن محمد التَّلْعُكْبَرِيّ الخطيب أبو حفص).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وقد صَحَّ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

ففيه صاحب الترجمة (عمر بن محمد التَّلْعُكْبَرِي الخطيب)، وقد قال الحافظ الخطيب عنه:"كان غير ثقة، وكان ضريرًا". ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه: "مشهور بوضع الحديث". وترجم له الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 221)، ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ بلفظ:"وضَّاع للحديث". كما ترجم له الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 326)، وقال بعد أن نقل قول الخطيب السابق:"وكذا قال السَّمْعَانِيُّ في "الأنساب"".

أقول: ما قاله السَّمْعَانِيُّ في "الأنساب"(3/ 70) إنما نقله عن الخطيب من قوله.

وفيه أيضًا (حمَّاد التَّنُوخي) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(11/ 242) في ترجمة (عمر بن محمد التَّلْعُكْبَرِيّ الخطيب)، وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ:"مجهول".

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "السميذع" بالذال. والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد"(8/ 51)، ومن "الأنساب" للسَّمْعَاني (3/ 70)، و"تهذيب الكمال"(12/ 143).

ص: 73

2 -

"ذيل ميزان الاعتدال" للعراقي ص 199 - 200 رقم (308) ونقل ما تقدَّم عن الدَّارَقُطْنِيّ. وقد ساق الحديث في ترجمته، ونقل قول الخطيب الآتي.

3 -

"اللسان"(2/ 355).

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "بلغني عن الدَّارَقُطْنِيّ أنَّه ذكر هذا الحديث فقال: باطل من رواية هشام بن عُرْوَة عن أبيه، وحمَّاد التَّنُوخي: مجهول. والحمل في هذا الحديث على هذا الخطيب، فإنَّه مشهور بوضع الحديث".

التخريج:

رواه الخطيب في "تاريخه"(4/ 323 - 324)، من طريق أيوب بن منصور، عن عبد الرحمن بن مُسْهِر، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا بلفظ:"مغفور لأُمَّتي ما حدَّثت به أنْفُسَهَا ما لم تتكلَّم بالشِّرْكِ".

وإسناده ضعيف جدًّا من أجل (عبد الرحمن بن مُسْهِر الكوفي)، فإنَّه متروك. وقد تقدم الكلام على الحديث برقم (595).

وعزاه في "كنز العُمَّال"(12/ 174) رقم (34540) إلى الخطيب وحده.

والحديث رواه البخاري في الأيمان والنذور، باب إذا حنث ناسيًا في الأيمان (11/ 548 - 549) رقم (4664) وغير موضع، ومسلم في الإيمان، باب تجاوز اللَّه عن حديث النفس والخواطر (1/ 116) رقم (127)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إنَّ اللَّه تجاوزَ لأُمَّتي مَا حدَّثَتْ به أَنْفُسَهَا ما لم يتكلَّموا أو يَعْمَلُوا به".

* * *

1678 -

أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمر المُقْرِئ قال: حدَّثني أبو بكر بن أبي مَعْمَر الصَّفَّار، حدَّثنا أبو بكر محمد بن عبيد اللَّه الخَلَّال، حدَّثنا عفَّان بن مُسْلِم، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "رأيتُ في

ص: 74

السماء خيلًا موقوفةً مُسْرَجَةً ملجمةً، لا تروث ولا تبول ولا نعرق، رؤوسها من الياقوت الأحمر، حوافرها من الزبرجد الأخضر، أبدانها من العقبان الأصفر، ذوات أجنحة، فقلتُ لمن هذه؟ فقال جبريل: هذه لمحبِّي أبي بكر وعمر يزورون اللَّه عليها يوم القيامة".

(11/ 242 - 243) في ترجمة (عمر بن أحمد بن أبي مَعْمَر الأَوْدِيّ الصَّفَّار أبو بكر).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وقد تقدَّم الكلام على إسناده في حديث (230).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (230).

* * *

1679 -

أخبرنا عليّ بن الحسين بن دُوْمَا، حدَّثنا أبو بكر بن أبي مَعْمَر الصَّفَّار -إملاءً-، حدَّثنا يوسف بن حَرْب الأَشْعَرِي -من ولد أبي موسى-، حدَّثنا رَوْح بن عُبَادَة، عن ابن جُرَيْج، عن أبي الزُّبَيْر،

عن جابر، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أنَّه كَانَ يَمْسَحُ رَأْسَهُ بِفَاضِلِ ذِرَاعَيْهِ.

(11/ 243) في ترجمة (عمر بن أحمد بن أبي مَعْمَر الأَوْدِيّ الصَّفَّار أبو بكر).

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (عمر بن أحمد الأَوْدِيّ الصَّفَّار)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 75

كما أن فيه (يوسف بن حَرْب الأَشْعَري)، لم أقف على من ترجم له في كُلِّ ما رجعت إليه.

وبقية رجال الإِسناد ثقات، لكن ابن جُرَيْج:(عبد الملك بن عبد العزيز)، وأبو الزُّبَيْر:(محمد بن مسلم بن تَدْرُس الأسَدِي): من المدلِّسين الثقات، ولم يصرِّحا بالتحديث.

التخريج:

لم أقف عليه عند غير الخطيب في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وانظر الأحاديث والآثار الواردة في مسح الرأس عند الوضوء بفضل ماء اليدين وعدمه: "المصنَّف" لعبد الرزاق (1/ 9 - 11)، و"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (1/ 20 - 21)، و"السنن" الدَّارَقُطْنِيّ (1/ 87)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (1/ 236 - 237).

* * *

1680 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد الخَلَّال المُعَدَّل، حدَّثنا الحسين بن عمر بن أبي الأحوص، حدَّثنا محمد بن يحيى الحَجَرِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن الأَجْلَح، عن أبيه، عن عِكْرِمَة،

عن ابن عبَّاس قال: جاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم يعود العبَّاسَ، فأخذ بيده العبَّاسُ حتَّى صعد به على السرير فأقعده في مجلسه، قال:"رَفَعَكَ اللَّهُ يا عَمَّ".

(11/ 250 - 251) في ترجمة (عمر بن أحمد بن محمد الخَلَّال أبو حفص).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ص: 76

وقد سبق الكلام عليه في حديث (868).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (868).

* * *

1681 -

أخبرنا ابن بُكَيْر، حدَّثنا عمر بن إبراهيم بن أحمد بن أبي غُرَّة العَطَّار -أخو المزكيان

(1)

-، حدَّثنا هارون بن الحسين النَّجَّاد، حدَّثنا محمود بن خِدَاش الطَّالْقَاني، حدَّثنا يعقوب بن الوليد المَدَني، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَخْتَّمُوا بالعَقِيقِ فإنَّه مُبَارِكٌ".

(11/ 251) في ترجمة (عمر بن إبراهيم بن أحمد العطَّار).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (يعقوب بن الوليد بن عبد اللَّه بن أبي هلال الأَزْدِيّ المَدَنِيّ أبو يوسف، أو أبو هلال) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(3/ 104) وقال: "لم يكن بشيء".

2 -

"العلل" لأحمد (1/ 222) وقال: "كان من الكذَّابين الكِبَار".

3 -

"أحوال الرجال" ص 134 رقم (226) قال: "غير ثقة ولا مأمون".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 245 رقم (644) وقال: "متروك".

5 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 448 - 449).

(1)

واسمه: (علي بن إبراهيم بن أحمد العَطَّار). وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(11/ 341) ووثَّقه. كما ذكره الحافظ ابن حَجَر في "نزهة الألباب في الألقاب"(2/ 172) رقم (2587).

ص: 77

6 -

"الجرح والتعديل"(9/ 216 - 217) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث ضعيف الحديث كان يكذب. . . ". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بشيء".

7 -

"المجروحين"(3/ 137 - 138) وقال: "كان ممن يضع الحديث على الثقات، لا يحلُّ كتابة حديثه إلَّا على جهة التعجب".

8 -

"الكامل"(7/ 2604 - 2606) وقال بعد أن روى بعض أباطيله ومنكراته: "عامَّة ما يرويه من هذا الطراز، وليس هو بمحفوظ، وهو بيِّن الأمر في الضعفاء".

9 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 402 رقم (597).

10 -

"تاريخ بغداد"(14/ 265 - 267) وفيه عن الفَلَّاس: "ضعيف الحديث جدًّا". وقال أبو داود: "غير ثقة".

11 -

"التهذيب"(11/ 397 - 398) وفيه عن الغِلَابي عن ابن مَعِين: "كذَّاب". وقال الحاكم: "يروي عن هشام بن عُرْوَة ومالك المناكير". وقال ابن عدي: "متروك".

12 -

"التقريب"(2/ 377) وقال: "كذَّبه أحمد وغيره، من الثامنة"/ ت ق.

و(ابن بُكَيْر) هو (محمد بن عمر بن بُكَيْر النَّجَّار أبو بكر): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (665).

التخريج:

رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 449)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2605)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 138) -ثلاثتهم في ترجمة يعقوب بن الوليد المَدَني) -، من طريق يعقوب بن الوليد المَدِيني، عن هشام بن عروة، به.

ص: 78

قال العُقَيْلِي: "لا يثبت في هذا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم شيء".

وقال ابن عدي: "وهذا حديث يعقوب بن إبراهيم الزُّهْرِيّ وإن كان ضعيفًا عن هشام بن عروة، سرقه يعقوب هذا".

ورواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2604) -في ترجمة (يعقوب بن إبراهيم الزُّهْرِيّ المَدَني) -، وعنه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(11/ 322 - 323) رقم (5941)، من طريق الصَّلْت بن مسعود، حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم الزُّهْرِيّ، عن هشام بن عُرْوَة، به؛ وقال:"سرقه منه يعقوب بن الوليد الأَزْدِيّ، مَدَني أيضًا، فرواه عن هشام بن عُرْوَة".

أقول: (يعقوب بن إبراهيم الزُّهْرِيّ المَدَنِيّ)، قال ابن عدي عنه:"ليس بالمعروف". وترجم له في "اللسان"(6/ 302) ونقل قول ابن عدي، وساق حديثه هذا.

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 57) من طريق يعقوب بن الوليد الأَزْدِيّ المتقدِّم، وقال:"لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (يعقوب) هذا، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 272)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 275 - 276)، بما محصله: بأنَّ للحديث من الشواهد ما يدفع عنه الوضع. وقد ساق السُّيّوطيُّ بعضها.

أقول: وهذا مردود، فقد قال السَّخَاوِيُّ في "المقاصد الحسنة" ص 153 - وقد أطال في ذكر طرقه والكلام عليها-:"له طرق كلُّها واهية".

وقد تقدَّم قول العُقَيْلِي: "لا يثبتُ في هذا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم شيء".

وقد نقله عنه، ابن القَيِّم في "المنار المنيف" ص 132 مقرًّا له.

ص: 79

وقد ساق ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 56 - 59) شواهد الحديث وطرقها، وقال:"هذه الأحاديث كلها ليس فيها ما يصحُّ". وقد أَبَان عن عللها كلّها.

والحديث ذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(2/ 57) رقم (2323) عن عائشة رضي الله عنها.

* * *

1682 -

أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبَّاس النِّعَالي، أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن عبد اللَّه بن أحمد المعروف بابن قَيُّوما المُعَدَّل النَّهْرَوَاني -بها، في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة-، حدَّثنا أبو بكر بن محمد بن حَمْدَان بن بَغْدَاد الصَّيْدَلَاني -ببغداد-، حدَّثنا إسحاق بن محمد بن المثنَّى، حدَّثني أبي، حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان الثَّوْري، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار،

عن جابر قال: لمَّا أُنْزِلَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم: (لِتُعَزِّرُوهِ)

(1)

قال: قال لنا: "ما ذَاكُمْ"؟ قلنا: اللَّهُ ورسولُهُ أعلم. قال: "لِتَنْصُرُوهُ".

(11/ 252) في ترجمة (عمر بن محمد بن عبد اللَّه البُنْدَار أبو حفص ابن قَيُّوما النَّهْرَوَانِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه شيخ الخطيب (الحسن بن الحسين النِّعَالي)، وقد ترجم له في "تاريخه" (7/ 300 - 301) وقال:"كتبت عنه، كان كثير السماع، إلَّا أنَّه أَفْسَدَ أمره بأن أَلْحَقَ لِنَفْسِهِ السَّمَاعَ في أشياء لم تكن سماعه".

كما أنَّ فيه (محمد بن حَمْدَان بن بَغْدَاذ الصَّيْدَلَانِيّ أبو بكر)، وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(2/ 287) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 80

و (إسحاق بن محمد بن المُثَنَّى) لم أقف له على ترجمة في كُلِّ ما رجعت إليه.

و (محمد بن المُثَنَّى) يغلب على الظن أنَّه (ابن قيس بن دينار العَنَزِي أبو موسى)، وهو ثقة ثَبْتٌ. انظر ترجمته في:"تاريخ بغداد"(3/ 283 - 286)، و"التهذيب"(9/ 425 - 427)، و"التقريب"(2/ 204).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (873).

* * *

1683 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو بكر عمر بن عبد اللَّه بن محمد بن هارون البزَّاز السَّامَرِّيّ، حدَّثنا محمد بن محمد بن سليمان البَاغَنْدِيّ، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم بن سُنَيْن الخُتُّلِي، حدَّثني محمد بن صالح بن النَّطَّاح، حدَّثنا محمد بن داود بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس قال: حدَّثني جدِّي داود بن عليّ، عن عليّ بن عبد الله بن عبَّاس

(1)

، وحدَّثني أبو إسماعيل مولى داود بن عليّ -وكان فاضلًا- قال: سمعتُ عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس، يحدِّث،

عن أبيه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال للعبَّاس -وعليٌّ عنده-:"يكونُ المُلْكُ في وَلَدِكَ". ثم التفتَ إلى عليٍّ فقال: "لا يَمْلِكُ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِكَ".

(11/ 252 - 253) في ترجمة (عمر بن عبد اللَّه بن محمد بن هارون البزَّاز أبو بكر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وَعَدَّهُ ابن الجَوْزي من الموضوعات.

(1)

هكذا في المطبوع! وهو يوافق ما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 444.

ومثله في "الموضوعات" لابن الجَوْزي (2/ 35) -وهو يرويه عن الخطيب-. وفي "اللآلئ" للسُّيوطي (1/ 432): "حدَّثنا محمد بن داود بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس، حدَّثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عبَّاس". وهو الصواب إن شاء اللَّه تعالى.

ص: 81

ففيه (محمد بن صالح بن مِهْرَان النَّطَّاح البَصْرِي الهاشمي أبو التَّيَّاح) وقد ترجم له في:

1 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 125).

2 -

"تاريخ بغداد"(5/ 357 - 358) وقال: "كان أخباريًا نَاسِبًا، راويةً للسِّيَر، وله كتاب الدولة". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"الموضوعات" لابن الجَوْزي (2/ 36) وفيه عن ابن حِبَّان: "يروي المناكير عن المشاهير، لا يجوز الاحتجاج بأفراده". ولم أقف عليه في "المجروحين" لابن حِبَّان المطبوع.

4 -

"المغني"(2/ 592) وقال: "روى عنه أَسْلَم بن سهل حديثًا كذبًا".

5 -

"ميزان الاعتدال"(3/ 582) وقال: "أخباري علَّامة. . . روى عنه أَسْلَم بن سهل حديثًا كذبًا لعله وَهِمَ".

6 -

"التقريب"(2/ 170 - 171) وقال: "صدوق أخباري، من الحادية عشرة"/ فق.

7 -

"التهذيب"(9/ 227) ولم يذكر سوى توثيق ابن حِبَّان له.

كما أنَّ في إسناده (داود بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 219):"ليس حديثه حجَّة". وقال الدَّارِمي في "تاريخه" ص 108 رقم (317) عن ابن مَعِين: "أرجو أنَّه ليس يكذب". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (410).

كما أنَّ فيه (إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن خازم بن سُنَيْن الخُتُّلِي أبو القاسم) وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 104 رقم (58) وقال: "ليس بالقويِّ". وقال مرَّةً: "ضعيف".

ص: 82

2 -

"تاريخ بغداد"(6/ 381) ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق فحسب.

3 -

"ميزان الاعتدال"(1/ 180) وفيه عن الحاكم: "ليس بالقويِّ". وقال مرَّةً: "ضعيف".

أقول: قول الحاكم هذا إنما قاله عن الدَّارَقُطْنِيّ لا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ كما تقدَّم. وقد تعقَّبه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(6/ 381) في ذلك.

4 -

"السِّيَر"(13/ 342 - 343) ونَعَتَهُ بقوله: "الإِمام المحدِّث".

5 -

"لسان الميزان"(1/ 348) وفيه عن الخطيب: "ثقة"! ! وقال ابن حَجَر: "ولم يعرفه ابن القَطَّان وزعم أنَّه مجهول".

وفي إسناده صاحب الترجمة (عمر بن عبد اللَّه بن محمد بن هارون البزَّاز أبو بكر)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا او تعديلًا. ولم أقف على من ذكره بذلك.

كما أني لم أقف على ترجمة (محمد بن داود بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس) في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 35) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: هذا حديث لا يصحُّ، ففيه محمد بن صالح، قال ابن حِبَّان: يروي المناكير عن المشاهير ولا يجوز الاحتجاج بأفراده.

وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 433) بقوله: "قال في "الميزان": هو -يعني محمد بن صالح بن النَّطَّاح- أخباري علَّامة، وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"".

وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 17 - 18).

* * *

ص: 83

1684 -

أخبرنا بُشْرَى، حدَّثنا أبو بكر عمر بن أنس بن حامد المَوْصِلِي -ببغداد-، حدَّثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن بِشْر المؤذِّن -بالمَوْصِل-، حدَّثنا محمد بن أحمد بن أبي المثنَّى، حدَّثنا يحيى بن أبي بُكَيْر، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن عليّ بن زيد،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى حُلَّةً مِنَ النَّار: إبليسُ. حُلَّةً يضعها على حَاجِبِهِ، فيسحبها مِنْ خَلْفِهِ وهو ينادي: يا ثُبُوراه. وذُرِّيته من خَلْفِهِ وهم ينادونَ: يا ثُبُوراه، فيقالُ لهم: {لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا} [سورة الفرقان: آية 14] ".

(11/ 253) في ترجمة (عمر بن أنس بن حامد المَوْصِلي أبو بكر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

فيه (عليّ بن زيد بن جُدْعَان) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (241).

وشيخ الخطيب (بُشْرَى) هو (ابن عبد اللَّه الرُّومي أبو الحسن): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1413).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(3/ 152 و 153 - 154 و 249)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(13/ 168)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 183) رقم (3495) -من كشف الأستار-، وعَبْدُ بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(3/ 114 - 115) رقم (1223)، من طريق حمَّاد بن سَلَمَة، عن عليّ بن زيد، عنه، به.

قال البزَّار: "لا نعلم رواه إلَّا أنس، ولا نعلم رواه عن عليٍّ إلَّا حمَّاد بن سَلَمَة".

ص: 84

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 392): "رواه أحمد والبزَّار ورجالهما رجال الصحيح، غير عليّ بن زيد، وقد وثِّق".

وقال الإِمام ابن كثير في "تفسيره"(3/ 323) -في تفسير الآية رقم 14 من سورة الفرقان- بعد أن ساقه عن الإِمام أحمد عن عفَّان عن حماد بن سَلَمَة به: "لم يُخَرِّجْهُ أحد من أصحاب الكتب الستة، ورواه ابن أبي حاتم عن أحمد بن سِنَان عن عفّان به، ورواه ابن جرير من حديث حمَّاد بن سَلَمَة به".

* * *

1685 -

أخبرني أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي -من أصل كتابه العتيق-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه عمر بن إدريس الفَامِي الصِّلْحي -ببغداد، وكان يسكن قطيعة بني جدار-، حدَّثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللَّه البَصْرِي -إملاءً، يوم الخميس سلخ جمادى الآخرة من سنة تسع وثمانين ومائتين، في الجانب الشرقي من مدينة السَّلام-، حدَّثنا أبو عاصم، حدَّثنا ابن جُرَيْج، عن خُصَيْف، عن عِكْرِمَة، وسعيد بن جُبَيْر،

عن ابن عبَّاس قال: إنما نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الحَرِيرِ المُصْمَتِ، فأمَّا أَنْ يكونَ سَدَاهُ أو لُحْمَتُهُ حَرِيرًا فلا بأس بِلِبْسِهِ، ونهى عن إِنَاءِ الفِضَّةِ.

(11/ 254) في ترجمة (عمر بن إدريس الصِّلْحِيّ القَامِيّ أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (خُصَيْف) وهو (ابن عبد الرحمن الجَزَري): صدوق سيء الحفظ خلط بأَخَرَةٍ، ضعَّفه أحمد والنَّسَائي وغيرهما. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (720).

كما أنَّ فيه شيخ الخطيب (أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي)، وهو صاحب تخليطٍ لا يُوثَقُ به كما قال الذَّهَبِيُّ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (430).

ص: 85

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (عمر بن إدريس الصِّلْحِيّ الفَامِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(أبو عاصم) هو (النَّبِيل، الضَّحَّاك بن مَخْلَد بن الضَّحَّاك الشَّيْبَاني): إمام ثقة ثَبْتٌ، فقيه، زاهد وَرِعٌ، خرَّج له الستة، وتوفي سنة (219 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(13/ 381 - 291)، و"سِيَر أعلام النبلاء"(9/ 481 - 485)، و"التهذيب"(4/ 450 - 453).

و(ابن جُرَيْج) هو (عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيْج الأُمَوي المَكِّي أبو خالد): إمام حافظ ثقة، وكان يدلِّسُ ويُرْسِلُ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (132).

و(عِكْرِمَة) هو (أبو عبد اللَّه القُرَشي مولاهم، المَدَني، البَرْبَري الأصل، مولى عبد اللَّه بن عبَّاس): حافظ ثقة ثَبْتٌ، عالم بالتفسير، خرَّج له الستة، وتوفي سنة (104 هـ). انظر ترجمته في:"سِيَر أعلام النبلاء"(5/ 12 - 36)، و"التهذيب"(7/ 263 - 273)، و"التقريب"(2/ 30).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 211) رقم (2441) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به، وقال:"لم يرو هذا الحديث عن خُصَيْف عن سعيد وعِكْرِمَة إلَّا ابن جُرَيْج".

ورواه أحمد في "المسند"(1/ 321) عن روح، عن ابن جُرَيْج، أخبرني خُصَيْف، به. وليس عنده قوله:"أو لُحْمَتُهُ".

ورواه مختصرًا، أبو داود في اللباس، باب الرخصة في العَلَمِ وخيط الحرير (4/ 329) رقم (4055)، وغيره، من طريق خُصَيْف، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس قال:"إنما نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الثوب المُصْمَتِ من الحرير، فأمَّا العَلَمُ من الحرير، وسَدَى الثوبِ فلا بأسَ به".

ص: 86

ورواه أحمد في "المسند"(1/ 313) عن محمد بن بكر، حدَّثنا ابن جُرَيْج، أخبرني عِكْرِمَة بن خالد، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس قال:"إنما نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الثوب المُصْمَتِ حَرِيرًا".

أقول: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 76) من حديث ابن عبَّاس، ما يتعلق بالنهي عن الشرب في إناء الفضة. وقال:"رواه أحمد في حديث طويل، والطبراني في "الأوسط"، وزاد فيه: إنما نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الحرير المُصْمَتِ، فأمَّا أن يكون سَدَاهُ أو لُحْمَتُهُ فلا بأس بلبسه. ورجالهما رجال الصحيح".

أقول: في إسناده عند الطبراني في "الأوسط": (خُصَيْف بن عبد الرحمن الجَزَري)، ولم يخرِّج له إلَّا أصحاب السنن الأربعة. انظر:"تهذيب الكمال"(8/ 257)، و"التهذيب"(3/ 143)، وغيرهما.

وقد صَحَّ في غير حديثٍ نهي النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن الشرب في إناء الذهب والفِضَّة، ومن ذلك ما رواه البخاري في الأشربة، باب آنية الفِضَّة (10/ 96) رقم (5633)، وغيره، عن حُذَيْفَة بن اليَمَان مرفوعًا:"لا تَشْرَبُوا في آنيةِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، ولا تَلْبَسُوا الحَرِيرَ والدِّيْبَاجَ، فإنَّها لهم في الدُّنْيَا ولَكُمْ في الآخرةِ".

وستأتي شواهد لذلك أيضًا في حديث (1744).

وقد روى البخاري في اللباس، باب لبس الحرير للرجال وقدر ما يجوز منه (10/ 284) رقم (5828)، ومسلم في اللباس، باب تحريم إناء الذهب والفضة للرجال والنساء (3/ 1643 - 1644) -واللفظ له-، وغيرهما، عن عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه قال:"نهى نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن لُبْسِ الحرير، إلَّا موضع إِصْبَعَيْنِ. أو ثلاثٍ، أو أربعٍ".

ص: 87

غريب الحديث:

قوله: "المُصْمَت": أي الخالص الذي لا يخالطه فيه غيره. انظر "النهاية"(3/ 52).

قوله: "سَدَاهُ ولُحْمَتُهُ": السَّدَى من الثوب خلاف اللَّحْمَة، وهو ما يُمَدُّ طولًا في النسيج. واللُّحْمَةُ: ما يُنْسَجُ عَرْضًا. انظر: "المعجم الوسيط" مادة (سدا) ص 424، ومادة (لحم) ص 819.

* * *

1686 -

أخبرنا محمد بن عمر بن جعفر الخِرَقي

(1)

، أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن عبد اللَّه التِّرْمِذِيّ، حدَّثنا عبَّاس الشِّكْلِي، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَةَ، حدَّثنا أبو معاوية، عن الأَعْمَش، عن أبي الزُّبَيْر،

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: "يا أبا بكر أَلَا أُبَشِّرُكَ"؟ قال: بلى يا رسول اللَّه، قال:"إنَّ اللَّه يتجلَّى للخلائقِ عَامَّةً ولك خَاصَّةً".

(11/ 254 - 255) في ترجمة (عمر بن محمد بن عبد اللَّه بن حاتم البزَّاز أبو القاسم، ابن التِّرْمِذِيّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففي إسناده صاحب الترجمة (عمر بن محمد بن عبد اللَّه البزَّاز أبو القاسم ابن التِّرْمِذِيّ)، وقد اتَّهَمَهُ ابن الجَوْزي بالوضع في عدَّة أحاديث باطلة تفرَّد بها. وقال ابن أبي الفَوَارس:"فيه نظر". وتقدَّمت ترجمته في حديث (230).

(1)

هكذا في المطبوع: "الخرقي" بالخاء المعجمة. وفي ترجمته من "التاريخ"(3/ 38)، وفي مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 447:"الحرقي" بالحاء المهملة، وورد في "تلخيص المتشابه" للخطيب (1/ 138):"الخرقي" بالخاء المعجمة. ولم يذكره السَّمْعَاني في "الأنساب" في كلا النسبتين، واللَّه أعلم.

ص: 88

و (عبَّاس بن يوسف الشِّكْلِي أبو الفضل)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (12/ 153 - 154) وقال:"كان صالحًا مُتَنَسِّكًا"، ولم يزد. وكانت وفاته عام (314 هـ).

وشيخ الخطيب (محمد بن عمر بن جعفر الخِرَقي أبو بكر: يعرف بابن دِرْهَم)، ترجم له في "تاريخه" (3/ 38 - 39) وقال:"كان صدوقًا". وتوفي سنة (430 هـ).

و(أبو معاوية) هو (الضَّرِير، محمد بن خازم الكوفي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (424).

و(الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْرَان): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).

و(أبو الزُّبَيْر) هو (محمد بن مسلم بن تَدْرُس الأَسَدي): ثقة مدلِّس. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (309).

و(الحسن بن عَرَفَة بن يزيد العَبْدِيّ أبو عليّ): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (86).

التخريج:

رواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 78)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 11 - 12)، من طريق محمد بن خالد الخُتُّلِي

(1)

، عن كثير بن هشام، عن جعفر بن بُرْقَان، عن محمد بن سُوقَة، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر مرفوعًا في قِصَّة ذكراها. ولفظ المرفوع منه:"يا أبا بكر أعطاك اللَّه الرضوان الأكبر. فقال له بعض القوم: يا رسول اللَّه وما الرضوان الأكبر؟ قال: يتجلَّى اللَّه عز وجل في الآخرة العباده المؤمنين عَامَّةً، ويتجلَّى لأبي بكرِ خاصَّةً".

(1)

تَصَحَّفَ في "المستدرك" إلى: "الحبلي".

ص: 89

قال أبو نُعَيْم: "هذا حديث ثابت رواته أعلام، تفرَّد به الخُتُّلِيّ عن كثير"! ! !

ولم يتكلَّم الحاكم عليه بشيء. لكنَّ الذَّهَبِيَّ في "تلخيص المستدرك" قد قال: "تفرَّد به محمد بن خالد الخُتُّلِيّ، عن كثير بن هشام، عن جعفر بن بُرْقان، عن ابن سُوَقة. وأحسبُ أنَّ محمَّدًا وَضَعَهُ".

ورواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1868) -في ترجمة (عليّ بن عَبْدَة المُكْتِب) -، والخطيب في "تاريخه"(12/ 19)، والذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(3/ 120) -في ترجمة (عليّ بن الحسن المُكْتِب -وهو عليّ بن عَبْدَة-)، من طريق عليّ بن عَبْدَة هذا، عن يحيى بن سعيد القطَّان، عن ابن أبي ذِئْب، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر مرفوعًا به.

قال ابن عدي: "هذا الحديث باطل بهذا الإِسناد، وعليّ بن عَبْدَة هذا، مقدار ماله إمَّا حديث منكر، أو حديث سرقه من ثقة فرواه".

وقال الخطيب: "هو باطل، لا أعلم رواه عن جابر، ولا عن ابن المُنْكَدِر، ولا عن ابن أبي ذِئْب، ولا عن يحيى بن سعيد، غير عليّ بن عَبْدَة". ثم استثنى من ذلك طريق (ابن حَسْنُوْيَه) التالي.

وقال الذَّهَبِيُّ: "فهذا أَقْطَعُ بأنَّه من وضع هذا الشويخ على القَطَّان".

ورواه الخطيب في "تاريخه"(12/ 19 - 20)، من طريق أبي حامد أحمد بن عليّ بن حَسْنُوْيَه المُقْرِئ، عن الحسن بن عليّ بن عفَّان، عن يحيى بن أبي بُكَيْر، عن ابن أبي ذِئْب، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر مرفوعًا به.

قال الخطيب عقبه: "باطل. والحَمْلُ فيه على أبي حامد بن حَسْنُوْيَه، فإنَّه لم يكن ثقة. ونرى أنَّ أبا حامد وقع إليه حديث عليّ بن عَبْدَة، فَرَكَّبَهُ على هذا الإِسناد. مع أنَّا لا نعلمُ أنَّ الحسن بن عليّ بن عفَّان سمع من يحيى بن أبي بُكَيْر شيئًا".

ص: 90

وقد رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 305 - 306) من الطرق الأربعة المتقدِّمة.

والحديث تقدَّم تخريجه برقم (246) من حديث أنس وأبي هريرة وعائشة والحسن بن عليّ رضي الله عنهم أجمعين.

* * *

1687 -

أخبرنا محمد بن عمر بن بُكَيْر -من أصل كتابه-، أخبرنا عمر بن محمد بن عبد اللَّه بن التِّرْمِذِيّ البزَّاز، حدَّثنا خالي أبو سعد أحمد بن محمد بن عبيد اللَّه الخَلَّال، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثنا أبو معاوية، عن الأَعْمَش، عن أبي الزُّبَيْر،

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: "أَلَا أُبَشِّرُكَ"؟ قال: بلى يا رسول اللَّه، قال:"إنَّ اللَّه يتجلَّى للخلائِقِ عَامَّةً، ولَكَ خَاصَّةً".

(10/ 255) في ترجمة (عمر بن محمد بن عبد اللَّه بن حاتم البزَّاز أبو القاسم، ابن التِّرْمِذِيّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وتقدَّم الكلام على إسناده في الحديث السابق (1686).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (1686).

* * *

1688 -

أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان البَجَلِي، حدَّثنا عمر بن محمد بن عمر بن الفَيَّاض، أخبرنا أبو طلحة أحمد بن

ص: 91

عبد الكريم الوَسَاوِسِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن خُبَيْق، حدَّثنا يوسف بن أَسْبَاط، عن ياسين الزَّيَّات، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المُسَيَّب،

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ أَدْرَكَ مِنْ الجُمُعَةِ رَكْعَةً، أَضَافَ إليها أُخْرى، ومَنْ أَدْرَكَهُمْ في التَّشَهُّدِ صلَّى أَرْبَعًا".

(11/ 257) في ترجمة (عمر بن محمد بن عمر بن الفيَّاض أبو بكر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (ياسين بن معاذ الزَّيَّات)، وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (143).

وفيه صاحب الترجمة (عمر بن محمد بن عمر الفيَّاض)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 11)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 203)، من طريق يحيى بن المتوكِّل، عن صالح بن أبي الأَخْضَر، عن الزُّهْرِيّ، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

قال البيهقي: "وروي ذلك من أوجه أخرى عن الزُّهْرِيّ قد ذكرناها في الخلاف. ورُوي عن أبي صالح، عن أبي هريرة من قوله موقوفًا عليه".

أقول: في إسناده (صالح بن أبي الأَخْضَر اليَمَامي)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (713).

ورواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 10)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2642) -في ترجمة (ياسين بن معاذ الزَّيَّات) -، من طريق ياسين هذا، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيَّب، وأبي سَلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

ص: 92

ورواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 11)، من طريق وكيع، عن ياسين الزَّيَّات، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد أو عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه.

ورواه في (2/ 11) منه أيضًا، من طريق يحيى بن أيوب، عن ياسين بن معاذ، عن ابن شِهَاب، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"إذا أدرك أحدكم الركعتين من يوم الجمعة فقد أدرك الجمعة، وإذا أدرك ركعةً فليركع إليها أخرى، وإن لم يدرك ركعةً فَلْيُصَلِّ أربع ركعاتٍ".

قال الدَّارَقُطْنِيُّ عقبه: "ياسين: ضعيف".

ثم رواه في (2/ 12) منه، من طريق سليمان بن أبي داود الحَرَّاني، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

أقول: (سليمان بن أبي داود الحَرَّاني الجَزَري): منكر الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1494).

ورواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2642) -في ترجمة (ياسين الزَّيَّات) -، من طريق الأبيض بن الأَغَرّ التَّمِيمي، عن ياسين، حدَّثني الزُّهْرِيّ، عن أبي سَلَمَة، عنه، به.

وذكره البُخَاري في "التاريخ الصغير"(2/ 246) عن عبيد اللَّه بن تمَّام بن قيس السُّلَمِي، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"من أدرك من الجمعة ركعةً فليضف إليها أخرى، ومن أدرك جلوسًا صلَّى أربعًا".

قال البخاري عن (عبيد اللَّه بن تمَّام): "عنده عن يونس وخالد الحذَّاء عجائب".

أقول: (عبيد اللَّه بن تمَّام بن قيس السُّلَمي أبو عاصم): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (470).

ص: 93

وقد روى أول الحديث: النَّسَائي في الجمعة، باب من أدرك ركعة من الجمعة (3/ 112)، وابن ماجه في إقامة الصلاة، باب ما جاء فيمن أدرك من الجمعة ركعة (1/ 356) رقم (1121) -واللفظ له-، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:"مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الجُمُعَةِ رَكْعَةً فَلْيَصِلْ إليها أُخْرَى".

وإسناد النَّسَائي صحيح، لكن لفظ:"من الجمعة" في الحديث: شاذ، والمحفوظ:"من الصلاة". فقد قال الدَّارَقُطْنِيُّ في "علله"(9/ 216 - 217): إنَّ الصحيح: "من أدرك من الصلاة ركعة". وكذا قال العُقَيْليّ كما في "التلخيص الحَبِير"(2/ 40). وقد طوَّل الإِمام الدَّارَقُطْنِيّ في "العلل"(9/ 210 - 225) في بيان ذلك. وأنظر أيضًا: "العلل" لابن أبي حاتم (1/ 172)، و"العلل" لابن الجَوْزي (1/ 469)، و"المجروحين" لابن حِبَّان (1/ 108 - 109)، و"المستدرك" للحاكم (1/ 291 - 292)، و"تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق" لابن عبد الهادي (2/ 1223 - 1226)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 10 - 41).

* * *

1689 -

أخبرنا بُشْرَى بن عبد اللَّه، حدَّثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكاتب، حدَّثنا أبو عبد اللَّه بن عُقَيْر، حدَّثنا أبو همَّام الوليد بن شُجَاع، حدَّثنا عبد اللَّه بن وَهْب، أخبرنا مَسْلَمْة بن عليّ، عن عبد الرحمن يزيد، عن ابن شِهَاب عن سعيد بن المسيَّب،

عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَلَّ مَالُهُ، وكَثُرَ عِيَالُهُ، وَحَسُنَتْ صَلَاتُهُ، ولم يَغْتَبِ المسلمينَ، جاءَ يومَ القِيَامَةِ وهو معي كَهَاتَيْنِ".

(11/ 259) في ترجمة (عمر بن محمد بن موسى السُّوسِيّ أبو حفص -وقيل أبو القاسم-).

ص: 94

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (مَسْلَمَة بن عليّ الخُشَنِيّ الدِّمَشْقِيّ البَلَاطِيّ أبو سعيد) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 565) وقال: "ليس بشيء".

2 -

"التاريخ الكبير"(7/ 388 - 389) وقال: "منكر الحديث عن الأَوْزَاعي".

3 -

"أحوال الرجال" للجُوْزَجاني ص 163 رقم (291) وقال: "ضعيف، حديثه متروك".

4 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (2/ 309)، وقال:"ضعيف الحديث". و (3/ 45) في "باب من يرغب عن الرواية عنهم".

5 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 228 رقم (598) وقال: "متروك الحديث".

6 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 211 - 212).

7 -

"الجرح والتعديل"(8/ 268) وفيه عن دُحَيْم: "ليس بشيء". وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: "ضعيف الحديث لا يُشْتَغَلُ به. قلت: هو متروك الحديث؟ قال: هو في حَدِّ الترك، منكر الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "منكر الحديث".

8 -

"المجروحين"(3/ 33 - 35) وقال: "كان ممن يقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم توهمًا، فلمَّا فَحُش ذلك منه بطل الاحتجاج به".

9 -

"الكامل"(6/ 2314 - 2318) وقال: "كُلُّ أحاديثه، ما ذكرته وما لم أذكره، كلُّها أو عامَّتها غير محفوظة".

ص: 95

10 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 370 رقم (526).

11 -

"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 149 (245) وقال: "روى عن الأَوْزَاعِيّ والزُّبَيْدِيّ وابن جُرَيْج المناكير".

12 -

"تاريخ دمشق" لابن عساكر (16/ 451 - 454) -مخطوط-، وفيه عن ابن خُزَيْمَة:"لا احتج بحديثه".

13 -

"الكاشف"(3/ 127) وقال: "تركوه".

14 -

"التهذيب"(1/ 146 - 147) وفيه عن أبي داود: "كان غير ثقة ولا مأمون". وقال الدَّارَقُطْنِيُّ والبَرْقَانِيُّ: "متروك الحديث". وقال الحاكم: "روى عن الأَوْزَاعِيّ والزُّبَيْدِيّ المناكير والموضوعات". وفيه أقوال أخرى.

15 -

"التقريب"(2/ 249) وقال: "متروك، من الثامنة، مات سنة تسعين -يعني ومائة-"/ ق.

كما أنَّ في إسناده (عبد الرحمن بن يزيد بن تَمِيم السُّلَمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 361) وقال: "ضعيف في الزُّهْرِيّ وغيره".

2 -

"العلل" لأحمد بن حنبل (2/ 159) قال عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه: "قلب أحاديث شَهْر بن حَوْشَب صيَّرها حديث الزُّهْرِيّ. وجعل يضعِّفه".

3 -

"التاريخ الكبير"(5/ 365) وقال: "عنده مناكير".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 158 رقم (380) وقال: "متروك الحديث". وفيه عن الوليد بن مسلم: "هو كذَّاب".

5 -

"الجرح والتعديل"(5/ 300 - 301) وفيه عن أبي حاتم: "عنده مناكير". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".

ص: 96

6 -

"المجروحين"(2/ 55 - 56) وقال: "كان ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات من كثرة الوَهَم والخطأ".

7 -

"الكامل"(4/ 1602 - 1603) وقال: "هو من جملة من يُكْتَبُ حديثه من الضعفاء".

8 -

"تاريخ دمشق" لابن عساكر (10/ 242 - 245) -مخطوط-، وفيه عن أبي داود:"متروك الحديث".

9 -

"الكاشف"(2/ 168) وقال: "ضعَّفه ابن مَعِين وابن عدي".

10 -

"التهذيب"(6/ 295 - 297) وفيه عن دُحَيْم: "منكر الحديث عن الزُّهْرِيّ".

11 -

"التقريب"(1/ 502) وقال: "ضعيف، ما له في النَّسَائي سوى حديث واحد، من السابعة"/ س ق.

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (عمر بن محمد بن موسى السُّوسِيّ أبو حفص) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(ابن شِهَاب) هو (الزُّهْرِيّ، محمد بن مسلم أبو بكر): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (432).

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(2/ 276 - 277) رقم (990)، وأبو القاسم إسماعيل بن محمد الأَصْبَهَاني في "الترغيب والترهيب"(2/ 909) رقم (2226)، من طريق عبد اللَّه بن وَهْب، عن مَسْلَمَة بن عليّ، به.

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل"(2/ 319) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. قال أحمد: عبد الرحمن بن يزيد: ضعيف. وقال النَّسَائي: متروك".

ص: 97

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(3/ 532) رقم (5662) عن أبي سعيد.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 256) ولم يعزه لأحد، ولم يتكلَّم عليه بشيء!!

وذكره ابن حَجَر في "المطالب العالية"(3/ 167) رقم (3155) وعزاه لأبي يعلى. وفي حاشية محققه: "سكت عليه البُوصِيري"!!

* * *

1690 -

حدَّثنا أبو نُعَيْم -إملاءً-، حدَّثنا أبو بكر عمر بن محمد بن السَّرِيّ بن سهل -يعرف بالجُنْدَيْسَابُورِيّ، ببغداد، وكان يفهم- قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز، حدَّثنا إسحاق بن إسماعيل الطَّالْقَاني، حدَّثنا محمد بن فُضَيْل بن غزوان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حَازِم،

عن الزُّبَيْر بن العَوَّام، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يكونَ لَهُ خَبءٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ".

(11/ 263) في ترجمة (عمر بن محمد بن السَّرِيّ البَخْتَرِيّ الورَّاق أبو بكر، ويعرف بابن أبي طاهر).

مرتبة الحديث:

إسنادُهُ تَالِفٌ. وَرَجَّحَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَقْفَهُ، وقال: هو الصحيح.

ففيه صاحب الترجمة (عمر بن محمد بن السَّرِيّ البَخْتَرِيّ الورَّاق)، وقد ذكر الحافظ الخطيب في ترجمته عن محمد بن أبي الفَوَارِس قوله:"كان مخلِّطًا في الحديث جدًّا، يَدَّعي ما لم يسمع ويُرَكِّب". وعن أبي الحسن بن الفرات قوله: "كان يحفظ من الحديث قطعة حسنة، وكتب شيئًا كثيرًا ببغداد والشَّام ومِصْر، ثم ذهبت كتبه إلَّا شيئًا يسيرًا، وحدَّث عن البَاغَنْدِيّ بأحاديث لا أصل لها، وكان رديء المذهب".

ص: 98

وترجم له الذَّهَبِيُّ في "المغني"(2/ 472) وقال: "هالك، اتَّهمه أبو الحسن بن الفُرات".

كما ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 325) ونقل عن الحاكم قوله فيه: "فهم في الحديث، وهو أعرف النَّاس بسرقة الحديث والمقلوبات، كذَّاب، رأيتهم أجمعوا على ترك حديثه، وكتبوا على ما كتبوا عنه كذَّاب، فلم ألقه ولم أشتغل به".

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "العلل"(4/ 245)، والضِّياء المَقْدِسِيّ في "المُخْتَارَة"(3/ 78) رقم (884)، من طريق أبي بكر الشَّافِعِيّ، حدَّثنا أحمد بن بشر المَرْثَدِيّ، ومحمد بن بشر بن مَطَر، قالا: حدَّثنا إسحاق بن إسماعيل، به.

قال الدَّارَقُطْنِيُّ: "ولم يُتَابَعْ -يعني إسحاق بن إسماعيل الطَّالْقَانِيّ

(1)

- على رَفْعِهِ. ورواه شُعْبَة وزهير ويحيى القَطَّان وهُشَيْم وعليّ بن مُسْهِر وابن عُيَيْنَة وأبو معاوية وعَبْدَة ومحمد بن يزيد، عن إسماعيل، عن قيس، عن الزُّبَيْر موقوفًا، وهو الصحيح".

ثم رواه الدَّارَقُطْنِيُّ من طريق عمر بن شَبَّة، عن يحيى، عن إسماعيل بن أبي خالد، به، موقوفًا على الزُّبَيْر بن العَوَّام.

ورواه النَّسَائي في "السنن الكبرى" في المواعظ -كما في "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (3/ 185) رقم (3643) - عن سُوَيْد بن نصر، عن عبد اللَّه بن المُبَارَك، عن إسماعيل، به، موقوفًا على الزُّبَيْر أيضًا.

كما رواه الضِّياء المَقْدِسِيّ في "المُخْتَارَة"(3/ 77) رقم (883)، من طريق وكيع بن الجرَّاح، عن إسماعيل بن أبي خالد، به، موقوفًا على الزُّبَيْر أيضًا.

(1)

قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 56): "ثقة، تُكُلِّمَ في سماعه من جَرِير وحده".

ص: 99

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 337 - 338) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق.

والحديث رواه القُضَاعي في "مسند الشهاب"(1/ 267 - 268) رقم (434) من طريقين، عن عبد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ:"مَنِ استطاعَ منكم أَنْ تكونَ له خَبِيئةٌ مِنْ عملٍ صالحٍ فَلْيَفْعَلْ".

أقول: في طريقي القُضَاعي من لم أقف له على ترجمة فيما رجعت إليه، ولم يتكلَّم محقق "مسند الشهاب" على الطريقين بشيءٍ.

غريب الحديث:

قوله: "خَبءٌ" قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 3): "الخَبءُ: كلُّ شيء غائب مستور يقال: خَبَأْتُ الشيءَ أَخْبَؤُهُ خُبْئًا إذا أَخْفَيْتَهُ. والخَبءُ والخَبِيءُ والخَبِيئةُ: الشيءُ المَخْبُوءُ".

* * *

1691 -

أخبرنا أبو الفتح قُطَيْط، حدَّثنا عمر بن ثابت بن القاسم أبو القاسم الحَنْبَليّ -بلقَّب: كتلة، ببغداد-، حدَّثنا محمد بن فارس الصُّوفِيّ، حدَّثنا سَلَّام بن نَاهِض المَقْدِسِيّ، حدَّثنا محمد بن القاسم الطَّالْقَانِيّ، حدَّثنا أبو مُقَاتِل السَّمَرْقَنْدِيّ، حدَّثنا مالك، عن محمد بن عمرو

(1)

، عن أبي سَلَمة،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ المَيِّتَ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ إذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ".

(11/ 270 - 271) في ترجمة (عمر بن ثابت الحَنْبَلِيّ الصُّوفِيّ أبو القاسم، يلقَّب كتلة).

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "عمر". والتصويب من "الجرح والتعديل"(8/ 30)، وغيره من مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (1064).

ص: 100

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (أبو مُقَاتِل السَّمَرْقَنْدِيّ) وهو (حفص بن سَلْم الفَزَارِيّ): واهٍ بمرَّة، وكذَّبه وكيع وغيره. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (712).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عمر بن ثابت الحَنْبَليّ الصُّوفِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وفيه كذلك شيخ الخطيب (أبو الفتح محمد بن الحسين بن محمد الشَّيْبَانِيّ العطَّار، ويعرف بقُطَيْط)، وقد ترجم له في "تاريخه" (2/ 253) وقال:"كان شيخًا ظريفًا مَلِيحَ المحاضرة يسلك طريق التصوف". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

و(أبو سَلَمَة) هو (ابن عبد الرحمن بن عَوْف الزُّهْرِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1401).

و(محمد بن عمرو) هو (ابن عَلْقَمَة بن وقَّاص اللَّيْثِيّ المَدَنِيّ): حسن الحديث، أخرج له البخاري ومسلم متابعة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1064).

التخريج:

رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 48) رقم (3108)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(3/ 378)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 413) رقم (873) -من كشف الأستار-، وأحمد بن حنبل في كتاب "السُّنَّة" ص 247 رقم (1343)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة". (7/ 113)، من طريق وكيع بن الجَرَّاح، عن سفيان الثَّوْري، عن إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّيّ، عن أبيه، عن أبي هريرة، به.

قال أبو نعيم: "لا أعلم رواه عن الثَّوْري غير وكيع".

وقال الهيثمي في "المجمع"(3/ 54): "رواه البزَّار وإسناده حسن".

ص: 101

أقول: بل هو ضعيف، ففيه:(عبد الرحمن بن أبي كَرِيمة السُّدِّيّ)، ذكره ابن حِبَّان في "ثقاته"(5/ 108) ولم يوَثِّقه غيره، وأخرج له في "صحيحة" أحاديث من رواية ابنه عنه عن أبي هريرة كما قال ابن حَجَر في "التهذيب" (6/ 258 - 259). ولم يرو عنه غير ابنه. وقال في "التقريب" (1/ 496):"مجهول الحال".

ورواه أحمد في "السُّنَّة" ص 262 رقم (1380) عن عفَّان، عن حمّاد بن سَلَمَة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمة، عنه، به.

وإسناده حسن.

ورواه مطوَّلًا جدًّا، عبد الرزاق الصَّنْعَاني في "مصنَّفه"(3/ 567 - 569) رقم (6703)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(3/ 383 - 384)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 45 - 46) رقم (3103)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 379)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 300 - 302) رقم (2651)، وهنَّاد بن السَّرِيّ في "الزهد"(1/ 204 - 205) رقم (338)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" ص 61 - 62 رقم (67)، وفي "الاعتقاد والهداية" ص 147 - 148، من طرق، عن محمد بن عمرو بن عَلْقَمة بن وقَّاص، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 51) بعد أن عزاء للطبراني في "الأوسط": "وإسناده حسن".

أقول: القول ما قال الهيثمي في إسناده، من أجل (محمد بن عمرو بن علقمة)، فإنَّه حسن الحديث كما تقدَّم.

والحديث رواه الشيخان من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعًا كما بينته في حديث (130).

ص: 102

كما قد تقدَّم تخريجه من حديث ابن عبَّاس برقم (130) أيضًا.

* * *

1692 -

حدَّثنا التَّنُوخِي، وأبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، قالا: حدَّثنا أبو حازم عمر بن أحمد العَبْدَوي النَّيْسَابُورِي -قدم علينا في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة-، أخبرنا عليّ بن أحمد بن عبد العزيز الجُرْجَاني، أخبرنا أبو بشر أحمد بن محمد بن عمرو المَرْوَزِي، حدَّثنا أبي وعمِّي، قالا: حدَّثنا أبي، عن فيروز بن كعب، عن أبيه، عن عُرْوَة بن ثابت، عن عبد العزيز بن صهيب،

عن أنس بن مالك، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يقرأُ في الوِتْرِ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} .

(11/ 272 - 273) في ترجمة (عمر بن أحمد بن إبراهيم الهُذْلِيّ العَبْدَوِيّ الأَعْرَج أبو جازم).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. ومَتْنُهُ مرويٌّ من طرق عِدَّة يصحُّ بمجموعها.

ففيه (أحمد بن محمد بن عمرو المَرْوَزِيّ أبو بِشْر)، وهو ممن عُرِفَ بالوضع في الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (565).

وشيخ الخطيب (التَّنُوخِيّ) هو (عليّ بن المُحَسِّن بن عليّ أبو القاسم): صدوق مُعَمَّرٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1115).

التخريج:

لم أقف -في كُلِّ ما رجعت إليه- على من رواه من حديث أنس رضي الله عنه غير الحافظ الخطيب. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

ص: 103

والحديث قد رواه جماعة من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(6/ 52 - 54)، و"مجمع الزوائد"(2/ 243 - 244)، و"المطالب العالية"(1/ 154 - 155)، و"التخليص الحَبِير"(2/ 18 - 19)، و"نيل الأوطار"(3/ 37 - 38).

ومن ذلك ما رواه النَّسَائي في قيام الليل، باب ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في حديث سعيد بن جُبَيْر عن ابن عبَّاس، والتِّرْمِذِيّ في الصلاة، باب ما جاء فيما يقرأ به في الوتر (2/ 325 - 326) رقم (462)، وابن ماجه في إقامة الصلاة، باب ما جاء فيما يقرأ في الوتر (1/ 370) رقم (1172)، عن ابن عبَّاس مرفوعًا به.

قال التِّرْمِذِيُّ: "وفي الباب عن عليٍّ، وعائشة، وعبد الرحمن بن أَبْزَي عن أُبَيّ بن كعب. ويُرْوَى عن عبد الرحمن بن أبْزَى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم".

وقال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 19): "وفي الباب عن. . . أبي أُمَامَة، وجابر، وعِمْرَان بن حُصَيْن، وابن مسعود. . . وحديث عبد الرحمن بن أَبْزَى: رواه أحمد والنَّسَائي وإسناده حسن".

* * *

1693 -

أخبرنا أحمد بن محمد العَتِيقي، حدَّثنا علي بن محمد بن أحمد الورَّاق، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن نَاجِيَة، حدَّثنا بِشْر بن الوليد الكِنْدِيّ، حدَّثنا عثمان بن مَطَر المُقْرِئ -ويُكْنَى أبا الفضل-، عن ثابت البُنَاني،

عن أنس بن مالك قال: جاء جبريلُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ كَفَّارَةَ المَجْلِسِ أَنْ تقولَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، اسْتَغْفِرُكَ وأتوبُ إليكَ.

(11/ 278) في ترجمة (عثمان بن مَطَر الشَّيْبَانِيّ البَصْرِيّ أبو الفضل).

ص: 104

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه صاحب الترجمة (عثمان بن مَطَر الشَّيْبَانِيّ البَصْري أبو الفضل، أو أبو عليّ)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 395)، وقال:"ضعيف".

2 -

"التاريخ الكبير"(6/ 253)، وقال:"منكر الحديث".

3 -

"الضعفاء للنَّسَائي" ص 175، رقم (441)، وقال:"ضعيف".

4 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 216 - 217).

5 -

"الجرح والتعديل"(6/ 169 - 170)، وفيه عن أبي حاتم:"ضعيف الحديث منكر الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".

6 -

"المجروحين"(2/ 99 - 100)، وقال:"كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يحلُّ الاحتجاج به".

7 -

"الكامل"(5/ 1811 - 1812)، وقال:"أحاديثه عن ثابت خَاصَّةً مناكير، وسائر أحاديثه فيها مشاهير وفيها مناكير، والضعف بيِّن على حديثه".

8 -

"تاريخ بغداد"(11/ 277 - 279)، وفيه عن صالح جَزَرَة:"لا يُكْتَبُ حديثه". وفيه أنَّ عبد اللَّه بن علي بن المَدِيني سأل أباه عنه فضعَّفه جدًّا. وقال أبو داود: "ضعيف".

9 -

"التقريب"(2/ 14)، وقال:"ضعيف، من الثامنة"/ ق.

التخريج:

رواه البزَّار في "مسنده"(4/ 31 - 32) رقم (3123) -من كشف الأستار-، والطَّحَاوِيّ في "شرح معاني الآثار"(4/ 289)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 370 - 371).

ص: 105

رقم (4610) -، وفي "الدُّعَاء"(3/ 1659) رقم (1916)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1811)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 217) -كلاهما في ترجمة (عثمان بن مَطَر الشَّيْبَانِيّ) -، وسَمُّوْيَه في "فوائده" -كما في "النُّكَتِ على مقدِّمة ابن الصَّلَاحِ" لابن حَجَر (2/ 732) -، من طريق عثمان بن مَطَر الشَّيْبَانِيّ، عن ثابت، عنه، به.

قال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوَي عن أنسٍ إلَّا من هذا الوجه، وعثمان: ليِّن الحديث، روى عنه مُسْلِمٌ

(1)

وغيره". وليس عند البزَّار ذكر جبريل عليه السلام.

وقال الطبراني في "الأوسط": "لا يُرْوَى عن أنس إلَّا بهذا الإِسناد، تفرَّد به عثمان".

وقال العُقَيْلِيُّ: "لا يُتَابَعُ عليه. وهذا يُرْوَى بإسناد أصلح من هذا، من غير هذا الوجه".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 141): "رواه البزَّار والطبراني في "الأوسط"، وفيه عثمان بن مَطَر، وهو ضعيف".

وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(13/ 545) -في آخر كتاب التوحيد-: "سنده ضعيف".

وقال ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 185) عن أبيه: "هذا خطأ. رواه حمَّاد بن سَلَمَة عن سَلَمَة عن ثابت عن أبي الصِّدِّيق النَّاجِي قوله".

وقال ابن حَجَر في "النُّكَتِ على مقدِّمة ابن الصَّلَاحِ"(2/ 732): "وأخرجه الحسين بن الحسن المَرْوَزِيّ في "زيادات البر والصلة" عن سعيد بن سليمان، عن

(1)

يعني (ابن إبراهيم الأَزْدِيّ الفَرَاهِيديّ)، وهو أحد الثقات المأمونين. انظر:"تاريخ بغداد"(11/ 278)، و"تهذيب التهذيب"(7/ 154) و (10/ 121 - 123)، وقد نبهت عليه لئلا يشتبه بـ (مسلم بن الحجَّاج القُشَيْرِيّ) صاحب "الصحيح".

ص: 106

فلان بن غياث

(1)

، حدَّثنا ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال:"جاء جبريل عليه الصلاة والسلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنَّ كَفَّارات المجلس سبحانَك اللَّهُمَّ وبحمدكَ استغفركَ وأتوبُ إليكَ".

والحديث قد صَحَّ من طرق أخرى، فإنَّه رُوي من حديث خمسة عشر صحابيًا، وقد تقدَّم الكلام على ذلك مع ذكر بعض شواهده في حديث (125).

* * *

1694 -

أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ -إملاءً-، حدَّثنا أبو الطَّيِّب عبد الواحد بن الحسن بن عليّ الادلائي -بالكوفة-، حدَّثنا أحمد بن فَرَح بن جِبْرِيل، حدَّثنا أبو عمر حفص بن عمر المُقْرِئ، حدَّثنا عثمان بن عبد الرحمن الوَقَّاصِيّ، عن الزُّهْرِيّ، عن نافع،

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أَحَبَّ ما يقولُ العَبْدُ إذا اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ، سُبْحَانَ الذي يُحْيِي المَوْتَى وهو على كُلِّ شيءٍ قَديرٌ".

(11/ 279) في ترجمة (عثمان بن عبد الرحمن الزُّهْرِيّ الوَقَّاصِيّ أبو عمرو).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه صاحب الترجمة (عثمان بن عبد الرحمن الزُّهْرِيّ الوَقَّاصِيّ)، وهو متروك، وكذَّبه ابن مَعِين وأبو حاتم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (863).

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

(1)

علَّق محقق "النُّكَت" على قوله: "فلان بن غياث" بما نصه: "كذا في جميع النسخ، ولم أقف له على ترجمة، ولعله يريد حفص بن غياث".

ص: 107

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 220)، إليه وحده.

* * *

1695 -

أخبرنا محمد بن عليّ بن مَخْلَد الورَّاق، حدَّثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عليّ النَّاقِد، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن إسحاق بن زَاطِيَا -قراءةً عليه سنة إحدى وثلاثمائة-، حدثَّنا عثمان بن عبد اللَّه العُثْمَاني، حدَّثنا مالك بن أنس، عن نافع،

عن ابن عمر، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"صَلُّوا خَلْفَ مَنْ قَالَ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ، وصَلُّوا على مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ".

(11/ 283) في ترجمة (عثمان بن عبد اللَّه بن عمرو القُرَشِيّ الأُمَويّ).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. والحديث روي من طرق عِدَّة معلولة، وهو ضعيف.

ففيه صاحب الترجمة (عثمان بن عبد اللَّه بن عمرو القُرَشِيّ الأُمَويّ)، وهو مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (970).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (970).

* * *

1696 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد اللَّه بن أبي إسحاق البَغَوي، أخبرنا ابن أبي العَوَّام، حدَّثنا أبي، حدَّثنا جَرِير بن عبد الحميد، عن شَيْبَة بن نَعَامَةَ، عن فاطمة بنت الحسين،

عن فاطمة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ بَنِي آدم يَنْتَمُونَ إلى عَصَبَتِهِمْ إلَّا وَلَدَ فَاطِمَةَ، فإنِّي أَنَا أَبُوهُمْ وأَنَا عَصَبَتُهُمْ".

(11/ 285) في ترجمة (عثمان بن محمد بن إبراهيم العَبْسِيّ أبو الحسن ابن أبي شَيْبَة).

ص: 108

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه انقطاع بين (فاطمة بنت الحسين بن عليّ بن أبي طالب) وبين جدَّتها (فاطمة الزهراء) رضي الله عنها، فإنَّ روايتها عنها مرسلة كما في "التهذيب"(12/ 442).

وفيه (شَيْبَة بن نَعَامَة الضَّبِّيّ الكوفي أبو نَعَامَة)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 261) وقال: "ضعيف الحديث".

2 -

"التاريخ الكبير"(4/ 242) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"الجرح والتعديل"(4/ 335 - 336)، ونقل قول ابن مَعِين السابق فحسب.

4 -

"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 445).

5 -

"المجروحين" لابن حِبَّان (1/ 362) وقال: "ممن يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه، وعن غيره من الثقات ما يخالف حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به".

6 -

"لسان الميزان"(3/ 159) وقال بعد أن ذكر توثيق ابن حِبَّان له وذكره له في "الثقات": "فكأنَّه غفل عن ذكره في "الضعفاء" كعادته". وقال: "ذكره في الضعفاء ابن الجارود. وقال البزَّار: كانت عنده أخبار وهو ليِّنُ الحديث".

وفيه (عبد اللَّه بن إسحاق بن إبراهيم البَغَوي)، قال الدَّارَقُطْنِيّ:"فيه لِيْنٌ". وقال الذَّهَبِيُّ: "صدوق مشهور". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1509).

و(ابن أبي العَوَّام) هو (محمد بن أحمد بن يزيد بن أبي العَوَّام الرِّياحي أبو بكر): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1318).

ص: 109

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 36) رقم (2632) و (22/ 423) رقم (1042)، وأبو يعلى في "مسنده"(12/ 109) رقم (6741)، والعُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 222 - 223) -في ترجمة (عثمان بن محمد بن أبي شَيْبَة) -، من طريق عثمان بن أبي شَيْبَة، عن جرير بن عبد الحميد، به.

ورواه العُقَيْلِي في الموضع السابق، من طريق حسين الأَشْقَر، عن جرير، به. ووقع عند الطبراني وأبي يعلى قوله:"فأنا وَلِيُّهُمْ" بدلًا من قوله: "فأنا أبوهم".

قال الهيثمي في "المجمع"(4/ 224): "رواه الطبراني، وفيه شَيْبَة بن نَعَامَة وهو ضعيف".

وقال في (9/ 172 - 173) منه: "رواه الطبراني وأبو يعلى، وفيه شَيْبَة بن نَعَامَة ولا يجوز الاحتجاج به".

أقول: قد فات الهيثمي ذكر الانقطاع بين (فاطمة بنت الحسين) وبين (فاطمة الزهراء) رضي الله عنها.

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 258) عن الخطيب من طريقه الآتي برقم (1697)، وهو عن حسين الأَشْقَر، عن جرير، به، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال ابن حِبَّان: لا يجوز الاحتجاج بشَيْبَة بن نَعَامَة".

وقد نقل الخطيب في "تاريخه"(11/ 284 - 285) عن عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل قوله: "عرضتُ على أبي، حديث عثمان -يعني ابن أبي شَيْبَة- عن جرير عن شيبة بن نَعَامَة عن فاطمة بنت حسين عن فاطمة الكبرى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في العصبة. . . فأنكرها جدًّا، وقال: هذه أحاديث موضوعة أو كأنَّها موضوعة".

ص: 110

ولم يرتض الإِمام السَّخَاوِيُّ في "المقاصد الحسنة" ص 322 الحكم عليه بالوضع فقال: "أخرجه أبو يعلى، ومن طريقه الدَّيْلَمِيّ في "مسنده" عن عثمان بن أبي شَيْبَة بلفظ "لكلِّ بني آدم عصبة ينتمون إليه، إلَّا وَلَدَي فاطمة فأنا وليُّهُما وعصبتهما"

(1)

. ولم ينفرد به ابن أبي شَيْبَة، بل رواه الخطيب في "تاريخه". ثم ذكر طريق الخطيب هذا، والذي سيأتي في الحديث التالي، ثم قال:"ولكنَّ شَيْبَة ضعيف، ورواية فاطمة عن جدَّتها مرسلة، ولكن له شاهد عند الطبراني. . . عن جابر مرفوعًا: "إنَّ اللَّه جَعَلَ ذُرِّيَّةَ كُلِّ نبيٍّ في صُلْبِهِ، وإنَّ اللَّه جعل ذُرِّيَّتي في صُلْبِ عليٍّ". ويُرْوَى أيضًا عن ابن عبَّاس كما كتبته في "ارتقاء الغرف"، وبعضها يقوِّي بعضًا. وقول ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية": إنَّه لا يصحُّ ليس بجيِّد".

أقول: حديث جابر الذي ذكره السَّخَاوِيُّ، رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 35) رقم (2630). وقال الهيثمي عنه في "المجمع" (9/ 172):"فيه يحيى بن العلاء وهو متروك". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (82).

أقول: وله شاهد من حديث عمر بن الخطَّاب، رواه الطبراني في "الكبير"(3/ 35) رقم (2631) من طريق بشر بن مِهْرَان، حدَّثنا شَرِيك بن عبد اللَّه، عن شَبِيب بن غَرْقَدَة، عن المُسْتَظِل بن حُصَيْن، عن عمر مرفوعًا بلفظ:"كُلُّ بني أنثى فإنَّ عَصَبَتَهُمْ لأبيهم، ما خلا ولد فاطمة فإنِّي أنا عَصَبَتُهُمْ وأنا أبوهم".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 224) بعد أن ذكره: "وفيه بشر بن مِهْرَان وهو متروك".

* * *

1697 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد اللَّه الدَّقَّاق، حدَّثنا جعفر بن محمد الزَّعْفَرَانِيّ، حدَّثنا محمد بن

(1)

أقول: لفظه عند أبي يعلى: "لِكُلِّ بني أُمٍّ عَصَبَةٌ ينتمونَ إليه، إلَّا وَلَدَ فَاطِمَةَ فأنا وَلِيُّهُمْ وأنا عَصَبَتُهُمْ".

ص: 111

حُمَيْد، حدَّثنا محمد بن عمرو الرَّازِيّ، عن حسين الأَشْقَر، عن جَرِير بن عبد الحميد الضَّبِّيّ، عن شَيْبَة بن نَعَامَةَ، عن فاطمة بنت الحسين،

عن فاطمة الكبرى قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ بَنِي أُمٍّ يَنْتَمُونَ إلى عَصَبَةٍ، غَيْرَ وَلَدِ فَاطِمَةَ، فَأَنَا أَبُوهُمْ، وَأَنَا عَصَبَتُهُمْ".

(11/ 285) في ترجمة (عثمان بن محمد بن إبراهيم العَبْسِيّ أبو الحسن ابن أبي شَيْبَة).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

وقد تقدَّم الكلام عليه في الحديث السابق رقم (1696).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (1696).

* * *

1698 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا عليّ بن محمد بن أحمد المِصْرِيّ، حدَّثنا عليّ بن سعيد الرَّازي، حدَّثنا زياد بن أيوب -دَلُّوْيَه-، حدَّثنا عثمان بن أبي شَيْبَة، أخبرنا جَرِير، عن سفيان الثَّوْري، عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل،

عن جابر قال: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في أَوَّلِ الأَمْرِ يَشْهَدُ مع المُشْرِكِينَ أَعْيَادَهُمْ، حتَّى نُهِيَ عَنْهُ.

(11/ 285) في ترجمة (عثمان بن محمد بن إبراهيم العَبْسِيّ أبو الحسن ابن أبي شَيْبَة).

مرتبة الحديث:

تفرَّد به (عثمان بن أبي شَيْبَة)، وهو ثقة حافظ شهير، لكن له أوهام. وقد أَنْكَرَ الإِمام أحمد وغيره عليه هذا الحديث.

ص: 112

التخريج:

سيأتي تخريجه في الحديث التالي رقم (1699).

* * *

1699 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القطَّان، حدَّثنا محمد بن غالب.

وأخبرناهُ عليّ بن يحيى بن جعفر الإِمام، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدَّثنا الحسن بن عليّ المَعْمَرِيّ.

وأخبرناهُ البَرْقَانِيُّ، أخبرنا أبو عليّ بن الصَّوَّاف، حدَّثنا إبراهيم بن أَسْبَاط.

وأخبرناهُ البَرْقَانِيُّ أيضًا، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن خَمِيْرُوْيَه الهَرَوِيّ، حدَّثنا الحسن بن إدريس.

وأخبرناهُ عبد الغفَّار بن محمد بن جعفر المؤدِّب، حدَّثنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأَزْدِيّ، حدَّثنا أبو يعلى المَوْصِليّ، قالوا: أخبرنا عثمان بن أبي شَيْبَة، حدَّثنا جَرِير، عن سفيان الثَّوْرِيّ، عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل،

عن جابر قال: كَانَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يشهدُ مع المشركينَ مَشَاهِدَهُم، فَسَمِعَ مَلَكَيْنِ مِنْ خَلْفِهِ، وَأَحَدُهُمَا يقولُ لِصَاحِبِهِ: اذْهَبْ بِنَا حتَّى نقومَ خَلْفَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقالَ: كيف نَقُومُ خَلْفَهُ، وإنما عَهْدُهُ باسْتِلامِ الأصنامِ قَبْلُ؟! فَلَمْ يَعُدْ يَشْهَدُ مع المشركينَ مَشَاهِدَهُمْ.

"هذا لفظ حديث الطبراني".

(11/ 285 - 286) في ترجمة (عثمان بن محمد بن إبراهيم العَبْسِيّ أبو الحسن ابن أبي شَيْبَة).

مرتبة الحديث:

تفرَّد به (عثمان بن أبي شَيْبَة)، وهو ثقة حافظ شهير، لكن له أوهام. وهذا الحديث أَنْكَرَهُ الإِمامُ أحمد وغيره عليه كما سيأتي. وانظر ترجمة (عثمان) في:

ص: 113

"تاريخ بغداد"(11/ 283 - 288)، و"السِّيَر"(11/ 151 - 154)، و"التهذيب"(7/ 149 - 151)، وقد خرَّج له الشيخان.

وفي إسناده (عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل بن أبي طالب الهاشمي): "صدوق في حديثه لِيْنٌ، ويقال تغيَّر بأخَرَةٍ" كما في "التقريب"(1/ 447 - 448). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (884).

و(جَرِير) هو (ابن عبد الحميد الضَّبِّيّ الرَّازي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(3/ 398) رقم (1877)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(2/ 35)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1447) -في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل) -، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(3/ 222) -في ترجمته (عثمان بن أبي شَيْبَة) -، من طريق عثمان بن أبي شَيْبَة، عن جرير بن عبد الحميد، به.

ورواه أبو يعلى في "مسنده"(3/ 399 - 400) رقم (1878)، والخطيب في "تاريخه"(11/ 286)، من طريق عثمان بن أبي شَيْبَة، عن جَرِير، عن سفيان بن

(1)

عبد اللَّه بن زياد بن حُدَيْر، عن ابن عَقِيل، عن جابر، به. وهو الحديث التالي.

قال الخطيب عقب روايته للحديث نقلًا عن الطبراني: "تفسير قول جابر: "وإنما عهده باستلام الأصنام"، يعني أنَّه يشهد مع من استلم الأصنام، وذلك قبل أن يوحى إليه. قال أبو الفتح الأَزْدِيّ: تفرَّد به جَرِير الرَّازي، إن كان عثمان بن أبي شَيْبَة حفظه، فإنَّه لم يُتَابَعْ عليه".

(1)

تَحَّرَف في "مسند أبي يعلى" إلى: "عن سفيان، عن عبد اللَّه. . . . ".

ص: 114

وذكر الخطيب في "تاريخه"(11/ 284 - 285) عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل قوله: "عرضت على أبي حديث عثمان -يعني ابن أبي شَيْبَة- عن جَرِير عن شَيْبَة بن نَعَامَة عن فاطمة بنت حسين عن فاطمة الكبرى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في العصبة

(1)

. وحديث جَرِير عن الثَّوْري عن ابن عَقِيل عن جابر: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم شهد عيدًا للمشركين، وعدَّة أحاديث من هذا النحو، فأنكرها جدًّا، وقال: هذه أحاديث موضوعة، أو كأنَّها موضوعة".

وقال الحافظ ابن حَجَر في "المطالب العالية" -النسخة المسندة كما في حاشية محقق "المطالب"(4/ 179) -: "هذا الحديث أنكره النَّاسُ على عثمان بن أبي شَيْبَة، فبالغوا، والمنكرُ منه قوله عن المَلَكِ أنَّه قال: "عهده باستلام الأصنام"، فإنَّ ظاهره أنَّه باشر الاستلام، وليس ذلك مرادًا، بل المراد: أنَّ المَلَكَ أَنْكَرَ شهوده لمباشرة المشركين استلامهم أصنامهم".

وقال الإِمام ابن كثير في "البداية والنهاية"(2/ 288) بعد ذكره للحديث عن ابن عدي من الطريق المتقدِّم: "أنكره غير واحدٍ من الأئمة على عثمان بن أبي شَيْبَة، حتى قال الإِمام أحمد فيه: لم يكن أخوه يتلفظ بشيء من هذا. وقد حكى البيهقي عن بعضهم، أنَّ معناه: أنه شهد مع من يستلم الأصنام، وذلك قبل أن يوحى إليه، واللَّه أعلم".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 23): "رواه أبو يعلى، وفيه عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل، وهو سيء الحفظ، وبقية رجاله رجال الصحيح".

وقال في (8/ 226) منه: "رواه أبو يعلى، وفيه عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل، ولا يُحْتَمَلُ هذا من مثله، إلَّا أن يكون يشهد تلك المشاهد للإِنكار، وهذا يتجه! ! وبقية رجاله رجال الصحيح".

(1)

تقدَّم برقم (1696).

ص: 115

وقال السُّيُوطِيُّ في "الخصائص الكبرى"(1/ 90): "قال الطبراني والبيهقي: قوله: "وإنَّما عهده باستلام الأصنام"، يعني: أنَّه شهد مع من استلم الأصنام لا أنَّه استلمها، والمراد بالمشاهد التي شهدها: مشاهد الحلف ونحوه، لا مشاهد استلام الأصنام".

وبخصوص طريق: أبي يعلى والخطيب -المتقدِّم- عن عثمان بن أبي شَيْبَة، عن جَرِير، عن سفيان بن عبد اللَّه بن زياد بن حُدَيْر، عن ابن عَقِيل، عن جابر، به. فقد قال الحافظ ابن حَجَر في "لسان الميزان" (3/ 53) في ترجمة (سفيان بن عبد اللَّه بن زياد بن حُدَيْر):"لا يُعْرَفُ وقد تكلَّم أحمد وغيره، في عثمان بن أبي شَيْبَة".

والحديث رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 166 - 167) عن الخطيب من طريقه الأول، وذكر التَّأويل الذي نقله عن الطبراني، وقال: "وإنَّما يُتَأَوَّلَ هذا الحديث لو صَحَّ، وفيه علل:

منها: أنَّ عثمان لم يُتَابَعُ عليه.

ومنها: أبو زُرْعَة رواه عن عثمان عن جَرِير عن سفيان بن عبد اللَّه بن زياد، مكان سفيان الثَّوْري.

ومنها: أنَّ ابن عَقِيل ضعيف عند القوم، ضعَّفه يحيى وغيره، وقال ابن حِبَّان: كان رديء الحفظ، يحدِّث على التوهم فيجيء بالخبر على غير سننه، فوجبت مجانبة إخباره.

وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: يقال إنَّ عثمان بن أبي شَيْبَة وَهِمَ في إسناده، وغيره يرويه عن جَرِير عن سفيان بن عبد اللَّه بن محمد بن زياد بن حُدَيْر مرسلًا، وهو الصواب. قال: وذُكِرَ لأحمد فقال: موضوع وأنكره جدًّا" انتهى.

وقد قال الحافظ الخطيب عقب روايته له من طريق جَرِير، عن سفيان بن

ص: 116

عبد اللَّه بن زياد بن حُدَيْر، عن ابن عَقِيل، عن جابر مرفوعًا:"كذا قال: عن سفيان بن عبد اللَّه بن زياد بن حُدَيْر، بدل سفيان الثَّوْري، وعندي أنَّ هذا أشبه بالصَّواب، واللَّه أعلم".

* * *

1700 -

أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن الحسين الرَّازي، حدَّثنا محمد بن قَارن، حدَّثنا أبو زُرْعَة عبيد اللَّه بن عبد الكريم، حدَّثنا عثمان بن أبي شَيْبَة، حدَّثنا جَرِير، عن سفيان بن عبد اللَّه بن زياد بن حُدَيْر، عن ابن عَقِيل،

عن جابر قال: كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يشهدُ مع المشركينَ مَشَاهِدَهُمْ، فَسَمِعَ مَلَكَيْنِ خَلْفَهُ وَأَحَدُهُمَا يقولُ لصاحبهِ: ألا نقوم خَلْفَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: فلم يَعْدْ يَشْهَدُ مع المشركينَ مَشَاهِدَهُمْ.

(11/ 286) في ترجمة (عثمان بن محمد بن إبراهيم العَبْسِيّ أبو الحسن ابن أبي شَيْبَة).

مرتبة الحديث:

تفرَّد به (عثمان بن أبي شَيْبَة) وهو ثقة حافظ شهير، لكن له أوهام. وقد أنكر الإِمام أحمد وغيره عليه هذا الحديث.

وفيه (سفيان بن عبد اللَّه بن زياد بن حُدَيْر)، فإنَّه لا يُعْرَف كما قال الحافظ ابن حَجَر في ترجمته من "اللسان"(3/ 53).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (1699).

* * *

ص: 117

1701 -

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا عثمان بن مَعْبَد، حدَّثنا إسحاق بن محمد الفَرْوي قال: حَدَّثَتْنَا عُبَيْدَة بنت نَابِل، عن عائشة بنت سعد،

عن أبيها سعد، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"ما بَيْنَ قَبْرِي ومِنْبَرِي رُوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ".

(11/ 290) في ترجمة (عثمان بن مَعْبَد بن نوح المُقْرِئ).

مرتبة الحديث:

في إسناده (عُبَيْدَة بنت نَابِل)، لم يوثِّقها غير ابن حِبَّان، وقد ذكرها في "ثقاته"(7/ 307 - 308). وترجم لها ابن حَجَر في "التهذيب"(12/ 437 - 438)، وذكر توثيق ابن حِبَّان لها فقط. وقال عنها في "التقريب" (2/ 606):"مقبولة، من السابعة"/ تم.

وفيه (إسحاق بن محمد الفَرْوي المَدَني) وهو صدوق في الجملة، وقد كُفَّ بصره نساء حفظه، وصار يتلقَّن، ووهَّاه أبو داود جدًّا. وقال النَّسَائي:"ليس بثقة". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1032).

وباقي رجال الإِسناد ثقات.

والحديث صحيح من طرق أخرى بلفظ: "ما بين بيتي ومنبري. . . . ".

التخريج:

رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 56) رقم (1195) -من كشف الأستار-، والطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 110) رقم (332)، من طريق إسحاق بن محمد الفَرْوي، عن عُبَيْدَة بنت نَابِل، به.

قال البزَّار: "قد روته عُبَيْدَة وجَنَاح مولى ليلى عن عائشة بنت سعد عن أبيها".

ص: 118

ولفظ أوله عند البزَّار: "ما بين بيتي ومنبري -أو قبري ومنبري-. . . ".

وعند الطبراني: "ما بين بيتي ومُصَلَّاي. . . ".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 9): "ورواه البزَّار والطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات".

وقد تقدَّم الكلام على شواهده في حديث رقم (421).

* * *

1702 -

أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التَّمِيمي -بِدِمَشْق-، أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم المَيَانَجِي، حدَّثنا عثمان بن نصر الطَّائي البغدادي -بالمَيَانج، سنة خمس وتسعين ومائتين-، حدَّثنا العلاء بن مُسْلِم الوَاسِطي، أخبرنا أبو الوليد المَخْزُومي، عن عبيد اللَّه، عن نافع،

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صَلُّوا على من قال لا إلهَ إلَّا اللَّهُ، وصَلُّوا وَرَاءَ مَنْ قال لا إلهَ إلَّا اللَّهُ".

(11/ 293) في ترجمة (عثمان بن نصر الطائي أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وللحديث طرق معلولة، وهو ضعيف.

ففيه (أبو الوليد المَخْزُومي خالد بن إسماعيل)، وهو متروك، واتَّهمه ابن عدي بالوضع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (970).

وفيه صاحب الترجمة (عثمان بن نصر الطَّائِي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و (عبيد اللَّه) هو (ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخَطَّاب): ثقة ثَبْتٌ وتقدَّمت ترجمته في حديث (395).

ص: 119

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (970).

* * *

1703 -

أخبرنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن بَرْهَان البغدادي -بِصُوْر-، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن خَلَف بن بُخَيْت الدَّقَّاق، حدَّثنا أبو عمرو عثمان بن سعيد التَّمَّار، حدَّثنا أحمد بن منصور المَرْوَزِيّ زاج

(1)

-سنة ست وخمسين ومائتين-، حدَّثنا محمد بن مصعب القَرْقَسَانِيّ، عن عمر بن إبراهيم بن خالد القُرَشِي، عن عيسى بن عليّ، عن أبيه،

عن جَدِّه عبد اللَّه بن عبَّاس قال: لمَّا نزلت: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} ، جاء العبَّاس إلى عليٍّ فقال: قم بنا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فصارا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فسألاه عن ذلك، فقال:"يا عبَّاسُ يا عَمَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أنَّ اللَّه جعل أبا بكر خليفتي على دين اللَّه وَوَحْيِهِ، فاسمعوا له تُفْلِحُوا، وأطيعوا ترشدوا". قال العبَّاس فأطاعوهُ واللَّه فَرَشَدُوا.

(11/ 293 - 294) في ترجمة (عثمان بن سعيد التَّمَّار أبو عمرو).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته (عمر بن إبراهيم بن خالد الكُرْدِيّ القُرَشِي أبو حفص)، قال الدَّارَقُطْنِيُّ:"كذَّاب يضع الحديث". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (675).

وفيه صاحب الترجمة (عثمان بن سعيد التَّمَّار أبو عمرو) لم يذكر الخطيب

(1)

هذا لقبه. وقد ذكره ابن حَجَر في "نزهة الألباب في الألقاب"(1/ 335). وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(12/ 388 - 389) وقال: "الإِمام المحدِّث الثقة".

ص: 120

فيه جرحًا أو تعديلًا. ولم أقف على ما ذكره بذلك.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 35) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (عمر بن إبراهيم القُرَشِي الكُرْدِي).

ووافقه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 294)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 344).

وَذَكَر الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 332 المرفوعَ منه فحسب، وقال:"رواه الخطيب عن ابن عبَّاس مرفوعًا، وهو موضوع".

وروى الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(3/ 180) في ترجمة (عمر بن إبراهيم بن خالد إبراهيم الكُرْدي)، المرفوعَ منه فحسب أيضًا، رواه عن أبي نُعَيْم من طريق عمر بن إبراهيم هذا، وقال:"هذا الحديث ليس بصحيح. . . ". وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 280).

والمرفوعُ من الحديث، عزاه في "الكنز"(11/ 550) رقم (32586) إلى ابن مَرْدُوْيَه، وأبي نُعَيْم في "فضائل الصحابة"، وابن عساكر.

* * *

1704 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللَّه الدَّقَّاق، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم الخُتُّلِي، حدَّثنا عمر بن إبراهيم بن خالد بن عبد الرحمن، حدَّثنا عيسى بن عليّ بن عبد اللَّه بن العبَّاس، عن أبيه،

عن جَدِّه العبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا عَمِّ إنَّ اللَّه جعل أبا بكرٍ خَلِيفتي على دين اللَّه وَوَحْيِهِ، فأطيعوه بعدي تهتدوا، واقتدوا به

ص: 121

ترشدوا". قال ابن عبَّاس: ففعلوا فرشدوا.

(11/ 294) في ترجمة (عثمان بن سعيد التَّمَّار أبو عمرو).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته (عمر بن إبراهيم بن خالد بن عبد الرحمن الكُرْدِيّ القُرَشِيّ أبو حفص)، قال الدَّارَقُطْنِيّ:"كذَّاب يضع الحديث". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (675).

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 315 - 316) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: لا يصحُّ. وأعلَّه بعمر بن إبراهيم الكُرْدِيّ.

وقد تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (1703) من طريق عمر بن إبراهيم هذا، لكن جعله من مسند عبد اللَّه بن عبَّاس رضي الله عنهما.

* * *

1705 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن شُعَيْب الرُّوْيَانِي، أخبرنا محمد بن العبَّاس الخزَّاز، حدَّثنا عثمان بن سهل بن مَخْلَد الأَدَمي، حدَّثنا الحسن بن محمد بن الصَّبَّاح، حدَّثنا بُهْلُول بن عُبَيْد الكِنْدِي، عن حمَّاد، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة،

عن ابن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الفِطْرَةُ على كُلِّ مُسْلِمٍ".

(11/ 294) في ترجمة (عثمان بن سهل بن مَخْلَد البزَّاز الأَدَمِيّ).

مرتبة الحديث:

ص: 122

إسناده ضعيف جدًّا. ومعناه ثابت في حديث جماعة من الصحابة.

ففيه (بُهْلُول بن عُبَيْد الكِنْدِي البَصْرِيّ أبو عُبَيْد)، وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(2/ 429) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث ذاهب". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بشيء منكر الحديث، حسبك به ضعيفًا".

2 -

"المجروحين"(1/ 202) وقال: "شيخ يسرق الحديث لا يجوز الاحتجاج به بحال".

3 -

"الكامل"(2/ 498) وقال: "ليس بذاك". وقال أيضًا: "أحاديثه عمَّن روى عنه فيه نظر، وحديثه عن أبي إسحاق أنكر منه عن غيره".

4 -

"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 124) رقم (26) وقال: "روى أحاديث موضوعة. . . ".

5 -

"المغني"(1/ 116) وقال: "ضعَّفوه".

6 -

"اللسان"(2/ 67) وفيه عن ابن يونس: "منكر الحديث". وقال أبو سعيد البقَّال: "روى موضوعات". وقال البزَّار: "ليس بالقويِّ".

و(عَلْقَمَة) هو (ابن قيس بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).

و(إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).

و(حمَّاد) هو (ابن أبي سليمان الكوفي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (632).

التخريج:

ص: 123

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 435) إلى الخطيب وحده.

وأمَّا قول المُنَاوي في "فيض القدير"(4/ 463): "وفيه إبراهيم بن راشد الأَدَمِي، قال الذَّهَبِيُّ في "الضعفاء": وثَّقه الخطيب واتَّهمه ابن عدي". فهو خطأ. فإنَّه لا يوجد في إسناد الخطيب من اسمه (إبراهيم بن راشد الأَدَمي)!!

وما جاء في الحديث من كون الفِطْرة على كُلِّ مسلم، فإنَّه ثابت من حديث جماعة من الصحابة، انظر:"جامع الأصول"(4/ 636 - 644)، و"مجمع الزوائد"(3/ 80 - 81)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 182 - 185).

ومن ذلك ما رواه البُخَاري في الزكاة، باب فرض صدقة الفطر (3/ 367). رقم (1503)، وغير موضع، ومسلم في الزكاة، باب زكاة الفطر على المسلمين من التمر والشعير (2/ 677) رقم (984)، وغيرهما، عن عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما قال:"فَرَضَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم زكاة الفِطْرِ صاعًا مِنْ تَمْرٍ أو صاعًا من شعيرٍ، على العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصغير والكبير، من المسلمينَ، وأَمَرَ بها أن تؤدَّي قبل خروج النَّاس إلى الصَّلاة". واللفظ للبخاري.

* * *

1706 -

أخبرني الأَزْهَرِيُّ، حدَّثنا محمد بن جعفر النَّجَّار، حدَّثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الخَضِيب -في جامع الرُّصَافَةِ-، حدَّثنا خَلَف بن محمد بن كُرْدُوس، حدَّثنا يزيد بن هارون، حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن بن المُجَبَّر، عن نافع،

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا سألتم الخَيْرَ فَسَلُوا حِسَانَ الوُجُوهِ".

(11/ 295 - 296) في ترجمة (عثمان بن أحمد بن الحسين البزَّاز أبو عمرو ابن الخَضِيب).

ص: 124

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وللحديث شواهد عِدَّة، وقد اختلف النُّقَّاد في الحكم عليه، والرَّاجح أنَّه ضعيفٌ.

ففيه (محمد بن عبد الرحمن بن المُجَبَّر العُمَرِي البَصْري) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 527) وقال: "ليس بشيء".

2 -

سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 353 - 354 رقم (328) وقال: "ليس بثقة".

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 215 رقم (552) وقال: "متروك الحديث".

4 -

"الجرح والتعديل"(7/ 320) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقوي". وقال أبو زُرْعَة: "واهي الحديث".

5 -

"المجروحين"(2/ 263) وقال: "ينفرد بالمعضلات عن الثقات، ويأتي بأشياء مناكير عن أقوام مشاهير، لا يُحْتَجُّ به".

6 -

"الكامل"(6/ 2196 - 2197) وقال: "وهو مع ضعفه يُكْتَبُ حديثه". وفيه عن الفَلَّاس: "ضعيف".

7 -

"ميزان الاعتدال"(3/ 621) وفيه عن البُخَاري: "سكتوا عنه".

8 -

"لسان الميزان"(5/ 245 - 246) وفيه عن صالح جَزَرَة: "عنده المناكير عن نافع وغيره". وقال أبو داود: "تُرِكَ حديثه".

9 -

"تبصير المنتبه" لابن حَجَر (4/ 1253) وقال: "ضعيف".

وفيه صاحب الترجمة (عثمان بن أحمد بن الحسين البزَّاز)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 125

وشيخ الخطيب (الأَزْهَرِيّ) هو (عبيد اللَّه بن أبي الفتح أحمد بن عثمان الصَّيْرَفي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (676).

التخريج:

رواه عبد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(2/ 17) رقم (749)، وابن أبي الدُّنْيَا في "قضاء الحوائج" ص 57 رقم (52)، والسَّهْمِيّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 385 - 386، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "الأمثال" ص 45 رقم (71)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(1/ 384) رقم (431)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2197) -في ترجمة (محمد بن عبد الرحمن بن المُجَبَّر) -، من طريق محمد بن عبد الرحمن هذا، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ:"اطْلُبُوا الخَيْرَ عند حَسَانِ الوُجُوهِ".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 160) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وأعلَّه بـ (محمد بن عبد الرحمن بن المُجَبَّر)، وقال في (2/ 163) منه:"وسُئِلَ أحمد بن حَنْبَل عن هذا الحديث فقال: كذب".

ورواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 313) -في ترجمة (محمد بن يونس الكُدَيْمي) - من طريق الكُدَيْمي هذا، عن رَوْح بن عُبَادَة قال: حدَّثنا شُعْبَة، عن قَتَادة، عن سعيد بن المسيَّب، عن ابن عمر مرفوعًا به.

وعن ابن حِبَّان من طريقه المتقدِّم، رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 160).

أقول: (محمد بن يونس بن موسى الكُدَيْمِيّ): متروك، واتَّهمه أبو داود وابن حِبَّان وابن عدي والدَّارَقُطْنِيّ وغيرهم بالكذب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (379).

ص: 126

ورواه الحافظ السِّلَفِي في "الطُّيُوريات"، من طريق إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عبد اللَّه الحَلَبي، عن عثمان بن سعيد، عن عبد اللَّه بن محمد البَغَوي، عن آدم بن أبي إياس، عن ابن أبي ذِئْب، عن نافع، عنه، به. كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 79).

أقول: إسناد السِّلَفِيِّ ضعيف. ففيه انقطاع بين (عبد اللَّه البَغَويّ) وبين (آدم بن أبي إياس)، فإنَّ (آدم) توفي عام (221 هـ) كما في "التقريب"(1/ 30)، و (عبد اللَّه البَغَويّ) ولد عام (214 هـ) كما في "تاريخ بغداد"(10/ 112)، وَأَوَّلُ ما كَتَبَهُ من الحديث -كما قال البَغَويُّ نَفْسُهُ ونقله عنه الخطيب في "تاريخه"(10/ 112) - كان في سنة خمس وعشرين ومائتين.

وقد تقدَّم في حديث رقم (358) تخريجه من حديث جماعة من الصحابة، مع ذكر أقوال النُّقَّاد فيه.

* * *

1707 -

حدَّثنا أبو طالب يحيى بن عليّ الدَّسْكَرِيّ، حدَّثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغِطْرِيْفِيّ -بِجُرْجَان-، حدَّثنا عثمان بن زكريا بن يحيى المَرْوَزِيّ -ببغداد-، حدَّثنا محمد بن زكريا المَرْوَزِيّ، حدَّثنا سُوَيْد بن سعيد، أخبرنا عليّ بن مُسْهِر، عن أبي يحيى القَتَّات، عن مجاهد،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَشِقَ فَكَتَمَ وعَفَّ فَمَاتَ فهو شَهِيدٌ".

(11/ 297) في ترجمة (عثمان بن زكريا بن يحيى المَرْوَزِيّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وقد تقدَّم الكلام على إسناده في حديث (718).

ص: 127

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (718).

* * *

1708 -

حدَّثني أبو القاسم عبيد اللَّه بن أحمد بن عبد الأعلى بن محمد بن مروان الرَّقِّي الفقيه، حدَّثنا أبو القاسم يوسف بن أحمد بن محمد البغدادي التَّمَّار -وكان بالرَّقَّة يُعْرَفُ بالبَنَّا، وكان شاهدًا بالرَّقَّة-، فقلت له إنَّ المُفيد

(1)

حدَّث عن الأَشَجِّ، عن عليّ بن أبي طالب؟ فقال: إنَّ الأَشَجِّ دخل بغداد واجتمع النَّاسُ عليه في دار إسحاق وأَحْدَقُوا به وضايقوه، وكنت حاضره، فقال: لا تُؤذُوني،

فإنِّي سمعتُ عليَّ بن أبي طالب يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ مُؤْذٍ في النَّارِ".

(11/ 299) في ترجمة (عثمان بن الخَطَّاب بن عبد اللَّه العَوَّام البَلَويّ الأَشَجِّ المَغْرِبِيّ أبو عمرو، يُعْرَفُ بأبي الدُّنْيَا).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (عثمان بن الخَطَّاب البَلَوي الأَشَجِّ المَغْرِبِيّ أبو عمرو، يُعْرَفُ بأبي الدُّنْيَا) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(11/ 297 - 299) وقال: "كان يروي عن عليّ بن أبي طالب، وعاش دَهْرًا طويلًا، وقدم بغداد بعد سنة ثلاثمائة بعدة سنين. . . والعلماء من أهل النقل لا يُثْبِتُون قوله ولا يحتجون بحديثه". وقال أيضًا: "حدَّث

(1)

هو (أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب المُفِيد): محدِّث مشهور مُجْمَعٌ على ضعفه، وقد اتَّهم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1605).

ص: 128

ببغداد خمسة أحاديث حفظت منها ثلاثة، هذا أحدها. وما علمتُ أنَّ أحدًا ببغداد كتب عنه حرفًا واحدًا، ولم يكن عندي بذاك الثقة".

2 -

"تاريخ دمشق" لابن عساكر (11/ 90 - 93) -مخطوط-، وذكر جملة من أخباره التي تفيد كذبه وقلَّة حيائه.

3 -

"ميزان الاعتدال"(3/ 33) وقال: "حدَّث بقلَّة حَيَاءٍ بعد الثلاثمائة عن عليّ بن أبي طالب، فافتضح بذلك، وكذَّبه النُّقَّاد". كما ترجم له في "الميزان"(4/ 522) -في الكُنَى- وقال: "كذَّابٌ طُرُقِيٌّ، كان بعد الثلاثمائة. . . وبعضهم سمَّاه أبا الحسن عليّ بن عثمان البَلَوي، وبكلِّ حَالٍ: فالأَشَجُّ المُعَمَّرُ كذَّابٌ من بَابَةِ رَتَنٍ الدَّجَّال، وجعفر بن نُسْطُور

(1)

، وخِرَاش، وربيع بن محمود المارديني. وما يُعْنَى برواية هذا الضرب ويفرحُ بعلُوِّها إلَّا الجَهَلَةُ".

4 -

"تذكرة الحفَّاظ"(3/ 831 - 832) وقال: "كذَّاب".

5 -

"المغني"(2/ 425) وقال: "حدَّث بعد الثلاثمائة عن عليٍّ، فكذَّبوه".

6 -

"اللسان"(4/ 134 - 140) وقال بعد أن طوَّل في ترجمته وساق أخبارًا عِدَّة في بيان أحواله: "فإذا تأمَّلت هذه الروايات ظَهَرْتَ على تخليط هذا الرجل في اسمه ونسبه ومولده وعمره، وأنَّه كان لا يستمر على نمطٍ واحدٍ في ذلك كلِّه. فلا يُغْتَرُ بمن حسَّن الظَّنَّ به، واللَّه أعلم".

التخريج:

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(11/ 92) -مخطوط-، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 263)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

قال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ، والأَشَجُّ غير موثوق بقوله عند العلماء".

(1)

تَصَحَّفَ في "الميزان" إلى: "مسطور". والتصويب من "المغني في الضعفاء"(1/ 135).

ص: 129

وقال المُنَاوي في "فيض القدير"(5/ 30): "وأورده الذَّهَبِيُّ في "المتروكين" وقال: خبر غريب".

* * *

1709 -

أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان، حدَّثنا أبي: أبو عمرو عثمان بن أحمد بن الحسين بن الفَلْو، حدَّثنا الحسين بن إسماعيل، المَحَامِلِي، حدَّثنا محمد بن شُعْبَة بن جُوَان، حدَّثنا أيوب بن سليمان بن سَيَّار الشَّيْبَاني، حدَّثنا عمر بن محمد بن عمر بن مَعْدَان، عن عِمْرَان القَصِير، عن عبد اللَّه بن أبي القلوص، عن مُطَرِّف،

عن عِمْران بن حُصَيْن أنَّه قال: لأحدِّثتكم بحديث ما حَدَّثتُ به أحدًا منذ سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"مَنْ عَلِمَ أنَّ اللَّه رَبُّهُ، وأنِّي نَبِيُّهُ، صادقًا مِنْ قَلْبِهِ -وأومأَ بيدهِ إلى جِلْدَةِ صَدْرِهِ- حَرَّمَ اللَّهُ لَحْمَهُ على النَّارِ".

(11/ 308) في ترجمة (عثمان بن أحمد بن الحسين بن الفَلْو أبو عمرو).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (أيوب بن سليمان بن سَيَّار الشَّيْبَاني الحَارِثِيّ المُكْتِبِ الأَزْدِيّ أبو سليمان البَصْري)، لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، فإنَّه ذكره في "ثقاته" (8/ 126) وقال:"روى عنه عمرو بن عليّ الفَلَّاس". وترجم له البُخَاري في "التاريخ الكبير"(1/ 415)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(2/ 249)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكرا رواية محمد بن شُعْبَة بن جُوَان، وعليّ بن نصر الجَهْضَمي، عنه.

وفيه كذلك (عبد اللَّه بن أبي القلوص)، لم يُوَثِّقه غير ابن حِبَّان أيضًا، فإنَّه

ص: 130

ذكره في "ثقاته"(7/ 48) وقال: "روى عنه عِمْران القَصِير". وترجم له البُخَاري في "التاريخ الكبير"(5/ 176)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(5/ 142)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم يذكرا رواية غير (عِمْران) عنه.

و(عمر بن محمد بن عمر بن مَعْدَان الحَارِسي)، ترجم له البُخَاري في "التاريخ الكبير"(6/ 190)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 132)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكره ابن حِبَّان في "ثقاته" (8/ 443). كما ذكره البزَّار في "مسنده" (1/ 15) رقم (14) -من كشف الأستار- وقال:"لا بأس به".

و(عِمْران بن مسلم المِنْقَري القَصِير أبو بكر) قال عنه ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 84): "صدوق ربما وَهِمَ. . . من السادسة"/ خ م د ت س. وقال عنه الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(2/ 310): "ثقة". وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "السِّيَر"(6/ 225)، و"التهذيب"(8/ 137 - 139).

وشيخ الخطيب (أبو عمر الحسن بن عثمان بن أحمد، المعروف بابن الفَلْو)، ترجم له في "تاريخه" (7/ 362 - 363) وقال:"كان لا بأس به". وتوفي عام (426 هـ).

وأبوه صاحب الترجمة (عثمان بن أحمد)، قال الخطيب عنه:"حدَّث بأحاديث مستقيمة".

و(الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (369).

محمد بن شُعْبَة بن جُوَان أبو عليّ)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (5/ 352) وقال:"ثقة". كما ترجم له السَّمْعَاني في "الأنساب"(3/ 339) وقال: كان من الفضلاء، له مسند حسن".

(مُطَرِّف) هو (ابن عبد اللَّه بن الشِّخِّير الحَرَشي العَامِرِي البَصْري أبو عبد اللَّه): إمام قدوة عابد حُجَّة، خرَّج له الستة، وتوفي عام (95 هـ). انظر

ص: 131

ترجمته في: "تهذيب الكمال"(3/ 1335) -مخطوط-، و"السِّيَر"(4/ 187 - 195)، و"التهذيب"(10/ 173 - 174)، و"التقريب"(2/ 253).

التخريج:

رواه ابن خُزَيْمَة في كتاب "التوحيد" ص 348، والبخاري في "التاريخ الكبير"(6/ 408)، والطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 124) رقم (253)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 15) رقم (14) -من كشف الأستار-، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(6/ 182)، من طريق أيوب بن سليمان بن سَيَّار الحارثي، عن عمر بن محمد بن عمر بن مَعْدَان الحَارِسي، به.

قال البزَّار: "لا نعلم أحدًا يرويه بهذا اللَّفظِ إلَّا عِمْرَان، ولا له عنه إلَّا هذا الطريق، وابن أبي القلوص: بصري. وعمر بن محمد: بصري لا بأس به".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 22): "رواه البزَّار وفي إسناده عِمْران القَصِير وهو متروك وعبد اللَّه بن أبي القلوص".

وذُكِرَ في حاشية "مجمع الزوائد" تعليقًا على كلام الهيثمي ما نصه: "عِمْرَان القَصِير أخرج له الشَّيخان، ووثَّقه جماعة، وما علمت أحدًا تركه. وعبد اللَّه بن أبي القلوص ما علمت أحدًا وثَّقه. كما في هامش الأصل".

أقول: الظَّاهر أن هذا التعليق للحافظ ابن حَجَر. وقد تقدَّم أنَّ (عبد اللَّه بن أبي القلوص) وثَّقه ابن حِبَّان فقط.

وقال الهيثمي في "المجمع"(1/ 19) أيضًا: "رواه الطبراني في "الكبير"، وفي إسناده عمر بن محمد بن عمر بن مَعْدَان

(1)

وهو واهي الحديث".

(1)

تَصَحَّفَ في "المجمع" إلى: "صفوان". والتصويب من "المعجم الكبير" للطبراني (18/ 124).

ص: 132

أقول: لم أر من وهَّاه، وقد تقدَّم أنَّ ابن حِبَّان وثَّقه، وأنَّ البزَّار قال فيه:"لا بأس به"، واللَّه أعلم.

* * *

1710 -

أخبرني أبو القاسم الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا عثمان بن عليّ بن الحسين العَتَكِيّ الخَطِيب الأَنْطَاكِيّ، حدَّثنا عثمان بن عبد اللَّه بن عثمان الفَرَائِضِيّ، حدَّثنا أحمد بن عبد الرحمن الكُزْبُرَانِيّ

(1)

الحَرَّانِيّ، حدَّثنا محمد بن سليمان بن أبي داود، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن زياد الأَلْهَانِيّ، عن أبيه،

عن أبي عِنَبَة

(2)

الخَوْلانِيّ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا تُحْرِجُوا أُمَّتي -ثلاثًا-، اللَّهُمَّ مَنْ أَمَرَ أُمَّتِي بما لم تَأْمُرْنِي به فإنَّهم مِنْه في حِلٍّ".

(11/ 309) في ترجمة (عثمان بن عليّ بن الحسن العَتَكِيّ أبو عمرو).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (إبراهيم بن محمد بن زياد الأَلْهَانِيّ الحِمْصِيّ)، لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، فإنَّه ذكره في "ثقاته" (6/ 17) وقال:"روى عنه أبو حَيْوة شُرَيح بن يزيد الحَضْرَمِيّ". وترجم له البُخَاري في "التاريخ الكبير"(1/ 323)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(2/ 127)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكر ابن أبي حاتم رواية محمد بن سليمان بن أبي داود عنه أيضًا.

(1)

قال في "الأنساب"(10/ 415): "هذه النسبة إلى (كُزْبُرَان)، وهو لقب لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن. . . ".

(2)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "عتبة" بالتاء. والتصويب من "الإصابة"(4/ 141)، و"التقريب" (2/ 457) وفيه:"أبو عِنَبَة: بكسر أوَّله وفتح النون والموحَّدة".

ص: 133

وفيه صاحب الترجمة (عثمان بن عليّ بن الحسن العَتَكِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(عثمان بن عبد اللَّه بن عثمان الفَرَائِضِيّ)، لم أقف على من ترجم له في كُلِّ ما رجعت إليه.

و(أحمد بن عبد الرحمن الكُزْبُرَانِيّ)، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 60) وقال:"أدركته ولم أسمع منه". وترجم له الخطيب في "تاريخه"

(1)

(4/ 243) وقال: "ما علمت من حاله إلَّا خيرًا". وذكر أنَّه توفي عام (264 هـ).

و(محمد بن سليمان بن أبي داود) هو (الحَرَّاني، ولقبه: بُوْمَة)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 166):"صدوق، من التاسعة، مات سنة ثلاث عشرة -يعني ومائتين-"/ ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(3/ 1205) -مخطوط-، و"ميزان الاعتدال"(3/ 569)، و"التهذيب"(9/ 199 - 200).

و(محمد بن زياد الأَلْهَانِيّ الحِمْصِيّ أبو سفيان): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1321).

وشيخ الخطيب (أبو القاسم الأَزْهَرِيُّ) هو (عبيد اللَّه بن أحمد الصَّيْرَفِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (676).

و(أبو عِنَبَة الخَوْلَانِيّ) رضي الله عنه، صحابي مشهور بكنيته، واخْتُلِفَ في اسمه، ويقال إنَّه أَسْلَمَ في عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم ولم يره، ونَزَلَ حِمْصَ، ومات في خلافة عبد الملك بن مروان على الصحيح. انظر:"الإصابة"(4/ 141 - 142)، و"التهذيب"(12/ 189 - 191)، و"التقريب"(2/ 457).

(1)

تَصَحَّفَ "الكُزْبُرَانِي" فيه إلى "الكريزاني".

ص: 134

التخريج:

رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 236) رقم (1958) -من كشف الأستار-، عن محمد

(1)

بن عبد الرحمن، حدَّثنا محمد بن سليمان، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن زياد، عن أبيه، عن أبي عِنَبَة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا تُحْرِجُوا أُمَّتي، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْرَجَ أُمَّتي فَانْتَقِمْ مِنْه -أو نحو ذلك-".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 214): "رواه البزَّار وفيه من لم أعرفه". وصُحِّفَ فيه "عِنَبَة" إلى "عتبة" بالتاء.

ثم وجدت الهيثمي يذكره في "المجمع"(5/ 227) ثانية، بلفظ الخطيب، دون أن يعزوه لأحد، ويقول:"فيه إبراهيم بن محمد بن زياد ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".

أقول: تقدَّم أنَّ (إبراهيم بن محمد بن زياد) هو (الأَلْهَانِيّ)، وأنَّ البُخَاري وابن أبي حاتم قد ترجما له ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا، وأن ابن حِبَّان ذكره في "ثقاته".

وعزاه في "كنز العُمَّال"(6/ 77) رقم (14910) إلى الطبراني في "الكبير"، وابن عساكر. ولم ينسبه للبزَّار.

أقول: نسبة الحديث إلى الطبراني في "الكبير"، وَهَمٌ، فإنَّه ليس فيه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1711 -

أخبرنا العَتِيقي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه عثمان بن أحمد بن جعفر العِجْلِي قال: قُرِئَ على أبي القاسم عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي

(1)

هكذا في المطبوع. وأخشى أن يكون قد صُحِّفَ عن (أحمد). وهو (أحمد بن عبد الرحمن الكُزْبُرَاني) الذي في إسناد الخطيب.

ص: 135

-وأنا حاضر في سنة أربع عشرة وثلاثمائة- قيل له: حدثكم محمد بن بَكَّار، حدَّثنا يحيى بن عُقْبَة بن أبي العَيْزَار، عن محمد بن جُحَادة،

عن أنس بن مالك قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا تَطْرَحُوا الدُّرَّ في أَفْوَاه الكِلَابِ".

"قال ابن بكَّار: أظنه يعني العِلْمَ".

(11/ 310) في ترجمة (عثمان بن أحمد بن جعفر العِجْلِي أبو عبد اللَّه).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

وقد سبق الكلام عليه في حديث (1413).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (1413).

* * *

1712 -

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه مهدي، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي، حدَّثنا عليّ بن أحمد الجَوَارِبي، حدَّثنا عبد الرحمن بن عبد الملك الحِزَامي، حدَّثنا إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت، حدَّثني هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة قالت: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصومُ حتَّى أقولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى أقولَ: لا يصومُ، وكانَ أَكْثَرُ صِيَامِهِ في شَعْبَانَ.

وقال: "يا عائشةُ إنَّه يُكْتَبُ فيه لِمَلَكِ الموتِ أَنْ يُقْبِضَ، فأنا أُحِبُّ أَلَّا يُنْسَخَ اسمي إلَّا وأنَا صائمٌ".

(11/ 314 - 315) في ترجمة (عليّ بن أحمد بن عبد اللَّه الجَوَارِبي الوَاسِطي أبو الحسن).

ص: 136

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والشطر الأول من الحديث إلى قولها: "وكان أكثر صيامه في شعبان"، صحيح من طرق أخرى.

ففيه (إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري)، وهو منكر الحديث، عامَّة ما يرويه منكر، حتَّى إنَّ أبا حاتم قد قال فيه:"لا أعلم له حديثًا قائمًا". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (580).

وباقي رجال الإِسناد ثقات عدا (عبد الرحمن بن عبد الملك الحِزَامي)، فإنَّه صدوق كما قال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف" (2/ 155). وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 489):"صدوق يخطئ، من كبار الحادية عشرة"/ خ س. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "هدي الساري" ص 418، و"تهذيب التهذيب"(6/ 221 - 222).

التخريج:

الشطر الأول من الحديث إلى قولها: "وكان أكثر صيامه في شعبان"، رواه عنها: مالك في "الموطأ"(1/ 309)، وعنه البُخَاري في الصوم، باب صوم شعبان (4/ 213) رقم (1969)، ومسلم في الصيام، باب صيام النبيِّ صلى الله عليه وسلم في غير رمضان (2/ 810) رقم (1156)، وأبو داود في الصوم، باب كيف كان يصوم النبيُّ صلى الله عليه وسلم (2/ 813) رقم (2434)، والنَّسَائي في الصوم، باب صوم النبيّ صلى الله عليه وسلم (4/ 199 - 200)، عن أبي النَّضْر مولى عمر بن عبيد اللَّه، عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن، عن عائشة، به.

وقد روي عنها من غير هذا الطريق، انظر:"سنن النَّسَائي" في الموطن السابق، و"سنن التِّرْمِذِيّ"(3/ 105)، و"سنن ابن ماجه"(1/ 545 - 546).

أمَّا الشطر الثاني: "يا عائشةُ إنَّه يُكْتَبُ فيه لِمَلَكِ الموت. . . "، فقد رواه بهذا

ص: 137

اللَّفظِ ابن النَّجَّار كما في "الدُّرِّ المنثور"(7/ 402). وقد تقدَّم تخريجه بنحوه في حديث (646).

* * *

1713 -

حدَّثنا أبو الفرج محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا عليّ بن أحمد بن الحسين المَرْوَزِيّ البغدادي، حدَّثنا منصور بن أبي مُزَاحِم، حدَّثنا عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأَبَّار، عن يزيد بن أبي زياد، عن معاوية بن قُرَّة،

عن أنس بن مالك قال: كان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مَوْلَيَانِ: حَبَشِيٌّ وقُبْطِيٌّ، فاسْتَبَّا يومًا، فقال أحدُهُما: يا حَبَشِيُّ؛ وقال الآخر: يا قُبْطِيُّ! فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَقُولا هكذا، إنَّمَا أنتما رَجُلانِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ".

(11/ 318) في ترجمة (عليّ بن أحمد بن الحسين المَرْوَزِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (يزيد بن أبي زياد القُرَشِي الهاشمي)، وهو ضعيف، كبر فتغيَّر وصار يَتَلَقَّنُ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (654).

وفيه صاحب الترجمة (عليّ بن أحمد بن الحسين المَرْوَزِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 207)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(1/ 277) رقم (326) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن معاوية إلَّا يزيد بن أبي زياد، ولا عنه إلَّا الأَبَّار، تفرَّد به منصور، وهو حديثه".

ص: 138

ورواه أبو يعلى في "مسنده"(7/ 171) رقم (4146)، عن منصور بن أبي مُزَاحِم، عن أبي حفص الأَبَّار، به. وعنده:"نَبَطِيٌّ"، بدلًا من "قُبْطِيّ".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 195): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، ورجاله موثَّقون"!.

وقال في (8/ 81) منه: "رواه الطبراني في "الصغير"، وفيه يزيد بن أبي زياد وهو ليِّن، وبقية رجاله ثقات. وكذلك رواه أبو يعلى بنحوه".

