الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة
تأليف
الدكتور خلدون الأحدب
أستاذ الحديث وعلومه في جامعة الملك عبد العزيز في جدة
المجلد التاسع
الأحاديث
[1928 - 2223]
بسم الله الرحمن الرحيم
1928 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا القاسم بن أحمد بن زياد الشَّيْبَاني أبو محمد البغدادي، حدَّثنا عَفَّان بن مُسْلِم الصَّفَّار، حدَّثنا سَلَّام أبو المنذر، عن محمد بن وَاسِع، عن عبد اللَّه بن الصَّامِت،
عن أبي ذَرٍّ قال: أَوْصَاني خَلِيلي صلى الله عليه وسلم: "أَنْ لا تَأْخُذَنِي في اللَّه لَوْمَةُ لائِمٍ، وأَنْ أَنْظُرَ إلى مَنْ هو أَسْفَلُ منِّي ولا أَنْظُرَ إلى مَنْ هُوَ فَوْقِي، وأَوْصَانِي بِحُبِّ المَسَاكِين والدُّنُوِّ مِنْهُمْ، وَأَوْصَانِي بقولِ الحَقِّ وإِنْ كَانَ مُرًّا، وَأَوْصَانِي بِصِلَةِ الرَّحِمِ وإِنْ أَدْبَرتْ، وَأَوْصَانِي أَنْ لا أَسْأَل النَّاسَ شيئًا، وَأَوْصَانِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ: لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فإنَّهَا مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ".
(12/ 439) في ترجمة (القاسم بن أحمد بن زياد الشَّيْبَانِيّ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن عدا صاحب الترجمة (القاسم بن أحمد الشَّيْبَانِيّ)، فإنَّ الحافظ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
والحديث مرويٌّ من طرقٍ عدَّةٍ يصحُّ بمجموعها.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (799).
* * *
1929 -
أخبرنا ابن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا القاسم بن عبد الوارث الورَّاق البغدادي، حدَّثنا أبو الربيع الزَّهْرَانِي، حدَّثنا أبو حفص الأَبَّار عمر بن عبد الرحمن، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن عبد الرحمن بن أبي عَمْرَة الأنصاري،
عن عثمان بن عَفَّان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صَلَاةُ العِشَاءِ في جَمَاعَةٍ تَعْدِلُ بقيامِ ليلةٍ، وصَلاةُ الفَجْرِ في جماعةٍ تَعْدِلُ بقيامِ ليلةٍ".
(12/ 439) في ترجمة (القاسم بن عبد الوارث الورَّاق أبو نصر).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده كلُّهم ثقات عدا صاحب الترجمة (القاسم بن عبد الوراث الورَّاق)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (أبو الرَّبيع الزَّهْرَانِيّ) هو (سليمان بن داود العَتَكِيّ): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (406).
و (ابن شَهْرَيَار) هو (محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَانيّ التَّاجِر أبو بكر، مشهور بابن رِيْذَة)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (17/ 595 - 596) ونعته بقوله:"الشيخ العالم، الأديب، الرئيس، مُسْنِدُ العَصْرِ. . . عُمِّرَ دَهْرًا، وتفرَّد في الدنيا. . . قال يحيى بن مَنْدَه: كان أحد الوجوه، ثقة أمينًا. . . توفي في شهر رمضان سنة أربعين وأربع مئة وله أربع وتسعون سنة".
والمحفوظ الصحيح: أنَّ صلاة العشاء في جماعة تعدل نصف ليلةٍ.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 267) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن يحيى إلَّا أبو حفص تفرَّد به أبو الرَّبيع".
ولم يذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" مع أنَّه على شرطه، واللَّه أعلم.
والحديث رواه مسلم في المساجد، باب فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة (1/ 454)، رقم (656) -واللفظ له-، وابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(2/ 365) رقم (1473)، وأبو عَوَانة في "مسنده"(2/ 4)، من طريق عثمان بن حَكِيم، عن عبد الرحمن بن أبي عَمْرَة، عن عثمان بن عَفَّان مرفوعًا:"مَنْ صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فكأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، ومَنْ صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فكأنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ".
ورواه أبو داود في الصلاة، باب فضل صلاة الجماعة (1/ 376) رقم (555)، والتِّرْمِذِيّ في الصلاة، باب ما جاء في فضل العشاء والفجر في الجماعة (1/ 433) رقم (221)، وأحمد في "المسند"(1/ 68)، من طريق سفيان الثَّوْري، عن عثمان بن حَكِيم، به، بلفظ:"مَنْ صَلَّى العِشَاءَ في جماعةٍ كانَ كقيامِ نِصْفِ ليلة، ومَنْ صَلَّى العِشَاءَ والفَجْرَ في جماعةٍ كانَ كقيامِ ليلةٍ".
قال التِّرْمِذِيُّ: "حديث حسن صحيح". وانظر "العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (3/ 48 - 50).
قال الإمام ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(2/ 365): "باب فضل صلاة العشاء والفجر في الجماعة، والبيان أنَّ صلاة الفجر في الجماعة أفضل من صلاة العشاء في الجماعة، وأنَّ فضلها في الجماعة ضِعْفَي فضل العشاء في الجماعة". ثم أورد حديث عثمان بن عَفَّان رضي الله عنه بنحو لفظ حديث الإمام مسلم المتقدِّم.
قال المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(1/ 267) بعد أن ذكر قول ابن خُزَيْمَة المتقدِّم: "ولفظ أبي داود والتِّرْمِذِيّ يُدَافِع ما ذهب إليه، واللَّه أعلم".
* * *
1930 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، ومحمد بن الحسين بن محمد المَتُّوثِيّ -قال ابن رِزْق: حدَّثنا، وقال الآخر: أخبرنا- أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد المُقْرئ النَّقَّاش، حدَّثنا القاسم بن داود البغدادي -وسمعته يقول: كتبت عن ستة آلاف شيخ- قال: حدَّثنا أحمد بن إسحاق السُّكَّرِيّ، حدَّثنا
محمد بن إبراهيم الشَّامي، حدَّثنا مَعْرُوف الكَرْخِيّ، عن بَكْر بن خُنَيْس، عن ضِرَار
(1)
بن عمرو، عن يزيد الرَّقَاشِيّ،
عن أنس، أن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَرَأَ:{فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} [سورة الواقعة: الآية 89].
(12/ 440) في ترجمة (القاسم بن داود البغدادي).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد روي من حديث السيدة عائشة بإسناد صحيح.
ففيه (أبو بكر محمد بن الحسن المُقْرِئ النَّقَّاش): منكر الحديث، وقد اتُّهم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (184).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (القاسم بن داود البغدادي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(12/ 440) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 370) وقال: "طير غريب، أو لا وجود له. انفرد عنه أبو بكر النَّقَّاش، ذاك التالف. فقال: سمعته يقول: كتبت عن ستة آلاف شيخ".
3 -
"المغني"(2/ 518) وقال: "من حيوانات البَرِّ أو لا وجود له". ثم ذكر قول أبي بكر النَّقَّاش عنه، وقال:"النَّقَّاشُ مُتَّهمٌ".
4 -
"لسان الميزان"(4/ 460) مقرًّا ما في "الميزان".
وفيه أيضًا: (بَكْر بن خُنَيْس الكوفي العابد) وهو واه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1485).
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "ضراب". والتصويب من "التاريخ الكبير"(4/ 239)، و"الجرح والتعديل"(4/ 465)، و"الجامع لأخلاق الراوي"(2/ 222).
وفيه كذلك: (ضِرَار بن عمرو المَلَطي)، وهو متروك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1280).
كما أنَّ فيه: (يزيد بن أَبَان الرَّقَاشي)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (416).
التخريج:
رواه الخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع"(2/ 222) رقم (1678) -ط مكتبة المعارف-، عن محمد بن الحسين القَطَّان، عن أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد المقرئ النَّقَّاش، به.
والحديث رواه أبو داود في الحروف والقراءات (4/ 290) رقم (3991)، والتِّرْمِذِيّ في القراءات، باب ومن سورة الواقعة (5/ 190) رقم (2938)، والنَّسَائي في "التفسير"(2/ 382) رقم (586)، وأحمد في "المسند"(6/ 64 و 213)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 223)، وأبو يعلى في "مسنده"(8/ 13) رقم (4515) و (8/ 106 - 107) رقم (4644)، والدُّوري في "جزء فيه قراءات النبيّ صلى الله عليه وسلم" ص 160 - 161 رقم (117)، والطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 221)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 236، و 250)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 63)، والذَّهَبِيُّ في "المعجم المختص" ص 160، من طرق، عن هارون الأعور، عن بُدَيْلِ بن مَيْسَرَة، عن عبد اللَّه بن شَقِيق، عن السيدة عائشة أنَّها قالت: "سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرؤها (فَرُوْحٌ
(1)
ورَيْحَانٌ) ".
(1)
ضبطه محقق "سنن التِّرْمِذِيّ" الشيخ إبراهيم عوض، ومحقق "المعجم المختص" الدكتور محمد الحبيب الهيلة، بفتح الراء، وهو خطأ. فقد ذكر الإمام أحمد في "المسند"(6/ 64)، والإمام أبو عمر الدُّوري في "جزء فيه قراءات النبيّ صلى الله عليه وسلم" ص 160 - 161 رقم (117)، والمِزِّيُّ في "تحفة الأشراف"(11/ 442) رقم (16204)، وابن كثير في "تفسيره"(4/ 322)، والسُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(8/ 36)، والمباركفوري في "تحفة الأحوذي"(8/ 259)، الرواية برفع الراء.
ووقع عند أحمد في الموضع الأول قوله عقب روايته له: "برفع الراء". وعند الدُّوري قوله: "بالرفع".
وإسناده صحيح.
وقال التِّرْمِذِيّ: "هذا حديث حسن غريب".
وقال الحاكم في الموضع الأول: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
قال السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(8/ 36): "أخرج أبو عبيد في "فضائله"، وأحمد، وعبد بن حُمَيْد، والبخاري في "تاريخه"، وأبو داود، والتِّرْمِذِيّ وحسَّنه، والنَّسَائي، والحكيم التِّرْمِذِيّ في "نوادر الأصول"، والحاكم وصحَّحه، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"، وابن مَرْدُوْيَه، عن عائشة أنَّها سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ (فَرُوْحٌ وَرَيْحَانٌ) برفع الراء".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "الكافي الشَّاف في تخريج أحاديث الكَشَّاف" ص 163 بعد أن زاد نسبة حديث السيدة عائشة إلى إسحاق بن رَاهُوْيَه: "زاد إسحاق: برفع الراء".
وللحديث شاهد أيضًا من حديث ابن عمر، رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 219)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 99 - 100) رقم (3442) و (3443) - من طريق حمَّاد بن سَلَمَة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 156) بعد أن عزاه له فيهما: "رجاله ثقات".
قال الإِمام ابن الجَوْزي في "زاد المسير"(8/ 156 - 157): "والجمهور يفتحون الراء. . . وقرأ أبو بكر الصِّدِّيق، وأبو رُزَيْق، والحسن، وعِكْرِمَة، وابن
يَعْمَر، وقَتَادَة، وَرُوَيْس عن يعقوب، وابن أبي سُرَيْج عن الكِسَائي:(فَرُوْحٌ) برفع الراء. وفي معنى هذه القراءة قولان. أحدهما: أنَّ معناها: فرحمة، قاله قَتَادَة. والثاني: فحياة وبقاء، قاله ابن قُتَيْبَة. وقال الزَّجَّاج: معناه: فحياة دائمة لا موت معها".
وقد قال الإِمام ابن جَرِير الطبري من قَبْلُ في "تفسيره"(27/ 121) -ط دار المعرفة-: "وأولى القراءتين في ذلك بالصَّواب، قراءة من قَرَأَ بالفتح، لإجماع الحُجَّة من القُرَّاء عليه".
* * *
1931 -
أخبرنا عبد العزيز بن عليّ الأَزَجِيّ، حدَّثنا أبو العبَّاس عبد اللَّه بن موسى الهاشمي، حدَّثنا القاسم بن يحيى بن نصر، حدَّثنا الرَّبيع بن ثَعْلَب، حدَّثنا أبو إسماعيل المؤدِّب، عن محمد بن مَيْسَرَة، عن محمد بن زياد،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ إذا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ كَبْشٍ".
(12/ 442) في ترجمة (القاسم بن يحيى بن نصر الثَّقَفِيّ أبو عبد الرحمن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من حديث أبي هريرة بلفظ: "رأس حمارٍ" بدلًا من رأس كَبْشٍ".
ففيه (عبد اللَّه بن موسى بن إسحاق الهاشمي أبو العبَّاس)، وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(10/ 150)، وفيه عن محمد بن أبي الفَوَارس:"كان فيه تساهل شديده". وقال الأَزْهَرِيُّ: "يُضَعَّفُ". وقال البَرْقَانِيُّ: "ضعيف، وجدت له أصولًا رَدِيَّةً". وقال أبو الحسن بن الفُرَات: "كان ثقةً مستورًا من أهل القرآن، وكان عنده حديث كثير، ومضى على سَتْرٍ وثقةٍ وَأَمْرٍ جميلٍ". وقال العَتِيقيُّ: "كان
ثقةً مستورًا من أهل القرآن، ومن فضلاء المسلمين رحمه الله". وكانت وفاته عام (374 هـ).
2 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 509) ونقل بعض ما تقدَّم.
3 -
"لسان الميزان"(3/ 368) ولم يزد عمَّا في "الميزان".
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن، عدا (محمد بن مَيْسَرَة) وهو (محمد بن أبي حَفْصَة مَيْسَرَة البَصْرِيّ أبو سَلَمَة)، فقد قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 155):"صدوق يخطئ". وقال في "هدي الساري" ص 438: "وثَّقه ابن مَعِين، وقال مُرَّة: ضعيف، وقال مرَّةً: صالح الحديث. وضعَّفه النَّسَائي. قال ابن المَدِيني: ليس به بأس. وقال أبو داود: ثقة غير أنَّ يحيى بن سعيد كان يُتَكَلَّمُ فيه. قلت -القائل ابن حَجَر-: هو من أصحاب الزُّهْرِيّ المشهورين. أخرَّج له البُخَاري حديثين من روايته عن الزُّهْرِيُّ تُوبِعَ فيهما، وعَلَّقَ له غيرهما". وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(3/ 31): "وثَّقه غير واحد، وقال النَّسَائي: ضعيف. وليَّنه القَطَّان". وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(9/ 123 - 124).
و(أبو إسماعيل المؤدِّب) هو: (إبراهيم بن سليمان بن رَزِين الأُرْدُنِّي): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1194).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وعزاه في "الكنز"(7/ 613) رقم (20511) إليه وحده.
ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(4/ 23) رقم (2280) عن الهيثم بن خلف الدُّوري، عن الرَّبيع بن ثعلب، به، بلفظ:"أَمَا يَخْشَى الذي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمام أَنْ يُحَوِّلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ الكَلْبِ". وإسناده حسن.
ورواه البُخَاري في صلاة الجماعة، باب إثم من رفع رأسه قبل الإِمام (2/ 182 - 182) رقم (691) -واللفظ له-، ومسلم في الصَّلاة، باب تحريم سبق الإِمام بركوع أو سجود ونحوهما (1/ 320) رقم (427)، وأبو داود في الصَّلاة، باب التشديد فيمن يرفع قبل الإِمام أو يضع قبله (1/ 413) رقم (623)، والتِّرْمِذِيّ في الصَّلاة، باب ما جاء من التشديد في الذي يرفع رأسه قبل الإِمام (2/ 475 - 476) رقم (582)، والنَّسَائي في الإمامة، باب مبادرة الإِمام (2/ 96)، وابن ماجه في إقامة الصَّلاة باب النهي أن يسبق الإِمام بالركوع والسجود (1/ 308) رقم (961)، وأحمد في "المسند"(2/ 260 و 271 و 425) ومواطن أخرى، وأبو عَوَانة في "صحيحه"(2/ 137)، وابن خزيمة في "صحيحه"(3/ 47) رقم (1600)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(4/ 23) رقم (2279)، والدَّارِمي في "سننه"(1/ 302)، وأبو داود الطَّيَالسي في "مسنده" ص 326 رقم (2490)، والطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 110)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(8/ 43)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 93)، والخطيب في "تاريخه"(3/ 154 - 155) و (4/ 398)، من طرق، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة مرفوعًا:"أمَّا يَخْشَى أَحَدُكُم -أو لا يَخْشَى أَحَدُكُمْ- إذا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ، أو يَجْعَلَ صُوْرَتَهُ صُوْرَةَ حِمَارٍ".
قال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 38): "وللطبراني في "الأوسط": "أن يُحَوِّلَ اللَّه رأسه رأس كلب". ولابن جُمَيْع في "معجمه": "رأس شيطان". وروى ابن أبي شَيْبَة من طريق أخرى عن أبي هريرة: "الذي يرفع رأسه ويخفضه قبل الإِمام، فإنَّما ناصيته بيد شيطان، يخفضها ويرفعها"، وأخرجه محمد بن عبد الملك بن أيمن في "مصنَّفه" من هذا الوجه مرفوعًا". وانظر "مجمع الزوائد"(2/ 78).
وقد ورد عند بعضهم بلفظ: "رأس"، وبعضهم قال:"صورة"، وبعضهم
قال: "وجه".
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(2/ 183) بعد أن ذكر الاختلاف في ذلك: "والظَّاهر أنَّه من تصرف الرواة. قال عِيَاض: هذه الروايات متفقة، لأنَّ الوجه في الرأس ومعظم الصورة فيه. قلت -القائل ابن حَجَر-: لفظ الصورة يطلق على الوجه أيضًا، وأمَّا الرَّأس فرواتها أكثر وهي أشمل فهي المعتمدة".
* * *
1932 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطيّ، حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر الحافظ -إملاءً- قال: حدَّثنا أبو بكر القاسم بن عبد الرحمن بن محمد التَّنُوخِيّ الأَنْبَارِيّ، حدَّثنا أحمد بن الفرج -أبو عُتْبَة-، حدَّثنا أبو عثمان
(1)
الفَوْزيّ -شيخ
(2)
لنا قديم-، حدَّثنا محمد بن زياد الأَلْهَانِيّ قال:
سمعتُ أبا أُمَامَةَ يقول: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَنْ قَرَأَ خَوَاتِمَ الحَشْرِ مِنْ لَيْلٍ أو نَهَارٍ، فَقُبِضَ مِنْ ذلكَ اليومِ، فقد أَوْجَبَ الجَنَّةَ".
(12/ 444) في ترجمة (القاسم بن عبد الرحمن بن محمد التَّنُوخِيّ الأَنْبَارِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (أبو عثمان الفَوْزِيّ) وهو (سُلَيْم بن عثمان الطَّائِيّ الحِمْصِيّ)، وقد ترجم له في:
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "عفَّان". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 632، ومن مصادر ترجمته.
(2)
حُرِّفَ في المطبوع إلى: "عن شيخ. . " بزيادة لفظ "عن". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 632.
1 -
"الجرح والتعديل"(4/ 216) وفيه عن أبي حاتم: "عنده عجائب وهم مجهولون"
(1)
.
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 415) وقال: "روى عنه سليمان بن سَلَمَة الخَبَائِري الأعاجيب الكثيرة، ولست أعرفه بعدالة ولا جرح، ولا له راو غير سليمان، وسليمان ليس بشيء، فإن وجد له راوٍ غير سليمان بن سَلَمَة اعْتُبِرَ حديثه، ويلزمه به ما يتأهله من جرح أو عدالة".
قال الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 112) بعد أن نقل قول ابن حِبَّان السابق إلى قوله: "اعتبر حديثه": "قلت: له راو غيره، وتعيَّن تَوْهِينُهُ".
3 -
"الكامل"(3/ 1164 - 1165) وقال: "روى عن محمد بن زياد الأَلْهَاني مناكير".
4 -
"المغني"(1/ 284) وقال: "مُتَّهَمٌ واهٍ".
5 -
"الميزان"(2/ 230 - 231) وقال: "ليس بثقة".
6 -
"اللسان"(3/ 111 - 112) وفيه عن إسحاق بن إبراهيم الزُّبَيْدِيّ الحِمْصِيّ: "كان ثقة"!
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1164) -في ترجمة (سُلَيْم بن عثمان الفَوْزيّ الحِمْصِيّ) - من طرق، عن سُلَيْم بن عثمان الفَوْزِيّ هذا، عن محمد بن زياد الأَلْهَانِيّ، به.
وعن ابن عدي، رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(5/ 440 - 441) رقم (2270).
(1)
هكذا في "الجرح والتعديل": "وهم مجهولون"! وفي "اللسان"(3/ 112) نقلًا عنه: "وهو مجهول".
وذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 230) -في ترجمة (سُلَيْم بن عثمان الفَوْزِيّ) - مع أحاديث أخرى له عن محمد بن زياد عن أبي أُمَامة. ونقل عن أبي زُرْعَة الرَّازِيّ قوله: "هذه الأحاديث مسوَّاة موضوعة".
وعزاه العِرَاقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(1/ 335) إلى البيهقي في "شُعَب الإيمان" بسند ضعيف.
* * *
1933 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن محمد الحَرْبِي، وأبو العبَّاس الحسين بن محمد بن عليّ الحَلَبي، قالا: حدَّثنا قاسم بن إبراهيم المَلَطي، حدَّثنا مالك بن أنس، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأَ ثلث القرآن أُعْطِي ثلث النُّبُوَّة، ومن قرأ ثلثي القرآن أُعْطِي ثلثي النبوة، ومن قرأ القرآن كلَّه أُعطي النُّبُوَّة كلَّها، ويقال له يوم القيامة اقرا وارْقَه بكلِّ آية درجةً، فيقرأُ ويصعَدُ درجة حتَّى ينجز ما معه من القرآن، ثم يقال له: اقبض فيقبض بيده، ثم يقال له: هل تدري ما بيدك؟ فإذا في يده اليمنى الخُلْد، وفي الأخرى النَّعِيم".
(12/ 446) في ترجمة (القاسم بن إبراهيم بن أحمد المَلَطِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (القاسم بن إبراهيم بن أحمد المَلَطِيّ)، فإنَّه كان كذَّابًا أفَّاكًا يضع الحديث كما قال الحافظ الخطيب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1170).
التخريج:
لم يروه من حديث ابن عمر غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وعزاه في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 245)، و"تنزيه الشريعة"(1/ 293)، إلى الخطيب وحده.
وذكره الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3673 - 368) -في ترجمة (قاسم المَلَطي) -، من الطريق المتقدِّم، وقال:"هذا باطل وضلال". وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 456).
والحديث رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(4/ 557 - 559) رقم (1838)، وابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 252 - 253)، من طريق بِشْر بن نُمَيْر، عن القاسم مولى خالد بن يزيد، عن أبي أُمَامَة مرفوعًا بلفظ حديث ابن عمر. وقال ابن الجَوْزي:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (بِشْر بن نُمَيْر)، وهو متروك مُتَّهَم.
وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 243 - 244)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 292 - 293)، بما لا طائل تحته كما قال الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 306.
* * *
1934 -
أخبرني الخَلَّال، حدَّثنا عليّ بن عمرو الحَرِيري، أخبرنا أبو محمد القاسم بن نصر الطَّبَّاخ -بِسُرَّ مَنْ رأى-، حدَّثنا سليمان بن محمد بن الفضل، أخبرنا أبو مَعْمَر، حدَّثنا إسماعيل، عن قُرَّة، عن عطاء،
عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"النِّيَّةُ الصَّادِقَةُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ، فإذا صَدَقَ العَبْدُ نِيَّتَهُ تَحَرَّكَ العَرْشَ فَيُغْفَرُ لَهُ".
(12/ 448) في ترجمة (القاسم بن نصر الطَّبَّاخ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
باطل.
ففي إسناده صاحب الترجمة (القاسم بن نصر الطَّبَّاخ أبو محمد)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال" (3/ 381) وقال:"لا يُعْرَفُ، وأتي بخبرٍ باطلٍ عجيبٍ". ثم ساق الحديث المتقدِّم. كما ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 467) ولم يزد عمَّا في "الميزان".
وفيه (سليمان بن محمد بن الفضل النَّهْرَوَانِيّ أبو منصور)، وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 118 رقم (105) وقال: "ضعيف".
2 -
"تاريخ بغداد"(9/ 59) ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق.
كما أنَّ فيه (قُرَّة) وهو (ابن عبد الرحمن بن حَيْوَثِيل المَعَافِرِيّ) في الغالب. قال أحمد: "منكر الحديث جدًّا". وقال أبو زُرْعَة: "الأحاديث التي يرويها مناكير". وقال أبو داود: "في حديثه نَكَارَةٌ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (498).
و(عطاء) هو (ابن أبي رَبَاح): إمام ثقة مشهور. وتقدَّمت ترجمته في حديث (176).
و(أبو مُعْمَر) و (إسماعيل) لم يتبين لي من هما.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 335 - 336) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وفيه مجاهيل، وقُرَّة: منكر الحديث".
والحديث ذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 381) -في ترجمة (القاسم بن نصر الطَّبَّاخ) - من الطريق المتقدِّم، وقال:"باطل". وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(4/ 467).
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 452) إلى الخطيب وحده.
* * *
1935 -
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن عثمان بن شِيْطَا
(1)
، حدَّثنا القاسم بن عليّ بن جعفر الدُّوري البزَّاز، حدَّثنا حَاجِب بن أَرْكِين، حدَّثنا عبَّاد بن الوليد، حدَّثنا عبَّاد بن زكريا، حدَّثنا هشام، عن عِكْرِمَةَ،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ مِنْ غَلَبَة الدَّيْن، ومِنْ مَخِيْلَةِ العَدُوِّ، ومِنْ بَوَارِ الأَيِّمِ، ومِنْ فِتْنَة الدَّجَّالِ".
(12/ 450) في ترجمة (القاسم بن عليّ بن جعفر البزَّاز الدُّوري البَارِد أبو أحمد).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن عدا (عبَّاد بن زكريا الصُّرَيْمِيّ)، فإنِّي لم أقف على من ترجم له.
و (هشام) هو (ابن حسَّان الأَزْدِيّ القُرْدُوسِيّ البَصْرِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (753).
وقد صحَّ من حديث جماعة من الصحابة، تعوُّذه صلى الله عليه وسلم من غَلَبَةَ الدَّيْن، وغَلَبَةِ العَدُوِّ، ومن فتنة المسيح الدَّجَّال.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 323) رقم (11881)، و"المعجم الأوسط"(3/ 83) رقم (2163)، و"المعجم الصغير"(2/ 102) -باختصار-، من طريق يعقوب بن إسحاق القُلُوسِيّ، عن عبَّاد بن زكريا الصُّرَيْمِيّ، عن هشام بن حسَّان، به.
وفي "الكبير" و"الأوسط": "ومن غلبة العدو" بدلًا من "ومن مَخِيْلَةِ العدو".
(1)
هكذا في المطبوع: "شيطا". وهو يوافق ما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 634. وفي ترجمته من "تاريخ بغداد" (8/ 15): "نشيطا".
قال الطبراني في "الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن هشام، إلَّا عبَّاد بن زكريا، تفرَّد به القُلُوسِيّ".
وقال في "الصغير": "لم يروه عن هشام بن حسَّان إلَّا عبَّاد بن زكريا".
أقول: قول الطبراني: "تفرَّد به القُلُوسِيّ"، موضع نظر؛ فإنَّه لم يتفرد به، حيث تابعه (عبَّاد بن الوليد) عند الخطيب كما تقدَّم.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 143) بعد أن عزاه للطبراني في "معاجمه" الثلاثة: "فيه عبَّاد بن زكريا الصُّرَيْمِيّ، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".
وذكره الشيخ الألباني في "الضعيفة"(4/ 152) رقم (1651) وقال: "ضعيف". وعزاه إلى الضياء المقدسي في "المختارة"(66/ 83/ 1)، والدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد"(2 رقم 15)، ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله:"غريب من حديث هشام بن حسَّان عن عِكْرِمَة عن ابن عبَّاس، تفرَّد به عبَّاد بن زكريا، ولم يروه عنه غير أبي يوسف القُلُوسِيّ". وذكر أنَّه لم يقف أيضًا على ترجمة (عبَّاد بن زكريا).
وقد صَحَّ من حديث جماعة من الصحابة، تعوُّذه صلى الله عليه وسلم من غلبة الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ العَدُوِّ، ومن فتنة المسيح الدَّجَّال. انظر:"جامع الأصول" الجزء الرابع رقم (2379) و (2381) و (2391)، و (2392)، وغيرها.
ومن ذلك ما رواه البخاري في الدعوات، باب التعوُّذ من المأثم والمَغْرَم (11/ 176) رقم (6368)، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يستعاذ منه في الصلاة (1/ 412) رقم (589)، وغيرهما، عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقول:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الكسل والهَرَم، والمأْثَم والمَغْرَم. . . ومن فتنة المسيح الدَّجَّال" الحديث. والمَغْرَمُ: الدَّيْن.
وروى النَّسَائي في الاستعاذة، باب الاستعاذة من غلبة الدَّين (8/ 265)،
وأحمد في "المسند"(2/ 173)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 531)، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات:"اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ العَدُوِّ، وشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهبِيُّ.
غريب الحديث:
قوله: "ومن بَوَارِ الأَيِّمِ": أي كسادها، وأن لا يرغب أحد في زواجها. من بارت السوق إذا كسدت، والأَيِّمُ: من لا زوج لها بِكْرًا كانت أم ثَيِّبًا، مطلَّقةً أو متوفى عنها. انظر:"النهاية"(1/ 161)، و"فيض القدير"(2/ 147).
* * *
1936 -
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن نصر السُّتُورِيّ قال: حدَّثنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا قيس بن إبراهيم بن قيس الطَّوَابِيقيّ، حدَّثنا جعفر بن محمد الجُشَمِيّ قال: حدَّثني محمد بن عليّ بن خَلَفَ قال: حدَّثني عبد الصمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن العبَّاس، عن أبيه،
عن جَدَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ المُؤْمِنِ يومَ الجُمُعَةِ كَمَثَلِ المُحْرِمِ، لا يَأْخُذُ مِنْ شَعْرِهِ، ولا مِنْ أَظْفَارِهِ، حتَّى يَقْضي الصَّلاةَ". قلتُ: متى أتهيأُ للجُمُعَةِ؟ قال: "يوم الخميس".
(12/ 462 - 463) في ترجمة (قيس بن إبراهيم بن قيس الطَّوابِيقيّ المؤدِّب أبو موسى).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقال ابن الجَوْزِيّ: "لا يصحُّ".
ففيه (محمد بن عليّ بن خَلَفَ العَطَّار أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"الكامل"(2/ 772) -في ترجمة (حسين بن الحسن الأَشْقَر) -، وقال بعد أن ساق له حديثًا موضوعًا يرويه عن حسين الأَشْقَر:"محمد بن عليّ هذا عنده من هذا الضرب عجائب، وهو منكر الحديث، والبلاء فيه عندي من محمد بن عليّ بن خَلَف".
2 -
"تاريخ بغداد"(2/ 57) وفيه عن محمد بن منصور: "كان ثقةً مأمونًا حسن العقل".
3 -
"المغني"(2/ 616) وقال: "اتَّهمه أبو أحمد بن عدي وقال: عنده عجائب".
4 -
"اللسان"(5/ 289 - 290) ونقل ما تقدَّم.
وفيه (عبد الصمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن العبَّاس): ليس بالحُجَّة. وقال العقيلي: "حديثه عن أبيه عن جَدِّه غير محفوظة". وتقدَّمت ترجمته في حديث (274).
و(جعفر بن محمد الجُشَمِيّ) لم أقف له على ترجمة.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 464 - 465) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. وفيه ابن خَلَف، قال ابن عدي: البلاء منه".
أقول: وَهِمَ ابن الجَوْزي فيما نقله عن ابن عدي، حيث إنَّ قوله:"البلاء منه"، ليس بخصوص حديث عبد اللَّه بن عبَّاس هذا، إنما هو في حديث آخر كما تقدَّم.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(7/ 741) رقم (21187) إلى أبي الحسن الصَّيْقَليّ في "أماليه"، مع الخطيب.
* * *
1937 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي الدِّيْبَاجِيّ، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رِزْق التَّانِيّ، وأبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القَطَّان، وأبو محمد عبد اللَّه بن يحيى بن عبد الجبَّار السُّكَّرِيّ، وأبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مَخْلَد البزَّاز، قالوا: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة قال: حدَّثنا قُرَّان بن تَمَّام الأَسَدِيّ، عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ لا إله إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ وهو على كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، بعدما يصلِّي الغَدَاةَ عَشْرَ مَرَّاتٍ: كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْر حَسَنَاتٍ، ومَحَا عنه عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ له عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكُنَّ له بِعَدْلِ رَقَبَتَيْنِ -وقال السُّكَّرِيّ وابن مخلد-: تَعْدِلُ عِتْقَ رَقَبَتَيْنِ - مِنْ وَلَدِ إسماعيل، فإنْ قَالَهَا حين يُمْسِي، كان له مِثْلُ ذلك، وكُنَّ له حجبًا -وقال ابن الفَضْل: حِجَابًا- مِنَ الشَّيْطَانِ حتَّى يُصْبِحَ".
(12/ 472 - 473) في ترجمة (قُرَّان بن تَمَّام الأَسَدِيّ أبو تمَّام).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1915).
* * *
1938 -
أخبرنا أحمد بن عمر بن رَوْح النَّهْروانِيّ، حدَّثنا عمر بن محمد بن عليّ بن الصَّيْرَفِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن نَاجِيَة، حدَّثنا قَطَن بن إبراهيم، حدَّثنا حسين بن الوليد النَّيْسَابُورِيّ، حدَّثنا قيس بن الرَّبيع، عن أبي الزُّبَيْر،
عن جابر قال: قَدِمَ وَفْدُ جُهَيْنَةَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقَامَ غُلَامٌ يَتَكَلَّمُ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَهْ، فأينَ الكُبَرَاءُ"؟ .
(12/ 477) في ترجمة (قَطَن بن إبراهيم القُشَيْرِيّ النَّيْسَابُورِيّ أبو سعيد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ نحوه من حديث سهل بن حَثْمَة ورافع بن خَدِيج رضي الله عنهما.
ففيه (قيس بن الرَّبيع الأَسَدِيّ) وهو صدوق سيء الحفظ، تغيَّر لمَّا كبر، وقد أَدْخَلَ عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدَّث به. وتقدَّمت ترجمته في حديث (141).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (قَطَن بن إبراهيم بن عيسى القُشَيْرِيّ النَّيْسَابُورِيّ أبو سعيد) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 22) وقال: "يخطئ أحيانًا، يُعْتَبَرُ حديثه إذا حَدَّث من كتابه".
2 -
"تاريخ بغداد"(12/ 476 - 478) وذكر الخطيب ما يفيد تضعيفه.
3 -
"الكاشف"(2/ 345) وقال: "فيه مَقَالٌ".
4 -
"المغني"(2/ 525) وقال: "له حديث ينكر، وهو صدوق، أعرض مسلم عن إخراج حديثه في الصحيح".
5 -
"التهذيب"(8/ 380 - 381) وفيه عن النَّسَائي: "فيه نظر".
6 -
"التقريب"(2/ 126) وقال: "صدوق يخطئ، من الحادية عشرة، مات سنة إحدى وستين -يعني ومائتين-"/ س.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2069) -في ترجمة (قيس بن الرَّبيع) -،
من طريق حسين بن الوليد، حدَّثنا قيس، عن
(1)
ابن أبي ليلى، عن أبي الزُّبَيْر، عنه، به. وليس عنده قوله:"مَهْ".
قال ابن عدي: "لا أعلم رواه عن قيس بهذا الإسناد غير حسين بن الوليد النَّيْسَابُورِيّ".
ورواه مختصرًا: البزَّار في "مسنده"(2/ 403) رقم (1958) -كشف الأستار-، من طريق حسين بن عبد اللَّه، عن قيس، عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزُّبَيْر، عنه، به. ولفظه عنده: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: الكُبْرُ الكُبْرُ".
أقول: في إسنادهما (محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1048).
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 15) عن جابر مرفوعًا بلفظ: "الكبير الكبير". وقال: "رواه الطبراني في "الأوسط"
(2)
. وفيه محمد بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ، ورواه البزَّار".
ورواه الذَّهَبِيُّ في "تذكرة الحُفَّاظ"(3/ 1665)، و"السِّيَر"(18/ 422)، من طريق محمد بن عبد الوهاب الفَرَّاء، حدَّثنا الحسين بن الوليد، عن قيس، عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر، به. ولفظ المرفوع عنده:"فأينَ الكُبْرُ". وقال في "تذكرة الحُفَّاظ": "غريب جدًّا". ولم يخرِّجه محقق "السِّيَر" من حديث جابر.
وذكره العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(2/ 196) وقال: "أخرجه الحاكم وصحَّحه". ولم أهتد إلى موضعه من "المستدرك" المطبوع.
(1)
صُحِّفَ في "الكامل" إلى "بن".
(2)
لم أقف عليه في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي، والذي جمع فيه زوائد المعجمين "الصغير" و"الأوسط"، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد أخرج البخاري في الأدب، باب إكرام الكبير. . . (10/ 535 - 536) رقم (6143)، -واللفظ له-، ومسلم في أول كتاب القَسَامَة (3/ 1291 - 1292) رقم (1669)، وأحمد في "المسند"(4/ 352)، وغيرهم، عن رَافِع بن خَدِيج وسهل بن أبي حَثْمَة: أنَّ عبد اللَّه بن سَهْلٍ ومُحَيِّصَة بنُ مسعودٍ أَتَيَا خَيْبَرَ فَتَفَرَّقَا في النَّخْلِ، فَقُتِلَ عبدُ اللَّهِ بنُ سَهْلٍ، فجاءَ عبدُ الرحمن بنُ سَهْلٍ وحُوَيِّصَةُ وَمُحَيِّصَةُ ابنا مسعودٍ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فتكلَّموا في أَمْرِ صَاحِبِهِمْ، فَبَدَأَ عبدُ الرحمنِ، وكان أَصْغَرَ القَوْمِ. فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: كَبِّرِ الكُبْرَ. قال يحيى
(1)
: لِيَلِيَ الكَلَامَ الأَكْبَرُ. . . ".
وانظر حديث رقم (1639).
* * *
1939 -
أخبرنا الحسن بن عليّ الجَوْهَرِيّ، أخبرنا أبو حفص بن الزَّيَّات، حدَّثنا أحمد بن الحسين بن إسحاق الصُّوفِيّ، حدَّثنا أبو سعيد قَطَن بن إبراهيم، حدَّثنا حفص بن عبد اللَّه، حدَّثني إبراهيم بن طَهْمَان، عن أيوب بن أبي تَمِيْمَة، عن نافع،
عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فقد طَهُرَ".
(12/ 477) في ترجمة (قَطَن بن إبراهيم القُشَيْرِيّ النَّيْسَابُورِيّ أبو سعيد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (قَطَن بن إبراهيم القُشَيْرِيّ)، وفيه مقال. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (1938).
(1)
يعني (ابن سعيد)، وهو أحد رواة الحديث.
ولم يسمع (قَطَن) هذا الحديث من (حفص بن عبد اللَّه، وإنما سمعه من محمد بن عَقِيل)، عن حفص، به. كما قاله (محمد بن عَقِيل)، ورواه الخطيب عنه عقب روايته للحديث.
وذكر الحافظ الخطيب عقب روايته للحديث عن إبراهيم بن محمد بن سفيان أنَّه قال: "صار مُسْلِمُ بن الحجُّاج إلى قَطَن بن إبراهيم، وكتب عنه جملة. وازدحم النَّاس عليه حتى حدَّث بحديث إبراهيم بن طَهْمَان عن أيوب، وطالبوه بالأصل، فأخرجه وقد كتبه على الحاشية، فتركه مُسْلِمٌ".
و(أيوب بن أبي تَمِيْمَة) هو (ابن كَيْسَان السَّخْتِيَانِيّ): إمام ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1256).
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(1/ 48) عن أبي بكر النَّيْسَابُورِيّ، حدَّثنا محمد بن عَقِيل بن خُوَيْلِد، حدَّثنا حفص بن عبد اللَّه، به. وقال:"إسناد حسن".
وقال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 46): "رواه الدَّارَقُطْنِيُّ بإسناد على شرط الصحة".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 370) إلى الخطيب وحده.
والحديث رواه مسلم في الحيض، باب طهارة جلود الميتة بالدباغ (1/ 277) رقم (366)، وغيره، عن عبد اللَّه بن عبَّاس مرفوعًا:"إذا دُبِغَ الإهَابُ فقد طَهُرَ".
وانظر في شواهده أيضًا: "البدر المنير" لابن المُلَقِّن (2/ 379 - 392)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 46)، و"جامع الأصول"(7/ 106 - 111).
1940 -
أخبرنا أبو سعد المَالِينيّ -قراءة-، أخبرنا عبد اللَّه بن عدي الحافظ، حدَّثنا قُسْطَنْطِين بن عبد اللَّه الرُّومي -مولى المعتمد على اللَّه أمير المؤمنين. قال ابن عدي في غير هذا الحديث: بِسُرَّ مَنْ رأى-، حدَّثنا إسحاق بن الضَّيْف، حدَّثنا الوليد بن سَلَمَة الأُرْدُنِّيّ، حدَّثنا عمر بن قيس، عن الزُّهْرِيّ، عن ابن المسيَّب،
عن أبي بكر الصِّدِّيق قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَيسَ لَنَا مَثَلُ السَّوْءِ، العَائِدُ في هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَعُودُ في قَيْئِهِ".
(12/ 478 - 479) في ترجمة (قُسْطَنْطِين بن عبد اللَّه أبو الحسن، مولى المعتمد على اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف، والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (الوليد بن سَلَمَة الطَّبَرَانِيّ الأُرْدُنِّيّ أبو العبَّاس) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(9/ 6 - 7)، وفيه عن عبد الرحمن بن إبراهيم دُحَيْم قال: قال شعيب بن إسحاق: "كَذَّابَا هذه الأُمَّة وَهْب بن وَهْب والوليد بن سَلَمة الأُرْدُنِّيّ". وقال أبو حاتم: "ذاهب الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "آه آه أتينا ابنه وكان صدوقًا، وكان يحدِّث بأحاديث مستقيمة، فلما أخذ في أحاديث أبيه جاء -يعني- بالأوَابِد".
2 -
"المجروحين"(3/ 80) وقال: "كان ممن يضع الحديث على الثقات لا يجوز الاحتجاج به بحال، وابنه ثقة".
3 -
"الكامل"(7/ 2539 - 2540)، وروى له ابن عدي عددًا من حديثه، وقال:"وهذه الأحاديث للوليد مع ما لم أذكر من حديثه، عامَّتها غير محفوظة".
4 -
"العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 213) وقال: "متروك الحديث". وقال أيضًا: "ذاهب الحديث".
5 -
"سؤالات مسعود السِّجْزِيّ للحاكم" ص 156 رقم (166) وقال: "كذَّاب يضع الحديث". وص 187 - 188 رقم (229) وقال: "حَدَّثَ بِنَيْسَابُور قبل المائتين بأحاديث موضوعة، وهو متروك الحديث".
6 -
"المغني"(2/ 722) وقال: "كذَّبه دُحَيْم والحاكم".
7 -
"لسان الميزان"(6/ 222) وفيه عن ابن مُسْهِر: "كذَّاب".
كما أنَّ فيه (عمر بن قيس المَكِّي سَنْدَل أبو جعفر) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 433) وقال: "ضعيف".
2 -
"التاريخ الكبير"(6/ 187) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 188 رقم (484) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الجرح والتعديل"(6/ 129 - 130) وفيه عن عبد الرحمن بن مهدي: "ضعيف الحديث". وقال أحمد: "متروك الحديث، لم يكن حديثه بصحيح". وقال الفَلَّاس: "متروك الحديث". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "لَيِّنُ الحديث".
5 -
"المجروحين"(2/ 85) وقال: "كان فيه دُعَابَة، بقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات ما لا يُشْبهُ حديث الأثبات".
6 -
"الكامل"(5/ 1667 - 1669) وقال: "له حديث كثير، وعامَّة ما يرويه لا يُتَابَعُ عليه". وقال: "ضعيف بالإجماع لم يشك أحد فيه".
7 -
"العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 213) وقال: "ضعيف".
8 -
"التهذيب"(7/ 490 - 493) وذكر ابن حَجَر أقوالًا أخرى من غير ما تقدَّم، وفيه "كذَّبه مالك".
9 -
"التقريب"(2/ 62) وقال: "متروك، من السابعة"/ ق.
وفيه كذلك صاحب الترجمة (قُسْطَنْطِين بن عبد اللَّه أبو الحسن)، لم يذكر الخطيب فيه جرجًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "العلل"(1/ 213 - 214) من طريق إسحاق بن الضَّيْف، عن الوليد بن سَلَمَة، به. وقال:"يرويه الوليد بن سَلَمَة الأُرْدُنِّيّ -وهو متروك الحديث- عن عمر بن قيس سَنْدل -وهو ضعيف أيضًا-، ويضطرب في إسناده، فمرَّةً يرويه عن عطاء عن ابن عبَّاس عن أبي بكر. ومرَّةً يرويه عن عطاء عن سعيد بن المسيَّب عن أبي بكر، ومرَّةً يرويه عن الزُّهْرِيّ عن سعيد بن المسيَّب عن أبي بكر. . . ولا يصحُّ هذا عن أبي بكر. والوليد بن سَلَمَة ذاهب الحديث. ورواه الحارث بن منصور عن عمر بن قيس عن عطاء عن جابر عن أبي بكر موقوفًا".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 429) إلى الدَّارَقُطْنِيِّ في "الأفراد" فقط.
والحديث صحيح من غير حديث أبي بكر رضي الله عنه. وقد سبق الكلام على ذلك في حديث (1924).
* * *
1941 -
أخبرني الأَزْهَرِيّ قال: حدَّثنا المُعَافَى بن زكريا، حدَّثنا أبو إبراهيم قُطْبَة بن المُفَضَّل بن إبراهيم الأنصاري، حدَّثنا أحمد بن محمد بن مَسْرُوق الطُّوسِيّ، حدَّثنا سويد بن سعيد، حدَّثنا عليّ بن مُسْهِر، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ ثُمَّ مَاتَ، مَاتَ شَهِيدًا".
(2/ 479) في ترجمة (قُطْبَة بن المُفَضَّل بن إبراهيم الأنصاري أبو إبراهيم).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (718).
وصاحب الترجمة (قُطْبَة بن المُفَضَّل الأنصاري)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (718).
* * *
1942 -
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه الواعظ، أخبرنا عمر بن محمد بن عبد الرحمن الجُمَحِيّ -بمكَّة-، حدَّثنا علي بن عبد العزيز، حدَّثنا أحمد بن يونس، حدَّثني كَثِير بن سُلَيْم أبو سَلَمَة -شيخ لقيته بالمَدَائن- قال:
سمعت أنسًا يقول: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى مَسَحَ بِيَدِهِ اليُمْنَى على رَأْسِهِ، ويقولُ:"بِسْمِ اللَّهِ الذي لا إلهَ غَيْرُهُ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنِّي الهَمَّ والحَزَنَ".
"وقال ابن يونس: وقال كَثِير بيده هكذا على جبهته".
(12/ 480 - 481) في ترجمة (كَثِير بن سُلَيْم المَدَائِنيّ أبو سَلَمَة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (كَثِير بن سُلَيْم الضَّبِّيّ المَدَائِنيّ)، وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (367).
التخريج:
رواه الطبراني في كتاب "الدُّعَاء"(2/ 1095) رقم (658)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2084 - 2085) -في ترجمة (كَثِير بن سُلَيْم) -، من طريق كَثِير هذا، عن أنس، به. إلَّا أنَّ عند ابن عدي زيادة قوله:"ثلاثًا" في آخر الحديث.
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 242 - 243) رقم (2520)، و"الدُّعَاء"(2/ 1096) رقم (659)، وابن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 59 رقم (112)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(2/ 301 - 302)، من طريق سَلَّام الطويل، عن زيد العَمِّيّ، عن معاوية بن قُرَّة، عن أنس، به.
قال الطبراني في "الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن معاوية إلَّا زيد، تفرَّد به سَلَّام".
وقال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث معاوية، تفرَّد به عنه زيد العَمِّيّ -وهو أبو الحَوَارِيّ، زيد بن الحَوَارِيّ، بَصْرِيٌّ فيه لِيْنٌ-".
وقد وَهِمَ محقق كتاب "الدُّعَاء" الدكتور محمد سعيد البخاري في قوله: "وقال ابن حَجَر: قال أبو نُعَيْم (يعني الفَضْل بن دُكَيْن): هذا حديث غريب من حديث معاوية بن قُرَّة". فإنَّ (أبا نُعَيْم) هو (الأَصْبَهَاني أحمد بن عبد اللَّه)، وليس (الفَضْل بن دُكَيْن). وقد سبق آنفا ذِكْرُ كلامه هذا منقولًا من كتابه "الحِلْيَة".
أقول: في إسناده من هذا الطريق: (سَلَّام بن سَلْم -أو سُلَيْم- الطويل)، وهو متروك، وكذَّبه عبد الرحمن بن يوسف بن خِرَاش. وتقدَّمت ترجمته في حديث (374).
كما أنَّ في إسناده أيضًا: (زيد بن الحَوَارِيّ العَمِّيّ)، وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (374).
وقد تُوبَع (سَلَّام الطويل)، حيث تابعه (عثمان بن فَرْقَد)، فقد رواه البزَّار في
"مسنده"(4/ 22) -من كشف الأستار- من طريق عثمان بن فَرْقَد، عن زيد العَمِّيَ، عن معاوية بن قُرَّة، عنه، به.
و (عثمان) قال عنه الحافظ في "التقريب"(2/ 13): "صدوق ربما خالف".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 110): "رواه الطبراني في "الأوسط" والبزَّار بنحوه بأسانيد، وفيه زيد العَمِّيّ، وقد وثَّقه غير واحد وضعَّفه الجمهور. وبقية رجال أحد إسنادي الطبراني ثقات وفي بعضهم خلاف".
وعزاه في "الكنز"(7/ 53) رقم (17915) إلى الخطيب وحده، فقصَّر تقصيرًا بَيِّنًا.
* * *
1943 -
أخبرنا عليّ بن أبي عليّ البَصْرِيّ، حدَّثنا أبو الطَّيِّب عثمان بن عمرو الإمام، حدَّثنا يحيى بن محمد بن صَاعِد، حدَّثنا الحسين بن الحسن، أخبرنا الهيثم بن جَمِيل، حدَّثنا كَثِير بن سُلَيْم المَدَائِنِيّ قال:
سمعتُ أنس بن مالك يقولُ: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فقالَ له: يا رسولَ اللَّهِ إنِّي ذَرِبُ اللِّسَانِ، وَأَكْثَرُ ذلكَ على أَهْلِي، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"فَأَيْنَ أَنْتَ مِنَ الاسْتِغْفَارِ، فإنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ في اليومِ والليلةِ مائةَ مَرَّةٍ".
(12/ 480 - 481) في ترجمة (كَثِير بن سُلَيْم المَدَائِنيّ أبو سَلَمَة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (كَثِير بن سُلَيْم الضَّبِّيّ المَدَائِنِيّ)، وهو ضعيف. قال أبو حاتم:"ضعيف الحديث منكر الحديث لا يروي عن أنس حديثًا له أصل من رواية غيره". وقال ابن عدي: "عامَّة روايته عن أنس غير محفوظة". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (367).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(8/ 82) رقم (4754) -، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2084) -في ترجمة (كَثِير بن سُلَيْم) - من طريق كَثِير بن سُلَيْم، عنه، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 209): "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه كَثِير بن سُلَيْم وهو ضعيف".
أقول: للحديث شاهد من حديث حُذَيْفَة بن اليَمَان، بنحو حديث أنس، رواه أحمد في "المسند"(5/ 396 و 397 و 402)، وأبو داود الطَّيَالِسِي في "مسنده" ص 57 رقم (427)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(10/ 297)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 328 - 329 رقم (449 و 450 و 451 و 452 و 453)، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 302)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 138 - 139) رقم (922)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 510 و 511)، وابن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 176 رقم (362)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 276)، وابن ماجه في الأدب، باب الاستغفار (2/ 1254) رقم (3817) -إلَّا أنَّ عنده:"سبعين مرَّة"-.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرِّجاه هكذا، إنما أخرج مسلم
(1)
حديث أبي بُرْدَة عن الأَغَرّ المُزَني عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّه لَيُغَانُ على قَلْبِي وإنِّي لأستغفرُ اللَّهَ في اليومِ مائةَ مَرَّةٍ"". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: تصحيح الحاكم للحديث وموافقة الذَّهَبِيِّ له، موضع نظر. فإنَّ في
(1)
في "صحيحه" في كتاب الذكر والدعاء، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه (4/ 2075) رقم (2702).
إسناد الحديث عند جميعهم: (أبو المغيرة البَجَلِيّ) راوي الحديث عن حُذَيْفَة رضي الله عنه، وهو مضطرب الحديث عنه كما قال الذَّهَبِيُّ نفسه رحمه الله في "الكاشف" (3/ 336). وقال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 476):"روى عنه أبو إسحاق السَّبِيعي وحده، فهو مجهول".
كما أنَّه اخْتُلِفَ فيه على أبي إسحاق السَّبِيعي راويه عن أبي المغيرة. انظر: "عمل اليوم والليلة" للنَّسَائي ص 327 - 329، و"تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (3/ 50 - 51) رقم (3376)، و"التهذيب" لابن حَجَر (12/ 245).
* * *
1944 -
أخبرنا الحسن بن عليّ الجَوْهَرِيّ، أخبرنا عليّ بن محمد بن لؤلؤ الورَّاق، حدَّثنا عمر بن أيوب السَّقَطِيّ، حدَّثنا محمد بن الصَّبَّاح الجَرْجَرَائِيّ، أخبرنا كَثِير بن مروان، عن عبد اللَّه بن يزيد الدِّمَشْقِيّ قال:
حدَّثني أبو الدَّرْدَاء، وأبو أُمَامَة البَاهِلِيّ، وَوَاثِلَة بن الأَسْقَع، وأنس بن مالك، قالوا: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الإسلامَ بَدَأَ غَرِيبًا وسيعودُ غريبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ".
(12/ 481) في ترجمة (كَثِير بن مروان بن محمد الفِهْرِيّ
(1)
أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (كَثِير بن مروان بن محمد الفِهْرِيّ الفِلَسْطِيْنِيّ المَقْدِسِيّ الشَّامي أبو محمد) وقد ترجم له في:
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "النهري" بالنون. والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 495) وقال: "ضعيف". ومرَّةً: "ليس بشيء".
2 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (2/ 450) وقال: "ليس حديثه بشيء".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 7 - 8).
4 -
"الجرح والتعديل"(7/ 157) وفيه عن ابن الجُنَيْد: "ليس بقويٍّ". وقال أبو حاتم: "يُكْتَبُ حديثُهُ
(1)
ولا يُحْتَجُّ به".
5 -
"المجروحين"(2/ 225 - 226) وقال: "منكر الحديث جدًّا، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلَّا على جهة التعجب".
6 -
"الكامل"(6/ 2089 - 2090) وقال: "مقدار ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه".
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 332 رقم (446).
8 -
"تاريخ بغداد"(12/ 481 - 482) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشيءٍ كذَّاب، كان ببغداد يحدِّث بالمنكرات". وقال أيضًا: "لقد رأيته كان كذَّابًا".
9 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 409 - 410) وقال: "ضعَّفوه".
10 -
"لسان الميزان"(4/ 483 - 484) وقال: "ذكره ابن شَاهِين والعُقَيْلِيّ والسَّاجِيّ في الضعفاء".
وقد وَهِمَ محقق كتاب "الزهد الكبير" للبيهقي، الدكتور تقي الدين النَّدْوي، فعزا ترجمته إلى "الكاشف" وحده! ! ، مع أنَّه ليس فيه، ولا هو من رجال "تهذيب الكمال"!
(1)
ونَصُّ العبارة في "اللسان"(4/ 484) نقلًا عن أبي حاتم: "يكذب في حديثه. . . ".
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 178 - 179) رقم (7659) مطوَّلًا جدًّا، والبيهقي في كتاب "الزهد الكبير" ص 147 رقم (201) مطوَّلًا، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2089)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 225 - 226) -كلاهما في ترجمة (كَثِير بن مروان) - مطوَّلًا، من طريق كَثِير بن مروان هذا عن عبد اللَّه بن يزيد الدِّمَشْقِيّ، عنهم، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 259): "رواه الطبراني وفيه كَثِير بن مروان وهو ضعيف جدًّا".
وقال في (1/ 106) منه: "أخرجه الطبراني في "الكبير"، وفيه كَثِير بن مروان كذَّبه يحيى والدَّارَقُطْنِيّ".
ورواه مطوَّلًا من حديث وَاثِلَة بن الأَسْقَع وحده مرفوعًا: تمَّام الرَّازِيّ في "فوائده"(1/ 576) رقم (997 و 998) من طريق سليمان بن سَلَمَة الخَبَائِرِيّ، حدَّثنا المُؤَمَّل بن سعيد الرَّحَبِيّ، عن إبراهيم بن أبي عَبْلَة، عنه، به.
وهذا إسناد ضعيف جدًّا، فإنَّ فيه (سليمان بن سَلَمَة الخَبَائِرِيّ) وهو متروك، وكذَّبه ابن الجُنَيْد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (169).
كما أنَّ فيه (مُؤَمَّل بن سعيد الرَّحَبِيّ) وهو منكر الحديث. انظر ترجمته في "اللسان"(6/ 137).
والحديث مروي عن عدد من الصحابة، انظر مروياتهم في:"الزهد الكبير" للبيهقي ص 146 - 151، و"مسند الشِّهَاب" للقُضَاعي (2/ 137 - 139)، و"جامع الأصول"(1/ 275 - 276)، و"مجمع الزوائد"(7/ 277 - 279).
ومن ذلك ما رواه مسلم في الإيمان، باب بيان أنَّ الإسلام بدأ غريبًا (1/ 130) رقم (145)، وغيره، عن أبي هريرة مرفوعًا: "بَدَأَ الإسلامُ غَرِيبًا،
وسيعودُ كما بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ".
* * *
1945 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِيّ -إملاءً-، حدَّثنا محمد بن حسَّان الأَزْرَق، حدَّثنا كَثِير بن هشام، حدَّثنا جعفر بن بُرْقَان، عن الزُّهْرِيّ، عن سالم،
عن ابن عمر قال: نَهَى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن نِكَاحَيْنِ: أَنْ يَتَزَوَّجَ المَرْأَةَ على عَمَّتِهَا، ولا على خَالَتِهَا.
(12/ 482) في ترجمة (كَثِير بن هشام الكِلَابِيّ الرَّقِّيّ أبو سهل).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات إلَّا أنَّ (جعفر بن بُرْقَان الكِلَابِيّ) على ثقته، فإنَّه يَهِمُ في حديث الزُّهْرِيّ. قال ابن مَعِين في "تاريخه" (2/ 84):"ليس هو في الزُّهْرِيّ بشيء". وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال"(5/ 11 - 18).
و (سالم) هو (ابن عبد اللَّه بن عمر بن الخَطَّاب): إمام ثقة ثَبْتٌ فقيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1731).
والحديث صحيح من طرق أخرى.
التخريج:
رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(4/ 247)، والبزَّار في "مسنده"(2/ 165) رقم (1436) -من كشف الأستار-، من طريق كَثِير بن هشام، عن جعفر بن بُرْقَان، به.
قال البزَّار: "لا نعلم رواه عن الزُّهْرِيّ هكذا إلَّا جعفر، ولا عنه إلَّا كَثِير".
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 525 - 526) رقم (986)، من طريق موسى بن عُقْبَة، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا مطوَّلًا.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 263) بعد أن ذكره مطوَّلًا عن ابن عمر: "رواه الطبراني في "الأوسط"، والبزَّار باختصار. . . ورجالهما رجال الصحيح".
ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 594 - 595) رقم (5964)، من طريق سِنَان بن الحارث بن مُصَرِّف، عن طلحة بن مُصَرِّف، عن مجاهد، عنه، به، مطوَّلًا جدًّا. ورجال إسناده حديثهم حسن، عدا (سِنَان)، فإنَّه لم يوثقه غير ابن حِبَّان، وقد روى عنه جَمْعٌ. وسبقت ترجمته في حديث (1319).
وللحديث شواهد كثيرة، انظرها في:"صحيح البخاري" في النكاح، باب لا تنكح المرأة على عمتها (9/ 160) رقم (5108 و 5109 و 5110) من حديث جابر وأبي هريرة، و"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (4/ 245 - 247)، و"فتح الباري"(9/ 161)، و"التلخيص الحَبِير"(3/ 167)، و"جامع الأصول"(11/ 494 - 496)، و"مجمع الزوائد"(4/ 263 - 264).
* * *
1946 -
حدَّثني التَّنُوخِيّ، حدَّثنا كَعْب بن عمرو بن جعفر البَلْخِيّ -إملاءً-، حدَّثنا أبو جابر عُرْس بن فَهْد المَوْصِلِيّ -بالمَوْصِل-، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة العَبْدِيّ، حدَّثني يزيد بن هارون الوَاسِطيّ، عن حُمَيْد الطَّويل،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إيَّاكُمْ والزِّنَا، فإنَّ في الزِّنَا سِتَّ خِصَالٍ، ثلاثٌ في الدُّنْيَا، وثلاثٌ في الآخرةِ: فأمَّا اللواتي في دَارِ الدُّنْيَا: فَذَهَابُ نُورِ الوَجْهِ، وانْقِطَاعُ الرِّزْقِ، وسُرْعَةُ الفَنَاءِ. وأمَّا اللواتي في الآخرةِ: فَغَضَبُ الرَّبِّ، وسُوءُ الحِسَابِ، والحُلُولُ في النَّارِ، إلَّا أَنْ يَشَاَء اللَّهُ".
(12/ 493) في ترجمة (كَعْب بن عمرو بن جعفر البَلْخِيّ أبو النَّضْر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه صاحب الترجمة (كَعْب بن عمرو البَلْخِيّ)، قال الخطيب عنه:"كان غير ثقة". ونقل عن محمد بن أبي الفَوَارس قوله فيه: "سيء الحال في الحديث". وعن العَتِيقي قوله: "فيه تساهل في الحديث". وكانت وفاته عام (391 هـ).
وترجم له ابن حَجَر في "لسان الميزان"(4/ 488) ونقل ما في "التاريخ"، ولم يزد.
وقال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 228): "قال الذَّهَبِيُّ في "التلخيص الموضوعات": كَعْبٌ مُتَّهَمٌ".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "رجال إسناد هذا الحديث كلُّهم ثقات سوى كَعْب".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 107) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"لا يصحُّ". ونقل قول الخطيب السابق. وأعلَّه بـ (كَعْب بن عمرو).
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 191)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 227 - 228)، بما محصله: أنَّ الحديث ضعيف لا موضوع لشواهده.
وتعقُّبهما موضع نظر، لأنَّ هذه الشواهد ليست أحسن حالًا من حديث أنس.
وانظر هذه الشواهد والكلام عليها في: "الموضوعات" لابن الجَوْزي (3/ 105 - 108)، و"مجمع الزوائد"(6/ 254 - 255)، و"تنزيه الشريعة"(2/ 227)، و"الضعيفة" رقم (141 و 143).
1947 -
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن أبي سليمان الحَرَّانِيّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يونس بن موسى القُرَشِيّ، حدَّثنا الحَكَم بن الرَّيَّان اليَشْكُرِيّ -وأفادنا هذا عنه أبو عاصم- قال حدَّثنا اللَّيْث بن سعد، حدَّثني يزيد بن حَوْشَب الفِهْرِيّ،
عن أبيه قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "لَوْ كَانَ جُرَيْجٌ الرَّاهِبُ فَقِيهًا عَالِمًا، لَعَلِمَ أَنَّ إِجَابَةَ أُمِّهِ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ".
"روى هذا الحديث إبراهيم بن المُسْتَمِرّ العُرُوقِيّ ومحمد بن الحسين الحُنَيْنِيّ عن الحكم بن الرَّيَّان هكذا".
(13/ 3 - 4) في ترجمة (الليث بن سعد بن عبد الرحمن أبو الحارث).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (محمد بن يونس بن موسى الكُدَيْمِيّ القُرَشِيّ أبو العبَّاس) وهو متروك، واتَّهمه أبو داود وابن عدي وغيرهما بالكذب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (379). لكنه قد تُوبع من إبراهيم العُرُوقِيّ ومحمد الحُنَيْنِيّ كما قال الخطيب. و (الحُنَيْنِيُّ): ثقة صدوق. قاله الدَّارَقُطْنِيُّ كما في "الأنساب" للسَّمْعَانِيّ (4/ 258).
كما أنَّ في إسناده: (الحَكَم بن الرَّيَّان اليَشْكُرِيّ)، و (يزيد بن حَوْشَب الفِهْرِيّ)، لم أقف على ترجمة لهما في كُلِّ ما رجعت إليه. ولذا قال البيهقي كما سيأتي:"هذا إسناد مجهول".
وقال العلَّامة العَجْلُوني في "كشف الخفاء"(2/ 160): "الحديث ضعيف".
التخريج:
رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(6/ 195) رقم (7880) -ط بيروت-، من طريق محمد بن يونس القُرَشي، عن الحكم بن الرَّيَّان، به؛ وقال:"هذا إسناد مجهول".
والحديث أورده الحكيم التِّرْمِذِيُّ في "نوادر الأصول" ص 346 عن يزيد بن حَوْشَب الفِهْرِيّ، عن أبيه مرفوعًا.
كما ذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(3/ 341) رقم (5029) عن حَوْشَب.
وقال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(1/ 363) في ترجمة (حَوْشَب): رواه الحسن بن سفيان في "مسنده"، والتِّرْمِذِيّ في "النوادر"، من طريق الليث، عن يزيد بن حَوْشَب، عن أبيه مرفوعًا. ونقل عن ابن مَنْدَه قوله:"غريب تفرَّد به الحَكَم بن الرَّيَّان عن الليث".
قال المُنَاوي في "فيض القدير"(5/ 326) بعد أن نقل عن البيهقي قوله السابق: "هذا إسناد مجهول": "قال الذَّهَبِيُّ في "الصحابة": هو مجهول".
وعزاه في "كنز العُمَّال"(16/ 461) رقم (45441) إلى ابن قَانِع أيضًا.
* * *
1948 -
أخبرنا تُرْكَان بن الفَرِج بن تُرْكَان أبو الحسين البَاقِلَّانِيّ، حدَّثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مِقْسَم العَطَّار، حدَّثنا إدريس بن عبد الكريم، حدَّثنا لَيْث بن حمَّاد قال: حدَّثنا عبد الواحد بن زياد، حدَّثنا إسماعيل بن سُمَيْع الحَنَفِيّ،
عن أنس بن مالك قال: قال رجلٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: إنِّي أَسْمَعُ اللَّهَ يقولُ: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ} [سورة البقرة: الآية 229]، فأين الثالثة؟ قال:{إِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [سورة البقرة: الآية 229].
(13/ 16) في ترجمة (اللَّيْث بن حمَّاد الصَّفَّار البَصْرِيّ أبو عبد الرحمن).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن، واخْتُلِفَ في وَصْلِ الحديث وإِرْسَالِهِ.
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(4/ 4)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 340)، من طريق إدريس بن عبد الكريم، عن لَيْث بن حمَّاد، به.
ورواه ابن مَرْدُوْيَه من طريق عبد الواحد بن زياد، عن إسماعيل بن سُمَيْع، عن أنس، به. كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 280).
قال الدَّارَقُطْنِيُّ عقب روايته له: "كذا قال عن أنس. والصواب عن إسماعيل بن سُمَيْع عن أبي رَزِين مُرْسَلٌ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم".
وقال البيهقي عقبه بعد أن ذكر مثل ما تقدَّم عن الدَّارَقُطْنِيّ: "كذلك رواه جماعة من الثقات عن إسماعيل".
ورواه أبو داود السِّجِسْتَانِيُّ في "المراسيل" ص 145 - 146، وابن جرير الطبري في "تفسيره"(4/ 545) رقم (4792 و 4793)، من طريق سفيان الثَّوْري، عن إسماعيل بن سُمَيْع، عن أبي رَزِين الأَسَدِيّ -مسعود بن مالك-، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا.
ومن هذا الطريق رواه ابن أبي حاتم وعبد بن حُمَيْد في "تفسيرهما". كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 279).
ورواه سعيد بن منصور في "سننه"(1/ 384) رقم (1456) عن خالد، عن إسماعيل بن سُمَيْع، عن أبي رَزِين مُرْسَلًا.
ورواه سعيد أيضًا في "سننه"(1/ 384) رقم (1457)، وابن جرير الطبري في "تفسيره"(4/ 545) رقم (4791)، من طريق أبي معاوية، عن إسماعيل، عن أبي رَزِين مُرْسَلًا.
وعن سعيد بن منصور من طريقيه، أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 340).
ورواه ابن مَرْدُوْيَه من طريق قيس بن الرَّبيع، عن إسماعيل، عن أبي رَزِين مُرْسَلًا. كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 280).
وقد رواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(4/ 3 - 4)، وابن مَرْدُوْيَه -كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 280) -، من طريق عبيد اللَّه بن جَرِير بن جَبَلَة، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عائشة، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن قَتَادَة، عن أنس، به.
لكن قال البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 340): "ورُوي عن قَتَادَة عن أنس رضي الله عنه، وليس بشيءٍ".
وتعقَّبه ابن التُّرْكُمَانِيّ في "الجوهر النَّقِيّ"(7/ 340) بقوله: "قال ابن القَطَّان: صحيح. عبيد اللَّه بن محمد بن جعفر يُعْرَفُ بابن عائشة، ثقة أحد الأجواد. وعبيد اللَّه بن جَرِير بن جَبَلَة بن أبي رَوَّاد قال الخطيب
(1)
: كان ثقة".
أقول: ومن فوقهما من رجال الصحيح.
قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحَبِير"(3/ 208): "قال عبد الحق: المُرْسَلُ أَصَحُّ. وقال ابن القَطَّان: المُسْنَدُ أيضًا صحيحٌ، ولا مانع أن يكون له في الحديث شيخان".
* * *
1949 -
أخبرني الحسن بن عليّ بن المُذْهِب، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المُخَلِّص، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز، حدَّثنا أبو عبد الرحمن لَيْث بن حمَّاد الصَّفَّار -بعد العِشَاء، في درب إسحاق بن أبي إسرائيل على بابه سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وقد قَدِمَ من البَصْرَة- قال: حدَّثنا الوضَّاح أبو عَوَانَة، عن عمر بن أبي سَلَمَة، عن أبيه،
عن أبي هريرة قال: نَهَى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الغِيَالِ، فقالوا: هَلَّا ضَرَّ فَارِسَ والرُّومَ؟ قال: وذَاك أَنْ يَأْتِي الرَّجُلُ امْرَأَتُهُ وهي تُرْضِعُ.
(1)
في "تاريخه"(10/ 325).
(13/ 16) في ترجمة (لَيْث بن حمَّاد الصَّفَّار البَصْرِيّ أبو عبد الرحمن).
مرتبة الحديث:
إسناده فيه ضعف.
ففيه (عمر بن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن بن عَوْف الزُّهْرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد -القسم المتمم- ص 234 - 235 رقم (113) وقال: "كان كثير الحديث، وليس يُحْتَجُّ بحديثه".
2 -
"العلل" لأحمد بن حنبل (1/ 163) وقال: "صالح إن شاء اللَّه".
3 -
"التاريخ الكبير"(6/ 166) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"أحوال الرجال" ص 143 رقم (248) وقال: "ليس بالقويِّ في الحديث".
5 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 359 رقم (1236) وقال: "لا بأس به".
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 190 رقم (491) وقال: "ليس بالقويِّ".
7 -
"الجرح والتعديل"(6/ 117 - 118) وفيه عن يحيى بن سعيد أنَّه قال: "كان شُعْبَة يضعِّف عمر بن أبي سَلَمَة". وقال أبو خَيْثَمَة: "صالح إن شاء اللَّه". وقال ابن مَعِين: "ضعيف الحديث". وقال أبو حاتم: "هو عندي صالح صدوق في الأصل ليس بذلك القويّ، يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به، يُخَالِفُ في بعض الشيء".
8 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 164).
9 -
"الكامل"(5/ 1697 - 1699) وقال: "متماسك الحديث لا بأس به".
10 -
"الثقات" لابن شاهين ص 136 رقم (711) وقال: "صالح ثقة إن شاء اللَّه، قاله أحمد".
11 -
"المغني"(2/ 468) وقال: "ضعَّفه ابن مَعِين. وقال النَّسَائي وغيره: ليس بالقويِّ".
12 -
"الكاشف"(2/ 571) وقال: "قال أبو حاتم: صدوق لا يُحْتَجُّ به، ووثَّقه غيره".
13 -
"التهذيب"(7/ 456 - 457) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس به بأس". وقال ابن خُزَيْمَة: "لا يُحْتَجُّ بحديثه". وقال البُخَاري في "التاريخ": "صدوق إلا أنَّه يُخَالِفُ في بعض حديثه". وقال ابن حَجَر: "ذكره البَرْقِيُّ في باب من احْتُمِلَ حديثه من المعروفين. قال: وأكثر أهل العلم بالحديث يثبتونه".
14 -
"التقريب"(1/ 56) وقال: "صدوق يخطئ، من السادسة، قتل بالشام سنة اثنتين وثلاثين -يعني ومائة- مع بني أُمَيَّة"/ خت 4.
كما أنَّ في إسناده أيضًا شيخ الخطيب: (الحسن بن عليّ بن محمد التَّمِيميّ المعروف بابن المُذْهِب)، قال الخطيب عنه:"ليس بمَحَلٍّ للحُجَّة". وقال الذَّهَبِيُّ: "صدوق إن شاء اللَّه، وقد خَلَطَ في بعض سماعاته شيئًا". وتقدَّمت ترجمته في حديث (696).
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(7/ 120) رقم (4156) -، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1698) -في ترجمة (عمر بن أبي سَلَمَة) -، من طريق ليث بن حمَّاد الصَّفَّار، عن أبي عَوَانَة، به. إلَّا أنَّ لفظه عند الطبراني:"نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الغَيْل، ثم قال: هَلَّا أَضَرَّ فارسَ والرُّومَ. -وذاك أن يأتي الرجل امرأته وهي ترضع-".
قال الطبراني: "لم يروه عن عمر إلَّا أبو عَوَانَة، تفرَّد به ليث بن حمَّاد".
وقال ابن عدي عقب روايته له مع أحاديث أخرى: "كُلُّ هذه الأحاديث لا بأس بها، وعمر بن أبي سَلَمَة متماسك الحديث لا بأس به".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 298): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه ليث بن حمَّاد وهو ضعيف".
أقول: هذا الذي ذكره الهيثمي في (لَيْث بن حمَّاد)، موضع نظر. فـ (ليث بن حمَّاد) في الإسناد هنا، هو (الصَّفَّار البَصْرِيّ أبو عبد الرحمن) صاحب الترجمة، وهو صدوق كما قال الخطيب، وليس هو (حمَّاد بن لَيْث الإِصْطَخْرِيّ) الذي ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيُّ. وقد تقدَّمت ترجمة (الإِصْطَخْرِيّ) في حديث (1104).
ولم يتنبه محقق "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" لذلك، فنقل كلام الهيثمي في "مجمع الزوائد" مؤكَّدًا ما فيه بالإحالة إلى ترجمة (ليث بن حمَّاد الإِصْطَخْرِيّ).
وقد روى أبو داود في الطب، باب ما جاء في الغَيْل (4/ 211) رقم (3881)، وابن ماجه في النكاح، باب الغَيْل (1/ 648) رقم (2012)، وأحمد في "المسند"(6/ 453 و 457 و 458) وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 589) رقم (5952)، والطبراني في "المعجم الكبير"(24/ 183) رقم (462)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 464)، عن أسماء بنت يزيد بن السَّكَن مرفوعًا:"لا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ سِرًّا، فإنَّ الغَيْلَ يُدْرِكُ الفَارِسَ فَيُدَعْثِرُهُ عَنْ فَرَسِهِ"
(1)
.
(1)
قال الإمام الخَطَّابي في "معالم السنن"(5/ 362) في شرح الحديث: "إنَّ المرضع إذا جُومِعَتْ فَحَمَلَتْ فَسَدَ لَبَنُهَا، ونُهِكَ الولدُ إذا اغْتَذَى بذلك اللبن، فيبقى ضاويًا، فإذا صار رجلًا فركب الخيل فركضها أدركهـ ضَعْفُ الغَيْل، فزال وسقط عن متونها، فكان ذلك كالقتل إلَّا أنَّه سِرٌّ لا يُرَى ولا يُشْعَرُ به".
أقول: في إسناده عندهم (المُهَاجِر بن أبي مسلم مولى أسماء بنت يزيد)، لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. انظر "التهذيب"(10/ 323)، و"التقريب"(2/ 278).
ويعارض حديث أسماء هذا وما ورد في معناه، ما رواه مالك في "الموطأ"(2/ 607 - 608)، ومسلم في النكاح، باب جواز الغَيْلَةِ (2/ 1066) رقم (1442)، وغيرهما، عن جُدَامَةَ بنت وَهْبٍ الأَسَدِيَّةِ أنَّها سَمِعَتْ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"لقد هَمَمْتُ أَنَ أَنْهَى عن الغِيْلَةِ، حتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ الرُّومَ وفَارِسَ يَصْنَعُونَ ذلكَ فلا يَضُرُّ أَوْلَادَهُمْ".
قال ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة في "تهذيب السنن"(5/ 362): إنَّ أحاديث إباحة الغِيْلَة أصحُّ من حديث أسماء بنت يزيد. وقال أيضًا: "إن كان صحيحًا فيكون النهي عنه أولًا إرشادًا وكراهةً، لا تحريمًا، واللَّه تعالى أعلم". وانظر في ذلك أيضًا: "زاد المعاد" لابن القَيِّم (5/ 149 - 150)، و"فتح المُلْهِم شرح صحيح مُسْلِم" للعلَّامة شَبِّير أحمد العُثْمَاني رحمه الله (3/ 517 - 518).
وانظر في الأحاديث المانعة والمبيحة: "جامع الأصول"(11/ 527 - 529)، و"مجمع الزوائد"(4/ 298).
* * *
1950 -
أخبرنا محمد بن عليّ بن الفتح الحَرْبِيّ، وعبد الملك بن عمر الرَّزَّاز، قالا: أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم البَرْمَكِيّ، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن يحيى الكِسَائِيّ، حدَّثنا أبو الحارث اللَّيْث بن خالد المُقْرِئ، حدَّثنا أبو محمد يحيى بن المبارك اليَزِيْدِيّ، عن أبي عمرو بن العلاء، عن الحسن،
عن أنس بن مالك، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"القرآنُ غِنًى لا فَقْرَ بَعْدَهُ، ولا غِنًى دُونَهُ".
(13/ 16) في ترجمة (لَيْث بن خالد المُقْرِئ أبو الحارث).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (لَيْث بن خالد المُقْرِئ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له الذَّهَبِيُّ في "معرفة القُرَّاء الكبار"(1/ 211) ولم يذكر فيه شيئًا أيضًا.
كما أنَّ في إسناده (محمد بن يحيى الكِسَائي الصغير أبو عبد اللَّه)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(3/ 421)، والذَّهَبِيُّ في "معرفة القُرَّاء الكبار"(1/ 256)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا.
وفيه (محمد بن أحمد بن إبراهيم البَرْمَكِي)، لم أقف على من ترجم له.
وفيه كذلك شيخ الخطيب الثاني (عبد الملك بن عمر الرَّزَّاز أبو الفَتْح)، وقد ترجم له في "تاريخه" (10/ 433 - 434) وقال:"كتبنا عنه وكان شيخًا صالحًا، إلَّا أنَّه لم يكن في الحديث بذاك، رأيت له أصولًا محككة وسماعاته فيها ملحقة". وكانت وفاته عام (448 هـ). لكن تابعه شيخ الخطيب (محمد بن عليّ بن الفتح الحَرْبِيّ) وهو ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1177).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه أبو يعلى في "مسنده"(5/ 159 - 160) رقم (2773)، والطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 288) رقم (738)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(5/ 550) رقم (2376)، ومحمد بن نصر المَرْوَزِيّ في "قيام الليل" ص 76 - من مختصره-، والشَّجَرِيُّ في "أماليه"(1/ 82)، من طريق شَرِيك بن عبد اللَّه، عن الأَعْمَش، عن يزيد بن أَبَان، عن الحسن، عنه، به.
قال البيهقي: "وروي هذا الحديث من وجه آخر ضعيف عن الحسن عن أبي هريرة، وهذا أشبه".
ورواه القُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(1/ 186 - 187) رقم (276)، من طريق الدَّارَقُطْنِيّ علي بن عمر البغدادي قال: حدَّث الأَعْمَش، عن يزيد الرَّقَاشي، عن أنس، به.
قال القُضَاعِيُّ: "قال الدَّارَقُطْنِيُّ: ورواه أبو معاوية عن الأَعْمَش عن يزيد الرَّقَاشي عن الحسن مرسلًا، وهو أشبههما بالصواب".
أقول: الرواية الموصولة والمرسلة ضعيفة، لأنَّ مَدَارَهَا على (يزيد بن أبَانَ الرَّقَاشي) وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (416).
كما أنَّ في الرواية الموصولة: (شَرِيك بن عبد اللَّه النَّخَعي)، وهو صدوق يخطئ كثيرًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (672).
قال الهيثمي في "المجمع"(7/ 158): رواه أبو يعلى وفيه يزيد بن أَبَان الرَّقَاشي وهو ضعيف". وقد فاته أن يعزوه إلى الطبراني في "الكبير".
ورواه مختصرًا ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(15/ 510) -مخطوط-، من طريق شَرِيك، عن الأَعْمَش، عن الحسن، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"القرآنُ لا فَقْرَ بَعْدَهُ".
* * *
1951 -
أخبرني الأَزْهَرِيُّ، أخبرنا المُعَافَى بن زكريا، حدَّثنا أبو نصر اللَّيْث بن محمد بن اللَّيْث المَرْوَزِيّ، حدَّثنا محمد بن نصر بن محمد بن مُرَاد، حدَّثنا عليّ بن الحسن -بمكَّة-، حدَّثنا عامر بن سَيَّار، حدَّثنا محمد بن عبد الملك، عن محمد بن المُنْكَدِر،
عن جابر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِلَالًا أن يَشْفَعَ الأَذَانَ، ويُوتِرَ الإقَامَةَ.
(13/ 17) في ترجمة (لَيْث بن محمد بن لَيْث الكاتب المَرْوَزِيّ أبو نصر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (عامر بن سَيَّار الدَّارِمي النجليني الرَّقِّي) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 502) وقال: "ربما أَغْرَبَ".
2 -
"الميزان"(2/ 359) وقال: "مجهول".
3 -
"المغني"(1/ 323) وقال: "مجهول".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (لَيْث بن محمد الكاتب المَرْوَزِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وفيه كذلك (محمد بن عبد الملك)، ويغلب عندي أنَّه (محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيْج المَكِّي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(1/ 165) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 56).
3 -
"الميزان"(3/ 632) وقال: "لا يُعْرَفُ".
4 -
"التقريب"(2/ 156) وقال: "مقبول، من الثامنة"/ فق.
و(محمد بن نصر بن محمد بن مُرَاد) و (عليّ بن الحسن)، لم أقف لهما على ترجمة فيما رجعت إليه.
و (الأَزْهَرِيُّ) هو (عبد اللَّه بن أبي الفتح أحمد بن عثمان الصَّيْرَفِيّ أبو القاسم): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (676).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
لم أقف عليه من حديث جابر في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
والحديث مرويٌّ من حديث جماعة من الصحابة، انظر حديثهم في:"نصب الراية"(1/ 271 - 274)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 198)، و"جامع الأصول"(5/ 280)، و"مجمع الزوائد"(1/ 329 - 331)، و"الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار" لأبي بكر الحازمي ص 139 - 142.
ومن ذلك ما رواه البخاري في الأذان، باب الأذان مثنى مثنى (2/ 82) رقم (605)، ومسلم في الصلاة، باب الأمر بشفع الأذان وإيتار الإقامة (1/ 286) برقم (378)، وغيرهما، عن أنس قال:"أُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الأَذَانَ وأَنْ يُوتِرَ الإقَامَةَ".
* * *
1952 -
أخبرنا الطَّاهِرِيّ، حدَّثنا لؤلؤ بن عبد اللَّه القَيْصَرِيّ، حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد النَّصِيْبِيّ الصُّوفِيّ -بالموصل- حدَّثنا أبو عبد اللَّه الحسين بن شَدَّاد قال: حدَّثني محمد بن سِنَان الحَنْظَلِيّ، حدَّثني إسحاق بن بِشْر القُرَشِيّ، عن بَهْز بن حَكِيم، عن أبيه،
عن جَدِّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لَمُبَارَزَةُ عليّ بن أبي طالب لعمرو بن عَبْدِ وُدّ
(1)
يومَ الخَنْدَقِ، أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِ أُمَّتي إلى يومِ القِيَامَةِ".
(1)
عمرو بن عَبْد وُدّ العامري، كان من شجعان المشركين وأبطالهم المُسَمَّيْن، أدرك الإسلام ولم يسلم، وعاش إلى أن كانت وقعة الخَنْدَق في السنة الخامسة من الهجرة فحضرها وهو =
(13/ 19) في ترجمة (لؤلؤ بن عبد اللَّه القَيْصَريّ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (إسحاق بن بِشْر القُرَشِيّ) وهو (الكَاهِلِيّ أبو يعقوب): كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (949).
وصاحب الترجمة (لؤلؤ بن عبد اللَّه القَيْصَرِيّ) قال الخطيب عنه: "لم أسمع أحدًا من شيوخنا يذكره إلَّا بالجميل". وقد سأل الخطيب شيخه البَرْقَانِيّ عنه فقال: "لا أخبره".
و(الطَّاهِرِيُّ) هو (عليّ بن عبد العزيز بن الحسن): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1458).
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 32) عن لؤلؤ بن عبد اللَّه المُقْتَدِرِيّ، حدَّثنا أبو الطَّيِّب أحمد بن إبراهيم المِصْرِيّ، حدَّثنا أحمد بن عيسى الخَشَّاب، حدَّثنا عمرو بن أبي سَلَمَة، حدَّثنا سفيان الثَّوْريّ، عن بَهْز بن حَكِيم، به.
وسكت عنه الحاكم. وقال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك": "قَبَّحَ اللَّهُ رَافِضِيًّا افْتَرَاهُ".
أقول: في إسناده (أحمد بن عيسى الخَشَّاب التِّنِّيسِيّ) وهو ليس بالقويّ، وقد اتَّهمه أبن طاهر ومَسْلَمَة بالكذب. وتقدَّمت ترجمته في حديث (435)
= ابن تسعين سنة، وبارزه عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فقتله. انظر:"الطبقات الكبرى" لابن سعد (2/ 68)، و"السيرة" لابن هشام (3/ 235 - 236)، و"سبل الهدي والرشاد في مسيرة خير العباد" لمحمد بن يوسف الصَّالحي الشامي (4/ 532 - 535).
وعزاه في "الكنز"(11/ 623) رقم (33035) إلى الحاكم وحده. وفاته أن يعزوه للخطيب.
* * *
1953 -
أخبرني أبو نصر أحمد بن محمد بن حَسْنُون النَّرْسِيّ، والحسن بن أبي بكر، قالا: أخبرنا محمد بن جعفر بن محمد الأَدَمِيّ القَارِي، حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن زياد السِّمْسَار، حدَّثنا إسحاق بن كَعْب، حدَّثنا موسى بن عُمَيْر، عن الحَكَم بن عُتَيْبَة، عن إبراهيم، عن الأسود بن يزيد،
عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "داوُوا مَرْضَاكُمْ بالصَّدَقَةِ، وحَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بالزَّكَاةِ، وأَعِدُّوا للبَلاءِ الدُّعَاءَ".
(13/ 21) في ترجمة (موسى بن عُمَيْر القُرَشِيّ المكفوف الكوفي أبو هارون).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
وقد سبق الكلام عليه في حديث (951).
التخريج:
تقدم تخريجه في حديث (951).
* * *
1954 -
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد اللَّه بن حَسْنُوْيَه الكَاتِب -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سَلْم الحافظ، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم بن قيس، حدَّثنا محمد بن أحمد بن الحسن القَطَوَانِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن موسى بن عبد اللَّه، حدَّثني أبي، عن أبيه عبد اللَّه بن حسن، عن أبيه، عن جَدِّه،
عن عليٍّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ صَلَاةٍ لا يُقْرَأُ فيها بفَاتِحَةِ الكِتَابِ فهي خِدَاجٌ".
(13/ 25) في ترجمة (موسى بن عبد اللَّه بن الحسن الهاشمي أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سَلْم التَّمِيميّ الجِعَابِيّ البغدادي القاضي)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الميزان" (3/ 670):"من أئمة هذا الشأن. . إلَّا أنَّه فاسق رقيق الدِّين". وقد تقدَّمت ترجمته في (410).
كما أنَّ في إسناده من لم أعرفه.
وصاحب الترجمة (موسى بن عبد اللَّه بن الحسن الهاشمي أبو الحسن)، نقل الخطيب في ترجمته عن ابن مَعِين توثيقه له.
التخريج:
رواه البيهقي في كتاب "القراءة خلف الإمام" ص 48 - 49 رقم (93) قال: "أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه الحافظ، أنبأنا أبو عبد اللَّه الحسين بن الحسن بن أيوب الطُّوسيّ، أنبأنا أبو حاتم الرَّازيّ، حدَّثنا عبد الملك بن مَسْلَمَة المِصْرِيّ أبو مروان، حدَّثنا عبد الرحمن بن أبي المَوَال، عن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "كُلُّ صلاةٍ لا يُقْرَأُ فيها بأُمِّ الكِتَابِ فهي خِدَاجٌ"، ذَكَرَ ذلك عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وحديثه في كتاب أبي عبد اللَّه، ورأيته في كتاب من رواه عن الحسين بن الحسن الطُّوسيّ عن
(1)
عبد الملك بن سَلَمَة وهو الصواب. ورواه القَعْنَبِيّ
(1)
سقطت كلمة "عن" من المطبوع.
عبد اللَّه بن مَسْلَمَةَ، عن عبد الرحمن بن أبي المَوَال بإسناده ولم يرفعه".
ثم رواه البيهقي من طريق القَعْنَبِيِّ عبد اللَّه بن مَسْلَمَة فذكره موقوفًا.
وذكره التِّرْمِذِيُّ في "سننه" في الصلاة، باب لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب (2/ 26) من دون إسناد من قول عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
أقول: في إسناد البيهقي: (عبد الملك بن مَسْلَمَة)، وقد ترجم له ابن حَجَر في "اللسان" (4/ 68) وقال:"عن اللَّيث وابن لَهِيعة، قال ابن يونس: منكر الحديث. وقال ابن حِبَّان: يروي المناكير الكثيرة عن أهل المدينة". ومثله في "المغني" للذَّهَبِيّ (2/ 408).
والحديث صحيح مرويٌّ من حديث جماعة من الصحابة. وقد سبق الكلام على ذلك في حديث (745).
غريب الحديث:
قوله: "فهي خِدَاجٌ": الخِدَاجُ: النَّقْصُ. وتقديره، فهي ذات خِدَاجٍ فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه. انظر "النهاية"(2/ 12 - 13).
* * *
1955 -
أخبرنا أبو الحسين زيد بن جعفر بن الحسين العَلَوِيّ المُحَمَّدِيّ، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن وَهْبَان الهُنَائِيّ البَصْرِيّ، حدَّثنا إسماعيل بن عليّ بن عليّ بن رَزِين الخُزَاعِيّ -بوَاسِط-، حدَّثنا أبي، حدَّثنا أخي دِعْبِل قال: حدَّثنا موسى بن سهل الرَّاسِبِيّ -في دِهْلِيز محمد بن زُبَيْدة-، حدَّثنا أبو إسحاق، عن أبي الأَحْوَص،
عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ عَلِيًّا، ومَنْ أَبْغَضَ عَلِيًّا فقد أَبْغَضَنِي، ومَنْ أَبْغَضَني فقد أَبْغَضَ اللَّهَ عز وجل، ومَنْ أَبْغَضَ اللَّهَ أَدْخَلَهُ النَّار".
(13/ 32) في ترجمة (موسى بن سهل الرَّاسِبِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته (إسماعيل بن علي الخُزَاعِيّ أبو القاسم)، وهو مُتَّهم يأتي بالأَوَابِد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (939).
قال الخطيب عقب روايته له: "هذا الحديث موضوع الإسناد، والحَمْلُ فيه عندي على إسماعيل بن عليّ، واللَّه أعلم".
وفي إسناده أيضًا صاحب الترجمة (موسى بن سهل الرَّاسِبِيّ) قال الخطيب عنه: "أحد المجهولين".
و (أبو إسحاق) هو (السَّبيعي، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة اختلط بأَخَرةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و (أبو الأَحْوَص) هو (عَوْف بن مالك بن نَضْلَة الجُشَمِيّ): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (305).
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ 263) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.
وقد عزاه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 402)، والشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 383، إلى الخطيب وحده، ونقلا عنه حكمه عليه بالوضع.
* * *
1956 -
أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمد بن عليّ البَلْخِيّ، أخبرنا
محمد بن أحمد بن محمد بن سلمان الحافظ -بِبُخارَى-، أخبرنا محمد بن محمود بن يونس بن مُكْرَم الوزَّان، حدَّثنا إبراهيم بن أبي إبراهيم السَّمَرْقَنْدِيّ، حدَّثنا موسى بن نصر البغدادي، حدَّثنا حماد بن سَلَمَة، عن ثابت،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "افْتَرَضَ اللَّهُ على أُمَّتِي الصوم ثلاثين يومًا، وافترض على سائر الأمم أقلّ وأكثر، وذلك لأنَّ آدم لمَّا أكل من الشجرة بقي في جوفه مقدار ثلاثين يومًا، فلمَّا تاب اللَّه عليه أمره بصيام ثلاثين يومًا بلياليهن، فافترض عليَّ وعلى أُمَّتي الصوم بالنهار، وما نأكلُ بالليل ففضل من اللَّه عز وجل".
(13/ 35) في ترجمة (موسى بن نصر الثَّقَفِيّ أبو عِمْرَان).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده صاحب الترجمة (موسى بن نصر الثَّقَفِيّ أبو عِمْران)، قال الخطيب عنه:"سكن سَمَرْقَنْد وحدَّث بها وبِبُخَارى أحاديث منكرة عن مالك بن أنس وسفيان الثَّوْرِيّ وشُعْبَة وحمَّاد بن سَلَمَة. . . وكان غير ثقة". ونقل عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدْرِيسي قوله فيه: "حدَّث بسَمَرقَنْد عن الثَّوْري ومالك وغيرهما بالطَّامَّات". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1540).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 186) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم. وأعلَّه بـ (موسى بن نصر الثَّقَفِيّ)، ونقل قول الخطيب والإدْرِيسي فيه.
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 97)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 145).
وذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 87 معزوًا للخطيب.
* * *
1957 -
أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن أحمد بن عبد اللَّه الأَصْبَهَانِيّ، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِيّ، حدَّثنا يعقوب بن يوسف القَزْوِيْنِيّ، حدَّثنا موسى بن محمد أبو هارون البَكَّاء، حدَّثنا كَثِير بن عبد اللَّه أبو هاشم قال:
سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يَا بُنَيَّ أَكْثِرْ من الدُّعَاءِ، فإنَّ الدُّعَاءَ يَرُدُّ القَضَاءَ المُبْرَمَ".
(13/ 36) في ترجمة (موسى بن محمد البَكَّاء أبو هارون).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (كَثير بن عبد اللَّه الأُبُلِّيّ أبو هاشم)، وهو متروك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (367).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (موسى بن محمد البَكَّاء أبو هارون) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(8/ 160 - 161)، وفيه عن ابن مَعِين:"ليس هو ممن ينبغي أن يُكْتَبَ عنه". وقال أبو حاتم: "محلُّه عندي الصدق. . . ولا أعلم أنِّي عثرت عليه بشيء". وقال ابن أبي حاتم: "سألت أبا زُرْعَة عنه، فَكَلَّحَ وَجْهَهُ. فقيل له: أيّ شيء أنكروا عليه؟ فقال: لا أعلم شيئًا أنكروا عليه، وأنا لا أحدِّث عنه، ولا يُعْرَفُ بالعراق. وكان في كتابنا حديث قد كان حدَّث عنه قديمًا فلم يقرأ علينا فضربنا عليه".
2 -
"تاريخ بغداد"(13/ 35 - 36)، وفيه عن أحمد بن حنبل:"ليس بثقة ولا أمين ولا كرامة".
3 -
"تاريخ دمشق"(17/ 405 - 406) -مخطوط-، وفيه أنَّ البَرْدَعِيّ سأل أبا زُرْعَةَ عنه "فكلَّح وجهه وقال بيده هكذا. قلت: فأي شيء أنكروا عليه؟ قال: أما شيء كذا فلا أعلمه، إلَّا أنَّ أصحابنا حَكُوا عن يحيى بن مَعِين أنَّه قال فيه شيئًا، ليس من طريق الحديث مثل السراب وأشباهه"
(1)
.
4 -
"تاريخ قَزْوين"(4/ 132 - 133).
5 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 220) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشيء".
6 -
"لسان الميزان"(6/ 129).
و (يعقوب بن يوسف القَزْويني) لم أقف على من ترجم له.
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(17/ 405) -مخطوط-، عن الخطيب من طريق المتقدِّم.
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "مسند الفردوس"(5/ 368) رقم (8461) عن أنس مرفوعًا.
وذكره القَزْوِيْنِيُّ في "أخبار قَزْوين"(4/ 133) في ترجمة (موسى بن محمد البَجَلي البَكَّاء)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 960) إلى أبي محمد عبد الصمد بن أحمد السَّلِيْطِيّ في "الأحاديث السُّبَاعِيَّة" أيضًا.
* * *
1958 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد اللَّه بن إسحاق بن إبراهيم البَغَويّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن الحسن -هو الهاشمي-، حدَّثنا أبو سليمان
(1)
هكذا ورد النص في "تاريخ دمشق". وقارن بما في "اللسان"(6/ 129). وهذا النصُّ لا يوجد في "سؤالات البَرْدَعي لأبي زُرْعة" المطبوع.
الجُوْزَجَانِيّ، حدَّثنا عمرو بن جُمَيْع، حدَّثنا الأَعْمَش، عن بِشْر بن غالب الأَسَدِيّ قال: قَدِمَ على الحسين بن عليّ أُنَاسٌ من أَنْطَاكِيَة، فسألهم عن حال بلادهم، وعن سيرة أميرهم فيهم، فذكروا خيرًا إلَّا أنَّهم شَكُوا البَرْدَ، فقال الحسين:
حدَّثني أبي، عن جدِّي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"أَيُّمَا بَلْدَةٍ كَثُرَ أَذَانُهَا بالصَّلاةِ انْكَسَرَ بَرْدُهَا -أو قال: قَلَّ بَرْدُهَا-".
(13/ 36) في ترجمة (موسى بن سليمان الجُوْزَجَانِيّ أبو سليمان).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته (عمرو بن جُمَيْع الكوفي)، وهو مُتَّهَمٌ بالكذب. وقد سبقت ترجمته في حديث (1159).
كما أنَّ في إسناده: (بِشْر بن غالب الأَسَدِيّ)، وقد ترجم له في "الميزان" (1/ 322) وقال:"عن الزُّهْرِيّ. قال الأَزْدِيُّ: مجهول". كما ترجم عقبه لـ (بِشْر بن غالب الكوفي) وقال: "عن أخيه بشير بن غالب، وعنه الأَعْمَش. قال الأَزْدِيُّ: متروك". ومثله في "اللسان"(2/ 28 - 29). وأضاف ابن حَجَر في ترجمة (بِشْر بن غالب الكوفي) أن ساق له عن الأَزْدِيّ عن أبي يعلى الحديث السابق. ونقل عن الأَزْدِيّ قوله: "وهذا منكر جدًّا". ثم قال الحافظ: "وقال ابن حِبَّان في "الثقات"
(1)
: بِشْر بن غالب الأَسَدِيّ يروي عن الحسن بن عليّ، روى عنه ابن أَشْوَع وعبد اللَّه بن شَرِيك. ثم ساق ابن حِبَّان نسبه إلى أسد بن خُزَيمَة بن مُدْرِكَة. والظاهر أنَّ هذا آخر غير الذي ذكره
(1)
(4/ 69). وقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 81) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
النَّسَائي
(1)
، اتفقا في الاسم واسم الأب والنسبة، وقد فرَّق بينهما أيضًا الأَزْدِيّ. . . ".
أقول: ذِكْرُ الحافظ الخطيب في سياقه لإِسناده بأنَّه (الأَسَدِيّ) يُرَجِّحُ أنَّهُمَا واحد، كما يؤكِّده قول ابن الجَوْزِي الآتي، واللَّه أعلم.
التخريج:
رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 264)، وابن عدي في "الكامل"، (5/ 1764) -كلاهما في ترجمة (عمرو بن جُمَيْع) -، من طريق سُرَيْج بن يونس، عن عمرو بن جُمَيْع، عن الأَعْمَش، عن بِشْر بن غالب، عن أخيه بشير بن غالب، عن الحسن بن عليّ، عن عليّ، به مرفوعًا.
ورواه ابن الجَوْزِي في "الموضوعات"(2/ 90 - 91) من طريق أبي الفتح الأَزْدِيّ، حدَّثنا أبو يعلى، حدَّثنا سُرَيْج بن يونس، به، بمثل الإسناد الذي قبله. وقال: "هذا حديث موضوع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وفي إسناده بِشْر
(2)
بن غالب. قال الأَزْدِيُّ: هو متروك الحديث. وفيه عمرو بن جُمَيْع وهو المُتَّهَمُ عندي. قال يحيى هو كذَّاب خبيث". ثم نقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.
وأَقَرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 14)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 79).
وذكره القَارِي في "الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" ص 204 رقم (803) وقال: "موضوع".
كما ذكره الشَّوْكانيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص 18
(1)
في "الكُنَى"، وهو (بِشْر بن غالب الأَسَدِيّ) كما في "اللسان"(2/ 28) في ترجمته.
(2)
صُحِّفَ في "الموضوعات" إلى: "بشير".
وقال: "رواه الأَزْدِيُّ عن عليٍّ مرفوعًا. وقال: موضوع، والمُتَّهَمُ به عمرو بن جُمَيْع".
* * *
1959 -
حدَّثنا محمد بن أحمد بن رِزْق -إِملاءً-، حدَّثنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا محمد بن خَلَف بن عبد السلام المَرْوَزِيّ، حدَّثنا موسى بن إبراهيم المَرْوَزِيّ، حدَّثنا موسى بن جعفر، عن أبيه،
عن جدِّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ حينَ يَسْمَعُ المُؤَذِّنَ يُؤَذِّنُ: مرحبًا بالقائلينَ عَدْلًا، مرحبًا بالصَّلاة وأهلًا، كَتَبَ اللَّه له ألفي ألفِ حسنةٍ، ومَحَا عنه ألفي ألفِ سيئةٍ، وَرَفَعَ له ألفي ألفِ درجةٍ".
(13/ 38) في ترجمة (موسى بن إبراهيم المَرْوَزِيّ أبو عِمْرَان).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (موسى بن إبراهيم المَرْوَزِيّ)، وهو مُتَّهَمٌ بالكذب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (864).
و (موسى بن جعفر) هو (موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، المعروف بالكاظم)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 282):"صدوق عابد، من السابعة، مات سنة ثلاث وثمانين -يعني ومائة-"/ ت ق. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "السِّيَر" للذَّهَبِيِّ (6/ 270 - 274) ونَعَتَهُ بقوله: "الإمامُ القُدْوَةُ"، و"التهذيب"(10/ 339 - 340).
وجَدُّه هو (محمد بن عليّ بن الحسين): تابعي ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (418)، فالحديث مُرْسَلٌ أيضًا.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 812) إليه وحده.
* * *
1960 -
حدَّثني الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدَّثنا عمر بن عيسى الآجُرِّيّ، حدَّثنا موسى بن إبراهيم المَرْوَزِيّ -ببغداد-، حدَّثنا داود بن الزِّبْرِقَان، عن محمد بن جُحَادَة،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُحْشَرُ المؤذِّنونَ يومَ القيامةِ على نُوقٍ مِنْ نُوقِ الجَنَّةِ، مقدَّمهم بِلَالٌ، رَافِعِي أصواتهم بالأَذَانِ، يَنْظُرُ إليهم الجمعُ فيقالُ: من هؤلاء؟ فيقالُ: مُؤَذِّنُو أُمَّة محمَّدٍ، يَخَافُ النَّاسُ ولا يخافونَ، ويَحْزَنُ النَّاسُ ولا يَحْزَنُونَ".
(13/ 38) في ترجمة (موسى بن إبراهيم المَرْوَزِيّ أبو عِمْرَان).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده صاحب الترجمة (موسى بن إبراهيم المَرْوَزِيّ)، وهو مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (864).
وفيه أيضًا: (داود بن الزِّبْرِقَان الرَّقَاشِيّ البَصْرِيّ)، وهو متروك، وكذَّبه الأَزْدِيّ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (167).
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(3/ 462 - 463) -مخطوط-، وابن
الجَوْزِي في "العلل المتناهية"(1/ 391)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم
(1)
.
قال ابن الجَوْزِي: "هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (داود) و (موسى).
* * *
1961 -
أخبرني عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، أخبرني أبو الفرج عليّ بن الحسين بن محمد الكاتب -المعروف بابن الأَصْبَهَاني-، أخبرني أبو جعفر أحمد بن محمد بن نصر القاضي -ببغداد-، حدَّثني محمد بن الحسن الزُّرَقِيّ، حدَّثني موسى بن عبد اللَّه بن موسى بن عبد اللَّه بن حسن بن حسن قال: حدَّثتني فاطمة بنت سعيد بن عُقْبَة بن شَدَّاد بن أُمَيَّة الجُهَنِيّ، عن أبيها، عن زيد بن عليّ، عن أبيه، عن جَدِّه،
عن عليٍّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "أَوَّلُ ما خَلَقَ اللَّه القَلَمُ، ثم خَلَقَ الدَّواة، وهو قوله تعالى:{ن وَالْقَلَمِ} [سورة القلم: الآية 1]، النُّون الدَّواة، ثم قال للقلم: خطّ ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة من خَلْقٍ، أو أَجَلٍ، أو رِزْقٍ، أو عَمَلٍ، أو ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة من جنَّةٍ أو نَارٍ. وخَلَقَ العَقْلَ فاستنطقه فأجابه، ثم قال له: اذْهَبْ فَذَهَبَ، ثم قال له: أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ، ثم استنطقه فأجابه، ثم قال: وعِزَّتي وجَلالي، ما خَلَقْتُ مِنْ شيءٍ أحبّ إليَّ منك، ولا أحسن منك، ولأجعلنك فيمن أحببت، ولأنقصنك ممن أبغضتُ.
فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَكْمَلُ النَّاس عَقْلًا، أطوعهم للَّه، وأعملهم بطاعته، وأَنْقَصُ النَّاس عَقْلًا، أطوعهم للشيطان، وأعملهم بطاعته".
(13/ 40) في ترجمة (موسى بن عبد اللَّه بن موسى الهاشمي).
(1)
في "العلل المتناهية": "حدَّثنا داود بن الزِّبْرِقان ومحمد بن جُحَادَة". والصواب: "عن محمد بن جُحَادَة".
مرتبة الحديث:
موضوع. وقد صَحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّ أَوَّلَ ما خَلَقَ اللَّه عز وجل القَلَمُ، وأنَّه أمره أن يكتب ما قدَّره.
ففي إسناده: (أبو الفرج الأَصْبَهَانِيّ عليّ بن الحسين بن محمد الأُمَويّ -صاحب كتاب الأغاني-) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(11/ 398 - 400)، وفيه عن أبي محمد الحسن بن الحسين النُّوْبَخْتِيّ:"أكذب النَّاس، كان يدخل سوق الورَّاقين وهي عامرة والدكاكين مملوءة بالكتب، فيشتري شيئًا كثيرًا من الصحف ويحملها إلى بيته، ثم تكون رواياته كلّها منها". وقال أبو الحسن البَتِّيّ: "لم يكن أحد أوثق من أبي الفرج الأَصْبَهَاني". وقال محمد بن أبي الفَوَارس: "كان قبل أن يموت خَلَطَ، وكان أُمَويًا، وكان يتشيَّع". وكانت وفاته سنة (356 هـ).
2 -
"سِيَر أعلام النبلاء"(16/ 201 - 203) وقال: "لا بأس به، وكان وَسِخًا زَرِيًّا، وكانوا يَتَّقُونَ هِجَاءَهُ".
3 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 123 - 124) وقال: "شِيْعِيٌّ، وهذا نادر في أُمَويٍّ. . . يأتي بأعاجيب بحدَّثنا وأخبرنا. وكان طلبه في حدود الثلثمائة. فكتب ما لا يوصف كثرةً حتى لقد اتُّهِمَ، والظاهر أنَّه صدوق".
4 -
"المغني"(2/ 446) وقال: "شيعي يأتي بعجائب، يُحْتَمَلُ لِسَعَةِ اطلاعه، فاللَّه أعلم".
5 -
"اللسان"(4/ 221 - 222) وقال: "روى الدَّارَقُطْنِيُّ في "غرائب مالك" عدَّة أحاديث عن أبي الفرج الأَصْبَهَاني ولم يتعرض له".
كما أنَّ فيه شيخ الخطيب (عليّ بن أحمد الرَّزَّاز)، قال الخطيب عنه:"إلى الصدق ما هو". وتقدَّمت ترجمته في حديث (639).
وفيه صاحب الترجمة (موسى بن عبد اللَّه بن موسى الهاشمي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وفيه أيضًا (محمد بن الحسن بن مسعود الزُّرَقِيّ الأنصاريّ المَدَنيّ)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(2/ 185 - 186) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(فاطمة بنت سعيد بن عُقْبَة الجُهَنِيّ) ووالدها (سعيد)، لم أقف على من ترجم لهما في كُلِّ ما رجعت إليه.
وباقي رجال الإسناد بين ثقة وصدوق.
التخريج:
لم يروه من حديث عليٍّ رضي الله عنه، غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وعزاه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 131 - 132)، والشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 479، إلى الخطيب وحده.
قال العلَّامة عبد الرحمن اليَمَاني رحمه الله في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ص 479 بعدما ذكر أنَّ الخطيب قد أخرجه من طريق أبي الفرج الأَصْبَهَاني: "وسنده مُظْلِمٌ".
والحديث رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2272 - 2273) -في ترجمة (محمد بن وَهْب بن عطيَّة الدِّمَشْقِيّ) - من طريق محمد بن وَهْب هذا قال: حدَّثنا الوليد بن مسلم، حدَّثنا مالك بن أنس، عن سُمَيّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحو حديث عليٍّ بتمامه.
قال ابن عدي: "هذا بهذا الإسناد باطل منكر".
وقال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 61) -في ترجمة (محمد بن وَهْب
الدِّمَشْقِيّ) - بعد أن أورد كلام ابن عدي السابق: "صَدَقَ ابن عدي في أنَّ الحديث باطل".
قال الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 479: "وقد أخرجه الدَّارَقُطْنِيُّ في "الغرائب" من طريقه".
وكون القلم هو أول ما خلقه اللَّه سبحانه وتعالى، وأنَّه أمره بأن يكتب ما قدَّره، فإنَّه مروي من حديث جماعة من الصحابة، منهم عُبَادَة بن الصَّامِت رضي الله عنه، ولفظ حديثه مرفوعًا:"إنَّ أَوَّلَ ما خَلَقَ اللَّه القَلَمُ. فقال: اكْتُبْ. فقال: ما أكْتُبُ؟ ! قال: اكْتُبِ القَدَرَ: ما كَانَ وما هو كَائِنٌ إلى الأَبَدِ". رواه أحمد في "المسند"(5/ 317)، والتِّرْمِذِيُّ في القَدَر، باب رقم (17)(4/ 457 - 458) رقم الحديث (2155) -واللفظ له-، وفي التفسير، باب ومن سورة ن (5/ 434) رقم (3319)، وأبو داود في السُّنَّة، باب في القَدَر (5/ 76) رقم (4700)، وغيرهم. وقال التِّرْمِذِيُّ:"حسن غريب". والحديث صحيح بطرقه وشواهده. انظر طرقه وشواهده في: "الأوائل" لابن أبي عاصم ص 59 - 60، و"السُّنَّة" له (1/ 48 - 50)، و"الأوائل" للطبراني ص 22 رقم (1)، و"تفسير ابن كثير"(4/ 427 - 429) -في أول تفسير سورة القلم-، و"الدُّرّ المنثور"(8/ 240 - 242)، و"مجمع الزوائد"(7/ 190)، و"كشف الخفاء"(1/ 263 - 264).
أمَّا ما يتعلق بخَلْق العَقْل وفضله، فإنَّه موضوع. قال الإمام ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة في "المَنَار المُنِيف" ص 96:"أحاديث العقل كلُّها كذب". وانظر في ذلك: "الموضوعات" لابن الجَوْزِي (1/ 171 - 177)، و"المطالب العالية" لابن حَجَر (3/ 13 - 23)، و"اللآلئ المصنوعة" للسُّيُوطيّ (1/ 129 - 132)، و"تنزيه الشريعة المرفوعة" لابن عَرَّاق (1/ 203 - 204)، و"المقاصد الحسنة" للسَّخَاويّ ص 118.
* * *
1962 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطي، حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر -إملاءً-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن يوسف بن بِشْر الهَرَويّ، حدَّثنا محمد بن عبد الرحيم -المعروف بِبُنَان، بمِصْرَ-، حدَّثني موسى بن سهل أبو هارون الفَزَاريّ
(1)
-ببغداد-، حدَّثنا إسحاق بن يوسف الأَزْرَق، حدَّثنا سفيان الثَّوْريّ، عن أبي إسحاق الشَّيْبَانِيّ، عن أبي الأَحْوَص الجُشَمِيّ،
عن ابن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ مولودٍ يُولَدُ إلَّا وفي سُرَّتِهِ مِنْ تُرْبَتِهِ التي وُلِدَ منها، فإذا رُدَّ إلى أرذل العُمُرِ، رُدَّ إلى تُرْبَتِهِ التي خُلِقَ منها، حتى يُدْفَنَ فيها. وأنا وأبو بكر وعمر
(2)
، خُلِقْنَا مِنْ تُرْبَةٍ واحدةٍ، وفيها نُدْفَنُ".
(13/ 40 - 41) في ترجمة (موسى بن سهل الفَزَارِيّ أبو هارون).
مرتبة الحديث:
في إسناده نكرات.
والشطر الأول من الحديث إلى قوله: "حتى يُدْفَنَ فيها" -من غير هذا الطريق-، صحيح بشواهده بنحوه.
أمَّا الشطر الثاني: "وأنا وأبو بكر وعمر خُلِقْنَا من تُرْبَةٍ واحدةٍ وفيها نُدْفَنُ" فإنَّه موضوع.
(1)
هكذا في المطبوع: "الفَزَاري". وهو يوافق ما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 657. لكن تقدم في "تاريخ بغداد" (2/ 313) أنَّه (الرازي)، وهو يوافق ما في "الميزان" (4/ 206)، و"اللسان" (6/ 120).
(2)
سقط من المطبوع لفظ: "وعمر". وهو مثبت في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 658، وفي المصادر التي خرَّجته.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (224).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (224).
* * *
1963 -
كتب إليَّ أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن المَيْمُون بن حمزة العَلَويّ الحُسَيْنِيّ -من مِصْرَ-.
وحدَّثني أبو نصر عليّ بن هِبَة اللَّه البغدادي عنه قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الأَزْهَر السِّمْتَانِيّ، حدَّثنا أحمد -يعني ابن عيسى بن محمد الوَشَّاء-، حدَّثنا موسى بن عيسى البغدادي -بالرَّمْلَة، سنة خمسين ومائتين-، حدَّثنا يزيد بن هارون، عن حُمَيْد الطويل،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا بكى اليتيمُ، وَقَعَتْ دُمُوعُهُ في كَفِّ الرحمن تعالى، فيقولُ: مَنْ أَبْكَى هذا اليتيمَ الذي وَارَيْتُ والديهِ تحت الثَّرَى؟ مَنْ أَسْكَتَهُ فَلَهُ الجَنَّةُ".
(13/ 42) في ترجمة (موسى بن عيسى البغدادي).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده صاحب الترجمة (موسى بن عيسى البغدادي) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(13/ 42) وقال: "مجهول، وحديثه عندنا غير مقبول".
2 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 216) وقال: "عن يزيد بن هارون بخبر كذب: إذا بكى اليتيم. . . قال الخطيب: هو المُتَّهَمُ به".
3 -
"لسان الميزان"(6/ 126) وَأَقَرَّ ما في "الميزان".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا حديث منكر جدًّا، لم أكتبه إلَّا بإسناده، ورجاله كلَّهم معروفون إلَّا موسى بن عيسى، وإنَّه مجهول، وحديثه عندنا غير مقبول".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 168 - 169) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.
وتعَّقبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(3/ 84)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 136) ولَخَّصَ كلام السُّيُوطيُّ فقال: "تُعُقِّبَ بأنَّ هذا لا يقتضي الحكم على حديثه بالوضع، وله شاهد من حديث عمر (رفعه)
(1)
: "اليتيم إذا بكى اهتز العَرْش لبكائه، ويقول الرحمن لملائكته: مَنْ أبكي عبدي، فأنا قبضت أباه وواريته في التراب، فيقولونَ: ربَّنا لا عِلْمَ لنا، فيقول: اشهدوا أنَّ من أرضاه أرضيته يوم القيامة" أخرجه أبو نُعَيْم. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: في سنده من لم أقف لهم على ترجمة، واللَّه أعلم.
قال العلَّامة عبد الرحمن المُعَلِّمي اليَمَاني رحمه الله في تعليقه على "الفوائد المجموعة" للشَّوْكَانِيّ ص 73 بخصوص حديث عمر: "في سنده من لم أعرفه، وفيه الحسن بن أبي جعفر: منكر الحديث. وعليّ بن زيد بن جُدْعَان: ضعيف".
* * *
1964 -
أخبرني عليّ بن أحمد الرَّزَّاز قال: قُرئ على أبي عمرو عثمان بن محمد بن بِشْر بن زياد بن سَنَقَة السَّقَطِيّ -وأنا أسمع- قال: حدَّثنا الحسين بن محمد المعروف بعُبَيْد العِجْل، حدَّثنا موسى بن خَاقَان أبو عِمْرَان
(1)
كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 84).
النَّحْوِيّ -جار أبي خَيْثَمَة-. قال: حدَّثنا سَلْم بن سالم البَلْخِيّ، حدَّثنا خَارِجَة بن مُصْعَب، عن زيد بن أَسْلَم، عن عطاء بن يَسَار،
عن عائشة أُمِّ المؤمنين قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ لَيَضْحَكُ مِنْ إياسِ العِبَادِ وقُنُوطِهِمْ، وقُرْبِ الرَّحْمَةِ لهم". قالت عائشة: قلت يا رسول اللَّه بأبي أنت وأُمِّي، أو يضحك ربُّنا تعالى؟ قال:" والذي نَفْسُ محمَّدٍ بيدهِ إنَّه لَيَضْحَكُ". فقلتُ لن يُعْدِمَنَا منه خيرًا إذا ضَحِكَ.
(13/ 44) في ترجمة (موسى بن خَاقَان النَّحْوِيّ أبو عِمْرَان).
ومرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (خَارِجَة بن مُصْعَب بن خَارِجَة الضُّبَعِيّ السَّرْخَسِيّ أبو الحَجَّاج الخُرَاسَانِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 371) وقال: "اتَّقَى النَّاس حديثه فتركوه".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 142) وقال: "ليس هو بشيءٍ". ومرَّةً: "ليس بثقةٍ".
3 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 335 رقم (250) وقال: "ليس بشيءٍ".
4 -
"العلل" لأحمد بن حَنْبَل (1/ 396) وفيه: قال عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه: "نهاني أن أكتب عن خَارِجَة بن مصعب شيئًا".
5 -
"التاريخ الكبير"(3/ 205) وقال: "تركهـ وكيع، وكان يُدَلِّس عن غياث بن إبراهيم
(1)
، ولا يُعْرَفُ صحيح حديثه من غيره".
(1)
هو النَّخَعِيُّ: كذَّاب مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1889).
6 -
"أحوال الرجال" ص 209 رقم (387) وقال: "كان يُرْمَى بالإرْجَاء".
7 -
"السنن" للتِّرْمِذِيّ (1/ 86) رقم الحديث (57) وقال: "ليس بالقويِّ عند أصحابنا وضعَّفه ابن المُبَارَك".
8 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 97 رقم (182) وقال: "متروك الحديث".
9 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 25 - 26).
10 -
"الجرح والتعديل"(3/ 375 - 376)، وفيه عن يحيى بن يحيى:"مستقيم الحديث، ولم يكن ينكر من حديثه إلَّا ما كان يُدَلِّس عن غياث. فإنَّا قد كُنَّا قد عرفنا تلك الأحاديث فلا نعرض له". وقال أحمد: "لا يُكْتَبُ حديثه". وقال أبو حاتم: "مضطرب الحديث ليس بقويٍّ، يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به مثل مسلم بن خالد الزَّنْجِيّ، لم يكن محلُّه محلّ الكذب".
11 -
"المجروحين"(1/ 288) وقال: "كان يُدَلِّس عن غياث بن إبراهيم وغيره، ويروي ما سمع منهم ممَّا وضعوه على الثقات عن الثقات الذين رآهم، فمن هنا وقع في حديثه الموضوعات عن الأثبات، لا يحلُّ الاحتجاج بخبره".
12 -
"الكامل"(3/ 922 - 927) وقال: "له حديث كثير، وَأَصْنَافٌ
(1)
فيها مسند ومقاطيع. وهو ممن يُكْتَبُ حديثه، وعندي أنَّه إذا خالف في الإسناد أو في المتن فإنَّه يغلط ولا يتعمد، وإذا روى حديثًا منكرًا فيكون البلاء ممن رواه عنه، فيكون ضعيفًا، وليس هو ممن يتعمد الكذب". وفيه عن ابن مَعِين:"كذَّاب وليس بشيء".
13 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 201 رقم (204).
14 -
"تهذيب الكمال"(8/ 16 - 23) وفيه عن الحاكم أنَّه توفي وهو ابن (93) سنة.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "أضاف" والتصويب من "تهذيب الكمال"(8/ 21).
15 -
"الكاشف"(1/ 201) وقال: "واه".
16 -
"التقريب"(1/ 210 - 211) وقال: "متروك وكان يُدَلِّس عن الكذَّابين، ويقال إنَّ ابن مَعِين كذَّبه، من الثامنة، مات سنة ثمانين وستين -يعني ومائة-"/ ت ق.
كما أنَّ في إسناده (سَلْم بن سالم البَلْخِيّ)، وهو منكر الحديث، وكذَّبه ابن المُبَارَك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (671).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 974) -في ترجمة (خَارِجَة بن مُصْعَب الضُّبَعِيّ السَّرْخَسِيّ) - عن محمد بن هارون، حدَّثنا موسى بن خَاقَان، به.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(1/ 236) رقم (1184) إلى الخطيب وحده.
* * *
1965 -
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا موسى بن محمد أبو عِمْرَان الشَّطَويّ، حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن عاصم، عن أبي وائل،
عن جَرِير قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المُهَاجِرُونَ والأَنْصَارُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ في الدُّنْيَا والآخرةِ، والطُّلَقَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ، والعُتَقَاءُ مِنْ ثَقِيفٍ، بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ في الدُّنْيَا والآخرة".
(13/ 44 - 45) في ترجمة (موسى بن محمد الشَّطَويّ أبو عِمْرَان ابن الغُلِّيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (موسى بن محمد الشَّطَويّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(13/ 44 - 45)، وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ:"ضعيف يُتْرَكُ".
2 -
"لسان الميزان"(6/ 129) ونقل قول الدَّارَقُطْنِيّ فحسب.
3 -
"تبصير المنتبه" لابن حجر (3/ 1018) وقال: "ضعَّفوه".
وقد توبع كما سيأتي.
و(أبو وائل) هو (شَقِيق بن سَلَمَة الأَسَدِيّ الكوفي): ثقة مُخَضْرَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1177).
و(عاصم) هو (ابن بَهْدَلَة الأَسَدِيّ المُقْرِئ الكوفي): صدوق له أوهام. وتقدَّمت ترجمته في حديث (592).
و(جَرِير) هو (ابن عبد اللَّه بن جابر البَجَلِيّ): من أعيان الصحابة، كان بديع الحسن، كامل الجمال رضي الله عنه. وتقدَّمت ترجمته في حديث رقم (2).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 392) رقم (2438)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 80 - 81)، وأبو نُعَيْم في "أخبار أَصْبَهَان"(1/ 146)، من طريق الثَّوْري، عن الأَعْمَش، عن موسى بن عبد اللَّه الخَطْمِيّ، عن عبد الرحمن بن هلال، عن جَرِير، به.
وليس عند أبي نُعَيْم قوله في آخره: "في الدُّنْيَا والآخرة".
قال الحاكم: صحيح الإسناده. ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: رجاله رجال مسلم.
ورواه الطبراني في "الكبير"(2/ 356 - 357) رقم (2310)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 190 - 191) رقم (7216)، من طريق عاصم، عن أبي وائل، عن جرير، به.
وإسناده حسن من أجل (عاصم بن بَهْدَلَة الأَسَدِيّ)، فإنَّه صدوق كما تقدَّم.
ورواه أحمد في "المسند"(4/ 363)، والطبراني في" الكبير"(2/ 397) رقم (2456)، من طريق شَرِيك، عن الأَعْمَش، عن تَمِيم بن سَلَمَة، عن عبد الرحمن بن هلال، عن جَرِير، به.
وفي إسناده (شَرِيك بن عبد اللَّه النَّخَعيّ): صدوق يخطئ كثيرًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (672). وباقي رجال الإسناد ثقات.
ورواه أحمد في "المسند"(4/ 363) عن عبد الرزاق، عن سفيان الثَّوْري، عن الأَعْمَش، عن موسى بن عبد اللَّه بن هلال العَبْسِيّ، عن جَرِير، به. وفيه وَهَمٌ كما قال الحافظ ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 271، وبيَّنه.
كما رواه الطبراني في "الكبير" من طرق أخرى عن جَرِير. انظر رقم (2284 و 2302 و 2311، 2314).
ورواه مختصرًا أبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 93 رقم (671) عن سليمان بن معاذ، عن عاصم، عن أبي وائل، عن جَرِير، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 15): "رواه أحمد والطبراني بأسانيد، وأحد أسانيد الطبراني رجاله رجال الصحيح".
ورواه أبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 146)، من طريق سفيان، عن سَلَمَة بن كُهَيْل، عن أبي وائل، عن جَرِير، به. وليس عنده في آخره قوله:"في الدُّنْيَا والآخرة".
* * *
1966 -
أخبرنا الجَوْهَرِيّ، حدَّثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الكاتب، حدَّثنا محمد بن خَلَف وكيع، حدَّثنا جعفر بن محمد الصَّائغ، وموسى بن خالد الأَنْبَارِيّ، ومحمد بن إسرائيل الجَوْهَرِيّ، قالوا: حدَّثنا محمد بن الصَّلْت، حدَّثنا قيس بن الرَّبيع، عن بَكْر بن وائل، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المُسَيَّب،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا حَمَلْتُمْ فَأَخِّرُوا، فإنَّ الأَيْدِي مُعَلَّقَةٌ، والرِّجْلَ مُوثَقَةً".
"وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدَّثنا محمد بن إسرائيل الجَوْهَرِيّ بنحوه".
(13/ 45) في ترجمة (موسى بن خالد الأَنْبَارِيّ أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد روي من طريق آخر صحيح.
ففيه (قيس بن الرَّبيع الأَسَدِيّ)، وهو صدوق سيء الحفظ، تغيَّر لمَّا كبر، أَدْخَلَ عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدَّث به. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (141).
وصاحب الترجمة (موسى بن خالد الأَنْبَارِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. وقد تُوبع في ذات الإسناد.
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 7) رقم (1081) -من "كشف الأستار" في كتاب الحج، باب التحميل عند النزول-، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(3/ 199) رقم (1673) -، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 122) - في كتاب الإجارة، باب ما يستحب من
تأخير الأحمال ليكون أسهل على الجَمَال وغيرها-، من طريق محمد بن الصَّلْت، عن قيس بن الرَّبيع، به.
ورواه التِّرْمِذِيّ في "العلل الكبير"(2/ 948)، وأبو يعلى في "مسنده"(10/ 234) رقم (5852)، من طريق عمرو بن محمد العَنْقَزِيّ، عن قيس بن الرَّبيع، به. ولفظه عندهما: إذا حَمَلْتُمْ فَأَخِّرُوا، فإنَّ الرِّجْلَ مُوثَقَةٌ واليَدَ مُعَلَّقَةٌ
(1)
".
قال البزَّار: "لا نَعْلَمُ روى بَكْر إلَّا هذا، بهذا الإسناد".
وقال التِّرْمِذِيُّ: "سألت محمَّدًا -يعني البخاري- عن هذا الحديث فلم يعرفه، وقال: أنا لا أكتب حديث قيس بن الربيع ولا أروي عنه". ولم يعزه محقق "العلل الكبير" في تخريجه له إلَّا للخطيب!
ولم يتفرد (قيس بن الربيع) في روايته له، فقد تابعه (وائل بن داود التَّيْمي الكوفي)، وهو ثقة كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب" (2/ 329). وقد نبَّه على هذه المتابعة الشيخ الألباني في "الصحيحة" (3/ 122 - 123) رقم (1130) فقال:"رواه أبو القاسم بن الجرَّاح الوزير في المجلس السابع من "الأمالي" (2/ 1)، وابن صَاعِد في "جزء من أحاديثه" (188/ 1)، والمُخَلِّص في الثاني من السادس من "الفوائد المنتقاة" (188/ 1)، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن وائل بن داود، عن أبيه يعني بكر بن وائل، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: أَخِّروا الأَحْمَالَ [على الإبل]؛ فإنَّ اليَدَ مَعَلَّقَةٌ، والرِّجْلَ مُوثَقَةٌ". وهكذا رواه أبو محمد المُخْلَدِيّ في "الفوائد"(258/ 1 - 2). وعنده الزيادة قلت -القائل الألباني-: وهذا إسناد صحيح رجاله كلُّهم ثقات رجال مسلم غير وائل بن داود وهو ثقة كما قال الحافظ".
