الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب الأشربة
1 - باب ما جاء في شارِبِ الخَمْرِ
1969 -
حدَّثَنا يحيى بن دُرُسْتَ أبو زكَرِيّا، قال: حدَّثنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عن أيُّوبَ، عن نافعٍ
عن ابن عُمرَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ مُسْكرٍ خَمْرٌ، وكلُّ مُسْكرٍ حرامٌ، ومن شَرِبَ الخَمْرَ في الدُّنيا فماتَ وهو يُدْمِنُها، لم يَشْرَبْها في الآخِرَةِ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي هريرةَ، وأبي سَعيدٍ، وعبد اللهِ بن عمرٍو، وعُبادةَ، وأبي مالكٍ الأشْعَرِيِّ، وابن عباس.
حديثُ ابن عمرَ حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وقد رُوي من غيرِ وَجْهٍ عن نافعٍ، عن ابن عمرَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ورَواهُ مالكُ بن أنسٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمرَ موقوفًا فلم يَرْفعهُ.
1970 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن عطاءِ بن السَّائِبِ، عن عبد اللهِ بن عُبَيْدِ بن عُمَيْرٍ
عن أبيهِ، قال: قال عبد الله بن عمرَ، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5575)، ومسلم (2003)، وأبو داود (3679)، وابن ماجه (3373)، والنسائي 8/ 317 - 318 و 318، وهو في "المسند"(4690) و (5730)، وابن حبان (5366).
"من شَرِبَ الخَمرَ، لم تُقْبلْ لهُ صلاةٌ أرْبَعينَ صباحًا، فإنْ تابَ تابَ اللهُ عليه، فإنْ عادَ لم يَقْبلِ اللهُ لهُ صلاةً أرْبَعينَ صباحًا، فإنْ تابَ تابَ اللهُ عليه، فإنْ عادَ لم يَقْبلِ اللهُ لهُ صلاةً أرْبَعينَ صباحًا، فإنْ تابَ تابَ اللهُ عليه، فإنْ عادَ الرَّابِعةَ لم يَقْبلِ اللهُ لهُ صلاةً أربعينَ صباحًا، فإنْ تابَ لم يَتُبِ اللهُ عليه، وسَقاهُ من نَهْرِ الخَبالِ". قِيلَ: يا أبا عبد الرحمنِ، وما نَهْرُ الخَبالِ؟ قال: نَهْرٌ من صَديد أهْلِ النَّارِ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ. وقد رُوِي نحو هذا عن عبد اللهِ بن عَمْرٍو، وابن عَبَّاسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
2 - باب ما جاء كُلُّ مُسْكرٍ حَرَامٌ
1971 -
حَدَّثَنا إسحاق بن موسى الأنْصارِيُّ، قال: حَدَّثَنا مَعْنٌ، قَال: حَدَّثَنا مالكُ بن أنَسٍ، عن ابن شِهَابٍ، عن أبي سَلمةَ
عن عَائشةَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن البِتْعِ، فقال:"كُلُّ شَرابٍ أسْكَرَ فَهُو حَرامٌ"
(3)
.
(1)
حديث صحيح لغيره، وهو في "المسند"(4917).
ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد (6644) وإسناده صحيح.
وحديث أبي ذر، عند أحمد (21502).
وحديث أسماء بنت يزيد عند أحمد (27603).
(2)
حديث عبد الله بن عمرو صحيح، وقد خرجناه شاهدًا للحديث السالف. وأما حديث ابن عباس فأخرجه أبو داود (3680)، وسنده حسن في الشواهد.
(3)
إسناده صحيح وأخرجه البخاري (242) و (5585)، ومسلم (2001) وأبو =
1972 -
حَدَّثَنا عُبَيْدُ بن أسْباطِ بن محمدٍ القُرَشيُّ، وأبو سَعيدِ الأشَجُّ، قالا: حَدَّثَنا عَبدُ اللهِ بن إدْرِيسَ، عن محمدِ بن عَمرٍو، عن أبي سَلمةَ
عن ابن عُمرَ، قال: سَمِعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "كُلُّ مُسْكرٍ حَرامٌ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وفي البابِ عن عُمرَ، وَعَليٍّ، وابن مَسْعُودٍ، وأبي سَعيدٍ، وأبي موسى، والأشَجِّ العَصَرِيِّ، وَدَيْلم، وَمَيْمونةَ وعائشة، وابن عَبَّاس، وَقَيْسِ بن سَعْدٍ، والنُّعْمانِ بن بَشِيرٍ، وَمُعاويةَ، وَعَبد اللهِ بن مغَفَّلٍ، وَأُمِّ سَلمةَ، وَبُريْدةَ، وأبي هُريرةَ، وَوَائِلِ بن حُجْرٍ، وَقُرَّةَ المُزَنيِّ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ. وقد رُوي عن أبي سَلمةَ، عن أبي هُريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَحوهُ
(2)
وَكِلاهُما صحيحٌ، ورَوى غَيْرُ واحدٍ عن
= داود (3682)، والنسائي 8/ 297 - 298، وابن ماجه (3386)، وهو في "المسند"(24082) و (25572)، و"صحيح ابن حبان"(5345).
والبِتْع: بكسر الموحدة، وسكون الفوقية، وقد يحرك: هو نبيذ العسل، كذا وقع تفسيرهُ في رواية الشيخين، وقال في "النهاية": نبيذ العسل، وهو خمر أهل اليمن.
(1)
حديث صحيح، وهذا سند حسن، وأخرجه ابن ماجه (3390)، والنسائي 8/ 297 و 325، وهو في "المسند"(4645)، و"صحيح ابن حبان"(5369)، وانظر ما قبله.
(2)
أخرجه أحمد (9539)، وابن ماجه (3401)، والنسائي 8/ 297. وإسناده =
محمدِ بن عَمْرٍو، عن أبي سَلمةَ، عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوهُ. وعن أبي سَلمةَ، عن ابن عُمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
3 - باب ما أسْكرَ كَثيرُهُ فَقلِيلُهُ حَرَامٌ
1973 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا إسماعيلُ بن جَعْفرٍ. (ح)
وحَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، قَال: حَدثنا إسماعيلُ بن جَعْفرٍ، عن دَاوُدَ بن بَكرِ بن أبي الفُرَاتِ، عن محمد بن المُنْكَدرِ
عن جَابرِ بن عَبد اللهِ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "ما أسْكرَ كَثِيرُهُ، فَقلِيلُهُ حَرَامٌ"
(1)
.
وفي البابِ عن سَعْدٍ، وَعَائشةَ، وَعَبد اللهِ بن عَمْرٍو، وابن عُمرَ، وَخَوَّاتِ بن جُبَيْرٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من حديثِ جابرٍ.
1974 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا عَبدُ الأعْلى بن عَبدِ الأعْلى، عن هِشَامِ بن حَسَّانَ، عن مَهْدِيِّ بن مَيْمُونٍ. (ح)
وأخبرَنا عَبد اللهِ بن مُعاويةَ الجُمَحِيُّ، عن مَهْدِيِّ بن مَيْمُونٍ، المَعْنَى وَاحدٌ، عن أبي عُثمانَ الأنْصاريِّ، عن القاسمِ بن محمدٍ
= حسن.
(1)
صحيح لغيره، وأخرجه أبو داود (3681)، وابن ماجه (3393)، وهو في "المسند"(14703)، و"صحيح ابن حبان"(5382).
وله شاهد من حديث ابن عمر عند أحمد (5648)، وانظر فيه تتمة شواهده.
عن عَائشةَ، قالت: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ مُسْكرٍ حَرَامٌ، وما أسْكرَ الفرَقُ مِنْهُ، فَمِلءُ الكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ"
(1)
.
قال أحَدُهُما في حديثهِ: "الحَسْوَةُ مِنْهُ حَرَامٌ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ. قد رَوَاهُ لَيثُ بن أبي سُلَيْمٍ والرَّبِيعُ بن صَبِيحٍ، عن أبي عُثمانَ الأنْصارِيِّ نَحو رِوَايةِ مَهْدِيِّ بن مَيْمُونٍ.
وأبو عُثمانَ الأنْصاريُّ اسْمهُ: عَمْرُو بن سَالمٍ، وَيُقالُ: عُمرُ بن سالمٍ.
4 - باب ما جاء في نَبِيذِ الجَرِّ
1975 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قَال: حَدَّثَنا ابن عُليّةَ وَيَزِيدُ بن هارُونَ، قالا: أخْبرنا سُليمانُ التَّيْميُّ، عن طَاوُوسٍ
أنَّ رَجُلًا أتى ابن عُمرَ، فقال: نَهى رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن نَبِيذِ الجَرِّ؟ فقال: نَعَمْ. فقال طاوُوسٌ: واللهِ إنَّي سَمِعتهُ مِنْهُ
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (3687)، وهو في "المسند"(24423) و (24432).
والفَرَق: بفتح الراء وسكونها، والفتح أفصح: هو مكيال يسع ستة عشر رطلًا (أي: ما يساوي (10 كغم)) وهي اثنا عشر مُدًّا، أو ثلاثة آصاع. قاله ابن الأثير في "النهاية" 3/ 437.
(2)
أخرجه بهذا اللفظ ابن راهويه في "مسنده"(949)، والدارقطني 4/ 255 و 256.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (1997)، والنسائي 8/ 302 - 303 و 304 وهو في "المسند"(4837). =
وفي البابِ عن ابن أبي أوْفى، وأبي سَعيدٍ، وَسُويْدٍ، وَعَائشةَ، وابن الزُّبَيْرِ، وابن عَبَّاسٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
5 - باب ما جاء في كَرَاهِيةِ أنْ يُنْبذَ في الدُّبَّاءِ والنَّقِيرِ والحَنْتَمِ
1976 -
حَدَّثَنا أبو موسى محمدُ بن المُثَنَّى، قَال: أخبرنا أبو دَاوُدَ الطَّيالِسيُّ، قَال: حَدَّثَنا شُعبةُ، عن عَمْرِو بن مُرَّةَ، قال: سَمِعتُ زَاذَانَ يقولُ:
سَألْتُ ابن عُمرَ عَمَّا نَهى عَنْهُ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من الأوْعِيةِ، أَخْبرناهُ بلُغتكُمْ، وَفَسِّرْهُ لَنا بِلُغَتنا، فقال: نَهى رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن الحَنْتَمةِ وَهي الجَرَّةُ، وَنَهى عن الدُّبَّاءِ وَهِي القَرْعَةُ، وَنَهى عن النَّقِيرِ وهي أصْلُ النَّخْلِ يُنْقرُ نَقْرًا أو يُنْسجُ نَسْجًا، وَنَهى عن المُزَفَّتِ وَهو المُقَيَّرُ، وَأمَرَ أنْ يُنْتَبذَ في الأسْقِيةِ
(1)
.
= قال ابن الأثير 1/ 260: "الجر والجرار": جمع جرة، وهو الإناء المعروف من الفخار، وأراد بالنهي عن الجرار المدهونة، لأنها أسرع في الشدَّة والتخمير، وهذا منسوخ، بحديث بريدة رفعه "كنت نهيتكم عن الأشربة في ظروف الأدم، فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكرًا". أخرجه مسلم (977) في الأشربة الباب رقم (6).
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (1997)، والنسائي 8/ 303، وهو في "المسند"(4465) و (5191).
قوله: "ينسج نسجًا": كذا في الأصول الخطية، والنسخة التي شرح عليها =
وفي البابِ عن عُمرَ، وَعَليٍّ، وابن عَبَّاسٍ، وأبي سَعيدٍ، وأبي هُريرةَ، وَعَبد الرحمنِ بن يَعْمَرَ، وَسَمُرةَ، وَأنَسٍ، وَعَائشةَ، وَعِمْرانَ بن حُصينٍ، وَعَائِذِ بن عَمْرٍو، والحَكمِ الغِفارِيِّ، وَمَيْمُونةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
6 - باب ما جاء في الرُّخْصةِ أنْ ينتبذَ في الظُّرُوفِ
1977 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ والحَسنُ بن عَليٍّ وَمحمودُ بن غَيْلانَ، قَالُوا: حَدَّثَنا أبو عَاصمٍ، قَال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن عَلْقمةَ بن مَرْثدٍ، عن سُليمانَ بن بُريْدةَ
عن أبيهِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنِّي كُنْتُ نَهَيتُكُمْ عن الظُّرُوفِ، وَإنَّ ظَرْفًا لا يُحِلُّ شَيْئًا ولا يُحَرِّمهُ، وَكُلُّ مُسْكرٍ حَرَامٌ"
(1)
.
= المباركفوري 5/ 496 وقال فيها: كذا بالنسخ الموجودة بالجيم، وقال ابن الأثير في "النهاية" 5/ 46: هي النخلة تنسج نسجًا، هكذا جاء في مسلم والترمذي وقال بعض المتأخرين: هو وهمٌ وإنما هو بالحاء المهملة قال: ومعناه أن يُنحى قشرُها عنها وتُملَس وتُحفر، ووقع في رواية مسلم (1997):"تنسح نسحًا" بالحاء المهملة وقال النووي في شرحه: هكذا هو في معظم النسخ بسين وحاء مهملتين أي تقشر ثم تنقر فتصير نقيرًا، ووقع لبعض الرواة في بعض النسخ: تنسج بالجيم، قال القاضي وغيره: هو تصحيف، وادعى بعض المتأخرين أنه وقع في نسخ مسلم وفي الترمذي بالجيم، وليس كما قال بل معظم نسخ مسلم بالحاء!
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (977)، و 3/ ص 1584 (63) و (65) وأبو داود (3698)، والنسائي 4/ 89 و 8/ 310 - 311 و 312، وهو في "المسند"(22958)، و"صحيح ابن حبان"(5391).
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
1978 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قَال: حَدَّثَنا أبو دَاوُدَ الحَفَرِيُّ، عن سُفيانَ، عن مَنْصُورٍ، عن سَالم بن أبي الجَعْدِ
عن جابرِ بن عَبد اللهِ، قال: نَهى رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن الظُّرُوفِ، فَشَكتْ إلَيْهِ الأنْصارُ، فَقالُوا: لَيْسَ لنا وِعاءٌ قال: "فَلا إذَنْ"
(1)
.
وفي البابِ عن ابن مَسْعُودٍ، وأبي هُريرةَ، وأبي سَعيدٍ، وَعَبد الله بن عَمْرٍو.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
7 - باب ما جاء في السِّقاءِ
1979 -
حَدَّثَنا محمدُ بن المُثَنَّى، قَال: حَدَّثَنا عَبدُ الوهَّابِ الثَّقَفيُّ، عن يُونسَ بن عُبَيْدٍ، عن الحَسنِ البَصْريِّ، عن أُمِّهِ
عن عَائشةَ، قالت: كُنَّا نَنْبِذُ لِرَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في سِقاءٍ يُوكى أعْلاهُ، لهُ عَزْلاءُ، نَنْبِذُهُ غُدْوةً وَيَشْربهُ عِشاءً، وَنَنْبِذُهُ عِشاءً وَيَشْرَبَهُ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5592)، وأبو داود (3699)، والنسائي 8/ 312، وهو في "المسند"(14244).
قوله: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظروف": قال ابن العربي 8/ 60: ثبت النهي عن الانتباذ في هذه الظروف، فقيل ذلك لعلة سرعة الإسكار إليها، فنهى عن التذرع بها إلى السكر، ثم رخص فيها للحاجة حين شكت الأنصار حاجتهم إلى الانتباذ فيها، وإذا نهى عن الشيء بعينه لم يؤثِّر فيه الحاجة، وإذا كان النهي لمعنى في غيره أثرت فيه الحاجة، لارتفاع الشبهة معها.
غُدْوةً
(1)
.
وفي البابِ عن جَابرٍ، وأبي سَعيدٍ، وابن عَبَّاسٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ لا يُعرف من حديثِ يُونُسَ بن عُبَيْدٍ إلَّا من هذا الوَجْهِ عن عائشة
(2)
.
8 - باب ما جاء في الحُبُوبِ الّتي يُتَّخذُ مِنْها الخَمرُ
1980 -
حَدَّثَنا محمدُ بن يحيى، قَال: حَدَّثَنا محمدُ بن يُوسُفَ، قَال: حَدَّثَنا إسرائيلُ، قَال: حَدَّثَنا إبراهيمُ بن مُهاجرٍ، عن عامرٍ الشَّعْبيِّ
عن النُّعْمانِ بن بَشِيرٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ من الحِنْطَةِ خَمْرًا، ومن الشَّعِيرِ خَمْرًا، ومن التَّمْرِ خَمْرًا، ومن الزَّبِيبِ خَمْرًا، ومن العَسلِ خَمْرًا"
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2005)، وأبو داود (3711) و (3712) وهو في "المسند"(24930)، و"صحيح ابن حبان"(5385).
قوله: "عزلاء": قال في "النهاية" 3/ 231: هي فم المزادة الأسفل.
(2)
وقع في المطبوع بحد قوله "حسن غريب": "لا نعرفه من حديث يونس بن عبيد إلا من هذا الوجه، وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه عن عائشة أيضًا، والمثبت من أصولنا الخطية.
(3)
حديث صحيح من قول عمر موقوفًا، وهو في حكم المرفوع، وهذا إسناد اختلف فيه على عامر الشعبي، فرواه إبراهيم بن مهاجر - وهو ضعيف - عنه، عن النعمان بن بشر، وتابعه جماعة ضعفاء، ورواه يحيى بن سعيد التيمي، وعبد الله بن أبي السّفر، عنه عن ابن عمر، عن عمر موقوفًا، وهو الصحيح، ونبه عليه المصنِّف، وانظر تعليقنا عليه في "المسند".
وأخرجه أحمد (18350)، وأبو داود (3676) و (3677)، وابن ماجه =
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ.
هذا حديثٌ غريبٌ.
1981 -
حَدَّثَنا الحَسنُ بن عَليٍّ الخَلَّالُ، قَال: حَدَّثَنا يحيى بن آدَمَ، عن إسرائِيلَ نَحوهُ
(1)
.
وَرَوَى أبو حَيَّانَ التَّيْميُّ هذا الحديثَ عن الشَّعْبيِّ، عن ابن عُمرَ، عن عُمرَ، قال: إنَّ من الحِنْطَةِ خَمْرًا، فَذَكَرَ هذا الحديثَ
(2)
.
1982 -
أخبرنا بذلكَ أحمدُ بن مَنِيعٍ، قال: حَدَّثَنا عَبدُ اللهِ بن إدْريس، عن أبي حَيَّانَ التَّيْميِّ، عن الشَّعْبيِّ، عن ابن عُمرَ
عن عُمرَ بن الخَطابِ، بهذا.
وهذا أصَحُّ من حديثِ إبراهيمَ بن مُهاجرٍ، وقال عَليُّ بن المَدِينيِّ: قال يحيى بن سَعيدٍ: لم يكُنْ إبراهيمُ بن المُهاجرِ بالقَويِّ
(3)
.
= (3379)، والنسائي في "الكبرى"(6787)، وابن حبان (5398) من طرق عن إبراهيم بن مهاجر، بهذا الإسناد.
(1)
انظر ما قبله.
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (4619) و (5581)، ومسلم (3032)، والنسائي 8/ 295 من طرق عن عامر الشعبي، عن ابن عمر، عن عمر موقوفًا.
(3)
زاد في المطبوع عقبه: "وقد روي من غير وجه أيضًا عن الشعبي، عن النعمان بن بشير" وهو غير موجود في أصولنا الخطية.
1983 -
حَدَّثَنا أحمدُ بنُ محمدٍ، قال: أخْبرنا عَبد اللهِ بن المُباركِ، قَال: أخبرنا الأوْزَاعيُّ وَعِكْرمةُ بنُ عَمَّارٍ، قَالا: حَدَّثَنا أبو كَثِيرٍ السُّحَيْميُّ، قال:
سَمِعتُ أبا هُريرةَ يَقولُ: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الخَمْرُ مِن هاتَينِ الشَّجْرتَينِ: النَّخلةُ وَالعِنبَةُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وأبو كَثيرٍ السُّحَيْميُّ: هو الغُبَريُّ، وَاسْمهُ: يَزِيدُ بن عَبد الرحمنِ بن غُفَيْلةَ
(2)
.
9 - باب ما جاء في خَليطِ البُسْرِ والتَّمْرِ
1984 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا اللَّيْثُ بن سَعْدٍ، عن عَطاءِ بن أبي رَبَاحٍ
عن جَابرِ بن عَبد اللهِ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نهى أنْ يُنْتبذَ البُسْرُ وَالرُّطَبُ جَمِيعًا
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (1985)، وأبو داود (3678)، وابن ماجه (3378)، والنسائي 8/ 294، وهو في "المسند"(7753). و"صحيح ابن حبان"(5344).
(2)
زاد في المطبوع عقبه: "وروى شعبة عن عكرمةَ بنِ عمار هذا الحديث"، وهو غيرُ موجود في أصولنا الخطية.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5601)، ومسلم (1986)، وأبو داود (3703)، وابن ماجه (3395)، والنسائي 8/ 290، وهو في "المسند"(14134)، و"صحيح ابن حبان"(5379). =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
1985 -
حَدَّثَنا سُفيانُ بن وَكِيعٍ، قَال: حَدَّثَنا جَرِيرٌ، عن سُليْمانَ التَّيْميِّ، عن أبي نَضْرةَ
عن أبي سَعيدٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهى عن البُسْرِ وَالتَّمْرِ أنْ يُخْلطَ بَينهُما، وعن الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ أنْ يُخْلطَ بَيْنهُما، ونَهى عن الجِرارِ أنْ ينتبذَ فِيها
(1)
.
وفي البابِ عن جَابرٍ، وَأنسٍ، وأبي قَتادةَ، وابن عَبَّاسٍ، وَأُمِّ سَلمةَ، وَمَعْبدِ بن كَعْبٍ عن أُمِّهِ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
10 - باب ما جاء في كَرَاهِيةِ الشُّرْبِ في آنِيةِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ
1986 -
حَدَّثَنا بُندار، قَال: حَدَّثَنا محمدُ بن جَعْفرٍ، قال: حَدَّثَنا شُعبةُ، عن الحَكمِ، قال: سَمِعتُ ابن أبي لَيْلى يُحَدِّثُ
أنَّ حُذَيْفةَ اسْتَسْقى، فأتاهُ إنْسانٌ بِإناءٍ من فِضَّةٍ فَرمَاهُ بهِ، وقال: إنِّي كُنْتُ قد نَهيْتهُ، فَأبى أنْ يَنْتهِيَ: إنَّ رَسول اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهى عن الشُّرْبِ في آنِيةِ الذهب وَالفضة وَلُبْسِ الحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ، وقال:
= والبُسْر: هو التمر قبل أن يُصبح رطبًا.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (1987) و (1996)، والنسائي 8/ 293. وهو في "المسند" (10991) و (11065)، و"صحيح ابن حبان" (5378).
"هِي لَهُمْ في الدُّنْيا، ولكُمْ في الآخِرةِ"
(1)
.
وفي البابِ عن أُمَّ سَلمةَ، وَالبرَاءِ، وَعَائشةَ.
هذا حديثٌ صحِيحٌ حسن
(2)
.
11 - باب ما جاء في النَّهْي عن الشُّرْبِ قَائمًا
1987 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنا ابن أبي عَدِيٍّ، عن سَعيد، عن قَتادةَ
عن أنَسٍ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهى أنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ قَائمًا، فَقِيلَ: الأكْلُ؟ قال: ذَاكَ أشَدُّ
(3)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5426) و (5633)، ومسلم (2067)، وأبو داود (3723)، وابن ماجه (3590)، والنسائي 8/ 198 - 199، وهو في "المسند"(23269)، و"صحيح ابن حبان"(5339) و (5343).
قوله: "هي لهم في الدنيا" قال المباركفوري 5/ 509: ليس المراد منه إباحة استعمالهم إياها، وإنما المعنى: هم الذين يستعملونها مخالفة لزي المسلمين، ولكم في الآخرة، أي: تستحملونها مكافأة لكم على تركها في الدنيا، ويُمنع أولئك جزاءً لهم على معصيتهم باستعمالها، ويحتمل أن يكون فيه إشارة إلى أن الذي يتعاطى ذلك في الدنيا لا يتعاطاه في الآخرة كما في شرب الخمر.
(2)
جاء في (د)، وتحفة الأشراف 3/ 48:"حسن صحيح" والمثبت من سائر أصولنا الخطية.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه تامًا ومختصرًا مسلم (2024)، وأبو داود (3717)، وابن ماجه (3424)، وهو في "المسند"(12338)، و"صحيح ابن حبان"(5321)
1988 -
حَدَّثَنا حُمَيْدُ بن مَسْعدةَ، قَال: حَدَّثَنا خَالدُ بن الحارثِ، عن سَعيدٍ، عن قَتادةَ، عن أبي مُسْلِمِ الجَذْميِّ
عن الجَارُودِ بن المعَلَّى؛ أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهى عن الشُّرْبِ قَائمًا
(1)
.
وفي البابِ عن أبي سَعيدٍ، وأبي هُريرةَ، وَأنَسٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ، وهكذا رَوَى غَيْرُ واحدٍ هذا الحديثَ عن سَعيدٍ، عن قَتادةَ، عن أبي مُسْلمٍ، عن الجَارُودِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَرُوي عن قَتادةَ، عن يَزِيدَ بن عَبد اللهِ بن الشِّخِّيرِ، عن أبي مُسْلمٍ.
عن الجَارُودِ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "ضَالَّةُ المُسْلمِ حَرْقُ النَّارِ"
(2)
.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أبو مسلم الجذمي روى منه جمع ووثقه العجلي وذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 272، والمزي في "تحفة الأشراف"(3177).
ويشهد له حديث أنس السالف برقم (1879).
وحديث أبي هريرة في "المسند"(8335) وهو صحيح.
(2)
حديث حسن، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5792) و (5796) وهو في "المسند"(20759).
قال ابن الأثير: حَرَق النار بالتحريك، لهيبها، وقد يُسكن، أي إن ضالة المؤمن إذا أخذها إنسان ليتملكها أدته إلى إحراقه بالنار. =
وَالجارُودُ بن المُعَلَّى يُقالُ: ابن العَلاءِ، وَالصَّحيحُ، ابن المُعَلَّى.
12 - باب ما جاء في الرُّخْصةِ فيه
1989 -
أخبرَنا أبو السَّائِبِ سَلْمُ بنُ جُنادةَ بن سلم الكُوفيُّ، قَال: حَدَّثَنا حَفْصُ بن غِياثٍ، عن عُبَيْدِ اللهِ بن عُمرَ، عن نافعٍ
عن ابن عُمرَ، قال: كُنَّا نأكُلُ على عَهْدِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحنُ نَمْشي، وَنشْرَبُ وَنَحنُ قِيامٌ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ مِن حديثِ عُبَيْدِ اللهِ بن عُمرَ، عن نافعٍ، عن ابن عُمرَ، وَرَوَى عِمْرانُ بن حُدَيْرٍ هذا الحديثَ عن أبي البزَرِيِّ، عن ابنِ عُمرَ.
وأبو البزَرِيِّ اسْمه: يَزِيدُ بن عُطارِدٍ.
1990 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قَال: حَدَّثَنا هُشَيْمٌ، قَال: حَدَّثَنا عَاصمٌ الأحْوَلُ وَمُغِيرةُ، عن الشَّعْبيِّ
= قال القاضي: أراد أنها حَرَقُ النار لمن آواها ولم يعرفها، أو قصد الخيانة فيها كما بينه خبر مسلم (1725)"من آوى ضالة، فهو ضالٌّ ما لم يعرفها" وأصل الضالة: الضائعة من كل ما يقتنى ثم اتسع فيها، فصارت من الصفات الغالبة تقع على الذكر والأنثى والجمع.
(1)
إسناده صحيح، وصححه الترمذي وابن حبان، وله طريق آخر عند أحمد (4601).
وأخرجه ابن ماجه (3301)، وهو في "المسند"(5874)، "وصحيح ابن حبان"(5322) و (5325).
عن ابنِ عَبَّاسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم شَرِبَ من زَمْزمَ وهو قَائمٌ
(1)
.
وفي البابِ عن عَليٍّ، وَسَعْدٍ، وَعَبد اللهِ بن عَمْرٍو، وَعَائشةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
1991 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا محمدُ بن جَعْفرٍ، عن حُسَيْنٍ المُعَلِّم، عن عَمْرِو بن شُعَيْبٍ، عن أبيهِ
عن جَدِّهِ، قال: رَأيْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ قَائمًا وَقَاعدًا
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
13 - باب ما جاء في التَّنفُّسِ في الإناءِ
1992 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ وَيُوسُفُ بن حَمَّادٍ، قَالا: حَدَّثَنا عَبدُ الوارثِ بن سَعيدٍ، عن أبي عِصامٍ
عن أنَسِ بن مالكٍ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَتَنفَّسُ في الإنَاءِ ثَلاثًا،
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (1637) و (5617)، ومسلم (2027)، وابن ماجه (3422)، والنسائي 5/ 237، وهو في "المسند"(1838)، و"صحيح ابن حبان"(3838).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وأخرجه أحمد مطولًا (6627)، وانظر تمام تخريجه فيه.
وفي الباب عن علي عند البخاري (5615) و (5616)، وأحمد (795) وعن عائشة عند أحمد (24567).
وَيَقولُ: "هو أمْرَأُ وأرْوَى"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
ورَواهُ هِشامٌ الدَّسْتُوائيُّ، عن أبي عِصامٍ، عن أنَسٍ.
وَرَوَى عَزْرةُ بن ثابتٍ، عن ثُمامةَ، عن أنَسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتنَفَّسُ في الإناءِ ثَلاثًا.
1993 -
حَدَّثَنا بندار، قَال: حَدَّثَنا عَبد الرحمنِ بن مَهْدِيٍّ، قال: حَدَّثَنا عَزْرةُ بن ثابتٍ الأنْصاريُّ، عن ثُمامةَ بن أنَسِ
عن أنس بن مَالكٍ؛ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كانَ يَتَنفَّسُ في الإناء ثَلاثًا
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
1994 -
حَدَّثَنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حَدَّثَنا وَكِيعٌ، عن يَزِيدَ بن سِنانٍ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2028)(123)، وأبو داود (3727)، والنسائي في "الكبرى"(6888)، وهو في "المسند"(13207) و"صحيح ابن حبان"(5330).
وقوله: "كان يتنفس في الإناء ثلاثًا" أي أنه صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في حالة الشرب من الإناء، قال الإسماعيلي: المعنى أنه كان يتنفس، أي: على الشراب لا فيه داخل الإناء. وقال عمر بن عبد العزيز: إنما نهي عن التنفس داخل الإناء، فأما من لم يتنفس، فإن شاء فليشرب بنفس واحد.
قوله: "أمرأ"، مِن: مرأ الطعامُ إذا وافَقَ المَعِدَةَ وانحدر عنها طيِّبًا، "وأروى"، من الريِّ، أي: أكثر ريًا، وأدفع للعطش.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5631)، ومسلم (2028)، وابن ماجه (3416)، وهو في "المسند"(12133)، و"صحيح ابن حبان"(5329).
الجَزَرِيِّ، عن ابنٍ لِعَطاءِ بن أبي رَباحٍ، عن أبيهِ
عن ابن عبَّاسٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَشْربُوا وَاحدًا كَشُرْبِ البَعِيرِ، ولكِن اشْرَبُوا مَثْنى وَثُلاثَ، وَسَمُّوا إذا أنْتُمْ شَرِبْتُم، وَاحْمدُوا إذا أنْتُمْ رَفعْتُمْ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
وَيَزِيدُ بن سِنانٍ هو: أبو فَرْوةَ الرُّهَاوِيُّ.
14 - باب ما ذُكِرَ في الشُّرْبِ بِنَفَسيْنِ
1995 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن خَشْرَمٍ، قال: أخبرنا عيسى بن يُونُسَ، عن رِشْدِينَ بن كُرَيْبٍ، عن أبيهِ
عن ابن عبَّاسٍ؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا شَرِبَ يَتَنفّسُ مَرَّتَيْنِ
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف يزيد بن سنان، وإبهام ابن عطاء.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11378) من طريق يزيد بن أبي سنان، عن الزهري، عن عطاء، به.
وفي باب الشرب مثنى وثلاث انظر ما قبله وما بعده.
وفي باب الحمد عند الرفع من الشرب عن أنس عند مسلم (2734)، وأحمد (11973) وهو صحيح.
قوله: "لا تَشْربوا واحدًا كشرب البعير" قال ابن العربي 8/ 77: يعني في وجه الشبه أن البعير يشرب للحاجة من غير معرفة، والآدمي يشرب بالحاجة والمعرفة، ولذلك قال في حديث أبي سعيد الصحيح من رواية أبي عيسى وغيره: أن رجلًا قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: إني لا أروى من نفس واحد، قال:"فأبن القدح إذن عن فيك".
(2)
إسناده ضعيف لضعف رشدين بن كُريب. =
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ رِشْدِينَ بن كُرَيْبٍ.
قال: وسألتُ عَبد اللهِ بن عَبد الرحمنِ عن رِشْدين بن كُرَيْبٍ قُلْتُ: هو أقْوى أمْ محمدُ بن كُرَيْبٍ؟ قال: ما أقْربَهُما وَرِشْدِينُ بن كُرَيْبٍ أرْجَحُهُما عِنْدِي.
وسألْتُ محمدَ بن إسماعيلَ عن هذا، فقال: محمدُ بن كُرَيْبٍ أرْجَحُ من رِشْدِينَ بن كُرَيْبٍ.
والقوْلُ عِنْدِي ما قال أبو محمدٍ عَبد اللهِ بن عبد الرحمن، رِشْدِينُ بن كُريْب أرْجحُ وَأكْبرُ، وقد أدْركَ ابن عَبَّاسٍ وَرآهُ وَهُما أخْوانِ وَعِنْدهُما مناكِيرُ.
15 - باب ما جاء في كَرَاهِيةِ النَّفْخِ في الشَّرَابِ
1996 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن خَشْرمٍ، قال: أخْبرنا عيسى بن يُونُسَ، عن مالكِ بن أنَسٍ، عن أيُّوبَ وهو ابن حَبِيبٍ، أنَّهُ سَمعَ أبا المُثنَّى الجُهَنيَّ يَذْكُرُ
عن أبي سَعيدٍ الخُدْرِيِّ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهى عن النَّفْخِ في الشراب. فقال رَجُلٌ: القَذاةُ أرَاها في الإنَاءِ؟ فقال: أهْرِقْها. قال: فَإنِّي لا أرْوى من نَفَسٍ وَاحدٍ؟ قال: فَأبِنِ القَدَحَ إذَنْ عن
= وأخرجه ابن ماجه (3417)، وهو في "المسند"(2571) و (2578). وفي الباب عن أنس أنه كان يتنفس في الإناء مرتين أو ثلاثًا، وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الإناء ثلاثا، أخرجه البخاري (5636). ومعناه: أنه كان إذا أراد أن يشرب لا يقتصر على نفس واحد، بل يفصل بين الشرب بنفسين أو ثلاثة خارج الإناء.
فِيكَ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
1997 -
حَدَّثَنا ابن أبي عُمرَ، قَال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن عَبد الكريمِ الجَزَرِيِّ، عن عِكْرمةَ
عن ابن عبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهى أنْ يُتَنفَّسَ في الإنَاءِ، أوْ يُنْفخَ فيهِ
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
16 - باب ما جاء في كرَاهِيةِ التّنفُّسِ في الإنَاءِ
1998 -
حَدَّثَنا إسحاقُ بن مَنْصُورٍ، قال: أخبرنا عَبد الصَّمدِ بن عَبد الوارثِ، قال: حَدَّثَنا هِشامٌ، عن يحيى بن أبي كَثِيرٍ، عن عَبد اللهِ بن أبي قَتادةَ
عن أبيهِ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا شَرِبَ أحدُكُمْ، فَلا يتنفّسْ في الإناءِ"
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مالك 2/ 925، وهو في "المسند"(11203) و"صحيح ابن حبان"(5327).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (3728)، وابن ماجه (3288) و (3428)، وهو في "المسند"(1907)، و"صحيح ابن حبان"(5316).
وفي النهي عن النفخ في الإناء، قال ابن الأثير في "النهاية" 5/ 90: إنما نهى عنه من أجل ما يخاف أن يبدر من ريقه فيه، وربما شرب بعده غيره فيتأذى به.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5630) ومسلم (267)(63) و (65) =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
17 - باب ما جاء في اخْتِناثِ الأسْقِيةِ
1999 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن الزُّهْريِّ، عن عُبيد اللهِ بن عَبد اللهِ
عن أبي سَعيدِ رِوَايةً: أنَّهُ نَهى عن اخْتناثِ الأسْقيةِ
(1)
.
وفي البابِ عن جَابرٍ، وابن عَبَّاسٍ، وأبي هُريرةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
18 - باب في الرُّخْصةِ في ذلك
2000 -
حَدَّثَنا يحيى بن موسى، قال: حَدَّثَنا عَبد الرَّزَّاقِ، قال: أخْبرنا
= وص 1602 (121)، وأبو داود (31)، والنسائي 1/ 43 و 44، وهو في "المسند"(22522).
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5625)، ومسلم (2023)، وأبو داود (3720)، وابن ماجه (3418)، وهو في "المسند"(11026)، و"صحيح ابن حبان"(5317).
والاختناث: هو أن يثني رأس السقاء ويعطفه، وأصل الاختناث: التكسّر والانطواء، قال في "النهاية" 2/ 82: خنثتُ السقاء: إذا ثَنيت فيه إلى الخارج، وشربتَ منه، وقبعتُه: إذا ثنيته إلى الداخل، وإنما نهى عنه، لأنه يُنَتِّنها، فإن إدامة الشرب هكذا مما يُغير ريحَها، وقيل: لا يؤمن أن يكونَ فيها هامَّة، وقيل: لئلا يترشش الماء على الشارب لسعة فم السقاء، وقد أخرج الحاكم 4/ 140 عن عائشة أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى أن يشرب من فم السقاء لأنه ينتنه، وقوى سنده الحافظ في "الفتح" 10/ 91.
عَبد اللهِ بن عُمرَ، عن عيسى بن عَبد اللهِ بن أُنيسٍ
عن أبيهِ، قال: رَأيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قامَ إلى قِرْبةٍ مُعَلَّقةٍ، فَخَنَثَها ثُمَّ شَرِبَ مِن فِيهَا
(1)
.
وفي البابِ عن أُمِّ سُلَيْمٍ.
هذا حديثٌ لَيْسَ إسْنادُهُ بصَحيحٍ، وَعَبد اللهِ بن عُمرَ العُمرِيُّ يُضَعَّفُ من قِبَلِ حفظِهِ وَلا أدْرِي سَمعَ من عيسى أمْ لا؟
2001 -
حَدَّثَنا ابن أبي عُمرَ، قَال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن يَزِيدَ بن يَزِيدَ بن جَابرٍ، عن عَبد الرحمنِ بن أبي عَمْرةَ
عن جَدَّتهِ كَبْشةَ، قالت: دَخلَ عَليَّ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَشربَ مِن فِي قِرْبةٍ مُعَلَّقةٍ قائمًا، فَقُمْتُ إلى فِيها فَقَطعْتُهُ
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
ويَزِيدُ بن يَزِيدَ هو: أخو عَبد الرحمنِ بن يَزِيدَ بن جَابرٍ، وهو أقْدمُ مِنْهُ مَوْتًا.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري، وأخرجه أبو داود (3721)، والمزي في "تحفة الأشراف" 4/ 275. ويشهد له حديث كبشة الآتي.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (3423)، وهو في "المسند"(27448)، و"صحيح ابن حبان"(5318)، وزاد ابن ماجه في روايته "تبتغي بركة موضع في رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عند أحمد "فقمت إلى فيها فقطعته".
19 - باب ما جاء أنّ الأيْمَنِينَ أحقُّ بالشُّرْبِ
2002 -
حَدَّثَنا الأنْصاريُّ، قَال: حَدَّثَنا مَعْنٌ، قَال: حَدَّثَنا مالكٌ، عن ابن شهاب. (ح)
وَحَدَّثَنا قُتيبةُ، عن مالكٍ، عن ابن شِهَابٍ
عن أنس بن مالك: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتِي بلَبنٍ قد شِيبَ بِماءٍ وعن يَمِينهِ أعْرابيٌّ وعن يَسارِهِ أبو بكْرٍ فَشرِبَ ثُمَّ أعْطى الأعْرابيَّ، وقال:"الأيْمَنُ فَالأَيْمنُ"
(1)
.
وفي البابِ عن ابن عَبَّاسٍ، وَسهْلِ بن سَعْدٍ، وابن عُمرَ، وَعَبد الله بن بُسْرٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
20 - باب ما جاء أنّ ساقِي القَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا
2003 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عن ثَابتٍ البُنَانيِّ، عن عَبد اللهِ بن رَباحٍ
عن أبي قَتادةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"سَاقِي القَوْم آخِرهُمْ شُرْبًا"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (2352) و (5619)، ومسلم (2029)، وأبو داود (3726)، وابن ماجه (3425)، وهو في "المسند"(12121)، و"صحيح ابن حبان"(5333) وما بعده.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا مسلم (681)، وابن ماجه (3434)، والنسائي في "الكبرى"(6867)، وهو في "المسند"(22546) =
وفي البابِ عن ابن أبي أوْفَى.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
21 - باب ما جاء أيُّ الشّرابِ كانَ أحَبَّ إلى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
-
2004 -
حَدَّثَنا ابن أبي عُمرَ، قَال: حَدَّثَنا سُفيانُ بن عُيينةَ، عن مَعْمرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوةَ
عن عَائشةَ، قالت: كَانَ أحَبَّ الشَّرَابِ إلى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الحُلْوُ الباردُ
(1)
.
هكذا رَوَى
(2)
غَيْرُ وَاحدٍ عن ابن عُيينةَ مِثْلَ هذا عن مَعْمرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوةَ، عن عَائشةَ، وَالصَّحيحُ ما رَوى الزُّهْرِيُّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسلًا.
2005 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن محمدٍ، قال: أخْبرنا عَبد اللهِ بن المُباركِ،
= و (22577)، و"صحيح ابن حبان"(5338).
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، واختلف فيه على معمر في وصله وإرساله، فوصله سفيان بن عيينة عن معمر وأرسله عبد الرزاق وابن المبارك، وتابع معمرًا على إرساله يونس بن يزيد الأيلي، وصوَّب إرساله غير واحد من الأئمة.
وأخرجه موصولًا النسائي في "الكبرى"(6844)، وهو في "المسند"(24100). وله شاهد من حديث ابن عباس عند أحمد (3129).
(2)
فى (أ): "رواه".
قال: أخْبرنا مَعْمرٌ وَيُونُسُ
عن الزُّهْرِيِّ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: أيُّ الشَّرابِ أطْيبُ؟ قال: "الحُلْوُ الباردُ"
(1)
.
وهكذا رَوَى عَبد الرَّزَّاقِ، عن مَعْمرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسلًا. وهذا أصحُّ من حديثِ ابن عُيينةَ.
(1)
أخرجه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(19583)، وابن أبي شيبة 8/ 224، والبيهقي في "الشعب"(5927) من طرق عن الزهري مرسلًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب البر والصلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
1 - باب ما جَاءَ في بِرِّ الوَالِدَيْنِ
2006 -
حَدَّثَنا بندار، قال: أخْبَرَنا يَحْيى بنُ سَعِيدٍ، قال: أخْبَرَنا بَهْزُ بنُ حَكِيمٍ، قال: حَدَّثَني أبي
عن جَدِّي، قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ من أبَرُّ؟ قال: "أُمَّكَ". قال: قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قال: "أُمَّك". قال: قُلْتُ: ثُمَّ من؟ قال: "أُمَّكَ". قال: قُلْتُ: ثُمَّ من؟ قال: "ثُمَّ أباكَ، ثُمَّ الأقْرَبَ فالأقرَبَ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي هُرَيْرَةَ، وعبدِ اللهِ بن عَمْرٍو، وعَائِشةَ، وأبي الدَّرْداءِ.
وبَهْزُ بن حَكِيمٍ: هو ابن مُعاوِيَةَ بن حَيْدَةَ القُشَيْرِيُّ.
وهذا حديثٌ حسنٌ.
(1)
صحيح لغيره، وأخرجه أبو داود (5139)، وهو في "المسند"(20028). ويشهد له حديث أبي هريرة عند أحمد (8344)، والبخاري (5971)، ومسلم (2548).
وقد تكلَّمَ شُعْبةُ في بَهْزِ بن حَكِيمٍ، وهو ثِقةٌ عندَ أهلِ الحديثِ، ورَوى عنهُ مَعْمَرٌ وسفيانُ الثّوْرِيُّ وحَمَّادُ بنُ سَلمَةَ، وغَيْرُ واحِدٍ من الأئِمةِ.
2 - باب
2007 -
حَدَّثَنا أحمدُ بنُ محمدٍ، قال: حَدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ، عن المَسْعُودِيِّ، عن الوَليدِ بنِ العَيْزَارِ، عن أبي عَمْرٍو الشَّيْبانيِّ
عن ابن مَسْعُودٍ، قال: سَألتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلتُ: يا رسولَ اللهِ أيُّ الأعْمالِ أفْضَلُ؟ قال: "الصَّلاة لمِيقاتِها". قُلْتُ: ثُمَّ ماذا يا رسولَ اللهِ؟ قال: "بِرُّ الوَالِدَيْنِ". قال: قُلْتُ: ثُمَّ ماذا يا رسولَ اللهِ؟ قال: "الجِهادُ في سَبِيلِ اللهِ"، ثُمَّ سَكَتَ عَنِّي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ولو اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَني
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ، وقد رَوَاهُ الشَّيْبانيُّ
(2)
وشُعْبةُ وغَيْرُ واحِدٍ عن الوَليدِ بنِ العَيْزَارِ. وقدْ رُوِيَ هذا الحديثُ من غَيْرِ وجْهٍ عن أبي عَمْرٍو الشَّيْبانِيِّ، عن ابنِ مَسْعُودٍ.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (527)، ومسلم (85)، والنسائي 1/ 292، وهو في "المسند"(3890)، و"صحيح ابن حبان"(1475) و (1477).
قال العلماء: وفي الحديث فضلُ تعظيم الوالدين، وأن أعمال البِرِّ يُفْضُلُ بعضُها على بعضٍ، وفيه السؤال عن مسائل شتَّى في وقت واحد والرفق بالعالم، والتوقف عن الإكثار عليه خشية ملاله.
(2)
هو سليمان بن أبي سليمان، أبو إسحاق الشيباني.
وأبو عَمْرٍو الشَّيْبانِيُّ، اسْمُهُ: سَعْدُ بنُ إياسٍ.
3 - باب الفَضْل في رِضَا الوَالِدَيْنِ
2008 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمَرَ، قال: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عن عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عن أبي عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيِّ
عن أبِي الدَّرْدَاءِ قال: إنَّ رَجُلًا أتاهُ، فقال: إنَّ لي امْرَأةً وإنّ أُمِّي تأمُرُنِي بِطلاقِهَا، فقال أبو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الوَالِدُ أوْسَطُ أبْوَابِ الجَنّةِ" فَإن شِئْتَ
(1)
فَأضِعْ ذلكَ البابَ أو احفَظْهُ
(2)
. قال: ورُبَّما قال سُفْيانُ: إنَّ أُمِّي، ورُبَّما قال: أبي.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
وأبو عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيُّ اسْمُهُ: عبدُ اللهِ بنُ حَبِيبٍ.
2009 -
حَدَّثَنا أبو حَفْصٍ عَمرو بنُ عَلِيٍّ، قال: حَدَّثَنا خَالِدُ بنُ الحارِثِ، عن شُعْبَة، عن يَعْلَى بنِ عَطَاءٍ، عن أبيهِ
عن عبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"رِضَى الرَّبِّ في رِضَى الوَالِدِ، وسَخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِ الوَالِدِ"
(3)
.
(1)
قوله: "فإن شئت" لم يرد إلا في نسخة بهامش (ب).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (2089)، وهو في "المسند"(21717)، و"صحيح ابن حبان"(425).
(3)
حديث حسن، وأخرجه ابن عساكر 4/ 76/ 1، والحاكم 4/ 151 و 152 والبغوي (3423) و (3424)، وهو في "صحيح ابن حبان"(429).
وفي الباب عن ابن عمر عند البزار (1865)، قال الهيثمي 8/ 136: فيه عصمة =
2010 -
حَدَّثَنا محمدُ بنُ بَشارٍ، قال: حَدَّثَنا محمدُ بنُ جَعْفَرٍ، قال: حدثنا شُعْبةُ، عن يَعْلَى بنِ عَطَاءٍ، عن أبيهِ، عن عبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو نَحْوَهُ، ولم يَرْفَعهُ
(1)
، وهذا أصَحُّ.
وهكذا رَوَى أصْحابُ شُعْبةَ، عن شُعْبَةَ، عن يَعْلَى بنِ عَطَاءٍ، عن أبيهِ، عن عبدِ الله بنِ عَمْرٍو مَوْقُوفًا، ولا نَعْلَمُ أحَدًا رَفَعَهُ غَيْرَ خالِدِ بنِ الحارِثِ عن شُعْبةَ، وخَالِدُ بنُ الحارِثِ ثِقَةٌ مأمُونٌ: سَمِعْتُ محمدَ بنَ المُثَنَّى يَقُولُ: ما رَأيْتُ بِالبَصْرَةِ مِثْلَ خَالِدِ بنِ الحَارِثِ، ولا بالكُوفَةِ مِثْلَ عبدِ اللهِ بنِ إدْرِيسَ.
وفي البابِ عن ابنِ مَسْعُودٍ.
4 - باب ما جَاءَ في عُقُوقِ الوَالِديْنِ
2011 -
حَدَّثَنا حُمَيْدُ بنُ مَسْعَدَةَ، قال: حَدَّثَنا بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، قال: حَدَّثَنا الجُرَيْرِيُّ، عن عبدِ الرحمن بنِ أبي بَكْرَةَ
عن أبيهِ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ألا أُحَدِّثُكُمْ بأكْبَرِ الكَبَائِرِ"؟ قالوا: بَلَى يا رسُولَ اللهِ. قال: "الإشْرَاكُ باللهِ، وعُقُوقُ الوَالِدَينِ"، قال: وجَلَسَ وكانَ مُتَّكِئًا، قال:"وشَهَادَةُ الزُّورِ، أو قَولُ الزُّورِ"، فَما زَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ
(2)
.
= ابن محمد متروك.
وعن أبي هريرة عند الطبراني في الأوسط (2276) ولفظه: "طاعة الله طاعة الوالد، ومعصية الله معصية الوالد".
(1)
انظر ما قبله.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2654)، ومسلم (87)، وهو في =
وفي البابِ عن أبي سَعِيدٍ.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.
وأبو بَكْرَةَ اسْمُهُ: نُفَيْعٌ.
2012 -
حَدَّثَنا قُتَيْبةُ، قال: حَدَّثَنا اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، عن ابنِ الهَادِ، عن سَعْدِ بنِ إبْراهِيمَ، عن حُمَيدِ بنِ عبدِ الرحمنِ
عن عبدِ اللهِ بن عَمْرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من الكَبائِرِ أن يَشْتُمَ الرَّجُلُ والِدَيْهِ". قالوا: يا رسولَ اللهِ وهَلْ يَشْتُمُ الرَّجُلُ والِدَيْهِ؟ قال: "يَسُبُّ أبا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أباهُ ويَشْتُمُ أُمَّهُ فَيَشْتُمُ أُمَّهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ
(2)
.
= "المسند"(20385).
وسيتكرر عند المصنِّف بالأرقام (2301) و (3019).
قوله: "فجلس" لزيادة الاهتمام، كما فصل ذلك حيث كرر تكرارًا خارجًا عن العادة، ولعل ذلك، لأن الشرك والعقوق مما يمنع عنه الطبع والناسُ وخوفُ العقوبة والذم، بخلاف شهادة الزور، فإن الطمع في المال قد يدعو إليها، ولا مانع عليها، ولذلك اهتم بها.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5973)، ومسلم (90)، وهو في "المسند"(6529)، و"صحيح ابن حبان"(411) و (412).
قال ابن بطال: هذا الحديث أصل في سدِّ الذرائع، ويؤخذ منه أن من آل فعله إلى محرم يَحْرُمُ عليه ذلك الفعل، وإن لم يقصد إلى ما يحرم.
(2)
كذا في الأصول الخطية، وفي نسخة بهامش (ب):"حسن صحيح".
5 - بابٌ في إكْرامِ صَدِيقِ الوَالِدِ
2013 -
حَدَّثَنا أحمدُ بنُ محمدٍ، قال: حَدثنا عبدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ، قال: أخْبَرَنا حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ، قال: أخْبَرَنا الوَلِيدُ بنُ أبي الوَليدِ، عن عبدِ الله بن دِينارٍ
عن ابنِ عُمَرَ، قال: سَمِعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إنَّ أبَرَّ البِرِّ أن يَصِلَ الرَّجُلُ أهْلَ ودِّ أبيهِ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي أُسَيْدٍ.
هذا حديث إسْناده صحيحٌ، وقد رُوِيَ هذا الحديثُ عن ابنِ عُمَرَ من غَيْرِ وجْهٍ.
6 - باب ما جَاءَ في بِرِّ الخَالَةِ
(2)
2014 -
حَدَّثَنا سُفْيانُ بنُ وكِيعٍ، قال: حَدَّثَنا أبي، عن إسْرائِيلَ. (ح)
وحَدَّثَنا محمدُ بنُ أحمدَ وهو ابنُ مَدُّويه، قال: حَدَّثَنا عُبَيْد اللهِ بنُ مُوسَى، عن إسْرائِيلَ - واللَّفْظُ لِحَديثِ عُبَيْدِ اللهِ - عن أبي إسْحَاقَ الهَمْدَانِيِّ
عن البَرَاءِ بن عازِبٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"الخالَةُ بمَنْزِلَةِ الأُمِّ". وفي الحديثِ قِصَّةٌ طَوِيلَةٌ
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2552)، وأبو داود (5143)، وهو في "المسند"(5612) و (5721)، و"صحيح ابن حبان"(430) و (431).
(2)
لم يرد اسم هذا العنوان إلا في نسخة بهامش (ب)، لكن دون قوله:"ما جاء".
(3)
حديث البراء حديث صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا أحمد (18635)، =
هذا حَديثٌ صَحيحٌ.
2015 -
حَدَّثَنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حَدَّثَنا أبو مُعاويةَ، عن محمدِ بنِ سُوقَةَ، عن أبي بكر بن حَفْصٍ
عن ابنِ عُمَرَ: أنَّ رَجُلًا أتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: يا رسولَ الله إني أصَبْتُ ذَنْبًا عظيمًا، فهل لي من توبة؟ قال:"هَل لك من أُمًّ؟ " قال: لا. قال: "هل لك مِن خالةٍ"؟ قال: نعم. قال: "فَبِرَّها"
(1)
.
وفي البابِ عن عليٍّ.
2016 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمرَ، قال: حَدَّثَنا سُفْيانُ بن عيينة، عن محمد بن سُوقَةَ، عن أبي بكر بن حفصٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوه
(2)
. ولم يذكر فيه عن ابن عمر، هذا أصحُّ من حديثِ أبي مُعاوِيَة.
وأبو بكر بن حفص هو: ابن عُمَرَ بن سَعْدِ بن أبي وقّاص.
7 - باب ما جَاءَ في دُعاء الوَالِدَيْنِ
2017 -
حَدَّثَنا عَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، قال: حدثنا إسْماعِيلُ بنُ إبْراهِيمَ، عن هِشامٍ الدَّسْتُوائِيِّ، عن يَحْيَى بنِ أبي كَثِيرٍ، عن أبي جَعْفَرٍ
= والبخاري (1781) و (2699)، ومسلم (1783)، وهو في "صحيح ابن حبان"(4873)، ولم يذكر فيه أحمد ومسلم:"الخالة بمنزلة الأم".
وقد أورده المصنِّف مجزءًا بالأرقام (956) و (3716) و (3765).
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (4624)، وابن حبان (435).
(2)
انظر ما قبله.
عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلاثُ دَعَواتٍ مُسْتجاباتٌ لا شكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ المَظْلُومِ، ودَعْوَةُ المُسَافِرِ، ودَعْوَةُ الوَالِدِ على وَلَدِهِ"
(1)
(2)
.
وقد روَى الحَجَّاجُ الصَّوَّافُ هذا الحديثَ عن يَحْيَى بنِ أبي كَثِيرٍ نَحْوَ حَدِيثِ هِشامٍ
(3)
.
وأبو جَعْفَرٍ الذي رَوَى عن أبي هُرَيْرَةَ، يُقالُ لهُ: أبو جَعْفَرٍ المُؤَذِّنُ، ولا نَعْرِفُ اسْمَهُ، وقد رَوَى عنهُ يَحْيَى بنُ أبي كَثِيرٍ غَيْرَ حديثٍ.
8 - باب ما جَاءَ في حَقِّ الوَالِدَيْنِ
2018 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مُحَمَّدِ بن مُوسَى، قال: أخْبَرَنا جَرِيْرٌ، عن سُهَيْلِ بنِ أبي صَالحٍ، عن أبيهِ
عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَجْزِي ولَدٌ والِدًا إلَّا أن يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَريَهُ فَيُعْتِقَهُ"
(4)
.
(1)
حديث حسن لغيره وهذا سند رجاله ثقات غير أبي جعفر الراوي عن أبي هريرة - وهو أبو جعفر الأنصاري المؤذن، لم يرو عنه غير يحيى بن أبي كثير، ولا يُعرف اسمه.
وأخرجه أبو داود (1536)، وابن ماجه (3862)، وهو في "المسند"(7510)، و"صحيح ابن حبان"(2699)، وانظر شواهده في "المسند".
(2)
زاد بإثره في المطبوع، و"تحفة الأشراف" 10/ 432: "هذا حديث حسن، وليس هو في أصولنا الخطية.
(3)
ستأتي هذه الرواية عند المصنِّف برقم (3448).
(4)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (1510)، وأبو داود (5137)، وابن ماجه =
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ لا نَعْرِفُهُ إلَّا من حديثِ سُهَيْلِ بنِ أبي صَالحٍ. وقد رَوَى سُفْيانُ الثّوْرِيُّ وغَيْرُ واحِدٍ عن سُهَيْلٍ هذا الحديثَ.
9 - باب ما جَاءَ في قَطِيعَةِ الرَّحِمِ
2019 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمَرَ وسَعِيدُ بنُ عبدِ الرحمنِ المخزومي، قالا: حَدَّثَنا سُفْيانُ بنُ عُيَيْنةَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أبي سَلَمَةَ، قال:
اشْتكى أبو الرَّدَّادِ
(1)
فَعَادَهُ عبدُ الرحمنِ بنُ عَوفٍ، فقال: خَيْرُهُمْ وأوصَلُهُمْ ما عَلِمْتُ أبا محمدٍ، فقالَ عبدُ الرحمنِ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "قال اللهُ تبارك وتعالى: أنا اللهُ وأنا الرحمنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وشَقَقْتُ لها من اسْمِي، فَمَن وصَلَها وصَلْتُهُ، ومن قَطَعَها بَتَتُّهُ"
(2)
.
= (3659)، والنسائي في "الكبرى"(4896)، وهو في "المسند"(7143)، و"صحيح ابن حبان"(424).
قوله: "لا يجزي" أي لا يقدر على أداء جزائه على التمام والكمال.
"فيعتقه" أي يصير سببًا لعتقه بشرائه، وليس المراد أنه يحتاج إلى إعتاق آخر سوى أنه اشتراه، وفيه أن المملوك كالميت لعدم نفاذ تصرفه وإعتاقه كإحيائه، فمن أعتق أباه فكأنه أحياه، فكما أن الأب كان سببًا لوجود ابنه كذلك صار الابن بإعتاقه سببًا لحياته، فصار كأنه فعل مع أبيه مثل ما فعل معه أبوه متساويًا، والله تعالى أعلم، قاله السندي.
(1)
في الأصول جميعًا: "أبو الدرداء"، وكتب بهامش (أ) و (س) و (د): صوابه: "أبو الردَّاد الليثي".
(2)
صحيح لغيره، وأخرجه أبو داود (1694) و (1695)، وهو في "المسند"(1686)، و"صحيح ابن حبان"(443).
وفي البابِ عن أبي سَعيدٍ، وابن أبي أوْفَى، وعَامِرِ بنِ رَبِيعَةَ، وأبي هُرَيْرَةَ، وجُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ.
حَديثُ سُفْيانَ عن الزُّهْرِيِّ حديثٌ صحيحٌ. ورَوَى مَعْمَرٌ عن الزهري، هذا الحديث، عن أبي سَلمَةَ، عن رَدّادٍ اللَّيْثِيِّ، عن عبد الرحمن بنِ عَوْفٍ، ومَعْمَر كذا يقُولُ. قال محمدٌ: وحديث مَعْمَرٍ خَطَأٌ.
10 - باب ما جَاءَ في صِلَةِ الرَّحِمِ
2020 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمَرَ، قال: حَدَّثَنا سُفْيانُ، قال: حَدَّثَنا بَشيرٌ أبو إسْمَاعِيلَ وفِطْرُ بنُ خَليفَةَ، عن مُجَاهِدٍ
عن عبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"لَيْسَ الوَاصِلُ بالمُكَافِئ، ولكنِ الوَاصِلُ إذا انْقَطَعَتْ رَحِمُهُ وصَلَهَا"
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ.
وفي البابِ عن سَلمَانَ، وعَائِشَة.
2021 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمَرَ ونَصْرُ بنُ عَلِيًّ وسَعِيدُ بنُ عبدِ الرحمنِ
= وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد (10469) وهو صحيح.
وقوله: خيرهم وأوصلهم. بالرفع خبر مبتدأ محذوف تقديره: أنت خير، وأبا محمد: منصوب بالألف، لأنه منادى مضاف.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه تامًا ومختصرًا البخاري (5991)، وأبو داود (1697)، وهو في "المسند"(6524)، و"صحيح ابن حبان"(445).
المخزومي، قالوا: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عن الزُّهرِيِّ، عن محمدِ بنِ جبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ
عن أبيهِ، قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَدْخُلُ الجَنّةَ قاطِعٌ". قال ابنُ أبي عُمَرَ: قال سُفْيانُ: يَعْنِي قاطِعَ رَحِمٍ
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.
11 - باب ما جَاءَ في حُبِّ الوَلَدِ
2022 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمَرَ، قال: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عن إبراهيمَ بنِ مَيْسَرَةَ، قال: سَمِعْتُ ابنَ أبي سُوَيْدٍ يقولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بنَ عبدِ العَزِيزِ يقولُ:
زَعَمَتِ المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ، قالت: خَرَجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ وهو مُحْتَضِنٌ أحَدَ ابْنَي ابْنَتِهِ وهو يقولُ: "إنَّكُمْ لتُبَخِّلونَ وتُجَبِّنُونَ وتُجَهِّلُونَ، وإنَّكُمْ لَمِنْ رَيْحَانِ اللهِ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5984)، ومسلم (2556)، وأبو داود (1696)، وهو في "المسند"(16732)، و"صحيح ابن حبان"(454).
(2)
حديث حسن لغيره أو صحيح لغيره دون قوله: "وإنكم لمن ريحان الله" وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عمر بن عبد العزيز لا يُعرف له سماع من خولة بنت حكيم، ولجهالة ابن أبي سويد - وهو محمد - وقد تفرد بالرواية عنه إبراهيم بن ميسرة - وهو الطائفي المكي - قال الحافظ: مجهول، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو في "المسند"(27314)، وفيه تتمة التخريج.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أبي يعلى (1032)، والبزار (1892) =
وفي البابِ عن ابنِ عُمَرَ، والأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ.
حديث ابنِ عُيَيْنةَ عن إبْراهِيمَ بنِ مَيْسَرَةَ لا نَعْرِفُهُ إلَّا من حديثهِ، ولا نَعْرِفُ لِعُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ سَمَاعًا من خَولةَ.
12 - باب مَا جَاءَ في رَحْمةِ الوَلَدِ
2023 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمَرَ وسَعِيدُ بنُ عبدِ الرحمنِ، قالا: حَدَّثَنا سُفْيَانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أبي سَلمَةَ
عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: أبْصَرَ الأقْرَعُ بنُ حَابِسٍ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يُقَبِّلُ الحَسنَ - وقال ابنُ أبي عُمَرَ: الحَسَنَ أو الحُسَيْنَ - فقال: إنَّ لي من الوَلَدِ عَشَرَةً ما قَبَّلتُ أحَدًا مِنْهُم. فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّهُ من لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ"
(1)
.
= وفيه عطية العوفي.
وعن الأسود بن خلف عند البزار (1891)، والحاكم 3/ 296 قال الهيثمي في "المجمع" 8/ 155: ورجاله ثقات.
وعن يعلى بن مرة عند أحمد (17562) وفيه سعيد بن أبي راشد راويه عن يعلى وذكره ابن حبان في الثقات.
وعن الأشعث بن قيس عند أحمد (21840) وفيه بجالة بن سعيد وفيه ضعف.
وعن عائشة عند البغوي في "شرح السنة"(3418) وفيه ابن لهيعة، فالحديث بهذه الشواهد حسن أو صحيح.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5997)، ومسلم (2318)، وأبو داود (5218)، وهو في "المسند"(7121) و (7289)، و"صحيح ابن حبان"(457) و (463).
وفي البابِ عن أنَسٍ، وعَائِشَةَ.
وأبو سَلمَةَ بن عبدِ الرحمنِ اسمُهُ: عبدُ اللهِ بن عبدِ الرحمنِ.
وهذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
(1)
.
13 - باب ما جَاءَ في النَّفَقَةِ على البَنَاتِ
2024 -
حَدَّثَنا أحْمَدُ بن محمدٍ، قال: أخْبَرَنا عبدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ، قال: أخْبَرَنا ابنُ عُيَيْنةَ، عن سُهَيْلِ بنِ أبي صَالحٍ، عن أيُّوبَ بنِ بَشِيرٍ، عن سَعِيدٍ الأعْشَى
عن أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قال: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من كانت لهُ ثلاثُ بَنَاتٍ أو ثَلاثُ أخَوَاتٍ أو ابْنَتَانِ أو أُخْتَانِ، فَأحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ، واتَّقَى اللهَ فِيهِنَّ فَلَهُ الجَنَّةُ"
(2)
.
(1)
هذه العبارة لم ترد في شيءٍ من أصولنا الخطية، وأثبتناها من نسخة بهامش (ظ)، والنسخة التي شرح عليها المباركفوري، وتحفة الأشراف 11/ 27.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، وجهالة سعيد الأعشى - وهو سعيد بن عبد الرحمن بن مكمل - لم يَرْو عنه غيرُ اثنين، ولم يوثقه غير ابن حبان، ومتن الحديث صحيح، وقد اختلف في إسناده كما يأتي:
فأخرجه الحميدي (738)، وابن حبان (446) من طريق سهل بن أبي صالح، عن أيوب بن بشير، عن سعيد الأعشى، عن أبي سعيد الخدري، وستأتي عند المصنِّف برقم (1916).
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 552، وأحمد (11384) و (11924) والبخاري في "الأدب المفرد"(79)، وأبو داود (5147) و (5148) من طريق سعيد بن عبد الرحمن، عن أيوب، عن ابن سعيد الخدري، وانظر في "المسند" تتمة شواهده.
2025 -
حَدَّثَنا قُتَيْبةُ، قال: حَدَّثَنا عبدُ العزيزِ بنُ محمدٍ، عن سُهَيْلِ بن أبي صَالحٍ، عن سَعِيدِ بنِ عبدِ الرحمنِ
عن أبي سَعِيدٍ الخُدْريِّ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يكُونُ لأَحَدِكُمْ ثلاثُ بَنَاتٍ أو ثَلاثُ أخَوَاتٍ، فَيُحْسِنُ إليْهِنَّ إلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ
(1)
.
وفي البابِ عن عائِشةَ، وعُقْبةَ بنِ عَامرٍ، وأنَسٍ، وجَابِرٍ، وابن عَبَّاسٍ.
وأبو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ اسْمُهُ: سَعْدُ بنُ مالِكِ بنِ سِنَانٍ، وسَعْدُ بنُ أبي وقَّاصٍ هو: سَعْدُ بنُ مالِكِ بنِ وهَيْبٍ، وقد زَادُوا في هذا الإسْنادِ رَجُلًا.
2026 -
حَدَّثَنا العَلاءُ بنُ مَسْلَمةَ، فال: حَدَّثَنا عبدُ المَجِيدِ بنُ عبد العزيزِ، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ
عن عَائِشَةَ، قالتْ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من ابْتُلِي بِشَيءٍ من البَنَاتِ، فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ كُنَّ لهُ حِجَابًا من النَّارِ"
(2)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ.
2027 -
حَدَّثَنا أحْمَدُ بنُ مُحمدٍ، قال: أخْبَرَنا عبدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ، قال: أخْبَرَنا مَعْمَرٌ، عن ابنِ شِهَابٍ، قال: حَدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ أبي بكْرِ بن
(1)
انظر ما قبله.
(2)
حديث صحيح، وإسناد رجاله ثقات، لكن رواه الزهري أيضًا - كما في الرواية الآتية برقم (2027) عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة بإثبات عبد الله بينه وبين عروة وهو الأشبه، وأخرجه أحمد (24055)، وابن حبان (2939).
حَزْمٍ، عن عُرْوَةَ
عن عَائِشَةَ، قالتْ: دَخَلَتِ امْرَأةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لها فَسَألَتْ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ فَأعْطَيْتُها إيَّاها فَقَسَمَتْها بَيْنَ ابْنَتَيْها ولَمْ تَأكُلْ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ ودَخَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فَأخْبَرْتُهُ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"من ابْتُلِيَ بِشَيءٍ من هذهِ البَنَاتِ، كُنَّ لهُ سِتْرًا من النَّارِ"
(1)
.
2028 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ وَزِيرٍ الوَاسِطِيُّ، قال: حَدَّثَنا مُحمدُ بنُ عُبَيْدٍ، قال: حَدَّثَنا محمدُ بنُ عبدِ العَزِيزِ الرَّاسبِيُّ، عن أبي بكرِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أنسَ بنِ مالِكٍ
عن أنَسٍ بن مالك، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "من عَالَ جَارِيَتَيْنِ، دَخَلْتُ أنا وهو الجَنَّةَ كَهَاتَيْنِ"، وأشَارَ بِأصْبُعَيْهِ
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
وقد رَوَى محمدُ بنُ عُبَيْدٍ عن محمدِ بنِ عبدِ العَزِيزِ غَيْرَ حديثٍ بهذا الإسْنادِ، وقال: عن أبي بَكْرِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أنَسٍ، والصَّحِيحُ هو: عُبَيْدُ اللهِ بنُ أبي بكرِ بنِ أنَسٍ.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (1418)، ومسلم (2629)، وهو في "المسند"(25332)، وانظر فيه تتمة الكلام عليه، وانظر (2026).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2631) من طريق محمد بن عبد العزيز، عن عبيد الله بن أبي بكر، عن أنس.
وهو في "المسند"(12498)، و"صحيح ابن حبان"(447) من طريق ثابت البناني، عن أنس.
14 - باب ما جَاءَ في رَحْمَةِ اليَتِيمِ
2029 -
حَدَّثَنا سَعِيدُ بنُ يَعْقُوبَ الطَّالقَانِيُّ، قال: حَدَّثَنا المُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمانَ قال: سَمِعْتُ أبي يُحَدِّثُ، عن حَنَشٍ، عن عِكْرِمَةَ
عن ابنِ عَبَّاسٍ: أنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قَبَضَ يَتِيمًا من بين مُسْلِمين إلى طَعَامِهِ وشَرَابِهِ، أدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّةَ البَتَّةَ، إلَّا أنْ يَعْمَلَ ذَنْبًا لا يُغْفرُ
(1)
.
وفي البابِ عن مُرَّةَ الفِهْرِيِّ، وأبي هُرَيْرَةَ، وأبي أُمَامةَ، وسَهْلِ بنِ سَعْدٍ.
وحَنَشٌ هو: حُسَيْنُ بنُ قَيْسٍ، وهو أبو عَلِيٍّ الرَّحَبِيُّ، وسُلَيْمانُ التَيْمِيُّ يَقُولُ: حَنَشٌ، وهو ضَعِيفٌ عندَ أهلِ الحديثِ.
2030 -
حَدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ عِمْرَانَ أبو القاسِمِ المَكِّيُّ القُرَشِيُّ، قال: حَدَّثَنا عبدُ العزيزِ بنُ أبي حازِمٍ، عن أبيهِ
عن سَهْلِ بنِ سَعْدٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أنا وكَافِلُ
(1)
إسناده ضعيف لضعف حنش - وهو ابن عبد الله الصنعاني -، وأخرجه عبد بن حميد (615)، وأبو يعلى (2457)، وابن عدي 2/ 764 من طرق عن حنش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11816) من طريق سعيد بن مسروق، عن عكرمة، به. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 162: وفيه داود بن الزبرقان وهو متروك.
ويغني عنه حديث سهل بن سعد الذي بعده.
اليَتِيمِ في الجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ". وأشَارَ بِأصْبُعَيْهِ، يَعْني السَّبَّابةَ والوُسْطَى
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ.
15 - باب مَا جَاءَ في رَحْمَةِ الصِّبْيَانِ
2031 -
حَدَّثَنا محمدُ بنُ مَرْزُوقٍ البصري، قال: حَدَّثَنا عُبَيْدُ بنُ وَاقِدٍ، عن زَرْبِيٍّ، قال:
سَمِعتُ أنَسَ بنَ مَالكٍ يَقُولُ: جَاءَ شَيْخٌ يُرِيدُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأَبْطَأَ القَوْمُ عَنْهُ أنْ يُوَسِّعُوا لهُ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"ليسَ مِنَّا من لم يَرْحَمْ صَغِيرَنا ويُوَقِّرْ كَبِيرَنا"
(2)
.
وفي البابِ عن عبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وأبي هُرَيْرَةَ، وابنِ عَبَّاسٍ، وأبي أُمَامَةَ.
هذا حديثٌ غَرِيبٌ، وزَرْبِيٌّ لهُ أحَادِيثُ مَناكِيرُ عن أنَسِ بنِ مالِكٍ وغَيْرِهِ.
2032 -
حَدَّثَنا أبو بكْرٍ محمدُ بنُ أبانٍ، قال: حَدَّثَنا محمدُ بنُ فُضَيْلٍ، عن محمدِ بنِ إسْحاقَ، عن عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عن أبيهِ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5304)، وأبو داود (5150)، وهو في "المسند"(22820)، و"صحيح ابن حبان"(460).
(2)
حسن لغيره، أو صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف زربي وهو ابن عبد الله الأزدي، وأخرجه أبو يعلى (3476)، والطبراني في "الكبير"(5905)، وابن عدي 3/ 1094.
ويشهد له ما بعده.
عن جَدِّهِ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ليسَ مِنَّا من لم يَرْحَمْ صَغِيرَنا ويَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرَنا"
(1)
.
2033 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، قال: حَدَّثَنا عَبْدَةُ، عن محمدِ بنِ إسْحَاقَ نَحْوهُ، إلَّا أنَّهُ قال:"ويَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنا"
(2)
.
2034 -
حَدَّثَنا أبو بكْرٍ محمدُ بنُ أبَانٍ، قال: حَدَّثَنا يَزِيدُ بنُ هارُونَ، عن شَرِيْكٍ، عن لَيْثٍ، عن عِكْرِمَةَ
عن ابن عَبَّاسٍ، قال: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ليسَ مِنَّا من لم يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، ويُوَقِّرْ كَبِيرَنا، ويَأْمُرْ بالمَعْرُوفِ ويَنْهَ عن المُنْكَرِ"
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (6733) و (6935) و (7073)، وأبو داود (4943). والطريق الثالث عند أحمد سنده صحيح.
وفي الباب عن عبادة بن الصامت رفعه "ليس من أمتي مَنْ لم يُجل كبيرَنا، ويرحمْ صغيرنا، ويعرف لعالمنا" أخرجه أحمد (22755) والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1328)، والحاكم 1/ 122، والبزار (2718)، والشاشي في "مسنده"(1272) و (1273) ورجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعًا بين أبي قبيل المعافري، وبين عبادة بن الصامت فهو شاهد حسن لحديث عبد الله بن عمرو دون الجملة الأخيرة:"ويعرف لعالمنا" وأخطأ من حسن إسناد هذه الجملة.
(2)
هذا الحديث ليس في شيءٍ من أصولنا الخطية، وهو في "تحفة الأشراف" 6/ 334، وأشار المزي إلى أنه من رواية أحمد بن عبد الله التاجر، ونقل عن الترمذي أنه قال فيه:"حسن صحيح".
وأخرجه بهذا الإسناد البخاري في "الأدب المفرد"(355).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف ليث بن أبي سليم، وأخرجه =
هذا حديثٌ غَريبٌ.
وحديثُ محمدِ بنِ إسحاقَ عن عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ حَديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، وقد رُوِيَ عن عبدِ الله بنِ عَمْرٍو من غَيْرِ هذا الوَجْهِ أيضًا.
قال بعضُ أهلِ العِلمِ: مَعْنَى قَولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "ليسَ مِنَّا": ليس من سُنَّتِنَا، يقول: ليسَ من أدَبِنَا. وقال عَليُّ بنُ المَدِينيِّ: قال يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ: كانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يُنْكِرُ هذا التَّفْسِيرَ "ليسَ مِنَّا": ليسَ مِثْلنا.
16 - باب مَا جَاءَ في رَحْمَةِ النَّاس
2035 -
حَدَّثَنَا بُندار، قال: حدَّثَنَا يحيى بنُ سعيدٍ، عن إسْمَاعِيلَ بنِ أبي خالِدٍ، قال: حدَّثَنَا قيْسُ بن أبي حازم، قال:
حدَّثَني جرِيرُ بنُ عبدِ الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لا يرْحَمِ النَّاسَ لا يرْحَمْهُ الله"
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ.
وفي الباب عن عبدِ الرحمنِ بنِ عَوفٍ، وأبي سَعيدٍ، وابنِ عُمَرَ، وأبي هُرَيْرَةَ، وعبدِ الله بنِ عَمْرٍو.
= أحمد (2329)، وابن حبان (458)، وسقط من إسناده عند ابن حبان خطأً ليث ابن أبي سليم، كما هو مبين في التخريج.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6013) و (7376)، ومسلم (2319)، وهو في "المسند"(19164) و (19189)، و"صحيح ابن حبان"(465) و (467).
2036 -
حَدَّثَنَا مَحمودُ بن غَيْلَانَ، قال: حَدَّثَنَا أبو دَاوُدَ، قال: أخْبَرَنَا شعْبَةُ، قال: كَتَبَ بهِ إليَّ مَنْصُورٌ، وقَرَأْتُهُ عَلَيهِ، سَمِعَ أبا عُثْمَانَ مَوْلَى المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَة
عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: سَمِعْتُ أبَا القَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إلَّا من شَقِيٍّ"
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ.
وأبو عُثْمَانَ الذي رَوَى عن أبي هُرَيْرَةَ لا يُعْرَفُ اسْمُهُ، يُقَالُ: هو والِدُ مُوسَى بنِ أبي عُثْمَانَ الذي رَوَى عنهُ أبو الزِّنَادِ، وقد رَوَى أبو الزِّنَادِ عن مُوسَى بنِ أبي عُثْمَانَ، عن أبيهِ، عن أبي هُرَيْرَةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ حديثٍ.
2037 -
حَدَّثَنَا ابنُ أبي عُمَرَ، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن عَمْرِو بنِ دينارٍ، عن أبي قَابُوسَ
عن عبدِ الله بنِ عَمْرٍو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الرّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرحمنُ، ارْحَمُوا من في الأرْضِ، يَرْحَمْكُمْ من في السَّمَاءِ، الرَّحِمُ شُجْنَةٌ من الرحمنِ، فمن وصَلَهَا وصَلَهُ اللهُ، ومن قَطَعَهَا قَطَعَهُ الله"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (4942)، وهو في "المسند"(8001)، و"صحيح ابن حبان"(462).
(2)
صحيح لغيره، أبو قابوس مولى عبد الله بن عمرو ذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح حديثه الترمذي والحاكم، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو =
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.
17 - باب في النَّصِيحَةِ
(1)
2038 -
حَدَّثَنَا بُندار، قال: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بنُ عِيْسَى، عن محمد بن عَجْلَانَ، عن القَعْقَاعِ بنِ حكيمٍ، عن أبي صالح
عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الدِّينُ النَّصيحَةُ" ثَلَاثَ مِرَارٍ. قالوا: يا رسولَ اللهِ لِمَنْ؟ قال: "لله ولِكِتَابِهِ ولأئِمَّةِ المُسْلِمينَ وعَامَّتِهِمْ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ.
وفي الباب عن ابنِ عُمَرَ، وتَمِيمٍ الدَّارِيِّ، وجَرِيرٍ، وحَكِيمِ بنِ أبي يزيدَ، عن أبيهِ، وثوبانَ.
= داود (4941)، وهو في "المسند"(6494).
ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (2023).
وحديث جرير بن عبد الله برقم (2035).
(1)
هذا العنوان لم يقع في شيءٍ من أصولنا الخطية، وأثبتناه من النسخة التي اعتمدها المباركفوري.
(2)
متن الحديث صحيح من حديث تميم الداري، ووهم فيه ابن عجلان فجعله من مسند أبي هريرة، انظر التفصيل في "المسند"، وأخرجه بهذا الإسناد النسائي 7/ 157 و 158، وهو في "المسند"(7954)، وليس عند أحمد "وعامتهم".
وانظر حديث تميم الداري في "المسند"(16940).
2039 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بشارٍ، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، عن إسْمَاعِيلَ بنِ أبي خَالِدٍ، عن قَيْسِ بنِ أبي حَازِمٍ
عن جَريرِ بنِ عبدِ الله، قال: بَايَعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم على إقَامِ الصَّلاةِ وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ
(1)
.
هذا حَديثٌ صحيحٌ حسن
(2)
.
18 - باب مَا جَاءَ في شَفَقَةِ المُسْلِمِ على المُسْلمِ
2040 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ أسْبَاطَ بنِ محمدٍ القُرَشيُّ، قال: حَدَّثَنا أبي، عن هِشَامِ بنِ سَعْدٍ، عن زَيْدِ بنِ أسْلَمَ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "المُسْلِمُ أخُو المُسْلِم لا يَخُونُهُ ولا يَكْذِبُهُ، ولا يَخْذُلُهُ، كُلُّ المُسْلِمِ على المُسْلِمِ حَرَامٌ عِرْضُهُ ومَالُهُ ودَمُهُ، التَّقْوَى ها هُنا، بِحَسْبِ امْرِئٍ من الشَّرِّ أن يَحْتَقِرَ أخَاهُ المُسْلِمَ"
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (57)، (1401)، ومسلم (56)، وأبو داود (4945)، والنسائي 7/ 152، وهو في "المسند"(19191)، و"صحيح ابن حبان"(4545).
(2)
كذا في سائر النسخ، وفي (س) والنسخة التي شرح عليها المباركفوري:"حسن صحيح".
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، وأخرجه أبو داود (4882) من طريق هشام بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرحه بنحوه تامًا ومختصرًا أحمد (7727)، ومسلم (2564)، وابن ماجه (3933) و (4213) من طرق عن أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز، عن =
هذا حديثٌ حَسَنٌ غَريبٌ.
2041 -
حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عليٍّ الخَلّالُ وغَيْرُ واحِدٍ، قالوا: حَدَّثَنَا أبو أُسَامَةَ، عن بُرَيْدِ بنِ عبدِ الله بنِ أبي بُرْدَةَ، عن جَدِّهِ أبي بُرْدَةَ
عن أبي مُوسَى الأشْعَريِّ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "المُؤْمِنُ لِلمُؤْمِنِ كالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
وفي الباب عن عليٍّ، وأبي أيوب.
2042 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن محمدٍ، قال: أخْبَرَنَا عبدُ الله بنُ المُبَارَكِ، قال: أخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ عُبَيْدِ الله، عن أبيه
عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أحَدَكُمْ مِرْآةُ أخِيهِ، فَإن رَأى بهِ أذى، فَلْيُمِطْهُ عَنْهُ"
(2)
.
= أبي هريرة.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (481)، ومسلم (2585)، والنسائي 5/ 79، وهو في "المسند"(19625) و (19667)، و"صحيح ابن حبان"(231).
(2)
ضعيف بهذه السياقة، في إسناده يحيى بن عبيد الله القرشي التيمي ضعفه غير واحد من الأئمة.
وأخرجه ابن وهب في "الجامع" ص 37، والبخاري في "الأدب المفرد"(239)، وأبو داود (4918) من طريق كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة بلفظ:"المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكفُّ عنه ضيعته ويحوطُه من ورائه". وهذا سند محتمل للتحسين.
وقوله: "يكف عليه ضيعتَه" قال المناوي: أي يجمع عليه معيشته، ويضمها =
ويحيَ بنُ عُبَيْدِ الله ضَعَّفَهُ شُعْبَةُ.
وفي البابِ عن أنَسٍ.
19 - باب مَا جَاءَ في السَّتْر على المُسْلمين
2043 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ أسْبَاطَ القُرَشِيُّ، قال: حَدَّثَنَا أبي قال: حَدَّثنا الأعمَشُ، قال: حُدِّثت عن أبي صَالِح
عن أبي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"من نَفَّسَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً من كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ الله عنهُ كُرْبَةً من كُرَبِ يَومِ القيامَةِ، ومن يَسَّرَ على مُعْسِرٍ في الدُّنْيَا، يَسَّرَ الله عَلَيْهِ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، ومن سَتَرَ على مُسْلِمٍ في الدُّنْيَا، سَتَرَ الله عَلَيْهِ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، والله في عَوْنِ العَبْدِ ما كَانَ العَبْدُ في عَوْنِ أخِيه"
(1)
.
وفي البابِ عن ابنِ عُمَرَ، وعُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ.
هذا حديثٌ حسنٌ. وقد رَوَى أبو عَوَانَةَ وغَيْرُ واحِدٍ هذا الحديثَ عن الأعْمَشِ، عن أبي صَالح، عن أبي هُرَيْرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ، ولم يَذْكُروا فيهِ:"حُدِّثْتُ عن أبي صَالحٍ".
= له، وضيعة الرجل ما منه معاشه، "ويحوطه من ورائه"، أي: يحفظه ويصونه ويذب عنه، ويدفع عنه من يغتابه، أو يلحق به ضررًا، ويعامله بالإحسان بقدر الطاقة والشفقة والنصيحة وغير ذلك.
(1)
حديث صحيح، سلف تخريجه برقم (1487).
20 - باب مَا جَاءَ في الذَّبِّ عن المُسْلِمِ
(1)
2044 -
حَدَّثَنَا أحمدُ بنُ محمدٍ، قال: أخْبَرَنَا عبد الله، عن أبي بَكْرٍ النَّهْشَلِيِّ، عن مَرْزُوقٍ أبي بَكْرٍ التَّيْمِيِّ، عن أُمِّ الدَّرْدَاءِ
عن أبي الدَّرْدَاءِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"من رَدَّ عن عِرْضِ أخِيهِ، رَدَّ الله عن وجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ القيَامَةِ"
(2)
.
وفي البابِ عن أسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ.
هذا حديثٌ حسنٌ.
21 - باب مَا جَاءَ في كَرَاهِيَةِ الهِجْرة
2045 -
حَدَّثَنَا ابنُ أبي عُمَرَ، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قال: حَدَّثَنَا الزّهْريُّ. (ح)
وحَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَطَاءِ بنِ يَزِيدَ اللَّيْثيِّ
عن أبي أيُّوبَ الأنْصَارِيِّ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَحِلُ لِلمُسْلِم أنْ يَهْجُرَ أخَاهُ فَوقَ ثلاث
(3)
، يَلتَقِيَانِ، فَيَصُدُّ هذا ويَصُدُّ
(1)
في نسخة بهامش (ب): "المسلمين".
(2)
حديث حسن بطريقيه هذا أحدهما، وهو في "المسند"(27543)، وله طريق آخر في "المسند"(27536).
(3)
وقوله: "لا يحلُّ للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" قال ابن الأثير في "النهاية": يريد به الهجر ضِدَّ الوصل، يعني فيما يكون بين المسلمين من عَتْبٍ ومَوْجِدَة أو تقصير يقع في حقوق العِشرة والصُّحبة دون ما كان من ذلك في جانب الدين، فإن هِجرة أهل الأهواءِ والبدع دائمة على مر الأوقات ما لم تظهر منهم =
هذا، وخَيْرُهُمَا الذي يَبْدأُ بالسَّلَامِ"
(1)
.
وفي البابِ عن عبدِ الله بنِ مَسْعُودٍ، وأنَسٍ، وأبي هُرَيْرَةَ، وهِشَامِ بنِ عَامِرٍ، وأبي هِنْدٍ الدَّاري.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.
22 - باب مَا جَاءَ في مُوَاسَاةِ الأَخِ
2046 -
حَدَّثَنَا أحمدُ بنُ مَنيعٍ، قال: حَدَّثَنَا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ، قال: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ
عن أنَسٍ، قال: لمَّا قَدِمَ عبدُ الرحمنِ بنُ عَوْفٍ المَدِينَةَ آخَى رسول الله صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وبَيْنَ سَعْدِ بن الرَّبِيعِ، فقالَ لهُ: هَلُمَّ أُقَاسِمْكَ مَالي نِصفَيْنِ، ولي امْرَأَتَانِ فأُطَلِّقُ إحْدَاهُمَا، فإذا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَتَزَوَّجْها. فقالَ: بَارَكَ الله لكَ في أَهْلِكَ ومَالِكَ، دُلُّوني على السُّوقِ، فَدلُّوهُ على السُّوقِ، فَمَا رَجَعَ يَوْمَئِذٍ إلَّا ومَعَهُ شَيءٌ من أقِطٍ وسَمْنٍ قد اسْتَفْضَلَهُ، فَرَآهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعدَ ذلكَ وعليهِ وضَرُ صُفْرَةٍ، فقالَ:"مَهْيَم"؟ قال: تَزَوَّجْتُ امْرَأةً من الأنْصَارِ. قال: "فَما أصْدَقتَها"؟ قال: نَوَاةً
(2)
.
= التوبةُ والرجوع إلى الحق، فإنه صلى الله عليه وسلم لما خاف على كعب بن مالك وأصحابه النِّفاق حين تخلفوا عن غزوةِ تبوك، أمر بهجرانهم خمسين يومًا، وقد هجر نساءَه شهرًا.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6077) و (6237)، ومسلم (2560)، وأبو داود (4911)، وهو في "المسند"(23528)، و"صحيح ابن حبان"(5669).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (2049)، ومسلم =
قال حمَيْدٌ أو قال: وزْنَ نوَاةٍ من ذهَبٍ، فقالَ:"أولِمْ ولَو بِشَاةٍ".
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.
وقال أحمدُ بنُ حَنْبَلٍ: وَزْنُ نَوَاةٍ من ذَهَبٍ وزْنُ ثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ وثُلُثٍ.
وقال إسحاقُ: وزْنُ نَوَاةٍ من ذَهَبٍ، وزْنُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ. أخبرني بذلك إسحاقُ بنُ مَنْصُورٍ عن أحمد بن حنبل وإسحاق
(1)
.
23 - باب مَا جَاءَ في الغِيبَةِ
2047 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قال: حَدَّثَنَا عبدُ العَزِيزِ بنُ محمدٍ، عن العَلَاء بنِ عبدِ الرحمنِ، عن أبيهِ
عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: قِيلَ: يا رسولَ الله ما الغِيبَةُ؟ قال: "ذِكْرُكَ أخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ". قال: أرَأيْتَ إن كانَ فيهِ ما أقُولُ؟ قال: "إن كانَ فيه ما تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإن لم يَكُنْ فيهِ ما تَقُولُ، فَقَدْ بَهَتَّهُ"
(2)
.
= (1427)، وأبو داود (2109)، والنسائي 6/ 119 - 120 و 129 و 136، وفي "الكبرى"(8322)، وهو في "المسند"(12685) و (12976)، و"صحيح ابن حبان"(4060).
(1)
هو إسحاق بن راهويه.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2589)، وأبو داود (4874)، والنسائي في "الكبرى"(11518)، وهو في "المسند"(7146)، و"صحيح ابن حبان"(5758) و (5759). =
وفي البابِ عن أبي بَرْزَةَ، وابنِ عُمَرَ، وعبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.
24 - باب مَا جَاءَ في الحَسَدِ
2048 -
حَدَّثَنَا عبدُ الجَبَّارِ بنُ العَلَاءِ بن عبد الجبار العَطَّارُ وسَعِيدُ بنُ عبدِ الرحمنِ، قالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بن عيينة، عن الزُّهْرِيِّ
عن أنَسٍ، قال: قال رَسولُ اللهُ صلى الله عليه وسلم: "لا تَقَاطَعُوا ولا تَدَابَرُوا ولا تَبَاغَضُوا ولا تَحَاسَدُوا، وكُونُوا عِبَادَ الله إخْوَانًا، ولا يَحِلُّ لمُسْلمٍ
(1)
أن يَهْجُرَ أخَاهُ فَوقَ ثَلاثٍ"
(2)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.
وفي البابِ عن أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، والزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ وابن عمر، وابنِ مَسْعُودٍ، وأبي هُرَيْرَةَ.
2049 -
وحَدَّثَنَا ابنُ أبي عُمَرَ، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قال حَدَّثَنَا
= قوله: "بهته"، قال البغوي: أي كذبت عليه، يقال: بَهَتَ صاحبه يبهت بهتًا وبهتانًا، والبهتان: الباطل الذي يتحير من بطلانه وشدة نكيره، يقال: بُهت يُبهتُ إذا تحير، فهو مبهوت.
(1)
في (أ) و (ب): "للمسلم".
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6065) و (6067)، ومسلم (2559)، وأبو داود (4910)، وهو في "المسند"(12073)، و"صحيح ابن حبان"(5660).
الزُّهْرِيُّ، عن سالمٍ
عن أبيهِ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ الله مَالًا، فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وآنَاءَ النَّهَارِ، ورَجُلٌ آتاهُ الله القُرْآنَ، فهو يَقومُ به آناءَ اللَّيلِ وآناءَ النَّهارِ"
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وقد رُوِيَ عن ابنِ مَسْعُودٍ، وأبي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ هذا.
25 - باب مَا جَاءَ في التَّبَاغُضِ
2050 -
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قال: حَدَّثَنَا أبو مُعَاوِيَةَ، عن الأعْمَشِ، عن أبي سُفْيَانَ
عن جَابرٍ، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أيِسَ أن يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ، ولكِنْ في التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ"
(2)
.
وفي البابِ عن أنَسٍ، وسُلَيْمَانَ بنِ عَمْرِو بنِ الأحْوَصِ عن
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5025) و (7529)، ومسلم (815)، والنسائي في "الكبرى"(8072)، وابن ماجه (4209)، وهو في "المسند"(4550)، و"صحيح ابن حبان"(125).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2812)، وهو في "المسند"(14366) و"صحيح ابن حبان"(5941)، وزاد مسلم: في "جزيرة العرب"، قال الإمام النووي فيه: هذا الحديث من معجزات النبوة، ومعناه أيس أن يعبده أهل جزيرة العرب، ولكنه سعى في التحريش بينهم بالخصومات والشحناء والحروب والفتن ونحوها.
أبيهِ.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ.
وأبو سُفْيَانَ اسْمُهُ: طَلْحَةُ بنُ نَافع.
26 - باب مَا جَاءَ في إصْلَاحِ ذَاتِ البَيْنِ
2051 -
حَدَّثَنَا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: حَدَّثَنَا أبو أحمد، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. (ح)
وحَدَّثَنا مَحْمودُ بنُ غَيلانَ، قال: حَدَّثَنا بِشْرُ بنُ السَّرِيِّ وأبو أحمدَ، قالا: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عن ابنِ خُثَيْمٍ، عن شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ
عن أسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قالتْ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَحِلُّ الكَذِبُ إلَّا في ثَلَاثٍ: يُحَدِّثُ الرَّجُلُ امْرأَتَهُ لِيُرْضِيهَا، والكَذِبُ في الحَرْبِ، والكَذِبُ لِيُصْلحَ بينَ النَّاسِ". وقال محمودٌ في حَدِيثِهِ: "لا يَصْلُحُ الكَذِبُ إلَّا في ثَلاثٍ"
(1)
.
(1)
حديث حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وأخرجه أحمد (27608).
وأخرج أحمد (27272) من طريق صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أمه أم كلثوم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس بالكاذب مَنْ أصلح بين الناس فقال خيرًا أو نمى خيرًا" ولم أسمعه يُرخص في شيءٍ مما يقول الناسُ إلا في ثلاث: الحرب والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها. وإسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه كذلك مسلم (2605)، والنسائي في "الكبرى"(9123) من طرق عن =
هذا حديثٌ حسنٌ لا نَعْرِفُهُ من حديثِ أسْمَاءَ إلَّا من حديثِ ابنِ خُثَيْمٍ.
ورَوَى داودُ بنُ أبي هِنْدٍ هذا الحديثَ عن شَهْرِ بنِ حَوشَبٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولم يذْكُر فيهِ: عن أسْمَاءَ.
= ابن شهاب، بهذا الإسناد (9124).
إلا أن قوله فيه: "ولم أسمعه
…
إلخ" اختلف على ابن شهاب في كونه من أصل الحديث أو مدرجًا من كلامه، قال الحافظ في الفتح 5/ 300: وهذه الزيادة مدرجة بيَّن ذلك مسلم في روايته من طريق يونس عن الزهري، فذكر الحديث قال: وقال الزهري، وكذا أخرجها النسائي مفردة من رواية يونس (9125)، ورجح الإدراج الدارقطني في "العلل" 5 الورقة 210، والخطيب في "الفصل للوصل" 1/ 258 - 275، والحافظ موسى بن هارون نقله عن الخطيب في "الفصل للوصل".
وأخرج أحمد (27278) من طريق ابن جريج، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أمه أم كلثوم بنت عقبة أنها قالت: رخَّص النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب في ثلاث: في الحرب، والإصلاح بين الناس، وقول الرجل لامرأته، وابن جريج مدلس وقد عنعن.
وأخرجه أحمد (27275)، وأبو داود (4921)، والنسائي (9124) من طريق عبد الوهاب بن رفيع (وهو ثقة) عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أم كلثوم، وقد وهم عبد الوهاب في ذلك كما نبه على ذلك الحافظ ابن حجر في "الفتح" 5/ 300.
وله شاهد مرسل صحيح عند الحميدي (329) حدثنا سمان، حدثني صفوان، عن عطاء بن يسار، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله صلى الله عليك: هل علي جناح أن أكذب أهلي؟ قال: "لا، فلا يحب الله الكذب" قال: يا رسول الله، أستصلحها واستطيب نفسها، قال:"لا جناح عليك".
وسيأتي حديث أم كلثوم عن المصنف مختصرًا في الحديث التالي.
2052 -
حَدَّثَنَا أبو كُريب، قال: حَدَّثَنَا ابنُ أبي زَائِدَةَ، عن داودَ بن أبي هِنْدٍ.
2053 -
وحَدَّثَنَا أحمدُ بنُ مَنيعٍ، قال: حَدَّثَنَا إسماعيلُ بنُ إبراهيم، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن حُمَيْدِ بنِ عبدِ الرحمن
عن أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ، قالتْ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "ليسَ بالكَاذِبِ من أصْلَحَ بينَ النَّاسِ فقالَ خَيْرًا، أو نَمَى خَيْرًا"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
27 - باب مَا جَاءَ في الخِيَانَةِ والغِشِّ
2054 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قال: حَدَّثَنَا اللّيْثُ، عن يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عن محمدِ بن يَحْيَى بنِ حَبَّانَ، عن لُؤْلُؤَةَ
عن أبي صِرْمَةَ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "من ضَارَّ ضَارَّ الله بهِ، ومن شَاقَّ شَقَّ الله عَلَيْهِ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2692)، ومسلم (2605)، وأبو داود (4920) و (4921)، والنسائي في "الكبرى"(9123). وهو في "المسند"(27271)، و"صحيح ابن حبان"(5733).
(2)
حديث حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف بجهالة لؤلؤة مولاة الأنصار، فقد ذكرها الحافظ الذهبي في قسم المجهولات من "الميزان" 4/ 610.
وأخرجه أبو داود (3635)، وابن ماجه (2342). وهو في "المسند"(15755).
وفي الباب عن أبي بكرٍ.
هذا حَديثٌ حَسنٌ غَريبٌ.
2055 -
حَدَّثَنَا عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، قال: حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ الحُبَابِ العُكْلِيُّ، قال: حَدَّثَني أبو سَلمَةَ الكِنْديُّ، قال: حَدَّثَنَا فَرْقَدُ السَّبَخيُّ، عن مُرَّةَ بنِ شَرَاحِيلَ الهَمْدَانيِّ وهو الطَّيِّبُ
عن أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَلْعُونٌ من ضَارَّ مُؤْمِنًا
(1)
أو مَكَرَ بهِ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
28 - باب مَا جَاءَ في حَقِّ الجِوَارِ
2056 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الأعْلَى، قال: حَدَّثنا سُفْيَانُ، عن دَاوُدَ بنِ شَابُورَ وبَشِيرٍ أبي إسماعيلَ، عن مُجَاهِدٍ
أنَّ عَبْدَ الله بنَ عَمْرٍو ذُبِحَتْ لهُ شَاةٌ في أهْلِهِ، فَلَمَّا جَاءَ قال:
(1)
في (ب): "مسلمًا".
(2)
حديث ضعيف لضعف أبي أسامة الكندي وفرقد السبخي، وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2367)، وابن عدي 6/ 2053، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 49 و 4/ 164 من طرق عن فرقد السبخي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (96)، والطبراني في "الأوسط"(9308)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 164 من طرق عن مرة الهمداني، به. وفي إسناده جابر الجعفي وهو ضعيف، وسقط من مطبوع "مسند" أبي يعلى: جابرٌ الجعفي، ولم يتفطن له محققه، فقد صرح الطبراني أنه لم يرو هذا الحديث عن عامر الشعبي إلا جابر الجعفي.
أهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا اليَهُودِيِّ؟ أهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا اليَهُودِيِّ؟ سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "ما زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بالجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أنّهُ سَيُوَرِّثُهُ"
(1)
.
وفي الباب عن عَائِشَةَ، وابنِ عَبّاس، وعُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، وأبي هُرَيرَةَ، وأنَسٍ، وعبدِ الله بن عمرٍو، والمِقْدَادِ بنِ الأسْوَدِ، وأبي شُرَيْحٍ، وأبي أُمَامَةَ.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ غَريبٌ من هذا الوجهِ، وقَدْ رُوِيَ هذا الحديثُ عن مُجَاهِدٍ، عن عائشةَ
(2)
وأبي هُرَيْرَةَ
(3)
أيضًا، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
2057 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قال: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، عن يَحْيَى بنِ سَعيدٍ، عن أبي بَكْرٍ - وهو ابنُ محمدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ - عن عَمْرَةَ
عن عَائِشةَ، أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِيني بالجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ"
(4)
.
2058 -
حَدَّثَنَا أحمدُ بنُ محمدٍ، قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المُبَارَكِ، عن حَيْوَةَ بنِ شُرَيْحٍ، عن شُرَحْبيلَ بن شَرِيكٍ، عن أبي عبدِ الرَّحْمنِ الحُبُلِيِّ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (5152). وهو في "المسند"(6496).
(2)
حديث صحيح، وهو في "المسند"(24600) من طريق مجاهد.
(3)
حديث صحيح، وهو في "المسند"(8046).
(4)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6014)، ومسلم (2624)، وأبو داود (5151)، وابن ماجه (3673). وهو في "المسند"(24260) و (26013).
عن عبد الله بنِ عَمْرٍو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ الأصْحَابِ عندَ الله خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِه، وخَيْرُ الجِيْرَانِ عندَ الله خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ"
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ غَريبُ.
وأبو عبدِ الرَّحمنِ الحُبُليُّ اسمُه: عبدُ الله بنُ يَزيدَ.
29 - باب مَا جَاءَ في الإحْسَانِ إلى الخَدَمِ
2059 -
حَدَّثَنَا بُندار، قال: حَدَّثَنَا عبدُ الرحمنِ بنُ مَهْدِيٍّ، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن واصِلٍ، عن المَعْرُورِ بنِ سُوَيْدٍ
عن أبي ذَرٍّ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إخْوَانُكُمْ جَعَلَهُمُ الله فتْيَةً
(2)
تَحْتَ أيْدِيكُمْ، فمن كان أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ من طَعَامِهِ، ولْيُلْبِسْهُ من لِبَاسِهِ، ولا يُكَلِّفْهُ ما يَغْلِبُهُ، فَإنْ كَلَّفَهُ ما يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ"
(3)
.
وفي البابِ عن عَلِيّ، وأمِّ سَلمَةَ، وابن عُمَرَ، وأبي هُرَيْرَةَ.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.
(1)
حديث صحيح، وهو في "المسند"(6566)، و"صحيح ابن حبان"(518) و (519).
(2)
كذا في (د) ونسخة بهامش (ظ)، وفي (أ) و (ظ):"فتنة" وكتب بهامش (أ): "صوابه فتية".
(3)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (30) و (6050)، ومسلم (1661)، وأبو داود (5157) و (5158)، وابن ماجه (3690). وهو في "المسند"(21409).
2060 -
حَدَّثَنَا أحمدُ بنُ مَنيعٍ، قال: أخبَرنا يَزِيدُ بنُ هارونَ، عن هَمَّامِ بنِ يَحْيَى، عن فَرْقَدٍ، عن مُرَّةَ
عن أبي بَكْرٍ الصدِّيق، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"لا يَدْخُلُ الجَنّةَ سَيِّئُ المَلَكَةِ"
(1)
.
هذا حَديثٌ غَريبٌ. وقد تَكلمَ أيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وغَيْرُ واحِدٍ في فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ من قِبَلِ حِفْظِهِ.
30 - باب النَّهْي عن ضَرْبِ الخَدَمِ وشَتْمِهِم
2061 -
حَدَّثَنَا أحمدُ بنُ مُحَمَّدٍ، قال: حدثنا عبدُ الله، عن فُضَيْلِ بنِ غَزْوَانَ، عن ابنِ أبي نُعْمٍ
عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: قال أبو القَاسِمِ صلى الله عليه وسلم نَبيُّ التَّوبَةِ: "من قَذَفَ مَمْلُوكَهُ بَرِيئًا مِمَّا قال لهُ، أقَامَ عليهِ الحَدَّ يومَ القِيَامَةِ إلَّا أنْ يَكُونَ كما قال"
(2)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.
وفي البابِ عن سَوَيْدِ بنِ مُقَرِّنٍ، وعبدِ الله بنِ عُمَرَ.
(1)
إسناده ضعيف لضعف فرقد السبخي، وأخرجه ابن ماجه (3691)، وهو في "المسند"(13) و (31) و (32).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6858)، ومسلم (1660)، وأبو داود (5165)، والنسائي في "الكبرى"(7352). وهو في "المسند"(9567)، وجاء عند البخاري وأبي داود بلفظ:"من قذف مملوكه وهو بريء مما قال جُلِدَ يومَ القيامة".
وابنُ أبي نُعْمٍ: هوَ عبدُ الرحمنِ بنُ أبي نُعْمٍ البَجَليُّ، يُكْنَى أبا الحَكَمِ.
2062 -
حَدَّثَنَا مَحْمودُ بنُ غَيْلَانَ، قال: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، قال: حَدَّثَنا سُفْيَانُ، عن الأعْمَشِ، عن إبْراهيمَ التَّيْمِيِّ، عن أبيهِ
عن أبي مَسْعُودٍ، قال: كُنْتُ أضْرِبُ مَمْلُوكًا لي، فَسَمِعْتُ قَائِلًا من خَلْفي يَقُولُ: اعْلَمْ أبَا مَسْعُودٍ، اعْلَمْ أبَا مَسْعُودٍ، فَالتَفَتُّ فَإذَا أنَا بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"للهُ أقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ". قال أبو مَسْعُودٍ: فما ضَرَبْتُ مَمْلُوكًا لي بَعْدَ ذلِكَ
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.
إبراهيمُ التَّيْمِيُّ هو: إبراهيمُ بنُ يَزِيدَ بنِ شَرِيكٍ.
31 - باب مَا جَاء في أدَبِ الخادِمِ
2063 -
حَدَّثَنا أحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، قال: أخْبرنا عبدُ اللهِ، عن سُفْيانَ، عن أبي هارُونَ العَبْدِيِّ
عن أبي سَعِيْدٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا ضَرَبَ أحدُكُمْ خادِمَهُ، فذَكَرَ الله فَارْفَعُوا أيْدِيَكُمْ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (1659)، وأبو داود (5159) و (5160). وهو في "المسند"(17087) و (22354).
(2)
إسناده ضعيف، لضعف أبي هارون العبدي، قال عنه الحافظ في "التقريب": متروك، ومنهم من كذبه. =
وأبو هارُونَ العَبْدِيُّ اسْمُهُ: عُمارَةُ بنُ جُوَيْنٍ.
وقال يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ: ضَعَّفَ شُعْبةُ أبا هارُونَ العَبْدِيَّ. قال يَحْيَى: وما زَالَ ابنُ عَونٍ يَروِي عن أبي هارون حَتَّى ماتَ.
32 - باب ما جاءَ في العَفْوِ عن الخَادِمِ
(1)
2064 -
حَدَّثَنا قُتَيْبةُ، قال: حَدَّثَنا رِشْدِينُ بنُ سَعْدٍ، عن أبي هانئٍ الخَوْلانِي، عن عبَّاس بن جلَيد الحَجْرِيِّ
عن عبد الله بنِ عُمَرَ، قال: جاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ الله، كَمْ أعْفُو عن الخَادِمِ؟ فَصَمَتَ عنه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قالَ: يا رسولَ اللهِ، كَمْ أعْفُو عن الخادِمِ. قال:"كُلَّ يْومٍ سَبْعِينَ مَرَّةً"
(2)
.
= وأخرجه عبد بن حميد (948) و (953)، وابن عدي 5/ 1733، والبغوي في "شرح السنة"(2413).
(1)
لم يرد هذا العنوان في شيء من أصولنا الخطية، وأثبتناه من النسخة التي شرح عليها المباركفوري، وجاء في المطبوع مقدمًا على باب "ما جاء في أدب الخادم" ومكانه ها في جميع أصولنا الخطية.
(2)
حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين بن سعد، وقد توبع، وعباس بن جليد الحجري روى له أبو داود والترمذي، وهو ثقة، لكن قال بعضهم: لم يسمع من ابن عمر مع أنه عاصره، وصرح بسماعه أحمد بن سعيد الهمداني وأحمد بن عمرو بن السرح، عن ابن وهب، عن أبي هانئ، عند أبي داود والبيهقي من طريقه، وقد وقع في رواية أصبغ عن ابن وهب: سمع عبد الله =
هذا حَديثٌ حَسَنٌ غريبٌ. ورَوَاهُ عبدُ اللهِ بنُ وهْبٍ، عن أبي هانِئٍ الخَوْلانيِّ، بهذا الإسْنادِ نَحْوَه.
2065 -
حَدَّثنا قُتَيْبةُ، قال: حَدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ، عن أبي هانئٍ الخَوْلانيِّ، بهذا الإسْنادِ نحوَهُ. ورَوَى بَعْضُهُمْ هذا الحَديث عن عبد اللهِ بنِ وهْبٍ، بهذا الإسْناد. وقال: عن عبد الله عَمْرو
(1)
.
33 - باب ما جَاءَ في أدَبِ الوَلَدِ
2066 -
حَدَّثَنا قُتَيْبةُ، قال: حَدَّثَنا يَحْيى بنُ يَعْلَى، عن ناصِحٍ، عن سِمَاكٍ
عن جابِرِ بن سَمُرَةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لأَن يُؤَدِّبَ الرَّجُلُ ولَدَهُ خَيْرٌ من أن يَتَصَدَّقَ بصاعٍ"
(2)
.
هذا حديثٌ غَريبٌ.
وناصِحُ بن العَلاءِ الكُوفيُّ
(3)
ليسَ عِنْدَ أهْلِ الحدِيث بالقَوِيِّ،
= ابن عمرو بن العاص، قال البيهقي: وابن عمر أصح.
وأخرجه أبو داود (5164). وهو في "المسند"(5635) و (5899)، وانظر فيهما تتمة الكلام عليه.
(1)
حسن بطرقه، وانظر ما سبق.
(2)
إسناده ضعيف لضعف ناصح، وهو ابن عبد الله، وهو في "المسند"(20900) و (20970) من زيادات عبد الله، وقال بعده: وهذا الحديث لم يخرجه أبي في "مسنده" من أجل ناصح، لأنه ضعيف في الحديث، وأملاه عليَّ في النوادر.
(3)
هكذا قال المصنِّف ولم ينسبه في روايته، وقد وهم في قوله:"هو ابن العلاء الكوفي" كما قال الحافظ المزي، وإنما هو ابن عبد الله، ويقال: ابن عبد الرحمن الكوفي، صاحب سماك بن حرب، وابن العلاء إنما هو البصري لا الكوفي، وهو =
ولا يعْرَفُ هذا الحديثُ إلا من هذا الوَجْهِ.
وناصِحٌ شَيْخٌ آخَرُ بَصْرِيٌّ، يَرْوِي عن عَمَّارِ بنِ أبي عَمَّارٍ وغَيْرِه، وهو أثْبَتُ من هذا.
2067 -
حَدَّثَنا نَصْرُ بنُ عَليٍّ، قال: حَدَّثَنا عامِرُ بنُ أبي عَامِرٍ الخَزَّازُ، قال: حَدَّثَنا أيُّوبُ بنُ موسى، عن أبيهِ
عن جَدِّهِ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"ما نَحَلَ والدٌ ولَدًا مِن نُحْلٍ أفْضَلَ من أدَبٍ حَسَنٍ"
(1)
.
هذا حَديثٌ غَريبٌ، لا نَعْرِفُهُ إلَّا من حَديثِ عامِرِ بنِ أبي عامِرٍ الخَزَّازِ، وأيُّوبُ بنُ موسى هو ابنُ عَمْرِو بنِ سَعِيدِ بنِ العاصِ، وهذا عِنْدِي حَدِيثٌ مُرْسَلٌ.
34 - باب ما جَاءَ في قَبُولِ الهَدِيَّةِ والمُكافَأةِ عَلَيْها
2068 -
حَدَّثَنا يَحْيى بنُ أكْثَمَ وعَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ، قالا: حَدَّثَنا عِيْسَى بنُ يُونُسَ، عن هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عن أبيهِ
= الذي يروي عن عمار بن أبي عمار.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عامر بن أبي عامر الخزاز، وهو عامر بن صالح بن رستم المزني، ولإرساله فإن عمرو بن سعيد بن العاص جدَّ أيوب بن موسى ليس له صحبة، وموسى بن عمرو تفرد بالرواية عنه ابنه أيوب.
وأخرجه أحمد (15403/ 1) و (16710).
عن عَائِشَةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقْبَلُ الهَدِيّةَ، ويُثيبُ عَلَيْها
(1)
.
وفي البابِ عن أبي هُرَيْرَةَ، وأنَسٍ، وابنِ عُمَرَ، وجابِرٍ.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ غَريبٌ من هذا الوَجْهِ، لا نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إلا من حديثِ عِيسَى بنِ يُونُسَ، عن هِشامٍ.
35 - باب ما جَاءَ في الشُّكرِ لِمَنْ أحْسَنَ إلَيْكَ
2069 -
حَدَّثَنا أحمدُ بنُ مُحَمَّدٍ، قال: أخبَرَنا عبدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ، قال: أخبرَنا الرَّبِيعُ بنُ مُسْلِمٍ، قال: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ زِيادٍ
عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من لا يَشْكُرِ النَّاسَ، لا يَشْكُرِ الله"
(2)
.
هذا حديثٌ صَحيحٌ.
2070 -
حَدَّثَنا هَنّادٌ، قال: حَدَّثَنا أبو مُعاوِيَةَ، عن ابن أبي لَيْلى. (ح)
وحَدَّثَنا سُفْيانُ بنُ وكيعٍ، حَدَّثَنا حُمَيْدُ بنُ عبدِ الرحمنِ الرُّؤاسي، عن ابنِ أبي لَيْلَى، عن عَطِيّةَ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2585)، وأبو داود (3036). وهو في "المسند"(24591)، وقال البخاري عقب روايته: لم يذكر وكيع ومحاضر: عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: قال الحافظ في "الفتح" 5/ 210: فيه إشارة إلى أن عيسى بن يونس تفرد بوصله عن هشام. قلنا: ورواية وكيع وصلها ابن أبي شيبة 6/ 551 عنه عن هشام، قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم
…
وقال الحافظ: ورواية محاضر لم أقف عليها بعد.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (4811). وهو "المسند"(7504)، و"صحيح ابن حبان"(3407).
عن أبي سَعِيدٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يَشْكُرِ النَّاسَ، لم يَشْكُرِ الله"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي هُرَيرَةَ، والأشعَثِ بنِ قَيْسٍ، والنُّعْمَانِ بنِ بَشِير.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ.
36 - باب ما جَاءَ في صَنائِعِ المَعْروفِ
2071 -
حَدَّثَنا عَبَّاسُ بنُ عبدِ العَظِيمِ العَنْبَرِيُّ، قالْ حَدَّثَنا النّضْرُ بنُ مُحمَّدٍ الجُرَشِيُّ اليَماميُّ، قال: حَدَّثَنا عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ، قال: حَدَّثَنا أبو زُمَيْلٍ، عن مالِكِ بنِ مَرْثَدٍ، عن أبيهِ
عن أبي ذَرٍّ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أخِيكَ، لكَ صَدقةٌ، وأمْرُكَ بالمَعْرُوفِ ونَهْيُكَ عن المُنْكَرِ صَدقَةٌ، وإرْشادُكَ الرَّجُلَ في أرْضِ الضّلالِ، لكَ صَدقَةٌ، وبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ البَصَرِ، لكَ صَدقَةٌ
(2)
، وإماطتُكَ الحَجَرَ والشَّوك والعَظْمَ عن الطَّرِيقِ، لكَ صدقَةٌ، وإفْراغُكَ من دَلْوِكَ في دَلْوِ أخِيكَ، لكَ صَدَقةٌ"
(3)
.
(1)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن أبي ليلى، وأخرجه أحمد (11280).
ويشهد له حديث أبي هريرة السالف.
(2)
قوله: "وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة" لم يرد في أصولنا الخطية، وأثبتناه من النسخة التي اعتمدها المباركفوري.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه ابن حبان (474) و (529) من طريق النضر =
وفي البابِ عن ابنِ مَسْعُودٍ، وجابِرٍ، وحُذَيْفةَ، وعَائِشَةَ، وأبي هُرَيْرَةَ.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
وأبو زُمَيْل: سِمَاكُ بنُ الوَليدِ الحَنَفِيُّ، والنضر بن محمد: هو الجُرَشي اليمامي
(1)
.
37 - باب ما جَاءَ في المِنْحَةِ
2072 -
حَدَّثَنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حَدَّثَنا إبراهيمُ بنُ يُوسُفَ بنِ أبي إسحاقَ، عن أبيهِ، عن أبي إسْحاق، عن طَلْحَةَ بن مُصَرِّفٍ، قال:
سَمِعْتُ عبدَ الرحمنِ بن عَوْسَجَة يَقُولُ: سَمِعْتُ البَرَاءَ بنَ عازِبٍ يقُولُ: سَمِعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "من مَنَحَ مَنِيحَةَ لَبَنٍ أو وَرِقٍ، أو هَدى زُقاقًا، كانَ لهُ مِثْلُ عِتْقِ رَقَبةٍ"
(2)
.
= ابن محمد، بهذا الإسناد.
وقد جاء بعضه ضمن حديث من طرق عن أبي ذر عند أحمد (21363) و (21473) و (21484)، ومسلم (1006)، والنسائي في "الكبرى"(9027)، وابن حبان (3377).
(1)
قوله: "والنضر بن محمد هو الجرشي اليمامي" هكذا جاءت في جميع النسخ، ولا داعي لتكرارها، لوروده منسوبًا كذلك في الرواية.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (18516) و (18665)، وابن حبان (5096).
قوله: "هدى زُقاقًا" قال ابن الأثير في "النهاية" 5/ 254: هو من هداية الطريق: أي من عرَّف ضالًّا وضريرًا طريقه، ويُروى بتشديد الدال، إما للمبالغة من الهداية، أو من الهدية: أي من تصدق بزقاقٍ من النخل: وهو السكة والصفُّ من =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من حَديثِ أبي إسْحاقَ، عن طَلْحَةَ بنِ مُصرِّفٍ، لا نَعْرِفُهُ إلّا من هذا الوَجْهِ، وقد رَوَى مَنْصُورُ بنُ المُعْتَمِرِ وشُعْبَةُ عن طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ هذا الحَدِيثَ.
وفي البابِ عن النُّعْمانِ بنِ بَشِيرٍ.
ومَعْنى قَوْلِهِ: "من مَنَحَ مَنِيْحَةَ وَرِقٍ" إنّما يَعْنِي بهِ قَرْضَ الدَّرَاهِمِ، قَوْلُهُ:"أو هَدَى زُقاقًا" إنما يَعْني بهِ هِدايَةَ الطّرِيقِ، وهو إرشاد السبيل.
38 - باب ما جَاءَ في إماطَةِ الأذَى عن الطرِيقِ
2073 -
حَدَّثَنا قُتَيْبةُ، عن مالِكِ بنِ أنَسٍ، عن سُمَيٍّ، عن أبي صالحٍ
عن أبي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"بَيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي في الطَّرِيق إذ وجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ، فأخّرَهُ، فَشَكَرَ اللهُ لهُ، فغَفَرَ لهُ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي بَرْزَةَ، وابن عَبَّاسٍ، وأبي ذَرٍّ.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
39 - باب ما جَاءَ أنَّ المَجالِسَ بالأمانةِ
2074 -
حَدَّثَنا أحْمدُ بنُ مُحَمَّدٍ، قال: حَدثنا عبدُ الله بنُ المُباركِ، عن
= أشجاره.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (652) و (2472)، ومسلم (1914) وص 2021 (127)، وأبو داود (5245)، وابن ماجه (3682). وهو في "المسند"(8498) و (10896)، و"صحيح ابن حبان"(536) وما بعده.
ابن أبي ذِئْبٍ، قال: أخْبَرَنِي عبدُ الرحمنِ بنُ عَطاءٍ، عن عبد المَلِكِ بنِ جابِرِ بنِ عَتِيكٍ
عن جابِرِ بنِ عبدِ الله، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"إذا حَدَّثَ الرَّجُلُ الحديثَ، ثُمَّ الْتَفَتَ، فَهِيَ أمانَةٌ"
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ، وإنَّما نَعْرِفُهُ من حديثِ ابنِ أبي ذِئْبٍ.
40 - باب ما جَاءَ في السَّخَاءِ
2075 -
حَدَّثَنَا أبو الخَطّابِ زِيادُ بنُ يَحْيَى الحسَّاني البَصْرِيُّ، قال: حَدَّثَنا حَاتِمُ بنُ وَرْدانَ، قال: حَدَّثَنا أيُّوبُ
عن ابنِ أبي مُلَيْكَةَ، عن أسْماءَ بِنْتِ أبي بكْرٍ، قالت: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّهُ ليسَ لي من شَيءٍ إلا ما أدخَلَ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ أفأُعْطِي؟ قال:"نعم، ولا تُوكِي فيُوكَى عليكِ" يقُولُ: لا تُحْصِي فَيُحْصَى عَلَيْكِ"
(2)
.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد من أجل عبد الرحمن بن عطاء - وهو القرشي مولاهم أبو محمد الذارع المدني.
وأخرجه أبو داود (4868). وهو في "المسند"(14474)، وانظر تتمة شواهده هناك.
وقوله: "ثم التفت" قال السندي في حاشية "المسند": أي في أثناء حديثه خوفًا من أن يسمعه أحد، فهذا قرينة على أنه سر، فلا يجوز إفشاء سره، وقيل: معنى التفت: انصرف، فكل كلام أمانة لا ينبغي نقله، وعلى الأول ما قامت فيه قرينة أنه سر، فهي أمانة، وهو أظهر.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (1433) و (1434) و (2590)، =
وفي البابِ عن عَائِشَةَ، وأبي هُرَيْرَةَ.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ. ورَوَى بَعْضُهُمْ هذا الحديثَ بهذا الإسْنادِ عن ابن أبي مُلَيْكَةَ، عن عَبَّادِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عن أسْماءَ بِنْتِ أبي بكْرٍ. ورَوَى غَيْرُ واحِدٍ هذا عن أَيُّوبَ، ولَمْ يذْكُرُوا فيهِ: عن عَبَّادِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ.
2076 -
حَدَّثَنا الحَسَنُ بنُ عَرَفةَ، قال: حَدَّثَنا سَعِيدُ بنُ محمدٍ الوَرَّاقُ، عن يَحْيى بنِ سَعِيدٍ، عن الأعْرَجِ
عن أبي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"السَّخِيُّ قَرِيبٌ من اللهِ، قريبٌ من الجَنَّةِ، قَرِيبٌ من النَّاسِ، بَعِيدٌ من النَّارِ، والبَخِيلُ بَعِيدٌ من اللهِ، بَعِيدٌ من الجَنَّةِ، بَعِيدٌ من النَّاسِ، قَرِيبٌ من النَّارٍ، والجاهِلُ السَّخِيُّ أحَبُّ إلى اللهِ عز وجل من عَابِدٍ بَخِيلٍ"
(1)
.
= ومسلم (1029)، وأبو داود (1699)، والنسائي 5/ 74، وفي "الكبرى"(2332). وهو في "المسند"(26912) و (26988).
وقوله: "لا توكي" من الإيكاء: وهو شدُّ رأس الوعاء بالوكاء، وهو الذي يربط به، والإحصاء: معرفة قدر الشيء وزنًا أو عددًا، وهو من باب المقابلة، والمعنى: النهي عن منع الصدقة خشية النفاد، فإن ذلك أعظم الاسباب لقطع مادة البركة، لان الله يثيب على العطاء بغير حساب، ومن لا يحاسب عند الجزاء لا يحسب عليه عند العطاء، ومن علم أن الله يرزقه من حيث لا يحتسب، فحقه أن يُعطي ولا يحسب.
قال النووي: معناه الحث على النفقة في الطاعة، والنهي عن الإمساك والبخل.
(1)
حديث ضعيف، سعيد بن محمد الوراق ضعيف عندهم، وقال الدارقطني: متروك. وقد اضطرب في رواية هذا الحديث، فرواه مرة كما هو عند المصنف، =
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُهُ من حديثِ يَحْيَى بنِ سَعيد، عن الأعْرَجٍ، عن أبي هُرَيْرَةَ إلا من حديثِ سَعِيدِ بنِ محمدٍ. وقد خُولِفَ سَعِيدُ بنُ محمدٍ في رِوَايةِ هذا الحديثِ عن يَحْيَى بنِ سَعيدٍ، إِنَّما يُرْوَى عن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ عن عَائِشَةَ شَيءٌ مُرْسلٌ
(1)
.
41 - باب ما جَاءَ في البُخل
2077 -
حَدَّثَنا أَبو حَفْصٍ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ، قال: حَدَّثنا أَبو دَاوُدَ، قال: حَدَّثَنا صَدَقَةُ بنُ مُوسَى، قال: حَدَّثَنا مالِكُ بنُ دِينارٍ، عن عبدِ اللهِ بن غالِبٍ الحُدَّانيِّ
عن أبي سعيدٍ الخدرِيِّ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَصْلَتانِ لا تَجْتَمِعانِ في مُؤْمِنٍ: البُخْلُ وسُوءُ الخُلُقِ"
(2)
.
= ورواه مرة كما في رواية الطبراني في "الأوسط"(2384) عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن الحارث التيمي، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/ 117، وابن حبان في "روضة العقلاء" ص 235، وابن أبي حاتم في "العلل"(2352)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1239. وقال العقيلي: ليس لهذا الحديث أصل من حديث يحيى ولا غيره. وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر.
(1)
لم نقف على هذه الرواية المرسلة التي ذكرها المصنِّف.
(2)
إسناده ضعيف، صدقة بن موسى قال أبو حاتم: لين الحديث ولا يحتج به ليس بالقوي، وأخرجه عبد بن حميد (996)، والبخاري في "الأدب المفرد"(282)، وأبو يعلى (1328)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 258.
وفي الباب عن أبي هريرة رفعه: "لا يجتمع شح وإيمان في قلب رجل مسلم" =
وفي البابِ عن أبي هُرَيرةَ.
هذا حَديثٌ غَريبٌ، لا نَعْرِفُهُ إلَّا من حَديثِ صَدقَةَ بنِ مُوسَى.
2078 -
حَدَّثَنا أحمدُ بنُ مَنيعٍ، قال: حَدَّثَنا يَزِيدُ بنُ هارُونَ، قال: حَدَّثَنا صَدَقَةُ بنُ مُوسَى، عن فَرْقَدٍ السَّبَخِيَّ، عن مُرَّةَ الطَّيِّبِ
عن أبي بكْرٍ الصَّدِّيقِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ خِبٌّ ولا بخيلٌ ولا منَّانٌ"
(1)
.
= أخرجه أحمد (7480) و (8479) و (8513) وهو حديث صحيح.
الشح: أشد البخل، قال السندي: أي لا ينبغي للمؤمن أن يجمع بينهما، إذ الشح أبعد شيءٍ من الإيمان، أو المراد بالإيمان: كمالُه، أو المراد: أنه قلما يجتمع الشحُّ والإيمان، فاعتبر ذلك بمنزلة العدم وأخبر أنهما لا يجتمعان.
(1)
حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف، لضعف فرقد، وهو في "المسند"(13) و (32).
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو رفعه "لا يدخل الجنة عاقّ، ولا منَّان، ولا مدمن الخمر"، أخرجه أحمد (6537)، وهو حديث صحيح لغيره، وانظر شواهده فيه.
وعن ابن عباس رفعه: "خلق الله جنة عدن بيده، ودلَّى فيها ثمارها، وشق فيها أنهارها، ثم نظر إليها، فقال لها: تكلمي، فقالت: قد أفلح المؤمنون، فقال: وعزتي وجلالي، لا يجاورني فيك بخيل" رواه الطبراني في "الكبير"(12723)، وفي "الأوسط"(5514)، وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/ 397، وقال بعد نسبته للطبراني في "معجميه": وأحد إسنادي الطبراني في "الأوسط" جيد، وانظر ما بعده.
الخب: بفتح الخاء وقد تكسر: الخداع، وهو الذي يسعى بين الناس بالفساد.
والمنان: الذي لا يُعطي شيئًا إلا مَنَّهُ، واعتدَّ به على من أعطاه، وهو مذموم، =
هذا حَديثٌ حَسَنٌ غَريبٌ.
2079 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ رافع، قال: حَدَّثَنَا عبدُ الرَّزَّاقِ، عن بِشْرِ بنِ رافعٍ، عن يَحْيَى بنِ أبي كَثِيرٍ، عن أبي سَلمَةَ
عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: قال: رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "المُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ، والفاجِرُ خِبٌّ لَئِيمٌ"
(1)
.
هذا حَديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفُهُ إلا من هذا الوَجْهِ.
= لأن المِنَّةَ تفسد الصنيعة.
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف بشر بن رافع ضعيف، لكن تابعه الحجاج بن فرافصة عند أحمد (9118)، وأبي داود (4790)، والطحاوي في "شرح المشكل"(3127) وهو حسن الحديث، فيتقوى. وطريق بشر بن رافع رواه البخاري في "الأدب المفرد"(418) وأبو داود (4790).
قال الإمام الطحاوي في شرح هذا الحديث: فتأملنا هذا الحديث لِنقف على المراد به ما هو إن شاء الله، فوجدنا الغِرَّ في كلام العرب. هذا الذي لا غائِلة معه ولا باطن له يُخالف ظاهره، ومن كانت هذه سبيله، أمِنَ المسلمون من لسانه ويده، وهي صفةُ المؤمنين، ووجدنا الفاجر ظاهِرُه خلاف باطه، لأن باطنَه هو ما يكره، وظاهرَه، فمخالف لذلك، كالمنافق الذي يُظهر شيئًا غير مكروه منه، وهو الإسلام الذي يَحْمَدُه أهلُه عليه، ويُبطِنُ خلافه وهو الكُفرُ الذي يَذُمُّه المسلمون عليه، فكان مثلَ ذلك الخِبُّ الذي يُظهر المعنى الذي هو محمودٌ منه، حتى يحمدَه المسلمون على ذلك، ويُبْطِنُ ضِدَّه مما يَذُمُّه المسلمون عليه، وهو الفاجرُ الذي وَصَفَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بما وصفه به في هذا الحديث، وخالف بينه وبينَ المؤمن الذي وصفه بما وصفه به في هذا الحديث والله عز وجل نسألُه التوفيق.
42 - باب ما جَاءَ في النَّفَقَةِ على الأَهْلِ
2080 -
حَدَّثَنا أحمدُ بنُ مُحَمَّدٍ، قال: أخْبَرَنا عبدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ، عن شُعْبَةَ، عن عَدِيِّ بنِ ثابِتٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ يَزيدَ
عن أبي مَسْعُودٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"نَفَقَةُ الرَّجُلِ على أهْلِهِ صَدقَةٌ"
(1)
.
وفي البابِ عن عبدِ الله بنِ عَمْرو، وعَمْرِو بنِ أُمَيَّةَ، وأبي هُرَيْرةَ.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.
2081 -
حَدَّثَنا قُتَيْبةُ، قال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن أبي قِلابةَ، عن أبي أسْماءَ
عن ثَوْبانَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "أفْضَلُ الدِّينارِ دِينارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ على عِيالِهِ، ودِينارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ على دابَّتِهِ في سَبيلِ
(2)
الله، ودِينارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ على أصْحابِهِ في سَبِيلِ الله". قال أَبو قِلابَةَ:
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (55) و (4006) و (5351)، ومسلم (1002)، والنسائي 5/ 69، وفي "الكبرى"(9205)، وهو في "المسند"(17082)، و"صحيح ابن حبان"(4239)، وجاء عندهم جميعًا:"وهو يحتسبها".
قال القرطبي المُحَدِّثُ: أفاد منطوقه أن الأجر في الإنفاق إنما يحصل بقصد القربة سواء كانت واجبة أو مباحة، وأفاد مفهومه أن من لم يقصد القربة لم يؤجر، لكن تبرأ ذمته من النفقة الواجبة، لأنها معقولة المعنى.
(2)
قوله: "في سبيل الله" لم يرد في أصولنا الخطية، وأثبتناه من النسخة التي اعتمدها المباركفوري.
بَدَأ بالعِيالِ ثُمَّ قال: "وأيُّ رَجُلٍ أعْظَمُ أجْرًا من رَجُلٍ ينْفِقُ على عِيالٍ لهُ صِغارٍ يُعِفُّهُمُ اللهُ، بهِ ويُغْنِيهُمُ اللهُ بهِ"
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.
43 - باب ما جَاءَ في الضِّيافَةِ
2082 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبةُ، قال: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، عن سَعِيدِ بنِ أبي سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ
عن أبي شُرَيْحٍ العَدَويِّ: أنَّهُ قال: أبْصَرَتْ عَيْنايَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وسَمِعَتْه أُذُنايَ حِينَ تكَلَّمَ بهِ قال: "من كانَ يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخرِ، فليُكرِمْ ضَيفَهُ جائِزَتَهُ" قالوا: وما جائزَتُهُ؟ قال: "يومٌ وليلةٌ، قال: والضِّيافةُ ثَلاثَةُ أيامٍ وما كانَ بعد ذلك، فهو صدقةٌ، ومن كانَ يُؤمنُ بالله واليَومِ الآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أو ليَسْكُتْ"
(2)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.
2083 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمَرَ، قال: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عن ابن عَجْلانَ،
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (994)، وابن ماجه (2760)، والنسائي في "الكبرى"(9182)، وهو في "المسند"(22406)، و"صحيح ابن حبان"(4242).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6019) و (6476)، ومسلم (48)(14) 3/ 1352، وأبو داود (3748)، وابن ماجه (3675)، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 9/ 224، وهو في "المسند"(16374)، و"صحيح ابن حبان"(5287).
عن سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ
عن أبي شُرَيْحٍ الكَعْبِيِّ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: الضِّيافَةُ ثَلاثَةُ أيَّامٍ، وجائِزَتُهُ يَوْمٌ ولَيْلةٌ، ومَا أُنْفِقَ عليهِ بعدَ ذلكَ فَهو صَدَقةٌ، ولا يَحِلُّ لهُ أنْ يَثْوِيَ عندهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ"
(1)
.
ومَعْنى قَولِهِ: "لا يَثْوي عِنْدَهُ"، يَعْني الضَّيْفَ لا يُقِيمُ عِنْدَهُ حَتَّى يَشْتَدَّ على صاحِبِ المَنْزِلِ، والحَرَجُ: هو الضِّيقُ، إنَّما قَولُهُ: حَتَّى يُحْرِجَهُ يقُولُ: حَتَّى يُضَيِّقَ عليهِ.
وفي البابِ عن عائِشَةَ، وأبي هُرَيْرَةَ.
وقد رَواه مالِكُ بنُ أنَسٍ واللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ عن سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وأبو شُرَيْحِ الخُزَاعِيُّ هو الكَعْبِيُّ وهو العَدَوِيُّ واسْمُهُ: خُوَيْلِدُ بنُ عَمْرٍو.
44 - باب ما جاءَ في السَّعي على الأَرمَلَةِ واليَتِيمِ
2084 -
حَدَّثَنَا الأنْصارِيُّ، قال: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، قال: حَدَّثَنَا مالِكٌ
عن صفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ يَرْفَعُهُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"السَّاعِي على الأَرْمَلَةِ والمِسْكِين، كالمُجاهِدِ في سَبيلِ اللهِ، أو كالذي يَصُومُ النَّهارَ ويَقُومُ اللَّيلَ"
(2)
.
(1)
انظر ما قبله.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا مرسل أخرجه مالك في "الموطأ" (رواية =
2085 -
حَدَّثَنا الأَنْصارِيُّ، قال: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، قال: حَدَّثَنَا مالِكٌ، عن ثَوْرِ بنِ زَيْدٍ، عن أبي الغَيْثِ
عن أبي هُرَيْرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذلِكَ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غَريبٌ.
وأبو الغَيْثِ اسْمُهُ: سَالِمٌ مَوْلَى عبدِ اللهِ بنِ مُطِيعٍ، ثَورُ بنُ يَزِيدَ شامِيٌّ، وثَورُ بنُ زيدٍ مَدَنِيٌّ.
45 - باب ما جَاءَ في طَلاقَةِ الوَجْهِ وحُسْنِ البِشْرِ
2086 -
حَدَّثَنا قُتَيْبةُ، قال: حَدَّثَنا المُنكَدِرُ بنُ مُحمدِ بنِ المُنكَدِرِ، عن أبيهِ
عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقةٌ، وإنَّ من المعرُوفِ أن تَلْقَى أخاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، وأن تُفْرِغَ من دَلْوِكَ في إناءِ أخيْكَ"
(2)
.
= أبي مصعب الزهري 1915) ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "صحيحه"(6006).
وسيأتي موصولًا في الحديث الذي بعده.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5353) و (6007)، ومسلم (2982)، وابن ماجه (2140)، والنسائي 5/ 86 - 87، وهو في "المسند"(8732)، و"صحيح ابن حبان"(4245).
(2)
حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف المنكدر بن محمد، وقد توبع على بعضه، ولبقيته شواهد تصححه.
وأخرجه أحمد (14709) و (14877) وانظر فيهما بقية تعليقنا عليه.
وفي البابِ عن أبي ذَرٍ.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
46 - باب ما جَاءَ في الصِّدْقِ والكَذِبِ
2087 -
حَدَّثَنا هنَّادٌ، قال: حَدَّثَنَا أَبو مُعَاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن شَقِيقِ بنِ سَلمَةَ
عن عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "عَليْكُمْ بالصِّدْقِ، فَإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وما يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وإِيَّاكُمْ والكَذِبَ، فإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورٍ، وإنَّ الفجور يَهْدِي إلى النّارٍ، وما يَزَالُ العَبْدُ يكذِبُ ويَتَحرَّى الكَذِبَ حَتَّى يكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي بكْرٍ، وعُمَرَ، وعبدِ اللهِ بنِ الشَّخِّيرٍ، وابنِ عُمَرَ.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.
2088 -
حَدَّثَنا يَحْيَى بنُ مُوسى، قال: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحِيْمِ بنُ هارونَ الغَسَّانِيِّ: حَدَّثكُمْ عبدُ العَزِيْزِ بنُ أبي رَوَّادٍ، عن نافعٍ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6094)، ومسلم (2607)، وأبو داود (4989)، وهو في "المسند"(3639)، و"صحيح ابن حبان"(272) وما بعده.
عن ابنِ عُمَرَ: عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"إذا كَذَبَ العَبْدُ، تباعَدَ عنهُ المَلكُ مِيْلًا من نَتْنِ ما جاءَ بهِ"؟ قال يَحْيَى: فأَقَرَّ بِهِ عبدُ الرَّحيم بنُ هارونَ، فقالَ: نعم
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نَعْرِفُهُ إلَّا من هذا الوَجْهِ، تفَرَّدَ بهِ عبدُ الرحيمِ بنُ هارونَ
(2)
.
47 - باب ما جاء في الفُحشِ
2089 -
حَدَّثَنا محمدُ بنُ عَبد الأَعْلى وَغَيْرُ واحدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنا عَبدُ الرَّزَّاق، عن مَعْمرٍ، عن ثابتٍ
عن أنَسٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما كانَ الفُحْشُ في
(1)
إسناده ضعيف، عبدِ الرحيم بن هارون جهله أبو حاتم، وقال الدارقطني: متروك الحديث يكذب، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف، وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7394)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(480)، وابن عدي 1/ 25 و 5/ 1921، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 197.
(2)
وقع في المطبوع بعد هذا حديث برقم (1973): "حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا عبدِ الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: ما كان خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب، ولقد كان الرجل يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن". وهذا الحديث لم يرد في شيء من أصولنا الخطية، ولا في شرحي العراقي والمباركفوري، ولا في "تحفة الأشراف"، وهو حديث صحيح أخرجه عبد الرزاق (20195)، وعنه أحمد (25182) وانظر تمام تخريجه فيه وصححه ابن حبان (5736).
شَيْءٍ إلَّا شَانهُ، وما كانَ الحَياءُ في شَيْءٍ إلَّا زَانهُ"
(1)
وفي البابِ عن عَائشةَ.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ عَبد الرَّزَّاقِ.
2090 -
حَدَّثَنا مَحمودُ بنُ غَيْلانَ، قَال: حَدَّثَنا أَبو دَاوُدَ، قَال: أنبأنا شُعبةُ، عن الأَعْمَشِ، قال: سَمِعتُ أبا وَائلٍ يُحَدِّثُ، عن مَسْرُوقٍ
عن عَبد اللهِ بنُ عَمْرٍو، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خِيارُكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا"، ولم يكُنِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا مُتَفحَّشًا
(2)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.