وقال في (8/ 86) منه: "رواه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط" بنحوه. . . وفي إسنادهما يزيد بن أبي زياد، وهو على ضعفه حسن الحديث".

* * *

1714 -

أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النَّرْسِيّ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثنا عليّ بن أحمد بن العبَّاس البَلْخِيّ -قَدِمَ علينا-، حدَّثنا العبَّاس بن زياد أبو صالح البزَّاز، عن سَعْدَان بن نصر اللَّخْمِيّ

(1)

، عن سليمان التَّيْمِيَّ، عن أبي عثمان النَّهْدِيّ،

عن سلمان الفارسي أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "يُعْطَى المؤمنُ جوازًا على الصراط بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا كتابٌ من اللَّه العزيز الحكيم لفلان بن فلان، أدخلوه جَنَّةً عاليةً قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ".

(11/ 319) في ترجمة (عليّ بن أحمد بن العبَّاس البَلْخِيّ).

(1)

هكذا في المطبوع: "سعدان بن نصر اللخمي". وفي مخطوطة "تاريخ بغداد" نسخة تونس ص 467: "سعدان بن نصر الحلمي". وسيذكره في (12/ 68) من "التاريخ" باسم: "سعدان الخلمي" بالخاء المعجمة. وهو في "العلل" لابن الجَوْزي (2/ 446): "سعدان الحكمي"، والظَّاهر أنَّه هوالصَّواب. فقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 290) وقال:(سعدان بن سعد الحكمي). ونقل عن أبيه تجهيله له، وهو يوافق ما نقله ابن الجَوْزي عنه.

ص: 139

مرتبة الحديث:

منكر.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (649).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (649).

* * *

1715 -

حدَّثنا يحيى بن عليّ الدَّسْكَرِيّ -بحُلْوَان-، أخبرنا شَافِع بن محمد بن أبي عَوَانَة الإِسْفَرَايِيْنِيّ -بها-، حدَّثنا عليّ بن أحمد بن مروان بن نُقَيْش السَّامَرِّيّ، حدَّثنا الحسن بن عبد الرحمن، حدَّثنا يوسف بن أَسْبَاط، حدَّثنا الثَّوْري، عن محمد بن المُنْكَدِر،

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ ولا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ".

(11/ 320) في ترجمة (عليّ بن أحمد بن مروان المُقْرِئ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. ومَتْنُهُ صحيح مروي من حديث جماعة من الصحابة رضي الله عنهم.

ففيه (الحسن بن عبد الرحمن بن عبَّاد الفَزَارِيّ الإحْتِيَاطِيّ)، وهو ضعيف جدًا، بل قال الذَّهَبِيُّ في "المغني" (1/ 161):"مُتَّهَمٌ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (648).

وفيه أيضًا: (يوسف بن أَسْبَاط بن وَاصِل الشَّيْبَانِيّ الكوفي)، وهو صدوق كثير الغلط. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1157).

ص: 140

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(2/ 119) من طريق الحسن بن عَرَفَة، حدَّثنا عليّ بن ثابت، عن الوَازِع بن نافع عن أبي سَلَمَة، عن جابر قال:"جاءت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صَدَقَة، فركبه النَّاس، فقال: إنَّها لا تصلح لغنيٍّ، ولا لصحيحٍ سَوِيٍّ، ولا لعاملٍ قويٍّ".

أقول: إسناده ضعيف جدًّا، ففيه (الوَازِع بن نافع العُقَيْلِي الجَزَري) وهو متروك. انظر "لسان الميزان"(6/ 213 - 214).

ورواه السَّهْمِيُّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 367، من طريق محمد بن الفضل بن حاتم، عن إسماعيل بن بَهْرَام الكوفي، عن محمد بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جَدِّه، عن جابر مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب.

و(محمد بن الفضل بن حاتم)، لم أقف على من ترجم له، وبقية رجال الإِسناد ثقات.

والحديث عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 884) إلى الخطيب وحده عن جابر.

والحديث مروي عن جماعة من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(4/ 661)، و"مجمع الزوائد"(3/ 91 - 92)، و"نصب الراية"(2/ 399 - 401) -وخرَّجه من حديث سبعة من الصحابة-، و"تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (2/ 1519 - 1522)، و"التلخيص الحَبِير"(3/ 108 - 109)، و"المطالب العالية"(1/ 249).

ومن ذلك ما رواه النَّسَائي في الزكاة، باب إذا لم يكن له دراهم وكان له عدلها (5/ 99)، وابن ماجه في الزكاة، باب من سأل عن ظهر غني (1/ 589) رقم (1839)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(3/ 307)، وأحمد في "مسنده"

ص: 141

(2/ 377)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 123) رقم (3279)، والطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(2/ 14)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 407)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 118)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 13 - 14)، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب.

قال الحاكم: "هذا الحديث على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

ومن ذلك أيضًا ما رواه أبو داود في الزكاة، باب من يُعْطَى من الصدقة وحَدُّ الغِنَى (2/ 285 - 286) رقم (1634)، والتِّرْمِذِيّ في الزكاة، باب ما جاء من لا تحلُّ له الصدقة (3/ 33) رقم (652)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(3/ 207)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 300 رقم (2271)، والدَّارِمي في "سننه"(1/ 386)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 407)، وغيرهم، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب.

قال التِّرْمِذِيُّ: "وفي الباب عن أبي هريرة، وحُبْشِيّ بن جُنَادَة، وقَبِيصة بن مُخَارِق".

وقال عن حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص: "حديث حسن".

وقال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التلخيص الحَبِير"(3/ 108): "إسناده حسن".

وروى أبو داود في "الموطن السابق"(2/ 285) رقم (1633)، والنَّسَائي أيضًا (5/ 99 - 100)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(3/ 207 - 208)، وأحمد في "المسند"(4/ 224) و (5/ 362)، والشَّافِعِيّ في "المسند"(1/ 244) رقم (663)، وعبد الرزاق في "مصنَّفه"(4/ 109 - 110) رقم (7154)، والطَّحَاوِيّ في "شرح معاني الآثار"(2/ 15)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 14)،

ص: 142

والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 119)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(6/ 81) رقم (1598)، عن عبيد اللَّه بن عدي بن الخِيَار قال: أخبرني رجلان أنهما أتيا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في حجَّة الوَدَاعِ وهو يقسم الصدقة، فسألاهُ منها، فرفع فينا البصر وخفضه، فرآنا جَلْدَيْنِ، فقال:"إن شئتما أعطيتكما، ولا حَظَّ فيها لغنيٍّ ولا لقويٍّ مُكْتَسِب".

قال الإِمام ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق"(2/ 1522): "إسناده صحيح، ورواته ثقات. قال الإِمام أحمد: ما أجوده من حديث، وقال: هو أحسنها إسنادًا".

غريب الحديث:

قوله: "ولا لذي مِرَّةٍ سَوِيٍّ"، قال الخطَّابي في "معالم السنن" (2/ 233):"معنى (المِرَّة): القوَّة، وأصلها من شِدَّة فَتْلِ الحَبْلِ، يقال: أمررتُ الحَبْلَ: إذا أحكمت فَتْلَهُ. فمعنى المِرَّة في الحديث شِدَّة أَسْر الخَلْق وصحَّة البَدَنِ التي يكون معها احتمال الكَدِّ والتعب".

وقال الإِمام البَغَويُّ في "شرح السُّنَّة"(6/ 81) عقب روايته للحديث: "فيه دليل على أن القويَّ المكتسب الذي يُغنيه كسبه، لا يحلُّ له الزكاة، ولم يعتبر النبيّ صلى الله عليه وسلم ظاهر القوة دون أن ضم إليه الكسبَ، لأنَّ الرجل قد يكون ظاهر القوة غير أنَّه أخرقُ لا كَسْبَ له، فتحلُّ له الزكاةُ".

* * *

1716 -

أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن عليّ بن عِيَاض القاضي -بِصُوْر-، وأبو نصر عليّ بن الحسين بن أحمد الورَّاق -بِصَيْدَا-، قالا: أخبرنا محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغَسَّاني، حدَّثنا عليّ بن أحمد أبو الحسين الحَرَّاني -ببغداد-، حدَّثنا عَبْدَان بن الجُنَيْد العَسْكَرِي، أخبرنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَة،

ص: 143

عن عائشة قالت: ما زَالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُ عن السَّاعَةِ حتَّى نَزَلَتْ {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا} [سورة النَّازِعَات: الآية 43 - 44].

(11/ 321) في ترجمة (عليّ بن أحمد الحَرَّانِيّ أبو الحسين).

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (عليّ بن أحمد الحَرَّانِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(عَبْدَان بن الجُنَيْد العَسْكَرِيّ)، لم أقف على من ترجم له في كُلِّ ما رجعت إليه.

و(عليّ بن الحسين بن أحمد الورَّاق أبو نصر)، كان أحد المعدَّلين من أهل صَيْدَا. انظر تصدير "معجم الشيوخ" لابن جُمَيْع الصَّيْدَاوِي ص 23.

وباقي رجال الإِسناد ثقات.

وقد روي الحديث من طرق أخرى صحيحة.

التخريج:

رواه البزَّار في "مسنده"(3/ 78) رقم (2279) -من كشف الأستار- عن يعقوب بن إبراهيم بن كثير، عن سفيان بن عُيَيْنَة، به؛ وقال:"لا نعلم رواه هكذا إلَّا سفيان".

قال الهيثمي في "المجمع"(7/ 133): "رواه البزَّار ورجاله رجال الصحيح".

ورواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 5) و (2/ 513 - 514)، من طريق الحُمَيْدي، عن سفيان بن عُيَيْنَة، به.

ص: 144

وقال في الموطن الأول: "صحيح على شرطهما". وأقرَّه الذَّهَبِيُّ.

وقال في الموطن الثاني: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه فإنَّ ابن عُيَيْنَة كان يرسله بآخرة". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

ورواه ابن جَرِير في "تفسيره"(30/ 49)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 314)، من طريق يعقوب بن إبراهيم الدَّوْرَقي، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، به.

قال أبو نُعَيْم: "لا أعلم رواه عن الزُّهْرِيّ غير ابن عُيَيْنَة".

ورواه ابن جُمَيْع الصَّيْدَاوِيُّ في "معجم شيوخه" ص 328 من الطريق التي رواه الخطيب عنه.

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(8/ 413) إلى ابن المنذر وابن مَرْدُوْيَه عن عائشة أيضًا، وقال:"وأخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مَرْدُوْيَه عن عُرْوَة مُرْسَلًا".

والحديث ذكره ابن أبي حاتم الرَّازي في "العدل"(2/ 68)، وقال:"سمعت أبا زُرْعَة وذكر حديث الزُّهْرِيّ عن عُرْوَة عن عائشة قالت: ما زال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة حتَّى نزلت عليه {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}. فقال أبو زُرْعَة: الصحيح مرسل بلا عائشة".

أقول: هذه العلَّة التي ذكرها الإِمام أبو زُرْعَة الرَّازي ليست بقادحةٍ إن شاء اللَّه. فالحديث قد وصله عن سفيان بن عُيَيْنَة: عبد اللَّه بن الزُّبَيْر الحُمَيْدِي عند الحاكم، والحُمَيْدِي كما قال أبو حاتم الرَّازي -ونقله عنه ولده في "الجرح والتعديل" (5/ 57) -:"أثبتُ النَّاس في ابن عُيَيْنَة، وهو رئيس أصحاب ابن عُيَيْنَة".

كما وصله عنه: يعقوب بن إبراهيم الدَّوْرَقي عند ابن جَرِير وأبي نُعَيْم، و (يعقوب): إمام حافظ ثقة متقن، خرَّج له الستة. انظر ترجمته في:"تاريخ بغداد"(14/ 277 - 279)، و"التهذيب"(11/ 381 - 382).

ص: 145

فهذان إمامان ثقتان مُتْقِنَانِ قد وَصَلَاهُ، والصحيح الذي عليه جمهور أئمة الحديث: قبول زيادة الثقة كما فصَّلته في كتابي: "أسباب اختلاف المحدِّثين"(1/ 343 - 367).

وللحديث شاهد ذكره ابن كثير في "تفسيره"(2/ 284) -في تفسير الآية 187 من سورة الأعراف- فقال: "قال وكيع حدَّثنا ابن أبي خالد عن طارق بن شهاب قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يزال يَذْكُرُ من شأن الساعة حتَّى نزلت {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} الآية. ورواه النَّسَائي من حديث عيسى بن يونس عن إسماعيل بن أبي خالد به، وهذا إسناد جيِّد قويٌّ".

وذكره الهيثمي في "المجمع"(7/ 133) عن طارق بن شهاب أنَّه قال: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ ذكر السَّاعة حتَّى نزلت {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا} ". قال الهيثمي: "رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه".

* * *

1717 -

أخبرنا الصَّيْمَرِيُّ، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن طالب الشَّاهِد -ببغداد- قال: حدَّثنا الحسن بن عليّ بن زكريا بن يحيى بن عاصم بن زُفَر العَدَوي قال: حدَّثنا خِرَاش بن عبد اللَّه،

حدَّثنا أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ للجنَّة بابًا يُدْعَى الرَّيَّانُ، لا يَدْخُلُ منه إلَّا الصَّائِمُونَ".

(11/ 325 - 326) في ترجمة (عليّ بن أحمد بن طالب المُعَدَّل أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وقد صَحَّ من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.

ففيه (خِرَاش بن عبد اللَّه)، وهو سَاقِطٌ عَدَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (966).

ص: 146

وفيه صاحب الترجمة (عليّ بن أحمد بن طالب المعدَّل)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ونقل عن التَّنُوخِيّ قوله فيه:"كان من متكلِّمي المعتزلة". وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 196) ونقل قول التَّنُوخي.

وشيخ الخطيب: (الصَّيْمَرِيّ) هو (الحسين بن عليّ بن محمد القاضي أبو عبد اللَّه): صدوق فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (189).

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 945) -في ترجمة (خِرَاش بن عبد اللَّه) -، من طريق الحسن، عن خِرَاش، عنه، به.

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 264) إلى ابن النَّجَّار.

والحديث رواه البُخَاري في الصوم، باب الريان للصائمين (4/ 111) رقم (1896)، ومسلم في الصيام، باب فضل الصيام (2/ 808) رقم (1152)، وغيرهما، عن سهل بن سعد رضي الله عنه مرفوعًا:"إنَّ في الجَنَّة بابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يومَ القيامةِ، لا يَدْخُلُ منه أحدٌ غَيْرُهُمْ، يقالُ: أينَ الصَّائِمُونَ؟ فيقومونَ، لا يَدْخُلُ منه أحدٌ غَيْرُهُمْ، فإذا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحدٌ".

* * *

1718 -

حدَّثني الخَلَّال -لفظًا-، حدَّثنا عليّ بن أحمد بن عمر السَّرْخَسِيّ الحافظ -أنا سألته، وما كتبت عنه غير هذا الحديث إملاءً من حفظه- قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن عثمان الوَاسِطي.

وأخبرنا القاضي أبو العلاء الوَاسِطي، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عثمان الوَاسِطي قال: سمعت أبا هاشم أيوب بن محمد -خطيبًا بوَاسِط- قال: سمعت أبا عثمان المَازِني يقول: حدَّثنا سِيْبُوْيَه، عن الخليل بن أحمد، عن ذَرٍّ، عن الحارث،

ص: 147

عن عليٍّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَهْلُ المَعْروفِ في الدُّنْيَا، أَهْلُ المعروفِ في الآخرةِ، وأَهْلُ المُنْكَرِ في الدُّنْيَا أَهْلُ المُنْكَرِ في الآخرةِ".

(11/ 326) في ترجمة (عليّ بن أحمد بن عمر أبو الحسن ابن السَّرْخَسِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. ومَتْنُهُ مروي من حديث جماعة من الصحابة، وهو صحيح بمجموع طرقه.

ففيه (أبو هاشم أيوب بن محمد الوَاسِطي)، قال ابن الجَوْزي عنه في "العلل المتناهية" (2/ 18):"مجهول الحال". وقال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(1/ 97): "روى عنه السقا خبرًا هو آفته". ولم يترجم له في "الميزان" أو "اللسان".

وفيه (أبو العلاء الوَاسِطي) وهو (محمد بن عليّ بن أحمد بن يعقوب): ضعيفٌ مُخَلِّطٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (430).

و (الخَلَّال) هو (الحسن بن محمد بن الحسن أبو محمد): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (368).

وانظر الكلام على بقيَّة رجال الإِسناد في حديث (202).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (202).

كما تقدَّم تخريجه من حديث أبي الدَّرْدَاء برقم (1570).

* * *

1719 -

أخبرنا أبو العلاء محمد بن عليّ، حدَّثنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن إبراهيم بن ثابت الحافظ الرَّازي -ببغداد، قدم علينا سنة سبعين وثلاثمائة-، حدَّثنا محمد بن أحمد بن عبد اللَّه الرَّافِقِي -بحَلَب-، حدَّثنا

ص: 148

أبو عمر محمد بن عبد اللَّه السُّوسِي -بحَلَب-، حدَّثنا أبو عمر الضَّرِير، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة،

عن أبي العُشَرَاء الدَّارِمي قال: رأيتُ أبي بَالَ وتَوَضَّأَ ومَسَحَ على خُفَّيْهِ، فقلت له في ذلك؟ فقالَ: رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بَالَ وتَوَضَّأَ ومَسَحَ على خُفَّيْهِ.

(11/ 327) في ترجمة (عليّ بن أحمد بن إبراهيم الرَّبَعِيّ الرَّازي أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (أبو العُشَرَاء الدَّارِمي) -والأشهر في اسمه أنَّه (أسامة بن مالك بن قَهْطَم) جزم بذلك أحمد بن حَنْبَل كما في "الإِصابة"(3/ 353) -، وهو أعرابي مجهول. قال الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (4/ 551):"لا يُدْرَى من هو ولا من أبوه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (119).

وفيه شيخ الخطيب (أبو العلاء محمد بن عليّ) وهو (الوَاسِطي): ضعيفٌ مُخَلِّطٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (430).

و(أبو عمر الضَّرير) هو (حفص بن عمر الأكبر البَصْري): صدوق عالم يحفظ عامّة حديثه، روى له أبو داود، وتوفي عام (220 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(7/ 45 - 47)، و"التهذيب"(2/ 411 - 412)، و"الكاشف"(1/ 179 - 180)، و"التقريب"(1/ 188).

التخريج:

رواه أبو القاسم تمَّام بن محمد الرَّازي في جزء "حديث أبي العُشَرَاء

ص: 149

الدَّارِمي" ص 34 رقم (31)، من طريق محمد بن أحمد الرَّافِقِي، عن محمد بن عبد اللَّه السُّوسي، به.

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(11/ 836) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

* * *

1720 -

أخبرنا ابن صَبِيح، حدَّثنا جعفر بن محمد بن الحكم المؤدِّب، حدَّثنا إبراهيم بن عبد اللَّه بن مُسْلِم البَصْري، حدَّثنا أبو عمر الضَّرِير، أخبرنا حمَّاد بن سَلَمَة، أن أبا هارون العَبْدِي أخبره،

أنَّه سمع أبا سعيد الخُدْرِيّ يقول: أَمَرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بصيامِ يومِ عَاشُورَاءَ.

(11/ 328) في ترجمة (عليّ بن أحمد بن محمد بن صَبِيح القاضي الأَزَجِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى. وكان الأمر بصيامه قبل فرض صيام رمضان.

ففيه (أبو هارون العَبْدِي) وهو (عُمَارة بن جُوَيْن البَصْري)، وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 271 رقم (1) وقال: "غير ثقة، يكذب".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 424) وقال: "كان عندهم لا يصدق في حديثه". وقال أيضًا: "ليس بثقة".

3 -

"التاريخ الكبير"(6/ 499) وقال: "تركهـ يحيى القَطَّان".

ص: 150

4 -

"أحوال الرجال" ص 97 رقم (142) وقال: "كذَّابٌ مُفْتَرٍ".

5 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 192 رقم (500) وقال: "متروك الحديث".

6 -

"الجرح والتعديل"(6/ 363 - 364) وفيه عن حمَّاد بن زيد: "كان كذَّابًا يروي بالغَدَاةِ شيئًا وبالعَشِيِّ شيئًا". وقال أحمد بن حَنْبَل: "ليس بشيءٍ". وقال أبو حاتم: "ضعيف". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".

7 -

"المجروحين"(2/ 177)، وقال:"كان رَافِضِيًّا يروي عن أبي سعيد ما ليس من حديثه، لا يحلُّ كتابة حديثه إلَّا على جهة التعجب". وفيه عن أحمد: "متروك".

8 -

"الكامل"(5/ 1732 - 1734) وقال: "وقد كتب النَّاس حديثه".

9 -

"الكاشف"(2/ 262) وقال: "متروك".

10 -

"التهذيب"(7/ 412 - 414) وفيه عن ابن عُلَيَّة: "كان يكذب". وقال عثمان بن أبي شَيْبَة: "كان كذَّابًا". وقال ابن عبد البَرِّ: "وأجمعوا على أنَّه ضعيف الحديث، وقد تحامل بعضهم فنسبه إلى الكذب". وتعقَّبه ابن حَجَر وَرَدَّ عليه وأثبت كذبه.

11 -

"التقريب"(2/ 49) وقال: "متروك، ومنهم من كذَّبه، شيعي، من الرابعة، مات سنة أربع وثلاثين -يعني ومائة-"/ عخ ت ق.

و(أبو عمر الضَّرِير) هو (حفص بن عمر الأكبر البَصْري): صدوق عَالِمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (1719).

وشيخ الخطيب (ابن صَبِيح) هو صاحب الترجمة (عليّ بن أحمد بن محمد الأَزَجي)، قال الخطيب عنه:"صدوق". وكانت وفاته عام (414 هـ).

ص: 151

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(2/ 370 - 371) رقم (1132) عن عبد الأعلى بن حمَّاد، عن حمَّاد بن سَلَمَة، به. لكن عنده في آخره زيادة قوله:"وكان لا يصومُهُ".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 186): "رواه أبو يعلى وفيه أبو هارون العَبْدِي وهو ضعيف".

وقد صَحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَمْرُهُ بصيام يوم عاشوراء، وكان هذا قبل أن يُفْرَضَ صيام شهر رمضان.

فقد روى البُخَاري في الصوم، باب وجوب صوم رمضان (4/ 102) رقم (1893)، ومسلم في الصيام، باب صوم يوم عاشوراء (2/ 792) رقم (125)، وغيرهما، عن عائشة رضي الله عنها قالت:"أنَّ قريشًا كانت تصوم عاشوراءَ في الجاهلية، ثم أَمَرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بصيامه حتَّى فُرِضَ رَمَضانُ. وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَهُ".

وقد صحَّ أيضًا من غير حديث السيدة عائشة. انظر: "نصب الراية"(2/ 454 - 455)، و"الاعتبار في الناسخ والمنسوخ" ص 254 - 257، و"شرح معاني الآثار"(2/ 73 - 79).

قال الإِمام الحازمي في "الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار" ص 254 - 255: "أجمع أهل العلم على أن صوم عاشوراء مندوب إليه، واختلفوا في وجوبه قبل نزول فرض رمضان، فذهب بعضهم إلى أنَّه كان واجبًا، وحُمِلَ الأمر على الوجوب، ثم نُسِخَ بفرض رمضان".

* * *

1721 -

أخبرنا المالكي، حدَّثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الخَفَّاف -بِنَيْسَابُور-، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن إسحاق بن إبراهيم

ص: 152

السَّرَّاج، حدَّثنا قُتَيْبَة بن سعيد، حدَّثنا اللَّيْث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن عدي بن ثابت،

عن البَرَاء بن عازب قال: صَلَّيْتُ مع رسول اللَّه المَغْرِبَ فَقَرَأَ بالتِّينِ والزيتونِ.

(11/ 333 - 334) في ترجمة (عليّ بن أحمد بن محمد البَصْري المالكي أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

في إسناده شيخ الخطيب (المالكي)، وهو صاحب الترجمة (عليّ بن أحمد ابن محمد البَصْري)، قال عنه:"كان سماعه صحيحًا"، ولم يزد. وكانت وفاته سنة (439 هـ).

و(أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الخَفَّاف النَّيْسَابُوري)، ترجم له السَّمْعَانِيُّ في "الأنساب" (5/ 156 - 157) وفيه عن الحاكم:"سماعاته صحيحة بخطِّ أبيه من أبي العبَّاس وأقرانه". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(16/ 481 - 482) ونَعَتَهُ بقوله: "الشيخ الإِمام الزاهد العابد، مسند خُرَاسَان". ولم ينقل فيه جرحًا أو تعديلًا. وكانت وفاته عام (395 هـ) وله (93) سنة.

وباقي رجال إسناده ثقات.

لكن قوله: إنَّ الصَّلاة كانت صلاة المغرب، غير محفوظ. والمحفوظ أنَّها صلاة العشاء.

التخريج:

رواه البُخَاري في صفة الصَّلاة، باب الجهر في العشاء (2/ 250) رقم (767)، وباب القراءة في العشاء رقم (769)، وفي التفسير، تفسير سورة (والتين

ص: 153

والزيتون) رقم (4952)، وفي التوحيد، باب قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع الكرام البررة رقم (7546)، ومسلم في الصَّلاة، باب القراءة في العشاء (1/ 339) رقم (464)، وأبو داود في الصَّلاة، باب قصر قراءة الصَّلاة في السفر (2/ 19) رقم (1221)، والتِّرْمِذِيّ في الصَّلاة، باب ما جاء في القراءة في العشاء (2/ 115) رقم (310)، والنَّسَائي في الافتتاح، باب القراءة فيها بـ (التين والزيتون)(2/ 173)، وابن ماجه في الصَّلاة، باب القراءة في صلاة العشاء (1/ 272 - 273) رقم (834)، من طرق، عن عدي بن ثابت، عن البَرَاء بن عَازِب. وعند جميعهم: أنَّ ذلك كان في صلاة العشاء، وليس في صلاة المغرب كما في رواية الخطيب

(1)

. ولم أجد ذكر صلاة المغرب في كُلِّ ما رجعت إليه. وقد ورد التصريح في رواية بعضهم أنَّه كان في سفر.

قال الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(3/ 250): "وإنَّما قَرَأَ في العِشَاءِ بِقِصَارِ المُفَصَّلِ

(2)

لكونه كان مسافرًا، والسَّفَرُ يُطْلَبُ فيه التخفيفُ".

* * *

1722 -

أخبرنا أبو الحسن بن غَرِيب -في خان إسحاق بالكَرْخِ-، حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن سعيد بن مُحَارِب الإِصْطَخْرِيّ الأنصاري، حدَّثنا العبَّاس بن الفضل القَوَارِيري، حدَّثنا عثمان بن أبي شَيْبَة، حدَّثنا عُقْبَة بن خالد السَّكُوني، عن موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه،

(1)

كنت أخشى أن يكون قوله: "المغرب" في المطبوع، تحريف عن "العشاء"، فرجعت إلى مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 471، فوجدت ما فيها بوافق ما في المطبوع.

(2)

يبدأ المُفَصَّل في القرآن الكريم من سورة (ق). قال الإِمام الزَّرْكَشِيُّ في "البرهان في علوم القرآن"(1/ 246) عند ذكره لأقوال العلماء في بداية المُفَصَّلِ: "والصحيح عند أهل الأثر أنَّ أوله (ق) "، ثم ذكر أدلة ذلك، وقد قال قبله رحمه الله:"والمُفصَّل سُمِّيَ مُفَصَّلًا لكثرة الفصول التي بين السور ببسم اللَّه الرحمن الرحيم".

ص: 154

عن جابر بن عبد اللَّه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"أَغِبُّوا في العِيَادَةِ".

(11/ 334) في ترجمة (عليّ بن أحمد بن إبراهيم بن غَرِيب البزَّاز أبو الحسن)

(1)

.

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التَّيْمِيّ المَدَنِيّ أبو محمد)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 596) وقال: "ضعيف".

2 -

"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 95 رقم (96) وقال: "كان ضعيفًا، ضعيفًا، ضعيفًا".

3 -

"التاريخ الكبير"(7/ 295) وقال: "حديثه مناكير".

4 -

"أحوال الرجال" ص 129 رقم (214) وقال: "يُنْكِرُ الأئمة أحاديثه التي يرويها عنه عُقْبَةُ بن خالد وغيره".

5 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 225 رقم (584)، وقال:"منكر الحديث".

6 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 169) وقال: "لا يُتَابَعُ على حديثه".

7 -

"الجرح والتعديل"(8/ 159 - 160) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث، منكر الحديث، وأحاديث عُقْبَة بن خالد التي رواها عنه، فهي من جناية موسى، ليس لعُقْبَةَ فيها جُرْمٌ". وقال أبو زُرْعَة: "منكر الحديث".

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "الحسين" بالياء. والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 471، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (11/ 837) -مخطوط-.

ص: 155

8 -

"العلل" لابن أبي حاتم (2/ 241) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث جدًّا".

9 -

"المجروحين"(2/ 241) وقال: "يروي عن أبيه ما ليس من حديثه، فلست أدري أكان المتعمد لذلك، أوكان فيه غفلة فيأتي بالمناكير عن أبيه والمشاهير على التوهم. وأيما كان فهو ساقط الاحتجاج به".

10 -

"الكامل"(6/ 2342 - 2343) وقال: "وعُقْبَة هذا يروي عن موسى بن محمد بن إبراهيم أحاديث لا يُتَابَعُ عليها".

11 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 367 رقم (518).

12 -

"الكاشف"(3/ 166) وقال: "ضعيف".

13 -

"التهذيب"(10/ 368 - 369) وفيه أنَّ أحمد كان يضعِّفه. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك".

14 -

"التقريب"(2/ 287) وقال: "منكر الحديث، من السادسة، مات سنة إحدى وخمسين -يعني ومائة -"/ ت ق.

كما أنَّ فيه انقطاعًا بين (محمد بن إبراهيم بن الحارث التَّيْمِي) وبين (جابر بن عبد اللَّه) رضي الله عنه. فإنَّ (محمَّدًا) لم يسمع من (جابر) كما قاله أبو حاتم. انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 151، و"العلل" له (2/ 241). لكن الحافظ ابن حَجَر في "التهذيب"(9/ 7) في ترجمة (محمد بن إبراهيم التَّيْمي) وعقب نقله عن أبي حاتم ذلك، قال:"وحديثه عن عائشة عند مالك والتِّرْمِذِيّ وصحَّحه، وعائشة ماتت قبل أبي سعيد وجابر".

التخريج:

رواه ابن أبي الدُّنْيَا في "المرض والكَفَّارات" ص 167 - 168 رقم (212)، وعنه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(6/ 542) رقم (9218) -ط بيروت-،

ص: 156

عن أبي خَيْثَمة، عن عقبة بن خالد، به، بلفظ:"أَغِبُّوا في العِيَادَة، وأَرْبِعُوا في العيادة، وخيرُ العيادة أَخَفُّهَا إلَّا أن يكون مغلوبًا فلا يُعَادُ، والتَّعْزِيَةُ مُرَّةٌ".

لكن ليس عند ابن أبي الدُّنْيَا قوله: "وخير العيادة أخفها. . . ".

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(11/ 837) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 241) من طريق عُقْبَة بن خالد، عن موسى بن محمد بن إبراهيم التَّيْمي، عن أبيه، عن جابر مرفوعًا بلفظ:"غُبُّوا في العِيَادة، وأَرْبِعُوا، إلَّا أن يكون مغلوبًا". وسأل ابن أبي حاتم أباه عنه وعن أحاديث أخرى رواها موسى بن محمد عن أبيه، فقال:"هذه أحاديث منكرة، كأنها موضوعة، وموسى ضعيف الحديث جدًّا، وأبوه محمد بن إبراهيم التَّيْمي لم يسمع من جابر ولا من أبي سعيد، وروى عن أنس حديثًا واحدًا".

كما ذكره ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 241) -في ترجمة (موسى بن محمد بن إبراهيم التَّيْمي) - من ذات الطريق، وبلفظ ابن أبي حاتم.

وبهذا اللفظ ذكره ابن طاهر المَقْدِسِيّ في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 102 رقم (124)، وقال:"فيه موسى بن محمد بن إبراهيم، وهو لا شيء في الحديث".

وقال الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدين"(2/ 210) بعد أن عزاه إلى أبي يعلى وابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "المرض"، بلفظ حديث أبي حاتم:"إسناده ضعيف".

أقول: لم أقف على الحديث في "المسند" لأبي يعلى -الرواية المختصرة-، كما لم أقف عليه في "المطالب العالية" لابن حَجَر، حيث إنَّه ذكر زوائد "المسند" لأبي يعلى -الرواية المطوَّلة-، واللَّه أعلم.

ص: 157

غريب الحديث:

قوله: "أَغِبُّوا في العِيَادة" قال في "فيض القدير"(2/ 15): "أي في عيادة المريض. قال الزَّمخشري: الإِغْبَابُ: أن تعوده يومًا وتتركه يومًا. أي فلا تلازموا المريض كُلَّ يوم لما يجد من الثقل، ومنه خبر (زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا) ".

* * *

1723 -

أخبرنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن بَرْهَان الغَزَّال -بصُوْر- قال: أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن خَلَف بن بُخَيْت الدَّقَّاق، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن الهيثم بن المُهَلَّب البَلَدِيّ -بعُكْبَرَا-، حدَّثني أبي، حدَّثنا آدم بن أبي إيَاس العَسْقَلاني، حدَّثنا لَيْث بن سعد، عن نافع،

عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تضربوا أولادكم على بكائهم، فبكاء الصبي أربعة أشهر شهادة أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ، وأربعة أشهر الصَّلاة على محمد صلى الله عليه وسلم، وأربعة أشهر دعاء لوالديه".

(11/ 337 - 338) في ترجمة (عليّ بن إبراهيم بن الهيثم بن المُهَلَّب البَلَدِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

موضوع.

قال الخطيب عقبه: "هذا الحديث منكر جدًّا، ورجال إسناده كلُّهم مشهورون بالثقة، سوى أبي الحسن البَلَدِيّ".

وقد ترجم الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(3/ 111) له وقال: "اتَّهَمَهُ الخطيبُ". كما ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 11) وأَقَرَّ ما في "الميزان".

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 152 - 153) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.

ص: 158

وذكره ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 191) في ترجمة (عليّ بن إبراهيم البَلَدِيّ) عن الخطيب من طريقه هذا، وقال:"هو موضوع بلا ريب".

وذكره السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 98) ونقل قول ابن حَجَر هذا، وقال: إنَّ ابن النَّجَّار قد أخرجه في "ذيل تاريخ بغداد" من طريق أبي مُقَاتِل السَّمَرْقَنْدِيّ، عن إسماعيل بن خالد، عن سالم، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ:"بكاء الصبي إلى شهرين شهادة أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمدًا رسول اللَّه، وإلى أربعة أشهر اليقين باللَّه، وإلى ثمانية أشهر الصَّلاة عليّ، وإلى سنتين الاستغفار للوالدين، وكلما استسقى شربة من الوالدة أنبع اللَّه في صدرها عينًا من الجَنَّة فيخرج إلى ثديها من بين فرث ودم فيشرب".

ثم قال: "وأخرجه الدَّيْلَمِيُّ من وجه آخر عن أبي مُقَاتِل حفص بن سالم قاضي سَمَرْقَنْد، وهو: واه".

وتعقَّبه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 171) بقوله: "بل منسوب إلى الكذب والوضع كما مرَّ، فلا يصلح تابعًا واللَّه أعلم".

كما ذكر السُّيُوطِيُّ له شاهدًا من حديث وَاثِلَة بن الأَسْقَع، أخرجه ابن عساكر. وفيه (محمد بن خُزَيْمَة)، قال عنه في "الميزان" (3/ 537):"عن هشام بن عمَّار بخبر كذب، ولا يكاد يعرف هذا".

وانظر ما ذكره ابن عَرَّاق حول (محمد بن خزيمة) هذا، في "تنزيه الشريعة"(1/ 171 - 172)، مع التعليق الذي في حاشيته.

* * *

1724 -

حدَّثني البَرْقَاني، حدَّثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن جعفر -يُعْرَفُ بابن قُيُّوما النَّهْرَوانِيّ، بها-، حدَّثنا عليّ بن إبراهيم العُمَرِيّ -قَزْوِيني قدم علينا. قال البَرْقَاني: سألته عنه، فقال جميل الأمر-،

ص: 159

قال: حدَّثنا أبو زُرْعَة عبيد اللَّه بن عبد الكريم، حدَّثنا محمد بن كثير العَبْدِيّ، حدَّثنا شُعْبَة، عن داود بن أبي هِنْد، عن الحارث بن عمرو،

عن عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة أُوقف العباد بين يدي اللَّه تعالى غُرْلًا بُهْمًا، فيقول اللَّه: عبادي، أمرتُكُمْ فضيَّعتم أَمْرِي، ورَفَعْتُمْ أَنْسَابَكُمْ فَتَفَاخَرْتُم بها، اليومَ أَضَعُ أَنْسَابَكُمْ، أنا المَلِكُ الدَّيَّانُ، أين المُتَّقُونَ؟ أين المُتَّقُونَ؟ إنَّ أكرمكم عند اللَّه أتقاكم".

(11/ 338) في ترجمة (عليّ بن إبراهيم العُمَرِيّ القَزْوِينيّ).

مرتبة الحديث:

منكر.

قال الخطيب عقب روايته له: "هذا حديث منكر، لم أكتبه إلَّا بهذا الإِسناد".

أقول: في إسناده (الحارث بن عمرو)، لم أتبينه مع شدة البحث عنه، وأخشى أن يكون هو (الحارث بن عبد اللَّه الأعور) -المشهور بالرواية عن عليّ، والذي جمهور النُّقَّاد على توهين أمره، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (937) -، لكن لم أقف على من ذكر أنَّه (ابن عمرو).

وصاحب الترجمة (عليّ بن إبراهيم العُمَرِي القَزْوِينيّ)، لم يزد الخطيب فيه عمَّا نقله عن ابن قَيُّوما النَّهْرَوانِي في سياق إسناد الحديث من قوله:"جميل الأمر".

و(أبو حفص عمر بن محمد بن عبد اللَّه، ابن قَيُّوما النَّهْرَوانِي)، ترجم الخطيب له في "تاريخه"(11/ 252)، وقال:"كان أحد الشهود المُعَدَّلين".

وباقي رجال الإِسناد ثقات.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

ص: 160

وعزاه السُّيُوطِيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(7/ 580) إليه وحده.

وقد روى الحاكم في "المستدرك"(2/ 463 - 464) عن أبي هريرة مرفوعًا نحو رواية عليّ بن أبي طالب، وقال:"هذا حديث عال غريب الإِسناد والمتن ولم يخرِّجاه". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله بأنَّ في إسناده: "المَخْزُومِيّ ابن زَبَالَة: ساقط".

غريب الحديث:

قوله: "غُرْلًا بُهْمًا": الغُرْلُ: جمع الأَغْرَل، وهو الأَقْلَفُ، والغُرْلَةُ: القُلْفَةُ. أي غير مختونين. انظر "النهاية" لابن الأثير (3/ 362).

و"البُهْم: جمع بَهِيم، وهو في الأصل الذي لا يخالط لونَه لونٌ سواه، يعني ليس فيهم شيء من العاهات والأمراض التي تكون في الدنيا كالعمى والعَوَر والعَرَج وغير ذلك، وإنَّما هي أجساد مصحَّحة لخلود الأبد في الجَنَّة أو النَّار". "النهاية"(1/ 167).

* * *

1725 -

حدَّثني الأَزَجي، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن موسى السَّكُوني المَوْصِلِي -ببغداد، وكان ثقةً-، حدَّثنا أبو يعلى المَوْصِلِي، حدَّثنا هُدْبَةُ بن خالد، حدَّثنا مُبَارَك بن فَضَالَة، عن ثابت،

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما تَحَّابَ رَجُلَانِ في اللَّه إلَّا كان أَفْضَلَهُمَا أَشَدُّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ".

(11/ 341) في ترجمة (عليّ بن إبراهيم بن موسى السَّكُوني المَوْصِلِي أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

صحيح لغيره.

ص: 161

(مبارك بن فَضَالَة): صدوق يُدَلِّسُ ويُسَوِّي، وقد صرَّح بالتحديث عند البُخَاري في "الأدب المفرد" ص 189، وعند ابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 388) كما بينته في حديث رقم (1444). وقد توبع أيضًا كما فصَّلته في الموطن المحال عليه.

و (الأَزَجِيُّ) هو (عبد العزيز بن عليّ): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1595).

وباقي رجال الإِسناد ثقات.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (1444).

* * *

1726 -

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن حمَّاد الواعظ، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن عبد الحافظ -إملاءً في جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة-، حدَّثنا عليّ بن إسماعيل بن الحكم، وأحمد بن حَرْب -في سنة ثمان وخمسين ومائتين-.

وحدَّثنا أحمد بن محمد بن عمَّار الكوفي، قالوا: حدَّثنا محمد بن الصَّلْت، حدَّثنا منصور بن أبي الأسود، عن الأَعْمَش، عن عمرو بن مُرَّة، عن سالم بن أبي الجَعْد،

عن عثمان بن عفَّان قال: كنتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَمَرَّ بعمَّار بن ياسر وأُمِّه وأبيه يعذَّبونَ فقالَ:"اصْبِرُوا آلَ يَاسِرٍ، فإنَّ مَوْعِدَكُمْ الجَنَّةُ".

(11/ 343) في ترجمة (عليّ بن إسماعيل بن الحكم البزَّاز أبو الحسن، يُعْرَفُ بِعَلُّوْيَه.

ص: 162

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (392).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (392).

* * *

1727 -

أخبرنا أبو طاهر محمد بن عليّ بن محمد بن يوسف الواعظ، حدَّثنا مَخْلَد بن جعفر الدَّقَّاق، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن إسماعيل بن سليمان الشَّعِيْرِيّ، حدَّثنا عبد الأعلى بن حمَّاد، حدَّثنا بشر بن منصور، عن عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر،

عن عمر بن الخَطَّاب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَمْنَعُوا إمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ".

(11/ 344) في ترجمة (عليّ بن إسماعيل بن سليمان الشَّعِيْرِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده فيه ضعف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (مَخْلَد بن جعفر بن مَخْلَد الدَّقَّاق الفَارِسِيّ البَاقَرْحِيّ أبو عليّ)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(13/ 176 - 177) وفيه عن أبي نُعَيْم: "لمَّا سمعنا منه كان أمره مستقيمًا، ثم لما خرجنا من بغداد بلغنا أنَّه خَلَّطَ". وقال أحمد بن عليّ البَادَا: "كان ثقةً صحيحَ السَّماع، غير أنَّه لم يكن يعرفُ شيئًا من الحديث". وقال أبو الحسن بن الفُرَات: "كان في ابتداء ما حدَّث ثقة على حَالٍ جميلةٍ، وأصول حسنة صحيحة جيِّدة، رأيت منها شيئًا كثيرًا هذه سبيله، ثم إنَّ ابنَهُ حَمَلَهُ

ص: 163

في آخر أمره على ادِّعاء أشياء كثيرة، منها:"المغازي" عن المَرْوَزِيّ، و"المبتدأ" عن ابن عَلُّوْيَه، و"تاريخ الطبري الكبير". و"الطهارة" لأبي عُبَيْد، وأشياء غير ذلك، فشرهت نَفْسُهُ إلى ذلك، وقُبِلَ منه، واشترى له هذه الكتب من السوق فحدَّث بها دفعات، فانْهَتَكَ وافتضحَ". وقال محمد بن أبي الفَوَارس:"كان له أصول كثيرة جِيَاد بخطِّه، وحدَّث بـ "التاريخ الكبير"، و"المبتدأ" عن ابن عَلُّوْيَه من كتاب ليس له فيه سماع". وكانت وفاته سنة (369 هـ).

2 -

"السِّيَر"(16/ 254 - 255) وقال: "الشيخ الصدوق المعمَّر". وذكر ما تقدَّم.

3 -

"المغني" للذَّهَبِيّ (2/ 648) وقال: "ضُعِّفَ". وصُحِّفَ فيه إلى "البَاقَرْجِي" بالجيم المعجمة.

4 -

"اللسان"(6/ 7 - 8).

وشيخ الخطيب (أبو طاهر محمد بن الواعظ ابن العلَّاف): صدوق مستور. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1280).

وباقي رجال الإِسناد ثقات.

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(1/ 143) رقم (154)، وعنه الضِّياء المَقْدِسِيّ في "المُخْتَارَة"(1/ 302 - 303) رقم (193)، عن عبد الأعلى بن حمَّاد النَّرْسِيّ، عن بشر بن منصور، به.

أقول: إسناده صحيح.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 33): "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح".

ص: 164

وقد روى البُخَاري في الجمعة، باب رقم (13)(2/ 382) رقم (900)، من طريق أبي أسامة، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: "كانت امرأةٌ لعُمَرَ تَشْهَدُ صَلاةَ الصُّبْحِ والعِشَاءِ في الجماعةِ في المسجد فقيلَ لها: لِمَ تَخْرُجِينَ وقد تَعْلَمِينَ أَنَّ عُمَرَ يَكْرَهُ ذلكَ ويَغَارُ؟ قالت: وما يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْهَانِي؟

قالَ: يَمْنَعُهُ قول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ".

قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(2/ 383 - 384) بعد أن ذكر بعض الروايات المرسلة التي تشير إلى أنَّ قائل ذلك لعَاتِكَةَ بنت زيد زوجة عمر، هو عمر نفسه، قال:"عُرِفَ من هذا أنَّ قوله في حديث الباب: "فقيل لها لم تخرجين. . . " الخ، أنَّ قائل ذلك كلّه هو عمر بن الخَطَّاب، ولا مانع أن يعبِّر عن نفسه بقوله: "إنَّ عمر. . . " الخ، فيكون من باب التجريد أو الالتفات. وعلى هذا فالحديث من (مسند عمر) كما صرَّح به في رواية سالم المرسلة، ويحتمل أن تكون المخاطبة دارت بينها وبين ابن عمر أيضًا، لأنَّ الحديث مشهور، من روايته، ولا مانع أن يعبِّر عن نفسه "بقيل لها. . . " الخ، وهذا مقتضى صنع الحُمَيْدي وأصحاب الأطراف، فإنَّهم أخرجوا هذا الحديث من هذا الوجه في (مسند ابن عمر) ".

وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(11/ 198 - 201)، و"مجمع الزوائد"(2/ 32 - 33)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 81).

* * *

1728 -

أخبرنا البَرْقَاني، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإِسماعيلي، حدَّثنا عليّ بن إسماعيل أبو القاسم الصَّفَّار -الحافظ الأُطْرُوش بغدادي، من حفظه-، حدَّثنا عَنْبَس بن إسماعيل القَزَّاز، حدَّثنا مُجَاشِع بن عمرو، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن مَطَر الورَّاق، عن عِكْرِمَة،

ص: 165

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ المؤمنَ يُضْرَبُ وَجْهُهُ بالبَلاءِ كما يُضْرَبُ وَجْهُ البَعيرِ".

(11/ 344) في ترجمة (عليّ بن إسماعيل بن يونس الصَّفَّار أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته (مُجَاشِع بن عمرو بن حسَّان الأَسَدِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 264) وقال: "حديثه منكر غير محفوظ". وفيه عن ابن مَعِين: "قد رأيته أحد الكذَّابين".

2 -

"الجرح والتعديل"(8/ 390) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث، ضعيف، ليس بشيء".

3 -

"المجروحين"(3/ 18 - 19) وقال: "كان ممن يضع الحديث على الثقات ويروي الموضوعات عن أقوام ثقات، لا يحلُّ ذكره في الكتب إلَّا على سبيل القدح فيه، ولا الرواية عنه إلَّا على سبيل الاعتبار للخَوَاص".

4 -

"الكامل"(6/ 2449 - 2450) وأورد له بعض أحاديثه المنكرة.

5 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 374 رقم (534). وقال في ص 414 رقم (630) في ترجمة (بقيَّة بن الوليد): "يروي عن قوم متروكين مثل مُجَاشِع بن عمرو. . . ".

6 -

"ميزان الاعتدال"(3/ 436 - 437) وفيه عن البُخَاري: "منكر مجهول". وقال الذَّهَبِيُّ: "مُجَاشِع هذا، هو راوي كتاب "الأهوال والقيامة" وهو جزآن كلُّه خبر واحد موضوع، رواه عن مَيْسَرَة بن عبد رَبِّه عن عبد الكريم الجَزَري عن سعيد بن جُبَيْر عن ابن عبَّاس، وعنه عليّ بن قُدَامَة المؤذِّن".

ص: 166

7 -

"اللسان"(5/ 15 - 16) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "منكر الحديث".

و (البَرْقَاني) هو (أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب أبو بكر): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (312).

و (عِكْرِمَة) هو (أبو عبد اللَّه القُرَشِي مولاهم، مولى عبد اللَّه بن عبَّاس): حافظ ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1685).

التخريج:

رواه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في "معجمه" ص 175 رقم (360)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 210) إلى الخطيب وحده.

* * *

1729 -

أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد، حدَّثني أبو الحسن عليّ بن إسماعيل الطبري -على باب تَمْتَام-، حدَّثنا أحمد بن مهدي الأَصْبَهَاني، حدَّثنا ثابت بن محمد العَابِد، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن أبي الزُّبَيْر،

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الكِشْرُ لا يَقْطَعُ الصَّلاةَ، ولكن تَقْطَعُهَا القَرْقَرَةُ".

(11/ 345) في ترجمة (عليّ بن إسماعيل الطبري أبو الحسين).

مرتبة الحديث:

ضعيف. والمحفوظُ وَقْفُهُ على جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه.

ففي إسناده (ثابت بن محمد الشَّيْبَاني الزَّاهِد)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"

ص: 167

(1/ 121): "ضُعِّفَ لغلطه عن الثَّوْري وعدَّة، وقد وثِّق". وتقدَّمت ترجمته في حديث (744).

وفيه صاحب الترجمة (عليّ بن إسماعيل الطبري)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وشيخ الخطيب (ابن الفضل) هو (محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل الأَزْرَق القَطَّان أبو الحسين): مجمع على ثقته. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 84 - 85)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 86)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 251 - 252)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 523) -في ترجمة (ثابت بن محمد الزَّاهِد) -، من طريق أحمد بن مهدي الأَصْبَهَاني، عن ثابت بن محمد، به.

قال الطبراني: "لم يروه مرفوعًا عن سفيان إلَّا ثابت. وحدَّثنا الدَّبَري، عن عبد الرزاق، عن الثَّوْري، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر، من قول جابر".

ثم رواه عن محمد بن جعفر بن أَعْيَن، عن الثَّوْري، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر من قوله.

وقال أبو نُعَيْم: "تفرَّد به أحمد بن مهدي فيما حدَّثنا به أبو محمد بن حَيَّان عن أبيه وابن المُقْرِئ عنه عن ثابت".

وقال ابن عدي: "لا أعلم هذا الحديث إلَّا من رواية ثابت عن الثَّوْري، ولعلَّه شُبِّهَ على ثابت. فلعل الحديث كان عنده عن العَرْزَمِيّ عن أبي الزُّبَيْر، والعَرْزَمِيُّ يَحْتَمِلُ لِضَعْفِهِ، فَشُبِّه عليه، فَضَمَّ إليه الثَّوْري، فَحَمَلَ حديث العَرْزَمِيّ على حديث الثَّوْري، وهذا لمَّا أتى به عن الثَّوْري، بهذا الإِسناد غير ثابت".

وقال الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد بروايته أحمد بن مهدي عن ثابت

ص: 168

الزَّاهد عن الثَّوْري هكذا مرفوعًا. ورواه أبو أحمد الزُّبَيْرِي عن الثَّوْري موقوفًا". ثم ساقه من طريق أحمد بن الوليد الفَحَّام عن أبي أحمد الزُّبَيْرِي عن سفيان به موقوفًا على جابر، وقال: "وهكذا رواه عليّ بن ثابت وعبد اللَّه بن وَهْب عن الثَّوْري موقوفًا، وَرَفْعُهُ لا يَثْبُتُ".

وقال البيهقي بعد أن رواه من طريق أحمد بن الوليد الفحَّام عن أبي أحمد الزُّبَيْرِي عن سفيان به موقوفًا على جابر: "هذا هو المحفوظ موقوف، وقد رَفَعَهُ ثابت بن محمد الزَّاهد، وهو وَهَمٌ منه".

ورواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(1/ 174) من طريق وكيع، عن سفيان، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر موقوفًا، وقال:"رَفَعَهُ ثابت بن محمد عن سفيان".

وأمَّا قول الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 82): "رواه الطبراني في "الصغير" مرفوعًا وموقوفًا ورجاله موثَّقون". فقد علمت ما فيه.

غريب الحديث:

قوله: "الكِشْرَةُ": "ظهور الأسنان للضحك. وكَاشَرَهُ: إذا ضحك في وجهه وباسطه. والاسم الكِشْرَةُ، كالعِشْرَة". "النهاية"(4/ 176).

قوله: "القَرْقَرة": "الضَّحِكُ العَالِي". "النهاية"(4/ 48).

* * *

1730 -

أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصَّيْرَفي -بنَيْسَابُور-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه الصَّفَّار الأَصْبَهَاني -إملاءً في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة-، حدَّثنا أحمد بن مهدي بن رُسْتُم -صاحب أبي عُبَيْد-، حدَّثنا ثابت بن محمد -يعني الزَّاهِد-، حدَّثنا سفيان الثُّوْري، عن أبي الزُّبَيْر،

عن جابر بن عبد اللَّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا يَقْطَعُ الصَّلاةَ الكِشْرُ، ولكن يَقْطَعُهَا القَرْقَرَةُ".

(11/ 345) في ترجمة (عليّ بن إسماعيل الطبري أبو الحسين).

ص: 169

مرتبة الحديث:

ضعيف. والمحفوظُ وَقْفُهُ على جابر رضي الله عنه.

وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث السابق رقم (1729).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (1729).

* * *

1731 -

أخبرنا محمد بن عمر النَّرْسِيّ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدَّثنا عليّ بن إسحاق بن عيسى المُخَرِّمِيّ، حدَّثنا عُقْبَة بن مُكْرَم، حدَّثنا إبراهيم بن صَدَقَة، حدَّثنا سفيان بن حسين، عن عليّ بن زيد، عن سالم،

عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّما يَلْبَسُ الحَرِيرَ في الدُّنْيَا مَنْ لا خَلاقَ لَهُ".

(11/ 349) في ترجمة (عليّ بن إسحاق بن عيسى المُخَرِّمِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (عليّ بن زيد بن جُدْعَان)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (241).

و (سالم) هو (ابن عبد اللَّه بن عمر بن الخَطَّاب أبو عمر)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 280):"أحد الفقهاء السبعة، وكان ثَبْتًا عابدًا فاضلًا، كان يُشَبَّهُ بأبيه في الهَدْيِّ والسَّمْتِ، من كبار الثالثة، مات في آخر سنة ست -يعني ومائة-، على الصحيح / ع. وانظر ترجمته موسعًا في: "تهذيب الكمال" (10/ 145 - 154)، و"سير أعلام النبلاء" (4/ 457 - 467)، و"التهذيب" (3/ 436 - 438).

ص: 170

التخريج:

لم أقف عليه من حديث ابن عمر في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

والحديث رواه جماعة من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(10/ 678 - 680)، و"مجمع الزوائد"(5/ 140) وما بعد، و"الترغيب والترهيب"(3/ 96 - 97).

ومن ذلك ما رواه البُخَاري في اللباس، باب لبس الحرير للرجال وقدر ما يجوز منه (10/ 285) رقم (5835)، ومسلم في اللباس، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة. . . . (3/ 1638) رقم (2068)، والنَّسَائي في الزينة، باب التشديد في لبس الحرير (8/ 201)، وابن ماجه في اللباس، باب كراهية لبس الحرير (2/ 1187 - 1188) رقم (3591)، وغيرهم، عن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه مرفوعًا به.

غريب الحديث:

قوله: "من لا خَلَاقَ له": أي من لا نصيب ولا حظَّ له في الآخرة. انظر "النهاية"(2/ 70).

* * *

1732 -

أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، حدَّثنا إسماعيل بن عبد اللَّه بن مسعود العَبْدِيّ، حدَّثنا عليّ بن بَحْر البغدادي، حدَّثنا هشام، أخبرنا مَعْمَر، عن جعفر الجَزَري

(1)

، عن يزيد بن الأَصَمّ.

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى "الخزري" بالخاء والزاي. والتصويب من "تهذيب الكمال"(5/ 11 - 12)، وهو (جعفر بن بُرْقَان الكِلَابِيّ الرَّقِّيّ): ثقة، يَهِمُ في حديث الزُّهْرِيِّ. قال الدَّارَقُطْنِيُّ:"حديثه عن ميمون بن مِهْرَان ويزيد بن الأَصَمّ ثابت صحيح". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).

ص: 171

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "رأيتُ جَدَّ بني عَامِرٍ، جَمَلًا آدَمَ مُقَيَّدًا بِعُصُمٍ، يَأْكُلُ مِنْ سِدْرَةٍ".

(11/ 352) في ترجمة (عليّ بن بَحْر بن بَرِّيّ القَطَّان أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده صحيح.

(هشام) هو (ابن يوسف الصَّنْعَانِيّ القاضي أبو عبد الرحمن): إمام ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (70).

و(مَعْمَر) هو (ابن رَاشِد الأَزْدِيّ البَصْري نزيل اليمن أبو عُرْوَة): إمام حافظ ثقة ثَبْتٌ، خرَّج له الستة، وتوفي عام (154 هـ) وله (58) عامًا. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(7/ 5 - 18)، و"التهذيب"(10/ 243 - 246)، و"التقريب"(2/ 266).

و(أبو نُعَيْم الحافظ) هو (أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد المِهْرَاني الأَصْبَهَاني): إمام حافظ ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1302).

و(عبد اللَّه بن جعفر بن أحمد بن فارس الأَصْبَهَاني أبو محمد)، ترجم له أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "طبقات المحدِّثين بأَصْبَهَان"(4/ 237 - 238) رقم (639)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 80)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (15/ 553 - 554) وقال:"الشيخ الإِمام المحدِّث الصالح، مسند أَصْبَهَان. . . وقارب المئة، وكان من الثقات العُبَّاد. . . قال ابن مَرْدُوْيَه وعبد اللَّه بن أحمد السُّوذَرْجَاني في "تاريخهما": كان ثقة. . . توفي في شوَّال سنة ستٍ وأربعين وثلاث مئة".

وبقية رجال الإِسناد ثقات.

ص: 172

التخريج:

لم أقف عليه بتمام لفظ الخطيب هنا في كلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وقد تقدَّم تخريجه مطوَّلًا بنحوه من حديث أبي هريرة برقم (1366)، وقد جاء فيه قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقد سُئِلَ عن بني عامر:"جَمَلٌ أَزْهَرُ يَأْكلُ مِنْ أطراف الشجر".

وذكر المتَّقي الهندي في "كنز العُمَّال"(11/ 87) رقم (34111) من حديث عمرو العَوْفي مرفوعًا: "رأيت جدودَ العرب فإذا جَدُّ بني عامرٍ جَدُّ آدمُ أحمرُ يأكل من أطراف الشجر" الحديث. وعزاه إلى الدَّيْلَمِيّ. ولم أقف عليه في "الفردوس" له.

غريب الحديث:

قوله: "رأيت جَدَّ بني عامرٍ"، قال الخطيب عقب روايته له:"يعني عامر بن صَعْصَعَة. ويعني بالجَدِّ: بختهم وحظهم".

قوله: "آدم": يعني شديد السُّمْرَة. انظر "المعجم الوسيط" مادة (آدم) ص 10.

قوله: "سِدْرَة"، السِّدْر: شجر النَّبِق واحدته: سِدْرَة. المصدر السابق مادة (سدر) ص 423.

قوله: "بِعُصُمٍ"، العِصَامُ: حَبْلٌ تُشَدُّ به القِرْبَة وتُحْمَلُ، وعُرْوَةُ الوعاء التي يُعَلَّقُ بها، يجمع على عُصُمٍ وأَعْصِمَةٍ. المصدر السابق مادة (عصم) ص 605.

أقول: بنو عامر بن صَعْصَعَة من القبائل التي كان لها في الجاهلية أوفر القوة والمكانة، ولما جاء الإسلام، كان غيرها من القبائل: كَأَسْلَم، وغِفَار، ومُزَيْنَة،

ص: 173

وجُهَيْنَة، وأَشْجَع، أسرع دخولًا فيه منها، فانقلب الشرف إليهم بسبب ذلك، وامتدحهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم ودعا لهم. وانظر "فتح الباري"(6/ 543).

* * *

1733 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن الحسن الحَرْبي، حدَّثنا إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخِرَقي المُقْرِئ، حدَّثنا الحسن بن الطَّيِّب الشُّجَاعي، حدَّثنا أبو حُجَيَّة عليّ بن بَهْرَام العَطَّار، حدَّثنا عبد الملك بن أبي كَرِيمة، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَجَّ عن مَيِّتٍ فللذي حَجَّ عنه مِثْلُ أَجْرِهِ، ومَنْ فَطَّرَ صائمًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، ومَنْ دَلَّ على خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ".

(11/ 353) في ترجمة (عليّ بن بَهْرَام بن يزيد المُزَني العَطَّار أبو حُجَيَّة).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقوله: "ومن فَطَّر صائمًا فله مثلُ أجره، ومن دَلَّ على خير فله مثلُ أجر فاعله"، قد صَحَّ من طرق أخرى.

ففيه (الحسن بن الطَّيِّب بن حمزة البَلْخِي الشُّجَاعي أبو عليّ)، وقد ترجم له في:

1 -

"الكامل"(2/ 755 - 756) وقال: "كان له عَمٌّ يقال له الحسن بن شُجَاع، فادَّعى كتبه، حيث وافق اسمُهُ اسمَه. . . وقد حدَّث أيضًا بأحاديث سرقها".

2 -

"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 194 - 196 رقم (346) وقال: "لا يسوى شيئًا لأنَّه حدَّث بما لم يسمع". وقال السَّهْمِيّ: "سألت أبا الحسن محمد بن أحمد بن حمَّاد بن سفيان الحافظ بالكوفة عن الحسن بن الطَّيِّب؟ فقال: حدَّثني أحمد بن عليّ الخزَّاز قال: سمعت ابن زيدان، وذُكِرَ له، أنَّ ابن سعيد

ص: 174

يتكلَّم في الحسن بن الطَّيِّب البَلْخِي، فقال ابن زيدان: ما للبَلْخِي كتبتُ عنه قِمْطَرًا. قال ابن سفيان: وأحسبه قال: ثقة". وفيه عن الحَضْرَمِي -محمد بن عبد اللَّه بن سليمان، المشهور بـ (مُطَيَّن) -: "هو كذَّاب، واللَّه أعلم فيما اختلفوا فيه".

3 -

"تاريخ بغداد"(7/ 333 - 336)، وفيه عن البَرْقَاني:"كلَّمتُ أبا بكر الإسماعيلي في روايته عن الحسن بن الطَّيِّب الشُّجَاعي، فقال: نحن سمعنا منه قديمًا، وكان إذ ذاك مستورًا، وكتبه صحاحًا، وإنَّما أفسد أمره بأَخَرَةٍ، أو كما قال". وسأل الخطيب شيخه البَرْقَاني عنه فقال: "كان الإسماعيلي حسن الرأي فيه، فذكرت له أنَّه عند البغداديين: ذاهب الحديث. فقال: لمَا سمعتُ منه كان حاله صالحًا". وفيه عن البَرْقَاني: "ذاهب الحديث". وقال مرَّةً: "ضعيف ضعيف". وفيه عن أبي الحسن محمد بن سفيان القُرَشِي: "رأيت كثيرًا من مشايخنا المتقدِّمين يوثِّقونه". وكانت وفاته سنة (307 هـ).

4 -

"اللسان"(2/ 215 - 216) وقال: "قال مَسْلَمَة بن قاسم: ثقة، روى عنه العُقَيْلِي وغيره".

وفيه صاحب الترجمة (عليّ بن بَهْرَام بن يزيد المُزَني العَطَّار أبو حُجَيَّة)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(ابن جُرَيْج) هو (عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيْج الأُمَوي المَكِّي أبو خالد): إمام حافظ ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (132).

و(عطاء) هو (ابن أبي رَبَاح المَكِّي أبو محمد): إمام ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الوسيط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(3/ 204 - 205) رقم (1683) -، عن محمد بن عبد اللَّه

ص: 175

الحضرمي، عن عليّ بن بَهْرَام، به، وقال:"لم يروه عن ابن جُرَيْج إلَّا ابن أبي كَرِيْمَةَ، تفرَّد به عليٌّ".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 282): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عليّ بن يزيد بن بَهْرَام

(1)

، ولم أجد من ترجمه، وبقيّة رجاله ثقات".

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 77) إلى الخطيب وحده، فقصَّر.

والشطر الثاني من الحديث: "ومَنْ فَطَّرَ صائمًا فله مثلُ أجره"، صحيح. رواه غير واحد من الصحابة مرفوعًا. وقد تقدَّم ذكر بعض هذه الأحاديث برقم (59). وانظر "الترغيب والترهيب"(2/ 144 - 145) أيضًا في أحاديث أخرى.

وأمَّا الشطر الثالث منه: "ومَنْ دَلَّ على خير فله مثلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ"، فصحيح أيضًا. فقد رواه مسلم في الإمارة باب فضل إعانة الغازي في سبيل اللَّه بركوب وغيره. . . (3/ 1056) رقم (1893)، وأبو داود في الأدب، باب في الدال على الخير (5/ 346) رقم (5129)، والتِّرْمِذِيّ في العلم، باب ما جاء في الدال على الخير كفاعله (5/ 41) رقم (2671)، وأحمد في "المسند"(4/ 120) و (5/ 272 و 274)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 96 رقم (242)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص (85) رقم (611)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 255) رقم (289)، والطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(1/ 484)، وغيرهم، عن أبي مَسعود البَدْري مرفوعًا به.

وروي من حديث جماعة من الصحابة أيضًا، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(9/ 567 - 568)، و"مجمع الزوائد"(1/ 166)، و"الترغيب والترهيب"(1/ 120 - 121).

(1)

كذا في "مجمع الزوائد". وصوابه: "عليّ بن بَهْرَام بن يزيد" كما في "تاريخ بغداد"(11/ 353).

ص: 176

1734 -

أخبرنا العَتِيقي -قراءةً-، حدَّثنا عليّ بن أبي سعيد بن يُونس المِصْرِيّ، حدَّثنا أبي، حدَّثنا عليّ بن سعيد الرَّازي، حدَّثنا عليّ بن بَهْرَام العَطَّار المَغْرِبِي -ببغداد-، حدَّثنا عبد الملك بن أبي كَرِيمة الأنصاري قال: سمعت مالك بن أنس يحدِّث عن حُمَيْد الطَّويل،

عن أنس بن مالك أنَّه قال: خَرَجَ علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان فقال: "أُرِيتُ هذه الليلة -يعني لَيْلَة القَدْرِ- حتَّى تَلَاحَى فلانٌ وفلانٌ، فَرُفِعَت، فالتمسوها في الوِتْر: الخامسة، والسابعة، والتاسعة".

(11/ 353 - 354) في ترجمة (عليّ بن بَهْرَام بن يزيد المُزَني العَطَّار أبو حُجَيَّة).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (عليّ بن أبي سعيد بن يُونس المِصْرِيّ أبو الحسن)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال" (3/ 132) وقال:"أسْمَعَهُ والده. لا يحلُّ الأخذُ عنه، فإنَّه مُنَجِّمٌ ساحر. . . مات قبل الأربعمائة، وأبوه حافظ". وانظر "اللسان"(4/ 232 - 233) أيضًا.

كما أنَّ فيه (عليّ بن سعيد بن بشير الرَّازي، عَلِيَّك)

(1)

وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات السَّهْمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 244 - 245 رقم (348) وقال: "ليس حديثه كذاك. . . قد حدَّث بأحاديث لم يُتَابَعُ عليها. . . وقد تكلَّم فيه أصحابنا بِمِصْرَ". قال السَّهْمِيُّ: وأشار بيده، وقال: هو كذا وكذا، كأنَّه ليس هو بثقة.

(1)

قال الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(14/ 146): "الكاف في (عَلِيَّك) هي علامة التصغير في (عليّ) بالفارسية".

ص: 177

2 -

"ميزان الاعتدال"(3/ 131) وقال: "حَافِظٌ رَحَّالٌ جَوَّالٌ". ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ مختصرًا. وفيه عن ابن يونس: "كان يفهم ويحفظ". وكانت وفاته سنة (299 هـ).

3 -

"اللسان"(4/ 231 - 232) وفيه عن مَسْلَمَة بن قاسم: "كان ثقةً عالمًا بالحديث حدَّثني عنه غير واحد". وفيه عن ابن يونس في "تاريخه" قوله: "تكلَّموا فيه، وكان من المحدِّثين الأَجْلاد، وكان يصحب السلطان، ويلي بعض العمالات".

وفيه صاحب الترجمة (عليّ بن بَهْرَام بن يزيد المُزَني العَطَّار)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وشيخ الخطيب (العَتِيقي) هو (أحمد بن محمد بن منصور القَطِيْعِي أبو الحسن): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1262).

التخريج:

رواه مالك في "الموطأ" في الاعتكاف، باب ما جاء في لَيْلَةِ القدر (1/ 320) عن حُمَيْد الطَّويل، عن أنس، به.

قال الإِمام ابن عبد البَرِّ في "التمهيد"(2/ 200): "هكذا روى مالك هذا الحديث لا خلاف عنه في إسناده ومتنه، وفيه عن أنس: "خرج علينا رسول اللَّه"، وإنَّما الحديث لأنس عن عُبَادَة بن الصامت". ثم ساق الحديث بإسناده إلى أبي بكر بن أبي شَيْبَة، عن عبد الوهاب، عن أنس، عن عُبَادَة مرفوعًا به.

أقول: ورواه البُخَاري في صلاة التراويح، باب رفع معرفة لَيْلَةَ القدر لتلاحي النَّاس (4/ 267) رقم (2023) من طريق خالد بن الحارث، حدَّثنا حُمَيْد، حدَّثنا أنس، عن عُبَادَة بن الصَّامِت مرفوعًا به.

ورواه في الإِيمان رقم (49) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن حُمَيْد، عن أنس، عن عُبَادَة مرفوعًا به.

ص: 178

ورواه في الأدب رقم (6049) من طريق بشر بن المُفَضَّل، عن حُمَيْد، عن أنس، عن عُبَادَة مرفوعًا به.

وقد ذكر الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(4/ 268) بأن أكثر أصحاب حُمَيْد، رووه عن أنس عن عُبَادَة.

غريب الحديث:

قوله: "تَلَاحَى": "أي وقعت بينهما مُلَاحَاة، وهي المخاصمة والمنازعة والمشاتمة، والاسم اللحاء، بالكسر والمَدِّ". "فتح الباري"(4/ 268).

* * *

1735 -

أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غَيْلَان البَزَّاز، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي، حدَّثنا عليّ بن بَرِّي بن زَنْجُوْيَه بن مَاهَان الدِّيْنَوَرِيّ قال: حدَّثنا سَلَمَة بن شَبِيب، حدَّثنا محمد بن كثير الكوفي، حدَّثنا لَيْث، عن عمرو بن مُرَّة،

عن البَرَاء بن عَازِب قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ أَفْضَلَ عُرَى الإِيمانِ، الحُبُّ في اللَّهِ، والبُغْضُ في اللَّهِ".

(11/ 354) في ترجمة (عليّ بن بَرِّي بن زَنْجُوْيَه بن مَاهَان الدِّيْنَوَرِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث حسن بمجموع شواهده.

ففيه (لَيْث) وهو (ابن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم القُرَشِي): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (124).

كما أنَّ فيه (محمد بن كثير القُرَشِي الكوفي)، وهو ضعيف أيضًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (388). ولكنه قد توبع كما سيأتي.

ص: 179

وفيه صاحب الترجمة (عليّ بن بَرِّي بن زَنْجُوْيَه الدِّيْنَوَرِيّ)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وفيه انقطاع أيضًا بين (عمرو بن مُرَّة) وبين (البَرَاء بن عَازِب)، فإنَّ (عَمْرًا) لم يسمع منه. ففي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 122 عن أحمد بن حَنْبَل قوله:"عمرو بن مُرَّة. . . لم يسمع من أحدٍ من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا من ابن أبي أَوْفَى". وسيأتي أنَّ أحمد قد وصله في "المسند".

التخريج:

رواه أبو بكر محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي في "فوائده" -المعروفة بـ "الغَيْلانِيَّات"- (2/ 720 - 721) رقم (1094) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة في كتابه "الإِيمان" ص 42 رقم (110) عن ابن فُضَيْل، عن لَيْث، به.

ورواه أحمد في "المسند"(4/ 286)، والطيالسي في "مسنده" رقم (747)، والمروزي في "تعظيم قدر الصَّلاة" رقم (393)، والبيهقي في "الشُّعب" رقم (13)، مطوَّلًا، من طريق لَيْث، عن عمرو بن مُرَّة، عن معاوية بن سُوَيْد بن مُقَرِّن، عن البَرَاء مرفوعًا.

وللحديث شواهد عِدَّة يرتقي فيها إلى مرتبة الحسن وأكثر، انظرها في:"تعظيم قدر الصَّلاة"(1/ 403 - 407)، و"الشُّعب"(1/ 124 - 128)، و"المجمع"(1/ 89 - 90)، و"الصحيحة" رقم (1728).

ومن هذه الشواهد حديث ابن مسعود مطوَّلًا، عند الطَّيَالِسِيّ رقم (378)، والطبراني في "الكبير" رقم (10357)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 480) وصحَّحه، وردَّه الذَّهَبِيّ، وقال الهيثمي في "المجمع" (7/ 260 - 261):"رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير بكير بن معروف، وثَّقه أحمد وغيره وفيه ضعف".

* * *

1736 -

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي، حدَّثنا زياد بن أيوب، حدَّثنا عليّ بن ثابت، حدَّثنا ابن أبي ذئب، عن شُعْبَة مولى ابن عبَّاس،

ص: 180

عن ابن عبَّاس: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يكُنْ يصلِّي الرَّكْعَتَيْنِ بعد الجُمُعَةِ، ولا بعد المَغْرِبِ، إلَّا في بَيْتِهِ.

(11/ 356) في ترجمة (عليّ بن ثابت الهاشمي الجَزَري أبو أحمد -ويقال: أبو الحسن-).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صَحَّ نحوه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

ففيه (شُعْبَة بن دينار الهاشمي -وقيل ابن يحيى- مولى عبد اللَّه بن عبَّاس) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 256 - 257) وقال: "ليس به بأس، هو أحبُّ إليَّ من صالح مولى التَّوْأَمَة".

2 -

"التاريخ الكبير"(4/ 243) وفيه عن مالك: "ليس بثقة". وقال صالح مولى التَّوْأَمَة: "ليس بثقة".

3 -

"أحوال الرجال" ص 133 رقم (223) وقال: "ليس بالقويِّ في الحديث".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 133 رقم (306) وقال: "ليس بالقويِّ".

5 -

"الجرح والتعديل"(4/ 367 - 368) وفيه عن أحمد: "ما أرى به بأسًا". وقال ابن مَعِين: "لا يُكْتَبُ حديثه". وقال أبو حاتم: "ليس بقويٍّ". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".

6 -

"المجروحين"(1/ 361) وقال: "يروى عن ابن عبَّاس ما لا أصل له، كأنَّه ابن عبَّاس آخر".

7 -

"الكامل"(4/ 1339 - 1340) وقال: "لم أر له حديثًا منكرًا جدًّا فأحكم له بالضعف، وأرجو أنَّه لا بأس به".

ص: 181

8 -

"الكاشف"(2/ 10) وقال: "قال النَّسَائي: ليس بالقويِّ، وقوَّاه غيره".

9 -

"التقريب"(1/ 351) وقال: "صدوق سيء الحفظ، من الرابعة، مات في وسط خلافة هشام"/ د.

وباقي رجال الإِسناد ثقات.

التخريج:

لم أقف عليه من حديث ابن عبَّاس في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وقد روى البُخَاري في الجمعة، باب الصَّلاة بعد الجمعة وقبلها (2/ 425) رقم (937) عن ابن عمر قال:"إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يصلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ وبَعْدَها رَكْعَتَيْنِ، وبعد المَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ في بَيْتِهِ، وبعدَ العِشَاءِ رَكْعَتَيْنِ. وكان لا يصلِّي بعد الجُمُعَةِ حتَّى يَنْصَرِفَ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ".

ورواه مسلم في الجمعة، باب الصَّلاة بعد الجمعة (2/ 600) رقم (882) عن ابن عمر أنَّه وَصَفَ تَطَوُّعَ صَلَاةِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال:"فَكَانَ لا يُصَلِّي بعد الجُمُعَةِ حتَّى يَنْصَرِفَ، فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ في بَيْتِهِ".

وانظر في روايات حديث ابن عمر: "التمهيد" لابن عبد البَرِّ (14/ 167 - 168)، و"جامع الأصول"(6/ 39 - 40) رقم (4125).

وقد توسع الإِمام ابن عبد البَرِّ رحمه الله في "التمهيد"(14/ 167 - 186) في ذكر الأحاديث والآثار الواردة في الباب، وفقهها. فانظره إن شئت.

* * *

1737 -

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، وأبو الحسن بن رَزْقُوْيَه، ومحمد بن الحسين بن الفضل، وعبد اللَّه بن يحيى السُّكَّرِيّ، ومحمد بن محمد بن محمد بن

ص: 182

إبراهيم بن مَخْلَد البزَّاز

(1)

، قالوا: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار قال: حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، أخبرنا عليّ بن ثابت الجَزَري، عن عبيد اللَّه بن عبد الرحمن بن مَوْهَب، عن عُرْوَة،

عن عائشة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الزَّمَنَ الطَّوِيلَ مِنْ عُمُرِهِ -أَوْ كُلَّهُ- بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّهُ لَمَكْتُوبٌ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الْعَمَلَ الطَّوِيلَ مِنْ عُمُرِهِ -أَوْ أَكْثَرَهِ- بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّهُ لَمَكْتُوبٌ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ".

(11/ 356 - 357) في ترجمة (عليّ بن ثابت الهاشمي الجَزَري أبو أحمد -ويقال أبو الحسن-).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (عبيد اللَّه -وقيل: عبد اللَّه- بن عبد الرحمن بن مَوْهَب التَّيْمِيّ المَدَنيّ أبو يحيى) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 383) وقال: "ضعيف".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين -رواية ابن طَهَمَان- ص 52 رقم (92) قال: "ليس به بأس".

3 -

"التاريخ الكبير"(5/ 389 - 390) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

4 -

"الثقات" للعِجْلي ص 317 رقم (1061) وقال: "ثقة".

5 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 155 رقم (369) وقال: "ليس بالقويِّ".

(1)

صُحِّفَ في ترجمته من "تاريخ بغداد"(3/ 231) إلى: "البزَّار" بالراء المهملة. وصوابه بالزاي المعجمة في الموضعين كما في "السِّيَر"(17/ 370).

ص: 183

6 -

"الجرح والتعديل"(5/ 323) وفيه عن ابن مَعِين: "ثقة". وقال أبو حاتم: "صالح الحديث".

7 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 147 - 148).

8 -

"الكامل"(4/ 1635 - 1636) وقال: "حسن الحديث يُكْتَبُ حديثه".

9 -

"الكاشف"(2/ 201) وقال: "اختلف قول ابن مَعِين فيه. وقال أبو حاتم: صالح الحديث".

10 -

"التهذيب"(7/ 28 - 29) وفيه عن يعقوب بن شَيْبَة: "فيه ضعف". وقال البُخَاري في "التاريخ الأوسط": "كان ابن عُيَيْنَة يضعِّفه"

(1)

.

11 -

"التقريب"(1/ 536) وقال: "ليس بالقويِّ، من السابعة"/ بخ د س.

وقد توبع، حيث تابعه (عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد) عند أحمد كما سيأتي. و (عبد الرحمن): صدوق تغيَّر حفظه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (856).

كما تابعه (حمَّاد بن سَلَمَة) عند أحمد أيضًا كما سيأتي. و (حمَّاد): ثقة مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (253).

وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.

التخريج:

رواه الحسن بن عَرَفَة في "جزئه" ص 93 رقم (88) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

(1)

أقول: ما نقله الحافظ ابن حَجَر عن البُخَاري من تضعيف ابن عُيَيْنَة لـ (عبيد اللَّه بن عبد الرحمن بن مَوْهَب المَدَني)، فإنَّه سهو منه، فابن عُيَيَنَة، إنَّما ضَعَّفَ (يحيى بن عبيد اللَّه بن مَوْهَب المَدَني)، كما في "التاريخ الصغير" للبخاري (2/ 6).

ص: 184

ورواه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 112) رقم (252) عن دُحَيْم، حدَّثنا ابن أبي فُدَيْك، عن عبد اللَّه بن مَوْهَب، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا.

ورواه أحمد في "المسند"(6/ 107)، وأبو يعلى في "مسنده"(9/ 128) رقم (212)، من طريق حمَّاد بن سَلَمَة، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا بأتمَّ منه. وإسناده صحيح.

كما رواه أحمد في "المسند"(6/ 108) من طريق ابن أبي الزِّنَاد، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا.

قال الهيثمي في "المجمع"(7/ 212): "رواه أحمد وأبو يعلى بأسانيد، وبعض أسانيدهما رجاله رجال الصحيح".

وللحديث شاهد من حديث سهل بن سعد السَّاعِدِي، رواه مطوَّلًا عنه: البُخَاري في القَدَر، باب العمل بالخواتيم (11/ 499) رقم (6607)، ومسلم في الإِيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه (1/ 106) رقم (112).

ورواه مسلم في القَدَر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه. . . . (4/ 2042) عن سهل مختصرًا.

* * *

1738 -

أخبرنا عبيد اللَّه بن الفتح، حدَّثنا عبيد اللَّه بن أحمد بن يعقوب المُقْرِئ، حدَّثني عبد الرزاق بن سليمان بن عليّ بن الجَعْد قال: سمعت أبي يقول -[وذكر قِصَّةً وقعت له مع الخليفة المأمون]-: سمعت المُبَارَك بن فَضَالَة يقول:

سمعت الحسن يقول: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

ص: 185

(11/ 360 - 361) في ترجمة (عليّ بن الجَعْد بن عبيد الجَوْهَرِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

مرسل. وقد صَحَّ من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.

و(الحسن) هو (ابن أبي الحسن يَسَار البَصْرِيّ أبو سعيد): إمام تابعي ثقة فقيه مشهور، وكان يُرْسِلُ كثيرًا ويدلِّس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (86).

و(عبد الرزاق بن سليمان بن عليّ بن الجَعْد الجَوْهَرِيّ)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(11/ 93) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

و(سليمان بن عليّ بن الجَعْد الجَوْهَرِيّ)، لم أقف على من ترجم له.

وبقية رجال الإسناد حديثهم حسن.

التخريج:

لم أقف على من رواه من حديث الحسن البَصْري مرسلًا في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

والحديث رواه أحمد في "المسند"(4/ 93 و 100)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 328 - 329 رقم (980)، وأبو داود في الأدب، باب في قيام الرجل للرجل (5/ 397 - 398) رقم (5229)، والتِّرْمِذِيّ في الأدب، باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل (5/ 90 - 91) رقم (2755)، والطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار"(2/ 40)، وعبد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(1/ 380) رقم (413)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(12/ 295) رقم (3330)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 219)، وعليّ بن الجَعْد في "مسنده"(1/ 443 - 644) رقم (1532)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(6/ 281 - 282) رقم (8160)

ص: 186

-ط بيروت-، وغيرهم، من طرق، عن حَبِيب بن الشهيد، عن أبي مِجْلَز قال: خرج معاوية فقام عبد اللَّه بن الزُّبَيْر وابن صفوان حين رأوه، فقال: اجْلِسَا، سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن".

أقول: بل هو صحيح، رجاله رجال الشيخين. ولذا قال المُنْذِرِيُّ في "الترغيب والترهيب" (3/ 431):"رواه أبو داود بإسناد صحيح".

* * *

1739 -

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا عليّ بن الحسن بن هارون، أخبرنا شَدَّاد بن حَكِيم، حدَّثنا عبَّاد بن كثير، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه،

عن جَدِّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلَّا اللَّه، واللَّهُ أكبر، رافعًا بها صوته في سبيل اللَّه، كَتَبَ اللَّهُ له بها رضوانه الأكبر، ومَنْ كَتَبَ اللَّهُ له رضوانه الأكبر، جمع بينه وبين إبراهيم ومحمد والمرسلين، صلَّى اللَّه عليهم أجمعين".

(11/ 373) في ترجمة (عليّ بن الحسن بن بشير بن هارون التِّرْمِذِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (عبَّاد بن كثير الثَّقَفِيّ البَصْرِيّ)، وهو متروك. وقال الإِمام أحمد:"روى أحاديث كاذبة لم يسمعها". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (594).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عليّ بن الحسن بن بشير التِّرْمِذِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 187

وفيه أيضًا (شدَّاد بن حَكِيم البَلْخِي أبو عثمان) وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(4/ 331 - 332) وقال: "صاحب رأي".

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 310) وقال: "كان مُرْجِئًا، مستقيم الحديث إذا روى عن الثقات، غير أنِّي أحبُّ مجانية حديثه لتعصبه في الإرجاء، وبغضه من انتحل السُّنَنَ أو طلبها".

3 -

"الإرشاد" للخَلِيلي (3/ 931) رقم (854) وقال: "من قدماء شيوخ بَلْخ. . . وهو صدوق، غير مخرَّج في "الصحيحين".".

وقد سَهَا محقق "الإرشاد" حيث عزا كلام ابن حِبَّان السابق إلى ابن حَجَر من قوله.

4 -

"لسان الميزان"(3/ 140). وهو من زوائده على "الميزان".

التخريج:

ذكره السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(2/ 137) معزوًا للخطيب وحده، كشاهدٍ لحديث رواه ابن حِبَّان في "الضعفاء" من حديث عبد اللَّه بن عمر، ولم يتكلَّم عليه بشيء.

كما ذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 181) تبعًا له.

* * *

1740 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا مُكْرَم بن أحمد القاضي، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسن الخزَّاز، حدَّثنا شَاذَان الأسود بن عامر.

وأخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر الدَّلَّال، حدَّثنا أحمد بن سلمان النَّجَّاد -إملاءً- قال: قُرِئ على عليّ بن الحسن بن عَبْدُوْيَه -وأنا أسمع-، حدَّثنا شَاذَان أسود بن عامر، أخبرنا شُعْبَة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيَّب،

ص: 188

عن أبي هريرة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى على المَنْفُوسِ

(1)

، ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ عَذَاب القَبْرِ".

(11/ 374) في ترجمة (عليّ بن الحسن بن عَبْدُوْيَه الخَزَّاز أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

رجاله من الطريقين ثقات، عدا (أحمد بن سلمان النَّجَّاد) فإنَّه صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1586).

وقد صَوَّبَ الخطيب وَقْفَهُ على أبي هريرة.

فقد قال عقب روايته له: "تفرَّد برواية هذا الحديث هكذا مرفوعًا عليّ بن الحسن عن أسود بن عامر، عن شُعْبَة، وخالفه غيره فرواه عن أسود موقوفًا".

ثم رواه بإسناده من طريق أحمد بن الوليد، حدَّثنا شَاذَان، أخبرنا سفيان بن سعيد، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة موقوفًا عليه. ثم قال:"قال شَاذَان: أخبرنا شُعْبَة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة بنحوه. وهكذا رواه أصحاب شُعْبَة عنه، وكذلك رواه مالك والحمَّادان، وغيرهم، عن يحيى بن سعيد موقوفًا على أبي هريرة، وهو الصَّواب".

و(يحيى بن سعيد) هو (الأنصاري المَدَني القاضي أبو سعيد): إمام حافظ فقيه حُجَّة، خرَّج له الستة، وكانت وفاته سنة (143 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(5/ 468 - 482)، و"التهذيب"(11/ 221 - 224)، و"الكاشف"(3/ 225)، و"التقريب"(2/ 348).

(1)

قال ابن الأثير في "النهاية"(5/ 95): "وحديث أبي هريرة: "أنَّه صلى الله عليه وسلم صلَّى على مَنْفُوسٍ": أي طفل حين وُلِدَ. والمراد أنَّه صلَّى عليه ولم يعمل ذنبًا". فقول محقق: "إثبات عذاب القبر" الدكتور شرف القضاة في تعليقه عليه ص 105: "والمنفوس هو الذي نزف دمه حتَّى مات"! موضع نظر، لما تقدَّم، ولكون البيهقي رحمه الله أورده في "السنن الكبرى"(4/ 9) في باب "السَّقْط يُغَسَّلُ ويُكَفَّن ويُصَلَّى عليه إن اسْتَهَلَّ أو عُرِفَت له حياة".

ص: 189

التخريج:

رواه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" ص 105 رقم (160)، من طريق أبي بكر أحمد بن سلمان

(1)

الفقيه، عن أبي الحسن عليّ بن الحسن، به، وقال:"هكذا رواه مرفوعًا، وإنَّما رواه غيره عن شَاذَان موقوفًا".

وعزاه في "كنز العُمَّال"(15/ 717) رقم (42858) إلى ابن النَّجَّار.

والحديث رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 9) من طريق أحمد بن الوليد الفحَّام، حدَّثنا شاذان، أنبأنا سفيان بن سعيد، وشُعْبَة بن الحجَّاج، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفًا عليه.

ثم رواه في (4/ 9 - 10) من طريق نُعَيْم بن حمَّاد، حدَّثنا عبد اللَّه بن المُبَارَك، عن مُعْمَر، عن همَّام بن مُنَبِّه، عن أبي هريرة أنَّه كان يصلِّي على المَنْفُوس الذي لم يعمل خطيئةً قَطُّ ويقول:"اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لنا سَلَفًا وفَرَطًا وذُخْرًا".

وانظر في شواهد الحديث: "السنن الكبرى" للبيهقي (4/ 8 - 10)، و"نصب الراية"(2/ 277 - 279)، و"تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (2/ 1288 - 1291)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 113 - 114).

* * *

1741 -

أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن عليّ بن عِيَاض القاضي -بصُوْر-، أخبرنا محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغَسَّاني، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثني أبو محمد عليّ بن الحسن بن إبراهيم بن قُتَيْبَة بن جَبَلَة القَطَّان، حدَّثنا سُهَيْل بن زَنْجَلَة، حدَّثنا الصَّبَّاح -يعني ابن مُحَارِب-، عن عمر بن عبد اللَّه بن يعلى بن مُرَّة، عن أبيه،

(1)

تَصَحَّفَ في "إثبات عذاب القبر" إلى: "سليمان". والتصويب من "تاريخ بغداد"(11/ 374)، ومن ترجمته في "المُنْتَظَم" لابن الجَوْزي (6/ 390)، و"السِّيَر" الذَّهَبِيِّ (15/ 502).

ص: 190

عن جَدِّه، وعن أنس بن مالك، قالا: أُهدي إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم طير، ما نراه إلَّا حُبَارَى، فقال:"اللَّهُمَّ ابعث إليَّ أحبَّ أصحابي إليك يُواكلني هذا الطَّيْرَ". "وذكر الحديث".

(11/ 376) في ترجمة (عليّ بن الحسن بن إبراهيم القَطَّان أبو محمد).

مرتبة الحديث:

ضعيف.

وفي إسناده (عمر بن عبد اللَّه بن يعلى بن مُرَّة)، وهو ضعيف منكر الرواية عن أبيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1350).

وفيه صاحب الترجمة (عليّ بن الحسن بن إبراهيم القَطَّان)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أجد من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 230) عن الخطيب من طريقه هذا، وقال:"هذا لا يصحُّ. قال أحمد ويحيى: عمر بن عبد اللَّه: ضعيف. وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: متروك".

والحديث له طرق عن أنس وغيره، وقد تقدَّم تخريجه والكلام عليه في حديث (332)، وقد سقته هناك بتمام لفظه، وبَيَّنْتُ ضعَّفه.

* * *

1742 -

أخبرنا أبو الحسن مِشْرَق بن عبد اللَّه الزَّاهِد الفقيه -بحَلَب-، حدَّثنا أبو عليّ الحسن بن محمد بن أحمد الفُوْرِسِيّ. حدَّثنا محمد بن الحسين السَّبِيعي، حدَّثنا عليّ بن الحسن بن ياسين بن جُبَيْر البغدادي، حدَّثنا هشام بن عمَّار، حدَّثنا عيسى بن يونس، حدَّثني مصعب بن ثابت، عن أبي حازم،

ص: 191

عن سهل بن سعد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المؤمنُ مَأْلَفَةٌ ولا خَيْرَ فيمن لا يَأْلَفُ ويُؤْلَفُ".

(11/ 376) في ترجمة (عليّ بن الحسن بن ياسين بن جُبَيْر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف: والحديث صحيح بمجموع طرقه.

ففيه (مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر بن العَوَّام)، وهو ضعيف، وقد خولف في إسناده كما سيأتي. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1161).

وفيه صاحب الترجمة (عليّ بن الحسن بن ياسين بن جُبَيْر)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(أبو حازم) هو (سَلَمَة بن دينار الأَعْرَج المَدَني): ثقة عابد زاهد حكيم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1379).

قال الخطيب عقب روايته له: "رواه خالد بن وضَّاح عن أبي حازم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم".

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(5/ 335)، والطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 161) رقم (5744)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 92)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(6/ 271) رقم (8210) -ط بيروت-، وابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 29) -في ترجمة (مصعب بن ثابت) -، من طريق عيسى بن يونس، عن مصعب بن ثابت، به.

قال الهيثمي في "المجمع"(8/ 87): "رواه أحمد والطبراني، وفيه مصعب بن ثابت وثَّقه ابن حِبَّان وغيره، وضعَّفه ابن مَعِين وغيره، وبقية رجاله ثقات".

ص: 192

وقال في (10/ 273) منه: "رواه أحمد والطبراني وإسناده جيِّد"!!.

وقد تقدَّم الكلام عليه وتخريجه من حديث أبي هريرة برقم (306).

* * *

1743 -

أخبرنا ابن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد، حدَّثنا عليّ بن الحسن الطُّوسِيّ -ببغداد-، حدَّثنا عليّ بن وَهْب الرَّازي، حدَّثنا جعفر بن جَسْر بن فَرْقَد، حدَّثنا أبي، عن الحسن،

عن أبي بَكْرَة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لو أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ والأرض اجْتَمَعُوا على قَتْلِ مُسْلِمٍ، لَكَبُّهُمُ اللَّهُ جميعًا على وُجُوهِهِمْ في النَّارِ".

(11/ 377) في ترجمة (عليّ بن الحسن الطُّوسِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث حسن بمجموع شواهده.

ففيه (جعفر بن جَسْر بن فَرْقَد القَصَّاب البَصْري)، ووالده (جَسْر بن فَرْقَد)، وكلاهما ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمتهما في حديث (642).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عليّ بن الحسن الطُّوسِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و (عليّ بن وَهْب الرَّازي) لم أقف على من ترجم له.

و (الحسن) هو (ابن أبي الحسن يَسَار البَصْري أبو سعيد): إمام فقيه ثقة مشهور، وكان يرسل كثيرًا ويدلِّس. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (86).

و (أبو بَكْرَة) رضي الله عنه، هو (نُفَيْع بن الحارث بن كَلَدَة بن عمرو الثَّقَفِيّ)، حديثه مخرَّج في الكتب الستة، وكانت وفاته بالبصرة عام (51 هـ). انظر ترجمته في:"الإصابة"(3/ 571 - 572)، و"التهذيب"(10/ 469 - 470).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

ص: 193

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 205) من الطريق التي رواها الخطيب عنه؛ وقال: "لم يروه عن الحسن إلَّا جَسْر".

قال الهيثمي في "المجمع"(7/ 297): "رواه الطبراني في "الصغير"، وفيه جَسْرُ بن فَرْقَد وهو ضعيف".

وله شاهد من حديث ابن عبَّاس، وقد تقدَّم تخريجه برقم (403)، وإسنادُهُ ضعيفٌ.

وله شاهد آخر رواه التِّرْمِذِيُّ في الدِّيَات، باب الحكم في الدِّماء (3/ 17) رقم (1398) من طريق الحسين بن واقد، عن يزيد الرَّقَاشي، حدَّثنا أبو الحكم البَجَلي قال: سمعت أبا سعيد الخُدْرِي وأبا هريرة يذكران عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لو أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الأرضِ اشتركوا في دَمِ مؤمنٍ لأَكَبَّهُمُ اللَّهُ في النَّارِ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث غريب، وأبو الحكم البَجَلي هو عبد الرحمن بن أبي نُعْمٍ الكوفي".

أقول: إسناده ضعيف لضعف (يزيد بن أَبَان الرَّقَاشي البَصْري). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (416). وباقي رجال إسناد التِّرْمِذِيّ حديثهم حسن.

وحديث أبي سعيد وأبي هريرة هذا، ذكره المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب" (3/ 294) وصدَّره بلفظ:"عن"، وقال:"رواه التِّرْمِذِيّ، وقال: "حديث حسن غريب". والذي في المطبوع كما تقدَّم: "هذا حديث غريب". واختلاف نسخ التِّرْمِذِيّ في هذا معروف.

وقد رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 227) رقم (4359) -، من طريق أبي حمزة الأعور، عن

ص: 194

أبي الحكم البَجَلي، عن أبي هريرة وحده مرفوعًا بلفظ:"لو اجْتَمَعَ أهلُ السَّماءِ وأهلُ الأرضِ على قَتْلِ مؤمنٍ لَكَبَّهُمُ اللَّهُ في النَّار".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 297): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه أبو حمزة الأعور وهو متروك. وقال أبو حاتم يُكْتَبُ حديثه. وبقية رجاله رجال الصحيح".

أقول: الحديث بمجموع شواهده حسن إن شاء اللَّه.

* * *

1744 -

أخبرنا ابن شَهْرَيار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا عليّ بن الحسن بن هارون الحَنْبَلي البغدادي، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم البَغَوي، حدَّثنا العلاء بن بُرْد بن سِنَان، عن أبيه، عن نافع،

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ شَرِبَ في إناءٍ مِنْ ذَهَب، أو إناءٍ مِنْ فِضَّةٍ فإنَّما يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ".

(11/ 377 - 378) في ترجمة (عليّ بن الحسن بن هارون الحَنْبَلِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد وقع فيه اختلاف علي نافع. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (العلاء بن بُرْد بن سنان الدِّمَشْقِيّ)، وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(6/ 353) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 502).

3 -

"تاريخ دمشق" لابن عساكر (13/ 784 - 786) -مخطوط-، وفيه أنَّ أحمد بن حَنْبَل ويحيى بن مَعِين قد أسقطا حديثه.

4 -

"ميزان الاعتدال"(3/ 97) وقال: "ضعَّفه أحمد بن حنبل".

ص: 195

5 -

"لسان الميزان"(4/ 183) وفيه عن محمد بن غَيْلَان: "ضرب أحمد بن حَنْبَل ويحيى بن مَعِين وأبو خَيْثَمَة عليه وأسقطوه". وقال ابن حَجَر: "لم أر له ذكرًا في "تاريخ" البُخَاري. ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحًا. وقال الأَزْدِيّ: ضعيف مجهول".

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (عليّ بن الحسن بن هارون الحنبلي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 204)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 106) رقم (4126) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن بُرْد إلَّا ابنه العلاء".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 77): رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه العلاء بن بُرْد بن سِنَان ضعَّفه أحمد".

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(13/ 784) -مخطوط-، من طريق الحسن بن محمد الزَّعْفَرَاني، عن العلاء بن بُرْد، به.

ورواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 40)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 28 - 29)، و"السنن الصغرى"(1/ 116) رقم (223 و 224)، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 131 - في النوع الحادي والثلاثين-، والسَّهْمِيُّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 149، من طريق يحيى بن محمد الجَارِي، عن زكريا بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن مطيع، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمر

(1)

مرفوعًا بلفظ: "من

(1)

في "معرفة علوم الحديث" للحاكم: "عن أبيه، عن جَدِّه، عن ابن عمر". بزيادة: "عن جَدِّه". قال البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 29) بعد أن أشار إلى هذه الزيادة في طريق أبي عبد اللَّه الحاكم: "وأظنه وهمًا".

ص: 196

شرب من إناء ذهب أو فِضَّة، أو إناءٍ فيه شيء من ذلك، فإنَّما يُجَرْجِرُ في بطنه نار جَهَنَّمَ".

قال الدَّارَقُطْنِيُّ: "إسناده حسن"!

أقول: في إسناده (يحيى بن محمد الجاري)، قال البُخَاري: يتكلَّمون فيه. وقال ابن عدي: ليس بحديثه بأس. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: "يُغْرِبُ". انظر "التهذيب"(11/ 274). وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(3/ 234): "ليس بالقويِّ". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 357): "صدوق يخطئ".

ولذا قال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(4/ 406) بعد أن ذكر حديثه هذا: "حديث منكر، أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ، وزكريا ليس بالمشهور".

وقال الحافظ ابن حَجَر مِنْ بَعْدِهِ في "فتح الباري"(10/ 601) -في باب الشرب من قدح النبيّ صلى الله عليه وسلم وآنيته- بعد أن ذكره من الطريق المتقدِّم مشيرًا إلى الزيادة التي فيه وهي قوله: "أو إناء فيه شيء من ذلك"، قال:"إنَّه معلول بجهالة حال إبراهيم بن عبد اللَّه بن مطيع وولده".

وقال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 131: "واللفظة: "أو إناء فيه شيء من ذلك" لم نكتبه إلَّا بهذا الإسناد".

ورواه الخطيب في "تاريخه"(14/ 136 - 137) من طريق يحيى بن سعيد القطَّان قال: كنت إذا أخطأتُ قال لي سفيان الثَّوْري: أخطأتَ با يحيى، فحدَّث يومًا عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الذي يشربُ في آنية الذَّهَبِ والفِضَّةِ، إنَّما يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نارَ جَهَنَّمَ". قال يحيى بن سعيد فقلت: أخطأتَ يا أبا عبد اللَّه! ! هذا أهون عليك. قال: فكيف هو يا يحيى؟ قال فقلت: أخبرنا عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن

ص: 197

زيد بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن

(1)

، عن أُمِّ سَلَمَة أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقال لي: صَدَقْتَ يا يحيى".

وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 26) فقال: "سألت أبي وأبا زُرْعَة عن حديث رواه حمَّاد عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع عن ابن عمر أو غيره أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الذي يشرب في آنية الفِضَّةِ، إنَّما يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نارَ جَهَنَّمَ"، قالا: هذا خطأ، إنَّما هو عن نافع عن زيد بن عبد اللَّه بن عمر، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصِّدِّيق عن أُمِّ سَلَمَة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. قلت لأبي ولأبي زُرْعَة: الوَهَمُ ممن هو؟ فقالا: من حمَّاد".

وقال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 51): "وفيه اختلاف على نافع، فقيل عنه عن ابن عمر، أخرجه الطبراني في "الصغير"، وأعلَّه أبو زُرْعَة وأبو حاتم. وقيل عنه عن أبي هريرة، ذكره الدَّارَقُطْنِيُّ في "العلل"، وخَطَّأَهُ من رواية عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، قال: والصحيح فيه عن نافع عن زيد بن عبد اللَّه بن عمر كما تقدَّم، فرجع الحديث إلى حديث أُمِّ سَلَمَة".

أقول: حديث أُمِّ سَلَمَة، رواه مالك في "الموطأ"(2/ 924 - 925)، والبخاري في الأشربة، باب آنية الفضة (10/ 96) رقم (5634)، ومسلم في اللباس، باب تحريم استعمال أواني الذهب والفضة (3/ 1634) رقم (2065)، وابن ماجه في الأشربة، باب الشرب في آنية الفضة (2/ 1130) رقم (3413)، وأحمد في "المسند"(6/ 300 - 301 و 302 و 304 و 306)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 223 رقم (1601)، وأبو عَوَانَة في "مسنده"(5/ 435 - 437)، وعليّ بن الجَعْد في "مسنده"(2/ 1083 - 1085)،

(1)

حُرِّفَ في المطبوع إلى "عبد اللَّه بن عمر". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 811.

ص: 198

والدَّارِمي في "سننه"(2/ 121)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 145)، و"السنن الصغرى"(1/ 165) رقم (219)، من طرق، عن نافع، عن زيد بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطَّاب، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصِّدِّيق، عن أُمِّ سَلَمَة مرفوعًا:"الذي يشربُ في آنية الفِضَّة إنَّما يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ".

ورواه مسلم في "صحيحه" في الموطن السابق (3/ 1635)، وأبو عَوَانة في "مسنده"(5/ 437)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 146)، من طريق أبي عاصم، عن عثمان بن مُرَّة، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصِّدِّيق، عن خالته أُمِّ سَلَمَة مرفوعًا بلفظ:"من شرب في إناء من ذهب أو فِضَّةٍ، فإنَّما يُجَرْجِرُ في بطنه نارًا من جهنَّم".

وللحديث شواهد انظرها في: "جامع الأصول"(1/ 386 - 387)، و"مجمع الزوائد"(5/ 76 - 77)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 125 - 127)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 51).

غريب الحديث:

قوله: "يُجَرْجِرُ": أي يُحْدِر في جَوْفِهِ نار جهنَّم، فَجَعَل الشُّرْبَ والجَرْعَ جَرْجَرَةً، وهي صوت وقوع الماء في الجوف. انظر "النهاية"(1/ 255).

* * *

1745 -

أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا عليّ بن الحسن بن سهل البَجَلي -ببغداد-، حدَّثنا يوسف بن عبد اللَّه العَطَّار البَجَلي، حدَّثنا سليمان بن عيسى السِّجْزِيّ، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن لَيْث، عن طاوس،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا سَارَعْتُمْ إلى الخَيْرِ فَامْشُوا حُفَاةً، فإنَّ المُحْتَفِي يُضَاعَفُ أَجْرُهُ على المُنْتَعِلِ".

(11/ 378) في ترجمة (عليّ بن الحسن بن سهل البَجَلِيّ).

ص: 199

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته (سليمان بن عيسى بن نَجِيح السِّجْزِيّ أبو يحيى)، فإنَّه كان كذَّابًا مُصَرِّحًا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (216).

وفيه (لَيْث) وهو (ابن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم القُرَشِي): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (124).

وصاحب الترجمة (عليّ بن الحسن بن سهل البَجَلي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(طاوس) هو (ابن كَيْسَان اليَمَاني الحِمْيَرِيّ أبو عبد الرحمن -ويقال إنَّ اسمه ذَكْوَان، وطاوس لَقَبٌ-): ثقة فقيه حافظ قدوة. خرَّج له الستة، وتوفي عام (106 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(13/ 357 - 374)، و"السِّيَر"(5/ 38 - 49)، و"التهذيب"(5/ 8 - 10)، و"التقريب"(1/ 377).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(1/ 186) رقم (187) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 133) بعد أن عزاه له: "فيه سليمان بن عيسى العَطَّار: كذَّاب".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 217) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (سليمان بن عيسى السِّجْزيّ)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

وأَقَرَّهُ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 194)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 251).

* * *

ص: 200

1746 -

أخبرني الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا أبو حُصَيْن ضياء بن محمد الكوفي -بها-، حدَّثنا الحسين بن مرزوق، حدَّثنا عليّ بن الحسن بن محمد بن سعيد العُكْبَرِيّ، حدَّثنا إبراهيم بن عبد اللَّه الطَّرَسُوسِيّ، حدَّثني بلال خادم أنس بن مالك،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لمَّا اجتمعت اليهود على أخي عيسى ابن مريم ليقتلوه -بزعمهم-، أوحى اللَّه إلى جبريل أن أدرك عبدي، فهبط جبريل، فإذا هو بِسَطْرٍ في جناح جبريل فيه مكتوب لا إله إلَّا اللَّه محمد رسول اللَّه. قال يا عيسى قل، قال: وما أقول يا جبريل؟ قال: قل اللَّهُمَّ إنِّي أسألك باسمك الواحد الأحد، أدعوك اللَّهُمَّ باسمك الواحد الأحد، أدعوك اللَّهُمَّ باسمك الصمد، أدعوك اللَّهُمَّ باسمك العظيم الوِتْرِ الذي ملأ الأركان كلَّها، إلَّا فرَّجت عني ما أمسيت فيه وأصبحت فيه. قال فدعا بها عيسى، قال: فأوحى اللَّه إلى جبريل أن ارفع إليَّ عبدي".

ثم التفت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه فقال: "يا بني هاشم، يا بني عبد المُطَّلِب، با بني عبد مَنَاف، ادعوا ربَّكم بهؤلاء الكلمات، فوالذي بعثني بالحقِّ نبيًا، ما دعا بها قوم قطُّ إلَّا واهتز له العرش والسموات السبع والأرضون السبع".

(11/ 379) في ترجمة (عليّ بن الحسن بن محمد بن سعيد العُكْبَرِيّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وعامَّة رواته مجاهيل لا يُعْرَفُونَ.

وصاحب الترجمة (عليّ بن الحسن بن محمد بن سعيد العُكْبَرِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 201

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 170 - 171) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وعامَّة رواته مجاهيل لا يُعْرَفُونَ".

وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 349) وقال: "موضوع، وفي الإسناد مجاهيل".

وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 320).

* * *

1747 -

أخبرني عبد العزيز بن عليّ الأَزَجِيّ. حدَّثنا محمد بن عمر بن سَبَنْك، أخبرنا أبو محمد عليّ بن الحسن بن المغيرة الدَّقَّاق، حدَّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدَّثنا أبو هاشم عبد الملك بن عبد الرحمن، حدَّثنا سفيان الثَّوْري قال: حدَّثني سَلَمَة بن وَرْدَان قال:

سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: " {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} تعدل ربع القرآن، و {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} تعدل ربع القرآن، و {إِذَا زُلْزِلَتِ} تعدل ربع القرآن".

(11/ 380) في ترجمة (عليّ بن الحسن بن محمد الدَّقَّاق أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (سَلَمَة بن وَرْدَان الجُنْدَعِيّ اللَّيْثِيّ المَدَنيّ أبو يعلى)، وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد -القسم المتمم- ص 363 - 364 رقم (284) وقال: "كانت عنده أحاديث يسيرة، وكان ثَبْتًا فقيهًا، ولا يُحْتَجُّ بحديثه، وبعضهم يستضعِفُهُ".

ص: 202

2 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 277) وقال: "ليس بشيء".

3 -

"العلل" لأحمد بن حَنْبَل (1/ 240) وقال: "منكر الحديث".

4 -

"التاريخ الكبير"(4/ 77 - 78) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

5 -

"أحوال الرجال" ص 145 رقم (251) وقال: "رَأَيْتُهُم يُوَهِّنُونَ حديثَهُ".

6 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 118 رقم (251) وقال: "ضعيف".

7 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 147).

8 -

"الجرح والتعديل"(4/ 174 - 175) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقوي، تدبَّرتُ حديثه فوجدت عامّتها مُنْكَرَة، لا يُوافق حديثه عن أنس حديث الثقات إلَّا في حديث واحد، يُكْتَبُ حديثه". وقال أبو حاتم وأبو زُرْعَة معًا: "لا نعلمُ أنَّه حَدَّثَ حديثًا عن أنس شاركه فيه (غيره) إلَّا حديثًا واحدًا، حديث أنس عن معاذ: "من مات لا يشرك باللَّه شيئًا، فإنَّ هذا قد شاركه فيه غيره".

9 -

"المجروحين"(1/ 336 - 337) وقال: "كان يروي عن أنس أشياء لا تُشْبِهُ حديثه، وعن غيره من الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، كأنَّه كبر وحَطَّمه السِّنُّ، فكان يأتي بالشيء على التوهم حتَّى خرج عن حَدِّ الاحتجاج".

10 -

"الكامل"(3/ 1180 - 1182) وقال: "في متون بعض ما يرويه أشياء منكرة، ويخالف سائر النَّاس بها".

11 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 223 رقم (244).

12 -

"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 143 - 144) وقال: "حَدَّثَ سَلَمَة عن أنس مناكير أكثرها".

13 -

"التهذيب"(4/ 160 - 161) وفيه عن أبي داود والعِجْلِيّ والدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف". وقال ابن حَجَر: "قال ابن شَاهِين في "الثقات": قال أحمد بن صالح: هو عندي ثقة حسن الحديث".

ص: 203

أقول: لم أجد ترجمته في "تاريخ أسماء الثقات" لابن شاهين. واللَّه أعلم.

14 -

"التقريب"(1/ 319) وقال: "ضعيف، من الخامسة، مات سنة بضع وخمسين -يعني ومائة-"/ بخ ت ق.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(3/ 146 - 147)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(5/ 470 - 471) رقم (2300)، من طريق سفيان الثَّوْري، عن سَلَمَة بن وَرْدان، عنه، به.

ورواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1180) -في ترجمة (سَلَمَة بن وَرْدَان) - مطوَّلًا، من طريق القَعْنَبِيّ، عن سَلَمَة بن وَرْدَان، عنه، به.

ورواه بنحو رواية ابن عدي مختصرًا: ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 336 - 337) في ترجمة (سَلَمَة)، من طريق ابن أبي فُدَيْك، عن سَلَمَة، عن أنس.

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفرودس"(3/ 216) رقم (4623) عن أنس.

* * *

1748 -

أخبرنا عليّ بن يحيى بن جعفر -إمام الجامع بأصْبَهَان-، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا أبو ذَرّ هارون بن سليمان المِصْرِي، حدَّثنا يوسف بن عدي الكوفي.

وأخبرنا البَرْقَاني، أخبرنا الحسين بن أحمد الهَرَوي، أخبرنا عليّ بن الحسين بن خَلَف المُخَرِّمي -ببغداد- قال: أخبرني محمد بن هارون الأنصاري، حدَّثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حَيَّان الرَّقِّي، حدَّثنا يوسف بن عدي، حدَّثنا عبد الرحمن بن محمد المُحَارِبي، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن أبي الزُّبَيْر،

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أرادَ اللَّه بعبدٍ شَرًّا خَضَّرَ له في الطِّينِ واللَّبِنِ حتَّى يَبْنِيَ".

ص: 204

"لفظ حديث أبي ذَرٍّ، والآخر نحوه".

(11/ 381) في ترجمة (عليّ بن الحسن بن خَلَف المُخَرِّمِيّ).