(1)
في "المسند" لأبي يعلى "مُغْلَقَة" بالغين المعجمة.
وقال البيهقي: "وصله قيس بن الرَّبيع عن بَكْر بن وائل. ورواه سفيان بن عُيَنْيَة عن وائل أو بكر بن وائل -هكذا بالشك-، عن الزُّهْرِيّ يَبْلُغْ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "أَخِّرُوا الأَحْمَالَ، فإنَّ الأَيْدِي مُعَلَّقةٌ والأَرْجُلَ مُوثَقَةٌ".".
ورواه أبو داود في "المراسيل" ص 171، عن أحمد بن عَبْدَة، عن سفيان، عن وائلٍ -أو بكر بن وائلٍ-، عن الزُّهْرِيّ يُبْلُغُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم، باللفظ الذي ذكره البيهقي. ورجاله ثقات رجال الصحيح.
أقول: قد تقدَّم أنَّه روي متصلًا بإسناد صحيح.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 121 و 122) من حديث عمر بن الخطَّاب موقوفًا عليه. وقال: "ورُوي فيه حديث مسند بإسناد غير قوي". ثم ساق حديث أبي هريرة المتقدِّم.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 216) في الحَجِّ، باب في التحميل:"رواه البزَّار والطبراني في "الأوسط"، وفيه قيس بن الرَّبيع، وثَّقه شُعْبَة والثَّوْري وفيه كلام". وفاته أن يعزوه لأبي يعلى.
معنى الحديث:
قال المُنَاوي في "فيض القدير"(1/ 213) في شرحه للحديث: أَخِّرُوا الأحمال إلى وسط ظهر الدَّابَّة ولا تبالغوا في التأخير بل اجعلوها متوسطة بحيث يسهل حَمْلُهَا على الدابة لئلا تتأذى بالحمل فإنَّ أيدي الدَّواب المحمول عليها مثقلة بالحمل كأنها ممنوعة من إحسان السير، لما عليها من الثقل؛ والأرجل مُوثَقَة كأنها مشدودة بوثاق -والوثاق ما يشدُّ به من نحو قيد وحبل- فينبغي جعل الحمل في وسط ظهر الدابة، فإنَّه إن قدَّم عليها أضر بيديها، وإن أخرَّ أضرَّ برجليها.
* * *
1967 -
أخبرنا البَرْقَانِيّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسْمَاعِيلي، أخبرنا
أبو عِمْران موسى بن حَمْدان العُكْبَرِيّ -بعُكْبَرَا-، حدَّثنا حَجَّاج بن الشَّاعِر، حدَّثني وَهْب بن جَرِير بن حازم، حدَّثنا أبي قال: سمعت أيوب يُحَدِّثُ عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس،
عن أُبَيّ
(1)
، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"أَنَّ جِبْرِيلَ حينَ رَكَضَ زَمْزَمَ بَعَقِبِهِ، جَعَلْتْ هَاجَرُ -أو أُمُّ إسماعيل- تَجْمَعُ البَطْحَاءَ. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَ اللَّهُ هَاجَرَ -أو أُمَّ إسماعيل- لو تَرَكَتْهَا لكانت عَيْنًا مَعِينًا".
(13/ 55) في ترجمة (موسى بن حَمْدُون البزَّاز العُكْبَرِيّ أبو عِمْرَان).
مرتبة الحديث:
إسناده صحيح. وقد رواه البُخَاري في "صحيحه" من حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما.
و(أيوب) هو (ابن كَيْسَان السَّخْتِيَانِيّ البَصْرِيّ أبو بكر): إمام ثقة ثَبْت حجَّة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1256).
و(البَرْقَانِيُّ) هو (أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب أبو بكر): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (312).
التخريج:
رواه عبد اللَّه بن أحمد في زوائد "المسند"(5/ 121)، والنَّسَائي في "السنن الكبرى" في المناقب -كما في "تحفة الأشراف"(1/ 26) رقم (47) -، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في "معجمه" ص 187 - 188 رقم (385)، وابن
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "أبيه". وفي مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 662: عن ابن عبَّاس عن النبيّ. والتصويب من "المعجم" لأبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ص 187 رقم (385) -فإنَّ الخطيب يرويه عنه-، و"تحفة الأشراف"(1/ 26)، و"مسند أحمد"(5/ 121)، وغيرها.
حِبَّان في "صحيحه"(6/ 10 - 11) رقم (3705)، من طريق وَهْب بن جَرِير بن حازم، عن أبيه، به.
ورواه وَهْب بن جَرِير بن حازم، عن حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن عبد اللَّه بن سعيد بن جُبَيْر، عن أبيه، عن ابن عبَّاس، دون ذكرِ لأُبَيّ بن كَعْب، ولا للنبيّ صلى الله عليه وسلم. ذكره النَّسَائي في "السنن الكبرى"، وقال:"قال وَهْب: فقلت لأبي: حمَّاد لا يذكر أُبَيّ بن كَعْب، ولا يرفعه. قال: أنا أحفظ كذا. هكذا حدَّثني به أيوب. . . قال وَهْب: فأتيت سلَّام بن أبي مُطِيع فحدَّثني هذا الحديث. فروى له عن حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن عبد اللَّه بن سعيد بن جُبَيْر، فردَّ ذلك ردًّا شديدًا، ثم قال لي: فأبوك ما يقول؟ ، قلت: أبي يقول: أيوب عن سعيد بن جُبَيْر. قال: العجب واللَّه، ما يزال الرجل من أصحابنا الحافظ قد غلط، إنَّما هو: أيوب، عن عِكْرِمَة بن خالد -يعني عن سعيد بن جُبَيْر-"، كذا في "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (1/ 26) رقم (47).
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(6/ 399 - 400) -في كتاب الأنبياء، باب يَزِفُّونَ: النَّسَلَانُ
(1)
في المَشْي- بعد أن ذكر كلام النَّسَائي المتقدِّم عن وَهْب بن جَرِير: "ليس ببعيد أن يكون الأيوب فيه عِدَّة طرق، فإنَّ إسماعيل بن عُلَيَّة من كِبَار الحُفَّاظ، وقد قال فيه: عن أيوب نُبِّئْتُ عن سعيد بن جُبَيْر عن ابن عبَّاس. ولم يذكر أُبَيًّا، وهو ممَّا يؤيد رواية البُخَاري، أخرجه الإسماعيلي من وجهين عن إسماعيل -يعني ابن عُلَيَّة- أحدهما هكذا، والآخر قال فيه: عن أيوب عن عبد اللَّه بن سعيد بن جُبَيْر".
ورواه البُخَاري في "صحيحه" في الأنبياء، باب يَزِفُّونَ: النَّسَلَانُ في المَشْي (6/ 396) رقم (3364) مطوَّلًا، من طريق مَعْمَر، عن أيوب السَّخْتِيَانِيّ، وكَثِير بن كَثِير، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس، دون ذكر أُبَيّ.
(1)
يَزِفُّونَ: يُسْرِعُونَ في المشي، وهو معنى النَّسَلَان. انظر "فتح الباري"(6/ 399).
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري" -الموضع ذاته-: "وقد عاب الإسماعيلي على البُخَاري إخراجه رواية أيوب لاضطرابها، والذي يظهر أنَّ اعتماد البُخَاري في سياق الحديث، إنَّما هو على رواية مَعْمَر عن كثير بن كثير عن سعيد بن جُبَيْر، وإن كان أخرجه مقرونًا بأيوب، فرواية أيوب إمَّا عن سعيد بن جُبَيْر بلا واسطة، أو بواسطة ولده عبد اللَّه. ولا يستلزم ذلك قدحًا لثقة الجميع، فظهر أنَّه اختلاف لا يضر، لأنَّه يدور على ثقات حُفَّاظ: إن كان بإثبات عبد اللَّه بن سعيد بن جُبَيْر وأُبَيّ بن كعب فلا كلام، وإن كان بإسقاطهما فأيوب قد سمع من سعيد بن جُبَيْر. وأمَّا ابن عبَّاس فإنَّ كان لم يسمعه من النبيّ صلى الله عليه وسلم فهو من مُرْسَلِ الصحابة".
أقول: وهذا تحقيق نفيس من الحافظ ابن حَجَر رحمه اللَّه تعالى.
غريب الحديث:
قوله: "رَكَضَ": "أصل الرَّكْضِ: الضرب بالرجل والإصابة بها". "النهاية"(2/ 259).
و (البَطْحَاءُ): هو الحَصَى الصغار. "النهاية"(1/ 134).
* * *
1968 -
كَتَبَ إليَّ أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن المَيْمُون بن حمزة العَلَويّ -مِنْ مِصْرَ-.
وحدَّثني أبو نصر عليّ بن هِبَة اللَّه بن عليّ البغدادي عنه قال: أخبرنا إبراهيم بن عليّ بن إبراهيم أبو الفتح البغدادي، حدَّثنا موسى بن نصر بن جَرِير -جارنا بدرب الأعراب-، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم الحَنْظَلِيّ، حدَّثنا عبد الرزاق قال: حدَّثنا بَكَّار بن عبد اللَّه بن وَهْب قال: سمعت ابن أبي مُلَيْكَة يقول:
سمعت عائشة تقولُ: كانت عندي امرأة تُسْمِعُنِي، فدخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهي على تلك الحال، ثم دخل عمر، فَفَرَّت، فضحكَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: ما يضحكك يا رسول اللَّه؟ فحدَّثه، فقال: واللَّه لا أَخْرُجُ حتَّى أَسْمَعَ ما سَمِعَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهَا فَأَسْمَعَتْهُ.
(13/ 57) في ترجمة (موسى بن نصر بن جَرِير).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (إبراهيم بن عليّ أبو الفتح البغدادي ابن سِيْبُخْت)، وهو ساقط الرواية مُتَّهم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (883).
قال الخطيب عقب روايته له: "وأبو الفتح البغدادي يعرف بابن سِيْبُخْت
(1)
، وكان واهي الحديث ساقط الرواية، وأحسب موسى بن نصر بن جَرِير اسْمًا ادَّعَاهُ، وشيخًا اخْتَلَقَهُ، وأصل الحديث باطل فاللَّه أعلم".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 116) عن الخطيب عن طريقه المتقدِّم، ثم نقل قوله السابق.
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 207)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 223).
* * *
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "سيخت"، والتصويب من "تاريخ بغداد"(6/ 133)، و"تبصير المنتبه"(2/ 696).
1969 -
أخبرنا القاضي أبو الحسن عليّ بن عبد اللَّه بن إبراهيم الهاشمي، حدَّثنا أبو عمرو موسى بن إسماعيل بن إسحاق القاضي -إملاءً-، حدَّثنا القاضي يوسف بن يعقوب، حدَّثنا محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي، حدَّثنا بَكْر بن بَكَّار، حدَّثنا وَرْقَاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لمَّا أَهْبَطَ اللَّهُ تعالى آدَمَ إلى الأرض، كان أوَّلَ ما أَكَلَ من ثمارها النَّبِقُ".
(13/ 62) في ترجمة (موسى بن إسماعيل بن إسحاق الأَزْدِيّ أبو عمرو).
مرتبة الحديث:
مُنْكَرٌ. وقال ابن الجَوْزِيّ: "لا يصحُّ".
ففي إسناده (بَكْر بن بَكَّار، القَيْسِيّ)، روي مناكير، وهو ليس بشيء كما قال ابن مَعِين. وتقدَّمت ترجمته في حديث (670).
وفيه صاحب الترجمة (موسى بن إسماعيل بن إسحاق الأَزْدِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (مجاهد) هو (ابن جَبْر المَكِّي): إمام ثقة، شيخ القُرَّاء والمفسِّرين. وتقدَّمت ترجمته في حديث (399).
و (ابن أبي نَجِيح) هو (عبد اللَّه بن أبي نَجِيح يَسَار المَكِّيّ الثَّقَفِيّ): إمام ثقة مفسِّر. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1627).
و (وَرْقَاء) هو (ابن عمر اليَشْكُري الكوفي): صدوق صالح. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1627).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 166 - 167) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: هذا حديث لا يصحُّ، قال يحيى بن مَعِين: بَكْر بن بَكَّار، ليس بشيء".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 465) -في ترجمة (بَكْر بن بَكَّار) -، من طريق نصر بن عليّ، عن بَكْر بن بَكَّار، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن عليّ بن زيد، عن يوسف بن مِهْرَان، عن ابن عبَّاس موقوفًا عليه من قوله. وقال:"هذا الحديث وإن كان موقوفًا على ابن عبَّاس، فإنَّه مُنْكَرٌ لا أعلم يرويه عن حمَّاد غير بَكْر بن بكَّار".
غريب الحديث:
قوله: "النَّبِق": "بفتح النون وكسر الباء، وقد تُسَكَّن: ثمر السِّدْر، واحدته: نِبقَة ونَبْقَة، وأشبه شيء به العُنَّاب قبل أن تشتد حُمْرَتُهُ". "النهاية"(5/ 10).
* * *
1970 -
أخبرني الحسن بن عليّ الجَوْهَرِيّ، أخبرنا عمر بن محمد بن عليّ النَّاقِد، حدَّثنا أبو الحسن أحمد بن الحسين الصُّوفِيّ قال: سمعت سُلَيْم بن منصور بن عمَّار يقول: حدَّثني أبي قال: حدَّثني معروف الخَيَّاط أبو الخَطَّاب قال:
سمعتُ وَاثِلَة بن الأَسْقَع يقول: لمَّا أَسْلَمتُ أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأسلمتُ على يديه، فقال: "اذْهَبْ، فاحْلِقَ عَنْكَ شَعْرَ الكُفْرِ، واغْتَسِلْ بماءٍ وسِدْرٍ.
(13/ 71 - 72) في ترجمة (منصور بن عمَّار بن كثير السُّلَمِيّ الواعظ أبو السَّرِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. ولقوله صلى الله عليه وسلم: "واغْتَسِلْ بماءٍ وسِدْرٍ" شاهد صحيح.
ففيه (معروف بن عبد اللَّه الخَيَّاط أبو الخَطَّاب الدِّمَشْقِيّ)، وهو ضعيف، وله أحاديث منكرة جدًّا كما قال ابن عدي. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (752).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (منصور بن عمَّار السُّلَمِيّ الواعظ)، وهو منكر الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (723).
التخريج:
رواه الطبراني في "الكبير"(22/ 82) رقم (199)، و"الصغير"(2/ 42 - 43)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 570)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(9/ 329)، وفي "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 35 - 38)، من طريق سُلَيْم
(1)
بن منصور بن عمَّار، عن أبيه، به.
قال الطبراني في "الصغير": "لم يُرْوَ عن وَاثِلَة بن الأَسْقَع إلَّا بهذا الإِسناد، تفرَّد به منصور بن عمَّار".
ولم يتكَلَّم الحاكم في "المستدرك"، ولا الذَّهَبِيُّ في "تلخيصه"، على الحديث بشيءٍ. وقد وقع عند الحاكم في آخر حديثه:"وَمَسَحَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على رأسي".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 283): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الصغير"، وفيه منصور بن عمَّار الواعظ، وهو ضعيف". وفاته أن يعلَّه بـ (معروف بن عبد اللَّه الخَيَّاط) أيضًا.
(1)
في "الصغير" و"الحِلْيَة": "سليمان". وفي بقيَّة المصادر: "سُلَيْم". وهو الموافق لما في "الجرح والتعديل"(4/ 216)، و"ميزان الاعتدال"(2/ 232).
ولقوله صلى الله عليه وسلم: "اغْتَسِلْ بماءٍ وسِدْرٍ"، شاهد صحيح من حديث قيس بن عاصم رضي الله عنه، فقد روى أبو داود في الطهارة، باب في الرجل يُسْلِمُ فيؤمر بالغسل (1/ 251 - 252) رقم (355)، والتِّرْمِذِيّ في الصَّلاة، باب ما ذكر في الاغتسال عندما يُسْلِمُ الرجل (2/ 502 - 503) رقم (605)، والنَّسَائي في الطهارة، باب غسل الكافر إذا أسلم (1/ 109)، وأحمد في "المسند"(5/ 61)، وابن خزيمة في "صحيحه"(1/ 126) رقم (254 و 255)، وعبد الرزاق في "مصنَّفه"(6/ 9) رقم (9833)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 270) رقم (1237)، وابن الجَارُود في "المنتقى" ص 15 - 16 رقم (14)، والطبراني في "الكبير"(18/ 338) رقم (866)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 171)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(2/ 171) رقم (340 و 341)، عن قيس بن عاصم قال: أتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم أريد الإسلام، فأمرني أن أغتسل بماءٍ وسِدْرٍ".
قال التِّرْمِذِيُّ: هذا حديث حسن لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه. والعمل عليه عند أهل العلم: يستحبون للرجل إذا أسلم أن يغتسل ويغسلَ ثيابه".
أقول: إسناده عند بعض من أخرجه كالنَّسَائِي، وابن خزيمة رقم (254)، وابن حِبَّان، وعبد الرزاق: صحيح.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: "اذهب، فاحلق عنك شعر الكفر"، شاهد رواه أبو داود في الموضع السابق رقم (356)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 172)، من طريق ابن جُرَيْج قال: أُخْبِرْتُ عن عُثَيْم بن كُلَيْب، عن أبيه، عن جَدِّه، أنَّه جاء إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: قد أَسْلَمتُ، قال له النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَلْقِ عنك شَعْرَ الكُفْرِ"، يقول: احْلِقْ. قال: وأخبرني آخر أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لآخر معه: "أَلْقِ عنك شَعْرَ الكُفْرِ واخْتَتِنْ".
قال المُنْذِري في "مختصر سنن أبي داود"(1/ 219): "قال عبد الرحمن بن أبي حاتمٍ: كُلَيْب -والد عُثَيْم- بصري روي عن أبيه، مرسل. هذا آخر كلامه. وفيه أيضًا رواية مجهول".
وقال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(4/ 82): "فيه انقطاع، وعُثَيم وأبوه: مجهولان، قاله ابن القَطَّان"
* * *
1971 -
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العَلَّاف، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي، حدَّثنا أحمد بن بِشْر المَرْثَدي، حدَّثنا سُلَيْم بن منصور، حدَّثنا أبي، حدَّثني معروف قال:
حدَّثني وَاثِلَة بن الأَسْقَع قال: أتيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فَمَسَحَ يده على رأسي، قال معروف: وَمَسَحَ وَاثِلَة يده على رأسي، قال أبي: ومَسَحَ معروف يده على رأسي.
(13/ 72) في ترجمة (منصور بن عمَّار بن كَثِير السُّلَمِيّ الواعظ أبو السَّرِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
وقد تقدَّم الكلام عليه في الحديث السابق (1970).
التخريج:
رواه مطوَّلًا الحاكم في "المستدرك"(3/ 570) من طريق سُلَيْم بن منصور بن عمَّار، عن أبيه، به. ولم يتكلَّم عليه بشيء، وكذا الذَّهَبِيّ في "تلخيص المستدرك". وليس عنده:"قال معروف: ومسح وَاثِلَةُ يده على رأسي".
* * *
1972 -
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحَرَشِيّ، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا العبَّاس بن محمد الدُّورِيّ، حدَّثنا منصور بن صُقِيْر، حدَّثنا موسى بن أَعْيَن، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع،
عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ الرجل ليكون من أهل الجهاد، ومن أهل الصَّلاة والصِّيام، وممن يأمر بالمعروف، وينهى عن المُنْكَرِ، وما يُجْزَى يومَ القيامة أجره إلَّا على قَدْرِ عَقْلِهِ".
(13/ 79 - 80) في ترجمة (منصور بن صُقَيْر أبو النَّضْر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (183).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (183).
* * *
1973 -
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن عليّ النَّيْسَابُورِيّ، حدَّثنا محمد بن المسيَّب أبو عبد اللَّه، حدَّثنا موسى بن سليمان، حدَّثنا بقيَّة، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عمرو، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا تُعْجَبُوا بإسلام امرئٍ حتَّى تعرفوا عقدة عَقْلِهِ".
(13/ 80) في ترجمة (منصور بن صُقَيْر أبو النَّضْر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقد رُوي من طرق أخرى تالفة.
ففيه (إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة)، وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (794).
و(بقيَّة) هو (ابن الوليد الحِمْصِيّ الكَلَاعِيّ): ثقة كثير التدليس عن الضعفاء. وتقدَّمت ترجمته في حديث (184).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 322 - 323) -في ترجمة (إسحاق بن أبي فَرْوَة) -، وعنه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(8/ 516) رقم (4320)، والخطيب البغدادي في "الكفاية" ص 519 - 520، وابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "العقل وفضله" ص 34 رقم (8)، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(4/ 193) -في ترجمة منصور بن صُقَيْر الجَزَري) -، من طريق إسحاق بن أبي فَرْوَة، عن نافع، به.
قال البيهقي: "إسحاق بن أبي فَرْوَة: ضعيف، وقد روى عنه الأكابر"! .
ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 818) -في ترجمة (حَبِيب بن أبي حبيب -وهو حَبِيب بن رُزَيْق الحَنَفِيّ-) -، من طريق حَبِيب هذا، حدَّثنا ابن أبي ذِئْب، ومالك بن أنس، عن نافع، عنه، به. وقال:"هذا الحديث عن مالك وابن أبي ذِئْب باطل، وإنَّما يروي هذا الحديث عبيد اللَّه بن عمرو الرَّقِّيّ، عن إسحاق بن أبي فَرْوَة، عن نافع. وإسحاق: متروك الحديث".
وقال ابن عدي عن صاحب الترجمة (حبيب بن أبي حبيب): "يضع الحديث".
ورواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(8/ 517) رقم (4321)، من طريق
عبيد اللَّه بن عمرو، عن إسحاق بن راشد، عن نافع، عنه، به. وقال البيهقي:"كذا وجدتُه إسحاق بن راشد".
قال العلّامة المُعَلِّمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" للشَّوْكَانِيّ ص 476: "ووقع في وجه آخر "إسحاق بن راشد" خطأ".
ورواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(8/ 517 - 518) رقم (4322)، من طريق عليّ بن الحسن، عن عبيد اللَّه بن عمرو، عن نافع، عنه، به. وقال:"تفرَّد به عليّ بن الحسن السَّامِيّ وهو ضعيف".
أقول: بل هو مُتَّهَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (417).
ورواه الدَّيْلَمِيُّ -كما في "اللآلئ"(1/ 126 - 127) - من طريق عيسى بن إبراهيم القُرَشِي، عن سليمان بن إبراهيم، عن الزُّهْرِيّ، عن سالم، عن أبيه مرفوعًا به.
ولم يتكلَّم السُّيُوطيُّ في "اللآلئ" عليه بشيء. وفيه (عيسى بن إبراهيم بن طَهَمَان القُرَشِيّ الهَاشِمِيّ)، وهو متروك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1501).
* * *
1974 -
أخبرنا محمد بن عليّ بن الفتح، أخبرنا عليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ، حدَّثنا يحيى بن محمد بن صَاعِد قال: حدَّثنا محمود بن محمد أبو يزيد الظَّفَرِيّ الأنصاري -من ولد قيس بن الحُطَيْم، ببغداد في قَنْطَرَة الأنصار-، حدَّثنا أيوب بن النَّجَّار، عن يحيى بن أبي كَثِير، عن أبي سَلَمَة،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَتَأْمُرُنَّ بالمَعْرُوفِ ولَتَنْهَونَّ عن المُنْكَرِ، أو لَيْسَلِّطَنَّ اللَّهُ شِرَارَكُمْ على خِيَارِكُمْ، فَيَدْعُوا خِيَارُكُمْ فلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ".
(13/ 92) في ترجمة (محمود بن محمد بن محمود الظَّفَرِيّ الأنصاري أبو يزيد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (محمود بن محمد الظَّفَرِيّ)، وقد نقل الحافظ الخطيب في ترجمته عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه:"لم يكن بالقويّ". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(4/ 79) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ليس بالقويّ، فيه نظر". كما ترجم له ابن حَجَر في "لسان الميزان"(6/ 5) ولم يزد عمّا في "الميزان".
وفيه علَّة أخرى، وهي: أنَّ (أيوب بن النَّجَّار) لم يسمع من (يحيى بن أبي كَثِير) إلَّا حديثًا واحدًا هو: "التقى آدم وموسى". ففي "تهذيب الكمال" للمِزِّيّ (3/ 500) في ترجمة (أيوب)، عن يحيى بن مَعِين:"ثقة صدوق، وكان يقول: لم أسمع من يحيى بن أبي كَثِير إلَّا حديثًا واحدًا: التقى آدم وموسى".
قال الخطيب عقب روايته له: "قال الدَّارَقُطْنِيُّ: تفرَّد به محمود عن أيوب بن النَّجَّار عن يحيى".
و(أبو سَلَمَة) هو (ابن عبد الرحمن بن عَوْف الزُّهْرِيّ المَدَنِيّ): أحد التابعين الثقات المكثرين. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1401).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 224) رقم (1401)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 106) رقم (3307) -من كشف الأستار-، من طريق بكر بن يحيى بن زَبَّان، عن حِبَّان بن عليّ، حدَّثنا ابن عَجْلَان، عن سعد، عن أبي هريرة، به.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ابن عَجْلَان إلَّا حِبَّان، تفرَّد به بكر بن يحيى بن زَبَّان".
وقال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوى عن أبي هريرة إلَّا من هذا الوجه".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 226): "رواه الطبراني في "الأوسط"، والبزَّار، وفيه حِبَّان بن عليّ، وهو متروك، وقد وثَّقه ابن مَعِين في رواية، وضعَّفه في غيرها".
أقول: (حِبَّان بن عليّ)، هو (العَنَزِيّ الكوفي أبو عليّ)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 147):"ضعيف من الثامنة، وكان له فقه وفضل، مات سنة إحدى -أو اثنتين- وسبعين -يعني ومائة-، وله ستون سنة"/ ق. وانظر ترجمته موسَّعًا في: "تهذيب الكمال"(5/ 339 - 344)، و"تهذيب التهذيب"(2/ 173 - 174).
وقال الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(2/ 308): "أخرجه البزَّار من حديث عمر بن الخَطَّاب، والطبراني في "الأوسط" من حديث أبي هريرة وكلاهما ضعيف، وللتِّرْمِذِيّ من حديث حُذَيْفَة نحوه، إلَّا أنَّه قال: "أو لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عليكم عِقَابًا منه، ثم تَدْعُونَهُ فلا يَسْتَجِيْبُ لَكُمْ" قال: هذا حديث حسن".
أقول: حديث حُذَيْفَة رضي الله عنه، رواه التِّرْمِذِيُّ في الفتن، باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (4/ 468) رقم (2169)، وأحمد في "المسند"(5/ 391)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 93)، وفي "شُعَبِ الإِيمان" (6/ 84) رقم (8558) -ط بيروت-. ولفظ أوله عندهم:"والذي نفسي بيده لَتَأْمُرُنَّ بالمعروف ولَتَنْهَوُنَّ عن المنكر، أو لَيُوشِكَنَّ. . . . ".
وفي إسناده عندهم: (عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأنصاري الأَشْهَلِي) الراوي
عن (حُذَيْفَة)، لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. وقال ابن مَعِين:"لا أعرفه". وقال الذَّهَبِيُّ: "له حديث منكر". وقال ابن حَجَر: "مقبول". ولم يرو عنه إلَّا راوٍ واحد. انظر: "الثقات" لابن حِبَّان (5/ 14)، و"سؤالات الدَّارِمي لابن مَعِين" ص 179 رقم (646)، و"ميزان الاعتدال"(2/ 454)، و"التقريب"(1/ 429)، و"التهذيب"(5/ 300). وتحسين التِّرْمِذِيِّ له، إنَّما كان لشواهده، واللَّه أعلم.
وانظر الأحاديث الواردة في الباب في: "جامع الأصول"(1/ 327 - 332)، و"مجمع الزوائد"(7/ 266)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 227)، و"العلل المتناهية"(2/ 303)، و"مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(4/ 182)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (10/ 91 - 93)، و"شُعَب الإِيمان" له (6/ 79 - 84) -ط بيروت-.
* * *
1975 -
أخبرنا الحسن بن محمد بن عمر النَّرْسِيّ، أخبرنا عبيد اللَّه بن أحمد بن عليّ المُقْرِئ، حدَّثنا يحيى بن محمد بن صَاعِد، حدَّثنا محمود بن محمد أبو يزيد الظَّفَرِيّ الأنصاري -ببغداد في قَنْطَرَة الأنصار-، حدَّثنا أيوب بن عُتْبَة -قاضي اليَمَامَة-، عن يحيى بن أبي كَثِير، عن أبي سَلَمَة،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه يُبْغِضُ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ".
(13/ 92) في ترجمة (محمود بن محمد بن محمود الظَّفَرِيّ الأنصاري أبو يزيد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (محمود بن محمد الظَّفَرِيّ)، وهو ليس بالقويِّ. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (1974).
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 12) مطوَّلًا، من طريق اللَّيْث، عن محمد بن عَجْلَان، عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُرِيّ، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"إيَّاكُمْ والفُحْشَ والتَّفَحُّشَ فإنَّ اللَّه لا يُحِبُّ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ" الحديث.
قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ. وقول الحاكم هذا قاله قبل سوقه للحديث.
أقول: إسناده حسن من أجل (محمد بن عَجْلَان المَدَني) فإنَّه صدوق، روي له مسلم متابعة. قال الحافظ ابن حَجَر في ترجمته من "التهذيب" (9/ 342):"أخرج له مسلم في المتابعات ولم يحتج به". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1525).
ورواه أحمد في "المسند"(2/ 431)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 170 رقم (487)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(8/ 48 - 49) رقم (6215)، من طرق، عن ابن عَجْلَان، عن سعيد، عنه، به مطوَّلًا. وعندهم:"إياكم والفحش، فإنَّ اللَّه. . . "، دون قوله في أوَّله:"والتفحش".
ورواه أحمد في "المسند"(2/ 431) عن يحيى بن سعيد الأُمَويّ، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن سعيد، عنه، به مطوَّلًا.
أقول: إسناده صحيح.
ورواه البيهقي في كتابه "الآداب" ص 86 - 88 رقم (108)، وفي "شُعَب الإِيمان"(7/ 424 - 425) رقم (10833) -ط بيروت-، من طريق الرَّبيع بن سليمان، عن عبد اللَّه بن وَهْب، عن سليمان بن بلال، عن ثَوْر، عن سعيد المَقْبُرِيّ، عنه، به مطوَّلًا. وليس عنده أيضًا قوله في أوله:"والتفحش".
أقول: إسناده صحيح.
وللحديث شاهد من حديث السيدة عائشة مطوَّلًا، رواه مسلم في السلام باب والنهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام. . . (4/ 1707) رقم (2165)، وأحمد في "المسند"(6/ 134 - 135)، وفيه:"إنَّ اللَّه لا يُحِبُّ الفُحْشَ والتَّفَحُّشَ".
وله شاهد آخر من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، رواه مطوَّلًا: أحمد في "المسند"(2/ 162 و 199)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 75 - 76)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(7/ 425) رقم (10834) -ط بيروت-، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" ص 135 رقم (286).
قال الحاكم: "صحيح". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(10/ 20) رقم (6514): "إسناده صحيح".
وله شاهد من حديث أسامة بن زيد مرفوعًا. وسيأتي برقم (2005).
* * *
1976 -
أخبرنا إبراهيم بن مَخْلَد، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد بن إبراهيم الحَكِيْمِيّ، حدَّثنا محمود بن محمد الوَاسِطِيّ، حدَّثنا زَحْمُوْيَه
(1)
، حدَّثنا بشر بن عبد اللَّه بن عمر بن عبد العزيز، حدَّثنا عبد العزيز بن عمر، عن نافع،
عن ابن عمر، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يَحْتَجِمُ في رَأْسِهِ، ويُسَمِّيه أُمَّ مُغِيثٍ.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "دحمويه" بالدال المهملة. كما صُحِّفَ في "تعجيل المنفعة" ص 95 إلى: "رحمويه" بالراء المهملة. والتصويب من "الجرح والتعديل"(3/ 601)، و"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 253)، و"تبصير المنتبه"(2/ 595)، و"نزهة الألباب في الألقاب"(1/ 339).
(12/ 95) في ترجمة (محمود بن محمد بن مَنُّوْيَه الوَاسِطِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن.
وصاحب الترجمة (محمود بن محمد بن مَنُّوْيَه الوَاسِطِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم ينقل توثيقه عن أحد! وترجم له السَّهْمِيُّ في "سؤالاته للدَّارَقُطْنِيّ" ص 252 رقم (367) وقال:"ثقة". وترجم له أيضًا الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(14/ 242 - 243) وقال: "الحافظ المُفِيد العَالِم". وقال أيضًا: "كان من بقايا الحُفَّاظ في بلده من أبناء الثمانين بل أزيد". وذكر أنَّه توفي عام (307 هـ). ولم يذكر توثيقه عن أحد، وترجم له ابن حَجَر في "تبصير المنتبه"(4/ 1251) ونقل توثيقه عن ابن نُقْطَة. فالحمد للَّه على توفيقه.
و(زَحْمُوْيَه) هو (زكريا بن يحيى بن صَبِيح الوَاسِطي)، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 601) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته" (8/ 253) وقال:"حدَّثنا عنه شيوخنا الحسن بن سفيان، وغيره، كان من المتقنين في الروايات". وذكر وفاته في عام (235 هـ). كما ترجم له ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 95، وذكر ما تقدَّم عن ابن حِبَّان، وذكر جماعةً ممن روى عنه.
و(بِشْر بن عبد اللَّه بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم القُرَشِيّ الأُمَوِيّ أبو سَلَمَة)، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 361) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الخطيب في "تاريخه" (7/ 53 - 54) ونقل عن ابن مَعِين -من رواية ابن الجُنَيْد- قوله فيه:"سمعت منه، ليس به بأس". ولم أجده في "سؤالات ابن الجُنَيْد" المطبوع. كما ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(8/ 138).
و (عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان): ثقة يخطئ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (837).
وباقي رجال الإِسناد ثقات.
التخريج:
رواه تمَّام الرَّازِيُّ في "فوائده"(1/ 80 - 81) رقم (154) من طريق عبد اللَّه بن الحسين المِصِّيْصِيّ، حدَّثنا زكريا بن يحيى الوَاسِطِيّ زَحْمُوْيَه، به.
وفي إسناده: (عبد اللَّه بن الحسين المِصِّيْصِيّ)، وهو ممن يسرق الأخبار ويقلبها. انظر "اللسان"(3/ 272 - 273). لكن تابعه (محمود الوَاسِطِيّ) عند الخطيب.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(7/ 132) رقم (18354) إلى الخطيب وحده، فقصَّر.
غريب الحديث:
قوله: "أُمّ مُغِيث" قال ابن الأثير في "المُرَصَّع في الآباء والأُمَّهَات والبَنِين والبنات والأَذْوَاء والذَّوات" ص 306: "هي وسط الرَّأس. وفي الحديث أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم احتجم أُمُ مُغِيث".
* * *
1977 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه القَطَّان، حدَّثنا أبو عليّ أحمد بن بِشْر المَرْثَدِيّ، حدَّثنا مسلم بن عيسى -جار أبي مسلم المُسْتَمْلِي-، حدَّثنا محمد بن الحَجَّاج اللَّخْمِيّ، عن مُجَالِد، عن الشَّعْبِيّ،
عن ابن عبَّاس قال: هَجَتْ امرأة من بني خَطْمَة النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقالت:
باست بني خَطْمَة واست النَّبِيـ
…
ـت واست بني عَوْن والخزْرج
أطعتم إيادي لا منكم
…
ولا من مُرَاد ولا مَذْحِج
(1)
قال: فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم فشقَّ عليه. وقال: "من لي بها"؟ . فقال رجل من قومها: أنا لها يا رسول اللَّه، قال: فأتاها وكانت تَمَّارَةً تبيع التَّمْرَ، فنظر إلى تَمْرٍ عندها، فقال: عِنْدَكِ أَجْوَدُ من هذا؟ فقالت: نعم، قال: فدخلت البيت لتعطيه، ودخل خلفها فنظر يمينًا وشمالًا فلم يَرَ إلَّا خُوانًا، فعلا به رأسها حتَّى دمغها، ثم أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال:"أفلح الوجه". قال: قد كُفِيتها يا رسول اللَّه. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أمَّا إنَّه لا يَنْتَطِحُ فيها عَنْزَانِ"
(2)
. قال: فَأَرْسَلَهَا مَثَلًا، وما قِيلت قبل ذلك.
(13/ 99) في ترجمة (مسلم بن عيسى -جار أبي مسلم المُسْتَمْلِي-).
(1)
هكذا وَرَدَ نصُّ البيتين في المطبوع، وهو يوافق ما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 174، عدا قوله:"واست النبيت"، فإنَّه في المخطوط:"ولست النبيين"!
وقد وردا في "المغازي" للواقدي (1/ 172)، و"السيرة" لابن هشام (4/ 286)، و"الصارم المسلول" لابن تيمية ص 95، و"البداية والنهاية" لابن كثير (5/ 221)، بلفظ:
فَبِاسْتِ بني مالكٍ والنَّبِيت
…
وعَوْفٍ، وباسْتِ بني الخَزْرَجِ
أَطَعْتُمْ أَتَاوِيَّ مِنْ غَيْرِكُمْ
…
فلا مِنْ مُرَادٍ ولا مَذْحِجِ
و(الأتاويّ): الغريب، و (مُرَاد ومَذْحِج): قبيلتان من قبائل اليمن. انظر شرح أبي ذَرٍّ الخُشَنيّ لسيرة ابن هشام (4/ 378).
(2)
معناه كما في شرح أبي ذَرٍّ الخُشَنيّ لسيرة ابن هشام (4/ 379): "إنَّ شأن قتلها هَيِّن لا يكون فيه طلب ثأر ولا اختلاف". وقال ابن تيمية في "الصارم المسلول على شاتم الرسول" ص 97: "وإنَّما خصَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم العَنْز لأنَّ العنز تشام العنز ثم تفارقها، وليس كنطاح الكِبَاش وغيرها".
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وقد ذكر أصحاب السِّيَر والمغازي الواقعة بسياق آخر.
ففي إسناده (محمد بن الحَجَّاج الوَاسِطيّ اللَّخْمِيّ)، وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (211).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (مسلم بن عيسى)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وفيه أيضًا (مُجَالِد) وهو (ابن سعيد الهَمْدَاني الكوفي أبو عمرو): ليس بالقوي، وقد تغيَّر بأَخَرَةٍ. وقال ابن عدي:"عامَّة ما يرويه غير محفوظ". وتقدَّمت ترجمته في حديث (1023).
و(الشَّعْبِيُّ) هو (عامر بن شَرَاحِيل أبو عمرو): إمام ثقة فقيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (264).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2156) -في ترجمة (محمد بن الحَجَّاج اللَّخْمِيّ) -، عن جعفر بن أحمد بن محمد بن الصَّبَّاح الجَرْجَرَائِيّ، حدَّثنا محمد بن إبراهيم الشَّامِيّ، عن محمد بن الحَجَّاج اللَّخْمِيّ، به، دون ذكر الشِّعْر. وقال:"لم يروه عن مُجَالِد غير محمد بن الحجَّاج، وهو ممَّا يُتَّهَمُ محمد بن الحجَّاج بوضعه".
وعن ابن عدي من طريقه المتقدِّم، رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"
(1)
(1/ 175) ونقل عن ابن عدي اتِّهَامَهُ لمحمد بن الحَجَّاج بوضعه.
(1)
وقد سقط من "العمل": (محمد بن إبراهيم الشَّامي) بين (الجَرْجَرَئِي) و (محمد بن الحَجَّاج اللَّخْمِي).
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" من طريق أحمد بن أحمد البَلْخي، عن حمَّاد بن المُؤَمَّل بسنده إلى ابن عبَّاس. كما في "مختصر تاريخ دمشق" لابن منظور (3/ 5 - 4). وترجمة (أحمد بن أحمد البَلْخي) ساقطة من نسخة "تاريخ دمشق" المخطوطة التي رجعت إليها.
وقد ذكر الإمام ابن تيمية في "الصارم المسلول على شاتم الرسول" ص 95، خبر ابن عبَّاس مختصرًا، ولم يعزه لأحد.
والخبر رواه الوَاقِدِيُّ في "المغازي"(1/ 172 - 174)، وعنه ابن السَّكَن في "معجم الصحابة"، وأبو أحمد العسكري في "الأمثال" -كما في "الإصابة"(3/ 33 - 34) -، عن عبد اللَّه بن الحارث بن فُضَيْل، عن أبيه، مطوَّلًا، وبسياق مختلف عن سياق ابن عبَّاس، وبذكر الشِّعْر المتقدِّم، وسيأتي ذكر مختصر سياق الواقدي نقلًا عن ابن سعد.
وإسناد الواقدي مُعْضَلٌ، فإنَّ (الحارث بن فُضَيْل الأنصاري الخَطْمي) من ثقات أتباع التابعين. انظر "الثقات" لابن حِبَّان (6/ 175)، و"تهذيب الكمال" للمِزِّي (5/ 271 - 272). هذا إلى جانب ضعف (الواقدي) الشديد. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (145).
قال الإمام ابن تيمية في "الصارم المسلول على شاتم الرسول" ص 97، بعد أن ساق الخبر عن الواقدي:"وإنما سقنا القِصَّة من رواية أهل المغازي مع ما في الواقدي من الضعف، لشهرة هذه القصَّة عندهم، مع أنه لا يختلف اثنان: أنَّ الواقدي من أعلم الناس بتفاصيل أمور المغازي وأخبرهم بأحوالها. . . فأما الاستشهاد بحديثه والاعتضادُ به فمما لا يمكن المنازعة فيه، لا سيما في قصة تامة يخبر فيها باسم القاتل والمقتول وصورة الحال. . . ".
وبسياق الواقدي، وبدون إسناد، وباختصار عند بعضهم، ذكره ابن سعد في
"الطبقات الكبرى"(2/ 27 - 28)، وابن هشام في "السيرة"(4/ 285 - 287)، وابن كثير في "البداية والنهاية"(5/ 221)، ومحمد بن يوسف الصالحي الشامي في "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد"(6/ 36 - 37). ولم يذكر ابن سعد والشامي ما قالته من شِعْرٍ.
ولفظ الخبر كما جاء مختصرًا عند ابن سعد: "سرية عُمَيْر بن عدي بن خَرَشَة الخَطْمي إلى عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد، لخمس ليالٍ بقين من شهر رمضان على رأس تسعة عشر شهرًا من مُهَاجَر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكانت عصماء عند يزيد بن زيد بن حصن الخَطْمي، وكانت تعيب الإسلام، وتؤذي النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وتُحَرِّض عليه، وتقول الشعر، فجاءَهَا عمير بن عدي في جوف الليل حتى دخل عليها بيتها، وحولها نَفَرٌ من ولدها نيام، منهم من تُرْضِعُه في صدرها، فجسَّها بيده، وكان ضرير البصر، ونَحَّى الصبيَّ عنها ووضع سَيْفَهُ على صدرها حتى أنفذه من ظهرها، ثم صلَّى الصبح مع النبيّ صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أقتلتَ ابنةَ مروان؟ قال: نعم، فهل عليَّ في ذلك من شيء؟ فقال: لا ينتطح فيها عَنْزَان! فكانت هذه الكلمة أوَّلَ ما سُمعت من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وسمَّاه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، عُمَيْرًا البصير".
وقد روى أبو داود في الحدود، باب الحُكْم فيمن سَبَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم (4/ 528 - 529) رقم (4361)، والنَّسَائي في تحريم الدم، باب الحكم فيمن سَبَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم (7/ 108 - 109)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(4/ 216 - 217)، والطبراني في "الكبير"(11/ 351) رقم (11984)، عن ابن عبَّاس: أنَّ أعمى كانت له أُمّ ولد تشتم النبيّ صلى الله عليه وسلم وتقع فيه، فنهاها فلم تَنْتَهِ فقتلها -وذكر قِصَّةَ قَتْلِهِ لها-. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
"ألا اشهدوا أنَّ دَمَهَا هَدَرٌ". وإسناده حسن. وقال ابن حَجَر في "بلوغ المرام" ص 255: "رواه أبو داود ورجاله ثقات".
وقد أفاض الإمام ابن تيمية رحمه الله في "الصارم المسلول على شاتم الرسول" ص 98 - 104، بذكر فقه خبر الواقدي بما لا مزيد عليه.
* * *
1978 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا أحمد بن العبَّاس بن المُبَارَك التُّرْكِيّ قال: حدَّثنا مصعب بن المِقْدَام، حدَّثنا سفيان، عن أبي المِقْدام، عن زيد بن وَهْب قال:
قال عبد اللَّه: يخرج -يعني الدَّجَّال- من كُوْثَى، قال: وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس أَحَدٌ أَشَدَّ على الدَّجَّالِ من بني تَمِيمٍ". وقال: "لا يَخْرُجُ حتَّى لا يكونَ شيءٌ أَحَبَّ إلى المؤمن خروجًا مِنْهُ
(1)
".
"أخبرنيه الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا عليَّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد".
(13/ 110 - 111) في ترجمة (مصعب بن المِقْدَام الخَثْعَمِيّ الكوفي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن.
ورجال إسناده كلُّهم ثقات عدا صاحب الترجمة (مصعب بن المِقْدَام الخَثْعَمِيّ أبو عبد اللَّه الكوفي) وقد ترجم له في:
(1)
في "الحِلْيَة"(7/ 123): "خروجًا مِنْ نَفْسِهِ".
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 335 رقم (252) وقال: "ما أرى به بأسًا".
2 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 430، رقم (1582):"كوفي مُتَعَبِّد".
3 -
"الجرح والتعديل"(8/ 308)، وفيه عن أبي حاتم:"هو صالح الحديث".
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 175).
5 -
"تاريخ أسماء الثقات" لابن شاهين ص 226 رقم (1373) وفيه عن ابن مَعِين: "كان صالحًا، لا بأس به".
6 -
"تاريخ بغداد"(13/ 110 - 112)، وفيه عن ابن المَدِيني:"ضعيف". قال الخطيب متقِّبًا ابن المَدِيني: "قد وصفه بالثقة يحيى بن مَعِين وغيره من الأئمة". وفيه عن ابن مَعِين: "ثقة". وقال أبو داود: "لا بأس به". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "ثقة".
7 -
"تهذيب التهذيب"(10/ 165 - 166). وفيه عن السَّاجي: "ضعيف الحديث كان من العُبَّاد". وقال أحمد بن حنبل: "كان رجلًا صالحًا، رأيت له كتابًا فإذا هو كثير الخطأ، ثم نظرت في حديثه فإذا أحاديثه متقاربة عن الثَّوْري".
8 -
"الكاشف"(3/ 131) وقال: "قال أبو داود: لا بأس به، وعن ابن المَدِيني تضعيفه".
9 -
"التقريب"(2/ 252) وقال: "صدوق له أوهام، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومائتين"/ م ت س ق.
و(أبو المِقْدَام) هو (ثابت بن هُرْمُز الكوفي الحَدَّاد): ثقة، خَرَّج له أصحاب السنن الأربعة عدا التِّرْمِذِيّ. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال" (4/ 380 -
381)، و"التهذيب"(2/ 16 - 17)، و"الكاشف"(1/ 117)، و"التقريب"(1/ 117).
قال الخطيب عقب روايته له: "قال الدَّارَقُطْنِيُّ: هذا حديث غريب من حديث الثَّوْري عن أبي المِقْدَام ثابت بن هُرْمُز، ما كتبناه إلَّا عن أبي عبد اللَّه بن مَخْلَد".
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 123)، من طريق القاسم بن سعيد بن المسيَّب، حدَّثنا مصعب بن المِقْدَام، به. وقال:"تفرَّد به مصعب عن الثَّوْري". وليس عنده قول ابن مسعود: "يخرج من كُوْثَى".
وروى ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(15/ 154) عن حُذَيْفَة قال: "لا يخرج الدَّجَّال حتى يكون خروجه أشهى إلى المسلمين من شُرْبِ الماء على الظمأ".
غريب الحديث:
قوله: "كُوثَى" قال في "مراصد الاطلاع"(3/ 1185): "كُوْثَى: ثلاثة مواضع بسواد العراق بأرض بابل. . . وكُوثَى بالعراق -في موضعين-: كُوثَى الطريق، وكُوثَى رَبَّا، وبها مشهد إبراهيم الخليل عليه السلام، وهي قريتان، وبينهما تلول من رماد يقال: إنَّها رماد النَّار التي أوقدها نمروذ لإحراقه!! ".
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(13/ 91) -في الفتن، في أول باب ذكر الدَّجَّال-:"وأمَّا من أين يخرج؟ فمن قبل المشرق جَزْمًا. ثم جاء في رواية أنَّه يخرج من خُرَاسَان، أخرج ذلك أحمد والحاكم من حديث أبي بكر. وفي أُخْرى من أَصْبَهَان، أخرجها مسلم".
* * *
1979 -
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحَرَشِيّ، حدَّثنا
أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا محمد بن عبيد اللَّه المُنَادِيّ، حدَّثنا مصعب بن المِقْدَام، حدَّثنا سفيان الثَّوْريّ، عن أبي الزُّبَيْر،
عن جابر قال: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يَمَسَّ الرَّجُلُ ذَكَرَهُ بيمينهِ، وأَنْ يَلْتَحِفَ الصَّمَّاءَ، وأَنْ يَمْشي في نَعْلٍ واحدةٍ، وأَنْ يَحْتَبِيَ في ثَوْبٍ واحدٍ ليس على فَرْجِهِ مِنْهُ شيءٌ.
(13/ 111) في ترجمة (مصعب بن المِقْدَام الخَثْعَمِيّ الكوفي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ورجال إسناده كلُّهم ثقات عدا صاحب الترجمة (مصعب بن المِقْدَام الخَثْعَمِيّ)، فإنَّه صدوق له أوهام. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (1978).
التخريج:
رواه مسلم في اللباس، باب النهي عن اشتمال الصَّمَّاء. . . (3/ 1661) رقم (2099)، وأحمد في "المسند"(3/ 344)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 224)، من طريق مالك بن أنس، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر:"أنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ بِشِمَالِهِ، أو يَمْشِيَ في نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، وأَنْ يَشْتَمِلَ الصَّمَّاءَ، وأَنْ يَحْتَبِيَ في ثَوْبٍ وَاحِدٍ كَاشِفًا عَنْ فَرْجِهِ".
وروى منه: النهي عن اشتمال الصَّمَّاء، والاحتباء في ثوب واحد: أبو داود في اللباس، باب في لبسة الصَّمَّاء (4/ 342) رقم (4081)، والتِّرْمِذِيّ في الأدب، باب ما جاء في كراهية وضع إحدى الرجلين على الأخرى مستلقيًا (5/ 96) رقم (2767)، والنَّسَائي في الزينة، باب النهي عن الاحتباء في ثوب واحد (8/ 210). وقال التِّرْمِذِيُّ:"حسن صحيح".
وروى أبو داود في اللباس، باب في الانتقال (4/ 377) رقم (4137)، منه: النهي عن المشي في خُفٍّ واحد، والأكل بالشمال.
واعتبرت الحديث من الزوائد، لزيادة قوله في أوله:"نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أَنْ يَمَسَّ الرَّجُلُ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ"، فإنَّه ليس عندهم. ولم أقف على هذه الزيادة من حديث جابر في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
والنهي عن مَسِّ الذَكَرِ باليمين، رواه البخاري في الوضوء، باب لا يُمْسِكُ ذَكَرَهُ بيمينه إذا بَالَ (1/ 254) رقم (154) -واللفظ له-، ومسلم في الطهارة، باب النهي عن الاستنجاء باليمين (1/ 225)، وغيرهما، عن أبي قَتَادةَ الأنصاري مرفوعًا:"إذا بَالَ أَحَدُكُمْ فلا يَأْخُذَنَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ. . . ".
قال ابن مَنْدَه -كما في "التلخيص الحَبِير"(1/ 112) -: "مجمع على صحته".
غريب الحديث:
قوله: "وأَنْ يَلْتَحِفَ الصَّمَّاء" قال ابن الأثير في "النهاية"(3/ 54): "هو أن يتجلَّل الرجل بثوبه ولا يرفع منه جانبًا. وإنما قيل له صَمَّاء، لأنَّه يَسدُّ على يديه ورجليه المنافذ كلَّها، كالصخرة الصَّمَّاء التي ليس فيها خَرْقٌ ولا صَدْعٌ. والفُقَهَاءُ يقولونَ: هو أَنْ يتغطَّى بثوبٍ واحدٍ ليس عليه غيرُهُ، ثم يرفعُهُ من أحد جانبيه، فيضعه على مَنْكِبِهِ، فتنكشف عورته".
* * *
1980 -
أخبرنا الحسين بن عمر بن بَرْهَان الغَزَّال، وهلال بن محمد بن جعفر الحَفَّار -قال الحسين: أخبرنا، وقال هلال: حدَّثنا- أحمد بن عثمان بن يحيى الأَدَمِيّ، حدَّثنا عبَّاس بن محمد الدُّورِيّ، حدَّثنا مَكِّيّ بن إبراهيم أبو السَّكَن البَلْخِيّ، حدَّثنا إسماعيل بن رَافِع، عن عمرو بن يحيى بن عُمَارة، عن أبيه،
عن أبي سعيد الخُدْرِيّ قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "الدِّرْهَمُ بالدِّرْهَمِ، والدِّينَارُ بالدِّينَارِ، لا فَضْلَ بينهما، إنِّي أَخَافُ عليكم الرِّبَا".
(13/ 116) في ترجمة (مَكِّيّ بن إبراهيم بن بشير البُرْجُمِيّ الحَنْظَلِيّ التَّمِيميّ البَلْخِيّ أبو السَّكَن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى دون قوله: "إنِّي أخافُ عليكم الرِّبا".
ففيه (إسماعيل بن رَافِع بن عُوَيْمِر الأنصاري المَدَني)، وهو ضعيف واهٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1434).
وقد توبع كما سيأتي من دون قوله: "إنِّي أَخَاف عليكم الرِّبَا".
التخريج:
رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(7/ 101) عن ابن أبي زَائِدَة، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن أبي سعيد مرفوعًا بلفظ:"الدِّينارُ بالدِّينارِ والدِّرْهَمُ بالدِّرْهَمِ، ليس بينهما فَضْلٌ، ولا يُبَاعُ عَاجِلٌ بآجِلٍ".
وإسناده صحيح.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 279) من طريق يزيد بن هارون، حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن نافع، أنَّ عمرو بن ثابت العُتْوَاري حدَّث ابن عمر أنَّه سمع أبا سعيد الخُدْرِي يحدِّث عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"الدِّينَارُ بالدِّينَارِ والدِّرْهَمُ بالدِّرْهَمِ لا فَضْلَ بينهما". فمضى عبد اللَّه ومعه نافع حتى دخل على أبي سعيد الخُدْرِي فسأله، فقال: بصر عيني وسمع أُذني رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه
وسلَّم يقول: "الدِّينَارُ بالدِّينَارِ، والدِّرْهَمُ بالدِّرْهَمِ، وزن بوزن، لا فَضْلَ بينهما، ولا يُبَاعُ عَاجِلٌ بآجِلٍ".
قال البيهقي عقبه: "أخرجه مسلم في "الصحيح" من حديث يحيى بن سعيد".
أقول: يعني أنَّ مُسْلِمًا أخرج أصله، فقد رواه في المُسَاقَاة، باب الربا (3/ 1208 - 1209).
وقد أخرجه البخاري في البيوع، باب بيع الدِّينار بالدِّينار نَسَاءً (4/ 381) رقم (2178)، ومسلم في المُسَاقَاة باب بيع الطعام مِثْلًا بمِثْل (3/ 1217)، من طريق عمرو بن دينار، عن أبي صالح الزَّيَّات، عن أبي سعيد الخُدْرِيّ موقوفًا عليه من قوله.
ولفظ البخاري: "الدِّينَارُ بالدِّينارِ والدِّرْهَمُ بالدِّرْهَمِ". وزاد مسلم: "مِثْلًا بمِثْلٍ، مَنْ زَادَ أو ازْدَادَ فقد أَرْبَى".
* * *
1981 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو عليّ عيسى بن محمد بن أحمد الطُّومَارِيّ، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن سليمان الحَضْرَمِيّ، حدَّثنا سهل بن زَنْجَلَة الرَّازِيّ، حدَّثنا مَكِّيّ بن إبراهيم، عن مالك بن أنس، عن نافع،
عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، صلَّى على النَّجَاشِيِّ فَكَبَّرَ عليه أَرْبَعًا.
(13/ 117) في ترجمة (مَكِّيّ بن إبراهيم بن بشير البُرْجُمِيّ الحَنْظَلِيّ التَّمِيميّ البَلْخِيّ أبو السَّكَن).
مرتبة الحديث:
شَاذٌّ من هذا الطريق، والمحفوظ عن مالكٍ: روايته له عن الزُّهْرِيِّ عن ابن المسيَّب عن أبي هريرة، وهو في "الصحيحين".
وقد تقدَّم الكلام على إسناده في حديث (1233) و (1351).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1233) و (1351).
* * *
1982 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق قال: حدَّثني أبو عبد اللَّه مَكِّيّ بن بُنْدَار بن مَكِّيّ بن عاصم الزَّنْجَانِيّ، حدَّثنا أبو الحسن محمد بن زَنْجُوْيَه بن عليّ -المَعْنَى، بقَزْوين-، حدَّثنا أبو الفضل أحمد بن إبراهيم المُثَنَّى التَّمِيميّ -بقَزْوين-، حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن عبد اللَّه بن زياد، حدَّثنا أبو داود عبد اللَّه بن ضِرَار بن عمرو، عن أبيه، عن يزيد الرَّقَاشِيّ،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَشَدُّ الحُزْنِ النَّسَاءُ، وأَبْعَدُ اللقاءِ الموتُ، وأَشَدُّ منهما الحَاجَةُ إلى النَّاسِ".
(13/ 120 - 121) في ترجمة (مَكِّيّ بن بُنْدَار بن مَكِّيّ الزَّنْجَانِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (يزيد بن أَبَان الرَّقَاشِيّ)، وهو ضعيف. وقال النَّسَائي وغيره: متروك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (416).
كما أنَّ فيه (ضِرَار بن عمرو المَلَطِيّ)، وهو متروك الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1280).
وفيه أيضًا ولده (عبد اللَّه بن ضِرَار بن عمرو المَلَطِيّ أبو داود)، وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 346) وقال: "يروي عن أبيه، وأبوه ضعيف".
2 -
"الكامل"(4/ 1554) وقال: "مقدار ما يرويه لا يُتَابَعُ عليه". وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشيءٍ ولا يُكْتَبُ حديثه".
3 -
"لسان الميزان"(3/ 302) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقويٍّ".
أقول: ما نقله الحافظ ابن حَجَر رحمه الله عن أبي حاتم، مَحَلُّ نظر، حيث إنَّ قول أبي حاتم هذا، إنما قاله -كما في "الجرح والتعديل" لابنه (5/ 88) - في (عبد اللَّه بن ضِرَار الأَسَدِيّ)، وهو تابعي يروي عن ابن مسعود. وقال ابن مَعِين إنّه (عبد اللَّه بن ضِرَار بن الأَزْوَر). كما ترجم له ابن حِبَّان في "الثقات"(5/ 37) في قسم التابعين، فهو متقدِّم على (عبد اللَّه بن ضِرَار بن عمرو المَلَطِيّ).
و(محمد بن زَنْجُوْيَه بن عليّ القَزْويني أبو الحسن)، ترجم له الرَّافِعِيّ في "التدوين في أخبار قَزْوين"(1/ 292) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 10) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ، وفيه آفات، يزيد الرَّقَاشِيّ: متروك عندهم. وأمَّا عبد اللَّه بن ضِرَار فقال يحيى: ليس بشيء لا هو ولا أبوه، ولا يُكْتَبُ حديثهما".
وذكره الدَّيْلَمِيّ في "الفردوس"(1/ 365) رقم (1471). وقد صُحِّفَ فيه لفظ "النِّسَاء" إلى "السباء"!
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 112) إلى الخطيب وحده.
وقال المُنَاوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير"(1/ 157) بعد أن عزاه للخطيب فحسب: "وهو ضعيف".
غريب الحديث:
قوله: "أشدُّ الحُزْن النَّسَاء": "أي أشدُّ الحُزْنِ، الحُزْنُ المُتَأَخِّر، وهو ما بعد الموت". "فيض القدير"(1/ 522).
وقد ورد في "الجامع الصغير"(1/ 521) بشرح "فيض القدير" بلفظ: "أشدُّ الحَرْب النِّسَاء" بالراء المهملة بعدها باء، وبكسر النون في (النِّسَاء). قال العلَّامة المُنَاوي في "فيض القدير":"أي أشدّ الجهاد مُكَابَدَة عِشْرَة النِّسَاء اللاتي لا يستغنى عنهن لأنهن ضعيفات الأبدان، بذيئات اللسان!! عظيمات الكيد والفتن، فإذا خادعهن الرجل -والحرب خُدْعَةٌ-، وصبر على حِيَلِهِنَّ وخَفِيّ مَكْرِهِنَّ، كان أشدّ من ملاقاة الأبطال ومقاساة قتال الرجال {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} [سورة يوسف: الآية 28]. وهذا التقرير بناء على أنَّ الرواية (حرب) براء مهملة وباء موحدة، وهو ما وقع لكثيرين، وهو الذي في مسودة المصنَّف -يعني السُّيُوطِيّ- بخطَّه. والذي رأيته في عدة نسخ من "تاريخ الخطيب"، وجرى عليه ابن الجَوْزي وغيره: بزاي معجمة ونون. قال ابن الجَوْزي: يعني أشدّ الحزن حزن النساء. وأنت إذا تأملت السياق ونظم الكلام وتناسبه، ترى أنَّ هذا أقعد، وهذا كُلُّه على أنَّ (النِّسَاء) بكسر النون، وأنَّ المراد إناث بني آدم، ولكن رأيتُ في أصل صحيح مقروءٍ على عِدَّة مِنَ المحدَّثين من "تاريخ بغداد" أنَّه بفتح النون".
وذَكَرَ المُنَاوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير"(1/ 157) مختصرًا لكلامه السابق.
* * *
1983 -
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي الدَّرْبَنْدِيّ، أخبرنا محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ -بِبُخَارَى-، أخبرنا محمد بن نصر بن خَلَف، وخَلَف بن محمد بن إسماعيل، قالا: حدَّثنا أبو عثمان سعد بن سليمان بن داود الشَّرْغِيّ، حدَّثنا أبو الطيَّب حاتم بن منصور الحَنْظَلِيّ، حدَّثنا المُفَضَّل بن سَلْم
-لقيته ببغداد-، عن الأَعْمَش، عن عَبَايَة الأَسَدِيّ، عن الأَصْبَغ بن نُبَاتَةَ،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس في القيامة راكب غيرنا، ونحن أربعة". قال فقام عمّه العبَّاس فقال له: فِدَاكَ أبي وأُمِّي أنت ومن؟ قال: "أَمَّا أنا فعلى دَابَّة اللَّه البُرَاق، وأَمَّا أخي صالح فعلى ناقة اللَّه التي عُقِرَت، وعَمِّي حمزة أسد اللَّه وأسد رسوله على ناقتي العَضْبَاء، وأخي وابن عمِّي وصِهْرِي عليّ بن أبي طالب على ناقة من نُوق الجنَّة مدبجة الظهر، رَحْلُهَا من زمرد أخضر مضبَّب بالذهب الأحمر، رأسها من الكافور الأبيض، وذنبها من العنبر الأشهب، قوائمها من المسك الأذفر، وعنقها من لؤلؤ، وعليها قبَّة من نور اللَّه، باطنها عفو اللَّه، وظاهرها رحمة اللَّه، بيده لواء الحمد، فلا يمر بملأٍ من الملائكة إلَّا قالوا: هذا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أو نبيٌّ مُرْسَلٌ، أو حامل عرش ربّ العالمين. فينادي مناد من لدنان العرش -أو قال: من بُطْنَان العرش-: ليس هذا مَلَكًا مقرَّبًا، ولا نَبِيًّا مُرْسَلًا، ولا حامل عرش ربّ العالمين، هذا عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين، وإمام المُتَّقِين، وقائد الغُرّ المُحَجَّلِين إلى جِنَان ربّ العالمين. أفلح من صدَّقه، وخاب من كذَّبه. ولو أنَّ عابدًا عبد اللَّه بين الرُّكْنِ والمَقَام ألف عام وألف عام حتى يكون كالشَّنِّ البالي لقي اللَّه مُبْغِضًا لآل محمد، أَكَبَّهُ اللَّه على منخره في نار جهنَّم".
(13/ 122 - 123) في ترجمة (المُفَضَّل بن سَلْم).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (الأَصْبَغ بن نُبَاتَة التَّميميّ)، وهو متروك، وكذَّبه أبو بكر بن عيَّاش وابن حِبَّان. وستأتي ترجمته في حديث (2163).
قال الخطيب عقب روايته له: "المُفَضَّل بن سَلْم في عِدَاد المجهولين، روى عن سليمان الأَعْمَش حديثًا منكرًا تفرَّد بروايته أهل بُخَارَى".
وقال أيضًا: "لم أكتبه إلَّا بهذا الإسناد، ورجاله فيهم غير واحد مجهول. وآخرون معروفون بغير الثقة".
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1624).
* * *
1984 -
أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رَامِين الإِسْتِرَابَاذِيّ، حدَّثنا أبو بكر محمد بن محمد بن معاذ بن مأمون المُقْرِئ، حدَّثنا المُظَفَّر بن عاصم، حدَّثنا محمد الطَّويل،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "طُوبى لمن رآني، وطُوبى لمن رأى مَنْ رآني، وطُوبى لمن رأى مَنْ رأى مَنْ رآني".
(13/ 127) في ترجمة (المظفَّر بن عاصم بن أبي الأَغَرّ العِجْلِي أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. ومَتْنُهُ مرويٌّ من طرق عِدَّة يحسن بمجموعها.
ففيه صاحب الترجمة (المُظَفَّر بن عاصم العِجْلِيّ)، وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (386).
وشيخ الخطيب (الحسن بن الحسين بن محمد بن الحسين بن رَامِين الإِسْتِرَابَاذِيّ أبو محمد)، ترجم له في "تاريخ بغداد" (7/ 300) وقال:"كان صدوقًا فاضلًا صالحًا. . . ". وكانت وفاته ببغداد عام (412 هـ).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (386).
وانظر أيضًا حديث (269).
* * *
1985 -
أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبيد اللَّه الصَّيْرَفِيّ، حدَّثنا عبيد اللَّه ابن أحمد بن يعقوب المُقْرِئ، حدَّثنا أبو القاسم المظفَّر بن عاصم بن أبي الأَغَرّ العِجْلِيّ -قَدِمَ من سَامرَّا سنة إحدى عشرة وثلاثمائة- قال:
حدَّثنا مَكْلَبَة بن مَلْكَان -في مدينة خُوَارِزْم- وذكر أنَّه غَزَا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أربعًا وعشرين غَزَاة مع سَرَايَاهُ، وفي آخر غَزَاةٍ غَزَاهَا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: خرجوا
(1)
علينا الكُفَّار في كثرة.
(13/ 127) في ترجمة (المظفَّر بن عاصم بن أبي الأَغَرّ العِجْلِيّ أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وسيأتي بطوله، مع الكلام على إسناده في الحديث التالي رقم (1986).
التخريج:
سيأتي تخريجه في الحديث التالي رقم (1986).
* * *
1986 -
أخبرنا الحسن بن الحسين بن رَامِين -وسياق الحديث له- قال: حدَّثنا محمد بن محمد بن معاذ المعروف بابن شَاذَان المُقْرِئ، حدَّثنا المظفَّر بن عاصم قال:
حدَّثنا مَكْلَبَة بن مَلْكَان قال: غزوتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم،
(1)
هكذا في المطبوع: "خرجوا".
فقاتله المشركون قتالًا شديدًا، حتى حالوا بينه وبين الماء، ونزلوا هم على الماء، فرأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عطشان رجفان قد خلع ثيابه واتزر برداء له واستلقى على ظهره، فأخذت إدواة لي ومضيت في طلب الماء حتى أتيت أرضًا ذات رمل، فإذا طائر يبحث في الأرض شبه الدُّرَّاج
(1)
-أو القَبَج
(2)
- فدنوت منه فطار، فنظرت إلى موضعه فإذا فيه نداوة تندي، فخرقت بيدي خرقًا عميقًا فنبع ماء، فشربت حتى رويت، وتوضأت وملأت الإدارة، وأقبلت حتى أتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا رآني قال:"يا مَكْلَبَة أَمَعَكَ مَاءٌ"؟ قلت: نعم يا رسول اللَّه، فقال:"إليَّ إليَّ"، فدنوت منه فناولته الإدارة، فشرب حتى روى، وتوضأ وضوءه للصلاة ثم قال لي:"يا مَكْلَبَة ضع يدك على فؤادي حتى يبرد"، فوضعت يدي على فؤاده حتى برد، ثم قال لي:"يا مَكْلَبَة عرف اللَّهُ لك هذا"، فنحيت يدي عن فؤاده فإذا هي تسطع نورًا، فكان مَكْلَبَةُ يواري يده بالنهار كراهة أن تجتمع النَّاس عليه فيتأذى، فإذا رآه من لا يعرفه حسب أنَّه أقطع.
قال لنا المظفَّر: فلقيت مَكْلَبَة بالليل فصافحته فإذا يده تسطع نورًا. هذا آخر حديث ابن رَامِين.
(13/ 127 - 128) في ترجمة (المظفَّر بن عاصم بن أبي الأَغَرّ العِجْلِيّ أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده صاحب الترجمة (المظفَّر بن عاصم العِجْلِيّ)، وهو كذَّاب. وتقدَّمت ترجمته في حديث (386).
(1)
نوح من الطير يَدْرُجُ في مشيه. "المعجم الوسيط" مادة (درج) ص 278.
(2)
هو الحَجَل، وهو جنس طيور تُصَاد. "المعجم الوسيط" مادة (قبج) ص 710.
كما أنَّ فيه (مَكْلَبَة بن مَلْكَان الخُوَارِزْمِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الموضوعات" لابن الجَوْزي (2/ 40) وقال: "ولا يُعْرَفُ في الصحابة من اسمه مَكْلَبَة".
2 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 178 - 179) وقال: "زعم أنّه صحابي، فإمَّا افترى، وإمَّا هو شيء لا وجود له".
وقال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 131) في ترجمة (المظفَّر بن عاصم): "مَكْلَبَةُ، من بَابَةِ رَتَن الهِنْدِيّ
(1)
".
3 -
"الإصابة"(3/ 532) وقال: "شخص كذَّاب، أو لا وجود له، زعم أنَّ له صحبة".
4 -
"اللآلئ المصنوعة"(1/ 144) للسُّيُوطيّ، وقال:"قال الحافظ عماد الدين بن كثير في "جامع المسانيد": أعجوبة من العجائب مَكْلَبَة بن مَلْكَان أمير خُوَارِزْم بعد الثلاثمائة بقليل، ادَّعى الصحبة، وأنَّه غزا في زمان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أربعًا وعشرين غزوة، فإن كان قد صَحَّ السند إليه بهذه الدَّعْوَى، فقد افترى في هذه الدعوة، وإن لم يكن السند إليه صحيحًا وهو الأغلب على الظن، فقد ائتفكهـ بعض الرواة".
(1)
ترجم الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 45) لـ (رَتَن) هذا، وقال:"شيخ دجَّال بلا ريب، ظهر بعد الستمائة، فادَّعى الصحبة، والصحابة لا يَكْذِبُون، وهذا اجترأ على اللَّه ورسوله. وقد أَلَّفْتُ في أمره جزءًا (*) ". كما ترجم له الحافظ ابن حَجَر ترجمة مطوَّلةً في الإِصابة (1/ 532 - 538)، و"اللسان"(2/ 450 - 455).
_________
(*) اسم هذا الجزء "كَسْر وَثَن رَتَن". وقد نقل الحافظ ابن حَجَر جملة كبيرة منه في كتابه "الإصابة"(1/ 532 - 538) في ترجمته لـ (رَتَن).
5 -
"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" لبرهان الدَّين الحَلَبِيّ ص 428 - 429.
6 -
"لسان الميزان"(6/ 85 - 87).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 40) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث باطل، والمُتَّهَمُ به المظفَّر، وكان يزعم أنَّ له مائة وتسعًا وثمانين سنة وأشهر، ويزعم أنَّ مَكْلَبَة من الصحابة، ولا يُعْرَفُ في الصحابة من اسمه مَكْلَبَة".
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 439 - 440)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 13 - 14).
ورواه، محمود بن أَرْسلَان في "تاريخ خُوَارِزْم" -كما في "ميزان الاعتدال"(4/ 178) في ترجمة (مَكْلَبَة) - من طريق إسماعيل بن محمد المُذَكِّر، عن أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد البغدادي عن المظفَّر بن عاصم، عن مَكْلَبَة قال:"غزوت مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم أربعًا وعشرين غزْوَة، فيخرج علينا الكُفَّار مرَّةً فقتلنا منهم مقتلة عظيمة وهزمناهم".
قال الذَّهَبِيُّ: "فَذَكَرَ حديثًا ركيكًا، فيه: وأخرجت يدي من صدره عليه السلام وقد نارت بنوره".
وقال: "حدَّث مظفَّر بهذه الطَّامَّة أيضًا بسَامَرَّا سنة إحدى عشر وثلاثمائة، وسمعه محمد بن محمد بن معاذ بن شَاذَان المُقْرئ من المظفَّر".
وقال أيضًا: "فهذا إمَّا وضعه المظفَّر، وإمَّا مَكْلَبَة".
ورواه بنحوه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المُسْتَمْلِي، عن الحارث بن
أحمد بن الحارث البَلْخِي، عن المظفَّر بن عاصم، به. كما في "اللسان"(6/ 87).
وعزاه في "الإصابة"(2/ 532) إلى أبي إسحاق المُسْتَمْلِي والمُسْتَغْفِرِيّ أيضًا.
* * *
1987 -
أخبرني عليّ بن المُحَسِّن التَّنُوخِيّ، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن أخي ميمي، حدَّثنا أبو الطيَّب مظفَّر بن السَّرِيّ الكاتب، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحَجَّاج المَرُّوْذِيّ أبو بكر -صاحب أحمد بن حَنْبَل-، حدَّثنا محمد بن نوح -جار أبي عبد اللَّه أحمد بن حَنْبَل-، حدَّثنا إسحاق بن الأَزْرَق، عن عبيد اللَّه العُمَرِيّ، عن نافع،
عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"ما مِنْ أُمَّةٍ إلَّا وبَعْضُهَا في الجَّنَّة وبَعْضُهَا في النَّارِ، إلَّا أُمَّتِي فإنَّها في الجَنَّةِ".
(13/ 128 - 129) في ترجمة (المظفَّر بن السَّريّ الكاتب أبو الطَّيِّب).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن عدا صاحب الترجمة (المظفَّر بن السَّرِيّ الكاتب)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. لكنه قد تُوبع كما بينته في حديث (395).
والحديث قد روي من طريق آخر صحيح.
التخريج:
تقدَّم تخريجه والكلام عن مُشْكِلِهِ في حديث (395).
* * *
1988 -
أخبرني محمد بن محمد بن عليّ الشُّرُوطي -من أصله العتيق-، حدَّثنا أبو نصر المظفَّر بن نَظِيف بن عبد اللَّه مولى بني هاشم، حدَّثنا
محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا أحمد بن بُدَيْل، حدَّثنا أبو أُسَامَة، حدَّثنا هشام،
عن أنس بن مالك، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَعَتَ مِنْ عِرْقِ النَّسَا أَلْيَةُ كَبْشٍ عَرَبيٍّ لا أصغرها ولا أعظمها، ولكن وسط بين ذلك، فتقطعها قِطَعًا صغارًا ثم تذيبه، فإنَّه أكثر لِدَسَمِهِ، ثم تجزئه ثلاثةَ أجزاء، كلّ يوم جزءًا على الرِّيق ثلاثة أيام.
قال أنس: فلقد أَمَرْتُ به نحوًا من مائة إنسان، فكلُّهم برأ بإذن اللَّه عز وجل.
(13/ 129 - 130) في ترجمة (المظفَّر بن نَظِيف بن عبد اللَّه أبو نصر، يُعْرَفُ بغُلام مَرْحَب).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث صحيح من طريق آخر.
ففيه صاحب الترجمة (المظفَّر بن نَظِيف بن عبد اللَّه، غلام مَرْحَب) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(13/ 129 - 130) وقال: "كان قَاصًّا". وفيه عن الأَزْهَرِيّ: "كتبت عن المظفَّر بن نَظِيف القَاصّ عن المَحَامِلِيّ وابن مَخْلَد وعبد الغافر بن سَلامَة ثم خَرَّقْتُ ما كتبت عنه لأنَّه كان كذَّابًا، والشيوخ الذين أدركهم إنما هم شيوخ أبي الحسن بن رِزْقُوْيَه". وكانت وفاته عام (398 هـ).
2 -
"المغني"(2/ 664) وقال: "قال الأَزْهَرِيُّ: كان كذَّابًا".
3 -
"اللسان"(6/ 54) ونقل قول الأَزْهَرِيّ بتكذيبه. وصُحِّفَ فيه "نَظِيف" إلى "لطيف".
قال الحافظ الخطيب عقبه: "قد أخطأ المظفَّر بن نَظِيف على ابن مَخْلَد في هذا الحديث خطأً فظيعًا، وارتكب بما أتى من ذلك أمرًا شنيعًا، لأنَّ ابن مَخْلَد لم
يرو عن أحمد بن بُدَيْل ولا لَقِيَهُ قَطُّ". ثم ذكر صواب إسناده وهو الحديث التالي.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 219)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 206)، وابن ماجه في الطب، باب دواء عِرْق النَّسَا (2/ 1147) رقم (3463)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(15/ 241) -مخطوط-، من طريق هشام بن حسَّان، عن أنس بن سِيرين، عن أنس مرفوعًا به.
إلَّا أنَّه ليس عند ابن ماجه والحاكم وابن عساكر قوله: "لا أصغرها ولا أكبرها، ولكن وسط بين ذلك".
ولكون هذه الزيادة ليست عند ابن ماجه فإني اعتبرته من الزوائد.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
قال البُوصيري في "المصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(4/ 60): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات". وعزاه إلى أبي بكر بن أبي شَيْبَة في "مسنده"، وعنه أبو يعلى.
ورواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 206 - 207) من طريق حَبِيب بن الشَّهِيد، عن أنس بن سِيرين، عنه، به. وقال:"هذه الأسانيد كلُّهَا صحيحة على شرط الشيخين. . . " ووافقه الذَّهَبِيُّ.
غريب الحديث:
قوله: "عِرق النَّسَا": "النَّسَا، بوزن العَصَا: عِرْقٌ يخرج من الوَرِك فَيَسْتَبْطِنُ الفَخِذَ". "النهاية"(5/ 51).
وفي "المعجم الوسيط" مادة (نَسَا) ص 290: "النَّسَا: العَصَبُ الورَكيّ، وهو
عصب يمتد من الوَرِك إلى الكعب. مُثنَّاه: نَسَوان ونَسَيَان، -ويُجْمَعُ على- أَنْسَاء".
وانظر في شرح الحديث: "زاد المعاد" لابن القَيِّم (4/ 71 - 73).
* * *
1989 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا العبَّاس بن يزيد، حدَّثنا عبد الخالق بن أبي المُخَارِق، حدَّثنا حَبِيب بن الشَّهِيد، عن أنس بن سيرين،
عن أنس بن مالك قال: ذَكَرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عِرْقَ النَّسَا فقال: "يُؤْخَذُ أَلْيَهُ كَبْشٍ عَرَبِيٍّ ليس بالصغيرة ولا بالكبيرة، فتذابُ فيشربها ثلاثة أيام".
قال حَبِيب: قال أنس بن سِيرين فلقد وصفته لأكثر من ثلاثمائة كلُّهم يبرؤون.
(13/ 130) في ترجمة (المظفَّر بن نَظِيف بن عبد اللَّه أبو نصر، يعرف بغُلام مَرْحَب).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن، عدا (عبد الخالق بن أبي المُخَارِق)، فإنَّه لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، وقد ذكره في ثقاته (8/ 422). وترجم له البخاري في "تاريخه"(6/ 126) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
وقد صحَّ من غير هذا الطريق.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (1988).
* * *
1990 -
أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن المظفَّر، حدَّثنا محمد بن محمد بن سليمان، حدَّثني جعفر بن عبد الواحد قال: أخبرنا سعيد بن سلم البَاهِلِيّ، عن المُسَيَّب بن زهير بن المُسَيَّب، عن المنصور أبي جعفر، عن أبيه،
عن جدِّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"العبَّاس وَصِيِّي وَوَارِثِي".
(13/ 137) في ترجمة (المُسَيَّب بن زهير بن عمرو الضّبِّيّ أبو مُسْلِم).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (جعفر بن عبد الواحد بن جعفر الهاشمي العبَّاسي)، وهو كذَّاب. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1025).
وفيه صاحب الترجمة (المُسَيَّب بن زهير الضَّبِّيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ص 166، وابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 30 - 31)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وقال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ، وضعه قوم ليقابلوا به ما وضع لعليٍّ عليه السلام، وكلا الحديثين باطل".
وقال: "فيه جعفر بن عبد الواحد، قال أبو أحمد بن عدي: كان يُتَّهم بوضع الحديث. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: كذَّاب يضع الحديث".
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 439 - 430)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 10).
ورواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 310) -في ترجمة (محمد بن الضَّوْء بن الصَّلْصَال) -، عن عليّ بن سعيد العَسْكَرِيّ، عن محمد بن الضَّوْء بن الصَّلْصَال، عن جَدِّه الصَّلْصَال قال:"كُنَّا عند رسول اللَّه فاطلع على عبَّاس بن المُطَّلب، فقال النبيُّ عليه الصلاة والسلام: هذا العبَّاس بن عبد المُطَّلِب: أبي وعَمِّي، وَوَصِيِّي وَوَارِثِي".
وفي إسناده (محمد بن الضَّوْء بن الصَّلْصَال)، وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (807).
وعن ابن حِبَّان من طريقه المتقدِّم، رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 31).
* * *
1991 -
أخبرني عليّ بن محمد الرَّزَّاز، حدَّثنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا الحسن بن عليّ بن محمد بن القَطَّان، حدَّثنا إسماعيل بن عيسى العَطَّار، حدَّثنا المُسَيَّب بن شَرِيك، عن مُطَرِّف، عن أبي هارون العَبْدِيّ،
عن أبي سعيد الخُدْرِيّ قال: كَانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ بعد أَنْ يُسَلِّمَ: "سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وسَلَامٌ على المُرْسَلِينَ، والحَمْدُ للَّه رَبِّ العَالَمِينَ".
(13/ 138) في ترجمة (المُسَيَّب بن شَرِيك التَّمِيميّ الشَّقَيرِيّ أبو سعد)
(1)
.
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا
ففيه (أبو هارون العَبْدِيّ) وهو (عُمَارَة بن جُوَيْن البَصْرِيّ): متروك، وكذَّبه ابن مَعِين وحمَّاد بن زيد وغيرهما. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1720).
(1)
هكذا في المطبوع. وفي جميع مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (937): "أبو سعيد".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (المُسَيَّب بن شَرِيك التَّميميّ الشَّقَرِيّ أبو سعيد)، وهو متروك أيضًا. وسبقت ترجمته في حديث (937).
و(مُطَرِّف) هو (ابن طَرِيف الحارثي الكوفي أبو بكر): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (369).
التخريج:
رواه أبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 292 رقم (2198)، وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 363) رقم (1118)، من طريق حمَّاد بن سَلَمَة، عن أبي هارون العَبْدِيّ، عنه، به.
وعند الطَّيَالِسِيّ: أنَّه كان يقول ذلك ثلاث مرَّات.
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "المصنَّف"(1/ 303) عن هُشَيْم، عن أبي هارون العَبْدِي، عنه، به.
ورواه الطبراني في "الدُّعَاء"(2/ 1091) رقم (651)، وأبو بكر بن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 63 رقم (119)، من طريق سفيان الثَّوْريّ، عن أبي هارون العَبْدِيّ، عنه، به.
ورواه عَبْدُ بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(2/ 93) رقم (954)، عن عليّ بن عاصم، عن أبي هارون العَبْدِيّ، عنه، به.
قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 147 - 148): "رواه أبو يعلى ورجاله ثقات"! ! ! .
وقال الحافظ ابن حَجَر في "نتائح الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار"(2/ 290): "مَدَارُ هذا الحديث على أبي هارون. . . وهو ضعيف جدًّا، اتفقوا على تضعيفه، وكذَّبه بعضهم".
ثم ذكر الحافظ رحمه الله ثلاثة شواهد له، من حديث ابن عبَّاس، ومعاذ، وعبد اللَّه بن الأرقم عن أبيه؛ وأسانيدها ضعيفة جدًّا.
ثم ذكر له شاهدًا رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره"، من مُرْسَل الشَّعْبِيّ بسند صحيح إليه كما قال رحمه الله.
* * *
1992 -
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نُعَيْم قال: سمعت أبا النَّضْر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه يقول: حدَّثنا المُسَيَّب بن زهير التَّاجِر البغدادي -بنَيْسَابُور-، حدَّثنا يحيى بن هاشم السِّمْسَار، حدَّثنا هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"الشَّعْرُ في الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الجُذَامِ".
(13/ 141) في ترجمة (المُسَيَّب بن زهير بن مُسْلِم التَّاجر أبو مُسْلِم).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (يحيى بن هاشم السِّمْسَار الغَسَّاني)، وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (643)
وصاحب الترجمة (المُسَيَّب بن زهير التَّاجِر)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
تقدَّم تخريجه موسعًا في حديث (1925).
* * *
1993 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو عمرو المسيَّب بن محمد بن المسيَّب الأَرْغِيَانِيّ -قدم علينا حاجًّا- حدَّثنا أبي، حدَّثنا محمد بن يحيى بن رَزِين المِصِّيْصِيّ، حدَّثنا عثمان بن عمر بن فارس، حدَّثنا كَهْمَس، عن الحسن،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كُلٌّ ما في السموات وما في الأرض وما بينهما فهو مخلوق، غير اللَّه والقرآن، وذلك أنَّه كلامه، منه بدأ وإليه يعود، وسيجيء أقوام من أُمَّتي يقولون القرآن مخلوق، فمن قاله منهم فقد كفر باللَّه العظيم، وطُلِّقَتْ امرأته منه من ساعته، لأنَّه لا ينبغي لمؤمنةٍ أَنْ تكون تحت كافر، إلَّا أَنْ تكون سبقته بالقول".
(13/ 141 - 142) في ترجمة (المُسَيَّب بن محمد بن المُسَيَّب الأَرْغِيَانِيّ أبو عمرو).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته (محمد بن يحيى بن رَزِين المِصِّيْصِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(2/ 312) وقال: "دَجَّالٌ يضع الحديث، لا يحلُّ ذكره في الكتب إلَّا على سبيل القدح فيه".
2 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 145 رقم (232) وقال: "روى موضوعات".
3 -
"تاريخ بغداد"(13/ 142) في ترجمة (المُسَيَّب بن محمد الأَرْغِيَانِيّ) وقال: "ذاهب الحديث".
4 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 63) وذكر قول ابن حِبَّان السابق، وأتبعه بحديث أنس من طريقه، ولم يزد.
5 -
"لسان الميزان"(5/ 422) وذكر قول ابن حِبَّان وأبي نُعَيْم فحسب.
وفيه صاحب الترجمة (المسيَّب بن محمد بن المسيَّب الأَرْغِيَانِيّ)، لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(كَهْمَس) هو (ابن الحسن التَّمِيميّ البَصْرِيّ أبو الحسن): ثقة، خرَّج له الستة، وتوفي عام (149 هـ). انظر ترجمته في:"التهذيب"(8/ 450 - 451)، و"التقريب"(2/ 137).
و(الحسن) هو (ابن أبي الحسن يَسَار البَصْرِيّ أبو سعيد): إمام ثقة، فقيه مشهور. وتقدَّمت ترجمته في حديث (86).
التخريج:
رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 312) -في ترجمة (محمد بن يحيى بن رَزِين المِصِّيْصِيّ) - عن محمد بن المسيَّب، عن محمد بن يحيى بن رَزِين، به.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 107) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث موضوع، والمُتَّهَمُ به محمد بن يحيى بن رَزِين". ثم ذكر قول ابن حِبَّان السابق فيه.
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 4)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (1/ 134) وقال:"قال السُّيُوطيُّ: رواه الدَّيْلَمِيُّ من طريق الرَّبيع بن سليمان عن الشَّافِعي عن عبد الرزاق عن مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن أنس بلفظ: "القرآن كلام اللَّه غير مخلوق، ومن قال مخلوق فاقتلوه فإنَّه كافر". قلت -القائل ابن عَرَّاق-: في سنده مجاهيل، وهو موضوع على الرَّبيع بلا شك واللَّه أعلم. قال -يعني السُّيُوطيُّ-: وروى الدَّيْلَمِيُّ أيضًا عن أنس رفعه: "قرآنًا غير ذي عوج،
قال غير مخلوق". قلت -القائل ابن عَرَّاق-: في سنده عبد الرحمن بن محمد بن عَلُّوْيَه الأَبْهَرِيّ، واللَّه أعلم".
* * *
1994 -
أخبرنا التَّنُوخِيّ، حدَّثنا أبي -من لفظه وحفظه، ومن أصله-، حدَّثنا واهب بن يحيى بن عبد الوهاب المَازِنِيّ البَصْرِيّ -بها، من حفظه-.
قال التَّنُوخِيُّ: وحدَّثنا إدريس بن عليّ المؤدِّب، حدَّثنا أبو حامد محمد بن هارون الحَضْرَمِيّ، قالا: حدَّثنا نصر بن عليّ الجَهْضَمِيّ، أخبرنا محمد بن بَكْر البُرْسَانِيّ، عن ابن جُرَيْج، عن ابن المُنْكَدِر، عن أبي أيوب،
عن مَسْلَمَة بن مُخَلَّد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، ومَنْ فَكَّ عن مَكْرُوبٍ فَكَّ اللَّهُ عنه كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومَنْ كَانَ في حَاجَةِ أَخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ".
(13/ 155 - 156) في ترجمة (مُحَسِّن بن عليّ بن محمد التَّنُوخِيّ القاضي أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففي الإسناد انقطاع راجح عندي بين (محمد بن المُنْكَدِر) وبين (أبي أيوب الأنصاري) رضي الله عنه، فأبو أيوب كما في "التقريب" (1/ 213):"مات غازيًا بالروم سنة خمسين وقيل وبعدها". وفي "الإصابة"(1/ 405): "توفي في غَزَاة القُسْطَنْطِيْنِيَّة سنة خمسين، وقيل: إحدى، وقيل اثنتين وخمسين، وهو الأكثر".
و (محمد بن المُنْكَدِر) قال في "التهذيب"(9/ 474): قال الوَاقِدِيُّ وغيره:
مات سنة ثلاثين -يعني ومائة-. وقال البُخَاري عن هارون بن محمد بن الفَرْوي: مات سنة إحدى وثلاثين ومائة. وقال ابن المَدِيني عن أبيه: بلغ ستًا وسبعين سنة. قلت -القائل ابن حَجَر-: فيكون مولده على هذا قبل سنة ستين بيسير، فتكون روايته عن عائشة وأبي هريرة وعن أبي أيوب الأنصاري وأبي قَتَادَة وسَفِينة ونحوهم مرسلة".
لكن يُشْكِلُ على ذلك ما قاله التِّرْمِذِيُّ في "العلل الكبير"(1/ 373) حين سأل شيخه البُخَاري: "محمد بن المُنْكَدِر سمع من عائشة؟ فقال: نعم. روى مَخْرَمَة بن بُكَيْر عن أبيه عن محمد بن المُنْكَدِر قال: سمعت عائشة". وعائشة رضي الله عنها توفيت سنة (57 هـ) على الصحيح كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 606).
ويَرِدُ عليه ما قاله ابن مَعِين في "تاريخه"(3/ 164): "لم يسمع محمد بن المُنْكَدِر من أبي هريرة". وفي "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 152 عن أبي زُرْعَة الرَّازِيّ: "محمد بن المنكدر لم يَلْقَ أبا هريرة".
و(أبو هريرة) رضي الله عنه توفي في السنة التي توفيت فيها السيدة عائشة. قال هشام بن عُرْوَة كما في "التهذيب"(12/ 266): مات أبو هريرة وعائشة سنة سبع وخمسين، وفيها أرَّخَهُ خَلِيفة وعمرو بن عليّ وأبو بكر وجماعة". وفي "التقريب" (2/ 284):"مات سنة سبع -يعني وخمسين-، وقيل: سنة ثمان، وقيل: تسع وخمسين، وهو ابن ثمان وسبعين سنة".
وهذا كلُّه يرجِّح عندي انقطاعه بين (محمد بن المُنْكَدِر) وبين (أبي أيوب الأنصاري) رضي الله عنه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
كما أنَّ في الإسناد عنعنة (ابن جُرَيْج -عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيْج الأُمَويّ المَكِّيّ-): وهو ثقة كثير التدليس. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (132).
و (التَّنُوخِيُّ) هو (عليّ بن المُحَسِّن بن عليّ أبو القاسم): صدوق مُعَمَّر، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1115).
ورجال إسناد الخطيب حديثهم حسن عدا صاحب الترجمة (مُحَسِّن بن عليّ التَّنُوخِيّ)، فإنَّ الخطيب لم يزد فيه عن قوله:"كان سماعه صحيحًا".
التخريج:
رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(10/ 228) رقم (18936)، عن ابن جُرَيْج، عن ابن المُنْكَدِر، عن أبي أيوب وعن
(1)
مَسْلَمَة بن مُخَلَّد مرفوعًا.
ورواه أحمد في "المسند"(4/ 104)، وعنه أبو نُعَيْم في "معرفة الصحابة"(3/ 251) رقم (1348)، عن محمد بن بَكْر، أخبرنا ابن جُرَيْج، عن ابن المُنْكَدِر، عن أبي أيوب، عن مَسْلَمَة مرفوعًا. ولم يسق أبو نُعَيْم إلا أَوَّله.
ورواه أبو نُعَيْم في "معرفة الصحابة"(3/ 251) رقم (1349) من طريق يحيى بن أبي بُكَيْر، عن ابن جُرَيْج، به.
والحديث مرويٌّ عن غير واحدٍ من الصحابة، انظر:"جامع الأصول"(6/ 561 و 562 و 564)، و"الرِّحْلَة في طلب الحديث" للخطيب البغدادي ص 118 - 124، و"مجمع الزوائد"(1/ 134)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 237).
ومن ذلك، ما رواه البخاري في المظالم، باب لا يظلم المسلمُ المسلمَ ولا يَسلِمُهُ (5/ 97) رقم (3443)، ومسلم في البر والصلة، باب تحريم الظلم (4/ 1996) رقم (2580)، وغيرهما، عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا: "المسلمُ أخو
(1)
هكذا في "المصنَّف": "وعن" بالعطف بالواو. فإن صَحَّ إثباتها، فيغلب وجود انقطاع بين المُنْكَدِر ومَسْلَمَة أيضًا. فوفاه (مَسْلَمَة) سنة (62 هـ) كما في "السِّيَر"(3/ 426)، و"التقريب"(2/ 249). وولادة (ابن المُنْكَدِر) كانت قبل الستين بيسير كما تقدَّم، واللَّه أعلم.
المسلم لا يَظْلِمُهُ ولا يُسْلِمُهُ، ومَنْ كانَ في حَاجَةِ أخيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَنْ فَرَّجَ عَنْ مسلمٍ كُرْبَةٍ فَرَّجَ اللَّهُ عنه كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ القيامةِ، وَمَنْ سَتَرَ مسلمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يومَ القِيَامَةِ".
* * *
1995 -
أخبرني الأَزْهَرِيّ، أخبرنا المُعَافى بن زكريا الجَرِيريّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن حَمْدَان بن أحمد الضَّبِّيّ، حدَّثنا أبو محمد عبَّاد بن عمرو التَّمِيميّ، حدَّثنا مالك بن سَلَّام البغدادي، حدَّثنا مالك بن أنس المَدِينيّ، حدَّثني أخي سفيان الثَّوْرِيّ -ذاك الكوفي-، أخبرني طَلْحَة بن عمرو، عن عطاء،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اطْلُبُوا الخَيْرَ عند حِسَانِ الوُجوهِ".
(13/ 158) في ترجمة (مالك بن سَلَّام البغدادي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث مرويٌّ عن جماعة من الصحابة من طرق معلولة، وهو ضعيف.
ففي إسناده: (طَلْحَة بن عمرو الحَضْرَمي)، وقد ضعَّفه بعضهم وتركهـ آخرون. وتقدَّمت ترجمته في حديث (226).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (مالك بن سَلَّام البغدادي)، قال الخطيب عنه:"في حديثه نُكْرَة". وترجم له ابن حَجَر في "لسان الميزان"(5/ 4) ونقل قول الخطيب. كما ذكره في "اللسان"(3/ 234) في ترجمة (عبَّاد بن عمرو التَّيْمِيّ)، ونقل عن الحافظ الخطيب قوله فيه:"مجهول".
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (539).
وانظر أيضًا تخريجه من حديث عدد من الصحابة في حديث (358).
* * *
1996 -
حدَّثني الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا أبو أحمد عبد الرزاق بن إسماعيل الفَارِسيّ، حدَّثنا محمد بن حَمْدُوْيَه المَرْوَزِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن حمَّاد الآمُلِيّ أبو عبد الرحمن، حدَّثنا مالك بن سَلَّام -وهو بغدادي-، حدَّثنا الفَضْل بن عمَّار، عن فِطْر بن خَلِيفة، عن أبي الطُّفَيْل عامر بن وَاثِلَة،
عن أبي أُمَامَة قال: لمَّا نَزَلَتْ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} [سورة البقرة: الآية 245]، قام رجل من الأنصار، فقال: فِدَاك أبي وأُمِّي يا رسول اللَّه، اللَّه يحتاجُ إلى القَرْض وهو عن القَرْض غَنِيٌّ؟ قال:"يريد أن يدخلكم الجنَّة". قال: فَأَقْبَلَ الأنصاري إلى أبي الدَّحْدَاح فقال له: يا أبا الدَّحْدَاح أَنْزَل اللَّه تعالى على النبيِّ صلى الله عليه وسلم آيَةً مُحْكَمَةً فيها شفاء لما في الصدور، يبلغ بها صاحبها دنياه وآخرته:{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} [سورة البقرة: الآية 245]، فَأَقْبَلَ أبو الدَّحْدَاح إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وساق بقية الحديث بطوله.
(13/ 158 - 159) في ترجمة (مالك بن سَلَّام البغدادي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (مالك بن سَلَّام البغدادي)، وهو مجهول، في حديثه نُكْرَة كما قال الحافظ الخطيب. وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (1995).
كما أنَّ فيه (الفَضْل بن عَمَّار)، لم أقف له على ترجمة في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وباقي رجال الإِسناد ثقات.
التخريج:
لم أقف على من أخرجه من حديث أبي أُمَامَة في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد روى الطبري في "تفسيره"(5/ 284 - 285) رقم (5620)، والحسن بن عَرَفَة في "جزئه" ص 92 رقم (87)، والطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 301) رقم (764)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 447) رقم (944) و (3/ 43) رقم (2195) -من كشف الأستار-، وأبو يعلى في "مسنده"(8/ 404) رقم (4986) -واللفظ له-، من طريق خَلَف بن خَلِيفة، عن حُمَيْد الأَعْرَج، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن عبد اللَّه بن مسعود قال:"لمَّا نَزَلَت: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [سورة البقرة: الآية 245]، قال أبو الدَّحْدَاح: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يُرِيدُ مِنَّا القَرْضَ؟ قال: "نَعَمْ يا أَبَا الدَّحْدَاحِ". قال: أَرِنَا يَدَكَ. قَالَ: فَنَاوَلَه يَدَهُ، قَالَ: قَدْ أَقْرَضْتُ رَبِّي حَائِطِي -وَحَائِطُهُ فيه سِتُّ مِئَةِ نَخْلَةٍ- فَجَاءَ يَمْشِي حتَّى أتى الحَائِطَ، وَأُمُّ الدَّحْدَاح فيها وَعِيَالُهَا، فَنَادى: يا أُمَّ الدَّحْدَاحِ! قالت: لَبَّيْكَ. فقالَ: اخْرُجي فقد أَقْرَضْتُهُ رَبِّي".
قال البزَّار: "لا نعلمه عن عبد اللَّه إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به خَلَف عن حُمَيْد".
أقول: حديث ابن مسعود هذا إسناده ضعيف جدًّا، ففيه (حُمَيْد الأَعْرَج الكوفي القَاصّ المُلَائي، يقال: هو ابن عطاء أو ابن عليّ، أو غير ذلك)، وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 137) وقال: "ليس حديثه بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(2/ 354) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 84 رقم (143) وقال: "متروك الحديث، روى عنه خَلَفَ بن خَلِيفة".
4 -
"الجرح والتعديل"(3/ 226 - 227) وفيه عن أحمد: "ضعيف". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث منكر الحديث. قد لزم عبد اللَّه بن الحارث عن ابن مسعود، ولا يُعْرَفُ لعبد اللَّه بن الحارث عن ابن مسعود شيء". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث واهي الحديث".
5 -
"المجروحين"(2/ 262) وقال: "منكر الحديث جدًّا، يروي عن عبد اللَّه بن الحارث عن ابن مسعود بنسخة كأنَّها موضوعة، لا يُحْتَجُّ بخبره إذا انفرد".
6 -
"الكامل"(2/ 688 - 689) وذكر له ابن عدي أحاديث عن عبد اللَّه بن الحارث عن ابن مسعود، وقال:"ولحميد عن عبد اللَّه بن الحارث عن عبد اللَّه بن مسعود غير هذه الأحاديث التي ذكرتها. . . وهذه الأحاديث عن عبد اللَّه بن الحارث عن ابن مسعود أحاديث ليست بمستقيمة ولا يُتَابَعُ عليها، وهو الذي يحدِّث بها عن عبد اللَّه بن الحارث".
7 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 614 - 615) وقال: "متروك".
8 -
"التقريب"(1/ 204) وقال: "ضعيف، من السادسة"/ ت.
وأمَّا قول الإمام الهيثمي رحمه الله في "مجمع الزوائد"(9/ 324): "رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح"، فإنَّه مردود بما تقدَّم، فضلًا عن أنَّ (حُمَيْد الأعرج) ليس له رواية في "الصحيحين"، أو أحدهما! !
والعجيب أنَّ الهيثمي نفسه رحمه الله يقول في "مجمع الزوائد"(3/ 114)
بعد أن ذكر حديث ابن مسعود المتقدِّم: "رواه البزَّار، وفيه حُمَيْد بن عطاء الأَعْرَج، وهو ضعيف".
وقد ذكره ابن حَجَر في "المطالب العالية"(4/ 105 - 106) رقم (4080) وعزاه لأبي يعلى وقال: "فيه ضَعْفٌ".
* * *
1997 -
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه، أخبرنا عبد اللَّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، حدَّثنا أبو بَرْزَة الحَاسِب، حدَّثنا أبو أنس مالك بن سليمان -كتبت عنه بِسُرَّ مَنْ رأى سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين-، أخبرنا إسماعيل بن عيَّاش، حدَّثنا الحَجَّاج، عن ثابت بن عُبَيْد،
عن البَرَاء بن عَازِب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"أنَّه كانَ يَكْرَهُ مِنْ لُحُومِ الطَّيْر والوَحْشِ مَا أَكَلَ الجِيَفَ".
(13/ 159) في ترجمة (مالك بن سليمان الأَلْهَانِيّ الحِمْصِيّ أبو أنس).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (مالك بن سليمان الأَلْهَانِيّ الحِمْصِيّ أبو أنس) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(13/ 159)، وفيه عن محمد بن عَوْف الحِمْصِيّ:"كان ابن عَمّ زوجتي، وهو ضعيف الحديث".
2 -
"المغني"(2/ 538) وقال: "عن إسماعيل بن عيَّاش، قال ابن عَوْف
(1)
: ضعيف".
(1)
صُحِّفَ في "المغني" إلى "ابن عون". والتصويب من "تاريخ بغداد"(13/ 159)، و"السِّيَر" =
ولم يُتَرْجَمُ له في "الميزان" ولا في "اللسان"!
كما أنَّ فيه (الحَجَّاج) وهو (ابن أَرْطَاة النَّخَعِيّ)، وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس. وقد عنعن في الإسناد هنا ولم يصرِّح بالسماع، وقد عدَّه الحافظ ابن حَجَر في "طبقات المُدَلِّسين" ص 125، من أهل الطبقة الرابعة الذين لا يُقْبَلُ حديثهم إلَّا إذا صَرَّحُوا بالسماع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1013).
و (أبو بَرْزَة الحَاسِب) هو (الفضل بن محمد)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (12/ 373) وقال:"كان ثقةً". وسأل الخطيبُ شيخه البَرْقَاني عنه فقال: أكان ثقة؟ فقال: "إي لعمري، وهو جليل". وكانت وفاته عام (298 هـ).
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(4/ 153): "حديث البَرَاء: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يكره لَحْمَ ما يأكل المَيْتَة. وأعاده المصنِّف -يعني الرَّافِعِي في "شرح الوجيز"- في موضع آخر، لم أجده. قوله: ويُذْكَرُ عن مجاهد أنَّهم -يعني الصحابة- كانوا يكرهون ما يأكل الجِيَف. لم أجده أيضًا. ولكن أخرج ابن أبي شَيْبَة من طريق إبراهيم النَّخَعِيّ مثله سواء. ومن طريق مجاهد أنَّه سُئِلَ عنه فَعَافَهُ".
* * *
1998 -
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المَتُّوثِيّ، أخبرنا أبو سهل
= (12/ 613)، و"التهذيب"(9/ 383). وهو (محمد بن عَوْف بن سفيان الطَّائي الحِمْصِيّ أبو جعفر)، وقد نعته الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (12/ 613 - 616) بقوله:"الإمام الحافظ المجوِّد محدِّث حِمْص". وفيه عن أحمد بن حنبل: "ما كان بالشَّام منذ أربعين سنة مثل محمد بن عَوْف". وقال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 197): "ثقة حافظ"/ د عس. وكانت وفاته سنة (272 هـ).
أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القَطَّان، حدَّثنا عبد اللَّه بن رَوْح المَدَائِنِيّ، حدَّثنا شَبَابَة بن سَوَّار، حدَّثنا مُقَاتِل، عن الضَّحَّاك،
عن ابن عبَّاس قال: قالوا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: اسْتَخْلِفْ علينا بعدك رجلًا نعرفه ونُنْهِي إليه أَمْرَنَا، فإنَّا لا ندري ما يكون بعدك. فقال:"إن استعملت عليكم رجلًا فأمركم بطاعة اللَّه فعصيتموه، كان معصيته معصيتي، ومعصيتي معصية اللَّه عز وجل، وإن أمركم بمعصية اللَّه فأطعتموه، كانت الحُجَّة عليَّ يوم القيامة، ولكن أَكِلُكُمْ إلى اللَّه عز وجل".
(13/ 160) في ترجمة (مُقَاتِل بن سليمان بن بِشْر البَلْخِيّ أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه صاحب الترجمة (مُقَاتِل بن سليمان البَلْخِيّ)، وهو هالك، كذَّبه وَكِيع والنَّسَائِيّ والدَّارَقُطْنِيّ وغيرهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (442).
كما أنَّ فيه انقطاعًا بين (الضَّحَّاك بن مُزَاحِم الهِلالِيّ الخُرَسَانِيّ) وبين (عبد اللَّه بن عبَّاس) رضي الله عنهما، فإنَّه لم يسمع منه كما صَرَّحَ هو نفسه رحمه الله. انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 85 - 87. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (688).
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(17/ 115) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(11/ 631 - 632) رقم (33078) إلى الخطيب وابن عساكر فحسب.
* * *
1999 -
أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن أحمد بن عبد اللَّه الأَصْبَهَانِيّ، حدَّثنا عبد الباقي بن قَانِع القاضي، حدَّثنا أحمد بن القاسم بن مُسَاوِر الجُوْهَرِيّ، حدَّثنا المُثَنَّى بن يحيى البارباتاذي
(1)
، حدَّثنا أبو شِهَاب، عن حَجَّاج، عن إبراهيم بن عبد الرحمن،
عن عبد اللَّه بن أبي أَوْفَى قال: جاء رجل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: علِّمني الإسلامَ. قال: "تَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وتُقِيمُ الصَّلاةَ، وتُؤتي الزَّكَاةَ، وتصومُ رَمَضَانَ، وتَحُجُّ البَيْتَ".
(13/ 171) في ترجمة (المُثَنَّى بن يحيى بن عيسى التَّمِيميّ أبو عليّ البارباتاذي (1) -جدّ أبي يعلى المَوْصِلِيّ-).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (إبراهيم بن عبد الرحمن) وهو (السَّكْسَكِيّ الكوفي أبو إسماعيل)، وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(1/ 295 - 296)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 44 رقم (71) وقال: "ليس بذاك القوي".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 57).
4 -
"الجرح والتعديل"(2/ 111)، وفيه عن يحيى بن سعيد قال:"كان شُعْبَة يضعِّف إبراهيم السَّكْسَكِيّ. وقال: كان لا يُحْسِنُ يتكلَّم".
(1)
هكذا في المطبوع: (البارباتاذي). والذي في "اللباب" لابن الأثير (1/ 108): (البَارْابَابَاذِيّ)، وقال:"هذه النسبة إلى محلَّة بمَرو عند باب شارستان يقال لها بارباباذ".
5 -
"الثقات" لابن حِبَّان (4/ 13).
6 -
"الكامل"(1/ 213 - 214) وقال: "لم أجد له حديثًا منكر المتن، وهو إلى الصدق أقرب منه إلى غيره، ويُكْتَبُ حديثه كما قال النَّسَائي". وفيه عن النَّسَائي: "ليس بذلك القوي، ويُكْتَبُ حديثه".
7 -
"سؤالات الحاكم للدَّارَقُطْنِيّ" ص 178 - 179 رقم (269)، قال الحاكم:"قلت لعليّ بن عمر -يعني الدَّارَقُطْنِيّ-: إبراهيم السَّكْسَكِيّ، لِمَ تَرَكَ مُسْلِمٌ حديثه؟ قال: تكلَّم فيه يحيى بن سعيد. قلت بحُجَّة؟ قال: هو ضعيف".
8 -
"تهذيب الكمال"(2/ 132 - 133)، وفيه عن أحمد بن حنبل:"ضعيف".
9 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 45) وقال: "كوفي صدوق، ليَّنه شُعْبَة والنَّسَائي، ولم يُتْرَكْ".
10 -
"معرفة الرواة المتكلَّم فيهم بما لا يوجب الرَّدّ" للذَّهَبِيّ ص 55 رقم (6) وقال: "ليَّنه شُعْبَة، وضعَّفه أحمد. حديثه حسن".
11 -
"هدي الساري" لابن حَجَر ص 388.
12 -
"التقريب"(1/ 38) وقال: "صدوق ضعيف الحفظ، من الخامسة"/ خ د س.
كما أنَّ فيه (حجَّاج) وهو (ابن أَرْطَاة النَّخَعِيّ): صدوق كثير الخطأ والتدليس. وقد عنعن هنا في الإسناد. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1013).
وفيه صاحب الترجمة (المُثنَّى بن يحيى التَّمِيميّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وفيه كذلك (عبد الباقي بن قَانِع بن مرزوق الأُمَوي البغدادي القاضي)، وهو صدوق تغيَّر بأَخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (176).
وفيه أيضًا شيخ الخطيب (عبد اللَّه بن أحمد بن عبد اللَّه الأَصْبَهَانِيّ أبو محمد)، وهو ضعيف زَوَّرَ سماعًا له. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1549).
و(أبو شهاب) هو (الحَنَّاط -الأصغر-) واسمه: (عبد ربِّه بن نافع الكِنَاني): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (248).
و(أحمد بن القاسم بن مُسَاوِر الجَوْهَرِيّ أبو جعفر)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (4/ 349 - 350) وقال:"كان ثقةً". وكانت وفاته عام (293 هـ).
التخريج:
لم أقف عليه من حديث عبد اللَّه بن أبي أَوْفَى في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
والحديث روي عن عدد من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(1/ 207 - 215 و 222)، و"مجمع الزوائد"(1/ 38 - 48)، و"الإيمان" لابن مَنْدَه (1/ 116 - 153)، و"الأزهار المتناثرة" للسيوطي ص 43، و"عقود الجواهر المنيفة" للزَّبِيْدي ص 18 - 23، و"نظم المتناثر من الحديث المتواتر" للكَتَّاني ص 30 - 31.
ومن ذلك، الحديث المشهور عن عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه، الذي رواه مسلم في الإيمان، باب وصف جبريل للنبيّ صلى الله عليه وسلم الإسلام والإيمان (1/ 36 - 38) رقم (8)، وأبو داود في السُّنَّة، باب في القدر (5/ 69 - 73) رقم (4695)، والتِّرْمِذِيّ في الإيمان، باب ما جاء في وصفِ جبريلَ للنبيِّ الإيمان والإسلام (5/ 6 - 7) رقم (2610)، والنَّسَائي في الإيمان، باب نعت الإسلام (8/ 97 - 101)، وابن ماجه في المقدِّمة، باب في الإيمان (1/ 24 - 25) رقم (63)، وأحمد في "مسنده"(1/ 27 و 51 - 52)، والطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 5، وابن مَنْدَه في كتابه "الإيمان"(1/ 116 - 149) رقم (1) إلى (14)،
وأبو القاسم اللَّالِكَائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة"(3/ 585 - 587) رقم (1037)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(1/ 195 - 196) رقم (168)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(1/ 137 - 140) رقم (19)، وفي "دلائل النبوة"(7/ 69 - 70)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(1/ 7 - 9) رقم (2)، مطوَّلًا، وفيه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لمَّا سُئِلَ عن الإسلام:"الإسلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إله إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وتُقِيمَ الصَّلاة، وتُؤتيَ الزَّكَاةَ، وتُصومَ رَمَضَانَ، وتَحُجَّ البَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إليه سَبِيلًا".
* * *
2000 -
أخبرنا عليّ بن طلحة، أخبرنا المُثَنَّى بن محمد المَرْوَزِيّ -قدم علينا حاجًّا-، حدَّثنا أحمد بن محمد المُنْكَدِرِيّ، حدَّثنا الفَضْل بن موسى بن عيسى الهاشمي -بِسُرَّ مَنْ رَأى-، حدَّثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عمرو بن عثمان،
عن أبي بُرْدَة، أنَّ رجلًا من المشركين كَتَبَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عليه. فأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الكَاتِبَ أَنْ يَرُدَّ عليه.
(13/ 174) في ترجمة (المُثَنَّى بن محمد بن المُثَنَّى الأَزْدِيّ أبو الهيثم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
فهو مرسل أولًا: فـ (أبو بُرْدَة) هو (ابن أبي موسى الأشعري): تابعي ثقة، اخْتُلِفَ في اسمه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1417).
وثانيًا: أنَّ فيه (أحمد بن محمد بن عمر المُنْكَدِرِيّ القُرَشِيّ التَّيْمِيّ أبو بكر)، وقد ضُعِّفَ. وستأتي ترجمته في حديث (2102).
وثالثًا: أنَّ فيه صاحب الترجمة (المُثَنَّى بن محمد الأَزْدِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(عمرو بن عثمان) هو (ابن عبد اللَّه التَّيْمِيّ الكوفي أبو سعيد): ثقة، خرَّج له البُخَاري ومسلم. انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(2/ 1043) -مخطوط-، و"التهذيب"(8/ 78)، و"التقريب"(2/ 74).
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
لم أقف عليه من حديث أبي بُرْدَة الأَشْعَرِيّ في كل ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
لكن روى ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(8/ 440)، من طريق عاصم، عن الشَّعْبِيّ قال:"كَتَبَ أبو بُرْدَة إلى رجل من أهل الذِّمَّة يُسَلِّمُ عليه. فقيل له: لِمَ قلتَ له؟ فقال: إنَّه بدأني بالسَّلام".
وروى البُخَاري في "الأدب المفرد" ص 365 - 366 رقم (1104)، من طريق عاصم الأَحْول، عن أبي عثمان النَّهْدِيّ قال:"كتب أبو موسى إلى رُهْبَان يسلِّم عليه في كتابه. فقيل له: أتسلِّم عليه وهو كافر؟ قال: إنَّه كتب إليَّ فسلَّم عليَّ فرددتُ عليه". وإسناده حسن.
وانظر الآثار الواردة في ذلك في: "المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (8/ 438 - 440)، و"الأدب المفرد" للبخاري ص 365 وما بعد، و"مجمع الزوائد" للهيثمي (8/ 41 - 42).
وانظر في فقه المسألة: "فتح الباري" -كتاب الاستئذان، باب كيف الرد على أهل الذِّمَّة بالسلام- (11/ 42). وممَّا قاله ابن حَجَر فيه: "وثبت عن ابن
عبَّاس أنَّه قال: من سلَّم عليك فردَّ عليه ولو كان مجوسيًا. وبه قال الشَّعْبِيّ وقَتَادَة. ومنع من ذلك مالك والجمهور".
* * *
2001 -
أخبرنا الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا محمد بن إسماعيل الورَّاق، وعمر بن أحمد الواعظ، قالا: حدَّثنا محمد بن هارون بن حُمَيْد البَيِّع، حدَّثنا مَخْلَد بن أبي زُمَيْل الحَرَّانِيّ.
وأخبرنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن بَرْهَان الغَزَّال -بصُوْر-، حدَّثنا محمد بن محمد بن عليّ النَّاقِد
(1)
، حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن صالح البُخَاري، حدَّثنا مَخْلَد بن الحسن، حدَّثنا عبيد اللَّه بن عمرو الرَّقِّيّ، عن أيوب، عن أبي قِلَابَةَ،
عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، صلَّى بِأَصْحَابِهِ، فلمَّا قَضَى الصَّلاة قال:"أَتَقْرَؤونَ خَلْفَ الإِمامِ والإمامُ يَقْرَأُ"؟ قالوا: إنَّا لَنَفْعَلُ. قال: "فلا تَفْعَلُوا، وَلْيَقْرَأْ أَحَدُكُمْ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ في نَفْسِهِ". "لفظ حديث الخَلَّال".
(13/ 175 - 176) في ترجمة (مَخْلَد بن الحسن بن أبي زُمَيْل الحَرَّانِيّ أبو أحمد).
مرتبة الحديث:
رجال إسناد الطريقين حديثهم حسن. غير أنَّ الحديث عن أنس غير محفوظ كما قال البيهقي، والمحفوظ: عن أبي قِلَابَة عن محمد بن أبي عائشة عن رجل من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن.
(1)
هكذا في المطبوع: "محمد بن محمد بن عليّ النَّاقِد". وورد اسمه في ترجمته من "التاريخ" للخطيب (3/ 86): "محمد بن عليّ بن حُبَيْش. . . النَّاقِد"، من دون تكرار الاسم الأول. وقد ورد من دون تكرار أيضًا في "التاريخ"(9/ 482).
و (أيوب) هو (ابن كَيْسَان السَّخْتِيَانِيّ أبو بكر البَصْرِيّ): ثقة ثَبْت فقيه عابد. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1256).
و(أبو قِلَابَة) هو (عبد اللَّه بن زيد بن عمرو الجَرْمِيّ البَصْرِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1637).
التخريج:
رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(3/ 160) رقم (1841)، والدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(1/ 340)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 166)، وفي كتاب "القراءة خلف الإِمام" ص 82 رقم (175)، من طريق عبيد اللَّه بن عمرو الرَّقِّيّ، عن أيوب، به.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هكذا روى هذا الحديث عبيد اللَّه بن عمرو عن أيوب. وخالفه سَلَّام أبو المنذر، فرواه عن أيوب عن أبي قِلابَة عن أبي هريرة. ورواه إسماعيل بن عُلَيَّة وغيره عن أيوب عن أبي قِلَابَة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا. ورواه خالد الحَذَّاء عن أبي قِلَابَة عن محمد بن أبي عائشة عن رجل من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم".
وقال الإِمام الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 340) بعد أن رواه من طريق الربيع بن بَدْر، عن أيوب، عن الأَعْرج، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه:"الربيع بن بَدْر ضعيف. كذا رواه الربيع بن بَدْر، وخالفه سَلَّام أبو المنذر، رواه عن أيوب عن أبي قِلَابَة عن أبي هريرة، ولا يَثْبُتُ. وخالفهما عبيد اللَّه بن عمرو الرَّقِّي، ورواه عن أيوب عن أبي قِلَابَة عن أنس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. ورواه ابن عُلَيَّة وغيره عن أيوب عن أبي قِلَابَة مُرْسَلًا. ورواه خالد الحَذَّاء عن أبي قِلَابَة عن محمد بن أبي عائشة عن رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم".
وقال البيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 166) بعد أن رواه من طريق خالد الحَذَّاء، عن أبي قِلَابَة، عن محمد بن أبي عائشة، عن رجل من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرفوعًا:"هذا إسناد جيِّد. وقد قيل: عن أبي قِلَابَة عن أنس بن مالك، وليس بمحفوظ".
وقال أيضًا: "تفرَّد بروايته عن أنس: عبيد اللَّه بن عمرو الرَّقِّي وهو ثقة، إلَّا أنَّ هذا يعرف عن أبي قِلَابَة عن محمد بن أبي عائشة".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 231): "-روى- أحمد
(1)
من طريق خالد الحذَّاء عن أبي قِلَابَة عن محمد بن أبي عائشة عن رجل من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لعلكم تقرؤونَ والإمام يقرأ"؟ قالوا: إنَّا لنفعلُ. قال: "لا إلَّا أَنْ يَقْرَأَ أَحَدُكُمْ بفاتحة الكتاب". إسناده حسن. ورواه ابن حِبَّان من طريق أيوب عن أبي قِلَابَة عن أنس، وزعم أنَّ الطريقين محفوظان، وخالفه البيهقي فقال: إنَّ طريق أبي قِلَابَة عن أنس ليست بمحفوظة".
* * *
2002 -
حدَّثنا المؤمَّل بن أحمد -من لفظه- قال: حدَّثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكَتَّاني قال: حدَّثنا أبو القاسم بن بُكَيْر التَّمِيميّ قال: حدَّثنا محمد بن زكريا الخَصِيب قال: حدَّثنا سُوَيْد بن سعيد، عن عليّ بن مُسْهِر، عن أبي يحيى القَتَّات، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَشِقَ وَعَفَّ وَكَتَمَ، ثُمَّ مَاتَ، ماتَ شَهِيدًا".
(13/ 184) في ترجمة (المؤمَّل بن أحمد بن إبراهيم الصَّفَّار أبو القاسم).
(1)
في "المسند"(5/ 410).
مرتبة الحديث:
موضوع.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (718).
* * *
2003 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا إبراهيم بن رَاشِد، حدَّثنا مُعَلَّى بن عبد الرحمن، حدَّثنا عبد الحميد بن جعفر، عن يحيى بن أبي كَثِير، عن أبي سَلَمَة،
عن أبي هريرة، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مَسَحَ على المُوْقَيْنِ والخِمَارِ.
(13/ 186) في ترجمة (مُعَلَّى بن عبد الرحمن الوَاسِطيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (مُعَلَّى بن عبد الرحمن الوَاسِطيّ)، وهو مُتَّهم، كذَّبه ابن المَدِينيّ والدَّارَقُطْنِيّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (861).
و (أبو سَلَمَة) هو (ابن عبد الرحمن بن عَوْف الزُّهْرِيّ): أحد التابعين الثقات المكثرين، وقد اخْتُلِفَ في اسمه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1401).
التخريج:
رواه الطبراني في "الأوسط"(3/ 32) رقم (2054)، من طريق عبد الحكم بن مَيْسَرَة، عن قيس بن الرَّبيع، عن هشام بن حسَّان، عن محمد بن
سِيْرِين، عن أبي هريرة قال:"رأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ وَمَسَحَ على عِمَامَتِهِ وَمَسَحَ على خُفَّيْهِ". وقال: "لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسَّان إلَّا قيس، تفرَّد به عبد الحكم بن مَيْسَرَةَ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 256): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عبد الحكم بن مَيْسَرَة، وهو ضعيف
(1)
".
والحديث له شواهد عِدَّة، بعضها في "الصحيح". وقد سبق الكلام على ذلك في حديث (1831).
وقد تقدَّم تخريجه من حديث أنس برقم (1831)، ومن حديث ثَوْبان برقم (1759).
وأحاديث المسح على الخُفَّيْن متواترة. انظر حديث (1580) في ذلك.
غريب الحديث:
تقدَّم في حديث (1831) بيان معنى (المُوْق) الذي هو الخُفّ. ومعنى (الخِمَارِ) الذي هو العِمَامَة، مفصَّلًا.
* * *
2004 -
أخبرني الحسن بن عليّ بن عبد اللَّه المُقْرِئ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن جعفر المَطِيْرِيّ، حدَّثنا أحمد بن عبد اللَّه المؤدِّب -بسُرَّ مَنْ رأى-، حدَّثنا المُعَلَّى بن عبد الرحمن -ببغداد-، حدَّثنا شَرِيك، عن سليمان بن مِهْرَان الأَعْمَش قال: حدَّثنا إبراهيم،
عن عَلْقَمَة، والأسود، قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صِفِّين، فقلنا له: يا أبا أيوب إن اللَّه أكرمك بنزول محمد صلى الله عليه وسلم
(1)
انظر ترجمته في "لسان الميزان"(3/ 394).
وبمجيء ناقته تَفَضُّلًا من اللَّه وإكرامًا لك حتى أَنَاخَت ببابك دون النَّاس، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلَّا اللَّه؟ فقال: يا هذا إنَّ الرائد لا يكذب أهله، وإنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمرنا بقتال ثلاثة مع عليٍّ: بقتال النَّاكِثِينَ، والقَاسِطِينَ، والمَارِقِينَ. فأمَّا النَّاكِثُونَ فقد قابلناهم أهل الجَمَل: طَلْحَة والزُّبَيْر. وأمَّا القَاسِطُونَ فهذا منصرفنا من عندهم -يعني معاوية وعَمْرًا-. وأمَّا المَارِقُونَ فهم أهل الطرفاوات، وأهل السعيفات، وأهل النخيلات، وأهل النهروانات، واللَّه ما أدري أين هم، ولكن لا بد من قتالهم إن شاء اللَّه.
قال: وسمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول لعمَّار: "يا عمَّارُ تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، وأنت إذ ذاك مع الحقِّ والحقُّ معك. يا عمَّار بن ياسر: إنْ رأيت عليًّا قد سلك واديًا، وسلك النَّاس واديًا غيره، فاسلك مع عليٍّ، فإنَّه لن بدليك في ردي، ولن يخرجك من هدي. يا عمَّار: من تقلَّد سيفًا أعان به عليًّا على عدوّه، قلَّده اللَّه يوم القيامة وِشَاحَيْنِ مِنْ دُرٍّ، ومن تقلَّد سيفًا أعان به عدو عليٍّ، قلَّده اللَّه يوم القيامة وِشَاحَيْنِ مِنْ نَارٍ".
قلنا يا هذا حَسْبُكَ رحمك اللَّه، حَسْبُكَ رحمك اللَّه.
(13/ 186 - 187) في ترجمة (مُعَلَّى بن عبد الرحمن الوَاسِطِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع. وقوله في الحديث: "يا عَمَّار تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ" قد صَحَّ من طرق أخرى.
ففي إسناده صاحب الترجمة (مُعَلَّى بن عبد الرحمن الوَاسِطيّ)، وهو كذَّاب وضع في فضل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه سبعين حديثًا مقرًّا به كما نقله عنه يحيى بن مَعِين. وتقدَّمت ترجمته في حديث (861).
و (إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِيّ): إمام حافظ ثقة فقيه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و(عَلْقَمَة) هو (ابن قيس بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ): تابعي كبير ثقة ثَبْت فقيه عابد. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و(الأسود) هو (ابن يزيد بن قيس النَّخَعِيّ): إمام قدوة ثقة مكثر فقيه مُخَضْرَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (197).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 11 - 12) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث موضوع بلا شك". وأعلَّه بـ (المُعَلَّى بن عبد الرحمن الوَاسِطيّ)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه، وقال:"قال شُعْبَة: قلت للحكم بن عُتَيْبَة: شهد أبو أيوب مع عليٍّ صِفِّين؟ فقال: لا، ولكن شهد معه قتال النَّهْر".
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 409 - 410). وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 370).
وروى بعضه ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 174) -في ترجمة (أَصْبَغَ بن نُبَاتَة الحَنْظَلِيّ التَّمِيميّ) - من طريق عليّ بن الحَزَوَّر، عن الأَصَبِغ بن نُبَاتَة، عن أبي أيوب الأنصاري قال:"أمرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بقتال النَّاكثينَ والقاسطينَ والمارقينَ. قلت يا رسول اللَّه مع مَنْ؟ قال: مع عليّ بن أبي طالب".
وفي إسناده (أَصْبَغ بن نُبَاتَة)، قال ابن حِبَّان عنه في ترجمته:"هو ممَّن فُتِنَ بحثِّ عليٍّ، أتي بالطَّامَّات في الروايات، فاستحق من أجلها الترك". وستأتي ترجمته في حديث (2163).
كما أنَّ في إسناده (عليّ بن الحَزَوَّر الكوفي)، وهو متروك شديد التَّشَيُّع. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1331).
وعن ابن حِبَّان من طريقه المتقدِّم، رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات" (2/ 12) وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (أَضْبَغ)، و (عليّ بن الحَزَوَّر)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيهما.