48 - باب ما جاء في اللَّعْنةِ
2091 -
حَدَّثَنا محمدُ بنُ المُثنَّى، قَال: حَدَّثَنا عَبد الرحمنِ بنُ مَهْدِيٍّ، قَال: حَدَّثَنا هِشامٌ، عن قَتادةَ، عن الحَسنِ
عن سَمُرةَ بنُ جُنْدبٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تلاعَنُوا بِلَعْنةِ اللهِ، وَلا بِغَضبهِ، وَلا بالنّارِ"
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (4185)، وهو في "المسند"(12689)، و"صحيح ابن حبان"(551).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3559) و (6029)، ومسلم (2321) وهو في "المسند"(6504) و (6767)، و"صحيح ابن حبان"(477) و (6442).
(3)
حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن فيه عنعنة الحسن البصري عن سمرة، وأخرجه أبو داود (4906)، وهو في "المسند"(20175).
وفي البابِ عن ابنِ عَبَّاس، وأبي هُريرةَ، وابن عُمَرَ، وعِمْرانَ بن حُصَينٍ.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2092 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بن يحيى الأزْدِيُّ البَصْرِيُّ، قَال: حَدَّثَنا محمدُ بن سابقٍ، عن إسْرائيلَ، عن الأعْمَشٍ، عن إبراهيمَ، عن عَلْقمةَ
عن عَبد اللهِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ المُؤْمِنُ بالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ ولا الفاحِشِ وَلا البَذِيء"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ، وقد رُوِي عن عَبد اللهِ من غَيْرِ هذا الوَجْهِ
(2)
.
2093 -
حَدَّثَنا زَيْدُ بنُ أخْزَمَ الطَّائيُّ البَصْرِيُّ، قَال: حَدَّثَنا بِشْرُ بن عُمرَ، قَال: حَدَّثَنا أبَانُ بنُ يَزِيدُ، عن قَتادةَ، عن أبي العاليةِ
عن ابن عبَّاسٍ: أنَّ رَجُلًا لَعَنَ الرِّيحَ عِنْدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"لا تَلعن الرِّيحَ، فإنَّها مأمُورةٌ، وإنَّهُ من لَعنَ شَيْئًا لَيْسَ لهُ بأهْلٍ، رَجَعتِ اللَّعْنةُ عَليْهِ"
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد منكر، وقد بسطنا القول فيه في "المسند"، وله طريق آخر صحيح سيأتي في التخريج، وأخرجه أحمد في "مسنده"(3839). وأخرجه أحمد (3948)، وابن حبان (192) من طريق عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود، وإسناده صحيح.
(2)
انظر ما قبله.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن أخزم، فقد أخرج له البخاري وهو ثقة حافظ، وأخرجه موصولًا أبو داود (4908)، وهو في "صحيح ابن حبان"(5745) من طريق بشر بن عُمر، بهذا الإسناد. =
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْلمُ أحَدًا أسْنَدهُ غَيْرَ بِشْرِ بن عُمرَ.
49 - باب ما جاء في تَعْليمِ النَّسَبِ
2094 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن محمدٍ، قال: أخْبرنا عَبد اللهِ بن المُباركِ، عن عَبد الملكِ بن عيسى الثّقَفيِّ، عن يَزِيدَ مَوْلَى المُنْبَعِثِ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"تَعلَّمُوا من أنْسابِكُمْ ما تَصِلُونَ بهِ أرْحامَكُمْ، فَإنَّ صِلةَ الرَّحمِ مَحبَّةٌ في الأهْلٍ، مَثْراةٌ في المالِ، مَنْسأةٌ في الأثَرِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
وَمَعْنى قَوْلهِ: مَنْسأةٌ في الأثَرِ: يَعْني به الزِيادة في العُمُرِ
(2)
.
= وأخرجه أَبو داود أيضًا (4908) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن أبان بن يزيد، به مرسلًا.
ويشهد له حديث أبي هريرة عند أحمد (7413)، وهو صحيح ولفظه:"لا تسبوا الريح، فإنها تجيء بالرحمة والعذاب، ولكن سلوا الله خيرها، وتعوذوا بالله من شرها".
وحديث أبي بن كعب عند أحمد أيضًا (21138)، وهو صحيح.
(1)
إسناده حسن، عبد الملك بن عيسى الثقفي روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه أحمد (8868).
وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطيالسي (2757) والحاكم 1/ 89 و 4/ 161، وإسناده صحيح.
(2)
علق السندي على قول الترمذي هذا، فقال: أي: مَظِنَّةٌ لذلك، وموضع له، وذلك بأن يُبارك فيه بالتوفيق للطاعات، وعمارة أوقاته بالخيرات، وكذا بسط الرزق: عبارة عن البركة، وقيل: من توسيعه، وقيل: إنه بالنظر لما يظهر للملائكة في اللوح المحفوظ: أي: عمره ستون سنة، وإِن وصل، فمئة، وقد علم الله ما =
50 - باب ما جاء في دَعْوةِ الأخِ لأخيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ
2095 -
حَدَّثَنا عَبدُ بن حُمَيْدٍ، قَال: حَدَّثَنا قَبِيصةُ، عن سُفيانَ، عن عَبد الرحمنِ بن زِيادِ بن أنْعُمَ، عن عَبد الله بن يَزِيدَ
عن عَبد اللهِ بن عَمْرٍو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"ما دَعْوةٌ أسْرعَ إجابةً من دَعْوةِ غائبٍ لغائبٍ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلّا من هذا الوَجْهِ.
والإفْرِيقيُّ يُضَعَّفُ في الحديثِ وهو عَبد الرحمنِ بن زِيادِ بن أنْعُمَ الإفريقي، وَعَبد اللهِ بن يَزِيدَ هو: أبو عَبد الرحمنِ الحُبُلي
(2)
.
51 - باب ما جاء في الشَّتْمِ
2096 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قال: حَدَّثنا عبدِ العزِيزِ بن محمدٍ، عن العَلاءِ بن عَبد الرحمنِ، عن أبيه
عن أبي هُريرةَ، أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "المُسْتبانِ ما قالا
= سيقع، وقيل: هو ذكره الجميل بعده، فكأنه لم يمت.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف عبدِ الرحمن بن زياد بن أنعم، وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 198، وعبد بن حميد (327) و (331)، والبخاري في "الأدب المفرد"(623)، وأبو داود (1535).
وله شاهد من حديث أبي الدرداء عند مسلم (2732) وأبي داود (1534).
وآخر من حديث أنس عند البزار (3171)، وهو حسن في الشواهد.
وثالث من حديث عمران بن حصين عند البزار أيضًا (3170).
(2)
من قوله: "وعبد الله" إلى هنا لم يرد إلا في نسخة في (ل).
فَعَلى البادِي مِنْهُما مَا لم يَعْتَدِ المَظْلُومُ"
(1)
.
وفي البابِ عن سَعْدٍ، وابن مَسْعُودٍ، وَعَبد اللهِ بن مُغَفّلٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2097 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قَال: حَدَّثَنَا أَبو دَاوُدَ الحَفَريُّ، عن سُفيانَ
عن زِيادِ بن عِلاقة، قال: سَمِعتُ المُغِيرَةَ بن شُعبةَ يَقولُ: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ، فُتُؤْذُوا الأحْياءَ"
(2)
.
قد اخْتلفَ أصْحَابُ سُفيانَ في هذا الحديثِ: فَرَوَى بَعْضُهم مِثْلَ رِوَايةِ الحَفرِيِّ، وَرَوَى بَعْضُهم عن سُفيانَ، عن زِيادِ بن عِلاقةَ قال: سَمِعتُ رَجُلًا يُحَدِّثُ عِنْدَ المُغِيرةِ بن شُعبةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوهُ
(3)
.
2098 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حَدَّثَنا وَكِيعٌ، قَال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن زُبَيْدٍ، عن أبي وَائلٍ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2587)، وأبو داود (4894)، وهو في "المسند"(7205)، و"صحيح ابن حبان"(5728) و (5729).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (18209)، وابن حبان (3022).
(3)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين كما في الرواية السالفة، غير أنَّ زياد بن علاقة سمعه هنا في هذه الرواية عن رجل عند المغيرة، ولعل هذا الرجلَ المبهم هو زيد بن أرقم كما ورد عند أحمد (19288)، ولفظه: نال المغيرة بن شعبة من عليًّ، فقال زيد بن أرقم: قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن سبِّ الموتى، فَلِمَ تسبُّ عليًا، وقد مات!!
عن عَبد الله، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "سِبابُ المُسْلمِ فُسُوقٌ، وَقِتالهُ كُفْرٌ".
قال زُبَيْدٌ: قُلْتُ لأبي وَائلٍ: أنْتَ سَمِعَتهُ من عَبد اللهِ؟ قال: نَعَمْ
(1)
.
هذا حديث حسنٌ صحيحٌ.
52 - باب ما جاء في قَوْلِ المَعْرُوفِ
2099 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، قال: أخبرنا عَليُّ بن مُسْهِرٍ، عن عَبد الرحمنِ بن إسحاقَ، عن النُّعْمانِ بن سَعْدٍ
عن عَليٍّ، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُها من بُطُونِهَا وَبُطُونُها من ظُهُورِها"، فقامَ أعْرابيٌّ فقال: لِمَنْ هِي يا رَسولَ اللهِ؟ قال: "لِمَنْ أطَابَ الكلامَ، وأطْعمَ الطَّعَامَ، وأدَامَ الصِّيامَ، وَصلَّى باللَّيْلِ والنَّاسُ نِيامٌ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (48)، ومسلم (64)، وابن ماجه (69)، والنسائي 7/ 122، وهو في "المسند"(3647) و (4126)، و"صحيح ابن حبان"(5939).
(2)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق، ولجهالة النعمان بن سعد، وهو في "المسند"(1338).
وسيتكرر عند المصنِّف برقم (2697) سندًا ومتنًا، وله شاهد من حديث عبدِ الله بن عمرو في "المسند"(6615)، وفي سنده ضعف، وآخر من حديث أبي مالك الأشعري (2295) وسنده حسن في الشواهد.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ عَبد الرحمنِ بن إسحاقَ
(1)
.
53 - باب ما جاء في فَضْلِ المَمْلُوكِ الصَّالحِ
2100 -
حَدَّثَنا ابن أبي عمرَ، قال: حدَّثَنا سفيانُ، عن الأعْمَشِ، عن أبي صالحٍ
عن أبي هريرةَ؛ أنَّ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال:"نِعِمَّا لأحَدِهِمْ أنْ يطِيعَ الله وُيؤَدِّيَ حقَّ سيِّدهِ"، يَعْني المَمْلُوكَ. وقال كعْبٌ: صَدقَ اللهُ ورَسولهُ
(2)
.
وفي البابِ عن أبي موسى، وابن عُمرَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2101 -
حَدَّثَنا أَبو كُريْبٍ، قال: حَدَّثَنا وَكِيعٌ، عن سُفيانَ، عن أبي اليَقظانِ، عن زاذَانَ
عن ابن عُمرَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلاثةٌ على كُثْبانِ المِسْكِ - أُرَاهُ قال: يَوْمَ القِيامةِ -: عَبْدٌ أدَّى حَقّ اللهِ
(1)
جاء في المطبوع عقب هذا العبارة التالية: "وقد تكلم بعض أهل الحديث في عبد الرحمن بن إسحاق هذا مِن قبل حفظه، وهو كوفيٌّ. وعبد الرحمن بن إسحاق القرشي مدني، وهو أثبت من هذا، وكلاهما كانا في عصر واحد". وهي غير موجودة في أصولنا الخطية.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2549)، ومسلم (1666)، وهو في "المسند"(7428) و (9069).
وَحَقَّ مَواليهِ، ورَجُلٌ أَمَّ قومًا وهم به راضون، ورجلٌ يُنادِي بالصَّلَواتِ الخَمسِ في كُلِّ يوْمٍ وَلَيْلةٍ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ سُفيانَ، وأبو اليَقْظانِ اسْمهُ: عُثمانُ بن قَيْسٍ.
54 - باب ما جاء في مُعاشَرةِ النَّاسِ
2102 -
حَدَّثَنا بندار، قال: حَدَّثَنَا عَبد الرحمنِ بن مَهْدِيٍّ، قَال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن حَبِيبِ بن أبي ثابتٍ، عن مَيْمُونِ بن أبي شَبِيبٍ
عن أبي ذَرٍّ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اتَّقِ الله حَيْثُما كُنْتَ، وأتْبِعِ السَّيِّئةَ الحَسنةَ تَمْحُها، وَخالِقِ النَّاسَ بِخُلقٍ حَسنٍ"
(2)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ
(3)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ
(4)
.
(1)
إسناده ضعيف، أبو اليقظان ضعفه غير واحد من الأئمة، لكن حديثه يكتب في المتابعات والشواهد، وهو في "المسند"(4799).
قوله: "على كثبان المسك" قال السندي: جمع كثيب، وهو ما ارتفع من الرمل كالتل الصغير، والمقصود بيان ارتفاعهم، وحسن حالهم.
(2)
حديث حسن كما قال المصنف، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير ميمون بن أبي شبيب، فقد روى له مسلم في المقدمة، وهو صدوق حسن الحديث، لكنه لم يسمع من أبي ذر كما قال أبو حاتم وغيره، ثم قد اختلف فيه على سفيان الثوري، وهو في المسند (21354) من حديث أبي ذر، و (21988) من حديث معاذ بن جبل، وانظر تمام الكلام عليهما فيه.
(3)
سيأتي عند المصنف برقم (2122).
(4)
كذا في الأصول الخطية، وجاء في المطبوع ونسخة في (ظ): "حسن =
2103 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حَدَّثَنَا أَبو أحمدَ وأبو نُعَيْمٍ، عن سُفيانَ، عن حَبِيبٍ، بهذا الإسْناد
(1)
.
2104 -
قال محمودٌ: وحَدَّثَنا وَكِيعٌ، عن سُفْيانَ، عن حَبِيبِ بن أبي ثابتٍ، عن مَيْمُونِ بن أبي شَبِيبٍ
عن مُعاذِ بن جَبلٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوهُ
(2)
. قال محمودٌ: والصَّحيحُ حديثُ أبي ذرٍّ.
55 - باب ما جاء في ظَنِّ السُّوءِ
2105 -
حَدَّثَنا ابن أبي عُمرَ، قال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن أبي الزَّنادِ، عن الأعْرجِ
عن أبي هُريرةَ؛ أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال:"إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحديثِ"
(3)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
= صحيح"، وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" 1/ 395: وقد حسن الترمذي هذا الحديث، وما وقع في بعض النسخ من تصحيحه، فبعيد.
(1)
حديث حسن كسابقه.
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، ميمون بن أبي شبيب لم يدرك معاذ بن جبل، وهو في "المسند"(21988) و (22059).
وانظر ما سبق.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5143) و (6066)، ومسلم (2563)(28)، وأبو داود (4917)، وهو في "المسند"(7337) و (10001)، و"صحيح ابن حبان"(5687).
سَمِعتُ عَبْدَ بن حُمَيْدٍ يذْكُرُ عن بَعْضِ أصْحابِ سُفيانَ، قال: قال سُفيانُ: الظَّنُّ ظنَّانِ: فظنٌّ إثْمٌ، وَظَنٌّ لَيْسَ بإثْمٍ، فأَمَّا الظَّنُّ الَّذِي هو إثْمٌ، فالَّذِي يظُنُّ ظَنًّا ويتكلّمُ به، وأمَّا الظَّنُّ الذِي لَيْسَ بإثْمٍ، فالَّذِي يظُنُّ وَلا يتكلَّمُ بهِ.
56 - باب ما جاء في المِزَاحِ
2106 -
حَدَّثنا عبدِ اللهِ بن الوَضَّاح الكُوفيُّ، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن إدْرِيسَ، عن شُعبةَ، عن أبي التَّيَّاحِ
عن أنسٍ، قال: إنْ كانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليُخالِطُنا حتَّى إنْ كَانَ ليقولُ لأخٍ لي صَغِيرٍ: "يا أبا عُمَيْرٍ ما فَعلَ النُّغَيْرُ"
(1)
.
2107 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، قَال: حَدَّثَنا وَكِيعٌ، عن شُعبةَ، عن أبي التَّيَّاحِ، عن أنَسٍ نَحوهُ
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وأبو التَّيَّاحِ اسْمهُ: يَزِيدُ بن حُمَيْدٍ.
2108 -
حَدَّثَنا العَبَّاسُ بن محمدٍ الدُّورِيُّ، قال: حَدَّثنا عَليُّ بن الحَسنِ، قال: أخْبرنا عَبد اللهِ بن المُباركِ، عن أُسامةَ بن زَيْدٍ، عن سَعيدٍ المَقْبُرِيِّ
عن أبي هُريرةَ، قال: قالُوا: يا رَسولَ اللهٍ، إِنَّكَ تُدَاعِبُنا،
(1)
حديث صحيح، وقد سلف برقم (333).
(2)
إسناده صحيح، وانظر ما قبله.
قال: "إِنِّي لا أقُولُ إلَّا حَقًّا"
(1)
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
معنى قوله: "إنك تداعبنا" يعنون أنك تمازحنا.
2109 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قَال: حَدَّثَنا أَبو أُسامةَ، عن شَرِيكٍ، عن عاصمِ الأحْوَلِ
عن أنَسِ بن مَالكٍ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لهُ: "يا ذا الأُذُنَيْنِ"
(2)
. قال محمودٌ: قال أبو أُسامةَ: إنما يعني به أنه يمازحه.
2110 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قال: حَدَّثَنا خالدُ بن عَبد اللهِ الوَاسِطيُّ، عن حُمَيْدٍ
عن أنَسٍ: أنَّ رَجُلًا اسْتَحْملَ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إنِّي حامِلُكَ على وَلَدِ ناقَةٍ"، فقال: يا رَسولَ اللهِ ما أصنعُ بِوَلدِ النَّاقةِ؟ فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَهَل تَلدُ الإبلَ إلَّا النُّوقُ"
(3)
؟
هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ.
(1)
إسناده حسن، وهو في "المسند"(8723).
وأخرجه أحمد (8481) عن يونس بن محمد المؤدب، حدثنا ليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة
…
وهذا سند قوي.
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك، وهو ابن عبدِ الله النخعي - سيئ الحفظ، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه أبو داود (5002)، وهو في "المسند"(12164)، وله طريق آخر عند الطبراني (662) بسند حسن يتقوى به.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (4998)، وهو في "المسند"(13817).
57 - باب ما جاء في المِرَاءِ
2111 -
حَدَّثَنا عُقْبةُ بن مُكْرَمٍ بَصْرِيٌّ، قَال: حَدَّثَنَا ابن أبي فُدَيْكٍ، قال: أخبرني سَلمةُ بن وَرْدانَ اللَّيْثِيُّ
عن أنَسِ بن مَالكٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من تَركَ الكَذِبَ وهو باطلٌ بُنيَ لهُ في رَبَضِ الجَنَّةِ، ومن تَركَ المِرَاءَ وهو مُحِقٌّ بُنِيَ لهُ في وَسَطِها، ومن حَسَّنَ خُلُقَهُ، بُنِيَ لهُ في أعْلاها"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ، لا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ سَلمةَ بن وَرْدانَ، عن أنَسٍ.
2112 -
حَدَّثَنا فَضالةُ بن الفَضْلِ الكُوفيُّ، قَال: حَدَّثَنا أَبو بكْرِ بن عَيَّاشٍ، عن ابن وَهْبِ بن مُنَبِّهٍ، عن أبيهِ
عن ابن عَبَّاسٍ، قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "كَفى بِكَ إثْمًا أنْ لا تَزالَ مُخاصِمًا"
(2)
.
هذا الحديثُ حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ مثل هذا إلَّا مِن هذا الوَجْهِ.
2113 -
حَدَّثَنا زِيادُ بن أيُّوبَ، قال: حَدَّثَنا المُحارِبيُّ، عن ليثٍ، عن عبدِ الملكِ، عن عِكْرمةَ
(1)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سلمة بن وردان، وأخرجه ابن ماجه (51)، وابن عدي 3/ 1181، والبغوي في "شرح السنة"(3502).
وله شاهد من حديث أبي أمامة عند أبي داود (4800) وإسناده حسن.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة ابن وهب بن منبه، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11032).
عن ابن عَبَّاسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا تُمارِ أخَاكَ، وَلا تُمازِحْهُ، ولا تَعِدْهُ مَوعدًا فَتُخْلِفَهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلَّا من هذا الوَجْهِ.
58 - باب ما جاء في المُدَارَاةِ
2114 -
حَدَّثَنا ابن أبي عُمرَ، قال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن محمدِ بن المُنكَدرِ، عن عُرْوةَ بن الزُّبَيْرِ
عن عَائشةَ، قالت: اسْتأْذَنَ رَجُلٌ على رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأنا عِنْدهُ فقال: "بِئْسَ ابنُ العَشيرةِ أوْ أخو العَشِيرةِ"، ثُمَّ أذِنَ لهُ فألانَ لهُ القَوْلَ، فَلمَّا خَرجَ قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، قُلْتَ لهُ ما قُلْتَ، ثُمَّ أَلَنْتَ لهُ القَوْلَ! قال:"يا عَائشةُ إنَّ من شَرِّ النَّاسِ من تَركَهُ النَّاسُ أوْ وَدعَهُ النَّاسُ اتِّقاءَ فُحْشهِ"
(2)
.
(1)
حديث ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(394)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 344.
قوله: "لا تمار"، أي: لا تجادل ولا تخاصم، قال في "النهاية" 2/ 322: المراء: الجدال، والتماري والمماراة: المجادلة على مذهب الشك والريبة، ويقال للمناظرة: مماراة، لأن كل واحد منهما يستخرج ما عند صاحبه، ويمتريه كما يمتري الحالبُ اللبن مِن الضَّرْعِ.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6032) و (6054)، ومسلم (2591) وأبو داود (4791) و (4792)، والنسائي في "الكبرى"(10067)، وهو في "المسند"(24106)، و"صحيح ابن حبان"(4538) و (5696).
قال الإمام النووي: هذا الرجل هو عُيينة بن حصن، ولم يكن أسلم حينئذ وإن كان قد أظهر الإسلامَ، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يُبين حاله ليعرفه الناس ولا يغتر به من =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
59 - باب ما جاء في الاقْتِصادِ في الحُبِّ والبُغْضِ
2115 -
حَدَّثَنا أَبو كُريْبٍ، قال: حَدَّثَنا سُوَيْدُ بن عَمْرٍو الكَلبيُّ، عن حَمَّادِ بن سَلمةَ، عن أيُّوبَ، عن محمدِ بن سِيرِينَ
عن أبي هُريرةَ - أُرَاهُ رَفَعهُ - قال: "أحْبِبْ حَبِيبكَ هَوْنًا ما عَسى أن يكُونَ بَغِيضكَ يَوْمًا ما، وأبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسى أن يكُونَ حَبِيبكَ يَوْمًا مَا"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ بهذا الإسنادِ إلَّا من هذا الوَجْهِ. وقد رُوِي هذا الحديثُ عن أَيُّوبَ بإسْنادٍ غَيْرِ هذا رَواهُ الحَسنُ بن أبي جَعْفرٍ، وهو حديثٌ ضَعيفٌ أيضًا، بإسْنادٍ لهُ عن عَليٍّ، عن
= لم يعرف حاله، قال: وكان منه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعده ما دلَّ على ضعف إيمانه وارتد مع المرتدين، وجيء به أسيرًا إلى أبي بكر رضي الله عنه ووصف النبي صلى الله عليه وسلم له بأنه بئس أخو العشيرة من أعلام النبوة، لأنه ظهر كما وصف، وإنما ألان له القول تألّفًا له ولأمثاله على الإسلام، وفي هذا الحديث مداراةُ من يُتقى فحشُه وجوازُ غيبة الفاسق، ومن يحتاج الناس إلى التحذير منه.
(1)
رجاله ثقات رجال مسلم، لكن الراوي تردد في رفعه كما قال الحافظ العراقي، وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6595) من طريق موسى بن إسماعيل: حدثنا حماد، عن أيوب، عن حُميد بن عبدِ الرحمن، عن عليٍّ أنه كان يقول: "أحبب حبيبك هونًا ما
…
إلخ"، وهذا إسناد صحيح، موسى بن إسماعيل - وهو المِنقري - ثقة ثبت وهو أوثق من سويد. قال البيهقي بإثر هذه الرواية: ورواية سويد بن عمرو، عن حماد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهمٌ.
النبيِّ صلى الله عليه وسلم. والصَّحيحُ هذا عن عَليٍّ مَوْقُوفٌ
(1)
.
60 - باب ما جاء في الكِبْرِ
2116 -
حَدَّثَنَا أَبو هِشامٍ الرِّفاعيُّ، قَال: حَدَّثَنا أَبو بَكْرٍ بن عَيَّاشٍ، عن الأعْمَشِ، عن إبراهيمَ، عن عَلْقمةَ
عن عَبد اللهِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ من كَانَ في قَلْبهِ مثْقَالُ حَبَّةٍ من خَرْدَلِ من كِبْرٍ، وَلا يَدْخُلُ النَّارَ من كانَ في قَلْبهِ مِثْقالُ حَبَّةٍ من إيمانٍ"
(2)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وابن عَبَّاسٍ، وَسَلمةَ بن الأكْوعِ، وأبي سَعيدٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
(1)
ونقل ابن الجوزي عن الدارقطني في "العلل" 2/ 249 أنه قال: وقد روي حديث عليٍّ من طرق لا تثبت، والصحيح أنه عن عليٍّ موقوفٌ.
ورواه البغوي في "شرح السنة" 13/ 66 عن عليٍّ موقوفًا، وقال: ورفعه بعضهم عن عليًّ وأبي هريرة، والصحيح أنه موقوف عن عليٍّ رضي الله عنه.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1321) موقوفًا عن علي.
وقال الذهبي في "الميزان" 2/ 253: إنما هو من قول علي.
وقال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ ورقة 57: والصحيح أنه موقوف من قول علي.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (91)(148)، وأبو داود (4091)، وابن ماجه (59) و (4173)، وهو في "المسند"(3913) و (3947)، و"صحيح ابن حبان"(224).
2117 -
حَدَّثَنا محمدُ بن المُثنَّى وَعَبد اللهِ بن عَبد الرحمنِ، قَالا: حَدَّثَنا يحيى بن حَمَّادٍ، قَال: حَدَّثَنا شُعبةُ، عن أبانِ بن تَغْلبٍ، عن فُضَيْلِ بن عَمْرٍو، عن إبراهيمَ، عن عَلْقمةَ
عن عَبد اللهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ من كَانَ في قَلْبهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ من كِبْرٍ، وَلا يَدْخُلُ النَّارَ يَعْني من كانَ في قَلْبهِ مِثْقالُ ذَرَةٍ من إيمانٍ". قال: فقال رَجُلٌ: إنَّه يُعْجِبُنِي أنْ يكُونَ ثَوبي حَسنًا وَنَعْلي حَسنةً، قال:"إنَّ الله يُحِبُّ الجَمالَ، ولكِنِ الكِبْرُ من بَطِرَ الحَقَّ، وغَمَصَ النَّاسَ"
(1)
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
2118 -
حَدَّثَنا أبو كُريْبٍ، قال: حَدَّثَنا أَبو مُعاويةَ، عن عُمرَ بن راشدٍ، عن إياسٍ بن سَلمةَ بن الأكْوعِ
عن أبيهِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لا يَزالُ الرَّجُلُ يَذْهَبُ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (91)(147) و (149)، وهو في "المسند"(4310)، و"صحيح ابن حبان"(5466)، ولفظه عند مسلم وابن حبان: "إن الله جميلٌ يحب الجمالَ
…
"، وبطر الحق: دفعه وإنكاره ترفعًا وتجبرًا، وغمص الناس: احتقارهم، وفي رواية مسلم: وغمط الحق، وهو بمعنى الغمص.
(2)
جاء في المطبوع عقب هذا: "وقال بعضُ أهل العلم في تفسير هذا الحديث: "لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان" إنما معناه لا يُخَلَّدُ في النار، وهكذا رُوي عن أبي سعيد الخدري، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: "يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان"، وقد فسر غيرُ واحد من التابعين هذه الآية {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} [آل عمران: 192] فقال: من تُخلَّدُ في النار، فقد أخزيتَه.
بِنَفْسهِ حتَّى يُكْتبَ في الجَبَّارينَ، فَيُصيبهُ ما أصابَهُمْ"
(1)
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
2119 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن عيسى بن يزيد البَغْدَاديُّ، قَال: حَدَّثَنا شَبابةُ بن سَوَّارٍ، قال: حَدَّثَنا ابن أبي ذِئْبٍ
(2)
، عن القاسِمِ بن عَبَّاسٍ، عن نافعِ بن جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ
عن أبيهِ، قال: يقُولُونَ لِي: فيَّ التِّيهُ وقد رَكِبْتُ الحِمارَ وَلَبِسْتُ الشَّمْلةَ، وقد حَلبْتُ الشَّاةَ، وقد قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"من فَعلَ هذا، فَلَيْسَ فيهِ من الكِبْرِ شَيْءٌ"
(3)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ
(4)
.
61 - باب ما جاء في حُسْنِ الخُلُقِ
2120 -
حَدَّثَنا ابن أبي عُمرَ، قال: حَدَّثَنا سُفيانُ، قَال: حَدَّثَنا عَمْرُو بن دِينارٍ، عن ابن أبي مُلَيْكةَ، عن يَعْلى بن مَمْلكٍ، عن أُمِّ الدَّرْدَاءِ
عن أبي الدَّرْدَاءِ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما شَيْءٌ أثْقَلُ في مِيزَانِ
(1)
إسناده ضعيف لضعف عمر بن راشد، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6254)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1676، والبغوي (3589).
(2)
قوله: "حدثنا ابن أبي ذئب" لم ترد في نسخنا الخطية إلا في هامش (س)، وكتب في هامش (د): سقط من الأصل "ابن أبي ذئب"، وقال المباركفوري في شرحه:"سقط هذا من بعض النسخ، والصواب ثبوته".
(3)
إسناده صحيح، وأخرجه الحاكم 4/ 184 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد.
(4)
كذا في سائر النسخ، وفي نسخة في (ظ):"حسن صحيح غريب".
المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيامةِ من خُلُقٍ حَسنٍ، فإنَّ الله لَيُبغِضُ الفاحِشَ البَذِيءَ"
(1)
.
وفي البابِ عن عَائشةَ، وأبي هُريرةَ، وَأنسٍ، وأُسامةَ بن شَرِيكٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2121 -
حَدَّثَنا أَبو كُريْبٍ، قال: حَدَّثَنا قَبِيصةُ بن اللَّيْث، عن مُطَرِّفٍ، عن عَطاءٍ، عن أُمِّ الدَّرْدَاءِ
عن أبي الدَّرْداءِ، قال: سَمِعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "ما من شَيْءٍ يُوضَعُ في المِيزَانِ أثْقلُ من حُسْنِ الخُلُقِ، وإنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الخُلُقِ لَيبْلُغُ بهِ دَرجَةَ صاحبِ الصَّوْمِ والصَّلاةِ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
2122 -
حَدَّثَنا أَبو كُرَيْبٍ، قال: حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن إِدْرِيسَ، قال: حَدَّثَني أبي، عن جَدِّي
عن أبي هُريرةَ: قال سُئِلَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن أكْثرِ ما يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ؟ قال: "تَقْوى اللهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ". وَسُئِلَ عن أكْثرِ ما
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة يعلى بن مملك، وللحديث طريق آخر صحيح، أخرجه أبو داود (4799)، وهو في "المسند"(27553)، و"صحيح ابن حبان"(481) و (5693).
(2)
حديث صحيح، وقد اختلف في إسناده على عطاء بن نافع، وهو في "المسند"(27496)، وانظر فيه تمام تعليقنا عليه.
يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ؟ فقال: "الفَمُ والفَرْجُ"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ.
وَعَبد اللهِ بن إدْرِيسَ: هو ابن يَزِيدَ بن عَبد الرحمنِ الأوْديّ.
2123 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن عَبْدةَ، قال: حَدَّثَنا أَبو وَهْبٍ
عن عَبد الله بن المُباركِ أنَّهُ وَصَفَ حُسْنَ الخُلُقِ، فقال: هو بَسْطُ الوَجْهِ، وَبَذْلُ المَعْرُوفِ، وَكَفُّ الأذَى
(2)
.
62 - باب ما جاء في الإحْسان والعَفْوِ
2124 -
حَدَّثَنا بُنْدارٌ وَأحمدُ بن مَنِيعٍ وَمحمودُ بن غَيْلانَ، قَالُوا: أخبرنا أَبو أحمدَ، عن سُفيانَ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الأحْوَصِ
عن أبيهِ، قال: قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ الرَّجُلُ أمُرُّ بهِ فَلا يَقْرِينِي ولا يُضَيِّفُني، فَيمُرُّ بي أفأَجْزِيهِ؟ قال:"لا، أقْرِهِ". قال: وَرآني رَثَّ الثِّيابٍ، فقال:"هَلْ لكَ من مَالٍ"؟ قُلْتُ: من كُلِّ المَالِ قد أعْطاني اللهُ من الإبلِ والغَنمِ. قال: "فَليُرَ عَليْكَ"
(3)
.
(1)
حديث حسن، وأخرجه ابن ماجه (4246)، وهو في "المسند"(7907) و (9696)، و"صحيح ابن حبان"(476).
(2)
أخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(875)، وانظر "جامع العلوم والحكم" 1/ 357.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا أبو داود (4063)، والنسائي 8/ 180 و 181 و 196، وهو في "المسند"(15887)، و"صحيح ابن حبان"(3410) و (5416).
وفي البابِ عن عَائشةَ، وَجابرٍ، وأبي هُريرةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وأبو الأحْوَصِ اسْمهُ: عَوْفُ بن مالك بن نَضْلةَ الجُشَميُّ.
وَمَعْنى قَوْلهِ: "أقْرِهِ": يقول: أضِفْهُ، وَالقِرَى: هو الضِّيافَةُ.
2125 -
حَدَّثَنا أَبو هِشامٍ الرِّفاعيُّ، قال: حَدَّثَنا محمدُ بن فُضَيْلٍ، عن الوَلِيدِ بن عَبد اللهِ بن جُمَيْعٍ، عن أبي الطُّفَيْلِ
عن حُذَيْفةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تكُونُوا إِمَّعةً، تقُولُونَ إنْ أحسنَ النَّاسُ أحْسنَّا، وَإنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنا، ولكِنْ وَطِّنُوا أنْفُسكُمْ: إنْ أحْسنَ النَّاسُ أنْ تُحْسنُوا، وإنْ أساؤوا فَلا تَظْلِمُوا"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلَّا من هذا الوَجْهِ.
63 - باب ما جاء في زِيارةِ الإخْوَانِ
2126 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ والحُسينُ بن أبي كَبْشةَ البَصْرِيُّ، قال:
(1)
رجاله ثقات غير شيخ المصنف أبي هشام الرفاعي واسمه محمد بن يزيد فقد ضعفه جمع من الأئمة، وقال أبو بكر البرقاني: ثقة أمرني أبو الحسن الدارقطني أن أخرج حديثه في الصحيح، وقد روى له مسلم في "صحيحه" حديثين (1013) وجزء 4/ ص 2231 متابعة. وأخرجه ابنُ عبد البر في "جامع بيان العلم" 2/ 112 من طريق ابن وهب سمعت سفيان بن عيينة يُحدث عن عاصم بن بهدلة، عن زر ابن حبيش، عن ابن مسعود أنه كان يقول: اغدُ عالمًا أو متعلمًا، ولا تَغْدُ إمعة فيما بين ذلك، وهذا سند حسن.
حَدَّثَنا يُوسُفُ بن يَعْقُوبَ السَّدُوسيُّ، قال: حَدَّثَنا أَبو سِنانٍ القَسْمَليُّ، عن عُثمانَ بن أبي سَوْدةَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من عَادَ مَرِيضًا أوْ زَارَ أخًا لهُ في اللهِ، نادَاهُ مُنادٍ أنْ طِبْتَ وطَابَ مَمْشاكَ، وَتَبوَّأْتَ من الجَنَّةِ مَنْزلًا"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
وأبو سِنانٍ اسْمهُ: عيسى بن سِنانٍ.
وقد رَوَى حَمَّادُ بن سَلمةَ، عن ثابتٍ، عن أبي رَافعٍ، عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا من هذا.
64 - باب ما جاء في الحَياءِ
2127 -
حَدَّثَنا أَبو كُريْبٍ، قال: حَدَّثَنا عَبْدةُ بن سُليمانَ وَعَبد الرحيمِ وَمحمدُ بن بِشْرٍ، عن محمدِ بن عَمْرٍو، قال: حَدَّثَنا أَبو سَلَمة
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الحَياءُ من الإيمانِ،
(1)
إسناده ضعيف لضعف أبي سنان، وأخرجه ابن ماجه (1443)، وهو في "المسند"(8325)، و"صحيح ابن حبان"(2961)، وقد صح معنى هذا الحديث من طريق أخرى ساقها المصنِّف بإثره هنا، وأخرجه مسلم (2567)، وهو في "المسند"(7919)، و"صحيح ابن حبان"(572)، ولفظه:"أنَّ رجلًا زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكًا، فلما أتى عليه، قال: أين تريد، قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمةٍ تربُّها قال: لا غير أني أحببتُه في الله عز وجل. قال: فإني رسولُ الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببتَه فيه".
والإيمَانُ في الجَنَّةٍ، والبذَاءُ من الجَفاءٍ، والجَفاءُ في النَّارِ"
(1)
.
وفي البابِ عن ابن عُمرَ، وأبي بكْرةَ، وأبي أُمامةَ، وَعِمْرانَ بن حُصَيْنٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
65 - باب ما جاء في التَّأنِّي وَالعَجلةِ
2128 -
حَدَّثَنا نَصْرُ بن عَليًّ، قال: حَدَّثَنا نُوحُ بن قَيْسٍ، عن عَبد اللهِ بن عِمْرانَ، عن عاصمٍ الأحْولِ
عن عَبد اللهِ بن سَرْجِسَ المُزَنيَّ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "السَّمْتُ الحَسنُ والتُّؤَدَةُ والاقْتِصادُ جُزْءٌ من أرْبَعةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا من النُّبُوَّةِ"
(2)
.
وفي البابِ عن ابن عَبَّاسِ.
(1)
حديث صحيح، وهو في "المسند"(10512)، و"صحيح ابن حبان"(608) و (609).
(2)
إسناده حسن، عبد الله بن عمران روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ وباقي رجاله ثقات وأخرجه عبدِ بن حميد (512)، والطبراني في "الأوسط"(1021)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 66، والمزي في "تهذيب الكمال" 15/ 383.
وله شاهد يتقوى به من حديث ابن عباس عند أحمد (2698).
وقوله: "السمت" بفتح فسكون: هدي الرجل وحاله ومذهبه، و"الاقتصاد": التوسط بين الإفراط والتفريط وهو محمود في كل شيءٍ، ومعنى كونها جزءًا من النبوة أنها جزء من فضائل الأنبياء أو جزء مما جاء به الأنبياء ودعوا الناس إليه.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
2129 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قال: حَدَّثَنَا نُوحُ بن قَيْسٍ، عن عَبد اللهِ بن عِمران، عن عبدِ اللهِ بن سَرْجسَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوهُ، ولم يذْكُرْ فيهِ عن عاصمٍ، والصَّحيحُ حديثُ نَصْرِ بن عَليٍّ
(1)
.
2130 -
حَدَّثَنا محمدُ بن عَبد اللهِ بن بَزِيعٍ، قَال: حَدَّثَنا بِشْرُ بن المُفَضَّلِ، عن قُرَّةَ بن خَالدٍ، عن أبي جَمْرةَ
عن ابن عَبَّاسٍ؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لأشجِّ عبدِ القَيْسِ: "إنَّ فِيكَ خَصْلتَيْنِ يُحِبُّهُما اللهُ: الحِلمُ، والأناةُ"
(2)
.
هذا حديث حسن صحيح غريب
(3)
.
وفي البابِ عن الأشَجِّ العَصرِي
(4)
.
2131 -
حَدَّثَنا أَبو مُصْعَبٍ المَدَنيُّ، قال: حَدَّثَنا عَبدُ المُهَيْمنِ بن عَبَّاس بن سَهْلِ بن سَعْدٍ السَّاعِديِّ، عن أبيهِ
عن جَدِّهٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الأناةُ من اللهِ والعَجلةُ
(1)
انظر ما قبله.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (17)(25)، وابن ماجه (4188)، وهو في "صحيح ابن حبان"(7204).
(3)
قوله: "هذا حديث حسن صحيح غريب" لم يرد في شيء من أصولنا الخطية، وأثبتناه من نسخة في هامش (ظ).
(4)
حديث الأشج العصري حديث صحيح، وهو في "المسند"(17828)، والأشج العصري: اسمه المنذر بن عائذ، وهو المعروف أيضًا بأشج عبد القيس، كان سيد قومه، وقد وفد على النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
من الشَّيْطانِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ. وقد تكلَّمَ بَعْضُ أهْلِ العلمِ في عَبدِ المُهَيْمنِ بن عَبَّاسِ بن سَهْلٍ، وَضَعَّفَهُ من قبلِ حِفْظهِ.
66 - باب ما جاء في الرِّفقِ
2132 -
حَدَّثَنا ابن أبي عُمرَ، قَال: حَدَّثَنَا سُفيانُ، عن عَمْرِو بن دِينارٍ، عن ابن أبي مُليْكةَ، عن يَعْلى بن مَمْلكٍ، عن أُمِّ الدَّرْداءِ
عن أبي الدَّرْدَاءِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"من أُعْطِي حظَّهُ من الرِّفْقِ، فقد أُعْطِي حَظَّهُ من الخَيْرِ، ومن حُرِمَ حَظَّهُ من الرِّفْقِ، فقد حُرمَ حَظَّهُ من الخَيْرِ"
(2)
.
وفي البابِ عن عائشةَ، وجَرِيرِ بن عَبد اللهٍ، وأبي هُريرةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
67 - باب ما جاء في دَعْوَةِ المَظْلُومِ
2133 -
حَدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حَدَّثَنا وَكِيعٌ، عن زَكَريَّا بن إسحاقَ، عن يحيى بن عَبد اللهِ بن صَيْفيٍّ، عن أبي مَعْبدٍ
(1)
إسناده ضعيف لضعف عبد المهيمن بن عباس، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5702)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1982، والبغوي في "شرح السنة"(3598).
(2)
صحيح لغيره، وهو في "المسند"(27553).
وله شاهد صحيح من حديث عائشة عند أحمد (25259).
عن ابن عَبَّاسٍ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعثَ مُعاذًا إلى اليَمنِ، فقال:"اتَّقِ دَعْوةَ المَظْلُومِ، فإنَّه لَيْسَ بَيْنَها وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وأبو مَعْبدٍ: اسْمهُ نافذٌ.
وفي البابِ عن أنَسٍ، وأبي هُريرةَ، وَعَبد اللهِ بن عمرٍو، وأبي سعيدٍ.
68 - باب ما جاء في خُلُقِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
-
2134 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثنا جَعْفرُ بن سُليْمانَ الضُّبَعيُّ، عن ثابتٍ
عن أنَسٍ، قال: خَدمْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنينَ فمَا قال لِي أُفٍّ قَطُّ، وَما قال لِشَيءٍ صَنعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَه، ولا لشيءٍ تركتُه، لم تَركْتَهُ، وكانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من أحْسنِ النَّاسِ خُلُقًا، وما مَسِسْتُ خَزًّا قَطُّ وَلا حَرِيرًا وَلا شَيْئًا كانَ ألْينَ من كَفِّ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلا شَمِمْتُ مِسْكًا قَطُّ وَلا عِطْرًا، كانَ أطْيبَ من عَرقِ رسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وقد سلف تخريجه في (630).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه تامًا ومختصرًا البخاري (2768) و (6038)، ومسلم (2309) و (2330)، وأبو داود (4774)، وهو في "المسند"(11974) و (13021)، و"صحيح ابن حبان"(2893) و (6303).
وفي البابِ عن عَائشةَ، والبَرَاءِ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2135 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قَال: حَدَّثَنا أَبو دَاوُدَ، قال: أنبأنا شُعبةُ، عن أبي إسحاقَ، قال: سَمِعتُ أبا عبدِ اللهِ الجَدَلِيَّ يقولُ:
سَألتُ عَائشةَ عن خُلُقِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالت: لم يكُنْ فاحِشًا ولا مُتفحِّشًا ولا صخَّابًا في الأسْواقٍ، ولا يَجْزِي بالسَّيِّئةِ السَّيِّئةَ، ولكِنْ يَعْفُو وَيَصْفحُ
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.
وأبو عَبد اللهِ الجَدَلِيُّ اسْمهُ: عَبدُ بن عَبْدٍ.
69 - باب ما جاء في حُسْنِ العَهْدِ
2136 -
حَدَّثنا أَبو هِشامٍ الرِّفاعيُّ، قَال: حَدَّثَنا حَفْصُ بن غياثٍ، عن هِشامِ بن عُرْوةَ، عن أبيهِ
عن عَائشةَ، قالت: ما غِرْتُ على أحدٍ من أزْوَاجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ما غِرْتُ على خَدِيجةَ، وَما بي أنْ أكُونَ أدْرَكْتُها وما ذاكَ إلَّا لكَثْرةِ ذِكْرِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَها، وَإنْ كانَ لَيذْبحُ الشَّاةَ، فيتتبَّعُ بِها صَدائِقَ خَدِيجةَ فَيُهدِيها لَهُنَّ
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهو في "المسند"(25417) و (26091)، و"صحيح ابن حبان"(6443).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3816) و (3818)، ومسلم =
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غَريبٌ.
70 - باب ما جاء في مَعالِي الأخْلاقِ
2137 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن الحَسنِ بن خِرَاشٍ البَغْدادِيُّ، قَال: حَدَّثَنا حَبَّانُ بن هِلالٍ، قَال: حَدَّثَنا مُباركُ بن فَضالةَ، قَال: حَدَّثَني عَبدُ ربِّهِ بن سَعيدٍ، عن محمدِ بن المُنكَدرِ
عن جَابرٍ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ مِن أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وأقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلسًا يَوْمَ القِيامَةِ أحاسِنَكُمْ أخْلاقًا، وَإنَّ أَبْغَضكُمْ إِلَيَّ وَأبْعدَكُمْ مِنِّي يَوْمَ القِيامَةِ الثَّرْثارُونَ والمُتَشَدِّقُونَ والمُتَفَيْهِقُونَ"، قَالُوا: يا رَسولَ اللهِ قد عَلمْنا الثَّرْثارين وَالمُتَشدِّقينَ فَمَا المُتَفَيْهِقُونَ؟ قال: "المُتكبِّرُونَ"
(1)
.
= (2435)، وابن ماجه (1997)، والنسائي (8361)، وما بعده، وهو في "المسند"(24310)، و"صحيح ابن حبان"(7006).
وسيتكرر عند المصنِّف سندًا ومتنًا (3875).
(1)
صحيح لغيره، وهذا سند حسن، فقد صرح مبارك بن فضالة بالتحديث، وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 4/ 63.
وله شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني عند أحمد (17732)، وابن حبان (482) ورجاله ثقات.
وآخر من حديث ابن مسعود عند البزار (1723)، والطبراني في "الكبير"(10424)، وفي سنده صدقة بن موسى الدقيقي لين الحديث، يكتب حديثه في المتابعات.
وثالث من حديث أبي هريرة عند الطبراني في "الصغير"(835) و"الأوسط" =
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
الثَّرثارُ: هو كَثيرُ الكَلامِ، والمُتَشدِّقُ: الَّذي يتطاولُ على النَّاسِ في الكَلامِ، وَيَبْذُو عليهم.
ورَوَى بَعْضُهمْ هذا الحديثَ عن المباركِ بن فَضالة، عن محمد بن المُنكَدرِ، عن جَابرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ولم يَذْكُرْ فيهِ: عن عَبدِ رَبِّهِ بن سَعيدٍ، وهذا أصَحُّ.
71 - باب ما جاء في اللَّعْنِ وَالطَّعنِ
2138 -
حَدَّثَنا بُندار، قال: أخبرنا أَبو عامرٍ، عن كَثِيرِ بن زَيْدٍ، عن سَالمٍ
عن ابن عُمرَ، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا يكُونُ المُؤْمنُ لعَّانًا"
(1)
.
وفي البابِ عن عَبد اللهِ بن مَسْعُودٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
ورَوَى بَعْضُهم هذا الحديث بهذا الإسْنادِ عن النبيِّ وقال: "لا
= (7693).
وللشطر الأول شاهد من حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد (6735) و (6767) وهو صحيح.
(1)
حديث حسن، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(309)، وأبو يعلى (5562)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2088، والحاكم 1/ 47.
ويشهد له حديثُ عبد الله بن مسعود السالف برقم (2092).
يَنْبَغي لِلمُؤْمنِ أن يكُونَ لعَّانًا".
72 - باب ما جاء في كَثْرةِ الغَضبِ
2139 -
حَدَّثَنا أَبو كُرَيْبٍ، قال: حَدَّثَنا أَبو بكْرِ بن عَيَّاشٍ، عن أبي حَصِيْنٍ، عن أبي صالحٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: عَلِّمْني شَيْئًا ولا تُكْثِرْ عَليَّ لَعَلِّي أعِيه، قال:"لا تَغْضبْ"، فَردَّدَ ذلك مِرارًا كُلّ ذلكَ يَقولُ:"لا تَغْضَبْ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي سَعيدٍ، وَسُليْمانَ بن صُرَدٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
وأبو حَصِينٍ اسْمهُ: عُثمانُ بن عَاصمٍ الأسَدِيُّ.
73 - باب في كَظْمِ الغَيْظِ
(2)
2140 -
حَدَّثَنا عَبَّاسُ بن محمد الدُّورِيُّ وَغَيْرُ وَاحدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن يَزِيدَ المُقْرِئُ، قَال: حَدَّثَنا سَعيدُ بن أبي أَيُّوبَ، قَال: حَدَّثَني أَبو مَرْحُومٍ عَبد الرحيمِ بن مَيْمُونٍ، عن سَهْلِ بن مُعاذِ بن أنَسٍ الجُهَنيِّ
عن أبيهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: "من كَظمَ غَيظًا وهو يَسْتطِيعُ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6116)، وهو في "المسند"(8744) و (10011).
(2)
لم يرد هذا العنوان في شيءٍ من أصولنا الخطية، وأثبتناه من النسخة التي شرح عليها المباركفوري، وذكر أنه: سقط من بعض النسخ.
أنْ يُنَفِّذَهُ، دَعاهُ اللهُ يَوْمَ القِيامَةِ على رُؤوسِ الخَلائِقِ حتَّى يُخَيِّرهُ في أيِّ الحُورِ شاءَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
74 - باب ما جاء في إجْلالِ الكَبِيرِ
2141 -
حَدَّثَني محمدُ بن المُثنَّى، قَال: حَدَّثَنا يَزِيدُ بن بَيانٍ العُقَيْليُّ، قَال: حَدَّثَنا أبو الرَّحَّالِ الأنْصارِيُّ
عن أنَسِ بن مالكٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما أكْرمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسنَّهِ إلَّا قَيَّضَ اللهُ لهُ من يُكْرمهُ عِنْدَ سِنِّهِ
(2)
"
(3)
.
(1)
حديث حسن، وأخرجه أبو داود (4777)، وابن ماجه (4186)، وهو في "المسند"(15619) و (15637).
وسيأتي (2661).
(2)
في (ظ): "عند كبر سنه".
(3)
إسناده ضعيف لضعف يزيد بن بيان، وأبي الرحال وهو حمد بن خالد، وقيل خالد بن محمد، وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 375، والطبراني في "الأوسط"(5899)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 198 و 7/ 2733، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 185، والبغوي في "شرح السنة"(3453).
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري رفعه: "إن من إجلال الله إكرامَ ذي الشيبة المسلم، وحاملَ القرآن غير الغالي فيه، والجافي عنه، وإكرامَ ذي السلطان المُقسط".
أخرجه أبو داود (4843)، وحسنه الأئمة النووي والذهبي والعراقي وابن حجر، وله شاهد يتقوى به من مرسل طلحة بن عبيد الله بن كريز، رواه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 89.
هذا حديثٌ غريبٌ - لا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ هذا الشَّيْخِ يَزِيدَ بن بَيانٍ.
وأبو الرِّجَالِ الأنْصاريُّ آخَرُ
(1)
.
75 - باب ما جاء في المُتهاجِرَيْنِ
2142 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قال: حَدَّثَنا عَبد العزِيزِ بن محمدٍ، عن سُهَيْلِ بن أبي صالحٍ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "تُفَتَّحُ أبْوَابُ الجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ والخَميسِ، فَيُغْفَرُ فِيهِما لِمَنْ لا يُشْرِكُ بالله إلَّا المُهْتَجِريْنِ، يقولُ: رُدُّوا هذَيْنِ حتَّى يَصْطَلحَا"
(2)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. وَيُرْوى: "ذَرُوا هذَيْنِ".
وَمَعْنى قَوْلهِ المُهْتَجِرَيْنِ: يَعْني المُتصارِمَيْنِ. وهذا مِثْلُ ما رُوِي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قال: "لا يَحِلُّ لِمُسْلمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثةِ أيَّامٍ"
(3)
.
(1)
واسمه: محمد بن عبد الرحمن بن حارثة.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2565)، وأبو داود (4916)، وابن ماجه (1740)، وهو في "المسند"(7639)، و"صحيح ابن حبان"(5663).
وانظر (756).
(3)
أخرجه من حديث أبي أيوب الأنصاري البخاري (6077) و (6237) ومسلم (2560) وهو في "المسند"(23528) وصححه ابن حبان (5669) وقد سلف برقم (2045).
76 - باب ما جاء في الصَّبْرِ
2143 -
حَدَّثَنا الأنْصَارِيُّ، قَال: حَدَّثَنا مَعْنٌ، قَال: حَدَّثَنا مالكُ بن أنَسٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَطاءِ بن يَزِيدَ
عن أبي سَعيدٍ: أنَّ ناسًا من الأنْصارِ سَألُوا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فأعْطاهُمْ، ثُمَّ سألُوهُ فأعْطاهُمْ، ثُمَّ قال:"ما يكُونُ عِنْدي من خَيْرٍ فَلنْ أَدَّخِرهُ عَنْكُمْ، ومن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، ومن يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ، ومن يَتصَبَّرْ يُصَبِّرهُ اللهُ، وَما أُعْطِيَ أحدٌ شَيْئًا هو خيْرٌ وَأوْسعُ من الصَّبْرِ"
(1)
.
وفي البابِ عن أنَسٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. ويُروى هذا الحديثُ عن مالكٍ "فَلنْ أدَّخِرهُ عَنْكُمْ"، ويُروَى عَنْهُ:"فلم أدَّخِرْهُ عَنْكُمْ". والمَعْنَى فيهِ وَاحدٌ. يَقولُ: "لن أحْبِسَهُ عَنْكُمْ".
77 - باب ما جاء في ذِي الوَجْهَيْنِ
2144 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، قال: حَدَّثَنَا أَبو مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ من شَرِّ النَّاسِ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (1469)، ومسلم (1053)، وأبو داود (1644)، والنسائي 5/ 95، وهو في "المسند"(11890) و (11891)، و"صحيح ابن حبان"(3400).
عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيامَةِ ذا الوَجْهَيْنِ"
(1)
وفي البابِ عن عَمَّارٍ، وأنس.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
78 - باب ما جاء في النَّمَّامِ
2145 -
حَدَّثَنا ابن أبي عُمرَ، قَال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن مَنْصُورٍ، عن إبراهيمَ، عن هَمَّامِ بن الحارثِ، قال:
مَرَّ رَجُلٌ على حُذَيْفةَ بن اليَمانِ، فَقيلَ لهُ: هذا يُبلِّغُ الأُمراءَ الحديثَ عن النَّاسِ. فقال حُذَيْفةُ: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قتَّاتٌ". قال سُفيانُ: والقتَّاتُ: النَّمَّامُ
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6058)، ومسلم ص 2011 (98 - 100)، وأبو داود (4872)، وهو في "المسند"(8069) و (8438)، و"صحيح ابن حبان"(5754) وما بعده.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6056)، ومسلم (105)، وأبو داود (4871)، والنسائي في "الكبرى"(11614)، وهو في المسند (23247)، و"صحيح ابن حبان"(5765)، ولفظ البخاري فقيل له إن رجلًا يرفع الحديث إلى عثمان.
قوله: "قتات" بقاف ومثناة ثقيلة وبعد الألف مثناة أخرى قال في "النهاية" 4/ 11: قتَّ الحديث يَقُتُّه: إذا زوره وهيأه وسواه، والنمامُ: الذي يكون مع القوم يتحدثون فينمُّ عليهم، والقتات: الذي يتسمع على القوم وهم لا يعلمون، ثم يَنمُّ، والقسَّاسُ: الذي يسأل عن الأخبار ثم ينمها.
79 - باب ما جاء في العِيِّ
2146 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قال: حَدَّثَنا يَزِيدُ بن هارُونَ، عن أبي غَسَّانَ محمدِ بن مُطَرِّفٍ، عن حَسَّانَ بن عَطيَّةَ
عن أبي أُمامةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"الحَياءُ والعِيُّ شُعْبتانِ من الإيمَانِ، والبَذَاءُ والبَيانُ شُعْبتانِ من النِّفاقِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ، إنَّما نَعْرِفهُ من حديثِ أبي غَسَّانَ محمدِ بن مُطرِّفٍ.
قال: وَالعِيُّ قِلَّةُ الكَلامٍ، وَالبذَاءُ: هو الفُحْشُ في الكَلامِ، وَالبَيانُ: هو كَثْرةُ الكَلامِ مِثْلُ هؤُلاءِ الخُطباءِ الذِينَ يَخْطُبُونَ فيتوسَّعُونَ في الكَلامِ، وَيَتفَصَّحُونَ فيهِ من مَدْحِ النَّاسِ فِيمَا لا يُرْضي الله.
80 - باب ما جاء في إنَّ من البَيانِ سِحْرًا
2147 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا عَبد العزِيزِ بن محمدٍ، عن زَيْدِ بن أسْلمَ
عن ابن عُمرَ: أنَّ رَجُليْنِ قَدِما في زَمَانِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخَطبا، فَعجِبَ النَّاس من كَلامِهِما، فَالْتَفتَ إلَيْنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال:
(1)
حديث صحيح دون قوله: "والعي والبيان"، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن حسان بن عطية لم يسمع من أبي أمامة كما جزم بذلك المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 162، وفي "تهذيب الكمال" 13/ 159.
وأخرجه أحمد في "المسند"(22312).
ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (2127).
"إنَّ من البَيانِ سِحْرًا، أوْ: إنَّ بَعْضَ البَيانِ سِحْرٌ"
(1)
وفي البابِ عن عَمَّارٍ، وابن مَسْعُودٍ، وَعَبد اللهِ بن الشِّخِّيرِ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
81 - باب ما جاء في التَّوَاضُعِ
2148 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قال: حَدَّثَنا عبدِ العزِيزِ بن محمدٍ، عن العَلاءِ بن عَبد الرحمنِ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "ما نَقصَتْ صَدقةٌ من مَالٍ، وما زَادَ اللهُ رَجُلًا بِعَفْوِ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحدٌ لله إلَّا رَفَعهُ اللهُ"
(2)
.
وفي البابِ عن عَبد الرحمنِ بن عَوْفٍ، وابن عَبَّاسٍ، وأبي كَبْشةَ الأنْمارِيِّ، وَاسْمهُ: عُمرُ بن سَعْدٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5146) و (5767)، وأبو داود (5007)، وهو في "المسند"(4651)، و"صحيح ابن حبان"(5718) و (5795).
وزاد أبو داود (5012) في رواية بريدة: فقال صعصعةُ بن صوحان: صدق نبي الله صلى الله عليه وسلم، الرجل يكون عليه الحقُّ وهو ألحن بحجته من صاحب الحق، فيسحر الناس ببيانه، فيذهب الحقُّ.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2588)، وهو في "المسند"(7206)، و"صحيح ابن حبان"(3248).
قوله: "ما نقصت صدقة من مال" قال السندي: ذلك إما أن يُبارك فيه، ويدفع عنه المفسدات، فينجبر نقصُ الصدقة بالبركة الخفية، وهذا معلوم عادة، أو بأن نقصه، لكونه منجبرًا بالثواب لا يُعدُّ نقصًا.
82 - باب ما جاء في الظُّلْمِ
2149 -
حَدَّثَنا عَبَّاسٌ العَنْبَريُّ، قال: حَدَّثَنا أَبو دَاوُدَ الطَّيالِسيُّ، عن عَبد العزيزِ بن عَبد اللهِ بن أبي سَلمةَ، عن عَبد اللهِ بن دِينارٍ
عن ابن عُمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"الظُّلْمُ ظُلُماتٌ يَوْمَ القِيامَةِ"
(1)
.
وفي البابِ عن عَبد اللهِ بن عَمْرٍو، وعَائشةَ، وأبي موسى، وأبي هُريرة
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ
(3)
من حديث ابن عُمرَ.
83 - باب ما جاء في تَرْكِ العَيْبِ لِلنِّعْمةِ
2150 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن محمدٍ، قَال: أخْبرنا عَبد اللهِ بن المُبَاركِ، عن سُفيانَ، عن الأعْمَشِ، عن أبي حازمٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: ما عَابَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَعامًا قطُّ، كانَ إذا اشْتَهاهُ أكَلهُ وإلَّا تَركَه
(4)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2447)، ومسلم (2579)، وهو في "المسند"(5662) و (6210).
(2)
زاد في المطبوع: "وجابر" وهو ليس في نسخنا الخطية ولا في نسخة المباركفوري.
(3)
جاء في المطبوع: "حسن صحيح غريب"، وما أثبتناه من سائر النسخ ومن "تحفة الأشراف".
(4)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3563) و (5409)، ومسلم (2064)، وأبو داود (3763)، وهو في "المسند"(9507) و (10141)، و"صحيح ابن =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وأبو حَازمٍ هو: الأشْجَعيُّ، واسْمهُ: سَلمانُ مَوْلى عَزَّةَ الأشْجَعيَّةِ.
84 - باب ما جاء في تَعْظيمِ المُؤْمنِ
2151 -
حَدَّثَنا يحيى بن أكْثمَ والجارُودُ بن مُعاذٍ، قالا: حَدَّثَنا الفَضْلُ بن موسى، قَال: أخبرَنا الحُسيْنُ بن وَاقدٍ، عن أوْفَى بن دَلْهمٍ، عن نافعٍ
عن ابن عُمرَ، قال: صَعِدَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المِنْبرَ، فَنادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ، قال:"يا مَعْشرَ من أسْلمَ بِلِسانهِ ولم يُفْضِ الإيمانُ إلى قَلْبهٍ، لا تُؤذُوا المُسْلِمينَ، ولا تُعَيِّرُوهُمْ، ولا تتبِعُوا عَوْراتِهمْ، فإنَّهُ من تَتبَّعَ عَوْرةَ أخيهِ المُسْلمِ، تَتبَّعَ اللهُ عَوْرَتهُ، ومن يتَّبعِ اللهُ عَوْرتهُ يَفْضحْهُ وَلو في جَوْفِ رَحْلهِ".
قال: وَنَظرَ ابن عُمرَ يَوْمًا إلى البَيْتِ أوْ إلى الكَعْبةِ، فقال: مَا أعْظَمكِ وَأعْظمَ حُرْمَتكِ وَالمُؤْمنُ أعْظمُ حُرْمةً عِنْدَ اللهِ مِنْكِ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ الحُسينِ بن وَاقدٍ. وَرَوَى إسحاقُ بن إبراهيمَ السَّمَرقَنْدِيُّ، عن حُسَيْنِ بن وَاقدٍ
= حبان" (6436) و (6437).
(1)
إسناده قوي، وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(3526)، وهو في "صحيح ابن حبان"(5763).
ويشهد له حديث أبي برزة الذي أشار إليه المصنِّف، أخرجه أبو داود (4880)، وهو في "المسند"(19776).
نحوهُ، وَقد رُوِي عن أبي بَرْزَةَ الأسْلَميِّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوُ هذا
(1)
.
85 - باب ما جاء في التَّجاربِ
2152 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن وَهْبٍ، عن عَمْرٍو بن الحارثِ، عن دَرَّاجٍ، عن أبي الهَيْثمِ
عن أبي سَعيدٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا حَلِيمَ إلَّا ذُو عَثْرةٍ، وَلا حَكِيمَ إلَّا ذُو تَجْرِبةٍ"
(2)
.
(1)
انظر ما قبله.
(2)
إسناده ضعيف، لضعف دراج - وهو ابن سمعان أبو السمح - في روايته عن أبي الهيثم - وهو سليمان بن عمرو العُتواري - وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو في "المسند"(11056)، و"صحيح ابن حبان"(193)، و"الأدب المفرد" ص 199 للبخاري، "وروضة العقلاء" ص 208 لابن حبان.
وقوله: "لا حكيم إلا ذو تجربة" علقه البخاري في "صحيحه" عن معاوية موقوفًا في كتاب الأدب، باب لا يلدغ المؤمن من جُحر مرتين.
والحلم: هو الأناة والتثبت في الأمور.
قال ابن حبان في "روضة العقلاء" ص 210: العاقل يلزم الحلم عن الناس كافة، فإن صَعُبَ عليه ذلك، فليتحالمْ، لأنه يرتقي إلى درجة الحلم.
وأول الحلم: المعرفةُ، ثم التثبت، ثم العزم، ثم التصبُّرُ، ثم الصبرُ، ثم الرضا، ثم الصمتُ والإغضاء، وما الفضل إلا للمحسن إلى المسيء، فأما من أحسن إلى المحسن، وحَلُمَ عمن لم يُؤذه، فليس ذلك بحلم ولا إحسان.
وقال ابن الأثير في "النهاية" في تفسير قوله: "لا حليم إلا ذو عثرة"، أي: لا يحصل له الحلم، ويوصف به حتى يركب الأمورَ وتنخرقَ عليه، وَيَعْثُرَ فيه، فيعتبر بها، ويستبين مواضع الخطأ فيتجنبها، ويدل عليه قوله بعده:"ولا حكيم إلا ذو تجربة". =
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلَّا من هذا الوَجْهِ.
86 - باب ما جاء في المُتشبِّعِ بِما لم يُعْطه
2153 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، قال: أخْبرنا إسماعيلُ بن عَيَّاشٍ، عن عُمارةَ بن غَزيَّةَ، عن أبي الزُّبَيْرِ
عن جابرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"من أُعْطِي عَطاءً فَوجدَ فَلْيَجْزِ بهِ، ومن لم يجِدْ، فَلْيُثْنِ، فإنَّ من أثْنَى، فقد شَكرَ، ومن كَتمَ، فقد كَفرَ، ومن تَحلَّى بِما لم يُعْطه، كانَ كَلابسِ ثَوْبيْ زُورٍ"
(1)
.
= "والعثرة": المرة من العِثار في المشي.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وشيخه في هذا الحديث عمارة بن غزية مدني.
وأخرجه أبو داود (4813)، وابن حبان (3415) من طريق عمارة بن غزية، عن شرحبيل، عن جابر، وهو المحفوظ كما قال أبو زرعة، وشرحبيل - وهو ابن سعد الأنصاري ضعفه غير واحد من الأئمة لكنه يعتبر به كما قال الدارقطني، وله طريق آخر حسن في المتابعات عند ابن عدي 1/ 356، فلعل حديث الباب يتقوى به، فيكون حسنًا.
وفي الباب كما قال المصنف عن أسماء بنت أبي بكر عند البخاري (5219)، ومسلم (2130)، وعن عائشة عند مسلم (2129) بلفظ "المتشبع" بما لم يعط كلابس ثوبي زور".
قال الزمخشري في "الفائق": المتشبع به، أي: المتشبه بالشبعان وليس به، واستعير للتحلي بفضيلة لم يرزقها. والشطر الأول من الحديث يشهد له ما بعده.
وفي البابِ عن أسْماءَ بِنْتِ أبي بكْرٍ، وَعَائشةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
وَمَعْنى قَوْلهِ: "من كَتمَ فقد كَفرَ"، يقولُ: كَفرَ تِلْكَ النِّعْمةَ.
87 - باب ما جاء في الثناء بالمعروف
(1)
2154 -
حَدَّثَنَا إبراهيمُ بن سَعيدٍ الجَوْهَريُّ، والحُسِينُ بن الحَسنِ المَرْوَزيُّ بمَكَّةَ، قَالا: حَدَّثَنا الأحْوَصُ بن جَوَّابٍ، عن سُعَيْرِ بن الخِمْسِ، عن سُليْمانَ التَّيْميِّ، عن أبي عُثمانَ النَّهْدِيِّ
عن أُسامةَ بن زَيْدٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من صُنعَ إلَيْهِ مَعْرُوفٌ، فقال لِفاعِلهِ: جَزاكَ اللهُ خَيْرًا، فقد أبْلغَ في الثَّناءِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ جَيِّدٌ غريبٌ، لا نَعْرِفهُ من حديثِ أُسامةَ بن زَيْدٍ إلَّا من هذا الوَجْهِ. وقد رُوِي عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثْلهِ
(3)
.
(1)
هذه الترجمة لم ترد في شيء من أصولنا الخطية، وأثبتناها من النسخة التي شرح عليها المباركفوري.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو عند المصنِّف في "العلل الكبير"(346)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(180)، وهو في "صحيح ابن حبان"(3413).
(3)
حديث أبي هريرة أخرجه ابن أبي شيبة 9/ 70، والبزار (1944 - كشف) بلفظ:"إذا قال الرجل لأخيه: جزاك الله خيرًا، فقد أبلغ في الثناء" وسنده حسن في المتابعات، ويشهد له حديث أسامة بن زيد السالف.
وسألْتُ محمدًا فلم يَعْرِفهُ
(1)
.
(1)
جاء في المطبوع عقبه: "حدثني عبد الرحيم بن حازم البلخي قال: سمعت المكي بن إبراهيم يقول: كنا عند ابن جريج المكي، فجاء سائل فسأله، فقال ابن جريج لخازنه: أعطه دينارًا. فقال: ما عندي إلا دينارٌ إن أعطيته لَجُعْتَ وعيالك، قال: فغضب، وقال: أعطه. قال المكي: فنحن عند ابن جريج إذ جاءه رجل بكتاب وصُرَّة وقد بعث إليه بعض إخوانه، وفي الكتاب: إني قد بعثت خمسين دينارًا، قال: فحل ابن جريج الصُرَّة فعدها فإذا هي أحدٌ وخمسون دينارًا، قال: فقال ابن جريج لخازنه: قد أعطيت واحدًا فرده الله عليك، وزادك خمسين دينارًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب الطب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
1 - باب ما جَاءَ في الحِمْيَةِ
2155 -
حَدَّثَنا عَبَّاسُ بن مُحمدٍ الدُّوريُّ، قال: حَدَّثَنا يُونُسُ بن مُحمدٍ، قال: حَدَّثَنا فُلَيحُ بن سُلَيمانَ، عن عُثْمانَ بن عَبدِ الرحمنِ التيمي، عن يَعْقوبَ بن أبي يَعْقوبَ
عن أُمِّ المُنْذِرِ، قالت: دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ومَعَهُ عَليٌّ ولنا دَوَالٍ مُعلقةٌ، قالت: فجَعَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأكُلُ ومعه علي يأكُلُ. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لعَليًّ: "مَهْ يا عَليُّ، فإنكَ ناقِهٌ". قال: فجَلَسَ عليٌّ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يأكُلُ، قالت: فجَعَلْتُ لَهم سِلْقًا وشعيرًا، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"يا عَلِيُّ مِن هذا فأصِبْ، فإنَّهُ أوْفَقُ لكَ"
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف، فليح بن سليمان - ضعيف يعتبر به، وقد تفرد بهذا الإسناد واختلف عليه فيه، ومع ذلك فقد حسن المصنف حديثه هذا، ولعله ترخص فيه، لأنه ليس في الأحكام.
وأخرجه أبو داود (3856)، وابن ماجه (3442)، وهو في "المسند"(27051)، وانظر تتمة تعليقنا عليه فيه.
قوله: "وعليٌّ ناقِهٌ" بكسر القاف، أي: قريب عهد بالمرض.
"دوالٍ": جمع دالية وهي العذق من البسر، فإذا أرطب، أُكِلَ.
"مه": كلمة يراد به الكفّ، وهذا الحديث أصل في حفظ المريض نفسه عما =
هذا حَديثٌ حَسَنٌ غَريبٌ لا نَعرفه إلا من حَديثِ فُلَيحِ بن سليمان، ويروى هذا عن فليح بن سليمان، عن أيُّوبَ بن عبدِ الرَّحْمنِ.
2156 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بن بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنا أبو عامرٍ وأبو داودَ، قالا: حَدَّثنا فُلَيحُ بن سُلَيمانَ، عن أيُّوبَ بن عبدِ الرحْمنِ، عن يعقوب بن أبي يَعْقوبَ
عن أمِّ المُنْذِر الأنْصارِيةِ، قالت: دَخَلَ عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فذَكَرَ نَحْوَ حَديثِ يُونسَ بن مُحَمدٍ عن فليح بن سليمان إلا أنَّه قال:"أنفَعُ لكَ". وقالَ مُحمدُ بن بشار في حديثه: حَدَّثَنيهِ أيُّوبُ بن عبدِ الرحْمنِ
(1)
.
هذا حَديثٌ جَيدٌ غَريبٌ
(2)
.
2157 -
حَدَّثَنا مُحَمَدُ بن يَحْيَى، قال: حَدَّثَنا إسْحاقُ بن مُحمَّدٍ الفرويُّ، قال: حَدَّثَنَا إسماعيلُ بن جَعْفَرٍ، عن عُمارَةَ بن غَزِّيةَ، عن عاصِمٍ بن عُمَرَ بن قَتادَةَ، عن مَحْمودِ بن لَبيدٍ
عن قَتادَةَ بن النُّعْمانِ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أحَبَّ اللهُ عَبْدًا، حَمَاهُ الدُّنْيا، كما يَظَلُّ أحَدُكُم يَحْمي سَقيمَهُ الماءَ"
(3)
.
= يضره.
(1)
انظر ما قبله.
(2)
كذا في سائر النسخ، عدا (د) ففيها:"جيد حسن غريب".
(3)
حديث صحيح، وهو في "صحيح ابن حبان"(669). وانظر ما بعده.
وفي البابِ عن صُهَيْبٍ، وأُمِّ المنذر.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ غريبٌ، وقد رُوِيَ هذا الحديثُ عن مَحمودِ بن لَبيدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا.
2158 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، قال: أخْبَرَنا إسماعيلُ بن جَعْفَرٍ، عن عَمْرو بن أبي عمرو، عن عَاصِم بن عُمَرَ بن قَتادَةَ، عن مَحْمودِ بن لَبيدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ، ولَمْ يَذكُرْ فيهِ عن قَتادَةَ بن النُّعْمانِ
(1)
.
وقَتادَةُ بن النُّعْمانِ الظَّفَرِيُّ هو: أخو أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ لأمِّهِ، ومَحْمودُ بن لَبيدٍ قد رأى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، وأدركه وهو غُلامٌ صَغيرٌ.
2 - باب ما جَاءَ في الدَّواءِ والحَثِّ عَلَيهِ
2159 -
حَدَّثَنا بِشْرُ بن مُعاذٍ العَقَدِيُّ البصري، قال: حَدَّثَنا أبو عَوَانةَ، عن زيادِ بن عِلاقَةَ
عن أسامَةَ بن شَريكٍ، قال: قالتِ الأعْرابُ: يا رسولَ الله ألا نَتَداوى؟ قال: "نعم، يا عِبادَ اللهِ تَداوَوا، فإِنَّ اللهَ لم يَضَعْ داءً إلَّا وَضَعَ له شِفاءً، أو قال: دَوَاءً إلَّا داءً واحدًا". فقالوا: يا رسولَ الله وما هو؟ قال: "الهَرَمُ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهو في "المسند"(23622) وما بعده، ومحمود بن لبيد صحابي صغير، وجل روايته عن الصحابة، فإرساله لا يضر.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (3855)، وابن ماجه (3436)، والنسائي في "الكبرى"(7553)، وهو في "المسند"(18455)، و"صحيح ابن حبان (486).
وفي البابِ عن ابنِ مَسْعودٍ، وأبي هُرَيرَةَ، وأبي خِزامَةَ عن أبيهِ، وابن عَبَّاسٍ.
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ.
3 - باب ما يُطْعَمُ المَريضُ
2160 -
حَدَّثَنا أحْمدُ بن مَنيعٍ، قال: حدثنا إسْماعيلُ بن إبْرَاهيمَ، قال: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بن السَّائِبِ بن بَركَةَ، عن أمِّهِ
عن عائِشَةَ، قالت: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أخَذَ أهْلَهُ الوَعَكُ أمَرَ بالحَسَاءِ فصُنِعَ ثمَّ أمَرَهُم فحَسَوْا مِنْهُ، وكانَ يقولُ:"إنَّهُ ليَرْتو فؤادَ الحَزينِ، ويَسْرو عن فُؤادِ السَّقيمِ كَمَا تَسْرُو إحْداكُنَّ الوَسَخَ بالماءِ عن وَجْهِها"
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسنٌ صحيحٌ.
وقد رَوَى الزُّهْريُّ، عن عُرْوَةَ، عن عائشَةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم شيئًا من هذا.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة والدة محمد بن السائب، فقد تفرد بالرواية عنها ابنها محمد، ولم يؤثر توثيقها عن أحد، وبقية رجاله ئقات، والطريق الآتية عند المصنف تقويه وهي صحيحة، ولذا قال: حسن صحيح.
وأخرجه ابن ماجه (3445)، والنسائي في "الكبرى"(7573)، وهو في "المسند"(24035).
2161 -
حَدَّثَنا بذلك الحُسَيْنُ الحريري
(1)
، قال: حَدَّثَنا أبو إسحاقَ الطالْقانيُّ، عن ابنِ المُبارَكِ، عن يونُسَ، عن الزُّهريِّ، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه
(2)
.
4 - باب ما جَاءَ لا تُكْرِهوا مَرْضاكُم على الطعامِ والشَّرابِ
2162 -
حَدَّثَنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حَدَّثَنا بكْرُ بن يُونُسَ بن بُكَيْرٍ، عن موسى بن عُلَيٍّ، عن أبيهِ
عن عُقْبةَ بن عامِرٍ الجُهَنيِّ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُكْرِهُوا مَرْضاكُم على الطَّعَامِ، فإنَّ الله تبارك وتعالى يُطْعِمُهُم ويَسقيهِم"
(3)
.
(1)
قوله: "الحريري" كذا جاء في أصولنا بإهمال الحاء، وضبطه غير واحد بالجيم المنقوطة، وقال مُغُلْطَاي: الحسين بن محمد بن جعفر بن جرير، وقيل: حرير بالحاء المهملة الحريري.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5417) و (5689)، والنسائي في "الكبرى" كما في تحفة الأشراف 12/ 62، وهو في "المسند" (24512) ولفظه:"إن التلبينة مُجِمَّةٌ لفؤاد المريض تذهب بعض الحزن".
تنبيه: وقع بعد هذا في أصولنا الخطية عدا (ل): "حدَّثَنا بذلك أبو إسحاق" وهي مذكورة في "تحفة الأشراف" 12/ 62. وليس لتكراره هنا وجه كما قال المباركفوري، لذلك حذفناها كما في (ل).
(3)
إسناده ضعيف لضعف بكر بن يونس، قال البخاري عنه: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يُتابع عليه.
وأخرجه ابن ماجه (3444)، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 2216، والطبراني في " الكبير" 17/ (807)، وفي "الأوسط"(6268)، وابن عدي في "الكامل" =
هذا حَديثٌ حَسَنٌ غَريبٌ لا نَعْرفهُ إلَّا من هذا الوَجْهِ.
5 - باب ما جَاءَ في الحَبَّةِ السَّوْداءِ
2163 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمَرَ وسَعيدُ بن عبدِ الرحْمنِ المَخْزوميُّ، قالا: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عن الزُّهْريِّ، عن أبي سَلَمَةَ
عن أبي هُرَيرَةَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "عَلَيْكُم بهذهِ الحَبَّةِ السَّوْداءِ، فإنَّ فيها شِفاءً مِن كلَّ داءٍ إلَّا السَّامَ". والسَّامُ: المَوْتُ
(1)
.
وفي البابِ عن بُرَيْدَةَ، وابنِ عُمَرَ، وعائِشَةَ.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.
والحَبَّةُ السوداءُ: هي: الشُّونيز
(2)
.
= 2/ 464، والحاكم 1/ 350، والبيهقي في "السنن" 9/ 347، والمزي في "تهذيب الكمال" 4/ 234.
لكن للحديث شاهدان من حديث جابر بن عبد الله، ومن حديث عبد الرحمن بن عوف يتقوى بها. انظر التعليق على "سنن" ابن ماجه (3444).
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5688)، ومسلم (2215)، وابن ماجه (3447)، والنسائي في "الكبرى"(7578) و (7579)، وهو في "المسند"(7287)، و"صحيح ابن حبان"(6071).
قال الإمام الخطابي: قوله: "من كل داء" هو من العام الذي يراد به الخاص.
وانظر "الفتح" 10/ 145.
(2)
قوله: "والحبة السوداء: هي الشونيز" أثبتناه من (ل)، وهي ليست في سائر أصولنا الخطية، وهي مثبتة في رواية البخاري من قول ابنِ شهاب.
6 - باب ما جَاءَ في شُرْبِ أبْوالِ الإبِلِ
2164 -
حَدَّثَنا الحَسَنُ بن مُحمدٍ الزَّعْفَرانيُّ، قال: حَدَّثَنا عَفَّانُ، قال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، قال: أخْبَرَنا حُمَيْدٌ وثابتٌ وقتادَةُ
عن أنَسٍ، أنَّ ناسًا من عُرَيْنةَ قَدِموا المَدينةَ فاجْتوَوْهَا، فبَعَثهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في إبِلِ الصَّدَقَةِ، وقالَ:"اشْرَبوا من ألْبانِها وأبْوالِها"
(1)
.
وفي البابِ عن ابنِ عَبَّاسٍ.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غَريبٌ.
7 - باب مَن قَتَلَ نَفْسَهُ بِسُمٍّ أو غَيْرِهِ
2165 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنيعٍ، قال: حَدَّثَنا عَبيدةُ بن حُمَيدٍ، عن الأعْمَشِ، عن أبي صالحٍ
عن أبي هُرَيرَةَ أُرَاهُ رَفَعَهُ، قال: "مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بحَديدَةٍ جَاءَ يومَ القِيامَةِ وحَديدَتُهُ في يَدِهِ يَتَوجَّأُ بها في بَطْنهِ
(2)
في نارِ جَهنَّمَ خالِدًا مُخَلَّدًا أَبَدًا، ومَنْ قتَلَ نَفْسَهُ بِسُم، فَسُمُّهُ في يَدِهِ يَتحسَّاهُ في نارِ جَهنَّمَ خالِدًا مُخَلَّدًا"
(3)
.
(1)
سلف تخريجه في الحديث (72).
وانظر (1951).
(2)
كذا في (ظ)، وفي سائر الأصول:"يتوجأ بها بطنه".
(3)
حديث صحيح، وأخرجه بنحوه البخاري (5778)، ومسلم (109)، وأبو داود (3872)، وابن ماجه (340)، والنسائي 4/ 66 - 67، وهو في "المسند"(7448)، و"صحيح ابن حبان"(5986). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قوله: "يجأ بها"، أي: يضرب بها، يقال: وجأته بالسكين وغيرها وجأ: إذا ضربته بها.
يتحساه: يتجرعه.
والتردِّي: هو الوقوع من المكان العالي.
قوله: "في نار جهنم خالدًا مخلدًا": تمسك به من قال بتخليد أصحاب المعاصي في النار، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/ 227: وأجاب أهل السنة في ذلك بأجوبة، منها توهيم هذه الزيادة، قال الترمذي بعد أن أخرجه: رواه محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة فلم يذكر:"خالدًا مخلدًا" وكذا رواه أبو الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة. قال الترمذي: وهو أصح، لأن الروايات إنما تجيء بأن أهل التوحيد يُعذبون ثم يخرجون منها ولا يخلدون.
قال الحافظ: وأجاب غيره بحمل ذلك على من استحله، فإنه يصير باستحلاله كافرًا، والكافر يخلد بلا ريب.
وأخرج مسلم في "صحيحه"(116) في الإيمان: باب الدليل على أن قاتل نفسه لا يكفر من طريق حجاج الصوَّاف، عن أبي الزبير، عن جابر أن الطفيل بن عمرو الدَّوسي أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم: فقال: يا رسول الله: هل لك في حصن حصين ومَنَعَةٍ؟ قال: حصن كان لدوس في الجاهلية، فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للذي ذخر الله للأنصار، فلما هاجر النبيُّ إلى المدينة هاجر إليه الطُّفيلُ بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه، فاجتووا المدينةَ، فمرض فَجَزِعَ، فأخذ مشاقِصَ له، فقطع بها براجمه، فشخبت يده حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، فرآه وهيئتُه حسنةٌ، ورآه مغطيًا يديه فقال له: ما صنع بك ربُّك؟ قال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه، فقال: مالي أراك مغطيًا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت، فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهم وليديه فاغفر".
قال النووي: فيه حجة لقاعدة عظيمة لأهل السنة أن من قتل نفسه، أو ارتكب معصية غيرها، ومات من غير توبة، فليس بكافر ولا يقطع له بالنار، بل هو في =
2166 -
حَدَّثَنا مَحْمودُ بن غَيلانَ، قال: حَدَّثَنا أبو داودَ، عن شُعْبَةَ، عن الأعْمشِ، قال: سَمِعتُ أبا صالحٍ
عن أبي هُرَيرَةَ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنْ قتلَ نَفْسَهُ بحَديدَةٍ فحَديدَتُهُ في يَدِهِ يجأُ بها في بَطْنِهِ في نارِ جَهَنَّمَ خالِدًا مُخلَّدًا فيها أبَدًا، ومَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بسُمٍّ، فسُمُّهُ في يَدِهِ يَتَحساهُ في نار جَهَنمَ خالِدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَنْ تَرَدَّى من جَبَلٍ، فقتَلَ نَفْسَهُ، فهو يَتَردَّى في نارِ جَهنَّمَ خالِدًا مُخَلَّدًا فيها أبَدًا"
(1)
.
2167 -
حَدَّثَنا مُحمَّدُ بن العَلاءِ، قال: حَدَّثَنا وَكيعٌ وأبو مُعاوِيةَ، عن الأعْمَشِ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُرَيرَةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ حَديثِ شُعْبَةَ، عن الأعْمَشِ
(2)
.
هذا حَديثٌ صَحيحٌ، وهو أصَحُّ من الحَديثِ الأوَّلِ.
هكذا رُويَ هذا الحَديثُ عن الأعْمَشِ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هُرَيرَةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
ورَوَى مُحَمَّدُ بن عَجْلانَ، عن سَعيدٍ المَقْبُريِّ، عن أبي هُرَيرَةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بسُمّ عُذِّبَ في نارِ جَهَنَّمَ". ولم يذكُر فيه: "خالِدًا مُخَلَّدًا فيها أبَدًا". وهكذا رواهُ أبو
= حكم المشيئة.
(1)
صحيح، وانظر ما قبله.
(2)
صحيح، وانظر ما قبله.
الزِّنادِ، عن الأعْرَجِ، عن أبي هُرَيرَةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
وهذا أصَحُّ، لأنَّ الرواياتِ إنَّما تَجيءُ بأنَّ أهْلِ التَّوْحيدِ يُعذَّبونَ في النارِ ثُمَّ يُخْرَجونَ مِنها ولا يُذكَر أَنَّهُمْ يُخَلَّدون فيها.
2168 -
حَدَّثَنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، قال: أخْبَرَنا عبدُ الله بن المُبارَكِ، عن يُونُسَ بن أبي إسحاقَ، عن مُجاهِدٍ
عن أبي هُرَيرَةَ، قال: نَهَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الدَّواءِ الخَبيثِ
(2)
.
يَعْني السُّمَّ.
8 - باب كَراهِية التَّداوي بالمُسْكِرِ
2169 -
حَدَّثَنا مَحْمودُ بن غَيلانَ، قال: حَدَّثَنا أبو داودَ، عن شُعْبةَ، عن سِماكٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بن وائِلٍ
عن أبيهِ، أنَّهُ شَهِدَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وسألَهُ سُوَيدُ بن طارقٍ أو طارِقُ بن سُوَيْدٍ عن الخَمْرِ فنَهَاهُ فقالَ: إنَّا نَتَداوى بِها. فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّها لَيْسَت بدَواءٍ ولكِنَّها داءٌ"
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (1365) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، وهو في "المسند"(9618)، و"صحيح ابن حبان"(5987).
(2)
إسناده حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق، وأخرجه أبو داود (3870)، وابن ماجه (3459)، وهو في "المسند"(4048).
والدواء الخبيث فُسِّر في بعض روايات الحديث بأنه السم، وفسَّره الحاكم بأنه الخمر، والظاهر أنه يعم كل خبيث من سمٍّ أو خمرٍ أو غيرهما.
(3)
حديث صحيح، وقد اختلف في إسناده على سماك بن حرب، كما بينا =
2170 -
حَدَّثَنا مَحمودٌ، قال: حَدَّثَنا النَّضْرُ بن شُمَيلٍ وشَبابَةُ، عن شُعْبةَ بمِثلِهِ. قال مَحمودٌ: قال النَّضْرُ: طارقُ بن سُوَيدٍ. وقال شبابةُ: سُوَيْدُ بن طارق
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.
9 - باب ما جَاءَ في السَّعُوطِ
2171 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بن مَدُّويه، قال: حَدَّثَنا عبدُ الرَّحمن بن حَمَّادٍ الشُّعَيثي، قال: حَدَّثَنا عَبَّادُ بن مَنصورٍ، عن عِكْرِمَةَ
عن ابنِ عَبَّاسٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ خَيْرَ ما تَدَاوَيْتُم بهِ السَّعُوطُ واللَّدُودُ والحِجامَةُ والمَشِيُّ". فلمَّا اشْتكَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لَدَّهُ أصْحابُهُ، فلمَّا فَرَغوا قال:"لُدُّوهُمْ"، قال: فلُدُّوا كُلُّهُمْ غَيْرَ العَباسِ
(2)
.
= ذلك في "المسند".
وأخرجه مسلم (1984)، وأبو داود (3873)، وهو في "المسند"(18787)، و"صحيح ابن حبان"(1389) و (6065).
(1)
انظر ما قبله.
(2)
إسناده ضعيف لضعف عباد بن منصور الناجي، وسيأتي باطول مما هنا عند المصنِّف برقم (2178)، ويأتي تخريجه هناك.
قوله: "السَّعوط"، قال ابن الأثير في "النهاية": هو ما يجعل من الدواء في الأنف.
و"اللَّدود" قال: هو ما يسقاه المريض في أحد شِقَّي الفم. ولديدا الفم: جانباه.
وقوله: "فلدوا كلهم غير العباس"، قال: فعل ذلك عقوبة لهم، لأنهم لدُّوه بغير إذنه.
و"المَشِيُّ"، قال: هو الدواء المسهل، لأنه يحمل شاربَه على المشي والتردد =
2172 -
حَدَّثَنا مُحمدُ بن يَحْيى، قال: حَدَّثَنا يَزيدُ بن هارونَ، قال: حَدَّثَنا عَبَّادُ بن مَنْصورٍ، عن عِكْرِمَةَ
عن ابنِ عَبَّاسٍ، قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ خَيْرَ ما تَدَاوَيْتُم به اللَّدودُ والسَّعُوطُ والحِجامَةُ والمَشيُّ، وخَيرَ ما اكْتَحَلْتُم به الإثْمِدُ، فإنهُ يَجْلو البَصَرَ ويُنْبتُ الشَّعْرَ"، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم له مُكحُلَةٌ يكْتَحِلُ بها عِندَ النومِ ثلاثًا في كُلِّ عَينٍ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ
(2)
وهو حَديث عَبَّاد بن منصورٍ.
10 - باب ما جَاءَ في كَراهيةِ الكَيِّ
2173 -
حَدَّثَنا مُحمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنا مُحَمدُ بن جَعْفَرٍ، قال: حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عن قَتادَةَ، عن الحَسَنِ
عن عِمْرانَ بن حُصَينٍ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الكَيَّ، قال: فابْتُلينا فاكْتَوَيْنا فمَا أفْلَحْنا ولا أنجَحْنا
(3)
.
= إلى الخلاء.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عباد بن منصور.
وانظر ما سلف برقم (1854).
(2)
كذا في (ل) و"تحفة الأشراف" 5/ 146: "حسن غريب"، ولفظة "غريب" لم ترد في سائر الأصول.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (3865)، وابن ماجه (3490)، والنسائي في "الكبرى"(7602)، وهو في "المسند"(19831)، و"صحيح ابن حبان"(6081).
قال الحافظ في "الفتح" 10/ 155: والنهي فيه محمول على الكراهة، أو على =
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ.
2174 -
حَدَّثَنا عبدِ القُدُّوس بن مُحَمدٍ، قال: حَدَّثَنا عَمْرو بن عاصِمٍ، قال: حَدَّثَنا هَمَّامٌ، عن قَتادَةَ، عن الحَسَنِ
عن عِمْرانَ بن حُصَينٍ، قال: نُهِينا عن الكَيِّ
(1)
.
وفي البابِ عن ابن مَسْعودٍ، وعُقْبَةَ بن عامِرٍ، وابن عَبَّاسٍ.
هذا حديثٌ حَسنٌ صحيحٌ.
11 - باب ما جَاءَ في الرُّخْصَةِ في ذلكَ
2175 -
حَدَّثَنا حُمَيدُ بن مَسْعَدَةَ، قال: حَدَّثَنا يَزيدُ بن زُرَيعٍ، قال: حَدثنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْريِّ
عن أنَسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَوَى أسْعَدَ بن زُرارةَ من الشَّوكَةِ
(2)
.
= خلاف الأولى لما يقتضيه مجموع الأحاديث.
وقال ابن قتيبة: الكي: نوعان: كيُّ الصحيح لئلا يَعْتَلَّ، فهذا الذي قيل فيه: لم يتوكل من اكتوى، لأنه يريد أن يدفع القدرَ، والقَدَرُ لا يدافع، والثاني: كيُّ الجرح إذا نَغِلَ، أي: فسد، والعضو إذا قُطعَ، فهذا الذي يشرع التداوي به، فإن كان الكي لأمر محتمل، فهو خلاف الأولى، لما فيه من تعجيل التعذيب بالنار لأمر غير محقق، وحاصل الجمع أن الفعل يدل على الجواز وعدم الفعل لا يدل على المنع، بل يدل على أن تركه أرجح من فعله، وكذا الثناء على تاركه، وأما النهي عنه، فإما على سبيل الاختيار والتنزيه، وإما عمالا يتعين طريقًا إلى الشفاء.
(1)
انظر ما قبله.
(2)
حديث صحيح، وهو في "صحيح ابن حبان"(6080).
وأخرجه أحمد (16618) و (23207) من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، =
وفي البابِ عن أُبَيٍّ، وجابِرٍ.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ غَريبٌ.
12 - باب ما جَاءَ في الحِجامَةِ
2176 -
حَدَّثَنا عبدُ القُدُّوسِ بن مُحمدٍ، قال: حَدَّثَنا عَمْرو بن عاصِمٍ، قال: حَدَّثَنا هَمَّامٌ وجَريرُ بن حازمٍ، قالا: حَدَّثَنا قَتادَةُ
عن أنَسٍ، قال: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَحْتَجِمُ في الأخْدَعينِ والكاهِلِ، وكانَ يَحْتَجِمُ لسَبْعَ عَشرَةَ، وَتِسْعَ عَشْرَةَ وإحدى وعِشْرينَ
(1)
.
وفي البابِ عن ابنِ عَبَّاسٍ، ومَعْقِلِ بن يَسارٍ.
= عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن ماجه (3492) من طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارىٍ، عن عمه يحيى بن أسعد بن زرارة - وهو جد محمد من قبل أمه - أنه أخذه وجع في حلقه يقال له الذبحة، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لأبلغن أو لأبلين في أبي أمامة عذرًا، فكواه بيده، فمات فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ميتة سوء لليهود، يقولون: أفلا دفع عن صاحبه؟ وما أملك له ولا لنفسي شيئًا.
وفي الباب عن جابر عند ابن ماجه (3494): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كوى سعد بن معاذ في أكحله مرتين، وهو حديث حسن.
والشوكة كما قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 510: هي حمرة تعلو الوجه والجسد، يقال منه: شيك الرجل فهو مشوك، وكذلك إذا دخل في جسمه الشوك.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه تامًا ومخصرًا أبو داود (3860)، وابن ماجه (3483)، وهو في "المسند"(12191)، و"صحيح ابن حبان"(6077).
ولقوله: كان يحتجم .. انظر ما سيأتي (2178).
هذا حَديثٌ حَسَنٌ غريبٌ
(1)
.
2177 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن بُدَيل بن قريش اليامي الكُوفيُّ، قال: حَدَّثَنا مُحَمدُ بن فُضَيلٍ، قال: حَدَّثَنا عبدُ الرحمنِ بن إسْحاقَ، عن القاسِمِ بن عبدِ الرحْمنِ - هو ابنُ عبدِ اللهِ بن مَسْعودٍ -، عن أبيهِ
عن ابنِ مَسْعودٍ، قال: حَدَّثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن لَيلةِ أُسْرِيَ بهِ أنَّهُ لم يَمُرَّ على مَلإٍ من المَلائِكَةِ إلَّا أمَروهُ، أنْ مُرْ أُمَّتَكَ بالحِجامَةِ
(2)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من حَديثِ ابنِ مَسْعودٍ.
2178 -
حَدَّثَنا عبدُ بن حُمَيدٍ، قال: أخْبرَنا النَّضْرُ بن شُمَيلٍ، قال: أخبرنا عَبَّادُ بن مَنصورٍ، قال:
سَمِعْتُ عِكْرمَةَ قالَ: كانَ لابن عَبَّاسٍ غِلْمةٌ ثَلاثةٌ حَجَّامونَ، فكان اثْنانِ منهم يُغِلَّانِ عليه وعلى أهله، وواحِدٌ يحْجُمُهُ ويَحْجُمُ أهلَهُ، قال: وقال ابنُ عَباسٍ: قال نَبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ العَبْدُ الحَجَّامُ، يذْهب بالدَّم، ويُخِفُّ الصُّلْبَ، ويَجْلو عن البَصَرِ". وقالَ: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حيث عُرِجَ به ما مَرَّ على مَلإٍ من الملائكَةِ
(1)
كذا في سائر النسخ الخطية ونسخة المباركفوري، وفي "تحفة الأشراف" 1/ 301:"حديث حسنٌ".
(2)
إسناده ضعيف، لضعف عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لم يسمع. من أبيه، وأخرجه المزي في "تحفة الأشراف" 7/ 76.
إلَّا قالوا: عَلَيكَ بالحِجامَةِ، وقال:"إنَّ خَيْرَ ما تَحْتَجمونَ فيه يَومَ سَبْعَ عَشرَةَ ويَومَ تِسعَ عَشرَةَ ويَومَ إحدى وعِشْرينَ".
وقال: "إنَّ خَيْرَ ما تَداوَيْتُم بهِ السَّعوطُ واللَّدودُ والحِجامَةُ والمَشيُّ".
وإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لَدَّهُ العَباسُ وأصْحابُهُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ لَدَّني"؟ فكُلُّهُم أمْسَكوا، فقال: لا يَبْقى أحَدٌ ممَّن في البيتِ إلَّا لُدَّ غَيْرَ عَمِّهِ العَباسِ
(1)
، قال عَبْدُ [بن حميد]: قالَ النَّضْرُ: اللَّدودُ الوَجُورُ.
وفي الباب عن عائشة.
هذا حَديثٌ غَريبٌ لا نَعرفُهُ إلَّا من حَديثِ عَبَّادِ بن مَنْصورٍ.
13 - باب ما جَاءَ في التَّداوي بالحِنَّاءِ
2179 -
حَدَّثَنا أحْمدُ بن مَنيعٍ، قال: حَدَّثَنا حَمَّاد بن خالِدٍ الخَيَّاطُ، قال: حَدَّثَنا فائِدٌ مَوْلى لآلِ أبي رافعٍ، عن عليٍّ بن عُبيدِ الله
عن جَدَّتِهِ، وكانت تَخْدُمُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قالت: ما كانَ يكونُ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم قُرْحةٌ ولا نكْبَةٌ إلَّا أمَرَني رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن أضَعَ
(1)
إسناده ضعيف لضعف عباد بن منصور، وأخرجه مختصرًا ابن ماجه (3477) و (3478)، وهو في "المسند"(3316) و"صحيح ابن حبان"(6072).
وقد سلف عند المصنِّف مجزأً بالأرقام (1854) و (2171) و (2172).
ويشهد للقطعة الأخيرة منه حديث عائشة عند البخاري (4458)، ومسلم (2213)، وهو في "المسند"(24264)، و"صحيح ابن حبان"(6589).
علَيْها الحِنَّاءَ
(1)
.
هذا حَديثٌ غَريبٌ، إنَّما نَعرفُهُ من حَديثِ فائِدٍ. وروى بَعْضُهُمْ عن فَائدٍ، فقال: عن عُبيدِ الله بن عَليٍّ، عن جَدتِهِ سَلمى، وعُبَيد الله بن عَليٍّ أصَحُّ، ويقال: سُلمى.
2180 -
حَدَّثَنا مُحَمد بن العَلاءِ، قال: حَدَّثَنا زَيْدُ بن حُبابٍ، عن فائِدٍ مَوْلى عُبَيد الله بن عَليٍّ، عن مَوْلاهُ عُبَيدِ الله بن عَليٍّ، عن جَدَّتِهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ بمَعْناهُ
(2)
.
14 - باب ما جَاءَ في كَرَاهِيةِ الرُّقْيَةِ
2181 -
حَدَّثَنا بندار، قال: حَدَّثَنا عبدُ الرحْمنِ بن مَهْديٍّ، قال: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عن منصورٍ، عن مُجاهدٍ، عن عَقَّار بن المُغيرَةِ بن شُعْبَةَ
عن أبيهِ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَن اكْتَوَى أو اسْتَرقى فقَد بَرئَ من التَّوَكُّلِ"
(3)
.
(1)
حديث حسن وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، كما بينا ذلك في "المسند".
وأخرجه أبو داود (3858)، وابن ماجه (3502)، وهو في "المسند"(27617) و (27618)، ولفظه عند أحمد وأبي داود:"ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعًا في رأسه إلا قال: "احتجم"، ولا وجعًا في رجليه إلا قال: "اخضبهما بالحناء".
(2)
انظر ما قبله.
(3)
حديث حسن، عقار بن المغيرة صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه ابن ماجه (3489)، والنسائي في "الكبرى"(7605)، وهو في "المسند"(18180) و (18217)، و"صحيح ابن حبان"(6087). =
وفي البابِ عن ابنِ مَسْعود، وابن عَبَّاسٍ، وعِمْرانَ بن حُصَينٍ.
هذا حديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ.
15 - باب ما جَاءَ في الرُّخْصَةِ في ذلكَ
2182 -
حَدَّثَنا عَبْدَةُ بن عَبْدِ الله الخُزاعيُّ، قال: حَدَّثَنا مُعاويَةُ بن هِشامٍ، عن سُفيانَ، عن عاصِمٍ الأحول، عن عَبْد الله بن الحارثِ
عن أنَسٍ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ في الرُّقْيَةِ من الحُمَةِ والعَيْنِ والنَّمْلَةِ
(1)
.
2183 -
حَدَّثَنا مَحْمُودُ بن غَيْلانَ، قال: حَدَّثَنا يَحْيَى بن آدمَ وأبو نُعَيْمٍ، قالا: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن عاصمٍ الأحول، عن يُوسُفَ بن عَبد الله بن الحارِثِ
عن أنَسِ بن مالكٍ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ في الرُّقْيةِ من الحُمَةِ والنَّمْلَةِ
(2)
.
= ويشهد له حديث عمران بن حصين السالف برقم (2173).
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2196)، وأبو داود (3889)، وابن ماجه (3516)، والنسائي في "الكبرى"(7541)، وهو في "المسند"(12173) و (12194)، و"صحيح ابن حبان"(6104).
وانظر في "المسند" تتمة تعليقنا عليه.
وانظر ما بعده.
قوله: "الحمة" قال السندي: بضمٍ ففتح مخفف: السم.
"النملة": قال ابن الأثير: بفتح نون وسكون ميم: قروح تخرج في الجنب.
(2)
حديث صحيح، وانظر ما قبله.
وهذا عِنْدي أصَحُّ من حَديثِ مُعاويَةَ بن هِشامٍ، عن سُفْيانَ.
وفي البابِ عن بُرَيدَةَ، وعِمْرانَ بن حُصَينٍ، وجابِرٍ، وعائِشَةَ، وطَلْقِ بن عَليٍّ، وعَمْرو بن حَزْمٍ، وأبي خِزامَةَ، عن أبيهِ.
2184 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمَرَ، قال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن حُصَينٍ، عن الشَّعْبيِّ
عن عِمْرانَ بن حُصَينٍ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا رُقْيَةَ إلَّا مِنْ عَيْنٍ أو حُمَةٍ"
(1)
.
ورَوَى شُعْبَةُ هذا الحديثَ عن حُصَينٍ، عن الشَّعْبيِّ، عن بُرَيدَةَ، بمثله
(2)
.
16 - باب ما جَاءَ في الرُّقْيةِ بالمُعَوِّذَتينِ
2185 -
حَدَّثَنا هِشامُ بن يونسُ الكُوفيُّ، قال: حَدَّثَنا القاسِمُ بن مالكٍ المُزَنيُّ، عن الجُريريِّ، عن أبي نَضْرَةَ
عن أبي سَعيدٍ، قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يتعوَّذُ من الجَانِّ وعَيْنِ الإنسان حتَّى نَزَلَت المُعَوِّذتانِ، فلمَّا نَزلَتا أخَذَ بِهِما، وتَرَكَ ما سِواهُما
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (3484)، وهو في "المسند"(19908).
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(5705) موقوفًا على عمران بن الحصين.
(2)
حديث بريدة أخرجه مسلم (220)(374)، وابن ماجه (3513) موقوفًا.
(3)
رجاله ثقات إلا أن الجريري قد اختلط، والقاسم بن مالك سمع منه بعد =
وفي البابِ عن أنَسٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غَريبٌ.
17 - باب ما جَاءَ في الرُّقْيَةِ من العَيْنِ
2186 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمَرَ، قال: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عن عَمرو بن دينارٍ، عن عُرْوَةَ وهو ابن عامِرٍ، عن عُبَيد بن رِفاعَةَ الزُّرَقيِّ
أنَّ أسماءَ بِنتَ عُمَيْسٍ، قالت: يا رسولَ الله إنَّ وَلَدَ جَعْفَرٍ تُسْرِعُ إليْهم العَيْنُ أفأَسْتَرْقي لَهُم؟ فقالَ: "نَعَمْ، فإنَّه لو كانَ شَيءٌ سابِقُ القَدَرِ، لَسَبَقَتْهُ العَيْنُ"
(1)
.
وفي البابِ عن عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ، وبُرَيْدَةَ.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.
وقد رُوِي هذا عن أيوبَ، عن عَمْرو بن دينارٍ، عن عُرْوَةَ بن عامرٍ، عن عُبَيْد بن رِفاعَةَ، عن أسْماءَ بنت عُمَيْسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
2187 -
حَدَّثَنا بذلكَ الحَسَنُ بن عَلي الخَلَّالُ، حَدَّثَنا عَبدُ الرزاقِ، عن
= الاختلاط، وقد تابع القاسم عبادُ بن العوام عند ابن ماجه والنسائي، وهو ممن روى عن الجريري بعد الاختلاط.
وأخرجه ابن ماجه (3511)، والنسائي 8/ 271، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2902)، والمزي في "تحفة الاشراف" 3/ 458.
(1)
إسناده حسن، وأخرجه ابن ماجه (3510)، وهو في "المسند"(27470).
مَعْمَرٍ، عن أيُّوبَ بهذا
(1)
.
2188 -
حَدَّثَنا مَحْمودُ بن غَيْلانَ، قال: حَدَّثَنا عبدُ الرزاقِ ويَعْلَى، عن سُفْيانَ، عن مَنْصورٍ، عن المِنْهالِ بن عَمْرو، عن سَعيدِ بن جُبَيْرٍ
عن ابن عَبَّاسٍ، قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَينَ يقولُ: "أُعيذُكُما بكلِماتِ اللهِ التَّامَّةِ مِن كُلِّ شَيْطانٍ وهامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامّةٍ"
(2)
، ويقولُ:"هكذا كانَ إبْراهيمُ يُعَوِّذُ إسْحاقَ وإسْماعيلَ"
(3)
.
2189 -
حَدَّثَنا الحَسَنُ بن عَليٍّ الخَلالُ، قال: حَدَّثَنا يَزيدُ بن هارونَ وعبدُ الرزاقِ، عن سُفيانَ، عن مَنْصورٍ، نَحْوَهُ بمَعْناهُ
(4)
.
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ.
(1)
إسناده حسن، وأخرجه من طريق أيوب بهذا النسائي في "الكبرى"(7537)، والبيهقي في "السنن" 9/ 348.
(2)
قوله: "ومن كل عين لامة": أثبتناها من (ل) ونسخة المباركفوري، وليست هي في سائر أصولنا الخطية.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3371)، وأبو داود (4737)، وابن ماجه (3525)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1006)، وهو في "المسند"(2112)، وصحيح ابن حبان (1013).
وهامَّة بالتشديد: واحدة الهوام ذوات السموم. ولامَّة، أي ذات لممٍ، والمراد به كل داء وآمة تُلِمُّ بالإنسان من جنون وخَبَل، وأصله من: ألممتُ إلمامًا، وإنما قال لامة، ليؤاخي لفظ هامة، لكونه أخف على اللسان.
(4)
إسناده صحيح كسابقه.
18 - باب ما جَاءَ أنَّ العَيْنَ حَقٌّ
(1)
2190 -
حَدَّثَنا أبو حَفصٍ عَمْرو بن عَليٍّ، قال: حَدَّثَنا يَحْيَى بن كَثيرٍ أبو غَسانَ العَنْبَريُّ، قال: حَدَّثَنا عليُّ بن المُباركِ، عن يَحْيى بن أبي كثيرٍ، قال: حَدَّثَني حَيةُ بن حابِسٍ التَّميميُّ، قال:
حَدَّثَني أبي: أنَّه سَمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "لا شَيءَ في الهامِ، والعَيْنُ حَقٌّ"
(2)
.
2191 -
حَدَّثَنا أحْمدُ بن الحَسَنِ بن خِراشٍ البَغْداديُّ، قال: حَدَّثَنا أحْمدُ بن إسْحاقَ الحَضْرَميُّ، قال: حَدَّثَنا وُهَيْبٌ، عن ابنِ طاووسٍ، عن أبيهِ
عن ابنِ عَبَّاسٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَو كانَ شَيءٌ سَابَقَ القَدرَ، لسَبَقتْهُ العَيْنُ، وإذا اسْتُغْسِلتُم فاغْسِلُوا"
(3)
.
(1)
زاد في المطبوع: "والغسل لها" وليست في الأصول الخطية.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حية بن حابس التميمي، وهو في "المسند"(16627) و (20679).
ويشهد لقوله: "لا شيء في الهام" حديث أبي هريرة عند أحمد (7620)، والبخاري (5707) و (5770)، ومسلم (2220).
ويشهد لقوله: "العين حق" حديث أبي هريرة أيضًا عند أحمد (8245)، والبخاري (5740)، ومسلم (2187).
(3)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2188)، والنسائي في "الكبرى"(7620)، وهو في "صحيح ابن حبان"(6107).
قال النووي في "الأذكار" قال العلماء: الاستغسال أن يقال للعائن وهو الصائب بعينه، الناظر بها بالاستحسان: اغِسْل داخلَة إزارِك مما يلي الجلد بماء، ثم =
وفي البابِ عن عبدِ الله بن عَمْرو.
هذا حَديثٌ صَحيحٌ، وحَديثُ حَيَّةَ بن حابِسٍ حَديثٌ غَريبٌ.
ورَوَى شَيْبانُ، عن يَحْيى بن أبي كَثيرٍ، عن حَيَّةَ بن حابِسٍ، عن أبيهِ، عن أبي هُرَيرَةَ
(1)
، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وعليُّ ابن المُبارَكِ وحَرْبُ بن شَدَّادٍ، لا يَذْكُران فيهِ: عن أبي هُرَيرَةَ.
19 - باب ما جَاءَ في أخْذِ الأجْرِ على التَّعْويذِ
2192 -
حَدَّثَنا هنَّادٌ، قالَ: حَدَّثَنا أبو مُعاوِيةَ، عن الأعْمَشِ، عن جَعْفَرِ بن إياسٍ، عن أبي نَضْرَةَ
عن أبي سَعيدٍ الخُدْري، قال: بَعَثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في سَريَّةٍ
= يصب على المعين وهو المنظور إليه، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان يؤمر العائن أن يتوضأ، ثم يغتسِلُ منه المعين قلنا: وانظر لزامًا "شرح مشكل الآثار" 7/ 332 - 342 للإمام الطحاوي فقد انتهى إلى الاستغسال منسوخ بحديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من عين الجان وعين الإنس فلما نزلت المعوذتان أخذهما وترك ما سوى ذلك.
(1)
هكذا رواه شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن يحيى بن أبي كثير، عن حية، عن أبيه، عن أبي هريرة، وهو مخالف لرواية علي بن المبارك وحرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، فقد جعلاه من مسند حابس التميمي ولم يذكرا في إسناده أبا هريرة، وهذه الرواية هي التي صححها أبو حاتم في "العلل" 2/ 250، وابن حجر في "الإصابة" 1/ 559، وقال الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 692: كأن حديث علي بن المبارك أشبه لمَّا وافقه حرب بن شداد وهو الذي يقتضيه صنيع أحمد في "مسنده" حين أورد الإسنادين جميعًا في مسند حابس التميمي، وانظر تتمة تعليقنا عليه في "المسند"(20681).
فنَزَلْنا بقَومٍ، فسَألْناهُم القِرى، فلَم يَقْرُونا، فلُدِغَ سَيِّدُهُمْ فأتَوْنا، فقالوا: هَلْ فيكُمْ مَنْ يَرْقي من العَقْرَبِ؟ قُلتُ: نَعَم أنا، ولكن لا أرْقيهِ حتَّى تُعْطونا غَنَمًا. قالوا: فإِنَّا نُعْطِيكُم ثَلاثِينَ شاةً. فقَبِلْنا فقرَأتُ عَليهِ: الحَمْدُ سَبع مَرَّاتٍ، فبَرَأ وقَبَضْنا الغَنَمَ. قالَ: فعَرَضَ في أنْفُسِنا مِنْها شَيءٌ، فقُلنا: لا تَعْجَلوا حتى تأتُوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قال: فلمَّا قَدِمنا عَليه ذَكَرتُ لهُ الذي صَنَعْتُ. قال: "ومَا عَلِمْتَ أنَّها رُقْيَةٌ؟ اقْبِضُوا الغَنَمَ، واضْرِبوا لي مَعَكُم بِسَهْمٍ"
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ.
وأبو نَضْرَةَ اسْمُهُ: المُنْذِر بن مالِكِ بن قِطْعَةَ.
ورَخَّصَ الشَّافِعيُّ
(2)
للمُعَلِّم أنْ يأخُذَ على تَعْليمِ القرآنِ أجْرًا،
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (11071)، والنسائي في "الكبرى"(10866) و (10869)، وابن حبان (6112) من طريق الأعمش بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (10985)، والبخاري (2276) و (5736)، ومسلم (2201)(65)، وأبو داود (3418) و (3900)، وابن ماجه (2156)، والنسائي في "الكبرى"(10867) و (10868) من طريق أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري. وهي التي ذكرها المصنِّف في الحديث الذي بعده.
وأخرجه أحمد (11787)، والبخاري (5007)، ومسلم (2201)(66)، وأبو داود (3419) من طريق معبد بن سيرين، عن أبي سعيد الخدري.
(2)
قال المباركفوري: وبه قال مالك وأحمد وإسحاق وأبو ثور، وآخرون من السلف ومن بعدهم، ومنعه أبو حنيفة وأجازه في الرقية، واستدل للجمهور بهذا الحديث وبقوله صلى الله عليه وسلم:"اذهب فقد أنكحتكها بما معك من القرآن" في حديث سهل بن سعد عند الشيخين وبحديث ابن عباس رفعه: "إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله" لما رواه البخاري. =
ويَرَى له أن يَشْتَرِطَ على ذلكَ، واحْتَجَّ بهذا الحَديثِ.
ورَوَى شُعْبَةُ وأبو عَوَانة وغيرُ واحِدٍ عن أبي بِشْر هذا الحديث عن أبي المُتَوَكِّلِ، عن أبي سَعيدٍ الخُدري، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
2193 -
حَدَّثَنا أبو موسى مُحمدُ بن المُثنَّى، قال: حَدَّثَني عبدُ الصَّمَدِ بن عبدِ الوارثِ، قال: حَدَّثَنا شُعْبَةُ، قال: حَدَّثَنا أبو بِشْرٍ، قال: سَمِعْتُ أبا المتَوَكِّلِ يُحدِّثُ
عن أبي سَعيدٍ: أنَّ ناسًا من أصْحابِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مَرُّوا بحَيٍّ من العَرَبٍ، فلَم يَقْروهُم ولم يُضَيِّفوهُم، فاشْتكى سيِّدُهُم فأتَوْنا فقالوا: هَل عِنْدَكُمْ دَواءٌ؟ قُلنا: نَعَم، ولكنكم لَم تقْرونا ولم
= قال الحافظ في "الفتح": استدل به للجمهور في جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن، وخالف الحنفية، فمنعوه في التعليم، وأجازوه في الرقى كالدواء، قالوا: لأن تعليم القرآن عبادة والأجر فيه على الله، وهو القياس في الرقى إلا أنهم أجازوه فيها لهذا الخبر.
قلنا: واستدلوا بحديث عبد الرحمن بن شبل رفعه "اقرؤوا القُرآن ولا تَغْلُوا فيه، ولا تَجْفُوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا منه" رواه أحمد (15529) بسند قوي كما قال الحافظ في "الفتح".
وفي سنن أبي داود (3416) عن عبادة بن الصامت قال: علمت ناسًا من أهل الصفة الكتاب والقرآن، فأهدى إلي رجل منهم قوسًا، فقلت: ليس بمال وأرمي عنها في سبيل الله عز وجل، لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأسألنه، فأتيته، فقلت: يا رسول الله رجل أهدى إليَّ قوسًا، فقلت: ليست بمال وأرمي عنها في سبيل الله؟ قال: "إن كنت تحب أن تطوق طوقًا من نار فاقبلها" وفي سنده الأسود بن ثعلبة وهو مجهول، لكن تابعه جنادة بن أبي أمية عند أبي داود (3417)، وله شاهد بنحوه عند ابن ماجه (2158) من حديث أبي بن كعب.
تُضَيِّفونا، فلا نَفْعَلُ حتى تَجْعَلوا لنا جُعْلًا، فجَعَلوا على ذلكَ قَطيعًا من غَنَمٍ. قال: فجَعَلَ رجلٌ مِنا يَقْرَأُ عَلَيه بفاتِحَةِ الكِتابِ فبَرَأ. فلمَّا أتَيْنا النَّبي صلى الله عليه وسلم ذَكَرنا ذلكَ لهُ، قال:"وما يُدْريكَ أنَّها رُقْيَةٌ؟ "، ولم يَذْكرُ نَهْيًا منه، وقال:"كُلُوا واضْرِبوا لي مَعَكُم بِسَهْمٍ"
(1)
.
هذا حَديثٌ صَحيحٌ، وهذا أصَحُّ من حَديثِ الأعْمَشِ عن جَعفرِ بن إياسٍ. وهكذا رَوَى غَيرُ واحدٍ هذا الحَديثَ عن أبي بِشْرٍ جَعْفَر بن أبي وَحْشيَّةَ، عن أبي المُتَوكِّلِ، عن أبي سَعيدٍ.
وجَعْفرُ بن إياسٍ هو: جَعْفَرُ بن أبي وَحْشيَّة.
20 - باب ما جَاءَ في الرُّقى والأَدْويةِ
2194 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمَرَ، قال: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عن الزُّهْريِّ، عن أبي خِزامَةَ
عن أبيهِ، قال: سَألْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قلتُ: يا رسولَ الله أرَأيْتَ رُقى نَسْتَرقيها وَدواءً نَتَداوى به وتُقاةً نَتَّقيها، هل تَرُدُّ من قَدَرِ الله شيئًا؟ قال:"هيَ مِن قَدَرِ اللهِ"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، وانظر ما قبله.
(2)
إسناده ضعيف على خطأ فيه، فقد رواه سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن ابن أبي خزامة، عن أبيه وهو خطأ، وصوابه عن الزهري، عن أبي خزامة، عن أبيه. وقد نبه عليه الدارقطني في "العلل" 2/ 251، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 338. وأبو خزامة، هو ابن يعمر، أحد بني الحارث بن سعد يقال: اسمه زيد بن الحارث، ويقال: الحارث، قال ابن حجر في "التقريب": صحابي، وقد وهم =
هذا حَديثٌ حَسَنٌ.
2195 -
حَدَّثَنا سَعيدُ بن عبدِ الرَّحْمنِ، قال: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عن الزُّهْريِّ، عن ابن أبي خِزامَةَ، عن أبيهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ
(1)
.
وقد رُوِيَ عن ابنِ عُيَيْنَةَ كِلْتا الرِّوايَتَيْنِ، فقال بَعْضُهم: عن أبي خِزامَةَ عن أبيهِ. وقال بَعْضُهم: عن ابنِ أبي خِزامَةَ عن أبيه.
وقد رَوَى غَيْرُ ابنِ عُيَيْنَةَ هذا الحَديثَ عن الزُّهْريِّ، عن أبي خِزامَةَ، عن أبيهِ وهذا أصَحُّ، ولا نَعْرفُ لأبي خِزامَةَ عن أبيه غيرَ هذا الحَديثِ.
21 - باب مَا جَاء في الكَمْأةِ والعَجْوَةِ
2196 -
حَدَّثَنا أبو عُبيدَةَ أحمد بن عبدِ الله الهمداني، وهو ابنُ أبي السَّفَرِ ومَحْمودُ بن غَيْلانَ، قالا: حَدَّثَنا سَعيدُ بن عَامِرٍ، عن مُحَمدِ بن عَمْرٍو، عن أبي سَلَمَةَ
عن أبي هُرَيرَةَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "العَجْوَةُ من الجَنَّةِ
= في ذلك، وقال ابن عبد البر: ذكره بعضهم في الصحابة لحديث أخطأ راويه عن الزهري، وهو تابعي، وحديثه مضطرب، وانفرد بالرواية عنه الزهري، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وأخرجه ابن ماجه (3437). وهو في "المسند"(15473). وسيأتي برقم (2148).
(1)
إسناده ضعيف كسابقه، وأخرجه ابن ماجه (3437)، وهو في "المسند"(15472).
وانظر ما قبله.
وفِيها شِفاءٌ مِنَ السُّمِّ، والكَمْأةُ مِنَ المَنِّ ومَاؤُها شِفاءٌ للعَيْنِ"
(1)
.
وفي البابِ عن سَعيدِ بن زَيدٍ، وأبي سَعيدٍ، وجَابرٍ.
هذا حَديثٌ حَسنٌ غَريبٌ
(2)
من هذا الوجه، لا نعرفه من حَديثِ مُحمدِ بن عَمْرٍو، إلَّا من حَديثِ سَعيدِ بن عامِرٍ.
2197 -
حَدَّثَنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حَدَّثَنا عُمَرُ بن عُبَيدٍ الطَّنافِسيُّ، عن عبد الملك بن عُمَيرٍ. (ح)
وحَدَّثَنا مُحَمدُ بن المُثنَّى، قال: حَدَّثَنا مُحَمدُ بن جَعْفر، قال: حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عن عبدِ الملك بن عُمَيرٍ، عن عَمْرو بن حُرَيْثٍ
عن سَعيدِ بن زَيدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"الكَمْأةُ مِنَ المَنِّ ومَاؤها شِفاءٌ للعَيْنِ"
(3)
.
(1)
صحيح لغيره، وهذا سند حسن، وأخرجه تامًا ومقطعًا ابن ماجه (3455)، والنسائي في "الكبرى"(6670) و (6671) و (6672) و (6673) و (6719) و (6720) و (6721)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5675)، وهو في "المسند"(8002) و (8307).
وللحديث شواهد يصح بها انظرها عند حديث أبي هريرة في "المسند"(8307)، وحديث بريدة (22938).
وانظر ما بعده.
(2)
كذا في سائر الأصول الخطية ونسخة المباركفوري، وجاء في "تحفة الأشراف" 11/ 6:"حديث حسن صحيح غريب".
(3)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (4478)، ومسلم (2049)، وابن ماجه (3454)، والنسائي في "الكبرى"(6668) و (7564) و (7565)، وهو في "المسند"(1625) وما بعده.
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ.
2198 -
حَدَّثَنا مُحَمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنا مُعاذُ بن هِشامٍ، قال: حَدَّثَني أبي، عن قَتادَةَ، عن شَهْرِ بن حَوشبٍ
عن أبي هُرَيرَةَ: أنَّ ناسًا من أصْحابِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قالوا: الكَمْأةُ جُدَري الأرْضٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الكَمْأةُ مِنَ المَنِّ، وماؤهَا شِفاءٌ للعَيْنٍ، والعَجْوَةُ مِنَ الجَنَّةِ وهيَ شِفاءٌ مِنَ السُّمِّ"
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ
(2)
.
2199 -
حَدَّثنا مُحَمدُ بن بشَّارٍ، قال: حَدَّثَنا مُعاذٌ، قال: حَدَّثني أبي عن قَتادَةَ، قال:
حُدِّثْتُ أنَّ أبا هُريرةَ قال: أخَذْتُ ثلاثةَ أكْمؤٍ أو خَمْسًا أو سَبْعًا
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد سلف تخريجه برقم (2196).
(2)
هذه العبارة لم ترد في أصولنا الخطية إلا في (ل) وفيها: قال: "هذا حديث حسن صحيح"، والمثبت من نسخة المباركفوري و"تحفة الأشراف" 10/ 112.
ومعنى كون العجوة من الجنة: أن فيها شبهًا من ثمار الجنة في الطعم، فلذلك صارت شفاء من السم، ذلك أن السم قاتل، وثمر الجنة خال من المضار والمفاسد، فإذا اجتمعا في جوف، عدل السليم الفاسد، فاندفع الضرر.
وقال في "المطالع" في تفسير "العجوة من فاكهة الجنة": يعني أن هذه العجوة تشبه عجوة الجنة في الشكل والصورة والاسم، لا في اللذة والطعم، لأن طعام الجنة لا يشبه طعام الدنيا فيها.
وقال القاضي: يريد المبالغة في الاختصاص بالمنفعة والبركة، فكأنها من طعامها، لأن طعامها يزيل الأذى والعناء.
فعَصَرْتُهُنَّ، فجَعَلْتُ ماءَهنَّ في قارورةٍ، فكَحَلْتُ بهِ جاريةً فبَرَأتْ
(1)
.
2200 -
حَدَّثَنا مُحَمدُ بن بشَّارٍ، قال: حَدَّثَنا مُعاذٌ، قال: حَدَّثَنا أبي، عن قَتادَةَ، قال:
حُدِّثْتُ: أنَّ أبا هُرَيرَةَ قال: الشُّونيزُ دَواءٌ من كُلِّ داءٍ إلَّا السَّامَ. قال قَتادَةُ: يأخذُ كلَّ يومٍ إحْدى وعشرينَ حَبةً فيَجْعَلُهُنَّ في خِرْقةٍ فيَنْقَعُهُ فَيتسعَّطُ به كُلَّ يومٍ في مَنْخَرِهِ الأيْمنِ قَطرَتينِ وفي الأيْسَرِ قطْرَةً، والثاني في الأيْسَرِ قَطرتينِ وفي الأيمَنِ قَطْرَةً، والثالثُ في الأيْمَنِ قَطْرَتينِ وفي الأيْسَرِ قَطْرةً
(2)
.
22 - باب ما جَاءَ في أجْرِ الكاهِنِ
2201 -
حَدَّثَنا قُتَيْبةُ، قالَ: حَدَّثَنا اللَّيْثُ، عن ابن شِهابٍ، عن أبي بكْرِ بن عبدِ الرَّحْمنِ
عن أبي مَسْعودٍ الأنصاري، قال: نَهَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن ثَمَن الكَلْبِ، ومَهْرِ البَغيِّ، وحُلْوانِ الكاهنِ
(3)
.
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ.
(1)
إسناده فقطع وهو موقوف.
(2)
إسناده منقطع كسابقه، وهو موقوف.
(3)
إسناده صحيح، وقد سلف تخريجه في (1164).
23 - باب ما جَاءَ في كَراهِيةِ التَّعْليقِ
2202 -
حَدَّثَنا مُحَمدُ بن مَدُّويَه، قال: حَدَّثَنا عُبَيد الله بن مُوسَى، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لَيلَى
عن عيسَى وهو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: دَخَلْتُ على عبدِ الله بن عُكَيْمٍ أبي مَعْبَدٍ الجُهَنيِّ أعودُهُ وبِهِ حُمْرَةٌ، فقلنا: ألا تُعَلِّقُ شَيئًا؟ قال: المَوتُ أقْرَبُ من ذلكَ، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ تَعَلَّقَ شَيئًا وُكِلَ إليْهِ"
(1)
.
وحديثُ عبدِ الله بن عُكَيْمٍ إنَّما نَعْرِفهُ من حَديثِ ابن أبي لَيلى، وعَبد الله بن عُكَيْمٍ لم يَسْمَعْ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم وكان في زَمَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: كَتَبَ إليْنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
2203 -
حَدَّثَنا مُحمدُ بن بشَّارٍ، قال: حَدَّثَنا يَحْيَى بن سَعيدٍ، عن ابنِ أبي لَيْلى نَحوهُ بمَعْناهُ
(2)
.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن عكيم لم يسمع من النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وابن أبي ليلى ضعيف سيئ الحفظ، وهو في "المسند"(18781).
وله شاهد من حديث عقبة بن عامر عند أحمد (17404)، وابن حبان (6086) ولفظه:"من تعلَّق تميمة، فلا أتم الله له، ومن تعلَّق وديعة فلا ودع الله له". وآخر من حديث عمران بن حصين عند أحمد (20000)، وابن ماجه (3531)، وابن حبان (6085)، وفيه مبارك بن فضالة مدلس وقد عنعن، ولم يصرح بالسماع من الحسن، لكنه قد توبع.
وانظر تتمة شواهده والتعليق عليه عند حديثنا في "المسند".
(2)
انظر ما قبله.
وفي البابِ عن عُقْبةَ بن عامِرٍ.
24 - باب ما جَاءَ في تَبْريدِ الحُمَّى بالماء
2204 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، قالَ: حَدَّثَنا أبو الأحْوَصِ، عن سَعيدِ بن مَسْروقٍ، عن عَبايةَ بن رفاعَةَ
عن جَدِّهِ رافعِ بن خَديج، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"الحُمَّى فَوْرٌ مِنَ النَّارٍ، فابْرُدُوها بالمَاءِ"
(1)
.
وفي البابِ عن أسْماءَ بنت أبي بكْرٍ، وابنِ عُمَرَ، وابن عباس، وامْرأةِ الزُّبَيْرِ، وعائِشَةَ.
2205 -
حَدَّثَنا هارونُ بن إسْحاقَ الهَمْدانيُّ، قال: حَدَّثَنا عَبْدَةُ بن سُلَيمانَ، عن هِشامِ بن عُروَةَ، عن أبيهِ
عن عائشةَ: أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الحُمَّى مِن فَيْحِ جَهنَّمَ فابرُدُوها بالماءِ"
(2)
.
2206 -
أخبرنا هارونُ بن إسْحاقَ، قال: حَدَّثنا عَبْدةُ، عن هِشامِ بن عُرْوَةَ، عن فاطِمَةَ بنت المُنْذِرِ، عن أسماءَ بنت أبي بكْرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3262) و (5726)، ومسلم (2212)، وابن ماجه (3473)، والنسائي في "الكبرى"(7606)، وهو في "المسند"(15811).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3263) و (5725)، ومسلم (2210)، وابن ماجه (3471)، والنسائي في "الكبرى"(7607)، وهو في "المسند"(24228).
(3)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5724)، ومسلم (2211)، وابن ماجه (3474)، والنسائي في "الكبرى"(7610) و (7611)، وهو في "المسند"(26926).
وفي حَديثِ أسماءَ كَلامٌ أكْثَرُ من هذا، وكِلا الحَديثينِ صَحيحٌ.
2207 -
حَدَّثَنا مُحَمدُ بن بشَّارٍ، قال: حَدَّثَنا أبو عامِرٍ العَقَديُّ، قال: حَدَّثَنا إبْراهيمُ بن إسماعيلَ بن أبي حَبِيبةَ، عن دَاودَ بن حُصَينٍ، عن عِكْرِمَةَ
عن ابنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُعَلِّمُهُم من الحُمَّى ومن الأوْجاعِ كُلِّها أن يَقولَ: "بِسم اللهِ الكَبيرِ أعُوذُ باللهِ العَظيْمِ من شَرِّ كلَّ عِرْقٍ نَعَّارٍ ومن شَرِّ حَرِّ النَّارِ"
(1)
.
هذا حَديثٌ غَريبٌ لا نَعرِفُهُ إلَّا من حَديثِ إبْراهيم بن إسْماعيلَ بن أبي حَبِيبَة، وإبْراهيمُ يُضَعَّفُ في الحَديثِ. ويُروَى: عِرْقٌ يُعَارٌ.
25 - باب ما جَاءَ في الغِيْلَةِ
2208 -
حَدَّثَنا أحْمدُ بن مَنيعٍ، قال: حَدَّثَنا يَحْيى بن إسْحاقَ، قال: حَدَّثَنا يَحْيَى بن أيُّوبَ، عن مُحَمدِ بن عبد الرَّحْمنِ بن نَوْفَلٍ، عن عُرْوَةَ، عن عائِشَةَ
(1)
إسناده ضعيف لضعف ابن أبي حبيبة، وأخرجه ابن ماجه (3526)، وهو في "المسند"(2729).
قوله: "من شر كل عرق نعار" بفتح النون وتشديد العين المهملة، أي: فوار الدم، يقال: نعر العرق ينعر بالفتح فيهما، إذا فار منه الدم. استعاذ منه، لأنه إذا غلب لم يمهل، ويُروى:"عرق يعار" رواه ابن ماجه، قال ابن الأثير في "النهاية": يقال: يَعَرَتِ العنز تيعِرُ بالكسر يُعارًا بالضم، أي: صاحت.
عن بنت وَهْبٍ وهيَ جُدَامَةُ، قالت: سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "أرَدْتُ أن أَنْهَى عن الغِيالِ، فإذا فارِسُ والرُّومُ يَفْعَلونَ ولا يَقْتُلونَ أوْلادَهُم"
(1)
.
وفي البابِ عن أسْماءَ بنتِ يَزيدَ.
هذا حَديثٌ صَحيحٌ
(2)
. وقد رَوَاهُ مالكٌ، عن أبي الأَسْوَدِ، عن عُرْوَةَ، عن عائِشَةَ، عن جُدامَةَ بنتِ وَهْبٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوه.
قال مالِكٌ: والغِيالُ: أنْ يَطَأَ الرَّجُلُ امْرَأتَهُ وهيَ تُرْضِعُ.
2209 -
حَدَّثَنا عيْسى بن أحْمدَ، قال: حَدَّثَنا ابنُ وَهْبٍ، قال: حَدَّثَني مَالكٌ، عن أبي الأسْوَدِ مُحمدِ بن عبدِ الرحْمنِ بن نَوفلٍ، عن عُرْوَةَ
عن عَائِشَةَ، عن جُدامَةَ بنتِ وَهْبٍ الأسَديةِ، أنَّها سَمِعَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ:"لقد هَمَمْتُ أنْ أنْهَى عن الغِيْلَةِ حَتَّى ذَكَرْتُ أنَّ فارس والرُّوم يَصْنَعونَ ذلكَ، فَلا يَضُرُّ أوْلادَهُمْ"
(3)
.
قال مالِكٌ: والغيْلَةُ أنْ يَمَسَّ الرَّجلُ امْرأتَهُ وهي تُرْضِعُ.
قال عيسى بن أحمدَ: وحَدَّثَنا إسْحاقُ بن عيسى، قال:
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (1442)، وأبو داود (3882)، وابن ماجه (2011)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 106 - 107، وفي "الكبرى"(5485)، وهو في "المسند"(27034)، و"صحيح ابن حبان"(4196).
(2)
كذا في سائر الأصول الخطية عدا (ل)، ونسخة المباركفوري، وجاء في (ل):"حسن صحيح"، وفي "تحفة الأشراف": حسن (غريب) صحيح.
(3)
حديث صحيح، وانظر ما قبله.
حَدَّثَني مالكٌ، عن أبي الأسْودِ نَحْوَهُ.
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ
(1)
.
26 - باب ما جَاءَ في دَوَاءِ
(2)
ذَاتِ الجَنْبِ
2210 -
حَدَّثَنا مُحَمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنا مُعاذُ بن هِشامٍ، قال: حَدَّثَني أبي، عن قَتادَةَ، عن أبي عبدِ الله
عن زَيدِ بن أرْقَمَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَنْعَتُ الزَّيتَ والوَرْسَ من ذاتِ الجَنْبِ. قال قَتادَةُ: ويُلَدُّ من الجانبِ الذي يَشْتكيهِ
(3)
.
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ.
وأبو عبد الله اسْمُهُ مَيْمونٌ: هو شيخٌ بَصْريٌّ.
2211 -
حَدَّثَنا رَجاءُ بن مُحمدِ العُذْريُّ
(4)
البَصْريُّ، قال: حَدَّثَنا عَمْرو بن مُحمدِ بن أبي رَزينٍ، قال: حَدَّثَنا شُعْبَةُ
(1)
هذه العبارة لم ترد في شيء من أصولنا الخطية، وأثبتناها من النسخة التي شرح عليها المباركفوري.
(2)
لفظة: "دواء" ليست في شيء من نسخنا الخطية، وأثبتناها من النسخة التي شرح عليها المباركفوري.
(3)
إسناده ضعيف لضعف أبي عبد الله ميمون، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن ماجه (3467)، والنسائي في "الكبرى"(7588)، وهو في "المسند"(19327)، وانظر تتمة شواهده والكلام عليه فيه.
وانظر ما بعده.
(4)
في الأصول الخطية: العدوي، وهو خطأ والمثبت من النسخة التي اعتمدها المباركفوري.
عن خالدٍ الحَذَّاءِ، قال: أخبرنا مَيمونٌ أبو عبدِ الله، قال: سَمِعْتُ زَيدَ بن أرْقَمَ، قال: أمَرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ نتَداوى من ذاتِ الجَنْبِ بالقُسْطِ البَحْري والزَّيتِ
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ ولا نَعْرِفُهُ إلَّا من حَديثِ مَيْمونٍ عن زَيدِ بن أرْقَمَ، وقد رَوَى عن مَيْمونٍ غَيرُ واحِدٍ من أهل العلم هذا الحديث.
وذاتُ الجَنْبِ، يعني: السِّلَّ.
27 - باب
2212 -
حَدَّثَنا إسْحاقُ بن مُوسى الأنْصاريُّ، قال: حَدَّثَنا مَعَنٌ، قال: حَدَّثَنا مالِكٌ، عن يَزيدَ بن خُصَيْفَةَ، عن عَمْرو بن عبدِ الله بن كَعْبٍ السُّلَميِّ، أنَّ نافعَ بن جُبَيرِ بن مُطْعِمٍ أخْبَرَهُ
عن عُثْمانَ بن أبي العَاص أنَّهُ قال: أتاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وبي
(1)
إسناده ضعيف كسابقه، وهو في "المسند"(19289).
وانظر ما قبله.
وقوله: "وذات الجنب"، يعني: السل. المعروف عند الأطباء فيما قاله ابن القيم في "زاد المعاد" 4/ 81 بتحقيقنا أن ذات الجنب: نوعان: حقيقي وغير حقيقي، فالحقيقي: ورَمٌ حارٌّ يعْرِض في نواحي الجنب في الغِشاء المستبطن للأَضلاع.
وغيرُ الحقيقي: ألم يُشبهه يعرِضُ في نواحي الجنب عن رياحٍ غيظة مؤذية تحتقن بين الصفاقات، فتحدث وجعًا قريبًا من وجع ذات الجنب الحقيقي إلا أن الوجع في هذا القسم ممدود، وفي الحقيقي ناخس.
وجَعٌ قد كادَ يُهْلِكُني، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"امْسَح بيَمِينِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ وقُلْ: أعوذُ بعِزَّةِ الله وقُدْرَتِهِ من شَرِّ ما أجِدُ". قال: ففَعَلْتُ، فأذْهَبَ اللهُ ما كَان بي، فلَم أزَلْ آمُرُ بهِ أهلي وغيرَهُم
(1)
.
هذا حَديثٌ صَحيحٌ
(2)
.
28 - باب
2213 -
حَدَّثَنا مُحَمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنا مُحَمدُ بن بكْرٍ، قال: حَدَّثَنا عبدُ الحَميدِ بن جَعْفَرٍ، قال: حَدَّثَني عُتْبَةُ بن عبدِ الله
عن أسْماءَ بنتِ عُمَيس: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سَألَها: "بمَ تَسْتَمْشِينَ؟ " قالَت: بالشُّبْرُمِ، قال:"حَارٌّ جارٌّ"، قالَت: ثُمَّ اسْتَمْشَيتُ بالسَّنا، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَوْ أنَّ شَيْئًا كَانَ فيهِ شِفاءٌ من المَوْتِ، لَكانَ في السَّنا"
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2202)، وأبو داود (3891)، وابن ماجه (3522)، والنسائي في "الكبرى"(7546) و (10837) و (10839)، وهو في "المسند"(16268)، و"صحيح ابن حبان"(2964). وما بعده.
وفيه عند أكثرهم زيادة في أوله "بسم الله ثلاثًا" وفي آخره: "وأحاذر".
(2)
في (ل): حسن صحيح، والمثبت من سائر الأصول.
(3)
إسناده ضعيف، لجهالة عتبة بن عبدِ الله، وأخرجه ابن ماجه (3461)، وأحمد في "مسنده"(27080) من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن زرعة بن عبد الرحمن، عن مولى لمعمر التيمي، عن أسماء، وزرعة بن عبد الرحمن: مجهول، وكذا مولى معمر التيمي.
وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند النسائي في "الكبرى"(7577) بلفظ: "ثلاث فيهن شفاء من كل داء إلا السام: السَّنا والسَّنُّوت
…
" وإسناده جيد. =
هذا حَديثٌ غَريبٌ.