مرتبة الحديث:

في إسناده من الطريق الأول: (هارون بن سليمان المِصْرِيّ أبو ذَرٍّ)، لم أقف على من ترجم له في كُلِّ ما رجعت إليه.

وفي إسناده من الطريق الثاني: (أحمد بن يحيى بن خالد بن حَيَّان الرَّقِّي)، لم أقف على من ترجم له أيضًا.

وفيه أيضًا (الحسين بن أحمد الهَرَوي الصَّفَّار الشَّمَاخي أبو عبد اللَّه)، شيخ أبي بكر البَرْقَاني، وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه" (8/ 8 - 9) ونقل عن البَرْقَاني قوله فيه:"كتبت عنه حديثًا كثيرًا، ثم بان لي في آخر عمره أنَّه ليس بحجَّة". وفيه: أنَّ أبا عبد اللَّه بن أبي ذُهْل قد أَفْحَشَ القَوْلَ فيه، كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "المغني" (1/ 170) وقال:"كذَّبه الحاكم". وانظر "اللسان"(2/ 261).

وفيه صاحب الترجمة (عليّ بن الحسن بن خَلَف المُخَرِّمِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره ذلك.

وباقي رجال الطريقين ثقات.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 201) رقم (1755)، و"المعجم الأوسط" -كما في مجمع "البحرين في زوائد المعجمين"(4/ 27) رقم (2040) -، و"المعجم الصغير"(2/ 128)، عن أبي ذَرّ هارون بن سليمان المِصْرِي، عن يوسف بن عدي، عن عبد الرحمن المُحَارِبي، به.

ص: 205

قال الطبراني في "الأوسط" و"الصغير": "لم يروه عن سفيان إلَّا المُحَارِبي، ولا عنه إلَّا يوسف، تفرَّد به أبو ذَرّ هارون بن سليمان".

قال الهيثمي في "المجمع"(4/ 69): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

(1)

خلا شيخ الطبراني ولم أجد من ضعَّفه".

وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(3/ 21): رواه الطبراني في الثَّلاثة بإسناد جيِّد"!.

غريب الحديث:

قوله: "خَضَّرَ": أي حَسَّن. انظر "النهاية"(2/ 42)، و"فيض القدير"(1/ 264).

* * *

1749 -

أخبرنا الطَّاهِرِي، أخبرنا أبو القاسم عليّ بن الحسن بن عليّ بن زكريا الشَّاعِر، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن جَرِي الطبري، حدَّثنا بِشْر بن دِحْيَة، حدَّثنا قَزَعَة بن سُوَيْد، عن ابن أبي مُلَيْكَة،

عن ابن عبَّاس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"أبو بكرٍ وعُمَرَ مِنِّي بمنزلة هارونَ مِنْ موسى".

(11/ 384 - 385) في ترجمة (عليّ بن الحسن بن عليّ الورَّاق الشَّاعِر أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

موضوع.

(1)

في "المجمع": "رواه الطبراني في الصحيح خلا شيخ. . . . " والتصويب من "فيض القدير"(1/ 264).

ص: 206

ففيه صاحب الترجمة (عليّ بن الحسن بن عليّ الورَّاق الشَّاعِر) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(11/ 384 - 385) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"ميزان الاعتدال"(3/ 123) وقال: "عن محمد بن جَرِير الطبري بخبرٍ كَذِبٍ هو المُتَّهَمُ به، مَتْنُهُ: أبو بكر مِنِّي بمنزلة هارون من موسى".

3 -

"لسان الميزان"(4/ 219) وتعقَّب الحافظ ابن حَجَر فيه الذَّهَبِيُّ، بأنَّ الحديث قد رُوي من طرق ليس فيها (عليّ بن الحسين الشّاعِر) -كما سيأتي- وبالتالي فإنَّه بريء مِنْ عُهْدَتِهِ.

وتعقَّبه ابن حَجَر أيضًا في "اللسان"(2/ 23) في ترجمة (بِشْر بن دِحْيَة).

كما أنَّ فيه (بِشْر بن دِحْيَة) وقد ترجم له في:

1 -

"ميزان الاعتدال"(3/ 172) في ترجمة (عمَّار بن هارون المُسْتَمْلِي)، حيث ذكر الحديث، وقال:"هو كذب. . . ومَنْ بِشْرٌ. . . وقَزَعَةُ ليس بشيء".

أقول: لكن (بِشْرًا) قد تابعه (مسلم بن إبراهيم) عن قَزَعَة، كما قال ابن عدي فيما سيأتي عنه.

2 -

"اللسان"(2/ 23) -وهو من زوائده على "الميزان"-، ونقل قول الذَّهَبِيُّ السابق، وقال بعد أن ذكر متابعة (مسلم بن إبراهيم) لـ (بِشْر بن دِحْيَة):"فبرئ بِشْرٌ من عُهْدَتِهِ". وقال ابن حَجَر: "ضعَّفه المؤلف -يعني الذَّهَبِيُّ- في ترجمة (عمَّار بن هارون المُسْتَمْلِي) في أصل "الميزان"".

وفيه أيضًا (قَزَعَة بن سُوَيْد بن حُجَيْر البَاهِلِيّ البَصْرِيّ أبو محمد)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 488)، وقال:"ضعيف".

2 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 192 رقم (702) وقال: "ثقة".

3 -

"تاريخ الكبير"(7/ 192) وقال: "ليس هو بذاك القوي".

ص: 207

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 203 رقم (525) وقال: "ضعيف".

5 -

"الجرح والتعديل"(7/ 139 - 140) وفيه عن أحمد: "مضطرب الحديث". وقال أبو حاتم: "ليس بذاك القوي، محلُّه الصدق، وليس بالمتين، يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به".

6 -

"المجروحين"(2/ 216) وقال: "كان كثير الخطأ فاحش الوَهَم، فلمَّا كثر ذلك في روايته سقط الاحتجاج بأخباره".

7 -

"الكامل"(6/ 2073) وقال: "أحاديثه مستقيمة، وأرجو أنَّه لا بأس به".

8 -

"الكاشف"(2/ 344) وقال: "مُخْتَلَفٌ فيه".

9 -

"الميزان"(3/ 389 - 390) وقال: "له حديث مُنْكَرٌ عن ابن أبي مُلَيْكَة عن ابن عبَّاس" وذكره.

10 -

"التهذيب"(8/ 376 - 377). وفيه عن العِجْلِي: "لا بأس به وفيه ضعف". وقال أحمد: "هو شبه المتروك". وقال أبو داود: "ضعيف".

11 -

"التقريب"(2/ 126) وقال: "ضعيف، من الثامنة"/ ت ق.

وشيخ الخطيب (الطَّاهِرِيّ) هو (عليّ بن عبد العزيز بن الحسن أبو الحسن): ثقة صالح. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1458).

و(ابن أبي مُلَيْكَة) هو (عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن أبي مُلَيْكَة التَّيْمي المَدَني أبو بكر): ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1609).

التخريج:

رواه مطوَّلًا: ابن عدي في "الكامل"(5/ 1730) -في ترجمة (عمَّار بن هارون المُسْتَمْلِي) - من طريق عمَّار هذا، عن قزَعَة بن سُوَيْد، به.

ص: 208

وقال ابن عدي: "حدَّثنا محمد بن جَرِير الطبري، حدَّثنا بِشْر بن دِحْيَة، حدَّثنا قَزَعَة بن سُوَيْد، عن ابن أبي مُلَيْكَة، عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوه. وقد حدَّث بهذا الحديث أيضًا مسلم بن إبراهيم عن قَزَعَة بن سويد".

أقول: (عمَّار بن هارون المُسْتَمْلِي) قال ابن عدي عنه في "الكامل"(5/ 1730): "ضعيف يسرق الحديث". وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 48): "ضعيف". وانظر "ميزان الاعتدال"(3/ 171 - 172).

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 194) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، والمُتَّهَمُ به الشَّاعِرُ، وقد قال أبو حاتم الرَّازي: لا يُحْتَجُّ بقَزَعَة بن سُوَيْد. وقال أحمد: هو مضطرب الحديث".

أقول: قد عَلِمْتَ مِنْ قَبْلُ ما في اتهام (عليّ بن الحسن الورَّاق الشَّاعِر) منْ مَأْخَذٍ.

* * *

1750 -

أخبرنا ابن النُّخَالي -في سنة عشر وأربعمائة-، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم القُدَيْسي، حدَّثنا محمد بن يونس الكُدَيْمِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن يونس بن عبيد، حدَّثني أبي، عن محمد بن المُنْكَدِر،

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما بَيْنَ بَيْتِي ومِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ".

(11/ 389 - 390) في ترجمة (عليّ بن الحسن بن عليّ الدَّلَّال أبو الحسن ابن النُّخَالِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. والحديث صحيح من طرقٍ أخرى.

ص: 209

ففيه (محمد بن يونس بن موسى الكُدَيْمِي)، وهو متروك، واتَّهمه أبو داود والدَّارَقُطْنِيّ وغيرهما بالكذب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (446).

وفيه (عبد اللَّه بن يونس بن عبيد البَصْري)، لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، وقد ترجم له في "ثقاته"(8/ 336). كما ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(5/ 205) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

و (ابن النُّخَالِيّ) هو صاحب الترجمة (عليّ بن الحسن الدَّلَّال)، قال الخطيب عنه:"كتبت عنه شيئًا يسيرًا وكان صدوقًا".

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (421).

وقد تقدَّم أيضًا برقم (637) من حديث أبي سعيد الخُدْري، وبرقم (1701) من حديث سعد بن أبي وقَّاص.

* * *

1751 -

أخبرني عليّ بن الحسن السَّقْلَاطُوني

(1)

-في مسجده بنهر الدَّجَاج-، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ -إملاءً-، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد البَغَوي، حدَّثني أبو بكر بن أبي شَيْبَة، وعبد اللَّه بن عمر بن أَبَان، وَالأَشَجّ، قالوا: حدَّثنا حفص بن غِيَاث، عن ابن أبي ليلى، عن الشَّعْبِيّ، عن صِلَة بن زُفَر،

عن حُذَيْفَة بن اليَمَان، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقولُ في رُكُوعِهِ:"سُبْحَانَ رَبِّيَ العظيمِ وبحَمْدِهِ" ثلاثًا. وفي سجوده "سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعلى وبِحَمْدِهِ" ثلاثًا.

قال أبو بكر بن أبي شَيْبَة: قلت أنا لحفص بن غياث: وبحمده؟ قال: نعم إن شاء اللَّه ثلاثًا.

(1)

هذه النسبة إلى (سَقْلاطون) وهي بلدة بالرُّوم، تنسب إليها الثياب كما في "القاموس المحيط"، مادة (سقط) ص 867. ولم تُذْكَرْ هذه النسبة في "الأنساب" ولا في "اللباب".

ص: 210

(11/ 390 - 391) في ترجمة (عليّ بن الحسن بن عليّ المُقْرِئ السَّقْلَاطُونِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (ابن أبي ليلى) وهو (محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1048).

وشيخ الخطيب (عليّ بن الحسن السَّقْلَاطُوني) هو صاحب الترجمة، قال الخطيب عنه:"صدوق". وتوفي عام (449 هـ).

و(الشَّعْبِيّ) هو (عامر بن شَرَاحيل أبو عمرو): إمام ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (264).

و(الأَشَجُّ) هو (عبد اللَّه بن سعيد بن حُصَيْن الكِنْدِيّ الكوفي أبو سعيد): إمام حافظ ثقة ثَبْتٌ مُفَسِّرٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (606).

التخريج:

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 248)، والدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(1/ 341)، من طريق حفص بن غياث، عن محمد بن أبي ليلى، به.

والحديث رواه مسلم في صلاة المسافرين، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل (1/ 536 - 537) رقم (772)، وأبو داود في الصَّلاة، باب ما يقوله الرجل في ركوعه وسجوده (1/ 543 و 544 - 545)، رقم (871 و 874)، والتِّرْمِذِيُّ في الصَّلاة، باب ما جاء في التسبيح في الركوع والسجود (2/ 48 - 49) رقم (262)، والنَّسَائي في الافتتاح، باب تعوذ القارئ إذا مر بآية عذاب (2/ 176 - 177)، وفي قيام الليل، باب تسوية القيام والركوع (3/ 225 -

ص: 211

226)، عن حُذَيْفَة بن اليمان، بعضهم مطوَّلًا والبعض الآخر مختصرًا، وليس عندهم قوله:"وبحمده"، ولا ذكر الثلاث أيضًا، ولذا اعتبرته من الزوائد.

وانظر حول الزيادتين، والأحاديث الواردة فيهما:"نصب الراية"(1/ 375 - 376)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 242 - 243).

* * *

1752 -

أخبرنا عليّ بن الحسن بن أحمد بن المُسْلِمَة الوزير، أخبرنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللَّه الصَّرْصَرِيّ، حدَّثنا الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي، حدَّثنا فضل الأَعْرَج، حدَّثنا يحيى بن آدم، عن ابن أبي ذِئْب، عن المَقْبُرِيّ، عن أبيه،

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا حُدِّثْتُم عَنِّي حَدِيثًا تَعْرِفُونَهُ ولا تُنْكِرُونَهُ فَصَدِّقُوا بِهِ، وإذا حُدِّثْتُم عَنِّي حديثًا تُنْكِرُونَهُ فَكَذِّبُوا بِهِ".

(11/ 391) في ترجمة (عليّ بن الحسن بن أحمد بن محمد أبو القاسم ابن المُسْلِمَة).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده ثقات. وصَوَّبَ الإِمام البُخَارِيُّ إرْسَالَهُ.

و (ابن أبي ذِئْب) هو (محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القُرَشِي): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1).

و (المَقْبُرِيُّ) هو (سعيد بن أبي سعيد كَيْسَان المَقْبُرِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (192).

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(4/ 208)، وابن عدي في مقدِّمة كتابه "الكامل"(1/ 26)، من طريق الفضل بن سهل، عن يحيى بن آدم، به.

ص: 212

ورواه الحَكِيم التِّرْمِذِيُّ في "نوادر الأصول" ص 59، عن الحسين بن عليّ العِجْلِي الكوفي قال: حدَّثنا يحيى بن آدم قال: حدَّثنا ابن أبي ذِئْبٍ، عن سعيد المَقْبُرِيّ، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"إذا حُدِّثْتُم عنِّي بحديثٍ تَعْرِفُونَهُ ولا تُنْكِرُونَهُ، قُلْتُهُ أو لم أَقُلْهُ، فَصَدِّقُوا بِهِ، وإنِّي أقولُ ما يُعْرَفُ ولا يُنْكَرُ، وإذا حُدِّثْتُمْ عنِّي بحديثٍ تُنْكِرُونَهُ ولا تَعْرِفُونَهُ، فَكَذِّبُوا بِهِ، فإنِّي لا أقولُ ما يُنْكَرُ ولا يُعْرَفُ".

ورواه البُخَاري في "التاريخ الكبير"(3/ 474) عن ابن طَهْمَان، عن ابن أبي ذِئْبٍ، عن سعيد المَقْبُرِيّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"ما سَمِعْتُمْ عنِّي مِنْ حديثٍ تَعْرِفُونَهُ فَصَدِّقُوُهُ". وقال: "قال يحيى: عن أبي هريرة، وهو وَهَمٌ، ليس فيه أبو هريرة، هو سعيد بن كَيْسَان"

(1)

.

وذكره السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(1/ 214) عن الخطيب بإسناده ومَتْنِهِ، ولم يتكلَّم عليه بشيءٍ، أورده شاهدًا لحديث أبي هريرة الذي رواه العُقَيْلِي. وسيأتي بعد.

وفي "مفتاح الجَنَّة في الاحتجاج بالسُّنَّة" للسُّيُوطيّ ص 43: "أخرج البيهقي -في "المَدْخَل"-، من طريق يحيى بن آدم، عن ابن أبي ذِئْب، عن سعيد المَقْبُرِيّ، عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا حُدِّثْتُم عنِّي حديثًا تَعْرِفُونَهُ ولا تُنْكِرُونَهُ، قُلْتُهُ أو لم أَقُلْهُ، فَصَدِّقُوا بِهِ، فإنِّي أقولُ ما يُعْرَفُ ولا يُنْكَرُ، وإذا حُدِّثْتُمْ عنِّي حديثًا تُنْكِرُونَهُ ولا تَعْرِفُونَهُ فلا تُصَدِّقُوا بِهِ، فإنِّي لا أقول ما يُنْكَرُ ولا يُعْرَفُ". قال البيهقي: قال ابن خُزَيْمَة: في صِحَّةِ هذا الحديث مَقَالٌ، ولم نر في شرق الأرض ولا غربها أحدًا يعرف خبر ابن أبي ذِئبٍ من غير رواية يحيى بن آدم، ولا رأيتُ أحدًا من علماء الحديث يُثْبِتُ هذا عن أبي هريرة. قال البيهقي: وهو مختلف على يحيى بن آدم في إسناده ومَتْنِهِ اختلافًا كثيرًا يوجب

(1)

سعيد بن كَيْسَان هو: (سعيد بن أبي سعيد كَيْسَان المَقْبُرِيّ).

ص: 213

الاضطراب، منهم من يَذْكُرُ أبا هريرة، ومنهم من لا يذكره ويُرْسِلُ الحديث، ومنهم من يقول في مَتْنِهِ: إذا رَوَيْتُم الحديث عنِّي فاعْرِضُوه على كتاب اللَّه".

وقد ذكره الحافظ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(9/ 524 - 525) من الطريق المتقدِّم، وقال:"حديث منكر. . أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ، ورواته ثقات". ثم نقل ما تقدَّم عن ابن خُزَيْمَة، وعن البيهقي قوله:"وجاء عن يحيى مُرْسَلًا لسعيد المَقْبُرِيّ". وتعقَّبه بقوله: "وَصْلُهُ قويٌّ، والثقة قد يغلط".

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 32 - 33) -في ترجمة (أشعث بن بَرَاز الهُجَيْمِي) - من طريق أشعث هذا، عن قَتَادَة، عن عبد اللَّه بن شَفِيق، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"إذا حُدِّثْتُمْ عَنِّي حديثًا يوافق الحَقَّ فخذوا به، حَدَّثْتُ به أو لم أحدِّث به". وقال: "ليس لهذا اللَّفظِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم إسناد صحيح، وللأشعث هذا غير حديث منكر".

ومن هذا الطريق رواه البزَّار في "مسنده"(1/ 106) رقم (188) -من كشف الأستار- مختصرًا.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 150) بعد أن عزاه له: "وفيه أشعث بن بَرَاز، ولم أر من ذكره".

أقول: قول الهيثمي متعقَّب بأنَّ العُقَيْليَّ قد ترجم له كما تقدَّم. وقد ترجم له البُخَاري في "التاريخ الكبير"(1/ 428)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(2/ 269 - 270)، والذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 262 - 263)، وغيرهم.

وعزا السَّخَاويُّ في "المقاصد الحسنة" ص 36 حديث أبي هريرة الذي أورده العُقَيْلِيّ، إلى الدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد"، وأبي جعفر بن البَخْتَرِي في الجزء الثالث عشر من "فوائده"، من الطريق الذي ساقه العُقَيْلِي. ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله:"إنَّ أشعث تفرَّد به". وقال السَّخَاوِيُّ: "وهو شديد الضَّعْفِ، والحديثُ مُنْكَرٌ جدًّا، اسْتَنْكَرَهُ العُقَيْلِيُّ".

ص: 214

وقال السَّخَاويُّ أيضًا في "المقاصد" ص 37: "وقد سئل شيخنا -يعني الحافظ ابن حَجَر- عن هذا الحديث فقال: إنَّه جاء من طرق لا تخلو من مَقَالٍ. وقد جَمَعَ طرقه البيهقي في كتاب "المَدْخَل"".

ورواه ابن الجَوْزِي في "الموضوعات"(1/ 257 - 258) من طريق أشعث بن بَرَاز، عن قَتَادة، به. ثم نقل ما تقدَّم عن العُقَيْلِي، وقال:"وذكر أبو سليمان الخَطَّابي عن السَّاجِي عن يحيى بن مَعِين قال: هذا الحديث وَضَعَتْهُ الزنادقة. قال الخَطَّابي: هو باطل لا أصل له".

وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 213 - 214)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 264 - 265)، بكونه ضعيفًا لا موضوعًا، وأنَّ له من الشواهد ما يَدْفَعُ عنه الوضعَ.

وعلَّق المحققان لكتاب "تنزيه الشريعة" على هذا التعقيب بقولهما: "الحديث باطل منكر جدًّا كما قال العُقَيْلِي وغيره، ومحاولة المؤلف -يعني ابن عَرَّاق- تبعًا للسُّيُوطيّ تقويته غلط، فإنَّ الحديث مِنْ وَضْعِ بعض الزنادقة للتلاعب بالسُّنَّة، وغَفَلَ السُّيُوطيُّ ثم المؤلف رحمهما اللَّه عن هذا المقصد الخبيث".

أقول: ما تقدَّم من القول بوضع الحديث، إنَّما هو منصرف إلى الطريق الذي فيه زيادة قوله:"قُلْتُهُ أو لم أَقُلْهُ"، فإنَّها ولا شَكَّ زيادة مِنْ وَضْعِ الزنادقة أعداء السُّنَّة المُطَهَّرة؛ أمَّا الطريق الذي ليست فيه هذه الزيادة فإنَّه مُرْسَلٌ قَويٌّ، وليس فيه إلَّا الدلالة على أنَّ من أدلَّة صدق الحديث أن يكون موافقًا لقواعد الشريعة ومُحْكَمَاتِها ومقاصدها، وأنَّه إذا جاء على خلاف ذلك كان دليلًا على بطلانه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

ص: 215

1753 -

أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه الواعظ، أخبرنا أبو عليّ أحمد بن الفضل بن العبَّاس بن خُزَيْمَة، حدَّثنا عليّ بن الحسين بن يزيد الصُّدَائي، حدَّثنا أبي، حدَّثنا الوليد بن القاسم، عن يزيد بن كَيْسَان، عن أبي حازم،

عن أبي هريرة قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما قال عبدٌ لا إله إلَّا اللَّهُ مخلصًا إلَّا صعدت لا يردُّها حِجَابٌ، فإذا وصلت إلى اللَّه نَظَرَ إلى قائلها، وحق على اللَّه أن لا ينظر إلى مُوحِّدٍ إلَّا رَحِمَهُ".

(11/ 394) في ترجمة (عليّ بن الحسين بن يزيد الصُّدَائي).

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (عليّ بن الحسين بن يزيد الصُّدَائي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وقد ترجم له السَّمْعَاني في "الأنساب"(40/ 8) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا أيضًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. وقد خالفه في مَتْنِهِ الإمام التِّرْمِذِيُّ كما سيأتي، ممّا يُشْعَرُ بضعفه، واللَّه أعلم.

و (أبو حازم) هو (سلمان الأَشْجَعي الكوفي): صاحب أبي هريرة، محدِّثٌ ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1668).

وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.

التخريج:

رواه عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه بن بِشْرَان الأُمَوِي الواعظ في "أماليه"(70/ 1، و 108/ 2) -كما في "الضعيفة" للألباني (2/ 320) رقم (919) - من الطريق التي رواها تلميذه الخطيب عنه.

وقال الشيخ الألباني: "منكر"، وقد أشار حفظه المولى إلى مخالفة الإمام التِّرْمِذِيّ له في مَتْنِهِ.

ص: 216

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 708) للخطيب وحده.

والحديث رواه التِّرْمِذِيُّ في الدعوات، باب دعاء أُمِّ سَلَمَة (5/ 575) رقم (3590) عن الحسين بن عليّ بن يزيد الصُّدَائي، عن الوليد بن القاسم بن الوليد الهَمْدَاني، به، بلفظ:"ما قَالَ عَبْدُ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ قَطُّ مُخْلِصًا إلَّا فُتِحَتْ له أبوابُ السَّمَاءِ حتَّى تُفْضِي إلى العَرْش ما اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه". وهو كما قال.

* * *

1754 -

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدِّمَشْقِيّ -في كتابه إلينا-، أخبرنا خَيْثَمَة بن سليمان القُرَشي، أخبرنا عليّ بن الحسين أبو الحسن البزَّاز -بِسُرَّ مَنْ رَأى- حدَّثنا سعيد بن سَلَّام، حدَّثنا عبيد اللَّه

(1)

بن أبي حُمَيْد، عن أبي المَلِيح،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اعْتَمُّوا تَزْدَادُوا حِلْمًا".

(11/ 394) في ترجمة (عليّ بن الحسين البزَّاز أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

فيه (سعيد بن سَلَّام بن سعيد العطَّار البَصْريّ أبو الحسن)، وهو متروك، وقد كذَّبه أحمد وابن نُمَيْر. وتقدَّمت ترجمته في حديث (363).

كما أنَّ فيه (عبيد اللَّه بن أبي حُمَيْد الهُذَلِيّ البَصْريّ أبو الخَطَّاب) وقد ترجم له في:

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى "عبد اللَّه". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.

ص: 217

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 381)، وقال:"ضعيف الحديث".

2 -

"التاريخ الكبير"(5/ 377)، وقال:"مُنْكَرُ الحديث".

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 156 رقم (371)، وقال:"متروك الحديث".

4 -

"الجرح والتعديل"(5/ 312 - 313) وفيه عن أحمد: "تَرَكَ النَّاسُ حديثَهُ". وقال أبو حاتم: "مُنْكَرُ الحديث، ضعيف الحديث".

5 -

"المجروحين"(2/ 65 - 66) وقال: "كان ممن يقلب الأسانيد، ويأتي بالأشياء التي لا يشكُّ من الحديث صناعته أنَّها مقلوبة، فاستحق الترك لمَّا كثر في روايته".

6 -

"التهذيب"(7/ 9 - 10) وفيه عن أبي داود والدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف".

7 -

"التقريب"(1/ 532) وقال: "متروك الحديث، من السابعة"/ ق.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عليّ بن الحسن البزَّاز)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(أبو المَلِيح) هو: (ابن أسامة بن عُمَيْر الهُذَلِيّ): ثقة، وقد اختلف في اسمه، فقيل: عامر، وقيل: زيد. خرَّج له الستة، وتوفي عام (98 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(5/ 94)، و"التهذيب"(12/ 346)، و"التقريب"(2/ 476).

التخريج:

رواه البزَّار في "مسنده"(3/ 362) رقم (2945) -من كشف الأستار-، والحاكم في "المستدرك"(4/ 193)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 66) -في ترجمة (عبيد اللَّه بن أبي حُمَيْد) -، من طريق عبيد اللَّه هذا، عن أبي المَلِيح، عنه، به.

قال البزَّار: "لا نعلمُ له طريقًا عن ابن عبَّاس إلَّا هذا، واختلف فيه عن

ص: 218

أبي المَلِيح، فرواه عيسى بن يونس، عن عبيد اللَّه بن أبي حُمَيْد، عن أبي المَلِيح عن أبيه. وإنما أتى الاختلاف من عبيد اللَّه، لأنَّه لم يكن حافظًا".

أقول: بل للحديث طريق آخر عن ابن عباس سيأتي.

وقال الحاكم: "صحيح الإسناد". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "تركه أحمد يعني عبيد اللَّه".

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 221) رقم (1946)، عن محمد بن صالح بن الوليد النَّرْسِي، حدَّثنا هلال بن بِشْر، حدَّثنا عِمْرَان بن تمَّام عن أبي جَمْرَة، عن ابن عبَّاس مرفوعًا به.

قال الهيثمي في "المجمع"(5/ 119): رواه البزَّار والطبراني، وفيه عبيد اللَّه بن أبي حُمَيْد، وهو متروك. وفي إسناد الطبراني: عِمْرَان بن تمَّام، وضعَّفه أبو حاتم بحديث غير هذا، وبقية رجاله ثقات".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 45) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (سعيد بن سَلَّام الذي كذَّبه أحمد، وبـ (عبيد اللَّه بن أبي حُمَيْد).

أقول: (سعيد بن سَلَّام) تابعه (عَتَّاب بن حَرْب) عند البزَّار وابن حِبَّان في "المجروحين". و (عَتَّاب) هذا، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "المغني" (2/ 422) وقال: قال أبو حفص الفَلَّاس: ضعيف جدًّا".

وللحديث شاهد من حديث أسامة بن عمير الهُذَلِيّ رضي الله عنه، رواه التِّرْمِذِيّ في "العلل الكبير"(2/ 751) رقم (316)، والطبراني في" المعجم الكبير"(1/ 162) رقم (517)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2082) -في ترجمة (كثير بن عبد اللَّه بن عمرو المُزَني) -، وعنه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(11/ 224 - 225) رقم (1849)، من طريق عُبَيد اللَّه بن أبي حُمَيْد، عن

ص: 219

أبي المَلِيح بن أسامة، عن أبيه مرفوعًا به. وعند ابن عدي والبيهقي زيادة قوله بعده:"والعمائم تيجان العرب".

قال التِّرْمِذِيُّ: "سألت مجمدًا -يعني البخاري- عن هذا الحديث، فقال: عبيد اللَّه بن أبي حُمَيْد ضعيف ذاهب الحديث لا أروي عنه شيئًا".

وقال الهيثمي في "المجمع"(5/ 119): "رواه الطبراني وفيه عبيد اللَّه بن أبي حُمَيْد وهو متروك".

وتعَّقب ابنَ الجَوْزي: السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(2/ 259 - 260)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 271 - 272).

قال المُنَاوي في" فيض القدير"(1/ 55) بعد أن أشار إلى تعقَّب السُّيُوطيّ لابن الجَوْزي، وأنَّه لم يأت بطائل من تعقَّبه:"وبالجملة فطرقه كلُّها ضعيفة"، وَرَجَّحَ ضَعْفَهُ، وقال:"وأمَّا وَضْعَهُ فممنوعٌ".

قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(10/ 273) رقم (5806) -في اللباس، باب العمائم-: وعن أبي المَلِيح بن أسامة عن أبيه رفعه: "اعْتَمُّوا تَزْدَادُوا حِلْمًا، أخرجه الطبراني والتِّرْمِذِيّ في "العلل المفرد"، وضعَّفه البُخَاريُّ، وقد صحَّحه الحاكمُ فلم يُصِبْ. وله شاهد عند البزَّار عن ابن عبَّاس ضعيف أيضًا".

* * *

1755 -

أخبرنا محمد بن عمر بن بُكَيْر المُقْرِئ، حدَّثنا عمر بن أحمد بن يوسف بن نُعَيْم الوكيل، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسين السَّقَطِي، أخبرنا أبو زكريا يحيى بن مَعِين بن عون الأَنْبَاري، حدَّثنا عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَة،

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَعَلَّمَ القرآنَ وحَفِظَهُ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ، وشّفَّعَهُ في عشرةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلٌّ قد استوجَبَ النَّارَ".

ص: 220

(11/ 395) في ترجمة (عليّ بن الحسين السَّقَطِي أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (485).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (485).

* * *

1756 -

حدَّثنا أبو عمر بن مهدي، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي، حدَّثنا عليّ بن حَرْب، حدَّثنا زيد بن أبي الزَّرْقَاء، عن ابن لَهِيعة، عن ابن هُبَيْرَة، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِي،

عن أبي أيوب قال: أُتي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بقَصْعَةٍ فيها بَصَلٌ فقالَ: "كُلُوا" وأبى أَنْ يَأْكُلَ، وقال:"إنِّي لَسْتَ مِثْلَكُمْ، إنِّي أُنَاجِي مَنْ لا تُنَاجُونَ".

(11/ 419) في ترجمة (عليّ بن حَرْب بن محمد الطَّائِيّ المَوْصِلِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى بنحوه.

ففيه (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْري)، والعمل على تضعيف حديثه كما قال الإمام الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(2/ 109). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).

و (ابن هُبَيْرَة) هو (عبد اللَّه بن هُبَيْرَة بن أسعد السَّبَئِيّ الحَضْرَمِيّ)، قال عنه في "التقريب" (1/ 458):"ثقة، من الثالثة/ م 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال" (2/ 750 - مخطوط-)، و"التهذيب" (6/ 61 - 62).

ص: 221

و (أبو عبد الرحمن الحُبُلِيّ) هو (عبد اللَّه بن يزيد المَعَافِرِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (459).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

التخريج:

رواه ابن خزيمة في "صحيحه"(3/ 85 - 86) رقم (162)، وابن حِبَّان في صحيحه" (3/ 264) رقم (2089)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 239)، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 187 - 188 و 216 - 217) رقم (3996، و 4077)، من طريق ابن وَهْب، عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سَوَادة، عن سفيان بن وَهْب، عن أبي أيوب الأنصاري: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَ إليه بطعامِ مِنْ خُضْرَةٍ فيه بَصَلٌ أو كُرَّاثٌ، فلم يَرَ فيه أَثَرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأبى أَنْ يَأْكُلَهُ، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما منعك أَنِ تَأكُلَ"؟ فقال: لم أَرَ أَثَرَكَ فيه يا رسول اللَّه. فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: أَسْتَحِي مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ، وليسَ بِمُحَرَّمٍ".

أقول: إسناده صحيح.

و(سفيان بن وَهْب) هو (الخَوْلاني المِصْرِيّ: صحابي مُعَمَّر. انظر ترجمته في: "سِيَر أعلام النبلاء" للذَّهَبِيِّ (3/ 452 - 453)، و"الإصابة" لابن حَجَر (2/ 58).

ورواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(3/ 86) رقم (1671)، وعنه ابن حِبَّان في "صحيحه"(3/ 264) رقم (2090)، من طريق أبي قُدَامَة وزياد بن يحيى، قالا: حدَّثنا سفيان -قال أبو قُدَامة قال: حدَّثني عبيد اللَّه. وقال زياد: عن عبيد اللَّه بن أبي يزيد- عن أبيه، عن أُمِّ أيوب

(1)

مرفوعًا بنحوه، وفي آخره أنَّه قال لأصحابه:

(1)

تَصَحَّفَ في"صحيح ابن حِبَّان" المطبوع إلى "أبي أيوب".

ص: 222

"كُلُوا فإنِّي لستُ كأحدٍ مِنْكُمْ، إنِّي أَخَافُ أَنْ أُوذِيَ صَاحِبي". وليس فيه ذكر (البَصَل)، بل الذي فيه ذكر (البُقُول).

ومن طريق سفيان بن عُيَيْنَة، عن عبيد اللَّه بن أبي يزيد، عن أبيه، عن أُمِّ أيوب الأنصارية السابق وبلفظه، رواه التِّرْمِذِيّ في الأطعمة، باب ما جاء في الرخصة في الثوم مطبوخًا (4/ 262) رقم (1810)، وقال:"هذا حديث حسن صحيح غريب".

والحديث أصله في "صحيح مسلم (3/ 1623 - 1624) رقم (2053)، حيث رواه في كتاب الأشربة، باب إياحة أكل الثوم، مطوَّلًا. وفيه ذكر (الثوم) بدلًا من (البصل). وليس عنده قوله: "إنِّي لست مثلكم، إنِّي أُناجي من لا تناجون"؛ بل عنده أنَّ أبا أيوب قال:"وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُؤْتَى". ولذا اعتبرت الحديث من الزوائد.

وبلفظ مسلم، رواه أحمد في "المسند"(5/ 410)، والطبراني في "الكبير"(4/ 182 - 183) رقم (3984).

ورواه الحاكم في "المستدرك "(3/ 460) من طريق شُعْبَة وحمَّاد بن سَلَمَة، عن سِمَاك قال: سمعت جابر بن سَمْرَة يقول: "نَزَلَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على أبي أيوب. . . " بنحو رواية مسلم وأحمد، وفيها ذكر (الثوم) بدلًا من (البصل) أيضًا.

قال الحاكم: وقال حمَّاد في حديثه: يا رسول اللَّه بعثت إليَّ بما لم تأكل. فقال: إنَّك لست مِثْلِي إنَّه يأتيني المَلَك".

وقال: "حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وقد رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 141 - 142) رقم (3855) من طريق مَرْثَد اليَزَني، عن أبي أُمَامَة، عن أبي أيوب مطوَّلًا، وفيه: "فَرَدَّ علينا

ص: 223

عَشَاءَهُ ليلةً، وكنَّا جعلنا فيه ثومًا أو بصلًا، فلم نَرَ فيه أَثَرَ أصابعه". وفيه قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"إنِّي وجدت منه ريح هذه الشجرة، وأنا رجل أُناجي، فلم أحبّ أن يوجد منِّي ريحه، فأمَّا أنتم فَكُلُوهُ".

* * *

1757 -

أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن عليّ بن المنذر القاضي، حدَّثنا عبد الصمد بن عليّ بن محمد بن مُكْرَم، حدَّثنا عليّ بن حمَّاد بن السَّكَن، حدَّثنا الوَاقِدِي، حدَّثنا عبد الرحمن بن الغَسِيل، عن عُتْبَة بن حُمَيْد، عن عُبَادَة بن نُسَيّ، عن عبد الرحمن بن غَنْم،

عن معاذ بن جَبَل قال: أَمَرَنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنَّ نختارَ السَّليمَ مِنَ الضَّحَايَا، وأَنْ نَلْبَس أجودَ ما نقدر عليه يوم العيد، وأَنْ نَجْهَرَ بالتكبير، وأَنْ نَخْرَجَ وعلينا السَّكينة، وأَن نشترك في البقرة سبعة، وفي البَدَنَة عشرة، وأَنْ نُطْعِم الجَارَ المُتَعَفِّفَ والسَّائِلَ مِنْ كانَ.

(11/ 420) في ترجمة (عليّ بن حمَّاد بن السَّكَن البزَّاز).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (الوَاقِدِي) وهو (محمد بن عمرو بن وَاقِد الأَسْلَمِيّ): متروك، وكذَّبه أحمد وإسحاق بن رَاهُوْيَه وعلي بن المَدِيني. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (145).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عليّ بن حمَّاد بن السَّكَن البزَّاز)، وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 125 رقم (134) وقال: "متروك".

2 -

"تاريخ بغداد"(11/ 420) ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق.

3 -

"اللسان"(4/ 226) وذكر قول الدَّارَقُطْنِيّ ولم يزد.

ص: 224

التخريج:

لم أقف عليه من حديث معاذ بن جبل في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وله شاهد رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 93) رقم (2756)، من حديث الحسن بن عليّ بلفظ:"أمرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيب بأجود ما نجد، وأن نضحِّي بأسمن ما نجد، البقرة عن سبعة، والجَزُر عن عشرة، وأن نُظْهِر التكبيرَ وعلينا السكينةُ والوقارُ".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 20 - 21) بعد أن عزاه له: "فيه عبد اللَّه بن صالح قال عبد الملك بن شعيب بن الليث: ثقة مأمون، وضعَّفه أحمد وجماعة".

* * *

1758 -

أخبرني محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو الحسن

(1)

عليّ بن حُمَيْد بن أحمد بن أبي مَخْلَد الوَاسِطي، حدَّثنا أَسْلَم بن سهل الوَاسِطي أبو الحسن بَخْشَل، حدَّثنا محمد بن صالح بن مِهْرَان، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عُمَارة القَدَّاحِيّ ثم الظَّفَيِريّ قال: سمعت هذا من مالك بن أنس سماعًا فحدَّثنا به مُتَرَسِّلًا عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طَلْحَة،

عن أنس بن مالك قال: بعثتني أُمُّ سُلَيْم إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بطَيْرٍ مَشْويٍّ ومعه أربعةُ أَرْغِفَةٍ مِنْ شَعِيرٍ. وساق الحديث.

(11/ 422) في ترجمة (عليّ بن حُمَيْد بن أحمد الوَاسِطي أبو الحسين).

مرتبة الحديث:

منكر.

(1)

في ترجمته من "التاريخ"(11/ 422): "أبو الحسين".

ص: 225

ففيه (عبد اللَّه بن محمد بن عُمَارة القَدَّاحِيّ الظَّفَرِيّ)، وقد خالف الثقات الذين رووه عن مالك بن أنس. وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(5/ 185) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"تاريخ بغداد"(10/ 62) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"الميزان"(2/ 489) وقال: "مستور، ما وثِّقَ ولا ضُعِّفَ، وقَلَّ ما روى".

4 -

"اللسان"(3/ 336 - 337) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "غيره أثبت منه".

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عليّ بن حُمَيْد الوَاسِطي)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "غرائب مالك"، عن مالك، عن إسحاق بن عبد اللَّه، عنه، به، وقال:"وهو خبر منكر تفرَّد به القَدَّاحِيُّ عن مالك وغيره أثبت منه". كذا في "اللسان"(3/ 336) في ترجمة (عبد اللَّه بن محمد بن عُمَارة القَدَّاح الأنصاري).

والحديث رواه عن أنس مطوَّلًا: مالك في "الموطأ"(2/ 927 - 928)، وعنه البُخَاري في الأطعمة، باب من أكل حتَّى شبع (9/ 526 - 527) رقم (5381)، وغير موضع، ومسلم في الأشربة، باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك. . . (3/ 1612) رقم (2040)، والتِّرْمِذِيّ في المناقب، باب رقم (6)(5/ 595 - 596) رقم (3630)، عن إسحاق بن عبد اللَّه، عنه، به. وليس عندهم ذكر الطير المشوي. وانظر تتمة الحديث في المصادر السابقة.

* * *

ص: 226

1759 -

أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن عليّ بن حُبَيْش التَّمَّار، حدَّثنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا عليّ بن داود القَنْطَري، حدَّثنا عبد اللَّه بن صالح، حدَّثني معاوية بن صالح، عن عُتْبَة أبي أُمَيَّة الدِّمَشْقِيّ، عن أبي سَلَّام الأسود،

عن ثَوْبَان مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: رأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ فَمَسَحَ على الخُفَّيْنِ، وعلى الخِمَارِ -يعني العِمَامَةَ-.

(11/ 424) في ترجمة (عليّ بن داود التَّمِيْمِيّ القَنْطَرِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

فقيه انقطاع بين (أبي سلَّام الأسود الحَبَشيّ -واسمه: مَمْطُور-) وبين (ثَوْبَان) رضي الله عنه. ففي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 168 عن يحيى بن مَعِين وعليّ بن المَدِيني: أنَّه لم يسمع من ثَوْبَان. وقال أحمد بن حنبل: "ما أراه سمع"، وعن أبي حاتم أنَّه قال:"روى عن ثَوْبان والنُّعْمَان بن بَشِير وابي أُمَامَة وعمرو بن عَبَسَة مرسل". وقال ابن أبي حاتم: "سألت أبي: هل سمع أبو سلَّام من ثَوْبَان؟ قال: قد روى عنه، ولا أدري سمع منه أم لا".

وفيه أيضًا (عبد اللَّه بن صالح الجُهَني أبو صالح المِصْري -كاتب اللَّيث بن سعد-) وهو: "صدوق كثير الغلط، ثَبْتٌ في كتابه، وكانت فيه غفلة" كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 423). وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(7/ 667): "كان صاحب حديث، فيه لِيْنٌ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (667).

وفيه (عُتْبَة أبو أُمَيَّة الدِّمَشْقِيّ) وقد ترجم له في:

ص: 227

1 -

"التاريخ الكبير"(6/ 525) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الجرح والتعديل"(6/ 374 - 375) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 507) وذكر عنه راويًا واحدًا هو (معاوية بن صالح).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(5/ 281)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 154) رقم (300) -من كشف الأستار-، والطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 86) رقم (149)، من طريق معاوية بن صالح، عن عُتْبَة أبي أُمَيَّة الدِّمَشْقي، به. ولفظ آخره عند أحمد:"وعلى الخِمَار ثم العِمَامَة".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 255): "رواه أحمد والبزَّار، وفيه عُتْبَة أبي أُمَيَّة

(1)

ذكره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: يروي المقاطيع".

أقول: فات الهيثمي رحمه الله عزوه إلى الطبراني، كما فاته ذكر الانقطاع في إسناده بين (أبي سلَّام) و (الأسود)، ولم أقف في "الثقات" المطبوع على قول ابن حِبَّان:"يروي المقاطيع".

ومن هذا الطريق علَّقة البُخَاري في "التاريخ الكبير"(6/ 525).

وقد قصر السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(2/ 319) غاية التقصير عندما عزاه إلى ابن عساكر فقط! !

وأحاديث المسح على الخُفَّيْنِ متواترة كما هو مقرر معلوم. انظر: "الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة" للسُّيُوطيّ ص 52 - 54، و"نظم المتناثر من الحديث المتواتر" للكَتَّاني ص 42 - 44. وانظر في ذلك أيضًا حديث (1580).

(1)

تَصَحَّف في "المجمع" إلى: "عتبة بن أبي أمية". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.

ص: 228

أمَّا المسح على الخِمَار، فقد ورد من حديث عدد من الصحابة، انظر:"جامع الأصول"(7/ 236 - 237)، و"مجمع الزوائد"(1/ 255 - 257)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 89)، وحديث رقم (1831) و (2003).

ومن تلك الأحاديث، ما رواه مسلم في الطهارة، باب المسح على الناصية والعمامة (1/ 231) رقم (275)، وغيره، عن بلال رضي الله عنه:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مَسَحَ على الخُفَّيْنِ والخِمَارِ".

* * *

1760 -

أخبرنا إبراهيم بن مَخْلَد المُعَدَّل، حدَّثنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي -إملاءً-، حدَّثنا عليّ بن داود القَنْطَرِيّ، حدَّثنا محمد بن عبد العزيز الرَّمْلِيّ، حدَّثنا عبد الملك بن الخَطَّاب بن عبد اللَّه بن أبي بَكْرَة، حدَّثنا حَنْظَلَة السَّدُوسِيّ. عن عِكْرِمَةَ،

عن ابن عبَّاس: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى رَكْعَتَيْنِ لم يَقْرَأْ فيهما إلَّا بأُمِّ الكِتَابِ.

(11/ 424 - 425) في ترجمة (عليّ بن داود التَّمِيْمِيّ القَنْطَرِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (حَنْظَلَة السَّدُوسِيّ، أبو عبد الرحيم -واختلف في اسم أبيه، فقيل: عبيد اللَّه، أو عبد اللَّه، أو عبد الرحمن-)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 14) قال: "تغيَّر في آخر عُمُره".

2 -

"التاريخ الكبير"(3/ 43) وفيه عن يحيى القَطَّان: "قد رأيته وتركته على عَمْدٍ، وكان قد اختلط".

ص: 229

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 91 رقم (166) وقال: "ضعيف".

4 -

"الجرح والتعديل"(3/ 240 - 241) وفيه عن أحمد: "ضعيف الحديث، يروي عن أنس بن مالك أحاديث مناكير". وقال ابن مَعِين: "ضعيف". وقال أبو حاتم: "ليس بقويٍّ".

5 -

"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 167).

6 -

"المجروحين" لابن حِبَّان (1/ 266 - 267) وقال: "اختلط بأَخَرَةٍ حتَّى كان لا يدري ما يحدِّث، فاختلط حديثه القديم بحديثه الأخير".

7 -

"التهذيب"(3/ 62) وفيه عن السَّاجِيِّ: "صدوق".

8 -

"التقريب"(1/ 206) وقال: "ضعيف، من السابعة"/ ت ق.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(1/ 282)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 61)، من طريق حنظلة السَّدُوسِيّ، عن عِكْرِمَة، عنه، به.

ورواه أحمد في "المسند"(1/ 243)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 239) رقم (490) -من كشف الأستار-، والطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 249) رقم (13016)، وأبو يعلى في "مسنده"(4/ 434) رقم (2561)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 61 - 62)، من طريق حَنْظَلَة السَّدُوسِيّ، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن ابن عبَّاس، به.

وعند أحمد أنَّ هذه الصَّلاة كانت صلاة عيد.

قال البزَّار: "لا نعلمُ أحدًا رَفَعَهُ غير ابن عبَّاس، ولا عنه إلَّا شَهْر، ولا عنه إلَّا حَنْظَلَة. وشَهْرٌ تَكَلَّمَ فيه جماعة من أهل العلم، ولا نعلمُ أحدًا ترك حديثه".

أقول: كلام البزَّار متعقَّب بما تقدَّم من متابعة عِكْرِمَةَ لِشَهْرٍ في رَفْعِهِ.

ص: 230

وقال البيهقي: "ورُوي عن ابن عبَّاس من قوله في جواز الاقتصار على فاتحة الكتاب".

وقال الهيثمي في "المجمع"(2/ 115): "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الكبير"، والبزَّار، وفيه حَنْظَلَة السَّدُوسِيّ، ضعَّفه ابن مَعِين وغيره، ووثَّقه ابن حِبَّان".

أقول: قد تقدَّم أنَّ ابن حِبَّانَ قد ذكره في كتابه "المجروحين" وقال: إنَّه اختلط بأَخَرَةٍ، وأنَّ حديثه القديم قد اختلط بحديثه الأخير.

وقال الهيثمي في "المجمع"(2/ 203) أيضًا: "رواه أحمد، وفيه شَهْر بن حَوْشَب، وفيه كلام وقد وثِّق".

أقول: (شَهْر بن حَوْشَب الأَشْعَرِيّ الشَّامِيّ): صدوق كثير الإرْسَال والأوهام، كما قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 355). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (239).

* * *

1761 -

أخبرنا محمد بن عليّ بن أحمد المُعَدَّل، حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر الحافظ، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن دُوسْت بن أحمد بن شَبَابَة البَلْخِي، حدَّثنا حُمَيْد بن الرَّبيع، حدَّثنا يحيى بن يَمَان، عن أبي سِنَان، عن حَبِيب بن أبي ثابت،

عن عبد اللَّه بن عمر قال: سُئِلَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مَنْ أَحَبُّ النَّاس إليكَ؟ قال: "عَائِشَةُ". قيل إنَّما نعني مِنَ الرِّجَالِ؟ قال: "أَبُوهَا".

(11/ 425) في ترجمة (عليّ بن دُوسْت بن أحمد البَلْخِي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه.

ص: 231

ففيه (حُمَيْد بن الرَّبيع اللَّخْمِي الخَزَّاز)، وهو ضعيف، وكذَّبه ابن مَعِين وبالغ في ذلك، واتَّهمه ابن عدي بسرقة الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (418).

وفيه صاحب الترجمة (عليّ بن دُوسْت البَلْخِي) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(أبو سِنَان) هو (سعيد بن سِنَان الشَّيْبَانِيّ البُرْجُمِيّ): "صدوق له أوهام" كما في "التقريب"(2/ 98)، وانظر ترجمته مفصَّلًا في:"تهذيب الكمال"(10/ 492 - 495)، و"التهذيب"(4/ 45 - 46).

التخريج:

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 597) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

وعزاه في "كنز العُمَّال"(12/ 510) رقم (35662) إلى ابن عساكر فقط!

والحديث رواه البُخَاري في فضائل الصحابة، باب قول النبيّ صلى الله عليه وسلم:"لو كنت متخذًا خليلًا"(7/ 18) رقم (3662)، ومسلم في الفضائل، باب من فضائل أبي بكر (4/ 1856) رقم (2384)، والتِّرْمِذِيّ في المناقب، باب فضل عائشة (5/ 706) رقم (2384)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 119) رقم (7062)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 577 - 578) رقم (1233 و 1236)، عن عمرو بن العاص مرفوعًا به.

كما رواه التِّرْمِذِيُّ في الموضع السابق (5/ 707) رقم (3890)، وابن ماجه في المقدِّمة، باب في فضائل أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (1/ 38) رقم (101)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 119) رقم (7063)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 94 و 132)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 597)

ص: 232

-مخطوط-، من حديث أنس بن مالك. وقال التِّرْمِذِيُّ:"حسن غريب". وقد أعلَّه أبو حاتم الرَّازي، فقال:"أمَّا عن أنس فليس بمحفوظ". انظر "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 380 و 385) رقم (2651 و 2666).

* * *

1762 -

أخبرنا عليّ بن يحيى بن جعفر الإِمام -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا عليّ بن رَوْحَان البغدادي، حدَّثنا محمد بن الهيثم الوَاسِطي، حدَّثنا أحمد بن عبد اللَّه بن ربيعة بن العَجْلان، حدَّثنا سفيان بن سعيد الثَّوْري، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن عبد اللَّه بن مسعود قال: صَلَّى بنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، فقرأ سورة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، فلما فرغ من صلاته قال:"مَنْ قَرَأَ خَلْفِي"؟ فَسَكَتَ القومُ، ثم عاود النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ قَرَأَ خَلْفِي"؟ فقال رجلٌ: أنا يا رسول اللَّه. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مالي أُنَازَعُ القُرْآنَ!؟ إذا صلَّى أَحَدُكُمْ خَلْفَ الإِمام فَلْيَصْمُتْ، فإنَّ قِرَاءتَهُ له قِرَاءَةٌ، وصَلاتَهُ له صَلاةٌ".

(11/ 426) في ترجمة (عليّ بن رَوْحَان الدَّقَّاق أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقال الذَّهَبِيُّ -كما سيأتي عنه-: "هذا حديث منكر بهذا السياق". وقوله صلى الله عليه وسلم: "من كان له إمام فقراءة الإِمام له قراءة"، ورد من حديث جماعة من الصحابة، وهو حسن بمجموع طرقه.

ففي إسناده (أحمد بن عبد اللَّه بن ربيعة بن العَجْلان)، وقد ترجم له في:

1 -

"القراءة خلف الإمام" للبيهقي ص 168 وفيه عن الحاكم: "لا نعرفه، ولم نسمع بذكره إلَّا في هذا الخبر".

ص: 233

2 -

"تاريخ بغداد"(11/ 426) في ترجمة (عليّ بن رَوْحَان الدَّقَّاق) وقال: "شيخ مجهول".

3 -

"لسان الميزان"(1/ 197) ونقل قول الخطيب السابق.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عليّ بن رَوْحَان الدَّقَّاق)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(عَلْقَمَة) هو (ابن قيس بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ): تابعي كبير ثقة ثَبْتٌ فقيه عابد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).

و(إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِيّ): إمام حافظ ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231) أيضًا.

التخريج:

رواه البيهقي في كتابه "القراءة خلف الإِمام" ص 167 - 168، من طريق محمد بن الهيثم الوَاسِطي، حدَّثنا أحمد بن محمد العَجْلاني

(1)

-مولى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عنه، به.

فجعل بين الثَّوْري وإبراهيم: المغيرة.

قال البيهقي عقبه: "قال لنا أبو عبد اللَّه رحمه الله -يعني الحاكم النَّيْسَابُوري، وقد روى الحديث عنه-: هذا حديث لم نكتبه إلَّا عن هذا الشيخ بهذا الإسناد، ولا سمعنا أحدًا من فقهاء أهل الكوفة ذكره في هذا الباب، فلو ثبت مثل هذا عن الثَّوْري عن مغيرة لكان لا يخفى على أئمة أهل الكوفة. وأحمد بن محمد العَجْلاني هذا لا نعرفه، ولم نسمع بذكره إلَّا في هذا الخبر، وإنَّما الخبر المروي عن عبد اللَّه بن مسعود عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "خلطتم

(1)

وَرَدَ ذكره في إسناد الخطيب باسم (أحمد بن عبد اللَّه بن ربيعة بن العَجْلان). وهو مترجم له بهذا الاسم في "الميزان"(1/ 109)، و"اللسان"(1/ 197).

ص: 234

عليَّ القرآن" في الجهر بالقراءة خَلْفَهُ".

ورواه الطبراني في "الأوسط" من الطريق التي رواها الخطيب عنه، كما في "اللسان"(1/ 197). ولم يذكره الهيثمي في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"، ولا في "مجمع الزوائد".

وذكره الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(1/ 19) في ترجمة (أحمد بن عبد اللَّه بن ربيعة بن العَجْلان) من الطريق المتقدِّم، وقال:"هذا حديث منكر بهذا السياق". ونقل قول الخطيب السابق في (أحمد): "هذا شيخ مجهول". وقد تابعه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 197).

وقد تقدَّم في حديث (87) ذكر مصادر الحديث في طرقه الكثيرة عن عدد من الصحابة، وقد خرَّجته هناك من حديث ابن عمر مرفوعًا بلفظ:"من كان له إمام فقراءة الإِمام له قراءة"، وذكرت بأنَّ طرقه لا تخلو من ضعف، بيد أنَّ بعضها يعضِّد بعضًا، ويكون بها حسنًا إن شاء اللَّه تعالى.

* * *

1763 -

أخبرنا محمد بن بُكَيْر المُقْرِئ، أخبرنا عليّ بن محمد بن المُعَلَّى الشُّونِيزي، حدَّثنا محمد بن جَرِير، حدَّثني عليّ بن سهل المَدَائِني، حدَّثنا شَبَابَة بن سَوَّار، حدَّثنا وَرْقَاء بن عمر اليَشْكُري، عن عمرو بن دينار، عن زياد مولى عمرو بن العاص،

عن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيةُ"

(1)

.

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "الباقية" بالقاف. والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 503، ومن مصادر تخريجه، ومن "الجامع الكبير"(1/ 872) حيث يعزوه إلى الخطيب وحده بلفظ "الباغية"، والعجيب أنَّ مصحح "التاريخ" قد علَّق على قوله:"الباقية" بما نصه: "وهذا وجه الغرابة، أنَّه بلفظ الباقية، والمشهور الباغية"!!

ص: 235

(11/ 429) في ترجمة (عليّ بن سهل المَدَائِنِيّ).

مرتبة الحديث:

في إسناده (زياد مولى عمرو بن العاص، وهو زياد بن حَرِد)، وقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 530) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" له (4/ 257) على عادته في توثيق المجاهيل، وقال:"يروي عن عمرو بن العاص: تقتل عَمَّارًا الفئةُ الباغيةُ. روى عنه عمرو بن دينار المكِّي".

كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (عليّ بن سهل المَدَائِني)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ومَتْنُ الحديث متواتر.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(4/ 197)، وعنه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 198)، من طريق شُعْبَة، عن عمرو بن دينار، عن رجل من أهل مِصْر يحدِّث أنَّ عمرو بن العاص أهدى إلى ناس هدايا فَفَضَّلَ عمَّار بن ياسر، فقيل له، فقال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "تَقْتُلُهُ الفئَةُ البَاغِيَةُ".

كما رواه مطوَّلًا عن عمرو بن العاص وعمرو بن حزم معًا: عبد الرزاق في "مصنَّفه"(11/ 240) رقم (20427)، حيث رواه عن مَعْمَر، عن ابن طاوس، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْم، عن أبيه، عنهما.

وعن عبد الرزاق، رواه أحمد في "المسند"(4/ 199)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 155) و (3/ 386)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 198)، وفي "دلائل النبوة"(2/ 551).

ص: 236

وقال الحاكم: "صحيح على شرطهما". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وقد نَصَّ على تواتر الحديث: ابن عبد البَرّ، والذَّهَبِيّ، وابن حَجَر، والسُّيُوطيّ، وغيرهم. وانظر في ذلك حديث (784).

* * *

1764 -

أخبرنا العَتِيقي، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن سهل بن محمد بن أبي حَيَّان التيمي الكوفي -قدم علينا في ذي القعدة من سنة تسع وسبعين وثلاثمائة-، حدَّثنا عبد اللَّه بن زيدان بن بُرَيْد البَجَلِي، حدَّثنا هَنَّاد، حدَّثنا أبو الأَحْوَص، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة،

عن سلمان الفارسي قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "يا سليمانُ هل تدري ما الجُمْعَةُ"؟ -مرتين أو ثلاثًا- قال قلت: هو الذي جُمِعَ فيه أبوكم -أو هو الذي يجمعُ فيه أبوكم-. قال: فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "يا سلمانُ ألا أُخْبِرُكُم ما الجُمُعَةُ؟ إذا تَوَضَّأَ الرجلُ ثُمَّ لَبِسَ ثيابَهُ ثم أتى المَسْجِدُ فَأَنْصَتَ حتَّى تقضى صلاته، فذاك كفَّارة له مِنَ الجُمُعَةِ إلى الجُمُعَةِ التي تَليها مَا اجْتَنَبَ المَقْتَلَةَ".

(11/ 431) في ترجمة (عليّ بن سهل بن محمد التَّيْمِي الكوفي أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده ثقات.

وهو عند جميع من أخرجه -ممَّا وقفت عليه-: عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن قَرْثَع الضَّبِّيّ، عن سلمان. بزيادة ذكر (قَرْثَع) بين (عَلْقَمة) و (سلمان).

مع التنبيه على أنَّ (عَلْقَمَة) قد وقعت له الرواية عن (سلمان) دون واسطة. انظر: "تهذيب الكمال"(11/ 246)، و"السِّيَر"(4/ 54).

ص: 237

و (أبو الأَحْوَص) هو (سَلَّام بن سُلَيْم الحَنَفِي الكوفي): ثقة متقن، روى له الستة، وتوفي عام (179 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(12/ 282 - 285)، و"التهذيب"(4/ 282 - 283)، و"التقريب"(1/ 342).

و(هَنَّاد) هو (ابن السَّرِيّ بن مصعب التَّمِيميّ الدَّارِمِيّ الكوفي أبو السَّرِيّ): إمام حجَّة قدوة، روى له مسلم وأصحاب السنن الأربعة، وتوفي عام (243 هـ). وله (91) عامًا. انظر ترجمته في:"سِيَر أعلام النبلاء"(11/ 465 - 466)، و"التهذيب"(11/ 70 - 71)، و"التقريب"(2/ 321).

و(مغيرة) هو (ابن مِقْسَم الضَّبِّي الكوفي الأعمى أبو هشام): ثقة متقن، إلَّا أنَّه كان يدلِّس ولا سيما عن إبراهيم النَّخَعي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).

و(إبراهيم) هو (ابن يزيد بن قيس النَّخَعِيّ): إمام حافظ ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).

(وعَلْقَمَة) هو (ابن قيس بن عبد اللَّه النَّخَعِي): تابعي كبير، ثقة ثَبْتٌ فقيه عابد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).

و(العَتِيقيُّ) هو (أحمد بن محمد بن منصور): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1262).

والشطر الأول من الحديث والمتعلق بكون خَلْق آدم جُمِعَ في يوم الجمعة، له من الطرق والشواهد ما يفيد ثبوت معناه، واللَّه أعلم.

وأمَّا باقي الحديث فإنَّه صحيح، حيث وَرَدَ من طرق أخرى.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(5/ 439 و 440)، والطبراني في "الكبير"

ص: 238

(6/ 290) رقم (6089)، من طريق المغيرة، عن أبي مَعْشَر زياد بن كُلَيْب، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن قَرْثَع الضَّبِّيّ، عن سلمان، به.

وعند الطبراني في آخره زيادة قوله: "وذلكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ". كما أنَّ عنده بعض اختلاف في أوله.

ورواه الطبراني في "الكبير" برقم (6090) من طريق أبي كُدَيْنَة -يحيى بن المُهَلَّب البَجَلي-، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن قَرْثَع، عن سلمان، به.

ورواه الطبراني برقم (6091)، من طريق جَرِير، عن منصور، عن أبي مَعْشَر، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن القَرْثَع، عن سلمان، به، إلَّا أنَّ أوَّله عنده:"يا سلمان يوم الجمعة فيه جُمِعَ أبوك -أو أبوكم-. ما من رجل يَتَطَهَّرُ. . . . ".

ورواه الطبراني برقم (6092)، من طريق حسن بن عطية، عن قيس، عن الأَعْمَش، عن إبراهيم، عن القَرْثَع، عن سلمان مرفوعًا بنحوه. وأوَّله كما في الرواية السابقة رقم (6091).

قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 174) بعد ذكره لرواية الطبراني الأولى وعزوها له: "وإسناده حسن".

وقد حَسَّنَ إسناده من قبله الإِمام المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(1/ 487).

ورواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(3/ 118) رقم (1732)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 277 - 278)، من طريق جَرِير، عن منصور، عن أبي مَعْشَر، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن القَرْثَع الضَّبِّي، عن سلمان مرفوعًا به، دون قوله:"ما اجتنب المَقْتَلَة".

ص: 239

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، واحتجَّ الشَّيخان بجميع رواته غير قَرْثَع". وأقرَّه الذَّهَبِيُّ وقال: "صحيح".

ورواه أبو بكر أحمد المَرْوَزِيّ في كتاب "الجمعة وفضلها" ص 72 - 74 من طريقين:

الأول: عن مغيرة، عن أبي مَعْشَر، عن إبراهيم، عن القَرْثَع، عن سلمان مرفوعًا به، دون قوله:"ما اجْتَنَب المَقْتَلَة". وإسناده ضعيف لانقطاعه بين إبراهيم والقَرْثَع كما قال محققه.

الثاني: عن خالد السَّمْتِي، عن أبي عَوَانَة، عن مغيرة، عن زياد بن كُلَيْب، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن قَرْثَع، عن سلمان، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثله.

أقول: وإسناد هذا الطريق الثاني: ضعيف لضعف خالد بن يوسف السَّمْتِي. وقد قال ابن حِبَّان: يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه، كما في "اللسان"(2/ 392). وروايته هنا عن غير أبيه.

وقد روى الخطيب في "تاريخه"(2/ 397) أوَّله، من طريق عبد اللَّه بن عمرو بن أبي أُمَيَّة، حدَّثنا قيس، عن الأَعْمَش، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن قَرْثَع، عن سلمان مرفوعًا بلفظ:"إنَّما سُمِّيْتِ الجمعة لأنَّ آدمَ جُمِعَ فيها خَلْقُهُ".

وإسناده ضعيف. وقد تقدَّم الكلام عليه في حديث (250).

ورواه النَّسَائي مختصرًا بنحوه في الجمعة، باب فضل الإنصات وترك اللغو يوم الجمعة (3/ 104) من طريق جَرِير، عن منصور، عن أبي مَعْشَر، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن القَرْثَع، عن سلمان مرفوعًا بلفظ:"ما مِنْ رجلٍ يَتَطَهَّرُ يومَ الجُمُعَةِ كما أُمِرَ، ثم يخرجُ من بيتهِ حتَّى يأتي الجُمُعَةَ ويُنْصِتُ حتَّى يقضي صَلاتَهُ إلَّا كان كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهُ مِنَ الجُمُعَةِ".

ص: 240

ورواه البُخَاري مختصرًا بنحوه مع زيادة، في كتاب الجمعة، باب الدُّهْنِ للجمعة (2/ 370) رقم (883)، من طريق سعيد المَقْبُري، عن أبيه، عن ابن وَدِيْعَة، عن سلمان مرفوعًا بلفظ:"لا يغتسل رجلٌ يومَ الجُمُعَةِ ويَتَطَهَّرُ ما استطاعَ مِنْ طُهْرٍ ويَدَّهِنُ من دهْنِهِ أو يَمَسٌ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثم يخرُجُ فلا يُفَرِّقُ بين اثنين ثم يصلِّي ما كُتِبَ له، ثم يُنْصِتُ إذا تَكَلَّم الإِمامُ، إلَّا غُفِرَ له ما بَيْنَهُ وبينَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى".

أقول: ممَّا يُتَنَبَّهُ له بالنسبة لأوَّل الحديث، بأنَّ اختلافًا قد وقع في لفظه عند من أخرجه.

حيث ورد عند أحمد في "المسند"(5/ 439) بلفظ: "عن سلمان الفارسي قال: قال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم أتدري ما يوم الجمعة. قلت: هو اليوم الذي جمع فيه أباكم. قال: لكني أدري ما يوم الجمعة: لا يتطهر الرجل. . . . ".

ولفظ أوله عند أحمد أيضًا في "المسند"(5/ 440): "عن سلمان الفارسي قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أتدري ما يوم الجمعة؟ قلت: نعم. قال: لا أدري. -زعم سأله الرابعة أم لا- قال قلت: هو اليوم الذي جمع فيه أبوه أو أبوكم. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ألَّا أحدِّثك عن يوم الجمعة. . . . ".

ولفظ أوله عند الطبراني في "الكبير"(6/ 290) رقم (6089): "يا سلمان هل تدري ما يوم الجمعة"؟ قلت: هو الذي جمع فيه أبوك أو أبوكم. قال: لا، ولكن أحدثك عن يوم الجمعة: ما من مسلم يتطهر. . . . ".

ولفظ أوله في "الكبير"(6/ 291) رقم (6091): "يا سلمان يوم الجمعة فيه جمع أبوك أو أبوكم، ما من رجل يتطهر. . . . ".

وورد في (6/ 291) رقم (6092) من "الكبير" بلفظ: "يا سلمان أتدري ما الجمعة؟ فيها جمع أبوك آدم".

ص: 241

ولفظ أوله عند المروزي في "الجمعة وفضلها" ص 72 - 73: "أتدرون ما يوم الجمعة؟ قلت: اللَّه ورسوله أعلم. قال: جَمَعَ اللَّه تبارك وتعالى فيه أباكم آدم".

أمَّا عند ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(3/ 118) فإنَّ لفظ أوله عنده: "يا سلمان، ما يوم الجمعة؟ قلت: اللَّه ورسوله أعلم -ثلاث مرات- فقال: "يا سلمان يوم الجمعة بنه جمع أبوك -أو أبوكم- أنا أحدِّثك عن يوم الجمعة. . . ".

ولفظه عند الخطيب في "تاريخه"(2/ 397) مرفوعًا: "إنَّما سُمِّيَتِ الجمعة لأن آدم جُمِعَ فيها خَلْقُهُ".

فَتَحَصَّل من هذا كلِّه: أنَّ قائلَ: "هو اليوم الذي جمع فيه أبوكم" هو سلمان رضي الله عنه عند أحمد والطبراني في روايته الأولى، وعند الباقي: القائل هو رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

لكن يُشْكِلُ أنَّه في رواية الطبراني: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أجاب على قول سلمان بـ (لا)، أي أنَّه ينفي ما قاله سلمان رضي الله عنه.

فتبين ممَّا تقدَّم أنَّ اضطرابًا قد حصل في لفظ أوله، تبعًا للاختلاف في إسناده كما يلحظ. وانظر في أمر الاختلاف في إسناده:"فتح الباري"(2/ 371) -في كتاب الجمعة، باب الدُّهْنِ للجمعة-.

أقول: وفي إسناده عندهم (قَرْثَع الضَّبِّيّ الكوفي)، فقد ترجم ابن حِبَّان له في كتابه "المجروحين" (2/ 211) وقال: "يروي عن سلمان، روى عنه عَلْقَمَة بن قيس، روى أحاديث يسيرة خالف فيها الأثبات. لم تظهر عدالته فيسلك به مسلك العدول حتَّى يُحْتَجَّ بما انفرد، ولكنه عندي يستحق مجانية ما انفرد من الروايات

ص: 242

لمخالفته الأثبات". ولم يوثِّقه غير العِجْلي. وقال ابن حَجَر: صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (250).

وللشطر الأول هذا شواهد: فقد رواه أحمد في "المسند"(2/ 311) مطوَّلًا من طريق الفَرَج بن فَضَالَة، حدَّثنا عليّ بن أبي طَلْحَة، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"قيل للنبيِّ صلى الله عليه وسلم لأي شيء سمِّي يوم الجمعة؟ قال: لأَنَّ فيها طُبِعَتْ طينةُ أبيك آدم. . . . ".

قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(2/ 418) -في الجمعة، باب الساعة التي في يوم الجمعة-:"في إسناده الفرج بن فَضَالَة، وهو ضعيف وعليٌّ لم يسمع من أبي هريرة".

وقال في "الفتح" أيضًا (2/ 353) -في أول كتاب الجمعة-: إسناده ضعيف.

أقول: وأمَّا قول الإِمام الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 164) بعد أن عزاه لأحمد: "ورجاله رجال الصحيح"، فخطأ ظاهر. حيث إنَّ (الفَرَج بن فَضَالَة) لم يخرِّج له أحد الشيخين في "صحيحه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (268).

وله شاهد آخر ذكره في "المجمع"(2/ 163) عن سعد بن عُبَادَة: "أنَّ رجلًا من الأنصار أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرنا عن يوم الجمعة ماذا فيه من الخير. قال: فيه خمس خلال، فيه خُلِقَ آدم، وفيه توفي اللَّه آدم. . . . ".

قال الهيثمي: "رواه أحمد والبزَّار. . . والطبراني في "الكبير"، وفيه عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل وفيه كلام، وقد وثِّق، وبقية رجاله ثقات".

وذكر الهيثمي في "المجمع"(2/ 164) له شاهدًا من حديث ابن عمر مرفوعًا بلفظ: "سَيّد الأيام عند اللَّه يوم الجمعة، فيه خُلِقَ آدم ابوكم، وفيه دخل الجَنَّة، وفيه خرج، وفيه تقوم الساعة". وقال: "رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه

ص: 243

إبراهيم بن يزيد الخُوْزِي

(1)

وهو ضعيف".

قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(2/ 353) -في أول كتاب الجمعة-: "اختلف في تسمية اليوم بذلك -مع الاتفاق على أنَّه كان يسمَّى في الجاهلية: العَرُوبة-،. . . وقيل: لأنَّ خَلْق آدم جُمِعَ فيه، ورد ذلك من حديث سلمان، أخرجه أحمد وابن خُزَيْمَة وغيرهما في أثناء حديث. وله شاهد عن أبي هريرة ذكره ابن أبي حاتم موقوفًا بإسناد قويٍّ، وأحمد مرفوعًا بإسناد ضعيف، وهذا أصحُّ الأقوال".

أقول: إذا كان إسناده قويًّا موقوفًا، فإنَّ له حُكْمَ الرَّفْعِ، فهو ممَّا لا يُعْرَفُ من طريق الرأي والنظر، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1765 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدَّقَّاق، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن سليمان الخِرَقِي -في جامع الرُّصَافَة قراءةً عليه وأنا أسمع- قال: حدَّثنا أبو قِلَابَة عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه الرَّقَاشي، حدَّثنا يحيى بن كثير، حدَّثنا عبد اللَّه بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، عن جُبَيْر بن نُفَيْر،

عن عمرو بن الحَمِق قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أَرَادَ اللَّهُ بعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ"، قالوا يا رسولَ اللَّهِ وما عَسْلُهُ؟ قال:"يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ، ثُمَّ يَقْبِضُهْ عَلَيْهِ".

(11/ 434) في ترجمة (عليّ بن سليمان بن محمد السُّلَمِيّ الخِرَقِيّ أبو الحسن).

(1)

تَصَحَّفَ في "مجمع الزوائد" إلى: "الجوزي" بالجيم المعجمة. والتصويب من "تاريخ ابن مَعِين"(2/ 18)، و"الجرح والتعديل"(2/ 146)، وغيرهما من مصادر ترجمته المذكورة في حديث (2128)، وهو متروك.

ص: 244

مرتبة الحديث:

في إسناده (عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي أبو قِلَابَةَ)، وهو صدوق يخطئ، تغيَّر حفظه لمَّا سكن بغداد، إلَّا أنَّه تُوبعَ كما سيأتي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (381).

وصاحب الترجمة (عليّ بن سليمان السُّلَمِيّ الخِرَقِيّ) قال الخطيب عنه: حَدَّثَ بأحاديث مستقيمة.

و(محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدَّقَّاق)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (1/ 324) وقال:"كتبت عنه شيئًا يسيرًا، وكان ثقة". وتوفي عام (448 هـ).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

والحديث صحيح من طرق أخرى.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(5/ 224)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 278 - 279) رقم (343) و (344)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 340)، والبزَّار في "مسنده"(3/ 25 - 26) رقم (2155) -من كشف الأستار-، والطَّحَاوي في "مُشْكل الآثار"(3/ 261)، وابن قُتَيْبَة في "غريب الحديث"(1/ 301 - 302)، والبيهقي في "الزهد الكبير" ص 327 رقم (814)، من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جُبَيْر بن نُفَيْر الحَضْرَمِي، عن أبيه، عن عمرو بن الحَمِق، به.

وعند أحمد: "استعمله" بدلًا من "عَسَلَهُ".

قال الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذَّهَبِيُّ.

ورواه الطَّحَاويُّ في "مُشْكِل الآثار"(3/ 261)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(1/ 253)، من طريق يحيى بن كثير، عن عبد اللَّه بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، عن جُبَيْر بن نُفَيْر، عنه، به.

ص: 245

ومن هذا الطريق علَّقه البخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 302).

أقول: وهذا الإسناد على شرط مسلم.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 214) بلفظ أحمد وقال: "رواه أحمد والبزَّار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد والبزَّار رجال الصحيح".

وللحديث شواهد انظرها في: "السُّنَّة" لابن أبي عاصم (1/ 175 - 176)، و"مجمع الزوائد"(7/ 214 - 215).

غريب الحديث:

قوله: "عَسَلَه": "العَسْلُ: طِيبُ الثَّنَاء، مأخوذ من العَسَل. يقال: عَسَلَ الطعام يَعْسِله إذا جعل فيه العَسَل. شبَّه ما رزقه اللَّه تعالى من العمل الصالح الذي طاب به ذِكْرُهُ بين قومه بالعَسَل الذي يُجْعَلُ في الطعام فَيَحْلَوْلي به ويَطيب".

"النهاية"(3/ 237). وانظر "غريب الحديث" لابن قُتَيْبَة (1/ 302).

* * *

1766 -

أخبرنا عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِي، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن شَاذَان، حدَّثنا أبو بَدْر شُجَاع بن الوليد السَّكُوني، حدَّثنا حارثة، عن عُرْوَة،

عن عائشة قالت: لقد رَأَيْتُنَا أنا ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نَتَطَهَّرُ مِنْ إنَاءٍ واحدٍ، قد أَصَابَتْ قَبْلَ ذلك مِنْهُ الهِرَّةُ.

(11/ 437) في ترجمة (عليّ بن شَاذَان الجَوْهَرِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

وقد سبق الكلام عليه في حديث (1362).

ص: 246

و (حارثة) هو (ابن أبي الرِّجَال الأنصاري البُخَاري المَدَني): ضعيف. وقد سبق الكلام عليه في الحديث المشار إليه.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (1362).

* * *

1767 -

أخبرني أبو عبد اللَّه محمد بن عبد الواحد، أخبرنا أبو العبَّاس عبد اللَّه بن موسى بن إسحاق الهاشمي، حدَّثنا عليّ بن صالح بن جعفر السِّمْسَار -من أصل كتابه، وكان ثقةً-، حدَّثنا عبد اللَّه بن يحيى بن معروف الأَعْرَج، حدَّثنا حَبِيب بن نصر، حدَّثنا أبو هلال الدَّلَّال، عن بَهْز بن حَكِيم، عن أبيه،

عن جَدِّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أما يخشى الذي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ، وَيَضَعَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أنَّ يُبَدِّلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ".

(11/ 439) في ترجمة (عليّ بن صالح بن جعفر السِّمْسَار أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من حديث أبي هريرة.

ففيه (عبد اللَّه بن موسى بن إسحاق الهاشمي أبو العبَّاس): ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (1931).

كما أنَّ فيه (عبد اللَّه بن يحيى بن معروف الأعرج) و (حبيب بن نصر) و (أبو هلال الدَّلَّال)، لم أقف على من ترجم لهم في كُلِّ ما رجعت إليه.

التخريج:

لم يروه من حديث (معاوية بن حَيْدَة) رضي الله عنه، غير الخطيب فيما وقفت عليه.

ص: 247

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 145) إليه وحده.

وقد صَحَّ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، رواه الشيخان، وغيرهما، وسيأتي تخريجه موسعًا في حديث رقم (1931).

* * *

1768 -

أخبرنا ابن أبي عمرو -بعُكْبَرَا-، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن صَدَقَة بن محمد بن عليّ بن حَرْب الطَّائِي المَوْصِلِي -إملاءً في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة-، حدَّثنا المُفَضَّل بن محمد الجَنَدِيّ -بمكَّة-، حدَّثنا صَامِت بن مُعَاذ الجَنَدِيّ، حدَّثنا عبد المجيد، عن سفيان الثَّوْري، عن صفوان بن سُلَيْم، عن عَدِيّ بن عَدِيّ عن الصُّنَابِحِيّ،

عن مُعَاذ بن جَبَل قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما تزولُ قَدَما عَبْدٍ يومَ القِيَامَةِ حتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ -أو قال خِلَالٍ-: عن عُمُرِهِ فيما أَفْنَاهُ، وعن شَبَابِهِ فيما أبْلاهُ، وعن مَالِهِ مِنْ أينَ اكْتَسَبَهُ وفيما أَنْفَقَهُ، وعن عِلْمِهِ ماذا عَمِلَ فيه".

(11/ 441 - 442) في ترجمة (عليّ بن صَدَقَة بن محمد الطَّائِيّ المَوْصِلِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

فيه (عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 517): "صدوق يخطئ، وكان مُرْجئًا، وقد أفرط ابن حِبَّان فقال: متروك". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1309).

كما أن فيه (صَامِت بن معاذ بن شُعْبَة الجَنَدِيّ أبو محمد)، وقد ترجم له في:

1 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 324) وقال: "يَهِمُ ويُغْرِبُ".

2 -

"الأنساب" للسَّمْعَاني (3/ 321) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

ص: 248

3 -

"اللسان"(3/ 178) ونقل قول ابن حِبَّان السابق. وهو من زياداته على "الميزان".

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عليّ بن صَدَقَة الطَّائِي المَوْصِلِي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(الصُّنَابِحِيّ) هو (عبد الرحمن بن عُسَيْلَة المُرَادِي أبو عبد اللَّه): ثقة من كبار التابعين، رحل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم في المدينة فوجده قد مات قبله بخمس ليل أو ست، ثم نزل الشام ومات في خلافة عبد الملك بن مروان. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(3/ 505 - 507)، و"التهذيب"(6/ 229 - 230)، و"التقريب"(1/ 491).

و(ابن أبي عمرو) هو (عمر بن أحمد بن عثمان البزَّاز المعدَّل أبو حفص، معروف بابن أبي عمرو)، ترجم له الحافظ الخطيب في "تاريخه" (11/ 273) وقال:"كان ثقةً أمينًا، مقبول الشهادة عند الحُكَّام". وكانت وفاته عام (417 هـ).

وبقية رجال الإسناد ثقات.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 60 - 61) رقم (111)، والخطيب البغدادي في كتابه "اقتضاء العلم العمل" ص 17 رقم (2)، من طريق صَامِتْ بن معاذ الجَنَدي، عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، به. وليس عند الخطيب قوله:"وعن شَبَابِهِ فيما أَبْلَاهُ".

ورواه البزَّار في "مسنده"(4/ 158) رقم (3437) -من كشف الأستار-، من طريق قَبِيصة، عن عُقْبَة، حدَّثنا سفيان، عن لَيْث، عن عدي، عن الصُّنَابِحِيّ، عن مُعَاذ، أَحْسَبُهُ رَفَعَهُ.

ص: 249

ثم رواه برقم (3438)، من طريق جَرِير، عن عبد الحميد، حدَّثنا لَيْث، عن عَدِيّ، به، موقوفًا على مُعَاذ.

ورواه الدَّارِمي في "سننه"(1/ 135)، من طريق سفيان، عن لَيْث، عن عَدِيّ، عن الصُّنَابِحِيّ، عن معاذ موقوفًا عليه من قوله.

أقول: في إسناده عند البزَّار من طريقيه، وعند الدَّارِمي: لَيْث بن أبي سُلَيْم، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (124).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 346): "رواه الطبراني والبزَّار بنحوه، ورجال الطبراني رجال الصحيح، غير صَامِت بن مُعَاذ وعدي بن عدي الكِنْدِي وهما ثقتان".

وقال المُنْذِرِيُّ في "الترغيب والترهيب"(4/ 396): "رواه البزَّار والطبراني بإسناد صحيح"!

أقول: ما تقدَّم عن الهيثمي والمُنْذِرِي موضع نظر لما تقدَّم.

والحديث صحيح من طرق أخرى، وقد سبق الكلام عليه في حديث (1149).

* * *

1769 -

أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غَيْلان، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي -إملاءً-، حدَّثنا عليّ بن طَيْفُور، حدَّثنا قُتَيْبَة، حدَّثنا قاسم العُمُرِيّ، حدَّثنا محمد بن المُنْكَدِر،

أخبرني جابر أنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لَوْلَا ضَعْفُ الضَّعِيفِ، وسُقْمُ السَّقِيمِ، لأَخَّرْتُ العَتْمَةَ".

(11/ 442) في ترجمة (عليّ بن طَيْفُور بن غالب النَّسَوي أبو الحسن).

ص: 250

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (قاسم بن عبد اللَّه بن عمر بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب العُمَرِيّ)، وهو متروك. وكذَّبه أحمد بن حنبل. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (774).

و(قُتَيْبَة) هو (ابن سعيد الثَّقَفِيّ): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1284).

التخريج:

رواه أبو بكر الشَّافِعِي في "فوائده" -المشهورة باسم "الغَيْلانِيَّات"- (1/ 232) رقم (289)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه. لكن فيه: عن جابر قال: أخبرني العبَّاس.

ورواه مطوَّلًا، أبو يعلى في "مسنده"(3/ 444 - 445) رقم (1939)، عن أبي خَيْثَمَة، حدَّثنا محمد بن خَاِزم، حدَّثنا داود بن أبي هِنْد، عن أبي نَضْرَة، عن جابر مرفوعًا. وفيه: "لولا ضَعْفُ الضَّعيفِ، وكِبَرُ الكَبِيرِ، لأَخَّرْتُ هذه الصَّلاةَ

(1)

إلى شَطْرِ اللَّيْلِ".

أقول: إسناده صحيح على شرط مسلم.

وعن أبي يعلى من طريقه، رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(3/ 36 - 37) رقم (1527).

وبلفظ أبي يعلى، رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 402)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 375)، من طريق أبي معاوية محمد بن خَازِم، عن داود بن أبي هِنْد، عن أبي نَضْرَة، عن جابر مرفوعًا.

(1)

يعني صلاة العشاء، كما صرَّح به في ذات الحديث.

ص: 251

ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(1/ 559 - 560) رقم (2125)، عن مَعْمَر، عن قَتَادَة، عن جابر مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب.

قال الهيثمي في "المجمع"(1/ 312) بعد أن عزاه لأبي يعلى: "رجاله رجال الصحيح".

وعزاه في "التلخيص الحَبِير"(1/ 176) إلى الطبراني عن جابر فقط.

والحديث له شواهد انظرها في: "التلخيص الحَبِير"(1/ 176)، و"مجمع الزوائد"(1/ 312 - 313).

ومن تلك الشواهد، ما رواه مطوَّلًا، أبو داود في الصلاة، باب في وقت العشاء الآخرة (1/ 293) رقم (422)، والنَّسَائي في المواقيت، باب آخر وقت العشاء (1/ 268)، وابن ماجه في الصلاة، باب وقت صلاة العشاء (1/ 226) رقم (693)، وأحمد في "المسند"(3/ 5)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 451)، من طريق داود بن أبي هِنْد، عن أبي نَضْرَة، عن أبي سعيد الخُدْرِي مرفوعًا.

وقال البيهقي: "وكذلك رواه بِشْر بن المُفَضَّل وابن أبي عَدِيٍّ وعبد الوارث وغيرهم عن داود. ورواه أبو معاوية عن داود فقال: عن جابر، بدل أبي سعيد".

وقال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 176) بعد أن عزاه لأبي داود والنَّسَائي وابن ماجه: "إسناده صحيح".

* * *

1770 -

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا عليّ بن عبد اللَّه بن معاوية بن مَيْسَرَة قال: حدَّثني أبي، عن أبيه معاوية بن مَيْسَرَة، عن مَيْسَرَة، عن شُرَيْح"

(1)

،

(1)

تَصَحَّفَ سياق الإسناد في المطبوع إلى: "حدَّثنا علي بن عبد اللَّه بن معاوية بن شريح قال: حدَّثني أبي، عن أبيه، عن معاوية بن شريح، عن ميسرة، عن شريح". والتصويب من "الجرح والتعديل"(6/ 193).

ص: 252

عن عليٍّ قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: "الحَسَنُ والحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلُ الجَنَّةِ".

(12/ 4) في ترجمة (عليّ بن عبد اللَّه بن معاوية الكوفي القاضي).

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (عليّ بن عبد اللَّه بن معاوية بن مَيْسَرة بن شُرَيْح الهَمْدَاني القاضي)، وقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 193) وذكر له حديثًا من الطريق المتقدِّم، وقال:"سمعت أبي يقول: كتبت هذا الحديث لأسمعه من عليّ بن عبد اللَّه فلمّا تدبرته فإذا هو شِبْهُ الموضوع فلم أسمعه على العَمْدِ".

وقول أبي حاتم هذا، نقله الخطيب في ترجمة المذكور عقب روايته للحديث، كما نقله الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 142)، وابن حَجَر في "اللسان"(4/ 236 - 237) في ترجمته، ولم يزيدا عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وفيه (معاوية بن مَيْسَرَة بن شُرَيْح بن الحارث الكِنْدِيّ القاضي أبو سفيان)، وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(7/ 336) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الجرح والتعديل"(8/ 386) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 469).

و(عبد اللَّه بن معاوية بن مَيْسَرَة)، و (مَيْسَرَة بن شُرَيْح بن الحارث الهَمْدَاني القاضي)، لم أقف على ترجمتها في كُلِّ ما رجعت إليه.

وأما قول الشيخ الألباني في "الصحيحة"(2/ 443) عقب نقله لقول أبي حاتم المتقدِّم في ترجمة (عليّ بن عبد اللَّه بن معاوية): "ومن فوقه من آبائه

ص: 253

فلم أعرفهم"، فإنَّه مستدرك بما تقدَّم في ترجمة (معاوية بن مَيْسَرَة بن شُرَيْح)، حيث ترجم له البخاري وابن أبي حاتم وابن حِبَّان. ومرد عدم معرفة الشيخ له، وقوع تحريف في سياق الإسناد في "تاريخ بغداد" المطبوع، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

والحديث صحيح من طرق أخرى، بل عدَّه البعض من المتواتر.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (33).

* * *

1771 -

أخبرنا أبو الفتح قُطَيْط، حدَّثنا عليّ بن عبد اللَّه بن الفَرَج المُكْتِب البَرَدَاني -إملاءً مِنْ حِفْظِهِ بالبَرَدَان

(1)

-، حدَّثنا محمد بن محمود السَّرَّاج الأَصَمّ، حدَّثنا أحمد بن المِقْدَام أبو الأشْعَث العِجْلِيّ، حدَّثنا حمَّاد بن زيد، عن أيوب السَّخْتِيَانِيّ، عن محمد بن سِيْرِين،

عن أبي هريرة قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "الأمناءُ عند اللَّه ثلاثةٌ: جِبْرِيلُ، وأَنَا، ومعاويةُ".

(12/ 8) في ترجمة (عليّ بن عبد اللَّه بن الفَرَج المُكْتِب البَرَدَانِيّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا الحديث بهذا الإسناد باطل، ورجاله كلُّهم ثقات، والحَمْلُ فيه على البَرَدَانِيّ".

وقد قال الخطيب في ترجمته: "ليس بشيء". كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في

(1)

هي قرية من قرى بغداد. انظر "الأنساب"(2/ 135)، و"مراصد الاطلاع"(1/ 179).

ص: 254

"الميزان"(3/ 142) ونقل قول الخطيب، وقال:"فمن أباطيله" وساق الحديث المتقدِّم. وتابعه ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 237).

و (أبو الفتح قُطَيْط) هو (محمد بن الحسين بن محمد الشَّيْبَاني العطَّار)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(2/ 253) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 17) عن الخطيب من الطريق المتقدِّم.

كما رواه من حديث عليٍّ، وواثِلَة، وابن عبَّاس، وعُبَادَة، وجابر، وأنس، وعبد اللَّه بن بُسْر، وقال في (2/ 19) منه:"هذا الحديث من جميع الطرق لا يصحُّ". ونقل قول الخطيب السابق.

وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 416 - 417)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 4).

وقد تقدَّم في حديث (435) تخريجه من حديث واثِلَة بن الأَسْقَع رضي الله عنه.

* * *

1772 -

أخبرنا أبو القاسم بن الشَّبِيه، أخبرنا محمد بن المُظَفَّر الحافظ، أخبرنا محمد بن القاسم، حدَّثنا زكريا المُحَارِبي، حدَّثنا عبَّاد بن يعقوب، حدَّثنا عليّ بن هاشم، عن فُضَيْل بن مَرْزُوق، عن عَدِيّ بن ثابت،

عن البَرَاء بن عَازِب، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى الحسينَ بن عليٍّ فقالَ:"اللَّهُمَّ إنِّي أُحِبُّهُ، وأُحِبُّ مَنْ يُحِبُّهُ".

(12/ 9) في ترجمة (عليّ بن عبد اللَّه بن الحسين العَلَوي أبو القاسم ابن الشَّبِيه).

ص: 255

مرتبة الحديث:

رجال إسناده حديثهم حسن عدا (محمد بن القاسم) و (زكريا المُحَارِبي)، فإنِّي لم أقف على ترجمتها في كُلِّ ما رجعت إليه.

وشيخ الخطيب (أبو القاسم ابن الشَّبِيه) هو صاحب الترجمة (عليّ بن عبد اللَّه بن الحسين العَلَوي)، وقد قال فيه الخطيب:"كتبت عنه وكان صدوقًا دَيِّنًا حسن الاعتقاد".

وقد صَحَّ من طرق أخرى بلفظ: "اللَّهُمَّ إنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ، وأَحِبَّ من يُحِبُّهُ".

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 19 - 20) رقم (2583) عن عليّ بن عبد العزيز، حدَّثنا أبو نُعَيْم، حدَّثنا فُضَيْل بن مَرْزُوق، به. ولفظه عنده:"اللَّهُمَّ إنِّي قد أَحْبَيْتُهُ فَأَحِبَّهُ. وأَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ".

ورواه عليّ بن الجَعْد في "مسنده" -المعروف بـ (الجَعْدِيَّات) - (2/ 784 - 785) رقم (5093)، وعنه أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "طبقات المحدِّثين بأَصْبَهَان"(1/ 194) رقم (2)، عن فُضَيْل بن مرزوق، عن عدي بن ثابت، عن البراء: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم للحسن: "اللَّهُمَّ إنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وأَحِبَّ من يُحِبُّهُ".

أقول: إسناده صحيح.

وقد عزاه محقق "الجَعْديَّات" إلى البخاري، ومسلم، والتِّرمِذِيّ. وهذا العزو محلُّ نظر، حيث إنهم رووا منه. قوله:"اللَّهُمَّ إني أحبُّه فأحبَّه" فحسب كما سيأتي عنهم. وقد رواه التِّرْمِذِيّ برقم (3782)، من طريق فُضَيل بن مرزوق عن عدي عن البراء: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أبصر حَسَنًا وحُسَيْنًا فقال: "اللَّهُمَّ إني أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا". وقال: "حسن صحيح".

ص: 256

قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 176): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" والبزَّار وأبو يعلى، ورجال الكبير رجال الصحيح".

أقول: استقرأت مسند البراء من "مسند أبي يعلى" فلم أجده، كما أنَّ ابن حَجَر لم يذكره في "المطالب العالية". كما أنِّي لم أجده في "كشف الأستار عن زوائد البزار". والذي يظهر لي -واللَّه أعلم- أنَّ خطأً ما وقع في العَزْوِ هنا -اللَّه أعلم مَنْ مَصْدَرُهُ، المؤلف أو الناسخ أو الطابع-، وبيان ذلك أنَّ الهيثمي قَبْلَ أن يذكر حديث البراء هذا، كان قد ذَكَرَ قبله مباشرة حديث سعيد بن زيد أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم احتضن حسنًا وقال:"اللهم إنّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ" وقال: "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يزيد بن يُحَنِّس وهو ثقة". فعزا حديث (سعيد بن زيد) إلى الطبراني وحده في "الكبير"، مع أن الحديث قد رواه الطبراني في "الأوسط"(2/ 207) رقم (1371)، وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 253 - 254) رقم (960)، والبزَّار في "مسنده"(3/ 229) رقم (2633) -من كشف الأستار- وهم ذات من عزا إليهم حديث (البراء)، فكأن النظر قد سبق في عَزْوِ مصادر أحدهما للآخر.

وفي إسناد حديث (سعيد بن زيد): (يزيد بن أبي زياد الهاشمي)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (654).

وحديث البراء هذا، خلا قوله:"وأُحِبُّ مَنْ يُحِبُّه": رواه البخاري في فضائل الصحابة، باب مناقب الحسن والحسين (7/ 94) رقم (3749)، ومسلم في فضائل الصحابة، باب فضائل الحسن والحسين (4/ 1883) رقم (2422)، والتِّرْمِذِيّ في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين (5/ 661) رقم (3783)، وأحمد في "المسند"(4/ 283 - 284 و 292)، والطبراني في "الكبير"(3/ 19) رقم (2582)، و"الأوسط"(2/ 579) رقم (1993)، من طريق شعبة، عن عدي، عن البراء. وهو في "الأوسط"، عن أشعث بن سَوَّار، عن عدي، عن البراء.

ص: 257

وللحديث دون قوله "وأُحِبُّ من يُحِبُّه" شواهد عِدَّة انظرها في: "مجمع الزوائد"(9/ 176).

وأمَّا قوله: "وأُحِبُّ من يُحِبُّه"، فله شاهد ذكره في "المجمع" (9/ 176) من حديث أبي هريرة مطوَّلًا: وفيه: "اللَّهُمَّ مَنْ أَحَبَّهُ فإنِّي أُحِبُّهُ". قال الهيثمي: "رواه الطبراني وفيه أبو مزرد ولم أجد من وثَّقه، وبقية رجاله رجال الصحيح".

وقد روى البخاري في اللباس، باب السِّخَاب

(1)

للصبيان (10/ 332) رقم (5884)، ومسلم في الموضع السابق رقم (2421)، وغيرهما، عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال للحسن:"اللَّهمَّ إنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وأَحْبِبْ مَنْ يُحِبُّهُ". والسياق لمسلم.

* * *

1773 -

أخبرني أبو طاهر البُزُورِيّ، حدَّثنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان -إملاءً-، حدَّثنا محمد بن يونس القُرَشِيّ، حدَّثنا المُعَلَّى بن الفضل، حدَّثنا سُلْمَى بن عبد اللَّه بن كَعْب، عن الشَّعْبِيّ،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قال اللَّهُ تعالى: ابنَ آدمَ إنَّكَ ما ذَكَرْتَنِي شَكَرْتَنِي، وما نَسِيْتَني كَفَرْتَنِي".

(12/ 10 - 11) في ترجمة (عليّ بن عبيد اللَّه بن عليّ البُزُورِيّ أبو طاهر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (سُلْمَى بن عبد اللَّه بن سُلْمَى الهُذَلي أبو بكر الكوفي)، وقد ترجم له في:

(1)

السِّخَاب: "خيط يُنْظَمُ فيه خرز ويَلْبَسُهُ الصبيان والجواري. وقيل: هو قِلادَةٌ تتخذ من قَرَنْفُل ومَحْلب وسُكٍّ ونحوه، وليس فيها من اللؤلؤ والجوهر شيء". "النهاية"(2/ 349).

ص: 258

1 -

"التاريخ الكبير"(4/ 198) وقال: "ليس بالحافظ عندهم".

2 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 116 رقم (345) وقال: "متروك الحديث، بَصْرِيٌّ".

3 -

"الجرح والتعديل"(4/ 313 - 314) وفيه أنَّ مُزَاحِم بن زُفَر سأل عنه شُعْبَة فقال: "دعني لا أقيء". وقال غُنْدَر: "إمامنا وكان يكذب". وقال ابن مَعِين: "ليس بشيء". وقال أبو حاتم: "ليس بقويٍّ، ليِّن الحديث، يُكْتَبُ حديثُهُ ولا يُحْتَجُّ به". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف".

4 -

"المجروحين"(1/ 359 - 360) وقال: "يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات".

5 -

"والكامل"(3/ 1167 - 1172) وقال: "عامَّة ما يرويه عمَّن يرويه لا يُتَابَعُ عليه، على أنَّه قد حدَّث عنه الثقات من النَّاس، وعامَّة ما يحدِّث به قد شورك فيه، ويحتمل ما يرويه، وفي حديثه ما لا يُحْتَمَلُ ولا يُتَابَعُ عليه".

6 -

"الميزان"(2/ 194) وقال: "صاحب الحسن واهٍ".

7 -

"المغني"(1/ 276) وقال: "تركوا حديثه".

كما أنَّ فيه (محمد بن يونس الكُدَيْمِيّ القُرَشِيّ)، وهو متروك، واتَّهمه أبو داود والدَّارَقُطْنِيّ وابن عدي وغيرهم بالكذب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (379).

وفي إسناده أيضًا: (المُعَلَّى بن الفَضْل البَصْري أبو الحسن)، وقد ترجم له في:

1 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 181 - 182) وقال: "يُعْتَبَرُ حديثه من غير رواية الكُدَيْمِيّ عنه". أقول: روايته هنا عن الكُدَيْمِيّ.

2 -

"الكامل"(6/ 2371 - 2372) وقال: "في بعض رواياته نُكْرَةٌ".

ص: 259

3 -

"اللسان"(6/ 64 - 65) ونقل ما تقدَّم عن ابن حِبَّان وابن عدي، ولم يزد.

و(أبو طاهر البُزُوري) هو صاحب الترجمة (عليّ بن عبيد اللَّه بن عليّ)، قال الخطيب عنه:"كان مستورًا صدوقًا".

و(الشَّعْبِيُّ) هو (عامر بن شَرَاحِيل أبو عمرو): إمام ثقة فقيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (264).

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 337 - 338)، من طريق محمد بن يونس الكُدَيْمي، عن مُعَلَّى بن الفَضْل، به، وقال:"غريب من حديث الشَّعْبي، تفرَّد به عنه سُلْمَى وهو أبو بكر الهُذَلي".

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(8/ 317 - 318) رقم (4518) -، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1170) -في ترجمة (سُلْمَى بن عبد اللَّه أبو بكر الهُذَلي) -، من طريق الحجَّاج بن محمد، عن أبي بكر الهُذَلي -سُلْمَى بن عبد اللَّه-، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 79) بعد أن عزاه للطبراني في "الأوسط": "فيه أبو بكر الهُذَلي وهو ضعيف".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 245) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بـ (سُلْمَى بن عبد اللَّه) و (محمد بن يونس الكُدَيْمي).

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 594) إلى ابن شاهين في "الترغيب في الذكر"، والدَّيْلَمِيّ، وابن عساكر.

* * *

ص: 260

1774 -

أخبرني عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، حدَّثني عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، أخبرنا أبو الحسن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم المُخَرِّمي، حدَّثنا عليّ بن عيسى الكوفي -كاتب عِكْرِمَة القاضي-، حدَّثنا خَلَّاد بن عيسى العَبْدِيّ، عن ثابت،

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الاقْتِصَادُ نِصْفُ العَيْشِ، وحُسْنُ الخُلُقِ نِصْفُ الدِّيْنِ".

(12/ 11) في ترجمة (عليّ بن عيسى الكوفي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد رُوي شطره الأول: "الاقتصادُ نِصْفُ العَيْش" من طريق حسن.

ففيه (يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الضَّبِّيّ البَيْهَسِيّ المُخَرِّمي أبو الحسن)، وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 160 رقم (346) وقال: "ضعيف".

2 -

"تاريخ بغداد"(14/ 290 - 291) وفيه عن ابن المُنَادِي: "كتبنا عنه في حياة جدِّي، ثم ظهر لنا من انبساطه في تصريح الكذب ما أوجب التحذير عنه، وذلك بعد معاتبة وتوقيف متواتر

(1)

، فرمينا كُلَّ ما كتبنا عنه، نحن وعِدَّة من أهل الحديث".

3 -

"لسان الميزان"(6/ 303) ونقل ما تقدَّم عن الدَّارَقُطْنِيّ وأبي الحسن بن المُنَادِي.

(1)

هكذا جاءت العبارة في "تاريخ بغداد". وفي "الأنساب" للسَّمعاني (2/ 380): "بعد معاينة وتوقيف متواتر". وفي "لسان الميزان"(6/ 303): "بعد معاينة وترقب متواتر". وما في "اللسان" أقرب لما جاء في السياق، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

ص: 261

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عليّ بن عيسى الكوفي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(خَلَّاد بن عيسى العَبْدِيّ) هو (الصَّفّار. ويقال: خَلَّاد بن مسلم. وذكره العُقَيْلِي باسم: خالد): وثَّقه ابن مَعِين، وقال مرَّةً:"ليس به بأس". وقال أبو حاتم: "حديثه متقارب". وذكره ابن حِبَّان في "الثقات". وقال العُقَيْلِي: "مجهول بالنقل". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ في "المغني"(1/ 211) فقال: "بل ثقة مشهور حسن الحديث". وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(8/ 358 - 359)، و"التهذيب"(3/ 173 - 174)، و"التقريب" (1/ 229) وقال:"لا بأس به، من السابعة"/ ت ق.

و(ثابت) هو (ابن أَسْلَم البُنَاني البَصْري أبو محمد): ثقة حجَّة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (420).

التخريج:

رواه الإِمام العَسْكَرِيُّ، من طريق خَلَّاد بن عيسى، عن ثابت، عنه، به، كما في "المقاصد الحسنة" للسَّخَاوي ص 70 - 71، وقال:"وكذا أخرجه الطبراني وابن لال".

ولم أقف عليه في "معاجم" الطبراني الثلاثة، فلعله أخرجها في غيرها، واللَّه أعلم.

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(1/ 122) رقم (420).

وروي شطره الأول: "الاقتصادُ نِصْفُ العَيْشِ"، الإمام أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "الأمثال" ص 55 رقم (87)، عن الصُّوفي، عن عليّ بن عيسى المُخَرِّمي، عن خَلَّاد بن عيسى، به.

ص: 262

وإسناده حسن من أجل (خلَّاد بن عيسى العبدي)، فإنه لا بأس به كما تقدَّم. وباقي رجال الإِسناد ثقات.

و(الصُّوفي) هو (أحمد بن الحسن عبد الجبار): ترجم له الخطيب في "تاريخه"(4/ 82 - 86) وقال: "ثقة". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(14/ 152 - 153) وقال: "الشيخ المحدِّث الثقة المعمَّر".

و(عليّ بن عيسى المُخَرِّمي) ترجم له الخطيب في "تاريخه"(12/ 11 - 12) ونقل عن أبي عليّ صالح بن محمد جَزَرة قوله فيه: "ثقة".

ولم أقف على من ذكر هذا الطريق، فالحمد للَّه على توفيقه وفضله.

وروى هذا الشطر أيضًا الإِمام البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(6/ 255 - 256)(8061) رقم (8061) -ط بيروت-، وأبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني في "تاريخ أَصْبَهَان"(11/ 211 - 212)، من طريق أبي عليّ إسماعيل بن يحيى العسكري -ولقبه سَمْعَان-، عن إسحاق بن محمد بن إسحاق العَمِّي، عن أبيه، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس مرفوعًا مطوَّلًا، وفيه:"والاقتصاد في المعيشة نصف العيش، تكفي نصف النفقة" هذا لفظ البيهقي. ولفظ أبي نُعَيْم: "والاقتصاد في المعيشة يكفي نصف النفقة". قال البيهقي: "هذا إسناد ضعيف. والحَمْلُ فيه على العسكري والعَمِّي".

وروى العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 19) في ترجمة (خالد بن عيسى العَبْدَي) شطره الثاني: "حُسْنُ الخُلُقِ نِصْفُ الدِّيْنِ"، عن عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، عن عليّ بن عيسى المُخَرِّمي، عن خالد بن عيسى العَبْدِي، به؛ وقال عن (خالد بن عيسى العَبْدِي):"مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ"!

وقال العراقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(3/ 241): "رواه أبو منصور الدَّيْلَمِيّ في "مسند الفردوس" من حديث أنس، وفيه خَلَّاد بن عيسى، جَهَّلَهُ العُقَيْلِي، ووثَّقه ابن مَعِين".

ص: 263

وانظر في شواهد الشطر الأول منه: "الاقتصاد نصف المعيشة": "الأمثال" لأبي الشيخ الأَصْبَهَاني ص 54 - 56، و"مسند الشهاب"(1/ 54 - 55)، و"العلل" لابن أبي حاتم (2/ 284)، و"مجمع الزوائد"(1/ 160)، و"المقاصد الحسنة" ص 70 - 71، و"تخريج أحاديث إحياء علوم الدين"(3/ 241)، وهذه الشواهد كلُّها معلولة.

* * *

1775 -

أخبرني الأَزْهَرِيُّ، أخبرنا عبد اللَّه بن أحمد بن يعقوب المُقْرِئ، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز، والحسن بن محمد بن مَحْمِي، قالا: حدَّثنا عليّ بن عيسى المُخَرِّمي، حدَّثنا محمد بن فُضَيْل، حدَّثنا أبي، عن محمد بن جُحَادَة، عن عطيَّة،

عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تسيلُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ -وقال ابن مَحْمِيٍّ في حديثه: يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ- يومَ القِيَامَةِ، يقولُ: إنَّ لي ثلاثةً: كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، ومَنْ جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ، ومَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ".

"لفظ ابن مَنِيع. وقال ابن مَحْمِيٍّ في حديثه -وذكر الحديث-: رواه يحيى بن صَاعِد عن عبَّاس الدُّوري عن عليّ بن عيسى".

(12/ 11 - 12) في ترجمة (عليّ بن عيسى المُخَرِّمِيّ).

مرتبة الحديث:

حسن لغيره. والحديث دون قوله: "ومَنْ قَتَلَ نَفْسًا بغير نَفْسٍ" قد صَحَّ من حديث أبي هريرة.

ففي إسناده (عطيَّة)، وهو (ابن سعد العَوْفي أبو الحسن): تابعي مشهور مجمعٌ على ضعفه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (189).

كما أنَّ فيه (الحسن بن محمد بن مَحْمِيّ) وهو (الحسن بن مَحْمِيّ بن بَهْرَام

ص: 264

البزَّاز المُخَرِّمِيّ أبو عليّ): ضعيف، لكن قد تابعه في نفس الإِسناد (عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي) وهو ثقة. وقد تقدَّمت ترجمة (الحسن بن مَحْمِيّ) في حديث (1123).

و(الأَزْهَرِيُّ) هو (عبيد اللَّه بن أبي الفتح أحمد بن عثمان الصَّيْرَفِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (676).

و(عبد اللَّه بن أحمد بن يعقوب المُقْرِئ) أظنه (عبد اللَّه بن أحمد بن محمد المُقْرِئ الأصبهاني أبو الحسين)، وهو من شيوخ شيوخ الخطيب، وقد ترجم له في "تاريخه" (9/ 396) ونقل عن العَتِيقي قوله فيه:"كان عبدًا صالحًا ثقةً".

وباقي رجال الإِسناد ثقات.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(3/ 40)، وابن أبي شَيْبَة في "المصنَّف"(13/ 160)، وعَبْدُ بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(2/ 70) رقم (894)، وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 375) رقم (1138) ورقم (1146)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(8/ 140 - 141) رقم (4851 و 4852) -، من طريق عطيَّة العَوْفي، عن أبي سعيد، به. وعندهم جميعًا عدا (أبي يعلى) زيادة قوله في آخره:"فَيَنْطَوي عليهم فَيَقْذِفُهُمْ في غَمَرَات جَهَنَّمَ".

ورواه البزَّار في "مسنده"(4/ 185) رقم (3500) -من كشف الأستار- مطوَّلًا من الطريق السابق.

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 216) رقم (320)، عن أحمد بن رِشْدِين، عن عبد الغفار بن داود الحَرَّاني، عن موسى بن أَعْيَن، عن الأَعْمَش، عن سعد بن عُبَيْدة، عن أبي سعيد الخُدْري مرفوعًا به.

ص: 265

أقول: رجال إسناده ثقات رجال البخاري عدا شيخ الطبراني (أحمد بن رِشْدِين) وهو (أحمد بن محمد بن حجَّاج بن رِشْدِين بن سعد المِصْري أبو جعفر)، فإنه ضعيف كما قال الحافظ ابن حَجَر في "مهدي الساري" ص 474، والحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 26). وقال ابن عدي:"يُكْتَبُ حديثه مع ضعفه". ووثَّقه مَسْلَمَة بن القاسم الأندلسي، ولا يُعْتَدُّ بتوثيقه لضعفه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (201).

ورواه البزَّار برقم (3501) من طريق أشعث بن سَوَّار، عن أشعث

(1)

، عن أبي سعيد مرفوعًا فذكر نحوه.

أقول: في إسناده (أشعث بن سَوَّار) وهو ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (2206).

قال المُنْذِرِيُّ في "الترغيب والترهيب"(3/ 297 - 298): "رواه أحمد والبزَّار. . . وفي إسناديهما عطيَّة العَوْفي. ورواه الطبراني بإسنادين، رواة أحدهما رواة الصحيح. وقد رُوي عن أبي سعيد من قوله موقوفًا عليه".

وقال الهيثمي في "المجمع"(10/ 392): "رواه البزَّار واللفظ له، وأحمد باختصار، وأبو يعلى بنحوه، والطبراني في "الأوسط"، وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح".

أقول: لكن فيه شيخ الطبراني: (أحمد بن محمد بن حجَّاج بن رِشْدِين المِصْرِي)، وهو ضعيف كما تقدَّم.

(1)

هكذا في المطبوع من "كشف الأستار عن زوائد البزار". ويغلب على ظني أنه خطأ، حيث يذكر التِّرْمِذِيُّ في "سننه" في صفة جهنم، باب ما جاء في صفة النار (4/ 702) رقم (2574) عقب روايته للحديث عن أبي هريرة مرفوعًا، ما نصه:"وروى اشعث بن سوَّار عن عطيَّة عن أبي سعيد الخُدْرِي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوه".

ص: 266

وللحديث شواهد، منها: ما رواه التِّرْمِذِيُّ في صفة جهنم، باب ما جاء في صفة النار (4/ 701) رقم (2574)، وأحمد في "المسند"(2/ 336)، من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن سليمان الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا:"تَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ القِيَامَةِ لَهَا عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ، وأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ، ولِسَانٌ يَنْطِقُ، يقولُ: إنِّي وُكِّلْتُ بثلاثةٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وبِكُلِّ مَنْ دَعَا مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ، وبالمُصَوِّرِيْنَ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "وفي الباب عن أبي سعيد. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب صحيح. وقد رواه بعضهم عن الأَعْمَش عن عطيَّة عن أبي سعيد عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ هذا. وروى أَشْعَثُ بن سَوَّارٍ عن عطيَّة عن أبي سعيد الخُدْرِيِّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ".

أقول: إسناد التِّرْمِذِيِّ صحيح على شرط الشيخين.