أمَّا قوله في الحديث: "يا عمَّار تقتلك الفئة الباغية"، فإنَّه قد صَحَّ من طرق أخرى، وعدَّه بعض الأئمة من المتواتر. وقد سبق الكلام على ذلك في حديث (784).
* * *
2005 -
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه السَّرَّاج -بِنَيْسَابُور-، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا محمد بن إسحاق الصَّاغَانِيّ، حدَّثنا مُعَلَّى بن منصور، حدَّثنا ابن أبي زَائِدَة، عن عثمان بن حَكِيم، عن محمد بن أَفْلَح،
عن أسامة بن زيد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى لا يُحِبُّ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ".
(13/ 188) في ترجمة (مُعَلَّى بن منصور الرَّازِيّ أبو يعلى).
مرتبة الحديث:
في إسناده: (محمد بن أَفْلَح الأنصاري مولى أبي أيوب)، لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، وقد ذكره في "ثقاته" (5/ 380). وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 1046):"مقبول"، يعني حيث يُتَابَع. وقد تُوبع كما سيأتي.
وفيه أيضًا: شيخ الخطيب (أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه السَّرَّاج النَّيْسَابُورِيّ)، لم يُذْكَرْ فيه جرح أو تعديل، ونُعِتَ بأنَّه كان من جلَّة العلماء. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1374).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
والحديث صحيح من أوجه أخرى.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 128 و 129) رقم (399 و 405)، و"المعجم الأوسط"(1/ 220 - 221) رقم (330)، من طريق عثمان بن حَكِيم، عن محمد بن أَفْلَح، به.
ورواه أحمد في "المسند"(5/ 202)، عن حسين بن محمد، حدَّثنا أبو مَعْشَر، عن سُلَيْم مولى لَيْث -وكان قديمًا- قال: مَرَّ مروان بن الحكم على أسامة بن زيد وهو يصلِّي فحكاه مروان. قال أبو مَعْشَر -وقد لقيهما جميعًا- فقال أسامة: يا مروان سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ اللَّه لا يُحِبُّ كُلَّ فَاحِشٍ مُتَفَحِّشٍ".
أقول: في إسناده (أبو مَعْشَر نَجِيح بن عبد الرحمن السِّنْدِيّ)، وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (789).
وفيه كذلك (سُلَيْم مولى لَيْث)، ترجم له ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 111 وقال:"لا يُعْرَفُ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 64): "رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وأحد أسانيد الطبراني رجاله ثقات".
ورواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 481) رقم (5665)، من طريق وَهْب بن جَرِير قال: حدَّثني أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدِّث عن صالح بن كَيْسَان، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه قال: رأيتُ أسامةَ بنَ زيدٍ يصلِّي عند قَبْرِهِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ مروانُ بنُ الحَكَمُ فقال: تصلِّي إلى قَبْرِهِ، فقال: إنِّي أُحِبُّهُ. فقال له قولًا قبيحًا، ثم أَدْبَرَ، فانصرفَ أسامةُ فقال: يا مروانُ إنّك آذَيْتَني، وإنِّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ"، وإنَّك فَاحِشٌ مُتَفَحِّشٌ.
أقول: إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنَّه صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1327)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
والحديث صحيح مروي من حديث جماعة من الصحابة، وقد سبق الكلام عليه في حديث (1975).
* * *
2006 -
حدَّثنا محمد بن أحمد بن رِزْق -إملًاء-، حدَّثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نُصَيْر، حدَّثنا الحسن بن عليّ القَطَّان، حدَّثنا محفوظ بن أبي تَوْبَة، حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، أخبرني عثمان الجَزَرِيّ أنَّ مِقْسَمًا مولى ابن عبَّاس حَدَّثَ،
عن ابن عبَّاس في قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} [سورة الأنفال: الآية 30]، قال: تشاورت قريش ليلةً بمكة، فقال بعضهم: إذا أَصْبَحَ أَثْبِتُوهُ بالوَثَاق -يريدون النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: اقتلُوه، وقال بعضهم: بل أَخْرِجُوه، فَأَطْلَعَ اللَّه نبيَّه على ذلك، فبات عليٌّ على فراش النبيِّ صلى الله عليه وسلم تلك الليلة، وخرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتَّى لَحِقَ بالغَارِ، وبات المشركون يحرسون عليًّا يَحْسِبُونَ أنَّه النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا أصبحوا ثاروا إليه، فلمَّا رأوا عليًّا رَدَّ اللَّه مَكْرَهُمْ، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري، فاقتصُّوا أَثَرَهُ، فلمَّا بلغوا الجَبَلَ اختلط عليهم، فصعدوا في الجبل، فمرُّوا بالغارِ، فرأوا على بَابِهِ، فمكث العنكبوت، فقالوا: لو دَخَلَ هاهنا لم يكن نَسْجُ العنكبوت على بَابِهِ، فمكث فيه ثلاثًا.
(13/ 191 - 192) في ترجمة (محفوظ بن الفضل بن أبي تَوْبَة أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (محفوظ بن الفضل بن أبي تَوْبَة أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 267).
2 -
"تاريخ بغداد"(13/ 191 - 192)، وفيه عن عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل عن أبيه أنَّه قال:"كان معنا باليمن إلَّا أنَّه لم يكن يكتب ذلك، كان يسمع مع إبراهيم أخو أَبَان، ولم يكن ينسخ. وضعف أمره جدًّا".
3 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 444) وقال: "لم يُتْرَكْ".
لكنه قد تُويع، حيث تابعه أحمد في "المسند"، وابن المَدِيني عند الطبراني في "الكبير"، وإسحاق عند الطبري في "تفسير"، كما سيأتي.
وفيه أيضًا (عثمان الجَزَرِيّ -ويقال له أيضًا عثمان المشاهد-) وقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 174) وقال: "عثمان الجَزَري، ويقال له: عثمان المشاهد، روى عن مِقْسَم، روى عنه مَعْمَر والنُّعْمَان بن راشد، سمعتُ أبي يقول ذلك". ونقل عن أحمد بن حنبل قوله فيه: "روى أحاديث مناكير، زعموا أنَّه ذهب كتابه". وقال أبو حاتم: "لا أعلم روى عنه غير مَعْمَر والنُّعْمَان".
وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(6/ 258)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
وقد استظهر الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(4/ 193 - 194) و (5/ 87) رقم (2562) و (3521) أنَّه: (عثمان بن عمرو الجَزَري) الذي ترجم له ابن حَجَر في "التهذيب"(7/ 144 - 145) باسم (عثمان بن عمرو بن سَاج القُرَشي أبو ساج الجَزَري). وقد نقل ابن حَجَر في ترجمته تضعيف أبي حاتم والعُقَيْلي والأَزْديّ له، وأنَّ ابن حِبَّان ذكره في "ثقاته".
وقد مال الشيخ أحمد شاكر إلى رأي ابن حَجَر والهيثمي في التفريق بين (عثمان بن عمرو الجَزَرِيّ) وبين (عثمان بن سَاج).
وقد تابع الشيخ شاكر على قوله بأنَّه (عثمان بن عمرو بن سَاج الجَزَري): الشيخ الألباني في تخريجه لأحاديث "فقه السيرة" للشيخ الغزالي ص 163، والشيخان شعيب وعبد القادر الأرنؤوط في تعليقهما على "زاد المَعَاد" للإمام ابن القَيِّم (3/ 52).
والذي يظهر لي -واللَّه أعلم-، أنَّ (عثمان الجَزَرِيّ) الذي في الإسناد، هو غيرهما. بدليل ما تقدَّم عن أبي حاتم من كون (عثمان الجَزَرِيّ -والذي يقال له عثمان المشاهد أيضًا-) لم يرو عنه غير مَعْمَر والنُّعْمَان؛ و (عثمان بن عمرو الجَزَرِيّ) و (عثمان بن سَاج)، قد روى عنهما جمع ذكرهم ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 153 و 162)، والمِزِّيّ في "تهذيب الكمال"(2/ 918) -مخطوط-، وابن حَجَر في التهذيب (7/ 144 - 145)، ليس (مَعْمَر والنُّعْمَان) منهم، ممَّا يرجِّح أنَّه راو ثالث.
والظاهر أنَّ العلماء الأفاضل المذكورين لم يقفوا على ترجمة (عثمان الجَزَري -والذي يقال له عثمان المشاهد أيضًا-) في "الجرح والتعديل"، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
التخريج:
رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(5/ 389)، عن مَعْمَر بن راشد، عن عثمان الجَزَري، به.
وعن عبد الرزاق رواه: أحمد في "المسند"(1/ 348)، والطبري في "تفسيره"(13/ 497) رقم (1549)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 407) رقم (12155).
وقال الإمام ابن كثير في "البداية والنهاية"(3/ 181): "هذا إسناد حسن، وهو من أجود ما رُوي في قصَّة نسج العنكبوت على فم الغار، وذلك من حماية اللَّه رسوله صلى الله عليه وسلم".
وقد حَسَّنَ الحافظ ابن حَجَر إسناده أيضًا في "فتح الباري"(7/ 236) -في مناقب الأنصار، باب هجرة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة-.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 27): "رواه أحمد والطبراني، وفيه عثمان بن عمرو الجَزَري وثَّقه ابن حِبَّان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح".
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند" رقم (3251): "في إسناده نظر: من أجل عثمان الجَزَري".
أقول: في تحسين الحافظين ابن كثير وابن حَجَر لإسناده، نظر، لوجود (عثمان الجَزَري) فيه، وقد علمت حاله من قبل. وبه أعلَّ الشيخ الألباني حفظه المولى الحديث في تخريجه لأحاديث "فقه السيرة" ص 163، ولم يرتض تحسينهما له.
وقد ذكر الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(7/ 236) له شاهدًا لنسج العنكبوت من حديث الحسن البَصْرِيّ مرسلًا، أخرجه أبو بكر المَرْوَزِيّ في "مسند أبي بكر الصِّدِّيق".
أقول: أخرجه أبو بكر المَرْوَزِيّ في "مسند أبي بكر الصِّدِّيق" ص 117 - 118 رقم (73)، عن أحمد بن عليّ، عن بشَّار الخَفَّاف، عن جعفر بن سفيان، عن أبي عِمْرَان الجَوْني، عن المعلَّى بن زياد، عن الحسن مرسلًا. وقال محققه الشيخ شعيب الأرنؤوط حفظه المولى:"إسناده حسن إلَّا أنه مرسل".
أقول: بل إسناده ضعيف إلى جانب أنه مرسل، فإنَّ فيه (بشار بن موسى الخفاف العِجْليّ)، وقد ضعَّفه: ابن مَعِين وقال: "من الدَّجَّالين"، والفَلَّاس، والبخاري، وأبو داود، والنَّسَائي، وأبو حاتم، وأبو زُرْعَة، وأبو أحمد الحاكم، والفضل بن سهل، والخَلِيلي. وكان أحمد حسن القول فيه. وقال ابن عدي:
"رجل مشهور بالحديث، ويروي عن قوم ثقات، وأرجو أنه لا بأس به، ولم أر في حديثه شيئًا منكرًا. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: "يُغْرِبُ". كذا في "التهذيب" (1/ 441 - 442). ولذا قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 97): "ضعيف، كثير الغلط، كثير الحديث، من العاشرة"/ فق.
ولم يذكر الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على "مسند أبي بكر" أقوال من ضعَّفه وهم من قد علمت، واكتفى بذكر من وثَّقه!! كما أنه ذكر مع الشيخ عبد القادر الأرنؤوط في تعليقهما على "زاد المعاد"(3/ 52) هذا الخبر المرسل، وقالا:"رجاله ثقات"!!
وانظر الروايات الواردة في ذلك: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (1/ 227 - 229)، و"دلائل النبوة" لأبي نُعَيْم الأَصْبَهَاني (1/ 257 - 262)، و"دلائل النبوة" للبيهقي (2/ 465 - 470)، و"تفسير الطبري"(13/ 492 - 502)، و"الدُّرّ المنثور"(4/ 51 - 53)، و"سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد" لمحمد بن يوسف الصَّالِحي الدِّمَشْقي (3/ 432 - 329)، و"مجمع الزوائد"(6/ 51 - 53)، و"الخصائص الكبرى" للسُّيُوطيّ (1/ 185 - 186).
* * *
2007 -
أخبرنا الحسن بن الحسين النِّعَالِيّ قال: أخبرنا أحمد بن نضر بن عبد اللَّه الذَّارِع -بالنَّهْرَوَان-، حدَّثنا سعيد بن مُعَاذ الأُبُلِيّ -بالأُبُلَّة-، حدَّثنا منصور بن أبي مُزَاحِم، حدَّثني أبو عبيد اللَّه صاحب المهدي قال: حدَّثنا المهدي، عن أبيه قال: حدَّثني عطاء قال:
سمعت ابن عبَّاس يقول: عَارَضَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم جِنَازَةَ أبي طالب، فقال:"وَصَلَتْكَ رَحِمٌ، جَزَاكَ اللَّهُ خيرًا يا عَمِّ".
(13/ 196) في ترجمة (معاوية بن عبيد اللَّه بن يَسَار الأَشْعَريّ أبو عبيد اللَّه).
مرتبة الحديث:
منكر.
وفي إسناده (أحمد بن نصر بن عبد اللَّه الذَّارِع أبو بكر)، وهو مُتَّهم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (298).
و(أبو عبيد اللَّه صاحب المهدي) هو صاحب الترجمة (معاوية بن عبيد اللَّه بن يَسَار الأَشْعَرِيّ)، قال الخطيب عنه:"كان قد كتب الحديث وطلب العلم. . . وكان خَيِّرًا فاضلًا عابدًا". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الحافظ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(7/ 398) وقال: "أحد رجال الكمال حزمًا ورأيًا وعبادةً وخيرًا"، ولم ينقل فيه جرحًا أو تعديلًا.
و(المهدي) هو الخليفة العبَّاسي (محمد بن أبي جعفر المنصور عبد اللَّه بن محمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس). انظر ترجمته في "السِّيَر"(7/ 400 - 403)، وهو وأبوه غير معروفَيْن في الرواية.
التخريج:
رواه تمَّام الرَّازِيُّ في "فوائده"(1/ 192) رقم (325 و 326) من طريقين:
الأول: عن الفضل بن موسى، عن إبراهيم بن عبد الرحمن، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن ابن عبَّاس، به.
ومن هذا الطريق رواه ابن عدي في الكامل" (1/ 259) -في ترجمة (إبراهيم بن عبد الرحمن الخُوَارِزْمِيّ) -.
الثاني: عن الفضل بن موسى، عن إبراهيم بن إسحاق، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن ابن عبَّاس، به.
أقول: في الطريق الأول: (إبراهيم بن عبد الرحمن الخُوَارِزْميّ)، قال ابن
عدي عنه في ترجمته من "الكامل"(1/ 259): "ليس بمعروف، وأحاديثه عن كُلِّ من روى ليست بمستقيمة. وقال أيضًا: "عامَّة أحاديثه غير محفوظة".
وقد ذكر الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 45) في ترجمة (إبراهيم) هذا، الحديث عن ابن عدي من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا خبر منكر". وأقرَّه ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 41) في ترجمة (إبراهيم بن بيطار الخُوَارِزْميّ).
وأمَّا الطريق الثاني فإنَّ فيه شيخ تمَّام: (محمد بن هارون الدِّمَشْقِي الأنصاري أبو عليّ)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 57)، ونقل عن عبد العزيز الكَتَّاني قوله فيه:"كان يُتَّهم".
ورواه أبو داود في "المراسيل" ص 212 في كتاب الدَّفْنِ، من طريقين
(1)
:
الأول: عن عمرو بن عثمان، حدَّثنا بقيَّة، عن أبي المغيرة، عن صفوان بن عمرو، عن أبي اليَمَان الهَوْزَانِيّ.
الثاني: عن محمد بن عَوْف، حدَّثنا أبو المغيرة، عن صفوان بن عمرو، عن أبي اليَمَان الهَوْزَانِيّ قال: لمَّا تُوفِّي أبو طالب عَمُّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فَعَارَضَ جِنَازَتَهُ، -قال ابن عَوْف: فجعل يمشي مجانبًا لها- ويقولُ: "بَرَّتْكَ رَحِمٌ، وجُزِيتَ خَيْرًا" ولم يَقُمْ على قَبْرِهِ.
و(أبو اليَمَان الهَوْزَانِيّ) هو (عامر بن عبد اللَّه بن لُحَيّ الحِمْصِيّ)، ترجم له ابن حِبَّان في "الثقات"(5/ 188 - 189) في طبقة التابعين، وترجم له ابن حَجَر في "التهذيب" (5/ 75) ونقل عن أبي الحسن بن القَطَّان قوله:(لا يُعْرَفُ له حَالٌ". وقال ابن حَجَر في "التقريب" (1/ 388): "مقبول، من الخامسة"/ مد.
(1)
وقع سَقْط واضطراب في ذكر الطريقين في "المراسيل" المطبوع. والتصويب من "السنن الكبرى" للبيهقي (3/ 398) حيث يرويه عن أبي داود في "مراسيله".
وعن أبي داود من طريقيه المُرْسَلَيْن، رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 398).
* * *
2008 -
أخبرني الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا سليمان بن محمد بن أحمد الشَّاهد -إملاءً-، حدَّثنا أبو عليّ أحمد بن الحسن المُقْرِئ دُبَيْس النَّهْرَبَطِّيّ
(1)
، حدَّثني نصر بن داود،
حدَّثنا خَلَف بن هشام قال: كنت أجالس معروفًا كثيرًا، فكنت أسمعه يقول: اللَّهُمَّ إنَّ قلوبَنَا ونواصِينَا بيديكَ لم تُمَلِّكْنَا منها شيئًا، فإذا فعلتَ ذلك بها فكن أنتَ وَلِيَّها، واهْدِهَا إلى سَوَاءِ السَّبِيلِ.
قلت يا أبا محفوظ
(2)
: أسمعك تدعو بهذا كثيرًا، هل سمعت فيه حديثًا؟ قال: نعم.
حدَّثنا بَكْر بن خُنَيْس، حدَّثنا سفيان الثَّوْريّ، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدُّعاء.
(13/ 199) في ترجمة (معروف بن الفَيْرُزَان العابد، المعروف بالكَرْخِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (أبو عليّ أحمد بن الحسن المقرئ، المعروف بدُبَيْس الخَيَّاط)، وهو منكر الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (492).
(1)
"باسم الطير المعروف: نهر بالأهواز". "مراصد الاطلاع"(3/ 1400).
(2)
هي كنية (معروف الكَرْخِيِّ) رحمه اللَّه تعالى.
التخريج:
رواه أبو نعيم في "الحِلْيَة"(8/ 367)، عن أحمد بن نصر بن منصور المُقْرِئ، حدَّثنا أحمد بن الحسين
(1)
بن عليّ المُقْرِئ دُبَيْس، به.
وليس عنده قوله: "واهدها إلى سواء السبيل".
وقد سقط من "الحِلْيَة" المطبوع، قوله:"عن أبي الزُّبَيْر عن جابر أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء". حيث إنه قد عزي إلى أبي نُعَيم في "الحِلْيَة" عن جابر كما سيأتي.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(2/ 182 و 211) رقم (3644 و 3807) إلى أبي نُعَيْم عن جابر فحسب.
ومثله في "الجامع الصغير"(2/ 136) بشرح "فيض القدير". ورمز السُّيُوطيُّ لضعفه، ولم يتكلَّم عليه المُنَاوي في "الفيض" ولا في "التيسير"(1/ 219) بشيء.
* * *
2009 -
أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا محمد بن الجَهْم بن هارون النَّحْوي، حدَّثنا أبو تَوْبَة ميمون بن حفص النَّحْويّ، حدَّثنا عليّ بن حمزة الكِسَائيّ، عن أبي بكر بن عيَّاش، عن سليمان التَّيْميّ، عن ابن شِهَاب،
عن سعيد بن المسيَّب والبَرَاء بن عَازِب، قالا: قَرَأَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [سورة الفاتحة: الآية 4].
(1)
هكذا في "الحِلْيَة": "الحسين" بالياء، وهو يوافق ما في "نزهة الألباب في الألقاب" لابن حَجَر (1/ 257). وفي "تاريخ بغداد" في ترجمته (4/ 88):"الحسن" من دون ياء، كما في إسناد الحديث هنا.
"قال الصَّفَّار: هكذا قال ابن الجَهْم في هذا الحديث: سليمان التَّيْمِيّ عن ابن شِهَاب".
(3/ 210) في ترجمة (ميمون بن حفص النَّحْويّ أبو تَوْبَة).
مرتبة الحديث:
في إسناده (أبو بكر بن عيَّاش الأَسَدِيّ المُقْرِئ الحَنَّاط الكوفي): ثقة يغلط، وكتابه صحيح، وقد ساء حفظه لما كبر. وهو مشهور بكنيته، والأصح أنَّها اسمه. قال أحمد بن حنبل:"كثير الغلط جدًّا، وكتبه ليس فيها خطأ". وقال أبو نُعَيْم الفضل بن دُكَيْن: "لم يكن في شيوخنا أكثر غلطًا منها. وتقدَّمت ترجمته في حديث (188).
و(عليّ بن حمزة بن عبد اللَّه الكِسَّائيّ) قد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 228) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"التاريخ الصغير"(6/ 225) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الجرح والتعديل"(6/ 182) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"تاريخ بغداد"(11/ 403 - 415) وفيه عن الحسن بن أبي بكر القاضي: "كان عظيم القَدْر في دينه وفضله".
5 -
"سِيَر أعلام النبلاء"(9/ 131 - 134) وقال: "الإمام شيخ القراءة والعربية". وكانت وفاته عام (189 هـ) عن (70) عامًا.
6 -
"معرفة القُرَّاء الكِبَار" للذَّهَبِيّ (1/ 120 - 128) وقال: "الإمام المُقْرِئ النَّحْويّ أحد الأعلام". وفيه عن ابن مَعِين: "ما رأيت بعيني أصدق لهجةً من الكِسَائيّ". وقال أبو عبيد: ولم نجالس أحدًا كان أضبط ولا أقوم بها -يعني القراءة- منه". وقال الذَّهَبِيُّ أيضًا: "فيه تِيْهٌ وحِشْمَة لِمَا نَالَ من الرياسة. . . ".
7 -
"تهذيب التهذيب"(7/ 313 - 314) -تمييزًا-، ولم يذكر نصًّا عن أحدٍ في جرحه أو تعديله. ولم يترجم له في "التقريب".
و(ابن شِهَاب) هو (الزُّهْرِيُّ، محمد بن مُسْلِم أبو بكر): إمام ثقة فقيه متقن. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (432).
وباقي رجال الإسناد كلُّهم ثقات.
التخريج:
رواه أبو بكر بن أبي داود في كتاب "المصاحف" ص 104، وأبو عمر الدُّوري في "جزء فيه قراءات النبيّ صلى الله عليه وسلم" ص 51 - 52 رقم (1)، من طريق الكِسَائي، عن أبي بكر بن عيَّاش، عن سليمان التَّيْمي، به.
قال أبو بكر بن أبي داود: "هذا عندنا وَهَمٌ وإنما هو سليمان بن أرقم".
يريد أبو بكر: أنَّ الصواب فيه: عن أبي بكر بن عيَّاش، عن سليمان بن أرْقَم؛ وليس عن (سليمان التَّيْمِيّ). و (سليمان بن أَرْقَم البَصْرِيّ أبو معاذ): متروك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (562).
أمَّا ما ذكره محقق كتاب "قراءات النبيّ" لأبي عمر الدُّوري، في سياقه لتأكيد ما قاله أبو بكر بن أبي داود من وجود الوَهَم في ذكر (سليمان التَّيْمِي)، من كونه لم يُذْكَرْ لـ (أبي بكر بن عيَّاش) رواية عن (سليمان التَّيْمي)، وإحالته لـ "تهذيب الكمال"، فإنَّ الذي فيه -في (12/ 7) منه- يؤكِّد عكس ذلك، حيث ذكر المِزِّيُّ:(أبا بكر بن عيّاش) ضمن الرواة عن (سليمان التَّيْمِيّ).
وقد قال التِّرْمِذِيُّ في "سننه" في أول كتاب القراءات (5/ 186): "وقد روى عبد الرزاق عن مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سعيد بن المسيَّب: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكرٍ وعُمَرَ كانوا يقرؤون: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ".
وفي الباب عن أنس، وأبي هريرة، وابن عمر، وغيرهم. انظر في ذلك:"المصاحف" لابن أبي داود ص 103 - 106، و"جامع الأصول"(2/ 485 - 486)، و"الدُّرّ المنثور"(1/ 35 - 37).
وقد تقدَّم تخريجه من حديث أبي هريرة برقم (708). وسيأتي تخريجه من حديث ابن عمر برقم (2128). وانظر حديث (1490) أيضًا.
قال الإمام ابن كثير في "تفسيره"(1/ 26): "قرأ بعض القُرَّاء {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، وقرأ آخرون {مَالِكِ}، وكلاهما صحيح متواتر في السَّبْعِ".
وانظر القراءات الواردة في هذه الآية، ومن قرأ فيها:"زاد المسير" لابن الجَوْزي (1/ 13). وانظر في توجيهها: "تفسير الطبري"(1/ 148 - 154).
* * *
2010 -
أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد اللَّه الحُرْفِيّ
(1)
، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِيّ، حدَّثنا معاذ بن المُثَنَّى، حدَّثنا سَوَّار، حدَّثنا أبو أُمَيَّة، حدَّثنا مُبَارَك بن فَضَالة قال: وَفَدَ ابن سَوَّار في وفد من أهل البَصْرَة إلى أبي جعفر، فأنا لعنده ذات يوم إذ أُتِيَ برجلٍ فَأَمَرَ بقتله، فقلت في نفسي يُقْتَلُ رجلٌ من المسلمين وأنا حاضر! فقلتُ يا أمير المؤمنين ألا أحدِّثك حديثًا سمعته من الحسن؟ قال: وما هو؟ قلت:
حدَّثنا الحسن قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة جُمِعَ النَّاسُ في صعيدٍ واحدٍ حيث يسمعهم الدَّاعي، وينفذهم البصر، فيقوم منادٍ من عند اللَّه فيقول: ليقومنَّ من له على اللَّه يد فلا يقومنَّ إلَّا مَنْ عَفَا".
فَأَقْبَلَ عليَّ، فقال: آللَّه لسمعته من الحسن؟ قال قلت: آللَّه لسمعته من الحسن. قال: خَلَّيْنَا عنه.
(1)
قال السَّمْعَانِيُّ في "الأنساب"(4/ 112): "هذه النسبة للبقَّال ببغداد، ومن يبيع الأشياء التي تتعلق بالبُزُور والبقَّالين".
(13/ 212) في ترجمة (المُبَارَك بن فَضَالَة بن أبي أُمَيَّة أبو فَضَالَة).
مرتبة الحديث:
مُرْسَلٌ.
فـ (الحسن) هو (ابن أبي الحسن يَسَار البَصْرِيّ أبو سعيد): تابعي إمام ثقة مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (86).
وصاحب الترجمة (مُبَارَك بن فَضَالَة): صدوق يُدَلِّس ويُسَوِّي. لكنه صرَّح بالسماع هنا من الحسن البَصْرِيّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (343).
و(سَوَّار) هو (ابن عبد اللَّه بن سَوَّار التَّمِيميّ العَنْبَرِيّ البَصْرِيّ أبو عبد اللَّه)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 339):"ثقة من العاشرة، غلط من تكلَّم فيه، مات سنة خمس وأربعين -يعني ومائتين-، وله ثلاث وستون"/ د ت س. وانظر ترجمته موسَّعًا في: "تهذيب الكمال"(12/ 238 - 240)، و"التهذيب"(4/ 268 - 269).
و(أبو أُمَيَّة) لم أتبينه.
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
لم يروه من حديث الحسن غير الخطيب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى.
وقد عزاه في "الكنز"(3/ 375) رقم (7014) إلى الخطيب وحده.
وقد روى الخطيب في "تاريخه"(11/ 198 - 199) بإسناد تالف عن ابن عبَّاس مرفوعًا: "إذ كان يوم القيامة ينادي منادي من بُطْنَانِ العرش: ليقم من أعظم
اللَّه أجره، فلا يقوم إلَّا من عَفَا عن ذنب أخيه". وقد تقدَّم تخريجه في حديث (1653).
كما روي من حديث عِمْرَان بن حُصَيْن مرفوعًا بلفظ: "إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بُطْنَان العَرش: ألا ليقومن العافونَ من الخُلَفَاء إلى أكرم الجزاء، فلا يقوم إلَّا من عَفَا". وإسناده ضعيف. وقد سبق تخريجه والكلام عليه في حديث (887).
* * *
2011 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي الدِّيْبَاجِيّ، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رِزْق التَّانِيّ، وأبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القَطَّان، وأبو محمد عبد اللَّه بن يحيى بن عبد الجبَّار السُّكَّرِيّ، وأبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مَخْلَد البزَّار، قالوا: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة.
وحدَّثنا أبو بكر البَرْقَانِيّ -من كتابه بلفظه- وأنا سألته عنه، قال: قرأت على أبي محمد عبد الرحمن بن عمر المُعَدَّل -بِمِصْرِ-، أخبركم أبو القاسم حمزة بن محمد بن عليّ الكِنَانِيّ -قراءةً عليه-، أخبرنا أحمد بن شُعَيْب النَّسَائيّ أبو عبد الرحمن، أخبرني زكريا بن يحيى، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثنا المُبَارَك بن سعيد، عن موسى الجُهَنِيّ، عن مصعب بن سعد،
عن سعد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ أَنْ يُسَبِّحَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، ويُكَبِّر عَشْرًا، ويَحْمَدَ عَشْرًا، فذلك في خَمْسِ صَلَوَاتٍ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ باللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخُمْسُمَائةٍ في المِيزَانِ. وإذا أوى إلى فِرَاشِهِ سَبَّحَ ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وكَبَّرَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فذلك مِائَةٌ باللِّسَانِ، وَأَلْفٌ
في الميزانِ، وأَيُّكُمْ يَعْمَلُ في يومٍ وليلةٍ أَلْفَيْنِ وخَمْسُمَائَةِ سَيِّئَةٍ". "لفظ حديث النَّسَائِيّ".
(13/ 216 - 217) في ترجمة (المُبَارَك بن سعيد بن مسروق الثَّوْريّ أبو عبد الرحمن -أخو سفيان-).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن. وقال الحافظ ابن حَجَر: "حسن من هذا الوجه". وأصل الحديث في "صحيح مسلم" من طريق موسى الجُهَنِيّ، عن مصعب بن سعد، عن أبيه مرفوعًا.
التخريج:
رواه الحسن بن عَرَفَة في "جزئه" ص 87 - 88 رقم (79)، وعنه النَّسَائي في كتاب "عمل اليوم والليلة" ص 208 رقم (153)، والذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(11/ 551)، وابن حَجَر في "نتائج الأفكار"(2/ 270)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
قال النَّسَائي: "خالفه -يعني لمُبَارَك بن سعيد الثَّوْري- يعلى بن عبيد، رواه عن موسى الجُهَنِيّ، عن موسى، عن أبي زُرْعَة، عن أبي هريرة". ثم رواه من طريق يعلى بن عبيد بالإسناد المتقدِّم بنحوه. ولم يخرِّجه محقق كتاب النَّسَائي!
وقال النَّسَائي -كما في "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (3/ 321) رقم (3943) -: "الصواب حديث يعلى"!
وفي حاشية "تحفة الأشراف" الموطن السابق، أنَّه في إحدى النسخ من "التحفة" بخطِّ المِزِّيّ حاشية ذكر فيها عن النَّسَائي قوله: "موسى الثاني
(1)
لا أعرفه.
(1)
الذي في إسناد أبي هريرة.
وقال الحافظ ابن حَجَر في "نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار"(2/ 270) عن حديث النَّسَائي من طريق سعيد الثَّوري، عن موسى الجُهَنِيّ، عن مصعب بن سعد، عن أبيه:"حسن من هذا الوجه".
وروى الشطر الأول من الحديث إلى قوله: "وألف وخمسمائة في الميزان": الطبراني في كتاب "الدعاء"(2/ 1131) رقم (724)، عن المِقْدَام بن داود، حدَّثنا حجَّاج بن إبراهيم الأَزْرَق، حدَّثنا مُبَارَك بن سعيد، به. وقال محققه:"إسناده حسن غير شيخ الطبراني متكلَّم فيه".
أقول: وأصل حديث سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه، رواه مسلم في الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، (4/ 2073) رقم (2698)، والتِّرْمِذِيّ في الدعوات، باب رقم (59)(5/ 510 - 511) رقم الحديث (3463)، وأحمد في "المسند"(1/ 174 و 180 و 185)، والنَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 208 رقم (152)، والحُمَيْدي في "مسنده"(1/ 43) رقم (80)، وأبو عبد اللَّه الدَّوْرَقي في "مسند سعد بن أبي وقَّاص" ص 98 رقم (45)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنفه"(10/ 294)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 96) رقم (822)، وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 77 و 142 - 143) رقم (723 و 829)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (3/ 360 - 361) رقم (1160)، وعبد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(1/ 175) رقم (134)، والهيثم بن كُلَيْب في "مسنده"(1/ 129) رقم (65)، والطبراني في "الدعاء"(3/ 1570 - 1572) رقم (1702 و 1706)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(2/ 493 - 494) رقم (593)، وأبو نُعَيْم في "معرفة الصحابة"(1/ 418) رقم (537)، وفي "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 83)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(5/ 44) رقم (1266)، من طرق، عن موسى الجُهَنِيّ، عن مصعب بن سعد، عن أبيه مرفوعًا بلفظ: "أَيَعْجزُ أحدُكُم أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يوم أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ من جُلَسَائِهِ:
كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قال: يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ له أَلْفُ حَسَنَةٍ، أو يُحَطُّ عنه أَلْفُ خَطِيئَةٍ".
وحديث سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه، قد روى نحوه أبو داود في الأدب، باب في التسبيح عند النوم (5/ 309 - 310) رقم (5065)، والتِّرْمِذِيّ في الدعوات، باب رقم (25)(5/ 478) رقم (3410)، والنَّسَائي في السهو، باب عدد التسبيح بعد التسليم (3/ 74 - 75)، وابن ماجه في الإقامة، باب ما يقال بعد التسليم (1/ 299) رقم (926)، وأحمد في "المسند"(2/ 160 - 161)، وعبد الرزاق في "مصنفه"(2/ 233 - 234)، رقم (3189)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(3/ 230) رقم (2009)، وعَبْدُ بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(1/ 312) رقم (356)، والطبراني في "الدعاء"(2/ 1132 - 1133) رقم (726 و 727)، وابن أبي شَيْبَة في "المصنف"(10/ 233 - 234)، والبخاري في "الأدب المفرد"، ص 404 رقم (1221)، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا.
وقال التِّرْمِذِيُّ: "حسن صحيح".
وصحَّحه الحافظ ابن حَجَر أيضًا في "نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار"(2/ 266).
* * *
2012 -
أخبرنا أبو عبد اللَّه اللِّحَافِيّ، أخبرنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن زكريا النَّسَويّ -بِدِمَشْق-، حدَّثنا خَلَف بن محمد الخَيَّام، حدَّثنا سهل بن شَاذُوْيَه، حدَّثنا نصر بن الحسين، حدَّثنا عيسى بن موسى، عن عبيد اللَّه العَتَكِيّ، عن أبي الزُّبَيْر،
عن جابر قال: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن المُوَاقَعَةِ قَبْلَ المُلَاعَبَةِ.
(13/ 220 - 221) في ترجمة (المُطَهَّر بن محمد بن إبراهيم الشِّيْرَازِيّ الصُّوفيّ أبو عبد اللَّه، المعروف باللِّحَافِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (خَلَف بن محمد الخَيَّام البُخَارِيّ أبو صالح) وقد ترجم له في:
1 -
"الإرشاد في معرفة علماء الحديث" لأبي يعلى الخَلِيلي (3/ 972 - 973) رقم (901) وقال: "كان له حفظ ومعرفة، وهو ضعيف جدًّا، روى في الأبواب تراجم لا يُتَابَعُ عليها، وكذلك مُتُونًا لا تُعْرَفُ. سمعت ابن أبي زُرْعَة والحاكم أبا عبد اللَّه الحَافِظَيْنِ يقولان: كتبنا عنه الكثير، ونَبْرَأُ من عُهْدَتِهِ، وإنما كتبنا عنه للاعتبار".
2 -
"الأنساب" للسَّمْعَاني (5/ 226 - 227) وقال: "كان مكثرًا من الحديث من غير أن يرحل في طلبه. . . وقيل إنَّه لم يكن بموثوق به. تكلَّم فيه أبو سعد الإدريسي الحافظ".
3 -
"سِيَر أعلام النبلاء"(16/ 70) وقال: "الشيخ المحدِّث الكبير. . . روى عنه الحاكم. . . وأبو سعد عبد الرحمن بن الإدريسي، وغَمَزَهُ ولَيَّنَهُ وما تَرَكَهُ. عاش ستًا وثمانين سنة". وكانت وفاته عام (361 هـ).
4 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 662) وقال: "مشهور، أكثر عنه ابن مَنْدَه. قال الحاكم: سقط حديثه برواية حديث: "نهى عن الوِقَاعِ قَبْلَ المُلاعَبَةِ"".
5 -
"لسان الميزان"(2/ 404 - 405).
كما أنَّ في إسناده (عيسى بن موسى البُخَاري الأَزْرَق، المُلَقَّب بِغُنْجَار)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 102): "صدوق ربما أخطأ، وربما دلَّس،
مكثر من الحديث عن المتروكين". وتقدَّمت ترجمته في حديث (438). وقد اعتبره ابن حَجَر في "طبقات المُدَلِّسين" رقم (124)، من أهل الطبقة الرابعة الذين لا يُقَبْلُ حديثهم إلَّا إذا صرَّحوا بالسماع. وقد عنعن هنا في رواية الخطيب، لكنه صرَّح بالتحديث في رواية أبي يعلى الخَلِيليّ الآتية.
وفيه أيضًا (عبيد اللَّه بن عبد اللَّه العَتَكيّ أبو المُنِيب)، قال البخاري:"عنده مناكير". وقال العُقَيْلِي: "لا يُتَابَعُ على حديثه". ووثَّقه ابن مَعِين وغيره، وضعَّفه آخرون. وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 535):"صدوق يخطئ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176).
و(أبو عبد اللَّه اللِّحَافِيّ) هو صاحب الترجمة (المُطَهَّر بن محمد بن إبراهيم الشِّيْرَازِيّ الصُّوفِيّ)، قال الخطيب عنه:"كان سماعه صحيحًا".
التخريج:
رواه أبو يعلى الخَلِيليُّ في "الإرشاد"(3/ 973) رقم الحديث (252)، عن محمد بن عبد اللَّه الحاكم، أخبرنا خَلَف بن محمد بن إسماعيل البُخَاري، به. وقال:"سمعت الحاكم بعقبِ هذا الحديث يقول: خُذِلَ خَلَف بهذا وبغيره".
وعن أبي يعلى الخَلِيليِّ رواه الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 662) في ترجمة (خَلَف بن محمد الخَيَّام).
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(16/ 597) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(16/ 352) رقم (44886) إلى الخطيب وحده، فَقَصَّرَ.
غريب الحديث:
قوله: "نهى عن المُواقَعَةِ": أي عن الجِمَاع. قال ابن منظور في "لسان العرب" مادة (وقع)(8/ 405): "الوِقَاع: مُوَاقَعَةُ الرجل امرأته إذا باضَعَها وَخَالَطَهَا. وَوَاقَعَ المرأة وَوَقَعَ عليها: جَامَعَهَا".
* * *
2013 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، والحسن بن أبي بكر، قالا: أخبرنا جعفر بن محمد بن نُصَيْر الخُلْدِيّ.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن يوسف الصَّيَّاد، وعبد الغفَّار بن محمد بن جعفر المؤدِّب، قالا: أخبرنا محمد بن أحمد بن عليّ بن مَخْلَد بن المُحْرِم قال: حدَّثنا الحارث بن محمد بن أبي أُسَامَة التَّمِيميّ، حدَّثنا داود بن المُحَبَّر، حدَّثنا مَيْسَرَة، عن موسى بن جَابَان، عن لُقْمَان بن عامر قال:
قال أبو الدَّرْدَاء، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "إنَّ الجَاهِلَ لا يَكْشِفُ إلَّا عَنْ سوءٍ، وإن كان حَصِيفًا
(1)
ظريفًا عند النَّاس؛ والعاقل لا يَكْشِفُ إلَّا عن فَضْلٍ، وإن كان عَيِيًّا مهينًا عند النَّاس".
(13/ 223) في ترجمة (مَيْسَرة بن عبد رَبِّه).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (مَيْسَرَة بن عبد رَبِّه الفَارِسيّ البَصْرِيّ التَّرَّاس) وقد ترجم له في:
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "خصيفًا" بالخاء المعجمة. والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 694، ومن "المطالب العالية"(3/ 17).
1 -
"التاريخ الكبير"(7/ 377) وقال: "يُرْمَى بالكذب".
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 231 رقم (608) وقال: "متروك الحديث".
3 -
"الجرح والتعديل"(8/ 254) وفيه عن أبي حاتم: "يُرْمَى بالكذب، وكان يفتعل الحديث، روى في فضل قَزْوين والثغور بالكذب". وقال أبو زُرْعَة: "كان يضع الحديث وضعًا، قد وضع في فضائل قَزْوين نحو أربعين حديثًا، كان يقول: إنما أحتسب في ذلك".
4 -
"المجروحين"(3/ 11 - 12) وقال: "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، ويضع المعضلات عن الثقات في الحثِّ على الخير والزَّجْرِ عن الشَّرِّ، لا يحلُّ كتابة حديثه إلَّا على سبيل الاعتبار".
5 -
"الكامل"(6/ 2422 - 2424) وقال: "عامَّة حديثه يشبه بعضه بعضًا في الضعف". وفيه عن ابن حمَّاد: "ميسرة الذين يحدِّثون عنه تلك الأحاديث الطِوَال كان كذَّابًا".
6 -
"تاريخ بغداد"(13/ 222 - 224) وقال: "روى عنه شعيب بن حَرْب المَدَائِني خُطْبَة الوَدَاع، وداود بن المُحَبَّر بن قَحْذَم أحاديث باطلة في كتاب العقل. . . ". وقال أبو داود: "ميسرة بن عبد ربِّه أقرَّ بوضع الحديث". وقال محمد بن عيسى الطَّبَّاع: "قلت لميسرة بن عبد ربِّه: من أين جئت بهذه الأحاديث، من قرأ كذا فله كذا؟ قال: وضعته أُرَغِّب النَّاس فيه". وقال ابن مَعِين: "ليس بشيءٍ". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك".
7 -
"المغني"(2/ 689) وقال: "كذَّاب معروف".
8 -
"لسان الميزان"(6/ 138 - 140) وفيه عن الحاكم: "يروي عن قوم من المجهولين الموضوعات، وهو ساقط". وقال مَسْلَمَة بن قاسم: "كذَّاب، روى أحاديث منكرة، وكان ينتحل الزهد والعبادة. . . ". وقال أبو نُعَيْم: "يروي الأباطيل".
كما أنَّ في إسناده (داود بن المُحَبَّر بن قَحْذَم الطَّائِيّ الثَّقَفِيّ البَكْرَاوِيّ أبو سليمان)، وهو متروك. وكذَّبه أحمد وصالح جَزَرَة وابن حِبَّان. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1264).
التخريج:
رواه الحارث بن أبي أُسَامَة في "مسنده" -من الطريق التي رواها الخطيب عنه-. كما في "المطالب العالية" لابن حَجَر (3/ 17 - 18 و 216) رقم (2758 و 3300).
قال الحافظ ابن حَجَر في "المطالب العالية"(3/ 13): "ومن كتاب "العقل" لداود بن المُحَبَّر أودعها الحارث بن أبي أُسَامَة في "مسنده" وهي موضوعة كلّها، لا يَثْبُتُ منها شيء". وذكر حديث أبي الدَّرْدَاء ضِمْنَهَا.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 173)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بـ (مَيْسَرَة)، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 127) وقال: "موضوع، آفته: مَيْسَرَة". وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 175).
وذكره الشَوْكَانِيّ في "الفوائد المجموعة" ص 476 - 477 وقال: "موضوع، وآفته مَيْسَرَة بن عبد رَبِّه".
* * *
2014 -
أخبرنا أحمد بن محمد العَتِيقيّ، والحسين بن محمد بن طاهر الدَّقِيقيّ، قالا: أخبرنا عثمان بن محمد بن القاسم الأَدَمِيّ، حدَّثنا يحيى بن محمد بن صَاعِد، حدَّثنا أبو ثابت الخطَّاب مُشَرَّف بن أَبَان -ببغداد سنة ثلاث وأربعين ومائتين-، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن عليّ بن زيد بن جُدْعَان،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَصَوْتُ أبي طَلْحَةَ في الجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فِئَةٍ". قال: وكان يجثو
(1)
بين يدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم فيقول: يا نبيَّ اللَّه نَفْسي لِنَفْسِكَ الفِدَاءُ، وَوَجْهِي لِوَجْهِكَ الوِقَاءُ.
(13/ 224) في ترجمة (مُشَرَّف بن أَبَان الخَطَّاب أبو ثابت).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والمرفوع من الحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (عليّ بن زيد بن جُدْعَان)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (241). وقد تُوبع كما سيأتي.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (مُشَرَّف بن أَبَان الخَطَّاب)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته" (9/ 203) وقال:"روى عنه أهل بلده". ولم يُوَثِّقْهُ غيره.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 261)، وأبو يعلى في "مسنده"(7/ 62 و 71) رقم (3983) و (3993)، والحُمَيْدِيّ في "المسند"(2/ 506) رقم (1202)، وعنه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 309)، من طريق سفيان بن عُيَيْنَة، عن عليّ بن زيد بن جُدْعَان، عنه، به.
قال أبو نُعَيْم: "مشهور من حديث ابن عُيَيَنْةَ، تفرَّد به عنه ابن زيد".
ومن الطريق ذاته، مختصرًا بذكر المرفوع منه فحسب: رواه أحمد في "المسند"(3/ 111 و 112)، وأبو يعلى في "مسنده"(7/ 69) رقم (3991)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 352 - 353).
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "يحبؤ". وفي المخطوط نسخة تونس ص 694: "يجثوا". والتصويب من مصادر تخريجه.
وبذكر المرفوع وحده، رواه أحمد في "المسند"(3/ 249)، عن عفَّان، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، حدَّثنا عليّ بن زيد قال: أظنه عن أنس، به.
ورواه مختصرًا بذكر المرفوع وحده: أحمد في "المسند"(3/ 203)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(12/ 463)، وعَبْد بن حُمَيْد، في "المنتخب من المسند"(3/ 179) رقم (1382)، والضِّياء المَقْدِسي في "المُخْتَارَة"(5/ 44) رقم (1656 و 1657)، من طريق يزيد بن هارون، عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن أنس، به.
أقول: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(3/ 505)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 352)، من طريق سفيان، عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل، عن جابر وأنس -وعند ابن سعد: عن جابر أو عن أنس- مرفوعًا بلفظ: "لصوتُ أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل".
قال الحاكم: "رواته عن آخرهم ثقات، وإنما يعرف هذا المتن من حديث عليّ بن زيد بن جُدْعَان عن أنس". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: في إسناده (عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل بن أبي طالب الهاشمي)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 447 - 448):"صدوق في حديثه لِيْنٌ، ويقال تغيَّر بأَخَرَةٍ". وقال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 485): "حديثه في مرتبة الحسن". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (884).
وبلفظ ابن سعد والحاكم، رواه الحارث بن أبي أُسَامة في "مسنده" عن جابر أو أنس. كما في "المطالب العالية"(4/ 97) رقم (4058).
وفي حاشية "المطالب": "قال البُوصِيري: رواه الحارث بسند ضعيف لضعف عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل".
* * *
2015 -
حدَّثنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي -بالبَصْرَة-، حدَّثنا عليّ بن إسحاق المَادَرَائِيّ، حدَّثنا مُطِيع بن عبد اللَّه بن مُطِيع، حدَّثنا يعقوب بن حُمَيْد، حدَّثنا محمد بن خالد المَخْزُومِيّ، عن سفيان الثَّوْريّ، عن زُبَيْد، عن أبي وائل،
عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الصَّبْرُ نِصْفُ الإيمَانِ، واليَقِينُ الإيمانُ كُلُّهُ".
(13/ 226) في ترجمة (مُطِيع بن عبد اللَّه بن مُطِيع البَكْرِيّ).
مرتبة الحديث:
ضعيف مرفوعًا، صحيح موقوفًا.
ففي إسناده (محمد بن خالد المَخْزُومِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 59) وقال: "يروي عن الثَّوْريّ، روى عنه يعقوب بن حُمَيْد بن كَاسِب، ربما رَفَعَ وَأَسْنَدَ".
2 -
"العلل" لابن الجَوْزي (2/ 331) وقال: "مجروح".
3 -
"الميزان"(3/ 534) ونقل قول ابن الجَوْزي مُقِرًّا له. وأورد له الحديث المتقدِّم.
4 -
"اللسان"(5/ 152 - 153).
كما أنَّ في إسناده (يعقوب بن حُمَيْد بن كَاسِب المَدَني)، وقد ضُعِّفَ كما قال الحافظ ابن حَجَر في "تغليق التعليق"(2/ 23). وتقدَّمت ترجمته في حديث (141).
و (زُبَيْد) هو (ابن الحارث بن عبد الكريم اليَامِيّ): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (607).
و (أبو وائل) هو (شَقِيق بن سَلَمَة الأَسَدِيّ): ثقة مُخَضْرَمٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1177).
التخريج:
رواه أبو سعيد الأعرابي في "معجمه"(3/ 515 - 516) رقم (592)، وتمَّام الرَّازيّ في "فوائده"(1/ 615) رقم (1079)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 34)، والقُضَاعِيّ في "مسند الشهاب"(1/ 126 - 127) رقم (158)، وأبو الحسن بن صَخْر في "فوائده"، والبيهقي في "الزهد"
(1)
-كما في "تَغْلِيق التَّعْلِيق" لابن حَجَر (2/ 23) -، وفي "شُعَب الإيمان"(7/ 123) رقم (9716) -ط بيروت-، من طريق يعقوب بن حُمَيْد بن كَاسِب، عن محمد بن خالد المَخْزُوميّ، به.
قال أبو نُعَيْم: "تفرَّد به المَخْزُوميّ عن سفيان بهذا الإسناد، ورواه الثَّوْرِيّ عن أبي إسحاق عن جرير النَّهْدِيّ، عن رجل من بني سُلَيْم، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثله".
وقال البيهقي في "شُعَب الإيمان": "تفرَّد به يعقوب عن المَخْزُوميّ، والمحفوظ عن ابن مسعود من قوله غير مرفوع".
وقال في "الزُّهْد" -كما في "تَغْلِيق التَّعْلِيق"(2/ 23) -: "تفرَّد به يعقوب بن حُمَيْد، عن محمد بن خالد هذا". ثم حكى البيهقي عن الحافظ أبي عليّ النَّيْسَابُوريّ أنَّه قال: "هذا حديث منكر لا أصل له من حديث زُبَيْد، ولا من حديث الثَّوْرِيّ".
(1)
لم أقف عليه في "الزهد الكبير" المطبوع، فلعله في "الزهد الصغير" له، ولم يطبع بعد. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقال أبو الحسن بن صَخْر -كما في "تغليق التعليق"(2/ 23) -: "غريب تفرَّد به المَخْزُوميّ عن الثَّوْريّ فيما قيل".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "التَّغْلِيق"(2/ 24): "وفي الجملة رَفْعُ الحديث خطأ".
وقال في "فتح الباري"(1/ 48) -في الإيمان، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: بُنِي الإسلام على خمس-: "لا يَثْبُتُ رَفْعُهُ".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 330 - 331)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"تفرَّد بروايته محمد بن خالد عن الثَّوْريّ. ومحمد بن خالد مجروح. قال يحيى والنَّسَائي: يعقوب بن حُمَيْد ليس بشيء".
وقد حَسَّنَ الحافظ العِرَاقِيُّ إسناده في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(1/ 231)، وفي تحسينه له نظر لما تقدَّم.
ورواه البخاري في "صحيحه" في كتاب الإيمان، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"بُنِي الإسلام على خَمسٍ"(1/ 45)، تعليقًا، فقال:"وقال ابن مسعود: "اليَقِينُ الإيمانُ كُلُّهُ"".
قال الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(1/ 45): "هذا التعليق طَرَف من أَثَرٍ وصله الطبراني بسند صحيح".
أقول: رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ 107) رقم (8544)، ووكيع بن الجَرَّاح في "الزُّهْد"(2/ 456) رقم (203)، وعنه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(1/ 190) رقم (47)، وابن أبي خَيْثَمَة في "تاريخه"، وعبد الرحمن بن يزيد بن رُسْتَه في كتاب "الإيمان" له -كما في "تَغْلِيق التَّعْلِيق"(2/ 21 - 22) -، من طريق الأَعْمَش، عن أبي ظَبْيَان، عن عَلْقَمَة، عن ابن مسعود موقوفًا عليه مِنْ قوله.
قال البيهقي: "وقد رُوي هذا من وجه آخر غير قويٍّ مرفوعًا".
كما تقدَّم عنه قوله: "والمحفوظ عن ابن مسعود من قوله غير مرفوع".
وقال الحافظ ابن حَجَر في" تَغْلِيق التَّعْلِيق"(2/ 22): هذا موقوف صحيح رواه الحاكم في "المستدرك" من حديث الأَعْمَش مختصرًا".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 57): "رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله رجال الصحيح".
* * *
2016 -
أخبرنا الحسن بن عليّ الجَوْهَرِيّ، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن لؤلؤ الورَّاق، حدَّثنا عليّ بن الحسن بن سليمان القَطِيعيّ، حدَّثنا محمد بن مَسْكِين، حدَّثنا يحيى بن حسَّان، حدَّثنا مِسْوَر بن الصَّلْت -كتبت عنه ببغداد-، عن زيد بن أَسْلَم، عن عطاء بن يَسَار،
عن أبي سعيد، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحو حديث قبله، قال:"أُحِلَ لنا مِنَ المَيْتَةِ مَيْتَتَانِ، ومِنَ الدَّمِ دَمَانِ: الحِيْتَانُ والجَرَادُ، والطِّحَالَ والكَبِدُ".
(13/ 245) في ترجمة (مِسْوَر بن الصَّلْت بن ثابت بن وَرْدَان أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
ضعيف. والصحيح وقفه على ابن عمر رضي الله عنهما.
ففي إسناده صاحب الترجمة (مِسْوَر بن الصَّلْت بن ثابت بن وَرْدَان أبو الحسن) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 565) وقال: "كان يحدِّث بأحاديث الشِّيْعَة".
2 -
"التاريخ الكبير"(7/ 411) وقال: "ضعيف ضعَّفه أحمد".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 229 رقم (600) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الجرح والتعديل"(8/ 298) وفيه عن أبي حاتم وأبي زُرْعَة: "ضعيف الحديث".
5 -
"المجروحين"(3/ 31 - 32) وقال: "كان غاليًا في التَّشَيُّع، يشتم السَّلَف، وكان يروي عن الثقات الموضوعات، لا يجوز الاحتجاج به، كان أحمد بن حنبل يكذِّبه، وأمَّا يحيى فحسَّن القول فيه".
6 -
"الكامل"(6/ 2424) وقال: "ليس للمِسْوَر كثير حديث".
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 361 رقم (509).
8 -
"تاريخ بغداد"(13/ 245 - 246) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف".
9 -
"اللسان"(6/ 37) وفيه عن الحاكم: دروى عن ابن المُنْكَدِر المناكير".
التخريج:
ذكره الدَّارَقُطْنِيُّ في "العلل" -كما في "نصب الراية" للزَّيْلَعِيّ (4/ 202) - وقال: "رواه المِسْوَر بن الصَّلْت عن زيد بن أَسْلَم عن عطاء بن يَسَار عن أبي سعيد الخُدْرِيّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وخالفه ابن زيد بن أَسْلَم، فرواه عن أبيه عن ابن عمر مرفوعًا. وغير ابن زيد يرويه عن زيد بن أَسْلَم عن ابن عمر موقوفًا، وهو الصواب".
وقال ابن عبد الهادي في" تنقيح التحقيق" -كما في "نصب الراية"(4/ 202) -: "وهذه الطريق -يعني التي ذكرها الدَّارَقُطْنِيّ-، رواها الخطيب بإسناد إلى المِسْوَر بن الصَّلْت. والمِسْوَر ضعَّفه أحمد والبخاري وأبو زَرْعَة وأبو حاتم. وقال النَّسَائي: متروك الحديث".
وقال ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 175): "رواه المِسْوَر بن
الصَّلْت عن زيد بن أَسْلَم عن عطاء بن يَسَار عن أبي سعيد عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا يصحُّ هذا القول، والمِسْوَرُ: ضعيف". ثم نقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.
والحديث رواه أحمد في "المسند"(2/ 97)، والشَّافِعِي في "مسنده"(2/ 173) -بترتيب السِّنْدي-، وابن ماجه في الأطعمة، باب الكبد والطحال (2/ 1102) رقم (3314)، وعبد بن حُمَيْد في المنتخب من "المسند"(2/ 41) رقم (818)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(4/ 271 - 272)، والبَغَويُّ في "شرح السُّنَّة"(11/ 244) رقم (2803)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 58)، من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَم، عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعًا.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 254)، من طريق سليمان بن بلال، عن زيد بن أَسْلَم، عن ابن عمر موقوفًا، وقال:"هذا إسناد صحيح، وهو في معنى المسند، وقد رَفَعَهُ أولاد زيد عن أبيهم".
ثم رواه عقبه من طريق عبد الرحمن وأسامة وعبد اللَّه بني زيد بن أَسْلَم، عن أبيهم، عن ابن عمر مرفوعًا، وقال:"أولاد زيد هؤلاء كلُّهم ضعفاء جرحهم يحيى بن مَعِين، وكان أحمد بن حنبل وعليّ بن المَدِيْنيّ يوثِّقان عبد اللَّه بن زيد، إلَّا أن الصحيح من هذا الحديث هو الأول -يعني الموقوف-".
أقول: قد تابع الثلاثة من أبناء زيد بن أَسْلَم، في روايتهم له عن أبيهم، عن ابن عمر مرفوعًا: أبو هاشم كَثِير بن عبد اللَّه الأُبُلِّي، وهو أضعف منهم
(1)
. فقد أخرجه من طريقه، ابن مَرْدُوْيَه في تفسير سورة الأنعام. انظر:"نصب الراية"(4/ 202)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 26).
قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 26) بعد أن نقل عن
(1)
تقدَّمت ترجمته في حديث (367).
الدَّارَقُطْنِيّ قوله بأنَّ الموقوف أصحّ: اوكذا صحَّح الموقوف: أبو زَرْعَة
(1)
وأبو حاتم، وعبد الرحمن بن زيد: ضعيف متروك. وقال أحمد: حديث هذا منكر"
(2)
.
قال الإمام ابن المُلَقِّن في "خلاصة البدر المنير"(1/ 12) عقب نقله لقول الإمام البيهقي المتقدِّم في حديث ابن عمر موقوفًا: "هذا إسناد صحيح، وهو في معنى المسند": قلت: لأنَّ قول الصحابي أُحِلَّ لنا كذا، مرفوع على المختار عند جمهور الفقهاء والأصوليين وأهل هذا الفن، فيصحُّ الاستدلال بهذه الرواية".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 26): "نَعَمْ الرواية الموقوفة التي صحَّحها أبو حاتم وغيره، هي في حكم المرفوع، لأنَّ قول الصحابي: أُحِلَّ لنا، وحُرِّم علينا كذا، مثل قوله: أُمِرْنا بكذا، ونُهِينا عن كذا؛ فيحصل الاستدلال بهذه الرواية لأنَّها في معنى المرفوع".
* * *
2017 -
أخبرني الأَزْهَرِيّ، وعليّ بن محمد بن الحسن الحَرْبِيّ، قالا: أخبرنا عبد اللَّه بن عثمان الصَّفَّار، أخبرنا محمد بن عِمْرَان بن موسى الصَّيْرَفِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن عليّ بن عبد اللَّه المَدِيْنيّ، حدَّثنا أبي، حدَّثنا الحسن بن القاسم
(3)
، عن مُسْلِم بن جَنْدَل قال: أتيتُ شَرِيكًا أنا وقُطْبَة، فقال له قُطْبَة
(1)
نقله عنه ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 17).
(2)
نقله عنه العُقَيْلِي في "الضعفاء الكبير"(2/ 331) في ترجمة (عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَم).
(3)
هكذا في المطبوع: "الحسن بن القاسم". وهو يوافق ما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 699. وفي مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث: "الحسن بن أبي القاسم"، وكذلك في المصادر التي روت الحديث والمذكورة في التخريج.
-أو قلت
(1)
له-: إنَّ مُنْدَلًا حدَّثنا عن الأَعْمَش، عن شَقِيق،
عن عبد اللَّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أتى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَسْتَتِرْ، ولا يَتَجَرَّدَ تَجَرُّدَ العَيْرِ
(2)
".
فقال شَرِيك: كَذَبَ مُنْدلُ. فقلت له كذب بمرَّة؟ فقال: أنا حَدَّثْتُ به الأَعْمَش عن عاصم عن أبي قِلَابَة، فاستعادنيه -أو فأعجبه-. فأتيت مُنْدَلًا فأخبرته، فقال: كذب بمرَّة؛ لعل الأَعْمَش حدَّث بحديث فوصل هذا فيه فتوهمته. ورجع عنه.
(13/ 248) في ترجمة (مُنْدَل بن عليّ العَنَزِيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (مُنْدَل بن عليّ العَنَزِيّ الكوفي)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (567).
كما أنَّ فيه (الحسن بن أبي القاسم) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(2/ 304) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(3/ 34) وفيه عن أبي حاتم: "لا أعرفه".
(1)
في "التاريخ الكبير" للبخاري (8/ 73)، و"الجرح والتعديل"(8/ 434 - 435)، و"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 267)، و"الكامل" (6/ 2448): أنَّ القائل لشَرِيك هو (الحسن بن أبي القاسم). وليس عندهم ذكر لـ (مسلم) و (قُطْبة).
(2)
هكذا في المطبوع: "العَبْر". وهو يوافق ما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 699. وفي جميع المصادر التي خرَّجته: "العَيْرَيْنِ"، تثنية (عَيْر) وهو حمار الوحش. انظر. "النهاية"(3/ 328).
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 170).
4 -
"لسان الميزان"(2/ 245 - 246) وفيه عن ابن حِبَّان في "ثقاته": "يخطئ ويخالف". أقول: قوله هذا لا يوجد في "الثقات" المطبوع. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
كما أنَّ فيه (شَرِيك بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ)، وهو صدوق يخطئ كثيرًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (672).
و(مسلم بن جَنْدَل) لم أقف على من ترجم له.
و(قُطْبَة) هو (ابن عبد العزيز بن سِيَاه الأَسَدِي الحِمَّاني): ثقة، أخرج له مسلم وأصحاب السنن الأربعة. انظر ترجمته في:"الكاشف"(2/ 345)، و"التهذيب"(8/ 387 - 379)، و"التقريب"(2/ 126).
و(الأَعْمَش) هو (سليمان بن مِهْرَان): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (190).
و(شَقِيق) هو (ابن سَلَمَة الأَسَدِي أبو وائل): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1177).
وشيخ الخطيب (الأَزْهَرِيّ) هو (عبيد اللَّه بن أحمد الصَّيْرَفِيّ أبو القاسم): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (676).
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 170) رقم (1449) -من كشف الأستار-، والطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 242) رقم (10443)، والبيهقي في" السنن الكبرى"(7/ 193)، من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل، عن مُنْدَل بن عليّ، عن الأَعْمَش، عن أبي وائل شَقِيق بن سَلَمَة، عن ابن مسعود، به.
قال البزَّار: "لا نعلم رواه عن الأَعْمَش هكذا إلَّا مُنْدَل، وأخطأَ فيه. وَذَكَر شَرِيك أنَّه كان هو ومُنْدَل عند الأَعْمَش، وعنده عاصم الأَحْول فَحَدَّثَ عاصم عن أبي قِلَابَة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث مُرْسَلًا".
وقال البيهقي: تفرَّد به مُنْدَل بن عليّ، وليس بالقويِّ. وهو وإن لم يكن ثابتًا فمحمود في الأخلاق".
ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 226 - 227) -في ترجمة (مُنْدَل) - من طريق عبد العزيز بن الخطَّاب، عن مُنْدَل، به.
ورواه عقبه من طريق الحسن بن أبي القاسم، عن مُنْدَل، به. ثم ذكر سؤال الحسن لشَرِيك عنه وإجابته له بما تقدَّم.
ورواه البخاري في "التاريخ الصغير"(2/ 151)، وعنه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2448) -في ترجمة (مُنْدَل) -، من طريق عبد اللَّه بن أبي الأسود، حدَّثنا الحسن بن أبي القاسم قال: ذكرنا لشَرِيك حديث مُنْدَل، عن الأَعْمَش، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "إذا أتى أَهْلَهُ فلا يَتَجَرَّدا تَجَرُّدَ العَيْريْنِ
(1)
. فقال: كَذَبَ، أنا أخبرت الأَعْمَش عن عاصم عن أبي قِلَابَة".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 293): رواه البزَّار والطبراني، وفيه مُنْدَل بن عليّ، وهو ضعيف وقد وثِّق. وقال البزَّار: أخطأ مِنْدَل في رَفْعِهِ، والصواب أنَّه مُرْسِلٌ، وبقية رجاله رجال الصحيح".
وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 426)، من طريق مُنْدَل، عن الأَعْمَش، به، ونقل عن أبي زُرْعَة قوله:"أخطأ فيه مُنْدَل".
(1)
أقول: لم يذكر البخاري متن الحديث بتمامه، إنما ساق منه قوله:"إذا أتى أهله فلا يتجرد".
ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(6/ 194 و 195) رقم (10469 و 10470) من طريقين:
الأول: عن الثَّوْري، عن عاصم، عن أبي قِلَابَة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا.
الثاني: عن مَعْمَر، عن أيوب، عن أبي قِلَابَة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا أيضًا.
ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(4/ 402)، عن أبي معاوية، عن عاصم، عن أبي قِلَابَة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وللحديث شاهد من حديث عُتْبَة بن عبد السُّلَمِيّ رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ حديث ابن مسعود. رواه ابن ماجه في النكاح، باب التستر عند الجماع (1/ 618 - 619) رقم (1921).
وقد ضَعَّفْ البُوصِيري في" مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(2/ 109) إسناده لضعف الأَحْوَص بن حَكِيم العَنْسِيّ الحِمْصِيّ
وله شاهد آخر من حديث أبي أُمَامَة مرفوعًا. قال الهيثمي في "المجمع"(4/ 294 - 294): ورواه الطبراني وفيه عُفَيْر بن مَعْدَان وهو ضعيف".
وله شاهد ثالث رواه النَّسَائي في كتاب "عِشْرَة النِّسَاء" ص 142 رقم (143)، من حديث عبد اللَّه بن سَرْجِس رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ:"إذا أتى أحدُكُم أهله فَلْيُلْقِي على عَجُزِهِ وعَجُزِهَا شيئًا، ولا يَتَجَرَّدَا تَجَرُّدَ العَيْرَيْنِ". قال النَّسَائِيُّ عقبه: "هذا حديث منكر".
وانظر في الكلام على هذه الشواهد وأخرى غيرها: "نصب الراية" للزَّيْلَعِيّ (4/ 246 - 248).
* * *
2018 -
أخبرنا أبو حزم عمر بن أحمد بن إبراهيم -العَبْدَويّ بنَيْسَابُور-، أخبرني عليّ بن أحمد بن عبد العزيز الجُرْجَانِيّ، حدَّثني داود بن سليمان بن خُزَيْمَة البُخَارِي، حدَّثنا محمد بن إسماعيل البُخَارِيّ، حدَّثنا عمرو بن محمد
(1)
، حدَّثنا أبو عُبَيْدَة مَعْمَر بن المُثَنَّ التَّيْمِيّ، حدَّثنا هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: كنت قاعدةً أَغْزِلُ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْصِفُ نَعْلَه، فجعل جبينه يَعْرَقُ، وجعل عرقه يتولَّد نورًا فُبُهِتُّ، فنظر إلىَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: مَا لَكِ يا عائشهُ بُهِتِّ"؟ قلت: جعل جبينُك يعرق، وجعل عرقك يتولَّد نورًا، ولو رآك أبو كَبِير الهُذَلِيّ لَعِلمَ أنَّك أحقّ بِشِعْرِهِ. قال: "وما يقول أبو كَبِير"؟ قالت: قلتُ يقولُ:
ومُبَرَّأٍ مِنْ كُلِّ غُبَّرِ حَيْضَةٍ
…
وفَسَادِ مُرْضِعَةٍ ودَاءٍ مُغْيِلِ
فإذا نَظَرْتَ إلى أَسِرَّةِ وَجْهِهِ
…
بَرَقَتْ كَبَرْقِ العَارِضِ المُتَهَلِّلِ
قالت: فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقبل بين عيني، وقال:"جَزَاكِ اللَّهُ با عائشةُ عنِّي خيرًا، ما سُرِرْتِ مِنِّي كَسُرُري مِنْكِ".
(13/ 252 - 253) في ترجمة (مَعْمَر بن المُثَنَّى التَّيْمِيّ البَصْرِيّ أبو عُبَيْدَة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (عليّ بن أحمد بن عبد العزيز المُحْتَسِب الجُرْجَانِيّ أبو الحسن) وقد ترجم له في:
(1)
قوله: "حدَّثنا عمرو بن محمد" سقط من المطبوع. والاستدراك من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (702)، و"الحِلْيَة"(2/ 45)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (7/ 422).
1 -
"سؤالات مسعود السِّجْزِيّ للحاكم" ص 59 رقم (8) وقال: "صاحب كتاب "البخاري" كثير السماع، معروف بالطلب، إلَّا أنَّه وقع إلى أبي بشر المُصْعَبِيّ
(1)
الفقيه، وكأنَّه أخذ بسيرته في الحديث، فظهرت منه المجازفة عند الحاجة إليه، فَتُرِكَ".
2 -
"تاريخ جُرْجَان" ص 317 - 318، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"سِيَر أعلام النبلاء"(17/ 22) وقال: وهَّاه الحاكم، وقال: ظهرت منه المجازفة، فَتُرِكَ، وحدَّثنا بالعجائب عن المُصْعَبِيّ".
4 -
"المغني"(2/ 443) وقال: "تركه أبو عبد اللَّه الحاكم".
5 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 112) وفيه مثل ما في "المغني".
6 -
"لسان الميزان"(4/ 194 - 195) ونقل ما تقدَّم عن الحاكم. وَذَكَرَ أنَّ وفاته كانت عام (366 هـ).
وقد توبع (عليّ بن أحمد الجُرْجَانِيّ) كما سيأتي.
كما أن في إسناده (عمرو بن محمد بن جعفر الزَّنْبَقِيّ)
(2)
، ترجم له السَّمْعَانِيّ في "الأنساب" (6/ 305) وقال: ديروي عن أبي عُبَيْدَة مَعْمَر بن المُثَنَّى، روى عنه البُخَاري". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أن فيه (داود بن سليمان بن خُزَيْمَة البُخَارِيّ)، لم أقف على من ترجم له.
وبقية رجال الإسناد حديثهم حسن.
(1)
هو (أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب بن بشر بن فَضَالَة المَرْوَزيّ)، وهو معروف بوضع المتون وقلب الأسانيد. وتقدَّمت ترجمته في حديث (565).
(2)
تَصَحَّفَ في "الحِلْيَة"(2/ 45) إلى: "الزيبقي".
التخريج:
رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 422 - 423)، عن أبي حازم الحافظ، عن أبي الحسن عليّ بن أحمد بن عبد العزيز، به.
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(2/ 45 - 46)، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 493 - 494) -مخطوط-، من طريق أَوْس بن أحمد بن أَوْس، حدثنا داود بن سليمان بن خُزَيْمَة، به
(1)
.
ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(13/ 253)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 494) -مخطوط-، من طريق أبي ذَرّ محمد بن محمد بن يوسف القاضي، عن أبيه، عن أبي عبد اللَّه محمد بن إسماعيل البُخَاري، به.
و(أبو ذَرّ محمد بن محمد بن يوسف بن الحَكَم العَدَوي القاضي)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(3/ 208 - 209)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. ولم أقف على من ذكره بذلك.
وأبوه (محمد بن يوسف بن الحَكَم العَدَوي)، لم أقف على من ترجم له.
غريب الحديث:
قوله: "غُبَّر حَيْضَة": غُبَّرُ الحَيْضِ: بقاياه، أي حملت به وهي طاهر، ليس بها بقية حَيْضٍ. انظر:"لسان العرب" مادة (غبر)(5/ 3)، وحاشية محقق "طبقات فحول الشعراء"(2/ 622)، و"العقد الفريد"(6/ 232).
قوله: "وداءٍ مُغْيِلِ" يقال: غالت المرأة ولدها إذا أرضعته وهي حامل، وإذا شرب الولد ذلك اللبن، ضَوِيَ واعْتَلَّ. انظر "لسان العرب" مادة (غيل)(11/ 510 - 511).
(1)
أقول: سقط من مخطوطة "تاريخ دمشق" لابن عساكر ما بين (داود بن خزيمة) و (مَعْمَر بن المُثَنَّى).
قوله: "العَارِض": السَّحَابُ المُطِلُّ. "لسان العرب" مادة (عرض)(7/ 174).
وأبو كَبِير الهُذَلِيّ اسمه: عامر بن الحُلَيْس.
* * *
2019 -
أخبرنا إبراهيم بن عمر البَرْمَكِيّ، حدَّثنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النَّسَويّ، حدَّثنا أبو ذَرّ محمد بن محمد بن يوسف القاضي -إملاءً-، حدَّثنا أبي، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن إسماعيل، حدَّثنا عمرو بن محمد بن جعفر، حدَّثنا أبو عُبَيْدَة مَعْمَر بن المُثَنَّى قال: حدَّثني هشام بن عُرْوَة قال: حدَّثنا أبي قال:
حدَّثتني عائشة بنحوه. -أي بنحو الحديث السابق رقم (2018) -.
قال أبو ذَرّ: سألني أبو عليّ صالح بن محمد البغدادي عن حديث أبي عُبَيْدَة مَعْمَر بن المُثَنَّى أن أحدِّثه به فحدَّثته به، فقال: لو سمعتَ بهذا عن غير أبيك عن محمد لأنكرته أشدّ الإنكار، لأنِّي لم أعلم قَطّ أنَّ أبا عُبَيْدَة حدَّث عن هشام بن عُرْوَة شيئًا، ولكنَّه حسن عندي حين صار مَخْرَجُهُ عن محمد بن إسماعيل.
(13/ 253) في ترجمة (مَعْمَر بن المُثَنَّى التَّيْمِيّ البَصْرِيّ أبو عُبَيْدَة).
مرتبة الحديث:
في إسناده (عمرو بن محمد بن جعفر الزَّنْبَقِيّ) و (أبو ذَرّ محمد بن محمد بن يوسف بن الحَكَم العَدَوي القاضي)، لم يُذْكَرْ فيهما جرح أو تعديل. وتقدَّمت ترجمتهما في الحديث السابق (2018).
كما أنَّ فيه (محمد بن يوسف بن الحَكَم العَدَوي)، لم أقف على من ترجم له.
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (2018).
* * *
2020 -
أخبرنا أبو سعد المَالِينيّ -قراءةً-، أخبرنا أبو الحسين محمد بن موسى بن عيسى، حدَّثنا أحمد بن الحسن المُقْرِئ، حدَّثنا محمد بن يحيى الكِسَائِيّ المُقْرِئ، حدَّثنا عليّ بن المغيرة، حدَّثنا مَعْمَر بن المُثَنَّى، عن أبي عمرو بن العلاء، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: ما فَسَّرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مِنَ القرآن إلَّا آيات يسيرة، قوله:{وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ}
(1)
[سورة الواقعة: الآية 82] قال: "شُكْرَكُمْ".
(13/ 253) في ترجمة (مَعْمَر بن المُثَنَّى التَّيْمِيّ البَصْرِيّ أبو عُبَيْدَة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (أحمد بن الحسن المُقْرِئ دُبَيْس أبو عليّ)، وهو منكر الحديث ليس بثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (392).
وفيه (عليّ بن المغيرة الأَثْرَم أبو الحسن)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(12/ 107 - 108)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
(1)
وتمام الآية: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} . قال الإمام ابن كثير في "تفسيره"(4/ 220): "قال بعضهم: معنى {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} بمعني: شكركم أنكم تكذِّبون، أي ت تكذِّبون بدل الشكر". وانظر الأخبار الواردة في تفسير الرزق بالشكر: "تفسير ابن كثير"(4/ 320)، و"الدر المنثور"(8/ 28 - 31).
التخريج:
قال السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(8/ 29): وأخرج ابن مَرْدُوْيَه قال: مَا فَسَّر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وذكر الحديث. وليس فيه ذكر عمَّن رواه.
وقد روى التِّرْمِذِيُّ في التفسير، باب ومن سورة الواقعة (5/ 401 - 402) رقم (3295)، وأحمد في "المسند"(1/ 108)، وعبد اللَّه بن أحمد في زياداته على "المسند" لأبيه (1/ 131)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (2/ 208) رقم (593)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" ص 351 رقم (789)، والطبري في "تفسيره"(27/ 207 - 208)، من طريق إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي، عن عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [سورة الواقعة: الآية 82] قال: "شُكْرَكُم، تقولون: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كذا وكذا، وبِنَجْمِ كذا وكذا".
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن غريب صحيح، لا نعرفه مرفوعًا إلَّا من حديث إسرائيل. ورواه سفيان الثَّوْريُّ عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن السُّلَمْيِّ عن عليٍّ نَحْوَهُ ولم يَرْفَعْهُ".
وقال البزَّار: "هذا الحديث لا نعلم رواه عن أبي عبد الرحمن إلَّا عبد الأعلى الثَّعْلَبِيّ، ولا يُرْوَى عن عليٍّ رضي الله عنه إلَّا من هذا الوجه".
أقول: في إسناده (عبد الأعلى بن عامر الثَّعْلَبِيّ الكوفي)، وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (721).
قال الإمام ابن كثير في "تفسيره"(4/ 320) بعد أن ذكره عن الإمام أحمد من الطريق السابق: "وهكذا رواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن مُخَوَّل بن إبراهيم النَّهْدِيّ، وابن جَرِير عن محمد بن المثنَّى عن عبيد اللَّه بن موسى، وعن يعقوب بن
إبراهيم عن يحيى بن أبي بُكَيْر، ثلاثتهم عن إسرائيل، به مرفوعًا. وكذا رواه التِّرْمِذِيّ عن أحمد بن مَنِيع عن حسين بن محمد -وهو المَرْوَزِيّ- به، وقال: حسن غريب. وقد رواه سفيان الثَّوْري عن عبد الأعلى ولم يَرْفَعْهُ".
وفي "المسند" لأحمد بن حنبل (1/ 108) أنَّ مُؤَمَّل قال لسفيان: إنَّ إسرائيل رفعه؟ قال: صبيان صبيان!!
وانظر "العلل" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 163 - 164) رقم (487)، حيث ذكر الاختلاف على (عبد الأعلى) في رفعه، ووقفه، وقال:"ويشبه أن يكون الاختلاف من جهة عبد الأعلى".
* * *
2021 -
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحَفَّار، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا العبَّاس بن محمد الدُّوْرِيّ، حدَّثنا مُعَمَّر بن محمد -ولد أبي رَافِع-، أخبرني معاوية بن عبيد اللَّه -قال: وهو عَمِّي-، عن عبيد اللَّه،
عن سَلْمَى مَوْلاةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم -وهي جدَّتنا- قالت: كنتُ عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا جالسةً، إذ أتى إليه رجل فشكا إليه وجَعًا يجده في رأسه، فأمره بالحِجَامَةِ وسط رأسه. وشكا إليه ضَرَبَانًا يجده في قدميه، فأمره أن يخضبها بالحِنَّاءِ، ويُلْقِي في الحِنَّاءِ شيئًا مِنْ مِلْحٍ.
(13/ 260) في ترجمة (مُعَمَّر بن محمد بن عبيد اللَّه بن عليّ بن عبيد اللَّه بن أبي رَافِع مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (مُعَمَّر بن محمد بن عبيد اللَّه بن أبي رَافِع الهاشمي مولاهم أبو محمد) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 355 رقم (333)، وقال:"ما كان بثقةٍ ولا مأمونٍ".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 261) وقال: "لا يُتَابَعُ على حديثه، ولا يُعْرَفُ إلّا به".
3 -
"الجرح والتعديل"(8/ 373) وفيه عن أبي حاتم: "رأيتُهُ ولم أكتب عنه في سنة ثلاث عشرة ومائتين، أتيته فخرج علينا وهو مخضوب الرأس واللحية، فلم أسأله عن شيءٍ، ودخل البيت فرآني بعض أهل الحديث وأنا قاعد على بابه فقال: ما يقعدك؟ قلت: أنتظر الشيخ أن يخرج، فقال: هذا كذَّاب، كان ابن مَعِين يقول: ليس هذا بشيء ولا أبوه بشيء". وقال أبو حاتم أيضًا: "كان أبوه ضعيف الحديث، فكان لا يترك أباه بضعفه حتى يحدِّث عنه ما يزيد نفسه ويزيد أباه ضعفًا".
4 -
"المجروحين"(3/ 38 - 39) وقال: "ينفرد عن أبيه بنسخة أكثرها مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلَّا على جهة التعجب".
5 -
"الكامل"(6/ 2442 - 2443) وقال: "منكر الحديث". وقال أيضًا: "مقدار ما يرويه لا يُتَابَعُ عليه".
6 -
"تاريخ بغداد"(13/ 259 - 261) وفيه عن صالح جَزَرَة: "ليس بشيء".
7 -
"التهذيب"(10/ 250 - 251) وفيه عن ابن خُزَيْمَة: "أنا أبرأُ من عهدته".
8 -
"التقريب"(2/ 267) وقال: "منكر الحديث، من كبار العاشرة"/ ق.
كما أنَّ في إسناده أيضًا (عبيد اللَّه بن عليّ بن أبي رَافِع المَدَني، يعرف بعَبَادِل، ويقال فيه: عليّ بن عبيد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(5/ 393)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(5/ 328) وفيه عن ابن مَعِين: "لا بأس به". وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: "لا بأس بحديثه، ليس منكر الحديث. قلت: يُحْتَجُّ بحديثه؟ قال: لا، هو يحدِّث بشيء يسير، وهو شيخ".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 69).
4 -
"الكاشف"(2/ 202) وقال: "قال أبو حاتم: لا يُحْتَجُّ به. ووثَّقه غيره".
5 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 14) وقال: "صُويلح الحديث، فيه شيء".
6 -
"التقريب"(1/ 537) وقال: "ليِّن الحديث، من السادسة"/ د ت ق.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 395)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (بمُعَمَّر بن محمد)، وذكر بعض أقوال النُّقَّاد فيه.
وقد روى أبو داود في الطب، باب الحِجَامة (4/ 194 - 195) رقم (3858)، وابن ماجه في الطب، باب الحِنَّاء (2/ 1158) رقم (3502)، من طريق فَائِد مولى عبيد اللَّه بن عليّ بن أبي رَافِع، عن مولاه عبيد اللَّه، عن جدَّته سَلْمَى أُمّ رافع مَوْلَاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّها قالت:"ما كان أحدٌ يشتكي إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجعًا في رأسه إلَّا قال: احْتَجِمْ. ولا وَجَعًا في رِجْلَيْه إلَّا قال: اخْضِبْهُمَا". هذا لفظ أبي داود.
ولفظ ابن ماجه: "كانَ لا يُصِيبُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَرْحَةٌ
(1)
ولا شَوْكَةٌ إلَّا وَضَعَ عليه الحِنَّاءَ".
(1)
"القَرْحَةُ: بفتح القاف ويضم، جراحة من سيف وسكين ونحوه". "تحفة الأحوذي"(6/ 213). وانظر "القاموس" ص 301 مادة (قرح).
ورواه التِّرْمِذِيُّ في الطب، باب ما جاء في التداوي بالحِنَّاء (4/ 392) رقم (2054) من طريق فَائِد، عن عليّ بن عبيد اللَّه، عن جدَّته سَلْمَى بلفظ: "ما كانَ يكونُ برسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَرْحَةٌ ولا نَكْبَةٌ
(1)
إلَّا أَمَرَني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أَنْ أَضَعَ عليها الحِنَّاءَ".
قال التِّرْمِذِيُّ: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفُهُ من حديث فَائِدٍ، وروى بعضهم هذا الحديث عن فَائِدٍ وقال: عن عبيد اللَّه بن عليّ عن جدَّته سَلْمَى. وعُبَيْدُ
(2)
اللَّه بن عليٍّ: أَصَحُّ. ويقال: سُلْمَى".
ثم رواه التِّرْمِذِيّ من طريق فَائِد، عن عبيد اللَّه بن عليّ، عن جدَّته، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ بمعناه.
أقول: في إسناده عندهم (عبيد اللَّه بن عليّ بن أبي رَافِع المَدَني -ويقال فيه: عليّ بن عبيد اللَّه-)، وهو ليِّن الحديث كما تقدَّم في مرتبة الحديث. وانظر كلام الإمام المنذري على هذا الحديث في "مختصر سنن أبي داود"(5/ 347 - 348).
وروى ابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 39) -في ترجمة (مُعَمَّر بن محمد بن عبيد اللَّه بن أبي رَافع) -، من طريق العبَّاس بن إسماعيل الغريق قال: حدَّثنا مُعَمَّر بن محمد بن عبيد اللَّه، عن أبيه محمد، عن أبيه عبيد اللَّه، عن
(3)
أبي رافع قال: "كنت جالسًا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم فمسح بيده على رأسي وقال: عليكم بسيِّد الخِضَاب: الحِنَّاء، يُطَيِّبُ البَشَرَةَ، ويزيد في الجِمَاعِ".
(1)
النَّكْبَةُ: "بفتح النون، جراحة من حَجَر أو شوك". "تحفة الأحوذي"(6/ 213). وانظر "اللسان"(1/ 773) مادة (نكب).
(2)
في "السنن": "عبيد" بدون واو. وهي مثبتة في "مختصر سنن أبي داود" للمنذري (5/ 348)، و"تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (11/ 333)، نقلًا عن التِّرْمِذِيّ.
(3)
تَصَحَّفَ في "المجروحين" إلى: "عبيد اللَّه بن أبي رافع". والتصويب من "العلل المتناهية"(2/ 202)، و"ميزان الاعتدال"(4/ 157).
وعن ابن حِبَّان رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 202) ونقل قول ابن حِبَّان السابق في "مُعَمَّر".
وذكره ابن طاهر المَقْدِسي في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 166 رقم (509) وقال: "فيه مُعَمَّر بن محمد بن عبيد اللَّه يتفرَّد عن أبيه بنسخة مقلوبة".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2443) -في ترجمة (مُعَمَّر) -، من طريق إبراهيم بن الوليد، عن مُعَمَّر عن أبيه، عن جدِّه أبي رَافِع مرفوعًا بنحو رواية ابن حِبَّان.
غريب الحديث:
قوله: "شكا إليه ضَرَبَانًا": قال في "لسان العرب" مادة (ضرب)(1/ 543): "ضَرَبَ العِرْق والقلبُ يَضْرِبُ ضَرْبًا وضَرَبَانًا: نبض وخفق. وضرب الجرح ضَرَبَانًا، وضَرَبَهُ العِرْقُ إذا آلمه".
* * *
2022 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القَطَّان، حدَّثنا جعفر بن محمد بن شاكر، حدَّثنا مُعَمَّر بن محمد، حدَّثنا أبي: محمد، عن أبيه عبيد اللَّه،
عن سَلْمَى مَوْلَاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم -وهي أوَّل مملوكة مَلَكَهَا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قالت: كنت عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا جالسةً، إذ أتاه رجل، فشكا إليه وَجَعًا يجده في رأسه، فَأَمَرَهُ بالحِجَامَةِ وسط رأسه. وشكا إليه ضَرَبَانًا يجده في قَدَمَيْهِ، فَأَمَرَهُ بخضبها بحِنَّاء، ويُلْقي في الحِنَّاءِ شيئًا مِنْ حَرْمَلٍ.
(13/ 260) في ترجمة (مُعَمَّر بن محمد بن عبيد اللَّه -من ولد أبي رَافِع مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (مُعَمَّر بن محمد بن عبيد اللَّه بن أبي رَافِع الهاشمي مولاهم)، ما كان بثقة ولا مأمون كما قال ابن مَعِين. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (2021).
كما أنَّ فيه والده (محمد بن عبيد اللَّه بن أبي رافع الهاشمي مولاهم الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 283 رقم (45) وقال: "ليس بثقة".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 529) وقال: "ليس حديثه بشيء".
3 -
"التاريخ الكبير"(1/ 171) وقال: "منكر الحديث". وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشيء هو وابنه مُعَمَّر".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 104) وذكر له حديثًا وقال: "ليس له أصل".
5 -
"المجروحين"(2/ 249 - 250) وقال: "منكر الحديث جدًّا، يروي عن أبيه ما ليس يشبه حديث أبيه. فلمَّا غلب المناكير على روايته استحق الترك. كان يحيى بن مَعِين شديد الحمل عليه". أقول: الغريب أنَّ ابن حِبَّان يقول عنه هنا: منكر الحديث جدًّا"، ثم يترجم له في "ثقاته".
6 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 400).
7 -
"الكامل"(6/ 2125 - 2126) وقال: "هو في عداد شِيْعَة الكوفة، ويروي من الفضائل أشياء لا يُتَابَعُ عليها".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 333 - 334 رقم (450).
9 -
"الكاشف"(3/ 65) وقال: "ضعَّفوه".
10 -
"التهذيب"(9/ 321) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك وله معضلات".
11 -
"التقريب"(2/ 187) وقال: "ضعيف، من السادسة"/ ق.
كما أن فيه والده (عبيد اللَّه بن علي بن أبي رَافِع المَدَني)، وهو ليِّن الحديث. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق رقم (2021).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 395 - 396)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: "هذا حديث لا يصحُّ. وأعلَّه بـ (مُعَمَّر) وأبيه.
وقد تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (2021).
غريب الحديث:
قوله: "شيئًا من حَرْمَل": "الحَرْمَلُ: نبات صحراوي من الفصيلة الرطريطية، يستعمل في الطب". "المعجم الوسيط" مادة (حرم) ص 169.
* * *
2023 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الصمد بن عليّ الطَّسْتِيّ، حدَّثنا علي بن حمَّاد بن السَّكَن، حدَّثنا مُجَّاعَة بن ثابت الخُرَاسَانِيّ، حدَّثنا ابن لَهِيعة، عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه،
عن جدِّه قال: لمَّا اشتبكت الحرب يوم حُنَيْن دخل جُنْدُب بن عبد اللَّه على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه إنَّ هذه الحرب قد اشتبكت ولسنا ندري ما يكون، أفلا تخبرنا بأَخْيَر أصحابك وأحبّهم إليك؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هي ياهيه، للَّه أبوك، أنت القائد لها بأزمَّتها، هذا أبو بكر الصِّدِّيق يقوم في النَّاس من بعدي، وهذا عمر بن الخطَّاب حبيبي ينطق بالحقِّ على
لساني، وهذا عثمان بن عفَّان هو منِّي وأنا منه، وهذا عليّ بن أبي طالب أخي وصاحبي حتى تقوم الساعة".
(13/ 261 - 262) في ترجمة (مُجَّاعَة بن ثابت، وهو مُجَّاعَة بن أبي مُجَّاعَة الخرَاسَانِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده صاحب الترجمة (مُجَّاعَة بن ثابت الخُرَاسَانِيّ)، قال ابن مَعِين:"كذَّب ليس بشيءٍ". واتَّهمه ابن عدي أيضًا. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (330).
وفيه (ابن لَهِيعة) وهو (عبد اللَّه بن لَهِيعة بن عُقْبَة الحَضْرَمِيّ المِصْرِيّ): ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (196).
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(11/ 198) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
والحديث ذكره السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(1/ 387)، عن الخطيب من طريقه السابق.
ورواه بنحوه، العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 130) -في ترجمة (سليمان بن شُعَيْب بن اللَّيْث بن سعد) -، من طريق رَوْح بن الفرج المُخَرِّمي قال: حدثنا سليمان بن شعيب بن الليث قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن لَهِيعة، به.
قال العُقَيْليُّ: "حديثه غير محفوظ، ولا يُتَابَعُ عليه، ولا يُعْرَفُ إلَّا به".
وذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 211) في ترجمة (سليمان) هذا، عن
العُقَيْلِي من طريقه المتقدِّم، وقال:"المُتَّهم بوضع هذا، هذا الشيخ الجاهل -يعني سليمان بن شُعَيْب-".
وتابعه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 95) ونقل عن ابن يونس قوله في (سليمان): "يروي عن ابن لَهِيعة وابن عيَّاش مناكير".
قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 370) بعد أن ذكر رواية العُقَيْلِي: "وأخرجه أبو نُعَيُم في "فضائل الصحابة"، والخطيب، من طريق مُجَّاعَة بن ثابت". ثم نقل عن الذَّهَبِيِّ قوله في (مُجَّاعَة): "ليس بثقة".
* * *
2024 -
أنبأنا أبو سعد المَالِينيّ، أخبرنا عبد اللَّه بن عَدِيّ الحافظ قال: سمعت عَبْدَان يقول: حدَّثنا مُغَلَّس البغدادي -شيخ ثقة، سنة نَيِّفٍ وثلاثين، قبل: أن ألقى هشام بن خالد بعشر سنين، فلمَّا لقيت هشام بن خالد نسيت أن أسأله- قال: حدَّثنا هشام بن خالد، حدَّثنا خالد بن يزيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشَّعْبِيّ، عن أبي الزُّبَيْر،
عن جابر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"كنتُ نَهَيْتُكُمْ عن زِيَارَةِ القُبُوِر فَزُورُوهَا".
(13/ 264) في ترجمة (مُغَلِّس البغدادي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (خالد بن يزيد بن أَسَد البَجَلِيّ القَسْرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 15) وقال: "لا يُتَابَعُ على حديثه".
2 -
"الجرح والتعديل"(3/ 359) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقويٍّ".
3 -
"الكامل"(3/ 885 - 888) وقال: "أحاديثه كلُّها لا يُتَابَعُ عليها لا إسنادًا ولا مَتْنًا. . . وهو عندي ضعيف، إلَّا أنَّ أحاديثه إفرادات، ومع ضعفه كان يُكْتَبُ حديثه".
4 -
"سِيَر أعلام النبلاء"(9/ 410 - 411) وقال: "كان صاحب حديث ومعرفة، وليس بالمُتْقِن، يتفرَّد بالمناكير".
5 -
"لسان الميزان"(2/ 391 - 392).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 887) -في ترجمة (خالد بن يزيد البَجَلِيّ القَسْرِيّ) -، من الطريق التي رواها الخطيب عنه. وقال:"هذا الحديث بهذا الإسناد منكر، والإسناد مضطرب مِنْ قِبَلِ أنَّه قال: عن الشَّعْبِيّ عن أبي الزُّبَيْر".
وللحديث شواهد عدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(11/ 152 - 154)، و"مجمع الزوائد"(3/ 57 - 60)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 137).
ومن هذه الشواهد، ما رواه مسلم في الجنائز، باب استئذان النبيّ صلى الله عليه وسلم ربَّه عز وجل في زيارة قَبْرِ أُمِّه (2/ 672) رقم (977)، وغيره، عن بُرَيْدَة بن الحُصَيْب مرفوعًا:"نَهَيْتْكُمْ عن زيارة القبورِ فَزُورُوها. . . . ".
* * *
2025 -
أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدَّثنا مُنْتَصِر بن محمد بن مُنْتَصِر البغدادي، أخبرنا عليّ بن شُبْرُمَةَ الحَارِثيّ، أخبرنا شَرِيك، عن منصور، عن أبي حازم،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْحَاجِّ ولِمَنْ اسْتَغْفَرَ لَهُ الحَاجُّ".
(13/ 269) في ترجمة (مُنْتَصر بن محمد بن مُنْتَصِر البغدادي أبو منصور).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (شَرِيك بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ الكوفي)، وهو صدوق يخطئ كثيرًا، وقد تغيَّر حفظه بأَخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (672).
كما أنَّ فيه (عليّ بن شُبْرُمَة الحَارِثيّ)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 449):"ضعَّفه الأَزْدِيّ". وانظر "اللسان"(4/ 234). لكنه تُوبع، فقد تابعه (أبو أحمد حسين بن محمد المَرُّوذِيّ) -وهو ثقة كما في "التقريب"(11/ 179) - عند البزَّار، وابن خُزَيْمَة، والحاكم، والبيهقي.
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (مُنْتَصِر بن محمد البغدادي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(منصور) هو (ابن المُعْتَمِر السُّلَمِيّ): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1060).
و(أبو حازم) هو (سلمان الأَشْجَعِيّ الكوفي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1668).
التخريج:
رواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(4/ 132) رقم (2516)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 441)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 261)، وفي "شُعَب الإيمان"(8/ 53 - 54) رقم (3817)، والطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 114)، والبزَّار في "مسنده"(2/ 40) رقم (1155) -من كشف الأستار-، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1326) -في ترجمة (شَرِيك) -، من طريق شَرِيك بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ، عن منصور، به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهبِيُّ!.
وقال الطبراني: "لم يروه عن منصور إلّا شَرِيك، ولا رواه عن شَرِيك إلَّا عليّ بن شُبْرُمَة وحسين بن محمد المَرُّوذِيّ".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 211): "ورواه البزَّار والطبراني في "الصغير"، وفيه شَرِيك بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ وهو ثقة وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح".
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب"(2/ 167): "في إسناده شَرِيْك القاضي، ولم يخرِّج له مسلم إلَّا في المتابعات".
ورواه الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد الجَوْزي الأَصْبَهَاني في "الترغيب والترهيب"(1/ 441) رقم (1037)، من طريق عبد اللَّه بن رجاء، حدَّثنا شَيْبَان، عن جابر، عن مجاهد، مُرْسَلًا.
ثم وجدت الحافظ الزَّيْلَعِيَّ يقول في "نصب الراية"(3/ 85): "رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه" عن شَرِيك، عن جابر، عن مجاهد، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم".
* * *
2026 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ بن يعقوب الوَاسِطيّ، حدَّثنا عليّ بن عمر الحَرْبِيّ، حدَّثنا أبو بكر مُطَرِّف بن جُمْهُور الأُشْرُوسَنِيّ
(1)
-قدم علينا حاجًّا-، حدَّثنا حَمْدَان بن ذي النُّون، حدَّثنا إبراهيم بن سليمان الزَّيَّات، حدَّثنا معلَّى بن هلال، عن محمد، عن عطاء،
(1)
نسبة إلى (أُشْرُوسَنَة) من بلاد الروم كما في "تبصير المنتبه" لابن حَجَر (1/ 45). وانظر "الأنساب"(1/ 232) حيث ضبطها السَّمْعَاني (أُسْرُوشَنَة) ثانيه سين مهملة وخامسه معجمة.
عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اغْدُوا في طَلَبِ العِلْمِ، فإنَّ الغُدُوَّ بَرَكَةٌ ونَجَاحٌ".
(13/ 270) في ترجمة (مُطَرِّف بن جُمْهُور بن الفضل الأُشْرُوسَنِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (معلَّى بن هلال بن سُوَيْد الطَّحَّان الكوفي)، وهو ممَّن اتفق النُّقَّاد على تكذيبه. وقال الإمام أحمد:"كُلُّ أحاديثه موضوعة". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (581).
كما أنَّ فيه (إبراهيم بن سليمان الزَّيَّات البَلْخِي أبو إسحاق)، قال ابن عدي:"ليس بالقوي". وتقدَّمت ترجمته في حديث (220).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (مُطَرِّف بن جُمْهُور الأُشْرُوسَنِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك
التخريج:
لم أقف عليه بهذا اللفظ في كُلِّ ما رجعت إليه.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 125) إلى الخطيب وحده.
وقال المُنَاوي في "فيض القدير بشرح الجامع الصغير"(2/ 18): "رمز المصنَّف -يعني السُّيُوطيّ- لضعفه، وهو كما قال ففيه ضعفًا"! ! وعزاه إلى الخطيب وحده.
والحديث رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(1/ 180)، رقم (178) -، من طريق محمد بن أيوب بن سُوَيد، عن أبيه، عن الأوزاعي، عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَة، عن عائشة مرفوعًا بلفظ:
"اغدوا في طلب العلم، فإنِّي سألت ربِّي أن يبارك لأُمَّتي في بُكْورِهَا ويجعل ذلك يوم الخميس".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 132): "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه أيوب بن سُوَيْد وهو يسرق الحديث".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 324)، من طريق محمد بن أيوب بن سُوَيْد، عن أبيه، عن الأوزاعي، عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَة، عن عائشة مرفوعًا:"اغدوا في طلب العلم غداة الخميس".
وقال ابن الجَوْزي: لا يثبت. وأعلَّه بـ (محمد بن أيوب)، وأبيه. وقال:"فأمَّا محمد فقال ابن حِبَّان: يروي الموضوعات لا يحلُّ الاحتجاج به، وأمَّا أبوه (أيوب) فقال ابن المبارك: "ارْمِ به. وقال يحيى: ليس بشيء".
* * *
2027 -
أخبرني الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم بن شَاذان، حدَّثنا مَسَرَّة بن عبد اللَّه أبو شاكر الخادم -مولى المتوكِّل-، حدَّثنا أبو زُرْعَة عبيد اللَّه بن عبد الكريم الرَّازِيّ -بالرَّيّ سنة ثمان وستين ومائتين- قال: حدَّثنا سليمان بن حَرْب، حدَّثنا حمَّاد بن زيد، حدَّثنا عبد العزيز بن صُهَيْب،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ للَّه تعالى في كُلِّ ليلة جمعة مائة ألف عتيق من النَّار، إلَّا رجلان، فإنَّهما داخلان في أُمَّتي تستروا بها وليس هم
(1)
منهم، فإنَّ اللَّه لا يعتقهم فيمن أعتق، وذلك أنَّهم ليسوا منهم، هم مع الكبائر في طبقتهم، وإنهم مصفَّدون مع عبدة الأوثان، مبغض
(1)
هكذا بالجمع هنا وفيما يلي إلى آخر الحديث. وهو موافق لما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 708. وفي "الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 324)، و"اللآلئ" (1/ 306)، وغيرهما: بالتثنية في الجميع.
أبي بكر وعمر. وليس هم داخلون في الإسلام، وإنما هم يهود هذه الأُمَّة".
ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا لعنة اللَّه على مُبْغِضي أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ".
(13/ 271 - 272) في ترجمة (مَسَرَّة بن عبد اللَّه أبو شاكر الخادم، مولى المتوكِّل على اللَّه).
مرتبة الحديث:
موضوع.
والحَمْلُ فيه على صاحب الترجمة (مَسَرَّة بن عبد اللَّه الخادم)، فإنَّه كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (166).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا الحديث كذب موضوع، والرجال المذكورون في إسناده كلُّهم ثقات أئمة سوى مَسَرَّة، والحَمْلُ عليه فيه. على أنَّه ذَكَرَ سماعه من أبي زُرْعَة بعد موته بأربع سنين، لأنَّ أبا زُرْعَة مات في سنة أربع وستين ومائتين من غير خلاف في ذلك".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 234)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قوله السابق.
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 306)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 347 - 348).
وذكره الحافظ الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(4/ 96) في ترجمة (مَسَرَّة)، وقال:"من موضوعاته".
* * *
2028 -
أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن عليّ بن عِيَاض بن أبي عَقِيل القاضي -بصُوْر-، وأبو نصر عليّ بن الحسين بن أحمد بن أبي سَلَمَة الورَّاق -بصَيْدَا-، قالا: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغَسَّاني قال: حدَّثني مُؤْنِس بن وَصِيف أبو الحسن البغدادي -بتِنِّيس-، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة قال: كنت أكتب عن يزيد بن هارون، عن أبي حفص الأَبَّار -فلقيته بمكَّة-. قال الحسن: فحدَّثني أبو حفص الأَبَّار، عن لَيْث، عن مجاهد،
عن ابن عَبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أَدْخَلَ على أخيه المسلم فرحًا أو سرورًا في دار الدُّنيا، خلق اللَّه له من ذلك خلقًا يدفع به عنه الآفات في الدُّنيا، فإذا كان يوم القيامة، كان منه قريبًا، فإذا مَرَّ به قال له: لا تَخَفْ. فيقول له: ومَنْ أنت؟ فيقول: أنا الفرح -أو السرور- الذي أدخلته على أخيك في دار الدُّنيا".
(13/ 273) في ترجمة (مُؤْنِس بن وَصِيف البغدادي أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
لا يصحُّ كما قال ابن الجَوْزي.
ففي إسناده (لَيْث) وهو (ابن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم): ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (124).
وفيه صاحب الترجمة (مُؤْنِس بن وَصِيف البغدادي أبو الحسن)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وقال ابن الجَوْزي عنه في "العلل" (2/ 23):"مجهول". ولم يُتَرْجَمْ له في "الميزان" و"اللسان"!.
و (أبو حفص الأَبَّار) هو (عمر بن عبد الرحمن بن قيس الكوفي): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1908).
و (مجاهد) هو (ابن جَبْر المَخْزُومِيّ المَكِّي أبو الحجَّاج): إمام ثقة مُفَسِّر. وتقدَّمت ترجمته في حديث (399).
التخريج:
رواه ابن جُمَيْع الصَّيْدَاويّ في "معجم شيوخه" ص 365 - 366، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 23)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. ومُؤْنِس بن وَصِيف: مجهول".
وعزاه في "كنز العُمَّال"(6/ 432) رقم (16412) إلى الخطيب وابن النَّجَّار فحسب.
* * *
2029 -
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا يوسف بن عمر القَوَّاس، حدَّثنا أبو سعيد مَسْعَدَة بن بكر بن يوسف الفَرْغَانِيّ -قدم علينا حاجًّا-، حدَّثنا الحسن بن سفيان، حدَّثنا عمرو بن الحُصَيْن الشَّامي، عن ابن عُلَاثَة، عن الأَوْزَاعِيّ، عن الزُّهْرِيّ، عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن،
عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا حَسَدَ ولا مَلَقَ إلَّا في طَلَبِ العِلْمِ".
(13/ 275) في ترجمة (مَسْعَدَة بن بكر بن يوسف الفَرْغَانِيّ أبو سعيد).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (عمرو بن الحُصَيْن العُقَيْلِيّ الجَزْرِيّ البَصْرِيّ الكِلَابِيّ الشَّامي أبو عثمان) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(6/ 229) وفيه عن أبي حاتم: "هو ذاهب الحديث، ليس بشيء، أَخْرَجَ أَوَّلَ شيءٍ أحاديث مشبهة حسانًا، ثم أخرج بعد لابن عُلَاثَة أحاديث موضوعة، فأفسد علينا ما كتبناه عنه فتركنا حديثه". وقال أبو زُرْعَة: "ليس هو في موضع يحدَّث عنه، هو واهي الحديث".
2 -
"الكامل"(5/ 1798 - 1799) وقال: "حدَّث بغير حديث عن الثقات منكر". وقال: "هو مظلم الحديث، ويروي عن قوم معروفين. . . وعامَّة حديثه كما ذكرته".
3 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 304 رقم (390) وقال: "متروك".
4 -
"تاريخ بغداد"(5/ 390) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن عُلَاثَة) حيث قال الخطيب عنه: "إنَّه كان كذَّابًا".
5 -
"المغني"(2/ 482) وقال: "ضعَّفُوه جدًّا".
6 -
"التهذيب"(10/ 21) وفيه عن الأَزْدِيّ: "ضعيف جدًّا يتكلَّمون فيه".
7 -
"التقريب"(2/ 68) وقال: "متروك، من العاشرة"/ ق.
كما أنَّ فيه (محمد بن عبد اللَّه بن عُلَاثَة الحَرَّانِيّ العُقَيْلِي): وثَّقه ابن مَعِين وغيره. وقال أبو حاتم: "يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به". وقال البُخَاري: "في حديثه نظر". وضعَّفه جدًّا: الدَّارَقُطْنِيُّ والحاكم والأَزْدِيّ وابن حِبَّان. وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 179): "صدوق يخطئ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (730).
التخريج:
رواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(12/ 44 - 45) رقم (6629)، والخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي"(2/ 202)، وابن حِبَّان في "المجروحين"
(2/ 280)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2225) - كلاهما في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن عُلَاثَة)، من طرق، عن عمرو بن الحُصَيْن الكِلَابِيّ، عن محمد بن عُلَاثَةَ، به.
قال البيهقي: "هذا إسناد ضعيف، وهذا لا يصحُّ عن الأَوْزَاعي، وقد رُوي من أوجهٍ كلُّها ضعيفة".
وقال ابن عدي: "هذا حديث منكر، لا أعلم يرويه عن الأَوْزَاعي غير ابن عُلَاثَة".
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(5/ 191) رقم (7922) عن أبي هريرة. وفي حاشية محققه ما يفيد أنَّه رواه من الطريق المتقدِّم كما في "زهر الفردوس" لابن حَجَر.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 219)، عن ابن عدي من طريقه المتقدِّم، وقال: لا يصحُّ. وأعلَّه بـ (بمحمد بن عبد اللَّه بن عُلَاثَة)، ونقل بعض كلام النُّقَّاد فيه.
وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 197)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 259)، بعدم صحة إعلاله بـ (ابن عُلَاثَة)، حيث إنَّ ابن مَعِين وغيره قد وثَّقوه، وأنَّ الذَّهَبِيَّ قال: لعل آفته من (عمرو بن الحُصَيْن) فإنَّه متروك. ثم ذكر له السُّيُوطِيُّ شواهد عِدَّة دافعًا بها الحكم على الحديث بالوضع، ذاهبًا إلى القول بضعفه. ولا يسلم له ذلك لأنَّ هذه الشواهد معلولة، مِثْلُهَا لا يصلح أن يكون عاضدًا، واللَّه أعلم.
وذكره ابن طاهر المَقْدِسي في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص 250 رقم (978) وقال: "فيه محمد بن عُلَاثَة، كان ابن حِبَّان يتَّهمه بالوضع".
أقول: الذي قاله ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 279) عنه: "كان ممن
يروي الموضوعات عن الثقات، ويأتي بالمعضلات عن الأثبات، لا يحلُّ ذكره في الكتب إلَّا على جهة القدح فيه، ولا كتابة حديثه إلَّا على جهة التعجب".
غريب الحديث:
قوله: "ولا مَلَق": "هو الزيادة في التودد والدعاء والتضرع فوق ما ينبغي". "النهاية"(4/ 358).
* * *
2030 -
أخبرنا مُبَادِر الرَّقِّيّ، أخبرنا محمد بن الحسين السُّلَمِيّ، أخبرنا محمد بن محمد بن عليّ التِّرْمِذِيّ
(1)
، حدَّثنا سعيد بن حاتم البَلْخِيّ، حدَّثنا سهل بن أَسْلَم، عن خَلَّاد بن محمد، عن أبي حمزة السُّكَّرِيّ، عن يزيد النَّحْويّ، عن عِكْرِمَة،
عن ابن عبَّاس قال: وقف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا على أصحاب الصُّفَّةِ فرأى فَقْرَهُمْ وجهدهم وطيب قلوبهم، فقال: "أَبْشِرُوا يا أصحابَ الصَّفَّةِ، فمن بقي مِنْ أُمَّتي على النَّعْتِ
(2)
الذي أنتم عليه اليوم، راضيًا بما فيه، فإنَّه من رُفَقَائي يومَ القيامةِ".
(1)
هكذا في المطبوع والمخطوط نسخة تونس ص (710): أخبرنا محمد بن الحسين السلمي أخبرنا محمد بن محمد بن عليّ التِّرْمِذِيّ"، وفي "الأربعين الصوفية" ص 24 - 25 لأبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السُّلَمي، أنَّه يرويه عن محمد بن محمد بن سعيد الأَنْمَاطي، حدَّثنا الحسن بن عليّ بن يحيى بن سَلَّام، حدَّثنا محمد بن عليّ التِّرْمِذِيّ، به. فظهر من ذلك وجود سقط في الإِسناد. ولم أقف على من اسمه (محمد بن محمد بن عليّ التِّرْمِذِيّ). والحَكِيم التِّرْمِذِيّ الذي في الإِسناد اسمه (محمد بن عليّ). والسُّلَمِيُّ لم يسمع منه، لأنَّ وفاة (الحَكِيم) كانت في حدود العشرين وثلاثمائة، وولادة السُّلَمِيّ اللي كانت سنة خمس وعشرين وثلاثمائة كما في "السِّيَر" (17/ 247). وهذا يؤكِّد وجود السقط، واللَّه أعلم.
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "البعث". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (710)، ومن "الأربعين الصوفية" ص 25.
(13/ 276 - 277) في ترجمة (مُبَادِر بن عبيد اللَّه الرَّقِّيّ أبو سَابِق).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
فيه (محمد بن الحسين بن محمد السُّلَمِيّ الأَزْدِيّ أبو عبد الرحمن الصُّوفِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات مسعود السِّجْزِيّ للحاكم" ص 65 رقم (20) وقال: "كثير السماع والطلب، متقن فيه، من بيت الحديث والزهد والتصوف".
2 -
"تاريخ بغداد"(2/ 248 - 249) وفيه عن محمد بن يوسف القَطَّان النَّيْسَابُورِيّ -وهو معاصر للمُتَرْجَمِ له-: "كان أبو عبد الرحمن السُّلَمِيّ غير ثقة. . . وكان يضع للصوفية الأحاديث".
أقول: اتهامه بأنَّه كان يضع الحديث مردود، ولا دليل عليه
(1)
. ولذلك قال الخطيب عقبه: "قَدْرُ أبي عبد الرحمن عند أهل بلده جليل، ومحلُّه في طائفته كبير، وقد كان مع ذلك صاحب حديث مجوِّدًا، جمع شيوخًا وتراجم وأبوابًا".
قال السُّبْكِيُّ في "طبقات الشَّافعية"(4/ 145) بعد أن ذكر ما تقدَّم عن محمد بن يوسف القَطَّان والخطيب: "قول الخطيب فيه هو الصحيح. وأبو عبد الرحمن: ثقة. ولا عبرة بهذا الكلام فيه".
3 -
"سِيَر أعلام النبلاء"(17/ 247 - 255) للذَّهَبِيِّ، وقال:"الإِمام الحافظ المحدِّث شيخ خُرَاسَان وكبير الصوفية". وقال: "وما هو بالقويّ في
(1)
انظر في مناقشة ذلك مع مؤاخذات أخرى أُخذت عليه، دراسة الدكتور سليمان آتش التي قدَّم بها لـ "سؤالات أبي عبد الرحمن السُّلَمي للدَّارَقُطْنِيّ في الجرح والتعديل" ص 24 - 39.
الحديث". وقال: "و"حقائقه"
(1)
قَرْمَطَةٌ، وما أظنه يتعمد الكذب. بلى يروي عن محمد بن عبد اللَّه الرَّازِيّ الصُّوفي أباطيل وعن غيره". وقال:"في تصانيفه أحاديث وحكايات موضوعة، وفي "حقائق تفسيره" أشياء لا تسوغ أصلًا، عدَّها بعض الأئمة مِنْ زَنْدَقَةِ الباطنية، وعدَّها بعضهم عِرْفَانًا وحقيقة، نعوذ باللَّه من الضلال ومن الكلام بهوى". وكانت وفاته عام (412 هـ).
4 -
"ميزان الاعتدال"(3/ 523 - 524) وقال: "تكلَّموا فيه وليس بعُمْدَةٍ". وقال: "وفي القلب ممَّا يتفرَّد به".
5 -
"لسان الميزان"(5/ 140 - 141) وفيه عن السَّرَّاج: "مثله إن شاء اللَّه لا يتعمد الكذب". ونسبه إلى الوَهَم.
وفي إسناده: (سعيد بن حاتم البَلْخِي)، و (خَلَّاد بن محمد)، و (سهل بن أَسْلَم)، لم أعرفهم.
وصاحب الترجمة (مُبَادِر بن عبيد اللَّه الرَّقِّيّ)، قال الخطيب عنه:"صدوق".
و(أبو حمزة السُّكَّرِيّ) هو (محمد بن ميمون المَرْوَزِيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (438).
و(محمد بن عليّ بن الحسن الحَكِيم التِّرْمِذِيّ أبو عبد اللَّه)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (13/ 439 - 442) وقال:"الإِمام الحافظ العارف الزاهد. . . ". وقال: "له حِكَمٌ ومواعظ وجَلَالة، لولا هَفْوةٌ بدت منه". وأشار إلى هذه الهَفْوَة بما نقله عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِيّ حيث يقول: "أخرجوا الحَكِيم من تِرْمِذ وشَهِدُوا عليه بالكُفْر وذلك بسبب تصنيفه كتاب "خَتْم الولاية"، وكتاب
(1)
يعني كتابه "حقائق التفسير" وهو مخطوط. قال السُّبْكِيُّ في "طبقات الشَّافعية"(4/ 147): "وكتاب "حقائق التفسير". . قد كثر الكلام فيه، مِنْ قِبَل أنَّه اقتصر فيه على ذكر تأويلاتٍ، ومحالَّ للصوفية، ينبو عنها ظاهر اللفظ".
"علل الشَّريعة"، وقالوا: إنَّه يقول: إنَّ للأولياء خاتمًا كالأنبياء لهم خاتم. وإنَّه يُفَضِّل الوِلَايَة على النُّبُوَّة. . . . ".
كما ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 308 - 310) وقال: "عاش إلى حدود العشرين وثلاثمائة. . . وعاش نحوًا من تسعين سنة، واللَّه أعلم".
وبقية رجال الإِسناد ثقات.
التخريج:
رواه أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السُّلَمِيُّ في "الأربعين الصُّوفية" ص 24 - 25 - بتخريج الإِمام السَّخَاوي-، عن محمد بن محمد بن سعيد الأَنْمَاطِيّ، حدَّثنا الحسن بن عليّ بن يحيى بن سَلَّام، حدَّثنا محمد بن عليّ التِّرْمِذِيّ، حدَّثنا سعيد بن حاتم، به.
قال السَّخَاويُّ: "أخرجه الدَّيْلَمِيُّ في "مسنده"، من جهة المؤلف. وأبو حمزة السُّكَّرِيّ اسمه: محمد بن ميمون، وهو وَمَنْ فوقه مشهورون، وأمَّا من دونهم ففيهم من لم أعرفه".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 5) إلى أبي عبد الرحمن السُّلَمِيّ في "سنن الصوفية"، والخطيب، والدَّيْلَمِيّ.
* * *
2031 -
أخبرنا أبو القاسم عليّ بن محمد بن عليّ الإيَادِيّ، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِيّ، حدَّثنا محمد بن أحمد بن بُرْد، حدَّثنا محمد بن عيسى بن الطَّبَّاع، حدَّثنا نَصْر بن بَاب، عن الحَجَّاج، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضَمْرَة،
عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "البَلَاءُ مُوَكَّلٌ بالقَوْلِ، فلو أنَّ رَجُلًا عَيَّرَ رَجُلًا بِرِضَاعِ كَلْبَةٍ لَرَضَعَهَا".
(13/ 279) في ترجمة (نصر بن باب الخُرَاسَانِيّ أبو سهل).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والشطر الأول منه: "البَلاءُ مُوَكَّلٌ بالقَوْلِ" له شواهد عِدَّة معلولة، وهو ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (نَصْر بن بَاب الخُرَاسَانِيّ المَرْوَزِيّ أبو سهل) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 604) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(8/ 105 - 106) وقال: "يَرْمُونَه بالكذب".
3 -
"أحوال الرجال" ص 197 رقم (362) وقال: "لا يسوى حديثه شيئًا".
4 -
"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 446) وقال: "لا ينبغي أن يحدَّث عنه". وقال للبَرْدَعِيّ -تلميذه-: "اضْرِبْ على حديثه".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 302)، وفيه عن البُخَاري:"سكتوا عنه".
6 -
"الجرح والتعديل"(8/ 469)، وفيه عن أبي حاتم:"متروك الحديث".
7 -
"المجروحين"(2/ 53) وقال: "كان ممن ينفرد عن الثقات بالمقلوبات ويروي عن الأثبات ما لا يُشْبِهُ حديث الثقات، فلمَّا كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به".
8 -
"الكامل"(7/ 2500 - 2502) وقال: "وهو مع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".
9 -
"تاريخ بغداد"(13/ 278 - 281) وفيه عن أحمد: "ما كان به بأس". وفيه عن عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل أنَّه قال: "قلت لأبي: سمعت أبا خَيْثَمَة يقول: نَصْر بن باب: كذَّاب؟ فقال: "أستغفر اللَّه، كذَّاب؟ ! إنَّما عابوا عليه أنَّه حدَّث عن إبراهيم الصَّائِغ، وإبراهيم من أهل بلده، ولا يُنْكَرُ أن يكون سمع منه". وفيه عن عبد اللَّه بن عليّ بن المَدِيني قوله:"سمعت أبي يقول: ونَصْر بن بَاب كتبت عنه شيئًا ورميت بحديثه. وضعَّفه". وقال ابن مَعِين: "كذَّاب خبيث عدو اللَّه"، ومرَّةً:"ضعيف". وقال الصَّيْمَرِيُّ: "ليس حديثه بشيء". وعن أبي داود أنَّه وهَّاه جدًّا. وقال السَّاجِيُّ: "سمعت سَلَمَة بن شَبِيب يحدِّث عنه بمناكير". وقال النَّسَائِيُّ: "متروك الحديث".
10 -
"لسان الميزان"(6/ 150 - 151) وفيه: "وفي "تاريخ نَيْسَابُور" عن أحمد قال: هو ثقة".
وفيه (حَجَّاج) وهو (ابن أَرْطَاة بن ثَوْر النَّخَعِي أبو أَرْطَاة الكوفي): صدوق كثير الخطأ والتدليس. وقد عنعن هنا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1013).
و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
التخريج:
رواه الدَّيْلَمِيُّ في "مسند الفردوس" من طريق نَصْر بن بَاب، عن الحجَّاج، به. كما في "المقاصد الحسنة" ص 147.
وهو في "الفردوس" للدَّيْلَمِيّ (2/ 35) رقم (2220) عن ابن مسعود دون إسناد.
ورواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 161) من طريق إسحاق بن عيسى، عن نَصْر بن باب، به. مقتصرًا على قوله:"البَلاءُ مُوَكَّلٌ بالقَوْلِ".
ورواه هكذا مختصرًا، عبد اللَّه بن أحمد في "الزهد" ص 237 رقم (893)، عن وكيع، عن الأَعْمَش، عن إبراهيم، عن ابن مسعود من قوله.
ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 312) -، في ترجمة (نَصْر بن بَاب) -، من طريق محمد بن عيسى الطَّبَّاع، عن نَصْر بن بَاب، به، مرفوعًا بلفظ:"البَلاءُ مُوَكَّلٌ بالقَدَر". وقال: "لا يُعْرَفُ إلَّا به".
قال الإِمام السَّخَاويُّ في "المقاصد الحسنة" ص 147: "أخرجه أبو نُعَيْم والعَسْكَرِيّ، وسنده ضعيف. وأخرجه ابن أبي شَيْبَة في "الأدب المفرد" من رواية إبراهيم عن ابن مسعود بلفظ: "البَلاءُ مُوَكَّلٌ بالمَنْطِقِ، لو سَخِرْتُ مِنْ كَلْبٍ لخشيتُ أَنْ أَحَوَّلَ كَلْبًا". وعند الخرائطي في "المكارم" من جهة إبراهيم أيضًا عن ابن مسعود من قوله: لا تستشرفوا البَلِيَّة، فإنَّها مولعة بمن تَشَرَّفَ لها، إنَّ البَلَاءَ مُوَكَّلٌ بالكلام".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 83)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بـ (نَصْر بن بَاب)، ونقل عن ابن مَعِين قوله فيه:"كذَّاب خبيث".
وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 293 - 294)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 296)، بما تقدَّم من جواب الإِمام أحمد لابنه عندما ذكر له قول أبي خَيْثَمة في تكذيبه لـ (نَصْر بن باب). ثم ذكر له السُّيُوطِيُّ عِدَّة شواهد. وهي معلولة.
والشطر الأول من الحديث: "البَلَاءُ مُوَكَّلٌ بالقول"، له شواهد عِدَّة معلولة، وهو ضعيف. وقد سبق الكلام عليه في حديث (1100).
* * *
2032 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي،
حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي -مولى بني هاشم، إملاءً-، حدَّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد، حدَّثنا نصر بن مُزَاحِم، حدَّثنا عبد العزيز بن سِيَاه، عن عامر بن السِّمْط، عن سَلَمَة بن كُهَيْل، عن أبي صادق، عن عُلَيْم، عن سلمان قال:
قال عليٌّ: لقد عَلِمَ ذو العِلْمِ من آل محمد صلى الله عليه وسلم، أنَّ أصحاب الأسود ذي الثُّدَيَّة، ملعونونَ على لسان النبيِّ الأُمِّيِّ صلى الله عليه وسلم، وقد خَابَ من افترى.
(13/ 282 - 283) في ترجمة (نصر بن مُزَاحِم المِنْقَرِيّ أبو الفضل).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه صاحب الترجمة (نصر بن مُزَاحِم المِنْقَرِيّ العَطَّار الكوفي أبو الفضل) وقد ترجم له في:
1 -
"أحوال الرجال" ص 82 رقم (109) وقال: "كان زائغًا عن الحقِّ مائلًا". قال الخطيب في "تاريخه"(13/ 283). عقب نقله لذلك: "أراد بذلك غُلُوَّه في الرَّفْضِ".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلي (4/ 300) وقال: "كان يذهب إلى التَّشَيُّع، وفي حديثه اضطراب وخطأ كثير".
3 -
"الجرح والتعديل"(8/ 468) وفيه عن أبي حاتم: "واهي الحديث، متروك الحديث، لا يُكْتَبُ حديثه".
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 215).
5 -
"الكامل"(7/ 2502) وقال: عامَّة حديثه غير محفوظ.
6 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 380 رقم (547).
7 -
"سؤالات السُّلَمِيّ للدَّارَقُطْنِيّ" ص 318 رقم (353) وقال: "ضعيف".
8 -
"الإرشاد" للخَلِيلي (2/ 572 - 573) رقم (269) وقال: "ضعَّفه الحُفَّاظ جدًّا".
9 -
"المغني"(2/ 696) وقال: "رَافِضِيٌّ مُسَلَّت -[أي خالص]- تركوه".
10 -
"الميزان"(2/ 253 - 254) وقال: "رافضي جَلْدٌ تركوه". وفيه عن أبي خَيْثَمَة: "كان كذَّابًا".
11 -
"اللسان"(67/ 157) وفيه عن العِجْلِيّ: "كان رافضيًا غاليًا. . . ليس بثقة ولا مأمون".
وفيه (عُلَيْم الكِنْدِيّ الكوفي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(7/ 88)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 286) وقال: "شيخ يروي عن سلمان الفارسي، روى عنه زَاذَان".
3 -
"تعجيل المنفعة" ص 194.
و(أبو صادق) هو (الأَزْدِيّ الكوفي، قيل اسمه: مسلم بن يزيد، وقيل: عبد اللَّه بن نَاجِذ): وهو صدوق أرسل عن عليٍّ وغيره. وستأتي ترجمته في حديث (2200).
التخريج:
لم أقف عليه في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وانظر في خبر الأسود ذي الثُّدَيَّة: "صحيح مسلم" في الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج (2/ 747 - 749).
وقد تقدَّم في حديث (41) ذكر مصادر روايات خبر (ذو الثُّدَيَة)، فانظره إن شئت.
* * *
2033 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا عبَّاس بن محمد بن حاتم، حدَّثنا نصر بن المغيرة أبو الفتح، حدَّثنا مسلم بن خالد، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ".
(13/ 284) في ترجمة (نصر بن المغيرة البُخَارِيّ أبو الفتح).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات عدا (مسلم بن خالد المَخْزُومِيّ الزَّنْجِيّ)، فإنَّه صدوق كثير الأوهام. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (874).
والحديث صحيح من طرق أخرى.
التخريج:
لم أقف عليه من حديث عبد اللَّه بن عمرو عند غير الخطيب.
وقد عزاه في "الجامع الكبير"(1/ 454) إلى عبد الرزاق والخطيب عن ابن عمر. وهو عند الخطيب عن (ابن عمرو)، ورجعت إلى مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (712) وفيها كما في المطبوع (عن عبد اللَّه بن عمرو).
ولم أقف عليه في "المصنَّف" لعبد الرزاق من حديث (عبد اللَّه بن عمرو) وهو فيه (9/ 9) من حديث (عبد اللَّه بن عمر).
وللحديث شواهد عدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(7/ 615)، و"مجمع الزوائد"(4/ 341 - 342)، و"المصنَّف" لعبد الرزاق (9/ 7 - 10).
ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في الفرائض، باب الولاء لمن أعتق (12/ 39)، ومواضع أخرى كثيرة، ومسلم في العِتْق، باب إنما الولاء لمن أعتق (2/ 1141) رقم (1504)، وغيرهما، عن السيدة عائشة مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب.
* * *
2034 -
أخبرنا التَّنُوخِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن إبراهيم الزَّبِيْبِيّ، حدَّثنا الحسن بن عَلُّوْيَه القَطَّان، حدَّثنا نصر بن اليَاسِرِيّ، حدَّثنا داود بن الزِّبْرِقَان، عن محمد بن عبيد اللَّه، عن قَرَظَة العِجْلِيّ،
عن النُّعْمَان بن بَشِير قال: وَعَدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلًا، غلامًا من الفيء، فجاء الرجل لطلب عدته، فقال:"لم يبق إلَّا غلامان". قال يا رسول اللَّه فَأَشِرْ عليَّ أيهما آخذ؟ قال: "خذ هذا -لأحدهما-، ولا تَضْرِبْهُ، فإنِّي رأيته يصلِّي، وقد نُهيت عن ضرب المُصَلِّين، والمُسْتَشَار مُؤْتَمَنٌ".