29 - باب ما جَاءَ في العَسَلِ
2214 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بن بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنا مُحَمدُ بن جَعْفَرٍ، قال: حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عن قَتادَةَ، عن أبي المُتَوكِّلِ
عن أبي سَعيدٍ، قال: جَاءَ رجُلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: إنّ أخي اسْتَطْلَقَ بَطْنُهُ، فقال:"اسْقِهِ عَسَلًا". فسَقاهُ ثمَّ جَاءَ، فقال: يا رسولَ اللهِ قَدْ سَقَيْتُهُ عَسَلًا، فلَم يَزِدْهُ إلَّا اسْتطْلاقًا، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"اسْقِهِ عَسَلًا" فسقاه، ثم جاء، فقال: يا رسول الله إني قد سَقَيتُهُ عَسَلًا، فلَم يَزِدْهُ إلَّا اسْتِطْلاقًا. قال: فَقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "صَدَقَ اللهُ وكَذَبَ بَطْنُ أخيكَ، اسْقِهِ عَسَلًا"، فسَقَاهُ، فَبَرأَ
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
30 - باب
2215 -
حَدَّثَنا مُحَمدُ بن المُثَنَّى، قال: حَدَّثَنا مُحَمدُ بن جَعْفَرٍ، قال:
= قوله: "السنا" قال في "النهاية": بالقصر، نبات معروف من الأدوية، والواحدة سناة، وبعضهم يرويه بالمد، ومعنى "تستمشين"، أي: تخرجين ما في بطنك من المواد الفاسدة، و"الشبرم": حب يشبه الحمص، يطبخ ويشرب ماؤه للتداوي، وقيل: إنه نوع من الشيح، وقوله:"جار": إتباع لحار.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (5684)، ومسلم (2217)، والنسائي في "الكبرى"(6705) و (6706) و (7560) و (7561)، وهو في "المسند"(11146).
حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عن يَزيدَ
(1)
أبي خالدٍ، قال: سَمِعتُ المِنْهالَ بن عَمْرو يُحَدِّثُ، عن سَعيدِ بن جُبَيرٍ
عن ابنِ عَباسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أنَّه قال:"ما مِنْ عَبْدٍ مُسْلمٍ يعُودُ مَريضًا لَم يَحْضُرْ أجَلُهُ، فيقولُ سَبْعَ مرَّاتٍ: أسْألُ اللهَ العظيمَ رَبَّ العَرْشِ العَظيمِ أنْ يَشْفيَكَ إلَّا عُوفِيَ"
(2)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ غَريبٌ لا نَعْرِفُهُ إلَّا من حَديثِ المِنهال بن عَمْرو.
31 - باب
2216 -
حَدَّثَنا أحْمدُ بن سَعيدٍ الأشْقَرُ المُرَابِطي
(3)
، قال: حَدَّثَنا رَوْحُ بن عُبادَةَ، قال: حَدَّثَنا مَرْزوقٌ أبو عبدِ الله الشَّاميُّ، قال: حَدَّثنا - سعيد - رَجُلٌ من أَهْلِ الشَّام - قال:
(1)
جاء في الأصول الخطية: يزيد بن خالد، وهو خطأ، والتصويب من نسخة المباركفوري و"تحفة الأشراف" ومصادر التخريج، وهو أبو خالد الدالاني يزيد بن عبد الرحمن.
(2)
صحيح، وأخرجه أبو داود (3106)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1043) و (1044) و (1045) و (1046) و (1047) و (1048)، وهو في "المسند"(2137)، و"صحيح ابن حبان"(2978).
(3)
كذا جاءت في أصولنا الخطية: المُرابطي، وفي مصادر الترجمة: الرِّباطي، وكلاهما صحيح، لأن الأولى نسبة إلى مَن يُرابِط من الغُزاة في الثغور، والثانية نسبة إلى الرِّباط، وهو الموضع الذي ينزل فيه الغُزاةُ ويقيمون في وجه العدو، انظر "الأنساب" للسمعاني.
أخْبَرَنا ثَوْبانُ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أصابَ أحَدَكُمُ الحُمَّى، فإنَّ الحُمَّى قِطْعةٌ من النارِ، فليُطْفئها عَنهُ بالمَاءِ فليَسْتَنْقِعْ في نهر جارٍ وليَسْتَقبِلْ جَرْيَتَه، فيقولُ: بسم الله، اللهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ، وصَدِّقْ رَسولَكَ، بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وليَغْمِسْ فيهِ ثَلاثَ غَمَسَاتٍ ثلاثَةَ أَيَّامٍ، فإنْ لم يَبْرَأ في ثَلاثٍ فَخَمسٌ، فإن لم يَبرَأ في خَمْسٍ فسَبْعٌ، فإن لم يَبْرأ في سَبْعٍ فتِسْعٌ، فإنَّها لا تكادُ تُجاوِزُ تِسْعًا بإذنِ اللهِ"
(1)
.
هذا حَديثٌ غريبٌ.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة سعيد رجل من أهل الشام، وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(121)، والطبراني في "الكبير"(1450)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(568)، وفي "الطب النبوي" كما في "المنهج السوي" للسيوطي (597)، وكما في "ذيل القول المسدد" لمحمد صبغة الله المدراسي ص 67، وأبو نعيم في "الطب النبوي" كذلك كما جاء عندهما، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة سعيد بن زرعة الشامي 10/ 433 - 434، وهو في "مسند أحمد"(22425) من طريق سعيد بن زرعة الشامي، عن ثوبان. كذا جاء مسمّىً عند أحمد والطبراني ومن طريقه المزي.
وأخرجه بنحوه مطولًا ابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 210 من طريق سلمة بن رجاء، عن أبي طاهر، عن مرزوق أبي عبد الله الحمصي، عن ثوبان. كذا بإسقاط الواسطة، وقد نقل الشيخ محمد صبغة الله المدراسي عن السيوطي في "النكت البديعات" أنه قال: إن رجاله ثقات معروفون، فهو على شرط الحسن!
…
وله شاهد من مرسل منصور بن وهب المعافري، وآخر من مرسل مكحول أخرجه سعيد بن منصور في "سننه"، قلنا: أوردهما في "المنهج السوي"(598) و (599).
2217 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمَرَ، قال: حَدَّثَنا سُفيانُ، أبي حازِمٍ، قال:
سُئِلَ سَهْلُ بن سعدٍ وأنا أسْمَعُ: بأيِّ شيءٍ دُوويَ جَرْحُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما بقي أحَدٌ أعْلمُ بهِ مني، كانَ عليٌّ يأتي بالماءِ في تُرْسِهِ وفاطِمَةُ تَغْسِلُ عَنْهُ الدَّمَ، وأُحْرِقَ له حَصيرٌ، فَحُشِيَ بهِ جُرْحُهُ
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ
(2)
.
2218 -
حَدَّثَنا عبدُ الله بن سَعيدٍ الأشَجُّ، قال: حَدَّثَنا عُقبَةُ بن خالدٍ السَّكونيُّ، عن موسَى بن مُحَمدِ بن إبْرَاهيمَ التَّيْميِّ، عن أبيهِ
عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دَخَلْتُم على المَريضِ، فنَفِّسُوا لهُ في أجَلِهِ، فإنَّ ذلكَ لا يَرُدُّ شَيئًا ويُطيِّبُ بنَفْسِهِ"
(3)
.
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (243)، ومسلم (1790)، وابن ماجه (3464) و (3465)، وهو في "المسند"(22799)، و"صحيح ابن حبان"(6578) و (6579).
(2)
زاد بعدها في المطبوع حديثًا آخر وهو: حدثنا علي بن حُجر، قال: أخبرنا الوليد بن محمد الموقري، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما مثل المريض إذا برأ وصح كالبَردة تقع من السماء في صفائها ولونها"، وهذا لم يرد في شيء من أصولنا الخطية ولا في "تحفة الأشراف"، ولا في شروح الترمذي.
(3)
ضعيف، وهو عند المصنف في "العلل الكبير" 2/ 807، وأخرجه ابن ماجه (1438) من طريق موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي =
هذا حديثٌ غريب
(1)
.
= سعيد الخدري. قال الترمذي في "العلل" بعده: سألت محمدًا - يعني البخاري - عن هذا الحديث، فقال: موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي منكر الحديث، وأبوه صحيح الحديث.
(1)
زاد بعدها في المطبوع حديثًا وهو:
حدثنا هناد ومحمود بن غيلان، قالا: حدثنا أبو أسامة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أبي صالح الأشعري، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد رجلًا من وعك كان به، فقال:"أبْشِرْ فإنَّ الله يقول: هي ناري أسلِّطها على عبدي المذنب، لتكون حظه من النار"، وهذا أيضًا لم يرد في شيء من النسخ الخطية ولا في "تحفة الأشراف" ولا في شيء من الشروح على الترمذي مما بين أيدينا، وزاد كذلك في المطبوع:
حدثنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن هشام بن حَسَّان، عن الحسن، قال: كانوا يرتجون الحُمَّى ليلةً، كفارةً لما نقص من الذنوب. قلنا: وهذا أيضا حاله كحال سابقه ليس في النسخ ولا في "التحفة" ولا في الشروح التي بين أيدينا، فالله تعالى أعلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب الفرائض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
1 - باب ما جَاءَ من تَرَكَ مالًا فلِوَرَثَتِهِ
2219 -
حَدَّثَنا سَعيدُ بن يَحْيى بن سَعيدٍ الأُمَويُّ، قال: حَدَّثَنا أبي، قال: حَدَّثَنا مُحَمدُ بن عَمْرٍو، قال: حَدَّثَنا أبو سَلَمَةَ
عن أبي هُرَيرَةَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَن تَرَكَ مالًا فلِورثته، ومن تَرَكَ ضَياعًا فإِلَيّ"
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ.
وقد رَواهُ الزُّهْريُّ، عن أبي سَلَمَةَ، عن أبي هُرَيرَةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أطْولَ من هذا وأتَمَّ.
وفي البابِ عن جابر، وأنس.
ومَعْنى قوله: "من ترك ضياعًا": ضائعًا ليسَ لهُ شَيءٌ فإليَّ، يقول: أنا أعُولُهُ، وأُنْفِقُ عَلَيهِ.
(1)
صحيح، وأخرجه أبو يعلى (5948) من طريق خالد بن عبد الله، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (1093)، فانظر تتمة تخريجه هناك.
2 - باب ما جَاءَ في تَعليمِ الفَرائضِ
2220 -
حَدَّثَنا عبدُ الأعلى بن واصِلٍ، قال: حَدَّثَنا مُحَمدُ بن القاسمِ الأسَديُّ، قال: حَدَّثَنا الفَضْلُ بن دَلْهَمٍ، قال: حَدَّثَنا عَوفٌ، عن شَهْرِ بن حَوْشَبٍ
عن أبي هُرَيرَةَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "تَعَلَّموا القرآنَ والفَرائضَ، وعَلِّموا النَّاسَ فإنِّي مَقْبُوضٌ"
(1)
.
(1)
ضعيف وقد اختلف فيه على عوف الأعرابي فمرة يُروى عنه عن شهر عن أبي هريرة، ومرة يروى عنه عن سليمان بن جابر الهجري، عن ابن مسعود، ومرة عنه عن سليمان بن جابر عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، ومرة عنه عن رجل عن سليمان بن جابر، عن ابن مسعود، فهو مضطرب كما قال الإمام الترمذي.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2254، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة حفص بن عمر بن أبي العطاف 7/ 41 من طريقين عن محمد بن القاسم الأسدي، بهذا الإسناد.
وأخرج ابن ماجه (2719) من طريق حفص بن عمر بن أبي العطاف، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة، تعلموا الفرائض، وعلموها، فإنه نصف العلم، وهو يُنْسَى، وهو أول شيء يُنتزع من أمتي"، وحفص بن عمر متروك الحديث.
وأخرجه من طريق حفص بن عمر الطبراني في "الأوسط"(5289)، وابن عدي 2/ 791، والحاكم 4/ 331، والبيهقي 6/ 208 - 209، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 12/ 90، والمزي في ترجمة حفص بن عمر 7/ 40 و 40 - 41.
وفي الباب عن أبي بكرة عند الطبراني في "الأوسط"(4087) مرفوعًا بلفظ: "تعلموا القرآن وعلموه الناس، وتعلموا الفرائض وعلموها الناس، يوشك أن يأتي على الناس زمان يختصم الرجلان في الفريضة، فلا يجدان من يفصل بينهما"، =
هذا حَديثٌ فيهِ اضْطرابٌ، ورَوَى أبو أُسامَةَ هذا الحَديثَ عن عَوْفٍ، عن رَجُلٍ، عن سُليمانَ بن جابِرٍ، عن ابن مَسْعودٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
2221 -
حَدَّثَنا بذلك الحُسَينُ بن حُرَيثٍ، قال: حدثنا أبو أُسامَةَ، عن عوف، بهذا نحوه بمَعناهُ
(1)
.
= وفي سنده ضعيف ومجهول.
وعن أبي سعيد الخدري عند الدارقطني 4/ 82 مرفوعًا بلفظ: "تعلموا العلم وعلموه الناس، وتعلموا الفرائض وعلموها الناس، وتعلموا القرآن وعلموه الناس، فإني امرؤ مقبوض، وإن العلم سيقبض وتظهر الفتن، خى يختلف الاثنان في الفريضة، فلا يجدان أحدًا يفصل بينهما" وفيه المسيّب بن شريك وزكريا بن عطية وهما ضعيفان.
(1)
ضعيف كسابقه، وعلى الاختلاف فيه على عوف الأعرابي، فقد روي من طريق غيره موقوفًا على ابن مسعود، وهو أصح كما سيأتي بيانه.
وأخرجه مرفوعًا الطيالسي (403) عن عبد الواحد بن واصل، والنسائي في "الكبرى"(6306) من طريق عبد الله بن المبارك، والحاكم 4/ 332، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 154، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة سليمان بن جابر الهجري 11/ 378 من طربق هوذة بن خليفة، والبيهقي 6/ 208 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، أربعتهم عن عوف الأعرابي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مرفوعًا كذلك الدارمي (221) عن عثمان بن الهيثم، والنسائي في "الكبرى"(6305) من طريق شريك النخعي، والدارقطني 4/ 81 - 82 من طريق عمرو بن حمران، والحاكم 4/ 332 من طريق النضر بن شميل، أربعتهم عن عوف الأعرابي عن سليمان بن جابر، عن ابن مسعود بإسقاط الواسطة بين عوف =
ومحمد بن القاسم الأسدي قد ضعفه أحمد بن حنبل وغيره.
3 - باب ما جَاءَ في ميْراثِ البَناتِ
2222 -
حَدَّثَنا عبدُ بن حُمَيدٍ، قال: أَخبرنا زَكَريا بن عَدِيٍّ، قال: أخْبَرَنا عُبَيد الله بن عَمْرٍو، عن عبد الله بن مُحَمدِ بن عَقيلٍ
عن جابِرِ بن عبدِ الله، قال: جاءت امْرأةُ سعْدِ بن الرَّبيعِ بابْنَتَيْها من سَعْدٍ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسولَ الله هاتان ابْنَتَا سَعْدِ بن الرَّبيعِ قُتِلَ أبُوهُما مَعَك يَوْمَ أُحُدٍ شَهيدًا، وإنَّ عَمَّهُما أخَذَ مالَهُما، فلَم يَدَعْ لَهُما مالًا، ولا تُنْكَحَانِ إلَّا ولَهُما مالٌ، قال: يَقْضي اللهُ في ذلكَ، فنَزَلَت آيةُ الميراثِ، فبَعَثَ رسولُ الله
= وسليمان.
وأخرجه مرفوعًا أيضًا أبو يعلى (5028)، والبيهقي 6/ 208 من طريق المثنى بن بكر العطار، عن عوف، عن سليمان، عن أَبى الأحوص، عن ابن مسعود - بإسقاط الواسطة بين عوف وسليمان، وبزيادة أبي الأحوص بين سليمان وابن مسعود. قلنا: والمثنى مجهول وقد وهم فيه فالمحفوظ من طريق أبي الأحوص أنه رواه عنه موقوفًا كما أخرجه من طريقه سعيد بن منصور (3)، والبيهقي 6/ 209 وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات، ولفظه: من تعلم القرآن فليتعلم الفرائض.
وأخرجه موقوفًا كذلك الدارمي (2858)، والطبراني في "الكبير"(8743)، والحاكم 4/ 322، والبيهقي 6/ 209 من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه بلفظ أبي الأحوص ورجاله ثقات. قال أبو حاتم في "العلل" لابنه 2/ 50: كلاهما صحيح يعني طريق أبي إسحاق، عن أبي الأحوص وعن أبي عبيدة - كان أبو إسحاق واسع الحديث.
صلى الله عليه وسلم إلى عَمِّهِما، فقال:"أعْطِ ابْنَتيْ سَعْدٍ الثُّلُثَينِ، وأعْطِ أمَّهُما الثُمُنَ، وما بَقِيَ، فهوَ لكَ"
(1)
.
هذا حَديثٌ حسنٌ صحيح
(2)
لا نَعْرِفُهُ إلَّا مِن حَديثِ عَبد اللهِ بن مُحَمَّدِ بن عَقْيلٍ، وقد رَواهُ شَريكٌ أيْضًا عن عَبد اللهِ بن مُحَمدِ بن عَقيْلٍ.
4 - باب ما جَاءَ في ميراثِ بنت الابْنِ مع بنت الصُّلْبِ
2223 -
حَدَّثَنا الحَسَنُ بن عَرَفَةَ، قال: حَدَّثَنا يزيدُ بن هارونَ، عن سُفيانَ الثَّوريِّ، عن أبي قَيْسٍ الأَوْديِّ، عن هُزَيْلِ بن شُرْحَبيلَ، قال:
جَاءَ رَجُلٌ إلى أبي موسى وسَلْمانَ بن رَبيعَةَ، فسَألهُما عن ابْنةٍ وابْنَةِ ابْنٍ وأخْتٍ لأبٍ وأمٍّ؟ فقالا: للابنَةِ النِّصفُ، وللأُخْتِ من الأبِ والأُمِّ ما بَقي. وقالا له: انْطَلِقْ إلى عبدِ الله، فاسْألْه، فإنه سيُتابِعُنا، فأتَى عبدَ اللهِ فذَكَرَ لَه ذلكَ وأخْبَرَهُ بما قالا: قالَ عبدُ الله: قَد ضَلَلْتُ إذًا ومَا أنا من المُهْتَدينَ، ولكِني أقْصي فيها
(1)
إسناده محتمل للتحسين من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، وأخرجه أبو داود (2891) و (2892)، وابن ماجه (2720)، وهو في "المسند"(14798).
(2)
قوله: "حسن صحيح" أثبتناه من (س) والنسخة التي اعتمدها المباركفوري في "شرحه"، ووقع في (ل) ونسخة بهامش (ظ):"صحيح"، ونقل المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 4/ 167 عن الترمذي أنه قال:"حسن"، ولم يرد الحكم عليه في سائر أصولنا الخطية، ولا في "تحفة الأشراف"، والله أعلم.
كما قَضَى رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: للابْنَةِ النِّصْفُ، ولابْنَةِ الابْنِ السُّدُسُ تكْمِلَةَ الثُّلُثَينِ، وللأخْتِ ما بَقِيَ
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ.
وأبو قَيسٍ الأوْديُّ اسْمُهُ: عبدُ الرَّحْمنِ بن ثَرْوانَ كُوفيٌّ. وقد رَوَاهُ أيضًا شُعْبَةُ، عن أبي قَيسٍ.
5 - باب ما جَاءَ في ميراثِ الإخْوَةِ من الأبِ والأُمِّ
2224 -
حَدَّثَنا بُنْدارٌ، قال: حَدَّثَنا يَزيدُ بن هارُونَ، قال: أخْبَرَنا سُفيْانُ، عن أبي إسْحاقَ، عن الحارثِ
عن عَليٍّ، أَنَّهُ قال: إنَّكُم تقرَؤونَ هذه الآية {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ} [النساء: 12]، وإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَضَى بالدَّينِ قبلَ الوَصِيَّةِ، وإنَّ أعْيانَ بني الأمِّ يَرِثُون دُونَ بني العَلَّاتِ، الرَّجلُ يَرِثُ أخاهُ لأبيهِ وأمهِ دونَ أخيهِ لأبيهِ
(2)
.
2225 -
حَدَّثَنا بُنْدارٌ، قال: حَدَّثَنا يَزيدُ بن هارونَ، قال: أخْبَرَنا زَكريَّا بن
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (6736)، وأبو داود (2890)، وابن ماجه (2721)، والنسائي في "الكبرى"(6328) و (6329) و (6330)، وهو في "مسند أحمد"(3691)، و"صحيح ابن حبان" مختصرًا (6034).
(2)
ضعيف لضعف الحارث الأعور، وأخرجه ابن ماجه (2715) و (2739)، وهو في "المسند"(595) و (1222).
الإخوة من الأب والأم: هم الأعيان.
وبنو العلات: الذين أمهاتهم مختلفة وأبوهم واحد.
أبي زائِدَةَ، عن أبي إسْحاقَ، عن الحارِثِ، عن عَليٍّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثله
(1)
.
2226 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمَرَ، قال: حَدَّثَنا سُفْيانُ، قال: حَدَّثَنا أبُو إسْحاقَ، عن الحَارِثِ
عن عَليٍّ، قال: قَضَى رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنَّ أعْيانَ بَني الأُمِّ يَتَوارَثُونَ دونَ بَني العَلَّاتِ
(2)
.
هذا حَديثٌ لا نَعْرِفُهُ إلَّا من حَديثِ أبي إسْحاقَ، عن الحَارِثِ، عن عَليٍّ، وقد تكَلَّمَ بَعضُ أهْلِ العِلْمِ في الحارِثِ.
والعَمَلُ على هذا الحَديثِ عِنْدَ أهْلِ العِلْمِ.
6 - باب ميراث البنين مع البنات
2227 -
حَدَّثَنا عَبْدُ بن حُميْدٍ، قال: أخبرنا عبدُ الرحْمنِ بن سَعْدٍ، قال: أخْبَرَنا عَمْرُو بن أبي قَيسٍ، عن مُحَمَّدِ بن المُنكَدِرِ
عن جابِرِ بن عبد الله، قال: جَاءَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَعودُني وأنا مَريضٌ في بَني سَلِمَةَ، فقُلْتُ: يا نبيَّ الله كَيفَ أقْسِمُ مالي بَينَ وَلَدي؟ فلَم يَرُدَّ عليَّ شَيئًا فنَزَلَتْ: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} [النساء: 11] الآية
(3)
.
(1)
ضعيف كسابقه.
(2)
ضعيف كسابقه.
(3)
صحيح، وأخرجه البخاري (194)، ومسلم (1616)، وأبو داود (2886)، وابن ماجه (1436) و (2728)، والنسائي 1/ 87، وهو في "المسند"(14186)، وصحيح ابن حبان (1266). ولفظ ابن ماجه في الموضع الأول والنسائي مختصر.
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ. وقد رَواهُ ابنُ عُيَيْنةَ وغَيْرُهُ، عن مُحَمَّد بن المُنْكَدِرِ، عن جابِرٍ.
7 - باب ميراث الأخوات
2228 -
حَدَّثَنا الفَضْلُ بن الصَّبَّاحِ البَغْداديُّ، قال: حدثنا سفيانُ بنُ عُيَيْنةَ، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بن المُنكَدِرِ
سَمِعَ جابِرَ بن عَبدِ الله يقولُ: مَرِضْتُ، فأتانِي رسول الله صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي، فوجَدَني قد أُغْمِيَ عَليَّ، فأتانِي ومَعَهُ أبو بكْرٍ وهُما ماشِيانِ، فتوَضَأ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم فصَبَّ عليَّ من وَضوئه فأفَقْتُ. فقُلتُ: يا رسولَ الله كيفَ أقْضي في مَالِي؟ أو كيفَ أصْنَعُ في مَالِي؟ فلَم يُجبْني شيئًا، وكانَ لهُ تِسعُ أخَواتٍ حَتَّى نَزَلَتْ آيةُ المِيراثِ {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176] الآيةَ قال جابِرٌ: فيَّ نَزَلَتْ
(1)
.
هذا حَديثٌ صَحيحٌ
(2)
.
8 - باب في مِيراثِ العَصَبةِ
2229 -
حَدَّثَنا عبدُ الله بن عبدِ الرَّحْمنِ، قال: أخْبَرَنا مُسْلِمُ بن إبراهيمَ، قال: حَدَّثَنا وُهَيبٌ، قال: حَدَّثَنا ابنُ طاووسٍ، عن أبيهِ
عن ابنِ عباسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: "ألْحِقُوا الفرائِضَ
(1)
صحيح كسابقه، وقد سلف تخريجه عنده.
(2)
في نسخة المباركفوري: حسن صحيح.
بأهْلِها، فمَا بَقِي، فهُوَ لأوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ"
(1)
.
2230 -
حَدَّثَنا عَبدُ بن حُمَيدٍ، قال: أخْبَرَنا عبدُ الرَّزَّاق، عن مَعْمَرٍ، عن ابن طاووسٍ، عن أبيهِ
عن ابنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ
(2)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ. وقد رَوَي بَعْضُهُم عن ابنِ طاووسٍ، عن أبيهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا
(3)
.
9 - باب ما جَاءَ في مِيراثِ الجدِّ
2231 -
حَدَّثَنا الحَسَنُ بن عَرَفَةَ، قال: حَدَّثَنا يزيدُ بن هارونَ، عن هَمَّام بن يَحْيَى، عن قَتادَةَ، عن الحَسَنِ
عن عِمْرانَ بن حُصَينٍ، قال: جَاءَ رجلٌ إلي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ ابنَ ابْني ماتَ، فمَا لِي من مِيراثِهِ؟ فقال:"لَكَ السُّدُسُ". فلمَّا وَلَّى، دَعاهُ، فقالَ:"لَكَ سُدُسٌ آخَرُ"، فلمَّا وَلَّى، دَعَاهُ قال:
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (6732)، ومسلم (1615)، وأبو داود (2898)، وابن ماجه (2740)، والنسائي في "الكبرى"(6331)، وهو في "المسند"(2657)، و"صحيح ابن حبان"(6028) و (6029) و (6030).
(2)
إسناده صحيح كسابقه.
(3)
أخرج المرسل النسائيُّ في "الكبرى"(6332) من طريق الثوري، عن ابن طاووس، وقال بإثره: وكان حديث الثوري أشبه بالصواب - يعني أنه رجح المرسل - قلنا: لكن رواه غيرُ واحد من الثقات عن ابن طاووس فوصلوه وهيب بن خالد وروح بن القاسم ومعمر بن راشد ويحيى بن أيوب وغيرهم، فقولهم أولى من قوله.
"إنَّ السُّدُسَ الآخَرَ طُعْمَةٌ"
(1)
.
هذا حَديثٌ صَحيحٌ حَسنٌ
(2)
.
وفي البابِ عن مَعْقِلِ بن يَسَارٍ.
10 - باب ما جاء في ميراث الجدة
2232 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمَرَ، قال: حَدَّثَنا سُفْيانُ، قال. حَدَّثَنا الزُهْريُّ، قال مَرَّةً: قال قَبيصَةُ، وقال مَرَّةً عن رَجُلٍ
عن قَبيصَةَ بن ذُؤَيبٍ، قال: جَاءَتْ الجَدَّةُ أمُّ الأُمِّ، أو أُمُّ الأبِ إلي أبي بكْرٍ، فقالتْ: إنَّ ابْنَ ابْني، أو إنَّ ابنَ ابنتي ماتَ، وقد أُخبِرْتُ أنَّ لي في كِتابِ الله حَقًّا، فقال أبو بكْرٍ: ما أجدُ لَكِ في الكتابِ من حقٍّ، وما سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَضى لك بشيءٍ وسأسْألُ النَّاسَ. قال: فسألَ، فشَهِدَ المُغيرَةُ بن شعْبَةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أعْطاها السُّدُسَ، قال: ومَنْ سَمِعَ ذلكَ معَكَ؟ قال: مُحَمدُ
(1)
حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات، وأخرجه أبو داود (2896)، والنسائي في "الكبرى"(6337)، وهو في "المسند"(19848).
ويشهد له حديث معقل بن يسار المزني أنه قال: قضى النبي صلى الله عليه وسلم في الجدّ بالسُّدس عند ابن ماجه (2722)، والنسائي في "الكبرى"(6334) و (6335)، وهو في "المسند"(20310)، وهو حديث حسن.
قوله: طعمة، قال السندي: بالضم، أي: زيادة علي الحق المقدر استحقه بالتعصيب، ولم يضمه إلى السدس الأول، لئلا يتوهم أن الكل فريضة والله تعالى أعلم.
(2)
في (س) وحدها: حسن صحيح.
ابنُ مَسْلَمَةَ. قال: فأعْطاهَا السُّدُسَ. ثم جاءَتِ الجدة الأخرى التي تُخالِفُها إلى عُمَرَ، قال سُفيانُ: وزَادَني فيهِ مَعْمَرٌ، عن الزُّهْريِّ، ولم أحْفَظْهُ عن الزُّهْريِّ ولكن حَفِظْتُهُ من مَعْمَرٍ أنَّ عُمَرَ قال: إن اجْتَمَعْتُما، فهوَ لكُما، وأيَّتُكُما انْفَرَدَتْ بهِ، فهو لَها
(1)
.
2233 -
حَدَّثَنا الأنْصاريُّ: قال: حَدَّثَنا مَعْنٌ، قال: حَدَّثَنا مالِكٌ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عُثْمانَ بن إسْحاقَ بن خَرَشَة
عن قَبيصَةَ بن ذُؤيبٍ، قال: جاءت الجَدَّةُ إلي أبي بكْرٍ فسأَلتْهُ ميراثَهَا، قال لها: ما لَكِ في كتابِ الله شَيءٌ، ومَا لَكِ في سُنَّة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم شَيءٌ، فارْجِعي حتَّى أسألَ النَّاسَ، فسألَ النَّاسَ، فقال المُغيرَةُ بن شُعْبَةَ: حَضَرْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أعْطاهَا السُّدسَ، فقال: هَل مَعَكَ غَيرُكَ؟ فقامَ مُحَمَّدُ بن مَسْلَمَةَ الأنْصاريُّ فقالَ مِثلَ ما قال المُغيرَةُ بن شُعْبَةَ، فأنْفَذَهُ لَها أبو بكْرٍ. قال: ثُمَّ جاءَتِ الجَدَّةُ الأخْرَى إلي عُمَرَ بن الخَطَّابِ فسألَتْهُ ميراثَهَا، فقال: ما لَكِ في كتابِ الله شَيءٌ، ولكنْ هو ذاكَ السُّدُسُ، فإن اجْتَمَعْتُما فيهِ،
(1)
صحيح لغيره، وأخرجه أبو داود (2894)، وابن ماجه (2724)، والنسائي في "الكبرى"(6339 - 6345)، وهو في "مسند أحمد"(17978)، و"صحيح ابن حبان"(6031).
ويشهد له حديث بريدة الأسلمي عند أبي داود (2895)، والنسائي في "الكبرى"(6338)، وانظر تتمة شواهده في "المسند"(17978).
فهُو بينكُما، وأيَّتكُما خَلَتْ بهِ، فهوَ لَها
(1)
.
هذا حديث حسن صحيح، وهو أصحُّ من حديث ابن عُيَينة، وفي البابِ عن بُرَيْدَةَ.
11 - باب ما جَاءَ في ميراثِ الجَدَّةِ مع ابْنِها
2234 -
حَدَّثَنا الحَسَنُ بن عَرَفَةَ، قال: حَدَّثَنا يَزيدُ بن هارونَ، عن مُحَمدِ بن سالمٍ، عن الشَّعْبيِّ، عن مَسْروقٍ
عن عبدِ الله قال في الجَدَّةِ مع ابْنِها: إنَّها أوَّلُ جَدَّةٍ أطْعَمَها رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم سُدُسًا مَعَ ابْنِها، وابْنُها حَيٌّ
(2)
.
(1)
صحيح لغيره كسابقه.
(2)
حسن لغيره مرفوعًا، وقد صح موقوفًا كما سيأتي بيانه، والعلةُ فيه هنا محمد بن سالم - وهو الهمداني الكوفي - فهو متروك الحديث، وقد تفرد برفعه وبذكر الواسطة بين الشعبي وابن مسعود.
وأخرجه مرفوعًا ابن حزم في "المحلى" 9/ 281، والبيهقي 6/ 226 من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن سالم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2932) من طريق محمد بن سيرين، وسيد بن منصور (99) و (110)، وابن حزم 9/ 279 من طريق عامر الشعبي، كلاهما عن ابن مسعود أنه قال: إن أول جدة أُطعمت السدس أمُّ أبٍ مع ابنها - هذا لفظ سعيد بن منصور في الموضع الأول والباقون نحوه، وابن سيرين والشعبي لم يسمعا من ابن مسعود.
وأخرجه موقوفًا على ابن مسعود عبد الرزاق (19090)، وسعيد بن منصور (109)، وابن أبي شيبة 11/ 331، وابن حزم 9/ 279، والبيهقي 6/ 226، وإسناده عندهم صحيح خلا إسناد عبد الرزاق، ففيه انقطاع.
وقد روي الحديث مرسلًا عن ابن سيرين عند عبد الرزاق (19093)، وسعيد =
هذا حَديثٌ لا نَعْرِفُهُ مَرفوعًا إلَّا من هذا الوَجهِ.
وقد وَرَّثَ بعضُ أصْحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم الجَدَّةَ مع ابْنِها ولَم يُوَرِّثها بَعْضُهُم.
12 - باب ما جَاءَ في مِيراثِ الخالِ
2235 -
حَدَّثَنا بُنْدارٌ، قال: حَدَّثَنا أبو أحْمدَ الزُّبَيْريُّ، قال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن عبدِ الرحْمنِ بن الحَارِثِ، عن حَكيمِ بن حَكيمِ بن عَبَّادِ بن حُنَيفٍ
عن أبي أُمامةَ بن سَهْلِ بن حُنَيفٍ، قال: كَتَبَ مَعي عُمَرُ بن الخَطّابِ إلى أبي عُبيدَةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهُ ورَسولُهُ مَوْلَى مَنْ لا مَوْلى لهُ، والخَالُ وارِثٌ مَنْ لا وارِثَ لَهُ"
(1)
.
وفي البابِ عن عَائِشَةَ، والمِقْدام بنِ مَعْدِي كَرِب.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ
(2)
.
2236 -
أخْبَرَنا إسْحاقُ بن مَنصُورٍ، قال: أخْبَرَنا أبو عاصِمٍ، عن ابنِ جُرَيجٍ، عن عَمْرو بن مُسْلِمٍ، عن طاووس
= ابن منصور (95)، وابن أبي شيبة 11/ 331 و 333، وعن الحسن البصري عند سعيد بن منصور (96)، وابن حزم 9/ 281 والأسانيد إليهما صحيحة.
(1)
صحيح لغيره، وأخرجه ابن ماجه (2737)، والنسائي في "الكبرى"(6351)، وهو في "المسند"(189)، و"صحيح ابن حبان"(6037).
ويشهد له حديث عائشة، وحديث المقدام بن معدي كرب.
(2)
زاد في المطبوع: صحيح، ولم يرد في أصولنا الخطية ولا في "تحفة الأشراف" ولا في نسخة المباركفوري.
عن عائِشَةَ، قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الخَالُ وَارِثُ مَنْ لا وَارِثَ لَهُ"
(1)
.
(1)
صحيح لغيره، وهذا حديث اختُلف في رفعه ووقفه ورجح البيهقي وقفه.
وأخرجه مرفوعًا النسائي في "الكبرى"(6352)، وابن عدي 5/ 1771 من طريق عمرو بن علي الفلاس، وأبو عوانة (5638)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 397، والدارقطني 4/ 85 عن أبي أمية الطرسوسي، وأبو عوانة (5638) من طريق هارون بن داود البزيعي، والدارقطني 4/ 85 من طريق محمد بن يحيى بن فارس وأحمد بن سعيد بن صخر، و 4/ 85 من طريق زكريا بن يحيى بن زائدة أبو زائدة، ستتهم عن أبي عاصم النبيل.
وأخرجه أبو عوانة (5639) من طريق عبد الرزاق الصنعاني و (5640) من طريق إسحاق بن إبراهيم قاضي خوارزم، والطحاوي 4/ 397 من طريق هشام بن سليمان المخزومي، والحاكم 4/ 344 من طريق مخلد بن يزيد الحرّاني، خمستهم (أبو عاصم وعبد الرزاق وإسحاق وهشام ومخلد) عن ابن جريج، عن عمرو بن مسلم، بهذا الإسناد. وقد صرح ابن جريج بالسماع منه عند أبي عوانة (5640). وابن عدي، وبعضهم يزيد فيه:"الله ورسوله مولى من لا مولى له".
وأخرجه موقوفًا الدارمي (2977)، والنسائي (6353) من طريق مخلد بن يزيد الحراني، وأبو عوانة (5642) عن جماعة - هكذا بالإبهام -، والطحاوي 4/ 397 عن إبراهيم بن مرزوق، والدارقطني 4/ 85 من طريق محمد بن يحيى بن فارس ومحمد بن سنان، والبيهقي 6/ 215 من طريق محمد بن إسحاق كلهم عن أبي عاصم النبيل.
وأخرجه عبد الرزاق (16202)، ومن طريقه أبو عوانة (5641)، كلاهما (أبو عاصم وعبد الرزاق)، عن ابن جريج، به. وعند بعضهم زيادة:"الله ورسوله مولى من لا مولى له".
ويشهد له مرفوعًا ما قبله.
وكذا يشهد له حديث المقدام بن معدي كرب مطولًا عند أبي داود (2899) =
هذا حَديثٌ غَريبٌ
(1)
، وقد أرْسَلَهُ بَعضُهُم ولم يَذْكُر فيهِ عن عائِشَةَ.
واخْتَلَف فيهِ أصْحابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَوَرَّثَ بَعْضُهم الخَالَ والخالَةَ والعَمَّةَ، وإلى هذا الحَديثِ ذَهَبَ أكْثَرُ أهْلِ العِلْمِ في تَوْريثِ ذَوي الأرْحامِ.
وأما زَيدُ بن ثابِتٍ، فلَم يوَرِّثْهُم، وجَعَلَ الميرَاثَ في بَيتِ المَالِ.
13 - باب ما جَاءَ في الذي يَموتُ ولَيسَ لَهُ وَارِثٌ
2237 -
حَدَّثَنا بُنْدارٌ، قال: حَدَّثَنا يَزيدُ بن هارونَ، قال: أخْبَرَنا سُفْيانُ، عن عبدِ الرحمنِ بن الأصْبَهَانيِّ، عن مُجاهِدٍ بنِ وَرْدانَ، عن عُرْوَةَ
عن عَائِشَةَ، أنَّ مَولى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَعَ من عِذقِ نَخْلَةٍ فمَاتَ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"انْظرُوا هَلْ لهُ مِن وارِثٍ"؟ قالوا: لا، قال:"فادْفَعُوهُ إلي بَعْضِ أهْلِ القَرْيَةِ"
(2)
.
= و (2900) و (2901)، وابن ماجه (2634) و (2738)، والنسائي في "الكبرى"(6354 - 6357) و (6419)، وهو في "المسند"(17175) وإسناده جيد.
(1)
جاء في (ل) ونسخة في هامش (ظ) ونسخة المباركفوري: حديث حسن غريب، وما أثبتناه من أصولنا الخطية ومن "تحفة الأشراف".
(2)
إسناده حسن، وأخرجه أبو داود (2902)، وابن ماجه (2733)، والنسائي في "الكبرى"(6391) و (6392) و (6393)، وهو في "مسند أحمد"(25054).
وفي البابِ عن بُرَيدَةَ
(1)
.
هذا حديث حسن.
14 - باب
(2)
2238 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمَرَ، قال: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عن عَمْرو بن دينارٍ، عن عَوْسَجَة
عن ابنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رَجُلًا مَاتَ عَلي عَهْدِ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم ولَمْ يَدَعْ وَارِثًا إلَّا عَبْدًا هُوَ أعْتَقَهُ، فأعْطاهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مِيراثَهُ
(3)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ.
والعَمَلُ عِنْدَ أهْلِ العِلْمِ في هذا الباب: إذا ماتَ الرَّجُلُ، ولم يَتْرُك عَصَبةً أنَّ ميراثَهُ يُجْعَلُ في بَيتِ مالِ المُسْلِمينَ.
(1)
أخرجه أحمد (22944) وأبو داود (2903)، والنسائي (6396)، ولفظه: مات رجل من خزاعة، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بميراثه، فقال: التمسوا له وارثًا أو ذا رحم، فلم يجدوا له وارثًا ولا ذا رحم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أعطوه الكُبر من خزاعة" وسنده ضعيف.
(2)
جاء في المطبوع وبعض نسخ المباركفوري تسمية هذا الباب: باب في ميراث المولى الأسفل.
(3)
ضعيف، عوسجة قال البخاري: لم يصح حديثه، وقال غير واحد من الأئمة: ليس بمشهور، ولم يرو عنه غير عمرو بن دينار، وذكره العقيلي في "الضعفاء" 3/ 414، وقال: لا يتابع على حديثه هذا، وقال الذهبي: لا يعرف.
وأخرجه أبو داود (2905)، وابن ماجه (2741)، والنسائي في "الكبرى"(6409) و (6410)، وهو في "المسند"(1930).
15 - باب ما جَاءَ في إبْطالِ الميراثِ بَينَ المُسْلمِ والكافر
2239 -
حَدَّثَنا سَعيدُ بنُ عَبد الرحمنِ المَخْزوميُّ، وغيرُ وَاحِدٍ، قالوا: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عن الزُّهْريِّ. (ح)
وحدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، قال: أخْبَرَنا هُشَيمٌ، عن الزُّهْريِّ، عن عَليِّ بن حُسَينٍ، عن عَمْرو بن عُثْمان
عن أُسامةَ بن زَيدٍ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ:"لا يَرِثُ المُسْلِمُ الكافِرَ، ولا الكافِرُ المُسْلِمَ"
(1)
.
2240 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمَرَ، قال: حَدَّثَنا سُفْيانُ، قال: حَدَّثَنا الزُّهْريُّ نَحْوَهُ
(2)
.
وفي البابِ عن جَابِرٍ، وعبد الله بن عَمْرٍو.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ. هكذا رَواه مَعْمرٌ وغيرُ واحِدٍ عن الزُّهْريِّ نَحْوَ هذا، ورَوَى مالِكٌ، عن الزُّهْريِّ، عن عليِّ بن حُسَينٍ، عن عُمَرَ بن عُثْمانَ، عن أُسامَةَ بن زَيْدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحَوَهُ، وحَديثُ مالكٍ وَهمٌ، وَهِمَ فيه مالِكٌ، وقد رَواهُ بَعْضُهُم عن مالكٍ فقال: عَنْ عَمرو بن عُثْمانَ، وأكثرُ أصْحابِ مالِكٍ قالوا، عن مالِكٍ، عن عُمَرَ بن عُثمانَ، وعَمْرو بن عُثْمانَ بن عَفَّانَ هوَ مَشْهورٌ
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (6764)، ومسلم (1614)، وأبو داود (2909)، وابن ماجه (2729) و (2730)، والنسائي في "الكبرى"(6370 - 6382) وهو في "مسند أحمد"(121747)، و"صحيح ابن حبان"(6033).
(2)
صحيح كسابقه.
من وَلَدِ عُثْمانَ، ولا نَعْرِفُ عُمَرَ بن عُثْمانَ.
والعَمَلُ علي هذا الحديثِ عندَ أهْلِ العِلْمِ.
واختَلفَ أهلُ العلمِ في ميراثِ المُرتَدِّ، فجَعَلَه بَعْضُ أهلِ العلمِ من أصْحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وغيرِهم
(1)
لوَرَثَتِهِ من المُسْلِمينَ. وقال بعضُهُم: لا يَرِثهُ ورَثَتُهُ من المُسْلِمينَ، واحْتَجُّوا بحديثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"لا يَرِثُ المُسْلِمُ الكافِرَ". وهو قَوْلُ الشافِعيِّ
(2)
.
2241 -
حَدَّثَنا حُمَيدُ بن مَسْعَدَةَ، قال: حَدَّثَنا حُصَينُ بن نُمَيرٍ، عن ابنِ أبي لَيلَى، عن أبي الزُّبَيرِ
عن جابِرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا يتوارَثُ أهْلُ مِلَّتَينِ"
(3)
.
(1)
زاد في المطبوع ونسخة المباركفوري: المال.
(2)
فصل في المطبوع بين حديث أسامة وبين حديث جابر بذكر ترجمة خاصة لحديث جابر، نصّها: باب لا يتوارث أهل مِلّتين، ولم ترد في شيء من أصولنا الخطية.
قلنا: وقد ثبت عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه كان يورث المسلم من الكافر بغير عكس أخرجه عنه ابن منيع، قال الحافظ: بسند قوي. وأخرج مسدد عن معاذ أن أخوين اختصما إليه: مسلم ويهودي مات أبوهما يهوديًا، فحاز ابنه اليهود ماله، فنازعه المسلم فورث معاذ المسلم.
وأخرج ابن أبي شيبة من طريق عبد الله بن عقيل قال: ما رأيتُ قضاءً أحسن من قضاء قضى به معاوية: نرث أهل الكتاب، ولا يرثونا، كما يحل النكاح فيهم ولا يحل لهم. وبقول معاذ يقول مسروق بن الأجدع، وسعيد بن المسيب، وإبراهيم النخعي وإسحاق بن راهويه. "فتح الباري" 12/ 50.
(3)
صحيح لغيره بهذا اللفظ، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن =
هذا حَديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفُهُ من حَديثِ جابِرٍ إلَّا من حَديثِ ابن أبي لَيلَى.
16 - باب ما جَاءَ في إبْطالِ مِيراثِ القاتِلِ
2242 -
حَدَّثَنا قُتَيْبةُ، قالَ: حَدَّثَنا اللَّيْثُ، عن إسْحاقَ بن عبد الله، عن الزُّهْريِّ، عن حُمَيدِ بن عبد الرَّحْمنِ
عن أبي هُرَيرَةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"القاتلُ لا يَرِثُ"
(1)
.
= ابن أبي ليلى.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8461) من طريق عبد الرحمن بن المبارك، عن حصين بن نمير، بهذا الإسناد.
ويشهد له بهذا اللفظ حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أبي داود (2911)، وابن ماجه (2731)، وهو في "مسند أحمد"(6664)، وانظر تتمة شواهده عنده.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6389) من طريق محمد بن عمرو اليافعي، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، رفعه بلفظ:"لا يرث المسلم النصراني إلا أن يكون عبده أو أمته" قلنا: واليافعي وإن كان ضعيفًا فقد تابعه الإمام أبو حنيفة في "مسنده" - بشرح ملا علي القاري - ص 167، إلا أنه تبقى فيه عنعنة أبي الزبير، عن جابر. علي أنه صح عن جابر موقوفًا عند عبد الرزاق (9865) و (19310) ومن طريقه الدارقطني 4/ 75، والبيهقي 6/ 218 عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، به، وقال الدارقطني بإثره: وهو المحفوظ.
وأخرجه الدارمي (2993) و (2994)، والدارقطني 4/ 75 من طريق شريك، عن الأشعث، عن الحسن، عن جابر مرفوعًا بنحو لفظ أبي الزبير، عن جابر، وفيه عنعنة الحسن البصري، وشريك - وهو النخعي - ضعيف سيئ الحفظ.
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف جدًا من أجل إسحاق بن عبد الله بن =
هذا حَديثٌ لا يَصِحُّ، لا يُعْرَفُ هذا إلَّا من هذا الوَجْهِ، وإسْحاقُ بن عبد الله بن أبي فَرْوةَ قد تَرَكَهُ بَعْضُ أهْلِ العِلْمِ، مِنهم أحْمَد بن حَنْبل.
والعَمَلُ على هذا عِنْدَ أهْلِ العِلْمِ: أنَّ القاتِلَ لا يَرِثُ، كانَ القَتْلُ خَطأً أو عَمْدًا، وقال بَعضُهُم: إذا كانَ القَتْلُ خَطأً، فإنَّهُ يَرِثُ، وهوَ قَولُ مالكٍ.
17 - باب ما جَاءَ في مِيراثِ المَرأةِ من دِيَةِ زَوْجِها
2243 -
حَدَّثَنا قُتَيْبةُ وأحمدُ بن مَنيعِ وغَيرُ واحدٍ، قالوا: حَدَّثَنا سُفيانُ بن عُيَينةَ، عن الزُّهْريِّ، عن سَعيدِ بن المُسَيّب، قال:
قال عُمَرُ: الدِّيةُ على العاقِلَةِ، ولا تَرِثُ المرأةُ من دِيةِ زَوجِها شَيئًا، فأخْبَرَهُ الضَّحَّاكُ ابن سُفيانَ الكِلابيُّ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كَتَبَ
= أبي فروة، فهو متروك الحديث.
وأخرجه ابن ماجه (2645) و (2735)، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 9/ 333 من طريق إسحاق بن أبي فروة، بهذا الإسناد.
ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، عند أبي داود ضمن الحديث (4564)، والنسائي في "الكبرى"(6367)، وإسناد أبي داود حسن.
وحديث عمر بن الخطاب عند أحمد (347) و (348)، وابن ماجه (2646)، والنسائي في "الكبرى"(6368)، والدارقطني 4/ 95 و 95 - 96 من طرق عن عمر، وكلها فيها انقطاع وضعف، لكن بمجموعها يحسن حديث عمر، وانظر تتمة شواهده في "المسند"(347).
إليهِ أنْ وَرِّثِ امْرأةَ أشْيَم الضِّبابيِّ من دِيةِ زَوجِها
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ.
18 - باب ما جَاءَ أنَّ الميراث للوَرَثَةِ والعَقْلَ على العَصَبَة
2244 -
حَدَّثَنا قُتَيْبةُ، قالَ: حَدَّثَنا اللَّيثُ، عن ابنِ شِهابٍ، عن سَعيدِ بن المُسَيّبِ
عن أبي هُرَيرةَ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَضَى في جَنين امْرأةٍ من بَني لِحيانَ سَقَطَ مَيِّتًا، بِغُرَّةٍ: عَبدٍ أو أمَةٍ، ثمَّ إنَّ المَرأةَ التي قُضِيَ عَليْها بغُرَّةٍ تُوفِّيَتْ، فقَضَى رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم بأنَّ ميراثَها لبَنيهَا وزَوجِهَا، وأنَّ عَقْلَها على عَصبَتِها
(2)
.
ورَوَى يونُسُ هذا الحَديثَ عن الزُّهْريِّ، عن سَعيدِ بن المُسَيّبِ وأبي سَلَمَةَ، عن أبي هُرَيرَةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ
(3)
، ورَوى مالكٌ، عن الزُّهْريِّ، عن أبي سَلَمةَ، عن أبي هُرَيرَةَ. ومالِكٌ، عن الزُّهْريِّ، عن سَعيدِ بن المُسَيّبِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا
(4)
.
(1)
صحيح، وقد سلف تخريجه برقم (1474).
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (5758) و (6740) و (6904) و (6909)، ومسلم (1681)، وأبو داود (4577) و (4579)، وابن ماجه (2639)، والنسائي 8/ 47 - 48 و 48 - 49، وهو في "المسند"(7217) و (10953)، وقد سلف نحوه برقم (1410).
(3)
وأخرجه البخاري (6910)، ومسلم (1681)(36)، وأبو داود (4576)، والنسائي 8/ 48، وهو في "المسند"(10916)، و"صحيح ابن حبان"(6020).
(4)
أخرج المرسل البخاري (5760)، والنسائي 8/ 49.
19 - باب ما جَاءَ في الرَّجُل يُسْلِمُ على يَدَي الرَّجُلِ
2245 -
حَدَّثَنا أبو كُرَيبٍ، قال: حَدَّثَنا أبو أُسامةَ وابنُ نُمَيرٍ ووَكيعٌ، عن عبد العَزِيزِ بن عُمرَ بن عبد العَزيزِ، عن عبد الله بن مَوْهَبٍ - وقالَ بَعضُهُم عن عبد الله بن وَهْبٍ -
عن تَمِيم الدَّاريِّ، قال: سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ما السُّنَةُ في الرَّجُلِ من أهْلِ الشِّرْكِ يُسْلِمُ على يَدَي رَجُلٍ من المُسْلِمينَ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "هُوَ أوْلَى النَّاسِ بمَحْياهُ ومَماتِهِ"
(1)
.
هذا حَديثٌ لا نَعْرِفُهُ إلَّا من حَديثِ عبد الله بن وَهْبٍ، ويُقالُ: ابن مَوْهَبٍ، عن تَميم الدَّارِي، وقد أدخَلَ بَعضُهُم بين عبد الله بن مَوْهب وبين تميم الدَّاري قَبيصَةَ بن ذُؤيْبٍ
(2)
، ورَوَاه يَحْيَى بن حَمزَةَ، عن عبدِ العَزِيزِ بن عُمَرَ وزادَ فيهِ: قَبيصَةَ بن ذؤيبٍ.
وهو عِنْدي لَيسَ بِمُتَّصلٍ، والعمل علي هذا الحديث عند بعض أهل العلم.
وقالَ بعْضُهُم: يُجعَلُ ميراثُهُ في بَيتِ المالِ، وهو قَولُ
(1)
ضعيف، وأخرجه ابن ماجه (2752)، والنسائي في "الكبرى"(6411) و (6412) و (6413)، وهو في "المسند"(16944).
وأخرجه أبو داود (2918) من طريق يحيى بن حمزة الحضرمي، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن موهب، عن قبيصة بن ذؤيب، عن تميم الداري، الحديث، وانفرد يحيى بزيادة قبيصة بين ابن موهب وبين تميم الداري، وانظر تمام الكلام عليه في "المسند"(16944).
(2)
زاد في المطبوع: ولا يصح، وليس في شيء من أصولنا الخطية.
الشَّافِعيِّ، واحْتَجَّ بحَديثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"أنَّ الوَلاءَ لِمَن أعْتَقَ"
(1)
.
20 - باب ما جَاءَ في إبْطالِ ميراث وَلَد الزِّنى
(2)
2246 -
حَدَّثَنا قُتَيْبةُ، قالَ: حَدَّثَنا ابنُ لَهيعَةَ، عن عَمْرو بن شُعَيبٍ، عن أبيهِ
عن جَدِّهِ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "أيُّما رَجُلٍ عَاهَرَ بحُرَّةٍ أو أمَةٍ، فالوَلَدُ وَلَدُ زِنى لا يَرِثُ ولا يُورَثُ"
(3)
.
وقد رَوَى غيرُ ابنِ لَهيعَةَ هذا الحَديثَ عن عَمْرو بن شُعَيبٍ
(4)
.
والعَمَلُ علي هذا عِندَ أهْلِ العِلْمِ: أنَّ وَلَدَ الزِّنى لا يَرِثُ من أبيهِ.
21 - باب ما جَاءَ من يَرِثُ الوَلاءَ
2247 -
حَدَّثَنا قُتَيْبةُ، قال: حَدَّثَنا ابنُ لَهيعَةَ، عن عَمْرو بن شُعَيبٍ،
(1)
صحيح، وقد سلف تخريجه برقم (1188)، وسيأتي برقم (2257).
(2)
هذه الترجمة لم ترد في (أ) و (د) و (س)، وأثبتناها من (ظ) والمطبوع.
(3)
إسناده حسن، فإن رواية قتيبة عن ابن لهيعة قوية.
وأخرجه أبو داود (2265) و (2266)، وابن ماجه (2745) و (2746)، وهو في "المسند"(6699) و (6042).
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب عند بحشل في "تاريخ واسط" ص 164، وابن حبان في "صحيحه"(5996)، والطبراني في "الكبير" - قسم الطوال - 25/ (59)، وإسناده عند ابن حبان حسن.
(4)
رواه عن ابن لهيعة سليمان بن موسى الدمشقي عند أبي داود وأحمد وابن ماجه في الموضع الثاني وكذا المثنى بن الصباح عند ابن ماجه.
عن أبيهِ
عن جَدِّهِ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"يَرِثُ الوَلاءَ مَنْ يَرِثُ المَالَ"
(1)
.
هذا حَديثٌ لَيسَ إسْنادُهُ بالقَويِّ
(2)
.
22 - باب ما ترث النساء من الولاء
2248 -
حَدَّثَنا هارونُ أبو موسَى المُسْتَمْليُّ البَغْداديُّ، قال: حَدَّثَنا مُحمَّدُ بن حَرْبٍ، قال: أخبرنا عُمَرُ بن رُوْبَةَ التَّغْلبيُّ، عن عبد الواحِدِ بن عبد الله بن بُسْرٍ
(3)
النَّصْريِّ
عن وَاثلَةَ بن الأسْقَع، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "المَرْأةُ تَحوزُ ثَلاثةَ مَوارِيثَ: عَتيقَهَا، ولَقيطها، وولَدَها الذي لاعَنَتْ عَليهِ"
(4)
.
(1)
إسناده حسن، أخرجه من طريق عبد الله بن عمرو بن العاص عن عمر بن الخطاب، أبو داود (2917)، وابن ماجه (2732)، والنسائي في "الكبرى"(6348) من طريق حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، به. وسنده حسن بلفظ: "
…
ما أحرز الولد أو الوالد، فهو لعصبته مَنْ كان"، وهو بهذا اللفظ في "المسند" (183)، وبلفظ المصنف (324) عن عبد الله بن يزيد، عن ابن لهيعة، فجعله من حديث عمر بن الخطاب، وهذا أولى بالصواب لموافقته رواية حسين المعلم.
(2)
فيه نظر، فإن ابن لهيعة تابعه حسين المعلم كما سلف.
(3)
وقع في سائر أصولنا الخطية: "بشر" بالمعجمة، وهو تصحيف.
(4)
ضعيف، لضعف عمر بن روبة. وأخرجه أبو داود (2906)، وابن ماجه (2742)، والنسائي في "الكبرى"(6360) و (6361) و (6420)، وهو في "المسند"(16004). =
هذا حَديثٌ حَسَنٌ غَريبٌ، لا نَعْرِفُهُ إلا من حَديثِ مُحمدِ بن حَرْبٍ على هذا الوَجْهِ.
آخر الفرائض
= قوله: "عتيقها"، أي: ميراث عتيقها، فإذا أعتقت عبدًا ومات ولم يكن له وارث ترِثُ ماله بالولاء، وانظر "شرح مشكل الآثار" 7/ 309 - 313، و"شرح السنة" 8/ 362.
بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب الوصايا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
1 - باب ما جَاءَ في الوَصِيَّةِ بالثُّلْثِ
2249 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمَرَ، قال: حَدَّثَنا سُفْيانُ بن عُيَيْنَةَ، عن الزُّهْريِّ، عن عامِرِ بن سَعْدِ بن أبي وَقّاصٍ
عن أبيهِ، قال: مَرِضْتُ عامَ الفَتْحِ مَرَضًا أشْفَيْتُ [منه] على المَوتِ، فأتاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يعُودُني، فقلتُ: يا رسولَ الله إنَّ لي مالًا كَثيرًا ولَيسَ يَرِثُني إلَّا ابْنَتي فأُوْصي بمَالي كُلِّه؟ قال: "لا". قُلتُ: فثُلُثَي مالي؟ قال: "لا". قلتُ: فالشطْرُ؟ قال: "لا". قلتُ: فالثُّلُثُ؟ قال: "الثُّلُثُ والثُّلُثُ كَثيرٌ، إنَّكَ أنْ تَذَرَ وَرَثتكَ أغْنياءَ خَيرٌ من أن تَذَرَهُم عالةً يتكفَّفُونَ النَّاسَ، إنكَ لن تُنْفِقَ نَفَقةً إلّا أُجِرتَ فيها حتَّى اللُقْمَةُ تَرْفَعُها إلى في امْرأتِكَ". قال: قلتُ: يا رسولَ الله أُخَلَّفُ عن هِجْرَتي؟ قال: "إنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ بَعْدي، فتَعْمَلَ عَمَلًا تُريدُ بهِ وَجْهَ الله إلَّا ازْدَدْتَ بهِ رِفْعةً ودَرَجةً، ولَعَلّكَ أنْ تُخَلَّفَ حتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أقْوامٌ ويُضَرَّ بكَ آخَرونَ، اللَّهُمَّ أمْضِ لأصْحابي هِجْرَتَهُمْ ولا تَرُدَّهُمْ عَلى أعْقابِهِم، لكِنَّ البائِسَ سَعْدُ بن خَوْلَةَ". يَرْثِيَ لَهُ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن ماتَ بمكّةَ
(1)
.
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (56) و (1295)، ومسلم (1628)، وأبو =
وفي البابِ عن ابن عَبَّاسٍ.
وهذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ. وقَد رُوِيَ هذا الحديثُ من غَيْرِ وَجهٍ عن سَعْد بن أبي وَقَّاصٍ.
والعَمَلُ على هذا عِندَ أهْلِ العِلْمِ: لَيسَ للرَّجُلِ أن يوصيَ بأكْثَرَ من الثُّلُثِ، وقَد اسْتَحَبَّ بعضُ أهْلِ العِلْمِ أن يَنقُصَ من الثُّلُثِ لقَولِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم:"والثُّلُثُ كَثيرُ".
2 - باب ما جاء في الإضرار في الوصية
2250 -
حَدَّثَنا نَصْرُ بن عَليٍّ الجهضمي، حَدَّثَنا عَبدُ الصمَدِ بن عبدِ الوارِثِ، أخبرنا نَصْرُ بن عَليٍّ - وهو جد هذا النصر -، حَدَّثَنا الأشْعَثُ بن جابرٍ، عن شَهْرِ بن حَوْشَبٍ
عن أبي هُرَيرَةَ أنَّهُ حَدَّثَهُ، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ الرَّجُلَ ليَعْمَلُ والمَرأةَ بطاعَةِ اللهِ ستِّينَ سَنةً، ثمَّ يَحْضُرُهم المَوتُ، فيُضارَّانِ في الوَصيَّةِ فتَجِبُ لَهُما النَّارُ". ثمَّ قَرَأ عليَّ أبو هُرَيرَة: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ} إلى
= داود (2864)، ومختصرًا (3104)، وابن ماجه مختصرًا (2708)، والنسائي تامًا ومقطعًا 6/ 241 و 242 و 243 و 244، وقد سلف عند المصنف مختصرًا برقم (975)، وهو في "المسند"(1482)، و"صحيح ابن حبان"(4249).
وقوله: حتى اللقمة: بالجر على أن "حتى" جارة، وبالرفع على كونها ابتدائية، والخبر "تجعلها"، وبالنصب عطفًا على "نفقة".
قوله: {وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [النساء: 12، 13]
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ غَريبٌ من هذا الوجه
(2)
.
ونَصْرُ بن عَليٍّ الذي رَوَى عن الأشْعَثِ بن جابِرٍ هو: جَدُّ نَصْرٍ الجَهْضَميِّ.
3 - باب ما جَاءَ في الحَثِّ على الوَصيَّةِ
2251 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمَرَ، قال: حدَّثَنا سفْيانُ، عن أيُّوبَ، عن نافعٍ
عن ابنِ عُمَرَ، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما حَقُّ امْرِيءٍ مُسْلِمٍ يَبيتُ لَيْلَتَينِ ولَهُ ما يُوصِي فيهِ إلَّا وَوَصِيَّتُهُ مكتوبةٌ عِنْدَهُ"
(3)
.
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ. وقد رُوِيَ عن الزُّهْريِّ، عن سالمٍ، عن ابنِ عُمَرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.
4 - باب ما جَاءَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لَم يوصِ
2252 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنيعٍ: قال: حَدَّثَنا أبو قَطَنٍ عمرو بن الهيثم
(1)
إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وأخرجه أبو داود (2867)، وابن ماجه نحوه (2704)، وهو في "المسند" نحوه (7742).
وقوله: "فيضارّان" و {غَيْرَ مُضَارٍّ} ، من المضارة، وهو أن نكون وصية على العدل، لا على الإضرار والجَور والحَيف، بأن يَحرِمَ بعضَ الورثة أو يَنقُصَه أو يزيدَه على ما قَدَّر اللهُ لهُ من الفريضة.
(2)
في المطبوع: هذا حديث حسن صحيح غريب، والمثبت من أصولنا الخطية ونسخة المباركفوري.
(3)
إسناده صحيح، وقد سلف برقم (996)، فانظر تخريجه هناك.
البغدادي، قال: حَدَّثَنا مالِكُ بن مِغْوَلٍ، عن طَلْحَةَ بن مُصَرِّفٍ، قال:
قلتُ لابن أبي اْوْفَى: أوْصَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، قلتُ: وكَيفَ كُتِبَتِ الوَصِيَّةُ، وكَيفَ أمَرَ النَّاسَ؟ قال: أوْصَى بكتابِ الله تعالى
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ
(2)
لا نَعْرِفُهُ إلَّا من حَديثِ مالِكِ بن مِغْوَلٍ.
5 - باب ما جَاءَ لا وَصِيَّةَ لوارِثٍ
2253 -
حَدَّثَنا هنّادٌ وعليُّ بن حُجْرٍ، قالا: حَدَّثَنا إسْماعيلُ بن عيَّاشٍ، قال: حَدَّثَنا شُرَحْبيلُ بن مُسلمٍ الخَوْلانيُّ
عن أبي أمَامَةَ الباهِليِّ، قال: سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ في خُطْبتِهِ عامَ حَجَّةِ الوَداعِ: "إنَّ الله تبارك وتعالى قد أعْطَى كُلَّ ذي حَقٍّ حَقَّهُ، فلا وَصِيَّةَ لوارِثٍ، الوَلَدُ للفِراشِ وللعَاهِرِ الحَجَرُ، وحِسابُهمْ على اللهِ، ومن ادَّعَى إلى غيرِ أبيهِ أو انْتَمَى إلى غَيْرِ مَواليهِ، فعَليهِ لَعْنَةُ الله التَّابِعَةُ إلى يومِ القيامَةِ، لا تُنْفِقُ امْرَأةٌ من بَيتِ زَوجِهَا إلَّا بإذْنِ زَوجِها"، قيلَ: يا رسولَ الله ولا الطَّعامَ؟ قال: "ذاكَ أفْضَلُ أمْوالِنا" وقال: "العارِيَّةُ مؤَدّاةٌ، والمِنْحَةُ
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (2740)، ومسلم (1634)، وابن ماجه (2696)، والنسائي 6/ 240، وهو في "مسند أحمد"(19123)، و"صحيح ابن حبان"(6023).
(2)
في (ل): حسن صحيح غريب، والمثبت من سائر الأصول.
مَرْدُودةٌ، والدَّيْنُ مَقْضيٌّ، والزَّعيمُ غارِمٌ"
(1)
.
وفي البابِ عن عَمْرو بن خارجَةَ وأنَسِ بن مالكٍ.
وهذا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وقَد رُوِيَ عن أبي أمَامَةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم من غيرِ هذا الوَجْهِ، ورِوايَةُ إسْماعِيلَ بن عَيَّاشٍ عن أهْلِ العراقِ وأهْلِ الحِجازِ ليسَ بذاكَ فيما يَتفَرَّدُ بهِ، لأنَّهُ رَوَى عَنْهُم مناكيرَ، ورِوايتُهُ عن أهْلِ الشَّامِ أصحُّ، هكذا قال مُحَمَّدُ بن إسماعيلَ.
سَمِعتُ أحْمدَ بن الحَسَنِ يقولُ: قال أحمدُ بن حَنْبَلٍ: إسْماعيلُ بن عَيَّاشٍ أصْلَحُ حديثًا
(2)
من بَقيَّةَ، ولبَقيَّةَ أحاديثُ مَناكيرُ عن الثِّقاتِ.
وسَمِعتُ عبد الله بن عبد الرحْمنِ يقولُ: سَمِعتُ زَكَريا بن عَديٍّ يقولُ: قال أبو إسْحاقَ الفَزاريُّ: خُذوا عن بَقِيَّةَ ما حدَّثَ عن الثِّقات، ولا تأخُذوا عن إسْماعيلَ بن عَيَّاشٍ ما حَدَّثَ عن الثِّقاتِ ولا غيْرِ الثِّقاتِ!
2254 -
حَدَّثَنا قُتَيْبةُ، قال: حَدَّثَنا أبو عَوانَةَ، عن قَتادَةَ، عن شَهْرِ بن
(1)
إسناده حسن، إسماعيل بن عياش روايته عن أهل بلده مستقيمة وهذا منها، وأخرجه مقطعًا ومختصرًا أبو داود (2870) و (3565)، وابن ماجه (2007) و (2295) و (2398) و (2405) و (2713)، والنسائي في "الكبرى"(5781) و (5782)، وهو في "المسند" بتمامه (22294)، وفي "صحيح ابن حبان" مختصرًا (5094) وعنده زيادة، وقد سلف عند المصنف مختصرًا (676) و (1311).
(2)
في (ظ) أصح حديثًا.
حَوْشَبٍ، عن عبد الرَّحْمنِ بن غَنْمٍ
عن عَمْرو بن خارِجَةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ على ناقَتِهِ وأنا تَحتَ جِرانِهَا وهي تقصَعُ بجَرَّتِها وإنَّ لُعابَهَا يسيلُ بَينَ كَتفيَّ فسَمِعْتُهُ يقولُ: "إنَّ الله أعْطَى كُلَّ ذي حَقٍّ حَقَّهُ فلا وَصِيَّةَ لوَارِثٍ، والوَلَدُ للفِراشِ، وللعاهِرِ الحَجَرُ.
ومن ادَّعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غيرِ مَوَاليه رَغْبةً عنهم، فعليه لعنةُ الله، لا يَقْبل اللهُ منه صرفًا ولا عدلًا"
(1)
.
هذا حديث حسن صحيح.
وسمعتُ أحمدَ بنَ الحسن يقول: قال أحمدُ بنُ حنبل: لا بأْسَ بحديث شَهْر بن حَوْشَب. قال: وسألتُ محمدَ بن إسماعيل عن شَهْر بن حَوْشب فوثَّقه وقال: إنما تكلم فيه ابنُ عَوْن، ثم
(1)
صحيح لغيره، وأخرجه ابن ماجه (2712)، والنسائي 6/ 247، وهو في "مسند أحمد"(17663)، وعند ابن ماجه وأحمد الزيادة الآنفة الذكر.
ويشهد له حديث أبي أمامة السالف قبله.
ويشهد لقوله: "إن الله أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث" حديث أنس بن مالك عند ابن ماجه (2714)، وهو في "المسند"(22507)، وإسناده ضعيف.
ولقوله: "الولد للفراش وللعاهر الحجر" شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد (7262)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: و"تحت جرانها"، الجران: باطن العنق، وقوله: تقصع: أراد شدة المضغ وضم بعض الأسنان على بعض.
روى ابنُ عَوْن، عن هلال بن أبي زينب. عن شهر بن حوشب
(1)
.
6 - باب ما جَاءَ يُبْدَأ بالدَّيْنِ قَبلَ الوَصِيَّةِ
2255 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمَرَ، قال: حَدَّثَنا سُفيانُ بن عُيَيْنةَ، عن أبي إسْحاقَ الهَمْدانيِّ، عن الحارِثِ
عن عَليٍّ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى بالدَّيْنِ قبلَ الوَصيَّةِ، وأنْتُم تقرؤونَ الوَصِيَّةَ قَبْلَ الدَّيْنِ
(2)
.
والعملُ علي هذا عندَ عامَّةِ أهْل العلمِ: أنَّهُ يُبدأُ بالدَّينِ قَبلَ الوَصِيَّةِ.
7 - باب ما جَاءَ في الرَّجُلِ يَتَصدَّقُ أو يُعْتِقُ عندَ المَوْتِ
2256 -
حَدَّثَنا بُنْدارٌ، قال: حَدَّثَنا عبدُ الرَّحمن بن مَهْديٍّ، قال: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عن أبي إسْحاقَ
عن أبي حَبيبَةَ الطائيِّ، قال: أوْصَى إلَيَّ أخي بطائِفَةٍ من مالِهِ، فَلقيتُ أبا الدرداءِ، فَقُلتُ: إنَّ أخي أوصى إلَّيَّ بطائِفةٍ من مالهِ، فأينَ تَرَى لي وَضْعَهُ: في الفُقَراءِ، أو المساكينَ، أوْ المُجاهِدينَ في سَبيلِ الله؟ قال: أمَّا أنا، فلَو كُنتُ لم أعْدِلْ بالمُجاهِدينَ، سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَثَلُ الذي يُعْتِقُ عِندَ المَوْتِ كَمَثَلِ
(1)
الذي انتهينا إليه في أمر شهر بن حوشب أنه ضعيف يُعتبر به، فقد ضعفه جمع من الأئمة، وحسن الرأي فيه آخرون كما هو مبين في "تحرير التقريب".
(2)
إسناده ضعيف لضعف الحارث، وقد سلف برقم (2224) و (2225).
الذي يُهْدي إذا شَبعَ"
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ.
8 - باب
2257 -
حَدَّثَنا قُتَيْبةُ، قالَ: حَدَّثَنا اللَّيثُ، عن ابن شِهابٍ، عن عُرْوةَ
أنَّ عائِشَةَ أخْبَرَتْهُ: أنَّ بَريرَةَ جاءَتْ تَسْتَعينُ عائِشَةَ في كتابَتِها ولَم تكُنْ قَضَتْ من كِتابَتِها شَيئًا، فقالت لَها عائِشَةُ: ارْجِعي إلى أهْلِكِ، فإنْ أحَبُّوا أنْ أقْضيَ عَنْكِ كتابَتَكِ ويكونَ لي وَلاؤكِ فَعَلْتُ. فذَكَرَتْ ذلِكَ بَرِيرَةُ لأهْلِها فأبَوْا، وقالوا: إن شاءَتْ أن تَحْتَسِبَ عَلَيكِ، ويكونُ لنا ولاؤُكِ فلتَفْعَل، فذَكَرَتْ ذلكَ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"ابْتاعِي فأعْتِقي، فإنَّما الوَلاءُ لِمَن أعْتَقَ". ثم قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"ما بَالُ أقْوامٍ يَشْتَرِطونَ شُروطًا لَيسَت في كِتاب الله؟ من اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيسَ في كتابِ الله، فلَيسَ لهُ وإن اشْتَرَطَ مِئَةَ مرَّةٍ"
(2)
.
(1)
إسناد ضعيف، أبو حبيبة الطائي لم يوثقه غير ابن حبان، ولم يرو عنه غير أبي إسحاق وباقي رجاله ثقات، ومع ذلك فقد صحح حديثه المصنف، وابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي، وحسنه الحافظ في "الفتح" 5/ 374.
وأخرجه أبو داود (3968)، والنسائي 6/ 238، وهو في "المسند"(21718)، و"صحيح ابن حبان"(3336)، واقتصر أبو داود والنسائي وابن حبان على المرفوع منه.
(2)
إسناد صحيح، وأخرجه بتمامه ومختصرًا البخاري (456)، ومسلم (1504)، وأبو داود (3929) و (3930)، وابن ماجه (2076) و (2521)، =
هذا حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ، وقَد رُوِيَ من غَيرِ وَجهٍ عن عائِشَةَ.
والعَمَلُ على هذا عِندَ أهْلِ العِلْمِ: أنَّ الوَلاءَ لِمَن أعْتَقَ.
= والنسائي 5/ 107 - 108 و 6/ 162 و 162 - 163 و 163 و 164 - 165 و 165 و 165 - 166 و 7/ 300 و 305 و 306 - 306، وهو في "المسند"(24053)، و"صحيح ابن حبان"(4272) و (4325).
بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب الولاء والهبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
1 - باب ما جاء الوَلاءُ لِمَنْ أعْتَقَ
2258 -
حَدَّثَنا بُندارٌ، قال: حَدَّثَنا عَبدُ الرحمنِ بنُ مَهْدِيٍّ، قال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن مَنْصُورٍ، عن إبراهيمَ، عن الأسْودِ
عن عائشةَ: أنَّها أرادتْ أنْ تَشْتَرِيَ بَرِيرةَ، فاشْتَرطوا الوَلاءَ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"الوَلاءُ لِمَنْ أعْطى الثّمنَ، أوْ لِمَنْ وَلِي النِّعْمةَ"
(1)
.
وفي الباب عن ابن عمُر، وأبي هُريرةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
والعملُ على هذا عِنْدَ أهْلِ العلمِ.
2 - باب النَّهْي عن بَيْعِ الوَلاءِ وهِبَتهِ
2259 -
حَدَّثَنا ابنُ أبي عُمرَ، قال: حَدَّثَنا سُفيانُ بن عُيينةَ، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن دِينارٍ
سَمِعَ عبد اللهِ بن عُمرَ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن بَيْعِ الوَلاءِ وهِبَتهِ
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. وهو مكرر (1301).
(2)
إسناده صحيح. وقد سلف برقم (1280).
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، لا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ عَبد اللهِ بن دِينارٍ، عن ابن عُمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّهُ نَهَى عن بَيع الوَلاءِ وعن هِبَتهِ. وقد رَوَاهُ شُعبةُ وَسُفيانُ الثَّوْرِيُّ وَمالكُ بن أنَسٍ، عن عَبد الله بن دينار. وَيُرْوى عن شُعبةَ قال: لَوَددْتُ أنَّ عَبد الله بن دِينارٍ حِين حَدَّثَ بهذا الحديث أذِنَ لي حتَّى كُنْتُ أقُومُ إلَيْهِ فَأُقَبِّلَ رأْسهُ.
وَرَوَى يحيى بن سُلَيْم هذا الحديثَ عن عُبَيْدِ الله بن عُمرَ، عن نافع، عن ابن عُمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو وَهمٌ وَهِمَ فيهِ يحيى بن سُلَيْمٍ، والصَّحيحُ عن عُبَيْدِ الله بن عُمرَ، عن عَبد اللهِ بن دِينارٍ، عن ابن عُمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، هكذا رَواهُ غَيْرُ واحدٍ عن عُبَيْدِ اللهِ بن عُمرَ.
تفرَّدَ عَبد اللهِ بن دِينارٍ بهذا الحديث.
3 - باب ما جاء فيمَن تولّى غيْرَ مَوالِيهِ أوِ ادَّعى إلى غَيْرِ أبيهِ
2260 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، قال: حَدَّثَنا أبو مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن إبراهيمَ التَّيْميِّ، عن أبيهِ، قال:
خَطبنا عَليٌّ فقال: من زَعمَ أنَّ عِنْدَنا شَيْئًا نَقْرؤُهُ إلَّا كِتابَ اللهِ وهذه الصَّحيفةَ، صَحيفةٌ فِيها أسْنانُ الإبلِ وَأشْياءٌ من الجِراحات فقد كَذبَ، وقال: فِيها قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "المَدِينةُ حَرمٌ ما بَيْنَ عَيْرٍ إلى ثَوْرٍ فَمنْ أحْدثَ فيها حَدثًا أوْ آوى مُحْدثًا فَعلَيْهِ لَعْنةُ اللهِ
وَالملائِكةِ والنَّاسِ أجْمعينَ، لا يَقْبلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ القِيامةِ صَرْفًا ولا عَدْلًا، ومن ادَّعى إلى غيرِ أبيهِ أوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَواليهِ، فَعلَيْهِ لَعْنةُ اللهِ والملائكةِ والنَّاسِ أجْمعينَ، لا يُقْبلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ، وَذِمَّهُ المُسْلمينَ واحدةٌ يَسْعى بها أدْناهُمْ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وَرَوَى بَعْضُهمْ عن الأعْمَشِ، عن إبراهيمَ التَّيْميِّ، عن الحارثِ بن سُوَيْدٍ، عن عَليٍّ نَحوهُ. وقد رُوِي من غَيْرِ وَجْهٍ عن عَليٍّ.
4 - باب ما جاء في الرَّجُلِ يَنْتَفي من وَلَدِهِ
2261 -
أخبرنا عَبد الجبارِ بن العَلاءِ العطَّارُ وَسَعيدُ بن عَبد الرحمنِ المَخْزُوميُّ، قَالا: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن الزُّهْريِّ، عن سَعيدِ بن المُسَيّبِ
عن أبي هريرة، قال: جَاءَ رَجُلٌ مِن بني فَزَارةَ إلي النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رَسولَ اللهِ إنَّ امْرَأتي وَلدَتْ غُلامًا أسْوَدَ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"هَلْ لَكَ من إبِلٍ"؟ قال: نَعَمْ. قال: "فَما ألْوانُها"؟ قال: حُمْرٌ. قال: "فَهلْ فِيها أوْرقُ"؟ قال: نَعَمْ إنَّ فِيها لَوُرْقًا، قال:"أنَّى أتاها ذلكَ"؟ قال: لَعلَّ عِرْقًا نَزعَها، قال: "فهذا لَعلَّ عِرْقًا
(1)
حديث صحيح. وأخرجه البخاري (111) و (1870)، ومسلم (1370) وص 1147، وأبو داود (2034) و (2035) و (4530)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 24، وفي "الكبرى"(4277) و (4278). وهو في "المسند"(615) و (993)، وابن حبان (3716) و (3717). وانظر ما سلف برقم (1470).
نَزعَهُ"
(1)
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
5 - باب ما جاء في القَافةِ
2262 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قال: حَدَّثَنا اللَّيْثُ، عن ابن شِهَابٍ، عن عُرْوةَ
عن عَائشةَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دَخلَ عَليْهَا مَسْرُورًا تَبْرُقُ أسارِيرُ وَجْهِهِ، فقال:"ألم تَريْ أنَّ مُجزِّزًا نَظرَ آنِفًا إلي زَيْدِ بن حارثةَ وَأُسامةَ بن زَيْدٍ، فقال: هذه الأقْدامُ بَعْضُها من بَعْضٍ"
(2)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وقد رَوَى سفيان بنُ عُيينةَ هذا الحديثَ عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوةَ، عن عَائشةَ وَزادَ فيهِ: ألمْ تَريْ مُجَزِّزًا مَرَّ على زَيْدِ بن حَارثةَ وَأُسامةَ بن زَيْدٍ قد غَطَّيا رُؤوسَهُما وبَدَتْ أقْدامُهُما، فقال: إن هذه الأقْدامَ بَعْضُها من بَعْضٍ.
2263 -
هكذا حَدَّثَنا سَعيدُ بن عَبد الرحمنِ وَغَيْرُ واحدٍ، عن سُفيانَ بن عُيينةَ عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوة، عن عائشة.
(1)
إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5305)، ومسلم (1500)، وأبو داود (2260) و (2261) و (2262)، وابن ماجه (2002)، والنسائي 6/ 178 و 179. وهو في "المسند" (7189)، وابن حبان (4106) و (4107).
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (3555)، ومسلم (1459)، وأبو داود (2267)، وابن ماجه (2349)، والنسائي 6/ 184. وهو في "المسند" (24526)، وابن حبان (4102) و (7057).
وهذا حديث حسن صحيح.
وقد احْتجَّ بَعْضُ أهْلِ العلمِ بهذا الحديثِ في إقامةِ أمْرِ القافةِ.
6 - باب في حَثِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم على الهدية
2264 -
حَدَّثَنا أزْهرُ بن مَرْوانَ البَصْرِيُّ، قال: حَدَّثَنا محمدُ بن سَواءٍ، قال: حَدَّثَنا أبو مَعْشرٍ، عن سَعيدٍ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"تَهادَوْا، فإنَّ الهَدِيّةَ تُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ، وَلا تَحْقِرنَّ جَارةٌ لجارَتِها وَلو شِقَّ فِرْسِنِ شاةٍ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
وأبو مَعْشرٍ اسْمهُ: نَجِيحٌ مَوْلى بَنِي هاشمٍ، وقد تكلَّمَ فيهِ بَعْضُ أهْلِ العلمِ من قِبَلِ حِفْظهِ.
7 - باب ما جاء في كَرَاهِيةِ الرُّجُوعِ في الهِبةِ
2265 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنيعٍ، قال: حَدَّثَنا إسحاقُ بن يُوسُفَ الأزْرقُ،
(1)
حديث صحيح دون قوله: "تهادوا فإن الهدية تذهب وحر الصدر" فإنها حسنة. وأخرجه دون قصة الهدية البخاري (2566) و (6017)، ومسلم (1030). وهو في "المسند"(7591).
وقصة الهدية أخرجها أحمد (9250) وانظر تمام تخريجها وشواهدها فيه.
قوله: "فرسن شاة" قال في "النهاية" 3/ 429: الفِرْسن: عظمٌ قليل اللحم، وهو خف البعير، كالحافر للدابة، وقد يستعار للشاة، فيقال: فِرْسن شاة، والذي للشاة هو الظِّلف. والنون زائدة، وقيل أصلية.
قال: حَدَّثَنا حُسَيْنٌ المُكِتبُ، عن عَمْرِو بن شُعَيْبٍ، عن طاوُوسٍ
عن ابن عُمرَ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "مثَلُ الَّذِي يُعْطِي العَطيَّة، ثُمَّ يَرْجعُ فيها كالكَلْبِ أكَلَ حتَّى إذا شَبعَ قاءَ، ثُمَّ عَادَ فَرجَعَ في قَيْئهِ"
(1)
.
وفي البابِ عن ابن عَبَّاسٍ، وعَبد اللهِ بن عَمْرٍو.
2266 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنا ابنِ أبي عَدِيٍّ، عن حُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، عن عَمْرِو بن شُعَيْبٍ، قَال: حَدَّثَني طاوُوسٌ
عن ابن عُمرَ وابن عَبَّاسٍ يَرْفَعانِ الحديثَ، قال:"لا يَحلُّ لِلرَّجُلِ أنْ يُعْطِي عَطِيّةً ثُمَّ يَرْجِعُ فِيها إلَّا الوَالدُ فِيما يُعْطِي وَلدَهُ. وَمَثلُ الَّذِي يُعْطِي العَطيَّةَ ثُمَّ يَرْجِعُ فِيها كَمَثلِ الكَلْبِ أكَلَ حتَّى إذا شَبِعَ قَاءَ، ثُمَّ عَادَ في قَيْئِهِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
قال الشَّافِعيُّ: لا يَحِلُّ لِمَنْ وَهَبَ هِبةً أنْ يَرْجِعَ فِيها إلَّا الوَالدُ فَلهُ أن يَرْجِعَ فِيما أعْطَى وَلدهُ، وَاحْتجَّ بهذا الحديثِ.
تمَّ الولاء والهبة
(1)
إسناده حسن. سلف برقم (1344)، وانظر ما بعده.
(2)
إسناده حسن. انظر ما قبله.
بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب القدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
1 - باب ما جاء من التَّشدِيدِ في الخَوضِ في القَدَرِ
2267 -
حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن مُعاويةَ الجُمَحيُّ البَصْرِيُّ، حَدَّثَنا صَالحٌ المُرِّيُّ، عن هِشامِ بن حَسّانَ، عن محمدِ بن سِيرِينَ
عن أبي هُريرةَ، قال: خَرجَ عَلينا رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم ونحنُ نَتنازعُ في القَدَرِ، فَغَضِبَ حتَّى احْمرَّ وَجْههُ، حتَّى كأنّما فُقِيءَ في وَجْنتيهِ الرُّمَّانُ، فقال:"أبِهذا أُمِرتُم، أم بهذا أُرْسِلْتُ إلَيكُم؟ إنَّما هَلكَ من كان قَبلكُم حِينَ تنازَعوا في هذا الأمرِ، عَزمتُ عَليكُم ألَّا تَتنازَعُوا فيهِ"
(1)
.
وفي البابِ عن عُمرَ، وعائشةَ، وأنَسٍ.
هذا حديثٌ غريب لا نَعرِفة إلَّا من هذا الوجْهِ من حديثِ صَالحٍ
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف صالح - وهو ابن بشير - المُرّي. وأخرجه أبو يعلى (6045).
ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد (6668) و (6846)، وابن ماجه (85)، وإسناده حسن.
وحديث أنس عند أبي يعلى (3121)، وإسناده ضعيف.
المُرِّيِّ، وصالحٌ المُرِّيُّ لهُ غَرائبُ يتفرَّدُ بها لا يُتابعُ عليها.
2 - باب ما جاء في حِجَاجِ آدَمَ وموسى
2268 -
حَدَّثَنا يحيى بنُ حَبِيبِ بن عَرَبِيٍّ، حَدَّثَنا المُعْتَمِرُ بن سُليمانَ، حَدَّثَنا أبي، عن سُليمانَ الأَعمَشِ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"احتَجِّ آدَمُ وموسى، فقال موسى: يا آدمُ أنتَ الذِي خَلقَكَ اللهُ بِيَدِه، ونَفَخَ فِيكَ من رُوحِه، أغْوَيْتَ النَّاسَ وَأخرَجْتَهُم من الجَنَّةِ، قال: فقال آدَمُ: وأنتَ موسى الذي اصطَفاكَ بكَلامهِ أتَلُومُنِي على عَملٍ عَمِلتُه كَتبهُ اللهُ عَليَّ قَبْلَ أنْ يَخلُقَ السَّماواتِ والأرضَ. قال: فَحجَّ آدَمُ موسى"
(1)
.
(1)
إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3409)، ومسلم (2652)، وأبو داود (4701) وابن ماجه (80)، والنسائي في "الكبرى"(10985) و (10986) و (11130) و (11186) و (11187) و (11318) و (11443)، وهو في "المسند"(7387)، و"صحيح ابن حبان"(6179) و (6180) و (6210).
قال الإمام ابن أبي العز في "شرحه للعقيدة الطحاوية" 1/ 136 بتحقيقنا عن هذا الحديث: نتلقاه بالقبول والسمع والطاعة، لصحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نتلقاه بالرد والتكذيب لراويه كما فعلت القدرية، ولا بالتأويلات الباردة، بل الصحيح أن آدم لم يحتج بالقضاء والقدر على الذنب، وهو كان أعلم بربه وذنبه، بل آحاد بنيه من المؤمنين لا يحتج بالقدر، فإنه باطل، وموسى عليه السلام، كان أعلم بأبيه وبذنبه من أن يلوم آدم عليه السلام على ذنب قد تاب منه وتاب الله عليه، واجتباه وهداه، وإنما وقع اللوم على المصيبة التي أخرجت أولاده من الجنة، فاحتج آدم عليه السلام بالقدر على المصيبة، لا على الخطيئة، فإن القدر يُحتج به عند المصائب، لا عند المعايب.
وهذا المعنى أحسن ما قيل في الحديث، فما قُدر من المصائب يجب =
وفي البابِ عن عُمرَ، وجُنْدُبٍ.
وهذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوجه من حديثِ سُليمانَ التَّيميِّ، عن الأعمَشِ، وقد رواه بعضُ أصحَابِ الأَعمشِ، عن الأعمشِ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوَه.
وقال بعضُهم: عن الأعمشِ، عن أبي صالحٍ، عن أبي سَعيدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
وقد رُوِي هذا الحديث من غيرِ وَجهٍ عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
3 - باب ما جاء في الشَّقاءِ والسَّعادةِ
2269 -
حَدَّثَنا بُنْدارٌ، حَدَّثَنا عَبد الرحمنِ بن مَهْدِيًّ، حَدَّثَنا شُعبةُ، عن عاصمِ بن عُبيدِ الله قال: سَمِعتُ سالمَ بنَ عَبد الله يُحَدِّثُ
= الاستسلام له، فإنه من تمام الرضى بالله ربًا، وأما الذنوب فليس للعبد أن يذنب، وإذا أذنب فعليه أن يستغفر ويتوب، فيتوب من المعايب ويصبر على المصائب، قال تعالى:{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [غافر: 55]، وقال تعالى:{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران: 120].
(1)
أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(1204) عن أبي سعيد الخدري موقوفًا، وإسناده صحيح.
وأخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 87 عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا، وهذا إسناد ضعيف جدًا، أبو هارون العبدي - واسمه عمارة بن جوين - متروك.
عن أبيهِ، قال: قال عُمرُ: يا رَسولَ اللهِ أرَأيتَ ما نَعملُ فيه أمرٌ مُبْتَدعٌ أو مُبْتدأٌ أو فيما قد فُرِغَ منه؟ فقال: "فيما قد فُرِغَ منه يا ابن الخَطَّابِ وَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أمَّا من كانَ من أهلِ السَّعَادةِ، فإنَّه يَعْملُ لِلسَّعادةِ، وأمَّا من كان من أهلِ الشَّقاوة، فإنَّه يَعْملُ لِلشَّقَّاءِ"
(1)
.
وفي البابِ عن عَليٍّ، وحُذيفةَ بن أُسَيْدٍ، وأنَسٍ، وعِمرانَ بن حُصَينٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2270 -
أخبرنا الحَسنُ بن عَليٍّ الحُلْوَانيُّ، حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن نُمَيْرٍ ووَكِيعٌ، عن الأعمَشِ، عن سَعدِ بن عُبيدةَ، عن أبي عَبد الرحمنِ السُّلَميِّ
عن عَليٍّ، قال: بَيْنما نَحن مع رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو يَنْكُتُ في الأرض إذ رَفعَ رَأْسَه إلى السَّماءِ، ثُمَّ قال:"ما مِنكُم من أحَدٍ إلَّا قد عُلِمَ - قال وَكيعٌ: إلّا قد كُتِبَ - مَقْعدُه من النَّار ومَقْعدُه من الجَنَّةِ". قالوا: أفلا نتَّكلُ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: "لا، اعملُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لهُ"
(2)
.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله، وأخرجه أحمد في "المسند"(5140).
وله شاهد من حديث علي وهو الآتي بعده، وآخر من حديث جابر عند مسلم (2648)، وهو في "المسند"(14116) و (14600)، وانظر تتمة شواهده في "المسند".
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (1362)، ومسلم (2647)، وأبو داود (4694)، وابن ماجه (78)، والنسائي في "الكبرى"(11678) و (11679). =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
4 - باب ما جاء أنَّ الأعْمالَ بالخَواتِيمِ
2271 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، حَدَّثَنا أبو مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن زَيْدِ بن وَهْبٍ
عن عَبدِ اللهِ بن مَسْعُودٍ، قَال: حَدَّثَنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو
= وهو في "المسند"(621)، وابن حبان (334) و (335).
وسيأتي (3638).
قال البغوي في "شرح السنة" 1/ 133 بتحقيقنا: ذكر الخطابي على هذا الحديث كلامًا معناه: قال: قولهم: أفلا نَتَّكل على كتابنا وندع العمل؟ مطالبة منهم بأمر يوجب تعطيل العبودية، وذلك أن إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن سابق الكتاب إخبار عن غيب علم الله سبحانه وتعالى فيهم، وهو حجة عليهم، فرام القوم أن يتخذوه حجة لأنفسهم في ترك العمل، فأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم أن ها هنا أمرين لا يُبطِلُ أحدُهما الآخر: باطن هو العلة الموجبة في حكم الربوبية، وظاهر هو السِّمة اللازمة في حق العبودية، وهو أمارة مَخِيْلَةٌ غير مفيدةٍ حقيقةَ العلم، ويشبه أن يكون - والله أعلم - إنما عوملوا بهذه المعاملة، وتُعبِّدوا بهذا التعبد، ليتعلق خوفهم بالباطن المغيب عنهم، ورجاؤهم بالظاهر البادي لهم، والخوف والرجاء مَدْرَجَتا العبودية، ليستكملوا بذلك صفة الإيمان، وبين لهم أن كلًّا ميسَّرٌ لما خلق له، وأن عمله في العاجل دليل مصيره في الآجل، وتلا قوله سبحانه وتعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى
…
وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} [الليل: 5 - 8]، وهذه الأمور في حكم الظاهر، ومن وراء ذلك علم الله عز وجل فيهم، وهو الحكيم الخبير، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون.
واطلب نظيره في أمرين: من الرزق المقسوم مع الأمر بالكسب، ومن الأجل المضروب في العمر مع المعالجة بالطب، فإنك تجد المغيّب فيهما علة موجبة، والظاهر البادي سببًا مخيلًا، قد اصطلح الناس خواصُّهم وعوامُّهم على أن الظاهر فيهما لا يترك بالباطن، هذا معنى كلام الخطابي رحمه الله.
الصَّادِقُ المَصْدُوقُ: "إنَّ أحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّه في أربَعينَ يَومًا ثُمَّ يكُونُ عَلَقةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ إليه المَلَكَ، فَينْفُخُ فيهِ الرُّوحَ، ويُؤمَرُ بأرْبع: يكْتبُ رِزْقَهُ وأجَلَهُ وَعَملَهُ وَشَقِيٌّ أو سَعيدٌ، فَوالَّذِي لا إلهَ غَيْرُهُ إنَّ أحَدَكُمْ لَيعْملُ بِعَملِ أهْلِ الجَنَّةِ حتَّى مَا يكُونُ بَيْنَهُ وبينها إلّا ذِراعٌ، ثُمَّ يَسْبِقُ عَليْهِ الكِتابُ، فَيُخْتَمُ لهُ بِعَملِ أهْلِ النَّارِ فَيدخُلُها، وَإنَّ أحَدكُمْ لَيَعْملُ بِعَملِ أهْلِ النَّارِ حتَّى ما يكُونُ بَيْنهُ وبينَها إلَّا ذِراعٌ، ثُمَّ يَسْبِقُ عليه الكِتابُ، فيُخْتَمُ لهُ بِعَملِ أهْلِ الجَنَّةِ فَيدْخُلُها"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2272 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا يحيى بن سَعيدٍ، حَدَّثَنا الأعْمَشُ، حَدَّثَنا زَيْدُ بن وَهْبٍ
عن عَبدِ اللهِ بن مَسعُودٍ، قال: حَدَّثَنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فذَكَرَ مِثْلَه
(2)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وأنَسٍ.
سَمِعتُ أحمدَ بن الحَسنِ قال: سَمِعتُ أحمدَ بن حَنْبلٍ يَقولُ: ما رَأَيتُ بِعَيْني مِثْلَ يحيى بنِ سَعيدٍ القطّانِ.
(1)
إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3208)، ومسلم (2643)، وأبو داود (4708)، وابن ماجه (76)، والنسائي في "الكبرى"(11246). وهو في "المسند"(3624)، و"صحيح ابن حبان"(6174)، وانظر شرح الحديث فيما علقناه على "صحيح ابن حبان".
(2)
إسناده صحيح، وانظر ما قبله.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وقد رواهُ شُعبةُ والثَّورِيُّ عن الأعْمَشِ نَحوَه.
2273 -
حَدَّثَنا محمدُ بن العلاءِ، حَدَّثَنا وَكِيعٌ، عن الأعْمَشِ، عن زَيْدٍ نَحوهُ.
5 - باب ما جاء كُلُّ مَولُودٍ يُولَدُ على الفِطْرةِ
2274 -
حَدَّثَنا محمدُ بن يحيى القُطَعيُّ، حَدَّثَنا عَبدُ العزِيزِ بن رَبِيعةَ البُنَانيُّ، حَدَّثَنا الأعْمَشُ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ مَولُودٍ يُولَدُ على المِلّةِ، فَأبَواهُ يُهوِّدانِهِ ويُنَصِّرانِهِ ويُشَرِّكانِهِ". قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فَمَنْ هَلكَ قَبْلَ ذلكَ؟ قال:"اللهُ أعلمُ بِما كانُوا عَامِلِينَ بهِ".
2275 -
حَدَّثَنا أبو كُرَيْبٍ والحُسينُ بن حُرَيْثٍ، قالا: حَدَّثَنا وَكِيعٌ، عن الأعْمَشِ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوَهُ بِمعناهُ. وقال: يُولَدُ على الفِطْرةِ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، وقد رَواهُ شُعبةُ وغيرهُ عن
(1)
حديث صحيح. الإسناد الأول فيه عبد العزيز بن ربيعة البناني وهو مجهول الحال، وباقي رجاله ثقات والإسناد الثاني صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البخاري (1358) و (6599) و (6600)، ومسلم (2658)، وأبو داود (4714)، والنسائي 4/ 58، وهو في "المسند"(7181) و (7445)، و"صحيح ابن حبان"(128 - 131).
الأعْمَشِ، عن أبي صَالحٍ، عن أبي هُريرةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه، فقال:"يُولَدُ على الفِطْرَةِ"
(1)
.
6 - باب ما جاء لا يَرُدُّ القَدَرَ إلَّا الدُّعَاءُ
2276 -
حَدَّثَنا محمدُ بن حُمَيْدٍ الرَّازيُّ وسَعيدُ بن يَعْقُوبَ، قالا: حَدَّثَنا يحيى بن الضُّرَيْس، عن أبي مَوْدُودٍ، عن سُليْمانَ التَّيْميِّ، عن أبي عُثمانَ النَّهْدِيِّ
عن سَلْمانَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَرُدُّ القَضاءَ إلّا الدُّعاءُ، وَلا يَزِيدُ في العُمْرِ إلّا الْبِرُّ"
(2)
.
وفي البابِ عن أبي أُسِيد.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من حديثِ سَلْمانَ لا نَعرِفهُ إلّا من حديثِ يحيى بن الضُّرَيْسِ.
وأبو مَودُودٍ اثْنانِ، أحَدُهُما يُقالُ له: فِضَّةُ، والآخَرُ: عَبدُ العزِيزِ بنُ أبي سُليْمانَ. أحَدُهُما بَصْرِيٌّ والآخَرُ مَدَنيٌّ، وكَانا في عَصْرٍ
(1)
ذكر بعد هذا في المطبوع: "وفي الباب عن الأسود بن سريع" وليس هو فيما بين أيدينا من الأصول الخطية.
قلنا: وحديثه هو في "صحيح ابن حبان"(132)، وانظر تمام تخريجه فيه.
(2)
حسن لغيره. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3068)، والطبراني (6128).
وله شاهد من حديث ثوبان عند أحمد (22386).
واحدٍ. وأبو مَودودٍ الذي رَوَى هذا الحديثَ اسمُه: فِضَةُ، بَصْريٌّ
(1)
.
7 - باب ما جاء أنَّ القُلُوبَ بينَ إصْبَعَي الرَّحمنِ
2277 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، حَدَّثَنا أبو مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن أبي سُفيانَ
عن أنَسٍ، قال: كانَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أنْ يقولَ: "يا مُقلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي على دِينِكَ"، فقلتُ: يا نبي اللهِ، آمَنَّا بِكَ وبِما جِئْتَ بهِ، فَهلْ تَخافُ علينَا؟ قال:"نَعَمْ، إنَّ القُلُوبَ بَيْنَ إصْبَعَيْنِ من أصَابعِ اللهِ يُقَلِّبُها كيفَ يَشاءُ"
(2)
.
وفي البابِ عن النَّوَّاسِ بن سَمْعانَ، وأُمَّ سَلمةَ، وعائشةَ، وأبي ذَرٍّ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ، وهكذا رَوَى غَيْرُ واحدٍ عن الأعْمَشِ، عن أبي سُفيانَ، عن أنَسٍ، ورَوَى بعضُهمْ عن الأعْمَشِ، عن أبي سفيانَ، عن جابرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(3)
، وحديثُ أبي سُفيانَ، عن أنَسٍ أصَحُّ.
(1)
وقد وهم الطحاوي رحمه الله، فقال في "مشكل الآثار" (3068): عن أبي مودود هذا: هو عبد العزيز بن أبي سليمان.
(2)
إسناده صحيح، وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع. وأخرجه ابن ماجه (3834)، وهو في "المسند"(12107).
وحديث النواس بن سمعان عند أحمد (17630)، وحديث أم سلمة عنده أيضًا (26519)، وحديث عائشة عند أحمد (9420) و (24604).
(3)
أخرج رواية جابر أبو يعلى (2317)، والطبري في "تفسيره" 3/ 188، والحاكم 2/ 288 - 289، والبيهقي في "الشعب"(756).
8 - باب ما جاء أنَّ الله كتبَ كتابًا لأهْلِ الجَنَّةِ وأهْلِ النَّارِ
2278 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ بن سعد، حَدَّثَنا اللَّيْثُ، عن أبي قَبِيلٍ، عن شُفَيِّ بن مَاتِعٍ
عن عَبد اللهِ بن عَمْرٍو، قال: خَرجَ علينَا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وفي يَدِه كِتابَانِ، فقال:"أتَدْرُونَ ما هذانِ الكِتابَانِ"؟ فَقُلْنا: لا يا رَسُولَ اللهِ، إلّا أنْ تُخْبِرَنا، فقال لِلَّذي في يَدِه اليُمْنى:"هذا كِتابٌ مِن رَبِّ العَالَمينَ، فيهِ أسماءُ أهلِ الجَنَّةِ وأسماءُ آبائِهِم وقَبائِلهم، ثُمَّ أُجْمِلَ على آخِرِهِم، فَلا يُزادُ فِيهم، ولا يُنْقَصُ مِنهُم أبَدًا"، ثُمَّ قال لِلَّذِي في شِمَالِه:"هذا كِتابٌ من رَبِّ العَالَمينَ، فيهِ أسماءُ أهلِ النَّارِ وأسماءُ آبائِهم وقَبائِلهم، ثُمَّ أُجْمِلَ على آخِرِهِمْ، فَلا يُزَادُ فِيهم، وَلا يُنْقَصُ مِنهُم أبَدًا". فقال أصْحابُه: فَفيمَ العملُ يَا رَسولَ اللهِ إنْ كَانَ أمْرٌ قد فُرِغَ مِنْهُ؟ فقال: "سَدِّدُوا وقاربُوا، فإنَّ صاحبَ الجَنَّةِ يُخْتَمُ لهُ بِعَملِ أهْلِ الجَنَّةِ وَإنْ عَمِلَ أيَّ عَمَلٍ، وَإنَّ صَاحبَ النَّارِ يُخْتَمُ لهُ بِعَمَلِ أهْلِ النَّارِ وإنْ عَمِلَ أيَّ عَملٍ". ثُمَّ قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيْهِ فَنبذَهُما، ثُمَّ قال:"فرَغَ رَبُّكُم من العِبادِ، فَرِيقٌ في الجَنّةِ وفَرِيقٌ في السَّعِيرِ"
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف، أبو قبيل مختلف فيه، وقد ضعفه الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" في ترجمة عبيد بن أبي قرة البغدادي، وذكر أنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة. =
2279 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا بَكْرُ بن مُضَرٍ، عن أبي قَبِيلٍ نَحوَهُ.
وفي البابِ عن ابن عُمرَ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
وأبو قَبِيلِ اسْمهُ: حُيَيُّ بن هَانِيءٍ.
2280 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، حَدَّثَنا إسماعيلُ بن جَعْفرٍ، عن حُمَيْدٍ
عن أنَسٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا أرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا استَعمَلَهُ" فَقِيلَ: كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسولَ اللهِ؟ قال: "يُوفِّقُهُ لِعَملٍ صَالحٍ قَبْلَ المَوتِ"
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
9 - باب ما جاء لا عَدْوى وَلا هَامةَ وَلا صَفَرَ
2281 -
حَدَّثَنا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنا عَبدُ الرحمنِ بن مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنا سُفيانُ، عن عُمَارةَ بن القَعْقَاعِ، حَدَّثَنا أبو زُرْعةَ بن عَمْرِو بن جَرِيرٍ، قَال: حَدَّثَنا صَاحبٌ لَنا
= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11473)، وهو في "المسند"(6563)، وانظر بسط القول فيه.
(1)
هذا الشاهد لا يُفرح به، فهو عند البزار (2156)، واللالكائي (1088) وفي سنده عبد الله بن ميمون القداح، قال البخاري: ذاهب الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
(2)
إسناده صحيح. وأخرجه أحمد (12036)، وابن حبان (341).
عن ابن مَسْعُودٍ، قال: قَامَ فِينا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال:"لا يُعْدِي شَيءٌ شَيئًا". فقال الأعرابيُّ: يَا رَسولَ اللهِ البَعيرُ أجْرَبُ
(1)
الحَشَفةِ بذَنَبِه
(2)
فَتَجْرَبُ الإبلُ كُلُّها، فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"فَمَنْ أجْرَبَ الأوَّلَ؟ لا عَدْوى ولا صَفَرَ، خَلقَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ فكَتبَ حَياتَها ورِزْقَها ومَصائِبَها"
(3)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وابن عَبَّاسٍ، وأنَسٍ.
وسَمِعتُ محمدَ بنَ عَمْرِو بن صَفْوانَ الثَّقَفيَّ البَصْرِيَّ قال: سَمِعتُ عَليَّ بن المَدِينيِّ يَقولُ: لوْ حُلِّفْتُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالمَقَامِ، لَحَلفْتُ أنِّي لم أرَ أحدًا أعْلمَ من عَبد الرحمنِ بن مَهْدِيٍّ.
(1)
في (ل) ونسخة في هامش (س): الجرب.
(2)
كذا في الأصول والمطبوع: "بذَنَبه"، وفي نسخة المباركفوري:"نُدْبِنُه"، وقال: قد ضبط هذا اللفظ في النسخة الأحمدية بضم نون وسكون دال مهملة وكسر موحدة، بصيغة المضارع المتكلم، من الإدبان، ولم يظهر لي معناه، اللهم إلا أن يقال: إنه مأخوذ من الدِّبْن، قال في "القاموس": الدبن بالكسر: حظيرة الغنم، وقال في "النهاية": الدبن: حظيرة الغنم إذا كانت من القصب، وهي من الخشب: زريبة، ومن الحجارة: صِيرة.
ثم يقال: إن المراد بالدبن هنا: معاطن الإبل، والمعنى: ندخل البعير أجرب الحشفة [وهي رأس الذكر] في المعاطن، فيجرب الإبل كلها. ويحتمل أن يكون "بذنبه" بالباء حرف الجر وبذال معجمة ونون مفتوحة وموحدة وبالضمير المجرور الراجع إلى البعير، والمعنى: أن البعير يجرب أولًا حشفته بذنبه، ثم يجرب الإبل كلها. والله تعالى أعلم. انتهى.
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام راويه عن ابن مسعود.
وأخرجه أحمد (4198) وانظر تمام الكلام عليه فيه.
10 - باب ما جاء أن الإيمَانَ بِالقَدَرِ خَيْرِه وَشَرِّه
2282 -
حَدَّثَنا أبو الخَطَّابِ زِيادُ بن يحيى البَصْرِيُّ، حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن مَيْمُونٍ، عن جَعْفرِ بن محمدٍ، عن أبيهِ
عن جَابرِ بن عَبدِ اللهِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حتَّى يُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، حتَّى يَعْلمَ أنَّ ما أصَابهُ لم يكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وأنَّ ما أخْطأهُ لم يكُنْ لِيُصيبَهُ"
(1)
.
وفي البابِ عن عُبادةَ، وجابرٍ، وعَبد اللهِ بن عَمْرٍو.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلّا من حديثِ عَبد اللهِ بن مَيْمُونٍ، وعَبدُ اللهِ بن مَيْمُونٍ مُنْكَرُ الحديثِ.
(1)
إسناده ضعيف جدا علَّته عبد الله بن ميمون وهو القداح ذاهب الحديث كما قال البخاري.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1504، والمزي في "تهذيب الكمال" 16/ 201.
وفي الباب عن ابن عباس عد عبد بن حميد (636)، والحاكم 3/ 542، والقضاعي في "مسند الشهاب"(745)، والطبراني في "الكبير"(11243)، وانظر "المسند"(2669).
وعن عبد الله بن عمرو عند الطبراني في "الأوسط"(1976).
وعن خباب بن الأرت عند الطبراني في "الكبير"(3708).
وعن أُبي بن كعب وزيد بن ثابت عند أحمد في "المسند"(21589) و (21611)، وإسناداهما قويان.
وعن أبي الدرداء في "المسند"(27490)، وإسناده ضعيف.
وعن عبادة بن الصامت موقوفًا عند أحمد (22705).
2283 -
حَدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا أبو دَاوُدَ، أنبأنا شُعبةُ، عن مَنْصُورٍ، عن رِبْعِيِّ بن حِراشٍ
عن عَليٍّ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حتَّى يُؤْمِنَ بأرْبعٍ: يَشْهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنِّي رَسولُ اللهِ بَعَثني بالحَقِّ، ويُؤْمنُ بالمَوْتِ، ويؤمن بالبَعْثِ بعدَ المَوْتِ، ويُؤْمِنُ بالقَدَرِ
(1)
.
2284 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا النَّضْرُ بن شُمَيْلٍ، عن شُعبةَ نَحوَهُ. إلّا أنَّهُ قال: رِبْعيٌّ، عن رَجُلٍ، عن عَليٍّ.
حديثُ أبي دَاوُدَ عن شُعبةَ عِنْدِي أصَحُّ مِن حديثِ النَّضْرِ، وهكذا رَوَى غيرُ واحدٍ عن مَنْصُورٍ، عن رِبْعيٍّ، عن عَليٍّ.
حَدَّثَنا الجَارُودُ، قال: سَمِعتُ وَكِيعًا يَقولُ: بلغَني أنَّ رِبعيَّ بن حِراش لم يكْذِبْ في الإسلامِ كِذْبةً
(2)
.
11 - باب ما جاء أنَّ النَّفْسَ تَمُوتُ حَيْثُ ما كُتِبَ لها
2285 -
حَدَّثَنا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنا سُفيانُ، عن أبي إسحاقَ
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه ابن ماجه (81). وهو في "المسند"(758)، و"صحيح ابن حبان"(178).
(2)
أورده العجلي في "ثقاته" ص 152، ونصه بتمامه: كوفي تابعي ثقة من خيار التابعين، يُقال: إنه لم يكذب كذبة قط، كان له ابنان عاصيان زمن الحجاج، وقيل للحجاج: إن أباهما لم يكذب كِذبة قط لو أرسلت إليه، فسألتَه عنهما، فأرسل إليه فقال: أين ابناك؟ قال: هما في البيت، قال: قد عفوتُ عنهما بصدقك، وهو ثقة بالاتفاق، روى حديثه الستة.
عن مَطَرِ بن عُكامِسَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا قَضَى اللهُ لِعَبْدٍ أنْ يَمُوتَ بأرضٍ جَعلَ لهُ إليها حَاجةً"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي عَزَّةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ، وَلا نعْرِفُ لِمَطرِ بن عُكَامِسَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم غَيرَ هذا الحديثِ.
2286 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا مُؤَمَّلٌ وأبو دَاوُدَ الحَفَرِيُّ، عن سُفيانَ نَحوَهُ.
2287 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ وَعَليُّ بن حُجْرٍ، المَعْنى واحدٌ، قالا: حَدَّثَنا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ، عن أيُّوبَ، عن أبي المَليحِ بن أُسَامةَ
عن أبي عَزَّةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا قَضَى اللهُ لِعَبْدٍ أنْ يَموتَ بأرضٍ جَعلَ لهُ إليها حَاجةً، أو قال: بِها حَاجةً"
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
وأبو عَزَّةَ لهُ صُحْبةٌ وَاسْمُه: يَسارُ بن عَبْدٍ، وأبو المَليحِ اسْمُه عَامرُ بن أُسَامةَ بن عُمَيْرٍ الهُذليُّ.
(1)
صحيح لغيره، مؤمل وهو ابن إسماعيل - وإن كان سيء الحفظ - تابعه أبو داود الحفري في الرواية الآتية بعده، مطر بن عكامس لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، وقد اختلف في صحبته.
وأخرجه أحمد (21983). ويشهد له ما بعده، وانظر تتمة شواهده في "المسند".
(2)
حديث صحيح. وأخرجه أحمد (15539)، وابن حبان (6151).
12 - باب ما جاء لا يَرُدُّ الرُّقى والدَّوَاءُ من قَدَرِ اللهِ شَيئًا
2288 -
حَدَّثَنا سَعيدُ بن عَبد الرحمنِ المَخْزُوميُّ، حَدَّثَنا سُفيانُ بن عُيينةَّ، عن الزُّهْرِيِّ، عن ابن أبي خِزامةَ
عن أبيهِ، أنَّ رَجُلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: أرَأَيتَ رُقىً نَستَرقِيها، ودَواءً نَتدَاوَى بهِ، وتُقاةً نتَّقِيها: هَلْ تَرُدُّ من قَدَرِ اللهِ شَيئًا؟ قال: "هِي من قَدَرِ الله"
(1)
.
هذا حديثٌ لا نَعْرِفُه إلَّا من حديثِ الزُّهْرِيِّ، وقد رَوَى غَيْرُ واحدٍ هذا عن سُفيانَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أبي خِزامةَ، عن أبيهِ. وهذا أصَحُّ، هكذا قال غَيْرُ واحدٍ عن الزُّهْرِيِّ، عن أبي خِزامةَ، عن أبيه.
13 - باب ما جاء في القَدَريّةِ
2289 -
حَدَّثَنا وَاصلُ بن عَبدِ الأَعْلى الكُوفيُّ، حَدَّثَنا محمدُ بن فُضَيْلٍ، عن القَاسمِ بن حَبِيبٍ وعَليِّ بن نِزَارٍ، عن نِزارٍ، عن عِكْرمةَ
عن ابن عَبَّاسٍ، قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "صِنْفانِ من أُمَّتي ليسَ لَهُما في الإسلامِ نَصِيبٌ: المُرْجِئةُ والقدَرِيَّةُ"
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف، وقد سلف برقم (2194).
(2)
إسناده ضعيف جدًا، القاسم بنُ حبيب وعلي بن نزار وأبوه ثلاثتهم ضعفاء، وعدَّه بعضهم في الموضوعات.
وأخرجه عبد بن حميد (579)، وابن ماجه (62) و (73)، وابن أبي عاصم =
وفي البابِ عن عُمرَ، وابن عُمرَ، ورَافعِ بن خَدِيجٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ!.
2290 -
حَدَّثَنا محمدُ بن رافعٍ، حَدَّثَنا محمدُ بن بِشْرٍ، حَدَّثَنا سَلَّامُ بن أبي عَمْرةَ، عن عِكْرمةَ، عن ابن عَبَّاسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
قال محمدُ بن رافع: وحدثنا محمد بن بِشْر: حدثنا علي بن نِزارٍ، عن نزارٍ، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوَه
(2)
.
14 - باب
2291 -
حَدَّثَنا أبو هُريرةَ محمدُ بن فِرَاسٍ البَصْرِيُّ، حَدَّثَنا أبو قُتَيبةَ سَلْمُ بن قُتيبةَ، حَدَّثَنا أبو العَوَّامِ، عن قَتادةَ، عن مُطَرِّفِ بن عَبد اللهِ بن الشِّخِّيرِ
عن أبيهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"مُثَّلَ ابنُ آدَمَ وإلى جَنْبهِ تِسْعٌ وتِسْعُونَ مَنِيَّةً، إنْ أخطأتْهُ المَنايا وَقَعَ في الهَرَمِ حتَّى يَمُوتَ"
(3)
.
= في "السنّة"(334) و (951)، والطبري في "تهذيب الآثار" مسند ابن عباس 2/ 653 - 655، والطبراني في "الكبير"(11682)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(1156)، والمزي في "تهذيب الكمال" 21/ 156.
(1)
إسناده ضعيف. سلام بن أبي عمرة، قال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم، وذكره ابن عدي في "الكامل" وساق له هذا الحديث وقال: ولا أعلم يرويه عن عكرمة غير علي بن نزار وسلَّام.
(2)
من قوله: قال محمد بن رافع إلى هنا مثبت من (أ) و (س) وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن نزار.
(3)
إسناده قابل للتحسين أبو العوام - وهو عمران بن داور القطان - صدوق =
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ لا نَعْرفُه إلّا من هذا الوَجْهِ.
وأبو العَوَّامِ هو: عِمْرانُ القَطَّانُ.
15 - باب ما جاء في الرِّضَا بِالقَضاءِ
2292 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا أبو عَامرٍ، عن محمدِ بن أبي حُمَيْدٍ، عن إسماعيلَ بن محمدِ بن سَعْدِ بن أبي وَقَّاصٍ، عن أبيهِ
عن سَعْدٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "من سَعادةِ ابن آدَمَ رِضاهُ بمَا قَضى اللهُ لهُ، ومن شَقاوَةِ ابن آدَمَ تَرْكُه استِخارةَ اللهِ، ومن شَقاوةِ ابن آدَمَ سَخَطُهُ بِما قَضى اللهُ لهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفُه إلَّا مِن حديثِ محمدِ بن أبي حُمَيْدٍ، ويُقالُ له أيْضًا: حَمَّادُ بن أبي حُمَيْدٍ، وهو أبو إبراهيمَ المَدِيني، وليسَ هو بالقَوِيِّ عِنْدَ أهْلِ الحديثِ.
16 - باب
2293 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا أبو عَاصمٍ، حَدَّثَنا حَيْوةُ بن شُرَيْحٍ، أخبرني أبو صَخْرٍ، حَدَّثَني نافعٌ
= حسن الحديث إلا عند المخالفة.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1743، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 211. ويأتي برقم (2456).
(1)
إسناده ضعيف، محمد بن أبي حميد متفق على ضعفه، وأخرجه أحمد (1444)، وانظر تمام الكلام فيه.
أنَّ ابن عُمرَ جَاءهُ رَجُلٌ، فقال: إنَّ فُلانًا يَقْرأُ عَليكَ السَّلامَ، فقال لهُ: إنَّهُ بَلغَني أنَّهُ قد أحْدثَ، فإنْ كانَ قد أحْدثَ، فَلا تُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ، فَإنِّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ:"يكُونُ في هذه الأُمَّةِ أو في أُمَّتي - الشكُّ منهِ - خَسْفٌ ومَسْخٌ، أو قَذْفٌ في أهْلِ القَدَرِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ!
وأبو صَخْرٍ اسْمهُ: حُمَيْدُ بن زِيادٍ
(2)
(1)
إسناده ضعيف. أبو صخر حميد بن زياد ضعفه ابن معين في رواية إسحاق بن منصور، وأحمد بن سعد بن أبي مريم، وضعفه النسائي، وقال ابن عدي في "الكامل" 2/ 685: وهو عندي صالح الحديث، وإنما أُنكِرَ عليه هذان الحديثان:"المؤمن مؤالف"، وفي القدرية
…
وسائر حديثه أرجو أن يكون مستقيمًا.
وأخرجه أبو داود (4613)، وابن ماجه (4061). وهو في "المسند"(5867).
(2)
جاء بعد هذا في المطبوع الحديثان التاليان، ولم يردا في شيء من أصولنا الخطية، ولم يذكرهما المزي في "تحفة الأشراف":(2153) حدثنا قتيبة، قال: حدثنا رشدين بن سعد، عن أبي صخر حميد بن زياد، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"يكون في أمتي خسف ومسخ، وذلك في المكذبين بالقدر". قلنا: ورشدين بن سعد، ضعيف.
(2154)
حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أبي الموال المزني، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن عمرة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستة لعنتُهم لعنهم اللهُ وكلُّ نبي كان: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمتسلط بالجبروت ليُعزَّ بذلك مَن أذل الله، ويُذل مَن أعز الله، والمستحل لِحُرَمِ الله، والمستحل من عترتي ما حرَّم الله، والتارك لسنتي".
هكذا روى عبد الرحمن بن أبي الموال هذا الحديث عن عبيد الله بن =
17 - باب
2294 -
حَدَّثَنا يحيى بنُ موسى، أخبرنا أبو دَاوُدَ الطَّيالِسيُّ، أخبرنا عَبد الوَاحدِ بن سُليْمٍ، قال:
قدِمْتُ مَكَّةَ، فَلقِيتُ عَطاءَ بنَ أبي رَباحٍ، فَقُلْتُ لهُ: يَا أبا مُحمدٍ إنَّ أهْلَ البَصْرةِ يَقُولُونَ في القَدَرِ، قال: يا بُنَيَّ أتَقرأُ القُرآنَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قال: فاقْرأ الزُّخْرُفَ. قال: فقَرَأْتُ {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف] قال: أتَدْرِي ما أُمُّ الكِتابِ؟ قُلْتُ: اللهُ ورَسولُه أعْلمُ، قال: فإنَّهُ كِتابٌ كَتَبهُ اللهُ قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ السَّماوَاتِ وَقَبْلَ أنْ يَخْلُقَ الأرْضَ، فيهِ: أنَّ فِرْعَونَ من أهْلِ النَّارِ، وفيهِ: تَبَّتْ يَدا أبي لَهبٍ. قال عَطاءٌ: لَقِيتُ الوَليدَ بنَ عُبادةَ بن الصَّامتِ صَاحبِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسألْتُهُ: ما كانت وَصِيَّةُ أبيكَ عِنْدَ المَوْتِ؟ قال: دَعاني فقال: يا بُنَيَّ اتَّقِ اللهَ، واعلمْ أنَّكَ إن تَتَّقِي
(1)
الله تُؤْمِنْ بالله، وَتُؤْمنْ بالقَدَرِ كُلِّه خَيْرِه وَشَرِّه، وإن مُتَّ
= عبد الرحمن بن موهب، عن عمرة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه سفيان الثوري، وحفص بن غياث وغير واحد عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن علي بن حسين، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، وهذا أصح.
(1)
كذا في الأصول "تتقي" بإثبات الياء، والجادة حذفها، ورواية علي بن الجعد (3569)، والهيثم بن كليب (1192)، والآجري ص 211، واللالكائي (1097)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الواحد بن سليم: واعلم أَنك لَنْ تتقي الله، ولن تبلغ العلم حتى تؤمن بالله
…
على غَيْرِ هذا دَخلْتَ النَّارَ، إنِّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ:"إنَّ أوَّلَ ما خَلقَ اللهُ القلمَ، فقال: اكتُبْ، فقال: ما أكْتُبُ؟ قال: اكتُبِ القَدَرَ ما كانَ وما هو كَائنٌ إلى الأبَدِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
2295 -
حَدَّثَنا إبراهيمُ بن عَبد اللهِ بن المُنْذِرِ الباهِليُّ الصَّنْعانيُّ، حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن يَزِيدَ المُقْرِئُ، حدَّثَنا حَيْوةُ بن شُرَيْحٍ، حَدَّثَني أبو هانِئٍ الخَوْلانيُّ أنَّهُ سَمعَ أبا عَبد الرحمنِ الحُبُليَّ يَقولُ:
سَمِعتُ عَبدَ اللهِ بن عَمْرٍو يقولُ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "قَدَّرَ اللهُ المَقادِيرَ قَبْلَ أن يَخْلُقَ السَّماواتِ والأرضَ بِخَمسِينَ ألْفَ سَنةٍ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
18 - باب
2296 -
حَدَّثَنا محمدُ بن العَلاءِ وَمحمدُ بن بَشَّارٍ، قالا: حَدَّثَنا وَكِيعٌ، عن سُفيانَ الثَّوْرِيِّ، عن زيادِ بن إسماعيلَ، عن محمدِ بن عَبّادِ بن جَعْفرٍ المَخْزُوميِّ
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الواحد بن سليم. وله طريق آخر عند أحمد (22705) يتقوى به. وقول المصنف بإثره هنا: هذا حديث غريب يُخالفه قوله - وقد كرره بالسند نفسه (3319) -: هذا حديث حسن صحيح غريب.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2653). وهو في "المسند"(6579)، و"صحيح ابن حبان"(6138).
عن أبي هُريرةَ، قال: جاءَ مُشْرِكُوا قُرَيشٍ إلى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخاصِمُونَ في القَدَرِ، فَنزَلتْ هذهِ الآية {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر]
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
(1)
إسناده حسن. زياد بن إسماعيل مختلف فيه، ضعفه ابن معين، وقال ابن المديني: رجل من أهل مكة معروف، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج حديثه هذا مسلم في "صحيحه"(2656)، وأخرجه البخاري في "أفعال العباد"(134)، وابن ماجه (83)، وهو في "المسند"(9736). وسيرد برقم (3574).
بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب الفتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
1 - باب ما جاء لا يحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسلمٍ إلَّا بإحْدى ثَلاثٍ
2297 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن عَبْدةَ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عن يحيى بن سَعيدٍ، عن أبي أُمامةَ بن سَهْلِ بن حُنَيْفٍ
أنَّ عُثمان بنَ عَفّانَ أشْرفَ يَوْمَ الدَّارِ، فقال: أنْشُدُكُمْ بالله أتَعلَمُونَ أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلمٍ إلَّا بإحْدَى ثلاثٍ: زِنى بَعْدَ إحْصانٍ، أو ارْتِدادٍ
(1)
بَعْدَ إسلامٍ، أو قَتْلِ نَفْسٍ بغَيْرِ حَقٍّ فَقُتِلَ بهِ"، فواللهِ ما زَنَيْتُ في جاهِليَّةٍ ولا في إسْلامٍ، ولا ارتَددْتُ مُنْذُ بايَعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ولا قَتلْتُ النَّفْسَ التي حَرَّم اللهُ، فَبِمَ تَقْتُلُونِي؟!
(2)
وفي البابِ عن ابن مَسْعُودٍ، وعائشةَ، وابن عَبَّاسٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
(1)
في (أ) و (د): ارتد وضبب عليها فيهما. والمثبت من (س).
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه أبو داود (4502)، وابن ماجه (2533)، والنسائي 7/ 103 و 104 و 191 - 192. وهو في "المسند" (437).
وروى حَمَّادُ بن سَلمةَ، عن يحيى بن سَعيدٍ هذا الحديث فَرفَعهُ. ورَوَى يحيى بن سَعيدٍ القَطَّانُ وغيرُ واحدٍ عن يحيى بن سَعيدٍ هذا الحديثَ، فوَقفوه ولم يَرْفَعُوهُ. وقد رُوِي هذا الحديثُ من غَيْرِ وَجْهٍ عن عُثمانَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
2 - باب ما جاء في تحريم الدماء والأموال
2298 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، حَدَّثَنا أبو الأَحْوَصِ، عن شَبِيبِ بن غَرْقَدةَ، عن سُليْمانَ بن عَمْرِو بن الأحْوَصِ
عن أبيهِ، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ في حجَّةِ الوَداع لِلنَّاسِ: "أيُّ يومٍ هذا"؟ قالُوا: يومُ الحَجِّ الأكْبرِ. قال: "فإنَّ دِماءَكُمْ وأمْوالكُمْ وأعْرَاضكُمْ بَيْنكُمْ حَرامٌ كحُرْمةِ يَوْمِكُمْ هذا في بَلدِكُمْ هذا، ألا لا يَجْني جَانٍ إلَّا على نَفْسهِ، ألا لا يَجْني جانٍ على وَلدِهِ، ولا مَوْلُودٌ على والدِهِ، ألا إنَّ الشَّيْطانَ قد أيِسَ من أنْ يُعْبَدَ في بِلادِكُمْ هذه أبَدًا، ولكنْ سيكُونُ لهُ طاعةٌ فِيما تَحْتَقِرُونَ من أعمالِكُمْ، فَسَيرْضَى بهِ"
(1)
.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير سليمان بن عمرو بن الأحوص لم يوثقه غير ابن حبان. وأخرجه ابن ماجه (3055)، والنسائي في "الكبرى"(4100) و (11213). وانظر "المسند"(15507).
ويشهد له حديث جابر عند مسلم (1218).
ويشهد لقوله: "إن الشيطان قد أيس أن يعبد
…
إلخ" حديثُ جابر السالف برقم (1937)، ولفظه: "إن الشيطان قد أيس أن يعبُدَه المصلُّون، ولكن في التحريش بينهم" وهو حديث صحيح.
وفي البابِ عن أبي بكْرةَ، وابن عَبَّاسٍ، وجَابرٍ، وحِذْيَمِ بن عَمْرٍو السَّعْدِيِّ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
ورَوَى زائِدةُ، عن شَبِيبِ بن غَرْقدةَ نَحوَهُ، ولا نَعْرِفُه إلّا من حديثِ شَبِيبِ بن غَرْقدَةَ.
3 - باب ما جاء لا يَحِلُّ لِمُسْلمٍ أنْ يُرَوِّعَ مُسْلمًا
2299 -
حَدَّثَنا بُنْدارٌ، حَدَّثَنا يحيى بن سَعيدٍ، حَدَّثَنا ابن أبي ذِئْبٍ، حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن السَّائِبِ بن يَزِيدَ، عن أبيهِ
عن جَدِّه، قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا يأخُذْ أحدُكُمْ عَصا أخيهِ لاعِبًا جادًّا، فَمَنْ أخَذَ عَصا أخيهِ، فَلْيرُدَّها إليهِ"
(1)
.
وفي البابِ عن ابنِ عمرَ، وسُليْمانَ بن صُرَدٍ، وَجَعْدةَ، وأبي هُريرةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ، ولا نَعْرِفهُ إلَّا مِن حديثِ ابنِ أبي ذِئْبٍ، والسَّائِبُ بن يَزِيدَ لهُ صُحْبةٌ، قد سَمِعَ مِن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو غُلامٌ، قُبِضَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم والسائب ابنُ سَبْعِ سِنينَ، وأبوه يَزِيدُ بن السائب هو من أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه أبو داود (5003). وهو في "المسند"(17940).
قوله: "لاعبًا جادًّا"، قال ابن الأثير في "النهاية" 4/ 252: أي يأخذه ولا يريد سرقته، لكن يريد إدخال الهمّ والغيظ عليه، فهو لاعب في السرقة جادٌّ في الأذيَّة.
أحاديثَ
(1)
.
4 - باب ما جاء في إشَارِة الرجل على أخيهِ بالسِّلاحِ
2300 -
حَدَّثَنا عَبدُ اللهِ بن الصَّبَّاحِ العَطَّارُ الهاشِميُّ، حَدَّثَنا مَحْبُوبُ بن الحَسنِ، قال: حَدَّثَنا خالدٌ الحَذّاءُ، عن محمدِ بن سِيرِينَ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: من أشَارَ على أخيهِ بحَديدَةٍ، لَعَنَتْهُ الملائِكةُ"
(2)
.
وفي البابِ عن أبي بَكْرةَ، وعائشةَ، وجابرٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ مِن هذا الوَجْهِ يُستَغْرَبُ من حديثِ خالدٍ الحذَّاءِ.
(1)
جاء بعد هذا في المطبوع الحديثُ التالي:
حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن يوسف، عن السائب بن يزيد، قال: حج يزيد مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وأنا ابن سبع سنين.
فقال علي بن المديني، عن يحيى بن سعيد القطان: كان محمد بن يوسف ثبتًا صاحب حديث، وكان السائب بن يزيد جدَّه، وكان محمد بن يوسف يقول: حدثني السائب بن يزيد وهو جدي من قبل أمي".
وقد سلف هذا الحديث في كتاب الحج برقم (925)، وتكراره في هذا الموضع خطأ، فليس هو في شيء من أصولنا الخطية، وقد عزاه المزي في "تحفة الأشراف" إلى الترمذي في كتاب الحج فَحَسب.
(2)
حديث صحيح، ومحبوب بن الحسن وإن كان فيه لين متابع وأخرجه مسلم (2616)، والنسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/ 343. وهو في "المسند" (7476).
ورَوَاهُ أيُّوبُ، عن محمدِ بن سِيرِينَ، عن أبي هُريرةَ نَحوَهُ، ولم يَرْفعهُ، وزَادَ فيهِ: وإنْ كانَ أخَاهُ لأبيهِ وَأُمِّهِ.
2301 -
حَدَّثَنا بذلكَ قُتيبةُ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عن أيُّوبَ بهذا.
5 - باب ما جاء في النَّهْي عن تَعاطِي السَّيْفِ مَسْلُولًا
2302 -
حَدَّثَنا عَبدُ اللهِ بن مُعاويةَ الجُمَحيُّ البَصْرِيُّ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بن سَلَمةَ، عن أبي الزُّبَيْرِ
عن جابرٍ، قال: نَهَى رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يُتَعاطى السَّيْفُ مَسْلولًا
(1)
.
وفي البابِ عن أبي بَكْرةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبُ من حديثِ حَمَّادِ بن سَلَمةَ.
ورَوَى ابن لَهِيعةَ هذا الحديثَ عن أبي الزُّبَيْرِ، عن جابرٍ عن بَنَّةَ الجُهَنيِّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
وحديثُ حَمَّادِ بن سَلَمةَ عِنْدِي أصَحُّ.
(1)
حديث صحيح، فقد صرح أبو الزبير بالتحديث في رواية أحمد (14981)، وأخرجه أبو داود (2588). وهو في "المسند"(14201).
(2)
إسناده حسن، ابن لهيعة - وإن كان سيئ الحفظ - فقد روى عنه هذا الحديث عبد الله بن وهب عند ابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/ 182 - 183، وروايته عنه صالحة عند أهل العلم. وأخرجه أحمد (14742)، وانظر تمام تخريجه فيه.
6 - باب من صَلّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ الله
2303 -
حَدَّثَنا بُنْدارٌ، حَدَّثَنا مَعْدِيُّ بن سُليْمانَ، حَدَّثَنا ابن عَجْلانَ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"من صَلّى الصُّبْحَ، فهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يتَّبِعنَّكُمُ اللهُ بِشَيءٍ من ذِمَّتهِ"
(1)
.
وفي البابِ عن جُنْدبٍ، وابن عُمرَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
7 - باب ما جاء في لُزُومِ الجَماعةِ
2304 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قال: حَدَّثَنا النَّضْرُ بن إسماعيلَ أبو المُغِيرةِ، عن محمدِ بن سُوقةَ، عن عَبد اللهِ بن دِينارٍ
عن ابن عُمرَ، قال: خَطبَنا عُمرُ بالجَابِيةِ، فقال: يا أيُّها النَّاسُ إنِّي قُمْتُ فيكمْ كَمَقامِ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم فِينا قال: "أُوصِيكُمْ بأصْحابِي، ثُمَّ الّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذيْنَ يَلُونهُمْ
(2)
، ثم يَفْشُو الكَذبُ
(1)
صحيح لغيره. وهذا إسناد ضعيف لضعف معدي بن سليمان.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(6452) من طريق معدي بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1426) من طريق إبراهيم بن أبي أسيد، عن جده، عن أبي هريرة بنحوه مطولًا. وإبراهيم في عداد المجهولين، وجده لا يعرف.
ويشهد له حديث جندب بن سفيان السالف برقم (220)، وهو عند مسلم (657).
وحديث ابن عمر عند أحمد في "المسند"(5898) وانظر تتمة شواهده فيه.
(2)
قوله: "ثم الذين يلونهم" الثانية لم ترد في أصولنا الخطية، وأثبتناها من =
حتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ ولا يُسْتَحْلَفُ، ويَشْهَدَ الشَّاهِدُ ولا يُسْتَشْهَدُ، ألا لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بامرأةٍ إلَّا كانَ ثالِثَهُما الشَّيْطانُ، عليكُم بالجَماعةِ، وإيَّاكُمْ والفُرْقةَ، فإنَّ الشَّيْطانَ مَعَ الوَاحدِ، وهو من الاثنينِ أبْعَدُ، من أرَادَ بُحْبُوحةَ الجَنَّةِ، فليَلْزَمِ الجَماعةَ، من سَرَّتْهُ حَسَنتُه وسَاءتْهُ سَيِّئَتُهُ فذلكم المُؤْمنُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ، وقد روَاهُ ابنُ المُباركِ، عن محمدِ بن سُوقةَ، وقد رُوِي هذا الحديثُ من غَيْرِ وَجْهٍ عن عُمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
2305 -
حَدَّثَنا أبو بكْرِ بن نافعٍ البَصْرِيُّ، حَدَّثَنا المُعْتمِرُ بن سُليْمانَ، حَدَّثَنا سُليْمانُ المَدينيُّ، عن عَبد اللهِ بن دِينارٍ
عن ابن عُمرَ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ الله لا يَجْمعُ أُمَّتي، أو قال أُمَّةَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم على ضَلالةٍ، ويَدُ اللهِ على الجَماعةِ، ومن شَذَّ شَذّ إلى النَّارِ"
(2)
.
= نسخة المباركفوري، ومن معظم من خرج الحديث.
(1)
حديث صحيح، النضر بن إسماعيل وإن كان ليس بالقوي متابع. وأخرجه ابن ماجه (2363)، والنسائي في "الكبرى"(9219 - 9226). وهو في "المسند"(114) و (177)، و"صحيح ابن حبان"(4576) و (5586) و (6728) و (7254).
(2)
حديث حسن أو صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف، في سنده سليمان - وهو ابن سفيان المديني - ضعفه غير واحد من الأئمة.
وأخرجه الطبراني (13623) و (13624)، والحاكم 1/ 115 و 116، وابن أبي عاصم (80). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وفي الباب عن أبي بصرة الغفاري عند أحمد (27224).
وعن أبي مالك الأشعري عند أبي داود (4253)، والطبراني في "الكبير"(3440)، وفي "مسند الشاميين"(1663).
وعن ابن عباس عد الحاكم 1/ 116.
وعن أنس بن مالك عند ابن ماجه (3950)، وابن أبي عاصم في "السنة"(83) و (84).
وعن كعب بن عاصم عند ابن أبي عاصم في "السنة"(92)، والدارقطني 4/ 245.
وعن قدامة بن عبد الله الكلابي عند الحاكم 4/ 507 و 556.
وعن عمرو بن قيس عند الدارمي (54) مرسلًا.
وعن أبي مسعود عند الطبراني 17/ (665) و (666) و (667)، والحاكم 4/ 506 - 507، وابن أبي عاصم في "السنة"(285)
وعن الحسن مرسلًا بسند رجاله ثقات عند الطبري (13373).
وهذه الشواهد وإن كانت لا تخلو من ضعف يتقوى بعضها ببعض، ويشد أزرها حديث أنس في "الصحيحين": أن النبي صلى الله عليه وسلم مَرَّ بجنازة، فأثنوا عليها خيرًا، فقال:"وجبت" ثم مَرَّ بأخرى، فأثنوا شرًا، فقال:"وجبت"، فقيل: يا رسول الله، لم قلت لهذا وجبت، ولهذا وجبت؟ قال:"شهادة القوم، المؤمنون شهداء الله في الأرض"، وفي لفظ لمسلم:"من أثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرًا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض" ثلاثًا.
وأخرج أحمد في "المسند"(3600) بسند حسن موقوفًا على ابن مسعود، وفيه: فما رأى المسلمون حسنًا، فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئًا فهو عند الله سيئ. وقال الهيثمي فى "المجمع" 5/ 218 بعد أن أورد حديث الطبراني: رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات رجال الصحيح خلا مرزوق مولى آل طلحة، وهو ثقة =
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
وسُليمانُ المَدينيُّ هو عِنْدِي: سُليْمان بن سُفيان
(1)
.
وفي الباب عن ابن عباس.
2306 -
حَدَّثَنا يحيى بنُ موسى، حَدَّثَنا عَبدُ الرَّزاقِ، قال: أخْبرنا إبراهيم بن مَيْمُونٍ، عن ابنِ طاوُوسٍ، عن أبيهِ
عن ابنِ عَبَّاسٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَدُ اللهِ مَعَ الجَماعةِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ، لا نَعْرِفهُ من حديثِ ابن عَبَّاسٍ إلَّا من هذا الوَجْهِ.
= وانظر شواهده أيضًا في "المسند" عند حديث أبي ذر (21293).
(1)
جاء بعد هذا في المطبوع ما نصه: وقد روى عنه أبو داود الطيالسي، وأبو عامر العقدي، وغير واحد من أهل العلم.
وتفسير الجماعة عند أهل العلم: هم أهل الفقه والعلم والحديث.
وسمعت الجارود بن معاذ يقول: سمعت عليَّ بن الحسن يقول: سألت عبد الله بن المبارك: مَن الجماعةُ؟ فقال: أبو بكر وعمر. قيل له: قد مات أبو بكر وعمر. قال: فلان وفلان. قيل له: قد مات فلان وفلان. فقال عبد الله بن المبارك: أبو حمزة السكري جماعةٌ.
وأبو حمزة هو: محمد بن ميمون، وكان شيخًا صالحًا، وإنما قال هذا في حياته عندنا.
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(239).
8 - باب ما جاء في نُزُولِ العَذَابِ إذا لم يُغَيَّرِ المُنكَرُ
2307 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، حَدَّثَنا يَزِيدُ بن هارُونَ، حدثنا إسماعيلُ بن أبي خَالدٍ، عن قَيْسِ بن أبي حَازمٍ
عن أبي بكْرٍ الصِّدِّيقِ، أنّهُ قال: يا أيُّها النَّاسُ، إنَّكُمْ تَقرؤُونَ هذه الآية {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}
(1)
[المائدة: 105]. وإنَّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إنَّ النَّاسَ إذا رَأوُا الظَّالمَ، فلم يأْخُذُوا على يَدَيْهِ أوْشكَ أنْ يَعُمَّهُمُ
(1)
ادَّعى بعضهم نسخَ هذه الآية، ورَّده ابن الجوزي في "نواسخ القرآن" ص 316، وذكر أربعة أشياء تدل على إحكامها وهي في إيجاز.