وله شاهد من حديث السيدة عائشة، رواه أحمد في "المسند"(6/ 110) من من طريق يحيى بن إسحاق، عن ابن لَهِيعة، عن خالد بن أبي عِمْرَان، عن القاسم بن محمد، عن عائشة مرفوعًا، وفيه:"يخرج عنقٌ من النَّار فينطوي عليه ويتغيظ عليهم ويقول ذلك العُنُقُ: وُكِّلْتُ بثلاثةٍ، وُكِّلْتُ بثلاثةٍ، وُكِّلْتُ بمن ادَّعَى مع اللَّه إِلهًا آخر، ووكِّلْتُ بمن لا يؤمنُ بيومِ الحسابِ، ووكِّلْتُ بكُلِّ جبَّار عَنيدٍ. قال فينطوي عليهم ويُرْمَى بهم في غَمَرَات. . . ".

وفي إسناده (ابن لَهِيعة) وهو ضعيف، تقدَّمت ترجمته في حديث (196)، لكن لا بأس به في الشواهد.

* * *

1776 -

أخبرنا البَرْقَاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حَسْنُوْيَه الغُوزْمِيّ، حدَّثنا أبو جعفر السَّامي، حدَّثنا عليَّ بن عيسى البغدادي، حدَّثنا محمد بن مصعب، حدَّثنا الأَوْزَاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمَة،

ص: 267

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"ولا تَجْمَعُوا بين الزَّهْوِ والرُّطَبِ والتَّمْرِ، وانْتَبِذُوا كُلَّ واحدٍ على حِدَتِهِ".

(12/ 12) في ترجمة (عليّ بن عيسى البغدادي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (محمد بن مصعب بن صَدَقَة القَرْقَسَانِيّ)، وهو صدوق كثير الغلط، يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (373).

وفيه صاحب الترجمة (عليّ بن عيسى البغدادي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(أبو جعفر السَّامي) هو (محمد بن عبد الرحمن بن العبَّاس الهَرَوي) كما في "تاريخ بغداد"(12/ 12) عند ذكر شيوخ المُتَرْجَمِ له. وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(14/ 114 - 115)، وابن عبد الهادي في "طبقات علماء الحديث"(2/ 418) لكنهما كَنَّيَاهُ بـ (أبي عبد اللَّه)، وقال الذَّهَبِيُّ:"الإِمام المحدِّث الثقة الحافظ. . . مات في ذي القِعْدَة سنة إحدى وثلاثمائة على الأصح". كما ترجم له من قَبْلُ السَّمْعَانِيُّ في "الأنساب"(7/ 16)، وابن مَاكُولا في "الإِكمال"(4/ 557) ولم يذكرا كُنْيَتَهُ. وليس عند جميعهم ذكر اسم جدِّه.

و(أبو سَلَمَة) هو (ابن عبد الرحمن بن عَوْف الزُّهْرِيّ المَدَني): أحد التابعين الثقات المكثرين. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1401).

و(البَرْقَاني) هو (أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب أبو بكر): إمام ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (312).

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "قال أبو جعفر: هذا حديث غريب،

ص: 268

ولم يروه إلَّا محمد بن مصعب عن الأَوْزَاعي، وهو خطأ، وصوابه يحيى بن أبي كثير عن عبد اللَّه بن أبي قَتَادَة عن أبيه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم".

التخريج:

رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(7/ 542)، وعنه ابن عبد البَرِّ في "التمهيد"(5/ 161)، من طريق محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، به. بزيادة لفظ:"الزَّبِيبِ" قَبْلَ "التَّمْرِ".

وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 32) فقال: "وسألته -يعني والده- عن حديث رواه شعيب بن إسحاق عن الأَوْزَاعي عن رجل عن أبي سَلَمَة عن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجمعوا بين الزَّهْوِ والرُّطَبِ، ولا بين الزَّبِيبِ والتَّمْرِ، ولكن انْتَبِذُوا كُلَّ واحدٍ منهما على حِدَتِهِ". قال أبي: يروون هذا الحديث عن الأَوْزَاعي عن يحيى بن أبي كَثِير عن أبي سَلَمَة عن أبي هريرة".

وحديث أبي قَتَادَة المشار إليه: رواه البخاري في الأشربة، باب من رأى أن لا يَخْلِطَ البُسْرَ والتَّمْرَ إذا كان مُسْكِرًا. . . (10/ 67) رقم (5602) -واللفظ له-، ومسلم في الأشربة، باب كراهية انْتِبَاذِ التَّمْرِ والزَّبِيبِ (3/ 1575) رقم (1988)، وأبو داود في الأشربة، باب في الخليطين (4/ 100) رقم (3704)، والنَّسَائي في الأشربة، باب خليط الزَّهْوِ بالرُّطَبِ (8/ 289)، وابن ماجه في الأشربة، باب النهي عن الخليطين (2/ 1125 - 1126) رقم (3397)، وغيرهم، من طريق يحيى بن أبي كَثِير، عن عبد اللَّه بن أبي قَتَادَة، عن أبيه مرفوعًا:"نَهَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُجْمَعَ بين التَّمْرِ والزَّهْوِ، والتَّمْرِ والزَّبِيبِ، وَلْيُنْبَذْ كُلُّ واحدٍ منهما على حِدَةٍ".

ورواه مسلم والنَّسَائي في الموضعين السابقين، من طريق عليّ بن المُبَارَك، عن يحيى بن أبي كَثِير، عن أبي سَلَمَةَ، عن أبي قَتَادَةَ مرفوعًا.

ص: 269

وللحديث شواهد عِدَّةٌ انظرها في: "المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (7/ 536 - 543)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (8/ 306 - 308)، و"التمهيد" لابن عبد البَرِّ (5/ 154 - 165)، و"جامع الأصول"(5/ 130 - 136)، و"مجمع الزوائد"(5/ 55 - 56).

غريب الحديث:

قوله: "الزَّهْو": هو البُسْرُ الملوَّن الذي بدا فيه حُمْرَة أو صُفْرَة، وطَابَ. انظر:"النهاية"(1/ 323)، و"المصباح المنير" للفَيُّومِيّ مادة "زها" ص 258.

* * *

1777 -

أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن عليّ الجَوْهَري، حدَّثنا عيسى بن عليّ بن عيسى الوزير -إملاءً-، حدَّثني أبي: عليّ بن عيسى، حدَّثنا أحمد بن بُدَيْل، حدَّثنا ابن فُضَيْل، أخبرنا عطاء، عن سعيد بن جُبَيْر،

عن ابن عبَّاس قال: ما رأيتُ قومًا خيرًا مِنْ أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ما سألوه إلَّا بِضْعَةَ عَشَرَ مسألةً حتَّى قُبِضَ، كُلُّهُنَّ مِنَ القرآن، فمنهن:{يَسْأَلُونَكَ عن الشَّهْرِ الْحَرَامِ} [سورة البقرة: الآية 217]، و {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ} [سورة البقرة: الآية 222]، ما كانوا يسألون إلَّا عمَّا يَنْفَعُهُمْ.

(12/ 14) في ترجمة (عليّ بن عيسى بن داود بن الجَرَّاح الوزير).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (عَطَاء بن السَّائِب الثَّقَفِيّ أبو محمد الكوفي): وهو ثقة إلَّا أنَّه اختلط، وسماع محمد بن فُضَيْل منه إنما كان بعد اختلاطه. قال أبو حاتم الرَّازي -كما في "الجرح والتعديل" (6/ 334) -:"وما روى عنه أبن فُضَيْل ففيه غَلَطٌ واضطراب، رَفَعَ أشياء كان يرويه عن التابعين، فرفعه إلى الصحابة". روى له البخاري

ص: 270

وأصحاب السنن الأربعة، وكانت وفاته عام (136 هـ). وانظر ترجمته مفصَّلًا في:"السِّيَر"(6/ 110 - 114)، و"التهذيب"(7/ 203 - 207)، و"الكواكب النَّيِّرات" ص 319 - 334، و"التقريب"(2/ 22).

التخريج:

رواه الدَّارِمي في "سننه"(1/ 50 - 51)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 454) رقم (12288) -مطوَّلًا-، وابن بَطَّةَ العُكْبَرِيّ في "الإِبانة"(1/ 398) رقم (296)، وابن عبد البَرِّ في "جامع بيان العلم وفضله"(1/ 141). من طريق محمد بن فُضَيْل، عن عطاء بن السَّائِب، به.

وعندهم جميعًا: "ما سألوه إلَّا عن ثَلاثَ عَشْرَة مسألة".

وعند الطبراني وابن عبد البَرِّ، زيادة ذكر سؤالهم له عن ثالثة هي قوله تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى} [سورة البقرة: الآية 220].

وعند ابن بَطَّة زيادة ذكر سؤالهم له عن رابعةٍ هي قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} [سورة البقرة: الآية 219].

وعند الطبراني أيضًا زيادات أخرى.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 159): "رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه عطاء بن السَّائب وهو ثقة ولكنه اختلط، وبقية رجاله ثقات".

وقد حَسَّنَ إسناده الإِمام محمد بن مُفْلِح المَقْدِسِيّ الحَنْبَلِيّ -ت 763 هـ- في كتابه "الآداب الشرعية"(2/ 70)، وفي تحسينه له نظر لما علمت.

والحديث ذكره السُّيُوطيُّ في "الإِتقان في علوم القرآن"(2/ 374 - 376)، فقال:"أخرج البزَّار عن ابن عبَّاس قال: ما رأيت قومًا خيرًا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما سألوه إلَّا عن اثنتي عشرة مسألةً كلُّها في القرآن".

ص: 271

ثم قال السُّيُوطيُّ: "وأورده الإِمام الرَّازي بلفظ: "أربعة عشر حَرْفًا". ثم ذكرها عنه، وقال: "السائل عن الروح وعن ذي القرنين مشركومكة واليهود في أسباب النزول، لا الصحابة، فالخالص اثنا عشر كما صحَّت به الرواية"!

وقال الإِمام ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة في "إعلام الموقعين"(1/ 71) بعد ذكره للحديث: "قلتُ: ومراد ابن عبَّاس بقوله: "ما سألوه إلَّا عن ثلاث عشرة مسألة": المسائل التي حكاها اللَّه في القرآن عنهم، وإلَّا فالمسائل التي سألوه عنها وبيَّن لهم أحكامها بالسُّنَّة لا تكاد تحصى، ولكن إنما كانوا يسألونه عمّا ينفعهم من الواقعات. . . ". ثم ذكر رحمه الله، عددًا وافرًا ممَّا سأل عنه الصحابة رضوان اللَّه عليهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

* * *

1778 -

أخبرني الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا عليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ، حدَّثنا الحسين بن إسماعيل -سنة ست عشرة وثلاثمائة، من كتابه، ولم أسمعه إلَّا منه-، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن عَبْدَة، حدَّثنا يحيى بن سعيد القَطَّان، عن ابن أبي ذِئْب، عن محمد بن المُنْكَدِر،

عن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ ليتجلَّى للنَّاس عَامَّةً، ويتجلَّى لأبي بَكْرٍ خاصَّةً".

(12/ 19) في ترجمة (عليّ بن عَبْدَة بن قُتَيْبَة التَّمِيْمِيّ المُكْتِب أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (عليّ بن عَبْدَة التَّمِيْمِيّ)، وهو وَضَّاعٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1686).

و (ابن أبي ذِئْب) هو (محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القُرَشي العامري أبو الحارث): إمام ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1).

ص: 272

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (1686).

كما تقدَّم تخريجه موسعًا في حديث (246) من حديث أنس، وأبي هريرة، وعائشة، والحسن بن عليّ، رضي الله عنهم أجمعين.

* * *

1779 -

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطيّ، حدَّثنا المُعَافَى بن زكريا الجَرِيرِيّ.

وأخبرناه أبو طالب عمر بن إبراهيم الفَقِيه، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن صالح الأَبْهَرِي، قالا: حدَّثنا محمد بن هارون الحَضْرَمِيّ، حدَّثنا عليّ بن عَبْدَة -زاد الأَبْهَرِيّ: المُكْتِب، ثم اتفقا- قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد -زاد الأَبْهَرِيّ: القَطَّان، ثم اتفقا-، عن ابن ذِئْبٍ قال: حدَّثني محمد بن المُنْكَدِر -وفي حديث المُعَافَى: عن محمد بن المُنْكَدِر-،

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ يتجلَّى للنَّاس عَامَّةً، ولأبي بَكْرٍ خَاصَّةً".

(12/ 19) في ترجمة (عليّ بن عَبْدَة بن قُتَيْبَة التَّمِيْمِيّ المُكْتِب أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (عليّ بن عَبْدَة التَّمِيْمِيّ المُكْتِب)، وهو وضَّاع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1686).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (1686).

ص: 273

كما تقدَّم تخريجه موسعًا في حديث (346) من حديث أنس، وأبي هريرة، وعائشة، والحسن بن عليّ، رضي الله عنهم أجمعين.

* * *

1780 -

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه السَّرَّاج -بِنَيْسَابُور-، أخبرنا أبو حامد أحمد بن عليّ بن حَسْنُوْيَه المُقْرِئ، حدَّثنا الحسين بن عليّ بن عَفَّان، حدَّثنا يحيى بن أبي بُكَيْر، حدَّثنا ابن أبي ذِئْبٍ، عن محمد بن المُنْكَدِر،

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّهَ يتجلَّى للمؤمنينَ عَامَّةً، ويتجلَّى لأبي بَكْرٍ خَاصَّةً".

(12/ 19 - 20) في ترجمة (عليّ بن عَبْدَة بن قُتَيْبَة التَّمِيْمِيّ المُكْتِب أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

موضوع.

قال الخطيب عقب روايته له: "باطل، والحَمْلُ فيه على أبي حامد أحمد بن عليّ بن حَسْنُوْيَه المُقْرِئ، فإنَّه لم يكن ثقة. ونرى أنَّ أبا حامد وقع إليه حديث عليّ بن عَبْدَة، فَرَكَّبَهُ على هذا الإِسناد. مع أنَّا لا نعلمُ أنَّ الحسن بن عليّ بن عَفَّان سمع من يحيى بن أبي بُكَيْر شيئًا".

وقد تقدَّمت ترجمة (أبي حامد أحمد بن عليّ بن حَسْنُوْيَه المُقْرِئ) في حديث (127).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (1686).

ص: 274

كما تقدَّم تخريجه موسعًا في حديث (346) من حديث أنس، وأبي هريرة، وعائشة، والحسن بن عليّ، رضي الله عنهم أجمعين.

* * *

1781 -

أخبرنا أبو عمر بسن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا عليّ بن عمرو، حدَّثنا يحيى بن سعيد الأُمَوي، عن الأَعْمَش، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مُضَرِّب، وغيره، عن خَبَّاب،

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: شَكَوْنَا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ بالهَاجِرَةِ، فَلَمْ يُشْكِنَا.

(12/ 21) في ترجمة (عليّ بن عمرو بن الحارث الأنصاري أبو هُبَيْرَة).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده كلُّهم ثقات عدا صاحب الترجمة (عليّ بن عمرو بن الحارث الأنصاري أبو هُبَيْرَة)، وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(6/ 199 - 200) وقال: "سمعت منه مع أبي ومحلُّه الصدق".

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 473) وقال: "ربما أَغْرَبَ".

3 -

"تاريخ بغداد"(12/ 21) ونقل قول ابن أبي حاتم السابق. وذكر أن وفاته كانت سنة (260 هـ).

4 -

"الكاشف"(2/ 254) وقال: "وثِّق وله غرائب".

5 -

"التهذيب"(7/ 367 - 368) وقال: "قال ابن قَانِع: فيه ضعف. ووجدت له حديثًا منكرًا جدًّا أخرجه البيهقي والخطيب من طريق عبد اللَّه بن مالك النَّحْوي مؤدِّب القاسم بن عبيد اللَّه عنه".

ص: 275

6 -

"التقريب"(2/ 41 - 42) وقال: "صدوق له أوهام، من العاشرة"/ ق.

و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).

و(الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْران): إمام ثقة حافظ مقرئ، وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).

والحديث صحيح من غير هذا الطريق.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 18) رقم (9794)، عن محمد بن عبد اللَّه الحَضْرَمي، عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأُمَوي، عن أبيه، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 305) بعد أن عزاه له: "ورجاله ثقات".

ورواه ابن ماجه في الصلاة، باب وقت صلاة الظهر (1/ 222) رقم (676)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (5/ 304) رقم (1921)، من طريق معاوية بن هشام، حدَّثنا سفيان، عن زيد بن جُبَيْر، عن خِشْف بن مالك، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن مسعود

(1)

قال: شكونا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم حَرَّ الرَّمْضَاءِ فَلَمْ يُشْكِنَا".

قال البزَّار: "هذا الحديث لا نعلم رواه بهذا الإِسناد إلَّا معاوية بن هشام عن سفيان".

وقال الهيثمي في المجمع (1/ 305): "رواه البزَّار ورجاله ثقات".

(1)

في "مسند البزار": "عن زيد بن جبير، عن أبيه، عن خِشْف بن مالك، عن عبد اللَّه". وقد تَصَحَّفَ (زيد بن جُبَيْر) عند ابن ماجه إلى: (زيد بن جَبِيْرَة). والتصويب من "تحفة الأشراف"(7/ 137) رقم (9545)، و"تهذيب الكمال"(10/ 32 - 33).

ص: 276

أقول: في اعتبار الهيثمي الحديث البزَّار من الزوائد، وإدخاله له في كتابه "مجمع الزوائد"، نظر، لتخريج الإِمام ابن ماجه له في "سننه" كما تقدَّم.

قال الإِمام الدَّارَقُطْنِيّ في "علله"(5/ 50): "رواه الثَّوْري واخْتُلِفَ عنه، فرواه معاوية بن هشام عن سفيان عن زيد بن جُبَيْر، عن خِشْف بن مالك عن أبيه عن عبد اللَّه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، ووهم فيه معاوية بن هشام، وإنما رواه الثَّوْري عن زيد بن جُبَيْر، عن خِشْفٍ قال: "كنَّا نصلِّي مع ابن مسعود الظهر والجَنَادِب

(1)

تنفر

(2)

من شدة الحَرِّ" غير مرفوع".

قال الإِمام البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(1/ 86): "هذا إسناد فيه مقال، رواه البزَّار في "مسنده". . . فذكره بإسناده ومتنه. . . ورواه الطبراني في "معجمه" من طريق خبَّاب بن الأَرَتّ عن عبد اللَّه بن مسعود بلفظ "الصلاة بالهَاجِرَة" بدل "شدة الرمضاء". ورواه الحاكم في "المستدرك" من حديث خبَّاب ولفظ ابن ماجه سواء، ومن طريقه رواه البيهقي، ورواه أبو يعلى المَوْصِلي حدَّثنا أبو كُرَيب حدَّثنا معاوية بن هشام عن سفيان فذكره. ومالك الطائي لا يُعْرَفُ حاله، ومعاوية بن هشام فيه لِيْنٌ، لكن له شاهد في صحيح مسلم والنَّسَائي وابن ماجه من حديث خبَّاب بن الأرتّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم لأوسطه".

وإنما اعتبرت حديث الخطيب من الزوائد لاختلاف لفظه عن لفظ ابن ماجه، ولاختلاف تفسيره عند بعضهم كما سيأتي.

والحديث رواه مسلم في المساجد، باب استحباب تقديم الظهر في أول الوقت غير شدة الحَرِّ (1/ 433) رقم (619)، والنَّسَائي في المواقيت، باب أول وقت الظهر (1/ 247)، وعبد الرزاق الصَّنْعَاني في "مصنَّفه"(1/ 543 - 544)

(1)

صُحِّفَت في "العلل" للدَّارَقُطْنِيّ، و"المصنَّف" لابن أبي شيبة (1/ 324) إلى:"الجنادل" باللام، والتصويب من "النهاية"(1/ 306)، والجَنَادب: ضَرْبٌ من الجَرَاد.

(2)

في "النهاية" لابن الأثير (1/ 306)، "تَنْقُزُ" بالزاي.

ص: 277

رقم (2055)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 323 - 324)، وأحمد في "المسند"(5/ 108 و 110)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 141 رقم (1052)، والحُمَيْدي في "مسنده"(1/ 83) رقم (152)، والطَّحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 185)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 438 - 439) و (2/ 104 - 105)، والطبراني في "الكبير"(4/ 90 - 91) رقم (3698) وما يليه حتى رقم (3703)، وابن عبد البَرِّ في "التَّمهيد"(5/ 5)، من طريق أبي إسحاق، عن سعيد بن وَهْب، عن خَبَّاب بن الأَرَتّ مرفوعًا، بمثل لفظ ابن ماجه. ولفظه عند بعضهم:"شكونا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الصلاة في الرَّمْضَاء فلم يُشْكِنَا".

وقد روي من طرق أخرى عن خَبَّاب. قال ابن عبد البَرِّ في "التمهيد"(5/ 6): "روى هذا الحديث الأعمش عن أبي إسحاق عن حارثة بن مُضَرِّب عن خَبَّاب، والقول عندهم قول الثَّوْري وزهير على ما ذكرنا عن أبي إسحاق عن سعيد بن وَهْب عن خَبَّاب، واللَّه أعلم".

معنى الحديث:

قوله "بالهَاجِرَة": "الهَجِيرُ: نِصْفُ النَّهَارِ في القَيْظِ خَاصَّةً". يريد صلاة الظهر. "المصباح المنير" مادة (هجر) ص 634.

و"الرَّمْضَاء": "الحجارة الحامية من حَرِّ الشمس". المصدر السابق مادة (رمض) ص 238.

قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 4497) في تفسير الحديث بعد أن ذكره بلفظ ابن ماجه: "أي شَكَوا إليه حَرَّ الشمس وما يُصيب أقدامهم منه إذا خرجوا إلى صلاة الظهر، وسألوه تأخيرها قليلًا فلم يُشْكِهِم: أي لم يُجِبْهُمْ إلى ذلك، ولم يُزِلْ شَكْوَاهُمْ، يقال أَشْكَيْتُ الرجلَ إذا أَزَلْتَ شكواه، وإذا حملته على الشكوى. وهذا

ص: 278

الحديث يُذْكر في مواقيت الصلاة لأجل قول أبي إسحاق -أحد رواته-، وقيل له في تعجيلها، فقال: نعم، والفقهاء يذكرونه في السجود، فإنهم كانوا يضعون أطراف ثيابهم تحت جباههم في السجود من شدَّة الحَرِّ، فَنُهُوا عن ذلك، وأنهم لما شَكَوا إليه ما يجدون من ذلك لم يَفْسَحْ لهم أن يسجدوا على طرف ثيابهم".

وقال ابن عبد البَرِّ في "التمهيد"(5/ 4 - 5): "وقد احتجَّ من لم ير الإِبراد بالظهر في الحَرِّ بحديث خَبَّاب بن الأَرَتّ قال: شكونا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حَرَّ الرَّمْضَاء فلم يُشْكِنَا، يقول: فلم يعذرنا. وتأوَّل من رأى الإِبراد في قول خَبَّاب بن الأَرَتّ هذا فلم يُشْكِنَا، أي لم يحوجنا إلى الشكوى، لأنه رَخَّص لنا في الإِبراد. وذكر أبو الفرج أنَّ أحمد بن يحيى ثعلب فسَّر قوله "فلم يُشْكِنَا" على هذا المعنى: أي لم يحوجنا إلى الشكوى".

* * *

1782 -

أخبرنا ابن الفَضْل، أخبرنا الصَّفَّار، حدَّثنا عليّ بن العبَّاس، حدَّثنا سعيد، حدَّثنا خالد، عن سهيل

(1)

، عن أبيه، عن أبي هريرة،

عن فاطمة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوه.

[يعني نحو حديث عليّ بن أبي طالب الذي رواه قبله، وهو في "الصحيحين"، ولم يذكر مَتْنَهُ. وقد أشار إليه عقب سياقه لإِسناد حديث السيدة فاطمة، فقال الخطيب: "يريد التسبيح ثلاثًا وثلاثين، والتحميد أربعًا وثلاثين، والتكبير ثلاثًا وثلاثين"].

(12/ 22 - 23) في ترجمة (عليّ بن العبَّاس بن واضح النَّسَائي أبو الحسن).

(1)

تَصَحَّف في المطبوع إلى "سهل". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في حديث (266).

ص: 279

مرتبة الحديث:

رجال إسناده كلُّهم ثقات عدا (سهيل) وهو (ابن أبي صالح ذَكْوَان السَّمَّان أبو يزيد المَدَني): ثقة تغيَّر حفظه بأَخَرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (266).

و(ابن الفَضْل) هو (محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل الأَزْرَق القَطَّان): مجمع على ثقته. وتقدَّمت ترجمته في حديث (176).

و(الصَّفَّار) هو (إسماعيل بن محمد بن إسماعيل النَّحْوي أبو عليّ)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (6/ 302 - 304) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ:"ثقة". وذكر أنه توفي عام (341 هـ). كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(15/ 440 - 441) وقال: "الإِمام النَّحْوِيُّ الأديب مُسْنِدُ العراق". وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 432) وفيه: "روى عنه الدَّارَقُطْنِيّ وابن مَنْدَه والحاكم ووثَّقوه". ثم ذكر عن ابن حَزْم تجهيله له في "المحلَّى"، وَرَدَّهُ.

و(سعيد) هو (ابن سليمان الضَّبِّي الوَاسِطي أبو عثمان): ثقة حافظ مأمون، من أهل السُّنَّة، خرَّج له الستة، وتوفي سنة (225 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(10/ 483 - 488)، و"التهذيب"(4/ 43 - 44)، و"التقريب"(1/ 298).

و(خالد) هو (ابن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطَّحَّان الوَاسِطي المُزَني أبو الهيثم -ويقال: أبو محمد-): ثقة ثَبْت صالح، روى له الستة، وتوفي عام (182 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(8/ 99 - 104)، و"التهذيب"(3/ 100 - 101)، و"التقريب"(1/ 215).

والحديث صحيح من طرق أخرى.

ص: 280

التخريج:

لم أقف عليه من حديث السيدة فاطمة رضي الله عنها في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

والحديث رواه مسلم في الذكر والدعاء، باب التسبيح أول النهار وعند النوم (4/ 2092) رقم (2728) من طريق رَوْح بن القاسم، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة:"أنَّ فَاطِمَةَ أتتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تَسْأَلُهُ خَادِمًا، وشَكَتِ العَمَلَ، فقالَ: ما أَلْفَيْتِيهِ عِنْدَنَا. قال: ألا أَدُلُّكِ على ما هو خيرٌ لَكِ مِنْ خَادِمٍ؟ تُسَبِّحِينَ ثلاثًا وثلاثينَ، وتَحْمَدِينَ ثلاثًا وثلاثينَ، وتُكَبِّرينَ أربعًا وثلاثينَ، حينَ تَأْخُذِينَ مَضْجَعَكِ".

فجعله مسلم من مسند أبي هريرة، وهو عند الخطيب من مسند فاطمة، ولذا اعتبرته من الزوائد.

والحديث رواه "الشيخان"، وغيرهما، من حديث عليّ بن أبي طالب. انظر كتاب "الدعاء" للطبراني (2/ 890 - 899) في طرقه وألفاظه عن عليٍّ رضي الله عنه.

* * *

1783 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، أخبرنا عليّ بن عبد الملك الطَّائِي، حدَّثنا بِشْر بن الوليد، حدَّثنا شَرِيك، عن أبي إسحاق، عن أبي الأَحْوَص،

عن عبد اللَّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"الكَافِرُ يُلْجِمُهُ العَرَقُ يومَ القِيَامَةِ حتَّى يَقُولَ: أَرِحْنِي وَلَوْ إلى النَّارِ".

(12/ 27) في ترجمة (عليّ بن عبد الملك بن عبد رَبِّه الطَّائِيّ أبو الحسن).

ص: 281

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (شَرِيك) وهو (ابن عبد اللَّه النَّخَعِي): صدوق يخطئ كثيرًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (672).

وفيه أيضًا: (بِشْر بن الوليد بن خالد الكِنْدِي أبو الوليد القاضي، صاحب أبي يوسف)، وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(2/ 369) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 143)، وقال:"مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين".

3 -

"سؤالات السُّلَمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 144 رقم (71) وقال: "ثقة".

4 -

"تاريخ بغداد"(7/ 80 - 84) وقال: "كان جميل المذهب، حسن الطريقة". وفيه عن الآجُرِّيِّ أنه قال: "سألت أبا داود سليمان بن الأشعث قلت له: بشر بن الوليد ثقة؟ قال: لا". وفيه عن أبي عليّ صالح جَزَرة قوله فيه: "صدوق، ولكنه لا يَعْقِل ما يحدِّث به، كان قد خَرِف".

5 -

"سِيَر أعلام النبلاء"(10/ 673 - 676) وقال: "الإِمام العلَّامة المحدِّث الصادق، قاضي العراق". وقال أيضًا: "كان حسن المذهب، وله هَفْوَة لا تزيل صِدْقه وخيره إن شاء اللَّه". أقول: هذه الهَفْوَة هي توقفه في مسألة خَلْقِ القرآن. انظر "تاريخ بغداد"(7/ 83).

6 -

"ميزان الاعتدال"(1/ 226 - 227) وفيه عن السُّلَيْمَانِيّ: "منكر الحديث".

7 -

"اللسان"(2/ 35) وقال: "قال مَسْلَمَة: ثقة وكان ممن امتحن، وكان أحمد يثني عليه، وقال البَرْقاني: ليس هو من شرط الصحيح".

ص: 282

وصاحب الترجمة (عليّ بن عبد الملك الطَّائي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(أبو الأَحْوَص) هو (عَوْف بن مالك بن نَضْلَة الجُشَمِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (305).

و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 131) رقم (10112)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(8/ 102) رقم (4787) -، من طريق يونس بن بُكَيْر، حدَّثنا محمد بن إسحاق، عن إبراهيم بن المُهَاجِر، عن أبي الأَحْوَص، عنه، به.

أقول: في إسناده (إبراهيم بن مُهَاجِر البَجَلي)، وهو صدوق ليِّن الحفظ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1086). كما أنَّ فيه عنعنة محمد بن إسحاق.

ورواه أبو يعلى في "مسنده"(8/ 398) رقم (4982)، وابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "الأهوال" ص 215 رقم (204)، عن بِشْر بن الوليد، عن شَرِيك، به.

وعن أبي يعلى من طريقه المتقدِّم، رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 216) رقم (7291).

قال محقق "مسند أبي يعلى" الأستاذ حسين الأسد: "إسناده ضعيف، شَرِيك متأخر السماع من أبي إسحاق السَّبِيعي".

أقول: وهذا موضع نظر، فإنَّ سماع شَرِيك من أبي إسحاق السَّبِيعي كان قديمًا كما نَصَّ على ذلك الإِمام أحمد بن حنبل، وقال: "شَرِيك في أبي إسحاق

ص: 283

أثبتُ من زهير وإسرائيل". انطر: "التهذيب" (4/ 334)، و"الكواكب النَّيِّرات" لابن الكَيَّال ص 350.

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(8/ 90) رقم (4768) -، وعنه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 109)، من طريق عبد الغفَّار بن الحسن الضَّبِّيّ، عن الثَّوري، عن إبراهيم الهَجَري، عن أبي الأَحْوَص، عنه، به.

أقول: في إسناده (عبد الغفار بن الحسن الضَّبِّيّ)، وهو صدوق سيء الحفظ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1345).

وفيه أيضًا (إبراهيم بن مسلم الهَجَري)، وهو ليِّن الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1044).

ورواه الطبراني في "الكبير"(10/ 122 - 123) رقم (10083) من طريقين:

الأول: عن بِشْر بن الوليد، عن شَرِيك، به.

الثاني: عن أبي بكر بن أبي شَيْبَة، عن شَرِيك، به.

لكن لفظه عنده: "إنَّ الرَّجُلَ لَيُلْجِمُهُ. . . ".

ورواه الطبراني في "الكبير"(9/ 170) رقم (8779) من طريق زَائِدة، عن إبراهيم الهَجَرِيّ، عن أبي الأَحْوَص، عن عبد اللَّه موقوفًا عليه، بلفظ:"إنّ الكَافِرَ لَيُلْجَمُ. . . ".

أقول: في إسناده الموقوف هذا: (إبراهيم بن مسلم الهَجَري)، وهو ليِّن الحديث كما تقدَّم.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 336) بعد أن ذكره بلفظ: "إنَّ الرجل. . . ": "وفي رواية موقوفة: "إنَّ الكافر"، رواهما الطبراني في "الكبير"

ص: 284

بإسنادين، ورواه في "الأوسط". وفي رواية فيهما أنَّه قال:"إنَّ الكافرَ لَيُحَاسَبُ يومَ القيامةِ حتَّى يُلْجِمه العَرَق. . . "، وفي رواية في "الأوسط" أيضًا:"إنَّ الكافر لَيُلْجَمُ بِعَرَقِهِ مِنْ شِدَّةِ ذلك اليوم حتَّى يقول. . . "، ورجال الكبير رجال الصحيح. وفي رجال "الأوسط" محمد بن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلِّس. ورواه أبو يعلى مرفوعًا بنحو "الكبير".".

وقد أشار الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(11/ 294) -في الرقاق، باب قول اللَّه تعالى:{أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ. . .} الآية- إلى رواية أبي يعلى المتقدِّمة وقال: "وصحَّحها ابن حِبَّان".

* * *

1784 -

أخبرنا عليّ بن عبد الرحمن بن وَهْبَان القَصَّار، حدَّثنا محمد بن إسماعيل بن العبَّاس، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن القاسم بن زكريا المُحَارِبي، حدَّثنا عبَّاد بن يعقوب، حدَّثنا مَخْلَد بن يزيد الحَرَّاني، عن الأَوْزَاعِيّ،

عن القاسم بن مُخَيْمِرَة قال: أتى أبو موسى الأشعري النبيَّ صلى الله عليه وسلم بقَدَح نَبِيذٍ يَنِشُّ، فقال له رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اضْرِبْ بهذا الحَائِطَ، فإنَّ هذا شَرَابُ مَنْ لا يُؤْمِنُ باللَّهِ ولا باليومِ الآخرِ".

(12/ 32 - 33) في ترجمة (عليّ بن عبد الرحمن بن وَهْبَان القَصَّار أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وله شاهد من حديث أبي هريرة يحسن به.

وقد سبق الكلام عليه في حديث (1492).

وشيخ الخطيب (عليّ بن عبد الرحمن القَصَّار) -وهو صاحب الترجمة-، قد قال فيه الخطيب:"ما علمت من حاله إلَّا خيرًا".

ص: 285

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (1492).

غريب الحديث:

قوله: "يَنِشُّ": أي يَغْلِي. "النهاية"(5/ 56).

* * *

1785 -

أخبرنا أبو الحسن الجَوَالِيقي، أخبرنا عبد اللَّه بن أحمد بن عليّ المُقْرِئ، حدَّثنا يحيى بن محمد بن صَاعِد، حدَّثنا الحسن بن عيسى النَّيْسَابُوري، أخبرنا عبد اللَّه بن المُبَارَك، أخبرنا وِقَاء

(1)

بن إِيَاس، عن عليّ بن ربيعة،

عن سَمُرَة بن جُنْدُب، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَنَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ والمُزَفَّتِ.

(12/ 45) في ترجمة (عليّ بن عبد الكريم بن عليّ بن نصر الجَوَالِيْقِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (وِقَاء بن إِيَاس الأَسَدِيّ الوَالِبِيّ الكوفي أبو يزيد)، وقد ترجم له في:

1 -

"العلل ومعرفة الرجال" لأحمد (2/ 41) وفيه عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عنه فقال: كذا وكذا، ثم قال: يحيى

(2)

ضعَّفه.

2 -

"التاريخ الكبير"(8/ 188) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 108 و 231) وقال: "لا بأس به".

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى "ورقاء"، وكذا في "المسند" للإِمام أحمد (5/ 17). والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.

(2)

يعني القَطَّان، كما في "الجرح والتعديل"(9/ 49).

ص: 286

4 -

"الجرح والتعديل"(9/ 49) وفيه عن يحيى القَطَّان: "لم يكن بالقويِّ". وقال ابن مَعِين: "ثقة". وقال أبو حاتم: "صالح".

5 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 565).

6 -

"الكامل"(7/ 2551 - 2552) وفيه عن يحيى بن سعيد القطَّان: "ما كان بالذي يُعْتَمَد عليه"

(1)

.

7 -

"التهذيب"(11/ 122) وفيه عن سفيان الثَّوْري: "لا بأس به". وضعَّفه أبو خَيْثَمَة. وقال النَّسَائي: "ليس بالقويِّ". وقال ابن عدي: "حديثه ليس بالكثير، وأرجو أنَّه لا بأس به"

(2)

. وقال السَّاجِيُّ: "عنده مناكير". وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالمتين".

8 -

"التقريب"(2/ 331) وقال: "ليِّن الحديث، من السادسة"/ قد س.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(5/ 17)، والطبراني في "الكبير"(7/ 215) رقم (6758)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2551) -في ترجمة (وِقَاء) -، من طريق ابن المُبَارَك، عن وِقَاء بن إِيَاس، به.

قال الهيثمي في "المجمع"(5/ 58): "رواه أحمد والطبراني، وفيه وِقَاء بن إِياس وثَّقه أبو حاتم وابن حِبَّان والثَّوْري، وضعَّفه غيرهم، وبقية رجاله ثقات".

والحديث رواه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم عدد من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(5/ 143 - 154)، و"مجمع الزوائد"(5/ 57 - 62)، و"التلخيص الحَبِير"(4/ 74).

(1)

أقول: نَسَبَ الحافظ الذَّهَبِيُّ في "المغني"(2/ 721) قول يحيى القطَّان هذا إلى يحيى بن مَعِين، وهو سهو. وقد صرَّح في "التهذيب"(11/ 122) أنَّه للقطَّان أيضًا.

(2)

قول ابن عدي هذا لم أقف عليه في "الكامل" المطبوع، في ترجمة (وِقَاء). والنسخة المطبوعة من "الكامل" فيها من السقط والتحريف الشيء الكثير.

ص: 287

ومن ذلك ما رواه البخاري في الأشربة، باب ترخيص النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الأوعية والظروف بعد النهي (10/ 57) رقم (5594)، ومسلم في الأشربة باب النهي عن الانتباذ في المُزَفَّت والدُّبَّاء والحَنْتَم. . . (3/ 1578) رقم (1994)، وغيرهما، عن عليٍّ رضي الله عنه قال:"نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الدُّبَّاءِ والمُزَفَّتِ".

غريب الحديث:

قوله: "نهى عن الدُّبَّاء والمُزَفَّت": الدُّبَّاءُ: القَرْعُ، والمراد الوعاء منه. والمُزَفَّتُ: الإِناء يُطْلَى بالزِّفْتِ ويُنْتَبَذُ فيه. وكان قد نُهي عن الانتباذ في هذه الأوعية في صَدْرِ الإِسلام، ثم نُسِخَ كما ذهب إليه الجمهور، وذلك لمَّا اشتهر تحريم الخمر. انظر "النهاية"(2/ 96)، و"تحفة الأحوذي"(5/ 611).

* * *

1786 -

أخبرني أبو الحسن ابن الصَّبَّاغ، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد البَغَوي، حدَّثنا منصور بن أبي مُزَاحِم، حدَّثنا أبو شَيْبَة إبراهيم بن عثمان، عن الحَكَم، عن مِقْسَم.

عن ابن عبَّاس قال: كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي في شَهْرِ رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً والوِتْرَ.

(12/ 45) في ترجمة (عليّ بن عبد الواحد بن محمد الصَّبَّاغ البَيِّع أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (إبراهيم بن عثمان بن عبد اللَّه العَبْسِيّ أبو شَيْبَة الكوفي)، وقد ترجم له في:

ص: 288

1 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 242 رقم (949) وقال: "ليس بثقة".

2 -

"التاريخ الكبير"(1/ 310) وقال: "سكتوا عنه".

3 -

"أحوال الرجال" للجُوْزَجَاني ص 64 رقم (68) وقال: "ساقط".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 42 رقم (11) وقال: "متروك الحديث".

5 -

"الجرح والتعديل"(2/ 115) وفيه عن أحمد: "منكر الحديث، قريب من الحسن بن عُمَارَة، والحسن بن عُمَارَة متروك الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، سكتوا عنه، وتركوا حديثه".

6 -

"المجروحين"(1/ 104) وقال: "كان إذا حدَّث عن الحكم جاء بأشياء مُعْضِلة، وكان ممن كثر وهمه وفحش خطؤه حتى خرج عن حَدِّ الاحتجاج به".

7 -

"الكامل"(1/ 239 - 241): "هو ضعيف على ما بيَّنت".

8 -

"تاريخ بغداد"(6/ 111 - 114) وفيه عن صالح جَزَرَة: "ضعيف، روى عن الحكم أحاديث مناكير، لا يُكْتَبُ حديثه". وذكر حديث ابن عبَّاس هذا. وقال أبو داود: "ضعيف الحديث".

9 -

"التهذيب"(1/ 144 - 145) وفيه عن التِّرْمِذِيّ: "منكر الحديث".

10 -

"التقريب"(1/ 39) وقال: "متروك الحديث، من السابعة"/ ت ق.

و(الحكم) هو (ابن عُتَيْبَة الكِنْدِي الكوفي أبو محمد): تابعي صغير ثقة ثَبْت. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (261).

و(مِقْسَم) هو (ابن بُجْرَة أبو القاسم مولى ابن عبَّاس): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (55).

ص: 289

التخريج:

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(2/ 394)، والطبراني في "الكبير"(11/ 393) رقم (12102)، و"الأوسط"(1/ 444) رقم (802)، وعَبْد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(1/ 557) رقم (652)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 496)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 240) -في ترجمة (إبراهيم بن عثمان أبو شَيْبَة) -، وابن عبد البَرِّ في "التمهيد"(8/ 115)، من طريق إبراهيم هذا، عن الحَكَم، به.

قال الطبراني في "الأوسط": "لم يَرْوِ هذا الحديث عن الحَكَم إلَّا أبو شَيْبَة، ولا يُرْوَى عن ابن عبَّاس إلَّا بهذا الإِسناد".

وقال البيهقي: "تفرَّد به أبو شَيْبَة إبراهيم بن عثمان العَبْسِي الكوفي، وهو ضعيف".

وقال ابن عبد البَرِّ: "إنَّه حديث يدور على أبي شَيْبَة إبراهيم بن عثمان جَدُّ بني أبي شَيْبَة، وليس بالقويِّ".

وقال الهيثمي في "المجمع"(3/ 172): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه أبو شَيْبَة إبراهيم وهو ضعيف".

وقال الإِمام الزَّيْلَعِيُّ في "نصب الراية"(2/ 153): "ورواه الفقيه أبو الفتح سُلَيْم بن أيوب الرَّازي في كتاب "الترغيب" فقال: "ويوتر بثلاث". وهو معلول بأبي شَيْبَة إبراهيم بن عثمان، جدُّ الإِمام أبي بكر بن أبي شَيْبَة، وهو متفق على ضعفه، وليَّنه ابن عدي في "الكامل". ثم إنَّه مخالف للحديث الصحيح". وذكر حديث عائشة رضي الله عنها المتفق عليه في أنَّه صلى الله عليه وسلم لم يزد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة.

وقال الإِمام صالح جَزَرَة مِنْ قَبْلُ: مُنْكَرٌ. كما في "تاريخ بغداد"(6/ 113) في ترجمة (إبراهيم بن عثمان العَبْسِيّ).

ص: 290

وبمثل قوله قال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 48) في ترجمته أيضًا.

وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(4/ 254) -في صلاة التراويح، في آخر باب فضل من قام رمضان-:"إسناده ضعيف. وقد عارضه حديث عائشة هذا الذي في "الصحيحين"، مع كونها أعلم بحال النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليلًا من غيرها".

وقال الإِمام السُّيُوطيُّ في "المصابيح في صلاة التراويح" ص 17: "هذا الحديث ضعيف جدًّا، لا تقوم به حُجَّةٌ".

* * *

1787 -

حدَّثنا أبو نُعَيْم الحافظ -إملاءً-، حدَّثنا أبو بَحْر محمد بن الحسن، حدَّثنا عليّ بن الفضل الوَاسِطي -ببغداد سنة اثنتين وثمانين ومائتين-، حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن عليّ بن زيد،

عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"رأيتُ ليلةَ أُسري بي ناسًا تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بمقاريضَ مِنْ نَارٍ، فقلتُ من هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: هؤلاءِ خُطَبَاءُ أُمَّتِكَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بالعَدْلِ، فَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ".

(12/ 47) في ترجمة (عليّ بن الفضل الوَاسِطي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وله طرق عِدَّة يصحُّ بها.

ففيه (عليّ بن زَيْد بن جُدْعان)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (241).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عليّ بن الفضل الوَاسِطي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 291

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (908).

* * *

1788 -

أخبرني ابن حَسْنُون، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الفضل بن إدريس السُّتُوري السَّامَرِّي، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثني هُشَيْم، عن يونس بن عُبَيْد، عن نافع،

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ، فإذا أُحِلْتَ على مَلِئٍ فَاتْبَعْهُ، ولا تَبِعْ بَيْعَتَيْن في بَيْعَةٍ".

(12/ 48) في ترجمة (عليّ بن الفضل بن إدريس السُّتُوري أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده حديثهم حسن، إلَّا أنَّ (يونس بن عُبَيْد البَصْري) لم يسمع من (نافع) كما قال أحمد وابن مَعِين والبُخَاري وغيرهم. انظر:"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 191، و"التهذيب"(11/ 445).

و (هُشَيْم) هو (ابن بَشِير السُّلَمِي الوَاسِطي أبو معاوية): ثقة مدلِّس، وقد عنعن في الإِسناد هنا، بيد أنَّه صَرَّح بالسماع من يونس عند أحمد والبيهقي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (348).

و (ابن حَسْنُون) هو (أحمد بن محمد بن أحمد بن حَسْنَون النَّرْسِيّ أبو نصر): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).

والحديث صحيح من طرق أخرى.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(2/ 71)، والبزَّار في "مسنده"(2/ 100) رقم (1299) -من كشف الأستار-، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 70)، من طريق الحسن بن عَرَفَة، عن هُشَيْم، به.

ص: 292

قال البزَّار: "لا نعلمُ رواه عن نافع إلَّا يونس، ولا عنه إلَّا هُشَيْم".

ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 70) من طريق سعيد بن منصور، عن هُشَيْم، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 85): "رواه أحمد والبزَّار. . . ورجال أحمد رجال الصحيح".

والشطر الأول منه إلى قوله "فَاتْبَعْهُ"، رواه ابن ماجه في الصدقات، باب الحوالة (2/ 803) رقم (2404) عن إسماعيل بن تَوْبَة، عن هُشَيْم، به.

قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(3/ 62 - 63): "هذا إسناد رجاله ثقات غير أنَّه منقطع. قال أحمد بن حنبل: لم يسمع يونس بن عُبَيْد من نافع شيئًا إنما سمع من ابن نافع عن أبيه، وقال ابن مَعِين وأبو حاتم: لم يسمع من نافع شيئًا".

وللحديث بشطريه شواهد، انظرها في:"جامع الأصول"(4/ 454) و (1/ 53 - 54)، و"مجمع الزوائد"(4/ 84 - 85 و 130 - 131).

ومن شواهد الشطر الأول: ما رواه البخاري في الحَوَالة، باب الحوالة وهل يرجع في الحوالة (4/ 464) رقم (2287)، ومسلم في المُسَاقَاة، باب تحريم مَطْل الغني (3/ 1197) رقم (1964)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:"مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ، فإذا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ على مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ".

ومن شواهد الشطر الثاني: ما رواه التِّرْمِذِيُّ في البيوع، باب ما جاء في النهي عن بيعتين في بيعة (3/ 524) رقم (1231)، والنَّسائي في البيوع، باب بيعتين في بيعة (7/ 295 - 296)، وغيرهما، عن أبي هريرة قال:"نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن بَيْعَتَيْنِ في بَيْعَةٍ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح". وقال: "وفي الباب عن عبد اللَّه بن عمرو، وابن عمر، وابن مسعود".

ص: 293

ومعنى الحديث الذي لا معنى له غيره كما يقول الإِمام ابن القَيِّم في "تهذيب سنن أبي داود"(5/ 106): "أن يقول: أبيعكها -أي السلعة- بمائة إلى سنة على أن أشتريها منك بثمانين حالة". وقال: إنَّ النهي عن ذلك لأنَّه يؤول إلى الربا، فهو في الظاهر بيع وفي الحقيقة ربا.

* * *

1789 -

أخبرنا التَّنُوخي، حدَّثنا محمد بن خَلَف بن جَيَّان الخَلَّال، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة.

وأخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، وجماعة، قالوا: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة قال: حدَّثنا -وفي حديث الصَّفَّار: حدَّثني- عبد اللَّه بن إبراهيم الغِفَاري، عن عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَم، عن أبيه،

عن عبد اللَّه بن عمر قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "عُمَرُ بنُ الخَطَّاب سِرَاجُ أهْلِ الجَنَّةِ".

(12/ 49) في ترجمة (عليّ بن الفتح بن محمد القَطَّان أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (عبد اللَّه بن إبراهيم الغِفَاري المَدَني)، وهو مُتَّهم بالوضع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (583).

وصاحب الترجمة (عليّ بن الفتح بن محمد القَطَّان أبو القاسم)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وشيخ الخطيب (التَّنُوخِيّ) هو (عليّ بن المُحَسِّن بن عليّ أبو القاسم): صدوق مُعَمَّر. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1115).

ص: 294

التخريج:

رواه الحسن بن عَرَفَة في "جزئه" ص 44 رقم (5) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

وعن الحسن بن عَرَفَة من طريقه هذا، رواه البزَّار في "مسنده"(3/ 174) رقم (2502) -من كشف الأستار

(1)

-، وابن شَاهِين في "شرح مذاهب أهل السُّنَّة" ص 170 رقم (121)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1507) -في ترجمة (عبد اللَّه بن إبراهيم الغِفَاري) -، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(13/ 42 - 43) -مخطوط-.

قال البزَّار: "تفرَّد به عبد الرحمن بن زيد، وقد تقدَّم ذكرنا له -يعني لضعفه-".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 74): "رواه البزَّار، وفيه عبد اللَّه بن إبراهيم بن أبي عمرو الغِفَارِيّ، وهو ضعيف".

وقد أشار الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(2/ 388) في ترجمة (إبراهيم) إلى حديثه هذا، وقال: باطل.

ورواه أبو نُعَيْم في "معرفة الصحابة"(1/ 222) رقم (202)، وفي "الحِلْيَة"(6/ 333)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(13/ 43) -مخوط-، من طريق الوَاقِدِي، عن مالك بن أنس، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة مرفوعًا.

قال أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة": "غريب من حديث مالك، تفرَّد به عنه الوَاقِدِيّ".

أقول: (محمد بن عمر بن وَاقِد الأَسْلَمِيّ الوَاقِدِيّ): متروك، وقد كذَّبه أحمد وابن رَاهُوْيَه وابن المَدِيني. وتقدَّمت ترجمته في حديث (145).

* * *

1790 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن الحسن المَالِكِيّ، حدَّثنا أبو بكر

(1)

تَصَحَّفَ فيه (الحسن بن عَرَفَة) إلى (الحسن بن قزعة).

ص: 295

محمد بن عبد اللَّه الأَبْهَرِيّ، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن الفتح بن عبد اللَّه العَسْكَرِيّ -ببغداد، سنة ست عشرة وثلاثمائة-، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثنا عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأَبَّار، عن لَيْث بن أبي سُلَيْم، عن عبد اللَّه بن الحسن، عن أُمِّه،

عن فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ:"خِيَارُكُمْ أَلْيَنُكُمْ مَنَاكِبَ في الصَّلاةِ".

(12/ 49 - 50) في ترجمة (عليّ بن الفتح بن عبد اللَّه الرُّومِيّ العَسْكَرِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث حسن بشواهده.

ففيه انقطاع بين (أُمِّ عبد اللَّه بن الحسن) وهي: (فاطمة بنت الحسين بن عليّ بن أبي طالب)، وبين جَدَّتِهَا (فاطمة الزَّهْرَاء) رضي الله عنها، فإنَّ روايتها عنها مرسلة كما في "التهذيب"(12/ 442).

وفيه (لَيْث بن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (124).

وصاحب الترجمة (عليّ بن الفتح الرُّومِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2107) -في ترجمة (لَيْث بن أبي سُلَيْم) -، من طريق الحسن بن عَرَفَة، عن أبي حفص الأبَّار، به، بلفظ "خِيَارُكُمْ أَلْيَنُكُمْ مَنَاكِبَ، وأَكْرَمُكُمْ للنِّسَاءِ".

ص: 296

وللحديث شواهد، منها: ما رواه أبو داود في الصلاة، باب تسوية الصفوف (1/ 435) رقم (672)، وابن خُزَيْمة في "صحيحه"(3/ 29) رقم (1566)، وابن حِبَّان في صحيحه (3/ 126) رقم (1753)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 101)، من طريق عُمَارَة بن ثَوْبَان، عن عَطَاء بن أبي رَبَاح، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب.

أقول: في إسناده (عُمَارَة بن ثَوْبَان)، ذكره ابن حِبَّان في "الثقات". وقال ابن المَدِيني:"لم يرو عنه غير جعفر بن يحيى". وقال عبد الحق الإِشبيلي: "ليس بالقويِّ". ورَدَّ عليه ابن القَطَّان بقوله: "إنما هو مجهول الحال". كذا في "التهذيب"(7/ 412). وقال الإِمام الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(2/ 262): "وثِّق وفيه جَهَالَة". وقال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 49): "مستور، من الخامسة"/ بخ د ق.

فتحسين الشيخ الألباني لإِسناده في تعليقه على "صحيح ابن خُزَيْمة"، محلُّ نظر. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

ومن هذه الشواهد أيضًا، ما رواه البزَّار في "مسنده"(1/ 248) رقم (512) -من كشف الأستار-، والطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 405) رقم (13494)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(2/ 85 - 86) رقم (756) -، من طريق حمَّاد بن زيد، عن لَيْث بن أبي سُلَيْم، عن نافع

(1)

، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب. لكن عند الطبراني في "الأوسط" زيادة في آخره هي:"وما من خطوة أعظم أجرًا من خطوة مشاها رجل إلى فرجة في الصف فسدَّها".

قال المُنْذِرِيُّ في "الترغيب والترهيب"(1/ 322): "رواه البزَّار بإسناد

(1)

في "المعجم الكبير" للطبراني: "عن مجاهد".

ص: 297

حسن، وابن حِبَّان في "صحيحه"".

وعزاه الهيثمي في "المجمع"(2/ 90) إلى الطبراني في "الأوسط" والبزَّار. وقال عن إسناده البزَّار إنَّه حسن، وأنَّ في إسناد الطبراني: ليث بن حمَّاد ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ.

أقول: تحسين المُنْذِرِيِّ لإِسناده ومتابعة الهيثمي له في ذلك، موضع نظر، فإنَّ في إسناده عند البزَّار والطبراني:(لَيْث بن أبي سُلَيْم) وهو ضعيف كما تقدَّم.

وله شاهد ثالث رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(2/ 58) رقم (2480)، عن مَعْمَر، عن زيد بن أَسْلَم، مُرْسَلًا، بلفظ حديث الخطيب أيضًا.

غريب الحديث:

"ألينكم مناكب": قال الخَطَّابي في "معالم السنن"(1/ 334): "معنى لين المَنْكِب: لزوم السكينة في الصلاة والطمأنينة فيها، لا يلتفت ولا يُحَاكّ بِمَنْكِبِه مَنْكِبَ صاحبه. وقد يكون فيه وجه آخر، وهو أن لا يمتنع على من يريد الدخول بين الصفوف، ليسدَّ الخلل، أو لضيق المكان، بل يمكِّنه من ذلك، ولا يدفعه بمَنْكِبِه، لتتراص الصفوف، وتتكاتف الجموع".

* * *

1791 -

أخبرنا محمد بن الحسين بن أبي سليمان المُعَدَّل، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن البَرَاثِي، حدَّثنا عليّ بن قَرِين -والمُسْتَمْلِي: موسى بن هارون-، حدَّثنا جَارِيَة بن هَرِم، حدَّثنا عبد اللَّه بن بُسْر

(1)

، عن أبي كَبْشَة،

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "بشر" بالشين المعجمة. والتصويب من المصادر التي روت الحديث والمذكورة في التخريج.

ص: 298

عن أبي بكر الصِّدِّيق قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا، أو قَصَّرَ شيئًا ممَّا أَمَرْتُ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مَنِ النَّارِ".

(12/ 51) في ترجمة (عليّ بن قَرِين بن بَيْهَس البَصْرِي أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

موضوع بتمام هذا اللفظ. والحديث دون قوله: "أو قَصَّرَ شيئًا ممّا أَمَرْتُ" متواتر.

ففيه صاحب الترجمة (عليّ بن قَرِين بن بَيْهَس البَصْرِي أبو الحسن)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 240 رقم (939) وقال: "كذَّاب خبيث".

2 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 249 - 250) وقال: "كان يضع الحديث".

3 -

"الجرح والتعديل"(6/ 201) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث ليس بشيء".

4 -

"الكامل"(5/ 1857) وقال: "يسرق الحديث".

5 -

"تاريخ بغداد"(12/ 51 - 52) وفيه عن ابن قَانِع: "لا يُكْتَبُ حديثه، كان يضع الحديث". وقال الدَّارَقُطْنِيّ وأبو نُعَيْم: "كان ضعيفًا". وقال موسى بن هارون: "كان كذَّابًا". وقال أبو الفتح الأَزْدِيّ: "زَائِغٌ".

6 -

"لسان الميزان"(4/ 251 - 252) وقال: "ومن بلاياه" وذكر حديثه هذا.

7 -

"تبصير المنتبه" لابن حَجَر (3/ 1131) وقال: "ضعيف".

ص: 299

كما أنَّ فيه (جَارِيَة بن هَرِم أبو شيخ الفُقَيْمِيّ)، وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 75 رقم (113) وقال: "ليس بالقويِّ".

2 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 203).

3 -

"الجرح والتعديل"(2/ 520 - 521)، وفيه عن عليّ بن المَدِيني:"كان ضعيفًا في الحديث كتبنا عنه وتركناه، وكان رَأْسًا في القَدَر"

(1)

. وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث".

4 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 165) وقال: "ربما أخطأ".

5 -

"الكامل" لابن عدي (2/ 596 - 597) وقال: "أحاديثه كلُّها ممَّا لا يتابعه الثقات عليها"

(2)

.

6 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 172 - 173 رقم (149) وقال: "متروك".

7 -

"الإِكمال" لابن مَاكُولا (2/ 3) وقال: "لم يكن بالقويِّ في الحديث".

8 -

"الميزان"(1/ 385 - 386) وقال: "بَصْرِيٌّ هَالِكٌ".

9 -

"اللسان"(1/ 91 - 92) وفيه عن السَّاجِيِّ: "صاحب بِدْعَةٍ متروك الحديث".

و(أبو كَبْشَة) هو (الأَنْمَارِيّ المَذْحِجِيّ): صحابي نزل الشَّام، وقد اخْتُلِفَ في اسمه. انظر ترجمته في:"الإِصابة"(4/ 164 - 165)، و"التهذيب"(12/ 209).

(1)

قال ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 92): "وقال العُقَيْلِي: كان رأسًا في القدر، ضعيف الحديث". وهذا هو من الحافظ رحمه الله، فَالعُقَيْلِيُّ في "الضعفاء الكبير"(1/ 203)، إنما ينقله عن عليّ بن المَدِيني.

(2)

قال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 385): "قد وَهِمَ ابن عَدِيّ فقال فيه: أبو شيخ الهُنَائي. وإنما (الهُنَائي): تابعي كبير صدوق، اسمه (خَيْوان) ".

ص: 300

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(1/ 74 - 75) رقم (73)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 400) رقم (2859)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 597) -في ترجمة (جَاريَة بن هَرِم) -، وابن الجَوْزي في مقدِّمة "الموضوعات"(1/ 57)، من طريق عمرو بن مالك الرَّاسِبِيّ، عن جَارِيَة بن هَرِم الفُقَيْمِيّ، به. وعندهم جميعًا قوله:"أو رَدَّ شيئًا أَمَرْتُ به"، بدلًا من قوله:"أو قَصَّرَ شيئًا ممَّا أَمَرْتُ به".

قال الطبراني: "لا يُرْوَى هذا الحديث عن أبي كَبْشَةَ، عن أبي بكرِ، إلَّا بهذا الإِسناد، تفرَّد به عمرو بن مالك".

وقال الهيثمي في "المجمع"(1/ 142): "رواه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط"، وفيه جَارِية بن الهَرِم الفُقَيْمِيّ وهو متروك الحديث".

أقول: في إسناده عندهم أيضًا: (عمرو بن مالك الرَّاسِبِيّ)، وهو واهٍ كذَّبه البُخَارِيُّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (590).

ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 597) -في ترجمة (جَارِيَة بن هَرِم) - من طريق أحمد البَرَاثي، وعليّ بن قَرِين، معًا، عن جَارِيَة بن هَرِم، به. بلفظ حديث الخطيب.

ثم رواه من طريق يحيى بن بِسْطَام الأَصْفَر المُقْرِئ، والوضَّاح بن حسَّان، عن جَارِيَة بن هَرِم، به، بنحوه؛ وقال:"هذا الحديث يقال إنَّه حديث يحيى بن بَسْطَام، وأنَّ الباقين الذين رووه عن جَارِيَة سَرَقُوه منه".

وقال ابن عدي في "الكامل"(5/ 1857) -في ترجمة (عليّ بن قَرِين) -: "حدَّث عن جَارِيَة بن هَرِم حديث أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه فيمن كَذَبَ عليّ مُتَعَمِّدًا. وهذا قد سرقه عن جماعة حدَّثوا به. وقد حدَّث به جماعة ضعفاء عن

ص: 301

جَارِيَة بن هَرِم، وهو في جملتهم يسرق بعضهم من بعض، والحديث ليحيى بن بَسْطَام المُصَفِّر

(1)

عن جَارِيَة بن هَرمِ".

ورواه ابن الجَوْزي في مقدِّمة "الموضوعات"(1/ 57) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(1/ 203) في ترجمة (جَارِيَة بن هَرِم)، من طريق يحيى بن بِسْطَام، عن جَارِيَة، به، بلفظ:"من حدَّث عنِّي ما لم أَقُلْ، أو قَصَّر عن شيء أَمَرْتُ به، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". وقال: "لا يُتَابَعُ عليه". وقد وقع في إسناده تحريف في أكثر من موضع.

قال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 386) في ترجمة (جَارِيَة) بعد أن رواه عن أبي يعلى من طريقه المتقدِّم: "هذا حديث منكر".

والحديث دون قوله: "أو قَصَّرَ شيئًا مما أمرت" متواتر. انظر حديث (146) و (258).

* * *

1792 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصَّوَّاف، حدَّثنا عليّ بن القاسم الضَّبِّيّ، حدَّثنا العلاء بن مَسْلَمَة بن عثمان بن محمد بن إسحاق مولى بني تَمِيم، حدَّثنا محمد بن مصعب القَرْقَسَانِي، عن الأَوْزَاعِي، عن يحيى بن أبي كَثِير، عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ فَرَّجَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً جَعَلَ اللَّهُ لَهُ يومَ القيامةِ شُعْبَتَيْنِ مِنْ نُورِ على الصِّرَاطِ، يَسْتَضِئُ بهما عَالَمٌ لا يُحْصِيهِمْ إلَّا رَبُّ العِزَّةِ عز وجل".

(1)

تَصَحَّفَ في "الكامل" إلى: "المصغر" بالغين المعجمة، وصوابه بالفاء والتصويب من "اللباب" لابن الأثير (3/ 220)، و"ميزان الاعتدال"(4/ 366)، و"نزهة الألباب في الألقاب" لابن حَجَر (2/ 181).

ص: 302

(12/ 52) في ترجمة (عليّ بن القاسم بن الحسين الضَّبِّيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (العلاء بن مَسْلَمَة بن عثمان الرَّوَّاس أبو سالم)، وقد ترجم له في:

1 -

"المجروحين"(2/ 185 - 186) وقال: "يروي عن العراقيين المقلوبات، وعن الثقات الموضوعات، لا يحلُّ الاحتجاج به بحالٍ".

2 -

"تاريخ بغداد"(12/ 241 - 242) وفيه عن أبي الفتح الأَزْدِيّ: "كان رجل سوءٍ لا يُبَالي ما روى، وعلى ما أَقْدَمَ، لا يحلُّ لمن عَرَفَهُ أنَّ يروي عنه".

3 -

"معرفة التذكرة" لمحمد بن طاهر المَقْدِسِيّ ص 251 وقال: "يروي الموضوعات".

4 -

"الضعفاء والمتروكين" لابن الجَوْزي (2/ 188 - 189) وقال: "قال محمد بن طاهر: كان يضع الحديث".

أقول: عبارته كما جاءت في كتابه المطبوع: "يروي الموضوعات".

5 -

"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" لبرهان الدين الحَلَبِيّ ص 290 - 291 رقم (492).

6 -

"تهذيب التهذيب"(8/ 192) وذكر ما تقدَّم.

7 -

"التقريب"(2/ 93) وقال: "متروك، ورماه ابن حِبَّان بالوضع، من العاشرة"/ ت.

كما أنَّ فيه (محمد بن مصعب بن صَدَقَة القَرْقَسَانِيّ)، وهو صدوق كثير الغلط. وتقدَّمت ترجمته في حديث (373).

ص: 303

وفيه كذلك صاحب الترجمة (عليّ بن القاسم الضَّبِّيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(5/ 218) رقم (2949) -، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 66)، من طريق العلاء بن مَسْلَمَة، عن محمد بن مصعب، به.

قال الطبراني: "لم يروه عن الأَوْزاعي إلَّا محمد، تفرَّد به العلاء".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 193): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه العلاء بن مَسْلَمَة

(1)

بن عثمان وهو ضعيف".

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 804) إلى الحاكم في "تاريخه"، والخطيب فقط!

* * *

1793 -

أخبرنا العَتِيقِيّ، حدَّثنا القاضي أبو الحسن عليّ بن القاسم بن العبَّاس بن الفضل بن شَاذَان الرَّازي -قدم علينا حاجًّا في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة-، حدَّثنا أحمد بن خالد الحَرُورِيّ، حدَّثنا محمد بن حُمَيْد الرَّازِيّ، حدَّثنا يعقوب بن عبد اللَّه الأَشْعَرِيّ، عن عيسى بن جَارِيَة،

عن جابرٍ قالَ: أَمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ كِلَابِ المَدِينَةِ، فجاءَ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فقالَ: يا نبيَّ اللَّهِ مَنْزِلِي شَاسِعٌ ولي كَلْبٌ، فَرَخَّصَ له أيامًا، ثُمَّ أَمَرَ بِقَتْلِهِ.

(12/ 53) في ترجمة (عليّ بن القاسم بن العبَّاس القاضي الرَّازي أبو الحسن).

(1)

تَصَحَّفَ في "المجمع" إلى "سلمة".

ص: 304

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وَأَمْرُهُ صلى الله عليه وسلم بقتل كلاب المدينة ثَبَتَ في الصحيح، ثم نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن قَتْلِهَا.

ففيه (عيسى بن جَارِيَة الأنصاري المَدَني) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 462) وقال: "حديثه ليس بذاك". وقال أيضًا: "عنده أحاديث مناكير".

2 -

"التاريخ الكبير"(6/ 385) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 176 رقم (444) وقال: "مُنْكَرٌ".

4 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 383).

5 -

"الجرح والتعديل"(6/ 273) وفيه عن أبي زُرْعَة: "لا بأس به".

6 -

"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 214).

7 -

"الكامل" لابن عدي (5/ 1888 - 1889) وقال: "أحاديثه غير محفوظة".

8 -

"المغني" للذَّهَبِيِّ (2/ 314) وقال: "مُخْتَلَفٌ فيه. قال النَّسَائي: متروك. وقال أبو زُرْعَة: لا بأس به".

9 -

"التهذيب"(8/ 207) وفيه عن أبي داود: "منكر الحديث". وقال مرَّةً: "ما أعرفه، روى مناكير". وقال ابن حَجَر: "وذكره السَّاجِيُّ في الضعفاء".

10 -

"التقريب"(2/ 97) وقال: فيه لِيْنٌ، من الرابعة"/ ق.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(3/ 326)، وأبو يعلى في "مسنده"(3/ 339) رقم (1804) ورقم (1886) و (2072)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1889) -في

ص: 305

ترجمة (عيسى بن جَارِيَة) -، من طريق يعقوب بن عبد اللَّه الأَشْعَرِي، عن عيسى بن جَارِيَة، عنه، به.

وقال ابن عدي: غير محفوظ.

ورواه مسلم مطوَّلًا، في المُسَاقَاة، باب الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخه. . . (3/ 1200) رقم (1572)، دون ذكر الرخصة لابن أُمِّ مكتومٍ ثم أمره بقتله. ولفظه عنده من طريق ابن جُرَيْج، أخبرني أبو الزُّبَيْر أنَّه سمع جابر بن عبد اللَّه يقولُ:"أَمَرَنَا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الكِلَابِ، حتَّى إنَّ المَرْأَةَ تَقْدَمُ مِنَ البَادِيَةِ بِكَلْبِهَا فَنَقْتُلُهُ. ثم نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِهَا. وقال: عَلَيْكُمْ بالأَسْوَدِ البَهِيمِ ذي النُّقْطَتَيْنِ، فإنَّه شَيْطَانٌ".

وروى البخاري في بدء الخلق، باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه

(1)

. . . (6/ 360) رقم (3323)، ومسلم في الموضع السابق رقم (1570) -واللفظ له-، وغيرهما، عن ابن عمر قال:"أَمَرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بقَتْلِ الكِلَابِ. فَأَرْسَلَ في أَقْطَارِ المَدِينةِ أَنْ تُقْتَلَ".

وانظر في فقه الحديث: "شرح النووي على صحيح مسلم"(10/ 234 - 237)، و"نيل الأوطار"(8/ 133 - 135) ط باكستان.

* * *

1794 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد المُقْرِئ النَّقَّاش، حدَّثنا الحسين بن حمَّاد المُقْرِئ -بقَزْوِين-، حدَّثنا الحسين بن مروان الأَنْبَاري، حدَّثني محمد بن يحيى المُعَاذِيّ قال: قال يحيى بن أَكْثَم في مجلس الواثق -[وَذَكَرَ قِصَّةً فيها أنَّ الخليفة الواثق سأل

(1)

عزاه محقق "جامع الأصول" الشيخ الفاضل عبد القادر الأرناؤوط في (10/ 238) منه، سهوًا إلى باب قوله تعالى (وبثَّ فيهما من كُلِّ دابة).

ص: 306

عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن حَلْقِ رأس آدم عندما حَجَّ]- فقال: إنَّ أبي، حدَّثني، عن جدِّي، عن أبيه،

عن جَدِّهِ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أُمِرَ جِبْرِيلُ أنَّ ينزل بياقوتةٍ من الجنَّة، فهبط بها فمسحَ بها رأسَ آدمَ فتناثرَ الشَّعْرُ منه، فحيثُ بَلَغَ نورُها صَارَ حَرَمًا".

(12/ 56) في ترجمة (عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى الهاشمي أبو الحسن العَسْكَرِيّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (أبو بكر النَّقَّاش محمد بن الحسن): اتُهم بالكذب، وقال البَرْقَانِيُّ:"كُلُّ حديثه مُنْكَرٌ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (184).

والحديث مُعْضَلٌ، حيث إنَّ فيه انقطاعًا بين راوي الحديث (جعفر الصادق) -وهو: جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب-، والمتوفى سنة (148 هـ)، وبين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "كنز العُمَّال"(12/ 198) رقم (34650) إليه وحده.

* * *

1795 -

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، حدَّثنا الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي، حدَّثنا عليّ بن محمد بن معاوية، حدَّثنا عبد اللَّه بن داود، عن الأَعْمَش، عن سَلَمَة بن كُهَيْل، عن سالم بن أبي الجَعْد،

ص: 307

عن عبد اللَّه بن سَبُع قال: سمعتُ عَلِيًّا على المِنْبَرِ وهو يقولُ: ما ينتظرُ أَشْقَاهَا، عَهِدَ إليَّ رسولُ اللَّه "لَتُخَضَّبَنَّ هذه مِنْ هذه" -وأشار ابن داود إلى لِحْيَتِهِ وَرَأْسِهِ-. فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا من هو حتَّى نَبْتَدِرَهُ؟ فقال: أُنْشِدُ اللَّهَ رجلًا قَتَلَ بي غَيْرَ قَاتِلِي. قالوا: ألا تَسْتَخْلِفُ؟ -قال ابن داود وسقط عليَّ ما بعد هذا-.

(12/ 57 - 58) في ترجمة (عليّ بن محمد بن معاوية النَّيْسَابُوريّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده كلُّهم ثقات عدا صاحب الترجمة (عليّ بن محمد بن معاوية النَّيْسَابُوريّ)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وعدا (عبد اللَّه بن سَبُع -ويقال: سُبَيْع-)، فإنَّه لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، وقد توبع كما سيأتي. وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(5/ 98) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 22).

3 -

"التقريب"(1/ 418) وقال: "مقبول، من الثالثة"/ عس.

والحديث صحيح من طرق أخرى.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(1/ 130)، وأبو يعلى في "مسنده"(1/ 443) رقم (590)، من طريق سالم بن أبي الجَعْد، عن عبد اللَّه بن سَبُع، عنه، به. لكن ليس عندهما قوله:"عَهِدَ إليَّ رسول اللَّه".

ص: 308

ولفظ حديث أبي يعلى: "خَطَبَنَا عليُّ بنُ أبي طالب فقالَ: والذي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسْمَةَ لَتُخَضَّبَنَّ هذه مِنْ هذه -يعني لِحْيَتَهُ مِنْ دَمِ رَأْسِهِ. قال: فقالَ رَجُلٌ: واللَّهِ لا يقولُ ذَاكَ أَحَدٌ إلَّا أَبَرْنَا عِتْرَتَهُ

(1)

. فقالَ: أُذْكُرِ اللَّهَ، أو أَنْشُدُ اللَّهَ، أَنْ تَقْتُلَ بي إلَّا قَاتِلي. فقالَ رَجُلٌ: ألَّا تَسْتَخْلِفُ يا أميرَ المؤمنينَ؟ قال: لا. ولكن أَتْرُكُكُمْ إلى ما تَرَكَكُمْ إليه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم. قالوا: فما تقولُ لِلَّهِ إذا لَقيتَهُ؟ قال: أقولُ: اللَّهُمَّ تَرَكْتَنِي فيهم ما بَدَا لَكَ، ثُمَّ تَوَفَّيْتَنِي، وَتَركْتُكَ فيهم فإنْ شِئْتَ أَصْلَحْتَهُمْ، وإن شِئْتَ أَفْسَدْتَهُمْ".

ورواه البزَّار في "مسنده" -المسمَّى - بـ "البحر الزَّخَّار"- (3/ 92 - 93) رقم (871)، من طريق الأَعْمَش، عن حَبِيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد الحِمَّاني، عن عليٍّ رضي الله عنه، بلفظ حديث أبي يعلى. لكن وقع فيه أنَّ الذي قال لعليٍّ:"واللَّه لا يقولُ ذاكَ أَحَدٌ إلَّا أَبَرْنَا عِتْرَتَهُ"، هو عبد اللَّه بن سُبَيْع.

قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 137): "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح غير عبد اللَّه بن سُبَيْع وهو ثقة! ورواه البزَّار بإسناد حسن".

أقول: هذا التحسين لإِسناد البزَّار، محلُّ نظر؛ من أجل (ثعلبة). وقد سبق الكلام عليه في حديث (1663).

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 408) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

ورواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 113)، والطبراني في "الكبير"(1/ 63) رقم (173) -واللفظ لهما-، وعبد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(1/ 142) رقم (92)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 320)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 409) -مخطوط-، من طريق زيد بن أسلم أنَّ أبا سِنَان الدُّؤَلي حدَّثه أنَّه عَادَ عَلِيًّا رضي الله عنه في شكوى له أشكاها، قال فقلت له: لقد تَخَوَّفْنَا عليك يا أمير المؤمنين في شَكْوَاكَ هذه. فقال: لكنِّي واللَّه ما تَخَوَّفْتُ على

(1)

أي: أهلكناه.

ص: 309

نفسي منه لأنِّي سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق يقولُ: "إنَّكَ سَتُضْرَبُ ضربةً ها هنا، وضربةً ها هنا -وأشار إلى صِدْغَيْهِ- فيسيلُ دمها حتَّى تختضبَ لِحْيَتُكَ، ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر النَّاقة أشقى ثمود".

قال الحاكم: "صحيح على شرط البُخَاري". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وقال الهيثمي في "المجمع"(9/ 137): "رواه الطبراني وإسناده حسن".

وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "خصائص عليّ بن أبي طالب" للنَّسَائي مع حاشية محققه ص 162 - 164، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (12/ 405 - 413) -مخطوط-، و"مجمع الزوائد"(9/ 136 - 137)

وقد تقدَّم تخريجه من حديث جابر بن سَمْرَة بنحوه، برقم (32).

* * *

1796 -

أخبرنا البَرْقَاني، أخبرنا أبو إسحاق المُزَكِّي، والحسين بن عليّ التَّمِيمي، قالا: حدَّثنا محمد بن حَمْدُون بن خالد أبو بكر، حدَّثني عليّ بن محمد بن زكريا البغدادي -مَيْمُون الحافظ، بالرَّقَّة-، أخبرنا خَلَف بن هشام البزَّار، حدَّثني عليّ بن مُسْهِر، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر،

عن عمر قال: كُنَّا إذا أتينا بصدقةٍ عرضناها على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَبِلَ منها مَا شَاءَ، وَرَدَّ، منها ما شَاءَ.

(12/ 58) في ترجمة (عليّ بن محمد بن زكريا، يعرف بميمون).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده كلُّهم ثقات.

وقد نقل الخطيب عقب روايته له عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله: "لا أعلم حدَّث به إلَّا ميمون عن خَلَف".

ص: 310

و (خَلَف) يرويه عن (عليّ بن مُسْهِر القُرَشي الكوفي)، وقد قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 44):"ثقة له غرائب بعدما أضرَّ، من الثامنة، مات سنة تسع وثمانين -يعني ومائة-"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "السِّيَر"(8/ 426 - 429)، و"التهذيب"(7/ 383 - 384).

و (أبو إسحاق المُزَكِّي) هو (إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سَخْتُوْيَه النَّيْسَابُوري)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (6/ 168 - 169) وقال:"كان ثقة ثَبْتًا مكثرًا مواصلًا للحَجِّ". وتوفي عام (362 هـ). وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(16/ 163 - 165) وقال: "الإِمام المحدِّث القدوة".

و (البَرْقَاني) هو (أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (312).

التخريج:

لم أقف عليه في كُلِّ ما رجعت إليه. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1797 -

حدَّثنا أبو نُعَيْم الحافظ -إملاءً وما كتبته إلَّا عنه-، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن يوسف الصَّرْصَرِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن نَاجِيَة، حدَّثني أخي عليّ بن محمد، حدَّثنا أبو مَعْمَر إسماعيل بن إبراهيم، حدَّثنا ابن عُيَيْنَة، عن صفوان بن سُلَيْم، عن عطاء بن يَسَار،

عن أبي سعيد الخُدْرِيّ -يرفعه- قال: "المُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَى صَوْتِهِ، ويَشْهَدُ لَهُ ما سَمِعَهُ -أو مَنْ سَمِعَهُ-".

(12/ 61) في ترجمة (عليّ بن محمد بن نَاجِيَة بن نَجِيَّة مولى بني هاشم).

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (عليّ بن محمد بن نَاجِيَة بن نَجِيَّة مولى بني هاشم)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 311

كما أنَّ في إسناده (أحمد بن محمد بن يوسف السَّقَطي أبو العبَّاس المعروف بخَتْنِ الصَّرْصَرِيّ)، وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(5/ 123 - 124)، وفيه عن البَرْقَاني:"تكلَّم فيه أبو بكر بن البقَّال وغيره، فذلك الذي زَهَّدَنِي فيه". وقال مرَّةً: "كان عندي أنَّه ثقة حتى حدَّثني أبو بكر بن البقَّال أنَّه غلط في روايته وروي من كتاب لم يكن سماعه فيه صحيحًا، كان السماع محكوكًا، فأنا لا أروي عنه إلَّا مضمومًا مع غيره". وقال محمد بن العبَّاس بن الفُرات: "كان جميل الأمر إلى الثقة ما هو". وكانت وفاته عام (361 هـ). ولم أقف له على ترجمة في "الميزان" أو "اللسان".

وباقي رجال الإِسناد كلُّهم ثقات.

والحديث صحيح من طرق أخرى.

التخريج:

عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 439) إلى أبي الشيخ في "العَظَمَة".

أقول: لم أقف عليه في كتاب "العَظَمَة" مع شدة البحث عنه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

لكن معنى شطره الثاني: "ويَشْهَدُ له ما سَمِعَهُ -أو مَنْ سَمِعَهُ-"، رواه عنه: مالك في "الموطأ"(1/ 69)، وعنه البخاري في الأَذَان، باب رفع الصوت بالنداء (2/ 82 - 88) رقم (609)، وابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(1/ 203) رقم (389)، والنَّسَائي في الأَذَان، باب رَفَعَ الصوت بالأَذَان (2/ 12)، وابن ماجه في الأَذَان، باب فضل الأَذَان وثواب المؤذِّنين (1/ 239 - 240) رقم (723).

ولفظه عند مالك: "عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعَة الأنصاريِّ ثم المَازِنيِّ، عن أبيه، أنَّه أخبره: أنَّ أبا سعيد الخُدْري قال له: إنِّي أراك تُحِبُّ الغَنَمَ والبَادِيَةَ، فإذا كُنْتَ في غَنَمِكَ -أو بَادِيَتِكَ- فَأَذَّنْتَ

ص: 312

بالصَّلاةِ، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بالنِّدَاءِ، فإنَّه لا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ جِنٌّ ولا إِنْسٌ ولا شيءٌ إلَّا شَهِدَ لَهُ يومَ القِيَامةِ. قال أبو سعيدٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم".

وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "جامع الأصول"(9/ 384 - 386)، و"مجمع الزوائد"(1/ 325 - 326)، و"الترغيب والترهيب"(1/ 174 - 176)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 204 - 205).

ومن هذه الشواهد: ما رواه أحمد في "المسند"(4/ 284)، والنَّسَائي في الأَذَان، باب رَفَعَ الصوت بالأذان (2/ 13)، عن البراء بن عَازِب مرفوعًا:"إنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ على الصَّفِّ المُقَدَّمِ، والمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ بِمَدِّ صَوْتِهِ ويُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ ويَابِسٍ، ولَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى مَعَهُ".

قال المُنْذِرِيُّ في "الترغيب والترهيب"(1/ 176): إسناده حسن جيِّد.

وصحَّحه ابن السَّكَن كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 205).

ومن شواهده أيضًا: ما رواه أبو داود في الصلاة، باب رفع الصوت بالأَذَان (1/ 353 - 355) رقم (515)، والنَّسَائي في الأَذَان، باب رفع الصوت بالأَذَان (2/ 13) -واللفظ له-، وأحمد في "المسند"(2/ 429 و 458)، وابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(1/ 204) رقم (390)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(3/ 88) رقم (1664)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 331 رقم (2542)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 397)، عن أبي هريرة مرفوعًا:"المُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ بِمَدِّ صَوْتِهِ، ويَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ ويَابِسٍ".

قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"(19/ 71) رقم (9908): "إسناده صحيح".

* * *

ص: 313

1798 -

أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدَّثني عليّ بن جَبَلَة الكاتب البغدادي -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا الحسن بن بِشْر البَجَلي، حدَّثنا قيس بن الرَّبيع، عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَعَلْمَ الرَّمْيَ ثُمَّ نَسِيَهُ فهي نِعْمَةٌ جَحَدَهَا".

(12/ 61) في ترجمة (عليّ بن محمد بن عبد الوهاب بن جَبَلَة الكاتب المَرْوَزِيّ أبو أحمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث حسن بشواهده.

وقد تقدَّم الكلام على إسناده في حديث (1127).

وصاحب الترجمة (عليّ بن محمد الكاتب المَرْوَزِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (1127).

* * *

1799 -

أخبرنا أبو نُعَيْم، حدَّثنا أحمد بن بُنْدَار بن إسحاق، حدَّثنا أبو أحمد عليّ بن محمد بن جَبَلَة، حدَّثنا يحيى بن هاشم السِّمْسَار، حدَّثنا إسماعيل بن أبي خالد،

عن عبد اللَّه بن أبي أَوْفَى قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الوَلَاءُ لُحْمَةٌ كَلُحْمَةِ النَّسَبِ".

ص: 314

(12/ 61 - 62) في ترجمة (عليّ بن محمد بن عبد الوهاب بن جَبَلَة الكاتب المَرْوَزِيّ أبو أحمد).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. والحديث صحيح من غير هذا الوجه.

ففي إسناده (يحيى بن هاشم الغسَّاني السِّمْسَار): كَذَّبُوهُ وَدَجَّلُوهُ كما قال الذَّهَبِيّ في "المغني"(2/ 745). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (643).

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 8) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1988) -في ترجمة (عبيد بن القاسم الأَسَدي) -، من طريق أبي الأشعث، عن عبيد بن القاسم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عنه، به. بزيادة قوله في آخره "لا يُبَاعُ ولا يُوْهَبُ".

قال ابن عدي: لا يرويه عن ابن أبي خالد غير عبيد.

أقول: قول ابن عدي هذا متعقَّب برواية أبي نُعَيْم كما تقدَّم. و (عبيد بن القاسم الأَسَدي): متروك. وقد كذَّبه ابن مَعِين وصالح جَزَرَة وأبو داود. وسبقت ترجمته في حديث (1612).

ورواه الطبراني في "الكبير" كما في "مجمع الزوائد"(4/ 231)، وقال الهيثمي:"وفيه عبيد بن القاسم وهو كذَّاب".

ومسند (عبد اللَّه بن أبي أَوْفَى) لا يوجد في "المعجم الكبير" المطبوع، لفقدانه من الأصل الخطي المطبوع عنه.

ص: 315

والعجيب أنَّ الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبير"(4/ 214) بعد أن عزاه إلى أبي جعفر الطبري في "تهذيبه"، وأبي نُعَيْم في "معرفة الصحابة"، والطبراني في "الكبير"، قال:"وظاهر إسناده الصحة"! !

وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "المصنَّف" لعبد الرزاق (9/ 4 - 5)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (10/ 292 - 594)، و"التلخيص الحَبِير"(4/ 213 - 214)، و"فتح الباري"(12/ 44)، و"إرواء الغليل" (6/ 109 - 114) رقم (1668) وقال:"صحيح".

ومن هذه الشواهد، ما رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 294) عن أبي عبد اللَّه الحافظ، أنبأنا أبو الوليد، حدَّثنا الحسن بن سفيان، حدَّثنا عبَّاس بن الوليد النَّرْسي، حدَّثنا سفيان، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن عليٍّ رضي الله عنه أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"الولاءُ بمنزلةِ النَّسَبِ، لا يُبَاعُ ولا يُوْهَبُ، أقرّه حيثُ جعلَهُ اللَّهُ".

قال الشيخ الألباني في "الإرواء"(6/ 112): "وهذا سند صحيح رجاله كلُّهم ثقات".

غريب الحديث:

قوله: "لُحْمَةٌ" أي قَرَابَةٌ. كما في "المصباح المنير" مادة (لحم) ص 551.

وقال ابن الأثير في "النهاية"(4/ 240): "ومعنى الحديث: المخالطة في الوَلَاء، وأنَّها تجري مجرى النسب في الميراث، كما تخالط اللُّحْمَه سَدى الثوب حتى يصيرا كالشيء الواحد لما بينهما من المُدَاخَلَةِ الشديدة".

وانظر في معناه وفقهه أيضًا: "فتح الباري"(12/ 44 - 45).

* * *

ص: 316

1800 -

أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا عليّ بن محمد بن عليّ الثَّقَفي البغدادي، حدَّثنا معاوية بن الهيثم بن الرَّيَّان الخُرَاسَاني، حدَّثنا داود بن سليمان الخُرَاسَاني، حدَّثنا عبد اللَّه بن المبارك، عن سعيد بن أبي عَرُوبَة، عن قَتَادَة، عن سعيد بن المسيَّب،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يكونُ في آخر الزَّمَانِ أُمَرَاءُ ظَلَمَةٌ، ووزراءُ فَسَقَةٌ، وقُضَاةٌ خَوَنَةٌ، وفُقَهَاءُ كَذَبَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ ذَلِكَ الزَّمَانَ فلا يَكُونَنَّ لهم جَابِيًا، ولا عَرِيفًا، ولا شُرْطِيًّا".

(12/ 63) في ترجمة (عليّ بن محمد بن عليّ الثَّقَفِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (داود بن سليمان الخرَاسَانِيّ المَرْوَزِي)، قال الأَزْديُّ:"ضعيف جدًّا". وقال الطبراني: "شيخ لا بأس به". وتقدَّمت ترجمته في حديث (1541).

كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (عليّ بن محمد بن عليّ الثَّقَفِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وفيه أيضًا (معاوية بن الهيثم الخُرَاسَاني)، قال الهيثمي في "المجمع" (3/ 233):"لم أعرفه". ولم أقف على من ترجم له.

وباقي رجال الإسناد ثقات.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (1541).

* * *

1801 -

أخبرنا أبو سعد المَالِيْنِيّ -إجازةً-، حدَّثنا أبو الحسن محمد بن الحسن السَّرَّاج.

ص: 317

ثم أخبرني أبو إبراهيم جعفر بن محمد بن المُظَفَّر العَلَويّ النَّيْسَابُوريّ -قراءةً-، أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه الحافظ، حدَّثني أبو الحسن محمد بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل الزَّاهِد المُقْرِئ، حدَّثنا عليّ بن محمد بن حفص الجُوَيْبَارِيّ -ببغداد-، حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان -قُرَاد-، حدَّثنا مالك، عن الزُّهْرِيّ،

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا دَخَلَ الجَنَّةَ"، قالوا: يا رسول اللَّه فما إخْلَاصُهَا؟ قال: "تَحْجُزُكُمْ عن كُلِّ ما حُرِّمَ عليكم".

(12/ 64) في ترجمة (عليّ بن محمد بن حفص الجُوَيْبَارِيّ).

مرتبة الحديث:

باطل.

ففي إسناده (محمد بن عبد الرحمن بن غزوان -يعرف أبوه بقُرَاد أبي نوح-): كان ممن يضع الحديث، روى عن مالك بن أنس وغيره أحاديث موضوعة كما قال الحاكم وغيره. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (561).

وصاحب الترجمة (عليّ بن محمد بن حفص الجُوَيْبَارِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزانه" (3/ 154) وقال:"شيخ نَكِرَةٌ. . . عن محمد بن قُرَاد، وعنه محمد بن الحسن السَّرَّاج النَّيْسَابُوري بحديث باطلٍ، ولكن محمد بن أبي نوح تَالِفٌ". وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 256).

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الكنز"(1/ 62) رقم (206) إليه وحده.

ص: 318

وقد رُوي من حديث زيد بن أَرْقَم مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب، رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(5/ 223) رقم (5074)، وفي "المعجم الأوسط"(2/ 136 - 137) رقم (1257)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(9/ 254).

قال الهيثمي في "المجمع"(1/ 18): "رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، وفي إسناده محمد بن عبد الرحمن بن غزوان وهو وضَّاع".

أقول: ليس في إسناد الطبراني في "الكبير": (محمد بن عبد الرحمن بن غزوان). وإنما فيه وفي "الحِلْيَة": (أبو داود نُفَيْع بن الحارث السَّبِيعي الدَّارِمي الأعمى)، وهو متروك، وقد كذَّبه ابن مَعِين. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1185).

* * *

1802 -

أخبرنا البَرْقَاني، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم الإِسماعيلي، أخبرنا عليّ بن محمد بن البُهْلُول أبو الحسن -ببغداد-، حدَّثنا أبو كُرَيْب، حدَّثنا معاوية بن هشام، عن شَيْبَان بن عبد الرحمن، عن جابر، عن أبي صالح،

عن أُمِّ هانئٍ قالت: ما رَأَيْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلَّا ذَكَرْتُ القَرَاطِيسَ المَثْنِيَّ بَعْضُهَا على بَعْضٍ.

(12/ 64 - 65) في ترجمة (عليّ بن محمد بن البُهْلُول أبو الحسن ابن رَاسُوْيَه).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (جابر) وهو (ابن يزيد بن الحارث الجُعْفِيّ): ضعيف. وقد كذَّبه أبو حَنِيفة وابن مَعين والجُوْزَجَانِيّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (113).

ص: 319

وفيه أيضًا (أبو صالح) وهو (بَاذَام -ويقال: بَاذَان- الكَلْبِي مولى أُمِّ هانئ): ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (2054).

وصاحب الترجمة (عليّ بن محمد بن البُهْلُول)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(أبو كُرَيْب) هو (محمد بن العلاء بن كُرَيْب الهَمْدَاني الكوفي)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 197):"مشهور بكنيته، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة سبع وأربعين -يعني ومائتين-، وهو ابن سبع وثمانين سنة"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "السِّيَر"(11/ 394 - 398)، و"التهذيب"(9/ 385 - 386).

التخريج:

رواه أبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 225 رقم (1619)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 419)، والطبراني في "المعجم الكبير"(24/ 413) رقم (1006)، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الإِسماعيلي في "معجمه" ص 173 (355) -وعنه الخطيب-، من طريق شَيْبَان بن عبد الرحمن، عن جابر، عن أبي صالح، عن أُمِّ هانئ

(1)

، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 280): "رواه الطبراني وفيه جابر الجُعْفِي وهو ضعيف".

وعزاه في "الكنز"(7/ 198) رقم (18622) إلى الرُّوْيَاني والشَّاشِيّ وابن عساكر فقط! !

* * *

(1)

تَصَحَّفَ في "الطبقات" إلى "أم هلال".

ص: 320

1803 -

أخبرنا العَتِيقي، حدَّثنا عليّ بن عمر الحَرْبِيّ، حدَّثنا أبو الحسين

(1)

عليّ بن محمد بن حاتم القُوْمِسِيّ -قدم علينا حاجًّا في سنة سبع وثلاثمائة-، حدَّثنا محمد بن عُزَيْز الأَيْلِيّ، حدَّثنا سَلَامة بن رَوْح، عن عُقَيْل، عن ابن شِهَاب قال: حدَّثني أبو سَلَمَة،

عن أبي هريرة أنَّه سَمِعَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: "خرَجَ نَبِيٌّ مِنَ الأنبياءِ بالنَّاسِ يَسْتَسْقُونُ اللَّهَ، فإذا هو بِنَمْلَةٍ رَافِعَةٍ بَعْضَ قَوائِمِهَا إلى السَّمَاءِ فقالَ: ارْجِعُوا فقد اسْتُجِيب لَكُمْ مِنْ أَجْلِ هذهِ النَّملَةِ".

(12/ 65) في ترجمة (عليّ بن محمد بن حاتم القُوْمِسِيّ أبو الحسين).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (محمد بن عُزَيْز بن عبد اللَّه الأَيْلِيّ العُقَيْلِيّ أبو عبد اللَّه)، وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(8/ 52) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 137).

3 -

"المعجم المشتمل" لابن عساكر ص 261 رقم (912) وفيه عن النَّسَائي: "صُوَيْلِح". وقال مرَّةَ: "ضعيف، ليس بثقة".

4 -

"الكاشف"(3/ 69) وقال: "تَرَدَّدَ فيه النَّسَائي". وقال ابن أبي حاتم: "صدوق".

5 -

"التهذيب"(9/ 344 - 345)، وفيه عن يعقوب بن سفيان الفَسَوي

(1)

هكذا في المطبوع، وكذا في المخطوط نسخة تونس ص 519. وفي "الأنساب" للسَّمْعَاني (10/ 263):"أبو الحسن".

ص: 321

قوله: "دخلتُ أَيْلَةَ فسألتُ عن كتب سَلَامة بن رَوْح وحديثه عن محمد بن عُزَيْز، وجهدتُ كُلَّ الجهد، فزعم أنَّه لم يسمع من سَلَامَة شيئًا، ثم وجدت بعد ذلك بما ظهر عنه من حديثه". وقال النَّسَائي: "لا بأس به". وقال الحاكم: "رأيتُ القدماء حدَّثوا عنه". وقال مَسْلَمَة في "الصِّلَة": "ثقة". وقال ابن شاهين: "كان أحمد بن صالح المِصْرِيّ سيء الرأي فيه". وقال العُقَيْلِي وسعيد بن عثمان: "ثقة".

6 -

"التقريب"(1/ 191) وقال: "فيه ضعف، وقد تكلَّموا في صحَّة سماعه من عمِّه سَلَامة، من الحادية عشرة، مات سنة سبع وستين -يعني ومائتين-"/ س ق.

وفيه (سَلَامة بن رَوْح بن خالد الأَيْلِيّ أبو رَوْح)، وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(4/ 301 - 302)، وفيه عن أحمد بن صالح قوله:"سألت بأَيْلَة عن سَلَامَة ابن أخي عُقَيْل غير واحد، فأخبرني رجل من ثِقَاتِهِم أنَّ سَلَامَة لم يسمع من عُقَيْل، وحديثه عن كتب عُقَيْل. وقال لي عَنْبَسَة مثل ذلك في سَلَامَة". وقال محمد بن مسلم: "قال لي إسحاق بن إسماعيل: ما سمعت سَلَامَةَ قَطُّ يقول: حدَّثنا عُقَيْل، إنما كان يقول: قال عُقَيْل. فقلتُ: ما حَالُ سَلَامَةَ؟ فقال: الكتب التي يروي عن عُقَيْل صِحَاحٌ". وقال أبو حاتم: "ليس بالقويِّ، محلُّه عندي مَحَلّ الغَفْلَةِ". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف منكر الحديث يُكْتَبُ حديثه على الاعتبار".

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 300) وقال: "مستقيم الحديث".

3 -

"الكامل في الضعفاء" لابن عدي (3/ 1160 - 1162) وساق له بعض مناكيره.

4 -

"الكاشف"(1/ 331) وقال: "قال أبو زُرْعَة: منكر الحديث. وقَوَّاه ابن حِبَّان".

ص: 322

5 -

"التهذيب"(4/ 289 - 290) وفيه عن أبي داود: أنَّ أحمد بن صالح كتب عنه ثم تركه. وقال ابن قَانِع: "ضعيف". وقال مَسْلَمَة بن قاسم: "لا بأس به".

6 -

"التقريب"(1/ 343) وقال: "صدوق له أوهام، وقيل: لم يسمع من عَمِّه -يعني عُقَيْل بن خالد-، وإنما يحدِّث من كتبه، من التاسعة، مات سنة سبع أو ثمان وتسعين -يعني ومائة-"/ خت س ق.

وفيه صاحب الترجمة (عليّ بن محمد بن حاتم القُومِسِيّ أبو الحسين)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(عُقَيْل) هو (ابن خالد بن عَقِيْل الأَيْلِيّ الأُمَويّ أبو خالد): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1291).

و(أبو سَلَمَة) هو (ابن عبد الرحمن بن عَوْف الزُّهْرِيّ المَدَني): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1401).

و(العَتِيقي) هو (أحمد بن محمد بن منصور أبو الحسن): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1262).

التخريج:

رواه الطَّحَاويُّ في "مُشْكِل الآثار"(1/ 373)، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبِهَاني في كتاب "العَظَمَة"(5/ 1753) رقم (1246)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(7/ 596 - 597) -مخطوط-، من طريق محمد بن عُزَيْز، عن سَلَامَة بن رَوْح، به.

ورواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 325 - 326)، والدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(2/ 66)، من طريق عبد العزيز بن أبي سَلَمَة العُمَري، حدَّثنا محمد بن عَوْن بن

ص: 323

الحكم مولى أُمِّ يحيى بت الحكم

(1)

، عن أبيه قال: قال محمد بن مسلم بن شهاب الزُّهْرِيّ، أخبرني أبو سَلَمة، عنه، به.

قال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

أقول: في تصحيح الحاكم لإسناده وموافقة الذَّهَبِيِّ له: نظر. حيث إنَّ في إسناده (عَوْن مولى أُمِّ حكيم بنت يحيى بن الحكم)، ترجم له البُخَاري في "التاريخ الكبير" (7/ 16) وقال:"عن الزُّهَرِيّ مرسل". كما ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(7/ 281) وقال: "يروي عن الزُّهْرِيّ، روى عنه عبد العزيز بن أبي سَلَمَة المَاجِشُون

(2)

". ولم يُذْكَرْ توثيقه إلَّا عن ابن حِبَّان، ومذهب ابن حِبَّان في توثيق المجاهيل معروف.

وكذلك ولده (محمد بن عوْن مولى أُمِّ حكيم)، لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. وقد ترجم له في "ثقاته"(7/ 411). وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 197) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

وأمَّا قول الشيخ الألباني في "إرواء الغليل"(3/ 137): "محمد بن عَوْن وأباه لم أجد من ترجمهما، والغالب في مثلهما الجهالة"، فإنَّه تقدَّم أنَّ البخاري وابن حِبَّان قد ترجما لهما.

وقد نقل محقق كتاب "العظمة" قول الشيخ الألباني السابق دون تعقيب.

(1)

هكذا في "سنن الدَّارَقُطْنِيّ" المطبوع. وفي "التاريخ الكبير" للبخاري (7/ 16)، و"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 281): "مولى أم حكيم بنت يحيى بن الحكم.

(2)

الماجِشُون: الورد. وقد لُقِّبَ به (أبو سَلَمَة) لحمرة خديه، وهذه لغة أهل المدينة. كذا في "اللباب" لابن الأثير (3/ 141). ويجوز في الجيم من (الماجشون): الفتح والضم والكسر كما قال الزَّبِيْدِيّ في "تاج العروس"(4/ 348). وقال العلَّامة محمد بن طاهر الفَتَّني في "المغني في ضبط أسماء الرجال" ص 219: "وهو معزب (الماه كَون) أي شبه القمر، وقيل: شبه الورد".

ص: 324

وذكره الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 97)، وعزاه للحاكم والدَّارَقُطْنِيّ، وقال:"وفي لفظ لأحمد: خرج سليمان عليه الصلاة والسلام يَسْتَسْقْي -الحديث-، ورواه الطَّحَاويُّ من طرق، منها: من حديث أبي الصِّدِّيق النَّاجي قال: خرج سليمان عليه الصلاة والسلام فذكره، وفي آخره: ارجعوا فقد كُفيتم بغيركم".

أقول: لم أقف عليه في "مسند أحمد"، ولم يورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"، فلعله في غير "المسند". واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وقد رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(7/ 595 و 596) -مخطوط-، من طريق مِسْعَر بن كِدَام، عن زيد العَمِّي، عن أبي الصِّدِّيق النَّاجي قال:"خرج سليمان. . . " الحديث. وهذا إسناد منقطع، فأبو الصِّدِّيق النَّاجِي بكر بن عمر: تابعي ثقة توفي سنة (108 هـ)، لم يذكر عمَّن روى الحديث، ولا رَفَعَهُ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. انظر ترجمته في "التهذيب"(1/ 486).

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(7/ 596) -مخطوط-، عن كعب الأحبار قال:"خرج سليمان. . . " الحديث.

* * *

1804 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن الحسن الحَرْبي، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن صالح الأَبْهَري، حدَّثنا أبو الطَّيِّب عليّ بن محمد بن مَخْلَد بن خَازِم الكوفي -ببغداد، سنة عشر وثلثمائة-، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن صَدَقَة العَامِري، حدَّثنا محمد بن حِمْيَر الحِمْصي، عن عبيد اللَّه العُمَري، عن نافع،

عن ابن عمر قال: سُئِلَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أيُّ الأَعْمَالِ أفْضَلُ قال: "الصَّلاةُ في أَوَّلِ وَقْتِهَا".

(12/ 66) في ترجمة (عليّ بن محمد بن مَخْلَد الكوفي أبو الطيِّب).

ص: 325

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (إبراهيم بن محمد بن صَدَقَةَ العامري الكوفي)، وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 109 رقم (25).

2 -

"المغني"(1/ 23) وقال: "ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ".

3 -

"الميزان"(1/ 56) وفيه مثل ما في "المغني".

4 -

"اللسان"(1/ 97) ونقل تضعيف الدَّارَقُطْنِيّ ولم يزد.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عليّ بن محمد بن مخْلَد الكوفي أبو الطَّيِّب)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

لم يروه من حديث ابن عمر غير الخطيب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

والحديث رواه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم عدد من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(5/ 252 - 254)، و"مجمع الزوائد"(2/ 302)، و"الترغيب والترهيب"(1/ 255 - 258).

ومن ذلك ما رواه البخاري في مواقيت الصلاة، باب فضل الصلاة لوقتها (2/ 9) رقم (527)، وغير موضع، ومسلم في الإيمان، باب بيان كون الإِيمان باللَّه تعالى أفضل الأعمال (1/ 89) رقم (25)، وغيرهما، عن عبد اللَّه بن مسعود قال: سألتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أيُّ الأَعمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا. . . . ".

وانظر حديث (1544).

* * *

ص: 326

1805 -

أخبرني الخَلَّال، حدَّثنا عليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ، حدَّثنا عليّ بن محمد بن أحمد بن عيَّاش القاضي البَلْخِيّ -قَدِمَ علينا-، حدَّثنا محمد بن خُشْنَام بن الجَعْد البَلْخِيّ.

وأخبرنا عليّ بن أبي بكر الطِّرَازيّ -بنَيْسَابُور-، أخبرنا أبو حامد أحمد بن عليّ بن حَسْنُوْيَه المُقْرِئ، حدَّثنا أبو بكر محمد بن خُشْنَام بن جَعْد

(1)

البَلْخِيّ، حدَّثنا العبَّاس بن زياد أبو صالح البزَّاز، عن سَعْدَان الحَكَمِيّ

(2)

، عن سليمان التَّيْمِيّ، عن أبي عثمان النَّهْدِيّ،

عن سلمان الفارسي أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إن اللَّه تعالى يعطي المؤمنَ جوازًا على الصَّرَاطِ: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا كتابٌ من اللَّه العزيز الحكيم لفلان ابن فلان، أَدْخِلُوهُ جَنَّةً عاليةً، قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ".

"واللفظ لحديث الدَّارَقُطْنِيّ".

(12/ 67 - 68) في ترجمة (عليّ بن محمد بن أحمد البَلْخي القاضي أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

منكر.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (649).

وصاحب الترجمة (عليّ بن محمد بن أحمد البَلْخِي القاضي أبو الحسن)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "جعفر". والتصويب من الطريق الأول المتقدِّم، ومن مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 522.

(2)

في المطبوع: "سعدان [سعيد بن سعيد] الخلمي". وفي مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 522: "سعدان الحلمية". والتصويب من "الجرح والتعديل"(4/ 290)، و"العلل" لابن الجَوْزي (2/ 446).

ص: 327

و (الخَلَّال) هو (الحسن بن محمد بن الحسن أبو محمد): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (368).

و (عليّ بن أبي بكر الطِّرَازي) هو (عليّ بن محمد بن محمد أبو الحسن)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (17/ 409) وقال:"الشيخ الكبير، مُسْنَدُ خُرَاسان". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (649).

* * *

1806 -

كتب إليَّ أبو طاهر محمد بن محمد بن الحسين المُعَدَّل -من الكوفة-، وحدَّثنيه الصُّوْرِيُّ عنه قال: حدَّثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن حمَّاد بن سفيان الحافظ قال -[وذكر بعض خبر صاحب الترجمة عليّ بن محمد بن هارون الحِمْيَرِيّ]- وقال

(1)

لي: جاء إلى أبي: محمد بن طَرِيف فسلَّم عليه، فقال له أبي: حَدِّث ابني بحديث، فقال: حدَّثنا أبو معاوية، عن أبي مَعْشَر، عن نافع،

عن ابن عمر قال: عُرِضتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم يوم بَدْرٍ. الحديث.

(12/ 69) في ترجمة (عليّ بن محمد بن هارون الحِمْيرِيّ الفقيه الكوفي أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

(1)

القائل هو: أبو الحسن محمد بن أحمد بن حمَّاد بن سفيان الحافظ. حيث يُخْبر أبا طاهر محمد بن محمد بن الحسين المعدَّل: أنَّ محمد بن طَرِيف بن خَلِيفة البَجَلي قد أتى إلى والده: أحمد بن حمَّاد بن سفيان، فطلب منه أن يحدِّث ولده محمَّدًا.

ص: 328

ففيه (أبو مَعْشَر) وهو (نَجِيح بن عبد الرحمن السِّنْدِيّ)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (789).

و(أبو معاوية) هو (الضَّرير الكوفي محمد بن خَازِم): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (434).

و(محمد بن طَرِيف) هو (البَجَلي الكوفي أبو جعفر): ثقة صاحب حديث، روى له مسلم في "صحيحه"، وتوفي عام (242 هـ). انظر ترجمته في:"الكاشف"(3/ 49)، و"التهذيب"(9/ 235 - 236)، و"التقريب"(2/ 172).

و(الصُّوْريّ)، هو (محمد بن عليّ بن عبد اللَّه الشَّامي أبو عبد اللَّه): إمام حافظ حُجَّة، توفي عام (441 هـ). انظر ترجمته في:"تاريخ بغداد"(3/ 103)، و"السِّيَر"(17/ 627 - 631).

التخريج:

رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(4/ 143) من طريق يزيد بن هارون، عن أبي مَعْشَر، به.

ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 55) من طريق أبي معاوية، عن أبي مَعْشَر، به.

ولفظ ابن سعد عنه: "عُرِضْتُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم بَدْرٍ وأنا ابنُ ثَلاثَ عَشْرَةَ سنة فردَّني، وعُرِضْتُ عليه يوم أُحُدٍ وأنا ابنُ أَرْبعَ عَشْرَةَ فردَّني، وعُرِضْتُ عليه يومَ الخَنْدَقِ وأنا ابنُ خمْسَ عَشْرَةَ فَقَبِلَنِي".

ثم ذكر ابن سعد عقب روايته له عن يزيد بن هارون قوله: "وهو في الخَنْدَق ينبغي أن يكون ابن ست عشرة سنة، لأنَّ بين أُحُدٍ والخَنْدَق: بَدْرًا الصُّغْرَى".

وقد رواه البخاري في الشهادات، باب بلوغ الصبيان وشهاداتهم (5/ 276)

ص: 329

رقم (2664)، وفي المغازي، باب غزوة الخندق (7/ 392) رقم (4097)، ومسلم في الإِمارة، باب بيان سن البلوغ (3/ 1490) رقم (1868)، والنَّسَائي في الطلاق، باب متى يقع طلاق الصبي (6/ 155 - 156)، وأبو داود في الحدود، باب في الغلام يصيب الحَدَّ (4/ 561 - 562) رقم (4406)، والتِّرْمِذِيّ في الجهاد، باب ما جاء في حَدِّ بلوغ الرجل ومتى يُفْرَضُ له (4/ 211) رقم (1711)، وابن ماجه في الحدود، باب من لا يجب عليه الحَدُّ (2/ 850) رقم (2543)، من طريق عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال:"عُرِضْتُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومَ أُحُد وأنا ابنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً فلم يُجِزْنِي، وعُرِضْتُ عليه يومَ الخَنْدَقِ وأنا ابنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فَأَجَازَنِي".

وليس عندهم أنَّه عرض عليه يومَ بَدْرٍ، كما في حديث الخطيب وابن سعد والبيهقي، ولذا اعتبرته من الزوائد.

قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(5/ 278): "لم تختلف الرواة عن عبيد اللَّه بن عمر في ذلك وهو الاقتصار على ذكر أُحُد والخَنْدَق. وكذا أخرجه ابن حِبّان من طريق مالك عن نافع". ثم ذكر رواية ابن سعد المتقدِّمة والتي فيها ذِكْرُ بَدْرٍ، مع قول يزيد بن هارون السابق، وقال:"وهو -يعني يزيد بن هارون- أَقْدَمُ من نعرفه استشكل قول ابن عمر هذا -يعني في ذكر عَرْضِهِ بغزوة بَدْرٍ، وإنما بناه على قول ابن إسحاق. وأكثر أهل السِّير أنَّ (الخَنْدَقَ) كانت في سنة خمس من الهجرة، وإن اختلفوا في تعيين شهرها. . . واتفقوا على أنَّ (أُحُدًا) كانت في شوال سنة ثلاث. وإذا كان كذلك جاء ما قال (يزيد) أنه يكون حينئذٍ ابن ست عشرة سنة. . . وعلى هذا لا إشكال، لكن اتفق أهل المغازي على أنَّ المشركين لمَّا توجهوا في (أُحُدٍ) نادوا المسلمين: موعدكم العام المقبل بدر، وأنَّه صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إليها من السنة المُقْبِلَةِ في شوال فلم يجد بها أَحَدًا، وهذه هي التي تسمَّى "بَدْر الموعد"، ولم يقع بها قتال، فتعين ما قال ابن إسحاق: أنَّ (الخَنْدَق)

ص: 330

كانت في سنة خمس. فيحتاح حينئذٍ إلى الجواب عن الإشكال، وقد أجاب عنه البيهقي وغيره: بأنَّ قول ابن عمر: "عُرِضْتُ يوم أُحُدٍ وأنا ابنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ": أي دخَلْتُ فيها، وأنَّ قوله:"عُرِضْتُ يوم الخَنْدَقِ وأنا ابنُ خَمْسَ عَشْرَةَ: أي تجاوزتها، فألقى الكَسْرَ في الأولى، وجَبَرَهُ في الثانية، وهو شائع مسموع في كلامهم، وبه يرتفع الإِشكال المذكور وهو أولى من الترجيح".

وقال: "وأبو مَعْشَر مع ضعفه لا يخالفُ ما زادهُ مِنْ ذِكْرِ بَدْرٍ، ما رواه الثقاتُ، بل يوافقهم".

* * *

1807 -

أخبرني الحسن بن عليّ الجَوْهَري، أخبرنا محمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن مُكْرَم المُعَدَّل، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن محمد الدَّلَّال، حدَّثنا الرَّبيع بن سليمان، حدَّثنا أَسَدُ بن موسى، حدَّثنا أبو بكر الدَّاهِرِي، عن ثَوْر بن يزيد، عن خالد بن المُهَاجِر،

عن عبد اللَّه بن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا ابنَ آدمَ عِنْدَكَ مَا يَكْفِيكَ، وأَنْتَ تَطْلُبُ ما يُطْغِيكَ. يا ابنَ آدمَ لا بقَليل تَقْنَعُ، ولا بكَثِيرٍ تَشْبَعُ. يا ابنَ آدَمَ إذا أَصْبَحْتَ صحيحًا في جِسْمِكَ، عِنْدَكَ قُوتُ يَوْمِك، فعلى الدُّنْيَا العَفَاءُ".