(13/ 284 - 285) في ترجمة (نصر بن الحَكَم بن زياد اليَاسِرِيّ أبو منصور).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والشَّطْرُ الأخير منه: "المُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ" صحيح من طرق أخرى.
ففيه (داود بن الزِّبْرِقَان الرَّقَاشِيّ)، وهو متروك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (167).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (نصر بن الحَكَم اليَاسِرِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وقال:"حدَّث عن خَلَف بن خَلِيفة وداود بن الزِّبْرِقَان. . . ". ويغلب على ظنِّي أنَّه هو (نصر بن الحَكَم الوَاسِطِيّ) الذي ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(9/ 215) وقال: "يروي عن خَلَف بن خَلِيفة. . " واللَّه أعلم.
التخريج:
لم يروه بتمام هذا اللفظ غير الخطيب فيما وقفت عليه.
وقد عزاه في "كنز العُمَّال"(7/ 308) رقم (19021) إليه وحده.
وقوله في الحديث: "المُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ"، رواه الطبراني في "الكبير" من حديث النُّعْمَان بن بَشِير كما في "مجمع الزوائد" (8/ 97) وقال:"فيه حفص بن سليمان الأَسَدِيّ وهو متروك".
ومسند (النُّعْمَان) في "المعجم الكبير" للطبراني المطبوع، غير موجود، لفقدانه من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
لكن هذا الجزء من الحديث، صحيح، مروي عن عدد من الصحابة، بل عدَّه السُّيُوطيُّ من المتواتر. وقد سبق الكلام عليه في حديث (684).
ولحديث النُّعْمَان بن بَشِير، شاهد من حديث أبي أُمَامة، رواه أحمد في "المسند"(5/ 250 و 258)، والطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 330 و 344) رقم (8057 و 8100)، من دون قوله "والمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 238) بعد أن عزاه لهما: "ومدار الحديث على أبي غالب
(1)
وهو ثقة وقد ضُعِّفَ".
(1)
قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(3/ 460): "صاحب أبي أُمَامة، بَصْرِيٌّ نزل أَصْبَهَان، قيل أسمه: حَزَوَّر، وقيل: سعيد بن الحَزَوَّر، وقيل: نافع. صدوق يخطئ، من الخامسة/ بخ 4. وفي "الكاشف" (3/ 322): "صالح الحديث، صَحَّحَ له التِّرمِذِيّ". وانظر "التهذيب" (12/ 197 - 198).
وله شاهد آخر من حديث أُمِّ سَلَمَة، رواه أبو يعلى في "مسنده"(12/ 371 - 372) رقم (6942). وفيه أنَّ الرجل الذي وعده النبيُّ صلى الله عليه وسلم، هو (أبو الهيثم الأنصاري).
قال الهيثمي في "المجمع"(8/ 97): "رواه أبو يعلى عن شيخه سفيان بن وكيع وهو ضعيف".
أقول: قد فات الهيثمي أنَّ في إسناده (محمد بن عبد الرحمن بن جُدْعَان الجُدْعَاني)، وهو متروك كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب" (2/ 182). وانظر ترجمته مفصَّلًا في:"ميزان الاعتدال"(3/ 619)، و"التهذيب"(9/ 291 - 292).
* * *
2035 -
أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدثنا سَعْدَان بن نصر، حدَّثنا أبي: نصر بن منصور، حدَّثنا حفص بن سليمان قال: حدَّثنا عَلْقَمَة بن مَرْثَد، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِيّ،
عن عثمان بن عَفَّان قال: مَرِضْتُ مَرَضًا، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعودني، فعَوَّذَني يومًا، فقال:"بسم اللَّه الرحمن الرحيم، أُعَوِّذُكَ بالأَحَدِ الصَّمَدِ الذي لم يَلِدْ ولم يُولَد ولم يكن له كُفُوًا أَحَدٌ، مِنْ شَرِّ ما تَجِدُ". فَبِرأْتُ فشفاني اللَّه، فلمَّا شَفَاني قال لي:"يا عثمانُ تَعَوَّذ بِهِنَّ، فما تَعَوَّذْتُمْ بِمِثْلِهِنَّ".
(13/ 286) في ترجمة (نصر بن منصور بن عبد اللَّه الثَّقَفِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (حفص بن سليمان الأَسَدِيّ الكوفي المُقْرِئ)، وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (648).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (نصر بن منصور الثَّقْفِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (4/ 254) وقال:"عن حفص القاري، ما روى عنه سوى ابنه سَعْدَان بن نصر. يُكْتَبُ حديثه".
التخريج:
رواه أبو يعلى في "مسنده الكبير"، عن شيخه موسى بن حَيَّان، كما في "المجمع" للهيثمي (5/ 110)، وقال:"لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".
أقول: شيخ أبي يعلى هو (موسى بن محمد بن حَيَّان البَصْرِيّ أبو عِمْرَان)، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/ 161) وقال:"ترك أبو زُرْعَة حديثه ولم يقرأ علينا، كان قد أخرجه قديمًا في فوائده". وترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(9/ 161) وقال: "ربما خالف. مات سنة بضع وثلاثين ومائتين". وترجم له الخطيب في "تاريخه"(13/ 41 - 42) وقال: روى أحاديث مستقيمة. كما ترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(4/ 221) وقال: "ضعَّفه أبو زُرْعَة ولم يُتْرَكْ".
وعزاه في "المطالب العالية"(2/ 350 - 351) لأبي يعلى. وفي حاشية محققه: "قال البوصيري: له شاهد من حديث أبي هريرة".
وعن أبي يعلى رواه أبو بكر بن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 260 رقم (553)، فقال: أخبرنا أبو يعلى، حدَّثنا موسى بن محمد بن حسَّان
(1)
، أخبرنا أبو عتَّاب الدَّلَّال، حدَّثنا حفص بن سليمان، به.
(1)
هكذا في "عمل اليوم والليلة": "حسَّان". وهو يوافق ما في "الميزان"(4/ 221)، و"اللسان" (6/ 130). لكن ضبطه الحافظ الذَّهَبِيُّ في "المُشْتَبِه" (1/ 131) بفتح المهملة والمثناة تحت المشددة:"حَيَّان". وتابعه على ذلك ابن حَجَر في "تبصير المنتبه"(1/ 277)، وابن ناصر الدين في "توضيح المُشْتَبِه"(2/ 162). وهو كذلك في "الجرح والتعديل"(8/ 161)، و"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 161).
قال ابن حَجَر كما في "الفتوحات الربانية"(4/ 72): في سنده ضعف.
ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 789 - 790) -في ترجمة (حفص بن سليمان) -، من طريق صالح بن مالك، عن حفص بن سليمان، به. وقال: هذا الحديث عن عَلْقَمَة بن مَرْثَد لا يرويه عنه غير حفص بن سليمان.
وعزاه في "الكنز"(10/ 100) رقم (28517) إلى ابن زَنْجُوْيَه في "ترغيبه"، والبَغَوي في "مسند عثمان"، والحاكم في "الكُنَى" أيضًا. وفاته أن يعزوه لابن السُّنِّيّ.
* * *
2036 -
أخبرني محمد بن طَلْحَة الكِنَانِيّ، حدَّثنا محمد بن العبَّاس، أخبرنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا نصر بن اللَّيْث بن سعد الورَّاق أبو منصور، حدَّثنا سليمان بن عبد الرحمن.
[و]
(1)
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي -بالبَصْرَة-، حدَّثنا عليّ بن إسحاق المَادَرَائِيّ، حدَّثنا أبو منصور نصر بن اللَّيْث، حدَّثنا يزيد بن مَوْهَب، حدَّثنا عيسى بن طارق وذكره عن عيسى بن يونس عن مُجَالِد، عن الشَّعْبِيّ، عن خُفَاف
(2)
بن عَرَابَة
(3)
،
(1)
في المطبوع والمخطوط نسخة تونس: "أخبرنا" متصلًا بما قبله. والصواب: "وأخبرنا". حيث هو استئناف لطريق آخر
(2)
هكذا في المطبوع والمخطوط: "خُفَاف". وهو يوافق ما في "المسند" لأبي يعلى (2/ 67)، و"كشف الأستار" للهيثمي (3/ 305). وفي "الإكمال" لابن مَاكُولا (6/ 184)، و"تبصير المنتبه" (3/ 938):"جَنْيفَان" بالجيم المعجمة. وفي "غريب الحديث" لابن قتيبة (2/ 84)، و"الأمثال" للرَّامَهُرْمُزِيّ ص 237، و"النهاية" لابن الأثير (1/ 73 و 129 و 310)، و"القاموس المحيط" للفيروزآبادي مادة (عرن) ص 1568:"خَيْفَان" بالخاء المعجمة.
(3)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "عوانة". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس =
عن عثمان بن عفَّان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الإيمانُ يَمَانٍ، ورَحَا
(1)
الإيمان في قَحْطَان، والقَسْوةُ والجَفَاءُ فيما وَلَدَ عَدْنَانُ. حِمْيَرُ رأسُ العرب ونَابُهَا، والأَزْدُ كَاهِلُهَا وجُمْجُمَتُهَا، ومَذْحِجُ هَامَتُهَا وغَلْصَمَتُهَا، وهَمْدَانُ غَارِبُهَا وذَرْوَتُهَا. اللَّهُمَّ أعزَّ الأنصارَ الذين أقام اللَّه بهم -يعني الدين-، والأنصار الذين آووني ونصروني، وآزرُوني وحَمُوني، وهم أصحابي في الدُّنيا وهم شِيْعَتي في الآخرة، وأوَّلُ من يَدْخُلُ بُحْبُوحةَ الجنَّة من أُمَّتي".
(13/ 291) في ترجمة (نصر بن اللَّيْث بن سعد الورَّاق أبو منصور).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والشطر الأول من الحديث: "الإيمان يَمانٍ" صحيح من طرق أخرى.
ففيه (مُجَالِد) وهو (ابن سعيد الهَمْدَاني): ليس بالقويّ، وقد تغيَّر بأَخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1023).
وقد تابعه (وَهْب بن تميم) كما سيأتي، لكن (وَهْبًا) هذا لم أقف على من ترجم له.
= ص 714، ومن المصادر المذكورة في التعليق السابق عدا "الإكمال"، و"تبصير المنتبه"، و"القاموس المحيط"، فهو عندهم:"عرانة" بالنون. قال العلَّامة اليَمَاني في تعليقه على "والإكمال"(6/ 185): "قال المُسْتَغْفِرِيُّ: "بفتح العين المهملة والنون". وظاهر ذلك أن الراء مخففة؛ ووقع في "التبصير": "بتثقيل الراء ونون". وقاعدته تقضي بأنَّ العين مفتوحة، ووقع في "القاموس" أنه "كَثُمَامَة" يعني بضم العين وتخفيف الراء، قال شارحه: "الصواب كَرُمَّانة، وهكذا ضبطه الحافظ وغيره" كذا، والأشبه أنه بالفتح والتخفيف".
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "ورجاء". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 714، ومن "الأمثال" للرَّامَهُرْمُزِيّ ص 237. وفي "مسند البزَّار" (2/ 67):"وردء الإيمان".
وفيه صاحب الترجمة (نصر بن اللَّيْث بن سعد الورَّاق أبو منصور)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وفيه كذلك (خُفَاف بن عَرَابَة العَبْسِي)، لم أقف على من ذكره بجرح أو تعديل. وسيأتي عن البزَّار قوله:"وخُفَاف لا نعلم أَسْنَدَ إلَّا هذا".
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (2/ 67 - 68) رقم (410)، عن محمد بن عبد الملك الوَاسِطي، حدَّثنا يزيد بن خالد قال: حدَّثنا عيسى بن طارق -وكان لا بأس به-، عن عيسى بن يونس، به.
قال البزَّار: "هذا الحديث لا تعلمه يُرْوى عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وخُفَاف لا نعلم أسند إلَّا هذا الحديث".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 41): "رواه البزَّار وإسناده حسن"! وتحسين إسناده موضع نظر لما سبق.
ورواه الرَّامَهُرْمُزِيّ في "الأمثال" ص 236 - 237 رقم (155)، من طريق أبي مُسْهِر عبد الأعلى، عن وَهْب بن تَمِيم، عن الشَّعْبِيّ، به. مع اختلاف في لفظ آخره.
والجزء الأول من الحديث: "الإيمان يَمَان"، قد صَحَّ من حديث عدد من الصحابة. وقد تقدَّم في حديث (1848) تخريجه من حديث أبي مسعود البَدْري رضي الله عنه. وانظر "جامع الأصول"(9/ 347 - 349)، و"مجمع الزوائد"(10/ 55 - 56).
غريب الحديث:
قوله: "كاهلها": "الكَاهِلُ من الإنسان: ما بين كتفه أو مَوْصِل العنق في الصَّلْب". "المعجم الوسيط" مادة (كهل) ص (803).
قوله: "غَلْصَمتها": "الغَلْصَمَةُ: رأس الحُلْقُوم وهو الموضع الناتئ في الحَلْق". "مختار الصحاح" مادة (غلصم) ص 478.
وفي "المعجم الوسيط" مادة (غلصم) ص 658: "الغَلْصَمَة في الطب: صفيحة غضروفية عند أضل اللسان، سَرْجية الشكل، مغطاة بغشاء مُخَاطي، وتنحدر إلى الخلف لتغطية فتحة الحَنْجَرة لإقفالها في أثناء البَلْع".
قوله: "غاربها": الغَاربُ: الكاهل. وأعلى كل شيء. المصدر السابق مادة (غرب) ص 647.
قوله: "بُحْبُوحة": "بُحْبُوحة الدَّار: وسَطُهَا". "النهاية"(1/ 98).
* * *
2037 -
أخبرني الحسن بن محمد الخَلَّال، حدَّثنا محمد بن بَكْرَان بن الرَّازِيّ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا أبو سهل نصر بن الحكم بن حامد الأَحْوَل المَرْوَزِيّ، حدَّثنا أبو قُدَامَة حُصَيْن
(1)
بن عبد الحليم
(2)
بن خالد الضَّبِّيّ المَرْوَزِيّ.
وأخبرنا الحسن بن أحمد بن شَاذَان، حدَّثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن أبي عثمان النَّيْسَابُورِيّ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عمرو بن بِسْطَام، حدَّثنا حُصَيْن بن عبد الحليم أبو قُدَامَة الضَّبِّيّ، حدَّثنا يحيى بن أبي الحَجَّاج، حدَّثنا عمرو بن قيس، عن عمرو بن دينار،
عن جابر بن عبد اللَّه قال: طافَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالبيت على ناقته الجَدْعَاء، يستلم بِمِحْجَنِه الرُّكْنَ، ثم يعطف طرف المِحْجَن فيقبِّله، حتى فرغ
(1)
صُحِّفَ في المطبوع هنا وفي الطريق الثاني أيضًا إلى: "حصن". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 714، و"التقريب" (2/ 463). وقد صُحِّفَ في "التهذيب" (12/ 206) إلى:"خضره"!.
(2)
هكذا في المطبوع، والمخطوط، و"التهذيب" (12/ 206):"عبد الحليم". وفي "التقريب"(2/ 463): "عبد الحكيم".
من سَبْعِهِ. -هذا آخر حديث الخلَّال وزاد ابن شَاذَان-: ثم أَنَاخَهَا عند المَقَام فصلَّى ركعتين، ثم خَرَجَ من باب الصَّفَا. قال: وأخذ عبد اللَّه بن أُمِّ مَكْتُوم بخِطَام نَاقَتِهِ، فجعل يرتجز ويقول:
يَا حَبَّذَا مَكَّةُ مِنْ وَادِي
…
بها أَهْلِي وَعُوَّادي
بها أَمْشي بلا هَادِي
…
بها تَرْسَخُ أوْتَادِي
قال: ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ضَاحِكٌ من قول ابن أُمِّ مَكْتُوم حتى فَرَغَ مِنْ سَبْعِهِ.
(13/ 293) في ترجمة (نصر بن الحكم بن حامد الأَحْوَل المَرْوَزِيّ أبو سهل).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (يحيى بن أبي الحَجَّاج الأَهْتَمِيّ المِنْقَرِيّ الخَاقَانِيّ -واسم أبيه: عبد اللَّه- أبو أيوب البَصْرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 294 رقم (88) وقال: "لم يكن بثقة".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 397) وفيه عن يحيى بن مَعِين: "ليس بشيء".
3 -
"الجرح والتعديل"(9/ 139) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقويّ".
4 -
"الثقات" لابن حبان (9/ 255) وقال: "ربما أخطأ".
5 -
"الكامل"(7/ 2676 - 2677) وقال: "لا أرى بحديثه بأسًا".
6 -
"التهذيب"(11/ 196) وفيه عن النَّسَائي: "ليس بشيء".
7 -
"التقريب"(2/ 345) وقال: "ليِّن الحديث، من التاسعة"/ ت س.
كما أنَّ في إسناده أيضًا: (حُصَيْن بن عبد الحليم المَرْوَزِيّ أبو قُدَامَة)، ترجم له ابن حَجَر في "التهذيب" (12/ 206) -تمييزًا- وقال:"من طبقة السَّرْخَسِيّ أكثر عنه محمد بن نصر المَرْوَزِيّ في "قيام الليل"". ولم يزد على ذلك. وترجم له في "التقريب"(2/ 463) وقال: "مقبول، من الحادية عشرة"/ تمييز.
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (نصر بن الحكم الأَحْوَل المَرْوَزِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
روى بعضه مسلم في الحجِّ، باب جواز الطواف على البعير (2/ 926) برقم (1273) -واللفظ له-، وأبو داود في المناسك، باب الطواف الواجب (2/ 442 - 443) رقم (1880)، والنَّسَائي في الحجِّ، باب الطواف بين الصَّفا والمَرْوَة على الرَّاحِلَة (5/ 241)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 100)، من طريق ابن جُرَيْج، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر قال: "طَاف رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بالبَيْتِ في حَجَّةِ الوَدَاعِ على رَاحِلَتِهِ، يَسْتَلِمُ الحَجَرُ بِمِحْجَنِهِ، لأَنْ يَرَاهُ النَّاسُ، ولِيُشْرِفَ، وَلِيَسْأَلُوهُ، فَإنَّ النَّاسَ غَشُوهُ
(1)
".
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" مختصرًا بلفظ: "طاف النبيُّ صلى الله عليه وسلم في حَجَّتِهِ بالبيت على نَاقَتِهِ الجَدْعَاء، وعبد اللَّه بن أُمِّ مَكْتُوم آخذ بِخِطَامِهَا يَزْتَجِزُ".
قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 244) بعد أن ذكره: "هو في الصحيح خلا ذكر ابن أُمِّ مَكْتُوم ورجزه، رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات".
(1)
"أي ازدحموا عليه وكثروا". "النهاية"(3/ 369).
ولم أجده في (مسند جابر) من "المعجم الكبير" المطبوع، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(2/ 141)، عن عبد الوهاب بن عطاء العِجْلي قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قالا: لما كان يوم فتح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مكَّة، كان عبد اللَّه بن أُمِّ مكتوم بين يديه وبين الصَّفا والمَرْوَة وهو يقول" وذَكَر البيتين السابقين.
أقول: خبر ابن سعد إسناده حسن، بَيْدَ أنَّه مُرْسَلٌ.
* * *
2038 -
أخبرني الحسن بن عليّ التَّمِيميّ، حدَّثنا محمد بن المظفَّر الحافظ، حدَّثنا أبو القاسم نصر بن جعفر بن محمد السَّمَرْقَنْدِيّ الفقيه، حدَّثنا عبد الصمد بن الفضل، حدَّثنا علي بن إبراهيم، حدَّثنا محمد بن عبيد اللَّه العَرْزَمِيّ الكوفي، عن أبي إسحاق،
عن البَرَاء بن عَازِب قال: غزوتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثماني عشرة غزوة، ما رأيته تاركًا ركعتين قَبْلَ الظُّهْرِ، وركعتين بعد الظُّهْرِ.
(13/ 294 - 295) في ترجمة (نصر بن جعفر بن محمد الفقيه السَّمَرْقَنْدِيّ أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (محمد بن عبيد اللَّه العَرْزَمِيّ الفَزَارِيّ الكوفي)، وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (413).
و (أبو إسحاق) هو (السَّبِيعيّ، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة اختلط بأَخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
التخريج:
رواه ابن جَرِير -كما في "كنز العُمَّال"(8/ 39) رقم (21757) - عن البَرَاء بلفظ "سافرتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر سَفَرًا، فلم أر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ترك ركعتين حين تزيغُ الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ".
ولم أقف عليه بتمام لفظه عند الخطيب في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
هذا وقد روى البخاري في المغازي، باب كم غزا النبيّ صلى الله عليه وسلم (8/ 153) رقم (4472) عن البَرَاء بن عازب قوله:"غزوت مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم خمس عشرة". وهذا يخالف العدد الذي ذكر في حديث الخطيب.
وفي الباب عن ابن عمر -من دون ذِكْرِ كون ذلك في السَّفَر-، رواه مطوَّلًا البخاري في التهجد، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى (3/ 48) رقم (1165)، ومسلم في صلاة المسافرين، باب فضل السنن الراتبة وبيان عددهن (1/ 504) رقم (729).
ورواه التِّرْمِذِيُّ في الصلاة، باب ما جاء في الركعتين بعد الظهر (2/ 290) رقم (435) عن ابن عمر مختصرًا بلفظ:"صلَّيت مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظُّهْرِ وركعتين بَعْدَهَا".
قال التِّرْمِذِيُّ: "وفي الباب عن عليٍّ وعائشة". وقال: "حديث ابن عمر حديث صحيح".
* * *
2039 -
أخبرنا محمد بن عليّ بن الفتح، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ،
حدَّثنا أبو القاسم نصر بن بَبْزُوْيَه الشِّيْرَازِيّ، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم شَاذَان، حدَّثنا أبو داود، حدَّثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه،
عن عبد اللَّه بن جعفر قال: رأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم راَكِبًا يَأْكُلُ القِثَّاءَ بالرُّطَبِ.
(13/ 296) في ترجمة (نصر بن بَبْزْوْيَه بن جُوَانُوْيَه -وهو نصر بن أبي نصر الشِّيْرِازِيّ- أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات عدا (إسحاق بن إبراهيم النَّهْشَلِيّ الفَارِسيّ أبو بكر، المُلَقَّب بشَاذَان) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(2/ 211) وقال: "صدوق".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 120).
3 -
"السِّيَر"(12/ 382 - 383) وقال: "الإمام المحدِّث الصدوق". وكانت وفاته سنة (267 هـ).
4 -
"لسان الميزان"(1/ 347) -وهو من زوائده على "ميزان الاعتدال"- وقال: "له مناكير وغرائب مع أنَّ ابن حِبَّان ذكره في "الثقات". . . وقد جمع ابن مَنْدَه غرائبه. ووقعت لنا من طريقه".
و(أبو داود) هو (الطَّيَالِسِيّ، سليمان بن داود): إمام ثقة حافظ، غلط في أحاديث رفعها لم يرفعها غيره، ووصل أحاديث يرسلها غيره، وهو صاحب المسند المشهور، خرَّج له مسلم وأصحاب السنن الأربعة، وتوفي عام (204 هـ). انظر ترجمته في:"نهذيب الكمال"(11/ 401 - 408)، و"السِّيَر"(9/ 378 - 384)، و"التهذيب"(4/ 182 - 186)، و"التقريب"(1/ 323).
والمحفوظ من الحديث ليس فيه قوله: "راكبًا"، وهو في "الصحيحين" وغيرهما كما سيأتي.
قال الخطيب عقب روايته له: "قال عليّ بن عمر -يعني الدَّارَقُطْنِيّ-: لا أعلم أحدًا قال في هذا الحديث: (راكبًا)، غير أبي داود عن إبراهيم بن سعد. قلت -القائل الخطيب-: ولا أعلم أحدًا روى ذلك عن أبي داود سوى شَاذَان".
ثم قال الخطيب: "إنَّ المحفوظ عن أبي داود وغيره عن إبراهيم بن سعد، ليس فيه قوله: "راكبًا". ثم ساق الحديث بإسناده إلى يونس بن حَبِيب عن أبي داود به، بلفظه المحفوظ.
التخريج:
لم أقف عليه بهذا اللفظ في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
والحديث رواه البخاري في الأطعمة، باب القثاء بالرطب، وباب القثاء، وباب جمع اللونين أو الطعامين بمرة، الجزء التاسع، رقم (5440 و 5447 و 5449)، ومسلم في الأشربة، باب أكل القثاء بالرطب (3/ 1616) رقم (2043)، وأبو داود في الأطعمة، باب الجمع بين لونين في الأكل (4/ 176) رقم (3835)، والتِّرْمِذِيّ في الأطعمة، باب ما جاء في أكل القثاء بالرطب (4/ 280) رقم (1844)، وابن ماجه في الأطعمة، باب القثاء والرطب يجمعان (2/ 1104) رقم (3325)، وأحمد في "المسند"(1/ 203)، والدَّارِمي في "سننه"(2/ 103)، من طرق -ليس أحدها عن أبي داود الطَّيالسي-، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن جعفر به، دون قوله:"راكبًا".
* * *
2040 -
أخبرني الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا أبو الحسين نصر بن أحمد بن
محمد بن خالد الشَّاهِد النَّهْرَوَانِيّ -ببغداد-، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد البَغْويّ حدَّثنا عثمان بن أبي شَيْبَة، حدَّثنا إسماعيل بن عيَّاش، عن عبد اللَّه بن مَيْمُون، عن مَطَر بن سالم قال:
قال عليّ بن أبي طالب: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن ضَرْبِ الدُّفِّ، وَلَعِبِ الصَّنْجِ، وصَوْتِ الزَّمَّارِةِ
(1)
.
(13/ 300 - 301) في ترجمة (نصر بن أحمد بن محمد المُعَدَّل أبو الحسين -ويقال أبو الحسن-، المعروف بابن هُرْمُزْينا).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (عبد اللَّه بن مَيْمُون القَدَّاح المَخْزُوميّ المَكِّيّ)، وهو متروك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1193).
كما أنَّ فيه (إسماعيل بن عيَّاش الحِمْصِيّ)، وهو ضعيف مخلِّط في روايته عن غير الشَّاميين، صدوق في روايته عنهم. وروايته هنا عن (مَكِّيٍّ). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (115).
وفيه أيضًا: (مَطَر بن سالم -ويقال: ابن أبي سالم-) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(8/ 287) وفيه عن أبي حاتم: "مجهول".
2 -
"المغني"(2/ 662) وقال: "عن عليٍّ، مجهول".
وفيه صاحب الترجمة (نصر بن أحمد الشَّاهِد النَّهْرَوانِيّ أبو الحسين)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الرماة". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (716)، و"تحريم النَّرْد" لأبي بكر الآجُرِّيّ ص 200.
و (الأَزْهَرِيّ) هو (عبيد اللَّه بن أبي الفتح أحمد بن عثمان الصَّيْرَفِيّ أبو القاسم): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (676).
التخريج:
رواه أبو بكر الآجُرِّيّ في كتاب "تحريم النَّرْد والشِّطْرَنْج والمَلاهي" ص 200 - الحديث الثاني والستون-، عن أبي القاسم إبراهيم بن الهيثم النَّاقِد، حدَّثنا داود بن رُشَيْد، حدَّثنا إسماعيل بن عيَّاش، به. إلَّا أنَّ عنده:"وَلَعِبِ الطَّبْلِ"، بدلًا من "وَلَعِبِ الصَّنْجِ".
غريب الحديث:
قوله: "ولعب الصَّنْج": قال ابن منظور في "لسان العرب" مادة (صنج)(2/ 311): "الصَّنْجُ العربي: هو الذي يكون في الدُّفوف ونحوه، عربيٌّ؛ فأما الصَّنْجُ ذو الأوتار فدخيل معرَّب، تختص به العجم. . . قال الجَوْهَري: الصَّنْجُ الذي تعرفه العرب هو الذي يُتخذ من صُفْر -نحاس- يُضْرَب أحدهما بالآخر. . . وقال غيره: الصَّنْجُ ذو الأوتار يُلْعَبُ به".
* * *
2041 -
أخبرنا نصر اللَّه بن أحمد، حدَّثنا عمر بن محمد بن إبراهيم الشَّاهِد، حدَّثنا محمد بن محمد بن سليمان البَاغَنْدِيّ، حدَّثنا عليّ بن عبد اللَّه المَدِينيّ، حدَّثنا مُلَازِم بن عمرو اليَمَامِيّ، حدَّثني عبد اللَّه بن بدر الحَنَفِيّ، عن قيس بن طَلْق،
عن أبيه طَلْق بن عليّ قال: لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ عند نبيِّ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَرَقَاني وَمَسْحَهَا.
(13/ 302) في ترجمة (نصر اللَّه بن أحمد بن القاسم أبو الحسن، المعروف بابن السِّنْدِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن.
التخريج:
لم أقف عليه في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
2042 -
حدَّثنا أبو نُعَيْم الحافظ -إملاءً-، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خَلَّاد، حدَّثنا محمد بن يونس، حدَّثنا عبد اللَّه بن داود الخُرَيْبِيّ، عن نُعَيْم بن حَكِيم المَدَائِنيّ قال: حدَّثني أبو مريم،
عن عليّ بن أبي طالب قال: انطلق بي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى الأصنام، فقال:"اجْلِسْ"، فجلست إلى جنب الكعبة، ثم صعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على مَنْكِبَيَّ ثم قال:"انهض بي إلى الصَّنَم"، فنهضت به، فلمّا رأى ضَعْفِي تحته، قال:"اجْلِسْ" فجلست وأنزلته عني، وجلس لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم قال لي:"يا عليّ اصْعَدْ على مَنْكِبَيَّ"، فصعدت على مَنْكِبَيْه، ثم نهض بي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلمَّا نهض بي خُيِّلَ لي أنِّي لو شئت نِلْتُ السماء، وصَعِدْتُ على الكعبة، وتنحَّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فألقيت صنمهم الأكبر -صنم قريش-، وكان من نُحَاس مرتدًا بأوتادٍ من حديدٍ إلى الأرض، فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"عَالِجْهُ"، فعالجته فما زلت أعالجه ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"ايه، ايه، ايه"، فلم أزل أُعَالِجُهُ حتى اسْتَمْكَنْتُ منه، فقال:"دُقَّه"، فدققته وكسرته ونزلت.
(13/ 302 - 303) في ترجمة (نُعَيْم بن حَكِيم المَدَائِنيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقد روي من طريق آخر صحَّحه الحاكم، وقال الذَّهَبِيُّ:"إسناده نظيف، والمَتْنُ مُنْكَرٌ".
ففيه (محمد بن يونس الكُدَيْمي)، وهو متروك، وقد اتَّهمه غير واحد بالكذب. وتقدَّمت ترجمته في حديث (446). لكن تابعه ابن أبي شَيْبَة، وأحمد بن حَنْبَل، وغيرهما.
و(أبو مريم) هو (الثَّقَفِي المَدَائِنِي، ويقال: الحَنَفِيّ الكُوفِيّ، ويقال: إنهما اثنان. اسمه قيس)، وقد ترجم لـ (أبي مريم الثَّقَفِي المَدَائِنِيّ، قيس) في:
1 -
"التاريخ الكبير"(7/ 151) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(7/ 106) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 314).
4 -
"الكاشف" للذَّهَبِيّ (3/ 333) وقال: "ثقة".
5 -
"التهذيب"(12/ 232 - 233) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "مجهول".
6 -
"التقريب"(2/ 471) وقال: "مجهول، من الثانية"/ ي د س.
ومما تقدَّم يعلم أنَّ (أبا مريم قيس الثَّقَفِي المَدَائِنِيّ) لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، والذَّهَبِيُّ إنَّما اعتمد على توثيق النَّسَائي، لكنَّ الحافظ ابن حَجَر قد ذكر فيما سيأتي عنه، أنَّ توثيقه إنَّما كان لـ (أبي مريم الحَنَفي) لا (الثَّقَفِي). كما اعتمد على ذكر ابن حِبَّان له في "ثقاته"، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وأمَّا (أبو مريم الحَنَفِيّ قيس)، فإنَّ ابن حَجَر في "التهذيب" (12/ 232) نقل عن النَّسَائي توثيقه له. لكن ابن حَجَر حقَّق: أنَّ (أبا مريم الحَنَفِيّ) اسمه: (إياس بن ضُبَيْح)، وقال: والذي يظهر لي أنَّ النَّسَائي وَهِمَ في قوله أنَّ (أبا مريم الحَنَفيّ) يسمَّى قيسًا، والصَّواب أنَّ الذي يسمَّى قيسًا هو (أبو مريم الثَّقَفِيّ) صاحب الترجمة كما قال أبو حاتم وابن حِبَّان. . . وأمَّا (أبو مريم الحَنَفِيّ) فاسمه (إياس) كما قال ابن المَدِيني وأبو أحمد وابن مَاكُولا وابن حِبَّان في "الثقات"، ولم يذكره النَّسَائي -يعني في كتابه "الكُنَى"-.
وقال الحافظ في "التقريب"(2/ 472): "أبو مريم الحَنَفِيّ القاضي، اسمه إياس بن ضُبَيْح
(1)
، مقبول، من الثانية. وَوَهِمَ من خلطه بالأول. . . "/ تمييز.
ووجدت البزَّار في "مسنده"(3/ 19) يقول: "ممَّا روى أبو مريم الحَنَفِيّ عن عليٍّ" وذكر الحديث المتقدِّم. وقال الحاكم في "المستدرك"(3/ 5): "أبو مريم الأَسَدِيّ".
التخريج:
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(14/ 488 - 449)، وأحمد في "المسند"(1/ 84)، وابنه عبد اللَّه في زوائد "المسند"(1/ 15) مختصرًا، وأبو يعلى في "مسنده"(1/ 251 - 252)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (3/ 21 - 22) رقم (769)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 366 - 367) و (3/ 5)، من طرق، عن نُعَيْم بن حَكِيم، عن أبي مريم، عنه، به.
وعندهم -عدا ابن أبي شَيْبَة وعبد اللَّه بن أحمد والحاكم في الموضع الثاني- زيادة في آخره ليست عند الخطيب.
قال البزَّار: هذا الحديث لا نعلمه يُرْوى بهذا اللَّفظِ إلَّا عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم بهذا الإِسناد".
وقال الحاكم في الموضع الأول (2/ 367): "هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرِّجاه".
وقال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك": "إسناده نظيف، والمَتْنُ مُنْكَرٌ".
(1)
صُحِّفَ في "التقريب" إلى "صبح". وفي "التهذيب"(12/ 231) إلى: "صبيح". والتصويب من "الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 91)، و"الإكمال" لابن ماكولا (5/ 171)، و"تبصير المنتبه"(3/ 833).
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد (6/ 23): "رواه أحمد وابنه، وأبو يعلى والبزَّار. . . ورجال الجميع ثقات".
والعجيب أنَّ الحاكم في "المستدرك"(3/ 5) إنَّما يرويه من طريق محمد بن موسى القُرَشِي، حدَّثنا عبد اللَّه بن داود، حدَّثنا نُعَيم بن حَكيم، به. ثم يقول:"هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرِّجاه". وقال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك": "وقد مَرَّ" -يعني في (2/ 366 - 367) -، ولم يتنبه إلى أنَّ في إسناده هنا (محمد بن موسى القُرَشِي) وهو (الكُدَيْمِيّ) التالف، وليس موجودًا في الطريق الأول الذي أحال إليه.
* * *
2043 -
كَتبَ إليَّ عبد الرحمن بن عمر الدِّمَشْقِيّ يذكر أنَّ أبا المَيْمُون عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر البَجَلِيّ أخبرهم.
وأخبرنا البَرْقَاني -قراءةً-، أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان النَّصِيْبِيّ، حدَّثنا أبو المَيْمُون البَجَلِيّ -بِدِمَشْق-، حدَّثنا أبو زُرْعَة عبد الرحمن بن عمرو البَصْرِيّ قال: قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم: حدَّثنا نُعَيْم بن حمَّاد، عن عيسى بن يونس، عن حَرِيز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن جُبَيْر بن نُفَيْر، عن أبيه،
عن عَوْف بن مالك، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"تَفْتَرِقُ أُمَّتِي على بِضْعٍ وسَبْعِينَ فِرْقَةً، أَعْظَمُهَا فِتْنَةً على أُمَّتِي، قومٌ يَقِيسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ، فَيُحِلُّونَ الحَرَامَ، ويُحَرِّمُونَ الحَلَالَ".
(13/ 307) في ترجمة (نُعَيْم بن حمَّاد بن معاوية الخُزَاعِيّ الأَعْوَر الفَارِض المَرْوَزِيّ).
مرتبة الحديث:
لا أصل له. قاله الإِمام ابن مَعِين وغيره.
ففي إسناده صاحب الترجمة (نُعَيْم بن حمَّاد بن معاوية الخُزَاعِيّ)، وهو صدوق كثير الوَهَم والخطأ، وقد شُبِّهَ له فيه. ومَدَارُ هذا الحديث عليه، حتَّى إنَّ الحافظ عبد الغني بن سعيد الأَزْدِيّ قال:"بهذا الحديث سقط نُعَيْم بن حمَّاد عند كثيرٍ من أهل الحديث". وقد سَرَقَهُ جماعة من الضعفاء عنه. وتقدَّمت ترجمة (نُعَيْم) في حديث (346).
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 547) و (4/ 430)، والطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 50 - 51) رقم (90)، وفي "مسند الشاميين"(2/ 143) رقم (1072)، وعنه الخطيب في "الفقيه والمتفقِّه"(1/ 179 - 180)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 98) رقم (172) -من كشف الأستار-، والبيهقي في "المَدْخَل إلى السنن الكبرى" ص 188 رقم (207)، من طريق نُعَيْم بن حمَّاد، عن عيسى
(1)
بن يونس، به.
قال الحاكم في الموضع الثاني: "صحيح على شرط الشيخين"! ! ولم يذكره الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك".
وأمَّا في الموطن الأول، فإنَّ الحاكم لم يتكلَّم عليه بشيء. وذكره الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك" ولم يتكلَّم عليه بشيء.
ورواه ابن عبد البَرِّ في "جامع بيان العلم وفضله"(2/ 133 - 134)، من طريقين، عن نُعَيْم بن حمَّاد، عن عبد اللَّه بن المُبَارَك، عن عيسى بن يونس، به.
(1)
وقع في "كشف الأستار": "يحيى" بدلًا من "عيسى".
وقد تابع نُعَيْم بن حمَّاد: عبد اللَّه بن جعفر، وسُوَيْد الحَدَثَانِيّ، وعبد الوهاب بن الضَّحَّاك، ومحمد بن سلَّام؛ فرووه عن عيسى بن يونس، عن حَرِيز، به. رواه عنهم جميعًا الخطيب في "تاريخه". وستأتي هذه الطرق عقب هذا الحديث.
ومن طريق وسُوَيْد الحَدَثَانِيّ، عن عيسى بن يونس، به، رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1264) -في ترجمة (سُوَيْد) -.
ورواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 188 - 189) مختصرًا -في ترجمة (أحمد بن عبد الرحمن بن وَهْب) -، من طريق أبي عبيد اللَّه أحمد بن عبد الرحمن بن وَهْب، عن عَمِّه، عن عيسى بن يونس، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جُبَيْر بن نُفَيْر، عن أبيه، عنه، به.
وعن ابن عدي من طريقه هذا رواه الخطيب في "تاريخه"(13/ 310).
ورواه الخطيب في "تاريخه"(13/ 309) من طريق أحمد بن الفضل بن دِهْقَان القاضي الحَدَثِيّ، عن عمرو بن عيسى بن يونس، عن أبيه، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 179): "رواه الطبراني في "الكبير" والبزَّار، ورجاله رجال الصحيح".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له نقلًا عن أبي زُرْعَة الدِّمَشْقِيّ: "قلت ليحيى بن مَعِين في حديث نُعَيْم هذا، وسألته عن صحته، فأنكره. قلت: من أين يؤتى؟ قال: شُبِّهَ له".
وقال الخطيب نقلًا عن محمد بن عليّ بن حمزة المَرْوَزِيّ: "سألت يحيى بن مَعِين عن هذا الحديث. . . . قال: ليس له أصل. قلت: فَنُعَيْم بن حَمَّاد؟ قال: نُعَيْم ثقة. قلت: كيف يحدِّث ثقةٌ بباطل؟ ! قال: شُبِّهَ له".
وقال الخطيب في "تاريخه"(13/ 308) أيضًا: "وافق نُعَيْمًا على روايته
هكذا: عبد اللَّه بن جعفر الرَّقِّي، وسُوَيْد بن سعيد الحَدَثَانِيّ. وقيل: عن عمرو بن عيسى بن يونس كلُّهم عن عيسى".
قال الإِمام ابن عدي في "الكامل"(3/ 1265) -في ترجمة (سُوَيْد الحَدَثَانِيّ) - عن حديثه المروي من طريقه: "وهذا إنَّما يعرف بنُعَيْم بن حمَّاد، ورواه عن عيسى بن يونس، فتكلَّم النَّاس فيه مجراه
(1)
. ثم رواه رجل من أهل خُرَاسان يقال له: الحَكَم بن مُبَارَك، يُكْنَى أبا صالح الخواشتني
(2)
، ويقال: إنَّه لا بأس به، ثم سرقه قوم ضعفاء ممن يُعْرَفُونَ بسرقة الحديث، منهم: عبد الوهاب بن الضَّحَّاك، والنَّضْر بن طاهر، وثالثهم سُوَيْد".
وقال ابن عدي في "الكامل"(1/ 189) -في ترجمة (أحمد بن عبد الرحمن بن وَهْب) - عن حديثه المروي من طريقه: "هذا حديث رواه نُعَيْم بن حمَّاد عن عيسى، والحديث له، وأنكروه عليه، وسرقه منه جماعة: عبد الوهاب بن الضَّحَّاك، وسُوَيْد بن سعيد، وأبو صالح الخُرَاسَانِي الخَاشْتِيّ
(3)
، والحكم بن المُبَارَك. وأنكروه على أبي عبيد اللَّه -يعني أحمد بن عبد الرحمن بن وَهْب- أيضًا عن عمِّه عن عيسى".
وقال الحافظ الخطيب في "تاريخه"(13/ 310 - 311) نقلًا عن عبد الغني بن سعيد الحافظ، بعد أن ذكر حديث عيسى بن يونس من طريق نُعَيْم، وأحمد بن عبد الرحمن بن وَهْب عن عمِّه، ومحمد بن سَلَّام، جميعًا عن عيسى،
(1)
هكذا في الكامل": "مجراه". وكذا في "تهذيب الكمال" (12/ 254). وفي "تاريخ بغداد" (13/ 309): "بجراه". قال في "القاموس المحيط" مادة (جَرَي) ص 1640: "وفَعَلْتُهُ مِنْ جَرَاك. . .: من أَجْلِكَ، كَجَرَّاك".
(2)
هكذا في "الكامل" المطبوع: "الخواشتني". وفي "الأنساب"(5/ 18 و 20 - 21) أنَّه: "الخَاسْتِيّ" أو "الخَاشْتِيّ". وفي "التقريب"(1/ 192): "الخَاشْتِيّ".
(3)
تَصَحَّفَ في "الكامل" إلى "الخاشني". انظر التعليق السابق.
قال: "كُلُّ من حدَّث به عن عيسى بن يونس غير نُعَيْم بن حمَّاد، فإنَّما أخذه من نُعَيْم، وبهذا الحديث سقط نُعَيْم بن حمَّاد عند كثير من أهل الحديث. إلَّا أنَّ يحيى بن مَعِين لم يكن ينسِبُه إلى الكذب، بل كان ينسبه إلى الوَهَم. فأمَّا حديث ابن وَهْب فَبَلِيَّتُهُ من ابن أخيه، لا مِنْهُ، لأنَّ اللَّه قد رَفَعَهُ عن ادِّعاء مثلِ هذا، ولأنَّ حمزة بن محمد حدَّثني عن عَلِيَّك الرَّازِيّ أنَّه رأى هذا الحديث ملحقًا بخطٍّ طريٍّ في قُنْدَاقٍ من قنادق ابن وَهْب لمَّا أخرجه إليه بَحْشَل ابن أخي ابن وَهْب. وأمَّا محمد بن سَلَّام فليس بحجَّة".
وقال الإِمام البيهقي في "المَدْخَل إلى السنن الكبرى" ص 188: "تفرَّد به نُعَيْم بن حمَّاد، وسَرَقَهُ عنه جماعة من الضعفاء، وهو مُنْكَرٌ".
وقال الإِمام الزَّرَكَشِيُّ في "المُعْتَبَر في تخريج أحاديث المنهاج والمختصر" ص 227: "هذا حديث لا يصحُّ، مَدَارُهُ على نُعَيْم بن حَمَّاد".
* * *
2044 -
أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن محمد بن بَكْرَان الفُوِّيّ -بالبَصْرَة-، حدَّثنا الحسن بن محمد بن عثمان النَّسَويّ، حدَّثنا يعقوب بن سفيان، حدَّثنا نُعَيْم بن حمَّاد، حدَّثنا عيسى بن يونس، عن حَرِيز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن جُبَيْر، عن أبيه،
عن عَوْف بن مالك، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"تَفْتَرِقُ أُمَّتِي على بِضْعٍ وسبعينَ فِرْقَةً، أَعْظَمُهَا فِتْنَةً على أُمَّتِي قومٌ يَقِيْسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ، فَيْحِلُّونَ الحَرَامَ، ويُحَرِّمُونَ الحَلَالَ".
(13/ 308) في ترجمة (نُعَيْم بن حَمَّاد بن معاوية الخُزَاعِيّ الأعور، الفَارِض المَرْوَزِيّ).
مرتبة الحديث:
لا أصل له.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (2043).
* * *
2045 -
أخبرنا عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، حدَّثنا أحمد بن سلمان النَّجَّاد -إملاءً-، حدَّثنا هلال بن العلاء، حدَّثنا عبد اللَّه بن جعفر، حدَّثنا عيسى بن يونس، حدَّثنا حَرِيز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن جُبَيْر بن نُفَيْر، عن أبيه،
عن عَوْف بن مالك الأَشْجَعِيّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَفْتَرِقُ أُمَّتِي على بِضْعٍ وسبعينَ فِرْقَةً، أَعْظَمُهَا فِتْنَةً على أُمَّتِي قومٌ يَقِيْسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ، فَيَسْتَحِلُّونَ الحَرَامَ، ويُحَرِّمُونَ الحَلَالَ".
(13/ 308) في ترجمة (نُعَيْم بن حمَّاد بن معاوية الخُزَاعِيّ الأعور الفَارِض المَرْوَزِيّ).
مرتبة الحديث:
لا أصل له.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (2043).
* * *
2046 -
حدَّثني أبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد المِصْرِيّ الصَّوَّاف، حدَّثنا محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغَسَّانِيّ، حدَّثنا أبو الحسن موسى بن عيسى بن موسى بن يزيد -بَدَيْرِ العَاقُول-، حدَّثنا عبد الكريم بن الهيثم القَطَّان قال: قال
لي سُوَيْد: ارو هذا الحديث عنِّي، عن عيسى بن يونس، عن حَرِيز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن جُبَيْر عن نُفَيْر، عن أبيه،
عن عَوْف بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَفْتَرِقُ أُمَّتِي على بِضْعٍ وسبعينَ فِرْقَةً، أَعْظَمُهَا فِتْنَةً على أُمَّتِي قومٌ يَقِيْسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ، فَيْحِلُّونَ ما حَرَّمَ اللَّه، ويُحَرِّمُونَ ما أَحَلَّ اللَّهُ عز وجل".
(13/ 308) في ترجمة (نُعَيْم بن حمَّاد بن معاوية الخُزَاعِيّ الأعور الفَارِض المَرْوَزِيّ).
مرتبة الحديث:
لا أصل له.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (20436).
* * *
2047 -
أخبرني أبو سعد المَالِينيّ -إجازةً-، وحدَّثنيه أبو عبد اللَّه محمد بن يحيى الكِرْمَانِيّ عنه قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن عَدِيّ الحافظ قال: سمعت جعفر الفِرْيَابِيّ يقول: أفادني أبو بكر الأَعْيَن -في قطيعة الرَّبيع، سنة إحدى وثلاثين- بحضرة أبي زُرْعَة، وجمع كثير من رؤساء أصحاب الحديث حين أردت أن أخرج إلى سُوَيْد، وقال لي: وَقِّفْهُ، وثَبِّت منه هذا الحديث، هل سمع عيسى بن يونس؟ فقدمت على سُوَيْد، فسألته فقال: حدَّثنا عيسى بن يونس، عن حَرِيز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن جُبَيْر بن نُفَيْر، عن أبيه،
عن عَوْف بن مالك، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"تَفْتَرِقُ هذه الأُمَّةُ بِضْعًا وسبعينَ فِرْقَةً، شَرُّهَا فِرْقَةً، قومٌ يَقِيسُونَ الرَّأْيَ، يَسْتَحِلُّونَ به الحَرَامَ، ويُحَرِّمُونَ به الحَلَالَ".
(13/ 308 - 309) في ترجمة (نُعَيْم بن حَمَّاد بن معاوية الخُزَاعِيّ الأعور الفَارِض المَرْوَزِيّ).
مرتبة الحديث:
لا أصل له.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (2043).
* * *
2048 -
أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن جعفر البَرْذَعِيّ، أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن هُمَّام، حدَّثنا أبو بكر محمد بن معاذ بن عبد الكبير الجُشَمِيّ -بالحَدَث-، حدَّثنا جدِّي لأُمِّي: أحمد بن الفضل بن دِهْقَان القاضي الحَدَثِيّ، حدَّثنا عمرو بن عيسى بن يونس السَّبِيعيّ، حدَّثنا أبي قال: حدَّثني حَرِيز بن عثمان الرَّحَبِيّ، عن عبد الرحمن بن جُبَيْر بن نُفَيْر الحَضْرَمِيّ، عن أبيه،
عن عَوْف بن مالك الأَشْجَعِيّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"سَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي على بِضْعٍ وسبعينَ فِرْقَةً، شَرُّ فِرْقَةٍ منها، قومٌ يَقِيسُونَ الدِّينَ بالرَّأْي، فَيُحِلُّونَ به الحَرَامَ، ويُحَرِّمُونَ به الحَلَالَ".
(13/ 309) في ترجمة (نُعَيْم بن حَمَّاد بن معاوية الخُزَاعِيّ الأعور الفَارِض المَرْوَزِيّ).
مرتبة الحديث:
لا أصل له.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (2043).
* * *
2049 -
أخبرنا عليّ بن محمد بن الحسن الحَدَثَاني، حدَّثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ -إملاءً-، حدَّثنا محمد بن محمد بن سليمان البَاغَنْدِيّ، حدَّثنا عبد الوهاب بن الضَّحَّاك الفَرَضِيّ، حدَّثنا عيسى بن يونس، عن حَرِيز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن جُبَيْر بن نُفَيْر، عن أبيه،
عن عَوْف بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "افْتَرَقَتْ هذه الأُمَّةُ على بِضْعٍ وسبعينَ فِرْقَةً، وأَعْظَمُهَا فِتْنَةً على أُمَّتي قومٌ يَقِيسُون الأُمُوَر بِرَأْيِهِمْ فَيُخْطِئُونَ، فَيُحِلُّونَ الحَرَامَ، ويُحَرِّمُونَ الحَلَالَ".
(13/ 309 - 310) في ترجمة (نُعَيْم بن حمَّاد بن معاوية الخُزَاعِيّ الأَعْوَر الفَارِض المَرْوَزِيّ).
مرتبة الحديث:
لا أصل له.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (2043).
* * *
2050 -
أنبأنا أبو سعد المَالِينيّ، أخبرنا عبد اللَّه بن عَدِيّ، أخبرنا عيسى بن أحمد العَدَنِيّ، حدَّثنا أبو عبيد اللَّه أحمد بن عبد الرحمن بن وَهْب، حدَّثنا عَمِّي، حدَّثنا عيسى بن يونس، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جُبَيْر بن نُفَيْر، عن أبيه،
عن عَوْف بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يكونُ في آخر الزَّمانِ قومٌ يُحِلُّونَ الحَرَامَ، ويُحَرِّمُونَ الحَلَالَ، ويقِيْسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ".
(13/ 310) في ترجمة نُعَيْم بن حَمَّاد بن معاوية الخُزَاعِيّ الأعور الفَارِض المَرْوَزِيّ).
مرتبة الحديث:
لا أصل له.
التخريج:
تقدم تخريجه في حديث (2043).
* * *
2051 -
أخبرنا يوسف بن رَبَاح البَصْرِيّ، أخبرنا عليّ بن الحسين بن بُنْدَار الأَدَنِيّ -بِمِصْرَ-، حدَّثنا يعقوب بن إسحاق العَطَّار البَصْريّ -بأَنْطاكِيَةَ-، حدَّثنا محمد بن سَلَّام، حدَّثنا عيسى بن يونس، حدَّثنا حَرِيز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن جُبَيْر بن نُفَيْر، عن أبيه،
عن عَوْف قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَفْتَرِقُ أُمَّتِي على ثلاثٍ وسبعين فِرْقَةً، أَعْظَمُهَا فِتْنَةً على أُمَّتي، قومٌ يَقْتَاسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ، فَيُحِلُّون الحَرَامَ، ويُحَرِّمُونَ الحَلالَ".
(13/ 310) في ترجمة (نُعَيْم بن حَمَّاد بن معاوية الخُزَاعِيّ الأعور الفَارِض المَرْوَزِيّ).
مرتبة الحديث:
لا أصل له.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (2043).
* * *
2052 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، وعثمان بن محمد بن يوسف العَلَّاف، قالا: أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِيّ، حدَّثنا محمد بن إسماعيل -هو التِّرْمِذِيّ-، حدَّثنا نُعَيْم بن حّمَّاد، حدَّثنا ابن وَهْب، حدَّثنا عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن مروان بن عثمان، عن عُمَارَة بن عامر،
عن أُمِّ الطُّفَيْل -امرأةِ أُبَيّ-، أنَّها سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ أنَّهُ رأى رَبَّهُ تعالى في المَنَامِ في أَحْسَنِ صُورَةٍ، شَابًّا مُوَفَّرًا، رِجْلَاهُ في خُفٍّ، عليه نعْلَانِ مِنْ ذَهَبٍ، على وَجْهِهِ فراش مِنْ ذهَبٍ.
(13/ 311) في ترجمة (نُعَيْم بن حَمَّاد بن معاوية الخُزَاعِيّ الأعور الفَارِض المَرْوَزِيّ).
مرتبة الحديث:
مُنْكَرٌ. قاله الإمام أحمد بن حنبل وغيره.
ففي إسناده (مروان بن عثمان بن أبي سعيد بن المُعَلَّى الأنصاري الزُّرَقِيّ أبو عثمان المَدَني) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(7/ 370 - 371) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(8/ 272) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 482).
4 -
"تاريخ بغداد"(13/ 311) -في ترجمة (نُعَيْم بن حَمَّاد) - وفيه عن النَّسَائي: "وَمَنْ مروان بن عثمان حتى يُصَدَّقَ على اللَّه عز وجل".
5 -
"الكاشف" للذَّهَبِيّ (3/ 117) وقال: "مُخْتَلَفٌ في توثيقه".
6 -
"الإصابة" لابن حَجَر (4/ 470) وقال: "مروان متروك. وقال ابن مَعِين: ومن مروان حتى يُصَدَّق".
7 -
"التقريب"(2/ 239) وقال: "ضعيف، من السادسة"/ بخ س.
كما أنَّ فيه (عُمَارَة بن عمرو بن حزم الأنصاري) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 500 - 501) وقال بعد أن ساق الحديث من طريقه: "لا يُعْرَفُ سماعُ عُمَارة من أُمِّ الطُّفَيْل".
2 -
"الجرح والتعديل"(6/ 367) وفيه عن أبي حاتم: "روى عن أُمِّ الطُّفَيْل امرأة أُبَيّ بن كعب، روى عنه مروان بن عثمان". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 245) وقال: "يروي عن أُمِّ الطُّفَيْل امرأة أُبَيّ بن كعب عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت ربِّي. حديثًا منكرًا، لم يسمع عُمَارَة من أُمِّ الطُّفَيْل، وإنما ذكرته لكي لا يغرّ الناظر فيه فيحتجّ به من حديث أهل مِصْر".
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (نُعَيْم بن حَمَّاد الخُزَاعِيّ)، وهو صدوق كثير الخطأ والوَهَم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (346).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(25/ 143) رقم (346) من طرق، عن ابن وَهْب، عن عمرو بن الحارث، به مرفوعًا بلفظ:"رأيت ربِّي في المنام في صورة شاب مُوَفَّر في خضر، عليه نَعْلان من ذهب، وعلى وجهه فراش من ذهب".
ورواه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 205) رقم (471)، عن إسماعيل بن
عبد اللَّه، حدَّثنا نُعَيْم بن حَمَّاد، وحَمَّاد بن سليمان، حدَّثنا عبد اللَّه بن وَهْب، به بلفظ:"رأيت ربِّي في المنام في أحسن صورة" وذكر كلامًا". واكتفى من سياقة المتن بما تقدَّم.
ورواه البيهقي في "الأسماء والصفات"(2/ 193) من طريق أحمد بن عيسى المِصْرِيّ، عن عبد اللَّه بن وَهْب، به. ولفظه عنده: "أنَّه رأى ربَّه عز وجل في المنام في صورة شاب مُوَفَّر في خضر
(1)
على فراش من ذهب في رجليه نعلان من ذهب".
ورواه ابن الجَوْزِي في "العلل"(1/ 15)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال في (1/ 15 - 16):"ذكر أبو بكر الخَلَّال في كتابه "العلل"، قال: أخبرني محمد بن عليّ قال: حدَّثنا مُهَنَّا قال: سألت أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل عن هذا الحديث، فَحَوَّلَ وجهه عئِّي، قال: هذا حديث منكر. وقال: لا يُعْرَفُ. هذا رجل مجهول -يعني مروان بن عثمان-. قال: ولا يُعْرَفُ أيضًا عن عُمَارَة بن عامر".
ورواه ابن الجَوْزِي أيضًا في "الموضوعات"(1/ 125 - 126)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"أمَّا نُعَيْم فقد وثَّقه قوم. وقال ابن عدي: كان يضع الحديث. وكان يحيى بن مَعِين يُهَجِّنه في روايته حديث أُمِّ الطُّفَيْل. وكان يقول: ما كان ينبغي له أن يحدِّث بمثل هذا، وليس نُعَيْم بشيء في الحديث". ثم ذكر قول النَّسَائي وأحمد في (مروان).
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 28 - 31)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(1/ 145) ولخَّص كلامه، فقال: "تُعُقِّبَ بأن (عُمَارة) ذكره البخاري في الضعفاء. وقال ابن حِبَّان: لم يسمع من أُمِّ الطُّفَيْل. وسمَّاه الطبراني، فقال: عُمَاَرة بن عامر بن حزم الأنصاري. ومروان روى له النَّسَائي
(1)
أي في ثياب خضر كما قال البيهقي في "الأسماء والصفات"(2/ 193).
وضعَّفه أبو حاتم، وما وُسِمَ بكذبٍ، فانتفت الجهالة عنهما. وأمَّا (نُعَيْم) فأحد الأئمة الأعلام، روى له البخاري وأبو داود والتِّرْمِذِيّ وابن ماجه، ولم ينفرد بهذا بل تابعه جماعة، أخرج أحاديثهم الطبراني في "السُّنَّة". وله شاهد عن قَتَادَة عن عِكْرِمَة عن ابن عبَّاس، من طرق رواها الطبراني أيضًا. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: ورواه التِّرْمِذِيُّ وقال: حسن غريب، واللَّه أعلم. ورُوي عن أبي زُرْعَة الرَّازِيّ أنَّه صحَّحه. ورواه الطبراني أيضًا من حديث معاذ بن عَفْرَاء، ومن حديث عائشة معلَّقًا، والدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد" من حديث أنس. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: وجاء من حديث جابر بن سَمُرَة، وأبي أُمَامَة، وعبد الرحمن بن عائش، وعَائِذ الحَضْرَمي، وثَوْبَان، أخرجها ابن أبي عاصم في "السُّنَّة". وقال البيهقي: رُوي من أوجه كلّها ضعيفة. ويكتفي في التعقيب على ابن الجَوْزي أنَّه هو نفسه ذكره في "الواهيات" -يعني كتابه "العلل المتناهية"-، وما كان من هذه الروايات غير مقيَّد بالمنام فينبغي أن يُحْمَلَ عليه لتتفق الروايات ويزول الإشكال، واللَّه أعلم".
والحديث ذكره الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(4/ 470) في ترجمة (أُمِّ الطُّفَيْل)، وعزاه للدَّارَقُطْنِيّ من طريق مروان بن عثمان، به. وقال:"مروان متروك. وقال ابن مَعِين: وَمَنْ مروان حتى يُصَدَّق".
وقال الحافظ الخطيب في "تاريخه"(13/ 311) نقلًا عن عبد الخالق بن منصور: "رأيت يحيى بن مَعِين كأنه يُهَجِّنُ نُعَيْم بن حَمَّاد في حديث أُمَّ الطُّفَيْل حديث الرُّؤية، ويقول: ما كان ينبغي له أن يحدِّث بمثل هذا الخبر".
وقال الإمام الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(10/ 602 - 603): "هذا خبر مُنْكَرٌ جدًّا. أَحْسَنَ النَّسَائيُّ حيث يقول: ومن مروان بن عثمان حتى يُصَدَّقَ على اللَّه! ؟ وهذا لم ينفرد به نُعَيْم، فقد رواه أحمد بن صالح المِصْرِيُّ الحافظ، وأحمد بن عيسى التُّسْتَرِيّ، وأحمد بن عبد الرحمن بن وَهْب عن ابن وَهْب، قال
أبو زُرْعَة النَّصْرِيّ: رجاله معروفون. قلت -القائل الذَّهَبِيُّ-: بلا ريب قد حَدَّثَ به ابن وَهْب وشَيْخُهُ وابن أبي هِلال، وهم معروفون عدول، فأمَّا مروان، وما أدراك ما مروان، فهو حفيد أبي سعيد بن المُعَلَّى الأنصاري، وشيخه هو عُمَارَة بن عامر بن عمرو بن حزم الأنصاري".
وقال: "ولئن جَوَّزْنَا أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالهُ، فهو أدرى بما قال، ولرؤياه في المنام تعبير لما يذكره عليه السلام، ولا نحن نُحْسِنُ أن نَعْبُره، فأمَّا أن تحمِلَه على ظاهره الحِسِّي، فَمَعَاذَ اللَّه أن نَعْتقِدَ الخَوضَ في ذلك بحيث إِنَّ بعض الفُضَلاء قال: تَصَحَّفَ الحديثُ، وإنما هو: رأى رئِيَّه بياءٍ مشدَّدة".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "التهذيب"(10/ 95): "هو مَتْنٌ مُنْكَرٌ".
غريب الحديث:
قوله: "مُوَفَّرًا": "الوَفْرَةُ: شَعْر الرأس إذا وَصَلَ شَحْمَة الأُذُن". "النهاية"(5/ 210).
* * *
2053 -
أخبرنا أبو عبد اللَّه أحمد بن أحمد بن محمد بن عليّ القَصْرِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن إبراهيم بن جعفر الحَرِيريّ، حدَّثنا محمد بن اللَّيْث الجَوْهَرِيّ، حدَّثنا نُوح بن حَبِيب القُوْمِسِيّ -سنة أربعين ومائتين ببغداد، في خان السِّنْدِيّ-، حدَّثنا مؤمَّل بن إسماعيل، حدَّثنا عُمَارَة بن زَاذَان، عن ثابت،
عن أنس قال: كان للنبيِّ صلى الله عليه وسلم مِلْحَفَةٌ مَصْبُوغَةٌ بالوَرْسِ والزَّعْفَرَانِ، يدوُر بها على نِسَائِهِ، فإذا كانت ليلةُ هذه رَشَّتْهَا بالمَاءِ، وإذا كانت ليلَةُ هذه رَشَّتْهَا بالمَاءِ، وإذا كانت ليلةُ هذه رَشَّتْهَا بالمَاءِ.
(13/ 320) في ترجمة (نوح بن حَبِيب البَذَشِيّ القُومِسِيّ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عُمَارَة بن زَاذَان الصَّيْدَلانِيّ أبو سَلَمَة البَصْرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ لابن مَعِين"(4/ 122) وقال: "ثقة".
2 -
"العلل" لأحمد بن حنبل (1/ 240) وقال: "شيخ ثقة ما به بأس". و (1/ 320) وقال: "ثقة".
3 -
"التاريخ الكبير"(6/ 505) وقال: "ربما يضطرب في حديثه".
4 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلي ص 353 رقم (1213) وقال: "ثقة".
5 -
"سؤالات الآجُرِيّ لأبي داود" ص 249 رقم (326) وقال: "ليس بذاك".
6 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (2/ 118 - 119) وقال: "ثقة".
7 -
"الجرح والتعديل"(6/ 265 - 366) وفيه عن أحمد: "يروي عن أنس أحاديث مناكير"، وقال ابن مَعِين:"صالح". وقال أبو حاتم: "يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به، ليس بالمتين". وقال أبو زُرْعَة: "لا بأس به".
8 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 263).
9 -
"الكامل"(5/ 1734 - 1735) وقال: "هو عندي لا بأس به، ممّن يُكْتَبُ حديثه".
10 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 300 رقم (382).
11 -
"المغني"(2/ 461) وقال: "ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ وغيره، وله مناكير".
12 -
"الكاشف"(2/ 263) وقال: "قال أبو داود وغيره: ليس بذاك".
13 -
"التهذيب"(7/ 416 - 417) وفيه عن ابن عمَّار المَوْصلِي: "ضعيف". وقال السَّاجِيُّ: "فيه ضعف، ليس بشيء، ولا يقوى في الحديث". وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "ضعيف يُعْتَب به".
14 -
"التقريب"(2/ 49) وقال: "صدوق كثير الخطأ، من السابعة"/ بخ د ت ق.
كما أنَّ فيه (مؤمَّل بن إسماعيل البَصْرِيّ)، وهو صدوق كثير الغلط. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1857).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 388 - 389) رقم (679)، عن أحمد بن عليّ الأَبَّار، عن نوح بن حَبِيب، به. وقال:"لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلّا عُمَارَة، تفرَّد به مؤمَّل".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 129): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه مؤمَّل بن إسماعيل وثَّقه ابن حِبَّان وضعَّفه جماعة".
ورواه أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في كتاب "أخلاق النبيِّ صلى الله عليه وسلم وآدابه" ص 232 - 233، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1150) -في ترجمة (سَلَّام بن أبي خُبْزَة) -، من طريق عبد الرحمن بن عبيد اللَّه الحَلَبي، حدَّثنا سلَّام بن أبي خُبْزَة، عن ثابت، عن أنس قال:"كانت لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مِلْحَقَةٌ مُوَرَّسَةٌ، تدور بين نسائه، فربما نُضِحَتْ بالماء، ليكون أذكى لريحها".
ورواه مختصرًا: العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 160)، وابن حبَّان في
"المجروحين"(1/ 340) -كلاهما في ترجمة (سَلَّام بن أبي خُبْزَة) -، من طريق سَلَّام هذا، عن ثابت، عنه، به.
وقال العُقَيْلِي: "وفيه رواية من غير هذا الوجه ليِّنة أيضًا".
أقول: في إسناده عندهم (سَلَّام بن أبي خُبْزَة العَطَّار البَصْرِيّ أبو سعيد) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(4/ 134) وقال: "ضعَّفه قُتَيْبَة جدًّا، لم يحدِّث عنه".
2 -
"سؤالات الأجُرِّيّ لأبي داود" ص 283 رقم (402) وقال: "ضعيف".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 117 رقم (250) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 160).
5 -
"الجرح والتعديل"(4/ 260 - 261) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقويِّ ولا كذَّاب". وقال أبو زُرْعَة: "منكر الحديث".
6 -
"المجروحين"(1/ 340) وقال: "كثير الخطأ، معضل الأخبار، يروي عن الثقات المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به".
7 -
"الكامل"(3/ 1149 - 1151) وقال: "عامَّة ما يرويه ليس يُتَابَعُ عليه".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 33 رقم (264).
9 -
"المغني"(1/ 270) وقال: "وام".
10 -
"لسان الميزان"(3/ 57) وفيه عن ابن المَدِيني: "يضع الحديث". وقال السَّاجي: "متروك الحديث، كان عابدًا".
وللحديث شاهد من حديث السيدة عائشة بلفظ: "كان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثوب مصبوغ بِوَرْس، وكان يلبسه في بيته، ويدور فيه على نسائه ويصلِّي فيه".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 130) بعد أن ذكره: "رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه مِقْدَام بن داود وهو ضعيف".
* * *
2054 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا نوح بن خَلَف البَجَلِيّ، حدَّثنا أبو مسلم الكَجِّيّ، حدَّثنا حجاج، حدَّثنا حمَّاد، عن الكَلْبِيّ، عن أبي صالح،
عن ابن عبَّاس، أنَّ الوليد بن عُتْبَة قال لعليّ بن أبي طالب: ألستُ أَبْسَطُ مِنْكَ لِسَانًا، وَأَحَدُّ مِنْكَ سِنَانًا، وأملأُ مِنْكَ حشوًا؟ فأنزل اللَّه تعالى:{أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ} [سورة السجدة: الآية 18].
(13/ 321) في ترجمة (نوح بن خَلَف بن محمد البَجَلِيّ أبو عيسى).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (الكَلْبِيّ) وهو (محمد بن السَّائِب بن بِشْر الكَلْبي الكوفي أبو النَّضْر). وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات" لابن سعد (6/ 358 - 359) وقال: "قالوا: وليس بذاك، في روايته ضعيف جدًّا".
2 -
"التاريخ لابن مَعِين"(2/ 517) وقال: "ليس بشيء".
3 -
"التاريخ الكبير"(1/ 101) وقال: "تركهـ يحيى بن سعيد وابن
مهدي". وفيه عن سفيان -يعني الثَّوْري- قال: "قال لي الكَلْبِيُّ قال لي أبو صالح: كلُّ شيء حَدَّثْتُكَ فهو كذب".
أقول: ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(7/ 271) نصَّ كلام الثَّوْري بلفظ: "قال لنا الكَلْبِيُّ: ما حدَّثتَ عني عن أبي صالح عن ابن عبَّاس فهو كذب، فلا ترووه".
4 -
"أحوال الرجال" ص 54 رقم (37) وقال: "كذَّاب ساقط".
5 -
"المعرفة والتاريخ" للفَسَوي (3/ 35) في باب من يرغب عن الرواية عنهم.
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 211 رقم (37) وقال: "متروك الحديث".
7 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 76 - 78).
8 -
"الجرح والتعديل"(7/ 270 - 271) وفيه عن مُعْتَمِر -يعني ابن سليمان- عن أبيه: "كان بالكوفة كذَّابان، أحدهما الكَلْبِيّ". وقال قُرَّة بن خالد: "كانوا يرون أنَّ الكَلْبِيَّ يَزْرف، يعني يَكْذِب". وقال أبو حاتم: "النَّاس مجتمعون على ترك حديثه، لا يُشْتَغَلُ به، هو ذاهب الحديث".
9 -
"المجروحين"(2/ 253 - 256) وقال: "كان الكَلْبِيُّ سَبَئِيًّا من أصحاب عبد اللَّه بن سَبَأ، من أولئك الذين يقولون أنَّ عليًّا لم يمت، وأنَّه راجع إلى الدُّنْيَا قبل قيام الساعة. . . ". وقال: "الكَلْبِيُّ هذا مذهبه في الدِّين. ووضوح الكذب فيه، أظهر من أن يُحتاج إلى الإغراق في وصفه".
10 -
"الكامل"(6/ 2127 - 2132) وقال: "رضوه بالتفسير، وأمَّا في الحديث فخاصة إذا روى عن أبي صالح عن ابن عبَّاس ففيه مناكير، واشتهر به فيما بين الضعفاء، يُكْتَبُ حديثه".
11 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 342 رقم (467).
12 -
"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 262) وقال: "متروك".
13 -
"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 195) وقال: "أحاديثه عن أبي صالح موضوعة".
14 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 138 رقم (210) وقال: "أحاديثه موضوعة".
15 -
"المغني"(2/ 584) وقال: "تركوه، كذَّبه سليمان التَّيْمِيّ وزَائِدَة وابن مَعِين، وتركه القَطَّان وعبد الرحمن".
16 -
"التهذيب"(9/ 178 - 181) وقال: "قال عليّ بن الجُنَيْد، والحاكم أبو أحمد. . .: متروك". وكانت وفاته عام (146 هـ).
17 -
"التقريب"(2/ 163) وقال: "النَّسَّابة المُفَسِّر، مُتَّهم بالكذب، ورُمي بالرَّفْضِ، من السادسة"/ ت فق.
كما أنَّ في إسناده أيضًا (أبو صالح) وهو (بَاذَام -ويقال - بَاذَان- الكَلْبِيّ، مولى أم هانئ) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(2/ 144) وقال: "تَرَك ابن مهدي حديث أبي صالح".
2 -
"أحوال الرجال" ص 63 رقم (64) وقال: "غير محمود".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 61 رقم (74) وقال: "ضعيف".
4 -
"الجرح والتعديل"(2/ 431 - 432) وفيه: "كان مجاهد ينهى عن أبي صالح بَاذَان صاحب الكَلْبِيّ". وقال ابن مَعِين: "ليس به بأس فإذا روى عنه الكَلْبِيّ فليس بشيء، وإذا روى عنه غير الكَلْبِيّ فليس به بأس، لأنَّ الكَلْبِيّ يحدِّث به مُرَّة من رأيه، ومرَّة عن أبي صالح، ومرَّة عن أبي صالح عن ابن عبَّاس". وقال أبو حاتم: "صالح الحديث يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ ولا يُحْتَجُّ به".
5 -
"المجروحين"(1/ 185) وقال: "يحدِّث عن ابن عبَّاس ولم يسمع منه". وفيه عن ابن مَعِين: "ضعيف الحديث".
6 -
"الكامل"(2/ 501 - 504) وقال: "عامَّة ما يرويه تفاسير وما أقلّ ماله من المُسْنَدِ. . . . ولم أعلم أحدًا من المتقدِّمين رَضِيَهُ".
7 -
"الكاشف"(1/ 96) وقال: "قال أبو حاتم وغيره: لا يُحْتَجُّ به، عامّة ما عنده تفسير".
8 -
"التقريب" ص 120 رقم (634) -ط دار الرشيد- وقال: "ضعيف يرسل، من الثالثة"/ 4.
و(حجَّاج) هو (ابن المِنْهَال الأَنْمَاطِيّ السُّلَمِيّ أبو محمد البَصْرِيّ): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1854).
و(حمَّاد) هو (ابن سَلَمَة بن دينار البَصْرِيّ أبو سَلَمَة): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (253).
و(أبو مسلم الكَجِّيّ) هو (إبراهيم بن عبد اللَّه بن مسلم البَصْرِيّ أبو مسلم): إمام حافظ ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (121).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2131) -في ترجمة (محمد بن السَّائِب الكَلْبِيّ) - من طريق حمَّاد بن سَلَمَة، عن الكَلْبِيّ، به. وفي آخره:"فقال له عليّ: اسكت فإنَّك فاسق، فأنزل اللَّه عز وجل: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ} يعني عليًّا، والوليد الفاسق".
وعزاه السُّيُوطِيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(6/ 553) إلى أبي الفرج الأَصْبَهَاني في كتاب "الأغاني"، والوَاحِدِي، وابن مَرْدُوْيَه، وابن عساكر.
* * *
2055 -
أخبرنا أحمد بن محمد العَتِيقيّ، حدَّثنا أبو عبد اللَّه نافع بن عليّ بن يحيى السَّرْويّ الفقيه -من أهل أَذْرَبِيْجَان، قدم علينا حاجًّا في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة-، حدَّثنا عليّ بن محمد بن مَهْرُوْيَه القَزْوِينيّ، حدَّثنا محمد بن يحيى الطُّوسِيّ، حدَّثنا محمد بن يوسف الفِرْيَابِيّ، حدَّثنا الثَّوْرِيّ، عن الأَعْمَش، عن أبي وائل،
عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ارْحَمُوا حَاجَةَ الغَنِيِّ". قال: فقام إليه رجل فقال: يا رسول اللَّه وما حَاجَةُ الغَنِيِّ؟ فقال: "الرَّجُلُ المُوسِرُ يَحْتَاجُ صَدَقَةً، الدِّرْهَمُ عليه عند اللَّه بمنزلةِ سبعين ألفًا".
(13/ 322 - 323) في ترجمة (نافع بن عليّ بن يحيى السَّرْويّ الفقيه أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
غريب جدًّا.
قال الخطيب عقب روايته له: "هذا غريب جدًّا من حديث الأَعْمَش عن أبي وائل عن عبد اللَّه، ومن حديث الثَّوْري عن الأَعْمَش. لا أعلم رواه غير محمد بن يحيى الطُّوسِيّ عن الفِرْيَابي".
وفي إسناده (عليّ بن محمد بن مَهْرُوْيَه القَزْوِينيّ أبو الحسن) وقد ترجم لها في:
1 -
"تاريخ بغداد"(12/ 69 - 70) وفيه عن صالح بن أحمد بن محمد
التَّمِيمي: "سمعت منه مع أبي وكان يأخذ على
(1)
نسخة عليّ بن موسى الرِّضَى، وكان شيخًا حسنًا ومحلُّه الصدق".
2 -
"تاريخ قَزْوين" للرَّافِعي (3/ 416 - 417) وفيه أنَّ وفاته كانت سنة (335 هـ) وقد نيف على المائة.
3 -
"الأنساب" للسَّمْعَاني (10/ 138 - 139).
4 -
"السِّيَر"(15/ 396 - 397) وقال: "المحدِّث الإِمام الرَّحَّال الصدوق".
5 -
"اللسان"(4/ 257 - 258) -وهو من زوائده على "الميزان"- وقال: "قال صالح بن أحمد في "طبقات أهل هَمْدَان": سمعت منه مع أبي، وكان يأخذ الدَّراهم على نسخة الرِّضَى، وتكلَّموا فيه، ومحلُّه عندنا الصدق".
وفيه (محمد بن يوسف بن وَاقِد الفِرْيَابي الضَّبِّيّ)، وهو كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب" (2/ 221):"ثقة فاضل، إلَّا أنَّه أخطأ في شيء من حديث سفيان، وهو مقدَّم فيه مع ذلك عندهم على عبد الرزاق"/ ع.
وقال ابن عدي في "الكامل"(6/ 2237): "الفِرْيَابِيُّ له عن الثَّوْريّ إفرادات، وله حديث كثير عن الثَّوْريّ، وقد قُدِّم الفِرْيَابيُّ على جماعة مثل عبد الرزاق ونظرائه، وقالوا: الفِرْيَابي أعلم بالثَّوْريِّ منهم".
وفي "التهذيب"(9/ 537): "قال بعض البغداديين: أخطأ محمد بن يوسف في مائة وخمسين حديثًا من حديث سفيان".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (نافع بن عليّ السَّرْوِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
(1)
صُحِّف في المطبوع إلى: "عليه"، والتصويب من "الأنساب"(10/ 139).
و (محمد بن يحيى الطُّوسِيّ) لم أتبينه.
و (أبو وائل) هو (شقيق بن سَلَمَة الأَسْدِيّ الكوفي): ثقة مُخَضْرَمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1177).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
ذكره الدَّيْلَمِيّ في "الفردوس"(1/ 72) رقم (211).
وعزاه في "كنز العُمَّال"(6/ 443) رقم (16452) إلى الحافظ أبي الفتيان الدِّهِسْتَانِيّ في كتاب "فضل السلطان العادل"، والخَلِيليّ، والرَّافِعِيّ، أيضًا.
* * *
2056 -
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ الوَاسِطِيّ، وأبو عبد اللَّه أحمد بن أحمد بن عليّ القَصْرِيّ، قالا: أخبرنا أبو زيد الحسين بن الحسن بن عليّ بن عامر الكِنْدِيّ -بالكوفة-، أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن سعيد البُوْرَقِيّ
(1)
المَرْوَزِيّ، حدَّثنا سليمان بن جابر بن سليمان بن ياسر بن جابر، حدَّثنا بِشْر بن يحيى قال: أخبرنا الفضل بن موسى السِّيْنَانِيّ، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة،
عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ في أُمَّتي رجلًا -وفي حديث القَصْرِيّ: يكون في أُمَّتي رجل- اسمه النُّعْمَان، وكُنْيَتُهُ أبو حَنِيفة، هو سِرَاجُ أُمَّتي، هو سِرَاجُ أُمَّتي، هو سِرَاجُ أُمَّتي".
(13/ 335) في ترجمة (النُّعْمَان بن ثابت التَّيْمِيّ أبو حَنِيفة إمام أصحاب الرأي وفقيه أهل العراق)
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "الدورقي". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (725)، ومن مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (779).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته (محمد بن سعيد بن محمد المَرْوَزِيّ البُوْرَقِيّ أبو عبد اللَّه)، وهو أحد الوضَّاعين بعد الثلاثمائة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (779).
وقال الخطيب في "تاريخ بغداد"(5/ 309) في ترجمته، نقلًا عن الحاكم النَّيْسَابُورِيّ:"هذا البُوْرَقِيّ قد وضع من المناكير على الثقات ما لا يُحْصَى، وأفحشها: روايته عن بعض مشايخه عن الفضل بن موسى السِّيْنَانِيّ عن محمد بن عمرو عن أبي سَلَمَة عن أبي هريرة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم -كما زعم- أنَّه قال: "سيكون في أُمَّتي رجل يقال له أبو حَنِيفة هو سِرَاجُ أُمَّتِي". هكذا حدَّث في بلاد خُرَاسَان، ثم حدَّث به بالعراق بإسناده، وزاد فيه أنَّه قال: "وسيكون في أُمَّتي رجل يقال له محمد بن إدريس، فِتنتُهُ على أُمَّتي أضرَّ من فتنة إبليس"".
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "وهو حديث موضوع، تفرَّد به البُوْرَقِيّ، وقد شرحنا فيما تقدَّم أمره وبيَّنَّا حاله".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 48 - 49) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ونقل قول الحاكم والخطيب السابقين.
وأقره السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 457)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 30).
وقد نصَّ الأئمة النُّقَّاد على أنَّه لم يصحّ في مَدْح أبي حَنِيْفَةَ والشَّافِعِيِّ أو ذَمِّهما شيءٌ، وأنَّ كُلَّ ما يُرْوَى من ذلك كلُّه كذبٌ مُخْتَلَقٌ. انظر:"المنار المنيف" لابن القيِّم ص 116، و"التنكيت والإفادة" لابن هِمَّات الدِّمَشْقِيّ ص 47 - 52،
و"التنكيل لما وَرَدَ في تأنيب الكوثري من الأباطيل" لليَمَاني (1/ 459 - 462).
* * *
2057 -
أخبرنا البَرْقَانيّ قال: سمعت أبا القاسم عبد اللَّه بن إبراهيم الآبَنْدُونِيّ يقول: قرأْتُ على أبي يعلى أحمد بن عليّ بن المثنَّى.
وقُرئ على الحسن بن سفيان، حدَّثكم إبراهيم بن الحجَّاج، حدَّثنا حمَّاد بن زيد -[وذكر قِصَّةً وقعت له مع أبي حَنِيفة]-، حدَّثنا أيوب، عن نافع،
عن ابن عمر، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: السَّرَاوِيلُ لِمَنْ لم يَجِدِ الإزَارَ، والخُفَّيْن لِمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ".
وذكر حمَّاد عن الحجَّاج بن أَرْطَاة أنَّ نافعًا حدَّثه به عن ابن عمر مرفوعًا.
(13/ 392 - 393) في ترجمة (النُّعْمَان بن ثابت التَّيْمِيّ أبو حَنِيفة).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات، إلَّا أنَّ (إبراهيم بن الحجَّاج السَّامِيّ البَصْرِيّ) قد خالف في روايته من هو أوثق منه كما سيأتي.
والحديث صحيح من طرق أخرى.
و (حَجَّاج بن أَرْطَاة) صدوق كثير الخطأ والتدليس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1013).
التخريج:
لم أقف عليه بهذا اللَّفظِ من حديث ابن عمر في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وفي إسناد الخطيب (إبراهيم بن الحجَّاج بن زيد السَّامِيّ البَصْرِيّ)، وهو ثقة
يَهِمُ قليلًا
(1)
، قد خالف (قُتَيْبَة بن سعيد)، وهو أوثق منه وأثبت.
حيث رواه البُخَاري في اللباس، في باب لبس القميص (10/ 266) رقم (5794)، عن قُتَيْبَة بن سعيد، عن حمَّاد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنَّ رَجُلًا قال: يا رسولَ اللَّهِ ما يَلْبَسُ المُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ؟ فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "لا يَلْبَسُ المُحْرِمُ القَميِصَ، ولا السَّرَاوِيلَ، ولا البُرْنُسَ، ولا الخُفَّيْن، إلَّا أَنْ لا يَجِدَ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ ما هو أَسْفَلُ مِنَ الكَعْبَيْنِ".
كما أنَّ (إبراهيم بن الحجَّاج السَّامِيّ)، قد خالف كُلَّ الرواة الذين رووه عن نافع وغيره عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ البُخَاري المتقدِّم. انظر على سبيل المثال:"صحيح البُخَاري" رقم (1542) و (5805) و (5806)، و"صحيح مسلم" رقم (1177)، و"سنن النَّسَائي"(5/ 129 و 131 - 132 و 133 - 135).
والحديث رواه البُخَاري في جزاء الصيد، باب لبس الخُفَّيْنِ للمُحْرِم إذا لم يجد النَّعْلَيْنِ (4/ 57) رقم (1841)، وغير موضع، ومسلم في الحجّ، باب ما يباح للمُحْرِم. . . (2/ 835) رقم (1178)، وغيرهما، عن ابن عبَّاس مرفوعًا:"السَّرَاوِيلُ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ، والخُفَّانِ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ -يعني المُحْرِمَ-".
كما صحَّ أيضًا باللفظ المذكور من حديث جابر بن عبد اللَّه، رواه مسلم في الموضع السابق رقم (1179).
* * *
2058 -
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن عُرْوَة البَنْدَار، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِيّ، حدَّثنا النُّعْمَان الوَاسِطيّ، حدَّثنا الحسن بن خَلَف، حدَّثنا عبيد اللَّه بن تمَّام، حدَّثنا خالد الخُزَاعِيّ، عن غُنَيْم بن قيس،
(1)
كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 33). وترجم له في "التهذيب"(1/ 113) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ثقة". وقال ابن قَانِع: "صالح". وذكره ابن حِبَّان في "الثقات".
عن أبي موسى: أنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعليه عِمَامَةٌ سَوْدَاءَ قد أَرْخَى ذُؤابَتَهَا مِنْ وَرَائِهِ.
(13/ 434) في ترجمة (النُّعْمَان بن نُعَيْم بن أَبَان الوَاسِطِيّ القاضي أبو الطَّيِّب).
مرتبة الحديث:
مُنْكَرٌ.
ففيه (عبيد اللَّه بن تمَّام بن قيس السُّلَمِيّ أبو عاصم)، وهو ضعيف، روى أحاديث منكرًا. قال البخاري في "التاريخ الصغير" (2/ 246):"عنده عن يونس وخالد الحَذَّاء عجائب". قال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(3/ 4) بعد أن نقل عن البخاري هذا: "فمن ذلك" وذكر حديثه هذا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (470).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" كما في "مجمع الزوائد"(5/ 120) للهيثمي. وقال: "فيه عبيد اللَّه بن تمَّام، وهو ضعيف بهذا الحديث وغيره".
و (مسند أبي موسى الأَشْعَري) لا يوجد في "المعجم الكبير" المطبوع، لفقدانه من النسخة الخطية التي طبع عنها.
ورواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1637) -في ترجمة (عبيد اللَّه بن تمَّام السُّلَمِيّ) - من طريقين، عنه، عن خالد الحَذَّاء، به.
وقد ذكر السَّخَاوِيُّ في "المقاصد الحسنة" ص 291 أنَّ كُلَّ ما ورد في فضل العِمَامَة ضعيف، وأنَّ بعضه أوهى من بعض.
* * *
2059 -
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدَّرْبَنْدِيّ، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ -بِبُخَارى- قال: حدَّثنا محمد بن محمد بن
جابر، حدَّثنا أبو عمر حفص بن أبي حفص الكِسِّيّ
(1)
، حدَّثنا محمد بن تميم، حدَّثنا نّهْشَل بن يزيد البغدادي، حدَّثنا سفيان الثَّوْري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأَحْوَص،
عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ يومًا في سبيلِ اللَّهِ عز وجل، كان بينهُ وبينَ النَّارِ خَنْدَقٌ، كما بين السَّمَاءِ والأَرْضِ".
(13/ 425) في ترجمة (نَهْشَل بن يزيد البغدادي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. ومَتْنُهُ روي من طرق أخرى يصحُّ بمجموعها.
ففيه صاحب الترجمة (نَهْشَل بن يزيد البغدادي)، قال الخطيب عنه:"غير ثقة". ولم يترجم له الذَّهَبِيُّ في: "الميزان" و"المغني" و"ديوان الضعفاء"، وكذا لم يترجم له ابن حَجَر في "لسان الميزان"! ! ولم أقف على من ترجم له غير الخطيب، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي، عمرو بن عبيد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة اختلط بأَخَرَةٍ، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).
و(أبو الأَحْوَص) هو (عوف بن مالك بن نَضْلَة الجُشَمي): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (305).
(1)
في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس (751): "الكَشِّيّ" بالشين المعجمة. قال السَّمْعَاني في "الأنساب"(10/ 429): "الكِسِّيّ: بكسر الكاف وتشديد السين المهملة. هذه النسبة إلى بلدة بما وراء النهر يقال لها: "كِسّ. . . والنسبة إليها: "كِسِّيّ. غير أنَّ المشهور كَشّ، بفتح الكاف والشين المنقوطة بقرب نَخْشَب".
التخريج:
لم أقف عليه من حديث ابن مسعود في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
والحديث روي من أوجه أخرى، فقد رواه التِّرْمِذِيُّ في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الصوم في سبيل اللَّه (4/ 167) رقم (1624)، والشَّجَرِيُّ في "أماليه"(2/ 35)، عن أبي أُمَامَة البَاهِلِي مرفوعًا بلفظ حديث ابن مسعود.
قال التِّرْمِذِيُّ: "غريب من حديث أبي أُمَامَة".
أقول: إسناده حسن.
ورواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 160 - 161)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(3/ 159) رقم (1604) -، من حديث أبي الدَّرداء رضي الله عنه.
قال المنذري في "الترغيب والترهيب"(2/ 86) بعد أن عزاه لهما: "إسناده حسن".
وكذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 194).
وعزاه ابن حَجَر في "المطالب العالية"(1/ 269) رقم (921) إلى الحارث ابن أبي أُسَامَة في "مسنده".
وللحديث شواهد أخرى انظرها في: "مجمع الزوائد"(3/ 194)، و"مجمع البحرين"(3/ 159).
* * *
2060 -
أخبرنا محمد بن عليّ بن يعقوب القاضي، حدَّثنا القاضي أبو الصَّيْدَاء نَاجِيَة بن حِبَّان بن بِشْر -بغدادي-، حدَّثنا عمر بن سعيد بن سِنَان
المَنْبِجِيّ -بالمِصِّيْصَة- قال: حدَّثنا الضَّحَّاك بن حَجْوَة قال: حدَّثنا هيثم بن جَمِيل قال: حدَّثنا أبو هِلال الرَّاسِبِيّ، عن ابن بُرَيْدَة، عن يحيى بن يَعْمَر
(1)
.
عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ".
(13/ 425 - 426) في ترجمة (نَاجِيَة بن حِبَّان بن بِشْر البغدادي أبو الصَّيْدَاء).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففي إسناده (الضَّحَّاك بن حَجْوَة المَنْبِجِيّ أبو عبد اللَّه)، وهو مُتَّهم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (647).
وفيه صاحب الترجمة (نَاجِيَة بن حِبَّان البغدادي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وفيه أيضًا: (أبو هِلَال الرَّاسِبِيّ) وهو (محمد بن سُلَيْم البَصْرِيّ): صدوق فيه لِيْنٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (916).
و(ابن بُرَيْدَة) هو (عبد اللَّه بن بُرَيْدَة بن الحُصَيْب الأَسْلَمِيّ المَرْوَزِيّ أبو سهل): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (554).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1418) -في ترجمة (الضَّحَّاك بن
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "معمر". والتصويب من "الجرح والتعديل"(8/ 196)، والمُؤْتَلِف والمُخْتَلِف" للدَّارَقُطْنِيّ (4/ 2238)، و"تصحيفات المحدِّثين" للعَسْكَرِيّ (3/ 1070)، و"التهذيب" (11/ 305).
حَجْوَة) -، عن عمرو بن سِنَان، عن الضَّحَّاك، به. وقال:"هذا لا أعرفه إلَّا من رواية الضَّحَّاك بن حَجْوَة بهذا الإسناد".
قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 124): "رواه البيهقي من جهة ابن عدي في "الكامل"، وفي إسناده الضَّحَّاك بن حَجْوَة
(1)
، وهو منكر الحديث".
ولم أجده في مظانِّه من "السنن الكبرى" للبيهقي، فلعله في كتاب آخر له.
ثم وجدت الشيخ الغُمَاري يقول في "الهداية في تخريج أحاديث البداية"(1/ 377) عقب نقله لقول الحافظ ابن حَجَر المتقدِّم: "ليس هو عند البيهقي في "السنن"، وقد خرَّجه في "الخلافيات"، وسها الحافظ أن ينص على ذلك. . . ".
والحديث رُوي من حديث جماعة من الصحابة، وقد صحَّحه جمع من الأئمة، منهم: أحمد، وابن مَعِين، وابن خُزَيْمَة. وقد سبق الكلام على ذلك في حديث (593).
* * *
2061 -
أخبرنا عليّ بن أبي عليّ البَصْرِيّ، أخبرنا أبو الحسن نَاجِيَة بن محمد بن سلمان الكاتب -قراءةً عليه-، حدَّثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي الرِّجَال الصِّلْحِيّ، حدَّثنا أبو فَرْوَة يزيد بن محمد بن يزيد بن سِنَان الرُّهَاويّ، حدَّثني أبي، عن أبيه قال: حدَّثنا زيد بن أبي أُنَيْسَة، عن أبي إسحاق،
عن كُدَيْر الضَّبِّيّ قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول اللَّه: دُلَّني على عَمَلٍ أدخل به الجنَّة. قال: "تقولُ العَدْلَ، وتُعْطي الفَضْلَ"، قال: ما أطيق ذلك، قال:"تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتُفْشي السَّلَامَ"، قال: واللَّه ما أطيق ذلك، قال:"هل لك إِبِلٌ"؟ قال: نعم. قال: "فخذ بَعِيرًا من إبلك ثم خذ
(1)
تَصَحَّفَ في "التلخيص الحَبِير" إلى: "حمزة".
سِقَاءً، فانظر أهل أبْيَاتٍ لا يَشْرَبُونَ المَاءَ إلَّا غِبًّا فَاسْقِهِمْ، فلعل بعيرك لا يهلك ولا بتخرَّق سِقَاؤُكَ، حتَّى تجب لك الجنَّة".
(13/ 426) في ترجمة (نَاجِيَة بن محمد بن سلمان الكاتب أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
مرسل ضعيف.
في (كُدَيْر الضَّبِّيّ): تابعي ليس بالقوي. وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء الصغير" للبخاري ص 200 رقم (308) وقال: "عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، روى عنه أبو إسحاق السَّبِيعي، ليس بالقويِّ".
2 -
"التاريخ الكبير" للبخاري (7/ 242) وقال: "عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، روى عنه أبو إسحاق الهَمْدَاني، وروى عنه سِمَاك بن سَلَمَة وضعَّفه".
3 -
"أحوال الرجال" ص 47 رقم (16) وقال: "زائغ".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 205 رقم (527) وقال: "ضعيف".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 13 - 14) وقال: "كان من الشِّيْعَة".
6 -
"الجرح والتعديل"(7/ 174) وقال: "روى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا". وقال ابن أبي حاتم أيضًا: "سألت أبي عنه فقال: محلُّه الصدق. وقيل له: إنَّ محمد بن إسماعيل البُخَاري أدخله في كتاب الضعفاء، فقال: يحوَّل من هناك".
7 -
"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 144 وفيه عن أبي حاتم: "لا نَعْلَم له صُحْبَة".
8 -
"المجروحين"(2/ 221) وقال: "شيخ يروي المراسيل، روى عنه أبو إسحاق السَّبِيعي، مُنْكَرُ الرواية".
9 -
"الكامل"(6/ 2099 - 2100) وقال: "يقال إنَّ لِكُدَيْر صُحْبَة، وهو من الصحابة الذين لم يرو عنهم غير أبي إسحاق السَّبِيعي".
10 -
"الاستيعاب" لابن عبد البَرّ (3/ 323) وقال: "يُخْتَلَفُ في صحبته، وحديثه عند أكثرهم مرسل".
11 -
"المغني"(2/ 532) وقال: "وَهِمَ من عدَّه صحابيًا. قوَّاه أبو حاتم الرَّازِيّ، وضعَّفه البُخَاري والنَّسَائي، وكان يغلو في التَّشَيُّع".
12 -
"اللسان"(4/ 486 - 487) وفيه: "وأَثْبَتَ أبو نُعَيْم صحبته".
13 -
"الإصابة"(3/ 288 - 289) وقال: "يقال هو ابن قَتَادَة".
كما أنَّ في إسناده (يزيد بن سِنَان الجَزَرِيّ الرُّهَاويّ أبو فَرْوَة)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1914).
و(أبو إسحاق) هو: (السَّبِيعي، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقة مكثر، مشهور بالتدليس، اختلط بأَخَرَةٍ. وقد عنعن في روايته هنا عن (كُدَيْر)، لكنَّه صرَّح بالسماع منه في رواية أبي داود الطَّيَالِسِيِّ كما سيأتي. كما أنَّ شُعْبَة -في رواية الطَّيَالِسِيّ- قد روي عن أبي إسحاق قبل اختلاطه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).
التخريج:
رواه عبد الرزاق الصَّنْعاني في "مصنَّفه"(10/ 456 - 457) رقم (1969)، عن مَعْمَر، عن أبي إسحاق، عنه، به، بزيادة في آخره هي:"قال: فانطلق الأعرابي يكبِّر، فما انخرق سقاؤُه، ولا هلك بعيره حتَّى قُتِلَ شهيدًا".
وعن عبد الرزاق من طريقه هذا، رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(19/ 187 - 188) رقم (422)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 186).
ورواه أبو داود الطَّيَالِسِي في "مسنده" ص 194 رقم (1361) قال: "حدَّثنا شُعْبَة، عن أبي إسحاق قال: سمعتُ كُدَيْر الضَّبِّيّ -قال أبو إسحاق: وسمعته منه من خمسين سنة. قال شُعْبَة: وسمعت أنا من أبي إسحاق منذ أربعين سنة-. . " وذكر الحديث.
ورواه ابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(4/ 125 - 126) رقم (2503)، من طريق وكيع، عن الأَعْمَش، عن أبي إسحاق، عنه، به، وقال:"لست أقف على سماع أبي إسحاق هذا الخبر من كُدَيْر".
أقول: قد تقدَّم آنفًا تصريحُ أبي إسحاق بالسماع له من كُدَيْر في رواية الطَّيَالِسِيّ، وسيأتي تصريحه بذلك أيضًا في رواية ابن عدي الآتية.
ورواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2099) -في ترجمة (كُدَيْر الضَّبِّيّ) - مختصرًا، من طريق سفيان الثَّوْري، عن أبي إسحاق، به.
ثم رواه عقبه من طريق شُعْبَة، عن أبي إسحاق قال: سمعت كُدَيْر الضَّبِّيّ، وذكره.
ورواه أحمد بن مَنِيع في "مسنده"، والبَغَوي في "معجمه"، وابن قَانِع، من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عنه، به.
قال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(3/ 288) عقب ذكره لذلك: "رجاله رجال الصحيح إلى أبي إسحاق، لكن قال أبو داود في "سؤالاته لأحمد" قلت لأحمد: كُدَيْر له صحبة؟ قال: لا. . . ".
وقال الحافظ أيضًا في (3/ 288) منه: "وكذا رواه ابن خُزَيْمَة، من طريق الأَعْمَش عن أبي إسحاق، وتابعه: فِطْر بن خَلِيفة، والثَّوْري، ومَعْمر، وغيرهم من أصحاب أبي إسحاق".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 132): "رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله رجال الصحيح".
وقال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب"(2/ 71): "رواه الطبراني والبيهقي، ورُوَاة الطبراني إلى كُدَيْر رُوَاة الصحيح. . . لكن الحديث مرسل، وقد توهم ابن خُزَيْمَة أنَّ لكُدَيْر صُحْبَة، فأخرج حديثه في "صحيحه"، وإنما هو تابعي شيعي تكلَّم فيه البُخَاري والنَّسَائي، وقوَّاه أبو حاتم وغيره. وقد عدَّه جماعة من الصحابة وَهَمًا منهم، ولا يصحُّ".
* * *
2062 -
أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكِّي المِصْرِيّ -بِدِمَشْق-، أخبرنا جدِّي أحمد بن عبد اللَّه بن رُزَيْق البغدادي، حدَّثنا بَكْر بن أحمد بن حفص الشَّعْرَاني، حدَّثنا محمد بن الجُنَيْد، حدَّثنا نَائِل بن نَجِيح البَصْرِيّ، حدَّثنا سفيان بن سعيد بن مَسْرُوق، عن محمد بن المُنْكَدِر،
عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً".
(13/ 434 - 435) في ترجمة (نَائِل بن نَجِيح الحَنَفِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (301).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (301).
* * *
2063 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا محمد بن سِنَان بن يزيد البزَّاز البَصْرِيّ، حدَّثنا نَائِل بن نَجِيح، عن سفيان، عن حُمَيْد،
عن أنس -مرَّةً رَفَعَهُ، ومرَّةً لم يَرْفَعْهُ- قال:"لا شُفْعَةَ لِنَصْرِانِيٍّ".
(13/ 435) في ترجمة (نِائِل بن نَجيح الحَنَفِيّ).
مرتبة الحديث:
لا يصحُّ رَفْعُهُ، والصواب وَقْفُهُ على الحسن البَصْرِيِّ مِنْ قَوْلِهِ.
وفي إسناده صاحب الترجمة (تَائِل بن نَجِيح الحَنَفِيّ)، قال ابن عَدِيّ عنه في ترجمته من "الكامل" (7/ 2520):"أحاديثه مظلمة جدًّا، وخاصَّة إذا روى عن الثَّوْريّ". وروايته هنا عنه. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (301).
و (سفيان) هو (ابن سعيد الثَّوْري أبو عبد اللَّه الكوفي): إمام ثقة حافظ حجَّة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (190).
و (حُمَيْد) هو (ابن أبي حُمَيْد الطويل أبو عَبِيْدَة): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (265).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 206)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 520)، والعُقِيْلي في "الضعفاء" -كلاهما في ترجمة (نَائِل بن نَجِيح) -، من طريق نَائِل بن نَجِيح، عن سفيان، به مرفوعًا.
وعن ابن عدي من الطريق المتقدِّم، رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 108)، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 109 - 110).
قال الطبراني: "لم يروه عن سفيان إلَّا نَائِل، تفرَّد به محمد بن سِنَان".
أقول: لم يتفرَّد به (محمد بن سِنَان) عن (نَائِل)، فقد رواه عنه أيضًا (حفص بن عمرو الرَّبَالِيّ) عند ابن عدي والعُقَيْلي.
وقال ابن عدي: "وهذا عن الثَّوْري لا أعلم رواه عنه غير نَائِل بن نَجِيح".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 159): "رواه الطبراني في "الصغير" وفيه نَائِل بن نَجِيح وثَّقه أبو حاتم وضعَّفه غيره".
وقد ذكر الحافظ الخطيب في "تاريخه"(13/ 435) عقب روايته للحديث، أنَّ الإِمام الدَّارَقُطْنِيّ قال عندما سُئِل عن هذا الحديث:"يرويه نَائِل بن نَجِيح عن الثَّوْري عن حُمَيْد عن أنس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو وَهَمٌ، والصَّواب: عن حُمَيْد الطويل عن الحسن مِنْ قوله".
وقال الخطيب: "روين حديث الشُّفْعَة: محمد بن يوسف الفَرْيَابِيّ، ومحمد بن كثير العَبْدِيّ، عن سفيان، عن حُمَيْد، عن الحسن قوله، وهو الصحيح".
ثم رواه الخطيب رحمه الله بإسناده إلى الحسن البَصْرِيّ من طريقين، الثاني منهما، عن العُقَيْلِيّ في "الضعفاء"(4/ 33)، عن محمد بن كثير، عن سفيان، عن حُمَيْد، عن الحسن من قوله، بلفظ:"ليس لليهودي ولا للنصراني شُفْعَةٌ". وقال العُقَيْلِي: "وحديث ابن كثير أولى". يعني الموقوف على الحسن من قوله.
وقال أبو حاتم الرَّازِيّ -كما في "العلل" لابنه (1/ 477 - 478) -، بعد أن ذكر الحديث من الطريق المتقدِّم المرفوع:"هو باطل".
* * *
2064 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، وعثمان بن محمد بن يوسف العلَّاف، قال: أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدَّثنا أحمد بن الهيثم، حدَّثنا
الوليد بن صالح، حدَّثنا عيسى بن يونس، حدَّثنا أبو عمرو البَصْرِيّ، عن فَرْقَد، عن إبراهيم النَّخَعِيّ، عن عَلْقَمَة.
عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ جَلَبَ طعامًا إلى مِصْرٍ مِنْ أَمْصَار المسلمينَ، فَبَاعَهُ بِسِعْرٍ يَوْمِهِ، كانَ لَهُ عندَ اللَّهِ أَجْرُ شهيدٍ في سبيلِ اللَّه عز وجل".
(13/ 442) في ترجمة (الوليد بن صالح الضَّبِّيّ النَّخَّاس أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (فَرْقَد بن يَعْقُوب السَّبْخِيّ أبو يعقوب) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 243) وقال: "كان ضعيفًا منكر الحديث".
2 -
"تاريخ الدَّارِمي عن ابن مَعِين" ص 190 رقم (692) وقال: "ثقة".
3 -
"العلل" أحمد بن حَنْبَل (1/ 149) وقال: "ليس هو بقويٍّ في الحديث. . . ليس هو بذاك".
4 -
"التاريخ الكبير" للبخاري (7/ 131) وقال: "في حديثه مناكير". وفيه عن يحيى القَطَّان: "ما يعجبني الحديث عن فَرْقَد السَّبَخي". وقال أيوب: "ليس بشيء".
5 -
"أحول الرجال" للجُوْزَجَانِي ص 101 - 102 رقم (153) وفيه عن أحمد: "روى عن مُرَّة منكرًا". قال الجُوْزَجَانِي: "صَدَقَ أحمد. . . . ".
6 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلي ص 382 رقم (1348) وقال: "لا بأس به".
7 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 198 رقم (514) وقال: "ضعيف".
8 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 458 - 459).
9 -
"الجرح والتعديل"(7/ 81 - 82) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بذاك". وقال أبو حاتم: "ليس بقويٍّ في الحديث".
10 -
"المجروحين"(2/ 204 - 205) وقال: "كان فَرْقَدُ حَائِكًا من عُبَّاد أهل البَصْرَة وقُرَّائهم، وكان فيه غفلة ورداءة حفظ، فكان يَهِمُ فيما يروي، فيرفع المراسيل وهو لا يعلم، ويُسند الموقوف من حيث لا يفهم، فلمَّا كثر ذلك منه، وفحش مخالفته الثقات، بطل الاحتجاج به".
11 -
"الكامل"(6/ 2053 - 2054) وقال: "يُعَدُّ من صالحي أهل البَصْرَة وليس هو بكثير الحديث".
12 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 326 رقم (434) وقال: "ضعيف".
13 -
"الكاشف"(2/ 326) وقال: "ضعَّفوه. لكن قال عثمان الدَّارِمي عن يحيى: ثقة".
14 -
"التهذيب"(8/ 262 - 264) وفيه عن ابن المَدِيني: "لم يكن بثقة". وقال يعقوب بن شَيْبَة: "رجل صالح ضعيف الحديث جدًّا". وقال السَّاجي: "اخْتُلِفَ فيه، وليس بحجَّة في الأحكام والسنن". وقال الحاكم أبو أحمد: "منكر الحديث". وكانت وفاته عام (131 هـ).
15 -
"التقريب"(2/ 108) وقال: "صدوق عابد، لكنه ليِّن الحديث، كثير الخطأ، من الخامسة"/ ت ق.
و(أبو عمرو البَصْرِيّ) هو (أبو عمرو بن العلاء بن عمَّار بن العُرْيَان المَازِنِيّ النَّحْويّ القارئ): اخْتُلِفَ في اسمه، والأشهر أنَّه (زَبَّان)، وهو أحد الأئمة القُرَّاء السبعة، ثقة، من علماء العربية، قليل الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (101).
و (عَلْقَمَة) هو (ابن قيس بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ): تابعي كبير ثقة ثَبْت فقيه عابد. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).
التخريج:
رواه أبو بكر الإسماعيلي في "معجمه" ص 91 رقم (171)، وعنه السَّهْمِيُّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 84 - 85 و 398، عن أبي عمرو محمد
(1)
بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن الجُرْجَاني، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم بن فِيْل أبو الحسن الأَنْطَاكِي، حدَّثنا عبد الوهاب بن نَجْدَة الحَوْطي، حدَّثنا عيسى بن يونس، عن الأَعْمَش، عن إبراهيم، عن
(2)
عَلْقَمَة، عن عبد اللَّه مرفوعًا بلفظ:"مَنْ جَلَبَ طعامًا إلى مِصْرٍ مِنْ أَمْصارِ المُسْلِمِينَ، كان له أجرُ شَهِيدٍ".
ورجال إسناده حديثهم حسن، وفيه تدليس الأَعْمَش سليمان بن مِهْرَان.
ولم أجعل هذا الطريق مُعَضِّدًا لطريق الخطيب، لأنَّ في لفظ حديث الخطيب زيادة مهمة، ليست عند الإسماعيلي، يرتبط بها ذلك الثواب الذي أعدّ له.
والحديث بلفظ الخطيب عزاه في "الدُّرِّ المنثور"(8/ 323) إلى ابن مَرْدُوْيَه في "تفسيره" عن ابن مسعود، وفي آخره زيادة قوله: "ثم قرأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [سورة المُزَّمِّل: الآية 20].
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 770) إلى الدَّيْلَمِيّ، دون قوله:"فباعه بسعر يومه". وفاته أن يعزوه إلى أبي بكر الإسماعيلي، والسَّهْمي.
وذكره الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(2/ 73)
(1)
في الموطن الأول من "تاريخ جُرْجَان": "أحمد".
(2)
تَصَحَّفَ في "تاريخ جُرْجَان" إلى "بن".
وقال: "أخرجه ابن مَرْدُوْيَه في "التفسير" من حديث ابن مسعود بسند ضعيف. . . وللحاكم من حديث اليسع بن المغيرة: "إن الجَالِبَ إلى سوقٍ كالمجاهد في سبيل اللَّه" وهو مرسل".
* * *
2065 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدَّقَّاق، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِيّ، حدَّثنا محمد بن هشام بن أبي الدُّمَيْك، حدَّثنا إبراهيم بن زياد سَبَلان.
قال الشَّافِعِيُّ: وحدَّثني محمد بن خَلَف المَرْوَزِيّ قال: حدَّثنا الوليد بن الفضل العَنَزِيّ، قالا: أخبرنا إبراهيم بن سعد الزُّهْرِيّ، عن بِشْرٍ الحَنَفِيّ،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه تعالى اختارني، واختار أصحابي، فجعلهم أصهاري، وجعلهم أنصاري، وإنَّه سيجيء في آخر الزمان قوم يَنْتَقِصُونَهُمْ، ألا فلا تُنَاكِحُوهم، ألا ولا تنكحوا إليهم، ألا ولا تُصَلُّوا معهم، ألا ولا تُصَلُّوا عليهم، عليهم حلَّت اللَّعْنَةُ".
(13/ 443) في ترجمة (الوليد بن الفضل العَنَزِيّ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
منكر جدًّا. وقال ابن حِبَّان: باطل.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (1186).
وفيه هنا (الوليد بن الفضل العَنَزِيّ) صاحب الترجمة: ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ، وقال أبو حاتم: مجهول، واتَّهمه ابن حِبَّان. وقد سبقت ترجمته في حديث (701).
لكنه تُوبع مِنْ قِبَلِ: (إبراهيم بن زياد سَبَلان) -وهو ثقة كما في "التقريب"(1/ 35) - في الطريق الأول هنا.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1186).
* * *
2066 -
أخبرنا القاضي أبو الطَّيِّب الطَّبَرِيّ، وأحمد بن عمر بن رَوْح النَّهْرَوانِيّ -قال الطَّبَرِيّ: حدَّثنا، وقال الآخر: أخبرنا- المُعَافَى بن زكريا، حدَّثنا محمد بن يحيى الصُّولِيّ، حدَّثنا وكيع، حدَّثنا محمد بن الحسن بن مسعود الزُّرَقِيّ، حدَّثنا عمر بن عثمان، حدَّثنا أبو سعيد العُقَيْلِيّ -وكان من ظرفاء النَّاس وشُعَرَائِهم- قال: لمَّا قَدِم الرشيد المدينة، أَعْظَمَ أن يَرْقَي مِنْبِرَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قَبَاءٍ أسود ومِنْطَقَةٍ، فقال أبو البُخْتَرِي: حدَّثني جعفر بن محمد،
عن أبيه قال: نَزَلَ جبريلُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعليه قَبَاءٌ ومِنْطَقَةٍ مُخَنْجَرًا فيها بِخَنْجَرٍ.
(13/ 452) في ترجمة (وَهْب بن وَهْب بن كَثِير القُرَشِيّ المَدِيْنِيّ أبو البُخْتَرِي).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (وَهْب بن وَهْب القُرَشِي أبو البُخْتَرِيّ)، وهو وضَّاع مشهور. وتقدَّمت ترجمته في حديث (970).
وقد روى الحافظ الخطيب عقب ذكره للحديث: "عن يحيى بن مَعِين أنَّه وقف على حلقة أبي البُخْتَرِي فإذا هو يحدِّث بهذا الحديث عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر، فقال له: كَذَبْتَ يا عدو اللَّه على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال فأخذني الشُّرَطُ، قال فقلت لهم: هذا يزعم أنَّ رسول رب العالمين
نزل على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعليه قَبَاءٌ، قال فقالوا لي: هذا واللَّهُ قاضٍ كذَّاب، وأفرجوا عنِّي".
و (محمد) راوي الحديث، هو (ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب أبو جعفر البَاقِر): تابعي إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (909).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 47 - 48)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: هذا حديث موضوع، وضعه أبو البُخْتَرِيّ، وقد أجمعوا على أنَّه كان يضع الحديث".
ثم ذكر خبر يحيى بن مَعِين السابق، وقال:"روى شاه الخُرَاسَانِي من حديث جابر: أتاني جبريل وعليه قَبَاءٌ أسود. وشاه: كان يضع الحديث".
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 263)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 268).
وقد حُرِّفَ آخر المتن في "اللآلئ" المطبوع تحريفًا فاحشًا.
غريب الحديث:
قوله: "القَبَاء": "ثوب يُلْبَسُ فوق الثياب، أو القميص، ويُتَمَنْطَقُ عليه". "المعجم الوسيط" مادة (قباء) ص 713.
قوله: "المِنْطَقَة": ما يُشَدُّ به الوَسَطُ. انظر المصدر السابق مادة (نطق) ص 931.
* * *
2067 -
أخبرني البَرْقَانِيُّ، حدَّثني محمد بن أحمد بن محمد الأَدَمِيّ، حدَّثنا محمد بن عليّ الإِيَادِيّ، حدَّثنا زكريا السَّاجِيّ قال: بلغني أنَّ أبا البَخْتَرِيّ
دخل على الرشيد -وهو قاضٍ- وهارون إذ ذاك يُطَيِّرُ الحَمَامَ، فقال: هل تحفظ في هذا شيئًا؟ فقال: حدَّثني هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُطَيِّرُ الحَمَامَ.
فقال: اخرج عنِّي. لولا أنَّه رجل من قريش لعزلته.
(13/ 453) في ترجمة (وَهْب بن وَهْب بن كَثِير القُرَشِيّ المَدِيْنِيّ أبو البُخْتَرِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (وَهْب بن وَهْب بن كثير القُرَشِي الميريني أبو البُخْتَرِي)، وهو وضَّاع مِنْ كِبَارِهِمْ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (970).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في الموضوعات (3/ 12)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا الحديث من عمل أبي البُخْتَرِيّ، واسمه وَهْب بن وَهْب، كان من كِبَارِ الوضَّاعين".
وأقرَّه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 232)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 239).
* * *
2068 -
أخبرنا الأَزْهَرِيُّ، أخبرنا المُعَافَى بن زكريا الجَرَيريّ، حدَّثنا الحسين بن إسماعيل، حدَّثنا أبو الوليد الحَرَّانِي وَهْب بن حفص، حدَّثنا عبد الملك بن إبراهيم الجُدِّيّ
(1)
، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن عمرو بن دينار،
(1)
قال السَّمْعَاني في "الأنساب"(3/ 207): هذه النسبة إلى (جُدَّة)، وهي بُلَيْدَةٌ بساحل مكَّة، ومنها يركب المسافر في البحر إلى البلاد".
عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ إلَّا يُدْعَى باسْمِهِ، إلَّا آدمُ، فإنَّه يُكْنَى بأبي محمَّد، وليس أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ إلَّا وَهْمْ جُرْدٌ مُرْدٌ، إلَّا ما كانَ مِنْ موسى بن عِمْرَان، فإنَّ لِحْيَتَهُ تُبْلُغُ سُرَّتَهُ".
(13/ 458) في ترجمة (وَهْب بن حفص بن عمرو البَجَلِيّ الحَرَّانِيّ أبو الوليد).
مرتبة الحديث:
موضوع. إلَّا أنَّ قوله: "وليس أَحَدٌ من أهل الجَنَّة إلَّا وَهْمْ جُرْدٌ مُرْدٌ" قد ورد من وجوه أخرى، وهو حديث حسن.
ففيه صاحب الترجمة (وَهْب بن حفص بن عمرو البَجَلِيّ الحَرَّانِيّ أبو الوليد) وقد ترجم له في:
1 -
"المجروحين"(3/ 76) وقال: "كان شيخًا مغفَّلًا يقلب الأخبار ولا يعلم، ويُخطئ فيها ولا يفهم، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد". واتَّهمه بسرقة الحديث.
2 -
"الكامل"(7/ 2532 - 2533) وقال: "كُلُّ أحاديثه مناكير غير محفوظة". وفيه عن أبي عَرُوبَة: "كذَّاب يضع الحديث. . يكذب كذبَّا فاحشًا".
3 -
"تاريخ بغداد"(13/ 458 - 459) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "كان ضعيفًا". ومرَّةً: "يضع الحديث". وكانت وفاته بعد عام (250) للهجرة بيسير.
4 -
"لسان الميزان"(6/ 329 - 330).
و(الأَزْهَرِيّ) هو (عبيد اللَّه بن أبي الفتح أحمد بن عثمان الصَّيْرَفِيّ أبو القاسم): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (676).
التخريج:
رواه أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في كتاب "العَظَمَة"(5/ 1580 - 1581) رقم (1045)، وأبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني في "صفة الجَنَّة"(2/ 109 - 110) رقم (261)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 76) -في ترجمة (وَهْب بن حفص البَجَلي) -، من طريق وَهْب هذا، عن عبد الملك الجُدِّيّ، به.
قال ابن حِبَّان: وهذا شيء حدَّث به ابن أبي السَّرِيّ عن شيخ بن أبي خالد عن حمَّاد، فبلغه فسرقه، وحدَّث به عن عبد الملك الجُدِّيّ متوهمًا أنَّه قد سمع منه".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1368) -في ترجمة (شيخ بن أبي خالد الصُّوفي) -، من طريق محمد بن السَّرِيّ، عن شيخ هذا، عن حمَّاد بن سَلَمَة، به. وقال: باطل.
وفي ترجمة (شيخ) هذا، ومن الطريق المتقدِّم، رواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(2/ 197)، وتمَّام الرَّازِيّ في "فوائده"(1/ 390) رقم (668 و 669)، دون صدره المتعلِّق بآدم عليه السلام.
قال العُقَيْلِي: منكر ليس له أصل إلَّا من حديث هذا (الشيخ).
وقد روى الرَّازِيّ في "فوائده"(1/ 390 - 391) رقم (670 و 671)، صَدْرَ الحديث المتعلِّق بآدم عليه السلام، من ذات الطريق السابق.
وذكره ابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 364) -في ترجمة (شيخ) - من الطريق المتقدِّم بزيادة قوله: "بنو ثلاث وثلاثين" عقب قوله: "جُرْدٌ مُرْدٌ". وقال: باطل موضوع، لا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قاله، ولا جابر رواه، ولا عمرو حدَّث به، وليس من حديث حمَّاد بن سَلَمَة.
أقول: (شيخ بن أبي خالد الصُّوفي البَصْرِيّ) قد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(4/ 272) وقال: "عنده مناكير".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 197) وقال: "منكر الحديث لا يُتَابَعُ على حديثه، وهو مجهول بالنقل".
3 -
"المجروحين"(1/ 364) وقال: "لا يجوز الاحتجاج به بحال".
4 -
"الكامل"(4/ 1368) وقال: "حدَّث عن حمَّاد بن سَلَمَة، وأحاديثه مناكير بإسناد واحد". وقال: "ليس بمعروف". وقال أيضًا: إنَّ الأحاديث التي رواها عن حمَّاد بن سَلَمَة عن عمرو بن دينار عن جابر كلُّهَا بواطيل.
5 -
"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 147) وقال: "روى عن حمَّاد بن سَلَمَة أحاديث موضوعة في الصفات وغيره".
6 -
"المغني"(1/ 301) وقال: "مُتَّهم، وضع أحاديث".
7 -
"ميزان الاعتدال"(2/ 286) وقال: "مُتَّهم بالوضع". وقال: "مجهول دجَّال". وفيه عن سليمان بن حَرْب قال: "دخلت على (شيخ) وهو يبكي فقلت: ما يبكيك؟ قال: وضعت أربعمائة حديث وأدخلتها في برنامج النَّاس، فلا أدري كيف أصنع". قال الذَّهَبِيُّ عقبه: "هذا هو شيخ بن أبي خالد". وتعقَّبه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 160) فقال: "ليس كما ظن: بل هذا رجل مبهم، وليس (شيخ) اسمه، بل وصفه".
قال الإمام ابن كثير في "البداية والنهاية"(1/ 97) بعد أن ذكر الحديث من رواية ابن عدي المتقدِّمة: "ورواه ابن عدي أيضًا من حديث عليّ بن أبي طالب، وهو ضعيف من كُلِّ وجه، واللَّه أعلم".
ورواه أبو نُعَيْم في "صفة الجنَّة"(2/ 110) من طريق ابن بُرْد، حدَّثنا نوح، عن حمَّاد بن سَلَمَة، به.
و(نوح) هو (ابن أبي مريم المَرْوَزِيّ): متروك الحديث، كذَّبه ابن عُيَيْنَة وابن المُبَارَك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (223).
ثم رواه أبو نُعَيْم في (2/ 111) منه، من طريق مُجَاشِع بن عمرو، حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمَة، عن لَيْث بن أبي سُلَيْم، عن عبد الملك بن سعيد بن جُبَيْر، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس موقوفًا عليه من قوله.
وفي إسناده (مُجَاشِع بن عمرو بن حسان الأَسَدِيّ): مُتَّهم بالوضع. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1728).
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 257 - 258)، عن الخطيب وابن عدي من طريقيهما المتقدِّمين، كما رواه من طريق ثالث مختصرًا، عن (شيخ) هذا، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّ الحديث بوَهْب وشيخ بن أبي خالد، ثم قال:"وقد روى أبو الحسن محمد بن الأشعث الكوفي، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدِّه إلى أن ينتهي إلى عليّ بن أبي طالب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "أهل الجنَّة ليس لهم كُنّى إلَّا آدم، فإنَّه يُكْنَى بأبي محمَّد". قال ابن عدي: وأبو الحسن هو المُتَّهم في هذا الحديث".
ثم قال: "وَوَضْعُ هذا الحديث، وَضْعٌ قبيح، لأنَّه لو كان موسى معظَّمًا باللحية لكان نبيُّنا أحقّ، ثم إنّه متى كان النَّاس على حالة فانفرد واحد بغير حِلْيَتِهِمْ، كان ذلك كالعار عليه والشهرة له، ولا فائدة في ذلك".
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 455 - 456)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 384)، ولخَّص تعقيبه بقوله: "حديث عليّ أخرجه
البيهقي في "الدلائل"
(1)
، من طريق الأشعث، وله شواهد موقوفة عن كعب وغالب بن عبد اللَّه العُقَيْلِي، أخرجهما ابن عساكر، وعن بكر بن عبد اللَّه المُزَني، أخرجه أبو الشيخ في "العَظَمَة"
(2)
. ولآخر الحديث شاهد عن ابن عبَّاس موقوفًا أخرجه ابن أبي الدَّنيا في "صفة الجنَّة". قلت -القائل ابن عَرَّاق-: وفي الطبراني بسند ضعيف كما قاله الحافظ ابن حَجر من حديث ابن مسعود: أهل الجنَّة جُرْدٌ مُرْدٌ إلَّا موسى فإنَّ لحيته تضرب إلى سرَّته".
أقول: لا يسلم لهما تعقُّبهما، فحديث عليٍّ في إسناده (محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي): مُتَّهم، له نسخة موضوعة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (818).
وحديث ابن عبَّاس الموقوف قد علمتَ حاله مِنْ قَبْلُ، ففيه مُتَّهم. وما أظن أنَّ طريق ابن أبي الدُّنْيَا إلَّا منه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وحديث ابن مسعود، لم أقف عليه في "المعاجم" الثلاثة للطبراني، ولا في "مجمع الزوائد"، ولا في "مجمع البحرين".
وقوله في الحديث: "وليس أحد من أهل الجنَّة إلَّا وَهُمْ جُرْدٌ مُرْدٌ"، رُوي من أوجه عدَّة، انظر:"صفة الجنَّة" لأبي نُعَيْم (2/ 102 - 112)، و"مجمع الزوائد"(10/ 398 - 399)، وهو حديث حسن.
ومن ذلك، ما رواه التِّرْمِذِيّ في صفة الجنَّة، باب ما جاء في صفة ثياب أهل الجنَّة (4/ 679) رقم (2539)، والدَّارميّ في "سننه"(2/ 335)، وأبو نُعَيْم في "صفة الجنَّة"(2/ 104 - 105) رقم (256)، عن أبي هريرة مرفوعًا:"أَهْلُ الجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ كُحْلٌ، لا يَفْنَى شَبَابُهُمْ، ولا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ".
(1)
(5/ 489).
(2)
(5/ 1579) رقم (1044).
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن غريب".
أقول: في إسناده عندهم: (شَهْر بن حَوْشَب الأَشْعَرِيّ الشَّامي)، وهو صدوق كثير الإرسال والأوهام. وتقدَّمت ترجمته في حديث (239).
وله شاهد من حديث معاذ بن جَبَل، رواه التِّرْمِذِيّ في صفة الجنَّة، باب ما جاء في سِنَّ أهل الجَنَّةِ (4/ 682 - 683) رقم (2545)، وأحمد في "المسند"(5/ 232 و 239 - 240 و 243)، وأبو نُعَيْم في "صفة الجنَّة"(2/ 105 - 106) رقم (257).
وقال التِّرْمِذِيُّ: "حسن غريب". وفي إسناده كذلك (شَهْر بن حَوْشَب).
وله شاهد آخر من حديث أنس بن مالك، رواه الطبراني في "الصغير"(2/ 17)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 56)، وفي "صفة الجنَّة"(2/ 103 - 104) رقم (255).
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 399) بعد أن عزاه "للأوسط" فحسب: "وإسناده جيِّد".
وعزوه له إلى "الأوسط" سهو، فإنَّه عزاه في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(8/ 163) رقم (4893)، إلى الطبراني في "الصغير" على الصحيح.
* * *
2069 -
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، حدَّثنا عمر بن إبراهيم المقرئ، حدَّثنا محمد بن جعفر المَطِيْرِيّ، حدَّثنا وَهْب بن داود بن سليمان الضَّرِير، حدَّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدَّثنا عبد العزيز بن صُهَيْب،
عن أنس بن مالك قال: كنت واقفًا بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ يومَ الجُمُعَةِ ثَمَانِينَ مَرَّةً، غَفَرَ اللَّهُ له ذُنُوبَ ثمانينَ عَامًا"،
فقيلَ له كيفَ الصَّلَاةُ عليكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "تقولُ: اللَّهُمَّ صَلِّ على محمَّدٍ عَبْدِكَ ونَبِيِّكَ ورَسُولِكَ النَّبيِّ الأُمِّيِّ، وتَعْقِدُ وَاحِدَةً".
(13/ 459) في ترجمة (وَهْب بن داود بن سليمان المُخَرِّمِيّ أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده صاحب الترجمة (وَهْب بن داود المُخَرِّمِيّ)، قال الخطيب عنه:"لم يكن ثقة". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "المغني"(2/ 726 - 727) وقال: "قال الخطيب: لم يكن بثقة. ثم أورد له حديثًا من وضعه". كما ترجم له في "ميزان الاعتدال"(4/ 351) ونقل قول الخطيب السابق، ثم ساق الحديث من ذات الطريق. وتابعه ابن حجر في "اللسان"(6/ 230).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 468)، عن محمد بن عليّ بن عبد اللَّه، عن أبي منصور، عن أبي حفص الكَتَّاني، عن محمد بن جعفر المَطِيري، به، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. قال أبو بكر الخطيب: وَهْب بن داود: ليس بثقة".