1 -
أن قوله {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} يقتضي إغراء الإنسان بمصالح نفسه، ويتضمن الإخبار بأنه لا يعاقب بضلال غيره، وليس من مقتضى ذلك أن لا ينكر على غيره، وإنما غاية الأمر أن يكون مسكوتًا، فيقف على الدليل.
2 -
أن الآية تدل على وجوب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، لأن قوله {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} أمر بإصلاحها وأداء ما عليها، وقد ثبت وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فصار من جملة ما على الإنسان في نفسه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، بدليل قوله تعالى:{إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} .
3 -
أن الآية قد حملها قوم على أهل الكتاب إذا أدَّوا الجزية، فحينئذٍ لا يُلزمون بغيرها.
4 -
أنه لما عابهم في تقيد آبائهم بالآية المتقدمة، أعلمهم بهذه الآية أن المكلف إنما يلزمه حكم نفسه، وأنه لا يضر ضلال غيره إذا كان مهتديًا حتى يعلموا أنه لا يلزمهم من ضلال آبائهم شيء من الذم والعقاب، قال: وإذا تلمَّحت هذه المناسبة بين الآيتين لم يكن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ها هنا مدخل، وهذا أحسن الوجوه في الآية.
اللهُ بعِقابٍ منه"
(1)
.
2308 -
حَدَّثَنا محمدُ بنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنا يَزِيدُ بن هارُونَ، عن إسماعيلَ بن أبي خَالدٍ نَحوهُ.
وفي البابِ عن عائشةَ، وأُمِّ سَلمةَ، والنُعْمانِ بن بَشِيرٍ، وعَبد الله بن عُمرَ، وحُذيْفةَ.
هكذا رَوَى غَيْرُ واحدٍ عن إسماعيلَ نَحوَ حديثِ يَزِيدَ، رَفَعهُ بَعْضُهمْ عن إسماعيلَ ووقفه بَعْضُهمْ.
9 - باب ما جاء في الأمْرِ بالمَعْرُوفِ والنَّهْي عن المُنْكرِ
2309 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا عَبدُ العزِيزِ بن محمدٍ، عن عَمْرِو بن أبي عَمْرٍو، عن عبد اللهِ الأنْصارِيَّ
عن حُذَيفةَ بن اليَمانِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"والَّذِي نَفْسِي بِيدِه لتأْمُرُنَّ بالمَعْرُوفِ، ولتَنْهَوُنَّ عن المُنْكرِ، أو ليُوشِكنَّ الله يَبْعثُ عليكُم عِقابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونهُ، فلا يستجيبُ لكُم"
(2)
.
2310 -
حَدَّثَنا عَليُّ بنُ حُجْرٍ، أخْبرنا إسماعيلُ بن جَعْفرٍ، عن عَمْرِو بن أبي عَمْرٍو، بهذا الإسْنادِ نَحوَهُ.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (4338)، وابن ماجه (4005)، والنسائي في "الكبرى"(11157). وهو في "المسند" برقم (1). و"صحيح ابن حبان"(304). وسيأتي برقم (3309).
(2)
حسن لغيره، وهذا سند ضعيف لجهالة عبد الله الأنصاري، وهو عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي. وأخرجه أحمد (23301)، وانظر شواهده فيه.
هذا حديث حسن.
2311 -
حدَّثنا قُتيبةُ، حدَّثنا عبدُ العزيز بنُ محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاريِّ الأشهَليِّ
عن حُذَيفةَ بن اليَمانِ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"والَّذي نَفْسِي بِيَده لا تَقومُ السَّاعةُ حتَّى تَقْتُلُوا إمامَكُمْ، وَتَجتلِدُوا بأسْيافِكُمْ، وَيرِثَ دُنْياكُمْ شِرَارُكُمْ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ
(2)
.
2312 -
حَدَّثَنا نَصْرُ بن عَليٍّ، حَدَّثَنا سُفيانُ، عن محمدِ بن سُوقَةَ، عن نافعِ بن جُبَيْرٍ
عن أُمِّ سَلَمةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ ذَكَرَ الجَيشَ الَّذِي يُخْسَفُ بِهمْ، فقالت أُمُّ سَلمةَ: لَعلَّ فِيهمُ المُكْرَهَ، قال:"إنَّهُمْ يُبْعَثُونَ على نِيَّاتِهمْ"
(3)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ، وقد رُوِيَ هذا
(1)
إسناده ضعيف، علته جهالة عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي، وأخرجه ابن ماجه (4043). وهو في "المسند"(23302).
(2)
جاء بعد هذا في المطبوع: إنما نعرفه من حديث عمرو بن أبي عمر، وليس هو في شيء من أصولنا الخطية.
(3)
إسناده صحيح، وأخرجه مسلم (2882)، وأبو داود (4289)، وابن ماجه (4065)، وهو في "المسند"(26475)، و"صحيح ابن حبان"(6757).
الحديثُ عن نافعِ بن جُبَيْرٍ، عن عائشةَ أيضًا، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
10 - باب ما جاء في تَغْييرِ المُنْكَرِ باليدِ أو باللِّسانِ أو بالقَلْبِ
2313 -
حَدَّثَنا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنا عَبدُ الرحمنِ بن مَهْدِيًّ، قال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن قَيْسِ بن مُسْلمٍ، عن طارِقِ بن شِهابٍ، قال:
أوَّلُ من قَدَّمَ الخُطْبةَ قَبْلَ الصَّلاةِ مَرْوانُ، فقامَ رَجُلٌ، فقال لِمَرْوانَ: خَالفْتَ السُّنَّةَ، فقال يا فُلانُ: تُرِكَ ما هناك، فقال أبو سَعيدٍ: أمَّا هذا، فقد قَضَى ما عَليْهِ، سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ:"من رَأى مُنْكرًا فَلْيُنكرْهُ بِيدِه، ومن لم يَسْتطِعْ فَبِلِسانِه، ومن لم يَسْتطِعْ فَبِقَلْبِه، وذلكَ أضْعفُ الإيمانِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيح.
11 - باب
2314 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، حَدَّثَنا أبو مُعاويةَ، حَدَّثَنا الأعْمَشُ، عن الشَّعْبيِّ
عن النُّعْمانِ بن بَشِيرٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَثلُ القائمِ
(1)
حديث عائشة أخرجه البخاري (2118) وابن حبان (6755) والبغوي في "شرح السنة"(4205) من طريق محمد بن سوقة، عن نافع بن جبير، عن عائشة.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (49)، وأبو داود (1140) و (4240)، وابن ماجه (1275) و (4013)، والنسائي 8/ 111 و 112. وهو في "المسند" (11073/ أ).
على حُدودِ اللهِ والمُدْهِنِ فِيها، كَمَثلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا على سَفينةٍ في البَحْرِ، فأصابَ بَعْضُهمْ أعْلاها، وأصَابَ بَعْضُهمْ أسْفلَها، فكانَ الَّذينَ في أسْفلها يَصْعَدُونَ، فَيسْتقُونَ المَاءَ، فيصُبُّونَ على الَّذِينَ في أعْلاها، فقال الَّذِينَ في أعْلاها لا نَدَعُكُمْ تَصْعَدُونَ فَتُؤذونَنا، فقال الَّذِينَ في أسْفلها فإنَّا نَنْقُبُها مِن أسْفلهَا فَنَسْتَقي، فَإنْ أخَذُوا على أيدِيهِمْ فَمنعُوهُمْ نَجَوْا جَمِيعًا، وإنْ تَركُوهُمْ غَرِقُوا جَمِيعًا"
(1)
.
12 - باب أفْضَلُ الجِهادِ كَلمةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطانٍ جائِرٍ
2315 -
حَدَّثَنا القاسمُ بن دِينارٍ الكُوفيُّ، حَدَّثَنا عَبدُ الرحمن بن مُصْعَبٍ أبو يَزِيدَ، حَدَّثَنا إسرائيلُ، عن محمدِ بن جُحادةَ، عن عَطِيَّةَ
عن أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ من أعْظَمِ الجِهادِ كَلِمةَ عَدْلٍ عِندَ سُلْطانٍ جائرٍ"
(2)
.
وفي البابِ عن أبي أُمامةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2493)، وهو في "المسند"(18361) و"صحيح ابن حبان"(297) و (298) و (301).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف عطية، وهو عطية بن سعيد العَوْفي.
وأخرجه أبو داود (4344)، وابن ماجه (4011). وهو في "المسند" ضمن حديث مطول (11142).
ويشهد له حديث أبي أمامة في "المسند"(22158)، وإسناده حسن في الشواهد. وحديث طارق بن شهاب عند أحمد (18828). وإسناده صحيح.
13 - باب سُؤَال النبيِّ صلى الله عليه وسلم ثَلاثًا في أُمَّتهِ
2316 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا وَهْبُ بن جَرِيرٍ، حَدَّثَنا أبي، قال: سَمِعتُ النُّعْمانَ بن رَاشدٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَبد اللهِ بن الحارثِ، عن عَبد الله بن خَبَّابِ بن الأرَتِّ
عن أبيهِ، قال: صَلّى رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاةً فأطَالَها، فقالُوا: يا رَسولَ اللهِ، صَلّيْتَ صَلاةً لم تكُنْ تُصلِّيهَا؟ قال:"أجَلْ، إنَّها صَلاةُ رَغْبةٍ ورَهْبةٍ، إنِّي سَألْتُ اللهَ فيها ثَلاثًا، فَأعْطاني اثْنَتيْنِ، ومَنعَني واحدةً، سَألْتُه أنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتي بِسَنةٍ فأعْطانِيها، وسَألْتُه أنْ لا يُسلِّطَ عليهِمْ عَدُوًّا من غيْرِهِمْ فَأعطانِيها، وسَألْتُه أنْ لا يُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ فمَنعَنيها"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وفي البابِ عن سَعْدٍ، وابن عُمرَ.
2317 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عن أيُّوبَ، عن أبي قِلابةَ، عن أبي أسْماءَ الرَّحَبي
عن ثَوْبانَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله زَوَى لِيَ الأرضَ، فرأيْتُ مَشَارِقَها ومَغارِبَها، وَإنَّ أُمَّتي سَيبْلغُ مُلْكُها ما زُوِي لِي مِنْها، وأُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ: الأحْمرَ والأبيضَ، وإنِّي سَألْتُ رَبِّي لأُمَّتي أنْ لا يهْلِكَها بِسَنةٍ عامَّةٍ، وأنْ لا يُسلَّطَ عَليْهِمْ عَدُوًّا من
(1)
حديث صحيح، وأخرجه النسائي 3/ 217. وهو في "المسند" (21053)، و"صحيح ابن حبان" (7236).
سِوَى أنْفُسِهِمْ فَيسْتَبيحَ بَيْضَتهُمْ، وَإنَّ ربِّي قال: يا محمدُ إنِّي إذا قَضيْتُ قَضاءً فإنَّهُ لا يُرَدُّ، وَإنِّي أعْطيْتُكَ لأُمَّتكَ أنْ لا أُهْلِكهُمْ بِسَنةٍ بعامَّةٍ، ولا أُسَلِّطَ عَليْهِمْ عَدُوًّا من سِوَى أنْفُسِهمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضتَهُمْ، ولو اجْتمعَ عَليْهِمْ مَن بأقْطارِهَا، أو قال: من بَيْنِ أقْطارِهَا، حتَّى يكُونَ بَعْضُهمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيسْبي بَعْضُهمْ بَعْضًا"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
14 - باب ما جاء في الرَّجُلِ يكون في الفِتْنةِ
2318 -
حَدَّثَنا عِمْرانُ بن موسى القَزَّازُ البَصْرِيُّ، حدَّثَنا عَبدُ الوارثِ بن سَعيدٍ، حَدَّثَنا محمدُ بن جُحادةَ، عن رَجُلٍ، عن طاوُوسٍ
عن أُمِّ مالكٍ البَهْزِيَّةِ، قالت: ذَكَرَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِتْنةً فَقَرَّبَها، قالت: قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، من خَيْرُ النَّاسِ فِيها؟ قال:"رَجُلٌ في ماشيةٍ يُؤدِّي حَقّها، ويَعْبدُ رَبَّهُ، ورَجُلٌ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرسِه يُخِيفُ العَدُوِّ ويُخوِّفونه"
(2)
.
وفي البابِ عن أُمِّ مُبَشَّرٍ، وأبي سَعيدٍ، وابن عَبَّاسٍ.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2889)، وابن ماجه (3952)، وهو في "المسند"(22394)، و"صحيح ابن حبان"(6714).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن طاووس.
وأخرجه أحمد في "المسند"(27353).
ويشهد له حديث ابن عباس، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، انظرها في "المسند"(2116) و (9142) و (11032)، وأسانيدها صحيحة.
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ، ورَواهُ ليث بن أبي سُلَيْمٍ، عن طاوُوسٍ، عن أُمِّ مالكٍ البَهْزِيَّةِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
15 - باب
2319 -
حَدَّثَنا عَبدُ اللهِ بن مُعاويةَ الجُمَحيُّ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بن سَلَمةَ، عن لَيْثٍ، عن طاوُوسٍ، عن زِيادِ بن سِيمِين كُوشَ
عن عَبد الله بن عَمْرٍو، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تكُونُ فِتْنةٌ تَسْتَنْظفُ العرَبَ، قَتْلاها في النَّارِ، اللّسانُ فيها أشَدُّ من السَّيْفِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
سَمِعتُ محمدَ بن إسماعيلَ يقولُ: لا يُعْرفُ لزِيادِ بن سِيمِين كُوشَ غَيْرُ هذا الحديثِ، رَوَاهُ حَمَّادُ بن سَلمةَ عن لَيْثٍ فرفَعهُ، ورَواهُ حَمَّادُ بن زَيْدٍ عن لَيْثٍ فوقفه.
(1)
إسناده ضعيف، وأخرجه أبو داود (4265)، وابن ماجه (3967)، وهو في "المسند"(6980)، وسيمين كوش تركيب فارسي، ومعناه: أُذُنٌ فضية، وانظر بسط الكلام في تحقيقه ومعناه في المسند.
وقوله: "تستنظف العرب" قيدها ابن الأثير بالظاء المعجمة، وقال: أي: تستوعبهم هلاكًا، يقال: استنظفت الشيء: إذا أخذته قوله، ومنه قوله: استنظف الخراج، ولا يقال: نَظَّفْتُهُ.
وقوله: "قتلاها في النار" مبتدأ وخبر، قال السندي في حاشيته على "المسند": وإنما كانوا في النار، لأنهم ما قصدوا بالقتال إعلاء كلمة الله، أو دفع ظلم، أو إغاثة أهل حق، وإنما قصدوا التباهي والتفاخر، وطمعوا في المال والملك.
16 - باب ما جاء في رَفْعِ الأمَانةِ
2320 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، حَدَّثَنا أبو مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن زَيْدِ بن وَهْبٍ، عن حُذَيْفةَ، قال:
حَدَّثَنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَديثينِ قد رَأْيتُ أحَدَهُما وأنا أنْتَظرُ الآخَرَ، حَدَّثَنا أنَّ الأمَانةَ نَزلَتْ في جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجالِ، ثُمَّ نَزلَ القُرْآنُ، فَعلِمُوا من القُرْآنِ وَعَلِمُوا من السُّنَّةِ.
ثمَّ حَدَّثَنا عن رَفْعِ الأمانةِ فقال: يَنامُ الرَّجُلُ النَّوْمةَ فَتُقْبَضُ الأمانةُ من قَلْبهِ، فَيظَلُّ أثَرُها مِثْلَ الوَكْتِ، ثُمَّ يَنام نَوْمةً، فَتُقْبَضُ الأمانةُ فَيظَلُّ أثَرُها مِثْلَ المَجْلِ كَجمْرٍ دَحْرجْتَهُ على رِجْلِكَ فَنفِطتْ، فَترَاهُ مُنْتَبرًا ولَيْسَ فيهِ شَيءٌ". ثُمَّ أخَذَ حَصاةً فَدحْرجَها على رِجْلِه.
قال: "فيُصْبحُ النَّاسُ يَتَبايَعُونَ لا يكادُ أحدٌ يُؤَدِّي الأمانةَ حتَّى يُقالَ: إنَّ في بَني فُلانٍ رَجُلًا أمِينًا، وحتَّى يُقالَ لِلرَّجُلِ: ما أجْلدَهُ وأظْرَفَهُ وأعْقَلَهُ، وَما في قَلْبهِ مِثْقالُ حَبَّةٍ من خَرْدلٍ من إيمانٍ".
"ولقد أتَى عَليَّ زَمانٌ وما أُبالِي أيُّكُمْ بايعْتُ فيهِ، لَئنْ كانَ مُسْلِمًا لَيَرُدَّنَّه عَليَّ دِينُهُ، ولَئنْ كانَ يَهُوديًّا أو نَصرانيًّا ليَرُدَّنَّهُ عَليَّ سَاعيهِ، فأمَّا اليَوْمَ، فَما كُنْتُ لأُبايعَ مِنْكُمْ إلَّا فُلانًا وفُلانًا"
(1)
.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (6497)، ومسلم (143)، وابن ماجه (4053)، وهو في "المسند"(23255)، و"صحيح ابن حبان"(6762).
الجذر: الأصل من كل شيء. =
هذا حديثٌ حَسَنِ صحيحٌ.
17 - باب لَترْكبُنَّ سَنَنَ من كَانَ قَبْلَكُمْ
2321 -
حَدَّثَنا سَعيدُ بن عَبد الرحمنِ المَخْزُوميُّ، حَدَّثَنا سُفيان، عن الزُّهْرِيِّ، عن سِنانِ بن أبي سِنانٍ
عن أبي واقِدٍ اللَّيْثيِّ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لمَّا خَرجَ إلى حُنَيْنٍ مَرَّ بِشَجرةٍ لِلْمُشرِكينَ يُقالُ لها: ذَاتُ أنْواطٍ، يُعلِّقُونَ عَليْهَا أسْلِحتَهُمْ،
= والوكت: بفتح وسكون، الأثر في الشيء كالنقطة في غير لونه، والمعنى: ثم تُرفع الأمانة عن القلوب عقوبةً على الذنوب، خى إذا استيقظوا لم يجدوا قلوبهم على ما كانت عليه، ويبقى أثر تلك الأمانة مثل الوكت فيها.
والمجل: أثر العمل في الكف إذا غلظ.
منتبرًا: المنتبر: المنتفخ وليس فيه شيء، وكل شيء رفع شيئًا، فقد نبره.
ساعيه: الساعي: واحد السعاة، وهم الولاة على القوم.
قال الحافظ في "الفتح" 13/ 39 تعليقًا على قوله: "ولقد أتى على زمان
…
" يشير إلى أن حال الأمانة أخذ في النقص من ذلك الزمان، وكانت وفاة حذيفة سنة ست وثلاثين بعد قتل عمان رضي الله عنه بقليل، فأدرك بعض الزمن الذي وقع فيه التغير، فأشار إليه. قال ابن التين: الأمانة كل ما يخفى ولا يعلمه إلا الله من المكلف، وعن ابن عباس: هي الفرائض التي أمروا بها ونهوا عنها، وقيل: هي الطاعة، وقيل: التكاليف، وقيل: العهد الذي أخذه الله على العباد، وهذا الاختلاف وقع في تفسير الأمانة المذكور في الآية: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ
…
} [الأحزاب: 72]. وقال أبو بكر ابن العربي: المراد بالأمانة في حديث حذيفة الإيمان، وتحقيق ذلك فيما ذكر مِن رفعها أن الأعمال السيئة لا تزالُ تُضعِف الإيمانَ حتى إذا تناهى الضعف لم يبق إلا أثَرُ الإيمان، وهو التلفظ باللسان والاعتقاد الضعيف في ظاهر القلب.
قالوا: يا رَسولَ اللهِ، اجْعلْ لَنا ذَاتَ أنْواطٍ كما لَهمْ ذَات أنْواطٍ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"سُبْحانَ اللهِ! هذا كما قال قَوْمُ موسى {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138] والَّذِي نَفْسِي بِيَدهِ لتَركَبُنَّ سُنَّةَ منْ كانَ قَبْلكُمْ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وأبو واقدٍ اللَّيْثيُّ اسْمهُ: الحارثُ بن عَوْفٍ.
وفي البابِ عن أبي سَعيدٍ، وأبي هُريرةَ.
18 - باب ما جاء في كَلامِ السِّباعِ
2322 -
حَدَّثَنا سُفيانُ بن وَكِيعٍ، حَدَّثَنا أبي، عن القاسمِ بن الفَضْلِ، حَدَّثَنا أبو نَضْرةَ العَبْديُّ
عن أبي سَعيدٍ الخُدْرِيِّ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "والَّذِي نَفْسي بِيدِه لا تقُومُ السَّاعةُ حتَّى تُكَلِّمَ السِّباعُ الإنْسَ، وحتَّى تُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبةُ صَوْتِه وَشِراكُ نَعْلهِ، وتُخْبرَهُ فخِذُهُ بِما أحْدثَ أهْلُهُ بَعْدَهُ"
(2)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11185)، وهو في "المسند"(21897)، و"صحيح ابن حبان"(6702).
(2)
سفيان بن وكيع وإن كان ضعيفًا متابع، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه أحمد (11792)، وابن حبان (6494).
وهذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ صحيحٌ لا نَعْرِفُه إلّا من حديثِ القاسمِ بن الفَضْلِ، والقاسمُ بن الفَضْلِ ثِقةٌ مَأْمُونٌ عِنْدَ أهْلِ الحديثِ، وَثَّقهُ يحيى بن سَعيدٍ القطان وعَبدُ الرحمنِ بن مَهْدِيٍّ.
19 - باب ما جاء في انْشِقاقِ القَمرِ
2323 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حدثنا أبو دَاوُدَ، عن شُعبةَ، عن الأعْمَشِ، عن مُجاهدٍ
عن ابن عُمرَ، قال: انْفلقَ القَمرُ على عَهْدِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اشْهَدُوا"
(1)
.
وفي البابِ عن ابن مَسْعُودٍ، وأنَسٍ، وجُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
20 - باب في الخَسْفِ
2324 -
حَدَّثَنا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنا عَبدُ الرحمنِ بن مَهْدِيًّ، قال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن فُراتٍ القَزَّازِ، عن أبي الطُّفَيْلِ
عن حُذَيفةَ بن أسِيدٍ، قال: أشْرفَ عَليْنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من غُرْفةِ ونَحْن نَتذاكَرُ السَّاعةَ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقُومُ السَّاعةُ حتَّى تَرَوْا عَشْرَ آياتٍ: طُلُوعُ الشَّمْسِ من مَغْربِها، ويَأجُوجُ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2801)، وهو في "صحيح ابن حبان"(6496).
ومَأجُوجُ، والدَّابَّةُ، وثلاثةُ
(1)
خُسُوفٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وخَسْفٌ بجَزِيرَةِ العَرَبِ، ونارٌ تَخْرُجُ من قَعْرِ عَدنَ تَسُوقُ النَّاسَ أو تَحْشُرُ النَّاسَ، فَتَبيتُ مَعهُمْ حيث باتُوا، وتُقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قالوا"
(2)
.
2325 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا وَكِيعٌ، عن سُفيانَ، نَحوَهُ. وزَادَ فيهِ: والدُّخانَ.
2326 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، حَدَّثَنا أبو الأحْوَصِ، عن فُرَاتٍ القَزَّازِ نَحوَ حديثِ وَكِيعٍ، عن سُفيانَ.
2327 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا أبو دَاودَ الطيالِسيُّ، عن شُعبةَ والمَسْعُودِيِّ، سَمِعا فُراتً
(3)
القَزّاز نَحو حديثِ عبد الرحمنِ، عن سُفيانَ،
(1)
كذا في (ل) بإثبات التاء وهو الجادة، وفي باقي الأصول: ثلاث، بدونها، وهي رواية الحميدي (827)، وأحمد (16141)، وابن ماجه (4055)، والطبراني (3029) و (3030) و (3032)، ورواه بإثباتها الطيالسي (1067)، وابن أبي شيبة 15/ 163، وأحمد (16144)، والطبراني (3031) و (3033) و (3034)، والبغوي (4250). وقد اختلفت الأصول الخطية فيها في رواية أبي داود (4311) كما نبه عليها الشيخ الفاضل محمد عوامة في نسخته.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2901)، وأبو داود (4311)، وابن ماجه (4041) و (4055)، وهو في "المسند"(16141)، و"صحيح ابن حبان"(6791).
(3)
هكذا رسم في الأصول من غير ألف، وإن كان الوجه إثباتها كما في نسخة المباركفوري، وقد جاء مثل ذلك في أصول صحيحة عتيقة من كتب الحديث وغيرها بخطوط علماء أجلاء لهم قدم راسخ في اللغة، ففي حديث ابن عمر عند البخاري: كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم قال: أربعَ، في رواية أبي ذر بالنصب وعلى العين =
عن فُرَاتٍ، وزَادَ فيهِ: الدَّجَّالَ أوِ الدّخان.
2328 -
حَدَّثَنا أبو موسى محمدُ بن المُثنَّى، حَدَّثَنا أبو النُّعْمانِ الحَكَمُ بن عَبد اللهِ العِجْليُّ، عن شُعبةَ، عن فُرَاتٍ نَحوَ حديثِ أبي دَاوُدَ
عن شُعبةَ، وزَادَ فيهِ: والعاشر إمَّا ريحٌ تَطرَحُهُم في البَحْرِ، وإمَّا نُزُولُ عيسى ابن مَرْيمَ.
وفي الباب عن عَليٍّ، وأبي هُريرةَ، وأُمِّ سَلمةَ، وصَفِيَّةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2329 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا أبو نُعَيمٍ، حَدَّثَنا سُفيانُ، عن سَلمةَ بن كُهَيْلٍ، عن أبي إدْريسَ المُرْهِبيِّ، عن مُسْلمِ بن صَفْوانَ
عن صَفِيَّةَ، قالت: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَنْتَهِي النَّاسُ عن غَزْوِ هذا البَيْتِ حتَّى يَغْزُوَ جَيْشٌ، حتَّى إذا كانُوا بالبَيْداءِ أو بِبَيْداءَ من الأرْضِ خُسِفَ بأوَّلِهمْ وآخِرهِمْ، ولم يَنْجُ أوسَطُهم". قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، فَمَنْ كَرِهَ مِنْهُمْ؟ قال: "يَبْعثُهمْ اللهُ على ما في
= فتحتان، وهي لغة ربيعة، فإنهم يقفون على المنصوب بصورة المرفوع والمجرور، وفي البخاري أيضًا: ويجعلون المحرم صفرً، وعلَّق عليه الحافظ فقال: كذا هو في جميع الأصول من "الصحيحين"، قال النووي: كان ينبغي أن يكتب بالألف ولكن على تقدير حذفها، لا بد من قراءتها منصوبًا، وقد وقع كتابة المنصوب بغير ألف في أكثر من موضع في "الرسالة" للإمام الشافعي التي كتبها تلميذه الربيع بن سليمان في حياته، انظر الفقرات: 198 و 243 و 691 و 1218 و 1238 و 1241 و 1247 و 1391 و 1466 و 1591 و 1747.
أنفُسِهم"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2330 -
حَدَّثَنا أبو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنا صَيْفِيُّ بن رِبْعي، عن عَبد اللهِ بن عُمرَ، عن عُبَيْدِ الله بن عُمرَ، عن القاسمِ بن محمدٍ
عن عائشةَ، قالت: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يكُونُ في آخِرِ هذه الأُمَّةِ خَسْفٌ ومَسْخٌ وقَذْفٌ"، قالت: قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ أَنَهْلِكُ وفِينا الصَّالِحونَ؟ قال: "نَعَمْ إذا ظَهَرَ الخُبْثُ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ من حديثِ عائشةَ لا نَعْرِفهُ إلَّا من هذا الوَجْهِ، وعَبد اللهِ بن عُمرَ تكلَّمَ فيهِ يحيى بن سَعيدٍ من قِبَلِ حِفْظِه.
21 - باب ما جاء في طُلوعِ الشَّمْسِ من مَغرِبِها
2331 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، حَدَّثَنا أبو مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن إبراهيمَ التَّيْميِّ، عن أبيهِ
(1)
حديث صحيح دون قوله: "لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت" وهذا إسناد ضعيف لجهالة مسلم بن صفوان، وأخرجه ابن ماجه (4064). وهو في "المسند"(26858).
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري.
وأخرجه أبو يعلى (4693)، والمزي في "تهذيب الكمال" 13/ 248.
ويشهد لقوله: "يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذف" حديثُ ابن عمرو في "المسند"(6521) وهو حسن لغيره، وانظر تتمة شواهده هناك.
ويشهد لقوله: "أنهلك وفينا الصالحون
…
إلخ" حديثُ زينب بنت جحش الآتي بعد حديثٍ.
عن أبي ذَرٍّ، قال: دَخلْتُ المَسْجدَ حِينَ غَرَبت الشَّمْسُ، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم جَالسٌ، فقال:"يا أبا ذَرًّ أتَدْرِي أيْنَ تَذْهبُ هذه"؟ قال: قُلْتُ: اللهُ ورَسولهُ أعْلمُ. قال: "فإنَّها تَذْهبُ تَسْتأذِنُ في السُّجُودِ فَيُؤْذَنُ لها، وكأنّها قد قِيلَ لها اطْلُعي
(1)
من حَيْثُ جِئْتِ، فَتْطلُعُ من مَغْرِبِها"
(2)
. قال: ثُمَّ قَرأ "وذلكَ مُسْتقرٌّ لَها"، وقال: ذلك قِراءةُ عَبدِ اللهِ بن مَسْعُودٍ.
وفي البابِ عن صَفْوانَ بن عَسَّالٍ، وحُذَيفةَ بن أسِيدٍ، وأنَسٍ، وأبي موسى.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
22 - باب ما جاء في خُرُوجِ يأجُوجَ ومَأْجُوجَ
2332 -
حَدَّثَنا سَعيدُ بنُ عَبد الرحمنِ المَخْزُوميُّ وأبو بكْر بن نافعٍ وغَيْرُ واحدٍ، قالُوا: حَدَّثَنا سُفيانُ بن عُيينةَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوةَ بن الزُّبَيْرِ، عن زَيْنبَ بِنْتِ أبي سَلمةَ، عن حَبِيبةَ، عن أُمِّ حَبِيبةَ
عن زَيْنبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قالت: استَيْقظَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من نَوْمٍ
(1)
في (د) وهامش (أ) و (س): ارجعي.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3199)، ومسلم (159)، وأبو داود (4002)، والنسائي في "الكبرى"(11176). وهو في "المسند"(21300)، و"صحيح ابن حبان"(6154). وراجع لزامًا رسالة "قنوت الأشياء كلها لله تعالى" تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية، وهي الرسالة الأولى من "جامع الرسائل" تحقيق محمد رشاد سالم.
مُحْمَرًا وَجْهُهُ وهو يقولُ: "لا إله إلّا اللهُ - يُرَدَّدُها ثَلاثَ مِرارٍ - وَيْلٌ لِلْعَربِ من شَرٍّ قد اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليَوْمَ من رَدْمِ يأْجُوجَ ومأْجُوجَ مِثْلُ هذه" وعَقدَ عَشْرًا، قالت زَيْنبُ: قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، أفَنَهْلِكُ وفِينا الصَّالِحُونَ؟ قال:"نَعَمْ إذا كَثُرَ الخَبَثُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، وقد جَوَّدَ سُفيانُ هذا الحديثَ. هكذا رَوَى الحُمَيْديُّ وعَليُّ بن المَدِينيِّ وغَيْرُ واحدٍ من الحُفّاظِ عن سُفيانَ بن عُيينةَ نَحوَ هذا.
وقال الحُمَيدِيُّ عن سُفيانَ بن عُيينةَ: حَفِظْتُ من الزُّهْريِّ في هذا الإسناد أربعَ نِسْوةٍ: زَيْنبَ بِنتَ أبي سَلمةَ عن حَبِيبةَ، وهُما رَبِيبتا النبيِّ صلى الله عليه وسلم، عن أُمِّ حَبِيبةَ عن زَيْنبَ بِنْتِ جَحْشٍ زَوْجَي النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وهكذا رَوَى مَعْمرٌ وغَيْرُه هذا الحديثَ عن الزُّهْريِّ ولم يَذْكُرُوا فيهِ: عن حَبِيبةَ. وقد رَوَى بَعْضُ أصْحابِ ابن عُيينةَ هذا الحديثَ عن ابن عُيينةَ ولم يذْكُرُوا فيه: عن أُمِّ حَبِيبةَ.
23 - باب ما جاء في صِفةِ المارِقةِ
2333 -
حَدَّثَنا أبو كُريْبٍ محمدُ بن العلاءِ، حَدَّثَنا أبو بكْرٍ بن عَيَّاشٍ، عن عاصمٍ، عن زِرٍّ
عن عَبد اللهِ بن مَسْعُودٍ، قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ في آخِرِ الزَّمانِ قَوْمٌ أحْداثُ الأسْنانِ، سُفَهاءُ الأحْلامِ، يَقْرؤُونَ القُرآنَ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3346)، ومسلم (2880)، وابن ماجه (3953). وهو في "المسند"(27413)، و"صحيح ابن حبان"(327).
لا يُجاوزُ تَراقِيَهُمْ، يقُولُونَ من قَوْلِ خَيْرِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ من الدِّينِ كَما يَمْرُقُ السَّهْمُ من الرَّمِيَّةِ"
(1)
.
وفي البابِ عن عَليٍّ، وأبي سَعيدٍ، وأبي ذَرٍّ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وقد رُوِي في غَيْرِ هذا الحديثِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ وَصَفَ هؤلاءِ القَوْم الَّذِين يَقْرؤُونَ القُرْآنَ لا يُجاوِزُ تَراقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ من الدِّينِ كَما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِن الرَّميَّةِ، إنَّما هُمُ الخَوارجُ الحَرُورِيَّةُ وغَيْرُهُم من الخَوَراجِ.
24 - باب ما جاء في الأثَرةِ
2334 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حَدَّثَنا أبو داودَ، حَدَّثَنا شُعبةُ، عن قَتادةَ، حَدَّثَنا أنَسُ بن مَالكٍ
عن أُسَيْدِ بن حُضَيْرٍ: أنَّ رَجُلًا من الأنْصارِ قال: يا رَسولَ اللهِ، اسْتَعْملْتَ فُلانًا ولم تَسْتَعْمِلْني، فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إنَّكُمْ سَتَرونَ بَعْدِي أثَرَةً، فَاصْبِرُوا حتَّى تَلْقَوْني على الحَوْضِ"
(2)
.
(1)
صحيح لغيره، وهذا سند حسن، وأخرجه ابن ماجه (168). وهو في "المسند"(3831).
وله شواهد من حديثِ علي وأبي سعيد الخدري وسهل بن حنيف في "الصحيحين"، وانظر تتمة شواهده في "المسند".
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3792)، ومسلم (1845)، والنسائي 8/ 224 - 225. وهو في "المسند" (19092).
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2335 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا يحيى بن سَعيدٍ، عن الأعْمَشِ، عن زَيْدِ بن وَهْبٍ
عن عَبدِ الله، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أثَرةً وأُمُورًا تُنْكِرُونَها". قالُوا: فَما تأمُرُنا؟ قال: "أدُّوا إلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وسَلُوا اللهَ الَّذِي لكُمْ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
25 - باب ما أخْبرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصْحابَهُ بِما هو كائنٌ إلى يَوْمِ القِيامةِ
2336 -
حَدَّثَنا عِمْرانُ بن موسى القَزَّازُ البَصْرِيُّ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، حَدَّثَنا عَليُّ بن زَيْدِ، عن أبي نَضْرةَ
عن أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ، قال: صَلَّى بِنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3603)، ومسلم (1843). وهو في "المسند"(3460)، و"صحيح ابن حبان"(4587).
والأثرة: اسم من آثر به يؤثر إيثارًا: إذا سمح به لِغيره وفضَّله على نفسه. والمراد: أنكم ستجدون بعدي قومًا يفضلون أنفسَهم عليكم في الفيء ونحوه من حظوظ الدنيا.
قال الإمام النووي 11/ 232: وفي هذا الحديث الحث على السمع والطاعة وإن كان المتولي ظالمًا عسوفًا، فَيُعطى حقه من الطاعة، ولا يخرج عليه ولا يُخلع، بل يتضرع إلى الله تعالى في كشف أذاه، ورفع شره، وإصلاحه.
صَلاةَ العَصْرِ بِنَهارٍ، ثُمَّ قَامَ خَطِيبًا، فلم يَدَعْ شَيْئًا يكُونُ إلى قِيامِ السَّاعةِ إلَّا أخْبرنا بهِ، حَفِظَهُ من حَفِظهُ، ونَسِيَهُ من نَسِيَهُ.
وكانَ فِيما قال: "إنَّ الدُّنْيا خَضِرةٌ حُلْوةُ، وإنَّ الله مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيها، فَناظِرٌ كَيْفَ تَعْملُونَ، ألا فاتّقُوا الدُّنْيا واتّقُوا النِّساء".
وكانَ فِيما قال: "ألا لا يَمْنعَنَّ رَجُلًا هَيْبةُ النَّاسِ أنْ يقولَ بحَقٍّ إذا عَلِمَهُ" قال: فَبكى أبو سَعيدٍ، وقال: قد واللهِ رَأيْنا أشْياءَ فَهِبْنا.
وكان فِيما قال: "ألا إنَّهُ يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادرٍ لِواءٌ يَوْمَ القِيامةِ بقَدْرِ غَدْرتِه، ولا غَدْرَةَ أعْظمُ من غَدْرةِ إمامِ عامَّةٍ يُرْكزُ لِواؤُهُ عِنْدَ اسْتهِ".
وكانَ فِيما حَفِظْنا يَوْمَئذٍ: "ألا إنَّ بَنِي آدَمَ خُلِقُوا على طبقاتٍ شَتَّى، فَمِنْهُمْ من يُولَدُ مُؤْمنًا ويَحْيا مُؤْمنًا ويَمُوتُ مُؤْمنًا، ومِنْهُمْ من يُولَدُ كافرًا ويَحْيا كافرًا ويَمُوتُ كافرًا، ومِنْهُمْ من يُولدُ مُؤْمنًا ويَحْيا مُؤْمنًا ويَمُوتُ كافِرًا، ومِنْهُمْ من يُولدُ كافِرًا ويَحْيا كافِرًا ويَمُوتُ مُؤْمنًا، ألا وإنَّ مِنْهُمْ البَطِيءَ الغَضبِ سَرِيعَ الفَيْءِ، ومِنْهُمْ سَريعُ الغَضبِ سَريعُ الفَيْءِ، فَتلْكَ بِتِلْكَ، ألا وإنَّ مِنْهُمْ سَرِيعَ الغَضبِ بَطِيءَ الفَيْء، ألا وخَيْرُهُمْ بَطِيءُ الغَضبِ سَرِيعُ الفَيْءِ، وشَرُّهُمْ سَريعُ الغَضبِ بَطِيءُ الفَيْءِ.
ألا وإنَّ مِنْهُمْ حَسنَ القَضاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ، ومِنْهُمْ سَيِّئُ القَضاءِ حَسنُ الطَّلبِ، فَتِلْكَ بِتلْكَ، ألا وإن مِنْهُمْ السَّيِّئَ القَضاءِ السَّيِّئَ الطَّلَبِ، ألا وخَيْرُهُمْ الحَسنُ القَضاءِ الحَسنُ الطّلَبِ، ألا
وشَرُّهُمْ سَيِّئُ القَضاءِ سَيِّئُ الطّلَبِ.
ألا وإنَّ الغَضبَ جَمْرةٌ في قَلْبِ ابن آدَمَ، أما رَأيْتُمْ إلى حُمْرةِ عَيْنيهِ، وانْتفاخِ أوْداجِهِ؟ فَمنْ أحسَّ بشَيْءٍ من ذلك، فَلْيَلْصَقْ بالأرْضِ".
قال: وجَعلْنا نَلْتَفِتُ إلى الشَّمْسِ هَلْ بَقيَ مِنْها شَيءٌ؟ فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ألا إنّهُ لم يَبْقَ من الدُّنْيا فِيما مَضى مِنْها إلَّا كَما بَقِي من يَوْمِكُمْ هذا فِيما مَضَى مِنْهُ"
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو ابن جدعان، لكن قد توبع على بعضه كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه أحمد (11143) من طريق على بن زيد، بهذا الإسناد.
وقوله: "إن الدنيا خضرة حلوة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء".
أخرجه ابن ماجه (4000) من طريق على بن زيد، به.
وأخرجه مسلم (2742)، والنسائي في "الكبرى"(2969). وهو في "المسند"(11169)، و"صحيح ابن حبان"(3221) من طريق أبي سلمة، عن أبي نضرة، به.
وقوله: "ألا لا يمنعن رجلًا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه". أخرجه ابن ماجه (4007) من طريق علي بن زيد، به.
وأخرجه أحمد (11017) من طريق سليمان بن طرخان، عن أبي نضرة، به. وإسناده صحيح على شرط مسلم، وانظر تتمة طرقه وتخريجه فيه.
وقوله: "ألا إنه ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته"، أخرجه ابن ماجه (2873) من طريق علي بن زيد، به.
وأخرجه مسلم (1738) من طريق المستمر بن الريان، عن أبي نضرة. وهو =
هذا حديث حسن.
وفي الباب عن المغيرةِ بن شُعبة، وأبي زَيد بن أخطَب، وحُذَيْفةَ، وأبي مَرْيَم، ذَكَرُوا أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ بِما هو كائنٌ إلى أنْ تَقُومَ السَّاعةُ.
26 - باب ما جاء في الشّامِ
2337 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا أبو دَاوُدَ، حَدَّثَنا شُعبةُ، عن مُعاويةَ بن قُرَّةَ
عن أبيهِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا فَسَدَ أهْلُ الشَّامِ، فَلا خَيْرَ فِيكُمْ، لا تَزالُ طَائفةٌ من أُمَّتي مَنْصُورِين، لا يَضُرُّهُمْ من خَذلَهُمْ حتَّى تَقُومَ السَّاعةُ"
(1)
.
قال محمدُ بن إسماعيلَ: قال عَليُّ بن المَدِينيِّ: هُمْ أصْحابُ الحديثِ
(2)
.
= في "المسند"(11303)، وذكرنا شواهده في مسند ابن مسعود عند الحديث رقم (3900).
وقوله: "إنه لم يبق من الدنيا
…
إلخ"، أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (283) من طريق عيسى بن إبراهيم، عن عبد العزيز بن مسلم، عن أبي نضرة، به. وإسناده صحيح.
ويشهد له حديث ابن عمر الآتي برقم (2871). وانظر تتمة شواهده في "المسند"(5911).
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (15596)، وابن حبان (7302) و (7303).
(2)
وقال البخاري: هم أهل العلم، وقال أحمد: إن لم يكونوا أهل الحديث، =
وفي البابِ عن عَبدِ اللهِ بن حَوَالةَ، وابنِ عُمرَ، وزَيدِ بن ثَابتٍ، وعَبدِ اللهِ بن عَمْرٍو.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2338 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعِ، حَدَّثَنا يَزِيدُ بن هارُونَ، أخْبرنا بَهْزُ بن حَكِيمٍ، عن أبيهِ
عن جَدِّهِ، قال: قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، أيْنَ تَأْمُرُني؟ قال:"ها هُنا". ونَحا بِيَدِه نَحوَ الشَّامِ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
27 - باب لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ
2339 -
حَدَّثَنا أبو حَفْصٍ عَمْرُو بن عَليٍّ، حَدَّثَنا يحيى بن سَعيدٍ، حَدَّثَنا فُضَيْلُ بن غَزْوانَ، حَدَّثَنا عِكْرمةُ
عن ابن عَبّاسٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَرْجِعُوا بَعْدِي
= فلا أدري من هم، قال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث.
قال النووي في "شرح مسلم" 13/ 66 - 67: ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين، منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف، وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزمه أن يكونوا مجتمين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض.
(1)
إسناده حسن، وأخرجه أحمد (20031).
كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ"
(1)
.
وفي البابِ عن عَبد اللهِ بن مَسْعُودٍ، وجَريرٍ، وابن عُمرَ، وكُرْزِ بن عَلْقمةَ، ووَاثِلةَ بن الأسْقَع، والصُّنَابِحيِّ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
28 - باب ما جاء أنه تكُونُ فِتْنةٌ القاعدُ فِيها خَيْرٌ من القَائمِ
2340 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا اللَّيْثُ، عن عَيَّاشِ بن عَبَّاسٍ، عن بُكَيْرِ بن عَبد اللهِ بن الأشَجِّ، عن بُسْرِ بن سَعيدٍ
أنَّ سَعْدَ بن أبي وَقاصَ قال عِنْدَ فِتْنةِ عُثمانَ بن عَفّانَ: أشْهدُ أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّها سَتكُونُ فِتْنةٌ، القَاعدُ فِيها خَيْرٌ من القَائمِ، والقائمُ خَيْرٌ من المَاشِي، والمَاشِي خَيْرٌ من السَّاعِي". قال: أفَرأيْتَ إن دَخلَ عَلَيَّ بَيْتي وبَسَط يَدَهُ إليَّ لِيَقْتُلَني؟ قال: "كُن كابنِ آدَمَ"
(2)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وخَبَّابِ بن الأرَتِّ، وأبي بَكْرَةَ، وابن مَسْعُودٍ، وأبي وَاقدٍ، وأبي موسى، وخَرَشَةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ. ورَوَى بَعْضُهمْ هذا الحديثَ عن ليث بن
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مطولًا في خطبته صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع البخاريُّ (1739). وهو في "المسند"(2036).
وقوله: "لا ترجعوا بعدي كفارًا" المراد: الزجر عن الفعل، وليس ظاهره مرادًا.
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه أبو داود (4257). وهو في "المسند"(1446) و (1609).
سَعْدٍ، وزَادَ في هذا الإسْنادِ رَجُلًا.
وقد رُوِي هذا الحديثُ عن سَعْدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم من غَيْرِ هذا الوَجْهِ.
29 - باب ما جاء سَتكُونُ فِتنةٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ
2341 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا عَبدُ العزِيزِ بن محمدٍ، عن العَلاءِ بن عَبد الرحمنِ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"بَادِروا بالأعْمالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبحُ الرَّجُلُ مُؤْمنًا، ويُمْسِي كافِرًا، ويُمْسِي مُؤْمنًا ويُصبحُ كَافِرًا، يبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ من الدُّنْيا"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2342 -
حَدَّثَنا سُويْدُ بنُ نَصْرٍ، أخبرنا عَبد اللهِ بن المُباركِ، أخْبرنا مَعْمرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن هِنْدٍ بِنْتِ الحارثِ
عن أُمِّ سَلَمةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَيْقظَ لَيْلةً، فقال:"سُبْحانَ اللهِ، ماذا أُنْزِلَ الليْلةَ من الفِتنةِ، ماذا أُنْزلَ من الخَزائنِ؟ من يُوقِظُ صَواحِبَ الحُجُراتِ؟ يَا رُبَّ كاسِيةٍ في الدُّنْيا، عَاريةٌ في الآخِرةِ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (118). وهو في "المسند"(8030)، و"صحيح ابن حبان"(6704).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (115). وهو في "المسند"(26545)، و"صحيح ابن حبان"(691).
وقوله: "عارية" بتخفيف الياء، وهي مجرورة على النعت، ويجوز الرفع على إضمار مبتدأ، والجملة في موضع النعت، أي: هي عارية.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
2343 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا اللَّيْثُ بن سَعْدٍ، عن يَزِيدَ بن أبي حَبِيبٍ، عن سَعْدِ بن سِنانٍ
عن أنَسِ بن مَالكٍ، عن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"تكُونُ بَيْنَ يَدَي السَّاعةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللّيْلِ المُظلِمِ، يُصْبحُ الرَّجُلُ فِيها مُؤْمنًا وَيُمْسِي كافِرًا، ويُمْسِي مُؤْمنًا، ويُصْبحُ كافِرًا، يَبِيعُ أقْوامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ من الدُّنْيا"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وجُنْدُبٍ، والنُّعْمانِ بن بَشِير، وأبي موسى.
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
2344 -
حَدَّثَنا صالحُ بنُ عَبدِ اللهِ، حَدَّثَنا جَعْفرُ بن سُليْمانَ، عن هِشَامٍ، عن الحَسنِ، قال:
كانَ يَقولُ في هذا الحديثِ: "يُصْبحُ الرَّجُلُ مُؤْمنًا ويُمْسِي كافِرًا، ويُمْسِي مُؤْمنًا ويُصْبحُ كافِرًا". قال: يُصْبحُ مُحَرِّمًا لِدَمِ أخيهِ وعِرْضِه ومَالِه، ويُمْسِي مُسْتَحِلًّا لهُ، ويُمْسِي مُحَرِّمًا لِدَمِ أخيهِ وعِرْضِه ومَالِه، ويُصْبحُ مُسْتَحِلًّا لهُ
(2)
.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سعد بن سنان، وأخرجه أبو يعلى (4260)، والحاكم 4/ 438 - 439.
ويشهد له حديث أبي هريرة السالف (2341).
(2)
رجاله ثقات.
2345 -
حَدَّثَنا الحَسنُ بن عَليًّ الخَلَّالُ، حَدَّثَنا يَزِيدُ بن هارُونَ، أخْبرنا شُعبةُ، عن سِماكِ بن حَرْبٍ، عن عَلْقمةَ بن وَائلِ بن حُجْرٍ
عن أبيهِ، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرجُلٌ سَألهُ، فقال: أرَأيْتَ إنْ كانَ عَليْنا أُمَراءُ يَمْنعُونا حَقَّنا، ويَسْألُونا حَقَّهُمْ؟ فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اسْمَعُوا وأطِيعُوا، فَإنّما عَليْهِمْ ما حُمِّلُوا، وعَليْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
30 - باب ما جاء في الهَرْجِ
2346 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، حَدَّثَنا أبو مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن شَقِيقٍ
عن أبي موسى، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ من ورَائِكُمْ أيَّامًا يُرْفَعُ فِيها العِلمُ، ويَكْثُرُ فِيها الهَرْجُ". قالوا: يا رَسولَ اللهِ، ما الهَرْجُ؟ قال:"القَتْلُ"
(2)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وخَالدِ بن الوَليد، ومَعْقِلِ بنِ يَسارٍ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2347 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا حمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عن المُعَلَّى بن زِيادٍ، رَدَّهُ إلى مُعاويةَ بن قُرَّةَ
(1)
إسناده حسن، وأخرجه مسلم (1846).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (7062)، ومسلم (2672)، وابن ماجه (4051). وهو في "المسند"(3695) و (19497).
ردَّهُ إلى مَعْقِلِ بن يَسارٍ، رَدَّهُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"العِبادةُ في الهَرْجِ كهجرةٍ إليَّ"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ إنَّما نَعْرِفُه من حديثِ المعلَّى بن زياد.
31 - باب ما جاء في اتِّخاذِ سَيْفٍ من خَشبٍ في الفِتْنةِ
2348 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عن أيُّوبَ، عن أبي قِلابةَ، عن أبي أسْماءَ
عن ثَوْبانَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا وُضِعَ السَّيْفُ في أُمَّتي، لم يُرْفَعْ عَنْها إلى يَوْمِ القِيامةِ"
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
2349 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، أخبرنا إسماعيلُ بن إبراهيمَ، عن عَبد اللهِ بن عُبَيْدٍ، عن عُدَيْسةَ بِنْتِ أُهْبانَ بن صَيْفيٍّ الغِفاريَّ، قالت:
جَاءَ عَليُّ بن أبي طالبٍ إلى أبي، فدَعاهُ إلى الخُرُوجِ مَعهُ، فقال لهُ أبي: إنَّ خَلِيلي وابنَ عَمِّكَ عَهِدَ إليَّ إذا اخْتلفَ النَّاسُ أنْ أتَّخِذَ سَيْفًا من خَشَبٍ، فقد اتَّخذْتُهُ، فَإنْ شِئْتَ، خَرجْتُ بهِ مَعكَ! قالت: فَترَكهُ
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2948)، وابن ماجه (3985). وهو في "المسند"(120298) و"صحيح ابن حبان"(5957).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه ضمن حديث مطول أبو داود (4252)، وابن ماجه (3952). وهو في "المسند"(22395) و (22452).
(3)
إسناده حسن، وأخرجه ابن ماجه (3960). وهو في "المسند"(20671) =
وفي البابِ عن محمدِ بن مَسْلمةَ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ لا نَعْرِفُه إلَّا من حديثِ عَبد اللهِ بن عُبَيْدٍ.
2350 -
حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن عَبد الرحمنِ، حَدَّثَنا سَهْلُ بن حَمَّادٍ، حَدَّثَنا هَمَّامٌ، حَدَّثَنا محمدُ بن جُحادةَ، عن عَبد الرحمن بن ثَرْوانَ، عن هُزَيْلِ بن شُرَحْبيلَ
عن أبي موسى، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قال في الفِتْنةِ:"كَسِّرُوا فيها قِسِيَّكُمْ، وقَطِّعُوا فيها أوْتارَكُمْ، والْزَمُوا فِيها أجْوافَ بُيُوتِكُمْ، وكُونُوا كابن آدَمَ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
وعَبد الرحمنِ بنُ ثَرْوانَ هو: أبو قَيْسٍ الأوْدِيُّ.
32 - باب ما جاء في أشْراطِ السَّاعةِ
2351 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا النَّضْرُ بن شُمَيْلٍ، أخبرنا شُعبةُ، عن قَتادةَ
عن أنَسِ بن مَالكٍ، أنَّهُ قال: أُحَدِّثُكُمْ حَديثًا سَمِعتُهُ من رَسولِ الله
= و (20670).
(1)
أخرجه أحمد في "المسند"(16029) وفي سنده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، وحديثه حسن في المتابعات والشواهد.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن ثروان وأخرجه أبو داود (4259)، وابن ماجه (3961). وهو في "المسند"(19663).
وله شاهد من حديث أبي بكرة عند مسلم (2887)(13).
صلى الله عليه وسلم لا يُحدِّثُكُمْ أحدٌ بَعْدِي أنَّهُ سَمِعَهُ من رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إنَّ مِن أشْراطِ السَّاعةِ أنْ يُرْفَعَ العِلمُ، ويَظْهرَ الجَهلُ، ويَفْشوَ الزِّنى، وَتُشْربَ الخَمرُ، ويكْثُرَ النِّساءُ، ويَقلَّ الرِّجالُ حتَّى يكُونَ لِخَمْسينَ امرأةٍ قَيِّمٌ واحدٌ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي موسى، وأبي هُريرةَ.
هذا حديثُ حَسَنٌ صحيحٌ
(2)
.
2352 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا يحيى بن سَعيدٍ، عن سُفيانَ الثَّوْريِّ، عن الزُّبَيْرِ بن عَدِيٍّ، قال:
دَخَلْنا على أنسَ بن مَالكٍ، قال: فَشكَوْنا إلَيْهِ ما نَلْقى من الحَجَّاجِ، فقال: ما مِن عَامٍ إلَّا الَّذي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حتَّى تَلْقَوا ربَّكُمْ، سَمِعتُ هذا مِن نَبيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2353 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حدثني ابن أبي عَدِيٍّ، عن حُمَيْدٍ
عن أنَسٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تقُومُ السَّاعةُ حتَّى لا يُقالَ في الأرضِ: اللهُ اللهُ"
(4)
.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (80)، ومسلم (2671)، وابن ماجه (4045) وهو في "المسند"(11944)، و"صحيح ابن حبان"(6768).
(2)
بعد هذا في المطبوع: باب منه، وليس هو في أصولنا الخطية.
(3)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (7068). وهو في "المسند"(12162).
(4)
إسناده صحيح، وأخرجه مسلم (148). وهو في "المسند"(12043)، =
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
2354 -
حَدَّثَنا محمدُ بن المُثَنَّى، قَال: حَدَّثَنا خَالدُ بن الحارثِ، عن حُمَيْدٍ، عن أنَسٍ نَحوَهُ، ولم يَرْفعهُ.
وهذا أصَحُّ من الحديثِ الأوَّلِ
(1)
.
2355 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ بن سَعيدٍ، حَدَّثَنا عَبدُ العزِيزِ بن محمدِ، عن عَمْرِو بن أبي عَمْرٍو.
وحَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، أخْبرنا إسماعيلُ بن جَعْفرٍ، عن عَمرِو بن أبي عَمْرٍو، عن عَبد اللهِ - وهو ابن عَبد الرحمنِ - الأنْصارِيِّ الأشْهَليِّ
عن حُذَيفةَ بن اليَمانِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَقُومُ السَّاعةُ حتَّى يكُونَ أسْعدَ النَّاسِ بالدُّنْيا لُكَعُ بنُ لُكَعَ"
(2)
.
= و"صحيح ابن حبان"(6848) و (6849).
وقوله: "حتى لا يقال في الأرض: الله الله" أي: لا يبقى في الأرض مسلم يقول: لا إله إلا الله، كما جاء مفسرًا في رواية ابن حبان (6848).
وأخطأ من استنبط من المتأخرين من هذا الحديث مشروعية الذكر بالاسم المفرد، وذلك لأنه لم يُشرع في كتاب ولا سنة، ولا هو مأثور عن سلف الأمة، والذكر نوع من العبادة، فلا مجالَ للرأي فيه، ولأن الذكر ثناءٌ على الله سبحانه، وهو لا يكون إلا بجملة تامة يحسُنُ السكوتُ عليها مثل:"لا إله إلا الله"، ومثل:"سبحان الله والحمد لله"، ومثل:"لا حول ولا قوة إلا بالله" وما كان من هذه البابة من الأذكار المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم، والاسم وحده لا يحسنُ السكوت عليه، ولا هو جملةٌ تامة، ولا كلام مفيد، كما هو معلوم عند أهل العربية.
(1)
في المطبوع بعد هذا: "باب منه"، وليس هو في أصولنا الخطية.
(2)
حسن لغيره، وأخرجه أحمد في "المسند"(23303). =
هذا حديثٌ حَسَنٌ، إنَّما نَعْرِفُه من حديثِ عَمْرِو بن أبي عَمْرٍو.
2356 -
حَدَّثَنا وَاصِلُ بن عَبد الأعْلى الكوفيُّ، حَدَّثَنا محمدُ بن فُضَيْلٍ، عن أبيهِ، عن أبي حَازمٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَقِيءُ الأرضُ أفْلاذَ كَبِدِها أمْثالَ الأُسْطُوانِ من الذَّهبِ والفِضَّةِ، قال: فيجِيءُ السَّارقُ، فيقُولُ: في مِثْلِ هذا قُطِعَتْ يَدِي، ويَجيءُ القَاتلُ فيقُولُ: في هذا قتَلْتُ، ويَجِيءُ القَاطعُ، فَيقُولُ: في هذا قطَعْتُ رَحِمِي، ثُمَّ يَدَعُونَهُ، فلا يَأْخُذونَ مِنْهُ شَيْئًا"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ لا نَعْرِفُه إلَّا من هذا الوَجْهِ
(2)
.
= ويشهد له حديث أبي هريرة، وحديث أبي بردة بن نيار عند أحمد في "المسند"(8320 م) و (15837)، وإسناد حديث أبي بردة حسن. وانظر تتمة شواهده عند حديث أبي هريرة.
وقوله: لكع بن لكع، قال السندي: هو كزفر غير منصرف بالعدل والوصف، قيل: أراد به من لا يُعرف له أصل، ولا يُحمد له خلق، وهو لغة: العبد، ثم يُستعمل في اللئيم والصغير ونحو ذلك. ومعنى "أسعد الناس": أحظاهم وأطيبُهم عيشًا.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (1013). وهو في "صحيح ابن حبان"(6697).
قال النووي في "شرح مسلم" 7/ 98: قال ابن السكيت: الفِلْذ القطعة من كبد البعير، وقال غيره: هي القطعة من اللحم، ومعنى الحديث التشبيه، أي: تخرج ما في جوفها من القطع المدفونة فيها، والأسطوان: بضم الهمزة والطاء، وهو جمع أسطوانة، وهو السارية والعمود، وشبَّهه بالأسطوان لعِظمه وكثرته.
(2)
في المطبوع بعد هذا: "باب منه" وليس هو في أصولنا الخطية.
33 - باب
(1)
2357 -
حَدَّثَنا صَالحُ بن عَبد اللهِ التِّرمذيُّ، حَدَّثَنا الفَرَجُ بن فَضالةَ أبو فَضالةَ الشَّاميُّ، عن يحيى بن سَعيدٍ، عن محمدِ بن عَمْرِو بن علي
عن عَليِّ بن أبي طالبٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا فَعلَتْ أُمَّتِي خَمْسَ عَشْرةَ خَصْلةً حَلَّ بِها البَلاءُ". قيل: وَما هي يا رَسولَ الله؟ قال: "إذا كانَ المَغْنَمُ دُوَلًا، والأمانةُ مَغْنَمًا، والزَّكاةُ مَغْرَمًا، وأطاعَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ، وعَقَّ أُمَّهُ، وبَرَّ صَديقهُ، وجَفا أباهُ، وارْتَفعتِ الأصْواتُ في المساجدِ، وكانَ زَعِيمُ القَوْمِ أرْذَلَهُمْ، وأُكْرِمَ الرَّجُلُ مَخافةَ شَرِّهِ، وشُرِبَتِ الخمرُ، ولُبِسَ الحَريرُ، واتُّخِذَتِ القِيانُ والمَعازفُ، ولَعنَ آخِرُ هذه الأُمَّةِ أوَّلَها، فلْيَرْتَقبُوا عِنْدَ ذلكَ رِيحًا حَمْراءَ، أو خَسْفًا ومَسْخًا"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفُه من حديثِ عَليِّ إلَّا من هذا الوَجْهِ، ولا نَعْلمُ أحدًا رَواهُ عن يحيى بن سَعيدٍ الأنْصاريِّ غَيْرَ الفَرَجِ بنِ فَضَالةَ، وقد تكلَّمَ فيهِ بَعْضُ أهْلِ الحديثِ وضَعَّفهُ من قِبَلِ حِفْظِه، وقد روى عَنْهُ وَكِيعٌ وغَيْرُ وَاحدٍ من الأئمَّةِ.
2358 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، أخبرنا محمدُ بن يَزِيدَ، عن المُسْتَلِمِ بن
(1)
في المطبوع: باب ما جاء في علامة حلول المسخ والخسف، وليس هو في أصولنا الخطية.
(2)
إسناده ضعيف، لضعف الفرج بن فضالة وجهالة محمد بن عمرو بن علي. وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(472).
سَعيدٍ، عن رُمَيْحٍ الجُذاميِّ
عن أبي هُريرة، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا اتُّخِذَ الفَيْءُ دُوَلًا، والأمانةُ مَغْنمًا، والزَّكاةُ مَغْرَمًا، وتُعلَّمَ لِغَيْرِ الدِّينِ، وأطاعَ الرَّجُلُ امْرأتَهُ، وعَقَّ أُمَّهُ، وأدْنى صَديقَهُ، وأقْصى أباهُ، وظهرَتِ الأصْواتُ في المَساجدِ، وسَادَ القَبيلةَ فَاسِقُهُمْ، وكانَ زَعيمُ القَوْمِ أرْذَلَهُمْ، وأُكْرِمَ الرَّجُلُ مَخافةَ شَرِّهِ، وظَهرتِ القَيْناتُ وَالمعازِفُ، وشُرِبَتِ الخُمُورُ، ولَعنَ آخِرُ هذه الأُمَّةِ أوَّلَها، فلْيرْتَقِبُوا عِنْدَ ذلكَ رِيحًا حَمْراءَ، وزَلْزلةً، وخَسْفًا، ومَسْخًا، وقَذْفًا، وآياتٍ تَتابعُ كَنِظامٍ بالٍ قُطعَ سِلْكُه فَتَتابعَ"
(1)
.
وفي البابِ عن عَليًّ.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفُه إلَّا من هذا الوَجْهِ.
2359 -
حَدَّثَنا عَبَّادُ بن يَعْقُوبَ الكُوفيُّ، حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن عَبدِ القُدُّوسِ، عن الأعْمَشِ، عن هِلالِ بن يِسافٍ
عن عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"في هذه الأُمَّةِ خَسْفٌ ومَسْخٌ وقَذْفٌ"، فقال رَجُلٌ من المُسْلِمينَ: يا رَسولَ اللهِ، ومَتى ذلكَ؟ قال: "إذا ظَهَرتِ القِيَان والمَعازِفُ، وشُرِبَتِ
(1)
إسناده ضعيف، لجهالة رميح الجذامي.
وقوله: كنِظامٍ بالٍ قُطِعَ سِلْكُه. النظام: العقد من الجوهر والخَرَزِ ونحوهما، وسِلكُه: خيطه.
الخُمُورُ"
(1)
.
هذا حديثٌ غَريبٌ.
ورُوِي هذا الحديثُ عن الأعْمَشِ، عن عَبد الرحمنِ بن سَابِطٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
34 - باب ما جاء في قَولِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "بُعِثْتُ أنا وَالسَّاعةُ كَهاتَيْنِ" يَعْني السَّبَّابةَ والوُسْطَى
2360 -
حَدَّثَنا محمدُ بن عُمرَ بن هَيَّاجٍ الأسَديُّ الكُوفيُّ، قال: حَدَّثَنا يحيى بن عَبد الرحمنِ الأرْحَبيُّ، حَدَّثَنا عُبَيْدَةُ بن الأسْوَدِ، عن مُجالدٍ، عن قَيْسِ بن أبي حَازمٍ
عن المُسْتَوْرِدِ بن شَدَّادٍ الفِهْرِيِّ، رواه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"بُعِثْتُ في نَفَسِ السَّاعةِ، فَسَبقْتُها كَما سَبقَتْ هذه هذه". لأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابةِ والوُسْطى
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف، لضعف عبد الله بن عبد القدوس.
وفي الباب عن أبي مالك الأشعري عند أبي داود (3688)، وابن حبان (6758)، وإسناده ضعيف أيضًا.
(2)
إسناده ضعيف، لضعف مجالد بن سعيد.
وأخرجه الطبراني 20/ (724) و (732)، ولفظ الأولى منهما مثل رواية أنس التالية.
قوله: "في نَفَسِ الساعة": قال الحافظ في "الفتح" 11/ 349: بفتح الفاء، وهو كناية عن القرب، أي: بعثت عند تنفسها.
هذا حديثٌ غريبٌ من حديثِ المُسْتَورِدِ بن شَدَّادٍ، لا نَعْرِفُه إلَّا من هذا الوَجْهِ.
2361 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا أبو دَاوُدَ، أنبأنا شُعبةُ، عن قَتادةَ
عن أنَسٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "بُعِثْتُ أنا والسَّاعةُ كَهاتَيْنِ". وأشارَ أبو دَاوُدَ بالسَّبَّابةِ والوُسْطى، فَما فَضْلُ إحْداهُما على الأُخْرَى؟
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
35 - باب ما جاء في قِتالِ التُّرْكِ
2362 -
حَدَّثَنا سَعيدُ بن عَبد الرحمنِ المَخْزُوميُّ وعَبدُ الجَبَّارِ بن العلاءِ، قالا: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَعيدِ بن المُسَيّبِ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا تَقُومُ السَّاعةُ حتَّى تُقاتِلُوا قَوْمًا نِعالُهُمُ الشَّعَرُ، ولا تقُومُ السَّاعةُ حتَّى تُقاتِلُوا قَوْمًا كأنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (6504)، ومسلم (2951). وهو في "المسند"(12245)، و"صحيح ابن حبان"(6640).
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (2928)، ومسلم (2912)، وأبو داود (4303) و (4304)، وابن ماجه (4096) و (4097)، والنسائي 6/ 45. وهو في "المسند" (7263)، و"صحيح ابن حبان" (6743 - 6746).
والمجانُّ جمع مِجَن: وهو الترسُ، والمطرقة: التي أُلبست بطراق، وهو الجلد الذي يغشاه، أراد أنّهم عِراضُ الوجوه غِلاظُها.
وفي البابِ عن أبي بكْرٍ الصِّدِّيقِ، وبُريْدةَ، وأبي سَعيدٍ، وعَمْرِو بن تَغْلبَ، ومُعاويةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
36 - باب ما جاء إذا ذَهبَ كِسْرَى فلا كِسْرَى بَعْدَهُ
2363 -
حَدَّثَنا سَعيدُ بن عَبد الرحمنِ، حَدَّثَنا سُفيانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَعيدِ بن المُسَيّبِ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا هَلَكَ كِسْرى، فلا كِسْرى بَعْدَهُ، وإذا هَلكَ قَيْصَرُ، فلا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، والَّذِي نَفْسِي بِيدِهِ، لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُما في سَبيلِ اللهِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
37 - باب لا تَقُومُ السَّاعةُ حتَّى تَخْرُجَ نارٌ من قِبَلِ الحِجازِ
2364 -
أخبرنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، حَدَّثَنا حُسَيْنُ بن محمدٍ البَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنا شَيْبانُ، عن يحيى بنِ أبي كَثِيرٍ، عن أبي قِلابةَ، عن سَالمِ بن عَبد اللهِ بن عُمرَ
عن أبيهِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "سَتخْرُجُ نَارٌ من حَضْرَمَوْتَ، أو من بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ قَبْلَ يَوْمِ القِيامةِ تَحْشُرُ النَّاسَ". قَالُوا: يا
(1)
إسناد صحيح، وأخرجه البخاري (3027)، ومسلم (1740). وهو في "المسند"(7184)، و"صحيح ابن حبان"(6689).
رَسولَ اللهِ، فَما تأمُرُنا؟ قال:"عَليْكُمْ بالشَّامِ"
(1)
.
وفي البابِ عن حُذَيْفةَ بن أَسِيدٍ، وأنَسٍ، وأبي هُريرةَ، وأبي ذَرٍّ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ صحيحٌ من حديثِ ابن عُمرَ.
38 - باب ما جاء لا تَقُومُ السَّاعةُ حتَّى يَخْرُجَ كَذَّابُونَ
2365 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، أخْبرنا مَعْمَرٌ، عن هَمَّامِ بن مُنَبِّه
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَقُومُ السَّاعةُ حتَّى يَنْبَعِثَ كَذَّابُون دَجَّالُونَ قَريبٌ من ثَلاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أنَّهُ رَسولُ اللهِ"
(2)
.
وفي البابِ عن جَابرِ بن سَمُرةَ، وابن عُمرَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2366 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عن أيُّوبَ، عن أبي قِلابةَ، عن أبي أسْماءَ الرَّحَبِيِّ
عن ثَوْبانَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَقُومُ السَّاعةُ حتَّى تَلْحقَ قَبائِلُ مِن أُمَّتِي بِالمُشْرِكينَ، وحتَّى يَعْبُدوا الأوْثانَ، وإنَّهُ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (4536)، وصححه ابن حِبان (7305).
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (3609)، ومسلم ص 2240 (84)، وأبو داود (4333) و (4334). وهو في "المسند"(7228) و (8137)، و"صحيح ابن حبان"(6651).
سَيكُونُ في أُمَّتي ثَلاثُونَ كَذَّابُونَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أنَّهُ نَبيٌّ، وأنا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لا نَبيَّ بَعْدِي"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
39 - باب ما جاء في ثَقِيفٍ كَذَّابٌ ومُبِيرٌ
2367 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، أخبرنا الفَضْلُ بن موسى، عن شَرِيك، عن عَبد اللهِ بن عُصْمٍ
عن ابن عُمرَ، قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "في ثَقِيفٍ، كَذَّابٌ ومُبِيرٌ"
(2)
.
وفي البابِ عن أسْماءَ بِنْتِ أبي بَكْرٍ.
2368 -
حَدَّثَنا عَبد الرحمنِ بن وَاقِدٍ، أخبرنا شَرِيكٌ نَحوَهُ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من حديث ابن عمر، لا نَعْرِفُه إلَّا من حديثِ شَرِيكٍ.
وشَرِيكٌ يَقولُ: عَبد اللهِ بن عُصْمٍ، وإسرائيلُ يقولُ: عَبد اللهِ بن عِصْمةَ.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه أبو داود (4252)، وابن ماجه (3952). وهو في " المسند"(22394).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك وهو ابن عبد الله القاضي وأخرجه أحمد (4790). وسيتكرر برقم (3944).
ويشهد له حديث أسماء بنت أبي بكر الذي أشار إليه المصنف عند مسلم (2545)(229)، وهو في "المسند"(26967).
ويُقالُ: الكَذَّابُ: المُخْتارُ بن أبي عُبَيْدٍ، وَالمُبِيرُ: الحَجَّاجُ بن يُوسُفَ.
حَدَّثَنا أبو دَاوُدَ سُليْمانُ بن سَلْمٍ البَلْخيُّ، أخْبرنا النَّضْرُ بن شُمَيْلٍ، عن هِشامِ بن حَسَّانَ، قال: أحْصَوْا ما قَتلَ الحَجَّاجُ صَبْرًا، فَبلغَ مِئةَ ألْفٍ وَعِشْرِينَ ألْفَ قَتيل
(1)
.
40 - باب ما جاء في القَرْنِ الثَّالِثِ
2369 -
حَدَّثَنا وَاصلُ بنُ عَبد الأَعْلى، حَدَّثَنا محمدُ بن الفُضَيْلِ، عن الأعْمَشِ، عن عَليِّ بن مُدْرِكٍ، عن هِلالِ بن يِسافٍ
عن عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثم الذين يَلُونَهم، ثُمَّ يَأْتي من بَعْدِهِمْ قَوْمٌ يَتَسمَّنُونَ، ويُحِبُّونَ السِّمَنَ، يُعْطُونَ الشَّهادةَ قَبْلَ أنْ يُسْألُوها"
(2)
.
هكذا رَوَى محمدُ بن فُضَيلٍ هذا الحديثَ عن الأعْمَشِ، عن عَليَّ بن مُدْرِكٍ، عن هِلالِ بن يِسافٍ. ورَوَى غَيْرُ واحدٍ من الحُفّاظِ عن الأعْمَشِ، عن هِلالِ بن يِسافٍ ولم يَذْكُرُوا فيهِ عَليَّ بن مُدْرِكٍ.
2370 -
حَدَّثَنا الحُسينُ بن حُريْثٍ، حَدَّثَنا وَكِيعٌ، عن الأعْمَشِ، حَدَّثَنا هِلالُ بن يِسافٍ، عن عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم فذَكَرَ نَحوَهُ.
(1)
رجال الإسناد ثقات.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (19820)، وانظر تمام تخريجه فيه. وسيتكرر برقم (2454).
هذا أصَحُّ عِنْدِي مِن محمدِ بن فُضَيْلٍ، وقد رُوِي هذا الحديث من غَيْرِ وَجْهٍ عن عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
2371 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ بن سعيد، حَدَّثَنا أبو عَوانةَ، عن قَتادةَ، عن زُرَارةَ بن أوْفى
عن عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ أُمَّتي القَرْنُ الذين بُعِثْتُ فِيهمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - قال: ولا أعْلمُ أذَكَرَ الثَّالثَ أمْ لا - ثُمَّ يَنْشأُ أقْوامٌ يَشْهدُونَ ولا يُسْتَشْهدُونَ، ويَخُونُونَ ولا يُؤْتَمَنونَ، ويَفْشُو فِيهمُ السِّمَنُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
41 - باب ما جاء في الخُلفاءِ
2372 -
حَدَّثَنا أبو كُرَيْبٍ محمدُ بن العلاءِ، حَدَّثَنا عُمرُ بن عُبَيْدٍ الطَّنافِسيُّ، عن سِماكِ بن حَرْبٍ
عن جابرِ بن سَمُرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يكُونُ مِن بَعْدِي اثْنا عَشَرَ أمِيرًا". قال: ثُمَّ تكلَّمَ بِشَيْءٍ لم أفْهَمْهُ، فَسألْتُ الَّذِي يَلِيني، فقال: قال: "كلٌّ من قُرَيْشٍ"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (2651)، ومسلم (2535)، وأبو داود (4657)، والنسائي 7/ 17 - 18، وهو في "المسند"(19823)، "صحيح ابن حبان"(6729).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (7222)، ومسلم (1821)، وأبو داود (4279) و (4280) و (4281). وهو في "المسند"(20836)، و"صحيح ابن =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وقد رُوِيَ من غَيْرِ وَجْهٍ عن جَابرِ بن سَمُرةَ.
2373 -
حَدَّثَنا أبو كُريْبٍ، حَدَّثَنا عُمرُ بن عُبَيْدٍ، عن أبيهِ، عن أبي بكْرِ بن أبي موسى، عن جابرِ بن سَمُرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ هذا الحديث.
هذا حديثٌ غريبٌ يُسْتَغْرَبُ من حديثِ أبي بكْرِ بن أبي موسى، عن جابرِ بن سَمُرةَ.
وفي البابِ عن ابنِ مَسْعُودٍ، وعَبد اللهِ بن عَمْرٍو
(1)
2374 -
حَدَّثَنا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنا أبو دَاودَ، حَدَّثَنا حُمَيْدُ بن مهْرانَ، عن سَعْد بنِ أوْسٍ، عن زيادِ بن كُسَيْبٍ العَدَويّ، قال:
كُنْتُ مع أبي بَكْرَةَ تَحْتَ مِنْبرِ ابنِ عَامرٍ وهو يَخْطُبُ، وعَلَيْهِ ثِيابٌ رِقاقٌ، فقال أبو بلال: انْظُرُوا إلى أميرنا يَلْبَسُ ثِيابَ الفُسَّاقِ. فقال أبو بَكْرَةَ: اسْكُتْ، سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ:"من أهانَ سُلْطانَ اللهِ في الأرْضِ، أهانَهُ اللهُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
= حبان" (6662).
(1)
في المطبوع بعد هذا: "باب" وليس هو شيء من أصولنا الخطية.
(2)
إسناد ضعيف، سعد بن أوس ضعفه ابن معين، وزياد بن كسيب لم يوثقه غير ابن حبان. وأخرجه أحمد (20433).
42 - باب ما جاء في الخِلافةِ
2375 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، حَدَّثَنا سُرَيجُ بن النُّعْمانِ، حَدَّثَنا حَشْرجُ بن نُباتةَ، عن سَعيدِ بن جُمْهانَ، قَال: حَدَّثَني سَفِينةُ، قال:
قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الخِلافةُ في أُمَّتي ثَلاثُونَ سَنةً، ثُمَّ مُلْكٌ بَعْدَ ذلك". ثُمَّ قال لِي سَفِينةُ: أمْسِكْ خِلافةَ أبي بكْرٍ، ثم قال: وخِلافةَ عُمرَ وخِلافةَ عُثْمانَ، ثُمَّ قال: أمْسِكْ خِلافةَ عليٍّ. فَوجَدْناها ثَلاثِينَ سَنةً، قال سَعيدٌ: فَقُلْتُ لهُ: إنَّ بَني أُميَّةَ يَزْعُمُونَ أنَّ الخِلافةَ فِيهمْ؟ قال: كَذَبُوا بَنُو الزَّرْقاءِ، بَلْ هُمْ مُلُوكٌ من شَرِّ المُلُوكِ
(1)
.
وفي البابِ عن عُمر، وعَليٍّ، قالا: لم يَعْهدِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الخِلافةِ شَيْئًا.
هذا حديثٌ حَسَنٌ، قد رَواهُ غَيْرُ وَاحدٍ عن سَعيدِ بن جُمْهانَ وَلا نَعْرِفُه إلَّا من حديثِه.
2376 -
حَدَّثَنا يحيى بن موسى، حَدَّثَنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، قال: أخْبرنا
(1)
إسناده حسن، وأخرجه أبو داود (4646) و (4647)، والنسائي في "الكبرى"(8155)، وهو في "المسند"(21919)، و"صحيح ابن حبان"(6657) و (6943).
قوله: "كذبوا بنو الزرقاء" الجادة: كذب بنو الزرقاء، وما هنا يخرج على مذهب بني الحارث بن كعب أن الفعل إذا أسند إلى ظاهر مثنى أو مجموع أتي فيه بعلامة تدل على التثنية والجمع، فتقول قاما الزيدان، وقاموا الزيدون وقمن الهندات فتكون هذه الحروف تدل على التثنية والجمع والاسم الذي بعد المذكور مرفوع به.
مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَالمِ بن عَبد اللهِ بن عُمرَ
عن أبيهِ، قال: قيل لِعُمَرَ بن الخَطَّابِ: لو اسْتَخْلفْتَ، قال: إنْ أسْتَخْلِفْ، فقد اسْتَخْلَفَ أبو بكْرٍ، وإنْ لم أسْتَخْلِفْ لم يَسْتَخْلِفْ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
. وفي الحديث قصة.
هذا حديث صحيح، قد رُوي من غير وجه عن ابن عمر.
43 - باب ما جاء أنَّ الخُلفاءَ من قُرَيْشٍ إلى أنْ تَقُومَ السَّاعةُ
2377 -
حَدَّثَنا حُسينُ بن محمدٍ البَصْرِيُّ، حَدَّثَنا خَالدُ بن الحارثِ، حَدَّثَنا شُعبةُ، عن حَبِيبِ بنِ الزُّبَيْرِ، قال: سَمِعتُ عَبدَ اللهِ بن أبي الهُذَيْلِ يقولُ:
كانَ ناسٌ من رَبِيعةَ عِنْدَ عَمْرِو بن العَاصِ، فقال رَجُلٌ من بكْرِ بنِ وَائِلٍ: لَتَنْتَهِيَنَّ قُرَيْشٌ، أوْ لَيَجْعَلَنَّ اللهُ هذا الأمْرَ في جُمْهُورٍ مِن العرَبِ غَيْرِهمْ. فقال عَمْرُو بن العَاصِ: كَذَبْتَ، سَمِعتُ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقولُ:"قُرَيْشٌ وُلاةُ النَّاسِ في الخَيْرِ والشرِّ إلى يَوْمِ القِيامةِ"
(2)
.
وفي الباب عن ابن عمر، وابن مَسْعُودٍ، وجَابرٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ
(3)
.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (7218)، ومسلم (1823)، وأبو داود (2939). وهو في "المسند"(299)، و"صحيح ابن حبان"(4478).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (17808).
(3)
في المطبوع بعد هذا: "باب" وليس هو في أصولنا الخطية.
2378 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ العبديُّ، حَدَّثَنا أبو بكْرٍ الحَنَفيُّ، عن عَبد الحميدِ بن جَعْفرٍ، عن عُمرَ بن الحَكمِ، قال:
سَمِعتُ أبا هُريرةَ يَقولُ: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَذْهبُ اللّيْلُ والنّهارُ حتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ من المَوالي يُقالُ لهُ: جَهْجَاهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
44 - باب في الأئِمَّةِ المُضلِّينَ
2379 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عن أيُّوبَ، عن أبي قِلابةَ، عن أبي أسْماءَ
عن ثَوْبانَ، قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنّما أخَافُ على أُمَّتي أئمةً مُضِلِّينَ. قال: وقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَزالُ طَائفةٌ من أُمَّتي على الحَقَّ ظاهِرينَ، لا يَضرُّهُمْ من خَذَلهم حتَّى يَأْتِيَ أمْرُ اللهِ"
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ
(3)
.
(1)
إسناده قوي، وأخرجه مسلم (2911). وهو في "المسند"(8364).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا مسلم (1920)، وأبو داود (4252)، وابن ماجه (10) و (3952). وهو في "المسند"(22394).
(3)
جاء بعد هذا في المطبوع: سمعت محمد بن إسماعيل: سمعت عليَّ ابن المديني يقول، وذكر هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق" فقال علي: هم أهل الحديث. ولم ترد هذه العبارة في أصولنا الخطية.
45 - باب ما جاء في المَهْديَّ
2380 -
حَدَّثَنا عُبَيْدُ بن أسْباطَ بن محمدٍ القُرشِيُّ، حَدَّثَني أبي، حَدَّثَنا سُفيانُ الثَّوْريُّ، عن عَاصمِ بن بَهْدَلةَ، عن زِرٍّ
عن عَبد اللهِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَذْهبُ الدُّنْيا حتَّى يَمْلِكَ العرَبَ رَجُلٌ من أهْلِ بَيْتي يُواطِئُ اسْمُه اسْمي"
(1)
.
وفي البابِ عن عَليٍّ، وأبي سَعيدٍ، وأمِّ سَلمةَ، وأبي هُريرةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2381 -
حَدَّثَنا عَبد الجَبَّارِ بن العَلاءِ العَطَّارُ، حَدَّثَنا سُفيانُ بن عُيينةَ، عن عَاصمٍ، عن زِرٍّ
عن عَبد اللهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"يَلي رَجُلٌ من أهْلِ بَيْتي يُواطِئُ اسْمُهُ اسْمي"
(2)
.
قال عاصمٌ: وأخبرنا أبو صالحٍ، عن أبي هُريرةَ، قال:"لَو لم يَبْقَ من الدُّنْيا إلَّا يَوْمٌ لَطوَّلَ اللهُ ذلكَ اليَوْمَ حتَّى يَليَ"
(3)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
(1)
إسناده حسن، وأخرجه أبو داود (4282). وهو في "المسند"(3571)، و"صحيح ابن حبان"(5954) و (6824) و (6825).
(2)
إسناده حسن، وانظر ما قبله.
(3)
إسناده حسن، وهو في "صحيح ابن حبان"(5953) مرفوع وأخرجه بنحوه مرفوعًا ابنُ ماجه (2779) بسند ضعيف عن أبي صالح.
46 - باب
2382 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا محمدُ بن جَعْفرٍ، حَدَّثَنا شُعبةُ، قال: سَمِعتُ زَيْدًا العَمِّيَّ، قال: سَمِعتُ أبا الصِّدِّيقِ النَّاجِيَّ يُحدِّثُ
عن أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ، قال: خَشِينا أنْ يكُونَ بَعْدَ نَبِيِّنا حَدَثٌ، فَسألْنا نَبيَّ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"إنَّ في أُمَّتي المَهْدِيَّ يخْرُجُ يَعِيشُ خَمْسًا أو سَبْعًا أو تِسعًا" - زيْدٌ الشَّاكُّ - قال: قُلْنا: وما ذاكَ؟ قال: "سِنينَ". قال: "فَيَجِيءُ إلَيْهِ الرَّجُلُ فَيقولُ: يا مَهْدِيَّ: أعْطِني أَعْطِني. قال: فيَحْثِي لهُ في ثَوْبهِ مَا اسْتَطاعَ أنْ يَحْمِلَهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ. وقد رُوِي من غَيْرِ وَجْهٍ عن أبي سَعيدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وأبو الصِّدِّيق النَّاجِيُّ اسْمهُ: بكْرُ بن عَمْرٍو، ويُقالُ: بكْرُ بن قَيْسٍ.
47 - باب ما جاء في نُزُولِ عيسى ابن مَرْيمَ
2383 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا اللَّيْثُ بن سَعْدٍ، عن ابن شِهابٍ، عن سَعيدِ بن المُسَيّبِ
(1)
إسناده ضعيف، زيد العمي ضعيف، وأخرجه ابن ماجه (4083). وهو في "المسند"(11163).
وأخرج أبو داود (4285) من طريق أبي نضرة، عن أبي سعيد رفعه:"المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا، كما ملئت ظلمًا وجورًا ويملك سبع سنين". وإسناده حسن.
وانظر تتمة تخريجه في "المسند".
عن أبي هُريرةَ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"والَّذِي نَفْسِي بِيدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أنْ يَنْزلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيمَ حَكَمًا مُقسِطًا، فَيكْسرُ الصَّلِيبَ، ويَقْتلُ الخِنْزيرَ، ويَضَعُ الجِزْيةَ، ويَفيضُ المالُ حتَّى لا يَقْبلَهُ أحدٌ"
(1)
.
هذا حَديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
48 - باب ما جاء في الدَّجَّالِ
2384 -
حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن مُعاويةَ الجُمَحيُّ، قال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بن سَلمةَ، عن خَالدٍ الحَذَّاءِ، عن عَبد اللهِ بن شَقِيقٍ، عن عَبد اللهِ بن سُرَاقةَ
عن أبي عُبَيْدةَ بن الجَرَّاحِ، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "إنَّهُ لم يكُنْ نَبيٌّ بَعْدَ نُوحٍ إلَّا أنْذَرَ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ، وإنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ". فَوصَفَهُ لَنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال:"لَعلَّهُ سَيُدْركُه بَعْضُ من رَآني أو سَمِعَ كَلامي". قالُوا: يا رَسولَ الله، فَكيفَ قُلُوبُنا يَوْمئذٍ؟ قال:"مِثْلُها، يَعْني اليَوْمَ، أو خَيْرٌ"
(2)
.
وفي الباب عن عَبد اللهِ بنِ بُسْرٍ، وعبد الله بن الحارث بن جُزَيٍّ، وعَبد اللهِ بن مُغَفَّلٍ، وأبي هُريرةَ.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (2222)، ومسلم (155)، وابن ماجه (4078). وهو في "المسند"(7269)، و"صحيح ابن حبان"(4816) و (4818).
(2)
إسناده ضعيف، عبد الله بن سراقة لم يرو عنه غير عبد الله بن شقيق، وقال البخاري: لا يعرف له سماع من أبي عُبيدةَ.
وأخرجه أبو داود (4756). وهو في "المسند"(1693)، و"صحيح ابن حبان" (6778). قال ابن كثير في "النهاية": لكن في إسناده غرابة، ولعل هذا كان قبل أن يُبيَّن له صلى الله عليه وسلم من أمر الدجال ما بُيِّنَ في ثاني الحال.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من حديثِ أبي عُبَيْدةَ بن الجَرَّاحِ، لا نَعْرِفُه إلَّا من حديثِ خَالدٍ الحَذَّاءِ.
وأبو عُبيدةَ بنُ الجرَّاح: اسمه عامر بن عبد الله بن الجرَّاح
(1)
.
2385 -
حَدَّثَنا عَبدُ بن حُمَيْدٍ، حدثنا عَبدُ الرزَّاقِ، أخْبرنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَالمٍ
عن ابن عُمرَ، قال: قَامَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم في النَّاسِ، فأثْنى على اللهِ بما هو أهْلُه، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ، فقال:"إنِّي لأُنْذِرُكُموهُ، وَما من نَبيٍّ إلَّا وقد أنْذَرَ قَوْمَهُ، ولقد أنْذَرهُ نُوحٌ قَوْمَهُ، ولكن سَأقُولُ فيهِ قَوْلًا لم يَقُلْه نبَيٌّ لِقَوْمِه: تَعْلمُونَ أنَّهُ أعْورُ، وإنَّ اللهَ لَيْسَ بأَعْوَرَ"
(2)
.
قال الزُّهْريُّ: فَأخْبرني عُمرُ بنُ ثَابتٍ الأنْصارِيُّ أنَّهُ أخْبرَهُ بَعْضُ أصْحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال يَوْمَئذٍ لِلنَّاسِ وهو يُحذِّرُهُمْ فِتْنَتهُ:"تَعْلمُونَ أنَّهُ لن يَرَى أحدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ حتَّى يَمُوتَ، وإنَّهُ مَكتُوبٌ بَيْنَ عَيْنيهِ: كَافِرٌ، يَقْرؤُهُ من كَرِهَ عَملَهُ"
(3)
.
(1)
جاء بعد هذا في المطبوع: " باب ما جاء في علامة الدجال" وليس هو في أصولنا الخطية.
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (3057)، ومسلم (169) وص 2247 وأبو داود (4757). وهو في "المسند"(4743) و (4804)، و"صحيح ابن حبان"(6785). وسيأتي برقم (2391).
(3)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2930)(169) ص 2245، وهو في "المسند"(23672).
هذا حديثٌ صحيحٌ.
2386 -
حَدَّثَنا عَبْدُ بن حُمَيْدٍ، حَدَّثَنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، حدثنا مَعْمرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَالمٍ
عن ابن عُمرَ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"تُقاتِلُكُمْ اليَهُودُ، فَتُسلَّطُونَ عَليْهمْ حتَّى يَقولَ الحَجرُ: يا مُسْلمُ، هذا يهوديٌّ وَرَائي فاقْتُلْهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
49 - باب من أيْنَ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ
2387 -
حَدَّثَنا بندار وأحمدُ بن مَنِيعٍ، قَالا: حَدَّثَنا رَوْحُ بن عُبادةَ، حَدَّثَنا سَعيدُ بن أبي عَرُوبةَ، عن أبي التَّيَّاحِ، عن المُغِيرَةِ بن سُبَيْعٍ، عن عَمْرِو بن حُرَيْثٍ
عن أبي بكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَال: حَدَّثَنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال:"الدَّجَّالُ يَخْرُجُ من أرْضٍ بالمَشْرِقِ يُقالُ لَها: خُراسانُ، يَتْبَعُةُ أقْوامٌ كأنَّ وُجُوهَهُمُ المَجانُّ المُطْرَقَةُ"
(2)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وعَائشةَ.
وهذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ، وقد رَوَاهُ عَبد اللهِ بن شَوْذَبٍ، عن
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2925)، ومسلم (2921). وهو في "المسند"(6032)، و"صحيح ابن حبان"(6806).
(2)
حديث حسن، وأخرجه ابن ماجه (4072). وهو في "المسند"(12).
أبي التَّيَّاحِ، ولا يُعرف إلَّا من حديثِ أبي التَّيَّاحِ.
50 - باب ما جاء في عَلاماتِ خُرُوجِ الدَّجَّالِ
2388 -
حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن عَبد الرحمنِ، أخْبرنا الحَكَمُ بن المُبارَكِ، حَدَّثَنا الوَليدُ بن مُسْلمٍ، عن أبي بكْرِ بن أبي مَرْيمَ، عن الوَليدِ بن سُفيانَ، عن يَزِيدَ بن قُطَيْبٍ السَّكُونيِّ، عن أبي بَحْرِيّةَ صَاحبِ مُعاذ
عن مُعاذ بن جَبَلٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"المَلْحمةُ العُظْمى، وفَتْحُ القُسْطَنْطينيَّةِ، وخُرُوجُ الدَّجَّالِ في سَبْعَةِ أشْهُر"
(1)
.
وفي البابِ عن الصَّعْبِ بن جَثَّامةَ، وعَبد اللهِ بن بُسْرٍ، وعَبد اللهِ بن مَسْعُودٍ، وأبي سَعيدٍ الخُدْرِيِّ.
هذا حديثٌ حسن، لا نَعْرِفُه إلَّا من هذا الوَجْهِ.
2389 -
حَدَّثَنا محمودُ بنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنا أبو دَاوُدَ، عن شُعبةَ، عن يحيى بن سَعيدٍ
عن أنَسِ بن مَالكٍ، قال: فَتْحُ القُسْطَنْطِينيَّة مَعَ قِيامِ السَّاعةِ
(2)
(1)
إسناده ضعيف، الوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن، وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف، ويزيد بن قطيب السَّكُوني مجهول الحال.
وأخرجه أبو داود (4295)، وابن ماجه (4092). وهو في "المسند"(22046).
(2)
رجاله ثقات، لكنه موقوف على أنس، وقد تم فتح القسطنطينية سنة (1453 م) على يد السلطان العثماني محمد الفاتح رحمه الله.
وقول محمود بن غيلان: إنها تفتح عند خروج الدجال ليس بشيءٍ، وقوله قد فتحت في زمان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خطأ. فقد أغزى معاوية ابنه يزيد سنة =
قال محمودٌ: هذا حديثٌ غريبٌ، والقُسْطَنطينيَّةُ هي مَدينةُ الرُّومِ تُفْتَحُ عِنْدَ خُروجِ الدَّجَّالِ، والقُسْطَنْطينيَّةُ قد فُتِحَتْ في زَمانِ بَعْضِ أصْحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
51 - باب ما جاء في فِتْنةِ الدَّجَّالِ
2390 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، أخْبرنا الوَليدُ بن مُسْلمٍ وعَبدُ الله بن عَبد الرحمنِ بن يَزِيدَ بن جَابرٍ - دَخلَ حديثُ أحَدِهما في حديثِ الآخَرِ - عن عَبد الرحمنِ بن يَزِيدَ بن جَابرٍ، عن يحيى بن جَابرٍ الطَّائيِّ، عن عَبد الرحمنِ بن جُبَيْرٍ، عن أبيهِ جُبَيْرِ بن نُفيرٍ
عن النَّوَّاسِ بن سَمْعانَ الكِلابيِّ، قال: ذَكَرَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الدَّجَّالَ ذَاتَ غَداةٍ، فَخفَّضَ فيهِ ورَفَّعَ
(1)
حتَّى ظَننَّاهُ في طَائفةِ النَّخْلِ، قال: فَانْصرَفْنا من عِنْدِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رُحنا إلَيْهِ فَعرَفَ ذلك فِينا، فقال:"ما شَأْنُكُمْ"؟ قال: قُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، ذَكَرْتَ
= اثنتين وخمسين في جماعة من الصحابة في البر والبحر حتى حاذوا القسطنطينية، وقاتلوا أهلها على أسوارها، وتوفي في هذه الغزاة أبو أيوب الأنصاري، ودفن بالقرب من القسطنطينية (استنبول).
(1)
في هامش (ل): أي عظم فتنته ورفع قدرها، ثم وَهَّن أمره وقدره وهَوَّنه، وقيل: أراد إنه رفع صوته وخفضه في اقتصاص أمره.
وقال السندي: قوله: "فخفض فيه ورفع" المشهور تخفيف الفاء في خفض ررفع، وروي تشديدها فيهما على التضعيف والتكثير، والمعنى: أي: بالغ في تقريبه واستعمل فيه كل فنّ من خفض ورفع حتى ظنناه لغاية المبالغة في تقريبه، أنه في طائفة من نخل المدينة.
الدَّجَّالَ الغَدَاةَ فَخفّضْتَ ورَفّعْتَ حتَّى ظَنَنَّاهُ في طائِفةِ النَّخْلِ. قال: "غَيْرُ الدَّجَّالِ أخْوفُ لِي
(1)
عَليكُمْ، إنْ يَخْرُجْ وأنا فِيكُمْ، فأنا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وإنْ يَخْرُجْ ولَسْتُ فِيكُمْ، فامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِه، واللهُ خَلِيفَتي على كُلِّ مُسْلمٍ، إنَّهُ شابٌّ قَطَطٌ عَيْنُه قائمة
(2)
شَبِيهٌ بِعَبْدِ العُزَّى بن قَطَنٍ، فَمَنْ رَآهُ مِنْكُمْ، فَلْيقرَأْ فَواتِحَ سُورةِ أصْحابِ الكَهْفِ".
قال: "يَخْرُجُ ما بَيْنَ الشَّامِ والعِراقِ، فَعاثَ يَمِينًا وشِمالًا، يا عِبادَ اللهِ البَثوا
(3)
. قُلْنا: يا رَسولَ اللهِ وما لَبْثُه في الأرْضِ؟ قال: "أرْبَعِينَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنةٍ، ويَوْمٌ كَشْهرٍ، ويَوْمٌ كَجُمُعةٍ، وسَائرُ أيَّامِه كأيَّامِكُمْ". قال: قُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، أرَأيْتَ اليَوْمَ الَّذِي كالسَّنةِ أتكْفِينا فيهِ صَلاةُ يَوْمٍ؟ قال:"لا، وَلكنِ اقْدُرُوا لهُ".
قلْنا: يا رَسولَ الله، فَما سُرْعَتُه في الأرْضِ؟ قال: "كالغَيْثِ اسْتَدْبَرتْهُ الرِّيحُ، فَيأْتِي القَوْمَ فَيدْعُوهُمْ فَيُكذِّبُونَهُ، ويَرُدُّونَ عَليْهِ قَوْلَهُ، فَينْصرِفُ عَنهُمْ، فَتَتبعُه أمْوالُهُمْ، فَيُصْبحُونَ لَيْسَ بأيْدِيهِمْ
(1)
في "صحيح مسلم": "أخْوفُني عليكم"، وفي "المسند":"أخْوفُ مني عليكم".
(2)
في هامش (ل): أي: باقية في موضعها صحيحة، وإنما ذهب نظَرُها وإِبْصارُها. وفي "صحيح مسلم" و"المسند":"طافئة"، بهمز، أي: لا نور لها، قال السندي: أو بلا همز، مرتفعة عن محلها.
(3)
في "صحيح مسلم" و"المسند": "اثبتوا"، قال ابن العربي: هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم تثبيتًا للخَلْق، وقال القرطبي: اثبتوا، أي: على الإسلام يُحذِّرهم من فتنته.
شَيْءٌ، ثُمَّ يَأْتِي القَوْمَ فَيدْعُوهُم، فَيسْتَجِيبُونَ لهُ ويُصدِّقُونَهُ، فَيأْمُرُ السَّماءَ أن تُمْطرَ فَتُمْطرُ، ويَأمُرُ الأرْضَ أنْ تُنْبِتَ فَتُنْبتُ، فَترُوحُ عَليْهِم سَارِحَتُهمْ
(1)
كأطْوَلِ ما كَانَتْ ذُرًا، وأمَدِّهِ خَواصِر، وأدَرِّهِ ضُرُوعًا".
قال: "ثُمَّ يأتِي الخَرِبةَ
(2)
فَيقُولُ لَها: أخْرِجِي كُنُوزَكِ، فَينْصرِفُ مِنْها، فَيتْبَعُهُ كَيَعاسِيبِ النَّحْلِ
(3)
، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا شابًّا مُمْتَلِئًا شَبابًا، فَيضْرِبُهُ بالسَّيْفِ، فَيقْطَعُهُ جِزْلَتينِ
(4)
ثُمَّ يَدْعُوهُ فيُقْبِلَ يَتهلّلُ وَجْهُهُ يَضْحكُ، فَبيْنما هو كذلكَ إذْ هَبَطَ عيسى ابنُ مَرْيمَ بِشَرْقِيِّ دِمَشْقَ عِنْدَ المنارةِ البَيْضاءِ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ
(5)
وَاضِعًا يَديْهِ على أجْنحَةِ مَلَكيْنِ إذا طَأْطَأ رَأْسَهُ قَطَرَ، وإذا رَفَعهُ، تحدَّرَ مِنْهُ جُمَّانٌ كاللُّؤْلُؤِ". قال:"وَلا يَجدُ رِيحَ نَفَسهِ - يَعْني - أحدٌ إلا مَاتَ، وَرِيحُ نَفَسَهِ مُنْتهى بَصرِهِ". قال: "فَيطْلُبهُ حتَّى يُدْرِكَهُ بِبابِ لُدٍّ فيَقْتُلَهُ". قال: "فَيلْبَثُ كذلكَ ما شَاءَ اللهُ". "ثُمَّ يُوحِي اللهُ إلَيْهِ أنْ
(1)
أي: ماشيتهم. و"ذُرًا": بضم الذال المعجمة جمع ذروة، وهو أعلى سنام البعير.
(2)
أي: الأرض الخَراب.
(3)
جمع يعسوب، وهو أمير النحل، أي: تظهر له وتجتمع عنده كما تجتمع النحل على يعاسيبها.
(4)
أي: قطعتين.
(5)
أي: بين حلتين شبيهتين بالمصبوغ بالهُرْد، والثوب المهْرُود: الذي يُصبغ بالوَرْس ثم بالزعفران، فيجيء لونه مثل لون زهرة الحَوْذانة.
حرِّز
(1)
عِبادِيَ إلى الطُّورِ، فَإنِّي قد أنْزَلْتُ عِبادًا لِي لا يَدَ لأحدٍ
(2)
بقِتالِهِمْ".
قال: "ويَبْعثُ اللهُ يَأْجُوجَ ومَأجُوجَ وَهُمْ كَما قال اللهُ: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96] قال: "فيمُرُّ أوَّلُهمْ ببُحَيْرةِ الطَّبَريّةِ، فَيشْربُ ما فِيها، ثُمَّ يَمُرُّ بِها آخِرُهُمْ فَيقُولُونَ: لقد كَانَ بهذه مَرّةً مَاءٌ، ثُمَّ يَسِيرُونَ حتَّى يَنْتَهُوا إلى جَبلِ بَيْتِ المقدسِ، فَيقُولُونَ: لقد قَتلْنا مَنْ في الأرْضِ، فَهَلُمَّ فَلْنَقْتُلْ مَنْ في السَّماءِ، فَيرْمُونَ بِنُشّابِهِمْ إلى السَّماءِ فَيرُدُّ اللهُ عَليْهمْ نُشّابَهُمْ مُحْمرًّا دَمًا، ويُحاصَرُ عيسى ابن مَرْيمَ وَأصْحابهُ حتَّى يكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ يَوْمئذٍ خَيْرًا لأحَدِهِمْ من مئةِ دِينارٍ لأحَدِكُمُ اليَوْمَ، قال فَيرْغَبُ عيسى ابنُ مَرْيمَ إلى اللهِ وأصْحابُه"، قال: فَيُرْسِلُ اللهُ عَليْهم النَّغَفَ
(3)
في رِقابِهم، فَيُصْبِحُونَ فَرْسى
(4)
مَوْتى كَموْتِ نَفْسٍ وَاحدَةٍ، قال: ويَهْبِطُ عيسى وأصْحابُهُ، فَلا يَجدُ مَوْضِعَ شِبْرٍ إلَّا وقد مَلأتْهُ
(1)
في هامش (ل): أي: ضُمَّهم إليه، واجعله لهم حِرْزًا، ويُروى: حَوِّز بالواو بدل الراء المهملة، من التحيُّز، وروي: جوِّز بالجيم والواو والزاي المعجمة من جاز، وروي: حَدَّر بمهملات، من حدرتُ الشيء فانحدر، سيوطي.
(2)
أي: لا طاقة ولا قدرة، وعند مسلم وغيره:"لا يدان لأحد"، بالتثنية، ومعنى التثنية: تضعيف القوة، لأن المباشرة والدفاع إنما يكون باليد، فكأن يديه معدومتان لعجزه عن الدفع.
(3)
دودٌ يكون في أنوف الإبل والغنم.
(4)
أي: قتلى، من فَرَسَ الذئبُ الشاةَ وافترسها، إذا قتلَها.
زَهْمتُهمْ ونَتنُهمْ ودِماؤُهُمْ، قال: فَيرْغَبُ عيسى إلى اللهِ وأصْحابُهُ، قال: فيُرْسِلُ اللهُ عَليْهِمْ طَيْرًا كَأعْناقِ البُخْتِ، فَتحْمِلُهُمْ فَتطْرحُهمْ بالمَهْبِلِ
(1)
، ويَسْتوْقِدُ المُسْلِمُونَ من قِسِيِّهمْ وَنُشَّابِهمْ وَجِعابِهمْ سَبْعَ سِنينَ، ويُرْسلُ اللهُ عَليْهمْ مَطرًا لا يكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ وَبَرٍ ولا مَدَرٍ، فَيَغْسلُ الأرْضَ فَيتْرُكُها كالزَّلَفةِ"
(2)
. قال: "ثُمَّ يُقالُ لِلأرْضِ: أخْرِجي ثَمرَتَكِ وَرُدِّي بَركَتَكِ، فَيوْمئذٍ تأكُلُ العِصابةُ الرُّمَّانةَ"، ويَسْتظِلُّونَ بقحْفها
(3)
، وَيُباركُ في الرِّسْلِ حتَّى إنَّ الفِئامَ من النَّاسِ ليكْتَفُونَ باللِّقْحةِ
(4)
من الإبلِ، وَإنَّ القَبيلةَ لَيكْتفُونَ باللِّقْحةِ من البَقَرِ، وإنَّ الفَخِذَ ليكْتفُونَ باللِّقْحةِ من الغَنمِ، فَبيْنَما هُمْ كذلكَ إذْ بَعثَ اللهُ ريحًا، فَقبضَتْ رُوحَ كُلَّ مُؤْمنٍ، ويَبْقى سَائرُ النَّاسِ يَتهارَجُونَ
(5)
كما يَتهارجُ الحُمُرُ، فَعلَيْهمْ تَقُومُ السَّاعةُ"
(6)
.
(1)
قال في "النهاية": هو الهوَّة الذاهبة في الأرض.
(2)
قال ابن الأثير: الزلفة بالتحريك، وجمعها زَلَف: مصانع الماء، أراد أن المطر يُغَدِّر في الأرض، فتصير كأنها مَصْنعة من مصانع الماء.
(3)
أي: بقشرها.
(4)
بفتح اللام وكسرها: الناقة القريبة العهد بالنتاج.
(5)
أي: يتسافدون.
(6)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2937)، وأبو داود (4321)، وابن ماجه (4075)، والنسائي في "الكبرى"(8024)(10783). وهو في "المسند"(17629). وروايتا النسائي مختصرتان.
قلنا: وقوله في الحديث: "فيأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تُنبت فتُنبت" وغير ذلك مما جاء في الحديث، فليس هو من الحقيقة في شيء، =
هذا حديثٌ غريبٌ حَسَنٌ صحيحٌ، لا نَعْرِفُه إلَّا من حديثِ عَبد الرحمنِ بن يَزِيدَ بن جَابرٍ.
52 - باب ما جاء في صِفةِ الدَّجَّالِ
2391 -
حَدَّثَنا محمدُ بن عَبدِ الأعْلى الصَّنْعانيُّ، حَدَّثَنا المُعْتِمرُ بن سُليْمانَ، عن عُبَيْدِ اللهِ بن عُمرَ، عن نافعٍ
عن ابن عُمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّهُ سُئلَ عن الدَّجَّالِ، فقال:"ألا إنَّ ربَّكُمْ لَيْسَ بِأعْورَ، ألا وإنّهُ أعْورُ عَيْنِه اليُمْنى، كأنَّها عِنبةٌ طافيةٌ"
(1)
.
وفي البابِ عن سَعْدٍ، وحُذيْفةَ، وأبي هُريرةَ، وأسْماءَ، وجَابرِ بن عَبد اللهِ، وأبي بَكْرةَ، وعَائشةَ، وأنَسٍ، وابن عَبَّاسٍ، والفَلَتانِ بن عَاصمٍ.
= وإنما هو مَخْرَقات وسِحْرٌ لأعين الناس وتخييل، يبين ذلك ما في "الصحيحين" من حديث المغيرة بن شعبة قال: ما سأل أحدٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الدجّال أكثر مما سألته، فقال: وما يُنْصِبُك، إنه لن يضرَّك، قال: قلت: إنهم يزعمون أن معه أنهار الماء وجبال الخبز، قال: هو أهونُ على الله من ذلك. وانظر لزامًا "شرح مشكل الآثار" للطحاوي 14/ 376 - 383.
وقال ابن كثير في "النهاية" 1/ 164 في تعليقه على حديث المغيرة بن شعبة: وقد تمسك بهذا الحديث طائفة من العلماء، كابن حزم والطحاوي وغيرهما في أن الدجال ممخرق مموه، لا حقيقة لما يبدي للناس من الأمور التي تُشاهَد في زمانه، بل كلها خيالات عند هؤلاء.
(1)
حديث صحيح، وقد سلف برقم (2385).
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من حديث عبد الله بن عمر.
53 - باب ما جاء في أن الدَّجَّالَ لا يَدْخلُ المَدِينةَ
2392 -
حَدَّثَنا عَبْدةُ بن عَبد اللهِ الخُزاعيُّ البصري، حَدَّثَنا يَزيدُ بن هارُونَ، أخْبرنا شُعبةُ، عن قَتادةَ
عن أنَسٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَأْتِي الدَّجَّالُ المَدِينةَ، فَيجدُ المَلائِكةَ يَحْرُسُونَها، فَلا يَدْخُلها الطّاعُونُ ولا الدَّجَّالُ إنْ شَاءَ اللهُ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وفَاطمةَ بِنْتِ قَيْسٍ، ومِحْجَنِ وأُسامةَ بن زيْدٍ، وسَمُرةَ بن جُنْدُبٍ.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
2393 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا عَبدُ العزِيزِ بن محمدٍ، عن العَلاءِ بن عَبد الرحمنِ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"الإيمانُ يَمانٍ، والكفْرُ قِبَلَ المَشْرِقِ، والسَّكينةُ لأهْلِ الغَنمِ، والفَخْرُ والرِّياءُ في الفدَّادينِ أهْلِ الخَيْلِ وأهْلِ الوَبَرِ، يأتي المَسِيحُ إذا جَاءَ دُبُرَ أُحُدٍ، صَرَفَتِ المَلائِكةُ وَجْهَهُ قِبَلَ الشَّامِ، وهُنالكَ يَهْلِكُ"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (1881) و (7134). وهو في "المسند"(12244)، و"صحيح ابن حبان"(6804).
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (3301)، ومسلم (52) و (1380). وهو في "المسند"(9166) و (10222)، و"صحيح ابن حبان"(5774) و (6810).
هذا حديثٌ صحيحٌ.
54 - باب ما جاء في قَتْلِ عيسى ابن مَرْيمَ الدَّجَّال
2394 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا اللّيْثُ، عن ابنِ شِهابٍ، أنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ اللهِ بن عَبد اللهِ بن ثَعْلبةَ الأنْصارِيَّ يُحَدِّثُ عن عَبد الرحمنِ بن يَزِيدَ الأنْصارِيِّ - من بَني عَمْرِو بن عَوْفٍ - قال:
سَمِعتُ عَمِّي مُجَمِّعَ بن جَاريةَ الأنْصاريَّ يقولُ: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "يَقْتُلُ ابنُ مَرْيمَ الدَّجَّالَ بِبابِ لُدٍّ"
(1)
.
وفي البابِ عن عِمْرانَ بنِ حُصَيْنٍ، ونَافعِ بن عُتْبةَ، وأبي بَرْزةَ، وحُذَيْفةَ بن أَسِيدٍ، وأبي هُريرةَ، وكيْسانَ، وعُثمانَ بن أبي العاص، وَجَابرٍ، وأبي أُمَامةَ، وابن مَسْعُودٍ، وعَبد اللهِ بن عَمْرٍو، وسَمُرةَ بن جُنْدُبٍ، والنَّوَّاسِ بن سَمْعانَ، وعَمْرِو بن عَوْفٍ، وحُذَيْفةَ بن اليمانِ.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
55 - باب
2395 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا محمدُ بن جَعْفرٍ، حَدَّثَنا شُعبةُ، عن قَتادةَ، قال:
سَمِعتُ أنَسًا، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما من نَبيٍّ إلَّا وقد
(1)
ويشهد له حديث النواس بن سمعان في الدجال ونزول عيسى عليه السلام عند مسلم (2937). وهو في "المسند"(17629).
أنْذَرَ أُمَّتَهُ الأعْورَ الكذَّابَ، ألا إنَّهُ أعْورُ، وإنَّ ربَّكُمْ لَيْسَ بأعْورَ، مكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيهِ: ك ف ر
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
56 - باب ما جاء في ذِكْرِ ابن صَيّادٍ
2396 -
حَدَّثَنا سُفيانُ بن وَكِيعٍ، حَدَّثَنا عَبدُ الأعْلى، عن الجُرَيْريِّ، عن أبي نَضْرةَ
عن أبي سَعيدٍ، قال: صَحِبَني ابنُ صائدٍ إمَّا حُجّاجًا، وإمَّا مُعْتَمِرِينَ، فانْطلقَ النَّاسُ وتُرِكْتُ أنا وهو، فلمَّا خَلَصْتُ بهِ اقْشَعْرَرْتُ مِنْهُ، واسْتوْحَشْتُ مِنْهُ مِمَّا يَقولُ النَّاسُ فيه، فَلمَّا نَزلْتُ قُلْتُ لهُ: ضَعْ مَتاعَكَ حَيْثُ تِلْكَ الشَّجَرةِ. قال: فأبْصَرَ غَنَمًا، فأخَذَ القدَحَ فانْطلقَ فَاستَحْلَبَ، ثُمَّ أتانِي بلَبنٍ، فقال لِي: يا أبا سَعيدٍ اشْرَبْ، فَكَرِهْتُ أنْ أشْربَ عن يَدِه شَيْئًا لِما يقولُ النَّاسُ فيهِ، فَقُلْتُ لهُ: هذا اليَوْمُ يَوْمٌ صائفٌ، وإنِّي أكْرَهُ فيهِ اللَّبَنَ. فقال لِي: يا أبا سَعيدٍ هَمَمْتُ أنْ آخُذَ حَبْلًا فأُوثِقَهُ إلى شَجرَةٍ ثُمَّ أخْتنِقَ لِمَا يَقولُ النَّاسُ لِي وفِيَّ، أرَأيْتَ من خَفِي عَليْهِ حَدِيثي، فَلن يَخْفى عَليكُمْ؟ ألَسْتُمْ أعْلمَ النَّاسِ بِحديثِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يا مَعْشرَ الأنْصارِ ألم يَقُلْ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إنَّهُ كافرٌ" وأنا مُسْلِمٌ؟ ألم يَقُلْ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (7131)، ومسلم (2933)، وأبو داود (4316) و (4317). وهو في "المسند"(12004)، و"صحيح ابن حبان"(6794).
رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّهُ عَقيمٌ لا يُولَدُ لهُ" وقد خَلَّفْتُ وَلدِي بالمَدينةِ؟ ألم يَقُلْ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يدخلُ أو لا تَحِلُّ لهُ مكَّةُ"؟ ألَسْتُ من أهْلِ المَدِينةِ وهو ذا أنْطلِقُ مَعكَ إلى مكَّةَ؟ قال: فواللهِ ما زَالَ يَجيءُ بهذا حتَّى قُلْتُ: فَلعلَّهُ مَكْذُوبٌ عَليْهِ، ثُمَّ قال: يا أبا سَعيدٍ واللهِ لأُخْبِرَنّكَ خَبَرًا حَقًّا، واللهِ إنِّي لأعْرِفُه وأعْرفُ وَالدَهُ وَأعْرِفُ أيْنَ هو السَّاعةَ من الأرْضِ، قلتُ: تَبًّا لكَ سَائرَ اليَوْمِ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
2397 -
حَدَّثَنا عَبْدُ بن حُمَيْدِ، حدثنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، أخْبرنا مَعْمرٌ، عن الزُهْرِيِّ، عن سَالمٍ
عن ابن عُمرَ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مرَّ بابن صَيَّادٍ في نَفَرٍ من أصْحابِه، منهم عُمرُ بن الخَطَّابِ، وهو يَلْعبُ مَع الغِلْمانِ عِنْدَ أُطُمِ بَني مَغالَةَ وهو غُلامٌ، فلم يَشْعُرْ حتَّى ضَربَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ظَهْرَهُ بِيدِهِ، ثُمَّ قال:"أتَشْهدُ أنِّي رَسولُ اللهِ"؟ فَنظرَ إلَيْهِ ابنُ صَيَّاد، قال: أَشهدُ أنَّك رَسولُ الأُمِّيِّينَ، قال: ثُمَّ قال ابن صَيَّادٍ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: أتَشْهدُ أنِّي رَسولُ اللهِ؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "آمَنْتُ باللهِ وبِرُسُلِه" ثُمَّ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا يأتِيكَ"؟ قال ابن صَيَّادٍ: يَأْتِيني صَادِقٌ وكاذِبٌ. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "خُلِّطَ عَليْكَ الأمْرُ". ثُمَّ قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنِّي
(1)
حديث صحيح، سفيان بن وكيع وإن كان ضعيفًا - قد توبع.
وأخرجه مسلم (2927). وهو في "المسند"(11923).
وانظر عن ابن صياد "فتح الباري" 13/ 324 - 329.
قد خَبَأْتُ لكَ خَبيئًا"، وخَبَأ لهُ: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10]، فقال ابن صَيَّادٍ: هو الدُّخُّ، فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اخْسَ، فلن تَعْدُوَ قَدْرَكَ". قال عُمرُ: يا رَسولَ اللهِ ائْذَنْ لِي فَأضْرِبَ عُنقَهُ، فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إنْ يَكُ حَقًّا، فلن تُسلَّطَ عَليْهِ، وإنْ لا يك فلا خَيْرَ لكَ في قَتْلِه".
قال عَبدُ الرَّزاقِ: يَعْني الدَّجَّال
(1)
.
هذا حديثٌ صحيح.
2398 -
حَدَّثَنا سُفيانُ بن وَكِيعٍ، حَدَّثَنا عَبد الأعْلى، عن الجُرَيْريِّ، عن أبي نَضْرةَ
عن أبي سعَيدٍ، قال: لَقِي رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ابنَ صائدٍ في بَعْضِ طُرُقِ المَدِينةِ، فاحْتَبسهُ، وهو غُلامٌ يَهُودِيٌّ ولهُ ذؤابةٌ، ومَعهُ أبو بكْرٍ وعُمرُ، فقال لهُ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"تَشْهدُ أنِّي رَسولُ اللهِ"؟ فقال: أتَشْهدُ أنْتَ أنِّي رَسولُ اللهِ؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "آمَنْتُ باللهِ وملائكتِه وكُتُبِه وَرُسُلِه وَاليَوْمِ الآخِرِ". فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما تَرَى"؟ فقال: أرَى عَرْشًا فَوْقَ المَاءِ، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"يَرَى عَرْشَ إبْلِيسَ فَوْقَ البَحْرِ". قال: "ما تَرى"؟ قال: أرَى صَادِقًا وكاذِبَيْن أو صادِقَيْنِ وكاذِبًا، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لُبِسَ عَليْهِ، فَدعاهُ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (1354)، ومسلم (2930)، وأبو داود (4329). وهو في "المسند"(6360)، و"صحيح ابن حبان"(6785).
(2)
حديث حسن، وأخرجه مسلم (2925). وهو في "المسند"(11629)، =
وفي البابِ عن عُمرَ، وحُسَيْنِ بن عَليٍّ، وابن عُمرَ، وأبي ذَرٍّ، وابن مَسْعُودٍ، وجَابرٍ، وحَفْصةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
2399 -
حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن مُعاويةَ الجُمَحيُّ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بن سَلمةَ، عن عليِّ بن زَيْدٍ، عن عَبد الرحمنِ بن أبي بَكْرةَ
عن أبيهِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَمْكُثُ أبو الدَّجَّالِ وَأُمُّهُ ثَلاثِينَ عَامًا لا يُولَدُ لَهُما وَلدٌ، ثُمَّ يُولَدُ لَهُما غُلامٌ أعْورُ أضَرُّ شَيْءٍ وأقلُّهُ مَنْفعةً، تنامُ عَيْناهُ وَلا ينامُ قَلْبُه"، ثُمَّ نَعَتَ لَنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أبَويْهِ، فقال:"أبُوهُ طُوالٌ، ضَرْبُ اللَّحْمِ، كأنَّ أنْفَهُ مِنْقارٌ، وأُمُّهُ امرأةٌ فِرْضاخيَّةٌ طَويلةُ الثَدْيَيْنِ". قال أبو بَكْرةَ: فَسمِعْنا بموْلُودٍ في اليَهُودِ بالمَدِينةِ، فَذَهبْتُ أنا والزُّبَيْرُ بن العَوَّام حتَّى دَخَلْنا على أبَويْهِ، فإذا نَعْتُ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهما، قلنا: هَلْ لكُما وَلدٌ؟ فقالا: مَكثْنا ثَلاثينَ عَامًا لا يُولَدُ لَنا وَلدٌ، ثُمَّ وُلدَ لَنا غُلامٌ أعْورُ
= وانظر تمام الكلام عليه فيه.
وقوله: لُبِسَ عليه: معناه: خُلِطَ عليه أمرُه.
وقوله: "فدعاه" بصيغة التَّثنية، أي: اتركاه، وفي "صحيح" مسلم:"فدعوه".
ونقل ابن كثير في "النهاية" 1/ 107 عن بعض العلماء: أن ابن صياد كان بعض الصحابة يظنه الدجال وهو ليس به إنما كان رجلًا صغيرًا، وقد ثبت في "الصحيح" أن ابن صياد صحب أبا سعيد فيما بين مكة والمدينة، وأنه تبرم إليه بما يقول الناس فيه: إنه الدجال، ثم قال لأبي سعيد ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه لا يدخل المدينة وقد ولدت بها، وإنه لا يُولد له وقد وُلدَ لي وإنه كافر وإني قد أسلمت
…
أضَرُّ شَيْءٍ وأقلُّهُ مَنْفعةً، تَنامُ عَيْناهُ ولا يَنامُ قَلْبُه. قال: فَخرَجْنا من عِنْدِهِما، فإذا هو مُنْجَدِلٌ في الشَّمْسِ في قَطِيفةٍ، ولهُ هَمْهَمَةٌ، فكَشَفَ عن رَأْسِه، فقال: ما قُلْتُما؟ قُلْنا: وهَلْ سَمِعتَ ما قُلْنا؟ قال: نَعَمْ، تَنامُ عَيْناي ولا يَنامُ قَلْبي
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلَّا من حديثِ حَمَّادِ بن سَلمةَ.
57 - باب
2400 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، حَدَّثَنا أبو مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن أبي سُفيانَ
عن جَابرٍ، قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَا على الأرْضِ نَفْسٌ مَنْفُوسةٌ، يَعْني اليَوْمَ، يَأْتي عَليْها مِئةُ سَنةٍ"
(2)
.
وفي البابِ عن ابن عُمرَ، وأبي سَعيدٍ، وبُريْدةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
2401 -
حَدَّثَنا عَبْدُ بن حُمَيْدٍ، أخْبرنا عَبدُ الرَّزاقِ، أخْبرنا مَعْمرٌ، عن الزُهْرِيِّ، عن سَالمِ بن عَبد اللهِ وأبي بكْرِ بن سُليْمانَ - وهو ابن أبي حَثْمةَ -
(1)
إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد - وهو ابن جدعان التيمي البصري، وأخرجه أحمد (20418).
قوله: ضَرْب اللحم: أي: خفيفه.
وقوله: فرضاخية: أي: ضخمة عظيمة الثديين. "النهاية".
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2538). وهو في "المسند"(14281)، و"صحيح ابن حبان"(2987) و (2990).
أنَّ عَبد اللهِ بن عُمرَ قال: صَلّى بِنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلةٍ صَلاةَ العِشاءِ في آخِرِ حَياتِه، فَلمَّا سَلَّم، قام فقال:"أرَأيتُكُمْ لَيْلتَكُمْ هذه على رَأْسِ مِئةِ سَنةٍ مِنْها لا يَبْقى مِمَّنْ هو على ظَهْرِ الأرْضِ أحدٌ". قال ابن عُمرَ: فَوَهَلَ النَّاسُ في مَقالةِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تِلْكَ فِيما يَتحَدَّثُونَهُ بهذه الأحاديثِ نحو مِئةِ سَنةٍ، وإنَّما قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لا يَبْقى مِمَّن هو اليَوْمَ على ظَهْرِ الأرْضِ أحدٌ"، يُرِيدُ بذلكَ أنْ يَنْخرِمَ ذلكَ القَرْنُ
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
58 - باب ما جاء في النَّهْي عن سَبِّ الرِّياحِ
2402 -
حَدَّثَنا إسحاقُ بن إبراهيمَ بن حَبِيبِ بن الشَّهِيدِ، حَدَّثَنا محمدُ بن فُضَيْلٍ، حَدَّثَنا الأعْمَشُ، عن حَبِيبِ بن أبي ثابتٍ، عن ذَرٍّ، عن سَعيدِ بن عَبد الرحمنِ بن أبْزَى، عن أبيهِ
عن أُبيِّ بن كعْبٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (116)، ومسلم (2537)، وأبو داود (4348). وهو في "المسند"(5617)، و"صحيح ابن حبان"(2989).
وقوله: "وَهِلَ الناسُ" قال العيني: هو بفتح الهاء وكسرها، قال الجوهري: وهِلَ في الشيء وعن الشيء: إذا غَلِطَ فيه، ووهَلَ إليه بالفتح إذا ذهب وهمه إليه وهو يُريد غيره، مثل وهم، وقال الخطابي: أي: توهّموا وغَلِطوا في التأويل، وقال النووي: يقال: وهَل بالفتح يَهِل وهْلًا كضرب يضرِبُ ضَرْبًا، أي: غلِط وذهبَ وهمُه إلى خلاف الصواب، ووهِل بالكسر يَوْهَل وهَلًا، كحذِرَ يحذَرُ حَذَرًا، أي: فَزِعَ.
الرِّيحَ، فإذا رَأيْتُمْ ما تكْرَهُونَ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ من خَيْرِ هذه الرِّيحِ، وخَيْرِ ما فِيها، وخَيْرِ ما أُمِرَتْ بهِ، ونَعوذُ بكَ من شَرِّ هذه الرِّيحِ، وشَرِّ ما فِيها، وَشَرِّ ما أُمِرَتْ بهِ"
(1)
.
وفي البابِ عن عَائشةَ، وأبي هُريرةَ، وعُثمانَ بنِ أبي العاص، وأنَسٍ، وابن عَبَّاسٍ، وجَابرٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
59 - باب
2403 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا مُعاذُ بن هِشامٍ، حَدَّثَنا أبي، عن قَتادةَ، عن الشَّعْبيِّ
عن فَاطمةَ بِنْتِ قَيْسٍ، أنَّ نَبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ المِنْبرَ، فَضَحِكَ، فقال: "إنَّ تَميمًا الدَّارِيَّ حَدَّثَني بِحديثٍ، فَفرِحْتُ بهِ، فَأحبَبْتُ أنْ أُحَدِّثكُمْ: إنَّ ناسًا من أهْلِ فِلَسْطينَ رَكِبُوا سَفِينةً في البَحْرِ، فَجالَتْ بِهمْ حتَّى قَذَفَتْهُم في جَزيرةٍ من جَزائرِ البَحْرِ، فإذا هُمْ بَدابَّةٍ لبَّاسةٍ ناشِرةٍ شَعْرَها، فَقالُوا: ما أنْتِ؟ قالت: أنا الجَسَّاسةُ، قالوا: فَأخبِرِينا، قالت: لا أُخبِرُكُمْ ولا أسْتَخبِرُكُمْ، ولكنِ ائْتُوا أقْصَى القَرْيةِ، فإنَّ ثَمَّ مَن يُخْبرُكُمْ ويَسْتخبِرُكُمْ.
فَأتَيْنا أقْصى القَرْيةِ، فَإذا رَجُلٌ مُوثَقٌ بِسِلْسِلةٍ، فقال: أخْبِرُوني
(1)
حديث صحيح، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(933 - 938). وهو في "المسند"(21139).
عن عيْنِ زُغَرَ؟ قُلْنا: مَلأى تَدْفُقُ، قال: أخْبرُوني عن البُحيرَةِ؟ قُلْنا: مَلأْى تَدْفُقُ، قال: أخْبرُوني عن نَخْلِ بَيْسانَ الَّذِي بَيْنَ الأرْدُنِّ وفِلَسْطينَ هَلْ أطْعمَ؟ قُلْنا: نَعَمْ. قال: أخْبرُوني عن النبيِّ هَلْ بُعِثَ؟ قُلْنا: نعَمْ. قال: أخْبرُوني كَيْفَ النَّاسُ إلَيْهِ؟ قُلْنا: سراعٌ. قال: فَنزى نَزْوةً حتَّى كَادَ. قُلْنا: فَما أنْتَ؟ قال: أنا الدَّجَّالُ وَإنّه يَدْخُلُ الأمْصارَ كُلَّها إلّا طَيْبَةَ، وطَيْبةُ: المَدِينةُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من حديثِ قَتادةَ، عن الشّعْبيِّ. وقد رَواه غَيْرُ وَاحدٍ عن الشّعْبيِّ، عن فَاطمةَ بِنْتِ قَيْسٍ.
60 - باب
2404 -
حَدَّثَنا محمدُ بنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنا عَمْرُو بن عَاصمٍ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بن سَلمةَ، عن عَليِّ بن زَيْدٍ، عن الحَسنِ، عن جُنْدُبٍ
عن حُذَيْفةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أنْ يُذِلَّ نَفسَهُ" قالُوا: وكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قال: "يَتعرَّضُ مِن البلاءِ لِما لا يُطِيقُ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2942)، وأبو داود (4325 - 4327)، وابن ماجه (4074). وهو في "المسند"(27100)، و"صحيح ابن حبان"(6788) و (6789).
(2)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، وأخرجه ابن ماجه (4016). وهو في "المسند"(23444).
وله شاهد من حديث ابن عمر مرفوعًا عند البزار (3323)، وأبي الشيخ في "الأمثال"(152)، والطبراني في الكبير (13507)، وقد جود إسناده الحافظ =
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
61 - باب
2405 -
حَدَّثَنا محمدُ بن حَاتمٍ المؤدِّب، حَدَّثَنا محمدُ بن عَبد اللهِ الأنْصارِيُّ، حَدَّثَنا حُمَيْدٌ الطّويلُ
عن أنَسِ بن مالكٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"انْصُرْ أخاكَ ظالِمًا أو مَظْلُومًا". قيل: يا رَسولَ اللهِ، نَصرْتُهُ مَظْلُومًا فَكيْفَ أنْصرُهُ ظَالِمًا؟ قال:"تكفُّهُ عن الظُّلْمِ، فَذاكَ نَصْرُكَ إيَّاهُ"
(1)
.
وفي البابِ عن عَائشةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
62 - باب
2406 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا عَبد الرحمنِ بن مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنا سُفيانُ، عن أبي موسى، عن وَهْبِ بن مُنَبِّهٍ
عن ابن عَبَّاسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: "من سَكنَ البَاديةَ جَفَا،
= العراقي في تخريج أحاديث "الإحياء" 1/ 152، وقال الهيثمي في "المجمع" 7/ 274 بعد أن عزاه إلى البزار والطبراني: وإسناد الطبراني جيد، ورجاله رجال الصحيح غير زكريا بن يحيى الضرير، ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 457، روى عن جماعة، وروى عنه جماعة، ولم يتكلم فيه أحد.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2444). وهو في "المسند"(13079) و"صحيح ابن حبان"(5167) و (5168).
ومن اتَّبعَ الصَّيْدَ غَفَلَ، ومن أتَى أبْوابَ السُّلْطانِ افْتُتِنَ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من حديثِ ابن عَبَّاسٍ، لا نَعْرفُه إلَّا من حديثِ الثّوْرِيِّ.
63 - باب
2407 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا أبو دَاوُدَ، أنبأنا شُعبةُ، عن سِماكِ بن حَرْبٍ، قال: سَمِعتُ عَبد الرحمنِ بن عَبد الله بن مَسْعُودٍ يُحدِّثُ
عن أبيهِ، قَال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "إنَّكمْ مَنْصُورُونَ ومُصِيبُونَ، ومَفْتُوحٌ لكُمْ، فَمنْ أدْركَ ذاك مِنْكُمْ، فَلْيتَّقِ اللهَ، ولْيأمُرْ بِالمَعْروفِ، ولْيَنْهَ عن المُنْكَرِ، ومن كَذَبَ عَليِّ مُتَعمِّدًا، فَلْيتَبوَّأْ مَقْعدَهُ من النَّارِ"
(2)
.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة أبي موسى، وأخرجه أبو داود (2859)، والنسائي 7/ 195 - 196، وهو في "المسند"(3361).
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد في "المسند"(8836)، وآخر من حديث ابن عباس عند البيهقي في "الشعب"(9402).
وقوله: "من سكن البادية جفا" قال المناوي: أي: غلظ قلبه وَقَسَا، فلا يَرِقُّ لمعروف، كَبِرٍّ وصِلةِ رَحم، لبعده عن العُلماء، وقلة اختلاطه بالفضلاء، وقوله:"من أتى أبواب السلطان افتتن". لأنه إذا وافقه في مرامه، ففد خاطر بروحه، ولأنه يرى سعة الدنيا، فيحتقر نعمة الله عليه، وربما استخدمه، فلا يسلم من الإثم في الدنيا، والعقوبة في العقبى.
(2)
إسناده حسن، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9741) رسالة وهو في =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
64 - باب
2408 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا أبو دَاوُدَ، أخبرنا شُعبةُ، عن الأعْمَشِ وحَمَّادٍ وعَاصمِ بن بَهْدلَةَ، سَمِعُوا أبا وَائلٍ
عن حُذَيْفةَ، قال: قال عُمرُ: أيُّكُمْ يَحْفظُ مَا قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الفِتْنةِ؟ فقال حُذَيْفةُ: أنا، قال حُذَيْفةُ: فِتْنةُ الرَّجُلِ في أهْلِه ومَالهِ ووَلدِهِ وجَارِه تُكفِّرُها الصَّلاةُ والصَّوْمُ والصَّدَقةُ والأمْرُ بالمَعْرُوفِ والنَّهْيُ عن المُنْكَرِ. قال عُمرُ: لَسْتُ عن هذا أسْألُكَ، ولكنْ عن الفِتْنةِ الَّتي تَمُوجُ كمَوْجِ البَحْرِ؟ قال: يا أمِيرَ المُؤمِنينَ إنَّ بَيْنَكَ وبَيْنها بابًا مُغْلقًا. قال عُمرُ: أيُفْتَحُ أمْ يُكْسَرُ؟ قال: بَلْ يُكْسَرُ. قال: إذًا لا يُغْلَقُ إلى يَوْمِ القيامةِ.
قال أبو وَائلٍ في حديثِ حَمَّادٍ: فَقُلْتُ لِمَسْرُوقٍ: سَلْ حُذيْفةَ عن البابِ. فَسألهُ، فقال: عُمرُ
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
= "المسند"(3694).
وأخرجه ابن ماجه (30) مختصرًا: "من كذب علي
…
إلخ"، وستأتي هذه القطعة برقم (2850).
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (525)، ومسلم (144)، وابن ماجه (3955)، والنسائي في "الكبرى"(2258). وهو في "المسند"(23440).
65 - باب
2409 -
حَدَّثَنا هارُونُ بن إسحاقَ الهَمْدانيُّ، حَدَّثَني محمدُ بن عَبد الوهّابِ، عن مِسْعَرٍ، عن أبي حَصِينٍ، عن الشّعْبيِّ، عن العدَويِّ
عن كَعْبِ بنِ عُجْرةَ، قال: خَرجَ إلَيْنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ونَحنُ تِسْعةٌ: خَمْسةٌ وأرْبعةٌ، أحدُ العدَدَيْنِ من العرَبِ والآخَرُ من العَجم، فقال:"اسْمعُوا هَلْ سَمِعْتُمْ: إنَّهُ سَيكُونُ بَعْدِي أُمَراءُ، فَمنْ دَخلَ عَليْهمْ، فَصدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وأعانَهُمْ على ظُلْمِهمْ، فَليْسَ مِنَّي ولَسْتُ مِنْهُ، ولَيْسَ بِوَاردٍ عَليَّ الحَوْضَ، ومن لمِ يَدْخُلْ عَليْهمْ، ولم يُعِنْهُمْ على ظُلْمِهمْ، ولم يُصدِّقْهُمْ بكَذِبِهمْ، فهو مِنِّي وأنا مِنْهُ، وهو وَاردٌ عَليَّ الحَوْضَ"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه مِن حديثِ مِسْعَرٍ إلَّا من هذا الوَجْهِ.
2410 -
قال هارُونُ: وحدثني محمدُ بنُ عَبد الوهَّابِ، عن سُفيانَ، عن أبي حَصِينٍ، عن الشَّعْبيِّ، عن عَاصمٍ العدَويِّ، عن كَعْبِ بن عُجْرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوَهُ.
2411 -
قال هارُونُ: وحَدَّثَني محمدٌ، عن سُفيانَ، عن زُبَيْدٍ، عن إبراهيمَ
(2)
- ولَيْسَ بالنَّخَعيِّ - عن كَعْبِ بن عُجْرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوَ حديثِ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه النسائي 7/ 160. وهو في "المسند" (18126) و"صحيح ابن حبان" (279) و (282) و (283) و (285).
(2)
قال في "التقريب": مجهول.
مِسْعَرٍ.
وفي البابِ عن حُذَيْفةَ وابن عمر.
66 - باب
2412 -
حَدَّثَنا إسماعيلُ بن موسى الفَزَاريُّ ابن ابنة السُّدِّيِّ الكُوفيُّ، حَدَّثَنا عُمرُ بن شاكرٍ
عن أنَسِ بن مالكٍ، قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يَأْتِي على النَّاسِ زَمَانٌ، الصَّابِرُ فِيهمْ على دِينه كالقابضِ على الجَمْرِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ، وعُمرُ بن شَاكرٍ رَوَى عَنْهُ غَيْرُ واحدٍ من أهْلِ العلم، وهو شيخ بصري.
67 - باب
2413 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا عَبدُ العزِيزِ بن محمدٍ، عن العلاءِ بن عَبد الرحمنِ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقفَ على ناسٍ جُلوسٍ، فقال: ألا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِكُمْ من شَرِّكُمْ"؟ قال: فَسَكتُوا، فقال ذلك
(1)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمر بن شاكر، وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1711، والمزي في "تهذيب الكمال" 21/ 385.
وله شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني سيأتي عند المصنف (3310)، وصححه ابن حبان (385).
وآخر من حديث أبي هريرة عند أحمد (9074).
ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فقال رَجُلٌ: بَلى يا رَسولَ اللهِ أخْبِرنا بِخَيْرِنا من شَرِّنا، قال:"خَيْرُكُمْ من يُرْجى خَيْرُهُ ويُؤْمَنُ شَرُّهُ، وشَرُّكُمْ من لا يُرْجى خَيْرُهُ ولا يُؤْمَنُ شَرُّهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
68 - باب
2414 -
حَدَّثَنا موسى بن عَبد الرحمنِ الكِنْديُّ الكوفيُّ، حَدَّثَنا زَيْدُ بن حُبابٍ، أخْبرني موسى بن عُبَيْدَةَ، حَدَّثَني عَبد اللهِ بن دِينارٍ
عن ابن عُمرَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا مَشَتْ أُمَّتي بِالمُطَيْطياءِ، وخَدمَها أبْناءُ المُلُوكِ أبْناءُ فَارِسَ والرُّومِ، سُلِّطَ شِرَارُها على خِيارِهَا"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (8812)، وابن حبان (527) و (528).
(2)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عبيدة، وقد تابعه يحيى بن سعيد عند المصنف.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط"(132) و (3611)، قال الهيثمي في المجمع 10/ 237: وإسناده حسن.
قلنا: لكن رواه أبو عمرو الداني في "الفتن"(70) وابن أبي الدنيا في "الخمول والتواضع"(249)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 525 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن يُحنس مولى الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا مرسل لأن يحنس تابعي لم ير النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه ابن حبان (6716) من طريق مُؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عبيد سنوطا، عن خولة بنت قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم =
هذا حديثٌ غريبٌ. وقد رَواهُ أبو مُعاويةَ عن يحيى بن سَعيدٍ الأَنْصاريِّ.
2415 -
حَدَّثَنا بِذلكَ محمدُ بن إسماعيلَ الوَاسِطيُّ، حَدَّثَنا أبو مُعاويةَ، عن يحيى بن سَعيدٍ الأنصاري، عن عَبد اللهِ بن دِينارٍ، عن ابن عُمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوَهُ.
ولا يُعْرفُ لحديثِ أبي مُعاويةَ، عن يحيى بن سَعيدٍ، عن عَبد اللهِ بن دِينارٍ، عن ابن عُمرَ أصْلٌ، إنّما المَعْرُوفُ حديثُ موسى بن عُبَيْدةَ. وقد رَوَى مالكُ بن أنَسٍ هذا الحديثَ عن يحيى بن سَعيدٍ مُرْسلًا، ولم يَذْكُرْ فيهِ: عن عَبد اللهِ بن دِينارٍ، عن ابن عُمرَ
(1)
.