(12/ 71 - 72) في ترجمة (عليّ بن محمد بن عليّ الدَّلَّال أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (أبو بكر الدَّاهِرِيّ) وهو (عبد اللَّه بن حَكِيم الضَّبِّيّ المدني)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(4/ 409) وقال: "ليس حديثُهُ بشيء" ـ

ص: 331

2 -

"التاريخ الكبير"(5/ 74) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"أحوال الرجال" ص 131 رقم (218) وقال: "كذَّاب".

4 -

"الضعفاء" للعُقَيْليّ (2/ 241 - 242).

5 -

"الجرح والتعديل"(5/ 41) وقال: "تَرَكَ أبو زُرْعَة حديثه ولم يقرأه علينا، وقال: هو ضعيف". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث". وقال مَرَّةً: "ذاهب الحديث".

6 -

"المجروحين"(2/ 21 - 22) وقال: "كان يضع الحديث على الثقات، ويروي عن مالك والثَّوْري ومِسْعَر ما ليس من أحاديثهم، لا يحلُّ ذكره في الكتب إلَّا على سبيل القَدْحِ فيها".

7 -

"الكامل"(4/ 1456 - 1459) وقال: "مُنْكَرُ الحديث".

8 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 263 رقم (318).

9 -

"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 98 رقم (109) وقال: "حدَّث عن إسماعيل بن أبي خالد والأَعْمَش والثَّوْري بالموضوعات".

10 -

"السنن الكبرى" للبيهقي (5/ 129) وقال: "ضعيف".

11 -

"المغني"(2/ 774) وقال: "أحد المتروكين باتفاق".

12 -

"الميزان"(2/ 410 - 411) وقال: "بعض النَّاس قد مشَّاه وقوَّاه فلم يُلْتَفَت إليها".

13 -

"المقتنى في سرد الكُنَى" للذَّهَبِيّ ص 119 رقم (785) وقال: "وَاهٍ".

14 -

"اللسان"(3/ 277 - 278).

وصاحب الترجمة (عليّ بن محمد بن عليّ الدَّلَّال)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 332

التخريج:

رواه أبو بكر بن السُّنِّيّ في كتاب "القَنَاعَة" ص 15 رقم (9)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(7/ 294) رقم (10360) -ط بيروت-، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1458) -في ترجمة (عبد اللَّه بن حَكِيم أبو بكر الدَّاهِرِيّ الضَّبِّيّ) -، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(5/ 529) -مخطوط-، من طريق أَسَد بن موسى، عن أبي بكر الدَّاهِرِيّ

(1)

، به.

قال ابن عدي: "هذا الحديث عن ثَوْر بن يزيد لا أعلم يرويه عنه غير أبي بكر الدَّاهِرِيّ"".

ورواه أبو الحسين الشَّجَري في "أماليه"(2/ 170)، والعَسْكَري في "الأمثال" -كما في "تخريج الأربعين السُّلَمية في التصوف" للسَّخَاوي ص 61 - ، من طريق إسماعيل بن رافع، عن خالد بن مُهاجِر، عنه، به.

أقول: في إسناده (إسماعيل بن رافع الأنصاري المدني)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (1/ 80):"ضعَّفوه جدًّا". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1434).

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(8/ 225) رقم (5010) -، وعنه أبو نعيم في "الحِلْيَة"(6/ 98)، وفي "الأربعين على مذهب المتحققين من الصُّوفِيَّة" ص 77 رقم (38)، عن المِقْدَام بن داود، عن أَسَد بن موسى، عن أبي بكر الدَّاهِرِيّ، عن ثَوْر بن يزيد، عن خالد بن المُهَاجِر

(2)

، عن عمر بن الخطَّاب، به. فجعلاه من (مسند عمر).

قال الطبراني: "لا يُرْوَى عن عمر إلَّا بهذا الإِسناد، تفرَّد به أسد".

(1)

تَصَحَّفَ في "شُعَب الإِيمان" إلى: "الزاهري" بالزاي.

(2)

حُرِّفَ في "الحِلْيَة" إلى: "عن خالد عن مجاهد".

ص: 333

وقال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث ثَوْر، لم نكتبه إلَّا من حديث أسد عن أبي بكر".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 289) بعد أن عزاه للطبراني في "الأوسط": "وفيه أبو بكر الدَّاهِريّ وهو ضعيف".

* * *

1808 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن الحسن الحَرْبيّ، أخبرنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن محمد بن دينار الدَّقَّاق الشَّاهد، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن عبد اللَّه العَنْبرِيّ الطُّوسِيّ -قَدِمَ علينا-، حدّثنا أبو بكر محمد بن زَنْجُوْيَه بن الهيثم القُشَيْرِيّ، حدَّثنا عبد الأعلى بن حمَّاد النَّرْسِيّ، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت،

عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بمَجْلِسِ الأَنْصَارِ وَهُمْ يَضْحَكُونَ ويَمْرَحُونَ، فَقَالَ:"أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ".

(12/ 72 - 73) في ترجمة (عليّ بن محمد بن عبد اللَّه العَنْبَرِيّ الطُّوسِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده حديثهم حسن عدا صاحب الترجمة (عليّ بن محمد العَنْبَرِيّ الطُّوسِيّ)، فإنَّ الخطيب لم يذكره بجرحٍ أو تعديلٍ، ولم أقف على من ذكره بذلك، وقد توبع كما سيأتي.

ومَتْنُ الحديث صحيح له شواهد عدَّة.

التخريج:

رواه البيهقي في "شعب الإِيمان"(3/ 109) رقم (802)، عن أبي عبد اللَّه

ص: 334

الحافظ، عن أبي أحمد محمد بن عيسى الجُلُودي، عن أبي بكر محمد بن زَنْجُوْيَه القُشَيْري، عن عبد الأعلى بن حمَّاد النَّرْسِيّ، به.

وإسناده حسن.

ورواه البزَّار في "مسنده"(4/ 240) رقم (3623) -من كشف الأستار-، والطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 395 - 396) رقم (695)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(9/ 252)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(3/ 109 - 110) رقم (802)، و (9/ 129) رقم (4493)، والضِّياء المَقْدِسِيّ في "المُخْتَارَة"(5/ 76 - 77) رقم (1701) و (1702)، من طريق مؤَمَّل بن إسماعيل، عن حمَّاد بن سَلَمَة، به.

وعند البزَّار زيادة قوله في آخره: "وأحسبه قال: فإنَّه ما ذَكَرَهُ أَحَدٌ في ضِيقٍ مِنَ العَيْشِ إلَّا وَسَّعَهُ عَلَيْهِ، ولا في سَعَةٍ إلَّا ضَيَّقَهُ عَلَيْهِ".

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلَّا حمَّاد، تفرَّد به مؤمَّل".

وقال الهيثمي في "المجمع"(10/ 308): "رواه البزَّار والطبراني باختصار عنه، وإسنادهما حسن"!

أقول: في إسناده عندهم (مؤمَّل بن إسماعيل البَصْري أبو عبد الرحمن)، وهو صدوق سيء الحفظ. وستأتي ترجمته في حديث (1957)، وقد تابعه (عبد الأعلى بن حمَّاد النَّرْسي) -وهو ثَبْتٌ كما في "الكاشف"(2/ 130) - عند الخطيب في إسناده المتقدِّم.

كما أنَّ في إسناده عند الطبراني: (أحمد بن محمد بن أبي بڑزَّة المقرئ المكِّي)، وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (351). وقد توبع.

ومتن الحديث صحيح، له شواهد عِدَّة، انظرها في:"شُعَب الإِيمان" -ط بيروت- رقم (828) و (10558) و (10559)(10560)، و"مسند

ص: 335

الشهاب" للقُضَاعي (1/ 392 - 393)، و"جامع الأصول" (11/ 14) و (11/ 169)، و"مجمع الزوائد" (10/ 308 - 309)، و"المقاصد الحسنة" ص 74 - 75.

ومن هذه الشواهد: ما رواه النَّسَائي في الجنائز، باب كثرة ذكر الموت (4/ 4)، والتِّرْمِذِيّ في الزهد، باب ما جاء في ذكر الموت (4/ 553) رقم (2307)، وابن ماجه في الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد له (2/ 1422) رقم (4258)، وأحمد في "المسند"(2/ 292 - 293)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(4/ 281 و 282) رقم (2981) و (2983) و (2984)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 321)، وغيرهم، عن أبي هريرة مرفوعًا:"أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ -يعني المَوْتَ-".

قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن غريب".

وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

* * *

1809 -

حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن أَبَان الهِيْتِي -إملاءً في سنة ست وأربعمائة-، أنبأنا أبو القاسم عليّ بن محمد بن موسى بن صفوان الأَنْبَاري المُقْرِئ، حدَّثنا يحيى بن أبي طالب، أخبرنا أبو النَّضْر، عن الأَشْجَعِي، عن سفيان، عن حُصَيْن بن عبد الرحمن، عن رَجُلٍ،

عن معاذ

(1)

قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول إذا أَفْطَرَ: "الحَمْدُ للَّهِ الذي أَعَانَنِي فَصُمْتُ ورَزَقَنِي فَأَفْطَرْتُ".

(12/ 75) في ترجمة (عليّ بن محمد بن موسى المُقْرِئ أبو القاسم، والمعروف بابن صفوان الأَنْبَارِيّ).

(1)

حُرِّفَ في المطبوع، والمخطوط -نسخة تونس ص 524 - إلى:"معاذ بن جَبَل". والتصويب من "التهذيب"(10/ 190 - 191)، ومصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث، وكذلك من المصادر التي روته والمذكورة في التخريج.

ص: 336

مرتبة الحديث:

مُرْسَلٌ، وإسناده ضعيف.

فـ (معاذ) هو (ابن زُهْرَة -ويقال: أبو زُهْرَة- الضَّبِّيّ)، وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(7/ 364) وقال: "معاذ أبو زُهْرَة. قال حُصَيْن، مرسل، قاله يحيى بن مَعِين".

2 -

"الجرح والتعديل"(8/ 248) وفيه عن أبي حاتم: "روى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا، روى عنه الحُصَيْن بن عبد الرحمن". وقد ذكره باسم (معاذ أبو زُهْرَة).

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 482) وذكره باسم (معاذ أبو زُهْرَة الضَّبِّيّ)، وقال:"يروي المراسيل، روى عنه حُصَيْن بن عبد الرحمن".

4 -

"التهذيب"(10/ 190 - 191) وقال: "تابعي، أَرْسَلَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في القول عند الإِفطار، وعنه حُصَيْن بن عبد الرحمن، وذكره ابن حِبَّان في "الثقات". . . في التابعين"

(1)

.

5 -

"التقريب"(2/ 256) وقال: "مقبول، من الثالثة، أرسل حديثًا فوهم من ذكره في الصحابة"/ د.

وفي إسناده جهالة الرجل الراوي عن (معاذ بن زُهْرَة).

وصاحب الترجمة (عليّ بن محمد بن موسى المُقْرِئ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(الأَشْجَعِيّ) هو (عبيد اللَّه بن عبيد الرحمن الكوفي أبو عبد الرحمن): ثقة ثَبْت. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (905).

(1)

أقول: ذكره ابن حِبَّان في طبقة أتباع التابعين.

ص: 337

و (أبو النَّضْر) هو (هاشم بن القاسم بن مسلم اللَّيْثي): ثقة ثَبْت. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1600).

و (سفيان) هو (ابن سعيد الثَّوْري): إمام ثقة حجَّة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (190).

التخريج:

رواه أبو بكر بن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 225 رقم (479)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(7/ 482) رقم (3619)، من طريق الأَشْجَعي، عن سفيان، عن حُصَيْن بن عبد الرحمن، عن رجل، عنه، به.

والحديث رواه أبو داود في الصوم، باب القول عند الإفطار (2/ 763) رقم (2358)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 239)، وابن المبارك في "الزهد والرقائق" ص 495 رقم (1410) و (1411)، من طريق حُصَيْن بن عبد الرحمن، عن معاذ بن زُهْرَة قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أَفْطَرَ قَالَ: "اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وعلى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ".

وعند أبي داود: "عن معاذ بن زُهْرَة أنَّه بَلَغَهُ".

وفي "الزُّهْدِ" لابن المبارك: "قال ابن صَاعِد: وهذا معاذ ليس هو ابن جَبَل، إنما هو معاذ أبو زُهْرَة".

* * *

1810 -

أخبرنا محمد بن عمر بن بُكَيْر، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن عبد اللَّه القاضي القَزْويني -قَدِم علينا-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن عليّ بن محمد الخيَّاط، حدَّثنا أبو حَبِيب زيد بن المهتدي، حدَّثنا سعيد بن يعقوب الطَّالْقَاني، حدَّثنا خالد بن عبد اللَّه، عن لَيْث، عن عطاء،

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَفْطَرَ الحَاجِمُ والمَحْجومُ".

ص: 338

(12/ 85) في ترجمة (عليّ بن محمد بن عبد اللَّه القاضي القَزْويني أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى، بل عدَّه السُّيُوطيُّ وغيره من المتواتر.

ففيه (لَيْث) وهو (ابن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم القُرْشي): ضعيف، وقد اخْتُلِفَ عليه فيه كما سيأتي. وقد سبقت ترجمته في حديث (124).

وفيه صاحب الترجمة (عليّ بن محمد بن عبد اللَّه القَزْويني)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(عَطَاء) هو (ابن أبي رَبَاح المكِّي أبو محمد): إمام تابعي ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(6/ 157 و 258)، والنَّسَائي في "السنن الكبرى" في الصوم -كما في "تحفة الأشراف"(12/ 240) رقم (17392) -، من طريق أبي معاوية شَيْبَان بن عبد الرحمن، عن لَيْث، به.

ورواه البزَّار في "مسنده"(1/ 473) رقم (999) -من كشف الأستار-، والنَّسَائي في "السنن الكبرى" في الصوم -كما في "تحفة الأشراف" الموضع السابق-، من طريق خالد بن عبد اللَّه، عن لَيْث، به.

ورواه الطَّحَاويُّ في "شرح معاني الآثار"(2/ 99) من طريق أبي الأَحْوَص، عن لَيْث، به.

كما رواه الطَّحَاويُّ في (2/ 98) منه، والطبراني في "المعجم الأوسط"

ص: 339

-كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(3/ 120) رقم (1527) -، من طريق ابن لَهِيعة، عن عمرو بن شُعَيْب، عن عُرْوَة، عن عائشة مرفوعًا.

و(ابن لَهِيعة): ضعيف. وقد سبقت ترجمته في حديث (196).

ورواه أبو يعلى في "مسنده"(10/ 228) رقم (5849)، من طريق مثنَّى بن الصَّبَّاح، عن عمرو بن شعيب، عن عروة بن الزُّبَيْر، عن عائشة مرفوعًا بلفظ:"أَفْطَرَ الحَاجِمُ والمُسْتَحْجِمُ".

و(مثنَّى بن الصَّبَّاح اليَمَاني الأَبْنَاوي أبو عبد اللَّه): ضعيف اختلط بأَخَرَةٍ كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 228).

ورواه النَّسَائي في "السنن الكبرى" في الصوم -كما في "تحفة الأشراف" الموضع السابق- من طريق شَيْبَان بن عبد الرحمن، وعبد الواحد بن زياد، عن لَيْث، عن عطاء، عن عائشة موقوفًا.

قال البزَّار: "تابع خالدًا على هذه الرواية: أبو الأَحْوَص وشَيْبَان. وخالفهم: عبيد بن سعيد، فحدَّثناه سعيد بن يحيى بن سعيد الأُمَوي، حدَّثنا عمَّي عبيد بن سعيد، عن لَيْث، عن عطاء، عن عروة بن عِيَاض، عن عائشة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "أَفْطَرَ الحَاجِمُ والمَحْجُومُ". . . [و] لا نعلمُ أحدًا أدخل بين عطاء وعائشة، عروة بن عِيَاض إلَّا عبيد بن سعيد".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 169): رواه أبو يعلى والبزَّار عن عائشة وحدها. ورواه الطبراني في "الأوسط" عن عائشة وأبي هريرة معًا. . . وحديث عائشة فيه المثنَّى بن الصَّبَّاح وفيه كلام وقد وثِّق.

أقول: فات الهيثمي أن يعزوه لأحمد رحمه اللَّه تعالى.

وللحديث شواهد كثيرة انظرها في: "نصب الراية"(2/ 472 - 477)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 193 - 194)، و"جامع الأصول"(6/ 294 - 295)،

ص: 340

و"مجمع الزوائد"(3/ 168 - 169)، و"الأزهار المتناثرة" للسُّيُوطيّ ص 129 - 132 حيث عدَّه من الأحاديث المتواترة. وقد عَدَّ له المحدِّث الكَتَّاني "نظم المتناثر" ص 87 - 88: تسعة عشر راويًا من الصحابة.

وقد تقدَّم في حديث (1425) ذكر أحد شواهده الصحيحة من حديث رافع بن خَدِيج رضي الله عنه.

كما تقدَّم تخريجه في الموطن السابق من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه.

* * *

1811 -

أخبرنا النَّجَّار، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن شدَّاد المُطَرِّز، حدَّثنا محمد بن محمد بن سليمان البَاغَنْدِيّ، حدَّثنا أبو سهيل القَطِيْعِيّ، حدَّثنا حمَّاد بن زيد -بمكة-، وعيسي بن وَاقِد، عن أَبَان بن أبي عيَّاش،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّمَا مَثَلِي ومَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي، كَسَفِينَةِ نُوحٍ، مَنْ رَكِبَهَا نَجَا، ومَنْ تَخَلَّف عَنْهَا غَرِق".

(12/ 91) في ترجمة (عليّ بن محمد بن شدَّاد المُطَرِّز أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (أَبَان بن أبي عيَّاش البَصْري)، وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (531).

وفيه صاحب الترجمة (عليّ بن محمد بن شدَّاد المُطَرِّز)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و (أبو سهيل القَطِيْعِيّ) لم أتبينه.

ص: 341

وشيخ الخطيب (النَّجَّار) هو (عبيد اللَّه بن محمد بن عبيد اللَّه أبو القاسم، المعروف بابن الدَّلُو): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (428).

التخريج:

لم أقف عليه من حديث أنس في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

والحديث رواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 150 - 151) من طريق مُفَضَّل بن صالح، عن أبي إسحاق، عن حَنَش الكِنَاني، عن أبي ذَرٍّ مرفوعًا، بلفظ:"أَلَا إنَّ مَثَلَ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَلُ سَفِينةِ نُوحٍ مِنْ قَوْمِهِ، مَنْ رَكَبَهَا نَجَا ومَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ".

قال الحاكم: صحيح. وتعقَّبه الَّذهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك" فقال: "مفضَّل واهٍ".

ورواه من حديث أبي ذَرٍّ أيضًا: البزَّار في "مسنده"(3/ 222) رقم (2614) -من كشف الأستار-، والطبراني في "الصغير"(1/ 139 - 140)، و"الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 332) رقم (3793) -، و"الكبير"(3/ 37 - 38) رقم (2636 و 2637)، وعند بعضهم في آخره زيادة.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 168): "في إسناد البزَّار: الحسن بن أبي جعفر الجُفْرِي، وفي إسناد الطبراني عبد اللَّه بن دَاهِر، وهما متروكان".

ورواه من حديث ابن عبَّاس: الطبراني في "الكبير"(3/ 38) رقم (2638) و (12/ 34) رقم (12388)، والبزَّار في "مسنده"(3/ 222) رقم (2615) -من كشف الأستار-، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 306).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 168): "رواه البزَّار والطبراني، وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو متروك".

ص: 342

أقول: وهو عند أبي نُعَيْم أيضًا.

ورواه من حديث عبد اللَّه بن الزُّبَيْر: البزَّار في "مسنده"(3/ 222) رقم (2613) -من كشف الأستار-، وفيه ابن لَهِيعة وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).

ورواه من حديث أبي سعيد الخُدْري: الطبراني في "الصغير"(2/ 22)، و"الأوسط" -كما في "مجمع البحرين"(6/ 333 - 334) رقم (3796) -.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 168) بعد أن عزاه له فيهما: "وفيه جماعة لم أعرفهم".

أقول: في إسناده فيهما (عطية بن سعد العَوْفي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (189).

ورواه من حديث أبي الطُّفَيْل عامر بن وَاثِلَة: الدُّولابي في "الكُنَى والأسماء"(1/ 76)، وفي إسناده (أسلم المكِّي)، ترجم له ابن حَجَر في "اللسان" (1/ 389) وقال:"مولى محمد بن الحنفية. . كان يخدم محمد بن علي الباقر، ولا يقول بالكيسانية"، وَذَكَرَ طرفًا من أخباره. وفي إسناده من لم أعرفه، واللَّه أعلم.

* * *

1812 -

أخبرني أبو عبد اللَّه أحمد بن أحمد بن محمد السِّيْبِيّ، حدَّثنا عمِّي أبو الحسن عليّ بن محمد بن عليّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن إبراهيم بن محمد بن الحسن الأزْدِيّ الضَّرير المُقْرئ، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم -يعني الدَّوْرَقِيّ-، حدَّثنا حَجَّاج، عن ابن جُرَيْج، عن حسين بن عبد اللَّه، عن عِكْرِمَةَ،

عن ابن عبَّاس قال: مشيتُ وراءَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أختبره فانظر كيف يكرُه أن أمشي وراءه أو يحبّ ذاكَ. قال: فالتمسني بيده، فألحقني به حتَّى مَشَيْتُ بجَنْبِهِ، ثم تخلَّفت الثانية أمشي وراءه فالتمسني بيده فألحقني به، فعرفتُ أنَّه يكرهُ ذلكَ.

ص: 343

(12/ 91) في ترجمة (عليّ بن محمد بن عليّ القَصْرِيّ أبو الحسن، يعرف بابن السِّيْبِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (حسين بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عبَّاس بن عبد المُطَّلِب الهاشمي المَدَني) وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 95 رقم (257) وقال: "ضعيف".

2 -

"التاريخ الكبير"(2/ 388) وفيه عن ابن المَدِيني: "تركت حديثه".

3 -

"أحوال الرجال" ص 137 رقم (233) وقال: "لا يُشْتَغَلُ بحديثه".

4 -

"الضعفاء" للنَّسائي ص 85 رقم (147) وقال: "متروك الحديث".

5 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 245 - 246) وقال: "له غير حديث لا يُتَابَعُ عليه من حديث ابن عبَّاس".

6 -

"الجرح والتعديل"(3/ 57) وفيه عن أحمد: "له أشياء مُنْكَرَة". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بقويٍّ".

7 -

"المجروحين"(1/ 242) وقال: "يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل".

8 -

"الكامل"(2/ 760 - 761) وقال: "ممن يُكْتَبُ حديثه، فإنِّي لم أجد في أحاديثه منكرًا قد جاوز المقدار والحَدَّ".

9 -

"الكاشف"(1/ 170) وقال: "ضعَّفوه".

10 -

"التقريب"(1/ 176) وقال: "ضعيف، من الخامسة"/ ت ق.

وفيه صاحب الترجمة (عليَ بن محمد القَصْرِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 344

و (حجَّاج) هو (ابن محمد المِصِّيصيّ أبو محمد الأَعْوَر)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 154):"ثقة ثَبْت، لكنه اختلط في آخر عمره لمّا قدم بغداد قبل موته، من التاسعة، مات ببغداد سنة ست ومائتين"/ ع. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(5/ 451 - 457)، و"التهذيب"(2/ 205 - 206).

و (ابن جُرَيْج) هو (عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيْج الأُمَوي المَكِّي أبو خالد): إمام حافظ ثقة، شيخ الحَرَم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (132).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(5/ 308 - 309) رقم (3121) - من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن ابن جُرَيْج، به؛ وقال:"لم يروه عن ابن جُرَيْج إلَّا عبد المجيد".

أقول: وهو متعقَّب بطريق الخطيب.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 83) بعد أن عزاه له: "فيه حسين بن عبد اللَّه الهاشمي، وهو متروك".

* * *

1813 -

أخبرنا العَتِيقيُّ، والتَّنُوخيُّ، قالا: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن عبيد اللَّه الزُّهْرِيّ -إملاءً مِنْ حِفْظِهِ-، حدَّثنا أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المُثَنَّى المَوْصِلِيّ، حدَّثنا شَيْبَان بن فَرُّوخ الأُبُلِّيّ

(1)

، عن سعيد بن سُلَيْم، عن عبد العزيز بن صُهَيْب،

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "الأيلي" بالياء، والتصويب من "الأنساب"(1/ 121)، و"تبصير المنتبه"(1/ 33).

ص: 345

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "غَسْلُ الإِنَاءِ وَطَهَارَةُ الفِنَاءِ يُورِثَانِ الغِنَاءَ".

(12/ 92) في ترجمة (عليّ بن محمد بن عبيد اللَّه الزُّهْرِيّ الضَّرير أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (عليّ بن محمد بن عبيد اللَّه الزُّهْرِيّ الضَّرير أبو الحسن)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(12/ 92 - 93) وقال: "كان كذَّابًا".

2 -

"ميزان الاعتدال"(3/ 155) وقال: "كذَّبه أبو بكر الخطيب وغيره".

3 -

"لسان الميزان"(4/ 258) ولم يزد عمَّا في "الميزان".

قال الخطيب عقب روايته له: "لم أكتبه إلَّا من حديث هذا الزُّهْرِيّ الكذَّاب".

وقد جَزَمَ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 155) في ترجمة (الزُّهْرِيِّ) هذا، بأنَّه هو الذي وضعه على أبي يعلى المَوْصِلي.

و(العَتِيقيُّ) هو (أحمد بن محمد بن منصور): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1262).

و(التَّنُوخيُّ) هو (عليّ بن المُحَسِّن بن عليّ): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1115).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 77) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.

ص: 346

وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 4)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(2/ 66).

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 583) إلى ابن النَّجَّار مع الخطيب.

* * *

1814 -

أخبرنا التَّنُوخيُّ، حدَّثنا عليّ بن محمد الزُّهْرِيّ، أخبرنا أبو يعلى المَوْصِليّ، عن شَيْبَان بن فَرُّوخ، عن سعيد بن سُلَيْم، عن عبد العزيز بن صُهَيْب،

عن أنس بن مالك، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ للَّه تعالى مَلَكًا مِنْ حِجَارَةٍ يُكْنَى أبا عُمَارَةَ". "وذكر حديثًا فيه طول".

(12/ 92) في ترجمة (عليّ بن محمد بن عبيد اللَّه الزُّهْرِيّ الضَّرير أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

موضوع. قاله الحافظ الخطيب عقب روايته له.

ففيه صاحب الترجمة (عليّ بن محمد الزُّهْرِيّ الضَّرير)، وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (1813).

و (التَّنُوخِيُّ) هو (عليّ بن المُحَسِّن بن عليّ): صدوق. وسبقت ترجمته في حديث (1115).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 239 - 241) من أربعة طرق عن أنس:

الأوَّل: عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: إنَّ فيه الزُّهْرِيّ سرق حديث عليّ بن أبي طالب -الآتي عقب حديث أنس هذا-، وجعل له إسنادًا آخر. ونقل قول الخطيب السابق في حُكْمِهِ على الحديث بالوضع، وفي تكذيبه للزُّهْرِيّ.

ص: 347

الثاني: من طريق أبي سعيد محمد بن عليّ النَّقَّاش

(1)

، عن عبد اللَّه الزاهد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن محمد بن عبد الرحيم، عن ابن أبي العِلَاج المَوْصِلي، عن حمَّاد بن عمرو النَّصِيبي، عن زيد بن رُفَيْع، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"إنَّ للَّه مَلَكًا من حجارة يقال له عُمَارَة، ينزل كُلَّ يوم على حِمَارٍ من حجارةٍ فيسعِّر الأسعار ثم يعرج"!!، وقال: فيه عبد اللَّه بن أيوب بن أبي عِلَاج المَوْصلي، قال ابن عدي: أحاديثه مناكير. وقال ابن حِبَّان: يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، فلا يشك السامع أنَّه كان يضعها: وستأتي ترجمته في الحديث التالي (1815).

الثالث: من طريق السَّرِيّ البغدادي، عن عليّ بن عاصم، عن حُمَيْد، عن أنس مرفوعًا بنحو لفظ الطريق الثاني. وقال: فيه السَّرِيُّ البغدادي، قال عبد الرحمن بن خِرَاش: كان يكذب. وقال ابن عدي: كان يسرق الحديث.

الرابع: من طريق العبَّاس بن بَكَّار، عن عبد اللَّه بن المُثَنَّى، عن ثُمَامَة بن عبد اللَّه، عن أنس مرفوعًا بلفظ مختلف. وقال: فيه العبَّاس بن بَكَّار، قال الدَّارَقُطْنِيّ: هو كذَّاب. وعبد اللَّه بن المُثَنَّى ضعيف عندهم.

أقول: قد تقدَّم تخريجه من هذا الطريق في حديث (1153).

وسيأتي في الحديث التالي (1815) تخريجه من حديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

وقد أقرَّ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 144 - 145) ابن الجَوْزي في حُكْمه عليه بالوضع، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(2/ 192).

* * *

1815 -

أخبرنا الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا عبد اللَّه بن عثمان الصَّفَّار، حدَّثنا أحمد بن عيسى بن عليّ الخَوَّاص، حدَّثنا سفيان بن زياد بن آدم

(1)

في "موضوعاته" كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 144).

ص: 348

أبو سهل، حدَّثنا عبد اللَّه بن أبي عِلَاج المَوْصِلي، حدَّثني أبي، عن محمد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدِّه،

عن عليٍّ قال: غَلَا السِّعْرُ بالمدينة، قال: فذهب أصحابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول غَلَا السِّعْرُ فَسَعِّرْ لَنَا، فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنَّ اللَّه هو المُعطي والمانعُ، وإنَّ للَّه مَلَكًا اسمه عُمَارَة على فَرَسٍ مِنْ حجارةِ الياقوتِ، طوله مدّ بصر، يدورُ في الأمصار، ويوقف في الأسواق، فينادي أَلَا لِيَغْلُ كذا وكذا، أَلَا ليرخص كذا وكذا".

(12/ 92 - 93) في ترجمة (عليّ بن محمد بن عبيد اللَّه الزُّهْرِيّ الضَّرير أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

صدر الحديث صحيح من طرق أخرى، وأمَّا قوله:"إنَّ للَّه مَلَكًا اسمه عُمَارَة" إلى آخر الحديث، فإنَّه موضوع.

ففيه (عبد اللَّه بن أيوب بن أبي عِلَاج المَوْصِلي أبو بكر)، وقد ترجم له في:

1 -

"المجروحين"(2/ 37 - 38) وقال: "شيخ يروي عن يونس بن يزيد ومالك بن أنس ما ليس من أحاديثهم، لا يشكُّ المستمع لها إذا كان ذلك صناعته أنَّه كان يضعها".

2 -

"الكامل"(4/ 527)، وقال:"رأيت له أحاديث أُنكرها". وقال أيضًا: "هو مُنْكَرٌ".

3 -

"ميزان الاعتدال"(2/ 394)، وقال:"مُتَّهَمٌ بالوضع، كذَّاب، مع أنَّه من كبار الصالحين"! !

4 -

"لسان الميزان"(3/ 261 - 262) وقال: "قال الحاكم والنَّقَّاش وأبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني: روى عن مالك ويونس أحاديث موضوعة. وقال الأَزْدِيُّ:

ص: 349

هو وأبوه كذَّابان. وقال أبو القاسم الطَّحَّان: حديثه مُنْكَرٌ. وقال الحافظ أبو زكريا الأَزْدِيّ في "طبقات العلماء بالمَوْصِل": "كان رجلًا صالحًا كثير الحديث مُنْكَرَهُ". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "يضع الحديث". وقال الخطيب: "غير ثقة".

وقال الخطيب عقب روايته له: "والحديث بهذا الإِسناد أليق وأشبه منه بالإِسناد الأول

(1)

، وإن كانا جميعًا موضوعين".

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 238 - 239) من طريق الدَّارَقُطْنِيّ، عن أحمد بن عيسى الخَوَّاص، به، وقال في (2/ 240) منه:"انفرد به ابن أبي عِلَاج"، وذكر ما تقدَّم عن ابن حِبَّان وابن عدي في جَرْحِهِ.

وذَكَرَ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 394) في ترجمة (ابن أبي عِلَاج المَوْصِلي) الحديث -دون صدره- من الطريق المتقدِّم، مع أحاديث أخرى له، وقال:"هذه بواطيل".

أمَّا صَدْرُ الحديث، فإنَّ الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير" (3/ 14) قد قال:"رواه أحمد وأبو داود والتِّرْمِذِيّ وابن ماجه والدَّارِمي والبزَّار وأبو يعلى من طريق حمَّاد بن سَلَمَة عن ثابت وغيره عن أنس، وإسناده على شرط مسلم. وقد صحَّحه ابن حِبَّان والتِّرْمِذِيّ".

ثم ذكر بعض طرقه من غير حديث أنس

(2)

، وقال:"وَأَغْرَبَ ابن الجَوْزي فأخرجه في "الموضوعات" من حديث عليٍّ، فقال: إنَّه حديث لا يصحُّ".

أقول: تعقُّب الحافظ ابن حَجَر لابن الجَوْزي، موضع نظر، فإنَّ ابن الجَوْزي لم يرد بقوله: لا يصحُّ، صَدْرَ الحديث، إنما أراد ما يتعلق بالمَلِكِ وصفته

(1)

يعني من حديث أنس السابق رقم (1814).

(2)

قد تقدَّم تخريجه من حديث أبي سعيد الخُدْري برقم (1452) فانظره إن شئت.

ص: 350

ووظيفته، وهو موضوع بإقرار ابن حَجَر نفسه في "اللسان"(3/ 261) لحكم الذَّهَبِيّ عليه وعلى طائفة أخرى من حديث (ابن أبي عِلَاج المَوْصِلي) بالبطلان.

وقد تابع ابن حَجَر في تعقُّبه هذا: السُّيوطيّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 144 - 145)، وابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(2/ 192)، ولا مَحَلَّ لمتابعتهما، لأنَّ السُّيُوطيّ نفسه أشار إلى أنَّ تعقُّب ابن حَجَر إنما يتعلَّق بصدر الحديث وحده.

* * *

1816 -

أخبرنا ابن الفُتِيْتِيّ، أخبرنا أبو بكر عمر بن رَوْح بن عليّ النَّهْرَوَانيّ، حدَّثنا أبو نصر محمد بن حَمْدُوْيَه المَرْوَزِيّ، حدَّثنا محمود بن آدم المَرْوَزِيّ، حدَّثنا الفضل بن موسى، حدَّثنا عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هِنْد، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقَّاص، عن أبيه،

عن جدِّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَرْبَعٌ مِنَ الشَّقَاءِ: الجَارُ السُّوءُ، والمَرْكَبُ السُّوءَ، والمَرأَةُ السُّوءُ، والمَسْكَنُ الضَّيِّقُ. وأَرْبَعٌ مِنَ السَّعَادَةِ: المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، والمَسْكَنُ الوَاسِعُ، والجَارُ الصَّالِحُ، والمَرْكَبُ الهَنِيءُ".

(12/ 99) في ترجمة (عليّ بن محمد بن عبد اللَّه القَطَّان أبو الحسن، يعرف بابن الفُتِيْتِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن. ومَتْنُهُ صحيح ورد من طرق عِدَّة.

و (ابن الفُتِيْتِيّ) هو صاحب الترجمة (عليّ بن محمد بن عبد اللَّه القَطَّان)، قال الخطيب عنه:"لا بأس به".

التخريج:

رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(6/ 135) رقم (4021)، من طريق الفضل بن موسى، عن عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند، به.

ص: 351

وإسناده صحيح على شرط البخاري.

ورواه أحمد في "المسند"(1/ 168)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (4/ 20) رقم (1180)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 144)، والطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 29 رقم (210)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(7/ 82) رقم (9557) -ط بيروت-، من طريق محمد بن أبي حُمَيْد، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقَّاص، به.

وليس عندهم -عدا البيهقي- قوله: "الجار الصالح" و"الجار السوء".

قال البزَّار: "هذا الحديث لا نعلمه يُرْوَى عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلَّا من هذا الوجه عن سعد، ومحمد بن أبي حُمَيْد هذا فليس بالقويِّ، وقد روى عنه جماعة من أهل العلم واحتملوا حديثه".

وقال الحاكم: "هذا الحديث صحيح الإِسناد ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

أقول: في تصحيح الحاكم لإِسناده، وموافقة الذَّهَبِيِّ له: نظر، فإنَّ فيه:(محمد بن أبي حُمَيْد الزُّرَقِيّ الأنصاري)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1372).

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 108 - 109) رقم (329)، "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(4/ 154 - 155) رقم (2247) -، من طريق إبراهيم بن عثمان، عن العبَّاس بن ذَرِيح، عن محمد بن سعد، عن أبيه مرفوعًا به، دون قوله "الجار الصالح"، و"الجار السوء" أيضًا.

أقول: في إسناده (إبراهيم بن عثمان العَبْسِيّ أبو شَيْبَة)، وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1786).

ص: 352

ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 388)، من طريق وائل بن داود، عن محمد بن سعد، عن أبيه، به مرفوعًا. و (وائل): ثقة كما في "التقريب"(2/ 329).

قال المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(3/ 42): "رواه أحمد بإسناد صحيح، والطبراني والبزَّار، والحاكم وصحَّحه. . وابن حِبَّان في "صحيحه". . . ".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 272): "رواه أحمد والبزَّار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد رجال الصحيح".

أقول: تصحيحُ المُنْذِرِيِّ لإِسناد أحمد، وقول الهيثمي: إنَّ رجاله رجال الصحيح، موضع نظر. فإنَّ في إسناد أحمد:(محمد بن أبي حُمَيْد الزُّرَقِيّ) وهو ضعيف كما تقدَّم، وليس له رواية في "الصحيحين" أو أحدهما.

وقد ورد عند الحاكم في "المستدرك"(2/ 162) بيان أوجه السَّعَادة والشَّقَاوة في المذكورات، حيث يروي من طريق محمد بن بُكَيْر الحَضْرَمي، حدَّثنا خالد بن عبد اللَّه، حدَّثنا أبو إسحاق الشَّيْبَاني، عن أبي بكر بن حفص، عن محمد بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقَّاص مرفوعًا: "ثَلَاثٌ مِنَ السَّعَادَةِ، وثَلاثٌ مِنَ الشَّقَاوَةِ. فَمِنَ السَّعَادَةِ: المَرْأَةُ: تَرَاهَا تُعْجِبُكَ، وتَغِيبُ فَتَأْمَنُهَا على نَفْسِهَا ومَالِكَ. والدَّابَّةُ: تكونُ وَطِيَةً فَتُلْحِقُكَ بأَصْحَابِكَ. والدَّارُ: تكونُ واسعةً كثيرةَ المَرَافِقِ. ومِنَ الشَّقَاوَةِ: المَرْأَةُ: تَرَاهَا فَتَسُوؤُكَ، وتَحْمِلُ لسَانَهَا عَلَيْكَ، وإنْ غِبْتَ عَنْهَا لَمْ تَأْمَنْهَا على نَفْسِها ومَالِكَ. والدَّابَّةُ: تكونُ قَطُوفًا

(1)

، فإنْ ضَرَبْتَهَا أَتْعَبَتْكَ، وإِنْ تَرَكْتَهَا لَمْ تُلْحِقْكَ بأَصْحَابِكَ. والدَّارُ: تكونُ ضَيِّقَةً قَلِيلَةَ المَرَافِقِ".

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد من خالد بن عبد اللَّه الوَاسِطي إلى

(1)

قال ابن الأثير في "النهاية"(4/ 84): "القِطَاف: تقارُب الخَطْوِ في سرعة، من القَطْف: وهو القَطْعُ. . والقَطُوفُ: فَعُول منه".

ص: 353

رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، تفرَّد به محمد بن بُكَيْر عن خالد إن كان حفظه، فإنَّه صحيح على شرط الشيخين".

قال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك": "محمد، قال أبو حاتم: صدوق يغلط. وقال يعقوب بن شَيْبَة: ثقة".

وقال المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(3/ 42): "محمد هذا: صدوق، وثَّقَهُ غير واحد".

* * *

1817 -

أخبرنا ابن المَازِني، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان، حدَّثنا بِشْر بن موسى، حدَّثنا أبو عبد الرحمن المُقْرِئ -عبد اللَّه بن يزيد-، حدَّثنا عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم الإِفْرِيقي، عن عبد اللَّه بن يزيد،

عن عبد اللَّه بن عمرو، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ صُدِعَ رَأْسُهُ في سبيلِ اللَّه فاحْتَسَبَ، غَفَرَ اللَّه لَهُ ما كانَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ ذَنْبٍ".

(12/ 100) في ترجمة (عليّ بن محمد بن عبد الرحيم بن إسحاق الأَزْدِيّ المَازِني أبو الحسين).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم الإِفْرِيقي) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (227).

و (ابن المَازِني) هو صاحب الترجمة (عليّ بن محمد الأَزْدِي)، قال الخطيب عنه: صدوق.

و (عبد اللَّه بن يزيد) الراوي عن (عبد اللَّه بن عمرو بن العاص)، هو (المَعَافِرِيُّ الحُبُلِيُّ): تابعي ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (459).

ص: 354

التخريج:

روه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(5/ 329)، وعَبْد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(1/ 295) رقم (329)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 365) رقم (767) -من كشف الأستار-، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1591) -في ترجمة (عبد الرحمن بن زياد الإِفْرِيقي) -، من طريق عبد الرحمن بن زياد هذا، عن عبد اللَّه بن يزيد، عنه، به

(1)

.

قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 303): "رواه البزَّار وإسناده حسن".

وقال المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(4/ 297): "رواه الطبراني

(2)

والبزَّار بإسناد حسن".

أقول: تحسين المنذري والهيثمي لإِسناده، موضع نظر، فإنَّ فيه (عبد الرحمن بن زياد الإِفريقي)، وهو ضعيف كما تقدَّم.

وعزاه ابن حَجَر في "المطالب العالية"(2/ 144) رقم (1881) إلى ابن أبي عمر وأحمد بن مَنِيع في "مسنديهما" أيضًا.

وفي حاشية محقق "المطالب": "قال البُوصِيري: مدار أسانيدهم على عبد الرحمن وهو ضعيف".

* * *

1818 -

أخبرنا أبو عامر، حدَّثنا عمر بن أحمد بن عثمان المَرْوَرُّوْذِيّ -إملاءً-، حدَّثنا الحسين بن أحمد بن بِسْطَام الزَّعْفَرَانِيّ

(1)

الذي في "المصنف": "عن عبد اللَّه بن عمر". وقد ذكر المصحح أنه في نسخة: "عمرو". أقول: وهو الصواب.

(2)

أقول: (مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص) لا يوجد في "المعجم الكبير" للطبراني المطبوع، لفقدانه من النسخة التي طبع عنها.

ص: 355

-بالأُبُلَّة

(1)

-، حدَّثنا أبو هشام الرِّفَاعِيّ، حدَّثنا يحيى بن يَمَان، عن سفيان الثَّوْريّ، عن محمد بن إسحاق، عن أبي جعفر،

عن جابر قال: كانَ السِّوَاكُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَوْضِعَ القَلَمِ مِنْ أُذُنِ الكَاتِبِ.

(12/ 101) في ترجمة (عليّ بن محمد بن أحمد القُرَشِيّ الغَزَّال أبو عامر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (يحيى بن يَمَان العِجْلِيّ)، وهو صدوق عابد كثير الخطأ، فُلِجَ فَسَاءَ حِفْظُهُ. قال ابن مَعِين:"لا يُشْبِهُ حديثُهُ عن الثَّوْري أحاديث غيره عن الثَّوْري". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (611).

وفيه أيضًا (أبو هشام الرِّفَاعي) وهو (محمد بن يزيد بن محمد بن كثير العِجْلِي الكوفي): ليس بالقويِّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (658). لكنه توبع كما سيأتي.

وفيه عَنْعَنَةُ محمد بن إسحاق، وهو مدلِّس مشهور، لا يُقْبَلُ حديثُهُ إلَّا إذا صرَّح فيه بالسماع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1327).

و(أبو جعفر) هو (البَاقِر، محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (418).

و(أبو عامر) هو صاحب الترجمة (علي بن محمد القُرِشِيّ الغَزَّال)، قال: الخطيب عنه: صدوق.

(1)

"بلدة على شاطئ دِجْلَة البصرة العظمى، في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة". "مراصد الاطلاع"(1/ 18).

ص: 356

التخريج:

رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 37) عن أبي الحسين عليّ بن أحمد بن عَبْدَان، أخبرنا الطبراني، حدَّثنا الحَضْرَميّ، حدَّثنا عثمان بن أبي شَيْبَة، حدَّثنا يحيى بن يَمَان، به.

قال البيهقي نقلًا عن الطبراني: "رواه عن أبي إسحاق: سفيان، ولم يروه عن سفيان إلَّا يحيى".

وقال البيهقي: "ويحيى بن يَمَان ليس بالقويِّ عندهم، ويُشْبِهُ أن يكون غلط من حديث محمد بن إسحاق الأول إلى هذا"

(1)

.

ورواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2692) -في ترجمة (يحيى بن يَمَان العِجْلِي) - من طريق يحيى هذا، عن الثوري، به؛ وقال:"وهذا عن الثَّوْري بهذا الإِسناد يرويه عنه ابن يَمَان".

وقال أبو زُرْعَة كما في "العلل" لابن أبي حاتم (1/ 55): "هذا وَهَمٌ. وَهِمَ فيه يحيى بن يَمَان".

* * *

1819 -

أخبرنا ابن الفَضْل، حدَّثنا عبد الباقي بن قَانِع، حدَّثنا الحسن بن عليّ بن المتوكِّل قال: وجدتُ في كتاب أبي -بخطِّه وأجازه لي- قال: حدَّثنا أبو حفص العَبِدِي، عن ثابت،

(1)

هكذا نَصُّ العبارة في "السنن الكبرى" المطبوع. ونَصُّها في "نصب الراية"(1/ 9) نقلًا عن البيهقي: "ويحيى بن يَمَان ليس بالقويِّ عندهم، ويُشْبِهُ أن يكون وهم من حديث زيد بن خالد إلى هذا". أقول: حديث زيد بن خالد الذي أشار إليه البيهقي، رواه أبو داود في الطهارة، باب السواك (1/ 40) رقم (47)، والتِّرْمِذِيّ في الطهارة، باب ما جاء في السواك (1/ 35) رقم (23)، من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التَّيْمي، عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن، عن زيد بن خالد الجُهَني مرفوعًا:"لولا أن أَشُقَّ على أُمَّتي لأَمَرْتُهُمْ بالسِّوَاكِ عند كُلِّ صَلاةٍ". قال أبو سَلَمَة: "فرأيت زيدًا يجلس في المسجد وإنَّ السِّواك مِنْ أُذُنِهِ موضع القلم مِنْ أُذُن الكاتب، فكلَّما قام إلى الصلاة استاك". قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن صحيح". أقول: فيه عنعنة (ابن إسحاق).

ص: 357

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ ذا لِسَانَيْنِ في الدُّنْيَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ لِسَانَيْنِ في النَّارِ".

(12/ 103) في ترجمة (عليّ بن المتوكِّل مولى بني هاشم).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. ومَتْنُهُ صحيح بمجموع طرقه.

ففيه (أبو حفص العَبْدِيّ) وهو (عمر بن حفص بن ذَكْوَان): متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (660).

وفيه صاحب الترجمة (عليّ بن المتوكِّل مولى بني هاشم)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(ثابت) هو (بن أَسْلَم البُنَانِيّ): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (420).

و(ابن الفَضْل) هو (محمد بن الحسين بن محمد بن الفَضْل الأَزْرَق القَطَّان أبو الحسين): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176).

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(5/ 159) رقم (2771 و 2772)، والبزَّار في "مسنده"(2/ 428) رقم (2025) -من كشف الأستار-، وابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "الصَّمْتِ" ص 153 رقم (280)، وفي كتاب "الغيبة والنَّمِيمة" ص 108 رقم (322)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(2/ 160)، والقُضَاعي في "مسند الشهاب"(1/ 284) رقم (322)، من طريق إسماعيل بن مسلم المَكِّي، عن الحسن البَصْري، عن أنس، به.

وعند أبي يعلى وابن أبي الدُّنْيَا: عن الحسن وقَتَادَة معًا عن أنس، به.

قال البزَّار: "لا نعلمُ رواه عن الحسن عن أنس إلَّا إسماعيل، تفرَّد به أنس".

ص: 358

وقال أبو نُعَيْم: "لم نكتبه عاليًا من حديث إسماعيل إلَّا من حديث الأنصاري، ورواه الكِبَارُ عن إسماعيل".

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(8/ 202) رقم (4966) -، عن مِقْدَام بن داود، عن أسد بن موسى، عن أيوب بن خُوْط، عن قَتَادَة، عن أنس مرفوعًا به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 95): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه مِقْدَام بن داود وهو ضعيف. ورواه البزَّار بنحوه وأبو يعلى، وفيه إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف".

أقول: فات الهيثمي رحمه الله أن يعلّ طريق الطبراني بـ (أيوب بن خُوْط البَصْري)، فإنَّه متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1265).

و(إسماعيل بن مسلم المكِّي أبو إسحاق) قد تقدَّمت ترجمته في حديث (362).

وعزاه الحافظ ابن حَجَر في "المطالب العالية"(2/ 430) رقم (2666) إلى ابن أبي عمر في "مسنده".

وللحديث شواهد عِدَّة يصحُّ بمجموعها، انظرها في:"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (8/ 370 - 371)، و"الحِلْيَة"(8/ 282)، و"الصَّمْت" ص 151 - 153، و"السنن الكبرى"(10/ 246)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 603 - 604)، و"مجمع الزوائد"(8/ 95 - 96).

ومن هذه الشواهد، ما رواه أبو داود في الأدب، باب في ذي الوجهين (5/ 191) رقم (4873) -واللفظ له-، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 430 رقم (1316)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 503) رقم (5726)، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 314)، وأبو يعلى في "مسنده"(3/ 193 و 204) رقم (1620)

ص: 359

و (1637)، وأحمد في "الزهد" ص 312، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(8/ 370)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 89 رقم (644)، وابن أبي الدُّنْيَا في "الصَّمْت" ص 151 رقم (274)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 246)، عن عمَّار بن ياسر مرفوعًا:"مَنْ كَانَ لَهُ وَجْهَانِ في الدُّنْيَا، كانَ لَهُ يومَ القِيَامةِ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ".

قال العراقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(3/ 158) بعد أن عزاه للبخاري في "الأدب المفرد" وأبي داود فحسب: إسناده حسن.

وذكره الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(10/ 475) -في الأدب، باب ما قيل في ذي الوجهين-، وسكت عنه.

وقد نقل رحمه الله في "التهذيب"(10/ 463) في ترجمة (نُعَيْم بن حَنْظَلَة)، عن عليّ بن المَدِيني أنه قال في هذا الحديث: إسناده حسن.

أقول: في إسناده عندهم (شَرِيك بن عبد اللَّه النَّخَعِيُّ) وهو صدوق يخطئ كثيرًا، وحديثه حسن في الشواهد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (672).

* * *

1820 -

أخبرنا أحمد بن الحسين بن عليّ بن عمر الحَضْرَمِيّ، حدَّثنا جَدِّي، حدَّثنا عليّ بن المُبَارَك، حدَّثنا عبد الأعلى بن حمَّاد النَّرْسِيّ، حدَّثنا الحَمَّادان -حمَّاد بن زيد وحمَّاد بن سَلَمَة-، عن ثابت البُنَانِيّ،

عن أنس بن مالك، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"أنَّ رَجُلًا ممَّن كانَ قَبْلَكُمْ كانَ لَهُ مَرْكَبٌ في البَحْرِ، وكانَ يَبِيعُ الخَمْرَ يَشُوبُهُ بالمَاءِ، وكانَ مَعَهُ في المَرْكَبِ قِرْدٌ يَنْظُرُ إلى ما يَفْعَلُ، فلمَّا اسْتَتَمَّ ما في المَرْكَبِ مِنَ الخَمْرِ، أَخَذَ القِرْدُ الكِيسَ، فَصَعِدَ الذُّرْوَةَ، فَجَعَلَ يَرْمي بدينارٍ في البَحْرِ ودِينَارٍ في المَرْكَبِ حتَّى جَزَّأَهُ نِصْفَيْنِ".

ص: 360

(12/ 106) في ترجمة (عليّ بن المُبَارَك بن عبد اللَّه المَسْرُوري).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وقد رُوي بنحوه من حديث أبي هريرة بإسناد صحيح.

ففيه صاحب الترجمة (عليّ بن المُبَارَك المَسْرُوري)، وهو مُتَّهَمٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (416). فضلًا عن كونه قد خالف الثقات الذين رووه عن حمَّاد بن سَلْمَة من حديث أبي هريرة.

قال الخطيب عقب روايته له: "حديث غريب لا أعلم رواه بهذا الإِسناد غير المَسْرُوري، وخالفه غيره فرواه عن عبد الأعلى عن حمَّاد بن سَلَمَة عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة عن أبي صالح عن أبي هريرة، وعن حُمَيْد عن الحسن عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وذلك أصحُّ واللَّه أعلم".

التخريج:

لم يروه من حديث أنس غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الكنز"(4/ 63) رقم (9524) إليه وحده.

والحديث رواه أحمد في "المسند"(2/ 306 و 335 و 403)، بنحوه، عن بَهْز بن أسد العَمِّيّ وعفَّان بن مسلم وسليمان بن حَرْب، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طَلْحَة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا.

أقول: إسناده صحيح من الطرق الثلاثة.

ورواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(9/ 500) رقم (1974)، من طريق عبد الأعلى بن حمَّاد، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، به.

ص: 361

وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"(15/ 197) رقم (8041): "إسناده صحيح. . . وذكره المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب" 3/ 23، وقال: رواه الطبراني في معجمه الكبير، ورواه البيهقي أيضًا، ولا أعلم في رواته مجروحًا".

أقول: الذي في نسختنا من "الترغيب والترهيب"(2/ 573): "ورواه البيهقي أيضًا، ولا أعلم في رواته مجروحًا، ورُوي عن الحسن مرسلًا".

وليس فيه ذكر عزوه له إلى الطبراني، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

كما أني لم أقف عليه في "مجمع الزوائد" في مظانه، مع أنَّه على شرطه.

ورواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(9/ 501 - 502) رقم (4926)، من طريق صالح بن إسحاق، عن يحيى بن كثير الكاهلي، عن هشام، عن ابن سِيرين، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "إنَّ رجلًا كان فيمن كان قبلكم حَمَلَ خَمْرًا، ثم جعل في كُلِّ زِقٍّ نِصْفًا ماءً، ثم باعه، فلما جمع الثمنَ، جاء ثَعْلَبٌ فأخذ الكيسَ، وَصَعِدَ الدَّقَلَ

(1)

، فجعل يأخذُ دينارًا فيرمي به في السفينةِ، ويأخذُ دينارًا فيرمي به في الماء حتى فرغ ما في الكيس".

أقول: في إسناده (يحيى بن كثير الكَاهِلي الأسدي الكوفي)، وهو ليِّن الحديث. وقد سبقت ترجمته في حديث (1396).

ورواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1104) -في ترجمة (سليمان بن أرقم أبو معاذ الأنصاري) -، وعنه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(9/ 500 - 501) رقم

(1)

قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 127): "هو خشبة يُمَدُّ عليها شِرَاعُ السفينة، وتُسَمِّيها البحرية: الصَّارِي".

ص: 362

(4925)

، من طريق سليمان بن أرقم هذا، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا، بنحو رواية أحمد المتقدِّمة.

أقول: في إسناده (سليمان بن أرقم الأنصاري البَصْري أبو معاذ)، وهو متروك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (562).

* * *

1821 -

أخبرنا يوسف بن رَبَاح البَصْري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس -بِمِصْرَ-، حدَّثني أبي، حدَّثنا عليّ بن مَعْبَد بن نوح البغدادي أبو الحسن -في شوال سنة أربع وخمسين ومائتين-، حدَّثنا زيد بن يحيى بن عبيد الدِّمَشْقِي، حدَّثنا سعيد بن بشير، عن قَتَادَة، عن الحسن،

عن عبد الرحمن بن سَمُرَة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا عَبْدَ الرَّحمن أَعَاذَكَ اللَّه مِنْ أُمَرَاءَ يكونونَ مِنْ بَعْدي، مَنْ دَخَلَ عليهم فَصَدَّقَهُمْ وأعانَهُمْ على جَوْرِهِمْ فليس منِّي ولا يَرِدُّ عليَّ الحَوْضَ، يا عَبْدَ الرَّحْمَن: الصِّيَامُ جُنَّةٌ، والصَّلَاةُ بُرْهَانٌ. إنَّ اللَّه أبى عليَّ أَنْ يُدْخِلَ الجَنَّةَ لَحْمًا نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلَى به".

(12/ 110) في ترجمة (عليّ بن مَعْبَد بن نوح البغدادي أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طُرُقٍ أخرى.

ففيه (سعيد بن بشير الأَزْدِيّ)، وهو ضعيف يروي عن قَتَادَة المنكرات وما لا يُتَابَعُ عليه، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1168).

و (الحسن) هو (ابن يَسَار البَصْري أبو سعيد): إمام ثقة مشهور، يُرْسِلُ كثيرًا ويدلِّس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (86).

و (قَتَادَة) هو (ابن دِعَامَةَ السَّدُوسي): ثقة ثَبْتٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1303).

ص: 363

التخريج:

رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 126 - 127)، والطَّحَاويُّ في "مُشْكِل الآثار"(1/ 137)، من طريق سعيد بن بشير، عن قَتَادَة، به.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

أقول: تصحيح الحاكم لإِسناده وموافقة الذَّهَبِيِّ له، موضع نظر، حيث إنَّ فيه (سعيد بن بشير الأَزْدِيّ)، وهو ضعيف كما تقدَّم. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "سنن التِّرْمِذِيّ"(2/ 513 - 515) مع حاشية الشيخ أحمد شاكر عليه، و"مشكل الآثار" للطَّحَاوي (1/ 136 - 137)، و"مجمع الزوائد"(5/ 247 - 248)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 194 - 196).

ومن هذه الشواهد ما رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(11/ 345 - 346) رقم (20719)، وأحمد في "المسند"(3/ 321 و 399)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 422) -مطوَّلًا-، و (3/ 479 - 480) -مختصرًا-، والبزَّار في "مسنده"(2/ 241) رقم (1609) -من كشف الأستار-، وابن حِبَّان في "صحيحه"(3/ 111 - 112)، و (7/ 23 - 24)، عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا.

قال الحاكم: "صحيح الإِسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ. وهو كما قالا.

وقال المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(3/ 195) بعد أن عزاه لأحمد والبزَّار: "ورواتهما محتجٌّ بهم في الصحيح".

* * *

1822 -

أخبرني الحسين بن عليّ الطَّنَاجِيريّ، حدَّثنا عبيد اللَّه بن أحمد ابن يعقوب المُقْرِئ، حدَّثنا جعفر بن عبد اللَّه الخُتُّلِيّ.

وأخبرنا عليّ بن طلحة المُقْرِئ، والحسن بن عليّ التَّمِيميّ، قالا: حدَّثنا

ص: 364

عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا جعفر بن عبد اللَّه بن جعفر بن مُجَاشِع الخُتُّلِيّ، حدَّثنا عليّ بن موفق العَابِد، حدَّثنا منصور بن عمَّار، عن بشير بن طَلْحَة، عن خالد بن الدُّرَيْك،

عن يعلى بن مُنْيَة

(1)

قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ النَّارَ لَتَقُولُ للمُؤْمنِ يومَ القِيَامةِ: يا مُؤْمِنُ جُزْ بِي، فقد أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِي".

(12/ 111) في ترجمة (عليّ بن موفق العَابِد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

وقد سبق الكلام عليه في حديث (738).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (738).

* * *

1823 -

أخبرنا التَّنُوخي، أخبرنا عبد اللَّه بن موسى الهاشمي، حدَّثنا الحسن بن محمد بن عَنْبَر الوَشَّاء، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن أبي يحيى الأَكْفَاني، حدَّثنا شُجَاع بن الوليد، حدَّثنا عبد الرحمن بن زياد الإِفْرِيقي، حدَّثنا عبد الرحمن بن رَافِع التَّنُوخي،

عن عبد اللَّه بن عمرو قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ الدُّعَاءَ يقولُ: "اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الصِّحَّةَ، والعِفَّةَ، والأَمَانَةَ، وحُسْنَ الخُلُقِ، والرِّضَا بالقَدَرِ".

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "منبه" بالباء. والتصويب من "السِّيَر" للذَّهَبِيّ (3/ 100)، و"التقريب" لابن حَجَر (2/ 377) وفيه قوله:"بضم الميم وسكون النون بعدها تحتانية مفتوحة، وهي أُمُّه، صحابي مشهور".

ص: 365

(12/ 121) في ترجمة (عليّ بن أبي يحيى الأَكْفَانِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم الإِفْرِيقي)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (227).

وفيه أيضًا (عبد الرحمن بن رافع التَّنُوخِيّ المِصْرِيّ قاضي إِفْرِيقية)، وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(5/ 280) وقال: "في حديثه مناكير".

2 -

"الجرح والتعديل"(5/ 232) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ مغربي إن صحَّت الرواية عنه عن عبد اللَّه بن عمرو عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: إذا رَفَعَ الرجل رأسه من آخر السجدة. فهو حديث منكر".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 95) وقال: "لا يُحْتَجُّ بخبره إذا كان من رواية عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم الإِفريقي، وإنما وقع المناكير في حديثه من أجله".

4 -

"التهذيب"(6/ 168 - 169) وفيه عن السَّاجِيِّ: "فيه نظر". وقال البُنَاني: "فيه نظر وهو غير مشهور".

5 -

"التقريب"(1/ 479) وقال: "ضعيف، من الرابعة، مات سنة ثلاث عشرة -يعني ومائة-، ويقال بعدها"/ بخ د ت ق.

وفيه كذلك صاحب الترجمة (عليّ بن أبي يحيى الأَكْفَانيّ أبو الحسن) وهو (عليّ بن يزيد بن سُلَيْم الصُّدَائي): فيه لِيْنٌ. وستأتي ترجمته في حديث (2164). ولم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا! .

ص: 366

كما أنَّ فيه (الحسن بن محمد بن عَنْبَر الوَشَّاء أبو عليّ)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (425).

وشيخ الخطيب (التَّنُوخِيّ) هو (عليّ بن المُحَسِّن بن عليّ أبو القاسم): صدوق مُعَمَّر. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1115).

التخريج:

رواه الطبراني في كتاب "الدُّعَاء"(3/ 1456) رقم (1406)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 57) رقم (3187) -من كشف الأستار-، من طريق عبد الرحمن الإِفْرِيقي، عن عبد اللَّه بن يزيد، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، به. لكن وقع عند البزَّار قوله:"أسألك العِصْمَة" بدلًا من قوله: "أسألك الصِّحَّة".

ورواه هَنَّاد بن السَّرِيّ في كتاب "الزُّهْد"(1/ 256) رقم (445)، والخَرَائِطي في "مكارم الأخلاق" ص 2 رقم (10) و (11)، من طريق عبد الرحمن الإِفْرِيقي، عن عبد الرحمن بن رافع التَّنْوخِيّ، عنه، به. وليس عند الخَرَائِطي ذكر (الأمانة والرِّضَا بالقَدَر). كما أنَّه ذكر عند هَنَّاد:(العافية) بدلًا من (العِفَّة).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 173 - 174): "رواه الطبراني والبزَّار. . . وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم، وهو ضعيف الحديث وقد وثِّق، وبقية رجال أحد الإِسنادين رجال الصحيح".

* * *

1824 -

أخبرنا الحسن بن الحسين النِّعَالي، أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه بن نصر الذَّارِع

(1)

-بالنَّهْرَوان-، حدَّثنا عليّ بن يحيى بن عبد اللَّه البزَّاز البغدادي، حدَّثنا إسماعيل بن الفَضْل الرَّازي، حدَّثنا عيسى بن جعفر، عن سفيان الثَّوْري، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه.

(1)

هكذا في المطبوع: (أحمد بن عبد اللَّه بن نصر الذَّارِع). وفي مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (298): (أحمد بن نصر بن عبد اللَّه الذَّارِع).

ص: 367

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَرَضُ يومٍ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ ثَلاثِينَ سَنَةً".

(12/ 122) في ترجمة (عليّ بن يحيى بن عبد اللَّه البزَّاز).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (أحمد بن نصر بن عبد اللَّه الذَّارِع أبو بكر)، وهو كذَّاب. وتقدَّمت ترجمته في حديث (298).

وفيه صاحب الترجمة (عليّ بن يحيى البزَّاز)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (3/ 161) وقال:"أتى عنه أحمد بن عبد اللَّه بخبرٍ باطلٍ". وذكر الحديث من الطريق المتقدِّم، وقال:"لكن أحمد هذا هو الذَّارِع أحد الكذَّابين". وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 267).

التخريج:

رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 136) -في ترجمة (إسحاق بن بشر الكَاهِلي القُرَشي) -، عن الحسين بن إسحاق الخَلَّال، حدَّثنا جعفر بن محمد البَرْذَعِيّ، عن الحسين بن بَيَان، عن إسحاق بن بشر، عن سفيان الثَّوْري، به.

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 200) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. قال الدَّارَقُطْنِيّ: الذَّارِعُ كذَّاب دَجَّال. قال المصنِّف -يعني ابن الجَوْزي- قلت: إلَّا أَنَّ هذا ليس مِنْ عَمَلِ الذَّارِع"، ثم رواه من طريق ابن حِبَّان المتقدِّم، وقال: "هذا مِنْ عَمَلِ أبي حُذَيْفَة

(1)

إسحاق بن بِشْر. قال ابن حِبَّان: كان يضع الحديث على الثقات. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: كذَّاب متروك".

(1)

أقول: كنيته التي ذُكِرَت في ترجمته هي (أبو يعقوب).

ص: 368

وقد تقدَّمت ترجمة (إسحاق بن بِشْر بن مُقَاتِل الكَاهِلي أبو يعقوب) في حديث (949).

وقد أقرَّ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 398) ابن الجَوْزِيِّ في حكمه على الحديث بالوضع، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(2/ 352)، ونسباه إلى الخطيب في كتاب "المُتَّفِق والمُفْتَرِق" أيضًا ومن ذات الطريق المتقدِّم عنه.

* * *

1825 -

أخبرنا الحسن بن عليّ الجَوْهَرِيّ، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الخِرَقِيّ، أخبرنا عليّ بن يوسف بن أيوب الدَّقَّاق، حدَّثنا أحمد بن محمد بن غالب غُلَام الخَلِيل، حدَّثنا محمود بن غَيْلَان، حدَّثنا الوليد بن مسلم، عن مُعَان بن رِفَاعة، عن عليّ بن يزيد

(1)

، عن القاسم،

عن أبي أُمَامة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَسْتَشِيْرُوا الحَاكَةَ ولا المُعَلِّمِينَ".

(12/ 124) في ترجمة (عليّ بن يوسف بن أيوب الدَّقَّاق).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففي إسناده: (أحمد بن محمد بن غالب البَاهِلِي غُلَام خَلِيل)، وهو وضَّاع مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (679).

وفيه صاحب الترجمة (عليّ بن يوسف الدَّقَّاق)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكره ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 224)، وقال:"لا يُعْرَفُ". وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 268) ونقل قول ابن الجَوْزي السابق.

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "زيد". والتصويب من مصادر ترجمته الآتية في حديث (2109).

ص: 369

وفيه أيضًا (عليّ بن يزيد) وهو (الأَلْهَانِيّ الدِّمَشْقِيّ أبو عبد الملك): ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (2109).

و(القاسم) هو (ابن عبد الرحمن الدِّمَشْقِيّ أبو عبد الرحمن): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (327).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 224) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"وقد رواه يحيى بن أيوب، عن عبيد اللَّه بن زَحْر، عن عليّ بن يزيد، فزاد فيه: "فإنَّ اللَّه عز وجل سَلَبَهُمْ عُقُولَهُمْ ونَزَعَ البركةَ من أَكْسَابِهِمْ". وهذا حديث موضوع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فأمَّا الطريق الأول: ففيه غُلام خَلِيل، قال الدَّارَقُطْنِيُّ: هو متروك. وحكى عنه ابن عدي أنَّه قال: وضعنا أحاديث نُرَقِّقُ بها قلوب العامَّة. وأمَّا عليّ بن يوسف فإنَّه لا يُعْرَفُ. وأمَّا الطريق الثاني: ففيه عبيد اللَّه بن زَحْر، قال يحيى بن مَعِين: ليس بشيء. وقال أبو مُسْهِر: هو صاحب كُلِّ مُعْضِلَة. قال أبو حاتم بن حِبَّان: يروي الموضوعات عن الأثبات، وإذا روى عن عليّ بن يزيد أتى بالطَّامَّات، وإذا اجتمع في إسناد خَبَرٍ: عبيد اللَّه بن زَحْر، وعليّ بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن، لم يكن مَتْنُ ذلك الخبر إلَّا ممَّا عَمِلَت أيديهم

(1)

. وقال النَّسَائِيُّ والدَّارَقُطْنِيُّ: عليّ بن يزيد متروك".

وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 200)، لكن جعل آفة الحديث:(أحمد بن يعقوب الحَذَّاء) -ومن طريقه أخرجه الدَّيْلَمِيّ-، وليس (عبيد اللَّه بن

(1)

أقول: هذا غُلُوٌّ من ابن حِبَّان، فـ (عبيد اللَّه بن زَحْر) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 523):"صدوق يخطئ". و (عليّ بن يزيد الأَلْهَاني) قال عنه في "التقريب"(2/ 46): "ضعيف". وأمَّا (القاسم بن عبد الرحمن الدِّمَشْقِي) فقد قال عنه في "التقريب"(2/ 118): "صدوق يرسل كثيرًا".

ص: 370

زَحْر)، فإنَّ حديثه -كما نقل عن "الميزان" للذَّهَبِيِّ (3/ 7) - مخرَّج في "السُّنن" و"مسند أحمد"، وكان النَّسَائي حسنَ الرأي فيه، ما أخرجه في الضعفاء، بل قال: لا بأس به. وقال أبو زُرْعَة: صدوق.

ثم ذكر السُّيُوطيُّ له شاهدًا من طريق الصَّلْصَال بن الدَّلَهْمَس، رواه حفيده محمد بن ضَوء بن صَلْصَال عن أبيه عن جدِّه. وقال: محمد بن ضَوْء كان كذَّابًا مُجَاهِرًا بالفِسْقِ.

كما ذكر له شاهدًا من حديث أبي هريرة، رواه ابن النَّجَّار في "تاريخه"، وقال: حديث منكر.

وقد تابع ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(1/ 254) السُّيُوطيَّ في إقراره لابن الجَوْزي في حُكْمِهِ على الحديث بالوضع.

* * *

1826 -

أخبرنا الجَوْهَرِيّ، أخبرنا عيسى بن عليّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد البَغَوي، حدَّثني إبراهيم بن هانئ، حدَّثنا عبَّاس بن حمَّاد المَدَائِنيّ، حدَّثنا سُوَيْد بن عبد العزيز الدِّمَشْقِيّ، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عبيد الكَلَاعِيّ، عن مَكْحُول، عن خالد بن مَعْدَان،

عن عُتْبَة بن النُّدَّر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا انْتَاطَ

(1)

غَزْوُكُمْ، وكَثُرَتِ العَزَائِمُ

(2)

، واسْتُحِلَّتِ الغَنَائِمُ، فَخَيْرُ جِهَادِكُمُ الرِّبَاطُ".

(12/ 135) في ترجمة (العبَّاس بن حمَّاد المَدَائِنيّ).

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "تقاصر". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 539، ومن مصادر تخريجه الآتية.

(2)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "الغرائم" بالغين المعجمة. والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 539، ومن مصادر تخريجه الآتية.

ص: 371

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (سُوَيْد بن عبد العزيز السُّلَمِيّ الدِّمَشْقِيّ)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1113).

وفيه صاحب الترجمة (عبَّاس بن حمَّاد المَدَائِنيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(مَكْحُول) هو (الشَّامي أبو عبد اللَّه): عالم أهل الشَّام، تابعي ثقة مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1381).

و(الجَوْهَرِيّ) هو (الحسن بن عليّ بن محمد أبو محمد): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (44).

و(عتبة بن النُّدَّر)

(1)

هو (السُّلَمِيّ) رضي الله عنه، صحابي شهد فتح مِصْرَ، وسَكَنَ دِمَشْقَ، مات سنة أربع وثمانين. انظر ترجمته في:"الإِصابة"(2/ 456)، و"السِّيَر"(3/ 417)، و"التهذيب"(7/ 102 - 103)، و"التقريب"(2/ 5).

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "رواه الحاكم بن موسى عن سُوَيْد فنقص من إسناده خالدًا، وقال: عن مكحول عن عُتْبَة".

التخريج:

رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 173) رقم (4836)، والطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 135 - 136) رقم (334)، من طريق سُوَيْد بن عبد العزيز، عن أبي وَهْب عبيد اللَّه بن عبيد الكَلَاعي، به.

قال الهيثمي في "المجمع"(5/ 290): "رواه الطبراني وفيه سُوَيْد بن

(1)

تَصَحَّفَ في "الترغيب والترهيب" للمُنْذِري (2/ 247) إلى: "عتبة بن المنذر".

ص: 372

عبد العزيز، وهو متروك"

(1)

.

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 45) إلى ابن مَنْدَه والدَّيْلَمِيّ. وفاته أن يعزوه لابن حِبَّان.

غريب الحديث:

قوله: "إذا انْتَاطَ غَزْوُكُمْ": أي بعدت مواضع الغزو ومتوجهات الغزاة، وهو من نِيَاط المَفَازَة، وهو بُعْدَهَا، فكأنَّها نِيطت بِمِفَازَةٍ أخرى لا تكاد تنقطع، وانْتَاطَ فهو نَيِّطٌ: إذا بَعُدَ. انظر "النهاية"(5/ 141).

قوله: "وكثرت العَزَّائِمُ": قال ابن الأثير في "النهاية"(3/ 232): "يريد عَزَمَات الأمراء على النَّاس في الغزو إلى الأقطار البعيدة وأَخْذَهُمْ بها".

* * *

1827 -

أخبرنا عبد الملك، أخبرنا أحمد، حدَّثنا أبو سعد، حدَّثنا العبَّاس بن حمَّاد، حدَّثنا يزيد -يعني ابن هارون-، حدَّثنا أبو مالك الأَشْجَعِيّ، عن رِبْعِيّ بن حِرَاش،

عن حُذَيْفَة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المَعْرُوفُ كُلُّهُ صَدَقَةٌ، وإنَّ آخرَ ما تَعَلَّقَ به أهلُ الجاهليةِ مِنْ كَلامِ النبوة: إذا لَمْ تَسْتَحِ فَافْعَلْ ما شِئْتَ".

(12/ 135 - 136) في ترجمة (العبَّاس بن حمَّاد البغدادي).

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (العبَّاس بن حمَّاد البغدادي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

(1)

أقول: الذي تبين لي بعد النظر في مجموع أقوال النُّقَّاد في (سُوَيْد): أنَّه ضعيف. ولذا قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 340): "ليِّن الحديث".

ص: 373

وفيه (أبو سعد) وهو (عُمَيْر بن مِرْدَاس الدُّوْنَقِيّ)، ترجم له السَّمْعَانِيُّ في "الأنساب"(5/ 368) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

و(عبد الملك) هو (ابن محمد بن عبد اللَّه بن بِشْرَان الأُمَوي أبو القاسم)، وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه" (10/ 432 - 433) وقال:"كان صدوقًا ثَبْتًا صالحًا". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(17/ 450 - 452) وقال: "الشيخ الإِمام، المحدِّث الصادق، الواعظ المُذَكِّر، مُسْنِدُ العِرَاق". وكانت وفاته سنة (430 هـ).

و(أحمد) هو (ابن إسحاق بن نِيْخَاب الطِّيْبِيّ): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (466).

و(أبو مالك الأَشْجَعِيّ) هو (سعد بن طارق بن أَشْيَم): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1468).

وباقي رجال الإِسناد ثقات.

والحديث صحيح من طرق أخرى.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(5/ 405) عن يزيد بن هارون، عن أبي مالك الأشجعي، به.

أقول: إسناده صحيح.

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 447) إلى الرُّوْيَاني والضياء المَقْدِسي.

وروى أحمد في "المسند"(3/ 383)، والبزَّار في "مسنده"(2/ 429) رقم (2028) -من كشف الأستار-، شطره الثاني من طريق أبي معاوية، عن أبي مالك الأَشْجَعي، به، بلفظ:"إنَّ ممَّا أَدْرَكَ النَّاسُ من كلام النُّبُوَّة الأولى إذا لم تَسْتَحِي فاصْنَعْ ما شِئْتَ".

ص: 374

قال البزَّار: "قد اختلفوا على رِبْعِيّ، فقال أبو مالك: هكذا. وقال منصور: عن رِبْعِي عن أبي مسعود".

وقال الهيثمي في "المجمع"(8/ 27): "رواه أحمد والبزَّار ورجاله رجال الصحيح".

وصَدْرُ الحديث: "المَعْروفُ كُلُّه صَدَقَةٌ"، رواه مسلم في الزكاة، باب أنَّ اسم الصدقة يقع على كل معروف (2/ 697) رقم (1005)، وأبو داود في الأدب، باب في المعونة للمسلم (5/ 235 - 236) رقم (4947)، من طريق أبي مالك الأَشْجَعِيّ، عن رِبْعِيّ، عن حُذَيْفَة مرفوعًا بلفظ:"كُلُّ معروفٍ صَدَقَةٌ".

وروى أحمد في "مسنده"(5/ 383) من ذات الطريق، صَدْرَ الحديث بلفظ الخطيب.

ولشطره الثاني، شاهد رواه البخاري في "صحيحه" في الأدب، باب إذا لم تستحي فاصنع ما شئت (10/ 523) رقم (6120)، وأبو داود في الأدب، باب الحياء (5/ 148 - 149) رقم (4797)، وابن ماجه في الزهد، باب الحياء (2/ 1400) رقم (4183)، عن أبي مسعود البَدْري مرفوعًا:"إنَّ ممَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الأولى: إذا لم تَسْتَحي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ".

* * *

1828 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا محمد بن عمرو بن البَخْتَرِيّ الرَّزَّاز، حدَّثنا محمد بن عَبْدَك القَزَّاز، حدَّثنا عبَّاس بن غالب، حدَّثنا وكيع، حدَّثنا مِسْعَر، وسفيان، عن مَعْبَد بن خالد، عن زيد بن عُقْبَة

(1)

،

عن سَمُرَة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ في العِيْدَيْنِ: بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} .

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "عتبة". والتصويب من "الجرح والتعديل"(3/ 569)، و"التهذيب"(3/ 419).

ص: 375

(12/ 136) في ترجمة (العبَّاس بن غالب الورَّاق).

مرتبة الحديث:

صحيح.

ورجال إسناده كلُّهم ثقات.

و(سفيان) هو (ابن سعيد الثَّوْرِيّ): إمام ثقة فقيه حجَّة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).

و(مِسْعَر) هو (ابن كِدّام الهِلَالِيّ): ثقة ثَبْتٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (337).

و(وكيع) هو (ابن الجَرَّاح بن مَلِيح الرُّؤَاسِيّ الكوفي أبو سفيان): إمام حافظ ثقة عابد، روى له الستة، وتوفي عام (197 هـ). انظر ترجمته في:"سِيَر أعلام النبلاء"(9/ 140 - 168)، و"التهذيب"(11/ 123 - 131)، و"التقريب"(2/ 331).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(5/ 14)، والطبراني في "الكبير"(7/ 220) رقم (6776)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 294 - 295)، من طريق عبد الرحمن المَسْعُودي، عن مَعْبَد بن خالد، به.

ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(2/ 176)، والطبراني في "الكبير"(7/ 200) رقم (6774)، وأبو نعيم في "الحِلْيَة"(10/ 29)، من طريق وكيع، عن سفيان، عن مَعْبَد بن خالد، عن زيد، عنه، به

(1)

.

(1)

تَصَحَّفَ "مَعْبَد" في "المصنَّف" إلى: "سعيد"، وفي الحِلْيَة" إلى:"معين". كما تَصَحَّفَ "زيد" في "المصنَّف" إلى: "زائد".

ص: 376

ورواه أحمد في "المسند"(5/ 19) من طريق وكيع، عن مِسْعَر، عن سفيان، عن مَعْبَد، به.

كما رواه في (5/ 7) منه، من طريق شُعْبَة، عن مَعْبَد، به.

ورواه الطبراني في "الكبير"(7/ 219) رقم (6773) من طريق هُشَيْم، عن عبد الملك بن عُمَيْر، عن زيد، عنه، به.

ورواه في (7/ 220) رقم (6777) منه، من طريق الحجَّاج، عن مَعْبَد، به.

ورواه عقبه من طريق ابن المُبَارَك، عن الحجَّاج بن أَرْطَاة، عن زيد، عنه، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 204): "رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد ثقات".

وللحديث شواهد من حديث النُّعْمَان بن بَشِير، وابن عبَّاس، وأنس. انظر:"المصنَّفَ" لعبد الرزاق (3/ 298)، و"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (2/ 176 - 177)، و"سنن ابن ماجه"(1/ 408) رقم (1281) و (1283)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (3/ 294)، و"جامع الأصول"(6/ 144)، و"مجمع الزوائد"(2/ 203 - 204).

* * *

1829 -

أخبرني محمد بن عليّ المُقْرِئ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن محمد النَّيْسَابُوري قال: سمعتُ أبا العبَّاس محمد بن يعقوب يقول: حدَّثنا الخَضِر بن أَبَان الهاشمي، حدَّثني العبَّاس بن الفضل الأنصاري -ببغداد-، حدَّثنا داود بن الزِّبْرِقَان، عن جعفر بن محمد،

عن أبيه قال: سَأَلَتْ عائشةُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم حاجةً فمنعها، فقالت: لو كانت عجوزُ بني أَسَد بن عبد العُزَّى لَقَضَيْتَ حَاجَتَهَا! قال: فَغَضِبَ

ص: 377

النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقال: "أَتَذْكُرِيْنَهَا؟ واللَّه لقد آمنت بي حين كَفَرَ النَّاسُ، وآوتني حين طَرَدَني النَّاسُ، وأَعْطَتْنِي مَالَهَا فأنفقتُهُ في سبيل اللَّه، ورَزَقَني اللَّهُ تعالى مِنْهَا الوَلَدَ وما رَزَقَنِي مِنْ واحدةٍ مِنْكُنَّ".

(12/ 137) في ترجمة (العبَّاس بن الفضل الأنصاري).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. وقد ورد نحوه من طرق بعضها حسن.

ففيه (داود بن الزِّبْرِقَان الرَّقَاشي)، وهو متروك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (167).

وفيه كذلك صاحب الترجمة (العبَّاس بن الفضل بن عمرو الأنصاري الوَاقِفِي أبو الفضل)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 294 - 295) وقال: "ليس بشيء".

2 -

"التاريخ الكبير"(5/ 7) وقال: "مُنْكَرَ الحديث".

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 171 رقم (427) وقال: "متروك الحديث".

4 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 361 - 362) وفيه عن أحمد بن حنبل: "روى حديثًا شبيهًا بالموضوع". وأنَّه ضعَّفه به ولم يَحْمَدْهُ.

5 -

"الجرح والتعديل"(6/ 212 - 213) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بثقة". وقال عليّ بن المَدِيني: "ذهب حديثه". وقال أبو حاتم: "مُنْكَرُ الحديث ضعيف الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "كان لا يُصَدَّقُ".

6 -

"المجروحين"(2/ 189 - 190) وقال: "كان إذا حدَّث عن خالد الحَذَّاء ويونس بن عبيد وشُعْبَة بن الحجَّاج أتى عنهم بأشياء تُشْبِهُ أحاديثهم المستقيمة، وإذا روى عن عَنْبَسَة بن عبد الرحمن والقاسم بن عبد الرحمن وأهل الكوفة أتى بأشياء لا تُشْبِهُ حديث الثقات، كأنَّه كان يحدِّث عن البصريين من كتابه

ص: 378

وعن الكوفيين من حفظه، فوقع المناكير فيها من سوء حفظه، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج بأخباره".

7 -

"الكامل"(5/ 1664 - 1665) وقال: "قد أنكرت في رواياته أحاديث معدودة وهو مع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".

8 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 322 رقم (434) وقال: "ضعيف".

9 -

"تاريخ بغداد"(12/ 137) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا!

10 -

"الكاشف"(2/ 61) وقال: "وَاهٍ".

11 -

"التقريب"(1/ 398) وقال: "متروك، واتَّهمه أبو زُرْعَة. وقال ابن حِبَّان: حديثه عن البصريين أرجي من حديثه عن الكوفيين، من التاسعة"/ ق.

كما أنَّ فيه انقطاعًا بين (محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب) وبين السيدة (عائشة)، ففي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 149 عن أحمد بن حنبل قوله: بأنَّه لم يسمع منها. وانظر في ذلك أيضًا: "التهذيب"(9/ 351).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(6/ 117 - 118)، والطبراني في "المعجم الكبير"(23/ 13) رقم (22)، من طريق مُجَالِد، عن الشَّعْبِيّ، عن مَسْرُوق، عن عائشة قالت:"كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء، قالت: فَغِرْتُ يومًا فقلت: ما أكْثَرَ ما تذكرها حَمْرَاء الشِّدْقِ، قد أَبْدَلَكَ اللَّهُ عز وجل خيرًا منها. قال: ما أَبْدَلَنِي اللَّهُ عز وجل خيرًا منها، قد آمَنَتْ بي إذ كَفَر بي النَّاس، وصَدَّقَتْنِي إذ كَذَّبني النَّاس، وَوَاسَتْنِي بمالها إذ حَرَمَنِي النَّاسُ، ورَزَقَني اللَّهُ عز وجل وَلَدَها إذْ حَرَمَنِي أولادَ النِّسَاء". واللفظ لأحمد.

قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 224): "رواه أحمد وإسناده حسن".

ص: 379

أقول: بل هو ضعيف لضعف (مُجَالِد بن سعيد الهَمْدَاني)، وقد تغيَّر بأَخَرَةٍ أيضًا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1023).

ورواه الطبراني في "الكبير"(23/ 13) رقم (21)، والدُّوْلَابي في "الذُّرِّيَّة الطاهرة النبوية" ص 31 - 32 رقم (19)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 450) -مخطوط-، من طريق مروان الفَزَاري، عن وائل بن داود، عن عبد اللَّه البَهِي، عن عائشة مرفوعًا بنحو رواية أحمد السابقة مع شيء من الزيادة.

وإسناده حسن.

وقال الهيثمي في "المجمع"(9/ 224): "رواه الطبراني وأسانيده حسنة".

* * *

1830 -

أخبرنا يوسف بن رَبَاح بن عليّ البَصْري، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن بُنْدَار الأَذَنِيّ -بِمِصْرَ-، حدَّثنا أبو طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فِيْل، حدَّثنا العبَّاس بن إسماعيل بن حمَّاد البغدادي، حدَّثنا محمد بن الحجَّاج -مولى بني هاشم-، حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن بن سَفِيْنَة، عن أبيه،

عن سَفِيْنَةَ قال: تَعَبَّدَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِشَهْرَينِ، واعْتَزَلَ النِّسَاءَ حتَّى صَارَ كالحِلْسِ البَالي.

(12/ 140) في ترجمة (العبَّاس بن إسماعيل بن حمَّاد البغدادي).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففي إسناده (محمد بن الحجَّاج المُصَفِّر البغدادي -مولى العبَّاس بن محمد الهاشمي- أبو عبد اللَّه)، وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 346) وقال: "ضعيف عندهم في الحديث".

ص: 380

2 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 510) وقال: "ليس بثقة".

3 -

"التاريخ الكبير"(1/ 64) وقال: "سكتوا عنه".

4 -

""الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 337 - 338) وقال: "يروي أباطيل عن شُعْبَة والدَّرَاوَرْدِيّ".

5 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 218 رقم (560) وقال: "متروك الحديث".

6 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 46).

7 -

"الجرح والتعديل"(7/ 234 - 235) وفيه عن أحمد: "تركت حديثه أو تركنا حديثه". وقال ابن المَدِيني: "ذهب حديثه". وقال أبو حاتم: رأيته ببغداد ولم أكتب عنه، وقيل لي إنَّه أخرج أحاديث أبي مريم عن عمرو بن مُرَّة، فرواه عن شُعْبَة عن عمرو بن مُرَّة، فذهب حديثه وتركوه".

8 -

"المجروحين"(2/ 296 - 297) وقال: "مُنْكَرُ الحديث جدًّا، يروي عن شُعْبَةَ أشياء كأنَّه شُعْبَة آخر، لا تَحِلُّ الرواية عنه".

9 -

"الكامل"(6/ 2157) وقال: "الضَّعْفُ على حديثه بَيِّنٌ".

10 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 337 رقم (458).

11 -

"العُزْلَةُ" للخَطَّابي ص 94 وقال: "لم يكن بالقويِّ عند أهل الحديث".

12 -

"تاريخ بغداد"(2/ 282 - 283) وفيه عن مُسْلِمٍ: "تركوه". وقال أبو داود: "غير ثقة". وقال الأَزْدِيُّ: "متروك الحديث".

13 -

"لسان الميزان"(5/ 117 - 118) وفيه عن العِجْلِيّ: "متروك الحديث".

وفيه صاحب الترجمة (العبَّاس بن إسماعيل بن حمَّاد البغدادي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له ابن حِبَّان في "الثقات"(3/ 514)، وابن

ص: 381

حَجَر في "لسان الميزان"(3/ 237) وقال: "قال ابن حِبَّان في "الثقات": يُعْتَبَرُ به". ولا يوجد في "الثقات" المطبوع قوله: "يُعْتَبَرُ به".

و(محمد بن عبد الرحمن بن سَفِينة) ووالده (عبد الرحمن)، لم أقف على من ترجم لهما.

التخريج:

رواه البزَّار في "مسنده"(3/ 122) رقم (2384) -من كشف الأستار-، عن محمد بن سفيان المِسْعَرِيّ، عن محمد بن حجَّاج، به، بلفظ: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تَعَبَّدَ قَبْلَ أن يموتَ، واعتزلَ النِّسَاءَ حتَّى صار كأنَّه شَنٌّ

(1)

".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 270): "رواه البزَّار من رواية محمد بن عبد الرحمن بن سَفِينة، عن أبيه، عن جدِّه، ولم أجد من ذكرهما. وفيه محمد بن الحجَّاج، قال يحيى بن مَعِين: ليس بثقة".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 295) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بـ (محمد بن الحجَّاج)، وذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

وأَقَرَّهُ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 276 - 277)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة" (1/ 326) وقال:"ومحمد هذا كأنَّه هو المُصَفِّر البغدادي. وقد ذكرنا في المقدِّمة أنَّه يروي أباطيل".

غريب الحديث:

قوله: "كالحِلْسِ البَالِي": "الحِلْسُ كُلُّ ما وَلِيَ ظَهْرَ الدَّابَّة تحت الرَّحْلِ والقَتَبِ والسَّرْجِ. وما يُبْسَطُ في البيت مِنْ حَصِيرٍ ونحوه تحت كريم المَتَاعِ". "المعجم الوسيط" مادة (حلس) ص 192. وانظر: "النهاية" (1/ 423).

* * *

(1)

الشَّنُّ: السِّقَاءُ الخَلَق. أي البالي. انظر "النهاية"(2/ 506).

ص: 382

1831 -

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا عبَّاس بن أبي طالب، حدَّثنا حسن بن الرَّبِيع، حدَّثنا أبو شِهَاب، عن عاصم،

عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْسَحُ على المُوْقَيْنِ والخِمَارِ.

(12/ 141) في ترجمة (العبَّاس بن جعفر بن عبد اللَّه بن الزِّبْرِقَان أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن. والحديث صحيح من طرق أخرى.

و (أبو شِهَاب) هو (الحَنَّاط الأَصْغَرُ، عبد رَبِّه بن نافع الكِنَانِيّ): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (248).

و (عاصم) هو (ابن سليمان الأَحْوَلَ البَصْرِي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1344).

التخريج:

رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 289) من طريق عليّ بن عبد العزيز، عن الحسن بن الرَّبِيع، به.

وللحديث شواهد عِدَّة أنظرها في: "المسند" للإِمام أحمد (5/ 264)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (1/ 288 - 289)، و"جامع الأصول"(7/ 236 - 237)، و"مجمع الزوائد"(1/ 255 - 257)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 89)، و"منتقى الأخبار"(1/ 94 و 213) بشرح "نيل الأوطار".

ومن هذه الشواهد، ما رواه مسلم في الطهارة، باب المسح على الناصية والعِمَامة (1/ 231) رقم (275)، وغيره، عن بلال:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مَسَحَ على الخُفَّيْنِ والخِمَارِ".

ص: 383

ولفظه عند أبي داود في "سننه"(1/ 106 - 107) رقم (153) في الطهارة باب المسح على الخفين: "كان يَخْرُجُ يقضي حاجته فآتيه بالماء فيتوضأ ويمسحُ على عِمَامَتِهِ ومُوْقَيْهِ".

ولفظه عند أحمد في "المسند"(6/ 15): "رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يمسح على المُوْقَيْنِ والخِمَارِ"، رواه عن عفَّان، حدَّثنا حمَّاد، حدَّثنا أيوب، عن أبي قِلَابَة، عن أبي إدريس، عن بلال.

أقول: إسناد أحمد صحيح.

وقد تقدَّم برقم (1759) من حديث ثَوْبَان، وسيأتي برقم (2003) من حديث أبي هريرة.

وأحاديث المسح على الخُفَّيْنِ متواترة. انظر حديث (1580) في ذلك.

غريب الحديث:

قوله: "المُوْقَيْن": المُوقُ: خُفٌّ غليظ يلبس فوق الخُفِّ. جَمْعُهُ أَمْوَاق، وهو فارسي مُعَرَّبٌ. انظر:"المُغْرِب" للمُطَرِّزي ص 80، و"المعجم الوسيط" مادة (ماق) ص 892، و"النهاية"(4/ 372).

وقال البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 288): "والمُوقُ هو الخُفُّ، إلَّا أنَّ من أجاز المَسْحَ على الجُرْمُوْقَيْنِ احتجَّ به".

وتعقَّبه العلاء المَارْدِيني في "الجوهر النقي"(1/ 288 - 289) فقال: الظاهر يريد أنَّ المُوَق هو الخُفُّ المعتاد لا الجُرْمُوق، ردًّا على من يقول: المُوقُ هو الجُرْمُوقُ. وهذا يردُّه قول الجَوْهَري: المُوْقُ خُفٌّ قصير يُلْبَسُ فوق الخُفِّ، وكذا قال المُطَرِّزي. وقال الجَوْهَري أيضًا: الجُرْمُوقُ خُفٌّ قصير يُلْبَسُ فوق الخُفِّ، فَدَلَّ ذلك على أنهما سواء. ومن قال: المُوقُ هو الخُفُّ، فإنما قال ذلك

ص: 384

لأنه نوع من الخِفَاف، ولم يرد أنَّه غير الجُرْمُوق كما هو المفهوم من ظاهر كلام البيهقي".

قوله: "الخِمَار": قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 78): "أراد به العِمَامَة، لأنَّ الرجل يغطِّي بها رأسه، كما أن المرأة تغطيه بخمارها، وذلك إذا كان قد اعتمَّ عِمَّةَ العرب فأدارها تحت الحَنَك فلا يستطيع نزعها في كُلِّ وقت فتصير كالخُفَّيْن، غير أنَّه يحتاج إلى مسح القليل من الرأس، ثم يمسح على العِمَامة بدل الاستيعاب".

* * *

1832 -

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلي -إملاءً-، حدَّثنا العبَّاس بن يزيد، حدَّثنا أبو عامر، حدَّثنا عبد الواحد بن مَيْمُون -مولى عُرْوَة-، عن عُرْوَة،

عن عائشة، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ تَرَكَ الجُمُعَةَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ غَيْر عِلَّةٍ -أو قَالَ: مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ- طَبَع اللَّهُ على قَلْبِهِ".

(12/ 142) في ترجمة (العبَّاس بن يزيد بن أبي حَبِيب البَحْرَانيّ أبو الفضل).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (عبد الواحد بن مَيْمُون المَدِينيّ أبو حمزة)، وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(6/ 58) وقال: "منكر الحديث".

2 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 66) وقال: "يُعْرَفُ حديثه ويُنْكَرُ"

(1)

.

(1)

أي إنَّه يأتي مرَّة بالأحاديث المعروفة، ومرَّة بالأحاديث المُنْكَرَة.

ص: 385

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 161 رقم (390) وقال: "ليس بثقة".

4 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 51).

5 -

"الجرح والتعديل"(6/ 24) وفيه عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي: "تَعْرِفُ وتُنْكِرُ"

(1)

.

6 -

"المجروحين"(2/ 155) وقال: "يروي الموضوعات عن الأثبات، يحدِّث عن عُرْوَة بن الزُّبَيْر بما ليس من حديثه، فبطل الاحتجاج بروايته".

7 -

"الكامل"(5/ 1939) وقال: إنَّه ينفرد بأحاديث عن عُرْوَة عن عائشة.

8 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِي ص 278 رقم (344).

و- "تاريخ دمشق" لابن عساكر (10/ 580 - 582) -مخطوط-، وفيه: عن أبي أحمد الحاكم: "ليس بالقوي عندهم". وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "متروك صاحب مناكير".

أقول: روى ابن عساكر بإسناده عن عثمان الدَّارِمي أنَّه سأل ابن مَعِين عن (عبد الواحد بن حمزة) فقال: "ليس به بأس". وهذا لا علاقة له بصاحب الترجمة (عبد الواحد بن ميمون المَدِيني أبو حمزة)، فإنَّ (عبد الواحد بن حمزة) الذي سَأَلَ عنه الدَّارِمي، هو (الأَسَدي)، وقد ترجم له في "التهذيب"(6/ 434) وذكر قول ابن مَعِين السابق في ترجمته.

والغريب أنَّ ابن حجر في "لسان الميزان"(4/ 83) في ترجمة (عبد الواحد بن ميمون أبو حمزة) يقول: "وقال عثمان الدَّارِمي عن ابن مَعِين: ليس بذاك". والذي في "تاريخ عثمان الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 166 رقم (594): "وسألته عن عبد الواحد بن حمزة؟ فقال: ليس به بأس". وهو ما نقله ابن حَجَر نفسه في "التهذيب" عنه كما تقدَّم! ! ولم يذكر الدَّارِمي في "تاريخه عن ابن

(1)

أي إنَّه يأتي مرَّة بالأحاديث المعروفة، ومرَّة بالأحاديث المُنْكَرَة.

ص: 386

مَعين" ترجمةً لـ (عبد الواحد بن ميمون المَدِيني أبو حمزة)، فَعُلِمَ أَنَّ ما في "اللسان": وَهَمٌ، مع وجود تصحيف أيضًا.

10 -

"اللسان"(4/ 83 - 84).

و(أبو عامر) هو (عبد الملك بن عمرو القَيْسِيّ العَقَدِيّ أبو عامر): إمام حافظ ثقة، خرَّج له الستة، وتوفي عام (204) أو (205) للهجرة. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(9/ 469 - 471)، و"التهذيب"(6/ 409 - 413)، و"التقريب"(1/ 521).

التخريج:

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(10/ 580) -مخطوط-، من طريق إبراهيم بن عبد اللَّه بن محمد، عن أبي عبد اللَّه المَحَامِلِيّ، عن أبي موسى محمد بن المُثَنَّى، عن أبي عامر، به، بلفظ:"مَنْ تَرَكَ الجُمُعَةَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ ولا مَرَضٍ ولا عُذْرٍ، طَبَعَ اللَّهُ على قَلْبِهِ".

ورواه عقبه عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 763) إلى المَحَامِلِيّ في "أماليه".

وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (2/ 154 - 155)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 52 - 53)، و"جامع الأصول"(5/ 666 - 667)، و"الترغيب والترهيب"(1/ 508 - 509)، و"مجمع الزوائد"(2/ 192 - 193).

ومن هذه الشواهد، ما رواه أبو داود في الصلاة، باب التشديد في ترك الجمعة (1/ 638) رقم (1052)، والتِّرِمِذِيّ في الصلاة، باب ما جاء في ترك الجمعة من غير عذر (1/ 373) رقم (500)، والنَّسَائي في الجمعة، باب التشديد

ص: 387

في التخلف عن الجمعة (3/ 88)، وابن ماجه في إقامة الصلاة، باب فيمن ترك الجمعة من غير عذر (1/ 357) رقم (1125)، وأحمد في "المسند"(3/ 424 - 425)، والدارمي في "سننه"(1/ 369)، وابن أبي شيبة في "مصنَّفه"(2/ 154)، وابن خُزَيْمَة في "صحيحة"(3/ 176) رقم (1857 و 1858)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(4/ 198) رقم (2775)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 624)، وأبو يعلى في "مسنده"(3/ 175) رقم (1600)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 172 و 247)، والدُّولابي في "الكُنَى"(1/ 21 - 22)، عن أبي الجَعْد الضَّمْرِيّ رضي الله عنه مرفوعًا:"مَنْ تَرَكَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا، طَبَعَ اللَّهُ على قَلْبِهِ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "حديث حسن".

وقال الحاكم في "المستدرك"(1/ 292): إسناده صحيح على شرط مسلم.

وقال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك"(3/ 624): "حسن".

وقال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 52): "وصحَّحه ابن السَّكَن".

وفي "الإصابة"(4/ 32) أنَّ البَغَويّ قد رواه أيضًا وصحَّحه.

ومن هذه الشواهد أيضًا، ما رواه أحمد في "المسند"(3/ 332)، وابن ماجه في إقامة الصلاة، باب فيمن ترك الجمعة من غير عذر (1/ 357) رقم (1126)، وابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(3/ 175 - 176) رقم (1856)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 292)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 247)، عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا بلفظ:"من ترك الجُمُعَةَ ثلاثًا من غير ضرورةٍ، طَبَعَ اللَّه على قَلْبِهِ".

وصحَّحه الحاكم، ووافقه الذَّهَبِيُّ.

وقال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(1/ 135): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات".

* * *

ص: 388

1833 -

أخبرنا الحسن بن عليّ بن عبد اللَّه المُقْرِئ، حدَّثنا أحمد بن أبي بكر العَلَّاف، أخبرنا محمد بن جعفر بن أحمد الصَّيْرَفي، حدَّثنا أبو خَيْثَمَة العبَّاس بن الفضل البُواصَرَاني -أخو الحسن بن الفضل-، حدَّثنا وَهْب بن منصور الورَّاق، حدَّثنا سَوَّار بن مصعب، عن عطاء بن السَّائِب، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي،

عن عليٍّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قَرَأَ (مِنْ ضُعْفٍ)

(1)

.

(12/ 146) في ترجمة (العبَّاس بن الفضل بن السَّمْح البُوصَرَانِيّ

(2)

أبو خَيْثَمَة).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (سَوَّار بن مصعب الهَمَدَانِيّ)، وهو متروك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (645).

كما أنَّ فيه (عطاء بن السَّائِب الثَّقَفِيّ)، وهو ثقة اختلط بأَخَرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1777).

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (العبَّاس بن الفضل بن السَّمْح البُوصَرَانِيّ أبو خَيْثَمة)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

(1)

وذلك في قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [سورة الروم: الآية 54].

(2)

قال السَّمَعَانِيُّ في "الأنساب"(2/ 233): "هذه النسبة إلى بُوصَرَا، وهي قرية من قرى بغداد".

ص: 389

و (أبو عبد الرحمن السُّلَمِيّ) هو (عبد اللَّه بن حَبِيب بن رُبَيِّعَة الكوفي): إمام مقرئ ثقة ثَبْتٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1398).

التخريج:

عزاه في "الكنز"(2/ 601) رقم (4843) إلى ابن مَرْدُوْيَه والخطيب فحسب.

وللحديث شاهد من حديث عبد اللَّه بن عمر، رواه التِّرمِذِيُّ في القراءات، باب ومن سورة الروم (5/ 189) رقم (2936)، وأبو داود في الحروف والقراءات (4/ 283) رقم (3978) -واللفظ له-، وأحمد في "المسند"(2/ 58)، وأبو عمر الدُّوري في "جزء فيه قراءات النبيّ صلى الله عليه وسلم" ص 137 - 138 رقم (91 و 92)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 247)، عن عطيَّة العَوْفي قال:"قرأتُ على عبد اللَّه بن عمر: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} فقال: (مِنْ ضُعْفٍ) قَرَأْتُهَا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كما قَرَأْتُهَا عليَّ، فَأَخَذَ عليَّ كما أَخَذْتُ عَلَيْكَ".

قال التِّرمِذِيُّ: "حسن غريب".

وقال الحاكم: "تفرَّد به عطيَّة العَوْفي ولم يحتجا به".

أقول: في إسناده (عطيَّة بن سعد العَوْفي)، وهو تابعي مشهور مجمع على ضعفه كما قال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(2/ 436). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (189).

ورواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 128)، من طريق سَلَّام بن سُلَيْم، عن أبي عمرو بن العلاء، عن نافع، عن ابن عمر قال:"قرأتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ}، فقال: (مِنْ ضُعْفٍ)، (ثم جَعَلَ من بعد ضَعْفَ قُوَّةً)، فقال: {ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً} ".

ص: 390

أقول: في إسناده (سَلَّام بن سُلَيْم المَدَائِني)، وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (374).

قال الزَّمَخْشَرِيُّ في تفسيره "الكشَّاف"(3/ 208): "قُرئ بفتح الضاد وضمها، وهما لغتان، والضمُّ أقوى في القراءة لما روى ابن عمر رضي الله عنهما". ثم ذكر حديثه مختصرًا.

قال العلَّامة الصفاقسي في "غيث النفع في القراءات السبع" ص 321: "قرأ عاصم وحمزة بفتح الضاد

(1)

، والباقون بالضم، قبل هما بمعنى، وقال بعض اللغويين: بالضم في البدن، والفتح في العقل. واختار حفص الضم كالجماعة، فالوجهان عنه صحيحان، لكن الفتح روايته عن عاصم، والضم اختياره". ثم ذكر حديث ابن عمر السابق، وأشار إلى وجود (عطيَّة العَوْفي) فيه، وقال: "وقد رُوي عن حفص من طرق أنَّه قال: ما خالفت عاصمًا في شيء من القرآن إلَّا في هذا الحرف. قال الجَعْبَرِيُّ: فإن قلتَ: كيف خالف من توقفت صحة قراءته عليه، قلتُ: ما خالفه، بل نقل عنه ما قرأه عليه، ونقل عن غيره ما نراه عليه، لا أنَّه قرأ برأيه. قلتُ: وأيضًا لم يعتمد في صحة قراءة على الحديث، وإنما تأنس به، لأنَّ الحديث من طريق الآحاد، واعلى درجاته الحسن، ولا تثبت القراءة إلَّا بالتواتر، فعمدته ما قرأ به على غير شيخه، وثبت عنده تواترًا".

* * *

1834 -

أخبرنا أحمد بن عليّ بن يَزْدَاذ القَارِي، أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن جعفر بن حيَّان الأَصْبَهَاني -بها-، حدَّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حدَّثنا العبَّاس بن محمد بن أنس البغدادي قال: قرأتُ على إبراهيم بن زياد -سَبَلان-، أنَّ عبَّاد بن عبَّاد حدَّثهم عن شُعْبَة، عن منصور، والأَعْمَش، عن سالم،

(1)

في المواطن الثلاثة: (من ضعف) و (من بعد ضعف) و (ضعفًا).

ص: 391

عن ثَوْبَان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اسْتَقِيمُوا لِقُرَيْشٍ ما اسْتَقَامُوا لكم".

(12/ 146 - 147) في ترجمة (العبَّاس بن محمد بن أنس البغدادي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

وقد سبق الكلام عليه في حديث (423).

وصاحب الترجمة (العبَّاس بن محمد بن أنس البغدادي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (423).

* * *

1835 -

أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، أخبرنا العبَّاس بن الرَّبِيع بن ثَعْلَب، حدَّثني أبي، حدَّثنا أبو إسماعيل المُؤَدِّب إبراهيم بن سليمان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشَّعْبِي،

عن عبد اللَّه بن أبي أَوْفَى قال: شَكى عبد الرحمن بنُ عَوْفٍ خالدَ بنَ الوليدِ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"يا خَالِدُ، لا تُؤْذِ رجلًا من أَهْلِ بَدْرٍ، فلو أنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لَمْ تُدْرِكْ عَمَلَهُ". فقال: يَقَعُونَ فِيَّ وَأَرُدُّ عَلَيْهِمْ. قَالَ: "لا تُؤْذُوا خَالِدًا، فإنَّه سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ صَبَّه اللَّهُ على الكُفَّارِ".

(12/ 149 - 150) في ترجمة (العبَّاس بن الرَّبِيع بن ثَعْلَب).

ص: 392

مرتبة الحديث:

في إسناده (أبو إسماعيل المُؤَدِّب إبراهيم بن سليمان)، وهو صدوق يُغْرِب

(1)

، وقد خالف (محمد بن عُبَيْد الطَّنَافِسِيّ) و (عبد اللَّه بن إدريس) -وهما أوثق منه-، في روايتهما له عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشَّعْبِيّ، مُرْسَلًا.

قال أبو زُرْعة -كما سيأتي عنه-: هو الصحيح. أي روايته مُرْسَلًا.

وقال الذَّهَبِيُّ -كما سيأتي عنه-: وهو أَشْبَهُ. يعني المرسل.

كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (العبَّاس بن الرَّبِيع بن ثَعْلَب المَرْوَزِيّ البغدادي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(الرَّبِيع بن ثَعْلب المَرْوَزي البغدادي أبو الفضل): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1040).

و(الشَّعْبِيُّ) هو (عامر بن شَرَاحِيل أبو عمرو): ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (264).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

التخريج:

رواه عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل في زوائده على "فضائل الصحابة" لأبيه (1/ 56 - 57) رقم (13)، ويحيى بن صَاعِد في "الجزء فيه مسند عبد اللَّه بن أبي أوفى" ص 104 - 105 رقم (10)، والطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 121) رقم (3801) -مختصرًا-، و"المعجم الصغير"(1/ 209)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 298) -مختصرًا-، من طريق الرَّبِيع بن ثَعْلب، عن أبي إسماعيل المُؤَدِّب، به.

(1)

وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1194).

ص: 393

قال الطبراني في "الصغير": "لم يروه عن إسماعيل إلَّا أبو إسماعيل، تفرَّد به الرَّبيع".

وقال الحاكم: "صحيح الإسناد". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "رواه ابن إدريس عن ابن أبي خالد عن الشَّعْبِيِّ مُرْسَلًا، وهو أَشْبَهُ".

ورواه عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل في زوائده على "فضائل الصحابة" لأبيه (1/ 56 - 57) رقم (13)، والبزَّار في "مسنده"(3/ 266) رقم (2719) -من كشف الأستار-، ويحيى بن صَاعِد في "الجزء فيه مسند عبد اللَّه بن أبي أوفى" ص 101 رقم (8)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 110) رقم (7049)، من طريق عبد اللَّه بن عَوْن، عن أبي إسماعيل المُؤَدِّب، به.

وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 355 - 356) عن أبي إسماعيل المُؤَدِّب، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.

قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 349): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الكبير" باختصار. والبزَّار بنحوه، ورجال الطبراني ثقات".

ورواه أحمد في "فضائل الصحابة"(2/ 817) رقم (484) مختصرًا، عن محمد بن عبيد، عن إسماعيل، عن عامر الشَّعْبِيّ، مُرْسَلًا.

ورواه ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 356) عن أبي زُرْعَة، عن ابن الأَصْبَهَاني، عن عبد اللَّه بن إدريس، عن إسماعيل، عن الشَّعْبِيِّ مُرْسَلًا.

ثم نقل عن أبي زُرْعَةَ قوله: "الصحيحُ حديث ابن إدريس". يعني أنَّه مُرْسَلٌ.

* * *

1836 -

أخبرنا إبراهيم بن مَخْلد، حدَّثني إسماعيل بن عليّ الخُطَبِيّ، حدَّثني العبَّاس بن أحمد بن عَقِيل أبو الفضل، حدَّثنا عبد الأعلى بن حمَّاد، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طَلْحَة،

ص: 394

عن أنس بن مالك، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"لَوْلَا الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ".

(12/ 150) في ترجمة (العبَّاس بن أحمد بن عَقِيل البزَّاز أبو الفضل).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده حديثهم حسن عدا صاحب الترجمة (العبَّاس بن أحمد البزَّاز)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

والحديث صحيح من طرق أخرى.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(3/ 188) مطوَّلًا، عن عَبِيدة بن حُمَيْد، عن حُمَيْد، عن أنس مرفوعًا.

وإسناده حسن.

كما رواه مطوَّلًا في (3/ 246) منه، عن عفَّان، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا.

وإسناده صحيح.

وأصل الحديث في "الصحيحين"، من طريق أبي التَّيَّاح وغيره عن أنس. لكن ليس عندهما قوله:"لَوْلَا الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ". انظر في رواية أبي التَّيَّاح عن أنس: "صحيح البخاري" في مناقب الأنصار (7/ 110) رقم (3778)، وفي المغازي باب غزوة الطائف (8/ 53) رقم (4332)، ومسلم في الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم. . . (2/ 735).

وقال البخاري في التَّمَنِّي، باب ما يجوز من اللَّوْ. . . (12/ 225) رقم (7245) -عقب روايته للحديث عن عبد اللَّه بن زيد رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ: "لَوْلَا الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وادِيًا أو شِعْبًا، لَسَلَكْتُ

ص: 395

وَادِيَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا"-: "تَابَعَهُ أبو التَّيَّاحِ عن أنسٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الشِّعْبِ". يعني دون صَدْرِ الحديث. وانظر "تغليق التعليق" لابن حَجَر (5/ 316).

وأمَّا عزو السُّيُوطيّ في "الجامع الكبير"(1/ 672) لحديث أنس بلفظ: "لولا الهجرةُ لكنت امرأً من الأنصار، ولو سلك الناس. . . " إلى "الصحيحين"، فإنَّه موضع نظر لما قدَّمت.

وقد تَابَعَ الشيخُ النَّبْهَانِيُّ في "الفتح الكبير"(3/ 50) السُّيُوطيَّ في ذلك أيضًا.

وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "السنن" لابن ماجه (1/ 58)، "جامع الأصول"(9/ 160 - 161)، و"مجمع الزوائد"(10/ 29 - 32)، و"مصباح الزجاجة"(1/ 34).

ومن تلك الشواهد من غير حديث عبد اللَّه بن زيد المتقدِّم والذي رواه البخاري، ما رواه البخاري أيضًا مطوَّلًا في مناقب الأنصار، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"لولا الهجرةُ لكنت امرأً من الأنصار"(7/ 112) رقم (3779)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

* * *

1837 -

أخبرنا إبراهيم بن مَخْلَد، حدَّثني إسماعيل بن عليّ الخُطَبِيّ، حدَّثنا أبو الفضل العبَّاس بن أحمد الوَشَّاء -يعرف بالمُحِبّ، وكان من الدَّارسين للقرآن-، حدَّثنا عبد الملك بن عبد رَبِّه الطَّائِي، حدَّثنا موسى بن عُمَيْر، عن مَكْحُول،

عن أبي أُمَامَة

(1)

قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا الأئِمَّةَ، وادْعُوا لَهُمْ بالصَّلَاحِ، فإنَّ صَلَاحَهُمْ لَكُمْ صَلَاحٌ".

(12/ 151) في ترجمة (العبَّاس بن أحمد بن الحسن الوَشَّاء أبو الفضل المُحِبّ).

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "أبي أسامة". والتصويب من المصادر التي روته والمذكورة في التخريج.

ص: 396

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه انقطاع بين (مَكْحُول الشَّامِيّ) وبين (أبي أُمَامَة). قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 165: "سألت أبا مُسْهرِ: هل سمع مَكْحُول من أَحَدٍ من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما صَحَّ عندنا إلَّا أنس بن مالك". وفي ص (116) منه عن أبي حاتم الرَّازي قوله: "مكحول لم يرَ أبا أُمَامَة".

وفيه (موسى بن عُمَيْر القُرَشي الأعمى) وهو متروك، وكذَّبه أبو حاتم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (950).

كما أنَّ فيه (عبد الملك بن عبد رَبِّه الطَّائِيّ)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(10/ 423) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"المغني"(2/ 406) وقال: "منكر الحديث. له خبر وَاهٍ في "خصائص النَّسَائي"، وآخر عن الوليد بن مسلم: موضوع".

3 -

"الميزان"(2/ 658) وقال: "مُنْكَرُ الحديث. وله عن الوليد بن مسلم خبر موضوع، وله عن شُعَيْب بن صفوان".

4 -

"اللسان"(4/ 66 - 67) وقال: "ذكره ابن حِبَّان في "الثقات"، والظاهر أنَّه غير الذي يروي عنه الوليد بن مسلم، فإنَّ ابن حبَّان قال فيه: يروي عن شَرِيك، وعنه السَّرَّاج".

وصاحب الترجمة (العبَّاس بن أحمد الوَشَّاء)، قال الخطيب عنه:"كان أحد الشيوخ الصالحين". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 158) رقم (7609) عن الحسين بن محمد بن مصعب الإسْنَاني، حدَّثنا محمد بن عبيد المُحَارِبي، حدَّثنا موسى بن عُمَيْر، به.

ص: 397

ورواه في "المعجم الأوسط"(2/ 362) رقم (1629)، عن أحمد بن القاسم الطَّائي، حدَّثنا عبد الملك بن عبد رَبِّه الطَّائي، حدَّثنا موسى بن عُمَيْر، به؛ وقال: لم يروه عن مَكْحُول إلَّا موسى، تفرَّد به عبد الملك بن عبد رَبِّه الطَّائي.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 248 - 249): "رواه الطبراني في "الأوسط"، و"الكبير" عن شيخه الحسين بن محمد بن مصعب الإسْنَاني ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات"!!

* * *

1838 -

أخبرنا عبد اللَّه بن أبي بكر بن شَاذَان، حدَّثنا محمد بن جعفر المُعَدَّل، حدَّثنا أبو الفضل العبَّاس بن بِشْر بن عيسى الرُّخَّجِيّ، حدَّثنا أبو بكر محمد بن أبي عَوْن، حدَّثنا أبو نُعَيْم

(1)

، عن سفيان، عن أبي حَصِين، عن يحيى بن وَثَّاب، عن مَسْرُوق،

عن عبد اللَّه، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أَعْطَى الوَلَدَ الخَالَةَ.

(12/ 154 - 155) في ترجمة (العبَّاس بن بِشْر بن عيسى الرُّخَّجِيّ أبو الفضل).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده حديثهم حسن إن لم يكن هناك تحريف في الإِسناد فيما يختص بـ (أبي نُعَيْم)، حيث إنَّ الخطيب قد رواه في "تاريخه" (3/ 199) وفيه:"حدَّثنا نُعَيْم دون قوله "أبي". و (أبو نُعَيْم) هو (الفضل بن دُكَيْن): ثقة مشهور. و (نُعَيْم) هو (ابن حمَّاد الخُزَاعي): صدوق كثير الخطأ، وقد وصل أحاديث يوقفها

(1)

هكذا في المطبوع: "حدَّثنا أبو نُعَيْم". وهو يوافق ما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 546. وفي (3/ 199) من "التاريخ" -وقد ساق هذا الحديث نفسه ومن ذات الطريق-: "حدَّثنا نعيم".

ص: 398

النَّاسُ

(1)

، وكلاهما قد روى عن (سفيان) وهو (ابن عُيَيْنَة)، كما في "تهذيب الكمال"(11/ 186 و 187). ولم يترجح لدي تعيين الصواب في ذلك، واللَّه أعلم.

وقال الخطيب في "تاريخه"(3/ 199) عقب روايته له من هذا الطريق: "تفرَّد برفعه ابن أبي عَوْن. ورواه غيره موقوفًا".

وقد سبق الكلام على هذا الإسناد في حديث (346).

وشيخ الخطيب (عبد اللَّه بن أبي بكر بن شَاذَان) هو (عبد اللَّه بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شَاذَان الصَّيْرَفي أبو محمد)، وقد ترجم له في "تاريخه" (9/ 398) وقال:"كان صدوقًا، روى شيئًا يسيرًا، وكتبنا عنه". وتوفي عام (426 هـ).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (346).

* * *

1839 -

حدَّثني أبو القاسم الأَزْهَرِي، حدَّثنا أبو الحسن عبد اللَّه بن محمد بن حَمْدُوْيَه الوزير، حدَّثنا أبو الفضل العبَّاس بن أحمد الشَّافِعِي البغدادي، حدَّثنا القاسم بن جعفر العَلَوي -بِحِمْصَ-، حدَّثنا أبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد، عن أبيه عليّ، عن أبيه الحسين،

عن أبيه عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا صَلَّيْتُمُ الصُّبْحَ فَافْزَعُوا إلى الدُّعَاءِ، وبَاكِرُوا في طَلَبِ الحَوَائِجِ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي في بُكُورِهَا".

(1)

وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (346).

ص: 399

(12/ 155) في ترجمة (العبَّاس بن عبد اللَّه بن أحمد المُزَني الفقيه الشَّافِعي أبو الفضل -وقيل: العبَّاس بن أحمد بن عبد اللَّه-).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وقوله صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي في بُكُورِهَا" قد ورد من حديث جماعة من الصحابة، وهو صحيح بمجموع طرقه.

ففيه صاحب الترجمة (العبَّاس بن عبد اللَّه المُزَني)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(12/ 155 - 156)، وفيه عن أبي الفضل صالح بن أحمد الحافظ:"لم يكن صدوقًا ولا ثقةً ولا مأمونًا".

2 -

"تاريخ دمشق"(8/ 898 - 899) -مخطوط-، ونقل ما تقدَّم عن صالح بن أحمد.

3 -

"المغني"(1/ 329) وقال: ""مُتَّهَمٌ بالكذب".

4 -

"الميزان"(2/ 384) وقال: "ليس بثقة، بان لهم أمره فتركوه".

5 -

"اللسان"(3/ 241 - 242).

كما أنَّ فيه (القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن أبي طالب): وقد روى عن آبائه نسخةً أكثرها مناكير. وسبقت ترجمته في حديث (165).

التخريج:

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(8/ 898) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

والشطر الأخير من الحديث: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي في بُكُورِها"، رواه من حديث عليّ بن أبي طالب: عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل في زوائده على "المسند"

ص: 400

لأبيه (1/ 154 و 155 و 156)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (2/ 277) رقم (696)، وأبو يعلى في "مسنده"(1/ 336) رقم (452)، والتِّرْمِذِيّ في "العلل الكبير"(1/ 178)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(12/ 517)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 103)، والرَّامَهُرْمُزِيّ في "المحدِّث الفَاصِل" ص 338، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1614) -وعنه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 314) رقم (504) -، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(2/ 323)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(1/ 83).

وفي إسناده عندهم: (عبد الرحمن بن إسحاق الوَاسِطي)، وهو ضعيف. انظر ترجمته في "الكامل"(4/ 1612 - 1614)، و"المغني"(2/ 375)، و"التهذيب"(6/ 136 - 137)، و"التقريب"(1/ 472).

ورواه ابن الجَوْزِي في "العلل المتناهية"(1/ 314) رقم (503)، من طريق عبد الصمد بن موسى، عن الحسن بن فَضَالَة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جَدَّه، عن عليٍّ مرفوعًا به.

أقول: في إسناده (عبد الصمد بن موسى الهاشمي)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).

وهذا الشطر من الحديث ورد من حديث جماعة من الصحابة، وهو صحيح بمجموع طرقه. وقد سبق الكلام عليه في حديث (1488).

* * *

1840 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن الحسن الحَرْبِي، أخبرنا محمد بن المُظَفَّر الحافظ، حدَّثنا أبو الفضل العبَّاس بن محمد بن معاذ النَّيْسَابُوري -قَدِمَ للحَجِّ-، حدَّثنا سهل بن عمَّار، حدَّثنا البَيِّع بن سَعْدَان، حدَّثنا نوح بن دَرَّاج، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة أُمِّ المؤمنين قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا نِكَاحَ إلَّا بِوَلِيٍّ وشَاهِدَيْ عَدْلٍ".

ص: 401

(12/ 157) في ترجمة (العبَّاس بن محمد بن معاذ النَّيْسَابُورِيّ أبو الفضل).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. ومَتْنُهُ صحيح بمجموع طرقه الكثيرة.

ففيه (نوح بن دَرَّاج النَّخَعِيّ الكوفي القاضي أبو محمد)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 611 - 612) وقال: "ليس بشيء". وقال مرَّةً: "كذَّاب خبيث". وقال مرَّةً: "لم يكن يدري ما الحديث، ولا يُحْسِنُ شيئًا. . ولم يكن ثقة".

2 -

"التاريخ الكبير"(8/ 112) وقال: "ليس بذاك".

3 -

"أحوال الرجال" ص 57 رقم (46)، وقال:"زَائِغٌ".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 235 رقم (619) وقال: "متروك الحديث".

5 -

"الجرح والتعديل"(8/ 485 - 486) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويِّ. . . " وقال أبو زُرْعَة: "أرجو أن لا يكون به بأس".

6 -

"المجروحين"(3/ 46 - 47) وقال: "ممن يروي الموضوعات عن الثقات، حتى ربما يسبق إلى القلب أنَّه كان يتعمد لذلك من كثرة ما يأتي به".

7 -

"الكامل"(7/ 2509 - 2510) وقال: "يُكْتَبُ حديثه".

8 -

"تاريخ بغداد"(13/ 315 - 318) وفيه عن محمد بن عبد اللَّه بن نُمَيْر: "ثقة". وفيه أنَّ ابن المَدِيني ضعَّفه وقال: لم يكن في الحديث بذاك. وقال زكريا السَّاجِي: "ليس هو عندهم بشيء".

9 -

"التهذيب"(10/ 482 - 484) وفيه عن أبي داود: "كذَّاب يضع الحديث".

ص: 402

10 -

"التقريب"(2/ 308) وقال: "متروك، وقد كذَّبه ابن مَعِين، من الثامنة، مات سنة اثنتين وثمانين -يعني ومائة-"/ فق.

وفيه أيضًا: (سهل بن عمَّار بن عبد اللَّه العَتَكِي النَّيْسَابُوري)، وهو مُتَّهَمٌ أيضًا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (542).

وفيه كذلك صاحب الترجمة (العبَّاس بن محمد بن معاذ النَّيْسَابُورِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(البَيَّع بن سَعْدَان) لم أقف على من ذكره.

وشيخ الخطيب (عليّ بن محمد بن الحسن الحَرْبِيّ السِّمْسَار أبو الحسن، ويعرف بابن قَشِيش)، ترجم له في "تاريخه" (12/ 100 - 101) وقال:"كتبت عنه وكان صدوقًا يتفقه بمذهب مالك، وكان حسن الصوت بالقرآن". وتوفي عام (437 هـ).

وباقي رجال الإِسناد ثقات.

التخريج:

رواه مطوَّلًا: ابن حِبَّان في "صحيحه"(6/ 152) رقم (4061)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(3/ 225 - 226)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 124 - 125)، وابن حَزْم في "المُحَلَّى"(9/ 465)، من طرق، عن ابن جُرَيْج، عن سليمان بن موسى، عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَة، عنها، به.

قال ابن حِبَّان عقبه: "لم يقل أحد في خبر ابن جُرَيْج عن سليمان بن موسى عن الزُّهْرِيّ هذا: "وشَاهِدَيْ عَدْلٍ" إلَّا ثلاثة أنفسٍ: سعيد بن يحيى الأُمَوي عن حفص بن غياث، وعبد اللَّه بن عبد الوهاب الحَجَبِيّ عن خالد بن الحارث، وعبد الرحمن بن يونس الرَّقِّي عن عيسى بن يونس. ولا يَصِحُّ في ذكر الشَّاهِدَيْنِ غيرُ هذا الخبر".

ص: 403

وقال الدَّارَقُطْنِيّ عقبه أيضًا: "وكذلك رواه سعيد بن خالد أنَّ عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان، ويزيد بن سِنَان، ونوح بن دَرَّاج، وعبد اللَّه بن حَكِيم أبو بكر، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة، قالوا فيه: "شَاهِدَيْ عَدْلٍ". وكذلك رواه ابن أبي مُلَيْكَةَ عن عائشة رضي الله عنها".

ثم رواه من طريق محمد بن يزيد بن سِنَان، عن أبيه، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عنها، به، بلفظ الخطيب.

قال الإِمام الزَّيْلَعِيُّ في "نصب الراية"(3/ 187): "ومحمد بن يزيد بن سِنَان وأبوه: ضعيفان".

وقال ابن حَزْم عقب روايته له: "لا يَصِحُّ في هذا الباب شيء، غير هذا السند -يعني ذكر شَاهِدَيْ عَدْلٍ- وفي هذا كفاية لصحته".

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(4/ 166) رقم (2268) -، من طريق عثمان بن عبد الرحمن، عن الزُّهْرِيّ، به، بلفظ حديث الخطيب.

وفيه (عثمان بن عبد الرحمن الوقَّاصي)، وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (863).

ورواه عقبه برقم (2269)، من طريق عليّ بن جميل الرَّقِّي، عن حسين بن عيَّاش، عن جعفر بن بُرْقَان، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عنها، به.

وفيه (عليّ بن جميل الرَّقِّي): مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (648).

أقول: للحديث بشطريه طرق وشواهد يَصِحُّ بها.

فشطره الأول: "لا نِكَاحَ إلَّا بِوَلِيٍّ"، قد صحَّحه كثير من الأئمة من أمثال:

ص: 404

عليّ بن المَدِيني، والتِّرْمِذِيّ، وابن خُزَيْمَة، وغيرهم. وقد سبق الكلام عليه في حديث (194).

وأمَّا شطره الثاني: "وشَاهِدَيْ عَدْلٍ"، فقد ورد من حديث أبي هريرة، وجابر، وأبي موسى، وعِمْرَان بن حُصَيْن أيضًا، انظر في هذه الشواهد وطرقها:"التلخيص الحَبِير"(3/ 156)، و"نصب الراية"(3/ 167 - 168)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (7/ 124 - 126)، و"مجمع الزوائد"(4/ 286 - 287)، و"إرواء الغليل"(6/ 258 - 260).

وقد تقدَّم في حديث (562) تخريجه من حديث أبي هريرة.

* * *

1841 -

أخبرني ابن عَلَّان، حدَّثنا أبو الفضل العبَّاس بن محمد بن أحمد بن تميم الأَنْمَاطِي، حدَّثنا موسى بن إسحاق القاضي الأنصاري، حدَّثنا أحمد بن يحيى بن المنذر بن عبد الرحمن، حدَّثنا مالك بن أنس، عن نافع،

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما بَيْنَ قَبْرِي ومِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ".

(12/ 160) في ترجمة (العبَّاس بن محمد بن أحمد الأَنْمَاطِيّ أبو الفضل).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صَحَّ الحديث من طرق أخرى بلفظ: "ما بَيْنَ بَيْتِي ومِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ". وقد عدَّه السُّيُوطيُّ والكَتَّانِيُّ من المتواتر.

ففيه (أحمد بن يحيى بن المنذر بن عبد الرحمن المَدِينيّ أبو عبد اللَّه)، وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(2/ 81) وقال: "روى عن مالك بن أنس حديثًا

ص: 405

مُنْكَرًا، روى عنه موسى بن إسحاق الأنصاري ويحيى بن محمد بن يحيى النَّيْسَابُورِيّ".

2 -

"الميزان"(1/ 163) وذكر قول ابن أبي حاتم، وقال:"قال: الدَّارَقُطْنِيّ: صدوق. حدث عنه يحيى الذُّهْلِيّ". وترجم له الذَّهَبِيّ أيضًا في "الميزان"(1/ 162) باسم (أحمد بن يحيى الكوفي الأَحْوَل)، وقال: "عن مالك بن أنس. قال الدَّارَقُطْنِيّ: ضعيف

(1)

. قلت -القائل الذَّهَبِيّ-: هو أحمد بن يحيى بن المنذر، شيخ موسى بن إسحاق ومُطَيَّن، ليس بشيء".

3 -

"المغني" للذَّهَبِيّ (1/ 62) باسم (أحمد بن يحيى الأَحْوَل) وقال: "ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيُّ وغيره".

4 -

"اللسان"(1/ 321)، وقال:"الظاهر أنَّ (الكوفي الأَحْوَل) الذي ضعَّفه الدَّرَقُطْنِيُّ، غير هذا (المَدِيني) واللَّه أعلم. وأمَّا (الكوفي) فقد ذكره ابن حِبَّان في "الثقات"

(2)

، فقال: مولى الأشعريين من أهل الكوفة، يروي عن مالك، روى عنه مُطَيَّن، يُخطئ ويُحَالِفُ".

وقد تابعه (عبد اللَّه بن نافع الصَّائِغ المَخْزُومي) عند أبي نُعَيْم -كما سيأتي-، و (عبد اللَّه بن نافع) هذا:"ثقة صحيح الكتاب في حفظه لِيْنٌ" كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 456). وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "السِّيَر"(10/ 371 - 374)، و"التهذيب"(6/ 51 - 52).

كما أنَّه توبع عند الطبراني، وسيأتي.

وفي إسناده أيضًا صاحب الترجمة (العبَّاس بن محمد بن أحمد الأَنْمَاطِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

(1)

انظر "الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 117 رقم (46)، حيث ذكره باسم (أحمد بن يحيى الأَحْوَل) وقال:"عن مالك وشَرِيك".

(2)

(8/ 24).

ص: 406

وشيخ الخطيب (ابن عَلَّان) هو (محمد بن جعفر بن عَلَّان الورَّاق الشُّرُوطِيّ الطَّوابِيْقِيّ): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (568).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 360) رقم (614) عن أحمد بن عليّ الأَبَّار، حدَّثنا أبو حَصِين الرَّازي، حدَّثنا يحيى بن سُلَيْم، عن عبد اللَّه بن عثمان بن خُثَيْم، عن نافع، عنه، به، بلفظ الخطيب.

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 294) رقم (13156) من طريق محمد بن بِشْر العَبْدِيّ، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عمر، عن أبي بكر بن سالم، عن سالم، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ الخطيب، وبزيادة قوله في آخره:"ومِنْبَرِي على حَوْضِي".

وبتمام لفظ الطبراني في "الكبير"، رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(9/ 324)، من طريق القاسم بن عثمان الجُوْعِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن نافع، عن مالك، عن نافع، عنه، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 9): "ورواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجاله ثقات". لكن الهيثمي ذكره بلفظ: "بيتي" بدلًا من "قبري". والذي عند الطبراني في "مُعْجَمَيْه": "قبري".

والحديث رواه الشيخان في "صحيحيهما"، وغيرهما، من حديث عبد اللَّه بن زيد وغيره بلفظ:"ما بَيْنَ بَيْتِي ومِنْبَرَي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةَ". وقد تقدَّم الكلام عليه وعلى شواهده في حديث (421).

وقد عدَّه السُّيُوطيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص 187 - 188، من المتواتر، وتابعه على ذلك المحدِّثُ محمد بن جعفر الكَتَّاني في "نظم المتناثر" ص 128.

ص: 407

ولفظ: "قبري" في الحديث، تَصَرُّفٌ من بعض الرواة، والثابت قوله:"بَيْتِي". وقد بَيَّنْتُ ذلك في حديث (421).

وقد تقدَّم تخريج الحديث برقم (637) من حديث أبي سعيد الخُدْرِي، وبرقم (1701) من حديث سعد بن أبي وقَّاص.

* * *

1842 -

أخبرنا أحمد بن عمر بن رَوْح النَّهْرَوَانِيّ -بها-، حدَّثنا محمد بن إبراهيم بن سَلَمَة الكُهَيْلِيّ الكوفي، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن سليمان الحَضْرَمِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن عمر بن أَبَان، حدَّثنا عمرو بن يحيى بن عمرو بن سَلِيَمة الهَمْدَانِيّ قال: سمعتُ أبي يحدِّث عن أبيه عمرو بن سَلِمَة الهَمْدَانِيّ،

عن عبد اللَّه، أنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم حدَّثنا:"أنَّ قومًا يَقْرَؤونَ القرآنَ لا يجاوزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسلامِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّة. وايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ"؟ قال: رأينا عامَّة أصحاب تلك الحِلَقِ يُطَاعِنُونَنَا يوم النَّهْرَوانِ مع الخَوَارج.

(12/ 162 - 163) في ترجمة (عمرو بن سَلِمَة بن الخَرِب الهَمْدَانِيّ).

مرتبة الحديث:

في إسناده (يحيى بن عمرو بن سلمة الهَمْدَانِيّ)، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(9/ 176) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. ولم أقف على من ترجم له غيره.

وفيه (محمد بن إبراهيم بن سَلَمَة الكُهَيْلِيّ الكوفي)، لم أقف على من ترجم له.

وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.

ص: 408

التخريج:

رواه مطوَّلًا في قِصَّةٍ ذكرها: الدَّارِمي في "سننه"(1/ 68 - 69) عن الحَكَم بن المُبارَك، أخبرنا عمرو

(1)

بن يحيى بن عمرو بن سَلِمَة، به.

ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(6/ 337) مختصرًا، من طريق عمرو بن يحيى بن سَلِمَة، عن أبيه، به مرفوعًا بلفظ:"إنَّ قومًا يَقْرَؤون القرآن لا يُجاوزُ تَرَاقِيَهُمْ".

وعن البخاري رواه الخطيب في "الموضح أوهام الجمع والتفريق"(1/ 335 - 336).

ورواه التِّرْمِذِيُّ في الفتن، باب صفة المارقة (4/ 481) رقم (2188) مختصرًا، من طريق أبي بكر بن عيَّاش، عن عاصم، عن زِرٍّ، عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا بلفظ:"يَخْرُجُ في آخر الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلَامِ، يَقْرَؤونَ القرآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يقولونَ مِنْ قَوْلِ خَيْرِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّين كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "حسن صحيح".

وقال: "وقد رُوي في غير هذا الحديث عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم حيث وصف هؤلاء القَوْمَ الذينَ يقرؤونَ القرآنَ لا يُجاوزُ تَرَاقِيَهُمْ. . . إنما هُمُ الخَوَارِجُ والحَرُورِيَّةُ وغَيْرُهُمْ مِنَ الخَوَارِجِ".

ومن طريق التِّرْمِذِيُّ المتقدِّم، رواه ابن ماجه في المقدِّمة، باب ذكر الخوارج (1/ 59) رقم (168)، بزيادة قوله في آخره:"فمن لَقِيَهُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ، فإنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ عند اللَّه لمن قَتَلَهُمْ".

* * *

(1)

تَصَحَّفَ في "سنن الدَّارِمي" إلى: "عمر"، والتصويب من "الجرح والتعديل"(6/ 269)، وغيره.

ص: 409

1843 -

أخبرنا إبراهيم بن مَخْلَد المُعَدَّل، حدَّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحَكِيْمِيّ، حدَّثنا محمد بن يُونس، حدَّثنا عمرو بن عاصم، حدَّثني جدِّي عبيد اللَّه بن الوَازع بن ثَوْر قال لأيوب السَّخْتِيَانِيّ: يا أبا بكر، إنَّ عمرو بن عبيد حدَّث عن الحسن، عن أنس بن مالك أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ حتَّى مَاتَ. ويحدِّث عن يزيد الرَّقَاشي، عن أنس؟ قال أيوب: كَذَبَ عمرو على الحسن، حدَّثني حُمَيْد بن هِلَال، عن أبي الأَحْوَص،

عن أنس بن مالك: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ حتَّى مَاتَ.

(22/ 180) في ترجمة (عمرو بن عبيد بن بَاب التَّمِيميّ المُعْتَزِلِيّ أبو عثمان).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (محمد بن يونس) وهو (الكُدَيْمِيّ): متروك، واتَّهَمَه أبو داود وابن حِبَّان وغيرهما بالكذب، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (446).

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (عمرو بن عبيد التَّمِيميّ)، وهو ضعيف جدًّا، واتَّهَمَهُ أيوب السَّخْتِيَانِيّ ويُونس بن عُبَيْد وغيرهما بالكذب، وكان داعيةً إلى البِدْعَةِ شديدًا فيها. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1984).

كما أنَّ فيه (عبيد اللَّه بن الوَازِع الكِلَابِيّ البَصْرِيّ)، وهو مجهول. قال أبو جعفر الطبري:"غير معروف في نقلة الآثار". وستأتي ترجمته في حديث (1893).

و (أبو الأَحْوَص) هو (عَوْف بن مالك الجُشَمِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (305).

ص: 410

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (1502).

* * *

1844 -

أخبرنا ابن الفَضْل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا سهل بن أحمد الوَاسِطي قال: قال أبو حفص عمرو بن عليّ: سمعتُ معاذ بن معاذ يقول: قلت لعَوْف، إنَّ عمرو بن عبيد حدَّثنا،

عن الحسن، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا".

"فقال: كذب عمرو".

(12/ 181) في ترجمة (عمرو بن عُبَيْد بن باب التَّمِيْمِيّ المُعْتَزِليّ أبو عثمان).

مرتبة الحديث:

مُرْسَلٌ، وإسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

فيه صاحب الترجمة (عمرو بن عُبَيْد التَّمِيْمِيّ)، وهو ضعيف جدًّا، واتَّهَمَهُ أيوب السَّخْتِيَانِيّ ويُونس بن عُبَيْد وغيرهما بالكذب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1984).

و (الحسن) هو (ابن يَسَار البَصْرِيّ): إمام تابعي ثقة مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (86).

و (عَوْف) هو (ابن أبي جَمِيلة الأَعْرَابي العَبْدِي البَصْرِي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (30).

وشيخ الخطيب (ابن الفَضْل) هو (محمد بن الحسين بن محمد بن الفَضْل

ص: 411

الأَزْرَق القَطَّان أبو الحسين): مجمع على ثقته. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176).

التخريج:

ذكره ابن عدي في "الكامل"(5/ 1759) -في ترجمة (عمرو بن عُبَيْد التَّمِيميّ) -، عن عمرو بن عليّ، عن معاذ بن معاذ، به.

والحديث صحيح، رواه عدد من الصحابة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، انظر في ذلك:"التلخيص الحَبِير"(4/ 41 - 42)، و"جامع الأصول"(10/ 56 - 57)، و"مجمع الزوائد"(7/ 291 - 292).

ومن ذلك ما رواه البخاري في الفتن، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ حَمَلَ علينا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا"(13/ 23)، رقم (7071)، ومسلم في الإِيمان، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ حَمَلَ علينا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا"(1/ 98) رقم (100)، وغيرهما، عن أبي موسى الأشعري مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب.

ورواه البخاري في الموطن السابق رقم (7070)، وكذلك مسلم رقم (98)، من حديث ابن عمر مرفوعًا به.

* * *

1845 -

أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمر المُقْرِئ، حدَّثنا الحسن بن سعيد الأَدَمِيّ -بالمَوْصِل-، حدَّثنا محمد بن محمود الصَّيْدَلَانِيّ، حدَّثنا أبو إبراهيم التَّرْجُمَانِيّ، حدَّثنا عمرو بن جُمَيْع، عن جُوَيْبِر، عن الضَّحَّاك، عن النَّزَّال بن سَبْرَة،

عن عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَزَوَّجُوا ولا تُطَلِّقُوا، فإنَّ الطَّلَاقَ يَهْتَزُ لَهُ العَرْشُ".

(12/ 191) في ترجمة (عمرو بن جُمَيْع أبو عثمان، قاضي حُلْوَان).

ص: 412

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (عمرو بن جُمَيْع الكوفي)، وهو مُتَّهَمٌ بالكذب. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1159).

وفيه (جُوَيْبِر) وهو (ابن سعيد الأَزْدِيّ البَلْخِيّ): ضعيف جدًّا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1335).

و(الضَّحَّاك) هو (ابن مُزَاحِم الهِلَالِيّ الخُرَاسَانِيّ): صدوق كثير الإِرسال. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (677).

و(أبو إبراهيم التَّرْجُمَانِيّ) هو (إسماعيل بن إبراهيم بن بَسَّام): لا بأس به. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1329).

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 157)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1764) -في ترجمة (عمرو بن جُمَيْع) -، من طريق عمرو بن جُمَيْع هذا، عن جُوَيْبِر، به.

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(2/ 51) رقم (2293) عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 277) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: "هذا حديث لا يصحُّ، وفيه آفاتٌ: الضَّحَّاك مجروح

(1)

، وجُوَيْبِر ليس بشيء. قال النَّسَائِيُّ والدَّارَقُطْنِيُّ: جُوَيْبِر وعمرو متروكان. وقال ابن عدي: كان عمرو بن جُمَيْع يُتَّهَمُ بالوضع".

(1)

قد تقدَّم عند الكلام على مرتبة الحديث أنَّ الضَّحَّاكَ: صدوق كثير الإِرسال.

ص: 413

وأقرَّه السُّيُوطي في "اللآلئ"(2/ 179)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(2/ 202).

وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 139.

* * *

1846 -

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن المُظَفَّر بن عبد الرحمن المِصْرِيّ -بِبَدْرٍ، بعد حَجَّنَا، ونحن عائدونَ إلى المَدِينة- قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المُهَنْدِس -بِمِصْرَ-، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عثمان بن شَبِيب الرَّازِيّ، حدَّثنا أبو زُرْعة الرَّازِيّ، حدَّثنا سعيد بن محمد الجَرْمِيّ قال: حدَّثنا عمرو بن محمد بن عمرو بن معاذ الأَنْصَارِيّ أبو محمد -لقيته ببغداد في رَبَضِ الأنصار- قال: حَدَّثَتْنَا هند ابنة سعيد بن أبي سعيد الخُدْرِيّ،

عن عَمَّتِهَا قالت: جاءَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عائدًا لأبي سعيد الخُدْرِيّ، فَقَدَّمْنَا إليه ذِرَاعَ شَاةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا، وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَمَضْمَضَ، وقَامَ فَصَلَّى.

(12/ 192) في ترجمة (عمرو بن محمد بن عمرو بن معاذ الأنصاري أبو محمد).

مرتبة الحديث:

فيه ضَعْفٌ وأظنه مُرْسَلًا، قاله الحافظ ابن حَجَر.

ففي إسناده (هند بنت سعيد بن أبي سعيد الخُدْرِيّ)، لم يوثِّقها غير ابن حِبَّان، وقد ذكرها في "ثقاته" (5/ 517) وقال:"تروي عن أبي سعيد الخُدْرِيّ، روى عنها محمد بن كَعْب القُرَظِيّ، ومحمد بن أبي حُمَيْد".

كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (عمرو بن محمد بن عمرو بن معاذ

ص: 414

الأنصاري)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(عبد الرحمن بن المُظَفَّر المِصْرِيّ) و (أحمد بن محمد الرَّازِيّ)، لم أقف لهما على ترجمة فيما رجعت إليه.

و(أبو زُرْعَة الرَّازِيّ) هو (عبيد اللَّه بن عبد الكريم بن يزيد): إمام حافظ ثقة، خرَّج له مسلم وأصحاب السنن عدا أبي داود، وتوفي عام (264 هـ) وله (64) عامًا. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(13/ 65 - 85)، و"التهذيب"(7/ 30 - 34)، و"التقريب"(1/ 536).

و(عَمَّةُ هند بنت سعيد بن أبي سعيد الخُدْرِيّ) هي الصحابية: (الفُرَيْعَة بنت مالك بن سِنَان الخُدْرِيَّة الأنصارية -ويقال لها: الفَارِعَةُ أيضًا-) رضي الله عنها. انظر ترجمتها في "الإِصابة"(4/ 386).

وباقي رجال الإِسناد ثقات.

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(24/ 445 - 446) رقم (1093 و 1094 و 1095)، من طرق، عن عمرو بن محمد بن عمرو بن معاذ الأنصاري، عن هند بنت سعيد، عنها، به.

قال الهيثمي في "المجمع"(1/ 254): "رواه الطبراني في "الكبير" من طرق، وبعضها رجالها رجال الصحيح إلَّا هند بنت سعيد وقد وثَّقها ابن حِبَّان".

ورواه إسحاق بن رَاهُوْيَه في "مسنده" كما في "المطالب العالية"

(1)

لابن حَجَر (1/ 40) وقال: "فيه ضَعْفٌ وأظنه مُرْسَلًا".

(1)

وقع فيه "عن عمها" بدلًا من "عمتها"، وهو تصحيف.

ص: 415

وعزاه في "الكنز"(9/ 495 - 496) رقم (27133) إلى ابن أبي خَيْثَمَة، وابن عساكر.

والأحاديث في عدم الوضوء ممَّا مَسَّتْهُ النَّارُ ثابتة، وهي كثيرة مشهورة، انظرها في:"التخليص الحَبِير"(1/ 116)، و"جامع الأصول"(7/ 218 - 225)، و"مجمع الزوائد"(1/ 251 - 254).

قال البَغَويُّ في "شرح السُّنَّة"(1/ 347): "أَكْلُ ما مَسَّتْهُ النَّارُ لا يُوجبُ الوضوء. وهو قول الخلفاء الراشدين وأكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين فمن بعدهم".

وقد تقدَّم في رقم (938) تخريجه من حديث أبي سعيد الخُدْرِيّ.

* * *

1847 -

كَتَبَ إليَّ عبد الرحمن بن عثمان الدِّمَشْقِيّ يذكر أنَّ خَيْثَمَة بن سليمان القُرَشِيّ حدَّثهم قال: حدَّثنا أحمد بن زهير بن حَرْب، حدَّثنا عمرو بن معاذ الشَّاعِر -ولم يكن يحدِّث غير هذا الحديث-.

وأخبرني الصَّيْمَرِيّ -قراءةً-، حدَّثنا عليّ بن الحسن الرَّازِيّ، حدَّثنا محمد بن الحسين الزَّعْفَرَانِيّ، أخبرنا أحمد بن زهير، حدَّثنا عمرو بن محمد بن عمرو بن معاذ الأنصاريّ قال: سمعتُ هند بنت سعيد بن أبي سعيد الخُدْرِيّ،

عن عَمَّتِهَا قالت: جاءَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عَائِدًا لأبي سعيد الخُدْرِيّ، فَقَدَّمْنَا إليه ذِرَاعَ شَاةٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا، وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، ثُمَّ قَامَ وصَلَّى ولَمْ يَتَوَضَّأْ.

(12/ 192 - 193) في ترجمة (عمرو بن محمد بن عمرو بن معاذ الأنصاري أبو محمد).

مرتبة الحديث:

فيه ضَعْفٌ وأظنه مُرْسَلًا، قاله الحافظ ابن حَجَر.

ص: 416

وقد تقدَّم الكلام على إسناده في الحديث السابق رقم (1846).

و (الصَّيْمَرِيُّ) هو (الحسين بن عليّ بن محمد القاضي): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (189).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (1846).

* * *

1848 -

أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي -بالبَصْرَة-، أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد الأَثْرَم -في سنة ثلاثين وثلاثمائة-، حدَّثنا حُمَيُد بن الرَّبِيع، حدَّثنا عمرو بن مُجَمِّع أبو المُنْذِر -سنة ثمانين ومائة-، حدَّثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم،

عن البَرَاء بن عَازِب قال: أَوْمَأَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ قِبَلَ اليَمَنِ، وقَالَ:"ألا إنَّ الإِيْمَانَ يَمَانٌ، والحِكْمَةَ يَمَانِيَّةٌ، والقَسْوَةُ وغِلَظُ القَلْبِ هَا هُنَا" ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ قِبَلَ المَشْرِقِ، وقَالَ:"القَسْوَةُ وغِلَظُ القُلُوبِ في الفَدَّادِيْنَ، في رَبَيعةَ ومُضَرَ، عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الإِبِلِ، حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ".

(12/ 194) في ترجمة (عمرو بن مُجَمِّع بن سليمان السَّكُونِيّ الكِنْدِيّ أبو المُنْذِر).

مرتبة الحديث:

مُنْكَرٌ من هذا الطريق. وقد صَحَّ من حديث أبي مسعود البَدْرِيّ، وليس فيه قوله:"والحِكْمَةَ يَمَانِيَّةٌ". وهذه الجملة من الحديث قد صَحَّتْ من حديث أبي هريرة.

ففي إسناده صاحب الترجمة (عمرو بن مُجَمِّع بن سليمان السَّكُونِيّ الكُوفِيّ)، وهو ضعيف خالف الثقات الذين رووه عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن أبي مسعود البَدْرِيِّ رضي الله عنه.

ص: 417

قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "قال أبو الحسن حُمَيْد بن الرَّبِيع: وهو خطأ، إنما هو عن أبي مسعود. أخبرنا محمد بن عليّ بن الفتح قال: قال لنا الدَّارَقُطْنِيّ: تفرَّد به عمرو بن مُجَمِّع، عن إسماعيل، عن قيس، عن البَرَاء".

وقال الخطيب أيضًا: "ورواه الحُفَّاظُ عن إسماعيل، عن قيس، عن أبي مسعود عُقْبَة بن عمرو

(1)

، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، منهم: شُعْبَة، وابن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بن إدريس، وأبو أسامة، وعبد اللَّه بن نُمَيْر، ويحيى بن سعيد القَطَّان، ومُعْتَمِر بن سليمان؛ وقولهم هو الصواب".

وقد ترجم لـ (عمرو بن مُجَمِّع بن سليمان السَّكُونِيّ الكِنْدِيّ أبو المُنْذِر) في:

1 -

"تاريخ بن مَعِين"(4/ 401) وقال: "لم يكن به بأس".

2 -

"التاريخ الكبير"(6/ 373 - 374) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"الجرح والتعديل"(6/ 265) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث".

4 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 230) وقال: "كان يخطئ".

5 -

"الكامل"(5/ 1872) وقال: "عامَّة ما يرويه لا يُتَابَع عليه إمَّا إسنادًا وإمَّا مَتْنًا".

6 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 306 رقم (394) وقال: "ضعيف".

7 -

"تاريخ بغداد"(12/ 194 - 195) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس حديثه بشيء".

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "عن أبي مسعود وعقبة بن عمرو". والصواب ما أثبثُ، فإنَّ اسم (أبي مسعود):(عقبة بن عمرو). انظر: "الإصابة"(2/ 490 - 491)، و"التهذيب"(7/ 247 - 249).

ص: 418

8 -

"الميزان"(3/ 286) وقال: "ضعَّفوه".

9 -

"اللسان"(4/ 375) وقال: "ذكره ابن شاهين في الضعفاء. . . وأخرج له ابن خُزَيْمَة في "صحيحه" حديثًا طويلًا في الحَجِّ".

التخريج:

لم يروه من حديث البَرَاء غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "كنز العُمَّال"(12/ 50) رقم (33952) إلى الخطيب وحده.

والحديث رواه البخاري في بدء الخَلْق، باب خير مال المسلم غنم يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجبال (6/ 350) رقم (3302)، وانظر منه أيضًا رقم (3498) و (4387) و (5303)، ومسلم في الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان فيه ورجحان أهل اليمن فيه (1/ 71) رقم (51)، وأحمد في "المسند"(4/ 118) و (5/ 273)، والطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 209 - 210) رقم (565 و 566 و 567 و 568 و 569)، عن أبي مسعودٍ البَدْري مرفوعًا، دون قوله:"والحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ". وقد وردت هذه الجملة في حديث أبي هريرة عند البخاري برقم (4388)، ومسلم برقم (52).

غريب الحديث:

قوله: "الفَدَّادِين" قال ابن الأثير في "النهاية"(3/ 419): "الفَدَّادُونَ بالتشديد: الذين تَعْلُو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم. وأحدهم: فَدَّاد. يقال: فَدَّ الرجلُ يَفِدُّ فَدِيدًا إذا اشتد صوته. وقيل: هم المكثرون من الإبل. وقيل: هم الجَمَّالُون والبَقَّارُون والحَمَّارُون والرُّعْيَان. وقيل: إنما هو "الفَدَادين" مُخَفَّفًا، واحدها: فَدَّان، مُشَدَّدٌ، وهي البَقَرُ التي يُحرَثُ بها، وأهلها أهل جَفَاءٍ وغِلْظَةٍ".

* * *

ص: 419

1849 -

أخبرنا عبيد اللَّه بن عبد العزيز بن جعفر البَرْذَعِيّ، وعليّ بن أبي عليّ البَصْرِيّ، والحسن بن علي الجَوْهَرِيّ، قالوا: أخبرنا محمد بن عبيد اللَّه ابن الشِّخِّير، حدَّثنا أحمد بن إسحاق المُلحَمِيّ، حدَّثني عُمَارَة بن وَثِيْمَة أبو رِفَاعَة، حدَّثنا عليّ بن محمد بن شَبِيب، عن عمرو بن مَسْعَدَة قَالَ: سمعتُ المأمون أمير المؤمنين يقول: حدَّثني أبي، عن أبيه، عن عَمِّه عبد الصمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس، عن أبيه،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عَلِّقُوا السَّوْطَ حَيْثُ يَرَاهُ أَهْلُ البَيْتِ، فإنَّهُ آدبُ لَهُمْ".

(12/ 203) في ترجمة (عمرو بن مَسْعَدَة بن سعيد الصُّولي أبو الفضل).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث حسن بطرقه.

ففيه (عبد الصمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن العبَّاس الهاشمي)، وهو ضعيف، لكنه تُوبع كما سيأتي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (274).

وفيه صاحب الترجمة (عمرو بن مَسْعَدَة بن سعيد الصُّولِيّ أبو الفضل)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. وقد ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(13/ 613 - 618) -مخطوط- ترجمة مطوَّلةً، كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (10/ 181 - 182) وقال:"العلَّامة البليغ. . . . ".

والخليفة (المأمون) هو (عبد اللَّه بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور العبَّاسي)، انظر ترجمته في "سِيَر أعلام النبلاء"(10/ 272 - 290).

ص: 420

التخريج:

رواه البخاري في "الأدب المفرد" ص 408 رقم (1234)، وعبد الرزاق في "مصنَّفه"(11/ 133) رقم (20123)، وعنه الطبراني في "الكبير"(10/ 345) رقم (10670)، والبزَّار في "مسنده"(2/ 447) رقم (2077) -من كشف الأستار-، وابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "العِيَال"(1/ 494) رقم (322)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 957) -في ترجمة (داود بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس) -، من طرق ضعيفة

(1)

، عن داود بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس، عن أبيه، عن جدِّه عبد اللَّه بن عباس مرفوعًا، دون قوله:"فإنَّه آدبُ لَهُمْ".

وعند البزَّار: "حيث يراه الخادم" بدلًا من "حيث يراه أهل البيت".

قال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوَى عن ابن عبَّاس إلَّا بهذا الإسناد".

أقول: (داود بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 233):"مقبول"

(2)

، يعني حيث يُتَابَع. وقد تابعه أخواه: عيسى وعبد الصمد، عند الطبراني في "الكبير" رقم (10671)، و"الأوسط"

(3)

-كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(5/ 313) رقم (3130) -. لكن في إسناده عندهما (سَلَّام بن سليمان بن سَوَّار المَدَائِني الثَّقَفِي) وهو ضعيف. وتقدَّمت

(1)

فقد رواه البخاري من طريق النَّضْر بن عَلْقَمَة أبو المغيرة عن داود، و (النَّضْر): مجهول كما في "التقريب"(2/ 302). ورواه عبد الرزاق والطبراني من طريق الحسن بن عُمَارَة عن داود، و (الحسن): متروك، وتقدَّمت ترجمته في حديث (1068). ورواه البزَّار وابن عدي والطبراني برقم (10672) وابن أبي الدُّنْيَا من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن داود، و (ابن أبي ليلى): ضعيف، وتقدَّمت ترجمته في حديث (1048).

(2)

وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (410).

(3)

أقول: لفظ الحديث فيهما كلفظ حديث الخطيب إلَّا أن عندهما: "فإنَّه لهم أَدَبٌ"، وعنده: فإنَّه آدبُ لهم".

ص: 421

ترجمته في حديث (940).

و(عيسى بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 100):"صدوق مُقِلٌّ، كان معتزلًا للسلطان، من السابعة"/ د ت.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 106): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بنحوه، والبزَّار وقال: "حيث يراه الخادم". وإسناد الطبراني فيهما حسن"!

وتابعه على ذلك المُنَاوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير"(2/ 135) فقال: "وإسناد الطبراني حسن"!

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(3/ 613) -مخطوط-، من طريق عمرو بن مَسْعَدَة، عن المأمون، عن أبيه، عن جدِّه، عن عبد الصمد بن عليّ، به.

وللحديث شواهد عِدَّة انظرها في: "تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكَشَّاف" للزَّيْلَعِيّ (1/ 315 - 316)، و"الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكَشَّاف" لابن حَجَر ص 43 - والمطبوع في آخر المجلد الرابع من تفسير "الكَشَّاف" للزَّمَخْشَرِيّ-، و"المقاصد الحسنة" للسَّخَاوِيّ ص 286، و"مجمع الزوائد"(8/ 105 - 106).

ومن هذه الشواهد، ما رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 332) عن حبيب بن الحسن، حدَّثنا عبد اللَّه بن إبراهيم الأَكْفَاني، حدَّثنا إسحاق بن بُهْلُول، حدَّثنا سُوَيْد بن عمرو الكَلْبِي، حدَّثنا الحسن بن صالح، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ:"عَلِّقُوا السَّوْطَ حيثُ يراهُ أهلُ البيتِ".

أقول: إسناده حسن، ورجاله كلهم ثقات عدا:(حبيب بن الحسن بن داود القَزَّاز أبو القاسم)، وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(8/ 253 - 254) ونقل تضعيفه عن البَرْقاني، وتعقَّبه بقوله: "حبيب عندنا من الثقات، وكان يؤثر عنه

ص: 422

الصلاح، ولا أدري من أي جهة ألحق البَرْقاني به الضعف. وقد سألت أبا نُعَيْم عنه فقال: ثقة". كما نقل الخطيب توثيقه عن محمد بن أبي الفَوَارس، ومحمد بن العبَّاس بن الفُرَات. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "المغني" (1/ 147) وقال: "مشهور صدوق، ليَّنَهُ البَرْقاني بلا حُجَّة".

* * *

1850 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدَّثنا أبو يحيى النَّاقِد، حدَّثنا عمرو بن محمد الزَّمِن البَصْرِيّ.

وحدثنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رَامين الإِسْتِرَابَاذِيّ -إملاءً-، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسْمَاعِيليّ.

وأخبرنا البَرْقَانِيّ، أخبرنا أبو بكر الإسْمَاعِيليّ، حدَّثنا أبو عثمان سعيد بن عَجَب الأَنْبَارِيّ، حدَّثنا بُنَان بن الحسين السِّمْسَار، حدَّثنا عمرو بن محمد الأَعْسَم، حدَّثنا إسماعيل بن عيَّاش، عن يحيى بن سعيد، عن نافع،

عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ المَرَاجِيحِ وَأَمَرَ بِقَطْعِهَا.

"هذا لفظ حديث بُنَان. وقال يحيى: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِقَطْعِ المَرَاجِيحِ".

(12/ 204) في ترجمة (عمرو بن محمد بن الحسن الزَّمِن، المعروف بالأَعْسَم).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وقال ابن حِبَّان: "موضوع لا أصل له من حديث الثقات".

ففيه صاحب الترجمة (عمرو بن محمد بن الحسن الزَّمِن، المعروف

ص: 423

بالأَعْسَم)

(1)

وقد ترجم له في:

1 -

"المجروحين"(2/ 74 - 75) وقال: "شيخ يروي عن الثقات المناكير، وعن الضعفاء الأشياء التي لا تُعْرَفُ من حديثهم، ويضع أسامي للمحدِّثين، لا يجوز الاحتجاج به بحال".

2 -

"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ: (1/ 38) وقال: "مُنْكَرُ الحديث".

3 -

"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 120 رقم (171) وقال: "ساقط الحديث، روى عن عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبيه أحاديث منكرة، لا أعلم له عنه راويًا غيره".

4 -

"تاريخ بغداد"(12/ 204) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "كان ضعيفًا كثير الوَهَم".

5 -

"ميزان الاعتدال"(12/ 286 - 287) وفيه عن الخطيب: "كان ضعيفًا". أقول: وهو سبق نظر من الذَّهَبِيّ رحمه الله، فهذا القول ليس للخطيب، إنما هو للدَّارَقُطْنِيّ نقله عنه الخطيب. والعجيب أنَّ محقق "الميزان" عزا قول الخطيب إلى "تاريخه"(12/ 204).

6 -

"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" لبرهان الدِّين الحَلَبي ص 328 وقال بعد أن نقل ما تقدَّم عن ابن حِبَّان في كتابه "المجروحين": وقد رأيته في "الثقات" ابن حِبَّان، وقال في ترجمته: كان يخطئ". أقول: لم أقف على ترجمته في "الثقات" المطبوع، واللَّه أعلم.

(1)

في "المجروحين"، و"سنن الدَّارَقُطْنِيّ"، و"اللسان":"الأَعْشَم" بالشين المعجمة. وفي باقي المصادر: "الأَعْسَم" بالسين المهملة. وهو ما أثبته السِّنْدي في حاشية نسخته من كتاب "نزهة الألباب في الألقاب" لابن حَجَر (1/ 84). و (العَسَمُ): "يُبْسٌ في المِرْفَق والرُّسغ تَعوَجُّ منه اليد والقدم. . . والأنثى: عَسْمَاء". "لسان العرب" مادة (عسم)(12/ 401).

ص: 424

7 -

"لسان الميزان"(4/ 375 - 376) وفيه عن الحاكم: "ساقط روى أحاديث موضوعة عن قوم لا يوجد في حديثهم منها شيء. . . ". وقال النَّقَّاش: "روى أحاديث موضوعة".

التخريج:

رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 75) -في ترجمة (عمرو بن محمد الأَعْسَم) -، من طريق أحمد بن الحسين بن عبَّاد البغدادي، عن عمرو بن محمد الأَعْسَم، به.

وقال: موضوع لا أصل له من حديث الثقات.

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 226 - 227) عن ابن حِبَّان من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". ونقل عن ابن حِبَّان قوله السابق في (عمرو بن محمد الأَعْسَم).

وللحديث شاهد رواه تمَّام الرَّازِيُّ في "فوائده"(2/ 979) رقم (1749) من طريق محمد بن سليمان المِنْقَري، ويعقوب بن إسحاق، قالا: حدَّثنا عمرو بن مرزوق، حدَّثنا شُعْبَة، عن منصور، عن مجاهد، عن عائشة رضي الله عنها قالت:"أَبْصَرَني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا على أُرْجُوحَةٍ أَتَرَجَّحُ فتزوَّجني، فلمَّا دَخَلْتُ عليه أَمَرَ بقَطْعِ المَرَاجِيحِ".

أقول: في إسناده (محمد بن سليمان المِنْقَري) و (يعقوب بن إسحاق) لم أقف على من ترجم لهما.

كما أنَّ في سماع (مجاهد بن جَبْر) من السيدة عائشة رضي الله عنها كلامًا للنُّقَّاد. ففي "المراسيل"، لابن أبي حاتم ص 161 - 162 عن يحيى بن سعيد القَطَّان ويحيى بن مَعِين:"لم يسمع مجاهد من عائشة". وقال يحيى بن سعيد القَطَّان: "سمعت شُعْبَة يُنْكِرُ أن يكون مجاهد سمع من عائشة". وقال أبو حاتم: "مجاهد عن عائشة مرسل". وفي "التهذيب" لابن حَجَر (10/ 43): "قال عليّ بن

ص: 425

المَدِيني: لا أنكر أنَّ يكون مجاهد لقي جماعة من الصحابة، وقد سمع من عائشة. قلت -القائل ابن حَجَر-: وقع التصريح بسماعه منها عند أبي عبد اللَّه البخاري في "صحيحه"".

وحديث السيدة عائشة رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(5/ 332) رقم (3167) -، من طريق صفوان بن عيسى، عن أبي عمرو زياد، عن أبي الخليل، عن عائشة:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمر بقطع المراجيح".

قال الطبراني: "لا يُرْوَى عن عائشة إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به صفوان".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 115) بعد أن عزاه له: "وفيه من لم أعرفهم".

أقول: رجاله معروفون، بيد أنَّ إسناده ضعيف، و (أبو خليل -هو صالح بن أبي مريم الضُّبَعي-): ثقة، لكن روايته عن الصحابة مرسلة، وقد ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(6/ 464) في طبقة أتباع التابعين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1507).

كما أنَّ فيه (زياد أبو عمرو)، وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (2/ 96) وقال:"بَصْرِيٌّ مُقِلٌّ، ضعَّفه ابن مَعِين". ومثله في "اللسان"(2/ 499).

وبلفظ الطبراني هذا ذكره الحَكيم التِّرْمِذِيُّ في "نوادر الأصول" ص 35.

ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 220 - 221) من طريق ابن أبي الدُّنْيَا، عن أبيه، عن هُشَيْم، عن زياد بن أبي عمر

(1)

، عن صالح أبي الخليل:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بقَطْعِ المَرَاجيح".

(1)

هكذا في "السنن الكبرى". وصوابه: "زياد أبو عمرو" كما في: "مجمع البحرين"(5/ 332)، و"الميزان"(2/ 96)، و"اللسان"(2/ 499).

ص: 426

قال البيهقي: "هذا منقطع. ورُوي من وجه آخر ضعيف موصولًا، وليس بشيء. وكان أبو بُرْدَة وطَلْحَة بن مُصَرِّف يَكْرَهَانِهَا".

أقول: الذي ثبت في "الصحيحين" عن السيدة عائشة: أنَّ أُمَّها أُمّ رُوْمان قد أتتها وهي على أُرْجُوحَةِ ومعها صواحبها، فأَسْلَمَتْهَا لِنسْوَةٍ من الأنصار غَسَلْنَ رَأسَهَا وَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِهَا وأَدخَلْنَهَا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لِيَبْنِي بها. وليس فيه الأمر بقطع المراجيح. انظر:"صحيح البُخَاري" كتاب مناقب الأنصار، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها (7/ 223) رقم (3894)، و"صحيح مسلم" في النكاح، باب تزويج الأب البكر الصغيرة (2/ 1038) رقم (1422).

* * *

1851 -

أخبرنا الحسن بن عليّ المُقْرِئ العَطَّار، حدَّثنا محمد بن بَكْرَان بن عِمْرَان، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا عبَّاس بن محمد الدُّوري، حدَّثنا عمرو بن أيوب -إمام مسجد عصام، وكان من العُبَّاد-، حدَّثنا جَرِير بن عبد الحميد، عن منصور،

عن هلال بن يِسَاف قال: حُدِّثْتُ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دَعَا [أحدُكُمْ]

(1)

بدَعْوَةٍ فَلَمْ يُسْتَجَبُ لَهُ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ".

(12/ 205) في ترجمة (عمرو بن أيوب العَابِد).

مرتبة الحديث:

ضعيف.

(1)

هكذا في المطبوع بين معكوفتين. وفي "الجامع الكبير"(1/ 58)، و"الفتح الكبير"(1/ 609)، و"فيض القدير" (1/ 344):"إذا دعا العبدة. وفي مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس: "إذا دعا بدعوة. . . . ".

ص: 427

فهو مُرْسَلٌ أولًا، فـ (هلال بن يِسَاف -ويقال: ابن إِسَاف- الأَشْجَعِيّ الكوفي) من ثقات التابعين. انظر ترجمته في: "تهذيب الكمال"(3/ 1453) -مخطوط-، و"التهذيب"(11/ 86 - 87)، و"التقريب"(2/ 325).

وثانيًا: إنَّ فيه صاحب الترجمة (عمرو بن أيوب العَابِد)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (3/ 246 - 247) وذكر الحديث المتقدِّم وقال:"ما روى عنه سوى عبَّاس الدُّوري بهذا". وتابعه ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 354).

و (منصور) هو (ابن المُعْتَمِر بن عبد اللَّه السُّلَمِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1060)

وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 58) إليه وحده.

* * *

1852 -

أخبرنا القاضي أبو القاسم طلحة بن محمد بن جعفر الهَاشِمِيّ البَصْري، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العبَّاس الأَسْفَاطِيّ

(1)

قال: سمعتُ أبا الحسن سهل بن نوح بن يحيى البزَّاز، عن أبي حفص عمرو بن عليّ قال: حدَّثنا عبد الملك بن عمرو قال، حدَّثنا عبد الملك بن حسن الجَارِيّ، حدَّثنا سعد بن عمرو بن سُلَيْم الزُّرَقِيّ قال: حدَّثنا رَجُلٌ مِنَّا أُنْسِيت اسمه إلَّا أنَّه معاوية -أو ابن معاوية- قال:

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الإسقاطي" بالقاف. والتصويب من "اللباب"(1/ 54)، و"تاريخ بغداد"(9/ 352).

ص: 428

سمعت أبا سعيد الخُدْرِيّ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ المَيِّتَ لَيَعْرِفُ مَنْ يُغَسِّلُهُ، ومَنْ يَحْمِلُهُ، ومَنْ يُدَلِّيْهِ في حُفْرتِهِ -أو في قبره-".

"فقال له ابن عمر: ممن سمعت هذا قال: عن أبي سعيد الخُدْرِيّ. فانطلق ابن عمر إلى أبي سعيد فقال: ممن سمعت هذا؟ قال: من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".

(12/ 212) في ترجمة (عمرو بن عليّ بن بَحْر الصُّوفِيّ الفَلَّاس البَصْرِيّ أبو حفص).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

الجهالة الراوي عن أبي سعيد الخُدْري. قال ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 266: "معاوية بن فلان، أو فلان بن معاوية عن أبي سعيد، وعنه سعيد بن عمرو بن سُلَيْم، مجهول. قلت: -القائل ابن حَجَر-: لم أره في مسند أبي سعيد الخُدْرِي".

أقول: هو في مسند أبي سعيد الخُدْرِيّ من "المسند" لأحمد (3/ 3 و 62 - 63)، فلعل الحافظ ابن حَجَر قد سها نظره، واللَّه أعلم.

وفيه (سهل بن نوح البزَّاز) و (أحمد بن محمد بن العبَّاس الأَسْفَاطِيّ)، لم أقف على من ترجم لهما.

وباقي رجال الإِسناد ثقات عدا شيخ الخطيب (طلحة بن محمد الهاشمي أبو القاسم)، فإنَّه ترجم له في "تاريخه" (9/ 352) وقال:"كتبت عنه وكان سماعه صحيحًا".

ص: 429

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(3/ 3) عن أبي عامر، حدَّثنا عبد الملك بن حسن الحارثي

(1)

، حدَّثنا سعيد

(2)

بن عمرو بن سُلَيْم، به. ونَصَّ في الإِسناد على أن النَّاسِي هو:(عبد الملك بن حسن الجَارِي).

ورواه في (3/ 62 - 63) منه، عن حمَّاد الخيَّاط، عن عبد الملك الأَحْوَل، عن سعيد بن عمرو بن سُلَيْم، به.

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(2/ 409) رقم (1266) -، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 208)، من طريق إسماعيل بن عمرو البَجَلي، حدَّثنا الفُضَيْل بن مرزوق، عن عطيَّة العَوْفي، عن أبي سعيد الخُدْري مرفوعًا به.

أقول: إسناده ضعيف لضعف (إسماعيل بن عمرو البَجَلي الكوفي). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (2).

كما أنَّ في إسناده (عطيَّة بن سعد العَوْفي)، وهو ضعيف أيضًا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (189).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 21): "رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، وفيه رجل لم أجد من ترجمه".

* * *

(1)

هكذا في "المسند": "الحارثي" بالثاء. قال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 518): "الجاري بالجيم، ويقال: الحارثي بالمهملة وزيادة المثلثة".

(2)

هكذا في "المسند": "سعيد". وفي "تاريخ بغداد"، وغيره:"سعد". قال البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 499) بعد أن ترجم له باسم (سعيد): "ويقال: سعد".

ص: 430

1853 -

أخبرنا القاضي أبو القاسم طَلْحة بن محمد بن جعفر الهَاشِمِيّ البَصْرِيّ، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العبَّاس الأَسْفَاطِيّ

(1)

قال: سمعتُ أبا الحسن سهل بن نوح بن يحيى البزَّاز قال: سمعت رجلًا سأل أبا عبد اللَّه محمد بن يحيى الأَزْدِيّ في جِنَازَة أبي حفص

(2)

: أي شيءٍ يحفظ فيمن شيَّع جِنَازَةً؟ فقال: حدَّثنا عبد الرحمن بن قيس، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ تُحْفَةِ المُؤْمنِ أَنْ يُغْفَرَ لِمَنْ شَيَّعَ جِنَازَتَهُ".

(12/ 212) في ترجمة (عمرو بن عليّ بن بَحْر الصَّيْرَفِيّ الفَلَّاس أبو حفص).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. والحديث قد ورد من طرق أخرى ضعيفة.

ففيه (عبد الرحمن بن قيس الضَّبِّيّ الزَّعْفَرانِيّ)، وهو متروك، وكذَّبه ابن مهدي وأبو زُرْعَة الرَّازِيّ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (119).

و (أبو سَلَمَة) هو (ابن عبد الرحمن بن عَوْف الزُّهْرِيّ): تابعي ثقة مكثر. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1401).

وانظر الكلام على إسناد الحديث السابق أيضًا رقم (1852).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (1526).

كما تقدَّم تخريجه من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه برقم (760).

* * *

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "الإِسقاطي" بالقاف. والتصويب من "اللباب"(1/ 54)، و"تاريخ بغداد"(9/ 352).

(2)

هو صاحب الترجمة (عمرو بن عليّ الفَلَّاس).

ص: 431

1854 -

حدَّثني أحمد بن محمد العَتِيقي -بلفظه-، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن المُطَّلِب الشَّيْبَاني -بالكوفة-، حدَّثنا أبو بكر بن أبي داود -[وذكر قِصَّةً]-، عن عمرو بن بَحْر الجَاحِظ، حدَّثنا حَجَّاج، عن حمَّاد، عن ثابت،

عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى على طُنْفُسَةٍ.

(12/ 213) في ترجمة (عمرو بن بَحْر بن مَحْبُوب الجاحظ أبو عثمان).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه صاحب الترجمة (عمرو بن بَحْر الجَاحِظ)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(12/ 212 - 220) وقال: "أحد شيوخ المعتزلة". وروى الخطيب بإسناده عن ابن أبي الذَّيَّال المحدِّث خبرًا فيه أنَّ الجَاحِظَ كان يترك الصَّلاة.

2 -

"المغني"(1/ 481) وقال: "المُتَكَلِّمُ صاحب الكتب. قال ثَعْلَب: ليس بثقةٍ ولا مأمونٍ".

3 -

"الميزان"(3/ 247) وقال: "كان من أئمة البِدَعِ".

4 -

"السِّيَر"(11/ 526 - 530) وقال: "كان ماجِنًا قليل الدِّين، له نوادر". وقال: "ما روى من الحديث إلَّا النَّزْرَ اليسير، ولا هو بِمُتَّهَم في الحديث، بلى في النفس من حكاياته ولهجته، فربما جازف، وتلطُّخه بغير بِدْعَةٍ أَمْرٌ واضح، ولكنَّه أَخْبَارِيٌّ علَّامة، صاحب فنون، وأدب باهر، وذكاء بيِّن، عفا اللَّه عنه".

5 -

"اللسان"(4/ 355 - 357)، وفيه عن إسماعيل بن محمد الصَّفَّار قال: "سمعت أبا العَيْنَاء يقول: أنا والجاحظ وضعنا حديث فَدَك، وأدخلناهُ على الشيوخ ببغداد فقبلوه إلَّا ابن شَيْبَة العَلَوي فإنَّه أَبَاهُ وقال: هذا كذب، سمعها

ص: 432

الحاكم من عبد العزيز بن عبد الملك الأعور. قلت -القائل ابن حَجَر-: ما علمت ما أراد بحديث فَدَك". وقال الخَطَّابي: "هو مغموص في دِينهِ". وقال ابن حَزْم في "الملل والنحل": "كان أحد المُجَّان الضُّلَّال، غلب عليه الهزل، ومع ذلك فإنَّا ما رأينا له في كتبه تعمَّد كذبة يوردها مثبتًا لها، وإن كان كثير الإِيراد لكذب غيره". وقال ثَعْلب:"كان كذَّابًا على اللَّه وعلى رسوله وعلى النَّاس". ونقل ابن حَجَر أقوالًا أخرى فيه، ونقل عن بعضهم

(1)

: "ويستهزئ بالحديث استهزاءً لا يخفى على أهل العلم. . . وهو مع هذا أكذب الأُمَّة وأوضعهم لحديث وأنصرهم للباطل"!

و(حجَّاج) هو (ابن مِنْهَال الأَنْمَاطِيّ السُّلَمِيّ أبو محمد): ثقة فاضل خرَّج له الستة، وتوفي عام (216 أو 217) للهجرة. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(5/ 457 - 459)، و"التهذيب"(2/ 206 - 207)، و"التقريب"(1/ 154).

و(حمَّاد) هو (ابن سَلَمَة البَصْرِيّ): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (253).

و(ثابت) هو (ابن أَسْلَم البُنَانِيّ البَصْرِيّ): ثقة عابد. وتقدَّمت ترجمته في حديث (420).

التخريج:

رواه الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النُّبَلاء"(11/ 530)، عن أحمد بن سَلَامَة -كتابةً-، عن أحمد بن طارق، أخبرنا السِّلَفِيّ، أخبرنا المُبَارَك بن الطُّيُورِيّ، حدَّثنا محمد بن علي الصُّوْرِيّ -إملاءً-، حدَّثنا خَلَف بن محمد الحافظ -بصُور-، أخبرنا أبو سليمان بن زَبْر، حدَّثنا أبو بكر بن أبي داود، به.

(1)

في النص في "اللسان" المطبوع، بعض اضطراب يتعذر معه تعيين القائل.

ص: 433

قال الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 356): "وقد وقفت على رواية ابن أبي داود عنه، ذكرتها في غير هذا الموضع، وهو في "الطُّيُورِيَّات"".

وانظر الآثار الواردة في جواز الصلاة على الطَّنَافِس وعدمه في: "المصنَّف" لعبد الرزاق (1/ 396 - 396)، و"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (1/ 400 - 402)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (2/ 436 - 437).

غريب الحديث:

قوله: "طنفسة" قال ابن الأثير في "النهاية"(3/ 140): "هي بكسر الطاء والفاء وبضمهما، وبكسر الطاء وفتح الفاء: البساط الذي له خَمْل رقيق، وجمعه طنافس".

وقال في "القاموس المحيط" ص 715 مادة (طنفس): "الطَّنْفَسَةُ: مثلثة الطاء والفاء، وبكسر الطاء وفتح الفاء، وبالعكس: واحدة الطَّنَافِسِ للبُسْطِ والثيابِ، والحصيرُ من سَعَفٍ عَرْضُهُ ذراع".

* * *

1855 -

قرِئ على محمد بن الحسن الأَهْوَازِيّ -وأنا أسمع فَأُقِرُّ به- قيل له: حدَّثكم أبو عليّ أحمد بن محمد الصُّولِيّ -بالأَهْوَاز-، حدَّثنا دِعَامَة بن الجَهْم، حدَّثنا عمرو بن بَحْر الجَاحِظ، حدَّثنا أبو يوسف القاضي قال: تغدَّيت عند هارون الرشيد، فسقطت من يدي لقمة وانتثر ما كان عليها من الطعام، فقال: يا يعقوب خذ لقمتك، فإنَّ المهدي حدَّثني عن أبيه المنصور، عن أبيه محمد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن عبد اللَّه،

عن أبيه عبد اللَّه بن العبَّاس

(1)

قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَكَلَ ما سَقَطَ مِنَ الخُوَان فَرُزِقَ أولادًا كانوا صِبَاحًا".

(1)

تَحَّرَفَ في المطبوع إلى: "عن أبيه محمد بن عليّ عن أبيه عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 564.

ص: 434

(12/ 213 - 214) في ترجمة (عمرو بن بَحْر بن مَحْبُوب الجَاحِظ أبو عثمان).

مرتبة الحديث:

منكر.

وفي الإِسناد صاحب الترجمة (عمرو بن بَحْر الجاحظ)، وهو ضعيف جدًّا. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (1854).

التخريج:

رواه الدَّيْلَمِيُّ في "مسند الفردوس"، من طريق هارون الرشيد، عن آبائه، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"من أكل ما يسقط من المائدة خرج ولده صباح الوجوه، ونفى عنه الفقر". كذا في "المقاصد الحسنة" ص 400.

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(3/ 587) رقم (587) عن ابن عبَّاس مرفوعًا باللفظ الذي ذكره السَّخَاوِيُّ في "المقاصد الحسنة".

وعزاه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 262) له، وقال:"فيه يوسف بن أبي يوسف القاضي: مجهول".

وقال السَّخَاوِيُّ في "المقاصد الحسنة" ص 400 بعد أن ساقه من حديث عدد من الصحابة: "وكلُّها مناكير".

وقد تقدَّم تخريجه من حديث ابن عبَّاس برقم (495) بلفظ: "مَنْ أَكَلَ ممَّا يَسْقُطُ من الخُوَان نَفَى عنه الفَقْرَ، ونَفَى عن وَلَدِهِ الحُمْقَ".

غريب الحديث:

قوله: "الخُوَان": هو ما يُؤْكَلُ عليه. "المعجم الوسيط" مادة (خان) ص 263.

ص: 435

قوله: "كانوا صِبَاحًا": "صَبُحَ الوجه صَبَاحَةً: أشرق وجَمُلَ. ويقال: صَبُحَ الغلامُ: فهو صَبِيح، جمعه صِبَاح". "المعجم الوسيط" مادة (صبح) ص 505.

* * *

1856 -

أخبرنا عليّ بن الحسن بن محمد أبو القاسم بن أبي عثمان الدَّقَّاق، حدَّثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الورَّاق قال: حدَّثني عمرو بن إسحاق بن إبراهيم أبو محمد البُخَاري، حدَّثنا سهل بن شَاذُوْيَه البُخَاري، حدَّثنا عمرو بن محمد بن الحسين، حدَّثني عيسى بن موسى، عن محمد بن الفضل بن عطيَّة، عن كُرْز بن وَبَرَة، عن طاوس،

عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم [قال]:"على الرُّكْنِ اليَمَانِيِّ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ به منذ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَواتِ والأرضَ، فإذا مَرَرْتُمْ به فقولوا: و {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [سورة البقرة: الآية 201]، فإنَّه يقول: آمينَ آمينَ".

(12/ 226 - 227) في ترجمة (عمرو بن إسحاق بن إبراهيم القُرَشِي أبو محمد، يعرف بِمَرْس).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (محمد بن الفضل بن عطيَّة المَرْوَزِيّ)، وهو مُتَّهَمٌ، كذَّبه ابن مَعِين والجُوْزَجَاني والفَلَّاس وصالح جَزَرَة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (319).

و (كُرْز بن وَبَرَة الحَارِثِيّ أبو عبد اللَّه)، لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، وقد تُرجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(7/ 238) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الجرح والتعديل"(7/ 170) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

ص: 436

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 27) وقال: "كان ابن شُبْرُمَة كثير المَدْح له، قدم مكَّة فأتعب العُبَّاد بها، وكانت سحابة تظلله، وإذا دعا أُجيب".

4 -

"المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 1985) وقال: "كوفي روى عن ابن عمر وغيره، كان متعبِّدًا نَاسِكًا. . . . ".

5 -

"تاريخ جُرْجَان" للسَّهْمِيّ ص 336 - 360 وقد طوَّل في ترجمته وساق كثيرًا من حديثه.

6 -

"الحِلْيَة"(5/ 79 - 83).

وصاحب الترجمة (عمرو بن إسحاق القُرَشِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(طاوس) هو (ابن كَيْسَان اليَمَانِيّ الحِمْيَرِيّ أبو عبد الرحمن): ثقة فقيه حافظ قدوة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1745).

التخريج:

رواه السَّهْمِيُّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 355 - 356 من طريق عاصم، عن محمد بن الفضل، به.

ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 82) من طريق عليّ بن إسحاق، حدَّثنا محمد بن الفضل، حدَّثنا محمد بن سُوْقَة، عن كُرْز، به. فأدخل (محمد بن سُوْقَة) بين (محمد بن الفضل) و (كُرْز بن وَبَرَة).

ورواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(7/ 595 - 369) رقم (3755)، من طريق عبد اللَّه بن مسلم، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس موقوفًا عليه.

ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(10/ 368 - 369) من طريق ابن هُرْمُز، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس موقوفًا أيضًا.

ص: 437

أقول: في إسناد البيهقي وابن أبي شَيْبَة: (عبد اللَّه بن مسلم بن هُرْمُز المكِّي)، وهو ضعيف كما في "التقريب"(1/ 450).

وعزاه السُّيُوطِيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 575 - 576) إلى الخطيب وحده مرفوعًا، وإلى البيهقي في "الشُّعَب" موقوفًا!

* * *

1857 -

أخبرنا يوسف بن رَبَاح البَصْرِيّ، أخبرنا عليّ بن الحسين بن بُنْدَار الأَذَنِيّ -بِمِصْرَ-، حدَّثنا أبو طاهر بن فِيْل، حدَّثنا عامر بن إسماعيل البغدادي، حدَّثنا مُؤَمَّل، حدَّثنا سفيان الثَّوْرِيّ، عن عبد الكريم، عن مجاهد،

عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ عَاقٌ، ولا مَنَّانٌ، ولا مُرْتَدٌّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ هِجْرَةٍ، ولا وَلَدُ زِنَا، ولا مَنْ أَتَى ذَاتَ مَحْرَمٍ".

(12/ 238 - 239) في ترجمة (عامر بن إسماعيل البغدادي أبو معاذ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. ولِصَدْرَهِ: "لا يَدْخُلُ الجَنَّة عَاقٌّ ولا مَنَّانٌ" طرق صحيحة. ولقوله: "ولا وَلَدُ زِنَا، ولا مَنْ أتى ذَاتَ مَحْرَمٍ" طرق يحسن بها.

ففيه (مُؤَمَّل بن إسماعيل القُرَشِيّ العَدَوي البَصْرِيّ أبو عبد الرحمن)، وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 501) وقال: "ثقة كثير الغلط".

2 -

"تاريخ ابن معين"(2/ 291 - 292) وقال: "ثقة".

3 -

"التاريخ الكبير"(8/ 49) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

4 -

"التاريخ الصغير"(2/ 279) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

5 -

"الجرح والتعديل"(8/ 374) وفيه عن أبي حاتم: "صدوق شديد في السُّنَّة، كثير الخطأ، يُكْتَبُ حديثُهُ".

ص: 438

6 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 187) وقال: "ربما أخطأ".

7 -

"المغني"(2/ 689) وقال: "صدوق مشهور، وثِّق. وقال البُخَاري: منكر الحديث. وقال أبو زُرْعَة: في حديثه خطأ كثير".

8 -

"التهذيب"(10/ 380 - 381) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ثقة كثير الخطأ". وقال إسحاق بن رَاهُوْيَه: "ثقة". وقال محمد بن نصر المَرْوَزِيّ: "إذا انفرد بحديث وجب أن يتوقف ويتثبت فيه، لأنَّه كان سيء الحفظ كثير الغلط". وقال السَّاجي: "صدوق كثير الخطأ، وله أوهام يطول ذكرها". وقال ابن قَانِع: "صالح يخطئ".

9 -

"التقريب"(2/ 290) وقال: "صدوق سيء الحفظ، من صغار التاسعة، مات سنة ست ومائتين"/ خت قد ت س ق.

و(مُؤَمَّل) قد خالف هنا الثقات: عبد الرزاق في "مصنَّفه"(7/ 454)، ويحيى بن سعيد القَطَّان عند الخطيب في "تاريخه"(11/ 17)، ومحمد بن كثير البَصْرِيّ عند الدَّارِمي في "سننه"(1/ 112)، الذين رووه عن سفيان الثَّوْري، عن منصور، عن سالم، عن جَابَان، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص.

كما أنَّه ليس عندهم الزيادة التي رواها هنا والمتعلقة بردَّة الأعرابي وإتيان المَحَارِم. ومثله لا يُتَحَمَّلُ تفرده كما تقدَّم.

وفي إسناده صاحب الترجمة (عامر بن إسماعيل البغدادي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(عبد الكريم) هو (ابن مالك الجَزَري الحَرَّاني أبو سعيد): ثقة خرَّج له الستة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (81).

(ومجاهد) هو (ابن جبر المَخْزُومِيّ المَكِّي): إمام مُفَسِّرٌ ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (399).

ص: 439

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 109 - 110) من طريقين:

الأول: عن مُؤَمَّل بن إسماعيل، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن منصور، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن جابان، عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا، وليس فيه قوله:"ولا مَنَّانٌ".

الثاني: عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

قال ابن الجَوْزي: "لا يصحُّ". وأَعَلَّ الطريق الأول بـ (جَابَان) وأنَّه لا يُعْرَفُ له سماع من عبد اللَّه بن عمرو. وأَعَلَّ الطريق الثاني بـ (عبد الكريم) وقال: "وقد كذَّبه أيوب السَّخْتِيَانِيّ. وقال أحمد ويحيى: ليس بشيء. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: متروك".

وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"

(1)

(2/ 192 - 193)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 228)، ومحصّل تعب السُّيُوطيُّ: بأنَّ ما أُعِلَّ به الحديث لا يصلح مسوِّغًا للحكم عليه بالوضع، وذلك لوجود شواهد عِدَّة تَدْفَعُ الحكم عليه بالوضع. وقد تقدَّم تفصيل ذلك في حديث (1651).

لكن لم يتنبه السُّيُوطيُّ وابن عَرَّاق إلى أنَّ (عبد الكريم) في إسناد الخطيب، والذي أَعَلَّ به ابن الجَوْزي هذا الطريق، ونقل تكذيب أيوب السَّخْتِيَاني وتضعيف غيره له، ليس هو (عبد الكريم بن أبي المُخَارِق أبو أُمَيَّة البَصْرِيّ) الذي قيل فيه ما

(1)

أقول: عزا السُّيُوطيُّ حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص هذا إلى عبد الرزاق -يعني في "مصنَّفه" كما في "تنزيه الشريعة"(2/ 228) - عن منصور عن سالم بن أبي الجَعْد عن جَابَان عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا. وربما أوهم عزوه هذا أنَّ عبد الرزاق رواه بلفظ الخطيب، وهو إنَّما رواه في "مصنَّفه" (7/ 454) من الطريق التي ذكرها السُّيُوطيُّ مرفوعًا بلفظ:"لا يدخل الجَنَّة عَاقٌ لوالديه، ولا مُدْمِنُ خَمْرٍ، ولا مَنَّانٌ، ولا ولد زِنَا".

ص: 440

نقله ابن الجَوْزي آنفًا، وإنَّما هو (عبد الكريم بن مالك الجَزَري الحَرَّاني أبو سعيد) كما صُرِّح به في رواية أبي نُعَيْم. و (الجَزَرِيُّ) هذا: ثقة مشهور كما تقدَّم. وهو يشارك (ابن أبي المُخَارِق) في بعض شيوخه، وبعض من روى عنه، وكلاهما يروي عن مجاهد، ويروي عنهما سفيان الثَّوْري. انظر:"التهذيب"(6/ 373 - 375) و (6/ 376 - 379).

و(ابن أبي المُخَارِق) تقدَّمت ترجمته في حديث (1427).

والحديث رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 309) من طريق مُؤَمَّل، حدَّثنا سفيان، عن عبد الكريم الجَزَري، عن مجاهد، عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا بلفظ:"لا يدخل الجَنَّة عَساقٌ ولا مُدْمِنُ خَمْرٍ ولا وَلَدُ زِنَا". وقال: "ورواه عبد اللَّه بن الوليد عن الثَّوْري عن عبد الكريم عن مجاهد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا وزاد فيه: ولا مرتدًا أعرابيًا بعد هجرته، ولا من أتى ذَاتَ مَحْرَمٍ".

وقد تقدَّم في حديث (1651) تخريجه عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا بلفظ: "لا يدخل الجنَّة أربعة: مُدْمِنُ خَمْرٍ، ولا عَاقٌ لوالديه، ولا منَّانٌ، ولا وَلَدُ زَنْيَةٍ". وهو صحيح دون قوله: "ولا ولد زَنْيَةٍ". وهذه الجملة من الحديث لها شواهد تحسن بها.

وكذلك قوله: "لا يَدْخُلُ الجَنَّة مَنْ أتى ذَاتَ مَحْرَمٍ"، فإنَّ له طرقًا أخرى وشاهدًا من حديث ابن عبَّاس، يحسن بها، كما بيَّنته في الحديث الآتي برقم (1904).

وما يُشْكِلُ من قوله صلى الله عليه وسلم بأنَّ ولد الزَّنْيَة لا يدخل الجَنَّة ومعارضته لقوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [سورة الإسراء: الآية 15]، فقد تقدَّم الكلام عنه في حديث (1651).

* * *

ص: 441

1858 -

أخبرنا محمد بن عبد الملك القُرَشِيّ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثني أبو حفص عامر بن سعيد بن أبي داود البَلْخِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عليّ بن طَرْخَان، حدَّثنا محمد بن خُشْنَام، حدَّثنا يحيى بن موسى، حدَّثنا خَلَف بن موسى، جن مالك بن أنس، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبي صَعْصَعْة، عن سليمان بن يَسَار،

عن ابن عبَّاس، أنَّ ميمونة استأذنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في جاريةٍ تُعْتِقُهَا، فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أَعْطِيْهَا أُخْتَكِ ترعى عليها، وصِلِي بها رَحِمًا فإنَّه خَيْرٌ لَكِ".

(12/ 240) في ترجمة (عامر بن سعيد بن أبي داود البَلْخِي أبو حفص).

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (عامر بن سعيد البَلْخِي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

كما أنَّ فيه (محمد بن خُشْنَام الأَصْبَهَاني أبو عبد اللَّه)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(5/ 252) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن إن كان (خَلَف بن موسى) هو (العَمِّيّ البَصْرِيُّ)، وهو ما يغلب على ظنِّي، واللَّه أعلم.

وقد صَحَّ ميمونة رضي الله عنها من طرق، لكن بسياق فيه اختلاف.

التخريج:

لم أقف عليه من حديث ابن عبَّاس في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

ص: 442

والحديث رواه البُخَاري في الهِبَة، باب هبة المرأة لغير زوجها. . . (5/ 217 - 218) رقم (2592)، ومسلم في الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين. . . (2/ 694) رقم (999) -واللفظ له-، وأبو داود في الزكاة، باب في صلة الرحم (2/ 319 - 320) رقم (1690)، وأحمد في "المسند"(6/ 332)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 179)، والطبراني في "المعجم الكبير"(23/ 440) رقم (1066 و 1067) و (24/ 23 - 24 و 27) رقم (56 و 57 و 71)، عن ميمونة بنت الحارث أنَّها أَعْتَقَتْ وَلِيْدَةَ في زَمَانِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَتْ ذلكَ لرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال:"لو أَعْطَيْتِهَا أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لأَجْرِكِ".

وهو عند أبي داود وأحمد وبعض طرق الطبراني، عن سليمان بن يسار عن ميمونة.

* * *

1859 -

أخبرني عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، حدَّثنا جعفر بن محمد بن نُصَيْر الخُلْدِيّ، حدَّثنا المَنْصُورِيُّ إبراهيم بن نصر -مولى منصور بن المهدي- قال: حدَّثني العلاء بن مَسْلَمَة أبو سالم الرَّوَّاس -من أهل سوق يحيى-.

وأخبرنا محمد بن محمد بن المُظَفَّر الدَّقَّاق، أخبرنا عليّ بن عمر الخُتُّلي، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن نصر بن زيد النَّيْسَابُوري، حدَّثنا العلاء بن مَسْلَمَة أبو سالم الرَّوَّاس، حدَّثنا أبو حفص العَبْدِيّ، عن أَبَان،

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَفَعَ قِرْطَاسًا مِنَ الأرضِ فيه بسم اللَّه الرحمن الرحيم إجلالًا -زاد الرَّزَّاز: (اللَّه)، ثم اتفقا- أَنْ يُدَاسَ، كُتِبَ عِنْدَ اللَّه مِنَ الصِّدِّيقينَ، وخُفِّفَ عَنْ وَالِدَيْهِ وإن كانا كَافِرَيْنِ -وقال الرَّزَّاز: (مُشْرِكَيْنِ) -".

(12/ 241) في ترجمة (العلاء بن مَسْلَمَة بن عثمان الرَّوَّاس أبو سالم).

ص: 443

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه صاحب الترجمة (العلاء بن مَسْلَمَة الرَّوَّاس)، وهو متروك. ورماهُ ابن حِبَّان بالوضع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1792).

كما أنَّ فيه (أبو حفص العَبْدِي) وهو (عمر بن حفص بن ذَكْوَان): متروك، وكان يحدِّث عن ثابت بالمناكير، وتقدَّمت ترجمته في حديث (660).

وفيه أيضًا (أَبَان) وهو (ابن أبي عيَّاش البَصْرِيّ العَبْدِيّ أبو إسماعيل): متروك أيضًا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (531).

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 83 - 84)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1706) -في ترجمة (عمر بن حفص العَبْدِيّ) -، والسَّهْمِيّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 440، والشَّجَرِيّ في "أماليه"(1/ 87)، من طريق العلاء بن مَسْلَمَة الرَّوَّاس، عن أبي حفص العَبْدِيّ، به.

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 80) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: لا يصحُّ. وأعلَّه بالعلاء بن مَسْلَمَة وبأبي حفص العَبْدِي.

وقد ساقه أيضًا من حديث عليّ وأبي هريرة، وقال:"ليس في هذه الأحاديث ما يصحُّ". وأبان عمَّا فيها من العلل.

وذكره السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 202 - 203)، ولم يرتض الحكم عليه بالوضع لوجود شواهد عِدَّة له. وردَّه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 260)، بأن هذه الشواهد لا تصلح لوجود من اتُّهِمَ بالكذب في أسانيدها.

وقال الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 277: "وقد رُوي من طرق، وبألفاظ، علامات الوضع عليها لائحة".

* * *

ص: 444

1860 -

أخبرنا الجَوْهَرِيُّ، حدَّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد -إملاءً-، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن يوسف البزَّاز -إملاءً عليَّ-، حدَّثنا أبو نصر علاء البزَّاز قال: سمعتُ بِشْر بن الحارث يقول: حدَّثنا مالك، عن الزُّهْرِيّ،

عن سعيد بن المسيَّب -ثم قال بِشْر: أستغفر اللَّه أستغفر اللَّه- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَغْلَقُ الرَّهْنُ".

(12/ 242) في ترجمة (العلاء البزَّاز أبو نصر).

مرتبة الحديث:

مُرْسَلٌ.

وفي إسناده صاحب الترجمة (العلاء البزَّاز)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و (أبو جعفر محمد بن يوسف البزَّاز) لم يتبين لي تعيينه.

و (الجَوْهَرِيُّ) هو (الحسن بن عليّ بن محمد): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (44).

وباقي رجال الإِسناد ثقات.

وقد صَحَّ مُرْسَلًا من طرق أخرى. واختلف النُّقَّاد في وصله وإرساله: حيث صحَّح ابن عبد البَرِّ وعبد الحَقِّ الإِشْبِيلي وَصْلَهُ، وَصَحَّحَ أبو داود والبزَّار والدَّارَقُطْنِيّ وابن القَطَّان إرْسَالَهُ. وقد تقدَّم الكلام على ذلك وتخريجه من حديث سعيد بن المسيَّب عن أبي هريرة مرفوعًا برقم (893).

التخريج:

رواه عن سعيد بن المسيَّب مرسلًا:

ص: 445

مالك في "الموطأ"(2/ 728) عن الزُّهْرِيّ، عنه، به.

والشَّافِعِي في "مسنده"(2/ 163 - 164)، -وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 39) -، عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُدَيْك، عن ابن أبي ذِئْب، عن الزُّهْرِيّ، عنه، به.

وعبد الرزاق في "مصنَّفه"(8/ 237 - 238) رقم (15033 و 15034) من طريقين:

الأول: عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ، عنه، به. وعن عبد الرزاق من طريقه هذا رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(3/ 33).

والثاني: عن الثَّوْري، عن ابن أبي ذِئْب، عن الزُّهْرِيّ، عنه، به.

وأبو داود في "مراسليه" ص 134 من طريق محمد بن ثَوْر، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ، عنه، به.

والطَّحَاوِيُّ في "شرح معاني الآثار"(4/ 100) من طريق ابن وَهْب، عن مالك، ويونس، وابن أبي ذِئْب، عن الزُّهْرِيّ، عنه، به.

غريب الحديث:

قوله: "لا يَغْلَقُ الرَّهْنُ": أي إنَّ المُرْتَهِنَ لا يستحقُّ المرهونَ إذا لم يَسْتَفكّه صاحبه، وكان هذا من فعل الجاهلية فأبطله الإسلام. انظر "النهاية"(3/ 379).

* * *

1861 -

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن المُظَفَّر الدَّقَّاق، أخبرنا عليّ بن عمر السُّكَّرِيّ، حدَّثنا أبو الحسن العلاء بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم الشَّاشِيّ -قَدِمَ علينا-، حدَّثنا محمد بن حاتم أبو عبد اللَّه، حدَّثنا المُعَافَى بن سليمان، حدَّثنا موسى بن أَعْيَن، عن الخليل بن مُرَّة، عن إسماعيل، عن عطاء،

ص: 446

عن ابن عبَّاس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ صَامَ يومًا في سبيل اللَّه خُفِّفَ عنه من وُقُوفِ يومِ القيامةِ عشرينَ سَنَةً".

(12/ 243) في ترجمة (العلاء بن إسماعيل بن إسحاق الشَّاشِيّ أبو الحسن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (إسماعيل) وهو (ابن إبراهيم بن عبد اللَّه بن ثابت بن قيس بن شَمَّاس الأنصاري)، وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(1/ 343) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الجرح والتعديل"(2/ 156) وفيه عن أبي حاتم: "مجهول".

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 38).

4 -

"الميزان"(1/ 214) وقال: "مجهول".

5 -

"الكاشف"(1/ 69) وقال: "مجهول".

6 -

"التقريب"(1/ 66) وقال: "مجهول، من الخامسة"/ ق.

وفيه كذلك (الخليل بن مُرَّة الضُّبَعي البَصْرِيّ)، وهو ضعيف. وتقدَّمتْ ترجمتُه في حديث (640).

وفيه أيضًا (محمد بن حاتم بن ميمون البغدادي القَطِيْعِيّ السَّمِين أبو عبد اللَّه)، وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(7/ 237) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 86).

ص: 447

3 -

"تاريخ بغداد"(2/ 266 - 268) وفيه عن ابن مَعِين: "كذَّاب". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "ثقة". وقال حفص بن عمرو الفَلَّاس: "ليس بشيء". وقال عبد الباقي ابن قَانِع: "صالح". وقال ابن المَدِيني وقد سُئِلَ عن حديث رُوي من طريقه: "هذا كذب".

4 -

"الميزان"(3/ 503) وقال: "من الشيوخ النَّبَّل، حدَّث عنه مسلم وأبو داود". وفيه: "قال يحيى وابن المَدِيني: هو كذَّاب".

5 -

"المغني"(2/ 563) وقال: "ثقة تُكُلِّمَ فيه".

6 -

"الكاشف"(3/ 27) وقال: "وثَّقه الدَّارَقُطْنِيّ وغيره، وليَّنَهُ ابن مَعِين".

7 -

"التهذيب"(9/ 101 - 102) وفيه عن ابن عدي: "ثقة".

8 -

"التقريب"(2/ 152) وقال: "صدوق ربما وَهِمَ، وكان فاضلًا، من العاشرة، مات سنة خمس أو ست وثلاثين -يعني ومائتين-"/ م د.

وفي إسناده صاحب الترجمة (العلاء بن إسماعيل الشَّاشِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(عطاء) هو (ابن أبي رَبَاح المَكِّي أبو محمد): إمام ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176).

وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 228) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث موضوع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال ابن المَدِيني ويحيى: محمد بن حاتم: كاذب. وقال الفَلَّاس: ليس بشيءٍ. قال يحيى: والخليل بن مُرَّة ضعيف. وقال ابن حِبَّان: كثير الرواية عن المجاهيل".

ص: 448

وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 136)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(2/ 178).

أقول: حُكْمُ ابن الجَوْزي عليه بالوضع وإقرار السُّيُوطيّ ومتابعة ابن عَرَّاق له في ذلك، موضع نظر عندي؛ لأنَّ (محمد بن حاتم بن ميمون البغدادي) قد ذَكَرَ فيه ابن الجَوْزي أقوال الجارحينَ فحسب، ولم يَذْكُرْ أقوال المعدِّلين الذين وثَّقوه، فَقَصَّرَ غاية التقصير، وقد رأيت أنَّ الذَّهَبِيَّ يقول فيه:"ثقة تُكُلِّمَ فيه". وقال ابن حَجَر: "صدوق ربما وَهِمَ"، فضلًا عن أنَّ مُسْلِمًا قد أكثر من الرواية عنه في "صحيحه". فمن كان هذا حاله لا يُسَلَّم تكذيبُ ابن مَعِين له وهو من المتشددين في الجرح، وبغض النظر عن توثيق من وثَّقه من أمثال الدَّارَقُطْنِيّ وابن عدي وابن حِبَّان، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1862 -

أخبرني الأَزْهَرِيُّ، حدَّثنا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا عاصم بن زَمْزَم البَلْخِيّ، حدَّثنا صالح بن محمد التِّرْمِذِيّ، حدَّثنا عمر بن شهبان، حدَّثنا هشام بن عُرْوَة،

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وكُلُّ حَرَامٍ خَمْرٌ، وما أَسْكَرَ كَثيرُهُ فَالْقَطْرَةُ مِنْهُ حَرَامٌ".

(12/ 251) في ترجمة (عاصم بن زَمْزَم بن عاصم الحَنَفِيّ البَلْخِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقد صَحَّ عنها رضي الله عنها مرفوعًا: "كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فهو حَرَامٌ".

ففيه (عمر بن صُهْبَان -ويقال: عمر بن محمد بن صُهْبَان- المَدَني أبو جعفر)، وقد ترجم له في:

ص: 449

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 430 - 431) وقال: "لا يُساوي فَلْسًا".

2 -

"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 142 رقم (190) وقال: "كان ضعيفًا، لا يُكْتَبُ حديثه، وليس بشيءٍ".

3 -

"التاريخ الكبير"(6/ 165) وقال: "منكر الحديث".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 190 رقم (493) وقال: "متروك الحديث".

5 -

"الجرح والتعديل"(6/ 116) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث منكر الحديث، متروك الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".

6 -

"المجروحين"(2/ 81 - 82) وقال: "كان ممن يروي عن الثقات المعضلات التي إذا سمعها من الحديث صناعته لم يشك أنَّها معمولة. يجب التنكب عن روايته في الكتب".

7 -

"الكامل"(5/ 1763 - 1674) وقال: "عامَّة أحاديثه ما لا يتابعه الثقات عليه، والغلبة على حديثه المناكير".

8 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 297 رقم (377).

9 -

"العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (9/ 57) وقال: "متروك".

10 -

"التهذيب"(7/ 464 - 465) وفيه عن الأَزْدِيّ: "متروك الحديث". وقال أحمد بن صالح: "ثقة ما علمت إلَّا خيرًا، ما رأيت أحدًا يُتَكَلَّمُ فيه"! وقال أبو نُعَيْم: "كان ضعيفًا". وقال البَغَوي: "ضعيف الحديث".

11 -

"التقريب"(2/ 58) وقال: "ضعيف، من الثامنة، مات سنة سبع وخمسين -ومائة-"/ ق.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عاصم بن زَمْزَم البَلْخِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

ص: 450

التخريج:

رواه البُخَاري في الوضوء، باب لا يجوز الوضوء بالنبيذ ولا المسكر (1/ 354)، ومسلم في الأشربة، باب بيان أنَّ كُلَّ مسكر خمر وأنَّ كُلَّ خمر حرام (3/ 1586)، والنَّسَائي في الأشربة، باب تحريم كل شراب أسكر (8/ 297 - 298)، وابن ماجه في الأشربة، باب كل مسكر حرام (2/ 1132) رقم (3386)، عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا:"كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فهو حَرَامٌ".

ورواه أبو داود في الأشربة، باب النهي عن المسكر (4/ 91) رقم (3687)، والتِّرْمِذِيّ في الأشربة، باب ما جاء في ما أسكر كثيره فقليله حرام (4/ 293) رقم (1186)، عن عائشة مرفوعًا بلفظ: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وما أَسْكَرَ منه الفَرَقُ

(1)

، فَمِلْءُ الكَفِّ منه حَرَامٌ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "قال أحدهما

(2)

في حديثه: الحُسْوَة

(3)

منه حرام. هذا حديث حسن".

وإنَّما اعتبرت الحديث من الزوائد، لأنَّه ليس عندهم قوله: "وكُلُّ حرامٍ خَمْرٌ

(4)

"، وقوله: "فَالْقَطْرَةُ منه حَرَامٌ".

ولم أقف على هاتين الزيادتين في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

(1)

الفَرَقُ: "مكيلة تسع ستة عشر رطلًا، وفي هذا أبين البيان أنَّ الحرمة شاملة لجميع أجزاء الشراب المسكر". "معالم السنن" للخَطَّابي (5/ 269).

(2)

الحديث رواه التِّرْمِذِيّ من طريقين، أحدهما رُوي فيه هذا اللَّفظِ.

(3)

الحشوة: "بالضم، الجَرْعَة من الشراب بقدر ما يحسى مرَّة واحدة، والحَسْوَة -بالفتح-: المَرَّةُ". "النهاية"(1/ 387).

(4)

هكذا في المطبوع: "وكلُّ حرام خمر". وهو موافق لما في المخطوط نسخة تونس ص 267. وقد ورد عند ابن ماجه في الأشربة، باب كل مسكر حرام (2/ 1124) رقم (3390) من حديث ابن عمر مرفوعًا: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ".

ص: 451

1863 -

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، ومحمد بن أحمد بن رِزْق، ومحمد بن الحسين بن الفضل القَطَّان، وعبد اللَّه بن يحيى السُّكَّرِيّ، ومحمد بن محمد بن [محمد بن]

(1)

إبراهيم بن مَخْلَد البزَّاز، قالوا: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثني عمَّار بن محمد، عن لَيْث بن أبي سُلَيْم، عن مغيرة بن حَكِيم،

عن عبد اللَّه بن عمرو

(2)

قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما بَقِيَ لأُمَّتي مِنَ الدُّنْيَا إلَّا كَمِقْدَارِ الشَّمْس إذا صُلَّيْتِ العَصْرُ. إنَّ حَوْضي ما بين أَيْلَة

(3)

إلى المَدِينة -أو ما بين المَدِينة إلى بيت المَقْدِس-، فيه عدد النجوم مِنْ أَقْدَاحِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ".

وقال: "التمسوا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الباقياتِ مِنْ رَمَضَان، التاسعة والسابعة، والخامسة".

(1)

ما بين القوسين المربعين سقط من المطبوع. وهو مستدرك من المخطوط -نسخة تونس- ص 573، ومن ترجمته في "تاريخ بغداد"(3/ 231)، وغيرهما.

(2)

هكذا في المطبوع: "عبد اللَّه بن عمرو". وهو يوافق ما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 573، و"الجامع الكبير"(1/ 698)، وفي "جزء" الحسن بن عَرَفَة ص 66 - والخطيب يرويه عنه-، و"الزُّهْد" لهنَّاد بن السَّرِيّ (1/ 110)، و"فتح الباري" (11/ 350):"عبد اللَّه بن عمر". ويبدو أنَّه هو الصَّواب، فقد ذكر المِزِّيُّ في "تهذيب الكمال"(3/ 1360) -مخطوط- رواية (المغيرة بن حَكِيم الصَّنْعَاني) عن (عبد اللَّه بن عمر بن الخَطَّاب) دون (عبد اللَّه بن عمرو بن العاص)، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

(3)

قال صفي الدين البغدادي في "مراصد الاطلاع"(1/ 138): "أَيْلَة بالفتح: مدينة على ساحل بحر القُلْزُم -وهو البحر الأحمر- ممَّا يلي الشام قيل هي آخر الحِجَاز وأول الشَّام، وهي مدينة اليهود الذين اعتدوا في السبت، وإليها يجتاز حُجَّاج مِصْرَ". وقال ابن حَجَر في "فتح الباري"(11/ 470) -في الرقاق باب في الحوض. . . -: "أَيْلَة: مدينة كانت عامرة. . . وهي الآن خراب يَمُرُّ بها الحَاجُّ من مِصْرَ. . . وإليها تُنْسَبُ العَقَبَةُ المشهورة عند المِصْرِيين، وبينها وبين المدينة النبوية نحو الشهر بسير الأثقال إن اقتصروا كُلَّ يوم على مرحلة وإلَّا فدون ذلك. . . ".

ـ

ص: 452

(12/ 252) في ترجمة (عمَّار بن محمد الكوفي أبو اليَقْظَان، ابن أخت سفيان الثَّوْري).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. ولأكثر ما جاء فيه شواهد صحبحة كما هو مبيَّن في التخريج.

ففيه (لَيْث بن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم)، وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (124).

التخريج:

رواه الحسن بن عَرَفَة في "جزئه" ص 66 رقم (44)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه هنَّاد بن السَّرِيّ في "الزُّهْد"(1/ 110) رقم (135) مختصرًا، عن أبي الأَحْوَص، عن لَيْث، به، بلفظ:"إنَّ حَوْضي مِنَ المدينة إلى أَيْلَة، أو مِنَ المدينة إلى بيت المقدس".

وصدر الحديث: "ما بقي لأمتي في الدنيا إلَّا كمقدار الشمس إذا صليت العصر"، رواه البُخَاري في أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (6/ 495) رقم (3459)، وغير موضع، والتِّرْمِذِيُّ في الأمثال، باب ما جاء في مثل ابن آدم وأجله وأمله (5/ 153) رقم (2871)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(14/ 218 - 219) رقم (4017)، من طرق، عن ابن عمر مرفوعًا مطوَّلًا، وأوله:"إنَّما أَجَلُكُمْ في أَجَل من خلا من الأمم ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس".

ورواه عنه مقتصرًا على الجزء المتقدِّم، الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 27)، و"المعجم الكبير"(12/ 338) رقم (13285).

ص: 453

والعجيب أنَّ الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 311) يعزوه إلى الطبراني في "الثلاثة"، ويعتبره من الزوائد مع أنَّه في "صحيح البُخَاري" و"سنن التِّرْمِذِيّ" كما تقدَّم!

ولصدر الحديث هذا، شواهد عِدَّة، انظرها في:"فتح الباري"(11/ 350 - 351)، و"مجمع الزوائد"(10/ 311).

وانظر الأحاديث الواردة في تقدير مسافة حوض النبيّ صلى الله عليه وسلم وما جاء في صفته: "جامع الأصول"(10/ 461 - 465)، و"مجمع الزوائد"(10/ 360 - 367)، و"السُّنَّة" لابن أبي عاصم (2/ 325 - 339)، و"فتح الباري"(11/ 470 - 472) وقد ذكر فيه الحافظ ابن حَجَر أقوال العلماء في الجمع بين الروايات المختلفة في تقدير مسافة الحوض وناقشها.

ومن هذه الأحاديث، ما رواه البُخَاري في الرقاق، باب ذكر الحوض (11/ 463) رقم (6580)، وغيره، عن أنس مرفوعًا:"إنَّ قَدْر حوضي كما بين أيْلَة وصنعاء من اليمن، وإنَّ فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء".

وفي رواية لمسلم في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته (4/ 1801) رقم (43/ 2303) عن أنس أيضًا مرفوعًا:"تُرى فيه أباريقُ الذهب والفضة كعدد نجوم السماء".

أمَّا آخر الحديث والمتعلِّق بالتماس لَيْلَةَ القدر في العشر الأخير، فإنَّه صحيح وَرَدَ من حديث جماعة من الصحابة. وقد تقدَّم الكلام عليه في حديث (540).

* * *

1864 -

أخبرنا عليّ بن القاسم بن الحسن الشَّاهِد -بالبَصْرَة-، حدَّثنا عليّ بن إسحاق المَادَرَائِيّ، حدَّثنا عليّ بن سهل، حدَّثنا عمَّار بن نصر، حدَّثنا محمد بن شُعَيْب بن شَابُور قال: حدَّثنا إسحاق بن عبد اللَّه، أنَّ

(1)

صفوان بن

(1)

حُرِّفَ في المطبوع إلى "بن". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 576.

ص: 454

سُلَيْم، أخبره أنَّ عطاء بن يَسَار، أخبره عن أبي هريرة،

عن عمر بن الخَطَّاب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَحْسِنُوا فإنْ غُلِبْتُمْ فَكِتَابُ اللَّهِ وقَدَرُهُ، لا تُدْخِلُوا اللَّوَّ، فإنَّ مَنْ أَدْخَلَ اللَّوَّ عليهِ دَخَلَ عليهِ عَمَلُ الشَّيْطَانِ".

(12/ 255) في ترجمة (عمَّار بن نصر المَرْوَزِيّ أبو ياسر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة)، وهو متروك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (794).

التخريج:

عزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 24) إلى الخطيب في "تاريخه" وفي "المُتَّفِق والمُفْتَرِق"، وقال: فيه إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة وهو متروك.

وقد جاء في حديث رواه مسلم في "صحيحه"(4/ 2052) رقم (2664) في القدر، باب في الأمر بالقوة وترك العجز. . .، وغيره -مطوَّلًا-، عن أبي هريرة مرفوعًا:"وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ فلا تَقُلْ: لو أنِّي فَعَلْتُ كانَ كذا وكذا، ولكن قُلْ: قَدَّرَ اللَّهُ وما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ".

* * *

1865 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخُطَبِيّ، حدَّثنا أحمد بن يحيى الحُلْوَاني، حدَّثنا سعيد بن سليمان، عن أبي خُرَيْم قال: سمعتُ سالم بن عبد اللَّه بن عمر -عشية النَّفْرِ- يقول: إنِّي لأظنُّكم عِرَاقِيِّين، وكانوا يسألونَهُ عن أشياءَ، فقالَ: ما رأيتُ قوما أَتْرَكَ لكتابِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ العِرَاقِ، ولا أشدَّ مسألةً عن سُنَّة وفَرْضٍ، ولا أَتْرَكَ لذلكَ مِنْهُمْ.

ص: 455

حدَّثني عبد اللَّه بن عمر -يعني أباهُ- قال: كُنَّا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في نَفَرٍ من أصحابه فقال: "يا هؤلاء الستم تعلمونَ أنِّي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إليكم"؟ قالوا: بلى، إنَّك رسولُ اللَّه، قال:"ألستم تعلمونَ أنَّ اللَّه أَنْزَلَ في كتابِهِ: مَنْ أَطَاعَنِي فقد أَطَاعَ اللَّهَ"؟ قالوا: بلى، نشهدُ أنَّ مَنْ أَطَاعَكَ فقد أَطَاعَ اللَّهَ، وأنَّ مِنْ طَاعَتِهِ طَاعَتَكَ، قال:"فإنَّ مِنْ طَاعَتِهِ أَنْ تُطِيعُونِي، وإنَّ مِنْ طَاعَتِي أَنْ تُطِيعُوا أَئِمَّتَكُمْ، وإنْ صَلَّوا قُعُودًا فَصَلُّوا قُعُودًا".

(12/ 264 - 265) في ترجمة (عُقْبَة بن أبي الصَّهْبَاء البَصْرِيّ أبو خُرَيْم).

مرتبة الحديث:

إسناده صحيح.

و(أبو خُرَيْم) هو صاحب الترجمة (عُقْبَة بن أبي الصَّهْبَاء البَصْرِيّ)، وقد نقل الخطيب توثيقه عن ابن مَعِين وأبي داود والدَّارَقُطْنِيّ. وترجم له ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 191، وقال:"وثَّقه ابن معين وغيره. وقال أبو حاتم: محلُّه الصدق. . وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"".

التخريج:

رواه أحمد "المسند"(2/ 93)، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 321): رقم (13238)، من طريق أبي خُرَيْم عُقْبَة بن أبي الصَّهْبَاء، عن سالم، عنه، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 67): "رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات".

وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(8/ 51) رقم (5679): "إسناده صحيح".

ص: 456

وعزاه السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المَنْثُور"(2/ 598) إلى ابن المنذر والخطيب فحسب، فَقَصَّرَ.

* * *

1866 -

أخبرنا أحمد بن عمر بن رَوْح النَّهْرَوَانِيّ، أخبرنا المُعَافَي بن زكريا الجَرِيريّ، حدَّثنا يحيى بن محمد بن صَاعِد، حدَّثنا عُقْبَة بن مُكْرَم العَمِّيّ -ببغداد-، حدَّثنا عبد اللَّه بن حَرْب اللَّيْثِيّ، حدَّثني أبو عُبَيْدَة مُعْمَر بن المُثَنَّى.

قال ابن صَاعِد: ثم خرجنا إلى البَصْرة سنة خمسين ومائتين فحدَّثناه أبو حاتم السِّجِسْتَانِيّ سهل بن محمد، حدَّثنا أبو عُبَيْدَة مَعْمَر بن المُثَنَّى قال: حدَّثني رُؤْبَةُ بن العَجَّاج، حدَّثني أبي قال:

سألتُ أبا هريرة ما يقولُ في الحُدَاءِ:

طَافَ الخَيَالَانِ فَهَاجَا سَقَمًا

خَيَالُ تُكْنَى وخَيَالُ تُكْتَمَا

قَامَتْ تُرِيْكَ رَهْبَةً أَنْ تُصْرمَا

سَاقًا بَخَنْدَاةً وَكَعْبًّا أَوْرَمَا

(1)

فقال أبو هريرة: كان يُخْدَى بنحو هذا -أو بمثل هذا- مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلا يَعِيبُهُ.

(12/ 266 - 267) في ترجمة (عُقْبَة بن مُكْرَم العَمِّيّ البَصْرِيّ أبو عبد الملك).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (رُؤْبَة بن العَجَّاج -واسمه عبد اللَّه- التَّمِيميّ الشَّاعِر)، وقد ترجم له في:

(1)

"ديوان العَجَّاج"(1/ 401 - 402).

ص: 457

1 -

"التاريخ الكبير"(3/ 340) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 108 رقم (218) وقال: "ليس بالقويِّ".

3 -

"الضعفاء" للعقيلي (2/ 64 - 65) وقال: "عن أبيه، ولا يُتَابَعُ عليه". وقال أيضًا: "كان شاعرًا ليس له رواية يُخْتَبَرُ بها".

4 -

"الجرح والتعديل"(3/ 521) وفيه عن عليّ بن المَدِيني قال: "قال يحيى القَطَّان: دَعْ رُؤْبَة بن العَجَّاج. قلت: كيف كان؟ قال: أما إنَّه لم يكذب".

5 -

"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 310).

6 -

"الكامل" لابن عدي (3/ 1040 - 1042) وقال: "لا أعلم لرُؤْبَةَ مسندًا إلَّا ما ذكرت. والذي أشار إليه يحيى القَطَّان فقال: أما إنَّه لم يكذب. يعني في هذا الحديث. وإذا لم يكن له إلَّا حديث واحد والحديث محتمل فيما كان يُحْدَى بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالشِّعْرِ لم يكن بروايته بأس".

7 -

"لسان الميزان"(2/ 464 - 465) وقال: "مشَّاه ابن عدي. وقال ابن مَعِين: دَعْهُ".

8 -

"التقريب"(1/ 53)، وقال:"ليِّن الحديث فَصِيحٌ، مات بالبادية، سنة خمس وأربعين -يعني ومائة-"/ خت.

التخريج:

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 128): "رواه الطبراني عن شيخه رُفَيْع بن سَلَمَة، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".

ولم أقف عليه في "المعجم الكبير" للطبراني المطبوع، ولا في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي.

ورواه ابن عساكر في" تاريخ دمشق"(6/ 285) -مخطوط- من طريق ابن صَاعِد، عن عُقْبَة بن مُكْرَم، من طريقيه المتقدِّمين.

ص: 458

ورواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1040) -في ترجمة (رؤبة بن العَجَّاج) -، من ثلاثة طرق:

الأول: عن أبي يعلى، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن عَرْعَرَة قال: حدَّثنا مَعْمَر بن المُثَنَّى، به مختصرًا.

والثاني: عن ابن صَاعِد، وابن حمَّاد، قالا: حدَّثنا أبو حاتم سهل بن محمد السِّجِسْتَانِيّ، به.

والثالث: عن أحمد بن محمد بن شَبِيب، حدَّثنا يحيى بن محمد بن أَعْيَن، حدَّثنا أبو عُبَيْدَة عمر بن المُثَنَّى، به.

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 64 - 69) -في ترجمة (رُؤْبَة) -، من طريق عبد اللَّه بن حَرْب اللَّيْثِيّ، عن مَعْمَر بن المُثَنَّى، به؛ وقال:"لا يُتَابَعُ عليه".

ورواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1040 - 1041) -في ترجمة (رُؤْبَة) -، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(6/ 285 - 286) -مخطوط-، من طريق عمرو بن شَبَّة أبو زيد، حدَّثني أبو حَرْب البُنَانِي -رجل من حِمْيَر من آل حجَّاج بن بَاب- حدَّثنا يونس بن حَبِيب، عن رُؤْبَة بن العَجَّاج، عن أبي الشَّعْثَاء، عن أبي هريرة قال:"كنَّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ وحَادٍ يَحْدُو: طَافَ الخَيَلَانِ. . . - (وذكرهما) - والنبيُّ صلى الله عليه وسلم لا يُنْكِرُ ذلكَ".

قال ابن عدي: "قال أبو زيد: هذا خطأ. إنَّ الشَّعْر للعجَّاج، والعَجَّاج إنما قال الشِّعْرَ بعد موت النبيِّ صلى الله عليه وسلم بدهرٍ طويلٍ. إلَّا أَنَّ أبا عُبَيْدَة قال: قد قال العَجَّاج من رَجَزِهِ في الجاهلية".

غريب الحديث:

قوله: "بَخَنْدَاة": "التَّامة القَصَب الرَّيَّا". "النهاية"(1/ 101).

ص: 459

قوله: "أَدْرَمَا": "الأَدْرَمُ الذي لا حَجْمَ لِعِظَامِهِ، ومنه (الأَدْرَمُ) الذي لا أسنانَ له، يريد أَنَّ كَعْبَهَا مُسْتَوٍ مع السَّاق، ليس بناتئ، فإنَّ استواءَهُ دليلُ السِّمَن، ونُتُوءَهُ دليلُ الضَّعْفِ". "النهاية"(2/ 114).

* * *

1867 -

أخبرنا الحسين بن محمد أخو الخَلَّال، أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد الإسْمَاعِيلي، أخبرني أبو عمر

(1)

محمد بن العبَّاس بن الفضل بن محمد بن إبراهيم بن أَزْهَر التَّمِيمي الخزَّاز

(2)

-بجُرْجَان-، حدَّثنا عِمْرَان بن سَوَّار البغدادي، حدَّثنا عثمان بن عبد الرحمن، حدَّثنا محمد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه،

عن عليّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا عليُّ أنتَ أخي وصَاحِبي ورَفِيقي في الجَنَّةِ".

(12/ 268) في ترجمة (عِمْرَان بن سَوَّار بن لَاحِق اللَّاحِقِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (عثمان بن عبد الرحمن) وهو (الوَقَّاصِيّ الزُّهْرِيّ): متروك، وكذَّبه ابن مَعِين وأبو حاتم الرَّازِيّ. وقال ابن عدي: عامَّة أحاديثه مناكير إمَّا إسنادًا، وإمَّا مَتْنًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (863).

وفيه صاحب الترجمة (عِمْرَان بن سَوَّار بن لَاحِق اللَّاحِقِي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 238)

(1)

هكذا في المطبوع: "أبو عمر". وهو يوافق ما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 265. وفي "تاريخ جُرْجَان" ص 442: "أبو عمرو".

(2)

هكذا في المطبوع: "الخزاز" بالزاي في الموضعين. وهو يوافق ما في المخطوط نسخة تونس. وفي "تاريخ جُرْجَان": "الخراز" بالراء المهملة في آخرها زاي.

ص: 460

لـ (عِمْرَان بن سَوَّار) دون ذكر نسبته، وقال:"عن أبي يوسف عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعًا: "من امتشط قائمًا رَكِبَهُ الدَّيْنُ". لعل هذا واضعه". ومثله في "اللسان"(4/ 346). فالظاهر أنَّه هو (اللَّاحِقِي)، واللَّه أعلم.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وعزاه في "الكنز"(13/ 150) رقم (36468) إليه وحده.

وانظر كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله في "منهاج السُّنَّة"(7/ 277 - 288) -ط الدكتور محمد رشاد سالم- في رَدِّ أحاديث المؤاخاة بين النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وبين عليٍّ رضي الله عنه.

* * *

1868 -

أخبرنا عليّ بن أبي عليّ، حدَّثنا عليّ بن عمر الحَرْبي، حدَّثنا أبو موسى عِمْرَان بن موسى بن يعقوب -قَدِمَ علينا من خُرَاسَان حَاجًّا-، حدَّثنا عبد الصمد بن الفضل البَلْخِي، حدَّثنا النَّضْر بن سَلَمَة المكِّي، حدَّثنا عبد اللَّه بن نافع المَدَني، عن عبد اللَّه بن العلاء الأنصاري، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر بن عبد اللَّه،

عن عمر بن الخطَّاب قال: دخلتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المَسْجِدَ والمُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ، فَعَدَلَ إلى النِّسَاء، فقال لَهُنَّ:"قُلْنَ مِثْلَ ما يقولُ، فإنَّ لَكُنَّ بكلِّ حَرْفٍ أَلْفَي حَسَنَةٍ". قَال: قلتُ يا رسول اللَّه هذا للنِّسَاءِ، فما للرِّجَال؟ قالَ:"لَهُمُ الضِّعْفُ يا بن الخَطَّابِ".

(12/ 268 - 269) في ترجمة (عِمْرَان بن موسى بن موسى الفَرْغَانِيّ أبو موسى).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ص: 461

ففيه (النَّضْر بن سَلَمَة شَاذَان المَرْوَزي)، وهو مُتَّهم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (895).

كما أنَّ فيه (عبد اللَّه بن نافع العَدَوي المَدَني أبو بكر)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 334) وقال: "ضعيف".

2 -

"التاريخ الكبير"(5/ 214) وقال: "مُنْكَرُ الحديث".

3 -

"السنن" للتِّرْمِذِيّ (5/ 95) حديث (2764) وقال: "يُضَعَّفُ".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائيّ ص 152 رقم (361) وقال: "متروك الحديث".

5 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِيّ (2/ 311 - 312) وقال: "لا يتابعه إلَّا من هو دونه أو مثله". وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "روى أحاديث منكرة".

6 -

"الجرح والتعديل"(5/ 183) وفيه عن أبي حاتم: "أضعف ولد نافع، هو منكر الحديث".

7 -

"المجروحين"(2/ 20 - 21) وقال: "منكر الحديث، كان ممّن يخطئ ولا يعلم، لا يجوز الاحتجاج بأخباره التي لم يوافق فيها الثقات، ولا الاعتبار فيها بما يخالف الأَثبات".

8 -

"الكامل"(4/ 1481 - 1483) وقال: "هو ممّن يُكْتَبُ حديثه وإن كان غيره يخالفه فيه".

9 -

"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (2/ 38) وقال: ضعيف.

10 -

" الكاشف"(2/ 122) وقال: "ضعَّفوه".

11 -

"التهذيب"(6/ 53 - 54) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "منكر الحديث".

ص: 462

12 -

"التقريب"(1/ 456) وقال: "ضعيف، من السابعة، مات سنة أربع وخمسين -يعني ومائة-"/ ق.

وفيه كذلك صاحب الترجمة (عِمْرَان بن موسى الفَرْغَاني)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 394 - 395) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (عبد اللَّه بن نافع) و (النَّضْر بن سَلَمَة)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيهما.

وعزاه في "كنز العُمَّال"(7/ 702) رقم (21011) إلى الخطيب وحده

(1)

.

أقول: الحديث رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(24/ 16) رقم (28) مطوَّلًا، من طريق عقبة بن كثير، عن خِرَاش بن عبد اللَّه، عن ميمونة مرفوعًا، وفيه:"يا معشر النِّساء إذا سمعتن أَذَان هذا الحبشي وإقَامَتَهُ، فقلن كما يقول، فإنَّ لكنَّ بكلِّ حرف الف الف درجة. فقال عمر: هذا للنِّساء، فما للرِّجال؟ فقال: ضِعْفَانِ يا عمر".

ورواه في (24/ 11) رقم (15) منه، مختصرًا، من طريق منصور بن سعد، عن عبَّاد بن كثير، عن عبد اللَّه الجَزَري، عن ميمونة مرفوعًا بلفظ:"إذا سمعتنَّ أَذَانَ هذا الحبشي فقلن كما يقول".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائده (1/ 332): "رواه الطبراني في "الكبير" بإسنادين، في أحدهما: عبد اللَّه الجَزَري عن ميمونة، ولم أعرفه، وعبَّاد بن كثير وفيه ضعف وقد وثَّقه جماعة، وبقية رجاله ثقات. والإسناد الآخر فيه جماعة لم أعرفهم".

(1)

وقد حُرِّف فيه (عمر) إلى (ابن عمر).

ص: 463

وقال الهيثمي في "المجمع"(8/ 308) أيضًا: "رواه الطبراني بإسنادين، في أحدهما: عبد اللَّه الجَزَري

(1)

عن ميمونة، وفيه منصور بن سعد ولم أعرفه، وفيه عبَّاد بن كثير وفيه ضعف كبير

(2)

وقد ضعَّفه جماعة، وبقية رجاله ثقات، والإسناد الآخر فيه جماعة لم أعرفهم".

* * *

1869 -

أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العَلَّاف، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثنا عيَّاش بن محمد الجَوْهَرِيّ، حدَّثنا يحيى بن أيوب، حدَّثنا حُمَيْد الرُّؤاسِيّ، حدَّثنا الأَعْمَش، عن طَلْحَة بن مُصَرِّف، عن عبد الرحمن بن عَوْسَجَة،

عن البَرَاء، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الدُّعَاءَ هو العِبَادَةُ، وقرأ:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [سورة غافر: الآية 60].

(12/ 279) في ترجمة (عيَّاش بن محمد بن عيسى الجَوْهَرِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده حسن. وله شاهد صحيح من حديث النُّعْمَان بن بَشِير.

ورجال إسناد الخطيب كلُّهم ثقات عدا شيخه (عثمان بن محمد بن يوسف العَلَّاف)، فإنَّه صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (149).

و (الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْرَان): إمام ثقة حافظ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).

التخريج:

عزاه السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المَنْثُور"(7/ 301) إلى ابن مَرْدُوْيَه والخطيب فحسب.

(1)

صُحِّفَ فيه إلى "الحرري". والتصويب من "المعجم الكبير"(24/ 11).

(2)

هكذا في "المجمع". ولعله: "وفيه ضعف غير كبير".

ص: 464

وعزاه ابن حَجَر في "الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكَشَّاف" ص 106 إلى ابن مَرْدُوْيَه فقط.

وللحديث شاهد صحيح من حديث النُّعْمَان بن بَشِير بلفظ حديث البَرَاء، رواه أبو داود في الصلاة، باب الدعاء (2/ 161) رقم (1479)، والتِّرْمِذِيّ في التفسير، باب ومن سورة المؤمن (5/ 374 - 375) رقم (3247)، وأحمد في "المسند"(4/ 271 - 27)، والبخاري في" الأدب المفرد" ص 241 رقم (715)، وابن ماجه في الدعاء، باب فضل الدعاء (2/ 1258) رقم (3828)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(10/ 200)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 108 رقم (801)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 124) رقم (887)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 490 - 491)، والطبراني في كتاب "الدعاء"(1/ 786 - 788) رقم (1 و 2 و 3 و 4 و 5 و 6 و 7)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 120)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(5/ 184 - 185) رقم (1384).

قال التِّرْمِذِيُّ: "حسن صحيح".

وقال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ. وهو كما قالا.

وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(1/ 49) -في الإيمان، باب دعاؤكم إيمانكم-:"أخرجه أصحاب السنن بسند جيِّد".

وانظر في معنى الحديث: "تحفة الذاكرين" للإمام الشَّوْكَانِيّ ص 25.

* * *

1870 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن يوسف الصَّيَّاد، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد، حدَّثنا الحارث بن محمد، حدَّثنا محمد بن بَكَّار، حدَّثنا عَنْبَسَة بن عبد الواحد القُرَشي، حدَّثنا محمد بن يعقوب، عن أبي نَضْرَة

(1)

،

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع، والمخطوط نسخة تونس ص 284 إلى:"أبي النضر". والتصويب من "السِّيَر"(4/ 529)، و"التهذيب"(10/ 302).

ص: 465

عن جابر بن عبد اللَّه قال: خَرَجَ علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في ليلةٍ من رمضانَ والنَّاسُ يُصَلُّونَ، فقالَ:"لا يَجْهَرْ بَعْضُكُم على بعضٍ فإنَّ ذلك يُؤْذِي المُصَلِّي".

(12/ 284) في ترجمة (عَنْبَسَة بن عبد الواحد بن أُمَيَّة القُرَشِيّ الأُمَويّ).

مرتبة الحديث:

في إسناده ضعف. وللحديث شواهد يصحُّ بها.

ففيه (محمد بن يعقوب المَدَني)، وقد ترجم له في:

1 -

"التاريخ الكبير"(1/ 267) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 46 و 62) وقال في الموطن الأول: "شيخ، يروي عن يحيى بن أبي كثير، روى عنه عَنْبَسَة بن عبد الواحد".

3 -

"الكامل"(6/ 2175 - 2176) وقال: "بعض أحاديثه فيها إنكار، وليس حديثه إلَّا القليل".

4 -

"الميزان"(4/ 70) وقال: "ذكر له ابن عدي أحاديث منكرة لها شواهد".

5 -

"المغني"(2/ 640) وقال: "له مناكير".

و(أبو نَضْرة) هو (المنذر بن مالك بن قُطَعَة العَبْدِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (248).

وشيخ الخطيب (محمد بن أحمد بن يوسف الصَّيَّاد أبو بكر)، ترجم له في "تاريخه"1/ 378) وقال:"كتبنا عنه، وكان ثقةً صدوقًا خَيِّرًا شديدًا". وكانت وفاته عام (413 هـ).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

ص: 466

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2175) -في ترجمة (محمد بن يعقوب المَدِيني) -، عن نصر بن القاسم، عن محمد بن بَكَّار، به.

وذكره الحافظ ابن حَجَر في "المطالب العالية"(1/ 147) رقم (540)، وعزاه للحارث بن أبي أسامة في "مسنده". وفي حاشية محققه:"قال البُوصِيري: رواه الحارث وله شاهد في سنن البيهقي وغيره".

وللحديث شواهد، انظرها في:"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (2/ 488)، و"جامع الأصول" لابن الأثير (5/ 355 - 358)، و"تخريج أحاديث إحياء علوم الدين" للعِرَاقي (1/ 278)، و"مجمع الزوائد" للهيثمي (2/ 265 - 267)، و"المطالب العالية" لابن حَجَر (1/ 147).

ومن هذه الشواهد، ما رواه أحمد في "المسند"(2/ 36 و 67 و 129)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنفه"(2/ 488) والطبراني في "الكبير"(12/ 428) رقم (13572)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 348) رقم (726) -من كشف الأستار-، والسَّهْمِيُّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 115 و 389، عن عبد اللَّه بن عمر:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم اعتكفَ، وخطبَ النَّاسَ، فقالَ: "أَمَا إنَّ أَحَدَكُمْ إذا قامَ في الصَّلَاةِ فإنَّه يُنَاجي رَبَّه، فَلْيَعْلَم أَحَدُكُم ما يُنَاجي رَبَّه، ولا يَجْهَرْ بَعْضُكُم على بعضٍ بالقِرَاءةِ في الصَّلاةِ".

قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 265): "رواه أحمد والبزَّار والطبراني في "الكبير"، وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام. قلت -القائل الهيثمي-: وفي الصحيح منه الاعتكاف".

وقال العلَّامة الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"(7/ 63) رقم (4928) -حيث رواه أحمد عن إبراهيم بن خالد حدَّثنا رباح عن مَعْمَر عن صَدَقَة

ص: 467

المكِّي عن عبد اللَّه بن عمر مرفوعًا باللفظ المتقدِّم-: "إسناده صحيح". ونقل كلام الهيثمي السابق، وعلَّق عليه بقوله:"فكأنَّه لم ير هذا الإسناد "عن مَعْمَر عن صَدَقَة" وليس فيه ابن أبي ليلى".

* * *

1871 -

أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المُزَكِّي، أخبرنا محمد بن إسحاق السَّرَّاج، حدَّثنا محمد بن حسان الأَزْرَق، حدَّثنا عَنْبَسَة بن سعيد أبو خالد الأُمَوي، حدَّثنا ابن المُبَارَك، عن عمر بن سَلَمَة قال: أخبرني أبي قال:

قال لي جابر: زَارَني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقمتُ إلى عَنْزٍ لي لأَذْبَحَهَا، فسمعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ثَغْوَتَهَا، قالَ:"يا جابرُ لا تَقْطَعْ دَرًّا ولا نَسْلًا"، قلت يا رسولَ اللَّه: إنما هي عَتُودٌ

(1)

عَلَفْنَاهَا الرُّطَبَ والبَلَحَ حتَّى سَمِنَتْ.

(12/ 285) في ترجمة (عَنْبَسَة بن سعيد بن أَبَان القُرَشِيّ الأُمَويّ أبو خالد).

مرتبة الحديث:

في إسناده (عمر بن سَلَمَة بن أبي يزيد المَدَني)، وقد ترجم له ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 196 - 197 وقال:"روى عن أبيه عن جابر، روى عنه عبد اللَّه بن المُبَارَك. قال الحُسَيْني: فيه نظر. قلت -القائل ابن حَجَر-: ذَكَر البُخَاري حديثه في ترجمة أبيه سَلَمَة. فقال: حدَّثني أبي، قال: قال لي جابر في قصَّة دَيْن أبيه. ولم يذكر فيهما جرحًا. وهو في "المسند" عن عليّ بن إسحاق عن عبد اللَّه بن المُبَارَك".

وفيه (سَلَمَة بن أبي يزيد المَدَني)، وقد ترجم له في:

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "عقود". وفي "المسند": "عتودة". والتصويب من "النهاية"(3/ 177)، و"المجمع"(4/ 41).

ص: 468

1 -

"التاريخ الكبير"(4/ 76) وقال: "سمع جابر بن عبد اللَّه، روى ابن المبارك عن عمر بن سَلَمَة سمع أباه". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وليس فيه ذكر الحديث الذي أشار إليه ابن حَجَر آنفًا.

2 -

"الجرح والتعديل"(4/ 176 - 177) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 318) ولم يذكر عنه راويًا إلَّا ولده عمر.

و(أبو نُعَيْم الحافظ) هو (أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد الأَصْبَهَاني): إمام حافظ ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1302).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(3/ 396)، عن عتاب، حدَّثنا عبد اللَّه، أخبرني عمر بن سَلَمَة بن أبي يزيد قال: قال لي جابر

(1)

. وذكر الحديث.

قال الهيثمي في "المجمع"(4/ 41): "رواه أحمد وفيه من لم أعرفه".

أقول: الظاهر أنَّ الهيثمي يقصد (عمر بن سَلَمَة)، ووالده. وقد تقدَّمت ترجمتهما.

وفي حديث طويل رواه التِّرْمِذِيّ في الزهد، باب ما جاء في معيشة أصحاب

(1)

هكذا في "المسند"، دون ذكر (سلمة) بين ابنه (عمر) و (جابر). وما تقدَّم يفيد أنَّ رواية (عمر بن سلمة) فيه إنما هي عن أبيه عن جابر، فلعله سقط من المطبوع، واللَّه أعلم. ثم يسر اللَّه لي الوقوف على "أطراف مسند الإمام أحمد" للحافظ ابن حَجَر (2/ 20) رقم (1463) -خلال تصحيحي لتجارب طبع الكتاب- فإذا السند فيه: عن عمر بن سَلَمَة عن أبيه. فتأكَّدَ لي وجود السَّقْط في "المسند" المطبوع. والحمد للَّه على توفيقه. وقد طبع كتاب "الأطراف" مؤخرًا بدمشق عام 1414 هـ بتحقيق الدكتور زهير الناصر.

ص: 469

النبيِّ صلى الله عليه وسلم (4/ 584) رقم (2369) عن أبي هريرة مرفوعًا: "لا تَذْبَحَنَّ ذَاتَ دَرٍّ". وقال: "حسن صحيح غريب".

غريب الحديث:

قوله: "ثَغْوَتَهَا": الثَّغْوَةُ: المرَّة من الثُّغَاءِ، وهو صِيَاحُ الغَنَم. انظر "النهاية"(1/ 214)، و"لسان العرب"(14/ 113) مادة (ثَغَا).

قوله: "عَتْود" قال في "النهاية"(3/ 177): "هو الصغير من أولاد المَعَز إذا قوي ورعى وأتى عليه حَوْل. والجمع: أَعْتِدَةٌ".

* * *

1872 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا محمد بن الفرج الأَزْرَق، حدَّثنا عِصْمَة بن سليمان الخزَّاز، حدَّثنا خَلَف بن خَلِيفة، عن أبي هاشم الرُّمَّاني

(1)

،

عن نافع -وكانت له صحبة من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: كنتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ، كنَّا زُهَاء أربعمائة رجل، فنزلنا في موضع ليس فيه ماء، فشقَّ ذلك على أصحابه، فقالوا: رسول اللَّه أعلم، قال: فجاءت شُوَيْهَة لها قَرْنَان، فقامت بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَحَلَبَهَا فشرب حتَّى رَوِي، وسقى أصحابه حتى رووا، ثم قال:"يا نافعُ امْلِكْها الليلةَ وما أُرَاكَ تَمْلِكُهَا". قال: فأخذتها فوتدتُ لها وَتَدًا ثم ربطتها بحَبْل، ثم قمت في بعض الليل فلم أر الشَّاةَ، ورأيتُ الحَبْلَ مطروحًا، فجئتُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فأخبرته مِنْ قَبْلِ أن يسألني، فقال لي:"يا نافعُ ذَهَبَ بها الذي جاء بها".

(12/ 287) في ترجمة (عِصْمَة بن سليمان الخزَّاز الكوفي أبو سليمان).

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الزماني" بالزاي. والتصويب من "السِّيِر"(6/ 152)، و"التهذيب"(12/ 261).

ص: 470

مرتبة الحديث:

غريب جدًّا إسنادًا ومَتْنًا، قاله الإمام ابن كثير.

في إسناده (خَلَف بن خَلِيفة بن صَاعِد الأَشْجَعِي)، وهو صدوق اختلط بأَخَرَةٍ، ولم يتبين لي إن كانت رواية (عِصْمَة بن سليمان الخزَّاز) عنه كانت قبل اختلاطه أو بعده. وقد تقدَّمت ترجمة (خلف) في حديث (1468). وقد اخْتُلِفَ عليه فيه كما سيأتي.

و(أبو هاشم الرُّمَّاني) هو (يحيى بن دينار الوَاسِطي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1138).

و(نافع) ترجم له ابن حَجَر في "الإصابة"(3/ 548 - 549) وقال: "غير منسوب، ذكره البَغَوي في أثناء ترجمة نافع بن الحارث بن كَلَدَة. والذي يظهر أنَّه غيره".

وبقية رجال الإسناد حديثهم حسن.

التخريج:

رواه البيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 137) عن أبي الحسين بن بِشْرَان، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، به.

ورواه ابن السَّكَن وابن قَانِع، من طريق عِصْمَة بن سليمان الخزَّاز، عن خَلَف بن خَلِيفة، به. كما في "الإصابة"(3/ 549).

ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 179) و (7/ 70 - 71)، عن خَلَف بن الوليد الأَزْدِيّ، أخبرنا خَلِيفة، عن أَبَان بن بِشْر، عن شيخ من أهل البصرة، أخبرنا نافع، به.

ورواه أبو أحمد الحاكم في "الكُنَى"، من طريق خَلَف بن خَلِيفة، عن أَبَان بن المُكْتِب، عن أبي الفضل، عن رجل كان يسمَّى نافعًا، كان يجيء إلى وَاسِط

ص: 471

وعمَّر طويلَّا حتى كان زمن الحجَّاج، ويحدِّث عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بحديث واحد، فذكر الحديث. "الإصابة"(3/ 548).

ورواه الطبراني، عن أَسْلَم بن سهل، عن عمرو بن السَّكَن، عن خَلَف بن خَلِيفة، مثله. كما في "الإصابة"(3/ 548).

قال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(3/ 548): "واخْتُلِفَ على خَلَف بن خَلِيفة في الحديث المذكور، فرواه أبو كُرَيْب عنه، فلم يذكر أَبَان في السند، ورواه عِصْمَة بن سليمان عن خَلَف فقال: عن أبي هاشم الرُّمَّاني عن نافع وكانت له صحبة".

وذكره الإمام ابن كثير في "البداية والنهاية"(6/ 103) عن البيهقي من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث غريب جدًّا إسنادًا ومَتْنًا".

* * *

1873 -

أخبرنا محمد بن أبي نصر النَّرْسِيّ، أخبرنا عبد اللَّه بن أحمد بن مالك البَيِّع، أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الهَمْدَاني، حدَّثنا أحمد بن محمد بن يحيى الطَّلْحي، حدَّثنا عِصْمَة بن سليمان البغدادي، حدَّثنا أحمد بن الحُصَيْن، حدَّثنا رجل من أهل خُرَاسَان، عن محمد بن عبد اللَّه العُقَيْلِيّ،

عن الحسن بن عليّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما حَسَّنَ اللَّهُ خُلُقَ عَبْدٍ وخَلْقَهُ، إلَّا اسْتَحْيَا أَنْ تُطْعَمَ النَّارُ لَحْمَهُ".

(12/ 287 - 288) في ترجمة (عِصْمَة بن سليمان الخزَّاز الكوفي أبو سليمان).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف، ومَتْنُهُ مُنْكَرٌ.

ففي إسناده من لم يسمّ.

ص: 472

و (محمد بن عبد اللَّه العُقَيْلِيّ) و (أحمد بن الحُصَيْن) و (أحمد بن محمد بن يحيى الطَّلْحي)، لم أقف على من ترجم لهم.

وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (359).

* * *

1874 -

حدَّثني الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم، حدَّثنا صالح بن أحمد بن يونس البزَّاز، حدَّثنا عصام بن الحَكَم العُكْبَري، حدَّثنا جُمَيْع بن عُمَر

(1)

البَصْرِيّ، حدَّثنا سَوَّار، عن محمد بن جُحَادَة، عن الشَّعْبِي،

عن عليّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَنْتَ وشِيْعَتُكَ في الجَنَّةِ".

(12/ 289) في ترجمة (عصام بن الحَكَم بن عيسى الشَّيْبَانِيّ العُكْبَرِيّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففيه (سَوَّار) وهو (ابن مصعب الهَمْدَاني المؤذِّن الكوفي): متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (645).

كما أنَّ فيه (صالح بن أحمد بن يونس البزَّاز، وهو صالح بن أبي مُقَاتِل، ويعرف بالقِيْرَاطِيّ)، وقد ترجم له في:

(1)

صُحِّفَ في "التهذيب"(2/ 111)، و"التقريب"(1/ 133) -وص 142 رقم (967) من طبعة دار الرشيد-، وغيرهما، إلى "عُمَيْر"، والتصويب من "تهذيب الكمال"(5/ 124)، و"الميزان"(1/ 421)، و"الحِلْيَة"(4/ 329) إلى "جُمَيْع بن عبد اللَّه"!.

ص: 473

1 -

"المجروحين"(1/ 273) وقال: "يسرق الحديث يقلبه. . . لا يجوز الاحتجاج به بحال".

2 -

"الكامل"(4/ 1390 - 1391) وقال: "يسرق الأحاديث ويلزق أحاديث. . . يرفع الموقوف ويوصل المرسل ويزيد في الأسانيد".

3 -

"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 120 رقم (113) وقال: "متروك".

4 -

"تاريخ بغداد"(9/ 329 - 330) وقال: "كان يُذْكَرُ بالحفظ غير أنَّ حديثه كثير المناكير". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: كذَّاب دجَّال يحدِّث بما لم يسمعه".

وفيه أيضًا (جُمَيْع بن عُمَر البَصْرِيّ) وقد ترجم له في:

1 -

"تهذيب الكمال" للمزي (5/ 124) -تمييزًا-، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

2 -

"ميزان الاعتدال"

(1)

(1/ 421) وقال: "متروك". وساق حديثه من الطريق المتقدِّم، وقال: اذكره ابن الجَوْزي في "الموضوعات"".

3 -

تهذيب التهذيب" (2/ 111) وقال: له في "الموضوعات" لابن الجَوْزي حديث باطل في شيعة عليّ" ولم يزد.

4 -

"التقريب"(1/ 133) وقال: ضعيف، من العاشرة"/ تمييز.

وفيه كذلك صاحب الترجمة (عصام بن الحَكَم الشَّيْبَانِيّ العُكْبَرِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(الشَّعْبِيُّ) هو (عامر بن شَرَاحِيل أبو عمرو): ثقة مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (264).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

(1)

حُرِّف الاسم في "ميزان الاعتدال" إلى: "جُمَيْع بن عمر بن سوَّار". وصوابه: "جُمَيْع بن عمر، عن سَوَّار".

ص: 474

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 329) مطوَّلًا، من طريق عليّ بن إسماعيل الصَّفَّار، عن عصام بن الحَكَم، عن جُمَيْع، به؛ وقال: غريب من حديث محمد والشَّعْبِي لم نكتبه إلَّا من حديث عصام".

وعن أبي نُعَيْم من طريقه المتقدِّم، رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية" (1/ 158 - 159) وقال بعد أن نقل قول أبي نُعَيْم السابق:"في روايته سَوَّار، قال أحمد ويحيى والنَّسَائي: متروك".

ورواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2669) -في ترجمة (يحيى بن أبي حَيَّة الكَلْبِيّ أبو جَنَاب) - مطوَّلَا، من طريق عبد الحميد الحِمَّاني، عن أبي جَنَاب، عن أبي سليمان، عن عمَّه، عن عليٍّ مرفوعًا.

أقول: فيه (أبو جَنَاب الكَلْبِي): ضعيف كثير التدليس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (175).

و(أبو سليمان) و (عمّه)، لم أعرفهما.

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 397) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، وسَوَّار ليس بثقة. قال ابن نُمَيْر: جُمَيْع من أكذب النَّاس. وقال ابن حِبَّان: كان يضع الحديث".

وأقرَّهُ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 379)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 366)، والشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 380.

أقول: ما ذكره ابن الجَوْزي، وتابعه عليه السُّيُوطيُّ، وابن عَرَّاق، والشَّوْكَانِيُّ، من تكذيب ابن نُمَيْر وابن حِبَّان لـ (جُمَيْع)، فإنَّه وَهَمٌ منه رحمه الله، فهذا الذي نقله عنهما إنما هو في (جُمَيْع بن عُمَيْر التَّيْمي الكوفي) كما في "التهذيب"(2/ 111 - 112)، وهو تابعي من الطبقة الثالثة، أمَّا الذي في إسناد

ص: 475

الخطيب وأبي نُعَيْم، فإنَّه (بَصْرِيٌّ) متأخر من الطبقة العاشرة كما في "التقريب"(1/ 133)، فضلًا عن أنَّ اسم والد (جُمَيْع البَصْرِيّ): هو (عمر) وليس (عُمَير) كما تقدَّم، وقد نبَّه على هذا الوَهَم محقق "العلل المتناهية" فأحسن، بيد أنَّه صوَّب من قال أن اسم أبيه (عمير)، وهو موضع نظر، وقد سَبَقَ.

* * *

1875 -

أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التَّمِيمي -بدِمَشْق-، أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم المَيَانَجِي، حدَّثنا أبو القاسم عصام بن غياث السِّمْسَار -في المحرَّم-، حدَّثنا أبو حفص عمرو بن عليّ، حدَّثنا يزيد بن مُغَلِّس، حدَّثنا جَامِعِ بن مَطَر الحَبَطِي قال:

حدَّثتني أُمُّ كُلْثُوم بنت ثُمَامَة قالت: سألتُ عائشةَ عن عثمان فقالت: رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم واضعًا رأسه على فَخِذِي، وعثمانُ عن يَمِينِهِ، وجبرائيلُ يُوحي إليه، ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"اكْتُبْ عثمانُ" فما كان اللَّه ليُنْزِلَ تلكَ المنزلة إلَّا كريمًا على اللَّه ورسولِهِ.

(12/ 289 - 290) في ترجمة (عصام بن غياث بن عصام الكِنْدِيّ السِّمْسَار أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (يزيد بن مُغَلِّس بن عبد اللَّه البَاهِلِيّ البَصْرِيّ أبو خالد)، وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(9/ 289) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ ليس بمشهور".

2 -

"المجروحين"(3/ 109) وقال: "كان ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء

ص: 476

المقلوبات التي هي في الأصل صحاح، يقلبها إلى من لم يحدِّث بها فيرويها عنه، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلَّا على سبيل الاعتبار دون الاحتجاج به".

3 -

"التهذيب"(11/ 361 - 362) وفيه عن الفَلَّاس: "ثقة".

4 -

"التقريب"(2/ 371) وقال: "ليِّن الحديث، من التاسعة"/ فق.

كما أنَّ فيه (أُمُّ كُلْثوم بنت ثُمَامَة)، وقد ترجم لها في:

1 -

"التهذيب"(12/ 477) ولم يذكر فيها شيئًا.

2 -

"التقريب"(2/ 624) وقال: "مقبولة، من الثالثة"/ بخ.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(6/ 261) مطوَّلًا، عن يونس، حدَّثنا عمر بن إبراهيم اليَشْكُرِي، عن أُمِّه، عن أُمِّها، عن عائشة.

أقول: في إسناده (عمر بن إبراهيم اليَشْكُرِي)، ترجم له ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 195 وفيه عن الحُسَيني:"لا يُعْرَفُ". وقال ابن حَجَر: "أظنه العَبْدِيُّ فإنَّه بَصْرِيٌّ من هذه الطبقة". أقول: (عمر بن إبراهيم العَبْدِيّ أبو حفص البَصْرِيّ) ترجم له في "التقريب"(2/ 51) وقال: "صدوق في حديثه عن قَتَادة ضعف، من السابعة".

و(أُمُّ) عمر بن إبراهيم اليَشْكُرِي، لم أعرفها.

أمَّا (جدته) فهي (أُمُّ كُلْثوم بنت ثُمَامَة) كما في "التهذيب"(12/ 477)، وقد تقدَّم ذكرها.

كما أنَّ في إسناده (يونس) وقد ترجم له في "تعجيل المنفعة" ص 303 وقال: "يونس غير منسوب". ونقل عن الحُسَيْني قوله فيه: "لا يُعْرَفُ".

ورواه أحمد في "المسند"(6/ 250)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 592) رقم (1300)، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، حدَّثتني فاطمة بنت عبد الرحمن، حدَّثتني أُمِّي عن عائشة مرفوعًا بنحوه.

ص: 477

قول: في إسناده (فاطمة بنت عبد الرحمن)، ترجم لها ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 366 وفيه عن الحُسيني:"لا تُعْرَفُ".

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 261 - 262) رقم (3684) -، من طريق حمَّاد بن إبراهيم بن مسعود اليَشْكُري، حدَّثتني أُمُّ كُلْثُوم بنت ثُمَامَة الحَبَطي، أنَّ أخاها المُخَارِق بن ثُمَامَة الحَبَطي قال لها: ادخلي على أُمِّ المؤمنين عائشة، وذكر نحوه.

ورواه البُخَاري في "الأدب المفرد" ص 279 - 280 رقم (830)، من طريق محمد بن إبراهيم اليَشْكُري، عن جدَّتِه أُمّ كُلْثُوم بنت ثُمَامَة، أنَّ أخاها المُخَارِق بن ثُمَامَة، وذكر نحو خبر الطبراني.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 86 - 87): "رواه أحمد والطبراني في الأوسط" -وذكر إسناد ومتن الطبراني- وأُمُّ كُلْثوم لم أعرفها، وبقية رجال الطبراني ثقات".

أقول: ما قاله الهيثمي رحمه الله موضع نظر، فإنَّ في إسناد الطبراني:(حمَّاد بن إبراهيم اليَشْكُري)، لم يترجم له -فيما وقفت عليه- سوى ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 132) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

كما أنَّ فيه (أُمُّ كُلْثُوم) وقد علمت حالها من قبل.

وفي إسناد البُخَاري (محمد بن إبراهيم اليَشْكُري)، ترجم له ابن حَجَر في "التهذيب" (9/ 19) وقال:"ذكره ابن حِبَّان في "الثقات"". ولم يذكر غيره. وترجم له في "التقريب"(2/ 142) وقال: "مقبول، من الثامنة"/ بخ.

وبَيِّنٌ من طرق الحديث، أنَّ اضطرابًا قد وقع في إسناده، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

وذكره ابن حَدِيدة الأنصاري في "المصباح المضيء في كُتَّاب النبيِّ الأُمِّيِّ

ص: 478

ورسله إلى ملوك الأرض من عربي وعجمي" (1/ 68) عن أُمِّ كُلْثُوم بنت ثُمَامَة عن عائشة به، ولم يعزه لأحدٍ.

* * *

1876 -

أخبرنا القاضي أبو الطَّيِّب طاهر بن عبد اللَّه الطبري، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عبد الصمد بن المهتدي، حدَّثنا أحمد بن محمد بن رِشْدِين، حدَّثنا زكريا بن يحيى الحِمْيَرِي، حدَّثنا الحكم بن عَبْدَة، عن أيوب السَّخْتِيَاني، عن حُمَيْد بن هلال العَدَوي،

عن أبي الأَحْوَص قال: لمَّا كان يوم النَّهْرَوان، كُنَّا مع عليّ بن أبي طالب دون النَّهْرِ، فجاءت الحَرُورِيَّة حتَّى نزلوا من ورائه، قال عليٌّ: لا تُحَرِّكُوهُمْ حتَّى يُحْدِثُوا حَدَثًا. فانطلقوا إلى عبد اللَّه بن خَبَّاب فقالوا: حَدِّثْنَا حديثًا حَدَّثَكَ أبوكَ سَمِعَهُ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: حدَّثني أبي أنَّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "تكونُ فتنةٌ القاعدُ فيها خيرُ من القائم، والقائمُ خير السَّاعِي". فقدَّموه إلى النهر فذبحوهُ كما تُذْبَحُ الشَّاةُ، فأُتي عليٌّ فَأُخْبِرَ، فقال: اللَّه أكبر، نادوهم أَنْ أَخْرِجُوا إلينا قَاتِلَ عبد اللَّه بن خَبَّاب، فقالوا: كلُّنَا قَتَلَهُ -ثلاث مرات-. فقال عليٌّ لاصحابه: دونكم القوم، فما لبث أن قَتَلَهُم عليٌّ وأصحابه. وذكر باقي الحديث

(1)

.

(12/ 290 - 291) في ترجمة (عَوْف بن مالك بن نَضْلَة الجُشَمِيّ أبو الأَحْوَص).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا. ومَتْنُهُ قد ورد من طرق عِدَّة بحسن بمجموعها، والمرفوع منه صحيح، مروي من حديث جماعة من الصحابة.

(1)

انظر باقيه في حديث رقم (51).

ص: 479

ففيه (أحمد بن محمد بن حجَّاج بن رِشْدِين بن سعد المِصْرِيّ)، وقد كُذِّبَ. وقال ابن عدي:"يُكْتَبُ حديثه مع ضعفه". وتقدَّمت ترجمته في حديث (201).

وفيه (الحَكَم بن عَبْدَة): مستور. وتقدَّمت ترجمته في حديث (51). وانظر فيه الكلام على الإِسناد أيضًا.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (51).

كما تقدَّم الكلام عن (الحَرُورِيَّة) في الحديث المذكور.

* * *

1877 -

أخبرنا عليّ بن القاسم بن الحسن الشَّاهِد -بالبَصْرَة-، حدَّثنا عليّ بن إسحاق المَادَرَائِي، حدَّثنا محمد بن يونس، حدَّثنا أبو غسان عَوْف بن محمد.

وأخبرنا الحسن بن الحسين بن عليّ -واللفظ له-، أخبرنا محمد بن الحسن بن عليّ اليَقْطِيني، حدَّثنا صالح بن أحمد بن يونس، حدَّثنا محمد بن موسى بن عبد الرحمن، حدَّثنا عَوْف بن محمد أبو غسان، حدَّثنا أبو تَغْلِب عبد اللَّه بن أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري، حدَّثنا مِسْعَر، عن عمرو بن مُرَّة، عن أبي البُخْتَرِيّ،

عن عليٍّ قال: كانت خَفَّاضَةٌ بالمَدِينة، فَأَرْسَلَ إليها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إذَا خَفَضْتِ فَأَشِمِّي ولا تَنْهِكِي، فإنَّه أَحْسَنُ للوَجْهِ، وأَرْضَى للزَّوْجِ".

(12/ 291) في ترجمة (عَوْف بن محمد بن عبد الحميد المَدَائِنِي أبو غسان).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ص: 480

فهو مُنْقَطِعٌ بين (أبي البَخْتَرِيّ سعيد بن فيروز الطَّائي الكوفي) وبين (عليّ بن أبي طالب)، فإنَّه لم يسمع منه. انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 66 و 68، و"التهذيب"(4/ 72 - 73).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عَوْف بن محمد المَدَائِنِي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وفيه أيضًا (أبو تَغْلِب عبد اللَّه بن أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري)، لم أجد من ترجم له.

و (مِسْعَر) هو (ابن كِدَام بن ظُهَيْر الهِلالي): ثقة ثَبْت. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (337).

التخريج:

لم يروه من حديث عليٍّ رضي الله عنه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وعزاه في "الكنز"(6/ 695 - 696) رقم (17453) إليه وحده.

وللحديث شواهد عِدَّة معلولة تقدَّم الكلام على بعضها في حديث (791).

قال أبو داود في السنن" (5/ 422) رقم (5271) بعد أن رواه من حديث أمّ عطيَّة مرفوعًا: "هذا الحديث ضعيف".

وقال ابن المُنْذِر كما في "التلخيص الحَبِير"(4/ 83): "ليس في الخِتَان خبر يُرْجَعُ إليه، ولا سند يتبع".

وقد تقدَّم الكلام على غريبه في حديث (791).

* * *

1878 -

أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدَّرْبَنْدِي، أخبرنا محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ -ببُخَارى-، حدَّثنا خَلَف بن محمد، حدَّثنا محمد بن

ص: 481

سعيد بن مَتّ السَّرَّاج، حدَّثنا محمد بن الحسن بن جعفر، حدَّثنا عَوْف بن أبي عَوْف أبو سهل البُخَاري -ببغداد-، حدَّثنا أبو عبيد اللَّه يَغْنَم بن سالم بن قَنْبَر، عن أبيه،

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَتَّقِي اللَّهَ عَبْدٌ حَقَّ تُقَاتِهِ، حتَّى يَعْلَمَ أنَّ ما أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، ومَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبُهُ".

(12/ 291 - 292) في ترجمة (عَوْف بن أبي عَوْف البُخَاري أبو سهل).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. وقد صَحَّ نحوه من طرق أخرى.

ففيه (يَغْنَم بن سالم بن قَنْبَر)، وهو هالك. قال ابن حِبَّان: كان يضع الحديث على أنس. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (559): وهو معروف بالرواية عن أنس دون واسطة أبيه.

وفيه صاحب الترجمة (عَوْف بن أبي عَوْف البُخَاري)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 920) إليه وحده.

وللحديث شواهد عِدَّة بنحوه، انظرها في:"جامع الأصول"(10/ 103 - 106)، و"مجمع الزوائد"(7/ 198 - 199)، و"شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة" لأبي القاسم اللَّالِكَائِيّ (4/ 612 - 613 و 615).

ومن هذه الشواهد، ما رواه أبو داود في السُّنَّة، باب القدر (5/ 75) رقم (4699)، وابن ماجه في المقدِّمة، باب في القدر (1/ 29 - 30) رقم (77)،

ص: 482

وأحمد في "المسند"(5/ 182 و 185 و 189)، وعبد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند" ص 236 رقم (247)، واللَّالِكَائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة"(4/ 612 - 613) رقم (1093) -واللفظ له-، عن ابن الدَّيْلَمِيِّ

(1)

، عن أُبَيّ بن كَعْب، مطوَّلًا، وفيه: أنَّ ابن الدَّيْلَمِيِّ أتى زيد بن ثابت فحدَّثه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "إنَّ اللَّه لو عَذَّبَ أهل سماواته وأهل أرضه لعذَّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمتُهُ خيرًا لهم مِنْ أعمالهم، ولو كان لك جَبَلُ أُحُدٍ -أو مثل جبل أُحُد- ذهبًا تنفقه في سبيل اللَّه ما قبله اللَّه منك حتَّى تؤمن بالقَدَر، وتَعْلَمَ أنَّ ما أصابكَ لم يكن ليخطئكَ، وأنَّ ما أخطأكَ لم يكن ليصيبكَ، وأنَّك إنْ مُتَّ على غير هذا دخلتَ النَّارَ".

أقول: إسناده صحيح. وهو بهذا اللفظ عند أحمد في "المسند"(5/ 185) دون ذكر خبر ابن الدَّيْلَمِيّ مع أُبَيِّ بن كَعْب.

* * *

1879 -

أخبرني أحمد بن عليّ البَادَا، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد، حدَّثنا موسى بن هارون بن عبد اللَّه البزَّاز، أخبرنا عَوْن بن سلَّام القُرَشِي، أخبرنا إسرائيل بن يونس، عن عمَّار الدُّهْنِي،

عن رجل من بني هاشم قال: أُتي النبيُّ صلى الله عليه وسلم بِقِدْرٍ فيها لِبَأٌ قد أُنضجت، فأكَل منها ثم قام إلى الصَّلاةِ ولم يَمَسَّ ماءً.

(12/ 293) في ترجمة (عَوْن بن سلَّام القُرَشِي الكوفي أبو جعفر).

مرتبة الحديث:

رجال إسناده حديثهم حسن، إلَّا أنَّ (عمَّار بن معاوية الدُّهْنِيّ) لم يُسَمِّ الرجل

(1)

هو (عبد اللَّه بن فيروز الدَّيْلَمِيّ أبو بِشْر)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 440):"ثقة من كبار التابعين، ومنهم من ذكره في الصحابة"/ د س ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(15/ 435 - 437)، و"التهذيب"(5/ 358 - 359).

ص: 483

من بني هاشم الذي يروي عنه، ولا ندري إن كان صحابيًا أو تابعيًا، وعمَّار متأخر الوفاة حيث إنَّ وفاته كانت سنة (133 هـ)، وجلُّ روايته عن التابعين. ولم يُذْكَرْ له رواية عن الصحابة إلَّا عن أبي الطُّفَيْل عامر بن وَاثِلَة ومحمد بن أبي بكر الصِّدِّيق. انظر:"تهذيب الكمال" للمِزِّيّ (2/ 997) -مخطوط-، و"التهذيب"(7/ 406 - 407).

وقد صحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم عدم وضوئه مِنْ أَكْلِ ما مسَّته النَّار.

التخريج:

لم أقف عليه من هذا الطريق في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

والأحاديث في عدم الوضوء من أكل ما مستَّه النَّار ثابتة، وهي كثيرة مشهورة، انظرها في:"جامع الأصول"(7/ 218 - 225)، و"مجمع الزوائد"(1/ 251 - 254)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 116).

وقد تقدَّم تخريجه من حديث أبي سعيد الخُدْري برقم (938)، ومن حديث الفُرَيْعَة بنت مالك بن سِنَان الخُدْرِيَّة برقم (1846).

قال البَغَويُّ في "شرح السُّنَّة"(1/ 347): "أَكْلُ ما مسته النَّار لا يُوجب الوضوء. وهو قول الخلفاء الراشدين وأكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين فمن بعدهم".

غريب الحديث:

قوله: "لِبَأٌ": "اللِّبَأُ: هو أول ما يُحْلب عند الولادةِ. ولَبَأَتِ الشَّاةُ ولدها، أرضعته اللَّبَأ. . . ". "النهاية"(4/ 221).

ص: 484

1880 -

أخبرنا عليّ بن يحيى بن جعفر -إمام المسجد الجامع بأَصْبَهَان-، حدَّثنا محمد بن جعفر بن حفص المَغَازِلي، حدَّثنا محمد بن العبَّاس بن أيوب الأَخْرَم، حدَّثنا عَرَفَة بن الهيثم، حدَّثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدَّثني سعيد بن أبي عَرْوبَة، عن حمَّاد، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة،

عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في كُسوف الشمس (12/ 304) في ترجمة (عَرَفَة بن الهيثم القَصَبِيّ أبو محفوظ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (عبد الوهاب بن عطاء العِجْلِي الخَفَّاف أبو نصر)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 379) وقال: "ثقة".

2 -

"الضعفاء الصغير" للبُخَاري ص 156 رقم (223) وقال: "ليس بالقويِّ عندهم، سمع من ابن أبي عَرْوبَة وهو مُحْتَمَل".

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 163 رقم (395) وقال: "ليس بالقويِّ".

4 -

"الجرح والتعديل"(6/ 72) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس به بأس". وقال ابن نُمَيْر: "ليس به بأس". وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: "يُكْتَبُ حديثه محلُّه الصدق" فسأله: هو أحب إليك أو أبو زيد النَّحْويّ في ابن أبي عَرُوبَة؟ فقال: "عبد الوهاب، وليس عندهم بقوي الحديث".

5 -

"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 133).

6 -

"الكامل" لابن عدي (5/ 1934) وقال: "لا بأس به".

7 -

"تاريخ بغداد"(11/ 21 - 25) وفيه عن زكريا السَّاجي: "صدوق ليس بالقويِّ عندهم". وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "ثقة".

8 -

"المغني"(2/ 413) وقال: "ضعَّفه أحمد وقوَّاه غيره".

ص: 485

9 -

"التهذيب"(6/ 450 - 453) وفيه عن أحمد بن حَنْبَل: "ضعيف الحديث". وانظر فيه أقوالًا أخرى.

10 -

"التقريب"(1/ 528) وقال: "صدوق ربما أخطأ، أنكروا عليه حديثًا في فضل العبَّاس، يقال دلَّسه عن ثَوْر، من السابعة، مات سنة أربع، ويقال سنة ست ومائتين"/ عخ م 4.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عَرَفَة بن الهيثم القَصَبِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(حمَّاد) هو (ابن أبي سليمان الكوفي): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (632).

و(إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِي): إمام حافظ ثقة فقيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).

و(عَلْقَمَة) هو (ابن قيس بن عبد اللَّه النَّخَعِي): تابعي كبير ثقة ثَبْتٌ فقيه عابد. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).

و(محمد بن العبَّاس بن أيوب الأَصْبَهَاني أبو جعفر، ويعرف بابن الأَخْرَم)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (14/ 144 - 145) ونعته بقوله:"الإِمام الكبير الحافظ الأثري. . . الفقيه". وانظر ترجمته أيضًا في: "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 224 - 225)، و"طبقات علماء الحديث" لابن عبد الهادي (2/ 464). وكانت وفاته عام (301 هـ).

وباقي رجال الإِسناد ثقات.

قال الخطيب عقب روايته للحديث: "قال أبو جعفر الأَخْرَم: كان عَرَفَة هذا صاحب يحيى بن مَعِين وصديقه، وأخبرني أنَّ يحيى بن مَعِين نظر في كتبه فرأى من هذا الحديث فلم ينكره".

ص: 486

التخريج:

رواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(2/ 309 - 310) رقم (1372)، من طريق عبد الرحمن بن عثمان البَكْرَاوي، عن سعيد بن أبي عَرْوبَة، عن حمَّاد، به.

ولفظه عنده: "انكسفت الشمس على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال النَّاسُ: إنَّما انكسفت الشَّمس لموت إبراهيم، فقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فخطب النَّاسَ، فقال: "إنَّ الشَّمسَ والقَمْرَ آيتان من آيات اللَّه، فإذا رأيتم ذلك فاحمدوا اللَّه، وكَبِّروا، وسَبِّحوا، وصَلُّوا حتَّى ينجلي كسوف أيهما انكسف". قال: ثم نزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فصلَّى رَكْعَتَيْن".

ومن طريق ابن خُزَيْمَة المتقدِّم، رواه البزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (4/ 153 - 154) رقم (1554)، ولفظه عنده:"كُسِفَتِ الشَّمْسُ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الشَّمسَ والقمر آيتان من آيات اللَّه، لَا يَنْكَسِفَانِ لِموتِ أحدٍ ولا لِحَيَاتِهِ، فإذا رأيتم ذلك فَافْزَعُوا إلى الصَّلاةِ -أو فَصَلُّوا-".

أقول: في إسناده (عبد الرحمن بن بن عثمان البَكْرَواي أبو بَحْر)، وهو ضعيف. انظر ترجمته في:"ميزان الاعتدال"(2/ 578)، و"التهذيب"(6/ 226 - 227)، و"التقريب"(1/ 490).

ورواه البزَّار في "مسنده"(5/ 33) رقم (1591)، والطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 116) رقم (10065)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 341)، من طريق حَبِيب بن حسَّان، عن الشَّعْبِيّ وإبراهيم، عن عَلْقَمَة، عنه، به، مختصرًا بمثل رواية البزَّار السابقة.

قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 208): "رواه البزَّار والطبراني في "الكبير"، وفيه حَبِيب بن حسَّان وهو ضعيف".

ص: 487

والحديث صحيح، مروي عن جماعة من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(6/ 156 - 191)، و"مجمع الزوائد"(2/ 207 - 211)، و"تنقيح التحقيق"(2/ 1252 - 1255)، و"نصب الراية"(2/ 225 - 236)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 88 - 93).

ومن تلك المرويات، ما رواه البُخَاري في الكسوف، باب الصَّلاة في كسوف الشمس (2/ 526) رقم (1041)، ومسلم في الكسوف، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف (2/ 628) رقم (911)، وغيرهما، عن أبي مسعود البَدْرِيِّ مرفوعًا:"إنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ لا يْنْكَسِفَانِ لموتِ أحدٍ مِنَ النَّاسِ، ولكنَّهما آيتانِ مِنْ آياتِ اللَّهِ، فإذا رأيتموهما فقوموا فَصَلّوا".

* * *

1881 -

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحَرَشي، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا محمد بن إسحاق الصَّاغَاني، أخبرنا رَوْح بن عُبَادَة، حدَّثنا عبَّاد بن منصور قال،

سمعت عدي بن أَرْطَاة يخطب على منبر المَدَائن، فجعل يعظنا حتَّى بكى وأبكانا، ثم قال: كونوا كرجلٍ قال لابنه وهو يعظه: بُنَيَّ أُوصيكَ أَنْ لا تُصلِّي صلاةً إلَّا ظننتَ أنَّك لا تصلِّي بعدها غيرها حتَّى تموت، وتعال بُنَيَّ حتَّى نعمل عمل رجلين كأنَّهما قد أُوقفا على النَّار، ثم سألا الكَرَّة، ولقد سمعتُ فلانًا -نسي عبَّاد اسمه- ما بيني وبين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غيره، قال: إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ للَّه ملائكةً ترعُدُ فَرَائِصُهُم من مخافته، ما منهم مَلَكٌ يَقطرُ دمعةً من عينه إلَّا وقعت مَلَكًا يُسَبِّحُ، قال: وملائكةً سُجودًا مند خَلَقَ اللَّه السموات والأرض لم يرفعوا رؤوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة، ورُكوعًا لم يرفعوا رؤوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة، وصُفُوفًا لم ينصرفوا عن مَصَّافِّهم ولا

ص: 488

ينصرفون إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة تجلَّى لهم ربُّهم تعالى، فنظروا إليه قالوا: سبحانك ما عبدناك حقَّ عبادتك".

(12/ 306 - 307) في ترجمة (عدي بن أَرْطَاة الفَزَارِيّ الدِّمَشْقِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (عبَّاد بن منصور النَّاجِي البَصْرِيّ أبو سَلَمَة)، وقد ترجم له في:

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 270) وقال: "ضعيف له أحاديث منكرة".

2 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 293) وقال: "ليس بشيء".

3 -

"التاريخ الكبير"(6/ 39 - 40) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

4 -

"أحوال الرجال" ص 112 رقم (180) وقال: "كان سيء الحفظ فيما سمعه، وتغيَّر أخيرًا".

5 -

"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 247 رقم (767) وقال: "لا بأس به يُكْتَبُ حديثُهُ".

6 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 174 رقم (435) وقال: "ضعيف، وقد كان أيضًا قد تغيَّر".

7 -

"الجرح والتعديل"(6/ 86) وفيه عن يحيى بن سعيد: "ثقة ليس ينبغي أن يترك حديثه لرأي أخطأ فيه". وفيه عن عليّ بن المَدِيني قال: "قلت ليحيى بن سعيد: عبَّاد بن منصور تغيَّر؟ قال: لا أدري، إلَّا أنَّا حين رأيناه نحن كان لا يحفظ، ولم أر يحيى يرضاه". وقال أبو حاتم: "كان ضعيف الحديث، يُكْتَبُ حديثه. . . ". وقال أبو زُرْعَة: "ليِّن".

ص: 489

9 -

"المجروحين" لابن حِبَّان (2/ 165 - 166) وقال: "كان قَدَرِيًّا داعيًا إلى القَدَر".

9 -

"الكامل"(4/ 1644 - 1646) وقال: "هو في جملة من يُكْتَبُ حديثه".

10 -

"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 253 رقم (424) وقال: "ليس بالقويِّ".

"المغني"(1/ 327) وقال: "ضُعِّفَ. وقال النَّسَائي: ليس بالقويِّ".

12 -

"التهذيب"(5/ 103 - 105) وفيه عن أبي داود: "ليس بذاك، وعنده أحاديث فيها نَكَارَة، وقالوا تغيَّر". وقال أحمد: "كانت أحاديثه منكرة، وكان قَدَرِيًّا، وكان يدلِّس". وقال ابن أبي شَيْبَة: "روى أحاديث مناكير". وقال البزَّار: "روى عن عِكْرِمَة أحاديث ولم يَسْمَعْ منه".

13 -

"التقريب"(1/ 393) وقال: "صدوق رُمي بالقدر، وكان يدلِّس، وتغيَّر بأَخَرَةٍ، من السادسة مات سنة اثنتين وخمسين -يعني ومائة-"/ خت 4.

كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة: (عدي بن أَرْطَاة الفَزَاري)، وقد ترجم له في:

1 -

"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 271) وقال: "يروى المراسيل".

2 -

"تاريخ بغداد"(12/ 306 - 307) وفيه عن البَرْقَاني قوله: "قلت لأبي الحسن الدَّارَقُطْنِيّ فعدي بن أَرْطَاة عن عمرو بن عَبَسَة؟ قال: يُحْتَجُّ به".

3 -

"التهذيب"(7/ 164 - 165) وذكر ما تقدَّم عن ابن حِبَّان والدَّارَقُطْنِيّ.

4 -

"التقريب"(2/ 16) وقال: "مقبول، من الرابعة، قتل سنة اثنتين ومائة"/ بخ.

ص: 490

التخريج:

رواه محمد بن نصر المَرْوَزِيّ في كتاب "تعظيم قَدْر الصَّلاة"(1/ 267 - 268) رقم (260)، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في كتاب "العَظَمَة"(3/ 993 - 994) رقم (515)، من طريق النَّضْر بن شُمَيْل، عن عبَّاد بن منصور قال: سمعت عَدِيَّ بن أَرْطَاة قال: سمعتُ رجلًا من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث.

وليس عند أبي الشيخ كلام عدي بن أَرْطَاة.

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(11/ 464) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.

ورواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(3/ 164 - 165) رقم (886)، من طريق عبد اللَّه السَّهْمِي، عن عبَّاد بن منصور، به، مختصرًا، وليس عنده إلَّا ذكر المرفوع، إلى قوله:"إلَّا وقعت ملكًا قائمًا يُسَبِّح".

قال الإِمام ابن كثير في "تفسيره"(4/ 475) -في تفسير الآية رقم (31) من سورة المدثر- بعد أن ذكره عن محمد بن نصر المَرْوَزِيّ من الطريق المتقدِّم: "وهذا إسناد لا بأس به".

أقول: بل هو ضعيف لما تقدَّم.

ووجدت له شاهدًا من حديث عبد اللَّه بن عمر مرفوعًا بنحوه مطوَّلًا، رواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(1/ 443 - 445) رقم (164)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 87 - 88).

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط البُخَاري". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "منكر غريب، وما هو على شرط البُخَاري. عبد الملك

(1)

ضعيف تفرَّد به".

* * *

(1)

هو أحد رجال إسناد الحاكم والبيهقي. وهو (عبد الملك بن قُدَامَة الجُمَحِيّ).

ص: 491

1882 -

أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا سَعْدَان بن نصر، حدَّثنا عَفِيف بن سالم، حدَّثنا بَقِيَّة بن الوليد، حدَّثنا أَبَان بن عبد اللَّه، عن خالد بن عثمان، عن أنس بن مالك،

عن عمر بن الخَطَّاب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم [قال]:"صلاةُ المُسَافِرِ رَكْعَتَانِ حتَّى يَؤُوبَ إلى أَهْلِهِ، أو يموتَ".

(12/ 312) في ترجمة (عَفِيف بن سالم المَوْصِلِيّ أبو عمرو).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه (أَبَان بن عبد اللَّه) ويغلب عندي أنَّه (الشَّامي)، وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (1/ 9) ونقل عن الأَزْدِيّ قوله:"تركوه". وقال في "المغني"(1/ 7): "متروك".

و (خالد بن عثمان) لم أعرفه. وأمَّا قول المُنَاوي في "فيض القدير"(4/ 223) إنَّه (العُثْمَاني)، ونقلُه لقول ابن حِبَّان في بطلان الاحتجاج به، فإنَّه موضع نظر عندي. فـ (العُثْمَاني) متأخر الوفاة من الطبقة العاشرة، وهو ممن يروي عن مالك بن أنس، وهو متروك الحديث

(1)

. أمَّا (خالد بن عثمان) الذي في إسناد الخطيب فمتقدم يروي عن أنس بن مالك، واللَّه أعلم.

وباقي رجال الإِسناد ثقات.

التخريج:

ذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(2/ 387) رقم (3719) عن عمر رضي الله عنه.

(1)

انظر "اللسان"(2/ 380 - 382)، و"التهذيب"(7/ 114)، و"التقريب"(2/ 8) باسم (عثمان بن خالد).

ص: 492

وعزاه في "كنز العُمَّال"(7/ 543) رقم (20169) إلى الخطيب وحده.

ومثله في "الجامع الصغير"(4/ 223) بشرح "فيض القدير". وتَعَقَّبَ الشَّارِحُ المُنَاوِيُّ: السُّيُوطِيُّ في عزوه للحديث إلى الخطيب وحده، فقال:"وظاهر صنيع المصنِّف -يعني السُّيُوطِيّ- أَنَّ ذا لم يخرِّجه أحد من الستة وهو ذهول، فقد عزاه في الفردوس وغيره إلى النَّسَائي"!

أقول: هذا وَهَمٌ من المُنَاوي رحمه الله، فإنَّ النَّسَائي إنَّما روى في "سننه الكبرى"

(1)

بعضه، ولفظه عنده عن عمر:"صلاة السفر ركعتان، وصلاة الجمعة ركعتان، والفِطْر والأضحى ركعتان، تمامٌ غير قَصْر، على لسان محمد صلى الله عليه وسلم".

وبهذا اللَّفظِ رواه ابن ماجه في إقامة الصَّلاة، باب تقصير الصَّلاة في السفر (1/ 338) رقم (1064).

وانظر "الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكَشَّاف" لابن حَجَر ص 48، و"مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه" للبُوصِيري (1/ 127).

* * *

1883 -

أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن عبد الرحيم المَازِني، حدَّثني أبي، حدَّثنا محمد بن هارون، حدَّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدَّثنا أبو عمرو عَفِيف بن سالم المَوْصِلي، أخبرنا ابن لَهِيعة، عن عبد اللَّه بن هُبَيْرَة، عن حَنَش الصَّنْعَاني قال:

مَرَّ عبد اللَّه بن مسعود بمُصَابٍ، فَقَرَأَ عليه في أُذُنِهِ {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [سورة المؤمنون: الآية 115]، قَالَ: فَبَرَأ، فَبَلَغَ

(1)

كما في "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (8/ 101) رقم (10629)، و"مصباح الزجاجة" للبُوصِيري، وقد ذكر نصَّ الحديث.

ص: 493

ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لو أَنَّ رَجُلًا مُوقِنًا قَرَأَهَا على جَبَلٍ لَزَالَ".

(12/ 312 - 313) في ترجمة (عَفِيف بن سالم المَوْصِلِيّ أبو عمرو).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقال أحمد بن حَنْبَل: "موضوع". وتابعه الذَّهَبِيُّ: وقال ابن حَجَر: "غريب".

ففيه (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْرِي)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(8/ 458) رقم (5045)، وعنه ابن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 298 رقم (631)، والطبراني في "الدُّعَاء"(2/ 1305 - 1306) رقم (1081)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 7)، من طريق داود بن رُشَيْد، حدَّثنا الوليد بن مسلم، عن ابن لَهِيعة، به.

ولم يصرِّح (الوليد بن مسلم) -وهو كثير التدليس والتسوية- بالتحديث عن ابن لَهِيعة، إلَّا عند أبي نُعَيْم.

وذكره الحَكِيم التِّرْمِذِيُّ في "نوادر الأصول" ص 303.

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 163) -في ترجمة (سَلَّام بن رَزِين القاضي) -، عن عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل قال: حدَّثنا

(1)

أبي بحديث حدَّثنا به خالد بن إبراهيم أبو محمد المُؤَذِّن قال: حدَّثنا سلَّام بن رَزِين -قاضي أَنْطَاكِيَة- قال حدَّثنا الأَعْمَش، عن شَقِيق، عن ابن مسعود، بنحوه.

(1)

في "ميزان الاعتدال"(2/ 175): "حَدَّثْتُ".

ص: 494

قال العُقَيْلِي عقبه نقلًا عن أحمد بن حَنْبَل: "هذا الحديث موضوع، هذا حديث الكذَّابين".

وقال الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(2/ 175) -في ترجمة (سلَّام بن رَزِين) -: "لا يُعْرَفُ، وحديثه باطل". ثم ساق الحديث عن العُقَيْلِي من طريقه المتقدِّم، ونقل قول أحمد السابق.

وقال ابن حَجَر -كما في "الفتوحات الربانية"(4/ 46) -: "هذا حديث غريب". وعزاه إلى ابن أبي حاتم في "التفسير" أيضًا.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 115): "رواه أبو يعلى وفيه ابن لَهِيعة وفيه ضعف وحديثه حسن"!

وذكره ابن حَجَر في "المطالب العالية"(2/ 349) وعزاه لأبي يعلى. وفي حاشية محققه: "ضَعَّفَ إسناده البُوصِيري لضعف بعض رواته".

وقد عزاه في "الكنز"(1/ 589) رقم (2682) إلى أبي نُعَيْم فقط، فقصَّر تقصيرًا بيِّنًا.

* * *

1884 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، وعثمان بن محمد بن يوسف، قالا: أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن عتَّاب مُرَبَّع، حدَّثنا يحيى بن مَعِين، حدَّثنا عتَّاب بن زياد، حدَّثنا أبو حمزة السُّكَّرِيّ، عن إبراهيم الصَّائِغ، عن نافع،

عن ابن عمر قال: كانَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَفْصِلُ ما بَيْنَ الشَّفْعِ والوِتْرِ بتسليمةٍ يُسْمِعُنَاهَا.

(12/ 314) في ترجمة (عتَّاب بن زياد المَرْوَزِيّ).

ص: 495

مرتبة الحديث:

إسناده قويٌّ.

و(أبو حمزة السُّكَّرِيّ) هو (محمد بن ميمون المَرْوَزِيّ): ثقة فاضل. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (438).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 422 - 423) رقم (757) عن أحمد بن بشير، حدَّثنا يحيى بن مَعِين، به.

ورواه أحمد في "المسند"(2/ 76)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(4/ 70) رقم (2426)، من طريق عتَّاب بن زياد، عن أبي حمزة السُّكَّرِيّ، به

(1)

.

ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(4/ 70) رقم (2425)، من طريق الوليد بن مسلم، عن الوَضِين بن عطاء، عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه مرفوعًا.

ورواه الطَّحَاوِيُّ في "شرح معاني الآثار"(1/ 278) من طريق الوليد بن مسلم، عن الوَضِين بن عطاء قال: أخبرني سالم بن عبد اللَّه بن عمر: "أنَّه -يعني عبد اللَّه بن عمر- كان يَفْصِلُ بين شَفْعِهِ وَوِتْرِهِ بتسليمة، وَأَخْبَرَ ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يفعلُ ذلكَ".

قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(2/ 482) -في الوتر، باب ما جاء في الوتر- بعد ذكره لحديث الطَّحَاوِيُّ:"إسناده قويٌّ".

أقول إنَّ في إسناد الطَّحَاوي: (الوليد بن مسلم الدِّمَشْقِيّ)، وهو ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية، وقد عنعن في روايته عن (الوَضِين) عنده، وعند ابن

(1)

سقط من "المسند" اسم (نافع) بين (إبراهيم) و (ابن عمر). وأثبته الشيخ أحمد شاكر في طبعته للمسند.

ص: 496

حِبَّان. وقد اعتبر الحافظ ابن حَجَر في التعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس" ص 134: (الوليد بن مسلم) من أهل الطبقة الرابعة من طبقات المدلسين، الذين اتُفِقَ على أنَّه لا يُحْتَجُّ بشيءٍ من حديثهم إلَّا بما صرَّحوا فيه بالسماع. لكن للوليد مُتَابِعٌ كما تقدَّم.

وعزاه ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 16) إلى ابن السَّكِن في "صحيحه". وقال: "قوَّاه أحمد".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 243): رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه إبراهيم بن سعيد هو ضعيف".

أقول: قد وَهِمَ الهيثمي في قوله: "فيه إبراهيم بن سعيد وهو ضعيف". لأنَّ (إبراهيم) ليس هو (ابن سعيد)، وإنما هو (ابن ميمون الصَّائغ أبو إسحاق المَرْوَزي)، وقد صرَّح الطبراني في "الأوسط"، بأنَّه:(الصَّائِغ)، فلا أدري من أين جاء بقوله: إنَّه (ابن سعيد)!

و(إبراهيم بن ميمون الصَّائِغ)، ترجم له ابن حَجَر في "التهذيب"(1/ 172 - 173) وذكر أنَّه روى عن نافع، وأنَّ أبا حمزة السُّكَّرِيّ روى عنه.

ونقل عن أحمد قوله فيه: "ما أقرب حديثه". وعن ابن معين: "ثقة". وعن أبي زُرْعَة: "لا بأس به". وعن أبي حاتم: "يُكْتَبُ حديثه ويُحْتَجُّ به". وعن النَّسَائي: "ثقة"، ومَرَّةً:"ليس به بأس". وذكره ابن حِبَّان في "الثقات".

وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 44): "صدوق، من السادسة"/ خت د س.

وقد فات الهيثمي أن يعزوه لأحمد مع الطبراني.

وقول العلَّامة الشيخ أحمد شاكر رحمه اللَّه تعالى في تعليقه على "المسند"(7/ 230) رقم (5461): "وأمَّا الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" فقد أَبْعَدَ

ص: 497

جِدًّا. فذكر هذا الحديث عن ابن عمر مرفوعًا كرواية المسند هنا، وقال:"ورواه الطبراني في "الأوسط" وفيه إبراهيم بن سعيد، وهو ضعيف". ولست أدري كيف نسي الإِسناد القويَّ الصحيح في "المسند"، واختار إسنادًا آخر ضعيفًا من "المعجم الأوسط"؟! ". فإنه موضع نظر لما تقدَّم، وعذره أنَّه لم يقف على إسناد الطبراني.

والحديث رواه مالك في "الموطأ"(1/ 125)، وعنه البخاري في أول كتاب الوتر (2/ 477) رقم (990)، وغيره، عن نافعٍ:"أَنَّ عبدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ كان يُسَلِّمُ بين الرَّكْعَتَيْنِ والرَّكْعَةِ في الوِتْرِ، حتَّى يَأْمُرَ بِبَعْضِ حَاجَتِهِ".

وأخرجه الطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 279)، عن صالح بن عبد الرحمن، عن سعيد بن منصور، عن هُشَيْم، عن منصور، عن بكر بن عبد اللَّه قال:"صلَّى ابن عمر رضي الله عنهما ركعتين ثم قال: يا غلامُ أَرْحِلْ لنا، ثم قام فأوتر بركعةٍ".

وإسناده صحيح كما قال الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(2/ 482).

ولحديث ابن عمر شاهد من حديث عمر بن عبد العزيز عن السيدة عائشة: مرفوعًا، رواه أحمد في "المسند" (6/ 83 - 84). قال الهيثمي في "المجمع" (2/ 242 - 243) بعد أن عزاه له:"وعمر بن عبد العزيز لم يُدْرِكْ عائشة".

ورواه عنها: ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(2/ 291) عن شَبَابَة بن سَوَّار، عن ابن أبي ذِئْب، عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَة، عن عائشة:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُوتر بركعةٍ، وكان يتكلَّم بين الرَّكْعَتَيْنِ والرَّكْعَةِ".

أقول: إسناد ابن أبي شَيْبَة صحيح على شرط الشيخين.

* * *

1885 -

أخبرنا الحسن وعثمان، قالا: أخبرنا الشَّافِعِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، حدَّثنا أبي، حدَّثنا عتَّاب بن زياد، حدَّثنا أبو حمزة، عن إبراهيم الصَّائغ، عن نافع،

ص: 498

عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثله -[يعني مثل الحديث السابق برقم 1884]-.

(12/ 314) في ترجمة (عتَّاب بن زياد المَرْوَزِيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده قويٌّ.

وقد تقدَّم الكلام عليه في الحديث السابق رقم (1884).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (1884).

* * *

1886 -

أخبرنا أبو عبد اللَّه

(1)

بن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الخِرَقي، أخبرنا أبو الحسن عَلَّان بن الحسن بن عَمُّوْيَه الوَاسِطي، حدَّثنا شُعَيْب بن أيوب، حدَّثنا أبو أُسَامة، عن مِسْعَر، عن حمَّاد، عن إبراهيم،

عن عائشة قالت: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَكْرَهُ أَنْ يَأْكُلَ الضَّبَّ.

(12/ 318) في ترجمة (عَلَّان بن الحسن بن عَمُّوْيَه الوَاسِطيّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

فهو منقطع بين (إبراهيم النَّخَعي) وبين السيدة (عائشة). قال ابن مَعِين في "تاريخه"(2/ 16): "أُدْخِلَ على عائشة. أظن يحيى

(2)

قال: وهو صَبِيٌّ". وفي

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "أخبرنا عبد اللَّه". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 593، ومن "تاريخ بغداد"(2/ 360).

(2)

الظَّانُّ هو عبَّاس الدُّوري راوي "التاريخ" عن ابن مَعِين.

ص: 499

"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 18 عن أبيه: "لم يلق إبراهيم النَّخَعي أحدًا من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا عائشة، ولم يسمع منها شيئًا، فإنَّه دَخَلَ عليها وهو صغير، وأدرك أنسًا ولم يسمع منه". وقال المِزِّيُّ في "تهذيب الكمال"(2/ 235) في ترجمة (إبراهيم النَّخَعي): "دَخَلَ على عائشة أُمِّ المؤمنين وروى عنها، ولم يَثْبُتْ له منها سماع".

وفي إسناده صاحب الترجمة (عَلَّان بن الحسن بن عَمُّوْيَة الوَاسِطي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(حمَّاد) هو (ابن أبي سليمان الكوفي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (632).

و(مِسْعَر) هو (ابن كِدَام بن ظُهَيْر الهِلَالي الكوفي): ثقة ثَبْت. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (337).

و(أبو أُسَامة) هو (حمَّاد بن أُسَامة القُرَشي الكوفي): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (228).

وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.

التخريج:

رواه الطَّحَاوِيُّ في "شرح معاني الآثار"(4/ 201)، من طرق، عن حمَّاد بن سَلَمَة، حدَّثنا حمَّاد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَ له ضبٌّ فلم يأكله، فقام عليهم سَائِلٌ، فأرادت عائشة رضي الله عنها أنَّ تعطيه، فقال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أُتُعْطِينَهُ مالا تَأْكُلِينَ"؟ .

وبنحو رواية الطَّحَاوِيُّ أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 325) وقال:

ص: 500

"تفرَّد به حمَّاد بن أبي سليمان موصولًا. وقيل: عنه، عن إبراهيم، عن عائشة مُرْسَلًا

(1)

". ثم ساقه من طريق سفيان، عن حمَّاد، عن إبراهيم، عنها، به.

وعزاه في "الكنز"(7/ 110) رقم (18214) بلفظ المتن إلى الخطيب وحده.

وانظر فقه الحديث إن شئت في "فتح الباري"(9/ 662 - 667) -في الذبائح والصيد، باب الضب-.

* * *

1887 -

أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا عبيد اللَّه بن محمد بن عَائِذ الخَلَّال، حدَّثنا أبو مَعَدّ عدنان بن أحمد بن طُولون -قدم علينا مِصْرَ-، حدَّثنا بَكْر بن سهل الدِّمْيَاطِيّ.

وأخبرنا الحسن بن عليّ بن أحمد بن بشار السَّابُوريّ -بالبَصْرَة-، حدَّثنا محمد بن أحمد بن مَحْمُويَه العَسْكَرِيّ، حدَّثنا بَكْر بن سهل، حدَّثنا شُعَيْب بن يحيى، حدَّثنا يحيى بن أيوب، عن عمرو بن الحارث، عن مُجَمِّع بن كَعْب،

عن مَسْلَمَة بن مُخَلَّد، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"أَعْرُوا النِّسَاءَ يَلْزَمْنَ الحِجَالَ".

(12/ 919) في ترجمة (عدنان بن أحمد بن طُولون المِصْرِيّ أبو مَعَدّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقال الإِمام إبراهيم الحَرْبي: لا أصل له. وتابعه ابن الجَوْزي فقال: لا يصحُّ.

وقد سبق الكلام عليه في حديث (1420).

(1)

أي منقطعًا.

ص: 501

وصاحب الترجمة (عدنان بن أحمد بن طُولون المِصْرِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (1420).

كما تقدَّم الكلام على غريبه في الحديث رقم (1420) أيضًا.

* * *

1888 -

أخبرنا عليّ بن المُحَسِّن، حدَّثنا أبي: المُحَسِّن بن عليّ القاضي، حدَّثنا قاضي القضاة أبو السَّائِب عُتْبَة بن عبيد اللَّه بن موسى -من حفظه مذاكرةً في مجلسه ببغداد-، حدَّثنا أبو عثمان سعيد بن جابر الأَبْهَرِيّ، حدَّثنا عليّ بن نصر الجَهْضَمِيّ، حدَّثنا محمد بن يزيد بن خُنَيْس العَابِد قال: دخلتُ مع سعيد بن حسَّان على سفيان الثَّوْري نعودُهُ، فقال: كيف الحديث الذي حدَّثتني به؟ فقلتُ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ صالح قالت: حَدَّثَتْنِي صفيَّة بنت شَيْبَة قالت:

حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَبِيبة زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ كلامِ ابنِ آدمَ عَلَيْه إلَّا أَمْرًا بمعروف، أو نَهْيًا عن مُنْكَرٍ، أو الصُّلْحَ بين النَّاسِ".

قال فقال: ما أعجبَ هذا الحديث، امرأة عن امرأة عن امرأة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. قال: قلتُ وما يعجبكَ من ذلك وهو في كتاب اللَّه موجود؟ قال اللَّه تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [سورة النِّسَاء: الآية 114]، وقال:{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر: 1 - 3].

(12/ 321) في ترجمة (عُتْبَة بن عبد اللَّه بن موسى الهَمَذَاني أبو السَّائِب).

ص: 502

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (أُمُّ صالح)، وقد ترجم لها ابن حَجَر في "التهذيب" (12/ 472) وقال:"أُمُّ صالح بنت صالح"، ولم يذكر فيها شيئًا. وأشار إلى روايتها لهذا الحديث من الطريق المتقدِّم. وقال في "التقريب" (2/ 622):"لا يُعْرَفُ حالها، من السابعة"/ ت ق. كما ترجم لها مِنْ قَبْلُ الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(3/ 442) ولم يذكر فيها شيئًا أيضًا. ولم يترجم لها ابن حِبَّان في "ثقاته".

التخريج:

رواه التِّرْمِذِيُّ في الزهد، باب رقم (62)(4/ 608) رقم الحديث (2412)، وابن ماجه في الفتن، باب كَفِّ اللسان في الفتنة (2/ 1315) رقم (3974)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 512 - 513)، وأبو يعلى في "مسنده"(13/ 56 و 58) رقم (7132) و (7134)، وعنه ابن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 6 رقم (5)، والطبراني في "المعجم الكبير"(23/ 243) رقم (484)، وعبد اللَّه بن أحمد في زوائد "الزهد" ص 43 - 44 رقم (123)، والقُضَاعي في "مسند الشهاب"(1/ 202) رقم (305)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"(12/ 433 - 434)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(2/ 409 - 410) رقم (511)، وابن أبي الدُّنيا في كتاب "الصَّمْت" ص 40 رقم (14)، من طريق محمد بن يزيد بن خُنَيْس، عن سعيد بن حسَّان، عن أم صالح، به، لكن ليس عندهم قوله:"أو الصلح بين الناس" وعندهم بدلًا منه: "أو ذكر اللَّه عز وجل"، ولذا اعتبرته من الزوائد. وليس عند التِّرْمِذِيّ وابن ماجه خبر سفيان.

قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلَّا من حديث محمد بن يزيد بن خُنَيْس".

ص: 503

وفي بعض نسخ التِّرْمِذِيّ: "هذا حديث غريب. . . " دون قوله: "حسن"، كما في "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (11/ 320) رقم (15877)، و"تخريج أحاديث إحياء علوم الدين"(1/ 70)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 538).

ولم يتكلَّم الحاكمُ، وكذا الذَّهَبِيُّ، عليه بشيءٍ.

وقال البُخَاري في "التاريخ الكبير"(1/ 261 - 262) في ترجمة (محمد بن يزيد بن خُنَيْس): "قال لي محمد حدَّثنا سعيد بن حسَّان عن أُمِّ صالح مرسل. وحدَّثنا قتيبة بَعْدُ بإسناده عن صفيَّة بنت شَيْبَة عن أُمِّ حَبِيبة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: كُلُّ كلام ابن آدم عليه لا له، إلَّا أمره بالمعروف أو نهيه عن المنكر، أو ذكر اللَّه".

وأما قول محقق "المعجم الكبير" للطبراني، و"مسند الشهاب" للقُضَاعي، الشيخ حمدي السَّلَفي:"محمد بن يزيد قال الحافظ: "مقبول" أي عند المتابعة، ولا متابع له فيما نعلم، فالحديث ضعيف"، فإنَّه موضع نظر. فـ (محمد بن يزيد بن خُنَيْس) قد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/ 127) وفيه أنَّه سأل أباه عنه فقال:"كان شيخًا صالحًا كتبنا عنه بمكَّة، وكان ممتنعًا من التحديث فأدخلني عليه ابنه، فقيل لأبي فما قولك فيه؟ فقال: ثقة". كما ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(9/ 61) وقال: "كان من خيار الناس، ربما أخطأ، يجب أن يُعْتَبَرَ حديثه إذا بَيَّنَ السماع في خبره، ولم يرو عنه إلَّا ثقة. فأمَّا عبد اللَّه بن مسيَّب فعنده عنه عجائب كثيرة، لا اعتبار بها، مات بعد المائتين".

أقول: (محمد بن يزيد) قد صرَّح هنا بما يفيد السماع، وقد روى هذا الحديث عنه: عليّ بن نصر الجَهْضَمِيّ -وهو ثقة- عند الخطيب، ومحمد بن بشار بُنْدَار -وهو ثقة- عند التِّرْمِذِيّ وابن ماجه.

فلا أرى إعلال الحديث به. وإعلاله إنما يكون بأُمِّ صالح.

ص: 504

ومما تقدَّم يعلمُ أنَّ قول الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 219) عن (محمد بن يزيد): "مقبول" موضع نظر. كما أنَّه في "التهذيب"(9/ 523 - 524) لم يذكر كلام أبي حاتم وابن حِبَّان بتمامه. وكذا الذَّهَبِيّ في "الكاشف"(3/ 96) بخصوص كلام أبي حاتم.

وكذلك فإنَّ تحسين محقق "جامع الأصول"(11/ 731) رقم (9413) الشيخ عبد القادر الأرناؤوط له، وكذا محقق "مسند أبي يعلى" (13/ 56) الأستاذ حسين الأسد: هو مَحَلُّ نظر لما قدَّمت، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

والزيادة التي عند الخطيب: "أو الصلح بين الناس"، لم أقف عليها في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1889 -

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حمَّاد الواعظ، حدَّثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البُهْلُول الأَزْرَق، أخبرني جدِّي -قراءةً عليه-، عن أبيه، عن غياث بن إبراهيم، عن موسى الجُهَني، عن فاطمة بنت عليّ،

عن أسماء بنت عُمَيْس أنَّها سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول لعليٍّ: "أَنْتَ مِنِّي بمنزلة هارونَ مِنْ موسى، غيرَ أنَّه لا نَبِيَّ بَعْدِي".

(12/ 323) في ترجمة (غياث بن إبراهيم النَّخَعي الكوفي أبو عبد الرحمن).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه صاحب الترجمة (غياث بن إبراهيم النَّخَعي الكوفي أبو عبد الرحمن)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 470) وقال: "كذَّاب، ليس بثقة ولا مأمون".

ص: 505

2 -

"التاريخ الكبير"(7/ 109) وقال: "تركوه".

3 -

"أحوال الرجال" ص 201 رقم (370) وقال: "كان فيما سمعت غير واحد يقول: كان يضع الحديث".

4 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 195 رقم (509) وقال: "متروك الحديث".

5 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 441). .

6 -

"الجرح والتعديل"(7/ 57) وفيه عن أحمد: "متروك الحديث، تَرَكَ النَّاس حديثه". وقال أبو حاتم: "رأيت غياث بن إبراهيم ولو طار على رأسه غراب لجاء فيه بحديث. . . كان كذَّابًا يضع الحديث من ذات نَفْسِهِ". وقال مرَّة: "تُرِكَ حديثُهُ".

7 -

"المجروحين"(2/ 200 - 201) وقال: "كان يضع الحديث على الثقات، ويأتي بالمعضلات عن الأثبات، روى عنه العراقيون، لا يحلُّ كتابة حديثه إلَّا على جهة التعجب، ولا ذكر روايته إلَّا مع أهل الصناعة للاعتبار والادِّكار".

8 -

"الكامل"(6/ 2036) وقال: "بيِّنُ الأمر في الضعفاء وأحاديثه كلُّها شبه الموضوع".

9 -

"تاريخ بغداد"(12/ 323 - 327) وفيه أنَّ ابن المَدِيني ضعَّفه. وقال ابن مَعِين: "كان ضعيفًا". وقال مرَّةً: "كذَّاب خبيث". وقال مسلم: "متروك الحديث". وقال أبو داود: "غير ثقة ولا مأمون": وقال السَّاجي: "تركوه". وقال صالح جَزَرة: "كان يضع الحديث".

10 -

"المغني"(2/ 507) وقال: "تركوه واتُّهِمَ بالوضع".

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (438).

* * *

ص: 506

1890 -

أخبرنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القُرَشي -بأَصْبَهَان-، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا محمد بن جعفر الرَّازِيّ، حدَّثنا عليّ بن الجَعْد، حدَّثنا غياث بن إبراهيم، حدَّثنا إبراهيم بن أبي عَبْلَة العُقَيْلِي قال:

سمعتُ عبد اللَّه بن أُمِّ حَرَام الأنصاري يقولُ: قالَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَكْرِمُوا الخُبْرَ فإنَّ اللَّه سَخَّرَ لَكُمْ به بركاتِ السَّمَواتِ والأرضِ".

(12/ 323) في ترجمة (غياث بن إبراهيم النَّخَعي الكوفي أبو عبد الرحمن).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. ومَتْنُهُ ضعيف ورد من طرق عِدَّةٍ معلولة، وصَدْرُ الحديث:"أَكْرِمُوا الخُبْزَ" صحَّحه الحاكمُ من حديث السيدة عائشة ووافقه الذَّهَبِيُّ.

ففيه صاحب الترجمة (غياث بن إبراهيم النَّخَعِيّ)، وهو وضَّاع مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (1889).

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 246) عن الطبراني، عن محمد بن جعفر، به.

ورواه البزَّار في "مسنده"(2/ 334) رقم (3877) -من كشف الأستار-، عن عمرو بن عليّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن أبو القاسم الشَّامي، حدَّثنا إبراهيم بن أبي عَبْلَة، عنه، به. ولفظه عنده:"أكرموا الخبز، فإنَّ اللَّه تبارك وتعالى أنزله من بركات السماء وسخَّر له بركات الأرض، ومن تتبع ما سقط من السُّفْرَة غُفِرَ له".

قال البزَّار: "لا نعلم روى ابن أُمِّ حَرَام إلَّا هذا".

ص: 507

ومن طريق البزَّار هذا، رواه الطبراني في "الكبير" كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 215).

ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 28)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 134) -كلاهما في ترجمة (عبد الملك الشَّامي) - من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن الشَّامي، عن إبراهيم بن أبي عَبْلَة، عنه، به.

قال العُقَيْلِي: "قال يحيى بن مَعِين: أوَّل هذا الحديث حقٌّ، وآخره باطل".

وعن العُقَيْلِي، رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 291)، وأعلَّه بـ (عبد الملك بن عبد الرحمن الشَّامي).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 34): "رواه البزَّار وفيه عبد اللَّه بن عبد الرحمن الشَّامي ولم أعرفه. وصوابه عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي وهو ضعيف".

أقول: بل هو ضعيف جدًّا، وكذَّبه الفَلَّاس. انظر:"لسان الميزان"(4/ 66).

وقال العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(2/ 4): "أخرجه البزَّار والطبراني وابن قَانِع من حديث عبد اللَّه بن أُمِّ حَرَام بإسناد ضعيف جدًّا. وذكره ابن الجَوْزي في "الموضوعات"".

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 290) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بغياث بن إبراهيم النَّخَعي.

وقد ساقه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 289 - 292) من طرق عن عدد من الصحابة، وحَكَمَ بوضعه، وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 214 - 216)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 244 - 245). -وفيه إضافات على ما في "اللآلئ"-.

ص: 508

ومحصّل التعقيب: أنَّ صدر الحديث: "أَكْرِمُوا الخُبْزَ": صحيح، رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 122)، وغيره، من حديث السيدة عائشة، وقال:"صحيح الإِسناد"، ووافقه الذَّهَبِيُّ. وأنَّ باقيه: ضعيف لا موضوع لشواهده المتعددة. وانظر: "مجمع الزوائد"(5/ 34)، و"المقاصد الحسنة" ص 78 وفيه:"لا يتهيأُ الحكم عليه بالوضع".

* * *

1891 -

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحَرَشيّ، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا العبَّاس بن محمد الدُّوريّ، حدَّثنا غسَّان بن الرَّبيع، حدَّثنا أبو إسرائيل المُلَائيّ -واسمه إسماعيل-، عن الحارث بن حَصِيرة الأَزْدِيّ، عن ابن بُرَيْدَة،

عن أبيه قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنِّي أَشْفَعُ يومَ القِيَامَةِ لأَكْثَرَ ممّا على وَجْهِ الأرضِ مِنْ حَجَرٍ أو مَدَرٍ".

(12/ 330) في ترجمة (غسَّان بن الرَّبيع بن منصور الغَسَّانِيّ الأَزْدِيّ أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (أبو إسرائيل المُلَائي) وهو (إسماعيل بن خَلِيفة العَبْسِيّ الكوفي)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 33) وقال: "ثقة".

2 -

"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 474 رقم (825) وقال: "ليس به بأس".

3 -

"العلل" لأحمد بن حنبل (1/ 382) وقال: "خالف النَّاس في أحاديث

ص: 509

وكأنَّه عنده". وفيه أنَّ ابنه عبد اللَّه قال له: "إنَّ بعض من قال هو ضعيف. قال: لا. خالف في أحاديث".

4 -

"التاريخ الكبير"(1/ 346) وقال: "ضعَّفه أبو الوليد -يعني الطَّيَالِسي-". وقال: "تركهـ ابن مهدي".

5 -

"أحوال الرجال" للجُوْزَجَاني ص 52 رقم (34) وقال: "مُفْتَرٍ زَائغٌ".

6 -

"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 133 و 241) وقال: "ثقة".

7 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 52 رقم (45) وقال: "ليس بثقة".

8 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 75 - 77) وقال: "في حديثه وَهَمٌ واضطراب، وله مع ذاك مذهب سَوْءٍ".

9 -

"الجرح والتعديل"(2/ 166 - 167) وفيه عن أحمد: "يُكْتَبُ حديثه، وقد روى حديثًا مُنْكَرًا في القتيل

(1)

". وقال ابن مَعِين: "صالح". وقال عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "ليس من أهل الكذب". وقال أبو حاتم: "حسن الحديث، جيِّد اللقاء، له أغاليط، لا يُحْتَجُّ بحديثه، ويُكْتَبُ حديثه، وهو سيء الحفظ"، وقال ابن المُبَارَك: "لقد مَنَّ اللَّه على المسلمين بسوء حفظ أبي إسرائيل". وقال أبو زُرْعَة: "صدوق كوفي، إلَّا أنَّه كان في رأيه غُلُوٌّ".

10 -

"المجروحين"(1/ 124) وقال: "كان رافضيًا يشتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، تركهـ ابن مهدي، وحَمَلَ عليه أبو الوليد الطَّيَالِسِيّ حملًا شديدًا، وهو مع ذلك منكر الحديث". وفيه عن عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "كان يشتم عثمان بن عفَّان رضوان اللَّه عليه".

(1)

يعني حديث عطية عن أبي سعيد الخدري قال: "وُجِدَ قتيل أو ميِّت بين فريقين. . . " انظر "ميزان الاعتدال"(4/ 490).

ص: 510

11 -

"الكامل"(1/ 285 - 288) وقال: "عامَّة ما يرويه يخالف الثقات، وهو في جملة من يُكْتَبُ حديثُه".

12 -

"الكاشف"(1/ 72) وقال: "ضعيف".

13 -

"ميزان الاعتدال"(4/ 490) -الكُنَى- وقال: "ضعَّفوه، وقد كان شيعيًا بغيضًا من الغُلاة الذين يُكَفِّرُون عثمان رضي الله عنه".

14 -

"التهذيب"(1/ 293 - 294) وفيه عن التِّرْمِذِيّ: "ليس بالقويِّ عند أصحاب الحديث". وقال أبو داود: "لم يكن يكذب، حديثه ليس من حديث الشيعة، وليس فيه نَكَارَة". وقال أبو أحمد الحاكم: "متروك الحديث".

"التقريب"(1/ 69) وقال: "صدوق سيء الحفظ، نُسِبَ إلى الغُلُوِّ في التَّشَيُّع، من السابعة، مات سنة تسع وستين -يعني ومائة-، وله أكثر من ثمانين سنة"/ ت ق.

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (غسَّان بن الرَّبيع الأَزْدِيّ المَوْصِلِيّ أبو محمد)، وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (686).

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(5/ 347)، عن الأسود بن عامر، عن أبي إسرائيل، به. ولفظه عنده:"إنِّي لأرجو أَنْ أَشْفَعَ يوم القيامة عدد ما على الأرض من شَجَرَةٍ ومَدَرَةٍ".

قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 378): "رواه أحمد ورجاله وثِّقوا على ضعف كثير في أبي إسرائيل المُلَائي".

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(8/ 117 - 118) رقم (4814) -، من طريق سهل بن عبد اللَّه بن

ص: 511

بُرَيْدَة، عن أبيه، عن جدِّه بُرَيْدَة مرفوعًا بلفظ:"أكثير الحجر والشجر -ثلاث مرات-. قلنا: نعم. قال: والذي نفسي بيده لشفاعتي أكثر من الحجر والشجر".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 379) بعد أن عزاه له: "وفيه سهل بن عبد اللَّه بن بُرَيْدَة وهو ضعيف".

وقال الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(4/ 527): "أخرجه أحمد والطبراني من حديث بُرَيْدَة بسند حسن".

أقول: في تحسين العراقي لإِسناده، نظر، لما تقدَّم من الكلام في أبي إسرائيل، مع ضعف سهل بن عبد اللَّه بن بُرَيْدَة عند الطبراني، واللَّه أعلم.

وللحديث شاهد من حديث أُنَيْس الأنصاري رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ: "إني لأشفعُ يوم القيامة مما على وجه الأرض من حَجَرٍ ومَدَرٍ". رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(8/ 117) رقم (4813) -.

وعزاه الحافظ ابن حَجَر في "الإِصابة"(1/ 77) إلى البَغَوي وابن شاهين أيضًا.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 379) بعد أن عزاه للطبراني في "الأوسط": "فيه أحمد بن عمرو صاحب عليّ بن المَدِيني ويعرف بالقَلَوّري ولم أعرفه، وبقية رجاله وثِّقوا على ضعف في بعضهم".

غريب الحديث:

قوله: "مَدَر": "المَدَرُ محركةً: قِطَعُ الطين اليابس". "القاموس المحيط" مادة "مدر" ص 609.

* * *

ص: 512

1892 -

أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن عليّ بن عِيَاض القاضي -بصُوْر-، وأبو نصر عليّ بن الحسين بن أحمد الورَّاق -بصَيْدَا-، قالا: أخبرنا محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغَسَّاني، حدَّثنا غَانِم بن حُمَيْد بن يونس بن عبد اللَّه أبو بكر الشَّعِيري -ببغداد-، حدَّثنا أبو عُمَارة أحمد بن محمد، حدَّثنا الحسن بن عمرو بن سَيْف السَّدُوسِي، حدَّثنا القاسم بن مُطَيَّب، حدَّثنا منصور بن صَدَقَة، عن أبي مَعْبَد،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ابْنَتِي فاطمةُ حَوْرَاءُ آدَمِيَّةٌ لَمْ تَحِضْ، ولَمْ تَطْمُثْ، وإنَّما سَمَّاهَا فاطمةَ لأنَّ اللَّه فَطَمَهَا ومُحِبِّيْهَا عن النَّارِ".

(12/ 331) في ترجمة (غَانِم بن حُمَيْد بن يونس الشَّعِيريّ أبو بكر).

مرتبة الحديث:

موضوع.

قال الخطيب عقب روايته له: "في إسناد هذا الحديث من المجهولين غير واحد، وليس بثابت".

وصاحب الترجمة (غَانِم بن حُمَيْد الشَّعِيريّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و (أبو مَعْبَد) هو (نافِذ المكِّي مولى ابن عبَّاس): ثقة، خرَّج له الستة، وتوفي عام (104 هـ). انظر ترجمته: في "التهذيب"(10/ 404)، و"التقريب"(2/ 295).

التخريج:

رواه محمد بن أحمد بن جُمَيْع الصَّيْدَاوِيّ الغَسَّانِيّ في "معجم شيوخه" ص 359 من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ص: 513

ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 421) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.

وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 400)، وابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (1/ 413 - 414) وأضاف:

"وجاء عن أسماء: قَبِلْتُ فاطمة بالحسن، فلم أر لها دَمًا، فقلت يا رسول اللَّه إنِّي لم أر لفاطمة دَمًا في حَيْضٍ ولا نِفَاسٍ. فقال صلى الله عليه وسلم: "أما علمت أنَّ ابنتي طاهرة مطهرة، فلا يُرَى لها دم في طَمْثٍ ولا ولادةٍ". أورده المُحِبُّ الطبري في "ذخائر العُقْبَى"، وهو باطل أيضًا، فإنَّه من رواية داود بن سليمان الغازي عن عليّ بن موسى الرضى، واللَّه أعلم".

وقال الحافظ ابن حَجَر في "لسان الميزان"(3/ 238) في ترجمة (العبَّاس بن بكَّار الضَّبِّيّ) بعد أن ذكره من طريق العبَّاس بن بَكَّار، حدَّثنا عبد اللَّه بن المثنَّى، عن عمَّه ثُمَامَة، عن أنس، عن أُمِّ سُلَيْم قالت:"لم يُرَ لفاطمة دم في حَيْضٍ ولا نِفَاسٍ"، قال:"هذا من وضع العبَّاس".

وممَّا يستغربُ له أنَّ الإِمام الشَّوكانِيّ في "الفوائد المجموعة" ص 392 بعد أن ذكر الحديث عن ابن عبَّاس وعزاه للخطيب قال: إنَّ في إسناده أحمد بن جُمَيْع الغسَّاني. وهو خطأ ظاهر، فأولًا: الذي في إسناد الخطيب هو (محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغَسَّاني)، وليس (أحمد بن جُمَيْع الغَسَّاني) كما قال. وثانيًا: إنَّ (محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغَسَّاني الصَّيْدَاوي) هذا: إمام ثقة مشهور، وثَّقه الصُّوري والخطيب وغيرهما -انظر ترجمته في "السِّيَر" للذَّهَبِيّ (17/ 152 - 156) -. ولم يتنبه محقق "الفوائد" العلَّامة الشيخ عبد الرحمن اليَمَاني رحمه الله إلى خطأ الشَّوْكَانِيّ.

* * *

ص: 514

1893 -

أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدَّثنا غالب بن محمد البَرْدَعِي

(1)

-ببغداد-، حدَّثنا محمد بن مُسْلِم بن وَارَة الرَّازِي، حدَّثنا عمرو بن عاصم الكِلَابي، حدَّثنا جدِّي: عبيد اللَّه بن الوَازِع، عن أيوب السَّخْتِيَاني، عن أبي الزُّبَيْر،

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ثَلاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ ثِقَةً باللَّه واحْتِسَابًا كانَ حَقًّا على اللَّه أَنْ يُعِينَهُ وأَنْ يُبَارِكَ لَهُ:

مَنْ سَعَى في فَكَاكِ رَقَبَةٍ ثِقَةً باللَّه واحْتِسَابًا، كانَ حقًّا على اللَّه أَنْ يُعِينَهُ وأَنْ يُبَارِكَ لَهُ.

ومَنْ تَزَوَّجَ ثِقَةً باللَّهِ واحْتَسَابًا، كانَ حقًّا على اللَّه أَنْ يُعِينَهُ وأَنْ يُبَارِكَ لَهُ.

ومَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً ثِقَةً باللَّه واحْتِسَابًا، كانَ حَقًّا على اللَّهِ أَنْ يُعِينَهُ وأَنْ يُبَارِكَ لَهُ".

(12/ 332) في ترجمة (غالب بن محمد البَرْدَعِي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (عبيد اللَّه بن الوَازِع الكِلَابي البَصْرِيّ)، وقد ترجم له في:

(1)

هكذا في المطبوع: "البردعي" بالدال المهملة، وهو يوافق ما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 597، و"مجمع البحرين" للهيثمي (4/ 175). وفي "المعجم الصغير" للطبراني (1/ 260):"البرذعي" بالذال المعجمة. وكلاهما صحيح، إلَّا أن الأكثر على الإِعجام، إذ اقتصر عليه بعضهم. انظر:"الأنساب"(2/ 143) مع حاشية محققه، و"القاموس المحيط" ص 907 مادة (بردع)، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين الدِّمَشْقِي (1/ 452) مع تعليق محققه.

ص: 515

1 -

"الميزان"(3/ 17) وقال: "جَدُّ عمرو بن عاصم. . ما علمت له راويًا غير حفيده".

2 -

"تهذيب التهذيب"(7/ 54 - 55) ولم يذكر فيه إلَّا قول أبي جعفر الطبري: "غير معروف في نقلة الآثار".

3 -

"التقريب"(1/ 540) وقال: "مجهول، من السابعة"/ ت س.

كما أن فيه صاحب الترجمة (غالب بن محمد البَرْدَعِي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(أبو الزُّبَيْر) هو (محمد بن مسلم بن تَدْرُس الأَسَدي): ثقة مدلِّس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (309).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 260 - 261)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(4/ 175 - 176) رقم (2286) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

ورواه البيهقي في "السنن الكبرى، (10/ 318 - 319)، من طريق محمد بن مسلم بن وَارَة، عن عمرو بن عاصم الكِلَابي، به.

قال الطبراني: "لم يروه عن أيوب إلَّا عبيد اللَّه

(1)

، تفرد به عمرو بن عاصم".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 258): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه عبيد اللَّه بن الوَازِع، روى عنه حفيده عمرو بن عاصم فقط، وبقية رجاله ثقات".

(1)

تَصَحَّفَ في "المعجم الصغير"، و"مجمع البحرين" إلى:"عبد اللَّه". والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.

ص: 516

أقول: لم أقف عليه في مسند جابر من "المعجم الكبير" المطبوع. وقد فات الهيثمي أن يعزوه إلى "المعجم الصغير".

وفي "فيض القدير" للمناوي (3/ 291)، أنَّ الذَّهَبِيَّ قال في "المهذَّب":"إسناده صالح مع نَكَارَتِهِ عن أيوب"

(1)

.

أقول: القول بصلاح إسناده موضع نظر لما تقدَّم، واللَّه أعلم.

* * *

1894 -

أخبرنا غالب بن هلال الحَفَّار -في سنة تسع وأربعمائة- قال: حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن معروف البزَّاز، حدَّثنا عبد اللَّه بن أبي داود، حدَّثنا عبد الرحمن بن مسلم المُقرئ، حدَّثنا يَغْنَم بن قَنْبَر،

حدَّثنا أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ، لا يَدْخُلِ الحَمَّامَ إلَّا بِمِئْزَرٍ".

(12/ 332) في ترجمة (غالب بن هلال بن محمد الحَفَّار أبو العلاء).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. ومَتْنُهُ صحيح مروي من طرق كثيرة.

ففيه (يَغْنَم بن سالم بن قَنْبَر)، وهو كذَّاب. وتقدَّمت ترجمته في حديث (559).

التخريج:

لم يروه من حديث أنس غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الكنز"(3/ 393) رقم (6640) إليه وحده من حديث أنس.

وللحديث شواهد عدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(7/ 339 - 340)،

(1)

تَصَحَّفَ في "فيض القدير" إلى: "عن أبي أيوب"، والتصويب من مصادر التخريج.

ص: 517

و"مجمع الزوائد"(1/ 277 - 279)، و"الترغيب والترهيب"(1/ 142 - 147)، و"تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين" للعِرَاقي (1/ 140)، و"العلل المتناهية"(1/ 340 - 345).

ومن هذه الشواهد، ما رواه مطوَّلًا: التِّرْمِذِيُّ في الأدب، باب ما جاء في دخول الحَمَّام (5/ 113) رقم (2801)، والنَّسَائيّ في الغسل، باب الرخصة في دخول الحمَّام (1/ 198)، وأحمد في "المسند"(3/ 339)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 288)، والسَّهْمِيّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 191 - 192 عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا، وأوله:"مَنْ كانَ يؤمنُ باللَّه واليومِ الآخرِ فلا يَدْخُلِ الحَمَّامَ بِغَيْرِ إِزَارٍ".

قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن غريب".

وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

* * *

1895 -

حدّثني أبو طالب يحيى بن عليّ بن الطَّيِّب الدَّسْكَرِيّ -لفظ بحُلْوَان-، حدَّثنا أبو عمر ضِرَار بن رَافِع بن ضِرَار الضَّبِّيّ الكاتب الهَرَويّ قال: حدَّثني أبو الحسن عبد اللَّه بن موسى البغدادي الكاتب، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن مهدي الفقيه المُتَكَلِّم النَّحْويّ، حدَّثنا عليّ أبو محمد المُزَنِيّ -وكان كاتبًا أديبًا- قال: حدَّثني عبد اللَّه بن أحمد البَلْخِيّ -وهو أبو القاسم الكَعْبِيّ المُتَكَلِّم، وكان كاتبًا لمحمد بن زيد- قال: حدَّثني أبي قال: حدَّثني عبد اللَّه بن طاهر

(1)

قال: حدَّثني طاهر بن الحسين بن مصعب بن زُرَيْق قال: حدَّثني الفضل بن سهل -ذو الرِّيَاسَتَيْن- قال: حدَّثني جعفر بن يحيى بن خالد

(2)

قال: حدَّثني يحيى بن خالد

(1)

في المطبوع "عبد اللَّه طاهر". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 599.

(2)

سقط من المطبوع قوله: "قال حدَّثني جعفر بن يحيى بن خالد". والاستدراك من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 599، ومن "تاريخ دمشق" لابن عساكر (9/ 810) -مخطوط-.

ص: 518

ابنْ بَرْمَك قال: حدَّثني عبد الحميد الكاتب قال: حدَّثني سالم بن هشام الكاتب قال: حدَّثني عبد الملك بن مروان -كاتب عثمان- قال:

حدَّثنا زيد بن ثابت -كاتب الوحي- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا كَتَبْتَ بسم اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيم فَبَيِّنَ السِّينَ فيه".

(12/ 340) في ترجمة (الفضل بن سهل بن عبد اللَّه أبو العبَّاس ذو الرِّيَاسَتَيْن).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وفي القلب من ثبوته شيءٌ.

ففيه صاحب الترجمة (الفضل بن سهل بن عبد اللَّه أبو العبَّاس ذو الرِّيَاسَتَيْن)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولا يُعْرَفُ بالرواية.

كما أنَّ في إسناده (جعفر بن يحيى بن خالد بن البَرْمَكِي) وولده (يحيى) و (عبد الحميد الكاتب)، و (سالم بن هشام الكاتب): لا يُعْرَفُونَ في الرواية مع شهرة بعضهم.

و(عبد الملك بن مروان الخليفة الأُمَوي)، ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته" (5/ 119 - 120) وقال:"كان من فقهاء أهل المدينة وقُرَّائِهِم قَبْلَ أن يلي. . . وهو بغير الثقات أشبه"! وقال الحافظ ابن حجر عنه في "التقريب"(1/ 523): "كان طالب علم قبل الخلافة، ثم اشتغل بها فتغيَّر حاله، مَلَكَ ثلاث عشرة سنة استقلالًا، وقَبْلَهَا مُنَازِعًا لابن الزُّبَيْر تسع سنين، ومات سنة ست وثمانين في شوال، وقد جاوز الستين"/ بخ. وانظر ترجمته مفصلا في: "السِّيَر"(4/ 246 - 249)، و"التهذيب"(6/ 442 - 423).

قال العلَّامة المُنَاوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير"(1/ 126) بعد أن عزاه للخطيب وابن عساكر: "ضعيفه".

ص: 519

ومِنْ قَبْلِهِ رَمَزَ السُّيُوطيُّ في "الجامع الصغير"(1/ 433) بشرح "فيض القدير" لضعفه. ولم يتكلَّم المُنَاوي في "الفيض" عليه بشيءٍ.

التخريج:

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 810) -مخطوط-، من طريق جعفر بن يحيى بن خالد البَرْمَكِيّ، عن أبيه يحيى، به.

وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(1/ 278) رقم (1087).

وعزاه في "الكنز"(10/ 244) رقم (29300) إلى الخطيب وابن عساكر فحسب.

وذكره الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية"(10/ 194 - 195)، وعزاه لهما، ولم يتكلَّم عليه بشيء!

غريب الحديث:

قوله: "فَبَيِّنِ السِّينَ فيه"، قال المُنَاوي في "التيسير" (1/ 126):"أي أظهرها ووضح سننها إجلالًا لاسم اللَّه"؟!

* * *

1896 -

أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر، حدَّثنا إسماعيل بن إسحاق بن الحسين، حدَّثنا محمد بن محمد بن عمر الوَاقِدِي

(1)

، حدَّثنا أبي، عن الفضل بن الرَّبيع، عن المنصور -أبي جعفر-، عن مُبَارَك بن فَضَالَة، عن الحسن،

عن أبي بَكْرَة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَمْسَحْ يَدَكَ بِثَوبِ مَنْ لا تَكْسُوه".

(1)

في المطبوع: "محمد بن محمد بن محمد بن عمر الواقدي". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 602، و"تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 44).

ص: 520

(12/ 343) في ترجمة (الفضل بن الرَّبيع بن يونس أبو العبَّاس، حاجب هارون الرشيد).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف. ومَتْنُهُ مرويٌّ من طرق أخرى يحسن بمجموعها.

وقد تقدم الكلام على إسناده في حديث (343).

وصاحب الترجمة (الفضل بن الرَّبيع)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (343).

وانظر فيه أيضًا معنى الحديث.

* * *

1897 -

أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر البَرْقَاني -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا الحسين

(1)

بن محمد الزَّعْفَرَاني، أخبرنا عبيد اللَّه بن جعفر بن محمد الرَّازِيّ، حدَّثنا عامر بن بِشْر، حدَّثنا أبو حسَّان الزِّيَادِي، حدَّثنا الفضل بن الرَّبيع، عن أبيه، عن المنصور، عن أبيه، عن جَدِّه،

عن ابن عبَّاس، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيُّ مَوْلاهُ".

(12/ 343 - 344) في ترجمة (الفضل بن الرَّبيع بن يونس أبو العبَّاس، حاجب هارون الرشيد).

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى (الحسن). والتصويب من "تاريخ أَصْبَهَان"(283/ 1)، و"سِيَر أعلام النبلاء"(16/ 517).

ص: 521

مرتبة الحديث:

في إسناده صاحب الترجمة (الفضل بن الرَّبيع)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وهو غير معروف بالرواية.

كما أن في إسناده، الخليفة (أبو جعفر المنصور عبد اللَّه بن محمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس)، و (الربيع بن يونس بن محمد بن أبي فَرْوَة، حاجب المنصور)، من المشهورين، غير أنَّهما غير معروفَيْن بالرواية.

و(أبو حسَّان الزِّيَادي) هو (الحسن بن عثمان بن حمَّاد البغدادي)، وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه" (7/ 356 - 361) وقال:"كان أحد العلماء الأفاضل، ومن أهل المعرفة والثقة والأمانة". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّير"(11/ 496 - 498) ونَعَتَه بقوله: "الإِمام العلَّامة الحافظ، مؤرِّخ العَصْر، قاضي بغداد". وكانت وفاته سنة (242 هـ).

و(عامر بن بِشْر) هو (المُهَلَّبِي أبو الحسن)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(12/ 239)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

و(الحسين بن محمد الزَّعْفَرَانِيّ)، ترجم له أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان" (1/ 282 - 283) وقال:"صاحب معرفة وإتقان". ونَعَتَهُ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(16/ 517 - 518) بقوله: "الحافظ الإمام".

وباقي رجال الإسناد ثقات.

والحديث صحيح من طرق أخرى، وعدَّه جماعة من الأئمة من المتواتر.