ورواه الحافظ الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(4/ 351) -في ترجمة (وَهْب بن داود المُخَرِّمي) -فقال: قرأت على عمر بن عبد المنعم، عن الكِنْدِيّ، أخبرنا أبو منصور القزَّاز
(1)
، حدَّثنا محمد بن عليّ العبَّاسي،
(1)
تَصَحَّفَ في "الميزان" إلى: "الفراء". والتصويب من "السِّيَر"(20/ 69)، و"اللسان" (6/ 230). واسمه (عبد الرحمن بن محمد الشَّيْبَانِي الحَرِيمي البغدادي). قال الذَّهَبِيُّ عنه في "السِّيَر":"الشيخ الجليل الثقة. . . راوي "تاريخ بغداد" عنه -يعني الخطيب- سوى الجزء السادس بعد الثلاثين، غاب لوفاة أُمِّه". وكانت وفاته عام (535 هـ).
أخبرنا عمر الكَتَّاني -إملاءَ-، حدَّثنا محمد بن جعفر المَطِيري، به.
ثم وجدت الحافظ السَّخَاويّ في "القول البديع في الصَّلاة على الحبيب الشفيع" ص 196 يذكره من حديث أبي هريرة، ويعزوه إلى الدَّارَقُطْنِيّ، ويقول:"حسَّنه العِرَاقي ومِنْ قَبْلِهِ أبو عبد اللَّه بن النُّعْمَان، ويحتاج إلى نظر. وقد تقدَّم نحوه من حديث أنس قريبًا". يعني حديثنا هذا. فإنَّه ذكره في ص 194 منه وقال: "أخرجه الخطيب وذكره ابن الجَوْزي في الأحاديث الواهية".
* * *
2070 -
أخبرنا محمد بن الحسين بن المَتُّوثِيّ، حدَّثنا أحمد بن كامل القاضي، حدَّثنا محمد بن سعد العَوْفِيّ، حدَّثنا وضَّاح بن حسان الأَنْبَارِيّ، حدَّثنا سَلَّام أبو الأَحْوَص، عن عاصم بن سليمان، عن حَفْصَة بنت سِيْرِين،
عن أنس بن مالك: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَكْتَحِلُ وِتْرًا.
قال ابن سِيْرِين: كان يكتحل في كُلِّ عين واحدة، ويقسم بينهما واحدة.
(13/ 465 - 466) في ترجمة (الوضَّاح بن حسان الأَنْبَارِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد ورد من طريق آخر حسن عن أنس أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يَكْتَحِلُ في كُلِّ عَيْنٍ ثلاثًا.
ففيه صاحب الترجمة (الوضَّاح بن حسان الأَنْبَارِيّ)، وهو مغفَّل مجهول، واتَّهمه ابن عدي بسرقة الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (571).
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(3/ 374) رقم (2982) -من كشف الأستار-، عن محمد بن أبي الوليد الفَحَّام، حدَّثنا الوضَّاح بن يحيى، حدَّثنا أبو الأَحْوَص،
عن عاصم، عن أنس، به، وقال:"لا نعلم رواه إلَّا أبو الأَحْوَص عن عاصم".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 96): "رواه البزَّار، وفيه الوضَّاح بن يحيى وهو ضعيف".
أقول: فرَّق ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(9/ 41)، والذَّهَبِيّ في "الميزان"(4/ 333 - 334) و"المغني"(2/ 730)، وابن حَجَر في "اللسان"(6/ 220 - 221)، بين (وضَّاح بن حسان الأَنْبَاريّ) وبين (وضَّاح بن يحيى النَّهْشَليّ). وقال ابن حبَّان والذَّهَبِيّ وابن حَجَر في ترجمة (وضَّاح بن يحيى) إنَّه:(نَهْشَلِيٌّ أَنْبَارِيٌ). وقد ذُكِرَ في ترجمتيهما، رواية كُلٍّ منهما عن (أبي الأَحْوَص سَلَّام بن سُلَيْم). وعلى كُلٍّ فكلاهما ضعيف.
و(وضَّاح بن يحيى النَّهْشَلِيّ الأَنْبَارِيّ) قد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(8/ 180) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(9/ 41) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ صدوق". وذكر ابن أبي حاتم أنَّ أباه قد روى عنه.
3 -
"المجروحين"(3/ 85) وقال: "منكر الحديث، يروي عن الثقات الأشياء المقلوبات التي كأنَّها معمولة، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لسوء حفظه، وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير".
4 -
"ميزان الاعتدال" للذَّهَبِيّ (4/ 334) وقال: "كتب عنه أبو حاتم وقال: ليس بالمرضي". ومثله في "المغني"(2/ 730) له، وكذا في "اللسان" لابن حَجَر (6/ 221). وقد تقدَّم أنَّ الذي قاله أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" المطبوع:"شيخ صدوق"! !
ولكلٍّ من (عاصم الأَحْوَل) و (حَفْصَة بنت سِيْرِين)، رواية عن أنس بن مالك. كما أنَّ (عاصمًا) قد روى عن (حَفْصَة) أيضًا. انظر "التهذيب"(12/ 409).
وقد روى أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في كتاب "أخلاق النبيِّ صلى الله عليه وسلم" ص 170، عن محمد بن أحمد بن الوليد الثَّقَفِيّ، حدَّثنا إبراهيم بن يونس الحَرَمِيّ، حدَّثنا عثمان بن عمر، حدَّثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عِمْرَان بن أبي أنس، عن أنس:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يَكْتَحِلُ في عَيْنِه اليُمْنَى ثلاثًا، وفي اليُسْرَى ثلاثًا بالإِثْمِدِ".
وإسناده حسن.
* * *
2071 -
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحِيْرِيّ، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا العبَّاس بن محمد الدُّورِيّ -إملاءً-، حدَّثنا الوضَّاح بن حسَّان الأَنْبَارِيّ، حدَّثنا وَزِير بن عبد اللَّه، عن غالب بن عُبَيْد اللَّه، عن عطاء،
عن أبي هريرة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أعطى معاوية سَهْمًا، فقال:"هاك هذا يا معاوية حتى تُوَافِيني به في الجنَّة".
(13/ 466) في ترجمة (الوضَّاح بن حسان الأَنْبَارِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (الوَزِير بن عبد اللَّه -ويقال: ابن عبد الرحمن- الجَزَرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 331 - 332) وقال: "حديثه غير محفوظ". وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشيء".
2 -
"الجرح والتعديل"(9/ 44) -باسم (وزير بن عبد اللَّه الخَوْلاني الشَّامي) - وفيه عن أبي حاتم: "مجهول". وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زُرْعَة
عنه، فقال:"ضعيف الحديث. وامتنع أن يحدِّثنا بحديث رواه بقيَّة عنه، وقال: لا أصل له، وهو من الوزير".
قال ابن حَجَر في "اللسان"(6/ 219) بعد أن ذكر ذلك عن أبي زُرْعَة: "هذا اتِّهِامٌ
(1)
منه له".
3 -
"الكامل"(7/ 2550) وقال: "ليس بالمعروف، هو ممَّن يحدِّث عن بقيَّة. ليس له من الأحاديث التي تُنْكَرُ عليه إلَّا هذه الأحاديث التي ذكرتها". وذكر حديث أبي هريرة بينها.
4 -
"اللسان"(6/ 219) وقال: "ضعَّفه يعقوب بن شَيْبَة والسَّاجِيّ. وقال السَّعْدِيّ: حديثه معضل. وذكره أبو العرب في "الضعفاء". . . . قال البخاري: عداده في الشَّاميين، روى عنه الشَّامِيّون".
كما أنَّ فيه (غالب بن عبيد اللَّه العُقَيْليَ الجَزَرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 483) وقال: "كان ضعيفًا ليس بذاك".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(4/ 428) وقال: "ضعيف".
3 -
"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 173 رقم (255) وقال: "كان ضعيفًا ليس بشيء".
4 -
"التاريخ الكبير"(7/ 101) وقال: "منكر الحديث".
5 -
"أحوال الرجال" ص 179 رقم (322) وقال: "غير مُقْنِعٍ في الحديث".
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 195 رقم (508) وقال: "متروك الحديث".
(1)
صُحِّفَ في "اللسان" إلى "إيهام".
7 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 421 - 432) وفيه عن الهيثم بن خَارِجَة: "كان ضعيفًا في الحديث". وذكر وفاته سنة (135 هـ).
8 -
"الجرح والتعديل"(7/ 48) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث، منكر الحديث".
9 -
"المجروحين"(2/ 201) وقال: "كان ممن يروي المعضلات عن الثقات حتى ربما سبق إلى القلب أنَّه كان المتعمد لها، لا يجوز الاحتجاج بخبره بحال". وذكر حديث أبي هريرة.
10 -
"الكامل"(6/ 2033 - 2034) وقال: "له أحاديث منكرة المتن ممّا لم أذكره".
11 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 323 رقم (428).
12 -
"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 137 و 142) وقال: "متروك".
13 -
"سؤالات السِّجْزِيّ للحاكم النَّيْسَابُورِيّ" ص 218 وقال: "ساقط الحديث".
14 -
"تاريخ بغداد"(13/ 466) في ترجمة (وضَّاح بن حسان الأَنْبَارِيّ) وقال: "كان ضعيفًا".
15 -
"المغني"(2/ 505) وقال: "تركوه".
16 -
"اللسان"(4/ 414 - 415) وفيه عن السَّاجِيّ: "ضعيف". وقال العِجْلِيُّ: "متروك الحديث".
كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (وضَّاح بن حسان الأَنْبَارِيّ)، وهو مغفَّل، اتَّهمه ابن عدي بسرقة الحديث. وتقدَّمت ترجمته في حديث (571).
و(عطاء) في الإسناد، هو (ابن أبي رَبَاح): إمام تابعي ثقة فقيه مشهور. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (176).
وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد بروايته عن عطاء: غالب بن عبيد اللَّه وكان ضعيفًا".
التخريج:
رواه عبَّاس الدُّوري في "تاريخ ابن مَعِين"(4/ 415) رقم (5041)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 332)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2550) -كلاهما في ترجمة (وَزِير بن عبد الرحمن الجَزَرِيّ) -، من طريق وضَّاح بن حسان، عن وَزِير، به.
وروى العُقَيْلِي عن عبَّاس الدُّوري أنَّه قال: "سألت يحيى بن مَعِين: مَنْ وزير الذي يحدِّث بحديث معاوية، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أعطاه سَهْمًا. فقال: ليس بشيء".
ورواه ابن عدي كذلك بنحوه.
وقد رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 214) -في ترجمة (القاسم بن بَهْرَام) -، من طريق الحسين بن عبد اللَّه الرَّقِّي، عن القاسم بن بَهْرَام، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر، به.
قال ابن حِبَّان عن (القاسم) هذا: "يروي عن أبي الزُّبَيْر العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحالٍ".
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(16/ 692) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
كما رواه في ذات الموطن، من الطريق نفسه عن غير الخطيب.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 20 - 21) من حديث أبي هريرة وأنس وجابر.
أمَّا حديث أبي هريرة، فقد رواه من ثلاثة طرق -اثنان منها عن الخطيب، هذا، والذي يليه-، من طريق الوضَّاح، عن الوَزِير، به.
وأمَّا حديث أنس، فقد رواه من طريق غالب بن عبيد اللَّه الجَزَرِيّ، عن عطاء، عن أنس، به.
وحديث جابر، رواه عن ابن حِبَّان من طريقه المتقدِّم.
قال ابن الجَوْزي بعد روايته له من الطرق المتقدِّمة: "هذا حديث موضوع لا أصل له". وأعلَّ حديث أبي هريرة وأنس بـ (وَزِير) و (غالب). كما أعلَّ حديث جابر بـ (القاسم بن بَهْرَام).
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 421 - 422)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 6) وقال: "قال السُّيُوطيُّ الشَّافِعِيُّ: ومن حديث ابن عمر، ومن مرسل مكحول، أخرجهما ابن عساكر
(1)
. قلت: -القائل ابن عَرَّاق-: في الأول: محمد بن سليمان القَطَّان، ومحمد بن مروان بن عمر، وغيرهما، ممن لم أعرفه. وكذا في الثاني: عليّ بن محمد الفقيه، وأحمد بن عليّ، وغيرهما، واللَّه أعلم".
ورواه الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(3/ 331) -في ترجمة (غالب بن عبيد اللَّه الجَزَرِيّ) -، من طريق موسى المِنْقَرِيّ، عن غالب، عن عطاء، عن أنس، به.
ومن طريق وضَّاح، عن الوزير، عن غالب، عن عطاء، عن أبي هريرة، به. وقال:"وهذا موضوع".
* * *
2072 -
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حمَّاد الواعظ،
(1)
في "تاريخ دمشق"(16/ 692 - 693) -مخطوط-.
حدَّثنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي -إملاءً-، حدَّثنا محمد بن الخليل المُخَرِّمِيّ، حدَّثنا وضَّاح -يعني ابن حسان-، حدَّثنا وَزِير بن عبد اللَّه الجَزَرِيّ، عن غالب بن عبيد اللَّه العُقَيْلِيّ، عن عطاء،
عن أبي هريرة، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أعطى معاوية سَهْمًا فقال:"خُذْ هذا السَّهْمُ، حتى تَلْقَاني به في الجنَّة".
(13/ 466) في ترجمة (الوضَّاح بن حسان الأَنْبَارِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (2071).
* * *
2073 -
أخبرنا عليّ بن أبي بكر المَازِنِيّ، حدَّثنا أبي قال: حدَّثني أبو سفيان وكيع بن سفيان المَرْوَزِيّ، حدَّثنا أبو حَبِيب زيد بن المُهْتَدِيّ.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد المُقْرِئ، حدَّثنا زيد بن المُهْتَدِيّ، حدَّثنا سعيد بن يعقوب الطَّالْقَانِيّ، عن عمر بن هارون البَلْخِيّ، عن يونس بن يزيد الأَيْلِيّ، عن الزُّهْرِيّ،
عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"أُمِرْتُ بالخَاتَمِ والنَّعْلَيْنِ". لفظ حديث وكيع.
(13/ 481 - 482) في ترجمة (وكيع بن سفيان المَرْوَزِيّ أبو سفيان).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
وقد سبق الكلام على الإسناد في حديث (1300).
وصاحب الترجمة (وكيع بن سفيان المَرْوَزِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1300).
* * *
2074 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَانِيّ قال: أخبرنا سليمان بن أحمد الطَّبَرَانِيّ، حدَّثنا وُهَيْب المعلِّم البغداديّ، حدَّثنا هيثم بن خالد، حدَّثنا إسحاق بن عيسى الطَّبَّاع، حدَّثنا خالد بن إلْيَاس، عن يحيى بن عبد الرحمن، عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن،
عن أبي سعيد الخُدْرِيّ قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ رأى مِنْ أخيه عَوْرَةً فَسَتَرَهَا عليه دَخَلَ الجَنَّةَ".
(13/ 491) في ترجمة (وُهَيْب بن عبد اللَّه بن محمد المَرْوَزِيّ المؤدِّب أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (خالد بن إلْيَاس -أو إيَاس- بن صَخْر العَدَوِيّ المَدَنِيّ أبو الهيثم) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 142) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(3/ 140) وقال: "ليس بشيء".
3 -
"السنن" للتِّرْمِذِيّ (2/ 80) رقم (288) وقال: "ضعيف عند أهل الحديث".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 96 رقم (178) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الجرح والتعديل"(3/ 321) وفيه عن أحمد: "متروك الحديث". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، منكر الحديث". وقيل لأبي حاتم: يُكْتَبُ حديثه؟ فقال: "زَحْفًا". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بقويٍّ، ضعيف، سمعت أبا نُعَيْم يقول: لا يسوى حديثه، وسكت. وذكر بعدنا: لا يَسوى حديثُه فَلْسَيْن".
6 -
"المجروحين"(1/ 279) وقال: "يروي الموضوعات عن الثقات، حتى يسبق إلى القلب أنَّه الواضع لها، لا يحلُّ أن يُكْتَبَ حديثه إلَّا على جهة التعجب".
7 -
"الكامل"(3/ 878 - 880) وقال: "أحاديثه كلُّها
(1)
غرائب وإفرادات عمَّن يحدِّث عنهم، ومع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 197 رقم (197).
9 -
"التمهيد" لابن عبد البَرّ (6/ 334) وقال: "ضعيف عند جميعهم".
10 -
"الكاشف"(1/ 201) وقال: "ضعَّفوه".
11 -
"التقريب"(1/ 211) وقال: "إمام المسجد النبوي، متروك الحديث، من السابعة"/ ت ق.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 125) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لا يُرْوَى عن أبي سعيد إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به خالد بن إلْيَاس".
ورواه عَبْد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(2/ 67) رقم (883)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق"(1/ 474) رقم (483) -ط المدني في مصر عام
(1)
في "الكامل" المطبوع: "كأنَّها". وما هو مثبت عن "التهذيب"(3/ 81).
1411 هـ-، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(13/ 99) رقم (3519)، من طريق خالد بن إلْيَاس، عن يحيى بن عبد الرحمن، به.
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 287) رقم (1503)، من طريق معلَّى بن عبد الرحمن، حدَّثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حَاطِب، عن أبي سعيد الخُدْرِي مرفوعًا بلفظ:"لا يَرَى مُؤْمِنٌ مِنْ أخيه عَوْرَةً فَيَسْتُرَهَا عليه إلَّا أَدْخَلَهُ اللَّه الجَنَّةَ".
قال الطبراني عقبه: "لا يُرْوَى هذا الحديث عن أبي سعيد إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به مُعَلَّى".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 246): "رواه الطبراني في "الأوسط" و"الصغير" بنحوه، وإسنادهما ضعيف".
أقول: تقدَّم أنَّ إسناد الطبراني في "الصغير": ضعيف جدًّا. وأمَّا في "الأوسط" فإنَّ فيه (معلَّى بن عبد الرحمن) وهو (الوَاسِطيّ): مُتَّهم بالوضع. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (861).
* * *
2075 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن نصر العَطَّار، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا أبو الحسين وَاقِد بن عبيد اللَّه بن عبد الرحمن بن وَاقِد الوَاقِدِيّ الدَّقَّاق، حدَّثنا بكر بن سهل -ببطن مَرْو-.
وأخبرنا
(1)
أبو محمد الحسن بن عليّ بن أحمد بن بشار النَّيْسَابُورِيّ -بالبَصْرَة-، حدَّثنا أبو بكر محمد بن أحمد
(2)
بن مَحْمُوْيَه العَسْكَرِيّ، حدَّثنا
(1)
في المطبوع، والمخطوط نسخة تونس ص (776):"أخبرنا"، بدون حرف العطف. والصواب إثباته، فهو بداية إسناد جديد. وقد ساقه الخطيب في "تاريخه"(12/ 319) من قبل بهذا الإسناد.
(2)
في المطبوع: "حمد". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 776.
بكر بن سهل الدِّمْيَاطِيّ القُرَشِيّ -بِدِمْيَاط-، حدَّثنا شُعَيْب بن يحيى، حدَّثنا يحيى بن أيوب، عن عمرو بن الحارث، عن مُجَمِّع بن كعب،
عن مَسْلَمَة بن مُخَلَّد، أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"أَعْرُوا النِّسَاءَ يَلْزَمْنَ الحِجَالَ".
(13/ 491) في ترجمة (وَاقِد بن أبي شُبَيْل عُبَيْد اللَّه الوَاقِدِيّ الدَّقَّاق أبو الحسين).
مرتبة الحديث:
لا أصل له. قاله الإمام إبراهيم الحَرْبي؛ وتابعه ابن الجَوْزي فقال: لا يصحّ.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (1420).
وصاحب الترجمة (وَاقِد بن أبي شُبَيْل الوَاقِدِيّ الدَّقَّاق)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
تقدَّم تخريجه والكلام على غريبه في حديث (1420).
* * *
2076 -
أخبرنا وِشَاح، حدَّثنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن بِشْر البَيِّع، حدَّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: حدَّثنا إسماعيل بن أبي أُوَيْس، وعبد الجبَّار بن سعيد المُسَاحِقِيّ
(1)
، قالا: حدَّثنا ابن أبي الزِّنَاد، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
أنَّ سعيد بن زيد بن عمرو قال: سألتُ أنا وعمر بن الخطَّاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو بن نُفَيْل فقال: "يأتي يَوْمَ القِيَامَةِ وَحْدَهُ".
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "الماحقي"، والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 776، ومن مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
(13/ 492 - 493) في ترجمة (وِشَاح بن عبد اللَّه أبو الحسن، مولى القاضي أبي تمَّام الزَّيْنَبِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن.
و(عبد الجبار بن سعيد المُسَاحِقِيّ القُرَشِيّ أبو معاوية) ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 109) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(6/ 32) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 86) وقال: "مَدِيْنِيٌّ، في حديثه مناكير وما لا يُتَابَع عليه".
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 136) وقال: "يروي عن الحجازيين، روى عنه أهل بلده".
وقد توبع عند الخطيب في ذات الإسناد من (إسماعيل بن أبي أُوَيْس)، وهو "صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه" كما قال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 71). وحديثه مخرَّج في "الصحيحين".
كما تابعه (الضَّحَّاك بن عثمان بن الضَّحَّاك الحِزَامي القُرَشي المَدَني)، عند أبي يعلى وأبي نُعَيْم كما سيأتي، وهو "صدوق" كما قال الحافظ في "التقريب"(1/ 373). وحديثه مخرَّج في "صحيح مسلم".
و(ابن أبي الزِّنّاد) هو (عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد عبد اللَّه بن ذَكْوَان المَدَني): صدوق تغيَّر حفظه لمّا قَدِمَ بغداد. قال ابن المَدِيني: "ما حدَّث بالمدينة فهو صحيح، وما حدَّث به ببغداد أفسده البغداديون". وقال ابن مَعِين: "هو أثبت النَّاس في هشام بن عُرْوَة". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (856).
أقول: رواية (ابن أبي الزِّنَاد) هنا، إنما رواها عنه: إسماعيل بن عبد اللَّه بن
أبي أُوَيْس، وعبد الجبار بن سعيد المُسَاحِقِي، والضَّحَّاك بن عثمان الحِزَامي؛ وكلُّهم مَدَنِيُون.
و(وِشَاح) هو صاحب الترجمة (وِشَاح بن عبد اللَّه أبو الحسن)، قال الخطيب عنه:"صدوق".
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
رواه أبو يعلى في "مسنده"(2/ 260 - 261) رقم (973)، وأبو نُعَيْم في "معرفة الصحابة"(2/ 17) رقم (569)، من طريق الضَّحَّاك بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد، به، ولفظه عندهما:"يأتي يومَ القيامةِ أُمَّةً وَحْدَهُ"
(1)
.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 417): "رواه أبو يعلى وإسناده حسن".
ورواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 440)، من طريق محمد بن جعفر بن الزُّبَيْر أنَّ محمد بن عبد اللَّه بن الحصين حدَّثه أنَّ عمر بن الخطاب وسعيد بن زيد قالا: يا رسول اللَّه تستغفر لزيد. قال: "نعم". فاستغفر له وقال: "إنَّه يُبْعَثُ أُمَّةً واحدةً".
ورواه أحمد في "المسند"(1/ 189 - 190)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 439 - 440)، والطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 114 - 115) رقم (350)، مطوَّلًا، من طريق المَسْعُودي، عن نُفَيْل بن هشام بن سعيد بن زيد، عن أبيه، عن جدِّه مرفوعًا.
(1)
قال محقق "معرفة الصحابة" معلِّقًا على رواية أبي نُعَيْم هذه: "من هذا الطريق أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 115)، وهو سهو، فإنَّ الطبراني كما سيأتي إنما أخرجه مطوَّلًا من طريق عبد اللَّه بن رجاء عن المسعودي عن نُفَيْل بن هشام بن سعيد بن زيد عن أبيه عن جدِّه.
ولم يتكلَّم الحاكم ولا الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك" عليه بشيءٍ.
أقول: في إسناده (المَسْعُودي) وهو (عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عُتْبَة بن عبد اللَّه بن مسعود الكوفي)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 487):"صدوق اختلط قبل موته. وضابطه: أنَّ من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط".
والراوي عنه عند أحمد هو (يزيد بن هارون)، وقد سمع منه بعد اختلاطه. انظر "الكواكب النَّيِّرات" ص 287 - 288.
والراوي عنه عند الحاكم هو (يونس بن بُكَيْر)، ولم يتبين لي إن كان روى عنه قبل الاختلاط أو بعده.
والراوي عنه عند الطبراني هو (عبد اللَّه بن رجاء)، وقد سمع منه قبل الاختلاط كما في "الكواكب النَّيِّرات" ص 294.
ومن ثم فإنَّ قول محقق "مسند أبي يعلى"(2/ 261): "وفي أسانيدهم المَسْعُودي وهو ضعيف"، موضع نظر على إطلاقه هكذا.
وكذلك قول الهيثمي في "المجمع"(9/ 417): "رواه الطبراني، والبزَّار باختصار، وفيه المَسْعُودي، وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات". فإنَّ الطبراني كما تقدَّم رواه من طريق عبد اللَّه بن رجاء، عنه، وهو ممن سَمِع منه قبل اختلاطه.
وفي إسناده عندهم أيضًا: (نُفَيْل بن هشام) و (والده)، لم يوثِّقهما غير ابن حِبَّان. انظر "تعجيل المنفعة" ص 278 و 284.
وللحديث شواهد، انظرها في:"الطبقات الكبرى" لابن سعد (3/ 381)، و"مجمع الزوائد"(9/ 417 - 418).
* * *
2077 -
أخبرنا وَاصِل بن حمزة -في سنة خمسين وأربعمائة-، أخبرنا أبو سهل عبد الكريم بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سليمان
-بِبُخَارَى-، حدَّثنا خَلَف بن محمد بن إسماعيل الخَيَّام، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن حاتم بن نُعَيْم، حدَّثنا أبي، أخبرنا عيسى بن موسى، عن الحسن -هو ابن هاشم-، عن يحيى بن العلاء قال: حدَّثنا لَيْث، عن عطاء بن أبي رَبَاح،
عن جابر قال: قَدِم النبيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزَاةٍ له، فقال لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"قَدِمْتُمْ خَيْرَ مَقْدَمٍ، وقَدِمْتُمْ مِنَ الجِهَادِ الأَصْغَرِ إلى الجِهَادِ الأَكْبَرِ". قالوا: وما الجِهَادُ الأَكْبَرُ يا رسولَ اللَّه؟ قال: "مُجَاهَدَةُ العَبْدِ هَوَاهُ".
(13/ 493) في ترجمة (وَاصِل بن حمزة بن عليّ الصُّوفيّ البُخَاريّ أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (يحيى بن العلاء البَجَلِيّ الرَّازِيّ أبو عمرو -أو أبو سَلَمَة-). وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 651) وقال: "ليس بثقة".
2 -
"التاريخ الكبير"(8/ 298) وقال: "وكان وكيع يتكلَّم فيه".
3 -
"أحوال الرجال" للجُوْزَجَاني ص 201 رقم (371) وقال: "غير مُقْنِع".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 249 رقم (658) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 437) وفيه عن مَكِّي: "كان يكذب". وقال إبراهيم بن يعقوب الجَوْهَري: "شيخ وَاهٍ".
6 -
"الجرح والتعديل"(9/ 179 - 180) وفيه عن عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "متروك الحديث جدًّا". وقال أبو زُرْعَة: "في حديثه ضعف". وقال أبو حاتم: "ليس بالقويِّ".
7 -
"المجروحين"(4/ 115 - 116) وقال: "كان ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات التي إذا سمعها من الحديث صناعته سبق إلى قلبه أنَّه كان
المتعمد لذلك، لا يجوز الاحتجاج به، كان وكيع شديد الحَمْلِ عليه".
8 -
"الكامل"(7/ 2655 - 2658) وقال: إنَّه لا يُتَابَعُ على أحاديثه، وكلُّها غير محفوظة. وقال:"الضَّعْفُ بيِّن على روايته وحديثه"
(1)
. وفيه عن البخاري: "متروك الحديث".
9 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 394 رقم (579) وقال: "ضعيف".
10 -
"الضعفاء" لابن الجَوْزي (3/ 200) رقم (3743) وفيه عن أحمد بن حنبل: "كذَّاب يضع الحديث".
11 -
"الكاشف"(3/ 232) وقال: "تركوه".
12 -
"التهذيب"(11/ 261 - 262) وفيه عن وكيع: "كان يكذب".
13 -
"التقريب"(2/ 355) وقال: "رُمي بالوضع، من الثامنة"/ د ق.
و(لَيْث) هو (ابن أبي سُلَيْم بن زُنَيْم القُرَشي: ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (124).
التخريج:
رواه البيهقي في "الزُّهْد الكبير" ص 198 رقم (374)، من طريق عيسى بن إبراهيم، حدَّثنا يحيى بن يعلى، عن اللَّيْث، به
(2)
. وقال: "هذا إسناد ضعيف".
قال الحافظ العِرَاقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(3/ 7): "أخرجه البيهقي في "الزُّهْد" من حديث جابر، وقال: هذا إسناد فيه ضعف".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكَشَّاف" ص 114 بعد أن عزاه للبيهقي في "الزُّهْد" وذكر عنه أنه قال: "فيه ضعف": "قلت: هو من رواية عيسى بن إبراهيم عن يحيى بن يعلى عن لَيْث بن أبي سُلَيْم، والثلاثة
(1)
وزاد في "التهذيب"(11/ 263) عن ابن عدي قوله: "وأحاديثه موضوعة".
(2)
عزاه محقق "الزهد" إلى "تاريخ بغداد"(1/ 181)، وهو سهو، وإنما هو في (13/ 493) منه.
ضعفاء. وأورده النَّسَائي في "الكُنَى" من قول إبراهيم بن أبي عَبْلَةَ، أحد التابعين من أهل الشَّام".
وقال العَجْلُوني في "كشف الخفاء"(1/ 434): "قال الحافظ ابن حَجَر في "تسديد القوس": هو مشهور على الألسنة. وهو من كلام إبراهيم بن أبي عَبْلَة
(1)
".
وقد ذكر الحافظ المِزِّيُّ في "تهذيب الكمال"(2/ 144) في ترجمة (إبراهيم بن أبي عَبْلَة) ما نصُّه: "وقال النَّسَائي
(2)
: أخبرني صفوان بن عمرو قال: حدَّثنا محمد بن زياد أبو مسعود من أهل بيت المَقْدِس، قال: سمعت إبراهيم بن أبي عَبْلَة وهو يقول لمن جاء من الغزو: قد جئتم من الجهاد الأصغر، فما فعلتم في الجهاد الأكبر؟ قالوا: يا أبا إسماعيل: وما الجهادُ الأكبر؟ قال: جِهَادُ القَلْبِ".
وقد ذكره الزَّمَخْشَرِيُّ في تفسيره "الكَشَّاف"(3/ 41) فقال: "عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه رجع من بعض غزواته، فقال: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر".
قال الحافظ الزَّيْلَعِيُّ في "تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكَشَّاف"(2/ 395): "غريب جدًّا
(3)
، وذكره الثَّعْلَبِيُّ هكذا من غير سند". ثم ذكر رواية البيهقي والنَّسَائي.
* * *
(1)
تَصَحَّفَ في "الكشف" إلى: "عيلة" بالياء. والتصويب من "تهذيب الكمال"(2/ 140).
(2)
في كتابه "الكُنَى" كما نصَّ عليه الإمام الزَّيْلَعِيّ في "تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكَشَّاف"(2/ 396) رقم (825)، حيث ساق إسناده أيضًا.
(3)
هذا مصطلح للإمام الزَّيْلَعِيِّ رحمه الله يقوله: لِمَا لم يجد من الحديث. كما نبَّه عليه الإمام ابن قُطْلُوبُغَا في أول كتابه "منية الألمعي فيما فات من تخريج أحاديث الهداية للزَّيلعي". ص 9. وكتابه هذا مطبوع في آخر كتاب "نصب الراية" للزَّيْلَغِيّ.
2078 -
أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد اللَّه الحُرْفِيّ
(1)
، حدَّثنا أحمد بن سلمان النَّجَّاد، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، حدَّثني أبي، حدَّثنا هارون -يعني ابن مَعْرُوف- قال عبد اللَّه: وسمعته أنا من هارون قال: أخبرنا ابن وَهْب، حدَّثني عبد اللَّه بن الأسود القُرَشِيّ، أنَّ يزيد بن خُصَيْفَة
(2)
حدَّثه،
عن السَّائب بن يزيد، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: لا تَزَالُ أُمَّتِي على الفِطْرَةِ ما صَلَّوا المَغْرِبَ قَبْلَ طُلُوعِ النُّجُومِ".
(14/ 14) في ترجمة (هارون بن مَعْرُوف المَرْوَزِيّ أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
في إسناده ضعف، وللحديث شواهد يصحُّ بها.
ففيه شيخ الخطيب (عبد الرحمن بن عبيد اللَّه السِّمْسَار المعروف بابن الحُرْفِيّ)، قال الخطيب عنه في ترجمته له في "تاريخ بغداد" (10/ 303 - 304):"كتبنا عنه وكان صدوقًا، غير أنَّ سماعه في بعض ما رواه عن النَّجَّاد كان مضطربًا". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1586).
كما أنَّ فيه (عبد اللَّه بن الأسود القُرَشي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(5/ 44) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(5/ 2) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ، لا أعلم روي عنه غير عبد اللَّه بن وَهْب".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 15).
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "الحربي" والتصويب من "الأنساب"(4/ 112)، و"السِّيَر"(17/ 411).
(2)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "حصيفة" بالحاء المهملة. والتصويب من "المسند" لأحمد (3/ 449)، و"الجرح والتعديل"(9/ 274)، و"السِّيَر"(6/ 157)، وغيرها.
4 -
"تعجيل المنفعة" ص 142، وذكر الحديث في ترجمته.
و (أحمد بن سلمان النَّجَّاد): صدوق. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1586).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "هذا حديث غريب من حديث يزيد بن خُصَيْفَة المَدَني، لا أعلم رواه عنه غير عبد اللَّه بن الأسود، ولا عن عبد اللَّه إلَّا ابن وَهْب".
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 449)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
وعن الإمام أحمد من طريقه المتقدِّم، رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 448).
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(7/ 182 - 183) رقم (6671) عن يحيى بن عثمان بن صالح، حدَّثنا أَصْبَغ بن الفرج، حدَّثنا ابن وَهْب، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 310): "رواه أحمد والطبراني ورجاله موثَّقون".
وللحديث شواهد يصحُّ بها، وقد سبق الكلام على ذلك في حديث (807).
* * *
2079 -
أخبرنا أحمد بن عمر بن رَوْح النَّهْرَوَانِيّ -بها-، أخبرنا عمر بن محمد بن عليّ النَّاقِد، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن نَاجِيَة، حدَّثنا هارون بن أبي هارون العَبْدِيّ، حدَّثنا بقيَّة بن الوليد، عن مَسْلَمَة الجُهَنِيّ، حدَّثنا هاشم الأَوْقَص قال:
سمعت ابن عمر يقول: "مَنِ اشْتَرَي ثَوْبًا بِعَشْرَةِ دَرَاهِمَ، فيه دِرْهَمٌ حَرَامٌ، لم تُقْبَلْ لَهُ فيه صَلَاةٌ".
قال ثم وضع ابن عمر يديه على أُذُنَيْه ويقول: صُمَّتَا إن لم أكن سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
(14/ 21) في ترجمة (هارون بن أبي هارون العَبْدِيّ).
مرتبة الحديث:
ضعيف جدًّا. وقد اضطرب بقيَّة بن الوليد في إسناده، مع اشتهاره بالتدليس الشديد.
ومَدَارُ الحديث على (هاشم الأَوْقَص -وقيل: ابن الأَوْقَص-) وقد ترجم له في:
1 -
"أحوال الرجال" ص 98 رقم (145) وقال: "ضَالٌّ غير ثقة".
2 -
"الكامل"(7/ 2576) وقال: "لا يُعْرَفُ له مسانيد فأذكرها". وفيه عن البخاري: "غير ثقة".
3 -
"العلل المتناهية" لابن الجوزي (2/ 96) وقال: "مجهول".
4 -
"تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (1/ 735) وفيه عن أبي الحجَّاج المِزِّيّ: لا يُعْرَفُ.
5 -
"تعجيل المنفعة" ص 281 وفيه عن الحُسَيْني: "لا أعرفه".
6 -
"اللسان"(6/ 157 - 184 و 185) وقال: "وكلام البخاري فيه نقله عنه الدُّولابي ثم ابن عدي".
وقال الخطيب عقب روايته له: وهكذا رواه هارون عن بقيَّة. وخالفه أبو عُتْبَة أحمد بن الفرج الحِمْصِيّ". ثم ساقه من طريق أبي عُتْبَة، عن بقيَّة، حدَّثنا يزيد بن
عبد اللَّه الجُهَني، عن أبي جَعُوْنَة، عن هاشم الأَوْقَص، عنه، به. -وهو الحديث التالي رقم (2080) - ثم قال:"خالفهما مؤمَّل بن الفضل الحَرَّاني"، وساقه عنه، عن بقيَّة، عن جَعُوْنَة، عن هاشم الأَوْقَص، عن نافع، عن ابن عمر، به. -وهو الحديث الآتي برقم (2081) -.
التخريج:
لحديث عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما، طرق:
الأول: عن هارون بن أبي هاورن العَبْدِيّ، حدَّثنا بقيَّة بن الوليد، عن مَسْلَمَة الجُهَنِي، حدَّثني هاشم الأَوْقَص، عن ابن عمر، به.
وهو طريق الخطيب المتقدِّم، وعنه رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 2) -مخطوط-.
الثاني: عن أسود بن عامر، حدَّثنا بقيَّة بن الوليد، عن عثمان بن زُفَر، عن هاشم الأَوْقَص، عن ابن عمر، به.
رواه أحمد في "المسند"(2/ 98)، وعبد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(2/ 51) رقم (847). وعن أحمد رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 196).
قال ابن الجَوْزي: "هاشم مجهول إلَّا أن يكون ابن زيد الدِّمَشْقِيّ، فذاك يروي عن نافع، وقد ضعَّفه أبو حاتم الرَّازِيّ".
وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق"(1/ 734): "قال أبو طالب: سألت أبا عبد اللَّه -يعني أحمد بن حنبل- عن هذا الحديث، فقال: ليس بشيء ليس له إسناد. ذكره الخَلَّال".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 292): "رواه أحمد من طريق هاشم
عن ابن عمر، وهاشم لم أعرفه، وبقية رجاله وُثِّقُوا، على أنَّ (بقيَّة) مدلِّس".
وقال الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(2/ 90): "رواه أحمد عن ابن عمر بسند ضعيف".
أقول: "في إسناده عندهم (عثمان بن زُفَر الجُهَنِي الدِّمَشْقيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(7/ 150) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 448) وقال: "يروي المقاطيع، روى عنه مَعْمَر بن راشد". وقد صُحِّفَ فيه "زفر" إلى "زيد".
3 -
"التهذيب"(7/ 116) وقال: "روى عنه بقيَّة بن الوليد ومَعْمَر بن راشد ولم يسمِّه قال: حدَّثني رجل من أهل الشَّام من أهل الخير والصلاح إن شاء اللَّه. . .، وسمع منه بقيَّة في حدود سنة ثمان وعشرين ومائة، وذكره ابن حِبَّان في الثقات".
4 -
"التقريب"(2/ 8) وقال: "مجهول، من السادسة"/ د.
الثالث: عن سُوَيْد بن سعيد، عن بقيَّة، عن يزيد بن عبد اللَّه، عن هاشم الأَوْقَص، عن ابن عمر، به.
رواه ابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "الورع" ص 108 رقم (172).
الرابع: عن أبي عُتْبَة أحمد بن الفرج، عن بقيَّة، حدَّثنا يزيد بن عبد اللَّه الجُهَنِيّ، عن أبي جَعُوْنَة، عن هاشم الأَوْقَص، عن ابن عمر، به.
رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 38) -في ترجمة (عبد اللَّه بن أبي عِلَاج المَوْصِلي) -، والخطيب في "تاريخه"(14/ 21)، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 1) -مخطوط-.
قال ابن حِبَّان: "وهذا إسناد شِبْهُ لا شيء".
وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح التحقيق"(1/ 735) بعد أن ذكره من هذا الطريق: "قال شيخنا أبو الحجَّاج المِزِّيّ: يزيد بن عبد اللَّه، وأبو جَعُوْنَة، وهشام الأَوْقَص، لا يُعْرَفُونَ".
الخامس: عن مؤمَّل بن الفضل، حدَّثنا بقيَّة، عن جَعُوْنَة، عن هاشم الأَوْقَص، عن نافع، عن ابن عمر، به.
رواه الخطيب في "تاريخه"(14/ 21 - 22)، وقال:"ذَكَرَ بعض أهل العلم أنَّه جَعُوْنَة بن الحارث العَامِرِيّ".
السادس: عن عبد اللَّه بن أبي عِلَاج المَوْصِلِيّ، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، به.
رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 37 - 38) -في ترجمة (عبد اللَّه بن أبي عِلَاج المَوْصِلِيّ) -، وعنه ابن الجَوْزِي في "العلل المتناهية"(2/ 195).
قال ابن حِبَّان: "ليس من حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولا ابن عمر رواه، ولا نافع حدَّثَ به، ولا مالك ذكره، وإنما هو المشهور من حديث الشَّاميين من رواية بقيَّة بن الوليد بإسناد واهٍ".
أقول: (عبد اللَّه بن أيوب بن أبي عِلَاج المَوْصِلِيّ): مُتَّهم بالكذب. وتقدَّمت ترجمته في حديث (815).
والحديث ذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 394) في ترجمة (عبد اللَّه بن أبي عِلَاج المَوْصِلِي) من الطريق السادس هذا، وقال:"هذا كذب". وأَقَرَّهُ ابن حَجَر في "اللِّسان"(3/ 261).
قال الحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 2) -مخطوط-:
"وهذا الاضطراب في الحديث من (بقيَّة)، فإنَّه كان المخلِّط فيه".
والحديث ذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(3/ 611) عن ابن عمر.
* * *
2080 -
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحَرَشِيّ، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ قال: حدَّثنا أبو عُتْبَة أحمد بن الفرج، حدَّثنا بقيَّة، حدَّثنا يزيد بن عبد اللَّه الجُهَنِيّ، عن أبي جَعُوْنَة، عن هاشم الأَوْقَص قال:
سمعت ابن عمر يقول: "مَنِ اشْتَرَى ثَوْبًا بِعْشَرَةِ دَرَاهِمَ، وفي ثَمَنِهِ دِرْهَمٌ مِنْ حَرَامٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ مَا كَان عَلَيْهِ".
ثم أَدْخَلَ أُصْبُعَيْه في أُذُنَيْه ثم قال: صُمَّتَا إن لم أكن سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرتين أو ثلاثًا.
(14/ 21) في ترجمة (هارون بن أبي هارون العَبْدِيّ).
مرتبة الحديث:
ضعيف جدًّا.
وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث السابق رقم (2079).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (2079).
* * *
2081 -
أخبرني أبو الحسن عليّ بن الحسين بن أحمد الدِّمَشْقِيّ -بها-، أخبرنا تمَّام بن محمد بن عبد اللَّه الرَّازِيّ، حدَّثنا عليّ بن الحسن بن عَلَّان الحَرَّانِيّ، أخبرنا الحسن بن أحمد -هو ابن سعيد الحَرَّانِيّ-، حدَّثنا
أحمد بن مروان بن عبد اللَّه أبو يحيى، حدَّثنا مؤمَّل بن الفضل، حدَّثنا بقيَّة، عن جَعُوْنَة، عن هاشم الأَوْقَص، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مِنَ اشْتَرَى ثَوْبًا بِعَشْرَةِ دَرَاهِمَ، فيه دِرْهَمٌ حَرَامٌ، لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلَاةً مَا دَامَ عَلَيْهِ".
(14/ 21 - 22) في ترجمة (هارون بن أبي هارون العَبْدِيّ).
مرتبة الحديث:
ضعيف جدًّا.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث رقم (2079).
التخريج:
تقدم تخريجه في حديث (2079).
* * *
2082 -
أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن محمد بن عمر بن يحيى العَلَويّ، أخبرنا أبو المُفَضَّل محمد بن عبد اللَّه الشَّيْبَانِيّ، أخبرنا رجاء بن يحيى بن شَاذَان أبو الحسين العَبَرْتَائيّ الكاتب، حدَّثنا هارون بن مُسْلِم بن سَعْدَانَ الكاتب -بِسُرَّ مَنْ رَأى، سنة أربعين ومائتين- قال: حدَّثني مَسْعَدَة بن صَدَقَة العَبْدِيّ قال: سمعت أبا عبد اللَّه جعفر بن محمد يحدِّث عن أبيه، عن جدِّه، عن أبيه،
عن جدِّه عليّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المَجَالِسُ بالأَمَانَةِ، ولا يَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَأْثرَ على مُؤْمِنٍ -أو قال: عن أخيه المؤمنِ قَبِيحًا-".
(14/ 23) في ترجمة (هارون بن مُسْلِم بن سَعْدَان الكاتب).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والشطر الأول منه: "المَجَالِسُ بالأَمَانَةِ" له شواهد عدَّة، هو بمجموعها حسن.
ففيه (مَسْعَدَة بن صَدَقَة العَبْدِي)، وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزانه" (4/ 98) ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه:"متروك". وساق له حديثًا من طريقه، وقال عنه:"موضوع". وتابعه ابن حجر في "اللسان"(6/ 22 - 23).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (هارون بن مُسْلِم الكاتب)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
روى الشطر الأول: "المجالس بالأمانة": القُضَاعِيّ والدَّيْلَمِيّ والعَسْكَرِيّ، وقد سبق تخريجه في حديث (1641).
وهذا الشطر منه له شواهد عِدَّة، هو بمجموعها حسن كما بينته في الموضع المذكور.
أمَّا بقية الحديث فإني لم أقف عليها من حديث عليٍّ في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(4/ 215) رقم (6651) من حديث أسامة بن زيد بلفظ: "المجالس أمانة، فلا يحلُّ لمؤمن أن يرفع على مؤمن قبيحًا".
وفي حاشية محققة نقلًا عن "زهر الفردوس" لابن حَجَر (4/ 98)، أنَّ الدَّيْلَمِيَّ رواه من طريق ابن لال، عن عبد الرحمن بن حمدان، حدَّثنا هلال، حدَّثنا أبي، حدَّثنا بقيَّة، عن معاوية بن صالح، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أسامة بن زيد مرفوعًا به.
وفي إسناده (بقيَّة بن الوليد الحِمْصِيّ)، وهو صدوق كثير التدليس عن الضعفاء، وقد عنعن هنا في الإسناد. وتقدَّمت ترجمته في حديث (184).
وذكره السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير"(1/ 442) وعزاه إلى (ابن لآل) عن أسامة بن زيد.
* * *
2083 -
أخبرنا التَّنُوخِيّ، حدَّثنا محمد بن علي بن الفضل البَيِّع، حدَّثنا أبو حامد محمد بن هارون الحَضْرَمِيّ، حدَّثنا أبي: هارون بن عبد اللَّه، حدَّثنا أَصْرَم بن حَوْشَب، حدَّثنا زياد بن سعد أبو عبد الرحمن، عن أبي الزُّبَيْر،
عن جابر قال: بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في حاجةٍ وهو يُصَلِّي، فأشار إليَّ ما صَنَعْتَ؟. وَأَوْمَأَ هشام بيده كيف صَنَعَ.
(14/ 24) في ترجمة (هارون بن عبد اللَّه بن سليمان الحَضْرَمِيّ).
مرتبة الحديث:
استاده تالف.
ففيه (أَصْرَم بن حَوْشَب الهَمَذَانِيّ)، وقد تركوه، وكذَّبه بعضهم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (984).
وفيه صاحب الترجمة (هارون بن عبد اللَّه بن سليمان الحَضْرَمِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (التَّنُوخِيّ) هو (عليّ بن المُحَسِّن بن عليّ أبو القاسم): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1115).
و (أبو الزُّبَيْر) هو (محمد بن مسلم بن تَدْرُس الأَسَدِيّ): ثقة مدلِّس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (309).
التخريج:
رواه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة
ونسخ ما كان من إباحة (1/ 383 - 384) رقم (540)، والنَّسَائي في الصلاة باب رد السلام بالإشارة في الصلاة (3/ 6)، وابن ماجه في إقامة الصلاة، باب المصلِّي يسلَّم عليه كيف يرد (1/ 325) رقم (1018)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 258)، من طرق، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر. وليس عندهم قوله:"فأشار إليَّ ما صنعت". بل عندهم أنَّ جابر بن عبد اللَّه قد سلَّم عليه، فأشار إليه.
وفي رواية لمسلم: "فأَتَيْتُهُ وهو يُصَلِّي على بَعِيرِهِ، فَكَلَّمْتُهُ، فقال لي بيده هكذا -وَأَوْمَأَ زهير [يعني ابن معاوية، الراوي عن أبي الزُّبَيْر] بِيَدِهِ-، ثم كَلَّمْتُهُ، فقال لي هكذا. فَأَوْمَأَ زهيرٌ أيضًا بيدهِ نَحْوَ الأرضِ-، وأنا أَسْمَعُهُ يَقْرَأُ، يُومِئُ بِرَأْسِهِ، فلمَّا فَرَغَ، قال: "مَا فَعَلْتَ في الذي أَرْسَلْتُكَ لَهُ؟ فإنَّه لم يَمْنَعْنِي أَنْ أُكَلِّمَكَ إلَّا أنِّي كُنْتُ أُصَلِّي".
ولم أقف عليه بلفظ الخطيب في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
2084 -
أخبرنا هِلال بن محمد بن جعفر الحَفَّار، حدَّثنا محمد بن حُمَيْد بن سُهَيْل المُخْرِّمِيّ، حدَّثنا أحمد بن الجَعْد -في دَرْب الآجُر نهر طابق-، حدَّثنا هارون المُسْتَمْلِي الكبير مُكْحَلَة، حدَّثنا يَعْلَى
(1)
بن الأَشْدَق،
عن عبد اللَّه بن جَرَاد قال: أُتي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بِفَرَس فركبه، وقال:"يَرْكَبُ هذا الفَرَس من يكون الخليفة من بعدي"، فركبه أبو بكر الصِّدِّيق.
(14/ 24) في ترجمة (هارون بن سفيان بن راشد المُسْتَمْلِي أبو سفيان، المعروف بمُكْحَلَة).
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "علي". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (780)، ومن مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (927).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (يعلى بن الأَشْدَق الحَرَّانِيّ العُقَيْلِيّ الجَزَرِيّ)، وهو مُتَّهم مغفَّل. قال ابن عدي:"يروي عن عمُّه عبد اللَّه بن جَرَاد عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة مناكير، وهو وعمُّه غير معروفين". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (927).
وفيه صاحب الترجمة (هارون بن سفيان المُسْتَمْلِي)، لم يذكر الخطيبُ فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
ذكره ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 319) فقال: "روى هارون بن محمد المُسْتَمْلِي عن يعلى بن الأَشْدَق. . " وذكر الحديث، وقال:"هذا حديث موضوع". وأعلَّه بـ (يعلى بن الأَشْدَق).
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 346).
* * *
2085 -
أخبرني الأَزَجِيّ، حدَّثنا عمر بن محمد بن إبراهيم، حدَّثنا عبد اللَّه بن إسحاق المَدَائِنيّ، حدَّثنا هارون بن سفيان -المعروف بالدِّيْك-، حدَّثنا زياد بن سهل الحَارِثيّ أبو سفيان -وكان ثقةً بِمِصْرِنا- قال حدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَة الأنصارية -وكانت أخت أُمّ مَعْبَد بن خالد- قالت:
سمعت أنسًا يقول: أتي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بِجِنَازَةٍ لِيُصَلِّي عليها، فقال:"ما تقولونَ"؟ قالوا: لا نَعلمُ إلَّا خيرًا، قال: "لكنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْرَ ما
عَلِمْتُمْ"، قالوا: يا رسول اللَّه فما حاله؟ قال: "قَبِلَ شَهَادتَكُمْ فيه، وغَفَرَ لَهُ ما لا تَعْلمُونَ".
(14/ 25) في ترجمة (هارون بن سفيان بن بشير أبو سفيان، يعرف بالدِّيْك).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (هارون بن سفيان بن بشير)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ فيه (أُمّ سَلَمَة الأنصارية) لم أقف لها على ترجمة.
و(زياد بن سهل الحارثي أبو سفيان) لم أقف له على ترجمة أيضًا، وقد قال صاحب الترجمة (هارون بن سفيان) في سياق الإسناد: إنَّه ثقة.
و(الأَزَجِيّ) هو (عبد العزيز بن عليّ الخَيّاط أبو القاسم): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1595).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
التخريج:
لم أقف عليه بهذا السياق في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد تقدَّم في حديث (1131) رواية الخطيب بإسناد ضعيف عن أنس مرفوعًا: "ما مِنْ مُسْلِمٍ يموتُ فيشهدُ له رَجُلَانِ مِنْ جِيْرَتِهِ الأَذْنَيْنَ، فيقولان: "اللَّهُمَّ لا نَعْلَمُ إلَّا خَيْرًا، إلَّا قالَ اللَّهُ للملائكةِ: اشْهَدُوا أنِّي قَبِلْتُ شَهَادَتَهُمَا، وغَفَرْتُ ما لا لا يَعْلَمَانِ".
وله ألفاظ أخرى ذكرتها في الموطن المشار إليه.
* * *
2086 -
قرأت في كتاب القاضي أبي عبيد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِيّ -بخطِّه-.
ثم أخبرنا محمد بن عليّ بن الفتح، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ، حدَّثنا الحسين بن إسماعيل قال: حدَّثنا هارون بن محمد بن عبد الملك الزَّيَّات الكَاتِب، حدَّثنا ابن النَّطَّاح، حدَّثني أبو اليَقْظَان سُحَيْم بن حفص، حدَّثني جُوَيْرِيَة بن أَسْمَاء، حدَّثني عبد اللَّه بن حسن بن حسن، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن طَلْحَة قال: بَلَغ عبد اللَّه بن الزُّبَيْر أنَّ معاوية عَزَمَ على أن يحجَّ ويقبض مالًا لابن الزُّبَيْر، فخرج بمن خَفَّ معه، فبلغني، فخرجت إليه، فرأيت خيلًا مربوطةً وآلة من آلة الحرب، فقلت له تريد أن تقاتل؟ قال: أي والذي لا إله إلَّا هو،
إنَّ أبي حدَّثني أنَّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فهو شَهِيدٌ".
(14/ 26) في ترجمة (هارون بن محمد بن عبد الملك الكَاتِب أبو موسى، المعروف بابن الزَّيَّات).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده خديهم حسن عدا (أبي اليَقْظَان سُحَيْم بن حفص)، فإنِّي لم أقف له على ترجمة، وقد تفرَّد برواية الحديث من هذا الطريق كما سيأتي.
و (ابن النَّطَّاح) هو (محمد بن صالح بن مِهْرَان البَصْرِيّ): صدوق أخباري. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1682).
قال الحافظ الخطيب عقبه: "هذا حديث غريب من حديث عبد اللَّه بن الزُّبَيْر عن الزُّبَيْر، تفرَّد به أبو اليَقْظَان عن جُوَيْرِيَة، ولم يكتبه إلّا القاضي المَحَامِلِيّ".
والمرفوع من الحديث، صحيح من طرق أخرى. بل عدَّه السُّيُوطيُّ وغيره من المتواتر.
ولم يذكر السُّيُوطيُّ أو الزَّبِيديُّ أو الكَتَّانيُّ في كتبهم في الحديث المتواتر، رواية الزُّبَيْر بن العَوَّام لهذا الحديث مع من رواه من الصحابة. فيضاف إليهم.
التخريج:
لم أقف عليه من حديث الزُّبَيْر بن العَوَّام في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
والمرفوع من الحديث، رواه جماعة من الصحابة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وقد تقدَّم الكلام عليه في حديث (1664).
* * *
2087 -
أخبرني محمد بن طَلْحَة الكَتَّانِيّ، حدَّثنا محمد بن العبَّاس، أخبرنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا هارون بن أبي هارون المُخَرِّمِيّ، حدَّثنا أبو السَّكَن محمد بن يحيى بن السَّكَن، حدَّثنا الوليد بن مُسْلِم، عن عبد الخالق بن زيد بن وَاقِد، عن أبيه قال:
حدَّثني عبد الملك بن مروان قال: كنت أجالس بَرِيْرَة
(1)
، فقالت لي: إنَّ فيك خِصَالًا خَلِيقٌ أنْ تَلِي الأمر، فإن وليته فَاتَّقِ الدِّمَاءَ، فإنِّي سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إنَّ الرَّجُلَ لَيُدْفَعُ عَنْ بَابِ الجَنَّةِ بَعْدَ أنْ يَنْظُرَ إليها، بملءِ مِحْجَمَةٍ منْ دَمِ امرئٍ مُسْلِمٍ أَرَاقَهُ".
(14/ 29) في ترجمة (هارون بن أبي هارون المُخَرِّمِيّ).
(1)
صُحِّفَ في المطبوع، و"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 106) إلى:"بريدة". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (779)، و"المعجم الكبير"(24/ 205)، و"مجمع الزوائد"(7/ 298).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عبد الخالق بن زيد بن وَاقِد الدِّمَشْقِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 125) وقال: "منكر الحديث".
2 -
"الضعفاء" لأبي زُرْعَة (2/ 375) وقال: "شيخ".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 170 رقم (421) وقال: "ليس بثقة".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 105 - 106).
5 -
"الجرح والتعديل"(6/ 37) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقويٍّ منكر الحديث".
6 -
"المجروحين"(2/ 149) وقال: "يروي عن أبيه، روى عنه أهل الشام، يروي المناكير عن المشاهير التي إذا سمعها المستمع شهد أنَّها مقلوبة أو معمولة، لا يجوز الاحتجاج به".
7 -
"الكامل"(5/ 1984) وذكر له حديثًا واحدًا: "قوام أُمَّتي بشرارها"، وقال:"لا أعرف لعبد الخالق غير هذا الحديث من المسند".
أقول: له غيره، منه حديث بَرِيرة هذا، وغيره. وانظر "اللسان"(3/ 400 - 401).
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 286 رقم (358).
9 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 107 رقم (136) وقال: "لا شيء".
- وفيه صاحب الترجمة (هارون بن أبي هارون المُخَرِّمِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(24/ 205) رقم (526)، وابن عساكر
في "تاريخ دمشق"(10/ 503) -مخطوط-، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(3/ 106) -في ترجمة (عبد الخالق بن زيد بن وَاقِد) -، من طريق سليمان بن أحمد الوَاسِطي، عن عبد الخالق بن زيد، به
وعندهم جميعًا زيادة قوله في آخره: "بغير حَقٍّ".
قال العقيلي: "وقد روي بهذا الإسناد نحو هذا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بإسناد أصلح من هذا، ليس عن بَرِيرة".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 298): رواه الطبراني وفيه عبد الخالق بن زيد بن وَاقِد، وهو ضعيف".
أقول: في إسناده عند الطبراني والعُقَيْلي وابن عساكر: (سليمان بن أحمد الوَاسِطي)، وهو مُتَّهم كما سيأتي.
ورواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1140) -في ترجمة (سليمان بن أحمد الوَاسِطي) -، عن عَبْدَان، حدَّثنا سليمان بن أحمد، حدَّثنا عبد الخالق بن زيد بن وَاقِد، حدَّثني أبي: أنَّ عبد الملك بن مروان حَجَّ فمرَّ بِبَرِيرَة
(1)
مُسَلِّمًا، فقالت له: يا عبد الملك احذر الدُّنْيَا، فإنِّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول، وذكرت الحديث.
قال ابن عدي: "وهذا يعرف بسليمان بهذا الإسناد ولم أكتبه إلَّا عن عَبْدَان بعد".
أقول: في إسناده (سليمان بن أحمد الوَاسِطي)، قال ابن عدي عنه:"هو عندي ممن يسرق الحديث ويشتبه عليه"، وقال: إنَّ له أحاديث أفراد وغرائب. وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 72) ونقل تكذيب يحيى وصالح جَزَرَة له، كما نقل تضعيفه عن غيرهما.
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "ضريرة".
غريب الحديث:
قوله: "بِمِحْجَمَة": المِحْجَمَةُ: هي القارورة التي يستخدمها من يتعاطى الحِجَامَةَ. انظر "مختار الصحاح" مادة (حجم) ص 124.
* * *
2088 -
أخبرني الأَزْهَرِيّ، والتَّنُوخِيّ، قالا: حدَّثنا أبو الفضل عبيد اللَّه بن عبد الرحمن الزُّهْرِيّ، حدَّثنا هارون بن الحسين بن سعيد بن موسى النَّجَّاد -إملاءً من حفظة في جوار أبي العبَّاس بن سَابُور الدَّقَّاق-، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه المُخَرِّمِيّ، حدَّثنا رَوْح بن عُبَادَة، حدَّثنا شُعْبَة، عن محمد بن جُحَادَة، عن أبي حازم،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة: "ما لي لا أَسْمَعُكِ بالغَدَاةِ والعَشِيّ تقولينَ: يا حيُّ يا قَيُّومُ أَصْلِحْ لي شَأْنِي كُلَّهُ، ولا تَكِلْنِي إلى نَفْسِي".
(14/ 29 - 30) في ترجمة (هارون بن الحسين -وقيل الحسن- بن سعيد النَّجَّاد أبو موسى).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده كلُّهم ثقات عدا صاحب الترجمة (هارون بن الحسين النَّجَّاد)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. وقد تفرَّد به من هذا الطريق.
و (الأَزْهَرِيّ) هو (عبيد اللَّه بن أحمد الصَّيْرَفِيّ أبو القاسم): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (688).
و (التَّنُوخِيّ) هو (عليّ بن المُحَسِّن أبو القاسم): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1111).
و (أبو حازم) هو (سلمان الأَشْجَعِيّ الكوفي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1668).
قال الحافظ الخطيب عقبه: "تفرَّد برواية هذا الحديث هارون بن الحسين النَّجَّاد بإسناده".
والحديث مروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه من طريق حسنة.
التخريج:
لم أقف عليه من حديث أبي هريرة في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
والحديث رواه النَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" ص 381 رقم (570)، والبزَّار في "مسنده"(4/ 25) رقم (3107) -من كشف الأستار-، وابن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 26 - 27 رقم (48)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 545)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(1/ 192)، و"شُعَب الإيمان"(3/ 49 - 50) رقم (746)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق"
(1)
، وابن أبي الدُّنيا في كتاب "الذكر"، والمَعْمَرِيّ في "اليوم والليلة" -كما في "نتائج الأفكار" لابن حَجَر (2/ 385) -، من طريق زيد بن الحُبَاب، عن عثمان بن مَوْهَب، عن أنس بن مالك قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: "ما يَمْنَعُكِ أنْ تَسْمَعِي ما أُوصيكِ به، أَنْ تقولي إذا أَصْبَحْتِ وإذا أَمْسَيْتِ: يا حيُّ يا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أستغيثُ أَصْلِحْ لي شأني كُلَّهُ، ولا تَكِلْنِي إلى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
(1)
لم أقف عليه في كتاب "مكارم الأخلاق" المطبوع.
وقال البزَّار: "لا نعلمه يُرْوَى عن أنس إلَّا بهذا الإسناد".
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب"(1/ 457): "رواه النَّسَائي والبزَّار بإسناد صحيح".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 117): "رواه البزَّار ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن مَوْهَب وهو ثقة".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار"(2/ 385): "هذا حديث حسن غريب".
أقول: القول في هذا الحديث ما قاله الحافظ ابن حَجَر، فإنَّ الحديث حسن، من أجل (عثمان بن مَوْهَب) فإنَّه:"صالح الحديث" كما قال أبو حاتم، ونقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل" (6/ 169). وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 14):"مقبول". وترجم له في "التهذيب"(7/ 156) ولم يذكر في ترجمته سوى قول أبي حاتم. فقول الحاكم وموافقة الذَّهَبِيّ له بأنَّه على شرط الشيخين موضع نظر لذلك. وكذا تصحيح من صحَّح إسناده، واللَّه أعلم.
* * *
2089 -
أخبرنا الحسين بن جعفر السَّلَمَاسِيّ، أخبرنا عليّ بن عمر بن محمد السُّكَّرِيّ، حدَّثنا أبو موسى هارون بن صاحب الأَرْبِنْجِيّ
(1)
-قَدِم علينا-، حدَّثنا محمد بن موسى، حدَّثنا يحيى بن أَكْثَم، حدَّثنا عبد اللَّه بن إدريس، عن موسى الجُهَنِيّ، عن عبد الملك بن مَيْسَرَة قال:
سمعت ابن عمر يقول: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا كان يوم القيامة، ودخل أهلُ الجنَّة الجنَّة، وأهلُ النَّار النَّار، نادى منادي
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "الآرينجي" بالمد والتحتية بدل الموحدة. والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (782)، و"الأنساب" للسَّمْعَاني (1/ 171).
من تحت العرش: يا أهل الجمع تتاركوا المظالم بينكم، وثوابكم عليَّ".
(14/ 32) في ترجمة (هارون بن صاحب الأَرْبِنْجِيّ أبو موسى).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (هارون بن صاحب الأَرْبِنْجِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ فيه (يحيى بن أَكْثَم التَّمِيميّ المَرْوَزِيّ القاضي)، وهو صدوق تُكُلِّمَ فيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1513).
- و (محمد بن موسى) لم أتبينه.
- وبقية رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
لم أقف عليه من حديث ابن عمر في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد ذَكَرَ في "الكنز"(14/ 374) رقم (38991) نحوه من حديث أنس، وعزاه إلى ابن أبي الدُّنْيَا وابن النَّجَّار.
* * *
2090 -
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم، حدَّثنا أبو القاسم هارون بن أحمد بن خَلَف بن محمد بن أَسْلَم بن زيد بن أسْلَم القَطَّان، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز، حدَّثنا خَلَف بن هشام، حدَّثنا مُنْدَل بن عليّ، عن الوليد بن ثَعْلَبَة، عن عبد اللَّه بن بُرَيْدَة،
عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس مِنِّي مَنْ حَلَفَ بالأَمَانَةِ، أو خَبَّبَ امْرَأةَ رَجُلٍ، أو مَمْلُوكَهُ".
(14/ 35) في ترجمة (هارون بن أحمد بن محمد القَطَّان أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (مُنْدل بن عليّ العَنَزِيّ)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (567).
وقد تُوبع (مُنْدَل)، حيث تابعه (وكيع) عند أحمد (5/ 352)، وابن حِبَّان في "صحيحه" رقم (1318)، كما تابعه (عبد اللَّه بن داود) عند الحاكم (4/ 298)، والبزَّار في "مسنده" رقم (1500) -من كشف الأستار-، وكلاهما ثقة.
- وفيه أيضًا صاحب الترجمة (هارون بن أحمد القَطَّان)، فقد نقل الخطيب في ترجمته عن ابن المُذْهِب قوله فيه:"لم يكن ممن يُظَنُّ به الكذب، ولا تلحقه التُّهمة، لأنَّه لم يكن ممن يتصدى للحديث ولا يحسنه، وكان من أهل القرآن والخير". وسيأتي في الحديث التالي (2091) مزيد بيانٍ لحاله.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(5/ 352)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(6/ 279) رقم (4348)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 298)، والبزَّار في "مستنده"(2/ 193) رقم (1500) -من كشف الأستار-، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 30)، و"شُعَب الإِيمان"(7/ 496) رقم (11116) -ط بيروت-، من طريق الوليد بن ثَعْلَبَة، عن عبد اللَّه بن بُرَيْدَة، عنه، به.
ولفظ أوَّله عندهم جميعًا: "ليس مِنَّا".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ، وقال:"صحيح".
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب"(3/ 82): "رواه أحمد بإسناد صحيح. . . والبزَّار، وابن حِبَّان في "صحيحه"".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 332): "رواه أحمد والبزَّار، ورجال أحمد رجال الصحيح خلا الوليد بن ثعلبة، وهو ثقة".
والشطر الأول من الحديث: "ليس مِنَّا مَنْ حَلَفَ بالأَمَانَةِ"، رواه أبو داود في الأَيْمَان، باب في كراهية الحلف بالأمانة (3/ 571) رقم (3253)، عن أحمد بن يونس، حدَّثنا زهير، حدَّثنا الوليد بن ثَعْلَبَة، عن ابن بُرَيْدَةَ، عن أبيه مرفوعًا.
أقول: إسناده صحيح.
غريب الحديث:
قوله: "خَبَّبَ": أي أفسد وخدع، وأصله من الخَبِّ: وهو الخِدَاع. انظر: "جامع الأصول"(11/ 727)، و"النهاية"(2/ 4).
* * *
2091 -
حدَّثني الحسن بن عليّ بن محمد بن المُذْهِب الواعظ -من أصل كتابه العَتِيق- قال: حدَّثني أبو القاسم هارون بن أحمد العَلَّاف المعروف بالقَطَّان -إملاءً من لفظه في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة-، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الأَدَمِيّ المُقْرِئ -سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة-، حدَّثنا أحمد بن منصور الرَّمَادِيّ، حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ، عن أنس بن مالك،
عن عائشة قالت: كانت ليلتي من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلمَّا ضمَّني وإياه الفراش، قلت يا رسول اللَّه ألستُ أكرم أزواجك عليك؟ قال:"بلى يا عائشة"، قلت: فحدِّثني عن أبي بفضيلةٍ، قال: "حدَّثني جبريل أنَّ اللَّه تعالى لمَّا خلق الأرواح، اختار روح أبي بكر الصِّدِّيق من بين الأرواح، وجعل ترابها من الجنَّة، وماءَها من الحيوان، وجعل له قصرًا في الجنَّة من درَّة بيضاء، مقاصيرها فيها من الذهب والفضة البيضاء، وأنَّ اللَّه تعالى آلى على نفسه أن لا يسلبه حسنة، ولا يسأله عن سيِّئة، وإنِّي ضمنت على اللَّه كما ضمن اللَّه على نفسه أن لا يكون لي
ضجيعًا في حُفرتي، ولا أنيسًا في وحدتي، ولا خليفة على أُمَّتي من بعدي إلَّا أبوك يا عائشة، بايع على ذلك جبريل وميكائيل، وعقدت خلافته برايةٍ بيضاء، وعقد لواؤه تحت العرش، قال اللَّه للملائكة: رضيتم ما رضيت لعبدي؟ فكفى بأبيك فخرًا أن بايع له جبريل وميكائيل وملائكة السماء، وطائفة من الشياطين يسكنون البحر، فمن لم يقبل هذا فليس منِّي ولست منه". قالت عائشة: فَقَبَّلْتُ أنفه وما بين عينيه، فقال:"حسبك يا عائشة، فمن لست بأُمِّه فواللَّه ما أنا بنبيِّه، فمن أراد أن يتبرأ من اللَّه ومنِّي فليتبرَّأ مِنْكِ يا عائشة".
(14/ 35 - 36) في ترجمة (هارون بن أحمد بن محمد القَطَّان أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
موضوع.
قال الحافظ الخطيب عقبه: "لا يثبت هذا الحديث، ورجال إسناده كلُّهم ثقات، ولعله شُبِّه لهذا الشيخ القَطَّان أو أُدْخِلَ عليه، مع أنِّي قد رأيته من حديث محمد بن بَابِشَاذ البَصْرِيّ عن سَلَمَة بن شَبِيب عن عبد الرزاق. وابن بَابِشَاذ راوي مناكير عن الثقات. وقد كان في أصل ابن المُذْهِب أحاديث صالحة عن هارون القَطَّان عن البَغَوي، وكلُّها مستقيمة. وسألت ابن المُذْهِب عنه فقال: كان يسكن دار البطيخ العليا التي عند دار إسحاق، ولم يكن ممن يظن به الكذب، ولا تلحقه التُّهْمَة، لأنَّه لم يكن ممن يتصدى للحديث ولا يُحْسِنُهُ وكان من أهل القرآن والخير".
وقال الحافظ الذَّهَبِيّ في "الميزان"(4/ 282) في ترجمة (هارون بن أحمد القَطَّان): "روى حديثًا باطلًا، كأنَّه المسكين أُدْخِلَ عليه ولا يشعر". ثم ساق طَرَفًا من الحديث المتقدِّم، وقال:"قال الخطيب: رواته ثقات إلَّا القطان. وله إسناد آخر باطل". وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(6/ 176 - 177).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 310 - 311)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ثم نقل قوله السابق، وأضاف:"هذا قد أُدْخِلَ عليه لِغَفْلَتِهِ، وكثير من أهل الدِّين تغلب عليهم الغَفْلَةُ. وروى هذا الحديث بعض النَّاس فخلط فيه وزاد ونقص".
ثم رواه ابن الجَوْزي بنحوه، من طريق أبي القاسم عمر بن عبد اللَّه التِّرْمِذِيّ قال: أنبأنا جدِّي أبو بكر بن عبيد اللَّه بن مرزوق قال: حدَّثنا عبَّاس أبو الفضل الشَّكْلِيّ قال: حدَّثنا عبد الصمد أبو العبَّاس الهاشمي قال: حدَّثنا الحسين بن عليّ الأَدَمِيّ قال: حدَّثنا أَبَان بن يزيد قال: حدَّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ، عن ابن عبَّاس، عن عائشة.
وقال: "هذا الحديث لا يتعدى أبا القاسم التِّرْمِذِيّ أو جدّه أبا بكر بن مرزوق، على أنَّه فيه من التخليط في الإسناد والمَتْن ما يُنْبِيء أنَّه فِعْلُ مخلِّط لا يدري ما يقول".
قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 342): "جَزَمَ الذَّهَبِيُّ في "تلخيصه" بأنَّه من عمل ابن مرزوق، واللَّه أعلم. قال السُّيُوطيُّ: ووجدت له طريقًا آخر أخرجه أبو العبَّاس الزَّوْزَني في كتاب "شجرة العقل". قلت -القائل ابن عَرَّاق-: فيه أحمد وأبو هارون الأنصاري لا يعرفان، فلعل أحدهما سَرَقَهُ، واللَّه أعلم".
وقد أقرَّ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 290 - 292)، ابن الجَوْزيِّ في حكمه على الحديث بالوضع، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 342).
أقول: أمَّا طريق محمد بن بَابِشَاذ البَصْرِيّ عن سَلَمَة بن شَبِيب عن عبد الرزاق الذي أشار إليه الخطيب فيما تقدَّم من كلامه. فإنَّ الذَّهَبِيَّ في "الميزان"(3/ 488) في ترجمة (محمد بن بَابِشَاذ البَصْرِيّ) قد قال: "وثَّقه
الدَّارَقُطْنِيّ، ولكنَّه أتى بطامَّة لا تتطيب". ثم ساق الحديث من رواية الحافظ أبي الحسن محمد بن عليّ الجُرْجَاني في "تاريخ جُرْجَان" بإسناده إلى محمد بن بَابِشَاذ، عن سَلَمَة بن شَبِيب، عن عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ، عن أنس، عن عائشة، به، وقال: "فهذا لا يحتمله سَلَمَة، والظاهر أنَّه دُسَّ على ابن بَابِشَاذ هذا فروى حديثًا موضوعًا رَاجَ عليه ولم يهتد".
وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(5/ 88 - 89).
وقال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 342): "قال -يعني الذَّهَبِيُّ- في "تلخيص الموضوعات": هذا من أَسْمِجِ الكذب".
* * *
2092 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أنبأنا
(1)
إسماعيل بن عليّ الخُطَبِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثني عاصم بن عمر بن عليّ أبو بشر المُقَدَّمِيّ -إملاءً في سنة تسع وعشرين- قال: حدَّثني أبي، عن هشام بن عُرْوَة -[وذكر خبرًا وقع له مع الخليفة أبي جعفر المنصور في طلبه قضاء دين كان عليه]-،
سمعت أبي يحدِّث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "مَنْ أَعْطَى عَطِيَّةً، وهو بها طَيِّبُ النَّفْسِ، بُورِكَ للمُعْطِي وللمُعْطى".
(14/ 39) في ترجمة (هشام بن عروة بن الزُّبَيْر بن العَوَّام أبو المُنْذِر).
مرتبة الحديث:
مرسل ضعيف.
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "وأخبرنا". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (784). ولا يمكن أن يكون ما في المطبوع صوابًا لأنَّ الخطيب قد وُلِدَ بعد وفاة إسماعيل بن عليّ الخُطَبِيّ بـ (42) عامًا!!
ففي إسناده (عمر بن عليّ بن عطاء المُقَدَّمِيّ)، ترجم له ابن حَجَر في "تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس" ص 130 - 131، فقال:"ثقة مشهور، كان شديد الغلو في التدليس، وصفه بذلك أحمد وابن مَعِين والدَّارَقُطْنِيّ وغير واحد. وقال ابن سعد: ثقة. وكان يدلِّس تدليسًا شديدًا يقول: حدَّثنا، ثم يسكت. ثم يقول: هشام بن عروة، أو الأَعْمَش، أو غيرهما. قلت -القائل ابن حَجَر-: وهذا ينبغي أن يسمَّى تدليس القَطْع".
وقد عدَّه ابن حَجَر من أهل المرتبة الرابعة من مراتب المدلِّسين، الذين اتُّفِقَ على أنَّه لا يحتجُّ بشيءٍ من حديثهم إلَّا بما صرَّحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم. وقد عنعن هنا في روايته عن هشام بن عروة ولم يصرِّح بالسماع.
التخريج:
الحديث مع القِصَّة، ذكرهما الحافظ الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء"(6/ 45) في ترجمة (هشام بن عُرْوَة) من الطريق المتقدِّم، وقال:"هذا حديث مرسل".
وقد ذكر صاحب "الكنز"(6/ 566 - 567) رقم (16960)، الحديث مع القِصَّة، وعزاه لابن النَّجَّار من طريق سهل بن أحمد بن عبد اللَّه بن سهل الدِّيْبَاجي، حدَّثنا أبو الحسن -بالرَّمْلَة-، حدَّثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن قريب، وزيد بن أَخْرَم، قالا: حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن جعفر بن محمد، أنَّه دخل على أبي جعفر المنصور وعنده رجل من ولد الزُّبَيْر بن العَوَّام -[وذكر ما وقع لولد الزُّبَيْر -وهو هشام- مع أبي جعفر المنصور بأطول ممَّا عند الخطيب وبزيادة ليست عنده. وفي الخبر أنَّ جعفر بن محمد أقبل على أمير المؤمنين وقال له: ]- حدَّثني أبي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ مرفوعًا. وذكر الحديث.
أقول: في إسناده (سهل بن أحمد الدِّيْبَاجِيّ)، وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (2/ 237) وقال:"رُمي بالأخوين: الرَّفْض والكذب، رماه الأَزْهَرِيّ وغيره".
* * *
2093 -
أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا أبو عليّ محمد بن أحمد بن الحسن الصَّوَّاف، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثني أبي، حدَّثنا هشام بن لَاحِق أبو عثمان المَدَائِني -سنة خمس وثمانين ومائة-، حدَّثنا عاصم الأَحْول، عن أبي عثمان النَّهْدِيّ،
عن سلمان قال: جاء رجل فسلَّم على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "وعليك السلام ورحمة اللَّه". قال ثم جاء آخر فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه ورحمة اللَّه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"وعليك السلام ورحمة اللَّه وبركاته". ثم جاء آخر فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه ورحمة اللَّه وبركاته، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"وعليك". فقال الرجل: يا رسول اللَّه أتاك فلان وفلان فحبيتهما بأفضل ممَّا حييتني به؟ فقال رسول اللَّه: إنَّك لن -أو لم- تدع شيئًا. قال اللَّه تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [سورة النساء: الآية 86]، فرددتُ عليك التحيَّة".
(14/ 44 - 45) في ترجمة (هشام بن لَاحِق المَدَائِنيّ أبو عثمان).
مرتبة الحديث:
إسناده فيه ضعف.
ففيه (هشام بن لَاحِق المَدَائِنيّ أبو عثمان) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(8/ 200 - 201) وفيه عن أحمد بن حَنْبَل: "كتبنا
عنه أحاديث، لم يكن به بأس، وَرَفَعَ عن عاصم أحاديث لم تُرْفَعْ، أَسْنَدَهَا هو إلى سلمان". وذكر البخاري أنَّ شَبَابَة أَنْكَرَ له حديثًا وذكره.
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 337) وقال: "لا يُتَابَعُ على رفع حديثه".
3 -
"الجرح والتعديل"(9/ 69 - 70) وفيه ما في "التاريخ الكبير" للبخاري.
4 -
"المجروحين"(3/ 90 - 91) وقال: "منكر الحديث، يروي عن الثقات ما لا يُشْبِهُ حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به لما أكثر من المقلوبات عن أقوام ثقات".
5 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 567) وقال: "يروي عن عاصم الأَحْوَل عن أبي عثمان النَّهْدِي بنسخة رواها عنه أحمد بن هشام بن بَهْرَام، في القلب من بعضها".
6 -
"الكامل"(7/ 2568) وقال: "أحاديثه حِسَان، وأرجو أنَّه لا بأس به". وفيه عن البخاري: "أنكر شَبَابَة أحاديثه. وهو مضطرب الأحاديث، عنده مناكير".
7 -
"تاريخ بغداد"(14/ 44 - 45) وفيه عن النَّسَائي: "ليس به بأس".
8 -
"المغني"(2/ 712) وقال: "قال أحمد تركت حديثه. قلت -القائل الذَّهَبِيّ-: وربما روى عنه".
9 -
"اللسان"(6/ 198) وفيه عن السَّاجِيِّ: "لا يُتَابَعُ".
و(أبو عثمان النَّهْدِيّ) هو (عبد الرحمن بن مُلّ): تابعي مُخَضْرَمٌ ثقة ثَبْتٌ عابد. وتقدَّمت ترجمته في حديث (2).
وباقي رجال الإِسناد ثقات.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 302 - 303) رقم (6114)، وأبو بكر بن مَرْدُوْيَه في "تفسيره" -كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 544) -، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 231)، من طريق عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، عن أبيه، به.
قال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ. قال أحمد: تركت حديث هشام بن لَاحِق. قال ابن حِبَّان: لا يجوز الاحتجاج به".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 33): "رواه الطبراني، وفيه هشام بن لَاحِق، قوَّاه النَّسَائي، وتَرَكَ أحمد حديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح".
ولم يعزه الهيثمي لأحمد في "المسند"، وأَكَّدَ ذلك ابن كثير في "تفسيره" (1/ 544) فقال:"ولم أره في "المسند". وسيأتي أنَّ السُّيُوطيّ عزاه لأحمد في "الزُّهْد".
ورواه ابن جَرِير الطبري في "تفسيره"(8/ 589) رقم (10044)، من طريق عبد اللَّه بن السَّرِيّ الأَنْطَاكي، عن هشام بن لَاحِق، به.
ومن هذا الطريق، رواه ابن أبي حاتم معلَّقًا كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 544).
والحديث عزاه السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(2/ 605) إلى أحمد في "الزُّهْد"؛ وابن جَرِير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مَرْدُوْيَه، بسند حسن.
* * *
2094 -
حدَّثني هشام بن محمد التَّيْمَلِيّ
(1)
الكوفي، حدَّثنا أحمد بن محمد بن أحمد بن حمَّاد الواعظ، حدَّثنا يوسف بن يعقوب بن البُهْلُول، حدَّثني جدَّي، حدَّثني أبي، عن أبي شَيْبَة، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مِنَ الشَّعْرِ حُكْمًا، وأَصْدَقُ بَيْتٍ تكلَّمت به العربُ: ألا كُلُّ شيءٍ مَا خَلا اللَّهَ بَاطِلُ".
ثم سَهَّلَ اللَّهُ وله الحمد، فسمعت هذا الحديث من أبي الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن حمَّاد وبعد أن حدَّثنيه هشام عنه.
(14/ 48 - 49) في ترجمة (هشام بن محمد بن أحمد التَّيْمَلِيّ الكوفي أبو محمد).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (هشام بن محمد بن أحمد التَّيْمَلِيّ أبو محمد)، وقد قال الخطيب عنه:"له أدنى فهم وتصور". وذكر ما يفيد اتِّهام الحافظ محمد بن عليّ الصُّوْرِيّ له. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 305) وقال: "اتَّهَمَهُ بالكذب محمد بن عليّ الصُّوْرِيّ الحافظ، لأنَّه روى حديثًا موضوعًا هو آفته". كما ترجم له في "المغني"(2/ 712) وقال: "اتَّهمه الصُّوْرِيّ وغيره".
لكن الخطيب تابعه، حيث يرويه عن شيخه (أحمد بن محمد الواعظ) كما تقدَّم.
وفيه (أبو شَيْبَة) وهو (سعيد بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه الزُّبَيْدِيّ) وقد ترجم له في:
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "السملي". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (785)، و"المغني"(2/ 712) وكتب فوقها كلمة "صح".
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 203) وقال: "ثقة".
2 -
"التاريخ الكبير"(3/ 492 - 494) وذكر له حديثًا وقال: "لا يُتَابَعُ عليه".
3 -
"الجرح والتعديل"(4/ 41) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
4 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 365 - 366).
5 -
"الكامل"(3/ 1227) وقال: "ليس له كثير حديث، وله شيء يسير. . . وليس بذلك المعروف".
6 -
"الكاشف"(1/ 290) وقال: "يُغْرِبُ، وثَّقه أبو داود".
7 -
"التهذيب"(4/ 56 - 57) وفيه عن البخاري: "لا يُتَابَعُ على حديثه". وفيه: "ذكره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: يروي المقاطيع"
(1)
.
8 -
"التقريب"(1/ 300) وقال: "مقبول، من السادسة"/ س.
والحديث صحيح من طرق أخرى.
التخريج:
الشطر الأول من حديث السيدة عائشة: "إنَّ من الشَّعْرِ حِكْمَةً"، قد تقدَّم تخريجه في حديث (569).
وقد عدَّه السُّيُوطيُّ وغيره من المتواتر كما بينته هناك.
أمَّا الشطر الثاني: "وأصدق بيت تكلَّمت به العرب. . . "، فإنَّي لم أقف عليه من حديث السيدة عائشة، وقد صَحَّ من حديث أبي هريرة، رواه عنه البخاري في "صحيحه" في كتاب الأدب، باب ما يجوز من الشَّعْيرِ والرَّجَزِ والحُدَاء (10/ 537)
(1)
قوله: "يروي المقاطيع" لم أجده في "الثقات" لابن حِبَّان المطبوع.
رقم (6147)، ومسلم في أول كتاب الشَّعْر من "صحيحه"(4/ 1768) رقم (2256)، والتِّرْمِذِيّ في "سننه" في كتاب الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشَّعْر (5/ 140) رقم (2849).
غريب الحديث:
قوله: "إنَّ من الشَّعْرِ حُكْمًا" قال ابن الأثير في "جامع الأصول"(5/ 164): "الحُكْمُ: الحِكْمَةُ. والمعنى: إنَّ من الشِّعْرِ كلامًا يمنع عن الجهل والسَّفَه وينهى عنهما".
* * *
2095 -
حدَّث هشام بالكوفة قال: حدَّثنا أبو حفص عمر بن أحمد الكَتَّانِيّ المُقْرِئ -ببغداد- قال: حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد البَغْويّ، حدَّثنا عليّ بن الجَعْد، أخبرنا شَرِيك، عن أبي الوقَّاص العَامِرِيّ، عن محمد بن عمَّار بن ياسر،
عن أبيه عمَّار بن ياسر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ حَافِظَيْ عليّ بن أبي طالب ليفخران على سائر الحَفَظَةِ لكينونتهما مع عليّ بن أبي طالب، وذلك أنَّهما لم يَصْعَدَا إلى اللَّه تعالى بعملٍ يُسْخِطُهُ".
حدَّثني الصُّوْرِيُّ -بلفظه- قال: حدَّثنا هشام بهذا الحديث.
(14/ 49) في ترجمة (هشام بن محمد بن أحمد التَّيْمَلِيّ الكوفي).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (هشام بن محمد التَّيْمَلِيّ) كما صرَّح به الذَّهَبِيّ في "الميزان"(4/ 305) في ترجمته.
وقد تقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (2094).
وذكر الحافظ الخطيب في "تاريخه"(14/ 49) عن شيخه محمد بن عليّ الصُّوْريّ الذي روى الحديث عن هشام التَّيْمَلِيّ ما نصُّه: "قال الصُّوْرِيُّ فوافقته عليه وطالبتُه بإخراج أصله فوعدني بذلك، ثم طالبته بعد ذلك فذكر أنَّه لم يجده ثم راجعته فيما بعد، فذكر أنَّه اجتهد في طلبه ولم يقدر عليه، فقلت له: ولا تقدر عليه أبدًا. والذي عند البَغَويّ عن عليّ بن الجَعْد محصور مشهور محفوظ، لا يزاد فيه ولا ينقص منه، وشيخكم أبو حفص فمن الثقات، وأرى لك أن تخطّ هذا الحديث ولا تذكره. فقال لي لم؟ أتظن بي أنَّي وضعته أو ركَّبته؟ فقلت: هذا لا يُؤْمَنْ، وإن أحسن الظن بك في ذلك أن يقال: إنَّه دخل عليك حديث في حديث، طولبت بالأصل لينظر فيه فلم تقدر عليه. فتوجه عليك فيه الحَمْل. فسكت عنِّي ثم حدَّث به بعد ذلك".
وقال الخطيب عقب روايته له: "وهذا الحديث إنما يُرْوَى من طريق مظلمٍ عن شَرِيك، وهو حديث لا أصل له".
ثم ساقه من طريق شَرِيك، وهو الحديث التالي رقم (2096).
ثم رواه من طريق محمد بن عبد الرحمن بن خُشَيْش الرُّؤَاسِيّ، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم العَوْفي، عن شَرِيك، عن أبي الوضَّاح، عن محمد بن عمَّار بن ياسر، عن أبيه، به. وقال:"في إسناده غير واحد من المجهولين. وقد وقع هذا الحديث إلى أبي سعيد الحسن بن عليّ العَدَوي، فوثب عليه، رواه عن الحسن بن عليّ بن راشد عن شَرِيك عن أبي الوقَّاص. فمن رآه فلا يغتر به، لأنَّ أبا سعيد العَدَويّ كان كذَّابًا أَفَّاكًا وَضَّاعًا".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 383 - 384)، عن الخطيب من طرقه الثلاثة المتقدِّمة، ونقل عنه ما سبق، وقال: "وقد رواه الذَّارع -يعني
أحمد بن نصر-، وكان وضَّاعًا، عن صَدَقَة بن موسى. قال يحيى: ليس صَدَقَة بشيء". ثم ساقه من هذا الطريق.
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 366 - 367)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 360).
* * *
2096 -
حدَّثني الأَزْهَرِيّ، حدّثنا عبيد اللَّه بن عثمان بن يحيى، حدَّثنا عليّ بن محمد المِصْرِيّ، حدَّثنا عبد الرحمن بن معاوية القَنْبِيّ، حدَّثنا محمد بن إبراهيم العَوْفِيّ، حدَّثنا أحمد بن الحكم البَرَاجِمِيّ قال: حدَّثنا شَرِيك بن عبد اللَّه، عن أبي الوقَّاص العَامِرِيّ، عن محمد بن عمَّار بن ياسر،
عن أبيه عمَّار بن ياسر قال: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ حَافِظَيْ عليّ بن أبي طالب ليفتخران على جميع الحَفَظَة بكينونتهما مع عليّ، وذلك أنهما لم يصعدا إلى اللَّه تعالى بشيءٍ منه يُسْخِطُ اللَّه تعالى".
(14/ 49 - 50) في ترجمة (هشام بن محمد بن أحمد التَّيْمَلِيّ الكوفي).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث السابق رقم (2095).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (2095).
* * *
2097 -
أخبرني عليّ بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان الدَّقَّاق، حدَّثنا عبد اللَّه بن إبراهيم بن أيوب بن مَاسِي البزَّاز، حدَّثنا جعفر بن عليّ الحافظ، حدَّثنا محمد بن الحسين الكوفي، حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن بن خُشَيْش الرُّؤَاسِيّ،
حدَّثنا أحمد بن إبراهيم العَوْفِيّ، عن شَرِيك، عن أبي الوضَّاح، عن محمد بن عمَّار بن ياسر،
عن أبيه، أنَّه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:"إنَّ حَافِظَيْ عليّ بن أبي طالب ليفخران على جميع الحَفَظَة لكونهما معه، وذلك أنَّهما لم يَصْعَدَا إلى اللَّه تعالى بشيء يُسْخِطُهُ منه قَطُّ".
(14/ 50) في ترجمة (هشام بن محمد بن أحمد التَّيْمَلِيّ الكوفي).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث السابق رقم (2095).
التخريج:
تقدَّم تخريجه من حديث (2095).
* * *
2098 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد اللَّه بن إسحاق بن إبراهيم البَغَويّ، حدَّثنا أحمد بن عُبَيْد بن نَاصِح، حدَّثنا الهيثم بن عَدِيّ، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أَنْ تُقْرَنَ التَّمْرَتَانِ في الأَكْلَةِ، وأَنْ تُفَتَّشَ التَّمْرَةُ عمَّا فيها.
(14/ 51) في ترجمة (الهيثم بن عَدِيّ بن عبد الرحمن الطَّائِيّ أبو عبد الرحمن).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والشطر الأول من الحديث: "نهى أن تُقْرَنَ التَّمْرَتَانِ في الأَكْلَةِ" صحيح من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (الهيثم بن عَدِيّ بن عبد الرحمن الطَّائِيّ أبو عبد الرحمن) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 626) وقال: "ليس بثقة، كان يكذب".
2 -
"التاريخ الكبير"(8/ 218) وقال: "سكتوا عنه".
3 -
"أحوال الرجال" ص 200 رقم (368) وقال: "ساقط قد كَشَفَ قِنَاعَهُ".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 241 رقم (637) وقال: "متروك الحديث".
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 352 - 353).
6 -
"الجرح والتعديل"(9/ 85) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث، محلُّه محلّ الوَاقِديّ".
7 -
"المجروحين"(3/ 92 - 93) وقال: "روى عن الثقات أشياء كأنَّها موضوعة، يسبق إلى القلب أنَّه كان يدلَّسها، فالترقت تلك المعضلات به، ووجب مجانبة حديثه، على علمه بالتاريخ ومعرفته بالرجال. . . . ".
8 -
"الكامل"(7/ 2562 - 2563) وقال: "ما أقلَّ ماله من المُسْنَدَات، وإنما هو صاحب أَخْبَار وأَسْمَار ونَسَب وأَشْعَار".
9 -
"تاريخ بغداد"(14/ 50 - 54) وفيه عن العِجْلِي: "كذَّاب". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بشيء". وقال أبو داود: "كذَّاب".
10 -
"الميزان"(4/ 324 - 325) وفيه عن البخاري: "ليس بثقة كان يكذب".
11 -
"اللسان"(6/ 209 - 211) وفيه أقوال أخرى من غير ما تقدَّم.
التخريج:
لم أقف عليه من حديث السيدة عائشة في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
والشطر الأول من الحديث: "نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أَنْ تُقْرَنَ التَّمْرَتَانِ في الأَكْلَة"، صحيح. فقد رواه البُخَاري في الأطعمة، باب القِرَان في التمر (9/ 569 - 570) رقم (5446)، ومسلم في الأشربة، باب نهي الآكل مع الجماعة عن قِرَان تمرتين (3/ 1617) رقم (2045)، وغيرهما، عن عبد اللَّه بن عمر قال:"إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن الإِقْرَانِ. ثم يقول: إلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ". قال شُعْبَةُ: الإذْنُ من قول ابن عمر.
أمَّا الشطر الثاني في النهي عن أن تفتَّش التَّمرة عمَّا فيها:
فقد روى الطبراني في "المعجم الأوسط" عن ابن عمر قال: "نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يفتَّش التَّمْرُ عمَّا فيه".
قال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 42) بعد أن ذكره معزوًا له
(1)
: "وفيه قيس بن الرَّبيع وثَّقه شُعْبَة والثَّوْري وضعَّفه يحيى القَطَّان، وبقية رجاله ثقات".
أقول: قيس بن الرَّبيع الأَسَدِيّ: صدوق سيء الحفظ، تغيَّر لما كبر، وقد
(1)
لم أقف عليه في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين". ثم وجدت مصحح "مجمع الزوائد" يقول في حاشيته: "على "الأوسط" علامة الشطب في الأصل". كما أنَّي لم أقف عليه في "المعجم الكبير" المطبوع، مع ملاحظة أن جزءًا كبيرًا من (مسند ابن عمر) ليس في المطبوع وذلك لفقدانه من النسخة الخطية التي طبع عنها، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
أَدَخْلَ عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدَّث به. وتقدَّمت ترجمته في حديث (141).
وحديث عائشة الذي رواه الخطيب، ذكره الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(4/ 325) في ترجمة (الهيثم بن عَدِيّ الطَّائِيّ)، من الطريق المتقدِّم وقال: إنَّه من مناكيره.
معنى الحديث:
قال الإِمام ابن الأثير في "النهاية"(4/ 52 - 53) في تفسير نهي النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن أن تقرن التمرتان في الأكلة: "وإنَّما هي عنه لأنَّ فيه شَرَهًا، وذلك يُزري بصاحبه، أو لأنَّ فيه عَبْنًا برفيقه. وقيل: إنَّما نهى عنه لما كانوا فيه من شِدَّة العيش وقلَّة الطعام، وكانوا مع هذا يواسون من القليل، فإذا اجتمعوا على الأكل آثر بعضهم بعضًا على نفسه. وقد يكون في القوم من قد اشتد جوعه، فربما قرن بين التمرتين، أو عظَّم اللقمة. فأرشدهم إلى الإذن فيه لتطيب به أنفس الباقين".
وانظر: "فتح الباري"(9/ 570 - 572) في فقه الحديث، وبيان تحقيق الإدراج من عدمه في قوله:"إلَّا أن يَسْتَأْذِنَ أحدكم صاحبه"، حيث يرجِّح ابن حَجَر عَدَمَهُ.
* * *
2099 -
أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مَخْلَد البزَّاز قال: حدَّثنا محمد بن عمرو بن البُخْتَرِيّ الرَّزَّاز، حدَّثنا إبراهيم بن عبد الرحيم بن عمر، حدَّثنا الهيثم بن عبد الرحمن -بمدينة أبي جعفر-، حدَّثنا عمَّار بن سيف، عن عاصم، عن أبي عثمان النَّهْدِيّ،
عن جَرِير بن عبد اللَّه. قال -[القائل أبو عثمان النَّهْدِيّ]-: كنت أَسِيرُ
معه -[يعني جَرِير بن عبد اللَّه]-، فلمَّا انتهينا إلى قُطْرَبُّل، قال: فضرب بطن فرسه حتَّى وقف بها، ثم قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "تُبْنَى مدينةٌ بين دِجْلَةَ والدُّجَيْل، وقُطْرَبُّلَ والصَّرَاة، نجيء
(1)
إليها خزائن الأرض وجبابرتها، يُخْسَفُ بأهلها، فلهي أسرع هويًا بأهلها من الوتد الحديد في الأرض الرَّخْوَةِ".
(14/ 54 - 55) في ترجمة (الهيثم بن عبد الرحمن).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وصاحب الترجمة لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث رقم (2).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث رقم (2).
* * *
2100 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد الدُّورِيّ، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الزُّهَيْرِيّ، حدَّثنا الهيثم بن جَمِيل، حدَّثنا قيس، عن غَيْلَان بن جامع، عن عَدِيّ بن ثابت، عن عبد اللَّه بن يزيد،
عن خُزَيْمَة بن ثابت قال: صَلَّيْتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الصَّلاتَيْنِ بِجَمْعٍ بإقَامَةٍ واحدةٍ.
(14/ 56) في ترجمة (الهيثم بن جَمِيل أبو سهل).
(1)
هكذا في المطبوع: "تجيء". وقد سبق برقم (2 و 3 و 4 و 5 و. . .) بلفظ: "تُجْبَى".
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (قيس) وهو (ابن الرَّبيع الأَسَدِيّ): صدوق سيء الحفظ، كثير الخطأ في الحديث، تغيَّر بأَخَرَةٍ، وقد أَدْخَلَ عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدَّث به. وتقدَّمت ترجمته في حديث (141).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 96) رقم (3714) من طريق الهيثم بن جميل، حدَّثنا قيس بن الرَّبيع، به. بلفظ حديث الخطيب تمامًا.
ورواه الطبراني في "الكبير"(4/ 96) رقم (3715)، و"الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(2/ 190 - 191) رقم (935) -، من طريق داود بن منصور، حدَّثنا قيس، عن غَيْلَان بن جامع، وابن أبي ليلى، وجابر، عن عدي بن ثابت
(1)
، عن عبد اللَّه بن يزيد، عن خُزَيْمَة بن ثابت قال:"صلَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بجَمْعٍ المَغْرِبِ والعشاء ثلاثًا واثنتين بإقامةٍ واحدةٍ".
قال الطبراني في "الكبير": "روى هذا الحديث يحيى بن سعيد الأنصاري وشُعْبَة وزهير وغيرهم، عن عَدِيّ بن ثابت، عن عبد اللَّه بن يزيد، عن أبي أيوب الأنصاري. وخالفهم غَيْلَان وجابر الجُعْفِيّ فقالا: عن خُزَيْمَة بن ثابت. والصَّواب: حديث أبي أيوب. ورواه الثَّوْري، عن جابر، عن عَدِيّ بن ثابت، عن عبد اللَّه بن يزيد، عن أبي أيوب".
(1)
الإِسناد في "الكبير" المطبوع: "حدَّثنا قيس، عن ابن أبي ليلى، عن جابر بن يزيد، عن عدي بن ثابت". وصوابه: "عن ابن أبي ليلى وجابر بن يزيد، عن عدي بن ثابت". كما أنَّ في إسناده ومتنه من المطبوع سقط.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 159): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"". ثم نقل كلام الطبراني السابق. وذكر عقبه حديث الطبراني من طريقه الأول وعزاه له، وقال:"وفيه قيس بن الرَّبيع، وثَّقه شُعْبَة والثَّوْريِّ وضعفه النَّاس".
أقول: حديث أبي أيوب الأنصاري الذي أشار إليه الطبراني: رواه البُخَاري في الحجّ، باب من جمع بينهما ولم يتطوع (3/ 523) رقم (1674)، وفي المغازي، باب حجَّة الوداع (8/ 110) رقم (4414)، ومسلم في الحجّ، باب الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة. . . (2/ 937) رقم (1287)، ومالك في "الموطأ"(1/ 401)، والنَّسَائي في مواقيت الصَّلاة، باب الجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة (1/ 291)، وأحمد في "المسند"(5/ 419 و 420)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 80 رقم (590)، والحُمَيْدي في "مسنده"(1/ 189) رقم (383)، والطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 144 - 146) من رقم (3862) إلى رقم (3867)، من طريق عَدِيّ بن ثابت، عن عبد اللَّه بن يزيد الخَطْمِيّ، عن أبي أيوب:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جَمَعَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ المَغْرِبَ والعِشَاءَ بالمُزْدَلِفَةِ".
وليس عندهم ذِكْرُ أنَّ الجَمْعَ هذا كان بإقامة واحدة، عدا الطبراني في "الكبير"(4/ 146) رقم (3870)، فإنَّه روى من طريق جابر الجُعْفِيّ، عن عَدِيّ بن ثابت، عن عبد اللَّه بن يزيد، عن أبي أيوب قال:"صلَّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بِجَمْعٍ المَغْرِبِ ثلاثًا والعشاء رَكْعَتَيْنِ بإقامةٍ واحدةٍ".
كما رواه عقبه رقم (3871)، من طريق ابن أبي ليلى، عن عَدِيّ، عن عبد اللَّه بن يزيد، عن أبي أيوب قال:"صلَّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المغرب والعشاء بالمُزْدَلِفَةِ بإقامةٍ واحدةٍ".
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(3/ 524) -في الحج في آخر كلامه على باب من جمع بينهما ولم يتطوع- بعد أن ذكر حديث أبي أيوب من طريق جابر الجُعْفِي المتقدِّم: "وفيه رَدٌّ على قول ابن حَزْم: أنَّ حديث أبي أيوب ليس فيه ذِكْرُ أذَان ولا إقامة، لأنَّ جابرًا وإن كان ضعيفًا فقد تابعه محمد بن أبي ليلى عن عدي على ذِكْرِ الإقامة فيه عند الطبراني أيضًا، فَيُقَوَّى كُلُّ واحدٍ منهما بالآخر".
أقول: (محمد بن عبد الرحمن أبي ليلى): سيء الحفظ جدًّا -وتقدَّمت ترجمته في حديث (1048) -، و (جابر بن يزيد الجُعْفِيّ): ضعيف، وقد كذَّبه ابن مَعِين وغيره -وتقدَّمت ترجمته في حديث (113) -، فتقوية كُلٍّ منهما للآخر كما قال الحافظ ابن حَجَر موضع نظر، خاصَّةً وأنَّ الثقات الضابطين الذين رووه عن عَدِيّ بن ثابت لم يذكروا هذه الزيادة، واللَّه أعلم.
* * *
2101 -
أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن جعفر بن حَيَّان، حدَّثنا حَمْدَان بن الهيثم، حدَّثنا الهيثم بن خالد البغدادي، حدَّثنا يحيى بن صالح الوُحَاظِيّ قال: حدَّثنا جَمِيع
(1)
بن ثُوَب
(2)
، حدَّثنا يزيد بن خُمَيْر
(3)
،
عن أبي أُمَامة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كان إذا بَعَثَ أميرًا قال:"اقْصُرِ الصَّلاةَ، وأَقِلَّ مِنَ الكَلَامِ، فإنَّ من الكَلَامِ سِحْرًا".
(1)
قال ابن مَاكُولا في "الإكمال"(2/ 124 - 125): "أمَّا (جَمِيع) بفتح الجيم وكسر الميم، فهو جَمِيع بن ثُوَب، حِمْصِيٌّ، كذا يقول أهل بلده. . . وذكره البُخَاري بضم الجيم". وانظر: "المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 451)، وقد قال الدَّارَقُطْنِيّ في "الضعفاء" ص 172 رقم (148):"ويقال: جُمَع".
(2)
بضم الثاء وفتح الواو كما في "المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف"(1/ 336)، و"الإكمال"(1/ 568).
(3)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "حُمَيْد". والتصويب من "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 190)، و"المعجم الكبير"(8/ 180)، و"المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف" للدَّارَقُطْنِيّ (2/ 673).
(14/ 59 - 60) في ترجمة (الهيثم بن خالد القُرَشِيّ أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (جَمِيع بن ثُوَب الرَّحَبِيّ الشَّامِيّ الحِمْصِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(2/ 243) وقال: "منكر الحديث".
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 73 رقم (104) وقال: "متروك الحديث".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 201 - 202).
4 -
"الجرح والتعديل"(2/ 550 - 551) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث، يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به". وقال أبو زُرْعَة: "شيخ وأومى أنَّه ليس بقويٍّ".
5 -
"المجروحين"(1/ 218) وقال: "كان يخطئ كثيرًا، ولم يخرج عن حدِّ العدالة، ولم يسلك سنن الثقات حتى يبعد عن القدح، فهو ممن لا يُحْتَجُّ به إذا انفرد".
6 -
"الكامل"(2/ 586 - 587) وقال: "عامَّة أحاديثه مناكير كما ذكره البُخَاري".
7 -
"المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف" للدَّارَقُطْنِيّ (1/ 451) وقال: "ليس بالقويِّ".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 172 رقم (148) وقال: "منكر الحديث".
9 -
"اللسان"(2/ 134).
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 338)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 180) رقم (7662)، عن أحمد الحَوْطِيّ، عن يحيى بن صالح الوُحَاظِيّ، به.
كما رواه في (8/ 170) رقم (7640) منه، مختصرًا، من طريق جَمِيع بن ثُوَب، حدَّثنا زَائِدة بن حسين، عن أبي أُمَامة مرفوعًا.
ولفظ أوله عنده في الموضعين: "اقْصُر الخُطْبَة" بدلًا من قوله: "اقْصُر الصَّلاة".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 190): "رواه الطبراني في "الكبير" من رواية جَمِيع بن ثُوَب وهو متروك".
وذكره صاحب "الكنز"(8/ 375) رقم (23331) بلفظ: "اقْصُر الخُطْبَة. . . ". وعزاه إلى العسكري في "الأمثال" بإسناد ضعيف.
* * *
2102 -
أخبرنا البَرْقَانِيّ، حدَّثني أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن المُعَدَّل الهَرَويّ -بها-، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن المُنْكَدِر المُنْكَدِريّ، حدَّثنا أبو محمد عَبْدَان بن محمد بن عيسى المَرْوَزِيّ الفقيه - حدَّثنا الهيثم بن خَلَف -ببغداد-، حدَّثنا الهيثم بن جَمِيل، حدَّثنا عيسى بن يونس، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع،
عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ أَذَّنَ فهو يُقِيمُ".
(14/ 60) في ترجمة (الهيثم بن خَلَف البغدادي).
مرتبة الحديث:
إسناده فيه ضعف.
ففيه (أحمد بن محمد بن عمر المُنْكَدِرِيّ القُرَشِي التَّيْمِيّ أبو بكر) وقد ترجم له في:
1 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 147) وفيه عن الحاكم: "له أفراد وعجائب". وقال الإِدْرِيسي: "يقع في حديثه المناكير، ومثله إن شاء اللَّه لا يتعمد الكذب". وفيه أنَّ محمد بن أبي سعيد السَّمَرْقَنْدِيّ كان حسن الرأي فيه. وكانت وفاته عام (314 هـ).
2 -
"المغني"(561) وفيه عن السُّلَيْمَانِيّ: "فيه نظر".
3 -
"السِّيَر"(14/ 532 - 533) وقال: "الإِمام الحافظ البارع". ونقل قول الحاكم المتقدِّم.
4 -
"لسان الميزان"(1/ 287 - 288) وفيه عن الحاكم: "وكان الحافظ أبو جعفر الأَرْزُنَانِيّ الثقة المأمون اجتمع معه بَهَراة وأنكر عليه".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (الهيثم بن خَلَف البغدادي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، لكنه قال:"قال عَبْدَان دخلت مع أحمد بن السُّكَّريّ على هذا الشيخ فسأله عن هذا الحديث وسمعته منه واستغربه جدًّا".
وقال الخطيب أيضًا في أول ترجمته: "وما أظنه إلَّا الهيثم بن خالد الذي ذكرته آنفًا، غير أنَّ في الرواية، الهيثم بن خَلَف بالفاء، فاللَّه أعلم".
أقول: المقابلة بين ترجمة (الهيثم بن خَلَف البغدادي) هذا، وبين ترجمة (الهيثم بن خالد القُرَشِي أبو الحسن) الذي ترجم له الخطيب قبله في "تاريخه"(14/ 59 - 60)، يرجِّح، ظنَّ الحافظ الخطيب بأنَّه هو. ولم يذكر الخطيب في (الهيثم بن خالد القُرَشِي البَصْرِيّ أبو الحسن الأُموي) جرحًا أو تعديلًا. وقد ترجم له أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان" (2/ 338 - 339) وقال:"صاحب غرائب، انتقل إلى بغداد فَنُسِبَ إليها". كما ترجم له ابن حَجَر في "التهذيب"(11/ 96 - 97) وفيه عن أحمد بن صالح: "بصري ثقة". وترجم له في "التقريب"(2/ 327)
وقال: "صدوق يُغْرِبُ، من الحادية عشرة"/ تمييز. وقال الذَّهَبِيُّ عنه في ترجمته من "ميزان الاعتدال"(4/ 321): "ما به بأس".
و(أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن محمد المعدَّلَ الهَرَوي)، لم أقف له على ترجمة.
وباقي رجال الإِسناد ثقات.
التخريج:
رواه عَبْد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(2/ 38) رقم (809)، والطبراني في "الكبير"(12/ 435) رقم (13590)، وأبو أُمَيَّة الطَّرَسُوسِيّ في "مسند ابن عمر" ص 27 رقم (25)، وعبَّاس الدُّوري في "تاريخ ابن مَعِين"(4/ 90)، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" ص 161 رقم (168)، وأبو الشيخ بن حَيَّان في "كتاب الأَذَان" -كما في "نصب الراية"(1/ 280)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 209) -، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(2/ 105)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 324)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1218) -ثلاثتهم في ترجمة (سعيد بن راشد السَّمَّاك) -، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 399)، من طريق سعيد بن راشد السَّمَّاك، عن عطاء بن أبي رَبَاح، عن ابن عمر قال:"كُنَّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فطلب بلالًا ليؤذِّنَ، فلم يوجد فَأَمَرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رجلًا فَأَذَّنَ، فجاء بلال بعد ذلك فأراد أَنْ يُقِيمَ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّما يُقِيمُ مَنْ أَذَّنَ".
هذا لفظ الطبراني
(1)
، وهو عندهم جميعًا بنحوه مطوَّلًا أيضًا، عدا الطَّرَسُوسِيّ، والدُّوري، وابن حِبَّان، فإنَّه مختصر كما عند الخطيب.
(1)
وقع في "المعجم الكبير" المطبوع، سقط في مَتْن الحديث في غير موضع، فاستدرك من "مجمع الزوائد"(2/ 3).
قال البيهقي: "تفرَّد به سعيد بن راشد وهو ضعيف".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 3): "رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه سعيد بن راشد السَّمَّاك وهو ضعيف".
والحديث ذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 122 - 123) ونقل عن أبيه قوله: "هذا حديث منكر، وسعيد ضعيف الحديث. وقال مرَّةً: متروك الحديث".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 209): "ضعَّف حديثه هذا أبو حاتم الرَّازِيّ وابن حِبَّان في "الضعفاء"".
أقول: (سعيد بن راشد السَّمَّاك البَصْرِيّ أبو محمد -ويقال: أبو حمَّاد-) قد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(90/ 4) وقال: "سعيد السَّمَّاك الذي يروي: "من أذَّن فهو يُقِيم" ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(3/ 471) وقال: "منكر الحديث".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 129 رقم (295) وقال: "متروك".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (2/ 105).
5 -
"الجرح والتعديل"(4/ 19 - 20) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث منكر الحديث".
6 -
"المجروحين"(1/ 324) وقال: "ينفرد عن الثقات بالمعضلات".
7 -
"الكامل"(3/ 1217 - 1219) وقال: "رواياته عن عطاء وابن سِيْرِين وغيرهما لا يتابعه أحد عليها".
وللحديث شواهد عدَّة معلولة كلُّها، انظرها مع الكلام عليها في: "جامع
الأصول" (5/ 290 - 291)، و"نصب الراية" (1/ 279 - 280)، و"التلخيص الحَبِير" (1/ 209)، و"ناسخ الحديث ومنسوخه" لابن شاهين ص 161 - 164.
* * *
2103 -
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القَطِيعيّ، حدَّثنا يوسف بن عمر القَوَّاس، حدَّثنا محمد بن القاسم بن بنت كَعْب، حدَّثنا الهيثم -يعني ابن سهل التُّسْتَرِيّ- قال: رأيت حمَّاد بن زيد جاء على حمار إلى دار قاروندا، وكان بزَّارًا، فقام إليه شاب يقال له: عُمَارَة القُرَشي ليأخذ بِرِكَابِهِ لينزل، فقال: مَهْ. فقال: تنفَّس عليَّ الأجر؟ قال: لا، ولكن أجلك. فقال عُمَارَة: حدَّثني والدي،
عن جدِّي، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"ثلاثةٌ لا يَسْتَخِفُّ بحقِّهم إلَّا مُنَافِقٌ بَيِّنُ النِّفَاقِ: ذو الشَّيْبَة في الإسلام، ومُعَلِّمُ الخَيْرِ، وإمامٌ عَادِلٌ".
(14/ 61) في ترجمة (الهيثم بن سهل التُّسْتَرِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (1140).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1140).
* * *
2104 -
دَفَعَ إليَّ أحمد بن عبد اللَّه المَحَامِلِيّ كتاب جدِّه القاضي أبي عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل بخطِّ يده فقرأتُ فيه.
ثم حدَّثني أبو محمد الخَلَّال قال: حدَّثتنا أَمَةُ الواحد بنت الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِيّ قالت: حدَّثني أبي، حدَّثنا هيثم بن خالد الهَرَويّ -مولى
عثمان بن عفَّان-، حدَّثنا محمد بن عيسى، حدَّثنا فَرَج بن فَضَالَة، عن يحيى بن سعيد، عن عَمْرَة،
عن أُمِّ سَلَمَة قالت: مَرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بشاةٍ مَيِّتَةٍ لِسَوْدَةَ فقال: "ألا انْتَفَعْتُمْ بإِهَابِهَا، فإنَّها يُحِلُّهَا دِبَاغُهَا كما يُحِلُّ خَلُّ الخَمْرِ".
(14/ 62) في ترجمة (الهيثم بن خالد بن يزيد الهَرَويّ العُثْمَانِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (فَرَج بن فَضَالَة الحِمْصِيّ)، وهو ضعيف، وقد تفرَّد به. وتقدَّمت ترجمته في حديث (268).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (الهيثم بن خالد بن يزيد المِصِّيْصِيّ الهَرَويّ العُثْمَانِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وقد ترجم له ابن حَجَر في "التهذيب" (11/ 66) وقال:"ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيُّ فيما قرأت بخطِّ الذَّهَبِيّ وسمَّى جدَّه عبد اللَّه". وقال في "التقريب"(2/ 327): "ضعيف، من الحادية عشرة"/ تمييز. وترجم له الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(4/ 321) وسمَّى جدَّه عبد اللَّه، وذكر تضعيف الدَّارَقُطْنِيّ له.
و(عَمْرَة) هي (بنت عبد الرحمن بن سعد بن زُرَارَة الأنصاريَّة المَدَنية): تابعية ثقة حجَّة، كانت في حَجْر السيدة عائشة، وحديثها في الكتب الستة، وماتت قبل المائة، ويقال بعدها. انظر ترجمتها في:"السِّيَر"(4/ 507 - 508)، و"التهذيب"(2/ 438 - 439)، و"التقريب"(2/ 607).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2054) -في ترجمة (الفَرَج بن
فَضَالَة) -، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 37 - 38)، من طريق محمد بن بكَّار، عن فَرَج بن فَضَالَة، به. بلفظ:"إنَّ الدِّبَاغَ يُحِلُّ مِنَ المَيْتَةِ مَا يُحِلُّ الخَلُّ مِنَ الخَمْرِ". قال فَرَج: يعني أنَّ الخَمْرَ إذا تغيَّرت فصارت خَلًّا حَلَّت.
قال البيهقي: "تفرَّد به فَرَج بن فَضَالَة عن يحيى، وهو ضعيف. يروي عن يحيى بن سعيد أحاديث عددًا لا يُتَابَعُ عليها، قاله أبو الحسن الدَّارَقُطْنِيّ". ثم قال: "الحديث ضعيف".
ورواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(1/ 49)، من طريق محمد بن عيسى الطَّبَّاع، عن فَرَج بن فَضَالَة، به. بزيادة ذكر سبب ورود الحديث. وقال:"تفرَّد به فَرَج بن فَضَالَة وهو ضعيف".
* * *
2105 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدَّثنا محمد بن القاسم بن هاشم بن سعيد السِّمْسَار، حدَّثنا أبي، عن جدِّي قال: حدَّثنا الحسين بن عَلْوَان، حدَّثنا سفيان الثَّوْريّ، عن سُهَيْل، عن أبيه،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَمَّى اللَّه على وُضُوئِهِ لَمْ يَزَلْ كَاتِبَاهُ يَكْتُبَانِ لَهُ الحَسَنَاتِ حتَّى يُحْدِثَ".
(14/ 67) في ترجمة (هاشم بن سعيد بن سعد السِّمْسَار).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (الحسين بن عَلْوَان بن قُدَامَة الكوفي الكَلْبِيّ)، وهو ممن يضع الحديث. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1162).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (هاشم بن سعيد السِّمْسَار)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (سهيل) هو (ابن أبي صالح ذَكْوَان السَّمَّان أبو يزيد المَدَني): ثقة تغيَّر حفظه بأَخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (266).
التخريج:
ذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 70) -في الفصل الثالث الذي يضم ما زاده السُّيُوطيُّ على ابن الجَوْزي-، وعزاه إلى الشِّيْرَازِيّ في "الألقاب" من طريق الحسين بن عَلْوَان.
كما ذكره القَارِي في "الأسرار المرفوعة" ص 234 رقم (920)، والشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 12، والعَجْلُونِيُّ في "كشف الخَفَاء"(2/ 255)، وقالوا: في إسناده ابن عَلْوَان المشهور بالوضع. ولم يعزه أحدهم إلى الخطيب أو إلى الشِّيْرَازِيّ!
* * *
2106 -
أخبرنا هِبَة اللَّه بن عليّ أبو الفتح، أخبرنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد التَّيْمِيّ النَّحْوِيّ -بالكوفة-، أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن القاسم بن زكريا المُحَارِبِيّ، حدَّثنا عبَّاد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن الفضل، عن أبيه، عن عطاء،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَنْ تَعْتَرِي الحِدَّةُ أحدًا مِنْ أُمَّتِي إلَّا خِيَارَهَا".
(14/ 73) في ترجمة (هِبَة اللَّه بن عليّ بن محمد القُرَشي الكوفي أبو الفتح).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (محمد بن الفضل بن عطيَّة المَرْوَزِيّ)، وقد كذَّبه ابن مَعِين وابن أبي شَيْبَة والفَلَّاس وغيرهم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (736).
لكن تابعه (سَلَّام بن سَلْم -أو سُلَيْم- الطويل) كما سيأتي، ولا قيمة لهذه المتابعة لأنَّ (سَلَّام الطويل): متروك، وكذَّبه ابن خِرَاش. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (374).
كما أنَّ فيه (الفضل بن عطيَّة بن عمرو المَرْوَزِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(7/ 64) وفيه عن ابن مَعِين: "لا بأس به". وقال عمرو بن عليّ الفَلَّاس: "ضعيف الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "لا بأس به".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 317) وقال: "يُعْتَبَرُ حديثُه من غير رواية ابنه عنه، لأنَّ ابنه في الحديث ليس بشيء".
3 -
"الكامل"(3/ 1148) في ترجمة ابنه (محمد) وقال: "ضعيف".
4 -
"التهذيب"(8/ 281) وفيه عن ابن مَعِين وأبي داود: "ثقة".
5 -
"التقريب"(2/ 111) وقال: "صدوق ربما وَهِمَ، من السادسة"/ س ن.
التخريج:
رواه أبو يعلى في "مسنده"(4/ 337) رقم (2450)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 151 و 194) رقم (11332 و 11471)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 1148) -في ترجمة (سَلَّام الطويل) -، وابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(2/ 247)، من طريق أبي الرَّبيع الزَّهْرَانِيّ
(1)
، عن سَلَّام الطويل، عن الفضل بن عطيَّة، به.
(1)
سقط (أبو الربيع الزَّهْرَاني) من "العلل المتناهية" المطبوع. وابن الجَوْزي إنما يرويه عن أبي يعلى.
ولفظه عندهم: "الحِدَّةُ تَعْتَرِي خِيَارَ أُمَّتِي"، عدا الطبراني في الموضع الأول، فلفظه عنده:"تَعْتَرِي الحِدَّةُ خِيَارَ أُمَّتِي".
قال ابن عدي: "وروى هذا محمد بن الفضل بن عطيَّة عن أبيه، وليس البلاء في هذا الحديث من سَلَّام، إنما البلاء فيه من الفضل بن عطيَّة لأنَّه ضعيف وابنه محمد أضعف منه".
وقال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ وفيه آفات". وأعلَّه بـ (سَلَّام الطويل)، و (الفضل)، وذكر قول ابن عدي السابق مختصرًا.
وقال الهيثمي في "المجمع"(8/ 26): "رواه الطبراني وأبو يعلى، وفيه سَلَّام بن سَلْم الطويل وهو متروك".
ورواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 61)، من طريق إسماعيل بن عمرو البَجَلي، عن محمد بن الفضل، عن أبيه، به.
أقول: (إسماعيل بن عمرو بن نَجِيح البَجَلي): ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (2).
وللحديث شواهد معلولة، انظرها في:"المقاصد الحسنة" 186 - 187، و"مسند الشهاب" للقُضَاعي (2/ 242 - 243)، و"كشف الخفاء"(1/ 353 - 354).
وأحسن هذه الشواهد: ما رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 7)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(2/ 92)، والحسن بن سفيان في "مسنده"، و"البَغَويّ" في "معجم الصحابة"، وأبو نُعَيْم في "معرفة الصحابة" -كما في "الإِصابة"(4/ 186)، و"المقاصد الحسنة"(186 - 187) -، من طريق اللَّيْث بن سعد، عن دُوَيْد
(1)
بن نافع، عن أبي منصور الفارسي مرفوعًا:
(1)
صُحِّفَ في "الاستيعاب" لابن عبد البَرّ (4/ 182)، و"الإِصابة" (4/ 186) إلى:"دريد". وهو في "تاريخ أصبهان"(2/ 7)، و"المقاصد" ص 186:"ذويد" بالذال المعجمة. والصواب ما أَثْبَتُّ، وهو ما نَصَّ عليه الدَّارَقُطْنِيُّ في "المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف"(2/ 1008)، =
"الحِدَّةُ تعتري خِيَارَ أُمَّتي".
وإسناده ضعيف.
قال البخاري في "التاريخ" -في الكُنَّى- ص 71: "أبو منصور الفارسي روى عنه دُوْيَد مرسل".
وقال ابن عبد البَرِّ في "الاستيعاب"(4/ 181 - 182): "له صحبة عند من ذكره في الصحابة، يُعَدُّ في أهل مِصْرَ، كانت فيه حِدَّة، فَذُكِرَ له ذلك فقال: ما أحبُّ أنها أخطأتني. إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "الحِدَّةُ تَعتري خِيَارَ أُمَّتي". حديثه هذا عند اللَّيْث بن سعد عن دُوَيْد بن نافع عنه. وقد قيل في حديثه: إنَّه مرسل، وإنَّه ليس له صحبة، واللَّه أعلم".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(4/ 186) في ترجمة (أبي منصور الفارسي): "ورواه يونس بن محمد بن عليّ بن عزب وغير واحد عن الليث، لم يقل أحد منهم وكانت له صحبة إلا عبد الرحمن بن أَبَان".
أقول: ومن طريقه أخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(2/ 92)، والحسن بن سفيان في "مسنده" -كما في "الإِصابة"(4/ 186) -.
وذكر ابن حَجَر أنَّ الدُّوَلابِيَّ ذكره في الصحابة.
وقال السَّخَاويُّ في "المقاصد الحسنة" ص 187: "رواه المُسْتَغْفِرِيّ من طريق الليث، فقال: عن يزيد بن أبي منصور، وكانت له صحبة، بدل عن أبي منصور، ولفظه كالترجمة
(1)
، وأشار إلى الاختلاف على الليث
= وابن مَاكُولا في "الإِكمال"(3/ 387). وقد جاء على الصواب في "الجرح والتعديل"(3/ 438)، و"موضح أوهام الجمع والتفريق"(2/ 92)، وغيرهما، وفي "التهذيب" (3/ 224):"قيل فيه بالمعجمة".
(1)
ولفظ الترجمة عند السَّخَاوي: "الحِدَّةُ تَعْتَرِي خِيَارَ أُمَّتِي".
فيه، والأول أكثر"
(1)
.
أقول: ومن هذا الاختلاف أيضًا: أنَّ الليث بن سعد رواه عن دُوَيد، عن منصور مولى ابن عبَّاس، به، كما في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(2/ 93).
وفي إسناده عندهم (دُوَيْد بن نافع الأُمَوي مولاهم أبو عيسى الشَّامي) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(3/ 251) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(3/ 438) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 292) وقال: "مستقيم الحديث إذا كان دونه ثقة".
4 -
"الكاشف"(1/ 227) وقال: "مستقيم الحديث".
5 -
"التهذيب"(3/ 214) وقال: "ذكر ابن خَلْفُون أنَّ الذُّهْلِيّ والعِجْلِيّ وثَّقاه".
6 -
"التقريب"(1/ 236) وقال: "مقبول، وكان يرسل، من السادسة"/ د س ق.
غريب الحديث:
قوله: "الحِدَّة" قال ابن الأثير في "النهاية"(1/ 353): "المراد بـ (الحِدّة) هاهنا: المَضَاء في الدِّين والصلابة والقصد في الخير".
* * *
2107 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن
(1)
يعني رواية الليث عن دُوَيد بن نَافع عن أبي منصور الفارسي.
الصَّوَّاف، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد، حدَّثنا منصور بن بَشِير، حدَّثنا أبو البُهْلُول الهُذَيْل بن بلال، عن عبد الملك بن أبي مَحْذُورة،
عن أبيه قال: جَعَلَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الأَذَانَ لنا ولِمَوَالِيْنَا، والسِّقَايَةَ لبني هَاشِمٍ، والحِجَابَةَ لِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ.
(14/ 76) في ترجمة (الهُذَيْل بن بلال الفَزَارِيّ المَدَائِنيّ أبو البُهْلُول).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه صاحب الترجمة (الهُذَيْل بن بلال الفَزَارِيّ)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1295).
و(أبو مَحْذُورة الجُمَحِيّ المَكِّيّ)، هو مؤذِّن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، اسمه أَوْس، وقيل غير ذلك. وكانت وفاته في مكَّة المكرَّمة سنة (59) للهجرة. انظر ترجمته في:"الإصابة"(4/ 176)، و"السِّيَر"(3/ 117 - 119)، و"التهذيب"(12/ 222 - 223)، و"التقريب"(2/ 469).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(6/ 401)، والطبراني في "المعجم الكبير"(7/ 208) رقم (6737)، و"المعجم الأوسط"(1/ 434) رقم (761)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2584) -في ترجمة (الهُذَيْل بن بلال المَدَائِني) -، من طريق الهُذَيْل هذا، عن عبد الملك بن أبي مَحْذُورَة، عن أبيه
(1)
، به.
قال الطبراني في "الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن عبد الملك بن أبي مَحْذُورَةَ إلَّا الهُذَيْل بن بلال".
(1)
في "المسند" لأحمد: "عن أبيه أو عن جدِّه".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 285): رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، وفيه هُذَيْل بن بلال الأَشْعَرِيّ، وثَّقه أحمد وغيره، وضعَّفه النَّسَائي وغيره".
وقال في (1/ 336): "رواه أحمد، وفيه رجل لم يسمّ".