2416 -
حَدَّثَنا محمدُ بن المُثَنَّى، حَدَّثَنا خَالدُ بن الحارثِ، حَدَّثَنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عن الحَسنِ
عن أبي بَكْرةَ، قال: عَصَمَني اللهُ بِشَيْءٍ سَمِعتُه من رَسولِ اللهِ
= قال: إذا مشت أمتي المطيطاء .. مؤمل بن إسماعيل سيئ الحفظ وقد انفرد ابن حبان بإخراج هذا الحديث عن خولة بنت قيس.
وحديث الباب أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(187)، والبغوي (4200)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 525.
وقوله: "بالمطيطياء"، وفي مصادر التخريج:"بالمطيطاء": قال ابن الأثير: مشية فيها تبختر ومدُّ اليدين، يقال: مطوتُ ومططت، بمعنى: مددت، وهي من المُصَغَّرات التي لم يستعمل لها مكبر.
(1)
في المطبوع بعد هذا: "باب" وليس هو في أصولنا الخطية.
صلى الله عليه وسلم لَمَّا هَلكَ كسْرَى، قال:"من اسْتَخْلفُوا"؟ قالوا: ابْنتَهُ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لن يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أمْرَهُمُ امْرأةً". قال: فَلمَّا قَدِمَتْ عَائشةُ يَعْني البَصْرةَ ذَكَرْتُ قَوْلَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَصَمني اللهُ بهِ
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
69 - باب
2417 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا أبو عَامرٍ، حَدَّثَنا محمدُ بن أبي حُمَيْدٍ، عن زَيْدِ بن أسْلمَ، عن أبيهِ
عن عُمرَ بن الخَطَّابِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"ألا أُخْبِرُكُمْ بِخِيارِ أُمَرائِكُمْ وشِرَارِهمْ؟ خِيارُهُمْ: الّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ ويُحبُّونكُمْ، وتَدْعُونَ لَهُمْ ويَدْعُونَ لكُمْ، وشِرارُ أُمَرائِكُمُ: الّذينَ تُبْغِضُونَهُمْ ويُبْغِضُونكُمْ، وتَلْعنُونَهُمْ ويَلْعنُونكُمْ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفُه إلّا من حديثِ محمدِ بن أبي
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (4425)، والنسائي 8/ 227. وهو في "المسند" (20438)، و"صحيح ابن حبان" (4516).
والجمهور على أن المرأة لا تلي الإمارة والقضاء، وأجازه الإمام الطبري، وهي رواية عن الإمام مالك، وعن الإمام أبي حنيفة: تلي الحكم فيما تجوز فيه شهادة النساء. "فتح الباري" 8/ 128.
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد.
وأخرجه البزار (290)، وأبو يعلى (161).
ويشهد له حديث عوف بن مالك عند مسلم (1855). وهو في "المسند"(23981)، و"صحيح ابن حبان"(4589)، وإسناده جيد.
حُمَيْدٍ، ومُحمدٌ يُضَعَّفُ من قِبَلِ حِفْظِه
(1)
.
2418 -
حَدَّثَنا الحَسنُ بن عَليٍّ الخَلَّالُ، حَدَّثَنا يَزِيدُ بن هارُونَ، أخْبرنا هِشامُ بن حَسَّانَ، عن الحَسنِ، عن ضَبَّةَ بن مِحْصَنٍ
عن أُمِّ سَلمةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّهُ سَيكُونُ عَليْكُمْ أئمّةٌ تَعْرِفُونَ وتُنْكِرونَ، فَمن أنْكَرَ، فقد بَرِئَ، ومن كَرِه فقد سَلِمَ، ولكنْ من رَضِي وتابعَ"، فَقِيلَ: يا رَسولَ اللهِ، أفَلا نُقاتِلُهُمْ؟ قال:"لا، ما صَلَّوا"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2419 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن سَعيدٍ الأشْقَرُ، حَدَّثَنا يُونُسُ بن محمدٍ وهَاشمُ بن القاسمِ، قَالا: حَدَّثَنا صَالحٌ المُرِّيُّ، عن سَعيدٍ الجُرَيْرِيِّ، عن أبي عُثمانَ النَّهْدِيِّ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا كانت أُمراؤُكمْ خِياركُمْ، وأغْنِياؤُكُمْ سُمَحاءَكُمْ، وأُمُورُكُمْ شُورَى بَيْنَكُمْ، فَظهْرُ الأرْضِ خَيْرٌ لكُمْ من بَطْنِها، وإذا كانَ أُمراؤُكُمْ شِرارَكُمْ، وأغْنياؤُكُمْ بُخلاءَكُمْ، وأمُورُكُمْ إلى نِسائِكُمْ، فَبطْنُ الأرْضِ خَيْرٌ لكُمْ من ظَهْرِها"
(3)
.
(1)
في المطبوع بعد هذا: "باب" وليس هو في أصولنا.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (1854)، وأبو داود (4760) و (4761). وهو في "المسند"(26528).
(3)
إسناده ضعيف لضعف صالح بن بشير المُرّي، وسعيدُ بنُ إياس الجريري كان قد اختلط، ورواية صالح عنه بعد الاختلاط على الأرجح.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفُه إلّا من حديثِ صَالحٍ المُرِّيِّ، وصَالحٌ في حديثِه غَرائبُ لا يُتابَعُ عَليْهَا، وهو رَجُلٌ صَالحٌ.
70 - باب
2420 -
حَدَّثَنا إبراهيمُ بن يَعْقُوبَ الجُوْزجانيُّ، حَدَّثَنا نُعَيْمُ بن حَمَّادٍ، حَدَّثَنا سُفيانُ بن عُيينةَ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأعْرَجِ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّكُمْ في زَمانٍ من تَركَ مِنْكُمْ عُشْرَ ما أُمِرَ بهِ، هَلكَ، ثُمَّ يأتي زَمانٌ من عَمِلَ مِنْهمُ بِعُشْر ما أُمِرَ بهِ، نَجا"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلَّا من حديثِ نُعَيْمِ بن حَمَّادٍ، عن سُفيانَ بن عُيينةَ.
وفي البابِ عن أبي ذَرٍّ، وأبي سَعيدٍ.
2421 -
حَدَّثَنا عَبْدُ بن حُمَيْدٍ، حَدَّثَنا عَبدُ الرَّزاقِ، أخْبرنا مَعْمرٌ، عن الزُّهْريِّ، عن سَالمٍ
عن ابن عُمرَ، قال: قامَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على المِنْبرِ، فقال:"ها هُنا أرْضُ الفِتن"، وأشَارَ إلى المَشْرِقِ، حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطانِ، أو قال: قَرْنُ الشَّمْسِ
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف نعيم بن حماد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/ 2483.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3104) و (3279)، ومسلم (2905). وهو في "المسند"(4751)، و"صحيح ابن حبان"(6648).
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2422 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا رِشْدِينَ بن سَعْدٍ، عن يُونُسَ، عن ابنِ شِهابٍ الزُهْريِّ، عن قَبِيصةَ بن ذُؤَيْبٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَخْرُجُ من خُراسانَ رَاياتٌ سُودٌ، فلا يَرُدُّها شَيْءٌ حتَّى تُنْصَبَ بإيلياءَ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
(1)
حديث ضعيف جدًا، رشدين بن سعد ضعفه غير واحد من الأئمة، وقال أبو حاتم: منكر الحديث وفيه غفلة، ويحدث بالمناكير عن الثقات، ضعيف الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال في موضع آخر: ضعيف الحديث، لا يكتب حديثه.
وأخرجه أحمد في "المسند"(8775).
وإيلياء: هو بيت المقدس.
بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب الرُّؤيا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
1 - باب أنَّ رُؤْيا المُؤْمنِ جُزْءٌ من سِتَّةٍ وأرْبَعينَ جُزْءًا من النُّبُوَّةِ
2423 -
حَدَّثَنا نَصْرُ بن عَليٍّ، حَدَّثَنا عَبدُ الوهَّابِ الثَّقَفيُّ، حَدَّثَنا أيُّوبُ، عن محمدِ بن سِيرِينَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا اقْترَبَ الزَّمانُ لم تَكدْ رُؤْيا المُؤْمنِ تكْذِبُ، وأصْدَقُهُمْ رُؤْيا أصْدَقُهُمْ حديثًا، ورُؤْيا المُسْلمِ جُزْءٌ من سِتّةٍ وأرْبَعينَ جُزْءًا من النُّبُوَّةِ، والرُّؤْيا ثَلاثٌ: فالرُّؤْيا الصَّالحةُ بُشْرى من اللهِ، والرُّؤْيا من تَحْزِينِ الشَّيْطانِ، والرُّؤْيا مِمَّا يُحَدِّثُ بها الرَّجُلُ نَفْسَهُ، فإذا رَأى أحدُكُمْ ما يكْرَهُ فَليقُمْ، ولْيَتْفُلْ، ولا يُحدَّثْ بها النَّاسَ".
قال: وأُحِبُّ القيْدَ في النَّوْمِ وأكْرَهُ الغُلَّ، القَيْدُ: ثَباتٌ في الدَّينِ
(1)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (6988) و (7017)، ومسلم (2263)، وأبو داود (5019)، وابن ماجه (3906) و (3917) و (3926) و (4894)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(910). وهو في "المسند" =
هذا حديثٌ صحيحٌ.
2424 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا أبو دَاوُدَ، عن شُعبةَ، عن قَتادةَ، سَمِعَ أنَسًا
عن عُبادةَ بن الصَّامِتِ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"رُؤْيا المُؤْمنِ جُزْءٌ من سِتَّةٍ وأرْبَعينَ جُزْءًا من النُّبُوَّةِ"
(1)
.
= (7642)، و"صحيح ابن حبان"(6040).
وسيأتي برقم (2433) و (2444).
وقوله: وأحب القيد
…
هو مدرج من قول أبي هريرة، قال الخطيب في "الفصل للوصل المدرج في النقل" 1/ 170: إن جميع هذا المتن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ذكرَ القيد والغُل، فإنّه من قول أبي هريرة أدرجه هؤلاء الرواة في الحديث، وبيَّنه معمرُ بن راشد في روايته عن أيوب، عن محمد بن سيرين. قلنا: هو عند مسلم (2263)، وأحمد (7642)، والخطيب 1/ 171، والبغوي في "شرح السنة"(3279)، وسيأتي عند المصنف (2444)، وأخرجه كذلك ابن حبان في "صحيحه"(6040) من طريق سفيان، عن أيوب به. وانظر "فتح الباري" 12/ 410.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (6987)، ومسلم (2264)، وأبو داود (5018)، والنسائي (7625). وهو في "المسند"(22697).
قال البغوي في "شرح السنة" 12/ 203 - 204: قوله: "جزء من النبوة": أراد تحقيق أمر الرؤيا وتأكيده، وإنما كانت جزءًا من النبوة في حق الأنبياء دون غيرهم، قال عُبيد بن عمير: رؤيا الأنبياء وحي. وقرأ {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} [الصافات: 102]
وقيل: معناه: أنها جزء من أجزاء علم النبوات، وعلم النبوة باق، والنبوة غير باقية. أو أراد به أنه كالنبوة في الحكم بالصحة، كما قال عليه الصلاة والسلام: "الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءًا من =
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وأبي رَزِينٍ العُقَيْليِّ، وأنسٍ، وأبي سَعيدٍ، وعَبد اللهِ بن عَمْرٍو، وعَوْفِ بن مَالكٍ، وابن عُمرَ.
حديثُ عُبادةَ حديثٌ صحيحٌ.
2 - باب ذَهَبتِ النُّبُوَّةُ وبَقِيتِ المُبَشِّراتُ
2425 -
حَدَّثَنا الحَسنُ بن محمدٍ الزَّعْفرَانيُّ، حَدَّثَنا عَفّانُ بن مُسْلمٍ، حَدَّثَنا عَبدُ الواحدِ، حَدَّثَنا المُخْتارُ بن فُلفُلٍ
حَدَّثَنا أنَسُ بن مَالكٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الرِّسالةَ والنُّبُوَّةَ قد انْقَطعتْ فلا رَسولَ بَعْدِي ولا نَبيَّ"، قال: فَشقَّ ذلكَ على النَّاسِ فقال: "لكنِ المُبَشِّراتُ". فقالُوا: يا رَسولَ اللهِ، وَما المُبَشِّراتُ؟ قال:"رُؤْيا المُسْلمِ، وهِي جُزءٌ من أجْزاءِ النُّبُوَّةِ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وحُذَيْفةَ بن أَسِيدٍ، وابِن عَبَّاسٍ، وأُمِّ كُرْزٍ
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ من حديثِ المُخْتارِ بن فُلْفُلٍ.
3 - باب قوله: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
2426 -
حَدَّثَنا ابن أبي عُمرَ، حَدَّثَنا سُفيانُ، عن ابنِ المنكَدرِ، عن
= النبوة" أي: هذه الخصال في الحسن والاستحباب كجزء من أجزاء فضائلهم، فاقتدوا فيها بهم، لا أنها حقيقة نبوة، لأن النبوة لا تتجزأ، ولا نبوة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه أحمد (13824).
(2)
في المطبوع بعد هذا: وأبي أسيد، وليس هو في أصولنا الخطية.
عَطاءِ بن يَسارٍ، عن رَجُلٍ من أهْلِ مِصْرَ، قال:
سألْتُ أبا الدَّرْدَاءِ عن قَوْلِ اللهِ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64] فقال: مَا سألَني عَنْها أحدٌ غَيْرُكَ إلَّا رَجُلٌ واحدٌ مُنْذُ سَألْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَألْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال:"ما سَألَني عَنْها أحدٌ غَيْرُكَ مُنْذُ أُنْزِلَتْ، هِي الرُّؤْيا الصَّالحةُ يَراها المُسْلمُ أو تُرَى لهُ"
(1)
.
وفي البابِ عن عُبادةَ بن الصَّامتِ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
2427 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا ابن لَهِيعةَ، عن دَرَّاجٍ، عن أبي الهَيْثمِ
عن أبي سَعيدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"أصْدقُ الرَّؤْيا بالأسْحارِ"
(2)
.
2428 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا أبو دَاوُدَ، حَدَّثَنا حَرْبُ بن شَدَّادٍ وعِمْرانُ القَطَّانُ، عن يحيى بن أبي كَثِيرٍ، عن أبي سَلمةَ، قال: نُبِّئْتُ
عن عُبادةَ بن الصَّامتِ، قال: سَألْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عن قَوْلهِ:{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64]، قال:"هي الرُّؤْيا الصَّالِحةُ يَراها المُؤْمنُ أو تُرى لهُ". وقال حَرْبٌ في حديثهِ:
(1)
صحيح لغيره، وأخرجه أحمد (27510).
ويشهد له حديث عبادة بن الصامت الآتي في هذا الباب، وحديث عبد الله بن عمرو عند أحمد في "المسند"(7044)، وحديث أبي هريرة عند الطبري 11/ 135، وفي أسانيدها مقال، لكن بمجموعها يتقوى الحديث.
(2)
إسناده ضعيف، وأخرجه أحمد (11240)، وابن حبان (6041).
حدثني يحيى
(1)
.
4 - باب ما جاء في قَوْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "من رَآني في المَنامِ فقد رَآني"
2429 -
حَدَّثَنا بُنْدار، حَدَّثَنا عَبد الرحمنِ بن مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنا سُفيانُ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الأحْوَصِ
عن عَبد اللهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"من رَآني في المَنامِ، فقد رَآني، فإنَّ الشَّيْطانَ لا يَتمثَّلُ بِي"
(2)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وأبي قَتادةَ، وابن عَبَّاسٍ، وأبي سَعيدٍ، وجَابرٍ، وأنَسٍ، وأبي مَالكٍ الأشْجَعيِّ عن أبيهِ، وأبي بَكْرةَ، وأبي جُحَيْفةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
5 - باب ما جاءَ إذا رَأى في المَنامِ ما يكْرهُ، ما يَصْنَعُ؟
2430 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا اللّيْثُ، عن يحيى بن سَعيدٍ، عن أبي سَلمةَ بن عَبد الرحمنِ
عن أبي قَتادة، عن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قال: "الرُّؤْيا من اللهِ
(1)
صحيح لغيره، وأخرجه ابن ماجه (3898). وهو في "المسند"(22687).
وقد جاء بعد هذا الحديث في المطبوع: "قال أبو عيسى: هذا حديث حسن"، وليس هو في شيء من أصولنا الخطية.
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه ابن ماجه (3900). وهو في "المسند"(3559).
والحُلْمُ من الشَّيْطانِ، فَإذا رَأى أحدُكُمْ شَيْئًا يكْرَههُ، فَلْيَنْفُثْ عن يَسارِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ولْيَسْتَعِذْ باللهِ من شَرِّها، فإنَّها لا تَضُرُّهُ"
(1)
.
وفي البابِ عن عَبد اللهِ بن عَمْرٍو، وأبي سَعيدِ، وجَابرٍ، وأنَسٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
6 - باب ما جاء في تَعْبيرِ الرُّؤْيا
2431 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حدَّثنا أبو دَاوُدَ، أنبأنا شُعبةُ، أخْبرني يَعلَى بن عَطاءٍ، قال: سَمِعتُ وَكِيعَ بن عُدُسٍ
عن أبي رَزِينٍ العُقَيْليَّ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "رُؤْيا المُؤْمنِ جُزْءٌ من أرْبَعينَ جُزْءًا من النُّبُوَّةِ، وهِي على رِجْلِ طائرٍ مَا لم يحُدِّث بِها، فَإذا تَحدَّثَ بها سَقطتْ". قال: وأحْسَبهُ قال: "ولا يُحدِّثُ بها إلَّا لَبِيبًا أو حَبِيبًا"
(2)
.
2432 -
حَدَّثَنا الحَسنُ بنُ عَليًّ الخَلَّالُ، حَدَّثَنا يَزِيدُ بن هارُونَ، أخْبرنا شُعبةُ، عن يَعْلى بن عَطاءٍ، عن وَكيعِ بن عُدُسٍ
عن عَمِّهِ أبي رَزِينٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال: "رُؤْيا المُسْلمِ جُزْءٌ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3292)، ومسلم (2261)، وأبو داود (5021)، وابن ماجه (3909)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(894) و (896 - 901). وهو في "المسند"(22525)، و"صحيح ابن حبان"(6059).
(2)
حسن لغيره، وأخرجه أبو داود (5020)، وابن ماجه (3914). وهو في "المسند"(16182)، و"صحيح ابن حبان"(6049) و (6050) و (6055).
مِن سِتَّةٍ وأرْبَعِينَ جُزْءًا من النُّبُوَّةِ، وَهِي على رِجْلِ طَائرٍ مَا لم يُحدِّثْ بها، وإذا حَدَّثَ بِها وَقَعَتْ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وأبو رَزِينٍ العُقَيْليُّ اسْمهُ: لَقِيطُ بن عَامرٍ.
وَرَوَى حَمَّادُ بن سَلمةَ، عن يَعْلى بن عَطاءٍ: عن وَكِيعِ بن حُدُسٍ
(2)
. وهذا أصَحُّ.
7 - باب في تَأْويلِ الرُّؤْيا، ما يُسْتحبُّ مِنْها وما يُكْرَهُ
2433 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن أبي عُبَيْدِ اللهِ السَّلِيميُّ البَصْرِيُّ، حَدَّثَنا يَزِيدُ بن زُرَيْعٍ، حَدَّثَنا سَعيدٌ، عن قَتادةَ، عن محمدِ بن سِيرِينَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الرُّؤْيا ثَلاث: فرُؤْيا حَقٌّ، ورُؤْيا يُحدِّثُ بها الرَّجُلُ نَفْسَهُ، ورُؤْيا تَحْزِينٌ من الشّيْطانِ، فَمنْ رَأى ما يَكْرهُ، فَلْيقُمْ فَلْيُصلَّ".
وكانَ يَقولُ: يُعْجبُني القَيْدُ وأكْرهُ الغُلَّ، القَيْدُ ثَباتٌ في الدِّينِ.
وكانَ يقولُ: "من رَآني فَإنِّي أنا هو، فَإنَّهُ لَيْسَ لِلشّيْطانِ أنْ يَتمثَّلَ بِي"، وكانَ يَقولُ:"لا تُقَصُّ الرُّؤْيا إلّا على عالمٍ أو ناصحٍ"
(3)
.
(1)
حسن لغيره، وانظر ما قبله.
(2)
جاء بعد هذا في (ل) والمطبوع ما نصه: "وقال شعبةُ وأبو عوانة وهشيم: عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس". وليس هو في سائر أصولنا الخطية.
(3)
إسناده صحيح، وأخرج قوله: "من رآني فإني أنا هو، فإنه ليس للشيطان =
وفي البابِ عن أنَسٍ، وأبي بَكْرةَ، وأُمِّ العَلاءِ، وابن عُمرَ، وعائشةَ، وأبي سَعيد، وجَابرٍ، وأبي موسى، وابن عَبَّاسٍ، وعَبد اللهِ بن عَمْرٍو.
حديث أبي هريرة حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
8 - باب ما جاء في الَّذي يكْذِبُ في حُلْمهِ
2434 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا أبو أحمدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنا سُفيانُ، عن عَبد الأعْلى، عن أبي عَبد الرحمنِ السُّلَميِّ
عن عَليًّ، قال: أُراهُ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"من كَذبَ في حُلْمهِ، كُلِّفَ يَوْمَ القِيامةِ عَقْدَ شَعِيرةٍ"
(1)
.
2435 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثنا أبو عَوانةَ، عن عَبدِ الأعْلى، عن أبي عَبد الرحمنِ السُّلَميِّ، عن عَليًّ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَحوَهُ.
وفي البابِ عن ابن عَبَّاسٍ، وأبي هُريرةَ، وأبي شُرَيْحٍ، ووَاثِلةَ بن الأسْقَع.
وهذا أصَحُّ من الحديثِ الأوَّلِ.
= أن يتمثل بي" البخاري (6993)، ومسلم (2266)، وأبو داود (5023)، وابن ماجه (3901). وهو في "المسند" (7553)، و"صحيح ابن حبان" (6051) و (6052).
وقد سلف الحديث برقم (2423) وانظر تمام تخريجه هناك.
وقوله: "وكان بعجبني القيد" إلى قوله: "ثبات في الدين". مدرج من قول أبي هريرة كما سلف بيانه في التعليق على الحديث رقم (2423).
(1)
حسن لغيره، وأخرجه أحمد (568). ويشهد له حديث ابن عباس الآتي.
2436 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا عَبدُ الوهَّابِ، حَدَّثَنا أيُّوبُ، عن عِكْرِمةَ
عن ابن عَبَّاسٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"من تَحلّمَ كاذِبًا، كُلِّفَ يَوْمَ القِيامةِ أنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيْرتَينِ، ولن يَعْقِدَ بَيْنهما"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
9 - باب
(2)
2437 -
حَدَّثنا قُتيبةُ بن سَعيدٍ، حَدَّثَنا اللّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن الزُّهْريَّ، عن حَمْزةَ بن عَبد اللهِ بن عُمرَ
عن ابن عُمرَ، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "بَيْنا أنا نائمٌ إذْ أُتِيتُ بقدَحِ لَبنٍ فَشرِبْتُ مِنْهُ، ثُمَّ أعْطَيتُ فَضلِي عُمرَ بن الخَطّابِ"، قالُوا: فَما أوَّلتَهُ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: "العِلمَ"
(3)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وأبي بَكْرةَ، وابن عَبَّاسٍ، وعَبد اللهِ بن سَلامٍ، وخُزيْمةَ، والطُّفَيْلِ بن سَخْبرةَ، وسَمُرةَ، وأبي أُمَامةَ، وجَابرٍ.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (7042)، وأبو داود (5024). وهو في "المسند"(1866)، و"صحيح ابن حبان"(5685) و (5686).
(2)
في المطبوع زيادة: "في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم اللبن والقُمُص"، وليس هو في شيء من أصولنا الخطية.
(3)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (82)، ومسلم (2391)، والنسائي في "الكبرى"(8123). وهو في "المسند"(5554)، و"صحيح ابن حبان"(6878).
حديثُ ابن عُمرَ حديثٌ صحيحٌ.
10 - باب
2438 -
حَدَّثَنا الحُسينُ بن محمدٍ الجَرِيْريُّ البَلْخيُّ، حَدَّثَنا عَبدُ الرَّزاقِ، عن مَعْمرٍ، عن الزُّهْريِّ
عن أبي أُمامَةَ بن سَهْلِ بن حُنَيْفٍ، عن بَعْضِ أصْحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"بَيْنا أنا نائمٌ رَأيْتُ النَّاسَ يُعرَضونَ عَليَّ، وعَليْهم قُمُصٌ مِنْها ما يَبْلُغُ الثُّدِيَّ، ومِنْها ما يَبْلُغُ أسْفلَ من ذلك، قال: فعُرِضَ عَليَّ عُمرُ وعَليْهِ قَمِيصٌ يَجرُّهُ". قَالُوا: فَما أوَّلْتَهُ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: "الدِّينَ"
(1)
.
2439 -
حَدَّثَنا عَبدُ بن حُمَيْدٍ، حَدَّثَنا يَعْقُوبُ بن إبراهيمَ بن سَعْدٍ، عن أبيهِ، عن صَالحِ بن كَيْسانَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أبي أُمامةَ بن سَهْلِ بن حُنَيْفٍ، عن أبي سَعيدِ الخُدْرِيَّ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَحوَهُ بمَعناهُ
(2)
.
وهذا أصَحُّ.
11 - باب ما جاء في رُؤْيا النبيَّ صلى الله عليه وسلم في المِيزانِ والدَّلْوِ
2440 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا الأنْصارِيُّ، حَدَّثَنا أشْعثُ، عن الحَسنِ
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه أحمد (23172)، وانظر ما بعده.
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (22)، ومسلم (2390)، والنسائي 8/ 113. وهو في "المسند" (11814)، و"صحيح ابن حبان" (6890).
عن أبي بَكْرةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال ذَاتَ يَوْمٍ:"من رَأى مِنْكُمْ رُؤْيا"؟ فقال رَجُلٌ: أنا رَأيْتُ كَأنَّ مِيزانًا نَزلَ من السَّماءِ، فَوُزِنْتَ أنْتَ وأبو بَكْرٍ، فَرجَحْتَ أنْتَ بأبي بكْرٍ، ووُزِنَ أبو بَكْرٍ وعُمرُ، فَرجحَ أبو بكْرٍ، ووُزِنَ عُمرُ وعُثْمانُ، فَرجحَ عُمرُ، ثُمَّ رُفِعَ المِيزَانُ، فَرأينا الكَراهِيةَ في وَجْهِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
2441 -
حَدَّثَنا أبو موسى الأنْصاريُّ، حَدَّثَنا يُونُسُ بن بُكَيْرٍ، حَدَّثَني عُثْمانُ بن عَبد الرحمنِ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوةَ
عن عَائشةَ، قالت: سُئِلَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن وَرقةَ، فقالت لهُ خَدِيجةُ: إنَّهُ كانَ صَدَّقكَ، وإنَّه مَاتَ قَبْلَ أنْ تَظْهرَ، فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أُرِيتُه في المَنامِ وعَليْهِ ثِيابٌ بَياضٌ، ولو كانَ من أهْلِ النَّارِ، لَكانَ عَليْهِ لِباسٌ غَيْرُ ذلكَ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، وعُثْمانُ بن عَبد الرحمنِ لَيْسَ عِنْدَ أهْلِ الحديثِ بالقَويِّ.
2442 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا أبو عَاصمٍ، أخْبرنا ابن جُرَيْجٍ،
(1)
حديث حسن، وأخرجه أبو داود (4634) و (4635). وهو في "المسند"(20445).
(2)
إسناده ضعيف، وأخرجه أحمد (24367).
وفي الباب عن جابر عند أبي يعلى (2047)، وفيه: وسئل عن ورقة بن نوفل؟ قال: أبصرته في بطنان الجنة عليه سندس. وفي سنده مجالد بن سعيد ليس بالقوي.
أخْبرني موسى بن عُقْبةَ، قال: أخْبرني سَالمُ بن عَبد الله
عن عَبد اللهِ بن عُمرَ، عن رُؤْيا النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأبي بَكْرٍ وعُمرَ؟ فقال:"رَأيْتُ النَّاسَ اجْتَمعُوا فَنزَعَ أبو بكْرٍ ذَنُوبًا أو ذَنُوبَيْنِ فيهِ ضَعْفٌ واللهُ يَغْفِرُ لهُ، ثُمَّ قَامَ عُمرُ، فنزَعَ، فَاسْتحالَتْ غَرْبًا، فلم أرَ عَبْقريًّا يَفْرِي فَرِيَّهُ حتَّى ضَربَ النَّاسُ بالعَطَن"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من حديثِ ابن عُمرَ.
2443 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا أبو عَاصمٍ، أخبرنا ابن جُريْجٍ، أخْبرني موسى بن عُقْبةَ، قال: أخْبرني سَالمُ بن عَبد الله
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (3633)، ومسلم (2393)، والنسائي في "الكبرى"(7636). وهو في "المسند"(4814).
قوله: "الذنوب": الدلو الكبيرة إذا كان فيها الماء.
وقوله: "فيه ضعف"، أي: إنه على مهل ورفق.
وقوله: "والله يغفر له"، قال الحافظ في "الفتح" 7/ 39: ويحتمل أن يكون فيه إشارة إلى قلة الفتوح في زمانه لا صنعَ له فيه، لأن سببه قصر مدته، فمعنى المغفرة له رفع الملامة عنه.
وقوله: "فاستحالت غربًا"، أي: تحولت الدلو غربًا، والغرب: الدلو العظيمة المتخذة من جلود البقر.
وقوله: "فما رأيت عبقريًا من الناس يفري فريَّه". عبقري القوم: سيدهم وكبيرهم وقويهم، و"يفري فريَّه"، أي: يعمل عمله ويقطع قطعه. قاله ابن الأثير.
والعطن: مبرك الإبل حول الماء، ضُرِبَ مثلًا لاتساع الناس في زمن عمر وما فتح الله عليه من الأمصار. قاله ابن الأثير.
عن عَبد اللهِ بن عُمرَ، عن رُؤْيا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"رَأيْتُ امرأةً سَوْداءَ، ثائِرةَ الرَّأْسِ، خَرجَتْ من المَدِينةِ حتَّى قامَتْ بِمَهْيَعَةَ وهِي الجُحْفَةُ، فأوَّلْتُها وَبَاءَ المَدِينةِ يُنْقَلُ إلى الجُحْفةِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
2444 -
أخبرنا الحَسنُ بن عَليٍّ الخَلَّالُ، حَدَّثَنا عَبدُ الرَّزاقِ، أخْبرنا مَعْمرٌ، عن أيُّوبَ، عن ابن سِيرِينَ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"في آخِرِ الزَّمانِ لا تكادُ رُؤْيا المُؤْمنِ تكْذِبُ، وأصْدقُهُمْ رُؤْيا أصْدَقُهُمْ حَديثًا، والرُّؤْيا ثَلاثٌ: الحَسنةُ بُشْرى من اللهِ، والرُّؤْيا يُحدِّثُ الرَّجُلُ بها نَفْسَهُ، والرُّؤْيا تَحْزِينٌ من الشّيْطانِ، فإذا رَأى أحدُكُمْ رُؤْيا يكْرَهُها، فَلا يُحدِّثْ بها أحدًا، ولْيقُمْ فَلْيُصلَّ".
قال أبو هُريرةَ: يُعْجِبُني القَيْدُ وَأكْرهُ الغُلَّ. القَيْدُ: ثَباتٌ في الدِّينِ، قال: وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "رُؤْيا المُؤْمنِ جُزْءٌ من سِتَّةٍ وأرْبَعينَ جُزْءًا من النُّبُوَّةِ"
(2)
.
وقد رَوَى عَبدُ الوهَّابِ الثَّقَفيُّ هذا الحديثَ عن أيُّوبَ مَرْفُوعًا، وروى حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عنَ أيُّوبَ ووقَفَهُ.
2445 -
حَدَّثَنا إبراهيمُ بنُ سَعيدٍ الجَوْهَريُّ البغدادي، قال: حَدَّثَنا أبو
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (7038)، وابن ماجه (3924)، والنسائي في "الكبرى"(7651). وهو في "المسند"(5849).
(2)
حديث صحيح، وقد سلف برقم (2423).
اليَمانِ، عن شُعَيْبٍ - وهو ابن أبي حَمْزةَ -، عن ابن أبي حُسَيْنٍ، عن نافعِ بن جُبَيْرٍ
عن ابن عَبَّاسٍ، عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "رَأيْتُ في المَنامِ كأنَّ في يَديَّ سِوَارَيْنِ من ذَهَبٍ، فهمَّني شأنُهُما فأُوحِي إليَّ أنْ أَنْفُخَهُما فَنَفخْتُهما فطارَا، فأوَّلْتُهما كاذِبَيْنِ يَخْرُجانِ من بَعْدِي يُقالُ لأحَدِهما: مُسيلَمة صاحبُ اليَمامةِ، والعَنْسيُّ صاحبُ صَنْعاءَ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
2446 -
حَدَّثَنا الحُسينُ بن محمدٍ، حَدَّثَنا عَبدُ الرَّزاقِ، أخْبرنا مَعْمرٌ، عن الزُّهريِّ، عن عُبَيْدِ الله بن عَبد اللهِ
عن ابن عَبَّاسٍ، قال: كان أبو هُريرةَ يُحدِّثُ أنَّ رَجُلاً جَاءَ إلى النبي- صلى الله عليه وسلم، فقال: إنِّي رَأيْتُ اللّيْلةَ ظُلّةً يَنْطِفُ مِنْها السّمْنُ والعسلُ، ورَأيتُ النَّاسَ يَسْتقُونَ بأيْدِيهِمْ، فالمُسْتكثِرُ والمُستَقِلُّ، ورَأيْتُ سَببًا واصلًا من السَّماءِ إلى الأرْضِ، فَأرَاكَ يَا رَسولَ اللهِ أخَذْتَ بهِ فَعلوْتَ ثُم أخَذَ به رجل بعدَكَ فَعَلا، ثم أخَذَ به رجلٌ بعدَه فَعَلا، ثمَّ أخَذَ بهِ رَجُلٌ فَقُطعَ بهِ، ثُمَّ وُصِلَ لهُ فَعَلا بهِ.
(1)
حديث صحيح، ابن أبي حسين اسمه: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين. وأخرجه البخاري (3621)، ومسلم (2274)، وابن ماجه (3922)، والنسائي في "الكبرى"(7648) و (7649). وهو في "المسند"(2373) و (8249)، و"صحيح ابن حبان"(6653) و (6654).
فقال أبو بكْرٍ: أيْ رَسولَ اللهِ، بأبي أنْتَ وأمِّي، واللهِ لَتدَعَنِّي أعْبُرْها فقال:"اعْبُرْها"، فقال: أمَّا الظُّلّةُ فَظُلَّةُ الإسْلامِ، وأمَّا ما يَنْطِفُ من السَّمْنِ والعسلِ فهذا القُرْآنُ لِينُهُ وحَلاوتُهُ، وأمَّا المسْتكثِرُ وَالمُسْتقِلُّ: فهو المُسْتكْثِرُ من القُرآن والمُسْتقِلُّ مِنْهُ، وأمَّا السَّببُ الوَاصلُ من السَّماءِ إلى الأرْضِ، فهو الحَقُّ الَّذِي أنْتَ عَليْهِ فأخَذْتَ بهِ فَيُعْليكَ اللهُ، ثُمَّ يأخُذُ بهِ بعدَك رَجُلٌ آخَرُ فَيعْلُو بهِ، ثُمَّ يأخُذُ بَعْدهُ رَجُلٌ آخَرُ فَيعْلُو بهِ، ثُمَّ يأخُذُ رَجُلٌ آخَرُ فَينْقطعُ بهِ، ثُمَّ يُوصَلُ فَيعْلُو، أيْ رَسولَ اللهِ لتُحدِّثنِّي أصَبْتُ أمْ أخطأْتُ؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أصَبْتَ بَعْضًا وأخطأْتَ بَعْضًا"، قال: أقْسَمْتُ بأبي أنْت وأُمِّي يا رسولَ الله لتُخْبِرَنِّي ما الَّذي أخْطأتُ؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا تُقْسِمْ"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
2447 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا وَهْبُ بن جَرِيرٍ، عن أبيهِ، عن أبي رَجاءٍ
عن سَمُرةَ بن جُنْدُبٍ، قال: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم -إذا صَلّى بِنا الصُّبْحَ أقْبَلَ على النَّاسِ بِوجْهِه، وقال: "هَلْ رَأى أحدٌ مِنْكُم رُؤْيا
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (7046)، ومسلم (2269)، وأبو داود (3268) و (4632)، وابن ماجه (3918)، وهو في "المسند"(2113)، و"شرح مشكل الآثار" للطحاوي (667 - 669) و (671)، و"صحيح ابن حبان"(111).
الليلةَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
ويُروى عن عوفٍ وجريرِ بن حازم، عن أبي رجاءٍ، عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قِصَّةٍ طويلةٍ، وهكذا رَوى لنا بندار هذا الحديث عن وهب بن جريرٍ مُختصرًا.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (845) و (1386)، ومسلم (2275). وهو في "المسند"(20094)، و"صحيح ابن حبان"(655) و (4659)، والروايات مطولة ومختصرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب الشهادات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
1 - باب
(1)
2448 -
حَدَّثَنا الأنْصاريُّ، حَدَّثَنا مَعْنٌ، حَدَّثَنا مالكٌ، عن عَبد اللهِ بن أبي بَكْرِ بن محمدِ بن عَمْرِو بن حَزْمٍ، عن أبيهِ، عن عَبد اللهِ بن عَمْرِو بن عُثْمانَ، عن أبي عَمْرةَ الأنْصارِيِّ
عن زَيْدِ بن خالدٍ الجُهَنيِّ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أُخْبِرُكُمْ بِخَيرِ الشُّهدَاءِ؟ الذي يأتي بشهادتِه قَبْلَ أنْ يُسْألَها"
(2)
.
2449 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن الحَسنِ، حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن مَسْلمةَ، عن مَالكٍ به، وقال: ابن أبي عَمْرةَ
(3)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ، وأكْثرُ النَّاسِ يَقُولُونَ: عَبد الرحمنِ بن أبي عَمْرةَ.
(1)
في المطبوع بعد هذا: ما جاء في الشهداء أيهم خير.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (1719)، وأبو داود (3569)، وابن ماجه (2364)، والنسائي في "الكبرى"(6029)، وهو في "المسند"(17040)، و"صحيح ابن حبان"(5079).
(3)
حديث صحيح، وانظر ما قبله.
واخْتلفُوا على مالكٍ في رِوايةِ هذا الحديثِ، فرَوَى بَعْضُهمْ عن ابن أبي عَمْرةَ، ورَوَى بَعْضُهمْ عن أبي عَمْرةَ، وهو عَبد الرحمن بن أبي عَمْرةَ الأنْصارِيُّ، وهذا أصَحُّ عندنا
(1)
، لأنَّهُ قد رُوِي من غَيْرِ حديثِ مالكٍ عن عَبد الرحمنِ بن أبي عَمْرةَ، عن زَيْدِ بن خالدٍ، وقد رُوِي عن أبي عَمْرةَ عن زَيْدِ بن خَالدٍ غَيْرُ هذا الحديثِ، وهو صحيحٌ أيضًا.
وأبو عَمْرةَ هو: مَوْلى زَيْدِ بن خَالدٍ الجُهَنيِّ، ولهُ حديثُ الغُلُولِ
(2)
لأبي عَمْرةَ.
2450 -
حَدَّثَنا بشْرُ بن آدَمَ ابن ابنة أزْهرَ السَّمَّانِ، حَدَّثَنا زَيْدُ بن الحُبابِ، حَدَّثني أُبيُّ بن عَبَّاسِ بن سَهْلِ بن سَعْدٍ، قَال: حَدَّثَني أبو بكْرِ بنُ محمدِ بن عَمْرِو بن حَزْمٍ، قال: حَدَّثَني عَبد اللهِ بن عَمْرِو بن عُثْمانَ، حَدَّثَني خارجةُ بن زَيْدِ بن ثابتٍ، حَدَّثَني عَبد الرحمنِ بن أبي عَمْرةَ
حدَّثَني زَيْدُ بن خَالدٍ الجُهَنيُّ أنّهُ سَمعَ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ:
(1)
وكذلك صوب ابن عبد البر في "الاستذكار" 22/ 25: أنه عبد الرحمن بن أبي عمرة.
(2)
حديث الغلول أخرجه أحمد (14031)، وأبو داود (2710)، وابن ماجه (2848)، والنسائي 4/ 64 من طريق أبي عمرة، عن زيد بن خالد: أن رجلًا من المسلمين توفي بخيبر، وأنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"صلُّوا على صاحبكم"، قال: فتغيرت وجوه القوم لذلك، فلما رأى الذي بهم، قال:"إن صاحبكم غل في سبيل الله" ففتشنا متاعه، فوجدنا فيه خرزًا من خرز اليهود ما يُساوي درهمين، وهو حديث حسن.
"خَيْرُ الشُّهداءِ من أدَّى شهادتَه قَبلَ أنْ يُسْألهَا"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ
(2)
.
2451 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا مَرْوانُ بن معاوية الفزَاريُّ، عن يَزِيدَ بن زِيادٍ الدِّمَشْقيِّ، عن الزُّهْرِيَّ، عن عُرْوةَ
عن عَائشةَ، قالت: قال رَسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَجُوزُ شَهادةُ خائنٍ ولا خَائنةٍ، ولا مَجْلُودٍ حَدًّا ولا مَجْلُودةٍ، ولا ذِي غِمْرٍ لأخيهِ، ولا مُجَرَّبِ شَهادةٍ، ولا القَانِع أهْلَ البَيْتِ لَهُمْ، ولا ظَنِينٍ في وَلاءٍ ولا قَرابةٍ". قال الفزَارِيُّ: القانعُ: التَّابعُ
(3)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفُه إلّا مِن حديثِ يَزِيدَ بن زِيادٍ الدِّمَشْقيِّ، ويَزِيدُ يُضَعَّفُ في الحديثِ، ولا يُعْرَفُ هذا الحديثُ من حديثِ الزُّهْرِيِّ إلّا مِن حديثِه.
(1)
حديث صحيح، وانظر (2448).
(2)
في المطبوع بعد هذا: باب ما جاء فيمن لا تجوز شهادته.
(3)
إسناده ضعيف، وأخرجه الطحاوي في "شرح مُشكل الآثار"(4866)، والدارقطني 4/ 244، والبيهقي 10/ 155، والبغوي (2510).
والغمر: الحقد والضغن، أي: لا تجوز شهادة الذي بينه وبين المشهود عداوة ظاهرة.
وقوله: "ولا مجرب شهادة"، أي: في الكذب.
والمراد من القانع في الحديث: هو المنقطع إلى القوم يخدمهم، ويكون في حوائجهم، فهو ينتفع بما يصير إليهم من النفع، فيصير بشهادته لهم جارًّا إلى نفسه نفعًا، فلا يقبل.
وفي البابِ عن عَبد اللهِ بن عَمْرٍو.
ولا نَعْرِفُ مَعْنى هذا الحديثِ، ولا يَصِحُّ عندنا من قِبَلِ إسْنادِه.
والعملُ عِنْدَ أهْلِ العلمِ أنَّ شَهادةَ القريبِ جَائزةٌ لِقَرَابتِه، واخْتلفَ أهْلُ العلمِ في شَهادةِ الوَالدِ لِلوَلَدِ والوَلَدِ لِلوَالدِ، فلم يُجِزْ أكْثرُ أهْلِ العلمِ شَهادةَ الوَلَد للوالِدِ ولا الوَالِدِ للوَلَد.
وقال بَعْضُ أهْلِ العلمِ: إذا كَانَ عَدْلًا، فَشهَادةُ الوَالدِ لِلوَلَدِ جَائزةٌ، وكذلكَ شَهادةُ الوَلدِ لِلوالدِ، ولم يَخْتلفُوا في شَهادةِ الأخِ لأخيهِ أنّها جائزةٌ، وكذلك شَهادةُ كُلَّ قَرِيبٍ لقرابتِه.
وقال الشَّافِعيُّ: لا تَجُوزُ شَهادةُ الرجلِ على الآخَرِ وإنْ كانَ عَدْلًا إذا كان بَيْنهُما عَدَاوةٌ، وذَهبَ إلى حديثِ عَبد الرحمنِ الأعْرَجِ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مُرْسلًا:"لا تَجُوزُ شَهادةُ صَاحبِ حِنَةٍ"
(1)
، يَعْني صاحبَ عَداوةٍ، وكذلكَ مَعْنى هذا الحديثِ حَيْث قال:"لا تَجُوزُ شَهادةُ صَاحبِ غِمْرٍ"، يَعْني صاحبَ عَداوةٍ
(2)
.
(1)
أخرجه البيهقي 10/ 201.
وأخرجه البيهقي مرفوعًا من حديث أبي هريرة، وفي إسناده مسلم بن خالد الزنجي، وهو ضعيف يعتبر به، وبهذين الطريقين يتقوى الحديث.
وقوله: حِنة، كذا في أصولنا الخطية، وفي المطبوع: إحْنة. قال ابن الأثير في "النهاية" 1/ 27 و 28: الحنة لغة قيلة في الإحنة، وهي الحقد.
(2)
جاء بعد هذا في المطبوع: "باب ما جاء في شهادة الزور"، وليس هو في أصولنا الخطية.
2452 -
حَدَّثَنا حُمَيْدُ بن مَسْعدَةَ، حَدَّثَنا بِشْرُ بن المُفَضَّلِ، عن الجُرَيْرِيِّ، عن عَبد الرحمنِ بن أبي بَكْرةَ
عن أبيهِ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"ألا أُخْبِرُكُمْ بأكْبرِ الكَبائرِ"؟ قالُوا: بَلى يَا رَسولَ اللهِ، قال:"الإشْراكُ باللهِ، وعُقوقُ الوَالدَيْنِ، وشَهادةُ الزُّورِ أو قَوْلُ الزُّورِ"، قال: فَما زَالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُها حتَّى قُلْنا: لَيْتَهُ سَكَتَ
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ
(2)
.
2453 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، حَدَّثَنا مَرْوانُ بن مُعاويةَ، عن سُفيان بن زِيادٍ الأسَدِي، عن فاتِك بن فَضالةَ
عن أيْمنَ بن خُرَيْمٍ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قامَ خطيبًا فقال: "أيُّها النَّاسُ عَدَلَتْ شَهادةُ الزُّورِ إشْراكًا باللهِ". ثُمَّ قَرأ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج: 30]
(3)
.
هذا حديثٌ إنّما نَعْرِفُه من حديثِ سُفيانَ بن زِيادٍ. وقد اخْتلفُوا في رِوَايةِ هذا الحديثِ عن سُفيانَ بن زِيادٍ، ولا نَعْرِفُ لأيْمَن بن
(1)
حديث صحيح، بشر بن المفضل سمع من الجريري قبل الاختلاط، وسلف برقم (2011).
(2)
جاء بعد هذا في المطبوع: "وفي الباب عن عبد الله بن عمرو. باب منه"، وليس هو في أصولنا الخطية.
(3)
إسناده ضعيف، وأخرجه أحمد (17603).
خُرَيْمٍ سَماعًا من النبيَّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
2454 -
حَدَّثَنا وَاصِلُ بن عَبدِ الأعْلى، حَدَّثنا ابن فُضَيْلٍ، عن الأعْمَشِ، عن عَليَّ بن مُدْرِكٍ، عن هِلالِ بن يِسافٍ
عن عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الّذينَ يَلونَهُمْ، ثُمَّ الّذِين يَلُونَهُمْ ثَلاثًا، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ من بَعْدِهِمْ يَتسمَّنُونَ، ويحبُّونَ السِّمَنَ، يُعْطُونَ الشَّهادةَ قَبْلَ أنْ يُسْألُوها"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ من حديثِ الأعْمَشِ عن عَليِّ بن مُدْرِكٍ، وأصْحابُ الأعْمَشِ إنّما رَوَوْا عن الأعْمَشِ، عن هِلالِ بن يِسافٍ، عن عِمْرانَ بنِ حُصَيْنٍ.
2455 -
حَدَّثَنا أبو عَمَّارٍ الحُسينُ بن حُرَيْثٍ، أخبرنا وَكِيعٌ، عن الأعْمَشِ، حَدَّثَنا هِلالُ بن يِسَافٍ، عن عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَحوَهُ، وهذا أصَحُّ من حديثِ محمدِ بن فُضَيْلٍ.
(1)
جاء بعد هذا في المطبوع: (2300) حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا سفيان وهو ابن زياد العصفري، عن أبيه، عن حبيب بن النعمان الأسدي، عن خريم بن فاتك الأسدي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الصبح، فلما انصرف قام قائم، فقال: عدلت شهادةُ الزور بالشرك بالله، ثلاثَ مرات، ثم تلا هذه الآية {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} إلى آخر الآية، قال أبو عيسى: هذا عندي أصح، وخريم بن فاتك له صحبة، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وهو مشهور.
وليس هو في شيء من أصولنا الخطية.
(2)
حديث صحيح، وهو مكرر الحديث رقم (2369).
ومَعْنى هذا الحديث عِنْدَ بَعْضِ أهْلِ العلمِ: يُعْطُونَ الشّهادةَ قَبْلَ أنْ يُسْألُوها: إنَّما يَعْني شَهادةَ الزُّورِ، يَقولُ: شهادةُ أحدِهِمْ من غَيْرِ أنْ يُسْتَشْهَدَ، وبيان هذا في حديث عُمرَ بنِ الخَطَّابِ عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"خَيْرُ النّاسِ قَرْني، ثُمَّ الذينَ يَلونَهُمْ، ثُمَّ الّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الكَذِبُ حَتى يَشْهدَ الرَّجُلُ ولا يُسْتشهَدُ، ويَحْلِفَ الرَّجُلُ ولا يُسْتحْلَفُ"
(1)
.
ومَعْنى حديثِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ الشّهداءِ الذي يأْتي بِشَهادتهِ قَبْلَ أن يُسألَها" هذا إذا استُشهِد الرَّجُلُ على الشَّيءِ أنْ يُؤَدِّيَ شهادتَهُ ولا يَمْتنعَ من الشّهادةِ، هكذا وَجْهُ الحديثِ عِنْدَ بَعْضِ أهْلِ العلمِ.
(1)
حديث صحيح، وقد سلف برقم (2304).
بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب الزهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
(1)
2456 -
حَدَّثَنا صَالحُ بنُ عَبد اللهِ وسُويْدُ بن نَصْرٍ، قال صالحٌ: حَدَّثَنا، وقال سُويْدٌ: أخْبرنا عَبد اللهِ بن المُباركِ، عن عَبد اللهِ بن سَعيدِ بن أبي هِنْدٍ، عن أبيهِ
عن ابن عَبَّاسٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهما كَثِيرٌ من النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ"
(2)
.
2457 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا يحيى بن سَعيدٍ، حَدَّثَنا عبد اللهِ بن سَعيدِ بن أبي هِنْدٍ، عن أبيهِ، عن ابن عَبَّاسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوَهُ.
وفي البابِ عن أنَسِ بنِ مَالكٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، ورَواهُ غَيْرُ وَاحدٍ عن عَبد اللهِ بن سَعيدِ بن أبي هِنْدٍ ورفعوه، ووقَفَه بَعْضُهمْ عن عَبد اللهِ بن سَعيدِ بن أبي هِنْدٍ
(3)
.
(1)
في المطبوع بعد هذا: باب الصحة والفراغ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس.
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (6412)، وابن ماجه (4170). وهو في "المسند"(2340).
(3)
بعد هذا في المطبوع: باب من اتقى المحارم فهو أعبد الناس.
2458 -
حَدَّثَنا بِشرُ بن هِلالٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنا جَعْفرُ بن سُليْمانَ، عن أبي طَارقٍ، عن الحَسنِ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من يأخُذُ عَنِّي هؤلاءِ الكَلماتِ، فَيعْمَلُ بِهِنَّ، أوْ يُعَلِّمُ من يَعْمَلُ بِهنَّ"؟ فقال أبو هُريرةَ: قلت: أنا يا رَسولَ اللهِ، فَأخَذَ بِيدِي فَعدَّ خَمْسًا قال:"اتَّقِ المَحارِمَ تكُنْ أعْبدَ النَّاسِ، وارْضَ بِما قَسمَ اللهُ لكَ تكُنْ أغْنى النَّاسِ، وأحْسِنْ إلى جَارِكَ تكُنْ مُؤْمِنًا، وأحِبَّ لِلنَّاسِ ما تُحِبُّ لِنَفْسكَ تكُنْ مُسْلِمًا، ولا تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فإنّ كثْرةَ الضَّحكِ تُمِيتُ القَلْبَ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفُه إلّا من حديثِ جَعْفرِ بن سُليْمانَ، والحَسنُ لم يَسْمع من أبي هُريرةَ شَيْئًا. هكذا رُوِي عن أيُّوبَ ويُونُسَ بن عُبَيْدٍ وعَليَّ بن زَيْدٍ، قالوا: لم يسمعِ الحسنُ من أبي هريرة، ورَوَى أبو عُبَيْدَةَ النَّاجِي، عن الحَسنِ هذا الحديثَ قَوْلَهُ،
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي طارق، والحسن مدلس وقد عنعن. وله طريق آخر بسند قوي عند الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 39، وأبي نعيم في "الحلية" 10/ 365، وفي "أخبار أصبهان" 2/ 302، والبيهقي في "الزهد"(817) من طريق أبي رجاء مُحْرِز بن عبد الله الجزري، عن برد بن سنان، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع، عن أبي هريرة رفعه:"كن ورعًا تكن أعبدَ الناس، وكن قنعًا تكن أشكرَ الناس، وأحب للناس ما تحبُّ لنفسك تكُنُ مؤمنًا، وأحسن مجاورة مَن جاورك، تكن مسلمًا، وأقل الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب".
وحديث الباب أخرجه ابن ماجه (4217). وهو في "المسند"(8095).
ولم يَذْكُرْ فيهِ: عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
1 - باب ما جاء في المُبادرةِ بالعملِ
2459 -
حَدَّثَنا أبو مُصْعَبٍ، عن مُحْرِز
(1)
بن هارُونَ، عن عَبد الرحمنِ الأعْرج
عن أبي هُريرةَ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "بادِرُوا بالأعْمالِ سَبْعًا، هل تَنْظُرُونَ إلّا إلى فقرٍ مُنْسٍ، أو غِنىً مُطْغٍ، أو مَرضٍ مُفْسِدٍ، أو هَرَم مُفنِدٍ، أوْ مَوْتٍ مُجْهِزٍ، أوِ الدَّجَّالِ، فَشرُّ غائبٍ يُنْتظَرُ، أوِ السَّاعةِ، فالسَّاعةُ أدْهى وأمَرُّ"
(2)
.
(1)
كذا في أصولنا الخطية بالزاي المنقوطة، وفي كتب "المشتبه" ضبط بالزاي المنقوطة محرز، وبراءين مهملتين مُحَرَّر، ورجح الحافظ في "التقريب" الثاني، فقال: محرر بوزن محمد على الصحيح.
(2)
إسناده ضعيف، محرز بن هارون متروك الحديث.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2434، والمزي في "تهذيب الكمال" 27/ 274.
وأخرجه أبو يعلى (6542)، والمزي في "تهذيب الكمال" 27/ 274.
وأخرجه أبو يعلى (6542)، والحاكم 4/ 320 - 321، والبغوي في "شرح السنة"(4022) من طريق معمر، عن سعيد المقبُري، وإسناده منقطع، معمر لم يسمع من سعيد.
وقوله: "هل تنظرون إلا إلى فقر منس .. " في رواية أبي يعلى وغيره: ما ينتظر أحدكم إلا غنى مطغيًا
…
"، قال القاري في "شرح المشكاة" 5/ 37: خرج مخرج التوبيخ على تقصير المكلفين في أمر دينهم أي: متى تعبدون ربكم، فإنكم إن =
هذا حديثٌ غريبٌ حَسَنٌ لا نَعْرِفُه من حديثِ الأعْرَجِ، عن أبي هُريرةَ إلَّا من حديثِ مُحْرِز بن هارون، ورَوى مَعْمرٌ هذا الحديثَ عَمّنْ سَمِعَ سَعيدًا المَقْبُريَّ، عن أبي هُريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَحو هذا.
2 - باب ما جاء في ذِكْرِ المَوْتِ
2460 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا الفَضْلُ بن موسى، عن محمدِ بن عَمْرٍو، عن أبي سَلمةَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أكْثِرُوا ذِكْرَ هاذِمِ اللّذّاتِ" يَعْني المَوْتَ
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ حَسَنٌ.
وفي البابِ عن أبي سَعيدٍ.
= لم تعبدوه مع قلة الشواغل وقوة البدن، فكيف تعبدونه مع كثرة الشواغل وضعف القوى.
والفند في الأصل: الكذبُ، وأفند: تكلم بالفند، ثم قالوا للشيخ إذا هرم: قد أفند، لأنه يتكلم بالمحرف من الكلام عن سَنن الصحة، و"الموت المُجْهِز": هو السريع الذي يأتي بَغْتةً، يقال: أجْهَزَ على الجريح إذا أسرعَ قتْلَه.
والمراد من هذا الخبر: الحثُّ على الأعمال الصالحة قبل حلول الآجال، واغتنام الأوقات قبل هجوم الآفات.
(1)
إسناد حسن، وأخرجه ابن ماجه (4258)، والنسائي 4/ 4. وهو في "المسند" (7925)، و"صحيح ابن حبان" (2992 - 2995).
3 - باب
2461 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، حَدَّثَنا يحيى بن مَعِينٍ، حَدَّثَنا هِشامُ بن يُوسُفَ، حدثنا عَبد اللهِ بن بَحِير
أنَّهُ سَمعَ هَانِئًا مَوْلَى عُثْمانَ، قال: كانَ عُثمانُ إذا وَقَفَ على قَبْرٍ بَكى حتَّى يَبُلَّ لِحْيتَهُ، فَقيلَ لهُ: تُذْكَرُ الجَنَّةُ والنَّارُ فَلا تَبْكي، وتَبْكي من هذا؟ فقال: إنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ القَبْرَ أوَّلُ مَنازلِ الآخِرةِ، فَإنْ نَجا مِنْهُ فَما بَعْدهُ أيْسرُ مِنْهُ، وإنْ لم يَنْجُ مِنْهُ
(1)
فما بَعْدهُ أشَدُّ مِنْهُ" قال: وقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما رَأيْتُ مَنْظرًا قَطُّ إلَّا القَبْرُ أفظَعُ مِنْهُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ، لا نَعْرِفه إلَّا من حديثِ هِشامِ بن يُوسُفَ.
4 - باب مَن أحَبَّ لقاءَ اللهِ أحَبَّ اللهُ لِقاءَهُ
2462 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا أبو دَاوُدَ، أخْبرنا شُعبةُ، عن قَتادةَ، قال: سَمِعتُ أنَسًا يُحدِّثُ
عن عُبادةَ بن الصَّامتِ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"من أحَبَّ لِقاءَ اللهِ أحبَّ اللهُ لِقاءَهُ، ومن كَرِهَ لِقاءَ اللهِ كَرهَ اللهُ لِقاءهُ"
(3)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وعَائشةَ، وأبي موسى، وأنس.
(1)
لفظة "منه" أثبتناها من (س) وحدها.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (4267). وهو في "المسند"(454).
(3)
حديث صحيح، وقد سلف برقم (1089).
حديثُ عُبادةَ حديثٌ صحيحٌ.
5 - باب ما جاء في إنْذَارِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَوْمَهُ
2463 -
حَدَّثَنا أبو الأشْعثِ أحمدُ بن المِقْدامِ العِجْليُّ، حَدَّثَنا محمدُ بن عَبد الرحمنِ الطُّفاويُّ، حَدَّثَنا هِشامُ بن عُرْوةَ، عن أبيهِ
عن عَائشةَ قالت: لمّا نَزلَتْ هذه الآية {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يا صَفيَّةَ بِنْتَ عَبدِ المُطّلبِ، يا فَاطمةَ بِنْتَ محمدٍ، يا بَني عَبدِ المُطّلبِ إنَّي لا أمْلِكُ لَكُمْ من اللهِ شَيْئًا، سَلُوني من مَالي ما شِئْتُمْ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وابن عَبَّاسٍ، وأبي موسى.
حديثُ عَائشةَ حديثٌ حَسَنٌ. وقد رَوَى بَعْضُهُمْ عن هِشامِ بن عُرْوةَ، عن أبيه، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مثلَه
(2)
.
6 - باب ما جاء في فَضْلِ البُكاءِ من خَشْيةِ اللهِ
2464 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن المُباركِ، عن عبد الرحمنِ بن عَبد اللهِ المَسْعُوديِّ، عن محمدِ بن عَبد الرحمنِ، عن عيسى بن طَلْحةَ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (205)، والنسائي 6/ 250. وهو في "المسند" (25044). وسيتكرر الحديث برقم (3460).
(2)
جاء في (ل) والمطبوع بدل قوله: "عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله" ما نصه: "نحو هذا، وروى بعضهم عن هشام، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا لم يذكر فيه عائشة" وكلاهما بمعنى.
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكى من خَشْيةِ اللهِ حتَّى يَعُودَ اللّبنُ في الضَّرْعِ، وَلا يَجْتمعُ غُبارٌ في سَبيلِ اللهِ ودُخانُ جَهَنَّمَ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي رَيْحانةَ، وابن عَبَّاسٍ.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
ومحمدُ بن عَبد الرحمنِ: هو مَوْلى آلِ طَلْحةَ، وهو مَدِينيٌّ ثِقةٌ، رَوَى عَنْهُ شُعبةُ وسُفيانُ الثَّوْرِيُّ.
7 - باب ما جاء في قَوْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ تَعْلمُونَ ما أعْلمُ لَضَحِكْتُم قَلِيلًا"
2465 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، حَدَّثَنا أبو أحمدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنا إسرائيلُ، عن إبراهيمَ بن مُهاجرٍ، عن مُجاهدٍ، عن مُورِّقٍ
عن أبي ذَرِّ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّي أرَى ما لا تَرَوْنَ، وأسمعُ ما لا تَسْمعُونَ، أطَّتِ السَّماءُ، وحُقَّ لهَا أنْ تَئِطَّ، ما فِيها مَوْضِعُ أرْبعِ أصابعٍ إلَّا ومَلَكٌ وَاضعٌ جَبْهتَهُ ساجدًا للهِ، واللهِ لو تَعْلمُونَ ما أعْلمُ، لَضَحِكْتمْ قلِيلًا، ولَبكَيتُمْ كَثيرًا، وَما تلذَّذْتُمْ بالنِّساءِ على الفُرُشِ، ولَخَرجْتُمْ إلى الصُّعُداتِ تَجأرونَ إلى اللهِ، لَودِدْتُ أنِّي كُنْتُ شَجرَةً تُعْضَدُ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وقد سلف برقم (1727).
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم بن المهاجر ضعيف يعتبر به، ومورق - وهو العجلي - لم يسمع من أبي ذر. =
وفي البابِ عن عائشةَ وأبي هُريرةَ، وابن عَبَّاسٍ، وأنَسٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
وَيُرْوى من غَيْرِ هذا الوَجْهِ أنّ أبا ذَرٍّ قال: لَودِدْتُ أنِّي كُنْتُ شَجرةً تُعْضَدُ، ويُروى عن أبي ذَرٍّ مَوقُوفًا.
2466 -
حَدَّثَنا أبو حَفْصٍ عَمْرُو بن عَليٍّ، حَدَّثَنا عَبدُ الوهّابِ الثَّقَفيُّ، عن محمدِ بن عَمْرٍو، عن أبي سَلمةَ
عن أبي هُريرةَ، قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لو تَعْلمُونَ ما أعْلمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ولبَكَيْتُمْ كَثِيرًا"
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
= وأخرجه ابن ماجه (4190). وهو في "المسند"(21516).
ويشهد لأوله حديث حكيم بن حزام مرفوعًا عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1134) وسنده قوي على شرط مسلم.
وقوله: "لو تعلمون ما أعلم
…
" يشهد له حديثُ أبي هريرة الآتي.
وقوله: "أطت". قال ابن الأثير: الأطيط، صوت الرَّحْلِ، وأطيط الإبل أصواتها وحنينها، أي: أن كثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلها حتى أطت، وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة، وإن لم يكن ثمَّ أطيط، وإنما هو كلام تقريب أريد به تقريرُ عظمة الله تعالى.
والصعدات: الطرق، وهي فناء الدار وممر الناس بين يديه، وقوله:"تجأرون"، الجؤار: رفع الصوت والاستغاثة.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6485). وهو في "المسند"(7499)، و"صحيح ابن حبان"(5793).
8 - باب ما جاء فِيمن يتكلَّمُ بالكلمة يُضْحِكُ بها النّاسَ
2467 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا ابن أبي عَدِيٍّ، عن محمدِ بن إسحاقَ، قال: حَدَّثَني محمدُ بن إبراهيمَ، عن عيسى بن طَلحةَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الرَّجُلَ ليتكلمُ بالكَلِمةِ لا يَرى بِها بأسًا، يَهْوي بها سَبْعينَ خَريفًا في النَّارِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
2468 -
حَدَّثَنا بندار، حَدَّثَنا يحيى بن سَعيدٍ، حَدَّثَنا بَهْزُ بن حَكِيمٍ، قال: حَدَّثَني أبي
عن جَدِّي، قال: سَمِعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "وَيْلٌ للَّذي يُحدِّثُ بالحديثِ لِيُضْحِكَ بهِ القَوْمَ فيكْذِبُ، وَيْلٌ لهُ وَيْلٌ لهُ"
(2)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
9 - باب
2469 -
حَدَّثَنا سُليْمانُ بن عَبد الجبارِ البَغْدادِيُّ، حَدَّثَنا عُمرُ بن حَفْصِ بن غياثِ، حدثني أبي، عن الأعْمَشِ
(1)
حديث صحيح، وهذا سند حسن، وأخرجه البخاري (6477)، ومسلم (2988)، وابن ماجه (3970). وهو في "المسند"(7215)، و"صحيح ابن حبان"(5706).
(2)
إسناده حسن، وأخرجه أبو داود (4990)، والنسائي في "الكبرى"(11126). وهو في "المسند"(20021).
عن أنَسٍ، قال: تُوُفِّي رَجُلٌ من أصْحابهِ، فقال: - يعْني رَجُلٌ - أبشِرْ بالجَنَّةِ، فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أوَلا تَدْرِي فَلَعَلَّه تكلَّمَ فِيما لا يَعْنيهِ، أو بَخِلَ بما لا يَنْقُصُهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
2470 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن نَصْرٍ النَّيْسابُوريُّ وغَيْرُ وَاحدٍ، قالُوا: حَدَّثَنا أبو مُسْهِرٍ، عن إسماعيلَ بن عَبد اللهِ بن سَماعةَ، عن الأوْزَاعيَّ، عن قُرَّةَ، عن الزُّهْريِّ، عن أبي سَلمةَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من حُسْنِ إسْلامِ المَرْءِ تَرْكُه مَا لا يَعْنيهِ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفُه من حديثِ أبي سَلمةَ، عن أبي هُريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم إلَّا من هذا الوَجْهِ.
2471 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا مالكُ بن أنَسٍ، عن الزُّهْرِيِّ
عن عَليَّ بن حُسينٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ من حُسْنِ إسْلامِ المَرْءِ تَرْكُه مَا لا يَعْنيهِ"
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه، الأعمش لم يسمع من أنس.
وأخرجه أبو يعلى (4017)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 55 - 56، والذهبي في "السير" 6/ 240.
(2)
حسن لغيره، وأخرجه ابن ماجه (3976). وهو في "صحيح ابن حبان"(229)، وانظر شواهده فيه.
(3)
رجاله ثقات، لكنه مرسل، ويشده ما قبله وهو في "الموطأ" 2/ 903، و"مصنف عبد الرزاق"(20617) و"المسند"(1737).
هكذا رَوَى غَيْرُ واحدٍ من أصْحابِ الزُّهْريِّ، عن الزُّهْريِّ، عن عَليِّ بن حُسَين، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَحوَ حديثِ مالكٍ مُرْسلًا، وهذا عِنْدَنا أصَحُّ من حديثِ أبي سَلمةَ، عن أبي هُريرة، وعَليُّ بن حُسينٍ لم يُدْرِكْ عَليَّ بن أبي طالبٍ.
10 - باب ما جاء في قِلَّةِ الكَلامِ
2472 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، حَدَّثَنا عَبْدةُ، عن محمدِ بن عَمْرٍو، قال: حَدَّثَني أبي، عن جَدِّي، قال:
سَمِعتُ بِلالَ بن الحارثِ المُزَنيَّ صاحبَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "إنَّ أحدَكُمْ لَيتكلّمُ بالكلمةِ من رِضْوانِ اللهِ ما يَظُنُّ أنْ تَبْلُغَ ما بَلغَتْ، فَيكْتُبُ اللهُ له بها رِضْوانَهُ إلى يَوْمِ يَلْقاهُ، وإنَّ أحدَكُمْ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من سَخَطِ اللهِ ما يَظُنُّ أنْ تَبْلغَ ما بَلغتْ، فَيكْتُبُ اللهُ عَليْهِ بها سَخَطَهُ إلى يَوْمِ يَلْقاهُ"
(1)
.
وفي البابِ عن أُمِّ حَبِيبةَ.
(1)
صحيح لغيره، عمرو - وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي - لم يرو عنه سوى ابنه محمد بن عمرو وذكره ابن حبان في "الثقات" وباقي رجاله ثقات. وأخرجه ابن ماجه (3969)، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 2/ 103 و 104. وهو في "المسند" (15852)، و"صحيح ابن حبان" (280) و (281) و (287).
ويشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (6478)، وانظر ما سلف برقم (2467).
وانظر لزامًا شرح هذا الحديث في "التمهيد" 13/ 51 لابن عبد البر، فإنه جد مفيد.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، هكذا روى غَيْرُ واحدٍ عن محمدِ بن عَمْرٍو نحوَ هذا، وقَالُوا: عن محمدِ بن عَمْرو، عن أبيهِ، عن جَدِّهِ، عن بِلالِ بن الحارثِ، ورَوَى مالك بن أنس هذا الحديث عن محمدِ بن عَمْرٍو، عن أبيهِ، عن بِلالِ بن الحارثِ، ولم يَذْكُرْ فيهِ: عن جَدِّهِ
(1)
.
11 - باب ما جاء في هَوانِ الدُّنْيا على اللهِ
2473 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا عَبد الحميدِ بن سُليْمانَ، عن أبي حازمٍ
عن سَهْلِ بن سَعْدٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كَانتِ الدُّنْيا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَناحَ بَعُوضَةٍ، ما سَقَى كَافرًا مِنْها شَرْبةَ ماءٍ"
(2)
.
وفي الباب عن أبي هُريرةَ.
هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
2474 -
حَدَّثَنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، أخْبرنا عَبد اللهِ بن المُباركِ، عن مُجالدٍ،
(1)
قال البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 107: والأول أصح، أي: بإثبات علقمة بن وقاص.
(2)
حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الحميد بن سليمان، لكن تابعه زكريا بن منظور عند ابن ماجه (4110) وهو ضعيف أيضًا.
وله شاهد عن ابن عمر عند الخطيب 4/ 92، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1439)، وآخر عن أبي هريرة عند القضاعي (1440)، وثالث عن ابن المبارك في "الزهد"(509) عن رجال من أصحاب رسول الله، ورابع عند ابن المبارك (510) عن الحسن البصري مرسلًا.
عن قَيْس بن أبي حازمٍ
عن المُسْتَوْرِدِ بن شَدَّادٍ، قال: كُنْتُ مَعَ الرَّكْبِ الّذِينَ وَقَفُوا مَعَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم على السَّخْلةِ المَيِّتةِ، فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أتَرَوْنَ هذه هانَتْ على أهْلِها حِينَ ألْقَوْها"، قَالُوا: من هَوانِها ألْقَوْها يا رَسولَ اللهِ، قال:"فالدُّنْيا أهْونُ على اللهِ من هذه على أهْلِها"
(1)
.
وفي البابِ عن جَابرٍ، وابن عُمرَ.
حديثُ المُسْتَوْرِدِ حديثٌ حَسَنٌ
(2)
.
2475 -
حَدَّثَنا محمدُ بن حَاتمٍ المؤدِّبُ، حَدَّثَنا عَليُّ بن ثابتٍ، حَدَّثَنا عَبد الرحمنِ بنُ ثَابتِ بن ثَوْبانَ، قال: سَمِعتُ عَطاءَ بن قُرَّةَ، قال: سَمِعتُ عَبد اللهِ بن ضَمْرةَ، قال:
سَمِعتُ أبا هُريرةَ يَقولُ: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "إنَّ الدُّنْيا مَلْعُونةٌ مَلْعُونٌ ما فِيها إلَّا ذكْرَ الله وما وَالاهُ، وعَالمٌ أو مُتعلِّمٌ"
(3)
.
(1)
صحيح لغيره، وأخرجه ابن ماجه (4111). وهو في "المسند"(18013). وله شاهد من حديث ابن عباس وجابر عند أحمد (3047) و (14930).
(2)
بعد هذا في المطبوع: باب منه.
(3)
حديث حسن، وأخرجه ابن ماجه (4112).
وقوله: "وعالم أو متعلم" كذا جاء في الأصول بالرفع، والجادة النصب، لأنه مستثنى من كلام تام موجب كما في رواية ابن ماجه، ويخرج الرفع في رواية الترمذي على التأويل، كأنه قيل: الدنيا مذمومة لا يُحمد مما فيها إلا ذكر الله وعالم أو متعلم، نقله المناوي عن الطيبي.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ
(1)
.
2476 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا يحيى بن سَعيدٍ، حَدَّثَنا إسماعيلُ بن أبي خَالدٍ، أخبرني قَيْسُ بن أبي حَازمٍ، قال
سَمِعتُ مُسْتَوْرِدًا أخا بَني فِهْرٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما الدُّنْيا في الآخِرةِ إلَّا مِثْلُ ما يَجْعلُ أحدُكُمْ إصْبعَهُ في اليَمِّ، فَلْينْظُرْ بماذا يَرْجِعُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وإسماعيلُ بن أبي خالدٍ يُكْنى أبا عَبد اللهِ. ووالدُ قَيسٍ أبو حازمٍ اسْمهُ: عَبدُ بن عَوْفٍ وهو من الصَّحابة.
12 - باب ما جاء أنَّ الدُّنْيا سِجْنُ المُؤْمنِ وجَنَّةُ الكَافرِ
2477 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا عَبدُ العزِيزِ بن محمدٍ، عن العلاءِ بن عَبد الرحمنِ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الدُّنْيا سِجْنُ المُؤْمنِ وجَنَّةُ الكافرِ"
(3)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
(1)
بعد هذا في المطبوع: باب منه.
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه مسلم (2858)، وابن ماجه (4108). وهو في "المسند"(18008)، و"صحيح ابن حبان"(4330).
(3)
إسناده صحيح، وأخرجه مسلم (2956)، وابن ماجه (4113). وهو في "المسند"(8289)، و"صحيح ابن حبان"(687) و (688).
وفي البابِ عن عَبد اللهِ بن عَمْرٍو.
13 - باب ما جاء "مَثَلُ الدُّنْيا مثَلُ أرْبَعةِ نَفَرٍ"
2478 -
حَدَّثَنا محمدُ بن إسماعيلَ، حَدَّثَنا أبو نُعيمٍ، حَدَّثَنا عُبادةُ بن مُسْلمٍ، حَدَّثَنا يُونُسُ بن خَبَّابٍ، عن سَعيدٍ الطَّائيَّ أبي البَخْتَرِيِّ أنَّهُ قال:
حَدَّثَني أبو كَبْشةَ الأنْمارِيُّ، أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "ثَلاثةٌ أُقْسِمُ عَليْهنَّ، وأُحَدِّثكُمْ حديثًا فاحْفظُوهُ - قال -: ما نَقصَ مَالُ عَبْدٍ من صَدَقةٍ، ولا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلِمةً صَبَر عَليْها إلَّا زَادَهُ اللهُ عِزًّا، ولا فَتحَ عَبْدٌ بابَ مَسْألةٍ إلّا فَتحَ اللهُ عَليْهِ بابَ فَقْرٍ - أوْ كَلِمةً نَحوها.
وأُحَدِّثُكُمْ حديثًا فاحْفظُوهُ - فقال -: "إنَّما الدُّنْيا لأرْبعةِ نَفَرٍ: عَبْدٍ رَزقَهُ اللهُ مَالًا وعِلْمًا، فَهو يَتَّقي فيهِ رَبَّهُ، ويَصلُ فيهِ رَحمهُ، ويَعْلمُ للهِ فيه حَقًّا، فَهذا بأفْضلِ المَنازلِ، وعَبْدٍ رَزَقهُ اللهُ عِلْمًا ولم يَرْزُقْهُ مَالًا، فهو صَادِقُ النِّيَّةِ يَقولُ: لو أنَّ لِي مالًا لَعمِلْتُ بِعَملِ فُلان، فهو بِنِيّتهِ فأجْرُهُما سَواءٌ، وَعَبْدٍ رَزقهُ اللهُ مالًا ولم يَرزقْهُ عِلْمًا، يَخْبِطُ في مالِه بِغَيْرِ عِلْمٍ، لا يتَّقي فيهِ رَبَّهُ، ولا يَصِلُ فيهِ رَحِمَهُ، ولَا يَعْلَمُ لله فيه حَقًّا، فهذا بأخْبثِ المَنازلِ، وعَبْدٍ لم يَرْزُقْهُ اللهُ مالًا ولا عِلْمًا، فهو يَقولُ: لو أنَّ لِي مالًا، لَعَمِلْتُ فيهِ بِعمَلِ فُلانٍ، فهو بِنيّتِه، فَوِزْرُهُما سَوَاءٌ"
(1)
.
(1)
حديث حسن، وأخرجه أحمد (18024 - 18027)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(263) وانظر بسط الكلام على إسناده وطرقه في "المسند". =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
14 - باب ما جاء في هَمِّ الدُّنْيا وحُبِّها
2479 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا عَبد الرحمنِ بن مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنا سُفيانُ، عن بَشِيرٍ أبي إسماعيلَ، عن سَيَّارٍ، عن طارقِ بن شِهابٍ
عن عَبد اللهِ بن مَسْعُودٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من نَزلَتْ بهِ فاقَةٌ، فأنْزلَها بالنَّاس لم تُسَدَّ فاقتُهُ، ومن نَزلَتْ بهِ فَاقَةٌ، فَأنْزلَها باللهِ، فَيُوشِكُ اللهُ لهُ بِرِزْقٍ عاجلٍ أو آجلٍ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ
(2)
.
2480 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، أخبرنا عَبدُ الرَّزاقِ، أخْبرنا سُفيانُ،
= قال الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" 2/ 320 - 321 في شرح الحديث السابع والثلاثين: ومتى اقترن بالنية قول أو سعي، تأكد الجزاء، والتحق صاحبه بالعامل، واستدل بحديث أبي كبشة هذا ثم قال: وقد حُمِلَ قولُه: "فهما في الأجر سواء" على استوائهما في أصل أجر العمل دون مضاعفته، فالمضاعفة يختص بها من عمل العمل دون من نواه فلم يعمله، فإنهما لو استويا من كل وجه، لكتب لمن هم بحسنة ولم يعملها عشر حسنات وهو خلاف النصوص كلها، ويدل على ذلك قوله تعالى:{فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِنْهُ} قال ابن عباس وغيره: القاعدون المفضل عليهم المجاهدون درجة هم القاعدون من أهل الأعذار، والقاعدون المفضل عليهم المجاهدون درجات هم القاعدون من غير أهل الأعذار.
(1)
حديث حسن، وأخرجه أبو داود (1645). وهو في "المسند"(3696).
(2)
بعد هذا في المطبوع: باب.
عن مَنْصُورٍ والأعْمَشِ، عن أبي وائلٍ، قال:
جَاءَ مُعاويةُ إلى أبي هاشمِ بن عُتْبةَ وهو مَريضٌ يَعُودُهُ، فقال: يا خَالُ ما يُبْكِيكَ أوَجَعٌ يُشْئزُك، أو حِرْصٌ على الدُّنْيا؟ قال: كُلٌّ لا، ولكنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إليَّ عَهْدًا لم آخُذْ بهِ، قال:"إنَّما يكْفِيكَ من جَمْعِ المالِ خادِمٌ ومَرْكبٌ في سَبِيلِ اللهِ"، وأجِدُني اليَوْمَ قد جَمعْتُ
(1)
.
وقد رَوَاهُ زَائدةُ وعَبِيْدةُ بن حُمَيْدٍ، عن مَنْصُورٍ، عن أبي وَائلٍ، عن سَمُرةَ بن سَهْمٍ، قال: دَخلَ مُعاويةُ على أبي هَاشمِ بن عتبة فَذَكَرَ نَحوَهُ.
وفي البابِ عن بُرَيْدةَ الأسْلميِّ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم
(2)
(3)
.
2481 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا وَكِيعٌ، حَدَّثَنا سُفيانُ، عن الأعْمَشِ، عن شِمْرِ بن عَطِيَّةَ، عن المُغِيرةِ بن سَعْدِ بن الأَخْرَمِ، عن أبيهِ
عن عَبد اللهِ قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَتَّخِذُوا الضَّيعةَ
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعٍ في سنده، أبو وائل - واسمه شقيق بن سلمة - لم يسمع هذا الحديث من أبي هاشم بن عتبة، بينهما سمرة بن سهم الأزدي وهو مجهول.
وأخرجه ابن ماجه (4103)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 218، وفي "الكبرى"(9810). وهو في "المسند"(15665) و (22496)، و"صحيح ابن حبان"(668).
وقوله: يشئزك أي: يقلقك.
(2)
رواه أحمد في "مسنده"(23043)، وفي سنده عبد الله بن مَوَلَة لم يوثقه غير ابن حبان، وقال في "التقريب": مقبول، أي: حيث يتابع، وإلا فضعيف.
(3)
في المطبوع بعد هذا: باب منه.
فَترْغَبُوا في الدُّنْيا"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
15 - باب ما جاء في طُولِ العُمْر للْمُؤْمنِ
2482 -
حَدَّثَنا أبو كُريْبٍ، حَدَّثَنا زَيْدُ بن حُبابٍ، عن مُعاويةَ بن صالحٍ، عن عَمرِو بن قَيْس
عن عَبد اللهِ بن بُسْرٍ، أنَّ أعْرابيًّا قال: يا رَسولَ اللهِ من خَيْرُ النَّاسِ؟ قال: "من طالَ عُمرُهُ، وحَسُنَ عَملُه"
(2)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وجَابرٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
16 - باب منه
2483 -
حَدَّثَنا أبو حَفْصٍ عَمْرُو بن عَليٍّ، حَدَّثَنا خَالدُ بن الحارثِ، قال: حَدَّثَنا شُعبةُ، عن عليِّ بن زَيْدٍ، عن عَبد الرحمنِ بن أبي بَكْرةَ
عن أبيهِ: أنَّ رَجُلًا قال: يا رَسولَ اللهِ، أيُّ النّاسِ خَيْرٌ؟ قال:"من طالَ عُمْرُهُ وحَسُنَ عَملُه"، قال: فَأيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قال: "من
(1)
حديث ضعيف، المغيرة بن سعد بن الأخرم لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وأبوه سعد بن الأخرم مختلف في صحبته، وقد ذكره البخاري وأبو حاتم في التابعين، ثم هو لا يُعرف. وهو في "المسند"(3579)، و"صحيح ابن حبان"(710).
(2)
إسناده قوي، وأخرجه ابن ماجه (3793)، وهو في "المسند"(17680)، و"صحيح ابن حبان"(814).
طَالَ عُمْرُهُ وسَاءَ عَملُهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
17 - باب ما جاء في أعْمارِ هذه الأمّةِ ما بَيْنَ السِّتَّينَ إلى السَّبْعينَ
2484 -
حَدَّثَنا إبراهيمُ بن سَعيدِ الجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنا محمدُ بن رَبِيعةَ، عن كامِلٍ أبي العَلاءِ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "عُمْرُ أُمَّتي مِن ستَّينَ سَنةً إلى سَبْعينَ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من حديثِ أبي صَالحٍ عن أبي هُريرةَ، وقد رُوِي من غَيْرِ وَجْهٍ عن أبي هُريرةَ.
18 - باب ما جاء في تَقاربِ الزَّمانِ وقِصَرِ الأمَلِ
2485 -
حَدَّثَنا عَبَّاسُ بن محمدٍ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنا خَالدُ بن مَخْلَد، حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن عُمرَ العُمَرِيُّ، عن سَعْدِ بن سَعيدٍ الأنْصاريِّ
عن أنَسِ بن مَالكٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَقومُ السَّاعةُ حتَّى يَتقَاربَ الزَّمانُ، فتكُونُ السَّنةُ كالشَّهْرِ، والشَّهْرُ كالجُمُعةِ،
(1)
حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، وأخرجه أحمد (20415)، وله شاهد من حديث أبي بكرة عند أحمد (20444) يتقوى به.
(2)
إسناده حسن، وسيذكره المصنف من طريق آخر حسن برقم (3550) ويأتي تخريجه هناك.
وتكُونُ الجُمُعةُ كاليَوْمِ، ويكُونُ اليَوْمُ كالسَّاعةِ، وَتكُونُ السَّاعة كالضَّرْمةِ بالنَّارِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ، وسَعْدُ بن سَعيدٍ هو: أخو يحيى بن سَعيدٍ الأنْصاريِّ.
19 - باب ما جاء في قِصَرِ الأمَلِ
2486 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا أبو أحمدَ، حَدَّثَنا سُفيانُ، عن لَيْثٍ، عن مُجاهدٍ
عن ابن عُمرَ، قال: أخَذَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبَعْضِ جَسدِي قال: "كُنْ في الدُّنْيا كأنَّكَ غريبٌ أو عَابرُ سَبِيلٍ، وعُدَّ نَفْسَكَ في أهْلِ القُبُورِ". فقال لِي يا ابن عُمرَ: إذا أصبحْتَ، فَلا تُحدِّثْ نَفْسَكَ بالمَساءِ، وإذا أمْسَيْتَ، فَلا تُحدِّثْ نَفْسَكَ بالصَّباحِ، وخُذْ من صِحَّتِكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، ومن حَياتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ، فإنَّكَ لا تَدْرِي يا عَبد اللهِ مَا اسْمُكَ غَدًا
(2)
.
2487 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن عَبْدةَ الضَّبِّيُّ البَصْريُّ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ،
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري، لكن له شاهد من حديث أبي هريرة في "المسند"(10943)، وإسناده صحيح.
(2)
حديث صحيح دون قوله: "وعد نفسك في أهل القبور" فهو حسن لغيره. وأخرجه البخاري (6416)، وابن ماجه (4114). وهو في "المسند"(4764)، و"صحيح ابن حبان"(698)، وليس في رواية البخاري وابن حبان قوله:"وعد نفسك في أهل القبور" وقد ذكرنا شواهدها في "المسند".
عن لَيْثٍ، عن مُجاهدٍ، عن ابن عُمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوَه.
وقد رَوَى هذا الحديثَ الأعْمَشُ، عن مُجاهدٍ، عن ابن عُمرَ نَحوَهُ.
2488 -
حَدَّثَنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، حدثنا عَبد اللهِ بن المُبَاركِ، عن حَمَّادِ بن سَلمةَ، عن عُبَيْدِ اللهِ بن أبي بَكْرِ بن أنَسٍ
عن أنَسِ بن مَالكٍ قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "هذا ابنُ آدَمَ وهذا أجَلُهُ"، ووَضعَ يَدَهُ عِنْدَ قَفاهُ، ثُمَّ بَسطَها، فقال:"وثَمَّ أمَلُهُ وثَمَّ أمَلُهُ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي سَعيدٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2489 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، حَدَّثَنا أبو مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن أبي السَّفَرِ
عن عَبد اللهِ بن عَمْرٍو، قال: مَرَّ عَليْنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ونَحنُ نُعالجُ خُصًّا لَنا، فقال:"ما هذا"؟ فَقُلْنا قد وَهى فَنحنُ نُصْلِحُه، فقال:"ما أرى الأمْرَ إلَّا أعْجلَ من ذلكَ"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه ابن ماجه (4232).
وأخرجه البخاري (6418)، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 1/ 91 بلفظ:"هذا الأمل وهذا الأجل، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب".
وهو في "المسند"(12238)، و"صحيح ابن حبان"(2998).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (5235) و (5236)، وابن ماجه (4160). وهو في "المسند"(6502)، و"صحيح ابن حبان"(2996). =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وأبو السَّفَرِ اسْمهُ: سَعيدُ بن يُحْمِدَ، ويُقالُ: ابن أحمدَ الثَّوْرِيُّ.
20 - باب ما جاء أنَّ فِتْنةَ هذه الأُمَّةِ في المَالِ
2490 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن منيعٍ، حَدَّثَنا الحَسنُ بن سَوَّارٍ، حَدَّثَنا الليْثُ بن سَعْدٍ، عن مُعاويةَ بن صَالحٍ، عن عَبد الرحمنِ بن جُبَيْرِ بن نُفَيْرٍ، حَدَّثهُ، عن أبيهِ
عن كَعْبِ بن عِياضٍ، قال: سَمِعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "إنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنةً، وفِتْنةُ أُمَّتي المالُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ، إنّما نَعْرِفُه من حديثِ مُعاويةَ بن صَالحٍ.
21 - باب ما جاء "لَو كانَ لابن آدَمَ وادِيانِ من مَالٍ"
2491 -
حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن أبي زِيادٍ، حَدَّثَنا يَعْقُوبُ بن إبراهيمَ بن سَعْدٍ، حَدَّثَنا أبي، عن صَالحِ بن كَيْسانَ، عن ابن شِهابٍ
عن أنَسِ بن مَالكٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَو كانَ لابن آدَمَ وادٍ من ذَهَبٍ، لأحَبَّ أنْ يكُونَ لهُ ثانٍ
(2)
، ولا يَمْلأُ فَاهُ إلَّا
= والخُصُّ: بضم الخاء المعجمة، وتشديد الصاد المهملة: بيت يكون من قصب.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11795) نشر مؤسسة الرسالة.
وهو في "المسند"(17471)، و"صحيح ابن حبان"(3223).
(2)
في أصولنا الخطية: "واديًا"، "ثانيًا". والجادة ما أثبتنا.
التُّرابُ، ويَتُوبُ اللهُ على من تابَ"
(1)
.
وفي البابِ عن أُبيِّ بن كَعْبٍ، وأبي سَعيدٍ، وعائشةَ، وابن الزُّبَيْرِ، وأبي وَاقدٍ، وجَابرٍ، وابن عَبَّاسٍ، وأبي هُريرةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
22 - باب ما جاء "قَلْبُ الشَّيْخِ شابٌّ على حُبِّ اثْنَتينِ"
2492 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا اللّيْثُ، عن ابن عَجْلانَ، عن القَعْقاعِ بن حَكِيمٍ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ على حُبِّ اثْنتينِ: طُولِ الحياةِ وكَثْرةِ المال"
(2)
.
وفي البابِ عن أنَسٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2493 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا أبو عَوانةَ، عن قَتادةَ
عن أنَسِ بن مَالكٍ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "يَهْرَمُ ابنُ آدَمَ ويَشُبُّ مِنْهُ اثنَتان: الحِرْصُ على العُمْرِ، والحِرْصُ على المَالِ"
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6439)، ومسلم (1048). وهو في "المسند"(12228)، و"صحيح ابن حبان"(3235) و (3236).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046)، وابن ماجه (4233). وهو في "المسند"(8211)، و"صحيح ابن حبان"(3219) و (3230).
(3)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6421)، ومسلم (1047)، وابن ماجه =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
23 - باب ما جاء في الزّهَادةِ في الدُّنيا
2494 -
حَدَّثَنا عَبدُ اللهِ بنُ عَبد الرحمنِ، أخْبرنا محمدُ بن المُباركِ، حَدَّثَنا عَمْرُو بنُ وَاقدٍ، حَدَّثَنا يُونُسُ بن حَلْبسٍ، عن أبي إدْرِيسَ الخولانيِّ
عن أبي ذَرٍّ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"الزَّهادةُ في الدُّنْيا لَيْستْ بِتَحْرِيمِ الحَلالِ ولا إضاعةِ المَالِ، ولكن الزَّهادَةَ في الدُّنْيا أنْ لا تكُونَ بِما في يَديْكَ أوْثَقَ مِمَّا في يَدِ اللهِ، وأنْ تكُونَ في ثَوابِ المُصِيبةِ إذا أنْتَ أُصِبْتَ بِها أرْغَبَ فِيها لو أنَّها أُبْقِيتْ لَكَ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلّا من هذا الوَجْهِ.
وأبو إدْرِيسَ الخَوْلانيُّ اسْمهُ: عائذُ اللهِ بن عَبد اللهِ، وعَمْرُو بن وَاقدٍ مُنْكَرُ الحديثِ
(2)
.
2495 -
حَدَّثَنا عَبْدُ بن حُمَيْدٍ، حَدَّثَنا عَبدُ الصَّمدِ بن عَبد الوارِثِ، حَدَّثَنا حُريْثُ بن السَّائبِ، قال: سَمِعتُ الحَسنَ يقولُ: حَدَّثَني حُمْرانُ بن أبَانَ
عن عُثْمانَ بن عَفّانَ: أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لَيْسَ لابن آدَمَ حَقٌّ في سِوى هذه الخصَال: بَيْتٌ يَسْكنُهُ، وَثَوْبٌ يُوَارِي عَوْرتَهُ،
= (4234). وهو في "المسند"(12142)، و"صحيح ابن حبان"(3229).
وسيأتي برقم (2623).
(1)
إسناده ضعيف لضعف عمرو بن واقد، وأخرجه ابن ماجه (4100).
(2)
بعد هذا في المطبوع: باب منه.
وجِلْفُ الخُبْزِ والماءِ"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيح، وهو حديث حُرَيْثِ بن السَّائبِ.
وفي الباب عن أبي الدرداء.
وسَمِعتُ أبا دَاودَ سُليْمانَ بن سَلْمٍ البَلْخيَّ يَقولُ: قال النَّضْرُ بن شُمَيْلٍ: جِلْفُ الخُبْزِ يَعْني: لَيْسَ مَعة إدامٌ
(2)
.
2496 -
حَدَّثَنا محمود بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا وَهْبُ بن جَريرٍ، حَدَّثَنا شُعبةُ، عن قَتادةَ، عن مُطَرِّفٍ
عن أبيهِ، أنَّهُ انْتَهى إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَقولُ:{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1] قال: "يقولُ ابن آدَمَ: مَالي مَالي، وهَلْ لكَ من مَالكَ إلَّا ما تَصدَّقْتَ فَامْضَيْتَ، أو أكَلْتَ فَأفْنيْتَ، أو لَبِسْتَ فأبْلَيْتَ"
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، حريث بن السائب ضعفه أبو داود وأبو حاتم، وقال أحمد: روى عن الحسن، عن حمران، عن عثمان حديثًا منكرًا، يعني هذا الحديث، وذكر الأثرم عن أحمد علته، فقال: سئل أحمد عن حريث، فقال: هذا شيخ بصري روى حديثًا منكرًا عن الحسن، عن حمران، عن عثمان، وذكر الحديث. وقال: قلت: قتادة يخالفه؟ قال: نعم، سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن حمران، عن رجل من أهل الكتاب، قال أحمد: حدثناه روح، قال: حدثنا سعيد يعني: عن قتادة، به.
وقال الدارقطني في "العلل" 3/ 29: وهم حريث في هذا الحديث، والصواب: عن الحسن، عن حمران، عن بعض أهل الكتاب.
(2)
في المطبوع بعد هذا: باب منه.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2958)، والنسائي 6/ 238. وهو في =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ
(1)
.
2497 -
حَدَّثَنا بُنْدار، حَدَّثَنا عُمرُ بن يُونُسَ، حَدَّثَنا عِكْرِمةُ بن عَمَّارٍ، حَدَّثَنا شَدَّادُ بن عَبد اللهِ، قال:
سَمِعتُ أبا أُمامةَ يَقولُ: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يا ابنَ آدَمَ إنَّك أنْ تَبذُلَ الفَضْلَ خَيْرٌ لكَ، وأن تُمْسِكَهُ شَرٌّ لكَ، ولا تُلامُ على كَفافٍ، وابدأْ بمَنْ تَعُولُ، واليدُ العُلْيا خَيْرٌ مِن اليدِ السُّفْلى"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وشَدَّادُ بن عَبد اللهِ يُكْنَى أبا عَمَّارٍ.
24 - باب في التَّوَكُّل على الله
2498 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن سَعيدٍ الكِنْدِيُّ، حَدَّثَنا ابن المُباركِ، عن حَيْوَةَ بن شُرَيْحٍ، عن بَكْرِ بن عَمْرٍو، عن عَبد اللهِ بن هُبَيْرة، عن أبي تَمِيمٍ الجَيْشانيِّ
عن عُمرَ بن الخَطَّابِ، قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَو أنَّكُمْ كُنْتُم تَوكَّلُونَ على اللهِ حَقَّ تَوكُّلِه، لَرُزِقْتُمْ كَما يُرْزَقُ الطَّيْرُ، تَغْدُو
= "المسند"(16305)، و"صحيح ابن حبان"(701) و (3327).
وسيتكرر برقم (3648).
(1)
بعد هذا في المطبوع: باب منه.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (1036). وهو في "المسند"(22265).
خِماصًا، وتَرُوحُ بِطانًا"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، لا نَعْرِفُه إلَّا من هذا الوَجْهِ.
وأبو تَمِيمٍ الجَيْشاني اسْمهُ: عَبد اللهِ بن مَالكٍ.
2499 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا أبو دَاوُدَ الطيالسيُّ، حَدَّثَنا حَمادُ بن سَلَمةَ، عن ثابتٍ
عن أنَسِ بن مَالكٍ، قال: كانَ أخَوانِ على عَهْدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكانَ أحَدُهُما يأتِي النبيَّ صلى الله عليه وسلم، والآخَرُ يَحْترِفُ، فَشكى المُحْترِفُ أخاهُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال:"لَعلَّكَ تُرْزَقُ بهِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريب
(3)
.
2500 -
حَدَّثَنا عَمْرُو بن مَالكٍ ومَحمودُ بن خِدَاشٍ البَغْدادِيُّ، قَالا: حَدَّثَنا مَرْوانُ بن مُعاويةَ، قَال: حَدَّثَنا عَبدُ الرحمنِ بن أبي شُمَيْلةَ الأنْصارِيُّ، عن سَلمةَ بن عُبَيْدِ اللهِ بن مِحْصَنٍ الخَطْمِيِّ
عن أبيهِ - وكَانتْ لهُ صُحْبةٌ - قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من أصْبحَ مِنْكُمْ آمِنًا في سِرْبِه، مُعافىً في جَسدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِه، فكأنَّما حِيزَتْ لهُ الدُّنْيا"
(4)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (4164)، والنسائي في "الكبرى"(11805). وهو في "المسند"(205)، و"صحيح ابن حبان"(730).
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه الحاكم 1/ 93 - 94. وصححه على شرط مسلم.
(3)
بعد هذا في المطبوع: باب منه.
(4)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلمة بن عبيد الله مجهول، =
وفي البابِ عن أبي الدَّرْدَاءِ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ، لا نَغرِفُه إلّا من حديث مَرْوانَ بن مُعاوية.
قوله: حِيزَتْ: يعني جُمِعَتْ.
2501 -
حَدَّثَنا محمدُ بن إسماعيلَ، حَدَّثَنا الحُميديُّ، حدثنا مَروانُ بن مُعاويةَ نحوَهُ.
25 - باب ما جاء في الكَفافِ
2502 -
حَدَّثَنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، حدثنا عَبدُ اللهِ بن المُباركِ، عن يحيى بن أيُّوبَ، عن عُبَيْد اللهِ بن زَحْرٍ، عن عَليَّ بن يَزِيدَ، عن القاسم أبي عَبد الرحمن
عن أبي أُمامةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّ أغْبطَ أوْلِيائي عِنْدِي لَمُؤْمِنٌ خَفِيفٌ الحَاذِ، ذُو حَظٍّ من الصَّلاةِ، أحْسنَ عِبادةَ رَبِّهِ، وأطاعَهُ في السِّرَّ، وكانَ غامضًا في النَّاسِ لا يُشارُ إلَيْهِ بالأصابعِ، وَكانَ رِزْقُه كَفافًا، فَصبرَ على ذلكَ، ثُمَّ نَقَرَ بيدِه، فقال: "عُجَّلَتْ مَنِيَّتُهُ، قَلَّتْ بَواكيهِ، قَلَّ تُراثُهُ"
(1)
.
= وأخرجه ابن ماجه (4141)، والبخاري في "الأدب المفرد"(300).
ويشهد له حديث أبي الدرداء عند ابن حبان (671)، وإسناده ضعيف.
وحديث ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط"(1849)، وفي إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف.
وحديث عمر عند الطبراني في "الأوسط"(8870)، وفي إسناده أبو بكر الداهري، وهو ضعيف.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عُبيد الله بن زحر، وعلي بن يزيد وهو الألهاني، وهو في =
2503 -
وبهذا الإسْنادِ عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
"عَرضَ عَليَّ رَبِّي لِيَجْعلَ لِي بَطْحاءَ مَكّةَ ذَهَبًا، قُلْتُ: لا يا رَبِّ ولكنْ أشْبعُ يَوْمًا وأجُوعُ يَوْمًا - أو قال ثَلاثًا أو نَحو هذا - فإذا جُعْتُ تَضرَّعْتُ إلَيْكَ وذَكَرْتُكَ، وإذا شَبِعْتُ شَكرْتُكَ وحَمِدْتُكَ"
(1)
.
وفي البابِ عن فَضالةَ بنِ عُبَيْد.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
والقاسمُ هو: ابنُ عَبد الرحمنِ، ويُكْنى أبا عَبد الرحمنِ، وهو مَوْلى عَبد الرحمنِ بن خَالد بن يَزِيدَ بن مُعاويةَ وهو شَاميٌّ ثقَةٌ، وعَليُّ بن يَزِيدَ يُضَعَّفُ في الحديثِ، ويُكْنى أبا عَبدِ المَلكِ.
2504 -
حَدَّثَنا عباس بن محمد الدُّورِيُّ، حَدَّثَنا عَبدُ اللهِ بن يَزِيدَ المُقْرِئُ قال: حدثنا حَيْوةُ بن شُرَيْحٍ، أخْبرني أبو هَانئٍ الخَوْلانيُّ، أن أبا عَليّ عَمْرو بن مَالكٍ الجَنْبيَّ أخْبرهُ
عن فَضالةَ بن عُبَيْدٍ، أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ:"طُوبَى لِمَنْ هُديَ للإسْلامِ، وكانَ عَيْشُهُ كَفافًا وقَنِعَ"
(2)
.
= "المسند"(22167)، وأخرجه ابن ماجه (4117) من طريق آخر، فيه ضعيف ومجهول.
وقوله: خفيف الحاذ، أي: خفيف الحال، قليل المال.
(1)
أخرجه أحمد في "مسنده"(22190)، وإسناده ضعيف كسابقه، وانظر تمام تخريجه في "المسند".
(2)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (23944)، وابن حبان (705).
هذا حديثٌ صحيحٌ.
وأبو هَانئٍ الخولاني، اسْمُه: حُمَيْدُ بن هَانِئٍ.
2505 -
حَدَّثَنا العَبَّاسُ بن محمد الدُّورِيُّ، حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن يَزِيدَ المُقْرِئُ، حَدَّثَنا سَعيدُ بن أبي أيُّوبَ، عن شُرَحْبِيلَ بن شَرِيك، عن أبي عَبد الرحمنِ الحُبُلِيِّ
عن عَبد اللهِ بن عَمْرو: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "قد أفْلحَ من أسْلمَ، ورُزِقَ كَفافًا، وقنَّعهُ اللهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
26 - باب ما جاء في فَضْلِ الفَقْرِ
2506 -
حَدَّثَنا محمدُ بن عَمْرِو بن نَبْهانَ بن صَفْوانَ الثقفيُّ البَصْرِيُّ، حَدَّثَنا رَوْحُ بن أسْلمَ، حَدَّثَنا شَدَّادٌ أبو طَلْحةَ الرَّاسِبيُّ، عن أبي الوَازعِ
عن عَبد اللهِ بن مُغَفَّلٍ، قال: قال رَجُلٌ لِلنبيِّ صلى الله عليه وسلم: يا رَسول الله، واللهِ إنّي لأحبُّكَ. فقال لهُ:"انْظُرْ ماذا تَقولُ"، قال: والله إنِّي لأُحِبُّكَ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فقال:"إنْ كُنْتَ تُحبُّني، فأعدَّ لِلْفَقْرِ تِجْفافًا، فإنَّ الفَقْرَ أسْرعُ إلى من يُحِبُّنِي من السَّيْلِ إلى مُنْتهاهُ"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه مسلم (1054)، وابن ماجه (4138). وهو في "المسند"(6572)، و"صحيح ابن حبان"(670).
(2)
إسناده ضعيف، شداد بن سعيد قال البخاري: ضعفه عبد الصمد بن عبد الوارث، وقال العقيلي: له غير حديث لا يتابعُ عليه، وقال الدارقطني: بصري يُعتبر به، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، وأبو الوازع الراسبي - =
2507 -
حَدَّثَنا نَصْرُ بن عَليٍّ، حَدَّثَنا أبي، عن شَدَّادٍ أبي طَلْحةَ نحَوَهُ بِمَعْناهُ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
وأبو الوَازعِ الرَّاسِبيُّ اسْمُه: جَابرُ بن عَمْرٍو، وهو بَصْرِيٌّ.
27 - باب ما جاء أنَّ فُقرَاءَ المُهاجِرينَ يَدْخُلُونَ قَبْلَ أغْنِيائِهم الجنّةَ
2508 -
حَدَّثَنا محمدُ بن موسى البَصْرِيُّ، حَدَّثَنا زِيادُ بن عَبد اللهِ، عن الأعْمَشِ، عن عَطيَّةَ
عن أبي سَعيدٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فُقرَاءُ المُهاجِرينَ يَدْخُلونَ الجَنّةَ قَبْلَ أغْنِيائِهمْ بِخَمس مِئَةِ عامٍ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وعَبد اللهِ بن عَمْرٍو، وجَابرٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ مِن هذا الوَجْهِ.
2509 -
حَدَّثَنا عَبدُ الأعْلَى بن وَاصِلٍ الكُوفيُّ، حَدَّثَنا ثَابتُ بن محمدٍ العَابدُ الكُوفيُّ، حَدَّثَنا الحارثُ بن النُعْمان اللَّيْثيُّ
= واسمه جابر بن عمرو: ضعيف يعتبر به.
وأخرجه ابن حبان (2922).
(1)
إسناده ضعيف، عطية - وهو ابن سعد العوفي - ضعيف.
وأخرجه ابن ماجه (4123). وهو في "المسند" مطولًا برقم (11604)، وانظر ما بعده.
عن أنَسٍ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "اللهُمَّ أحْيِنِي مِسْكِينًا، وأمِتْني مِسْكينًا، واحْشُرْني في زُمْرةِ المَساكِين يَوْمَ القِيامةِ" فقالت عائشةُ: لم يَا رَسولَ اللهِ؟ قال: "إنّهُمْ يَدْخُلُونَ الجَنّةَ قَبْلَ أغْنِيائِهمْ بأرْبَعينَ خَرِيفًا، يا عائشةُ لا تَرُدِّي المِسْكينَ ولو بِشِقِّ تَمْرةٍ، يا عائشةُ حِبِّي المَساكِينَ وقَرِّبِيهمْ، فإنّ الله يُقَرِّبُكِ يَوْمَ القِيامةِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
2510 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا قَبِيصةُ، حَدَّثَنا سُفيانُ، عن محمدِ بن عَمْرٍو، عن أبي سَلمةَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَدْخُلُ الفُقرَاءُ
(1)
إسناده ضعيف لضعف الحارث بن النعمان، وأخرجه البيهقي 7/ 12. وقوله: "اللهم أحيني مسكينًا
…
إلخ" له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند ابن ماجه (4126)، وعبد بن حميد (1002) كلاهما من طريق أبي خالد الأحمر، عن يزيد بن سنان، عن أبي المبارك، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي سعيد الخدري. وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن سنان، وجهالة أبي المبارك.
وقد ذكره الألباني رحمه الله في "صحيحه"(308) من طريق عبد بن حميد، وقد انتقل بصره إلى إسناد الحديث الذي قبله، ومتنه:"عودوا المريض، واتبعوا الجنازة تذكركم الآخرة"، فنقله إلى حديث أبي سعيد هذا، ثم حسنه، وهو خطأ مبين سببه عدم التثبت، ثم ادعى أن هذه الطريق مع صلاح سندها! عزيزة لم يتعرض لها بذكر كل من تكلم على طرق هذا الحديث كابن الجوزي وابن الملقِّن وابن حجر والسيوطي، فكان هذا ضِغثًا على إبَّالة.
ومن حديث عبادة بن الصامت عند البيهقي 7/ 12.
الجَنّةَ قَبْلَ الأغْنِياءِ بِخَمس مِئَةِ عَامٍ: نِصْفِ يَوْمٍ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2511 -
حَدَّثَنا العَبَّاسُ بن محمد الدُّورِيُّ، حَدَّثَنا عَبدُ اللهِ بن يَزِيدَ المُقْرِئُ، حَدَّثَنا سَعيدُ بن أبي أيُّوبَ، عن عَمْرِو بن جَابرٍ الحَضْرَميِّ
عن جَابرِ بن عَبد اللهِ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"يَدْخُل فُقرَاءُ المُسْلِمينَ الجَنّةَ قَبْلَ أغنِيائِهم بِأرْبَعينَ خَرِيفًا"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
2512 -
حَدَّثَنا أبو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنا المُحارِبيُّ، عن محمدِ بن عَمْرٍو، عن أبي سَلمةَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَدْخل فُقرَاءُ المُسْلِمينَ الجَنّةَ قَبْلَ أغْنِيائِهمْ بِنصْف يَوْمٍ وهو خَمْسُ مِئةِ عامٍ"
(3)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
28 - باب ما جاء في مَعِيشةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأهْلهِ
2513 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، حَدَّثَنا عَبَّادُ بن عَبَّادٍ المهلَّبي، عن مُجالِدٍ، عن الشّعْبيِّ، عن مَسْرُوقٍ، قال:
(1)
حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (4122). وهو في "المسند"(7946)، و"صحيح ابن حبان"(676).
(2)
صحيح لغيره، وأخرجه أحمد (14476).
(3)
حديث صحيح، وانظر ما قبله.
دَخَلْتُ على عَائشةَ، فَدعَتْ لِي بِطعامٍ وقالت: ما أشْبعُ من طَعامٍ فَأشاءُ أنْ أبْكيَ إلّا بَكيْتُ، قال: قُلْتُ لمَ؟ قالت: أذْكُرُ الحَالَ الّتي فارقَ عَليْها رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الدُّنْيا، واللهِ ما شَبعَ من خُبْزٍ ولَحْمٍ مَرَّتَيْنِ في يَوْمٍ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
2514 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا أبو دَاوُدَ، أنبأنا شُعبةُ، عن أبي إسحاقَ، قال: سَمِعتُ عَبد الرحمنِ بن يَزِيدَ يُحدِّثُ، عن الأسْوَدِ
عن عَائشةَ، قالت: ما شَبعَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من خُبْزِ شَعِيرٍ يَوْمَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ حتَّى قُبِضَ
(2)
.
وفي الباب عن أبي هريرة.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2515 -
حَدَّثَنا أبو كُرَيْبٍ محمد بن العلاء، حَدَّثَنا المُحاربيُّ، عن يَزِيدُ بنِ كَيْسانَ، عن أبي حازِمٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: ما شَبِعَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأهْلُهُ ثَلاثًا تِباعًا من خُبْزِ البُرِّ حتَّى فَارقَ الدُّنْيا
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد، وأخرجه المصنف في "الشمائل"(148)، وأبو يعلى (4538).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5416)، ومسلم (2970)، وابن ماجه (3344). وهو في "المسند"(24151).
(3)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5374)، ومسلم (2976)، وابن ماجه =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2516 -
حَدَّثَنا عَبَّاسُ بن محمدٍ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنا يحيى بن أبي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنا حَرِيزُ بن عُثمانَ، عن سُلَيْمِ بن عامرٍ، قال:
سَمِعتُ أبا أُمَامةَ يَقولُ: ما كَانَ يَفْضُلُ عن أهْلِ بَيْتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم خُبْزُ الشَّعِيرِ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ
(2)
.
2517 -
حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن مُعاويةَ الجُمَحيُّ، حَدَّثَنا ثابتُ بن يَزِيدَ، عن هِلالِ بن خَبَّابٍ، عن عِكْرِمةَ
عن ابن عَبَّاسٍ، قال: كَانَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَبِيتُ اللّيالِيَ المُتَتابعَةَ طَاويًا، وأهْلُهُ لا يَجدُونَ عَشاءً، وكانَ أكْثرَ خُبْزِهِمْ خُبْزُ الشَّعِيرِ
(3)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2518 -
حَدَّثَنا أبو عَمَّارٍ، حَدَّثَنا وَكِيعٌ، عن الأعْمَشِ، عن عُمارةَ بن القَعْقاعِ، عن أبي زُرْعةَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ
= (3343). وهو في "المسند"(9611)، و"صحيح ابن حبان"(6345).
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (22244).
(2)
جاء بعد هذا في المطبوع: ويحيى بن أبي بكير هذا كوفي، وأبو بكر والد يحيى، روى له سفيان الثوري، ويحيى بن عبد الله بن بكير مصري صاحب الليث، وليس في الأصول الخطية.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (3347)، وهو في "المسند"(2303).
آلِ محمدٍ قُوتًا"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2519 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا جَعْفرُ بن سُليْمانَ، عن ثَابتٍ
عن أنَسٍ، قال: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لا يَدَّخِّرُ شَيْئًا لِغَدٍ
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ. وقد رُوِي هذا الحديثُ عن جَعْفرِ بن سُليْمانَ، عن ثابتٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسلًا.
2520 -
حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن عَبد الرحمنِ، أخْبرنا أبو مَعْمرٍ عَبدُ اللهِ بن عَمْرٍو، أخبرنا عَبدُ الوارثِ، عن سَعيدِ بن أبي عَرُوبةَ، عن قَتادة
عن أنَسٍ، قال: ما أكَلَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على خِوانٍ، ولا أكَلَ خُبْزًا مُرَقَّقًا حتَّى مات
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6460)، ومسلم (1055)، وابن ماجه (4139). وهو في "المسند"(9753)، و"صحيح ابن حبان"(6344).
(2)
إسناده ضعيف، جعفر بن سليمان في أحاديثه عن ثابت مناكير، قاله علي بن المديني وهو من إفراداته لا يرويها عن ثابت غيره. قاله ابن عدي. وأخرجه ابن حبان (6356).
وقال الحافظ ابن كثير في "الشمائل" ص 98 - 99: المراد أنه كان لا يدخر شيئًا لغد مما يُسْرِعُ إليه الفسادُ كالأطعمة ونحوها، لما ثبت في "الصحيحين"[البخاري (2904)، ومسلم (1757)] عن عمر بن الخطاب أن أموال بني النضير كانت مما أفاءَ اللهُ على رسوله صلى الله عليه وسلم مما لم يوجف المسلمون عليه بِخيلٍ ولا ركاب، فكانت له خالصة، فكان ينفق على أهله منها نفقة سنته، وما بقي جعله في الكُراع والسلاح في سبيل الله.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5386)، وابن ماجه (3293)، =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من حديثِ سَعيدِ بن أبي عَرُوبةَ.
2521 -
حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن عَبد الرحمن، أخْبرنا عُبَيْدُ اللهِ بن عَبد المَجيدِ الحَنفيُّ، حَدَّثَنا عَبدُ الرحمنِ هو ابنُ عَبد اللهِ بن دِينارٍ، حدثنا أبو حَازمٍ
عن سَهْلِ بن سَعْدٍ أنّهُ قِيلَ لهُ: أكَلَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ؟ يَعْني الحُوَّارَى، فقال سَهْلٌ: ما رَأى رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّقيَّ حتَّى لَقِي اللهَ، فَقِيلَ لهُ: هل كانَتْ لكُمْ مَناخِلُ على عَهْدِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما كَانَتْ لَنا مَناخِلُ، قِيلَ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنعُونَ بِالشَّعِيرِ؟ قال: كُنَّا نَنْفُخُهُ فَيَطِيرُ مِنْهُ ما طَارَ، ثُمَّ نُثرِّيهِ فَنعْجِنُه
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، وقد رَواهُ مَالكُ بن أنَس، عن أبي حازمٍ.
29 - باب ما جاء في مَعيشةِ أصْحَابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
-
2522 -
حَدَّثَنا عُمرُ بن إسماعيلَ بن مُجالدِ بن سَعيدٍ، حَدَّثَنا أبي، عن بَيانٍ، عن قَيْسٍ، قال:
= والنسائي في "الكبرى"(6625) و (6626) و (6634) و (6638)، وهو في "المسند"(12325).
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5410) و (5413)، وابن ماجه (3335)، والنسائي في الرقائق من "الكبرى" كما في "التحفة" 4/ 121. وهو في "المسند" (22814)، و"صحيح ابن حبان" (6347) و (6360).
والنَّقِيُّ: هو دقيق القمح الأبيض.
وثريناه: بللناه وعجناه.
سَمِعتُ سَعْدَ بن أبي وَقّاصٍ يقولُ: إنِّي لأوَّلُ رَجُلٍ أهْراقَ دَمًا في سَبِيلِ الله، وإنِّي لأوَّلُ رَجُلٍ رَمَى بِسَهْمٍ في سَبيلِ اللهِ، ولقد رَأيْتُني أغْزُو في العِصابةِ من أصْحابِ محمد صلى الله عليه وسلم ما نأْكُلُ إلَّا وَرَقَ الشَّجرِ والحُبْلَةَ، حتَّى إنَّ أحدَنا ليَضعُ كمَا تَضعُ الشَّاةُ أوِ البَعِيرُ، وأصْبحَتْ بَنُو أسدٍ يُعَزِّرُوني في الدِّينِ، لقد خِبْتُ إذًا وَضَلَّ عَمَلِي
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من حديثِ بَيان.
2523 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا يحيى بن سَعيدٍ، حَدَّثَنا إسماعيلُ بن أبي خَالدٍ، حدثني قَيْسٌ، قال:
سَمِعتُ سَعْدَ بن مالكٍ يَقولُ: إني أوَّلُ رَجُلٍ من العَرَبِ رَمَى
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3728)، ومسلم (2966)، وابن ماجه (131)، والنسائي في "الكبرى"(8218)، وفي الرقائق منها كما في "التحفة" 3/ 309. وهو في "المسند" (1498)، و"صحيح ابن حبان" (6989)، وانظر ما بعده.
قوله: و"الحبلة" قال في "النهاية" 1/ 334: هو ثمر السَّمُر يشبه اللوبياء، وقيل: هو ثمر العِضاه. والسَّمُر، وقال في 2/ 399: هو ضرب من شجر الطلح، الواحدة سَمُرة. والعضاه: هو شجر أم غيلان، وكل شجر عظيم له شوك، الواحدة عضة بالتاء، وأصلها عضهة، وقيل: واحدته: عضاهة.
وقوله: يعزروني، وفي رواية البخاري: تعزرني على الإسلام، قال البغوي في "شرح السنة" 14/ 126، أي: تؤدبني، ومنه التعزير وهو التأديب على الريبة، والمعنى: تعلمني الصلاة وتُعيِّرني بأني لا أحسنُها، وقيل: تعزرني: أي توقفني عليه، والتعزير في كلام العرب: التوقيف على الفرائض والأحكام.
بِسَهْمٍ في سَبِيلِ اللهِ، ولقد رَأيْتُنا نَغْزو مَعَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وما لَنا طَعامٌ إلّا الحُبْلةَ وهذا السَّمَرَ، حتَّى إنَّ أحَدَنا لَيَضعُ كما تَضعُ الشَّاةُ، ثُمَّ أصْبحتْ بَنُو أسَدٍ يُعَزِّرُوني في الدِّين، لقد خِبْتُ إذًا وضَلَّ عَملِي
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وفي البابِ عن عُتْبةَ بن غَزْوانَ.
2524 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عن أيُّوبَ، عن محمدِ بن سِيرِينَ، قال:
كُنا عِنْدَ أبي هُريرةَ وعَليْهِ ثَوْبان مُمَشَّقان من كَتَّان، فمخط في أحَدِهما، ثُمَّ قال: بَخٍ بَخٍ يَتَمخَّط أبو هُريرةَ في الكَتَّانِ، لقد رَأيْتُني وإنِّي لأخِرُّ فِيما بَيْنَ مِنْبرِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وحُجْرةِ عَائشةَ من الجُوعِ مَغْشيًّا عَليَّ، فَيَجِيءُ الجائي، فَيضعُ رِجْلَهُ على عُنُقِي يُرَى أنَّ بِي الجُنُونَ، وما بِي جُنُونٌ، وما هو إلَّا الجُوعُ
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
2525 -
حَدَّثَنا العبَّاسُ بن محمد، حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن يزيد المقرئ، حَدَّثَنا حَيْوةُ بن شُرَيْحٍ، حدثني أبو هانئٍ الخَوْلانيُّ، أنَّ أبا عَليٍّ عَمْرَو بن مالكٍ الجَنْبيَّ أخْبرهُ
(1)
حديث صحيح، وانظر ما قبله.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (7324).
عن فَضالةَ بن عُبَيْدٍ، أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا صَلَّى بالنَّاسِ يَخِرُّ رِجالٌ من قامَتِهِمْ في الصَّلاةِ من الخَصاصةِ، وَهُمْ أصْحابُ الصُّفَّة، حتَّى تقُولَ الأعْرابُ: هؤُلاءِ مجانِينُ أو مَجَانُونُ، فإذا صَلّى رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم انْصرَفَ إلَيْهمْ، فقال:"لو تَعْلمُونَ ما لكُمْ عِنْدَ اللهِ لأحْبَبْتُمْ أنْ تَزْدادُوا فاقةً وحَاجةً"، قال فَضالةُ: وأنا يَوْمَئذٍ مَعَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
2526 -
حَدَّثَنا محمدُ بن إسماعيلَ، حَدَّثَنا آدَمُ بن أبي إياسٍ، حَدَّثَنا شَيْبانُ أبو مُعاويةَ، حَدَّثَنا عَبد الملكِ بن عُمَيْرٍ، عن أبي سَلمةَ بن عَبد الرحمنِ
عن أبي هُريرةَ، قال: خَرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في سَاعةٍ لا يَخْرُجُ فيها ولا يَلْقاهُ فِيها أحدٌ، فأتاهُ أبو بكْرٍ، فقال:"ما جَاءَ بِكَ يا أبا بَكْرٍ"؟ قال: خَرجْتُ ألْقَى رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأنظُرُ في وَجْههِ والتّسْليمَ عَليْهِ، فلم يَلْبثْ أنْ جَاءَ عُمرُ، فقال:"ما جَاءَ بِكَ يا عُمرُ"؟ قال: الجُوعُ يا رَسولَ اللهِ، قال: "وأنا قد وَجدْتُ بَعْضَ ذلكَ.
فانْطلقُوا إلى مَنْزلِ أبي الهَيْثمِ بن التَّيِّهانِ الأنْصارِيِّ" وكانَ رَجُلًا كَثيرَ النَّخْلِ والشَّاءِ، ولم يكُنْ لهُ خَدَمٌ، فلم يَجدُوهُ، فَقالوا
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (23938)، وابن حبان (724).
وقوله: "من الخصاصة"، أي الحاجة والجوع، وقوله: فقال لهم، أي تسلية وصبرًا.
لامْرَأتِه: أيْنَ صاحِبُكِ؟ فقالت: انْطلقَ يَسْتعْذِبُ لنا الماءَ، فلم يَلْبثُوا أنْ جَاءَ أبو الهَيْثمِ بقرْبةٍ يَزْعَبُها، فَوضَعها ثُمَّ جَاءَ يَلْتزمِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ويُفدِّيهِ بأبيهِ وأُمِّهِ، ثُمَّ انْطلقَ بِهمْ إلى حَديقتِه، فَبسطَ لَهُمْ بِساطًا، ثُمَّ انْطلقَ إلى نَخْلةٍ فَجاءَ بِقِنْوٍ فَوضعَهُ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أفَلا تَنقّيْتَ لنا من رُطَبِه"؟ فقال: يا رَسولَ اللهِ إنِّي أرَدْتُ أنْ تَخْتارُوا، أو قال: تَخيَّرُوا من رُطَبِه وبُسُرِهِ، فَأكَلُوا وشَرِبُوا من ذلكَ الماءِ، فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"هذا والّذِي نَفْسِي بِيدِه من النَّعِيمِ الّذِي تُسْألونَ عَنْهُ يَوْمَ القِيامةِ، ظِلٌّ باردٌ، ورُطبٌ طَيِّبٌ، وماءٌ باردٌ".
فانْطلقَ أبو الهَيْثمِ لِيَصْنعَ لَهُمْ طَعامًا، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لا تَذْبَحنَّ ذاتَ دَرٍّ"، فَذبحَ لَهُمْ عَناقًا أو جَدْيًا، فأتاهُمْ بِها فأكَلُوا، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"هَلْ لكَ خَادمٌ"؟ قال: لا، قال:"فإذا أتانا سَبْيٌ فَأْتِنا" فَاُتِي النبيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَأْسَيْنِ لَيْسَ مَعهُما ثالثٌ، فأتاهُ أبو الهَيْثمِ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"اخْتَرْ مِنْهُما"، فقال: يا نَبيَّ اللهِ اخْتَرْ لِي، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنَّ المُسْتشارَ مُؤْتَمَنٌ، خُذْ هذا فإنِّي رَأيْتهُ يُصَلِّي، واسْتوْصِ بهِ مَعْرُوفًا"، فانْطلقَ أبو الهَيْثمِ إلى امْرَأتِه فأخْبرَها بقَوْلِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالت امْرَأتُه: ما أنْتَ بِبالغٍ ما قال فيهِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلَّا أنْ تَعْتِقَهُ، قال: هو عَتِيقٌ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ لم يَبْعثْ نَبِيًّا ولا خَليفةً إلَّا وله بِطانَتانِ: بطانةٌ تأمُرُه بالمُعْرُوفِ وتَنْهاهُ عن المُنْكرِ، وبِطانةٌ لا تألُوهُ خَبالًا، ومن يُوقَ بِطانةَ السُّوءِ، فقد
وُقِيَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ صحيحٌ.
2527 -
حَدَّثَنا صَالحُ بن عَبد اللهِ، حَدَّثَنا أبو عَوانةَ، عن عَبدِ المَلكِ بن عُمَيْرٍ، عن أبي سَلمةَ بن عَبد الرحمنِ
أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرجَ يَوْمًا وأبو بكْرٍ وعُمرُ، فذكَرَ نحوَ هذا الحديثِ بمعناه، ولم يذْكُرْ فيهِ: عن أبي هُريرةَ. وحديث شَيْبانَ أتمُّ من حديث أبي عوانة وأطول.
وشيبانُ ثِقةٌ عِنْدَهُمْ صاحبُ كِتابٍ
(2)
.
2528 -
حَدَّثَنا عَبد اللهِ بنُ أبي زِيادٍ، حَدَّثَنا سَيَّارٌ، عن سَهْلِ بنِ أسْلمَ، عن يَزِيدَ بنِ أبي مَنْصُورٍ
عن أبي طَلْحةَ، قال: شَكوْنا إلى رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم الجُوعَ، ورَفَعْنا
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(256)، والمصنف في "الشمائل"(134)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(472) و (4294)، والحاكم 4/ 131. وأخرج أصل القِصَّة مسلم في "صحيحه" (2038) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا خلفُ بن خليفة، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة.
وأخرجه مختصرًا بقصة البطانة في آخره النسائي 7/ 158. وهو في "المسند" (7239)، وأخرجه الطحاوي مرسلًا (473) و (4291).
وسيأتي مختصرًا: "المستشار مؤتمن" برقم (3032).
(2)
جاء بعد هذا في المطبوع: وقد روي عن أبي هريرة هذا الحديث من غير هذا الوجه، وروي عن ابن عباس أيضًا.
عن بُطُونِنا عن حَجرٍ حَجرٍ، فَرفعَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن حَجريْنِ
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلَّا من هذا الوَجْهِ.
2529 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا أبو الأحْوَصِ، عن سِمَاكِ بن حَرْبٍ، قال:
سَمِعتُ النُّعْمانَ بن بَشِيرٍ يَقولُ: ألَسْتُمْ في طَعامٍ وشَرابٍ ما شِئْتُمْ؟ لقد رَأيْتُ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم وما يَجدُ من الدَّقَلِ ما يَمْلأ بهِ بَطْنَهُ
(2)
.
وهذا حديثٌ صحيحٌ.
ورواه أبو عَوانةَ وغَيْر واحدٍ، عن سِماكِ بن حَرْبٍ نحوَ حديثِ أبي الأحْوَصِ، ورَوَى شُعبةُ هذا الحديثَ عن سِماكٍ، عن النُّعْمانِ بن بَشِيرٍ، عن عُمرَ
(3)
.
30 - باب ما جاء أنّ الغِنى غِنى النَّفْسِ
2530 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن بُدَيْلِ بن قُريشٍ اليامِيُّ الكُوفيُّ، حَدَّثَنا أبو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عن أبي حَصِين، عن أبي صَالحٍ
(1)
إسناده ضعيف لضعف سيار - وهو ابن حاتم. وأخرجه المصنف في "الشمائل"(371)، والمزي في "تهذيب الكمال" 12/ 171.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2977). وهو في "المسند"(18357)، و"صحيح ابن حبان"(6340 - 6342).
والدقل: قال ابن الأثير في "النهاية": هو رديء التمر ويابسه، وما ليس له اسم خاصٌّ، فتراه لِيُبْسه ورداءته لا يجتمع ويكون منثورا.
(3)
أورد هذه الرواية ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 106 وقال: كذا قال شعبة، وأما غيره من أصحاب سماك، فليس يتابعه أحد منهم، إنما يقولون: سماك عن النعمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وإن لم يتابعه أحد، فإن شعبة أحفظهم.
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ الغِنى عن كَثْرَةِ العَرَضِ، ولكنَّ الغِنى غِنَى النَّفْسِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
31 - باب ما جاء في أخْذِ المَال بحَقِّه
2531 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا ليث، عن سَعيدٍ المَقْبُريِّ، عن أبي الوَليدِ، قال: سَمِعتُ خَوْلةَ بِنْتَ قَيْسٍ، وكانَتْ تَحْتَ حَمْزةَ بن عَبد المُطَّلبِ تَقولُ:
سمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "إنَّ هذا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوةٌ، من أصَابهُ بِحَقِّه بُورِكَ لهُ فيهِ، ورُبَّ مُتَخوِّضٍ فِيما شَاءتْ بهِ نَفْسُه من مَالِ اللهِ ورَسولِه لَيسَ لهُ يَوْمَ القِيامةِ إلَّا النَّارُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وأبو الوَليدِ اسْمهُ: عُبَيْد سَنُوطا.
32 - باب
2532 -
حَدَّثَنا بِشْرُ بن هِلالِ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنا عَبدُ الوارثِ بن سَعيدٍ، عن يُونُسَ، عن الحَسنِ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لُعِنَ عَبدُ الدِّينارِ،
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6446)، ومسلم (1051)، وابن ماجه (4137). وهو في "المسند"(7316)، و"صحيح ابن حبان"(679).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3118) مختصرًا. وهو في "المسند"(27054)، و"صحيح ابن حبان"(4512).
لُعِنَ عَبدُ الدِّرْهَمِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ، وقد رُوِيَ من غَيْرِ هذا الوَجْهِ، عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أتَمَّ من هذا وأطْولَ.
33 - باب
2533 -
حَدَّثنا سُويْدُ بن نَصْرٍ، أخْبرنا عَبد اللهِ بن المُباركِ، عن زكَرِيّا بن أبي زَائِدةَ، عن محمدِ بن عَبد الرحمنِ بن سَعْدِ بن زُرَارةَ، عن ابن كَعْبٍ بن مَالكٍ الأنْصاريِّ
عن أبيهِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما ذِئْبانِ جَائِعانِ أُرْسِلا في غَنمٍ بأفْسدَ لَها مِن حِرْصِ المَرْءِ على المالِ والشّرفِ، لِدينه"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
ويُرْوى في هذا البابِ عن ابن عُمرَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يَصِحُّ إسْنادُه
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف، الحسن لم يسمعه من أبي هريرة. والصواب فيه رواية أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ:"تعس" بدل "لعن". أخرجها البخاري (2886) و (2887)، وابن ماجه (4135) و (4136)، وهي في "صحيح ابن حبان"(3218).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 8/ 316. وهو في "المسند" (15784)، و"صحيح ابن حبان" (3228).
(3)
أخرجه البزار (3608) من طريق قطبة، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر .. وقطبة بن العلاء، قال البخاري: ليس بالقوي، ووصفه ابن حبان بكثرة الخطأ، وقال أبو زرعة: يحدث عن سفيان بأحاديث منكرة، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه.
34 - باب
2534 -
حَدَّثَنا موسى بن عَبد الرحمنِ الكِنْديُّ، حَدَّثَنا زَيْدُ بن حُبابٍ، أخْبرني المَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنا عَمْرُو بن مُرَّةَ، عن إبراهيمَ، عن عَلْقمةَ
عن عبَد الله، قال: نام رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على حَصيرٍ، فَقامَ وقد أثَّر في جَنْبه، فَقُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، لو اتْخذْنا لكَ [وِطاءً]، فقال:"ما لي ولِلدُّنْيا، ما أنا في الدُّنْيا إلّا كراكِبٍ اسْتظَلَّ تَحْتَ شَجرةٍ، ثُمَّ رَاحَ وتَركَها"
(1)
.
وفي البابِ عن ابن عُمرَ، وابن عَبَّاسٍ.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
35 - باب
2535 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا أبو عامرٍ وأبو دَاوُدَ، قالا: حَدَّثَنا زُهَيْرُ بن محمدٍ، حَدَّثني موسى بن وَرْدَانَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الرَّجُلُ على دِينِ خَليلِه، فَلْيَنظُرْ أحدُكُمْ من يُخالِلُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
36 - باب ما جاء في مَثلِ ابن آدَمَ وأهْلهِ ووَلدِهِ
2536 -
حَدَّثَنا سُوَيْدٌ، أخْبرنا عَبد اللهِ، أخبرنا سُفيانُ بن عُيينةَ، عن
(1)
حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (4109). وهو في "المسند"(3709).
(2)
حديث حسن، وأخرجه أبو داود (4833). وهو في "المسند"(8028).
عَبد اللهِ بن أبي بكْرٍ، قال:
سَمِعتُ أنَسَ بن مَالكٍ يَقولُ: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَتْبعُ المَيِّتَ ثَلاثٌ، فيَرْجِعُ اثْنانِ ويَبْقَى وَاحدٌ، يَتْبعُه أهْلُه وَمَالُه وَعَملُه، فَيرْجِعُ أهلُه وَمَالُه وَيَبْقى عَملُه"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
37 - باب ما جاء في كَرَاهِيةِ كثرَةِ الأكْلِ
2537 -
حَدَّثَنا سُوَيْدٌ، أخْبرنا عَبد اللهِ بن المُبَاركِ، أخْبرنا إسماعيلُ بن عَيّاشٍ، حَدَّثَني أبو سَلمةَ الحِمصيُّ وحَبِيبُ بن صالحٍ، عن يحيى بن جابرٍ الطّائيِّ
عن مِقْدامِ بن مَعْدِي كرِبَ، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "ما مَلأ آدَميٌّ وِعَاءً شَرًّا من بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابن آدَمَ أُكْلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإنْ كانَ لا مَحالةَ، فَثُلُثٌ لِطَعامهِ وثُلثٌ لِشَرابِه، وثُلثٌ لِنَفَسِهِ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6514)، ومسلم (2960)، والنسائي 4/ 53. وهو في "المسند" (12080)، و"صحيح ابن حبان" (3107).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد صرح يحيى بن جابر في رواية أحمد (17186) بالسماع، وهو قد أدرك المقدام، فإنه تابعي مات سنة 126، ووفاة المقدام سنة 87 هـ، فبين وفاتيهما تسع وثلاثون سنة، وقد حسن حديثه هذا المصنف، وصححه الحاكم، والذهبي، وابن حبان، وحسنه الحافظ في "الفتح" 9/ 528. =
2538 -
حَدَّثَنا الحَسنُ بن عَرفةَ، حَدَّثَنا إسماعيلُ بن عَيَّاشٍ نحوَه. وقال المِقْدامُ بن مَعْدِي كَرِبَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولم يَذْكُرْ فيهِ: سَمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
38 - باب ما جاء في الرِّياءِ والسُّمْعةِ
2539 -
حَدَّثَنا أبو كُريْبٍ، حَدَّثَنا مُعاويةُ بن هِشامٍ، عن شَيْبانَ، عن فِراسٍ، عن عَطِيّةَ
عن أبي سَعيدٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من يُرائي يُرَائي اللهُ بهِ، ومن يُسَمِّعْ يُسَمِّعِ اللهُ بهِ، وقال: قال: رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من لا يَرْحَمِ النَّاسَ لا يَرْحمْهُ اللهُ"
(1)
.
= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6738) و (6739). وهو في "المسند"(17186)، و"صحيح ابن حبان"(674). ولم يتفطن الألباني رحمه الله في "صحيحه"(2265) إلى وجوده في الإحسان، فادعى سقوطه منه، فرتب على ذلك التشكيك بأن الإحسان لا يغني عن أصله "صحيح ابن حبان"، وتلك هفوة منه لا يصح صدورها من مثله.
وللحديث طريق آخر عند النسائي (6737)، وابن حبان (5236) وسنده حسن في الشواهد والمتابعات.
(1)
صحيح لغيره، وهذا سند ضعيف لضعف عطية، وهو العوفي. وأخرجه ابن ماجه (4206) مختصرًا:"من يسمع يسمع الله به، ومن يراء يراء الله به".
وأخرجه أحمد في "المسند"(11362) مختصرًا: "إن من لا يرحم الناس لا يرحمه الله".
ويشهد للقطعة الأولى حديث جندب عند البخاري (6499)، ومسلم (2987). وهو في "المسند"(18808). =
وفي البابِ عن جُنْدُبٍ، وعَبد اللهِ بن عَمْرٍو.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
2540 -
حَدَّثَنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، أخبرنا عَبدُ اللهِ بن المُباركِ، قال: أخْبرنا حَيْوةُ بن شُرَيْحٍ، أخْبرني الوَليدُ بن أبي الوَليدِ أبو عُثمانَ المَدائني، أنَّ عُقْبةَ بن مُسْلمٍ حَدَّثهُ
أنَّ شُفيًّا الأصْبَحيَّ حَدَّثهُ أنّهُ دَخلَ المَدِينةَ، فإذا هو بِرَجُلٍ قد اجْتمعَ عَليْهِ النَّاسُ، فقال: من هذا؟ فقالوا: أبو هُريرةَ، فَدنَوْتُ مِنْهُ حتَّى قَعدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ وهو يُحدِّثُ النَّاسَ، فَلمَّا سَكتَ وخَلا، قُلْتُ لهُ: أسْألُكَ بحَقٍّ لَما حَدَّثْتَني حديثًا سَمِعتَهُ من رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَقَلْتَهُ وعَلِمْتَهُ.
فقال أبو هُريرةَ: أفْعلُ، لأُحَدِّثَنَّكَ حديثًا حَدَّثَنيهِ رَسولُ اللهِ
= ويشهد للقطعة الثانية حديث أبي هريرة عند البخاري (5997)، ومسلم (2318).
وانظر تتمة شواهده في "المسند".
وقد أورده البخاري في "صحيحه" في الرقاق تحت: باب الرياء والسمعة، فقال الحافظ: الرياء مشتق من الرؤية، والمراد به إظهار العبادة لقصد رؤيته لها، فيحمد صاحبها، والسمعة مشتقة من سَمِعَ، والمراد بها نحو ما في الرياء، لكنها تتعلق بحاسة السمع، والرياء بحاسة البصر، وقال العز بن عبد السلام: الرياء أن يعمل لغير الله، والسُّمعة أن يخفي عمله لله، ثم يحدث به الناس، وقال الخطابي في "أعلام الحديث" 3/ 2257 في معنى الحديث: من عمل عملًا على غير إخلاص، وإنما يُريد أن يراه الناسُ، ويسمعوه، جوزِي على ذلك بأن يشْهَرَه الله، ويفضَحَه، فَيُشِيدُوا عليه ما كان يُبطِنُه ويُسِرُّه من ذلك.
صلى الله عليه وسلم عَقَلْتُهُ وعَلِمْتُهُ، ثُمَّ نَشَغَ أبو هُريرةَ نَشْغةً، فَمكثْنا قليلًا، ثُمَّ أفاقَ، فقال: لأُحدِّثنَّكَ حَديثًا حَدَّثَنيهِ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في هذا البَيْتِ ما مَعنا أحدٌ غَيْرِي وغَيْرُه، ثُمَّ نَشغَ أبو هُريرةَ نَشْغةً أخرى، ثُمَّ أفاقَ ومسح وَجْهَهُ، فقال: أَفعلُ، لأُحدِّثنَّكَ حديثًا حَدَّثنيه رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأنا وهو في هذا البَيْتِ ما مَعنا أحدٌ غَيْرِي وغَيرُه، ثُمَّ نَشَغَ أبو هُريرةَ نَشْغةً شَدِيدةً، ثُمَّ مالَ خارًّا على وَجْهِهِ، فأسْنَدتهُ عَليَّ طَوِيلًا، ثُمَّ أفاقَ فقال:
حَدَّثَني رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أنَّ اللهَ إذا كانَ يَوْمُ القِيامةِ يَنْزِلُ إلى العِبادِ لِيَقْضي بَيْنهُمْ، وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيةٌ، فأوَّلُ من يَدْعُو بهِ رَجُلٌ جَمعَ القُرْآنَ، ورَجُلٌ قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ، ورجُلٌ كَثِيرُ المَالِ، فَيقولُ اللهُ لِلْقارئِ: ألم أُعَلِّمْكَ ما أنْزلْتُ على رَسولي؟ قال: بَلى يَا رَبِّ. قال: فَماذا عَمِلْتَ فِيما عُلِّمتَ؟ قال: كُنْتُ أقُومُ بهِ آناءَ اللّيْلِ وَآناءَ النَّهارِ، فَيقولُ اللهُ لهُ: كَذبْتَ، وتقولُ لهُ الملائِكةُ: كَذبْتَ، ويَقولُ اللهُ: بَلْ أرَدْتَ أنْ يُقالَ: فلانٌ قارِئٌ، فقد قِيلَ ذلك.
ويُؤْتى بصاحبِ المالِ، فَيقولُ اللهُ لهُ: ألم أُوَسِّعْ عَليْكَ حتَّى لم أدَعْكَ تَحْتاجُ إلى أحدٍ؟ قال: بَلى يا رَبِّ، قال: فماذا عَملْتَ فِيما آتَيتُكَ؟ قال: كُنْتُ أصِلُ الرَّحِمَ وأتَصدَّقُ، فَيقولُ اللهُ لهُ: كَذَبْتَ، وتَقولُ لهُ المَلائكةُ: كَذبْتَ، ويَقولُ اللهُ: بَلْ أرَدْتَ أنْ يُقالَ: فُلانٌ جَوادٌ، فقد قِيلَ ذلك.