التخريج:

رواه مطوَّلًا، أحمد في "المسند"(1/ 330 - 331)، وعنه الحاكم في "المستدرك"(3/ 132 - 134)، من طريق يحيى بن حمَّاد، حدَّثنا أبو عَوَانَة، حدَّثنا أبو بَلْج، حدَّثنا عمرو بن ميمون، عن ابن عبَّاس مرفوعًا.

ص: 522

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ. وهو كما قالا.

ورواه الطبرني مطوَّلًا أيضًا في "المعجم الكبير"(12/ 97 - 99) من طريق كثير بن يحيى، عن أبي عَوَانَةُ، به.

قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 120): "رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، و"الأوسط" باختصار، ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي بَلْج الفَزَاري، وهو ثقة وفيه لِيْنٌ".

أقول: الحديث رواه الطبراني في "الأوسط"(3/ 388 - 389) رقم (2836) من ذات طريق "الكبير" مختصرًا، لكن ليس في الرواية المختصرة هذه قوله:"من كنت مولاه فَعَلِيٌّ مولاه" فليُتنبَّه.

ورواه البزَّار في "مسنده"(3/ 189) رقم (2536) -من كشف الأستار-، عن يحيى بن حمَّاد، حدَّثنا أبو عَوَانَة، به.

قال في "المجمع"(18/ 9): "رواه البزَّار. . ورجاله ثقات".

وانظر في الكلام على الحديث، ومن قال بتواتره، ومصادر شواهده وطرقه، حديث (1091).

* * *

1898 -

أخبرني الحسين بن عليّ الطَّنَاجِيري، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا محمد بن أحمد بن عيسى بن عَبْدَك الرَّازِيّ، حدَّثنا عليّ بن الحسين بن الجُنَيْد، حدَّثنا الفضل بن يحيى الأَنْبَاري، حدَّثني مالك، عن نافع،

عن ابن عمر قال: سُئِلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الضَّبِّ فَعَافَهُ. وقال: "لَيْسَ مِنْ طَعَامِ قَومِي".

(12/ 357) في ترجمة (الفضل بن يحيى بن المروح الأَنْبَارِي).

ص: 523

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقال الذَّهَبِيُّ: "مُنْكَرٌ". وقد صَحَّ من طرق أخرى بنحوه.

فقيه صاحب الترجمة (الفضل بن يحيى بن المروح السَّبَخِيّ الأَنْبَارِيّ البَصْرِيّ)، وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 452) وقال: "ليس ممّن يضبط الحديث".

2 -

"تاريخ بغداد"(12/ 357) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"ميزان الاعتدال"(3/ 360) وقال: "عن مالك له حديث، وهو منكر".

4 -

"لسان الميزان"(4/ 452) وساق الحديث المتقدِّم عقب كلام الذَّهَبِيّ السابق.

التخريج:

رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 452) -في ترجمة (الفضل بن يحيى السَّبَخِيّ) -، عن محمد بن يوسف الضَّبِّيّ، حدَّثنا الفضل بن يحيى، به.

قال العُقَيْلِي: "هذا اللفظ في "الموطأ"

(1)

عن مالك، عن الزُّهْرِيّ، عن أبي أُمَامة بن سهل، عن ابن عبَّاس. وفيه

(2)

عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر سُئِلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الضَّبِّ، فقال:"لستُ بآكله، ولا مُحَرِّمِه". وليس لحديث نافع من حديث مالك أصل".

(1)

في كتاب الاستئذان، باب ما جاء في أكل الضَّبِّ (2/ 968) مطوَّلًا. وعن مالك رواه البخاري برقم (5537)، ومسلم برقم (1945)، ولفظه عندهم:"لم يكن بأرض قومي، فأجدني أَعَافُهُ".

(2)

في الموضع السابق.

ص: 524

قال الحافظ ابن حَجَر في "لسان الميزان"(4/ 452) في ترجمة (الفضل بن يحيى) بعد أن ساق كلام العُقَيْلِي المتقدِّم: "وكذا هو عند بعض رواة "الموطأ" عن مالك عن نافع، كالشَّافِعِي، ومنهم من جمع عن مالك بينهما، فقد بيَّن ذلك الدَّارَقُطْنِيّ في "غرائب مالك"".

وقد روى الطبراني في "المعجم الكبير"

(1)

-كما في "مجمع الزوائد"(4/ 38) -: "عن الشَّعَبِيِّ: جلستُ إلى ابن عمر سنتين أو سنة ونصفًا، ما سمعته يحدِّث عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم شيئًا، غير أنه حدَّث مرَّةً عن امرأة من أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أُتي بضَبٍّ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: كُلُوه لا بأس به، ولكنَّه ليس مِنْ طَعَامِ قَومِي".

قال الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح".

أقول: رواية الطبراني هذه عن الشَّعْبِيّ عن ابن عمر، مخرَّجة في "الصحيح البخاري"، في أخبار الآحاد، باب خبر المرأة الواحدة (13/ 243) رقم (7267)، و"صحيح مسلم" في الصيد والذبائح، باب إباحة الضَّبِّ (3/ 1543)، من طريق محمد بن جعفر، عن شُعْبَة، عن تَوْبَة العَنْبَرِيّ، عن الشَّعْبِيّ، به. لكن لفظ آخره عندهما:"ليس من طعامي".

وحديث ابن عمر قد ورد بألفاظ مختلفة ليس من بينها لفظ الخطيب فيما وقفت عليه. انظر: "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد" لابن عبد البَرِّ (17/ 63 - 70)، و"فتح الباري"(9/ 663) -في الذبائح، باب الضَّبِّ-، و"جامع الأصول"(7/ 421 - 422) رقم (5494).

* * *

(1)

لم أقف عليه في "المعجم الكبير" المطبوع، لأن قسمًا كبيرًا من (مسند ابن عمر) ليس فيه، لفقدانه من الأصل الخطي الذي طبع عنه.

ص: 525

1899 -

أخبرنا إبراهيم بن مَخْلَد المُعَدَّل، حدَّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحَكِيمي قال: حدَّثنا أحمد بن زهير، حدَّثنا الفضل بن غانم، حدَّثنا سَوَّار بن مصعب، عن عَطيَّة العَوْفي، عن أبي سعيد الخُدْري،

عن أُمِّ سَلَمَة قالت: كانت ليلتي من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأتته فاطمة ومعها عليٌّ، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أنتَ وأَصْحَابُكَ في الجَنَّةِ، أنتَ وشِيْعَتُكَ في الجَنَّةِ، إلَّا أنَّ ممّن يحبُّك قومًا يُضْفَزُونَ الإِسلام بألسنتهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تَرَاقِيَهم، لهم نبزٌ يسمَّون الرَّافِضة، فإذا لقيتهم فجاهدهم فإنَّهم مشركون". قال: قلت يا رسول اللَّه ما علامة ذلك فيهم؟ قال: "يتركون الجُمُعَةَ والجَمَاعَةَ، ويَطْعَنُونَ في السَّلَفِ الأَوَّلِ".

(12/ 358) في ترجمة (الفضل بن غانم الخُزَاعي أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففي إسناده (سَوَّار بن مصعب الهَمْدَاني المؤذِّن الكوفي)، وهو متروك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (645).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (الفضل بن غانم الخُزَاعي أبو عليّ)، وقد ترجم له في:

1 -

"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 274 رقم (11)، وقال:"ضعيف ليس بشيء".

2 -

"تاريخ بغداد"(12/ 357 - 360) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ليس بالقويِّ". وقال أبو القاسم بن قُدَيْد: "كان مُتَّهَمًا في نَفْسِهِ".

3 -

"الميزان"(3/ 357) وقال: "قال الخطيب: ضعيف". أقول: إن كان في ترجمته من "التاريخ" فإنَّه ليس فيه.

ص: 526

4 -

"اللسان"(4/ 445 - 447).

وفيه كذلك (عطيَّة بن سعد العَوْفي)، وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (189).

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 161) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بـ (عطيَّة)، و (سَوَّار)، و (الفضل).

وذكره السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 379) معزوًا للخطيب، وقال:"سَوَّار: متروك". وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 366).

وانظر حديث رقم (1874).

غريب الحديث:

قوله: "يُضْفَزُونَ الإِسلام": "أي يُلَقَّنُونَهُ ثم يتركونه ولا يَقْبَلُونَهُ". "النهاية"(3/ 94).

* * *

1900 -

حدَّثنا أبو الحسين أحمد بن عليّ بن عثمان بن الجُنَيْد الخُطَبِيّ -بلفظه- قال: حدَّثني عبيد اللَّه بن محمد بن سليمان بن فَهْرُوْيَه العَلَّاف -إملاءً-، وعمر بن محمد بن الزَّيَّات الصَّيْرَفِيّ -إملاءً-، وعمر بن أحمد بن أبي نُعَيْم البزَّاز، وأحمد بن جعفر بن حَمْدَان بن مالك القَطِيعيّ -إملاءً-، قالوا: حدَّثنا إبراهيم بن عبد اللَّه بن محمد بن أيوب أبو إسحاق المُخَزِّميّ -في درب حبيب، باب نهر مُعَلَّى، وهذا لفظ عبيد اللَّه وحده- قال: حدَّثنا الفضل بن غانم، حدَّثنا مالك بن أنس، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدِّه،

عن عليّ بن أبي طالب قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ في

ص: 527

كُلِّ يومٍ مائةَ مَرَّةٍ: لا إله إلَّا اللَّهُ الحَقُّ المُبينُ، كان له أمانًا مِنَ الفَقْرِ، واسْتَجْلَبَ به الغِنَى، وأَمِنَ مِنْ وَحْشَةِ القَبْرِ، واسْتَقْرَعَ به بَابَ الجَنَّةِ".

(12/ 358) في ترجمة (الفضل بن غانم الخُزَاعي أبو عليّ).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف جدًّا.

ففيه صاحب الترجمة (الفضل بن غانم الخُزَاعي)، وهو ضعيف ليس بشيءٍ. كما قال ابن مَعِين، وقال أبو القاسم بن قُدَيْد:"كان مُتَّهَمًا في نفسه". وتقدمت ترجمته في الحديث السابق رقم (1899).

التخريج:

رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 280)، من طريق إسحاق بن رُزَيق، حدَّثنا سالم الخَوَّاص، عن مالك بن أنس، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدِّه مرفوعًا.

قال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث سالم عن مالك رضي اللَّه تعالى عنه".

أقول في إسناده (سَلْم بن ميمون الخَوَّاص الزَّاهد الرَّازِيّ)، وقد ترجم له العُقَيْلِي في "الضعفاء" (2/ 165) وقال:"حدَّث بمناكير لا يُتابَعُ عليها". وقال ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 345): "مِنْ عُبَّاد أهل الشَّام وقُرَّائهم، ممن غلب عليه الصلاح حتى غفل عن حفظ الحديث وإتقانه، فربما ذكر الشيء بعد الشيء ويقلبه توهمًا لا تعمدًا فبطل الاحتجاج بما يروي إذا لم يوافق الثقات". وقال ابن عدي في "الكامل"(3/ 1174): "روى عن جماعة ثقات لا يتابعه الثقات عليه: أسانيدها ومتونها". وقال في (3/ 1175) منه: "له غير ما ذكرت أحاديث مقلوبة الإِسناد والمتن، وهو في عداد المتصوفة الكبار، وليس الحديث من عمله، ولعله كان يقصد أن يصيب فيخطئ في الإِسناد والمتن لأنَّه لم يكن من عمله".

ص: 528

ورواه عبد الكريم الرَّافِعِي القَزْويني في "تاريخ قَزْوين"(4/ 65) من طريق أبي العبَّاس الفضل بن أحمد بن العبَّاس بن أيوب المُخَرِّمي، حدَّثنا الفضل بن غانم، به.

قال الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 446) في ترجمة (الفضل بن غانم) بعد ذكره للحديث من طريق الفضل بن غانم عن مالك به: "قال الدَّارَقُطْنِيُّ: حدَّثنا أبي وآخرون قالوا: حدَّثنا إبراهيم به. وحدَّث به أبو عليّ بن دُوماء في "فوائده" عن أحمد بن بشير الطَّيالسي عن الفضل بن غانم. . . وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: كُلُّ من رواه عن مالك ضعيف. وأخرجه الدَّارَقُطْنِيُّ أيضًا عن أبي بكر الشَّافِعِي عن أبي غانم حُمَيْد بن نافع عن الفضل بن غانم به".

وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "رواه عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز الهاشمي وأحمد بن دَهْثَم الأَسَدي عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وذكر لنا أبو نُعَيْم الحافظ أنَّ سالمًا الخَوَّاص رواه عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدِّه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم".

والحديث عزاه المُتَّقِيّ الهِنْدِيّ في "كنز العُمَّال"(2/ 233) رقم (3896) إلى الشِّيْرَازِيّ في "الألقاب"، من طريق ذي النون المِصْرِيّ، عن سالم الخَوَّاص، عن مالك، به.

وعزاه إلى الخطيب والدَّيْلَمِيّ والرَّافِعِيّ وابن النَّجَّار، من طريق الفضل بن غانم، عن مالك، به.

* * *

1901 -

أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبَّاس الخَزَّاز، حدَّثنا محمد بن محمد البَاغَنْدِيّ قال: حدَّثنا الفضل بن إسحاق الدُّورِيّ، حدَّثنا عمر بن أيوب، عن مَصَاد بن عُقْبَة، عن أبي الزُّبَيْر،

ص: 529

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صُومُوا مِنْ وَضَحٍ إلى وَضَحٍ".

(12/ 360 - 361) في ترجمة (الفضل بن إسحاق بن حَيَّان البزَّاز الدُّورِيّ أبو العبَّاس).

مرتبة الحديث:

حسن لغيره.

ورجال إسناد الخطيب حديثهم حسن عدا (مَصَاد بن عُقْبَة)، فإنَّه لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان وقال في "ثقاته" (7/ 497):"مستقيم الحديث على قِلَّته". وقد ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(8/ 440 - 441) ثلاثة من الرواة الثقات عنه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1155).

و(أبو الزُّبَيْر) هو (محمد بن مسلم بن تَدْرُس الأَسَدي): ثقة مدلِّس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (309).

وللحديث شاهد يعضده ويرتقي به إلى مرتبة الحسن لغيره.

التخريج:

رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 46 - 47) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"قال ابن حِبَّان: لا يجوز الاحتجاج بعمر بن أيوب".

أقول: ما نقله ابن الجَوْزي عن ابن حِبَّان، متعقَّب بأنَّ ابن حِبَّان قد ترجم له في "ثقاته"(8/ 439)، وقال:"يُعْتَبَرُ حديثه من رواية الثقات عنه وروايته عن الثقات". و (عمر بن أيوب) هنا يروي عنه ثقة، وهو يروي عمَّن وثَّقه ابن حِبَّان. وقد ترجم ابن حَجَر في "التهذيب" (7/ 428 - 429) لـ (عمر بن أيوب العَبْدِي المَوْصِلي) ونقل عن ابن مَعِين قوله فيه:"ثقة مأمون". وعن أبي داود: "ثقة كان أحمد يمدحه". وعن أحمد: "ليس به بأس". وعن أبي حاتم: "صالح". فمثله

ص: 530

أقل درجاته أنَّه: صدوق. بل إنَّ الحافظ الذَّهَبِيَّ قال عنه في "الكاشف"(1/ 265): "حافظ ثَبْت". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 52): صدوق له أوهام". وقد خرَّج له مسلم في "صحيحه".

والحديث عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 561) إلى الخطيب وحده. وتَصَحَّفَ فيه رمز العزو للخطيب: (خط)، إلى رمز العزو إلى الدَّارَقُطْنِيّ:(قط).

وللحديث شاهد عن أبي المَلِيح، عن أبيه أسامة بن عُمَيْر الهُذَلي رضي الله عنه مرفوعًا بمثل لفظ حديث جابر، رواه الطبراني في "الكبير"(1/ 157) رقم (504)، و"الأوسط"(3/ 426 - 427) رقم (2921)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 482) رقم (1025) -من كشف الأستار-.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 158): "رواه البزَّار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه سالم بن عبيد اللَّه بن سالم، ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله موثَّقون".

أقول: بل فيه (المُفَضَّل بن فَضَالَة بن أبي أُمَيَّة البَصْرِي أبو مالك، أخو مبارك)، وهو ليس بالقوِّي. انظر ترجمته في:"التهذيب"(10/ 273)، و"التقريب"(2/ 271).

غريب الحديث:

قوله: "مِنْ وَضَحٍ إلى وَضَحٍ": "أي من الضَّوء إلى الضَّوء. وقيل من الهلال إلى الهلال، وهو الوجه، لأنَّ سِيَاقَ الحديث يدل عليه. وتمامه: "فإن خَفِي عليكم فأتموا العِدَّة ثلاثين يومًا".". "النهاية"(5/ 195).

أقول: هذه الزيادة التي ذكرها ابن الأثير في "النهاية" ليست في الحديث من طريقيه. وقد قال ابن الجَوْزي في "العلل"(2/ 47) عقب روايته للحديث، مُفَسِّرًا له:"أي من الهلال إلى الهلال".

* * *

ص: 531

1902 -

أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، حدَّثنا عمر بن محمد بن النَّاقِد، حدَّثنا إبراهيم بن عبد اللَّه بن أيوب المُخَرِّمي، حدَّثنا الفضل بن سُخَيْت

(1)

القَطِيعي، حدَّثنا صالح بن بَيَان، حدَّثنا المَسْعُودي، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه،

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: دخلت المسجد ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالس، فسلَّمت وجلست، فقلت: لا حول ولا قوَّة إلَّا باللَّه. فقال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرك بتفسيرها"؟ قلت: بلى يا رسول اللَّه. فقال: "لا حَوْلَ عن معصية اللَّه إلَّا بعصمة اللَّه، ولا قوَّة على طاعة اللَّه إلَّا بعون اللَّه". وضرب مَنْكِبي، وقال لي:"هكذا أخبرني بها جبريلُ يا ابن أُمِّ عَبْدٍ".

(12/ 362) في ترجمة (الفضل بن السُّكَيْن بن سُخَيْت القَطِيعيّ السِّنْدِيّ أبو العبَّاس).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه صاحب الترجمة (الفضل بن السُّكَيْن بن سُخَيْت القَطِيعيّ السِّنْدِيّ)، وقد كذَّبه ابن مَعِين. وقال العُقَيْلِي: لا يضبط الحديث، وهو مع ذلك مجهول. وتقدَّمت ترجمته في حديث (258).

كما أن فيه (صالح بن بَيَان الثَّقَفِيّ السِّيْرَافِيّ)، وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1393).

التخريج:

رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 200) -في ترجمة (صالح بن بَيَان

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "سحيت" بالحاء المهملة. والتصويب من "سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 416، و"تبصير المنتبه بتحرير المشتبه" لابن حَجَر (2/ 677).

ص: 532

السِّيْرَافِيّ) -، من طريق محمد بن موسى بن حمَّاد، عن الفضل بن سُخَيْت، عن صالح بن بَيَان، به.

قال العُقَيْلِي: "لا يُتَابَعُ عليه بهذا اللفظ إلَّا ممن دونه، أو مثله".

ورواه الدَّيْلَمِيُّ في "مسند الفردوس" -كما في التعليق على "الفردوس"(5/ 375) رقم (8478) -، من طريق عمر بن حفص السَّدُوسي، حدَّثنا إبراهيم بن مُهَاجِر، أخبرنا شَرِيك بن عبد اللَّه، عن منصور، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن ابن مسعود مرفوعًا بلفظ:"يا معاذُ أتدري ما تفسير لا حول ولا قوَّة إلَّا باللَّه، لا حول عن معصية اللَّه إلَّا بقوَّة اللَّه، ولا قُوَّة على طاعة اللَّه إلَّا بعون اللَّه".

أقول: في إسناده (شَرِيك بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ)، وهو صدوق يخطئ كثيرًا، وقد تغيَّر حفظه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (672).

كما أنَّ فيه (إبراهيم بن مُهَاجِر بن مِسْمَار المَدَني)، وهو ضعيف. وانظر ترجمته في "اللسان"(1/ 114 - 115)، و"التقريب"(1/ 44)، وحاشية محقق "تهذيب الكمال"(2/ 214).

كما أنَّ في إسناده من لم أعرفه.

وعزاه في "الكنز"(2/ 251) رقم (3947) إلى ابن النَّجَّار.

* * *

1903 -

أخبرنا الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم، حدَّثنا أحمد بن محمد بن المُغَلِّس، حدَّثنا أبو سهل الفضل بن أبي طالب، حدَّثنا عبد الكريم بن روح البزَّاز، حدَّثنا أبي، عن عَنْبَسَة بن سعيد،

عن جدَّته أُمّ عيَّاش -وكانت أَمَةً لِرُقَيَّة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ما زَوَّجْتُ عثمانَ أُمَّ كُلْثُومٍ إلَّا بِوَحْيٍّ مِنَ السَّمَاءِ".

ص: 533

(12/ 364) في ترجمة (الفضل بن جعفر بن عبد اللَّه أبو سهل، المعروف بابن أبي طالب).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (عبد الكريم بن رَوْح بن عَنْبَسَة البزَّاز أبو سعيد البَصْرِيّ)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (203).

كما أنَّ فيه (رَوْح بن عَنْبَسَة بن سعيد الأُمَوي البَصْرِيّ)، ترجم له ابن حَجَر في "التقريب" (1/ 253) وقال:"مجهول، من السابعة"/ ق، و"التهذيب"(3/ 296) ولم يذكر في بيان حاله شيئًا، وكذا الذَّهَبِيّ في "الكاشف"(1/ 244).

وفيه أيضًا (عَنْبَسَة بن سعيد بن أبي عيَّاش الأُمَوي مولاهم)، وقد ترجم له ابن حَجَر في:"التقريب"(2/ 88) وقال: "مجهول، من الرابعة"/ ق، و"التهذيب"(8/ 156) ولم يذكر في بيان حاله شيئًا، وكذا الذَّهَبِيّ في "الكاشف"(2/ 304).

و(أُمُّ عَيَّاش): صحابية، كانت مَوْلَاةً لـ (رُقَيَّة) بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. انظر ترجمتها في:"الإِصابة"(4/ 481)، و"التهذيب"(12/ 475).

التخريج:

رواه الطبراني في "الكبير"(25/ 92) رقم (236)، و"الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 257) رقم (3676) -، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(11/ 166) -مخطوط-، من طريق عبد الكريم بن رَوْح بن عَنْبَسَة بن سعيد بن أبي عيَّاش، عن أبيه، عن جدِّه عَنْبَسَة، عن جدَّته أُمّ أبيه أُمّ عيَّاش، به.

ص: 534

ومن هذا الطريق، رواه أبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني كما في "الإصابة"

(1)

لابن حَجَر (4/ 481).

قال الطبراني في "الأوسط": "لا يُرْوَى عن أُمِّ عيَّاش إلَّا بهذا الإِسناد، تفرَّد به عبد الكريم".

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(11/ 166) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"الصواب: عن أبيه عَنْبَسَة".

قال ابن عبد البَرّ في "الاستيعاب"(4/ 479): "حديثها منقطع الإِسناد، ورواه عبد الكريم بن رَوْح مولى عثمان وهو ضعيف".

وقال الهيثمي في "المجمع"(9/ 83): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وإسناده حسن لما تقدَّمه من الشواهد"!!

وقد ذكر الهيثمي في "المجمع"(9/ 83) للحديث عدَّة شواهد كلُّها معلولة. وانظر في هذه الشواهد أيضًا: "تاريخ دمشق" لابن عساكر (11/ 161 - 166) -مخطوط-.

* * *

1904 -

أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا الفضل بن العبَّاس، حدَّثنا محمد بن مِهْرَان، حدَّثنا عبد العزيز بن عيسى أبو عيسى الحَرَّاني، عن عبد الكريم بن مالك الجَزَري، عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه،

عن جدِّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ أَتَى ذَاتَ مَحْرَمٍ".

(1)

وفيه سقط في الإِسناد. والتصويب من مصادر تخريج الأحاديث، ومن "تحفة الأشراف"(13/ 94 - 95).

ص: 535

(12/ 367) في ترجمة (الفضل بن العبَّاس أبو بكر، المعروف بفَضْلَك الرَّازِيّ).

مرتبة الحديث:

حسن لغيره.

ورجال إسناد الخطيب حديثهم حسن عدا (عبد العزيز بن عيسى الحَرَّاني أبو عيسى)، فإنِّي لم أقف على من ترجم له.

التخريج:

رواه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق ومذمومها" ص 253 رقم (573)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(4/ 272) رقم (2454) -، من طريق عبد العزيز بن عيسى الحَرَّاني، عن عبد الكريم الجَزَري، به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 269): "رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه عليّ بن سعيد. قال الدَّارَقُطْنِيّ ليس بذاك. وقال الذَّهَبِيُّ: كان من الحُفَّاظ الرَّحَّالين، وعبد العزيز بن عيسى لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".

وقد تقدَّم تخريجه من حديثه مطوَّلًا في حديث (1857).

وله شاهد رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 57) رقم (11031)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 72)، من طريق يحيى بن حسَّان، عن هشام بن سليمان، عن سفيان، عن أبي موسى، عن وَهْب بن مُنَبِّه، عن ابن عبَّاس مرفوعًا به.

قال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث الثَّوْري، تفرَّد به هشام، ولم نكتبه إلَّا من حديث يحيى بن حسَّان".

ص: 536

وقال الهيثمي في "المجمع"(6/ 269): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن حسَّان الكوفي، وهو ثقة".

أقول: رجال إسناده حديثهم حسن عدا (يحيى بن حسَّان النَّخَعِيّ الكوفي أبو زكريا)، حيث لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، فإنَّه ذكره في "ثقاته" (9/ 268) وقال:"ربما خالف".

* * *

1905 -

أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي -بالبَصْرَة-، حدَّثنا أحمد بن عبد الحكيم بن محمد الكُرَيْزي، حدَّثنا الفضل بن العبَّاس بن إبراهيم بن مِهْرَان البغدادي، حدَّثنا خَلَف بن هشام، حدَّثنا عُبَيْس

(1)

بن ميمون البَصْرِيّ، عن عِسْل بن سفيان، عن عطاء بن أبي رَبَاح،

عن جابر بن عبد اللَّه قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَنْ كَتَمَ عِلْمًا أَلْجَمَهُ اللَّهُ يَوم القِيَامَةِ لِجَامًا مِنْ نَارٍ".

(12/ 368 - 369) في ترجمة (الفضل بن العبَّاس بن إبراهيم البغدادي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. ومَتْنُهُ صحيح، مروي من حديث جماعة من الصحابة.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (1337).

وصاحب الترجمة (الفضل بن العبَّاس بن إبراهيم البغدادي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: (عيسى)، وفي المخطوط نسخة تونس ص 610 إلى:"عنبس". والتصويب من "المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف" للدَّارَقُطْنِيّ (3/ 1534)، و"الإكمال" لابن مَاكُولا (7/ 80) ـ

ص: 537

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (1039) و (1337).

ومَتْنُ الحديث صحيح، مروي من حديث جماعة من الصحابة كما سبق بيانه في حديث (665).

* * *

1906 -

أخبرنا أبو القاسم عبيد اللَّه بن أحمد بن عبد الأعلى الرَّقِّي، أخبرنا عبد اللَّه بن القاسم بن سهل الصَّوَّاف -بالمَوْصِل-، حدَّثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الحَلَبِي، حدَّثنا الفضل بن العبَّاس البغدادي، حدَّثنا هانئ بن يحيى، حدَّثنا يزيد بن عِيَاض، أخبرنا أبو الزُّبَيْر،

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُسْتَأْنَى بالجِرَاحَاتِ سَنَةً".

(12/ 369) في ترجمة (الفضل بن العبَّاس بن إبراهيم أبو العبَّاس).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (يزيد بن عِيَاض بن جُعْدُبَة اللَّيْثِيّ)، وهو متروك، وقد كذَّبه مالك وغيره، وتقدَّمت ترجمته في حديث (820).

و (أبو الزُّبَيْر) هو (محمد بن مسلم بن تَدْرُس الأَسَدِيّ)، وهو ثقة مدلِّس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (309).

التخريج:

رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(3/ 90)، من طريق هانئ بن يحيى، عن يزيد بن عِيَاض، به.

ص: 538

قال الدَّارَقُطْنِيّ: "يزيد بن عِيَاض ضعيف متروك".

ورواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1464) -في ترجمة (عبد اللَّه بن لَهِيعة) -، والبيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 67)، من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن لَهِيعة، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر مرفوعًا بلفظ:"تقاس الجراحات، ثم يُسْتَأْنَى بها سنة، ثم يُقْضَى فيها بقدر ما انتهت إليه".

قال ابن عدي: هذا الحديث غير محفوظ عن ابن لَهِيعة.

وقال البيهقي: "رواه جماعة من الضعفاء عن أبي الزُّبَيْر، ومن وجهين آخرين عن جابر، ولم يصحَّ شيء في ذلك، ورُوي من وجه آخر عن ابن عبَّاس".

أقول: في إسناده عندهما (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْرِيّ)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).

وقال الخطيب عقب روايته له: "هذا غريب من حديث أبي الزُّبَيْر المَكِّي عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري، لا أعلم رواه غير يزيد بن عِيَاض بن جُعْدُبَة عنه".

معنى الحديث:

قال العلّامة أبو الطَّيِّب محمد شمس الحق العظيم آبادي في "التعليق المغني على الدَّارَقُطْنِيّ"(3/ 90): "أي ينتظر ويتوقف سنة كاملة، فإنَّ عاد العضو على هيئته الأصلية، فلا شيء على الجارح، لا قِصَاص ولا دِيَة. هذا على فرض صحَّة الحديث".

* * *

1907 -

أخبرنا أبو عَقِيل أحمد بن عيسى بن زيد القَزَّاز، وأبو القاسم طلحة بن عليّ بن الصَّقْر الكَتَّاني -قال أبو عَقِيل: حدَّثنا، وقال طلحة: أخبرنا-، محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِي، حدَّثني الفضل بن الحسن بن محمد بن الفضل بن الأَعْيَن الأَهْوَازِيّ -ببغداد-، حدَّثنا سليمان بن داود

ص: 539

المِنْقَري، حدَّثنا حُصَيْن بن نُمَير أبو مِحْصَن، حدَّثنا ابن أبي ليلى، عن أخيه، عن أبيه،

عن أُسامة بن زيد، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [سورة فاطر: الآية 32]، قال:"كلُّهم في الجَنَّةِ".

(12/ 371) في ترجمة (الفضل بن الحسن بن محمد الأنصاري الأَهْوَازِيَّ أبو العبَّاس).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (ابن أبي ليلى) وهو (محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي القاضي أبو عبد الرحمن): ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1048).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 131) رقم (410) من طريق عمرو بن قيس، عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عبد الرحمن بن أبي ليلى

(1)

، عن أسامة بن زيد مرفوعًا بلفظ:"كلُّهم مِنْ هذه الأُمَّة".

ورواه البيهقي في "البعث والنشور" ص 84 رقم (60) من طريقين:

الأول: عن حُصَيْن بن نُمَيْر، عن ابن أبي ليلي، به. بلفظ حديث الخطيب.

الثاني: عن عمرو بن أبي قيس، عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن

(1)

هكذا في المطبوع: "ابن أبي ليلى عن أخيه عبد الرحمن بن أبي ليلى"، مع أنَّ (عبد الرحمن) هو والد (ابن أبي ليلى -واسمه محمد-)! ! وقد ورد على الصَّواب عند ابن كثير في "تفسيره" (3/ 563) حيث ذكر حديث الطبراني هذا فقال:"عن ابن أبي ليلى، عن أخيه، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أسامة". ولم يتنبه محقق "المعجم الكبير": إلى ذلك.

ص: 540

أبيه، عن أسامة مرفوعًا. بلفظ حديث الطبراني.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 96): "رواه الطبراني وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ".

وللحديث شواهد، انظرها في:"جامع الأصول"(2/ 329)، و"مجمع الزوائد"(7/ 95 - 96)، و"البعث والنشور" ص 83 - 86، و"الدُّرّ المنثور"(7/ 23 - 26)، و"تفسير ابن كثير" (3/ 562 - 564) وقال: إنَّ طرق الأحاديث هذه يشدُّ بعضها بعضًا.

* * *

1908 -

أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر القَطَّان، حدَّثنا عبد الباقي بن قَانِع القاضي، حَدَّثنا الفضل بن العبَّاس البُزُوري، حَدَّثنا داود بن رُشَيْد، حدَّثنا أبو حفص الأَبَّار، عن محمد بن إسحاق، وشُعْبَة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،

عن جَدِّه -يعني الحسين

(1)

-: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن جِذَادِ النَّخْلِ باللَّيْلِ، وَحَصَادِ الزَّرْعِ باللَّيْلِ.

(12/ 372) في ترجمة (الفضل بن العبَّاس بن الوليد البُزُوريّ السَّقَطِيّ أبو القاسم).

مرتبة الحديث:

مُرْسَلٌ حَسَنٌ.

فـ (عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب زَيْن العَابِدِين): تابعي ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (418).

(1)

هكذا في المطبوع: "عن جَدِّه -يعني الحسين-". وهو يوافق ما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 609، وهو خطأ. حيث إنَّ جميع من رواه صرَّح بأنَّه عن (عليّ بن الحسين) وهو جَدُّ (جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب).

ص: 541

و (أبو حفص الأَبَّار) هو (عمر بن عبد الرحمن بن قيس الأَبَّار)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 59):"صدوق، وكان يحفظ، وقد عَمِي من صغار الثامنة"/ عخ د س ق. وانظر في ترجمته أيضًا: "التهذيب"(7/ 473 - 474)، و"الكاشف"(2/ 274).

التخريج:

رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(4/ 147)، عن مَعْمَر، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين مرفوعًا بلفظ:"لا يُصْرَمَنَّ نَخِيلٌ بلَيْلٍ، ولا يُشَابَنَّ لَبَنٌ بمَاءٍ لِبَيْعٍ".

ورواه أبو بكر الشَّافِعِي في "فوائده" -المشهورة باسم "الغَيْلَانِيَّات"- (1/ 65) رقم (76)، من طريق سفيان، حَدَّثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين مرفوعًا بلفظ:"نهى عن جَداد اللَّيْلِ وصِرَامِ اللَّيْلِ". وقال جعفر بن محمد: "ذلك أنَّ المساكين لا يحضرون الليل، وإنَّما ذلك جَداد الادِّخَار".

ومن هذا الطريق رواه يحيى بن آدم القُرَشِي في "الخَرَاج" ص 124 رقم (422) ولفظه عنده: أنَّ عليّ بن الحسين قال لِقَيِّم له جَذَّ نَخْلَةً بالليل: "ألم تعلم أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن جَذَاذ اللَّيْلِ وصِرَامِ -أو قال: حَصَاد- اللَّيْلِ؟ ".

ونقل عقبه عن سفيان بن عُيَيْنَة قوله: "حتَّى يكون بالنهار يحضره المساكين".

ورواه يحيى بن آدم في "الخَرَاج" ص 125 رقم (423)، من طريق حفص بن غِيَاث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين قال:"نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن جَذَاذ اللَّيْلِ وحَصَادِهِ".

وروى عقبه برقم (434) من طريق حفص بن غياث، عن أشعث بن

ص: 542

عبد الملك، عن الحسن قال:"نُهي عن جَذَاذ اللَّيْلِ وحَصَادِ اللَّيْلِ والإِضْحَاءِ باللَّيْلِ. وإنَّما كان ذلك في شدَّة حال النَّاس، فكان الرجل يفعله ليلًا فَنُهِي عنه، ثم رُخِّص في ذلك".

ورواه أبو بكر الشَّافِعِي في "فوائده"(1/ 432) رقم (603)، من طريق مسلم ابن خالد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين مرفوعًا بلفظ:"نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن جَدَادِ اللَّيْلِ".

أقول: في إسناده (مسلم بن خالد المَخْزُومِيّ المعروف بالزَّنْجِي)، وهو صدوق كثير الأوهام، إلَّا أنَّه قد تُوبع كما يتبين من التخريج. وسبقت ترجمته في حديث (874).

ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 133) من طريق شُعْبَة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جَدِّه مرفوعًا بلفظ:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن الجَدَاد باللَّيْلِ والحَصَادِ باللَّيْلِ".

وقال عقبه: "قال جعفر: أراه من أجل المساكين. وكذلك رواه وُهَيْب بن خالد عن جعفر".

ورواه مُسَدَّد بن مُسَرْهَد في "مسنده"، عن عليّ بن الحسين مرفوعًا بلفظ حديث البيهقي. كما في "المطالب العالية" لابن حَجَر (1/ 244) رقم (847).

ورواه أحمد بن مَنِيع، والحارث بن أبي أُسامة في "مسنديهما"، عن يزيد، حدَّثنا محمد بن إسحاق، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جَدِّه، به. كما في "المطالب العالية"(1/ 244) رقم (843).

وللحديث شاهد من حديث السيدة عائشة مرفوعًا بلفظ: "نهى عن جَدَاد النَّخْلِ باللَّيْلِ". رواه البزَّار في "مسنده"(1/ 419) رقم (884) -من كشف الأستار- من طريق عَنْبَسَة، عن عمرو بن مَيْمُون، عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَة، عنها،

ص: 543

به؛ وقال: "لا نعلمه عن عائشة إلَّا من هذا الوجه. وعَنْبَسَة حدَّث بأحاديث لم يُتَابَعْ عليها وهو ليِّن الحديث".

غريب الحديث:

قوله: "جَذَاذ النَّخْل" الجَذُّ والجَدُّ -بالذَّال والدَّال، وبفتح الجيم وكسرها-: القَطْعُ، وهو الصِّرَام. انظر:"النهاية"(1/ 244 و 250)، و"لسان العرب" مادة (جدد)(3/ 110 - 111)، ومادة (جذذ)(3/ 479).

وقال ابن منظور في "لسان العرب" مادة (حصد)(3/ 151): "وفي الحديث: أنَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن حَصَاد الليل وعن جَدَاده. الحَصَاد: بالفتح والكسر: قطع الزرع. قال أبو عبيد: إنَّما نُهي عن ذلك ليلًا من أجل المساكين لأنَّهم كانوا يحضرونه فيُتصدق عليهم. ومنه قوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [سورة الأنعام: الآية 141]، وإذا فعل ذلك ليلًا فهو فرار من الصدقة. ويقال: بل نُهي عن ذلك لأجل الهوام أن تصيب النَّاس إذا حصدوا ليلًا. قال أبو عبيد: والقول الأول أحبُّ إليَّ".

أقول: وهو ما يؤيده تفسير (جعفر بن محمد بن عليّ) و (سفيان بن عُيَيْنَة)، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1909 -

أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا الفضل بن هارون البغدادي -صاحب أبي ثَوْر-، حدَّثنا عثمان بن أبي شَيْبَة، حدَّثنا المُطَّلِب بن زياد، عن السُّدِّيّ، عن عَبْدِ خَيْرٍ،

عن عليٍّ في قوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [سورة الرعد: الآية 7] قال: رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المُنْذِرُ، والهَادِ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي هاشمٍ.

ص: 544

(12/ 372 - 373) في ترجمة (الفضل بن هارون -صاحب أبي ثَوْر-).

مرتبة الحديث:

في مَتْنِ الحديث نَكَارَةٌ.

ورجال إسناده حديثهم حسن عدا صاحب الترجمة (الفضل بن هارون البغدادي)، حيث لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. لكن تابعه عبد اللَّه بن أحمد وغيره كما سيأتي.

و(السُّدِّيُّ) هو (إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي أبو محمد)، قال الذَّهَبِيُّ عنه:"حسن الحديث". وتقدَّمت ترجمته في حديث (1106). لكن مثله لا يحتمل مثل هذا المتن، ومثله (المُطَّلِب بن زياد) فإنَّه لا يحتمله كما يُعلم من أقوال بعض النُّقَّاد فيه. انظر "التهذيب"(10/ 177 - 178).

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 261 - 262)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 38 - 39) رقم (3342) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

قال الطبراني عقبه: "لم يروه عن السُّدِّيّ إلَّا المُطَّلِب، تفرَّد به عثمان بن أبي شَيْبَة".

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 213) رقم (1383)، عن أحمد بن محمد بن صَدَقَةٌ، عن عثمان بن أبي شَيْبَة، به

(1)

.

ورواه عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل في زوائد "المسند" لأبيه (1/ 126)، عن عثمان بن أبي شَيْبَة، حدَّثنا المُطَّلِب بن زياد، به.

(1)

وقد تَصَحَّفَ فيه "السُّدِّيُّ" إلى: "السَّرِيِّ".

ص: 545

قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"(2/ 227) رقم (1041): "إسناده صحيح"!

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 41): "رواه عبد اللَّه بن أحمد والطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، ورجال المسند ثقات"! .

ورواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 129 - 130) من طريق حسين الأشقر، عن منصور بن أبي الأسود، عن الأَعْمَش، عن المِنْهال بن عمرو، عن عبَّاد بن عبد اللَّه الأَسَدِي، عن عليٍّ:(إنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَومٍ هَادٍ) قال عليٌّ: "رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم المنذر، وأنا الهادي".

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "بل كَذِبٌ قَبَّحَ اللَّه وَاضِعَهُ".

أقول: في إسناده (حسين بن الحسن الأَشْقَر)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (1/ 170):"اتَّهمه ابن عدي، وضعَّفه آخر، وهو رَافِضِيٌّ".

وله شاهد من حديث ابن عبَّاس مرفوعًا، رواه الطبري في "تفسيره"(16/ 357) رقم (20161).

قال ابن كثير في "تفسيره"(2/ 520) بعد أن ساقه عن الطبري: "هذا حديث فيه نكارة شديدة".

وقال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 484) بعد أن ذكره عن الطبري: لعل آفة هذا الحديث معاذ -يعني ابن مسلم، وهو أحد رجال إسناده- وهو نكرة. وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(2/ 199).

* * *

ص: 546

1910 -

أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا أبو محمد عبيد اللَّه بن أحمد بن معروف القاضي، حدَّثنا الفضل بن أحمد بن منصور الزُّبَيْدِيّ -إملاءً من حفظه-، حدَّثنا زياد بن أيوب، حدَّثنا إسماعيل بن عُلَيَّة، عن أيوب، عن نافع،

عن ابن عمر، أنَّه تَزَوَّجَ امرأةً فأصابها شَمْطَاءَ، فَطَلَّقَهَا، وقال: حَصِيرٌ في بَيْتٍ خَيْرٌ من امرأةٍ لا تَلِدُ، واللَّهِ ما أَقْرَبْكُنَّ شَهْوَةً، ولكنِّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"تَزَوَّجُوا الوَدُودَ الوَلُودَ فإنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمُ يَومَ القِيَامَةِ".

(12/ 377) في ترجمة (الفضل بن أحمد بن منصور الزُّبَيْدِي أبو العبَّاس).

مرتبة الحديث:

إسناده صحيح. وله شواهد عِدَّة.

و (أيوب) هو (ابن كَيْسَان السَّخْتِيَانِيّ أبو بكر البَصْرِيّ): ثقة ثَبْت عابد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1256).

التخريج:

روى المرفوع منه بنحوه مطوَّلًا: الدَّيْلَمِيُّ، من طريق محمد بن الحارث، عن محمد بن عبد الرحمن البَيْلَمَانِي، عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ:"حُجُّوا تَسْتَغْنُوا، وسَافِرُوا تَصِحُّوا، وتَنَاكَحُوا تَكْثُرُوا، فإنِّي أُبَاهِي بكمُ الأُمَمَ".

قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(3/ 1006) بعد أن ذكره: والمُحَمَّدَان ضعيفان. وذكر البيهقي عن الشَّافِعِي أنَّه ذكره بلاغًا، وزاد في آخره: حتَّى بالسَّقْطِ"

(1)

".

(1)

قال الإِمام النَّووي رحمه الله في "تحرير ألفاظ التنبيه" ص 97: "السَّقْطُ: بكسر السين وضمِّها وفتحها ثلاث لغات مشهورات".

وقال العلّامة الفَيُّومي في "المصباح المنير" ص 280 مادة (سقط): "والسِّقْط: الولد ذكرًا كان أو أنثى يَسْقُطُ قبل تمامه وهو مُسْتَبِينُ الخَلْقِ".

ص: 547

أقول: الحديث ذكراه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(10/ 17) رقم (13448)، فقال:"قال الشَّافِعِيّ: وبلغنا أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: تَنَاكَحُوا تَكْثُرُوا فإنِّي أُباهي بكم الأُمَمَ حتَّى بالسَّقْطِ".".

ولم ينصَّ الحافظ ابن حَجَر أنَّ الدَّيْلَمِيّ أخرجه في "مسند الفردوس"، بل قال:"أخرجه صاحب مسند الفردوس".

وقد وقفتُ عليه في الفردوس" للدَّيْلَمِيّ (2/ 130) رقم (2663) لكن سقط من المطبوع قوله: "وتَنَاكَحُوا تَكْثُرُوا".

وعزاه العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(2/ 22) إلى أبي بكر بن مَرْدُوْيَه في "تفسيره" عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ: "تَنَاكَحُوا تَكْثُرُوا فإنِّي أُباهي بكم الأُمَمَ يومَ القيامة". وقال: "إسناده ضعيف، وذكره البيهقي في "المعرفة" عن الشَّافِعِي أنَّه بَلَغَهُ". يعني بالزيادة التي في آخره: "حتَّى بالسَّقْطِ" كما نصَّ عليه العِرَاقي رحمه الله.

وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"التلخيص الحَبِير"(3/ 115 - 116)، و"فتح الباري"(9/ 111) -في النكاح، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"من استطاع منكم البَاءَة فليتزوج-، و"المقاصد الحسنة" ص 165 وقال: "جمعت طرقه في جزء"، و"مجمع الزوائد" (4/ 258)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (7/ 78 و 81 - 82).

ومن هذه الشواهد، ما رواه أبو داود في النكاح، باب النهي عن تزويج من لم يلد من النِّساء (2/ 542) رقم (2050)، والنَّسَائي في النكاح، باب كراهية تزويج العَقِيم (6/ 65 - 16)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(6/ 143 - 144) رقم (4044) و (4045)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 162)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 81) من حديث مَعْقِل بن يَسَار مرفوعًا بلفظ حديث ابن عمر عند الخطيب، دون قوله "يوم القيامة".

ص: 548

قال الحاكم: "صحيح الإِسناد". ووافقه الذَّهَبِيّ.

غريب الحديث:

قوله: "شَمْطَاء"، الشَّمَطُ: بياض شعر الرَّأس يخالط سواده. انظر "اللسان" مادة (شمط)(7/ 336). وابن عمر رضي الله عنهما يشير بهذا إلى تقدمها في السن وعدم قدرتها على الإنجاب، واللَّه أعلم.

* * *

1911 -

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطيّ، حدَّثنا أبو الفرج المُعَافَى بن زكريا القاضي، حدَّثنا أبو عيسى الفضل بن محمد بن الحسين الخَوَّاص، حدَّثنا أبو نصر الفتح بن شَخْرَف، حدَّثنا أبو معاذ الجَارُود بن سِنَان التِّرْمِذِيّ، حدَّثنا الفضل بن موسى السِّيْنَانِيّ، عن عبد اللَّه بن الوليد، عن عطيَّة العَوْفِيّ،

عن أبي سعيد الخُدْرِيّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "دَعُوا لي صُوَيْحِبي، فإنَّي بُعِثْتُ إلى النَّاس كَافَّةً، فلم يَبْقَ أَحَدٌ إلَّا قالَ لي: كَذَبْتَ إلَّا أبو بكر الصِّدِّيق، فإنَّه قال لي: صَدَقْتَ".

(12/ 378) في ترجمة (الفضل بن محمد بن الحسين الخَوَّاص أبو عيسى).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (عطيَّة بن سعد العَوْفي)، وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (189).

كما أنَّ فيه شيخ الخطيب (أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي)، وهو صاحب تخليط لا يُوثق به كما قال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(2/ 618). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (430).

ص: 549

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (الفضل بن محمد الخَوَّاص)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و (الجَارُود بن سنان التِّرْمِذِيّ أبو معاذ)، لم أقف له على ترجمة فيما رجعت إليه.

و (أبو نصر الفتح بن شَخْرَف بن داود الكِسِّيّ أبو نصر)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (12/ 384 - 388) وقال: كان أحد العُبَّاد السَّيَّاحِين. . . وكان قليل المسانيد كثير الحكايات". وكانت وفاته عام (273 هـ).

وباقي رجال الإِسناد ثقات عدا (عبد اللَّه بن الوليد) فإنِّي لم أتبينه، وأغلب الرأي عندي أنَّه قد صُحِّفَ

(1)

عن (عبيد اللَّه بن الوليد) وهو (الوصَّافي الكوفي العِجْلِي) وهو ممن يروي عن (عطيَّة العَوْفي). و (عبيد اللَّه بن الوليد الوصَّافي): ضعيف. وقال النَّسَائي والفَلَّاس: "متروك الحديث". وقال ابن حِبَّان: "منكر الحديث جدًّا". وقال العُقَيْلِي: "في حديثه مناكير لا يُتَابَعُ على كثير من حديثه". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (937).

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الكنز"(11/ 555) رقم (32610) إليه وحده.

* * *

1912 -

أخبرنا أحمد بن محمد العَتِيقي قال: سمعت الحسين بن أحمد بن عبد اللَّه بن بُكَيْر الحافظ يقول: سمعت أبا العبَّاس الفضل بن عليّ بن الحارث بن محمود الهَرَوي -سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة- يقول: سمعت أبا حسَّان عيسى بن عبد اللَّه العُثْمَاني -بهَرَاة- يقول: ذهب بي أبي إلى البَصْرَة

(1)

أقول: ما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 611 يوافق ما في المطبوع.

ص: 550

إلى بني سَهْم إلى امرأة يقال لها آمنة ابنة أنس بن مالك، فسمعت أبي يقولُ لها: يا آمنةُ، مالكٌ ممَّن؟ قالت من بني ضَمْضَم، ثم قالت:

سمعتُ أبي يقولُ: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لأَشْفَعَنَّ يومَ القيامةِ لمن كانَ في قَلْبِهِ جَنَاحُ بعوضةٍ إيمانٌ".

وقالت: رأيت أنس بن مالك في يده عكَّازة على رأسها رُمَّانة فضَّة.

(12/ 378 - 379) في ترجمة (الفضل بن العبَّاس بن عليّ بن الحارث الهَرَوي أبو العبَّاس).

مرتبة الحديث:

إسناده تالف.

ففيه (عيسى بن عبد اللَّه العُثْمَاني أبو حسَّان) وقد ترجم له في:

1 -

"المغني"(2/ 499) وقال: "اتُّهِمَ بالكذب".

2 -

"ميزان الاعتدال"(3/ 317) وقال: "مُتَّهَمٌ بالكذب في "تاريخ بغداد"

(1)

. قال المُسْتَغْفِريّ: يكفيه في الفضيحة أنَّه ادَّعَى السَّمَاعَ من آمنة بنت أنس بن مالك لِصُلْبِهِ".

3 -

"اللسان"(4/ 401) ولم يزد عمَّا في "الميزان".

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (الفضل بن العبَّاس الهَرَوي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

(1)

الظَّاهر أنَّ الذَّهَبِيَّ يريد بقوله هذا، إخراج الخطيب في "تاريخ بغداد" لحديثه التالف المتقدِّم، الدَّال على كذَّبه، لا أنَّه يريد وجود نصٍّ صريح في اتهامه في "تاريخ بغداد". واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

ص: 551

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الكنز"(14/ 390) رقم (39043) إليه وحده.

* * *

1913 -

أخبرنا الفضل بن العبَّاس الصَّاغَاني، حدَّثنا أبو بكر محمد بن محمد بن عَبْدُوس الحِيْرِي -بِنَيْسَابُور-، أخبرني عَمِّي أبو إسحاق إبراهيم بن عَبْدُوس، حدَّثنا أحمد بن يوسف السُّلَمِي، حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن يحيى بن أبي كَثِير، عن زيد بن سَلَّام، عن عبد اللَّه بن الأَزْرَق،

عن عُقْبَة بن عامر قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثةٌ تُسْتَجَابُ دَعْوَتُهُمْ: الوَالِدُ، والمُسَافِرُ، والمَظْلُومُ".

(12/ 380 - 381) في ترجمة (الفضل بن العبَّاس بن يحيى الصَّاغَانِيّ الحَنَفِيّ أبو العبَّاس).

مرتبة الحديث:

حسن لغيره.

وفي إسناده (عبد اللَّه بن زيد الأَزْرَق) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان على قاعدته، فقد ذكره في "ثقاته"(5/ 15 - 16).

وترجم له البُخَاري في "التاريخ الكبير"(5/ 93)، وابن أبي حاتم، في "الجرح والتعديل"(5/ 58)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا.

كما أنَّ في سماع (يحيى بن أبي كَثِير) من (زيد بن سَلَّام الحَبَشِيّ)، كلام؛ قال ابن مَعِين:"يحيى بن أبي كَثِير لم يسمع من زيد بن سَلَّام". وقال أبو حاتم: "سمع منه". وقال معاوية بن سَلَّام: "أَخَذَ منِّي يحيى بن أبي كَثِير كُتُبَ أخي زيد بن سَلَّام". وقال الأَثْرَم قلت لأحمد: يحيى سمع من زيد قال: ما أشبهه. انظر: "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 187، و"التهذيب"(3/ 415).

* * *

ص: 552

ويؤكِّد ذلك أَنَّ الطبراني كما سيأتي قد رواه من طريق يحيى بن أبي كَثِير قال: حُدِّثْتُ أنَّ أبا سَلَّام قال: حدَّثني عبد اللَّه بن زيد.

وصاحب الترجمة (الفضل بن العبَّاس الصَّاغَانِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وكذلك (أبو بكر محمد بن محمد بن عَبْدُوس الحِيْرِي) و (أبو إسحاق إبراهيم بن عَبْدُوس)، لم أقف لهما على ترجمة في كُلِّ ما رجعت إليه.

وباقي رجال الإِسناد ثقات.

وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة يرتقي به إلى مرتبة الحسن لغيره وسيأتي في التخريج.

التخريج:

رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(10/ 409 - 410) رقم (19522) مطوَّلًا، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

وعن عبد الرزاق، رواه أحمد في "المسند"(4/ 154)، والطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 340) رقم (936)، مطوَّلًا أيضًا.

وعن عبد الرزاق رواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 417 - 418) مختصرًا، دون ذكر خبر الثَّلاثة الذين تستجاب دعوتهم.

قال الحاكم: "صحيح الإِسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

أقول: في تصحيح الحاكم لإسناده وموافقة الذَّهَبِيّ له، نظر، لما تقدَّم.

ورواه الطبراني في "الكبير"(17/ 341) رقم (940) عن زكريا السَّاجِيّ، حدَّثنا محمد بن المُثَنَّى، حدَّثنا ابن أبي عدي، حدَّثنا هشام، عن يحيى بن

ص: 553

أبي كَثِير قال: حُدِّثْتُ أنَّ أبا سَلَّام قال: حدَّثني عبد اللَّه بن زيد، عن عُقْبَة بن عامر مرفوعًا بنحوه.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 151): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد اللَّه بن زيد

(1)

الأَزْرَق وهو ثقة".

وقال المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(4/ 85): "رواه الطبراني في حديث بإسناد جيِّد".

وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "ثَلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ لا شَكَّ فَيْهِنَّ: دَعْوَةُ الوَالِدِ، ودَعْوَةُ المُسَافِرِ، ودَعْوَةُ المَظْلُومِ". رواه أبو داود في الصَّلاة، باب الدُّعَاء بظهر الغيب (2/ 184) رقم (1536) -واللفظ له-، والتِّرْمِذِيّ في البَرِّ والصلة، باب ما جاء في دعوة الوالدين (4/ 314) رقم (1905) و (5/ 502) رقم (3448)، وابن ماجه في الدُّعَاء، باب دعوة الوالد: ودعوة المظلوم (2/ 1270) رقم (3862)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 28 و 168 رقم (32 و 481)، وأحمد في "المسند"(2/ 258) وغير موضع، وابن حِبَّان في "صحيحه"(4/ 167) رقم (2688)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 329 رقم (2517)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(5/ 195) رقم (1394)، والطبراني في "الدُّعَاء"(3/ 1413 - 1414) رقم (1314)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(1/ 208 - 209) رقم (230)، من طريق يحيى بن أبي كَثِير، عن أبي جعفر، عن أبي هريرة.

قال التِّرْمِذِيُّ في الموضع الثاني رقم (3448): "هذا حديث حسن".

وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"(13/ 252) رقم (7501): "إسناده صحيح".

(1)

تَصَحَّفَ في "المجمع" إلى "يزيد".

ص: 554

أقول: تصحيح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله لإِسناده، محلُّ نظر، فإنَّه منقطع بين (أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب) وبين (أبي هريرة)، حيث إنَّه لم يدركه. انظر "التهذيب"(9/ 352).

وقد ذُكِرَ في بعض الروايات ما يفيد أنَّ (أبا جعفر) ليس هو (محمد بن عليّ)، وإنما هو رجل آخر مجهول كما نصَّ على ذلك الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 511). وانظر "السنن" للتِّرْمِذِيّ (4/ 314) و (5/ 502)، و"التهذيب"(12/ 55).

والصَّواب فيه ما قاله التِّرْمِذِيُّ: أنَّه حسن. يعني لغيره، لكونه عُضِّدَ بحديث عقبة بن عامر السابق، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

* * *

1914 -

أخبرنا أبو سعد المَالِينيّ -قراءةً-، حدَّثنا أبو الحسن حامد بن إدريس بن محمد بن إدريس المَوْصِلِيّ -بها-، حدَّثنا عبد اللَّه بن عليّ العُمَرِي، حدَّثنا فتح بن شَخْرَف، حدَّثنا محمد بن يزيد بن سِنَان، حدَّثنا محمد بن أيوب، عن ميمون بن مِهْرَان،

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قَلَّما يوجد في آخر أُمَّتِي دِرْهَمٌ مِنْ حَلَالٍ، أو أَخٌ يُوثَقُ بِهِ".

(12/ 385) في ترجمة (الفتح بن شَخْرَف بن داود الكِسِّيّ أبو نصر).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه (محمد بن يزيد بن سِنَان الجَزَري أبو عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة الرُّهَاوي)، وقد ترجم له في:

1 -

"العلل الكبير" للتِّرْمِذِيّ (1/ 339) وفيه عن البُخَاري: روى عن أبيه أحاديث مناكير.

ص: 555

2 -

"السنن" للتِّرْمِذِيّ (5/ 180) رقم (2918) وقال: "ولا يُتَابَعُ محمد بن يزيد على روايته، وهو ضعيف".

3 -

"الجرح والتعديل"(8/ 127 - 128) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالمتين، هو أشدُّ غَفْلَةً من أبيه مع أنَّه كان رجلًا صالحًا، ولم يكن من أَحْلَاسِ

(1)

الحديث، صدوق، وكان يرجع إلى ستر وصلاح، وكان النُّفَيْلِيُّ يرضاهُ".

4 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 74).

5 -

"الكامل" لابن عدي (6/ 2263 - 2264).

6 -

"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 172) وقال: "ضعيف".

7 -

"التهذيب"(9/ 524 - 525) وفيه عن أبي داود: "ليس بشيء". وقال النَّسَائي: "ليس بالقويِّ". وقال مَسْلَمَة: "ثقة". وكذا الحاكم وثَّقه.

8 -

"التقريب"(2/ 219) وقال: "ليس بالقويِّ، من التاسعة، مات سنة عشرين -يعني ومائتين-"/ عس فق.

كما أن فيه (محمد بن أيوب الرَّقِّي)، وقد ترجم له في:

1 -

"الجرح والتعديل"(7/ 197) وفيه عن أبي حاتم: "روى عن ميمون بن مِهْرَان، روى عنه محمد بن يزيد بن سِنَان الرُّهَاوي. . . ضعيف الحديث".

2 -

"الكامل"(6/ 2264) في ترجمة (محمد بن يزيد بن سِنَان الرُّهَاوي) وقال: "عزيز الحديث. . . ليس له من الحديث إلَّا مقدار خمسة أو ستة".

3 -

"المغني"(2/ 558) وقال: "ضعَّفه أبو حاتم".

4 -

"اللسان"(5/ 86) وذكر قول أبي حاتم وابن عدي ولم يزد.

(1)

قال الفيروزآبادي في "القاموس المحيط" ص 694 مادة (حلس): "حَلَسَ في هذا الأمر، إذا لَزِمَهُ ولَصِقَ به". وذكر من معاني (الحِلْس): الكبير من الناس.

ص: 556

وصاحب الترجمة (الفتح بن شَخْرَف الكِسِّيّ)، قال الخطيب عنه:"كان قليل المسانيد كثير الحكايات". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

التخريج:

رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2264) -في ترجمة (محمد بن يزيد بن سِنَان الرُّهَاوي) -، عن أبي عَرُوبَة، حدَّثنا أبو فَرْوَة يزيد بن محمد بن يزيد، حدَّثني أبي

(1)

، حدَّثنا محمد بن أيوب الرَّقِّي، به، بلفظ:"أقلُّ ما يوجدُ في آخر الزَّمَانِ في أُمَّتي دِرْهَمٌ مِنْ حَلَالٍ، أو أَخٌ يُوثَقُ بِهِ".

قال ابن عدي عقبه: لا يرويه بهذا الإسناد إلَّا يزيد بن سنان عن محمد بن أيوب عن ميمون عن ابن عمر. وقد أُتي هذا الحديث من يزيد بن سَنَان لا من محمد بن أيوب الرَّقِّي وهو عزيز الحديث.

وذكره ابن الجَوْزِي في "العلل المتناهية"(2/ 235) فقال: "وقد روى يزيد بن سِنَان الرُّهَاوي، عن محمد بن أيوب، عن ميمون بن مِهْرَان، عن ابن عمر عن النبيِ صلى الله عليه وسلم قال: "أقل ما يوجد في آخر الزمان في أُمَّتي درهم من حلال، وأخ يوثق به". وقال: هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (يزيد بن سِنَان) ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.

و(يزيد بن سِنَان الرُّهَاوي أبو فَرْوَة)، قد ترجم له في:

1 -

"التاريخ" لابن مَعِين (2/ 672) وقال: "ليس حديثه بشيء". ومرَّةً: "ليس بثقة".

2 -

"العلل الكبير" للتِّرْمِذِيّ (1/ 339) وفيه عن البخاري: "صدوق".

(1)

هكذا في "الكامل" المطبوع: "حدَّثنا أبو فَرْوَة يزيد بن محمد بن يزيد، حدَّثني أبي". وكلام ابن عدي عقب الحديث، يفيد أنَّ (يزيدًا) لم يروه عن أبيه، وقارن بما في "الأنساب" للسَّمْعَاني (6/ 195).

ص: 557

3 -

"الضعفاء" للنَّسَائي ص 56، رقم (681) وقال:"متروك الحديث".

4 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 382 - 383).

5 -

"الجرح والتعديل"(9/ 266 - 267) وفيه عن عليّ بن المَدِيني: "ضعيف الحديث". وقال أبو حاتم: "محلُّه الصدق، والغالب عليه الغَفْلَة، يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بقوي الحديث".

6 -

"المجروحين"(3/ 106 - 108) وقال: "كان ممن يخطئ كثيرًا حتى يروي عن الثقات ما لا يُشبه حديث الأثبات، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا وافق الثقات فكيف إذا انفرد بالمعضلات".

7 -

"الكامل"(7/ 2723 - 2726) وقال: "عامَّة حديثه غير محفوظ". وفيه عن أحمد: "ضعيف".

8 -

"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 398 رقم (589).

9 -

"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 172) وقال: "ضعيف".

10 -

"التهذيب"(11/ 335 - 336) وفيه عن البخاري: "مُقَارِبُ الحديث". وقال أبو داود: "ليس بشيء". وذكر ابن حَجَر أقوالًا أخرى.

11 -

"التقريب"(2/ 366) وقال: "ضعيف، من كبار السابعة، مات سنة خمس وخمسين -يعني ومائة-، وله ست وسبعون"/ ت ق.

والحديث عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 136) إلى ابن عدي وابن عساكر فحسب.

* * *

1915 -

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي، حدَّثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن الحسن بن سليمان بن النَّخَّاس المُقْرِئ، حدَّثنا فتح بن خَلَف أبو نصر الثُّومِي، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثنا قُرَّان بن تَمَّام الأَسَدي، عن

ص: 558

سُهَيْل

(1)

بن أبي صالح، عن أبيه،

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قال لا إله إلا اللَّهُ وحدهُ لا شريكَ له، له المُلْكُ ولهُ الحمدُ وهو على كُلِّ شيءٍ قديرٌ، بعدما يصلِّي الغَدَاةَ عَشْرَ مرَّاتٍ: كَتَبَ اللَّهُ له عَشْرَ حَسَنَاتٍ، ومَحَا عنه عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، ورَفَعَ له عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وكُنَّ لَهُ بِعَدْلِ عِتْقِ رَقَبَتَيْنِ مِنْ وَلَدِ إسماعيلَ وكُنَّ له حِجَابًا مِنَ النَّارِ".

"أخبرنا أبو عمر بن مهدي، وجماعة، قالوا: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدثنا الحسن بن عَرَفَة، بإسناده نحوه".

(12/ 389) في ترجمة (الفتح بن خَلَف بن مَاهَك الثُّومِيّ أبو نصر).

مرتبة الحديث:

في إسناده (أبو العلاء محمد بن عليّ بن أحمد الواسطي)، وهو صاحب تخليط لا يُوثق به كما قال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(2/ 618). وقد تقدَّمت ترجمته وفي حديث (430)، لكن تابعه أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، وأبو الحسين محمد بن الحسين القطَّان، وغيرهما، من الثقات، كما سيأتي في حديث (1937).

وفيه صاحب الترجمة (الفتح بن خَلَف الثُّومي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. كما ترجم له السَّمْعَاني في "الأنساب"(3/ 148) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا أيضًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. وقد تابعه (إسماعيل بن محمد الصَّفَّار) -وهو ثقة- كما تقدم. وسيأتي في حديث (1937).

و(قُرَّان بن تَمَّام الأَسَدي الكوفي)، ترجم له في:

(1)

تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "سهل". والتصويب من "جزء" الحسن بن عرفة ص 51، ومن مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (266).

ص: 559

1 -

"الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 399) وقال: "كانت عنده أحاديث ومنهم من يستضعفه".

2 -

"تاريخ ابن معين"(2/ 486) وقال: "ثقة".

3 -

"الجرح والتعديل"(7/ 144) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ ليِّن".

4 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 23).

5 -

"تاريخ بغداد"(12/ 472 - 473) وفيه عن أحمد بن حنبل: "ثقة". وقال مرَّة: "ليس به بأس". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "ثقة".

6 -

"التقريب"(2/ 124) وقال: "صدوق ربما أخطأ، من الثامنة، مات سنة أحدى وثمانين -يعني ومائة-".

فأقل أحواله أنه صدوق، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

و(سُهَيل بن أبي صالح ذَكْوَان السَّمَّان المَدَني أبو يزيد): ثقة تغيَّر حفظه بأَخَرَة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (266).

والحديث عن الحسن بن عَرَفَة، عن قُرَّان، به، إسناده حسن.

التخريج:

رواه الحسن بن عَرَفَة في "جزئه" ص 51، رقم (18) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.

وإسناده حسن، رجاله ثقات رجال مسلم، عدا (قُرَّان بن تمَّام) فإنَّه صدوق.

وللحديث تتمة عند ابن عَرَفَة هي: "وكُنَّ له حِجَابًا مِنَ الشَّيْطَانِ حتَّى يُمْسِي، فَإنْ قَالَهَا حين يُمْسِي كان له مِثْلُ ذلك، وكُنَّ له حِجَابًا مِنَ الشَّيْطَانِ حتَّى يُصْبِحَ".

وقد رواه الخطيب في "تاريخه"(12/ 472 - 473)، عن ابن عَرَفَة من طريقه هذا بتمام الحديث.

ص: 560

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 807 - 808) إلى ابن صَصْرَى في "أماليه" فقط!

وللحديث شاهد من حديث أبي أيوب الأنصاري مرفوعًا بنحوه، رواه أحمد في "المسند"(5/ 414 - 415 و 415) و (5/ 420)، والطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 221) رقم (4089)، وفي "الدعاء"(2/ 950 - 951) رقم (337) و (338)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(3/ 236 - 237) رقم (2020 و 2021).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 112): "رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجال أحمد ثقات، وكذلك بعض أسانيد الطبراني".

وقال المُنْذِرِيُّ في "الترغيب والترهيب"(1/ 455 - 456): "رواه أحمد والنَّسَائي. . وابن حِبَّان في "صحيحه". . ورواه الطبراني بنحو أحمد، وإسنادهما جيِّد".

وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(11/ 205) -في الدعوات، باب فضل التهليل-، بعد أن عزاه لأحمد في "المسند":"وسنده حسن".

* * *

1916 -

أخبرنا ابن بُكَيْر المُقْرِئ، حدَّثنا أبو شُجَاع فارس بن صَافي الورَّاق -إملاءً من كتابه-، حدَّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد اللَّه -وعبد اللَّه بلقَّب أبا الثَّلْج- قال: حدَّثنا محمد بن عليّ بن خَلَف العَطَّار، حدَّثنا عمرو بن عبد الغفَّار، عن سفيان الثَّوْري، عن حسين بن عبد اللَّه الهاشمي، عن عِكْرِمَةَ،

عن ابن عبَّاس قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَبَّل الحَجَرَ.

(12/ 391) في ترجمة (فارس بن صَافِي الورَّاق أبو شُجَاع).

ص: 561

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وتقبيلُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم للحَجَرِ الأسودِ، ثابتٌ في الأحاديث الصحيحة.

ففيه (حسين بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عبَّاس بن المُطَّلِب الهاشمي)، وهو ضعيف. قال العُقَيْلِي:"له غير حديث لا يُتَابَعُ عليه من حديث ابن عبَّاس". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1812).

وفيه أيضًا صاحب الترجمة (فارس بن صَافِي الورَّاق)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

و(ابن بُكَيْر المقرئ) هو (محمد بن عمر بن بُكَيْر النَّجَّار أبو بكر): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (665).

التخريج:

لم أقف عليه بهذا اللفظ من حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

لكن روى ابن خُزَيْمة في "صحيحه"(4/ 217) رقم (2727)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 456)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 76)، من طريق عبد اللَّه بن مسلم بن هُرْمُز، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس:"أنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَبَّلَ الرُّكْنَ اليَمَانِيَّ وَوَضَعَ خَدَّهُ عليهِ".

قال الحاكم: "صحيح الإسناد". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "عبد اللَّه بن مسلم بن هُرْمُز ضعَّفه غير واحد. وقال أحمد: صالح الحديث".

وقال البيهقي: "تفرَّد به عبد اللَّه بن مسلم بن هُرْمُز وهو ضعيف. والأخبار عن ابن عبَّاس: في تقبيل الحَجَر الأسود والسجود عليه، إلَّا أن يكون أراد بالرُّكْنِ

ص: 562

اليَمَاني الحَجَر الأسود فإنَّه أيضًا يسمَّى بذلك

(1)

فيكون موافقًا لغيره".

ورواه أبو يعلى في مسنده (4/ 472 - 473) رقم (2605) من طريق عبد اللَّه بن مسلم، عن سعيد بن جُبَيْر، به.

ورواه الشَّافِعِي في "مسنده"(1/ 342)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 75)، عن ابن عبَّاس موقوفًا عليه بلفظ:"أنَّه قَبَّلَ الرُّكْنَ ثُمَّ سَجَدَ عليه ثم قَبَّلَهُ ثم سَجَدَ عليه ثَلاثَ مَرَّاتٍ".

وتقبيل النبيِّ صلى الله عليه وسلم للحَجَر الأسود ثابت في الصحيح من الحديث. انظر في ذلك: "جامع الأصول"(3/ 173) وما بعد، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 246)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (5/ 74).

ومن ذلك ما رواه البخاري في الحج، باب ما ذكر في الحَجَر الأسود. . . (3/ 462) رقم (1597)، ومسلم في الحج، باب استحباب تقبيل الحَجَر الأسود (2/ 925) رقم (1270)، وغيرهما، عن عمر رضي الله عنه:"أنَّه جاء إلى الحَجَرِ الأسود فَقَبَّلَهُ فقال: إنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لا تَضُرُّ ولا تَنْفَعُ، ولولا أنِّي رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ ما قَبَّلْتُكَ".

* * *

1917 -

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصَّلْت الأهْوَازي، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي، حدَّثنا أبو بكر بن زَنْجُوْيَه، حدَّثنا فُضَيْل بن عبد الوهاب، حدَّثنا أبو وَكِيع، عن عبد اللَّه بن مُجَالِد، عن مجاهد،

(1)

قال النووي في "شرح صحيح مسلم"(9/ 14) عند شرحه لحديث ابن عمر: "لَمْ أَرَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ مِنَ البَيْتِ إلَّا الرُّكْنَيْنِ اليَمَانِيَيْنِ": "فالرُّكْنَان اليَمَانِيَّان: هما الرُّكْنُ الأسودُ والرُّكْنُ اليَمَانِيُّ وإنما قيل لهما اليَمَانِيَّان للتغليب كما قيل في الأب والأُمِّ: الأَبَوَان. . .".

ص: 563

عن ابن عمر قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "رَكْعَتَا الغَدَاةِ لا تَدَعْهُمَا فإنَّ فيهما الرَّغَائِبَ".

(12/ 393) في ترجمة (الفُضَيْل بن عبد الوهاب الغَطَفَانِيّ أبو محمد).

مرتبة الحديث:

حسن لغيره.

ورجال إسناد الخطيب حديثهم حسن عدا (أبي وكيع) وهو (الجَرَّاحُ بن مَلِيح بن عدي الرُّؤاسِيّ الكوفي -والد وَكِيع بن الجَرَّاح-)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 78) وقال: "ثقة".

2 -

"الجرح والتعديل"(2/ 523) وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف الحديث". وقال أبو حاتم: "لا يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به".

3 -

"الكامل"(2/ 584 - 585) وقال: "ولأبي وكيع هذا أحاديث صالحة، وروايات مستقيمة، وحديثه لا بأس به وهو صدوق، ولم أجد في حديثه منكرًا فأذكره".

4 -

"تاريخ بغداد"(7/ 252 - 253) وفيه عن أبي داود: "ثقة". وعن محمد بن عبد اللَّه بن عَمَّار المَوْصِلي: "ضعيف". وعن البَرْقَاني أنَّه سأل الدَّارَقُطْنِيَّ عنه فقال: "ليس بشيء هو كثير الوَهَم. قلتُ: يُعْتَبَرُ به؟ قال: لا". وعن ابن سعد: "كان ضعيفًا في الحديث

(1)

وكان عَسِرًا في الحديث ممتنعًا به".

5 -

"تهذيب الكمال"(4/ 517 - 520) وفيه عن النَّسَائي: "ليس به بأس".

6 -

"الكاشف"(1/ 125 - 126) وقال: "وثَّقه أبو داود، وليَّنه بعضهم".

7 -

"المغني"(1/ 128) وقال: "صدوق، وقال الدَّارَقُطْنِيّ: ليس بشيءٍ".

(1)

قوله: "كان ضعيفًا في الحديث" لا يوجد في "الطبقات" لابن سعد (6/ 381) المطبوع.

ص: 564

8 -

"التقريب"(1/ 126) وقال: "صدوق يَهِم، من السابعة، مات سنة خمس -ويقال ست- وسبعين -يعني ومائة-"/ بخ م د ت ق.

والحديث ورد من طرق أخرى تقوِّي هذا الطريق وتعضده. وقد سبق الكلام عليها في حديث (57).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (57).

* * *

1918 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد اللَّه بن إسحاق بن إبراهيم البَغَويّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن كثير الدَّوْرَقِيّ أبو العبَّاس، وأحمد بن زهير، قالا: حدَّثنا الفَيْض بن وَثِيق بن يوسف بن عبد اللَّه بن عثمان بن أبي العاص -قال أحمد بن زهير: قدم علينا سنة أربع وعشرين ومائتين-، حدَّثنا الفضل بن عَمِيْرَة، حدَّثني ميمون الكُرْدِيّ -مولى عبد اللَّه بن عامر أبو نُصَيْر-، عن أبي عثمان النَّهْدِيّ،

عن عليّ بن أبي طالب قال: مررتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بحديقةٍ، فقلتُ يا رسول اللَّه ماَ أحْسَنَهَا! قال:"لَكَ في الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْهَا". حتَّى مررتُ بِسَبْعِ حَدَائِقَ -وقال أحمد بن زهير: بتسع حدائق-، كُلُّ ذلك أقولُ له، ويقولُ:"لَكَ في الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْهَا". قال ثم جَذَبَنِي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وبَكَى، فقلت: يا رسول اللَّه ما يُبْكِيكَ؟ قال: "ضَغَائِنُ في صُدُورِ رِجَالٍ عَلَيْكَ، لَنْ يُبْدُوهَا لَكَ إلَّا مِنْ بَعْدِي"

(1)

، فقلتُ بسلامةٍ من دِيْنِي؟ قال:"نعم بِسَلامَةٍ مِنْ دِيْنِكَ".

(12/ 398) في ترجمة (الفَيْض بن وَثِيق بن يوسف الثَّقَفِيّ).

(1)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "للأمر بعدي". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 617، ومن المصادر التي روت الحديث، والمذكورة في التخريج.

ص: 565

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف.

ففيه صاحب الترجمة (الفَيْض بن وَثِيق بن يوسف الثَّقَفِيّ)، قال الذَّهَبِيُّ:"مقارب الحال إن شاء اللَّه". ووثَّقه ابن حِبَّان، وكذَّبه ابن مَعيِن. وتقدَّمت ترجمته في حديث (694). وقد تُوبع كما سيأتي.

وفيه أيضًا (الفَضْل بن عَمِيرة القَيْسِيّ الطُّفَاويّ أبو قُتَيْبَة البَصرِيّ)، وقد ترجم له في:

1 -

"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 443 - 444) وقال: "لا يُتَابَعُ على حديثه".

2 -

"الجرح والتعديل"(7/ 65) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.

3 -

"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 5).

4 -

"الميزان"(3/ 355) وقال: "مُنْكَرُ الحديث".

5 -

التهذيب" (8/ 281) وقال: "ذكره السَّاجِيُّ في الضعفاء وقال: في حديثه ضَعْفٌ وعنده مناكير".

6 -

"التقريب"(1/ 111) وقال: "فيه لِيْنٌ، من السابعة"/ عس.

التخريج:

رواه أبو يعلى في "مسنده"(1/ 426 - 427) رقم (565)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (2/ 293) رقم (716)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 199)، من طريق حَرَمِي بن عُمَارَة، عن الفضل بن عَمِيرة القَيْسِيّ، به.

قال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوى عن عليٍّ إلَّا من هذا الوجه، بهذا الإِسناد، ولا نعلمُ روى أبو عثمان عن عليٍّ إلَّا هذا".

ص: 566

وقال الحاكم: "صحيح الإِسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.

أقول: في تصحيح الحاكم لإِسناده وموافقة الذَّهَبِيّ له، نظر. فإنَّ في إسناده (الفضل بن عَمِيرة القَيْسِيّ الطُّفَاوِيّ)، ضعَّفه الذَّهَبِيُّ نفسه في "ميزان الاعتدال"(3/ 355)، وقال بعد أن ذكر توثيق ابن حِبَّان له:"قلتُ بل هو منكر الحديث" وساق حديث عليٍّ هذا!!

ورواه الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 355) في ترجمة (الفضل بن عَمِيرة)، بإسناده إلى حَرَمِي بن عُمَارة، عن الفضل بن عَمِيرة، به؛ وقال:"رواه النَّسَائي في "مسند عليٍّ"، من طريق حَرَمِي، ورواه البَغَوي عن القَوَارِيري عن حَرَمِي".

ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 240 - 241) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (الفّيْض بن وَثِيق). ولم يعزه محقق "العلل" إلَّا للخطيب!

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 188): "رواه أبو يعلى والبزَّار، وفيه الفضل بن عَمِيرة، وثَّقه ابن حِبَّان، وضعَّفه غيره، وبقية رجاله ثقات".

ورواه عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل في زيادات "فضائل الصحابة" لأبيه (2/ 651 - 652) رقم (1109)، من الطريق المتقدِّم مختصرًا.

وعزاه في "الكنز"(13/ 176) رقم (36523) إلى أبي الشيخ في كتاب "القطع والسرقة"، وابن النَّجَّار في "تاريخه"، أيضًا.

* * *

1919 -

أخبرني الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا يوسف بن عمر القَوَّاس، حدَّثنا أبو الطَّيِّب محمد بن الفَرُّخَان -قدم علينا-، حدَّثني أبي: الفَرُّخَان بن رُوْزَبَة -مولى المتوكِّل على اللَّه-، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة،

ص: 567

حدَّثنا

(1)

أبو معاوية الضَّرير، حدَّثنا محمد بن خَازِم، عن الأَعْمَش، عن أبي وائل،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ للمُعَلِّمين وأَطِلْ أَعْمَارَهُمْ، وأَظِلَّهُمْ تحتَ ظِلِّكَ، فإنَّهم يُعَلِّمُوَن كِتَابَكَ المُنَزَّلَ".

(12/ 399) في ترجمة (الفَرُّخان بن رُوْزَبَة -مولى المتوكِّل على اللَّه-).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (275).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (275).

* * *

1920 -

أخبرنا عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، أخبرنا حبيب بن الحسن القَزَّاز، ومحمد بن أحمد بن قريش البزَّاز، قالا: حدَّثنا محمد بن يحيى المَرْوَزي، أخبرنا أبو عبيد، حدَّثنا حجَّاج، عن شُعْبَة، عن عمر

(2)

بن أبي وَهْب الخُزَاعي، عن موسى بن ثَرْوَان

(3)

البَجَلي عن طَلْحَة بن عبيد اللَّه بن كَرِيز الخُزَاعي،

(1)

سقطت كلمة "حدثنا" من المطبوع. وهي مثبتة في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 617، وفي "الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 221) -وهو يرويه عن الخطيب-.

(2)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "عمرو". والتصويب من "المسند"(6/ 234)، و"الجرح والتعديل"(6/ 140)، وغيرهما.

(3)

صُحِّفَ في المطبوع إلى: "ثوران". والتصويب من "التاريخ الكبير" للبخاري (7/ 281)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (8/ 138). وقال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب" (2/ 281):"ويقال بالفاء بدل المثلثة، ويقال بالسين المهملة".

ص: 568

عن عائشة قالت: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا تَوَضَّأَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ.

(12/ 414) في ترجمة (القاسم بن سَلَّام بن عبيد).

مرتبة الحديث:

إسناده فيه ضعف. والحديث له شواهد كثيرة يصحُّ بمجموعها.

فيه شيخ الخطيب (عليّ بن أحمد بن محمد الرَّزَّاز)، قال الخطيب عنه في "تاريخه" (11/ 331):"إلى الصِّدْقِ ما هو". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (639).

كما أنَّ فيه (حَجَّاج) وهو (ابن محمد المِصِّيْصِيّ الأَعْوَر التِّرْمِذِيّ الأصل أبو محمد)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 154):"ثقة ثَبْت لكنَّه اختلط في آخر عمره لمَّا قدم بغداد قبل موته". وانظر "التهذيب"(2/ 205 - 206)، و"الكواكب النَّيِّرات" ص 456 - 458 - الملحق-.

وباقي رجال إسناده حديثهم حسن.

التخريج:

رواه أحمد في "المسند"(6/ 234) من طريقين:

الأول: عن زيد بن الحُبَاب، عن عمر بن أبي وَهْب، به

(1)

.

الثاني: عن عليّ بن موسى، عن عبد اللَّه بن المُبَارَك، عن عمر بن أبي وَهْب، به.

ورواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 150)، عن أبي بكر محمد بن داود، عن محمد بن أيوب، عن هلال بن فَيَّاض، عن عمر بن أبي وَهْب، به. وصحَّحه الحاكم، ووافقه الذَّهَبِيُّ.

(1)

أقول: وقع في "المسند" المطبوع هكذا: "عمر بن أبي وَهْب النصري قال: حدَّثني موسى بن طلحة". والصواب: ". . . حدَّثني موسى، عن طلحة".

ص: 569

وقال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 86) بعد أن عزاه لأحمد: "وإسناده حسن".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 235): "رواه أحمد ورجاله موثَّقون".

أقول: نقل الخطيب عقب روايته للحديث عن عبد الغني بن سعيد الحافظ قوله: بأنَّ حديث عائشة هذا من طريق شُعْبَة عن عمر بن أبي وَهْب لم يروه إلَّا أبو عبيد القاسم بن سَلَّام، وأنَّه لم يروه عنه إلَّا محمد بن يحيى المَرْوَزِي. وهذا موضع نظر، يُعْرَفُ ممَّا ذكرته من الطرق المتقدِّمة.

وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(7/ 184 - 186)، و"نصب الراية" للزَّيْلَعي (1/ 23 - 26)، و"خلاصة البدر المنير" لابن المُلَقِّن (1/ 35 - 36)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 85 - 87)، و"مجمع الزوائد"(1/ 235 - 236)، و"مصباح الزجاجة"(1/ 61 - 62).

ومن هذه الشواهد ما ذكره الإِمام ابن المُلَقِّن في "خلاصة البدر المنير"(1/ 35 - 36)، عن عثمان بن عفَّان رضي الله عنه:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ"، وقال في تخريجه: "رواه أحمد والدَّارِمي والبزَّار والتِّرْمِذِيّ وابن ماجه والدَّارَقُطْنيُّ والحاكم والبيهقي. قال التِّرْمِذِيُّ: حسن صحيح. وقال البيهقي: قال البخاري: إنَّه حسن. وقال التِّرْمِذِيُّ: قال البخاري: إنَّه أصحُّ شيء في الباب. وقال الحاكم: إسناده صحيح، وقد احتجا بجميع رواته غير عامر ولا أعلم فيه طعنًا

(1)

. قال: وله شواهد فذكرها، وصحَّحه ابن حِبَّان أيضًا".

* * *

(1)

قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 85) بعد ذكر قول الحاكم هذا: "وليس كما قال، فقد ضعَّفه يحيى بن مَعِين".

ص: 570

1921 -

أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر القاضي، أخبرنا عثمان بن أحمد -المعروف بابن السَّمَّاك-، حدَّثنا إسحاق بن سُنَيْن قال: حدَّثني أبو عمرو.

وأخبرني الحسن بن أبي بكر، وعثمان بن محمد بن محمد بن يوسف العَلَّاف، قالا: أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِي.

وأخبرنا أبو بكر أحمد بن طلحة بن أحمد بن هارون الواعظ -واللفظ له-، حدَّثنا أبو بكر الشَّافِعِي، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم بن سُنَيْن، حدَّثنا أبو عمرو القاسم بن عمر بن عبد اللَّه بن مالك بن أبي أيوب الأنصاري، حدَّثنا داود بن أبي هند قال: حدَّثني عامر الشَّعْبِي، عن طاوس،

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أداءُ الحقوقِ، وحِفْظُ الأَمَانَاتِ، دِيْنِي ودينُ النَّبِيِّن مِنْ قَبْلِي، وقد أُعطيتم ما لم يُعْطَ أحدٌ مِنَ الأُمَمِ، إنَّ اللَّه تعالى جعل قُرْبَانَكُم الاستغفار، وجعل صلاتكم الخمس بالأَذَانِ والإِقامةِ، ولم تُصَلِّهَا أُمَّةٌ قَبْلَكُمْ، فحافظوا على صلواتكم، وأي عبدٍ صلَّى الفريضةَ ثم استغفرَ اللَّهَ عَشْرَ مرَّاتٍ لم يقم من مَقَامِهِ حتَّى تُغْفَرَ له ذنوبه ولو كانت مثل رَمْلِ عالجٍ وجبالِ تِهَامَة".

(12/ 424) في ترجمة (القاسم بن عمر بن عبد اللَّه بن مالك بن أبي أيوب الأنصاري أبو عمرو).

مرتبة الحديث:

موضوع.

وآفته صاحب الترجمة (القاسم بن عمر بن عبد اللَّه بن مالك بن أبي أيوب الأنصاري أبو عمرو)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ بغداد"(12/ 423 - 424) وذكر عن إسحاق بن إبراهيم

ص: 571

الخُتُّلِيّ أنَّه سمع منه سنة (224 هـ) وقد أتى عليه (129) أو (127) سنة. وقال الخطيب عن حديثه هذا: "منكر جدًّا".

2 -

"ميزان الاعتدال"(3/ 176) وقال: "ليس بشيء، حديثه منكر، رواه عنه إسحاق الخُتُّلِيّ، فلا يُفْرَحُ بعُلُوِّه. والخُتُّلِيُّ صاحب عجائب". وذكر الذَّهَبِيُّ أنَّ (القاسم) هو آفة هذا الحديث.

3 -

"المغني"(2/ 520) وقال: "ليس بشيء، فإنَّ حديثه منكر جدًّا، رواه عنه الخُتُّلِيّ".

4 -

"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" ص 338 رقم (595).

كما أنَّ في إسناده (إسحاق بن إبراهيم بن سُنَيْن الخُتُّلِيّ أبو القاسم): ليس بالقويِّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1683).

قال الخطيب عقب روايته له: "لا اعلم روي هذا الحديث عن داود بن أبي هند غير هذا الشيخ، وهو منكر جدًّا".

التخريج:

لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 29) إليه وحده، ونقل قوله السابق.

وذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 376) في ترجمة (القاسم بن عمر الأنصاري) من الطريق المتقدِّم، وقال:"هذا موضوع، وآفته القاسم". وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 465 - 465).

غريب الحديث:

قوله: "مثل رمال عَالِجٍ": "عَالِج: رِمَالٌ بين فَيْد والقُرَيَّات ينزلها بعض طيئ، متصلة بالثعلبية". "مراصد الاطلاع"(2/ 911).

* * *

ص: 572

1922 -

أخبرنا يوسف بن رَبَاح البَصْرِي، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس -بِمِصْرَ-، حدَّثنا أحمد بن الحسن بن هارون الصَّبَّاحي، حدَّثنا أبو محمد قاسم الوزَّان البغدادي المقرئ، حدَّثنا محمد بن فُضَيْل، حدَّثنا عاصم، عن أبي عثمان،

عن سلمان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَكُنْ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ السُّوقَ، ولا تَكُنْ آخر مَنْ يَخْرُجُ منها، فإنَّ فيها بَاضَ الشَّيْطَانُ وَفَرَّخَ".

(12/ 426) في ترجمة (القاسم بن يزيد بن كُلَيْب المُقْرِئ الوزَّان أبو محمد).

مرتبة الحديث:

في إسناده شيخ الخطيب (يوسف بن رَبَاح بن عليّ الشَّاهِد البَصْرِيّ أبو محمد)، وقد ترجم له في "تاريخه" (14/ 328) وقال:"كتبنا عنه، وكان سماعه صحيحًا، ويقال إنَّه كان معتزليًا". ولم يزد على ذلك. ولم أقف على من ذكره بجرحٍ أو تعديلٍ. وكانت وفاته سنة (440 هـ).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (القاسم بن يزيد المُقْرِئ الوزَّان)، حيث نقل الخطيب عن ابن أبي سعد -عبد اللَّه الورَّاق- قوله فيه:"كان شيخ صدق من الأخيار". ولم يزد على ذلك. ولم أقف على من ترجم له غيره. وكانت وفاته سنة (252 هـ).

و (عاصم) هو (ابن سليمان الأَحْوَل): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1344).

و (أبو عثمان) هو (النَّهْدِيّ، عبد الرحمن بن مُلَّ): ثقة ثَبْتٌ مُخَضْرَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (2).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

وهو في "صحيح مسلم"، عن سلمان رضي الله عنه موقوفًا عليه من قوله بنحوه.

ص: 573

التخريج:

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 304) رقم (6118)، عن محمد بن العبَّاس الأَخْرَم الأَصْبَهَاني، حدَّثنا القاسم بن يزيد بن كُلَيْب، به.

ومن طريق عاصم، عن أبي عثمان، عن سلمان مرفوعًا به، رواه أبو بكر البَرْقَاني في "مُستَخْرَجِهِ" كما في "فتح الباري"(9/ 5) -في أول كتاب فضائل القرآن-، و"رياض الصالحين" للنووي ص 686 في آخره في باب المنثورات والمُلَح.

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 309) رقم (6131)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 101 - 102)، وعنه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 100)، من طريق يزيد بن سفيان، عن سليمان التَّيْمي، عن أبي عثمان النَّهْدِي، عنه، به مرفوعًا. إلَّا أنَّ لفظ آخره عندهم:"فإنَّها مَعْرَكَةُ -أو قال: مَرْبَضُ- الشَّيْطان، وبها نَصَبَ رَايَتَهُ".

قال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ. قال ابن حِبَّان: لا يجوز الاحتجاج بيزيد إذا انفرد لكثرة خطئه ومخالفة الثقات، روى عن سليمان التَّيْمِيّ نسخةً مقلوبةً".

أقول: (يزيد بن سفيان بن عبيد اللَّه بن رَوَاحَة البَصْرِيّ أبو خالد)، ضعيف جدًّا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (602).

والحديث ذكره ابن طاهر المَقْدِسي في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 250 رقم (971) وقال: "فيه يزيد بن سفيان لا يُحْتَجُّ به إذا انفرد".

وقد ذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(5/ 71) رقم (7490) عن سلمان بلفظ حديث الخطيب.

ص: 574

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 77): "رواه الطبراني في "الكبير"، وفي الرواية الأولى: القاسم بن يزيد، فإن كان هو (الجَرْمِيُّ)، فهو ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح. وفي الثانية يزيد بن سفيان وهو ضعيف".

أقول: (القاسم بن يزيد) ليس هو (الجَرْمِي) بل هو (المقرئ الوزَّان أبو محمد) كما تقدَّم. ولا أدري كيف فات ذلك على الهيثمي، مع أنَّ الطبراني قد صرَّح في الإسناد بأنَّه (القاسم بن يزيد بن كُلَيْب)، ولا يُعْرَفُ من اسمه (كُلَيْب) في آباء (الجّرْمِيّ)، فضلًا عن أنَّ (الجَرْمِيّ) متقدِّم الطبقة عن (الوزَّان)، فوفاة (الجَرْمِيّ) سنة (194 هـ) كما في "التقريب"(2/ 121)، ووفاة (الوزَّان) سنة (252 هـ) كما في "تاريخ بغداد"(12/ 426).

ورواه مسلم في "صحيحه" في فضائل الصحابة، باب من فضائل أُمِّ سَلَمَة (4/ 196) رقم (2451) من طريق مُعْتَمِر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عثمان، عن سلمان موقوفًا عليه من قوله، بلفظ حديث الطبراني الثاني.

* * *

1923 -

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصَّلْت الأَهْوَازي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا القاسم بن هاشم السِّمْسَار، حدَّثنا الصَّبَّاح بن عبد اللَّه الرَّمْلِي، حدَّثنا صَبِيح مولى عائشة أُمِّ المؤمنين قال:

سمعت عائشة تقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ شَرِبَ نَبِيذًا فَاقْشَعَرَّ منه مَفْرِقُ رَأْسِهِ فَالْحَسْوَةُ منه حَرَامٌ".

(12/ 430) في ترجمة (القاسم بن هاشم بن سعيد السِّمْسَار).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ص: 575

وآفته (صَبيح بن سعيد النَّجَاشِيّ)، وقد ترجم له في:

1 -

"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 267) وفيه عن الدُّوري قوله: "سمعت يحيى بن مَعِين وأبا خَيْثَمة يقولان: كان يحدِّث عن عثمان بن عفَّان وعائشة أُمِّ المؤمنين، وكان كذَّابًا خبيثًا".

2 -

"المجروحين"(1/ 378) وقال: "كان يزعم أنَّه مولى عائشة، روى عن عثمان بن عفَّان وعائشة. . . يروي عن أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما ليس من أحاديثهم".

3 -

"الكامل"(4/ 1405) وقال: "وصَبِيح هذا لا أعرف له حديثًا فأذكره"! أقول: ذكر له ابن حِبَّان ثلاثة أحاديث، حديث عائشة هذا أحدها.

4 -

"ميزان الاعتدال"(2/ 307) وفيه عن أبي داود: "ليس بشيء".

5 -

"لسان الميزان"(3/ 181).

التخريج:

رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 378) -في ترجمة (صَبِيح بن سعيد النَّجَاشِيّ) -، عن عبد اللَّه بن محمد بن حَيَّان الفَرْوي، حدَّثني أبي، حدَّثنا غسان بن الفضل السِّجْزِيّ، عن صَبِيح، عنها، به. لكن ليس عنده قوله:"مفرق رأسه".

وذكره ابن طاهر المَقْدِسي في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 217 رقم (815) وقال: "فيه صَبِيح بن سعيد النَّجَاشِيّ كذَّبه ابن مَعِين".

وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 788) إلى الخطيب وحده.

* * *

ص: 576

1924 -

أخبرنا البَرْقَاني قال: أَجَازَ لي أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، وحدَّثني به محمد بن أبي الفَوَارس عنه قال: حدَّثنا أبو بكر بن عُمَيْر، حدَّثني القاسم بن أحمد بن محمد البغدادي -بأَنْطَاكِيَة-، حدَّثنا عيسى بن عبد اللَّه بن سليمان القُرَشِي -إملاءً من كتابه-، حدَّثنا آدم بن أبي إياس، عن شُعْبَة، عن ثابت،

عن أنس، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"العَائِدُ في هِبَتِهِ كالعَائِدِ في قَيْئِهِ".

(12/ 435 - 436) في ترجمة (القاسم بن أحمد بن محمد البغدادي).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.

ففيه (عيسى بن عبد اللَّه بن سليمان العَسْقَلانِيّ القُرَشِيّ)، قال ابن عدي:"ضعيف يسرق الحديث". ووثَّقه ابن حِبَّان. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1639).

كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (القاسم بن أحمد البغدادي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

التخريج:

لم يروه من حديث أنس رضي الله عنه غير الخطيب فيما وقفت عليه.

وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 429) إليه وحده.

وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"السنن الكبرى" للبيهقي (6/ 178 - 180)، و"نصب الراية"(4/ 124 - 126)، و"جامع الأصول"(11/ 615) وما بعد، و"مجمع الزوائد"(4/ 153).

ص: 577

ومن هذه الشواهد، ما رواه البُخَاري في الهِبَة، باب لا يحل لأحد أن يرجع في هبته وصدقته (5/ 234) رقم (2621)، ومسلم في الهبات، باب تحريم الرجوع في الصدقة والهبة بعد القبض. . . (3/ 1241) رقم (1622)، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بمثل لفظ حديث أنس.

ورواه البُخَاري في الموطن السابق رقم (2622) عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ: "لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السَّوْءِ، الذي يعودُ في هِبَتِهِ كالْكَلْبِ يَرْجِعُ في قَيْئِهِ".

* * *

1925 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الصمد بن عليّ الطَّسْتِي، حدَّثنا القاسم بن عبد الرحمن الأَنْبَارِيّ، حدَّثنا يحيى بن هاشم السِّمْسَار، حدَّثنا هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نَبَاتُ الشَّعْرِ في الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الجُذَامِ".

(12/ 437) في ترجمة (القاسم بن عبد الرحمن بن زياد الأَنْبَارِيّ).

مرتبة الحديث:

موضوع.

ففي إسناده (يحيى بن هاشم السِّمْسَار الغَسَّانِيّ)، وهو كذَّاب. وتقدَّمت ترجمته في حديث (643).

وصاحب الترجمة (القاسم بن عبد الرحمن الأَنْبَارِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

قال الإِمام عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي كما في "الكامل"(1/ 368) في ترجمة (أشعث بن سعيد السَّمَّان): "هذا الحديث عندي باطل".

ص: 578

وقال الإِمام ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 172) في ترجمة (أشعث السَّمَّان): "هذا مَتْنٌ باطلٌ لا أَصْلَ له".

وفي "الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 171) عن الإِمام أحمد بن حَنْبَل وقد سُئِلَ عن هذا الحديث، فقال:"ليس من ذا شيءٌ". وعن الإِمام يحيى بن مَعِين قال: "هذا حديث باطل ليس له أصل".

وقال ابن عدي في "الكامل"(6/ 2236) في ترجمة (محمد بن يوسف الفِرْيَابي) بعد أن ساقه عن مجاهد من قوله: "هذا حديث باطل لا أصل له".

وقال الإِمام ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة في "المَنَار المُنِيف" ص 61 - 62 عند ذكره للكليات التي يُعْرَفُ بها كون الحديث موضوعًا: "ومنها أن يكون كلامُه لا يُشْبِهُ كلامَ الأنبياء، فضلًا عن كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الذي هو وحي يُوحي. . . فيكون الحديث ممَّا لا يُشْبِهُ الوحي، بل لا يُشْبِهُ كلامَ الصحابة". ثم ذكر أمثلة على ذلك، منها حديث السيدة عائشة هذا.

التخريج:

للحديث عن السيدة عائشة طرق:

الأول: عن يحيى بن هاشم السِّمْسَار، عن هشام بن عُرْوَة، به.

رواه تمَّام الرَّازِيّ في "فوائده"(1/ 137) رقم (443 و 444)، وابن الأعرابي في "معجمه"(2/ 349 - 350) رقم (314)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 125) -في ترجمة (يحيى السِّمْسَار) -، وهو كذَّاب كما تقدَّم.

الثاني: عن أبي الرَّبيع أشعث بن سعيد السَّمَّان، عن هشام بن عُرْوَة، به.

رواه أبو يعلى في "مسنده"(7/ 332) رقم (4368)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 387) رقم (676)، وابن السُّنِّيّ في "الطب" -كما في "اللآلئ

ص: 579

المصنوعة" (1/ 123) -، وابن حِبَّان في "المجروحين" (1/ 172)، وابن عدي في "الكامل" (1/ 368) -كلاهما في ترجمة (أبي الرَّبيع أشعث السَّمَّان) -.

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن هشام إلَّا أبو الرَّبيع السَّمَّان"! !

وقال ابن عدي: "هذا الحديث سَرَقَهُ من أبي الرَّبيع السَّمَّان جماعة ضعفاء، منهم: نُعَيْم بن مُوَرِّع، ويعقوب بن الوليد الأَزْدِيّ، ويحيى بن هاشم السِّمْسَار، وغيرهم".

أقول: في إسناد هذا الطريق (أبو الرَّبيع أشعث بن سعيد السَّمَّان)، وهو متروك. وكذَّبه هُشَيْم. وقال ابن حِبَّان:"يروي عن الأئمة الثقات الأحاديث الموضوعة وبخاصة عن هشام بن عُرْوَة". وتقدَّمت ترجمته في حديث (254).

الثالث: عن نُعَيْم بن المُوَرِّع بن تَوْبَة العَنْبَرِيّ، عن هشام بن عُرْوَة، به.

رواه البزَّار في "مسنده"(3/ 391 - 392) رقم (3030) -من كشف الأستار-، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(4/ 295)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2481) -كلاهما في ترجمة (نُعَيْم) -.

قال البزَّار: "لا نعلمُ أحدًا رواه وأسنده إلَّا أشعث، وهو أبو الرَّبيع السَّمَّان، ونُعَيْم، لا نعلم رواه غيرهما، إلَّا أَلْيَنَ منهما، وهما لَيِّنَا الحديث".

وقال ابن عدي: "وهذا يُعْرَف بابن أبي الرَّبيع السَّمَّان، وإن كان فيه ضعف سرقه منه نُعَيْم هذا".

أقول: في إسناد هذا الطريق (نُعَيْم بن المُوَرِّع بن تَوْبَة العَنْبَرِيّ البَصْرِيّ)، وهو ضعيف جدًّا، وكان يسرق الحديث. قال البُخَاري:"عن هشام بن عُرْوَة منكر الحديث". وقال الحاكم وأبو سعيد النَّقَّاش: "روى عن هشام أحاديث موضوعة". وتقدَّمت ترجمته في حديث (711).

ص: 580

الرابع: عن محمد بن عبد الرحمن القُشَيْرِيّ، عن هشام بن عُرْوَة، به.

رواه تمَّام الرَّازِيّ في "فوائده"(1/ 138) رقم (245).

أقول: في إسناد هذا الطريق: (محمد بن عبد الرحمن القُشَيْرِيّ)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "ميزان الاعتدال" (3/ 624):"فيه جهالة، وهو مُتَّهَمٌ ليس بثقة". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1085).

الخامس: عن عبد اللَّه بن معاوية الجُمَحِيّ، عن هشام بن عُرْوَة، به.

رواه أبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني في "الطب" -كما في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 123) -.

أقول: ويغلب عندي أنَّ (عبد اللَّه بن معاوية الجُمَحِيّ) هذا، هو (ابن عاصم). قال البُخَاري عنه في "التاريخ الكبير" (5/ 209):"بعض أحاديثه منكر". وقال العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 307): "يحدِّث عن هشام بن عُرْوَة بمناكير لا أصل لها". وانظر ترجمته في "لسان الميزان"(3/ 363) أيضًا.

السادس: عن أيوب بن وَاقِد، عن هشام بن عُرْوَة، به.

رواه أبو الحسن عليّ بن محمد المُقْرِئ الحَذَّاء في "فوائده"، ومن طريقه أخرجه ابن النَّجَّار -كما في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 123) -.

أقول: في إسناد هذا الطريق: (أيوب بن وَاقِد الكوفي أبو الحسن)، وهو متروك كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 92). وانظر ترجمته موسَّعًا في "التهذيب"(1/ 415).

والحديث ساقه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 167 - 171) من حديث جابر، وأنس، وأبي هريرة، وعائشة؛ وأَبَان عمَّا في طرق أحاديثهم من العلل، وحكم عليه بالوضع. وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 122 - 124)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 202 - 203)، بأَنَّ الأَشْبَهَ أنَّه

ص: 581

ضعيف لا موضوع، لأنَّه وَرَدَ من بعض الطرق عمَّن تُرِكَ وضُعِّفَ ولم يُتَّهَم بالوضع، كرِشْدِين بن سعد، حيث يرويه عن عُقَيْل، عن ابن شِهَاب، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا.

أقول: مَتْنُ الحديث إذا كان مُنْكَرًا -كما في حديثنا هذا- وورد من طريق ليس فيه مُتَّهَم، لا ينفي كونه موضوعًا، خاصَّةً إذا ما تفرَّد به ذلك الضعيف، و (رِشْدِين بن سعد المَهْرِي المِصْرِي): ضعيف، وقال النَّسَائي: متروك الحديث. وقال أبو حاتم: منكر الحديث وفيه غَفْلَةٌ، ويحدِّث بالمناكير عن الثقات. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (591).

* * *

1926 -

أخبرنا عبد اللَّه بن يحيى السُّكَّرِيّ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثنا القاسم بن أحمد الخَطَّابي، حدَّثنا هَوْذَة بن خَلِيفة، حدَّثنا ابن جُرَيْج، عن عطاء،

عن أبي الدَّرْدَاء قال: رآني النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأنا أمشي أَمَامَ أبي بكر الصِّدِّيق، فقال:"يا أبا الدَّرْدَاء أتمشي أَمَامَ من هو خَيْرٌ مِنْكَ في الدُّنْيَا والآخرة؟ ما طَلَعَتِ الشَّمْسُ ولا غَرَبَتْ على أَحَدٍ بعد النَّبِيِّينَ والمُرْسَلِينَ أَفْضَلَ من أبي بكر الصِّدِّيق".

(12/ 438) في ترجمة (القاسم بن أحمد بن محمد الخَطَّابي أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "الحديث غير ثابت". وقال أبو حاتم: "هذا حديث موضوع".

ففيه انقطاع في الغالب بين (عطاء بن أبي رَبَاح) وبين (أبي الدَّرْدَاء) رضي الله عنه. فإنَّ وِلَادَة (عطاء) سنة (27 هـ) كما قاله ابن حِبَّان وأحمد بن يونس

ص: 582

الضَّبِّيّ. ووفاة (أبي الدَّرْدَاء) سنة (32 هـ)، وقال بعضهم (31 هـ)

(1)

، ولذا قال ابن حَجَر في "التهذيب" (7/ 203) في ترجمة (عطاء بن أبي رَبَاح) بعد أن ذكر عن ابن حِبَّان أنَّه ولد سنة (27 هـ):"قلت: فعلى تقدير مولده لا يصحُّ سماعه من أبي الدَّرْدَاء ولا من الفضل بن عبَّاس".

وقد ذكر ابن حَجَر في (7/ 202) من "التهذيب"، عن عمر بن قيس أنَّه قال: سألت عطاء متى وُلِدتَ، قال: لعامين خلوا من خلافة عثمان. وهذا يعني أنَّ ولادته كانت سنة (26 هـ) وهو قريب ممَّا تقدَّم عن ابن حِبَّان والضَّبِّيّ.

كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (القاسم بن أحمد الخَطَّابي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.

وفيه كذلك تدليس عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيْج المَكِّي. وقد عدَّه الحافظ ابن حَجَر في الطبقة الثالثة من طبقات المدلِّسين في كتابه "تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس" ص 95. وأهل هذه الطبقة كما قال الحافظ في مقدمة كتابه هذا ص 23: "مَنْ أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلَّا بما صرَّحوا فيه بالسماع، ومنهم من رَدَّ حديثهم مطلقًا، ومنهم من قبلهم". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (132).

وباقي رجال الإِسناد حديثهم حسن.

التخريج:

رواه أبو بكر القَطِيْعِي أحمد بن جعفر في زيادات "فضائل الصحابة" لأحمد بن حَنْبَل (1/ 152 - 153) رقم (135)، وأبو القاسم اللَّالِكَائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة"(7/ 1281) رقم (2433)، وبَحْشَل في "تاريخ وَاسِط"

(1)

انظر: "السِّيَر"(2/ 353)، و"الكاشف"(2/ 308).

ص: 583

ص 248، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 633 - 634) -مخطوط-، من طريق عبد اللَّه بن سفيان الوَاسِطي، عن ابن جُرَيْج، به.

وإسناده ضعيف لضعف (عبد اللَّه بن سفيان الواسِطِي)، فقد ترجم له العُقَيْلِي في "الضعفاء الكبير" (2/ 262) وقال:"لا يُتَابَعُ على حديثه". وقال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(1/ 340): "تكلِّم فيه".

كما أنَّ فيه تدليس ابن جُرَيْج.

وقد توبع (عبد اللَّه بن سفيان)، حيث يرويه القَطِيْعِي في زيادات "فضائل الصحابة"(1/ 154) رقم (137)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 576) رقم (1226)، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السُّنَّة" ص 84 رقم (80)، من طريق بقيَّة بن الوليد، عن ابن جُرَيْج، به.

وإسناده ضعيف لتدليس بقيَّة بن الوليد، وابن جُرَيْج.

وعن الخطيب من طريقة المتقدِّم، رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 634) -مخطوط-.

ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 325)، عن محمد بن أحمد بن عليّ بن سهل، حدَّثنا القاسم بن أحمد الخطَّابي، حدَّثنا هَوْذَة بن خَلِيفة، حدَّثنا ابن جُرَيْج، به؛ وقال:"غريب من حديث عطاء عن أبي الدَّرْدَاء، تفرَّد به عنه ابن جُرَيْج. ورواه عنه بقيَّة بن الوليد وغيره عن ابن جُرَيْج".

وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 384) من طريق بقيَّة بن الوليد، عن ابن جُرَيْج، به، وسأل أباه عنه، فقال:"هذا حديث موضوع، سمع بقيَّة هذا الحديث من هشام الرَّازِيّ، عن محمد بن الفضل، عن ابن جُرَيْج، فترك الاثنين من الوسط. قال أبي: محمد بن الفضل بن عطيَّة: متروك الحديث".

ص: 584

ورواه الطبراني في "الكبير" عن أبي الدَّرْدَاء بنحوه.

قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 44) بعد أن عزاه له: "وفيه بقيَّة وهو مدَلِّس. وبقية رجاله وثِّقوا".

و(مسند أبي الدَّرْدَاء) من "المعجم الكبير" المطبوع غير موجود، لفقدانه من الأصل الخطي الذي طبع عنه.

ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(10/ 301 - 302)، عن محمد بن جعفر بن الهيثم، حدَّثنا جعفر بن محمد الصَّائِغ، حدَّثنا رُويَم بن يزيد المُقْرِئ، حدَّثنا إسماعيل بن يحيى التَّيْمِي، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن جابر قال:"رأى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أبا الدَّرْدَاء يمشي قُدَّام أبي بكر، فقال: يا أبا الدَّرْدَاء أتمشي قُدَّام رجل ما طلعت الشمس على رجل خير منه"! قال: "فما رُئي أبو الدَّرْدَاء بعد هذا يمشي إلَّا خَلْفَ أبي بكر".

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 219 - 220) رقم (3618) -، وعنه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(10/ 302)، عن محمد بن العبَّاس الأَخْرَم، حدَّثنا الحسن بن ناصح المُخَرِّمي، حدَّثنا رُوَيْم بن يزيد، حدَّثنا إسماعيل، عن ابن جُرَيْج، مثله.

ومن طريق إسماعيل التَّيْمِي هذا، رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 127) -في ترجمة (إسماعيل بن يحيى) -، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 633) -مخطوط-، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 187).

قال ابن الجَوْزي: "قال الدَّارَقُطْنِيّ: إسماعيل ضعيف. وغيره يرويه عن عطاء عن أبي الدَّرْدَاء، والحديث غير ثابت".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 44) بعد أن عزاه للطبراني في "الأوسط": "فيه إسماعيل بن يحيى التَّيْمِي وهو كذَّاب".

أقول: قد تقدَّمت ترجمة (إسماعيل بن يحيى التَّيْمِي) في حديث (734).

ص: 585

وروي من طريق أبي سعيد البكري، عن ابن جُرَيْج، به. رواه عبد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(1/ 217) رقم (212)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 634) -مخطوط-، وأبو سعيد هذا، لم أقف على من ذكره.

* * *

1927 -

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخُطَبِيّ قال: حدَّثنا القاسم بن أحمد بن محمد أبو محمد الخَطَّابي، حدَّثنا هَوذة بن خَلِيفة، حدَّثنا زَمْعَة بن صالح، عن عمرو بن دينار،

عن جابر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"نِعْمَ السَّحُورُ التَّمْرُ".

(12/ 438) في ترجمة (القاسم بن أحمد بن محمد الخَطَّابي أبو محمد).

مرتبة الحديث:

إسناده ضعيف. وروي من طريق حسن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

ففيه (زَمْعَة بن صالح الجَنَدِي أبو وَهْب)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (215).

التخريج:

تقدَّم تخريجه في حديث (215).

تَمَّ المجلَّد الثامن بعون اللَّه تعالى وفضله

ص: 586