* * *
2108 -
أخبرنا البَرْقَانِيّ قال: قال محمد بن العبَّاس الهَرَويّ، حدَّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الحافظ، أخبرنا أبو عليّ صالح بن محمد الأَسَدِيّ قال: سمعت سَعْدُوْيَه يقول: لم أغرم في الحديث إلَّا دِرْهَمَيْن، ركبت بهما زورقًا إلى المَدَائن إلى هُذَيْل بن بلال الفَزَارِيّ فلم يُبَارَك لي فيه، كان ضعيفًا، حدَّثنا عن نافع مولى ابن عمر قال:
سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ جَاءَ إلى الجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ".
(14/ 77) في ترجمة (الهُذَيْل بن بلال الفَزَارِيّ المَدَائِنِيّ أبو البُهْلُول).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى، بل عدَّه السُّيُوطيُّ وغيره من المتواتر.
ففيه صاحب الترجمة (الهُذَيْل بن بلال الفَزَارِيّ)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1295).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1611).
* * *
2109 -
أخبرنا الحسن بن عليّ التَّمِيميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثنا أبي، حدَّثنا الهُذَيْل بن ميمون الكوفي الجُعْفِيّ -كان يجلس في مسجد المدينة، يعني مدينة أبي جعفر. قال عبد اللَّه: هذا شيخ قديم
(1)
-، عن مُطَّرِح بن يزيد، عن عبيد اللَّه بن زَحْر، عن عليّ بن يزيد
(2)
، عن القاسم،
عن أبي أُمَامة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "دَخَلْتُ الجَنَّةَ فسمعتُ فيها خَشْفَةً بين يَدَيَّ، فقلتُ: ما هذا؟ قال: بلال. فَمَضَيْتُ فإذا أكثر أَهْلِ الجَنَّةِ فقراءُ المهاجرينَ وذَرَاري المسلمينَ، ولم أَرَ فيها أحدًا أَقَلَّ مِنَ الأغنياءِ والنِّسَاءِ. قيل لي: أمَّا الأغنياءُ فَهُمْ هاهنا بالباب يُحَاسَبُونَ ويُمَحَّصونَ، وأمَّا النِّسَاءُ فَأَلْهَاهُمُ الأحْمَرَانِ: الذَّهَبُ والحَرِيرُ.
قال: ثُمَّ خَرَجْنَا من أحدِ أبوابِ الجَنَّةِ الثانيةِ، فلمَّا كنتُ عند الباب أُتِيْتُ بكَفَّةٍ فَوْضِعْتُ فيها، وَوُضِعَتْ أُمَّتي في كَفَّةٍ، فَرَجَحْتُ بها؛ ثم أُتي بأبي بَكْرٍ فَوُضِعَ في كَفَّةٍ، وجيءَ بجميع أُمَّتي فَوُضِعُوا، فَرَجَحَ أبو بَكْرٍ؛ ثم أُتي بعُمَرَ فَوُضِعَ في كَفَّةٍ، وجيءَ بجميع أُمَّتي فَوُضِعُوا، فَرَجَحَ عُمَرُ. وعُرِضَتْ عليَّ أُمَّتي رجلًا رجلًا فجعلوا يمرُّونَ، فاستبطأتُ عبد الرحمن بنَ عَوْفٍ، ثُمَّ جاء بعد الإِياسِ. فقلتُ: عبد الرحمن؟ فقال: بأبي وأُمِّي يا رسولَ اللَّه، والذي بَعَثَكَ بالحقِّ ما خَلَصْتُ إليكَ حتى ظننتُ أنِّي لا أنظرُ إليكَ أبدًا، إلَّا بعد المُشَيِّبَاتِ. قال: وما ذَاكَ؟ قال: مِنْ كَثْرَةِ مالي، أُحَاسَبُ فَأُمَحَّصُ".
(1)
في المطبوع: "هذا شيخ قديم يروي عن مُطَّرِح. . . ". وليس في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 793 قوله: "يروي". وما في المخطوط يوافق ما في "مسند أحمد"(5/ 259). وفيه زيادة قوله: "كوفي" بعد قوله: "قديم".
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "زيد". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 793، ومن مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
(14/ 78) في ترجمة (الهُذَيْل بن ميمون الجُعْفِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عليّ بن يزيد بن أبي زياد الأَلْهَانِيّ الدِّمَشْقِيّ أبو عبد الملك)، وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 301 - 302) وقال: "منكر الحديث".
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 180 رقم (455) وقال: "متروك الحديث".
3 -
"الجرح والتعديل"(6/ 208 - 209) وفيه عن حَرْب بن إسماعيل أنَّه قال لأحمد بن حَنْبَل: عليّ بن يزيد؟ قال: هو دِمَشْقِيٌّ. كأنَّه ضعَّفه. وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، حديثه منكر، فإن كل ما روى عليّ بن يزيد عن القاسم على الصحة، فيحتاج أن ننظر في أمر عليّ بن يزيد". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بقويٍّ".
4 -
"المجروحين"(2/ 110) وقال: "منكر الحديث جدًّا. . . وأكثر روايته عن القاسم أبي عبد الرحمن، وهو ضعيف في الحديث جدًّا
(1)
، وأكثر من روى عنه عبيد اللَّه
(2)
بن زَحْر ومُطَّرِح بن يزيد، وهما ضعيفان واهيان
(3)
، فلا يتهيأ
(1)
أقول: بل هو "صدوق يرسل كثيرًا" كما قال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 118). وتقدَّمت ترجمته في حديث (327).
(2)
صُحِّفَ في "المجروحين" إلى "عبد اللَّه". والتصويب من "التهذيب"(7/ 12)، وغيره.
(3)
أقول: (عبيد اللَّه بن زَحْر الضَّمْري الإِفْرِيقي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(1/ 533): "صدوق يخطئ". وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(2/ 197 - 198): "فيه اختلاف، وله مناكير، ضَعَّفَهُ أحمد. وقال النَّسَائي: لا بأس به". وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(7/ 12 - 13).
إلزاق الجرح من عليّ بن يزيد وحده، لأنَّ الذي يروي عنه ضعيف، والذي روى عنه واهٍ. . . وعلى جميع الأحوال يجب التنكب عن روايته لما ظهر لنا عمَّن فوقه ودونه من ضد التعديل".
5 -
"الكاشف"(2/ 259) وقال: "ضعَّفه جماعة، ولم يُتْرَكْ".
6 -
"التهذيب"(7/ 396 - 397) وقال: "روى عن القاسم بن عبد الرحمن صاحب أبي أُمَامَة نسخة كبيرة". وفيه عن يحيى بن مَعِين: "عليّ بن يزيد عن القاسم عن أبي أُمَامَة ضِعَافٌ كلُّها". وذكر الحافظ ابن حَجَر أقوالًا أخرى كثيرة فيه من غير ما تقدَّم.
7 -
"التقريب"(2/ 46) وقال: "ضعيف، من السادسة، مات سنة بضع عشرة ومائة"/ ت ق.
كما أنَّ فيه (مُطَّرِح بن يزيد الكوفي أبو المُهَلَّب)، وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 569) وقال: "ليس حديثه بشيء". وقال مرَّةً: "ليس بثقة".
2 -
"التاريخ الكبير"(8/ 19) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 227 رقم (594) وقال: "ضعيف".
4 -
"الجرح والتعديل"(8/ 409) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بالقوي، هو ضعيف الحديث، يروي أحاديث ابن زَحْر عن عليّ بن يزيد، فلا أدري مِنْ عليّ بن يزيد أو منه". وقال أبو زُرْعَة: "ضعيف الحديث".
5 -
"المجروحين"(3/ 26 - 27) وقال: "لا يُحْتَجُّ بروايته بحالٍ من الأحوال لما روى عن الضعفاء. . . ".
6 -
"الكامل"(6/ 2440 - 2441) وقال: "عامَّة رواياته عن عبيد اللَّه بن زَحْر، والضَّعْفُ على حديثه بيِّن".
7 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 373 رقم (531).
8 -
"الكاشف"(3/ 132) وقال: "ضعيف".
9 -
"التقريب"(2/ 253) وقال: "ضعيف، من السادسة"/ ق.
وفيه صاحب الترجمة (الهُذَيْل بن ميمون الجُعْفِيّ الكوفي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وترجم له ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 282، ولم يذكر فيه سوى قول عبد اللَّه بن أحمد الذي في الإسناد:"شيخ قديم كوفي".
و(القاسم) هو (ابن عبد الرحمن الدِّمَشْقِيّ أبو عبد الرحمن): صدوق يُرْسِلُ كثيرًا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (327).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(5/ 259) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 281) رقم (7923)، من طريق عبيد اللَّه بن يزيد المقرئ الدِّمَشْقِيّ، حدَّثنا صَدَقَة بن عبد اللَّه، عن الوليد بن جَمِيل قال: سمعت القاسم بن عبد الرحمن يحدِّث عن أبي أُمَامَة مرفوعًا، فذكر نحوه.
أقول: في إسناده: (صَدَقَة بن عبد اللَّه السَّمِين الدِّمَشْقِيّ)، وهو ضعيف. انظر ترجمته في:"التهذيب"(4/ 415 - 416)، و"التقريب"(1/ 366).
كما أنَّ فيه أيضًا (الوليد بن جَمِيل الفَلَسْطِينيّ)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 332):"صدوق يخطئ".
ورواه الطبراني في "الكبير"(8/ 254 - 255) رقم (7864) مختصرًا، من طريق محمد بن عبيد اللَّه العَرْزَمِيّ، عن عبيد اللَّه بن زَحْر، به.
أقول: في إسناده (محمد بن عبيد اللَّه العَرْزَمِيّ)، وهو متروك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (413).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 59) و (10/ 262): رواه أحمد والطبراني بنحوه باختصار، وفيهما مُطَّرِح بن يزيد، وعليّ بن يزيد الأَلْهَانِيّ، وكلاهما مجمع على ضعفه. ويدلُّك على ضعف هذا -يعني الحديث-: أنَّ عبد الرحمن بن عوف، أحد أصحاب بدر والحُدَيْبِيَة، وأحد العشرة، وهم أفضل الصحابة والحمد للَّه".
أقول: (مُطَّرِح بن يزيد) ليس في إسناد الطبراني من طريقيه. و (عليّ بن يزيد الأَلْهَانِيّ) هو في الطريق الثاني عنده فقط!!
غريب الحديث:
قوله: "خشفة" قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 34): "الخَشْفَةُ بالسكون: الحِسُّ والحركة. وقيل هو الصوت. والخَشَفَةُ بالتحريك: الحركة، وقيل هما بمعني، وكذلك الخَشْف".
* * *
2110 -
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصَّلْت الأَهْوَازِيّ، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِيّ، حدَّثنا محمد بن خَلَف، حدَّثنا الهُذَيْل بن عُمَيْر بن أبي الغَرِيف
(1)
الهَمْدَانِيّ
(2)
، حدَّثنا يعقوب القُمِّيّ، عن حفص بن حُمَيْد،
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "العريف" بالعين المهملة. والتصويب من "الإكمال"(6/ 173)، و"تبصير المنتبه"(3/ 944)، و"توضيح المشتبه"(6/ 253).
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "الهمذاني" بالذال المعجمة، والتصويب من المصادر المذكورة في التعليق السابق.
عن أبي المرفع
(1)
قال: أتينا عثمان بن عمرو بن أبي العاص فسألناه أن يحدِّثنا بما حدَّث به إخواننا أهل الكوفة، فقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يَدْخُلُ فُقَرَاءُ أُمَّتي الجَنَّةَ قَبْلَ الأغنياءِ بنصفِ يومٍ، وذلك خمسمائة عام، المقهورونَ المستأثرِ عليهم، المُتَّقَى بهم ما يُكْرَهُ".
(14/ 79) في ترجمة (الهُذَيْل بن عُمَيْر بن أبي الغَرِيف
(2)
الهَمْدَاني
(3)
الكوفي).
مرتبة الحديث:
في إسناده (أبو المرفع -أو المرقع-) لم أجد من ذكره، والظاهر أنَّه مجهول، واللَّه أعلم.
كما أنَّ فيه شيخ الخطيب (أحمد بن محمد الأَهْوَازي أبو الحسن): صدوق فيه لِيْنٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (57).
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
وقوله في الإسناد: "عثمان بن عمرو بن أبي العاص"، لم أقف في ترجمة (عثمان) على من ذكر أن اسم أبيه (عمرو). انظر:"الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 508)، و"السِّيَر"(2/ 374)، و"الإصابة"(2/ 460)، و"التهذيب"(7/ 128).
والشطر الأول من الحديث: "يدخل فقراء أُمَّتي الجنَّةَ قبل الأغنياء بنصف يوم، وذلك خمسمائة عامة، صحيح من طرق أخرى.
(1)
هكذا في المطبوع: "المرفع" بالفاء. وفي مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (796): "المرقع" بالقاف.
(2)
انظر تعليق رقم (1) من الصفحة 375.
(3)
انظر تعليق رقم (2) من الصفحة 375.
التخريج:
لم أقف عليه من حديث (عثمان بن أبي العاص) في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
والشطر الأول منه: "يدخل فقراء أُمَّتي الجنَّة قبل الأغنياء بنصف يوم، وذلك خمسمائة عام"، له شواهد عدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(4/ 673 و 675)، و"مجمع الزوائد"(10/ 260)، وحاشية محقق كتاب "الزهد" لوكيع بن الجرَّاح (1/ 377 - 378).
ومن هذه الشواهد، ما رواه التِّرْمِذِيّ في الزهد، باب ما جاء أنَّ فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم (3/ 578) رقم (2354)، وابن ماجه في الزهد، باب منزلة الفقراء (2/ 1380) رقم (4122)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 33) رقم (674)، وأحمد في "المسند"(2/ 296 و 343 و 451 و 512 - 513 و 519)، وابن أبي شَيْبَة في "المصنَّف"(13/ 246)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 91 و 99 - 100) و (8/ 212 و 250 و 307)، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"يَدْخُلُ فُقَرَاءُ المسلمينَ الجَنَّةَ قَبْلَ أغنيائِهِمْ بنصفِ يومٍ، وهو خمسمائة عامٍ".
قال التِّرْمِذِيُّ: "حديث صحيح".
أمَّا الشطر الثاني من الحديث، فقد ذكر الهيثمي في "المجمع"(10/ 259) حديثًا عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا في صفة أول من يدخل الجنة، جاء فيه:"الفقراء المهاجرون الذين تسدُّ بهم الثغور، وتُتَّقَى بهم المَكَارِهُ". وعزاه إلى أحمد والبزَّار والطبراني وقال: رجاله ثقات.
* * *
2111 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن
يحيى المُزَكِّي، أخبرنا محمد بن إسحاق السَّرَّاج، حدَّثنا أبو بكر محمد بن خَلَف الحَدَّادِيّ قال: حدَّثنا الهُذَيْل بن عُمَيْر بن أبي الغَرِيف -كوفي ثقة مرضي- قال: حدَّثنا موسى بن هِلَال النَّخَعِيّ، حدَّثنا أبو إسحاق، عن هُبَيْرَة بن يَرِيم،
عن عليّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ على أُمَّتي النِّسَاءُ والخَمْرُ".
(14/ 79) في ترجمة (الهُذَيْل بن عمير بن أبي الغَرِيف
(1)
الهَمْدَاني
(2)
الكوفي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (موسى بن هِلَال النَّخَعِيّ)، وقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(8/ 166)، ونقل عن أبي زُرْعَة قوله فيه:"ضعيف الحديث". وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(6/ 136) ونقل قول أبي زُرْعَة ولم يزد.
كما أنَّ فيه كذلك (هُبَيْرَة بن يَرِيم الشَّيْبَانِيّ)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (3/ 193):"وثِّق. وقال النَّسَائي: ليس بالقويّ". وقد تفرَّد بالرواية عنه أبو إسحاق السَّبِيعي. وتقدَّمت ترجمته في حديث (520).
و(أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَانِيّ): ثقة لكنه اختلط بأَخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
(1)
انظر تعليق رقم (1) من الصفحة 375.
(2)
انظر تعليق رقم (2) من الصفحة 375.
التخريج:
لم أقف عليه في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد روى البخاري في النكاح، باب ما يُتَّقي من شؤم المرأة (9/ 137) رقم (5096)، ومسلم في الذكر والدعاء، باب أكثر أهل الجنة الفقراء وبيان الفتنة في النساء (4/ 2097) رقم (2740)، وغيرهما، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما مرفوعًا:"ما تركتُ بعدي فتنةً أضرَّ على الرِّجَالِ من النِّسَاءِ".
* * *
2112 -
أخبرنا الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المَخْزُوميّ، حدَّثنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا هَيْذَام بن قُتَيْبَة، حدَّثنا عبد اللَّه بن صالح العِجْلِيّ، حدَّثنا زهير، عن
(1)
عبَّاد بن كَثِير قال: حدَّثني أبو عبد اللَّه قال: حدَّثني عطاء بن يَسَار،
عن أُمِّ سَلَمَة زَوْجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنِ ابْتُلِيَ بالقَضَاءِ بينَ المسلمينَ فلا يَقْضِ بينَ اثنينِ وهو غَضْبَانُ".
(14/ 96 - 97) في ترجمة (هَيْذَام بن قُتَيْبَة المَرْوَزِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقد صَحَّ من حديث أبي بَكْرَةَ مرفوعًا بلفظ: "لا يَقْضِيَنَّ حَكَمٌ بين اثنينِ وهو غَضْبَانُ".
فيه (عبَّاد بن كَثِير الثَّقَفِيّ البَصْرِيّ)، وهو متروك. وقال أحمد: روى أحاديث كذب. وتقدَّمت ترجمته في حديث (606).
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "بن". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (779).
وفيه أيضًا (أبو عبد اللَّه)، فإنَّه لا يُعْرَفُ كما قال الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 545).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(23/ 284) رقم (620)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(3/ 205)، من طريق إسماعيل بن عيَّاش، عن عبَّاد بن كَثِير، به.
ورواه مطوَّلًا: أبو يعلى في "مسنده"(10/ 264) رقم (5867) و (12/ 356) رقم (6934)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(4/ 205)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 135)، من طريق عبَاد بن كثير، عن أبي عبد اللَّه، به.
قال البيهقي: "هذا إسناد فيه ضعف"!!
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 194): "رواه الطبراني في "الكبير" وأبو يعلى، وفيه عبَّاد بن كَثِير الثَّقَفِيّ وهو متروك"
وقال في (4/ 197) منه: "رواه أبو يعلى والطبراني في "الكبير" بإختصار، وفيه عبَّاد بن كَثِير الثَّقَفِيّ وهو ضعيف"!
وقد روى البخاري في الأحكام، باب هل يقضي الحاكم أو يفتي وهو غضبان (13/ 136) رقم (7158)، ومسلم في الأقضية، باب كراهية قضاء القاضي وهو غضبان (3/ 342 - 343) رقم (1717)، وغيرهما، عن أبي بَكْرَةَ مرفوعًا:"لا يَقْضِيَنَّ حَكَمٌ بين اثنين وهو غَضْبَانُ".
* * *
2113 -
أخبرنا محمد بن عليّ بن الفتح، حدَّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا أبو عليّ هُبَيْرَة بن محمد بن أحمد بن هُبَيْرَة الشَّيْبَانِيّ، حدَّثنا أبو مَيْسَرَة أحمد بن عبد اللَّه بن مَيْسَرَة الحَرَّانِيّ -بِنَهَاوَنْد-، حدَّثنا أبو قَتَادَة الحَرَّانِيّ، عن سعيد بن أبي عَرُوبَة، عن قَتَادَة،
عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى على ابنه إبراهيم، فَكَبَّرَ عليه أَرْبَعًا.
(14/ 97) في ترجمة (هُبَيْرَة بن محمد بن أحمد الشَّيْبَانِيّ أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (أبو قَتَادَةَ الحَرَّاني) وهو (عبد اللَّه بن وَاقِد): متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1056).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (هُبَيْرَة بن محمد الشَّيْبَانِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
قال الحافظ الخطيب عقبه: "قال عليّ بن عمر -يعني الدَّارَقُطْنِيّ-: هذا حديث غريب من حديث سعيد بن أبي عَرُوبَة عن قَتَادَة عن أنس. تفرَّد به أبو قَتَادَة الحَرَّاني عنه، ولا نعلم حدَّث به غير أبي مَيْسَرَة".
التخريج:
رواه أبو يعلى في "مسنده"(6/ 335) رقم (3660)، من طريق محمد بن عبيد اللَّه الفَزَارِيّ، عن عطاء، عن أنس، به.
أقول: إسناده ضعيف جدًّا، ففيه (محمد بن عبيد اللَّه العَرْزَمِيّ الَفزَارِيّ الكوفي)، وهو متروك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (413).
قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 35): "رواه أبو يعلى وفيه محمد بن عبيد اللَّه العَرْزَمِيّ وهو ضعيف".
وقال ابن حجر في "المطالب العالية"(1/ 216) رقم (766) بعد أن عزاه لأبي يعلى: "إسناده واهي".
ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 140)، عن عبد اللَّه بن نُمَيْر الهَمْدَاني، عن عطاء بن عَجْلَان، عن أنس، به.
أقول: إسناده تالف، ففيه (عطاء بن العَجْلان الحَنَفي البَصْرِيّ العطَّار أبو محمد)، قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 22):"متروك، بل أَطْلَقَ عليه ابن مَعِين والفَلَّاس وغيرهما الكذب، من الخامسة"/ ت. وانظر ترجمته مفصَّلًا في "التهذيب"(7/ 208 - 210).
وقد اخْتُلِفَ في أمر وقوع الصَّلاة منه صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم وعدمه. انظر الأحاديث الواردة في ذلك "نصب الراية" للزَّيْلَعِيّ (2/ 279 - 281).
* * *
2114 -
أخبرنا هنَّاد، أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد اللَّه الهَرَويّ الواعظ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن ياسين الحافظ، حدَّثنا عبد العزيز بن عبد اللَّه أبو عمر الرَّمْلِيّ، حدَّثنا ذو النَّون بن إبراهيم الزَّاهِد البَصْرِيّ، حدَّثنا فُضَيْل بن عِيَاض الزَّاهِد، حدَّثنا لَيْث، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَجَاوَزُوا عن ذَنْبِ السَّخِيِّ، وزَلَّةِ العَالِمِ، وسَطْوَةِ السُّلْطَانِ العَادِلِ، فإنَّ اللَّهَ تعالى آخذٌ بأَيْدِيْهِمْ كُلَّما عَثَرَ عَاثِرٌ مِنْهُمْ".
(14/ 98) في ترجمة (هنَّاد بن إبراهيم بن محمد النَّسَفِيّ أبو المُظَفَّر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (1257).
وفيه هنا زيادة عمَّا تقدَّم، صاحب الترجمة (هنَّاد بن إبراهيم النَّسَفِيّ)، شيخ الخطيب. وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(14/ 97 - 98) وذكر خبرًا يفيد ضعفه.
2 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 310) وقال: "روى الكثير بعد الخمسين وأربعمائة، إلَّا أنَّه راوية للموضوعات والبلايا، وقد تُكُلِّمَ فيه".
3 -
"المغني"(2/ 713) وقال: "متأخِّر، راويةٌ للموضوعات، ضُعِّفَ".
4 -
"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" ص 449 رقم (820) لبرهان الدِّين الحَلَبي، وقال:"ذكر له ترجمة في "الميزان" ليس فيه أنَّه وضع. وقد ذكر ابن الجَوْزي في "موضوعاته"
(1)
في باب فضل البطيخ حديثًا ثم قال: وأنا أتَّهم به هنَّادًا، فإنَّه لم يكن ثقةً".
5 -
"لسان الميزان"(6/ 200) وفيه عن ابن السَّمْعَاني: "كان الغالب على روايته المناكير حتى كنت أقول تعليقًا: روى في مجموعاته حديثًا صحيحًا إلَّا ما شاء اللَّه. . . . " وقال ابن خَيْرُون: "سمعت منه وفيه بعض الشيء".
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1257).
* * *
2115 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد بن عبد اللَّه الَّنيْسَابُورِيّ الحِيْرِيّ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم العَبْدَوِيّ، أخبرنا أبو نُعَيْم عبد الملك بن محمد بن عَدِيّ الجُرْجَانِيّ، حدَّثنا أحمد بن عيسى التِّنِّيْسِيّ، حدَّثنا أبو عمرو لَاهِز بن عبد اللَّه التَّمِيميّ البَغْدَادِيّ، حدَّثنا المُعْتَمِر بن سليمان، عن أبيه، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه قال:
حدَّثنا أنس بن مالك قال: بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى
(1)
(2/ 286) ـ
أبي بَرْزَة الأَسْلَمِيّ، فقال له وأنا أسمعه:"يا أبا بَرْزَةَ إنَّ ربَّ العالمين تعالى عَهِدَ إليَّ في عليّ بن أبي طالب عهدًا، فقال: عليٌّ، راية الهدى ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني. يا أبا بَرْزَةَ: عليُّ بن أبي طالب معي غدًا في القيامة على حَوْضي، وصاحب لوائي، ومعي غدًا على مفاتيح خزائن جنَّة ربِّي".
(14/ 98 - 99) في ترجمة (لَاهِز بن عبد اللَّه التَّمِيميّ -وقيل التَّيْمِيّ- أبو عمرو).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (لَاهز بن عبد اللَّه التَّمِيميّ -ويقال: التَّيْمِيّ- البغدادي أبو عمرو) وقد ترجم له في:
1 -
"الكامل" لابن عدي (7/ 2600) وقال: "مجهول، يروي عن الشَّيْبَاني المناكير"، واتَّهَمَهُ.
2 -
"تاريخ بغداد"(14/ 98 - 99)، وفيه عن أبي الفتح الأَزْدِيّ:"غير ثقة ولا مأمون، وهو أيضًا مجهول".
3 -
"اللسان"(6/ 236 - 237) وذكر ما تقدَّم.
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 66)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2600) -في ترجمة (لَاهِز بن عبد اللَّه التَّيْمِيّ) -، من طريق لَاهِزٍ هذا، عن المُعْتَمِر بن سليمان، به.
قال ابن عدي: "وهذا بهذا الإسناد باطل، وهو منكر الإسناد، منكر المتن، لأنَّ سليمان التَّيْمِيّ عن هشام بن عُرْوَة عن أبيه عن أنس، لا أعرف بهذا الإسناد غير
هذا. ولَاهِز بن عبد اللَّه مجهول لا يُعْرَفُ، والبلاء منه، ولا أعرف للَاهِزٍ هذا غير هذا الحديث".
وعن أبي نُعَيْم من طريقه المتقدِّم، رواه ابن الجوْزي في "الموضوعات"(388/ 1)، وأعلَّه بـ (لَاهِز).
وأقرَّهُ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 363)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 359).
وقال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(4/ 357) في ترجمة (لَاهِز) بعد أن ذكر الحديث وقول ابن عدي ببطلانه: "إي واللَّه من أَبْرَدِ الموضوعات. وعليٌّ فلعن اللَّه من لا يحبُّه".
* * *
2116 -
أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا أبو عمر لَاحِق بن الحسين بن عِمْراَن بن محمد بن أبي الوَرْد البَغْدَاديّ -قَدِمَ علينا في سنة أربع وستين وثلاثمائة-، حدَّثنا أبو سعيد محمد بن عبد الحكيم الطَّائِفِيّ -بها-، حدَّثنا محمد بن طَلْحَة بن محمد بن مُسْلِم الطَّائِفِيّ، حدَّثنا سعيد بن سِمَاك بن حَرْب، عن أبيه، عن عِكْرِمَة،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّهَ تعالى إذا أَحَبَّ إنْفَاذَ أَمْرٍ سَلَبَ كُلَّ ذِي لُبٍّ لُبَّهُ".
(14/ 99) في ترجمة (لَاحِق بن الحسين بن عِمْرَان المَقْدِسيّ أبو عمر).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (لَاحِق بن الحسين المَقْدِسِيّ)، قال أبو سعد الإِدْرِيسي عنه:"لعله لم يخلِّف مثله من الكذَّابين". وتقدَّمت ترجمته في حديث (1276).
التخريج:
لم أقف عليه عند غير الخطيب في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(1/ 109) رقم (510) إليه وحده.
كما عزاه في "الجامع الصغير"(2/ 201) بشرح "فيض القدير" إلى الخطيب وحده. لكن المُنَاوي في "الفيض" عزاه لأبِي نُعَيْم أيضًا، فاللَّه أعلم.
* * *
2117 -
حدَّثنا لَامِع بن عبد الرحمن -بلفظه في مجلس القاضي أبي القاسم التَّنُوخِيّ، في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة-، حدَّثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح السِّجْزيّ -بِهَرَاة-، حدَّثنا أبو القاسم عليّ بن صالح بن سليمان النُّمَيْرِيّ الحافظ البَصْرِيّ -قدم علينا سِجِسْتَان-، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن الهيثم الجَوْزيّ -مِنْ حِفْظِهِ-، حدَّثنا محمد بن زكريا الغَلَابِيّ، حدَّثنا العبَّاس بن بَكَّار، حدَّثنا عبيد اللَّه بن كَثِير -أخو عبَّاد بن كَثِير- قال: حدَّثني أخي عبَّاد بن كَثِير، عن أبي الزِّنَاد، عن الأَعْرَج،
عن أبي هريرة قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلِّي حتى تَرِمَ قَدَمَاهُ. فقيل له: أتفعلُ هذا وقد غَفَرَ اللَّهُ لك ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قال: "أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا".
(14/ 101) في ترجمة (لَامِع بن عبد الرحمن بن محمد الثَّقَفِيّ أبو عبد الرحمن).
ففيه (محمد بن زكريا الغَلَابِيّ)، كذَّبه يحيى بن مَعِين والدَّارَقُطْنِيّ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (298).
كما أنَّ فيه (العبَّاس بن بَكَّار الضَّبِّيّ البَصْرِيّ)، وهو مُتَّهم أيضًا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1153).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (لَامِع بن عبد الرحمن الثَّقَفِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(الأَعْرَجُ) هو (عبد الرحمن بن هُرْمُز المَدَني أبو داود): حافظ حُجَّة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (53).
و(أبو الزِّنَاد) هو (عبد اللَّه بن ذَكْوَان القُرَشي أبو عبد الرحمن): حافظ ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (53).
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(3/ 121) رقم (2381 و 2382 و 2383) -من كشف الأستار-، من ثلاثة طرق:
الأول: عن عبد الرحمن بن محمد المُحَاربِيّ، حدَّثنا محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة، به.
وقال: "لا نعلم رواه عن محمد بن عمرو عن أبي سَلَمَة عن أبي هريرة إلّا المُحَارِبيّ. وقد رواه الأَعْمَش عن أبي صالح عن أبي هريرة. ورواه غير واحد عن الأَعْمَش".
الثاني: من طريقين، عن سفيان، عن عاصم بن كُلَيْب، عن أبيه، عن أبي هريرة، به.
الثالث: عن يحيى بن فُضَيْل، حدَّثنا الحسن بن صالح، عن عاصم بن كُلَيْب، عن أبيه قال: بنحوه.
وقال البزَّار: "لا نعلم رواه عن سفيان إلَّا النُّعْمَان، ولا عن الحسن إلَّا ابن فُضَيْل".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 271): "رواه البزَّار بأسانيد، ورجال أحدهما رجال الصحيح".
وقد روى الشطر الأول منه، النَّسَائي في "سننه" في قيام الليل، باب الاختلاف على عائشة في إحياء الليل (3/ 219)، من طريق النُّعْمَان بن عبد السلام، عن سفيان، عن عاصم بن كُلَيْب، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلِّي حتى تَزْلَعَ -يعني تَشَقَّقَ- قَدَمَاهُ".
أقول: إسناد النَّسَائي حسن.
والحديث رواه عدد من الصحابة، وهو صحيح. وقد تقدَّم برقم (599) من حديث أنس، وبرقم (1037) من حديث ابن مسعود، وبرقم (1056) من حديث أبي جُحَيْفَة.
* * *
2118 -
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عليّ بن عَبْدُوس الأَهْوَازِيّ، حدَّثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الحافظ
(1)
، حدَّثنا محمد بن زكريا الغَلَابي، حدَّثنا عبد اللَّه بن رَجَاء، أخبرنا يحيى بن أبي سليمان، عن عطاء.
وأخبرني الأَزْهَرِيُّ، حدَّثنا عبد الرحمن بن عمر الخَلَّال، أخبرنا محمد بن جعفر بن أحمد بن يزيد الصَّيْرَفِيّ.
(1)
في المطبوع سقط وتحريف، ففيه:"أخبرنا أبو نصر أحمد بن أيوب الحافظ حدَّثنا محمد بن زكريا الغَلَابي"!! والاستدراك والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 804.
وأخبرني الحسن بن عليّ بن محمد المُقْرِئ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن جعفر المَطِيْرِيّ، حدَّثنا بُنَان بن سليمان الدَّقَّاق، حدَّثنا عبد اللَّه بن رَجَاء، عن يحيى بن أبي سليمان -لقيناه ببغداد- قال: حدَّثنا عطاء بن أبي رَبَاح،
عن أبي هريرة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"يا أبا هريرة أين كنت أمس"؟ قال: زرت ناسًا من أهلي، قال:"زُرْ غِبًّا، تَزْدَدْ حُبًّا". "لفظ حديث بَنَان".
(14/ 108) في ترجمة (يحيى بن أبي سليمان المَدِينيّ).
مرتبة الحديث:
في طريقه الأول: (محمد بن زكريا الغَلَابِيّ)، كذَّبه ابن مَعِين والدَّارَقُطنِيّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (298).
كما أنَّ في إسناده في الطرق الثلاثة صاحب الترجمة (يحيى بن أبي سليمان المَدِيني)، وهو ليِّن الحديث. وقال البخاري:"منكر الحديث". وتقدَّمت ترجمته في حديث (863).
والحديث قد رُوي من طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة، وهو صحيح بمجموعها كما فصَّلته في حديث (863).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (863).
* * *
2119 -
أخبرني الحسن بن عليّ المُقْرِئ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن جعفر المَطِيْرِيّ قال: حدَّثني بُنَان، حدَّثنا عبد اللَّه بن رجاء، عن يحيى بن أبي سليمان، عن عطاء،
عن ابن عبَّاس قال: ذُكِرَ السُّودَانُ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"دَعُونِي مِنَ السُّودَانِ، إنَّمَا الأسودُ لِبَطْنِهِ وفَرْجِهِ".
(14/ 108) في ترجمة (يحيى بن أبي سليمان المَدِينيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده صاحب الترجمة (يحيى بن أبي سليمان المَدِيني)، وهو ليِّن الحديث. وقال البُخَاري:"منكر الحديث".
والإمام البُخَاري إذا قال عن راو: "منكر الحديث"، فهذا يعني عنده أنَّه لا تحلُّ الرواية عنه ولا يُحْتَجُّ به كما نقله الإِمام السَّخَاويُّ في "فتح المغيث"(1/ 346) عن الإِمام البُخَاري نفسه.
وقد تقدَّمت ترجمة (يحيى) في حديث (863).
و(بُنَان) هو (ابن سليمان الدَّقَّاق أبو سهل)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (7/ 98 - 99) وقال:"ثقة".
و(عطاء) هو (ابن أبي رَبَاح): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (176).
وإسناد الحديث وإن لم يكن فيه مُتَّهَم، إلَّا أنَّ المَتْنَ بيِّن الوضع، تأباه قواعد الشَّريعة وهَدْيُهَا.
وقد أحسن الإِمام ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة عندما قال في كتابه "المنار المُنيف" ص 101: "أحاديث ذَمِّ الحَبَشَة والسُّودَان، كلُّها كذب".
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2686) -في ترجمة (يحيى بن أبي سليمان المَدِيني) -، من طريق عبد اللَّه بن رجاء، عن يحيى بن أبي سليمان، به.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 191 - 192) رقم (11463) عن محمد بن زكريا الغَلَابي، حدَّثنا عبد اللَّه بن رجاء، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 235): "رواه الطبراني، وفيه محمد بن زكريا الغَلَابي
(1)
، وهو ضعيف جدًّا، وقد وثَّقه ابن حِبَّان وقال: يعتبر بحديثه إذا روى عن ثقة".
أقول: (محمد بن زكريا الغَلَابِي)، كذَّبه ابن مَعِين والدَّارَقُطْنِيّ، فهو مُتَّهَم. وتوثيق ابن حِبَّان له بجانب أقوال الأئمة النُّقَّاد الذين كذَّبوه وضعَّفوه ليس له اعتبار. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (298).
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 233) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: لا يصحُّ. وأعلَّه بـ (يحيى بن أبي سليمان)، ونقل قول البُخَاري فيه.
وتعقَّبه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ"(1/ 443 - 444)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 31)، بأنَّ له شاهدًا، وذكر حديث الطبراني المتقدِّم، وقد علمت حاله فيما تقدَّم. فمثله لا يصلح أن يكون معضِّدًا.
كما دَفَعَا عنه الوضع، بأنَّ (يحيى بن أبي سليمان) ضُعِّفَ ولم يُتَّهم، وأنَّ ابن حِبَّان ذكره في "الثقات".
(1)
تَصَحَّفَ في "مجمع الزوائد" إلى: "العلائي". والتصويب من مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (298).
والجواب على ذلك ما تقدَّم عن البُخَاري أولًا، وثانيًا: إنَّ النظرة منهما كانت متجهة صوب الإِسناد فحسب، مع إغفال نَكَارَة المَتْنِ الظَّاهرة، والنَّقْدُ الصحيح يوجب النظر الفاحص لهما معًا.
* * *
2120 -
أخبرنا الحسن بن غالب المُقْرِئ، أخبرنا عبيد اللَّه بن عبد الرحمن الزُّهْرِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز، حدَّثنا أبو الرَّبيع الزَّهْرَانِيّ، حدَّثنا أبو عَقِيل، عن بُهَيَّة قالت:
سمعت عائشة تقول: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يكرهُ أن تُرَى المرأة ليس بيدها أَثَرُ الحِنَّاءِ والخِضَابِ.
(14/ 108 - 109) في ترجمة (يحيى بن المتوكِّل الضَّرِير أبو عَقِيل).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (أبو عَقِيل) وهو صاحب الترجمة (يحيى بن المتوكِّل البَاهِلِيّ المَدِينيّ الحَذَّاء الضَّرِير) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 487 رقم (880) وقال: "ليس به بأس".
2 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 653) وقال: "ليس حديثه بشيء".
3 -
"سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة لعليّ بن المَدِيني" ص 77 - 78 رقم (64) وقال: "ذاك عندنا ضعيف".
4 -
"التاريخ الكبير"(8/ 306) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
5 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 251 رقم (251) رقم (666) وقال: "ضعيف".
6 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 429 - 430).
7 -
"الجرح والتعديل"(9/ 189 - 190)، وفيه عن حَرْب بن إسماعيل قال: قلت لأبي عبد اللَّه -يعني أحمد بن حَنْبَل-: أبو عَقِيل يحيى بن المتوكِّل كيف حديثه؟ فكأنَّه ضَعَّفَهُ. وقال أحمد: "يروي عن قوم لا أعرف منهم واحدًا، ولم يُحْمَلْ عنهم". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث يُكْتَبُ حديثه". وقال أبو زُرْعَة: "شيخ ليِّن".
8 -
"المجروحين"(3/ 116 - 117) وقال: "منكر الحديث، ينفرد بأشياء ليس لها أصول من حديث النبيِّ عليه الصلاة والسلام، لا يسمعها المُمْعِنُ في الصناعة، إلَّا لم يَرْتَبْ أنَّها معمولة".
9 -
"الكامل"(7/ 2663 - 2665) وقال: "عامَّة أحاديثه غير محفوظة".
10 -
"تاريخ بغداد"(14/ 108 - 110) وفيه عن ابن مَعِين: "منكر الحديث". وقال ابن عمَّار المُوْصِلِيّ: "أبو عَقِيل صاحب بُهَيَّة، وبُهَيَّة، ليس هؤلاء بحجَّة". وقال الفَلَّاس: "فيه ضعف شديد".
11 -
"التمهيد" لابن عبد البَرِّ (18/ 122) وقال: "لا يُحْتَجُّ بمثله عند أهل العلم بالنقل".
12 -
"الكاشف"(3/ 233) وقال: "ضعَّفوه".
13 -
"التهذيب"(11/ 270 - 271) وفيه عن ابن عبد البَرِّ: "هو عند جميعهم ضعيف".
14 -
"التقريب"(2/ 356) وقال: "ضعيف، من الثامنة، مات سنة سبع وستين -يعني مائة-"/ مق د.
وفيه (بُهَيَّة مَوْلَاة أبي الصِّدِّيق) وقد ترجم لها في:
1 -
"تاريخ بغداد"(14/ 109) في ترجمة (يحيى بن المتوكِّل الضَّرير)، حيث نقل عن ابن عمَّار المَوْصِلِيّ قوله فيها: ليست بحجَّة.
2 -
"التهذيب"(12/ 405) ولم ينقل سوى قول ابن عمَّار.
3 -
"التقريب"(2/ 591) وقال: "لا تُعْرَف، من الثالثة"/ د.
و (أبو الرَّبيع الزَّهْرَانِيّ) هو (سليمان بن داود العَتَكِيّ البَصْرِيّ): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (406).
التخريج:
رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 311)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2664) -في ترجمة (يحيى بن المتوكِّل البَاهِلِيّ) -، من طريق يحيى بن المتوكِّل هذا، عن بُهَيَّة، عنها، به.
ووقع عند البيهقي بلفظ: "أَثَرُ حِنَّاءٍ أو أَثَرُ خِضَابٍ".
قال ابن عدي: غير محفوظ، ولا يَرْوي عن بُهَيَّة غير أبي عَقِيل هذا.
* * *
2121 -
أخبرنا هِلَال بن محمد بن جعفر الحَفَّار، حدَّثنا محمد بن حُمَيْد بن سُهَيْل المُخَرِّمِيّ، حدَّثنا الهيثم بن خَلَف الدُّورِيّ، حدَّثنا الرَّبيع بن ثَعْلَب، حدَّثنا يحيى بن عُقْبَة بن أبي العَيْزَار، حدَّثنا محمد بن جُحَادَة،
عن أنس بن مالك قال: سُئِلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أَيُقَبِّلُ الصَّائِمُ؟ قال: "لا بَأْسَ، إنَّما هي رَيْحَانَةٌ يَشُمُّهَا".
(14/ 112 - 113) في ترجمة (يحيى بن عُقْبَة بن أبي العَيْزَار الكوفي أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقد روي من طريق آخر حسن.
فقيه صاحب الترجمة (يحيى بن عُقْبَة بن أبي العَيْزَار الكوفي)، وهو متروك، وكذَّبه ابن مَعِين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1412).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 220 - 221)، و"المعجم الأوسط" -كما في المجمع البحرين في "زوائد المعجمين"(3/ 126) رقم (1542) -، عن عبد اللَّه بن موسى الأَنْمَاطِي، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه
(1)
الأَرُزِّيّ
(2)
، حدَّثنا مُعْتَمِر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس، به.
قال الطبراني: "لم يروه عن سليمان إلَّا ابنه مُعْتَمِر".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 167): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط". ولم يتكلَّم عليه بشيء.
أقول: إسناد الطبراني حسن، ورجاله كلُّهم ثقات عدا شيخ الطبراني (عبد اللَّه بن موسى الأَنْمَاطِي الدِّهْقَان)، فقد ترجم له الخطيب في "تاريخه" (10/ 148) ولم يزد عن قوله فيه:"ما علمت من حاله إلَّا خيرًا".
(1)
صُحِّفَ في "المعجم الصغير" إلى: "عبيد اللَّه"، والتصويب من "الأنساب" للسَّمْعَاني (1/ 183)، و"مجمع البحرين"(3/ 126)، والتهذيب" (9/ 285).
(2)
صُحِّفَ في "مجمع البحرين" إلى: "الأَزْدِيّ". وأكَّد محققه التصحيف فترجم لـ (محمد بن عبد اللَّه عمَّار الخُزَاعي الأَزْدِيّ)! و (الأَرْزِّيّ) نسبة إلى طبخ الرُّز أو الأَرز.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(8/ 501) رقم (23831 و 23832) إلى الدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد" والحاكم في "الكُنَى".
* * *
2122 -
أخبرنا أبو طاهر محمد همَّام بن الصَّقْر المَوْصِلِيّ، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا سليمان بن خَلَّاد، حدَّثنا حُجَيْن بن المثنَّى، حدَّثنا يحيى بن سَابِق المَدِينيّ، عن أبي حازم،
عن سهل بن سعد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَجُوسُ هذه الأُمَّةِ، إنْ مَرِضُوا فلا تَعُودُوهُمْ، وإنْ مَاتُوا فلا تَشْهَدُوهُمْ -يعني القَدَرِيَّة-".
(14/ 113 - 114) في ترجمة (يحيى بن سَابِق المَدِينيّ أبو زكريا).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه صاحب الترجمة (يحيى بن سَابِق المَدِيني أبو زكريا) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(8/ 280) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(9/ 153 - 154) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقوي الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "كوفي ليِّن".
3 -
"المجروحين"(3/ 114 - 115) وقال: "كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به في الدِّيانة ولا الرواية عنه بحيلة".
4 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 163 رقم (275) وقال: "حدَّث عن موسى بن عُقْبَة وأبي حازم وابن المُنْكَدِر موضوعات".
5 -
"تاريخ بغداد"(14/ 113 - 114) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
6 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 377) وذكر طرفًا من حديث سهل بن سعد المتقدِّم وقال: "له عن مالك ما يُنْكَرُ".
7 -
"اللسان"(6/ 256) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك".
التخريج:
رواه أبو القاسم اللَّالِكَائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة"(4/ 640) رقم (1152)، من طريق حُجَيْن بن المثنَّى، عن يحيى بن سَابِق، به. وأوَّله عنده:"لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسٌ، ومَجُوسُ أُمَّتِي القَدَرِيَّة. . . . ".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 147 - 148) من طريقين -أحدهما عن الخطيب-، عن سليمان بن خَلَّاد، عن حُجَيْن بن المثنَّى، عن يحيى بن سَابِق، به.
قال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ويحيى بن سَابِق ليس بشيء". ونقل قول ابن حِبَّان السابق فيه.
وللحديث شواهد عِدَّة عن عدد من الصحابة، فقد رُوي من حديث ابن عمر، وأبي هريرة، وجابر، وأنس، وحُذَيْفَة، وعائشة. وكلُّها معلولة. وقد تكلَّم عليها وأبان عن عللها، العلّامة اليَمَاني رحمه الله في تعليقه على "الفوائد المجموعة" للشَّوْكَانِيّ ص 503 - 504. وقال في آخر كلامه:"وهذا الخبر يتعلَّق بعقيدة كثر فيها النزاع واللجاج، فلا يُقْبَلُ فيها ما فيه مَغْمَزٌ. وقد قال النَّسَائي -وهو من كبار أئمة السُّنَّة-: هذا الحديث باطل كذب".
وانظر في الكلام على الحديث وشواهده: "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة، والجماعة" لِلَّالِكَائِيّ (4/ 639 - 641)، و"السُّنَّة" لابن أبي عاصم (1/ 149 - 150) -وقد حسَّنه محققه الشيخ الألباني من حديث ابن عمر، وقال في "صحيح الجامع الصغير" (4/ 150) رقم (4318):"حسن"-، و"جامع الأصول"
لابن الأثير (10/ 129 - 130) -وقد فسَّر في (10/ 128) منه (القَدَرِيَة) تفسيرًا مختصرًا جامعًا-، و"مجمع الزوائد"(7/ 205)، و"العلل المتناهية"(1/ 144 - 148)، و"الموضوعات" لابن الجَوْزي (1/ 274 - 275)، و"اللآلئ المصنوعة" للسُّيُوطِيّ (1/ 257 - 262) -وقال في (1/ 259) منه:"ينتهي بمجموع طرقه إلى درجة الحسن الجيِّد المُحْتَجِّ به إن شاء اللَّه"-، و"تنزيه الشَّريعة المرفوعة" لابن عَرَّاق (1/ 316 - 317)، و"المقاصد الحسنة" للسَّخَاوي ص 234، و"النقد الصحيح لما اعْتُرِضَ عليه من أحاديث المصابيح" للعَلَائي ص 29 - 20 - وقال:"هذا الحديث ليس بموضوع، بل له طرق كثيرة ينجبر بعضها ببعض"-، و"أجوبة الحافظ ابن حَجَر عن أحاديث المصابيح"(3/ 1779) -في آخر "مشكاة المصابيح"-، وهو يميل إلى تحسين الحديث، و"المصنوع في معرفة الحديث الموضوع" لعليّ القَارِي ص 107 - 110، و"الفوائد المجموعة" للشَّوْكَانِيّ ص 502 - 504.
* * *
2123 -
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحَرَشِيّ، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا إبراهيم بن سليمان البُرُلُّسِيّ، حدَّثنا العلاء بن عمرو الحَنَفِيّ، حدَّثنا يحيى بن بُرَيْد
(1)
الأَشْعَرِيّ، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا جَلَسَ القاضي في مَكَانِهِ هَبَطَ عليه مَلَكَانِ يُسَدِّدَانِهِ، ويُوَفِّقَانِهِ، ويُرْشِدَانِهِ، ما لم يَجُرْ، فإذا جَارَ عن الجَادَّةِ تَرَكَاهُ".
(14/ 120) في ترجمة (يحيى بن بُرَيْد بن عبد اللَّه بن أبي بُرْدَة بن أبي موسى الأَشْعَرِيّ أبو بُرْدَة).
(1)
تصَحَّفَ في المطبوع إلى "يزيد". والتصويب من "الجرح والتعديل"(9/ 131)، و"توضيح المُشْتَبِه" لابن ناصر الدِّين (9/ 227)، وغيرهما.
مرتبة الحديث:
منكر.
وتقدَّم الكلام على إسناده في حديث (1204).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1204).
* * *
2124 -
أخبرنا أبو الطَّيِّب عبد العزيز بن عليّ بن محمد القُرَشِيّ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا أبو محمد بن صَاعِد، حدَّثنا محمد بن أبي الوليد الفَحَّام، حدَّثنا أبو أيوب التَّمَّار يحيى بن ميمون.
قال عليٌّ -[يعني ابن عمر، الدَّارَقُطْنِيّ]-: وحدثنا أبو شَيْبَة عبد العزيز بن جعفر بن بِكْر الخُوَارِزْمِيّ، حدَّثنا محمد بن مَرْزُوق، حدَّثنا يحيى بن ميمون بن عطاء القُرَشِيّ، عن عليّ بن زيد، عن أبي نَضْرَةَ،
عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا غُلَامُ يا غُلَيِّمُ -أو يا غُلَيِّمُ يا غُلَامُ-: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَك، إذا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وإذا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِنْ باللَّهِ. -زاد ابن صَاعِد-: تَعَرَّفْ إلى اللَّه في الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ عِنْد الشِّدَّةِ، فقد جَفَّ القَلَمُ بما هو كائنٌ إلى يوم القيامةِ، فلو جَهِدَ الخَلْقُ أن يَضُرُّوك بغير ما كَتَبَ اللَّهُ لَكَ لم يَقْدِرُوا، ولو جَهِدُوا أَنْ ينفعوكَ بغير ما كَتَبَ اللَّهُ لَكَ لم يَقْدِرُوا، واعْلَمْ أنَّ مع العُسْرِ يُسْرًا.
-وقال ابن صَاعِد-: فلو أنَّ النَّاس اجتمعوا على أن يُعْطُوكَ شيئًا لم يُعْطِكَ اللَّهُ، لم يَقْدِرُوا عليه، ولو أنَّهم اجتمعوا على أن يَمْنَعُوكَ شيئًا قَدَّرهُ اللَّهُ لَكَ وكَتَبَهُ لَكَ ما استطاعوا. اعْبُدِ اللَّهَ بالصَّبْرِ مَعَ اليَقِينِ، واعْلَمْ أَنَّ لِكُلِّ شِدَّةٍ رَخَاءً، وأنَّ مع الْعُسْرِ يُسْرًا، وأنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا".
(14/ 125) في ترجمة (يحيى بن ميمون بن عطاء التَّمَّار أبو أيوب).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقد صَحَّ نحوه من حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما.
ففيه صاحب الترجمة (يحيى بن ميمون بن عطاء التَّمَّار أبو أيوب) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(8/ 303) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(9/ 188 - 189)، وفيه عن عمرو بن عليّ الفلاس:"كان كذابة، حدَّث عن عليّ بن زيد بأحاديث موضوعة، روى عن عاصم الأَحْوَل أحاديث منكرة".
3 -
"المجروحين"(3/ 121) وقال: "عند أهل العراق منه العجائب التي يرويها ممَّا لم يُتَابَعُ عليها، حتَّى إذا سمعها من الحديث صناعته لم يشك أنَّها معمولة، لا تحلُّ الرواية عنه ولا الاحتجاج به بحالٍ".
4 -
"الكامل"(7/ 2682 - 2683) وقال: "عامَّة ما يرويه ليس بمحفوظ".
5 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 394 رقم (580).
6 -
"تاريخ بغداد"(14/ 124 - 126)، وفيه عن عليّ بن المَدِيني:"كان عندي ضعيفًا". وقال مُسْلِم بن الحجَّاج: "منكر الحديث". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "متروك". وقال النَّسَائي: "ليس بثقة ولا مأمون".
7 -
"التهذيب"(11/ 290 - 291) وفيه عن السَّاجي: "كان يكذب، حدَّث عن عليّ بن زيد بأحاديث بواطيل".
8 -
"التقريب"(2/ 359) وقال: "متروك، من الثامنة، مات في حدود التسعين -يعني ومائة-"/ د.
كما أنَّ في إسناده (عليّ بن زيد بن جُدْعَان)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (241).
و(أبو نَضْرَة) هو (المنذر بن مالك بن قُطَعَة العَبْدِيّ الكوفي): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (248).
التخريج:
رواه أبو يعلى في "مسنده"(2/ 350 - 351) رقم (1099)، وفي "المعجم" له ص 101، وأبو بكر الآجُرِّي في "الشَّريعة" ص 199، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2683) -في ترجمة (يحيى بن ميمون التَّمَّار) -، من طريق يحيى بن ميمون هذا، عن عليّ بن زيد، به.
ولم يذكر أبو يعلى في "المسند" إلَّا طرفه، وقال:"فذكر الحديث في "المعجم"".
وكذا ابن عدي في "الكامل" فإنَّه ذكر طرفه.
وعند جميعهم: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لابن عبَّاس: "يا غُلَامُ أو يا غُلَيِّمُ. . . . ".
والحديث مشهور من رواية ابن عبَّاس مرفوعًا، رواه التِّرْمِذِيُّ في صفة القيامة، باب رقم (59) (4/ 667) رقم الحديث (2516) وقال:"حسن صحيح، وأحمد في "المسند" (1/ 293 و 303 و 307 - 308)، والحاكم في "المستدرك" (3/ 541 و 542)، وأبو يعلى في "مسنده" (4/ 430) رقم (556)، والطبراني في "الكبير" (11/ 123 و 223) رقم (11243) و (11560)، وعَبْدُ بن
حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(1/ 546 - 547) رقم (635)، وابن السُّنِّيّ في "عمل اليوم والليلة" ص 201 - 202 رقم (425)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(1/ 514) رقم (192)، و"الآداب" ص 473 - 474 رقم (1073)، وفي "الأسماء والصَّفات"(1/ 135 - 136)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 138 - 139) رقم (316 و 317 و 318)، والفَسَوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 530)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 314)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(1/ 434) رقم (745)، والآجُرِّيّ في "الشَّريعة" ص 198.
قال الحافظ ابن رَجَب الحنبلي في "جامع العلوم والحِكَم" ص 161: "وقد رُوي هذا الحديث عن ابن عبَّاس من طرق كثيرة، من رواية ابنه عليّ، ومَوْلَاهُ عِكْرِمَة، وعطاء بن أبي رَبَاح، وعمرو بن دينار، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه، وعمر مولى غُفْرَة، وابن أبي مُلَيْكَة، وغيرهم. وأصحُّ الطرق كلّها طريق حَنَش الصَّنْعَانِيّ التي خرَّجها التِّرْمِذِيّ، كذا قال ابن مَنْدَه وغيرُه.
وقد رُوي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه وصَّى ابن عبَّاس بهذه الوصية من حديث عليّ بن أبي طالب، وأبي سعيد الخُدْرِي، وسهل بن سعد، وعبد اللَّه بن جعفر. وفي أسانيدها كلّها ضعف. وذكر العُقَيْلِي أنَّ أسانيد الحديث كلّها ليِّنة، وبعضها أصلح من بعض. وبكلِّ حالٍ فطريق حَنَشٍ التي خرَّجها التِّرْمِذِيُّ حسنة جيِّدة" انتهى.
* * *
2125 -
أخبرنا عبد الغفَّار بن محمد بن جعفر المؤدِّب، حدَّثنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأَزْدِيّ، حدَّثنا محمد بن عَبْدَة بن حَرْب، حدَّثنا أبو بكر محمد بن خَلَّاد البَاهِلِيّ، حدَّثنا يحيى بن سعيد القَطَّان قال: كنتُ إذا أخطأتُ قال لي سفيان الثَّوْريّ: أخطأتَ يا يحيى، فَحَدَّثَ يومًا عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع،
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الذي يَشْرَبُ في آنيةِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، إنَّما يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ".
قال يحيى بن سعيد فقلتُ: أخطأتَ يا أبا عبد اللَّه!! هذا أهون عليك. قال: فكيف هو يا يحيى؟ قال فقلتُ: أخبرنا عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن زيد بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن
(1)
، عن أُمِّ سَلَمَة أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقال لي: صَدَقْتَ يا يحيى.
(14/ 136 - 137) في ترجمة (يحيى بن فَرُّوخ القطَّان الأَحْوَل أبو سعيد).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف، والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (محمد بن عَبْدَة بن حَرْب القاضي أبو عبد اللَّه)، وهو مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (488).
كما أنَّ فيه (أبو الفتح محمد بن الحسين الأَزْدِيّ المَوْصِلِيّ)، وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (282).
وفيه أيضًا شيخ الخطيب (عبد الغفَّار بن محمد بن جعفر المؤدِّب أبو طاهر)، وهو ضعيف أيضًا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (84).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1744).
* * *
2126 -
أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل قال: أخبرنا
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "عبد اللَّه بن عمر عن أُمِّ سَلَمَة". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (811). وكما هو عند من رواه من حديث أُمِّ سَلَمَة.
إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدَّثنا حَمْدَان بن عليّ، حدَّثنا داود بن شَبِيب، حدَّثنا يحيى بن عبَّاد -قال: لقيته ببغداد-، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، ولِلْعَاهِرِ الحَجَرُ".
(14/ 144) في ترجمة (يحيى بن عبَّاد السَّعْدِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (يحيى بن عبَّاد السَّعْدِيّ البَصْرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 417 - 418) وقال: "مجهول بالنَّقْل، لا يُقيم الحديث".
2 -
"تاريخ بغداد"(14/ 144) وفيه عن داود بن شَبِيب: "كان من خيار النَّاس". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف". وقال أبو داود: "لا أعرفه".
3 -
"ميزان الاعتدال" للذَّهَبِيّ (4/ 387 - 388)، وقد فرَّق بينه وبين (يحيى بن عبَّاد بن هانئ المَدَني) الذي ترجم له قبله، متابعًا في ذلك العُقَيْلِيّ في "الضعفاء". وهما واحد كما بيَّنه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان" (6/ 264). وقد قال العُقَيْلِي في "الضعفاء" (4/ 416) في ترجمة (يحيى بن عبَّاد البَصْرِيّ):"دلَّت روايته على أنَّه واه". وقد نقل الذَّهَبِيُّ عنه قوله: "حديثه يدلُّ على الكذب".
4 -
"لسان الميزان"(6/ 264) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف". ولم أقف عليه في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم.
5 -
"التهذيب"(11/ 236) وفيه عن الأَزْدِيّ: "منكر الحديث جدًّا". وقد صُحِّفَ فيه (العُقَيْلِي) إلى (العجلي) عند ذكره لقوله السابق.
6 -
"التقريب"(2/ 350) وقال: "مجهول، من العاشرة"/ تمييز.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 183) رقم (11434)، من طريق داود بن شَبِيب، عن يحيى بن عبَّاد، به.
ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(4/ 417) مطوَّلًا، من ذات الطريق -في ترجمة (يحيى بن عبَّاد) -.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 14): "رواه الطبراني، وفيه يحيى بن عبَّاد السَّعْدِيّ وهو ضعيف، وقال داود بن شَبِيب: وكان من خيار النَّاس. وبقية رجاله ثقات".
والحديث مروي عن عدد من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(10/ 728 - 735)، و"مجمع الزوائد"(5/ 13 - 15)، و"نصب الراية"(3/ 236 - 237).
ومن ذلك ما رواه البُخَاري في الحدود، باب للعاهر الحَجَر (12/ 127) رقم (6818)، ومسلم في الرضاع، باب الولد للفراش وتوقي الشبهات (2/ 1081) رقم (1458)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا بمثل لفظ حديث ابن عبَّاس.
معنى الحديث:
قال ابن الأثير في "النهاية"(3/ 326): "العَاهِرُ: الزَّاني، وقد عَهَرَ يَعْهَرُ عَهْرًا وعُهُورًا إذا أتى المرأة ليلًا للفجور بها، ثم غلب على الزنا مطلقًا. والمعنى: لا حظَّ للزاني في الولد، وإنَّما هو لصاحب الفراش: أي لصاحب أُمِّ الولد، وهو زوجها أو مولاها، وهو كقوله الآخر: "له التراب" أي لا شيء له".
وقال في "جامع الأصول"(10/ 729): "والمعنى: أنَّ الزاني له الحَجَر،
يُرْجَمُ به إن كان مُحْصَنًا، وقيل: معناه: له الخَيْبَة: أي: إنَّه قد خاب من لُحوق الولد به، ومن العِفَّة. وذكر الحَجَر استعارة، أي: لا منفعة له فيه. وقال الخَطَّابي: كثير من النَّاس يعتقدون أنَّ (الحَجَر) عبارة عن الرَّجم، وليس كذلك، فإنَّ ليس كلّ زانٍ يُرْجَم. ومال إلى القول الثاني وزاده بيانًا. . . ".
* * *
2127 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا الفضل بن يعقوب، حدَّثنا يحيى بن السَّكَن، حدَّثنا شُعْبَة، عن أبي إسحاق، عن أبي عُبَيْدَة،
عن أبيه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ارْحَمْ مَنْ في الأَرضِ، يَرْحَمْكَ مَنْ في السَّمَاءِ".
(14/ 146) في ترجمة (يحيى بن السَّكَن البَصْرِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (يحيى بن السَّكَن البَصْرِيّ)، وهو ضعيف جدًّا، واتهمه أبو الوليد الطَّيَالِسِيّ بالكذب. وتقدَّمت ترجمته في حديث (709).
كما أنَّ فيه انقطاعًا بين (أبي عُبَيْدَة بن عبد اللَّه بن مسعود) وبين (أبيه)، فإنَّه لم يسمع منه كما قال شُعْبَة وأبو حاتم والتِّرْمِذِيّ وابن حِبَّان. انظر:"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 196، و"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 561)، و"التهذيب" (5/ 75). وقال ابن حَجَر في "التقريب" (2/ 448):"الرَّاجح أنَّه لا يصحُّ سماعه من أبيه".
و (أبو إسحاق) هو (السَّبِيعي، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَاني): ثقه مدلِّس، وقد اختلط بأَخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (174).
وقد ذكر الإِمام الدَّارَقُطْنِيّ في "العلل"(5/ 298 - 300): أنَّه اخْتُلِفَ فيه
على (أبي إسحاق السَّبِيعيّ)، ثم بيَّن أوجه الاختلاف، حيث يرويه بعضهم عنه مرفوعًا، والبعض الآخر موقوفًا على ابن مسعود، ثم قال:"والموقوف أصحُّ".
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 248)، والطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 183) رقم (10277)، و"المعجم الأوسط"(2/ 227) رقم (1406)، و"المعجم الصغير"(1/ 101)، وأبو يعلى في "مسنده"(8/ 474 - 475) رقم (5063)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 44 رقم (335)، والدَّارَقُطْنِيّ في "العلل"(5/ 300)، وابن الأعرابي في "معجمه"(4/ 118) رقم (801)، وأبو نُعَيْم في "حِلْيَة الأولياء"(4/ 210)، وفي "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 219)، والبَغَويّ في "شرح السُّنَّة"(13/ 38 - 39) رقم (3451)، والقُضَاعِيّ في "مسند الشِّهَاب"(1/ 375) رقم (647)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2687) -في ترجمة (يحيى بن يزيد الرُّهَاوي) -، من طريق أبي إسحاق، عن أبي عُبَيْدَة بن عبد اللَّه بن مسعود، عن أبيه، به
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
أقول: في تصحيح الحاكم لإسناده وموافقة الذَّهَبِيُّ له، نظر؛ وذلك لما تقدَّم من وجود الانقطاع فيه.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 187): "رواه أبو يعلى والطبراني في الثَّلاثة، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح إلَّا أنَّ أبا عُبَيْدَة لم يسمع من أبيه، فهو مرسل".
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(4/ 515)، و"مجمع الزوائد"(8/ 187)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 201 - 202)، و"المقاصد الحسنة" ص 48 - 49، و"الأزهار المتناثرة" للسُّيُوطيّ ص 182 - 184.
ومن هذه الشواهد، ما رواه أبو داود في الأدب، باب الرحمة (5/ 231) رقم (4941)، والتِّرْمِذِيّ في البر والصلة، باب في رحمة النَّاس (4/ 323 - 324) رقم (1924)، وأحمد في "المسند"(2/ 160)، والحُمَيْدِيّ في "مسنده"(2/ 269) رقم (591)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 159)، والبخاري في "التاريخ الكبير" -في الكُنَى ص 64 - ، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(8/ 338)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 41)، وفي "شُعَبِ الإِيمان"(7/ 476) رقم (11048) -ط بيروت-، والخطيب في "تاريخه"(3/ 260)، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا:"الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمنُ، ارْحَمُوا مَنْ في الأرضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ في السَّمَاءِ". وعند بعضهم زيادة على ذلك.
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن صحيح".
وقال الحاكم: صحيح. ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وصححه العِرَاقي وابن ناصر الدِّين كما نقله في "الصحيحة"(2/ 630 - 631) عنهما.
* * *
2128 -
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حمَّاد الواعظ، حدَّثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بُهْلُول الأَزْرَق، أخبرني جدِّي أبو يعقوب إسحاق بن البُهْلُول -قراءةً عليه-، حدَّثني يحيى بن المتوكِّل البَاهِلِيّ، عن إبراهيم بن يزيد الخُوْزِيّ قال: حدَّثنا سالم،
عن أبيه، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، كانوا يقرؤون {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [سورة الفاتحة: الآية 4].
(14/ 148 - 149) في ترجمة (يحيى بن المتوكِّل البَاهِلِيّ البَصْرِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (إبراهيم بن يزيد الخُوْزِيّ المَكِّيّ أبو إسماعيل مولى بني أُمَيَّة) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 18) وقال: "ليس بثقة". وقال مرَّةً: "ليس بشيء".
2 -
"الضعفاء الصغير" للبخاري ص 30 رقم (12) وقال: "سكتوا عنه".
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 42 رقم (14) وقال: "متروك الحديث".
4 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 70 - 17).
5 -
"الجرح والتعديل"(2/ 146 - 147) وفيه عن أحمد: "متروك الحديث". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث منكر الحديث". وقال أبو زُرْعَة: "منكر الحديث. . . ضعيف الحديث".
6 -
"المجروحين"(1/ 100 - 102) وقال: "روى عن عمرو بن دينار و. . . مناكير كثيرة، وأوهامًا غليظة، حتَّى يسبق إلى القلب أنَّه المتعمِّد لها".
7 -
"الكامل"(1/ 227 - 229) وقال: أحاديثه غير محفوظة. وفيه عن أبي بكر عبد اللَّه بن أبي داود السِّجِسْتَانِيّ: "ليِّن الحديث".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 102 - 103 رقم (13) وقال: "منكر الحديث".
9 -
"التقريب"(1/ 46) وقال: "متروك الحديث، من السابعة، مات سنة إحدى وخمسين -يعني ومائة-"/ ت ق
(1)
.
(1)
في "التقريب": "س". والصواب "ق" كما في "تهذيب الكمال"(2/ 242).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (يحيى بن المتوكِّل البَاهِلِي البَصْرِيّ أبو بكر) وقد ترجم له في:
1 -
"سؤالات ابن الجُنَيْد لابن مَعِين" ص 487 رقم (879) وقال: "ولا أعرفه".
2 -
"التاريخ الكبير"(8/ 306) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (7/ 612) وقال: "كان يخطئ، وليس هذا يحيى بن المتوكِّل الذي يقال له أبو عَقِيل صاحب بُهَيَّة، ذاك ضعيف"
(1)
.
4 -
"تاريخ بغداد"(14/ 148 - 149) وفيه قول ابن مَعِين السابق فحسب.
5 -
"التقريب"(2/ 356) وقال: "صدوق يخطئ، من التاسعة"/ تمييز.
التخريج:
رواه أبو بكر بن أبي داود في "المصاحف"(103)، عن أحمد بن يونس، حدَّثنا أبو الرَّبيع، حدَّثنا هُشَيْم قال: أخبرنا مخبر
(2)
، عن الزُّهْرِيّ،
(1)
فرَّق أصحاب كتب "الجرح والتعديل" بين (يحيى بن المتوكِّل البَاهِلِيّ أبو بكر البَصْريّ) وبين يحيى بن المتوكِّل البَاهِلِي المَدِينيّ أبو عَقِيل) الذي سبقت ترجمته في حديث (2120). لكن ذَكَرَ المِزِّيّ في "تهذيب الكمال"(2/ 242 - 243)(أبا عَقِيل يحيى بن المتوكِّل) ضمن من روى عن (إبراهيم بن يزيد الخُوْزِيّ)، وأظن أنَّ تكنيته له بـ (أبي عَقِيل) وَهِمٌ، وإنما هو أبو بكر) لمَّا تقدَّم. كما أنَّ ابن حَجَر ذَكَرَ (إبراهيم بن يزيد الخُوْزِيّ) ضمن من روى عنهم (يحيى بن المتوكِّل البَاهِلِيّ أبو بكر البَصْرِيّ)، واللَّه أعلم.
(2)
هكذا في كتاب "المصاحف" المطبوع: "مخبر" بالخاء المعجمة. ولم أتبينه، وأخشى أن يكون مُصَحَّفًا عن "مُحَبَّر" بالحاء المهملة، وهو "مُحَبَّر بن قَحْذَم". وقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 59)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(8/ 419)، والدَّارَقُطْنِيُّ في "المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف"(4/ 2013)، ولم يذكروا فيه جرحًا أو تعديلًا.
عن سالم، عن أبيه، به. وعنده من هذا الطريق زيادة ذكر (عثمان).
ثم رواه عقبه، عن محمد بن عَوْف، حدَّثنا سعيد بن منصور، حدَّثنا هُشَيْم قال: أخبرني مخبر
(1)
، عن الزُّهْرِيّ، عن سالم، عن أبيه، به.
قال أبو بكر بن أبي داود؛ "هذا عندنا وَهَمٌ، والصواب: رواية أبي الرَّبيع وغيره عن هُشَيْم. وكُلُّ من رواه عن الزُّهْرِيّ متصلًا وغير متصل: فـ (مَالِكِ) إلّا رجل واحد فإنَّه قال: (مَلِك) ".
وقال الإمام أبو داود في "سننه" في الحروف والقراءات (4/ 294) رقم (4000) بعد أن رواه من طريق مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ مرسلًا -قال مَعْمَر: وربما ذَكَرَ
(2)
: ابن المسيَّب-: "هذا أصحُّ من حديث الزُّهْرِيّ عن أنس، والزُّهْرِيّ عن سالم عن أبيه".
وعزاه في "الدُّرِّ المنثور"(1/ 35) إلى سعيد بن منصور وابن أبي داود فحسب.
أقول: وفي الباب عن أنس، وأبي هريرة، وغيرهما. انظر:"المصاحف" لابن أبي داود ص 103 - 106، و"جامع الأصول"(2/ 485 - 486)، و"الدُّرّ المنثور"(1/ 35 - 37).
وقد تقدَّم تخريجه من حديث أبي هريرة برقم (708)، ومن حديث سعيد بن المسيَّب والبَرَاء بن عَازِب معًا في حديث (2009). وانظر حديث (1490) أيضًا.
قال الإمام ابن كثير في "تفسيره"(1/ 29): "قرأ بعض القُرَّاء {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وقرأ آخرون {مَالِكِ}، وكلاهما صحيح متواتر في السَّبْع".
(1)
انظر التعليق السابق.
(2)
يعني الزُّهْرِيّ.
وانظر في القراءات الواردة في هذه الآية، ومن قرأ فيها:"زاد المسير" الابن الجَوْزي (1/ 13). وانظر في توجيهها: "تفسير الطبري"(1/ 148 - 154).
* * *
2129 -
قرأت في كتاب القاضي أبي بكر محمد بن عمر بن سَلْم الجِعَابِيّ -بخطِّ يده-.
ثم أخبرناه الصَّيْمَرِيّ -قراءةً-، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عليّ الصَّيْرَفِيّ، حدَّثنا محمد بن عمر بن سَلْم، حدَّثني محمد بن هارون بن حُمَيْد، حدَّثنا محمد بن مغيرة الشَّهْرُزُوْرِيّ، حدَّثنا يحيى بن الحسين المَدَائِنيّ -مولى بني هاشم-، حدَّثنا ابن لَهِيعة، عن أبي الزُّبَيْر،
عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ثلاثةٌ لم يَكْفُرُوا بالوحي طَرْفَةَ عَيْنٍ: مؤمنُ آل ياسين، وعليُّ بن أبي طالب، وآسِيَةُ امراة فِرْعَون".
(14/ 155) في ترجمة (يحيى بن الحسين المَدَائِني).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (محمد بن المغيرة الشَّهْرُزُوْرِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"الكامل"(6/ 2286 - 2287) وقال: "يسرق الحديث، وهو عندي ممّن يضع الحديث". وقال: "رأيت لمحمد بن المغيرة ما يُتَّهم فيه غير ما ذكرت".
2 -
"الميزان"(4/ 46) وذكر الحديث في ترجمته.
3 -
"اللسان"(5/ 387). ولم يذكر ابن حَجَر أو الذَّهَبِيّ غير ما تقدَّم عن ابن عدي في "الكامل".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (يحيى بن الحسين المَدَائِني) وقد ترجم له في:
1 -
"الكامل"(6/ 2287) -في ترجمة (محمد بن المغيرة الشَّهْرُزُوْرِيّ) - وقال: "غير معروف".
2 -
"تاريخ بغداد"(14/ 155) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 368) وقال: "مجهول الحال، وخبره غير صحيح. أورده الخطيب في "تاريخه"".
وفيه أيضًا (محمد بن عمر الجِعَابِيّ أبو بكر)، قال الحافظ الذَّهَبِيُّ عنه:"مشهور محقِّق، لكنَّه رَقِيقُ الدِّين تَالِفٌ". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (410).
وفيه كذلك (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْرِيّ)، وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (196).
التخريج:
رواه ابن عَدِيّ في "الكامل"(6/ 2286 - 2287) -في ترجمة (محمد بن المغيرة الشَّهْرُزُوْرِيّ) -، عن محمد بن هارون بن حُمَيْد، حدَّثنا محمد بن المغيرة، به. لكن أوَّله عنده:"ثلاثة ما كفروا باللَّه عز وجل قَطُّ" وذكرهم.
قال ابن عدي: "هذا باطل، ولا أدري البلاء من محمد بن المغيرة، أو يحيى بن الحسين
(1)
، فإنَّ يحيى بن الحسين (1) غير معروف. وقد رأيت لمحمد بن المغيرة ما يُتَّهَمُ فيه غير ما ذكرت".
* * *
2130 -
أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حَسْنُون النَّرْسِيّ،
(1)
صُحِّفَ في "الكامل" إلى: "الحسن". والتصويب من "تاريخ بغداد"(14/ 155)، و"ميزان الاعتدال"(4/ 368). وقد ذُكِرَ في الإسناد عند ابن عدي على الصواب أيضًا.
وأبو الحسن محمد بن عبيد اللَّه بن محمد الحِنَّائِيّ
(1)
، قالا: حدَّثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البَخْتَرِيّ الرَّزَّاز -إملاءً-، حدَّثنا العبَّاس بن محمد الدُّوريّ.
وأخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا محمد بن عمرو الرَّزَّاز، حدَّثنا عبَّاس بن محمد، حدَّثنا يحيى بن أبي بُكَيْر، حدَّثنا إسرائيل، عن الأَعْمَش، عن أبي سفيان،
عن جابر بن عبد اللَّه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تُجْزِئُ صَلَاةٌ لا يُقِيمُ الرَّجُلُ صُلْبَهُ في الرُّكُوعِ والسُّجُودِ".
(14/ 156) في ترجمة (يحيى بن أبي بُكَيْر العَبْدِيّ أبو زكريا).
مرتبة الحديث:
غريب جدًّا من هذا الطريق. والصحيح المحفوظ روايته من حديث أبي مسعود البَدْرِيّ رضي الله عنه.
ورجال إسناد الخطيب حديثهم حسن.
و(أبو سفيان) هو (طَلْحَة بن نافع الوَاسِطي الإِسْكَاف): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (353).
قال الخطيب عقب روايته له: "قال أبو الفضل عبَّاس بن محمد: هذا حديث لم يروه إلَّا يحيى بن أبي بُكَيْر، وهو حديث غريب جدًّا".
ثم روى الخطيب بإسناده عن ابن خُزَيْمَة قوله: "حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن حاتم الدُّوريّ بخبرٍ خطأٍ كان يفتخر به" وذكره.
وقال الخطيب: "تفرَّد برواية هذا الحديث هكذا عن الأَعْمَش، إسرائيل بن
(1)
تَصَحَّفَ في ترجمته من "تاريخ بغداد"(2/ 336) إلى "الجبائي". والتصويب من "الأنساب" للسَّمْعَاني (4/ 245).
يونس، ولا نعلم رواه عن إسرائيل إلّا يحيى بن أبي بُكَيْر، وخالفه غير واحد، فرووه عن الأَعْمَش، عن عُمَارة بن عُمَيْر عن أبي مَعْمَر عن أبي مسعود عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وذاك المحفوظ الصحيح".
التخريج:
رواه أبو عَوَانَة في "صحيحه"(2/ 105)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 117)، من طريق عبَّاس بن محمد الدُّوريّ، عن يحيى بن أبي بُكَيْر، به.
وحديث أبي مسعود البَدْرِيّ رضي الله عنه من طريق الأَعْمَش، عن عُمَارَة بن عُمَيْر، عن أبي مَعْمَر، عنه، به، والذي قال الخطيب: إنَّه المحفوظ الصحيح.
قد رواه أحمد في "المسند"(4/ 122)، وعبد الرزاق في "مصنَّفه"(2/ 150) رقم (2856)، وأبو عَوَانَة في "صحيحه"(1/ 104 - 105)، وأبو داود في الصلاة، باب صلاة من لا يقيم صلبه (1/ 533 - 534) رقم (855)، والتِّرْمِذِيّ في الصلاة، باب ما جاء فيمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود (2/ 51) رقم (265)، والنَّسَائي في الافتتاح، باب إقامة الصلب في السجود. . . (2/ 214)، وابن ماجه في إقامة الصلاة، باب الركوع في الصلاة (1/ 282) رقم (870)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 348)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 117).
قال التِّرْمِذِيُّ: "حسن صحيح". وقال: "وفي الباب عن عليّ بن شَيْبَان، وأنس، وأبي هريرة، ورِفَاعَةَ الزُّرَقِيّ".
وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "هذا إسناد ثابت صحيح".
* * *
2131 -
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفُرَات -بخطِّه-، أخبرنا محمد بن العبَّاس الضَّبِّيّ الهَرَوِيّ، حدَّثنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين
قال: -يحيى بن العُرْيَان الهَرَويّ ابن عَمِّ بني نَجْدَة، كان ببغداد محدِّثًا-، أخبرنا محمد بن عثمان بن سعيد، وجعفر بن أحمد، قالا: حدَّثنا الجرَّاح بن مَخْلَد البَصْرِيّ، حدَّثنا يحيى بن العُرْيَان، حدَّثنا حاتم بن إسماعيل، عن أسامة بن زيد، عن نافع،
عن ابن عمر، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: الأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ".
(14/ 161) في ترجمة (يحيى بن العُرَيْان الهَرَويّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. ومَتْنُهُ صحيح، له شواهد وطرق كثيرة.
فالحديث مرويٌّ من طريق الوِجَادَة، وهو طريق منقطع ضعيف في التحمل. انظر "شرح العراقي لألفيته"(2/ 112 و 113 - 114)، و"علوم الحديث" لابن الصلاح ص 158.
كما أنَّ في إسناده (أسامة بن زيد اللَّيثي المَدَني أبو زيد)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (1/ 66):"صدوق يَهِمُ، اختلف قول يحيى القَطَّان فيه، وقال أحمد: ليس بشيء. وقال النَّسَائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: ليس به بأس". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 53): "صدوق يَهِمُ، من السابعة"/ خت م 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال" (2/ 347 - 351)، و"التهذيب" (1/ 207 - 208).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (يحيى بن العُرْيَان الهَرَويّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. ولم أقف على من ذكره بذلك.
كما أنَّ فيه (جعفر بن أحمد بن فارس الأَصْبَهَاني أبو الفضل)، ترجم له أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 245) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، وذكر أنَّ وفاته كانت في عام (289 هـ)، ولم أقف على من ذكره بجرح أو تعديل.
التخريج:
رُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما من طرق:
الأول: عن الجَرَّاح بن مَخْلَد، عن يحيى بن العُرْيَان، به.
رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 97)، -وعنه ابن الجَوْزي في "التحقيق"(1/ 93) -، والخطيب في "موضِّح أوهام الجمع والتفريق"(1/ 196).
قال الدَّارَقُطْنِيّ: "وهو وَهِمٌ، والصواب: عن أسامة بن زيد، عن هلال بن أسامة الفِهْرِي، عن ابن عمر موقوفًا".
وقد أخرجه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 17)، وعنه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 98)، من هذا الطريق موقوفًا.
وقد قال الخطيب في "الموضِّح" عقب روايته له مرفوعًا من الطريق المتقدِّم: "والخطأ فيه من وجهين، أحدهما: قوله: عن نافع، والثاني: روايته مرفوعًا".
الثاني: عن القاسم بن يحيى البزَّاز، حدَّثنا إسماعيل بن عيَّاش، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا.
رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 97) وقال: "رَفْعُهُ وَهِمٌ، والصواب عن ابن عمر من قوله. والقاسم بن يحيى هذا ضعيف".
قال الحافظ ابن حَجَر في "النُّكَت على كتاب ابن الصلاح"(1/ 413): "وأمَّا حديث ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنهما، فرواه البيهقي في "الخلافيات" من طريق ضَمْرَة بن ربيعة، عن إسماعيل بن عيَّاش، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنهما. ورجاله ثقات، إلَّا أنَّ رواية إسماعيل بن عيَّاش عن الحجازيين فيها مقال، وهذا منها. والمحفوظ من حديث نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما من قوله".
الثالث: عن عبد الرزاق، عن عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا.
رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 97) وقال: "هكذا قال عبد الرزاق: عن عبيد اللَّه. وَرَفْعُهُ وَهِمٌ أيضًا".
أقول: وقد رواه تمَّام الرَّازِيّ في "فوائده"(1/ 363) رقم (619)، من طريق عبد الرزاق المتقدِّم مرفوعًا، إلَّا أنَّه ذكر (سفيان) بين (عبد الرزاق) و (عبيد اللَّه). وقد أشار الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه" (1/ 97 - 98) إلى هذا وقال:"وَرَفْعُهُ أيضًا وَهِمٌ، وَوَهِمَ في ذكر الثَّوْريّ".
وقال الدَّارَقُطْنِيّ: إنما رواه عبد الرزاق، عن عبد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا. ثم رواه عقبه من هذا الطريق.
الرابع: عن محمد بن الفضل، عن زيد، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعًا.
رواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 98)، وقال: محمد بن الفضل هو ابن عطيَّة: متروك الحديث".
الخامس: عن محمد بن الفضل، عن زيد، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا.
رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1057) -في ترجمة (زيد بن الحَوَاري) -، وقال: وهذا أيضًا رواه مثل محمد بن الفضل عن زيد، ومحمد أضعف منه، كأنَّ البلاء منه".
أقول: في الطريقين: الرابع والخامس، زيد بن الحَوَاري العَمِّيّ البَصْرِيّ، وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (374).
والحديث رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(1/ 11)، والدُّولابيّ في "الكُنَى"(2/ 137)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 98)، وابن المنذر في "الأوسط"(1/ 401)، وغيرهم، من طرق، عن ابن عمر موقوفًا.
ومَتْنُ الحديث صحيح، له شواهد وطرق كثيرة عن جماعة من الصحابة. وقد تقدَّم في حديث (960) ذكر مصادر شواهده.
* * *
2132 -
أخبرنا محمد بن أبي القاسم الأَزْرَق، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القَطَّان، حدَّثنا محمد بن غالب بن حَرْب، حدَّثنا يحيى بن عَنْبَسَة القُرَشِيّ، حدَّثنا حُمَيْد الطويل،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَزَالُ الملائكةُ تصلِّي على الغَازِي ما دَامَ حَمَائِلُ سَيْفِهِ في عُنُقِهِ".
(14/ 161 - 162) في ترجمة (يحيى بن عَنْسَبَة القُرَشِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (يحيى بن عَنْبَسَة المِصِّيْصِيّ القُرَشِيّ)، وهو من الوضَّاعين المشهورين. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (778).
قال الخطيب عقبه: "لا نعلم رواه عن حُمَيْد غير يحيى بن عَنْبَسَة".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 225 - 226) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (يحيى بن عَنْبَسَة).
وأقرَّه السُّيُوطيّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 135)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 177).
* * *
2133 -
أخبرنا الحسين بن عليّ بن محمد المُعَدَّل، حدَّثنا عمر بن
أحمد بن شَاهِين، حدَّثنا أيوب بن يوسف المِصْرِيّ، حدَّثنا يوسف بن سعيد بن مُسْلِم المِصِّيْصِيّ، حدَّثنا يحيى بن عيسى -قلت- القائل الخطيب-: كذا رواه ابن شَاهِين، وإنما هو يحيى بن عَنْبَسَة-، حدَّثنا أبو حَنِيفة، عن حمَّاد، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة،
عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَجْتَمِعُ على مُؤْمِنٍ خَرَاجٌ وعُشْرٌ".
أخبرنا القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشَّافِعِيّ، حدَّثنا محمد بن حامد المُعَدَّل -بالمَوْصِل-، حدَّثنا محمد بن أحمد بن أبي مَهْزُول المِصِّيْصِيّ، حدَّثنا يوسف بن سعيد بن مُسْلِم، حدَّثنا يحيى بن عَنْبَسَة، حدَّثنا أبو حَنِيفة مثل حديث ابن شاهين سواء.
(14/ 162) في ترجمة (يحيى بن عَنْبَسَة القُرَشِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (يحيى بن عَنْبَسَة المِصِّيْصِيّ القُرَشِيّ)، قال ابن حِبَّان في "المجروحين" (3/ 124) في ترجمته:"شيخ دجَّال يضع الحديث على ابن عُيَيْنَة وداود بن أبي هِنْد وأبي حَنِيفة وغيرهم من الثقات. لا تحلُّ الرواية عنه بحال". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (778).
و(حمَّاد) هو (ابن أبي سليمان الكوفي): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (632).
و(إبراهيم) هو (ابن يزيد النَّخَعِيّ): إمام حافظ ثقة فقيه. وتقدَّمت ترجمته في حديث (231).
و (عَلْقَمَة) هو (ابن قيس بن عبد اللَّه النَّخَعِيّ): تابعي كبير ثقة ثَبْت فقيه عابد. وتقدمت ترجمته في حديث (231).
التخريج:
رواه ابن حِبَّان في "المجروحين"(3/ 124)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2710) -كلاهما في ترجمة (يحيى بن عَنْبَسَة) -، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 132)، من طريق يوسف بن سعيد، حدَّثنا يحيى بن عَنْبَسَة، به.
وهو في "مسند أبي حنيفة" لأبي محمد عبد اللَّه الحارثي البُخَاري، وأبي القاسم طَلْحَة بن محمد الشاهد، وعمر بن الحسن الأُشْنَاني، وأبو بكر محمد بن عبد الباقي، وأبو عبد اللَّه محمد بن الحسين بن محمد بن خُسْرو البَلْخي، من الطريق المتقدِّم. كما في "جامع المسانيد" لأبي المُؤَيَّد محمد بن محمود الخُوَارِزْمِيّ (1/ 462 - 463).
قال ابن عدي: "هذا الحديث لا يرويه غير يحيى بن عَنْبَسَة بهذا الإسناد عن أبي حَنِيفة، وإنما يُرْوَى هذا من قول إبراهيم، ويحكيه أبو حَنِيفة عن حمَّاد عن إبراهيم من قوله. وهو مذهب أبي حنيفة، وجاء يحيى بن عَنْبَسَة فرواه عن أبي حَنِيفة فأوصله إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأَبْطَلَ فيه".
وقال البيهقي: "هذا حديث باطل وَصْلُهُ وَرَفْعُهُ، ويحيى بن عَنْبَسَة مُتَّهم بالوضع".
وقال الخطيب: "تفرَّد بروايته عن أبي حَنِيفة يحيى بن عَنْبَسَة، وليس يُرْوَى إلَّا بهذا الإسناد".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 151) عن الخطيب من طريقه الثاني، وأعلَّه بيحيى بن عَنْبَسَة، وذكر بعض ما قيل فيه.
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 70)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 128).
* * *
2134 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القَطَّان، حدَّثنا محمد بن غالب، حدَّثنا يحيى بن عِمْرَان -في شارع الرَّقِيق-، حدَّثنا سليمان بن أَرْقَم، عن الحسن،
عن عليٍّ قال: كَفَّنْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في قميص أبيض، وثَوْبَيْ حِبَرَةٍ.
(14/ 162 - 163) في ترجمة (يحيى بن عِمْرَان أبو زكريا).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (سليمان بن أرْقَم البَصْرِيّ)، وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (562).
كما أنَّ فيه انقطاعًا بين (الحسن البَصْرِيّ) وبين (عليّ بن أبي طالب)، فإنَّه لم يسمع منه كما قال أبو زُرْعَة وغيره. انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 36 - 37.
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (يحيى بن عِمْرَان أبو زكريا)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
لم أقف عليه في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد رُوي عن عليٍّ رضي الله عنه ما يخالف الذي رُوي عنه هنا، فقد تقدَّم في
حديث (277) عنه: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ في سبعة أثواب"، وإسناده فيه ضعف.
وقد سبق في حديث (116) بيان أنَّ الصحيح المشهور: تكفينه صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيضٍ سَحُولِيَّةٍ من كُرْسُفٍ، ليس فيهن قميص ولا عِمَامَةٌ. وانظر حديث (786) أيضًا.
وانظر ما ورد في كَفَن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (3/ 258 - 262)، و"دلائل النبوة" للبيهقي (7/ 246 - 249)، و"نصب الراية"(2/ 260 - 263)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 108)، و"جامع الأصول"(11/ 75 - 78)، و"مجمع الزوائد"(3/ 23 - 24).
غريب الحديث:
قوله: "حِبَرَة" بوزن عِنَبَة، واحدة الحِبَر، وهي الثياب المنقوشة الموشيَّة. انظر "النهاية"(1/ 328).
* * *
2135 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشافعي، حدَّثنا أبو عيسى الطُّوْسِيّ موسى بن هارون، حدَّثنا يحيى بن الصَّامِت المَدَائِنيّ، حدَّثنا أبو إسحاق الفَزَارِيّ، عن الأَوْزَاعِيّ، عن الزُّبَيْدِيّ، عن عامر بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر،
عن أبيه -قال ابن رِزْق: كذا في الأصل- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا دَخَلَ أحدُكُمْ المَسْجِدَ فلا يَجْلِسْ حتَّى يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ".
(14/ 163) في ترجمة (يحيى بن الصَّامِت المَدَائِنيّ).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات، إلَّا أنَّه غير محفوظ من هذا الطريق؛ والصحيحُ
المحفوظُ روايته من حديث أبي قَتَادَة الأنصاري رضي الله عنه.
و(الزُّبَيْدِيُّ) هو (محمد بن الوليد بن عامر أبو الهُذَيْل الحِمْصِيّ القاضي): إمام حافظ، ثقة ثَبْت من كبار أصحاب الزُّهْرِيّ، وكان لا يأخذ إلَّا عن الثقات كما قال أحمد. وحديثه مخرَّج في "الصحيحين"، وكانت وفاته عام (146 هـ)، وقيل غير ذلك. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(6/ 281 - 284)، و"التهذيب"(9/ 502 - 503)، و"التقريب"(2/ 215).
و(أبو إسحاق الفَزَارِيّ) هو (إبراهيم بن محمد بن الحارث): إمام ثقة حافظ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (313).
قال الخطيب عقب روايته له: "قوله عن عامر بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر عن أبيه، خطأ، والصواب: عن عامر، عن عمرو بن سُلَيْم، عن أبي قَتَادَة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وقد رواه أبو صالح الفَرَّاء، عن الفَزَاري، عن الأَوْزَاعي، عن الزُّبَيْدي، عن عامر بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر، عن أبي قَتَادَة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. ورواه عمر بن عبد الواحد الدِّمَشْقِي، والوليد بن مَزْيَد البَيْرُوتي، ومحمد بن يوسف الفِرْيَابي، ثلاثتهم عن الأَوْزَاعي، عمَّن سمع عامر بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر، عن أبي قَتَادَة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم".
التخريج:
لم أقف عليه من حديث عبد اللَّه بن الزُّبَيْر في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وحديث أبي قَتَادَة من طريق عامر بن عبد اللَّه بن الزُّبَيْر، عن عمرو بن سُلَيْم، عن أبي قَتَادَة، به مرفوعًا. رواه أصحاب الكتب الستة وأحمد. وغيرهم. وقد تقدَّم تخريجه في حديث (266).
* * *
2136 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثنا محمد بن خَلَف المَرْوَزِيّ، وحسين بن بشَّار الخَيَّاط، قالا: حدَّثنا يحيى بن هاشم، حدَّثنا هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَصْلُحُ الصَّنِيْعَةُ إلَّا عند ذي حَسَبٍ وَدِينٍ، كما أنَّ الرِّيَاضَةَ لا تَصْلُحُ إلَّا في نَجِيبٍ".
(14/ 163 - 164) في ترجمة (يحيى بن هاشم بن كَثِير الغَسَّاني السِّمْسَار أبو زكريا).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده صاحب الترجمة (يحيى بن هاشم الغَسَّاني السِّمْسَار)، قال عنه ابن مَعِين:"دجَّال هذه الأُمَّة". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (643).
التخريج:
له عن عائشة رضي الله عنها طرق:
الأول: عن يحيى بن هاشم السِّمْسَار، حدَّثنا هشام بن عُرْوَة، به.
رواه ابن الأَعْرَابي في "معجمه"(2/ 349) رقم (314)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 453 - 454) رقم (10968) -ط بيروت-، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(4/ 432 - 433) -في ترجمة (يحيى بن هاشم السِّمْسَار) -، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(2/ 55) رقم (872)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 587) -مخطوط-.
وليس عند ابن الأعرابي والقُضَاعي قوله: "كما أنَّ الرِّيَاضَةَ لا تصلحُ إلَّا في نجيب".
قال العُقَيْلِي: "لا يصحُّ في هذا شيء".
الثاني: عن عُبَيْد بن القاسم، حدَّثنا هشام بن عُرْوَة، به.
رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 400) رقم (1954) -من كشف الأستار-، والقُضَاعي في "مسند الشِّهَاب"(2/ 54) رقم (871)، وأبو الحسن الشَّجَري في "أماليه"(2/ 199 - 200).
قال البزَّار: "لا نعلم رواه هكذا إلَّا عُبَيْد، وهو ليِّن الحديث. ويروي هذا وهو منكر".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 184): "رواه البزَّار وفيه عُبَيْد بن القاسم وهو كذَّاب".
أقول: كذَّبه ابن مَعِين وصالح جَزَرَة وأبو داود. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1612).
الثالث: عن المسيَّب بن شَرِيك، عن هشام بن عُرْوَة، به.
رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 454) رقم (10968) -ط بيروت-، وابن عدي في "الكامل"
(1)
(6/ 2382) -في ترجمة (المسيَّب بن شَرِيك) -.
ولفظ أوَّله عند البيهقي: "لا تنفع الصنائع إلَّا عند ذي نُهَى: حَسَب أو دِين".
قال البيهقي: "هكذا رواه جماعة من الضعفاء عن هشام. ويقال: إنَّه من قول عروَة بن الزُّبَيْر، كتبه عليّ بن المَدِيني من كتاب المسيَّب بن شَرِيك عن هشام عن أبيه من قوله".
أقول: رواه الخطيب في "تاريخه"(13/ 139) من طريق عليّ بن المَدِيني هذا.
(1)
سقط من إسناد ابن عدي في "الكامل" المطبوع قوله: "المسيَّب بن".
وقال ابن عدي: "وقد رواه عن هشام بن عُرْوَة من الضعفاء غير المسيَّب بن شَرِيك".
أقول: (المُسَيَّب بن شَرِيك التَّمِيميّ الشَّقَرِيّ): متروك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (937).
الرابع: عن أبي عبد اللَّه بن أَوْس، حدَّثنا إبراهيم بن سعيد الشَّاهِيْنِيّ، حدَّثنا محمد بن عبَّاد بن موسى العُكْلِيّ، حدَّثنا أبو المُطَرِّف المغيرة بن المُطَرِّف، عن هشام، به.
رواه ابن لال -كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 82) -.
أقول: (أبو المُطَرِّف المغيرة بن المُطَرِّف) لم أقف على من ترجم له.
و(محمد بن عبَّاد بن موسى العُكْلِيّ، ولقبه: سَنْدُولا)، لم يحمده ابن مَعِين. وقال أبو العبَّاس بن عُقْدَة:"في أمره نظر". وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: "يخطئ أحيانًا". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (238).
الخامس: عن حسين بن المبارك الطبراني، عن إسماعيل بن عيَّاش، عن هشام بن عُرْوَة، به.
رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 774) -في ترجمة (الحسين بن المبارك الطبراني) -، وقال:"هذا الحديث منكر المتن وإن كان عن إسماعيل بن عيَّاش، لأنَّ إسماعيل يخلط في حديث الحجاز والعراق، وهو ثبت في حديث الشام؛ والبلاء في هذا الحديث من الحسين بن المبارك هذا لا من إسماعيل بن عيَّاش".
والحديث رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 167) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وأعلَّه بـ (يحيى بن هاشم السِّمْسَار).
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 82 - 83)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 135).
وخلاصة تعقُّب السُّيُوطيّ: أنَّ يحيى بن هاشم السِّمْسَار لم يتفرَّد به، وأنَّه قد توبع عليه.
أقول: لا قيمة لهذه المتابعات لما تقدَّم من حال المُتَابِعِين.
كما ذَكَرَ أنَّ له شاهدًا من حديث أبي أُمَامَة.
أقول: هذا الشاهد ذكره الهيثمي في "المجمع"(8/ 183) وقال: "رواه الطبراني وفيه سليمان بن سَلَمَة الخَبَائِرِيّ، وهو متروك".
غريب الحديث:
قوله: "كما أنَّ الرِّيَاضَة لا تَصْلُحُ إلَّا في النجيب". النجيب من الفرس: الفاضل الخالص النفيس. وراض الفرس: ذلَّله وطوَّعه وعلَّمه السَّير. والرَّيضُ من الدواب: الذي لم يقبل الرياضة ولم يَمْهَر المشية ولم يَذِلّ لراكبه. انظر: "اللسان" مادة (روض)(7/ 164)، و"المعجم الوسيط" مادة (نجب) ص 911.
* * *
2137 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا دَعْلَج بن أحمد المُعَدَّل، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثني يحيى بن عبد ربِّه، حدَّثنا شُعْبَة، عن أيوب وخالد، عن الحسن، عن أُمِّه،
عن أمِّ سَلَمَة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: لِكُلِّ أُمَّةٍ أمينٌ، وأبو عُبَيْدَةَ أمينُ هذه الأُمَّةِ".
(14/ 165) في ترجمة (يحيى بن عَبْدُوْيَه أبو زكريا مولى عبيد اللَّه بن المهدي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (يحيى بن عَبْدُوْيَه البغدادي أبو زكريا) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(9/ 173 - 174) وفيه عن أبي حاتم: "مجهول".
2 -
"الكامل"(7/ 2667) وقال: "حدَّث عن شُعْبَة وحمَّاد بن سَلَمَة بأحاديث ليست بمحفوظة". وقال: "ما أقلَّ ماله من الروايات، وأرجو أنَّه لا بأس به".
3 -
"تاريخ بغداد"(14/ 165 - 166) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشيء". وقال مرَّةً: "كذَّاب رجل سوء". وفيه أنَّ أحمد بن حَنْبَل أثنى عليه.
وأُمُّ الحسن البَصْرِيّ هي (خَيْرَة مَوْلَاة أُمّ سَلَمَة)، لم يوثِّقها غير ابن حِبَّان، وروى لها مسلم في "صحيحه". وتقدَّمت ترجمتها في حديث (1670).
و(خالد) هو (ابن مِهْرَان الحَذَّاء البَصْرِيّ أبو المَنَازِل): حافظ ثقة يرسل، خرَّج له الستة، وكانت وفاته سنة (141 هـ). انظر ترجمته في:"السِّيَر"(6/ 190 - 193)، و"تهذيب الكمال"(8/ 177 - 182)، و"التهذيب"(120 - 122)، و"التقريب"(1/ 219).
و(أيوب) هو (ابن كَيْسَان السَّخْتِيَانِيّ البَصْرِيّ أبو بكر): إمام ثقة ثَبْت حجَّة من كبار الفقهاء العُبَّاد. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1256).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "يقال: تفرَّد برواية هذا الحديث دَعْلَج عن عبد اللَّه، فإنَّه لم يوجد عند غيره".
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(8/ 749) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 254) إلى: الخطيب وابن عساكر فحسب. والحديث صحيح من طرق أخرى، وقد سبق الكلام عليه في حديث (1066).
* * *
2138 -
أخبرنا البَرْقَانيّ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد أبو بكر البزَّاز -وهو ابن سعيد-، حدَّثنا أحمد بن أبي يحيى الأَحْوَل
(1)
، حدَّثنا يحيى بن عبد اللَّه الأَوَانِيُّ
(2)
، حدَّثنا ثابت أبو زيد، عن عاصم الأَحْوَل،
عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"يُصَلِّي الرَّجُلُ على دَابَّتِهِ تَطَوُّعًا حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ".
(14/ 166) في ترجمة (يحيى بن عبد اللَّه الأَوَانِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والصحيح وَقْفُهُ على أنس رضي الله عنه. وقد صَحَّ مِنْ فِعْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
هكذا في المطبوع: "أحمد بن أبي يحيى الأَحْوَل". وهو يوافق ما في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 822. لكن في مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (1841): "أحمد بن يحيى الأَحْوَل".
(2)
هذه النسبة إلى (أوانا)، وهي قرية على عشرة فراسخ من بغداد. "الأنساب"(1/ 379).
ففيه (أحمد بن يحيى الَحْوَل)، وهو (أحمد بن يحيى بن المنذر المَدِيني أبو عبد اللَّه) على ما قال الذَّهَبِيّ، وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1841).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (يحيى بن عبد اللَّه الأَوَاني)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (ثابت أبو زيد) هو (ثابت بن يزيد الأَحْوَل البَصْرِيّ): ثقة ثَبْت، خرَّج له الستة، وتوفي عام (169 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(4/ 383 - 384)، و"التهذيب"(2/ 18)، و"التقريب"(1/ 118).
قال الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد بروايته مرفوعًا ثابت أبو زيد عن عاصم. ورواه زهير بن معاوية وغيره عن عاصم عن أنس موقوفًا وهو الصحيح".
التخريج:
لم أقف عليه في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد صَحَّ ذلك من فعل النبيِّ صلى الله عليه وسلم، رواه عنه أنس، وابن عمر، وجابر، وغيرهم، من الصحابة رضوان اللَّه عليهم. انظر:"المصنَّف" لعبد الرزاق (2/ 575 - 578)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (2/ 4 - 5)، و"جامع الأصول"(5/ 476 - 482)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 214)، و"فتح الباري"(2/ 576 - 577) -في تقصير الصلاة، باب صلاة التطوع على الحمار-.
وقد تقدَّم تخريج حديث عبد اللَّه بن عمر، وأنس، في حديث (112).
* * *
2139 -
أخبرنا الحسن بن عليّ التَّمِيميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن
حَمْدَان، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثنا أبي، حدَّثنا يحيى بن أيوب، حدَّثنا سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحِيّ، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا يَبْقَى بعدي من النبوة إلَّا المُبَشِّرَاتُ". قالوا: يا رسول اللَّه: ما المُبَشِّرَاتُ؟ قال: "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الرَّجُلُ أو تُرَى لَهُ".
(14/ 188) في ترجمة (يحيى بن أيوب العَابِد المَقَابِرِيّ أبو زكريا).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن إن شاء اللَّه. والحديث صحيح من طرق أخرى.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (1632).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1632).
* * *
2140 -
أخبرنا البَرْقَانِيّ، أخبرنا أبو عليّ محمد بن أحمد بن الحسن الصَّوَّاف، حدَّثنا إبراهيم بن السَّكَن، حدَّثنا يحيى بن عثمان الحَرْبِيّ، حدَّثنا هِقْل، عن الأَوْزَاعِيّ، عن إسحاق بن عبد اللَّه،
عن أنس بن مالك قال: قام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلةً يصلِّي فإذا امرأة تصلِّي بصلاته، فلمَّا أحسَّ بها التفت إليها فقال لها:"اضْطَجِعِي إنْ شِئْتِ"، فقالت: إنِّي أجدُ نَشَاطًا، ثم قام فصلَّى فالتفتَ إليها الثانية فقال لها مثل ذلك، ثم قام فصلَّى فالتفتَ إليها الثالثة فقال لها:"اضْطَجِعِي إنْ شِئْتِ"، فقالت: إنِّي أجدُ نَشَاطًا، فقال:"إنَّكَ لَسْتِ مِثْلِي، إنَّما جُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي في الصَّلاة".
(14/ 190) في ترجمة (يحيى بن عثمان الحَرْبِيّ أبو زكريا).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقوله صلى الله عليه وسلم: "وجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي في الصَّلاة" روي من غير هذا الطريق بإسناد قوي.
ففيه صاحب الترجمة (يحيى بن عثمان الحَرْبي أبو زكريا) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِيّ (4/ 420) وقال: "عن هِقْل لا يُتَابَعُ على حديثه عن الأَوْزَاعِيّ".
2 -
"تاريخ بغداد"(14/ 189 - 191) وفيه عن أحمد: "لا أعرفه". وقال ابن مَعِين: "ثقة". وقال مرَّةً: "ليس به بأس". وقال صالح جَزَرَة: "صدوق من العُبَّاد".
3 -
"التهذيب"(11/ 256 - 257) وفيه عن أبي زُرْعَة: "ثقة".
4 -
"التقريب"(2/ 354) وقال: "صدوق، تكلَّموا في روايته عن هِقْل، من العاشرة"/ تمييز.
و(هِقْل) هو (ابن زياد السَّكْسَكِيّ الدِّمَشْقِيّ)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب":(2/ 321): "كاتب الأَوْزَاعِي، ثقة، من التاسعة"/ م 4. وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "السِّيَر" (8/ 329)، و"التهذيب" (11/ 64 - 65).
قال الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد برواية هذا الحديث هكذا موصولًا هِقْل بن زياد عن الأَوْزَاعِي، ولم أره إلَّا من رواية يحيى بن عثمان عن هِقْل، وخالفه الوليد بن مسلم فرواه عن الأَوْزَاعِي عن إسحاق عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا، لم يذكر فيه أنسًا". ثم ساقه من هذا الطريق، وهو الحديث التالي، وإسناد المُرْسَلِ صحيح.
التخريج:
رواه مختصرًا: الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 262)، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(4/ 420) -في ترجمة (يحيى بن عثمان الحَرْبِي) -، من طريق يحيى بن عثمان، عن الهِقْل، به مرفوعًا بلفظ:"جُعِلَتْ قُرَّة عَيْنِي في الصَّلاة".
قال الطبراني: "لم يروه عن الأَوْزَاعي إلّا الهِقْل، تفرَّد به يحيى".
وقال العُقَيْلِي: "هذا يرويه سَلَّام الطويل عن ثابت عن أنس، وسلَّام فيه لِيْنٌ".
ورواه الطبراني في "الأوسط"، عن محمد بن عبد اللَّه الحضرمي، عن يحيى بن عثمان الحَرْبِي، به. كما في "الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشَّاف" للحافظ ابن حَجَر ص 27، وقال عن هذا الطريق: إنه معلول.
وقد روى أحمد في "المسند"(3/ 128 و 199 و 285)، والنَّسَائي في "سننه" في عِشْرَة النِّسَاء، باب حُبِّ النِّسَاء (7/ 61 - 62)، وفي كتابه "عِشْرَة النِّسَاء" ص 34 - 35 رقم (1 و 2)، وأبو يعلى في "مسنده"(6/ 199 - 200) رقم (3482) و (6/ 237) رقم (3530)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 398)، وأبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في كتاب "أخلاق النبيّ صلى الله عليه وسلم" ص 229 - 230، والحاكم في "المستدرك"(2/ 160)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 87)، والضياء المقدسي في "المُخْتَارَة"(5/ 112 - 113) رقم (1736 و 1737)، عن أنس بن مالك مرفوعًا:"حُبِّبَ إليَّ النِّسَاءُ، والطِّيْبُ، وجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي في الصَّلاةِ".
وعند بعضهم زيادة قوله: "من دنياكم" بعد قوله: "حُبِّب إليَّ".
قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقال الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(2/ 30): "رواه النَّسَائي والحاكم من حديث أنس بإسناد جيِّد، وضعَّفه العُقَيْلِي".
وقال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(3/ 116): "رواه النَّسَائي وإسناده حسن".
وانظر في الكلام على الحديث: "تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكَشَّاف" للإِمام الزَّيْلَعِيّ (1/ 61 - 62 و 195 - 197)، و"الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكَشَّاف" للحافظ ابن حَجَر ص 27.
وقد اشتهر على الألسنة بزيادة: "ثلاث" عقب قوله: "حُبِّبَ إليَّ من دنياكم"، وهذه الزيادة شاذة غير محفوظة، ولم ترد في شيء من طرق الحديث المُسْنَدَة، وهي زيادة مفسدة للمعنى، لأنَّ الصلاة ليست من أمور الدنيا، وإنما هي من أهم شؤون الآخرة. وانظر في التنبيه على هذه الزيادة الشاذة:"البداية والنهاية" لابن كثير (6/ 26)، و"اللآلئ المنثورة" للزَّرْكَشِيّ ص 181، و"التلخيص الحَبِير" لابن حَجَر (3/ 116)، و"الكاف الشاف" له أيضًا ص 27، و"المقاصد الحسنة" للسَّخَاويّ ص 180 - 181.
* * *
2141 -
أخبرنا أحمد بن عبد الواحد بن محمد السُّلَمِيّ -بِدِمَشْق-، أخبرنا جدِّي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان السُّلَمِيّ، حدَّثنا أبو الدَّحْدَاح أحمد بن محمد بن إسماعيل التَّمِيميّ، حدَّثنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأَشْجَعِيّ، حدَّثنا الوليد بن مُسْلم، حدَّثنا الأَوْزَاعِيّ،
عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طَلْحَة الأنصاري، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قام يصلِّي من الليل، وامرأة من أزواجه تصلِّي خلفه، فصلَّى ركعتين، ثم قال لها:"اضْطَجِعِي إنْ شِئْتِ"، قالت: يا رسول اللَّه إنِّي أَجِدُ قُوَّةً -أو قالت: نَشَاطًا-، قال ثم صلَّى ركعتين، ثم قال لها:"اضْطَجِعِي إنْ شِئْتِ"، فقالت يا رسول اللَّه إنِّي أجدُ قُوَّةً -أو قالت نَشَاطًا-، فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنِّي أنا جُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي في الصَّلاةِ".
(14/ 190) في ترجمة (يحيى بن عثمان الحَرْبي أبو زكريا).
مرتبة الحديث:
مرسل، وإسناده صحيح، رجاله كلُّهم ثقات.
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (2140).
* * *
2142 -
أخبرنا أحمد بن عمر بن رَوْح النَّهْرَوَانِيّ -بها-، أخبرنا عمر بن محمد بن عليّ الصَّيْرَفِيّ، حدَّثنا أبو عبد اللَّه الصُّوفِيّ، حدَّثنا خالي: يحيى بن محمد الصُّوفِيّ.
وأخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدَّثنا محمد بن أحمد بن يحيى العَطَشِيّ، حدَّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار الصُّوفِيّ، حدَّثنا خالي، حدَّثنا الحسين بن عَلْوَان، عن عمرو بن خالد قال: حدَّثنا أبو هاشم الرُّمَّانِيّ، عن زَاذَان،
عن سلمان قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "عَوِّدُوا ألسنتكم الاسْتِغْفَارَ، فإنَّ اللَّهَ لم يعلِّمكم الاسْتِغْفَارَ إلَّا وهو يريدُ أن يَغْفِرَ لكم".
(14/ 206) في ترجمة (يحيى بن محمد بن شاكر).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (الحسين بن عَلْوَان بن قُدَامَة الكوفي الكَلْبِيّ)، وهو كذَّاب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1162).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (يحيى بن محمد بن شاكر)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (أبو هاشم الرُّمَّانِيّ) هو (يحيى بن دينار الوَاسِطيّ): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1138).
و (زَذَان) هو (الكِنْدِيّ البَزَّاز أبو عمر): ثقة يرسل. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (167).
التخريج:
لم أقف عليه في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
2143 -
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن بُنْدَار بن عليّ الشِّيْرَازِيّ -بمكَّة-، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمرو الجِيْزِيّ -بِمِصْرَ-، حدَّثنا أبو الحسين عثمان بن محمد الذَّهَبِيّ، حدَّثنا محمد بن السَّرِيّ بن سهل بن عبد الرحمن الدُّورِيّ، حدَّثنا يحيى بن شَبِيب اليَمَانِيّ، حدَّثنا حُمَيْد الطويل،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ للَّه ملائكةً موكَّلينَ بأبوابِ الجَوَامِعِ يومَ الجُمُعَةِ، يستغفرونَ لأصحابِ العَمَائِمِ البيضِ".
(14/ 206 - 207) في ترجمة (يحيى بن شَبِيب اليَمَانِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (يحيى بن شَبِيب اليَمَانِيّ -أو اليَمَامِيّ- السُّلَمِيّ)، قال الذَّهَبِيُّ في ترجمته من "ميزان الاعتدال" (4/ 385):"وممَّا وَضَعَ على حُمَيْد الطويل" وذكر الحديث. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (118).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 106) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم. وأعلَّه بـ (يحيى بن شَبِيب).
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 27)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 81).
* * *
2144 -
قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثَّلَّاج -بخطِّه-، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن الفتح بن عبد اللَّه العَسْكَرِيّ، حدَّثنا يحيى بن شَبِيب اليَمَامِيّ -بِسَامَرَّا في زمان المهتدي-، حدَّثنا سفيان الثَّوْريّ، عن الأَعْمَش،
عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ في الجنَّة بابًا يقال له: ضُحَى، فمن صلَّى صلاة الضُّحَى، حَنَّتْ إليه صلاةُ الضُّحَى كما يَحِنُّ الفَصِيلُ إلى أُمِّهِ، حتى إنَّها لتستقبله حتى تدخله الجنَّة".
(14/ 207) في ترجمة (يحيى بن شَبِيب اليَمَانِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده صاحب الترجمة (يحيى بن شَبِيب اليَمَاني -أو اليَمَامي-)، وهو مُتَّهم. قال ابن حِبَّان في "المجروحين" (3/ 128 - 129):"يروي عن الثَّوْري ما لم يحدِّث به قطُّ، لا يجوز الاحتجاج به بحال". وتقدِّمت ترجمته في حديث (118).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 471) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: لا يصحُّ. وأعلَّه بـ (يحيى بن شَبِيب اليَمَاني).
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" عن أنس مرفوعًا دون قوله: "حتى إنَّها لتستقبله حتى تدخله الجنَّة". قال في "كنز العُمَّال"(7/ 810) رقم (21521) بعد ذِكْرِهِ له: "وفيه يعقوب بن الجَهْم مُتَّهم".
أقول: (يعقوب بن الجَهْم الحِمْصِيّ)، ترجم له ابن عدي في "الكامل"(7/ 2607 - 2608) واتَّهمه بالوضع.
* * *
2145 -
حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن الحسن النُّعَيْمِيّ -بلفظه-، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه بن البَخْتَرِيّ الحُلْوَانِيّ -وأبرأُ من عُهْدَتِهِ-، حدَّثنا عليّ بن الفتح بن عبد اللَّه السَّامَرِّيّ، حدَّثنا يحيى بن شَبِيب اليَمَانِيّ، حدَّثنا سفيان الثَّوْرِيّ، عن الأَعْمَش،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ في الجَنَّةِ بابًا يقالُ له: الضُّحَى، لا يَدْخُلُ منه إلَّا مَنْ حَافَظَ على صَلَاةِ الضُّحَى".
(14/ 207) في ترجمة (يحيى بن شَبِيب اليَمَانِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده صاحب الترجمة (يحيى بن شَبِيب اليَمَانِيّ -أو اليَمَامِيّ-)، وهو مُتَّهم يروي عن الثَّوْري ما لم يحدِّث به قَطُّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (118).
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 471) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال: لا يصحُّ. وأعلَّه بـ (يحيى بن شَبِيب اليَمَانِيّ).
وقد روى الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(2/ 279 - 280) رقم (1070) -، وابن الجَوْزي في "العلل"(1/ 472) من طريق سليمان بن داود اليَمَامِيّ، حدَّثني يحيى بن أبي كَثِير، عن
أبي سَلَمَة
(1)
، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إنَّ للجنَّة بابًا يقال له: ضُحَى، فإذا كان يوم القيامة قيل للذين يداومون على صلاة الضُّحَى هذا بابُكُمْ فَادْخُلُوهُ".
قال ابن الجَوْزي: هذا حديث لا يصحُّ. وأعلَّه بـ (سليمان بن داود اليَمَامِيّ)، ونقل عن ابن مَعِين قوله فيه:"ليس بشيء".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 239) بعد أن عزاه للطبراني في "الأوسط": "فيه سليمان بن داود اليَمَامِيّ أبو أحمد وهو متروك".
* * *
2146 -
حدَّثني أبو محمد الخَلَّال، حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن المُخَلِّص، حدَّثنا ابن صَاعِد، حدَّثنا يحيى بن مَخْلَد أبو زكريا -جار يوسف القَطَّان-، حدَّثنا عمرو بن عاصم الكِلَابِيّ، حدَّثنا مُعْتَمِر قال: سمعت أبي حدَّث عن سهيل، عن أبيه،
عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم [قال]:"إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ أنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ".
(14/ 207 - 208) في ترجمة (يحيى بن مَخْلَد البغدادي أبو زكريا).
مرتبة الحديث:
إسناده صحيح.
و (مُعْتَمِر) هو (ابن سليمان بن طَرْخَان التَّيْمِيّ): إمام حافظ ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1303).
و (ابن صَاعِد) هو (يحيى بن محمد بن صَاعِد): إمام ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (848).
(1)
تَصَحَّفَ في "العلل المتناهية" إلى: "أبي مسلم". والتصويب من "مجمع البحرين"(2/ 279).
و (أبو محمد الخَلَّال) هو (الحسن بن محمد بن الحسن): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (368).
التخريج:
رواه مطوَّلًا، مالك في "الموطأ"(2/ 990)، وأحمد في "المسند"(2/ 367)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 157 رقم (443)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 165) رقم (3379)، والبَغَوي في "شرح السُّنَّة"(1/ 202 - 203) رقم (101)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 163)، وفي "الأسماء والصفات"(2/ 267)، وفي "شُعَب الإيمان"(6/ 25 و 59) رقم (7399 و 7493) -ط بيروت-، والخطيب في "الفقيه والمتفقِّه"(1/ 166)، من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لكم ثلاثًا ويَسْخَطُ لَكُمْ ثلاثًا: يَرْضَى لكم أَنْ تَعْبُدُوهُ ولا تُشْرِكُوا به شيئًا، وأنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جميعًا، وأنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أمْرَكُمْ. ويَسْخَطُ لَكُمْ: قِيْلَ وَقَالَ، وإِضَاعَةَ المَالِ، وكَثْرَةَ السُّؤَالِ". واللفظ لمالكٍ.
ومن هذا الطريق رواه مسلم في "صحيحه" في كتاب الأقضية، باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة. . . (3/ 1340) رقم (1715)، لكن ليس عنده قوله:"وأنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أمْرَكُمْ"، وعنده بدله:"ولا تَفَرَّقُوا".
وقد عزا غير واحدٍ من المتقدِّمين والمتأخِّرين حديث مالك ومن معه، إلى الإمام مسلم في "صحيحه"، دون أن ينبِّهوا إلى تلك الزيادة التي ليست عنده.
وقد فات الهيثمي ذكره في "المجمع" مع أنَّه على شَرْطِهِ.
قال العلَّامة الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" لأحمد (17/ 4) رقم (8785): "إسناده صحيح، رواه مسلم"!
* * *
2147 -
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا يحيى بن محمد بن أَعْيَن، حدَّثنا النَّضْر بن شُمَيْل، أخبرنا هشام بن حسَّان، عن محمد بن سِيْرِين، عن أخيه يحيى بن سِيْرِين،
عن أنس بن مالك قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي: "لبَّيْكَ حَقًّا حَقًّا، تَعَبُّدًا وَرِقًّا".
وأخبرني الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا عليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد بن حفص بإسناد مثله.
(14/ 215) في ترجمة (يحيى بن محمد بن أَعْيَن بن أبي الوزير المَرْوَزِيّ أبو عبد الرحمن).
مرتبة الحديث:
إسناده صحيح.
قال الخطيب عقب روايته له: "قال الدَّارَقُطْنِيّ: تفرَّد به يحيى بن محمد بن أَعْيَن عن النَّضْر بن شُمَيْل بهذا الإسناد، وما سمعناه إلَّا من ابن مَخْلَد. قلت -القائل الخطيب-: قد رواه هَدِيَّة
(1)
بن عبد الوهاب المَرْوَزِيّ عن النَّضْر بن شُمَيْل رواية ابن أَعْيَن عنه".
ثم ساقه الخطيب من هذا الطريق، وهو الحديث التالي رقم (2148).
أقول: تفرُّد يحيى بن أعْيَن المَرْوَزِيّ إن كان، فإنَّه لا يضرُّ، لكونه ثقة، ولم يخالف غيره فيما رواه، وقد تابعه (هَدِيَّة) وهو ثقة أيضًا، فازدادت الثقة فيما رواه.
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "هدية" بالباء الموحدة. والتصويب من "الجرح والتعديل"(9/ 124)، و"تبصير المنتبه"(4/ 1449 - 1450).
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 13) رقم (1090 و 1091) -من كشف الأستار- من طريقين:
الأول: قال البزَّار فيه: سمعت بعد أصحابنا يحدِّث عن النَّضْر بن شُمَيْل، حدَّثنا هشام بن حسان، به.
والثاني: عن محمد بن عبد الملك القُرَشي، حدَّثنا حمَّاد بن زيد، عن هشام بن حسَّان، به، موقوفًا على أنس من قوله.
قال البزَّار: "ولم يسنده حمَّاد
(1)
، وأسنده النَّضْر بن شُمَيْل. ولم يحدِّث يحيى بن سِيْرِين عن أنس إلَّا هذا".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 223): "رواه البزَّار مرفوعًا وموقوفًا، ولم يسمِّ شيخه في المرفوع".
ومن طريق هشام بن حسَّان، عن محمد بن سِيْرِين، عن أخيه، عنه، به مرفوعًا، رواه ابن عساكر وابن النَّجَّار كما في "كنز العُمَّال"(5/ 149) رقم (12416).
وعزاه في "الكنز"(5/ 32) رقم (11921) إلى الدَّيْلَمِيّ أيضًا.
* * *
2148 -
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد الأَزْرَق، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القَطَّان، حدَّثنا الحسين بن الهيثم الرَّازِيّ، حدَّثنا هَدِيَّة
(2)
بن عبد الوهاب، حدَّثنا النَّضْر بن شُمَيْل، حدَّثنا هشام بن حسَّان،
(1)
يعني لم يرفعه.
(2)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "هدبة" بالباء الموحدة. والتصويب من "الجرح والتعديل"(9/ 124)، و"تبصير المنتبه"(4/ 1449 - 1450).
عن محمد بن سِيْرِين، عن أخيه يحيى بن سِيْرِين، عن أنس بن سِيْرِين،
عن أنس بن مالك قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يلبي: "لَبَّيْكَ حَقًّا حَقًّا، تَعَبُّدًّا وَرِقًّا".
(14/ 216) في ترجمة (يحيى بن محمد بن أَعْيَن المَرْوَزِيّ أبو عبد الرحمن).
مرتبة الحديث:
إسناده حسن.
ورجال إسناده كلُّهم ثقات عدا (الحسن بن الهيثم بن مَاهَان الكِسَائِيّ الرَّازِيّ أبو الرَّبيع)، فقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(8/ 145)، ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه:"لا بأس به".
وعدا (أحمد بن محمد بن عبد اللَّه القَطَّان أبو سهل)، فإنَّه صدوق كما قال البَرْقَانِيّ والخطيب، وقال الدَّارَقُطْنِيّ: ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (222).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق رقم (2147).
* * *
2149 -
أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن عليّ بن عِيّاض القاضي -بصُوْر- أخبرنا محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغَسَّانِيّ، أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا يحيى بن مَارِمّه أبو زكريا، حدَّثنا عبيد اللَّه
(1)
بن موسى، حدَّثنا طَلْحَة بن عمرو، عن عطاء،
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "عبد اللَّه". والتصويب من "الجرح والتعديل"(5/ 334)، و"التهذيب"(7/ 50).
عن ابن عبَّاس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"أبو بكر وعمر سَيِّدَا كُهُولٍ أهْلِ الجَنَّةِ".
(14/ 216 - 217) في ترجمة (يحيى بن موسى بن مَارِمِّيّ -ويقال - مَارِمّه- الوَرَّاق أبو موسى).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث رُوي عن جماعة من الصحابة، وهو صحيح بمجموع طرقه.
ففيه (طلحة بن عمرو الحَضْرَمِيّ المَكِّيّ)، وقد ضعَّفه بعضهم وتركهـ آخرون. وتقدَّمت ترجمته في حديث (226).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (يحيى بن موسى بن مَارِمّه الورَّاق)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
لم أقف عليه من حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
لكن وجدت الإمام التِّرْمِذِيّ قد أشار إليه في "جامعه"(5/ 611) رقم (3665) في كتاب المناقب، باب في مناقب أبي بكر وعمر، حيث يقول بعد أن رواه من حديث علي بن أبي طالب مطوَّلًا:"وفي الباب عن أنس وابن عبَّاس".
ولم يخرِّجه المباركفوري في "تحفة الأَحْوَذِي بشرح جامع الترمذي"(10/ 150) من حديث ابن عبَّاس، وقال:"فلينظر".
والحديث قد رواه الخطيب مِنْ قَبْلُ في "تاريخه"(10/ 192) من طريق الأَزْهَر بن جعفر، أخبرني عبيد اللَّه بن موسى، عن يونس بن أبي إسحاق، عن
أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليّ؛ وطلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عبَّاس، عن عليّ مرفوعًا بأطول ممَّا هنا. وقال الخطيب عقبه:"رواه غير هذا الشيخ عن عبيد اللَّه بن موسى، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، لم يذكر فيه عليًّا".
وقد سبق في حديث (778) تخريجه من حديث أنس، وذكر مصادر شواهده.
* * *
2150 -
أخبرنا البَرْقَانِيّ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا ابن مَخْلَد، حدَّثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى النَّيْسَابُوريّ. قال: وحدَّثنا ابن مَخْلَد، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم أبو عليّ القُوْهُسْتَانِيّ
(1)
، قالا: حدَّثنا يحيى بن محمد بن يحيى، أخبرنا ابن لَهِيعة، عن عُقَيْل، عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَةَ،
عن عائشة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أُتي بالبَاكُورة من الفاكهة ووضعها على فِيه، ثم وضعها على عَيْنَيْه، ثم قال:"اللَّهُمَّ كما أَطْعَمْتَنَا أَوَّلَهُ فَأَطْعِمْنَا آخِرَهُ".
(14/ 217) في ترجمة (يحيى بن محمد بن يحيى الذُّهْلِيّ النَّيْسَابُوريّ أبو زكريا، يلقَّب حَيْكَان).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد رُوي من طريق آخر حسن بنحوه من دون الدعاء.
ففيه (عبد اللَّه بن لَهِيعة المِصْرِيّ)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (196).
و (ابن مَخْلَد) هو (محمد بن مَخْلَد العطَّار الدُّوري): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (461).
و (عُقَيْل) هو (ابن خالد بن عَقِيل الأَيْلِيّ أبو خالد الأُمَويّ): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1291).
(1)
هذه النسبة إلى (قُوْهُسْتَان) يعني إلى الجبال. وفي كل إقليم ولاية يقال: "قُوْهُسْتَان". "الأنساب"(10/ 264).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "قال أبو عليّ القُوْهُسْتَانِيّ: سمعت يحيى بن محمد بن يحيى يقول: في هذا الحديث عُرْوَة عن عائشة في كتابي بين السطرين. وزاد يحيى بن محمد في حديثه: ثم يناوله صلى الله عليه وسلم من بحضرته من الوِلْدَانِ. قلت -القائل الخطيب-: رواه قُتَيْبَة عن ابن لَهِيعة عن عُقَيْل عن الزُّهْرِيّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم لم يذكر فيه عائشة ولا عُرْوة، وذاك أصَحّ".
التخريج:
رواه السَّهْمِيّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 211، من طريق أبي سليمان الجُرْجَاني، عن عمرو بن جُمَيْع العَبْدي، عن عثمان بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن عائشة مرفوعًا بنحوه.