ويُؤْتى بالّذِي قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ، فَيقولُ اللهُ لهُ: فِيماذا قُتِلْتَ؟ فيقولُ: أُمِرْتُ بالجِهادِ في سَبيلِكَ، فَقاتَلْتُ حتَّى قُتِلْتُ، فَيقولُ اللهُ تعالى لهُ: كَذبْتَ، وتَقولُ لهُ المَلائكةُ: كَذبْتَ، ويَقولُ اللهُ: بَلْ أرَدْتَ أنْ يُقالَ: فُلانٌ جَرِيءٌ، فقد قِيلَ ذلك"، ثُمَّ ضَربَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على رُكْبَتي، فقال: "يا أبا هُريرةَ، أُولئكَ الثّلاثَةُ أوَّلُ خَلْقِ اللهِ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ القِيامةِ".
فقال الوَليدُ أبو عُثمانَ المدائني: فَأخْبرني عُقْبةُ بنُ مُسْلم أنَّ شُفَيًّا هو الّذِي دَخلَ على مُعاويةَ فَأخْبرهُ بهذا. قال أبو عُثمانَ: وحَدَّثَني العَلاءُ بن أبي حَكِيمٍ أنَّهُ كَانَ سَيَّافًا لِمُعاويةَ، قال: فَدَخَلَ عَليْهِ رَجُلٌ فَأخْبرهُ بهذا عن أبي هُريرةَ، فقال مُعاويةُ: قد فُعِلَ بِهؤُلاءِ هذا فَكَيْفَ بِمَنْ بَقي من النَّاسِ؟ ثُمَّ بَكى مُعاويةُ بُكاءً شَدِيدًا حتَّى ظَننَّا أنَّهُ هالكٌ، وقُلْنا: قد جَاءنا هذا الرَّجُلُ بِشَرٍّ، ثُمَّ أفَاقَ مُعاويةُ ومَسحَ عن وَجْهِهِ، وقال: صَدَقَ اللهُ ورَسولهُ {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)} [هود: 15، 16]
(1)
.
(1)
إسناده صحيح، الولد بن أبي الوليد وثقه أبو زرعة وابن معين والعجلي ويعقوب بن سفيان وذكره ابن حبان في "الثقات" وسئل أبو داود عنه، فقال خيرًا، وباقي رجاله ثقات وأخرجه مسلم (1905)، والنسائي 6/ 23 - 24. وهو في "المسند" (8277)، و"صحيح ابن حبان" (408).
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
39 - باب
2541 -
حَدَّثَنا أبو كُرَيْبٍ، حَدَّثَني المُحاربيُّ، عن عَمَّارِ بن سَيْفٍ الضَّبِّيِّ، عن أبي مُعانٍ البَصْرِيِّ، عن ابن سِيرِينَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَعوَّذُوا باللهِ من جُبِّ الحَزَنِ"، قالوا: يَا رَسولَ اللهِ: وما جُبُّ الحَزَنِ؟ قال: "وَادٍ في جَهنَّمَ تَتعوَّذُ مِنْهُ جَهنَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مِئةَ مَرَّةٍ". قيل: يا رَسولَ اللهِ، ومن يَدْخُلُهُ؟ قال:"القُرّاءُ المُرَاؤُونَ بأعْمالِهمْ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
40 - باب
2542 -
حَدَّثَنا محمدُ بن المُثنَّى، حَدَّثَنا أبو دَاوُدَ، حَدَّثَنا أبو سِنانٍ الشّيْبانيُّ، عن حَبِيبِ بن أبي ثابتٍ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَجُلٌ: يا رَسولَ اللهِ، الرَّجُلُ يَعْملُ العملَ، فَيُسرُّهُ، فإذا اطُّلِعَ عَليْهِ أعْجبَهُ؟ قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لهُ أجْرانِ: أجْرُ السِّرِّ وأجْرُ العَلانِيةِ"
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عمار بن سيف الضبي، وجهالة أبي مُعان، ويقال: أبو معاذ البصري.
وأخرجه ابن ماجه (256)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1727، والمزي في تهذيب "الكمال" 34/ 302 - 303 من طريق عمار بن سيف، بهذا الإسناد.
(2)
رجاله ثقات إلا أن الأعمش رواه عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي صالح، =
هذا حديثٌ غريبٌ. وقد رَوَى الأعْمَشُ عن حَبِيبِ بن أبي ثابتٍ، عن أبي صَالحٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسلًا.
وقد فَسَّرَ بَعْضُ أهْلِ العلمِ هذا الحديثَ: إذا اطُّلِعَ عَليْهِ فَأعجبَهُ، إنما مَعْناهُ: أنْ يُعْجبَهُ ثَناءُ النَّاسِ عَليْهِ بالخَيْرِ، لِقَوْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"أنْتُمْ شُهدَاءُ اللهِ في الأرْضِ"
(1)
فَيُعْجِبُهُ ثَناءُ النَّاسِ عَليْهِ لِهذا، فأمَّا إذا أعْجبَهُ لِيَعْلَمَ النَّاسُ مِنْهُ الخَيْرَ ويُكرَم ويُعظّمَ على ذلك، فهذا رِياءٌ. وقال بَعْضُ أهْلِ العلمِ: إذا اطُّلِعَ عَليْهِ فَأعْجبَهُ رَجاءَ أنْ يُعْملَ بِعملِه، فَيكُونُ لهُ مِثْلُ أُجُورِهم، فهذا لهُ مَذْهبٌ أيْضًا.
41 - باب المَرْءُ مَعَ من أحبَّ
2543 -
حَدَّثَنا أبو هِشامٍ الرِّفاعيُّ، حَدَّثَنا حَفْصُ بن غِياثٍ، عن أشعثَ، عن الحَسنِ
عن أنَسِ بن مَالكٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "المَرْءُ مَعَ من أحَبَّ، ولهُ مَا اكْتَسبَ"
(2)
.
وفي البابِ عن عَليٍّ، وعَبد اللهِ بن مَسْعُودٍ، وصَفْوانَ بن عَسَّالٍ، وأبي هُريرةَ، وأبي موسى.
= عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا كما قال المصنف.
وأخرجه ابن ماجه (4226). وهو في "صحيح ابن حبان"(375).
والرواية المرسلة أوردها البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 227 - 228.
(1)
سلف برقم (1080).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (13362)، وابن حبان (564).
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من حديثِ الحَسنِ البصري عن أنَس
(1)
.
2544 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، أخبرنا إسحاعيلُ بن جَعْفرٍ، عن حُمَيْدٍ
عن أنسٍ أنَّهُ قال: جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسولَ اللهِ، مَتى قِيامُ السَّاعةِ؟ فَقامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى الصَّلاةِ، فَلمَّا قَضى صَلاتَهُ، قال:"أيْنَ السَّائِلُ عن قِيامِ السَّاعةِ"؟ فقال الرَّجُلُ: أنا يا رسولَ اللهِ. قال: "ما أعْدَدْتَ لها"؟ قال: يا رَسولَ اللهِ ما أعْدَدْتُ لها كَبِيرَ صَلاةٍ ولا صَوْمٍ، إلّا أنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسولَهُ. فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"المَرْءُ مَعَ من أحَبَّ، وأنْتَ مَعَ من أحْبَبْتَ"، فَما رَأيْتُ فَرِحَ المُسْلمونَ بَعْدَ الإسْلامِ فَرَحَهُمْ بهذا
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
2545 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا يحيى بن آدَمَ، حَدَّثَنا سُفيانُ، عن عَاصمٍ، عن زِرِّ بن حُبَيْشٍ
عن صَفْوان بن عَسَّالٍ، قال: جَاءَ أعْرابيٌّ جَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ فقال: يا محمدُ، الرَّجُلُ يُحبُّ القَوْمَ ولَمَّا يَلْحقْ هو بِهمْ، فقال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"المَرْءُ مَعَ من أحَبَّ"
(3)
.
(1)
بعد هذا في المطبوع: "عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم".
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3688)، ومسلم (2639)، وأبو داود (5127)، والنسائي في "الكبرى"(5873). وهو في "المسند"(12013)، و"صحيح ابن حبان"(8) و (105) و (563 - 565) و (7348).
(3)
صحيح لغيره، وهذا سند حسن، وأخرجه أحمد (18091).
هذا حديثٌ صحيحٌ.
2546 -
حَدَّثَنا أحمدُ بنُ عَبْدةَ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عن عَاصمٍ، عن زِرٍّ، عن صَفْوانَ بن عَسَّالٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوَ حديثِ محمودٍ
(1)
.
42 - باب في حُسْنِ الظنِّ بِالله
2547 -
حَدَّثَنا أبو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنا وَكِيعٌ، عن جَعْفرِ بن بُرْقانَ، عن يَزِيدَ بن الأصَمِّ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ يَقولُ: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وأنا مَعهُ إذا دَعَاني"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
43 - باب ما جاء في البرِّ والإِثْمِ
2548 -
حَدَّثَنا موسى بن عَبد الرحمنِ الكِنْديُّ الكُوفيُّ، حَدَّثَنا زَيْدُ بن الحُبابِ، حَدَّثَنا مُعاويةُ بن صَالحٍ، حدثني عَبد الرحمنِ بن جُبَيْرِ بن نُفَيْرٍ الحَضْرَمِيُّ، عن أبيهِ
عن النَّوَّاسِ بن سَمْعانَ: أنَّ رَجُلًا سَألَ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن البِرِّ والإثْمِ؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ، والإثْمُ ما حَاكَ في
(1)
إسناده حسن، وانظر ما قبله.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (7405)، ومسلم (2675)، وابن ماجه (3822)، والنسائي في الكبرى (7730). وهو في "المسند"(7422)، و"صحيح ابن حبان"(639) و (811) و (812).
نفْسِكَ، وكَرِهْتَ أنْ يَطَّلِعَ عَليْهِ النَّاسُ"
(1)
.
2549 -
حَدَّثَنا بُنْدارٌ، حَدَّثَنا عَبد الرحمنِ بن مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنا مُعاويةُ بن صَالحٍ، عن عبد الرحمن نَحوَهُ، إلّا أنَّهُ قال: سَألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
هذا حديثٌ صحيحٌ حَسَنٌ.
44 - باب ما جاء في الحُبِّ في اللهِ
2550 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، حَدَّثَنا كَثيرُ بن هِشَام، حَدَّثَنا جَعْفرُ بن بُرْقانَ، حَدَّثَنا حَبِيبُ بن أبي مَرْزُوقٍ، عن عَطاءِ بن أبي رَباحٍ، عن أبي مُسْلمٍ الخَوْلانيِّ
حَدَّثَني مُعاذُ بن جَبَلٍ، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "قال اللهُ عز وجل: المُتحابُّونَ في جَلالِي لَهُمْ مَنابرُ من نُورٍ، يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ والشُّهدَاءُ"
(2)
.
وفي البابِ عن أبي الدَّرْداءِ، وابن مَسْعُودٍ، وعُبادةَ بن الصَّامتِ، وأبي مَالكٍ الأَشْعَرِيِّ، وأبي هُريرةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وأبو مُسْلمٍ الخَوْلانيُّ اسْمهُ: عَبد اللهِ بن ثُوَبٍ.
2551 -
حَدَّثَنا الأنْصارِيُّ، حَدَّثَنا مَعْنٌ، حَدَّثَنا مالكٌ، عن خُبِيبِ بن عَبد الرحمنِ، عن حَفْصِ بن عَاصمٍ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2553). وهو في "المسند"(17631).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (22002)، وابن حبان (577).
عن أبي هُريرةَ أو عن أبي سَعيدٍ، أنّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"سَبْعةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّهُ: إمامٌ عَادلٌ، وشَابٌّ نَشأ بِعبادةِ اللهِ، ورَجلٌ كانَ قَلْبُهُ مُعَلَّقًا بالمَسْجدِ إذا خَرجَ مِنْهُ حَتَّى يَعُودَ إلَيْهِ، ورَجُلانِ تحابَّا في اللهِ، فاجْتَمعَا على ذلكَ وتَفرَّقا، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَاليًا فَفاضَتْ عَيْناهُ، ورَجُلٌ دَعتْهُ امْرأةٌ ذاتُ حَسَبٍ وَجَمالٍ، فقال: إنِّي أخافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصدّقَ بِصدَقةٍ، فَأخْفاها حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُه ما تُنْفِقُ يَمِينُه"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. وهكذا رُوِي هذا الحديثُ عن مَالكِ بن أنَسٍ من غَيْرِ وَجْهٍ مِثْلَ هذا، وشَكَّ فيهِ وقال: عن أبي هُريرةَ أو عن أبي سَعيدٍ، وعُبَيْدُ اللهِ بن عمرَ رَواهُ عن خُبِيبِ بن عَبد الرحمنِ ولم يَشُكَّ فيهِ، فقال: عن أبي هُريرةَ.
2552 -
حَدَّثَنا سَوَّارُ بن عَبد اللهِ العَنْبرِيُّ وَمحمدُ بن المُثنَّى، قالا: حَدَّثَنا يحيى بن سَعيدٍ، عن عُبَيْدِ اللهِ بن عُمرَ، عن خُبيبٍ، عن حَفْصِ بن عَاصمٍ، عن أبي هُريرة
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحو حديثِ مَالكِ بن أنَسٍ بِمَعْناهُ، إلَّا أنّهُ قال:"كانَ قَلْبهُ مُعَلّقًا بالمَسَاجِدِ"، وقال:"ذاتُ مَنْصِبٍ وجَمالٍ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (660)، ومسلم (1031)، والنسائي 8/ 222 - 223. وهو في "المسند" (9665)، و"صحيح ابن حبان" (4486) و (7338).
(2)
إسناده صحيح، وانظر ما قبله.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
45 - باب ما جاء في إعْلامِ الحُبِّ
2553 -
حَدَّثَنَا بُنْدارٌ، حدثنا يحيى بن سَعيدٍ القَطّانُ، حدثنا ثورُ بن يَزِيدَ، عن حَبِيبِ بن عُبَيدٍ
عن المِقْدامِ بن مَعْدِي كَرِبَ، قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أحَبَّ أحدُكُمْ أخاهُ، فَلْيُعْلِمْهُ إيَّاهُ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي ذَرٍّ، وأنَسٍ.
حديثُ المقدام حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
2554 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ وقُتيبةُ، قَالا: حَدَّثَنا حَاتِمُ بن إسماعيلَ، عن عِمْرانَ بن مُسْلمٍ القَصيرِ، عن سَعيدِ بن سلمان
عن يَزِيدَ بن نَعامةَ الضَّبِّي، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا آخَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ، فَلْيَسْألْهُ عن اسْمِه واسْمِ أبيه، ومِمَّنْ هو، فإنَّهُ أوْصلُ لِلْمودَّةِ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (5124)، والنسائي في "الكبرى"(10034)، وفي عمل اليوم والليلة (206). وهو في "المسند"(17171)، و"صحيح ابن حبان"(570).
(2)
إسناده ضعيف، يزيد بن نعامة لم تثبت له صحبة، فالحديث مرسل. وسعيد بن سلمان مجهول.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 65، وابن أبي شيبة 9/ 106، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 314، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 181.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلَّا من هذا الوَجْهِ، ولا نَعْرِفُ لِيزِيدَ بن نَعامةَ سَماعًا من النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ويُرْوى عن ابن عُمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوُ هذا، ولا يَصحُّ إسْنادُه.
46 - باب كَراهِية المِدْحةِ والمَدَّاحِينَ
2555 -
حَدَّثَنا بُنْدار، حَدَّثَنا عبد الرحمنِ بنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنا سُفيانُ، عن حَبيبِ بن أبي ثَابتٍ، عن مُجاهدٍ
عن أبي مَعْمَرٍ، قال: قَامَ رَجُلٌ، فَأثْنى على أمِيرٍ من الأُمَراءِ، فَجعلَ المِقْدادُ بن الأسود يَحثُو في وَجْههِ التُّرَابَ وقال: أمَرنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ نَحثُوَ في وُجُوهِ المَدَّاحِينَ التُّراب
(1)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، وقد رَوَى زَائدةُ، عن يَزِيدَ بن أبي زِيادٍ، عن مُجاهدٍ، عن ابن عَبَّاسٍ، وحديثُ مُجاهدٍ عن أبي معْمرٍ أصَحُّ.
وأبو مَعْمرٍ اسْمُه: عَبدُ اللهِ بن سَخْبرةَ، والمِقْدَادُ بن الأسْودِ هو: المِقْدادُ بن عَمْرٍو الكِنْديُّ، ويُكْنى أبا مَعْبدٍ، وإنّما نُسِبَ إلى الأسْودِ بن عَبْدِ يَغُوثَ لأنَّهُ كَانَ قد تَبنّاهُ وهو صَغِيرٌ.
2556 -
حَدَّثَنا محمدُ بن عُثمانَ الكُوفيُّ، حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللهِ بن موسى، عن سَالمٍ الخَيّاطِ، عن الحَسنِ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (3002)، وأبو داود (4804)، وابن ماجه (3742). وهو في "المسند"(23823).
عن أبي هُريرةَ، قال: أمَرَنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن نَحثُوَ في أفْواهِ المَدَّاحِينَ التُّراب
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ من حديثِ أبي هُريرةَ.
47 - باب ما جاء في صُحْبةِ المُؤْمنِ
2557 -
حَدَّثَنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، أخْبرنا عبد الله بن المُباركِ، عن حَيْوةَ بن شُرَيْحٍ، حدثنا سَالمُ بن غَيْلانَ، أنَّ الوَليدَ بن قَيْسٍ التُّجِيبيَّ أخْبرهُ أنَّهُ سَمعَ أبا سَعيدٍ الخُدْريَّ، قال سَالمٌ: أو عن أبي الهَيْثمِ
عن أبي سَعيدٍ أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "لا تُصاحِبْ إلّا مُؤْمنًا، ولا يأكُلْ طَعامَكَ إلَّا تَقيٌّ"
(2)
.
هذا حديثٌ إنَّما نَعْرِفُه من هذا الوَجْهِ.
48 - باب ما جاء في الصَّبْرِ على البَلاءِ
2558 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا اللّيْثُ، عن يَزِيدَ بن أبي حَبِيبٍ، عن سَعْدِ بن سِنانٍ
عن أنسٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا أرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الخَيرَ، عَجَّلَ لهُ العُقُوبةَ في الدُّنْيا، وَإذا أرَادَ بِعَبْدِه الشّرّ، أمْسكَ عَنْهُ بِذَنْبِه حَتَّى يُوافِيَ بهِ يَوْمَ القِيامةِ"
(3)
.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة، لكن يشهد له ما قبله.
(2)
إسناده حسن، وأخرجه أبو داود (4832). وهو في "المسند"(11337)، و"صحيح ابن حبان"(554) و (555) و (560).
(3)
حديث حسن، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2050)، =
2559 -
وبهذا الإسْنادِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:
"إنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاءِ، فإن اللهَ إذا أحَبَّ قَوْمًا ابْتلاهُمْ، فَمنْ رَضِيَ فَلهُ الرِّضا، ومن سَخِطَ فَلهُ السَّخَطُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
2560 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا أبو دَاوُدَ، أخْبرنا شُعبةُ، عن الأعْمَشِ، قال: سَمِعْتُ أبا وَائلٍ يَقولُ:
قالت عَائشةُ: ما رَأيْتُ الوَجعَ على أحدٍ أشَدَّ مِنْهُ على رَسول اللهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
= والحاكم 4/ 608، والبغوي (1435)، وسعد بن سنان، ويقال: سنان بن سعد ضعفه أحمد والنسائي والدارقطني والجوزجاني، وقال الذهبي: ليس بحجة، وقال أحمد: روى خمسة عشر حديثًا كلها منكرة ما أعرف منها واحدًا، ولم يوثقه غير العجلي وابن حبان وابن معين.
وله شاهد من حديث عبد الله بن مغفل عند ابن حبان (2911) ورجاله ثقات.
(1)
حديث حسن، وأخرجه ابن ماجه (4031).
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (4222) من حديث أنس بلفظ "إذا أراد الله بقوم خيرًا ابتلاهم" ورجاله ثقات وله شاهد عند أحمد (23623) من حديث محمود بن لبيد ولفظه: "إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن صبر، فله الصبر، ومن جزع، فله جزع"، وسنده جيد.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5646)، ومسلم (2570)، وابن ماجه (1622)، والنسائي في "الكبرى"(7087) و (7484). وهو في "المسند"(25398)، و"صحيح ابن حبان"(2918).
2561 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا شريك
(1)
، عن عَاصمٍ، عن مُصْعب بن سعد
عن أبيهِ، قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ النّاسِ أشَدُّ بَلاءً؟ قال:"الأنْبياءُ، ثُمَّ الأمْثلُ فالأَمْثلُ، يُبتلى الرَّجُلُ على حَسَبِ دِينه، فإنْ كانَ دِينُه صُلْبًا، اشْتدَّ بَلاؤُهُ، وإنْ كانَ في دِينِه رِقَّةٌ، ابْتُلي على قَدْر دِينِه، فَما يَبْرَحُ البَلاءُ بالعَبْدِ حتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشي على الأرْضِ وما عَليْهِ خَطِيئةٌ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2562 -
حَدَّثَنا محمدُ بن عَبدِ الأعْلى، حَدَّثَنا يَزِيدُ بن زُرَيْعٍ، عن محمدِ بن عَمْرٍو، عن أبي سَلمةَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما يَزالُ البلاءُ بالمُؤْمنِ والمُؤْمِنةِ في نَفْسِه ووَلدِهِ ومَالِه حتَّى يَلْقى اللهَ وما عَليْهِ خَطِيئةٌ"
(3)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
(1)
كذا في الأصول، و"تحفة الأشراف" 3/ 318، قال المزي: في نسخة: عن حماد بن زيد، بدل شريك، وطريق حماد بن زياد هذه عند أحمد وابن حبان وابن ماجه والبغوي والحاكم.
(2)
حديث حسن، شريك - وهو ابن عبد الله النخعي - متابع، وعاصم - وهو ابن أبي النجود - حسن الحديث. وأخرجه ابن ماجه (4023)، والنسائي في "الكبرى"(7481). وهو في "المسند"(1481)، و"صحيح ابن حبان"(2901) و (2921).
(3)
إسناده حسن، وأخرجه أحمد (7859)، وابن حبان (2913) و (2924).
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وأُخْتِ حُذَيْفةَ بن اليَمان
(1)
49 - باب ما جاء في ذَهابِ البَصرِ
2563 -
حَدَّثَنا عَبدُ اللهِ بن مُعاويةَ الجُمَحيُّ، حَدَّثَنا عَبدُ العزِيزِ بن مُسْلمٍ، حَدَّثَنا أبو ظِلالٍ
عن أنَسِ بن مَالكٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ يَقولُ: إذا أخَذْتُ كَرِيمَتَيْ عَبْدِي في الدُّنْيا، لم يكُنْ لهُ جَزاءٌ عِنْدِي إلَّا الجَنّةَ"
(2)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وزَيْدِ بن أرْقمَ.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ، وأبو ظِلالٍ اسْمهُ: هِلالٌ.
2564 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا عَبدُ الرَّزاقِ، أخْبرنا سُفيانُ، عن الأَعْمَشِ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ رَفَعَهُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "يَقولُ الله: مَنْ أذْهَبتُ حَبِيبتَيْهِ، فَصبرَ واحْتسبَ، لم أرْضَ لا ثَوابًا دونَ الجَنةِ"
(3)
.
وفي البابِ عن عِرْباضِ بن سَارِيةَ.
(1)
في المطبوع بعد هذا: أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ أي الناس أشدُّ بلاءً، قال:"الأنبياء ثم الأمثلُ فالأمثلُ"، وليس هو في أصولنا الخطية.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (2400).
(3)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (7597)، وابن حبان (2932).
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
50 - باب
2565 -
حَدَّثَنا محمدُ بن حُمَيْدٍ الرَّازيُّ ويُوسُفُ بن موسى القَطَّانُ البَغْدادِيُّ، قالا: حَدَّثَنا عَبد الرحمنِ بن مَغْراءَ أبو زُهَيْرٍ، عن الأَعْمَشِ، عن أبي الزُّبَيْرِ
عن جابرٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَودُّ أهْلُ العَافيةِ يَوْمَ القِيامةِ حِينَ يُعْطَى أهْلُ البلاءِ الثَّوَابَ لَو أنَّ جلُودَهُمْ كانَتْ قُرِضَتْ في الدُّنْيا بالمَقاريضِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه بهذا الإسْنادِ إلّا من هذا الوَجْهِ، وقد رَوَى بَعْضُهُمْ هذا الحديثَ عن الأعْمَشِ، عن طَلْحةَ بن مُصرِّفٍ، عن مَسْرُوقٍ شَيْئًا من هذا.
2566 -
حَدَّثَنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، أخْبرنا ابن المُباركِ، أخْبرنا يحيى بن
(1)
إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن مغراء ضعيف في روايته عن الأعمش، وأبو الزبير مدلس، وقد عنعن.
وأخرجه الطبراني في "الصغير"(241)، والبيهقي 3/ 375، وابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 202، وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال علي بن المديني: عبد الرحمن بن مغراء ليس بشيء.
وله شاهد لا يفرح به عن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(12829)، وفي إسناده السري بن سهل وهو مجهول، وعبد الله بن رشيد ومجاعة بن الزبير وهما ضعيفان.
وآخر عن ابن مسعود موقوفًا عند الطبراني (8777) و (8778)، وفيه رجل لم يسم.
عُبَيْدِ الله، قال: سَمِعتُ أبي يقولُ:
سَمِعتُ أبا هُريرةَ يَقولُ: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما من أحدٍ يَمُوتُ إلّا نَدِمَ"، قالُوا: وما نَدامَتُهُ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: "إنْ كَانَ مُحْسِنًا نَدِمَ أنْ لا يكُون ازْدَادَ، وإنْ كانَ مُسِيئًا نَدِمَ أنْ لا يكُونَ نَزعَ"
(1)
.
هذا حديثٌ إنما نَعْرِفُه من هذا الوَجْهِ، ويَحيى بن عُبَيْدِ اللهِ قد تكلَّمَ فيهِ شُعبةُ
(2)
.
51 - باب
2567 -
حَدَّثَنا سُوَيْدٌ، أخْبرنا ابن المُباركِ، أخْبرنا يحيى بن عُبَيْدِ اللهِ، قال: سَمِعتُ أبي يقولُ:
سَمِعتُ أبا هُريرةَ يَقولُ: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ في آخِرِ الزَّمانِ رِجالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنْيا بالدِّين، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ من اللِّينِ، ألْسِنَتُهُمْ أحْلى من العَسَل، وقُلُوبُهمْ قُلُوبُ الذِّئابِ، يَقولُ اللهُ: أبِي يَغْترُّونَ، أمْ عَليَّ يَجْترِئُونَ؟ فَبي حَلفْتُ: لأَبْعَثنَّ على أُولئكَ منْهُمْ فِتْنةً تَدَعُ الحَليمَ مِنْهُمْ حَيْرانًا"
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف جدًا، يحيى بن عبيد الله - وهو ابن عبد الله بن موهب - متروك. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/ 2660، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 178، والبغوي (4309).
(2)
بعد هذا في المطبوع: وهو يحيى بن عبيد الله بن موهب مدني.
(3)
حديث ضعيف يحيى بن عبيد الله وهو ابن موهب متروك.
وفي باب قوله: "يلبسون جلود الضأن، وقلوبهم قلوب الذئاب" عن أبي ذر =
وفي البابِ عن ابن عُمرَ.
2568 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن سَعيدٍ الدَّارِميُّ، حَدَّثَنا محمدُ بن عَبَّاد، حدثنا حاتمُ بن إسماعيلَ، حدثنا حَمْزةُ بن أبي محمدٍ، عن عَبد اللهِ بن دِينارٍ
عن ابن عُمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّ اللهَ قال: لقد خَلقْتُ خَلْقًا ألْسِنَتُهمْ أحْلى من العَسلِ، وقُلُوبُهمْ أمَرُّ من الصَّبْرِ، فَبي حَلفْتُ: لأُتِيحَنَّهُمْ فِتْنةً تَدَعُ الحَليمَ مِنْهمْ حَيْرانًا، فَبي يَغْترُّونَ أمْ عَليَّ يَجْترِئونَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من حديثِ ابن عُمرَ، لا نَعْرِفُه إلَّا من هذا الوَجْهِ.
52 - باب ما جاء في حِفْظِ اللِّسانِ
2569 -
حَدَّثَنا صَالحُ بن عَبد اللهِ، حَدَّثَنا ابن المُباركِ. (ح)
وحَدَّثَنا سُوَيْدُ بن نصر، أخْبرنا ابن المُباركِ، عن يحيى بن أيُّوبَ، عن عُبَيْدِ اللهِ بن زَحْرٍ، عن عَليَّ بن يَزِيدَ، عن القَاسمِ
= الغفاري عند الحاكم 3/ 343، وفي إسناده سيف بن مسكين، قال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 347: يأتي بالمقلوبات والأشياء الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به.
وعن معقل بن يسار في "بغية الباحث عن زوائد الحارث"(768)، وفي إسناده أبان بن أبي عياش وهو متروك.
(1)
إسناده ضعيف، حمزة بن أبي محمد. قال أبو زرعة: لين، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، لم يرو عنه غيرُ حاتم.
عن أبي أمامةَ، عن عُقْبةَ بن عَامرٍ، قال: قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ ما النَّجاةُ؟ قال: "امْلِكْ عَليْكَ لِسانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وابْكِ على خَطِيئَتكَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
2570 -
حَدَّثَنا محمدُ بن موسى البَصْرِيُّ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عن أبي الصَّهْباءِ، عن سَعيدِ بن جُبَيْرٍ
عن أبي سَعيدِ الخُدْرِيِّ رَفَعَهُ قال: "إذا أصْبحَ ابنُ آدَمَ، فإنَّ الأعْضاءَ كُلَّها تَكْفُرُ لِلِّسان
(2)
فَتقول: اتَّقِ الله فِينا فإنَّما نَحْنُ بِكَ، فإنْ اسْتَقمْتَ اسْتَقمْنا، وإنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنا"
(3)
.
2571 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، حَدَّثَنا أبو أُسَامةَ، عن حَمَّادِ بن زَيْدٍ نَحوَهُ، ولم يَرْفَعهُ، وهذا أصَحُّ من حديثِ محمدِ بن موسى.
هذا حديثٌ لا نَعْرِفُه إلَّا من حديثِ حَمَّادِ بن زَيْدٍ، وقد رَواهُ غَيْرُ وَاحدٍ عن حَمَّادِ بن زَيْدٍ ولم يَرْفَعُوهُ
(4)
.
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، علي بن يزيد الألهاني ضعيف، وأخرجه أحمد (17334) وله طريق أخرى عنده (17452) وسندها حسن.
(2)
في (س): اللسان، والمثبت من (أ) و (د).
(3)
حديث حسن، وأخرجه أحمد (11908).
قوله: "تكفر للسان": من التكفير بمعنى الخضوع، أي: إن الأعضاء كلها تطلب منه الاستقامة طلب من يخضع لغيره، أفاده السندي في حاشيته على "المسند".
(4)
جاء في المطبوع بعد هذا: حدثنا صالح بنُ عبد الله، قال: حدثنا حماد بنُ زيد، عن أبي الصهباء، عن سعيد بن جُبير، عن أبي سعيد الخدري، قال: =
2572 -
حَدَّثَنا محمدُ بن عَبدِ الأعْلى الصَّنْعانيُّ، حَدَّثَنا عُمرُ بن عَليٍّ المُقَدَّميُّ، عن أبي حَازمٍ
عن سَهْلِ بن سَعْدٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من يَتوَكَّلْ لِي ما بَيْنَ لَحْيَيْهِ وما بَيْنَ رِجْليْهِ، أتوكَّلْ لهُ بالجَنّةِ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وابن عَبَّاسٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
2573 -
حَدَّثَنا أبو سَعيدٍ الأشَجُّ، حَدَّثَنا أبو خَالدٍ الأحْمرُ، عن ابن عَجْلانَ، عن أبي حَازمٍ، عن أبي هُريرةَ، قال:
قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من وَقاهُ اللهُ شَرَّ ما بَيْنَ لَحْيَيهِ، وشَرَّ ما بَيْنَ رِجْليْهِ، دَخلَ الجَنّةَ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
أبو حازمٍ الذي رَوَى عن أبي هُريرةَ اسْمُه: سَلمانُ الأشجعي مَوْلى عَزَّةَ الأشْجَعِيَّةِ وهو الكُوفيُّ، وأبو حازمٍ الّذي رَوَى عن سَهْلِ بن سَعْدٍ هو: أبو حازمٍ الزَّاهدُ مَدينيٌّ، واسْمُه: سَلمةُ بن دِينارٍ.
2574 -
حَدَّثَنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، قال: أخْبرنا عبد الله بن المُباركِ، عن مَعْمرٍ، عن الزُّهْريِّ، عن عَبد الرحمنِ بن ماعزٍ، عن سُفيانَ بن عَبد اللهِ
= أحسبه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه. وليس هو في شيء من أصولنا الخطية.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6474). وهو في "المسند"(22823)، و"صحيح ابن حبان"(5701).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه ابن حبان (5703).
الثَّقَفيِّ، قال:
قُلْتُ: يا رسَول الله حَدِّثني بأمْرٍ أعْتصِمُ بهِ، قال:"قلْ: رَبِّي اللهُ، ثُمَّ اسْتقِمْ"، قال: قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ ما أخْوَفُ ما تَخافُ عليَّ؟ فأخذَ بِلسانِ نَفْسِه، ثُمَّ قال:"هذا"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، وقد رُوِي من غَيْرِ وَجْهٍ عن سُفيانَ بن عَبد اللهِ الثَّقفيِّ
(2)
.
2575 -
حَدَّثَنا أبو عَبد اللهِ محمدُ بن أبي ثَلْجٍ البَغْدَادِيُّ صَاحبُ أحمدَ بن حَنْبلٍ، حَدَّثَنا عَليُّ بن حَفْصٍ، حَدَّثَنا إبراهيمُ بن عَبد اللهِ بن حَاطبٍ، عن عَبد اللهِ بن دِينارٍ، عن ابن عُمرَ، قال:
قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تُكْثِرُوا الكَلامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ، فإنَّ كَثْرةَ الكَلامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ قَسْوةُ القلب، وإنَّ أبْعدَ النَّاسِ من اللهِ القَلْبُ القاسِي"
(3)
.
2576 -
حَدَّثَنا أبو بكْرِ بن أبي النَّضْرِ، حَدَّثَني أبو النَّضْرِ، عن إبراهيمَ بن عبد اللهِ بن حَاطبٍ عن عَبد اللهِ بن دِينارٍ، عن ابن عُمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوَهُ بِمَعْناهُ.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (38)، وابن ماجه (3972)، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 4/ 20. وهو في "المسند" (15416) و (15418) و"صحيح ابن حبان" (5698 - 5700).
(2)
بعد هذا في المطبوع: "باب منه" وليس هو في أصولنا الخطية.
(3)
إسناده ضعيف، إبراهيم بن عبد الله بن حاطب لا يعرف حاله، وأخرجه البيهقي في "الشعب"(4951).
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلَّا من حديثِ إبراهيمَ بن عَبد اللهِ بن حاطبٍ
(1)
.
2577 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ وغَيْرُ واحدٍ، قالُوا: حَدَّثَنا محمدُ بن يَزِيدَ بن خُنَيْسٍ المَكِّيُّ، قال: سَمِعتُ سَعيدَ بنَ حَسَّانَ المَخْزُوميَّ، قَالَ: حَدَّثَتْني أُمُّ صَالحٍ، عن صَفيَّةَ بِنْتِ شَيْبةَ
عن أُمِّ حَبيبةَ زَوْجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"كَلامُ ابنِ آدَمَ عَليْهِ لا لهُ، إلَّا أمْرٌ بمَعْرُوفٍ أو نَهْيٌ عن المُنْكَرِ أو ذِكْرُ اللهِ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلّا من حديثِ محمدِ بن يَزِيدَ بن خُنَيْسٍ.
53 - باب
2578 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا جَعْفرُ بن عَوْنٍ، أخبرنا أبو العُمَيْسِ، عن عَوْن بن أبي جُحَيْفةَ
عن أبيهِ، قال: آخَى رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ سَلْمانَ وأبي الدَّرْداءِ، فَزارَ سَلْمانُ أبا الدَّرْدَاءِ، فَرأى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبذِّلةً، فقال: ما شأنُكِ مُتَبذِّلةً؟ قالت: إنَّ أخَاكَ أبا الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لهُ حَاجةٌ في الدُّنْيا، قال: فَلمّا جَاءَ أبو الدَّرْدَاءِ، قَرَّب إلَيْهِ طَعامًا، فقال: كلْ فَإنِّي
(1)
بعد هذا في المطبوع: "باب منه".
(2)
إسناده ضعيف لجهالة أم صالح، وأخرجه ابن ماجه (3974) بلفظ:"إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذكرَ الله عز وجل".
صَائمٌ، قال: ما أنا بآكِلٍ حتَّى تأْكُلَ، قال: فَأكَلَ، فَمَّا كانَ اللّيْلُ ذَهبَ أبو الدَّرْدَاءِ لِيَقُومَ، فقال لهُ سَلْمانُ: نَمْ، فَنامَ، ثُمَّ ذَهبَ يَقومُ، فقال لهُ: نَمْ، فَنامَ، فَلمّا كانَ عِنْدَ الصُّبْحِ قال لهُ سَلْمانُ: قُمِ الآنَ، فقامَا فَصلَّيا، فقال: إنّ لِنَفْسِكَ عَليْكَ حَقًّا، ولِرَبِّكَ عَليْكَ حَقًّا، ولِضَيْفِكَ عَليْكَ حَقًّا، وإنْ لأهْلِكَ عَليْكَ حَقًّا، فَأعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأتيا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فَذكَرا ذلكَ له، فقال:"صَدقَ سَلْمَانُ"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
وأبو العُمَيْسِ اسْمُه: عُتْبةُ بن عَبد اللهِ وهو أخو عَبد الرحمنِ بن عَبد اللهِ المَسْعُودِيِّ.
54 - باب
2579 -
حَدَّثَنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، أخْبرنا عَبدُ اللهِ بن المُباركِ، عن عَبدِ الوهَّابِ بن الوَرْدِ، عن رَجُل من أهْلِ المَدِينةِ، قال:
كَتبَ مُعاويةُ إلى عَائشةَ أنِ اكْتُبي إليَّ كِتابًا تُوصِيني فيهِ، ولا تُكْثِري عَليَّ، فكَتَبتْ عَائشةُ إلى مُعاويةَ: سَلامٌ عَليْكَ، أمَّا بَعْدُ: فإني سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "من الْتَمسَ رِضاءَ اللهِ بِسَخَطِ النَّاسِ، كَفاهُ اللهُ مُؤْنةَ النّاسِ، ومن الْتَمسَ رِضَاءَ النَّاسِ بِسَخَطِ اللهِ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (1968). وهو في "صحيح ابن حبان"(320).
وَكَلَهُ اللهُ إلى النَّاسِ، والسَّلامُ عَلَيْكَ"
(1)
.
2580 -
حَدَّثَنا محمدُ بن يحيى، حَدَّثَنا محمدُ بن يُوسُفَ، عن سُفيانَ، عن هِشَامِ بن عُرْوةَ، عن أبيهِ، عن عَائشةَ، أنَّها كَتَبتْ الى مُعاويةَ، فَذَكَرَ الحديثَ بِمَعْناهُ، ولم يَرْفَعْهُ
(2)
.
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل من أهل المدينة.
وأخرجه ابن حبان (276) و (277) من طريقين عن واقد بن محمد، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم عن عائشة مرفوعًا، وسنده حسن.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، لكنه موقوف، وأخرجه كذلك ابن المبارك في "الزهد"(200) والحميدي (266).
بسم الله الرحمن الرحيم
[أبواب صفة القيامة والرَّقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-]
(1)
1 - باب ما جاء في شأن الحِساب والقِصاص
2581 -
حدثنا هَنَّادٌ، حَدَّثَنا أبو مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن خَيْثمةَ
عن عَدِيِّ بن حَاتمٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْكُمْ من رَجُلٍ إلّا سَيُكلِّمُه رَبُّهُ يَوْمَ القِيامةِ ولَيْسَ بَيْنَهُ وبَيْنَهُ تَرجُمانٌ، ثم ينظر أيْمَنَ مِنْهُ، فَلا يَرى شَيْئًا إلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ أشْأمَ مِنْهُ، فَلا يَرى شَيْئًا إلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ تِلْقاءَ وَجْهِه فَتَسْتقْبلُهُ النَّارُ"، قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"من اسْتطاعَ مِنْكُمْ أنْ يَقيَ وَجْهَهُ النَّارَ وَلو بِشِقِّ تَمْرةٍ، فَلْيَفْعلْ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2582 -
حَدَّثَنا أبو السَّائبِ، حَدَّثَنا وَكِيعٌ يَوْمًا بهذا الحديثِ، عن الأعْمَشِ، فَلمَّا فرغَ وَكيعٌ من هذا الحديثِ قال: من كَانَ ها هُنا من أهْلِ خُراسانَ، فَلْيَحْتَسِبْ في إظْهارِ هذا الحديثِ بخُراسان.
(1)
هذا العنوان أثبتناه من المطبوع، ولم يرد في أصولنا الخطية.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (1413) و (6539)، ومسلم (1016)، وابن ماجه (185) و (1843)، والنسائي 5/ 75. وهو في "المسند" (18246)، و"صحيح ابن حبان" (2804).
قال أبو عيسى: لأن الجهْميَّةَ يُنكِرون كلامَ الله عز وجل
(1)
.
هذا حديث حسنٌ صحيحٌ.
2583 -
حَدَّثَنا حُمَيْدُ بن مَسْعَدةَ، حَدَّثَنا حُصَيْنُ بن نُمَيْرٍ أبو مِحْصَنٍ، حَدَّثَنا حُسَينُ بن قَيْسٍ الرَّحَبيُّ، حَدَّثَنا عَطاءُ بن أبي رَباحٍ، عن ابن عُمرَ
عن ابن مَسْعُودٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا تزُولُ قَدمَا ابن آدَمَ يَوْمَ القِيامةِ من عِنْدِ رَبِّهِ حتَّى يُسْألَ عن خَمْسٍ: عن عُمُرِهِ فِيمَ أفْناهُ، وعن شَبابِه فِيمَ أبْلاهُ، وعن مَالِه من أيْنَ اكْتَسبَهُ وَفِيمَ أنْفَقهُ، ومَاذا عَمِلَ فِيما عَلِمَ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه من حديثِ ابنِ مَسْعُودٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا من حديثِ حُسَينِ بن قَيْس، وحُسيْنٌ يُضَعَّفُ في الحديثِ.
وفي البابِ عن أبي بَرْزةَ، وأبي سَعيدٍ.
2584 -
حَدَّثَنا عَبدُ اللهِ بن عَبد الرحمنِ، أخْبرنا الأسْودُ بن عامر، حَدَّثَنا أبو بكْرِ بن عَيَّاشٍ، عن الأعْمَشِ، عن سَعيدِ بن عَبد اللهِ بن جُرَيْجٍ
عن أبي بَرْزَةَ الأسْلميِّ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تزُولُ
(1)
هذه العبارة من (ل) وحدها، ولم ترد في سائر الأصول الخطية.
(2)
إسناده ضعيف، وبين علته المصنف، وأخرجه أبو يعلى (5271)، والطبراني في "الكبير"(9772)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 763، والخطيب في "تاريخه" 12/ 440.
ويُغني عنه ما بعده.
قَدمَا عَبْدٍ [يومَ القِيامةِ] حتَّى يُسْألَ عن عُمُرِهِ فيما أفْناهُ، وعن عِلْمِه فِيمَ فَعلَ، وعن مَالِه من أيْنَ اكْتَسبَهُ وَفِيمَ أنْفقَهُ، وعن جِسْمِه فِيمَ أبْلاهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وسَعيدُ بن عَبد اللهِ بن جُرَيْجٍ هو بَصْريٌّ، وهو مَوْلَى أبي بَرْزةَ الأسْلَمي، وأبو بَرْزَةَ الأسلمي اسْمُهُ: نَضْلَةُ بن عُبَيْدٍ.
2585 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا عَبدُ العَزِيزِ بن محمدٍ، عن العلاءِ بن عَبد الرحمنِ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "أتَدْرونَ من المُفْلِسُ"؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا يا رَسولَ الله من لا دِرْهَمَ لهُ ولا مَتاعَ، قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "المُفْلِسُ مِن أُمَّتي من يَأْتِي يَوْمَ القِيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأْتيِ قد شتمَ هذا وقَذَفَ هذا، وأكَلَ مَالَ هذا، وسَفكَ دَمَ هذا، وضربَ هذا، فَيقْعُدُ، فَيَقْتصُّ هذا من حَسناتِه، وهذا من حَسناتِه، فإنْ فَنِيتْ حَسناتُه قَبْلَ أنْ يُقْتصَّ ما عَليْهِ من
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي بكر بن عياش.
وأخرجه الدارمي (537)، وأبو يعلى (7434)، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 232، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل"(1).
وله شاهد من حديث معاذ بن جبل عند الطبراني 20/ (111)، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل"(2). وهو حسن في الشواهد.
وأخرجه البزار من طريق آخر (3437) و (3438) مرفوعًا وموقوفًا، وفي إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف.
الخطايا، أُخِذ من خَطاياهُمْ، فَطُرحَ عَليْهِ، ثُمَّ طُرحَ في النَّارِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2586 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ ونَصْرُ بن عَبد الرحمنِ الكُوفِيُّ، قالا: حَدَّثَنا المُحاربيُّ، عن أبي خَالدٍ يَزِيدَ بن عَبد الرحمنِ، عن زَيْدِ بن أبي أُنَيْسةَ، عن سَعيدٍ المَقْبُريِّ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَ اللهُ عَبْدًا كانَتْ لأخيهِ عِنْدهُ مَظْلِمَةٌ في عِرْضٍ أو مالٍ، فَجاءَهُ فاسْتَحلّهُ قَبْلَ أنْ تُؤْخَذَ ولَيْسَ ثَمَّ دِينارٌ ولا دِرْهَمٌ، فإنْ كانَتْ لهُ حَسناتٌ، أُخِذَ من حَسناتِه، وإنْ لم تكُنْ لهُ حَسناتٌ، حَمَلُوا عَليْهِ من سَيِّئاتِهمْ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. وقد روى مَالكُ بن أنسٍ، عن سَعيدٍ المَقْبُريِّ، عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوَهُ.
2587 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا عَبدُ العَزِيزِ بن محمدٍ، عن العلاءِ بن عَبد الرحمنِ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "لَتُؤدُّنَّ الحُقُوقَ إلى أهْلِها حتَّى تُقادَ الشاةُ الجَلْحاءُ من الشّاةِ القَرْناءِ"
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2581). وهو في "المسند"(8029).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2449). وهو في "المسند"(9615)، و"صحيح ابن حبان"(7361) و (7362).
(3)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2582). وهو في "المسند"(7204)، و"صحيح ابن حبان"(76363).
وفي البابِ عن أبي ذَرٍّ، وعَبد اللهِ بن أُنَيْسٍ.
حَديثُ أبي هُريرةَ حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2 - باب
2588 -
حَدَّثَنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، حدثنا ابن المُباركِ، أخْبرنا عَبد الرحمنِ بن يَزِيدَ بن جَابرٍ، حَدَّثَني سُلَيْمُ بن عَامرٍ
حَدَّثَنا المِقْدَادُ صَاحبُ رَسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "إذا كانَ يَوْمُ القِيامةِ، أُدْنِيتِ الشَّمْسُ من العِبادِ حتَّى تكُونَ قِيدَ مِيلٍ أوِ اثْنَيْن، قال سُلَيْمُ بن عامر: لا أدْري أيَّ المِيلَيْنِ عَنَى؟ أمَسافةَ الأرْضِ، أمِ المِيلَ الّذِي تُكْحَلُ بهِ العَيْنُ؟ قال: فَتصْهرُهُمُ الشَّمْسُ، فَيكُونُونَ في العرَقِ كقَدْرِ أعْمالِهِمْ، فَمِنْهُمْ من يأخُذُه إلى عَقِبَيْهِ، ومِنْهُمْ من يَأخُذُهُ إلى رُكْبَتيْهِ، ومِنْهُمْ من يأخُذُه إلى حِقْوَيْهِ، ومِنْهُمْ من يُلْجِمُه إلْجامًا". فَرَأيْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ بِيدِهِ إلى فيهِ: أيْ يُلْجمُه إلْجامًا
(1)
.
وفي البابِ عن أبي سَعيدٍ، وابن عُمرَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2589 -
حَدَّثَنا أبو زكَرِيَّا يحيى بن دُرُسْتَ البَصْرِيُّ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عن أيُوبَ، عن نَافعٍ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2864). وهو في "المسند"(23813)، و"صحيح ابن حبان"(7330).
عن ابن عُمرَ، قال حَمَّادٌ: وهو عِنْدَنا مَرْفُوعٌ {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [المطففين: 6] قال: يَقُومُونَ في الرَّشْحِ إلى أنْصافِ آذانِهم
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
2590 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، حَدَّثَنا عيسى بن يُونُسَ، عن ابن عَوْنٍ، عن نافعٍ، عن ابن عُمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوَهُ.
3 - باب ما جاء في شأن الحَشْرِ
2591 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا أبو أحمدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنا سُفيانُ، عن المُغِيرةِ بن النُّعْمانِ، عن سَعيدِ بن جُبَيْرٍ
عن ابن عَبَّاسٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيامةِ حُفاةً عُراةً غُرْلًا كما خُلِقُوا، ثُمَّ قَرَأ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104]، وأوَّلُ من يُكْسَى من الخَلائِقِ إبراهيمُ، ويُؤْخَذ من أصْحابي بِرَجالٍ ذاتَ اليَمينِ وذاتَ الشِّمالِ، فَأقُولُ: يا رَبِّ أصْحَابي، فَيقالُ: إنّكَ لا تَدْرِي ما أحْدَثُوا بَعْدَكَ، إنَّهُمْ لم يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ على أعْقابِهمْ مُنْذُ فارقْتَهُمْ، فأقُولُ كما قال العَبْدُ الصَّالح: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (4938)، ومسلم (2862)، وابن ماجه (4278)، والنسائي في "الكبرى"(11656). وهو في "المسند"(4613)، و"صحيح ابن حبان"(7331) و (7332).
وسيأتي برقم (3625) و (3626).
تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]
(1)
.
2592 -
حَدّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ ومحمدُ بن المُثَنَّى، قَالا: حَدَّثَنا محمدُ بن جَعْفرٍ، عن شُعْبةَ، عن المُغِيرةِ بن النُّعْمانِ، فذكر نحوَه
(2)
.
2593 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، حَدَّثَنا يَزِيدُ بن هارُونَ، أخْبرنا بَهْزُ بن حَكِيمٍ، عن أبيهِ
عن جَدِّهِ، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "إنَّكمْ تُحْشَرونَ رِجالًا ورُكْبانًا، وتُجَرُّونَ على وُجُوهِكُمْ"
(3)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
4 - باب ما جاء في العَرْضِ
2594 -
حَدَّثَنا أبو كُريْبٍ، حَدَّثَنا وَكيعٌ، عن عَليِّ بن عَليٍّ، عن الحَسنِ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ القِيامةِ ثَلاثَ عَرَضاتٍ، فَأمَّا عَرْضَتانِ فجدَالٌ ومَعاذِيرُ، وأمَّا العَرْضةُ الثَّالِثةُ، فَعِنْدَ ذلكَ تَطِيرُ الصُّحُفُ في الأيْدِي، فآخِذٌ بِيَمينِه
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3349)، ومسلم (2860)، والنسائي 4/ 114 و 117. وهو في "المسند" (1913) و (2096)، و"صحيح ابن حبان" (7347).
(2)
في المطبوع بعد هذا: هذا حديث حسن صحيح، ولم ترد في الأصول الخطية.
(3)
إسناده حسن، وأخرجه أحمد (20031). وسيأتي برقم (3410).
وآخِذٌ بِشِمالِه"
(1)
ولا يَصحُّ هذا الحديثُ من قِبَلِ أنَّ الحَسنَ لم يَسْمعْ من أبي هُريرةَ، وقد رَواهُ بَعْضُهمْ عن عَليِّ بن عَليٍّ - وهو الرِّفاعيُّ - عن الحَسنِ، عن أبي موسى، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
5 - باب مِنْهُ
2595 -
حَدَّثَنا سُوَيْدٌ، أخْبرنا عبد الله بن المُباركِ، عن عُثْمانَ بن الأسْوَدِ، عن ابن أبي مُلَيْكة
عن عَائشةَ، قالت: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "من نُوقِشَ الحِسابَ هَلكَ"، قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ إنَّ اللهَ يَقولُ: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 7، 8] قال: "ذلك العَرْضُ"
(3)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، ورَوَاهُ أيُّوبُ أيضًا عن ابن أبي
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه كما قال المصنف.
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه أيضًا، فالحسن لم يسمع من أبي موسى، وأخرجه ابن ماجه (4277). وهو في "المسند"(19715).
وفي المطبوع بعد قوله: عن الحسن، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ولا يصح هذا الحديث من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي موسى.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (103)، ومسلم (2876)، وأبو داود (3093)، والنسائي في "الكبرى"(11618) و (11619)، و (11659). وهو في "المسند"(24200)، "وصحيح ابن حبان"(7369 - 7371).
مُلَيْكةَ.
6 - باب مِنْهُ
2596 -
حَدَّثَنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، أخْبرنا ابن المُباركِ، أخْبرنا إسماعيلُ بن مُسْلمٍ، عن الحَسنِ وَقتادةَ
عن أنَسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"يُجاءُ بابن آدمَ يَوْمَ القِيامةِ كأنَّهُ بَذَجٌ، فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَي اللهِ، فَيقولُ اللهُ لهُ: أعْطَيْتُكَ وَخَوَّلْتُكَ وأنْعَمْتُ عَليْكَ، فَماذا صَنعْتَ؟ فَيقولُ: جَمَّعْتُه وثَمَّرْتُه، فترَكْتُه أكْثرَ ما كَانَ، فارْجِعْني آتِكَ بهِ، فَيقولُ: أرِني ما قَدَّمْتَ، فَيقولُ: رَبِّ جَمَّعْتُه وَثمَّرْتُه فَترَكْتُه أكْثرَ ما كَانَ، فارْجِعْني آتِكَ بهِ، فإذا عَبْدٌ لم يُقَدِّمْ خَيْرًا، فَيُمْضَى بهِ إلى النَّارِ"
(1)
.
وقد رَوَى هذا الحديثَ غَيْرُ واحدٍ عن الحَسنِ قوْلَهُ، ولم يُسْنِدُوهُ، وإسماعيلُ بن مُسْلمٍ يُضَعَّفُ في الحديثِ.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وأبي سَعيدٍ الخُدْرِيِّ.
2597 -
حَدَّثَنا عَبدُ اللهِ بن محمدٍ الزُّهْريُّ البَصْرِيُّ: حَدَّثَنا مَالكُ بن سُعَيْرٍ أبو محمدٍ الكُوفيُّ التَّمِيميُّ، حَدَّثَنا الأعْمَشُ، عن أبي صَالحٍ
(1)
إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن مسلم، وهو أبو إسحاق المكي. وأخرجه البغوي (4058).
البذج: ولد الضأن، وجمعه بذجان، فالبَذَجُ: من أولاد الضأن، والعتود: من أولاد المعز، وهو ما شب وقوي.
ومعنى خولتك: ملكتُك.
عن أبي هُريرةَ وعن أبي سَعيدٍ، قالا: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يُؤْتَى بالعَبْدِ يَوْمَ القِيامةِ فيقولُ [الله] لهُ
(1)
: ألم أجْعلْ لكَ سَمْعًا وبَصرًا ومالًا ووَلدًا، وسَخّرْتُ لكَ الأنْعامَ والحَرْثَ، وتَركْتُكَ تَرْأسُ وتَرْبَعُ، فَكُنْتَ تَظُنُّ أنّكَ مُلاقِيَّ يَوْمَكَ هذا؟ فَيقولُ: لا، فَيقولُ لهُ: اليَوْمَ أنْساكَ كما نَسِيتَني"
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ.
ومَعْنى قَوْلهِ: اليَوْمَ أنْساكَ كما نسيتني": اليَوْمَ أترُكُكَ في العَذَابِ.
وكذا فَسَّرَ بَعْضُ أهْلِ العلمِ هذه الآية {فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ} [الأعراف: 51] قالُوا: مَعْناهُ: اليَوْمَ نَتْرُكُهمْ في العَذَابِ.
7 - باب مِنْهُ
2598 -
حَدَّثَنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، أخْبرنا عَبدُ اللهِ، أخْبرنا سَعيدُ بن أبي أيُّوبَ، حَدَّثَنا يحيى بن أبي سُليْمانَ، عن سَعيدٍ المَقْبُريِّ
(1)
في (ل): فيقال له.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مطولًا من حديث أبي هريرة وحده مسلم (2968). وهو في "صحيح ابن حبان"(4642).
وأخرجه مختصرًا أحمد في "المسند"(10378)، وابن حبان (7367) من حديث أبي هريرة وحده أيضًا.
ومعنى ترأس: أي تكون رئيس القوم وكبيرهم.
وتربع: تأخذ المرباع الذي كان يأخذه رئيس القوم من الغنيمة وهو ربعها.
عن أبي هُريرةَ، قال: قرأ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: 4] قال: "أتَدْرُونَ ما أخْبارُهَا"؟ قالُوا: اللهُ ورَسولهُ أعْلمُ، قال: "فإنَّ أخْبارهَا أنْ تَشْهدَ على كلِّ عَبْدٍ أو أمَةٍ بِما عَمِلَ على ظَهْرها، أنْ تَقولَ: عَمِلَ كَذَا وَكذا في يَوْمِ كَذا وَكَذا، قال: فهذه أخْبارُها
(1)
"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
8 - باب ما جَاءَ في الصُّورِ
2599 -
حَدَّثَنا سُوَيْدٌ، أخْبرنا عَبدُ اللهِ بن المُباركِ، أخْبرنا سُليْمانُ التَّيْميُّ، عن أسْلمَ العِجْليَّ، عن بِشْرِ بن شَغافٍ
عن عَبد اللهِ بن عَمْرِو بن العاصِ، قال: جَاءَ أعْرابيٌّ إلى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: ما الصُّوْرُ؟ قال: "قَرْنٌ يُنْفَخُ فيهِ"
(3)
.
(1)
المثبت من (ل) ونسخة على هامش (س) ومما يأتي، وفي سائر الأصول:"فهذا أمرها".
(2)
إسناده ضعيف، يحيى بن أبي سليمان - وهو أبو صالح المدني - قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث ليس بالقوي، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11693). وهو في "المسند"(8867)، و"صحيح ابن حبان"(7360).
وسيتكرر برقم (3353).
(3)
حديث صحيح حسنه المصنف، وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي، وأخرجه أبو داود (4742)، والنسائي في "الكبرى"(11312) و (11456). وهو في "المسند"(6507)، و"صحيح ابن حبان"(7312). =
هذا حديثٌ حَسَنٌ، وقد رواه غَيْرُ وَاحدٍ عن سُلَيمانَ التَّيميَّ، ولا نَعْرِفُه إلّا مِن حديثِه.
2600 -
حَدَّثَنا سُوَيْدٌ، أخْبرنا عَبدُ اللهِ، أخْبرنا خالدٌ أبو العلاءِ، عن عَطيَّةَ
عن أبي سَعيدٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وكَيْفَ أنْعَمُ وصَاحبُ القَرْنِ قد الْتَقمَ القَرْنَ، واسْتمعَ الإذْنَ مَتى يُؤْمَرُ بالنَّفْخِ فَينْفُخُ". فَكأنَّ ذلكَ ثَقُلَ على أصْحابِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال لَهُمْ:"قُولُوا: حَسْبُنا اللهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ، على اللهِ تَوَكَّلْنا"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ وقد رُوِي من غَيْرِ وَجْهٍ هذا الحديثُ عن عَطيَّةَ، عن أبي سَعيدٍ الخُدْرِيَّ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَحوَهُ.
= وسيأتي برقم (3525).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عطية - وهو ابن سعد العوفي - ضعيف.
وهو في "المسند"(11039).
وله طريق صحيح عند ابن حبان (823) وغيره.
وفي الباب عن أنس عند الخطيب في "تاريخه" 5/ 153، وأورده الضياء المقدسي في "المختارة"2567.
وعن جابر عند أبي نعيم في "الحلية" 3/ 189 وسنده حسن.
وعن أبي هريرة عند الحاكم 4/ 558، وحسنه الحافظ في "الفتح" 11/ 368.
وعن عبد الله بن عمرو عند أحمد (6804).
وعن ابن عباس عند أحمد (3008).
9 - باب ما جاء في شَأنِ الصَّرَاطِ
2601 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، أخْبرنا عليُّ بن مُسْهِرٍ، عن عبد الرحمنِ بن إسحاقَ، عن النُّعْمانِ بن سَعْدٍ
عن المُغِيرةِ بن شُعبةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "شِعارُ المُؤمِنينَ على الصَّرَاطِ: رَبِّ سَلَّمْ سَلَّمْ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلَّا من حديثِ عبد الرحمنِ بن إسحاقَ.
2602 -
حَدَّثَنا عبد اللهِ بن الصَّبَّاحِ الهاشميُّ، حَدَّثَنا بَدَلُ بن المُحَبَّرِ، حَدَّثَنا حَرْبُ بن مَيْمُونٍ الأنْصارِيُّ أبو الخَطَّابِ، حَدَّثَنا النَّضْرُ بن أنسِ بن مالكٍ
عن أبيهِ قال: سَألْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنْ يَشْفعَ لي يومَ القِيامةِ، فقال:"أنا فاعلٌ". قلتُ: يا رسولَ اللهِ فَأيْنَ أطلُبُكَ؟ قال: "اطْلُبْني أوَّلَ ما تَطْلُبُني على الصِّراطِ". قُلْتُ: فَإنْ لم ألقَكَ على الصِّراطِ؟ قال: "فاطْلُبْني عند المِيزانِ". قلتُ: فَإنْ لم ألْقَكَ عند المِيزَانِ؟ قال: "فاطْلُبْني عند الحَوْضِ، فإنِّي لا أُخْطئُ هذه
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 505، وعبد بن حميد (394)، وابن عدي 4/ 1613، والحاكم 2/ 375، والبغوي في "شرح السنة"(4329).
وفي الباب عن حذيفة وأبي هريرة، أخرجه مسلم (195)، وفيه:"ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب سلم سلم"، وهو من دعائه صلى الله عليه وسلم حينها.
الثَّلاثَ المَوَاطِنَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسنٌ غريبٌ لا نَعْرفهُ إلَّا من هذا الوَجْهِ.
10 - باب ما جاء في الشَّفَاعةِ
2603 -
حَدَّثنا سُوَيْدُ بن نَصْر، أخْبرنا عبد اللهِ بن المُباركِ، أخْبرنا أبو حَيَّانَ التَّيْميُّ، عن أبي زُرْعةَ بن عَمْرِو بن جرير
عن أبي هريرةَ، قال: أُتِيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلَحْمٍ، فرُفعَ إليه الذِّراعُ فأكَلَهُ وكان يُعْجبُهُ، فَنهسَ منه نَهْسةً، ثُمَّ قال: "أنا سَيَّدُ النَّاسِ يَومَ القِيامةِ، هل تَدْرونَ لمَ ذلك؟ يَجْمعُ اللهُ النَّاسَ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ
(1)
ضعيف فقد تفرد به حرب بن ميمون أبو الخطاب البصري، قال الذهبي في "السير" 7/ 192: وثقه علي ابن المديني، ولينه غيره، واحتج به مسلم (كلا لم يحتج به مسلم)، قال يحيى بن معين: صالح، وقال أبو زرعة الرازي: لين، وقال البخاري: قال سليمان بن حرب: كان أكذب الخلق.
قال الذهبي: هذه عجلة ومجازفة، وقال في "الميزان": صدوق يخطئ، وقد جاء في "تهذيب التهذيب" 1/ 370 ما يوهم أن مسلمًا أخرج حديثه هذا، وليس الأمر كذلك، وإنما أخرج لحرب بن ميمون متابعة في حديث أنس المشهور (2040) في إعداد أم سليم زوج أبي طلحة طعامًا يسيرًا للنبي صلى الله عليه وسلم، فجاء ومعه نحو ثمانين، فبارك الله تعالى في الطعام، فطعموا جميعًا حتى شبعوا، ثم طعم أهل الدار كلهم، قال المعلمي اليماني رحمه الله في تعليقه على "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 98: أخرجه مسلم عن سبعة من أصحاب أنس وثامنهم حرب، أخَّره بعدهم كلهم فساق السند من طريقه، ثم قال بمعنى حديثهم، فلم يحتج مسلم بحرب، ولا استشهد به، وإنما كثر به السواد في هذا الخبر.
وهو في "المسند"(12825).
في صَعيدٍ واحدٍ فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، ويَنْفُذُهُمُ البَصرُ، وتَدْنُو الشّمْسُ مِنْهُمْ، فيبْلُغُ النَّاسُ من الغَمَّ والكَرْبِ ما لا يُطِيقُونَ ولا يَحْتملونَ. فيقولُ النَّاسُ بعضُهم لبعضٍ: ألا تَروْنَ ما قد بَلغكُمْ؟ ألا تَنْظُرُونَ من يَشْفعُ لكُمْ إلى رَبَّكُمْ؟ فيقولُ النَّاسُ بعضُهم لبعضٍ: عليكُم بآدَمَ.
فيأتُونَ آدَمَ فيقولونَ: أنْتَ أبو البَشَرِ، خَلقكَ اللهُ بِيده، ونَفخَ فِيكَ من رُوحِه، وأمرَ المَلائِكةَ فسجَدُوا لكَ، اشْفعْ لنا إلى رَبَّكَ، ألا تَرَى ما نحنُ فيهِ؟ ألا تَرَى ما قد بَلغَنا؟ فيقولُ لهُم آدَمُ: إنَّ رَبَّي قد غَضِبَ اليومَ غَضبًا لم يَغْضبْ مِثْلَهُ قَبْلهُ، ولن يَغْضبَ بعدَهُ مِثْلَهُ، وإنّهُ قد نَهاني عن الشجرةِ فعصيته، نَفْسي نَفْسي نَفْسي، اذْهَبُوا إلى غَيْري، اذهبوا إلى نوحٍ.
فيأتُونَ نُوحًا فيقولونَ: يا نوحُ، أنْتَ أوَّلُ الرُّسُلِ إلى أهلِ الأرضِ، وقد سَمَّاكَ اللهُ عبدًا شكورًا، اشفعْ لنا إلى رَبِّكَ، ألا تَرَى ما نحن فيهِ؟ ألا تَرى ما قد بَلغَنا؟ فيقولُ لَهُمْ نُوحٌ: إنَّ رَبِّي قد غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لم يَغْضبْ قَبْلهُ مِثْلَهُ، ولن يَغضبَ بعدَهُ مِثْلهُ، وَإنَّهُ قد كانت لِي دَعوةٌ دَعَوْتُها على قَوْمِي، نَفْسي نَفْسي نَفْسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيمَ.
فَيأتُونَ إبراهيمَ فيقولونَ: يا إبراهيمُ، أنْتَ نَبيُّ الله وخَلِيلُهُ من أهلِ الأرضِ، فاشْفعْ لَنا إلى رَبِّكَ، ألا تَرَى ما نحنُ فيهِ؟ فيقولُ: إنَّ رَبِّي قد غَضِبَ اليومَ غَضبًا لم يَغْضبْ قَبْلهُ مثْلَهُ، ولن يَغْضبَ بعدَهُ مِثْلهُ، وإنِّي قد كَذَبْتُ ثَلاثَ كَذَباتٍ - فذَكرهُنَّ أبو حيَّانَ في
الحديثِ - نَفْسي نَفْسي نَفْسي، اذهبوا إلى غَيْرِي، اذهبوا إلى موسى.
فيأتُونَ موسى فيقولونَ: يا موسى، أنْتَ رسولُ اللهِ فَضَّلكَ اللهُ بِرسالتِه وكلامِه على الناس، اشْفعْ لنا إلى رَبِّك، ألا تَرَى ما نحنُ فيه؟ فيقولُ: إنَّ رَبِّي قد غَضِبَ اليومَ غَضبًا لم يَغْضبْ قَبْلهُ، مِثْلَهُ ولن يَغْضبَ بعدهُ مِثْلهُ، وإنَّي قد قَتلْتُ نفسًا لم أُومَرْ بِقَتْلها، نَفْسي نَفْسي نَفْسي، اذْهَبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى.
فيأتُونَ عيسى فيقولوُن: يا عيسى، أنْتَ رسول اللهِ وكَلِمتُهُ ألْقاها إلى مَرْيمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وكَلّمْتَ النَاسَ في المَهْدِ، اشْفِعْ لَنا إلى رَبَّكَ، ألا تَرَى ما نحنُ فيه؟ فيقولُ عيسى: إنَّ رَبَّي قد غضِبَ اليومَ غَضبًا لم يَغْضبْ قَبْلهُ مِثْلَهُ ولن يَغْضبَ بَعْدهُ مِثْلهُ، ولم يَذْكُرْ ذَنْبًا، نَفْسي نَفْسي نَفْسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد.
فَيأتُونَ محمدًا فيقولُونَ: يا محمد، أنْتَ رسولُ اللهِ وخاتَمُ الأنْبياءِ، وغُفِرَ لكَ ما تَقدَّمَ من ذنْبك وما تأخَّرَ، اشفعْ لنا إلى رَبِّكَ، ألا تَرَى ما نحن فيهِ؟ فَأنْطلَقُ فآتِي تَحْتَ العَرْشِ، فأخِرُّ ساجدًا لِرَبَّي، ثُمَّ يَفْتَحُ اللهُ عَليَّ من مَحامِدِه وحُسْنِ الثّناءِ عليه شيئًا لم يَفْتحْهُ على أحدٍ قَبْلي، ثُمَّ يُقالُ: يا محمدُ، ارْفَعْ رَأْسكَ، سَلْ تُعْطَهْ واشْفعْ تُشفَّعْ، فَأرْفعُ رأْسي، فأقولُ: يا رَبِّ أُمَّتي، يا رَبِّ أُمَّتي، يا رَبِّ أُمَّتي، فيقولُ: يا محمدُ، أدْخِلْ مِن أُمَّتكَ من لا حِسابَ عليه من البابِ الأيْمنِ من أبوابِ الجَنَّةِ، وهُمْ شركاءُ
النَّاسِ فيما سوَى ذلكَ من الأبْوابِ، ثُمَّ قال: والذي نَفْسِي بِيدِهِ إنّ ما بينَ المِصْراعَيْنِ من مصارِيعِ الجَنَّةِ كما بين مَكَّةَ وهَجَر
(1)
، وكما
(2)
بين مَكَّة وَبُصْرى"
(3)
.
وفي البابِ عن أبي بكرٍ الصَّدَّيقِ، وأنسٍ، وعُقْبةَ بن عامرٍ، وأبي سعيدٍ.
هذا حديثٌ حَسنٌ صحيحٌ.
وأبو حَيَّانَ اسمُه: يحيى بن سعيدِ بن حيَّانَ كُوفيٌّ وهو ثِقةٌ، وأبو زُرْعةَ بن عَمْرِو بن جَرِير اسْمُه: هَرِمٌ.
2604 -
حَدَّثَنا العَبَّاسُ العَنْبريُّ، حَدَّثَنا عبدُ الرَّزاقِ، عن مَعْمرٍ، عن ثابتٍ
عن أنسٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "شَفاعَتِي لأهْلِ الكَبائرِ
(1)
كذا في (ل)، وفي سائر الأصول:"حمير"، وقد ضبب عليها في نسخة (أ)، وكتب على هامش (د) و (س): صوابه: هجر، وهو الموافق لمصادر التخريج.
(2)
في (س) ونسخة في (ل): أو كما.
(3)
صحيح، وأخرجه البخاري (3340)، و (4712) ومسلم (194)، وابن ماجه (3307)، والنسائي في "الكبرى"(11286). وهو في "المسند"(8377) و (9623)، و"صحيح ابن حبان"(6465) و (7389). ورواية ابن ماجه وأحمد في روايته الأولى وابن حبان الثانية مختصرة.
وانظر ما سلف عند المصنف بقصة دفع لحم الذراع إلى النبي صلى الله عليه وسلم برقم (1942)، وانظر تخريجه هناك.
من أُمَّتي"
(1)
وفي البابِ عن جابرٍ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
2605 -
حدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حدَّثنا أبو داودَ الطيالِسيُّ، عن محمدِ بن ثابتٍ البُنانيَّ، عن جعفرِ بن محمدٍ، عن أبيهِ
عن جابرِ بن عبد اللهِ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "شَفاعَتي لأهْلِ الكبائرِ من أُمَّتي". قال محمدُ بن عَليًّ: فقال لِي جابرٌ: يا محمدُ من لم يكُنْ من أهْلِ الكَبائرِ فَما لهُ ولِلشَّفاعةِ
(2)
؟.
هذا حديثٌ حسن غريبٌ من هذا الوَجْهِ
(3)
.
2606 -
حدَّثنا الحسنُ بن عَرَفةَ، حدَّثنا إسماعيلُ بن عيَّاشٍ، عن محمدِ بن زيادٍ الألْهانيَّ، قال:
سمعتُ أبا أُمامةَ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "وعَدَني
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه أبو داود (4739). وهو في "المسند"(13222)، و"صحيح" ابن حبان (6468)، و"مستدرك" الحاكم 1/ 69.
(2)
حسن، محمد بن ثابت البناني وإن كان فيه ضعف تابعه زهير بن محمد العنبري عند الحاكم، وشهد له حديث أنس السالف، وحديث ابن عباس عند الطبراني (11454)، وحديث ابن عمر عند الخطيب في "تاريخه" 8/ 11. وأخرجه ابن ماجه (4310) وابن حبان (6467)، والحاكم 1/ 69، ورواياتهم دون قوله: "قال محمد بن علي
…
" الخ.
(3)
في المطبوع بعد هذا: يستغرب من حديث جعفر بن محمد، باب منه.
رَبَّي أنْ يُدْخِلَ الجنَّةَ من أُمَّتي سبعينَ ألفًا لا حِسابَ عَليْهِمْ ولا عذابَ، مع كُلَّ ألْفٍ سبعونَ ألفًا وثلاثُ حَثَياتٍ من حَثَيات ربي"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
2607 -
حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، حدَّثنا إسماعيلُ بن إبراهيمَ، عن خالدٍ الحَذَّاء، عن عبد اللهِ بن شَقِيقٍ، قال:
كنتُ مع رَهْطٍ بإيْلياءَ، فقال رجلٌ منهُم: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "يدخلُ الجَنَّةَ بشَفاعةِ رجلٍ من أُمَّتي أكْثرُ مِن بَنِي تَميمٍ"، قيلَ: يا رسولَ اللهِ سِواكَ؟ قال: "سِوايَ". فلمَّا قامَ، قلتُ: من هذا؟ قالوا: هذا ابنُ أبي الجَذْعاءِ
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.
وابن أبي الجَذْعاءِ هو: عبد اللهِ بن أبي الجذعاء، وإنّما يُعرَفُ لهُ هذا الحديثُ الواحدُ
(3)
.
(1)
صحيح، وهذا سند حسن، ورواية إسماعيل بن عياش عن أهل بلده مستقيمة وهذا منها، وهو في "سنن ابن ماجه"(4286)، وأخرجه أحمد في "المسند"(22156) و (22303)، وابن حبان في "صحيحه"(7246) من طريق آخر بسند قوي.
(2)
صحيح، وأخرجه ابن ماجه (4316). وهو في "المسند"(15857)، و"صحيح ابن حبان"(7376).
(3)
وقع في المطبوع بعد هذا: "حدثنا أبو هشام الرفاعي، عن عمر بن يزيد الكوفي، قال: حدثنا علي بن هلال، عن جَسْر أبي جعفر، عن الحسن البصري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يشفع عثمان بن عفان يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر". =
2608 -
حدَّثَنا أبو عمَّارٍ الحُسينُ بن حُرَيْثٍ، أخبرنا الفَضْلُ بن موسى، عن زَكريَّا بن أبي زائِدةَ، عن عَطيَّة
عن أبي سعيدٍ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ من أُمَّتي من يَشْفعُ لِلفِئامِ، ومِنْهُم من يَشْفعُ لِلقَبيلةِ، ومنهم من يَشْفعُ للعُصْبةِ، ومنهم من يَشْفعُ للرَّجُلِ حتَّى يدخلوا الجَنَّة"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ
(2)
.
2609 -
حدَّثَنا هنَّادٌ، حدَّثنا عَبْدَةُ، عن سعيدٍ، عن قتادةَ، عن أبي المَلِيحِ
عن عوفِ بن مالكٍ الأشْجَعيَّ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
= وهذا الحديث لم يرد في شيء من أصولنا الخطية، ولا في "تحفة الأشراف" ولا في "تحفة الأحوذي".
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي. وهو في "المسند"(11148).
وأخرج مسلم (183) من حديث أبي سعيد الخدري ضمن حديث طويل، وفيه:"حتى إذا خلص المؤمنون من النار، فوالذي نفسي بيده، ما منكم من أحد بأشدَّ مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا، كانوا يصومون معنا ويصلون معنا ويحجون، فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم"، وقد أخرجه أحمد (11081) بسياقة أخرى.
وانظر تتمة شواهد الحديث في "المسند"(11148).
والفئام، بكسر الفاء وهمزة بعدها: أي: للجماعة الكبيرة.
(2)
في المطبوع بعد هذا: باب منه.
"أتاني آتٍ من عِنْدِ رَبِّي، فخيَّرَني بين أنْ يُدْخِلَ نِصْفَ أُمَّتي الجَنّةَ وبين الشَّفاعةِ، فاخْترتُ الشَّفاعةَ، وهي لِمَنْ ماتَ لا يُشْرِكُ باللهِ شَيْئًا"
(1)
.
وقد رُوِي عن أبي المَلِيحِ، عن رَجُلٍ آخَرَ من أصْحابِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ولم يَذْكُرْ عن عَوْفِ بن مَالكٍ
(2)
.
11 - باب ما جاء في صِفَةِ الحَوضِ
2610 -
حدَّثنا محمدُ بن يحيى، حدَّثنا بِشْرُ بن شُعَيْبِ بن أبي حَمْزةَ، حدَّثني أبي، عن الزُّهْرِيَّ، قال:
أخْبرني أنسُ بن مالكٍ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ في حَوْضِي من الأبارِيقِ بعَدَدِ نُجومِ السَّماءِ"
(3)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ مِن هذا الوَجْهِ.
2611 -
حدَّثنا أحمدُ بن محمدِ بن نَيْزكَ البَغْدادِيُّ، حدَّثنا محمدُ بن بكَّارٍ الدِّمَشْقيُّ، حدَّثنا سَعيدُ بن بَشِيرٍ، عن قتادةَ، عن الحَسنِ
(1)
صحيح، وأخرجه مطولًا ابن ماجه (4317). وهو في "المسند"(23977)، و"صحيح ابن حبان"(211) و (6463).
(2)
انظر تخريج طرق حديث أبي المليح في "المسند"(23977).
تنبيه: وقع في المطبوع بعد هذا: "حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أبي المليح، عن عوف بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه". ولم يرد هذا الإسناد في شيء من أصولنا الخطية.
(3)
صحيح، وأخرجه البخاري (6580)، ومسلم (2303)، وابن ماجه (4305). وهو في "المسند"(13353)، و"صحيح ابن حبان"(6454) و (6459).
عن سَمُرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لِكُلَّ نَبيٍّ حَوْضًا، وإنَّهُمْ يَتباهَوْنَ أيُّهُمْ أكْثرُ وارِدةً، وإنِّي أرْجُو أنْ أكُونَ أكْثرَهُمْ وارِدةً"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ. وقد رَوَى الأشْعثُ بن عَبدِ المَلكِ هذا الحديثَ عن الحَسنِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسلًا، ولم يَذْكُرْ فيهِ عن سَمُرةَ وهو أصَحُّ.
12 - باب ما جاء في صِفةِ أوَاني الحَوْضِ
2612 -
حدَّثنا محمدُ بن إسماعيلَ، حدَّثنا يحيى بن صالحٍ، حدَّثنا محمدُ بن مُهاجرٍ، عن العَبَّاسِ، عن أبي سَلّامٍ الحَبَشيَّ، قال:
بعثَ إليَّ عمرُ بن عبد العزيزِ فحُمِلْتُ على البرِيدِ، فَلمَّا دَخلَ عليه قال: يا أمِيرَ المُؤْمِنينَ لقد شَقَّ عَليَّ مَرْكَبي البرِيدَ، فقال: يا أبا سَلّام ما أرَدْتُ أنْ أشُقَّ عليكَ، ولكن بَلَغني عنكَ حديثٌ تُحدَّثُهُ، عن ثَوْبانَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الحَوْضِ، فأحْببْتُ أنْ تُشافِهَني بهِ، قال أبو سَلّامٍ: حدَّثني ثوبانُ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "حَوْضِي من عَدَنٍ إلى عَمَّانَ البَلْقاءِ، ماؤُهُ أشَدُّ بياضًا من
(1)
إسناده ضعيف، لضعف سعيد بن بشير، وله شاهد ربما يتحسَّنَ به من حديث أبي سعيد الخدري أخرجه ابن ماجه (4301) وفي سنده عطية العوفي وهو ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6881) و (7053)، وفي "مسند الشاميين"(2647).
اللّبَنِ، وأحْلى من العَسَلِ، وأكْوابُه عَدَدَ نُجومِ السَّماءِ، من شَرِبَ منه شَرْبةً لم يَظْمأ بَعْدَها أبدًا، أوَّلُ النّاسِ وُرُودًا عليه فُقرَاءُ المُهاجِرينَ، الشُّعْثُ رُؤُوسًا، الدُّنُسُ ثِيابًا، الّذِينَ لا يَنْكِحونَ المُتَنعَّماتِ، ولا تُفْتَحُ لهم السُّدَدُ". قال عمرُ: لكنني نكحْتُ المُتَنعَّماتِ، وفُتحَ لِي السُّدَدُ، نَكحْتُ فاطمةَ بِنْتَ عَبدِ الملكِ، لا جَرَمَ أنَّي لا أغْسِلُ رَأسِي حتَّى يَشْعَثَ، ولا أغْسِلُ ثَوْبي الّذِي يَلي جَسدِي حتَّى يَتَّسِخَ
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ. وقد رُوِي هذا الحديثُ عن مَعْدانَ بن أبي طَلْحةَ، عن ثوبانَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
وأبو سلّام الحبشيُّ اسمهُ: ممطورٌ.
2613 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حدَّثنا أبو عبد الصَّمدِ العَمَّيُّ عبد العزيزِ بن عبد الصَّمدِ، حدَّثنا أبو عِمْرانَ الجَوْنيُّ، عن عبد اللهِ بن الصَّامتِ
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وأخرجه ابن ماجه (4303). وهو في "المسند"(22367).
ويشهد له حديث ابن عمر، أخرجه أحمد في "مسنده"(6162).
وحديث أبي ذر عند أحمد (21327)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2)
أخرجه مسلم (2301)، ولفظه: أن نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال: إني لبعقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم، فسئل عن عرضه، فقال: من مقامي إلى عمان، وسئل عن شرابه، فقال: أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل يَغُتُّ فيها ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من ورقٍ". وانظر تمام تخريجه في "المسند" (22409).
عن أبي ذَرًّ، قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما آنِيةُ الحَوْضِ؟ قال:"والّذِي نَفْسي بِيدِه لآنِيتُه أكثرُ من عَددِ نُجُومِ السَّماءِ وكواكِبها في لَيْلةٍ مُظْلِمةٍ مُصْحِيةٍ من آنِيةِ الجَنّةِ، من شَرِبَ منْها لم يَظْمأ. آخرُ ما عليه، عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِه: ما بَيْنَ عَمَّانَ إلى أيْلةَ، ماؤُهُ أشدُّ بَياضًا مِن اللّبَنِ وأحْلى من العَسَلِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.
وفي البابِ عن حذيْفةَ بن اليمانِ، وعبد اللهِ بن عمرِو، وأبي بَرْزةَ الأسْلميَّ، وابن عمرَ، وحارثةَ بن وَهْبٍ، والمُسْتوْرِدِ بن شَدَّادٍ
(2)
.
(1)
صحيح، وأخرجه مسلم (2300)، وهو في "المسند"(21327).
وقوله: "آخرُ ما عليه" بنصب آخر على الظرفية، أو بالرفع بتقدير: ذلك آخر ما عليه.
وقد ذكر الحافظ في "الفتح" 11/ 470 - 472 الاختلاف في الروايات في تقدير مسافة الحوض وأطال القول في توجيهها، فراجعه.
(2)
حديث حذيفة أخرجه مسلم (2297)، وعلّقه البخاري بإثر الحديث (6576)
وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص أخرجه البخاري (6579)، ومسلم (2292).
وحديث أبي برزة أخرجه أحمد في "مسنده"(19804)، وسنده حسن، وصححه ابن حبان (6458).
وحديث عبد الله بن عمر أخرجه البخاري (6577)، ومسلم (2299).
وحديث حارثة بن وهب أخرجه البخاري (6591)، ومسلم (2298). =
ورُوِي عن ابن عُمرَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"حَوْضي كما بَيْنَ الكُوفةِ إلى الحَجَرِ الأَسْوَدِ"
(1)
.
13 - باب
2614 -
حدَّثنا أبو حَصِينٍ عبد الله بن أحمدَ بن يونسَ، حدَّثنا عَبْثرُ بن القاسمِ، حدَّثنا حُصَيْنٌ وهو ابن عبد الرحمنِ، عن سعيدِ بن جُبَيْرٍ
عن ابن عبّاسٍ، قال: لمّا أُسْرِيَ بالنبيَّ صلى الله عليه وسلم جَعلَ يَمُرُّ بالنبيَّ والنَّبِيَّينِ ومَعهُمُ القومُ، والنبيَّ والنَّبِيَّينِ ومَعهُمُ الرَّهْطُ، والنبيِّ وَالنَبَيَّينِ ليسَ مَعهُمْ أحدٌ، حتَّى مَرَّ بِسوادٍ عَظِيمٍ، فقلتُ:"من هذا"؟ قيلَ: موسى وقَوْمُه ولكن ارْفَعْ رَأسَكَ فانْظُرْ. قال: "فإذا سَوادٌ عظيمٌ قد سَدَّ الأُفُقَ مِن ذا الجَانبِ ومِن ذا الجَانبِ، فقيلَ: هؤُلاءِ أُمَّتُكَ، وسِوى هؤُلاءِ من أُمَّتِكَ سبعونَ ألفًا يدخلونَ الجَنّةَ بِغَيْرِ حِساب"، فدخَلَ ولم يسألوهُ ولم يُفسَّرْ لهم، فقالوا: نحنُ هُمْ، وقال قائلونَ: هُمْ أبْناءُ الّذِينَ وُلِدُوا على الفِطْرةِ والإسلامِ، فخرَجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"هُمُ الّذِينَ لا يكْتوونَ، ولا يَسترْقونَ، ولا يَتطيَّرُونَ، وعلى رَبِّهِمْ يَتوكّلُونَ"، فقامَ عُكاشةُ بن مِحْصَنٍ فقال: أنا مِنْهُمْ يا رسولَ اللهِ؟ قال: "نعم"، ثُمَّ جاءه آخرُ فقال: أنا منهُم؟ فقال: "سَبقكَ بها عُكاشةُ"
(2)
.
= وحديث المستورِد بن شداد علّقه البخاري (6592)، ووصله مسلم (2298).
(1)
لم نجد من خرجه بهذا اللفظ في المصادر المتيسرة لنا.
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (3410) و (5705)، ومسلم (220)، والنسائي =
وفي البابِ عن ابن مسعودٍ، وأبي هريرةَ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
14 - باب
2615 -
حدَّثنا محمدُ بن عبد اللهِ بن بَزِيعٍ البصري، حدَّثنا زِيادُ بن الرَّبيعِ، حدَّثنا أبو عِمْرانَ الجَونيُّ
عن أنسِ بن مالكٍ، قال: ما أعْرِفُ شيئًا مِمَّا كُنّا عليه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: أيْنَ الصَّلاةُ؟ قال: أوَلم تَصنعُوا في صَلاتِكُمْ ما قد عَلِمْتُمْ؟
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ، وقد رُوِي من غيرِ وَجْهٍ عن أنسٍ.
2616 -
حدَّثنا محمدُ بن يحيى الأزْدِيُّ البَصْرِيُّ، حدَّثنا عبد الصَّمدِ بن عبد الوارثِ، حدَّثنا هاشمُ بن سعيدٍ الكُوفيُّ، حدَّثني زيدٌ الخَثْعميُّ
عن أسماءَ بِنْتِ عُمَيسٍ الخَثْعميّةِ، قالت: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "بِئسَ العبدُ عبدٌ تَخيَّلَ واخْتالَ ونَسيَ الكَبيرَ المُتعالَ، بِئسَ العبدُ عبدٌ تَجبَّرَ واعتدَى ونَسيَ الجَبَّارَ الأعْلى، بِئسَ العبدُ عبدٌ سها ولَهَا ونَسيَ المقابرَ والبِلى، بِئسَ العبدُ عبدٌ عَتا وطَغى
= في "الكبرى"(7604). وهو في "المسند"(2448)، و"صحيح ابن حبان"(6430).
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (529) و (530). وهو في "المسند"(11977)،
ونَسيَ المُبتَدا والمُنتَهى، بِئسَ العبدُ عبدٌ يَخْتِلُ الدُّنْيا بالدِّينِ، بِئسَ العبدُ عبدٌ يَختِلُ الدَّينَ بالشُّبُهاتِ، بِئسَ العبدُ عبدٌ طَمَعٌ يَقُودُهُ، بئسَ العبدُ عبدٌ هَوَىً يُضِلُّهُ، بِئسَ العبدُ عبدٌ رَغَبٌ يُذِلُّهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلّا من هذا الوَجْهِ، وليس إسنادُهُ بالقويِّ.
15 - باب
2617 -
حدَّثنا محمدُ بن حاتمٍ المُؤَدَّبُ، حدَّثنا عَمَّارُ بن محمدِ بن أُخْتِ سُفيانَ الثَّوْرِيَّ، حدَّثنا أبو الجَارُودِ الأعْمى، واسْمُه: زيادُ بن المُنْذِرِ الهَمْدَانيُّ، عن عَطيَّةَ العَوْفيَّ
عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيَّ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أيُّما مُؤْمنٍ أطْعمَ مؤْمنًا على جُوعٍ، أطْعمَهُ اللهُ يومَ القيامةِ من ثِمارِ الجَنّةِ، وأيُّما مُؤْمنٍ سَقَى مُؤْمنًا على ظَمإٍ، سَقاهُ اللهُ يَومَ القيامةِ من الرَّحِيقِ المَخْتُومِ، وأيُّما مُؤْمنٍ كسا مؤْمنًا على عُرْيٍ، كساهُ اللهُ من خُضْرِ الجَنَّةِ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، وقد رُوِي هذا عن عَطيَّةَ عن أبي سعيدٍ
(1)
إسناده ضعيف، لضعف هاشم بن سعيد الكوفي وجهالة زيد الخثعمي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (401)، والحاكم 4/ 316، والبيهقي في ""الشعب" (8181)، وابن أبي عاصم في "السنة" (10) وروايته مختصرة.
(2)
إسناده ضعيف، لضعف عطية العوفي، وأخرجه أبو داود (1682). وهو في "المسند"(11101).
موقوفًا، وهو أصَحُّ عندنا وأشبَهُ.
2618 -
حدَّثنا أبو بكرِ بن أبي النَّضْرِ، حدثني أبو النَّضْرِ، حدَّثنا أبو عَقِيلٍ الثَّقَفيُّ، حدَّثنا أبو فَرْوةَ يَزِيدُ بن سِنان التّمِيميُّ، حدَّثني بُكَيْرُ بن فَيْرُوزَ، قال:
سمعت أبا هريرةَ يقولُ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من خافَ أدْلَجَ، ومن أدْلَجَ بَلغَ المَنْزِلَ، ألا إنَّ سِلْعةَ اللهِ غاليةٌ، ألا إنَّ سِلْعةَ اللهِ الجَنَّة"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلّا من حديثِ أبي النَّضْرِ.
16 - باب
2619 -
حدَّثنا أبو بكرِ بن أبي النَّضْرِ، حدثني أبو النَّضْرِ، حدثني أبو عَقِيلٍ عبدُ اللهِ بن عَقِيلٍ، حدَّثنا عبد اللهِ بن يزيدَ، حدَّثني رَبيعةُ بن يزيدَ وعَطِيّةُ بن قَيْسٍ
عن عَطيّةَ السَّعْدِيَّ - وكانَ مِن أصحاب النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَبْلُغُ العَبْدُ أنْ يكونَ من المُتّقِينَ حتَّى يدَعَ ما لا بَأْسَ به حَذَرًا لِما بهِ بأسٌ"
(2)
.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن سنان، وله شاهد يتقوى به أخرجه الحاكم 4/ 308، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 377، وفي سنده عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو ضعيف يعتبر به.
وأخرجه العقيلي 4/ 383، والقضاعي (406)، والبغوي (4173)، والحاكم 4/ 307 - 308.
(2)
إسناده ضعيف، لضعف عبد الله بن يزيد وهو الدمشقي، وأخرجه ابن ماجه =
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلّا من هذا الوجه.
17 - باب
2620 -
حدَّثنا عَبَّاسٌ العَنْبَريُّ، حدَّثنا أبو داودَ، حدَّثنا عِمْران القَطَّانُ، عن قتادةَ، عن يَزِيدَ بن عَبد اللهِ بن الشَّخَّير
عن حَنْظلةَ الأُسَيْدِيَّ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَو أنَّكُمْ تكونونَ كما تكونونَ عِنْدِي، لأظلَّتكُمُ المَلائِكةُ بأجْنِحتِها"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ. وقد رُوِي هذا الحديثُ من غَيْرِ هذا الوَجْهِ أيضًا عن حَنْظلةَ الأُسَيْدِيَّ.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ
(2)
.
2621 -
حدَّثَنا يُوسُفُ بن سلمانَ أبو عمرَ البصريُّ، حدَّثنا حاتِمُ بن إسماعيلَ، عن محمد بن عجلانَ، عن القعقاع، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّ لِكُلَّ شَيْءٍ شِرّةً ولكُلَّ شِرَّةٍ فَتْرةً، فَإنْ صَاحبُها سَدَّدَ وقَاربَ فارْجُوهُ، وإنْ أُشِيرَ إلَيْهِ بالأصَابعِ، فَلا تَعُدُّوهُ"
(3)
.
= (4215).
(1)
صحيح، وأخرجه مطولًا مسلم (2750)، وابن ماجه (4239)، وهو في "المسند"(17609) و (19046).
وانظر حديث أنس في "المسند" برقم (19074).
(2)
في المطبوع بعد هذا: "باب منه"، ولم يرد هذا العنوان في أصولنا الخطية.
(3)
صحيح، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1241) و (1242). =
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجهِ.
وقد رُوِي عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنّهُ قال: "بِحَسْبِ امْرِئٍ من الشَّرَّ أنْ يُشارَ إلَيْهِ بالأصابعِ في دِينٍ أو دُنْيا إلَّا من عَصمَهُ اللهُ"
(1)
.
= وهو عند ابن حبان في "صحيحه"(349).
قوله: "شِرَّة": بكسر الشين وتشديد الراء: الحرص على الشيء والنشاط فيه والرغبة.
وقوله: "فترة": بفتح الفاء وسكون التاء: الوهن والضعف، قال القاضي: المعنى: أن من اقتصد في الأمور، سلك الطريق المستقيم، واجتنب جانبي الإفراط: الشّرَّة، والتفريط: الفترة، فارجوا الصلاح والخيرَ منه، فإنه يمكنه الدوام على الوسط، وأحبُّ الأعمال إلى الله أدومها، وإن اجتهد وبالغ في العمل ليصير مشهورًا بالعبادة والزهد، وصار مشهورًا مشارًا إليه بالعبادة، فلا تعتدوا به، ولا تحسبوه من الصالحين، لكونه مرائيًا.
(1)
ضعيف، أخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2092، وكذا البيهقي في "الشعب"(6978) من طريق كلثوم بن محمد الحلبي، عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن أبي هريرة. وكلثوم بن محمد، قال ابن عدي: يحدث عن عطاء الخراساني بمراسيل وغيره بما لا يتابع عليه. وقال أبو حاتم: يتكلمون فيه. وعطاء الخراساني، قال الحافظ: صدوق يهم كثيرًا ويرسل ويدلس.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6886) من طريق عبد العزيز بن الحصين، عن عبد الكريم أبي أمية، عن الحسن، عن أبي هريرة. وعبد العزيز ضعيف، وكذا عبد الكريم أبو أمية والحسن مدلس وقد عنعن.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(6977) من حديث أنس، وفيه سنده يوسف بن يعقرب، قال المناوي: فإن كان النيسابوري، قال أبو علي الحافظ: ما رأيت بنيسابور من يكذب غيره، وإن كان القاضي باليمن فمجهول.
18 - باب
2622 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حدَّثنا يحيى بن سعيدٍ، حدَّثنا سُفيانُ، عن أبيهِ، عن أبي يعلى، عن الرَّبِيعِ بن خُثَيْمٍ
عن عبد اللهِ بن مسعودٍ، قال: خَطَّ لنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطًّا مُرَبّعًا، وخَطَّ في وسَطِ الخطَّ خَطًّا، وخَطّ خارجًا من الخَطَّ خَطًّا، وحَوْلَ الذِي في الوسَطِ خُطُوطًا، وقال: هذا ابنُ آدَمَ، وهذا أجَلُهُ مُحِيطٌ به، وهذا الّذِي في الوسَطِ الإنسانُ، وهذه الخطوطُ عُرُوضُه إنْ نَجا مِنْ هذا نَهَشَه هذا
(1)
، والخطُّ الخارجُ الأملُ"
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
2623 -
حدَّثنا قتيبةُ، حدَّثنا أبو عَوانةَ، عن قتادةَ
عن أنسٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَهْرَمُ ابنُ آدَمَ وَتَشِبُّ منْهُ اثْنتَانِ: الحِرْصُ على المالِ، والحِرْصُ على العُمْرِ"
(3)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
(1)
في (أ) و (د) ونسخة المباركفوري: "إن نجا منه ينهسُه هذا"، والمثبت من (ل).
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (6417)، وابن ماجه (4231)، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 7/ 20، وهو في "المسند"(3652)، وقوله: وهذه الخطوط عُروضه. ورواية البخاري: الأعراض، قال القسطلاني: بالعين المهملة والضاد المعجمة، أي: الآفات العارضة له كمرض أو فقد مال أو غيرهما.
(3)
صحيح، وقد سلف تخريجه عند الحديث رقم (2493) فانظره هناك.
2624 -
حدَّثنا أبو هريرةَ محمدُ بن فراسِ البصريُّ، حدَّثنا أبو قُتيبةَ سَلْمُ بن قُتيبة، حدَّثنا أبو العَوَّامِ - وهو عِمرانُ القَطَّانُ -، عن قتادةَ، عن مُطرَّفِ بن عبد اللهِ بن الشَّخَّيرِ
عن أبيهِ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مُثَّلَ ابنُ آدَمَ وإلى جَنْبِه تِسْعةٌ وَتِسعُونَ مَنيّةً، إنْ أخْطأتْهُ المَنايا، وَقَعَ في الهَرَمِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
19 - باب
2625 -
حدّثنا هَنَّادٌ، حدَّثنا قَبِيصةُ، عن سفيانَ، عن عبد اللهِ بن محمدِ بن عَقيلٍ، عن الطُّفيْلِ بن أُبيَّ بن كَعْبٍ
عن أبيهِ، قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا ذَهَبَ ثُلُثا اللّيْلِ، قامَ فقال:"يا أيُّها النَّاسُ اذكُرُوا اللهَ، اذْكُرُوا اللهَ، جاءت الرَّاجفةُ تَتْبعُها الرَّادِفةُ، جَاءَ الموتُ بما فيهِ جاءَ الموتُ بِما فيهِ"، قال أُبي: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَليْكَ، فَكمْ أجْعلُ لكَ من صلاتِي؟ فقال:"ما شِئْتَ". قلتُ: الرُّبْعَ، قال:"ما شِئْتَ، فإن زِدْتَ فهو خَيْرٌ"، قُلْتُ: فالنَّصْفَ قال: "ما شِئْتَ، فإنْ زِدْتَ فهو
(1)
إسناده حسن، وقد سلف تخريجه عند الحديث رقم (2291)، فانظره هناك.
خَيْرٌ"، قال: قُلْتُ: فالثُّلثين
(1)
، قال:"ما شِئْتَ، فإنْ زِدْتَ، فهو خَيْرٌ"، قلتُ: أجْعَلُ لكَ صَلاتي كُلَّها قال: "إذًا تُكْفى هَمَّك، ويُغْفَرُ لكَ ذَنْبُكَ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ.
20 - باب
2626 -
حدَّثنا يحيى بن موسى، حدَّثنا محمدُ بن عُبَيْدٍ، عن أبانَ بن إسحاقَ، عن الصَّبَّاحِ بن محمدٍ، عن مُرَّةَ الهَمْدَانيَّ
(1)
المثبت من هامش (ل). وأشير عليها هناك بعلامة الصحة، وفي (ل)، وسائر أصولنا الخطية:"فثلثي"، وضبب عليها في (ل)، قال المباركفوري في "تحفة الأحوذي" 7/ 130:"ثلثي" هكذا في بعض النسخ بحذف النون، وفي بعضها:"فالثلثين"، وهو الظاهر.
(2)
حديث حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل ضعيف عند التفرد، وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وهذا منها، وأخرجه أحمد في "مسنده"(21241) و (21242) وانظر تمام تخريجه هناك.
وقوله: "الراجفة": النفخة الأولى، وقوله:"الرادفة": النفخة الثانية، ومجيئها ومجيء الموت كناية عن القرب. "بما فيه" من الشدة، أخبر بذلك ليستعدّوا.
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية، فيما نقله ابن القيم في "جلاء الأفهام" ص 79، عن تفسير هذا الحديث فقال: كان لأبيّ بن كعب دعاءٌ يدعو به لنفسه، فسأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم: هل يجعل له منه ربعَه صلاةً عليه، فقال:"إن زدت فهو خير لك" فقال له: النصفَ؟ فقال: "إن زدت فهو خير لك" إلى أن قال: أجعلُ لك صلاتي كلَّها، أي: أجعلُ دعائي كلَّه صلاة عليك. قال: إذًا تكفى همَّك، ويُغفر لك ذنبُك، لأن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا، ومن صلَّى الله عليه، وكفاه همَّه، وغفر له ذنبه.
عن عبد اللهِ بن مسعودٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اسْتَحْيُوا من اللهِ حَقّ الحياءِ". قلنا: يا رسولَ اللهِ، إنّا نَسْتَحْيي والحمدُ للهِ، قال:"ليسَ ذاكَ، ولكنّ الاسْتِحْياءَ من اللهِ حَقَّ الحَياءِ: أنْ تَحفظَ الرّأْسَ وما وَعَى، وتحفظ البطْنَ وما حَوَى، ولتذكر المَوْتَ والبِلى، ومن أرَادَ الآخِرةَ تَركَ زينةَ الدُّنْيا، فَمنْ فعلَ ذلك، فقد اسْتحْيا يعني من اللهِ حقَّ الحَياءِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، إنّما نَعْرِفُه من هذا الوَجْهِ من حديثِ أبَانَ بن إسحاقَ، عن الصَّبَّاحِ بن محمدٍ
(2)
.
2627 -
حدَّثنا سفيانُ بن وكيعٍ، حدَّثنا عيسى بن يُونُسَ، عن أبي بكْرِ بن أبي مَرْيمَ (ح).
وحدَّثنا عبد اللهِ بن عَبد الرحمنِ، أخبرنا عَمْرُو بن عَوْنٍ، أخْبرنا ابن المُباركِ، عن أبي بَكْرِ بن أبي مَرْيمَ، عن ضَمْرةَ بن حَبِيبٍ
عن شَدَّادٍ بن أوْسٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"الكَيَّسُ من دانَ نَفسَهُ، وعَمِلَ لما بعدَ الموتِ، والعاجِزُ من أتْبعَ نَفْسَهُ هواها، وتمنَّى على اللهِ"
(3)
.
هذا حديثٌ حسنٌ.
(1)
إسناده ضعيف، لضعف الصباح بن محمد، وهو ابن أبي حازم الأحمسي، وهو في "المسند" برقم (3671).
(2)
في المطبوع بعد هذا: "باب".
(3)
ضعيف، لضعف أبي بكر بن أبي مريم، وأخرجه ابن ماجه (4260)، وهو في "المسند"(17123).
ومعنى قولهِ: من دانَ نَفْسَهُ يقولُ: يُحاسب نَفْسَهُ في الدُّنْيا قَبلَ أنْ يُحاسَبَ يومَ القِيامةِ.
ويُرْوى عن عُمرَ بن الخَطّاب، قال: حاسبُوا أنفُسَكُمْ قبلَ أن تُحاسَبُوا، وتَزيّنُوا لِلْعَرْضِ الأكْبرِ، وإنْما يَخِفُّ الحِسابُ يومَ القِيامةِ على من حاسبَ نَفْسَهُ في الدُّنيا
(1)
.
ويُرْوى عن ميمونِ بن مِهْرانَ، قال: لا يكُونُ العبدُ تَقِيًّا حتَّى يُحاسِبَ نَفْسَهُ كما يُحاسِبُ شَرِيكَهُ من أيْنَ مَطْعمُهُ ومَلْبسُهُ.
21 - باب
2628 -
حدَّثنا محمدُ بن أحمدَ وهو ابن مَدُّويه، حدَّثنا القاسمُ بن الحكم العُرَنيُّ، حدَّثنا عُبيْدُ اللهِ بن الوَليدِ الوَصَّافيُّ، عن عَطيَّةَ
عن أبي سعيدٍ، قال: دَخلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُصلّاهُ، فَرَأى ناسًا كأنّهُمْ يكتَشِرُونَ، قال: "أما إنَّكُمْ لو أكْثرْتُمْ ذِكْرَ هاذمِ اللّذّاتِ، لَشغلَكُمْ عَمَّا أرى الموتُ، فأكْثِرُوا من ذِكْرِ هاذمِ اللّذّاتِ: المَوْتِ، فإنَّهُ لم يَأتِ على القَبْرِ يَوْمٌ إلا تكلّم، فَيقولُ: أنا بَيْتُ الغُرْبةِ وأنا بَيْتُ الوَحْدةِ، وأنا بَيْتُ التُّرابِ، وأنا بَيْتُ الدُّودِ، فإذا دُفِنَ العَبْدُ المُؤْمنُ قال لهُ القبرُ: مرحبًا وأهلًا، أما إنْ كُنْتَ لأحَبَّ من يَمْشي على ظَهْرِي إلَيَّ، فإذْ وُلِّيتُكَ اليَومَ، وصِرْتَ إليَّ، فَستَرَى صَنِيعي
(1)
أخرجه أحمد في "الزهد" ص 120، وابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس"(2)، وأبو نعيم في "الحلية" من طريق سفيان بن عيينة، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج قال: قال عمر.
بِكَ، فيَتَّسِعُ مَدّ بَصرِه، ويُفْتحُ لهُ بابٌ إلى الجنّةِ.
وإذا دُفِنَ العَبْدُ الفاجرُ أوِ الكافرُ قال لهُ القَبرُ: لا مرحبًا ولا أهلًا، أما إنْ كُنْتَ لأَبْغَض من يَمْشي على ظَهْرِي إليَّ، فإذْ وُلَّيتُكَ اليومَ، وَصرْتَ إليَّ فَستَرَى صَنِيعي بِكَ، قال: فَيلْتئمُ عليه حتَّى تَلْتقيَ وَتَخْتلِفَ أضْلاعُهُ"، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بأصابعِه، فَأدْخلَ بَعضَها في جَوْفِ بَعْضٍ، قال: "وَيُقيَّضُ لهُ سَبْعينَ تِنَّينًا لوْ أنَّ واحدًا مِنْها نَفخَ في الأرْضِ ما أنْبَتتْ شَيْئًا ما بَقِيتِ الدُّنْيا، فَينْهَشْنهُ وَيَخْدِشْنهُ حتَّى يُفْضي به إلى الحِسابِ". قال: وقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنّما القَبْرُ رَوْضةٌ من رِياضِ الجَنّةِ، أوْ حُفْرةٌ من حُفَرِ النَّارِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلّا من هذا الوجهِ.
22 - باب
2629 -
حدَّثنا عبدُ بن حُمَيْدٍ، أخْبرنا عبد الرَّزاقِ، عن مَعْمرٍ، عن
(1)
إسناده ضعيف، عبيد الله بن الوليد، وعطية العوفي ضعيفان، ويشهد لقوله:"فأكثروا من ذكر هاذم اللذات" حديث أبي هريرة أخرجه أحمد في "مسنده"(7925)، وإسناده حسن، وانظره فيه.
ويشهد لقوله: "فإذا دفن العبد المؤمن .. فيتسع مد بصره ويفتح له باب إلى الجنة .. " حديث البراء الطويل الذي أخرجه أحمد في "مسنده"(18534) وإسناده صحيح، وانظر تمام تخريجه فيه.
ويشهد لالتئام القبر على الفاجر عند دفنه حديث أنس، أخرجه أحمد في "مسنده"(12271) وإسناده صحيح. وانظر تتمة الشواهد لهذه القطعة فيه.
الزُّهْرِيَّ، عن عُبيدِ اللهِ بن عبد اللهِ بن أبي ثَورٍ، قال: سمعتُ ابن عبَّاسٍ يقولُ:
أخبرني عُمرُ بن الخطّابِ، قال: دَخلْتُ على رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فإذا هو مُتّكِئٌ على رَمْلِ حَصِيرٍ، فَرأيْتُ أثَرَهُ في جَنْبِه
(1)
.
وفي الحديث قِصَّةٌ طَوِيلةٌ.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
23 - باب
2630 -
حدَّثنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، أخبرنا عبد اللهِ بن المباركِ، عن مَعْمرٍ وَيُونُسَ، عن الزُّهْرِيَّ، أنَّ عُرْوةَ بن الزُّبَيْرِ أخْبرهُ، أنّ المِسْوَرَ بن مَخْرمةَ أخْبرهُ
أنّ عَمْرَو بن عَوْفٍ، وهو حَليفُ بَنِي عَامرِ بن لُؤَيًّ، وَكانَ شَهِدَ بدرًا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخْبرَهُ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعثَ أبا عُبَيْدةَ بن الجَرَّاحِ، فقدِمَ بِمالٍ من البَحْرَيْنِ، فسمعتِ الأنْصارُ بِقُدُومِ أبي عُبَيْدةَ، فَوافَوْا صلاةَ الفجْرِ معِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا صلّى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم انْصرَفَ، فَتعرَّضُوا لهُ، فَتبسَّمَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُمْ، ثُمَّ قال:"أظُنُّكُمْ سَمِعتُمْ أنَّ أبا عُبَيْدةَ قَدِمَ بِشيءٍ". قالُوا: أجل يا رسولَ اللهِ قال: "فَأبْشِرُوا وأمِّلُوا ما يَسُرُّكُمْ، فَواللهِ ما الفَقْرَ أخْشى
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه مطولًا البخاري (2468)، ومسلم (1479)، وابن ماجه (4153)، وهو في "المسند"(222)، و"صحيح ابن حبان"(4188).
وسيأتي الحديث مطولًا برقم (3606).
عليكم، ولكن أخْشَى عليكم أنْ تُبْسطَ الدُّنْيا عليْكُمْ كَما بُسِطَتْ على مَن قَبْلَكُمْ، فَتنافَسُوها كما تَنافَسُوها، فَتُهْلِكَكُمْ كما أهْلكتْهُمْ"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
24 - باب
2631 -
حدَّثنا سُوَيْدٌ، أخبرنا عبد اللهِ، عن يونسَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُروةَ بن الزبير وابن المُسَيّبِ
أنَّ حَكِيمَ بن حِزَامٍ، قال: سَألْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأعْطاني، ثُمَّ سَألْتُه فَأعْطاني، ثُمَّ سألْتُه فَأعْطاني، ثُمَّ قال:"يا حَكِيمُ، إنَّ هذا المالَ خَضِرَةُ حُلْوةٌ، فمن أخَذهُ بسَخاوةِ نَفْسٍ بُوركَ لهُ فيهِ، ومن أخَذهُ بإشْرافِ نَفْسٍ، لم يُبارَكْ لهُ فيهِ، كالّذِي يأكُلُ وَلا يَشْبعُ، واليدُ العُلْيا خيرٌ من اليَدِ السُّفْلى". فقال حَكِيمٌ: فَقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، والّذِي بَعثكَ بالحَقَّ لا أرْزَأُ أحدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حتَّى أُفارِقَ الدُّنْيا. فَكانَ أبو بكْرٍ يَدْعُو حَكيمًا إلى العطاءِ فَيأبَى أنْ يَقْبَلَهُ، ثُمَّ إنَّ عُمرَ دَعَاهُ لِيُعطيَهُ، فَأبى أنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئًا، فقال عُمرُ: إنَّي أُشْهِدُكُمْ يا مَعْشرَ المُسْلمينَ على حَكِيمٍ أنَّي أعْرِضُ عَليْهِ حَقّهُ من هذا الفَيْءِ، فَيأبَى أن يأخُذَهُ. فلم يَرْزأ حَكيمٌ أحدًا من النَّاسِ شيئًا
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (3158)، ومسلم (2961)، وابن ماجه (3997)، والنسائي في "الكبرى"(8766)، والطحاوي في "شرح المشكل"(2027). وهو في "المسند"(17234).
بَعْدَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتَّى تُوُفَّي
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
25 - باب
2632 -
حدَّثنا قُتيبةُ، حدَّثنا أبو صَفْوانَ، عن يونسَ، عن الزُّهرِيَّ، عن حُمَيْدِ بن عبد الرحمن
عن عبد الرحمنِ بن عَوْفٍ، قال: ابْتُلِينا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالضَّرَّاءِ فَصَبرْنا، ثُمَّ ابْتُلِينا بالسَّرَّاءِ بَعْدَهُ، فلم نَصْبِرْ
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ.
2633 -
حدَّثنا هنَّادٌ، حدَّثنا وكيعٌ، عن الرَّبيعِ بن صَبِيحٍ، عن يَزِيدَ بن أبانَ وهو الرّقاشيُّ
عن أنَسِ بن مَالكٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من كانتِ
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (1472)، ومسلم (1035)، والنسائي 5/ 60 و 100 - 101 و 101. وهو في "المسند" (15574)، و"صحيح ابن حبان" (3220) و (3402) و (3406). وانظر "المسند" أيضًا حديث رقم (15321).
(2)
إسناده صحيح. أبو صفوان: اسمه عبد الله بن سعيد بن عبد الملك الأموي الدمشقي، ثقة روى له الشيخان. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(519)، وهنّاد في "الزهد"(773)، والشاشي في "مسنده"(250)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 100، والضياء في "المختارة"(920 - 924).
قال المباركفوري في "تحفة الأحوذي" 7/ 139 قال في "المجمع": الضراء حالة تضر، والسرّاء ضدها وهما بناءان للمؤنث لا مذكر لهما، أي: اختُبرنا بالفقر والشدَّة والعذاب فصبرنا عليه، فلما جاءتنا الدنيا والسعة والراحة، بطرنا.
الآخِرةُ هَمَّهُ، جَعلَ اللهُ غِناهُ في قَلْبِه، وجَمَعَ لهُ شَمْلَهُ، وأتَتهُ الدُّنْيا وهي رَاغمةٌ، ومن كانتِ الدُّنْيا هَمَّهُ، جَعلَ الله فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنيهِ، وفَرَّقَ عليهِ شَمْلَهُ، ولم يَأْتِه من الدُّنْيا إلَّا ما قُدَّرَ لهُ"
(1)
.
2634 -
حدَّثنا عَليُّ بن خَشْرَمٍ، أخبرنا عيسى بن يونسَ، عن عِمْرانَ بن زَائِدةَ بن نَشِيطٍ، عن أبيهِ، عن أبي خالدٍ الوالِبيَّ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّ الله يقولُ: يا ابن آدَمَ تَفرَّغْ لِعِبادَتي أمْلأْ صَدْرَكَ غِنىً، وأسُدَّ فَقْرَكَ، وإلَّا تَفْعَلْ مَلأَتُ يَديْكَ شُغْلًا، ولم أسُدَّ فَقْرَكَ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
وأبو خالدٍ الوَالِبيُّ اسمُه: هُرْمُز.
26 - باب
2635 -
حدَّثنا هنَّادٌ، حدَّثنا أبو معاويةَ، عن داودَ بن أبي هِنْدٍ، عن
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الربيع بن صبيح ويزيد بن أبان الرَّقاشي. وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(4142).
وله شاهد من حديث زيد بن ثابت عند أحمد في "مسنده"(21590) وإسناده صحيح، وانظر تمام تخريجه فيه.
(2)
إسناده محتمل للتحسين من أجل زائدة بن نشيط، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبو خالد الوالبي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم صالح الحديث، فهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه ابن ماجه (4107). وهو في "المسند"(8696)، و"صحيح ابن حبان"(393).
عَزْرَةَ، عن حُمَيْدِ بن عَبد الرحمنِ الحِمْيرِيَّ، عن سعدِ بن هِشامٍ
عن عائشة، قالت: كان لنا قِرَامُ سِتْرٍ فيهِ تَماثيلُ على بابي، فرآهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال:"انْزَعيهِ، فإنَّهُ يُذَكِّرُني الدُّنيا"، قالت: وكانَ لنا سَمَلُ قَطِيفةٍ عَلَمُها
(1)
حَرِيرٌ كُنَّا نَلْبَسُها
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنُ.
2636 -
حدَّثنا هنَّادٌ، حدَّثنا عبدةُ، عن هشامِ بن عُرْوةَ، عن أبيهِ
عن عائشةَ، قالت: كانتْ وِسادةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الّتي يَضّطجعُ عَليْها من أدَمٍ، حَشْوُها لِيفٌ
(3)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
27 - باب
2637 -
حدَّثنا محمدُ بن بشَّارٍ، حدَّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن سفيانَ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي ميسرةَ
(1)
في (س): "عليها" وهو خطأ.
(2)
صحيح، وأخرجه مسلم (2107)، والنسائي 8/ 213. وهو في "المسند" (24218)، و"صحيح ابن حبان" (672).
وقوله: "قرام": قال ابن الأثير القرام: الستر الرقيق، وقيل: الصَّفيق من صوف ذي ألوان، والإضافة فيه كقولك: ثوبُ قميصٍ. وقيل: القرام، السترُ الرقيق وراء الستر الغليظ، ولذلك أضاف، والسَمَلُ: الخَلَقُ من الثياب، وعلم القطيفة رَسْمٌ في أطرافها.
(3)
صحيح، وقد سلف تخريجه عند الحديث رقم (1859)، فانظره هناك.
عن عائشةَ، أنّهُمْ ذَبَحُوا شاةً، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"ما بَقي مِنْها"؟ قالت: ما بَقِي مِنْها إلّا كَتِفُها قال: "بَقِيَ كُلُّها غَيْرَ كَتِفِها"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
وأبو مَيْسرةَ: هو الهَمْدانيُّ، اسمهُ: عَمْرُو بن شُرَحْبيلَ.
28 - باب
2638 -
حدَّثنا هارُونُ بن إسحاقَ الهَمْدَانيُّ، حدَّثنا عَبْدةُ، عن هشامِ بن عُروةَ، عن أبيهِ
عن عائشةَ، قالت: إنْ كُنَّا آلَ محمدٍ نَمْكُثُ شهرًا ما نَسْتوقِدُ نارًا، إنْ هو إلّا الماءُ والتَّمْرُ
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
2639 -
حدثنا هنّادٌ، أخبرنا أبو معاويةَ، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه
(1)
صحيح، وهو في "المسند"(24240).
قال السندي في حاشيته على "المسند": قولها: ما بقي إلا كتفها، أي: تَصَدَّقوا بكلَّها إلا كَتِفَها، فما بقي إلا كَتِفُها، فأجاب: أنَّ ما تصدَّقتم به قد بقي، وما تركتم لنفسكم فهو الذي ما بقي، كما هو الموافق لقوله تعالى:{مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: 96].
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (6458)، ومسلم (2972)، وابن ماجه (4144) و (4145). وهو في "المسند"(24232)، و"صحيح ابن حبان"(6361).
عن عائشةَ، قالت: تُوفَّي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وعندنا شَطْرٌ من شعير، فأكلْنا منه ما شاء الله، ثم قلتُ للجارية: كِيلِيه، فَكالَتْهُ، فلم يَلْبَثْ أن فَنِيَ، قالت: فلو كُنَّا تَرَكْناه، لأكلْنا منه أكثرَ من ذلك
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
شطرٌ: يعني شيئًا من شعير.
2640 -
حدَّثنا عبد الله بن عبد الرحمنِ، أخبرني رَوْحُ بن أسْلمَ أبو حاتمٍ البَصْرِيُّ، حدَّثنا حمَّادُ بن سلمةَ، أخبرنا ثابتٌ
عن أنسٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لقد أُخِفْتُ في اللهِ وما يُخافُ أحدٌ، ولقد أُوذِيتُ في اللهِ وما يُؤْذَى أحدٌ، ولقد أتَتْ عليَّ ثلاثُونَ من بَيْن يَوْمٍ ولَيْلةِ وما لِي ولِبلالٍ طعامٌ يأكُلُهُ ذُو كَبدٍ إلّا شَيءٌ يُواريهِ إبْطُ بِلالٍ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
ومعنى هذا الحديثِ: حِينَ خَرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم هاربًا مِن مكَّةَ ومعهُ بِلالٌ، إنَّما كان مع بِلالِ من الطَّعامِ مَا يُحمل تَحْتَ إبْطِه.
2641 -
حدَّثنا هَنَّادٌ، حدَّثنا يونسُ بن بُكَيْرٍ، عن محمدِ بن إسحاقَ،
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (3097)، ومسلم (2973)، وابن ماجه (3345). وهو عند أحمد مطولًا (24768)، وابن حبان (6415).
(2)
صحيح، وأخرجه ابن ماجه (151). وهو في "المسند"(12212)، و"صحيح ابن حبان"(6560).
حدثني يَزِيدُ بن زيادٍ، عن محمدِ بن كَعْبٍ القُرَظيَّ، قال:
حَدَّثَني من سمعَ عليَّ بن أبي طالبٍ يقولُ: خَرجْتُ في يَوْمٍ شاتٍ من بَيتِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وقد أخَذْتُ إهابًا مَعْطونًا، فَجوَّبْتُ وَسَطَهُ، فأدْخَلتُه عُنُقي، وشَدَدْتُ وَسَطِي، فَحزَمْتُه بِخُوصِ النَّخْلِ، وإنَّي لَشَدِيدُ الجُوعِ، ولو كَانَ في بَيْتِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم طعامٌ لَطَعِمْتُ مِنْهُ، فَخرَجْتُ ألْتمِسُ شَيْئًا، فمرَرْتُ بِيهُوديٍّ في مالٍ لهُ وهو يَسْقي بِبكرةٍ لهُ، فاطَّلعْتُ عَليْهِ من ثُلْمةٍ في الحائطِ. فقال: ما لكَ يا أعْرابيُّ؟ هل لَكَ في دَلْوٍ بتَمْرةٍ؟ فقُلْتُ: نَعمْ، فَافْتحِ البابَ حتَّى أدْخُلَ، ففَتحَ، فدخَلْتُ، فأعْطاني دَلْوَهُ، فكُلّما نَزعْتُ دَلْوًا أعطاني تَمْرةً، حتَّى إذا امْتلأتْ كَفَّي أرْسَلْتُ دَلْوَهُ، وقُلْتُ: حَسْبِي، فأكَلْتُها ثُمَّ جَرَعْتُ من الماءِ فشرِبْتُ، ثُمَّ جِئْتُ المسجدَ، فوجَدْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيهِ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
2642 -
حدَّثنا أبو حَفْصٍ عمرو بن عليًّ، حدَّثنا محمدُ بن جَعفرٍ،
(1)
إسناده ضعيف، لإبهام الراوي عن علي بن أبي طالب، وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(502) عن عبيد الله بن عمر، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، عن أبي إسحاق، عن يزيد بن رومان القرظي، عن رجل سماه ونسيته، عن علي بن أبي طالب.
وقوله: "معطونًا"، قال في "النهاية" المعطون: المُنتن المُنْمَرِقُ الشعر. يقال: عَطِن الجلدُ فهو عَطِن ومعطون: إذا مرَّق شعره وأنتن في الدَّباغ.
و"جَوَّبت وسطه": أي قطعت وسطه.
حدَّثنا شُعبةُ، عن عبَّاسٍ الجُرَيْريَّ، قال: سمعتُ أبا عُثمانَ النّهْدِيَّ يُحدَّثُ
عن أبي هُريرةَ أنَّهُمْ أصابَهُمْ جوعٌ، فأعطاهُم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَمْرةً تَمْرةً
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
2643 -
حدَّثنا هنَّادٌ، حدَّثنا عَبْدةُ، عن هشامِ بن عروةَ، عن أبيهِ، عن وهبِ بن كَيْسانَ
عن جابرِ بن عبد اللهِ، قال: بعثَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ونحنُ ثلاثُ مِئةٍ نَحْمِلُ زادَنا على رِقابنا، ففَني زادُنا حتَّى كانت تكُونُ للرَّجُلِ مِنَّا كُلَّ يومٍ تَمْرةٌ، فقيلَ له: يا أبا عبد اللهِ، وأينَ كانت تَقعُ التَّمْرةُ من الرَّجُلِ؟! قال: لقد وَجَدْنا فَقْدَهَا حِينَ فَقدْناها، فأتينا البحرَ، فإذا نَحْنُ بِحُوتٍ قد قَذَفَهُ البحرُ، فأكَلْنا مِنْهُ ثمانيةَ عَشرَ يومًا ما أحْبَبْنا
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ
(3)
.
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (5411) و (5441)، وابن ماجه (4157)، والنسائي في "الكبرى"(6731). وهو في "المسند"(7965)، و"صحيح ابن حبان" (4498). ورواية البخاري الأولى وقع فيها: سبع تمرات إحداهن حشفة، وفي روايته الثانية: خمس: أربع تمرات وحشفة.
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (2483) و (2983)، ومسلم (1935)، وابن ماجه (4159)، والنسائي 7/ 207 - 209، وهو في "المسند"(14256) و (14286)، و"صحيح ابن حبان" في "صحيحه"(5259) و (5260).
(3)
جاء بعد هذا في المطبوع: "وقد رُوي من غير وجه عن جابر بن عبد الله، =
29 - باب
2644 -
حدَّثنا هَنَّادٌ، حدَّثنا يُونُسُ بن بُكَيْرٍ، عن محمدِ بن إسحاقَ، قال: حدَّثني يَزِيدُ بن زِيادٍ، عن محمدِ بن كَعْبٍ القُرَظيَّ، قال
حدَّثني من سَمعَ عَليَّ بن أبي طالبٍ يقول: إنَّا لجُلُوسٌ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في المَسْجدِ، إذْ طَلعَ علينا مُصْعبُ بن عُمَيْرٍ ما عَليْهِ إلَّا بُردةٌ لهُ مَرقُوعةٌ بفَرْوٍ، فَلمَّا رَآهُ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَكى لِلّذي كانَ فيهِ من النَّعْمةِ والّذِي هو فيهِ اليَوْمَ، ثُمَّ قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"كَيْفَ بِكُمْ إذا غَدا أحدُكُمْ في حُلّةٍ ورَاحَ في حُلّةٍ، وَوُضِعتْ بَيْنَ يَديْهِ صَحْفةٌ، ورُفِعتْ أُخْرى، وسَترْتُمْ بُيُوتكُمْ كما تُسْتَرُ الكَعْبةُ؟ " قالوا: يا رَسولَ اللهِ، نَحْنُ يَوْمَئذٍ خَيْرٌ مِنَّا اليَوْمَ، نَتفرَّغُ لِلْعبادةِ ونُكْفى المُؤْنةَ، فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لا أنتم اليَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئذٍ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
ويزيدُ بن زيادٍ هذا: هو مَدِينيٌ قد رَوَى عَنْهُ مالكُ بن أنسٍ وغيرُ واحدٍ من أهلِ العلمِ.
ويزِيدُ بن زِيادٍ الدَّمَشْقيُّ الّذِي رَوَى عن الزُّهْريِّ، رَوَى عَنْهُ
= ورواه مالك بن أنس، عن وهب بن كيسان أتمَّ من هذا وأطولَ" ولم يرد في أصولنا الخطية.
(1)
ضعيف لإبهام الراوي عن علي بن أبي طالب، وانظر ما سلف برقم (2641).
وَكيعٌ ومَرْوانُ بن مُعاويةَ. ويَزِيدُ بن أبي زِيادٍ كُوفيٌّ، رَوَى عَنْهُ سُفيانُ وشُعبةُ وابن عُيينةَ، وغيرُ واحدٍ من الأئمةِ.
30 - باب في الجوع
2645 -
حدَّثنا هنَّادٌ، حدَّثنا يونسُ بن بُكَيْرٍ، حدَّثني عمرُ بن ذرًّ، حدَّثنا مجاهدٌ
عن أبي هُريرةَ قال: كان أهلُ الصُّفّةِ أضيافَ أهلِ الإسلامِ، لا يأوُونَ على أهلٍ ولا مالٍ، واللهِ الّذي لا إلهَ إلّا هو إنْ كُنْتُ لأعْتَمدُ بِكَبدِي على الأرْضِ من الجُوعِ، وأشُدُّ الحَجَرَ على بَطْنِي من الجوعِ، ولقد قَعَدْتُ يومًا على طَرِيقِهِم الَّذِي يخرجونَ منه، فَمرّ بي أبو بكرٍ فسَألْتُه عن آيةٍ من كتابِ اللهِ ما سألتُه إلا لِيَسْتَتْبِعَني، فَمرَّ ولم يَفْعلْ، ثُمَّ مَرَّ عُمرُ، فسألْتُه عن آيةٍ من كتابِ الله ما سَألتُه إلّا لِيَسْتَتْبِعَني، فَمرَّ ولم يَفْعلْ، ثُمَّ مَرَّ أبو القاسم صلى الله عليه وسلم كثيرًا طيبًا، فتبسَّمَ حينَ رَآني وقال:"أبا هريرةَ" قلتُ: لَبَّيْكَ يا رسولَ الله! قال: "الحَقْ"، ومَضى فاتَّبعتُهُ ودَخَلَ مَنْزلَهُ، فاستأذنْتُ فأذِنَ لِي، فوجدَ قَدَحًا من اللَّبَن، قال:"من أينَ هذا اللَّبنُ لكُمْ"؟ قِيلَ: أهْداهُ لنا فُلانٌ.
فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أبا هُريرةَ" قلت: لَبَّيْكَ. قال: "الحَقْ إلى أهلِ الصُّفّةِ فادْعُهمْ"، وهم أضيافُ أهلِ الإسلامِ لا يأوُونَ على أهلٍ ولا مالٍ، إذا أتَتهُ صَدقةٌ بَعثَ بها إلَيْهمْ ولم يَتناولْ منها شيئًا، وإذا أتَتهُ الهديّةُ أرْسلَ إليهم، فأصابَ منها وأشْركَهُمْ فِيها، فساءَني
ذلكَ، وقلتُ: ما هذا القدَحُ بَيْنَ أهْلِ الصُّفّةِ وأنا رسولُهُ إليهم! فسيأمُرُني أنْ أُدِيرَهُ عَليْهمْ، فَما عَسى أنْ يُصِيبَني منه، وقد كنتُ أرجُو أنْ أُصِيبَ مِنْهُ ما يُغْنِيني، ولم يكُنْ بُدٌّ من طَاعةِ اللهِ وطَاعةِ رسولِه، فأتَيْتُهم فدعَوْتُهم، فلمَّا دخلُوا عليه فأخذُوا مجالِسَهُمْ، قال:"أبا هُريرةَ، خُذِ القدَحَ فأعطِهم"، فأخَذْتُ القدَحَ، فَجعلْتُ أناولُه الرَّجُلَ فيشْرَبُ حتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّهُ، فأُناوِلهُ الآخَرَ، حتّى انْتَهيْتُ بهِ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقد رَوِيَ القومُ كُلُّهُمْ، فأخذَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم القدَحَ فوضَعهُ على يَدِه، ثُمَّ رفعَ رَأْسَهُ فَتبَسَّمَ، وقال:"أبا هُريرةَ اشْربْ" فشَرِبْتُ ثُمَّ قال: "اشْربْ" فلم أزَلْ أشْربُ، ويقولُ:"اشْربْ" حتَّى قلتُ: والّذي بَعثكَ بالحقَّ ما أجِدُ لهُ مَسْلَكًا، فأخذَ القدَحَ فَحمِدَ اللهَ وسَمَّى وشَرِب
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
31 - باب في الجشاء
2646 -
حدَّثنا محمدُ بن حُمَيْدٍ الرَّازيُّ، حدَّثنا عبد العزِيزِ بن عبد اللهِ القُرشيُّ، حدَّثنا يحيى البكَّاءُ
عن ابن عمرَ، قال: تَجشّأ رجلٌ عند النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: "كُفَّ عَنَّا
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (5375)، والنسائي في الرقائق من "الكبرى" 10/ 315، وهو في "المسند"(10679)، و"صحيح ابن حبان"(6535) و (7151).
جُشاءَكَ، فإنَّ أكْثرَهُمْ شِبَعًا في الدُّنْيا أطْولُهُمْ جُوعًا يومَ القِيامةِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجهِ.
وفي الباب عن أبي جُحَيْفةَ
(2)
.
32 - باب
2647 -
حدَّثنا قُتيبةُ، حدَّثنا أبو عوانةَ، عن قتادةَ، عن أبي بُرْدةَ بن أبي موسى
عن أبيهِ، قال: يا بُنيَّ لو رَأيْتَنا ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصَابَتْنا السَّماءُ، لَحسِبْتَ أنَّ رِيحنا رِيحُ الضأْنِ
(3)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
ومعنى هذا الحديث: أنَّهُ كَانَ ثِيابَهُمُ الصُّوفُ، فكان إذا أصابَهُمُ المَطرُ يَجيءُ من ثِيابِهِمْ رِيحُ الصوف.
33 - باب في ترك اللباس
2648 -
حدَّثنا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، حدَّثنا عبد اللهِ بن يَزِيدَ المُقْرِئُ، حدَّثنا
(1)
إسناده ضعيف، عبد العزيز بن عبد الله القرشي منكر الحديث، ويحيى البكاء ضعيف، وأخرجه ابن ماجه (3350).
(2)
حديث أبي جحيفة عند البزار (3670) ورجاله ثقات، لكن فيه انقطاع بين أبي رجاء وبين أبي جحيفة.
(3)
صحيح، وأخرجه أبو داود (4033)، وابن ماجه (3562). وهو في "المسند"(19652)، و"صحيح ابن حبان"(1235).
سَعيدُ بن أبي أيُّوبَ، عن أبي مَرْحُومٍ عبدِ الرَّحيمِ بن مَيْمُونٍ، عن سَهْلِ بن مُعاذِ بن أنسٍ الجُهَنيَّ
عن أبيهِ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"من تَركَ اللِّباسَ تَواضُعًا للهِ وهو يَقْدِرُ عليه، دَعاهُ اللهُ يومَ القيامةِ على رُؤوسِ الخلائقِ حتَّى يُخَيَّرَهُ من أيَّ حُللِ الإيمانِ شَاءَ يَلْبَسُها"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ
(2)
.
34 - [باب]
(3)
2649 -
حدَّثنا محمدُ بن حُمَيْدٍ الرَّازيُّ، حدَّثنا زافرُ بن سليمانَ، عن إسرائيلَ، عن شَبِيبِ بن بَشِيرٍ
عن أنسِ بن مالكٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "النَّفَقةُ كُلُّها في سبيلِ اللهِ إلَّا البِناءَ فلا خيرَ فيهِ"
(4)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
(1)
حسن، وهو في "المسند"(15619)، وانظر تمام تخريجه فيه.
(2)
وقع بعد هذا في المطبوع: "ومعنى قوله حلل الإيمان: يعني ما يُعطى أهلُ الإيمان من حلل الجنة". ولم يرد ذلك في أصولنا الخطية.
(3)
هذا العنوان أثبتناه من المطبوع، ولم يرد في أصولنا الخطية.
(4)
ضعيف، محمد بن حميد الرازي ضعيف، وزافر بن سليمان كثير الأوهام، وشبيب بن بشير (صوابه: ابن بشر كما سيبينه المؤلف): ليَّنَ حديثه أبو حاتم، وقال ابن حبان: يخطئ كثيرًا. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1087.
وانظر ما بعده.
هكذا قال محمد بن حُميد: شبيب بن بشير، وإنما هو شبيب بن بشر.
2650 -
حدَّثنا عَليُّ بنِ حُجْرٍ، أخبرنا شَرِيكٌ، عن أبي إسحاقَ، عن حَارثةَ بن مُضَرَّبٍ، قال:
أتَيْنا خَبَّابًا نَعُودُهُ وقد اكْتَوى سَبْعَ كَيَّات، فقال: لقد تَطاولَ مَرضِي، ولَولا أنّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ:"لا تَمنَّوُا المَوْتَ"، لتَمَنَّيْتُه، وقال: "يُؤجَرُ الرَّجُلُ في نَفقتِه كُلَّها
(1)
إلَّا التُّرابَ، أو قال: في البِناء"
(2)
.
(1)
قوله: "كلها"، زيادة من (س) وحدها.
(2)
شريك - وهو ابن عبد الله - سيء الحفظ، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه ابن ماجه (4163) عن إسماعيل بن موسى، عن شريك بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5672) عن آدم، حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم: دخلنا على خباب نعوده - وقد اكتوى سبع كيات - فقال: إن أصحابنا الذين سلفوا مَضَوْا ولم تنقصهم الدنيا وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعًا إلا التراب ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت، لدعوت به، ثم أتيناه مرة أخرى وهو يبني حائطًا له، فقال: إن المسلم ليؤجر في كل شيء ينفقه إلا في شيء يجعله في هذا التراب. فهذه الرواية الصحيحة توضح أن قوله: "إن المسلم ليؤجر
…
" هو من قول خباب، وليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه"(3243) من طريق يزيد بن موهب، عن أبي معاوية الضرير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن خباب فرفعه، وهذا وهم من أبي معاوية الضرير واسمه محمد بن حازم، وهو - وإن كان ثقة ومن أحفظ الناس لحديث الأعمش - إلا أنه يهم في حديث غيره: وشعبة أوثق منه وقد وقفه. وقال ابن حبان بعد أن ذكره: معنى هذا الخبر: لا يؤجر إذا أنفق =
هذا حديثٌ صحيحٌ.
2651 -
حدثنا الجارود بن معاذٍ، حدثنا الفضلُ بنُ موسى، عن سفيان الثوري، عن أبي حمزة
عن إبراهيم، قال: كل بناء وبالٌ عليك. قلت: أرأيت ما لا بدَّ منه؟ قال: لا أجرَ ولا وِزر
(1)
.
35 - باب
2652 -
حدَّثَنا محمودُ بن غَيْلان، حدَّثنا أبو أحمدَ الزُّبَيْرِيُّ، حدَّثَنا خالدُ بن طَهْمانَ أبو العلاءِ، حدثني حُصَيْنٌ، قال: جاءَ سائلٌ فسألَ ابن عبَّاسٍ
فقال ابن عبَّاسٍ للسَّائلِ: أتَشْهدُ أنْ لا إله إلّا الله؟ قال: نعم، قال: أتَشْهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ؟ قال: نعم. قال: وتَصُومُ رمضانَ؟ قال: نعم. قال: سألتَ ولِلسَّائلِ حَقٌّ، إنَّهُ لَحقٌّ عَلينا أن نَصِلَكَ، فأعْطاهُ ثَوْبًا، ثُمَّ قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "ما من مُسْلمٍ كسا مُسْلمًا ثَوبًا إلّا كانَ في حِفْظِ اللهِ ما دامَ منه عليه خِرْقةٌ"
(2)
.
= في التراف فضلا عما يحتاج إليه من البناء، وقال الحافظ في "الفتح" 10/ 129: وهو محمول على ما زاد على الحاجة. وهو في "المسند"(21059)، و"صحيح ابن حبان"(2999).
(1)
ضعيف، لضعف أبي حمزة وهو ميمون الأعور القصاب.
(2)
ضعيف، لضعف خالد بن طهمان، وأخرجه البخاري مختصرًا في "التاريخ =
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
36 - باب في إفشاء السلام
2653 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، حدَّثنا عبد الوهّابِ الثّقَفيُّ، ومحمدُ بن جَعْفرٍ، وابن أبي عَدِيًّ، ويحيى بن سَعيدٍ، عن عوفِ بن أبي جَمِيلةَ الأعْرابيَّ، عن زُرَارةَ بن أوْفَى
عن عبد اللهِ بن سَلامٍ، قال: لمّا قَدِمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يعني المَدِينةَ، انْجَفلَ النَّاسُ إلَيْهِ، وقيلَ: قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَجِئْتُ في النَّاس لأنظُرَ إليه، فَلمّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَرفْتُ أنَّ وَجْهَهُ ليسَ بِوَجْهِ كذّابٍ، وكانَ أوَّلُ شَيْءٍ تكلّمَ بهِ أنْ قال:"يا أيُّها النّاسُ، أفْشُوا السَّلامَ، وأطْعِمُوا الطّعامَ، وصَلُّوا والنَّاسُ نِيامٌ، تدخلوا الجَنّةَ بِسلامٍ"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
37 - باب
2654 -
حدَّثنا الحُسينُ بن الحسنِ المَرْوَزِيُّ بمكَّةَ، حدَّثنا ابنُ أبي عَدِيٍّ، حدَّثنا حُمَيْدٌ
عن أنسٍ، قال: لمّا قَدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ، أتاهُ المُهاجِرُونَ،
= الكبير" 3/ 9، والحاكم 4/ 196.
(1)
صحيح، وأخرجه ابن ماجه (1334) و (3251). وهو في "المسند"(23784).
فقالوا: يا رسولَ اللهِ، ما رَأيْنا قومًا أبْذَلَ مِن كَثِيرٍ ولا أحْسنَ مُواساةً مِن قَلِيلٍ مِن قَوْمٍ نَزلْنا بين أظْهُرِهِمْ، لقد كَفَوْنا المُؤْنةَ، وأشركُونا في المَهْنأ، حتَّى لقد خِفْنا أنْ يَذْهبُوا بالأَجْرِ كُلَّهِ. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لا، ما دَعوْتُم اللهَ لهم، وَأثنَيْتُم عَليْهم"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
38 - باب
2655 -
حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاريُّ، حدثنا محمد بن معنٍ المَدِينيُّ الغِفاريُّ، حدثني أبي، عن سعيدٍ المقبريَّ
عن أبي هُريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الطاعِمُ الشاكرُ بمنزلةِ الصائمِ الصابر"
(2)
.
هذا حديث حسنٌ غريبٌ.
39 - باب
2656 -
حدَّثنا هنَّادٌ، حدَّثنا عَبْدةُ، عن هِشامِ بنِ عُرْوةَ، عن موسى بنِ عُقْبة، عن عبد اللهِ بن عَمْرٍو الأوْدِيِّ
عن عبد اللهِ بن مسعودٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ألا
(1)
صحيح، وأخرجه أبو داود مختصرًا (4812)، والنسائي في "الكبرى"(10009). وهو في "المسند"(13075).
(2)
حسن، وأخرجه ابن ماجه (1764). وهو في "المسند"(7806)، و"صحيح ابن حبان"(315).
أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ على النَّارِ، وبِمَنْ تَحْرُمُ عليهِ النّارُ: على كُلَّ قَرِيبٍ هَيَّنٍ سَهْلٍ"
(1)
.
هذا حديث حسنٌ غريبٌ.
2657 -
حدَّثَنا هَنَّادٌ، حدَّثنا وَكيعٌ، عن شُعبةَ، عن الحكم، عن إبراهيمَ، عن الأسوَدِ بن يَزِيدَ، قال: قلت لعائشةَ: أيُّ شَيءٍ كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنعُ إذا دَخلَ بَيْتَهُ؟ قالت: كانَ يكُونُ في مِهْنةِ أهْلِهِ، فَإذا حَضَرتِ الصَّلاةُ، قامَ فَصلّى
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ
(3)
.
2658 -
حدَّثنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، أخبرنا عبد اللهِ بن المباركِ، عن عِمْرانَ بن زيدٍ التغلبي
(4)
، عن زيدٍ العَمَّيَّ
(1)
حسن بشواهده، وهو في "المسند"(3938)، و"صحيح ابن حبان"(469) و (470).
ويشهد له حديث العرباض بن سارية، أخرجه أحمد في "مسنده"(17141)، وفيه: "
…
فإنما المؤمن كالجمل الأنفِ حيثما انقيد انقاد". وانظر تتمة الشواهد في "المسند" بالموضعين.
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (676). وهو في "المسند"(24226).
(3)
في المطبوع بعد هذا: "باب"، ولم يرد في أصولنا الخطية.
(4)
التغلبي بالتاء، نسبة إلى تغلب، واسمه دثار بن وائل بن قاسط، كما هو في أصولنا الخطية بالتاء، وكذلك في مطبوع البخاري، و"الجرح والتعديل"، و"تهذيب الكمال". وضبطه الذهبي في "المشتبه" بالتاء والغين المعجمة، إلّا أن ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" ضبطه بالثاء والعين المهملة، وقال الثعلبي نقلًا عن أبي العلاء الفرَضي: وقال: ووجدته مقيدًا كذلك بخط الحافظ أبي النرسي =
عن أنَسِ بن مالكٍ، قال: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا اسْتقْبلَهُ الرَّجُلُ فصافَحَهُ، لا يَنْزِعُ يَدَهُ من يَدِهِ حتَّى يكُونَ الرَّجُلُ يَنْزِعُ، ولا يَصْرِفُ وَجْهَهُ عن وَجْهِه حتَّى يكُونَ الرَّجُلُ هو يَصْرِفُه، ولم يُرَ مُقدَّمًا رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَديْ جَليسٍ لهُ
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
40 - باب
2659 -
حدَّثنا هنَّادٌ، حدَّثنا أبو الأحْوَصِ، عن عطاءِ بن السَّائبِ، عن أبيهِ
عن عبد اللهِ بن عَمرٍو، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"خَرجَ رَجُلٌ مِمَّنْ كانَ قبلَكُم في حُلّةٍ لهُ يَخْتالُ فِيها، فَأمرَ اللهُ الأرْضَ فأخذَتْهُ، فهو يَتجَلْجلُ، أو قال: يَتَلجْلجُ فِيها إلى يَوْمِ القِيامةِ"
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
2660 -
حدَّثنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، أخبرنا عبد اللهِ بن المُباركِ، عن محمدِ بن عَجْلانَ، عن عمرِو بن شُعَيْبٍ، عن أبيهِ
= بـ "تاريخ البخاري".
(1)
ضعيف، لضعف زيد العمي، وأخرجه أبو داود (4794)، وابن ماجه (3716). وهو عند ابن حبان في "صحيحه"(6435).
(2)
صحيح لغيره وهذا سند ضعيف عطاء بن السائب قد اختلط، وقد سمع منه أبو الأحوص - واسمه سلام بن سُليم - بعد الاختلاط، وهو في "المسند"(7074)، وله شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (5791)، وآخر من حديث أبي هُريرة عند البخاري (5789) ومسلم (2088).
عن جَدَّهِ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال: "يُحْشَرُ المُتكبَّرُونَ يومَ القيامةِ أمْثالَ الذَّرَّ في صُورةِ الرِّجالِ، يَغْشاهُمُ الذُلُّ من كُلَّ مكانٍ، يُساقُونَ إلى سِجْنٍ في جَهنّمَ يُسَمَّى بُولَسَ
(1)
، تَعْلُوهُمْ نارُ الأنْيارِ، يُسقَوْنَ من عُصارةِ أهْلِ النَّارِ طِينةَ الخَبالِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ.
41 - باب
2661 -
حدَّثنا عبدُ بن حُمَيْدٍ وعبَّاسُ بن محمدٍ الدُّورِيُّ، قالا: حدَّثنا
(1)
قوله: "بولس"، قيده المنذري بضم الموحَّدة وسكون الواو وفتح اللام، وكذا قيده صاحب "القاموس"، وقيده غيرهما بفتح الباء واللام. انظر "تحفة الأحوذي" 7/ 193.
(2)
إسناده حسن، وهو في "المسند"(6677)، وانظر تتمة شواهده فيه.
قوله: "نار الأنيار"، قال ابن الأثير: لم أجده مشروحًا، ولكن هكذا يروى، فإن صحت الرواية فيحتمل أن يكون معناه: نار النيران، فجمع النار على أنيار، وأصلها: أنوار، لأنها من الواو، كما جاء في ريح وعيد: أرياح وأعياد، وهما من الواو. انتهى. قال صاحب "تحفة الأحوذي" 7/ 193: قيل إنما جمع نار على أنيار وهو واوي لئلا يشتبه بجمع النور. قال القاضي: وإضافة النار إليها للمبالغة، كأن هذه النار لفرط شدة إحراقها، وشدَّة حرها، تفعل بسائر النيران ما تفعل النار بغيرها. انتهى. قال القاري: أو لأنها أصل نيران العالم لقوله تعالى: {الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى} [الأعلى: 12]، قال السندي: قيل: جمع النار على الأنيار غير مسموع في اللغة، فهو سهو من الرواة.
و"الخبال"، بفتح الخاء المعجمة: هو في الأصل: الفساد، ويكون في الأفعال والأبدان والعقول.
عبد اللهِ بن يزيدَ، حدَّثنا سعيدُ بن أبي أيُّوبَ، حدَّثني أبو مَرْحُومٍ عبدُ الرَّحيمِ بن ميمونٍ، عن سهلِ بن معاذِ بن أنسٍ
عن أبيهِ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "من كَظَمَ غَيْظًا وهو يَقْدِرُ على أنْ يُنفَّذَهُ، دعاهُ اللهُ على رُؤوسِ الخلائقِ يَوْمَ القِيامةِ حتَّى يُخَيِّرَهُ في أيَّ الحُورِ شَاءَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
2662 -
حدَّثنا سلمةُ بن شبِيبٍ، حدَّثنا عبد اللهِ بنِ إبراهيمَ الغِفاريُّ المَدِينيُّ، حدَّثني أبي، عن أبي بكْرِ بن المنكَدِرِ
عن جابرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فيهِ نشرَ اللهُ عليه كَنفَهُ، وأدْخَلهُ جَنَّتَهُ: رِفْقٌ بالضَّعيفِ، وشَفَقةٌ على الوَالِدَيْنِ، والإحسانُ إلى المَمْلُوكِ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
2663 -
حدَّثنا هنَّادٌ، حدَّثنا أبو الأحْوَصِ، عن لَيْثٍ، عن شَهر بن حَوْشبٍ، عن عبد الرحمنِ بن غَنْمٍ
عن أبي ذَرًّ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يقولُ اللهُ: يا عِبادِي كُلّكُمْ ضالٌّ إلّا من هَدَيْتُ، فَسلُوني الهُدَى أهْدِكُمْ، وكُلُّكمْ فقيرٌ إلّا من أغْنَيْتُ، فسلُوني أرْزُقْكُمْ، وكُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إلا من عافَيْتُ،
(1)
حسن، وقد سلف تخريجه عند الحديث رقم (2140).
(2)
ضعيف جدًا، عبد الله بن إبراهيم الغفاري متروك الحديث، ونسبه بعضهم إلى الوضع، وأبوه مجهول.
فمن علمَ مِنْكُمْ أنَّي ذو قُدْرةٍ على المَغْفرةِ، فَاستَغْفرَني غَفرْتُ لهُ وَلا أُبالِي، ولو أنَّ أوّلَكُمْ وآخِرَكُمْ وحَيَّكُمْ ومَيَّتَكُمْ ورَطْبَكُمْ ويابِسَكُمْ اجْتَمعُوا على أتْقى قَلْبِ عَبْدٍ من عِبادي ما زَادَ ذاك في مُلْكي جَناحَ بَعُوضةٍ، ولو أنَّ أوَّلَكُمْ وآخِرَكُمْ وحَيَّكُمْ ومَيَّتَكُمْ ورَطْبَكُمْ ويابِسَكُمْ اجْتمعوا على أشْقَى قلبِ عبدٍ من عِبادِي ما نَقصَ ذلكَ من مُلْكِي جناحَ بَعُوضةٍ، ولو أنَّ أوَّلَكُمْ وآخِرَكُمْ وَحَيَّكمْ وَميَتكُمْ وَرَطْبَكُمْ ويابِسَكُمْ اجْتَمعُوا
(1)
في صعيدٍ واحدٍ، فَسألَ كُلُّ إنسانٍ مِنْكُمْ ما بَلغَتْ أُمْنِيَّتُهُ، فأعْطيْتُ كُلَّ سائلٍ مِنْكُمْ، ما نَقصَ ذلكَ من مُلْكِي إلَّا كما لو أنَّ أحَدَكُمْ مَرَّ بالبحرِ فَغمَسَ فيهِ إبْرةً ثُمَّ رَفَعها إليهِ، ذلكَ بأنَّي جوادٌ واجِدٌ ماجدٌ أفْعلُ ما أُريدُ، عطائي كلامٌ، وعَذابي كَلامٌ، إنَّما أمْرِي لِشَيْءٍ إذا أرَدْتُهُ أنْ أقُولَ لهُ: كُنْ، فَيكُونُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ. ورَوَى بعضُهمْ هذا الحديثَ عن شَهْرِ بن حَوْشَبٍ، عن مَعْدِي كَرِبَ، عن أبي ذَرًّ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
2664 -
حدَّثنا عُبَيْدُ بن أسباطِ بن محمدٍ القُرشيُّ، حدَّثنا أبي، حدَّثنا الأعْمَشُ، عن عبد اللهِ بن عبد اللهِ، عن سعدٍ مولى طَلْحةَ
(1)
من قوله: "على أشقى قلب عبد
…
إلى هنا"، زيادة من نسخة (س) وهي عند ابن ماجه.
(2)
إسناده ضعيف، لضعف ليث وهو ابن أبي سُليم، وشهر بن حوشب.
وأخرجه بنحوه وبأتم منه من طريق آخر صحيح: مسلم (2577)، وابن ماجه (4257). وهو في "المسند"(21367)، و"صحيح ابن حبان"(619).
عن ابن عمرَ، قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُحَدَّثُ حديثًا لو لم أسْمعْهُ إلَّا مَرَّةً أو مَرَّتَيْنِ، حتَّى عَدَّ سبع مَرَّاتٍ، ولكنِّي سَمِعتُهُ أكْثرَ من ذلكَ، سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "كَان الكِفْلُ من بَني إسرائيلَ لا يَتورَّعُ من ذَنْبٍ عَمِلَهُ، فَأتَتْهُ امْرَأةٌ فَأعْطاها سِتَّينَ دِينارًا على أن يَطأَهَا، فَلمَّا قَعدَ مِنْها مَقْعَدَ الرَّجُل من امْرَأتِه، أُرْعِدَتْ وبكَتْ، فقال: ما يُبْكيكِ، أكْرهْتُكِ؟ قالت: لا وَلكنَّهُ عملٌ ما عَمِلْتُهُ قَطُّ، وما حَملني عليه إلَّا الحاجةُ، فقال: تَفْعَلينَ أنْتِ هذا وما فَعلْتِهِ؟ اذْهَبي، فهي لك، وقال: لا واللهِ لا أعْصي اللهَ بعدَها أبدًا، فماتَ من لَيْلتِه، فَأصْبحَ مَكتُوبٌ
(1)
على بابِه: إنَّ اللهَ قد غَفرَ لِلْكِفْلِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسن. وقد رَواهُ شَيْبانُ وغيرُ واحدٍ عن الأعْمَشِ ورَفَعُوهُ، ورواه بعضُهم عن الأعمشِ ولم يَرْفَعْهُ. ورَوَى أبو بكرِ بن عيَّاشٍ هذا الحديثَ عن الأعمشِ فأخْطأَ فيهِ، وقال: عن عبد اللهِ بن عبد اللهِ، عن سعيدِ بن جُبَيْرٍ، عن ابن عمر وهو غيرُ محفوظٍ، وعبدُ اللهِ بن عبد اللهِ الرَّازيُّ هو كُوفيٌّ، وكانَتْ جَدَّتُه سُرِّيَّةً لِعَليِّ
(1)
لفظ "المسند": فأصبح مكتوبًا، ولفظ ابن حبان: فلما أصبح، وجدوا على بابه مكتوبًا: إن الله قد غفر لك.
(2)
ضعيف، سعد مولى طلحة لم يرو عنه غير عبد الله بن عبد الله - وهو أبو جعفر الرازي -، وقال أبو حاتم: لا يعرف هذا الرجل إلا بحديث واحد يعني به حديث الكفل هذا، وتساهل ابن حبان فأورده في "الثقات". وهو في "المسند" برقم (4747) و"صحيح ابن حبان"(387).
والكفل: رجل من بني إسرائيل.
ابن أبي طَالبٍ. وقد رَوَى عن عبد اللهِ بن عبد اللهِ الرَّازيِّ عُبَيْدَةُ الضَّبِّيُّ والحجَّاجُ بن أرطاةَ وغيرُ واحدٍ من كِبارِ أهْلِ العلمِ
(1)
.
2665 -
حدَّثَنا هنَّادٌ، حدثنا أبو مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن عُمارةَ بن عُمَيْرٍ، عن الحارثِ بن سُوَيْدٍ
حدَّثنا عبد اللهِ بِحديثينِ، أحدُهُما عن نفسِه، والآخرُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال عبد اللهِ: إنَّ المُؤْمنَ يَرى ذُنُوبَهُ كأنَّهُ في أصلِ جبلٍ يخافُ أنْ يَقعَ عليهِ، وإنَّ الفاجرَ يَرى ذُنُوبَهُ كذُبابٍ وقعَ على أنْفِه، قال بهِ هكذا
(2)
.
2666 -
وقال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"للهُ أفْرحُ بِتوْبةِ أحَدِكُمْ من رجلٍ بأرْضٍ دَوِّيَّةٍ مَهْلِكَةٍ، معه راحِلتُهُ عليها زادُه وطعامُه وشرابُه وما يُصْلحُه، فأضَلَّها فخرَجَ في طَلبها، حتَّى إذا أدْركَهُ المَوْتُ قال: أرْجِعُ إلى مكاني الَّذِي أضْللْتُها فيهِ فأمُوتُ فيهِ، فَرجعَ إلى مَكانِه، فَغلَبتهُ عَيْنُه، فَاسْتَيْقظَ فإذا رَاحِلتُه عِنْدَ رَأْسِه عَليْها طَعامُه وَشَرابُه وَما يُصْلحُه"
(3)
.
(1)
في المطبوع بعد هذا: "باب" ولم يرد في أصولنا الخطية.
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (6308)، وأحمد (3627).
وهذا الحديث: هو قول ابن مسعود، وأما الحديث المرفوع، فهو الذي يأتي بعد هذا.
وقوله: قال به هكذا، أي: نحاه بيده أو دفعه، وهو من إطلاق القول على الفعل، قالوا: وهو أبلغ.
(3)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (6308)، ومسلم (2744)، والنسائي =
هذا حديثٌ صحيحٌ.
وفيهِ عن أبي هريرةَ، والنُّعْمانِ بن بَشِيرٍ، وأنسِ بن مالكٍ.
2667 -
حدَّثنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، حدَّثنا زيدُ بن حُبابٍ، حدَّثنا عليُّ بن مَسْعدةَ الباهِليُّ، حدَّثنا قتادةُ
عن أنسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"كُلُّ ابنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وخيرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلّا من حديثِ عليِّ بن مَسْعَدةَ، عن قتادة.
42 - باب
2668 -
حدَّثنا سُوَيْدٌ، أخبرنا عبد اللهِ بن المُبَاركِ، عن مَعْمرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أبي سَلمةَ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: "من كانَ يُؤْمنُ باللهِ
= في "الكبرى"(7741) و (7742) و (7743). وهو في "المسند"(3627)، و"صحيح ابن حبان"(618).
قوله: دوية نسبة إلى الدَّو، وهي الصحراء.
(1)
حسن إن شاء الله، رجاله ثقات غير علي بن مسعدة، وهو مختلف فيه، وثقه أبو داود الطيالسي، وقال يحيى بن معين: صالح، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وضعفه البخاري وأبو داود والنسائي، وممن ضعف الحديث به الترمذي والذهبي والزين العراقي وجَدُّ الإمام المناوي. وصححه الحاكم وابن القطان في "الوهم والإيهام" 5/ 414.
وأخرجه ابن ماجه (4251). وهو في "المسند"(13049).
واليومِ الآخِرِ، فلْيُكرمْ ضَيْفَهُ، ومن كانَ يُؤْمنُ بالله واليَوْمِ الآخرِ فليقُلْ خَيْرًا أو لِيَصْمُتْ"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
وفي البابِ عن عائشةَ، وأنسٍ، وأبي شُرَيْحٍ الكَعْبيِّ - وهو العدويُّ - واسمُه: خُويْلدُ بن عَمْرٍو.
2669 -
حدَّثنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا ابنُ لَهِيعةَ، عن يَزِيدَ بن عَمْرٍو، عن أبي عَبد الرحمنِ الحُبُليِّ
عن عَبد اللهِ بن عَمْرٍو، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من صَمَتَ نَجا"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلَّا من حديثِ ابن لَهِيعةَ
(3)
.
43 - باب
2670 -
حدَّثنا إبراهيمُ بن سعيدٍ الجَوْهَريُّ، حدَّثنا أبو أُسامةَ، قال: حدثني بُرَيْدُ بن عبد اللهِ، عن أبي بُرْدةَ
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (6138)، ومسلم (47)، وأبو داود (4154)، وابن ماجه (3971). وهو في "المسند"(7626).
(2)
حسن، ابن لهيعة - وإن كان في حفظه شيء - قد رواه عنه ابن المبارك في "الزهد"(385)، وابن وهب في "الجامع" 1/ 49، وقتيبة عند المصنف، وروايتهم عن ابن لهيعة قوية، وهو في "المسند"(6481) و (6654)، وانظره فيه.
(3)
جاء في المطبوع بعد هذا: وأبو عبد الرحمن الحُبُليُّ هو: عبد الله بن يزيد.
عن أبي موسى، قال: سُئلَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم أيُّ المُسْلِمينَ أفْضلُ؟ قال: "من سَلِمَ المُسْلِمُونَ من لِسانِه وَيَدِه"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ من حديثِ أبي موسى.
2671 -
حدَّثنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، حدَّثنا محمدُ بن الحسنِ بن أبي يزيدَ الهَمْدانيُّ، عن ثَورِ بن يزيدَ، عن خالدِ بن مَعْدانَ
عن معاذِ بن جبلٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من عَيَّرَ أخاهُ بِذَنْبٍ لم يَمُتْ حتَّى يَعْملَهُ"
(2)
.
قال أحمدُ: قالوا: من ذَنْبٍ قد تابَ مِنْهُ.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ وليسَ إسنادهُ بِمُتَّصلٍ، خالدُ بن مَعْدانَ لم يُدْرِكْ مُعاذَ بن جَبلٍ، ورُوِي عن خالدِ بن مَعْدانَ أنَّهُ أدْركَ سَبْعينَ من أصْحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومَاتَ مُعاذُ بن جَبلٍ في خِلافةِ عُمرَ بن الخَطَّابِ، وخَالدُ بن مَعْدانَ رَوَى عن غَيْرِ وَاحدٍ من أصْحابِ مُعاذٍ عن مُعاذٍ غَيْرَ حديثٍ.
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (11)، ومسلم (42)، والنسائي 8/ 106. وسيأتي مكررًا برقم (2628).
(2)
إسناده ضعيف جدًا بل شبه موضوع، فإن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ، ومحمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني: كذاب، قال ابن الجوزي في "الموضوعات" بعد أن أخرجه 3/ 82: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به محمد بن الحسن. قال أحمد بن حنبل: ما أراه يساوي شيئًا، وقال يحيى: كان كذابًا. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الدارقطني: لا شيء. وأخرجه ابن عدي 6/ 2181، والخطيب في "تاريخه" 2/ 339 - 340.
44 - باب
2672 -
حدَّثنا عُمرُ بن إسماعيلَ بن مُجالِدِ بن سعيدٍ الهَمْدانيُّ، حدَّثنا حَفْصُ بن غِياثٍ. (ح)
وحدثنا سلمةُ بن شَبِيبٍ، حدَّثنا أُميَّةُ بن القاسمِ
(1)
، قال: وحدَّثنا حَفْصُ بنُ غِياثٍ، عن بُرْدِ بن سِنانٍ، عن مَكْحُولٍ
عن واثِلةَ بن الأسْقعِ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تُظْهِرِ الشَّماتةَ لأخِيكَ، فَيرْحَمَهُ اللهُ ويَبْتلِيَكَ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، ومكحولٌ قد سَمِعَ من واثِلةَ بن الأسْقعِ وأنسِ بن مالكٍ وأبي هندٍ الدَّارِيِّ، ويقالُ: إنَّهُ لم يَسْمعْ من أحدٍ من أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا من هؤلاءِ الثَّلاثةِ. ومكحولٌ شاميٌّ يُكْنى أبا عبد اللهِ وكانَ عبدًا فأُعْتِقَ، ومكحولٌ الأزْدِيُّ بصريٌّ سمعَ من عبد اللهِ بن عمرَ، يَرْوِي عنه عُمارةُ بن زاذانَ.
(1)
كذا جاء في جميع أصولنا الخطية: أمية بن القاسم، والصواب: القاسم بن أمية، ومنشأ هذا الخطأ من الترمذي رحمه الله، قال الحافظ المزي في مسند واثلة من "تحفة الأشراف" 9/ 80: هكذا وقع في جميع الروايات: أمية بن القاسم، وهو خطأ، والصواب: القاسم بن أمية الحذاء البصري، رواه عن محمد بن غالب بن حرب تمتام، فقال: حدثنا القاسم بن أمية الحذاء بالبصرة، فذكره.
(2)
ضعيف، القاسم بن أمية، قال ابن حبان في "المجروحين": شيخ يروي عن حفص بن غياث المناكير الكثيرة لا يجوز الاحتجاجُ به إذا أنفرد. وقال: وهذا (أي الحديث) لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 2/ 213 - 214، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 186، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 9/ 95 - 96.
حدَّثنا عليُّ بن حُجْرٍ، أخبرنا إسماعيلُ بن عَيَّاشٍ، عن تَمِيمِ بن عَطيَّة، قال: كثيرًا ما كُنْتُ أسمْعُ مَكْحُولًا يُسْألُ فَيقولُ: نَدَانمْ
(1)
.
45 - باب في المزح
2673 -
حدَّثنا هنادٌ، حدَّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن علي بن الأقْمر، عن أبي حذيفة
عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أُحِبُّ أنِّي حَكَيْتُ أحدًا وإنَّ لي كذا وكذا"
(2)
.
هذا حديث حسن صحيحٌ.
أبو حذيفة: هو كوفيٌّ من أصحاب ابن مسعود.
2674 -
حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن، قالا: حدثنا سفيانُ، عن علي بن الأقمر، عن أبي حذيفة وكان من أصحاب عبد الله
عن عائشة، قالت: حكيتُ
(3)
للنبي صلى الله عليه وسلم رجلًا فقال: "ما
(1)
قوله: "ندانم"، كلمة فارسية معناها: لا أدري.
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه أبو داود (4875). وهو في "المسند"(24964)، وفي "شرح مشكل الآثار" للطحاوي (1080)، وانظر تمام تخريجه في "المسند".
(3)
في "المسند": ذهبت أحكي امرأة أو رجلًا
…
قال السندي: قولها: ذهبت أحكي امرأة، أي فعلت مثل فعلها تحقيرًا لها، =
يسُرُّني أنِّي حكيتُ رجلًا وإنّ لي كذا وكذا"، قالت: فقلت: يا رسول الله، إنّ صَفيَّةَ امرأةٌ، وقالت بيدها هكذا، كأنّها تعني قصيرةً، فقال: "لقد مَزَجْتِ بكلمةٍ لو مُزِجَ بها ماءُ البحرِ لمُزِجَ"
(1)
.
46 - باب في مخالطة الناس
2675 -
حدَّثنا أبو موسى محمدُ بن المُثنَّى، حدَّثنا ابن أبي عَدِيٍّ، عن شُعبةَ، عن سُليْمانَ الأعْمَشِ، عن يحيى بن وَثّابٍ
عن شَيْخٍ من أصْحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أُراهُ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"المُسْلمُ الذي يُخَالِطُ النَّاسَ، ويَصْبِرُ على أذَاهُمْ خَيْرٌ من المسْلِمِ الّذي لا يُخالِطُ النَّاسَ، ولا يَصْبرُ على أذَاهُمْ"
(2)
.
قال ابن أبي عَدِيٍّ: كان شُعبة يَرَى أنّهُ ابنُ عمرَ.
47 - باب
2676 -
حدَّثنا أبو يحيى محمدُ بن عبد الرَّحيمِ البَغْدادِيُّ، حدَّثنا مُعَلّى بن منصورٍ، حدَّثنا عبد اللهِ بن جعفرٍ المَخْرَميُّ، عن عثمانَ بن محمدٍ الأخْنَسيِّ، عن سَعيدٍ المقْبُرِيِّ
= يقال: حكاه، وحاكاه، وأكثر ما يستعمل في القبيح.
(1)
إسناده صحيح، وهو في "المسند"(25560).
(2)
صحيح، وأخرجه ابن ماجه (4032). وهو في "المسند"(5022)، وفي "شرح مشكل الآثار"(5543).
عن أبي هُريرةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"إيَّاكُمْ وسُوءَ ذَاتِ البَيْنِ، فإنَّها الحَالِقةُ"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
وسُوءُ ذَاتِ البَيْنِ إنَّما يَعْني العدَاوةَ والبَغْضاءَ، وقولُه الحالقةُ يقولُ: إنما تَحْلِقُ الدِّينَ.
2677 -
حدَّثنا هنَّادٌ، حدَّثنا أبو مُعاويةَ، عن الأعمشِ، عن عَمْرِو بن مُرَّةَ، عن سالمِ بن أبي الجَعْدِ، عن أُمِّ الدَّرْدَاءِ
عن أبي الدَّرْدَاءِ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ألا أُخْبِرُكُمْ بأفضلَ من دَرجةِ الصِّيامِ والصَّلاةِ والصَّدَقةِ"، قالوا: بلى، قال:"صلاحُ ذاتِ البَيْنِ، فإنَّ فسادَ ذاتِ البَيْنِ هي الحَالقةُ"
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ، ويُرْوَى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قال:"هي الحَالقةُ، لا أقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ، ولكنْ تَحْلِقُ الدِّينَ".
2678 -
حدَّثنا سفيانُ بن وكيعٍ، حدَّثنا عَبد الرحمنِ بن مَهْدِيٍّ، عن حَربِ بن شَدّادٍ، عن يحيى بن أبي كَثِيرٍ، عن يَعِيشَ بن الوليدِ، أنَّ مولى لِلزُّبَيرِ حدَّثَهُ
أنَّ الزُّبَيْرَ بن العَوَّامِ حَدَّثَهُ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "دَبَّ إلَيْكُمْ داءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الحَسدُ والبَغْضاءُ، هي الحَالقةُ، لا أقُولُ تَحْلِقُ
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وشهد له ما بعده.
(2)
صحيح، وأخرجه أبو داود (4919). وهو في "المسند"(27508)، و"صحيح ابن حبان"(5092).
الشَّعْرَ، وَلكنْ تَحْلِقُ الدّينَ، والَّذي نفسي بيدِه لا تَدْخُلُوا الجَنّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمنُوا حتَّى تحابُّوا، أفَلا أُنبِّئُكُمْ بِما يُثَبِّتُ ذلكَ لكُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ"
(1)
(2)
.
48 - باب في قطيعة الرَّحِم
2679 -
حدَّثنا عليُّ بن حُجْرٍ، أخبرنا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ، عن عُيينةَ
(3)
بنِ عَبد الرحمنِ، عن أبيهِ
عن أبي بَكْرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما من ذَنْبٍ أجدرُ أنْ يُعَجِّلَ اللهُ لصاحبه العُقُوبةَ في الدُّنْيا مع ما يَدَّخرُ لهُ في الآخِرةِ من البَغْي وقَطيعةِ الرَّحِمِ"
(4)
.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة مولى آل الزبير، ومع ذلك فقد جوَّد وإسناده الحافظ المنذري في "الترغيب" 3/ 548، والهيثمي في "المجمع" 8/ 30. وهو في "المسند" (1412)، و (1430)، وانظر تمام تخريجه هناك.
ولقصة إفشاء السلام شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (54)، وأخرجه أحمد في "مسنده"(9084)، وانظره فيه.
(2)
جاء في المطبوع بعد هذا: هذا حديثٌ قد اختلفوا في روايته عن يحيى بن أبي كثير، فَروى بعضهم عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد، عن مولى الزُّبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكروا فيه عن الزبير. ولم ترد هذه العبارة في أصولنا الخطية.
(3)
في (أ) و (د): عتيبة، وهو خطأ، والمثبت من (ل) و (س)، وهو الصواب.
(4)
صحيح، وأخرجه أبو داود (4902)، وابن ماجه (4211). وهو في "المسند"(20374)، و"صحيح ابن حبان"(455) و (456)، وانظر فيه حديث رقم (440).
هذا حديثٌ صحيحٌ.
49 - باب في الصبر والشكر
2680 -
حدَّثنا سُوَيْدٌ، أخبرنا عبد الله، عن المُثَنَّى بن الصَّبَّاحِ، عن عمْرِو بن شُعَيْبٍ
عن جَدِّهِ عبد الله بن عمرٍو، قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "خَصْلتانِ من كانتا فيهِ، كَتبَهُ اللهُ شاكرًا صابرًا، ومن لم تكونا فيهِ لم يكْتبْهُ الله شاكرًا ولا صابرًا، من نَظرَ في دِينه إلى من هو فَوْقَهُ، فَاقْتدَى بهِ، ونَظرَ في دُنْياهُ إلى من هو دُونَهُ، فَحمِدَ اللهَ على ما فَضّلهُ بهِ عَليْهِ، كَتبهُ اللهُ شاكرًا صابرًا، ومن نَظرَ في دِينه إلى من هو دُونَهُ، ونَظرَ في دُنْياهُ إلى من هو فَوْقَهُ، فَأسِفَ على ما فَاتَهُ مِنْهُ، لم يكْتبْهُ اللهُ شاكرًا ولا صابرًا"
(1)
.
2681 -
حَدَّثَنا موسى بن حِزامٍ، أخبرنا عَليُّ بن إسحاقَ، أخْبرنا عَبد اللهِ، أخْبرنا المثَنَّى بن الصَّبَّاح، عن عَمْرِو بن شُعَيْبٍ، عن أبيهِ، عن جَدِّهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوَهُ
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف المثنى بن الصباح، وفيه انقطاع بين عمرو بن شعيب وبين جده نبه عليه المصنف فيما بعد. وأخرجه نعيم بن حماد في زوائده على ابن المبارك في "الزهد"(180)، والبغوي في "شرح السنة"(4102)، وابن أبي الدنيا في كتاب "الشكر"(204)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(309).
(2)
إسناده ضعيف لضعف المثنى بن صباح.
هذا حديثٌ غريبٌ، ولم يَذْكُرْ سُوَيْدٌ
(1)
: عن أبيهِ في حديثِه.
2682 -
حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، حدَّثنا أبو مُعاويةَ ووَكيعٌ، عن الأعْمَشِ، عن أبي صالحٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "انْظُرُوا إلى من هو أسْفلَ مِنْكُمْ، ولا تَنظُروا إلى من فَوْقَكُمْ، فإنَّهُ أجْدرُ أنْ لا تَزْدَرُوا نِعْمةَ اللهِ عليكُم"
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
50 - باب
2683 -
حدَّثنا بِشْرُ بن هِلالٍ البَصْرِيُّ، حدَّثنا جَعْفرُ بن سُليْمانَ، عن الجُرَيْريِّ
وحدَّثنا هارونُ بن عَبد اللهِ البزَّازُ، حدَّثنا سَيَّارٌ، حدَّثنا جَعْفرُ بن سُليْمانَ، عن سعيدٍ الجُرَيْريِّ والمَعْنى واحدٌ، عن أبي عُثمانَ
عن حَنْظلةَ الأُسَيْدِيِّ - وَكانَ من كُتَّابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنَّهُ مَرَّ بأبي بَكْرٍ وهو يَبْكي، فقال: مالكَ يا حَنْظلةُ؟ قال: نافقَ حَنْظلةُ يا أبا بكْرٍ، نكُونُ عند رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُذَكِّرُنا بالنّارِ والجَنّةِ كأنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فإذا رَجَعْنا، عَافَسْنا الأزواج والضَّيْعة ونَسِينا كثيرًا، قال:
(1)
في الرواية السالفة.
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (6490)، ومسلم (2963)، وابن ماجه (4142). وهو في "المسند"(7319) و (7449)، و"صحيح ابن حبان"(711).
فواللهِ إنَّا كذلك، انطلقْ بنا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فانْطَلقْنا، فلمَّا رَآهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"ما لكَ يا حَنْظلةُ"؟ قال: نافقَ حَنْظلةُ يا رسولَ اللهِ، نكونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنا بالنّارِ والجَنّةِ حتّى كأنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فإذا رَجَعْنا، عَافَسْنا الأزواجَ والضّيْعةَ، ونَسِينا كثيرًا، قال: فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لو تَدُومُونَ على الحَالِ الذي تَقُومُونَ بها من عِنْدِي لصافَحَتكُمْ الملائكةُ في مجالسِكُمْ، وفي طُرُقِكُمْ، وعلى فُرُشِكُمْ، ولكنْ يا حَنْظلةُ سَاعةً وَسَاعةَ، ساعةً وساعةً"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
2684 -
حدَّثنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، أخبرنا عبدُ اللهِ بن المُباركِ، عن شعبةَ، عن قتادةَ
عن أنسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِه"
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
(1)
صحيح، فقد تابع جعفرَ بنَ سليمان سفيانُ الثوري في إحدى روايات مسلم وهو ممن سمع مِن الجريري قبل الاختلاط. وأخرجه مسلم (2750)، وابن ماجه (4239). وهو في "المسند"(17609).
وقوله: "عافسنا": المعافسة: المعالجة والممارسةُ والملاعبةُ، وقوله: ساعة وساعة بالنصب. أي: تذكر ساعة وتلهو ساعة، ويجوز الرفع على تقدير: لنا ساعة، ولله ساعة.
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (13)، ومسلم (45)، وابن ماجه (66)، والنسائي 8/ 115. وهو في "المسند" (12801)، و"صحيح ابن حبان" (234).
2685 -
حدَّثنا أحمدُ بن محمدِ بن موسى، أخبرنا عبد اللهِ، أخبرنا الليث بن سَعْدٍ وابن لَهِيعةَ، عن قيسِ بن الحَجّاجِ. (ح)
وحدَّثنا عبدُ اللهِ بن عبد الرحمنِ، حدثنا أبو الوليدِ، حدَّثنا الليْثُ بن سَعْدٍ، حدَّثني قيسُ بن الحَجَّاجِ، المَعْنى واحدٌ، عن حَنشٍ الصَّنْعانيَّ
عن ابن عبَّاسٍ، قال: كُنْتُ خلفَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومًا، فقال:"يا غُلامُ إنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ، احْفظِ الله يَحْفظْكَ، احْفظِ الله تَجدْهُ تُجاهَكَ، إذا سَألْتَ فاسْألِ الله، وإذا اسْتعنْتَ فاسْتعِنْ بالله، واعلمْ أنَّ الأُمَّةَ لو اجْتمعتْ على أنْ يَنْفعُوكَ بشيءٍ، لم يَنْفعُوكَ إلّا بشيءٍ قد كَتبهُ اللهُ لكَ، وإن اجتمعوا على أنْ يَضُرُّوكَ بشيءٍ لم يضُرُّوكَ إلّا بشيءٍ قد كَتبهُ اللهُ عليكَ، رُفِعتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ
(2)
.
2686 -
حدَّثنا أبو حفص عمرو بن عليٍّ، حدثني يحيى بن سعيدٍ القَطّانُ، أنبأنا المُغِيرةُ بن أبي قُرَّةَ السَّدُوسِيُّ، قال:
سمعتُ أنسَ بن مالكٍ يقولُ: قال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، أعْقِلُها وأتَوكّلُ، أو أُطْلِقُها وأتَوكَّلُ؟ قال:"اعْقِلْها وتَوكَّلْ"
(3)
.
(1)
صحيح، وهو في "المسند"(2669)، وانظر تمام تخريجه فيه.
(2)
في المطبوع بعد هذا: "باب"، ولم يرد في أصولنا الخطية.
(3)
حديث صحيح، المغيرة بن أبي قرة السدوسي، قد روى عنه اثنان وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات، وحديث عمرو بن أمية الضمري الذي سيرد بعد هذا الحديث يُقوِّيه ويشدُّه.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التوكل"(11)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 390، =
قال عمرو بن عليّ، قال يحيى: وهذا عندي حديثٌ منكرٌ.
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ غريبٌ من حديثِ أنسٍ، لا نَعْرِفُه إلَّا من هذا الوجهِ، وقد رُوِي عن عمرِو بن أُمَيَّةَ الضَّمْريِّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحو هذا
(1)
.
2687 -
حدَّثنا أبو موسى الأنْصارِيُّ، حدَّثنا عبد اللهِ بن إدْريسَ، حدَّثنا شُعبةُ، عن بُرَيْدِ بن أبي مَرْيمَ، عن أبي الحَوْراءِ السَّعْديِّ، قال:
قلت للحسنِ بن عليّ: ما حفظتَ من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: حفظتُ منه: "دَعْ ما يَرِيبُكَ إلى ما لا يَريبُكَ، فإنَّ الصِّدْقَ إطْمَأنينة
(2)
، وإنَّ الكذبَ رِيبةٌ" وفي الحديثِ قِصَّةٌ
(3)
.
= والبيهقي في "الشعب"(1212).
وسيأتي عند المصنف في آخر علله.
(1)
أخرجه ابن حبان في "صحيحه"(731) وسنده حسن، وانظر تمام تخريجه فيه.
(2)
هو بكسر الهمزة وسكون الطاء وبعد الألف نون مكسورة كما في الأصول، وقد ضبب عليها في (ل)، وفي مصادر التخريج: طمأنينة على الجادة، والمعنى: أن الصدق يطمئن إليه القلُب ويسْكُن.
(3)
صحيح، وأخرجه النسائي 8/ 327 - 328. وهو في "المسند" (1723)، و"صحيح ابن حبان" (722).
وقوله: "دع ما يريبك
…
" قال ابن الأثير في "النهاية": يروى بفتح الياء وضمها، أي: دع ما تَشُكُّ فيه إلى ما لا تشك فيه. قال السندي: والمراد أن ما اشتبه حالُه على الإنسان، فتردد بين كونه حلالًا أو حرامًا، فاللائق بحاله تركه، والذهاب إلى ما يُعلم حاله، ويعرف أنه حلال.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
وأبو الحَوْراءِ السَّعْدِيُّ اسمهُ: رَبِيعةُ بن شَيْبانَ.
2688 -
حدَّثنا محمَّد بن بشار، حدَّثنا محمدُ بن جعفرٍ، حدَّثنا شعبةُ، عن بُرَيْدٍ، نحوَهُ
(1)
.
2689 -
حدَّثنا زيدُ بن أخْزَمَ الطّائيُّ البَصْرِيُّ، أخبرنا إبراهيمُ بن أبي الوَزيرِ، حدَّثنا عبد اللهِ بن جعفرٍ المَخْرَميُّ، عن محمدِ بن عبد الرحمنِ بن نُبَيهٍ، عن محمدِ بن المُنكدِرِ
عن جابرٍ، قال: ذُكِرَ رجلٌ عند النبيَّ صلى الله عليه وسلم بِعِبادةٍ واجْتِهادٍ، وذُكِرَ عِنْدهُ آخرُ برِعَةٍ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لا يُعْدَلُ بالرِّعَةِ"
(2)
.
وعَبدُ الله بن جَعْفرٍ هو من وَلدِ المِسْوَرِ بن مَخْرَمةَ، وهو مَدنيٌّ ثِقةٌ عِنْدَ أهْل الحديث.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلَّا من هذا الوَجْهِ.
2690 -
حدَّثنا هنَّادٌ وأبو زُرْعةَ وغيرُ واحدٍ، قالوا: حدثنا قَبِيصةُ، عن
(1)
صحيح كسابقه.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة محمد بن عبد الرحمن بن نُبيه.
وقوله: "لا يُعدَل بالرِّعَة"، أي: بالورع، يقال: وَرِعَ يَرع رِعةً، كوَثِقَ يثقُ ثقة، والورع: الكف عن المحارم وامتثال الواجبات، والتحرز من الشبهات، وفي "المرقاة" 5/ 26: قال المظهر: "لا تعدل" يجوز أن يكون نهي المخاطب المذكر مجزوم اللام، يعني: لا تقابل شيئًا بالرِّعة، وهي بكسر الراء وتخفيف العين: الورع، فإن الورع أفضل من كل خصلة، ويجوز أن يكون خبرًا منفيًا بضم التاء وفتح الدال، أي: لا تقابل خصلة بالورع، فإنه أفضل الخصال.
إسرائيلَ، عن هِلالِ بن مِقْلاصٍ الصَّيْرفيِّ، عن أبي بِشْرٍ، عن أبي وائلٍ
عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من أكلَ طَيِّبًا، وعَمِلَ في سُنّةٍ، وأَمِنَ النَّاسُ بَوائِقَهُ، دَخلَ الجَنّةَ"، فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا اليومَ في النّاسِ لكَثيرٌ، قال:"فسيكون في قُرون بعدِي"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلَّا من هذا الوَجْهِ، من حديثِ إسرائيلَ.
2691 -
حدَّثنا عبَّاسُ بن محمد، حدَّثنا يحيى بن أبي بُكَيْر، عن إسرائيلَ، عن هلال بن مقلاص نحوَ حديث قبيصة عن إسرائيل
(2)
.
وسَألْتُ محمدَ بن إسماعيلَ عن هذا الحديثِ فلم يَعْرِفْهُ إلَّا من حديثِ إسرائيلَ، ولم يَعْرِفِ اسْمَ أبي بِشْرٍ.
2692 -
حدَّثنا عبَّاسٌ الدُّوريُّ، حدَّثنا عبد اللهِ بن يَزِيدَ، حدَّثنا سَعيدُ بن أبي أيُّوبَ، عن أبي مَرْحُومٍ عبدِ الرَّحيمِ بن مَيْمُونٍ، عن سَهْلِ بن مُعاذٍ الجُهَنيِّ
عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أعطى لله، ومَنعَ للهِ، وأحَبَّ
(1)
إسناده ضعيف لجهالة أبي بشر، وأخرجه المصنف في "العلل الكبير" 2/ 843، والحاكم 4/ 104، والمزي في ترجمة أبي بشر من "تهذيب الكمال" 33/ 77 - 78.
وقال ابن الجوزي: قال أحمد: ما سمعت بأنكر من هذا الحديث.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه.
للهِ، وأبْغضَ لله، فقد اسْتكملَ إيمانَه".
هذا حديثٌ حسن
(1)
.
(1)
في بعض الأصول الخطية: هذا حديث منكر، وما أثبتناه من نسخة (ل) ومن بعض النسخ التي كانت عند المباركفوري، وهو الصواب، فإن سند الحديث حسن في المتابعات والشواهد، وله طريق آخر في "المسند"(15617) تقويه، وشاهد من حديث أبي أمامة عند أبي داود (4681) وسنده حسن.
بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب صفة الجنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
1 - باب ما جاء في صِفةِ شَجرِ الجَنّةِ
2693 -
حدَّثنا عبَّاسُ بن محمدٍ الدُّوريُّ، قال: حدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بنُ موسى، عن شَيْبانَ، عن فِراسٍ، عن عَطيَّةَ
عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"في الجَنّةِ شَجرةٌ يسيرُ الرَّاكبُ في ظِلِّها مِئةَ عامٍ لا يَقْطَعُها" وقال: "وذلك الظِّلُّ المَمْدُودُ"
(1)
.
2694 -
حدَّثنا قتيبةُ، قال: حدَّثنا الليثُ، عن سعيدِ بن أبي سعيدٍ، عن أبيه
عن أبي هريرةَ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "إنَّ في الجَنَّةِ
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. عطية - وهو ابن سعد بن جنادة العوفي - ضعيف.
وأخرجه البخاري (4881) من طريق سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رفعه: إن في الجنة شجرة يسير الراكبُ في ظِلِّها مئة عام لا تقطعها، واقرؤوا إن شئتم {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} وصححه ابن حبان (7411).
لشجرةً يَسيرُ الرَّاكبُ في ظِلِّها مئةَ سنةٍ"
(1)
.
وفي الباب عن أنس، وأبي سعيد.
هذا حديث صحيحٌ.
2695 -
حدَّثنا أبو سعيدٍ الأشَجُّ، قال: حدَّثنا زيادُ بن الحسنِ بن فراتٍ القَزَّازُ، عن أبيه، عن جدِّهِ، عن أبي حازِمٍ
عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما في الجَنّةِ شَجرةٌ إلَّا وساقُها من ذَهبٍ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ حَسَنٌ.
2 - باب ما جاء في صِفةِ الجَنَّةِ ونَعيمِها
2696 -
حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بن فُضَيْلٍ، عن حَمْزةَ الزَّيَّاتِ، عن زِيادٍ الطَّائي
عن أبي هريرةَ، قال: قلنا يا رسولَ اللهِ: ما لنا إذا كُنَّا عِنْدَكَ رَقّتْ قُلُوبُنا، وزَهِدْنا، وكُنَّا من أهلِ الآخِرةِ، فإذا خَرجْنا من عندكَ فآنسْنا أهالِينا، وشَمَمْنا أوْلادَنا أنْكرْنا أنْفُسَنا، فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لو أنَّكُمْ تكُونُونَ إذا خَرَجْتُمْ من عِنْدِي كُنْتُم على حالِكُمْ ذلكَ،
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (3252)، ومسلم (2826)، وابن ماجه (4335)، والنسائي في "الكبرى"(11564). وهو في "المسند"(7498).
(2)
حسن لغيره، وهو عند ابن حبان في "صحيحه"(7410). وانظر تتمة تخريجه وشواهده فيه.
لَزَارتْكُمُ المَلائِكةُ في بُيُوتِكُمْ، ولو لم تُذْنِبُوا، لَجاءَ اللهُ بِخَلْقٍ جَديدٍ كيْ يُذْنِبُوا فَيغْفِرَ لهُمْ".
قال: قُلْتُ: يا رسولَ الله، ممَّ خُلِقَ الخَلْقُ؟ قال:"من المَاءِ"، قُلْتُ: الجَنَّةُ ما بِناؤُها؟ قال: "لَبِنةٌ من فِضَّةٍ ولَبِنةٌ من ذَهَبٍ، وَمِلاطُها المِسْكُ الأذْفَرُ، وحَصْباؤُها اللُّؤْلُؤُ والياقُوتُ، وتُرْبَتُها الزَّعْفرَانُ، من يدخلُها يَنْعَمُ لا يَبْؤُسُ، ويُخلّدُ لا يَمُوتُ، لا تَبْلى ثِيابُهُمْ، ولا يَفْنى شبابُهمْ".
ثمَّ قال: "ثَلاثٌ لا تُرَدُّ دَعْوتُهُمْ: الإمامُ العادِلُ، والصَّائمُ حِينَ يُفْطِرُ، ودَعْوةُ المَظْلومِ يَرْفَعُها فَوْقَ الغَمامِ، وتُفتَّحُ لها أبْوابُ السَّماءِ، ويَقولُ الرَّبُّ تبارك وتعالى: وعِزّتي لأنصُرَنَّك ولو بعد حِين"
(1)
.
هذا حديثٌ ليسَ إسنادهُ بذاكَ القَويِّ، وليس هو عندي بِمتَّصل. وقد رُوِي هذا الحديثُ بإسْنادٍ آخرَ، عن أبي هُريرةَ.
3 - باب ما جاء في صِفةِ غُرَفِ الجَنَّةِ
2697 -
حدَّثنا عَليُّ بن حُجْرٍ، قال: أخبرنا عليُّ بن مُسْهِرٍ، عن عبد الرحمنِ بن إسحاقَ، عن النُّعمانِ بن سعدٍ
(1)
حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا سند ضعيف لانقطاعه، بين زياد الطائي وبين أبي هريرة كما قال المصنف، والساقط هو أبو مُدِلَّة وهو مجهول. وقد بسطنا القول فيه في "المسند"(8043).
عن عليٍّ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ في الجَنَّةِ لَغُرَفًا تُرى ظُهورُها من بُطُونِها وبُطُونُها من ظُهُورها"، فقامَ إليه أعرابيٌّ، فقال: لِمَنْ هي يا نبيَّ الله؟ قال: "هي لِمنْ أطابَ الكلامَ، وأطعمَ الطَّعامَ، وأدامَ الصِّيامَ، وصَلّى للهِ باللّيْلِ والنَّاسُ نيامٌ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، وقد تكلّمَ بَعْضُ أهْلِ الحديث في عبد الرحمن بن إسحاقَ هذا من قِبَلِ حِفْظِه وهو كُوفيٌّ، وعبد الرحمنِ بن إسحاقَ القُرشيُّ مَدِينيٌّ، وهو أثْبتُ من هذا.
2698 -
حدَّثنا محمدُ بن بشَّارٍ، قال: حدَّثنا عبد العزيزِ بن عبد الصَّمدِ العَمَّيُّ، عن أبي عِمْرانَ الجَونيِّ، عن أبي بكْرِ بن عبد اللهِ بن قَيْسٍ
عن أبيهِ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّ في الجَنّةِ جَنَّتَيْنِ من فِضَّةٍ آنِيَتُهُما وما فِيهما، وجَنَّتَينِ من ذَهَبٍ آنِيتُهما وما فيهما، وما بين القومِ وبين أنْ يَنْظُروا إلى رَبَّهم إلّا رِداءُ الكِبْرياءِ على وَجْههِ في جَنَّةِ عَدْنٍ"
(2)
.
(1)
صحيح، وقد سلف مكررًا برقم (2099)، وانظر تمام تخريجه هناك.
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (4878)، ومسلم (180)، وابن ماجه (186)، والنسائي في "الكبرى"(7765) و (11441). وهو في "المسند"(19682)، و"صحيح ابن حبان"(7386).
وقوله: "وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء
…
"، قال النووي في "شرح مسلم" 3/ 16: قال العلماء: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب العرب بما يفهمونه ويقرب الكلام إلى أفهامهم، ويستعمل الاستعارة وغيرها من أنواع المجاز ليقرب متناولها فعبر صلى الله عليه وسلم عن زوال المانع، ورفعه عن الأبصار بإزالة الرداء. =
2699 -
وبهذا الإسناد عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:
"إنَّ في الجنَّةِ لَخَيْمةً من دُرَّةٍ مُجَوَّفةٍ، عَرْضُها سِتُّونَ مِيلًا، في كُلِّ زاوية منها أهلٌ ما يَروْنَ الآخَرينَ يطوفُ عليهم المؤمنُ"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
وأبو عِمْران الجَونيُّ اسمُه: عبدُ الملكِ بن حَبِيبٍ، وأبو بكرِ بن أبي موسى قال أحمدُ بن حَنْبلٍ: لا يُعْرَفُ اسمُه، وأبو موسى الأشْعَريُّ اسمهُ: عبد اللهِ بن قيسٍ، وأبو مَالكٍ الأشْعريُّ اسْمُه: سَعْدُ بن طارقِ بن أشْيمَ.
4 - باب ما جاء في صِفةِ دَرجَاتِ الجَنّةِ
2700 -
حدَّثنا عبَّاسٌ العَنْبرِيُّ، قال: حدَّثنا يزيدُ بن هارونَ، قال: أخْبرنا شريكٌ، عن محمدِ بن جُحادةَ، عن عطاء
عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "في الجَنّةِ مِئةُ
= وقوله: "في جنة عدن"، أي: الناظرون في جنة عدن، فهي ظرف للناظر.
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (3243) و (4879)، ومسلم (2838)، والنسائي مختصرًا في "الكبرى"(11562)، وهو في "المسند"(19576) و (19681)، و"صحيح ابن حبان" (7395). وعند البخاري في روايته الأولى:"ثلاثون ميلًا". ثم علق البخاري رواية "ستين ميلًا" بصيغة الجزم، فقال: قال أبو عبد الصمد (وهو عبد العزيز بن عبد الصمد) والحارث بن عبيد، عن أبي عمران:"ستون ميلًا". وطريق عبد الصمد هذه وصلها البخاري برقم (4879).
دَرجة، ما بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتيْنِ مِئةُ عامٍ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
2701 -
حدَّثنا قُتيبةُ وأحمدُ بن عَبْدةَ الضَّبِّيُّ، قالا: حدَّثنا عبد العزيزِ بن محمدٍ، عن زيدِ بن أسلمَ، عن عطاءِ بن يسارٍ
عن معاذِ بن جبلٍ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "من صامَ رمضانَ وصلّى الصَّلواتِ وحَجَّ البيتَ - لا أدْري أذَكَرَ الزّكاةَ أم لا - إلَّا كانَ حَقًّا على اللهِ أنْ يَغْفرَ لهُ، إنْ هاجرَ في سبيلِ اللهِ، أو مَكثَ بأرْضهِ الّتي وُلدَ بِها". قال معاذٌ: ألا أُخْبِرُ بها النَّاسَ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ذَرِ النَّاسَ يَعْملُونَ، فإنَّ في الجَنّةِ مِئةَ درجةٍ ما بينَ كُلِّ دَرجَتيْنِ كما بينَ السَّماءِ والأرْضِ، والفِرْدَوْسُ أعلى الجَنَّةِ وأوسَطُها، وفَوْقَ ذلك عَرْشُ الرَّحْمنِ، ومِنْها تَفجَّرُ أنهارُ الجَنّةِ، فإذا سَألْتمُ الله، فَسلُوهُ الفِرْدَوْسَ"
(2)
.
هكذا رَوى هذا الحديثَ هشامُ بن سَعْدٍ، عن زَيْدِ بن أسْلمَ، عن عطاءِ بن يسارٍ، عن مُعاذ بن جَبلٍ
(3)
، وهذا عِنْدِي أصَحُّ من حديث هَمَّام، عن زَيْدِ بن أسْلمَ، عن عطاء بن يَسارٍ، عن عُبادةَ
(1)
صحيح، وأخرجه بأطول مما هنا البخاري (2790)، وابن حبان (4611). وهو في "المسند"(7923).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مقتصرًا على شقه الثاني ابن ماجه (4331)، وهو في "المسند"(22028) و (22087)، وانظر تتمة التعليق عليه في "المسند".
(3)
وهذه الطريق أخرجها الطبراني في "الكبير" 20/ (327).
ابن الصَّامتِ. وعطاءٌ لم يُدْركْ مُعاذَ بن جَبلٍ، ومعاذٌ قَدِيمُ الموتِ، ماتَ في خلافةِ عمرَ.
2702 -
حدَّثنا عبد اللهِ بن عبد الرحمنِ، قال: أخبرنا يَزِيدُ بن هارونَ، قال: أخبرنا هَمَّامٌ، عن زيدِ بن أسلمَ، عن عطاءِ بن يسارٍ
عن عبادةَ بن الصّامتِ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"في الجَنّةِ مِئةُ دَرَجةٍ ما بينَ كُلِّ دَرَجَتيْنِ كما بينَ السَّماءِ والأرْضِ، والفِرْدَوْسُ أعلاها دَرجَةً، ومنها تَفَجَّرُ أنهارُ الجَنّةِ الأرْبعةُ، ومن فَوْقِها يكونُ العَرْشُ، فإذا سألْتُم اللهَ، فَسلُوهُ الفِرْدوسَ"
(1)
.
2703 -
حدَّثنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قال: حدَّثنا يَزِيدُ بن هارونَ، قال: حدَّثنا همَّامٌ، عن زيدِ بن أسْلمَ نَحوَهُ
(2)
.
2704 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا ابن لَهِيعةَ، عن دَرَّاجٍ، عن أبي الهَيْثمِ
عن أبي سعيدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ في الجَنَّةِ مِئةَ دَرجَةٍ، لو أنَّ العَالَمينَ اجتَمعُوا في إحداهُنَّ، لوسِعَتْهُمْ"
(3)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
(1)
صحيح، وهو في "المسند"(22695)، وانظر تمام تخريجه فيه.
(2)
صحيح كسابقه.
(3)
إسناده ضعيف، وهو في "المسند"(11236).
وقوله: "إن في الجنة مئة درجة" يشهد له الحديثان قبله.
5 - باب في صِفةِ نِساءِ أهْلِ الجَنّةِ
2705 -
حدَّثنا عبدُ اللهِ بن عبد الرحمنِ، قال: أخبرنا فَرْوةُ بن أبي المَغْراءِ، قال: حدثنا عَبِيدةُ بن حُمَيْدٍ، عن عطاءِ بن السَّائبِ، عن عمرِو بن مَيْمُونٍ
عن عبد اللهِ بن مَسْعُودٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"إنّ المَرْأةَ من نساءِ أهْلِ الجَنّةِ لَيُرى بَياضُ ساقها من وَراءِ سَبْعينَ حُلّةً حتَّى يُرى مُخُّها، وذلك بأنَّ الله يَقولُ: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن: 58]، فأمَّا الياقُوتُ، فإنَّه حجرٌ لو أدْخَلْتَ فيهِ سِلْكًا، ثُمَّ اسْتَصْفَيتَهُ، لأُرِيتَهُ من وَرَائِه"
(1)
.
2706 -
حدَّثنا هنَّادٌ، قال: حدَّثنا عَبِيدةُ بن حُمَيْدٍ، عن عطاءِ بن السَّائبِ، عن عَمْرِو بن مَيْمُونٍ، عن عَبد اللهِ بن مسعودٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوَهُ
(2)
.
2707 -
حدَّثنا هنَّادٌ، قال: حدَّثنا أبو الأحْوَصِ، عن عطاءِ بن السَّائبِ، عن عمرِو بن مَيْمُونٍ، عن عبد اللهِ بن مسعودٍ، نحوَهُ بمعناهُ، ولم يرفعْهُ
(3)
.
وهذا أصحُّ من حديثِ عَبِيدةَ بن حُمَيْدٍ، وهكذا رَوَى جَريرٌ وغيرُ واحدٍ عن
(1)
إسناده ضعيف، عطاء بن السائب اختلط، وقد اختلف في رفعه ووقفه، والموقوف أصح.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه"(7396)، وانظر تمام تخريجه فيه.
(2)
ضعيف كسابقه.
(3)
الموقوف أخرجه ابن أبي شيبة 13/ 107، والطبري في "تفسيره" 27/ 152، وهناد في "الزهد"(10) من طرق عن عطاء بن السائب، به.
عطاءِ بن السَّائبِ، ولم يَرْفَعُوهُ.
2708 -
حدَّثَنا قُتيبةُ، حَدَّثَنا جَرِيرٌ، عن عطاءِ بن السَّائبِ نَحوَ حديثِ أبي الأحْوَصِ، لم يَرْفَعْهُ أصْحابُ عَطاءٍ.
2709 -
حدَّثنا سُفيانُ بن وكيعٍ، قال: حدَّثنا أبي، عن فُضَيْلِ بن مَرْزُوقٍ، عن عطيَّةَ
عن أبي سعيدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ أوَّلَ زُمْرةٍ يَدْخُلُونَ الجَنّةَ يومَ القِيامةِ على مِثْلِ ضَوْءِ القَمرِ ليلةَ البَدْرِ، والزُّمْرةُ الثّانيةُ على مِثْلِ أحْسنِ كَوْكبٍ دُرِّيٍّ في السَّماءِ، لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ زَوْجَتانِ على كُلِّ زَوْجةٍ سبعونَ حُلّةً يُرى مُخُّ سَاقِها من وَرَائها"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
2710 -
حدَّثنا عباسُ بن محمد، قال: حدَّثنا عُبيدُ الله بنُ موسى، قال: أخبرنا شيبان، عن فراسٍ، عن عَطِيَّة
عن أبي سعيد الخدريَّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أولُ زُمرةٍ تدخلُ الجنَّة على صورةِ القمرِ ليلةَ البَدْر، والثانيةُ على لون أحسنِ كوكبٍ دُرِّيٍّ في السَّماء، لِكُلِّ رجلٍ منهم زوجتانِ، على كلِّ زوجةٍ
(1)
صحيح لغيره، وهو في "المسند"(11126) وانظر تمام تخريجه فيه.
ويشهد له حديث أبي هريرة أخرجه البخاري (3246)، ومسلم (2834)، وهو في "المسند"(8198)، وانظر فيه حديث رقم (8542).
وحديث ابن مسعود السالف قبله.
سبعونَ حُلّةً يبدو مُخُّ ساقِها من وَرائها"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
6 - باب ما جاء في صِفةِ جِماعِ أهْلِ الجَنَّةِ
2711 -
حدَّثنا محمودُ بنُ غيلانَ ومحمدُ بن بشَّارٍ، قالا: حدَّثنا أبو داودَ الطّيالسِيُّ، عن عِمْرانَ القطّانِ، عن قتادةَ
عن أنسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: قال: "يُعْطى المُؤْمنُ في الجَنّةِ قُوَّةَ كذا وكذا من الجِماعِ"، قيلَ: يا رسولَ الله أوَ يُطيقُ ذلكَ؟ قال: "يُعْطى قُوَّةَ مِئةٍ"
(2)
.
وفي البابِ عن زَيْدِ بن أرْقَمَ.
هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه من حديثِ قتادةَ عن أنسٍ إلَّا من حديثِ عِمْرانَ القطانِ.
7 - باب ما جاء في صِفةِ أهلِ الجَنَّةِ
2712 -
حدَّثنا سُوَيْدُ بنُ نَصْرٍ، قال: أخبرنا ابن المُباركِ، قال: أخبرنا مَعْمرٌ، عن هَمَّامِ بن مُنَبِّهٍ
(1)
صحيح لغيره كسابقه.
(2)
حسن، عمران القطان - وهو ابن داور - ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد وأخرجه ابن حبان في "صحيحه"(7400) وانظر تمام تخريجه فيه.
وفي الباب عن زيد بن أرقم أخرجه أحمد (19269)، وهو حديث صحيح، وانظر تتمة تخريجه فيه.
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أوَّلُ زُمْرةٍ تَلِجُ الجَنَّةَ صُورتُهُمْ على صُورةِ القَمرِ لَيْلةَ البَدْرِ، لا يَبْصُقُونَ ولا يمتَخِطون ولا يَتغَوَّطُونَ، آنِيتُهمْ فيها الذّهبُ، وأمْشاطُهم من الذَّهَبِ والفِضَّةِ، ومَجامِرُهُمْ من الأَلُوَّةِ، ورَشْحُهمُ المِسْكُ، ولِكُلِّ وَاحدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتانِ يُرَى مُخُّ سُوقِهما من وراءِ اللّحْمِ من الحُسنِ، لا اختلافَ بينَهُم ولا تباغُضَ، قُلُوبُهمْ قَلْبُ رَجُلٍ واحدٍ، يُسَبِّحُونَ اللهَ بُكْرةً وعَشِيًّا"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
الأَلُوَّةُ: هو العُودُ.
2713 -
حدَّثنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا ابن لَهِيعةَ، عن يزِيدَ بن أبي حَبِيبٍ، عن داودَ بن عامرِ بن سَعْدِ بن أبي وَقّاصٍ، عن أبيهِ
عن جدِّهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"لو أنَّ ما يُقِلُّ ظُفُرٌ مِمَّا في الجَنّةِ بَدا، لَتزَخْرفَتْ لهُ ما بينَ خَوافِقِ السَّماواتِ والأرْضِ، ولو أنَّ رَجلًا من أهلِ الجَنَّةِ اطَّلعَ فبدا أساورُهُ، لَطَمسَ ضَوْءَ الشَّمْسِ كما تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضَوْءَ النُّجُومِ"
(2)
.
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (3245)، ومسلم (2834)، وابن ماجه (4333). وهو في "المسند"(7152)، و"صحيح ابن حبان"(7420) و (7436).
(2)
إسناده حسن، وهو في "المسند"(1449) عن الحسن بن موسى الأشيب، و (1467) من طريق عبد الله بن المبارك كلاهما عن عبد الله بن لهيعة، عن يزيد =
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه بهذا الإسنادِ إلّا من حديثِ ابن لَهِيعةَ.
وقد رَوَى يحيى بن أيُّوبَ هذا الحديثَ عن يَزِيدَ بن أبي حَبِيبٍ، وقال: عن عُمرَ بن سَعْدِ بن أبي وَقّاصٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
8 - باب ما جاء في صِفةِ ثِيابِ أهْلِ الجَنّةِ
2714 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ وأبو هشامٍ الرِّفاعيُّ، قالا: حدَّثنا مُعاذُ بن هِشامٍ، عن أبيهِ، عن عامرٍ الأحْوَلِ، عن شَهْرِ بن حَوْشَبٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أهْلُ الجَنّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ كُحْلٌ، لا يَفْنى شَبابُهمْ ولا تَبْلى ثِيابُهمْ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
= ابن أبي حبيب، بهذا الإسناد. وانظره فيه.
قوله: "يُقل" أي: يحمل.
و"خوافق": جمع خافق، وهو الأفق.
(1)
حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وأخرجه الدارمي (2828).
وأخرج أحمد في "مسنده"(7933) من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يدخل أهل الجنة الجنة جُرْدًا، مُرْدًا، بيضًا، جعادًا، مُكحّلين، أبناء ثلاثٍ وثلاثين، على خلق آدمَ، ستونَ ذِراعًا في عرض سبع أذرع".
وانظر تتمة شواهد الحديث والكلام عليه في "المسند"(7933).
ويشهد له ما سيأتي عند المصنف (2721) من حديث معاذ، وهو حديث حسن لغيره.
2715 -
حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا رِشْدينُ بن سعدٍ، عن عمرِو بن الحارثِ، عن درَّاجٍ أبي السَّمْحِ، عن أبي الهَيْثمِ
عن أبي سعيدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قولهِ:{وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة: 34] قال: "ارْتِفاعُها لَكَما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ: مَسِيرةَ خَمْسِ مِئةِ سَنةٍ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلَّا من حديثِ رِشْدينِ بن سَعْدٍ.
وقال بعضُ أهلِ العلم في تفسيرِ هذا الحديثِ: معناهُ: أنَّ الفُرُشَ في الدَّرجاتِ، وبينَ الدَّرجَاتِ كما بينَ السَّماءِ والأرْضِ.
9 - باب ما جاء في صِفةِ ثِمارِ الجَنّةِ
2716 -
حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا يُونُسُ بن بُكَيْرٍ، عن محمدِ بن إسحاقَ، عن يحيى بن عَبَّادِ بن عَبد اللهِ بن الزُّبَيْرِ، عن أبيهِ
عن أسماءَ بِنْتِ أبي بكْرٍ، قالت: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وذكَرَ سِدْرةَ المُنتَهى، قال:"يَسِيرُ الرَّاكبُ في ظِلِّ الفَننِ منها مِئةَ سَنةٍ، أو يَسْتظِلُّ بِظلِّها مِئةُ راكبٍ - شَكَّ يحيى - فِيها فَراشُ الذَّهبِ كأنَّ ثَمرَها القِلالُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.
(1)
إسناده ضعيف لضعف دراج - وهو ابن سمعان أبو السمح. وهو في "المسند"(11719)، و"صحيح ابن حبان"(7405).
(2)
إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعنه. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 27/ 54 - 55، والحاكم 2/ 469.
10 - باب ما جاء في صِفةِ طَيْرِ الجَنّةِ
2717 -
حدَّثنا عَبْدُ بن حُمَيْدٍ، قال: أخبرنا عبد اللهِ بن مَسْلمةَ، عن محمدِ بن عبد اللهِ بن مُسْلمٍ، عن أبيهِ
عن أنس بن مالكٍ، قال: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما الكَوثرُ؟ قال: "ذَاكَ نَهْرٌ أعْطانيهِ اللهُ - يعني في الجَنَّةِ - أشدُّ بَياضًا من اللّبَنِ، وأحْلى من العَسَلِ، فيهِ طَيْرٌ أعناقُها كأعْناقِ الجُزُرِ"، قال عمرُ: إنَّ هذه لَناعمةٌ. فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أكَلَتُها أنْعَمُ مِنْها"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ.
ومحمدُ بن عبد اللهِ بن مسلم: هو ابنُ أخي ابنِ شِهابٍ الزُّهْريِّ، وعَبدُ الله بن مُسْلمٍ: هو أخو الزهريِّ محمدِ بن مسلم.
11 - باب ما جاء في صِفةِ خَيْلِ الجَنّةِ
2718 -
حدَّثنا عبد اللهِ بن عبد الرحمنِ، قال: أخبرنا عاصمُ بن عَليٍّ، قال: حدَّثنا المَسْعُوديُّ، عن عَلْقمةَ بن مَرْثَدٍ، عن سُليْمانَ بن بُرَيْدةَ
عن أبيهِ، أنَّ رجلًا سألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ اللهِ، هَلْ في الجنّةِ من خَيْلٍ؟ قال: "إن الله أَدخَلكَ الجنّةَ، فلا
(2)
تشاءُ أنْ تُحْمَلَ فِيها على فَرسٍ من ياقُوتةِ حَمْراءَ يَطيرُ بِكَ في الجَنّةِ حَيْثُ
(1)
صحيح، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11703). وهو في "المسند"(13306)، وانظر تمام تخريجه فيه.
(2)
في (ل): فلا تسأل.
شِئْتَ"، قال: وسَألهُ رَجُلٌ
(1)
فقال: يا رسولَ اللهِ، هل في الجنَّةِ من إبلٍ؟ قال: فلم يقُلْ لهُ ما قال لِصاحبهِ قال: "إنْ يُدْخِلْكَ اللهُ الجنَّةَ يكُنْ لكَ فيها ما اشتَهتْ نَفْسُكَ، وَلذَّتْ عَيْنُكَ"
(2)
.
2719 -
حدَّثنا سُويْدُ بن نَصْرٍ، قال: أخبرنا عبد اللهِ بن المُباركِ، عن سفيانَ، عن عَلْقمةَ بن مَرْثَدٍ، عن عبد الرحمنِ بن سابِطٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نحوَهُ بِمَعْناهُ
(3)
، وهذا أصَحُّ من حديثِ المَسْعُودي.
2720 -
حدَّثنا محمدُ بن إسماعيلَ بن سَمُرةَ الأحْمَسيُّ، قال: حدَّثنا أبو مُعاويةَ، عن واصلِ بن السَّائب، عن أبي سَوْرةَ
عن أبي أيُّوبَ، قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم أعرابيٌّ، فقال: يا رسولَ الله، إنَّي أُحبُّ الخَيْلَ، أفي الجنّةِ خَيْلٌ؟ قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنْ أُدْخِلتَ الجَنَّةَ، أُتِيتَ بِفرَسٍ من ياقُوتةٍ لهُ جَناحانِ، فَحُمِلْتَ عَليْهِ،
(1)
في (أ) وحدها: "وسأله آخر".
(2)
حديث ضعيف، المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - اختلط بأخرة، وكل من روى عنه هذا الحديث مِمَّن روى عنه بعد الاختلاط، ثم فيه علة أخرى، وهي الاختلاف في إسناده على علقمة بن مرثد.
وأخرجه أحمد في "مسنده"(22982)، وانظر تتمة شواهده والكلام عليه فيه.
(3)
المرسل أخرجه نعيم في زوائده على ابن المبارك في "الزهد"(271)، وعبد الرزاق (6700)، والطبري في "تفسيره" 25/ 97، والبغوي في "شرح السنة"(4385)، وفي "معالم التنزيل" له 4/ 145. ورجح المرسل أبو حاتم كما في "العلل" 2/ 215، وقال الحافظ في "الإصابة" 4/ 307: وهو المحفوظ.
ثُمَّ طارَ بِكَ حَيْثُ شِئْتَ"
(1)
هذا حديثٌ ليسَ إسنادُهُ بالقويِّ، ولا نَعْرِفُه من حديثِ أبي أيُّوبَ إلّا من هذا الوَجْهِ.
وأبو سَوْرةَ هو: ابن أخي أبي أيُّوبَ يُضعَّفُ في الحديثِ، ضَعَّفَهُ يحيى بن مَعِينٍ جدًّا.
وسمعتُ محمدَ بن إسماعيلَ يقولُ: أبو سَوْرةَ هذا مُنْكَرُ الحديث، يَرْوِي مَناكِيرَ عن أبي أيُّوبَ لا يُتابعُ عَليْها.
12 - باب ما جاء في سِنِّ أهْلِ الجنَّةِ
2721 -
حدَّثنا أبو هُريرةَ محمدُ بن فِراسٍ البَصْرِيُّ، قال: حدَّثنا أبو داودَ، قال: حدَّثَنا عِمْرانُ أبو العَوَّامِ، عن قَتادةَ، عن شَهْرِ بن حَوْشَبٍ، عن عَبد الرحمنِ بن غَنْمٍ
عن مُعاذِ بن جَبلٍ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "يَدْخُلُ أهْلُ الجَنَّةِ الجنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلينَ أبْناءَ ثَلاثِينَ أو ثَلاثٍ وثَلاثِينَ سَنةً"
(2)
.
(1)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(4075)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(423) و (428)، والمزي في "تهذيب الكمال" 30/ 403 - 404، وأعله المصنف بأبي سورة. قلنا: وفيه أيضًا واصل بن السائب الرَّقاشي، وهو متفق على ضعفه، ثم إن أبا سورة لا يعرف له سماع من أبي أيوب فيما قاله البخاري.
(2)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وهو في "المسند"(22024)، وانظر تتمة تخريجه والكلام عليه فيه.
ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (2714).
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، وبعضُ أصحابِ قتادةَ رَوَوْا هذا عن قتادةَ مرسلًا ولم يُسْنِدُوهُ
(1)
.
13 - باب ما جاء في وَصْفِ أهْلِ الجَنَّةِ
2722 -
حَدَّثنا حُسيْنُ بن يَزِيدَ الطَّحَّانُ الكُوفيُّ، قال: حدَّثنا محمدُ بن فُضَيْلٍ، عن ضِرارِ بن مُرَّةَ، عن مُحاربِ بن دِثارٍ، عن ابن بُريْدةَ
عن أبيهِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أهلُ الجنَّةِ عِشْرُونَ وَمِئةُ صَفٍّ، ثَمانُونَ مِنْها من هذه الأُمَّةِ، وأرْبعُونَ من سَائرِ الأُمَمِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ. وقد رُوِي هذا الحديث عن عَلْقمةَ بن مَرْثَدٍ، عن سُليْمانَ بن بُريْدةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسلًا
(3)
، ومنهُم من قال: سُليمانُ بن بُريْدةَ، عن أبيهِ.
وحديثُ أبي سِنان عن مُحاربِ بن دِثارٍ حسنٌ.
وأبو سنانٍ اسْمُه: ضِرارُ بن مُرَّةَ، وأبو سنانٍ الشَّيْبانيُّ اسْمُه: سعيدُ بن سنانٍ وهو بَصْريٌّ، وأبو سنانٍ الشَّاميُّ اسمُه: عيسى بن سنانٍ هو القَسْمليُّ.
2723 -
حدَّثَّنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا أبو داودَ، قال: أنبأنا
(1)
المرسل أخرجه ابن المبارك في "الزهد - زوائد نعيم"(423) عن معمر، عن قتادة. وزاد في آخره:"على صورة آدم وكان طوله ستين ذراعًا".
(2)
صحيح، وأخرجه ابن ماجه (4289). وهو في "المسند"(22940)، و"صحيح ابن حبان"(7459) و (7460).
(3)
أخرجه الحسين المروزي في زيادات "الزهد" لابن المبارك (1572).
شعبةُ، عن أبي إسحاقَ، قال: سمعتُ عَمْرَو بن مَيْمُونٍ يُحَدِّثُ
عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: كُنَّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قُبَّةٍ نحوًا من أرْبَعينَ، فقال لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أتَرْضَونَ أنْ تكُونُوا رُبُعَ أهلِ الجنَّةِ"؟ قالوا: نعم، قال:"أتَرْضَوْنَ أن تكونوا ثُلُثَ أهلِ الجَنَّةِ"؟ قالوا: نعم، قال:"أتَرْضَوْنَ أنْ تكونوا شَطْرَ أهلِ الجَنَّةِ؟ إنَّ الجَنَّةَ لا يَدْخُلُها إلَّا نَفْسٌ مُسْلِمةٌ، ما أنْتُمْ في الشِّرْكِ إلَّا كالشَّعْرةِ البَيْضاءِ في جِلْدِ الثَّوْرِ الأسودِ، أو كالشَّعْرةِ السَّوْداءِ في جِلْدِ الثَّوْرِ الأحمرِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وفي البابِ عن عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ، وأبي سعيدٍ الخُدْريِّ.
14 - باب ما جاء في صِفةِ أبْوابِ الجنَّةِ
2724 -
حدَّثنا الفَضْلُ بن الصَّبَّاحِ البَغْدادِيُّ، قال: حدَّثنا مَعْنُ بن عيسى القزَّازُ، عن خالدِ بن أبي بكْرٍ، عن سالمِ بن عبد اللهِ
عن أبيهِ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "بابُ أُمَّتي الّذِي يدخلونَ منه الجنَّةَ عَرْضُه مَسِيرةُ الرَّاكبِ المُجوِّدِ ثَلاثًا، ثُمَّ إنَّهُمْ لَيُضْغَطُونَ عليه حتَّى تَكادُ مناكِبُهُمْ تَزُولُ"
(2)
.
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (6528)، ومسلم (221)، وابن ماجه (4283). وهو في "المسند"(3661)، و"صحيح ابن حبان"(7245).
(2)
إسناده ضعيف، خالد بن أبي بكر فيه لين، وأخرجه أبو يعلى (5554)، والمزي في ترجمة خالد بن أبي بكر من "تهذيب الكمال" 8/ 34.
هذا حديثٌ غريبٌ.
وسألتُ محمدًا عن هذا الحديثِ فلم يَعْرفْهُ، وقال: لِخَالدِ بن أبي بَكْرٍ مَناكِيرُ عن سالمِ بن عبد اللهِ.
15 - باب ما جاء في سُوقِ الجنَّةِ
2725 -
حدَّثنا محمدُ بن إسماعيلَ، قال: حدَّثنا هِشامُ بن عَمَّارٍ، قال: حدَّثنا عبدُ الحميدِ بن حَبِيبِ بن أبي العِشْرينَ، قال: حدَّثنا الأوْزاعيُّ، قال: حدَّثنا حَسَّانُ بن عَطيَّةَ، عن سَعيدِ بن المُسَيّبِ أنَّهُ لَقِيَ أبا هُريرةَ
فقال أبو هُريرةَ: أسْألُ اللهَ أنْ يَجْمعَ بَيْني وَبَيْنكَ في سُوقِ الجنَّةِ، فقال سعيدٌ: أفيها سُوقٌ؟ قال: نَعمْ، أخْبرني رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أنَّ أهْلَ الجنَّةِ إذا دَخلُوها، نَزلُوا فيها بِفَضْلِ أعْمالِهمْ، ثُمَّ يُؤْذنُ في مِقْدارِ يَوْمِ الجُمُعةِ من أيَّامِ الدُّنْيا، فَيزُورُونَ رَبَّهُمْ، ويَبْرُزُ لَهُمْ عَرْشُه، ويَتبدَّى لهُمْ في رَوْضةٍ من رِياضِ الجنَّةِ، فيُوضَع لهُمْ مَنابرُ مِن نُورٍ ومَنابرُ من لؤلؤٍ، ومَنابرُ من ياقُوْتٍ، ومَنابرُ من زَبَرْجدٍ، ومَنابرُ من ذَهبٍ، ومَنابرُ من فِضّةٍ، ويَجْلسُ أدْناهُمْ، وَما فِيهمْ من دَنيٍّ - على كُثْبانِ المِسْكِ والكافُورِ، ما يُروْنَ أنَّ أصْحابَ الكَراسيِّ بأفْضلَ مِنْهُمْ مَجْلسًا".
قال أبو هُريرةَ: قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، وَهَلْ نَرى رَبَّنا؟ قال:"نَعمْ، هَلْ تَتمارَوْنَ في رُؤْيةِ الشَّمْسِ والقمرِ لَيْلةَ البَدْرِ"؟ قُلْنا: لا. قال: "كذلكَ لا تمارَوْن في رُؤْيةِ رَبِّكُمْ، ولا يَبْقى في ذلكَ
المَجْلسِ رَجُلٌ إلَّا حَاضَرهُ اللهُ مُحاضَرةً
(1)
، حتَّى يَقولَ لِلرَّجُلِ مِنْهُمْ: يا فُلانُ بن فُلانٍ، أتذْكُرُ يَوْمَ قلت: كَذا وكَذا؟ فَيذكِّرُه بِبَعْضِ غَدَراتِه في الدُّنْيا، فَيقولُ: يا رَبِّ أفلم تَغْفِرْ لِي؟ فَيقولُ: بَلى، فَبِسَعةِ مَغْفرَتي بَلغْتَ مَنْزلَتَك هذه، فَبيْنما هُمْ على ذلك غَشِيتهُمْ سَحابةٌ من فَوْقِهمْ، فَأمْطرَتْ عَليْهمْ طِيبًا لم يَجدُوا مِثْلَ رِيحِه شَيْئًا قَطُّ.
ويَقولُ رَبُّنا: قُومُوا إلى ما أعْددْتُ لكُمْ من الكَرامةِ، فَخُذُوا ما اشْتَهَيتُمْ، فَنأتي سُوقًا قد حَفّتْ بهِ المَلائِكةُ، ما لم تَنْظُرِ العُيُونُ إلى مِثْلِه، ولم تَسْمعِ الآذانُ، ولم يَخْطُرْ على القُلُوبِ، فَيُحْمل لنا ما اشتَهيْنا، لَيْسَ يُباعُ فِيها ولا يُشْتَرى، وفي ذلك السُّوقِ يَلْقَى أهْلُ الجنَّةِ بَعْضُهمْ بَعْضًا، قال: فيُقْبِلُ الرَّجُلُ ذُو المَنْزِلةِ المُرْتَفعةِ فَيلْقى من هو دُونَهُ - وَما فِيهمْ دَنيٌّ - فَيرُوعُه ما يَرى عَليْهِ من اللِّباسِ، فَما يَنْقضي آخرُ حديثِه حتَّى يَتخيَّلَ عَليْهِ ما هو أحسنُ مِنْهُ، وذلكَ أنَّهُ لا يَنْبغي لأحدٍ أنْ يَحْزَنَ فيها، ثُمَّ نَنْصرِفُ إلى
(1)
كذا في نسخة الظاهرية و (ل) ورواية ابن ماجه، وفي (أ): خاصره الله مخاصرة بالخاء، وفي (د): خاصره الله محاصرة، وفي (س) ورواية ابن حبان: حاصره الله محاصرة بالصاد.
قال علي القاري في "مرقاة المفاتيح" 5/ 299: "حاضره الله محاضرة": بالضاد المعجمة من الحضور وقد صحف بالمهملة. قال التوربشتي رحمه الله: الكلمتان بالحاء المهملة والضاد المعجمة، والمراد من ذلك كف الحجاب والمقاولة مع العبد من غير حجاب ولا ترجمان، ويبينه الحديث:"ما منكم من أحد إلا ويكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان" الحديث. والمعنى: خاطبه الله مخاطبة وحاوره محاورة.
منازِلنا، فيتلقَّانا أزْواجُنا فَيقُلْنَ: مَرْحبًا وأهْلًا، لقد جِئْتَ وإنَّ لك
(1)
من الجَمالِ أفْضلَ مِمَّا فَارقْتَنا عَليْهِ، فَيقولُ: إنَّا جَالَسْنا اليَوْمَ رَبَّنا الجَبَّارَ، وَيَحِقُّنا
(2)
أن نَنْقلبَ بِمِثْل ما انْقَلبْنا"
(3)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلَّا من هذا الوَجْهِ. وقد رَوَى سُوَيْدُ بن عَمْرٍو، عن الأوْزاعيِّ شَيْئًا من هذا.
2726 -
حدَّثنا أحمدُ بن مَنِيعٍ وهَنَّادٌ، قالا: حدَّثنا أبو مُعاويةَ، قال: حدَّثنا عبد الرحمنِ بن إسحاقَ، عن النُّعْمانِ بن سَعْدٍ
عن عليٍّ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ في الجنَّةِ لسُوقًا ما فيها شِراءٌ ولا بَيْعٌ إلَّا الصُّورَ من الرِّجالِ والنِّساءِ، فإذا اشْتَهى الرَّجُلُ صُورةً دَخلَ فِيها"
(4)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
(1)
في نسخة (ل): بك، والمثبت من سائر أصولنا الخطية.
(2)
في (أ): "وبحَقَّنا"، والمثبت من نسخة (ل)، والمعنى: أي يحق لنا.
(3)
إسناده ضعيف، لضعف هشام بن عمار، وعبدُ الحميد بنُ حبيب بن أبي العشرين، قال النسائي: ليس بالقوي، وقال البخاري: ربما يخالف في حديثه، وقال ابن حبان: ربما أخطأ، وقال ابن عدي: يُعرف بغير حديث لا يرويه غيره، وهو ممن يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: لم يكن صاحب حديث.
وأخرجه ابن ماجه (4336). وهو عند ابن حبان في "صحيحه"(7438)، وانظره فيه.
(4)
إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق، ولجهالة النعمان بن سعد. وهو في "المسند"(1343). و"شرح السنة" للبغوي (4388).
16 - باب ما جاء في رُؤْيةِ الرَّبِّ تبارك وتعالى
2727 -
حدَّثنا هَنَّادٌ، قال: حدَّثنا وَكيعٌ، عن إسماعيلَ بن أبي خَالدٍ، عن قَيْسِ بن أبي حازمٍ
عن جَريرِ بن عبد اللهِ البَجَليِّ، قال: كُنَّا جُلُوسًا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فنظرَ إلى القَمر لَيْلةَ البَدْرِ، فقال:"إنَّكُمْ سَتُعْرَضُونَ على رَبِّكُمْ، فَترَوْنَهُ كما تَروْنَ هذا القَمرَ لا تَضامُّونَ في رُؤْيتِه، فَإنِ اسْتَطعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا على صلاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وصَلاةٍ قَبْلَ غُرُوبِها فَافْعلُوا"، ثُمَّ قَرَأ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}
(1)
[ق: 39].
هذا حديثٌ صحيحٌ.
2728 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشّارٍ، قال: حدَّثنا عبد الرحمنِ بن مَهْدِيٍّ، قال: حدَّثنا حَمَّادُ بن سَلمةَ، عن ثابتٍ البُنانيِّ، عن عبد الرحمنِ بن أبي لَيْلى
عن صُهَيْبٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قَوْلهِ:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قال: "إذا دخلَ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ نادى
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (554)، ومسلم (633)، وأبو داود (4729)، وابن ماجه (177)، والنسائي في "الكبرى"(7761) و (7762). وهو في "المسند"(19190)، و"صحيح ابن حبان"(7442).
وقوله: "لا تضامون" بفتح التاء وتشديد الميم من الضَّمِّ، أي: لا ينضم بعضكم إلى بعض، ولا يقول: أرنيه بل كلٌّ ينفرد برؤيته. ورُوي بضم التاء وتخفيف الميم من الضَّيم، وهو الظُّلم، يعني: لا ينالكم ظلم بأن يرى بعضكم دون بعض، بل تستوون كلكم في رؤيته تعالى.
منادٍ: إنَّ لكم عند اللهِ مَوْعدًا، قالوا: ألم يُبيِّضْ وجُوهنا، ويُنَجِّنا من النَّارِ ويدْخِلْنا الجنَّة؟ قالوا: بلى، فيُكْشَفُ الحِجابُ، قال: فواللهِ ما أعْطاهُمْ شَيْئًا أحبَّ إلَيْهمْ من النَّظرِ إلَيْهِ"
(1)
.
هذا حديثٌ إنّما أسْنَدهُ حَمَّادُ بن سَلمةَ ورَفَعَهُ، ورَوَى سُليْمانُ بن المُغِيرةِ هذا الحديثَ عن ثابتٍ البُنانيِّ، عن عبد الرحمنِ بن أبي لَيْلى قَوْلَهُ
(2)
.
2729 -
حدَّثنا عَبْدُ بن حُمَيْدٍ، قال: أخبرني شَبابةُ بن سَوّار، عن إسرائيلَ، عن ثُوَيْرٍ، قال:
سمعتُ ابن عمرَ يقولُ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أدْنى أهْلِ الجنَّةِ مَنْزِلةً: لَمَنْ يَنْظُرُ إلى جِنانِه وأزْواجِه ونَعِيمِه وخَدمِه وسُررِه مَسِيرةَ ألفِ سنةٍ، وأكْرمَهُمْ على اللهِ: من يَنْظُرُ إلى وَجْهِه غُدْوةً وعَشيّةً"، ثُمَّ قَرأ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}
(3)
[القيامة: 22، 23].
(1)
صحيح، وأخرجه مسلم (181)، وابن ماجه (187)، والنسائي في "الكبرى"(7766) و (11234)، وهو في "المسند"(18935)، و"صحيح ابن حبان"(7441).
وسيأتي برقم (3362).
(2)
أخرجه الطبري في "تفسيره"(17619) و (17620) و (17621) و (17622) و (17623)، والدارقطني في "الرؤية"(208) و (209) و (210) و (211) و (212) و (213) من طرق عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قوله.
تنبيه: وقع بعد هذا في (م): "باب منه" ولم يرد في أصولنا الخطية.
(3)
إسناده ضعيف. ثوير - وهو ابن أبي فاختة - ضعفه ابن معين وأبو زرعة =
وقد رُوِي هذا الحديثُ من غيرِ وَجْهٍ عن إسرائيلَ، عن ثُويْرٍ، عن ابن عمرَ مرفُوعًا، ورَوَاهُ عبد الملكِ بن أبْجرَ عن ثُويْرٍ عن ابن عُمرَ مَوْقُوفًا
(1)
. ورواه عُبَيْدُ اللهِ الأشْجَعيُّ، عن سُفيانَ، عن ثُوَيْرٍ، عن مُجاهدٍ، عن ابن عمرَ قولَهُ ولم يَرْفَعْهُ.
2730 -
حدَّثنا بذلكَ أبو كُرَيْبٍ محمدُ بن العلاءِ، قال: حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللهِ الأشْجَعيُّ، عن سُفيانَ، عن ثُوَيْرٍ، عن مُجاهدٍ، عن ابن عُمرَ نَحوَهُ، ولم يَرْفَعْهُ
(2)
.
2731 -
حدَّثنا محمدُ بن طَريفٍ الكُوفيُّ، قال: حدَّثنا جابرُ بن نُوحٍ، عن الأعْمَشِ، عن أبي صالحٍ
عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تُضامُّونَ في رُؤْيةِ القَمرِ لَيْلةَ البَدْرِ؟ تُضامُّونَ في رُؤْيةِ الشَّمْس"؟ قالوا: لا، قال:"فإنَّكمْ سَترَوْنَ ربَّكُمْ كما تَرَوْنَ القَمرَ لَيْلةَ البَدْرِ، لا تُضامُّونَ في رُؤْيتِه"
(3)
.
= وأبو حاتم والنسائي وابن عدي وغيرهم، وقال الدارقطني وعلي بن الجنيد: متروك. وهو في "المسند"(4623). وسيأتي الحديث عند المصنف (3619).
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة 13/ 111، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(866) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن عبد الله بن أبجر، به. وتحرف "ابن أبجر" في مطبوعة "مصنف ابن أبي شيبة" إلى:"أبي الحر".
(2)
أخرجه الطبري في "التفسير" 29/ 193.
(3)
صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (806)، ومسلم (182) و (2968)، وأبو داود (4730)، وابن ماجه (178)، والنسائي في "الكبرى" =
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ. وهكذا رَوَى يحيى بنُ عيسى الرَّمْليُّ وغيرُ واحدٍ عن الأعمشِ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ورَوَى عَبدُ اللهِ بن إدريسَ، عن الأعمشِ، عن أبي صالحٍ، عن أبي سعيدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وحديثُ ابن إدْريسَ عن الأعمشِ غير مَحْفُوظٍ وحديثُ أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أصَحُّ، وهكذا رواهُ سُهَيْلُ بن أبي صالحٍ، عن أبيهِ، عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وقد رُوِي عن أبي سَعيدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم من غيرِ هذا الوَجْهِ مِثْلَ هذا الحديثِ
(1)
، وهو حديثٌ صحيحٌ أيضًا.
17 - باب
2732 -
حدَّثنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، قال: أخبرنا عبد اللهِ بن المُبَاركِ، قال: أخبرنا مالكُ بن أنَسٍ، عن زَيْدِ بن أسْلمَ، عن عطاءِ بن يسارٍ
عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله يَقولُ لأهْلِ الجنَّةِ: يا أهلَ الجنَّةِ، فيقولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنا وسَعْدَيْكَ، فَيقولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيقولُونَ؟ ما لنا لا نَرْضى وقد أعْطَيْتنا ما لم تُعْطِ أحدًا مِن خَلْقِكَ، فيقولُ: أنا أُعْطيكُمْ أفضلَ من ذلكَ، قالوا:
= (11488). وهو في "المسند"(7717) و (8817) و (9058)، و"صحيح ابن حبان"(7429).
وانظر ما سيأتي مطولًا برقم (2734).
(1)
أخرجه أحمد في "مسنده"(11120)، وانظر تمام تخريج الحديث والتعليق على كلام الترمذي رحمه الله في "المسند". فقد حرَّرنا القول فيه هناك.
وأيُّ شيءٍ أفضلُ من ذلكَ؟ قال: أُحِلُّ عليكُم رِضْواني، فلا أسْخطُ عليكُم أبدًا"
(1)
.
هذا حديثٌ حسن صحيحٌ.
18 - باب ما جاء في تَرائي أهلِ الجنَّةِ في الغُرفِ
2733 -
حدَّثنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، قال: أخبرنا عبد اللهِ بن المُباركِ، قال: أخبرنا فُليْحُ بن سُليْمانَ، عن هلالِ بن عليٍّ، عن عطاءِ بن يسارٍ
عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّ أهلَ الجنَّةِ ليتَراءَوْنَ في الغُرْفةِ كما تَتراءَوْنَ الكَوْكبَ الشَّرقيَّ أو الكوكبَ الغَرْبيَّ الغاربَ في الأُفُقِ أو الطَّالعَ، في تَفاضُلِ الدَّرجاتِ"، فقالوا: يا رسولَ الله، أُولئكَ النَّبيُّونَ؟ قال:"بلى، والّذِي نَفْسِي بِيدِهِ، وأقْوامٌ آمَنُوا باللهِ ورسولِه وصَدَّقُوا المُرْسَلينَ"
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
19 - باب ما جاء في خُلُودِ أهْلِ الجنَّةِ وأهْلِ النَّارِ
2734 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا عبد العزِيزِ بن محمدٍ، عن العلاءِ بن
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (6549)، ومسلم (2829)، والنسائي في "الكبرى"(7749). وهو في "المسند"(11835)، و"صحيح ابن حبان"(7440).
(2)
متن الحديث صحيح، من حديث أبي سعيد الخدري، فلعل فليحَ بن سليمان - وفيه كلام - أخطأ فيه، فجعله من حديث أبي هريرة، والله أعلم. وقد بسطنا القول فيه في "المسند" عند حديث أبي هريرة برقم (8423). وانظر تمام تخريج حديث أبي سعيد الخدري في "المسند" أيضًا برقم (11206).
عبد الرحمنِ، عن أبيهِ
عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"يَجْمعُ اللهُ النَّاسَ يومَ القِيامةِ في صَعِيدٍ واحدٍ، ثُمَّ يَطَّلِعُ عَليْهمْ رَبُّ العالمينَ، فيقولُ: ألا يَتْبعُ كُلُّ إنْسانٍ ما كانُوا يَعْبُدونَ، فَيُمثَّلُ لِصاحبِ الصَّليب صَليبُهُ، ولِصاحبِ التَّصاوِيرِ تَصاوِيرُهُ، ولِصاحبِ النَّارِ نارُهُ، فيتَّبعُونَ ما كانُوا يَعْبدُونَ، ويَبْقى المُسْلمُونَ، فيطَّلعُ عليهم رَبُّ العالمينَ، فيقولُ: ألا تتَّبِعُونَ النَّاسَ؟ فيقولُونَ: نعوذُ باللهِ مِنْكَ، نعوذُ باللهِ مِنْكَ، اللهُ رَبُّنا، وهذا مكانُنا حتَّى نَرى رَبَّنا، وهو يأمُرُهُمْ ويُثَبِّتُهُمْ، ثُمَّ يَتوارى، ثُمَّ يَطَّلِعُ فيقولُ: ألا تَتَّبِعُونَ النَّاسَ؟ فيقولُونَ: نعوذُ بالله مِنْكَ، نَعُوذُ باللهِ مِنْكَ، اللهُ رَبُّنا، وهذا مكانُنا حتَّى نَرى رَبَّنا، وهو يأمُرهُمْ وَيثبِّتُهمْ".
قالوا: وهَلْ نَراهُ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: "وَهَلْ تُضارُّونَ في رُؤْية القَمرِ لَيْلَة البَدْرِ"؟ قالوا: لا يا رسولَ الله، قال: "فإنَّكُمْ لا تُضارُّونَ في رُؤْيتِه تِلْكَ السَّاعةَ، ثُمَّ يَتوَارى، ثُمَّ يَطَّلِعُ فيُعرِّفُهمْ نَفْسَهُ، ثُمَّ يقولُ: أنا ربُّكُمْ فاتَّبِعُوني، فَيقومُ المُسْلمُون، ويُوضعُ الصِّراطُ، فَيُمَرُّ
(1)
عليهِ مِثْلُ جِيادِ الخَيْلِ والرِّكابِ، وقَوْلُهمْ عليهِ: سَلِّمْ سَلِّمْ، ويَبْقى أهلُ النَّارِ، فيُطْرحُ منهُمْ فِيها فَوْجٌ، فيُقالُ: هل امْتلأتِ؟ فَتقولُ: هَلْ مِن مَزيدٍ، ثُمَّ يُطْرَحُ فِيها فَوْجٌ، فَيقالُ: هَلِ امْتلأْتِ؟
(1)
هكذا ضبطت في (ل) و (س)، وهي في (أ) و (د) دون ضبط، والمعنى: أي يمر عليه المسلمون.
فتقولُ: هَلْ مِن مَزِيدٍ، حتَّى إذا أُوْعِبُوا فِيها وَضعَ الرَّحْمن قَدمَهُ فِيها، وأُزْوِيَ بعضُها إلى بعضٍ، ثُمَّ قال: قَطْ، قالت: قَطْ قَطْ.
فإذا أدْخلَ اللهُ أهْلَ الجَنَّةِ الجنّةَ وأهْلَ النَّارِ النَّارَ، أُتِي بالموتِ مُلَبَّبًا، فيُوقَفُ على السُّورِ الّذي بينَ أهلِ الجنَّةِ وأهلِ النَّارِ، ثُمَّ يقالُ: يا أهلَ الجنَّةِ، فيَطّلِعُونَ خائِفينَ، ثُمَّ يقالُ: يا أهلَ النّارِ، فَيطَّلِعُونَ مُسْتبشرينَ يَرْجُونَ الشّفاعةَ، فيقالُ لأهلِ الجنَّةِ وأهلِ النّارِ: هلْ تَعْرِفُون هذا؟ فيقولونَ هؤلاءِ وهؤُلاءِ: قد عَرفْناهُ، هو الموتُ الذي وُكِّلَ بِنا، فيُضْجَعُ فيُذْبحُ ذَبْحًا على السُّورِ ثُمَّ يُقالُ: يا أهلَ الجنّةِ خُلودٌ لا موتَ، ويا أهلَ النّارِ خُلودٌ لا موتَ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2735 -
حدَّثَنا سُفيانُ بن وَكيعٍ، قال: حدَّثنا أبي، عن فُضَيْلِ بن مَرْزُوقٍ، عن عطيَّةَ
عن أبي سعيدٍ يَرْفَعُهُ، قال: "إذا كَانَ يَوْمُ القِيامةِ أُتي بالمَوْتِ
(1)
صحيح، وأخرجه مطولًا البخاري (806)، ومسلم (182)، والنسائي في "الكبرى"(11488)، وهو في "المسند"(8817)، و"صحيح ابن حبان"(7429).
وسلف مختصرًا بقصة رؤية الله عز وجل كما يُرى القمر ليلة البدر برقم (2731). وسلف تخريجه هناك.
قوله: "أوعبوا": أي: أدخلوا فيها جميعًا.
"وأزوي" أي: جمع وضُمَّ بعضها إلى بعض.
"ملبَّبًا": أي: مجموعة قوائمه إلى لُبَّته، وهي المَنْحرَ.
كالكَبْشِ الأمْلحِ، فَيُوقَفُ بينَ الجَنَّةِ والنَّارِ، فَيُذْبحُ وهُمْ يَنْظُرُونَ، فَلو أنَّ أحدًا مات فَرحًا لَماتَ أهلُ الجنَّةِ، ولو أنَّ أحدًا ماتَ حُزْنًا لَماتَ أهْلُ النَّارِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ.
وقد رُوِي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم رواياتٌ كثِيرةٌ مِثْلُ هذا ما يُذْكرُ فيهِ أمْرُ الرُّؤْيةِ أنَّ النّاسَ يَروْنَ رَبَّهُمْ، وَذِكْرُ القدَمِ وَما أشْبهَ هذه الأَشْياءَ.
والمذهبُ في هذا عِنْدَ أهلِ العلمِ من الأئمَّةِ مِثْلِ سُفيانَ الثَّوْريِّ، ومالكِ بن أنَسٍ، وسفيان بن عيينة، وابن المُباركِ، ووَكيعٍ وغَيْرِهمْ أنَّهُمْ رَوَوْا هذه الأشْياءَ، وقالوا: تُرْوَى هذه الأحاديثُ ونُؤْمِنُ بها، ولا يُقالُ: كيفَ؟ وهذا الذي اخْتارَهُ أهْلُ الحديثِ أنْ يَرْووا هذه الأشْياءَ كما جَاءتْ ويُؤْمن بِها، ولا تُفَسَّرُ، ولا تُتوَهَّمُ، ولا يُقالُ: كَيْفَ، وهذا أمْرُ أهْلِ العلمِ الذي اخْتاروهُ وذَهبُوا إلَيْهِ.
ومَعْنى قَوْلِه في الحديثِ: فَيُعرِّفُهمْ نَفْسَهُ: يَعْني يَتجلّى لهُمْ.
20 - باب ما جاء حُفّتِ الجنَّةُ بالمَكارِهِ، وحُفّتِ النَّارُ بالشَّهوَاتِ
2736 -
حدَّثنا عبد اللهِ بن عبد الرحمنِ، قال: أخبرنا عمرُو بن عاصمٍ، قال: أخبرنا حمَّادُ بن سلمةَ، عن حُمَيْدٍ وثابتٍ
(1)
صحيح دون قوله: "فلو أن أحدًا مات فرحًا
…
إلخ"، وهذا سند ضعيف لضعف عطية وقد رواه المصنف فيما سيأتي برقم (3424) دون هذه الزيادة، وهو متفق عليه. وانظر تخريجه فيما سيأتي.
عن أنسٍ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "حُفّتِ الجنَّةُ بالمَكارِهِ، وحُفّتِ النَّارُ بِالشّهواتِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيحٌ من هذا الوَجْهِ.
2737 -
حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا عَبْدةُ بن سليمانَ، عن محمدِ بن عَمْرٍو، قال: حدَّثنا أبو سلمةَ
عن أبي هُريرةَ، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"لَمَّا خَلقَ اللهُ الجنَّةَ والنَّارَ، أرسلَ جِبْريلَ إلى الجنَّةِ، فقال: انْظُرْ إلَيْها وإلى ما أعْدَدْتُ لأهْلِها فِيها، قال: فجاءَها فنظر إليها وإلى ما أعَدَّ اللهُ لأهْلِها فِيها، قال: فَرجعَ إليهِ، قال: فَوعِزَّتِكَ لا يَسْمعُ بها أحدٌ إلَّا دَخَلها، فأمرَ بِها فحُفّتْ بالمَكارِهِ، فقال: ارْجعْ إليها فانْظُرْ إلى ما أعْدَدْتُ لأهْلِها فِيها، قال: فَرجعَ إليها، فإذا هي قد حُفَّتْ بالمَكارهِ، فَرجعَ إلَيْهِ، فقال: وَعِزَّتِكَ لقد خِفْتُ أنْ لا يَدْخُلَها أحدٌ، قال: اذهبْ إلى النَّارِ، فانْظُرْ إليها وإلى ما أعْددْت لأهْلها فيها، فإذا هي يَرْكبُ بَعْضُها بَعْضًا، فَرجعَ إليه، فقال: وعِزَّتِكَ لا يَسْمعُ بها أحدٌ فيدْخُلَها، فأمَرَ بها فَحُفّتْ بالشَّهوَاتِ، فقال: ارْجِعْ إلَيْها، فرجعَ إليها فقال: وعزَّتكَ لقد خَشيتُ أنْ لا يَنْجُوَ مِنها أحدٌ إلَّا دَخَلها"
(2)
.
(1)
صحيح، وأخرجه مسلم (2822). وهو في "المسند"(12559)، و"صحيح ابن حبان"(716) و (718).
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (6487)، ومسلم (2823)، وأبو داود (4744)، والنسائي 7/ 3 - 4. وهو في "المسند" (7530) و (8398)، و"صحيح ابن حبان" (719) و (7394).
هذا حديثٌ حَسنٌ صحيحٌ.
21 - باب ما جاء في احْتجاجِ الجنّةِ والنَّارِ
2738 -
حدَّثنا أبو كُريْبٍ، قال: حدَّثنا عَبْدةُ بن سُليْمانَ، عن محمدِ بن عَمْرٍو، عن أبي سلمةَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "احتجَّتِ الجنَّةُ والنّارُ، فقالت الجنَّةُ: يَدْخُلُني الضُّعَفاءُ والمَساكِينُ، وقالت النّارُ: يَدْخُلني الجَبَّارُونَ والمُتكبِّرُونَ، فقال لِلنَّارِ: أنْتِ عَذابي أنْتقمُ بِكِ مِمَّن شِئْتُ، وقال لِلْجنَّةِ: أنْتِ رَحْمتي أرْحمُ بكِ من شِئْتُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
22 - باب ما جاء ما لأدْنَى أهلِ الجنّةِ من الكرامةِ
2739 -
حدَّثنا سُوَيْدُ بن نصرٍ، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا رِشْدينُ بن سَعْدٍ، قال: حدَّثني عَمْرُو بن الحارثِ، عن دَرَّاجٍ، عن أبي الهيثم
عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أدْنى أهلِ الجنَّةِ، الّذِي لهُ ثمانونَ ألفَ خادمٍ، واثنَتانِ وسَبْعُونَ زَوْجةً، وَتُنْصَبُ لهُ قُبَّةٌ من لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجدٍ وياقُوتٍ كما بينَ الجَابيةِ إلى صَنْعاءَ"
(2)
.
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (4850) و (7449)، ومسلم (2846)، والنسائي في "الكبرى"(11522). وهو في "المسند"(7718)، و"صحيح ابن حبان"(7447).
(2)
إسناده ضعيف لضعف دراج أبي السمح. وهو في "المسند"(11723)، و"صحيح ابن حبان"(7401)، و"شرح السنة" للبغوي (4381).
2740 -
وبهذا الإسنادِ عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
"من ماتَ من أهلِ الجنَّةِ من صَغِيرٍ أو كَبيرٍ يُرَدُّونَ بَني ثَلاثِينَ في الجنَّةِ، لا يَزِيدُونَ عَليْها أبدًا، وكذلكَ أهْلُ النَّارِ"
(1)
.
2741 -
وبهذا الإسْنادِ عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:
"إنَّ عَليْهمُ التِّيجانَ، إنَّ اْدْنى لُؤْلُؤةٍ منها لَتُضِيءُ ما بينَ المَشْرقِ والمَغْربِ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفُه إلا من حديث رِشدينِ بن سعدٍ.
2742 -
حدَّثنا أبو بكر محمد بن بشّارٍ، قال: حدَّثنا معاذُ بن هِشامٍ، قال: حدثني أبي، عن عامرٍ الأحْوَلِ، عن أبي الصِّدِّيقِ النَّاجي
عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "المُؤمنُ إذا اشْتهى الوَلدَ في الجنَّةِ كانَ حَمْلُهُ ووَضْعُهُ وسِنُّهُ في ساعةٍ كما يَشْتهي"
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف، وأخرجه نعيم بن حماد في زوائده على ابن المبارك في "الزهد" بإثر (422)، والبغوي في "شرح السنة" بإثر (4381).
(2)
إسناده ضعيف، وأخرجه أحمد في "مسنده"(11715)، وابن حبان في "صحيحه"(7397).
(3)
إسناده حسن، عامر الأحول مع أنه من رجال مسلم مختلف فيه، فقد وثقه أبو حاتم وابن معين، وقال ابن عدي: لا أرى برواياته بأسًا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه أحمد والنسائي.
وأخرجه ابن ماجه (4338). وهو في "المسند"(11063)، و"صحيح ابن حبان"(7404).
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
وقد اختلفَ أهلُ العلمِ في هذا، فقال بَعْضُهمْ: في الجنَّةِ جِماعٌ، وَلا يكُونُ وَلدٌ، هكذا رُوِي عن طاوُوسٍ ومُجاهدٍ وإبراهيمَ النَّخَعيِّ.
وقال محمدٌ
(1)
: قال إسحاقُ بن إبراهيمَ في حديثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "إذا اشتهى المُؤْمنُ الوَلدَ في الجنَّةِ كان في ساعةٍ كما يَشْتهي، وَلكن لا يَشْتهي". قال محمدٌ: وقد رُوِي عن أبي رَزِينٍ العُقيليِّ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم:"أنَّ أهلَ الجنَّةِ لا يكُونُ لهُم فِيها ولدٌ"
(2)
.
وأبو الصِّدَّيقِ النَّاجِي اسمُه: بكرُ بن عَمْرٍو، ويقالُ: بكرُ بن قيسٍ.
23 - باب ما جاء في كَلامِ الحُورِ العِينِ
2743 -
حدَّثنا هنَّادٌ وأحمدُ بن مَنيعٍ، قالا: حدَّثنا أبو مُعاويةَ، قال: حدَّثنا عَبد الرحمنِ بن إسحاقَ، عن النُّعمانِ بن سَعْدٍ
عن عليٍّ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ في الجنَّةِ لمُجْتمعًا لِلْحُورِ العِينِ، يَرْفَعْنَ بِأصْواتٍ لم يَسْمعِ الخلائقُ مِثْلَهَا، يَقُلنَ:
نحنُ الخالِداتُ فَلا نَبِيدُ
…
ونَحنُ النَّاعِماتُ فلا نبأسُ
(1)
هو الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، انظر "العلل الكبير" 2/ 850 للمصنف.
(2)
إسناده ضعيف، وأخرجه أبو داود (3266) ولم يسق لفظه، وهو في "المسند"(16206)، وانظره لزامًا فيه.
ونَحنُ الرَّاضِياتُ فلا نَسْخطُ
…
طُوبى لِمنْ كانَ لَنا وَكُنَّا لهُ"
(1)
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وأبي سَعيدٍ، وأنَسٍ.
حديثُ عَليٍّ حديثٌ غريبٌ
(2)
.
24 - باب ما جاء في صفة أنهار الجنَّة
2744 -
حدثنا محمد بن بشّار، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا الجُريريُّ، عن حكيم بن معاوية
عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إنّ في الجنّة بَحْرَ الماءِ وبَحْرَ العَسلِ وبَحْرَ اللَّبَن وبحرَ الخمرِ، ثم تُشقّقُ الأنهارُ بَعْدُ"
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق، ولجهالة النعمان بن سعد. وهو في "المسند"(1343)، و"شرح السنة" للبغوي (4388).
وقوله: يرفعن بأصوات، في رواية أحمد: يرفعن أصواتًا، وفي رواية البغوي: ينادين بصوت.
وقال المباركفوري: الباء زائدة لتأكيد التعدية، أو أراد بالأصوات: النغمات، والمفعول محذوف، أي: يرفعن أصواتهن بأنغام.
(2)
جاء في المطبوع بعد هذا حديث رقم (2565)"حدثنا محمد بن بشّار، قال: حدثنا روحُ بن عبادةَ، عن الأوزاعيِّ، عن يحيى بن أبي كثير في قوله عز وجل: {فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الروم: 15]، قال: السَّمَّاعُ. ومعنى السَّمَّاع مِثلَ ما ورد في الحديث: أنَّ الحور العِين يَرْفَعْنَ بأصواتِهنَّ".
ولم يرد في شيء من أصولنا الخطية ولا في نسخة المباركفوري.
(3)
إسناده حسن، حكيم بن معاوية صدوق. وهو في "المسند"(20052)، و"صحي ابن حبان"(7409).
هذا حديث حسنٌ صحيحٌ.
وحكيم بن معاوية: هو والد بَهْزٍ.
2745 -
حدثنا هنّادٌ، قال: حدثنا أبو الأحْوَص، عن أبي إسحاقَ، عن بُرَيدِ بن أبي مريم
عن أنسِ بن مالكٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "من سَألَ الله الجنّةَ ثلاثَ مَرَّات، قالت الجنَّةُ: اللهمَّ أدخِلْهُ الجنَّةَ، ومن استجارَ من النّار ثلاثَ مَرَّاتٍ، قالت النَّارُ: اللهمَّ أجِرْهُ من النار"
(1)
.
هكذا رَوى يونسُ بن أبي إسحاق هذا الحديث عن بُريد بن أبي مريم، عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوَه. وقد رُوي عن أبي إسحاقَ، عن بُريد بن أبي مريم، عن أنسِ بن مالكٍ قولَه.
2746 -
(2)
حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا وكيعٌ، عن سُفيانَ، عن أبي اليَقْظانِ، عن زاذانَ
عن ابن عمرَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ثلاثةٌ على كُثْبانِ المِسْكِ، أُراهُ قال: يومَ القِيامةِ، يَغْبِطُهمُ الأوَّلُونَ والآخِرُونَ: رجلٌ يُنادي بالصَّلَواتِ الخَمْسِ في كُلَّ يومٍ ولَيْلةٍ، ورَجُلٌ يَؤُمُّ قومًا وهُمْ بهِ راضونَ، وعَبْدٌ أدَّى حق اللهِ وحَقَّ مَواليهِ"
(3)
.
(1)
صحيح، وأخرجه ابن ماجه (4340)، والنسائي 8/ 279. وهو في "المسند" (12170) و (13173)، و"صحيح ابن حبان" (1014) و (1034).
(2)
وقع قبل هذا في المطبوع: "باب".
(3)
إسناده ضعيف لضعف أبي اليقظان، وقد سلف برقم (2101) وهو في =
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلّا عن سُفيانَ الثَّورِيَّ.
وأبو اليَقْظانِ اسمهُ: عُثمانُ بن عُمَيْرٍ، ويقالُ: ابن قَيْسٍ.
2747 -
حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا يحيى بن آدَمَ، عن أبي بكْرِ بن عَيَّاشٍ، عن الأعْمَشِ، عن منصورٍ، عن رِبْعيٍّ
عن عبد اللهِ بن مسعودٍ يَرْفَعُه، قال:"ثلاثةٌ يُحبُّهُمُ اللهُ: رجلٌ قامَ من اللَّيلِ يَتْلُو كِتابَ اللهِ، ورجلٌ تَصدَّقَ صَدقةً بِيَمينِه يُخْفِيها، قال: أُراهُ عن شِمالِه، ورَجُلٌ كانَ في سَرِيَّةٍ، فانْهزَمَ أصحابُهُ، فاسْتقبلَ العدُوَّ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ غيرُ محفوظٍ، والصَّحيحُ ما رَوَى شُعبةُ وغيرُه، عن منصورٍ، عن رِبْعيِّ بن حِراشٍ، عن زَيْدِ بن ظَبْيانَ، عن أبي ذَرٍّ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم. وأبو بكرِ بن عيَّاشٍ كَثِيرُ الغَلطِ.
2748 -
حدثنا أبو سعيد الأشجُّ، قال: حدثنا عقبةُ بن خالدٍ، قال: حدثنا عبيدُ الله بن عمر، عن حبيب بن عبد الرحمن، عن جدِّه حفصِ بن عاصمٍ
عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ الفُراتُ
= "المسند"(4799).
(1)
صحيح من حديث أبي ذر كما سيأتي برقم (2750)، وهذا سند ضعيف، أبو بكر بن عياش في حفظه شيء، وقد وهم فيه، فجعله من حديث ابن مسعود.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10486).
يَحْسِرُ عن كنزٍ من ذهبٍ، فمن حَضرَهُ، فلا يأخُذْ منه شيئًا"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2749 -
حدثنا أبو سعيد الأَشجُّ، قال: حدثنا عقبةُ بن خالدٍ، قال: حدثنا عبيدُ الله بن عمر، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج
عن أبي هريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مِثلَهُ، إلَّا أنّه قال:"يَحسِرُ عن جبلٍ من ذهبٍ"
(2)
.
هذا حديث حسنٌ صحيحٌ.
2750 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ ومحمدُ بن المُثنَّى، قالا: حدَّثنا محمدُ بن جَعْفرٍ، قال: حدَّثنا شُعبةُ، عن منصور بن المُعْتمِرِ، قال: سمعتُ رِبْعيَّ بن حِراشٍ يُحدِّثُ، عن زيدِ بن ظَبْيانَ
رفعه إلى أبي ذَرٍّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: "ثلاثةٌ يُحبُّهُمُ اللهُ، وثلاثةٌ يُبْغِضُهمُ اللهُ، فأمَّا الَّذينَ يُحبُّهمُ اللهُ: فرجلٌ أتَى قومًا فسألَهُمْ باللهِ، ولم يَسْألْهُمْ بِقرابةِ بينَهُ وبَيْنَهُمْ فمَنعُوهُ، فتخلَّفَ رجلٌ بأعْيانِهمْ، فأعْطاهُ سِرًّا لا يعلمُ بِعَطيَّتِه إلّا اللهُ والّذِي أعطاهُ، وقومٌ ساروا لَيْلتَهُمْ حتَّى إذا كانَ النَّوْمُ أحَبَّ إليهم مِمَّا يُعْدَلُ بهِ فوضَعُوا
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (7119)، ومسلم (2894)، وأبو داود (4314)، وابن ماجه (4046). وهو في "المسند"(7554)، و"صحيح ابن حبان"(6692).
وانظر ما بعده.
(2)
صحيح كسابقه، وسلف تخريجه فيه.
رُؤوسَهُمْ، فقام يَتمَلَّقُني
(1)
ويتْلُوا آياتِي، ورجلٌ كانَ في سَرِيةٍ فَلقي العَدُوَّ فَهُزِمُوا، فأقبل بِصدْرهِ حتَّى يُقْتَلَ أو يُفْتَحَ لهُ، والثَّلاثةُ الّذِينَ يُبغضُهُم اللهُ: الشّيْخُ الزَّاني، والفقيرُ المُخْتالُ، والغَنيُّ الظَّلُومُ"
(2)
.
2751 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا النَّضْرُ بن شُمَيْلٍ، عن شُعبةَ نحوَهُ
(3)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ، وهكذا رَوَى شَيْبانُ، عن منصورٍ نَحو هذا، وهذا أصَحُّ من حديثِ أبي بكرِ بن عَيَّاشٍ.
(1)
في نسخة المباركفوري: "قام رجل يتملقني"، والمثبت من أصولنا الخطية.
(2)
صحيح، وأخرجه النسائي 3/ 207 - 208 و 5/ 84. وهو في "المسند" (21340) و (21355) و (21530)، و"صحيح ابن حبان" (3349).
(3)
صحيح كسابقه.
بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب صفة جهنم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
1 - باب ما جاء في صِفةِ النَّارِ
2752 -
حدَّثنا عبد اللهِ بن عبد الرحمنِ، قال: أخبرنا عُمرُ بن حَفْصِ بن غِياثٍ، قال: حدَّثنا أبي، عن العلاءِ بن خالدٍ الكاهِليِّ، عن شَقِيقِ بن سَلمةَ
عن عبد اللهِ بن مَسْعُودٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يُؤْتَى بِجَهنَّمَ يوْمئذٍ لها سَبْعُونَ ألفَ زِمامٍ، معَ كُلِّ زمامٍ سَبْعُونَ ألفَ مَلَكٍ يَجُرُّونها"
(1)
.
قال عبد اللهِ بن عَبد الرحمنِ: والثَّوْريُّ لا يَرْفَعُه.
2753 -
حدَّثنا عبدُ بن حُمَيْدٍ، قال: حدَّثَنا عَبدُ الملكِ بن عَمْرٍو أبو عامرٍ العَقَديُّ، عن سفيانَ، عن العلاءِ بن خَالدٍ، بهذا الإسنادِ نحوَهُ، ولم يَرْفَعْهُ
(2)
.
(1)
رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد روي مرفوعًا وموقوفًا، والموقوف أصح، ورفعه وهم كما نبه على ذلك الدارقطني في "التتبع" ص 329.
وأخرجه مسلم (2842)، والحاكم 4/ 595.
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة 13/ 151، والطبري في "التفسير" 30/ 188 من =
2754 -
حدَّثنا عَبدُ اللهِ بن مُعاويةَ الجُمَحيُّ، قال: حدَّثنا عبد العزيزِ بن مُسْلمٍ، عن الأعْمَشِ، عن أبي صالحٍ
عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ عُنُقٌ من النَّارِ يومَ القيامة له عَيْنانِ تُبْصرَانِ، وأُذُنانِ تَسْمعانِ، ولِسانٌ يَنْطِقُ، يقولُ: إنِّي وُكَّلْتُ بثلاثةٍ: بِكُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وبِكُلِّ من دعا مع الله إلهًا آخرَ، وبالمُصوَّرينَ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي سَعيدٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ
(2)
.
2 - باب ما جاء في صِفةِ قَعْرِ جَهنمَ
2755 -
حدَّثنا عَبْدُ بن حُمَيْدٍ، قال: حدَّثنا حُسيْنُ بن عَليٍّ الجُعْفيُّ، عن فُضَيْلِ بن عِياضٍ، عن هِشامِ بن حَسَّانَ، عن الحَسنِ، قال:
قال عُتْبةُ بن غَزْوان على مِنْبرنا هذا مِنْبرِ البَصْرةِ، عن النبيِّ
= طريق مروان بن معاوية الفزاري، عن العلاء بن خالد الأسدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 167 من طريق عاصم الأحول، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود.
(1)
صحيح، وهو في "المسند"(8430)، وانظر تمام تخريجه فيه.
(2)
جاء في المطبوع بعد هذا: وقد رواه بعضهم عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا. ورَوى أشعث بن سوار، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
قلنا: وحديث أبي سعيد أخرجه أحمد في "مسنده" برقم (11354)، وانظر تمام تخريجه والكلام عليه فيه.
صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّ الصَّخْرةَ العَظيمةَ لَتُلْقى من شَفيرِ جَهنّمَ، فَتهْوي فِيها سَبْعينَ عامًا ما تُفْضي إلى قَرارِها"، قال: وكانَ عمرُ يقولُ: أكْثِرُوا ذِكْرَ النَّارِ، فإنَّ حَرَّها شَديدٌ، وإنَّ قَعْرها بعيدٌ، وإنَّ مَقامِعَها حَديدٌ
(1)
.
لا نَعْرفُ لِلْحَسنِ سَماعًا من عُتبةَ بن غَزْوانَ وإنّما قَدِمَ عُتْبةُ بن غَزْوانَ البَصْرةَ في زَمنِ عُمرَ، ووُلِدَ الحَسنُ لِسَنتَيْنِ بَقِيتا من خِلافةِ عُمرَ.
2756 -
حدَّثنا عَبْدُ بن حُمَيْدٍ، قال: حدَّثنا حسنُ بن موسى، عن ابن لَهِيعةَ، عن دَرَّاجٍ، عن أبي الهَيْثم
عن أبي سعيدٍ، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال:"الصَّعُودُ جَبلٌ من نارٍ يُتصعَّدُ فيهِ سَبْعينَ خَرِيفًا، ويَهْوي فيهِ كذلك منْهُ أبدًا"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعرِفُه مرفوعًا إلَّا من حديثِ ابن لَهِيعةَ.
3 - باب ما جاء في عِظَمِ أهْلِ النَّارِ
2757 -
حدَّثنا عليُّ بن حُجْرٍ، قال: أخبرنا محمدُ بن عَمَّارٍ، قال: حدَّثني جَدِّي محمدُ بن عَمَّارٍ وصالحٌ مَوْلى التَّوْأمةِ
(1)
إسناده ضعيف، هشام بن حسان روايته عن الحسن فيها مقال، والحسن البصري لا يعرف له سماع من عتبة بن غزوان، نص على ذلك المصنف، والإمام أحمد.
(2)
ضعيف، وهو في "المسند"(11712)، وانظر تمام تخريجه فيه.
وانظر ما سيأتي عند المصنف برقم (3615).
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ضِرْسُ الكافرِ يومَ القِيامةِ مِثْلُ أُحُدٍ، وفَخِذُهُ مِثْلُ البَيْضاءِ، ومَقْعَدُه من النَّارِ مَسِيرةَ ثَلاثٍ مِثْلَ الرَّبَذَةِ"
(1)
.
قوله: مِثْلُ الرَّبَذَةِ يعني به كما بينَ المدينةِ والرَّبَذَةِ.
والبَيضاءُ: جَبلٌ.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
2758 -
حَدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثَنا مُصْعبُ بن المِقْدامِ، عن فُضَيْلِ بن غَزْوانَ، عن أبي حازمٍ
عن أبي هُريرةَ رَفَعَهُ قال: "ضِرْسُ الكافرِ مِثْلُ أُحُدٍ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسنٌ.
وأبو حازمٍ هو الأشجَعيُّ واسمُه: سلمانُ مولى عَزَّةَ الأشْجعيَّةِ.
2759 -
حدَّثنا هنَّادٌ، قال: حدَّثنا عَليُّ بن مُسْهِرٍ، عن الفَضْلِ بن يَزِيدَ،
(1)
صحيح، وأخرجه مسلم (2851). وهو في "المسند"(8345) و (8410)، و"صحيح ابن حبان"(7486) و (7487).
وانظر ما سيأتي (2760).
والربذة: قرية من قرى المدينة على ثلاث مراحل منها، قريبة من ذات عرق، وهي القرية التي اختار أبو ذر الصحابي النزول فيها، وبقي فيها إلى أن توفي فيها سنة اثنتين وثلاثين، في أواخر خلافة عثمان، وصلى عليه عبد الله بن مسعود، رضي الله عن الجميع.
(2)
صحيح كسابقه.
عن أبي المُخَارِقِ
عن ابن عمرَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الكافرَ لَيُسْحَبُ لِسانُه الفَرْسخَ والفَرْسَخينِ يَتوطَؤُهُ النَّاسُ"
(1)
.
هذا حديثٌ إنّما نَعْرِفُه من هذا الوَجْهِ.
والفَضْلُ بن يَزِيدَ كُوفيٌّ، قد رَوَى عنه غيرُ واحدٍ من الأئمةِ، وأبو المُخارِقِ ليس بِمَعْرُوفٍ.
2760 -
حدثنا عباسُ بن محمدٍ الدوريُّ، قال: حدثنا عُبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا شَيبانُ، عن الأعمشِ، عن أبي صالح
عن أبي هريرةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّ غِلَظَ جِلْدِ الكافر اثنتان وأربعون ذراعًا، وإنَّ ضِرْسَهُ مِثلُ أُحدٍ، وإنَّ مجلسَه من جهنَّم ما بين مكة والمدينة"
(2)
.
هذا حديث حسن غريب صحيح من حديث الأعمش.
4 - باب ما جاء في صِفةِ شَرابِ أهْلِ النَّارِ
2761 -
حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: حدَّثنا رِشدينُ بن سعدٍ، عن عَمْرِو بن الحارثِ، عن دَرَّاجٍ، عن أبي الهَيْثم
(1)
إسناد ضعيف لجهالة أبي المخارق، وهو في "المسند"(5671)، وانظر تمام تخريجه فيه.
(2)
صحيح، وأخرجه ابن حبان (7486). وانظر تخريج الحديث السالف برقم (2578).
عن أبي سعيدٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم في قولهِ:{كَالْمُهْلِ} [الكهف: 29] قال: "كَعَكرِ الزَّيْتِ، فإذا قَرَّبَهُ إلى وَجْهِه سَقطتْ فَرْوةُ وَجْهِه فيهِ"
(1)
.
هذا حديثٌ لا نَعْرِفُه إلَّا من حديثِ رِشْدِينَ بن سَعْدٍ، ورِشْدِينُ قد تُكُلِّم فيهِ من قِبَل حفظِه.
2762 -
حدَّثنا سُوَيْدُ بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارَك، قال: أخبرنا سعيدُ بن يَزِيدَ، عن أبي السَّمْحِ، عن ابن حُجَيْرةَ
عن أبي هريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّ الحَميمَ لَيُصَبُّ على رؤوسِهمْ، فينْفُذُ الحَميمُ حتَّى يَخْلُصَ إلى جَوْفِه، فيَسْلتُ ما في جَوْفهِ، حتَّى يَمْرُقَ من قَدَميْهِ وهو الصَّهْرُ، ثُمَّ يُعادُ كما كانَ"
(2)
.
ابن حُجَيْرةَ هو: عبد الرحمنِ بن حُجَيْرةَ المِصْريُّ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ صحيحٌ.
2763 -
حدَّثنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، قال: أخبرنا عبد اللهِ، قال: أخبرنا صَفوَانُ بن عَمْرٍو، عن عُبَيْدِ اللهِ بن بُسْرٍ
(1)
إسناده ضعيف، لضعف رشدين بن سعد، ودراج، وهو ابن سمعان أبو السمح. وهو في "المسند"(11672)، و"صحيح ابن حبان"(7473). وسيأتي (2764) و (3610).
(2)
إسناده ضعيف، لضعف أبي السمح وهو في "المسند"(8864). وانظر تمام تخريجه فيه.
تنبيه: وقع بعد هذا في المطبوع: وسعيد بن يزيد يكنى أبا شجاع وهو مصري، وقد روى عنه الليث بن سعد.
عن أبي أُمامةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم في قولهِ:{وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ} [إبراهيم: 16، 17] قال: "يُقرَّبُ إلى فيهِ فيكْرهُهُ، فإذا أُدْنيَ مِنْهُ، شَوَى وَجْهَهُ، ووَقَعتْ فَرْوةُ رَأْسِه، فإذا شَرِبَهُ، قَطَّع أمْعاءَهُ حتَّى تَخْرُجَ من دُبُرِه، يَقولُ اللهُ تبارك وتعالى:{وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15]، ويَقولُ:{وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}
(1)
[الكهف: 29].
هذا حديثٌ غريبٌ.
وهكذا قال محمدُ بن إسماعيلَ: عن عُبَيْدِ الله بن بُسْرٍ.
ولا نَعْرِفُ عُبَيْدَ اللهِ بن بُسْرٍ إلَّا في هذا الحديثِ.
وقد رَوَى صَفْوانُ بن عَمْرٍو، عن عبد اللهِ بن بُسْرٍ صاحبِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم غيرَ هذا الحديثِ، وعَبدُ اللهِ بن بُسْرٍ لهُ أخٌ قد سَمِعَ من النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وأُخْتُهُ قد سَمِعتْ من النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
وعُبَيْدُ الله بن بُسْرٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ صَفْوانُ بن عَمْرٍو حديثَ أبي أُمامةَ لَعلَّهُ أن يكون أخا عَبد اللهِ بن بُسْرٍ.
2764 -
حدَّثنا سُوَيْدٌ، أخبرنا عبد اللهِ، قال: أخبرنا رِشْدِينُ بن سَعْدٍ، قال: حدَّثَني عمرُو بن الحارثِ، عن دَرَّاجٍ، عن أبي الهَيْثمِ
(1)
ضعيف، عُبيد الله بن بُسر مجهول، ولا يعرف إلا بهذا الحديث كما قال المصنف. وهو في "المسند"(22285)، وانظر تمام الكلام عليه فيه.
عن أبي سعيدٍ الخُدْريَّ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:{كَالْمُهْلِ} [الكهف: 29] كَعَكَرِ الزَّيْتِ، فإذا قُرَّبَ إلَيْهِ سَقطتْ فَرْوةُ وَجْهِه فيهِ"
(1)
.
2765 -
وبهذا الإسنادِ عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
"لِسُرادِقِ النَّارِ أرْبَعةُ جُدُرٍ كِثَفُ
(2)
كُلَّ جِدارٍ مَسِيرةُ أرْبَعينَ سَنةً"
(3)
.
2766 -
وبهذا الإسْنادِ عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
"لَو أنَّ دَلْوًا من غَسَّاقٍ يُهراقُ في الدُّنْيا لأنْتنَ أهْلُ الدُّنْيا"
(4)
(1)
إسناده ضعيف، وقد سلف تخريجه برقم (2761).
(2)
قوله: "كثف": قال علي القاري في "المرقاة" 5/ 316: بضم الكاف والمثلثة مرفوعًا في أصل السيد وكثير من النسخ، وفي بعضها بالكسر والفتح كثف، وعليه أكثر الشُرّاح وهو الأظهر، فقال صاحب "المفاتيح" والخلخالي: بكسر الكاف وفتح المثلثة، أي: الغلظ، فالمعنى: كثافة كل جدار وغلظه مسيرة أربعين سنة. وقال الشارح: بالفتح والكسر: الغلظ، وفي "النهاية" (لابن الأثير): الكثف: جمع كثيف، وهو الثخين الغليظ، لكن لا يخفى أن معنى الجمع غير ملائم لإضافته على إلى كل جدار. نعم في نسخة ضبط بضمتين مجرورًا على أنه صفة جدر، وكل جدار بالرفع على الابتداء وهو ظاهرٌ لفظًا ومعنى.
(3)
إسناده ضعيف، لضعف رشدين بن سعد، ودراج، وهو في "المسند"(11234)، وانظر تمام تخريجه فيه.
قوله: "لسرادق النار"، السُّرادق، بضم سين: الخيمة. وقيل: هو الذي يحيط بالخيمة، وله باب يدخل منه الخيمة، وقيل: هو ما يمد فوق البيت.
(4)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وهو في "المسند"(11230/ 2)، وانظره فيه. =
هذا حديثٌ إنّما نَعْرِفُه من حديثِ رِشْدِينَ بن سَعْدٍ، وفي رِشْدِينَ بن سعد مقالٌ، وقد تُكلِّمَ فيهِ من قِبَلِ حِفْظِه
(1)
.
2767 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا أبو داودَ، قال: أخبرنا شُعبةُ، عن الأعْمَشِ، عن مُجاهدٍ
عن ابن عبَّاسٍ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأ هذه الآيةَ: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَو أنَّ قَطْرةً من الزَّقُّوم قُطِرَتْ في دارِ الدُّنْيا لأَفْسدَتْ على أهْلِ الدُّنْيا مَعَايِشهُمْ، فَكيْفَ بِمَنْ يكُونُ طَعامَهُ؟ "
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
5 - باب ما جاء في صِفةِ طَعامِ أهْلِ النَّارِ
2768 -
حدَّثنا عبد اللهِ بن عبد الرحمنِ، قال: أخبرنا عاصمُ بن يُوسفَ، قال: حدَّثنا قُطْبةُ بن عبد العزِيزِ، عن الأعْمَشِ، عن شِمْر بن عَطيَّةَ، عن شهرِ بن حَوْشَبٍ، عن أُمِّ الدَّرْداءِ
عن أبي الدَّرْدَاءِ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يُلْقى على أهْلِ النَّارِ الجُوعُ، فيَعْدِلُ ما هُم فيهِ من العذَابِ، فَيستغيثُونَ، فيُغاثُونَ
= ويشهد له حديث ابن عباس، أخرجه أحمد في "مسنده"(2735) وإسناده صحيح، وانظر تمام تخريجه فيه. وسيأتي (2767).
(1)
جاء في المطبوع بعد هذا: ومعنى قولهِ كثفُ كلَّ جدارٍ: يعني غِلظه.
(2)
صحيح، وأخرجه ابن ماجه (4325)، والنسائي في "الكبرى"(11070). وهو في "المسند"(2735)، و"صحيح ابن حبان"(7470).
بطَعامٍ من ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ ولا يُغْني من جُوعٍ، فَيسْتغِيثونَ بالطَّعامِ، فيُغاثُونَ بطعامٍ ذي غُصَّةٍ، فيذكُرونَ أنّهُمْ كانُوا يُجِيزُونَ الغَصَصَ في الدُّنيا بالشَّرابِ، فيستغِيثُونَ بالشَّرابِ، فيُدفع إليهم الحَميمُ بكَلالِيبِ الحَديدِ، فإذا دَنَتْ من وُجُوهِهمْ شَوَتْ وجُوهَهُمْ، فإذا دَخلتْ بُطونَهُمْ قَطَّعتْ ما في بُطُونِهمْ، فيقُولُونَ: ادْعُوا خَزَنةَ جَهنَّمَ، فيقولون: " {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [غافر: 50] قال: فيقولون: ادْعُوا مَالِكًا، فَيقُولُونَ {يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} قال: فَيُجِيبُهُم: {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77].
قال الأعْمَشُ: نُبِّئْتُ أنَّ بَيْنَ دُعائِهمْ وبينَ إجابةِ مالكٍ إيَّاهُمْ ألفَ عامٍ. قال: فيقولونَ: ادْعُوا ربَّكُمْ، فَلا أحدَ خَيْرٌ من ربِّكُمْ، فَيقولُونَ:{رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون: 106، 107] قال: فيُجِيبُهُمْ {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون: 108] قال: فعنْدَ ذلك يَئِسُوا من كُلَّ خَيْرٍ، وعِنْدَ ذلكَ يَأخُذُونَ في الزَّفِيرِ والحَسْرَةِ والوَيْلِ.
قال عبد اللهِ بن عَبد الرحمنِ: والنَّاسُ لا يَرْفَعُونَ هذا الحديث
(1)
.
وإنما روي هذا الحديثُ عن الأعْمَشِ، عن شِمْرِ بن عَطيَّةَ،
(1)
إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، أخرجه مرفوعًا الطبري في "تفسيره" 18/ 59.
وأخرجه موقوفًا ابن أبي شيبة 13/ 155 - 156، والطبري 18/ 59.
عن شَهْرِ بن حَوْشَبٍ، عن أُمَّ الدَّرْداءِ، عن أبي الدَّرْداءِ قَوْلَهُ. ولَيْسَ بمَرْفُوعٍ، وقُطْبةُ بن عَبد العزيزِ هو ثقةٌ عِنْدَ أهْلِ الحديث.
2769 -
حدَّثنا سُوَيْدُ بن نصر، قال: أخبرنا ابن المُباركِ، عن سعيدِ بن يَزِيدَ أبي شُجاعٍ، عن أبي السَّمْحِ، عن أبي الهَيْثمِ
عن أبي سعيدٍ الخُدْريَّ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:{وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104] قال: "تَشْويهِ النَّارُ فتقْلِصُ شَفتُهُ العُلْيا حتَّى تَبْلُغَ وسطَ رَأسِه، وتَسْترْخِي شَفتُهُ السُّفْلى حتَّى تَضْرِبَ سُرَّتَهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيح غريبٌ.
وأبو الهَيْثم اسمُه: سُليْمانُ بن عَمْرِو بن عَبْدٍ العُتْوارِيُّ، وكانَ يَتِيمًا في حِجرِ أبي سَعيدٍ
(2)
.
2770 -
حدَّثنا سُوَيْدُ بن نصرٍ، قال: أخبرنا عبد اللهِ، قال: أخبرنا سَجا بن يَزِيدَ، عن أبي السَّمْح، عن عيسى بن هِلالٍ الصَّدَفيَّ
عن عبد اللهِ بن عَمْرِو بن العاصِ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لو أنَّ رَصاصةً مِثْلَ هذه، وأشارَ إلى مِثْلِ الجُمْجُمةِ، أُرْسِلتْ من السَّماءِ إلى الأرْضِ، وهي مَسِيرةُ خَمْسِ مئةِ سَنةٍ لَبلغَتِ الأرْضَ
(1)
إسناده ضعيف، وهو في "المسند"(11836)، وفي "شرح السنة" للبغوي (4416)، وانظره في "المسند".
قرله: "فتقلص"، أي: ترتفع، وهذا بيان لما يعرضه من قبح الصورة.
(2)
وقع بعد هذا في المطبوع: "باب".
قَبْلَ اللّيْل، ولو أنّها أُرْسِلتْ من رَأْسِ السِّلْسلةِ لَسَارتْ أرْبَعينَ خَريفًا اللَّيْلَ والنَّهارَ قَبْلَ أنْ تَبْلُغَ أصْلَها أو قَعْرَها"
(1)
.
هذا حديثٌ إسْنادُهُ حَسنٌ
(2)
.
6 - باب ما جاء أنَّ نارَكُمْ هذه جزْءٌ من سَبْعينَ جُزْءًا من نَارِ جَهنّمَ
2771 -
حدَّثنا سُوَيْدٌ، قال: أخبرنا عبد اللهِ بن المبارَك، قال: أخبرنا مَعْمرٌ، عن هَمَّامِ بن مُنبِّهٍ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"نارُكُمْ هذه التي يُوقِدُ بَنُو آدَمَ جُزءٌ واحدٌ من سَبْعينَ جُزءًا من حَرَّ جَهنّمَ"، قالوا: واللهِ إنْ كانَتْ لكافِيةً يا رسولَ اللهِ، قال:"فإنّها فُضِّلت بِتِسْعةٍ وسِتَّينَ جُزْءًا، كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّها"
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف، أبو السمح - واسمه دَرَّاج - ضعفه أحمد بن حنبل، والنسائي، وأبو حاتم الرازي، والدارقطني، وقال في موضع آخر: متروك. وقال ابن عدي بعد أن سبر حديثه: وعامّة الأحاديث التي أمليتها مما لا يتابع دراج عليه. ولم يُحسِّن الرأي فيه سوى يحيى بن معين، وقد قال فَضْلك الرازي - وذكر له قول يحيى بن معين في دراج: إنه ثقة -: ما هو بثقة ولا كرامة له. وقد كنا قد حسَّنّا حديث دراج هذا في "المسند"(6856) فيستدرك من هنا.
(2)
وقع بعد هذا في المطبوع: "وسعيد بن يزيد هو مصري، وقد روى عنه الليث بن سعد وغير واحد من الأئمة".
(3)
صحيح، وأخرجه البخاري (3265)، ومسلم (2843). وهو في "المسند"(7327) و (8126)، و"صحيح ابن حبان"(7462).
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وهَمَّامُ بن مُنبِّه هو: أخو وَهْبِ بن مُنبِّهٍ، وقد رَوَى عنه وَهبٌ.
2772 -
حدَّثنا عباس بن محمد الدُّورِيُّ، أخبرنا عُبَيْدُ اللهِ بن موسى، أخبرنا شَيْبانُ، عن فِرَاسٍ، عن عَطيَّةَ
عن أبي سَعيدٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"نارُكُمْ هذه جُزْءٌ من سَبْعينَ جُزْءًا من نارِ جَهنَّمَ، لِكُلِّ جُزْءٍ مِنْها حَرُّها"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من حديثِ أبي سَعيدٍ.
7 - باب مِنْهُ
2773 -
حدَّثنا عبَّاسُ بن محمد الدُّورِيُّ البَغْدادِيُّ، قال: حدَّثنا يحيى بن أبي بُكَيْرٍ، قال: حدَّثنا شَرِيكٌ، عن عاصمٍ، عن أبي صالحٍ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"أُوقدَ على النَّار ألفُ سنةٍ حتّى احْمرَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَ عليها ألفُ سنةٍ حتَّى ابْيَضَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَ عليها ألفُ سَنةٍ حتَّى اسوَدَّتْ، فهي سَوْداءُ مُظْلمةٌ"
(2)
.
2774 -
حدَّثنا سُوَيْدُ بن نصر، قال: حدثنا عَبد اللهِ، عن شَرِيكٍ، عن
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي.
وأخرجه أبو يعلى (1334).
ويشهد له ما قبله.
(2)
إسناده ضعيف، لضعف شريك بن عبد الله النخعي. وأخرجه ابن ماجه (4320)، والمزي في "تهذيب الكمال" 14/ 249.
عَاصمٍ، عن أبي صَالحٍ أو رَجُلٍ آخَرَ، عن أبي هُريرةَ نَحوَهُ ولم يَرْفَعْهُ.
وحديثُ أبي هُريرةَ في هذا مَوْقُوفٌ أصَحُّ
(1)
، ولا أعْلمُ أحدًا رَفَعهُ غَيْرَ يحيى بن أبي بُكيْر، عن شَرِيكٍ.
8 - باب ما جاء أنَّ لِلنَّارِ نَفَسَيْنِ وما ذُكِرَ من يَخْرُجُ من النَّارِ من أهْلِ التَّوْحِيدِ
2775 -
حدَّثنا محمدُ بن عُمرَ بن الوَليدِ الكِنْديُّ الكُوفيُّ، قال: حدَّثنا المُفَضّلُ بن صالحٍ، عن الأعْمَشِ، عن أبي صالحٍ
عن أبي هريرةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اشْتكَتِ النَّارُ إلى رَبِّها، وقالت: أكَلَ بَعْضي بعضًا، فجعلَ لها نَفَسيْنِ: نَفَسًا في الشَّتاءِ، ونَفَسًا في الصَّيْفِ، فأمَّا نَفسُها في الشَّتاءِ، فَزمْهرِيرٌ، وأمَّا نَفسُها في الصَّيْفِ، فَسَمُومٌ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقد رُوِي عن أبي هُريرةَ من غيرِ وَجْهٍ، والمُفَضَّلُ بن صالحٍ ليس عند أهلِ الحديثِ بذاك الحافظِ.
2776 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: أخبرنا أبو داودَ، قال: أخبرنا
(1)
الرواية الموقوفة هي عندَ مالك في "الموطأ" 2/ 994 عن عمه أبي سهيل بن مالك، عن أبيه عن أبي هريرة أنه قال: أتُرَونها حمراءَ كناركم هذه، لَهِيَ أسودُ من القار، والقَارُ: الزِّفت.
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (537) و (3260)، ومسلم (617)، وابن ماجه (4319)، والنسائي في "الكبرى"(11640). وهو في "المسند"(7722)، و"صحيح ابن حبان"(7466).
شعبةُ وهِشامٌ، عن قتادةَ
عن أنسٍ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: قال هشام: "يَخْرُجُ من النَّارِ"، وقال شُعبةُ:"أخْرِجُوا من النَّارِ من قال: لا إله إلّا اللهُ وكانَ في قَلْبِه من الخَيْرِ ما يَزِنُ شَعِيرةً، أخْرِجُوا من النَّارِ من قال: لا إله إلَّا اللهُ وكانَ في قَلبه من الخَيْرِ ما يَزِنُ بُرَّةً، أخْرِجُوا مِن النَّارِ من قال: لا إله إلَّا اللهَ وكانَ في قَلْبِه مِن الخَيْرِ ما يَزِنُ ذَرَّةً". وقال: شُعبةُ: "ما يَزِنُ ذُرةً"
(1)
مُخففةً
(2)
.
وفي البابِ عن جابرٍ، وعِمْرانَ بنِ حُصَيْنٍ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2777 -
حدَّثنا محمدُ بن رَافعٍ، قال: حدَّثنا أبو داوُدَ، عن مُبارِكٍ بنِ فَضالةَ، عن عُبيدِ اللهِ بن أبي بكرِ بن أنَسٍ
عن أنسٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"يقولُ اللهُ: أخْرِجُوا مِن النَّارِ من ذَكَرنِي يومًا أو خافَني في مقامٍ"
(3)
.
(1)
جاء في مسلم بعد أن ساق الحديث: إلا أن شعبة جعل مكان الذَّرَّة، ذُرَةً، قال يزيد: - يعني ابن زريع: أحد رواة الحديث -: صحف فيها أبو بسطام - يعني شعبة -.
(2)
صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (44)، ومسلم (193)(325)، وابن ماجه (4312). وهو في "المسند"(12153) و (12772)، و"صحيح ابن حبان"(7484).
(3)
إسناده حسن المبارك بن فضالة، - وإن كان مدلسًا - صرح بالسماع في رواية اللالكائي، ورجاله إلى المبارك ثقات عن آخرهم. =
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ
(1)
.
2778 -
حدَّثنا هَنَّادٌ، قال: حدَّثنا أبو مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن إبراهيمَ، عن عَبيدةَ السَّلْمانيِّ
عن عبد اللهِ بن مسعودٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّي لأَعْرفُ آخِرَ أهْلِ النَّارِ خُرُوجًا، رجلٌ يَخْرُجُ منها زَحْفًا، فيقولُ: يا رَبِّ، قد أخَذَ النَّاسُ المَنازِلَ، قال: فَيُقالُ لهُ: انْطلِقْ إلى الجنة فَادْخُلِ الجنَّةَ، قال: فَيذْهَبُ لِيَدْخُلَ فَيجدُ النَّاسَ قد أخَذُوا المَنازلَ، فَيرْجعُ فَيقولُ: يا رَبِّ، قد أخذَ النَّاسُ المَنازلَ، قال: فَيُقالُ لهُ: أتَذْكُرُ الزَّمانَ الّذِي كُنْتَ فيهِ؟ فَيقولُ: نَعمْ، فَيُقالُ: تمنّه، قال: فَيتمَنَّى، فَيُقالُ لهُ: فإنَّ لكَ الذي تَمنَّيْتَ وعشرَةَ أضْعافِ الدُّنْيا. قال: فَيقولُ: أتَسْخرُ بي وأنْتَ المَلِكُ؟ "، قال: فَلقد رَأيْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حتَّى بَدَتْ نَواجِذُهُ
(2)
.
= وقد ظن الألباني رحمه الله في "ظلال الجنة" أن التصريح بالسماع لم يرد إلا في رواية مؤمل بن إسماعيل السيء الحفظ عند الحاكم ولم يصب.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" ص 369، وابن أبي عاصم في "السنة"(833) وابن خزيمة في "التوحيد" ص 296، والحاكم 1/ 70، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(2067)، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 201.
(1)
في المطبوع بعد هذا: "باب منه".
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (6571)، ومسلم (186)، وابن ماجه (4339). وهو في "المسند"(3596) و (3714)، و"صحيح ابن حبان"(7427).
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2779 -
حدَّثَنا هنَّادٌ، قَال: حدَّثَنا أبو مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن المَعْرُورِ بن سُوَيْدٍ
عن أبي ذَرٍّ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّي لأَعْرفُ آخرَ أهْلِ النَّارِ خُرُوجًا من النَّارِ، وآخرَ أهْلِ الجنَّةِ دُخُولًا الجنَّةَ، يُؤْتى بِرَجُلٍ فَيقولُ: سلُوا عن صِغَارِ ذُنُوبِه، وأخْبئُوا كِبارَها، فَيقالُ لهُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذا يَوْمَ كَذَا وَكَذا، عَمِلْتَ كَذَا في يَوْمِ كَذَا وَكَذا، قال: فيُقالُ لهُ: فإنَّ لكَ مَكانَ كُلِّ سَيِّئةٍ حَسنةً، قال: فَيقولُ: يَا رَبِّ، لقد عَمِلْتُ أشْياءَ ما أرَاها ها هنا"، قال: فلقد رَأيْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضحك حتَّى بَدتْ نَواجِذُهُ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2780 -
حدَّثنا هنَّادٌ، قال: حدَّثنا أبو مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن أبي سُفيانَ
عن جابرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يُعذَّبُ ناسٌ من أهلِ التَّوْحيدِ في النَّارِ حتَّى يكُونُوا فِيها حُممًا، ثُمَّ تُدْرِكُهمُ الرَّحْمةُ، فيُخْرَجُونَ ويُطْرحُونَ على أبواب الجنَّةِ، قال: فَيرُشُّ عليهمْ أهلُ الجنَّةِ الماءَ، فينْبُتُونَ كما يَنْبتُ الغُثاءُ في حِمالةِ السَّيْلِ، ثُمَّ
(1)
صحيح، وأخرجه مسلم (190). وهو في "المسند"(21393) و (21492)، و"صحيح ابن حبان"(7375).
يَدْخُلُونَ الجنَّةَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقد رُوِيَ من غيرِ وَجْهٍ عن جابرٍ.
2781 -
حدَّثنا سَلمةُ بن شَبِيبٍ، قال: حدَّثنا عبد الرَّزاقِ، قال: أخبرنا مَعْمرٌ، عن زيدِ بن أسلمَ، عن عَطاءِ بن يسارٍ
عن ابي سعيدٍ الخُدْريَّ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "يُخْرَجُ من النَّارِ من كَانَ في قَلْبهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ من الإيمانِ". قال أبو سعيدٍ: فَمنْ شَكَّ فلْيقْرأْ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}
(2)
[النساء: 40].
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2782 -
حدَّثنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا رِشْدينُ، قال: حدَّثني ابن أنْعُمٍ، عن أبي عُثمانَ أنّهُ حَدَّثهُ
عن أبي هُريرةَ، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال: "إنَّ رَجُليْنِ مِمّنْ دخلا النَّارَ اشْتدّ صِياحُهما، فقال الرَّبُّ تبارك وتعالى: أخْرِجُوهُما،
(1)
صحيح، وأخرجه أحمد في "مسنده"(15198)، والبغوي في "شرح السنة"(4359)، وانظر تمام تخريجه في "المسند".
قوله: "غُثاء" بضم الغين: هو ما يحمله السيل من عيدان وورق وبزور وغيرها، والتقدير هنا: فينبتون كما ينبت ما يحمله الغثاء من بزور في حِمالة السيل، وهي الطمي الذي يكونُ على أطراف السيل وجوانبه.
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (22)، ومسلم (183) و (184)، وابن ماجه (60)، والنسائي 8/ 112 - 113. وهو في "المسند" (11127)، و"صحيح ابن حبان" (7377).
فلمَّا أُخْرِجا قال لهما: لأيِّ شيءٍ اشتدَّ صِياحُكُما؟ قالا: فَعلْنا ذلك لِتَرْحَمَنا، قال: إنَّ رَحْمتي لكما أنْ تَنْطَلقا فَتُلْقيا أنْفُسَكُما حيثُ كُنْتُما من النَّارِ، فَينْطَلقانِ فَيُلْقي أحَدُهُما نَفْسَهُ، فَيجْعلُها عليه بَرْدًا وسلامًا، ويَقومُ الآخرُ فلا يُلْقي نَفْسهُ، فيقولُ لهُ الرّبُّ تبارك وتعالى: ما مَنعكَ أنْ تُلْقيَ نَفْسَكَ كما ألْقى صاحبُكَ؟ فيقولُ: يا رَبَّ، إنِّي لأَرْجُو أنْ لا تُعيدَني فيها بعدَ ما أخْرجْتَني، فيقولُ له الرَّبُّ تبارك وتعالى: لكَ رَجاؤُكَ، فيدْخُلا الجنَّةَ جَمِيعًا بِرحْمةِ اللهِ"
(1)
.
إسْنادُ هذا الحديثِ ضعيفٌ، لأنَّهُ عن رِشدِينَ بن سَعْدٍ، ورِشْدِينُ بن سعدٍ هو ضعيفٌ عند أهلِ الحديثِ عن ابن أنْعُمٍ وهو: الإفْريقيُّ، والإفْرِيقيُّ ضعيفٌ عند أهلِ الحديثِ.
2783 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا يحيى بن سَعيدٍ، قال: حدَّثنا الحَسنُ بن ذَكْوانَ، عن أبي رجاءٍ العُطارِديِّ
عن عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"لَيخْرُجَنَّ قَوْمٌ من أُمَّتي من النَّارِ بِشَفاعَتي يُسَمَّوْنَ الجهنَّميُّون"
(2)
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف كما قال المصف. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله"(59)، والبغوي في "شرح السنة"(4363).
(2)
كذا في جميع الأصول الخطية، والجادة:"الجهنميين"، ويخرج ما هنا على أن هذا اللفظ أصبح علمًا لهم. وقال المباركفوري 7/ 275: قوله: "يسمون الجهنميين": جمع جهنمي وفي بعض النسخ الجهنميون بالواو، فقيل إنه علم لهم فلم يُغير.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحسن بن ذكوان وهو أبو سلمة =
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وأبو رجاءٍ العُطارديُّ اسمُه عِمْرانُ بن تَيْمٍ، ويقالُ: ابن مِلْحانَ.
2784 -
حدَّثنا سُوَيْد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن يحيى بن عُبَيْدِ اللهِ، عن أبيهِ
عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما رَأيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هارِبُها، ولا مِثْلَ الجنَّةِ نامَ طالِبُها"
(1)
.
هذا حديثٌ إنّما نَعْرِفُه من حديثِ يحيى بن عُبَيْدِ اللهِ، ويحيى بن عُبَيْدِ اللهِ ضَعيفٌ عند أهْلِ الحديثِ، تَكلّمَ فيهِ شُعبةُ
(2)
.
= البصري. وأخرجه البخاري (6566)، وأبو داود (4740)، وابن ماجه (4315). وهو في "المسند"(19897).
ويشهد له حديث جابر، أخرجه أحمد (14312)، وانظر تتمة تخريجه وشواهده هناك.
(1)
إسناده ضعيف، يحيى بن عبيد الله متروك، وأبوه مجهول، وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(27)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2660، والقضاعي في "مسند الشهاب"(791) و (792)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 178، وفي "صفة الجنة"(29)، والبيهقي في "الشعب"(388) و (389)، والبغوي بإثر الحديث (4174).
وأخرج ابن المبارك (28) من طريق إسماعيل بن مسلم، عن الحسن قال: قال هرِم بن حيان: ما رأيت مثل النار نام هاربها، ولا مثل الجنة نام طالبها.
(2)
في المطبوع بعد هذا: "ويحيى بن عبيد الله هو: ابن موهب وهو مدني"، ولم يرد في أصولنا الخطية.
9 - باب ما جاء أنَّ أكْثرَ أهْلِ النَّارِ النِّساءُ
2785 -
حدَّثنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قال: حدَّثنا إسماعيلُ بن إبراهيمَ، قال: حدَّثنا أيُّوبُ، عن أبي رَجاءٍ العُطارِديِّ، قال:
سمعتُ ابن عبَّاسٍ يقولُ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اطَّلعتُ في الجنَّةِ، فرأيْتُ أكثرَ أهْلِها الفُقَراءَ، واطّلعْتُ في النَّارِ، فرأيْتُ أكثرَ أهْلِها النِّساءَ"
(1)
.
2786 -
حدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حدَّثَنا ابن أبي عَديًّ وَمحمدُ بن جَعْفرٍ وعَبد الوهَّابِ، قالوا: حدَّثَنا عَوْفٌ عن أبي رَجاءٍ العُطارِديِّ
عن عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اطّلعْتُ في النَّارِ، فَرأيْتُ أكْثرَ أهْلِها النِّساءَ، واطَّلعْتُ في الجنَّةِ فَرأيْتُ أكْثرَ أهْلِها الفُقرَاءَ"
(2)
.
(1)
صحيح، وأخرجه مسلم (2737)، والنسائي في "الكبرى"(9261 - 9264). وهو في "المسند"(2086)، وعلقه البخاري بإثر الحديث رقم (6449).
قلنا: وليس في الحديث ما يدل على أن الشر قد فُطِرت عليه النساء من دون الرجال، ولو كان كذلك لكُنَّ غيرَ مسؤولاتٍ عن فِعل الشر، وقد جاء في الحديث ما يدل على أنهن مسؤولات ويُعاقبنَ بما كسبت أيديهن من كُفر العشير وكفر الإحسان.
وقال الحافظ في "الفتح" 2/ 542: ووقع في حديث جابر ما يدل على أن المرئيَّ في النار من النساء مَن اتصف بصفات ذميمة ذُكِرت ولفظه: "وأكثر من رأيت فيها من النساء اللاتي إن اؤتُمنَّ أفشَينَ وإن سُئلنَ بَخِلْنَ، وإن سَأَلنَ ألحَفْنَ وإن أعطين لم يَشكُرن" قلنا: حديث جابر في المسند (14801).
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (6449)، والنسائي في "الكبرى"(9259) و (9260) و (9266). وهو في "المسند"(19852)، و"صحيح ابن حبان"(7455).
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
هكذا يقولُ عَوْفٌ: عن أبي رجاء، عن عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ، ويقولُ أيُّوبُ: عن أبي رجاءٍ، عن ابن عبَّاسٍ، وكِلا الإسْنادَيْنِ ليسَ فِيهما مقالٌ.
ويَحْتملُ أنْ يكونَ أبو رجاءٍ سمعَ منهُما جميعًا، وقد رَوَى غيرُ عَوْفٍ أيْضًا هذا الحديثَ عن أبي رَجاءٍ، عن عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ.
10 - باب
2787 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حَدَّثَنا وَهْبُ بن جَريرٍ، عن شُعبةَ، عن أبي إسحاقَ
عن النُّعمانِ بن بَشِيرٍ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ أهْونَ أهْلِ النَّارِ عَذابًا رَجُلٌ في أخْمصِ قَدمَيْهِ جَمْرتانِ يَغْلي مِنْهُما دِماغُهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وفي البابِ عن أبي هُريرة، وعباس بن عبد المُطّلبِ، وأبي سعيدٍ.
11 - باب
2788 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا أبو نُعيمٍ، قال: حدَّثنا سُفيانُ، عن مَعْبدِ بن خالدٍ، قال:
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (6561)، ومسلم (213)، وهو في "المسند"(18390).
سمعتُ حارثة بنَ وَهْبٍ الخُزَاعيَّ يقولُ: سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "ألا أُخْبِركُمْ بأَهْلِ الجنَّةِ: كُلُّ ضَعيفٍ مُتَضَعَّفٍ لو أقسمَ على اللهِ لأَبرَّهُ، ألا أُخْبِركُمْ بأهْلِ النَّارِ: كُلُّ عُتُلًّ جَوَّاظٍ مُتكبَّرٍ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (4918)، ومسلم (2853)، وأبو داود (4801)، وابن ماجه (4116)، والنسائي في "الكبرى"(11615). وهو في "المسند"(18728)، و"صحيح ابن حبان"(5679).
وقوله: كل ضعيف، أي: كل ضعيف عن أذى الناس، أو عن المعاصي ملتزم للخشوع والخضوع بقلبه وقالبه، ومتضعَّف بفتح العين، أي: أن الناس يستضعفونه ولا يأبهون له.
وقوله: لو أقسم على الله لأبره. أي: لو حلف يمينًا على أن الله يفعل كذا أو لا يفعله، جاء الأمر فيه على ما يوافق يمينه، أي: صدق، وصُدِّق يمينه، يقال: أبر الله قسمك: إذا لم يكن حانثًا.
والعُتُلُّ: قال الفراء: الشديدُ الخصومةِ، وقيل: الجافي عن الموعظة، وقال أبو عُبيدة: العُتُلُّ: الفظُّ الشديد من كُل شيءٍ، وقال عبدُ الرزاق، عن معمر، عن الحسن: العتل: الفاحِشُ الآثم، وقال الخطابي: العتلُّ: الغليظُ العنيفُ.
والجواظُ: الجموع المنوع، وقيل: الكثير اللحم، المختال في مشيته.
بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب الإيمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
1 - باب ما جاءَ أُمِرتُ أن أقاتل النَّاسَ حتَّى يقولوا: لا إله إلا اللهُ
2789 -
حدَّثنا هنَّادٌ، قال: حدَّثنا أبو مُعاويةَ، عن الأعمَشِ، عن أبي صالحٍ
عن أبي هريرةَ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أنْ أقاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَقُولُوا: لا إله إلَّا اللهُ، فإذا قالُوها عَصَمُوا منِّي دِماءَهُمْ وأمْوالَهم إلَّا بحَقِّها، وحِسابُهُم على اللهِ"
(1)
.
وفي البابِ عن جابرٍ، وسعدٍ، وابنِ عمرَ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2790 -
حدَّثنا قُتَيْبةُ، قال: حدَّثنا اللَّيثُ، عن عُقَيلٍ، عن الزُّهْرِيِّ، قال: أخبرني عُبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَةَ بن مسعودٍ
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (2946)، ومسلم (21)(33)، وأبو داود (2640)، وابن ماجه (3927)، والنسائي 6/ 4 - 5 و 7/ 77 و 77 - 78 و 78 و 79. وهو في "المسند" (97) و (8163)، و"صحيح ابن حبان" (174) و (218).
عن أبي هريرةَ، قال: لمَّا تُوُفَّيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، واسْتُخْلِفَ أبو بكرٍ بَعْدَهُ، كَفرَ من كَفَرَ من العربِ، فقال عمرُ بن الخطَّابِ لأبي بكْرٍ: كيفَ تُقاتِلُ النَّاسَ، وقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أُمِرْتُ أن أقاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَقولُوا: لا إله إلَّا الله، ومن قال: لا إله إلَّا الله، عَصَمَ مِنِّي مالَهُ ونَفْسَهُ إلَّا بِحَقَّهِ وحِسَابُهُ على اللهِ؟! ". فقال أبو بكرٍ: واللهِ لأُقاتِلنَّ من فَرَّقَ بين الصلاةِ والزكاةِ، فإن الزكاةَ حَقُّ المالِ، واللهِ لو مَنَعونِي عِقالًا كانُوا يُؤَدُّونَهُ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لقاتَلتُهُمْ على مَنْعِهِ، فقال عمرُ بن الخطَّابِ: فواللهِ ما هو إلَّا أنْ رأيْتُ أنَّ اللهَ قَد شَرَحَ صَدْرَ أبي بكرٍ للقتالِ، فعَرَفْتُ أنَّهُ الحَقُّ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صَحيحٌ، وهكذا رَوَى شُعَيْبُ بن أبي حَمْزَةَ، عن الزُّهْريَّ، عن عُبَيد الله بن عَبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة.
ورَوَى عِمْرانُ القَطَّانُ هذا الحَديثَ عن معمرٍ، عن الزُّهْريَّ، عن أنَسِ بن مالكٍ، عن أبي بَكْرٍ، وهو حديثٌ خَطَأٌ، وقد خُولِفَ عِمْرانُ في روايَتِه عن معمرٍ.
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (1399 - 1400)، ومسلم (20)(32)، وأبو داود (1556)، والنسائي 5/ 14 - 15 و 6/ 5 و 5 - 6 و 6 و 7/ 77 و 78 و 78 - 79. وهو في "المسند" (67) و (117)، و"صحيح ابن حبان" (216).
2 - باب ما جاءَ أمرت أن أُقاتِلَ الناس حتَّى يقولُوا: لا إله إلَّا الله ويُقيمُوا الصَّلاةَ
2791 -
حدَّثنا سعيدُ بن يعقوبَ الطَالْقانيُّ، قال: حدَّثنا ابنُ المُباركِ، قال: أخبرنا حُمَيدٌ الطويلُ
عن أنسِ بن مالكٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَشْهَدوا أنْ لا إله إلَّا الله، وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، وأنْ يَسْتَقْبلُوا قِبْلَتَنا، ويأكُلُوا ذَبِيحَتَنا، وأنْ يُصَلُّوا صلاتَنا، فإذا فَعَلُوا ذلك، حُرِّمَتْ علينا دِماؤُهُمْ وأمْوالُهُمْ إلَّا بحَقِّها، لَهُم ما للمُسْلِمينَ، وعليهم ما على المسلمينَ"
(1)
.
وفي البابِ عن مُعاذِ بن جَبَلٍ، وأبي هريرةَ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجهِ، وقد روى يحيى بن أيُّوبَ، عن حُمَيدٍ، عن أنسٍ نحوَ هذا.
3 - باب ما جاءَ بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ
2792 -
حدَّثنا ابنُ أبي عمرَ، قال: حدَّثنا سفيانُ بن عُيَيْنةَ، عن سُعَيرِ بن الخِمْسِ التَّمِيميِّ، عن حَبيْبِ بن أبي ثابتٍ
عن ابنِ عمرَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "بُنِيَ الإسْلامُ على
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (392)، وأبو داود (2641) و (2642)، والنسائي 7/ 75 - 76 و 76 و 8/ 109. وهو في "المسند" (13056)، و"صحيح ابن حبان" (5895).
خَمْسٍ: شهادةِ أنْ لا إله إلَّا الله وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وصومِ رمضانَ، وحجَّ البيتِ"
(1)
.
وفي البابِ عن جَريرِ بن عبدِ الله.
هذا حديثُ حسنٌ صحيحٌ، وقد رُوِيَ من غيرِ وجهٍ عن ابنِ عمرَ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوُ هذا.
وسُعَيرُ بن الخِمْسِ ثِقةٌ عِند أهلِ الحديث.
2793 -
حدَّثنا أبو كُرَيبٍ، قال: حدَّثنا وكيعٌ، عن حَنْظَلةَ بن أبي سُفيانَ الجُمَحيِّ، عن عِكْرِمةَ بن خالِدٍ المَخْزوميِّ، عن ابن عُمَرَ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4 - باب ما وَصَفَ جِبْريلُ للنبيَّ صلى الله عليه وسلم الإيمانَ والإسلامَ
2794 -
حدَّثنا أبو عَمَّارٍ الحُسَينُ بن حُرَيْثٍ الخُزاعيُّ، قال: أخبرنا وكيعٌ، عن كَهْمَسِ بن الحسنِ، عن عبدِ الله بن بُرَيْدَةَ
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله رجال الصجح، وحبيب بن أبي ثابت قد سمع من ابن عمر وابن عباس فيما قاله البخاري في "تاريخه"، وأخرجه الحميدي (703) عن سُعير بن الخمس، بهذا الإسناد، وانظر ما بعده. وحديث جرير هو في "المسند"(19220) وسنده ضعيف.
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (8) ومسلم (16)(22) والنسائي 8/ 107 من طريق حنظلة بن أبي سفيان الجمحي، بهذا الإسناد. وصححه ابن حبان (158)، وهو في "المسند"(6301).
عن يحيى بن يَعْمَرَ، قال: أوَّلُ من تكلَّمَ في القَدَرِ مَعْبَدٌ الجُهَنيُّ، قال: خَرَجْتُ أنا وحُمَيدُ بن عبد الرَّحْمنِ الحِمْيَريُّ حتَّى أتَيْنا المَدينَةَ، فقُلنا: لو لَقِينا رجلًا من أصحابِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فسَألناهُ عمَّا أحْدثَ هؤلاءِ القومُ، قال: فَلَقِيناهُ - يعْني عَبدَ الله بن عمرَ - وهو خارجٌ من المسجدِ، قال: فاكْتَنفْتُهُ أنا وصاحِبي، قال: فظنَنْتُ أنَّ صَاحِبي سيَكِلُ الكلامَ إليَّ، فقلتُ: يا أبا عبد الرَّحمنِ، إنَّ قومًا يقرؤُونَ القُرَآنَ، ويَتَقفَّرونَ العِلْمَ، ويَزْعمونَ أنْ لا قَدَرَ، وأنَّ الأَمْرَ أُنُفٌ، قال: فإذا لَقِيتَ أُوْلئكَ، فأخْبِرْهُم أنِّي مِنهم بَريءٌ، وأنَّهُم منِّي بُرَآءُ، والذي يحْلِفُ به عبدُ الله: لَو أن أحدَهُم أنفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا ما قُبِلَ ذلكَ مِنهُ حتَّى يُؤمِنَ بالقَدَرِ خَيرِهِ وشَرَّهِ، قال: ثمَّ أنْشَأ يُحَدِّثُ، فقال: قال عمرُ بن الخَطَّابِ: كُنَّا عِندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فجاءَ رَجُلٌ شديدُ بَياضِ الثِّيابِ، شَديدُ سَوَادِ الشَّعرِ، لا يُرى عَليهِ أثَرُ السَّفَرِ، ولا يَعْرِفُهُ مِنَّا أحَدٌ، حتَّى أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فألْزَقَ رُكْبَتَهُ برُكْبَتِهِ، ثم قال:
يا مُحَمَّدُ، ما الإيمانُ؟ قال:"أنْ تُؤمِنَ باللهِ ومَلائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ واليَومِ الآخِرِ، والقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ".
قال: فما الإسلامُ؟ قال: "شهادةُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورسولُهُ، وإقامُ الصَّلاةِ، وإيتاءُ الزَّكاةِ، وحَجُّ البَيْتِ، وصومُ رمضانَ".
قال: فما الإحسانُ؟ قال: "أنْ تَعْبُدَ اللهَ كأنَّكَ تَرَاهُ، فإنَّك إنْ لَمْ تكُنْ تَرَاهُ، فإنَّهُ يَراكَ".
قال: في كُلِّ ذلك يَقولُ لهُ: صَدَقْتَ، قال: فتَعَجَّبْنا مِنهُ يسألُهُ ويُصَدِّقُهُ، قال: فمَتَى الساعةُ؟ قال: "ما المسؤولُ عنها بأعلَمَ مِنَ السائِلِ"، قال: فما أمارَتُها؟ قال: "أنْ تَلِدَ الأمَةُ ربَّتها، وأنْ تَرى الحُفاةَ العُراةَ العالةَ أصحاب الشاءِ يَتَطاوَلونَ في البُنْيانِ". قال عمرُ: فلَقِيَني النَبيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذلكَ بثَلاثٍ، فقال:"يا عُمَرُ هَلْ تَدْرِي مَن السائلُ؟ ذاكَ جِبْريلُ أتاكُم يُعَلَّمُكُم مَعالِمَ دِينِكُم"
(1)
.
2795 -
حدَّثنا أحمدُ بن محمدٍ، قال: أخبرنا ابنُ المُبارَكِ، قال: أخبَرَنا كَهْمَسُ بن الحَسَنِ، بهذا الإسْنادِ نحوَهُ بمعناه
(2)
.
2796 -
حدَّثنا محمَّدُ بن المُثَنَّى، قال: حدَّثنا مُعاذُ بن معاذٍ، عن كَهْمَسٍ، بهذا الإسْنادِ نحوَهُ بمعناه
(3)
.
وفي البابِ عن طَلْحَةَ بن عُبيد الله، وأنَسِ بن مَالِكٍ، وأبي هُرَيرَةَ.
(1)
صحيح، وأخرجه مسلم (8)، وأبو داود (4695) و (4696) و (4697)، وابن ماجه (63)، والنسائي 8/ 97 - 101. وهو في "المسند" (184) و (367)، و"صحيح ابن حبان" (168) و (173).
(2)
صحيح كسابقه.
(3)
انظر سابقيه.
قوله: "يتقفرون العلم" أي: يتطلبونه.
قوله: "الأمرُ أنُف"، أي مُستَأنف استئنافًا من غير أن يكون سبق به سابق قضاء وتقدير، وإنما هو مقصور على اختيارك ودخولك فيه. قال الأزهري: استأنَفْتُ الشيء: إذا ابتدأته، وفَعَلْتُ الشيء آنفا، أي: في أول وقت يقربُ مني.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، قد رُوِيَ من غيرِ وجهٍ نَحْوُ هذا.
وقد رُوِيَ هذا الحديثُ عن ابن عمرَ عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، والصحيحُ هو ابنُ عُمَرَ، عن عُمَرَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
5 - باب ما جاءَ في إضافةِ الفرائضِ إلى الإيمانِ
2797 -
حدَّثنا قُتَيْبةُ، قال: حدَّثنا عَبَّادُ بن عَبَّادٍ المُهَلَّبيُّ، عن أبي جَمْرَةَ
عن ابن عبَّاسٍ، قال: قَدِمَ وَفْدُ عبد القَيْسِ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقالُوا: إنّا هذا الحيَّ من رَبيعَةَ، ولَسنا نَصِلُ إليكَ إلَّا في الشهر الحرامِ، فمُرْنا بشَيءٍ نأخُذُهُ عَنْكَ، ونَدْعو إليه مَنْ وَراءَنا، فقال:"آمُرُكُم بأرْبَعٍ: الإيْمانِ باللهِ، ثمَّ فسَّرها لَهم: شهادَةِ أنْ لا إله إلَّا الله وأنِّي رسولُ الله، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وأنْ تُؤدُّوا خُمُسَ ما غَنِمْتُم"
(1)
.
2798 -
حدَّثنا قُتَيْبةُ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زيدٍ، عن أبي جَمْرَةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صَحيحٌ.
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (53)، ومسلم (17)، وأبو داود (3692) و (3694) و (4677)، والنسائي 8/ 322 - 323. وهو في "المسند" (2020)، و"صحيح ابن حبان" (157) و (172).
وانظر ما سلف برقم (1689).
(2)
صحيح كسابقه.
وأبو جَمْرَةَ الضُبَعيُّ اسمُه: نَصْرُ بن عمْرانَ، وقد رواهُ شُعْبةُ عن أبي جَمرَةَ أيضًا وزادَ فيه:"أتَدْرُونَ ما الإيْمانُ؟ شَهادَةُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنِّي رسولُ اللهِ"، وذَكَرَ الحَديثَ.
سَمِعْتُ قُتَيْبةَ بن سَعيدٍ يقولُ: ما رَأيْتُ مِثلَ هؤلاءِ الفُقهاءِ الأَشرافِ الأرْبَعَةِ: مالِكِ بن أنَسٍ، واللَّيْثِ بن سَعْدٍ، وعَبَّادِ بن عَبَّادٍ المُهَلَّبيَّ، وعبد الوهَّابِ الثَّقفيِّ.
قال قُتَيْبةُ: وكُنَّا نَرْضى أنْ نَرْجِعَ كُلَّ يَوْمٍ من عِندِ عَبَّاد بن عَبَّادٍ بحَديْثَيْنِ، وعَبَّادُ بن عَبَّادٍ: هُوَ مِن وَلَدِ المهَلَّبِ بن أبي صُفْرَةَ.
6 - باب ما جاءَ في اسْتِكْمالِ الإيمانِ والزيادة والنقصان
2799 -
حدَّثنا أحمدُ بن مَنيعِ البغداديُّ، قال: حدَّثنا إسماعيلُ بن عُليَّةَ، قال: حدَّثنا خالِدٌ الحذَّاءُ، عن أبي قِلابة
عن عائشةَ، قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مِنْ أكْمَلِ المُؤمنينَ إيمانًا أحْسَنَهُم خُلُقًا، وألْطَفَهُمْ بأهْلِهِ"
(1)
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، أبو قلابة - وهو عبد الله بن زيد الجرمي - قيل: لم يسمع من عائشة وقد روى له مسلم في "صحيحه"(1321)(363) عنها، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9154). وهو في "المسند"(24204).
وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(455) من طريق محمد بن إسحاق، عن الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ذُباب، عن أبي =
وفي البابِ عن أبي هريرةَ، وأنسِ بن مالكٍ.
هذا حديثٌ حسنٌ، ولا نَعْرِفُ لأبي قِلابةَ سَمَاعًا من عائِشَةَ.
وقد رَوَى أبو قِلابَةَ عن عبد الله بن يَزيد - رَضِيعٍ لعائِشةَ -، عن عائشةَ غيرَ هذا الحَديثِ، وأبو قِلابةَ اسْمُهُ: عبدُ الله بن زَيدٍ الجَرْمِيُّ.
حدَّثنا ابنُ أبي عمرَ، قال: حدَّثنا سُفْيانُ بن عيينة، قال: ذَكَرَ أيُّوبُ السَّخْتِيانيُّ أبا قِلابَةَ، فقال: كان واللهِ من الفُقَهاءِ ذَوي الألبابِ.
2800 -
حدَّثنا أبُو عبد الله هُرَيْمُ بنُ مِسْعَرٍ الأزْديُّ التَّرمذيُّ، قال: حدَّثنا عبدُ العَزيزِ بن مُحمَّدٍ، عن سُهَيلِ بن أبي صالحٍ، عن أبيهِ
عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ فوَعَظَهُم، ثمَّ قال:"يا مَعْشَرَ النَّساءِ تَصَدَّقْنَ فإنَّكُنَّ أكثرُ أهلِ النَّارِ"، فقالت امْرأةٌ مِنهنَّ: ولِمَ ذاكَ يا رسولَ الله؟ قال: "لِكَثرةِ لَعْنِكُنَّ، يعني وكُفرِكُنَّ
= سلمة، عن عائشة، وإسناده حسن لولا عنعنة محمد بن إسحاق، وقد سأل ابن أبي حاتم أباه في "العلل" 2/ 266 عنه، وعن رواية محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة للحديث نفسه، فقال: حديث الحارث أشبه ومحمد بن عمرو لزم الطريق - قلنا: يعني سلك الجادَّة، لأن أبا سلمة معروف بالرواية عن أبي هريرة.
ويشهد له حديث أبي هريرة، عند أحمد (7402)، وانظر تتمة تخريجه وشواهده فيه.
العَشِيرَ". قال: "وما رأيْتُ من ناقِصاتِ عَقْلٍ ودينٍ أغْلَبَ لذَوي الألْبابِ، وذَوي الرأي مِنْكُنَّ"، قالت امرأةٌ مِنْهُنَّ: وما نُقْصانُ عَقْلِها ودِينِها؟ قال: "شَهادَةُ امْرأتَيْنِ مِنْكُنَّ بشَهادَةِ رَجُلٍ، ونُقْصانُ دِينِكُنَّ: الحَيْضَةُ، فتَمْكُثُ إحْداكُنَّ الثَلاثَ والأرْبَعَ لا تُصَلِّي"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي سعيدٍ، وابنِ عمرَ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2801 -
حدَّثنا أبو كُرَيبٍ، قال: حدَّثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن سُهَيْلِ بن أبي صالحٍ، عن عبد الله بن دِينارٍ، عن أبي صالحٍ
عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الإيمانُ بِضْعٌ وسَبْعونَ بابًا، فأدْناها إماطةُ الأذى عن الطَّريقِ، وأرْفَعُها قَوْلُ: لا إله إلَّا اللهُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وهكذا رَوَى سُهَيْلُ بنُ أبي صالحٍ، عن عبد الله بن دِينارٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ.
ورَوَى عُمَارةُ بنُ غَزِيَّة هذا الحَديثَ عن أبي صَالحٍ، عن أبي هريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"الإيْمانُ أرْبَعَةٌ وسِتُّونَ بابًا".
(1)
صحيح، وأخرجه مسلم (80)، والنسائي في "الكبرى"(9271). وهو في "المسند"(8862).
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (9)، ومسلم (35)، وأبو داود (4676)، وابن ماجه (57)، والنسائي 8/ 110، وهو في "المسند"(9361)، و"صحيح ابن حبان"(166).
2802 -
حدَّثنا بذلك قُتَيْبةُ، قال: حدَّثنا بكْرُ بن مُضَرٍ، عن عُمَارةَ بنِ غَزيَّةَ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
.
7 - باب ما جاء الحياءُ من الإيمانِ
2803 -
حدَّثنا ابنُ أبي عُمَرَ وأحمدُ بن مَنيعٍ المعنى واحدٌ، قالا: حدَّثنا سفيانُ بن عُيَيْنةَ، عن الزُّهْريِّ، عن سالمٍ
عن أبيهِ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ برَجلٍ وهو يَعِظُ أخاهُ في الحياءِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"الحياءُ من الإيمانِ". قال أحمدُ بن مَنيعٍ في حَديثِه: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلًا يَعِظُ أخاهُ
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وفي البابِ عن أبي هريرةَ، وأبي بَكْرةَ، وأبي أُمامةَ.
8 - باب ما جاءَ في حُرْمةِ الصَّلاةِ
2804 -
حدَّثنا ابنُ أبي عمرَ، قال: حدَّثنا عبدُ الله بن مُعاذٍ الصَّنْعانيُّ، عن مَعْمرٍ، عن عاصمِ بن أبي النَّجودِ، عن أبي وائِلٍ
عن مُعاذِ بن جَبَلٍ، قال: كُنتُ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ، فأصْبَحتُ يَومًا قَريبًا منهُ ونحْنُ نَسيرُ، فقلتُ: يا رسولَ الله،
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه أحمد في "مسنده"(8926) وانظر ما قبله.
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (24)، ومسلم (36)، وأبو داود (4795)، وابن ماجه (58)، والنسائي 8/ 121. وهو في "المسند" (4554)، و"صحيح ابن حبان" (610).
أخْبِرْنِي بِعَملٍ يُدْخِلُني الجَنَّةَ، ويُباعِدُني من النَّارِ، قال:"لقد سَأَلْتَنِي عن عَظيمٍ، وإنَّهُ ليَسيْرٌ على من يَسَّرَهُ اللهُ عليه: تَعْبُدُ الله لا تُشْرِكُ بهِ شيئًا، وتُقيمُ الصَّلاةَ، وتُؤتي الزَّكاة، وتَصومُ رمضانَ، وتَحُجُّ البيتَ". ثم قال: "ألا أدُلُّكَ على أبوابِ الخيرِ: الصَّومُ جُنَّةٌ، والصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطيئةَ كما يُطْفئُ الماءُ النَّارَ، وصلاةُ الرَّجُلِ من جَوْفِ اللَّيْلِ" قال: ثم تلا {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} حتَّى بَلَغ {يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16 - 17]
ثمَّ قال: "ألا أُخْبِرُكَ برأسِ الأَمْرِ وعَمودِهِ، وذُرْوَةِ سَنامِهِ"؟ قلتُ: بلى يا رسولَ الله، قال:"رأسُ الأمْرِ الإسلامُ، وعَمودُهُ الصَّلاةُ، وذُرْوَةُ سَنامِهِ الجِهادُ". ثمَّ قال: "ألا أُخْبِرُكَ بمَلاكِ ذلك كُلِّهِ"؟ قلتُ: بَلَى يا رسولَ اللهِ، قال: فأخَذَ بلسانِهِ قال: "كُفَّ عَلَيكَ هذا"، فقلتُ: يا نبيَّ الله، وإنَّا لمُؤاخَذُونَ بما نتكلَّمُ بِهِ؟ فقال:"ثَكِلَتْكَ أمُّكَ، وهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَارِ على وُجُوهِهم، أو على مَناخِرِهم إلَّا حَصائِدُ ألسِنَتِهم"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2805 -
حدَّثنا ابنُ أبي عمرَ، قال: حدَّثنا عبدُ الله بن وَهْبٍ، عن عمرو بن الحارِثِ، عن دَرَّاجٍ أبي السَّمْحِ، عن أبي الهَيْثمِ
(1)
صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد منقطع، أبو وائل - وهو شقيق بن سلمة - لم يسمع من معاذ، وعاصم بن أبي النجود صدوق حسن الحديث، وأخرجه ابن ماجه (3973)، والنسائي في "الكبرى"(11394). وهو في "المسند"(22016).
وقد ذكرنا جميع شواهد الحديث في "المسند"، فانظرها لزامًا.
عن أبي سعيدٍ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رَأيْتُم الرَّجُلَ يَتعاهَدُ المَسْجِدَ، فاشْهَدوا لَهُ بالإيمانِ، فإنَّ الله يقولُ:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ} الآية [التوبة: 18]
(1)
.
هذا حَديثٌ حسنٌ غريبٌ.
9 - باب ما جاءَ في تَرْكِ الصَّلاةِ
2806 -
حدَّثنا قُتَيْبةُ، قال: حدَّثنا جريرٌ وأبو مُعاويَةَ، عن الأعمشِ، عن أبي سُفْيانَ
عن جابرٍ، أنَّ النَبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"بَيْنَ الكُفْرِ والإيمانِ تَرْكُ الصَّلاةِ"
(2)
.
2807 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، قال: حَدَّثَنا أسْباطُ بن مُحمدٍ، عن الأعْمَشِ، بهذا الإسنادِ نَحوَهُ، قال:
(1)
إسناده ضعيف، لضعف دراج - وهو ابن سمعان -، وأخرجه ابن ماجه (802). وهو في "المسند"(11651)، و"صحيح ابن حبان"(1721) وسيأتي برقم (3349).
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه مسلم (82)، وأبو داود (4678)، وابن ماجه (1078)، والنسائي 1/ 232 (في الصلاة كما في إحدى نسخ "السنن")، وهو في "المسند"(14979)، و"صحيح ابن حبان" (1453). قلت: ولفظُ الكفر الوارد في هذا الحديث وما بعده محمول على سبيل التغليظ والتشبيه له بالكفار، لا على الحقيقة، أو بأنه كفر عملي لا يُعَدُّ المتلبسُ به خارجًا عن الإسلام، كقوله صلى الله عليه وسلم:"سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" وقوله: "من أتى امرأة في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد" وما شابه ذلك. وانظر "شرح السنة" 2/ 179.
"بينَ العبدِ وبينَ الشَّركِ، أو الكفرِ تَرْكُ الصَّلاةِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وأبو سفيانَ اسمُه: طَلحَةُ بن نافعٍ.
2808 -
حدَّثنا هنَّادٌ، قال: حدَّثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن أبي الزُّبيرِ
عن جابرٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "بين العبدِ وبينَ الكُفرِ تَرْكُ الصَّلاةِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وأبو الزُّبَير اسمه: محمدُ بن مُسْلِمِ بن تَدْرُسَ.
2809 -
حدَّثنا أبو عَمَّارٍ الحُسَينُ بن حُرَيثٍ ويُوسُفُ بن عِيسى، قالا: حدَّثنا الفَضْلُ بن موسى، عن الحُسَينِ بن واقدٍ
وحدَّثنا أبو عمَّارٍ ومحمودُ بن غيلانَ، قالا: حدَّثنا عليُّ بن الحُسَيْنِ بن واقدٍ، عن أبيهِ
وحدَّثنا محمدُ بن عليِّ بن الحسن الشّقيقيُّ ومحمودُ بن غَيلانَ، قالا: حدَّثنا عليُّ بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدةَ
عن أبيهِ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "العَهْدُ الذي بَيْنَنا وبَيْنَهُمُ
(1)
صحيح، وقد سلف تخريجه في الذي قبله.
(2)
صحيح، وانظر تخريجه فيما قبله.
الصَّلاةُ، فمَنْ تَرَكَها، فقد كَفَرَ"
(1)
.
وفي البابِ عن أنسٍ، وابنِ عبَّاسٍ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.
2810 -
حدَّثنا قُتَيْبةُ، قالَ: حدَّثَنا بِشْرُ بن المُفَضَّلِ، عن الجُريرِيَّ
عن عبد الله بن شَقيقٍ العُقَيْليِّ، قال: كانَ أصْحابُ مُحَمدٍ صلى الله عليه وسلم لا يَرَوْنَ شَيئًا من الأعْمالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ غَيْرَ الصَّلاةِ
(2)
(3)
.
10 - باب
2811 -
حدَّثنا قُتَيْبةُ، قال: حدَّثنا اللّيثُ، عن ابنِ الهادِ، عن محمَّدِ بن إبراهيمَ بن الحارِثِ، عن عامِرِ بن سَعْدٍ
عن العبَّاسِ بن عبد المُطَّلِبِ أنَّهُ سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ، مَن رَضِيَ باللهِ رَبًّا، وبالإسلامِ دِينًا، وبمُحَمَّدٍ نَبِيًّا"
(4)
.
(1)
حديث قوي، وأخرجه ابن ماجه (1079)، والنسائي 1/ 231 - 232. وهو في "المسند" (22937)، و"صحيح ابن حبان" (1454).
(2)
صحيح، الجريري وإن كان قد اختلط قد سمع منه بشر بن المفضل قبل الاختلاط. وأخرجه الحاكم 1/ 7 من طريق قتيبة بن سعيد، عن بشر بن المفضل، عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة، فذكره.
(3)
جاء في المطبوع بعد هذا، سمعت أبا مصعب المدني يقول: من قال: الإيمانُ قولٌ، يُستتابُ، فإن تاب وإلَّا ضُربت عُنقُه، وليس في أصولنا الخطية.
(4)
صحيح، وأخرجه مسلم (34). وهو في "المسند"(1778)، و"صحيح ابن حبان"(1694).
وقوله: "من رضي بالله ربًا" يقال: رضيت بالشيء: إذا قنعت به ولم تطلب معه =
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2812 -
حدَّثنا ابنُ أبي عُمَرَ، قال: حدَّثنا عبد الوَهَّابِ الثقفي، عن أيُّوبَ، عن أبي قِلابَةَ
عن أنسِ بن مالك، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"ثَلاثٌ مَن كُنَّ فيهِ وجَدَ بِهِنَّ طَعْمَ الإيْمانِ: مَن كانَ اللهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إليهِ مما سِواهُما، وأنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحبُّهُ إلَّا للهِ، وأنْ يكْرَهَ أن يَعودَ في الكُفْرِ بعدَ إذْ أنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ كَما يَكْرهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وقَد رواهُ قتادةُ، عن أنس بن مالك، عن النَبيَّ صلى الله عليه وسلم.
11 - باب لا يَزْني الزَّاني وهو مؤمِنٌ
2813 -
حدَّثنا أحْمدُ بن مَنيعٍ، قال: حدَّثنا عَبيدةُ بن حُمَيْدٍ، عن الأعمشِ، عن أبي صالحٍ
عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَزْني الزَّاني وهُوَ مؤمِنٌ، ولا يسرقُ السَّارقُ وهو مُؤمنٌ، ولكِنَّ التَّوْبَةَ مَعْروضةٌ"
(2)
.
= غيره، فمعنى الحديث: ذاق طعم الإيمان من لم يطلب غير الله، ولم يسع في غير طريق الإسلام، ولم يسلك إلا ما يوافق شريعة محمد عليه الصلاة والسلام.
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (16)، ومسلم (43)، وابن ماجه (4033)، والنسائي 8/ 94 - 95 و 96 و 97. وهو في "المسند" (12002)، و"صحيح ابن حبان" (237) و (238).
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (2475)، ومسلم (57)، وأبو داود (4689)، =
وفي البابِ عن ابنِ عَبَّاسٍ، وعائشةَ، وعبدِ الله بن أبي أوْفَى.
حديثُ أبي هريرةَ حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجهِ.
وقد رُويَ عن أبي هُرَيرَةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"إذا زَنَى العَبْدُ خَرَجَ مِنْهُ الإيْمانُ، فكانَ فَوْقَ رَأسِهِ كالظُّلَّةِ، فإذا خَرَجَ من ذلكَ العَمَلِ، عادَ إلَيْهِ الإيْمانُ"
(1)
.
وقد رُوِيَ عن أبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بن عَليٍّ أنَّهُ قال: في هذا خروج من الإيْمانِ إلى الإسْلامِ.
وقَد رُوِيَ مِن غيرِ وجهٍ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال في الزِّنى والسَّرِقَةِ: مَن أصابَ من ذلكَ شيئًا، فأقيمَ عليه الحَدُّ، فهو كفَّارَةُ ذَنْبِهِ، ومن أصابَ من ذلكَ شيئًا، فسَتَره اللهُ عليه فهو إلى اللهِ، إن شاءَ عَذَّبهُ يومَ القِيامَةِ وإنْ شاءَ غَفَرَ لهُ. رَوَى ذلك عَليُّ بن أبي طالِبٍ وعُبادَةُ بن الصَّامِتِ وخُزَيْمَةُ بن ثابِتٍ عن النَبيِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
2814 -
حدَّثنا أبو عُبَيْدَةَ بن أبي السَّفَرِ: هو
(3)
أحمدُ بن عبد اللهِ الهَمْدانيُّ، قال: حدَّثنا حَجَّاجُ بن مُحَمَّدٍ، عن يونسَ بن أبي إسحاقَ، عن
= وابن ماجه (3936)، والنسائي 8/ 64 - 66 و 313. وهو في "المسند" (7318) و (8895)، و"صحيح ابن حبان" (186) و (4454).
(1)
أخرجه أبو داود (4690)، والحاكم 1/ 22، وإسناده صحيح.
(2)
حديث عليٍّ حسنٌ وسيأتي بعده، وأخرج حديث عبادة أحمد في "مسنده" برقم (22678)، والبخاري (18) ومسلم (1709)، وحديث خزيمة أخرجه أحمد برقم (21866) وهو صحيح لغيره، وانظر تمام الكلام عليهما في "المسند".
(3)
في (أ) و (د) و (س): "حدثنا" بدل: "هو"، والمثبت من (ظ)، وهو الصواب.
أبي إسحاقَ الهَمْدانيِّ، عن أبي جُحَيْفَةَ
عن عليَّ بن أبي طالب، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَن أصابَ حَدًّا فَعُجِّلَ عقوبَتُهُ في الدُّنْيا، فاللهُ أعْدَلُ مِنْ أنْ يُثَنَّيَ على عَبْدِهِ العُقوبَةَ في الآخِرةِ، ومَنْ أصابَ حَدًّا، فسَتَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ وعَفَا عَنْهُ، فاللهُ أكْرَمُ من أنْ يَعودَ في شَيءٍ قَد عَفَا عَنْهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
وهذا قَوْلُ أهْلِ العِلْمِ لا نَعْلمُ أحدًا كَفَّرَ أحدًا بالزِّنى والسَّرِقةِ أو بشرب الخَمْرِ.
12 - باب ما جاء المُسلِمُ من سَلِمَ المُسلِمونَ مِنْ لِسانِهِ ويَدِهِ
2815 -
حدَّثنا قتيبةُ، قال: حدَّثنا اللَّيثُ، عن ابنِ عَجْلانَ، عن القَعْقاعِ، عن أبي صالحٍ
عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ، والمؤمِنُ مَنْ أمِنَهُ النَّاسُ على دِمائِهِمْ وأمْوالِهِم"
(2)
.
ويُرْوَى عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ سُئلَ: أيُّ المُسْلمينَ أفْضلُ؟ قال:
(1)
حديث حسن، يونس بن أبي إسحاق خرج حديثه مسلم في "صحيحه" ووثقه غير واحد إلا أنه يضطرب في حديثه عن أبيه.
وأخرجه ابن ماجه (2604). وهو في "المسند"(775).
(2)
صحيح، وأخرجه النسائي 8/ 104 - 105. وهو في "المسند" (8931)، و"صحيح ابن حبان" (180).
"من سَلِمَ المُسْلمُونَ من لِسانِه وَيَدِه"
(1)
.
2816 -
حدَّثنا بذلكَ إبراهيمُ بنُ سَعيدٍ الجَوْهَريُّ، قال: حدَّثنا أبو أُسامةَ، عن بُرَيْدِ بن عبد اللهِ بن أبي بُرْدةَ، عن جَدَّه أبي بُرْدةَ
عن أبي موسى الأشعَريَّ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سُئلَ: أيُّ المُسْلِمينَ أفْضلُ؟ قال: "من سَلِمَ المُسْلمُونَ من لِسانِه وَيَدِه"
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ من حديثِ أبي موسى الأشعري، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
وفي البابِ عن جَابرٍ، وأبي موسى، وعَبد اللهِ بن عَمْرٍو.
حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح.
13 - باب ما جاء أنَّ الإسلامَ بَدأ غَريبًا وسيعودُ غريبًا
2817 -
حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا حَفْصُ بنُ غِياثٍ، عن الأعْمَشِ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الأحوصِ
عن عبد اللهِ بن مسعود، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الإسلامَ بَدأ غَريبًا، وسيعودُ غريبًا كما بدأ، فَطُوبَى لِلْغُرَباءِ"
(3)
.
وفي البابِ عن سَعْدٍ، وابن عُمرَ، وجابرٍ، وأنسٍ، وعبد اللهِ
(1)
سيأتي بعده.
(2)
صحيح، وقد سلف تخريجه عند الحديث رقم (2670).
(3)
صحيح، وأخرجه ابن ماجه (3988). وهو في "المسند"(3784)، وانظر تمام تخريجه فيه، وانظر شواهده في "المسند"(1604) من مسند سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
ابن عَمْرٍو.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيحٌ من حديثِ ابن مَسْعُودٍ، وإنَّما نَعْرِفُه من حديثِ حَفْصِ بن غِياثٍ، عن الأعْمَشِ.
وأبو الأحوصِ اسمُه: عوفُ بن مَالكِ بن نَضْلةَ الجُشَميُّ. تَفرَّدَ بهِ حَفْصٌ.
2818 -
حدَّثنا عَبد اللهِ بن عبد الرحمنِ، قال: أخبرنا إسماعيلُ بن أبي أُوَيْسٍ، قال: حدَّثني كَثِيرُ بن عَبد اللهِ بن عَمْرِو بن عَوْفِ بن زَيْدِ بن مِلْحةَ، عن أبيهِ
عن جَدِّهِ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ الدَّينَ لَيأْرِزُ إلى الحِجاز كما تأرِزُ الحيَّةُ إلى جُحْرها، وَلَيَعْقلنَّ الدّينُ من الحِجاز مَعْقلَ الأُرْويّةِ من رَأسِ الجَبلِ، إنَّ الدَّينَ بَدَأ غَريبًا وَيرْجِعُ غَريبًا، فَطُوبى لِلْغُرباءِ الّذِينَ يُصْلِحُونَ ما أفسدَ النَّاسُ من بَعْدِي من سُنّتي"
(1)
.
(1)
ضعيف، كثير بن عبد الله بن عمرو المزني قال الدارقطني والنسائي متروك الحديث، وقال أحمد: منكر الحديث. وقال البخاري عن حديثه في الساعة التي ترجى يوم الجمعة: "حديث حسن إلا أن أحمد بن حنبل كان يحمل على كثير يضعفه، وقد روى يحيى بن سعيد الأنصاري - يعني على إمامته - عن كثير بن عبد الله.
قلنا: والإمام الترمذي في تحسين حديث كثير بن عبد الله متابع للإمام البخاري. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (11)، وابن عدي 6/ 2080.
قوله: "لَيَأرِزُ"، أي: ينضم إليها ويجتمع بعضه إلى بعض.
"الأرويّة": الشاةُ الواحدةُ من شياه الجبل، وجمعها أروى. وقيل هي أنثى =
هذا حديثٌ حسنٌ.
14 - باب ما جاء في علامةِ المُنافقِ
2819 -
حدَّثنا أبو حَفْصٍ عَمرُو بن عَليٍّ، قال: حدَّثنا يحيى بن محمدِ بن قَيْسٍ، عن العلاءِ بن عبد الرحمنِ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "آيةُ المُنافقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وَعَدَ أخْلفَ، وإذا ائْتُمِنَ خانَ"
(1)
.
وهذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من حديثِ العلاء. وقد رُوِي مِن غَيْرِ وجهٍ عن أبي هُريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
وفي البابِ عن عبد اللهِ بنِ مسعودٍ، وأنسٍ، وجابرٍ.
2820 -
حدَّثنا عليُّ بن حُجْرٍ، قال: حدَّثنا إسماعيلُ بن جعفرٍ، عن أي سُهَيْلِ بن مالكٍ، عن أبيهِ، عن أبي هريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نحوَهُ
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
وأبو سُهَيْلٍ هو: عَمُّ مالكِ بن أنسٍ، واسمُه: نافعُ بن مالكِ بن أبي عامرٍ الخَوْلانيُّ الأصْبَحيُّ.
= الوُعول، وهي تيوس الجبل. قاله ابن الأثير.
وانظر ما قبله.
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (33)، ومسلم (59)، والنسائي 8/ 116 - 117. وهو في "المسند" (8685).
(2)
صحيح، وقد سلف تخريجه في الذي قبله.
2821 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا عُبَيدُ اللهِ بن موسى، عن سُفيانَ، عن الأعمشِ، عن عبد اللهِ بن مُرَّةَ، عن مسروقٍ
عن عبد اللهِ بن عمرِو، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"أرْبعٌ من كُنَّ فيهِ كَانَ مُنافِقًا، وإنْ كانت فيهِ خَصْلةٌ مِنهُنَّ كانت فيهِ خَصْلةٌ من النِّفاقِ حتَّى يَدَعَها: من إذا حَدَّثَ كَذبَ، وإذا وَعَدَ أخلَفَ، وإذا خاصمَ فَجَرَ، وإذا عَاهدَ غَدَرَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وإنَّما معنى هذا عند أهلِ العلمِ نِفاقُ العملِ، وإنَّما كان نِفاقُ التَّكْذِيبِ على عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، هكذا رُوِي عن الحسنِ البَصرِيِّ شيءٌ من هذا، أنَّهُ قال: النِّفاقُ نِفاقانِ: نِفاقُ العملِ، ونِفاقُ التَّكذِيبِ
(2)
.
2822 -
حدَّثنا الحسنُ بن عليٍّ الخَلّالُ، قال: حدَّثنا عبد اللهِ بن نُمَيْرٍ، عن الأعمشِ، عن عبد اللهِ بن مُرَّةَ، بهذا الإسنادِ نحوُه
(3)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (34)، ومسلم (58)، وأبو داود (2688)، والنسائي 8/ 116. وهو في "المسند" (6768)، و"صحيح ابن حبان" (254).
(2)
فالأول وهو النفاق العملي لا يخرج صاحبه عن الملة، أما الثاني وهو النفاق الاعتقادي بأن يبطن الكفر، ويتظاهر بالإسلام، فهو مخرج عن الملة، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار خالدًا مخلدًا فيها.
(3)
صحيح، وقد سلف تخريجه في الذي قبله.
2823 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا أبو عامرٍ، قال: حدَّثنا إبراهيمُ بن طَهْمانَ، عن عليِّ بن عبد الأعلى، عن أبي النُّعْمانِ، عن أبي وقاصٍ
عن زيدِ بن أرْقمَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا وَعَدَ الرَّجُلُ ويَنْوي أن يَفيَ بهِ، فلم يَفِ بهِ، فلا جُناحَ عليه"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، وليس إسنادهُ بالقويِّ، عليُّ بن عبد الأعلى ثقةٌ، وأبو النُّعْمانِ مجهول، وأبو وقاص مجهول.
15 - باب ما جاء سِبابُ المسلم فسوق
2824 -
حدَّثنا محمدُ بن عبد اللهِ بن بَزِيعٍ، قال: حدَّثنا عبد الحكيم بن منصورٍ الواسطيُّ، عن عبد الملكِ بن عُمَيْرٍ، عن عبد الرحمنِ بن عبد اللهِ بن مسعودٍ
عن أبيهِ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "قِتالُ المُسْلمِ أخاهُ كُفْرٌ، وسِبابهُ فُسُوقٌ"
(2)
.
وفي البابِ عن سعدٍ، وعبد اللهِ بن مُغَفّلٍ.
حديثُ ابن مسعودٍ حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقد رُوِي عن عبد اللهِ بن مسعودٍ من غيرِ وجهٍ.
2825 -
حدّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن زُبَيْدٍ، عن أبي وائلٍ
(1)
ضعيف لجهالة أبي النعمان وأبي وقاص كما قال المصنف، وأخرجه أبو داود (4995).
(2)
صحيح، وقد سلف تخريجه عند الحديث رقم (2098).
عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "سِبابُ المسلمِ فُسُوقٌ، وقِتالُه كُفْرٌ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ
(2)
.
16 - باب فيمن رَمى أخَاهُ بكُفْرٍ
2826 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ مَنِيعٍ، قال: حدَّثنا إسحاقُ بن يُوسُفَ الأزرقُ، عن هشامٍ الدَّسْتُوائيِّ، عن يحيى بن أبي كَثِيرٍ، عن أبي قِلابةَ
عن ثابتِ بن الضَّحَّاكِ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"ليس على العبدِ نَذْرٌ فِيما لا يَمْلِكُ، ولاعِنُ المُؤْمنِ كقاتلِه، ومن قَذفَ مُؤمنًا بِكُفْرٍ، فهو كقاتلِه، ومن قَتلَ نَفْسَهُ بشيءٍ، عَذّبَهُ اللهُ بِما قَتلَ بهِ نَفْسَهُ يومَ القِيامةِ"
(3)
.
(1)
صحيح، وانظر ما قبله.
(2)
جاء في المطبوع بعد هذا: "ومعنى هذا الحديث قتاله كفر: ليس به كفرًا مثل الارتداد عن الإسلام، والحجة في ذلك ما روي عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قُتل متعمدًا فأولياء المقول بالخيار، إن شاؤوا قلوا وإن شاؤوا عَفَوا، ولو كان القتل كفرًا لوجب
…
وقد روي عن ابن عباس وطاووس وعطاء وغير واحد من أهل العلم قالوا: كُفْر دون كفر، وفسوق دون فسوق". وهذه العبارة لم ترد في شيء من أصولنا الخطية.
(3)
صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (1363) و (6047)، ومسلم (110)، وأبو داود (3257)، والنسائي 7/ 5 - 6 و 6 و 19. وهو في "المسند" (16385)، و"صحيح ابن حبان" (4366) و (4367).
وانظر ما سلف برقم (1607).
وفي البابِ عن أبي ذَرٍّ، وابن عمرَ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2827 -
حدَّثنا قُتيبةُ، عن مالكِ بن أنس، عن عبد اللهِ بن دِينارٍ
عن ابن عمرَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"أيُّما رجلٍ قال لأخيهِ: كافرٌ، فقد باءَ بِها أحَدُهُما"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
ومَعْنى قَوْلِهِ بَاءَ: يَعْني أقَرَّ.
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (6104)، ومسلم (60)، وأبو داود (4687). وهو في "المسند"(4687)، و"صحيح ابن حبان"(249).
قال القرطبي المحدث: حيث جاء الكفر في لسان الشرع، فهو جحد المعلوم من دين الإسلام بالضرورة الشرعية، وقد ورد الكفر في الشرع بمعنى جحد النعم، وترك شكر المنعم والقيام بحقه (كما تقدم تقريره في كتاب الإيمان (من صحيح البخاري) في: باب كفر دون كفر، وفي حديث أبي سعيد "يكفرن الإحسان، ويكفرن العشير")، وقوله: فقد جاء بها أحدهما، أي: رجع بإثمها ولازم ذلك، وأصل البوء اللزوم، ومنه "أبوء بنعمتك" أي: ألزمها نفسي وأُقِرُّ بها، والهاء في قوله:"بها" راجع إلى التكفيرة الواحدة التي هي أقل ما يدل عليه لفظ كافر، ويحتمل أن يعود إلى الكلمة.
والحاصل: أن المقول له إن كان كافرًا كفرًا شرعيًا، فقد صدق القائل، وذهب بها المقولُ له، وإن لم يكن، رجعت للقائل معرة ذلك القول وإثمه.
نقله عنه الحافظ في "الفتح" 10/ 466 - 467 وقال: وهو من أعدل الأجوبة.
17 - باب ما جاء فِيمنْ يموتُ وهو يَشْهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ
2828 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن ابن عَجْلانَ، عن محمدِ بن يحيى بن حَبَّانَ، عن ابن مُحَيْريزٍ، عن الصُّنابِحيِّ
عن عُبادةَ بن الصَّامتِ أنَّهُ قال: دَخلْتُ عليه وهو في الموتِ فَبكيْتُ، فقال: مَهْلًا، لِمَ تَبْكِي؟ فواللهِ لَئنِ اسْتُشْهِدْتُ لأَشْهَدنَّ لَكَ، ولَئنْ شُفِّعتُ لأَشْفعنَّ لَكَ، ولَئنِ اسْتَطعتُ لأَنْفعَنَّكَ، ثُمَّ قال: واللهِ ما من حديثٍ سَمِعتُه من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لكم فيهِ خيرٌ إلَّا حدَّثْتُكُموهُ إلَّا حَديثًا واحدًا، وسأحدِّثُكُموه اليومَ وقد أحِيطَ بِنَفْسي، سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ:"من شَهدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمدًا رَسولُ اللهِ، حَرَّمَ اللهُ عَليْهِ النَّارَ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي بكرٍ، وعمرَ، وعثمانَ، وطَلْحةَ، وجابرٍ، وابن عمرَ، وزيدِ بن خالدِ.
قال أبو عيسى: سَمِعتُ ابن أبي عُمرَ يَقولُ: سَمِعتُ ابن عُيينةَ يَقولُ: محمدُ بن عَجْلانَ كانَ ثِقةً مَأْمُونًا.
والصُّنابِحيُّ هو: عبد الرحمنِ بن عُسيْلةَ أبو عَبد اللهِ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجهِ.
وقد رُوِي عن الزُّهْريِّ أنَّهُ سُئِلَ عن قولِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "من قال
(1)
صحيح، وأخرجه مسلم (29)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1128). وهو في "المسند"(22711)، و"صحيح ابن حبان"(202).
لا إله إلّا اللهُ دَخلَ الجَنَّة"، فقال: إنَّما كَانَ هذا في أوَّلِ الإسلامِ قبلَ نُزُولِ الفرائضِ والأمْرِ والنَّهْي
(1)
.
ووَجْهُ هذا الحديثِ عند بعضِ أهلِ العلمِ أنَّ أهلَ التَّوْحِيدِ سَيدْخُلون الجنَّةَ، وإنْ عُذِّبُوا في النَّار بِذُنُوبِهمْ، فإنَّهُمْ لا يُخلّدُونَ في النَّارِ.
وقد رُوِي عن ابن مسعودٍ، وأبي ذَرٍّ، وعِمْرانَ بن حُصَيْنٍ، وجابرِ بن عَبد اللهِ، وابن عبَّاسٍ، وأبي سعيدٍ الخُدْريِّ، وأنَسٍ عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"سَيخْرُجُ قَوْمٌ من النَّارِ من أهْلِ التَّوْحِيدِ ويَدْخُلُونَ الجَنَّةَ"
(2)
.
وهكذا رُوِي عن سَعيدِ بن جُبَيْرٍ وإبراهيمَ النَّخَعيِّ وغيرِ واحدٍ من التَّابِعينَ في تفسير هذهِ الآيةِ {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2] قالوا: إذا أُخْرِجَ أهلُ التَّوحيدِ من النَّارِ وأُدخِلُوا الجنَّةَ يَوَدُّ الذِينَ كَفَرُوا لو كانُوا مُسلمينَ
(3)
.
(1)
قال ابن رجب فيه نظر، لأن مثل هذا الحديث وقع لأبي هريرة، أخرجه مسلم في "صحيحه"(316) وصحبته متأخرة عن نزول أكثر الفرائض، وكذا ورد نحوه عند أحمد (19597) بإسناد حسن عن أبي موسى الأشعري، وكان قدومه في السنة التي قدم فيها أبو هريرة.
(2)
انظر الأحاديث السالفة برقم (2775 - 2783)، وانظر تمام تخريجها هناك.
(3)
أخرج عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 345 عن الثوري، عن حماد، عن إبراهيم في قوله تعالى:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} قال: إن أهل النار يقولون: كنا أهل شرك وكفر، فما شأن هؤلاء الموحِّدين؟ ما أغنى عنهم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عبادتهم إياه، قال: فيخرجُ من النار من كان فيها من المسلمين، قال: فعند ذلك {يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} .
ورواه بنحوه عن الثوري، عن خُصيف، عن مجاهد.
قال الحافظ ابن كثير بعد إيراده حديث عبد الرزاق: وهكذا روي عن الضحاك وقتادة وأبي العالية وغيرهم.
قلنا: وقد ورد بذلك أحاديث مرفوعة، فقد أخرج ابن أبي عاصم في "السنة"(843)، وابن جرير الطبري في "جامع البيان" 14/ 2 والطبراني في "الكبير"، والحاكم في "المستدرك" 2/ 242 من حديث أبي الشعثاء علي بن الحسن بن سليمان، حدثنا خالد بن نافع الأشعري، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا اجتمع أهل النار في النار، ومعهم من شاء الله من أهل القبلة يقول الكفار: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى، قالوا: فما أغنى عنكم إسلامكم، وقد صرتم معنا في النار، قالوا: كانت لنا ذنوب فأُخذنا بها، فيسمعُ الله ما قالوا، فأمر بمن كان من أهل القبلة فأخرجوا، فلما رأى ذلك أهل النار قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين فنُخرَجَ كما أخرجوا" قال: وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} . وهذا حديث صحيح رجاله ثقات غير خالد بن نافع الأشعري، وهو ممن يكتب حديثه في الشواهد والمتابعات.
وله شاهد صحيح من حديث أنس الطويل في الشفاعة أخرجه أحمد (12469)، والضياء في "المختارة"(2345)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 711 - 712، وفيه: وفرغ الله من حساب الناس وأُدخل من بقي من أمتي النار مع أهل النار، فيقول أهل النار: ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله لا تشركون به شيئًا؟! فيقول الجبار: فبعزتي لأعتقنهم من النار، فيرسلُ إليهم فيُخرَجون وقد أمتحَشُوا (احترقوا واسودُّوا) فيُدْخَلُون في نهر الحياة، فينبُتُون فيه كما تنبُتُ الحِبَّةُ في غثاء السيل، ويُكتَبُ بين أعينهم: هؤلاء عتقاءُ الله، فيُذهَبُ بهم فيُدخَلون الجنةَ، فيقولُ =
2829 -
حدَّثنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن لَيثِ بن سَعْدٍ، قال: حدَّثني عامرُ بن يحيى، عن أبي عبد الرحمنِ المُعَافِريِّ، ثُمَّ الحُبُليَّ، قال:
سَمِعتُ عبد اللهِ بن عَمْرِو بن العاصِ يقولُ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ سَيُخلِّصُ رجلًا من أُمَّتي على رُؤُوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ، فينْشُرُ عليه تِسْعةً وتسعينَ سِجلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ البصَرِ، ثُمَّ يقولُ: أتُنْكِرُ من هذا شيئًا، أظَلمكَ كَتَبتي الحافظُونَ؟ فيقولُ: لا يا ربِّ، فيقولُ: أفَلكَ عُذْرٌ؟ فقال: لا يا رَبَّ، فيقولُ: بلى إنَّ لكَ عندنا حَسنةً، وإنَّه لا ظُلْمَ عليك اليومَ، فتُخْرَجُ بِطاقةٌ فِيها: أشْهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأشْهدُ أنَّ محمدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، فيقولُ: أحْضِرْ وَزْنَكَ، فَيقولُ: يا رَبَّ ما هذه البطاقةُ مَعَ هذه السِّجلّاتِ، فقال: إنّكَ لا تُظْلَمُ، قال: فتُوضَعُ السِّجلاتُ في كِفَّةٍ والبِطاقةُ في كِفَّةٍ، فطاشتِ السِّجلَّاتُ وثَقُلتِ البطاقةُ، ولا يَثقُلُ مع اسمِ اللهِ شيءٌ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
2830 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا ابن لَهِيعةَ، عن عامرِ بن يحيى، بهذا الإسنادِ نحوَهُ بمعناه
(2)
.
= لهم أهلُ الجنة: هؤلاء الجهنميُّون، فيُقول الجبار: بل هؤلاء عتقاءُ الجبار.
(1)
حديث قوي، وأخرجه ابن ماجه (4300). وهو في "المسند"(6994)، و"صحيح ابن حبان"(225).
(2)
إسناده حسن، فإن رواية قتيبة عن ابن لهيعة قوية، وانظر ما قبله.
18 - باب افْتِرَاق هذه الأُمَّةِ
2831 -
حدَّثنا الحُسينُ بن حُرَيْثٍ أبو عمَّارٍ، قال: حدَّثنا الفضلُ بن موسى، عن محمدِ بن عَمْرٍو، عن أبي سلمةَ
عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"تَفرَّقَتِ اليهودُ على إحدى وسَبْعينَ فِرْقةً أو اثْنَتينِ وسَبْعينَ فِرْقةً، والنَّصارى مِثْلَ ذلكَ، وتَفْترقُ أُمَّتي على ثَلاثٍ وسَبعينَ فِرْقةً"
(1)
.
وفي البابِ عن سعدٍ، وعبد اللهِ بن عمرِو، وعوفِ بن مالكٍ.
حديثُ أبي هريرةَ حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2832 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا أبو داودَ الحَفَرِيُّ، عن سُفيانَ، عن عبد الرحمنِ بن زِيادِ بن أنْعُم الإفريقيِّ، عن عبد اللهِ بن يَزِيدَ
عن عبد اللهِ بن عَمْرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيأتِينَّ على أُمَّتي ما أتى على بني إسرائيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بالنَّعْلِ، حتَّى إنْ كانَ منهم من أتَى أمَّهُ عَلانيةً لكانَ في أُمَّتي من يصنعُ ذلكَ، وإنّ بَني إسرائيلَ تَفرَّقَتْ على ثِنْتينِ وسَبْعينَ مِلّةً، وتفْترقُ أُمَّتي على ثلاثٍ وسَبْعينَ مِلّةً، كُلُّهُمْ في النَّارِ إلّا مِلّةً واحدةً"، قالوا: من هِي يا رسولَ اللهِ؟ قال: "ما أنا عليه وأصحابي"
(2)
.
(1)
إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة، وأخرجه أبو داود (4596)، وابن ماجه (3991). وهو في "المسند"(8396)، و"صحيح ابن حبان"(6247) و (6731)، و"مستدرك الحاكم" 1/ 128.
(2)
إسناده ضعيف، لضعف عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، وأخرجه =
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ مُفسَّر لا نَعْرِفُه مِثْلَ هذا إلَّا من هذا الوجهِ.
2833 -
حدَّثنا الحسنُ بن عَرَفةَ، قال: حدَّثنا إسماعيلُ بن عَيَّاشٍ، عن يحيى بن أبي عَمْرٍو السَّيبانيِّ، عن عبد اللهِ ابن الدَّيْلميِّ، قال:
سمعتُ عبد اللهِ بن عَمْرٍو يقولُ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إنَّ الله تبارك وتعالى خَلقَ خَلْقَهُ في ظُلْمةٍ، فألْقى عليهم من نُورِه، فمن أصابَهُ من ذلكَ النُّورِ اهْتدَى، ومن أخْطأهُ ضلَّ، فلذلك أقُولُ: جَفَّ القلمُ على عِلْمِ اللهِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ.
2834 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا أبو أحمدَ، قال: حدَّثنا سُفيانُ، عن أبي إسحاقَ، عن عمرِو بن مَيْمُونٍ
عن معاذِ بن جَبلٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أتَدْري ما حَقُّ اللهِ على العبادِ"؟ فقُلت: اللهُ ورَسولُهُ أعْلمُ، قال:"فَإنَّ حَقَّهُ عَليْهمْ أن يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا بهِ شيئًا، قال: "فتدري ما حَقُّهُمْ على الله
= ابن وضاح في "البدع" ص 85، والآجري في "الشريعة" ص 15، وابن بطة في "الإبانة"(264) و (265)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 128 - 129، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(145) و (146) و (147).
(1)
صحيح، وهذا سند حسن إسماعيل بن عياش حسن الحديث في روايته عن أهل بلده وهذا منها، وأخرجه أحمد ضمن حديث في "مسنده"(6644)، وهو في "صحيح ابن حبان"(6169) و (6170).
إذا فَعَلُوا ذلكَ"؟ قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: "أنْ لا يُعذِّبَهُمْ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقد رُوِي من غيرِ وجهِ عن مُعاذِ بن جَبَلٍ.
2835 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا أبو داودَ، قال: أخبرنا شُعبةُ، عن حَبِيبِ بن أبي ثابتٍ وعبد العزِيزِ بن رُفَيْعٍ والأعمشِ، كُلُّهُمْ سَمِعُوا زيدَ بن وَهْبٍ
عن أبي ذَرٍّ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"أتاني جِبريلُ، فَبشَّرني أنَّهُ من ماتَ لا يُشْركُ باللهِ شيئًا دَخلَ الجنَّةَ"، قلتُ: وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ؟ قال: "نعم"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وفي البابِ عن أبي الدَّرْدَاءِ.
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (2856)، ومسلم (30)، وابن ماجه (4296)، والنسائي في "الكبرى"(5877). وهو في "المسند"(21991)، و"صحيح ابن حبان"(210) و (362).
(2)
صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (1237)، ومسلم (94) وص 687 (32)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1118 - 1123). وهو في "المسند"(21347) و (21434)، و"صحيح ابن حبان"(169) و (3326).
بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب العلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
1 - باب إذا أرادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا فَقَّهَهُ في الدِّينِ
2836 -
حَدَّثَنا عَليُّ بنُ حُجْرٍ، قال: أخبرنا إسماعيلُ بن جَعْفرٍ، قال: أخبرني عبد اللهِ بن سَعيدِ بن أبي هِنْدٍ، عن أبيهِ
عن ابن عبَّاسٍ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "من يُرِدِ اللهُ بهِ خَيْرًا يُفقِّهْهُ في الدِّينِ"
(1)
.
وفي البابِ عن عمرَ، وأبي هريرةَ، ومعاويةَ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2 - باب فضل طلبِ العلمِ
2837 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا أبو أُسامةَ، عن الأعمشِ، عن أبي صالحٍ
عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لهُ طريقًا إلى الجنَّةِ"
(2)
.
(1)
صحيح، وهو في "المسند"(2790)، وانظر تمام تخريجه فيه.
(2)
صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا مسلم (2699)، وأبو داود (3643)، =
هذا حديثٌ حسنٌ.
2838 -
حدَّثنا نَصْرُ بن عَليٍّ، قال: حدَّثنا خالدُ بن يَزِيدَ العَتَكيُّ، عن أبي جعفرٍ الرَّازيِّ، عن الرَّبِيعِ بن أنَسٍ
عن أنسِ بن مالكٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من خَرَجَ في طَلبِ العِلمِ، فَهو في سَبِيلِ اللهِ حتَّى يَرْجِعَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، ورَوَاهُ بَعْضُهمْ فلم يَرْفَعْهُ.
2839 -
حدَّثنا محمدُ بن حُمَيْدٍ الرَّازيُّ، قال: حدَّثنا محمدُ بن المُعَلّى، قال: حدَّثنا زِيادُ بن خَيْثَمَةَ، عن أبي داودَ، عن عبد اللهِ بن سَخْبَرَةَ
عن سَخْبَرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"من طَلبَ العِلمَ كانَ كَفَّارةً لِمَا مَضَى"
(2)
.
هذا حديثٌ ضعيفُ الإسنادِ، أبو داودَ اسمُه: نُفيعٌ الأعمى يُضَعَّفُ في الحديث، ولا نَعْرِفُ لِعَبد اللهِ بن سَخْبرةَ كَبِيرَ شيءٍ، ولا لأبيهِ.
= وابن ماجه (225). وهو في المسند (8316)، و"صحيح ابن حبان"(84).
وسيأتي مطولًا برقم (3174)، وانظر تخريجه هناك.
(1)
إسناده ضعيف، خالد بن يزيد العتكي ضعيف، وأبو جعفر الرازي - واسمه عيسى ابن أبي عيسى - سيئ الحفظ.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/ 17، والطبراني في "الصغير"(380)، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 290.
(2)
إسناده ضعيف كما قال المصنف، وأخرجه الدارمي (561)، والطبراني في "الكبير"(6615) و (6616).
3 - باب ما جاء في كِتْمانِ العلمِ
2840 -
حدَّثنا أحمدُ بن بُدَيلِ بن قُريْشٍ اليامِيُّ الكُوفيُّ، قال: حدَّثنا عبد اللهِ بن نُمَيْرٍ، عن عُمارةَ بن زاذانَ، عن عليِّ بن الحَكَم، عن عطاءٍ
عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من سُئلَ عن عِلْمٍ عَلِمَهُ ثُمَّ كَتَمَهُ، أُلْجِمَ يومَ القِيامةِ بِلِجَامٍ من نارٍ"
(1)
.
وفي البابِ عن جابرٍ، وعبد اللهِ بن عمرٍو.
حديثُ أبي هُريرةَ حديثٌ حسنٌ.
4 - باب ما جاء في الاسْتِيصاءِ بمَنْ يَطْلبُ العلمَ
2841 -
حدَّثنا سُفيانُ بن وَكيعٍ، قال: حدَّثنا أبو داودَ الحَفَرِيُّ، عن سُفيانَ، عن أبي هارونَ العَبْدِيِّ، قال:
كُنَّا نَأْتي أبا سعيدٍ فيقولُ: مرحبًا بِوصِيَّةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ النَّاسَ لكم تَبَعٌ، وإنَّ رجالًا يأتُونكُمْ من أقطارِ الأرضِ يَتفَقَّهُونَ في الدِّينِ، فإذا أتَوْكمْ، فاسْتَوْصُوا بهم خيرًا"
(2)
.
(1)
صحيح، وأخرجه أبو داود (3658)، وابن ماجه (261) و (266). وهو في "المسند"(7571)، و"صحيح ابن حبان"(95).
(2)
إسناده ضعيف جدًا، علته أبو هارون العبدي - واسمه عمارة بن جُوين - متروك الحديث عند يحيى القطان والحاكم أبي أحمد والنسائي، وكذَّبه حماد بن زيد والجوزجاني، وضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وشعبة والدارقطني.
وقال ابن حبان: كان يروي عن أبي سعيد ما ليس من حديثه، لا يحلُّ كتب حديثه =
قال علي بن عبد الله: قال يحيى بن سعيدٍ: كانَ شُعبةُ يُضَعِّفُ أبا هارُونَ العبديَّ. قال يحيى: وما زالَ ابن عَوْنٍ يَرْوِي عن أبي هارُونَ العَبْديِّ حتَّى ماتَ، وأبو هارُونَ اسمهُ: عُمارةُ بن جُويْنٍ.
2842 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا نُوحُ بن قَيْسٍ، عن أبي هارُونَ العَبْديِّ
عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"يأْتِيكُمْ رِجالٌ من قِبَلِ المَشْرقِ يَتعلَّمُونَ، فإذا جاؤوكُمْ، فَاسْتَوْصُوا بهم خيرًا". قال: فكانَ أبو سعيدٍ إذا رآنا، قال: مرحبًا بِوَصيَّةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هذا حديثٌ لا نَعْرِفُه إلَّا من حديثِ أبي هارونَ العبدي، عن أبي سَعيدٍ الخدري.
= إلَّا على جهة التعجب.
وهو في "سنن ابن ماجه"(247) و (249)، وأخرجه من طريق آخر مختصرًا الحاكم 1/ 276 من حديث سعيد بن سليمان الواسطي، عن عباد بن العوام، عن الجُريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري أنه قال: مرحبًا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بكم. وفي سنده سعيد بن إياس الجريري وكان قد اختلط، وعباد بن العوام ليس معدودًا ممن روى عنه قبل الاختلاط. وهذه الطريق أنكرها الإمام أحمد، فقد قال مهنا - فيما نقله عنه صاحب "المنتخب" -: سألت أحمد عن حديث حدثنا سعيد بن سليمان فساق سنده، فقال أحمد: ما خلق الله من ذا شيئًا، هذا حديث أبي هارون عن أبي سعيد، وقول الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي هارون العبدي عن أبي سعيد يُعضِّدد قول أحمد ويقويه.
(1)
إسناده ضعيف، وانظر ما قبله.
5 - باب ما جاء في ذَهابِ العلمِ
2843 -
حدَّثنا هارُونُ بن إسحاقَ الهَمْدانيُّ، قال: حدَّثنا عَبْدةُ بن سُليْمانَ، عن هشامِ بن عُرْوةَ، عن أبيهِ
عن عبد اللهِ بن عمرِو بن العاصِ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ لا يَقْبضُ العلمَ انتزاعًا يَنْتزِعُهُ من النَّاسِ، ولكنْ يَقْبِضُ العلمَ بِقبْضِ الَعلماءِ، حتَّى إذا لم يَتْرُكْ عَالِمًا، اتّخذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوا بِغَيْرِ عِلمٍ فَضلُّوا وأضَلُّوا"
(1)
.
وفي البابِ عن عائشةَ، وزيادِ بن لَبيدٍ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقد رَوَى هذا الحديثَ الزُّهْريُّ، عن عُرْوةَ، عن عبد اللهِ بن عَمْرٍو
(2)
. وعن عُرْوةَ، عن عائشةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ هذا
(3)
.
2844 -
حدَّثنا عبدُ اللهِ بن عبد الرحمنِ، قال: أخبرنا عبد اللهِ بن صالحٍ، قال: حدَّثني مُعاويةُ بن صَالحِ، عن عبد الرحمنِ بن جُبَيْرِ بن نُفَيْرٍ، عن أَبيهِ جُبَيْرِ بن نُفَيْرٍ
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (100)، ومسلم (2673)، وابن ماجه (52)، والنسائي في "الكبرى"(5907). وهو في "المسند"(6511)، و"صحيح ابن حبان"(4571).
(2)
أخرجه النسائي في "الكبرى"(5908). وهو في "المسند"(6896). وانظر ما قبله.
(3)
أخرجه البزار (233 - كشف الأستار)، قال البزار: تفرد به يونس، ورواه معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عبد الله بن عمرو.
عن أبي الدَّرْدَاءِ، قال: كُنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فشخَصَ بِبَصرِه إلى السَّماءِ ثُمَّ قال:"هذا أوَانُ يُخْتَلَسُ العلمُ مِن النَّاسِ حتَّى لا يَقْدِرُوا منه على شيءٍ". فقال زِيادُ بن لَبيدٍ الأنصارِيُّ: كيفَ يُخْتَلسُ مِنَّا وقد قَرأْنا القُرْآنَ! فواللهِ لَنقرأنَّهُ ولَنُقرئنَّهُ نِساءَنا وأبْناءَنا، فقال: ثَكِلتْكَ أُمُّكَ يا زيادُ، إنْ كُنْتُ لأَعُدُّك من فُقَهاءِ أهلِ المدينةِ، هذه التَّوْراةُ والإنجيلُ عند اليَهُودِ والنَّصَارى، فماذا تُغْني عنهم؟ قال جُبيرٌ: فَلقِيتُ عُبادةَ بن الصَّامتِ، فقُلْتُ: ألا تَسْمعُ ما يقولُ أخُوكَ أبو الدَّرْدَاءِ؟ فأخْبرْتُه بالّذي قال أبو الدَّرْدَاءِ، قال: صدقَ أبو الدَّرْداءِ، إنْ شِئْتَ، لأحدِّثنَّكَ بأوَّلِ عِلمٍ يُرْفَعُ من النَّاسِ؟ الخُشُوعُ، يُوشِك أن تَدخُلَ مَسْجِدَ الجامع
(1)
، فَلا تَرى فيهِ رجلًا خاشعًا
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
ومعاويةُ بن صالحٍ ثقةٌ عند أهلِ الحديثِ، ولا نعلمُ أحدًا تكلَّمَ فيهِ غيرَ يحيى بن سعيدٍ القَطَّانِ، وقد رُوِي عن مُعاويةَ بن صَالحٍ نَحوُ هذا.
(1)
في (س)، ونسخة على هامش (ل):"الجماعة"، والمثبت من سائر أصولنا الخطية.
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن صالح كاتب الليث ضعيف.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(304)، والحاكم 1/ 99، والبيهقي في "المدخل"(854).
وانظر تخريج الحديث الآتي بعده.
ورَوَى بَعْضُهمْ هذا الحديثَ عن عبد الرحمنِ بن جُبَيْرِ بن نُفَيرٍ، عن أبيهِ، عن عَوْفِ بن مَالكٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
6 - باب ما جاء فِيمنْ يَطْلُبُ بِعلْمِه الدُّنْيا
2845 -
حدَّثنا أبو الأشْعثِ أحمدُ بن المِقْدَامِ العِجْليُّ البَصْريُّ، قال: حدَّثنا أُمَيَّةُ بن خَالدٍ، قال: حدَّثنا إسحاقُ بن يحيى بن طَلْحةَ، قال: حدَّثني ابن كَعْبِ بن مالكٍ
عن أبيه، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "من طلبَ العلمَ لِيُجاريَ بهِ العُلماءَ، أو لِيُمارِيَ بهِ السُّفَهاءَ، ويَصْرِفَ بهِ وُجُوهَ النَّاسِ إليهِ، أدْخَلَهُ الله النَّارَ"
(2)
.
(1)
صحيح، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5909). وهو في "المسند"(23990)، و"صحيح ابن حبان"(4572)، وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(301) و (303).
وحديث زياد بن لبيد من مسنده، هو عند أحمد برقم (17473)، وانظر تمام تخريجه فيه.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف إسحاق بن يحيى بن طلحة.
وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه أبو داود (3664)، وابن ماجه (252) و (260). وهو في "المسند"(8457)، و"صحيح ابن حبان"(78).
وآخر من حديث جابر عند ابن حبان (77)، وابن ماجه (254).
وثالث من حديث ابن عمر عند ابن ماجه أيضًا برقم (253)، وبنحوه (258) وسيأتي بعده.
ورابع من حديث حذيفة عند ابن ماجه (259). =
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه إلَّا مِن هذا الوَجْهِ، وإسحاقُ بن يحيى بن طَلحةَ ليس بِذاكَ القويَّ عندَهم، تُكلِّمَ فيهِ من قِبَلِ حِفْظِه.
2846 -
حدَّثنا عليُّ بن نَصْرِ بن عليٍّ، قال: حدَّثنا محمدُ بن عَبادٍ الهُنائيُّ، قال: حدَّثنا عليُّ بنُ المُباركِ، عن أيُّوبَ السَّخْتيانيِّ، عن خالدِ بن دُرَيْكٍ
عن ابن عمرَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"من تَعلَّمَ عِلْمًا لِغَيْرِ اللهِ، أو أرادَ بهِ غَيْرَ اللهِ، فَليَتبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ"
(1)
.
وفي الباب عن جَابرٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ، لا نَعْرِفُه مِن حديثِ أيُّوبَ إلَّا من هذا الوَجْهِ.
7 - باب ما جاء في الحَثِّ على تَبْليغِ السَّماعِ
2847 -
حدَّثنا محمودُ بنُ غَيْلانَ، قال: حدَّثنا أبو داودَ، قال: أخبرنا شُعبةُ، قال: أخبرنا عُمرُ بن سليمانَ من ولدِ عُمرَ بن الخَطَّابِ، قال: سَمِعتُ عَبدَ الرحمنِ بنَ أبانِ بنِ عُثمانَ يُحدِّثُ، عن أبيهِ، قال:
خَرجَ زَيْدُ بن ثابتٍ من عِنْدِ مَرْوانَ نِصْفَ النّهارِ، قلنا: ما بَعثَ إليهِ هذه السَّاعةَ إلَّا لشَيءٍ يَسْألُه عَنْهُ، فَقُمْنا فَسألنَاهُ، فقال:
= وحديث الباب أخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 104، والطبراني في "الكبير" 19/ (199)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 326، وابن حبان في "المجروحين" 1/ 133 - 134، وابن الجوزي في "العلل" 1/ 81.
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن خالد بن دُريك لم يدرك ابن عمر.
وأخرجه ابن ماجه (258)، والنسائي في "الكبرى"(5879).
نعم، سَألنا عن أشياءَ سَمِعْناها من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ:"نَضَّرَ اللهُ امْرءًا سَمعَ مِنَّا حديثًا فَحفِظَهُ حتَّى يُبلِّغَه غَيْرَه، فَرُبَّ حاملِ فِقْهٍ إلى من هو أفقهُ مِنْهُ، ورُبَّ حاملِ فِقْهٍ ليس بِفَقيهٍ"
(1)
.
وفي البابِ عن عبد اللهِ بن مسعودٍ، ومعاذِ بن جبلٍ، وجُبَيْرِ بن مُطْعم، وأبي الدَّرْدَاءِ، وأنسٍ.
حديثُ زيدِ بن ثابتٍ حديثٌ حسنٌ.
2848 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا أبو داودَ، قال: أنبأنا شُعبةُ، عن سِماكِ بن حرْبٍ، قال: سمعتُ عبد الرحمنِ بن عبد اللهِ بن مسعودٍ يُحدِّثُ
عن أبيهِ، قال: قال سَمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمعَ مِنَّا شيئًا، فَبلّغَهُ كما سَمعَ، فَرُبَّ مُبلَّغٍ أوْعَى من سامعٍ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وقد رَوَاهُ عَبد المَلكِ بن عُمَيرٍ، عن عَبد الرحمنِ بن عبد الله.
2849 -
حدَّثنا ابن أبي عمرَ، قال: حدَّثنا سُفيانُ، عن عبد الملكِ بن عُمَيْرٍ، عن عبد الرحمنِ بن عبد اللهِ بن مسعودٍ يُحدِّثُ
(1)
صحيح، وأخرجه أبو داود (3660)، وابن ماجه (230). وهو في "المسند"(21590)، و"صحيح ابن حبان"(67) و (680). وبعضهم يزيد فيه على بعض.
(2)
صحيح، وأخرجه ابن ماجه (232). وهو في "المسند"(4157)، و"صحيح ابن حبان"(66).
عن أبيهِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمعَ مقالتي فوعاها وحَفِظَها وبلَّغها، فَرُبَّ حاملِ فِقْهٍ إلى من هو أفْقهُ مِنْهُ، ثلاثٌ لا يُغِلُّ عليهنَّ قلبُ مسلم: إخلاصُ العملِ للهِ، ومُناصَحَةُ أئمّةِ المُسْلمينَ، ولُزوم جَماعَتِهمْ، فإنَّ الدَّعْوةَ تُحيطُ من ورَائِهمْ"
(1)
.
8 - باب ما جاء في تعظيمِ الكَذبِ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
-
2850 -
حدَّثنا أبو هشام الرِّفاعيُّ، قال: حدَّثنا أبو بكرِ بن عَيَّاشٍ، قال: حدَّثنا عَاصمٌ، عن زِرٍّ
عن عبد اللهِ بن مَسْعُودٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من كَذبَ عَليَّ مُتَعمِّدًا، فَلْيَتبوَّأ مَقْعدَهُ من النَّارِ"
(2)
.
(1)
هذا الحديث ورد في "التحفة" فقط، ولم يرد في شيءٍ من أصولنا الخطية، ولم يذكره المباركفوري في "شرحه"، وهو في "مسند الشافعي" 1/ 16 والرسالة (1102) وعن الشافعي رواه البغوي في "شرح السنة" (112) وقال بإثره: قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وقوله: ثلاث لا يُغِلُّ، هو بفتح الياء وضمها مع كسر الغين فيهما، فالأول من الغِلّ وهو الحقد، والثاني من الإغلال وهو الخيانة، والمراد أن المؤمن لا يخون في هذه الثلاثة، ولا يدخله ضِغن يُزيله عن الحق.
وقال الزمخشري في "الفائق": المعنى أن هذه الخلال يُستصلحُ بها القلوبُ، فمن تمسك بها طهر قلبه من الدَّغل والفساد.
(2)
صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو حديث متواتر، وهو في "المسند"(3814).
وانظر ما سلف برقم (2407).
2851 -
حدَّثنا إسماعيلُ بن موسى الفزَاريُّ ابن بِنْتِ السُّدِّيِّ، قال: حدَّثنا شَرِيكُ بن عبد اللهِ، عن منصورِ بن المُعْتَمِرِ، عن رِبْعيِّ بن حِرَاشٍ
عن عليَّ بن أبي طالبٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَكْذبُوا عَليَّ، فإنَّهُ من كَذبَ عَليَّ يَلجِ النَّارَ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي بكْرٍ، وعُمرَ، وعُثمانَ، والزُّبَيْرِ، وسَعيدِ بن زَيْدٍ، وعَبد اللهِ بن عَمْرٍو، وأنَسٍ، وجابرٍ، وابن عَبّاسٍ، وأبي سعيدٍ، وعَمْرِو بن عَبَسةَ، وعُقْبةَ بن عامرٍ، ومعاويةَ، وبريدةَ، وأبي موسى، وأبي أُمامةَ، وعبد اللهِ بن عمرَ، والمُنْقَعِ
(2)
، وأوسٍ الثَّقَفيَّ.
حديثُ عليَّ بن أبي طالب حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
قال عبد الرحمنِ بن مهديٍّ: منصورُ بن المُعْتَمِرِ أثْبتُ أهلِ الكوفةِ. وقال وكيعٌ: لم يكْذِبْ رِبْعيُّ بن حِراشٍ في الإسلامِ كِذْبةً.
2852 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا اللَّيْثُ بن سعدٍ، عن ابن شِهَابٍ
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (106)، ومسلم (1)، وابن ماجه (31) وبنحوه (38) و (40)، والنسائي في "الكبرى"(5911). وهو في "المسند"(584) و (629).
وانظر ما سيأتي بإثر حديث رقم (2853).
(2)
هو المُنْقَعُ بن الحصين بن يزيد بن شبل، وأخرج حديثه البخاري في "تاريخه" 8/ 53.
عن أنسِ بن مالكٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من كَذبَ عَليّ - حسِبْتُ أنّهُ قال: مُتعَمِّدًا، فَلْيَتبوَّأ مقعدَه
(1)
من النَّارِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيحٌ من هذا الوَجْهِ من حديثِ الزُّهْريِّ عن أنَس بن مالك. وقد رُوِي هذا الحديثُ مِن غيرِ وَجْهٍ عن أنَسٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم.
9 - باب ما جاء فِيمنْ رَوَى حديثًا وهو يَرَى أَنَّه كَذبٌ
2853 -
حدَّثنا بُندارٌ، قال: حدَّثنا عبد الرحمنِ بن مَهْدِيٍّ، قال: حدَّثنا سُفيانُ، عن حَبِيبِ بن أبي ثابتٍ، عن مَيْمُونِ بن أبي شَبِيبٍ
عن المُغيرةِ بن شُعبةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"من حَدَّثَ عَنِّي حديثًا وهو يَرَى أنَّهُ كَذِبٌ، فَهو أحدُ الكاذِبينَ"
(3)
.
وفي البابِ عن عليَّ بن أبي طالبٍ، وسَمُرةَ.
(1)
في (أ) و (د): "بيته" وقد ضبب عليها فيهما، وكتب على هامش (د): صوابه: "مقعده". والمثبت من سائر الأصول.
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (108)، ومسلم (2)، وابن ماجه (32)، والنسائي في "الكبرى"(5913) و (5914). وهو في "المسند"(11942) و (13332)، و"صحيح ابن حبان"(31).
(3)
صحيح، وأخرجه مسلم في المقدمة 1/ ص 9، وابن ماجه (41). وهو في "المسند"(18184).
وقوله: أحد الكاذبين. قال القاضي عياض: الرواية فيه عندنا: الكاذِبِينَ على الجمع، ورواه أبو نعيم الأصبهاني في كتابه "المستخرج على صحيح مسلم" في حديث سمرة: الكاذِبَينِ، بفتح الباء وكسر النون على التثنية.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
ورَوَى شُعبةُ، عن الحَكَمِ، عن عبد الرحمنِ بن أبي ليلى، عن سَمُرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم هذا الحديثَ
(1)
.
ورَوَى الأَعْمَش وابن أبي ليلى، عن الحَكمِ، عن عبد الرحمنِ بن أبي لَيْلى، عن عليٍّ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم
(2)
. وكأنَّ حديثَ عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن سَمُرةَ عِنْدَ أهلِ الحديثِ أصَحُّ.
قال
(3)
: سألتُ عَبدَ اللهِ بن عَبد الرحمنِ أبا محمدٍ عن حديثِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "من حَدَّثَ عَنِّي حديثًا وهو يَرَى أنَّهُ كَذبٌ فهو أحدُ الكاذِبينَ". قلتُ لهُ: من رَوَى حديثًا وهو يَعْلمُ أنّ إسْنادَهُ خَطأٌ يُخافُ أن يكُونَ قد دَخلَ في حديثِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم؟ [أو] إذا رَوَى النَّاسُ حديثًا مرسلًا فأسندَهُ بَعْضُهمْ أو قَلبَ إسْنادَهُ، يكُونُ قد دَخلَ في هذا الحديثِ؟ فقال: لا، إنَّما مَعْنى هذا الحديثِ: إذا رَوَى الرَّجُلُ الحديث، ولا يُعْرَفُ لِذلكَ الحديثِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أصْلٌ، فَحدَّثَ بهِ، فأخافُ أنْ يكُونَ قد دَخلَ في هذا الحديثِ.
(1)
صحيح، وأخرجه مسلم في مقدمة "صحيحه" 1/ ص 9، وابن ماجه (39). وهو عند أحمد في "مسنده"(20163)، وانظر تمام التعليق عليه هناك.
(2)
أخرجه ابن ماجه (38) و (40)، وهو في "المسند"(903) من هذا الطريق، وسلف من طريق آخر عند المصنف برقم (2851)، وانظر تمام تخريجه في "المسند".
(3)
هو الإمام الترمذي، وعبد الله بن عبد الرحمن: هو الإمام الدارمي.
10 - باب ما نُهي عنه أنْ يُقالَ عند حديثِ رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
2854 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا سُفيانُ بن عُيينةَ، عن محمدِ بن المُنْكَدِرِ وسالمٍ أبي النّضْرِ، عن عُبَيْدِ اللهِ بن أبي رافعٍ
عن أبي رافعٍ، وغيرِه رَفَعَهُ، قال:"لا أُلْفِينَّ أحَدَكُمْ مُتَّكِئًا على أرِيكَتِه يَأْتيهِ أمري مِمَّا أمَرْتُ بهِ، أو نَهيْتُ عَنْهُ، فيقولُ: لا أدري، ما وَجَدنا في كِتابِ اللهِ اتَّبعْناهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ.
ورَوَى بعضُهم عن سفيانَ، عن ابن المُنكَدِرِ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مُرسلًا. وسالمٍ
(2)
أبي النَّضْرِ، عن عُبَيْدِ اللهِ بن أبي رَافعٍ، عن أبيهِ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم
(3)
. وكانَ ابن عُيينةَ إذا رَوَى هذا الحديثَ على الانفرَادِ بَيَّنَ حديثَ محمدِ بن المُنْكَدِرِ من حديثِ سَالمٍ أبي النَّضْرِ، وإذا جَمعهُما رَوَى هكذا.
وأبو رافعٍ مَولى النبيّ صلى الله عليه وسلم اسمُه: أسْلمُ.
2855 -
حدَّثنا محمدُ بنُ بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا عبد الرحمنِ بن مَهْدِيًّ، قال: حدَّثنا مُعاويةُ بنُ صَالحٍ، عن الحسنِ بن جابرٍ اللَّخْمِيِّ
عن المِقْدامِ بن مَعْدي كَربَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ألا
(1)
صحيح، وأخرجه أبو داود (4605)، وابن ماجه (13)، وهو في "المسند"(23861)، و"صحيح ابن حبان"(13).
(2)
قال المباركفوري: بالجر عطفًا على قوله: ابن المنكدر.
(3)
انظر تخريجهما في "المسند"(23861) و (23876).
هل عسى رجلٌ يَبْلُغهُ الحديثُ عَنِّي وهو مُتَّكئٌ على أرِيكتِه، فيقولُ: بيننا وبينَكُم كتابُ اللهِ، فما وجدنا فيهِ حلالًا استَحْللناهُ. وما وجدنا فيهِ حرامًا حَرَّمْناهُ، وإنَّ ما حَرَّم رسولُ اللهِ كما حَرَّم اللهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجهِ.
11 - باب في كَرَاهِيةِ كِتابةِ العلمِ
2856 -
حدَّثنا سُفيانُ بن وكيعٍ، قال: حدَّثنا ابن عُيينةَ، عن زَيدِ بن أسْلمَ، عن عطاء بن يَسارٍ
عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ، قال: استأذنَّا النبيَّ صلى الله عليه وسلم في الكِتابةِ فلم يَأذَنْ لنا.
وقد رُوِي هذا الحديثُ من غيرِ هذا الوَجْهِ أيضًا عن زَيْدِ بن أسْلمَ، ورواهُ هَمَّامٌ، عن زيدِ بن أسلمَ
(2)
.
(1)
صحيح، وأخرجه أبو داود (4604)، وابن ماجه (12)، وهو في "المسند"(17174) و (17194)، و"صحيح ابن حبان"(12).
(2)
صحيح، وأخرجه مسلم (3004)، والنسائي في "الكبرى"(8008). وهو في "المسند"(11085)، و"صحيح ابن حبان"(64).
وأخرج أبو داود (3648) من طريق أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: ما كنا نكتب غير التشهد والقرآن.
وقد جمع العلماء بين إباحته صلى الله عليه وسلم كتابة الخطبة إلى أبي شاه كما في "صحيح البخاري"(113)، ويأتي عند المصنف برقم (2858) من حديث أبي هريرة، وبين حديث أبي سعيد هذا الذي فيه النهي عن كتابة غير القرآن أن النهي في حديث أبي سعيد خاص بوقت نزول القرآن خشية التباسه بغيره، والإذن في غير ذلك. =
12 - باب في الرُّخْصةِ فيهِ
2857 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قال: حَدَّثَنا اللَّيْثُ، عن الخَليلِ بن مُرَّةَ، عن يحيى بن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: كَانَ رَجُلٌ من الأنْصارِ يَجْلسُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَيسْمعُ من النبيَّ صلى الله عليه وسلم الحديثَ فَيُعجِبُه ولا يَحْفظُهُ، فَشكا ذلكَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسولَ اللهِ إنِّي أَسْمعُ مِنْكَ الحديثَ، فَيُعْجبُني ولا أحْفظُه، فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اسْتَعِنْ بِيَمينِكَ"، وأوْمأَ بِيدِه الخطَّ
(1)
.
= أو أن النهي خاص بكتابة غير القرآن مع القرآن في شيء واحد، والإذن في تفريقهما.
أو النهي متقدم والإذن ناسخ له عند الأمن من الالتباس، وهو أقربها مع أنه لا ينافيها.
وقيل: النهي خاص بمن خشي منه الاتكال على الكتابة دون الحفظ، والإذن لمن أمن منه ذلك.
ومنهم من أعل حديث أبي سعيد، وقال: الصواب وقفه على أبي سعيد. قاله البخاري وغيره.
قال ابن حبان: زجر صلى الله عليه وسلم عن الكِتبة عنه سوى القرآن أراد به الحث على حفظ السنن دون الاتكال على كتبتها، وترك حفظها، والتفقه فيها، والدليل على صحة هذا إباحته صلى الله عليه وسلم لأبي شاه كَتْب الخطبة التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذنه صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بالكتبة. وانظر "فتح الباري" 1/ 208.
(1)
إسناده ضعيف لضعف الخليل بن مُرَّة وجهالة يحيى بن أبي صالح، وأخرجه ابن عدي 3/ 928، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 83، والطبراني في "الأوسط"(805). وابن الأعرابي في "معجمه" والخطيب في "الجامع" 1/ 181 =
وفي البابِ عن عبد اللهِ بن عمرٍو.
هذا حديثٌ إسنادهُ ليسَ بذاك القائمِ.
سمعتُ محمدَ بنَ إسماعيلَ يقولُ: الخَليلُ بن مُرَّةَ مُنْكَرُ الحديثِ.
2858 -
حدَّثنا يحيى بن موسى ومحمودُ بن غَيْلانَ، قالا: حدَّثنا الوَليدُ بن مسلمٍ، عن الأوزاعيِّ، عن يحيى بن أبي كَثِيرٍ، عن أبي سلمةَ
عن أبي هريرةَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خَطبَ فذكرَ القِصَّةَ في الحديثِ. فقال أبو شاهٍ: اكْتُبوا لي يا رسولَ اللهِ. فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اكْتُبوا لأبي شَاهٍ". وفي الحديثِ قِصَّةٌ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقد رَوَى شَيْبانُ، عن يحيى بن أبي كَثِيرٍ مِثلَ هذا.
2859 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا سُفيانُ بن عُيينةَ، عن عَمرِو بن دينارٍ، عن وَهْبِ بن مُنبِّهٍ، عن أخيهِ وهو همَّامُ بن مُنَبِّهٍ، قال:
سَمِعتُ أبا هُريرةَ يَقولُ: لَيْسَ أحدٌ من أصحابِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أكْثرَ حديثًا عن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنِّي إلَّا عَبد اللهِ بن عَمْرٍو، فإنَّهُ كانَ يكْتُبُ وكُنْتُ لا أكْتُبُ
(2)
.
= وقوله: "الخطَّ" منصوب بنزع الخافض أي: إلى الخط، كما في رواية ابن الأعرابي والخطيب.
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (112) و (2434)، ومسلم (1355)، وأبو داود (2017) و (3649) و (4505). وهو في "المسند"(7242)، و"صحيح ابن حبان"(3715).
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (113)، والنسائي في "الكبرى"(5853). =
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
ووَهْبُ بن مُنبِّهٍ عن أخيه: هو همَّام بن مُنبِّهٍ.
13 - باب ما جاء في الحديثِ عن بَني إسرائيلَ
2860 -
حدَّثنا محمدُ بن يحيى، قال: حدَّثنا محمدُ بن يُوسفَ، عن ابن ثَوْبانَ هو عبد الرحمنِ بن ثَابتِ بن ثَوْبانَ العابدُ الشاميُّ، عن حَسَّانَ بن عَطيَّةَ، عن أبي كَبْشةَ السَّلُوليِّ
عن عبد اللهِ بن عَمْرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "بَلِّغُوا عَنِّي وَلو آيةً، وحدِّثُوا عن بَني إسرائيلَ ولا حَرَجَ، ومن كَذَبَ عَليَّ مُتعمِّدًا، فَلْيتبوّأ مَقْعدَهُ من النَّارِ"
(1)
.
= وهو في "المسند"(7389)، و"صحيح ابن حبان"(7152). وسيكرر برقم (4176).
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (3461). وهو في "المسند"(6486)، و"صحيح ابن حبان"(6256).
قلنا: ذكر أهل العلم: أن الأخبار التي تُنقل عن بني إسرائيل على ثلاثة أقسام:
أحدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح.
والثاني: ما علمنا كذبه بما عندنا مما يُخالفه.
والثالث: ما هو مسكوت عنه، لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، وتجوز حكايتُه لهذا الحديث.
قال الحافظ ابن كثير: وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني، ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في مثل هذا كثيرًا، ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك، كما يذكرون في مثل أسماء أهل الكهف ولون كلبهم، وعدتهم، وعصا موسى من أي شجر كانت، وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم، وتعيين =
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2861 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا أبو عاصمٍ، عن الأوْزاعيِّ، عن حَسَّانَ بن عَطيَّةَ، عن أبي كَبْشةَ السَّلُوليِّ، عن عبد اللهِ بن عَمْرٍو، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَحوَهُ
(1)
.
وهذا حديثٌ صحيحٌ.
14 - باب ما جاء أن الدَّالّ على الخَيْرِ كَفاعلهِ
2862 -
حدَّثنا نَصْرُ بن عبد الرحمنِ الكُوفيُّ، قال: حدَّثنا أحمدُ بن
= البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة، ونوع الشجرة التي كلم الله موسى عندها إلى غير ذلك مما أبهمه الله في القرآن مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم، لكن نقل الخلاف عنهم في ذلك جائز، كما قال الله تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ
…
} إلى آخر الآية.
وقد علّق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله على كلمة ابن كثير هذه، فقال: إن إباحة التحدّث عنهم فيما ليس عندنا دليل على صدقه ولا كذبه شيء، وذكر ذلك في تفسير القرآن، وجعله قولًا، أو رواية في معنى الآيات، أو في تعيين ما لم يُعين فيها، أو في تفصيل ما أجمل فيها شيء آخر، لأن في إثبات مثل ذلك بجوار كلام الله ما يوهم أن هذا الذي لا نعرف صدقه ولا كذبه مبين لمعنى قول الله سبحانه، ومفصّل لما أجمل فيه، وحاشا لله ولكتابه من ذلك، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أذن بالتحدث عنهم أمرنا أن لا نُصدقهم ولا نُكذبهم، فأيُّ تصديقٍ لرواياتهم وأقاويلهم أقوى من أن نقرنها بكتاب الله، ونضعها منه موضعَ التفسير أو البيان؟! اللَّهم غُفرًا. هذا التعليق أخذته من مقدمتي لزاد المسير 1/ 5 الذي حققته عن أصول خطية أنا وصديقي الشيخ المحدث عبد القادر الأرنؤوط حفظه الله ورعاه.
(1)
صحيح كسابقه.
بَشِيرٍ، عن شَبِيبِ بن بِشْرٍ
عن أنسِ بن مالكٍ، قال: أتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ يَسْتحمِلُهُ، فلم يَجدْ عِنْدَهُ ما يَحْمِلُهُ، فَدلَّهُ على آخرَ فَحملَهُ، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبرَهُ، فقال:"إنَّ الدَّالَّ على الخَيْرِ كفاعلِه"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي مسعودٍ البَدْريِّ، وبُريْدةَ.
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ من حديثِ أنسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
2863 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا أبو داودَ، قال: أنبأنا شُعبةُ، عن الأعْمَشِ، قال: سمعتُ أبا عمرٍو الشَّيْبانيَّ يُحدِّثُ
عن أبي مسعودٍ البَدْريِّ: أنَّ رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَحْمِلُهُ فقال: إنَّهُ قد أُبْدِعَ بي، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"ائْتِ فُلانًا"، فأتاهُ فَحملَهُ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"من دَلَّ على خَيْرٍ، فَلهُ مِثْلُ أجْرِ فاعلِه، أو قال: عامِله"
(2)
.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. أحمد بن بشير: صدوق له مناكير، وشبيب بن بشر: ضعيف.
وأخرجه أبو يعلى (4296).
ويشهد له ما بعده.
(2)
صحيح، وأخرجه مسلم (1893)، وأبو داود (5129). وهو في "المسند"(17085)، و"صحيح ابن حبان"(289) و (1668).
قال ابنُ حبان: قوله أُبْدِعَ بي، يريد: قُطِع بي عن الركوب، لأن رواحلي كلَّت وعَرَجَتْ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وأبو عمرٍو الشَّيْبانيُّ اسْمُه: سَعْدُ بن إياسٍ، وأبو مسعودِ البَدْريُّ اسْمُه: عُقْبةُ بن عَمْرٍو.
2864 -
حدَّثنا الحسنُ بن عَليًّ الخلَّالُ، قال: حدَّثنا عبد اللهِ بن نُمَيْرٍ، عن الأعمشِ، عن أبي عمرٍو الشَّيْبانيِّ
عن أبي مسعودٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نحوَهُ، وقال:"مِثلُ أجْرِ فاعلِه" ولم يَشُكَّ فيهِ
(1)
.
2865 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ والحَسنُ بن عليٍّ وغيرُ واحدٍ، قالوا: حدَّثنا أبو أُسامةَ، عن بُرَيْدِ بن عبد اللهِ بن أبي بُرْدةَ، عن جَدِّهِ أبي بُرْدةَ
عن أبي موسى الأشعريِّ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"اشْفَعُوا ولْتُؤجَرُوا، ولْيَقْضِ اللهُ على لِسانِ نَبِيِّهِ ما شاءَ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وبُرَيدُ بن عبد الله بن أبي بُردةَ بن أبي موسى قد روى عنه الثوريُّ وسفيان بن عُيَينةَ.
وبُرَيْدٌ يُكْنى أبا بُرْدةَ: هو ابن أبي موسى الأشعريِّ.
(1)
صحيح كسابقه.
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (1432)، ومسلم (2627)، وأبو داود (5131) و (5133)، والنسائي 5/ 77 - 78. وهو في "المسند" (19584)، و"صحيح ابن حبان" (531).
2866 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا وَكيعٌ وعبد الرَّزاقِ، عن سُفيانَ، عن الأعمَشِ، عن عبد اللهِ بن مُرَّةَ، عن مسروقٍ
عن عبد اللهِ بن مَسْعُودٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ما من نفسٍ تُقْتلُ ظُلْمًا إلَّا كانَ على ابن آدَمَ كِفْلٌ من دَمِها، ذلكَ لأنَّهُ أوَّلُ من أسنَّ القَتْلَ". وقال عبد الرَّزاقِ: سَنّ القَتْلَ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2867 -
حدثنا ابنُ أبي عمرَ، حدثنا سفيانُ بن عُيَينةَ، عن الأعمَشِ، بهذا الإسناد نحوهَ بمعناه. وقال: سَنَّ القَتْلَ
(2)
.
15 - باب فِيمنْ دعا إلى هُدىً فأُتْبعَ
2868 -
حدَّثنا عليُّ بن حُجْرٍ، قال: أخبرنا إسماعيلُ بن جَعْفرٍ، عن العلاءِ بن عبد الرحمنِ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى هُدىً كانَ لهُ من الأجرِ مِثْلُ أُجُورِ من يَتْبَعُهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ من أُجُورِهمْ شيئًا، ومن دعا إلى ضلالةٍ كانَ عليهِ من الإِثْمِ مِثْلُ آثامِ من يَتْبَعُهُ،
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (3335)، ومسلم (1677)، وابن ماجه (2616)، والنسائي 7/ 81 - 82. وهو في "المسند" (3630)، و"صحيح ابن حبان" (5983).
(2)
هذا الإسناد أثبتناه من نسخة (ل) - وهي رواية ابن زوج الحرة عن المحبوبي - ولم يرد في سائر أصولنا الخطية، التي هي من رواية الكروخي عن المحبوبي.
لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن آثامِهمْ شيئًا"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
2869 -
حدَّثنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قال: حدَّثنا يَزِيدُ بن هارُونَ، قال: أخبرنا المَسْعُودِيُّ، عن عبد الملكِ بن عُمَيْرٍ، عن ابن جَريرِ بن عَبد اللهِ
عن أبيهِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من سَنَّ سُنَّةَ خَيْرٍ، فأُتْبعَ عَليْها، فَلهُ أجْرُهُ ومِثْلُ أُجُورِ من اتَّبعهُ غَيْرَ مَنْقُوصٍ من أجُورِهِمْ شَيْئًا، ومن سَنَّ سُنَّةَ شَرٍّ، فأُتْبعَ عَليْها، كَانَ عَليْهِ وِزرُهُ ومِثْلُ أوْزَارِ من اتَّبعهُ غَيْرَ مَنْقُوصٍ من أوْزَارِهمْ شَيْئًا"
(2)
.
وفي البابِ عن حذيفةَ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وقد رُوِي من غَيْرِ وَجْهٍ عن جَريرِ بن عَبد اللهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوُ هذا.
وقد رُوِيَ هذا الحديثُ عن المُنْذِرِ بن جَريرِ بن عَبد اللهِ، عن أبيهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وقد رُوِي عن عبد الله بن جريرٍ، عن أبيهِ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم
(1)
صحيح، وأخرجه مسلم (2674)، وأبو داود (4609)، وابن ماجه (206). وهو في "المسند"(9160)، و"صحيح ابن حبان"(112).
(2)
صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا مسلم (1017) و (2674)، وابن ماجه (203)، والنسائي 5/ 75 - 76. وهو في "المسند" (19156)، و"صحيح ابن حبان" (3308).
أيضًا.
16 - باب الأخْذ بالسُّنَّةِ واجْتِناب البدَعِ
2870 -
حدَّثنا عليُّ بن حُجْرٍ، قال: حدَّثنا بَقيَّةُ بن الوليدِ، عن بَحِيرِ بن سَعْدٍ، عن خالدِ بن مَعْدانَ، عن عبد الرحمنِ بن عَمْرٍو السُّلميَّ
عن العِرْباضِ بن ساريةَ، قال: وَعَظنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومًا بعدَ صلاةِ الغدَاةِ مَوْعِظةً بَلِيغةً، ذَرَفَتْ منها العُيُونُ، ووَجِلَتْ منها القلوبُ، فقال رجلٌ: إنَّ هذه مَوْعِظةُ مُوَدِّعٍ، فماذا تَعْهدُ إلينا يا رسولَ اللهِ؟ قال:"أُوصِيكُمْ بِتَقْوى اللهِ والسَّمْعِ والطّاعةِ، وإنْ عبدٌ حَبشيٌّ، فإنَّهُ من يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اختلافًا كثيرًا، وإيَّاكُمْ ومُحْدَثاتِ الأُمُورِ، فإنّها ضَلالةٌ، فَمن أدْركَ ذلكَ منكُم، فعليه بِسُنَّتي وسُنَّةِ الخُلفاءِ الرَّاشِدينَ المَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وقد رَوَى ثَوْرُ بن يَزِيدَ، عن خَالدِ بن مَعْدانَ، عن عَبد الرحمنِ بن عَمْرٍو السُّلميَّ، عن العِرْباضِ بن سَاريةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَحوَ هذا.
2871 -
حدَّثنا بذلكَ الحسنُ بن عليًّ الخلَّالُ وغيرُ واحدٍ، قالوا: حدَّثنا أبو عاصمٍ، عن ثَوْرِ بن يَزِيدَ، عن خالدِ بن مَعْدانَ، عن عبد الرحمنِ بن
(1)
صحيح بطرقه وشواهده بقية بن الوليد وإن كان ضعيفًا قد توبع، وأخرجه أبو داود (4607)، وابن ماجه (42) و (43) و (44)، وهو في "المسند"(17142)، و"صحيح ابن حبان"(5). وانظر تمام تخريجه والتعليق عليه وشواهده في "المسند" و"صحيح ابن حبان".
عَمْرٍو السُّلَميَّ، عن العِرْباضِ بن ساريةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَحوَهُ
(1)
.
والعِرْباضُ بن ساريةَ يُكْنى أبا نَجيحٍ.
وقد رُوِي هذا الحديثُ عن حُجْرِ بن حُجْرٍ، عن عِرْباضِ بن سَاريةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَحوهُ
(2)
.
2872 -
حدَّثنا عبد اللهِ بن عبد الرحمنِ، قال: أخبرنا محمدُ بن عُيينةَ، عن مَرْوانَ بن مُعاويةَ، عن كَثِيرِ بن عَبد اللهِ، عن أبيهِ
عن جَدِّهِ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لِبلالِ بن الحارثِ: "اعْلَمْ". قال: ما أعْلمُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: "إنَّهُ من أحْيا سُنَّةً من سُنّتي قد أُمِيتَتْ بَعْدِي، كان لهُ من الأجْرِ مِثْلُ من عَمِلَ بِها من غَيْرِ أن يَنْقُصَ من أُجُورهمْ شيئًا، ومن ابْتدَعَ بِدْعةَ ضلالةٍ لا يرضاها اللهُ ورَسولُهُ، كانَ عليهِ مِثْلُ آثامِ من عَمِلَ بِها لا يَنْقُصُ ذلكَ من أوْزَارِ النَّاسِ شيئًا"
(3)
.
هذا حديثٌ حسنٌ.
ومحمدُ بن عُيينةَ هذا هو: مِصِّيصيٌّ شاميٌّ، وكثيرُ بن عبد اللهِ هو: ابن عَمْرِو بن عوفٍ المُزَنيُّ.
(1)
صحيح، وانظر ما قبله.
(2)
هو في "صحيح ابن حبان"(5).
(3)
إسناده ضعيف كثير بن عبد الله المزني ضعفه الأئمة، وأبوه عبد الله مجهول.
وأخرجه ابن ماجه (209) و (210).
2873 -
حدَّثنا مسلمُ بن حاتمٍ الأنصاريُّ البَصْريُّ، قال: حدَّثنا محمدُ بن عَبد اللهِ الأنْصاريُّ، عن أبيهِ، عن عليَّ بن زَيْدٍ، عن سعيدِ بن المُسَيَّبِ، قال:
قال أنسُ بن مالكٍ: قال لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "با بُنيَّ إنْ قَدَرْتَ أن تُصْبحَ وتُمْسيَ ليس في قَلْبِكَ غِشٌّ لأحدٍ فافْعلْ"، ثُمّ قال لي:"يا بُنيَّ وذلكَ من سُنّتي، ومن أحيا سُنّتي، فقد أحياني، ومن أحياني، كانَ مَعِي في الجنَّةِ" وفي الحديثِ قِصَّةٌ طويلةٌ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوَجهِ.
ومحمدُ بن عَبد اللهِ الأنصاريُّ ثِقةٌ، وأبوهُ ثِقةٌ، وعَليُّ بن زَيْدٍ صَدُوقٌ إلّا أنَّهُ رُبَّما يَرْفعُ الشَّيءَ الذِي يُوقِفهُ غيرهُ.
وسَمِعتُ محمدَ بن بَشَّارٍ يقولُ: قال أبو الوَليدِ: قال شُعبةُ: حدَّثنا عَليُّ بن زَيْدٍ وكانَ رَفّاعًا. ولا نَعْرِفُ لِسَعيدِ بن المُسَيّبِ عن
(1)
إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد وهو ابن جدعان، وأخرجه مطولًا أبو يعلى (3624)، والطبراني في "الأوسط"(5988)، وفي "الصغير"(856).
قوله: "ومن أحيا سنتي" قال المباركفوري 7/ 371: أي أظهرها وأشاعها بالقول أو العمل.
قوله: "فقد أحياني ومن أحياني": كذا في النسخ الحاضرة، وأصولنا الخطية مِن الإحياء في المواضع الثلاثة، وأورد صاحب "المشكاة" هذا الحديث نقلًا عن الترمذي بلفظ "من أحب سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة" من الإحباب في المواضع الثلاثة. فالظاهر أنه قد وقع في بعض نسخ الترمذي هكذا والله تعالى أعلم.
أنَسٍ رِوايةً إلَّا هذا الحديثَ بِطُولِه.
وقد رَوَى عَبَّادٌ المِنْقَرِيُّ هذا الحديثَ عن عَليِّ بن زَيْدٍ، عن أنَسٍ، ولم يَذْكُرْ فيهِ: عن سَعيدِ بن المُسَيّبِ.
وذَاكَرْتُ بهِ محمدَ بن إسماعيلَ فلم يَعْرِفْهُ، ولم يَعْرِفْ لِسَعيدِ بن المُسَيَّبِ، عن أنسٍ هذا الحديثَ ولا غَيْرَهُ، وماتَ أنسُ بن مالكٍ سنةَ ثَلاثٍ وتِسْعينَ، وماتَ سَعيدُ بن المُسَيّبِ بعدَهُ بِسَنتينِ، ماتَ سَنةَ خَمسٍ وتسعينَ.
17 - باب في الانْتهاءِ عمّا نَهى عنه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
-
2874 -
حدَّثنا هنَّادٌ، قال: حدَّثنا أبو مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن أبي صالحٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اتْرُكُوني ما تَركْتُكُمْ، فإذا حَدَّثْتُكُمْ، فخذُوا عَنِّي، فإنَّما هلكَ من كان قَبْلَكُمْ بكَثْرةِ سُؤالِهمْ، واخْتلافِهمْ على أنْبيائِهمْ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
18 - باب ما جاء في عالِم المدينة
2875 -
حدَّثنا الحسنُ بن الصَّبَّاحِ البَزّارُ، وإسحاقُ بن موسى
(1)
صحيح، وأخرجه البخاري (7288)، ومسلم (1337) وصفحة 1830 (130) و (131)، وابن ماجه (2)، والنسائي 5/ 110 - 111. وهو في "المسند" (8367)، و"صحيح ابن حبان" (18).
الأنْصاريُّ، قالا: حدَّثنا سُفيانُ بن عُيينةَ، عن ابن جُرَيْجٍ، عن أبي الزُّبَيْرِ، عن أبي صالحٍ
عن أبي هُريرةَ رِوايةً: "يُوشِكُ أنْ يَضْرِبَ النَّاسُ أكْبادَ الإبلِ يَطْلُبونَ العلمَ، فلا يَجدُونَ أحدًا أعْلمَ من عَالِمِ المَدِينةِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ، وهو حديثُ ابن عُيينةَ.
وقد رُوِي عن ابن عُيينةَ أنَّهُ قال في هذا: مَن عَالِمُ المَدِينةِ؟ إنَّهُ مَالكُ بن أنَسٍ، وقال إسحاقُ بن موسى: وسَمِعتُ ابن عُيينةَ يَقولُ: هو العُمَريُّ الزَّاهدُ، واسمُه: عبدُ العزيزِ بن عبد الله.
وسَمِعتُ يحيى بن موسى يقولُ: قال عبد الرَّزاقِ: هو مَالكُ بن أنَسٍ.
19 - باب ما جاء في فَضْلِ الفِقهِ على العِبادةِ
2876 -
حدَّثنا محمدُ بن إسماعيلَ، قال: حدَّثنا إبراهيمُ بن موسى، قال: أخبرنا الوَليدُ بن مُسْلمٍ، قال: حدَّثنا رَوْحُ بن جَناحٍ، عن مُجاهدٍ
عن ابن عَبَّاسٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فَقيهٌ أشدُّ على الشَّيْطانِ من ألْفِ عابدٍ"
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف ابن جريج وأبو الزبير مدلسان وقد عنعنا.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4291). وهو في "المسند"(7980)، و"صحيح ابن حبان"(3736)، وانظر تمام تخريجه في "المسند".
(2)
إسناده ضعيف لضعف روح بن جناح، وأخرجه ابن ماجه (222).
هذا حديثٌ غريبٌ، ولا نَعْرِفُه إلَّا من هذا الوَجْهِ من حديثِ الوليدِ بن مُسْلمٍ.
2877 -
حدَّثنا محمودُ بن خِداشٍ البَغداديُّ، قال: حدَّثنا محمدُ بن يَزِيدَ الوَاسِطيُّ، قال: حدَّثنا عاصمُ بن رَجاءِ بن حَيْوةَ
عن قَيْسِ بن كَثِيرٍ، قال: قَدِمَ رَجُلٌ من المَدينةِ على أبي الدَّرْدَاءِ وهو بِدِمشْقَ، فقال: ما أقْدمكَ يا أخي؟ قال: حديثٌ بَلغَني أَنّكَ تُحدِّثُهُ عن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال: أما جِئتَ لحاجةٍ؟ قال: لا، قال: أما قَدِمْتَ لِتجارةٍ؟ قال: لا، قال: ما جِئْتَ إلَّا في طَلبِ هذا الحديثِ؟ قال: فَإنَّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "من سَلكَ طَرِيقًا يَبْتَغي فيهِ عِلْمًا، سَلكَ اللهُ بهِ طَريقًا إلى الجنَّةِ، وإنَّ الملائِكةَ لَتضَعُ أجْنِحتَها رِضىً لِطالبِ العلمِ، وإنَّ العالِمَ لَيَسْتغفِرُ لهُ مَن في السَّماواتِ ومَنْ في الأرضِ، حتَّى الحِيتانُ في الماءِ، وفضلُ العالِمِ على العابدِ، كَفَضلِ القمرِ على سائرِ الكواكب، إنَّ العُلماءَ وَرثَةُ الأنْبياءِ، إن الأنْبِياءَ لم يُوَرِّثُوا دِينارًا ولا دِرْهَمًا إنَّما وَرَّثُوا العلمَ، فَمن أخذَ بهِ، فقد أخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ"
(1)
.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، قيس بن كثير، وقيل: كثير بن قيس - وهو قول الأكثرين - ضعيف، ثم إن عاصم بن رجاء لم يسمعه من قيس، فهو منقطع، بينهما داود بن جميل كما سيأتي.
وأخرجه أبو داود (3642) من طريق الوليد قال: لقيت شبيب بن شيبة فحدثني عن عثمان بن أبي سودة عن أبي الدرداء. فذكره، وانظر "المسند"(21715).
وأخرجه أبو داود (3641)، وابن ماجه (223) من طريق عاصم بن رجاء بن حيوة، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس، به. وهو في "المسند"(21716)، =
ولا نَعرِفُ هذا الحديثَ إلَّا من حديثِ عاصمِ بن رَجاءِ بن حَيْوةَ، وليسَ إسناده عِندِي بِمُتَّصلٍ، هكذا حدَّثنا محمودُ بن خِداشٍ هذا الحديث.
وإنَّما يُروى هذا الحديثُ عن عاصمِ بن رَجاءِ بن حَيْوةَ، عن داود
(1)
بن جَميلٍ، عن كَثِيرِ بن قَيْس، عن أبي الدَّرداءِ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
وهذا أصحُّ من حديثِ محمودِ بن خِداشٍ، ورَأَى محمدُ بن إسماعيلَ هذا أصَحَّ.
2878 -
حدَّثنا هنَّادٌ، قال: حدّثنا أبو الأحوَصِ، عن سعيدِ بن مَسرُوقٍ، عن ابن أشْوَعَ، عن يَزِيدَ بن سَلمةَ الجُعْفيِّ، قال:
قال يَزِيدُ بن سَلمةَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي سَمِعتُ مِنكَ حديثًا كثيرًا أخافُ أنْ يُنْسِيَني أوَّلَهُ آخِرُه، فحدِّثْني بِكَلمةٍ تكُونُ جامعًا، قال:"اتَّقِ اللهَ فِيما تَعْلَمُ"
(3)
.
= و"صحيح ابن حبان"(88)، وزادوا بين رجاء وبين كثير: داود بن جميل.
وأخرجه مختصرًا ابن ماجه (239) من طريق عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن أبي الدرداء، وانظر شواهده في "المسند"(21715).
(1)
في (س) و (ل): الوليد بن جميل، والمثبت من سائر الأصول، وفي "التهذيب": داود بن جميل، وقال بعضهم: الوليد بن جميل.
(2)
حسن لغيره، وقد سلف تخريجه في الذي قبله.
(3)
إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن ابن أشوع - وهو سعيد بن عمرو - لم يدرك يزيد بن سلمة الجعفي.
وأخرجه عبد بن حميد (436)، والطبراني في "الكبير" 22/ (633).
هذا حديثٌ ليس إسنادُه بِمُتَّصلٍ، هو عِندِي مُرسلٌ، ولم يُدْرِكْ عِندي ابنُ أشْوعَ يَزِيدَ بنَ سَلمةَ.
وابن أشوعَ اسْمُه: سعيدُ بن أشوعَ.
2879 -
حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا خَلفُ بن أيُّوبَ، عن عوفٍ، عن ابن سِيرينَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَصْلَتانِ لا تَجْتمِعانِ في مُنافِقٍ: حُسْنُ سَمْتٍ، ولا فِقْهٌ في الدَّينِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، ولا نَعرِفُ هذا الحديثَ من حديثِ عَوفٍ إلَّا من حديثِ هذا الشَّيخِ: خَلفِ بن أيُّوبَ العامريِّ، ولم أرَ أحدًا يَروي عَنه غيرَ محمدِ بن العلاءِ، وَلا أدْرِي كَيفَ هو.
2880 -
حَدَّثَنا محمدُ بن عَبد الأعلى، قال: حَدَّثَنا سَلمةُ بن رَجَاءٍ، قال: حدَّثَنا الوَليدُ بن جَمِيلٍ، قال: حَدَّثَنا القاسمُ أبو عبد الرحمنِ
عن أبي أُمَامةَ البَاهِليِّ، قال: ذُكِرَ لِرَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلانِ، أحَدُهُما عَابدٌ والآخَرُ عَالِمٌ، فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فَضْلُ العالِمِ
(1)
إسناده حسن، خلف بن أيوب صدوق حسن الحديث، قد روى عنه جمع من الثقات منهم الإمام أحمد، ولم يضعِّفه سوى يحيى بن معين، وقال الخليلي في "الإرشاد": صدوق مشهور، كان بوصف بالستر والصلاح والزهد، ووثقه الذهبي في "الكاشف"، وقال في "المغني": صادق، ووصَفه في "السير": بالإمام المحدَّث الفقيه مفتي المشرق، البلخي الحنفي الزاهد عالم أهل بَلْخ، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/ 24، والطبراني في "الأوسط"(8006).
على العَابدِ كَفَضْلي على أدْناكُمْ"، ثُمَّ قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ وَمَلائِكتَهُ وَأهْلَ السَّماواتِ والأرَضِينَ، حتَّى النَّمْلةَ في جُحْرِها وَحتَّى الحُوتَ، لَيُصلُّونَ على مُعلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ صحيحٌ.
سَمِعتُ أبا عَمَّارٍ الحُسينَ بن حُرَيْثٍ الخُزَاعيَّ يقولُ: سَمِعتُ الفُضَيلَ بنَ عِيَاضٍ يقولُ: عالمٌ عاملٌ مُعلِّمٌ يُدْعَى كبيرًا في مَلكُوتِ السَّماواتِ.
2881 -
حدَّثنا عُمرُ بن حَفْصٍ الشَّيْبانيُّ البَصْرِيُّ، قال: حدَّثنا عَبد اللهِ بن وَهْبٍ، عن عمرِو بن الحارثِ، عن دَرَّاجٍ، عن أبي الهيْثمِ
عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال:"لن يَشْبعَ المُؤْمنُ من خَيْرٍ يَسْمعُه حتَّى يكُونَ مُنْتهاهُ الجنَّةُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
2882 -
حدَّثنا محمدُ بن عُمرَ بن الوَليدِ الكِنْديُّ، قال: حدَّثنا عَبد اللهِ بن نُمَيْرٍ، عن إبراهيمَ بن الفَضْلِ، عن سعيدٍ المَقْبُريَّ
عن أبي هُريرة، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الكلِمةُ الحِكْمةُ
(1)
إسناده محتمل للتحسين. وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7911) و (7912).
ويشهد له حديث أبي الدرداء السالف برقم (2682)، وانظر تخريجه هناك.
(2)
إسناده ضعيف لضعف درّاج، وأخرجه ابن حبان (903)، وزاد في أوله حديثًا آخر.
ضَالّةُ المُؤْمنِ، فَحيثُ وَجَدها، فهو أحقُّ بِها"
(1)
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعرِفُه إلّا من هذا الوَجهِ.
وإبراهيمُ بن الفَضلِ المَخْزُوميُّ: ضعيف.
ويليه الجزء الخامس وأوله:
أبواب الاستئذان والآداب
(1)
إسناده ضعيف، إبراهيم بن الفضل متروك الحديث.
وأخرجه ابن ماجه (4169)،
والمراد بالكلمة: الحِكمة المفيدة، والحكمة: التي أحكمت مباينها بالعلم والعقل، والحكيمُ: المتقن للأمور الذي له غور فيها.
وضالته: مطلوبه، فلا يزال يطلبها، كما يتطلب الرجل ضالته.
وقوله: فهو أحق بها. أي: بالعمل بها واتباعها.
وقد فسرت "الحِكمة" في قوله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ
…
} بالإصابة في القول والعمل، وبالقرآن والفقه فيه، وبالعلم بالدين، وبالمعرفة بالدين، والفقه فيه، والاتباع له.