أقول: إسناده تالف. ففيه (أبو سليمان الجُرْجَاني) وهو (داود بن سليمان): مُتَّهم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1266).
كما أنَّ فيه (عمرو بن جُمَيْع العَبْدِيّ الكوفي)، وهو مُتَّهم أيضًا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1159).
وقد تقدَّم تخريجه من حديث ابن عبَّاس، وأبي هريرة، وأنس، في حديث (427).
وحديث ابن عبَّاس إسناده حسن، وهو بنحو حديث السيدة عائشة، لكن بدون ذكر الدعاء.
* * *
2151 -
أخبرنا إبراهيم بن مَخْلَد بن جعفر المُعَدَّل، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد بن إبراهيم الحَكِيْمِيّ، حدَّثنا يحيى بن إسحاق السَّافِرِيّ، حدَّثنا عليّ بن قَادِم، حدَّثنا خالد بن إيّاس، عن محمد بن المُنْكَدِر،
عن أُمِّ سَلَمَة قالت: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ يومَ الخميسِ، ويُحِبُّ السَّفَرَ يومَ الخميسِ.
(14/ 219) في ترجمة (يحيى بن إسحاق بن إبراهيم بن سَافِرِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقد صَحَّ من حديث كَعْب بن مالك أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يُحِبُّ الخروجَ يومَ الخميسِ.
ففيه (خالد بن إياس -أو إلْيَاس- بن صَخْر العَدَوِيّ المَدَنيّ)، وهو متروك. وتقدَّمت ترجمته في حديث (2074).
التخريج:
رواه أبو الشَّيْخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في كتابه "أخلاق النبيّ صلى الله عليه وسلم" ص 243 من طريق أبي أُسَامة، عن خالد بن إلْيَاس، به.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(23/ 259 - 260) رقم (543 و 543) من طريقين.
الأول: عن أبي يحيى الحِمَّاني، حدَّثنا خالد بن إيَاس، عن أبي سَلَمة، عن أُمِّ سَلَمَة، بلفظ:"كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يستحب يوم الخميس أن يسافر فيه".
الثاني: عن عبيد اللَّه بن موسى، عن خالد بن إيَاس، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن أبي سَلَمَة، عن أُمِّ سَلَمَة، بلفظ الطريق الأول.
ورواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 879) -في ترجمة (خالد بن إلْيَاس) - من طريق أبي يحيى الحِمَّاني، عن خالد بن إلْيَاس، عن أبي سَلَمَة بلفظ حديث الطبراني. ولم يذكر فيه (أُمّ سَلَمَة).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 211 - 212): "رواه الطبراني في "الكبير" وفيه خالد بن إياس وهو متروك".
وقد روى البخاري في الجهاد، باب من أراد غزوة فَوَرَّى بغيرها، ومن أحبَّ الخروج يوم الخميس (6/ 113) رقم (2950)، عن كعب بن مالك رضي الله عنه:"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يوم الخميسِ في غَزْوَة تَبُوك، وكان يُحِبُ أَنْ يَخْرُجَ يومَ الخميسِ".
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(6/ 113): "وأمَّا الخروج يوم الخميس، فلعل سببه ما رُوي من قوله صلى الله عليه وسلم: "بُورك لأُمَّتي في بكورها يوم الخميس". وهو حديث ضعيف، أخرجه الطبراني من حديث نُبَيْط بن شَرِيط. وكونه صلى الله عليه وسلم كان يحبُّ الخروج يوم الخميس، لا يستلزم المواظبة عليه، لقيام مانع منه. وسيأتي بعد باب -[في باب الخروج آخر الشهر (6/ 114)]- أنَّه خرج في بعض أسفاره يوم السبت".
أقول: وممَّا يؤكِّد ما قاله الحافظ ابن حَجَر رحمه الله، أنَّ رواية كَعْب بن مالك، قد وقعت عند أبي الشَّيْخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في كتاب "أخلاق النبيِّ صلى الله عليه وسلم" ص 43 بلفظ:"قلَّما كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ في سَفَرٍ إلَّا يوم الخميس".
* * *
2152 -
أخبرنا محمد بن عمر النَّرْسِي، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثنا يحيى بن زكريا بن يزيد أبو زكريا الدَّقَّاق -بسوق يحيى-، حدَّثنا محمد بن إبراهيم أبو عبد اللَّه الشَّامي -بعَبَّادَان-، حدَّثنا شُعَيْب بن إسحاق الدِّمَشْقِيّ، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تُسْكِنُوهُنَّ الغُرَفَ، ولا تُعَلِّمُوهُنَّ الكِتَابَةَ، وعَلِّمُوهُنَّ المِغْزَلَ وسُورةَ النُّورِ".
(14/ 224) في ترجمة (يحيى بن زكريا بن يزيد الدَّقَّاق أبو زكريا).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (محمد بن إبراهيم بن العلاء الشَّامي أبو عبد اللَّه) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(7/ 186 - 187) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"المجروحين"(2/ 301 - 32) وقال: "يضع الحديث على الشَّاميين. . . لا تحلُّ الرواية عنه إلَّا عند الاعتبار".
3 -
"الكامل"(6/ 2274 - 2275) وقال: "منكر الحديث". وقال أيضًا: "عامَّة أحاديثه غير محفوظة".
4 -
"المَدْخَل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 208) رقم (191) وقال: "روى عن الوليد بن مسلم وسُوَيد بن عبد العزيز أحاديث موضوعة".
5 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 144 رقم (229) وقال: روى موضوعات.
6 -
"التهذيب"(4/ 149) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "كذَّاب". وقال الحاكم أبو أحمد: "ليس بالمتين عندهم". وقال النَّقَّاش: "روى أحاديث موضوعة".
7 -
"التقريب"(2/ 141) وقال: "منكر الحديث، من التاسعة"/ ق.
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(2/ 396)، وعنه البيهقي في "شُعَب الإيمان"
(5/ 388) رقم (2227)، من طريق عبد الوهاب بن الضَّحَّاك، حدَّثنا شُعَيْب بن إسحاق، عن هشام بن عُرْوَة، به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد"! ! وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "بل موضوع، وآفته عبد الوهاب، قال أبو حاتم: كذَّاب".
ورواه البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(5/ 388 - 389)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(2/ 302) -في ترجمة (محمد بن إبراهيم الشَّامي) -، من طريق محمد بن إبراهيم الشَّامي هذا، عن شُعَيْب بن إسحاق، به.
قال البيهقي: "هذا بهذا الإِسناد منكر".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 269) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا الحديث لا يصحُّ، وقد ذكره أبو عبد اللَّه الحاكم النَّيْسَابُورِيّ في "صحيحه"، والعجب كيف خَفِي عليه أمره". ثم أعلَّه بـ (محمد بن إبراهيم الشَّامي).
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 168)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 209)، بأنَّ الحاكم لم يخرِّجه من طريق محمد بن إبراهيم الشَّامي، بل رواه من طريق عبد الوهاب بن الضَّحَّاك وهو ضعيف. ولهذا تعقَّبه ابن حَجَر في الأطراف. فقال عقب قول الحاكم:"صحيح الإِسناد"، بل عبد الوهاب متروك، وقد تابعه محمد بن إبراهيم رَمَاهُ ابن حِبَّان بالوضع. ثم ذكر له السُّيُوطيّ بعض الشواهد الموقوفة.
أقول: هذا التعقيب من السُّيُوطيّ والحافظ ابن حَجَر، لا قيمة له، لأنَّ (عبد الوهاب بن الضَّحَّاك العُرْضِيّ الحِمْصِيّ) قال فيه أبو حاتم -كما في "الجرح والتعديل" لابنه (6/ 74) -:"كان يكذب". وقال: "حدَّث بأحاديث كثيرة موضوعة". وترجَمَ له ابن حَجَر في "التهذيب"(6/ 446 - 448) وفيه عن
أبي داود: "كان يضع الحديث". وقال صالح جَزَرَة: "منكر الحديث عامَّة حديثه كذب". فمثلُهُ لا يُفْرَحُ بمتابَعَتِهِ.
وله شاهد من حديث ابن عبَّاس، رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 575) -في ترجمة (جعفر بن نصر العَنْبَرِيّ) -، من طريق جعفر بن سهل، حدَّثنا جعفر بن نصر، حدَّثنا حفص، حدَّثنا لَيْث، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس مرفوعًا:"لا تعلِّموا نساءَكم الكتابَةَ، ولا تسكنوهنَّ العَلَالِي".
وبإسناده مرفوعًا: "خَيْرُ لَهْوِ المُؤْمِنِ السِّبَاحَةُ، وخَيْرُ لَهْوِ المَرْأَةِ المِغْزَلُ".
قال ابن عدي: "ليس لهما أصل في حديث حفص بن غياث".
وقال عن (جعفر بن نصر العَنْبَرِيّ): "حدَّث عن الثقات بالبواطيل وليس بالمعروف". وقال: له أحاديث موضوعات على الثقات.
وعن ابن عدي من طريقه المتقدِّم، رواهما ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 268)، وقال:"لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (جعفر بن نصر العَنْبَرِيّ).
أقول: وممَّا يَدُلُّ على وضع بعض ما جاء في الحديث، وهو قوله:"لا تُسْكِنُوهُنَّ الغُرَفَ ولا تُعَلِّمُوهُنَّ الكِتَابَةَ"، مخالفته لقواعد الشَّريعة ونصوصها، ومباينته الكلية لهدي النبيّ صلى الله عليه وسلم وسيرته ممَّا هو معلوم مشهور. وانظر إن شئت رسالة العلَّامة المحدِّث أبي الطَّيِّب محمد شمس الحق العظيم آبادي رحمه الله:"عقود الجُمَان في جواز تعليم الكتابة للنِّسْوَان".
وقد ساق الإِمام المؤرِّخ البَلَاذُري في آخر كتابه "فتوح البُلْدَان" ص 580 - 581، عِدَّة آثارٍ بأسماء بعض من كان يُكْتَبُ من الصحابيات -ومنهن بعض أُمَّهات المؤمنين-، والتابعيات. فانظره إن شئت.
* * *
2153 -
أخبرنا عبد الغفَّار بن محمد بن الحسن المؤدِّب، والحسن بن
الحسين بن العبَّاس النِّعَالِيّ -قال الحسن: حدَّثنا، وقال الآخر: أخبرنا- محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدَّثنا يحيى بن المُخْتَار بن منصور بن إسماعيل أبو زكريا النَّيْسَابُورِيّ، حدَّثنا محمد بن مكِّي المَرْوَزِيّ، أخبرنا عبد اللَّه بن المُبَارَك، عن أبي هلال محمد بن سُلَيْم، عن حُمَيْد بن هِلَال،
عن عِمْرَان بن حُصَيْن قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ عَمْدًا. -وربما قال: بالتَّعَمُّدِ-".
(14/ 224 - 225) في ترجمة (يحيى بن المُخْتَار بن منصور النَّيْسَابُورِيّ أبو زكريا).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث متواتر باللفظ المشهور: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
ففيه (عبد الغفَّار بن محمد بن الحسن المؤدِّب أبو طاهر)، وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (84).
كما أنَّ فيه (الحسن بن الحسين بن العبَّاس النِّعَالِيّ)، وقد سَمَّعَ لِنَفْسِهِ ما لم يَسْمَعْ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1346).
وفيه أيضًا (محمد بن سُلَيْم الرَّاسِبِيّ البَصْرِيّ أبو هِلَال)، وهو صدوق فيه لِيْنٌ، وكان كثير الخطأ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (916).
و(محمد بن مكِّي المَرْوَزِيّ)، لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. انظر "التهذيب"(9/ 471).
فقول مُحَقِّقًا "جزء طرق حديث من كذب عليَّ متعمدًا" للطبراني ص 149 عن سند الخطيب: "حسن إن شاء اللَّه"، محلُّ نظرٍ لما قدَّمت.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 186 - 187) رقم (443)، وفي "جزء طرق حديث مَنْ كذب عليَّ متعمدًا" ص 149 رقم (157)، والبزَّار في "مسنده"(1/ 116) رقم (215) -من كشف الأستار-، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 223)، والعُقَيْلي في "الضعفاء"(3/ 93) -في ترجمة (عبد المؤمن بن سالم) -، وابن الجَوْزي في مقدِّمة "الموضوعات"(1/ 74)، من طريق مَطَر بن محمد بن الضَّحَّاك السُّكَّرِيّ، حدَّثنا عبد المؤمن بن سالم، حدَّثنا هشام بن حسان، عن محمد بن سِيْرِين، عن عِمْرَان بن حُصَيْن مرفوعًا باللفظ المشهور:"مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
قال البزَّار: "لا نعلمه عن عِمْرَان إلَّا من هذا الوجه، ولم يحدِّث عن عبد المؤمن غير مطرف"
(1)
.
وقال العُقَيْلِي: "لا يحفظ هذا الحديث عن عِمْران بن حُصَيْن إلَّا عن هذا الشيخ -يعني عبد المؤمن بن سالم-".
أقول: ما قالاه متعقَّب برواية الخطيب المتقدِّمة له.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 145): "رواه البزَّار، وفيه عبد المؤمن بن سالم، ولم يرو عنه غير مطرف بن محمد". وصُحِّفَ فيه (عِمْران) إلى (عمر).
أقول: في إسناده (عبد المؤمن بن سالم بن ميمون)، قال العُقَيْلِي عنه: في "الضعفاء"(3/ 93): "لا يُتَابَعُ على حديثه".
(1)
هكذا في "كشف الأستار" المطبوع: "مُطَرِّف". وكذا وَرَدَ في إسناد البزَّار، ومثله في "مجمع الزوائد" (1/ 145). وفي بقية المصادر:"مَطَر" بدون الفاء.
كما أنَّ فيه (مَطَر بن محمد بن الضَّحَّاك السُّكَّرِيّ)، ترجم له ابن حَجَر في "اللسان" (6/ 49) وقال:"يُخطئ ويخالف قاله ابن حِبَّان في "الثقات"".
ورواه ابن الجَوْزي في مقدِّمة "الموضوعات"(1/ 73) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
والحديث متواتر. وقد سبق الكلام على تواتره في حديث (146) و (258).
* * *
2154 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَانِيّ قال: أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطَّبَرَانِيّ، حدَّثنا أبو زكريا يحيى بن عَبْدُوْيَه بن حَبِيب -مولى آل أبي بَكْرَة صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حدَّثنا أبو نُعَيْم، حدَّثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مُهَاجِر، عن مجاهد
(1)
،
عن عائشة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"صَلاةُ القَاعِدِ على صَلاةِ النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ القَائِمِ".
(14/ 226) في ترجمة (يحيى بن عَبْدُوْيَه بن حَبِيب الثَّقَفِيّ أبو زكريا).
مرتبة الحديث:
في إسناده (إبراهيم بن مُهَاجِر البَجَلِيّ)، وهو صدوق ليِّن الحفظ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1086).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (يحيى بن عَبْدُوْيَه الثَّقَفِي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (أبو نُعَيْم) هو (الفَضْل بن دُكَيْن): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (437).
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى: "مُجَالِد". والتصويب من مخوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (839)، ومن المصادر التي روت الحديث والمذكورة في التخريج.
و (إسرائيل) هو (ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعيّ): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (737).
و(مجاهد) هو (ابن جَبْر المَخْزُومِيّ المَكِّي أبو الحجَّاج): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (399).
وبقية رجال الإِسناد ثقات.
والحديث صحيح من طرق أخرى.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(6/ 61) عن أَسْبَاط، حدَّثنا سفيان، عن إبراهيم بن مُهَاجِر، عن قَائِد السَّائِب بن عبد اللَّه، عن السَّائِب، عن عائشة، به مرفوعًا.
أقول: إسناده صحيح.
ورواه في (6/ 71) منه، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(1/ 397)، من طريق شَرِيك، عن إبراهيم بن مُهَاجِر، عن مجاهد، عن السَّائِب، عن عائشة، به مرفوعًا. وفي آخره زيادة قوله:"غير مُتَرَبِّعٍ" هذا لفظ أحمد. ولفظ الدَّارَقُطْنِيّ: "إلَّا المُتَرَبِّع".
ورواه النَّسَائي في "السنن الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ (12/ 295) رقم (17582) - عن أحمد بن سليمان، عن عبيد اللَّه بن موسى، عن إسرائيل، عن إبراهيم بن مُهَاجِر، عن مجاهد، عن عائشة، به مرفوعًا.
كما رواه من طريق زهير، عن إبراهيم بن مُهَاجِر، عن مجاهد، أنَّ السَّائِب دخل على عائشة بعدما قُبِضَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنِّي قد كبرت. فذكر قصَّة هذا فيها.
ومن هذا الطريق رواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(2/ 52).
قال النَّسَائِيُّ: رواه سفيان الثَّوْري، عن إبراهيم بن مُهَاجِر، عن مجاهد، عن قَائِد السَّائِب، عن السَّائِب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. ورُوي عن مجاهد، عن ابن عمرو مرفوعًا وموقوفًا".
ورواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 140 - 141) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لم يروه عن أبي سعيد إلَّا عمر بن عبد الواحد"! !
أقول: ليس في الإِسناد عنده من اسمه (عمر بن عبد الواحد)، ولا من كنَّاه بـ (أبي سعيد)! !
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 149): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
أقول: فات الهيثمي أن يعزوه للطبراني في "المعجم الصغير".
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (2/ 52 - 53)، و"المصنَّف" لعبد الرزاق (2/ 471 - 473)، و"جامع الأصول"(5/ 316 - 317)، و"مجمع الزوائد"(2/ 149 - 150)، و"مصباح الزجاجة"(1/ 145 - 146).
ومن تلك الشواهد، ما رواه البُخَاري في تقصير الصَّلاة، باب صلاة القاعد (2/ 584) رقم (1115)، وغيره، عن عِمْرَان بن حُصَيْن -وكان مَبْسُورًا
(1)
- قال: سألتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم عَنْ صَلَاةِ الرَّجُلِ قَاعِدًا فقال: "إنْ صلَّى قائمًا فهو أَفْضَلُ، ومَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَه نِصْفُ أَجَرِ القَائِمِ، وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ القَاعِدِ".
ومنها، ما رواه مسلم مطوَّلًا في صلاة المسافرين، باب جواز النافلة قائمًا
(1)
أي كانت فيه بَوَاسِير. "فتح الباري"(2/ 585).
وقاعدًا (1/ 507) رقم (735)، وغيره، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا، وفيه:"صَلَاةُ الرَّجُلِ قَاعِدًا على نِصْفِ الصَّلاة".
* * *
2155 -
أخبرنا محمد بن عمر النَّرْسِيّ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثنا أبو زكريا يحيى بن يعقوب البَقَّال -سنة ست وسبعين-، حدَّثنا سُوَيْد بن سعيد، حدَّثنا عمرو بن يحيى بن سعيد، حدَّثنا أبي، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه،
عن جَدِّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قَرَيْشٌ والأَنْصَارُ وجُهَيْنَةُ ومُزَيْنَةُ وأَسْلَمُ وغِفَارُ، أَوْلِيَاءٌ لي ليس لَهُمْ مَوْلَى دونَ اللَّهِ ورَسُولِهِ".
(14/ 226 - 227) في ترجمة (يحيى بن يعقوب بن مِرْدَاس البَقَّال أبو زكريا).
مرتبة الحديث:
شاذٌّ من هذا الطريق والمحفوظُ الصحيحُ روايته من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ففي إسناده (عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص)، وهو ثقة خالف من هم أوثق منه وأكثر عددًا كشُعْبَة وزكريا بن زَائِدَة، وسفيان، حيث رووه عن سعد بن إبراهيم عن عبد الرحمن الأَعْرَج عن أبي هريرة.
كما أنَّ في إسناده (سُوَيْد بن سعيد الحَدَثَانِيّ)، قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (1/ 340):"صدوق في نفسه، إلَّا أنَّه عَمِيَ فصار يتلقَّن ما ليس من حديثه، وأَفْحَشَ فيه ابن مَعِين القول". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (947).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (يحيى بن يعقوب البَقَّال)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه أبو يعلى في "مسنده"(12/ 171 - 172) رقم (867)، عن محمد بن بَحْر البَصْرِيّ، حدَّثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص، به.
و(محمد بن بَحْر البَصْرِيّ): ليِّن، كما قال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(2/ 559).
لكن تابعه (موسى بن إسماعيل، عند البزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزخَّار"- (3/ 339 - 230) رقم (1018)، فقد رواه عن عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه، حدَّثنا موسى بن إسماعيل، حدَّثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص، به.
وقال البزَّار: "قد رواه سعد بن إبراهيم عن الأَعْرَج عن أبي هريرة. وحديث سعد بن إبراهيم هذا عن أبيه عن جَدِّه، لم يُتَابَعُ عمرو بن يحيى على روايته عن أبيه عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جَدِّه بهذه الرواية".
وعند أبي يعلى والبزَّار زيادة ذكر: "وأَشْجَع".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 42): رواه أبو يعلى والبزَّار بنحوه، ورجال البزَّار رجال الصحيح، غير عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه، وهو ثقة وفيه خلاف".
وذكره الدَّارَقُطْنِيُّ في "العلل"(4/ 286 - 287) وقال: "يرويه سعد بن إبراهيم، واختلف عنه، فرواه عمرو بن يحيى بن سعيد السَّعِيدي، عن أبيه، عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عَوْف، عن أبيه، عن جَدِّه. وخالفه شُعْبَة وزكريا بن أبي زائدة، فروياه عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن الأَعْرَج، عن أبي هريرة، وهو الصَّواب. وقيل: عن سعيد، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة".
وحديث أبي هريرة، رواه البُخَاري في المناقب، باب مناقب قريش (6/ 533) رقم (3504) من طريق سفيان عن سعد، وعن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدَّثنا أبي، عن أبيه، حدَّثني عبد الرحمن بن هُرْمُز الأعْرَج، عن أبي هريرة، به.
كما رواه البُخَاري في باب ذكر أَسْلَم وغِفَار. . . (6/ 542) رقم (3512)، ومسلم في الفضائل، باب من فضائل غِفَار وأَسْلَم. . . (4/ 1954) رقم (2520)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(12/ 162 - 163) و (196 - 197)، من طريق سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن الأَعْرَج، عن أبي هريرة، به.
ورواه مسلم في الموضع السابق، من طريق شُعْبَة، عن سعد بن إبراهيم، عن الأعرج، عن أبي هريرة، به.
* * *
2156 -
أخبرنا عليّ بن أحمد الرَّزَّاز، حدَّثنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، حدَّثنا يحيى بن عبد الباقي الأَذَنِيّ، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن القاسم الصَّاغَانِيّ، حدَّثنا عمرو بن عبد اللَّه الصَّنْعَانِيّ، حدَّثنا محمد بن عُيَيْنَة، عن عبيد اللَّه بن الوليد، وصَدَقَة بن أبي عِمْران، عن إبراهيم بن عبيد اللَّه بن عُبَادَة بن الصَّامِت، عن أبيه،
عن جَدِّه قال: طَلَّقَ بعض آبائي امرأته أَلْفًا، فانطلق بنوه إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول اللَّه إنَّ أَبَانَا طَلَّقَ أُمَّنَا أَلْفًا فهل له من مَخْرَجٍ؟ فقال: "إنَّ أباكم لم يَتَّق اللَّه فيجعل له مَخْرَجًا، بَانَتْ منه بثلاثٍ على غير السُّنَّة، وتسعمائة وسبع وتسعون إِثْم في عُنُقِهِ".
(14/ 227 - 228) في ترجمة (يحيى بن عبد الباقي بن يحيى الثَّغْرِيّ أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (عبيد اللَّه بن الوليد الوَصَّافِيّ الكوفي)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (937).
و(صَدَقَة بن أبي عِمْرَان الكوفي القاضي) قد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(4/ 432 - 433) وفيه عن ابن مَعِين: "لا أعرفه". قال ابن أبي حاتم: "يعني لا أعرف حقيقة أمره". وقال أبو حاتم: "صدوق، شيخ صالح، ليس بذاك المشهور".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 467).
3 -
"الكاشف"(2/ 25) وقال: "ليِّن".
4 -
"الميزان"(2/ 311 - 312) وفيه عن أبي داود عن ابن مَعِين: "ليس بشيء".
5 -
"التقريب"(1/ 366) وقال: "صدوق، من السابعة"/ خت م ق.
و(إبراهيم بن عبيد اللَّه بن عُبَادَة بن الصَّامت) و (أبوه)، لم أجد من ذكرهما.
وقد قال الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(4/ 20): أنَّ من فوق (يحيى بن عبد الباقي الأَذَنِيّ): مجهولون وضعفاء.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" كما في "مجمع الزوائد" للهيثمي (4/ 338) وقال: "فيه عبيد اللَّه بن الوليد الوصَّافي العِجْلي وهو ضعيف".
ومسند (عُبَادَة بن الصَّامِت) من "المعجم الكبير" المطبوع، غير موجود، لفقدانه من الأصل الخطي الذي طبع عنه.
ورواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(4/ 20) من طريق أبي محمد بن صَاعِد، وعثمان بن أحمد الدَّقَّاق، عن يحيى بن عبد الباقي الأَذَنِيّ، به. وقال:"رواته مجهولون وضعفاء إلَّا شيخنا وابن عبد الباقي".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1631) -في ترجمة (عبيد اللَّه بن الوليد الوصَّافي) - من طريق عبد اللَّه بن إدريس، عن عبيد اللَّه بن الوليد الوصَّافي، عن داود بن إبراهيم، عن عُبَادَة بن الصَّامِت، به.
قال الحافظ ابن حَجَر في "الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشَّاف" ص 173 - 174 بعد أن عزاه الدَّارَقُطْنِيّ والطبراني وابن مَرْدُوْيَه من الطريق المتقدِّم: "وفي إسناده جماعة من الضعفاء".
ثم قال: "رواه إسحاق في "مسنده" عن ابن إدريس، عن عبيد اللَّه بن الوليد، عن داود بن إبراهيم، عن عُبَادَة بن الصَّامِت. كذا قال".
* * *
2157 -
أخبرنا البَرْقَانِيّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسْمَاعِيليّ، أخبرنا يحيى بن أحمد بن هارون المُزَوِّق -بغدادي أبو زكريا-، حدَّثنا محمد بن عبيد المُحَارِبيّ، حدَّثنا قبيصة بن اللَّيْث، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد،
عن عائشة قالت: نَهَى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن زيارةِ القُبُورِ، ثم قال:"زُورُوهَا فإنَّ فيها مَوْعِظَةً".
(14/ 228) في ترجمة (يحيى بن أحمد بن هارون المُزَوِّق أبو زكريا).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (يزيد بن أبي زياد القُرَشِي الهاشمي)، وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (654).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (يحيى بن أحمد بن هارون المُزَوِّق)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في "معجمه" ص 199 رقم (407) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه البزَّار في "مسنده"(1/ 417) رقم (862) -من كشف الأستار-، عن يحيى بن حَكِيم، حدَّثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، حدَّثنا ابن جُرَيْج، عن ابن أبي مُلَيْكَة، عن عائشة، به. وفي آخره:"ثم رخص فيها - أحسبه قال: فإنها تُذَكِّرُ الآخرة".
قال الهيثمي في "كشف الأستار"(1/ 417): "رواه ابن ماجه خلا قوله: فإنها تُذَكِّرُ الآخرة".
وقال في "مجمع الزوائد"(3/ 58): "رواه البزَّار ورجاله ثقات".
ورواه مختصرًا ابن ماجه في "سننه"(1/ 500) رقم (1570) في الجنائز، باب ما جاء في زيارة القبور، من طريق بِسْطَام بن مُسْلِم قال: سمعت أبا التَّيَّاح قال: سمعت ابن أبي مُلَيْكَة، عن عائشة:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ في زيارة القُبُور".
قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(2/ 42): "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، بِسْطَام بن مسلم، وثَّقه ابن مَعِين وأبو زُرْعَة
وأبو داود وغيرهم، وباقي رجال الإسناد على شرط مسلم".
ومن هذا الطريق رواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 376)، ولفظه فيه:"عن عبد اللَّه بن أبي مُلَيْكَة أنَّ عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر فقلت لها يا أُمَّ المؤمنين من أين أَقْبَلْتِ، قالت: من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر، فقلت لها: أليس كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور، قالت: نعم، كان نهى ثم أمر بزيارتها".
ولم يتكلَّم الحاكم عليه بشيء، وقال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك":"صحيح".
وعن الحاكم من طريقه المتقدِّم، رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 78)، وقال:"تفرَّد به بِسْطَام بن مسلم البَصْرِيّ، واللَّه أعلم".
وللحديث شواهد كثيرة، انظرها في:"جامع الأصول"(11/ 152)، و"مجمع الزوائد"(3/ 57 - 59)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 137)، و"ناسخ الحديث ومنسوخه" لابن شَاهِين ص 275 - 276، و"الترغيب والترهيب"(4/ 357 - 358).
* * *
2158 -
أخبرنا أبو الفرج بن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطَّبَرَانِيّ، حدَّثنا يحيى بن عبد اللَّه بن عَبْدُوْيَه الصَّفَّار البَغْدَاديّ، حدَّثني أبي: عبد اللَّه بن عَبْدُوْيَه، حدَّثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن يونس بن عُبَيْد، عن الحسن،
عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"عَبْدٌ أَطَاعَ اللَّهَ، وأَطَاعَ مَوَالِيَهُ، يُدْخِلُهُ اللَّهُ الجَنَّةَ قَبْلَ مَوَالِيهِ. فيقولُ السَّيِّدُ: رَبِّ هذا كانَ عَبْدِي في الدُّنْيَا، فيقولُ: جَازَيْتُهُ بِعَمَلِهِ، وَجَازَيْتُكَ بِعَمَلِكَ".
(14/ 229 - 230) في ترجمة (يحيى بن عبد اللَّه بن عَبْدُوْيَه الصَّفَّار).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه انقطاع بين (الحسن البَصْرِيّ) وبين (ابن عبَّاس) رضي الله عنهما، فإنَّه لم يسمع منه كما قال عليّ بن المَدِيني وابن حَنْبَل وبَهْز وأبو حاتم وابن مَعِين. انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 37 - 38.
كما أنَّ فيه (عبد الوهاب بن عطاء الخَفَّاف العِجْلِيّ)، ضعَّفه أحمد والنَّسَائي. وقال البُخَاري: ليس بالقويِّ عندهم. وقال ابن مَعِين وابن نُمَيْر: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: يُكْتَبُ حديثه محلُّه الصدق. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: ثقة. وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 528): "صدوق ربما أخطأ". وتقدَّمت ترجمته في حديث (1880).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (يحيى بن عبد اللَّه بن عبد ربِّه الصَّفَّار)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
وكذا والده: (عبد اللَّه بن عَبْدُوْيَه الصَّفَّار)، فإنَّ الخطيب ترجم له في "تاريخه"(10/ 38) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. ولم أقف على من ذكرهما بذلك.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 176) رقم (12804)، و"المعجم الصغير"(2/ 147)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
وقال في "الصغير": "لم يروه عن يونس إلَّا عبد الوهاب، تفرَّد به يحيى بن عبد اللَّه عن أبيه".
وعنده في "الكبير" زيادة قوله: "أدخله اللَّه الجَنَّة قَبْلَ مَوَالِيه بسبعين خريفًا".
قال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(3/ 26) بعد أن عزاه للطبراني في "الكبير" و"الأوسط": "تفرَّد به يحيى بن عبد اللَّه بن عَبْدُوْيَه
(1)
الصَّفَّار عن أبيه. -و- لا يحضرني فيهما جرح ولا عدالة".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 239 - 240): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وقال: تفرَّد به يحيى بن عبد اللَّه بن عَبْدُوْيَه (1) الصَّفَّار عن أبيه، ولم أجد من ذكر يحيى، وأبوه ذكره الخطيب ولم يجرحه ولم يوثِّقه، وبقية رجاله حديثهم حسن".
أقول: فات المنذري والهيثمي عزو الحديث إلى الطبراني في "الصغير". و (يحيى) ترجم له الخطيب كما مَرَّ، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة بإسناد تالف، وقد تقدَّم تخريجه في حديث رقم (605) و (1016).
* * *
2159 -
أخبرني أبو الفرج الطَّنَاجِيْرِيّ، حدَّثنا محمد بن المظفَّر الحافظ، حدَّثنا أبو أحمد يحيى بن محمد بن عُبَيْد القَزْوِينيّ، حدَّثنا يحيى بن عَبْدَك، حدَّثنا خالد بن عبد الرحمن المَخْزُومِيّ، حدَّثنا محمد بن عبيد اللَّه، عن الوليد بن سَرِيع -مولى عمرو بن حُرَيْث-،
عن عمرو بن حُرَيْث، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ في الفَجْرِ بالتِّينِ والزَّيْتُونِ.
(14/ 234 - 235) في ترجمة (يحيى بن محمد بن عُبَيْد القَزْوِينيّ أبو أحمد).
(1)
تَصَحَّفَ في "الترغيب" و"المجمع" إلى: "عبد ربِّه". والتصويب من مصادر تخريجه المتقدِّمة، ومن "تاريخ بغداد"(10/ 38) و (14/ 229).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن سَلَمَة المَخْزُومِيّ المَكِّي) وقد ترجم له في:
1 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِيّ (2/ 8) وقال: "له غير حديث منكر عن الثقات".
2 -
"الجرح والتعديل"(3/ 342) وفيه عن أبي حاتم: "ذاهب الحديث تركوا حديثه".
3 -
"الكامل"(3/ 907 - 909) وقال: "ليس بذاك".
4 -
"الميزان"(1/ 633) وفيه عن البُخَاري: "ذاهب الحديث".
5 -
"التهذيب"(3/ 103 - 104) وقال: "قد جعل ابن عدي: الخُرَاسَاني والمَخْزُومي واحدًا، وفرق بينهما العُقَيْلِي وغيره، وهو الصحيح. قلت -القائل ابن حَجَر-: وفرَّق بينهما ابن أبي حاتم". وفيه عن البُخَاري في "الأوسط": "رماه عمرو بن عليّ بالوضع". وقال صالح بن محمد: "منكر الحديث". وقال أبو أحمد الحاكم: "حديثه ليس بالقائم". وقال الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف وذكر له حديثًا، فقال الحَمْلُ فيه على خالد".
6 -
"التقريب"(1/ 215) وقال: "متروك. . . من التاسعة، مات سنة اثنتي عشرة -يعني ومائتين-"/ تمييز.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (يحيى بن محمد بن عُبَيْد القَزْوِيني أبو أحمد)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
لم أقف عليه في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
والمعروف عن عمرو بن حُرَيْث أنَّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقرأُ في صلاة الفجر آيات من سورة التكوير ذكرها عنه، رواه مسلم في الصَّلاة باب القراءة في الصبح (1/ 336) رقم (456)، وباب متابعة الإِمام والعمل بعده (1/ 346) رقم (475)، وأبو داود في الصَّلاة، باب القراءة في الفجر (1/ 511) رقم (817)، والنَّسَائي في الافتتاح، باب القراءة في الصبح بـ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} (2/ 157) -ولفظ حديثه:"سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ في الفَجْرِ إذا الشمس كُوِّرت"-، وابن ماجه في إقامة الصَّلاة، باب القراءة في صلاة الفجر (1/ 268) رقم (817)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(1/ 353)، وعبد الرزاق الصَّنْعَانِيّ في "مصنَّفه"(2/ 115 - 116) رقم (2721). وهو عند جميعهم -عدا أبي داود وابن ماجه- من طريق الوليد بن سَرِيع، عن عمرو بن حُرَيْث، به.
* * *
2160 -
أخبرنا ابن بُكَيْر، أخبرنا أبو عمر يحيى بن محمد بن عمر بن عبد اللَّه بن عمر بن حفص بن بَيَان بن دِيْنَار الأَخْبَارِيّ -في منزله بدرب السَّاج، في جوار ابن الشُّوْنِيْزِيّ، في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة-، حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن محمد الضُّبَعِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن سعيد الكِنْدِيّ أبو سعيد الأَشَجّ، حدَّثنا العلاء بن سالم العَطَّار، عن يزيد بن أبي زياد،
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعتُ عليًّا -بالرُّحْبَة-
(1)
ينشد النَّاس من سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ كنتُ مَوْلاهُ فعليٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وعَادِ مَنْ عَادَاهُ"؟ فقام اثني عشر بَدْرِيًّا، فشهدوا أنَّهم سمعوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"مَنْ كنتُ مَوْلاهُ فعليٌّ مولاه، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وعَادِ مَنْ عَادَاهُ".
(1)
قرية بقرب القادسية على مرحلة من الكوفة على يسار الحُجَّاج إذا أرادوا مكَّة، وقد خربت انظر "مراصد الاطلاع"(2/ 608).
(14/ 236) في ترجمة (يحيى بن محمد بن عمر الأَخْبَارِيّ الكَاتِب أبو عمر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والشطر الأول من الحديث: "مَنْ كنتُ مَوْلاهُ فعليٌّ مَوْلَاهُ" متواتر. والشطر الثاني: "اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وعَادِ مَنْ عَادَاهُ" صحيح من طرق أخرى.
ففيه (يزيد بن أبي زياد الهاشمي)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (654).
وقد تُوبِعَ، حيث تابعه (مسلم بن سالم النَّهْدِيّ الكوفي)، وهو ثقة
(1)
، عند البزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (2/ 235) رقم (632)، فإنَّه يرويه من طريق جعفر الأحمر، عن يزيد بن أبي زياد ومسلم بن سالم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عنه، به.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (يحيى بن محمد بن عمر الأَخْبَارِيّ الكاتب)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(ابن بُكَيْر) هو (محمد بن عمر بن بُكَيْر النَّجَّار أبو بكر): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (665).
التخريج:
رواه عبد اللَّه بن أحمد في زوائد "المسند"(1/ 119)، وأبو يعلى في "مسنده"(1/ 428 - 429) رقم (567)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (2/ 235) رقم (632)، وأبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان" (2/ 227 -
(1)
انظر ترجمته في "التهذيب"(10/ 130 - 131).
228)، من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 105): "رواه أبو يعلى ورجاله وثِّقوا، وعبد اللَّه بن أحمد".
أقول: فات الهيثمي أن يعزوه إلى البزَّار.
ولحديث عليّ رضي الله عنه: طرق كثيرة انظرها في: "خصائص عليٍّ" للنَّسَائي ص 100 - 102 رقم (85 و 86 و 87 و 88) مع حاشية المحقق.
وله شواهد كثيرة، وقد سبق في حديث (1091): تخريجه من حديث أنس، والكلام على تواتر شطره الأول، وصحَّة شطره الثاني، ومصادر الشواهد والكلام على معناه.
* * *
2161 -
أخبرنا ابن بُكَيْر، حدَّثنا أبو محمد يحيى بن الشِّبْل بن العبَّاس الحُنَيْنِيّ -في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة-، حدَّثنا أبو عبد اللَّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار، حدَّثنا الهيثم بن خَارِجَة، حدَّثنا محمد بن أيوب بن مَيْسَرَة بن حَلْبَس قال: سمعت أبي،
سَمِعَ بُسْر بن أَرْطَاة، سَمِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يدعو:"اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتِي في الأمور كُلِّهَا، وأجِرْنِي مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وعَذَابِ الآخِرَةِ".
(14/ 237) في ترجمة (يحيى بن الشِّبْل بن العباس الحُنَيْنِيّ أبو محمد).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن عدا (أيوب بن مَيْسَرَة بن حَلْبَس الجُبْلَانِيّ الدِّمَشْقِيّ)، فإنه لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، فقد ذكره في "ثقاته" (4/ 27 - 28) وقال:"روى عنه ابنه محمد بن أيوب بن مَيْسَرَة". وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 421 - 422)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(2/ 257)،
ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم يذكرا عنه راويًا إلَّا ولده. كما ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (3/ 289 - 291) -مخطوط- وقال:"روى عنه ابنه محمد والهيثم بن عِمْرَان".
وقد تعقَّب الحافظ ابن حَجَر في "التعجيل المنفعة" ص 35 الحُسَيْني في قوله: وعنه ابنه محمد وغيرها"، فقال: "لم يذكر ابن عساكر في الرواية عنه إلَّا ابنه محمد والهيثم بن عِمْرَان".
وقد تابعه -كما سيأتي-: يزيد بن أبي يزيد مولى بُسْر بن أَرْطَاة، ولم أقف على من ترجم له.
كما أنَّ في إسناده صاحب الترجمة (يحيى بن الشِّبْل الحُنَيْنِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك. لكن تُوبع من غير واحد ممن خرَّج الحديث.
و(ابن بُكَيْر) هو (محمد بن عمر بن بُكَيْر النَّجَّار أبو بكر): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (665).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(4/ 181)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 150)، وأبو نُعَيْم في "معرفة الصحابة"(3/ 13) رقم (1204)، والطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 19) رقم (1196)، وفي "الدُّعَاء"(3/ 1471) رقم (1436)، وابن في "الكامل"(2/ 438) -في ترجمة (بُسْر بن أبي أَرْطَاة) -، من طريق الهيثم بن خَارِجَة، عن محمد بن أيوب بن مَيْسَرَة، به.
وقال عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل بعد أن رواه عن أبيه، عن هيثم بن خَارِجَة، من الطريق المتقدِّم:"وسمعته أنا من هيثم".
ورواه بن حِبَّان في "صحيحه"(2/ 150) رقم (945)، وأبو نُعَيْم في "معرفة الصحابة"(3/ 131)، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(1/ 173) رقم (238)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 438)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(3/ 289 - 290) -مخطوط-، من طريق هشام بن عمَّار، عن محمد بن أيوب بن مَيْسَرَة، به.
ورواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 591)، والطبراني في "الكبير"(2/ 19) رقم (1198)، وأبو نُعَيْم في "معرفة الصحابة"(3/ 131 - 132) رقم (1205)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 438 - 439)، من طريق إبراهيم بن أبي شَيْبَان
(1)
، عن يزيد بن عَبِيْدة بن -[أبي]- المُهَاجِر، عن يزيد بن أبي يزيد -مولى بُسْر بن أبي أَرْطَاة
(2)
-، عن بُسْرٍ، به.
ولم يتكلَّم الحاكم أو الذَّهَبِيُّ عليه بشيء.
ورواه الطبراني في "الكبير"(2/ 19) رقم (1197)، من طريق عثمان بن عَلَّاق، عن يزيد بن عَبِيْدَة، عن مولى لآل بُسْر، عن بُسْر بن أَرْطَاة، به. وفي آخره:"وقال: "من كان ذلك دعاءه مات قبل أن يصيبه البلاء"".
ولفظه عنذ أكثرهم: "عاقبتنا" و"أَجِرْنَا"، بصيغة الجمع.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(40/ 178): "رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني ثقات".
وقال محقِّق كتاب "معرفة الصحابة"(3/ 131): و"إسناد الحديث بمجموع طرقه جيِّد".
(1)
صُحِّفَ في "المعجم الكبير" إلى "سنان". والتصويب من "الجرح والتعديل"(2/ 105)، و"معرفة الصحابة"، و"المستدرك".
(2)
يقال: (بُسْر بن أَرْطَاة) و (بُسْر بن أبي أَرْطَاة). انظر: "تهذيب الكمال"(4/ 59 - 60). وقال ابن حِبَّان في "ثقاته"(3/ 36): "ومن قال: ابن أَرْطَاة، فقد وَهِمَ".
وقال محقق كتاب "الدُّعاء"(3/ 1471): "إسناده حسن".
وهذا منهم محلُّ توقف لما قدَّمت، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
2162 -
حدَّثني محمد بن إبراهيم الأَرْدَسْتَانِيّ -بلفظه-، حدَّثنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل النَّيْسَابُورِيّ المُزَكِّي -ببغداد-، حدَّثنا مكِّي بن عَبْدَان، حدَّثنا أبو الأَزْهَر أحمد بن الأَزْهَر بن مَنِيع، حدَّثنا سعيد بن وَاصِل، عن شُعْبَة، عن عمرو بن دينار،
عن ابن عبَّاس قال: بَايَعْنَا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم على السَّمْعِ والطَّاعَةِ. قال: وكان يلقِّننا: "فيما اسْتَطَعتُمْ".
(14/ 238 - 239) في ترجمة (يحيى بن إسماعيل بن يحيى المُزَكِّي أبو زكريا).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (سعيد بن وَاصِل الحَرَشِيّ البَصْرِيّ)، وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (441).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (يحيى بن إسماعيل المُزَكِّي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
لم أقف عليه من حديث ابن عبَّاس في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
والحديث رواه البخاري في الأحكام، باب كيف يُبَايِعُ الإمامُ النَّاسَ
(13/ 193) رقم (7202) ومسلم في الإمارة، باب البيعة على السمع والطاعة (3/ 1490) رقم (1867)، وغيرهما، من حديث عبد اللَّه بن دينار، عن عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما قال: كُنَّا نُبَايِعُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم على السَّمْعِ والطَّاعَةِ. يقول لنا: فيما اسْتَطَعْتُمْ".
وله شاهد ثان من حديث جَرِير بن عبد اللَّه البَجَلي، رواه البخاري في الموطن السابق (13/ 193) رقم (7204)، ومسلم في الإيمان، باب بيان أنَّ الدِّين النصيحة (1/ 75)، وغيرهما
وله شاهد آخر من حديث أنس، رواه أحمد في "المسند"(3/ 120 و 172).
* * *
2163 -
أخبرنا يحيى بن محمد المؤدِّب، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن محمد الكوفي، حدَّثنا محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث البَاغَنْدِيّ، حدَّثنا محمد
(1)
بن حُمَيْد الرَّازِيّ، حدَّثنا إبراهيم بن المُخْتَار، حدَّثنا النَّضْر بن حُمَيْد، عن أبي إسحاق، عن الأَصْبَغ،
عن عليّ بن أبي طالب، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما مِنْ
(2)
أَهْلِ بَيْتٍ فيهم اسْمُ نَبِيٍّ الَّا بَعَثَ اللَّهُ إليهم مَلَكًا يُقَدِّسُهُمْ بالغَدَاةِ والعَشِيِّ".
(14/ 240) في ترجمة (يحيى بن محمد بن الحسين المؤدِّب أبو البركات).
(1)
حُرِّفَ في المطبوع إلى: "عليّ". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (843)، ومن مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (455).
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "ما في". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (843)، ومن "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 266).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (أَصْبَغ) وهو (ابن نُبَاتَة التَّمِيْمِيّ الحَنْظَلِيّ الكُوفيّ أبو القاسم) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 42) وقال: "ليس بثقة".
2 -
"التاريخ الكبير"(2/ 25) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"أحوال الرجال" ص 47 رقم (15)، وقال:"كان زَائِغًا".
4 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 71 رقم (3/ 113)، وقال:"تابعي ثقة"! !
5 -
"المسند" للبزّار -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"(3/ 113) - وقال: "أكثر أحاديثه عن عليٍّ لا يرويها غيره".
6 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 58 رقم (66) وقال: "متروك الحديث".
7 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 129 - 130) وقال: "كان يقول بالرَّجْعَة"
(1)
. وفيه عن أبي بكر بن عيَّاش: الأَصْبَغ بن نُبَاتَة، وهيثم
(2)
، هؤلاء كلُّهم كذَّابون".
8 -
"الجرح والتعديل"(2/ 319 - 320)، وفيه عن أبي حاتم:"ليِّن الحديث".
(1)
أي رَجْعَةِ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الدُّنْيا بعد موته! ! انظر "مختصر التحفة الاثنى عشرية" للعلامة محمود شكري الآلُوسِيّ ص 200 - 203.
(2)
هكذا في "الضعفاء" المطبوع. وفي "تهذيب الكمال"(3/ 309): "مِيْثَم". وعلَّق محققه عليه بقوله: "جاء في حواشي النسخ تعليق للمؤلف نصُّه: "هو مِيْثَم الكِنَاني التَّمَّار، من شيعة عليّ الغُلَاة".
9 -
"المجروحين"(1/ 173 - 174) وقال: "هو ممن فُتِنَ بحبِّ عليٍّ، أتى بالطَّامَّات في الروايات فاستحق من أجلها الترك".
10 -
"الكامل"(1/ 398) وقال: "صاحب عليّ بن أبي طالب، يروي عنه أحاديث غير محفوظة". وقال: "لم أُخْرِجْ له هاهنا شيئًا، لأنَّ عامَّة ما يرويه عن عليٍّ لا يتابعه عليه أحد، وهو بيِّن الضَّعْفِ، وله عن عليٍّ أخبار وروايات، وإذا حدث عن الأصْبَغ ثقة فهو عندي لا بأس بروايته، وإنما أتى الإنكار من جهة من روى عنه، لأنَّ الراوي عنه لعله يكون ضعيفًا".
11 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 156 رقم (118) وقال: "منكر الحديث".
12 -
"الموضوعات" لابن الجَوْزي (3/ 202) وقال: "قال ابن حِبَّان: كان يضع الحديث على الفَوْر".
13 -
"المغني"(1/ 93) وقال: "عن عليٍّ، واهٍ غَالٍ في تَشَيُّعِهٍ. . . ".
14 -
"الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث" لبرهان الدِّين الحَلَبِي ص 106 - 107 وقال: "كذَّاب متروك. ذكر الذَّهَبِيُّ في "الميزان" كلام النَّاس فيه ولم يذكر أنَّه اتُّهِمَ".
أقول: بل ذَكَرَ الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(1/ 271) قول أبي بكر بن عيَّاش: "كذَّاب"! ! ولم يتنبه محقِّق "الكشف الحثيث" لذلك.
15 -
"التقريب"(1/ 81) وقال: "متروك، رُمي بالرَّفْضِ، من الثالثة"/ ق.
كما أنَّ في إسناده (محمد بن حُمَيْد بن حَيَّان الرَّازِيّ)، وقد ضعَّفه البعض، ووثَّقه ابن مَعِين وغيره، وكذَّبه أبو زَرْعَة وصالح جَزَرَة وغيرهما. وتقدَّمت ترجمته في حديث (455).
و (أبو إسحاق) هو (السَّبِيعيّ، عمرو بن عبد اللَّه الهَمْدَانيّ): ثقة مدلِّس اختلط بأَخَرَةٍ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (174).
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم الأَصْبَهَاني في "تاريخ أَصْبَهَان"(1/ 266) من طريق محمد بن حُمَيْد، عن إبراهيم بن المختار، به.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 154) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ. وفي إسناده متروكون". وذكر بعض أقوال النُّقَّاد في (أَصْيَغَ) و (محمد بن حُمَيْد).
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 100) وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 197) في بعض تعقُّبه. وهو مدفوع بما تقدَّم من حال (أَصْبَغ ابن نُبَاتَة الحَنْظَلِيّ) تفصيلًا، وكذا (محمد بن حُمَيْد الرَّازِيّ)، من اتهامهما بالكذب، وبخاصة (أَصْبَغ). والبلاءُ منه فيما يظهر لي واللَّه أعلم.
أمَّا الشاهد الذي ذكره كمعضِّد، وهو حديث ابن عدي عن ابن عمر، وابن عبَّاس مرفوعًا:"إنَّ من بَرَكَةِ الطعام أن يكونَ عليه رجل اسْمُهُ اسم نبيٍّ". فإن ابن عَرَّاق نفسه يقول: "والحقُّ أنَّه لا يصلحُ شاهدًا". وذكر أنَّ الذَّهَبِيَّ في "تلخيص الموضوعات" قال: "باطل". وأقرَّه بن حَجَر
(1)
. وإن كان ابن عَرَّاق قد ذكر أنَّه روي من طريق آخر فيه العبَّاس بن يزيد البَحْرَاني، قال الدَّارَقُطْنِيّ في رواية عنه: ثقة. وفي أخرى: تكلَّموا فيه.
* * *
2164 -
أخبرنا يحيى بن الحسن الدَّوْسِيّ، حدَّثنا أبو غانم محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البُهْلُول التَّنُوخِيّ -بالأَنْبَار-، حدَّثنا أبي،
(1)
في "اللسان"(2/ 479).
حدَّثنا جدِّي، حدَّثنا عليّ بن يزيد الصُّدَائِيّ، عن أبي شَيْبَة الجَوْهَرِيّ،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَبَّ أصحابي فعليه لَعْنَةُ اللَّهِ والملائكةِ والنَّاسِ أجمعينَ، لا يَقْبَلُ اللَّهُ منه صَرْفًا ولا عَدْلًا".
(14/ 241 - 242) في ترجمة (يحيى بن الحسن بن محمد الأَنْبَارِيّ الدَّوْسِيّ أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث دون قوله: "لا يَقْبَلُ اللَّه منه صَرْفًا ولا عَدْلًا" ورد من طرق هو بمجموعها حسن.
ففي إسناده (أبو شَيْبَة الجَوْهَرِيّ) وهو (يوسف بن إبراهيم التَّمِيميّ الجَوْهَرِيّ الوَاسِطِيّ)، وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(8/ 377 - 378) وقال: "عنده عجائب".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 449).
3 -
"الجرح والتعديل"(9/ 218 - 219) وفيه عن أبي حاتم: "ضعيف الحديث، منكر الحديث، عنده عجائب".
4 -
"المجروحين"(3/ 134) وقال: "يروي عن أنس بن مالك ما ليس من حديثه، لا تحلُّ الرواية عنه ولا الاحتجاج به لما انفرد من المناكير عن أنس وأقوام مشاهيره".
5 -
"الكامل"(7/ 2623 - 2624) وقال: "ليس هو بالمعروف ولا له كثير حديث".
6 -
"الميزان"(4/ 461) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "ليس بالقويّ عندهم".
7 -
"الكاشف"(3/ 260) وقال: "ضعَّفوه".
8 -
"التقريب"(2/ 379) وقال: "ضعيف، من الخامسة"/ ت ق.
كما أنَّ فيه (عليّ بن يزيد بن سُلَيْم الصُّدَائيّ الأَكْفَانيّ أبو الحسن) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(6/ 209) وفيه عن أحمد: "ما كان به بأس". وقال أبو حاتم: "ليس بقويٍّ، منكر الحديث عن الثقات".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 462).
3 -
"الكامل"(5/ 1854 - 1855) وقال: "عامَّة ما يرويه ممَّا لا يُتَابَعُ عليه". وفيه عن ابن عَرَفَة: "أحاديثه لا تشبه أحاديث الثقات إمَّا أن يأتي بإسناد لا يُتَابَعُ عليه، أو بمتنٍ عن الثقات منكر، أو يروي عن مجهول".
4 -
"التقريب"(2/ 46) وقال: "فيه لِيْنٌ، من التاسعة"/ عس.
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (يحيى بن الحسن بن محمد الأَنْبَارِي الدَّوسِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وكذلك (أبو غانم محمد بن يوسف بن يعقوب التَّنُوخيّ أبو غانم)، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(3/ 410 - 411)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. ولم أقف على مَنْ ذكره بذلك.
وجدُّه أيضًا (يعقوب بن إسحاق بن البُهْلُول التَّنُوخِيّ أبو يوسف)، ترجم له الخطيب في "تاريخه" (14/ 276 - 277) وقال:"كان من حُفَّاظِ القرآن العالِمِين بعدده وقراآته، وكان حَجَّاجًا متنسِّكًا". ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
و (يوسف بن يعقوب بن إسحاق التَّنُوخيّ): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (609).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1855) -في ترجمة (عليّ بن يزيد الصُّدَائي) -، والسَّهميُّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 275، من طريق عليّ بن يزيد الصُّدَائي، عن أبي شَيْبَة الجَوْهَرِيّ، عنه، به.
وللحديث شاهد من حديث ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ حديث أنس، دون قوله:"لا يَقْبَلُ اللَّه منه صَرْفًا ولا عَدْلًا". رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 142) رقم (12709).
قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 21): "وفيه عبد اللَّه بن خِرَاش وهو ضعيف".
وله شاهد من حديث محمد بن طلحة، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبيه، عن جدِّه مرفوعًا بلفظ:"إنَّ اللَّه اختارني واختار لي أصحابًا فجعلهم لي وزراء وأصهارًا، فمن سبَّهم فعليه لعنة اللَّه والملائكة والنَّاس أجمعين، لا يُقْبَلُ منهم صَرْفٌ ولا عَدْلٌ"، رواه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 483) رقم (1000)، وقال محقِّقه الشيخ الألباني:"إسناده ضعيف، لجهالة عبد الرحمن بن سالم وأبيه، وسوء حفظ محمد بن طلحة".
وله شاهد مرسل عن عطاء بن أبي رَبَاح مرفوعًا بلفظ: "من سَبَّ أصحابي فعليه لعنة اللَّه". رواه ابن الجَعْد في "مسنده"(2/ 785) رقم (2095)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(7/ 103)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 483)، وقال محقِّقه:"حديث حسن، وإسناده مرسل صحيح".
غريب الحديث:
قوله: "صَرْفًا ولا عَدْلًا"، الصَّرْفُ: التوبة. وقيل: النافلة. والعَدْلُ: الفِدْيَة. وقيل: الفريضة. "النهاية"(3/ 24).
* * *
2165 -
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصَّلْت الأَهْوَازِيّ، أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر المَطِيْرِيّ، حدَّثنا الحسن بن عَرَفَة، حدَّثني يعقوب بن الوليد المَدِينيّ، عن ابن أبي ذِئْب، عن سعيد بن سَمْعَان -مولى الزُّرَقِيِّين-،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا رَقَدَ المَرْءُ قَبْلَ أن يصلِّي العَتَمَةَ، وَقَفَ عليه مَلَكَانِ يُوقِظَانِهِ يقولانِ: الصَّلاة، ثم يُوَلِّيَانِ عنه ويقولانِ: رَقَدَ الخَاسِرُ وأَبَى".
(14/ 265 - 266) في ترجمة (يعقوب بن الوليد الأَزْدِي المَديني أبو يوسف).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (يعقوب بن الوليد الأَزْدِيّ المَدِينيّ)، وهو من الكذَّابين الكِبَار كما قال الإمام أحمد بن حنبل في كتابه "العلل ومعرفة الرجال"(1/ 222). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1681).
التخريج:
رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2606) -في ترجمة (يعقوب بن الوليد الأَزْدِيّ) -، من طريق أحمد بن مَنِيع، حدَّثنا يعقوب بن الوليد، به.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 100 - 101) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث موضوع، والمُتَّهَمُ به يعقوب".
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 22 - 23)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 80).
غريب الحديث:
قوله: "قبل أن يصلِّي العَتَمَة": يعني صلاة العِشَاء. انظر: "النهاية"(3/ 180).
* * *
2166 -
أخبرنا الحسن بن عليّ التَّمِيميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثني أبي، حدَّثنا أبو يوسف المؤدِّب يعقوب -جارنا-.
وأخبرنا عبد الرحمن بن عبيد اللَّه الحَرْبِيّ، أخبرنا أحمد بن سلمان النَّجَّاد، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد، حدَّثنا يعقوب أبو يوسف -جارُنا-.
وأخبرنا القاضي أبو العلاء الوَاسِطيّ، أخبرنا عبد اللَّه بن محمد بن عثمان المُزَنِيّ الحافظ.
وأخبرنا أبو الفرج الطَّنَاجِيْرِيّ، وأبو محمد الجَوْهَرِيّ، قالا: أخبرنا محمد بن النَّضْر بن محمد بن سعيد النَّخَّاس، -قال عبد اللَّه: حدَّثنا، وقال محمد: أخبرنا- أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنَّى المَوْصِلِيّ، حدَّثنا يعقوب بن عيسى، حدَّثنا إبراهيم بن سعد، عن عبد العزيز بن المطلب، عن عبد الرحمن بن الحارث -زاد أبو يعلى: ابن عبد اللَّه بن عيَّاش، ثم اتفقا-، عن زيد بن عليّ بن حسين، عن أبيه،
عن جدِّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ -وقال أبو يَعْلى: دُونَ حَقِّهِ- فهو شَهِيدٌ".
(14/ 271 - 272) في ترجمة (يعقوب بن عيسى بن مَاهَان المؤدِّب أبو يوسف).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (يعقوب بن عيسى بن مَاهَان المؤدِّب أبو يوسف) وقد ترجم له في:
1 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 286) باسم: (يعقوب بن يوسف بن مَاهَان المَرْوَزِيّ أبو يوسف).
2 -
"تاريخ بغداد"(14/ 271 - 272) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكر من الرواة عنه: أحمد، وابنه عبد اللَّه، وأبو يعلى.
3 -
"تعجيل المنفعة" ص 300، ونقل توثيق ابن حِبَّان له فقط، وقال:"لكن وقع عنده: يعقوب بن يوسف بن مَاهَان. ويحتمل أنَّه كان يعقوب أبو يوسف، واللَّه أعلم".
أقول: هذا الاحتمال بعيد، لأنَّ ابن حِبَّان كَنَّاه بأبي يوسف بعد أن أتى باسمه كاملًا: يعقوب بن يوسف بن مَاهَان، واللَّه أعلم.
وفي الطريق الأول: (الحسن بن عليّ التَّمِيميّ المعروف بابن المُذْهِب)، تُكُلِّمَ فيه، وقال الذَّهَبِيُّ:"صدوق إن شاء اللَّه وقد خَلَطَ في بعض سماعاته شيئًا". وتقدَّمت ترجمته في حديث (696).
وفيه (أحمد بن جعفر بن حَمْدَان القَطِيعي أبو بكر)، قال الذَّهَبِيُّ عنه:"صدوق في نَفْسِهِ مقبول، تغيَّر قليلًا". وقد سبقت ترجمته في حديث (193).
وفي الطريق الثالث: (أبو العلاء الوَاسِطي محمد بن عليّ)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (430).
والحديث صحيح من طرق أخرى، بل عدَّه السُّيُوطيُّ وغيره من المتواتر.
التخريج:
رواه أحمد في "مسنده"(1/ 78 - 79) -في مسند عليّ بن أبي طالب-، وأبو يعلى في "مسنده"(146/ 12) رقم (6775) -في مسند الحسين بن عليّ-، وفي "معجمه" ص 266 رقم (330)، من الطريقين اللذين رواهما الخطيب عنهما.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 244): "رواه أحمد ورجاله ثقات".
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(2/ 31) رقم (590): "إسناده صحيح". وقال: "والظاهر من هذا الإسناد أنَّ الحديث من مسند الحسين بن عليّ، لا من مسند أبيه عليّ بن أبي طالب، لأنَّ زيدًا يرويه عن أبيه عليّ زين العابدين، عن جَدِّه، وهو الحسين بن عليّ، وكذلك صرَّح به في "مجمع الزوائد" (6/ 244)، فجعله من حديث الحسين بن عليّ".
أقول: وكذلك فعل السُّيُوطيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص 210، والزَّبِيْدِيّ في "لقط اللآلئ المتناثرة" ص 94، ومن قبلهما أبو يعلى في "مسنده".
وممَّا ينبني على جعله من مسند عليّ بن أبي طالب، الحكم على إسناده بالانقطاع، لأنَّ علي بن الحسين، قد أرسل عن جدِّه عليّ. انظر "التهذيب"(7/ 304).
والحديث مروي عن جماعة من الصحابة، وعُدَّ من المتواتر. وقد تقدَّم الكلام عليه في حديث (1664).
وقد تقدَّم روايته من حديث الزُّبَيْر بن العوَّام رضي الله عنه برقم (2086).
* * *
2167 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف الصَّيَّاد، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد، حدَّثنا الحارث بن محمد، حدَّثنا يعقوب بن القاسم
أبو يوسف الطَّلْحِيّ، حدَّثنا الوليد، حدَّثنا الأَوْزَاعِيّ، عن محمد بن عبد الملك،
عن المغيرة بن شُعْبَة أنَّه قال لعثمان حين حُصِرَ: إنَّه قد نزل بك من الأمر ما تري، فاختر بين ثلاث: إن شئتَ أنْ تَفْتَحَ لك بابًا سوى الباب الذي هم عليه، فتقعد على رواحلك فتلحق بمكَّة فلن يستحلِّوك فيها، وإنْ شئتَ أنْ تلحق بالشَّام وفيها معاوية، وإن شئتَ خَرَجْتَ بمن معك فَقَاتَلْنَاهُمْ، فإنَّا على الحَقِّ وهم على الباطل.
قال فقال عثمان: أمَّا قولك تأتي مكَّة، فإنِّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"يُلْحِدُ بِمَكَّةَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ عليه نِصْفُ عَذَابِ الأُمَّةِ"، فلن أكونه.
وأمَّا أَنْ آتي الشَّام فلم أكن لأدع دار هِجْرتي ومجاورة نبيِّ اللَّه صلى الله عليه وسلم وآتي الشَّام.
وأمَّا قولك: أنْ أَخْرُجَ بمن معي فأقاتلهم، فلن أكون أَوَّلَ من خَلَفَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أُمَّتِهِ بِإرَاقَةِ مِحْجَمَةِ دَمٍ.
(14/ 272) في ترجمة (يعقوب بن القاسم بن محمد بن يحيى القُرَشِيّ التَّيمِيّ أبو يوسف).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ورجال إسناده ثقات. لكن فيه انقطاع في الرَّاجح بين (محمد بن عبد الملك بن مروان الأُمَوي) وبين (المغيرة بن شُعْبَة).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 230): "محمد بن عبد الملك لم أجد له سماعًا من المغيرة".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "تعجيل المنفعة" ص 345 في ترجمة (محمد بن
عبد الملك بن مروان): "وما أظن أنَّ روايته عن المغيرة إلَّا مرسلة". وذكر أنَّ وفاته كانت سنة (132 هـ).
وقال العلَّامة الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(1/ 369) رقم (481) بعد أن ذكر ما تقدَّم عن ابن حَجَر: "وأنا أرجِّح هذا، لأنَّ المغيرة بن شُعْبَة مات سنة (50) فيبعد أن يسمع منه، ثم يعيش بعده (72) سنة. ولو كان لَذُكِرَ في المعمَّرين من الرواة. ولذلك أرجِّح أنَّ الحديث ضعيف لانقطاعه".
و(الحارث بن محمد) هو (ابن أبي أسامة -واسم أبي أسامة: دَاهِر- التَّمِيميّ الخَصِيب البغدادي)، ترجم له الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (13/ 388 - 390) وقال:"الحافظ الصدوق العَالِمُ من العراق. . . . صاحب المُسْنَد المشهور". وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "صدوق"، وأنَّ ابن حِبَّان ذكره في "الثقات"
(1)
. وقال إبراهيم الحَرْبي: "ثقة". وقال الأَزْدِيّ: "ضعيف". فتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "هذه مجازفة، ليت الأَزْدِيّ عَرَفَ ضَعْفَ نَفْسِهِ. وقال ابن حَزْم في "المُحَلَّى": "ضعيف"
(2)
. فتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "لا بأس بالرجل، وأحاديثه على الاستقامة". وقال أحمد بن كامل: "ثقة". وانظر ترجمته كذلك في: "تاريخ بغداد"(8/ 218 - 219)، و"اللسان"(2/ 157 - 158).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(1/ 67) بطوله، وعنه الضِّياء المَقْدِسِي في "المُخْتَارَة"(1/ 520 - 521) رقم (387)، عن علي بن عيَّاش، حدَّثنا الوليد بن مسلم، به.
(1)
(8/ 183).
(2)
الذي في "المُحَلَّى"(2/ 195): "وقد تُرِكَ حديثه"، وقال في (11/ 53) منه:"منكر الحديث تُرِكَ بآخره". وقال في (4/ 67) و (9/ 171) منه: "متروك"! !
ورواه عمر بن شَبَّة في "تاريخ المدينة"(4/ 1213) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأَوْزَاعي، به. كما رواه في (4/ 1213) منه، من طريق هِقْل بن زياد، عن الأَوْزَاعي، به.
ورواه مختصرًا بذكر المرفوع منه فحسب، البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 163) في ترجمة (محمد بن عبد الملك)، عن مسدَّد، حدَّثنا عيسى بن يونس، حدَّثنا الأَوْزَاعي، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 230): "رواه أحمد ورجاله ثقات إلَّا أنَّ محمد بن عبد الملك بن مروان لم أجد له سماعًا من المغيرة".
ورواه مختصرًا: أحمد في "المسند"(1/ 64)، والبزَّار في "مسنده" -المسمَّى بـ "البحر الزَّخَّار"- (2/ 31) رقم (375)، من طريق يعقوب بن عبد اللَّه، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن ابن أَبْزَى، عن عثمان بن عفَّان قال: قال له عبد اللَّه بن الزُّبَيْر حين حُصِرَ: إنَّ عندي نجائبَ قد أعددتها لكَ، فهل لك أن تَحَوَّل إلى مكَّة فيأتيك من أراد أنْ يأتيك؟ قال: لا، إنِّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"يُلْحِدُ بمكَّةَ كَبْشٌ مِنْ قُرَيْشٍ اسمُه عبد اللَّه، عليه مثلُ نِصْفِ أَوْزَارِ النَّاسِ". واللفظ لأحمد.
قال البزَّار: "وأنا أظن إنما هو يعقوب، عن جعفر بن حُمَيْد، عن ابن أبْزَى، وأخاف أن يكون أخطأ".
وقال الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(3/ 375): "رواه أحمد في "مسنده"، وفي إسناده مقال".
وقال ابن كثير في "البداية والنهاية"(8/ 339): "وهذا الحديث منكر جدًّا، وفي إسناده ضعف. ويعقوب هذا، هو (القُمِّيّ) وفيه تشيُّع، ومثل هذا لا يُقْبَل تفرُّده به".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 285): "رواه أحمد ورجاله ثقات. ورواه البزَّار أيضًا".
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(1/ 360): "إسناده ضعيف، لانقطاعه. . . ابن أَبْزَى: هو سعيد بن أبي عبد الرحمن بن أَبْزَى الخُزَاعي، وهو تابعي ثقة من صغار التابعين، يروي عن ابن عبَّاس ووَاثِلَة، قال أبو زُرْعَة: روايته عن عثمان مرسلة".
* * *
2168 -
أخبرنا الجَوْهَرِيّ، أخبرنا عبد اللَّه بن موسى الهَاشِمِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن إسحاق بن حمَّاد، حدَّثنا يعقوب بن مَاهَان، حدَّثنا هُشَيْم، حدَّثنا أبو بِشْر، عن سعيد بن جُبَيْر،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يقولُ اللَّهُ تعالى: إذا أَخَذْتُ كَرِيْمَتَيْ عَبْدِي، فَصَبَرَ واحْتَسَبَ، لم أَرْضَ له ثَوَابًا دُونَ الجَنَّةِ".
(14/ 275) في ترجمة (يعقوب بن مَاهَان البَنَّاء مولى بني هاشم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (عبد اللَّه بن موسى بن إسحاق الهاشمي)، وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1931)
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
و (هُشَيْم) هو (ابن بَشِير بن القاسم السُّلَمِيّ الوَاسِطيّ أبو معاوية): ثقة ثَبْت، لكنه كثير التدليس، وقد صرَّح بالتحديث هنا وعند أبي يعلى وابن حِبَّان فيما سيأتي. وسبقت ترجمته في حديث (348).
و (أبو بِشْر) هو (جعفر بن إِيَّاس، وهو ابن أبي وَحْشِيَّة اليَشْكُرِيّ الوَاسِطيّ): ثقة من أَثْبَت النَّاس في سعيد بن جُبَيْر. وتقدَّمت ترجمته في حديث (482).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "ولم يحدِّث هذا الحديث غير يعقوب بن مَاهَان. قلت -القائل الخطيب-: أظن هذا كلام المَدَائِنِيّ عبد اللَّه بن إسحاق، واللَّه أعلم".
التخريج:
رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(4/ 256) رقم (2919)، والطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 54) رقم (12452)، وأبو يعلى في "مسنده"(4/ 252) رقم (2365)، من طريق يعقوب بن مَاهَان، حدَّثنا هُشَيْم، به.
أقول: إسناد ابن حِبَّان وأبي يعلى: حسن.
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 348) رقم (587)، من طريق الوليد بن صالح النَّحَّاس، عن هُشَيْم، به.
قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 308): "رواه أبو يعلى والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أبي يعلى ثقات".
وللحديث شواهد عدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(6/ 433 - 434)، و"مجمع الزوائد"(2/ 308 - 343)، و"الترغيب والترهيب"(4/ 301 - 302)، و"المطالب العالية"(2/ 342 - 343).
ومن تلك الشواهد: ما رواه البخاري في المرضى، باب فضل من ذهب بصره (10/ 116) رقم (5653) -واللفظ له-، والتِّرْمِذِيّ في الزهد، باب ما جاء في ذهاب البصر (4/ 602) رقم (2400)، وأحمد في "المسند" (3/ 144
و 156 و 283)، وغيرهم، عن أنس بن مالك مرفوعًا:"إن اللَّه قال: إذا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ منهما الجَنَّةَ -يريد عَيْنَيْهِ-". وقد تقدَّم في حديث (94).
غريب الحديث:
قوله: "كَرِيْمَتَيْه": "يريد عَيْنَيْهِ: أي جَارَحَتَيْهِ الكريمتين عليه. وكلُّ شيء يَكْرُمُ عليك فهو كريمُكَ وكريمتك". "النهاية"(4/ 167).
* * *
2169 -
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن مهدي، أخبرنا محمد بن مَخْلَد العطَّار قال: أملى علينا يعقوب بن إبراهيم -وكتبُ بيدي- قال: حدَّثنا رَوْح، حدَّثنا صالح بن أبي الأَخْضَر، حدَّثنا ابن شِهَاب، عن سعيد بن المسيَّب،
عن أبي هريرة، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بَعَثَ عبد اللَّه بن حُذَافَة يَطُوفُ في مِنًى:"لا تَصُومُوا هذه الأَيَّامَ، فإنَّها أَيَّامُ أَكْلٍ وشُرْبٍ، وذِكْرِ اللَّهِ عز وجل".
(14/ 277 - 278) في ترجمة (يعقوب بن إبراهيم بن كَثِير العَبْدِيّ الدَّوْرَقِيّ أبو يوسف).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (صالح بن أبي الأَخْضَر اليَمَامي)، وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (704). وقد توبع كما سيأتي.
و (رَوْح) هو (ابن عُبَادَة بن العلاء القِيْسِيّ البَصْرِيّ أبو محمد): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (513).
و (ابن شِهَاب) هو (الزُّهْرِيّ، محمد بن مسلم بن عبيد اللَّه أبو بكر): إمام ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (432).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(2/ 513 و 535)، والطَّحَاويّ في "شرح معاني الآثار"(2/ 244)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 187)، وابن جَرِير الطَّبَرِيّ في "تفسيره"(4/ 211) رقم (3912)، من طريق رَوْح بن عُبَادَة، عن صالح بن أبي الأَخْضَر، به.
ورواه الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 187)، من طريق إبراهيم بن حُمَيْد، حدَّثنا صالح، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد وأبي سَلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(8/ 624) رقم (24438) إلى ابن جَرِير فقط، وهو تقصير بالغ.
ورواه مختصرًا: ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(4/ 21)، عن عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن عمرو، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ".
وعن ابن أبي شَيْبَة، رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 245) رقم (3592)، وابن ماجه
(1)
في الصيام، باب ما جاء في النهي عن صيام أيام التشريق (1/ 458) رقم (1719)، وأوَّله عندهما:"أَيَّامُ منى. . . ".
(1)
تَصَحَّفَ (عبد الرحيم بن سليمان) في "سنن ابن ماجه" إلى (عبد الرحمن بن سليمان). والتصويب من "المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (4/ 21)، و"الصحيح" لابن حِبَّان (5/ 245)، و"تحفة الأشراف"(11/ 10)، والتهذيب (6/ 306).
قال البُوصِيْرِيّ في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(2/ 74): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات".
ورواه الطَّحَاويُّ في "شرح معاني الآثار"(2/ 245)، عن ابن أبي داود، حدَّثنا سعيد بن منصور، حدَّثنا هُشَيْم، أخبرنا عمر بن أبي سَلَمَة، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"أَيَّامُ التَّشرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ، وَذِكْرٍ لِلَّهِ عز وجل".
أقول: إسناده صحيح.
و(ابن أبي داود) هو (إبراهيم بن سليمان بن داود البُرُلُّسِيّ الأَسَدِيّ الشَّامِيّ): من الحُفَّاظ الثقات. انظر ترجمته في: "الأنساب"(2/ 167 - 168)، و"السِّيَر"(13/ 393 - 394)، و"تراجم الأحبار من رجال شرح معاني الآثار" للمظاهري (4/ 611 - 612).
كما رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(5/ 245) رقم (3593) مختصرًا، من طريق يعقوب بن إبراهيم الدَّوْرَقِيّ حدَّثنا هُشَيْم، حدَّثنا عمر بن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"أيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ طَعْمٍ وذِكْرٍ".
وللحديث شواهد كثيرة، انظرها في:"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (4/ 19 - 21)، و"شرح معاني الآثار"(2/ 243 - 246)، و"تفسير الطَّبَرِيّ"(4/ 211 - 213)، و"جامع الأصول"(2/ 348 - 350)، و"مجمع الزوائد"(3/ 202 - 204)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 196 - 197)، و"مصباح الزجاجة"(2/ 74).
ومن تلك الشواهد، ما رواه مسلم في الصيام، باب تحريم صوم أيام التشريق (2/ 800) رقم (1141)، عن نُبَيْشَةَ الهُذَلِيِّ رضي الله عنه مرفوعًا:"أَيَّامُ التَّشرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وشُرْبٍ، وذِكْرٍ للَّهِ".
* * *
2170 -
أخبرني عبد العزيز بن عليّ الأَزَجِيّ، حدَّثنا عبيد اللَّه بن أحمد بن علي المُقْرِئ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا يعقوب بن إسحاق القُلُوسِيّ.
وأخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهَاشِمِيّ، حدَّثنا أبو بِشْر عيسى بن إبراهيم بن عيسى الصَّيْدَلَانِيّ، حدَّثنا أبو يوسف القَلُوسِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن غالب العَبَدَانِيّ، حدَّثنا هشام بن عبد الرحمن الكوفي -وقال الصَّيْدَلَانِيّ: هشام بن عبد الملك، لعله ابن عبد الرحمن الكوفي، وقدم علينا مُرَابِطًا، ثم اتفقا-، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ يَغفِرُ اللَّهُ لِعِبَادِهِ، إلَّا لِمُشْرِكٍ أو لِعَبْدٍ مُشَاحِنٍ".
(14/ 285 - 286) في ترجمة (يعقوب بن إسحاق بن زياد البَصْرِيّ القُلُوسِيّ أبو يوسف).
مرتبة الحديث:
صحيح بمجموع شواهده.
وفي إسناده (هشام بن عبد الرحمن الكوفي)، لم أقف على من ترجم له، وقال البزَّار كما في "كشف الأستار" (2/ 436):"لم يرو عنه إلَّا عبد اللَّه بن غالب". فالظاهر أنَّه مجهول، واللَّه أعلم.
و (عبد اللَّه بن غالب العَبْدَانِيّ)
(1)
، قال البزَّار عنه كما في "كشف الأستار" (2/ 436):"ليس به بأس". وقال الحافظ ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 440): "مستور، من التاسعة"/ ق. وترجم له المِزِّيُّ "تهذيب الكمال"
(1)
في "تهذيب الكمال"(15/ 423)، و"التهذيب"(5/ 355)، و"الكاشف"(2/ 105)، و"التقريب" (1/ 440):"العَبَّادَانِيّ".
(15/ 423)، وابن حَجَر في "تهذيب التهذيب"(5/ 355)، ولم يَذْكُرَا فيه جرحًا أو تعديلًا. وكأنَّهما لم يَقِفَا على قول البزَّار المتقدِّم، فالحمد للَّه على توفيقه.
وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(2/ 105) وقال: "لم يُضَعَّفْ".
كما أنَّ الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 65) قال عن هذا الإسناد الذي فيه (عبد اللَّه العَبْدَاني): "رجاله ثقات". ولا أدري ما هو مستند الهيثمي رحمه الله في توثيقه؟
وبقية رجال إسنادي الخطيب ثقات، عدا (عيسى بن إبراهيم بن عيسى الصَّيْدَلَانِيّ أبو بِشْر)، فإنِّي لم أقف له على ترجمة، لكنه توبع عند الخطيب في طريقة الأول مِنْ قِبَلِ (محمد بن مَخْلَد العَطَّار) وهو ثقة.
التخريج:
رواه البزَّار في "مسنده"(2/ 436) رقم (2046) -من كشف الأستار-، عن أبي غسان رَوْح بن حاتم، حدَّثنا عبد اللَّه بن غالب، به.
قال البزَّار عقبه: "لا يُتَابَعُ هشام على هذا، ولم يرو عنه إلَّا عبد اللَّه بن غالب، وابن غالب ليس به بأس".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 65): "رواه البزَّار، وفيه هشام بن عبد الرحمن ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"السُّنَّة" لأبي بكر بن أبي عاصم (1/ 222 - 224)، و"شُعَب الإيمان" للبيهقي (7/ 407 - 418)، و"فضائل الأوقات" له أيضًا ص 118 - 134، و"الترغيب والترهيب" للمنذري (2/ 118 - 120)، و"الترغيب والترهيب" لأبي القاسم الأَصْبَهَاني (2/ 748 - 751)، و"مجمع الزوائد"(8/ 65).
ومن هذه الشواهد، ما رواه ابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 470) رقم (5636)، والطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 108 - 109) رقم (215)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(5/ 290) رقم (3085) -، وأبو بكر بن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 224) رقم (512)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 191)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(7/ 415) رقم (3552)، وفي "فضائل الأوقات" ص 118 - 120 رقم (22)، عن مُعَاذ بن جَبَل مرفوعًا:"يَطَّلِعُ اللَّهُ إلى خَلْقِهِ في لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ، إلَّا لِمُشْرِكٍ أو مُشَاحِنٍ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 65): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجالهما ثقات".
وقال محقق كتاب "السُّنَّة" الشيخ الألباني حفظه المولى: "حديث صحيح ورجاله موثَّقون، لكنه منقطع بين مكحول ومالك بن يَخَامِر، ولولا ذلك لكان الإسناد حسنًا، ولكنه صحيح بشواهده".
* * *
2171 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدَّثنا محمد بن العبَّاس بن نَجِيح البزَّاز، حدَّثنا يعقوب بن يوسف القَزْوِيْنِيّ، حدَّثنا محمد بن سعيد بن سَابِق، حدَّثنا عمرو بن أبي قيس، عن منصور، عن خَيْثَمَة قال:
قال عبد اللَّه بن مسعود: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا سَمَر إلَّا لأَحَدِ رَجُلَيْنِ: مُصَلٍّ أو مُسَافِرٍ".
(14/ 286) في ترجمة (يعقوب بن يوسف بن إسحاق القَزْوِيْنِيّ أبو عمرو).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد صَحَّ من طريق آخر.
ففيه انقطاع بين (خَيْثَمَة بن عبد الرحمن بن أبي سَبْرَة الجُعْفِيّ الكوفي) وبين (عبد اللَّه بن مسعود)، فإنه لم يسمع منه كما قال أحمد بن حَنْبَل وأبو حاتم الرَّازِيّ. انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم ص (51)، و"التهذيب"(3/ 179).
و(منصور) هو (ابن المُعْتَمِر بن عبد اللَّه السُّلَمِيّ أبو عَتَّاب): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1060).
التخريج:
للحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه طرق:
الأول: عن سفيان الثَّوْريّ، عن منصور، عن خَيْثَمَة، عمَّن سمع ابن مسعود مرفوعًا.
رواه أحمد في "المسند"(1/ 444)، وعبد الرزاق في "مصنَّفه"(1/ 561) رقم (2130)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 452).
الثاني: عن شُعْبَة، عن منصور، عن خَيْثَمَة، عن ابن مسعود مرفوعًا.
رواه أحمد في "المسند"(1/ 412 و 463)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 48 رقم (365)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة" (4/ 141) وقال:"كذا رواه شُعْبَة، وخالفه الثَّوْري عن منصور، فقال: عن خَيْثَمَة عمَّن سَمِعَ ابن مسعود يحدِّث عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم".
الثالث: عن جَرِير بن عبد الحميد، عن منصور، عن خَيْثَمَة، عن رجل من قومه، عن ابن مسعود مرفوعًا.
رواه أحمد في "المسند"(1/ 379)، ومحمد بن نصر المَرْوَزيُّ في "تعظيم
قَدْرِ الصَّلاة" (1/ 165) رقم (109)، وأبو يعلى في "مسنده" (9/ 257) رقم (5378).
الرابع: عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن منصور، عن حَبِيب بن أبي ثابت، عن زياد بن حُدَيْر
(1)
، عن ابن مسعود مرفوعًا.
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 268) رقم (10519)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(1/ 434 - 435) رقم (568) -، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(4/ 198).
أقول: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 314 - 315): "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الكبير" و"الأوسط". فأمَّا أحمد وأبو يعلى فقالا: عن خَيْثَمَة عن رجل عن ابن مسعود. وقال الطبراني: عن خَيْثَمَة عن زياد بن حُدَيْر. ورجال الجميع ثقات. وعند أحمد في رواية عن خَيْثَمَة عن عبد اللَّه، بإسقاط الرجل".
ولفظه عند بعضهم: "لا سَمَرَ بعد الصَّلاة -يعني العِشَاء الآخرة- إلَّا لأحد رجلين مُصِلٍّ أو مُسَافِرٍ".
* * *
2172 -
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القَطَّان، حدَّثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الدَّعَّاء، حدَّثنا يحيى بن عبد اللَّه أبو عبد اللَّه الدِّمَشْقِيّ، عن الأَوْزَاعِيّ، عن قَتَادَة،
عن أنس بن مالك، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:{خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [سورة الأعراف: الآية 31] قال: "الصَّلَاةُ في النِّعَالِ".
(1)
صُحِّفَ في "الحِلْيَة"(4/ 198) إلى: (جرير). والتصويب من "تهذيب الكمال"(9/ 449)، وغيره.
(14/ 287) في ترجمة (يعقوب بن إسحاق الدَّعَّاء أبو يوسف).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده حديثهم حسن، عدا صاحب الترجمة (يعقوب بن إسحاق الدَّعَّاء)، فإنَّ الخطيب لم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وعدا (يحيى بن عبد اللَّه أبو عبد اللَّه الدِّمَشْقِيّ)، فإنَّ ابن عساكر ترجم له في "تاريخ دمشق"(18/ 150) -مخطوط-، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(18/ 150) -مخطوط-، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
ورواه في الموطن نفسه، من طريق عبد الملك بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن يعقوب بن إسحاق الدَّعَّاء، به.
ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء"(3/ 142 - 143)، وابن حِبَّان في المجروحين" (2/ 172) -كلاهما في ترجمة (عَبَّاد بن جُوَيْرِيَة) -، من طريق عبَّاد هذا، عن الأَوْزَاعِي، به. ولفظ المرفوع عندهما: "صَلُّوا في نِعَالِكُمْ".
قال العُقَيْلِي: "لا يُتَابَعُ على حديثه ولا يُعْرَفُ إلَّا به".
أقول: (عَبَّاد بن جُوَيْرِيَة البَصْرِيّ) قد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(6/ 43) وفيه عن الإمام أحمد: "كذَّاب".
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 173 رقم (433) وقال: "متروك الحديث".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 142 - 143) وقال: "لا يُتَابَعُ على حديثه".
4 -
"الجرح والتعديل"(6/ 78) وفيه عن أحمد: "كذَّاب أَفَّاك". وقال أبو زُرْعَة: "ليس بشيء ما أرى أنْ يحدِّث عنه".
5 -
"المجروحين"(2/ 171 - 172) وقال: "كان ممَّن يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، ويروي عن المشاهير الأشياء المناكير فاستحق الترك".
6 -
"الكامل"(4/ 1650 - 1651) وقال: "يتبين ضعفه على رواياته عن الأَوْزَاعي وعن غيره".
7 -
"لسان الميزان"(3/ 228 - 229).
وعن العُقَيْلِي من طريقه المتقدِّم، رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 95)، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ ولا يُعْرَفُ إلَّا بعبَّاد بن جُوَيْرِيَة ولا يُتَابَعُ عليه. قال أحمد والبخاري: هو كذَّاب".
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 18)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 101): بأنَّ (عبَّاد بن جُوَيْرِيَة) لم ينفرد بروايته عن الأَوْزَاعي، بل تابعه (يحيى بن عبد اللَّه الدِّمَشْقِيّ)، وأنَّ للحديث شواهد عدَّة لا يصلح معها الحُكْمُ عليه بالوضع، وذكرا هذه الشواهد. وقد أصابا في تعقيبهما.
قال الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة" ص 24 في معرض الردِّ على الحكم عليه بالوضع: "وقد ثَبَتَ في الأحاديث الصحيحة الثابتة عن أكثر من ثلاثين صحابيًا في الصَّلاةِ في النِّعَال ما لا يحتاج معه إلى أحاديث الكذَّابين".
ورواه ابن مَرْدُوْيَه في "تفسيره" من حديث سعيد بن بَشِير والأَوْزَاعِي، عن قَتَادَة، عن أنس به مرفوعًا.
قال الإمام ابن كثير في "تفسيره"(2/ 219) بعد ذكره لذلك: "لكن في صحته نظر، واللَّه أعلم".
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(3/ 441) إلى أبي الشَّيْخ أيضًا.
قال العلَّامة اليَمَاني رحمه الله في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ص 24 عند قول الشَّوْكَانِيّ: "وقد رواه أبو الشيخ من طريق أخرى" قال: "في سندها ضعف".
* * *
2173 -
أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا بَكْر بن أحمد بن مَحْمِي الوَاسِطِيّ، حدَّثنا يعقوب بن تَحِيَّة الوَاسِطيّ -ببغداد، سنة ست وثمانين- قال: حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حُمَيْد،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَكْرَمَ ذا سِنٍّ في الإسلامِ، كأنَّه قد أَكْرَمَ نُوحًا في قَوْمِهِ، ومَنْ أَكْرَمَ نُوحًا في قَوْمِهِ فقد أَكْرَمَ اللَّه عز وجل".
(14/ 288) في ترجمة (يعقوب بن إسحاق بن تَحِيَّة الوَاسِطيّ أبو يوسف).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (1002).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1002).
* * *
2174 -
أخبرنا عبد اللَّه بن يحيى السُّكَّرِيّ، أخبرنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحَكَم الوَاسِطيّ، حدَّثنا يعقوب بن إسحاق الوَاسِطيّ، حدَّثنا يزيد بن هارون، عن حُمَيْد،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى بعد المَغْرِبِ ركعتينِ قبل أن ينطلق مع أَحَدٍ، يقولُ في الأولى: الحمد، وقل يا أيها الكافرون، وفي الركعة الثانية: الحمد، وقل هو اللَّه أحد، خَرَجَ من ذنوبه كما تَخْرُجُ الحَيَّةُ من سِلْخِهَا".
(14/ 288) في ترجمة (يعقوب بن إسحاق بن تَحِيَّة الوَاسِطيّ أبو يوسف).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وقد تقدَّم الكلام على إسناده في حديث (1003).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1003).
* * *
2175 -
أخبرنا السُّكَّرِيّ، أخبرنا جعفر، حدَّثنا يعقوب، حدَّثنا يزيد بن هارون، عن حُمَيد،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى أربعينَ صباحًا صَلَاةَ الفَجْرِ وعِشَاءِ الآخرةِ في جَمَاعَةٍ، أَعْطَاهُ اللَّه بَرَاءتينِ: بَرَاءةٌ مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ".
(14/ 288 - 289) في ترجمة (يعقوب بن إسحاق بن تَحِيَّة الوَاسِطيّ أبو يوسف).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
وقد تقدَّم الكلام على إسناده في حديث (1001).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (1001).
* * *
2176 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطَّبَرَانِيّ، حدَّثنا يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل، حدَّثنا أحمد بن عبد الصمد الأَنْصَاريّ، حدَّثنا مَعْن بن عيسى القَزَّاز، حدَّثنا قيس بن الرَّبيع، عن ابن أبي ليلى، عن داود بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس، عن أبيه،
عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"قَدْ عَفَوْتُ عَنْ صَدَقَةِ الخَيْلِ والرَّقِيقِ، ولَيْسَ فيما دُونَ المَائَتَيْنِ زَكَاةٌ".
(14/ 291) في ترجمة (يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن كَامَجَر أبو يوسف، المعروف والده بإسحاق بن أبي إسرائيل).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من غير هذا الوجه.
ففي إسناده (محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي)، وهو صدوق سيء الحفظ جدًّا. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1048).
كما أنَّ فيه (قيس بن الرَّبيع الأَسَدِيّ الكوفي)، وهو صدوق سيء الحفظ، تغيَّر لما كبر، أَدْخَلَ عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدَّث به. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (141).
وفيه أيضًا (داود بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (2/ 219):"ليس حديثه حجَّة. قال ابن مَعِين: أرجو أنَّه لا يكذب".
وقال ابن حَجَر عنه في "التقريب"(2/ 233): (مقبول). وتقدَّمت ترجمته في حديث (410).
وفيه كذلك (أحمد بن عبد الصمد الأنصاري)، قال ابن حِبَّان عنه:"يُعْتَبَرُ بحديثه إذا روى عن الثقات". وهو هنا قد روى عن ثقة. وقال الذَّهَبِيُّ: "لا يُعْرَفُ". وتقدَّمت ترجمته في حديث (425).
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 120) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال:"لا يُرْوَى عن ابن عبَّاس إلَّا بهذا الإسناد تفرَّد به مَعْن بن عيسى".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 69): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام".
وذكره في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(3/ 27 - 28) رقم (1367). وذكر محققه أنَّه لم يقف عليه في مخطوطة "المعجم الأوسط" التي عنده.
وللحديث شواهد عدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(4/ 586 و 623 - 624)، و"مجمع الزوائد"(3/ 69 - 70)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 149 - 150) و (2/ 173 - 174).
ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في الزكاة، باب ليس على المسلم في فرسه صدقة (3/ 326 - 327) رقم (1463)، ومسلم في الزكاة، باب لا زكاة على المسلم في عبده وفرسه (2/ 675 - 676) رقم (982)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:"ليس على المُسْلِمِ في فَرَسِهِ وغُلَامِهِ صَدَقَةٌ".
ومنها: ما رواه التِّرْمِذِيّ في الزكاة، باب في زكاة الذهب والوَرِقِ (3/ 7) رقم (620)، وأبو داود في الزكاة، باب في زكاة السَّائِمَة (2/ 232) رقم (1574)، والنَّسَائي في الزكاة، باب زكاة الوَرِق (5/ 37) -واللفظ له-، وابن ماجه في الزكاة، باب زكاة الوَرِق والذهب (1/ 570) رقم (1790)، عن عليّ بن أبي طالب مرفوعًا:"قد عَفَوْتُ عن الخَيْلِ والرَّقِيقِ، وليس فيما دُونَ مِائَتَيْنِ زَكَاةٌ".
قال التِّرْمِذِيُّ نقلًا عن شيخه البُخَارِيّ: صحيح.
وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(3/ 327) -في الزكاة، باب ليس على المسلم في عَبْدِهِ صدقة-:"أخرجه أبو داود وغيره وإسناده حسن".
غريب الحديث:
قوله: "قد عفوت عن صدقة الخيل والرقيق" قال السُّيُوطيُّ في شرحه لـ"سنن النَّسَائي"(5/ 37): "أي تركت لكم أخذ زكاتها وتجاوزت عنه".
قوله: "وليس فيما دون المائتين زكاة": يعني من الدَّرَاهِم، كما في حاشية السِّنْدِيّ على "سنن النَّسَائي"(5/ 37).
* * *
2177 -
أخبرنا أحمد بن عليّ البَادَا، أخبرنا عبد الباقي بن قَانِع القاضي، حدَّثنا يعقوب بن يوسف بن خَازِم الطَّحَّان، حدَّثنا الحسن بن يزيد
(1)
الورَّاق، حدَّثنا بشير بن زَاذَان، عن عمر بن صُبْح، عن أيوب السَّخْتِيَانِيّ، عن أبي قِلَابَة،
(1)
في المطبوع: "يرند" هكذا. وعلَّق المصحِّح على ذلك بقوله: "كذا في -نسخة- الأَنْمَاطي مهملة غير النون. وفي -نسخة- الكوبريلي: "بز". و-نسخة- الصميصاطية: "نر". أقول: ما أَثْبَتُّهُ هو من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (861). وهو موافق لما في "الموضوعات" لابن الجَوْزي (3/ 77) و"اللآلئ المصنوعة" للسُّيُوطيّ (2/ 284).
عن أبي أيوب الأنصاري، أنَّ رَجُلًا عَطَسَ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَبَقَهُ رَجُلٌ إلى الحَمْدِ. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"مَنْ بَدَرَ العَاطِسَ إلى مَحَامِدِ اللَّه عُوفِيَ مِنْ وَجَعِ الدَّاءِ والدُّبَيْلَةِ".
(14/ 293) في ترجمة (يعقوب بن يوسف بن خَازِم الطَّحَّان أبو يوسف).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (عمر بن صُبْح بن عمر التَّمِيميّ الخُرَاسَانِيّ أبو نُعَيْم) وقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(6/ 116 - 117) وفيه عن أبي حاتم: "منكر الحديث".
2 -
"المجروحين"(2/ 88) وقال: "كان ممن يضع الحديث على الثقات، لا يحلُّ كتابة حديثه إلَّا على جهة التعجب لأهل الصناعة فقط".
3 -
"الكامل"(5/ 1683 - 1685) وقال: "منكر الحديث". وقال أيضًا: "عامَّة ما يرويه غير محفوظ لا مَتْنًا ولا إسنادًا". وفيه عن عليّ بن جَرِير قال: "سمعت عمر بن صُبْح يقول: أنا وضعت خُطْبَةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم".
4 -
"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (2/ 57) وقال: "متروك".
5 -
"الضعفاء" لأبي نُعَيْم ص 113 رقم (151) وقال: "عن قَتَادَة ومُقَاتِل الموضوعات".
6 -
"التهذيب"(7/ 463 - 464) وفيه أنَّ إسحاق بن رَاهُوْيَه قد عدَّه أحد الثلاثة الذين أخرجتهم خُرَاسَان لم يكن لهم في الدنيا نظير في البِدْعَة والكذب. وقال الأَزْدِيّ: "كذَّاب". وقال النَّسَائي في "الكُنَى": "ليس بثقة".
7 -
"التقريب"(2/ 58) وقال: "متروك، كذَّبه ابن رَاهُوْيَه، من السابعة"/ ق.
كما أنَّ فيه (بشير بن زَاذَان) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 453) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 144 - 145).
3 -
"الجرح والتعديل"(2/ 374) وفيه عن أبي حاتم: "صالح الحديث".
4 -
"المجروحين"(1/ 192) وقال: "غلب الوَهَمُ على حديثه حتى بطل".
5 -
"الكامل"(2/ 453) وقال: "أحاديثه ليس عليها نور، وهو غير ثقة، ضعيف، ويحدِّث عن جماعة ضعفاء، وهو بيِّن الضَّعْف، وأحاديثه عامَّتها عن الضعفاء".
6 -
"الموضوعات" لابن الجَوْزي (2/ 30) واتَّهَمَهُ بوضع الحديث.
7 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 328) وفيه: "ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ، واتَّهمه ابن الجَوْزي".
8 -
"لسان الميزان"(2/ 37) وقال: "ذكره السَّاجي وابن الجَارُود في الضعفاء".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(3/ 77) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث ليس بصحيح". وأعلَّه بـ (عمر بن صُبْح) و (بشير بن زَاذَان).
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 284 - 285)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 292)، ولخَّص تعقيبه، فقال:"تُعُقِّبَ بأنَّ له طرقًا: فعند الطبراني في "الأوسط"
(1)
من حديث عليّ. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: قال الهيثمي في "المجمع"
(2)
: فيه الحارث الأعور، ضعَّفه الجمهور ووثِّق، وفيه من لم أعرفهم، واللَّه أعلم. وعند ابن عساكر من حديث ابن عبَّاس، وعند التِّرْمِذِيّ الحِكِيم من حديث وَاثِلَة، وعند الحاكم في "تاريخه" من حديث ابن عمر، وعند الدَّيْلَمِيّ من حديث أنس".
أقول: تعقُّبه هذا موضع نظر، فإن هذه الشواهد التي ذكرها جُلُّهَا أسانيدها مظلمة، وما تبقى لا يصلح أن يكون شاهدًا. وانظر هذه الشواهد والكلام عليها في:"الفوائد المجموعة" للشَّوْكَانِيّ ص 222 - 223 مع تعليق العلَّامة عبد الرحمن المُعَلِّمِيّ اليَمَانِيّ رحمه الله، عليها.
غريب الحديث:
قوله: "الدُّبَيْلَة": "داء يجتمع في الجَوْف". "لسان العرب" مادة "دبل"(11/ 235).
* * *
2178 -
أخبرني الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا عليّ بن عمر الحَرْبِيّ، حدَّثنا عليّ بن سِرَاج، حدَّثنا داود بن إبراهيم الأَنْطَاكِيّ، حدَّثنا الحسن بن شَبِيب، حدَّثنا يوسف بن أبي يوسف القاضي، حدَّثنا السَّرِيّ بن يحيى، عن الحسن،
عن مَيْمُونَةَ قالت: سألنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الهِجْرَانِ فقال: "لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فإنْ مَاتَا لم يَجْتَمِعَا في الجَنَّةِ، فإذا
(1)
(5/ 273) رقم (2054) من "مجمع البحرين في زوائد المعجمين".
(2)
(8/ 57 - 58).
لَقِيَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَسَلَّمَ عليه اسْتَويَا، فإنْ لم يَرُدَّ عليه فقد بَرِئَ هذا مِنَ الآخَرِ".
(14/ 296) في ترجمة (يوسف بن أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. والحديث صحيح من غير هذا الوجه.
ففيه (الحسن بن شَبِيب بن راشد المُكْتِب المؤدِّب البغدادي)، وهو ممن يحدِّث عن الثقات بالبواطيل. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1078).
وفيه صاحب الترجمة (يوسف بن أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(9/ 234) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا أيضًا، وكانت وفاته سنة (192 هـ).
و(الحسن) هو (ابن يَسَار البَصْرِيّ أبو سعيد): إمام ثقة فقيه مشهور. وتقدَّمت ترجمته في حديث (86).
و(الأَزْهَرِيّ) هو (عبيد اللَّه بن أبي الفتح أحمد بن عثمان الصَّيْرَفِيّ أبو القاسم): ثقة. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (676).
التخريج:
لم أقف عليه من حديث السيدة ميمونة رضي الله عنها في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 163)، والطبراني في "الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(5/ 291 - 292) رقم (3088) -، من طريق الربيع بن سليمان، عن أسد بن موسى، عن سعيد بن سالم، عن ابن جُرَيْج، عن شُرَحْبِيل بن مسلم، عن ابن عبَّاس مرفوعًا: "لا تَحِلُّ
الهِجْرَةُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَإنِ الْتَقَيَا فَسَلَّمَ أَحَدُهُمَا على الآخَرِ فَرَدَّ عليه الآخَرُ السَّلَامَ اشْتَرَكَا في الأَجْرِ، وإِنْ أَبَى الآخَرُ أن يَرُدَّ السَّلَامَ بَرِئَ هذا مِنَ الإِثْمِ وبَاءَ به الآخَرُ، وأَحْسِبُهُ قال: وإنْ مَاتَا وهُمَا مُتَهَاجِرَانِ لا يَجْتَمِعَانِ في الجنَّةِ".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد". ووافقه الذَّهَبِيُّ.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 67): "رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه (مِقْدَام بن داود) وهو ضعيف. وقال ابن دَقِيق العيد في "الإمام": إنَّه وثِّق".
أقول: (مِقْدَام) ليس في إسناد الحاكم. وانظر ترجمته في "لسان الميزان"(6/ 84 - 85).
وروى البخاري في "الأدب المفرد" ص 145 - 146 رقم (404 و 409)، وأحمد في "المسند"(4/ 20)، وأبو داود الطَّيَالِسِيّ في "مسنده" ص 170 رقم (1223)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(7/ 470) رقم (5635)، والطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 175) رقم (454 و 455)، وأبو يعلى في "مسنده"(3/ 126 - 127) رقم (1557)، من طريق يزيد الرِّشْك، عن مُعاذَة العَدَوِيَّة، عن هشام بن عامر رضي الله عنه مرفوعًا:"لا يحلُّ لمسلم أن يُصَارِمَ مسلمًا فوق ثلاثٍ، وإنَّهما نَاكِبَانِ عن الحقِّ ما كانا على صِرَامِهِمَا، وإنَّ أوَّلَهُمَا فَيْئًا يكون سَبْقُهُ بالفيء كفَّارةً له، وإن سَلَّمَ عليه، فلم يَقْبَلْ سَلَامَهُ رَدَّت عليه الملائكةُ، ورَدَّ على الآخر الشيطانُ، وإن مَاتَا على صِرَامِهِمَا لم يَدْخُلا الجنَّة ولم يجتمعا في الجنَّة".
أقول: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقوله: "أَنْ يُصَارِمَ مُسْلِمًا": "أي يَهْجُرَهُ ويقطع مكالمته". "النهاية"(3/ 26).
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول" (6/ 526 و 646 -
647)، و"مجمع الزوائد"(8/ 66 - 67)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 454 - 457).
وقد تقدَّم في حديث (406) ذكر شواهد أخرى له فانظرها إن شئت.
* * *
2179 -
أخبرنا أبو سعد المَالِينيّ -قراءةً-، أخبرنا أبو حامد أحمد بن إبراهيم بن أحمد -بِنَيْسَابُور-، حدَّثنا محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة، حدَّثنا عليّ بن حُجْر قال: حدَّثنا يوسف بن الغَرِق، عن سُكَيْن بن أبي سِرَاج.
وأخبرنا الحسن بن عليّ الجَوْهَرِيّ، أخبرنا أبو عبيد اللَّه المَرْزُبَانِيّ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن إشْكَاب، حدَّثنا يوسف بن الغَرِق قال: حدَّثنا سُكَيْن بن أبي سِرَاج، عن
(1)
المغيرة بن سُوَيْد،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ خِفَّةُ لِحْيَتِهِ".
(14/ 297) في ترجمة (يوسف بن الغَرِق البَصْرِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
قال الخطيب عقب روايته له نقلًا عن أبي عليّ صالح بن محمد النَّيْسَابُورِيّ الحافظ: "وسُكَيْن: مجهول منكر الحديث، والمغيرة بن سُوَيْد أيضًا: مجهول. ولا يصحُّ هذا الحديث. ويوسف بن الغَرِق: منكر الحديث".
(1)
في المطبوع: "حدَّثنا سُكَيْن بن أبي سِرَاج والمغيرة بن سُوَيد". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (836)، ومن "المعجم الكبير"(12/ 211)، و"الكامل"(7/ 2624)، و"المجروجين"(1/ 360).
أقول: (سُكَيْن بن أبي سِرَاج)، ترجم له ابن حِبَّان في "المجروحين" (1/ 360) وقال:"شيخ يروي الموضوعات عن الأثبات والمُلْزَقَات عن الثقات".
وذكره ابن عدي في "الكامل"(7/ 2625) في ترجمة (يوسف بن الغَرِق)، وعدَّه في جملة من الضعفاء يروي عنهم يوسف هذا.
وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(3/ 59)، وَوَهِمَ فيما نقله عن ابن عدي من أنَّه قال فيه:"ليس بالمعروف"، فإنَّ قوله هذا إنما قاله في (يوسف بن الغَرِق).
و(المغيرة بن سُوَيْد)، ترجم له ابن حِبَّان في "ثقاته"(5/ 409)، وقال:"روى عنه إسماعيل بن رجاء الزُّبَيْدِي". وقد تقدَّم عن الحافظ أبي عليّ صالح بن محمد النَّيْسَابُورِيّ قوله فيه: "مجهول".
أمَّا صاحب الترجمة (يوسف بن الغَرِق بن لُمَازَة البَصْرِيّ البَاهِلِيّ) فقد ترجم له في:
1 -
"الجرح والتعديل"(9/ 227 - 228) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقويٍّ". وقال أحمد بن حَنْبَل: "رأيته ولم أكتب عنه شيئًا".
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 279).
3 -
"الكامل"(7/ 2624 - 2625) وقال بعد أن ساق بعض حديثه: "له غير ما ذكرت شيء يسير، وما يرويه يُحْتَمَلُ لأنَّه يروي عن قوم هذه الأحاديث وفيهم ضعف. . . وليس بالمعروف".
4 -
"تاريخ بغداد"(14/ 297 - 298) وفيه عن أبي عليّ النَّيْسَابُورِيّ: "منكر الحديث". وعن أبي الفتح الأَزْدِيّ: "كذَّاب".
5 -
" لسان الميزان"(6/ 336 - 337) وفيه عن محمود بن غَيْلَان: "ضَرَبَ أحمد ويحيى بن مَعِين وأبو خَيْثَمَة على حديثه وأسقطوه".
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 211) رقم (12920)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 360) -في ترجمة (سُكَيْن بن أبي سِرَاج) -، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2624) -في ترجمة (يوسف بن الغَرِق) -، من طريق يوسف بن الغَرِق، عن سُكَيْن بن أبي سِرَاج، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 164 - 165): "رواه الطبراني وفيه يوسف بن الغَرِق
(1)
، قال الأَزْدِيّ: كذَّاب".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1099) -في ترجمة (سليمان بن عمرو النَّخَعِيّ أبو داود) - مطوَّلًا، من طريق عبد الرحمن الحَلَبي، حدَّثنا أبو داود النَّخَعِيّ، عن حِطَّان بن خُفَاف، عن ابن عبَّاس مرفوعًا بلفظ:"رَأْسُ العَقْلِ بَعْدَ الإيمانِ باللَّهِ مَدَارَاةُ النَّاسِ، ومِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ خِفَّهُ لِحْيَتِهِ".
قال ابن عدي في (3/ 1100) منه، بعد أن ذكر أحاديث أخرى لأبي داود سليمان بن عمرو النَّخَعِيّ هذا: وهذه الأحاديث التي ذكرتها عن سليمان بن عمرو كُلُّهَا موضوعة ممَّا وَضَعَهَا هو عليهم".
أقول: (أبو داود النَّخَعِيّ) من أكذب النَّاس كما قال يحيى بن مَعِين، وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (529).
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(1/ 165 - 166) عن ابن عبَّاس من ثلاثة طرق، اثنان منها، ما تقدَّم، والثالث: عن سُوَيْد بن سعيد قال: حدَّثني بقيَّة بن الوليد، عن أبي الفضل، عن مَكْحُول، عن ابن عبَّاس، به.
(1)
صُحِّفَ في "المجمع" إلى: "الفرق" بالفاء، وصوابه بالغين. والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
وقال: "هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّ طريق الخطيب بالثلاثة الذين ذُكِرُوا في مرتبة الحديث: (سُكَيْن) و (المغيرة) و (يوسف). وأعلَّ الطريق الثاني بـ (أبي داود النَّخَعِيّ). أمَّا الثالث فقد أعلَّه بقوله: "فيه سُوَيْد بن سعيد وكان يحيى يحمل عليه فوق الحدِّ، وفيه (بقيَّة)، وكان من المدلِّسين يروي عن الضعفاء ويدلِّسهم، وقد قال في هذا الحديث: عن أبي الفضل، وهو بَحْر بن كَنِيز
(1)
السَّقَّاء، فكنَّاه ولم يسمِّه تدليسًا، ومن يفعل مثل هذا لا ينبغي أن يروى عنه. قال يحيى:(بَحْر) ليس بشيء، لا يُكْتَبُ حديثه، كُلُّ النَّاس أحبُّ إلي منه. وقال الدَّارَقُطْنِيّ والنَّسَائِيُّ: متروك".
وقد تقدَّمت ترجمة (بَحْر بن كَنِيز السَّقَّاء البَاهِلِيّ أبو الفضل) في حديث (373).
وقد تعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 120 - 121)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 202).
وتعقُب السُّيُوطيُّ ينصب على الاختلاف في بعض الرواة المجروحين الذين أعلَّ بهم ابن الجَوْزي الحديث، ممَّا لا يصلح معه الحكم على الحديث بالوضع. وهو مدفوع بما تقدَّم من بيان حال هؤلاء المجروحين، ومن نَكَارَة المَتْنِ الشديدة.
والحديث ذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 263 - 264)، ونقل عن أبيه قوله:"هذا حديث موضوع باطل".
ونقل الخطيب عقب روايته له عن أبي عليّ صالح بن محمد النَّيْسَابُورِيّ قوله: "قال بعض النَّاس: إنما هذا تصحيف، إنما هو: "مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ خِفَّةُ
(1)
صُحِّفَ في "الموضوعات" إلى "كثير". والتصويب من مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (373).
الخييير بذكر اللَّه". . . ولا يصحُّ هذا الحديث. . . . ولا تصحُّ لِحْيَتُهُ ولا لَحْيَيْه".
* * *
2180 -
أخبرنا ابن الفَضْل، أخبرنا جعفر الخُلْدِيّ.
وأخبرني الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا عليّ بن عبد الرحمن البَكَّائِيّ -بالكوفة-، قالا: حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه بن سليمان الحَضْرَمِيّ، حدَّثنا يوسف بن نَفِيس البَغْدَاديّ، حدَّثنا عبد الملك بن هارون بن عَنْتَرة، عن أبيه، عن جدِّه،
عن عليٍّ قال: قالوا: يا رسول اللَّه كيف نُصْلِّي عَلَيْكَ؟ قال: "قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ على محمَّدٍ وعلى آل محمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ على إبراهيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وبَارِكْ على محمَّدٍ وعلى آل محمَّدٍ كما بَارَكْتَ على إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ. -وفي حديث الأَزْهَرِيّ: كما بَارَكْتَ على آلِ إبراهيمَ إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ-".
(14/ 303 - 304) في ترجمة (يوسف بن نَفِيس البَغْدَاديّ).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. والحديث صحيح من طرق أخرى.
ففيه (عبد الملك بن هارون بن عَنْتَرَة بن عبد الرحمن الشَّيْبَانِيّ)، وقد صَرَّحَ بكذبه ابن مَعِين والجُوْزَجَانِيّ، وقال عنه ابن عدي: له أحاديث غرائب عن أبيه عن جدِّه عن الصحابة ممَّا لا يتابعه عليه أحد". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1100).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (يوسف بن نَفِيس البغدادي)، لم يذكر فيه الخطيب جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و (ابن الفَضْل) هو (محمد بن الحسين بن محمد بن الفَضْل الأَزْرَق القَطَّان): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (176).
و (الأَزْهَرِيّ) هو (عبيد اللَّه بن أبي الفتح أحمد بن عثمان الصَّيْرَفِيّ): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (676).
التخريج:
عزاه الإمام السَّخَاويُّ في "القول البديع في الصَّلاة على الحَبِيب الشَّفيع" ص 39، إلى النَّسَائي والخطيب، وقال:"في إسناده اختلاف على راويه حِبَّان بن يَسَار، فروي عنه عن عبيد اللَّه بن طَلْحَة عن محمد بن عليّ، عن نُعَيْم المَجْمر، عن أبي هريرة، أخرجه أبو داود، وفيه: "اللَّهُمَّ صَلِّ على محمَّدٍ النبيِّ الأُمِّيِّ وأَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المؤمنينَ وذَرِّيَتِهِ وأَهْلِ بَيْتِهِ". ورُوي عنه عن عبد الرحمن بن طَلْحَة عن محمد بن الحَنَفِيَّة عن أبيه عليّ بن أبي طالب كما سُقْنَاهُ، أخرجه النَّسَائي. والأولى أرجح، ويحتمل أن يكون لحِبَّان فيه سَنَدَانِ".
أقول: رواية النَّسَائي هذه لم أقف عليها في "السنن الكبرى" ولا "السنن الصغرى" ولا "عمل اليوم والليل". والظاهر أنَّها في "مسند عليّ بن أبي طالب" للنَّسَائي، واللَّه أعلم.
وانظر الأحاديث الواردة في كيفية الصَّلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم في: "عمل اليوم والليلة" للنَّسَائي ص 159 - 162، و"القول البديع في الصَّلاة على الحَبِيب الشَّفِيع" للسَّخَاويّ ص 33 - 43، و"جامع الأصول"(4/ 401 - 405)، و"مجمع الزوائد"(2/ 144 - 145) و (10/ 163 - 164)، و"التلخيص الحَبِير"(1/ 263).
ومن ذلك ما رواه البخاري في الدعوات، باب الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم (11/ 152) رقم (6357)، ومسلم في الصلاة، باب الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم بعد التشهد (1/ 305) رقم (406)، وغيرهما، عن كعب بن عُجْرَة قال: "خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقلنا: قد عَرَفْنَا كيف نُسِلِّمُ
عليكَ، فكيف نصلِّي عليكَ؟ قال: قولوا: اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلَّيت على آل إبراهيم إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ".
ورواه البخاري عقبه برقم (6358) من حديث أبي سعيد الخُدْرِيّ، وفيه:"كما صلَّيتَ على إبراهيم"، وفيه أيضًا:"كما بارَكْتَ على إبراهيم وآل إبراهيم".
* * *
2181 -
أخبرنا التَّنُوخِيّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن ماهبزد الأَصْبَهَاني، حدَّثنا أحمد بن عبد اللَّه بن سَابُور، حدَّثنا يوسف بن عيسى الطَّبَّاع -ببغداد-، حدَّثنا محمد بن عبد اللَّه الأَنْصَارِيّ، عن أبي عامر صالح بن رُسْتُم، عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَة،
عن عائشة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ أُوْلِيَ مَعْروفًا فَلْيُكَافِ بِهِ، فإنْ لم يَسْتَطِعْ فَلْيَشِكُرْ، فإنْ لم يَسْتَطِعْ فَلْيَذْكُرْهُ، فَمَنْ ذَكَرَهُ فقد شَكَرَهُ، ومَنْ شَبِعَ بما لم يَنَلْ فهو كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُوْرٍ".
(14/ 305) في ترجمة (يوسف بن عيسى الطَّبَّاع).
مرتبة الحديث:
صحيح بشواهده.
ففي إسناده (صالح بن رُسْتُم المُزَنِيّ الخَرَّاز البَصْرِيّ أبو عامر) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 263 - 264) وقال: "ضعيف".
2 -
"التاريخ الكبير"(4/ 280) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"تاريخ الثقات" للعِجْلِي ص 225 رقم (184) وقال: "جائز الحديث، وابنه عامر بن صالح: ثقة".
4 -
"الجرح والتعديل"(4/ 403) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَجُّ به، هو صالح، وهو أشبه من ابنه عامر". وقال أبو داود: "ثقة". وقال أحمد: "صالح الحديث". وقال ابن مَعِين: "لا شيء".
5 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 457).
6 -
"الكامل"(4/ 1389 - 1390) وقال: "هو عزيز الحديث من أهل البَصْرَة، ولعل جميع ما أسنده خمسون حديثًا، وقد روى عنه يحيى القَطَّان مع شدَّة استقصائه، وهو عندي لا بأس به، ولم أر له حديثًا منكرًا جدًّا".
7 -
"الكاشف"(2/ 19) وقال: "ليَّنه ابن مَعِين وغيره، ووثَّقه أبو داود". وذكر الذَّهَبِيُّ أنَّ مُسْلِمًا روى له متابعةً.
8 -
"التهذيب"(4/ 391) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ليس بالقويِّ". وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقويِّ عندهم". وقال أبو داود الطَّيَالِسِيّ وأبو بكر البزَّار ومحمد بن وضَّاح: "ثقة".
9 -
"التقريب"(1/ 360) وقال: "صدوق كثير الخطأ، من السادسة"/ خت بخ م 4.
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (يوسف بن عيسى الطَّبَّاع)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(التَّنُوخِيّ) هو (عليّ بن المُحَسِّن بن عليّ أبو القاسم): صدوق معمَّر. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1115).
وبقية رجال الإسناد ثقات.
وللحديث شواهد يصحُّ بمجموعها.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(6/ 90)، والطبراني في "الأوسط"(3/ 229 - 230) رقم (2484)، وابن أبي الدُّنْيَا في "قضاء الحوائج" ص 75 رقم (79)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 380 - 381)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(6/ 515) رقم (9113 و 9114) -ط بيروت-، والقُضَاعي في "مسند الشهاب"(1/ 295) رقم (487)، من طريق صالح بن أبي الأَخْضَر، عن الزُّهْرِيّ، به.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الزُّهْرِيّ إلّا صالح".
وقال أبو نُعَيْم: "غريب من حديث الزُّهْرِيّ، تفرَّد به صالح. ورواه ابن المبارك عن صالح مثله".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 181): "رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، وفيه صالح بن أبي الأَخْضَر، وقد وثِّقَ على ضَعْفِهِ، وبقية رجال أحمد ثقات.
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب"(2/ 78): "رواه أحمد، ورواته ثقات إلَّا صالح بن أبي الأَخْضَر".
أقول: (صالح بن أبي الأَخْضَر): ضعيف يُعْتَبَرُ به. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (713).
وللحديث شواهد عدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(2/ 558 - 562)، و"مجمع الزوائد"(8/ 180 - 182)، و"الترغيب والترهيب"(2/ 76 - 79)، و"شُعَب الإيمان"(6/ 513 - 517) -ط بيروت-.
ومن تلك الشواهد، ما رواه التِّرْمِذِيّ في البر والصلة، باب ما جاء في المتشبع بما لم يعطه (4/ 379) رقم (2034) -واللفظ له-، وأبو داود في الأدب، باب في شكر المعروف (5/ 158) رقم (4813)، والبخاري في "الأدب
المفرد" ص (86 - 87) رقم (215)، وابن حِبَّان في "صحيحه" (5/ 175) رقم (3406)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/ 182)، والقُضَاعي في "مسند الشهاب" (1/ 294 - 295) رقم (485 و 486)، عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا: "مَنْ أُعْطِيَ عَطَاءَ فَوَجَدَ فَلْيَجْزِ بِهِ، ومَنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُثْنِ، فإنَّ مَنْ أَثْنَى فقد شَكَرَ، ومَنْ كَتَمَ فقد كَفَرَ. ومَنْ تَحَلَّى بما لم يُعْطَهُ كان كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُوْرٍ".
قال التِّرْمِذِيُّ: "حسن غريب".
غريب الحديث:
قوله: "كَلَابِسِ ثَوْبِيْ زُوْرٍ" قال ابن الأثير في "جامع الأصول"(2/ 559): "إنما شَبَّهَ التَّحَلِّي بما ليس عنده، بلابس ثوبي الزَّور، أي: بثوب ذي زورٍ، وهو الذي يُزَوِّرُ على النَّاس، بأن يتزيَّا بِزِيِّ أهل الزُّهْدِ، ويلبس ثياب أهل التقشف رياءً. . .".
وقال في "النهاية"(1/ 228): "والأحسنُ فيه أن يقال: المُتَشَبِّعُ بما لم يُعْطَ: هو أن يقول: أُعْطِيتُ كذا، لشيءٍ لم يُعْطَه، فأمَّا إنَّه يتَّصف بصفات ليس فيه، يريد أنَّ اللَّه منحه إياها، أو يريد أنَّ بعض النَّاس وَصَلَهُ بشيءٍ خصَّه به، فيكون بهذا القول قد جَمَعَ بين كَذِبَيْنِ: أحدهما اتَّصافه بما ليس فيه وأخذه ما لم يأخذه، والآخر الكذب على المُعْطِي وهو اللَّه تعالى، أو النَّاس. وأراد بِثَوْبَي الزُّور هذين: الحالين اللذين ارتكبَهُمَا واتَّصف بهما. وقد سبق أنَّ الثوب يُطْلَقُ على الصِّفة المحمودة والمذمومة، وحينئذ يصحُّ التَّشْبِيه في التَّثْنِيَة، لأنَّه شَبَّه اثنين باثنين، واللَّه أعلم".
* * *
2182 -
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه الواعظ، أخبرنا عبد الباقي بن قَانِع الحافظ، حدَّثنا يوسف بن أحمد بن عبد اللَّه بن كركاالخيَّاط،
حدَّثنا أحمد بن يعقوب البَصْرِيّ، حدَّثنا هُشَيْم -في رَحْبَة عبيد اللَّه بن المهدي-، حدَّثنا يونس بن عُبَيْد، عن الحسن،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ صَلَاةِ العَصْرِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَغْفِرَةً عَزْمًا".
(14/ 308) في ترجمة (يوسف بن أحمد بن عبد اللَّه الخَيَّاط، يُعْرَفُ بابن كركا).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد ورد من طريق حسن عن ابن عمر مرفوعًا: "رَحِمَ اللَّهُ امْرَءًا صَلَّى قَبْلَ العَصْرِ أَرْبَعًا".
فهو منقطع بين (الحسن البَصْرِيّ) وبين (أبي هريرة)، فإنَّه لم يسمع منه. حتى إنَّ الراوي عن الحسن هنا وهو (يونس بن عُبَيْد) يقول -كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 38 - : إنّه لم يسمع منه ولا رآه قط. وقد نصَّ على عدم سماعه منه أيضًا: عليّ بن المديني، وأبو حاتم الرَّازِيّ، وأيوب السَّخْتِيَانيّ، وعليّ بن زيد، وبَهْز بن حكيم، وأبو زُرْعَة. انظر "المراسيل" ص 38 - 39، و"التهذيب"(2/ 267 - 270). وقد تقدَّم الكلام على رواية الحسن عن أبي هريرة في حديث (368) فانظره إن شئت.
كما أنَّ في إسناده (عبد الباقي بن قَانِع بن مرزوق الأُمَوي البغدادي)، وهو صدوق تغيَّر بأَخَرَةٍ، وقد ضعَّفه البَرْقَاني ووثَّقه الخطيب. وتقدَّمت ترجمته في حديث (176).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (أحمد بن عبد اللَّه الخَيَّاط)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أحمد بن يعقوب البَصْرِيّ) لم أقف على من ترجم له.
و (هُشَيْم) هو (ابن بَشِير بن القاسم السُّلَمِيّ الوَاسِطِيّ أبو معاوية): ثقة ثَبْت. وتقدَّمت ترجمته في حديث (348).
التخريج:
عزاه في "كنز العُمَّال"(7/ 384) رقم (19406) إلى أبي نُعَيْم. ولم أقف عليه في أطراف كتبه: "الحِلْيَة" و"تاريخ أَصْبَهَان" و"معرفة الصحابة" -ممَّا طُبِعَ منه-. ولم أقف عليه من حديثه في كُلِّ ما رجعت إليه من المصادر، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وللحديث شاهد تالف، رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(2/ 262) رقم (1041) -، من طريق عبد الملك بن هارون بن عَنْتَرَة، عن أبيه، عن جدِّه، عن عليّ بن أبي طالب مرفوعًا بلفظ:"لا تَزالُ أُمَّتي يُصَلُّونَ هذه الأَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ العَصْرِ حتَّى تَمْشِي على الأرضِ مَغْفُورًا لَهَا مَغْفِرَةً حَتْمًا".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 222): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عبد الملك بن هارون بن عَنْتَرَة وهو متروك".
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب"(1/ 404): "غريب".
أقول: (عبد الملك بن هارون بن عَنْتَرَة)، مُتَّهَمٌ، كذَّبه ابن مَعِين والجُوْزَجَانِيّ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1100).
لكن روى أبو داود في الصلاة، باب الصلاة قبل العصر (2/ 53) رقم (1271)، والتِّرْمِذِيّ في الصلاة، باب ما جاء في الأربع قبل العصر (2/ 295 - 296) رقم (430)، وأحمد في "المسند"(2/ 117)، وابن خُزَيْمَة في "صحيحه"(2/ 206) رقم (1193)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(4/ 77) رقم (2444)، وأبو داود الطَّيَالِسي في "مسنده" ص 262 رقم (1936)، والبَغَويّ في "شرح
السُّنَّة" (3/ 470) رقم (893)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 473)، من حديث عبد اللَّه بن عمر مرفوعًا: "رَحِمَ اللَّهُ امْرَءًا صَلَّى قَبْلَ العَصْرِ أَرْبَعًا".
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث غريب حسن".
وقال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 12): صحَّحه ابن حِبَّان وشيخه ابن خُزَيْمَة، وفيه محمد بن مهران وفيه مقال، لكن وثَّقه ابن حِبَّان وابن عَدِيٍّ.
أقول: إسناده حسن. و (محمد بن مِهْرَان) هو (محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مِهْرَان بن المثنَّى المؤذِّن الكوفي)، وقد ينسب لجدِّه، ولجدِّ أبيه، ولجدِّ جدِّه. ترجم له ابن حَجَر في "التهذيب" (9/ 16 - 17) ونقل عن ابن مَعِين قوله فيه:"ليس به بأس". ومثله عن الدَّارَقُطْنِيّ. وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف"(3/ 15): "لم يضعَّف". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(2/ 141): "صدوق يخطئ، من السابعة"/ د ت س.
* * *
2183 -
أخبرنا بُشْرَى بن عبد اللَّه الرُّومِيّ، أخبرنا عليّ بن هارون السِّمْسَار الحَرْبِيّ، حدَّثنا أبو عليّ يوسف بن إسحاق بن سعيد دُبَيْس، حدَّثنا الرَّبِيع بن ثَعْلَب، حدَّثنا محمد بن زياد، عن ميمون بن مِهْرَان،
عن ابن عبَّاس قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُوْتِرُ بِثَلَاثٍ لا يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ.
(14/ 312) في ترجمة (يوسف بن الحَكَم بن سعيد الضَّبِّيّ الخَيَّاط أبو عليّ، المعروف بِدُبَيْس).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. وللحديث شواهد صُحِّحَ بعضها.
ففيه (محمد بن زياد اليَشْكُرِيّ المَيْمُونِيّ الطَّحَّان الأَعْوَر)، وهو مُتَّهم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (742).
التخريج:
رواه النَّسَائِيّ مطوَّلًا، في قيام الليل، باب ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في سعيد بن جُبَيْر عن ابن عبَّاس في الوتر (3/ 236)، والطَّحَاوِيّ في "شرح معاني الآثار"(1/ 287 - 288)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(2/ 299) و (14/ 263)، ومحمد بن نصر المَرْوَزِيّ في "قيام الليل" ص 125 - من مختصره-، من طريق سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس قال:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُوْتِرُ بثلاثٍ، يقرأُ في الأُولى بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، وفي الثانيةِ بقُلْ يا أيها الكافرونَ، وفي الثالثةِ بقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ".
وهو عند التِّرْمِذِيِّ في الصلاة، باب ما جاء فيما يقرأ به في الوتر (2/ 325 - 326) رقم (462)، وابن ماجه في إقامة الصلاة، باب ما جاء فيما يقرأ في الوتر (1/ 370 - 371) رقم (1172)، من طريق سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس أيضًا، لكن دون قوله في أوَّله:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُوْتِرُ بثلاثٍ".
قال النَّوَويُّ في "الخلاصة": "إسناده صحيح". وسكت التِّرْمِذِيُّ عنه. كذا في "نصب الراية"(2/ 119).
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(2/ 299) -واللفظ له-، والطَّحَاويّ في "شرح معاني الآثار"(1/ 287)، من طريق أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس قال:"كان يقرؤ في الوتر بثلاث".
ورواه الطَّحَاويّ في "شرح معاني الآثار"(1/ 287)، من طريق حَبِيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن الجزَّار، عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يُوتر بثلاثِ رَكَعَاتٍ".
لكن ليس عندهم جميعًا قوله: "لا يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ"، ولذا اعتبرته من الزوائد.
وللحديث شواهد انظرها في: "المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (2/ 293 - 295)، و"نصب الراية"(2/ 117 - 120)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 15).
ومن هذه الشواهد، ما رواه النَّسَائي في قيام الليل، باب كيف الوتر بثلاث. (3/ 234 - 235)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(2/ 32)، والطَّحَاويّ في "شرح معاني الآثار"(1/ 280)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 304)، ومحمد بن الحسن في "الموطأ" ص 96 رقم (266)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(2/ 295)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 31)، وفي "معرفة السنن والآثار"(4/ 70) رقم (5496)، ومحمد بن نصر المَرْوَزِيّ في "قيام الليل" ص 126 - من مختصره-، عن عائشة أنَّها قالت:"كانَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يُسَلِّمُ في رَكْعَتَي الوَتْرِ".
ولفظ الحاكم والبيهقي في "المعرفة": "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يُسَلِّمُ في الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ من الوَتْرِ".
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين". وأقرَّه الذَّهَبِيُّ.
وقال النَّوَويّ في "المجموع شرح المُهَذَّب"(4/ 17 - 18): "رواه النَّسَائي بإسناد حسن. ورواه البيهقي في "السنن الكبيرة" بإسناد صحيح، وقال: يُشْبِهُ أن يكون هذا اختصارًا من حديثها في الإِيْتَار بتسع".
ورواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 304)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 28)، عن عائشة رضي الله عنها بلفظ:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُوتر بثلاثٍ لا يُسَلِّمُ إلَّا في آخِرِهِنَّ".
هذا لفظ الحاكم، ولفظ البيهقي:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُوتر بثلاثٍ لا يقعدُ إلَّا في آخِرِهِنَّ".
ولم يتكلَّم الحاكم على الحديث بشيء، ولا الذَّهَبِيّ أيضًا في "تلخيص المستدرك".
ورواه أحمد في "المسند"(6/ 155 - 156) مطوَّلًا، عن عائشة، وفيه:"ثم أَوْتَرَ بثلاثٍ لا يَفْصِلُ فيهنَّ".
قال الإمام مجد الدِّين عبد السلام بن تَيْمِيَّة في "منتقى الأخبار"(3/ 36) بشرح "نيل الأطار" -ط أنصار السنة المحمدية بباكستان-: "وقد ضَعَّفَ أحمد إسناده".
وفي "تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق" لابن عبد الهادي (2/ 1057): "وقد نُقِلَ عن الإمام أحمد أنَّه ضَعَّفَ إسناد هذا الحديث".
* * *
2184 -
أخبرنا ابن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطَّبَرَانِيّ، حدَّثنا يوسف بن خالد بن عَبْدَة الضَّرير البَصْرِيّ -بالأَنْبَار-، حدَّثنا بِشْر بن آدم ابن بنت أَزْهَر بن سعد السَّمَّان، حدَّثنا أَشْعَث بن أَشْعَث السَّعْدَانِيّ
(1)
-في الأَزْدِ-، قال: حدَّثنا عِمْرَان القَطَّان، عن سليمان التَّيْمِيّ، عن أبي عثمان النَّهْدِيّ،
عن سلمان الفَارِسِيّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ المُسْلِمَ ليصلِّي وخَطَايَاهُ موضوعةٌ على رَأْسِهِ، فكلَّما سَجَدَ تَحَاتَّتْ، فَيَفْرُغُ حين يَفْرُغُ مِنْ صَلَاتِهِ وقد تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ".
(14/ 313) في ترجمة (يوسف بن خالد بن عَبْدَة الضَّرير).
مرتبة الحديث:
حسن لغيره.
ففي إسناده صاحب الترجمة (يوسف بن خالد بن عَبْدَة الضَّرير)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك؛ لكنه تُوبع، فقد تابعه (داود بن الحسين بن عَقِيل البَيْهَقِيّ) -وهو إمام ثقة كما في "السِّيَر" للذَّهَبِيّ (13/ 579) - عند البيهقي في "شُعَب الإيمان"(6/ 381).
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع، وفي المخطوط -نسخة تونس- إلى:"الشعراني". والتصويب من "المعجم الكبير" للطبراني (6/ 307) رقم (6125)، و"الثقات" لابن حِبَّان (8/ 128)، و"اللسان"(1/ 454).
و (بِشْر بن آدم ابن بنت أَزْهَر بن سعد: السَّمَّان) هو (بشر بن آدم بن يزيد البَصْرِيّ أبو عبد الرحمن)، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف" (1/ 100):"صدوق". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(1/ 98): "صدوق فيه لِيْنٌ". وانظر ترجمته مفصَّلًا في: "تهذيب الكمال"(4/ 90 - 93)، و"التهذيب"(1/ 442).
و(أَشْعَث بن أبي أَشْعَث السَّعْدَانِيّ)، ذكره ابن حِبَّان في "الثقات" (8/ 128 - 129) وقال:"يُغْرِبُ". كما ترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(1/ 454) وفيه عن البزَّار: "ليس به بأس".
و(أبو عثمان النَّهْدِيّ) هو (عبد الرحمن بن مُلّ): ثقة حجة مُخَضْرمٌ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (2).
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 307) رقم (6125)، وفي "المعجم الصغير"(2/ 136 - 137)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(6/ 381) رقم (2875)، من طريق بِشْر بن آدم
(1)
، عن أَشْعَث، به.
قال الطبراني في "الصغير": "لم يروه عن سليمان إلَّا عِمْرَان، ولا عن عِمْرَان. إلَّا أَشْعَث بن أَشْعَث، تفرَّد به بِشْر".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 300): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الصغير"، والبزَّار
(2)
، وفيه أَشَعَث بن أَشْعَث السَّعْدَاني ولم أجد من ترجمه".
(1)
في "المعجم الكبير": "بشر بن موسى".
(2)
علَّق مصحِّح "مجمع الزوائد" بأنَّ قول الهيثمي: "والبزَّار" زائدة في النسخة الهندية. أقول: ولم أقف عليه في "مسند البزَّار" في (مسند سلمان)، رضي الله عنه، ولا في "كشف الأستار".
أقول: قد تقدَّم أنَّ (أشعث)، وثَّقه ابن حِبَّان، وقال البزَّار:"ليس به بأس". فالحمد للَّه على توفيقه.
* * *
2185 -
أخبرنا أبو سعيد المَالِيْنِيّ -قراءةً-، أخبرنا أبو عليّ محمد بن الحسن بن حمزة الصُّوفيّ، حدَّثنا أبو بكر محمد بن أحمد القُرَشي -بالرَّيّ- حدَّثنا يوسف بن الحسين الرَّازِيّ قال: قلت لأحمد بن حنْبَل حدِّثني، فقال: ما تصنع بالحديث يا صُوفيّ؟ فقلت: لا بُدَّ حدِّثني، فقال: حدَّثنا مروان الفَزَارِيّ، عن هِلَال أبي العلاء -كذا قال المَالِيْنِيّ، وإنما هو أبو المُعَلَّى-،
عن أنس قال: أُهْدِيَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم طَائِرَانِ، فَقُدِّمَ إليه أَحَدُهُمَا، فلمَّا أَصْبَحَ قال:"عندكم من غَدَاءٍ"؟ فَقُدِّمَ إليه الآخر، فقال:"من أين ذا"؟ فقال بلال: خَبَّأْتُهُ لكَ يا رسول اللَّه. فقال: "يا بلالُ لا تَخَفْ
(1)
مِنْ ذِي العَرْشِ إِقْلَالًا، إنَّ اللَّهَ يأتي بِرِزْقِ كُلِّ غَدٍ".
(14/ 314 - 315) في ترجمة (يوسف بن الحسين بن عليّ الرَّازِيّ أبو يعقوب).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (هِلَال بن سُوَيْد أبو المُعَلَّى الأَحْمَرِيّ)، وهو واهٍ. وستأتي ترجمته في الحديث التالي (2186).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (يوسف بن الحسين الرَّازِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
(1)
في "كنز العُمَّال"(6/ 388) رقم (16189): "لا تَخْشَ"، معزوًا للخطيب وابن عساكر.
التخريج:
سيأتي تخريجه في الحديث التالي (2186).
وهو عند من أخرجه ليس فيه قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لبلال: "يا بلالُ لا تخف من ذي العرش إقلالًا".
فهذا القول لبلال، إنما رواه البزَّار والطبراني عن بلال من حديثه، وبسياق آخر غير سياق حديث الخطيب عن أنس. انظر "مجمع الزوائد"(10/ 241).
وقد ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" في ذات الموطن عن أبي هريرة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صُبَرٌ
(1)
من تَمْرٍ، فقال: ما هذا؟ قال: أدَّخره. قال: "أما تخشى أن ترى له بُخَارًا في نار جهنَّم. أَنْفِقْ بلالُ ولا تخشَ من ذِي العَرْشِ إقْلَالًا". وقال: "رواه البزَّار وأبو يعلى والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وإسناده حسن".
وقال الحافظ ابن حَجَر -كما في "تنزيه الشريعة"(2/ 302) -: "إسناده حسن"
(2)
.
وانظر في حديث بلال ما تقدَّم ذكره في حديث (1533).
والمرفوع من حديث أنس، عزاه في "الكنز"(6/ 388) رقم (16189) إلى الخطيب وابن عساكر.
* * *
2186 -
أخبرنا أبو الطَّيِّب محمد بن أحمد بن موسى بن أحمد الشُّروطِيّ -بالرَّيّ من كتابه-، حدَّثنا أبو بكر محمد بن حَمْدَان المؤدِّب، حدَّثنا يوسف بن
(1)
قال ابن الأثير في "النهاية"(3/ 9): "الصُّبْرَةُ: الطعام المجتمع كالكُومةِ، وجمعها صُبَرٌ".
(2)
وكذلك حَسَّنَ إسناده الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب"(2/ 51).
الحسين، حدَّثنا أحمد بن حَنْبَل، حدَّثنا مروان بن معاوية الفَزَارِيّ، عن أبي هِلَال الرَّاسِبِيّ،
عن أنس بن مالك قال: أُهدي إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم طَوَائِرُ ثلاثة، فَأَكَلَ طَيْرًا، واسْتَخْبَأَ خادمه طَيْرَيْنِ، فلمَّا أَصْبَحَ قَدَّمَ خادمُهُ إليه الطَّيْرَيْنِ، فقال:"ما هذا"؟ . قال: طَيْرَانِ اسْتَخْبَأْتُهُمَا لك يا رسولَ اللَّه. قال: "أَلَمْ أَنْهَكَ أَنْ تَدَّخِرَ شيئًا لِغَدٍ، إنَّ اللَّهَ تعالى يأتي بِرِزْقِ كُلِّ غَدٍ".
قال الخطيب: "كذا قال عن أبي هِلَال الرَّاسِبِيّ، وهو خَطَأٌ لا شَكَّ فيه، والأَوَّلُ أَصَحُّ". -يعني ما جاء في الحديث السابق رقم (2185)، عن هِلَال أبي المُعَلَّى-.
(14/ 315) في ترجمة (يوسف بن الحسين بن عليّ الرَّازِيّ أبو يعقوب).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (هلال بن سُوَيْد -ويقال: ابن أبي سُوَيْد- الأَحْمَرِيّ، أبو المعلَّى) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(8/ 208) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (4/ 346 - 347) وفيه عن البخاري: "لا يُتَابَعُ عليه" -في حديث رواه عن أنس-. وقال العُقَيْلِي: "لا يُتَابَعُ إلَّا من طريق تقاربه".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 505).
4 -
"الكامل"(7/ 2581 - 2582) ونقل قول البخاري المتقدِّم، وذكر له حديثين أحدهما حديث أنس المتقدِّم، وقال:"هذان الحديثان أُنْكِرَا على هلال بن سُوَيْد هذا، وهو أبو المُعَلَّى بن هلال".
5 -
"المغني"(2/ 714) وقال: "وَاهٍ".
6 -
"الميزان"(4/ 314) وقال: "وَاهٍ".
7 -
"اللسان"(6/ 201 - 202) وفيه عن أبي أحمد الحاكم: "ليس بالمتين عندهم". وذكره ابن الجَارُود في الضعفاء.
وفيه صاحب الترجمة (يوسف بن الحسين الرَّازِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 198)، وأبو يعلى في "مسنده"(7/ 224) رقم (4223)، والدُّوْلَابِيّ في "الكُنَى والأسماء"(2/ 124)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(10/ 243)، والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(3/ 507 - 508) رقم (1285 و 1286)، و (4/ 90 - 91) رقم (1392)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2581) -في ترجمة (هلال بن سُوَيْد الأَحْمَرِيّ) -، من طريق مروان بن معاوية الفَزَارِيّ، عن هلال بن سُوَيْد
(1)
أبو المُعَلَّى، عن أنس، به.
قال ابن عدي: هذا الحديث أُنْكِرَ على هلال بن سويد هذا.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 241): "رواه أبو يعلى ورجاله ثقات"!
وقال في (10/ 303) منه: "رواه أحمد وإسناده حسن"!
وقال في (10/ 322) منه: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير هلال أبي المُعَلَّى وهو ثقة"!
* * *
(1)
تَصَحَّفَ في "الحِلْيَة"، إلى "سعيد".
2187 -
حدَّثنا عبد العزيز بن أحمد الكَتَّانِيّ، أخبرنا تمَّام بن محمد الرَّازِيّ، حدَّثنا أبي، حدَّثني أبو يعقوب يوسف بن الحسين بن عليّ الصُّوفِيّ الرَّازِيّ، حدَّثني أحمد بن حَنْبَل، حدَّثنا مروان بن معاوية قال: حدَّثنا هِلَال بن سُوَيْد أبو المُعَلى،
عن أنس بنحوه -[أي بنحو الحديث السابق برقم (2186)]-.
(14/ 315) في ترجمة (يوسف بن الحسين بن عليّ الرَّازِيّ أبو يعقوب).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث السابق (2186).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في الحديث السابق (2186).
* * *
2188 -
أخبرنا الحسن بن عليّ التَّمِيميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثني أبي، حدَّثنا مروان بن معاوية، أخبرني هلال بن سُوَيْد أبو مُعَلَّى قال:
سمعت أنس بن مالك وهو يقول: أُهْدِيَتْ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثلاثة طَوَائِر، وساق الحديث -[يعني الحديث المتقدِّم برقم (2186)].
(14/ 315) في ترجمة (يوسف بن الحسين بن عليّ الرَّازِيّ أبو يعقوب).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (2186).
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (2186).
* * *
2189 -
أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا غُنْدَر البَغْدَاديّ -وهو محمد بن جعفر بن الحسين الورَّاق-، حدَّثنا يوسف بن موسى بن إسحاق الأَصْبَهَاني، حدَّثنا هارون بن سليمان، حدَّثنا عبد اللَّه بن داود الوَاسِطِيّ، حدَّثنا محمد بن الفضل بن عطيَّة، عن كُرْز بن وَبَرَة، عن محمد بن كَعْب القُرَظِيّ،
عن ابن عمر قال: لُعِنَتِ القَدَرِيَّةُ على لِسَانِ سَبْعِينَ نَبِيًّا، مِنْهُمْ نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم.
(14/ 319) في ترجمة (يوسف بن موسى بن إسحاق الأّصْبَهَانِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (محمد بن الفضل بن عطيَّة المَرْوَزِيّ)، وهو مُتَّهم، كذَّبه ابن مَعِين وصالح جَزَرَة وغيرهما. وتقدَّمت ترجمته في حديث (736).
و (كُرْز بن وَبَرة الحَارِثِيّ أبو عبد اللَّه)، لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1856).
وصاحب الترجمة (يوسف بن موسى الأَصْبَهَاني)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، وترجم له أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 451) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "تاريخ أَصْبَهَان"(2/ 351) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(5/ 396 - 397) رقم (3272) -، من طريق محمد بن بَكَّار، عن محمد بن الفضل بن عطيَّة، به، مطوَّلًا.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 205 - 206): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه محمد بن الفضل بن عطيَّة وهو متروك. ورواه أبو يعلى في "الكبير" باختصار، من رواية بقيَّة بن الوليد عن حَبِيب بن عمرو، و (بقيَّة) مدلِّس، و (حَبِيب) مجهول".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(1/ 142 - 143) من حديث عليّ بن أبي طالب مرفوعًا بلفظ: "لُعِنَتِ القَدَرِيَّةُ على لسانِ سبعينَ نَبِيًّا آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم".
قال ابن الجَوْزي: هذا حديث لا يصحُّ، وفيه الحارث -يعني الأَعْوَر- وهو كذَّاب قاله ابن المَدِيني.
أقول: (الحارث بن عبد اللَّه الهَمْدَاني الأَعْور): الجمهور على توهين أمره كما قال الذَّهَبِيّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (937).
* * *
2190 -
أخبرني الحسن بن عليّ بن عبد اللَّه المُقْرِئ، حدَّثنا أحمد بن الفرج بن منصور الورَّاق، أخبرنا يوسف بن محمد بن عليّ المُكْتِب -سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة-، حدَّثنا الحسن بن أحمد بن سليمان السَّرَّاج، حدَّثنا عبد السلام بن صالح، حدَّثنا عليّ بن هاشم بن البَرِيد، عن أبيه، عن أبي سعيد التَّيْمِيّ
(1)
،
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى "التميمي". والتصويب من "المستدرك"(3/ 124)، و"المعجم الصغير"(1/ 255)، ومن مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديث.
عن أبي ثابت مولى أبي ذَرٍّ، قال: دخلتُ على أُمِّ سَلَمَة فرأيتها تبكي وتذكر عَلِيًّا. وقالت: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "عليٌّ مع الحَقِّ، والحَقُّ مع عليٍّ، ولَنْ يَفْتَرِقَا حتَّى يَرِدَا علىَّ الحَوْضَ يَومَ القِيَامَةِ".
(14/ 321) في ترجمة (يوسف بن محمد بن عليّ المؤدِّب أبو يعقوب).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (عبد السلام بن صالح بن سليمان الهَرَويّ)، والراجح فيه أنَّه مُتَّهم. وتقدَّمت ترجمته في حديث (546).
وتابعه (صالح بن أبي الأسود الكوفي الخَيَّاط) عند الطبراني في "الصغير" كما سيأتي.
و(صالح) هذا، ترجم له ابن عدي في "الكامل" (4/ 1384 - 1385) وقال:"أحاديثه ليست مستقيمة". وقال أيضًا: "في أحاديثه بعض النُّكْرَة وليس هو بذلك المعروف". وترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(2/ 288 - 289) وقال: "واهٍ"، وفي "المغني" (1/ 302) وقال:"منكر الحديث".
لكن تابعهما: (عمرو بن حمَّاد بن طَلْحَة القَنَّاد) عند الحاكم في "المستدرك" كما سيأتي. وهو صدوق رُمي بالرفض كما في "التقريب"(2/ 68).
كما أنَّ فيه (أبو سعيد التَّيْمِيّ) وهو (دينار الكوفي، ولَقَبُهُ عَقِيص)، وقد ترجم له
(1)
في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(3/ 354) رقم (1715) وقال: "قد رأى الشَّعْبِيُّ رُشَيْد الهَجَرِيّ وحَبَّة العُرَنِيّ، والأَصْبَغ بن نُبَاتة، وليس يساوي كلُّهم شيئًا. قال
(1)
بعض من تَرْجَم له، تَرْجَمَ له بِلَقَبِهِ.
يحيى: وأبو سعيد عَقِيصَا شَرٌّ منهم".
2 -
"التاريخ الكبير"(3/ 247 - 248) وقال: "يتكلَّمون فيه".
3 -
"أحوال الرجال" ص 48 رقم (19) وقال: "غير ثقة".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 99 رقم (188) وقال: "ليس بالقويِّ".
5 -
"الجرح والتعديل"(3/ 430 - 431) وفيه عن أبي حاتم: "هو ليِّن". و (7/ 41) وفيه عن ابن مَعِين: "ليس بشيء".
6 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 286).
7 -
"الكامل"(3/ 976) وقال: "ليس له رواية يعتمد عليها عن الصحابة إنما له قصص يحكيها لعليّ ولحسن وحسين وغيرهم، وهو كوفي، وهو من جملة شيعتهم".
8 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 204 رقم (211) وقال: "عن عليٍّ مناكير، رماه أبو بكر بن عيَّاش بالكذب".
9 -
"لسان الميزان"(2/ 433 - 434)، وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ:"متروك". وقال ابن حَجَر: "وقد أخرج له الحاكم في "المستدرك"
(1)
وقال: "ثقة مأمون، ولم يتعقَّبه المؤلف -يعني الذَّهَبِيّ- في "تلخيص المستدرك"".
10 -
"نزهة الألباب في الألقاب" لابن حَجَر (2/ 31) رقم (1993) وقال: "تابعي".
وصاحب الترجمة (يوسف بن محمد بن عليّ المؤدِّب أبو يعقوب)، قال الخطيب فيه:"روى عنه أبو القاسم بن الثَّلَّاج حديثين مُنْكَرَيْن". وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(6/ 329) ونقل قول الخطيب السابق ولم يزد.
(1)
(3/ 124).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 255)، و"المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 289) رقم (3724) -، من طريق صالح بن أبي الأسود، عن هاشم بن بَرِيد، به. وقال:"لا يُرْوَى عن أُمِّ سَلَمَة إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به صالح بن أبي الأسود. وأبو سعيد التَّميمي يلقَّب عَقِيصا، كوفي".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 134): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه صالح بن أبي الأسود وهو ضعيف".
ورواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 124) مطوَّلًا، من طريق عمرو بن طَلْحَة القَنَّاد
(1)
الثقة المأمون، حدَّثنا علي بن هاشم، به. وقال:"هذا حديث صحيح الإسناد. وأبو سعيد التَّيْمِيّ هو عَقِيصَاء: ثقة مأمون". ووافقه الذَّهَبِيُّ!
أقول: تصحيح الحاكم لإسناده وموافقة الذَّهَبِيِّ له، موضع نظر. فقد تقدَّم أنَّ (أبا سعيد التَّيْمِيّ): متروك، وكذَّبه أبو بكر بن عيِّاش.
ولفظه عند جميعهم: "عليٌّ مع القرآن، والقرآن مع عليٍّ. . . . ".
* * *
2191 -
أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن عليّ بن محمد بن عبد اللَّه بن بِشْرَان، أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم القَزَّاز الجُرْجَاني -قدم علينا-، حدَّثنا أبو نُعَيْم بن عَدِيّ، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم الطَّلَقِيّ، حدَّثنا عَفَّان بن سَيَّار الجُرْجَانِيّ، عن عبد الحكم،
عن أنس، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّما المُؤْمِنُ الذي نَفْسُهُ مِنْهُ في عَنَاءٍ، والنَّاسُ مِنْهُ في رَاحَةٍ".
(1)
"هذه النسبة إلى من يبيع القَنْدَ، وهو السُّكَّر". "الأنساب"(10/ 232).
(14/ 325) في ترجمة (يوسف بن إبراهيم بن موسى السَّهْمِيّ القَزَّاز أبو يعقوب).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
ففيه (عبد الحكم بن عبد اللَّه القَسْمَلِيّ)، وهو منكر الحديث. قال ابن حِبَّان عنه في "المجروحين" (2/ 143):"كان ممَّن يروي عن أنس ممَّا ليس من حديثه، ولا أعلم له معه مشافهة، لا يحلُّ كتابة حديثه إلَّا على جهة التعجب". وقال أبو نُعَيْم في "الضعفاء" له ص 106: "روى عن أنس نسخة منكرة لا شيء". وتقدَّمت ترجمته في حديث (220).
و(إسحاق بن إبراهيم الطَّلَقِيّ الإِسْتِرَابَاذِيّ أبو يعقوب)، ترجم له السَّهْمِيّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 159 - 160، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
التخريج:
رواه الدَّيْلَمِيُّ في "مسند الفردوس" -كما في "الفردوس"(4/ 176) رقم (6546) وحاشية محققة نقلًا عن "زهر الفردوس" لابن حَجَر (4/ 88) -، عن أبي نُعَيْم بإسناده إلى قُرَّة بن حَبِيب، عن عبد الحكم، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"المؤمنُ الذي نَفْسُهُ منه في عَنَاءٍ، والنَّاس في رَاحَةٍ".
وعزاه في "كنز العُمَّال"(1/ 151) رقم (752) إلى أبي نُعَيْم فحسب.
ولم أجده في أطراف كتابيه "الحِلْيَة" و"تاريخ أَصْبَهَان".
* * *
2192 -
أخبرني البَرْقَانِيّ، أخبرنا محمد بن جعفر بن الهيثم الأَنْبَارِيّ، حدَّثنا ابن أبي العَوَّام قال: سمعت أبا عبد اللَّه أحمد بن حَنْبَل يسأل هاشم بن القاسم عن هذا الحديث. فسمعت هاشم بن القاسم يقول: حدَّثنا عبد العزيز بن النُّعْمَان القُرَشِيّ، حدَّثنا يزيد بن حَيَّان، عن عطاء،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَجْتَمِعُ حُبُّ هؤلاءِ الأَرْبَعَةِ إلَّا في قَلْبِ مُؤْمِنٍ: أبي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ، وعَلِيٍّ".
(14/ 332) في ترجمة (يزيد بن حَيَّان الخُرَاسَانِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه انقطاع بين (عَطَاء) وهو (ابن أبي مسلم الخُرَاسَاني)
(1)
وبين (أبي هريرة)، فإنَّ روايته عن الصحابة مرسلة. وقد سُئِلَ ابن مَعِين: عطاء الخُرَاسَانِيّ لقي أحدًا من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: لا أعلمه. "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 130.
وفي "التهذيب"(7/ 212): "روى عن الصحابة مُرْسَلًا كابن عبَّاس، وعَدِيّ بن عَدِيّ الكِنْدِيّ، والمغيرة بن شُعَبَة، وأبي هريرة، وأبي الدَّرْدَاء. . . ".
فضلًا عن أنَّ (عطاء): صدوق يَهِمُ كثيرًا ويرسل ويدلِّس. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1228).
مرتبة الحديث:
رواه أحمد بن حَنْبَل في "فضائل الصحابة"(1/ 427) رقم (675)، وعَبْدُ بن
(1)
كما صرَّح به عَبْد بن حُمَيْد في "المنتخب من المسند"(3/ 216)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 203).
حُمَيْد في "المنتحب من المسند"(3/ 215 - 216) رقم (1462)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(5/ 203)، من طريق عبد العزيز بن النُّعْمَان القُرَشي، عن يزيد بن حَيَّان، به.
قال أبو نُعَيْم: "رواه أبو عامر عن الثَّوْري عن عطاء الخُرَاسَاني عن أنس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم".
* * *
2193 -
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه الواعظ، أخبرنا عبد الباقي بن قَانِع الحافظ، حدَّثنا أحمد بن علي الخرَّاز، حدَّثنا يزيد بن مروان الخَلَّال، حدَّثنا حسَّان بن إبراهيم الكِرْمَانِيّ، عن عمرو بن دينار،
عن جابر، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عاد مريضًا وأنا معه، فقال:"ألا ندعو لك طبيبًا"؟ قال: وأنت تأمرُ بهذا يا رسول اللَّه! قال: "نعم. إنَّ اللَّهَ لم يُنْزِلْ دَاءً إلَّا وقد أَنْزَلَ له دَوَاءً".
(14/ 348) في ترجمة (يزيد بن مروان الخَلَّال).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه لم يُنْزِلْ دَاءً إلّا وقد أَنْزَلَ له دَوَاءً"، صحيح من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (يزيد بن مروان الخَلَّال)، وهو ضعيف جدًّا، وكذَّبه ابن مَعِين. وتقدَّمت ترجمته في حديث (946).
التخريج:
لم أقف عليه بهذا السِّيَاق في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وقد روى مسلم في السلام باب لكل داء دواء. . (4/ 1729) رقم (2204)،
وأحمد في "المسند"(3/ 335)، عن جابر مرفوعًا:"لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فإذا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ، بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عز وجل".
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(7/ 512 - 514)، و"مجمع الزوائد"(5/ 84 - 85)، و"فتح الباري"(10/ 135) -في أول كتاب الطب-، و"المطالب العالية"(3/ 333).
ومن هذه الشواهد، ما رواه البُخَاري في أول كتاب الطب، باب ما أنزل اللَّه داءً إلَّا أَنْزَلَ له شفاءً (10/ 134) رقم (5678)، عن أبي هريرة مرفوعًا:"مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً".
* * *
2194 -
أخبرنا أحمد بن عليّ بن التَّوَّزِيّ، أخبرنا عمر بن إبراهيم الكَتَّانِيّ المُقْرِئ، حدَّثنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدَّثنا أبو إدريس يونس بن يعقوب -سنة أربعة وخمسين ومائتين-، حدَّثنا هُشَيْم بن بشير الوَاسِطي، حدَّثنا عليّ بن زيد بن جُدْعَان، عن محمد بن المُنْكَدِر،
عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كُنَّ لَهُ ثلاثُ بَنَاتٍ يُؤْويهِنَّ، ويَكْفُلُهُنَّ، ويَرْحَمُهُنَّ، وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ". قيل يا رسول اللَّه أو اثنتين؟ قال: "أو اثنتين"، فرأى بعضُ القوم أَنْ لو قال: أو واحدةً، لقال أو واحدةً.
(14/ 352) في ترجمة (يونس بن يعقوب أبو إدريس).
مرتبة الحديث:
صحيح بمجموع طرقه.
ورجال إسناده كلُّهم ثقات عدا (عليّ بن زيد بن جُدْعَان)، فإنَّه ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (241).
لكن قد تابعه ثلاثة من الثقات:
الأول: (سليمان بن طَرْخَان التَّيْمِيّ)، عند البزَّار في "مسنده"(2/ 384) رقم (1908) -من كشف الأستار-.
والثاني: (سفيان بن حسين الوَاسِطِيّ)، عند أبي يعلى في "مسنده"(4/ 147) رقم (2210).
والثالث: (أيوب السَّخْتِيَانِيّ)، عند أبي نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 14).
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(3/ 303)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص 43 رقم (78)، والبزَّار في "مسنده"(2/ 384) رقم (1908) -من كشف الأستار-، من طريق عليّ بن زيد، عن محمد بن المُنْكَدِر، عنه، به.
وليس عند البُخَاري قوله: فرأى بعض القوم. . . . ".
ومن هذا الطريق، رواه ابن أبي الدُّنْيَا في كتاب "العِيَال" (1/ 229) رقم (84) لكن عنده:"يُؤدِّبُهُنَّ ويُزوِّجُهُنَّ ويكفّهنَّ".
ورواه البزَّار في "مسنده"(2/ 384) رقم (1908)، من طريق سليمان التَّيْمِيّ، عن محمد بن المُنْكَدِر، عنه، به. وقال:"لا نعلم رواه هكذا إلَّا سليمان وعليّ بن زيد".
أقول: وهو متعقَّب بما سيأتي من رواية أبي يعلى وأبي نُعَيْم.
ورواه أبو يعلى في "مسنده"(4/ 147) رقم (2210) من طريق سفيان بن حسين، عن محمد بن المُنْكَدِر، عنه، به.
ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(3/ 14) من طريق أيوب السَّخْتِيَانِيّ، عن محمد بن المُنْكَدِر، عنه، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 157): "رواه أحمد والبزَّار والطبراني في "الأوسط" بنحوه، وزاد: "ويُزوِّجُهُنَّ" من طرق، وإسناد أحمد جيِّد".
وقال المُنْذِري في "الترغيب والترهيب"(3/ 68): "رواه أحمد بإسناد جيِّد، والبزَّار والطبراني في "الأوسط". . . ".
وللحديث شواهد كثيرة، انظرها في:"العِيَال" لابن أبي الدُّنْيَا رقم (87 و 89 و 107 و 110)، و"جامع الأصول"(1/ 412 - 413)، و"مجمع الزوائد"(8/ 156 - 158)، و"الترغيب والترهيب"(3/ 66 - 69).
* * *
2195 -
أخبرنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه الخَفَّاف، أخبرنا محمد بن المُظَفَّر، حدَّثنا محمد بن القاسم بن عبد الرحمن بن أبي نِزَار، حدَّثنا ياسين بن محمد الأَنْبَارِيّ، حدَّثنا محمد بن سليمان بن أبي داود الأَنْبَارِيّ، حدَّثنا أبو ضَمْرَة، عن رَبِيعة،
عن أنس قال: بَعَثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أبا رَافِعٍ ورَجُلًا من الأنصار، فَأَنْكَحَاهُ مَيْمُوَنَة قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ.
(14/ 356) في ترجمة (ياسين بن محمد الأَنْبَارِيّ).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (ياسين بن محمد الأَنْبَارِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وفيه أيضًا الراوي عنه: (محمد بن القاسم بن عبد الرحمن بن أبي نِزَار)، لم أقف على من ترجم له.
و (أبو ضَمْرَة) هو (أنس بن عِيَاض اللَّيْثِيّ): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (418).
و (رَبِيعة) هو (ابن أبي عبد الرحمن القُرَشِي التَّيْمِيّ المعروف بِرَبِيعَة الرأي): إمام ثقة فقيه، مفتي المدينة، خرَّج له الستة، وكانت وفاته عام (136 هـ). انظر ترجمته في:"تهذيب الكمال"(9/ 123 - 130)، و"السِّيَر"(6/ 89 - 96)، و"التهذيب"(3/ 258 - 259).
وشيخ الخطيب (عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه الحَذَّاء المُقْرِئ أبو محمد، المعروف بابن الخَفَّاف)، ترجم له في تاريخه (10/ 146) وقال:"كان سماعه صحيحًا". وكانت وفاته عام (452 هـ).
وباقي رجال الإِسناد ثقات.
وقد جاء في صحيح مسلم، رقم (1411) عن ميمونة رضي الله عنها: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَهَا وهو حَلَالٌ.
التخريج:
لم أقف عليه من حديث أنس في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
والحديث رواه مالك في "الموطأ"(1/ 348)، وعنه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(8/ 133)، والطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(2/ 270)، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سليمان بن يَسَار، مُرْسَلًا. ولفظه عندهم:"أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعث أبا رَافعٍ ورجلًا من الأنصار فزوَّجاه ميمونة بنتَ الحارث ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالمدينة، قبل أن يخرج".
ورواه التِّرْمِذِيّ في الحجّ، باب ما جاء في كراهية تزويج المُحْرِم (3/ 191) رقم (841)، وأحمد في "المسند"(6/ 392 - 393)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(6/ 171) رقم (4118)، والدَّارِمِيّ في "سننه"(2/ 38)، وابن سعد في "الطبقات"(8/ 134)، والطَّحَاوي في "شرح معاني الآثار"(2/ 270)، والطبراني
في "المعجم الكبير"(1/ 288) رقم (915)، وابن عبد البَرِّ في "التمهيد"(3/ 152)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 66)، من طريق حمَّاد بن زيد، عن مَطَر الورَّاق، عن رَبِيعة بن أبي عبد الرحمن، عن
(1)
سليمان بن يَسَار، عن أبي رَافِع قال:"تَزَوَّجَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ وهو حَلَالٌ، وبَنَى بها وهو حَلَالٌ، وكنُت أنا الرَّسُولَ فيما بَيْنَهُمَا".
قال التِّرْمِذِيُّ: "هذا حديث حسن، ولا نعلم أحدًا أسنده غيرَ حمَّادِ بن زَيْدٍ عن مَطَر الورَّاق عن رَبِيعَةَ. وروى مالك بن أنس عن رَبِيعَةَ عن سليمان بن يَسَار: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وهو حَلَالٌ، رواه مالك مُرْسَلًا. قال: ورواه أيضًا سليمان بنُ بِلَالٍ عن رَبِيعَةَ مُرْسَلًا. قال أبو عيسى: ورُوي عن يزيد بن الأَصَمِّ عن مَيْمُونَةَ قالت: تَزَوَّجَنِي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو حَلَالٌ
(2)
. ويزيد بن الأَصَمِّ هو ابن أُخْتِ مَيْمُونَةَ".
أقول: (مَطَر بن طَهَمَان الورَّاق): صدوق كثير الخطأ. ولذلك قال الإِمام ابن عبد البَرِّ في "التمهيد"(3/ 151) عن روايته المتصلة هذه: "وذلك عندي غلط من مَطَر، لأنَّ سليمان بن يَسَار وُلِدَ سنة أربع وثلاثين، وقيل: سنة سبع وعشرين، ومات أبو رافع بالمدينة بعد قتل عثمان بيسير، وكان قتل عثمان رضي الله عنه في ذي الحِجَّة سنة خمس وثلاثين، وغير جائز ولا ممكن أن يسمع سليمان بن يَسَار من أبي رافع. . . فلا معنى لرواية مَطَر. وما رواه مالك أولى، وباللَّه التوفيق".
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"شرح معاني الآثار" للطَّحَاوِيّ (2/ 270 - 271)، و"الطبقات الكبرى" لابن سعد (8/ 133 - 134)، و"السنن
(1)
تَصَحَّف في "صحيح ابن حِبَّان" إلى: "بن".
(2)
رواه مسلم في "صحيحه" في كتاب النكاح، باب تحريم نكاح المُحْرم وكراهة خطبته (2/ 1032) رقم (1411)، وغيره.
الكبرى للبيهقي (5/ 66)، و"جامع الأصول"(3/ 52 - 53)، و"نصب الراية"(3/ 171 - 174)، و"مجمع الزوائد"(4/ 267 - 268)، و"فتح الباري"(9/ 166) -في النكاح، باب نكاح المُحْرِم-.
وقد تقدَّم تخريجه من حديث ابن عبَّاس برقم (604).
* * *
2196 -
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عليّ بن عثمان بن الجُنَيْد الخُطَبِيّ، أخبرنا عليّ بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، حدَّثنا أبو العبَّاس أحمد بن زَنْجُوْيَه القَطَّان، حدَّثنا اليَسَع بن إسماعيل، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن عمرو بن دينار، عن عِكْرِمَة،
عن ابن عبَّاس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ حَادِيًا يَحْدُو، فقال:"اعْدِلُوا بِنَا إليه".
(14/ 358) في ترجمة (يَسَع بن إسماعيل الضَّرِير أبو موسى).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والمحفوظ إرساله.
ففيه صاحب الترجمة (يَسَع بن إسماعيل الضَّرِير أبو موسى)، وقد نقل الخطيب في ترجمته عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله فيه:"ضعيف". كما ترجم له ابن حَجَر في "لسان الميزان"(6/ 298) ولم يذكر فيه سوى قول الدَّارَقُطْنِيّ السابق.
وقال الحافظ الخطيب عقب روايته له: "تفرَّد برواية هذا الحديث هكذا مُسْنَدًا متصلًا: يَسَع بن إسماعيل عن ابن عُيَيْنَة. ورواه سَعْدَان بن نصر المُخرِّمِيّ ومحمود بن آدم المَرْوَزِيّ عن سفيان مُرْسَلًا، لم يذكرا فيه ابن عبَّاس، وهو المحفوظ".
التخريج:
رواه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(14/ 331) رقم (20176)، من طريق أبي جعفر الرَّزَّاز، عن سَعْدَان، عن سفيان، عن عِكْرِمَة قال:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يسير إلى الشَّام فسمع حَادِيًا من اللَّيْلِ، فقال: "أَسْرِعُوا بنا إلى هذا الحَادِي".
* * *
2197 -
أخبرني أبو القاسم الأَزْهَرِيّ، أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد اللَّه بن المُطَّلِب الشَّيْبَانِيّ، حدَّثني يمان بن محمد بن مَرْزُوق أبو عبد اللَّه البَغْدَادِيّ الصُّوفيّ قال: حدَّثني أُبَيْن
(1)
بن سفيان، عن غالب بن عبيد اللَّه العُقَيْلِيّ، عن ميمون بن مِهْرَان،
عن عبد اللَّه بن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ستةُ أيَّامٍ لا يصومهنَّ أَحَدٌ: يوم الأَضْحَى، ويومُ الفِطْرِ، وثلاثَةُ أيَّامِ التَّشْرِيقِ، واليومُ الذي يُشَكُّ فيه".
(14/ 361) في ترجمة (يَمَان بن محمد بن مَرْزُوق الصُّوفيّ أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقد ثَبَتَ في الأحاديث الصحيحة النهي عن صوم الأيام الستة المذكورة في الحديث.
ففيه (غالب بن عبيد اللَّه العُقَيْلِيّ الجَزَرِيّ)، وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (2071).
كما أنَّ فيه (أُبَيْن بن سفيان) والظَّاهر أنَّه (المَقْدِسِيّ) وقد ترجم له في:
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "أسير". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (884)، و"تبصير المنتبه"(1/ 6)، و"المغني"(1/ 32).
1 -
"المغني"(1/ 32) وقال: "ضعيف". وفيه عن البُخَاري: "لا يُكْتَبُ حديثه".
2 -
"ميزان الاعتدال"(1/ 78) وفيه عن الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف له مناكير". وعن أبي جعفر النُّفَيْلِيّ: "كتبت عن أُبَيْن بن سفيان ثم حرَّقت ما كتبت عنه، كان مُرْجِئًا".
3 -
"تبصير المنتبه" لابن حَجَر (1/ 6) وقال: "أحد الضعفاء".
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (يَمَان بن محمد بن مَرْزُوق الصُّوفِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(أبو القاسم الأَزْهَرِيّ) هو (عبيد اللَّه بن أبي الفتح أحمد بن عثمان الصَّيْرَفِيّ): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (676).
التخريج: لم أقف عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
ورواه البزَّار في "مسنده"(1/ 498) رقم (1066) -من كشف الأستار-، من طريق عبد اللَّه بن سعيد، عن جَدِّه، عن أبي هريرة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم:"نهى عن صيام ستة أيَّام من السَّنَة: يوم الأضحى، ويوم الفِطْر، وأيام التَّشْرِيق، واليوم الذي يُشَكُّ فيه من رمضان".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 203): رواه البزَّار، وفيه عبد اللَّه بن سعيد المَقْبُرِيّ، وهو ضعيف".
وقال ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(2/ 198): "-رواه- الدَّارَقُطْنِيُّ من حديث سعيد المَقْبُرِيّ، عنه. وفي إسناده الوَاقِدِي. ورواه البيهقي من حديث
الثَّوْري، عن عبَّاد، عن أبيه، عن أبي هريرة، وعبَّاد هذا هو عبد اللَّه بن سعيد المَقْبُرِيّ منكر الحديث، قاله أحمد بن حنبل".
أقول: والأيام التي اشتمل الحديث النهي عن صومها، قد ثبت النهي عن صومها في الأحاديث الصحيحة. انظر:"جامع الأصول"(6/ 243 - 351)، و"مجمع الزوائد"(3/ 202 - 204)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 196 - 197 و 198).
* * *
2198 -
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد اللَّه بن حَسْنُوْيَه الكاتب -بأَصْبَهَان-، حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن سعيد السِّمْسَار، حدَّثنا يحيى بن مُطَرِّف، حدَّثنا مُسْلِم بن إبراهيم، حدَّثنا سُوَيْد بن عبيد العِجْلِيّ، حدَّثنا أبو المُؤَمِّن الوَاثِلِيّ قال:
سمعت عليّ بن أبي طالب حين قَتَلَ الحَرُورِيَّة، قال: انظروا فيهم رجلًا كأنَّ ثديه مثل ثَدْيِ المرأة، أخبرني النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنِّي صاحبه. فقلَّبوا القَتْلَى فلم يجدوه، قالوا: ما وجدناه. قال: لئن كنتم صدقتم لقد قتلتم خيار النَّاس، قالوا: يا أمير المؤمنين سبعة تحت نَخْلَةٍ لم نقلِّبهم، قال: فأتوهم فقلَّبوهم فوجدوهُ.
قال أبو المُؤَمِّن: فرأيته حين جاؤوا به يجرُّونه في رِجْلِهِ حَبْلٌ، قال: فرأيت عليًّا حين جاؤوا به خَرَّ سَاجِدًا، وقال: قَتْلَاكُم في الجَنَّةِ، وقَتَلَاهُمْ في النَّارِ.
(14/ 362) في ترجمة (أبي المُؤَمِّن الوَاثِلِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وخبر ذي الثُّدَيَّة، صحيح مشهور، رُوي من طرق عن سيدنا عليٍّ وغيره.
ففيه صاحب الترجمة (أبو المُؤَمِّن الوَاثِلِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ بغداد"(14/ 362)، ولم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"ميزان الاعتدال"(4/ 579) وقال: "قيل: أبو المُؤَمِّر -براء-، لا يُعْرَفُ. له عن عليٍّ قصَّة ذي الثُّدَيَّة، وعنه سُوَيْد بن عبيد فقط، خرَّج له النَّسَائي في "مسند عليٍّ".
3 -
"التهذيب"(12/ 252) ولم يذكر فيه شيئًا. وصُحِّفَ فيه إلى "الوَايلي".
4 -
"التقريب"(2/ 479) وقال: "مقبول، من الثالثة"/ عس.
التخريج:
رواه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 447 - 448) رقم (919)، عن الوارث بن عبد الصمد، حدَّثنا أبي، حدَّثنا سُوَيْد العِجْلِي، به.
وعزاه في "كنز العُمَّال"(11/ 301) رقم (31573) إلى البيهقي في "دلائل النُّبُوَّة" أيضًا. ولم أقف عليه فيه، واللَّه أعلم.
وخبر ذي الثُّدَيَّة، صحيح مشهور، رُوي من طرق عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وغيره. وقد سبق الكلام عليه في حديث (41).
* * *
2199 -
أخبرنا الحسن بن عليّ التَّمِيْمِيّ، والحسن بن عليّ الجَوْهَرِيّ، قالا: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حَمْدَان، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حَنْبَل، حدَّثني أبي، حدَّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدَّثنا إسماعيل بن مسلم العَبْدِيّ،
حدَّثنا أبو كَثِير مولى الأنصار قال: كنت مع سيدي، مع عليّ بن أبي طالب حين قُتِلَ أَهْلُ النَّهْرَوان، فكأنَّ النَّاس وجدوا في أنفسهم عليه مِن قَتْلِهِمْ. فقال
عليٌّ: يا أيها النَّاس إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد حدَّثنا بأقوامٍ يَمْرُقُوَد من الدِّين كما يمرقُ السَّهْمُ من الرَّمِيَّةِ، ثم لا يرجعون فيه حتى يرجع السَّهْمُ على فُوقِهِ، وإنَّ آية ذلك، أنَّ فيهم رجلًا أسودَ مُخْدَجَ اليد، إحدى يديه كَثَدْيِ المرأة، بها حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ ثَدْيِ المرأة، حوله سَبْعُ هَلَبَاتٍ، فالتمسوه فإنِّي أراه فيهم. فالتمسوه، فوجدوه إلى شَفير النهر تحت القتلى فأخرجوه، فكَبَّرَ عليٌّ. فقال: اللَّه أكبر، صدق اللَّه ورسوله. وإنَّه لمتقلِّد قوسًا له عربيَّةً، فأخذها بيده فجعل يطعن بها في مُخْدَجَتِهِ ويقول: صدق اللَّه ورسولُه وكَبَّرَ النَّاس حين رَأَوْهُ واستبشروا وَذَهَبَ عنهم ما كانوا يَجِدُونَ.
(14/ 362 - 363) في ترجمة (أبي كَثِير الأنصاري).
مرتبة الحديث:
في إسناده صاحب الترجمة (أبو كَثِير الأنصاري) وقد ترجم له في:
1 -
"الكُنَى" للبخاري ص 64، وذكر طرفًا من الحديث، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(9/ 429)، وذكر طرفًا من الحديث، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"تعجيل المنفعة" ص 338 وقال: "ذكره البخاري ولم يذكر فيه جرحًا، وتبعه أبو أحمد الحاكم".
كما أنَّ فيه (أحمد بن جعفر بن حَمْدَان بن مالك القَطِيعي أبو بكر)، قال: الذَّهَبِيُّ عنه: "صدوق في نفسه، مقبول، تغيَّر قليلًا". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (193).
و(الحسن بن عليّ التَّمِيمي أبو عليّ، المعروف بابن المُذْهِب)، قال الذَّهَبِيُّ
عنه: "صدوق إن شاء اللَّه، وقد خَلَطَ في بعض سماعاته شيئًا". وتقدَّمت ترجمته في حديث (695). لكنه قد توبع في ذات الإِسناد من (الحسن بن عليّ الجَوْهَرِيّ)، وهو ثقة تقدَّمت ترجمته في حديث (44).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
وخبر ذي الثُدَيَّة، صحيح مشهور، رُوي من طرق عن سيدنا عليٌّ وغيره. وقد سبق في حديث (41) الكلام عليه وذكر مصادره.
التخريج:
رواه أحمد بن حَنْبَل في "مسنده"(1/ 88)، والحُمَيْدِيّ في "مسنده"(1/ 31 - 32) رقم (59)، وأبو يعلى في "مسنده"(1/ 372 - 373) رقم (478)، من طريق إسماعيل بن مسلم العَبْدِي، عن أبي كَثِير، عنه، به.
وقد صحَّح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند" لأحمد (2/ 75 - 76) رقم (672) إسناده! مع قوله بأنَّ (أبا كَثِير الأنصاري) ترجم له البخاري ولم يذكر فيه جرحًا!
وكذا محقق "المسند" لأبي يعلى، إلَّا أنه قال: إسناده حسن!
ورواه ابن أبي عمر العَدَني في "مسنده" أيضًا كما في "المطالب العالية"(4/ 314) رقم (4501). وفي حاشية محققه: "سكت عليه البُوصيري، ورجاله موثَّقون إلَّا أبا كثير، وقد ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكر واحد منهما فيه جرحًا".
وقد ذكر بعضه الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(12/ 294 و 298) -في كتاب استتابة المرتدين، باب من ترك قتال الخوارج للتألف. . . -، وعزاه للحُمَيْدِيّ وابن أبي عمر. وصُحِّفَ فيه (أبو كثير) إلى (أبي بكر).
غريب الحديث:
قوله: "مُخْدَجَ اليد" المُخْدَج: الناقص، والخِدَاج: النقص. انظر "النهاية"(2/ 12 - 13).
قوله: "هَلَبَاتٌ": أي شَعَرَاتٌ، أو خُصَلَاتٌ من الشَّعْر، واحِدَتُها: هَلْبَة. والهُلْبُ: الشَّعْرُ. "النهاية"(5/ 268 - 269).
قوله: "على فُوقِهِ": الفُوقُ من السَّهْم: موضع الوَتَر، والجمع أَفْوَاق وفُوَقٌ. انظر "لسان العرب" مادة (فوق)(10/ 319).
* * *
2200 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، حدَّثنا محمد بن العبَّاس، حدَّثنا يحيى بن محمد بن صَاعِد، حدَّثنا محمد بن أَصْبَغ بن الفَرَج -بِمِصْرَ-، حدَّثني أبي، حدَّثنا عليّ بن عَابِس، أنَّ عمرو بن عُمَيْر حدَّثه عن،
أبي صادق قال: خرجت مع قوم من الأَزْدِ حتى نزلنا المَدَائن حين انصرف عليٌّ من صِفِّين، فجلسوا فتذاكروا النِّكَاحَ. فقال عليٌّ: ألا أحدِّثكم كيف كان تزويجي فاطمة؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين. قال: إنَّ أبا بكر خَطَبَهَا فَسَكَتَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم. فأتى أبو بكر عُمَرَ فقال: خَطَبْتُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فاطمة، فلم يردَّ عليَّ شيئًا، ثم ذكر أنَّه زَوَّجَهَا عليًّا.
(14/ 363) في ترجمة (أبي صادق الأَزْدِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
فهو منقطع بين (أبي صادق الأَزْدِيّ) وبين (عليٍّ) رضي الله عنه.
وقد ترجم لـ (أبي صادق الأَزْدِيّ) في:
1 -
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 295 - 296) وقال: "كان به من
الورع شيء عجيب، وكان قليل الحديث، وكانوا يتكلَّمون فيه".
2 -
"الجرح والتعديل"(8/ 199 - 200) باسم (مسلم بن يزيد) وقال: "روي عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه مُرْسَلًا". وقال أبو حاتم: "هو بَابَة أبي البَخْتَرِيّ الطَّائِيّ، ولم يَسْمَعَان من عليٍّ، وهما صدوقان، وأمَّا أبو صادق فهو مستقيم الحديث".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 41) باسم (عبد اللَّه بن ناجد).
4 -
"تاريخ بغداد"(14/ 363 - 364) وفيه عن يعقوب بن شَيْبَة: "ثقة".
5 -
"الكاشف"(3/ 307) وقال: "وثِّق، وقيل: لم يلق عليًّا".
6 -
"التهذيب"(12/ 130) وقال: "أرسل عن أبي محذورة وعليّ بن أبي طالب وأبي هريرة".
7 -
"التقريب"(2/ 436) وقال: "قيل اسمه: مسلم بن يزيد، وقيل: عبد اللَّه بن ناجد
(1)
، صدوق، وحديثه عن عليٍّ مرسل، من الرابعة"/ س ق.
وفي إسناده (علي بن عَابِس الأَسَدِيّ الأَزْرَق الكوفي المُلَائِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 421) وقال: "ليس بشيء".
2 -
"التاريخ الكبير"(6/ 289 - 290) وقال: "ضعَّفه ابن مَعِين وقال: رأيته".
(1)
هكذا في "التقريب": "ناجد" بالدال المهملة. ومثله في "التهذيب"، و"الثقات" لابن حِبَّان. وورد في "تاريخ بغداد"، و"تهذيب الكمال"(3/ 1614) -مخطوط-، و"الكاشف"، و"المغني"(2/ 790)، و"تبصير المنتبه" (4/ 1403):"ناجذ" بالذال المعجمة.
3 -
"أحوال الرجال" ص 61 رقم (57) وقال: "ضعيف الحديث واهي".
4 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 178 رقم (452) وقال: "ضعيف". وحُرِّفَ فيه (عَابِس) إلى (عبَّاس).
5 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (3/ 244 - 245).
6 -
"المجروحين"(2/ 104 - 105) وقال: "كان ممن فحش خطؤه وكثر وهمه فيما يرويه فبطل الاحتجاج به".
7 -
"الكامل"(5/ 1834 - 1835) وقال: "لعليّ بن عَابِس أحاديث حسان، ويروي عن أَبَان بن تَغْلِب وعن غيره أحاديث غرائب، وهو مع ضعفه يُكْتَبُ حديثه".
8 -
"الكاشف" 2/ 251 وقال: "ضعَّفوه".
9 -
"التهذيب"(7/ 343 - 344) وفيه عن السَّاجِيِّ: "عنده مناكير". وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: "يُعْتَبَرُ به".
10 -
"التقريب"(1/ 39) وقال: "ضعيف، من التاسعة"/ ت.
التخريج:
لم أقف عليه من حديث عليٍّ رضي الله عنه في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وله شاهد رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 40) رقم (3571) عن حُجْر بن عَنْبَس قال: "خَطَبَ أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فاطمة رضي الله عنها، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: هي لك يا عليّ".
وإسناده منقطع. قال الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة"(1/ 374): "واتفقوا
على أنَّ حُجْر بن العَنْبَس لم ير النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فكأنَّه سمع هذا من بعض أصحابه".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 204): "رواه الطبراني ورجاله ثقات".
* * *
2201 -
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبَّاس النِّعَاِليّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمد بن سَلْم الخُتُّلِيّ، حدَّثنا أبو عليّ الحسن بن عليّ المَعْمَرِيّ، حدَّثنا عمر بن شّبَّة بن عَبِيْدَة النُّمَيْرِيّ، حدَّثنا أبو بكر بن مروان بن الحَكَم بن يزيد بن عُمَيْر الأُسَيِّدِيّ -وكان ثقةً وفوق الثقة-، حدَّثنا عبد الوارث بن سعيد، عن شُعَيْب بن الحَبْحَاب،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَن صلَّى على جِنَازَةٍ فله قِيْرَاطٌ، ومن اتَّبَعَهَا إلى الحُفْرَةِ فله قِيْرَاطَانِ، القِيْرَاطُ أَعْظَمُ من جَبَلِ أُحُدٍ".
(14/ 385) في ترجمة (أبي بكر بن مروان بن الحَكَم الأُسَيِّدِيّ البَصْرِيّ).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده كلُّهم ثقات عدا (الحسن بن الحسين النِّعّاليّ)، فإنَّه سَمَّعَ لِنَفْسِهِ ما لم يَسْمَعْ كما قال الخطيب. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1346).
والحديث صحيح من طرق أخرى.
وقال الخطيب عقب روايته له: "قال أبو عليّ المَعْمَرِيّ: هكذا قال هذا الشيخ، وأراه وَهِمَ فيه، وذلك أنَّ عبيد اللَّه بن عمر قال: حدَّثنا عبد الوارث عن شُعَيْب بن الحَبْحَاب عن عثمان بن سعيد عن أبي هريرة موقوفًا. وقد رواه حمَّاد بن زيد عن شُعَيْب فقال: عن أبي اللَّيْث مولى كَثِير بن الصَّلْت عن
أبي هريرة موقوفًا. ورواه عبد الكبير بن شُعَيْب عن أبيه عن كَثِير مولى ابن الصَّلْت عن أبي هريرة وَرَفَعَهُ".
أقول: لا يلزم من رواية عبيد اللَّه بن عمر له عن عبد الوارث عن شُعَيْب عن عثمان بن سعيد بن أبي هريرة موقوفًا، وَهَمُ أبي بكر بن مروان -وهو ثقة- في روايته له عن عبد الوارث عن شعيب عن أنس مرفوعًا. والظاهر أنَّ عبد الوارث -وهو ثقة ثَبْت- يرويه من كلا الطريقين. فضلًا عن وجود مُتَابِعٍ له عن أنس كما سيأتي، وهو وإن كان ضعيفًا إلَّا أنَّه يرجِّح عدم الوَهَمِ، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
التخريج:
رواه أبو يعلى في "مسنده"(7/ 185) رقم (4169)، عن عمر بن شَبَّة، حدَّثنا أبو بكر بن مروان، به.
ولفظه عنده: "من صَلَّى على جِنَازَةٍ كُتِبَ له قِيْرَاطٌ، فإنِ انْتَظَرَ حتى يُقْضَى قَضَاهَا كُتِبَ لَهُ قِيْرَاطَانِ".
أقول: إسناده صحيح.
ورواه أبو يعلى أيضًا في "مسنده"(7/ 133) رقم (4095)، من طريق مُحْتَسِب قال: حدَّثني يزيد الرَّقَاشِيّ، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"ما مِنْ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ جِنَازَةَ امْرِئٍ إلَّا كان له قِيْرَاطٌ مِنَ الأَجْرِ، فإنْ قَعَدَ حتى يُسَوَّى عليها كان له قِيْرَاطَانِ مِنَ الأَجْرِ، كُلُّ قِيْرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ".
وإسناده ضعيف لضعف (يزيد الرَّقَاشي). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (416).
ولضعف (مُحْتَسِب بن عبد الرحمن أبو عائِذ) أيضًا، وقد ترجم له الذَّهَبِيُّ في "الميزان" (3/ 442) وقال:"ليِّن". وانظر ترجمته في: "الكامل"(6/ 2457)، و"المغني"(2/ 543)، و"اللسان"(5/ 18).
وقد تابع (المُحْتَسِب): عبد الوارث بن سعيد، كما تابع (الرَّقَاشِي): شُعَيْب بن الحَبْحَاب، في الرواية السابقة.
وقال الشيخ عبد الرحمن الأعظمي رحمه اللَّه تعالى في تعليقه على "المطالب العالية"(1/ 204): "رواه أبو يعلى بإسنادين، والحديث حسن".
وقال البُوصِيري كما في حاشية محقق "المطالب العالية"(1/ 204): "في سنده يزيد الرَّقَاشي، لكن لم ينفرد به، فقد تابعه عليه شُعَيْب بن الحَبْحَاب عن أنس".
ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(2/ 415) رقم (1277) -، من طريق رَوْح بن عطاء بن أبي ميمونة، عن أبيه، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"مَنْ تَبِعَ جِنَازَة فصلَّى عليها فله قيراط من الأجر، فإن انتظرها حتى يقضي قضاءها فله قيراطان، قالوا: وما القيراط يا رسول اللَّه؟ قال: مِثْلُ أُحُدٍ".
وإسناده ضعيف، لضعف (رَوْح بن عطاء بن أبي ميمونة). وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (517).
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 30): "رواه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط" بلفظ: من تبع جنازة فصلَّى عليها. . . وفي إسناد أحدهما مُحْتَسِب
(1)
، وفي الآخر رَوْح بن عطاء، وكلاهما ضعيف".
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(9/ 441 - 444)، و"مجمع الزوائد"(3/ 29 - 31)، و"التلخيص الحَبِير"(2/ 134 - 135)، و"الترغيب والترهيب"(4/ 341 - 342).
(1)
تَصَحَّفَ في "المجمع" إلى: "محسب". والتصويب من "مسند أبي يعلى"(7/ 133)، و"الكامل"(6/ 2457)، و"الميزان"(3/ 442)، و"المغني"(2/ 543)، و"اللسان"(5/ 18).
ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في الجنائز، باب من انتظر حتى يدفن (3/ 196) رقم (1325)، وغير موضع، ومسلم في الجنائز، باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها (2/ 653) رقم (945)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:"مَنْ صَلَّى على جِنَازَةٍ ولم يَتْبَعْهَا فله قِيْرَاطٌ، فإنْ تَبِعَهَا فله قِيْرَاطَانِ. قيل: وما القِيْرَاطَانِ؟ قال: أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ". واللفظ لمسلم.
* * *
2202 -
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص الهَرَوِيّ المعروف بالمَالِيْنِيّ -إجازةً-.
وأخبرناه إسماعيل الحِيْرِيّ -قراءةً-، أخبرنا عبد الرحمن السُّلَمِيّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص الهَرَويّ، حدَّثنا عبد الواحد بن العبَّاس، حدَّثنا أحمد بن محمد بن ثابت، حدَّثنا علي بن محمد الجَمَّال قال: سمعت أبا بكر الشِّبْلِيّ يقول: حدَّثنا محمد بن مهدي المِصْرِيّ، حدَّثنا عمرو بن أبي سَلَمَة، حدَّثنا صَدَقَة بن عبد اللَّه، عن طَلْحَة بن زيد، عن أبي فَرْوَة الرُّهَاويّ، عن عطاء،
عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لبلال: "الْقَ اللَّهَ فقيرًا ولا تَلْقَاهُ غَنِيًّا". قال يا رسول اللَّه: كيف لي بذاك؟ قال: "ما سُئِلْتَ فلا تمنع، وما رُزِقْتَ فلا تُخَبِّئ". قال يا رسول اللَّه: كيف لي بذاك؟ قال: "هو ذَاكَ وإلَّا فالنَّارُ".
(14/ 389 - 390) في ترجمة (أبي بكر الشِّبْلِيّ الصُّوفِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا.
فيه (طلحة بن زيد القُرَشِيّ الرَّقِّيّ الدِّمَشْقِيّ)، وهو متروك، وقد كذَّبه أحمد وغيره. وتقدَّمت ترجمته في حديث (640).
كما أنَّ فيه (أبو فَرْوَة الرُّهَاويّ) وهو (يزيد بن سِنَان الجَزَرِيّ): ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1914).
التخريج:
رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 316)، من طريق الحسين بن موسى الرَّسْغَنِيّ
(1)
، حدَّثنا أبو فَرْوَة يزيد بن محمد الرُّهَاوي، حدَّثنا أبي، عن أبيه، عن عطاء بن أبي رَبَاح، عن أبي سعيد الخُدْرِيّ، عن بلال، به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد". وتعقَّبه الذَّهَبِيُّ بقوله: "واهٍ".
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 323 - 324) رقم (1021)، من طريق عِمْرَان بن أَبَان، حدَّثنا طَلْحَة بن زيد، عن يزيد بن سِنَان، عن أبي المُبَارَك، عن أبي سعيد الخُدْرِيّ، عن بلال، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 125): "رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه طَلْحَة بن زيد القُرَشي وهو ضعيف".
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(3/ 464 - 465) -مخطوط-، من طريق محمد بن يزيد بن سِنَان، عن أبيه، عن عطاء بن أبي رَبَاح، عن بلال، به. ولم يذكر أبا سعيد الخُدْرِيّ.
وذكره العِرَاقيُّ في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين"(4/ 193)، وعزاه إلى الحاكم والطبراني، وقال:"ضعيف".
* * *
(1)
هكذا في "المستدرك": "الرسغني" بالغين المعجمة. والظاهر أنَّ الصواب: "الرَّسْعَني" بالعين المهملة. انظر "الأنساب"(6/ 119)، و"توضيح المشتبه"(4/ 189).
2203 -
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نُعَيْم الضَّبِّيّ قال: سمعت أبا الفضل الحسن بن يعقوب المُعَدَّل يقول: سمعت أبا أحمد محمد بن عبد الوهاب الفَرَّاء يقول: سمعت أبا خالد السَّقَّا يقول:
سمعتُ أنس بن مالك يقول: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ -ونَظَرَ إلى طَيْرٍ- فقال: "طُوبَى لَكَ يَا طَيْرُ! تَأْوي إلى الشَّجَرِ، وتَأْكُلُ التَّمَرَ". قال وذكر الحديث.
(14/ 402) في ترجمة (أبي خالد السَّقَّا).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه صاحب الترجمة (أبو خالد السَّقَّا)، فقد نقل الحافظ الخطيب في ترجمته عن أبي نُعَيْم الفضل بن دُكَيْن ما يفيد تكذيبه له. ففيه عن أبي أحمد الفَرَّاء قال:"كُنَّا عند أبي نُعَيْم وعنده يحيى بن مَعِين وأبو بكر بن أبي شَيْبَة، فذكروا هذا، فقال أبو نُعَيْم: ابن كم يزعم أنَّه؟ قالوا: ابن خمس وعشرين ومائة سنة، وذلك سنة تسع ومائتين. فقال أبو نُعَيْم: احسبوا فجعل يُلْقِي عليهم. فقال: بزعمه مات ابن عمر قبل أن يولد هو بخمس سنين، وذلك أنَّه قيل إنَّه قال: رأيت ابن عمر جاء إلى ابن الزُّبَيْر فسلَّم عليه وهو مطلوب".
وترجم له الحافظ الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال"(4/ 519) وقال: "طَيْرٌ غريب". وذكر ما تقدَّم عن الخطيب.
كما ترجم له الحافظ ابن حَجَر في "لسان الميزان"(7/ 41) ولم يزد عمَّا في "الميزان".
التخريج:
رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(3/ 75 - 76) رقم (766) عن أبي عبد اللَّه الحافظ -[يعني الحاكم]- في "التاريخ"، عن أبي الفضل الحسن بن يعقوب العَدْل، به، بمثل رواية الخطيب. وقال في آخره:"وذكر الحديث".
ثم نقل البيهقي عن شيخه أبي عبد اللَّه الحاكم قوله: "لم أزل أطلب لهذا الحديث علَّة أو شاهدًا أو متنًا بالتمام إلى أن وجدته".
ثم روى عن الحاكم بإسناده إلى ابن عُيَيْنَة، عن رجل، عن الحسن قال:"أبصر أبو بكر طائرًا على شجرة، فقال: طوبى لكَ يا طيرُ، تأكل الثَّمَرَ، وتقع على الشَّجرِ، لوددتُ أني ثمرة تَنْقُرُها الطَّيْرُ".
وحديث الحسن البَصْرِيّ هذا عن أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه، رواه ابن المبارك في "الزهد" ص 81 رقم (240)، عن ابن عُيَيْنَة، به.
وهذا الطريق ضعيف، لانقطاعه بين (الحسن البَصْرِيّ) و (أبي بكر) رضي الله عنه، فإنَّ روايته عنه مرسلة كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 36؛ وثانيًا: لإِبهام الراوي عن (الحسن).
ولحديث أبي بكر رضي الله عنه الموقوف، رواية مطوَّلة، ساقها ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(13/ 259) رقم (16279)، وهنَّاد بن السَّرِيّ في "الزهد"(1/ 258) رقم (449)، والبيهقي في "شُعَب الإِيمان"(3/ 77) رقم (768). وإسنادها ضعيف جدًّا، ففيها (جُوَيْبِر بن سعيد الأَزْدِيّ)، وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1335).
وحديث أنس ذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(2/ 451) رقم (3944)، وعنده في آخره زيادة قوله:"وتصيرُ إلى غَيْرِ حِسَابٍ".
وعزاه في "كنز العُمَّال"(3/ 710) رقم (8531) إلى الحاكم في "تاريخه"، والدَّيْلَمِيّ.
* * *
2204 -
أخبرنا محمد بن عبد الملك القُرَشِيّ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدَّثنا عمر بن الحسن، حدَّثنا إسماعيل بن الفضل، ومحمد بن بِشْر بن مَطَر، قالا: حدَّثنا وَهْب بن بقيَّة، حدَّثنا محمد بن عبد الملك، عن أبي عبد الرحمن المَدَائِنِيّ، عن الأَعْمَش، عن أبي وَائِل،
عن حُذَيْفَةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أجَازَ شَهَادَةَ القَابِلَةِ.
(14/ 402) في ترجمة (أبي عبد الرحمن المَدِائِنِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقال البيهقي: "لا يصحُّ".
ففيه صاحب الترجمة (أبو عبد الرحمن المَدَائِنِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"السنن" الدَّارَقُطْنِيّ (4/ 232) وقال: "مجهول".
2 -
"السنن الكبرى" للبيهقي (10/ 151) وقال: "مجهول".
3 -
"تاريخ بغداد"(14/ 402) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
و (أبو وائل) هو (شَقِيق بن سَلَمَة الأَسَدِيّ الكوفي): ثقة مُخَضْرَمٌ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1177).
قال الخطيب عقب روايته له: "رواه محمد بن إبراهيم أخو أبي مَعْمَر القَطِيْعيّ، عن محمد بن عبد الملك -وهو الوَاسِطيّ-، عن الأَعْمَش، ولم يذكر بينهما أبا عبد الرحمن المَدَائِنِيّ".
التخريج:
رواه الدَّارَقُطْنِيّ -عليّ بن عمر الحافظ- في "سننه"(4/ 233)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 151)، من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
وقال البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(14/ 260) بعد أن ذكره من الطريق المتقدِّم: "وهذا لا يصحُّ".
ورواه الدَّارَقُطْنِيُّ في "سننه"(4/ 232)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 151)، من طريق أحمد بن القاسم بن مُسَاوِر، حدَّثنا محمد بن إبراهيم بن مَعْمَر، حدَّثنا محمد بن عبد الملك الوَاسِطي، عن الأَعْمَش، عن أبي وائل، عن حُذَيْفَة، به.
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: "محمد بن عبد الملك لم يسمعه من الأَعْمَش، بينهما رجل مجهول".
وبمثل قوله قال البيهقي.
* * *
2205 -
أخبرنا علي بن أحمد الرَّزَّاز، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن الحسين الخِرَقِيّ، حدَّثنا محمد بن غالب بن حَرْب، حدَّثنا محمد بن صالح الهَاشِمِيّ، حدَّثنا مَسْلَمَة بن الصَّلْت، حدَّثنا أبو الوزير -صاحب ديوان المَهْدِيّ-، حدَّثنا المَهْدِيّ أمير المؤمنين، عن أبيه، عن أبيه،
عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"آخر أَرْبِعَاءَ مِنَ الشَّهْرِ يومُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ".
(14/ 405) في ترجمة (أبي الوزير صاحب ديوان المَهْدِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه (مَسْلَمَة بن الصَّلْت الشَّيْبَانِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(7/ 389) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الجرح والتعديل"(8/ 269) وفيه عن أبي حاتم: "شيخ بصريٌّ متروك الحديث".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (9/ 180).
4 -
"الكامل"(3/ 1157) في ترجمة (سَلَّام بن سليمان بن سَوَّار الثَّقَفِيّ) وقال: "مَسْلَمَة ليس بالمعروف".
5 -
"اللسان"(6/ 33 - 34) وفيه عن الأَزْدِيّ: "ضعيف الحديث ليس بحجَّة".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أبو الوزير صاحب ديوان المَهْدِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 73) من طريقين، الأول عن الخطيب، والثاني عن الحاكم، ويلتقيان في محمد بن صالح الهاشمي، عن مَسْلَمَة بن الصَّلْت، به.
ثم رواه من طريق الحسن بن عبيد اللَّه الأَبْزَارِيّ، حدَّثني إبراهيم بن سعيد، حدَّثني المأمون، عن الرشيد، عن المَهْدِيّ، عن المنصور، عن أبيه، عن أبيه عبد اللَّه بن عبَّاس موقوفًا.
قال ابن الجَوْزي في (2/ 74) منه: فيه مَسْلَمَة بن الصَّلْت، قال أبو حاتم الرَّازِيّ: هو متروك الحديث. والأَبْزَارِيّ: كذَّاب.
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 485)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 55)، ولخَّص تعقيب السُّيُوطِيّ بقوله:"مَسْلَمَة بن الصَّلْت لم أرهم اتَّهموه بكذبٍ، بل ذكره ابن حِبَّان في "الثقات"، وقال: روى عنه أحمد بن حَنْبَل، ورأيت له خبرًا منكرًا، فذكر الخبر المذكور"
(1)
.
أقول: مَسْلَمَة بن الصَّلْت وإنْ لم يُتَّهم بالكذب، بيد أنَّه متروك، روى خبرًا منكرًا يخالف قواعد الشريعة والواقع المحسوس، وهذا كافٍ للحكم عليه بالوضع.
وعزاه السُّيُوطِيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(7/ 678) إلى وكيع في "الغرر"
(2)
، وابن مَرْدُوْيَه -يعني في "التفسير"-، والخطيب، وقال: سنده ضعيف!.
ونقل العَجْلوني في "كشف الخفاء"(1/ 12) عن ابن رَجَب الحنبلي قوله في الحديث: "لا يصحُّ".
وانظر: "المقاصد الحسنة" ص 479 - 480، و"الدُّرَّ المنثور"(7/ 677 - 678)، و"فيض القدير"(1/ 45 - 47).
* * *
2206 -
أخبرنا أحمد بن عليّ المُحْتَسِب، أخبرنا عمر بن القاسم بن الحَدَّاد، حدثنا أبو يعقوب بن أبي الفَيْصَل -بعُكْبَرَا-، حدَّثنا عليّ بن حَرْب، حدَّثنا أَسْبَاط بن محمد، حدَّثنا أَشْعَث، عن كُرْدُوس،
عن عبد اللَّه قال: مَرَّ المَلأُ من قُرَيْشٍ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعنده
(1)
لم أجده في ترجمته من "الثقات" لابن حبان المطبوع (9/ 180). وقد عزاه له أيضًا ابن حَجَر في "اللسان"(6/ 34).
(2)
أي "الغرر من الأخبار" كما في "فيض القدير"(1/ 47). و (وَكِيع): لَقَبٌ، واسمه:(محمد بن خَلَف بن حَيَّان الضَّبِّيّ البغدادي أبو بكر -ت 306 هـ-). انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد"(5/ 236 - 237)، و"المُنْتَظَم" لابن الجَوْزي (6/ 152)، و"السِّيَر" للذَّهَبِيّ (14/ 237).
بلال، وسلمان، وصُهَيْب، فقالوا: يا محمد أرضيتَ بهؤلاء؟ أتريدُ أن نكونَ تَبَعًا لهؤلاء؟ فَنَزَلَتْ: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} إلى قوله: {فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ} [سورة الأنعام: الآية 52].
(14/ 410) في ترجمة (أبي يعقوب بن أبي الفَيْصَل العُكْبَرِيّ).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ففيه (كُرْدُوس بن العبَّاس الثَّعْلَبِيّ) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(7/ 242 - 243) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وفيه عن ابن عَوْن قوله: "رأيت كُرْدُوسًا الثَّعْلَبِيّ وكان قاصّ الجماعة". وقال أبو وائل: "كان يقرأ الكتب".
2 -
"الجرح والتعديل"(6/ 175) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وفيه عن ابن مَعِين: "مشهور".
3 -
"الثقات" لابن حِبَّان (5/ 342).
4 -
"التهذيب"(8/ 431 - 432) وذكر توثيق ابن حِبَّان له فحسب.
5 -
"التقريب"(2/ 134) وقال: "اخْتُلِفَ في اسم أبيه، مقبول، من الثالثة"/ بخ د س.
كما أنَّ فيه (أَشْعَث بن سَوَّار الكِنْدِيّ النَّجَّار الأَفْرَق الأَثْرَم) وقد ترجم له في:
1 -
"تاريخ ابن مَعِين"(2/ 40 - 41) وقال: "ثقة". ومرَّةً: "ضعيف".
2 -
"التاريخ الكبير"(1/ 430) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
3 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 56 رقم (60) وقال: "ضعيف".
4 -
"الجرح والتعديل"(2/ 271 - 272) وفيه عن أحمد: "ضعيف الحديث". وقال أبو زرعة: "ليِّن". وقال يحيى بن سعيد القَطَّان: "دون حجَّاج بن أَرْطَاة ودون محمد بن إسحاق". وفيه أنَّ عبد الرحمن بن مهدي خَطَّ على حديثه.
5 -
"المجروحين"(1/ 171 - 172) وقال: "فاحش الخطأ، كثير الوَهَم".
6 -
"الضعفاء" للدَّارَقُطْنِيّ ص 155 رقم (115) وقال: "ضعيف".
7 -
"المغني"(1/ 91) وقال: "هو من الضعفاء الذين روى لهم مسلم متابعةً، ضعَّفه أحمد وابن مَعِين والدَّارَقُطْنِيّ. وقد وثَّقه ابن مَعِين مرَّةً. وقال الثَّوْرِي: هو أَثْبَتُ من مُجَالِد".
8 -
"الكاشف"(1/ 82) وقال: "صدوق، ليَّنه أبو زُرْعَة".
9 -
"التقريب"(1/ 79) وقال: "قاضي الأَهْوَاز، ضعيف، من السادسة، مات سنة ست وثلاثين -يعني ومائة-"/ بخ م ت س ق.
وفي إسناده أيضًا صاحب الترجمة (أبو يعقوب بن أبي الفَيْصَل العُكْبَرِيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه أحمد في "المسند"(1/ 420) -ببعض اختصار-، والطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 268) رقم (10520)، وابن جَرِير الطبري في "تفسيره"(4/ 180 - 181) رقم (13255 و 13256)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(1/ 346) و (4/ 180 - 181)، من طريق أشعث بن سَوَّار، عن كُرْدُوس الثَّعْلَبِيّ، عن عبد اللَّه بن مسعود، به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 21): "رواه أحمد والطبراني. . .
ورجال أحمد رجال الصحيح غير كُرْدُوس وهو ثقة"!.
وقد صَحَّحَ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله إسناده في تعليقه على "المسند"(6/ 36) رقم (3985)، مع ضعف (أَشْعَث) و (كُرْدُوس) كما تقدَّم تفصيله.
وعزاه السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور"(3/ 272) إلى أبي حاتم وأبي الشَّيخ وابن مَرْدُوْيَه أيضًا.
* * *
2207 -
أخبرنا العَتِيقيّ، حدَّثنا محمد بن العبَّاس، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجَلَّاب قال: سمعت إبراهيم الحَرْبي -غير مرَّة- يقول: كان في دَرْب سليمان بن أبي جعفر رجل يقال له أبو الخير، وكنا نجيء إلى عبد الأعلى، وكنَّا إذا انصرفنا يجيء أصحاب الحديث فيقولون له أَمْلِ علينا، فَيُمْلِي عليهم فيكتبونَ عنه. قال: وكنت أنا عنده أَنْبَل مِنْ أَنْ أقول له أَمْلِ علينا. قال فَتَنَحْنَحَ ثم قال: أخبرني أبو البَخْتَرِيّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لِكُلِّ شيءٍ خيرة، وخيرته من البَقْل الهِنْدِبَا، ومن الغَنَم النَّعْجَة، ومن بني آدم أنا".
(14/ 417) في ترجمة (أبي الخير).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه صاحب الترجمة (أبو الخير البغدادي)، قال الخطيب عنه في ترجمته:"كان كذَّابًا". وترجم له ابن حَجَر في "لسان الميزان"(7/ 43) وقال: "عن أبي البَخْتَرِيّ. . كذَّاب عن كذَّاب".
كما أنَّ فيه (أبو البَخْتَرِيّ -وهْب بن وَهْب القُرَشي القاضي-): من المشهورين بوضع الحديث. قال أحمد: "أكذب الناس". وهو متأخر. وكانت
وفاته سنة مائتين من الهجرة كما في "تاريخ بغداد"(13/ 457).
وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (970).
و"العَتِيْقِيُّ" هو (أحمد بن محمد بن منصور القَطِيعيّ أبو الحسن): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1262).
التخريج:
ذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة"(2/ 266) -في الفصل الثالث وهو المتضمن للأحاديث التي فاتت ابن الجَوْزي أن يذكرها في "الموضوعات" له، واستدركها السُّيُوطيّ عليه-، وعزاه إلى الخطيب عن أبي البَخْتَرِيّ مُرْسَلًا، وقال:"وأبو البَخْتَرِيّ كذَّاب، وكذا راويه عنه أبو الخير".
* * *
2208 -
أخبرنا العَتِيقيّ، حدَّثنا محمد بن العبَّاس، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجَلَّاب قال: سمعت إبراهيم الحَرْبِيّ -غير مرَّة- يقول: -[وساق ما تقدَّم ذكره عن أبي الخير في إسناد الحديث السابق رقم (2207)]- جئت يومًا إلى رأس الجسر فإذا هو [يعني أبو الخير] يسقي الماء من جَرَّةٍ صغيرة، وجارية تنقل عليه بجرَّة، والنَّاس حواليه ينظرون إليه ويشربون، وهو يسقي من صعد من الجسر ومن نزل. قال: فقمت ناحيةً أبصر إليه ولم أتقدَّم إليه أسلِّم عليه، قال: فاستسقى صبي ورجل، قال: فسقى الصبيَّ قبل الرجل، ثم تَنَحْنَحَ واحدةً بلغت السيب، فكدت أُصعق وأقع على واحد، ثم قال: أخبرني أبو الزَّيَّات قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا استسقى الصَّبِيُّ والرَّجُلُ، فَسُقِيَ الرجل قبل الصَّبِيّ، غارت عَيْنٌ من عيون الماء".
(14/ 417) في ترجمة (أبي الخير).
مرتبة الحديث:
موضوع.
وآفته صاحب الترجمة (أبو الخير البَغْدَادِيّ)، وهو كذَّاب. وتقدَّمت ترجمته وفي حديث (2207).
و (أبو الزَّيَّات) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ترجم له، والظَّاهر أنَّه من اختراع صاحب الترجمة (أبي الخير) الكذَّاب.
التخريج:
لم يروه غير الخطيب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وهو من الكذب الممجوج البارد عامل اللَّه مَنْ وَضَعَهُ بما يستحقه.
* * *
2209 -
أخبرني الأَزْهَرِيّ، حدَّثنا الحسن بن أحمد بن محمد المَحْمِيّ النَّيْسَابُورِيّ، حدَّثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه البُخَارِيّ -بها-، حدَّثنا محمد بن خُزَيْمَة البَلْخِيّ، حدَّثنا أبو موسى البَغْدَادِيّ، حدَّثنا سَلْم
(1)
بن إبراهيم، حدَّثنا حَكِيم بن خِذَام
(2)
الأَزْدِيّ، عن العلاء بن كثير الدِّمَشْقِيّ، عن مَكْحُول،
عن وَاثِلَة بن الأَسْقَع قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مِنْ بَرَكَةِ المرأةِ بُكُورُهَا بالأَنْثَى، ألم تسمع بقول اللَّه عز وجل في
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع والمخطوط نسخة تونس ص (902) إلى: "مسلم". والتصويب من "الجرح والتعديل"(4/ 269)، و"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 420)، و"تهذيب الكمال"(11/ 212)، و"المغني"(1/ 272).
(2)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "حزام" بالحاء المهملة والزاي، كما تَصَحَّفَ في المخطوط نسخة تونس ص (902) إلى "خزام" بالخاء المعجمة والزاي. والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في مرتبة الحديثة.
حم
(1)
: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} [سورة الشورى: الآية 49]، فَبَدَأَ بالإِنَاثِ قَبْلَ الذُّكُورِ".
(14/ 417 - 418) في ترجمة (أبي موسى البَغْدَادِيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففيه إسناده (العلاء بن كثير اللَّيْثِيّ الدِّمَشْقِيّ)، وهو متروك. وقال ابن حِبَّان:"كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1318).
وفيه أيضًا: (حَكِيم بن خِذَام البَصْرِيّ الأَزْدِيّ أبو سمير) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(3/ 18) وقال: "منكر الحديث".
2 -
"الضعفاء" للنَّسَائي ص 81 رقم (130) وقال: "ضعيف".
3 -
"الضعفاء" للعُقَيْلِي (1/ 317).
4 -
"الجرح والتعديل"(3/ 203) وفيه عن أبي حاتم: "متروك الحديث".
5 -
"المجروحين"(1/ 247) وقال: "في أحاديثه مناكير كثيرة، كأنَّه ليس من أحاديث الثقات، ضعَّفه أحمد بن حَنْبَل".
6 -
"الكامل"(2/ 637 - 639) وقال: "هو ممَّن يُكْتَبُ حديثه".
كما أنَّ فيه (سلم بن إبراهيم الورَّاق)، وهو ضعيف، وكذَّبه ابن مَعِين في رواية. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1360).
(1)
يعني سورة الشورى، وهي مفتتحة بقوله تعالى:{حم (1) عسق} .
وفيه كذلك صاحب الترجمة (أبو موسى البغدادي)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
و(مَكْحُول) هو (الشَّامِي أبو عبد اللَّه): عالم أهل الشَّام، ثقة مشهور. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1381).
التخريج:
رواه الخَرَائِطِيُّ في "مكارم الأخلاق" ص 84 - 85 رقم (394)، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(13/ 794) -مخطوط-، من طريق سَلْم بن إبراهيم العَبْدِيّ، حدَّثنا حَكِيم بن خِذَام، به.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 276) من طريق الحسن بن داود، عن سَلْم
(1)
بن إبراهيم الورَّاق، حدَّثنا حَكِيم بن خِذَام، عن العلاء، به.
قال ابن الجَوْزي: "هذا حديث موضوع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وقد اتَّفق فيه جماعة كذَّابون".
وأعلَّه بـ (سَلْم)، ونقل عن ابن مَعِين قوله فيه:"كذَّاب". كما أعلَّه بـ (حَكِيم) و (العلاء).
وأقرَّه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 176)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 202).
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(1/ 214) عن وَاثِلَة مرفوعًا.
وعزاه السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 176) إلى ابن مَرْدُوْيَه في "التفسير".
(1)
في المطبوع: "الحسن بن داود سالم بن إبراهيم"!
وعزاه السَّخَاوِيُّ في "المقاصد الحسنة" ص 433 إلى الدَّيْلَمِيّ عن وَاثِلَة، وقال:"ورواه أيضًا عن عائشة مرفوعًا بلفظ: "من بركة المرأة على زوجها تيسير مهرها، وأن تُبَكِّرَ بالإناث"، وهما ضعيفان"!
وعزا السُّيُوطيُّ حديث السيدة عائشة إلى أبي الشَّيْخ وساق إسناده. قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 202): "إلَّا أنَّه من طريق عبَّاد بن عبد الصمد".
أقول: قال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(1/ 326) في ترجمة (عبَّاد) هذا: "قال أبو حاتم وغيره: ضعيف جدًّا".
* * *
2210 -
أخبرنا هِلَال بن محمد بن جعفر الحَفَّار، حدَّثنا إسماعيل بن عليّ الخُزَاعِيّ -بِوَاسِط- قال: حدَّثنا أبو مُقَاتِل الكَشِّيّ -ببغداد في قَطِيعة الرَّبيع سنة أربع وسبعين ومائتين، قَدِمَ علينا-، حدَّثنا أبو مُقَاتِل السَّمَرْقَنْدِيّ، حدَّثنا مُقَاتِل بن حَيَّان، حدَّثنا الأَصْبَغ بن نُبَاتَة،
عن عليّ بن أبي طالب قال: لمَّا نَزَلَتْ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [سورة الكوثر: الآية 2] قال: "يا جبرائيلُ ما هذه النَّحِيْرَةُ التي أمرني بها ربِّي عز وجل"؟ قال: يا محمد إنَّها ليست بِنَحِيْرَةٍ، ولكنَّها رَفْعُ الأَيْدِي في الصَّلاة.
(14/ 422) في ترجمة (أبي مُقَاتِل الكَشِّيّ).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (أَصْبَغ بن نُبَاتَة التَّمِيميّ الحَنْظَلِيّ)، وهو متروك، وكذَّبه أبو بكر بن عيَّاش وابن حِبَّان، وكان يقول بالرَّجْعَة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (2163).
كما أنَّ فيه (أبو مُقَاتِل السَّمَرْقَنْدِيّ)، وهو (حفص بن سَلْم الفَزَارِيّ): واهٍ بمرَّة، وكذَّبه ابن مَهدي ووكيع والسُّلَيْمَانِي. وتقدَّمت ترجمته في حديث (712).
لكنه لم يتفرد به، فقد تابعه (إسرائيل بن حاتم المَرْوَزِيّ) -كما سيأتي-. و (إسرائيل) هذا قال ابن حِبَّان عنه في ترجمته من "المجروحين" (1/ 177):"يروي عن مُقَاتِل بن حَيَّان الموضوعات وعن غيره من الثقات الأوابد والطَّامَّات". وقال الذَّهَبِيُّ في "المغني"(1/ 76): "يأتي بعجائب، اتَّهمه ابن حِبَّان". وانظر في ترجمته موسَّعًا: "لسان الميزان"(1/ 385 - 386).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (أبو مُقَاتِل الكَشِّيّ)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
التخريج:
رواه مطوَّلًا: الحاكم في "المستدرك"(2/ 537 - 538)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 75 - 76)، وابن حِبَّان في "المجروحين"(1/ 177 - 178) -في ترجمة (إسرائيل بن حاتم المَرْوَزِيّ) -، وعنه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(2/ 98 - 99)، من طريق إسرائيل بن حاتم المَرْوَزِيّ، عن مُقَاتِل بن حَيَّان، به.
ولم يتكلَّم الحاكم عليه بشيء. وقال الذَّهَبِيُّ في "تلخيص المستدرك": "إسرائيل صاحب عجائب لا يعتمد عليه، وأَصْبَغْ شِيْعِيٌّ متروك عند النَّسَائي".
وقال ابن حِبَّان: "هذا مَتْنٌ باطل إلَّا ذكر رفع اليدين فيه، وهذا خبر رواه عمر بن صُبْح عن مُقَاتِل بن حَيَّان، وعمر بن صُبْح يضع الحديث، فظفر عليه إسرائيل بن حاتم فحدَّث به عن مُقَاتِل بن حَيَّان".
وقال ابن الجَوْزي: "هذا حديث موضوع، وضعه من يريد مقاومة من يكره
الرفع، والصحيح يكفي". وأعلَّه بـ (أَصْبَغ) و (إسرائيل).
وقال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(1/ 273): "رواه البيهقي وإسناده ضعيف جدًّا، واتَّهَمَ به ابن حِبَّان في "الضعفاء": إسرائيل بن حاتم".
وتَعَقَّبَ السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 20)، ابن الجَوْزيِّ في حكمه على الحديث بالوضع، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(2/ 102).
ومُلَخَّصُ التعقيب: أنَّ الحاكم والبيهقي قد خرَّجاه، وأنَّ محصَّل كلام الذَّهَبِيّ في "تلخيص المستدرك" أنَّه ضعيف، وأنَّ ابن حَجَر ضعَّف إسناده ولم يحكم عليه بالوضع.
أقول: هذا التعقيب مدفوع بما تقدَّم.
* * *
2211 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن رِزْق، حدَّثنا أبو الحسين عبد الباقي بن قَانِع القاضي، حدَّثنا محمد بن السَّرِيّ بن سهل البزَّاز، حدَّثنا أبو عليّ المَفْلُوج، حدَّثنا مَعْرُوف الكَرْخِيّ، عن بَكْر
(1)
بن خُنَيْس، عن ضِرَار بن عمرو،
عن أنس بن مالك: أن رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه دُلَّني على عمل يُدْخِلُنِي اللَّهُ به الجنَّة، قال:"لا تغضب". قال: فإن لم أطق ذلك يا رسول اللَّه؟ قال: "استغفر اللَّه كُلَّ يوم بعد صلاة العَصْر سبعين مرَّة يَغْفِر لك ذنوب سبعين عامًا". قال: إنَّه لم يأت عليَّ سبعون عامًا، فقال:"يغفر لأبيك"، قال: إنَّه مات ولم يأت عليه سبعون عامًا، قال:"يغفر لأُمِّكَ". قال: إنَّها ماتت ولم يأت عليها سبعون عامًا، قال:"يغفر لأقاربك وجيرانك".
(1)
تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "بكير". والتصويب من مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (1485).
(14/ 425) في ترجمة (أبي عليّ المَفْلُوج).
مرتبة الحديث:
موضوع. ونَهْيُهُ صلى الله عليه وسلم عن الغَضَبِ ثابت في الأحاديث الصحيحة.
ففي إسناده (ضِرَار بن عمرو المَلَطِيّ)، وهو متروك الحديث. وقال البُخَاري:"فيه نظر". وتقدَّمت ترجمته في حديث (1280).
ولا يُعْرَفُ بالرواية عن أنس دون واسطة، وهو إنَّما يروي عن يزيد الرَّقَاشِي وغيره عن أنس. انظر "الكامل"(4/ 1420).
كما أنَّ فيه (بَكْر بن خُنَيْس الكوفي العَابِد)، وهو وَاهٍ. وقال ابن حِبَّان:"يروي عن البصريين والكوفيين أشياء موضوعة يسبق إلى القلب أنَّه المتعمد لها". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (1485).
وفيه أيضًا صاحب الترجمة (أبو عليّ المَفْلُوج)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
وفيه كذلك (أبو الحسين عبد الباقي بن قَانِع القاضي)، وهو صدوق تغيَّر بِأَخَرَةٍ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (176).
التخريج:
لم أقف عليه في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
ونَهْيُهُ صلى الله عليه وسلم عن الغضب ثابت في الأحاديث الصحيحة. انظر حديث (300).
* * *
2212 -
أخبرني عبيد اللَّه بن أبي الفتح الفَارِسِيّ، حدَّثنا القاضي أبو نُعَيْم
عبد الملك بن أحمد الإِسْتِرَابَاذِيّ، حدَّثنا أبو بكر بن رُزَيْق، حدَّثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن زَحْمُوْيَه بن إبراهيم الخَلَّال، حدَّثنا أبو إسحاق محمد بن هارون بن عيسى، حدَّثني أبو عيسى يعقوب بن عبد اللَّه بن محمد بن يعقوب بن أمير المؤمنين المنصور قال: سمعت محمد بن سليمان بن منصور يقول: حدَّثتني الخَيْزُرَان قالت: حدَّثني أمير المؤمنين المَهْدِيّ، عن أبيه، عن جَدِّه،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَقَاهُ اللَّهُ كُلَّ شيءٍ".
(14/ 430 - 431) في ترجمة (الخَيْزُرَان زوجة المَهْدِيّ).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده جلُّهم من الخلفاء وأولادهم وزوجاتهم، وليسوا من المعروفين المشهورين بالرواية.
وفي إسناده (عبد الملك بن أحمد الإِسْتِرَابَاذِيّ أبو نُعَيْم)، ترجم له السَّهْمِيّ في "تاريخ جُرْجَان" ص 532، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا. وهو غير الإِمام الثقة المشهور (عبد الملك بن محمد بن عَدِيّ الإِسْتِرَابَاذِيّ أبو نُعَيْم).
و(أبو بكر بن رُزِيْق) و (محمد بن أحمد بن زَحْمُوْيَه الخَلَّال)، لم أقف على من ترجم لهما.
و(زينب بنت سليمان بن أبي جعفر المنصور)، ترجم لها الخطيب في "تاريخه"(14/ 435)، ولم يذكر فيها جرحًا أو تعديلًا.
وأمير المؤمنين المهدي هو: (محمد بن المنصور عبد اللَّه بن محمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس). انظر ترجمته في: "السِّيَر"(7/ 400 - 403). وأبوه وجدُّه من الثقات.
وشيخ الخطيب (عبيد اللَّه بن أبي الفتح الفَارِسِيّ) هو (عبيد اللَّه بن أحمد الأَزْهَرِيّ الصَّيْرَفي أبو القاسم): ثقة. وتقدَّمت ترجمته في حديث (676).
وقد رَمَزَ السُّيُوطِيُّ في "الجامع الصغير"(6/ 27) بشرح "فيض القدير" إلى ضَعْفِهِ.
التخريج:
عزاه في "كنز العُمَّال"(3/ 142) رقم (5884) إلى ابن النَّجَّار فقط.
وعزاه المُنَاوي في "فيض القدير"(6/ 27)، و"التيسير بشرح الجامع الصغير"(2/ 386)، إلى الخطيب أيضًا، ولم يتكلَّم عليه بشيء.
* * *
2213 -
أخبرني محمد بن عبد الملك القُرَشِيّ، أخبرنا محمد بن العبَّاس البَاغَنْدِيّ، حدَّثني جعفر بن عبد الواحد الهَاشِمِيّ قال: قالت لي زينب ابنة سليمان، عن أبيها، عن جدِّها،
عن ابن عبَّاس: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا خَرَجَ في الصَّيْفِ خَرَج لَيْلَةَ الجُمُعَة، وإذا دَخَلَ في الشِّتَاءِ دَخَلَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ.
(14/ 434) في ترجمة (زينب بنت سليمان بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف.
ففيه (جعفر بن عبد الواحد بن جعفر الهاشمي العَبَّاسِيّ)، وهو كذَّاب يضع الحديث كما قال الدَّارَقُطْنِيّ. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1025).
وصاحبة الترجمة (زينب بنت سليمان بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس)، قال الخطيب عنها:"كانت من أفاضل النِّسَاء".
التخريج:
تقدَّم تخريجه في حديث (342).
* * *
2214 -
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا محمد بن العبَّاس الخَزَّاز، حدَّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن مَخْلَد بن حفص، حدَّثنا أحمد بن الخليل بن مالك بن ميمون أبو العبَّاس قال: رأيت زينب بنت سليمان بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس -أيَّام المأمون، وقد دخلت دار أمير المؤمنين، فرفع عَطَاء لها الستر، وعليّ بن صالح يومئذ الحاجب، حاجب المأمون، وعَطَاء يخلفه، فقام إليها، فقبَّل رِجْلَهَا في الركاب، وهي على حمار لها أَشْهَب، مختمرةً بخمار
(1)
عَدَنِيٍّ أسود، وعليها طَيْلَسَان مطبق أبيض- فقال عليّ بن صالح لها: يا مولاتي، حديث سمعته من أمير المؤمنين يذكره عنك، قالت: اذكر منه شيئًا، قال: حديث أبيك عبد اللَّه بن عبَّاس حين بعثه العبَّاس إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فسمعتُ زينبَ تقول: أخبرني أبي، عن جدِّي،
عن أبيه عبد اللَّه بن عبَّاس قال: بعثني أبي العبَّاس إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فجئت وعنده رجل فقمت خلفه، فلمَّا قام الرجل التفت إلي فقال:"يا حبيبي متى جئت"؟ قلت: منذ ساعة، قال: فرأيتَ عندي أحد"؟ قلت: نعم، الرجل، قال: "ذاك جبريل، أَمَا إنَّه ما رآه أحد إلَّا ذهب بصره، إلَّا أَنْ يكونَ نَبِيًّا، وأنا أسألُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ ذلك في آخر عُمُرِكَ، اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ في الدِّين وَعَلِّمْهُ التَّأويلَ، واجْعَلْهُ مِنْ أَهْلِ الإِيمانِ".
(14/ 434 - 435) في ترجمة (زينب بنت سليمان بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس).
(1)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "مختمر بخمارة". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص 908.
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقد روي نحوه من طرق، بعضها قويٌّ. كما صَحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه دَعَا لابن عبَّاس بقوله:"اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ في الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التأويلَ".
ففيه (أحمد بن الخليل بن مالك اليَمَاني أبو العبَّاس)، وهو ضعيف لا يُحْتَجُّ به. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (515).
كما أنَّ فيه (سليمان بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس) وقد ترجم له في:
1 -
"التاريخ الكبير"(4/ 25 - 26) ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا.
2 -
"الثقات" لابن حِبَّان (6/ 381).
3 -
"الكاشف"(1/ 318) وقال: "وثِّق".
4 -
"التهذيب"(4/ 211 - 212) ونقل توثيق ابن حِبَّان له فقط. وفيه عن ابن القَطَّان: "هو مع شرفه في قومه لا يُعْرَفُ حاله في الحديث".
5 -
"التقريب"(1/ 328) وقال: "مقبول، من السادسة، مات سنة اثنتين وأربعين -يعني ومائة- وله ستون إلَّا سنة"/ س ق.
ومثله ابنته (زينب)، قال الخطيب في ترجمتها:"كانت من أفاضل النِّسَاء" لكن لا يُعْرَفُ حالها في الرواية.
التخريج:
خبر رؤية ابن عبَّاس لجبريل ومخاطبة النبيِّ صلى الله عليه وسلم له بذلك، روي بأسانيد متعددة عنه، وبسياقات مختلفة، منها ما صُحِّحَ إسناده، ومنها ما ضُعِّفَ.
انظر في ذلك: "المسند" لأحمد (1/ 293 - 294 و 312) -وقد صَحَّحَ
العَلَّامة الشيخ أحمد شاكر رحمه الله أسانيد روايات الإمام أحمد في "مسنده". انظر من طبعته رقم (2679، و 2848 و 2849 و 2850) -، و"المعجم الكبير" للطبراني رقم (10584 و 10585، و 10586 و 12321 و 12836)، و"مجمع الزوائد"(9/ 276 - 277)، و"كنز العُمَّال"(13/ 457 - 459)، و"تنزيه الشريعة"(2/ 26 - 27).
ومن أقرب هذه السياقات لرواية الحافظ الخطيب، ما رواه عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل في زوائده على "فضائل الصحابة" لأبيه (2/ 974) رقم (1917)، والطبراني في "المعجم الأوسط" -كما في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين"(6/ 393 - 394) رقم (3885) -، من طريق ثور بن زيد، عن موسى بن مَيْسَرَة، عن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس، عن أبيه قال:"بعث العبَّاس بعبد اللَّه إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في حاجة فوجد معه رجلًا، فرجع ولم يكلِّمه، فقال: رأيته؟ قال: نعم، قال: ذاك جبريل. أَمَا إنَّه لن يموت حتى يذهب بصره، ويُؤْتَى عِلْمًا".
أقول: إسناده حسن.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 277): "رواه الطبراني بأسانيد ورجاله ثقات".
وفي رواية مطوَّلة جدًّا ذكرها المُتَّقِيّ الهِنْدِيّ في "كنز العُمَّال"(13/ 457 - 408) رقم (37189) من حديث ميمون بن مِهْرَان عن ابن عبَّاس، وفيها:"ذلك جبريل، وليس أَحَدٌ رآه غير نبيٍّ إلا ذَهَبَ بَصَرُهُ، وبَصَرُكَ ذاهبٌ، وهو مردود عليكَ يوم وَفَاتِكَ. . . ". وعزاه لابن عساكر
(1)
.
وقد ورد بنحوه من طريق ميمون بن مِهْرَان عن ابن عبَّاس أيضًا، رواه
(1)
أقول: ترجمة (عبد اللَّه بن عبَّاس) رضي الله عنه من مخطوطة "تاريخ دمشق" لابن عساكر، لا يوجد منها سوى ورقة واحدة، وبقية الترجمة ساقطة.
الطبراني في "الكبير" مطوَّلًا (10/ 292) رقم (10586)، ولفظه فيه:"أما إنَّه سيذهب بصرك، ويُرَدُّ عليكَ في موتك".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 277) بعد أن عزاه له: "وفيه من لم أعرفه".
أمَّا دعاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم لابن عبَّاس بقوله: "اللَّهُمَّ فَقِهِّهُ في الدِّينِ وعَلِّمْهُ التأويلَ"، فقد تقدَّم الكلام عليه في حديث (44)، وهو صحيح.
* * *
2215 -
أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَانِيّ، أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدَّثَتْنَا عَبْدَة بنت عبد الرحمن بن مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن أبي قَتَادَة الأنصاري -ببغداد في مُرَبَّعة الخُرْسِيّ
(1)
، في دارها- قالت: حدَّثني أبي: عبد الرحمن، عن أبيه مصعب، عن أبيه ثابت، عن أبيه عبد اللَّه بن أبي قَتَادَة،
عن أبيه أبي قَتَادَة الحارث بن رِبْعِيٍّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ فُرْسَانِنَا أبو قَتَادَةَ، وخَيْرُ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ بنُ الأَكْوَعِ".
(14/ 439) في ترجمة (عَبْدَة بنت عبد الرحمن بن مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن أبي قَتَادَة أُمّ أحمد الأنصارية).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من غير هذا الوجه.
(1)
صُحِّفَ في مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس، إلى:"الحرسي" بالحاء المهملة. كما صُحِّفَ في "المعجم الصغير" إلى: "الحرشي" بالحاء المهملة والراء، بعدها شين معجمة. قال في "مراصد الاطلاع" (3/ 1253):" (مُرَبَّعَهُ الخُرْسِيّ): يراد به الموضع المربّع. والخُرْسِيّ، بضم الخاء، وراء ساكنة، وسين مهملة، وهي نسبة إلى خُرَاسان، يقال: حُرْسِيّ، وخُرَاسَانِيّ: محلَّة في شرقي بغداد، وكان الخُرْسِيُّ صاحب شُرط بغداد".
ففيه صاحبة الترجمة (عَبْدَة بنت عبد الرحمن الأنصارية أُمّ أحمد)، لم يذكر الخطيب فيها جرحًا أو تعديلًا، وقال الطبراني في "المعجم الصغير" (2/ 152): كانت امرأةً عاقلةً فصيحةً مُتَدَيِّنَةً".
كما أنَّ فيه والد (عَبْدَة)، وجَدُّها، وجَدُّ أبيها، لم أجد من ترجم لهم.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 170) بعد أن ذكر حديثًا للطبراني في "الصغير" رواه من ذات الطريق المتقدِّم عن عَبْدَة: "رواته كلُّهم من ذُرِّيَة أبي قَتَادَة وفيهم مجاهيل". وسيأتي هذا الحديث برقم (2218).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 151) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وذكر تفسير الحديث، وقال: لم يروه عن أبي قَتَادَة إلَّا ولده، ولا سمعناه إلَّا من عَبْدَة، وكانت امرأةً عاقلةً فصيحةً مُتَدَيِّنَةً.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد "مجمع الزوائد"(9/ 363): "رواه الطبراني في "الصغير"، وفيه جماعة لم أعرفهم".
والحديث أخرجه مطوَّلًا جدًّا: مسلم في الجهاد، باب غزوة ذي قَرَد وغيرها (3/ 1433 - 1441) رقم (1807)، وأحمد في "المسند"(4/ 53 - 54)، وابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(14/ 533 - 538)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 151 - 154) رقم (7129)، وابن سعد في "الطبقات"(2/ 81 - 84)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(4/ 182 - 186)، عن سَلَمَة بن الأَكْوَع مرفوعًا، وفيه:"خَيْرُ فُرْسَانِنَا اليوم أبو قَتَادَةَ، وخَيْرُ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ".
ورواه عن سَلَمَة مختصرًا بلفط الخطيب، ابن حِبَّان في "صحيحه"(9/ 154) رقم (7131)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(4/ 306).
ورواه عنه الطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 270) رقم (3270) مختصرًا بلفظ: "خَيْرُ فُرْسَانِنَا اليومَ أبو قَتَادَةَ".
* * *
2216 -
وبإسناده [يعني إسناد الحديث السابق رقم (2215)]،
عن أبي قَتَادَة أنَّه حَرَسَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليلة بَدْرٍ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ احْفَظْ أبا قَتَادَةَ كما حَفِظَ نَبِيَّكَ هذه الليلةَ".
(14/ 440) في ترجمة (عَبْدَة بنت عبد الرحمن بن مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن أبي قَتَادَة أُمّ أحمد الأنصارية).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
وقد سبق الكلام على إسناده في الحديث السابق (2215).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 152) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال: لم يروه عن أبي قَتَادَة إلَّا ولده، ولا سمعناه إلَّا من عَبْدَة، وكانت امرأةً عاقلةً فصيحةً مُتَدَيِّنَةً.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 319): "رواه الطبراني في "الصغير"، وفيه من لم أعرفهم".
وقد صَحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال لأبي قَتَادَة: "حفظك اللَّهُ بما حَفِظْتَ به نَبِيَّهُ"، في واقعة غير بَدْر، رواه مطوَّلًا جدًّا، مسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب قضاء الصلاة الغائية، عن أبي قتادة (1/ 472 - 472) رقم (681).
ورواه أحمد في المسنده (5/ 298 و 302)، والطبراني في "الكبير"(3/ 270) رقم (3271)، وعبد الرزاق في "مصنَّفه"(11/ 278 - 279) رقم (20538)، عن أبي قَتَادَة الأنصاري مطوَّلًا بنحوه.
ورواه مختصرًا أبو داود في الأدب، باب في الرجل يقول للرجل حفظك اللَّه (5/ 397) رقم (5228).
* * *
2217 -
وبإسناده [يعني إسناد الحديث السابق برقم (2215)]،
عن أبي قَتَادَةَ قال: أغار المشركون على لِقَاح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فركبت فأدركتهم فأظفرتهم، وقتلتُ مَسْعَدَةَ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين رآني:"أَفْلَحَ الوَجْهُ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ -ثلاثًا-". ونَفَلَنِي سَلَبَ مَسْعَدَةَ.
(14/ 440) في ترجمة (عَبْدَة بنت عبد الرحمن بن مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن أبي قَتَادَة أُمّ أحمد الأنصارية).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (2215).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 152) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال: لم يروه عن أبي قَتَادَة إلَّا ولده، ولا سمعناه إلَّا مِنْ عَبْدَةَ، وكانت امرأةً عاقلةً فصيحةً مُتَدَيِّنَةً.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 219): "رواه الطبراني في "الصغير"، وفيه من لم أعرفهم".
وانظر في خبر قتل أبي قَتَادَة الأنصاري لِمَسْعَدَة الفَزَاري: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2/ 80 - 81)، و"دلائل النبوة" للبيهقي (4/ 190 - 193)، و"سِيرَ أعلام النبلاء" للذَّهبِيّ (2/ 454 - 455).
* * *
2218 -
وبإسناده [يعني إسناد الحديث السابق برقم (2215)]،
عن أبي قَتَادَة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس على النِّسَاءِ غَزْوٌ، ولا جُمُعَةٌ، ولا تَشْيِيعُ جِنَازَةٍ".
(14/ 440) في ترجمة (عَبْدَة بنت عبد الرحمن بن مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن أبي قَتَادَة أُمّ أحمد الأنصارية).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
وقد سبق الكلام على إسناده في حديث (2215).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 152) من الطريق التي رواها الخطيب عنه، وقال: لم يروه عن أبي قَتَادَة إلّا ولده، ولا سمعناه إلَّا من عَبْدَةَ، وكانت امرأةً عاقلةً فصيحةً مُتَدَيِّنَةً.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 170): "رواه الطبراني في "الصغير"، ورواته كلُّهم من ذُرِّيَة أبي قَتَادَة، وفيهم مجاهيل".
وعزاه في "كنز العُمَّال"(16/ 406) رقم (45128) إلى الطَّيَالِسِي. ولم أقف عليه في "مسنده"، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم
* * *
2219 -
أخبرنا عبد الغفَّار بن محمد بن جعفر المؤدِّب، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافِعِيّ قال: حدَّثَتْني سَمَانَة بنت حَمْدَان -بنت بنت الوضَّاح بن حسَّان- قالت: وجدت في كتاب جدِّي الوضَّاح بن حسَّان، حدَّثنا عمرو بن شِمْر، عن أبي جعفر محمد بن عليّ، عن عليّ بن حسين،
عن جابر بن عبد اللَّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كان إذا قعد على المنبر قال:"الحمدُ للَّه أَحْمَدُهُ وأستعينُهُ، وأومنُ به وأتوكلُ عليه، وأعوذُ باللَّه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ومِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فلا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ".
(14/ 440 - 441) في ترجمة (سَمَانَة بنت حَمْدَان الأَنْبَارِيَّة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وقد صَحَّ بَعْضُهُ من طريق آخر.
ففيه (عمرو بن شِمْر الجُعْفِيّ الكوفي)، وهو متروك، وكذَّبه الجُوْزَجَانِيّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (669).
كما أنَّ فيه (وضَّاح بن حسَّان الأَنْبَارِيّ)، وهو مُغَفَّلٌ مجهول. وتقدَّمت ترجمته في حديث (571).
وفيه أيضًا صاحبة الترجمة (سَمْانَة بنت حَمْدَان الأَنْبَاريَّة)، لم يذكر الخطيب فيها جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكرها بذلك.
كما أنَّ الحديث مروي عن طريق الوِجَادَة، وهو ضعيف. قال الحافظ العراقي في "شرح ألفيته" (2/ 113 - 114):"كُلُّ ما ذُكِرَ من الرواية بالوِجَادة منقطع، سواء وثق بأنه خطّ من وجده عنه أم لا. ولكنَّ الأَوَّلَ: وهو إذا ما وثق بأنه خطّه، أخذ شَوْبًا من الاتصال لقوله: وجدت بخطّ فلان". وقال ابن الصلاح في
"علوم الحديث" ص 158: "وهو من باب المنقطع والمُرْسَلِ".
التخريج:
لم أجده بهذا التمام عند أحدٍ في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم. .
لكن بعضه: قد رواه مسلم في الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخُطْبَة (2/ 592 - 593) -واللفظ له-، والنَّسَائي في العيدين، باب كيف الخُطْبَة (3/ 188 - 189)، وأحمد في "المسند"(3/ 371)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 214)، عن جابر قال:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ، يَحْمَدُ اللَّهَ ويُثْنِي عليه بما هو أَهْلُهُ، ثم يقول: مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فلا هَادِيَ لَهُ، وخَيْرُ الحديثِ كتابُ اللَّه. . ".
* * *
2220 -
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطَّبَرَانِيّ قال: حدَّثتنا سَمَانَة بنت محمد بن موسى -بنتُ بنتِ الوضَّاح بن حسَّان الأَنْبَارِيَّة، بالأَنْبَار- قالت: حدَّثني أبي: محمد بن موسى، حدَّثنا محمد بن عُقْبَة السَّدُوسِيّ، حدَّثنا محمد بن حُمْرَان، حدَّثنا عطيَّة الدَّعَّاء،
عن الحَكَم بن الحارث السُّلَمِيّ قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ أَخَذَ مِنْ طَرِيقِ المُسْلِمينَ شِبْرًا، طُوِّقَهُ يومَ القِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ".
(14/ 441) في ترجمة (سَمَانَة بنت حَمْدَان الأَنْبَارِيَّة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والحديث صحيح من طريق أخرى.
ففيه (محمد بن عُقْبَة بن هَرِم السَّدُوسِيّ البَصْرِيّ) وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (1644).
وفيه صاحبة الترجمة (سَمَانَة بنت حَمْدَان الأَنْبَارِيَّة)، لم يذكر الخطيب فيها جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكرها بذلك.
و(عطيَّة بن سعد الدَّعَّاء البَصْرِيّ)، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(7/ 9)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 383)، ولم يذكرا فيه جرحًا او تعديلًا. وذكره ابن حِبَّان في "ثقاته"(5/ 263).
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 152 - 153) من الطريق التي رواها الخطيب عنه.
ورواه في "المعجم الكبير"(3/ 241) رقم (3172)، عن عَبْدَان بن أحمد، حدَّثنا محمد بن عُقْبَة السَّدُوسِيّ، به، بلفظ:"مَنْ أَخَذَ مِنْ طَرِيقِ المُسْلِمِينَ شِبْرًا، جَاءَ به يَحْمِلُهُ مع سَبْعِ أَرَضِينَ".
قال المنذري في "الترغيب والترهيب"(3/ 16): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الصغير" من رواية محمد بن عُقْبَة السَّدُوسِيّ".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 176): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الصغير"، وفيه محمد بن عُقْبَة السَّدُوسِيّ، وثَّقه ابن حِبَّان وضعَّفه أبو حاتم وتركه أبو زُرْعَة".
ورواه أبو يعلى في "مسنده الكبير" بلفظ الطبراني في "المعجم الكبير". قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(5/ 104) -في المظالم، باب إثم من ظلم شيئًا من الأرض- بعد أن ذكره معزوًا له: إسناده حسن.
كما ذكره ابن حَجَر في "المطالب العالية"(1/ 423) رقم (1410) وعزاه لأبي يعلى. وعلَّق عليه محقق "المطالب": الشيخ الأعظمي بقوله: "إسناده
لا بأس به عندي". ثم ذكر قول الهيثمي السابق، وقال: ليس هو -يعني محمد بن عقبة السدوسي- في إسناد أبي يعلى. وقال البُوصِيريّ: فيه عطيَّة بن سعيد
(1)
وهو ضعيف".
وعزاه في "كنز العُمَّال"(10/ 644) رقم (30378) بنحوه، إلى أبي نُعَيْم وعبد الرزاق. ولم أقف عليه في أطراف كتاب "الحِلْيَة" و"تاريخ أَصْبَهَان" لأبي نُعَيْم، كما لم أقف عليه في "المصنَّف" لعبد الرزاق، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(8/ 444 - 447)، و"مجمع الزوائد"(4/ 174 - 176)، و"التلخيص الحَبِير"(3/ 53 - 54)، و"الترغيب والترهيب" للمنذري (3/ 15 - 16).
ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في المظالم، باب إثم من ظلم شيئًا من الأرض (5/ 103) رقم (2452)، ومسلم في المُسَاقَاة، باب تحريم الظلم وغصب الأرض وغيرها (3/ 1230 - 1231) رقم (1610) -واللفظ له-، عن سعيد بن زيد مرفوعًا:"مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ في سَبْعِ أَرَضِينَ يَومَ القِيَامَةِ".
* * *
2221 -
أخبرتنا طَاهِرَة بنت أحمد قالت: حدَّثنا أبي، حدَّثنا جدِّي، عن أبي شَيْبَة، عن عثمان بن عُمَيْر، عن شَهْر بن حَوْشَب،
عن مِحْجَن
(2)
قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ،
(1)
هكذا في حاشية محقق "المطالب": "سعيد". وأظن أنَّه تصحيف عن "سعد". والظاهر أنَّه (عطيَّة بن سعد الدَّعَّاء البَصْرِيّ) المتقدِّم، واللَّه أعلم.
(2)
صُحِّفَ في المطبوع إلى: "محجز". والتصويب من مخطوطة "التاريخ" نسخة تونس ص (913).
ومَاؤُهَا شِفَاءٌ للعَيْنِ، والعَجْوَةُ مِنَ الجَنَّةِ، وهي شِفَاءٌ من السُّمِّ".
(14/ 445) في ترجمة (طَاهِرَة بنت أحمد بن يوسف التَّنُوخِيَّة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. ومَتْنُهُ صحيح مرويٌّ من طرق عدَّة.
ففيه (عثمان بن عُمَيْر الكوفي البَجَلِيّ)، وهو ضعيف. وتقدَّمت ترجمته في حديث (444).
كما أنَّ فيه (شَهْر بن حَوْشَب الأَشْعَرِيّ الشَّامِيّ)، وهو صدوق كثير الإرسال والأوهام. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (239).
وفيه أيضًا صاحبة الترجمة (طَاهِرَة بنت أحمد بن يوسف التَّنُوخِيَّة)، لم يذكر الخطيب فيها جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكرها بذلك.
و(مِحْجَن)، ذَكَر الحافظ ابن حَجَر في الإِصابة" (3/ 366 - 367) اثنان من الصحابة بهذا الاسم، الأول: هو (مِحْجَن بن الأَدْرَع الأَسْلَمِيّ)، والثاني: هو (مِحْجَن بن أبي مِحْجَن الدِّيلِيّ)، والظاهر أنَّه الأول، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
التخريج:
لم أقف عليه من حديث (مِحْجَن) رضي الله عنه في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وللحديث شواهد عدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(7/ 522 - 523)، و"مجمع الزوائد"(5/ 44) و (5/ 87 - 89)، و"مصباح الزجاجة"(4/ 55 - 57)، و"زاد المَعَاد"(4/ 341 و 359) وما بعد.
ومن هذه الشواهد، ما رواه التِّرْمِذِيّ في الطب، باب ما جاء في الكَمْأَة والعَجْوَة (4/ 401) رقم (2068)، وأحمد في "المسند"(2/ 325)، وابن ماجه
في الطب، باب الكمأة والعجوة (2/ 1143) رقم (3455)، من حديث أبي هريرة مرفوعًا بمثل حديث مِحْجَن. وقال التِّرْمِذِيُّ:"حديث حسن".
ورواه أحمد في "المسند"(3/ 48)، وابن ماجه في الطب، باب الكَمْأَة والعَجْوَة (2/ 1142) رقم (3453)، من طريق شَهْر بن حَوْشَب عن جابر وأبي سعيد الخُدْرِيّ معًا مرفوعًا، بمثل حديث مِحْجَن أيضًا.
قال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة"(4/ 56): "هذا إسناد حسن، (شَهْر): مختلف فيه، ورواه النَّسَائي في "الكبرى" في الوليمة".
ومن شواهده أيضًا، ما رواه البخاري في الطب، باب الدواء بالعجوة للسِّحْر (10/ 238) رقم (5769)، ومسلم في الأشربة، باب فضل تمر المدينة (3/ 1618) رقم (2047)(155)، وغيرهما، عن سعد بن أبي وقَّاص مرفوعًا:"مَنْ تَصَبَّح بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً، لم يَضُرَّهُ ذلك اليومَ سُمٌّ ولا سِحْرٌ".
والشطر الأول منه: "الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ، ومَاؤُها شِفَاءٌ للعَيْنِ"، رواه البخاري في الطب، باب المَنّ شفاء للعين (10/ 163) رقم (5708)، ومسلم في الأشربة، باب فضل الكَمْأة. . . (3/ 1619) رقم (2049)، وغيرهما، من حديث سعيد بن زيد مرفوعًا.
* * *
2222 -
أخبرتنا خديجة بنت موسى الوَاعِظَة قالت: حدَّثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان المَرْوَرُّوْذِيّ، حدَّثنا محمد بن محمد بن سليمان البَاغَنْدِيّ، حدَّثنا هشام بن عمَّار الدِّمَشْقِيّ، حدَّثنا مروان بن معاوية الفَزَارِيّ، حدَّثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم،
عن جَرِير بن عبد اللَّه البَجَلِيّ قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَزَوَّدَ في الدُّنْيَا نَفَعَه اللَّهُ في الآخرةِ".
(14/ 446) في ترجمة (خديجة بنت موسى بن عبد اللَّه المعروفة ببنت البَقَّال أُمّ سَلَمَة).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
ورجال إسناده حديثهم حسن عدا (هشام بن عمَّار بن نُصَيْر الدِّمَشْقِيّ)، فإنَّه ثقة لكنه صار يتلقَّن لمَّا كَبِرَ. قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب" (2/ 320):"صدوق مقرئ، كَبِرَ فصار يتلقَّن، فحديثه القديم أصحّ، من كبار العاشرة. . . مات سنة خمس وأربعين -يعني ومائتين- على الصحيح، وله اثنتان وتسعون سنة". وانظر في ترجمته موسَّعًا: "تهذيب التهذيب"(11/ 51 - 54)، و"الكواكب النَّيِّرَات" ص 424 - 431.
والظاهر أنَّ حديث البَاغَنْدِيّ عنه متأخِّر. فقد قال الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(14/ 383) في ترجمة (البَاغَنْدِيّ): "ولد سنة بضع عشرة ومائتين، وكان أول سماعه بوَاسِط سنة سبع وعشرين ومائتين".
وقد تَابَعَ (البَاغَنْدِيَّ): (عَبْدَان بن أحمد الأَهْوَازِيّ الجَوَالِيْقِيّ) عند الطبراني كما سيأتي. و (عَبْدَان) هذا، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "السِّيَر" (14/ 168): حافظ حجَّة. وترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد"(9/ 378 - 379).
ورواية عَبْدَان عن هشام يبدو أنَّها متأخِّرة أيضًا، فولادة عَبْدَان كانت حوالي (216 هـ). انظر "السِّيَر"(14/ 172).
وبعد أن قيَّدت ما تقدَّم وجدت الإمام ابن أبي حاتم الرَّازِيّ يُورد الحديث في "علله"(2/ 135) من طريق هشام بن عمَّار، عن مروان الفَزَارِيّ، به، ويسألُ أباه عنه، وينقل عنه قوله: "هذا حديث باطل، إنما يُرْوَى عن قيس قوله. قلت:
ممن هو؟ قال: من هشام بن عمَّار، كان هشام بآخرة كانوا يلقِّنونه أشياء فَيُلَقَّن، فأرى هذا مِنْهُ".
التخريج:
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 345 - 346) رقم (2271) عن عَبْدَان بن أحمد، حدَّثنا هشام بن عمَّار، به، بلفظ:"من يتزوَّد في الدُّنْيَا ينفعه في الآخرة".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 311): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح".
وعزاه في "الجامع الكبير"(1/ 843) إلى البيهقي في "شَعَب الإيمان"
(1)
، والضياء المَقْدِسي في "المختارة، وابن عساكر، والشِّيْرَازِيّ في "الألقاب".
وذكره ابن كثير في "تفسيره"(1/ 246) عن الطبراني من طريقه المتقدِّم، ولم يتكلَّم عليه بشيء.
* * *
2223 -
أخبرتنا خديجة بنت محمد قالت: حدَّثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل بن سَمْعُون الواعظ، حدَّثنا أبو بكر عبد اللَّه بن سليمان بن الأَشْعَث قال: كَتَبَ إليَّ عبد اللَّه بن هاشم -ثم لقيته فسألته فحدَّثنا به- قال: حدَّثنا عبد الرحمن بن مَهْدِيّ، عن معاوية بن صالح، عن أبي عُقْبَة الكِنْدِيّ،
عن معاوية قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ أَحَدٍ إلَّا وأنا أعرفُهُ يومَ القِيَامَةِ". قالوا يا رسول اللَّه: مَنْ رَأَيْتَ وَمَنْ لَمْ تَرَ؟ قال: "مَنْ رأيتُ ومَنْ لَمْ أَرَ، غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثارِ الوُضُوءِ".
(1)
لم أهتد إلى محلِّه من "الشُّعَب". واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
(14/ 447) في ترجمة (خديجة بنت محمد بن عليّ الشَّاهْجَانِيَّة).
مرتبة الحديث:
في إسناده (أبو عُقْبَة الكِنْدِيّ) لم أقف على من ترجم له.
وصاحبة الترجمة (خديجة بنت محمد الشَّاهْجَانِيَّة)، قال الخطيب عنها:"كانت صالحةً صادقةً" ولم يزد. وترجم لها الذَّهَبِيُّ في "العِبَر"(2/ 311)، وابن العَمَاد في "شذرات الذهب"(5/ 256)، ولم يذكرا فيها جرحًا أو تعديلًا.
و (معاوية بن صالح الحَضْرَمِيّ)، قال ابن عدي في "الكامل" (6/ 2402) في ترجمته:"وهو عندي صدوق إلَّا أنَّه يقع في أحاديثه إفرادات".
وباقي رجال الإسناد حديثهم حسن.
والحديث صحيح من غير هذا الوجه.
التخريج:
لم أقف عليه من حديث معاوية رضي الله عنه في كُلِّ ما رجعت إليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
وللحديث شواهد عِدَّة، انظرها في:"جامع الأصول"(7/ 187 - 188)، ومجمع الزوائد" (1/ 225)، و"مصباح الزجاجة" (1/ 42).
ومن هذه الشواهد، ما رواه أحمد في "المسند"(4/ 189)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 30 - 31) رقم (4) -واللفظ له-، عن عبد اللَّه بن بُسْر المَازِني مرفوعًا:"ما من أحدٍ إلَّا وأنا أعرفه يوم القيامة. قال: وكيف تعرفهم يا رسول اللَّه في كثرة الخلائق؟ فقال: أرأيتَ لو دخلتَ صِيْرَةً وفيها خَيْلٌ دُهْمٌ بُهْمٌ، وفيها فَرَسٌ أَغَرُّ مُحَجَّلٌ، ما كنت تعرفُهُ منها؟ قال: بلى، قال: فإنَّ أُمَّتي يومئذٍ غُرٌّ مُحَجَّلُونَ مِنَ الوُضوءِ".
و (الصِّيْرَةُ): الحظيرة. و (الدُّهْمُ): جمع أَدْهَم، والأَدْهَمُ: الأسود. و (البُهْمُ): جمع بهيم، وهو من لا يخالطُ لونَه لونٌ سواه. انظر:"النهاية"(3/ 66) و (2/ 145 - 146) و (1/ 167).
ومن طريق أحمد والطبراني، رواه التِّرْمِذِيّ في الجمعة، باب ما ذكر من سيما هذه الأُمَّة يوم القيامة (2/ 505 - 506) رقم (607)، مختصرًا. وقال:"هذا حديث حسن صحيح غريب".
وقد روى البخاري في الوضوء، باب فضل الوضوء. . . (1/ 235) رقم (136)، وغيره، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَل".
بعونه تعالى وتوفيقه تمَّ الكتاب، والحمد للَّه في البدء والختام، وصلَّى اللَّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا