الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
1 - باب ما جاء في فَضْلِ الدُّعاءِ
3665 -
حَدَّثَنا عَبَّاسُ بن عَبد العظيمِ العَنبريُّ وغيرُ واحدٍ، قالوا: أخبرنا أبو داود الطَّيالِسيُّ، قال: حَدَّثَنا عِمْرانُ القَطَّانُ، عن قَتادةَ، عن سَعيدِ بن أبي الحَسنِ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لَيْسَ شَيْءٌ أكْرمَ على اللهِ من الدُّعَاءِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ
(2)
لا نَعْرِفهُ مَرْفُوعًا إلَّا من حديثِ عِمْرانَ القَطَّانِ.
وَعِمْرانُ القَطَّانُ: هو ابن دَاوَرَ، ويُكْنى أبا العَوَّامِ.
(1)
إسناده قابل للتحسين من أجل عمران بن داوَر القطَّان، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن ماجه (3829)، وهو في "المسند"(8748)، و"صحيح ابن حبان"(870).
وانظر الحديثين الآتيين في الباب الذي يليه.
(2)
وقع في المطبوع و (ل) و (س): "حسن غريب"، والمثبت من سائر النسخ و"تحفة الأشراف" 9/ 466.
3666 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا عَبد الرحمنِ بن مَهْدِيٍّ، عن عِمْرانَ القَطَّانِ، بهذا الإسْنادِ، نَحوَهُ
(1)
.
2 - باب منهُ
3667 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، قال: أخْبرنا الوَليدُ بن مُسْلمٍ، عن ابن لَهِيعةَ، عن عُبَيْدِ الله بن أبي جَعْفرٍ، عن أبان بن صَالحٍ
عن أنَسِ بن مالكٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"الدُّعاءُ مُخُّ العِبادةِ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ لا نَعْرِفهُ إلا من حديثِ ابن لَهِيعةَ.
3668 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيع، قال: حَدَّثَنا مَرْوانُ بن مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن ذَرٍّ، عن يُسَيْعٍ
عن النُّعْمانِ بن بَشِيرٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"الدُّعاءُ هو العِبادةُ"، ثُمَّ قَرَأ:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}
(3)
[غافر: 60].
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
(1)
إسناده قابل للتحسين كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
(2)
إسناده ضعيف بهذا اللفظ، فيه ابن لهيعة - وهو عبد الله القاضي المصري - سيئ الحفظ.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3220).
وانظر ما بعده.
(3)
حديث صحيح، وقد سلف تخريجه برقم (3207).
وقد رَواهُ مَنْصُورٌ والأعْمَشُ عن ذَرٍّ، ولا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ ذَرًّ
(1)
.
3 - باب مِنْهُ
3669 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قال: حَدَّثَنا حَاتِمُ بن إسماعيلَ، عن أبي المَليحِ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّهُ من لم يَسْألِ اللهَ، يَغْضَبْ عَليْهِ"
(2)
.
وقد رَوَى وَكيعٌ وغَيْرُ وَاحدٍ، عن أبي المَليحِ هذا الحديثَ، ولا نَعْرِفهُ إلَّا من هذا الوَجْهِ. وأبو المليح: اسمه صَبِيح
(3)
، سمعت محمدًا يقوله. ويقال له: الفارسي.
3670 -
حَدَّثَنا إسحاقُ بن مَنْصُورٍ، قَال: حَدَّثَنا أبو عَاصمٍ، عن حُمَيْدٍ أبي المَليحِ، عن أبي صَالحٍ، عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوهُ
(4)
(5)
.
(1)
وقع في المطبوع بعد هذا: "هو ذَرُّ بن عبد الله الهَمْداني ثقة، والد عمر بن ذرٍّ"، ولم يرد في شيء من نسخنا الخطية، ولا في النسخة التي شرح عليها المباركفوري.
(2)
إسناده ضعيف لضعف أبي صالح، وهو الخُوزِي.
وأخرجه أحمد (9701)، وابن ماجه (3827).
(3)
ويقال: حميد، وقد أورده المصنف بهذا الاسم في الرواية الآتية.
(4)
إسناده ضعيف كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
(5)
وقع بعد هذا في المطبوع: "باب، حدثنا محمد بن بشَّار، حدثنا مرحوم بن عبد العزيز العطَّار، حدثنا أبو نعامةَ السَّعْدي، عن أبي عثمان النَّهْدي، عن أبي =
4 - ما جاء في فَضْلِ الذَّكْرِ
3671 -
حدَّثَنا أبو كُرَيْبٍ، قَال: حَدَّثَنا زَيْدُ بن حُبابٍ، عن مُعاويةَ بن صَالحٍ، عن عَمْرِو بن قَيْسٍ
عن عَبد اللهِ بن بُسْرٍ، أنْ رَجُلًا قال: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ شَرائعَ الإسْلامِ قد كَثُرتْ عَليَّ، فأخْبرني بِشَيْءٍ أتَشَبَّثُ بهِ. قال:"لا يزالُ لِسانُكَ رَطْبًا من ذِكْرِ اللهِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
5 - باب مِنْهُ
3672 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قال: حَدَّثَنا ابن لَهِيعةَ، عن دَرَّاجٍ، عن أبي الهَيْثم
عن أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئلَ: أيُّ العبادِ أفْضلُ دَرجَةً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيامةِ؟ قال: "الذَّاكرُونَ الله كَثيرًا"،
= موسى الأشعري، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غَزاةٍ، فلمَّا قَفَلْنا، أشْرَفْنا على المدينة، فكَبَّر الناسُ تكبيرةً، ورفَعُوا بها أصواتَهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن ربَّكم ليس بأصَمَّ ولا غائبٍ، هو بينكم وبين رؤوس رِحَالِكم" قال: "يا عبدَ الله بن قَيْسٍ، ألا أُعَلِّمُكَ كَنْزًا من كنوز الجنة؟ لا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بالله". هذا حديث حسن، وأبو عثمان النَّهدي: اسمه عبد الرحمن بن مُلًّ، وأبو نعامة السَّعدي: اسمه عمرو بن عيسى".
وهذا الحديث وتعليق المصنِّف عليه لم يرد في هذا الموضع في أصولنا الخطية إلا في نسخة (ل)، وسيأتي في النسخ الخطية جميعًا برقم (3766).
(1)
حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (3793)، وهو في "المسند"(17680)، و"صحيح ابن حبان"(814).
قال: قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، ومِنَ الغازي في سَبِيلِ اللهِ؟ قال:"لَو ضَربَ بسَيْفهِ في الكُفارِ وَالمُشْرِكينَ حتَّى يَنْكَسِرَ، وَيَخْتضِبَ دَمًا، لكان الذَّاكرُونَ الله كَثيرًا أفْضلَ مِنْهُ دَرَجةً"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، إنَّما نَعْرِفهُ من حديثِ دَرَّاجٍ.
6 - باب مِنْهُ
3673 -
حَدَّثَنا الحُسَينُ بن حُرَيْثٍ، قال: حَدَّثَنا الفَضْلُ بن موسى، عن عَبد اللهِ بن سَعيدٍ - هو ابن أبي هِنْدٍ -، عن زِيادٍ مَوْلى ابن عَيَّاشٍ، عن أبي بَحْريَّةَ
عن أبي الدَّرْدَاءِ، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ألا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أعْمالِكُمْ، وأزْكاها عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأرْفَعِها في دَرَجاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لكُمْ من إنْفاقِ الذَّهَبِ والوَرِقِ، وَخَيْرٍ لكُمْ من أن تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ، فتَضْرِبوا أعْناقَهُمْ، وَيَضْرِبوا أعْناقَكُمْ؟ " قالوا: بلى. قال: "ذِكْرُ اللهِ تعالى"، فقال مُعاذُ بن جَبلٍ: ما شَيْءٌ أنْجى من عَذابِ اللهِ من ذِكْرِ اللهِ
(2)
.
وقد رَوَى بَعْضُهم هذا الحديثَ عن عَبد اللهِ بن سَعيدٍ مِثْلَ هذا بهذا الإسْنادِ، وَرَوَى بَعْضُهمْ عَنْهُ فَأرْسَلَه.
(1)
إسناده ضعيف، وهو في "المسند"(11720).
(2)
رجاله ثقات، لكن اختلف في رفعه ووقفه، وفي إرساله ووصله، ووقفه أصح كما بيناه في "المسند".
وأخرجه أحمد (21702)، وابن ماجه (3790).
7 - باب ما جاء في القَومِ يجْلسُونَ فَيذْكُرونَ الله ما لَهُمْ من الفَضْلِ
3674 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنا عبد الرحمنِ بن مَهْديٍّ، قال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن أبي إسحاقَ، عن الأغَرِّ أبي مُسْلمٍ
أنَّهُ شَهِدَ على أبي هُريرةَ وأبي سَعيدٍ الخُدْرِيِّ، أنَّهُما شَهِدا على رسَولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قال:"ما من قَوْمٍ يَذْكُرونَ الله إلا حَفَّتْ بِهمُ المَلائكةُ، وَغَشِيتهُمُ الرَّحْمةُ، ونَزلَتْ عَليْهمُ السَّكينةُ، وذَكَرهُمُ اللهُ فيمنْ عِنْدهُ"
(1)
.
هذا حديث حسن صحيح.
3675 -
حَدَّثَنا يُوسفُ بن يَعقُوبَ، قال: حَدَّثَنا حَفْصُ بن عُمرَ، قال: حَدَّثَنا شُعبةُ، عن أبي إسحاقَ، قال: سَمِعتُ الأغَرَّ أبا مُسْلمٍ قال: أشْهدُ على أبي سَعيدٍ وأبي هُريرةَ، أنَّهُما شَهِدا على رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذكَرَ مِثْلَهُ
(2)
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2700)، وابن ماجه (3791)، وهو في "المسند"(11287)، و"صحيح ابن حبان"(855).
ويأتي في الذي بعده.
(2)
حديث صحيح كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
(3)
هذا الحديث لم يرد في نسخنا الخطية التي هي برواية الكَروخي، عن شوخه، عن الجَرَّاحي، عن المحبوبي، ولم يذكره الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 3/ 329، لكن استدركه عليه الحافظ ابن حجر في "النكت الظِّراف"، فقال: هكذا رأيت بخط الحافظ أبي علي الصَّدَفي في "الجامع"، ولم أره في رواية =
3676 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا مَرْحُومُ بن عَبد العزيزِ العَطَّارُ، قَال: حَدَّثَنا أبو نَعامةَ، عن أبي عُثْمانَ النَّهْدِيِّ
عن أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ، قال: خَرجَ مُعاويةُ إلى المَسْجدِ فقال: ما يُجْلِسُكُمْ؟ قالوا: جَلسْنا نَذْكُرُ الله. قال: آللهِ ما أجْلَسكُمْ إلا ذاكَ؟ قالوا: والله ما أجْلَسنا إلا ذَاكَ. قال: أمَا إنِّي لم أستحْلفكُمْ تُهْمةً لكم، وَما كَان أحدٌ بِمَنْزلَتي من رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أقَلَّ حَديثًا عَنْهُ مِنِّي، إنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرجَ على حَلْقةٍ من أصْحابهِ، فقال:"ما يُجلِسُكُمْ؟ " قالوا: جَلسْنا نَذْكُرُ الله، ونَحْمَدهُ لِمَا هَدانا للإسْلامِ، ومَنَّ عَليْنا بهِ. فقال:"آللهِ ما أجْلسكُمْ إلا ذاكَ؟ " قالوا: الله ما أجْلَسَنا إلا ذاكَ. قال: "أمَا إنِّي لم أسْتحْلفْكُم لِتُهْمةٍ لكُمْ، إنَّهُ أتاني جِبْريلُ، فأَخْبرني أنَّ الله يُباهِي بِكُمُ الملائِكة"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من هذا الوَجْهِ.
وأبو نَعامةَ السَّعْديُّ: اسْمهُ عَمْرُو بن عيسى، وأبو عُثمانَ النَّهْديُّ: اسْمهُ عَبد الرحمنِ بن مَلٍّ.
= المحبوبي. قلنا: هو ثابت في نسخة (ل) التي هي برواية ابن زوج الحُرَّة، عن السِّنْجي، عن المحبوبي.
وقد وقع هذا الحديث في المطبوع ونسخة (ل) بإثر الحديث رقم (3380)، ولا مناسبة له هناك، والصواب إثباته في موضعه هنا، والله أعلم.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2701)، والنسائي 8/ 249، وهو في "المسند"(16835)، و"صحيح ابن حبان"(813).
8 - باب في القَوْمِ يَجْلِسُونَ ولا يَذْكُرونَ الله
3677 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنا عَبد الرحمنِ بن مَهْديٍّ، قال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن صَالحٍ مَوْلَى التَوْأمةِ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"ما جَلسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لم يَذْكُرُوا الله فيهِ، ولم يُصلُّوا على نَبِيِّهمْ، إلا كانَ عَليْهمْ تِرَةً، فإنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ، وإنْ شَاءَ غَفرَ لَهُمْ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ
(2)
، وقد رُوِي من غَيْرِ وَجْهٍ عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَمَعْنى قَوْلهِ: "تِرةً" يَعْني حَسْرةً وَندامةً، وقال بَعْضُ أهْلِ المَعْرفةِ بالعربيَّةِ: التِّرةُ: هو الثَّأْرُ.
9 - باب ما جاء أنَّ دَعْوةَ المُسْلمِ مُسْتجابةٌ
3678 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا ابن لَهِيعةَ، عن أبي الزُّبَيْرِ
(1)
حديث صحيح، وهذا سند حسن، صالح مولى التوأمة حسن الحديث لكنه اختلط، ورواية سفيان عنه وإن كانت بعد الاختلاط تابعهُ زياد بن سعد وعمارة بن غزية وابن أبي ذئب، وهم ممن رووا عنه قبل الاختلاط، وأخرجه مطولًا ومختصرًا أحمد (9764) و (10277)، وأبو داود (4856) و (5059)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(404 - 408)، وابن حبان (853).
(2)
وقع في المطبوع و (س): "حسن صحيح"، والمثبت من (أ) و (ل) و (ظ) ونسخة المباركفوري، وهو الذي نقله الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 10/ 115.
عن جابرٍ، قال: سَمِعتُ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "ما من أحدٍ يَدْعُو بدُعاءٍ إلا آتاهُ اللهُ ما سَألَ، أوْ كَفَّ عَنْهُ من السُّوءِ مِثْلَهُ، ما لم يَدْعُ بإثْمٍ، أوْ قَطِيعةِ رَحِمٍ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي سَعيدٍ، وَعُبادةَ بن الصَّامتِ.
3679 -
حَدَّثَنا محمدُ بن مَرْزُوقٍ، قال: حَدَّثَنا عُبَيْدُ
(2)
بن واقدٍ، قال: حَدَّثَنا سَعيدُ بن عَطيَّةَ اللَّيْثيُّ، عن شَهْرِ بن حَوْشَبٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ للهِ صلى الله عليه وسلم: "من سَرَّهُ أن يَستجيبَ الله لهُ عِنْدَ الشَّدائدِ والكُرَبِ، فَلْيُكثرِ الدُّعاءَ في الرَّخاءِ"
(3)
.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.
وأخرجه أحمد (14879).
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند أحمد برقم (11133)، وإسناده جيد.
وآخر من حديث عبادة بن الصامت، سيأتي عند المصنف برقم (3890)، وإسناده حسن.
(2)
تحرف في المطبوع وبعض النسخ إلى: "عبيد الله".
(3)
إسناده ضعيف لضعف عبيد بن واقد الليثي، وجهالة حال سعيد بن عطية الليثي، وقد توبعا، وشهر بن حوشب ضعيف أيضًا.
وأخرجه أبو يعلى (6396)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1990، والمزي في "تهذيب الكمال" 11/ 12 - 13 من طرق عن عبيد بن واقد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (6397) عن عمرو الناقد، عن هشيم، عن جعفر بن إياس، عن شهر بن حوشب، به.
وأخرجه الحاكم 1/ 544 من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن أبي عامر الألهاني، عن أبي هريرة. عبد الله بن صالح - وهو أبو صالح كاتب =
هذا حديثٌ غريبٌ.
3680 -
حَدَّثَنا يحيى بن حَبِيبِ بن عَربيٍّ، قَال: حَدَّثَنا موسى بن إبراهيمَ بن كَثيرٍ الأنصَاريُّ، قال: سَمِعتُ طَلْحةَ بن خِرَاشٍ، قال:
سَمِعتُ جابرَ بن عَبد اللهِ، يَقولُ: سَمِعتُ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "أفْضلُ الذِّكْرِ: لا إلهَ إلا اللهُ، وأفْضلُ الدُّعاءِ: الحَمْدُ للهِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من حديثِ موسى بن إبراهيمَ، وقد رَوَى عَليُّ بن المَدِينيِّ وَغَيْرُ وَاحدٍ، عن موسى بن إبراهيمَ، هذا الحديثَ.
3681 -
حَدَّثَنا أبو كُرَيْبٍ وَمحمدُ بن عُبَيْدٍ المُحاربيُّ، قالا: حَدَّثَنا يحيى بن زَكَريَّا بن أبي زَائدةَ، عن أبيهِ، عن خَالدِ بن سَلمةَ، عن البَهيِّ، عن عُرْوةَ
عن عَائشةَ، قالت: كَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ الله على كُلِّ أحْيانهِ
(2)
.
= الليث - سيئ الحفظ.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 414 - 415 و 8/ 399، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 842 - 843 من طريق روح بن مسافر، عن أبان بن أبي عياش، عن أبي صالح ذكوان، عن أبي هريرة. وروح بن مسافر أبو بشر البصري، وشيخه أبان بن أبي عياش، متروكا الحديث.
(1)
حديث حسن، وأخرجه ابن ماجه (3800)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(831)، وهو في "صحيح ابن حبان"(846).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (373)، وأبو داود (18)، وابن ماجه =
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من حديثِ يحيى بن زَكريَّا بن أبي زَائدةَ.
والبَهيُّ: اسْمهُ عَبد اللهِ.
10 - باب ما جاء أنَّ الدَّاعِيَ يَبْدأُ بنَفسهِ
3682 -
حَدَّثَنا نَصْرُ بن عَبد الرحمنِ الكُوفيُّ، قَال: حَدَّثَنا أبو قَطَنٍ، عن حَمْزةَ الزَّيَّاتِ، عن أبي إسحاقَ، عن سَعيدِ بن جُبَيْرٍ، عن ابن عَبَّاسٍ
عن أُبيِّ بن كَعْبٍ: أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ إذا ذَكَرَ أحدًا، فَدعَا لهُ، بَدأ بنَفْسهِ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ صحيحٌ.
وأبو قَطَنٍ: اسْمهُ عَمْرُو بن الهَيثم.
11 - باب ما جاء في رَفْعِ الأيْدِي عِنْدَ الدُّعاءِ
3683 -
حَدَّثَنا أبو موسى محمدُ بن المُثنَّى وإبراهيمُ بن يَعْقُوبَ وَغَيرُ واحدٍ، قالوا: حَدَّثَنا حَمَّادُ بن عيسى الجُهَنيُّ، عن حَنظلةَ بن أبي سُفيانَ الجُمَحيِّ، عن سَالمِ بن عَبد اللهِ، عن أبيهِ
عن عُمرَ بن الخَطَّابِ، قال: كانَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا رَفعَ يَديْهِ
= (302)، وهو في "المسند"(24410)، و"صحيح ابن حبان"(802).
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مطولًا أبو داود (3984)، والنسائي في "الكبرى"(11310)، وهو في "المسند"(21126).
في الدُّعاءِ، لم يَحُطَّهُما حتَّى يَمْسحَ بِهما وَجْهَه. قال محمدُ بن المُثنَّى في حديثهِ: لم يَرُدَّهُما حتَّى يَمْسحَ بِهما وَجْهَه
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ
(2)
لا نَعْرِفهُ إلا من حديثِ حَمَّادِ بن عيسى، تَفرَّدَ بهِ، وهو قَليلُ الحديثِ، وقد حَدَّثَ عَنْهُ النَّاسُ، وَحَنْظلةُ بن أبي سُفيانَ الجُمحيِّ ثِقةٌ، وَثَّقهُ يحيى بن سَعيدٍ القَطَّانُ.
12 - باب ما جاء فِيمنْ يَسْتَعْجلُ في دُعَائهِ
3684 -
حَدَّثَنا الأنْصاريُّ، قال: حَدَّثَنا مَعْنٌ، قَال: حَدَّثَنا مالكٌ، عن ابن شِهابٍ، عن أبي عُبَيْدٍ مَوْلى ابن أزْهَرَ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "يُسْتجابُ لأحَدكُمْ ما لم
(1)
إسناده ضعيف، حماد بن عيسى الجهني ضعيف الحديث، ضعَّفه الأئمة جميعًا، ولم يحسِّن الرأي فيه غيرُ ابن معين.
وأخرجه عبد بن حميد (39)، والحاكم 1/ 536، وابن عساكر 7/ ورقة 24 من طريق حماد بن عيسى الجهني، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن يزيد بن سعيد الكِنْدي عند أبي داود (1492)، ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا فرفع يديه، مسح وجهه بيديه. وإسناده ضعيف، فيه عبد الله بن لهيعة، وهو سيئ الحفظ، وحفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وهو مجهول لا يعرف.
(2)
وقع في المطبوع و (ل): "صحيح غريب"، وفي (س):"حسن صحيح غريب"، وما أثبتناه من (أ) و (ظ)، ونسخة المباركفوري، و"تحفة الأشراف" 8/ 59.
يَعْجلْ، يَقولُ: دَعَوْتُ فلَم يُسْتَجبْ لِي"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وأبو عُبَيْدٍ: اسْمهُ سَعْدٌ، وهو مَوْلَى عَبد الرحمنِ بن أزْهَرَ، ويُقالُ: مَوْلى عَبد الرحمنِ بن عَوْفٍ، وَعَبد الرحمنِ بن أزْهَرَ هو ابن عَمِّ عَبد الرحمنِ بن عَوْفٍ.
وفي البابِ عن أنَسٍ.
13 - باب ما جاء في الدُّعاءِ إذا أصْبحَ وإذا أمْسى
3685 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنا أبو داودَ - هو الطَّيالسيُّ -، قال: حَدَّثَنا عَبد الرحمنِ بن أبي الزِّنادِ، عن أبيهِ، عن أبان بن عُثمانَ، قال:
سَمِعتُ عُثمانَ بن عَفَّانَ يقولُ: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عَبْدٍ يَقولُ في صَباحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَساءِ كُلِّ لَيْلةٍ: بِسْمِ الله الذي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السَّماءِ، وهو السَّميعُ العليمُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَيضُرَّهُ شَيْءٌ".
وكانَ أبانُ قد أصَابهُ طَرفُ فَالجٍ، فَجعلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إلَيْهِ، فقال لهُ أبانُ: ما تَنْظُرُ؟ أما إنَّ الحديثَ كما حَدَّثْتُكَ، ولكنِّي لم
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6340)، ومسلم (2735)، وأبو داود (1484)، وابن ماجه (3853)، وهو في "المسند"(10312)، و"صحيح ابن حبان"(975).
أقُلْهُ يَوْمئذٍ لِيُمضيَ اللهُ عَليَّ قَدَرَهُ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
3686 -
حَدَّثَنا أبو سَعيدٍ الأشَجُّ، قالَ: حَدَّثَنا عُقْبةُ بن خَالدٍ، عن أبي سَعْدٍ سَعيدِ بن المرْزُبانِ، عن أبي سَلَمةَ
عن ثَوْبانَ، قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "من قال حِينَ يُمْسي: رَضِيتُ باللهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وَبِمُحمدٍ نَبِيًّا، كانَ حَقًّا على اللهِ أنْ يُرْضِيَهُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
3687 -
حَدَّثَنا سُفيانُ بن وَكيعٍ، قَال: حَدَّثَنا جَريرٌ، عن الحَسنِ بن عُبَيْدِ اللهِ، عن إبراهيمَ بن سُوَيْدٍ، عن عَبد الرحمنِ بن يَزِيدَ
عن عَبد اللهِ، قال: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أمْسَى قال: "أمْسَيْنا وَأمْسَى المُلكُ للهِ، والحَمدُ للهِ، لا إله إلا اللهُ وَحْدهُ لا شَرِيكَ لهُ" أُراهُ قال: "لهُ المُلكُ وَلهُ الحَمدُ، وهو على كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ،
(1)
حديث حسن، وأخرجه أبو داود (5088) و (5089)، وابن ماجه (3869)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(15) و (16) و (346) و (347)، وهو في "المسند"(446)، و"صحيح ابن حبان"(852) و (862).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي سعد سعيد بن المَرْزُبان.
وله شاهد من حديث خادم النبي صلى الله عليه وسلم عند أحمد (18967)، وإسناده ضعيف.
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند أحمد أيضًا (11102)، وهو حديث صحيح.
أسْألُكَ خَيْرَ ما في هذهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ ما بَعْدَها، وأعُوذُ بِكَ من شَرِّ هذهِ اللَّيلةِ وَشَرِّ ما بَعْدهَا، وأعُوذُ بِكَ من الكَسلِ وَسُوءِ الكِبَرِ، وَأعُوذُ بِكَ من عَذابِ النَّارِ وَعَذابِ القَبْرِ"، وإذا أصْبحَ، قال ذلكَ أيْضًا: "أصْبَحنا وأصْبحَ المُلكُ للهِ، والحَمدُ للهِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيح، وقد رَواهُ شُعبةُ بهذا الإسْنادِ عن ابن مَسْعُودٍ، ولم يَرْفَعهُ
(2)
.
3688 -
حَدَّثَنا عَلي بن حُجْرٍ، قال: حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن جَعْفرٍ، قال: أخْبرنا سُهَيْلُ بن أبي صَالحٍ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ، قال: كانَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعلِّمُ أصْحابهُ يَقولُ: "إذا أصْبحَ أحدُكُمْ، فَلْيقُلْ: اللَّهُمَّ بِكَ أصْبَحْنا، وَبِكَ أمْسَيْنا، وَبِكَ نَحْيا، وَبِكَ نمُوتُ، وإلَيْكَ المَصيرُ، وإذا أمْسى، فَلْيقُلْ: اللَّهُمَّ بِكَ أمْسَيْنا، وَبِكَ أصْبَحْنا، وَبِكَ نَحْيا، وَبِكَ نَمُوتُ، وإلَيْكَ النُّشُورُ"
(3)
.
(1)
حديث صحيح، سفِيان بن وكيع متابع، وباقي رجاله ثقات وأخرجه تامًّا ومختصرًا أحمد (4192)، ومسلم (2723)، وأبو داود (5071)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(23) و (573)، وابن حبان (963).
(2)
أخرجه هكذا موقوفًا النسائي في "عمل اليوم والليلة"(574).
(3)
حديث صحيح، وأخرجه تامًّا ومختصرًا أحمد (8649)، وأبو داود (5068)، وابن ماجه (3868)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(8) و (564)، وابن حبان (964) و (965).
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
14 - باب مِنْهُ
3689 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حَدَّثَنا أبو دَاودَ، قال: أنبأنا شُعبةُ، عن يَعْلى بن عَطاءٍ، قال: سَمِعتُ عَمْرَو بن عَاصمٍ الثَّقَفيَّ يُحدِّثُ
عن أبي هُريرة، قال: قال أبو بَكْرٍ: يا رَسولَ الله مُرْني بِشَيْءٍ أقُولهُ إذا أصْبَحتُ وإذا أمْسَيتُ. قال: "قُل: اللَّهُمَّ عَالمَ الغَيْبِ وَالشَّهادةِ، فاطرَ السَّماواتِ والأرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَليكَهُ، أشْهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بِكَ من شَرِّ نَفْسي، ومن شَرِّ الشَّيْطانِ وَشِرْكهِ، قال: قُلْهُ إذا أصْبَحتَ، وإذا أمْسَيتَ، وإذا أخَذْتَ مَضْجَعَكَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
15 - باب مِنْهُ
3690 -
حَدَّثَنا الحُسينُ بن حُرَيْثٍ، قال: حَدَّثَنا عَبد العزِيزِ بن أبي حازمٍ، عن كَثيرِ بن زَيْدٍ، عن عُثمانَ بن رَبِيعةَ
عن شَدَّادِ بن أوْسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لهُ: "ألا أدُلُّكَ على سَيِّدِ الاسْتِغفارِ: اللَّهُمَّ أنْت رَبِّي لا إله إلا أنْتَ، خَلقْتَني وأنا عَبْدُكَ،
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (5067)، والنسائي في "الكبرى"(7691) و (7699) و (7715)، وفي "عمل اليوم والليلة"(11) و (567) و (795)، وهو في "المسند"(51) و (7961)، و"صحيح ابن حبان"(962).
وأنا على عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ ما اسْتطعتُ، أعُوذُ بِكَ من شَرِّ ما صَنْعتُ، وأبُوءُ لكَ بنِعْمتكَ عَليَّ، وَأعترفُ بذُنُوبي، فاغْفرْ لي ذُنُوبي إنَّهُ لا يَغْفرُ الذُّنُوبَ إلا أنْتَ. لا يَقُولُها أَحَدُكُم حِينَ يُمْسي فَيأتِي عَليْهِ قَدَرٌ قَبْلَ أنْ يُصْبحَ إلا وَجَبتْ لهُ الجَنَّةُ، ولا يقُولُها حِينَ يصْبحُ فَيأتي عَليْهِ قَدرٌ قَبْلَ أنْ يُمْسيَ إلا وَجَبتْ لهُ الجَنَّةُ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ، وابن عُمرَ، وابن مَسْعُودٍ، وابن أبْزَى، وَبُريْدةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
وَعَبد العزِيزِ بن أبي حَازمٍ: هو ابن أبي حازمٍ الزَّاهدُ.
وقد رُوِي هذا الحديثُ من غَيْرِ هذا الوَجْهِ عن شَدَّادِ بن أوْس.
16 - باب ما جاء في الدُّعاءِ إذا أوَى إلى فِرَاشهِ
3691 -
حَدَّثَنا ابن أبي عُمرَ، قال: حَدَّثَنا سُفيانُ بن عُيينةَ، عن أبي إسحاقَ الهَمْدانيِّ
عن البَراءِ بن عَازبٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لهُ: "ألا أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ تَقُولُها إذا أوَيْتَ إلى فِراشكَ، فإنْ مُتَّ من لَيْلتكَ، مُتَّ على الفِطْرةِ، وَإنْ أصْبَحْتَ، أصْبَحْتَ وقد أصَبْتَ خَيْرًا؟ تقولُ:
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6306)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 279 - 280، وفي "عمل اليوم والليلة"(19) و (464) و (465) و (580)، وهو في "المسند"(17111)، و"صحيح ابن حبان"(932) و (933).
اللهُمَّ أسْلمْتُ نَفْسي إلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهي إلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أمْري إلَيْكَ، رَغْبةً وَرَهْبةً إلَيْكَ، وأَلجأْتُ ظَهْري إلَيْكَ، لا مَلْجأَ ولا مَنْجى مِنْكَ إلا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكتابكَ الذِي أنْزلْتَ، وَبِنَبيِّكَ الذِي أرْسَلْتَ". قال البرَاءُ: فَقُلْتُ: ورَسُولكَ الذِي أرْسَلْتَ. قال: فَطعنَ بِيدِه في صَدْرِي، ثُمَّ قال:"وَبِنَبيِّكَ الذي أرْسَلْتَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ
(2)
، قد رُوِي من غَيْرِ وَجْهٍ عن البرَاءِ.
وَرَواهُ مَنْصُورُ بن المُعْتَمرِ، عن سَعْدِ بن عُبَيْدَةَ، عن البرَاءِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوهُ، إلا أنَّهُ قال:"إذا أوَيْتَ إلى فِراشكَ وَأنْتَ على وُضُوءٍ"
(3)
.
وفي البابِ عن رَافعِ بن خَدِيجٍ.
3692 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنا عُثمانُ بن عُمرَ، قَال: أخبرنا عَليُّ بن المُباركِ، عن يحيى بن أبي كَثِيرٍ، عن يحيى بن إسحاقَ ابن
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6313) و (6315) و (7488)، ومسلم (2710)(58)، وابن ماجه (3876)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(759) و (773 - 780) و (787)، وهو في "المسند"(18515)، و"صحيح ابن حبان"(5527).
وسيأتي عند المصنف برقم (3574).
(2)
وقع في المطبوع: "حديث حسن"، وما أثبتناه من نسخنا الخطية، و"تحفة الأشراف" 2/ 50.
(3)
سيأتي عند المصنف برقم (3891)، ويأتي تخريجه هناك.
أخِي رافعِ بن خَدِيجٍ
عن رَافعِ بن خَدِيجٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا اضْطجَعَ أحدُكُم على جَنْبهِ الأَيْمنِ، ثُمَّ قال: اللهُمَّ أسْلمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهي إلَيْكَ، وألْجَأتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، لا مَلْجأَ مِنْكَ إلا إلَيْكَ، أُومِنُ بكِتابكَ وَبِرسُولكَ. فَإنْ مَاتَ من لَيْلتهِ، دَخلَ الجَنَّةَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ من حديثِ رَافعِ بن خَدِيجٍ.
3693 -
حَدَّثَنا إسحاقُ بن مَنْصُورٍ، قال: أخْبرنا عَفَّانُ بن مُسْلمٍ، قال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بن سَلَمةَ، عن ثَابتٍ
عن أنَسِ بن مالكٍ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا أوَى إلى فِراشهِ، قال:"الحَمدُ للهِ الذي أطْعَمنا وَسَقانا، وَكَفانا وَآوَانا، فكَمْ مِمَّنْ لا كافيَ لهُ وَلا مُؤوِيَ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(771)، والطبراني في "الكبير"(4420).
وانظر ما قبله.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2715)، وأبو داود (5053)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(799)، وهو في "المسند"(12552)، و"صحيح ابن حبان"(5540).
17 - باب مِنْهُ
3694 -
حَدَّثَنا صَالحُ بن عَبد اللهِ، قَال: حَدَّثَنا أبو مُعاويةَ، عن الوَصَّافيِّ، عن عَطيَّةَ
عن أبي سَعيدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"من قال حِينَ يَأْوِي إلى فِرَاشهِ: أسْتَغفِرُ الله الذِي لا إله إلا هو الحيُّ القَيُّومُ، وَأتُوبُ إلَيْهِ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، غَفَرَ اللهُ لهُ ذُنوبَه وَإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ، وَإنْ كانَتْ عَددَ وَرقِ الشَّجَرِ، وَإنْ كَانَتْ عَددَ رَمْلِ عَالجٍ، وإنْ كانَتْ عَددَ أيَّامِ الدُّنْيا"
(1)
.
هذا حديثٌ حسن غريب لا نَعْرِفهُ إلا من هذا الوَجْهِ من حديثِ عُبَيْدِ اللهِ بن الوَليدِ الوَصَّافي.
18 - باب مِنْهُ
3695 -
حَدَّثَنا ابن أبي عُمرَ، قَال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن عَبد المَلكِ بن عُمَيْرٍ، عن رِبْعيِّ بن حِراشٍ
عن حُذَيْفةَ بن اليَمانِ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا أرَادَ أنْ يَنامَ، وَضعَ يَدهُ تَحْتَ رَأْسهِ، ثُمَّ قال:"اللَّهُمَّ قِني عَذابكَ يَوْمَ تَجْمعُ - أوْ تَبْعثُ - عِبادَكَ"
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا، عبيد الله بن الوليد الوَصَّافي متروك الحديث، وعطية - وهو ابن سعد العَوْفي - ضعيف أيضًا.
وأخرجه أحمد (11074)، وانظر تمام تخريجه فيه.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (23244).
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
3696 -
حَدَّثَنا أبو كرَيْبٍ، قال: حدثنا إسحاقُ بن مَنْصُورٍ، عن إبراهيمَ بن يُوسفَ بن أبي إسحاقَ، عن أبيهِ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي بُرْدةَ
عن البرَاءِ بن عَازبٍ، قال: كَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتوسَّدُ يَمِينَهُ عِنْدَ المَنامِ، ثُمَّ يَقولُ:"رَبِّ قِني عَذَابكَ يَوْمَ تَبْعثُ عِبادكَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ، وَرَوَى الثَّوْريُّ هذا الحديثَ عن أبي إسحاقَ، عن البرَاءِ. لم يَذْكُرْ بَيْنهُما أحدًا.
ورواهُ شُعبةُ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي عُبَيْدةَ وَرَجُلٍ آخر، عن البرَاءِ.
ورواه إسرائيل
(2)
، عن أبي إسحاقَ، عن عَبد اللهِ بن يَزِيدَ، عن البَراءِ. وعن أبي إسحاقَ، عن أبي عُبَيْدةَ، عن عَبد اللهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلهُ
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(752 - 755) و (757) و (758) و (860)، وهو في "المسند"(18472)، و"صحيح ابن حبان"(5522).
(2)
وقع في المطبوع و (ل): "شريك"، وهو خطأ، والمثبت من سائر نسخنا الخطية، وشرح المباركفوري، و"تحفة الأشراف" 2/ 67.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه.
وأخرجه ابن ماجه (3877)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(756)، وهو في "المسند"(3742)، وانظر ما قبله.
19 - باب مِنْهُ
3697 -
حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن عَبد الرحمنِ، قال: أخْبرنا عَمْرُو بن عَوْنٍ، قال: أخْبرنا خَالدُ بن عَبد اللهِ، عن سُهَيْلٍ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ، قال: كَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يأمُرنا إذا أخَذَ أحدُنا مَضْجَعهُ أنْ يَقولَ: "اللَّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ وَرَبَّ الأرَضينَ، وَرَبَّنا وَرَبَّ كُلَّ شَيْءٍ، فَالِقَ الحبِّ وَالنَّوى، وَمُنْزلَ التَّوْراةِ والإنْجيلِ وَالقُرْآنِ، أعُوذُ بكَ من شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أنْتَ آخِذٌ بِناصِيتهِ، أنْتَ الأوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلكَ شَيْءٌ، وَأنْتَ الآخِرُ فَليْسَ بعْدَكَ شَيْءٌ، وَالظَّاهرُ فَليْسَ فَوْقكَ شَيْءٌ، والباطنُ فَليْسَ دُونكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وأغْنِني من الفَقْرِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيح.
20 - باب مِنْهُ
3698 -
حَدَّثَنا ابن أبي عُمرَ المكي، قال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن ابن عَجْلانَ، عن سَعيدٍ المَقْبُريِّ
عن أبي هُريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قامَ أحَدُكُمْ عن فِرَاشهِ، ثُمَّ رَجعَ إلَيْهِ، فَلْيَنْفُضْهُ بِصِنْفةِ إزَارهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَإنَّهُ لا
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2713)، وأبو داود (5051)، وابن ماجه (3831)، والنسائي في "الكبرى"(7668) و (7669)، وفي "عمل اليوم والليلة"(790)، وهو في "المسند"(8960)، و"صحيح ابن حبان"(966) و (5537).
وسيأتي برقم (3787).
يَدْرِي ما خَلَفهُ عَليْهِ بَعْدَه، فإذا اضْطَجَعَ، فَلْيَقُلْ: باسْمِكَ رَبِّي وَضعْتُ جَنْبي، وَبِكَ أرْفَعهُ، فإنْ أمْسكْتَ نَفْسي، فارْحَمها، وَإنْ أرْسلْتها، فاحْفَظها بِما تَحْفظُ بهِ عِبادكَ الصَّالِحينَ، فإذا اسْتَيقظَ، فَليَقُلِ: الحَمدُ للهِ الذِي عَافاني في جَسَدِي، وَرَدَّ عَليَّ رُوحي، وَأذِنَ لي بِذِكْرهِ"
(1)
.
وفي البابِ عن جابرٍ، وَعَائشةَ.
حديثُ أبي هُريرةَ حديثٌ حَسَنٌ.
وَرَوَى بَعْضُهم هذا الحديثَ وقال: "فَلْيَنْفُضهُ بِدَاخلةِ إزَارهِ"
21 - باب ما جاء فِيمنْ يَقْرأُ من القرآنِ عِندَ المَنامِ
3699 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا المُفَضَّلُ بن فَضالةَ، عن عُقَيْلٍ، عن ابن شِهابٍ، عن عُرْوةَ
عن عَائشةَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا أوَى إلى فِراشهِ كُلَّ لَيْلةٍ، جَمَعَ كَفَّيهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهما، فَقرأ فِيهما:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ،
(1)
حديث صحيح دون قوله: "فإذا استيقظ، فليقل
…
إلخ" فهو حسن، وأخرجه تامًّا ومختصرًا أحمد (7360)، والبخاري (6320)، ومسلم (2714)، وأبو داود (5050)، وابن ماجه (3874)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (791 - 793) و (866) و (890).
وقوله: "بصِنْفة إزاره": قال في "القاموس": وصَنِفةُ الثَّوب - كفَرِحَة - وصِنْفُه وصِنْفَتُهُ - بكسرهما -: حاشيتُه أيَّ جانبٍ كان، أو جانبُهُ الذي لا هُدْبَ له، أو الذي فيه الهُدْب.
و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ، ثُمَّ يَمْسحُ بِهما مَا اسْتطاعَ من جَسدِهِ، يَبْدأُ بِهما على رَأْسهِ وَوَجْههِ وَما أقْبلَ من جَسدِهِ، يَفْعلُ ذلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ صحيحٌ.
22 - باب مِنْهُ
3700 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قَال: حَدَّثَنا أبو دَاودَ، قال: أنبأنا شُعبةُ، عن أبي إسحاقَ، عن رَجُلٍ
عن فَرْوةَ بن نَوْفلٍ: أنَّهُ أتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رَسولَ اللهِ، عَلِّمني شَيْئًا أقُولهُ إذا أَوَيتُ إلى فِرَاشي. قال:"اقْرَأْ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، فَإنَّها بَراءةٌ من الشِّرْكِ". قال شُعبةُ: أحْيانًا يَقولُ: مَرَّةً، وَأحْيانًا لا يَقُولُها
(2)
.
3701 -
حَدَّثَنا موسى بن حِزامٍ، قال: أخْبرنا يحيى بن آدَمَ، عن إسرائيلَ، عن أبي إسحاقَ، عن فَرْوةَ بن نَوفلٍ، عن أبيهِ: أنَّهُ أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم،
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5017)، وأبو داود (5056)، وابن ماجه (3875)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(788)، وهو في "المسند"(24853)، و"صحيح ابن حبان"(5544).
(2)
حديث حسن على اختلاف في إسناده كما بيناه في "المسند" برقم (23807).
وأخرجه أحمد (24009/ 51 و 52 و 53)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(804) وانظر ما بعده.
فَذكَرَ نَحوهُ بِمَعْناهُ
(1)
. وهذا أصَحُّ
(2)
.
وَرَوَى زُهَيْرٌ هذا الحديثَ عن أبي إسحاقَ، عن فَرْوةَ بن نَوْفلٍ، عن أبيهِ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَحوهُ، وهذا أشْبهُ وَأصَحُّ من حديثِ شُعبةَ، وقد اضْطربَ أصْحابُ أبي إسحاقَ في هذا الحديث.
وقد رُوِي هذا الحديثُ من غَيْرِ هذا الوَجْهِ، قد رَواهُ عَبد الرحمنِ بن نَوْفلٍ، عن أبيهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَعَبد الرحمنِ: هو أخو فَرْوةَ بن نَوْفلٍ.
3702 -
حَدَّثَنا هِشامُ بن يُونسَ الكُوفيُّ، قال: حَدَّثَنا المُحَاربيُّ، عن لَيْثٍ، عن أبي الزُّبَيْرِ
عن جَابرٍ، قال: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لا يَنامُ حتَّى يَقْرأ بتَنْزِيل السَّجْدةِ، وَبِتَباركَ
(3)
.
وهكذا رَوَى سُفيانُ الثَّوْريُّ وَغَيْرُ وَاحدٍ هذا الحديثَ عن لَيْثٍ، عن أبي الزُّبَيْرِ، عن جَابرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوهُ.
(1)
حديث حسن كسابقه.
وأخرجه أبو داود (5055)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(801) و (802)، وهو في "المسند"(23807)، و"صحيح ابن حبان"(789) و (790) و (5525) و (5526) و (5545) و (5546).
وانظر ما قبله.
(2)
هو كما قال رحمه الله؛ فإن الصُّحْبة ليست لفَرْوَة، وإنما هي لأبيهِ نَوْفَل الأشجعي.
(3)
حديث صحيح، وقد سلف تخريجه برقم (3112).
ورَوَى زُهَيْرٌ هذا الحديثَ، عن أبي الزُّبَيْرِ قال: قُلْتُ لهُ: سَمِعْتَهُ من جَابرٍ؟ قال: لم أسْمعْهُ من جَابرٍ، إنَّما سَمِعتُهُ من صفْوانَ أوِ ابن صَفْوانَ.
وقد رَوَى شَبابةُ، عن مُغِيرةَ بن مُسْلمٍ، عن أبي الزُّبَيْرِ، عن جَابرٍ، نَحوَ حديثِ لَيْثٍ
3703 -
حَدَّثَنا صَالحُ بن عَبد اللهِ، قال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عن أبي لُبابةَ، قال:
قالت عَائشةُ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لا يَنامُ حتَّى يَقْرَأَ الزُّمَرَ، وَبَني إسرائيلَ
(1)
.
أخْبرني محمد بن إسماعيلَ، قال: أبو لُبابةَ هذا: اسْمهُ مَرْوانُ مَوْلى عَبد الرحمنِ بن زِيادٍ، وَسَمِعَ من عَائشةَ، سَمعَ منْهُ حَمَّادُ بن زَيْدٍ.
3704 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، قال: أخْبرنا بَقيَّةُ بن الوَليدِ، عن بَحِيرِ بن سَعْدٍ، عن خَالدِ بن مَعْدانَ، عن عَبد اللهِ بن أبي بِلالٍ
عن العِرْباضِ بن سَاريةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لا يَنامُ حتَّى يَقْرَأَ المُسَبِّحاتِ، وَيَقولُ:"فِيها آيةٌ خَيْرٌ من ألْفِ آيةٍ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وقد سلف عند المصنف برقم (3147)، وذكرنا تخريجه هناك.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن أبي بلال، وضعف بقيَّة بن الوليد، وهو مع ضعفه يدلِّس تدليس التسوية، ولم يصرِّح بالتحديث في جميع طبقات السند، وباقي رجاله ثقات، والصحيح إرساله كما بيناه في "المسند"(17160). =
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
23 - باب مِنْهُ
3705 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حَدَّثَنا أبو أحمدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَال. حَدَّثَنا سُفيانُ، عن الجُرَيريِّ، عن أبي العَلاءِ بن الشِّخِّيرِ، عن رَجُلٍ من بَني حَنْظلةَ، قال:
صَحِبْتُ شَدَّادَ بن أوْسٍ في سَفرٍ، فقال: ألا أُعَلِّمُكَ ما كَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنا أنْ نَقولَ: "اللهُمَّ إنِّي أسْألُكَ الثَّباتَ في الأمْرِ، وَأسْألُكَ عَزِيمةَ الرُّشْدِ، وأسْألُكَ شُكْرَ نِعْمتِك، وحُسْنَ عِبادَتكَ، وَأسْألُكَ لِسانًا صَادقًا، وَقَلْبًا سَليمًا، وَأعُوذُ بِكَ من شَرِّ ما تَعْلَمُ، وَأسْألُكَ من خَيْرِ ما تَعْلمُ، وَأستغْفِرُكَ مِما تَعْلمُ، إنَّكَ أنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ"
(1)
.
3706 -
قال: وقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
= وقد سلف عند المصنف برقم (3148)، وذكرنا تخريجه هناك.
وقوله: "المُسَبِّحات" بكسر الباء، نسبة مجازية، وهي السُّوَر التي أوائلها: سُبحان، أو سَبَّحَ بالماضي، أو يُسَبِّح، أو سَبِّح بالأمر، وهي سبعة: سبحان الذي أسْرَى، والحديد، والحشر، والصَّف، والجمعة، والتغابن، والأعلى. "تحفة الأحوذي" 8/ 192.
(1)
حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي له عن شداد بن أوس.
وأخرجه النسائي 3/ 54، وهو في "المسند"(17114)، و"صحيح ابن حبان"(1974)، وانظر تمام تخريجه فيهما.
"ما من مُسْلمٍ يأخُذُ مَضْجَعهُ يَقرأُ سُورةً من كتابِ اللهِ، إلا وَكَّلَ اللهُ بهِ مَلكًا، فلا يَقْرَبُهُ شَيْءٌ يُؤْذِيهِ حتَّى يَهُبَّ مَتَى هَبَّ"
(1)
هذا حديثٌ إنَّما نَعْرِفهُ من هذا الوَجْهِ.
وَالجُريْريُّ: هو سَعيدُ بن إياسٍ أبو مَسْعُودٍ الجُرَيْريُّ، وأبو العلاءِ: اسْمهُ يَزِيدُ بن عَبد اللهِ بن الشِّخِّيرِ.
24 - باب ما جاء في التَّسْبيحِ والتَّكْبِيرِ وَالتَّحْميدِ عِنْدَ المَنامِ
3707 -
حَدَّثَنا أبو الخَطَّابِ زِيادُ بن يحيى البَصْريُّ، قَال: حَدَّثَنا أزْهَرُ السَّمَّانُ، عن ابن عَوْنٍ، عن ابن سيرينَ، عن عَبِيدةَ
عن عَليٍّ، قال: شَكَتْ إليَّ فاطِمةُ مَجْلَ يَديْها من الطَّحْنِ، فَقُلْتُ: لَو أتَيْتِ أباكِ فَسألْتِيه خَادمًا. فقال: "ألا أدُلُّكُما على ما هو خَيْرٌ لكُما من الخَادمِ؟ إذا أخذْتُما مَضْجَعكُما، تقُولانِ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَثَلاثًا وثَلاثِينَ، وأرْبعًا وَثَلاثِينَ: من تَحْميدٍ، وَتَسْبيحٍ، وَتَكْبيرٍ". وفي الحديثِ قِصَّةٌ
(2)
.
(1)
إسناده إسناد سابقه، وهو ضعيف لإبهام الراوي له عن شداد بن أوس.
وأخرجه أحمد (17132)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(812).
وقوله: "حتى يَهُبَّ متى هَبَّ"، أي: يستيقظ متى استيقظ بعد طول الزَّمان، أو قُرْبه من النَّوم.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا بألفاظ متقاربة أحمد (604)، والبخاري (3113)، ومسلم (2727)، وأبو داود (2988)، واالنسائي في =
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من حديثِ ابن عَوْنٍ.
وقد رُوِي هذا الحديثُ من غير وجهٍ عن عليٍّ.
3708 -
حَدَّثَنا محمدُ بن يحيى، قَال: حَدَّثَنا أزْهَرُ السَّمَّانُ، عن ابن عَوْنٍ، عن محمدٍ، عن عَبِيدةَ
عن عَليٍّ، قال: جَاءتْ فاطِمةُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم تَشْكو مَجْلَ يَديها، فَأمرهَا بالتَّسْبيحِ، والتَّكْبيرِ، والتَّحْميدِ
(1)
.
25 - باب مِنْهُ
3709 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قَال: حَدَّثَنا إسماعيلُ بن عُليَّةَ، قال: حَدَّثَنا عَطاءُ بن السَّائِبِ، عن أبيهِ
عن عَبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَلَّتانِ لا يُحْصِيهما رَجُلٌ مُسْلمٌ إلا دَخلَ الجنَّةَ، ألا وَهُما يَسيرٌ، ومن يَعْملُ بِهما قَليلٌ، يُسَبِّحُ اللهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ عَشْرًا، وَيَحْمَدهُ عَشْرًا، ويُكبِّرُهُ عَشْرًا". قال: فأنا رَأيْتُ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَعْقِدُها بيدهِ، قال:
= "الكبرى"(9172)، وفي "عمل اليوم والليلة"(814) و (815)، وابن حبان (5529) و (6922).
ويأتي في الذي بعده.
وقوله: "مَجْلَ يديها": قال في "النهاية" 4/ 300: يقال: مَجَلَتْ يدُه تَمْجُل مَجْلًا، ومَجِلَت تَمْجَلُ مَجَلًا: إذا ثَخُنَ جِلْدُها وتَعَجَّر، وظهر فيها ما يُشبِهُ البَثْرَ من العمل بالأَشياء الصُّلْبَة والخَشِنَة.
(1)
حديث صحيح كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
"فَتلْكَ خَمْسونَ وَمِئةٌ باللِّسانِ، وَألفٌ وَخَمْسُ مئةٍ في المِيزَانِ، وإذا أخَذْتَ مَضْجَعكَ، تُسَبِّحُهُ وتُكبِّرهُ وَتَحْمَدهُ مِئةً، فَتلْكَ مِئةٌ باللِّسانِ، وَألْفٌ في المِيزانِ، فأيُّكُمْ يَعْملُ في اليَوْمِ واللَّيْلةِ ألْفَينِ وَخَمْسَ مِئَةِ سَيِّئةٍ؟ " قالوا: فكيْفَ لا نُحصِيها؟ قال: "يَأْتي أحَدَكُمُ الشَّيْطانُ وهو في صَلاتهِ، فَيقولُ: اذْكُرْ كَذا، اذْكُرْ كَذا. حتَّى يَنْفتِلَ، فَلعلَّهُ أن لا يَفْعلَ، وَيَأتِيهِ وهو في مَضْجَعهِ، فَلا يَزالُ يُنَوِّمهُ حتَّى يَنامَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وقد رَوَى شُعبةُ وَالثَّوْريُّ عن عَطاءِ بن السَّائبِ هذا الحديثَ، وَرَوَى الأعْمشُ هذا الحديثَ عن عَطاءِ بن السَّائبِ مُخْتصرًا.
وفي البابِ عن زَيْدِ بن ثابتٍ، وَأنَس، وابن عَبَّاسٍ.
3710 -
حَدَّثَنا محمدُ بن عبد الأعلى الصَّنْعاني، قال: حَدثنا عَثَّامُ بن عَليٍّ، عن الأعْمَشِ، عن عَطاءِ بن السَّائبِ، عن أبيهِ
عن عَبد اللهِ بن عَمْرٍو، قال: رَأيْتُ رَسولَ الله يَعْقِدُ التَّسْبيحَ
(2)
.
(1)
حديث حسن، وأخرجه مطولًا ومختصرًا أحمد (6498)، وأبو داود (1502) و (5065)، وابن ماجه (926)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 74 - 75 و 79، وفي "عمل اليوم والليلة"(813) و (819)، وصححه ابن حبان (2012) و (2018).
ويأتي مختصرًا في الذي بعده.
وانظر حديث عليٍّ السالف برقم (3707).
(2)
حديث حسن كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من حديثِ الأعْمَشِ.
3711 -
حَدَّثَنا محمدُ بن إسماعيلَ بن سَمُرةَ الأحْمَسيُّ الكُوفيُّ، قَال: حَدَّثَنا أسْباطُ بن محمدٍ، قال: حَدَّثَنا عَمْرُو بن قَيْسٍ المُلائِيُّ، عن الحَكمِ بن عُتَيْبةَ، عن عَبد الرحمنِ بن أبي لَيْلى
عن كَعْبِ بن عُجْرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مُعَقَّباتٌ لا يَخِيبُ قائِلُهُنَّ: يُسبِّحُ اللهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَيَحْمَدُهُ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، ويُكبِّرُهُ أرْبعًا وَثَلاثِينَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ، وَعَمْرُو بن قَيْسٍ المُلائيُّ ثِقةٌ حافظٌ.
وَرَوَى شُعبةُ هذا الحديثَ عن الحَكمِ ولم يَرْفَعهُ، وَرَواهُ مَنْصُورُ بن المُعْتمرِ عن الحَكمِ، فرَفَعهُ
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وقد اختلف في رفعه ووقفه، والمرفوع أرجح، والله أعلم.
وأخرجه مرفوعًا مسلم (596)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 75، وفي "عمل اليوم والليلة"(155)، وابن حبان (2019).
وأخرجه موقوفًا النسائي في "عمل اليوم والليلة"(156).
وقوله: "مُعَقِّبات" بضم الميم، وفتح العين المهملة، وكسر القاف المشدَّدة، أي: كلمات مُعَقِّبات، وسُمِّيت معقِّبات؛ لأنها عادت مرَّةً بعد مرَّةٍ، أو لأنها تقال عَقِيبَ الصلاة، والمُعَقِّب من كلِّ شيء: ما جاء عَقِيبَ ما قبلَه. "النهاية" 3/ 267.
(2)
وقع بعد هذا في المطبوع: "حدثنا يحيى بن خَلَف، حدثنا ابن أبي عَدِيٍّ، عن هشام بن حسَّان، عن محمد بن سيرين، عن كَثِير بن أَفْلَح، عن زيد بن ثابت، قال: أُمِرنا أن نُسبِّحَ دُبُرَ كلِّ صلاة ثلاثًا وثلاثين، ونَحْمَدَه ثلاثًا وثلاثين، ونُكَبِّرَه أربعًا وثلاثين، قال: فرأى رجلٌ من الأنصار في المنام، فقال: أمَرَكم رسولُ الله =
26 - باب ما جاء في الدُّعاءِ إذا انْتَبَهَ من اللَّيْلِ
3712 -
حَدَّثَنا محمدُ بن عَبد العزِيزِ بن أبي رِزْمةَ، قَال: حَدَّثَنا الوَليدُ بن مُسْلمٍ، قَال: حَدَّثَنا الأوْزاعيُّ، قال: حَدَّثَني عُمَيْرُ بن هانئٍ، قال: حَدَّثَني جُنادةُ بن أبي أُميَّةَ، قَال:
حَدَّثَني عُبادةُ بن الصَّامتِ، عن رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:"من تَعارَّ من اللَّيْلِ، فقال: لا إله إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لهُ، لهُ المُلكُ، ولهُ الحمدُ، وهو على كُلَّ شَيْءٍ قَديرٌ، وَسُبْحانَ الله، وَالحمدُ للهِ، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكْبرُ، وَلا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ، ثُمَّ قال: رَبِّ اغْفِرْ لِي - أوْ قال: ثُمَّ دَعَا -، اسْتُجِيبَ لهُ، فإنْ عَزمَ فتَوضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى، قُبِلَتْ صَلاتُه"
(1)
.
= صلى الله عليه وسلم أن تُسبِّحُوا في دُبُر كل صلاةٍ ثلاثًا وثَلاثين، وتَحْمَدُوا الله ثلاثًا وثلاثين، وتُكبِّرُوا أربعًا وثلاثين؟ قال: نعم، قال: فاجعلوها خمسًا وعشرين، واجعلوا التَّهليل معهن. فغَدَا على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فحَدَّثَه، فقال: افعلوا. هذا حديث صحيح".
وهذا الحديث وحكمُ الترمذي عليه لم يرد في أصولنا الخطية إلا في (س)، لكن جاء حكم الترمذي علِيه فيها:"حسن صحيح"، ولم يرد كذلك في النسخة التي اعتمدها المباركفوري في شرحه، ولم يذكره المزي في "تحفة الأشراف" 3/ 225، ولا استدركه عليه أحد، والله أعلم.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (1154)، وأبو داود (5060)، وابن ماجه (3878)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(861)، وهو في "مسند أحمد"(22673)، و"صحيح ابن حبان"(2596).
وقوله: "تعارَّ" بعين مهملة، وراء مشدَّدة، أي: انتبه من النَّوم واستيقظ، وأصلُ التَّعَارِّ: السَّهَرُ والتقلُّب على الفِراش، ويقال: إن التعارِّ لا يكون إلا مع كلام وصوتٍ، مأخوذٌ من عِرَار الظَّلِيم - ذَكَر النَّعام -، وهو صوتُه. انظر "شرح السنة" =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
3713 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، قَال: حَدَّثَنا مَسْلمةُ بن عَمْرٍو قال:
كَانَ عُمَيْرُ بن هانئٍ يُصلِّي كُل يَوْمٍ ألْفَ سَجْدةٍ، وَيُسبِّحُ مِئةَ ألْفِ تَسْبيحةٍ
(1)
.
27 - باب مِنْهُ
3714 -
حَدَّثَنا إسحاقُ بن مَنْصُورٍ، قال: أخْبرنا النَّضْرُ بن شُمَيْلٍ وَوَهْبُ بن جَريرٍ وأبو عَامرٍ العَقَديُّ وَعَبد الصَّمدِ بن عَبد الوارثِ، قَالوا: أخبرنا هِشامٌ الدَّسْتُوائيُّ، عن يحيى بن أبي كَثِيرٍ، عن أبي سَلمة، قَال:
حَدَّثَني رَبِيعةُ بن كَعْبٍ الأسْلميُّ، قال: كُنْتُ أبِيتُ عِنْدَ بابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأُعطيهِ وَضُوءَهُ، فأَسْمعُهُ الهَويَّ من اللَّيْلِ يَقولُ:"سَمعَ اللهُ لمن حَمِدَهُ"، وَأسْمعُهُ الهَوِيَّ من اللَّيْلِ يَقولُ:"الحمدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
= 4/ 72، و"النهاية" 3/ 204.
(1)
رواه مختصرًا ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ ورقة 688.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه بألفاظ متقاربة أحمد (16575)، وابن ماجه (3879)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 209، وفي "عمل اليوم والليلة"(862)، وابن حبان (2595).
وقوله: "الهَوِيَّ من الليل" بفح الهاء، وكسر الواو، وفتح الياء المشددة: هو الحِينُ الطويلُ من الزمان، وقيل: هو مختصٌّ بالليل. "تحفة الأحوذي" 9/ 255.
28 - باب مِنْهُ
3715 -
حَدَّثَنا عُمرُ بن إسماعيلَ بن مُجالدِ بن سَعيدٍ الهَمْدانيُّ، قال: حَدَّثَنا أبي، عن عَبد المَلكِ بن عُمَيْرٍ، عن رِبْعيٍّ
عن حُذَيفةَ بن اليَمانِ: أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم كَان إذا أرادَ أن يَنامَ، قال:"اللَّهُمَّ باسْمِكَ أموتُ وَأَحيا"، وإذا اسْتَيقظَ، قال:"الحَمدُ للهِ الذي أَحْيا نَفْسي بَعْدَما أمَاتَها، وَإلَيْهِ النُّشُورُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
29 - باب ما جاء ما يقولُ إذا قَامَ من اللَّيْلِ إلى الصَّلاةِ
3716 -
حَدَّثَنا الأنْصاريُّ، قَال: حَدَّثَنا مَعْنٌ، قال: حَدَّثَنا مالكُ بن أنَسٍ، عن أبي الزُّبَيْرِ، عن طاووسٍ اليماني
عن عَبد اللهِ بن عَبَّاس: أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا قَامَ إلى الصَّلاةِ من جَوْفِ اللَّيْلِ يَقولُ: "اللَّهُمَّ لَكَ الحَمدُ، أنْتَ نُورُ السَّماواتِ والأرْضِ، وَلَكَ الحَمدُ، أنْتَ قَيَّامُ السَّماواتِ والأرْضِ، وَلَكَ الحَمدُ، أنْتَ رَبُّ السَّماواتِ والأَرْضِ ومن فِيهنَّ، أنْتَ الحقُّ، وَوَعْدُكَ الحقُّ، وَلِقاؤُكَ حَقٌّ، والجنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌ، وَالسَّاعةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَليْكَ تَوكّلْتُ، وَإلَيْكَ أنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حاكَمْتُ، فاغْفرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما
(1)
حديث صحيح، وهذا سند ضعيف. عمر بن إسماعيل بن مجالد، قال الحافظ في "التقريب": متروك. وأخرجه من طريق آخر صحيح أحمد (23271)، والبخاري (6312)، وأبو داود (5049)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(747) و (857 - 859).
أخَّرْتُ، وَمَا أسْرَرْتُ وَما أعْلَنْتُ، أنت إلهِي لا إله إلَّا أنْتَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، وقد رُوِي من غَيْرِ وَجْهٍ عن ابن عَبَّاسٍ
(2)
، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
30 - باب مِنْهُ
3717 -
حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن عَبد الرحمنِ، قال: أخْبرنا محمدُ بن عِمْرانَ بن أبي لَيْلى، قَال: حَدَّثَني أبي، قَال: حَدَّثَني ابن أبي لَيْلى، عن دَاودَ بن عَليٍّ - هو ابن عَبد اللهِ بن عَبَّاسٍ -، عن أبيه
عن جَدِّهِ ابن عَبَّاسٍ، قال: سَمِعتُ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقولُ لَيْلةً حِينَ فَرَغَ من صَلاتهِ: اللَّهُمَّ إنَّي أسْألُكَ رَحْمةً من عِنْدِكَ تَهْدي بها قَلْبي، وَتَجْمعُ بِها أمْري، وَتَلُمُّ بها شَعَثِي، وَتُصْلِحُ بها غَائبي، وَتَرْفعُ بِها شَاهِدي، وَتُزكِّي بِها عَملي، وَتُلْهِمُني بِها رُشْدي، وَتَرُدُّ بِها أُلفَتي، وَتَعصِمُني بِها من كُلِّ سَوءٍ.
اللَّهُمَّ أعْطني إيمانًا وَيَقينًا لَيْسَ بَعْدهُ كُفْرٌ، وَرَحْمةً أنالُ بِها شَرفَ كَرامتكَ في الدُّنْيا والآخِرةِ.
اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ الفَوْزَ في القَضاءِ، وَنُزُلَ الشُّهدَاءِ، وَعَيْش
(1)
حديث صحيح، وأخرجه بألفاظ متقاربة أحمد (2710)، والبخاري (1120)، ومسلم (769)، وأبو داود (771) و (772)، وابن ماجه (1355)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 209 - 210، وفي "عمل اليوم والليلة"(868)، وابن حبان (2597 - 2599).
(2)
تحرف في المطبوع إلى: "ابن عمر".
السُّعَداءِ، وَالنَّصْرَ على الأعْداءِ.
اللَّهُمَّ إنِّي أُنزِلُ بِكَ حَاجَتي، وَإنْ قَصُرَ رَأيي، وَضَعُفَ عَملي، افْتَقرْتُ إلى رَحْمَتكَ، فَأسْألُكَ يا قَاضِيَ الأُمُورِ ويا شافيَ الصُّدُورِ، كما تُجِيرُ بَيْنَ البُحُور، أنْ تُجِيرَني من عَذابِ السَّعِيرِ، ومن دَعْوةِ الثُّبُورِ، ومن فِتْنةِ القُبُورِ.
اللَّهُمَّ ما قَصُرَ عَنْهُ رَأْيي ولم تَبْلُغهُ نِيَّتي، ولم تَبْلُغهُ مَسْألَتي، من خَيْرٍ وَعدْتَهُ أحدًا من خَلْقكَ، أوْ خَيْرٍ أنْتَ مُعْطيهِ أحدًا من عِبادكَ، فإنِّي أرْغَبُ إلَيْكَ فيهِ، وَأسْألُكهُ بِرَحْمتكَ رَبَّ العَالمينَ.
اللَّهُمَّ ذا الحَبْلِ الشَّديدِ، وَالأمْرِ الرَّشِيدِ، أسْألُكَ الأمْنَ يَوْمَ الوَعِيدِ، والجنَّةَ يَوْمَ الخُلُودِ، مَعَ المُقرَّبِينَ الشُهُودِ الرُّكَّع السُّجُودِ المُوفِينَ بالعُهُودِ، إنَّكَ رَحِيمٌ وَدُودٌ، وإنَّكَ تَفْعلُ ما تُريدُ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنا هادِينَ مُهْتدينَ، غَيْرَ ضَالِّينَ وَلا مُضلِّينَ، سِلْمًا لأوْليائِكَ، وَعدُوًّا لأعْدائكَ، نُحبُّ بِحُبِّكَ من أحَبَّكَ، وَنُعادِي بِعَداوَتِكَ من خَالفَكَ، اللَّهُمَّ هذا الدُّعاءَ، وَعَليْكَ الإجابةُ، وهذا الجُهدُ، وَعَليْكَ التُّكْلانُ.
اللَّهُمَّ اجْعلَ لِي نُورًا في قَلْبي، وَنُورًا في قَبْرِي، وَنُورًا من بَيْنِ يَديَّ، وَنُورًا من خَلْفي، وَنورًا عن يَمِيني، وَنُورًا عن شِمالِي، وَنُورًا من فَوْقي، وَنُورًا من تَحْتي، وَنُورًا في سَمْعي، وَنُورًا في بَصرِي، وَنُورًا في شَعَرِي، وَنُورًا في بَشَرِي، وَنُورًا في لَحْمي، وَنُورًا في دَمِي، وَنُورًا في عِظامي، اللَّهُمَّ أعْظِمْ لي نُورًا، وَأعْطني
نُورًا، وَاجْعلْ لي نُورًا.
سُبْحانَ الَّذِي تعطَّفَ العِزَّ وقال به، سُبْحانَ الَّذِي لَبِسَ المَجْدَ وتكرَّمَ بهِ، سُبْحانَ الَّذِي لا يَنْبَغي التَّسْبيحُ إلَّا لهُ سُبْحانَ ذِي الفَضْلِ وَالنِّعَمِ، سُبْحانَ ذِي المَجدِ والكَرم، سُبْحانَ ذِي الجَلالِ والإكْرام"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفهُ مثل هذا من حديثِ ابن أبي لَيْلى إلَّا من هذا الوَجْهِ.
(1)
حديث منكر، فيه ابن أبي ليلى - وهو محمد بن عبد الرحمن القاضي - سيئ الحفظ، وداود بن علي وهو ضعيف أيضًا، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 402: هو خبر منكر، وقال ابن حبان: باطل، واستنكره الذهبي أيضًا في "سير أعلام النبلاء" 5/ 444.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 957، والمزي في "تهذيب الكمال" 8/ 424 - 425 من طريق عمران بن محمد بن أبي ليلى، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1119)، والطبراني في "الكبير"(10668)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 957، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 60 - 61 من طريق قيس بن الرَّبيع، عن محمد بن أبي ليلى، به.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 1/ 230 - 231، وابن عدي 3/ 957، والبيهقي في "الدعوات"(69) من طرق الحسن بن عُمارة، عن داود بن علي، به. والحسن بن عمارة متروك الحديث.
وأخرجه مختصرًا البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 159 - 160 من طريق سليمان بن بلال، عن عيسى بن يزيد، عن محمد بن أبي جعفر، عن ابن عباس. وعيسى بن يزيد - وهو ابن داب الليثي المدني - واهي الحديث.
وقد رَوَى شُعبةُ وَسُفيانُ الثَّوْريُّ، عن سَلمةَ بن كُهَيْلٍ، عن كُرَيْبٍ، عن ابن عَبَّاسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْضَ هذا الحديثِ، ولم يذْكُرهُ بِطُولهِ
(1)
.
31 - باب ما جاء في الدُّعاءِ عِنْدَ افْتِتاح الصَّلاةِ باللَّيْلِ
3718 -
حَدَّثَنا يحيى بن موسى وَغَيْرُ وَاحدٍ، قالُوا: أخْبرنا عُمرُ بن يُونسَ، قَال: حَدَّثَنا عِكرمةُ بن عَمَّار، قَال: حَدَّثَنا يحيى بن أبي كَثِيرٍ، قَال: حَدَّثَني أبو سَلمةَ، قال:
سَألْتُ عَائشةَ: بأيِّ شَيْءٍ كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْتتحُ صَلاتهُ إذا قَامَ من اللَّيلِ؟ قالت: كَانَ إذا قَامَ من اللَّيْلِ، افْتتحَ صَلاتهُ، فقال:"اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْريلَ وَمِيكائيلَ وإسْرافيلَ، فاطرَ السَّماواتِ والأرْضِ، عَالمَ الغَيْبِ وَالشَّهادةِ، أنْتَ تَحْكُمُ بَينَ عِبادكَ فِيما كانُوا فيهِ يَخْتلِفُونَ، اهْدِني لِما اخْتُلفَ فيهِ من الحَقَّ بإذْنِكَ، إنَّكَ على صِراطٍ مُسْتقيمٍ"
(2)
.
(1)
رواية شعبة وسفيان الثوري وغيرهما، عن سلمة بن كهيل، عن كريب عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أخرجها أحمد (2567) و (3194)، والبخاري (6316)، ومسلم (763)(181) و (187) و (188) و (189)، والنسائي 2/ 218، وفيها قصة مبيت ابن عباس عند خالته ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وقيامهِ اللَّيْلَ مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه:"اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، واجعل لي نورًا".
(2)
حديث صحيح، عكرمة بن عمار العجلي وإن كان في روايته عن يحيى بن =
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
32 - باب مِنْهُ
3719 -
حَدَّثَنا محمدُ بن عَبد المَلكِ بن أبي الشَّوَارِبِ، قَال: حَدَّثَنا يُوسُفُ بن المَاجِشُون، قال: أخبرني أبي، عن عَبد الرحمنِ الأعْرجِ، عن عُبَيْدِ اللهِ بن أبي رَافعٍ
عن عَليِّ بن أبي طَالبٍ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا قامَ في الصَّلاةِ، قال:"وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطرَ السَّماواتِ والأرْضَ حَنِيفًا وَما أنا من المُشْرِكينَ، إنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحْياي وَمَماتي للهِ ربِّ العَالمِينَ، لا شَرِيكَ لهُ وَبذلكَ أُمرْتُ وَأنا من المُسْلمينَ، اللَّهُمَّ أنْتَ المَلكُ لا إله إلَّا أنْتَ، أنت رَبِّي وَأنا عَبْدُكَ، ظَلمْتُ نَفْسي، وَاعْتَرفْتُ بِذَنْبي، فاغْفرْ لِي ذنُوبي جَمِيعًا، إنَّهُ لا يَغْفرُ الذُّنُوبَ إلا أنْتَ، واهْدني لأحْسنِ الأخْلاقِ، لا يَهْدي لأحْسَنها إلا أنْتَ، وَاصْرفْ عَنِّي سَيِّئها، لا يَصْرفُ عَنِّي سَيِّئها إلا أنْتَ، آمَنْتُ بِكَ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ، أسْتَغفرُكَ وَأتُوبُ إلَيْكَ".
فإذا رَكعَ قال: "اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أسْلَمْتُ، خَشعَ لَكَ سَمْعي وَبَصرِي وَمُخِّي وَعظمي وعَصَبي".
فإذا رَفعَ رَأسهُ قال: "اللَّهُمَّ رَبَّنا لك الحَمدُ مِلْءَ السَّماواتِ
= أبي كثير شيء، قد انتقى له هذا الحديث الإمام مسلم الذي تحرى الصحة في كتابه (770)، وأخرجه أبو داود (767) و (768)، وابن ماجه (1357)، والنسائي 3/ 212، وهو في "المسند"(25225)، و"صحيح ابن حبان"(2600).
والأرَضِينَ وَما بَيْنهُما، وَمِلءَ ما شِئْتَ من شَيْءٍ".
فإذا سَجدَ قال: "اللَّهُمَّ لَكَ سَجدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أسْلمتُ، سَجدَ وَجْهي لِلَّذِي خَلقهُ فَصوَّرهُ، وَشَقَّ سَمْعهُ وَبَصرهُ، تَباركَ اللهُ أحْسنُ الخالِقينَ".
ثُمَّ يكُونُ آخِر ما يقولُ بَيْنَ التَّشهُّدِ وَالسَّلامِ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ما قَدَّمْتُ وَما أخَّرتُ، وَما أسْرَرْتُ وَما أعْلَنْتُ، وَما أنْتَ أعْلمُ بهِ مِنِّي، أنْتَ المُقدَّمُ وَأنْتَ المُؤخِّرُ، لا إله إلَّا أنْتَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
3720 -
حَدَّثنا الحَسنُ بن عليٍّ الخلَّالُ، قال: حَدَّثَنا أبو الوَليدِ الطَّيالِسيُّ، قَال: حَدَّثَنا عَبد العزِيزِ بن أبي سَلمةَ وَيُوسُفُ بن المَاجِشُونِ، قال عَبد العزِيزِ: حَدَثَني عَمِّي، وقال يُوسفُ: أخْبرني أبي، قَال: حَدَّثَني الأعْرَجُ، عن عُبَيْدِ اللهِ بن أبي رَافعٍ
عن عَليِّ بن أبي طالبٍ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا قَامَ إلى الصَّلاةِ، قال: "وَجَّهْتُ وَجْهي لِلَّذِي فَطرَ السَّماواتِ والأرْضَ حَنِيفًا وَما أنا من المُشْركِينَ، إنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحْياي وَمَماتي للهِ رَبِّ العَالمِينَ، لا شَرِيكَ لهُ وبذلكَ أُمرْتُ وأنا من المُسْلِمينَ،
(1)
حديث صحيح، وأخرجه تامًّا ومختصرًا أحمد (729) و (803) و (804) و (805)، وابن ماجه (154)، ومسلم (771)، وأبو داود (760) و (1509)، والنسائي 2/ 129 - 130 و 192 و 220 - 221، وابن حبان (1771 - 1774).
وقد سلف مختصرًا عند المصنف برقم (266)، وسيأتي في الحديثين التاليين.
اللهُمَّ أنْتَ الملكُ لا إله إلَّا أنْتَ، أنْتَ رَبِّي وأنا عَبْدُكَ، ظَلمْتُ نَفْسي، وَاعْترفْتُ بِذَنبي، فَاغْفِرْ لِي ذَنْبي جَميعًا، إنهُ لا يَغْفرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، وَاهْدني لأحْسنِ الأخْلاقِ، لا يَهْدي لأحْسنها إلَّا أنْتَ، وَاصْرفْ عَني سَيِّئها، لا يَصْرفُ عَنِّي سَيِّئها إلَّا أنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعدَيْكَ، والخَيْرُ كُلُّهُ في يَديْكَ، وَالشُّرُّ لَيْسَ إلَيْكَ، أنا بِكَ وَإلَيْكَ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ، أسْتَغفرُكَ وَأتُوبُ إلَيْكَ".
فإذا رَكعَ قال: "اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أسْلَمْتُ خَشعَ لَكَ سَمْعي وَبَصَري وَعِظامي وَعَصبي".
فإذا رَفعَ قال: "اللَّهُمَّ رَبَّنا لَكَ الحَمدُ مِلْءَ السَّماءِ وَمِلْءَ الأرْضِ وَمِلْءَ ما بَيْنهُما، وَمِلْءَ ما شِئْتَ من شَيْءٍ بَعْدُ".
فإذا سَجدَ قال: "اللَّهُمَّ لَكَ سَجدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلكَ أسْلَمْتُ، سَجدَ وَجْهي لِلَّذِي خَلقهُ وَصَوَّرهُ، وَشَقَّ سَمْعهُ وَبَصرهُ، تَباركَ الله أحْسنُ الخَالِقينَ".
ثُمَّ يَقولُ من آخِرِ ما يقولُ بَيْنَ التَّشهُّدِ وَالتَّسْليمِ: "اللَّهُمَّ اغْفرْ لِي ما قَدَّمْتُ وَما أخَّرْتُ، وَما أسْرَرْتُ وَما أعْلنتُ، وَما أسْرَفْتُ، وَما أنْتَ أعْلمُ بهِ مِنِّي، أنْتَ المُقدِّمُ وَأنْتَ المُؤخِّرُ، لا إله إلَّا أنْتَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
3721 -
حَدَّثَنا الحَسنُ بن عَليٍّ الخَلَّالُ، قَال: حَدَّثَنا سُليْمانُ بن دَاودَ
(1)
حديث صحيح كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
الهاشِميُّ، قَال: حَدَّثَنا عَبد الرحمنِ بن أبي الزِّنادِ، عن موسى بن عُقْبةَ، عن عَبد اللهِ بن الفَضْلِ، عن عَبد الرحمنِ الأعْرجِ، عن عُبَيْدِ اللهِ بن أبي رافعٍ
عن عَليِّ بن أبي طالبٍ، عن رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم: أنَّهُ كَانَ إذا قامَ إلى الصَّلاةِ المَكْتُوبةِ، رَفعَ يَديْهِ حَذْوَ مَنْكِبيْهِ، وَيَصْنعُ ذلكَ إذا قَضى قِراءتَهُ وأرادَ أنْ يَرْكعَ، وَيَصْنعهُ إذا رَفعَ رَأْسهُ من الرُّكُوعِ، ولا يَرْفع يَديْهِ في شَيءٍ من صَلاتهِ وهو قَاعدٌ، فإذا قَامَ من سَجْدتَيْنِ، رَفعَ يَديْهِ كذلك فكبَّر، وَيقول حِينَ يَفْتتحُ الصَّلاةَ بَعْدَ التَّكبيرِ:"وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذي فَطرَ السَّماواتِ والأرْضَ حَنِيفًا وَما أنا من المُشْرِكِينَ، إنَّ صَلاتِي وَنُسُكي وَمَحْياي وَمَماتي للهِ رَبِّ العَالمِينَ، لا شَريكَ لهُ وبذلك أُمِرْتُ وأنا من المُسْلمينَ، اللهُمَّ أنْتَ المَلكُ لا إلهَ إلا أنْتَ، سُبْحانكَ أنْتَ رَبِّي وأنا عَبْدُكَ، ظَلمْتُ نَفْسي، وَاعْترَفْتُ بِذَنْبي، فاغْفرْ لِي ذَنْبي جَمِيعًا، إنَّهُ لا يَغْفرُ الذُّنُوبَ إلا أنْتَ، واهْدني لأحْسنِ الأخْلاقِ، لا يَهْدِي لأحْسنِها إلا أنْتَ، وَاصْرفْ عَنَّي سَيِّئها، لا يَصْرفُ عَنِّي سَيِّئها إلَّا أنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْديكَ، وأنا بِكَ وَإلَيْكَ، لا مَنْجى منك وَلا مَلْجأَ إلا إليكَ، أسْتَغْفِرُكَ وأتوبُ إلَيْكَ"، ثُمَّ يَقْرأُ.
فإذا رَكع كَانَ كلامُهُ في رُكُوعهِ أن يَقولَ: "اللهُمَّ لكَ رَكَعْتُ، وَبكَ آمَنْتُ، وَلكَ أسْلمْتُ وَأنْتَ رَبِّي، خَشعَ سَمْعي وَبَصرِي وَمُخِّي وَعَظْمي للهِ رَبِّ العَالمينَ".
فإذا رَفعَ رَأْسهُ من الرُّكُّوعِ قال: "سَمعَ اللهُ لمن حَمدهُ"، ثُمَّ يُتْبِعُها: "اللَّهُمَّ رَبَّنا لكَ الحَمدُ مِلْءَ السَّماواتِ والأرْضِ، وَمِلْءَ ما
شِئْتَ من شَيْءٍ بَعْدُ".
فإذا سَجدَ قال في سُجُودِهِ: "اللَّهُمَّ لكَ سَجدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلكَ أسْلمت، وَأنْتَ رَبِّي، سَجدَ وَجْهي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَشَقَّ سَمْعهُ وَبَصرهُ، تَباركَ اللهُ أحْسنُ الخَالِقينَ".
ويَقولُ عِنْدَ انْصِرافهِ من الصَّلاةِ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أخَّرْتُ، وَما أسْرَرْتُ وَما أعْلنْتُ، وَأنْتَ إلهِي لا إله إلا أنْتَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وَالعملُ على هذا الحديثِ عِندَ الشَّافِعيِّ وَبَعْض أصْحابِنا.
وقال بَعْضُ أهْلِ العلمِ من أهْلِ الكُوفةِ وَغَيْرِهمْ: يَقولُ هذا في صلاةِ التَّطوعِ، ولا يَقولهُ في المكتوبةِ
(2)
.
سَمِعتُ أبا إسماعيلَ التِّرْمِذيَّ يَقولُ: سَمِعتُ سُليْمانَ بن دَاودَ الهاشِميِّ يَقولُ، وذكرَ هذا الحديث، فقال: هذا عِنْدنا مِثْلُ حديثِ الزُّهْرِيِّ، عن سَالمٍ، عن أبيهِ.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه تامًّا ومختصرًا أحمد (717)، وأبو داود (744) و (761)، وابن ماجه (864).
وانظر الحديث السالف برقم (3421).
(2)
من قوله: "وقال بعض أهل العلم" إلى هنا لم يرد في المطبوع، وأثبتناه من نسخنا الخطية، والنسخة التي شرح عليها المباركفوري.
33 - باب ما يقولُ في سُجُودِ القُرْآنِ
3722 -
حَدَّثنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا محمدُ بن يَزِيدَ بن خُنَيْسٍ، قَال: حَدَّثَنا الحَسنُ بن محمدِ بن عُبَيْدِ اللهِ بن أبي يَزِيدَ، قال: قال لِي ابن جُرَيْجٍ: أخْبرني عُبَيْدُ اللهِ بن أبي يَزِيدَ
عن ابن عَبَّاسٍ، قال: جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال يا رَسولَ اللهِ: رَأيْتُني اللَّيْلةَ وأنا نائمٌ كأنِّي كُنْتُ أُصلِّي خَلْفَ شَجرةٍ فَسجَدْتُ، فَسَجَدَتِ الشَّجرَةُ لِسُجُودِي، فَسَمِعْتُها وَهي تَقولُ: اللهُمَّ اكْتُبْ لِي بها عِنْدكَ أجْرًا، وَضَعْ عَنَّي بِها وِزْرًا، وَاجْعلْها لِي عِنْدكَ ذُخْرًا، وَتقبَّلْها مِنَّي كَما تَقبَّلْتَها من عَبْدكَ دَاودَ.
قال ابن جُرَيْجٍ: قال لِي جَدُّكَ: قال ابن عَبَّاسٍ: فَقرأ النبيُّ صلى الله عليه وسلم سَجْدةً، ثُمَّ سَجدَ. قال ابن عَبَّاسٍ: فَسَمعتهُ وهو يَقولُ مِثْلَ ما أخبرهُ الرَّجُلُ عن قَوْلِ الشَّجرَةِ
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من هذا الوَجْهِ.
وفي البابِ عن أبي سَعيدٍ.
3723 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا عَبد الوهَّابِ الثَّقَفيُّ، قال: حَدَّثَنا خَالدٌ الحَذَّاءُ، عن أبي العَاليةِ
(2)
عن عَائشةَ، قالت: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقولُ في سُجُودِ القُرآنِ باللَّيْلِ:
(1)
إسناده ضعيف لجهالة الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد.
وقد سلف عند المصنف برقم (579)، وذكرنا تخريجه هناك.
(2)
تحرف في المطبوع إلى: "أبي العلاء".
"سَجدَ وَجْهي لِلَّذِي خَلقهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصرهُ بِحَوْلهِ وَقُوَّتهِ"
(1)
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
34 - باب ما يقولُ إذا خَرجَ من بَيْتهِ
3724 -
حَدَّثَنا سَعيدُ بن يحيى بن سَعيدٍ الأُمَويُّ، قَال: حَدَّثَنا أبي، قال: حَدَّثَنا ابن جُرَيْجٍ، عن إسحاقَ بن عَبد اللهِ بن أبي طَلْحةَ
عن أنَسِ بن مَالكٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من قال - يَعْني إذا خَرجَ من بَيْتهِ -: بِسْمِ اللهِ، تَوكَّلْتُ على اللهِ، لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ. يُقالُ لهُ: كُفِيتَ وَوُقِيتَ، وَتنحَّى عَنْهُ الشَّيْطانُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ
(3)
لا نَعْرِفهُ إلا من هذا الوَجْهِ.
35 - باب مِنْهُ
3725 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، حَدَّثَنا وَكيعٌ، قَال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن مَنْصُورٍ، عن عَامرٍ الشَّعْبيِّ.
(1)
حديث صحيح لغيره، وقد سلف تخريجه برقم (580)،
(2)
حديث حسن بشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن ابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز - مدلِّس، وقد عنعنه.
وأخرجه أبو داود (5095)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(89)، وابن حبان (822)، وانظر تمام تخريجه وشواهده فيه.
(3)
وقع في المطبوع و (ل) و (س): "حسن صحيح غريب" بزيادة لفظة "صحيح"، والمثبت من سائر نسخنا الخطة، والنسخة التي شرح عليها المباركفوري، و"تحفة الإشراف" 1/ 84.
عن أُمِّ سَلمةَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا خَرجَ من بَيْتهِ، قال:"بِسْمِ اللهِ، تَوكَّلْتُ على اللهِ، اللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ من أنْ نَزِلَّ أوْ نَضِلَّ، أوْ نَظْلِمَ أوْ نُظْلَمَ، أوْ نَجْهَلَ أوْ يُجْهَلَ عَليْنا"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
36 - باب ما يَقولُ إذا دَخلَ السُّوقَ
3726 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قال: حَدَّثَنا يَزِيدُ بن هارُونَ، قال: أخْبرنا أزْهرُ بن سِنانٍ، قَال: حَدَّثَنا محمدُ بن وَاسِعٍ، قال: قَدِمْتُ مكَّةَ، فَلقِيَني أخي سَالمُ بن عَبد اللهِ بن عُمرَ، فَحدَّثَني عن أبيهِ
عن جَدِّهِ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "من دَخلَ السُّوقَ، فقال: لا إله إلا اللهُ وَحْدهُ لا شَرِيكَ لهُ، لهُ المُلْكُ وَلهُ الحَمدُ، يُحْيي وَيُمِيتُ، وهو حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيدهِ الخَيْرُ، وهو على كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ. كَتبَ اللهُ لهُ ألْفَ ألفِ حَسنةٍ، وَمَحا عَنْهُ ألْفَ ألْفِ سَيِّئةٍ،
(1)
حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين والشعبي - واسمه عامر بن شراحيل - أدرك أم سلمة يقينًا، وصحح الحاكم سماعه منها، وقول علي ابن المديني: لم يسمع منها لم يتابع عليه، إلا أن الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 160 قد اعتمد قول ابن المديني، فقال: ليس له علة سوى الانقطاع، فلعل مَنْ صححه (يريد الترمذي والحاكم والنووي) سَهَّلَ الأمر فيه لكونه من الفضائل، ولا يقال: اكتفى بالمعاصرة، لأن محل ذلك أن لا يحصل الجزم بانتفاء التقاء المتعاصرين إذا كان النافي واسع الاطلاع مثل ابن المديني. والله أعلم.
وأخرجه أحمد (26616)، وأبو داود (5094)، وابن ماجه (3884)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 268 و 285، وفي "عمل اليوم والليلة"(85 - 87).
وَرَفعَ لهُ ألْفَ ألْفِ دَرجةٍ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، وقد رَواهُ عَمْرُو بن دِينارٍ قُهْرَمانُ آلِ الزُّبَيْرِ، عن سَالمِ بن عَبد اللهِ، هذا الحديثَ نَحوهُ.
3727 -
حَدَّثَنا بذلكَ أحمدُ بن عَبْدةَ الضَّبِّيُّ، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ والمُعْتمِرُ بن سُليْمانَ، قالا: حَدَّثَنا عَمْرُو بن دِينارٍ - وهو قَهْرَمانُ آلِ الزُّبَيْرِ -، عن سَالمِ بن عَبد اللهِ بن عُمرَ، عن أبيهِ
عن جَدِّهِ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"من قال في السُّوقِ: لا إله إلا اللهُ وَحْدهُ لا شَرِيكَ لهُ، لهُ المُلْكُ وَلهُ الحمدُ، يُحْيي وَيُمِيتُ، وهو حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيدهِ الخَيرُ، وهو على كُلَّ شَيْءٍ قَديرٌ. كَتبَ اللهُ لهُ ألْفَ ألْفِ حَسنةِ، وَمَحا عَنْهُ ألْفَ ألْفِ سَيِّئةٍ، وَبَنى لهُ بَيْتًا في الجَنَّةِ"
(2)
.
وَعَمْرُو بن دِينارٍ هذا هو شَيْخٌ بَصْريٌّ، وقد تكلَّمَ فيهِ بَعْضُ أصْحابِ الحديثِ، وقد روى عن سالم بن عبد الله بن عمر أحاديث لا يتابع عليها.
(1)
إسناده ضعيف لضعف أزهر بن سنان، وأخطأ من حسن حديثه هذا من المعاصرين.
وأخرجه ابن ماجه (2235)، وهو في "مسند أحمد"(327).
ويأتي في الذي بعده.
(2)
إسناده ضعيف جدًّا، عمرو بن دينار قُهْرمان آل الزُّبَير منكر الحديث.
وانظر ما قبله.
وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه، رَواهُ يحيى بن سُليْمٍ الطَّائِفيُّ، عن عِمْرانَ بن مُسْلمٍ، عن عَبد اللهِ بن دِينارٍ، عن ابن عُمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. ولم يَذْكُرْ فيهِ: عن عُمرَ
(1)
(2)
.
37 - باب ما يَقولُ العَبدُ إذا مَرِضَ
3728 -
حَدَّثَنا سُفيانُ بن وَكيعٍ، قَال: حَدَّثَنا إسماعيلُ بن محمدِ بن جُحادةَ، قال: حَدَّثَنا عَبدُ الجبَّارِ بن عَبَّاسٍ، عن أبي إسحاقَ، عن الأغَرِّ أبي مُسْلمٍ، قال:
أشْهدُ على أبي سَعيدٍ وأبي هُريرةَ، أنَّهُما شَهدا على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: "من قال: لا إله إلَّا اللهُ واللهُ أكْبرُ، صدَّقهُ رَبَّهُ، فقال:
(1)
أخرجه المصنف في "العلل الكبير" 2/ 912، والحاكم 1/ 539 من طريق يحيى بن سُلَيم الطائفي، بهذا الإسناد.
قال المصنف: سألت محمدًا - يعني البخاري - عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث منكر. قلت له: مَنْ عِمْرانُ بن مسلم هذا؟ هو عمران القَصِير؟ قال: لا، هذا شيخ منكر الحديث. قلنا: ويحيى بن سليم الطائفي سيئ الحفظ.
وأورده بهذا الإسناد ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 181، وقال: سألت أبي عنه، فقال: هذا حديث منكر. ثم قال ابن أبي حاتم: وهذا الحديث خطأ، إنما أراد عمرانُ بن مسلم: عمرَو بن دينار قهرمان آل الزبير، عن سالم، عن أبيه، فغلط، وجعل بدل عمرو: عبد الله بن دينار، وأسقط سالمًا من الإسناد، حدثنا بذلك محمد بن عمار، قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، عن بكير بن شهاب الدامغاني، عن عمران بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن سالم، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث.
(2)
من قوله: "وعمرو بن دينار" إلى ما أثبتناه من (س)، ولم يرد في سائر نسخنا الخطية.
لا إله إلَّا أنا وأنا أكْبرُ، وإذا قال: لا إله إلَّا اللهُ وَحْدهُ، قال: يَقولُ الله: لا إله إلَّا أنا وَحْدي، وإذا قال: لا إله إلَّا اللهُ وَحْدهُ لا شَرِيكَ لهُ، قال اللهُ: لا إله إلَّا أنا وَحْدي لا شَرِيكَ لِي، وإذا قال: لا إله إلَّا اللهُ لهُ المُلْكُ ولهُ الحَمدُ، قال الله: لا إله إلَّا أنا ليَ المُلْكُ وَليَ الحَمدُ، وإذا قال: لا إله إلَّا اللهُ وَلا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، قال الله: لا إله إلَّا أنا وَلا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا بِي".
وكانَ يَقولُ: "من قَالها في مَرضهِ، ثُمَّ مَاتَ، لم تَطْعَمْهُ النَّارُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ
(2)
وقد رَواهُ شُعبةُ، عن أبي إسحاقَ، عن الأغَرِّ أبي مُسْلمٍ، عن أبي هُريرةَ وأبي سَعيدٍ، نَحو هذا الحديثِ بِمَعناهُ، ولم يَرْفَعهُ شُعبةُ.
3729 -
حَدَّثَنا بذلك محمد بن بشار، قال: حَدَّثَنا محمدُ بن جَعفرٍ، عن شُعبةَ، بهذا
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وروي مرفوعًا وموقوفًا.
وأخرجه مرفوعًا ابن ماجه (3794)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(30) و (31) و (348)، وهو في "صحيح ابن حبان"(851).
ويأتي موقوفًا في الذي بعده.
(2)
وقع في المطبوع و (ل): "حسن غريب" بزيادة لفظة: "غريب"، والمثبت من سائر نسخنا الخطية، وشرح المباركفوري، و"تحفة الأشراف" 3/ 331.
(3)
أخرجه موقوفًا النسائي في "عمل اليوم والليلة"(32)، وانظر ما قبله.
38 - باب ما يَقولُ إذا رَأى مُبْتلىً
3730 -
حَدَّثَنا محمدُ بن عَبد الله بن بَزِيعٍ، قال: حَدَّثَنا عَبد الوارثِ بن سَعيدٍ، عن عَمْرِو بن دِينارٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، عن سَالمِ بن عَبد اللهِ بن عُمرَ، عن ابن عُمرَ
عن عُمرَ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"من رَأى صَاحبَ بَلاءٍ، فقال: الحَمدُ للهِ الذي عافاني مِمَّا ابْتَلاكَ بهِ، وفَضَّلَني على كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلقَ تَفْضيلًا، إلا عُوفِيَ من ذلكَ البلاءِ، كائنًا ما كَانَ ما عَاشَ"
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف، عمرو بن دينار مولى آل الزُّبَير منكر الحديث، ثم قد اختلف فيه عليه.
وأخرجه الطيالسي (13)، وعبد بن حميد (18)، والبزار في "مسنده"(124)، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 270، والطبراني في "الدُّعاء"(797)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(308)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1786، وتمام الرازي في "فوائده - ترتيبه"(1591)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 265، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4445) و (11147)، وفي "الدعوات"(499)، والبغوي في "شرح السنة"(1337) من طرق عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3892)، وابن الأعرابي في "معجمه"(2364) من طريقين عن عمرو بن دينار، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. لم يذكر فيه:"عن عمر".
وأخرجه ابن عدي 2/ 624 من طريق أبي عون الحكم بن سنان، عن عمرو بن دينار، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال فيه:"عن نافع" بدل: "سالم"، ولم يذكر فيه:"عن عمر". والحكم بن سنان ضعيف أيضًا.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 395 عن إسماعيل بن علية، عن عمرو بن دينار، =
هذا حديثٌ غريبٌ.
وفي البابِ عن أبي هُريرةَ.
= عن سالم، عن عبد الله بن عمر، قولَه.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(798)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 13 - 14، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 271، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 15/ ورقة 508 من طرق عن مروان بن محمد الطَّاطَري، عن الوليد بن عتبة، عن محمد بن سُوقَة، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا. قال أبو نعيم: غريب من حديث محمد، تفرد به مروان، عن الوليد. قلنا: والوليد بن عتبة هذا مجهول الحال، فقد روى عنه واحد أو اثنان، وأورده البخاري في "تاريخه"، وقال: معروف الحديث، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال الذهبي: لا يدرى من هو. قلنا: وهو غير الوليد بن عتبة الدمشقي المقرئ، وقد خلط بينهما الشيخ الألباني رحمه الله في "سلسلة الأحاديث الصحيحة"(602)، فوهم، والله أعلم.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5320) من طريق زكريا بن يحيى الضرير، عن شبابة بن سَوَّار، عن المغيرة بن مسلم، عن أيوب، عن نافع، عن عبد الله بن عمر مرفوعًا. وقال: لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا المغيرة بن مسلم، ولا عن المغيرة إلا شبابة، تفرد به زكريا بن يحيى. قلنا: ورجاله ثقات غير زكريا بن يحيى الضرير هذا - وهو ابن أيوب المدائني -، فقد ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 457 - 458، ولم يأثر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وهو مخالف بما أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(19655)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(4444) و (11145) عن معمر، عن أيوب، عن سالم بن عبد الله، قال: كان يقال: إذا استقبل الرجل شيئًا من هذا البلاء، فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلًا، لم يصبه ذلك البلاء أبدًا، كائنًا ما كان. قلنا: وهذا هو الأشبه بالصواب في رواية هذا الخبر، والله أعلم.
وانظر ما بعده.
وعَمْرُو بن دِينارٍ قُهْرَمانُ آلِ الزُّبَيْرِ: شَيْخٌ بَصْريٌّ، وَلَيْسَ هو بالقَويِّ في الحديثِ، وقد تَفرَّدَ بأحاديثَ عن سَالمِ بن عَبد اللهِ بن عُمرَ.
وقد رُوي عن أبي جَعْفرٍ محمدِ بن عَليٍّ، أنَّهُ قال: إذا رَأى صَاحبَ بَلاءٍ، يَتعوَّذُ، يقولُ ذلكَ في نَفْسهِ، ولا يُسْمِعُ صَاحبَ البَلاءِ.
3731 -
حَدَّثَنا أبو جَعْفر السِّمْنانيُّ
(1)
وَغَيْرُ واحدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنا مُطرِّفُ بن عَبد اللهِ المَدِينيُّ، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن عُمرَ العُمريُّ، عن سُهَيْلِ بن أبي صَالحٍ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من رَأى مُبْتلىً، فقال: الحَمدُ للهِ الذي عافاني مِمَّا ابْتَلاكَ بهِ، وَفَضَّلَني على كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلقَ تَفْضيلًا. لم يُصِبْهُ ذلكَ البلاءُ"
(2)
.
(1)
تحرف في المطبوع إلى: "الشيباني".
(2)
إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العُمَري.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر"(187)، والبزار (3118 - كشف الأستار)، والطبراني في "الدعاء"(799)، وفي "الصغير"(675)، وفي "الأوسط"(4721)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1461 و 6/ 2374، والبيهقي في "الشعب"(4443) و (11148) و (11149) من طرق عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا الإسناد. ووقع في حديثهم جميعًا غير الطبراني في "الدعاء":"فقد أدى شكر تلك النعمة" مكان: "لم يصبه ذلك البلاء".
وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(800) من طريق عبد الله بن جعفر المدني، عن =
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ
(1)
من هذا الوَجْهِ.
39 - باب ما يَقولُ إذا قَامَ من مَجْلسهِ
3732 -
حَدَّثَنا أبو عُبَيْدةَ بن أبي السَّفَرِ الكُوفيُّ - وَاسْمهُ أحمدُ بن عَبد اللهِ الهَمْدانيُّ -، قَال: حَدَّثَنا حَجَّاجُ بن محمدٍ، قال: قال ابن جُرَيْجٍ: أخْبرني موسى بن عُقْبةَ، عن سُهَيْلِ بن أبي صَالحٍ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "من جَلسَ في مَجْلسٍ، فَكثُرَ لَغطُهُ، فقال قَبْلَ أن يَقُومَ من مَجْلسه ذلكَ: سُبْحانكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أشْهدُ أنْ لا إله إلَّا أنْتَ، أسْتَغفرُكَ وَأتُوبُ إلَيْكَ. إلَّا غُفِرَ لهُ ما كَانَ في مَجْلسهِ ذلكَ"
(2)
.
= سهيل بن أبي صالح، به. وعبد الله بن جعفر المدني ضعيف أيضًا.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(801) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عن عيسى بن موسى بن إياس بن البُكَير، عن صفوان بن سُليم، عن رجل، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعبد الله بن صالح - وهو كاتب الليث - سيئ الحفظ، وعيسى بن موسى ضعَّفه أبو حاتم، وتابعيُّه مبهم لم يُسَمَّ.
وانظر ما قبله.
(1)
وقع في المطبوع: "حديث غريب"، وما أثبتناه من نسخنا الخطية جميعًا، والنسخة التي اعتمدها المباركفوري في شرحه، و"تحفة الأشراف" 9/ 409.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (8818) و (10415)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(397 م)، وابن حبان (594).
وأخرجه بنحوه أبو داود (4858)، وابن حبان بإثر الحديث (593).
وفي الباب عن السائب بن يزيد وأبي بَرْزَة الأسلمي وعائشة، وهي في "مسند أحمد" بالأرقام (15729) و (19812) و (24486)، وأسانيدها صحيحة، وقد =
وفي البابِ عن أبي بَرْزةَ، وَعَائشةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ، لا نَعْرِفهُ من حديثِ سُهَيْلٍ إلَّا من هذا الوَجْهِ.
3733 -
حَدَّثَنا نَصْرُ بن عَبد الرحمنِ الكُوفيُّ، قال: حَدَّثَنا المُحَاربيُّ، عن مَالكِ بن مِغْوَلٍ، عن محمدِ بن سُوقةَ، عن نَافعٍ
عن ابن عُمرَ، قال: كَانَ تُعَدُّ لِرَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في المَجْلسِ الوَاحدِ مِئةَ مَرَّةٍ من قَبْلِ أن يَقُومَ: "رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَليَّ، إنَّكَ أنْتَ التوَّابُ الغَفُورُ"
(1)
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
40 - باب ما يَقولُ عِنْدَ الكَرْبِ
3734 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا مُعاذُ بن هِشامٍ، قَال: حَدَّثَني أبي، عن قَتادةَ، عن أبي العَاليةِ
عن ابن عَبَّاسٍ: أنَّ نَبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو عِنْدَ الكَرْبِ: "لا إلهَ
= استوفينا ذكر أحاديث الباب في "المسند" عند حديث أبي هريرة رقم (10415).
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (1516)، وابن ماجه (3814)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(458 - 460)، وهو في "المسند"(4726)، و"صحيح ابن حبان"(927).
(2)
وقع في المطبوع بعد هذا: "حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن محمد بن سوقة، بهذا الإسناد، نحوه بمعناه"، وهو كذلك في (س)، ولم يرد في باقي أصولنا الخطية، ولا في شرح المباركفوري، ولم يذكره المزي في "تحفة الأشراف" 6/ 226، ولا استدركه عليه أحد.
إلا اللهُ العَلِيُّ الحَلِيمُ، لا إله إلا اللهُ رَبُّ العَرْشِ العَظيمُ، لا إله إلا اللهُ رَبُّ السَّماواتِ وَالأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَريمُ"
(1)
.
3735 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا ابن أبي عَدِيٍّ، عن هِشامٍ، عن قَتادةَ، عن أبي العَاليةِ، عن ابن عَبَّاسٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم بِمثْلهِ
(2)
.
وفي البابِ عن عَليٍّ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
3736 -
حَدَّثَنا أبو سَلمةَ يحيى بن المُغِيرةِ المَخْزُوميُّ المَدِينيُّ وَغَيْرُ وَاحدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنا ابن أبي فُدَيْكٍ، عن إبراهيمَ بن الفَضْلِ، عن المَقْبُريِّ
عن أبي هُريرةَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا أهَمَّهُ الأمْرُ، رَفعَ رَأْسهُ إلى السَّماءِ، فقال:"سُبْحانَ اللهِ العَظيمِ"، وإذا اجْتهَدَ في الدُّعاءِ، قال:"يا حَيُّ يا قَيُّومُ"
(3)
.
هذا حديثٌ غريبٌ
(4)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6345)، ومسلم (2730)، وابن ماجه (3883)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(652) و (653)، وهو في "المسند"(2012).
(2)
حديث صحيح كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
(3)
إسناده ضعيف جدًّا، إبراهيم بن الفضل - وهو المخزومي المدني - متروك الحديث.
وأخرجه أبو يعلى الموصلي (6545) و (6546)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(338)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 232.
(4)
في المطبوع: "حسن غريب"، والمثبت من نسخنا الخطية، وشرح =
41 - باب ما يَقولُ إذا نَزلَ مَنْزلًا
3737 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا اللَّيْثُ، عن يَزِيدَ بن أبي حَبِيبٍ، عن الحارثِ بن يَعْقُوبَ، عن يَعْقُوبَ بن عَبد اللهِ بن الأشَجِّ، عن بُسْرِ بن سَعيدٍ، عن سَعْدِ بن أبي وَقَّاصٍ
عن خَوْلةَ بِنْتِ حَكيمٍ السُّلَميَّةِ، عن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال:"من نَزلَ مَنْزلًا، ثُمَّ قال: أعُوذُ بِكَلماتِ اللهِ التَّامَّاتِ من شَرِّ ما خَلقَ، لم يَضُرَّهُ شَيْءٌ حتَّى يَرْتَحلَ من مَنْزلهِ ذلكَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
وَرَوَى مَالكُ بن أنَسٍ هذا الحديثَ، أنَّهُ بَلغهُ عن يَعْقُوبَ بن الأشَجِّ، فَذكَرَ نَحو هذا الحديثِ.
وَرُوِي عن ابن عَجْلانَ هذا الحديثُ، عن يَعْقُوبَ بن عَبد اللهِ بن الأشَجِّ، وَيَقولُ: عن سَعيدِ بن المُسَيِّبِ، عن خَوْلةَ.
وَحديثُ اللَّيْثِ أصَحُّ من رِوَايةِ ابن عَجْلانَ.
42 - باب ما يَقولُ إذا خَرجَ مُسافِرًا
3738 -
حَدَّثَنا محمدُ بن عُمرَ بن عَليٍّ المُقَدَّميُّ، قال: حَدَّثَنا ابن أبي عَدِيٍّ، عن شُعبةَ، عن عَبد اللهِ بن بِشْرٍ الخَثْعميَّ، عن أبي زُرْعةَ
= المباركفوري، و"تحفة الأشراف" 9/ 467.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2708)، وابن ماجه (3547)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(560) و (561)، وهو في "المسند"(27120)، و"صحيح ابن حبان"(2700).
عن أبي هُريرةَ، قال: كَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا سَافرَ، فَركِبَ راحِلتهُ، قال بإصْبَعهِ - وَمَدَّ شُعبةُ إصْبَعَهُ - قال:"اللَّهُمَّ أنْتَ الصَّاحبُ في السَّفَرِ، والخَليفةُ في الأهْلِ، اللَّهُمَّ اصْحَبْنا بِنُصْحكَ، وَاقْلِبْنا بِذمَّةٍ، اللَّهُمَّ ازْوِ لَنا الأرْضَ، وَهوِّنْ عَليْنا السَّفرَ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من وَعْثاءِ السَّفرِ، وَكَآبةِ المُنْقلَبِ"
(1)
(2)
.
3739 -
حَدَّثَنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن المُباركِ، قَال: حَدَّثَنا شُعبةُ، بهذا الإسْنادِ، نَحوهُ بِمَعناهُ
(3)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من حديثِ أبي هُريرةَ، لا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ ابن أبي عَدِيٍّ عن شُعبةَ
(4)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه تامًّا ومختصرًا أبو داود (2598)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 273 - 274، وفي "عمل اليوم والليلة"(500) و (503)، وهو في "المسند"(9205).
وقوله: "وَعْثَاء السَّفر" أي: مشقَّته وشِدَّته.
وقوله: "بذِمَّة" أي: بأمان.
وقوله: "وكآبة المُنْقلَب": الكآبة: هي الغَمُّ، وسوء الحال، والانكسار من حزن وغيره، والمُنْقلَب: المرجع.
(2)
جاء في المطبوع بعد هذا: "كنت لا أعرف هذا إلا من حديث ابن أبي عَدِيٍّ حتى حدثني به سُوَيد" ولا وجود لذلك في شيء من نسخنا الخطية، ولا في نسخة المباركفوري.
(3)
حديث صحيح كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
(4)
كذا وقع في جميع نسخنا الخطية ونسخة المباركفوري: "لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي عدي، عن شعبة" وكتب في هامش (ظ): "في المسموع: لا نعرفه إلا من حديث شعبة" قلنا: وهذا هو الصواب، فقد عرفه المصنف من حديث عبد الله =
3740 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن عَبْدَة الضَّبِّي بصري، قال: حَدثنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عن عَاصمٍ الأحْوَلِ
عن عَبد اللهِ بن سَرْجِسَ، قال: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا سَافرَ يَقولُ: "اللَّهُمَّ أنْتَ الصَّاحبُ في السَّفَرِ، وَالخَليفةُ في الأهْلِ، اللَّهُمَّ اصْحَبْنا في سَفرِنا، وَاخْلُفْنا في أهْلِنا، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من وَعْثاءِ السَّفرِ وَكآبةِ المُنْقَلبِ، ومن الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ
(1)
، ومن دَعْوةِ المَظْلُومِ، ومن سُوءِ المنْظَرِ في الأهْلِ وَالمَالِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وَيُرْوى: الحَوْرِ بَعْدَ الكَونِ أيْضًا. وَمَعْنى قَوْلهِ: الحَوْرِ بَعْدَ الكَونِ أو الكَورِ، وَكِلاهُما لهُ وَجْهٌ، ويقالُ: إنَّما هو الرُّجُوعُ من الإيمانِ إلى الكُفْرِ، أوْ من الطَّاعةِ إلى المَعْصيةِ، إنَّما يَعْني الرُّجُوعَ من شَيْءٍ إلى شَيْءٍ من الشَّرِّ.
= ابن المبارك عن شعبة، إلا أن يكون قوله ذلك قبل معرفته له من حديث عبد الله عن شعبة، ثم عرفه كما جاء صريحًا في بعض الطبعات السابقة، والله أعلم.
(1)
وقع في المطبوع: "الكون"، والمثبت من أصولنا الخطية، وشرح المباركفوري.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (1343)، وابن ماجه (3888)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 272 و 273، وفي "عمل اليوم والليلة"(499)، وهو في "المسند"(20781).
والحور: من حار: إذا رجع، والكور: من تكوير العِمامة: إذا لفها وجمعها، والمراد بالكون: الكونُ على الحالة الجميلة. قاله السندي.
43 - باب ما يَقولُ إذا رَجعَ من سَفَرِه
(1)
3741 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قَال: حَدَّثَنا أبو دَاودَ، قال: أنبأنا شُعبةُ، عن أبي إسحاقَ، قال: سَمِعتُ الرَّبِيعَ بن البرَاءِ بن عَازبٍ يُحدِّثُ
عن أبيهِ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا قَدِمَ من سَفر، قال:"آيِبُونَ، تائبُونَ، عابدُونَ، لِرَبِّنا حَامِدُونَ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وَرَوَى الثَّوْرِيُّ هذا الحديثَ عن أبي إسحاقَ عن البرَاءِ، ولم يَذْكُرْ فيهِ: عن الرَّبِيعِ بن البرَاءِ، وَرِوايةُ شُعبةَ أصَحُّ.
وفي البابِ عن ابن عُمرَ، وَأنَسٍ، وَجابرِ بن عَبد اللهِ.
44 - باب منه
3742 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، قَال: حَدَّثَنا إسماعيلُ بن جَعْفرٍ، عن حُمَيْدٍ
عن أنَسٍ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا قَدِمَ من سَفرٍ، فَنظرَ إلى جُدْرانِ المَدِينةِ، أوْضَعَ رَاحِلتهُ، وَإنْ كَانَ على دَابَّةٍ، حَرَّكَها من حُبِّها
(3)
.
(1)
في المطبوع: "من السفر"، والمثبت من نسخنا الخطية، ونسخة المباركفوري.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(549) و (550)، وهو في "المسند"(18476)، و"صحيح ابن حبان"(2711) و (2712).
(3)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (1802) و (1886)، والنسائي في "الكبرى"(4248)، وهو في "المسند"(12619)، و"صحيح ابن حبان" (2710). وقوله:"أوضع" أي: أَسْرَع. =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
45 - باب ما يَقولُ إذا وَدَّعَ إنْسانًا
3743 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن أبي عُبَيْدِ اللهِ السَّليميُّ
(1)
البَصْرِيُّ، قَال: حَدَّثَنا أبو قُتيبةَ سَلمُ بن قُتيبةَ، عن إبراهيمَ بن عَبد الرحمنِ بن يَزِيدَ بن أُمَيَّةَ، عن نَافعٍ
عن ابن عُمرَ، قال: كَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا وَدَّعَ رَجُلًا، أخذَ بِيدهِ، فَلا يَدعُها حتَّى يكُونَ الرَّجُلُ هو يَدعُ يَدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَيَقولُ:"أَسْتوْدعُ اللهَ دِينكَ وأمَانَتكَ وَآخِرَ عَملكَ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ، وقد رُوِي هذا الحديثُ من غَيْرِ وَجْهٍ عن ابن عُمرَ.
3744 -
حَدَّثَنا إسماعيلُ بن موسى الفزَارِيُّ، قَال: حَدَّثَنا سَعيدُ بن خُثيمٍ، عن حَنْظلةَ، عن سَالمٍ
أنَّ ابن عُمرَ كَانَ يَقولُ لِلرَّجُلِ إذا أرادَ سَفرًا: أن ادْنُ مِنِّي أُوَدَّعْكَ كَما كَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوَدِّعُنا، فَيقولُ: "أسْتَودِعُ الله دِينكَ
= وقوله: "حَرَّكها من حُبِّها" أي: حرَّك دابَّتَه بسبب حُبِّه المدينةَ.
(1)
وقع في المطبوع و (س)، و"تحفة الأشراف" 6/ 54:"السلمي"، وهو خطأ، والمثبت من سائر نسخنا الخطية، والنسخة التي اعتمدها المباركفوري في شرحه.
(2)
حديث صحيح، وهذا سند ضعيف لجهالة إبراهيم بن عبد الرحمن بن يزيد بن أمية.
وأخرجه ابن ماجه (2826) من طريق ابن أبي ليلى، والطبراني (13384) من طريق عبد الله وعبيد الله ابني عمر بن حفص بن عاصم ثلاثتهم عن نافع عن ابن عمر، وانظر ما بعده.
وَأمانَتكَ وَخَواتيمَ عَملكَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ من حديثِ سَالمِ بن عَبد اللهِ.
46 - باب مِنْهُ
3745 -
حَدَّثَنا عَبدُ اللهِ بن أبي زِيادٍ، قال: حَدَّثَنا سَيَّارٌ، قَال: حَدَّثَنا جَعْفرُ بن سُليْمانَ، عن ثَابتٍ
عن أنَسٍ، قال: جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسولَ الله إنِّي أرِيدُ سفرًا، فَزوِّدْني. قال:"زَوَّدَكَ اللهُ التَّقْوَى". قال: زِدْني. قال: "وَغَفرَ ذَنبكَ" قال: زِدْني بِأبي أنْتَ وَأُمِّي. قال: "ويَسَّرَ لكَ الخَيْرَ حَيْثُما كُنْتَ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
(1)
حديث صحيح، حنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي: ثقة حجة. وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8754) و (8755)، والطبراني في "الدعاء"(821) من طريق سعيد بن خثيم بهذا الإسناد، وهو في "المسند"(4524). ويشهد له حديث عبد الله بن يزيد الخطمي عند أبي داود (4601) وإسناده صحيح.
(2)
حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد فيه سَيَّار - وهو ابن حاتم العَنَزى - ضعيف يعتبر به، وجعفر بن سليمان الضُّبعي وإن كان صدوقًا، إلا أن في روايته عن ثابت البناني كلامًا، لكنهما قد توبعا.
وأخرجه ابن خزيمة (2532)، والحاكم 2/ 97 من طريق سَيَّار بن حاتم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الدارمي (2671) عن مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا سعيد بن أبي كعب أبو الحسن العَبْدِي، عن موسى بن مَيْسَرة العَبْدِي، عن أنس. وهذا إسناد حسن في الشواهد.
47 - باب مِنْهُ
3746 -
حَدَّثَنا موسى بن عَبد الرحمن الكِنديُّ الكُوفيُّ، قَال: حَدَّثَنا زَيدُ بن حُبابٍ، قال: أخْبرني أُسامةُ بن زَيْدٍ، عن سَعيدٍ المَقْبُريَّ
عن أبي هُريرةَ، أنَّ رَجُلًا قال: يا رَسولَ اللهِ إنِّي أُرِيدُ أنْ أُسافِرَ، فَأوْصِني. قال:"عَليْكَ بِتقْوى اللهِ، والتَّكبيرِ على كُلِّ شَرَفٍ" فَلمَّا أنْ وَلَّى الرَّجُلُ، قال:"اللَّهُمَّ اطْوِ لهُ البُعْدَ، وَهَوِّنْ عَليْهِ السَّفرَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ.
48 - باب ما ذكر في دعوة المسافر
3747 -
حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا الحجَّاج الصَّوَّاف، عن يحيى بن أبي كَثِير، عن أبي جعفر
عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ثلاثُ دَعَواتٍ مُستَجاباتٌ: دعوةُ المظلومِ، ودعوةُ المسافرِ، ودعوةُ الوالد على ولدِه"
(2)
.
(1)
إسناده حسن، أسامة بن زيد خرج له مسلم في الشواهد، وهو صدوقٌ حَسَنُ الحديث.
وأخرجه ابن ماجه (2771)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(505)، وهو في "المسند"(8310)، و"صحيح ابن حبان"(2692) و (2702).
(2)
حديث حسن لغيره، وقد سلف عند المصنف برقم (1905)، وذكرنا تخريجه هناك.
3748 -
حدثنا عليُّ بن حُجْرٍ، حدثنا إسماعيلُ بن إبراهيم، عن هشام الدَّسْتُوائي، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد نحوَه. وزاد فيه:"مُسْتَجاباتٌ لا شَكَّ فيهن"
(1)
.
هذا حديث حسنٌ.
وأبو جعفر هذا الذي روى عنه يحيى بن أبي كَثير يقالُ له: أبو جعفر المُؤذِّن، وقد روى عنه يحيى بنُ أبي كثير غيرَ حديثٍ، ولا نَعرِفُ اسمَه
(2)
.
49 - باب ما يَقولُ إذا رَكبَ الدَّابَّةَ
3749 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا أبو الأحْوَصِ، عن أبي إسحاقَ، عن عَليِّ بن رَبِيعةَ، قال:
شَهِدْتُ عَليًّا أُتِي بَدابَّةٍ لِيرْكَبها، فَلمَّا وَضعَ رِجْلهُ في الرِّكابِ، قال: بِسْمِ اللهِ - ثَلاثًا -، فَلمَّا اسْتَوى على ظَهْرِها، قال: الحَمدُ للهِ، ثُمَّ قال:{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 13، 14]، ثم قال: الحَمدُ للهِ - ثَلاثًا -، اللهُ أكْبرُ - ثَلاثًا -، سُبْحانكَ إنِّي قد ظَلمْتُ نَفسِي فاغْفرْ لِي، فَإنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، ثُمَّ ضَحِكَ.
(1)
حديث حسن لغيره كسابقه، وسلف تخريجه برقم (2017).
(2)
تفرد بالرواية عنه يحيى بن أبي كثير، ولم يوثقه أحد وهذا الباب بأحاديثه جاء مؤخرًا في المطبوع بعد باب ما يقول إذا ركب الدابَّة، وقَدَّمناه إلى موضعه هنا حسب نسخنا الخطية، والنسخة التي شرح عليها المباركفوري.
فقُلْتُ: من أيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يا أمِيرَ المُؤْمِنينَ؟ قال: رَأيْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَنعَ كما صَنْعتُ، ثُمَّ ضحِكَ، فَقُلْتُ: من أيِّ شَيءٍ ضَحِكْتَ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: "إنَّ رَبَّكَ لَيعْجبُ من عَبْدِهِ إذا قال: رَبِّ اغْفِرْ لي ذُنُوبي، يَعْلَمُ أنه لا يَغْفرُ الذُّنُوبَ غَيْرِي"
(1)
.
وفي الباب عن ابن عمرَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
3750 -
حَدَّثَنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، قال: أخْبرنا عَبد اللهِ، قال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بن سَلمةَ، عن أبي الزُّبَيْرِ، عن عَليَّ بن عَبد اللهِ البارقيِّ
عن ابن عُمرَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا سَافرَ، فَركِبَ رَاحِلتَهُ، كَبَّرَ ثَلاثًا وقال:{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 13، 14].
ثم يقول: "اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ في سَفرِي هذا من البِرِّ وَالتَّقْوَى، ومن العَملِ ما تَرْضى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَليْنا المَسِيرَ، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَ الأرْضِ، اللَّهُمَّ أنْتَ الصَّاحبُ في السَّفرِ، والخَليفةُ في الأهْلِ، اللَّهُمَّ اصْحَبنا في سَفرِنا، واخْلُفنا في أهْلِنا".
(1)
حديث حسن بطرقه كما هو مبين في "المسند"(753)، وأخرجه أبو داود (2602)، والنسائي في "الكبرى"(8800)، وفي "عمل اليوم والليلة"(502)، وهو في "صحيح ابن حبان"(2697) و (2698).
وَكانَ يَقولُ إذا رَجعَ إلى أهْلهِ: "آيبُونَ إنْ شَاءَ اللهُ، تائبُونَ، عابدُونَ، لِرَبِّنا حامدُونَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ
(2)
.
50 - باب ما يقولُ إذا هاجتِ الرِّيحُ
3751 -
حَدَّثَنا عَبد الرحمنِ بن الأسْوَدِ أبو عَمْرٍو البَصرِيُّ، قَال: حدَّثَنا محمد بن رَبِيعةَ، عن ابن جُرَيْجٍ، عن عَطاءٍ
عن عَائشةَ، قالت: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا رَأى الرِّيحَ، قال:"اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ من خَيْرِها، وَخَيْرِ مَا فِيها، وَخَيرِ ما أُرْسِلتْ بهِ، وأعُوذُ بِكَ من شَرِّها، وَشَرِّ ما فِيها، وَشَرِّ ما أُرْسِلتْ بهِ"
(3)
.
وفي البابِ عن أُبيِّ بن كَعْبٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (1342)، وأبو داود (2599)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(548)، وهو في "المسند"(6311)، و"صحيح ابن حبان"(2695) و (2696).
(2)
جاء في المطبوع و (س) بعد هذا: "غريب من هذا الوجه"، وهذه الزيادة لم ترد في باقي نسخنا الخطية، ولا في نسخة المباركفوري، ولم يذكرها المزي في "تحفة الأشراف" 6/ 16.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (899)(15)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(940) و (941).
51 - باب ما يَقولُ إذا سَمعَ الرَّعْدَ
3752 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قال: حَدَّثَنا عَبد الواحدِ بن زِيادٍ، عن حَجَّاجِ بن أرْطَاةَ، عن أبي مَطرٍ، عن سَالمِ بن عَبد اللهِ بن عُمرَ
عن أبيهِ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا سَمعَ صَوْتَ الرَّعْدِ وَالصَّواعقِ، قال:"اللَّهُمَّ لا تَقْتُلْنا بِغَضبكَ، ولا تُهْلِكنا بِعَذابكَ، وَعَافنا قَبْلَ ذلكَ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من هذا الوَجْهِ.
52 - باب ما يَقولُ عِنْدَ رُؤْيةِ الهِلالِ
3753 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا أبو عَامرٍ العَقَديُّ، قَال: حَدَّثَنا سُليْمانُ بن سُفيانَ المَدِينيُّ، قال: حَدَّثَني بِلالُ بن يحيى بن طَلْحةَ بن عُبَيْدِ اللهِ، عن أبيهِ
عن جَدِّهِ طَلْحةَ بن عُبَيْدِ اللهِ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا رَأى الهِلالَ قال: "اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَليْنا باليُمنِ وَالإيمانِ، وَالسَّلامةِ وَالإسْلامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
(1)
إسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة، وجهالة حال أبي مطر.
وأخرجه أحمد (5763)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(927) و (928).
(2)
حديث حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، سليمان بن سفيان المديني ضَعَّفَه غير واحد من الأئمة، وبلال بن يحيى بن طلحة لَيِّن الحديث.
وهو في "المسند"(1397)، وانظر تمام تخريجه وشواهده فيه.
53 - باب ما يَقولُ عِنْدَ الغَضبِ
3754 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قَال: حَدَّثَنا قَبِيصةُ، حدثنا سُفيان، عن عَبد المَلكِ بن عُمَيْرٍ، عن عَبد الرحمنِ بنِ أبي لَيْلَى
عن مُعاذِ بن جَبلٍ، قال: اسْتَبَّ رَجُلانِ عِنْدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم حتَّى عُرِفَ الغَضبُ في وَجْهِ أحَدِهما، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنِّي لأعْلمُ كَلمةً لو قَالها، لَذَهبَ غَضَبُهُ: أعُوذُ باللهِ من الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ"
(1)
.
3755 -
حَدَّثَنا محمد بن بَشَّار، قال: حَدَّثَنا عَبد الرحمنِ، عن سُفيانَ، نَحوهُ
(2)
.
وفي البابِ عن سُليْمانَ بن صُردٍ.
هذا حديثٌ مُرْسلٌ؛ عَبد الرحمنِ بن أبي لَيْلى لم يَسْمَعْ من مُعاذِ بن جَبلٍ، وَمَاتَ مُعاذٌ في خلافةِ عُمرَ بن الخَطَّابِ، وَقُتِلَ عُمرُ بن الخَطَّاب وَعَبدُ الرحمنِ بن أبي لَيْلى غُلامٌ ابنُ سِتِّ سِنينَ. هكذا رَوَى شُعبةُ عن الحَكمِ، عن عَبد الرحمنِ بن أبي لَيْلى.
وقد رَوَى عَبدُ الرحمنِ بن أبي لَيْلى عن عُمرَ بن الخَطَّابِ
(1)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل.
وأخرجه أبو داود (4780)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(389) و (390)، وهو في "المسند"(22086).
ويشهد له حديث سليمان بن صُرَد عند البخاري (3282)، ومسلم (2610).
(2)
حديث صحيح لغيره كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
وَرآهُ، وَعَبد الرحمنِ بن أبي لَيْلى يُكْنى أبا عيسى، وأبو لَيْلى: اسْمهُ يَسارٌ، وَرُوِي عن عَبد الرحمنِ بن أبي لَيْلى قال: أدْرَكْتُ عِشْرينَ وَمِئَةً من الأنْصارِ من أصْحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
54 - باب ما يَقولُ إذا رَأى رُؤْيا يكْرهُها
3756 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ بن سعيد، قال: حدثنا بَكْرُ بن مُضرَ، عن ابن الهَادِ، عن عَبد اللهِ بن خَبَّابٍ
عن أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ، أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ:"إذا رَأى أحدُكُمْ الرُّؤْيا يُحِبُّها، فإنَّما هي من اللهِ، فَلْيَحْمَدِ الله عَليْها، وَلْيُحدِّثْ بِما رَأى، وإذا رَأى غَيْرَ ذلكَ مِمَّا يكْرَه، فإنَّما هي من الشَّيْطانِ، فَلْيَسْتعذْ باللهِ من شَرِّها، ولا يَذْكُرْها لأحدٍ، فإنَّها لا تَضُرُّهُ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي قَتادةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
وابن الهَادِ: اسْمهُ يَزِيدُ بن عَبد اللهِ بن أُسامةَ بن الهادِ المَدِينيُّ، وهو ثِقةٌ عِنْدَ أهْلِ الحديثِ، رَوَى عَنْهُ مَالكٌ والنَّاسُ.
55 - باب ما يَقولُ إذا رَأى الباكُورةَ من الثَّمرِ
3757 -
حَدَّثَنا الأنْصاريُّ، قال: حَدَّثَنا مَعْنٌ، قَال: حَدَّثَنا مالكٌ (ح)
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6985)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(893)، وهو في "المسند"(11054).
وَحَدَّثَنا قُتيبةُ، عن مَالكٍ، عن سُهَيْلِ بن أبي صالحٍ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ، قال: كَانَ النَّاسُ إذا رَأوْا أوَّلَ الثَّمرِ، جَاؤُوا بهِ إلى رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أخَذهُ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال:"اللَّهُمَّ بَاركْ لَنا في ثِمارِنا، وَبَارك لَنا في مَدينَتنا، وَبَاركْ لَنا في صَاعِنا وَمُدِّنا، اللَّهُمَّ إنَّ إبراهيمَ عَبْدُكَ وَخَليلُكَ وَنَبيُّكَ، وَإنِّي عَبْدُكَ وَنَبيُّكَ، وإنَّهُ دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وأنا أدْعُوكَ لِلْمَدِينةِ مِثْلَ مَا دَعاكَ بهِ لمَكَّةَ، وَمِثْلَهُ مَعهُ". قال: ثم يَدْعُو أصْغرَ وَلِيدٍ يَراهُ، فَيُعْطِيهِ ذلكَ الثَّمرَ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
56 - باب ما يَقولُ إذا أكَلَ طَعامًا
3758 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قَال: حَدَّثنا إسماعيلُ بن إبراهيمَ، قَال: حَدَّثَنا عَليُّ بن زَيْدٍ، عن عُمرَ - هو ابن أبي حَرْملةَ -
عن ابن عَبَّاسٍ، قال: دَخلْتُ مَعَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنا وَخَالدُ بن الوَليدِ على مَيْمُونةَ، فَجاءَتْنا بإناءٍ من لَبنٍ، فَشربَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأنا عن يَمِينهِ وَخَالدٌ عن شِمالهِ، فقال لي:"الشَّرْبةُ لَكَ، فإنْ شِئْتَ آثَرْتَ بِها خَالدًا"، فَقُلتُ: ما كُنْتُ أُوثرُ على سُؤْركَ أحدًا. ثُمَّ قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من أطْعَمَهُ اللهُ الطَّعامَ، فَلْيقُلْ: اللَّهُمَّ بَاركْ لَنا فيهِ، وَأطْعِمْنا خَيْرًا مِنْهُ، ومن سَقاهُ اللهُ لَبنًا، فَلْيقُلْ: اللَّهُمَّ بارِكْ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه تامًّا ومختصرًا مسلم (1373)، وابن ماجه (3329)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(302)، وهو في "صحيح ابن حبان"(3747).
لَنا فيهِ، وَزِدْنا مِنْهُ". وقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لَيْسَ شَيْءٌ يَجْزِي مَكانَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ غَيْرَ اللَّبنِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
وقد رَوَى بَعْضُهمْ هذا الحديثَ عن عَليَّ بن زَيْدٍ، فقال: عن عُمرَ بن حَرْملةَ، وقال بَعْضُهمْ: عَمْرو بن حَرْملةَ، وَلا يَصحُّ.
57 - باب ما يَقولُ إذا فَرغَ من الطَّعامِ
3759 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا يحيى بن سَعيدٍ، قَال: حَدَّثَنا ثَوْرُ بن يَزِيدَ، قَال: حَدَّثَنا خالدُ بن مَعْدانَ
عن أبي أُمامةَ، قال: كَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا رُفِعتِ المَائدةُ من بَيْنِ يَديْهِ، يَقولُ:"الحَمدُ للهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيَّبًا مُباركًا فيهِ، غَيْرَ مُودَّعٍ، ولا مُستغْنىً عَنْهُ رَبُّنا"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
(1)
حديث حسن، وهذا سند ضعيف، علي بن زيد، وهو ابن جدعان ضعيف، وعمر بن أبي حرملة مجهول، وله طريق آخر عند ابن ماجه (3322) يتقوى به وأخرجه مطولًا ومختصرًا أحمد (1904) و (1978)، وأبو داود (3730)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(286) و (287).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5458)، وأبو داود (3849)، وابن ماجه (3284)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(283) و (284)، وهو في "المسند"(22168)، و"صحيح ابن حبان"(5217) و (5218).
وقوله: "غير مُودَّع" أي: غير متروك الطَّلَب إليه، والرَّغْبة فيما عنده.
3760 -
حَدَّثَنا أبو سَعيدٍ الأشَجُّ، قال: حَدَّثَنا حَفْصُ بن غِياثٍ وأبو خَالدٍ الأحْمرُ، عن حَجَّاجِ بن أرْطاةَ، عن رِياحِ بن عَبِيدةَ، قال حَفْصٌ: عن ابن أخي أبي سَعيدٍ، وقال أبو خالدٍ: عن مَوْلىً لأبي سَعيدٍ
عن أبي سَعيدٍ قال: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أكَلَ أو شَرِبَ، قال:"الحَمدُ للهِ الذِي أطْعَمنا وَسَقانا، وَجَعلنا مُسْلِمينَ"
(1)
.
3761 -
حَدَّثَنا محمدُ بن إسماعيلَ، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن يَزِيدَ المُقْرئُ، قَال: حَدَّثَنا سَعيدُ بن أبي أيُّوبَ، قَال: حَدَّثَني أبو مَرْحُومٍ، عن سَهْلِ بن مُعاذِ بن أنَس
عن أبيهِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من أكَلَ طَعامًا، فقال: الحَمدُ للهِ الذِي أطْعمني هذا، وَرَزَقَنيهِ من غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلا قُوَّةٍ. غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنْبهِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
وأبو مَرْحُومٍ: اسْمهُ عَبد الرحيمِ بن مَيْمُونٍ.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة ابن أخي أبي سعيد أو مولاه، ولضعف حجاج بن أرطاة، وقد اختلف فيه كثيرًا كما بسطناه في "المسند".
وأخرجه ابن ماجه (3283)، وأبو داود (3850)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(289)، وهو في "المسند"(11276).
(2)
حديث حسن، وأخرجه أبو داود (4023)، وابن ماجه (3285)، وهو في "المسند"(15632).
58 - باب ما يقولُ إذا سَمعَ نَهيقَ الحِمارِ
3762 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ بن سَعيدٍ، قَال: حَدَّثَنا اللَّيْثُ، عن جَعْفَرِ بن رَبِيعةَ، عن الأعْرَجِ
عن أبي هُريرةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا سَمِعتُمْ صياحَ الدِّيكةِ، فاسْألُوا الله من فَضْلهِ، فإنَّها رَأتْ مَلَكًا، وإذا سَمِعتُمْ نَهِيقَ الحِمارِ، فَتَعوَّذُوا باللهِ من الشَّيْطانِ، فإنَّهُ رَأى شَيْطانًا"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
59 - باب ما جاء في فَضْل التَّسْبيحِ والتَّكْبيرِ والتَّهليلِ والتَّحْميدِ
3763 -
حَدَّثَنا عَبدُ اللهِ بنُ أبي زِيادٍ، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن بكْرٍ السَّهْمِيُّ، عن حَاتِمِ بن أبي صَغِيرةَ، عن أبي بَلْجٍ، عن عَمْرِو بن مَيْمُونٍ
عن عَبد اللهِ بن عَمْرٍو، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا على الأرْض أحدٌ يقولُ: لا إله إلَّا اللهُ، واللهُ أكْبرُ، ولا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ. إلَّا كُفِّرتْ عَنْهُ خَطاياهُ، وَلو كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3303)، ومسلم (2729)، وأبو داود (5102)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(943) و (944)، وهو في "المسند"(8064)، و"صحيح ابن حبان"(1005).
(2)
رجاله ما بين ثقة وصدوق، إلا أنه اختلف في رفعه ووقفه، والموقوف أصح.
وأخرجه مرفوعًا أحمد (6479)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(124) و (822). =
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ
(1)
.
وَرَوَى شُعبةُ هذا الحديثَ عن أبي بَلْجٍ بهذا الإسْنادِ، نحوهُ ولم يَرْفَعْهُ.
وأبو بَلْجٍ: اسْمهُ يحيى بن أبي سُلَيْمٍ، ويُقالُ: ابن سُليْمٍ أيْضًا.
3764 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا ابن أبي عَديٍّ، عن حَاتمِ بن أبي صَغِيرةَ، عن أبي بَلْجٍ، عن عَمْرِو بن مَيْمُونٍ، عن عَبد اللهِ بن عَمْرٍو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوهُ
(2)
.
وَحَاتِمٌ يُكْنى أبا يُونسَ القُشَيْريَّ.
3765 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا محمدُ بن جَعْفرٍ، عن شُعبةَ، عن أبي بَلْجٍ، نَحوهُ ولم يَرْفَعهُ
(3)
.
3766 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا مَرْحُومُ بن عَبد العزِيزِ العَطَّارُ، قَال: حَدَّثَنا أبو نَعامةَ السَّعْديُّ، عن أبي عُثمانَ النَّهْدِيِّ
عن أبي موسى الأشْعَريِّ، قال: كُنَّا معَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في غَزاةٍ،
= ويأتي مرفوعًا في الذي بعده، وموقوفًا برقم (3765).
(1)
المثبت من (س) و (ل) ونسخة المباركفوري، وفي (أ) و (ظ) و"تحفة الأشراف" 6/ 371:"حسن"، وفي (د):"حسن صحيح".
(2)
سلف تخريجه في الذي قبله.
(3)
وأخرجه موقوفًا النسائي في "عمل اليوم والليلة"(122) و (123)، والحاكم 1/ 503.
وانظر الحديث السالف رقم (3763).
فَلمَّا قَفلْنا، أشْرَفْنا على المَدِينةِ، فَكبَّرَ النَّاسُ تكْبِيرةً، وَرَفَعُوا بها أصْواتَهُمْ، فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بأَصَمَّ ولا غائبٍ، هو بَيْنكُمْ وَبَيْنَ رُؤُوسِ رِحَالِكُمْ"، ثُمَّ قال:"يا عَبدَ اللهِ بن قَيْسٍ، ألا أُعَلِّمُكَ كَنْزًا من كُنُوزِ الجنَّةِ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وأبو عُثمانَ النَّهْديُّ: اسْمهُ عَبدُ الرحمنِ بن مُلٍّ، وأبو نَعامةَ: اسْمهُ عَمْرُو بن عيسى.
وَمَعْنى قَوْلهِ: هو بينكم وَبَيْنَ رؤوسِ رِحالِكُمْ: إنَّما يَعْني عِلْمَهُ وَقُدْرَتَهُ.
60 - باب
3767 -
حَدَّثَنا عَبدُ اللهِ بن أبي زِيادٍ، قَال: حَدَّثَنا سَيَّارٌ، قَال: حَدَّثَنا عَبدُ الواحدِ بن زِيادٍ، عن عَبد الرحمنِ بن إسحاقَ، عن القاسمِ بن عَبد الرحمنِ، عن أبيهِ
عن ابن مَسْعُودٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَقيتُ إبراهيمَ لَيْلةَ أُسْرِيَ بي، فقال: يا محمدُ، أقْرِئْ أُمَّتكَ منِّي السَّلامَ، وَأخْبِرْهُمْ أنَّ الجنَّةَ طَيِّبةُ التُّربةِ، عَذْبةُ المَاءِ، وَأنَّها قِيعانٌ، وأنَّ غِراسَها:
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا أحمد (19520)، والبخاري (2992)، ومسلم (2704)، وأبو داود (1526) و (1528)، والنسائي فى "عمل اليوم والليلة"(538) و (552)، وابن ماجه (3824)، وابن حبان (804).
سُبْحانَ اللهِ، والحَمد للهِ، ولا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكْبرُ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي أيُّوبَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ من حديثِ ابن
(1)
حديث حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف سيَّار بن حاتم وعبد الرحمن بن إسحاق - وهو أبو شيبة الواسطي -، وأعلَّه أيضًا أبو حاتم وأبو زرعة بالانقطاع كما في "العلل" 2/ 170 - 171.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10363)، وفي "الأوسط"(4182)، وفي "الصغير"(539)، والخطيب في "تاريخه" 2/ 292، وابن حجر فى "نتائج الأفكار" 1/ 98 - 99 من طريق سيار بن حاتم، بهذا الإسناد. ووقع عندهم جميعًا زيادة:"ولا حول ولا قوة إلا بالله".
وله شاهد من حديث أبي أيوب الأنصاري عند أحمد (23552)، وإسناده حسن في الشواهد.
وآخر من حديث ابن عمر عند الطبراني في "الكبير"(13354)، وفي "الدعاء"(1658)، وإسناده ضعيف.
ولجملة غِراس الجنَّةِ شواهدُ عن عدة من الصحابة، منها: عن جابر بن عبد الله، سيأتي عند المصنف برقم (3769) و (3770)، وهو حسن في الشواهد، رجاله ثقات إلا أن فيه عنعنة أبي الزبير.
وعن ابن عباس عند الطبراني في "الأوسط"(8470)، وفي "الدعاء"(1676)، وإسناده ضعيف.
وعن أبي هريرة عند ابن ماجه (3807)، والحاكم 1/ 512، وإسناده حسن في الشواهد.
وبمجموع هذه الشواهد يتقوى الحديث، والله أعلم.
وقوله: "قِيعان" بكسر القاف، جمع قاع، وهي الأرض المستوية الخالية من الشجر.
مَسْعُودٍ.
3768 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا يحيى بن سَعيدٍ، قَال: حَدَّثَنا موسى الجُهَنيُّ، قال: حَدَّثَني مُصْعبُ بن سَعْدٍ
عن أبيهِ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال لِجُلَسائهِ: "أيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يكْسِبَ ألْفَ حَسنةٍ؟ " فَسألهُ سَائلٌ من جُلسائهِ: كَيْفَ يكْسِبُ أحَدُنا ألْفَ حَسنةٍ؟ قال: "يُسَبِّحُ أحَدُكُم مِئَةَ تَسْبيحةٍ، تُكْتبُ لهُ ألْفُ حَسنةٍ، وَتُحَطُّ عَنْهُ ألْفُ سَيِّئةٍ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
61 - باب
3769 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنيعٍ وَغَيْرُ واحدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنا رَوْحُ بن عُبادةَ، عن حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ، عن أبي الزُّبَيْرِ
عن جَابرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"من قال: سُبْحانَ اللهِ العَظيمِ وَبِحَمْدِه، غُرِسَتْ لهُ نَخْلَةٌ في الجَنَّةِ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2698)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(152)، وهو في "المسند"(1496)، و"صحيح ابن حبان"(825).
(2)
حديث حسن بشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن أبا الزبير مدلس، وقد عنعن.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(827)، وابن حبان (826) و (827).
ويأتي في الذي بعده.
وله شواهد يقوى بها ذكرناها عند الحديث رقم (3767).
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ
(1)
لا نَعْرِفهُ إلا من حديثِ أبي الزُّبَيْرِ عن جَابرٍ.
3770 -
حَدَّثَنا محمدُ بن رَافعٍ، قَال: حَدَّثَنا مُؤَمَّلٌ، عن حَمَّادِ بن سَلمةَ، عن أبي الزُّبَيْرِ
عن جَابرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"من قال: سُبْحانَ اللهِ العَظيمِ وَبِحَمْدهِ. غُرِسَتْ لهُ نَخْلةٌ في الجنَّةِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
3771 -
حَدَّثَنا نَصْرُ بن عَبد الرحمنِ الكُوفيُّ، قَال: حَدَّثَنا المُحَاربيُّ، عن مَالكِ بن أنَسٍ، عن سُميٍّ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"من قال: سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدهِ مِئَةَ مَرَّةٍ، غُفِرَتْ لهُ ذُنُوبهُ، وَإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ"
(3)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
(1)
وقع في المطبوع و (س) و (ل): "حسن صحيح غريب"، والمثبت من سائر نسخنا الخطية، و"تحفة الأشراف" 2/ 292، وهو الموافق لحكم الترمذي على الحديث نفسه في الرواية التالية باتفاق النسخ.
(2)
حديث حسن بشواهده كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6405)، ومسلم (2691)، وابن ماجه (3812)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(826)، وهو في "المسند"(8009)، و"صحيح ابن حبان"(829).
وسيأتي عند المصنف برقم (3774).
3772 -
حَدَّثَنا يُوسُفُ بن عيسى، قَال: حَدَّثَنا محمدُ بن الفُضَيْلِ، عن عُمارةَ بن القَعْقاعِ، عن أبي زُرْعةَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَلِمتانِ خَفِيفتانِ على اللِّسانِ، ثَقِيلَتان في المِيزَانِ، حَبِيبتانِ إلى الرَّحمنِ: سُبْحانَ اللهِ العَظيمِ، سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدهِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
3773 -
حَدَّثَنا إسحاقُ بن موسى الأنْصاريُّ، قَال: حَدَّثَنا مَعْنٌ، قَال: حَدَّثَنا مالكٌ، عن سُميٍّ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"من قال: لا إله إلا اللهُ وَحْدهُ لا شَرِيكَ لهُ، لهُ المُلكُ وَلهُ الحَمدُ، يُحْيي وَيُميتُ، وهو على كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ في يَوْمٍ مِئةَ مَرَّةٍ، كان لهُ عِدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتبتْ لهُ مِئةُ حَسنةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِئةُ سَيِّئةٍ، وَكانَ لهُ حِرْزًا من الشَّيْطانِ يَوْمَهُ ذلكَ حتَّى يُمْسِيَ، ولم يَأْتِ أحدٌ بأفْضلَ مِمَّا جَاءَ بهِ إلا أحدٌ عَمِلَ أكْثرَ من ذلكَ"
(2)
.
3774 -
وبهذا الإسْنادِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: "من قال: سُبْحانَ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6406)، ومسلم (2694)، وابن ماجه (3806)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(830)، وهو في "المسند"(6167)، و"صحيح ابن حبان"(831) و (841).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3293)، ومسلم (2691)، وابن ماجه (3798)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(25)، وهو في "المسند"(8008)، و"صحيح ابن حبان"(849).
اللهِ وَبِحَمْدهِ مِئةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطاياهُ وَإنْ كانَتْ أكْثرَ من زَبَدِ البَحْرِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
62 - باب
3775 -
حَدَّثَنا محمدُ بن عَبد المَلكِ بن أبي الشَّواربِ، قَال: حَدَّثَنا عَبد العزِيزِ بن المُخْتارِ، عن سُهَيْلِ بن أبي صَالحٍ، عن سُميٍّ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"من قال حِينَ يُصْبحُ وَحِينَ يُمْسي: سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدهِ مِئةَ مَرَّةٍ، لم يَأْتِ أحدٌ يَوْمَ القِيامةِ بأفْضلَ مِمَّا جَاءَ بهِ إلا أحدٌ قال مِثْلَ مَا قال، أو زَادَ عَليْهِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
3776 -
حَدَّثَنا إسماعيلُ بن موسى، قَال: حَدَّثَنا دَاودُ بن الزِّبْرِقانِ، عن مَطرٍ الوَرَّاقِ، عن نَافعٍ
عن ابن عُمرَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يَوْمٍ لأصْحابهِ: "قُولُوا: سُبْحانَ اللهِ وَبِحمْدهِ مِئةَ مَرَّةٍ، من قال مَرَّةً، كُتِبتْ لهُ عَشْرًا، ومن قَالها عَشْرًا كُتِبتْ لهُ مِئةً، ومن قَالها مِئةً، كُتِبتْ لهُ
(1)
حديث صحيح، وقد سلف تخريجه برقم (3771).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2692)، وأبو داود (5091)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(568)، وهو في "المسند"(8835)، و"صحيح ابن حبان"(860).
ألْفًا، ومن زَادَ، زادهُ اللهُ، ومن اسْتَغْفرَ اللهَ، غَفَرَ لهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
63 - باب
3777 -
حَدَّثَنا محمدُ بن وَزِيرٍ الوَاسِطيُّ، قَال: حَدَّثَنا أبو سُفيانَ الحِمْيريُّ، عن الضَّحَّاكِ بن حُمْرةَ، عن عَمْرِو بن شُعَيْبٍ، عن أبيهِ
عن جَدِّهِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من سَبَّحَ اللهَ مِئةً بالغدَاةِ وَمِئةً بالعَشيِّ، كَانَ كَمنْ حَجَّ مِئةَ حَجةٍ، ومن حَمِدَ اللهَ مِئةً بالغدَاةِ وَمِئةً بالعشيِّ، كَانَ كَمنْ حَملَ على مِئةِ فَرسٍ في سَبيلِ اللهِ - أوْ قال: غَزا مِئةَ غَزْوةٍ -، ومن هَلَّلَ اللهَ مِئةً بالغدَاةِ وَمِئةً بالعشيِّ،
(1)
إسناده ضعيف، داود بن الزِّبرقان، وإن كان متروك الحديث، قد توبع، ومطر بن طَهْمان الوَرَّاق ضعيف الحديث، وقد خولف كما سيأتي.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(160)، والخطيب فى "تاريخه" 3/ 391 - 392 من طريق روح بن القاسم، عن مطر الورَّاق، بهذا الإسناد.
وخالفه عطاء الخراساني عند النسائي في "عمل اليوم والليلة"(159)، فرواه عن نافع، عن ابن عمر، قَوْلَه.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 796، والخطيب في "تاريخه" 8/ 201 من طريق حفص بن عمر الحَبَطي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عمر مرفوعًا. وحفص بن عمر الحَبَطي قال ابن معين: ليس بشيء. وقال مرة: ليس بثقة ولا مأمون، أحاديثه كذب. وقال الأزدي: متروك.
وفي باب مضاعفة الأجر في الذِّكر عن سعد بن أبي وقاص، سلف عند المصنف برقم (3768)، وهو صحيح.
كَانَ كَمنْ أعْتقَ مئة رَقبةٍ من ولَدِ إسماعيلَ، ومن كَبَّرَ الله مِئةً بالغَدَاةِ وَمِئةً بالعشيِّ، لم يَأْتِ في ذلكَ اليَوْمِ أحدٌ بأكْثرَ مِمَّا أتى إلا من قال مِثْلَ ما قال، أو زَادَ على مَا قال"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
3778 -
حَدَّثَنا الحُسينُ بن الأسْودِ العِجليُّ البَغدَاديُّ، قَال: حَدَّثَنا يحيى بن آدَمَ، عن الحَسنِ بن صَالحٍ، عن أبي بِشْرٍ
عن الزُّهْرِيِّ، قال: تَسْبيحةٌ في رَمَضانَ أفْضلُ من ألْفِ تَسْبيحةٍ في غَيْرِهِ
(2)
.
(1)
الضحاك بن حُمْرَة - وإن كان ضعيفًا - متابع عند النسائي، ورواية عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده انتهى الأئمة إلى تحسينها إذا كان الراوي عنه ثقة، ومع ذلك فقد استنكروا له غيرَ ما حديث، ولعل هذا الحديث منها. انظر "سير أعلام النبلاء" 5/ 165 - 180، و"ميزان الاعتدال" 3/ 263 - 268.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 11/ 110 - 111 من طريق أبي سفيان الحِمْيَري، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(821)، والطبراني في "مسند الشاميين"(516) من طريق الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، به.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(517) من طريق عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو. وإسناده ضعيف.
(2)
أخرجه ابن شيبة 10/ 432، والمزي في "تهذيب الكمال" 33/ 78 - 79، ولا يصح عن الزهري، فإن أبا بشر راويه عنه مجهول لا يعرف، والله أعلم.
64 - باب
3779 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ بن سعيد، قال: حدثنا اللَّيْثُ، عن الخَليلِ بن مُرَّةَ، عن أَزْهَرَ بن عَبد اللهِ
عن تَمِيمِ الدَّاريِّ، عن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قال:"من قال: أشْهدُ أنْ لا إله إلَّا اللهُ وَحْدهُ لا شَرِيكَ لهُ، إلهًا وَاحدًا، أحدًا صَمدًا، لم يَتَّخِذْ صَاحِبةً وَلا وَلدًا، ولم يكُنْ لهُ كُفْوًا أحدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، كَتبَ اللهُ لهُ أرْبَعينَ ألْفَ ألْفِ حَسنةٍ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلَّا مِن هذا الوَجْهِ.
وَالخَليلُ بن مُرَّةَ لَيْسَ بالقويَّ عِنْدَ أصْحابِ الحديثِ؛ قال محمدُ بن إسماعيلَ: هو مُنكرُ الحديثِ.
3780 -
حَدَّثَنا إسحاقُ بن مَنْصُورٍ، قَال: أخبرنا عَليُّ بن مَعبَدٍ، قال: حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللهِ بن عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عن زَيْدِ بن أبي أُنَيْسةَ، عن شَهْرِ بن حَوْشبٍ، عن عَبد الرحمنِ بن غَنْمٍ
عن أبي ذَرٍّ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "من قال في دُبرِ صَلاةِ الفَجْرِ وهو ثانٍ رِجْليهِ قَبْلَ أنْ يتكلَّمَ: لا إله إلا اللهُ وَحدهُ لا شَرِيكَ لهُ، لهُ المُلكُ وَلهُ الحَمدُ، يُحْيي وَيُميتُ، وهو على كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، كُتِبَتْ لهُ عَشْرُ حَسناتٍ، وَمُحِيَ عَنهُ عَشْرُ سَيِّئاتٍ، ورُفِعَ لهُ عَشْرُ دَرَجاتٍ، وَكانَ يَومَهُ ذلكَ كلَّهُ في حِرْزٍ من
(1)
إسناده ضعيف لضعف الخليل بن مُرَّة، ولانقطاعه؛ فإن أزهر بن عبد الله لم يسمع من تميم الدَّاري.
وهو في "المسند"(16952).
كُلِّ مَكْرُوهٍ، وَحُرِسَ من الشَّيْطانِ، ولم يَنْبَغِ لِذَنْبٍ أنْ يُدْرِكهُ في ذلكَ اليَوْمِ إلَّا الشِّرْكَ باللهِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
65 - باب جَامعِ الدَّعواتِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
-
3781 -
حَدَّثَنا جَعْفرُ بن محمدِ بن عِمْرانَ الثَّعْلبيُّ الكُوفيُّ، قَال: حَدَّثَنا زَيْدُ بن حُبابٍ، عن مَالكِ بن مِغْولٍ، عن عَبد اللهِ بن بُريْدةَ الأسْلميِّ
عن أبيهِ، قال: سَمعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَدعُو وهو يَقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ بأنِّي أشهدُ أنَّكَ أنْتَ اللهُ لا إله إلَّا أنْتَ، الأحدُ الصَّمدُ، الَّذِي لم يَلِدْ ولم يُولدْ، ولم يكُنْ لهُ كُفوًا أحد، قال: فقال: "والَّذِي نَفسي بِيدهِ لقد سَألَ الله باسْمهِ الأعْظمِ الَّذِي إذا دُعِي بهِ، أجَابَ، وإذا سُئِلَ بهِ، أعْطى". قال زَيْدٌ: فَذكَرْتُهُ لِزُهَيرِ بن مُعاويةَ بعْدَ ذلكَ بِسنينَ، فقال: حَدَّثَني أبو إسحاقَ، عن مالك بن مِغْولٍ. قال زَيْدٌ: ثُمَّ ذَكرتهُ لِسُفيانَ، فَحَدَّثَني عن مالكٍ
(2)
.
(1)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد اضطرب في إسناده ومتنه كما بَيَّناه في "المسند".
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(127).
وأخرجه أحمد (17990) من طريق شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غَنم، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
وله شواهد يتقوى بها استوفيناها في "المسند".
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا أحمد (22965)، وأبو داود (1493) و (1494)، وابن ماجه (3857)، وابن حبان (891) و (892).
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
وَرَوى شَرِيكٌ هذا الحديثَ عن أبي إسحاقَ، عن ابنِ بُريْدةَ، عن أبيهِ، وَإنَّما أخَذهُ أبو إسحاقَ عن مَالكِ بن مِغْولٍ.
3782 -
حَدثنا عليُّ بن خَشْرَم، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن عُبيد الله بن أبي زياد القَدَّاح، عن شَهْر بن حَوْشب
عن أسماء بنت يزيدَ: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال: اسمُ الله الأعظم في هاتين الآيتين: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163]، وفاتحةِ آل عِمْران {الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران: 1 - 2]
(1)
(2)
.
هذا حديث حسن صحيح.
66 - باب
3783 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قال: حَدَّثَنا رِشْدينُ بن سَعْدٍ، عن أبي هانئٍ الخَوْلانيَّ، عن أبي عَليٍّ الجَنْبيِّ
عن فَضالةَ بن عُبَيْدٍ، قال: بَيْنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قاعدٌ إذ دَخلَ رَجُلٌ، فَصلَّى، فقال: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وارْحَمْنِي. فقال رَسولُ اللهِ
(1)
إسناده ضعيف لضعف عبيد الله بن أبي زياد وشهر بن حوشب.
وأخرجه أبو داود (1496)، وابن ماجه (3855)، وهو في "المسند"(27611).
(2)
هذا الحديث جاء في المطبوع بعد الحديث رقم (3477) في آخر الباب التالي، وأثبتناه في موضعه هنا من نسخنا الخطية، ونسخة المباركفوري.
صلى الله عليه وسلم: "عَجِلْتَ أيُّها المُصَلي، إذا صَلَّيتَ فَقعَدْتَ، فاحْمَدِ اللهَ بما هو أهْلُهُ، وَصَلِّ عَليَّ، ثمَّ ادْعُهُ". قال: ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخرُ بَعْدَ ذلكَ، فَحَمِدَ اللهَ، وَصَلَّى على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال لهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أيُّها المُصَلِّي، ادْعُ تُجَبْ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ، وقد رَواهُ حَيْوةُ بن شُرَيْحٍ، عن أبي هانئٍ الخَوْلانيِّ.
وأبو هانئٍ: اسْمهُ حُمَيْدُ بن هانئٍ، وأبو عَليٍّ الجَنْبيُّ: اسْمهُ عَمْرُو بن مَالكٍ.
3784 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قَال: حَدَّثَنا المُقْرِئُ، قَال: حَدَّثَنا حَيوةُ بن شُرَيْحٍ، قَال: حَدَّثَني أبو هانئٍ، أنَّ عَمْرَو بن مَالكٍ الجَنْبيَّ أخْبرهُ
أنَّهُ سَمِعَ فَضالةَ بن عُبَيْدٍ يَقولُ: سَمِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَدْعُو في صَلاتهِ، فلم يُصلِّ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"عَجِلَ هذا"، ثُمَّ دَعَاهُ، فقال لهُ أو لِغَيْرهِ:"إذا صَلَّى أحدُكُمْ، فَلْيَبدأْ بتَحْميدِ اللهِ، والثَّناءِ عَليْهِ، ثُمَّ ليُصلِّ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ ليَدْعُ بَعْدُ بما شَاءَ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، رشدين بن سعد متابع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (792) و (794) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.
(2)
إسناده صحيح. المقرئ: هو عبد الله بن يزيد. وأخرجه أحمد (23937)، وأبو داود (1481)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2242)، وابن حبان (1960) من طرق عن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
وهو عند النسائي 3/ 44 - 45 من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي هانئ، به.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ
(1)
.
67 - باب
3785 -
حَدَّثَنا عبد اللهِ بن مُعاوية الجُمَحيُّ، قَال: حَدَّثَنا صَالحٌ المُرِّيُّ، عن هِشامِ بن حَسَّانَ، عن محمدِ بن سِيرينَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ادْعُوا الله وَأنْتُمْ مُوقِنُونَ بالإجابةِ، وَاعْلمُوا أنَّ الله لا يَسْتجيبُ دُعاءً من قَلْبِ غافلٍ لاهٍ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من هذا الوَجْهِ.
سَمِعتُ عَبَّاسًا العَنْبريَّ يَقولُ: اكْتُبُوا عن عَبد اللهِ بن مُعاويةَ الجُمحيِّ؛ فإنَّهُ ثِقةٌ.
68 - باب
3786 -
حَدَّثَنا أبو كُرَيْبٍ، قَال: حَدَّثَنا مُعاويةُ بن هِشامٍ، عن حَمْزةَ الزَّيَّاتِ، عن حَبِيبِ بن أبي ثابتٍ، عن عُرْوةَ
(1)
المثبت من (ل) و (س) ونسخة المباركفوري، وفي سائر النسخ، و"تحفة الأشراف" 8/ 261:"حديث صحيح".
(2)
إسناده ضعيف جدًّا، صالح المُرِّي - وهو ابن بَشِير البصري - منكر الحديث.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 1/ 372، والطبراني في "الأوسط"(5105)، وفي الدعاء (62)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1380، والحاكم 1/ 493، والخطيب في "تاريخه" 4/ 356.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد في "المسند"(6655)، وإسناده ضعيف، فيه ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ.
عن عَائشةَ، قالت: كَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "اللَّهُمَّ عافِني في جَسدِي، وَعَافِني في بَصرِي، وَاجْعلهُ الوَارثَ مِنِّي، لا إلهَ إلَّا الله الحليمُ الكَريمُ، سُبحانَ اللهِ رَبِّ العَرْشِ العَظيمِ، الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالمِينَ"
(1)
.
(1)
حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزُّبير فيما نقله المصنف عن البخاري!
وأخرجه أبو يعلى (4690)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 815، والحاكم 1/ 530، والخطيب في "تاريخه" 2/ 136 من طريقين عن حبيب بن أبي ثابت، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشجري في "أماليه" 1/ 233 من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، عن حبيب بن أبي ثابت، عن مولى لقريش، عن عروة، به. وعبد الغفار بن القاسم متروك الحديث.
وأخرجه المقدسي في "الترغيب في الدعاء"(102) من طريق شريك، عن أبي فزارة راشد بن كَيْسان، عن بعض من حدثه، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه يقول، فذكر من الحديث إلى قوله:"واجعلهما الوارث مني"، وزاد فيه شيئًا آخر. وشريك - وهو ابن عبد الله النخعي - سيئ الحفظ، وشيخ أبي فزارة مجهول.
وأخرجه ابن السني (734)، والمقدسي (103) من طريق أبي المقدام هشام بن زياد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. فذكره بلفظ الحديث السابق. وهشام بن زياد متروك الحديث.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1453) من طريق يحيى بن سليم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول، فساق الحديث إلى قوله:"واجعلهما الوارث مني". وفيه مَنْ لم نقف له على ترجمة، ويحيى بن سليم الطائفي، فيه ضعف.
وله شاهد من حديث أبي بكرة الثقفي عند أحمد (20430)، وإسناده حسن =
هذا حديثٌ غريبٌ.
سَمِعتُ محمدًا يَقولُ: حَبِيبُ بن أبي ثَابتٍ لم يَسْمَعْ من عُرْوةَ بن الزُّبَيْرِ شَيْئًا
(1)
.
69 - باب
3787 -
حَدَّثَنا أبو كُريْبٍ، قَال: حَدَّثَنا أبو أُسامةَ، عن الأعْمَشِ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: جَاءتْ فَاطِمةُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم تَسْألهُ خَادمًا، فقال لَها: "قُولي: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ العَرْشِ العَظيم، رَبَّنا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، مُنْزلَ التَّوْراةِ والإنْجيلِ وَالقُرْآنِ، فالقَ الحَبِّ والنَّوَى، أعُوذُ بِكَ من شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أنْتَ آخذٌ بناصِيتهِ، أنْتَ الأوَّلُ، فَلَيْسَ قَبْلكَ شَيْءٌ، وَأنْتَ الآخِرُ، فَلَيْسَ
= في الشواهد.
وثان عن أبي هريرة، سيأتي عند المصنف برقم (3929)، وهو حسن.
وثالث عن ابن عمر، سيأتي عند المصنف أيضًا برقم (3809)، وهو حسن.
ورابع عن جابر بن عبد الله عند البزار (3194 - كشف الأستار)، ورجاله ثقات غير ليث بن أبي سُليم، فهو ضعيف.
وقوله: "واجعلهما الوارث مني": قال العلماء: أي: أبْقِهما صحيحين سليمين إلى أن أموت، وقيل: المراد بقاؤُهما وقُوَّتُهما عند الكِبَر وضَعْف الأعضاء. قاله النووي في "الأذكار"، وانظر "الفتوحات الإلهية" 3/ 167.
(1)
فيه نظر، وقد بسطنا القول في رد هذه الدعوى في مسند عائشة من "المسند"(25766) وفي "تحرير التقريب" 1/ 245.
بَعْدَكَ شَيْءٌ، وأنت الظاهرُ، فليسَ فوقَك شيءٌ، وأنت الباطنُ، فليس دونَك شيءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَأغْنِني من الفَقْرِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ، وهكذا رَوَى بَعْضُ أصْحَابِ الأعْمَشِ، عن الأعْمَشِ، نَحوَ هذا.
وَرَوَى بَعْضُهمْ، عن الأعْمَشِ، عن أبي صَالحٍ مُرْسلًا، ولم يَذْكُرْ فيهِ: عن أبي هُريرةَ.
70 - باب
3788 -
حَدَّثَنا أبو كُرَيْبٍ، قَال: حَدَّثَنا يحيى بن آدَمَ، عن أبي بَكْرِ بن عَيَّاشٍ، عن الأعْمَشِ، عن عَمْرِو بن مُرَّةَ، عن عَبد اللهِ بن الحارثِ، عن زُهَيْرِ بن الأقْمَرِ
عن عَبد اللهِ بن عَمْرٍو، قال: كَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، ومن دُعاءٍ لا يُسْمعُ، ومن نَفْسٍ لا تَشْبعُ، ومن عِلْمٍ لا يَنْفعُ، أعُوذُ بِكَ من هؤُلاءِ الأرْبعِ"
(2)
.
وفي البابِ عن جَابرٍ، وأبي هُريرةَ، وابن مَسْعُودٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
71 - باب
3789 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قَال: حَدَّثَنا أبو مُعاويةَ، عن شَبِيبِ بن
(1)
حديث صحيح، وقد سلف برقم (3697)، وذكرنا تخريجه هناك.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (6557)، والنسائي 8/ 254 - 255.
شَيْبةَ، عن الحَسنِ البَصْرِيِّ
عن عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأَبي: "يا حُصَيْنُ كَمْ تَعْبُدُ اليَوْمَ إلهًا؟ " قال أبي: سَبْعةً: سِتًّا في الأرْضِ، وَواحدًا في السَّماءِ. قال:"فأيُّهُمْ تَعُدُّ لِرَغْبتكَ وَرَهْبتكَ؟ " قال: الَّذِي في السَّماءِ. قال: "يا حُصَيْنُ، أمَا إنَّكَ لو أسْلَمْتَ، عَلَّمْتُكَ كَلِمتينِ تَنْفَعانِكَ". قال: فَلمَّا أسْلمَ حُصَيْنٌ، قال: يا رَسولَ اللهِ، عَلِّمْني الكَلِمتينِ اللَّتَيْنِ وَعدْتَني. فقال:"قُلِ: اللَّهُمَّ ألْهِمْني رُشْدي، وَأعِذْني من شَرِّ نَفْسي"
(1)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف بهذه السَّياقة، شبيب بن شيبة - وهو المِنْقَري البصري - ضعيف، والحسن البصري لم يسمع من عمران بن الحصين، وهو مدلِّس وقد عنعن.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 1، والترمذي في "العلل" 2/ 917، وابن أبي عاصم (2355)، والبزار في "مسنده"(3579)، والطبراني في "الكبير" 4/ (3551) و 18/ (186) و (396)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 423 - 424، والمزي في "تهذيب الكمال" 12/ 367 - 368 من طريق شبيب بن شيبة، بهذا الإسناد. ورواية بعضهم مختصرة.
وأخرجه أحمد (19992)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(993) و (993 م) و (994)، وابن حبان (899) من طريق منصور بن المُعْتَمِر، عن رِبْعيِّ بن حِرَاش، عن عمران بن حصين: أن حُصينًا أتى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، لعبدُ المطلب كان خيرًا لقومه منك، كان يُطْعِمُهم الكَبِدَ والسَّنامَ، وأنت تنحرُهم! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول، فقال له: ما تأمرُني أن أقول؟ قال: "قل: اللهم قِني شَرَّ نفسي، واعزِمْ لي على أَرشَد أمري". قال: فانطلق فأسلمَ الرجلُ، ثم جاء فقال: إني أتيتُك، فقلتَ لي: "قل: اللهم قِني شَرَّ نفسي، واعزم لي على =
هذا حديثٌ حسن غريب
(1)
، وقد رُوِي هذا الحديثُ عن عِمْرانَ بن حُصَيْن من غَيْرِ هذا الوَجْهِ.
72 - باب
3790 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا أبو عَامرٍ العَقَديُّ، قَال: حَدَّثَنا أبو مُصْعبٍ المَدَنيُّ، عن عَمْرِو بن أبي عَمْرٍو مَولَى المُطَّلبِ
عن أنَسِ بن مَالكٍ، قال: كَثِيرًا ما كُنْتُ أسْمعُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهؤُلاءِ الكَلِماتِ: "اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسلِ، والبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبةِ
(2)
الرِّجالِ"
(3)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ
(4)
من هذا الوَجْهِ من حديثِ عَمْرِو
= أرشَدِ أمري" فما أقولُ الآن؟ قال: "قل: اللهم اغفِرْ لي ما أسرَرْتُ وما أعلنتُ، وما أخطأتُ وما عَمَدْتُ، وما عَلِمتُ وما جَهِلتُ". وإسناده صحيح.
(1)
وقع في المطبوع: "حديث غريب"، والمثبت من نسخنا الخطية جميعًا، و"تحفة الأشراف" 8/ 175، و"تهذيب الكمال" 12/ 367 - 368.
(2)
وقع في المطبوع، ونسخة المباركفوري:"وقهر"، والمثبت من نسخنا الخطية جميعًا.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (1541)، والنسائي 8/ 257 و 257 - 258 و 258 و 274، وهو في "المسند"(12225).
وانظر ما بعده.
وقوله: "وضَلَع الدَّين" أي: ثِقَله وشِدَّته.
(4)
وقع في المطبوع: "غريب" فقط، وما أثبتناه من نسخنا الخطية، و"تحفة الأشراف" 1/ 293.
ابن أبي عَمْرٍو.
3791 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، قَال: حَدَّثَنا إسماعيلُ بن جَعْفرٍ، عن حُمَيْدٍ
عن أنَسٍ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو يَقولُ: "اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من الكَسَلِ والهَرَمِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وَفِتْنةِ المَسِيحِ، وَعَذابِ القَبْرِ"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ
(2)
.
73 - باب ما جاء في عَقْدِ التَّسْبِيحِ باليَدِ
3792 -
حَدَّثَنا محمدُ بن عَبد الأعْلَى، قَال: حَدَّثَنا عَثَّامُ بن عَليٍّ، عن الأعْمَشِ، عن عَطاءِ بن السَّائبِ، عن أبيهِ
عن عَبد اللهِ بن عَمْرٍو، قال: رَأيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَعْقِدُ التَّسْبيحَ
(3)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ من حديثِ الأعْمَشِ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2823)، ومسلم (2706)، وأبو داود (1540) و (3972)، والنسائي 8/ 257 و 260 و 271، وهو في "المسند"(12113)، و"صحيح ابن حبان"(1009) و (1010).
(2)
في المطبوع و (س): "حديث حسن صحيح"، والمثبت من سائر نسخنا الخطية، و"تحفة الأشراف" 1/ 176.
(3)
حديث حسن، وقد سلف عند المصنف برقم (3710)، وضمن حديث طويل برقم (3709)، وذكرنا تخريجه هناك.
عن عَطاءِ بن السَّائبِ.
وَرَوَى شُعبةُ والثَّورِيُّ هذا الحديثَ، عن عَطاءِ بن السَّائبِ بطُوله.
وفي الباب عن يُسَيْرةَ بِنْتِ ياسرٍ
(1)
.
3793 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنا سَهْلُ بن يُوسفَ، قال: حَدَّثَنا حُمَيْدٌ، عن ثَابتٍ البُنانيِّ
عن أنَسِ بن مَالكٍ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عادَ رَجُلًا قد جُهِدَ حتَّى صَارَ مِثْلَ الفَرْخِ، فقال لهُ:"أما كُنْتَ تَدْعُو؟ أما كُنْتَ تَسْألُ رَبَّكَ العافِيةَ؟ " قال: كُنْتُ أقُولُ: اللَّهُمَّ ما كُنْتَ مُعاقِبي بهِ في الآخرةِ، فَعجِّلْهُ لي في الدُّنْيا، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"سُبْحانَ اللهِ، إنَّكَ لا تُطيقهُ - أوْ لا تَسْتطيعهُ -، أفَلا كُنْتَ تَقولُ: اللَّهُمَّ آتِنا في الدُّنْيا حَسنةً، وفي الآخِرةِ حَسنةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
3794 -
حَدَّثَنا محمدُ بن المُثَنَّى، قَال: حَدَّثَنا خَالدُ بن الحارثِ، عن
(1)
وقع في المطبوع بعد هذا: "عن النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا مَعْشَرَ النِّساءِ، اعقِدْنَ بالأنامل، فإنهنَّ مسؤولاتٌ مستنطَقاتٌ"، وهو في (ل)، ولم يرد في باقي نسخنا الخطية، ولا في النسخة التي شرح عليها المباركفوري.
وحديث يسيرة هذا سيأتي عند المؤلف برقم (3900) ويخرج هناك.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2688)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1053)، و (1055)، وهو في "المسند"(12049)، و"صحيح ابن حبان"(936) و (941).
حُمَيْدٍ، عن ثابتٍ، عن أنَسٍ نَحوهُ
(1)
(2)
.
وقد رُوِي من غَيْرِ وَجْهٍ عن أنَسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
74 - باب
3795 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قَال: حَدَّثَنا أبو دَاودَ، قَال: أنبأنا شُعبةُ، عن أبي إسحاقَ، قال: سَمِعتُ أبا الأحْوَصِ يُحدِّثُ
عن عَبد اللهِ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو:"اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ الهُدَى والتُّقى، والعَفافَ وَالغِنى"
(4)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
75 - باب
3796 -
حَدَّثَنا أبو كُرَيْبٍ، قَال: حَدَّثَنا محمدُ بن فُضَيْلٍ، عن محمدِ بن سَعدٍ الأنْصارِيِّ، عن عَبد اللهِ بن رَبِيعةَ الدَّمَشقيِّ، قال: حَدَّثَني عائذُ اللهِ أبو
(1)
حديث صحيح كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
(2)
جاء في المطبوع بعد هذا: "حدثنا هارون بن عبد الله البَزَّارُ، قال: حدثنا رَوْحُ بن عُبادة، عن هشام بن حَسَّان، عن الحسن في قوله: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً} [البقرة: 201] قال: في الدُّنيا: العِلْمَ والعِبادةَ، وفي الآخرة: الجَنَّة" وهو كذلك في (س) و (ل)، ولم يرد في باقي نسخنا الخطية، ولا في شرح المباركفوري، ولم يذكره المزي في "تحفة الأشراف"، ولا استدركه عليه أحد.
(3)
هذه العبارة لم ترد في المطبوع، وأثبتناها من نسخنا الخطية، ونسخة المباركفوري.
(4)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2721)، وابن ماجه (3832)، وهو في "المسند"(3692)، و"صحيح ابن حبان"(900).
إدْريسَ الخَوْلانيُّ
عن أبي الدَّرْدَاءِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كانَ من دُعاءِ دَاودَ يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ من يُحِبُّكَ، والعَملَ الذِي يُبلِّغُني حُبَّكَ، اللَّهُمَّ اجْعلْ حُبَّكَ أحَبَّ إليَّ من نَفْسي وَأهْلي، ومن الماءِ الباردِ". قال: وَكانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا ذَكَرَ دَاودَ يُحدِّثُ عنْهُ قال: "كانَ أعْبدَ البَشرِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
76 - باب
3797 -
حَدَّثَنا سُفيانُ بن وَكيعٍ، قَال: حَدَّثَنا ابن أبي عَديٍّ، عن حَمَّادِ بن سَلَمةَ، عن أبي جَعْفرٍ الخَطْميِّ، عن محمدِ بن كَعْبٍ القُرَظيِّ
عن عَبد اللهِ بن يَزيدَ الخَطْميِّ الأنْصارِيِّ، عن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ كانَ يَقولُ في دُعائهِ: "اللَّهُمَّ ارْزُقني حُبَّكَ، وَحُبَّ من يَنْفعُني حُبُّهُ عِنْدكَ، اللَّهُمَّ ما رَزَقْتَني مِمَّا أُحِبُّ، فاجْعلهُ قوَّةً لي فِيما
(1)
إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن ربيعة بن يزيد - وقيل: ابن يزيد بن ربيعة - الدمشقي.
وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 229، والبزار (2354 - كشف الأستار)، والحاكم 2/ 433، والمزي في "تهذيب الكمال" 14/ 491 من طريقين عن محمد بن سعد الأنصاري، بهذا الإسناد.
وقوله: "كان أعبدَ البشر" يعني داود عليه السلام، له شاهد يتقوى به، أخرجه ضمن حديث طويل مسلم (1159)(82)، وابن خزيمة (2110).
تُحِبُّ، اللهُمَّ وَما زَوَيْتَ عَنِّي مِمَّا أُحبُّ، فاجْعَلْهُ فَراغًا لِي فِيما تُحِبُّ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
وأبو جَعْفرٍ الخَطْميُّ: اسْمهُ عُمَيْرُ بن يَزِيدَ بن خُماشةَ.
77 - باب
3798 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قَال: حَدَّثَنا أبو أحمدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَال: حَدَّثَنا سَعْدُ بن أوْسٍ، عن بِلالِ بن يحيى العَبْسيِّ، عن شُتيْرِ بن شَكَلٍ
عن أبيهِ شَكَلِ بن حُمَيْدٍ، قال: أتَيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ عَلِّمني تعوُّذًا أتَعوَّذُ بهِ. قال: فأخَذَ بِكَفي، فقال: "قُل: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من شَرِّ سَمْعي، ومن شَرِّ بَصَرِي، ومن شَرِّ
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد فيه سفيان بن وكيع، وهو وإن كان ضعيفًا قد توبع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 416 من طريق المصنَّف، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(430) عن حماد بن سلمة، به.
وقوله: "اللهم وما زَوَيْتَ عني مما أُحِبُّ، فاجعَلْهُ فراغًا لي فيما تُحِبُّ": قال القاضي: يعني ما صَرَفْتَ عني من محابِّي، فنحِّهِ عن قلبي، واجعله سَبَبًا لفراغي لطاعتك، ولا تَشْغَلْ به قلبي، فيُشْغَلَ عن عبادتك.
وقال الطَّيبي: أي اجعَلْ ما نَحَّيتَه عني من مَحابِّي عَوْنًا لي على شُغْلِي بمحابِّك، وذلك أن الفراغَ خلاف الشُّغل، فإذا زوى عنه الدُّنيا ليتفرَّغَ بمحابِّ ربِّه، كان ذلك الفراغُ عونًا له على الاشتغال بطاعة الله. "مرقاة المفاتيح" 3/ 154.
لِسَاني، ومن شرِّ قَلْبي، ومن شَرِّ مَنِيِّي" يَعْني فَرْجَهُ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ، لا نَعْرِفهُ إلَّا من هذا الوَجْهِ من حديثِ سَعْدِ بن أوْسٍ، عن بِلالِ بن يحيى.
78 - باب
3799 -
حَدَّثَنا الأنْصَارِيُّ، قَال: حَدَّثَنا مَعْنٌ، قَال: حَدَّثَنا مَالكٌ، عن يحيى بن سَعيدٍ، عن محمدِ بن إبراهيمَ التَّيْميِّ
أنَّ عائشةَ قالت: كُنْتُ نائمةً إلى جَنْبِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَفَقدْتُهُ من اللَّيْلِ، فَلمَسْتُهُ، فَوَقَعتْ يدي على قَدميهِ وهو سَاجدٌ وهو يَقولُ:"أعُوذُ بِرضَاكَ من سَخطكَ، وَبِمُعافاتكَ من عُقُوبتكَ، لا أُحْصي ثناءً عَليْكَ، أنْتَ كما أثنَيْتَ على نَفْسِكَ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ
(3)
. وقد رُوِي من غَيْرِ وَجْهٍ عن عَائشةَ.
3800 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا اللَّيْثُ، عن يحيى بن سَعيدٍ، بهذا الإسْنادِ نَحوهُ، وَزَادَ فيهِ:"وَأعوذُ بِكَ مِنكَ، لا أُحْصي ثناءً عَليْكَ"
(4)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (1551)، والنسائي 8/ 255 - 256 و 259 و 260 و 267، وهو في "المسند"(15541).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (486)، وأبو داود (879)، وابن ماجه (3841)، والنسائي 1/ 102 - 103 و 2/ 222 - 223، وهو في "المسند"(25655) و"صحيح ابن حبان"(1932) و (1933).
(3)
وقع في المطبوع و (س): "حديث حسن" فقط، والمثبت من باقي نسخنا الخطية، ونسخة المباركفوري، و"تحفة الأشراف" 12/ 296.
(4)
حديث صحيح، وانظر تخريجه في الذي قبله.
79 - باب
3801 -
حَدَّثَنا الأنْصارِيُّ، قَال: حَدَّثَنا مَعْنٌ، قَالْ حَدَّثَنا مَالكٌ، عن أبي الزُّبَيْرِ المَكِّيِّ، عن طاوُوسٍ اليَمانِيِّ
عن عَبد اللهِ بن عَبَّاسٍ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُعلِّمُهم هذا الدُّعاءَ كما يُعلِّمُهم السُّورةَ من القُرْآنِ:"اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من عَذابِ جَهنَّمَ، وَعذابِ القَبْرِ، وأعُوذُ بِكَ من فِتْنةِ المَسيحِ الدَّجَّالِ، وأعُوذُ بِكَ من فِتْنةِ المَحْيا والمَماتِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ
(2)
.
3802 -
حَدَّثَنا هارُونُ بن إسحاقَ الهَمْدانيُّ، قال: حَدَّثَنا عَبْدةُ بن سُليْمانَ، عن هِشامِ بن عُرْوةَ، عن أبيهِ
عن عَائشةَ، قالت: كَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهؤُلاءِ الكلماتِ: "اللهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من فِتْنةِ النَّارِ، وَعَذابِ النَّارِ، وعذابِ القَبْر، وفِتْنة القَبْر، ومن شرِّ فِتْنة الغِنى، ومن شرِّ فِتْنة الفَقْرِ، ومن شَرِّ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللهُمَّ اغْسِلْ خَطاياي بماءِ الثَّلْجِ وَالبَرَدِ، وأنْقِ قَلْبي من الخَطايا كَما أنْقَيْتَ الثوْبَ الأَبْيضَ من
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (590)، وأبو داود (984) و (1542)، وابن ماجه (3840)، والنسائي 4/ 104 و 8/ 276 - 277، وهو في "المسند"(2168)، و"صحيح ابن حبان"(999).
(2)
وقع في المطبوع و (ل) و (س)، و"تحفة الأشراف" 5/ 28:"حديث حسن صحيح"، والمثبت من سائر نسخنا الخطية، وشرح المباركفوري.
الدَّنَسِ، وَبَاعدْ بَيْني وَبَيْنَ خطايَاي كَما بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْربِ، اللهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من الكَسلِ والهَرمِ والمأْثَم والمَغْرَمِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
3803 -
حَدَّثَنا هارُونُ، قَال: حَدَّثَنا عَبْدةُ، عن هِشامِ بن عُرْوةَ، عن عَبَّادِ بن عَبد اللهِ بن الزُّبَيْرِ
عن عَائشةَ، قالت: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ عِنْدَ وَفَاتهِ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْني، وَألْحِقْني بالرَّفِيقِ الأعْلى"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
80 - باب
3804 -
حَدَّثَنا الأنْصاريُّ، قَال: حَدَّثَنا مَعْنٌ، قَال: حَدَّثَنا مَالكٌ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأعْرجِ
عن أبي هُريرةَ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَقولُ أحدُكُمْ: اللهُمَّ اغْفرْ لي إنْ شِئْتَ، اللهُمَّ ارْحَمْني إنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمِ المَسألةَ،
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (832) و (6368)، ومسلم (589)، وأبو داود (880) و (1543)، وابن ماجه (3838)، والنسائي 1/ 51 و 176 و 3/ 56 - 57 و 8/ 262 - 263 و 266.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (24182) و (25947)، والبخاري (4440)، ومسلم (2191)(46) و (2444)(85)، وابن ماجه (1619)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1095) و (1096)، وابن حبان (6618)، ورواية بعضهم مطولة.
فإنَّهُ لا مُكْرِهَ لهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
81 - باب
3805 -
حَدَّثَنا الأنْصارِيُّ، قال: حَدَّثَنا مَعْنٌ، قَال: حَدَّثَنا مَالكٌ، عن ابن شِهابٍ، عن أبي عَبد اللهِ الأغَرِّ وعن أبي سَلمةَ بن عَبد الرحمنِ
عن أبي هُريرةَ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"يَنْزلُ رَبُّنا كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقى ثُلثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيقولُ: من يَدْعُوني فأسْتجيبَ لهُ؟ من يَسْألُني فأُعْطِيَهُ؟ من يَسْتغفِرُني فأغْفِرَ لهُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وأبو عَبد اللهِ الأغَرُّ: اسْمهُ سَلْمانُ.
وفي البابِ عن عَليٍّ، وَعَبد اللهِ بن مَسْعُودٍ، وأبي سَعيدٍ، وَجُبَيْر بن مُطْعِمٍ، وَرِفاعةَ الجُهَنيِّ، وأبي الدَّرْداءِ، وَعُثمانَ بن أبي العاصِ.
3806 -
حَدَّثَنا محمدُ بن يحيى الثَّقَفيُّ المَرْوَزِيُّ، قَال: حَدَّثَنا حَفْصُ بن غِياثٍ، عن ابن جُرَيْجٍ، عن عَبد الرحمنِ بن سابطٍ
عن أبي أُمامةَ، قال: قِيلَ يا رَسولَ الله: أيُّ الدُّعاءِ أسْمَعُ؟
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6339)، ومسلم (2679)، وأبو داود (1483)، وابن ماجه (3854)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(582) و (583)، وهو في "المسند"(10310)، و"صحيح ابن حبان"(977).
(2)
حديث صحيح، وقد سلف برقم (449)، وذكرنا تخريجه هناك.
قال: "جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرُ، ودُبُرُ الصَّلواتِ المكْتُوباتِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
وقد رُوِي عن أبي ذَرٍّ، وابن عُمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّهُ قال:"جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرُ الدُّعاءُ فيهِ أفْضلُ وأرْجى" وَنَحو هذا
(2)
.
(1)
حديث صحيح دون قوله: "ودُبُرُ الصَّلواتِ المكتوبات"، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من أبي أمامة فيما قاله ابن معين وغيره.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(108) عن محمد بن يحيى الثقفي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (3948) ضمن حديث مطول من طريق ابن جريج، عن عبد الرحمن بن سابط مرسلًا.
وقد جاء أصل الحديث من رواية جماعة من أصحاب أبي أمامة، عن أبي أمامة، عن عمرو بن عَبَسةَ، واقتصروا جميعًا على الشَّطْر الأول منه، وسيأتي عد المصنف برقم (3579)، وهو صحيح.
(2)
حديث ابن عمر أخرجه البزار (3151 - كشف الأستار)، والطبراني في "الأوسط"(3452)، وفي "الصغير"(355) من طريقين عن خالد الحَذَّاء، عن أبي قِلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي، عن ابن عمر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الليل أجْوَبُ دَعْوةً؟ قال: "جوفُ اللَّيل الآخِر" ورجال إحدى الطريقين ثقات رجال الشيخين، إلا أنه اختلف في سماع أبي قلابة من ابن عمر، فقال ابن معين: أظنه قد سمع منه. وقال أبو زرعة: لم يسمع منه. وقال المزي: قيل: لم يسمع منه. ثم هو كثير الإرسال عمن لم يلقه، وعلى كل حال فالحديث يتقوى بما قبله، ويصح به، والله أعلم.
82 - باب
(1)
3807 -
حَدثنا عبدُ الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا حَيْوةُ بن شُرَيح الحِمْصي، عن بَقِيَّةَ بن الوليد، عن مسلم بن زياد، قال:
سمعتُ أنسًا يقول: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حينَ يُصبِحُ: اللهم أصْبَحنا نُشهِدُك، ونُشهِدُ حَمَلةَ عَرْشِك وملائكتَكَ، وجميعَ خَلْقِك، بأنك لا إله إلا أنت وحدَك لا شريكَ لك، وأنَّ محمدًا عَبْدُك ورسولُك. إلا غَفَر الله له ما أصابَ في يومهِ ذلك، وِإن قالها حينَ يُمْسِي، غفرَ الله له ما أصابَ في تلك الليلة من ذَنْبٍ"
(2)
.
(1)
هذا الباب بحديثه جاء في المطبوع و (ل) بعد الحديث رقم (3808)، وأثبتناه في موضعه هنا من سائر نسخنا الخطية، ونسخة المباركفوري.
(2)
إسناده ضعيف، بقية بن الولد ضعيف يعتبر به، ومسلم بن زياد الحمصي روى عنه ابن لهيعة وبقية بن الوليد وإسماعيل بن عياش، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ثم قد اضطرب في متنه.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1201)، وأبو داود (5078)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(9) و (10)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(70)، والبغوي في "شرح السنة"(1323) من طرق عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد. ووقع في رواية البخاري، والنسائي في الموضع الأول، وابن السني:"إلا أعْتق الله رُبُعَه في ذلك اليوم، ومن قالها مرتين، أعْتَقَ الله نصفَه من النار، ومن قالها أربعَ مرَّات، أعتقه الله من النار في ذلك اليوم" بدل قوله: "إلا غفر الله له ما أصاب في يومه ذلك
…
إلخ".
وأخرجه أبو داود (5069)، ومحمد بن أبي شيبة في "كتاب العرش" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (23)، وابن السني (738)، والطبراني في "الدعاء"(297)، وفي "مسند الشاميين"(1542) و (3369)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 185، والبيهقي في "الدعوات"(40)، والمزي في "تهذيب الكمال" 17/ 255 - 256 و 257 من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن عبد الرحمن بن عبد المجيد السَّهْمي، عن هشام بن الغاز، عن مكحول، عن أنس، مثله.
ووقع في روايتهم جميعًا: "أَعْتقَ اللهُ رُبُعَه من النار، ومن قالها مرَّتين، أَعْتَقَ الله نصفَه من النار، ومن قالها أربعًا، أعتقه الله عز وجل من النار" بدلَ قوله: "إلا غَفَرَ الله له ما أصاب من يومه ذلك
…
إلخ". قال أبو نعيم: غريب من حديث مكحول وهشام، لم نكتبه إلا من حديث ابن أبي فديك.
قلنا: وعبد الرحمن بن عبد المجيد السَّهْمي مجهول لا يعرف، ومكحول اختلف في سماعه من أنس، فنفاه بعضهم، وأثبته آخرون، ثم هو مدلِّس، وقد عنعن.
وله شاهد بلفظ حديث مكحول عن أنس، أخرجه الطبراني في "الكبير"(6062)، وفي "الدعاء"(300) وابن عدي في "الكامل" 2/ 689 - 690، والحاكم 1/ 523 من طريق أحمد بن يحيى الصوفي، عن زيد بن الحباب، عن حميد مولى ابن علقمة المكي، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن سلمان مرفوعًا. وحميد مولى ابن علقمة المكي قال البخاري: روى عنه زيد بن الحباب ثلاثة أحاديث، زعم أنه سمع عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثين آخرين لا يتابع عليهما وقال ابن حجر: مجهول. ووقع عند الحاكم: "حميد بن مهران" بدل: "حميد مولى ابن علقمة"، وهو خطأ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6061)، وفي "الدعاء"(299) من طريق إبراهيم بن عبد الله المصيصي، عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن عطاء، به. وإبراهيم بن عبد الله المصيصي متروك الحديث.
وله شاهد آخر، أخرجه الطبراني في "الدعاء"(298)، ومحمد بن أبي شيبة في "كتاب العرش"(36) من طريق عمرو بن عطية العوفي، عن أبيه، عن أبي سعيد =
هذا حديث غريب.
83 - باب
3808 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، قَال: حَدَّثَنا عَبد الحميدِ بن عُمرَ الهِلاليُّ
(1)
، عن سَعيدِ بن إياسٍ الجُريْريِّ، عن أبى السَّلِيلِ
عن أبي هُريرةَ: أنَّ رَجُلًا قال: يا رَسولَ اللهِ سَمِعتُ دُعاءكَ اللَّيْلةَ، فكانَ الَّذِي وَصَلَ إليَّ مِنْهُ أنَّكَ تقولُ:"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبي، وَوَسِّعْ لي في دَارِي، وبَارِكْ لي فِيما رَزَقْتني". قال: "فَهلْ تَراهُنَّ تَركْنَ شَيْئًا؟ "
(2)
.
= الخدري. ووقع عندهما: "إلا كتب الله له براءة من النار" بدل: "إلا غفر الله له ما أصابه في يومه ذلك
…
إلخ" وعمرو بن عطية العوفي وأبوه ضعيفان.
(1)
هكذا قال المصنف، وهو وهم، وصوابه:"عبد الحميد بن الحسن الهلالي أبو عمر" كما قال المزي في "تحفة الأشراف" 10/ 116، و"تهذيب الكمال" 16/ 427.
(2)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الحميد بن الحسن الهلالي ضعَّفه الأئمة، ولم يُحسِّنِ الرأيَ فيه غيرُ ابن معين، ثم هو منقطع؛ أبو السَّليل ضُريب بن نُقَير لم يسمع من أبي هريرة.
وأخرجه الطبراني في "الصغير"(1019)، والمزي في "تهذيب الكمال" 16/ 427 - 428 من طريق علي بن حُجْر المروزي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (16599) و (23114) من طريق شعبة بن الحجاج، عن شعبة، عن سعيد بن إياس الجُرَيري، عن حُميد بن القَعْقاع، عن رجل جعل يَرْصُدُ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم، فكان يقول في دعائه، فذكر الحديث. وإسناده ضعيف لجهالة حُميد - وقيل: عُبيد - ابن القَعْقَاع. =
هذا حديثٌ غريبٌ.
وأبو السَّلِيلِ: اسْمهُ ضُرَيْبُ بن نُقَيْرٍ، ويُقالُ: ابن نُفَيْرٍ.
84 - باب
3809 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، قال: أخْبرنا ابن المُبَاركِ، قال: أخْبرنا يحيى بن أيُّوبَ، عن عُبَيْدِ اللهِ بن زَحْرٍ، عن خَالدِ بن أبي عِمْرانَ
أنَّ ابن عُمرَ، قال: قَلَّما كَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقومُ من مَجْلسٍ حتَّى يَدْعُوَ بهؤُلاءِ الدَّعَواتِ لأصْحابهِ: "اللَّهُمَّ اقْسمْ لَنا من خَشْيتكَ ما يَحُولُ بَيْنَنا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، ومن طَاعتكَ ما تُبلِّغُنا بهِ جَنَّتكَ، ومن اليَقينِ ما تُهوِّنُ بهِ عَليْنا مُصِيباتِ الدُّنْيا، وَمَتِّعْنا بأسْماعِنا وَأبْصارِنا وَقوَّتِنا ما أحْيَيْتنا، وَاجْعلهُ الوَارثَ مِنَّا، وَاجْعلْ ثَأْرنا على من ظَلَمَنا، وَانْصُرْنا على من عَادَانا، وَلا تَجْعلْ مُصِيبتنا في دِيننا، ولا تَجْعلِ الدُّنْيا أكْبرَ هَمِّنا ولا مَبْلَغَ عِلْمنا، وَلا تُسلِّطْ عَليْنا من لا يَرْحَمُنا"
(1)
.
= وله شاهد من حديث أبي مِجْلَز، عن أبي موسى الأشعري عند أحمد (19574) قال: أتَيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بوَضُوء، فتوضَّأَ وصلَّى، وقال، فذكر مثله. ورجاله ثقات إلا أن أبا مجلز - واسمه: لاحق بن حُميد - لم يسمع من أبي موسى الأشعري.
وبهذين الشاهدين يتقوَّى الحديث ويُحسَّن، والله أعلم.
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد فيه عُبيد الله بن زَحْر، وهو ضعيف يعتبر به، وقد توبع، وخالد بن أبي عمران التُّجيبي لم يسمع من عبد الله بن عمر، لكن قد عرفت الواسطة بينهما كما سيأتي، وهي نافع مولى ابن عمر، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات أيضًا غير يحيى بن أيوب - وهو الغافقي المصري -، فهو حسن الحديث. =
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ
(1)
وقد رَوَى بَعْضُهمْ هذا الحديثَ عن خَالدِ بن أبي عِمْرانَ، عن نافعٍ، عن ابن عُمرَ
(2)
.
3810 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا أبو عَاصمٍ، قَال: حَدَّثَنا عُثمانُ الشَّحَّامُ، قَال: حَدَّثَني مُسْلمُ بن أبي بَكْرةَ، قال:
سَمِعني أبي وأنا أقُولُ: اللهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من الهَمِّ والكَسلِ، وَعَذابِ القَبْرِ. قال: يا بُنيَّ مِمَّن سَمعتَ هذا؟ قُلْتُ: سَمِعتُكَ تَقُولُهُنَّ، قال: الْزَمْهُنَّ، فإنِّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُهنَّ
(3)
.
= وهو في "الزهد" لابن المبارك (431)، ومن طريقه أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(402)، والبغوي في "شرح السنة"(1374).
وعلقه المصنف بإثر الحديث عن خالد بن أبي عمران، عن نافع، عن ابن عمر. وسيأتي تخريجه من هذا الطريق هناك.
(1)
ما أثبتناه من (ل) و (س) ونسخة المباركفوري، وفي سائر نسخنا الخطية، و"تحفة الأشراف" 5/ 343:"حديث حسن"، دون قوله:"غريب".
(2)
حديث حسن كسابقه، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(401)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(446)، والطبراني في "الدعاء"(1911) من طريق عُبيد الله بن زَحر، والحاكم 1/ 528، والطبراني في "الدعاء"(1911) من طريق الليث بن سعد، والطبراني في "الدعاء"(1911) من طريق عبد الله بن لَهِيعة، ثلاثتهم عن خالد بن أبي عمران، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (20381) و (20447)، وأبو داود (5090)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 73 - 74 و 8/ 262، وفي "عمل اليوم والليلة"(22) =
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ
(1)
.
85 - باب
3811 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن خَشْرمٍ، قال: أخْبرنا الفَضْلُ بن موسى، عن الحُسينِ بن وَاقدٍ، عن أبي إسحاقَ، عن الحارثِ
عن عَليٍّ، قال: قال لِي رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ألا أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ إذا قُلْتَهُنَّ، غَفرَ اللهُ لكَ وَإنْ كُنْتَ مَغْفُورًا لَكَ؟ " قال: "قُلْ: لا إله إلا اللهُ العَليُّ العَظيمُ، لا إله إلا اللهُ الحليمُ الكَريمُ، لا إله إلا اللهُ سُبْحانَ اللهِ رَبِّ العَرْشِ العَظيمِ"
(2)
.
3812 -
قال عَليُّ بن خَشْرمٍ: وَأخْبرنا عَليُّ بن الحُسينِ بن وَاقدٍ، عن
= و (572)، وابن حبان (1028). وبعضهم يزيد فيه على بعض، ولفظ الدعاء عندهم:"اللهم إني أعوذ بك من الكُفر والفَقْر، وعذاب القبر".
(1)
وقع في المطبوع: "حسن صحيح"، والمثبت من نسخنا الخطية جميعًا، ونسخة المباركفوري، و"تحفة الأشراف" 9/ 57.
(2)
إسناده ضعيف لضعف الحارث - وهو ابن عبد الله الأعور -، ثم هو منقطع، فإن أبا إسحاق - وهو السَّبِيعي - لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث، هذا ليس منها فيما قال النسائي في "خصائص علي"، وقال الدارقطني في "العلل" 4/ 9: حديث الحسين بن واقد وهم. قلنا: لكن للحديث طرق أخرى يحسن بها إن شاء الله.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(637 - 640)، وفي "خصائص علي"(25) و (26) و (28) و (29) و (30)، وهو في "المسند"(712) و (1363)، و"صحيح ابن حبان"(6928).
أبيهِ، بِمثْلِ ذلكَ إلَّا أنَّهُ قال في آخِرها:"الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالمينَ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلَّا من هذا الوَجْهِ من حديثِ أبي إسحاقَ، عن الحارثِ، عن عَليٍّ.
86 - باب
3813 -
حَدَّثَنا محمدُ بن يحيى، قَال: حَدَّثَنا محمدُ بن يُوسفَ، قَال: حَدَّثَنا يُونُس بن أبي إسحاقَ، عن إبراهيمَ بن محمدِ بن سَعْدٍ، عن أبيهِ
عن سَعْدٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "دَعْوةُ ذِي النُّونِ إذْ دَعَا وهو في بَطْنِ الحُوتِ: لا إله إلَّا أنْتَ، سُبْحانكَ إنِّي كُنْتُ من الظَّالِمينَ، فإنَّهُ لم يَدْعُ بها رَجُلٌ مُسْلمٌ في شَيْءٍ قَطُّ إلَّا اسْتَجابَ اللهُ لهُ"
(2)
.
قال محمدُ بن يحيى: قال محمدُ بن يُوسفَ مَرَّةً: إبراهيم بن محمدِ بن سَعْدٍ، عن سَعْدٍ
(3)
.
وقد رَوَى غَيْرُ واحدٍ هذا الحديثَ عن يُونسَ بن أبي إسحاقَ، عن إبراهيمَ بن محمدِ بن سَعْدٍ، عن سَعْدٍ. ولم يَذْكُروا فيهِ: عن
(1)
هو كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
(2)
حديث حسن، وأخرجه أحمد مطولًا (1462)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(655) و (656).
(3)
وقع في المطبوع بعد هذا زيادة: "ولم يذكر فيه: عن عائشة"، ولا وجود لها في أصولنا الخطية جميعًا، وهي زيادة مقحمة لا تعلق لها بالحديث، والله أعلم.
أبيهِ.
وَرَوَى بَعْضُهمْ - وهو أبو أحمدَ الزُّبَيْريُّ
(1)
- عن يُونسَ، فقال: عن إبراهيمَ بن محمد بن سَعْدٍ، عن أبيهِ، عن سَعْدٍ نَحو رِوايةِ محمد بن يُوسفَ
(2)
.
وكان يُونسُ بن أبي إسحاقَ رُبما ذَكَر في هذا الحديثِ: عن أبيهِ، وربما لمْ يَذْكُرْهُ.
87 - باب
3814 -
حَدَّثَنا يُوسفُ بن حَمَّادٍ البَصْرِيُّ، قَال: حَدَّثَنا عَبد الأعْلَى، عن سَعيدٍ، عن قَتادةَ، عن أبي رَافعٍ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّ للهِ تِسْعةً وَتِسعينَ اسْمًا مِئةً غَيْرَ واحدٍ، من أحْصاها دَخلَ الجنَّةَ"
(3)
.
3815 -
قال يُوسفُ: وَحَدَّثَنا عَبد الأعْلَى، عن هِشامِ بن حَسَّانٍ، عن محمدِ بن سيرينَ، عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمثْلهِ
(4)
.
(1)
قوله: "وهو أبو أحمد الزُّبَيري" سقط من المطبوع.
(2)
قوله: "نحو رواية محمد بن يوسف" لم ترد في المطبوع، وأثبتناه من نسخنا الخطية.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2736)، ومسلم (2677)، والنسائي في "الكبرى"(7659)، وابن ماجه (3860)، وهو في "المسند"(7502)، و"صحيح ابن حبان"(807).
(4)
إسناده صحيح، وانظر ما قبله.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، قد رُوِي من غَيْرِ وَجْهٍ عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
88 - باب
3816 -
حَدَّثَنا إبراهيمُ بن يَعْقُوبُ، قَال: حَدَّثَني صَفْوانُ بن صَالحٍ، قَال: حَدَّثَنا الوَلِيدُ بن مُسْلمٍ، قَال: حَدَّثَنا شُعَيْبُ بن أبي حَمْزةَ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأعْرجِ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ للهِ تِسْعةً وَتِسْعينَ اسْمًا مِئةً غَيْرَ وَاحدٍ، من أحْصاها دَخلَ الجنَّةَ، هو اللهُ الذي لا إله إلَّا هو، الرَّحْمنُ، الرَّحيمُ، المَلكُ، القُدُّوسُ، السَّلامُ، المُؤْمنُ، المُهَيْمنُ، العَزيزُ، الجَبَّارُ، المُتكبِّرُ، الخَالقُ، البارِئُ، المُصوِّرُ، الغَفَّارُ، القَهَّارُ، الوَهَّابُ، الرَّزَّاقُ، الفَتَّاحُ، العَليمُ، القابضُ، البَاسطُ، الخَافضُ، الرَّافعُ، المُعزُّ، المُذلُّ، السَّميعُ، البَصيرُ، الحَكمُ، العَدْلُ، اللَّطِيفُ، الخَبيرُ، الحَليمُ، العَظيمُ، الغَفُورُ، الشَّكُورُ، العَليُّ، الكَبيرُ، الحَفيظُ، المُقِيتُ، الحَسِيبُ، الجَليلُ، الكَرِيمُ، الرَّقِيبُ، المُجيبُ، الواسِعُ، الحَكيمُ، الوَدُودُ، المَجِيدُ، البَاعِثُ، الشَّهِيدُ، الحَقُّ، الوَكِيلُ، القَويُّ، المَتِينُ، الوَليُّ، الحَميدُ، المُحْصي، المُبْدِئُ، المُعِيدُ، المُحْيي، المُمِيتُ، الحَيُّ، القَيُّومُ، الوَاجدُ، المَاجدُ، الوَاحدُ، الصَّمدُ، القادِرُ، المُقْتَدرُ، المُقدِّمُ، المُؤخِّرُ، الأوَّلُ، الآخرُ، الظَّاهرُ، الباطِنُ، الوَالي، المُتَعالِي، البَرُّ، التَّوابُ، المنْتَقمُ،
العَفُوُّ، الرَّؤُوفُ، مَالكُ المُلكِ، ذُو الجلالِ والإكْرامِ، المُقْسِطُ، الجامعُ، الغَنِيُّ، المُغْنِي، المانعُ، الضَّارُّ، النَّافعُ، النُّورُ، الهادِي، البَدِيعُ، الباقِي، الوارثُ، الرَّشِيدُ، الصَّبُورُ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، حَدَّثَنا بهِ غَيْرُ واحدٍ عن صَفْوانَ بن صَالحٍ، وَلا نَعْرفُهُ إلَّا من حديثِ صَفْوانَ بن صَالحٍ، وهو ثِقةٌ عِنْدَ أهْلِ الحديثِ.
وقد رُوِي هذا الحديثُ من غَيْرِ وَجْهٍ عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم لا نَعْلمُ في كَبيرِ شَيْءٍ من الرَّواياتِ ذِكْرَ الأسْماءِ إلَّا في هذا الحديثِ.
وقد رَوَى آدَمُ بن أبي إياسٍ هذا الحديثَ بإسْنادٍ غَيْرِ هذا عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرَ فيهِ الأسْماءَ، وَلَيْسَ لهُ إسْنادٌ صحيحٌ
(2)
.
(1)
رجاله ثقات، إلا أن تعيين هذه الأسماء في الحديث مُدرَجٌ من بعض الرُّواةِ كلما قرَّره الأئمة الحفاظ، وقد بسطنا القول في ذلك في التعليق على "صحيح ابن حبان".
وأخرجه ابن حبان (808)، والطبراني في "الدعاء"(111)، والحاكم 1/ 16، والبيهقي في "السنن" 10/ 27 - 28، وفي "الأسماء والصفات" ص 5، وفي "شعب الإيمان"(102)، والبغوي (1257).
وانظر التعليق التالي.
(2)
أخرجه ابن ماجه (3861) من طريق عبد الملك بن محمد الصَّنْعاني، عن زهير بن محمد التميمي، عن موسى بن عقبة، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف، عبد الملك بن محمد ضعيف لين الحديث، ثم إن =
3817 -
حَدَّثَنا ابن أبي عُمرَ، قَال: حَدَّثَنا سُفيانُ بن عُيينةَ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأعْرَجِ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّ للهِ تِسْعةً وَتِسْعينَ اسْمًا، من أحْصاها دَخلَ الجنَّةَ"
(1)
. وَلَيْسَ في هذا الحديثِ ذِكْرُ الأسْماءِ.
وهو حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، وَرَواهُ أبو اليَمانِ، عن شُعَيْب بن أبي حَمْزةَ، عن أبي الزِّنادِ، ولم يَذْكر فيهِ الأسْماءَ
(2)
.
3818 -
حَدَّثَنا إبراهيمُ بن يَعْقُوبَ، قَال: حَدَّثَنا زَيدُ بن حُبابٍ
(3)
، أنَّ حُمَيْدًا المَكِّيَّ مَوْلى ابن عَلْقمةَ حدَّثهُ، أنَّ عَطاءَ بن أبي رَباحٍ حَدَّثهُ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا مَرَرْتُمْ بِرياضِ الجنَّةِ، فارْتَعُوا". قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ وَما رِياضُ الجنَّةِ؟ قال: "المَساجدُ"، قُلْتُ: وَما الرَّتْعُ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: "سُبْحانَ اللهِ،
= رواية الشاميين عن زهير بن محمد غير مستقيمة، وعبد الملك هذا شامي من صنعاء دمشق، لا صنعاء اليمن.
وأخرجه الحاكم 1/ 17 من طريق عبد العزيز بن حصين بن الترجمان، عن أيوب وهشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وعبد العزيز بن الحصين ضعيف، ضعَّفه الأئمة جميعًا غير الحاكم، فقد انفرد بتوثيقه.
وانظر الحديث السالف.
(1)
إسناده صحيح، وقد سلف تخريجه برقم (3814).
(2)
من قوله: "ورواه أبو اليمان" إلى هنا لم يرد في المطبوع، وأثبتناه من نسخنا الخطية.
(3)
تحرف في المطبوع إلى: "يزيد بن حبان".
والحَمدُ للهِ، ولا إله إلَّا اللهُ، واللهُ أكْبرُ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
3819 -
حَدَّثَنا عَبد الوارثِ بن عَبدِ الصَّمدِ بن عَبد الوارثِ، قال: حَدَّثَني أبي، قَال: حَدَّثَنا محمدُ بن ثَابتٍ - هو البُنانيُّ -، قَال: حَدَّثَني أبي
عن أنَسِ بن مَالكٍ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال:"إذا مَرَرْتُمْ بِرياضِ الجنَّةِ، فارْتَعُوا" قالوا: وَما رِياضُ الجنةِ؟ قال: "حِلَقُ الذِّكْرِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ من حديثِ ثابتٍ عن أنَس.
89 - باب
3820 -
حَدَّثَنا إبراهيمُ بن يَعْقُوبَ، قَال: حَدَّثَنا عَمْرُو بن عَاصم، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بن سَلَمةَ، عن ثَابتٍ، عن عُمَر بن أبي سَلَمةَ، عن أُمِّهِ أُمِّ سَلَمةَ
عن أبي سَلَمةَ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال:"إذا أصَابت أحَدَكُمْ مُصِيبةٌ، فَلْيقُلْ: إنَّا للهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ عِنْدكَ أحْتَسبُ مُصِيبَتِي، فَأجُرْني فِيها، وأبْدِلْني مِنْها خَيْرًا". فَلمَّا احْتُضرَ أبو سَلمةَ، قال: اللهُمَّ اخْلُفْ في أهْلِي خَيْرًا منِّي. فَلمَّا قُبِضَ، قالت أُمُّ سَلمةَ:
(1)
إسناده ضعيف، لضعف حميد المكي مولى ابن علقمة.
وانظر ما بعده.
(2)
إسناده ضعيف، محمد بن ثابت البناني متفق على ضعفه.
وأخرجه أحمد (12523).
وله شواهد ضعيفة استوفينا ذكرها في "المسند".
إنَّا للهِ وإنَّا إلَيْهِ راجِعُونَ، عِنْدَ اللهِ أحْتَسبُ مُصِيبتي، فَأْجُرْني فِيها
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ
(2)
من هذا الوَجْهِ.
وَرُوِي هذا الحديثُ من غَيْرِ هذا الوَجْهِ عن أُمِّ سَلَمةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
وأبو سَلَمةَ: اسْمهُ عَبد اللهِ بن عَبدِ الأسَدِ.
90 - باب
3821 -
حَدَّثَنا يُوسفُ بن عيسى، قَال: حَدَّثَنا الفَضْلُ بن موسى، قَال: حَدَّثَنا سَلَمةُ بن وَرْدانَ
عن أنَسِ بن مالكٍ: أنَّ رَجُلًا جَاءَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رَسولَ اللهِ، أيُّ الدُّعاءِ أفْضلُ؟ قال:"سَلْ رَبَّكَ العافِيةَ والمُعافاةَ في الدُّنْيا والآخِرةِ"، ثُمَّ أتاهُ في اليَوْمِ الثَّاني، فقال: يا رَسولَ اللهِ أيُّ الدُّعاءِ أفْضَلُ؟ فقال لهُ مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ أتاهُ في اليَوْمِ الثَّالثِ، فقال لهُ مِثْلَ ذلكَ. قال: "فإذا أُعْطِيتَ العَافِيةَ في الدُّنْيا وَأُعْطيتها
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (16343) و (16344)، وابن ماجه (1598)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1070) و (1072). ورواية بعضهم مطولة.
وانظر تخريج حديث أم سلمة الذي أشار إليه المصنف بإثر الحديث.
(2)
وقع في المطبوع و (ل): "حديث غريب"، والمثبت من سائر نسخنا الخطية، ونسخة المباركفوري، و"تحفة الأشراف" 5/ 281.
(3)
حديث أم سلمة حديث صحيح، أخرجه أحمد (26635)، ومسلم (918)، وأبو داود (3119)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1071).
في الآخِرةِ، فقد أفْلَحْتَ"
(1)
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ، إنَّما نَعْرِفهُ من حديثِ سَلَمةَ بن وَرْدانَ.
3822 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ بن سَعيدٍ، قَال: حَدَّثَنا جَعْفرُ بن سُليْمانَ الضُّبَعيُّ، عن كَهْمسِ بن الحَسنِ، عن عَبد اللهِ بن بُرَيْدةَ
عن عَائشةَ قالت: قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، أرَأيْتَ إنْ عَلِمْتُ أيَّ لَيْلةٍ لَيْلةَ القَدْرِ ما أقُولُ فِيها؟ قال:"قُولي: اللهُمَّ إنَّكَ عَفوٌّ تُحبُّ العَفْوَ، فاعْفُ عَنِّي"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
3823 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قَال: حَدَّثَنا عَبِيْدةُ بن حُمَيْدٍ عن يَزِيدَ بن أبي زِيادٍ، عن عَبد اللهِ بن الحارثِ
عن العَبَّاسِ بن عَبد المُطَّلبِ، قال: قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ عَلِّمْني شَيْئًا أسْألُهُ اللهَ عز وجل، قال:"سَلِ اللهَ العَافِيةَ"، فَمكثْتُ
(1)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد صعيف لضعف سلمة بن وَرْدان الليثي.
وأخرجه ابن ماجه (3848)، وهو في "المسند"(12291).
ويشهد له حديث العباس بن عبد المطَّلب، وحديث ابن عمر الآتيين عند المصنف برقم (3823) و (3824).
وله شواهد أخرى ذكرناها في "المسند".
(2)
حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (3850)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(872) و (873) و (875) و (876) و (877)، وهو في "المسند"(25384).
أيَّامًا، ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ عَلِّمْني شَيْئًا أسْألُهُ اللهَ. فقال لِي: "يا عَبَّاسُ، يا عَمَّ رَسولِ الله، سَلِ اللهَ العَافِيةَ في الدُّنْيا والآخِرةِ"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ، وَعَبد اللهِ: هو ابن الحارث بن نَوْفَلٍ، وقد سَمعَ من العَبَّاسِ بن عَبد المُطلبِ.
3824 -
حدثنا القاسم بن دِينارٍ الكوفي، قال: حدثنا إسحاق بن منصور الكوفي، عن إسرائيل، عن عبد الرحمن بن أبي بكر - هو المُلَيكي -، عن موسى بن عُقْبةَ، عن نافع، عن ابن عمر، قال:
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ما سُئِلَ اللهُ شيئًا أحَبَّ إليه من أن يُسألَ العافيةَ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرفه من هذا الوجه إلا من حديث
(1)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الكوفي.
وأخرجه أحمد (1766) و (1783).
ويشهد له حديث أنس بن مالك السالف برقم (3821)، وحديث ابن عمر التالي.
(2)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن أبي بكر المُلَيكي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 206، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1605، والحاكم 1/ 498، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(254) من طريقين عن عبد الرحمن بن أبي بكر، بهذا الإسناد.
وسيتكرر هذا الحديث برقم (3860).
ويشهد له ما قبله، وحديث أنس السالف برقم (3821).
عبد الرحمن بن أبي بكر المُلَيكي
(1)
.
91 - باب
3825 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا إبراهيمُ بن عُمرَ بن أبي الوَزيرِ، قَال: حَدَّثَنا زَنْفلُ بن عَبد اللهِ أبو عَبد اللهِ، عن ابن أبي مُليْكةَ، عن عَائشةَ
عن أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا أرَادَ أمرًا قال: "اللَّهُمَّ خِرْ لي وَاخْتَرْ لِي"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ زَنْفلٍ، وهو ضَعيفُ عِنْدَ أهْلِ الحديثِ. ويُقالُ لهُ: زَنْفلُ بن عَبد اللهِ العَرَفيُّ، وَكانَ يَسْكُنُ عَرفاتٍ، وَتفرَّدَ بهذا الحديثِ، ولا يُتابعُ عَليْهِ.
(1)
هذا الحديث وتعليق المصنف عليه أثبتناه في موضعه هنا من (س)، ولم يرد في هذا الموضع في سائر نسخنا الخطية، ولا في نسخة المباركفوري، وسيتكرر عند المصنف برقم (3861)، وهو هناك ثابت في جميع النسخ.
(2)
إسناده ضعيف لضعف زَنْفَل بن عبد الله العَرَفي.
وأخرجه أبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر"(44)، والبزار في "مسنده"(59)، وأبو يعلى (44)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 97، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(597)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1090، وتَمَّام الرازي في "فوائده - ترتيبه"(1590)، والسَّهمي في "تاريخ جرجان" ص 444، والقُضاعي في "مسند الشهاب"(1471)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(402)، والبغوي (1017)، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/ 395 من طريق زَنْفَل بن عبد الله، بهذا الإسناد.
92 - بابٌ
3826 -
حَدَّثَنا إسحاقُ بن مَنْصُورٍ، قال: أخبرنا حَبَّانُ بن هِلالٍ، قال: حَدَّثَنا أبان - هو ابن يَزيدَ العَطَّار -، قال: حَدَّثَنا يحيى، أنَّ زَيْدَ بن سَلَّام حَدَّثهُ، أنَّ أبا سَلَّام حَدَّثهُ
عن أبي مالكٍ الأشْعَرِيِّ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الوُضُوءُ شَطْرُ الإيمانِ، والحَمدُ للهِ تَمْلأُ المِيزَانَ، وَسُبْحانَ اللهِ وَالحَمدُ للهِ تملآنِ - أوْ تَمْلأُ - ما بَيْنَ السَّماواتِ والأرْضِ، والصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدقةُ بُرْهانٌ، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فبائعٌ نَفْسَهُ: فمُعْتِقُها، أوْ مُوبِقُها"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
93 - باب
3827 -
حَدَّثَنا الحَسنُ بن عَرفةَ، قَال: حَدَّثَنا إسماعيلُ بن عَيَّاشٍ، عن عَبد الرحمنِ بن زِيادٍ، عن عَبد اللهِ بن يَزِيدَ
عن عَبد اللهِ بن عَمْرٍو، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "التَّسْبِيحُ نِصْفُ المِيزَانِ، والحَمدُ للهِ يَمْلؤُهُ، ولا إله إلا اللهُ لَيْسَ لها دُونَ اللهِ حِجابٌ حتَّى تَخْلُصَ إلَيْهِ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا مسلم (223)، وابن ماجه (280)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 5 - 8، وفي "عمل اليوم والليلة"(168) و (169)، وهو في "مسند أحمد"(22902).
(2)
صحيح لغيره دون قوله: "ولا إله إلا الله
…
إلخ"، وهذا إسناد ضعيف =
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ، وَلَيْسَ إسْنادهُ بالقَويِّ.
3828 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، قَال: حَدَّثَنا أبو الأحْوَصِ، عن أبي إسحاقَ، عن جُرَيٍّ النَّهْديِّ
عن رَجُلٍ من بَني سُلَيْمٍ، قال: عَدَّهُنَّ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في يَدِي - أوْ في يَدهِ -: "التَّسْبيحُ نِصْفُ المِيزَانِ، والحَمدُ يَمْلَؤُهُ، والتَّكبيرُ يَملأُ ما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، والصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ، والطُّهُورُ نِصْفُ الإيمانِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ، وقد رَواهُ شُعبةُ وَسُفيانُ الثَّوْرِيُّ، عن أبي إسحاقَ.
94 - باب
3829 -
حَدَّثَنا محمدُ بن حاتمٍ المؤدِّبُ، قَال: حَدَّثَنا عَليُّ بن ثابتٍ، قال: حَدَّثَني قَيْسُ بن الرَّبيعِ - وَكَانَ من بَني أسَدٍ -، عن الأغَرِّ بن الصَّبَّاحِ، عن خَليفةَ بن حُصَيْنٍ
= لضعف عبد الرحمن بن زياد - وهو ابن أنْعُم الإفريقي -، وإسماعيل بن عياش الحِمْصي ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذا منها.
وانظر ما بعده.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل جُرَيٍّ - وهو ابن كُلَيب - النَّهْدي، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات.
وهو في "المسند"(18287).
وانظر حديث أبي مالك الأشعري السالف برقم (3826).
عن عَليِّ بن أبي طالبٍ، قال: أكْثرُ ما دَعا بهِ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشيَّةَ عَرفةَ في المَوْقِفِ: "اللَّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كالَّذِي تَقولُ، وَخَيْرًا مِمَّا نَقولُ، اللَّهُمَّ لَكَ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحْيايَ وَمَماتي، وإلَيْكَ مَآبي، وَلَكَ رَبِّ تُرَاثي، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من عَذابِ القَبْرِ، وَوَسْوسةِ الصَّدْرِ، وَشَتاتِ الأمْرِ، اللَّهمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من شَرِّ ما تَجِيءُ بهِ الرِّيحُ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ، وَلَيْسَ إسْنادهُ بالقَويِّ.
95 - باب
3830 -
حَدَّثَنا محمدُ بن حاتمٍ، قَال: حَدَّثَنا عَمَّارُ بن محمدٍ ابنُ أُخْتِ سُفيانَ الثَّوْرِيِّ، قال: حَدَّثَنا ليثُ بن أبي سُليمٍ، عن عَبد الرحمن بن سابطٍ
عن أبي أُمَامةَ، قال: دَعَا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِدُعاءٍ كَثِيرٍ لم نَحْفظْ مِنْهُ شَيْئًا، قُلْنا: يا رَسولَ اللهِ دَعَوْتَ بدُعاءٍ كَثيرٍ لم نَحْفظْ مِنْهُ شَيْئًا. فقال: "ألا أدُلُّكُمْ على ما يَجْمعُ ذَلكَ كُلَّهُ؟ تَقولُ: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ من خَيْرِ ما سَألكَ مِنْهُ نَبِيُّكَ محمدٌ، وَنَعُوذُ بكَ من شَرِّ ما اسْتعاذَ مِنْه نَبِيُّكَ محمدٌ، وأنْتَ المُسْتَعانُ، وَعَليكَ البَلاغُ، وَلا
(1)
إسناده ضعيف لضعف قيس بن الربيع الأسدي.
وأخرجه ابن خزيمة (2841)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3842)، والمحاملي في "الدعاء" كما في "إتحاف المهرة" 11/ 375 من طريقين عن قيس بن الرَّبيع، بهذا الإسناد.
حوْلَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
96 - باب
3831 -
حَدَّثَنا أبو موسى الأنْصارِيُّ، قال: حَدَّثَنا مُعاذُ بن مُعاذٍ، عن أبي كَعْبٍ صاحبِ الحَريرِ، قَال: حَدَّثَني شَهْرُ بن حَوْشَبٍ، قال:
قُلْتُ لأُمِّ سَلمةَ: يا أُمَّ المُؤْمِنينَ ما كَانَ أكْثرُ دُعاءِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا كَانَ عِنْدكِ؟ قالت: كَانَ أكْثر دُعائهِ: "يا مُقلِّبَ القُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبي على دِينكَ". قالت: فَقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ ما لأكثرِ دعائِكَ يا مُقلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبي على دِينكَ؟ قال: "يا أُمَّ سَلمةَ إنَّهُ لَيْسَ آدَميٌّ إلَّا وَقَلْبُه بَيْنَ أُصْبُعينِ من أصابعِ اللهِ، فَمن شَاءَ أقامَ، وَمن أشَاءَ أزَاغَ"
(2)
.
(1)
إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من أبي أمامة الباهلي فيما قاله ابن معين وابن القَطَّان الفاسي، وليث بن أبي سُليم ضعيف سيئ الحفظ.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(679)، والطبراني في "الكبير"(7791)، وفي "مسند الشاميين"(2278) من طريق معتمر بن سليمان، عن ليث، عن ثابت بن عجلان، عن أبي عبد الرحمن القاسم، عن أبي أمامة. وفيه ليث بن أبي سليم أيضًا، وهو ضعيف كما سلف.
(2)
حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وهو في "مسند أحمد" مطولًا ومختصرًا بالأرقام (26519) و (26576) و (26679).
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد برقم (6569)، وهو في =
فَتلا معاذٌ
(1)
: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8].
وفي البابِ عن عَائشةَ، والنَّوَّاسِ بن سِمْعانَ، وَأنَسٍ، وَجَابرٍ، وَعَبد اللهِ بن عَمْرٍو، وَنُعَيمِ بن هَمَّارٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
97 - باب
3832 -
حَدَّثَنا محمدُ بن حاتم المُؤدِّب، قال: حدثنا الحَكمُ بن ظُهَيْرٍ، قَال: حَدَّثَنا عَلْقمةُ بن مَرْثدٍ، عن سُليْمانَ بن بُرَيْدةَ
عن أبيهِ، قال: شَكَا خَالدُ بن الوَليدِ المَخْزُوميُّ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسولَ اللهِ ما أنامُ اللَّيْلَ من الأَرَقِ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إذا أوَيْتَ إلى فِراشكَ، فَقُلِ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبْعِ وما أظَلَّتْ، وَرَبَّ الأرَضِينَ وما أقلَّتْ، وَرَبَّ الشَّياطِينِ وَما أضَلَّتْ، كُنْ لِي جَارًا من شَرِّ خَلْقكَ كُلِّهمْ جَميعًا أنْ يَفْرُطَ عَليَّ أحدٌ منهُمْ أو أنْ يَبْغِيَ، عَزَّ جَارُكَ، وَجلَّ ثناؤُكَ، وَلا إله غَيْرُكَ، لا إله إلا أنْتَ"
(2)
.
= "صحيح مسلم"(2654)، وذكرنا بقية شواهده هناك.
(1)
هو معاذ بن معاذ العَنْبري المذكور في إسناد المصنِّف.
(2)
إسناده ضعيف جدًّا، الحكم بن ظُهَير الفزاري متروك الحديث، وكذَّبه ابن معين.
وأخرجه تامًّا ومختصرًا الطبراني في "الأوسط"(146)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 628، والمزي في "تهذيب الكمال" 7/ 102 - 103 من طرق عن الحكم بن ظهير، بهذا الإسناد.
هذا حديثٌ لَيْسَ إسْنادهُ بالقويِّ، والحَكمُ بن ظُهَيْرٍ قد تَركَ حديثهُ بَعْضُ أهْلِ الحديثِ.
وَيُرْوى هذا الحديثُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرسلًا من غَيْرِ هذا الوَجْهِ.
98 - باب
3833 -
حَدَّثَنا محمدُ بن حاتمٍ المُكْتِب، قَال: حَدَّثَنا أبو بَدْرٍ شُجاعُ بن الوَليدِ، عن الرُّحَيْلِ بن مُعاويةَ أخي زُهَيْرِ بن مُعاويةَ، عن الرَّقاشيِّ
عن أنَسِ بن مالكٍ، قال: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا كَرَبهُ أمْرٌ، قال:"يا حَيُّ يا قَيُّومُ، بِرَحْمتكَ أسْتغيثُ"
(1)
.
3834 -
وبإسْنادهِ قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
(1)
إسناده ضعيف لضعف الرَّقاشي، وهو يزيد بن أبان.
وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(337) من طريق شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث ابن مسعود، أخرجه الحاكم 1/ 509 من طريق النضر بن إسماعيل البجلي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإسناده ضعيف، عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود مختلف في سماعه من أبيه، وعبد الرحمن بن إسحاق - وهو الواسطي - والنضر بن إسماعيل البجلي ضعيفان.
"ألِظُّوا بِيا ذا الجَلالِ والإكْرامِ"
(1)
هذا حديثٌ غريبٌ، وقد رُوِي هذا الحديثُ عن أنَسٍ من غَيْرِ هذا الوَجْهِ.
3835 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قَال: حَدَّثَنا المُؤمَّلُ، عن حَمَّادِ بن سَلَمةَ، عن حُمَيْدٍ
(1)
حديث صحيح بطرقه وشواهده، يزيد بن أبان الرَّقاشي، وإن كان ضعيفًا قد توبع.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي 3/ 395، والطبراني في "الدعاء"(93)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2561 من طريقين عن يزيد الرقاشي، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق حميد، عن أنس في الذي بعده.
وله شاهد من حديث ربيعة بن عامر رواه أحمد (17596)، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن حسان - من أهل بيت المقدس، وكان شيخًا كبيرًا حسن الفهم - عن ربيعة بن عامر رفعه "ألظُّوا بيا ذا الجلال والإكرام" وهذا إسناد صحيح.
وثان من حديث أبي هريرة عند الحاكم 1/ 499، وإسناده ضعيف، فيه رشْدِين بن سعد، وهو ضعيف.
وثالث من حديث ابن عمر عند ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" 3/ 396، وإسناده حسن.
وقوله: "ألِظُّوا" أي: الْزَمُوه واثْبُتوا عليه، وأكْثِروا من قوله والتلَفُّظ به في دعائكم، يقال: ألَظَّ بالشيء يُلِظُّ إلْظاظًا: إذا لَزِمَه وثابرَ عليه. "النهاية" 4/ 252.
عن أنَسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"ألِظُّوا بِيا ذا الجَلالِ والإكْرَامِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ وَلَيْسَ بمَحْفُوظٍ، وإنَّما يُرْوى هذا عن حَمَّادِ بن سَلمةَ، عن حُمَيْدٍ، عن الحَسنِ البَصْريِّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
. وهذا أصَحُّ، والمُؤمَّلُ غَلِطَ فيهِ، فقال: عن حُمَيْدٍ، عن أنَسٍ. وَلا يُتابعُ فيهِ.
99 - باب
3836 -
حَدَّثَنا الحَسنُ بن عَرفةَ، قَال: حَدَّثَنا إسماعيلُ بن عَيَّاشٍ، عن عَبد اللهِ بن عَبد الرحمنِ بن أبي حُسَينٍ، عن شَهْرِ بن حَوْشَبٍ
عن أبي أُمامةَ الباهليِّ، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "من أوَى إلى فِراشهِ طاهرًا يَذْكُرُ الله حتَّى يُدْرِكَهُ النُّعَاسُ، لم
(1)
حديث صحيح بطرقه وشواهده كسابقه، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ مؤمل - وهو ابن إسماعيل البصري -، لكنه قد توبع كما سيأتي.
وأخرجه أبو يعلى الموصلي (3833)، والطبراني في "الدعاء"(94) من طريقين عن مؤمل بن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" 3/ 396، وابن السبط في "فوائده" كما في "المداوي" لأحمد الغماري 2/ 239 من طريق رَوْحِ بن عُبادةَ، عن حماد بن سلمة، به.
قلنا: وهذه متابعة قوية لمؤمل بن إسماعيل؛ فإن روح بن عبادة ثقة حافظ، وقد احتج به الشيخان وأصحاب السنن، والله أعلم.
وانظر ما قبله.
(2)
هذا المرسل أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 192 عن أبيه، عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل التَّبُوذكي، عن حماد بن سلمة، عن ثابت وحميد وصالح المعلم، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
يَنْقلِبْ ساعةً من اللَّيْلِ يَسْألُ اللهَ شَيْئًا من خَيْرِ الدُّنْيا والآخِرةِ إلَّا أعْطاهُ اللهُ إيَّاهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ
(2)
.
(1)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شهر بن حوشب ضعيف، وإسماعيل بن عياش الحِمْصي مخلِّط في روايته عن غير الشاميين، وهذا منها، فإن شيخه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين مكيٌّ، ثم قد اختلف فيه على شهر بن حوشب كما سيأتي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7568)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(719) من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 640 من طريق حكيم بن نافع الرَّقِّي، عن الأعمش، عن شِمْر، عن شهر، عن أبي أمامة. وحكيم بن نافع الرقي ضعيف.
ورواه شهر بن حوشب، عن أبي ظَبْيَة السُّلَفي (بضم السين نسبة إلى سُلَف: بطن من كَلاع، وكلاع: بطن من حمير) عن عمرو بن عَبَسَة كما ذكر المصنف بإثر الحديث، ويأتي تخريجه.
ورواه أيضًا عن أبي ظبية، عن معاذ بن جبل، أخرجه أحمد (22048) و (22092) و (22114)، وأبو داود (5042)، وابن ماجه (3881)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(805) و (806).
وله طريق آخر صحيح عن معاذ بن جبل، أخرجه أحمد (22048) و (22049) و (22092)، وأبو داود (5042)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(805) و (806) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أبي ظبية، عن معاذ.
(2)
وقع في المطبوع: "حسن غريب"، والمثبت من نسخنا الخطية عدا (ل)، ومن "تحفة الأشراف" 4/ 172، وفي (ل):"حديث غريب" فقط.
وقد رُوِي هذا أيْضًا عن شَهْرِ بن حَوْشبٍ، عن أبي ظَبْيةَ، عن عَمْرِو بن عَبَسةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
100 - باب
3837 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قَال: حَدَّثَنا وَكيعٌ، قَال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن الجُرَيْريِّ، عن أبي الوَرْدِ، عن اللَّجْلاجِ
عن مُعاذِ بن جَبلٍ، قال: سَمعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَدْعُو يَقولُ: اللهُمَّ إنِّي أسْألُكَ تَمامَ النِّعْمةِ. فقال: "أيُّ شَيْءٍ تَمامُ النِّعْمةِ؟ " قال: دَعْوةٌ دَعَوْتُ بِها أرْجُو بِها الخَيْرَ. قال: "فإنَّ مِنْ تَمام النِّعْمةِ دُخُولَ الجنَّةِ، والفَوْزَ من النَّارِ".
وَسَمعَ رَجُلًا وهو يَقولُ: يا ذا الجلالِ والإكْرامِ. فقال: "قد اسْتُجيبَ لَكَ، فَسَلْ".
وَسَمعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا وهو يَقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ الصَّبْرَ. فقال: "سألْتَ الله البَلاءَ، فَسلْهُ العافِيةَ"
(2)
.
3838 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قَال: حَدَّثَنا إسماعيلُ بن إبراهيمَ، عن الجُرَيْريَّ، بهذا الإسْنادِ نَحوهُ
(3)
.
(1)
أخرجه من هذا الطريق أحمد (17021)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(807) و (808) و (809).
وانظر ما قبله.
(2)
حديث حسن، وهو في "مسند أحمد"(22017) و (22056).
(3)
حديث حسن كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
3839 -
حَدَّثَنا عَليُّ بن حُجْرٍ، قَال: حَدَّثَنا إسماعيلُ بن عَيَّاشٍ، عن محمدِ بن إسحاقَ، عن عَمْرِو بن شُعَيْبٍ، عن أبيهِ
عن جَدِّهِ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا فَزعَ أحَدُكُمْ في النَّوْمِ، فَلْيقُلْ: أعُوذُ بِكَلماتِ اللهِ التَّامَّةِ من غَضبهِ وَعِقابهِ، وَشَرِّ عِبادهِ، ومن هَمَزَاتِ الشَّياطينِ، وَأنْ يَحْضُرُونِ، فَإنَّها لن تَضُرَّهُ". فكانَ عَبد اللهِ بن عَمْرِو يُلَقِّنُها من بَلغَ من وَلدهِ، ومن لم يَبْلُغْ مِنْهُمْ، كَتبَها في صَكٍّ، ثُمَّ عَلَّقَها في عُنقهِ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
101 - باب
3840 -
حَدَّثَنا الحَسنُ بن عَرفةَ، قَال: حَدَّثَنا إسماعيلُ بن عَيَّاشٍ، عن محمدِ بن زِيادٍ، عن أبي رَاشدٍ الحُبْرانيِّ، قال:
أتَيْتُ عَبد اللهِ بن عَمْرِو بن العَاصِ، فَقُلْتُ لهُ: حَدِّثْنا مِمَّا سَمِعتَ من رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَألْقَى إلَيَّ صَحيفةً، فقال: هذا ما
(1)
حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق مدلِّس، وقد عنعن.
وأخرجه أحمد (6696)، وأبو داود (3893)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (765) و (766). وعند النسائي في الموضع الثاني: أن خالد بن الوليد هو الذي كان يَفْزَع في منامه، فعلَّمه النبيُّ صلى الله عليه وسلم هذه الكلمات.
وانظر شواهده في "المسند".
كَتَبَ لِي رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال: فَنظَرْتُ فِيها، فإذا فِيها: أنَّ أبا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، قال: يا رَسولَ اللهِ عَلِّمْني ما أقُولُ إذا أصْبَحْتُ وإذا أمْسَيْتُ، فقال:"يا أبا بَكْرٍ قُل: اللَّهُمَّ فَاطرَ السَّماواتِ والأرْضِ، عَالمَ الغَيْبِ والشَّهادةِ، لا إله إلَّا أنْتَ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَليكَهُ، أعُوذُ بكَ من شَرِّ نَفْسي، ومن شَرِّ الشَّيْطانِ وَشِرْكهِ، وَأنْ أقْتَرِفَ على نَفْسي سُوءًا، أوْ أجُرَّهُ إلى مُسْلمٍ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
102 - باب
3841 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا محمدُ بن جَعْفرٍ، قَال: حَدَّثَنا شُعبةُ، عن عَمْرِو بن مُرَّةَ، قال: سَمِعت أبا وَائلٍ، قال:
سَمِعتُ عَبد اللهِ بن مَسْعُودٍ، يَقولُ: قُلْتُ لهُ: أنْتَ سمِعتَهُ من عَبد اللهِ؟ قال: نَعَمْ، وَرَفَعهُ أنَّهُ قال:"لا أحدَ أغْيرُ من اللهِ، ولذلكَ حَرَّمَ الفَواحِشَ مَا ظَهرَ مِنْها وَما بَطَنَ، وَلا أحدَ أحَبُّ إلَيْهِ المَدْحُ من اللهِ، ولذلكَ مَدَحَ نَفْسهُ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، إسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منها، وباقي رجاله ثقات.
وهو في "المسند"(6851).
وذكرنا شواهده في "المسند" عند الرواية رقم (6597).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (4634)، ومسلم (2760)، والنسائي في "الكبرى"(11173) و (11183)، وهو في "المسند"(3616)، و"صحيح ابن =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ
(1)
.
103 - باب
3842 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا اللَّيْثُ، عن يَزيدَ بن أبي حَبيبٍ، عن أبي الخَيْرِ، عن عَبد اللهِ بن عَمْرٍو
عن أبي بَكْر الصِّدِّيقِ أنَّهُ قال: يا رَسولَ اللهِ، عَلِّمني دُعاءً أدْعُو بهِ في صَلاتي. قال:"قُلِ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلمْتُ نَفْسي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فاغْفِرْ لِي مَغْفرةً من عِنْدكَ، وارْحَمْني، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحيمُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ
(3)
، وهو حديثُ لَيْثِ بن سَعْدٍ.
وأبو الخَيرِ: اسْمهُ مَرْثَدُ بن عَبد اللهِ اليزَنيُّ
(4)
.
= حبان" (294).
(1)
وقع في المطبوع: "حسن صحيح غريب من هذا الوجه"، وفي (ل):"صحيح غريب من هذا الوجه"، والمثبت من سائر نسخنا الخطية، ونسخة المباركفوري، و"تحفة الأشراف" 7/ 50.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (834)، ومسلم (2705)، وابن ماجه (3835)، والنسائي 3/ 53، وهو في "المسند"(8)، و"صحيح ابن حبان"(1976).
(3)
وقع في المطبوع و (د): "حسن غريب"، وفي (أ) و"تحفة الأشراف" 5/ 297:"حسن صحيح"، وفي (س):"صحيح غريب"، وما أثبتناه من (ل) والنسخة التي شرح عليها المباركفوري.
(4)
جاء بعد هذا في المطبوع: "3532 - حدثنا محمود بن غَيْلان، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان، عن يزيدَ بن أبي زيادٍ، عن عبد الله بن =
104 - باب
3843 -
حَدَّثَنا محمدُ بن حُمَيْدٍ الرَّازيُّ، قَال: حَدَّثَنا الفَضْلُ بن موسى، عن الأعْمَشِ
عن أنَسِ بن مالكٍ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بشَجرةٍ يابِسةِ الوَرَقِ، فَضربَها بِعَصاهُ، فَتناثرَ الوَرقُ، فقال:"إنَّ الحَمدَ للهِ، وَسُبْحانَ اللهِ، ولا إله إلَّا اللهُ، واللهُ أكْبرُ، لَتُساقِطُ من ذُنُوبِ العَبْدِ كَما تَسَاقطَ وَرقُ هذه الشَّجرةِ"
(1)
.
= الحارث، عن المُطَّلِب بن أبي وَدَاعةَ، قال: جاء العَبَّاسُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكأنَّه سمع شيئًا، فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"من أنا؟ " فقالوا: أنت رسولُ اللهِ عليك السَّلامُ. قال: "أنا محمدُ بن عد الله بن عبد المُطَّلِب، إن الله خَلَقَ الخَلْقَ، فجعلني في خيرِهم فِرْقةً، ثم جعلهم فِرْقَتين، فجعلني في خيرهم فِرْقةً، ثم جعلهم قبائلَ، فجعلني في خيرهم قبيلةً، ثم جعلهم بُيُوتًا، فجعلني في خيرهم بَيْتًا، وخيرِهم نَسَبًا"، هذا حديث حسن". وهذا الحديث لم يرد في أصولنا الخطية في هذا الموضع إلا في (ل)، ولا مناسبة لإيراده هنا، ومحلُّه الصحيح كتاب المناقب، وقد ذكره المصنف هناك برقم (3608) كما في أصولنا الخطية جميعًا، والنسخة التي شرح عليها المباركفوري، و"تحفة الأشراف" 8/ 390. وهو حديث حسن بشواهده، وإسناده هذا ضعيف، فيه يزيد بن أبي زياد - وهو الهاشمي الكوفي - ضعيف، وقد اضطرب في إسناده كما بيناه في "المسند" عند حديث العباس بن عد المطلب رقم (1788)، وحديث عبد المطلب - أو المطلب - بن ربيعة رقم (17517)، وذكرنا شاهده هناك.
(1)
حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الأعمش لم يسمع من أنس كما قال المصنف وغيره، ومحمد بن حميد الرازي ضعيف، لكنه قد توبع، وقد جاء الحديث من طريق آخر موصول.
وهو في "المسند"(12534).
هذا حديثٌ غريبٌ، ولا نَعْرفُ للأعْمَشِ سَماعًا من أنَسٍ إلَّا أنَّهُ قد رآهُ وَنظرَ إليْهِ
(1)
.
3844 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا اللَّيْثُ، عن الجُلاحِ أبي كَثيرٍ، عن أبي عَبد الرحمنِ الحُبُليِّ
عن عُمارةَ بن شَبِيبٍ السَّبَئي، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من قال: لا إله إلَّا اللهُ وَحْدهُ لا شَرِيكَ لهُ، لهُ المُلْكُ وَلهُ الحمدُ، يُحْيي وَيُميتُ، وهو على كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ على إثْرِ المَغرِبِ، بَعثَ اللهُ لهُ مَسْلَحةً يَحْفَظُونهُ من الشَّيْطانِ حتَّى يُصْبِحَ، وَكُتِبَ لهُ بها عَشْرُ حَسناتٍ مُوجِباتٍ، ومُحِيَ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئاتٍ مُوبِقاتٍ، وَكانتْ لهُ بِعَدْلِ عَشْرِ رِقَابٍ مُؤْمِناتٍ"
(2)
.
(1)
من قوله: "ولا نعرف" إلى هنا سقط من المطبوع.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن عُمارة - أو عمارًا - ابن شبيب السَّبئي مختلف في صحبته، ولم يرو عنه غير أبي عبد الرحمن الحُبُلِي - وهو عبد الله بن يزيد المَعَافِري - هذا الحديث الواحد، وقد اختلف عليه فيه كما سيأتي.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(577 م)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 249، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 140 من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(578) من طريق عمرو بن الحارث، عن الجلاح أبي كثير، عن أبي عبد الرحمن المَعَافري، أن عمارًا السَّبئي حدثه، أن رجلًا من الأنصار حدثه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وللحديث شاهد عن أبي ذرٍّ الغِفَاري، وعن أبي هريرة، سلفا عند المصنف برقمي (3780) و (3773). =
هذا حديثٌ حسن غريبٌ
(1)
لا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ لَيْثٍ بن سَعْدٍ، وَلا نَعْلَمُ لعُمارةَ بن شَبِيبٍ سَماعًا من النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
105 - باب في فَضْلِ التَّوْبةِ والاسْتِغْفارِ وما ذُكِرَ من رَحْمةِ اللهِ لِعبادهِ
3845 -
حَدَّثنا ابن أبي عُمرَ، قَال: حَدَّثَنا سُفيان، عن عَاصمِ بن أبي النَّجُودِ، عن زِرِّ بن حُبَيْشٍ، قال:
أتَيتُ صَفْوانَ بن عَسَّالٍ المُراديَّ أسْألهُ عن المَسْحِ على الخُفَّينِ، فقال: ما جَاءَ بِكَ يا زِرُّ؟ فَقُلْتُ: ابْتِغاءَ العلمِ، فقال: إنَّ الملائكةَ لتَضعُ أجْنِحتَها لِطالبِ العلمِ رِضًا بِما يَطْلُبُ. فَقُلْت: إنَّه حَكَّ في صَدْرِي المَسْحُ على الخُفَّيْنِ بَعْدَ الغَائطِ وَالبَوْلِ، وَكُنْتَ امْرأً من أصْحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجئْتُ أسْألُكَ هَلْ سَمِعتَهُ يَذْكُرُ في ذلكَ شَيْئًا، قال: نَعَمْ، كَانَ يأمُرنا إذا كُنَّا سَفْرًا - أوْ مُسافِرينَ - أنْ لا نَنْزِعَ خِفَافنا ثَلاثةَ أيَّامٍ وَلَيالِيَهُنَّ إلَّا من جنابةٍ، لكنْ من غَائطٍ
= وله شواهد أخرى استوفيناها في "المسند" عند حديث أبي ذرٍّ رقم (17990)، وبعضها في "الصحيحين".
وقوله: "مَسْلَحة يحفظونه": هم القوم الذين يحفظون الثُّغُور من العدوِّ، وسُمُّوا مَسْلَحةً؛ لأنهم يكونون ذوي سلاح، أو لأنهم يسكنون المَسْلَحة، وهي كالثَّغْر والمَرْقَب يكون فيه أقوامٌ يَرْقُبون العَدُوَّ لئلا يَطْرُقَهم على غَفْلَة، فإذا رأوه، أعلموا أصحابَهم ليتأَهَّبوا له. "النهاية" 2/ 388.
(1)
وقع في (ل) و (س) و"تحفة الأشراف" 7/ 488: "غريب" فقط، والمثبت من (أ) و (د) والنسخة التي اعتمدها المباركفوري في شرحه.
وَبَوْلٍ وَنَوْمٍ.
قال: فَقُلْتُ: هَلْ سَمِعتَهُ يَذْكُرُ في الهَوَى شَيْئًا؟ قال: نَعَمْ، كُنَّا مَعَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ، فَبيْنا نَحْنُ عِنْدهُ، إذْ ناداهُ أعْرابيٌّ بِصَوْتٍ لهُ جَهْوَرِيٍّ: يا محمدُ، فَأجابهُ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على نَحوٍ من صَوْتهِ:"هاؤُمُ" وَقُلْنا لهُ: وَيْحكَ اغْضُضْ من صَوْتكَ، فإنَّكَ عِنْدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقد نُهيتَ عن هذا. فقال: واللهِ لا أغْضُضُ. قال الأعْرابيُّ: المَرْءُ يُحِبُّ القَوْمَ وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهمْ، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"المَرْءُ مَعَ من أحبَّ يَوْمَ القِيامةِ".
فما زَالَ يُحدِّثُنا حتَّى ذَكَرَ بابًا من قِبلِ المَغْربِ مَسِيرةُ عَرْضهِ، أوْ يَسيرُ الرَّاكبُ في عَرْضهِ أرْبَعينَ، أوْ سَبْعينَ عَامًا - قال سُفيانُ: قِبلَ الشَّامِ - خَلقهُ اللهُ يَوْمَ خَلقَ السَّماواتِ والأرْضَ مَفْتُوحًا - يَعْني لِلتَّوْبةِ - لا يُغْلَقُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
3846 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن عَبْدةَ الضَّبِّيُّ، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عن عَاصمٍ، عن زِرٍّ بن حُبَيْشٍ، قال:
أتَيْتُ صَفْوان بن عَسَّالٍ المُراديَّ، فقال لي: ما جَاءَ بِكَ؟
(1)
بعضه صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن أبي النَّجود، وباقي رجاله ثقات. وهو بتمامه في "المسند" برقم (18095).
وقد سلف مختصرًا عند المصنف برقم (2545)، وذكرنا تخريجه هناك، وسيأتي بتمامه في الذي بعده.
قُلْتُ: ابْتغاءَ العلمِ. قال: بَلَغني أنَّ الملائكةَ تَضعُ أجْنِحتَها لطالبِ العلمِ رِضًا بِما يَفْعلُ. قال: قُلْتُ لهُ: إنَّهُ حَاكَ - أوْ قال: حَكَّ - في نَفْسي شَيْءٌ من المَسْحِ على الخُفَّينِ، فَهل حَفِظْتَ من رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيهِ شَيْئًا؟ قال: نَعَمْ، كُنَّا إذا كُنَّا سَفْرًا - أو مُسافرينَ - أُمِرْنا أنْ لا نَخْلعَ خِفَافنا ثلاثًا إلَّا من جَنابةٍ، ولكنْ من غَائطٍ وَبَوْلٍ وَنَوْمٍ.
قال: فَقُلْتُ: فَهلْ حَفِظْتَ من رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الهَوى شَيْئًا؟ قال: نَعَمْ، كُنَّا مَعَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في بَعْضِ أسْفارهِ، فَناداهُ رَجُلٌ كَانَ في آخرِ القَوْمِ بِصَوْتٍ جَهْوَريٍّ أعْرابيٌّ جِلْفٌ جافٍ، فقال: يا محمدُ، يا محمدُ. فقال لهُ القَوْمُ: مَهْ، إنَّكَ قد نُهيتَ عن هذا فأجابهُ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على نحوٍ من صَوْتهِ:"هاؤُمُ" فقال: الرَّجُلُ يُحِبُّ القَوْمَ وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهمْ. قال: فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "المَرْءُ مَعَ من أحَبَّ".
قال زِرٌّ: فَما بَرِحَ يُحدِّثُني حتَّى حَدَّثَني أنَّ الله عز وجل جَعلَ بالمَغْربِ بابًا عَرْضُهُ مَسيرةُ سَبْعينَ عامًا للتَّوْبةِ، لا يُغْلَقُ ما لم تَطْلُعِ الشَّمْسُ من قِبلهِ، وذلكَ قَوْلُ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} الآية
(1)
[الأنعام: 158].
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
(1)
بعضه صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
106 - باب
3847 -
حَدَّثَنا إبراهيمُ بن يَعْقُوبَ، قَال: حَدَّثَنا عليُّ بن عَيَّاشٍ الحِمْصيُّ، قَال: حَدَّثَنا عَبد الرحمنِ بن ثَابتِ بن ثَوْبانَ، عن أبيهِ، عن مَكْحُولٍ، عن جُبَيْرِ بن نُفَيْرٍ
عن ابن عُمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ اللهَ يَقْبلُ تَوْبةَ العَبْدِ ما لم يُغَرغِرْ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
3848 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا أبو عامرٍ العَقَدِيُّ، عن عَبد الرحمن بن ثابتِ بن ثَوْبانَ، عن أبيهِ، عن مَكحُولٍ، عن جُبَيْر بن نُفَيْرٍ، عن ابن عُمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحوَهُ بِمَعناهُ
(2)
.
وقد رُوِيَ هذا الحديثُ عن مكحول بإسنادٍ له عن أبي ذَرٍّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوَ هذا
(3)
.
(1)
إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه ابن ماجه (4253)، وهو في "المسند"(6160)، و"صحيح ابن حبان"(628).
وقوله: "ما لم يُغَرْغِر": من الغَرْغَرة، أي: ما لم تَبلُغِ الرُّوح إلى الحُلْقُوم، يعني ما لم يَتيقَّنْ بالموت، فإن التَّوبةَ بعد تيقُّن الموت لا يُعتدُّ بها. "تحفة الأحوذي" 9/ 365.
(2)
إسناده حسن كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
(3)
من قوله: "وقد روي" إلى هنا زيادة من (س) وحدها، وقد جاءت فيها وفي المطبوع في التعليق على حديث أبي هريرة التالي، وإلحاقها هناك خطأ من =
107 - باب
3849 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا المُغيرةُ بن عَبد الرحمنِ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأعْرَجِ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "للهُ أفْرَحُ بِتَوْبةِ أحدِكُمْ من أحَدِكُمْ بِضالَّتهِ إذا وَجَدها"
(1)
.
وفي الباب عن ابن مَسْعُودٍ، والنُّعْمانِ بن بَشِيرٍ، وَأنسٍ.
وهذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ من حديث أبي الزِّناد
(2)
.
= النساخ بلا شك، والصواب إثباتها في موضعها هنا، والله أعلم.
وحديث أبي ذرٍّ هذا أخرجه أحمد (21523)، وابن حبان (627) من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن عمر بن نُعيم، عن أسامة بن سلمان، عن أبي ذرٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليَغفِرُ لعَبْدِه ما لم يَقَعِ الحِجابُ" قالوا: يا رسول الله، وما الحجابُ؟ قال:"أن تموتَ النَّفسُ وهى مشركةٌ". وإسناده ضعيف لجهالة عمر بن نُعيم وشيخِه أسامة بن سلمان.
ورواه بعضهم كما عند أحمد (21522)، عن عبد الرحمن بن ثابت بإسقاط:"أسامة بن سلمان" من إسناده، وأسقط بعضهم من إسناده "عمر بن نعيم" كما عند ابن حبان (626)، وكلاهما خطأ، والصواب الأول، والله أعلم.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2675)، وابن ماجه (4247)، وهو في "المسند"(8192)، و"صحيح ابن حبان"(621).
(2)
قوله: "من حديث أبي الزناد" أثبتناه من (ل) فقط.
108 - بابٌ
3850 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا اللَّيْثُ، عن محمدِ بن قَيْسٍ قاصِّ عُمرَ بن عَبد العزِيزِ، عن أبي صِرْمةَ
عن أبي أيُّوبَ، أنَّهُ قال حِينَ حَضرَتهُ الوَفاةُ: قد كَتَمْتُ عَنْكُمْ شَيْئًا سَمِعتُهُ من رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَمِعْتُ رَسول اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ:"لَولا أنَّكم تُذْنِبُونَ، لَخلقَ اللهُ خَلْقًا يُذْنِبُونَ، فيَغْفِرُ لَهُمْ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
وقد رُوِيَ هذا عن محمدِ بن كَعْبٍ، عن أبي أيُّوبَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوهُ.
3851 -
حَدَّثَنا بذلكَ قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا عَبد الرحمنِ بن أبي الرِّجالِ، عن عُمرَ مَوْلَى غُفْرةَ، عن محمدِ بن كَعْبٍ القُرظيِّ، عن أبي أيُّوبَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحوهُ
(2)
.
وغُفْرَة: هي ابنةُ رَباحٍ، أختُ بلال بن رباح مُؤذِّنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
109 - باب
3852 -
حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن إسحاقَ الجَوْهَريُّ البَصْرِيُّ، قَال: حَدَّثَنا أبو عَاصمٍ، قَال: حَدَّثَنا كَثِيرُ بن فَائدٍ، قَال: حَدَّثَنا سَعيدُ بن عُبَيْدٍ، قال:
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2748)، وهو في "المسند"(23515). وسيأتي في الذي بعده.
(2)
حديث صحيح كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
(3)
من قوله: "وغُفْرة" إلى هنا أثبتناه من (س) وحدها.
سَمِعتُ بَكْرَ بن عَبد اللهِ المُزَنيَّ، يَقولُ:
حَدَّثَنا أنَسُ بن مَالكٍ، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "قال اللهُ تبارك وتعالى: يا ابن آدَمَ إنَّكَ ما دَعَوْتَني وَرَجَوْتَني، غَفرْتُ لكَ على ما كَانَ فِيكَ وَلا أُبَالي، يا ابن آدَمَ لَو بَلغَتْ ذُنُوبُكَ عَنانَ السَّماءِ، ثُمَّ اسْتَغْفرْتَني، غَفرتُ لكَ وَلا أُبالي، يا ابن آدَمَ إنَّكَ لو أتَيْتَني بِقُرابِ الأرْضِ خَطايا، ثُمَّ لَقِيتَني لا تُشْرِك بي شَيْئًا، لأتَيْتُك بِقُرابِها مَغْفرةً"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ
(2)
لا نَعْرِفهُ إلا من هذا الوَجْهِ.
110 - باب
3853 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قال: حَدَّثَنا عَبد العزيزِ بن محمدٍ، عن العَلاءِ بن عَبد الرحمنِ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "خَلقَ اللهُ مِئةَ رَحْمةٍ، فَوضعَ رَحْمةً واحدةَ بَيْنَ خَلْقِهِ يَتَراحَمُونَ بها، وَعِنْدَ الله تِسْعةٌ
(1)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال كثير بن فائد، فقد روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
وله شاهد من حديث أبي ذرٍّ الغِفَاري عند أحمد (21472)، وهو حسن.
قوله: "قُراب الأرض" بضم القاف وكسرها، أي: ما يُقارب مَلأَها.
(2)
وقع في المطبوع: "حديث غريب"، والمثبت من أصولنا الخطية جميعًا، ونسخة المباركفوري، و"تحفة الأشراف" 1/ 102.
وَتِسْعُونَ رَحْمةً"
(1)
.
وفي البابِ عن سَلْمانَ، وَجُندُبِ بن عَبد اللهِ بن سُفيانَ البَجَليِّ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
111 - باب
3854 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا عَبد العزِيزِ بن محمدٍ، عن العَلاءِ بن عَد الرحمنِ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"لو يَعْلمُ المؤْمِنُ ما عِنْدَ اللهِ من العُقُوبةِ ما طَمِعَ في الجنَّةِ أحدٌ، وَلو يَعْلمُ الكافرُ ما عِنْدَ الله من الرَّحْمةِ ما قَنَطَ من الجنَّةِ أحدٌ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ لا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ العَلاءِ بن عَبد الرحمنِ، عن أبيهِ، عن أبي هُريرةَ.
112 - باب
3855 -
حَدَّثَنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا اللَّيْثُ، عن ابن عَجْلانَ، عن أبيهِ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (8415)، والبخاري (6000) و (6469)، ومسلم (2752)، وابن ماجه (4293)، وروايتهم مطولة.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6469)، ومسلم (2755)، وهو في "المسند"(8415)، و"صحيح ابن حبان"(345) و (656). ورواية بعضهم مطولة.
عن أبي هُريرةَ، عن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّ اللهَ حِينَ خَلقَ الخلْقَ كَتبَ بِيدهِ على نَفْسهِ: إنَّ رَحْمتي تَغْلِبُ غَضَبي"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ
(2)
.
3856 -
حَدَّثَنا محمدُ بن أبي ثَلْجٍ رَجُلٌ من أهْلِ بَغدادَ أبو عَبد اللهِ صاحبُ أحمدَ بن حَنْبلٍ، قَال: حَدَّثَنا يُونسُ بن محمدٍ، قَال: حَدَّثَنا سَعيدُ بن زَرْبيٍّ، عن عَاصمٍ الأحْوَلِ وَثَابتٍ
عن أنَسٍ، قال: دَخلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المَسْجدَ وَرَجُلٌ قَد صَلَّى وهو يَدْعُو وهو يَقولُ في دُعَائهِ: اللهُمَّ لا إله إلا أنْتَ المَنَّانُ، بَديعُ السَّماواتِ والأرْضِ، ذا الجَلالِ والإكْرَامِ. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أتَدْرُونَ بِمَ دَعَا اللهَ؟ دَعَا اللهَ باسْمهِ الأعْظمِ، الذِي إذا دُعي بهِ أجابَ، وإذا
(1)
حديث صحيح دون قوله: "بيده"، فهي زيادة شاذة لم يروها عن أبي هريرة سوى عجلان وقد خالف من هو أوثق منه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 180، وابن ماجه (189) و (4295)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 19 و 134، وابن حبان (6145) من طرق عن محمد بن عجلان، بهذا الإسناد.
وأخرجه دون هذه الزيادة أحمد (7500) والبخاري (3194) و (7422) و (7453)، ومسلم (2751)(14)، والنسائي في "الكبرى"(7703) و (7709) والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 395 - 396 من طُرُقٍ عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
(2)
وقع في المطبوع: "حسن صحيح غريب"، والمثبت من أصولنا الخطية جميعًا، وشرح المباركفوري، و"تحفة الأشراف" 10/ 250.
سُئلَ بهِ أعْطَى"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
وقد رُوِي من غَيْرِ هذا الوَجْهِ عن أنَسٍ.
113 - باب
3857 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن إبراهيمَ الدَّوْرقيُّ، قَال: حَدَّثَنا رِبْعيُّ بن إبراهيمَ، عن عَبد الرحمنِ بن إسحاقَ، عن سَعيدِ بن أبي سَعيدٍ المَقْبُرِيِّ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "رَغِمَ أنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدهُ، فلم يُصلِّ عَليَّ، وَرَغِمَ أنْف رَجلٍ دَخلَ عَليهِ رَمَضانُ، ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أنْ يُغْفرَ لهُ، وَرَغِمَ أنْفُ رَجُلٍ أدْركَ عِنْدهُ أبواهُ الْكِبرَ، فلم يُدْخِلاهُ الْجنَّةَ". قال عَبد الرحمن: وَأظُنُّهُ قال: أوْ أحَدُهُما
(2)
.
وفي البابِ عن جَابرٍ، وَأنَسٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الْوَجْهِ.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، فيه سعيد بن زَرْبي، وهو منكر الحديث، لكن قد روي الحديث من وجوه أخرى صحيحة عن أنس.
وأخرجه أبو داود (1495)، وابن ماجه (3858)، والنسائي 3/ 52، وهو في "المسند"(12205)، و"صحيح ابن حبان"(893).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (7451)، ومسلم (2551)، وابن حبان (908). ورواية مسلم مختصرة.
وَرِبْعيُّ بن إبراهيمَ: هو أخُو إسماعيلَ بن إبراهيمَ، وهو ثِقةٌ، وهو ابن عُليَّةَ.
وَيُرْوى عن بَعْضِ أهْلِ الْعلمِ قال: إذا صلَّى الرَّجُلُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً في المَجْلسِ، أجْزَأ عَنْهُ مَا كَانَ في ذلك المَجْلسِ.
3858 -
حَدَّثنا يحيى بن موسى وَزِيادُ بن أيُّوبَ
(1)
، قَالَا: حَدَّثَنا أبو عَامرٍ الْعَقَدِيُّ، عن سُليْمانَ بن بِلالٍ، عن عُمارةَ بن غَزيَّةَ، عن عَبد اللهِ بن عَليِّ بن حُسَينِ بن عَليِّ بن أبي طَالبٍ، عن أبيه، عن حُسينِ بن عَلي بن أبي طالب
عن علي بن أبي طالب
(2)
قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الْبَخيلُ
(1)
قوله: "وزياد بن أيوب" لم يرد في شيء من نسخنا الخطية، وأثبتناه من "تحفة الأشراف" 7/ 364، قال المزي عقب إيراده الحديث:"زياد بن أيوب" في بعض النسخ، ولم يذكره أبو القاسم.
(2)
قوله: "عن علي بن أبي طالب" لم يرد في المطبوع و (ل)، وهو في (س) و (أ)، و"تحفة الأشراف" 7/ 364 و 3/ 66، وهو الذي عزاه المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 509 - 510 إلى الترمذي، وكذا الخطيب التبريزي في "مشكاة المصابيح"(933)، لكن قال ابن حجر في "النكت الظراف": لم أره في الترمذي كذلك، بل الذي فيه:"عن عبد الله بن علي بن حسين بن علي، عن أبيه، عن حسين بن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" فعلى هذا هو من مسند الحسين.
قلنا: لم نقف على رواية يحيى بن موسى وزياد بن أيوب، عن أبي عامر العَقَدي، لكن أخرجه أحمد (1736)، والنسائي في "الكبرى"(8100)، وفي "عمل اليوم والليلة"(56) عن سليمان بن عبيد الله، وابن حبان (909) من طريق أحمد بن سنان القطان، ثلاثتهم (أحمد بن حنبل وسليمان بن عبيد الله وأحمد بن سنان) عن أبي عامر العقدي، فقالوا فيه: "عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن =
الذِي من ذُكِرْتُ عِنْدهُ، فلم يُصلِّ عَليَّ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
114 - باب
3859 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن إبراهيمَ الدَّوْرقيُّ، قَال: حَدَّثنا عُمرُ بن حَفْصِ بن غِياثٍ، قَال: حَدَّثَنا أبي، عن الْحَسنِ بن عُبَيْدِ اللهِ، عن عَطاءِ بن السَّائبِ
عن عَبد اللهِ بن أبي أوْفَى، قال: كَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "اللهُمَّ بَرِّدْ قَلْبي بِالثَّلْجِ وَالْبرَدِ وَالمَاءِ الْبَاردِ، اللهُمَّ نَقِّ قَلْبي من الْخَطايا كَما نَقَّيتَ الثَّوْبَ الأَبْيضَ من الدَّنَسِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
115 - باب
3860 -
حَدَّثَنا الْحَسنُ بن عَرفَةَ، قَال: حَدَّثَنا يَزيدُ بن هارُونَ، عن عَبد الرحمنِ بن أبي بَكْرٍ الْقُرَشيِّ، عن موسى بن عُقْبةَ، عن نَافعٍ
= النبي صلى الله عليه وسلم" جعلوه من مسند الحسين بن علي بن أبي طالب.
وكذا رواه غير أبي عامر العقدي، عن سليمان بن بلال، فجعله من حديث الحسين بن علي أيضًا كما في التعليق على "مسند أحمد"، والله أعلم.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (1736)، والنسائي في "الكبرى"(8100)، وفي "عمل اليوم والليلة"(55) و (56)، وابن حبان (909) من حديث الحسين بن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه بنحوه أحمد (19118)، ومسلم (476)(204)، والنسائي 1/ 198 و 199، وابن حبان (956). ورواية بعضهم مطولة.
عن ابن عُمرَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من فُتِحَ لهُ مِنْكمْ بَابُ الدُّعاءِ، فُتِحَتْ لهُ أبواب الرَّحْمةِ، وَما سُئِلَ اللهُ شَيْئًا - يَعْني - أحَبَّ إلَيْهِ من أنْ يُسْألَ الْعَافيةَ".
وقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الدُّعاءَ يَنْفعُ مِمَّا نَزلَ وَمِمَّا لم يَنْزِلْ، فَعلَيْكُمْ عِبادَ اللهِ بِالدُّعاءِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لَا نَعْرِفهُ إلا من حديثِ عَبد الرحمنِ بن أبي بَكْرٍ الْقُرَشيِّ، وهو المَكِّيُّ المُلَيكيُّ، وهو ضَعيفٌ في الحديثِ قد تَكلَّمَ فيهِ بَعْضُ أهْلِ الحديثِ من قِبلِ حِفْظِه.
وقد رَوَى إسرائيلُ هذا الحديثَ عن عَبد الرحمنِ بن أبي بَكْرٍ، عن موسى بن عُقْبةَ، عن نَافعٍ، عن ابن عُمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَا سُئلَ اللهُ شَيْئًا أحَبَّ إلَيْهِ من الْعَافِيةِ".
(1)
قوله: "وما سئل الله شيئًا أحبَّ إليه من أن يسأل العافية" حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي المُلَيكي.
وأخرجه تامًا ومختصرًا ابن أبي شيبة 10/ 206، والعقيلي 2/ 325، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1605، والحاكم 1/ 498، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(254) من طريقين عن عبد الرحمن بن أبي بكر، بهذا الإسناد.
وقوله: "وما سئل الله شيئًا أحب إليه من أن يسأل العافية" سلف عند المصنف برقم (3824)، وذكرنا له هناك شواهد يتقوى بها، وسيأتي في الذي بعده.
وقوله: "إن الدعاء ينفع فما نزل .. إلخ" له شاهد من حديث معاذ بن جبل عند أحمد برقم (22044)، وإسناده ضعيف، وله شواهد أخرى ضعيفة ذكرناها في "المسند".
3861 -
حَدَّثَنَا بِذلكَ الْقَاسمُ بن دِينارٍ الْكُوفيُّ، قَال: حَدَّثَنا إسحاقُ بن مَنْصُورٍ الْكُوفيُّ، عن إسرائيلَ، بهذا
(1)
.
3862 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قَال: حَدَّثَنا أبو النَّضْرِ، قَال: حَدَّثَنا بَكْرُ بن خُنَيْسٍ، عن محمدٍ الْقُرَشيِّ، عن رَبِيعةَ بن يَزيدَ، عن أبي إدْرِيسَ الْخَوْلانيِّ
عن بِلَالٍ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"عَليْكُمْ بِقيامِ اللَّيْلِ، فَإنَّهُ دَأبُ الصَّالِحينَ قَبْلكُمْ، وَإنَّ قِيامَ اللَّيْلِ قُرْبةٌ إلى اللهِ، وَمَنْهاةٌ عن الإِثْمِ، وَتَكْفيرٌ لِلسَّيِّئاتِ، وَمَطْرَدةٌ لِلدَّاءِ عن الْجَسدِ"
(2)
.
(1)
حديث حسن لغيره، وقد سلف تخريجه في الذي قبله، وبرقم (3824).
(2)
إسناده تالف، محمد القرشي - وهو ابن سعيد الشامي المصلوب - كذاب يضع الحديث.
وأخرجه ابن نصر في "قيام الليل - مختصره"(24)، والبيهقي 2/ 502، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 5/ ورقة 122 من طريق بكر بن خُنيس، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 2/ 502 من طريق مكي بن إبراهيم، عن أبي عبد الله خالد بن أبي خالد، عن يزيد بن ربيعة، عن أبي إدريس الخولاني، به. وفيه يزيد بن ربيعة، وهو الرَّحَبي الدمشقي، وهو منكر الحديث، وخالد بن أبي خالد لم نقف له على ترجمة.
ورواه عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي أمامة. وسيأتي عند المصنف في الذي بعده، ويأتي تخريجه هناك.
وفي الباب عن سلمان الفارسي مرفوعًا، أخرجه الطبراني (6154)، وابن عدي 4/ 1597، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 15/ ورقة 278 من طريق عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجَوْن العَنْسي، عن الأعمش، عن أبي العلاء العنزي، عن سلمان. وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن سليمان، ولجهالة =
هذا حديثٌ غريبٌ لَا نَعْرِفهُ من حديثِ بِلالٍ إلَّا من هذا الْوَجْهِ، وَلا يَصحُّ من قِبلِ إسْنادهِ، وَسَمِعتُ محمدَ بن إسماعيل يَقولُ: محمدٌ الْقُرَشيُّ: هو محمدُ بن سَعيدٍ الشَّاميُّ، وهو ابن أبي قَيْسٍ، وهو محمدُ بن حَسَّان، وقد تُركَ حديثهُ.
وقد رَوَى هذا الحديثَ مُعاويةُ بن صَالح، عن رَبِيعةَ بن يَزِيدَ، عن أبي إدْرِيسَ الْخَوْلانيِّ، عن أبي أُمامةَ، عن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
3863 -
حَدَّثَنا بذلكَ محمدُ بن إسماعيلَ، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن صَالحٍ، قَال: حَدَّثَني مُعاويةُ بن صَالحٍ، عن رَبِيعةَ بن يَزيدَ، عن أبي إدْرِيسَ الْخَولانيِّ
عن أبي أُمَامةَ، عن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قال:"عَليْكُمْ بِقِيامِ اللَّيْلِ، فإنَّهُ دَأبُ الصَّالِحينَ قَبْلكمْ، وهو قُرْبةٌ إلى رَبَّكُمْ، وَمَكْفَرةٌ لِلسَّيِّئاتِ، وَمَنْهاةٌ لِلإثْمِ"
(1)
(2)
.
= أبي العلاء العنزي.
(1)
إسناده ضعيف، عبد الله بن صالح - وهو أبو صالح المصري كاتب الليث - ضعيف سيئ الحفظ، وقال أبو حاتم كما في "العلل" 1/ 125: هو حديث منكر، لم يروه غير معاوية، وأظنه من حديث محمد بن سعيد الشامي الأزدي، فإنه يروي هذا هو بإسناد آخر. قلنا: هو الحديث السالف، ومحمد بن سعيد هذا هو المصلوب أحدُ الوضَّاعين كما ذكرنا آنفًا.
وأخرجه ابن خزيمة (1135)، والطبراني في "الكبير"(7466)، وفي "الأوسط"(3277)، والشجرى في "أماليه" 1/ 204 و 216، والحاكم 1/ 308، والبيهقي 2/ 502، والبغوي (922) من طريق عبد الله بن صالح، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(2)
هذا الحديث ليس في المطبوع، ولا في (ل)، ولم يذكره كذلك المزي في =
وهذا أصَحُّ من حديثِ أبي إدْرِيسَ، عن بِلَالٍ.
116 - باب
3864 -
حَدَّثَنا الْحَسنُ بن عَرفةَ، قَال: حَدَّثَني عَبد الرحمنِ بن مُحمدٍ المُحاربيُّ، عن محمدِ بن عَمْرٍو، عن أبي سَلمةَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أعْمارُ أُمَّتي مَا بَيْنَ السَّتَّينَ إلى السَّبْعينَ، وَأقَلُّهُمْ من يَجُوزُ ذلكَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من حديثِ محمدِ بن عَمْرٍو، عن أبي سَلَمةَ، عن أبي هُريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، لَا نَعْرِفهُ إلَّا من هذا الْوَجْهِ.
وقد رُوِي عن أبي هُريرةَ من غَيْرِ هذا الْوَجْهِ.
117 - باب
3865 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قَال: حَدَّثَنا أبو دَاودَ الحَفَريُّ، عن سُفيانَ الثَّوْريَّ، عن عَمْرِو بن مُرَّةَ، عن عَبد اللهِ بن الحارثِ، عن
= "تحفة الأشراف" 4/ 172 - 173، ولم يستدركه عليه أحد، وأثبتناه من سائر أصولنا الخطية، والنسخة التي اعتمدها المباركفوري في شرحه، وعزاه إلى الترمذي المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 427، والخطيب التبريزي في "مشكاة المصابيح"(1227).
(1)
حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (4236)، وهو في "صحيح ابن حبان"(2980).
وقد سلف عند المصنف من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (2484).
طَلِيقِ بن قَيْسٍ
عن ابن عَبَّاسٍ، قال: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو يَقولُ: "رَبَّ أعِنَّي وَلا تُعِنْ عَليَّ، وَانْصُرني وَلا تَنْصُرْ عَليَّ، وَامكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَليَّ، وَاهْدني وَيَسَّرِ الْهُدَى لِي، وَانْصُرْني على من بَغَى عَليَّ، رَبِّ اجْعَلْني لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْواعًا، لَكَ مخْبِتًا، إلَيْكَ أوَّاهًا مُنِيبًا، رَبَّ تَقبَّلَ تَوْبَتي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأَجِبْ دَعْوَتي، وَثَبَّتْ حُجَّتي، وَسَدِّدْ لِساني، وَاهْدِ قَلْبي، وَاسْلُلْ سَخِيمةَ صَدْرِي"
(1)
.
3866 -
قال محمودُ بن غَيْلانَ: وَحَدَّثَنا محمدُ بن بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، عن سُفيانَ الثَّوْري، بهذا الإسناد نحوَه
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَن صحيح.
118 - باب
3867 -
حَدَّثَنا هَنَّادٌ، قَال: حَدَّثَنا أبو الأحْوَصِ، عن أبي حَمْزةَ، عن
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (1510) و (1511)، وابن ماجه (3830)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(607)، وهو في "المسند"(1997)، و"صحيح ابن حبان"(947) و (948).
وقوله: "مُخْبِتًا" من الإخْبات، أي: خاضعًا خاشعًا متواضعًا.
و"أوَّاهًا" فَعَّال للمبالغة، أي: متأوَّهًا متضرَّعًا.
و"اغسل حَوْبتي" بفتح الحاء، وتضم، أي: امْحُ ذنبي وإثمي.
و"سَخِيمة صَدْري" أي: غِشَّه وحِقْدَه وغِلَّه.
(2)
حديث صحيح كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
إبراهيمَ، عن الأسْوَدِ
عن عَائشةَ، قالت: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من دَعا على من ظَلَمَهُ، فقد انْتَصَرَ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لَا نَعْرِفهُ إلا من حديثِ أبي حَمْزةَ، وقد تَكلَّمَ بَعْضُ أهْلِ الْعلمِ في أبي حَمْزةَ من قِبلِ حِفْظهِ، وهو مَيْمُون الأَعْورُ.
3868 -
حَدَّثَنَا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثَنا حُمَيْدُ بن عَبد الرحمنِ الرُّؤَاسيُّ، عن أبي الأَحْوَصِ، عن أبي حَمْزةَ، بهذا الإسْنادِ نَحوَهُ
(2)
.
119 - باب
3869 -
حَدَّثَنا موسى بن عَبد الرحمنِ الْكِنْديُّ الْكُوفيُّ، قَال: حَدَّثَنا زَيْدُ بن حُبابٍ، قال: وَأخْبرني سُفيانُ الثَّوْرِيُّ، عن محمدِ بن عَبد الرحمنِ، عن الشَّعْبيَّ، عن عَبد الرحمنِ بن أبي لَيْلى
عن أبي أيُّوبَ الأنْصَاريَّ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من قال عَشْرَ مَرَّاتٍ: لَا إلهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لهُ، لهُ الْمُلْكُ وَلهُ
(1)
إسناده ضعيف لضعف أبي حمزة ميمون الأعور.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 347 - 348، والمصنف في "علله" 2/ 922، وأبو يعلى (4454)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2407، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 338 - 339 و 2/ 89 من طرق عن أبي الأَحْوَص سَلَّام بن سُلَيم، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
الْحَمدُ، وهو على كُلَّ شَيْءٍ قَديرٌ، كَانَتْ لهُ عِدْلَ أرْبعِ رِقابٍ من ولَدِ إسماعيلَ"
(1)
.
وقد رُوِيَ هذا الحديثُ عن أبي أيُّوبَ مَوْقُوفًا.
120 - باب
3870 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا عَبد الصَّمدِ بن عَبد الوارثِ، قَال: حَدَّثنا هَاشمٌ - هو ابن سَعيدٍ الْكُوفيُّ -، قَال: حَدَّثني كِنانةُ مَوْلى صَفيَّةَ، قال:
سَمِعْتُ صَفيَّةَ تَقولُ: دَخلَ عَليَّ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ يَديَّ أرْبَعةُ آلَافِ نَواةٍ أُسَبَّحُ بها، فقال:"لقد سَبَّحْتِ بهذه، ألا أُعَلَّمُكِ بأكْثرَ مِما سَبَّحْتِ به؟ " فقلت: بَلَى عَلِّمْني. فقال: "قُولي: سُبْحانَ اللهِ عَددَ خَلْقهِ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6404)، ومسلم (2693)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(112)، وهو في "المسند"(23583).
(2)
حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف هاشم بن سعيد الكوفي، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات غير كنانة مولى صفية، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فمثله ممن يحسن حديثه، وقال الحافظ في "التقريب": ضَعَّفه الأزدي بلا حجة. وقد حسن الحديث الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 77.
وأخرجه أبو يعلى (7118)، والطبراني في "الكبير" 24/ (195)، وفي "الدعاء"(1739)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 78 - 79 من طريقين عن هاشم بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 80 من طريق علي بن الحسن =
هذا حديثٌ غريبٌ لَا نَعْرِفهُ من حديثِ صَفيَّةَ إلا من هذا الْوَجْهِ من حديثِ هَاشمِ بن سَعيدٍ الْكُوفيَّ، وَلَيْسَ إسْنادهُ بِمَعْرُوفٍ.
وفي البابِ عن ابن عَبَّاسٍ.
3871 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا محمدُ بن جَعْفرٍ، عن شُعبةَ، عن محمدِ بن عَبد الرحمنِ، قال: سَمِعتُ كُرَيْبًا يُحدَّثُ، عن ابن عَبَّاسٍ
عن جُوَيْريةَ بِنْتِ الحارثِ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَليْها وهي في مَسْجد، ثُمَّ مَرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بِها قَريبًا من نِصْفِ النَّهارِ، فقال لَها:"مَا زِلْتِ على حَالكِ؟ " فقالت: نَعَمْ، قال:"ألا أُعَلَّمُكِ كَلِماتٍ تَقُولِينها: سُبْحانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقهِ، سُبْحانَ اللهِ عَددَ خَلْقهِ، سُبْحانَ اللهِ عَددَ خَلْقهِ، سُبْحانَ اللهِ رِضَا نَفْسِه، سُبْحانَ اللهِ رِضَا نَفْسهِ، سُبحانَ اللهِ رِضا نفسِه، سُبْحانَ اللهِ زِنةَ عَرْشهِ، سُبْحانَ اللهِ زِنةَ عَرْشهِ، سُبْحانَ اللهِ زِنةَ عَرْشهِ، سُبْحانَ اللهِ مِدَادَ كلِماتهِ، سُبْحانَ اللهِ مِدادَ كَلِماتهِ، سُبْحانَ اللهِ مِدادَ كَلِماتهِ"
(1)
.
= الخِلَعي بإسناده إلى حُدَيج بن معاوية، عن كنانة مولى صفية، به. وإسناده حسن.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5468)، وفي "الدعاء"(1740) من طريق يزيد بن معتب مولى صفية، عن صفية بنت حيي. ورجال إسناده ما بين ثقة وصدوق غير يزيد بن معتب، فهو مجهول.
وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص، سيأتي عند المصنف برقم (3884). وانظر ما بعده.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2726)، والنسائي في "المجتبى" =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وَمحمدُ بن عَبد الرحمنِ هو مَوْلَى آلِ طَلْحةَ، وهو شَيْخٌ مَدينيٌّ ثِقةٌ، وقد رَوَى عَنْهُ المَسْعُوديُّ وَسُفيانُ الثَّوْريُّ هذا الحديثَ.
121 - باب
3872 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا ابن أبي عَديِّ، قال: أنبأنا جَعْفرُ بن مَيْمُونٍ صَاحبُ الأنْماطِ، عن أبي عُثمانَ النَّهْديَّ
عن سَلْمانَ الْفَارسِيَّ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّ الله حَيِيٌّ كَريمٌ يَسْتَحْيِي إذا رَفَعَ الرَّجُلُ إلَيْهِ يَدَيْهِ أنْ يَرُدَّهُما صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ، وَرَواهُ بَعْضُهمْ ولم يَرْفَعهُ.
3873 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا صَفْوانُ بن عيسى، قَال: حَدَّثَنا محمدُ بن عَجْلانَ، عن الْقَعْقاعِ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ: أنَّ رَجُلًا كَانَ يَدْعُو بِإصْبَعَيهِ، فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أحَّدْ أحَّدْ"
(2)
.
= 3/ 77، وفي "عمل اليوم والليلة"(164) و (165)، وهو في "المسند"(26758)، و"صحيح ابن حبان"(828).
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (1488)، وابن ماجه (3865)، وهو في "المسند"(23715)، و"صحيح ابن حبان"(876).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه النسائي 3/ 38، وهو في "المسند"(10739)، و"صحيح ابن حبان"(884).
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ
(1)
وَمَعْنى هذا الحديث: إذا أشارَ الرَّجُلُ بِإصْبَعَيهِ في الدُّعاءِ عِنْدَ الشَّهادةِ لَا يُشِيرُ إلَّا بإصْبَعٍ وَاحدةٍ.
122 - أحاديثُ شَتَّى من أبوابِ الدَّعَواتِ
(2)
3874 -
حَدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنَا أبو عَامرٍ الْعَقَدِيُّ، قَال: حَدَّثَنا زُهَيْرٌ - وهو ابن محمدٍ -، عن عَبد اللهِ بن محمدِ بن عَقِيلٍ، أنَّ مُعاذَ بن رِفَاعةَ أخْبرهُ، عن أبيهِ، قال:
قَامَ أبو بَكْرٍ الصَّدَّيقُ على الْمِنْبرِ، ثُمَّ بَكَى، فقال: قَامَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الأَوَّلِ على الْمِنْبرِ، ثُمَّ بَكَى، فقال:"اسْألُوا الله الْعَفْوَ وَالْعَافيةَ، فإنَّ أحدًا لم يُعْطَ بَعْدَ الْيَقينِ خَيْرًا من الْعَافيةِ"
(3)
.
وهذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الْوَجْهِ عن أبي بَكْرٍ.
(1)
وقع في المطبوع و (س): "حسن صحيح غريب"، والمثبت من سائر أصولنا الخطية، ونسخة المباركفوري، و"تحفة الأشراف" 4/ 29.
(2)
هذا العنوان لم يرد في المطبوع و (ل)، وأثبتناه من سائر أصولنا الخطية، وهامشي (ل) و (س)، ونسخة المباركفوري، ووقع في (س) وحدها:"زيادات الدعوات من الجامع مسندة".
(3)
حديث صحيح، وأخرجه مطولًا أحمد (5) و (6) و (17) و (34) و (44)، وابن ماجه (3849)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(879 - 888)، وابن حبان (952).
123 - باب
3875 -
حَدَّثَنَا حُسينُ بن يَزِيدَ الْكُوفيُّ، قَال: حَدَّثَنَا أبو يحيى الحِمَّانيُّ، قال: حَدَّثَنَا عُثمانُ بن وَاقدٍ، عن أبي نُصيْرةَ، عن مَولى لأبي بَكْرٍ
عن أبي بَكْرٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما أصَرَّ من اسْتَغْفَر، ولو فَعلهُ في الْيَوْمِ سَبْعينَ مَرَّةً"
(1)
.
وهذا حديثٌ غريبٌ، إنَّما نَعْرِفُه من حديثِ أبى نُصيْرَةَ، وَلَيْسَ إسْنادهُ بِالْقَويَّ.
124 - باب
3876 -
حَدَّثَنا يحيى بن موسى وَسُفيانُ بن وَكيعٍ المَعْنى وَاحدٌ، قالا: حَدَّثَنا يَزِيدُ بن هارُونَ، قَالَ: أخبرنا الأصْبَغُ بن زَيْدٍ، قَال: حَدَّثَنا أبو الْعَلاءِ
عن أبي أُمَامةَ، قال: لَبِسَ عُمرُ بن الْخَطَّابِ ثَوْبًا جَديدًا، فقال: الْحَمدُ للهِ الذِي كَساني مَا أُوَاري بهِ عَوْرتي، وَأتجَمَّلُ بهِ في
(1)
إسناده ضعيف لجهالة مولى أبي بكر. واسم أبي نصيرة مسلم بن عُبيد الواسطي وهو ثقة.
وأخرجه أبو داود (1514)، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر"(121) و (122)، وأبو يعلى (137 - 139)، والبيهقي 10/ 188، والبغوي (1297)، والمزي في "تهذيب الكمال" 34/ 346 - 347.
حَيَاتي، ثُمَّ عَمَدَ إلى الثَّوْبِ الذِي أخْلقَ، فَتصدَّقَ بهِ
(1)
، ثُمَّ قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "من لَبِسَ ثَوْبًا جَديدًا، فقال: الْحَمدُ للهِ الذِي كَساني مَا أُوَاري بهِ عَوْرَتي، وَأتَجمَّلُ بهِ في حَياتي. ثُمَّ عَمَدَ إلى الثَّوْبِ الذِي أخَلقَ، فَتصدَّقَ بهِ، كَانَ في كَنفِ اللهِ، وفي حِفْظِ اللهِ، وفي سَتْرِ اللهِ حَيًّا وَمَيَّتًا"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
وقد رَوَاه يحيى بن أيُّوبَ، عن عُبَيْدِ اللهِ بن زَحْرٍ، عن عَليِّ بن يَزِيدَ، عن الْقاسمِ، عن أبي أُمامَةَ
(3)
.
125 - باب
3877 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن الْحَسنِ، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن نَافعٍ الصَّائغُ قِراءةً عَليْهِ، عن حَمَّادِ بن أبي حُمَيْدٍ، عن زَيْدِ بنِ أسْلمَ، عن أبيهِ
عن عُمرَ بن الْخَطَّابِ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بَعثَ بَعْثًا قِبلَ نَجْدٍ، فَغَنِمُوا غَنائمَ كَثِيرةً، وَأسْرعُوا الرَّجْعةَ، فقال رَجَلٌ مِمَّنْ لَمْ يَخْرُجْ:
(1)
قوله: "ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق، فتصدق به" أثبتناه من (س) وحدها، ولم يرد في سائر الأصول.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة أبي العلاء الشامي.
وأخرجه ابن ماجه (3557)، وهو في "المسند"(305).
(3)
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(749)، ومن طريقه الحاكم 4/ 193 عن يحيى بن أيوب، بهذا الإسناد. وهو ضعيف أيضًا، لضعف عُبيد الله بن زَحْر وشيخه علي بن يزيد، وهو الألهاني.
مَا رَأيْنا بَعْثًا أسْرعَ رَجْعةً، وَلا أفْضلَ غَنِيمةً من هذا الْبَعْثِ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"ألا أدُلُّكُمْ على قَوْمٍ أفْضلَ غَنِيمةً، وَأسْرعَ رَجْعةً؟ قَوْمٌ شَهِدُوا صَلاةَ الصُّبْح، ثُمَّ جَلسُوا يَذْكُرُونَ الله حتَّى طَلعَتِ الشَّمْسُ، فأُولئكَ أسْرعُ رَجْعةٌ، وَأفْضَلُ غَنِيمةً"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لَا نَعْرِفهُ إلَّا من هذا الْوَجْهِ.
وَحَمَّادُ بن أبي حُمَيْدٍ: هو محمدُ بن أبي حُمَيْدٍ، وهو أبو إبراهيمَ الأنْصَاريُّ المدينيُّ، وهو ضَعيفٌ في الحديثِ.
3878 -
حَدَّثَنا سُفيانُ بن وَكيعٍ، قَال: حدَّثنا أبي، عن سُفيانَ، عن عَاصمِ بن عُبَيْدِ اللهِ، عن سَالمٍ، عن ابن عُمرَ
عن عُمرَ: أنَّهُ اسْتَأْذَنَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في الْعُمْرَةِ، فقال: "أيْ أُخَيَّ،
(1)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حماد بن أبي حميد، وهو محمد بن أبي حميد إبراهيم الأنصاري، وحَمَّاد لَقَبُه.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 658 عن طريق عبد الله بن نافع، بهذا الإسناد.
وله شاهد يتقوى به عند ابن حبان في "صحيحه"(2535)، وفيه:"رجلٌ توضأ في بيته، فأحسنَ وضوءَه، ثم تحمَّل إلى المسجد، فصلى فيه الغَداةَ، ثم عَقَّبَ بصلاة الضحى، فقد أسرع الكَرَّةَ، وأعظمَ الغنيمة".
وآخر من حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد في "مسنده" برقم (6638)، وفيه:"من توضأ، ثم غدا إلى المسجد لسُبْحةِ الضُّحى، فهو أقربُ مَغْزىَ، وأكثرُ غنيمةً، وأوشك رجعةً".
أشْرِكْنا في دُعَائِكَ، وَلا تَنْسَنَا"
(1)
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
126 - باب
3879 -
حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن عَبد الرحمنِ، قال: أخْبرنا يحيى بن حَسَّان، قَال: حَدَّثَنا أبو مُعاويةَ، عن عَبد الرحمنِ بن إسحاقَ، عن سَيَّارٍ، عن أبي وَائلٍ
عن عَليًّ: أنَّ مُكاتَبًا جَاءهُ، فقال: إنَّي قد عَجَزْتُ عن كتابتي، فَأعِنَّي. قال: ألا أُعَلَّمُكَ كَلِماتٍ عَلَّمَنيهنَّ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَو كَانَ عَليْكَ مِثْلُ جَبلِ صِيرٍ دَيْنًا، أداهُ اللهُ عَنْكَ، قال:"قُلِ: اللَّهُمَّ اكْفِني بِحَلالِكَ عن حَرامِكَ، وأغْنِني بِفَضْلكَ عَمَّنْ سِوَاكَ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله، وسفيانُ بن وكيع وإن كان ضعيفًا قد توبع.
وأخرجه أبو داود (1498)، وابن ماجه (2894)، وهو في "المسند"(195).
(2)
إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن إسحاق: هو أبو شيبة الواسطي لا القرشي المدني كما رجَّحناه في "المسند" تبعًا للحافظ المزي، وبينا هناك أن ما وقع في بعض روايات الحديث من نسبته بالقرشي هو وهم من بعض رواته، وعبد الرحمن الواسطي ضعيف، والله أعلم.
وهو في زوائد عبد الله بن أحمد على "مسند" أبيه (1319).
وقوله: "مثل جبل صِير": هو جبل بأَجَأ في ديار طَيَّئٍ، فيه كهوف شبه البيوت.
127 - باب في دُعاءِ المَريض
3880 -
حَدَّثَنا محمدُ بن المُثنَّى، قَال: حَدَّثَنا محمدُ بن جَعْفرٍ، قَال: أخبرنا شُعبةُ، عن عَمْرِو بن مُرَّةَ، عن عَبد اللهِ بن سَلِمةَ
عن عَليًّ، قال: كُنْتُ شَاكيًا، فَمرَّ بي رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأنا أقُولُ: اللَّهُمَّ إنْ كَانَ أجَلي قد حَضرَ فَأرِحْني، وَإنْ كَانَ مُتأخَّرًا فَارْفَعْني، وَإنْ كَانَ بَلاءً فَصبَّرْني، فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"كَيْفَ قُلْتَ؟ " قال: فَأعادَ عَليْهِ مَا قال، قال: فَضربَهُ بِرجْلهِ، وقال:"اللَّهُمَّ عَافهِ، أو اشْفِه" شُعبةُ الشَّاكُّ. قال: فما اشْتَكيْتُ وَجَعي بَعْدُ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
3881 -
حَدَّثَنا سُفيانُ بن وَكِيعٍ، قَال: حَدَّثَنا يحيى بن آدَمَ، عن إسرائيلَ، عن أبي إسحاقَ، عن الحارثِ
عن عَليًّ قال: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا عادَ مَرِيضًا قال: "أذْهِبِ الْبَأسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أنْتَ الشَّافي، لَا شِفَاءَ إلا شِفاؤُكَ، شِفاءً لَا يُغَادِرُ سَقمًا"
(2)
.
(1)
حديث حسن، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1058)، وهو في "المسند"(637)، و"صحيح ابن حبان"(6940).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث، وهو ابن عبد الله الأَعْور الهَمْداني. وهو في "المسند"(565).
وله شواهد ذكرناها في "المسند"، وبعضها في "االصحيحين".
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
128 - باب في دُعاءِ الْوِتْرِ
3882 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قَال: حَدَّثَنا يَزِيدُ بن هارُونَ، قال: أخْبرنا حَمَّادُ بن سَلَمةَ، عن هِشامِ بن عَمْرٍو الْفَزَاريَّ، عن عَبد الرحمنِ بن الحارثِ بن هِشامٍ
عن عَليَّ بن أبي طَالبٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقولُ في وِتْرِه:"اللَّهُمَّ إنَّي أعُوذُ بِرضَاكَ من سَخطكَ، وَأعُوذُ بمُعَافاتكَ من عُقُوبَتكَ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصي ثَناءً عَليْكَ، أنْتَ كَما أثْنَيْتَ على نَفْسكَ"
(1)
.
وهذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ، لَا نَعْرِفهُ إلَّا من هذا الْوَجْهِ من حديثِ حَمَّادِ بن سَلَمةَ.
129 - باب في دُعاءِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وَتَعَوُّذِهِ في دُبُرِ كُلَّ صَلاةٍ
3883 -
حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن عَبد الرحمنِ، قال: أخْبرنا زَكَريَّا بن عَدِيًّ، قَال: حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللهِ - هو ابن عَمْرٍو -، عن عَبد الْملكِ بن عُمَيْرٍ، عن مُصْعبِ بن سَعْدٍ وَعَمْرِو بن مَيْمُونٍ، قالا:
كَانَ سَعْدٌ يُعلَّمُ بنيه هؤُلاءِ الْكَلماتِ كَما يُعلَّمُ الْمُكْتِبُ الْغِلْمانَ، وَيَقولُ: إنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتعوَّذُ بِهنَّ دُبُرَ الصَّلاةِ: "اللَّهُمَّ إنَّي أعُوذُ بِكَ من الْجُبْنِ، وَأعُوذُ بِكَ من الْبُخْلِ، وَأعُوذُ بِكَ من أرْذَلِ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (1427)، وابن ماجه (1179)، والنسائي 3/ 248 - 249، وهو في "المسند"(751).
الْعُمُرِ، وَأعُوذُ بِكَ من فِتْنةِ الدُّنْيا، وَعَذابِ الْقَبْرِ"
(1)
.
قال عَبد اللهِ بن عَبد الرحمنِ: أبو إسحاقَ الهَمْدانيُّ يضْطَربُ في هذا الحديثِ، يَقولُ: عن عَمْرو بن مَيْمُونٍ، عن عُمرَ، وَيَقولُ عن غَيْرِهِ، وَيَضْطربُ فيهِ.
وهذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ من هذا الْوَجْهِ.
3884 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن الْحَسنِ، قَال: حَدَّثَنا أصْبغُ بن الْفَرَجِ، قَال: أخْبرني عَبدُ اللهِ بن وَهْبٍ، عن عَمْرِو بن الحارثِ أنَّهُ أخْبرهُ، عن سَعيدِ بن أبي هِلالٍ، عن خُزَيْمةَ، عن عَائشةَ بِنْتِ سَعْدِ بن أبي وَقَّاصٍ
عن أبيها: أنَّهُ دَخلَ مَعَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم على امْرَأةٍ وَبَيْنَ يَديْها نَواةٌ - أوْ قال: حَصاةٌ - تُسبِّحُ بها، فقال:"ألا أُخْبرُكِ بِما هو أيْسرُ عَليْكِ من هذا - أو أفْضلُ -؟ سُبْحانَ اللهِ عَددَ مَا خَلَقَ في السَّماءِ، وَسُبْحانَ اللهِ عَددَ مَا خَلقَ في الأَرْضِ، وَسُبْحانَ اللهِ عَددَ مَا بَيْنَ ذلكَ، وَسُبْحانَ اللهِ عَددَ مَا هو خَالقٌ، وَاللهُ أكْبرُ مِثْلَ ذلكَ، وَالْحَمدُ للهِ مِثْلَ ذلكَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ مِثْلَ ذلكَ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2822)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 256 و 256 - 257 و 266 و 271 - 272، وفي "عمل اليوم والليلة"(131) و (132)، وهو في "المسند"(1585).
وقوله: المكتب. بضم الميم وسكون الكاف وكسر التاء: المعلم، وقال اللحياني: هو المُكَتَّبُ الذي يعلم الكتابة.
(2)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناده ضعيف لجهالة خزيمة.
وأخرجه أبو داود (1500)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة =
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من حديثِ سَعْدٍ.
3885 -
حَدَّثَنا سُفيانُ بن وَكيعٍ، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن نُمَيْرٍ وَزَيْدُ بن الحُبابِ، عن موسى بن عُبَيْدَةَ، عن محمدِ بن ثَابتٍ، عن أبي حَكيْمٍ مَوْلَى الزُّبَيْرِ
عن الزُّبَيْرِ بن الْعَوَّامِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا من صباحٍ يُصْبحُ العِبادُ إلا وَمُنادِ يُنادِي: سبحانَ الْمَلكِ الْقُدوسِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
130 - باب في دُعاءِ الْحِفْظِ
3886 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن الْحَسنِ، قَال: حَدَّثَنا سُليْمانُ بن عَبد الرحمنِ الدَّمَشْقيُّ، قَال: حَدَّثَنَا الْوَليدُ بن مُسْلمٍ، قَال: حَدَّثَنَا ابن جُرَيْجٍ، عن عَطاءِ بن أبي رَباحٍ وَعِكْرمةَ مَوْلَى ابن عَبَّاسٍ
= الأشراف" 3/ 1325، وهو في "صحيح ابن حبان" (837).
ويشهد له حديث صفية بنت حُيَيًّ، سلف عند المصنف برقم (3870)، وهو حسن.
ولأصله شاهد أيضًا من حديث جُوَيريَةَ بنت الحارث، سلف برقم (3871)، وهو صحيح.
ومن حديث أبي أمامة الباهلي عند النسائي في "عمل اليوم والليلة"(166)، وابن حبان (830)، وأحمد (22144)، وهو صحيح.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا لضعف موسى بن عُبَيدة الرَّبَذي، وجهالة محمد بن ثابت وأبي حكيم مولى الزُّبَير.
وأخرجه عبد بن حميد (98)، وأبو يعلى (685)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(62) من طريق موسى بن عُبيدة، بهذا الإسناد.
عن ابن عَبَّاسٍ، أنَّهُ قال: بَيْنما نَحْنُ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذْ جَاءهُ عَليُّ بن أبي طَالبٍ، فقال: بأبي أنْتَ وَأُمَّي، تَفلَّتَ هذا الْقُرْآنُ من صَدْري، فَما أجدُني أقْدِرُ عَليْهِ، فقال لهُ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا أبا الْحَسنِ، أفَلا أُعَلَّمُكَ كَلِماتٍ يَنْفعُكَ اللهُ بِهِنَّ، وَيَنْفعُ بِهنَّ من عَلَّمْتَهُ، وَيُثَبَّتْ مَا تَعلَّمْتَ في صَدْركَ؟ " قال: أجَلْ يَا رَسولَ اللهِ، فَعلَّمْني. قال:
"إذا كَانَ لَيْلةُ الْجُمُعةِ، فَإنِ اسْتَطعْتَ أنْ تَقومَ في ثُلُثِ الليْلِ الآخرِ، فإنَّها سَاعةٌ مَشْهودةٌ، وَالدُّعاءُ فيها مُسْتَجابٌ، وقد قال أخي يَعْقُوبُ لِبَنيهِ:{سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} [يوسف: 98] يَقولُ: حتَّى تَأتي لَيْلةُ الْجُمُعةِ، فَإنْ لم تَسْتَطِعْ، فَقُمْ في وَسَطها، فَإنْ لم تَستطعْ، فَقُمْ في أوَّلِها، فَصلَّ أرْبَعَ رَكَعاتٍ، تَقْرأُ في الرَّكْعةِ الأُولَى بِفَاتحةِ الْكِتابِ وَسُورةِ يس، وفي الرَّكْعةِ الثَّانيةِ بِفاتحةِ الْكِتابِ وَحم الدُّخان، وَفي الرَّكْعةِ الثَّالِثةِ بِفاتحةِ الْكِتابِ وَألم تَنْزيلُ السَّجْدة، وفي الرَّكْعةِ الرَّابِعةِ بِفاتحةِ الْكِتابِ وَتَباركَ المُفَصَّل.
فإذا فَرغْتَ من التَّشَهُّدِ، فَاحْمدِ اللهَ، وَأحْسنِ الثَّناءَ على اللهِ، وَصَلَّ عَليَّ وَأحْسِنْ، وعلى سَائرِ النَّبِيَّينَ، وَاسْتَغْفرْ لِلْمُؤْمِنينَ وَالمُؤْمِناتِ، وَلإِخْوانكَ الَّذِينَ سَبقُوكَ بِالإِيْمانِ، ثُمَّ قُلْ في آخرِ ذلكَ: اللهُمَّ ارْحَمْني بِتَرْكِ المَعاصِي أبَدًا مَا أبْقَيتني، وَارْحَمْني أنْ أتَكلَّفَ مَالا يَعْنيني، وَارْزُقْني حُسْنَ النَّظرِ فِيما يُرْضِيكَ عَنَّي؛
اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّماواتِ وَالأرْضِ، ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ وَالْعِزَّةِ الَّتي لَا تُرامُ، أسألُكَ يَا اللهُ يَا رَحْمنُ بِجلالِكَ وَنُورِ وَجْهكَ أنْ تُلْزِمَ قَلْبي حِفْظَ كِتابكَ كَما عَلَّمتني، وَارْزُقْني أنْ أتْلُوَهُ على النَّحْوِ الَّذِي يُرْضِيكَ عَنَّي، اللَّهُمَّ بَديعَ السَّماواتِ وَالأرْضِ، ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ وَالْعِزَّةِ الَّتي لَا تُرامُ، أسْألُكَ يَا اللهُ يَا رَحْمنُ بِجَلالِكَ وَنُورِ وَجْهكَ أنْ تُنوِّرَ بِكتابكَ بَصرِي، وَأنْ تُطْلقَ بهِ لِساني، وَأنْ تُفرَّجَ بهِ عن قَلْبي، وَأنْ تَشْرحَ بهِ صَدْرِي، وَأنْ تَغْسلَ بهِ بَدَني، فإنَّهُ لَا يُعِينُني على الْحقَّ غَيْرُكَ، وَلا يُؤْتيهِ إلا أنْتَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بِاللهِ الْعَظيمِ. يَا أبا الْحَسنِ تفعلُ ذلكَ ثلاثَ جُمعٍ أوْ خَمْسًا أوْ سَبْعًا تُجَبْ بإذْنِ اللهِ، وَالذِي بَعَثني بِالْحقَّ مَا أخْطأ مُؤْمنًا قطُّ".
قال عَبد اللهِ بن عَبَّاسٍ: فَواللهِ مَا لَبثَ عَليٌّ إلَّا خَمْسًا أوْ سَبْعًا حتَّى جَاءَ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في مِثْلِ ذلكَ المَجْلسِ، فقال: يَا رَسولَ اللهِ، إنَّي كُنْتُ فِيما خَلا لَا آخُذُ إلَّا أرْبعَ آياتٍ ونَحوَهُنَّ، فَإذا قَرأْتُهنَّ على نَفْسي تَفلَّتْنَ، وَأنا أتَعلَّمُ الْيَوْمَ أرْبَعينَ آيةً وَنَحوها، فإذا قَرأْتُها على نَفْسي، فَكأنَّما كِتابُ اللهِ بَيْنَ عَيْنيَّ، ولقد كُنْتُ أسْمعُ الحديثَ، فإذا رَدَّدْتهُ تَفلَّتَ، وَأنا الْيَوْمَ أسْمعُ الأحاديثَ، فإذا تَحدَّثْتُ بِها لم أخْرِمْ مِنها حَرْفًا، فقال لهُ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذلكَ:"مُؤْمنٌ وَرَبَّ الْكَعْبةِ يَا أبا الْحَسنِ"
(1)
.
(1)
حديث منكر، الوليد بن مسلم كثير التدليس والتسوية، ولم يصرح بالسماع في جميع طبقات السند، وقال الذهبي في "الميزان" 2/ 213: وهو مع =
هذا حديثٌ حسن غريب لَا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ الْوَليدِ بن مُسْلمٍ.
131 - باب في انْتِظارِ الْفَرَجِ وَغَيْرِ ذلكَ
3887 -
حَدَّثَنا بِشْرُ بن مُعاذٍ الْعَقدِيُّ البَصْرِيُّ، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بن وَاقدٍ، عن إسرائيلَ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الأَحْوَصِ
عن عَبد اللهِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "سَلُوا الله من فَضْلهِ، فَإنَّ الله عز وجل يُحِبُّ أنْ يُسْألَ، وَأفْضلُ الْعِبادةِ انْتظارُ الْفَرَجِ"
(1)
.
= نظافة سنده، حديث منكر جدًّا في نفسي منه شيءٌ. وقال في "تلخيص المستدرك": 1/ 317: هذا حديث منكر شاذ، أخاف أن يكون موضوعًا، وقد حيَّرني والله جودة سنده. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 361: طريق أسانيد هذا الحديث جيدة، ومتنه غريب جدًا.
وأخرجه الحاكم 1/ 316 - 317 من طريق سلمان بن عبد الرحمن الدمشقي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 138 - 139 من طريق هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، به. وفي إسناده إلى هشام بن عمار محمد بن الحسن بن محمد المقرئ النقاش، وهو منكر الحديث.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(12036)، وفي "الدعاء"(1333)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(578)، وابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 138 من طريق هشام بن عمار، عن محمد بن إبراهيم القرشي، عن أبي صالح، عن عكرمة، عن ابن عباس، ومحمد بن إبراهيم القرشي متكلم فيه، وأبو صالح - وهو إسحاق بن نجيح المَلَطي - كذَّاب يضع الحديث، والله أعلم.
(1)
إسناده ضعيف لضعف حماد بن واقد، وهو الصفَّار، وقد خولف في روايته كما ذكر المصنف بإثر الحديث. =
هكذا رَوَى حَمَّادُ بن وَاقدٍ هذا الحديثَ، وقد خُولفَ في رِوَايتهِ، وَحَمَّادُ بن وَاقدٍ هذا: هو الصَّفارُ، لَيْسَ بِالْحافظِ.
وَرَوى أبو نُعَيمٍ هذا الحديثَ، عن إسرائيلَ، عن حَكِيم بن جُبَيْرٍ، عن رَجُلٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مُرْسلًا
(1)
. وحديثُ أبي نُعيمٍ أشْبهُ
= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10088)، وفي "الأوسط"(5165)، وفي "الدعاء"(22)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 665، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1124) و (10007)، والمزي في "تهذيب الكمال" 7/ 292، والمقدسي في "الترغيب في الدعاء"(11) من طريق حماد بن واقد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 2/ 251، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10004) من طريق قيس بن الربيع، عن حَكِيم بن جُبَير، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس. ورواية البيهقي مختصرة. وقيس بن الربيع لَيَّن الحديث، وحَكِيم بن جُبَير منكر الحديث.
ورواه أبو نعيم، عن إسرائيل، عن حَكِيم بن جُبَير، عن رجل، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا كما علقه المصنف بإثر الحديث. وسيأتي تخريجه هناك.
وقوله: "أفضل العبادة انتظار الفرج" أخرجه البزار (3138 - كشف الأستار)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1283)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10006)، والخطيب في "تاريخه" 2/ 155 من حديث أنس بن مالك. وإسناده ضعيف جدًّا.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(10003) من حديث علي بن أبي طالب. وإسناده ضعيف أيضًا.
(1)
أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 2/ 251 من طريق وكيع، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وهو مع إرساله، فيه حَكيم بن جُبير، وهو منكر الحديث.
وانظر الحديث السالف.
أنْ يَكُونَ أصَحَّ.
3888 -
حَدَّثَنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قَال: حَدَّثَنَا أبو مُعاويةَ، قَال: حَدَّثَنَا عَاصمٌ الأحْوَلُ، عن أبي عُثمانَ
عن زَيْدِ بن أرْقَمَ، قال: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "اللَّهُمَّ إنَّي أعُوذُ بِكَ من الْكَسَلِ وَالْعَجْزِ وَالْبُخْلِ"
(1)
.
3889 -
وبهذا الإسْنادِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّهُ كَانَ يَتعوَّذُ من الهَرَمِ، وَعَذابِ الْقَبْرِ
(2)
.
وهذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
3890 -
حَدَّثَنَا عَبد اللهِ بن عَبد الرحمنِ، قال: أخْبرنا محمدُ بن يُوسفَ، عن ابن ثَوْبانَ، عن أبيهِ، عن مَكْحُولٍ، عن جُبَيْرِ بن نُفَيْرٍ
أنَّ عُبادةَ بن الصَّامتِ حدَّثَهُمْ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"مَا على الأرْضِ مُسْلمٌ يَدْعُو الله تَعالَى بِدَعْوةِ إلَّا آتاهُ اللهُ إيَّاها، أوْ صَرفَ عَنْهُ من السُّوءِ مِثْلَها، مَا لم يَدْعُ بإِثْمٍ، أوْ قَطِيعةِ رَحمٍ". فقال رَجُلٌ من الْقَوْمِ: إذًا نُكْثرَ. قال: "اللهُ أكْثرُ"
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه ضمن حديث أحمد (19308)، ومسلم (2722)، والنسائي 8/ 260 و 285.
(2)
حديث صحيح، وانظر تخريجه في الذي قبله.
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن ثوبان، وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الشامي. =
وهذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الْوَجْهِ.
وابن ثَوْبانَ: هو عَبد الرحمنِ بن ثَابتِ بن ثَوْبانَ الْعابدُ الشَّاميُّ.
132 - باب
3891 -
حَدَّثنا سُفيانُ بن وَكيعٍ، قَال: حَدَّثَنا جَريرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن سعْدِ بن عُبَيْدةَ، قَال:
حَدَّثَني الْبرَاءُ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أخَذْتَ مَضْجعَكَ، فَتوضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجعْ على شِقَّكَ الأيْمنِ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ أسْلمتُ وَجْهي إلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وَألْجَأْتُ ظَهْري إلَيْكَ، رَغْبةً وَرَهْبةً إلَيْكَ، لَا مَلْجأَ وَلا مَنْجَى مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتابكَ الَّذِي أنْزَلْتَ، وَبِنَبِيَّكَ الَّذِي أرْسَلْتَ، فَإنْ مُتَّ في لَيْلَتكَ، مُتَّ على الْفِطْرةِ". قال: فَردَّدْتُهنَّ لأِسْتَذْكَرهُ، فَقُلْتُ: آمَنْتُ بِرَسُولكَ الذِي أرْسَلْتَ، فقال:"قُلْ: آمَنْتُ بِنَبيَّكَ الَّذِي أرْسَلْتَ"
(1)
.
= وهو في زوائد عبد الله بن أحمد على "مسند" أبيه (22785).
وفي الباب عن أبي سعيد الخُدْري عند أحمد برقم (11133)، وإسناده جيد.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (247) و (6311)، ومسلم (2710)(56) و (57)، وأبو داود (5046) و (5047) و (5048)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(781 - 785)، وهو في "المسند"(18587) و (18588).
وسلف عند المصنف من طريق أبي إسحاق السَّبيعي، عن البراء برقم =
وهذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وقد رُوِي من غَيْرِ وَجْهٍ عن الْبرَاءِ، وَلا نَعْلمُ في شَيْءٍ من الرَّواياتِ ذِكرَ الْوُضُوءِ إلَّا في هذا الحديثِ.
3892 -
حَدَّثنا عَبْدُ بن حُمَيْدٍ، قَال: حَدَّثنا محمدُ بن إسماعيلَ بن أبي فُديْكٍ، قَال: حَدَّثنا ابنُ أبي ذِئْبٍ، عن أبي سَعيدٍ البرَّادِ، عن مُعاذِ بن عَبد اللهِ بن خُبَيْبٍ
عن أبيهِ، قال: خَرجْنا في لَيْلةٍ مَطِيرةٍ وَظُلْمةٍ شَدِيدةٍ نَطْلُبُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلَّي بنا، قال: فَأدْرَكْتُهُ، فقال:"قُلْ"، فلم أقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قال:"قُلْ"، فلم أقُلْ شَيْئًا، قال:"قُلْ"، فَقُلْتُ: مَا أقُولُ؟ قال: "قُلْ هو اللهُ أحَدٌ، وَالْمُعوَّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسي وَتُصْبِحُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، يَكفِينَك من كُلَّ شَيْءٍ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
وأبو سَعيدٍ البرَّادُ: هو أَسيدُ بن أبي أَسِيدٍ.
133 - باب في دُعَاءِ الضَّيْفِ
3893 -
حَدَّثنا أبو موسى محمد بن المُثَنَّى، قَال: حَدَّثَنا محمدُ بن
= (3691)، وانظر تمام تخريجه هناك.
(1)
حديث حسن، وأخرجه أبو داود (5082)، والنسائي 8/ 250 و 250 - 251، وهو في زوائد عبد الله بن أحمد على "مسند" أبيه (22664).
جَعْفرٍ، قَال: حَدَّثنا شُعبةُ، عن يَزِيدَ بن خُمَيْرٍ
عن عَبد اللهِ بن بُسْرٍ، قال: نَزلَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على أبي، فَقرَّبْنا إلَيْهِ طَعامًا، فأكَلَ منه، ثُمَّ أُتِي بِتَمْرٍ، فَكانَ يَأْكُلُه وَيُلْقي النَّوَى بأُصْبُعيهِ جَمعَ السَّبَّابةَ وَالْوُسْطى - قال شُعبةُ: وهو ظَنَّي فيهِ إنْ شَاءَ اللهُ: وَألْقى النَّوَى بَيْنَ أُصْبُعينِ -، ثُمَّ أُتِي بِشَرابٍ فَشَرِبهُ، ثُمَّ نَاولَهُ الَّذِي عن يَمِينهِ، قال: فقال أبي وَأخذَ بِلِجامِ دَابَّتهِ: ادْعُ لَنا. فقال: "اللَّهُمَّ بَاركْ لَهُمْ فِيما رَزَقْتهُمْ، وَاغْفرْ لَهُمْ، وَارْحَمهُمْ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
3894 -
حَدَّثَنا محمدُ بن إسماعيلَ، قَال: حَدَّثَنا موسى بن إسماعيلَ، قَال: حَدَّثَنا حَفْصُ بن عُمرَ الشَّنَّيُّ، قَال: حَدَّثَني أبي عُمرُ بن مُرَّةَ، قَال: سَمِعتُ بِلالَ بن يَسارِ بن زَيْدٍ، حَدَّثَني أبي
عن جَدَّي، سَمعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقولُ:"من قال أَسْتَغْفِرُ اللهَ الذِي لَا إلهَ إلا هو الْحيُّ الْقَيُّومُ، وَأَتُوبُ إلَيْهِ، غُفِرَ لهُ وَإنْ كَانَ فَرَّ من الزَّحْف"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2042)، وأبو داود (3729)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(292) و (293) و (294)، وهو في "المسند"(17675) و (17683)، و"صحيح ابن حبان"(5297) و (5298).
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة بلال بن يسار بن زيد وأبيه.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 66، وأبو داود (1517)، والطبراني في =
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من هذا الْوَجْهِ.
134 - باب
3895 -
حَدَّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قَال: حَدَّثَنا عُثمانُ بن عُمرَ، قَال: حَدَّثنا شُعبةُ، عن أبي جَعْفرٍ، عن عُمارةَ بن خُزَيْمةَ بن ثَابتٍ
عن عُثمانَ بن حُنَيْفٍ: أنَّ رَجُلًا ضَرِيرَ الْبَصرِ أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: ادْعُ الله أنْ يُعافِيَني. قال: "إنْ شِئْتَ دَعَوْتُ، وَإنْ شِئْتَ صَبَرتَ، فهو خَيْرٌ لَكَ". قال: فَادْعُه. قال: فَأمرهُ أنْ يَتوضَّأَ، فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ، وَيَدْعُوَ بهذا الدُّعَاءِ:"اللَّهُمَّ إنَّي أسْألُكَ وَأتَوجَّهُ إلَيْكَ بِنَبيَّكَ محمدٍ نَبيَّ الرَّحْمةِ، إنَّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إلى رَبَّي في حَاجَتي هذه لِتُقْضى لي، اللَّهُمَّ فَشفَّعْهُ فِيَّ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ لَا نَعْرِفهُ إلَّا من هذا الْوَجْهِ من حديثِ أبي جَعْفرٍ، وهو غيرُ الخَطْمِيِّ
(2)
.
= "الكبير"(4670)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 278، والمزي في "تهذيب الكمال" 4/ 301 - 302 من طريق موسى بن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث ابن مسعود عند الحاكم 1/ 511 و 2/ 117 - 118، وابن خزيمة في "التوكل" كما في "إتحاف المهرة" 10/ 438. وإسناده صحيح.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (1385)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(658 - 660)، وهو في "المسند"(17240 - 17242).
(2)
هكذا وقع في أصولنا الخطية (أ) و (د) و (ل)، والنسخة التي اعتمدها المباركفوري في شرحه، ووقع في (س) أيضًا:"وليس هو بأبي جعفر الخطمي"، =
وعثمان بن حُنَيف: هو أخو سَهل بن حُنَيف
(1)
.
3896 -
حَدَّثنا عَبد اللهِ بن عَبد الرحمنِ، قال: أخْبرنا إسحاقُ بن موسى، قَال: حَدَّثَني مَعْنٌ، قَال: حَدَّثَني مُعاويةُ بن صَالحٍ، عن ضَمْرةَ بن حَبِيبٍ، قال: سَمِعتُ أبا أُمَامةَ يَقولُ:
حَدَّثَني عَمْرُو بن عَنبَسَةَ، أنَّهُ سَمِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقولُ:"أقْرَبُ مَا يكُونُ الرَّبُّ من الْعَبْدِ في جَوْفِ الليْلِ الآخرِ، فإنِ اسْتَطعْتَ أنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ في تِلْكَ السَّاعةِ، فَكُنْ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الْوَجْهِ.
= وقد ترجمه ابن حجر في الكنى من "تهذيب التهذيب"، وقال: قال الترمذي: ليس هو الخطمي. لكن الذي نقله المزي عن المصنف في "تحفة الأشراف" 7/ 236: أنه الخطمي، لذلك لم يترجمه المزي في "تهذيب الكمال" مستقلًّا، وأحال على ترجمة الخَطْمِي، وهو عمير بن يزيد.
قلنا: وأيًّا يكن الذي وقع في "سنن الترمذي"، فإن أبا جعفر هذا هو الخَطْمِي المَدَني كما جاء مصرَّحًا بنسبته في رواية غير المصنف من وجوه متعددة، واسمه عمير بن يزيد بن عمير، وهو الذي قاله سائر أهل العلم، وهو ثقة باتفاق الأئمة والله أعلم.
(1)
من قوله: "عثمان بن حُنَيف" إلى هنا أثبتناه من (س) وحدها، ولم يرد في باقي الأصول.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه ضمن حديث مطول بألفاظ متقاربة أحمد (17018)، وأبو داود (1277)، وابن ماجه (1251)، والنسائي 1/ 279 - 280 و 283 - 284.
3897 -
حَدَّثَنَا أبو الْوَليدِ الدَّمشقيُّ أحمدُ بن عَبد الرحمنِ بن بَكَّارٍ، قَال: حَدَّثنا الْوَليدُ بن مُسْلمٍ، قَال: حَدَّثنا عُفَيْرُ بن مَعْدانَ، أنَّهُ سَمعَ أبا دَوْسٍ الْيَحْصُبيَّ، يُحدَّثُ عن ابن عَائذٍ اليَحْصُبيَّ
عن عُمارةَ بن زَعْكَرةَ، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "إنَّ اللهَ عز وجل يَقولُ: إنَّ عَبْدي كُلَّ عَبْدي الَّذِي يَذْكُرني وهو مُلاقٍ قِرْنهُ" يَعْني: عِنْدَ الْقِتالِ
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لَا نَعْرِفهُ إلَّا من هذا الْوَجْهِ، وَلَيْسَ إسْنادُه بِالقويَّ.
وَلا نَعْرفُ لِعُمارةَ بن زَعْكرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم إلَّا هذا الحديثَ الْوَاحدَ.
(1)
إسناده ضعيف، فيه عُفَير بن مَعْدان، وهو متفق على ضعفه.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2689)، وفي "الجهاد"(130)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 23، وابن عدي في "الكامل" 5/ 2018، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 10/ ورقة 348، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/ 436 - 437 من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" كما في "النكت الظراف" لابن حجر 7/ 487، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 10/ ورقة 348 عن أبي الوليد أحمد بن عبد الرحمن الدمشقي، عن الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن جبير بن نفير، قال: يقول الله عز وجل: ألا إن عبدي كلَّ عبدي
…
فذكر الحديث، لم يرفعه. وجبير بن نفير تابعي ثقة، وباقي رجاله ثقات أيضًا غير عبد العزيز بن إسماعيل، فإنه لا بأس به.
وَمَعْنى قَوْلِه: "وهو مُلاقٍ قِرْنَهُ" إنَّما يَعْني عِنْدَ الْقِتالِ، يَعْني أنْ يَذْكُرَ الله في تِلْكَ السَّاعةِ.
135 - باب في فَضْلِ لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ
3898 -
حَدَّثنا أبو موسى محمدُ بن الْمُثَنَّى، قَال: حَدَّثَنا وَهْبُ بن جَريرٍ، قَال: حَدَّثني أبي، قال: سَمِعتُ مَنْصُورَ بن زَاذَانَ يُحدَّثُ، عن مَيْمُونِ بن أبي شَبِيبٍ
عن قَيْسِ بن سَعْدِ بن عُبادةَ، أنَّ أباه دَفَعهُ إلى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْدُمهُ، قال: فَمرَّ بي النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقد صَلَّيْتُ، فَضرَبني بِرِجْلهِ، وقال:"ألا أدُلُّكَ على بَابٍ من أبْوابِ الْجَنَّةِ؟ " قُلْتُ: بَلَى. قال: "لَا حَوْلَ وَلا قوةَ إلا بالله"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجه.
(1)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ميمون بن أبي شبيب لا يعرف له سماع من قيس بن سعد، وهو كثير الإرسال، وقال عمرو بن علي الفَلَّاس: ليس يقول في شيء من حديثه: سمعت، ولم أُخبر أن أحدًا يزعم أنه سمع من الصحابة، والله أعلم.
وأخرجه أحمد (15480)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(355).
ويشهد له حديث معاذ بن جبل عند أحمد (21996)، وإسناده ضعيف أيضًا لانقطاعه.
وروي من حديث أبي موسى الأشعري، وأبي ذر الغفاري عند أحمد برقمي (19648) و (21298) بلفظ:"ألا أدلُّك على كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله"، وهما صحيحان.
3899 -
حدثنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا اللَّيث بن سعد، عن عُبيد الله بن أبي جعفر
عن صَفْوان بن سُلَيم، قال: ما نَهَضَ مَلَكٌ من الأرض حتى قال: لا حَوْلَ ولا قُوَّة إلا بالله
(1)
.
136 - باب
3900 -
حَدَّثنا موسى بن حِزامٍ وَعَبدُ بن حُمَيْدٍ وَغَيْرُ وَاحدٍ، قالوا: حَدَّثَنا محمدُ بن بِشْرٍ، قال: سَمِعتُ هانئَ بن عُثمانَ، عن أُمَّهِ حُمَيْضةَ بِنْتِ يَاسرٍ
عن جَدَّتها يُسيْرَةَ - وَكانَتْ من المُهَاجِراتِ -، قالت: قال لَنَا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "عَلَيْكُنَّ بالتَّسْبيح وَالتَّهْليلِ وَالتَّقْديس، وَاعْقِدْنَ بِالأنَاملِ، فَإنَّهنَّ مَسْؤُولاتٌ مُسْتَنطَقاتٌ، وَلا تَغْفُلْنَ فَتنْسَيْنَ الرَّحْمةَ"
(2)
.
(1)
هذا الأثر أثبتناه من (س) وحدها، ولم يرد في سائر أصولنا الخطية، ورجاله ثقات.
(2)
إسناده محتمل للتحسين، حُمَيضة بنت ياسر روى عنها ابنها هانئ بن عثمان الجُهَني، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": مقبولة. وهانئ بن عثمان روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أبو داود (1501)، وهو في "المسند"(27089)، و"صحيح ابن حبان"(842).
ويشهد للعَقْد بالأنامل عند التَّسْبيح حديث عبد الله بن عمرو، وقد سلف عند المصنف برقم (3709)، وفيه: فأنا رأيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَعْقِدُها بيَدِه. وهو حديث =
هذا حديثٌ
(1)
إنَّما نَعْرفهُ من حديثِ هَانئِ بن عُثمانَ، وقد رَوَاهُ محمدُ بن رَبِيعةَ، عن هَانئِ بن عُثمانَ.
137 - باب
3901 -
حَدَّثَنَا نَصْرُ بن عَليًّ الْجَهْضميُّ، قال: أخْبرني أبي، عن المثنَّى بن سَعيدٍ، عن قَتادةَ
عن أنسٍ، قال: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا غَزا، قال:"اللَّهُمَّ أنْتَ عَضُدي، وَأنْتَ نَصِيري، وَبِكَ أُقَاتلُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
138 - باب
3902 -
حَدَّثَنا أبو عَمْرو مُسْلمُ بن عَمْرٍو الحَذَّاءُ المدينيُّ، قال: حدثني عبد الله بن نَافعٍ، عن حَمَّادِ بن أبي حُمَيْدٍ، عن عَمْرِو بن شُعَيْبٍ، عن أبيهِ
عن جَدَّهِ، أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "خَيْرُ الدُّعاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفةَ،
= صحيح.
وانظر التعليق على "المسند".
(1)
وقع في المطبوع و (ل) و (س): "حديث غريب" بزيادة لفظة "غريب"، ولم ترد في سائر أصولنا الخطية، ولا في نسخة المباركفوري، ولا في "تحفة الأشراف" 13/ 67.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (2632)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(604). وهو في "المسند"(12909/ 2)، و"صحيح ابن حبان"(4761).
وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أنا وَالنَّبِيُّونَ من قَبْلي: لَا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدهُ لَا شَرِيكَ لهُ، لهُ المُلْكُ وَلهُ الْحَمدُ، وهو على كُلَّ شَيْءٍ قَديرٌ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ
(2)
من هذا الْوَجْهِ.
وَحَمَّادُ بن أبي حُمَيْدٍ: هو محمدُ بن أبي حُمَيْدٍ، وهو أبو إبراهيمَ الأنْصَاريُّ المدينيُّ، وَلَيْسَ هو بِالْقوِيَّ عِنْدَ أهْلِ الحديثِ.
139 - باب
3903 -
حَدَّثَنا محمدُ بن حُمَيْدٍ، قَال: حَدَّثنا عَليُّ بن أبي بَكْرٍ، عن الْجرَّاحِ بن الضَّحَّاكِ الْكِنْديَّ، عن أبي شَيْبةَ، عن عَبد اللهِ بن عُكَيْم
عن عُمرَ بن الْخَطَّابِ، قال: عَلَّمني رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "قلِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ سَرِيرَتي خَيْرًا من عَلانِيَتي، وَاجْعلْ عَلانِيَتي صَالحةً، اللَّهُمَّ إنَّي أسْألُكَ من صالحِ مَا تُؤْتِي النَّاسَ من المَالِ وَالأهْلِ وَالْوَلدِ، غَيْرِ الضَّالَّ وَلا المُضِلَّ"
(3)
.
(1)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حماد بن أبي حميد، وهو محمد بن أبي حميد الأنصاري، وحَمَّاد لَقَبُه.
وهو في "المسند"(6961) بلفظ: "كان أكثرُ دعاءِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يومَ عَرَفةَ: لا إله إلا الله، وحدَه لا شريك له
…
" إلخ.
وله شواهد يتقوى بها استوفيناها في "المسند".
(2)
في المطبوع و (ل) و"تحفة الأشراف" 6/ 312: "حديث غريب"، والمثبت من سائر نسخنا الخطية، والنسخة التي شرح عليها المباركفوري.
(3)
إسناده ضعيف لجهالة أبي شيبة، وضعف محمد بن حُمَيد، وهو الرَّازي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 427، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 1/ 53 من =
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلَّا من هذا الْوَجْهِ، وَلَيْسَ إسنادهُ بِالْقَويَّ.
140 - باب
3904 -
حَدَّثنا عُقْبةُ بن مُكْرَمٍ، قَال: حَدَّثَنا سعيدُ بن سُفيانَ الجَحْدريُّ، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللهِ بن مَعْدانَ، قال: أخْبرني عَاصمُ بن كُلَيْبٍ الْجَرْميُّ، عن أبيهِ
عن جَدَّهِ، قال: دَخَلْتُ على النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يُصلَّي وقد وَضَعَ يَدهُ الْيُسْرى على فَخِذهِ الْيُسْرى، وَوَضعَ يَدهُ الْيُمْنى على فَخذهِ الْيُمْنى، وَقَبضَ أصَابعهُ وَبَسطَ السَّبَّابةَ، وهو يَقولُ:"يَا مُقلَّبَ الْقُلُوبِ، ثَبَّتْ قَلبي على دِينكَ"
(1)
.
= طريق عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن رجل من قريش، عن ابن عكيم، عن عمر بن الخَطَّاب، به مختصرًا.
وهذا إسناد ضعيف أيضًا لإبهام الرجل القرشي، ولضعف عبد الرحمن بن إسحاق - وهو أبو شيبة الكوفي الواسطي -، ويحتمل أن يكون هو أبا شيبة المذكور في إسناد المصنف.
(1)
إسناده حسن.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 337، والطبراني في "الكبير"(7233)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2252، والمزي في "تهذيب الكمال" 12/ 577 من طريقين عن عبد الله بن معدان، بهذا الإسناد.
وفي باب دعائه صلى الله عليه وسلم: "يا مُقَلَّبَ القلوب، ثَبَّت قلبي على دينك" عن أنس بن مالك، سلف عند المصنف برقم (2277)، وهو حديث جيد.
وعن النَّوَّاس بن سِمْعان عند أحمد في "المسند" برقم (17630)، وهو =
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الْوَجْهِ.
141 - باب
3905 -
حَدَّثنا عَبدُ الوارثِ بن عَبد الصَّمدِ، قَال: حَدَّثَني أبي، قَال: حَدَّثَنا محمدُ بن سَالمٍ، قَال:
حَدَّثَنَا ثَابتٌ البُنانيُّ، قال: قال لي: يَا محمدُ إذا اشْتَكيْتَ، فَضعَ يَدكَ حَيْثُ تَشْتكي، ثُمَّ قُلْ: بسمِ الله، أَعُوذُ بعِزَّةِ الله وقُدْرتِه من شَرَّ ما أَجِدُ من وَجَعي هذا، ثم ارفَعْ يَدكَ، ثُمَّ أعِدْ ذلكَ وِتْرًا، فإنَّ أنَسَ بن مَالكٍ حَدَّثَني، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثهُ بِذلكَ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الْوَجْهِ، ومحمدُ بن سَالمٍ هذا شَيْخٌ بَصْريٌّ.
= صحيح.
وقد ذكرنا بقية الأحاديث التي فيها دعاؤه صلى الله عليه وسلم بذلك في التعليق على "مسند أحمد" عند حديث عبد الله بن عمرو رقم (6569)، فانظرها هناك.
(1)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن سالم البصري، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الصغير"(504)، والحاكم 4/ 219، والضياء المقدسي في "المختارة"(1767) و (1768) من طريق محمد بن سالم البصري، بهذا الإسناد.
ويشهد له حديث عثمان بن أبي العاص السالف عند المصنف برقم (2212)، وهو في "صحيح مسلم"(2202).
142 - باب دُعاءِ أُمَّ سَلَمةَ
3906 -
حَدَّثنا حُسينُ بن عَليَّ بن الأسْوَدِ الْبَغْدادِيُّ، قَال: حَدَّثَنا محمدُ بن فُضَيْلٍ، عن عَبد الرحمنِ بن إسحاقَ، عن حَفصةَ بِنْتِ أبي كَثِيرٍ، عن أبِيها أبي كَثِيرٍ
عن أُمَّ سَلَمةَ، قالت: عَلَّمني رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "قُولي: اللَّهُمَّ عند اسْتَقْبالِ لَيْلكَ، وإِدْبارِ نَهاركَ، وَأصْوَاتِ دعَاتِكَ وَحُضُورِ صَلَواتكَ، أسْألُكَ أنْ تَغْفِرَ لي"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ إنما نَعْرِفهُ من هذا الْوَجْهِ.
وَحَفْصةُ بِنْتُ أبي كَثِيرٍ لَا نَعْرِفها، وَلا أباها.
3907 -
حَدَّثَنا الْحُسينُ بن عَليَّ بن يَزيدَ الصُّدَائيُّ الْبَغْداديُّ، قَال: حَدَّثَنا الْوَليدُ بن الْقاسمِ بن الوليد الهَمْداني، عن يَزِيدَ بن كَيْسانَ، عن أبي حَازمٍ
(1)
إسناده ضعيف لجهالة حال أبي كثير مولى أُمَّ سَلَمة، وحفصة بنت أبي كثير لا تعرف أيضًا، وعبد الرحمن بن إسحاق - وهو الواسطي - وحسين بن علي بن الأسود ضعيفان، لكن حفصة ومن دونها قد توبعوا، فقد جاء الحديث من وجه آخر عن أبي كثير، عن أم سلمة كما سيأتي.
وأخرجه عبد بن حميد (1543)، وأبو يعلى (6896) من طريقين عن عبد الرحمن بن إسحاق، بهذا الإسناد. وليس في إسناد عبد بن حميد:"حفصة بنت أبي كثير".
وأخرجه أبو داود (530)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(649)، والحاكم 1/ 199، والمزي في "تهذيب الكمال" 34/ 223 - 224 عن طريق القاسم بن معن، عن المسعودي، عن أبي كثير مولى أم سلمة، عن أم سلمة.
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا قال عَبدٌ: لَا إلهَ إلَّا اللهُ، قَطُّ مُخْلصًا، إلَّا فُتِحَتْ لهُ أبْوابُ السَّماءِ، حتَّى تُفْضِيَ إلى الْعَرْشِ، مَا اجْتَنبَ الْكَبائرَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الْوَجْهِ.
3908 -
حَدَّثنا سُفيانُ بن وَكيعٍ، قَال: حَدَّثنا أحمدُ بن بَشِيرٍ وأبو أُسَامةَ، عن مِسْعرٍ، عن زِيادِ بن عِلاقةَ
عن عَمَّهِ، قال: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "اللَّهُمَّ إنَّي أعُوذُ بِكَ من مُنْكَراتِ الأخْلاقِ، وَالأعْمالِ، وَالأهْواءِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
وَعَمُّ زِيادِ بن عِلاقةَ: هو قُطْبةُ بن مَالكٍ صَاحبُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
3909 -
حَدَّثنا أحمدُ بن إبراهيمَ الدَّوْرقيُّ، قَال: حَدَّثنا إسماعيلُ بن إبراهيمَ، قَال: أخبرنا الْحَجَّاجُ بن أبي عُثمانَ، عن أبي الزُّبَيْرِ، عن عَوْنِ بن عَبد اللهِ
عن ابن عُمرَ، قال: بَيْنا نَحْنُ نُصلَّي مَعَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إذْ قال رَجُلٌ من الْقَوْمِ: اللهُ أكْبرُ كَبِيرًا، وَالْحَمدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبْحانَ
(1)
إسناده حسن، الحسين بن علي بن يزيد وشيخه الوليد بن القاسم صدوقان، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(833) عن الحسين بن علي، بهذا الإسناد.
(2)
حديث صحيح، وهو في "صحيح ابن حبان"(960).
اللهِ بُكْرةً وَأصِيلًا. فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من الْقَائِلُ كَذا وَكَذا؟ " فقال رَجُلٌ من الْقَوْمِ: أنا يَا رَسولَ اللهِ. قال: "عَجِبْتُ لَها، فُتِحتْ لَها أبْوابُ السَّماءِ".
قال ابن عُمرَ: مَا تَرَكْتُهُنَّ مُنذُ سَمِعتُ من رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الْوَجْهِ.
وَحَجَّاجُ بن أبي عُثمانَ: هو حَجَّاجُ بن مَيْسرةَ الصَّوَّافُ، ويُكْنى أبا الصَّلْتِ، وهو ثِقةٌ عِنْدَ أهْلِ الحديثِ.
143 - باب أيُّ الْكَلامِ أحَبُّ إلى اللهِ؟
3910 -
حَدَّثنا أحمدُ بن إبراهيمَ الدَّوْرقيُّ، قَال: حَدَّثنا إسماعيلُ بن إبراهيمَ، قال: أخْبرنا الْجُرَيْريُّ، عن أبي عَبد اللهِ الْجَسْريَّ، عن عَبد اللهِ بن الصَّامتِ
عن أبي ذَرًّ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَادهُ - أوْ أنَّ أبا ذَرًّ عَادَ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: بِأبي أنْتَ وأُمي يَا رَسولَ اللهِ، أيُّ الْكلامِ أحَبُّ إلى اللهِ عز وجل؟ قال:"مَا اصْطَفاهُ اللهُ لِمَلائكتِهِ: سُبْحانَ رَبَّي وَبحمْدهِ، سُبْحانَ ربَّي وَبِحمْدِه"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (601)، والنسائي 2/ 125. وهو في "المسند" (4627).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2731)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(824) و (825). وهو في "المسند"(21320).
144 - باب في الْعَفْوِ وَالْعَافيةِ
3911 -
حَدَّثنا أبو هِشامٍ الرَّفاعيُّ محمدُ بن يَزِيدَ الْكُوفيُّ، قَال: حَدَّثَنا يحيى بن الْيَمانِ، قَال: حَدَّثنا سُفيانُ، عن زَيْدٍ الْعَمَّيَّ، عن أبي إياسٍ مُعاويةَ بن قُرَّةَ
عن أنَسِ بن مَالكٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الدُّعاءُ لَا يُرَدُّ بين الأذَانِ وَالإِقامةِ". قالوا: فَماذا نَقولُ يَا رَسولَ اللهِ؟ قال: "سَلُوا الله الْعَافيةَ في الدُّنْيا وَالآخِرةِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
وقد زَادَ يحيى بن الْيَمانِ في هذا الحديث هذا الْحَرْفَ: قالوا: فَماذا نَقولُ؟ قال: "سَلُوا الله الْعَافيةَ في الدُّنْيا وَالآخِرةِ".
3912 -
حَدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قَال: حَدَّثنا وَكيعٌ وَعَبد الرَّزاقِ وأبو أحمدَ وأبو نُعَيْمٍ، عن سُفيانَ، عن زَيْدٍ الْعَمَّيَّ، عن مُعاويةَ بن قُرَّةَ
(1)
حديث صحيح دون قوله: "قالوا: فماذا نقول يا رسول الله؟
…
إلخ"، يحيى بن اليمان حسن الحديث إلا عند المخالفة، وقد خالف هنا سائر أصحاب سفيان الثوري، فزاد في الحديث هذا الحرف، وزيد العَمَّي - وهو ابن الحَوَاري - ضعيف، لكنه قد توبع.
وقد سلف عند المصنف برقم (210) دون هذه الزيادة، وذكرنا تخريجه هناك، ويأتي أيضًا دونها في الذي بعده.
وسؤال الله العافية في الدنيا والآخرة دون تقييده بين الأذان والإقامة ورد في أحاديث، منها: حديث أنس بن مالك السالف عند المصنف برقم (3821)، وهو حسن لغيره.
عن أنَسٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"الدُّعاءُ لا يُرَدُّ بَيْنَ الأَذانِ وَالإِقَامةِ"
(1)
.
وَهكذا رَوَى أبو إسحاقَ الْهَمْدانيُّ هذا الحديثَ عن بُرَيْدِ بن أبي مَرْيمَ، عن أنَسٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَحو هذا، وهذا أصَحُّ.
145 - باب
3913 -
حَدَّثنا أبو كُرَيْبٍ محمدُ بن الْعلاء، قال: حدثنا أبو مُعاويةَ، عن عُمرَ بن رَاشدٍ، عن يحيى بن أبي كَثِيرٍ، عن أبي سَلَمةَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "سَبَقَ المُفرَّدُونَ"، قالوا: وَما المُفرَّدُونَ يَا رَسولَ اللهِ؟ قال: "الْمُسْتَهْتَرُونَ في ذِكْرِ اللهِ، يَضعُ الذَّكْرُ عَنْهُمْ أثْقَالَهُمْ، فَيأْتُونَ يَوْمَ الْقِيامةِ خِفافًا"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
3914 -
حَدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قَال: حَدَّثنا أبو مُعاويةَ، عن الأَعْمَشِ، عن
(1)
حديث صحيح، وقد سلف تخريجه برقم (210)، وانظر ما قبله.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2676)، وهو في "المسند"(8290)، و"صحيح ابن حبان"(858).
وقوله: "المُفَرَّدون": يقال: فَرَد برأيه وأفْرَد وفَرَّد واستَفْرد: بمعنى انفَرَدَ به، وقيل: فَرَّد الرجلُ: إذا تَفَقَّه واعتزلَ الناس، وخلا بمراعاة الأمر والنَّهي، وقيل: هم الهَرْمى الذين هَلَك أَقْرانُهم من الناس وبَقُوا يذكرون الله. "النهاية" 3/ 426.
و"المُستَهْتَرون بذكر الله": الذين أُولِعُوا به، يقال: أُهْتِرَ فلانٌ بكذا، واستُهتِرَ، فهو مُهتَر ومُسْتَهتَر، أي: مُولَعٌ به، لا يتحدَّثُ بغيره، ولا يفعلُ غيرَه. "النهاية" 5/ 242 - 243.
أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لأنْ أقُولَ: سُبْحانَ اللهِ، وَالْحَمدُ للهِ، وَلا إلهَ إلَّا اللهُ، وَاللهُ أكْبرُ، أحَبُّ إليَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ
(2)
.
3915 -
حَدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قَال: حَدَّثنا عَبد اللهِ بن نُمَيْرٍ، عن سَعْدانَ القُبَّيَّ
(3)
، عن أبي مُجاهدٍ، عن أبي مُدِلَّةَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلاثةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهمْ: الصَّائمُ حتَّى يُفْطِرَ، وَالإِمَامُ الْعَادلُ، وَدَعْوةُ المَظْلُومِ يَرْفَعُها اللهُ فَوْقَ الْغَمامِ، وَيَفْتَحُ لَها أبْوابَ السَّماءِ، وَيَقولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتي لأنْصُرَنَّك وَلو بَعْدَ حِينٍ"
(4)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2695)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(835)، وهو في "صحيح ابن حبان"(834).
(2)
المثبت من (ل) ونسخة المباركفوري، وفي سائر أصولنا الخطية، و"تحفة الأشراف" 9/ 378:"صحيح" فقط.
(3)
وقع في المطبوع هنا وبإثر الحديث، وكذا في أصولنا الخطية جميعًا، والنسخة التي شرح عليها المباركفوري:"القُمَّي" بالقاف والميم"، والمثبت من "تحفة الأشراف" 11/ 90 ومصادر ترجمته، وهو الصواب، قال ابن معين: يقال له: القُبي نسبة إلى القبة بالكوفة بحضرة المسجد الجامع، وليس منسوبًا إلى قب بطن من مراد، فقد نسبوه جُهَنيًا، وجهينة ومراد لا يجتمعان.
(4)
حديث صحيح بطرقه وشواهده، وأخرجه أحمد ضمن حديث (8043)، وابن ماجه (1752)، وابن حبان (874) و (3428). =
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
وَسَعْدانُ القُبَّي هو: سَعْدانُ بن بِشْرٍ، وقد رَوَى عَنْهُ عيسى بن يُونسَ وأبو عَاصمٍ وَغَيْرُ وَاحدٍ من كِبَارِ أهْلِ الحديثِ، وأبو مُجاهدٍ: هو سَعْدٌ الطَّائيُّ، وأبو مُدِلَّةَ: هو مَوْلَى أُمَّ المُؤْمِنينَ عَائشةَ، وَإنَّما نَعْرِفهُ بهذا الحديثِ، وَيُرْوى عَنْهُ هذا الحديثُ أطْوَلَ من هذا وَأتمَّ.
3916 -
حَدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قَال: حَدَّثنا عَبد اللهِ بن نُمَيْرٍ، عن موسى بن عُبَيْدةَ، عن محمدِ بن ثَابتٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ انْفَعْني بِما عَلَّمْتني، وَعَلَّمْني مَا يَنْفَعُني، وَزِدْني عِلْمًا، الْحَمدُ للهِ على كُلَّ حَالٍ، وَأعُوذُ بِاللهِ من حَالِ أهْلِ النَّارِ"
(1)
.
= وله شواهد استوفينا ذكرها في التعليق على "المسند" و"صحيح ابن حبان".
(1)
إسناده ضعيف، موسى بن عُبَيدة - وهو الرَّبَذي - ضعيف، وشيخه محمد بن ثابت مجهول لا يعرف، ويحتمل أن يكون هو محمد بن ثابت بن شُرَحْبيل العَبْدري، فإن يكن هو، فهو حسن الحديث، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولبعض الحديث شاهد يحسَّن به كما سيأتي، والله أعلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 281، وعبد بن حميد (1419)، وابن ماجه (251) و (3804) و (3833)، والطبراني في "الدعاء"(1404)، والبغوي في "شرح السنة"(1372) من طريق موسى بن عبيدة، بهذا الإسناد.
ولبعضه شاهد عن أنس بن مالك، أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1405)، وفي "الأوسط"(1769)، والحاكم 1/ 510، وتمام في "فوائده"(1610)، والبيهقي في "الدعوات"(210) من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن سليمان بن =
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الْوَجْهِ.
146 - باب ما جاء أنَّ للهِ مَلائِكةً سَيَّاحِينَ في الأرْضِ
3917 -
حَدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قَال: حَدَّثنا أبو مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ - أوْ عن أبي سَعيدٍ الخُدْريَّ - قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ للهِ مَلائِكةً سَيَّاحِينَ في الأرْضِ، فُضُلًا عن كُتَّابِ النَّاسِ، فإذا وَجَدُوا أقوامًا يَذْكُرونَ الله، تَنادَوْا: هَلُمُّوا إلى بُغْيَتكُمْ، فَيجِيؤُونَ، فَيحُفُّونَ بِهمْ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، فَيقولُ اللهُ: أيَّ شَيْءٍ تَركْتُمْ عِبَادي يَصْنَعُونَ؟ فَيقولُونَ: تَركنَاهُمْ يَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ وَيَذْكُرُونكَ. قال: فَيقولُ: فَهلْ رَأوْني؟ قال: فيقولون: لا. قال: فَيقولُ: فَكَيْفَ لو رَأوْني؟ قال: فَيقُولُونَ: لو رَأوْكَ لَكَانُوا أشَدَّ تَحْميدًا، وَأشَدَّ تَمْجيدًا، وَأشدَّ لَكَ ذِكْرًا. قال: فَيقولُ: وَأيَّ شَيْءٍ يَطْلُبُونَ؟ قال: فَيقولُونَ: يَطْلُبُونَ الْجنَّةَ. قال: فَيقولُ: وَهَلْ رَأوْها؟ قال: فَيقُولُونَ: لا. قال: فَيقولُ: فَكيْفَ لو رَأوْها؟ قال: فَيقُولُونَ: لو رَأوْها لَكانُوا أشَدَّ لَها طَلبًا، وَأشد عَليْها حِرْصًا. قال: فَيقولُ: فمن أيَّ شَيْءٍ يَتَعوَّذُونَ؟ قالوا: يَتَعَوَّذُونَ من النَّارِ. قال: فَيقولُ: وَهَلْ رَأوْها؟ فَيقولُونَ: لا. قال: فَيقولُ:
= موسى، عن مكحول، أنه دخل على أنس بن مالك، قال: فسمعته يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم انفعني بما عَلَّمتني، وعَلَّمني ما ينفعني، وارزقني علمًا تنفعني به" وإسناده حسن، والله أعلم.
فكَيْفَ لو رَأوْها؟ فَيقولُونَ: لو رَأوْها لَكانُوا مِنْها أشَدَّ هَربًا، وَأشدَّ مِنْها خَوْفًا، وَأشدَّ مِنْها تَعوُّذًا. قال: فَيقولُ: فَإنَّي أُشْهِدُكُمْ أنَّي قد غَفرْتُ لَهُمْ. فَيقولُونَ: إنَّ فِيهمْ فُلانًا الْخَطَّاءَ لم يُرِدْهُمْ، إنَّما جَاءهُمْ لِحَاجةٍ. فَيقولُ: هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى لَهُمْ جَلِيسٌ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، وقد رُوِي عن أبي هُريرةَ من غَيْرِ هذا الْوَجْهِ.
3918 -
حَدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قَال: حَدَّثنا أبو خَالدٍ الأحْمَرُ، عن هِشامِ بن الْغَازِ، عن مَكْحُولٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال لِي رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أكْثِرْ من قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بِاللهِ، فَإنَّها من كَنْزِ الْجنَّةِ".
قال مَكْحُولٌ: فمن قال: لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، وَلا مَنْجى من اللهِ إلَّا إلَيْهِ، كَشَفَ عَنْهُ سَبْعينَ بَابًا من الضُّرَّ، أدْناهُنَّ الْفَقْرُ
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (7424)، والبخاري (6408)، ومسلم (2689)، وابن حبان (856) و (857)، وهو عندهم جميعًا غير أحمد:"عن أبي هريرة" من غير شكًّ.
وقوله: فُضُلًا. ضبطوه على أوجه، أحدها وأرجحها بضم الفاء والضاد، والثانية بضم الفاء وإسكان الضاد، والثالثة بفتح الفاء وإسكان الضاد، ومعناه أنهم ملائكة زائدون على الحفظة وغيرهم من المرتبين مع الخلائق، فهؤلاء السيارة لا وظيفة لهم، وإنما مقصودُهم حلق الذكر.
(2)
المرفوع منه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، مكحول الشامي لم يسمع من أبي هريرة كما قال المصنَّف وغيره، لكنه قد توبع. =
هذا حديثٌ لَيْسَ إسْنادهُ بِمُتَّصلٍ، مَكْحُولٌ لم يَسْمَعْ من أبي هُريرةَ.
3919 -
حَدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قَال: حَدَّثنا أبو مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لِكُلَّ نَبيًّ دَعْوةٌ مُسْتجابةٌ، وَإنَّي اخْتَبأْتُ دَعْوَتي شَفاعةً لأُمَّتي، وَهي نَائلةٌ إنْ شَاءَ اللهُ من مَاتَ مِنْهُمْ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ
(2)
.
3920 -
حَدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قَال: حَدَّثنا أبو معاوية وابن نُمَير، عن الأعْمَشِ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَقولُ اللهُ عز وجل: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأنا مَعهُ حِينَ يَذْكُرني، فإنْ ذَكَرني في نَفْسهِ، ذَكَرْتهُ في نَفْسي، وَإنْ ذَكَرني في مَلأٍ، ذَكَرْتُه في مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُم، وإنِ اقْتَرَبَ إلَيَّ شِبْرًا، اقْتَرَبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَإنِ اقْتَرَبَ
= وهو في "المسند"(8406) و (7966).
وله شواهد ذكرناها هناك.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه تامًّا ومختصرًا البخاري (6304)، ومسلم (198) و (199)، وابن ماجه (4307). وهو في "المسند"(9504)، و"صحيح ابن حبان"(6461).
(2)
المثبت من (ل) ونسخة المباركفوري، وفي سائر نسخنا الخطية، و"تحفة الأشراف" 9/ 378:"صحيح" فقط.
إلَيَّ ذِرَاعًا، اقْتَرَبْتُ إلَيْهِ بَاعًا، وَإنْ أتَاني يَمْشي، أتَيتُهُ هَرْولةً"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وَيُرْوَى عن الأعْمَشِ في تَفْسيرِ هذا الحديثِ: من تَقرَّبَ مِنَّي شِبْرًا، تَقرَّبتُ مِنْهُ ذِرَاعًا: يَعْني بِالْمَغْفرةِ وَالرَّحْمةِ، وَهكذا فَسَّرَ بَعْضُ أهْلِ الْعلمِ هذا الحديثَ، قالوا: إنَّما مَعْناهُ: يَقولُ: إذا تَقرَّبَ إليَّ الْعَبدُ بِطَاعتِي وَبما أمَرْتُ، تُسارعُ إلَيْهِ مَغْفِرَتي وَرَحْمتي.
ورُوِي عن سعيد بن جبير أنه قال في هذه الآية: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152]، قال: اذْكُروني بطَاعَتِي، أذكُرْكم بمَغْفِرتي.
3921 -
حدثنا عبدُ بن حُميد، قال: حدثنا الحسن بن موسى وعمرو بن هاشم الرَّمْلي، عن ابن لَهِيعة، عن عطاء بن دينار، عن سعيد بن جُبير، بهذا
(2)
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه تامًّا ومختصرًا أحمد (7422)، والبخاري (7405)، ومسلم (2673) وص 2067 (19) و (20) و (21) وص 2102 (1)، وابن ماجه (3792) و (3822)، والنسائي في "الكبرى"(7730)، وابن حبان (328) و (376) و (810 - 812).
(2)
هذا الأثر إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، ورواية عطاء بن دينار - وهو الهُذلي المصري - عن سعيد بن جبير صحيفة فيما ذكر أهل العلم.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" 2/ 37 عن محمد بن حُميد الرَّازي، عن ابن المبارك، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. ومحمد بن حميد ضعيف أيضًا.
(3)
من قوله: "وروي عن سعيد بن جبير" إلى هنا أثبتناه من (س) وحدها، =
3922 -
حَدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قَال: حَدَّثنا أبو مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن أبي صَالحٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "اسْتَعيذُوا بِاللهِ من عَذابِ جَهنَّمَ، وَاسْتَعيذُوا بِاللهِ من عَذابِ الْقَبْرِ، اسْتَعيذُوا بِاللهِ من فِتْنةِ المَسيحِ الدَّجَّالِ، وَاسْتَعيذُوا بِاللهِ من فِتْنةِ الْمَحْيا وَالْمَماتِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسن صحيحٌ
(2)
.
147 - باب
(3)
3923 -
حَدَّثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا يَزِيدُ بن هارُونَ، قال: حدثنا هِشام بن حَسَّانَ، عن سُهيل بن أبي صَالحٍ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"من قال حِينَ يُمْسي ثَلاثَ مَرَّاتٍ: أعُوذُ بِكلماتِ اللهِ التَّامَّاتِ من شَرَّ مَا خَلقَ، لم تَضُرَّهُ حُمَةٌ تلكَ الليلة"
(4)
.
= ولم يرد في بقية أصولنا الخطية.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه تامًا ومختصرًا أحمد (7970)، والبخاري (1377)، ومسلم (588)، والنسائي 4/ 103 و 8/ 275 - 276 و 276 و 277 و 277 - 278، وابن حبان (1018) و (1019).
(2)
المثبت من (ل) و (س)، وفي سائر أصولنا الخطية، ونسخة المباركفوري:"صحيح" فقط.
(3)
من هنا إلى أول أبواب المناقب أثبتناه من (س)، والنسخة التي اعتمدها المباركفوري في شرحه، و"تحفة الأشراف"، ولم ترد في سائر أصولنا الخطية.
(4)
حديث صحيح، وأخرجه بألفاظ متقاربة أحمد (7898)، ومسلم =
قال سُهيل: وكانَ أهْلُنا تعلَّموها، فَكانُوا يَقولُونَها كُلَّ لَيْلةٍ، فَلُدِغَتْ جَاريةٌ مِنْهُمْ، فلم تَجِدْ لَها وَجَعًا.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
وَروى مَالكُ بن أنَسٍ هذا الحديثَ عن سُهيل بن أبي صَالحٍ، عن أبيهِ، عن أبي هُريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
وَرَوَى عُبَيْد اللهِ بن عُمرَ وَغَيْرُ وَاحدٍ هذا الحديثَ عن سُهيلٍ، ولم يَذْكُروا فيهِ: عن أبي هُريرةَ.
148 - باب
3924 -
حَدَّثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا وَكيعٌ، قال: حدثنا أبو فَضالةَ الفَرج بن فَضالةَ، عن أبي سَعيدٍ الحِمْصيَّ، قال:
سمعتُ أبا هُريرةَ، قال: دُعاءٌ حَفِظْتُهُ من رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لا أَدَعُهُ: "اللَّهُمَّ اجْعَلني أُعْظِمُ شُكرَكَ، وأُكْثِرُ ذِكْرَكَ، وأَتبَعُ نَصيحتَكَ، وَأحفَظُ وَصِيَّتَكَ"
(2)
.
= (2709)، وابن ماجه (3518)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(585 - 592)، و (598) و (599)، وابن حبان (1021) و (1022).
وقوله: "حُمَةٌ" بضم الحاء المهملة، وتخفيف الميم، وتُشدَّد: السمُّ، وتُطلق على إبْرة العَقْرب للمجاورة، لأن السمَّ منها يخرج.
(1)
هو في "الموطأ" 2/ 951.
(2)
إسناده ضعيف لضعف الفَرَج بن فَضَالة، وقد اضْطُرِب في تعيين شيخه أبي سعيد. =
هذا حديثٌ غريبٌ.
149 - باب
3925 -
حَدَّثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا أبو مُعاويةَ، قال: حدثنا اللَّيْثُ - هو ابن أبي سُلَيْمٍ -، عن زِيَادٍ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما من رَجُلٍ يَدْعُو بِدُعاءٍ إلَّا استُجِيبَ لهُ، فإمَّا أن يُعَجَّلَ في الدُّنْيا، وإمَّا أن يُدَّخَرَ لهُ في الآخرةِ، وإمَّا أن يُكَفَّرَ عَنهُ من ذُنُوبهِ بقَدرِ مَا دَعَا، ما لم يَدْعُ بإثمٍ، أو قَطيعةِ رَحِمٍ، أو يَسْتعجِلْ". قالوا: يَا رَسولَ اللهِ، وَكَيفَ يَسْتعجِلُ؟ قال:"يَقولُ: دَعوْتُ ربَّي فَما اسْتجابَ لي"
(1)
.
= وهو في "المسند"(8101).
(1)
حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ليث بن أبي سُليم، وقد اختُلِف في تعيين شيخه زياد كما في "التاريخ الكبير" للبخاري 3/ 367.
وأخرجه بأخصر مما هنا ضمن حديث أبو يعلى (6134) من طريق عبيد الله بن عمرو الرَّقَّي، عن ليث بن أبي سليم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه مقطعًا أحمد (9148) و (9785)، والبخاري (6340)، ومسلم (2735)، وأبو داود (1484)، وابن ماجه (3853)، وابن حبان (881) و (975) و (976) من وجوه أخرى عن أبي هريرة.
وفي الباب عن عبادة بن الصامت، سلف عند المصنف برقم (3890)، وإسناده حسن.
وعن أبي سعيد الخدري عند أحمد (11133)، وإسناده جيد.
وانظر ما بعده.
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الْوَجْهِ.
3926 -
حَدَّثنا يحيى، قال: حدثنا يَعْلَى بن عُبيدٍ، قال: حدثنا يحيى بن عُبَيْد اللهِ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما من عَبْدٍ يَرفَعُ يَديهِ حتَّى يَبْدُوَ إِبْطُهُ، يسألُ اللهَ مسألةً، إلَّا آتاها إيَّاهُ ما لم يعجَلْ"، قالوا: يَا رَسولَ اللهِ وَكَيْفَ عَجَلَتُهُ؟ قال: "يَقولُ: قد سَألتُ وَسَألتُ، فلم أُعْطَ شَيْئًا"
(1)
.
وَرَوَى هذا الحديثَ الزُّهْريُّ، عن أبي عُبَيْدٍ مَوْلَى ابن أزْهَرَ، عن أبي هُريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"يُستجابُ لأحدكُمْ ما لم يَعْجَلْ، يَقولُ: دَعوتُ، فلم يُسْتَجبْ لِي"
(2)
.
150 - باب
3927 -
حَدَّثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا أبو دَاودَ، قال: حدثنا صَدقةُ بن موسى، قال: حدثنا محمد بن وَاسعٍ، عن سُمير بن نَهارٍ العَبْديَّ
(1)
متن الحديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جدًّا، يحيى بن عُبيد الله متروك الحديث، وأبوه عُبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب مجهول، لكن قد روي الحديث من غير هذا الوجه عن أبي هريرة، وهو صحيح.
وانظر ما قبله.
(2)
حديث صحيح، وقد وصله المصنف برقم (3684)، وقد ذكرنا تخريجه هناك.
وانظر الحديثين السابقين.
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللهِ من حُسْنِ عِبادةِ اللهِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الْوَجْهِ.
151 - باب
3928 -
حَدَّثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا عَمْرو بن عَوْنٍ، قال: أخبرنا أبو عَوَانةَ، عن عُمر بن أبي سَلَمةَ
عن أبيهِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
: "لِيَنظُرْ أحدُكم ما الَّذِي يَتمنَّى، فإنَّهُ لَا يَدْرِي مَا يُكْتَبُ لهُ من أُمنِيَّتِه".
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
152 - باب
3929 -
حَدَّثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا جَابر بن نوحٍ، قال: حدثنا محمد بن عَمْرٍو، عن أبي سَلَمةَ
(1)
إسناده ضعيف لجهالة حال سُمَير - ويقال: شُتَير - بن نهار العَبْدي.
وأخرجه أبو داود (4993). وهو في "المسند"(7956)، و"صحيح ابن حبان"(631).
(2)
هكذا وقع في "تحفة الأشراف" 13/ 432 - 433، وفي النسخة التي اعتمدها المباركفوري:"عن عمر بن أبي سلمة - وهو ابن عبد الرحمن بن عوف - عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" مرسلًا، وفي (س):"عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم" موصولًا بذكر أبي هريرة، وعلى كل حال فإسناده ضعيف، عمر بن أبي سلمة ضعيف يعتبر به، ولم يتابع.
عن أبي هُريرةَ، قال: كَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدعُو فَيقولُ: "اللَّهُمَّ مَتَّعني بِسمعي وَبَصرِي، وَاجْعلْهُما الوارثَ مِنَّي، وَانصُرني على من ظَلَمَني، وخُذ مِنهُ بثأْرِي"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الْوَجْهِ.
153 - باب
3930 -
حَدَّثَنَا أبو دَاودَ سُليمان بن الأشعثِ السَّجْزيُّ، قَال: حَدَّثَنَا قَطْنُ البَصْرِيُّ، قال: حدثنا جَعْفر بن سُليْمانَ، عن ثَابتٍ
عن أنَسٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لِيسْأَلْ أحدُكم رَبَّهُ حَاجَتهُ كُلَّها، حتَّى يسأَلَ شِسْعَ نَعْلهِ إذا انقطعَ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح لغيره، جابر بن نوح وإن كان ضعيفًا، قد توبع، وباقي رجاله ثقات غير محمد بن عمرو - وهو ابن علقمة الليثي - فهو حسن الحديث.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(650)، والبزار (3193 - كشف الأستار)، والحاكم 1/ 523 و 2/ 142 من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه ضمن حديث الطبرانيُّ في "الأوسط"(5979)، وفي "الدعاء"(1424) من طريق إبراهيم بن خُثيم بن عِراك، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة. وإبراهيم بن خُثَيم متروك الحديث.
وله شواهد يصح بها، منها: عن ابن عمر، وقد سلف عند المصنف برقم (3809)، وهو حسن.
وآخر عن عائشة، وقد سلف عد المصنف أيضًا برقم (3786) وهو حسن بطرقه وشواهده. وذكرنا بقية شواهده هناك.
(2)
إسناده ضعيف، قَطَن - وهو ابن نُسَير الغُبَري البصري - قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه، فرأيته يحمل عليه، وذكر أنه روى أحاديث عن =
هذا حديثٌ غريبٌ.
وَرَوَى غَيْرُ وَاحدٍ هذا الحديثَ عن جَعْفرِ بن سُليْمانَ، عن ثَابتٍ البُنانيِّ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا. ولم يذكروا فيه: عن أنَسٍ.
3931 -
حَدَّثنا صَالحُ بن عَبد اللهِ، قال حدثنا جَعْفر بن سُليْمانَ
عن ثَابتٍ البُنانيَّ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"ليسْأَلْ أحدُكُمْ ربَّه حَاجتهُ، حتَّى يسألَهُ المِلحَ، وحتَّى يسأَلَه شِسْعَ نَعْلهِ إذا انْقطعَ"
(1)
.
وهذا أصَحُّ من حديثِ قَطَنٍ، عن جَعْفر بن سُليْمانَ.
= جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس مما أنكر عليه. وقال ابن عدي: كان يسرق الحديث ويوصله. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ!
وتابعه سيَّار بن حاتم كما سيأتي، وهو ضعيف أيضًا: ورواه الثقات عن جعفر بن سليمان، فأرسلوه كما قال المصنف، وهو الصواب، والله أعلم.
وأخرجه أبو يعلى (3403)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(354)، وابن حبان (866) و (894) و (895)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 289 من طريق قطن بن نسير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (3135 - كشف الأستار) من طريق سيار بن حاتم، عن جعفر بن سليمان، به.
وانظر ما بعده.
(1)
رجاله ثقات، لكنه مرسل.
وأخرجه ابن عدي 6/ 2076 عن البغوي، عن القواريري، عن جعفر، عن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. فقال رجل للقواريري: إن لي شيخًا يحدث به، عن جعفر، عن ثابت، عن أنس. فقال القواريري: باطل. قال ابن عدي: وهذا كما قال. يعني أن وصله باطل، والصواب إرساله.
بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب المناقب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
1 - باب ما جاء في فَضْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
-
3932 -
حَدَّثنا خَلَّادُ بن أَسْلَم البَغْدادي، قال: حَدَّثنا محمدُ بن مُصْعبٍ، قَال: حَدَّثنا الأوْزاعيُّ، عن أبي عَمَّارٍ
عن وَاثلةَ بن الأَسْقَعِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ اصْطَفى من ولدِ إبراهيمَ إسماعيلَ، وَاصْطَفى من ولدِ إسماعيلَ بَني كِنَانةَ، وَاصْطَفى من بَني كِنانةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفى من قُرَيْشٍ بَني هَاشمٍ، وَاصْطَفاني من بَني هَاشمٍ"
(1)
.
(1)
حديث صحيح دون قوله: "إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل"، فقد تفرد به محمد بن مصعب - وهو القَرْقَساني -، وهو ضعيف يعتبر به، ولم يتابع على هذا الحرف، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه مسلم (2276)، وهو في "المسند"(16986) و (16987)، و"صحيح ابن حبان"(6242) و (6333) و (6475).
وانظر ما بعده.
هذا حديثٌ صحيحٌ
(1)
.
3933 -
حَدَّثنا محمدُ بن إسماعيلَ، قَال: حَدَّثنا سُليْمانُ بن عَبد الرحمنِ الدِّمَشْقيُّ، قَال: حَدَّثنا الْوَليدُ بن مُسْلم، قَال: حَدَّثنا الأوْزَاعيُّ، قَال: حَدَّثَنا شَدَّادٌ أبو عَمَّارٍ، قَال:
حَدَّثَني وَاثلةُ بن الأسْقعِ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله اصْطَفى كِنانةَ من وَلدِ إسماعيلَ، وَاصْطَفى قُرَيْشًا من كِنانةَ، وَاصْطَفى هَاشمًا من قُريْشٍ، وَاصْطَفاني من بَني هَاشمٍ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
3934 -
حَدَّثنا يُوسفُ بن موسى القَطَّان البغدادي، قَال: حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بن موسى، عن إسماعيلَ بن أبي خَالدٍ، عن يَزِيدَ بن أبي زِيادٍ، عن عَبد اللهِ بن الحارثِ
عن العَبَّاسِ بن عَبد المُطَّلبِ قال: قُلْتُ: يَا رَسولَ اللهِ، إنَّ قُريْشًا جَلَسُوا، فَتذاكَرُوا أحْسابَهُمْ بَيْنهُمْ، فَجعلُوا مَثَلكَ كَمَثلِ نَخْلةٍ في كُبْوَةٍ من الأرْضِ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله خَلقَ الْخَلْقَ، فَجعَلني من خَيرِ فِرَقِهِمْ وَخَيْرِ الْفَريْقَينِ، ثُمَّ خَيَّرَ الْقَبائلَ، فَجَعلني من خَيرِ قَبِيلةٍ، ثُمَّ خَيَّرَ الْبُيوتَ، فَجَعلني من خَيْرِ بُيُوتِهمْ، فأنا
(1)
وقع في المطبوع ونسخة المباركفوري: "حسن صحيح"، والمثبت من أصولنا الخطية جميعًا.
(2)
إسناده صحيح، وانظر تخريجه في سابقه.
خَيْرُهُمْ نَفْسًا، وَخَيْرُهُمْ بَيْتًا"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
وَعَبد اللهِ بن الحارثِ: هو ابن نَوْفل.
3935 -
حَدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قَال: حَدَّثنا أبو أحمدَ، قال: حَدَّثنا سُفيانُ، عن يَزِيدَ بن أبي زِيادٍ، عن عَبد اللهِ بن الحارثِ، عن الْمُطَّلبِ بن أبي وَدَاعةَ، قال:
جَاءَ الْعبَّاسُ إلى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكأنَّهُ سمعَ شَيئًا، فَقامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على الْمِنْبرِ، فقال:"من أنا؟ " فقالوا: أنْتَ رَسولُ اللهِ عَليْكَ السَّلامُ. قال: "أنا محمدُ بن عَبد اللهِ بن عَبد الْمُطَّلبِ، إنَّ الله خَلقَ الْخَلْقَ، فَجعَلني في خَيْرِهِمْ، ثُمَّ جَعلهُمْ فِرْقَتيْنِ، فَجعلَني في خَيرِهِمْ فِرْقةً، ثُمَّ جَعلَهُمْ قَبائلَ، فَجعَلني في خَيْرِهِمْ قَبِيلةً، ثُمَّ
(1)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد - وهو الهاشمي الكوفي -، وقد اضطرب في إسناده كما بيَّناه في "المسند" عند حديث العباس بن عبد المُطَّلِب رقم (1788)، وحديثِ عبد المُطَّلِب - ويقال: المُطَّلب - ابن ربيعة رقم (17517).
ويأتي في الذي بعده.
ويشهد له حديث واثلة بن الأَسْقع السالف.
وقوله: "كَبْوَة من الأرض": قال في "النهاية" 4/ 146: قال شَمِر: لم نسمع الكُبْوَة، ولكنا سمعنا الكِبَا والكُبَة، وهي الكُناسة والتُراب الذي يُكْنَس من البيت.
وقال غيره: الكُبَة: من الأسماء الناقصة، أصلها: كُبْوَة، مثل: قُلَة وثُبَة، أصلهما: قُلْوَة وثُبْوَة.
جَعلهُمْ بُيُوتًا، فَجعَلني في خَيْرِهِمْ بَيْتًا، وَخَيْرِهِمْ نَفْسًا"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
وقد رُويَ عن سفيان الثَّوْري، عن يزيد بن أبي زياد، نحوَ حديث إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن العَبَّاس بن عبد المُطَّلِب
(2)
.
3936 -
حَدَّثنا أبو هَمَّامٍ الْوَليدُ بن شُجاعِ بن الْوَليدِ الْبَغْدادِيُّ، قَال: حَدَّثنا الْوَليدُ بن مُسْلمٍ، عن الأوْزاعيِّ، عن يحيى بن أبي كَثِيرٍ، عن أبي سَلمةَ
عن أبي هُريرةَ، قال: قَالُوا: يَا رَسولَ اللهِ، مَتَى وَجبتْ لَكَ النُّبُوَّةُ؟ قال:"وَآدمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسدِ"
(3)
.
(1)
حديث حسن لغيره، وانظر تخريجه في الذي قبله.
(2)
من قوله: "وقد روي عن سفيان" إلى هنا أثبتناه من (أ) و (د)، ولم يرد في (س) و (ل).
(3)
حديث صحيح، رجال إسناده ثقات رجال الصحيح، وقد صَرَّح الوليد بن مسلم بالتحديث في بعض مصادر التخريج، فانتفت شبهة تدليسه وتسويته.
وأخرجه المصنف في "العلل الكبير" 2/ 925، والحاكم 2/ 609، وتمام الرَّازي في "فوائده - ترتيبه"(1400) و (1401)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(8)، وفي "أخبار أصبهان" 2/ 226، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 130، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 83 من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن العِرْباض بن سَارِيَة عند أحمد (17150)، وهو صحيح لغيره.
وعن مَيْسَرة الفَجْر، ذكره المصنف في أحاديث الباب، ويأتي تخريجه.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ
(1)
من حديثِ أبي هُريرةَ، لا نَعْرِفهُ إلَّا من هذا الْوَجْهِ.
وفي الباب عن مَيْسَرة الفَجْر
(2)
.
2 - باب
3937 -
حَدَّثنا الْحُسينُ بن يَزِيدَ الْكُوفيُّ، قَال: حَدَّثنا عَبد السَّلامِ بن حَرْبٍ، عن لَيْثٍ، عن الرَّبيعِ بن أنَسٍ
عن أنَس بن مَالكٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أنا أوَّلُ النَّاسِ خُرُوجًا إذا بُعِثُوا، وَأنا خَطِيبُهمْ إذا وَفَدُوا، وَأنا مُبَشَّرُهُمْ إذا أيِسُوا، لِوَاءُ الْحَمدِ يَوْمئذٍ بِيدِي، وَأنا أكْرمُ وَلدِ آدَمَ على رَبِّي وَلا فَخْرَ"
(3)
.
(1)
المثبت من (ل) و (س) ونسخة المباركفوري، وفي (أ) و (د) و"تحفة الأشراف" 11/ 74:"حسن غريب".
(2)
قوله: "وفي الباب عن ميسرة الفجر" أثبتناه من (س) فقط، ولم يرد في سائر أصولنا الخطية.
وحديث مَيْسَرة الفجر أخرجه أحمد (20596)، وإسناده صحيح.
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ليث - وهو ابن أبي سليم -، وضعف حسين بن يزيد الكوفي، لكن قد روي نحوه عن أنس من طريق آخر جيد عند أحمد (12469).
وأخرجه الدارمي (48)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 483 - 484، والبغوي (3624) عن طريق ليث بن أبي سليم، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سيأتي عند المصنف برقم (3942)، وهو صحيح لغيره.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
3938 -
حَدَّثنا الْحُسينُ بن يَزِيدَ، قَال: حَدَّثنا عَبد السَّلامِ بن حَرْبٍ، عن يَزِيدَ أبي خَالدٍ، عن الْمِنْهالِ بن عَمْرٍو، عن عَبد اللهِ بن الحارثِ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أنا أوَّلُ من تَنشَقُّ عَنهُ الأرْضُ، فَأُكْسَى الحُلَّةَ من حُللِ الْجنَّةِ، ثُمَّ أقُومُ عن يَمِينِ الْعَرْشِ، لَيْسَ أحدٌ من الْخَلائقِ يَقومُ ذلكَ المَقامَ غَيْرِي"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ
(2)
.
3 - باب
3939 -
حَدَّثنا بُنْدارٌ، قَال: حَدَّثنا أبو عَاصمٍ، قَال: حَدَّثنا سُفيانُ - وهو الثَّوْريُّ -، عن لَيْثٍ - وهو ابن أبي سُلَيْمٍ - قَال: حَدَّثَني كَعْبٌ، قَال:
حَدَّثَني أبو هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "سلُوا الله لِي الْوَسيلةَ" قَالُوا: يَا رَسولَ اللهِ، وَما الْوَسيلةُ؟ قال:"أعْلَى دَرجَةٍ في الْجنَّةِ، لَا يَنالُها إلَّا رَجُلٌ وَاحدٌ، أرْجُو أنْ أكُونَ أنا هو"
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف الحسين بن يزيد الكوفي.
وقوله: "أنا أول من تنشق عنه الأرض" يشهد له الحديث السالف، وحديث أبي سعيد الخدري الآتي برقم (3942).
(2)
المثبت من (س) و"تحفة الأشراف" 10/ 133، وفي سائر النسخ الخطية:"حسن غريب صحيح".
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ليث بن أبي سليم، وجهالة شيخه كعب.
وهو في "مسند أحمد"(7598). =
هذا حديثٌ غريبٌ وإسْنادهُ لَيْسَ بِالْقوِيِّ، وَكَعْبٌ لَيْسَ هو بِمَعْرُوفٍ، وَلا نَعْلمُ أحدًا رَوَى عَنْهُ غَيْر لَيْثِ بن أبي سُليْمٍ.
3940 -
حَدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثنا أبو عَامرٍ العَقَدي، قال: حدثنا زُهَيْرُ بن محمدٍ، عن عَبد اللهِ بن محمدِ بن عَقِيلٍ، عن الطُّفَيْلِ بن أُبيِّ بن كَعْبٍ
عن أبيهِ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"مَثَلي في النَّبِيِّينَ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنى دَارًا، فَأحْسَنها وَأكْمَلَها وَأجْملَهَا، وَتَركَ مِنْها مَوْضِعَ لَبِنةٍ، فَجعلَ النَّاسَ يَطوفُونَ بِالْبِناءِ، وَيعْجَبُونَ مِنْهُ، وَيَقولُونَ: لو تَمَّ مَوْضِعُ تِلْكَ اللَّبِنةِ، وأنا في النَّبِيِّينَ مَوْضعُ تِلْكَ اللَّبِنةِ"
(1)
.
3941 -
وبهذا الإِسْنادِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"إذا كَانَ يَوْمُ الْقِيامةِ كُنْتُ إمَامَ النَّبِيِّينَ، وَخطِيبَهُمْ، وَصَاحبَ شَفَاعَتِهمْ، غَيْرَ فَخْرٍ"
(2)
.
= ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو الآتي عند المصنف برقم (3943)، وإسناده صحيح.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل.
وهو في "مسند أحمد"(21243).
ويشهد له حديث أبي هريرة عند أحمد (7322)، وهو في "الصحيحين"، وقد ذكرنا بقية شواهده هناك.
(2)
صحيح لغيره، وإسناده كسابقه.
وأخرجه ابن ماجه (4314)، وهو في "المسند"(21245). =
هذا حديِثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ
(1)
.
3942 -
حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جُدْعانَ، عن أبي نَضْرَة
عن أبي سعيدٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا سَيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامة ولا فَخْرَ، وبيدي لِوَاءُ الحَمْدِ ولا فَخْرَ، وما من نبيٍّ يومئذٍ - آدمُ فمن سواه - إلا تحت لوائي، وأنا أَوَّلُ من تَنشَقُّ عنه الأرضُ ولا فَخْرَ". وفي الحديث قِصَّةٌ
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ
(3)
(4)
.
= وله شواهد يتقوى بها، ذكرناها في "المسند".
(1)
وقع في المطبوع: "حديث حسن"، وفي (س) و"تحفة الأشراف" 1/ 19:"حسن صحيح"، والمثبت من سائر أصولنا الخطية ونسخة المباركفوري.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن جُدْعان، وهو علي بن زيد.
وأخرجه أحمد (10987)، وابن ماجه (4308).
وقد سلف مطولًا عند المصنف برقم (3514).
ويشهد له حديث أنس السالف برقم (3937)، وهو صحيح لغيره، وله شواهد أخرى استوفيناها في "المسند".
(3)
وقع في المطبوع و (س): "حسن صحيح"، والمثبت من سائر نسخنا الخطية، ونسخة المباركفوري، و"تحفة الأشراف" 3/ 468.
(4)
جاء بعد هذا في المطبوع: "وقد روي بهذا الإسناد، عن أبي نضرة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم"، ولم يرد في بقية أصولنا الخطية، ولا في نسخة المباركفوري، ولا في "التحفة".
3943 -
حَدَّثَنا محمدُ بن إسماعيلَ، قَال: حَدَّثنا عَبد اللهِ بن يَزِيدَ المُقْرئُ، قَال: حَدَّثنا حَيْوَةُ، قال: أخْبرنا كَعْبُ بن عَلْقمةَ، سَمعَ عَبدَ الرحمنِ بن جُبَيْرٍ
أنَّهُ سَمعَ عَبدَ اللهِ بن عَمْرٍو، أنَّهُ سَمعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: إذا سَمِعتمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقولُوا مِثْلَ مَا يَقولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَليَّ، فإنَّهُ من صلَّى عَليَّ صَلاةً، صَلَّى اللهُ عَليهِ بها عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا لِيَ الْوَسيلةَ، فَإنَّها مَنْزلةٌ في الْجنَّةِ لا تَنْبغي إلَّا لِعَبْدٍ من عِبادِ اللهِ، وَأرْجُو أنْ أكُونَ أنا هو، ومن سَألَ ليَ الْوَسيلةَ، حَلَّتْ عَليْهِ الشَّفَاعةُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
قال محمدٌ: عَبد الرحمنِ بن جبَيْرٍ هذا قُرشيٌّ، وهو مِصْريٌّ، وَعَبد الرحمنِ بن جُبَيْرِ بن نُفَيْرٍ شَاميٌّ.
3944 -
حَدَّثنا عَليُّ بن نَصْرِ بن عَليٍّ الجَهْضَمي، قال: حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بن عَبد المجيدِ، قَال: حَدَّثنا زَمْعةُ بن صَالحٍ، عن سلمةَ بن وَهْرام، عن عِكْرمةَ
عن ابن عَبَّاسٍ قال: جَلسَ نَاسٌ من أصْحابِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْتظرونهُ، قال: فَخرج حتَّى إذا دَنا مِنْهُمْ سَمِعهُمْ يَتذاكَرُونَ، فَسَمعَ حَديثَهُمْ، فقال بَعْضُهمْ: عَجَبًا إنَّ الله عز وجل اتَّخذَ من خَلْقهِ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (384)، وأبو داود (523)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 25 - 26، وفي "عمل اليوم والليلة"(45). وهو في "المسند"(6568)، و"صحيح ابن حبان"(1690 - 1692).
خَليلًا، اتَّخذَ إبراهيمَ خَليلًا. وقال آخرُ: ماذا بِأعْجبَ من كَلامِ موسى، كَلَّمَهُ تَكْليمًا. وقال آخرُ: فَعيسى كَلِمةُ اللهِ وَرُوُحهُ. وقال آخرُ: آدمُ اصْطَفاهُ اللهُ. فَخرجَ عَليْهمْ، فَسلَّمَ، وقال:"قد سَمِعتُ كَلامَكُمْ وَعَجَبَكُمْ أنَّ إبراهيمَ خَليلُ اللهِ، وهو كَذلكَ، وموسى نَجيُّ اللهِ، وهو كَذلكَ، وعيسى رُوحهُ وَكَلِمتهُ، وهو كَذلكَ، وَآدمُ اصْطَفاهُ اللهُ وهو كَذلكَ، ألا وَأنا حَبِيبُ اللهِ وَلا فَخْرَ، وَأنا حَاملُ لِوَاءِ الْحَمدِ يَوْمَ الْقِيامةِ وَلا فَخْرَ، وَأَنا أوَّلُ شَافِعٍ وَأوَّلُ مُشَفَّعٍ يَوْمَ الْقِيامةِ وَلا فَخْرَ، وَأنا أوَّلُ من يُحَرِّكُ حِلَقَ الْجنَّةِ، فَيَفْتَحُ اللهُ لِي، فَيُدْخِلُنِيها وَمَعي فقرَاءُ الْمُؤْمِنينَ ولا فخْرَ، وَأنا أكْرمُ الأوَّلِينَ وَالآخِرينَ وَلا فَخْرَ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
3945 -
حَدَّثَنا زَيدُ بن أخْزمَ الطَّائِيُّ الْبَصْرِيُّ، قَال: حَدَّثَنا أبو قُتيبةَ سلْمُ بن قُتيبةَ، قَال: حَدَّثَني أبو مَوْدُودٍ المَدَنيُّ، قَال: حَدَّثنا عُثمانُ بن الضَّحَّاكِ، عن محمدِ بن يُوسفَ بن عَبد اللهِ بن سَلامٍ، عن أبيهِ
عن جَدِّهِ، قال: مَكتُوبٌ في التَّوْراةِ صِفةُ محمدٍ، وعيسى ابن
(1)
إسناده ضعيف لضعف زمعة بن صالح، ولبعضه شواهد يصح بها.
وأخرجه الدارمي (47) عن عبيد الله بن عبد المجيد، بهذا الإسناد.
ويشهد لقسمه الأخير حديث أبي سعيد الخدري السالف برقمي (3148) و (3942).
وحديث أنس بن مالك السالف برقم (3937).
مَريمَ يُدْفَنُ مَعهُ.
قال: فقال أبو مَوْدُودٍ: قد بَقي في الْبَيْتِ مَوْضع قَبْرٍ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
هكذا قال: عُثمانُ بن الضَّحَّاكِ، وَالمَعْرُوفُ الضَّحَّاكُ بن عُثمانَ المَدِينيُّ.
3946 -
حَدَّثنا بِشْرُ بن هِلالٍ الصَّوَّافُ الْبَصْرِيُّ، قَال: حَدَّثنا جَعْفرُ بن سُليْمانَ الضُّبَعيُّ، عن ثَابتٍ
عن أنَس بن مَالكٍ، قال: لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي دَخلَ فيهِ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينةَ، أضاءَ مِنْها كُلُّ شَيْءٍ، فَلمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي مَاتَ فيهِ، أظْلمَ مِنْها كُلُّ شَيْءٍ، وَما نَفَضْنا عن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الأيْدِي وَإنَّا لَفي دَفْنهِ، حتَّى أنْكَرْنا قُلُوبَنا
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ.
(1)
هذا الأثر إسناده ضعيف لضعف عثمان بن الضحاك، وقال البخاري بعد أن ساقه في ترجمة محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام 1/ 263: هذا لا يصح عندي، ولا يتابع عليه.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 263، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/ 395 من طريقين عن عثمان بن الضحاك، بهذا الإسناد.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (1631). وهو في "المسند"(13312)، و"صحيح ابن حبان"(6634).
4 - باب ما جاء في مِيلادِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
-
3947 -
حَدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ الْعَبْدِيُّ، قَال: حَدَّثنا وَهْبُ بن جَريرٍ، قَال: حَدَّثنا أبي، قال: سَمِعتُ محمدَ بن إسحاقَ يُحدِّثُ، عن المُطَّلبِ بن عَبد اللهِ بن قَيْسِ بن مَخْرمةَ، عن أبيهِ
عن جَدِّهِ قال: وُلِدْتُ أنا وَرَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفِيلِ.
قال: وَسَألَ عُثمانُ بن عَفَّانَ قُباثَ بن أشْيمَ أخا بَني يَعْمرَ بن لَيْثٍ: أنْتَ أكْبرُ أمْ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقال: رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أكْبرُ مِنِّي، وَأنا أقْدمُ مِنهُ في الْمِيلادِ
(1)
. قال: وَرَأيْتُ خَذْقَ الطَّيْرِ
(2)
أخْضَرَ مُحيلًا
(3)
.
(1)
وقع في المطبوع بعد هذا: "ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل، ورفعت بي أمي على الموضع"، ولم يرد شيء من ذلك في أصولنا الخطية جميعًا، ولا في نسخة المباركفوري.
(2)
في (ل): "الفيل".
(3)
الشطر الأول منه حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة المطَّلِب بن عبد الله، لكنه قد توبع على شطره الأول.
وهو في "المسند"(17891) مختصرًا بشطره الأول.
وأخرج الشطر الثاني منه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(927)، والطبراني في "الكبير" 19/ (75)، والحاكم 3/ 625، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(84)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 77 من طريقين عن الزبير بن موسى، عن أبي الحويرث - وهو عبد الرحمن بن معاوية الأنصاري - قال: سمعت عبد الملك بن مروان يقول لقُباث بن أشيم، فذكره بنحوه، وإسناده ضعيف.
وقوله: "خَذْق الطَّير"، وفي بعض النسخ:"خَذْق الفيل": هو بفتح الخاء =
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ محمدِ بن إسحاقَ.
5 - باب ما جاء في بَدْءِ نُبُوَّةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
-
3948 -
حَدَّثنا الْفَضلُ بن سَهْلٍ أبو الْعبَّاسِ الأعْرَجُ الْبَغْدادِيُّ، قَال: حَدَّثنا عَبد الرحمنِ بن غَزْوانَ أبو نوح، قال: أخْبرنا يُونُس بن أبي إسحاقَ، عن أبي بَكْرِ بن أبي موسى الأشْعَريِّ
عن أبيهِ قال: خَرجَ أبو طَالبٍ إلى الشَّامِ، وَخَرجَ مَعهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في أشْياخٍ من قرَيْشٍ، فَلمَّا أَشْرَفُوا على الرَّاهبِ، هَبطُوا، فَحَلُّوا رِحالَهُمْ، فَخَرَجَ إلَيْهِمُ الرَّاهبُ، وَكانُوا قَبْلَ ذلكَ يَمُرُّونَ بهِ، فَلا يَخْرُجُ إلَيْهِمْ، وَلا يَلْتفتُ، قال: فَهُمْ يَحُلُّونَ رِحَالَهُمْ، فَجعلَ يَتخلَّلُهُمُ الرَّاهبُ حتَّى جَاءَ فَأخذَ بِيدِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: هذا سَيِّدُ الْعَالمينَ، هذا رَسولُ رَبِّ الْعَالمينَ، يَبْعثُهُ اللهُ رَحْمةً لِلْعَالمينَ. فقال لهُ أشْياخٌ من قُرَيْشٍ: مَا عِلْمُكَ؟ فقال: إنَّكُمْ حِينَ أشْرَفْتُمْ من الْعَقَبةِ، لم يَبْقَ شَجرٌ وَلا حَجرٌ إلَّا خَرَّ سَاجدًا، وَلا يَسْجُدانِ إلَّا لِنَبيٍّ، وَإنِّي أعْرفهُ بِخَاتمِ النُّبُوَّةِ أسْفلَ من غُضْرُوفِ كَتِفهِ مِثْلَ التُّفَّاحةِ. ثُمَّ رَجعَ فَصنعَ لَهُمْ طَعامًا، فَلمَّا أتَاهُمْ بهِ وَكانَ هو في رِعْيةِ الإبلِ، قال: أرْسِلُوا إلَيهِ. فَأقْبلَ وَعَليهِ غَمَامةٌ تُظِلُّهُ، فَلمَّا دنا من الْقَوْمِ، وَجَدَهُمْ قد سَبقُوهُ إلى فَيءِ الشَّجرَةِ، فَلمَّا جَلسَ مَال
= وسكون الذال المعجمتين، وبالقاف: الرَّوْث.
وقوله: "مُحِيلًا" من الإحالة، أي: متغيِّرًا.
فيْءُ الشَّجَرةِ عَليْهِ، فقال: انْظُروا إلى فَيْءِ الشَّجرَةِ مَال عَليْهِ. قال: فَبَينما هو قَائمٌ عَليْهمْ وهو يُناشِدُهُمْ أنْ لَا يَذْهَبُوا بهِ إلى الرُّومِ، فإنَّ الرُّومَ إنْ رَأوْهُ عَرفُوهُ بِالصِّفةِ فَيقْتلُونه، فَالْتَفَتَ فإذا بِسَبْعةٍ قد أقْبلُوا من الرُّومِ فَاسْتَقْبلهُمْ، فقال: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قالوا: جئْنَا أَنَّ هذا النبيَّ خَارجٌ في هذا الشَّهْرِ، فلم يَبْقَ طَريقٌ إلا بُعثَ إلَيْهِ بِأُناسٍ، وَإنَّا قد أُخْبِرْنا خَبرَهُ، فبُعِثْنا إلى طَريقَكَ هذا. فقال: هَلْ خَلْفكُمْ أحدٌ هو خَيْرٌ مِنْكُمْ؟ قالوا: إنَّما اخْتِرْنا خِيَرَةً لطريقِكَ
(1)
هذا. قال: أفَرأيْتُمْ أمْرًا أرادَ الله أنْ يَقْضِيَهُ هَلْ يَسْتطيعُ أحدٌ من النَّاسِ رَدَّهُ؟ قالوا: لا. قال: فَبايَعُوهُ، وَأقامُوا مَعهُ، قال: أنْشُدُكم باللهِ أيُّكُمْ وَلِيُّهُ؟ قالوا: أبو طَالبٍ. فلم يَزلْ يُناشِدُهُ حتَّى رَدَّهُ أبو طَالبٍ، وَبَعثَ مَعهُ أبو بَكْرٍ بِلالًا، وَزَوَّدهُ الرَّاهبُ من الْكَعكِ وَالزَّيْتِ
(2)
.
(1)
قوله: "اخْتِرْنا خِيرَةً لطريقِك" أثبتناه من (س) وهامش (ل)، وهو الأنسب للسياق، وفي سائر الأصول:"أُخْبِرْنا خَبَرَه بطريقك"، والله أعلم.
(2)
حديث منكر، تفرد به عبد الرحمن بن غزوان أبو نوح المعروف بقُرَاد، وهو وإن كان ثقة، له أفراد، وهذا منها، قال الذهبي في "السيرة" ص 57 بعد أن ساق الحديث: هو حديث منكر جدًّا، وأين كان أبو بكر؟! كان ابن عشر سنين، فإنه أصغر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين ونصف، وأين كان بلال في هذا الوقت؟! فإن أبا بكر لم يشتره إلا بعد المبعث، ولم يكن وُلِدَ بعدُ .... ثم ذكر وجوهًا أخرى لتعليله وبيان نكارة متنه، وقال في "تلخيص المستدرك" 2/ 615: أظنه موضوعًا، فبعضه باطل. وقال ابن كثير في "السيرة" 1/ 248: فيه غرائب. ثم ساق جملة منها. =
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلَّا من هذا الْوَجْهِ.
6 - باب في مَبْعثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وابن كَمْ كَانَ حِينَ بُعثَ؟
3949 -
حَدَّثنا محمدُ بن إسماعيلَ، قَال: حَدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثنا ابن أبي عَديٍّ، عن هِشام بن حَسَّان، عن عِكْرمةَ
عن ابن عَبَّاسٍ، قال: أُنْزلَ على رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو ابن أرْبَعينَ، فَأقَامَ بِمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرةَ، وَبالْمَدِينةِ عَشْرًا، وَتُوفِّي وهو ابن ثَلاثٍ وَسِتِّينَ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
3950 -
حَدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثنا ابن أبي عَدِيًّ، عن هِشامٍ، عن عِكْرمةَ
عن ابن عَبَّاسٍ، قال: قُبضَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو ابن خَمْسٍ وَسِتِّينَ.
هكذا حَدَّثنا محمد بن بَشَّارٍ، وَرَوَى عَنْهُ محمدُ بن إسماعيلَ مِثْلَ ذلكَ
(2)
.
= وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 479، والطبري في "تاريخه" 2/ 278 - 279، والخرائطي في "الهواتف" كما في "السيرة" لابن كثير 1/ 246 - 247، والحاكم 1/ 615 - 616، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(109)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 24 - 26 من طريقين عن عبد الرحمن بن غزوان، بهذا الإسناد.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3851)، ومسلم (2351). وهو في "المسند"(2017).
(2)
أخرجه أحمد (1846) و (1945) و (2399) و (3380)، ومسلم =
3951 -
حَدَّثنا قُتيبةُ، عن مَالكِ بن أنَسٍ (ح)
وَحدَّثنا الأنْصَارِيُّ، قَال: حَدَّثنا مَعْنٌ، قَال: حَدَّثنا مَالكُ بن أنَسٍ، عن رَبِيعةَ بن أبي عَبد الرحمنِ
أنَّهُ سَمِعَ أنَس بن مَالكٍ يَقولُ: لم يَكُنْ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالطَّويلِ الْبَائنِ، وَلا بِالْقَصيرِ، وَلا بِالأبْيضِ الأمْهَقِ، وَلا بالآدَمِ، وَلَيْسَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ، وَلا بِالسَّبْطِ، بَعثهُ اللهُ على رَأْسِ أربَعينَ سَنةً، فَأقامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنينَ، وَبِالمَدِينةِ عَشْرًا، وَتوفَّاهُ اللهُ على رَأْسِ سِتِّينَ سَنةً، وَلَيْسَ في رَأْسهِ وَلِحْيتهِ عِشْرُونَ شَعْرةً بَيْضاءَ
(1)
.
= (2353). وسيأتي عند المصنف برقم (3980) و (3981).
وقوله: "وهو ابن خمس وستين" غير محفوظ في حديث ابن عباس، ورواية الجماعة عن ابن عباس:"وهو ابن ثلاث وستين"، وروايتهم أكثر وأوثق، وهي الموافقة لأكثر الروايات الصحيحة عن غيره، وهو الذي عليه جمهور الناس. انظر:"فتح الباري" 8/ 151، وتعليقنا على "المسند" عند الحديث رقم (1846) و (2017).
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا أحمد (13519)، والبخاري (3547)، ومسلم (2347)، والنسائي في "الكبرى"(9310) من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن أنس.
وقد سلف عند المصنف مختصرًا برقم (1850).
وقد روي من وجه آخر عن أنس خلافُ ذلك في عُمْر النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه مسلم (2348)، وابن حبان (6389) من طريق الزبير بن عدي، عن أنس، قال:"توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين". قال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 2/ 11: وهو أصح من قول ربيعة. وانظر الحديث السابق والتعليق =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
7 - باب ما جاء في آياتِ نُبُوَّةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَما قد خَصَّهُ اللهُ به
3952 -
حَدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ ومحمودُ بن غَيْلانَ، قَالا: حدثنا أبو دَاوُدَ الطَّيالِسيُّ، قَال: حَدَّثنا سُليْمانُ بن مُعاذٍ الضَّبِّيُّ، عن سِماكِ بن حَرْبٍ
عن جَابرِ بن سَمُرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ بِمَكَّةَ حَجرًا كَانَ يُسلِّمُ عَليَّ لَيَالِيَ بُعِثْتُ، إنِّي لأعْرِفُه الآنَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
3953 -
حَدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدثنا يَزيدُ بن هارُونَ، قَال: حَدَّثنا سُليْمانُ التَّيْميُّ، عن أبي الْعَلاءِ
عن سَمُرةَ بن جُنْدبٍ، قال: كُنَّا مَعَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَتدَاولُ من قَصْعةٍ من غَدْوةٍ حتَّى اللَّيلِ، تَقُومُ عَشَرَةٌ وَتَقْعدُ عَشَرَةٌ.
قُلْنا: فَما كَانَتْ تُمَدُّ؟ قال: من أيِّ شَيْءٍ تَعْجبُ! مَا كَانتْ
= عليه.
وقوله: "الأَمْهق": الكريه البياض؛ كلون الجِصِّ.
و"الآدَم": من الأُدْمة، وهي في الناس السُّمْرة الشديدة.
و"الجَعْد": من جَعُد الشَّعرُ جُعودةً: إذا كان فيه التواءٌ وانقباض.
و"القَطَط": يقال: رجل قَطَط الشَّعر، أي: قصير شديد الجُعُودة.
و"السَّبْط": المُنْبسِط المُسترسِل.
(1)
حديث حسن، وأخرجه مسلم (2277)، وهو في "مسند أحمد"(20828)، و"صحيح ابن حبان"(6482).
تُمدُّ إلَّا من ها هنا، وَأشَارَ بِيدهِ إلى السَّماءِ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وأبو الْعَلاءِ: اسْمهُ يَزيدُ بن عَبد اللهِ بن الشِّخِّيرِ.
8 - باب
3954 -
حَدَّثَنا عَبَّادُ بن يَعْقُوبَ الْكُوفيُّ، قَال: حَدَّثنا الْوَليدُ بن أبي ثَوْرٍ، عن السُّدِّيِّ، عن عَبَّادِ بن أبي يَزِيدَ
عن عَليِّ بن أبي طَالبٍ، قال: كُنْتُ مَعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ، فَخرجْنا في بَعْضِ نَوَاحِيها، فَما اسْتَقْبلهُ جَبلٌ وَلا شَجرٌ إلَّا وهو يَقولُ: السَّلامُ عَليكَ يَا رَسولَ اللهِ
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (20135)، والنسائي في "الكبرى"(6903)، وابن حبان (6529).
(2)
إسناده ضعيف لجهالة عباد بن أبي يزيد - ويقال: ابن يزيد - الكوفي، وضعف الوليد - وهو ابن عبد الله - بن أبي ثور، وقد توبع، إلا أن مُتابِعَه لم نقف له على ترجمة.
وأخرجه الدارمي (21)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 153 - 154 و 154، والبغوي في "شرح السنة"(3710) من طريقين عن إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّي، بهذا الإسناد.
وقد روي من حديث جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بمكة حجرًا كان يُسلَّمُ عليَّ لياليَ بُعِثتُ، إني لأعرفُهُ الآن"، وقد سلف عند المصنف برقم (3952)، وسنده حسن.
وقد رواه غَيْرُ وَاحدٍ عن الْوَليدِ بن أبي ثَوْرٍ، وقالوا: عن عَبَّادِ بن أبي يَزِيدَ، مِنْهُمْ فَرْوةُ بن أبي المَغْراء.
9 - باب
3955 -
حَدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قَال: حَدَّثنا عُمرُ بن يُونُسَ، عن عِكْرمةَ بن عَمَّارٍ، عن إسحاقَ بن عَبد اللهِ بن أبي طَلْحةَ
عن أنَسِ بن مَالكٍ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطبَ إلى لِزْقِ جِذْعٍ، وَاتَّخذُوا لهُ مِنْبرًا، فَخَطبَ عَلَيْهِ، فَحنَّ الْجِذْعُ حَنِينَ النَّاقةِ، فَنزَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فَمسَّهُ، فَسكتَ
(1)
.
وفي الباب عن أُبيٍّ، وَجَابرٍ، وابن عُمرَ، وَسَهْلِ بن سَعْدٍ، وابن عَبَّاسٍ، وَأُمِّ سَلمةَ.
حديث أنَسٍ حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجه.
3956 -
حَدَّثنا محمدُ بن إسماعيلَ، قَال: حَدَّثنا محمدُ بن سَعيدٍ، قَال: حَدَّثنا شَرِيكٌ، عن سِماكٍ، عن أبي ظَبْيانَ
عن ابن عَبَّاسٍ، قال: جَاءَ أعْرابيٌّ إلى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: بِمَ أعْرفُ أنَّكَ نَبيٌّ؟ قال: "إنْ دَعَوْتُ هذا الْعِذْقَ من هذه النَّخْلةِ، تَشْهَدُ أنِّي رَسولُ اللهِ؟ " فَدعَاهُ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجعلَ يَنْزِلُ من النَّخْلةِ حتَّى سَقطَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قال:"ارْجِعْ" فَعادَ، فأسْلمَ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه بألفاظ متقاربة أحمد (2237) و (13363)، وابن ماجه (1415)، وابن حبان (6507).
الأعْرابيُّ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ صحيحٌ.
10 - باب
3957 -
حَدَّثنا محمد بن بَشَّار، قال: حَدَّثنا أبو عَاصمٍ، قَال: حَدَّثنا عَزْرةُ بن ثَابتٍ، قَال: حَدَّثنا عِلْباء بن أحْمرَ، قَال:
حدَّثنا أبو زَيْدِ بن أخْطبَ، قال: مَسحَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدهُ على وَجْهي، وَدَعا لِي.
قال عَزْرةُ: إنَّهُ عَاشَ مِئةً وَعِشْرينَ سَنةً، وَلَيْسَ في رَأْسهِ إلَّا شُعَيْراتٌ بِيضٌ
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
وأبو زَيْدٍ: اسْمهُ عَمْرُو بن أخْطبَ.
11 - باب
3958 -
حَدَّثنا إسحاقُ بن موسى الأنْصَاريُّ، قَال: حَدَّثنا مَعْنٌ، قال: عَرضْتُ على مَالكِ بن أنَسٍ، عن إسحاقَ بن عَبد اللهِ بن أبي طَلْحةَ
أنَّهُ سَمعَ أنسَ بن مَالكٍ يَقولُ: قال أبو طَلْحةَ لأُمِّ سُلَيْمٍ: لقد سَمِعتُ صوْتَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَعيفًا أعْرفُ فيهِ الْجُوعَ، فَهلْ عِنْدكِ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أحمد (1954)، وابن حبان (6523).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا أحمد (20733)، وابن حبان (7170) و (7171).
من شَيْءٍ؟ فقالت: نَعَمْ، فَأخْرجَتْ أقْراصًا من شَعِيرٍ، ثُمَّ أخْرجَتْ خِمارًا لَها، فَلفَّتِ الْخُبْزَ بِبعْضهِ، ثُمَّ دَسَّتْهُ في يَدِي، وَرَدَّتْني بِبَعْضهِ، ثُمَّ أرْسَلتْني إلى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال: فَذَهَبْتُ
(1)
بهِ إلَيْهِ، فَوجَدْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالسًا في المَسْجدِ وَمَعهُ النَّاسُ، قال: فَقُمتُ عَليْهمْ، فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أرْسَلكَ أبو طَلْحةَ؟ " فَقلْتُ: نَعَمْ. قال: "بِطَعامٍ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ.
فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لمن مَعهُ: "قُومُوا". قال: فَانْطلقُوا، فَانْطَلقْتُ بَيْنَ أيْدِيهمْ حتَّى جِئْتُ أبا طَلْحةَ فَأخْبرتُهُ، فقال أبو طَلْحةَ: يَا أُمَّ سُليْمٍ قد جاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالناس وليس عندنا ما نُطعِمُهم. قالت أُمُّ سلَيْم: اللهُ وَرَسولهُ أعْلمُ. قال: فَانْطَلقَ أبو طَلْحةَ حتَّى لَقِيَ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأقْبلَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأبو طَلْحةَ مَعهُ حتَّى دَخلا، فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"هَلُمِّي يَا أُمَّ سُليْم مَا عِنْدَكِ" فَأتَتْهُ بذلكَ الْخُبْزِ، فَامرَ بهِ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَفُتَّ، وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً لَها فَأدَمَتْهُ، ثُمَّ قال فيهِ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللهُ أنْ يَقولَ، ثُمَّ قال:"ائْذَنْ لِعَشَرةٍ". فأذِنَ لَهُمْ، فأكَلُوا حتى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرجُوا، ثُمَّ قال:"ائْذَنْ لِعَشَرةٍ"، فَأذِنَ لَهُمْ، فَأكَلُوا حتَّى شَبعُوا، ثُمَّ خَرجُوا، ثم قال:"ائْذَنْ لعَشَرةٍ". فأذِنَ لهم، فأكلوا حتى شَبِعُوا، ثم خرجوا، فأكلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبعُوا، وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ -
(1)
في (أ) و (د): "فمضيت"، والمثبت من (س) و (ل).
أوْ ثَمانُونَ - رَجُلًا
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
12 - باب
3959 -
حَدَّثنا إسحاقُ بن موسى الأنْصَاريُّ، قَال: حَدَّثنا مَعْنٌ، قَال: حَدَّثَنَا مَالكُ بن أنَسٍ، عن إسحاقَ بن عَبد اللهِ بن أبي طَلْحةَ
عن أنَسِ بن مَالكٍ، قال: رَأيْتُ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم وَحانتْ صَلاةُ الْعَصْرِ، وَالْتَمسَ النَّاس الْوضُوءَ، فلم يَجِدُوا، فَأُتي رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِوَضُوءٍ، فَوضَعَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدهُ في ذلكَ الإناءِ، وَأمَرَ النَّاسَ أنْ يَتَوَضَّؤُوا مِنهُ. قال: فَرأيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ من تَحْتِ أصَابعهِ، فَتوَضَّأَ النَّاسُ حتَّى تَوضَّؤُوا من عِنْدِ آخِرهِمْ
(2)
.
وفي البابِ عن عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ، وابن مَسْعُودٍ، وَجَابرٍ،
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3578)، ومسلم (2040)، والنسائي (6617)، وهو في "المسند"(13283)، و"صحيح ابن حبان"(6534).
وقوله: "وَردَّتني ببعضه" أي: وألبستني ببعض الخِمار، يقال: رَدَّى الرجلَ، أي. ألبسه الرِّداء.
وقوله: "عُكَّةً": بضم المهملة، وتشديد الكاف: إناء من جِلْد مستدير، يُجعَلُ فيه السَّمْنُ غالبًا والعَسَلُ.
وقوله: "فأدَمَتْهُ" بالقصر، و"آدَمَتْهُ" بالمد، لغتان، أي: جعلت فيه إدامًا، أو أصلحت إِساغَتَه بالإِدام.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (169)، ومسلم (2279)، والنسائي 1/ 60. وهو في "المسند" (12348)، و"صحيح ابن حبان" (6539).
وزياد بن الحارث الصُّدَائيِّ
(1)
.
حديثُ أنَسٍ حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
13 - باب
3960 -
حَدَّثنا إسحاق بن موسى الأنْصاري، قَال: حَدَّثنا يُونُس بن بُكَيْرٍ، قال: حدثنا محمدُ بن إسحاقَ، قَال: حَدَّثَني الزُّهْريُّ، عن عُرْوةَ
عن عَائشةَ أنَّها قالت: أوَّلُ مَا ابتُدِئَ بهِ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من النُّبُوَّةِ حِينَ أرَادَ اللهُ كَرامَتَه وَرَحْمةَ الْعِبادِ بِهِ، أنْ لَا يَرى شَيئًا إلا جَاءتْ كَفَلقِ الصُّبحِ، فَمكثَ على ذلكَ مَا شَاءَ اللهُ أنْ يَمْكُثَ، وَحُبِّبَ إلَيهِ الْخَلْوةُ، فلم يَكُنْ شَيْءٌ أحَبَّ إلَيهِ من أنْ يَخْلُوَ
(2)
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ
(3)
.
14 - باب
3961 -
حَدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثَنا أبو أحمدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَال: حَدَّثَنا إسرائيلُ، عن مَنْصُورٍ، عن إبراهيمَ، عن عَلْقمةَ
(1)
قوله: "وزياد بن الحارث الصُّدائي" أثبتناه من (س)، ولم يرد في سائر أصولنا الخطية.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مطولًا ومختصرًا أحمد (25202)، والبخاري (3)، ومسلم (252)، وابن حبان (33).
(3)
وقع في المطبوع و (ل) و (س): "حسن غريب" دون قوله: "صحيح"، والمثبت من سائر أصولنا الخطية، ونسخة المباركفوري، و"تحفة الأشراف" 12/ 82.
عن عَبد اللهِ، قال: إنَّكُمْ تَعُدُونَ الآياتِ عَذابًا، وَإنَّا كُنَّا نَعُدُّها على عَهْدِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَرَكةً، لقد كُنَّا نأكلُ الطَّعامَ مَعَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَسْمعُ تَسْبيحَ الطَّعامِ.
قال: وَأُتيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بإناءٍ، فَوضعَ يَدهُ فيهِ، فَجعلَ الْمَاءُ يَنْبُعُ من بَيْنِ أصَابعهِ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"حيَّ على الوُضُوء الْمُبَاركِ، وَالْبرَكةُ من السَّماءِ" حتَّى تَوضَّأْنا كُلُّنا
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
15 - باب ما جاء كَيْفَ كَانَ يَنْزلُ الْوَحيُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم
-
3962 -
حَدَّثنا إسحاقُ بن موسى الأنْصَاريُّ، قَال: حَدَّثنا مَعْنٌ - هو ابن عيسى - قَال: حَدَّثنا مَالكٌ، عن هِشامِ بن عُرْوةَ، عن أبيهِ
عن عَائشة: أنَّ الحارثَ بن هِشامٍ سَألَ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ يَأْتيكَ الْوَحيُ؟ فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أحْيانًا يَأْتيني مثْلَ صَلْصلةِ الْجَرسِ، وهو أشدُّهُ عليَّ، وأحْيانًا يَتمثَّلُ لي المَلكُ رَجُلًا فَيُكلِّمُني، فأَعِي مَا يَقولُ".
قالت عَائشةُ: فلقد رَأيْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْزلُ عَليهِ الْوَحيُ في الْيَوْمِ الشَّدِيدِ البَرْدِ، فَيَفْصِمُ عَنهُ وَإنَّ جَبِينَهُ لَيَتفصَّدُ عَرَقًا
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3579)، والنسائي 1/ 60. وهو في "المسند" (4393)، و"صحيح ابن حبان" (6493) و (6540).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2)، ومسلم (2333)، والنسائي 2/ 146 - 147 و 147 - 149. وهو في "المسند" (25252). =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
16 - باب ما جاء في صِفةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
-
3963 -
حَدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قَال: حَدَّثنا وَكيعٌ، قَال: حَدَّثنا سُفيانُ، عن أبي إسحاقَ
عن الْبَراءِ، قال: مَا رَأيتُ من ذِي لِمَّةٍ في حُلَّةٍ حَمْراءَ أحْسنَ من رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لهُ شَعْرٌ يَضْرِبُ مَنْكِبَيهِ، بَعيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَينِ، لم يَكُنْ بِالْقَصيرِ وَلا بِالطَّويلِ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
17 - باب
3964 -
حَدَّثنا سُفيانُ بن وَكيعٍ، قَال: حَدَّثنا حُمَيْدُ بن عَبد الرحمنِ، قَال: حَدَّثنا زُهَيْرٌ، عن أبي إسحاقَ، قال:
سَألَ رَجُلٌ الْبَراءَ: أكانَ وَجْهُ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ السَّيفِ؟ قال: لَا، مِثْلَ الْقَمرِ
(2)
.
= وقوله: "يأتيني مثلَ صَلْصَلة الجَرَس، أي: يأتيني الوَحْيُ إتيانًا مثلَ صوت الجَرَس، أو مشابهًا صوتُه لصوت الجَرَس، والصَلْصَلة في الأصل: صوتُ وقوع الحديد بعضه على بعض، ثم أُطلِقَ على كل صوت له طنين، وقيل: هو صوت متدارك لا يدرك في أول وَهْلَة.
وقولها: "فيفصم عنه" أي: يُقلِعُ ويَنْجَلي ما يتغشَّاه منه.
(1)
حديث صحيح، وقد تقدم برقم (1821)، وذكرنا تخريجه هناك.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3552)، وهو في "المسند"(18478)، =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
18 - باب
3965 -
حَدَّثنا محمدُ بن إسماعيلَ، قَال: حَدَّثنا أبو نُعيمٍ، قَال: حَدَّثنا المَسْعُوديُّ، عن عُثمانَ بن مُسْلمِ بن هُرْمُزَ، عن نَافعِ بن جُبَيْرِ بن مُطعمٍ
عن عَليٍّ، قال: لم يَكُنْ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالطَّويلِ وَلا بِالْقَصيرِ، شَثْنَ الْكَفَّينِ وَالْقدَمَيْنِ، ضَخْمَ الرَّأْسِ، ضَخْمَ الْكَراديسِ، طويلَ الْمَسْرُبةِ، إذا مَشى تَكفَّى تَكفِّيًا، كَأنَّما انحَطَّ من صَببٍ، لم أرَ قَبْلهُ وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
= و"صحيح ابن حبان"(6287).
قوله: "مثل السيف؟ قال: مثل القمر" قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 6/ 573: كأن السائل أراد أنه مثل السيف في الطُّول، فردَّ عليه البراء، فقال: بل مثل القمر أي: في التدوير، ويحتمل أن يكون أراد مثل السيف في اللَّمَعان والصِّقال، فقال: بل فوق ذلك، وعدل إلى القمر لجمعه الصِّفَتين من التدوير واللَّمَعان.
(1)
حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد حسن في الشواهد من أجل عثمان بن مسلم - ويقال: ابن عبد الله - بن هُرْمُز، فهو ليِّن الحديث، وقد توبع والمسعودي: واسمه عبد الرحمن بن عبد الله الكوفي.
وهو في "المسند"(746)، وزوائد عبد الله بن أحمد على "مسند" أبيه (944)، و"صحيح ابن حبان"(6311).
وقوله: "شَثْن الكَفَّين والقَدَمين" أي: أنهما يميلان إلى الغِلَظ والقِصَر، وقيل: هو الذي في أنامله غِلَظٌ بلا قِصَر، ويُحمَد ذلك في الرجال، ويُذَمُّ في النساء. =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
3966 -
حَدَّثَنا سُفيان بن وَكِيعٍ، قَال: حَدَّثنا أبي، عن المَسْعُوديِّ، بهذا الإسْنادِ نَحوَهُ
(1)
.
19 - باب
3967 -
حَدَّثنا أبو جَعْفرٍ محمدُ بن الْحُسينِ بن أبي حَلِيمةَ - من قَصْرِ الأحْنَفِ - وَأحمدُ بن عَبْدةَ الضَّبِّيُّ وَعَليُّ بن حُجْرٍ، الْمَعنى وَاحدٌ، قَالوا: حَدَّثنا عيسى بن يُونسَ، قَال: حَدَّثنا عُمرُ بن عَبد اللهِ مَوْلَى غُفْرَةَ، قَال: حَدَّثني إبراهيمُ بن محمدٍ من وَلَدِ عَليِّ بن أبي طَالبٍ، قال:
= "النهاية" 2/ 444.
وقوله: "ضخم الكَرَاديس": هي رؤوس العِظَام، واحدها: كُرْدُوس، وقيل: هي مُلْتَقى كلِّ عَظْمَينِ ضخمين؛ كالرُّكْبتين والمِرْفَقين والمَنْكِبَين، أراد أنه ضَخْم الأعضاء. "النهاية" 4/ 162.
وقوله: "المَسْرُبة" بفتح الميم، وسكون السين، وضم الراء: الشعر المُستَدِقّ الذي يأخذ من الصَّدْر إلى السُّرَّة.
وقوله: "إذا مَشَى تَكَفَّى تَكَفِّيًا" قال في "النهاية" 4/ 183: تمايل إلى قُدَّام، هكذا رُوي غيرَ مهموز، والأصل الهَمْز، وبعضهم يرويه مهموزًا، لأن مصدر تَفَعَّل من الصحيح تَفَعُّلٌ، كتَقَدَّمَ تقدُّمًا، وَتَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا، والهمزة حرف صحيح، فأما إذا اعتلَّ انكسَرَتْ عين المُستَقْبَل منه، نحو: تَحَفَّى تَحَفِّيًا، وتَسمَّى تسمِّيًا، فإذا خُفِّفَت الهمزة التحقت بالمُعتَلِّ، وصار تَكَفِّيًا، بالكَسْر.
وقوله: "من صَبَب": هو الموضع المُنحَدِر من الأرض.
(1)
حديث صحيح بطرقه كسالفه، وانظر تخريجه فيه، وسماع وكيع من المسعودي قبل الاختلاط.
كَانَ عَليٌّ إذا وَصفَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال: لَيْسَ بِالطَّويلِ المُمَّغِطِ، وَلا بِالْقَصيرِ المُترَدِّدِ، وَكانَ رَبْعَةً من الْقَوْمِ، ولم يَكُنْ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ وَلا بِالسَّبْطِ، كَانَ جَعْدًا رَجلًا، ولم يَكُنْ بِالمُطَهَّمِ وَلا بِالمُكَلْثَمِ، وَكانَ في الْوَجْهِ تَدْويرٌ، أَبْيضُ مُشْرَبٌ، أدعَجُ الْعَينينِ، أهْدَبُ الأشْفارِ، جَليلُ المُشَاشِ والكَتِدِ، أجردُ ذو مَسْرُبةٍ، شَثْنُ الْكَفَّينِ وَالْقَدَمَيْنِ، إذا مَشى، تَقلَّعَ كَأنَّما يَمْشي في صَبَبٍ، وإذا الْتَفَتَ الْتَفَتَ مَعًا، بَيْنَ كَتِفيهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، وهو خَاتمُ النَّبِيِّينَ، أجْود النَّاسِ صَدْرًا، وَأصْدقُ النَّاسِ لَهْجةً، وَألْيَنُهُمْ عَرِيكةً، وَأكْرَمُهُمْ عِشْرةً، ومن رَآهُ بَدِيهَةً هَابهُ، ومن خَالطهُ مَعْرِفةً أحَبَّهُ، يَقولُ نَاعِتهُ: لم أرَ قَبْلهُ وَلا بَعْدهُ مِثْلَهُ
(1)
.
هذا حديثٌ
(2)
لَيْسَ إسْنادهُ بِمُتَّصلٍ.
قال أبو جَعْفرٍ: سَمِعتُ الأصْمَعيَّ يَقولُ في تَفْسيرِ صِفةِ النبيِّ
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه، ولضعف عمر بن عبد الله مولى غُفْرَة، وبعضه صحيح روي من وجوه أخرى عن علي.
وأخرجه ابن سعد 1/ 411 - 412، وابن أبي شيبة 11/ 512، والمصنف في "الشمائل"(6) و (18) و (116)، والبيهقي 1/ 269، والبغوي في "شرح السنة"(3650).
وانظر الحديث السالف.
(2)
وقع في المطبوع و (س): "حديث حسن" بزيادة لفظة: "حسن"، والمثبت من سائر أصولنا الخطية، ونسخة المباركفوري، و"تحفة الأشراف" 7/ 347.
صلى الله عليه وسلم: المُمَّغِطُ: الذَّاهبُ طُولًا، وَسَمِعتُ أعْرابيًّا يَقولُ في كَلامهِ: تَمغَّطَ في نُشَّابتهِ، أيْ: مَدَّها مَدًّا شَديدًا. وَأمَّا المُترَدِّدُ: فَالدَّاخلُ بَعْضُهُ في بَعْضٍ قِصَرًا. وَأمَّا الْقَططُ: فَالشَّديدُ الْجُعُودةِ. وَالرَّجِلُ: الَّذِي في شعرهِ حجُونةٌ، أي: ينثني قَليلًا. وَأمَّا المطَهَّمُ: فَالبَادنُ الْكَثيرُ اللَّحْمِ. وَأمَّا المُكَلْثمُ: فَالمُدوَّرُ الْوَجْهِ. وَأمَّا المُشْرَبُ: فهو الَّذِي في بَياضهِ حُمْرةٌ. وَالأَدْعجُ: الشَّديدُ سَوادِ الْعَينِ. وَالأهْدبُ: الطَّويلُ الأشْفَارِ. وَالْكَتَدُ: مُجْتَمعُ الكَتفينِ، وهو الْكَاهلُ وَالمَسْرُبةُ: هو الشَّعْرُ الدَّقيقُ الَّذِي كأنَّهُ قَضِيبٌ من الصَّدْرِ إلى السُّرَّةِ. وَالشَّثْنُ: الْغَليظُ الأصَابعِ من الْكَفَّينِ وَالْقَدَمَينِ. والتَّقلُّعُ: أن يَمْشيَ بِقوَّةٍ. وَالصَّبَبُ: الْحُدورُ، نَقولُ: انْحدَرْنَا من صَبُوبٍ وَصَببٍ. وَقَوْلهُ: جَليلُ المُشَاشِ، يُريدُ رُؤُوسَ الْمَناكبِ. وَالْعِشْرةُ: الصُّحْبةُ، وَالْعَشيرُ: الصَّاحبُ. وَالْبَديهةُ: المُفَاجأةُ، يُقالُ: بَدهْتُهُ بِأمْرٍ، أيْ: فَجأْتُهُ.
20 - باب في كَلامِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
-
3968 -
حَدَّثنا حُمَيْدُ بن مَسْعدة، قَال: حَدَّثَنا حُمَيْدُ بن الأسْودِ، عن أُسَامةَ بن زَيْدٍ، عن الزُّهْريِّ، عن عُرْوةَ
عن عَائشةَ، قالت: مَا كَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْرُدُ سَرْدَكُمْ هذا، وَلكنَّهُ كَانَ يَتكلَّمُ بِكَلامٍ يُبَيِّنهُ فَصْلٍ، يَحْفَظُهُ من جَلسَ إلَيْهِ
(1)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه بألفاظ متقاربة أحمد (24865)، والبخاري موصولًا (3567) ومعلقًا (3568)، ومسلم (2493)، وص 2298 (71)، وأبو =
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ
(1)
، لَا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ الزُّهْريِّ، وقد رَوَاهُ يُونُس بن يَزِيدَ عن الزُّهْرِيِّ.
21 - باب
3969 -
حَدَّثنا محمدُ بن يحيى، قَال: حَدَّثنا أبو قُتيبةَ سَلمُ بن قُتيبة، عن عَبد اللهِ بن الْمُثنَّى، عن ثُمامةَ
عن أنَسِ بن مَالكٍ، قال: كَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعيدُ الْكَلِمةَ ثَلاثًا، لِتُعْقَلَ عَنْهُ
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ، إنَّما نَعْرِفهُ من حديثِ عبد اللهِ بن الْمُثنَّى.
22 - باب في بَشَاشةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
-
3970 -
حَدَّثنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثنا ابن لَهِيعةَ، عن عُبَيْدِ اللهِ بن المُغيرةِ
عن عَبد اللهِ بن الحارثِ بن جَزْءٍ، قال: مَا رَأيتُ أحدًا أكْثرَ تَبسُّمًا من رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
= داود (3654) و (3655) و (4839)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(413)، وابن حبان (7153).
(1)
وقع في المطبوع و (ل): "حسن" فقط، والمثبت من سائر أصولنا الخطية، ونسخة المباركفوري، و"تحفة الأشراف" 12/ 27.
(2)
حديث صحيح، وقد سلف تخريجه برقم (2921).
(3)
حديث حسن، ابن لهيعة وإن كان سيئ الحفظ، قد روى عنه هذا الحديث عبد الله بن المبارك في "الزهد"(145)، وعبد الله بن يزيد المقرئ =
هذا حديثٌ غريبٌ
(1)
.
وقد رُوي عن يَزِيدَ بن أبي حَبِيبٍ، عن عَبد اللهِ بن الحارثِ بن جَزْءٍ، مِثْلُ هذا.
3971 -
حَدَّثنا بِذلكَ أحمدُ بن خَالدٍ الْخلَّالُ، قَال: حَدَّثنا يحيى بن إسحاقَ، قَال: حَدَّثنا اللَّيْثُ بن سَعْدٍ، عن يَزِيدَ بن أبي حَبِيبٍ
عن عَبد اللهِ بن الحارثِ بن جَزْءٍ، قال: مَا كَانَ ضَحِكُ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَّا تَبسُّمًا
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ، لَا نَعْرِفهُ من حديثِ لَيْثِ بن سَعْدٍ إلَّا من هذا الْوَجْهِ.
23 - باب ما جاء في خَاتمِ النُّبُوَّةِ
3972 -
حَدَّثنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثنا حَاتِمُ بن إسماعيلَ، عن الْجَعْدِ بن عَبْد الرحمنِ، قال:
= عند أبي الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 30 و 85، وروايتهما عنه قوية، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وهو في "مسند أحمد"(17704).
وانظر ما بعده.
(1)
وقع في المطبوع والنسخة التي اعتمدها المباركفوري: "حسن غريب"، وما أثبتناه من أصولنا الخطية جميعًا، و"تحفة الأشراف" 4/ 307.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه المصنف في "الشمائل"(228).
وانظر ما قبله.
سَمِعتُ السَّائبَ بن يَزِيدَ يَقولُ: ذَهبتْ بي خَالَتي إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالت: يَا رَسولَ اللهِ، إنَّ ابن أُخْتي وَجِعٌ، فَمسحَ بِرَأْسي، وَدَعا لِي بِالْبرَكةِ، وَتَوضَّأ، فَشَربْتُ من وَضُوئهِ، فَقُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِه، فَنظرْتُ إلى الْخَاتمِ بَيْنَ كَتفيْهِ، فإذا هو مِثْلُ زِرِّ الْحَجَلةِ
(1)
.
الزِّرُّ: يُقالُ: بَيْضٌ لَها.
وفي البابِ: عن سَلْمانَ، وَقُرَّةَ بن إيَاسٍ المُزَنيِّ، وَجَابرِ بن سَمُرةَ، وأبي رِمْثةَ، وَبُريدةَ الأسلميِّ، وَعَبد الله بن سَرْجِسَ، وَعمْرِو بن أخْطَبَ، وأبي سَعيدٍ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الْوَجْهِ.
3973 -
حَدَّثنا سَعيدُ بن يَعْقُوبَ الطَّالْقانيُّ، قَال: حَدَّثنا أيُّوبُ بن جَابرٍ، عن سِمَاكِ بن حَرْبٍ
عن جَابرِ بن سَمُرةَ، قال: كَانَ خَاتمُ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْني
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (190)، ومسلم (2345)، والنسائي في "الكبرى"(7518).
وقوله "مثل زِرِّ الحَجَلة": قال النووي في "شرح مسلم" 8/ 98: زِرّ الحَجَلة، بزاي ثم راء، والحَجَلة، بفتح الحاء والجيم، هذا هو الصحيح المشهور الذي قاله الجمهور، والمراد بالحَجَلة: واحدةُ الحِجال، وهي بيت كالقُبَّة لها أَزْرار كِبَار وعُرى، هذا هو الصواب المشهور الذي قاله الجمهور، وقال بعضهم: المراد بالحَجَلة: الطائر المعروف، وزِرُّها: بَيْضَتها، وأشار إليه الترمذي، وأنكره عليه العلماء.
الَّذِي بَيْنَ كَتِفيْهِ - غُدَّةً حَمْراءَ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامةِ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
24 - باب في صِفةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
-
3974 -
حَدَّثنا أحمد بن مَنِيعٍ، قَال: حَدَّثنا عَبَّادُ بن الْعَوَّامِ، قال: أخْبرنا الْحَجَّاجُ - هو ابن أرطاةَ -، عن سِمَاكِ بن حَرْبٍ
عن جَابرِ بن سَمُرةَ، قال: كَانَ في سَاقَيْ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُمُوشةٌ، وَكانَ لَا يَضْحكُ إلَّا تَبسُّمًا، وَكُنْتَ إذا نَظرْتَ إلَيْهِ، قُلْتَ: أكْحلُ الْعَيْنينِ، وَلَيْسَ بأكْحلَ
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجه.
25 - باب
3975 -
حَدَّثنا أحمد بن مَنِيعٍ، قَال: حَدَّثنا أبو قَطَنٍ، قَال: حَدَّثنا
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد فيه أيوب بن جابر، وهو وإن كان ضعيفًا، قد توبع، وباقي رجاله ثقات غير سماك بن حرب، فهو صدوق.
وأخرجه مسلم (2344)(18) و (110)، وهو في "المسند"(20835)، و"صحيح ابن حبان"(6297) و (6298) و (6301).
(2)
إسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة، وهو مع ضعفه مدلِّس، وقد عنعن.
وهو في المسند (21004).
وقوله: "وكان لا يضحك إلا تبسُّمًا" له شاهد من حديث عبد الله بن الحارث بن جَزْء، سلف عند المصنف برقم (3970)، وهو صحيح.
وقوله: "حُمُوشة" أي: دِقَّة.
شعبةُ، عن سِمَاكِ بن حَرْبٍ
عن جَابرِ بن سَمُرةَ، قال: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ الفمِ، أشْكلَ الْعَينينِ، مَنْهُوسَ الْعَقِبِ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
3976 -
حَدَّثنا أبو موسى محمدُ بن المُثنَّى، قال: حَدَّثنا محمدُ بن جَعْفرٍ، قَال: حَدَّثنا شُعبةُ، عن سِمَاكِ بن حَرْبٍ
عن جابرِ بن سمُرةَ، قال: كَانَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ الْفَمِ، أشْكلَ الْعَيْنينِ، مَنْهُوسَ الْعَقبِ.
قال شُعبةُ: قُلْتُ لِسِماكٍ: مَا ضَلِيعُ الْفَمِ؟ قال: وَاسعُ الْفَمِ. قُلْتُ: مَا أشْكلُ العَيْنَين؟ قال: طَويلُ شَقِّ الْعينِ. قُلْتُ: مَا مَنْهُوسُ الْعَقبِ؟ قال: قَليلُ اللَّحْمِ
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
(1)
حديث حسن، وأخرجه مسلم (2339). وهو في "المسند"(20812)، و"صحيح ابن حبان"(6288) و (6289).
ويأتي في الذي بعده.
(2)
حديث حسن كسابقه، وانظر تخريجه فيه.
وقول سِماك في تفسير أَشْكَل العَيْنَين: بأنه طويل شَقِّ العَيْن، قال النووي في "شرح مسلم" 15/ 93: قال القاضي عِياض: هذا وهم من سماك باتِّفاق العلماء، وغَلَطٌ ظاهر، وصوابُه ما اتفق عليه العلماءُ، ونقله أبو عُبَيد وجميعُ أصحاب الغريب: أن الشُّكْلةَ حُمْرَةٌ في بياض العَيْنَين، وهو محمود.
26 - باب
3977 -
حَدَّثنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثنا ابن لَهِيعةَ، عن أبي يُونسَ
عن أبي هُريرةَ، قال: مَا رَأيتُ شَيْئًا أحْسنَ من رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كأنَّ الشَّمسَ تجري في وَجْههِ، وَما رَأيتُ أحدًا أسرعَ في مَشْيهِ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كَأنَّما الأَرْضُ تُطْوَى لهُ، إنَّا لَنُجْهِدُ أنْفُسَنَا، وَإنَّهُ لَغيْرُ مُكْتَرثٍ
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
27 - باب
3978 -
حَدَّثنا قُتيبةُ، قَال: حَدَّثنا اللَّيْثُ، عن أبي الزُّبَيْرِ
عن جَابرٍ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال:"عُرِضَ عَليَّ الأنْبِياءُ، فإذا موسى ضَرْبٌ من الرَّجالِ، كأنَّهُ من رِجالِ شَنُوءةَ، وَرَأيْتُ عيسى ابن مَرْيمَ، فإذا أقْربُ النَّاسِ مَن رَأيْتُ بهِ شَبَهًا عُرْوةُ بن مَسْعُودٍ، وَرَأيْتُ إبراهيمَ، فإذا أقْربُ مَن رَأيْتُ بهِ شَبهًا صَاحِبكُم - يَعْني نَفْسَهُ -، وَرَأيْتُ جِبْريلَ، فإذا أقْربُ مَن رَأيتُ بِهِ شَبَهًا دِحْيةُ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن لهيعة - وهو عبد الله - رواية قتيبة بن سعيد عنه قوية، ثم إنه متابع، وباقي رجاله ثقات.
وهو في "المسند"(8604)، و"صحيح ابن حبان"(6309).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (167). وهو في "المسجد"(14589)، و"صحيح ابن حبان"(6232).
وقوله: "ضَرْبٌ من الرِّجال": الضَّرْب: هو الرَّجل الخفيف اللَّحْم.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
28 - باب ما جاء في سِنِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وابن كَمْ كَانَ حِينَ مَاتَ؟
3979 -
حَدَّثنا أحمدُ بن مَنِيعٍ وَيَعْقُوبُ بن إبراهيمَ الدَّوْرَقيُّ، قَالا: حَدَّثنا إسماعيلُ ابن عُليَّةَ، عن خَالدٍ الْحَذَّاءِ، قَال: حَدَّثَني عَمَّارٌ مَوْلَى بَني هَاشم، قال:
سَمِعتُ ابن عَبَّاسٍ يَقولُ: تُوفِّي رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خَمْسٍ وَسِتِّينَ
(1)
.
3980 -
حَدَّثنا نَصْرُ بن عَليٍّ الْجَهضميُّ، قَال: حَدَّثنا بِشْرُ بن المُفضَّل، قَال: حَدَّثنا خَالدٌ الْحذَّاءُ، قَال: حَدَّثنا عَمَّارٌ مَوْلَى بَني هَاشمٍ، قَال:
حَدَّثنا ابنُ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تُوفِّي وهو ابنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنُ الإِسنادِ صحيحٌ
(3)
.
(1)
أخرجه أحمد (1846) و (1945) و (2399)، ومسلم (2353).
وقد سلف عند المصنف برقم (3950)، وَبَيَّنَّا هناك أن وفاته صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين غير محفوظ في حديث ابن عباس، وأن رواية الأكثرين عنه، وهي الأرجح والأوثق: أنه توفي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وهي الموافقة لأكثر الروايات الصحيحة عن غير ابن عباس، وهو الذي ذهب إليه الجمهور، والله أعلم.
(2)
انظر تخريجه في الذي قبله.
(3)
وقع في المطبوع: "حديث حسن"، وفي (س):"حسن صحيح الإسناد"، =
29 - باب
3981 -
حَدَّثنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قَال: حَدَّثنا رَوْحُ بن عُبادةَ، قَال: حَدَّثنا زَكَريَّا بن إسحاقَ، قَال: حَدَّثنا عَمْرُو بن دِينَارٍ
عن ابن عَبَّاسٍ، قال: مَكثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ - يَعْني يُوحى إلَيْهِ -، وَتُوفِّي وهو ابن ثَلاثٍ وَسِتِّينَ
(1)
.
وفي البابِ عن عَائشةَ، وأنس بن مالك، وَدَغْفلِ بن حَنْظلةَ، وَلا يَصحُّ لِدَغْفلٍ سَماعٌ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وحديثُ ابن عَبَّاسٍ حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من حديثِ عَمْرِو بن دِينارٍ.
30 - باب
3982 -
حَدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حَدَّثنا محمدُ بن جَعْفرٍ، قَال: حَدَّثنا شُعبةُ، عن أبي إسحاقَ، عن عَامرِ بن سَعْدٍ، عن جَريرِ بن عَبد الله
عن معاويةَ بن أبي سفيانَ أنَّهُ قال: سَمِعتُه يخْطبُ يقولُ: مَاتَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وأبو بَكْر وَعُمرُ، وَأنا ابن ثَلاثٍ وَسِتِّينَ
(2)
.
= وما أثبتناه من سائر أصولنا الخطية، ونسخة المباركفوري، و"تحفة الأشراف" 5/ 185.
(1)
حديث صحيح، وقد سلف تخريجه برقم (3949).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2352)، والنسائي في "الكبرى"(7115). وهو في "المسند"(16873).
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
31 - باب
3983 -
حَدَّثنا الْعبَّاسُ الْعَنْبرِيُّ وَالْحُسينُ بن مَهْديًّ البَصْرِيُّ، قَالا: حَدَّثنا عبد الرَّزاقِ، عن ابن جُرَيْجٍ، قال: أُخْبرْتُ عن ابن شِهَابٍ الزُّهْريِّ، عن عُرْوةَ، عن عائشةَ. وقال الْحُسينُ بن مَهْديًّ في حديثهِ: ابن جُرَيْجٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوةَ
عن عَائشةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَاتَ وهو ابن ثَلاثٍ وَسِتِّينَ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، وقد رَواهُ ابن أخي الزُّهْريِّ، عن الزُّهْريِّ، عن عُرْوةَ، عن عَائشةَ، مِثْلَ هذا.
32 - باب مَناقبِ أبي بكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه واسمهُ عبد الله بن عثمان، ولقبهُ عَتِيقٌ
3984 -
حَدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قَال: حَدَّثنا عَبد الرَّزاقِ، قال: أخْبرنا الثَّوْريُّ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الأحْوَصِ
عن عَبد اللهِ، قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أبْرأُ إلى كُلِّ خَليلٍ من خِلِّهِ، ولو كُنْتُ مُتَّخذًا خَليلًا لاتَّخَذْتُ ابنَ أبي قُحافةَ خَليلًا،
(1)
حديث صحيح، ابن جريج وإن لم يسمع هذا الحديث من الزُّهري، قد توبع.
وأخرجه البخاري (3536)، ومسلم (2349)، والنسائي في "الكبرى"(7114). وهو في "المسند"(24618)، و"صحيح ابن حبان"(6388).
وَإنَّ صَاحبَكُمْ لَخَليْلُ اللهِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وفي البابِ عن أبي سَعيدٍ، وأبي هُريرةَ، وابن الزُّبَيْرِ، وابن عَبَّاسٍ.
3985 -
حَدَّثنا إبراهيمُ بن سَعيدٍ الْجَوْهَريُّ، قَال: حَدَّثنا إسماعيلُ بن أبي أُويْسٍ، عن سُليْمَانَ بن بِلالٍ، عن هِشامِ بن عُرْوةَ، عن أبيهِ، عن عَائشةَ
عن عُمرَ بن الْخَطَّابِ، قال: أبو بَكْرٍ سَيِّدُنا، وَخَيْرُنا، وَأحَبُّنا إلى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ.
3986 -
حَدَّثنا أحمدُ بن إبراهيمَ الدَّورقيُّ، قال: حدَّثنا إسماعيلُ بن إبراهيمَ، عن الجُرَيْريِّ، عن عَبد اللهِ بن شَقِيقٍ، قال:
قُلتُ لِعائشةَ: أيُّ أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم كانَ أحبَّ إلى رَسولِ الله؟ قالت: أبو بَكْرٍ، قُلتُ: ثُمَّ من؟ قالت: عُمرُ. قُلتُ: ثُمَّ من؟
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2383)، وابن ماجه (93)، والنسائي في "الكبرى"(8104) و (8105)، وهو في "المسند"(3580)، و"صحيح ابن حبان"(6855) و (6856).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3668) ضمن حديث في قصة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقصة سقيفة بني ساعدة، وهو في "صحيح ابن حبان"(6862). =
قالت: ثُمَّ أبو عُبيدَةَ بن الجرَّاحِ. قُلْتُ: ثُمَّ من؟ قال: فسكتَتْ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
3987 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا محمدُ بن فُضَيلٍ، عن سالمِ بن أبي حَفصةَ والأعمَشِ وَعبد اللهِ بن صُهْبانَ وابن أبي لَيلى وكَثِيرٍ النَّوَّاءِ، كُلُّهمْ عن عَطيَّةَ
عن أبي سَعيدٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أهلَ الدَّرجاتِ العُلى لَيرَاهُم مَنْ تَحْتَهُم كما تَروْنَ النَّجْمَ الطَّالعَ في أُفقِ السَّماءِ، وإنَّ أبا بَكْرٍ وعُمرَ منهُم وأَنْعَما"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (102). وهو في "المسند" (25829). وأخرج مسلم (2385) من طريق ابن أبي مليكة قال: سمعت عائشة وسئلت: من كان رسول الله مستخلفًا لو استخلفه؟ قالت: أبو بكر، فقيل لها: ثم من بعد أبي بكر؟ قالت عمر. ثم قيل لها: من بعد عمر. قالت: أبو عبيدة بن الجراح. ثم انتهت إلى هذا.
(2)
صحيح دون قوله: "وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما"، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية، وهو ابن سعد العوفي.
وأخرجه أبو داود (3987)، وابن ماجه (96)، وهو في "المسند"(11206) و (11213).
وأخرجه البخاري (3256)، ومسلم (2831)، وابن حبان (7393) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا، وليس فيه:"وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما"، ولفظه:"إن أهل الجنة ليتراءون أهلَ الغرف من فوقهم كما تَراءون الكوكبَ الدُّرِّي الغابر في الأفق من المشرق إلى المغرب لتفاضل ما بينهم"، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم. قال:"بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدَّقوا المرسلين". =
هذا حديثٌ حَسَنٌ، وقد رُوِي من غيرِ وَجهٍ عن عَطيَّةَ عن أبي سَعيدٍ.
33 - باب
3988 -
حدَّثنا محمدُ بن عَبد المَلكِ بن أبي الشَّوَاربِ، قال: حدَّثنا أبو عَوانةَ، عن عَبد المَلكِ بن عُمَيرٍ، عن ابن أبي المُعلّى
عن أبيهِ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطبَ يومًا، فقال:"إنَّ رجلًا خَيَّره رَبُّه بينَ أن يَعيشَ في الدُّنيا ما شاءَ أن يَعيشَ، ويأْكُلَ في الدُّنيا ما شاءَ أن يأْكُلَ وبينَ لِقاءِ رَبِّه، فاختارَ لِقاءَ رَبِّه". قال: فبكى أبو بَكْرٍ، فقال أصحابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"ألا تَعجبُونَ من هذا الشَّيخ إذ ذَكرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجلًا صالحًا خيَّره ربُّه بينَ الدُّنيا وبينَ لِقاءِ رَبِّه، فاختارَ لِقاءَ رَبِّه؟ قال: فكانَ أبو بَكْرٍ أعْلَمَهم بما قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بَكْرٍ: بَل نَفْديكَ بآبائِنا وأموالِنا. فقال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ما من النَّاس أحدٌ أمنَّ إلَينا في صُحْبته وذاتِ يَدهِ من ابن أبي قُحافةَ، ولو كُنتُ مُتَّخذًا خَليلًا، لاتَّخذتُ ابن أبي قُحافةَ خليلًا، ولكن وُدٌّ وإخاءُ إيمانٍ، وُدٌّ وإخاءُ إيمانٍ - مَرَّتَينِ أو
= وللحديث بتمامه شواهد لا تخلو أسانيدها من مقال، انظرها في "المسند".
وله شواهد صحيحة دون قوله: "وإن أبا بكر وعمر
…
" انظرها أيضًا في "المسند". قوله: "وأنعما": من أنعم: إذا زاد، أي: زادا على تلك المرتبة والمنزلة، أو من أنعم: إذا دخل في النعيم.
ثَلاثًا - وإنَّ صاحِبَكُم خَليلُ الله"
(1)
.
وفي الباب عن أبي سعيد.
هذا حديث غريب
(2)
.
وقد رُوِي هذا الحديث عن أبي عَوانةَ، عن عَبد المَلكِ بن عميرٍ بإسنادٍ غيرِ هذا.
ومَعنى قوله: "أمنّ إلينا" يعني: أمنّ علينا.
3989 -
حدَّثنا أحمدُ بن الحَسنِ، قال: حدَّثنا عَبد الله بن مَسلمةَ، عن مالكِ بن أنَسٍ، عن أبي النَّضْرِ، عن عُبَيدِ بن حُنَينٍ
عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جَلسَ على المِنبَرِ، فقال:"إنَّ عَبدًا خَيَّره اللهُ بَينَ أن يُؤْتيَهُ مِن زَهرةِ الدُّنيا ما شاءَ وبَينَ ما عِنْده، فاختارَ ما عِنده"، فقال أبو بَكْرٍ: فَديناكَ يا رسولَ الله بآبائِنا وأُمَّهاتِنا. قال: فعَجبنا، فقال النَّاسُ: انظُرُوا إلى هذا الشَّيخِ يُخْبِرُ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن عَبدٍ خَيَّره اللهُ بَينَ أن يُؤْتِيَه زَهْرةَ الدُّنيا ما شَاءَ وبينَ مَا عِندَ الله، وهو يَقولُ: فَديْناكَ بآبائِنا وأُمَّهاتنا! قال: فكانَ رَسولُ الله هو المُخَيَّرَ، وكانَ أبو بَكْرٍ هو أعْلَمَنا بهِ، فقال
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن أبي المعلى، وهو في "المسند"(15922).
ويشهد له حديث أبي سعيد الخدري الآتي بعده.
(2)
في (س) والمطبوع: "حسن غريب من هذا الوجه"، والمثبت من (أ)، و (د) و"تحفة الأشراف"، ونسخة المباركفوري.
النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مِن أمَنِّ النَّاسِ عَليَّ في صُحبته ومالهِ أبو بَكْرٍ
(1)
، ولو كُنتُ مُتَّخذًا خَليلًا، لاتَّخذتُ أبا بَكْرٍ خليلًا، ولكن أُخُوَّةُ الإسلامِ، لا تُبْقَيَنَّ في المسجدِ خَوْخةٌ إلا خَوْخةَ أبي بَكْرٍ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
34 - باب
3990 -
حدَّثنا عَليُّ بن الحَسنِ الكُوفيُّ، قال: حدَّثنا مَحْبُوبُ بن مُحْرزٍ القَوَاريرِيُّ، عن داودَ بن يَزِيدَ الأوديِّ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما لِأحدٍ عِندنا يَدٌ إلا وقد كافَيْناهُ ما خَلا أبا بَكْرٍ، فإنَّ له عِندنا يَدًا يُكافِئهُ اللهُ بِها يَوْمَ القيامةِ، وما نَفَعني مالُ أحدٍ قَطُّ ما نَفَعني مالُ أبي بَكْرٍ، ولو كُنتُ مُتَّخذًا خليلًا، لاتَّخذْتُ أبا بَكْرٍ خليلًا، ألا وإنَّ صاحبكُم
(1)
كذا في الأصول: "أبو بكر" بالرفع والجادة: أبا بكر، لأنه اسم إن مؤخرًا، ووجه الرفع بتقدير ضمير الشأن، أي: إنه، والجار والمجرور بعده خبر مقدمُ وأبو بكر مبتدأ مؤخر، ومعناه: أكثرهم جودًا وسماحة لنا بنفسه وماله، وليس هو مِنَ المَنِّ الذي هو الاعتداد بالصنيعة، لأنه أذى مبطل للثواب، ولأن المنة لله ولرسوله في قبول ذلك وفي غيره.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (466) و (3654)، ومسلم (2382)، وهو في "المسند"(11134)، و"صحيح ابن حبان"(6594).
قوله: "خوخة" قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 86: باب صغير كالنافذة الكبيرة، وتكون بين بيتين ينصب عليها باب.
خَليلُ الله"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسنٌ غريبٌ مِن هذا الوجهِ.
35 - باب
3991 -
حدَّثنا الحَسنُ بن الصَّبَّاحِ البزَّارُ، قال: حدَّثنا سُفيانُ بن عُيينةَ، عن زائدةً، عن عَبد الملكِ بن عُمَيرٍ، عن رِبْعيٍّ
عن حُذَيفةَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "اقتدُوا باللذَيْنِ من بَعْدي أبي بَكْرٍ وعُمرَ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح دون قوله: "ما لأحد عندنا يد إلا كافيناه ما خلا أبا بكر، فإن له عندنا يدًا يكافئه الله بها يوم القيامة"، وهذا إسناد ضعيف لضعف داود بن يزيد، ومحبوب بن محرز القواريري ليِّن الحديث.
وأخرج القطعة الثانية منه أحمد (7446) و (8790)، وابن ماجه (94)، والنسائي في "الكبرى"(8110)، وابن حبان (6858) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة بإسناد صحيح.
ويشهد للقطعة الثالثة منه الحديث السالف قبله، وحديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3984).
(2)
حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنه منقطع، بين عبد الملك بن عمير وربعي بن حراش: مولىً لربعي، كما ذكره المصنَّف بإثره، وهو ما رجحه أبو حاتم كما في "العلل" 2/ 381، ثم إن عبد الملك متابع. وهو في "المسند"(23245)، وفيه ذكرنا شواهده.
قوله: "اقتدوا باللذين من بعدي" قال السندي في حاشيته على "المسند": فيه بيان قوة اجتهادهما وإصابتهما الحق غالبًا، وفيه إخبار عن خلافتهما إذ لا بعدية في الوجود، إلا أن يقال: يمكن البعدية في البقاء، ففيه معجزة له صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر =
وفي الباب عن ابن مسعود.
هذا حديثٌ حَسنٌ.
وَرَوَى سُفيانُ الثَّوريُّ هذا الحديثَ، عن عَبد المَلكِ بن عُمَيرٍ، عن مَولًى لِربْعيٍّ، عن رِبْعيٍّ، عن حُذَيفةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
3992 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ مَنِيعٍ وغيرُ واحدٍ، قالوا: حدَّثنا سُفيانُ بن عُيَينةَ، عن عَبد الملكِ بن عُمَيرٍ نَحوهُ.
وكان سُفيانُ بن عُيينةَ يُدَلِّسُ في هذا الحديثِ، فرُبَّما ذَكرهُ عن زائدةَ، عن عَبد المَلكِ بن عُمَيرٍ، ورُبَّما لم يَذكُر فيهِ: عن زائدة
(1)
.
ورَوَى هذا الحديثَ إبراهيمُ بن سَعْدٍ، عن سُفيانَ الثَّوريِّ، عن عَبد الملكِ بن عُمَيرٍ، عن هِلالٍ مَولَى رِبْعيٍّ، عن ربعي
(2)
، عن حُذَيفةَ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وقد رُوِي هذا الحديثُ من غَيرِ هذا الوَجهِ أيضًا، عن رِبْعيٍّ،
= عن شيء قبل وجوده، فوُجِد كما أخبر، والله تعالى أعلم. قلنا: وحمله على البعدية في البقاء أقوى.
(1)
حديث حسن بطرقه كسالفه، وأخرجه ابن ماجه (97)، وهو في "المسند" (23276) ليس فيه: زائدة. وزاد فيه أحمد: "وتمسكوا بعهد عمار، وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه".
وانظر ما قبله.
(2)
قوله: "عن ربعي" أثبتناه من (س)، ولم ترد في سائر الأصول الخطية.
عن حُذَيفةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
3993 -
حدَّثنا سَعيدُ بن يحيى بن سَعيدٍ الأُمَويُّ، قال: حدَّثنا وَكيعٌ، عن سالمٍ أبي العَلاءِ المُرَاديِّ، عن عَمرِو بن هَرِمٍ، عن رِبْعيِّ بن حِراشٍ
عن حُذيفةَ، قال: كنَّا جُلوسًا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"إنِّي لا أدري ما بقائي فِيكُم، فاقتدُوا باللذَينِ مِن بَعدي". وأشارَ إلى أبي بَكْرٍ وعُمرَ
(1)
.
36 - باب
3994 -
حَدَّثَنا الحَسنُ بن الصَّبَّاح البزَّارُ، قال: حدَّثنا محمدُ بن كَثِيرٍ، عن الأوزاعيِّ، عن قَتادةَ
عن أنَسٍ، قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأبي بَكْرٍ وعُمرَ: "هذانِ سَيَّدا كُهُولِ أهلِ الجنَّةِ من الأوَّلِينَ والآخِرينَ إلا النَّبِيِّينَ والمُرسَلين، لا تخبرهما يا عليّ"
(2)
.
(1)
حديث حسن بطرقه كسالفه، وهو في "المسند"(23386)، و"صحيح ابن حبان"(6902).
وسيأتي عند المصنف برقم (4133). وانظر ما قبله.
(2)
حديث صحيح بشواهده، محمد بن كثير: وهو ابن أبي عطاء المصيصي، اختلف فيه، فضعفه قوم، ووثقه آخرون، فهو ضعيف يعتبر به في الشواهد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1420)، والطبراني في "الأوسط"(6869). وهو في "شرح مشكل الآثار" للطحاوي (1963).
ويشهد له حديث عليٍّ الآتي بعده، وحديث أبي سعيد الخدري عند البزار (2492)، وهو في "شرح المشكل"(1966)، وإسناده ضعيف. =
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ مِن هذا الوَجهِ.
3995 -
حدَّثنا عَليُّ بن حُجْرٍ، قال: أخبرنا الوليدُ بن حمدٍ المُوَقَّريُّ، عن الزُّهريِّ، عن عليِّ بن الحُسينِ
عن عليِّ بن أبي طالبٍ، قال: كنتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذْ طَلعَ أبو بَكْرٍ وعمرُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"هذانِ سَيِّدا كُهُولِ أهلِ الجنَّةِ من الأوَّلِينَ والآخِرينَ إلَّا النَّبِيَّينَ والمُرسَلينَ، يا عليُّ لا تُخْبِرهُما"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ مِن هذا الوَجهِ.
والوَليدُ بن محمد المُوَقَّريُّ يُضعَّفُ في الحديثِ، ولم يسمع عليُّ بنُ الحسين من عليِّ بن أبي طالب
(2)
.
= وحديث أبي جحيفة عند أبي ماجه (100)، وابن حبان (6904).
وحديث أبي هريرة، أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "فضائل الصحابة" لأبيه (200).
وحديث ابن عباس، عند الخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 216 - 217.
(1)
حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف الوليد بن محمد الموقري، قال الحافظ في "التقريب": متروك. وعليّ بن الحسين لم يسمع من عليّ بن أبي طالب.
وأخرجه ابن ماجه (95). وهو في زيادات عبد الله بن أحمد على "المسند"(602).
ويشهد له حديث أن السالف قبله.
(2)
قوله: "ولم يسمع عليُّ بن الحسين من علي بن أبي طالب" أثبتناه من (س)، ولم يرد في سائر أصولنا الخطية.
وقد رُوي هذا الحديثُ عن عليٍّ من غيرِ هذا الوَجهِ.
وفي البابِ عن أنَسٍ، وابن عبَّاسٍ.
3996 -
حدَّثنا يَعقُوبُ بن إبراهيمَ الدَّورقيُّ، قال: حدَّثنا سُفيانُ بن عُيينةَ، قال: ذَكرهُ دَاودُ، عن الشَّعبيِّ، عن الحارثِ
عن عَليٍّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"أبو بَكْرٍ وعُمرُ سيِّدا كُهُولِ أهلِ الجنَّةِ من الأوَّلِينَ والآخِرينَ ما خلا النَّبِيِّينَ والمُرسَلينَ، لا تُخبِرهُما يا عَليُّ"
(1)
.
37 - باب
3997 -
حدَّثنا أبو سَعيدٍ الأشَجُّ، قال: حدَّثنا عُقْبةُ بن خالدٍ، قال: حدَّثنا شُعبةُ، عن الجُريرِيِّ، عن أبي نَضْرةَ
عن أبي سَعيدٍ الخدري، قال: قال أبو بَكْرٍ: ألَسْتُ أحَقَّ النَّاس بِها؟ ألَسْتُ أوَّلَ من أسْلمَ؟ ألَسْتُ صاحبَ كذا، ألَسْتُ صاحبَ كذا
(2)
؟
هذا حديثٌ قد رواه بَعضُهم عن شُعبةَ، عن الجُرَيريِّ، عن
(1)
صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث: وهو ابن عبد الله الأعور. وانظر ما قبله.
(2)
رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي نضرة - واسمه المنذر بن مالك بن قِطْعة - فمن رجال مسلم، إلا أن عقبة بن خالد قد تفرد برفعه كما ذكر ذلك البزار في "مسنده" بأثر الحديث رقم (35)، وخالفه عبد الرحمن بن مهدي فأرسله كما في الحديث التالي.
أبي نَضْرةَ، قال: قال أبو بَكْر. وهذا أصَحُّ.
3998 -
حدَّثنا بِذلكَ محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا عَبد الرحمنِ بنُ مَهْدِيٍّ، عن شُعبةَ، عن الجُرَيريِّ، عن أبي نَضْرةَ، قال: قال أبو بَكْرٍ. فذَكرَ نَحوه بِمَعناهُ، ولم يَذْكُر فيه: عن أبي سَعيدٍ، وهذا أصَحُّ
(1)
.
38 - باب
3999 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حَدَّثنا أبو داودَ، قال: حدَّثنا الحَكمُ بن عَطيَّةَ، عن ثابتٍ
عن أنَسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَخرُجُ على أصحابهِ مِن المُهَاجِرينَ والأنصارِ وهم جُلُوسٌ فيهم أبو بَكْرٍ وعُمرُ، فلا يَرفعُ إليه أحدٌ منهم بَصرهَ إلَّا أبو بَكْرٍ وعُمرُ، فإنّهُما كانا يَنظُرانِ إليه ويَنظُرُ إليهما، ويتبَسَّمانِ إليه ويَتبسَّمُ إليهما
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ الحَكمِ بن عَطيَّةَ، وقد تَكَلَّمَ بَعضُهم في الحَكمِ بن عَطيَّةَ.
39 - باب
4000 -
حدَّثنا عُمرُ بن إسماعيلَ بن مُجالدِ بن سعيد، قال: حدَّثنا سَعيدُ بن مَسْلمةَ، عن إسماعيلَ بن أُميَّةَ، عن نافعٍ
عن ابن عُمرَ، أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم خَرجَ ذاتَ يومٍ فدَخلَ
(1)
رجاله ثقات: إلا أنه مرسل. وانظر ما قبله.
(2)
إسناده ضعيف، الحكم بن عطية ضعيف ولم يتابع، وباقي رجاله رجال الصحيح. وهو في "المسند"(12516).
المسجدَ وأبو بَكْرٍ وعُمرُ، أحدُهُما عن يَمِينه، والآخَرُ عن شِمالهِ، وهو آخِذٌ بأيدِيهما، وقال:"هكذا نُبعثُ يومَ القِيامةِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، وسعيدُ بن مَسْلمةَ ليس عندهُم بالقوِيِّ.
وقد رُوِي هذا الحديثُ أيضًا من غيرِ هذا الوجهِ عن نافعٍ، عن ابن عُمرَ.
4001 -
حدَّثنا يُوسفُ بنُ موسى القَطَّانُ البَغدادِيُّ، قال: حدَّثنا مالكُ بن إسماعيلَ، عن مَنصُورِ بن أبي الأسودِ، قال: حدَّثني كَثِيرٌ أبو إسماعيلَ، عن جُمَيعِ بن عُمَيرٍ التَّيميِّ
عن ابن عُمرَ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بَكْرٍ:"أنْتَ صاحبي على الحَوضِ، وصاحِبي في الغارِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
40 - باب
4002 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا ابنُ أبي فُدَيكٍ، عن عبد العزيز بن
(1)
إسناده ضعيف، عمر بن إسماعيل بن مجالد متروك، وسعيد بن مسلمة ضعيف.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1418)، وابن ماجه (99)، والحاكم 3/ 68 و 4/ 280، والخطيب في "تاريخه" 4/ 365.
(2)
حديث ضعيف لضعف كثير أبي إسماعيل، وهو: ابن إسماعيل النَّوَّاء، وهو في "شرح السنة" للبغوي (3872).
المُطّلبِ، عن أبيهِ
عن جَدِّهِ
(1)
عَبد اللهِ بن حَنْطبٍ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رأى أبا بَكْرٍ وعُمرَ فقال:"هذانِ السَّمْعُ والبَصرُ"
(2)
.
وفي البابِ عن عَبد اللهِ بن عَمْرٍو.
وهذا حديثٌ مُرْسلٌ، وَعَبد اللهِ بن حَنْطبٍ لم يُدْركِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
41 - باب
4003 -
حدَّثنا إسحاقُ بن موسى الأنصاريُّ، قال: حدَّثنا مَعْنٌ - هو ابن عيسى - قال: حدَّثنا مالكُ بن أنس، عن هشام بن عُروةَ، عن أبيه
عن عائشةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"مُرُوا أبا بَكْرٍ، فلْيُصلِّ بالنَّاسِ"، فقالت عائشةُ: يا رسولَ الله، إنَّ أبا بَكْرٍ إذا قامَ مَقامَكَ لم يُسْمعِ النَّاسَ من البُكاءِ فَأْمُرْ عُمرَ، فلْيُصلِّ بالنَّاسِ، قالت:
(1)
وقع في أصولنا الخطية جميعًا: "عن جده، عن عبد الله بن حنطب" بزيادة لفظة "عن" بين "جده" و"عبد الله"، وكذا هو في النسخة التي اعتمدها المباركفوري، وهو الذي نقله المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 314 عن الترمذي، وذكر أنه رواه جمع عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك: قالوا فيه: "عن جده عبد الله بن حنطب" دون لفظة "عن" ثم قال المزي: و"عن" مزيدة، وهو الصواب، فإن جد عبد العزيز بن المطلب هو عبد الله بن حنطب، والله أعلم.
(2)
إسناده ضعيف لإرساله.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 100 - 101، والحاكم 3/ 69، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 218.
فقال: "مُروا أبا بَكْرٍ فلْيُصلَّ بالنَّاسِ". قالت عائشةُ: فقلتُ لحَفصةَ: قُولي له: إنَّ أبا بَكْرٍ إذا قامَ مَقامكَ لم يُسْمعِ النَّاسَ من البُكاءِ، فَأْمُرْ عُمرَ فلْيُصلِّ بالنَّاسِ. فَفَعلتْ حَفْصةُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّكُنَّ لأنْتنَّ صواحبُ يُوسف، مُروا أبا بَكْرٍ فلْيُصلِّ بالنَّاسِ"، فقالت حَفْصة لِعائشةَ: ما كُنْتُ لأُصِيبَ مِنْكِ خَيرًا
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وفي البابِ عن عَبد اللهِ بن مَسعُودٍ، وأبي موسى، وابن عبَّاسٍ، وسالمِ بن عُبَيدٍ.
42 - باب
4004 -
حدَّثنا نَصْرُ بن عبد الرحمنِ الكُوفيُّ، قال: حدَّثنا أحمدُ بن بَشيرٍ، عن عيسى بن مَيمُونٍ الأنصاريِّ، عن القاسمِ بن محمدٍ
عن عائشةَ، قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَنبغي لِقَومٍ فِيهم أبو بَكْرٍ أن يَؤُمَّهُم غَيرُه"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (198) و (679)، ومسلم (418)، وابن ماجه (1233)، والنسائي 2/ 99 - 100. وهو في "المسند" (24061) و (24647) و (25663)، و"صحيح ابن حبان" (2120) (6601).
(2)
إسناده ضعف لضعف عيسى بن ميمون.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/ 170 و 5/ 1881. وهو عند المصنَّف في "العلل" 2/ 934.
هذا حديثٌ غريبٌ
(1)
.
43 - باب
4005 -
حدَّثنا إسحاق بن موسى الأنصاريُّ، قال: حدَّثنا مَعْنٌ، قال: حَدَّثنا مالكُ بن أنَسٍ، عن الزُّهريِّ، عن حُميدِ بن عبد الرحمنِ
عن أبي هُريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"من أنفقَ زوجَينِ في سَبِيلِ الله، نُودي في الجَنَّةِ: يا عبد الله، هذا خيرٌ. فمن كانَ من أهلِ الصَّلاةِ دُعي من بابِ الصَّلاةِ، ومن كانَ من أهلِ الجِهادِ دُعي من بابِ الجِهادِ، ومن كانَ من أهلِ الصَّدقةِ دُعي من بابِ الصَّدقةِ، ومن كانَ من أهلِ الصِّيامِ دُعي من بابِ الرَّيَّانِ".
فقال أبو بَكْرٍ: بِأبي أنتَ وأُمِّي، ما على من دُعي من هذه الأبوابِ من ضرُورةٍ، فهلْ يدعى أحدٌ من تِلكَ الأبوابِ كُلِّها؟ قال:"نعم، وأرجُو أن تكونَ منهم"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
4006 -
حدَّثنا هارُونُ بن عبد اللهِ البزَّازُ البَغدادِيُّ، قال: حدَّثنا الفضلُ بن دُكَين، قال: حدَّثنا هِشامُ بن سَعْدٍ، عن زيدِ بن أسلمَ، عن
(1)
في (د): "حسن غريب"، والمثبت من (أ) و (س) ونسخة المباركفوري و"تحفة الأشراف".
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (1897)، ومسلم (1027)، والنسائي 4/ 168 - 169 و 5/ 9 - 10 و 6/ 48. وهو في "المسند" (7633)، و"صحيح ابن حبان" (308) و (3418) و (3641) و (6866).
أبيه، قال:
سمِعتُ عُمرَ بن الخطَّابِ يقولُ: أمَرنا رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن نَتصدَّقَ، فَوافقَ ذلكَ عندي مالًا، فقلتُ: اليومَ أسبقُ أبا بَكْرٍ، إن سَبقتُه يومًا، قال: فَجِئتُ بِنصْفِ مالي، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"ما أبقَيتَ لِأهلكَ؟ " قلتُ: أبقيتُ لهم. قال: "ما أبقيتَ لهم؟ " فقلت مِثْلَهُ، وأتى أبو بَكْرٍ بِكُلِّ ما عنده، فقال:"يا أبا بَكْرٍ ما أبقَيتَ لِأهلكَ؟ " قال: أبقَيتُ لهم اللهَ ورسولَه. قلتُ: لا أسْبقُهُ إلى شيءٍ أبدًا
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
44 - باب
4007 -
حدَّثنا عبدُ بن حُميدٍ، قال: أخبرني يعقوبُ بن إبراهيمَ بن سَعْدٍ، قال: حدَّثنا أبي، عن أبيه، قال: أخبرني محمدُ بن جُبيرِ بن مُطْعمٍ
أنَّ أباه جُبيرَ بن مُطعمٍ أخبره: أنَّ امرأةً أتَت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فكلَّمْته في شَيءٍ، فأمَرها بأمرٍ، فقالت: أرأيتَ يا رسولَ الله إنْ لم أجِدْكَ؟ قال: "إن لم تَجدِيني، فأْتِ أبا بَكْرٍ"
(2)
.
(1)
حديث حسن أخرجه عبد بن حميد (14)، والدارمي (1660)، وأبو داود (1678)، والبزار (270)، والحاكم 1/ 414، والبيهقي 4/ 180 - 181.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3659) و (7360)، ومسلم (2386)، وهو في "المسند"(16755)، و"صحيح ابن حبان"(6656) و (6872).
هذا حديثٌ صحيحٌ
(1)
.
45 - باب
4008 -
حدَّثنا محمدُ بن حُمَيدٍ، قال: حدَّثنا إبراهيمُ بن المُختارِ، عن إسحاق بن رَاشدٍ، عن الزُّهرِيِّ، عن عُروةَ
عن عائشةَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمَرَ بِسدِّ الأبْوابِ إلَّا بابَ أبي بَكْر
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوَجهِ.
وفي البابِ عن أبي سعيدٍ.
46 - باب
4009 -
حدَّثنا الأنصاريُّ، قال: حدَّثنا مَعْنٌ، قال: حدَّثنا إسحاقُ بن يحيى بن طَلحةَ، عن عَمِّه إسحاقَ بن طَلحةَ
عن عائشةَ، أنَّ أبا بَكْرٍ دَخلَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال:
(1)
في (س): "هذا حديث غريب من هذا الوجه"، والمثبت من (أ) و (د).
(2)
حديث صحيح بطرقه وشواهده وهذا إسناد ضعيف، محمد بن حميد وإبراهيم بن المختار ضعيفان.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "فضائل الصحابة" لأبيه (33).
وهو في صحيح "ابن حبان"(6857)، و"شرح مشكل الآثار"(3546).
ويشهد له حديث ابن عباس عند أحمد (2432)، والبخاري (467).
وحديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (3904)، ومسلم (2382)، وسلف عند المصنف برقم (3989).
"أنْتَ عَتيقُ الله من النَّارِ" فَيومئذٍ سُمِّيَ عَتيقًا
(1)
هذا حديثٌ غريبٌ.
ورَوَى بَعضُهم هذا الحديثَ عن مَعنٍ، وقال: عن موسى بن طَلحةَ، عن عَائشةَ.
47 - باب
4010 -
حَدَّثنا أبو سَعيدٍ الأشَجُّ، قال: حدَّثنا تَليدُ بن سُليمانَ، عن أبي الجَحَّافِ، عن عَطيَّةَ
عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ما من نَبيٍّ إلا له وزِيرَانِ من أهلِ السَّماءِ، ووَزِيرَانِ من أهلِ الأرضِ، فأمَّا وزِيرايَ من أهلِ السَّماءِ، فجِبْريلُ ومِيكائيلُ، وأمَّا وزِيرايَ من أهلِ الأرْضِ، فأبو بَكْرٍ وعُمرُ"
(2)
.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف إسحاق بن يحيى بن طلحة. معن: هو ابن عيسى القزاز، والأنصاري: هو إسحاق بن موسى.
وأخرجه أبو يعلى (4899)، والطبراني في "الكبير"(9) و (10)، والحاكم 2/ 415 و 3/ 61 - 62 و 376.
وله شاهد من حديث عبد الله بن الزبير عند ابن حبان (6864)، وإسناده صحيح.
(2)
إسناده ضعيف لضعف تليد بن سليمان، وعطية ابن سعد، وهو العوفي.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 517 من طريق أبي سعيد الأشج، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 2/ 264 من طريق سوار بن مصعب، عن عطية العوفي، به. =
هذا حديثٌ حسَنٌ غريبٌ.
وأبو الجَحَّافِ اسمهُ: دَاودُ بن أبي عَوفٍ.
ويُروى عن سُفيانَ الثَّوريِّ، قال: حدَّثنا أبو الجَحَّافِ وكانَ مَرْضِيًّا
(1)
.
4011 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثَنا أبو داودَ، قال: أنبأنا شُعبةُ، عن سَعْدِ بن إبراهيمَ، قال: سَمِعتُ أبا سلمةَ بن عبد الرحمنِ يُحدَّثُ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "بينما رجلٌ راكبٌ بَقرةً، إذْ قالت: لم أُخْلَقْ لهذا، إنّما خُلِقتُ لِلحرثِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "آمَنتُ بذلكَ أنا وأبو بَكْرٍ وعُمرُ".
قال أبو سَلمةَ: وَما هُما في القومِ يومئذٍ
(2)
.
= وسوار بن مصعب - وهو الهمداني الكوفي - منكر الحديث.
وأخرجه الحاكم 2/ 264 أيضًا عن أحمد بن كامل بن خلف القاضي، عن عبد الله بن روح المدائني، عن شبابة بن سوار، عن أبي عقبة الحمصي، عن عطاء بن عجلان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري. وصحح إسناده! قلنا: فيه عطاء بن عجلان - وهو البصري - متروك.
وله شاهد لا يفرح به من حديث ابن عباس عند أبي نعيم في "الحلية" 8/ 160، والخطيب في "تاريخه" 3/ 298. وفيه محمد بن مجيب، وهو متروك.
(1)
وقع في المطبوع بعد هذا: "وتليد بن سليمان يكنى أبا إدريس، وهو شيعي". ولم ترد في أصولنا الخطية.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2324)، ومسلم (2388)، والنسائي =
4012 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بن جعفرٍ، قال: حدَّثنا شُعبةُ، بهذا الإسنادِ نَحوه
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
48 - باب في مَناقبِ أبي حَفْصٍ عُمرَ بن الخَطَّابِ رضي الله عنه
4013 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ ومحمدُ بن رافعٍ، قالا: حدَّثنا أبو عَامرٍ العَقَديُّ، قال: حدَّثنا خارجةُ بن عَبد اللهِ الأنصاريُّ، عن نافعٍ
عن ابن عُمرَ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"اللَّهُمَّ أعِزَّ الإِسلامَ بأحَبِّ هذينِ الرَّجُلينِ إليكَ: بأبي جَهْلٍ، أو بعُمرَ بن الخطَّابِ"، قال: وكانَ أحَبَّهُما إليه عُمرُ
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من حديثِ ابن عُمرَ.
49 - باب
4014 -
حدَّثنا محمدُ بن بشَّارٍ، قال: حدَّثنا أبو عَامرٍ - هو العَقَديُّ -،
= في "الكبرى"(8111 - 8114). وهو في "المسند"(7351) و (8963)، و"صحيح ابن حبان"(6485) و (6486).
وانظر ما بعده.
(1)
إسناده صحيح، وانظر ما قبله.
(2)
حديث حسن، خارجة بن عبد الله الأنصاري مختلف فيه، وحديثه حسن في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو في "المسند"(5696)، و"صحيح ابن حبان"(6881)، وانظر فيهما تتمة الكلام عليه.
قال: حدَّثنا خارجةُ بن عَبد الله هو - الأنصاري -، عن نافعٍ
عن ابن عُمرَ، أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ الله جَعلَ الحقَّ على لِسانِ عُمرَ وقَلبهِ".
قال: وقال ابن عُمرَ: ما نَزلَ بالنَّاسِ أمرٌ قَطُّ، فقالوا فيه، وقال فيه عُمرُ - أو قال ابن الخَطَّابِ فيه، شَكَّ خارجةُ - إلّا نَزلَ فيه القُرآنُ على نَحو ما قال عُمرُ
(1)
.
وفي البابِ عن الفَضلِ بن العبَّاسِ، وأبي ذَرٍّ، وأبي هُريرةَ.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجهِ
(2)
.
50 - باب
4015 -
حدَّثنا أبو كُرَيبٍ، قال: حدَّثنا يُونُس بن بُكَيْرٍ، عن النَّضْرِ أبي عُمرَ، عن عِكرمةَ
عن ابن عَبَّاسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"اللهُمَّ أعِزَّ الإسلامَ بأبي جَهْلِ بن هِشامٍ أو بعُمرَ بن الخطَّابِ". قال: فأصبح، فغَدا عُمرُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأسلمَ
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لغيره خارجة بن عبد الله وإن كان فيه كلام متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو في "المسند"(5145) و (5697)، و"صحيح ابن حبان"(6895).
(2)
في المطبوع بعد هذا: "وخارجة بن عبد الله الأنصاري: هو ابن سليمان بن زيد بن ثابت، وهو ثقة". ولم ترد هذه العبارة في أصولنا الخطية.
(3)
إسناده ضعيف جدًّا، النضر أبو عمر - وهو ابن عبد الرحمن الخزَّاز - =
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوَجهِ، وقد تَكلَّمَ بَعضُهم في النَّضْرِ أبي عُمرَ، وهو يَرْوي مَناكِيرَ.
51 - باب
4016 -
حدَّثنا محمدُ بن المثَنَّى، قال: حدَّثنا عَبد اللهِ بن داودَ الواسطيُّ أبو محمدٍ، قال: حدَّثني عَبد الرحمنِ ابن أخي محمدِ بن المنْكَدرِ، عن محمدِ بن المنكدرِ
عن جَابرِ بن عَبد اللهِ، قال: قال عُمرُ لأبي بَكْرٍ: يا خيرَ النَّاسِ بعدَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بَكْرٍ: أما إنَّكَ إن قلتَ ذاكَ، فَلقد سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "ما طَلعتِ الشَّمسُ على رَجُلٍ
= متروك الحديث.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "فضائل الصحابة" لأبيه (311)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2487، والبغوي في "شرح السنة"(3885). وهو عند المصنِّف في "العلل" 2/ 936.
ويغني عنه حديثُ ابن عمر السالف عند المصنف برقم (4013).
وفي الباب عن عمر، وأنس، وابن مسعود، وعثمان بن الأرقم بأسانيد ضعيفة، انظر تخريجها في "المسند"(5696).
وقد ورد بذكر عمر خاصة من حديث عائشة عند الحاكم 3/ 83، والبيهقي 6/ 370، وإسناده صحيح. وهو عند ابن ماجه (105)، وابن حبان (6882) بإسناد ضعيف.
ومن حديث ابن مسعود عند أحمد في "المسند"(4362)، ولفظه:"اللهم أيد الإسلام بعمر"، وإسناده ضعيف.
خيرٍ من عُمرَ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرِفهُ إلا من هذا الوَجهِ، وليْسَ إسنادهُ بِذاكَ.
وفي البابِ عن أبي الدَّرداءِ
(2)
4017 -
حدَّثنا محمدُ بن المُثَنَّى، قال: حدَّثنا عَبد اللهِ بن داودَ، عن حَمَّادِ بن زَيدٍ، عن أيُّوبَ
(1)
إسناده ضعيف جدًّا، عبد الله بن داود الواسطي منكر الحديث، وعبد الرحمن ابن أخي محمد بن المنكدر مجهول.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 2/ 99، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 4، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1557، والحاكم 3/ 90.
ويخالفه ما رواه أبو الدرداء قال: رآني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا أمشي أمام أبي بكر الصديق، فقال:"يا أبا الدرداء، أتمشي أمام من هو خير منك في الدنيا والآخرة؟ ما طلعت الشمس ولا غربتَ على أحدٍ بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر الصديق" أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(135) و (137) و (508)، وعبد بن حميد (212)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1224)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 12/ 438، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 35 - 36/ 300 - 302 من طرق عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي الدرداء، وإسناده حسنٌ إن كان ثبت سماع عطاء من أبي الدرداء.
(2)
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 35 - 36/ 302 - 303 و 304 من طريق الوليد بن عبد العزيز بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، عن جده ابن جريج، أخبرني عطاء بن أبي رباح، عن أبي الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما طلعتِ الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين خير من أبي بكر وعمر"، وإسناده ضعيف.
عن محمد بن سِيرينَ، قال: ما أظنُّ رجُلًا يَنْتقِصُ أبا بَكْرٍ وعُمرَ يُحِبُّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
52 - باب
4018 -
حدَّثنا سَلمةُ بن شَبِيبٍ، قال: حدَّثنا المُقْرئُ، عن حَيوةَ بن شُرَيْحٍ، عن بَكْرِ بن عَمْرٍو، عن مِشْرحِ بن هاعانَ
عن عُقْبةَ بن عامرٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لو كانَ بَعدِي نَبيٌّ لكَانَ عُمَرَ بن الخَطَّابِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ لا نَعرفهُ إلا مِن حديثِ مِشْرح بن هاعانَ.
53 - باب
4019 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا اللَّيثُ، عن عُقَيلٍ، عن الزُّهريِّ، عن حَمزةَ بن عَبد اللهِ بن عُمرَ
عن ابن عُمرَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "رأيتُ كأنِّي أُتِيتُ بِقدَحِ لَبنٍ، فشرِبتُ مِنهُ، فأَعطيتُ فَضْلي عُمرَ بن الخطّابِ"،
(1)
عبد الله بن داود وهو الواسطي منكر الحديث، كما سلف، وهو من قول محمد بن سيرين، رحمه الله.
(2)
إسناده حسن، بكر بن عمرو، ومشرح بن هاعان كلاهما حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. المُقرئ: هو عبد الله بن يزيد المكي.
وهو في "مسند أحمد"(17405).
قالوا: فما أوَّلتَهُ يا رسولَ الله؟ قال: "العلمَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.
4020 -
حدَّثنا عليُّ بن حُجْرٍ، قال: حدَّثنا إسماعيلُ بن جَعفرٍ، عن حُمَيدٍ
عن أنَسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "دَخلتُ الجنَّةَ، فإذا أنا بِقَصرٍ من ذَهبٍ، فَقُلتُ: لمن هذا القَصرُ؟ قالوا: لِشابٍّ من قريش، فظَننتُ أنِّي أنا هو، فقُلتُ: ومن هو؟ فقالوا: عُمرُ بن الخطّابِ
(2)
".
هذا حديثٌ صحيحٌ.
54 - باب
4021 -
حدَّثنا الحُسينُ بن حُرَيثٍ أبو عمَّارٍ المَروزيُّ، قال: حدَّثنا عَليُّ بن الحُسينِ بن واقدٍ، قال: حدَّثني أبي، قال: حدَّثني عَبد الله بن بُرَيدةَ، قال:
حدَّثني أبي بُريدةُ، قال: أصبحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فدعا بلالًا فقال: "يا بلالُ بِمَ سَبَقْتني إلى الجنَّةِ؟ ما دَخلتُ الجنَّةَ قَطُّ إلا سَمِعتُ خَشْخَشتكَ أمامي، دَخلتُ البارحةَ الجنَّةَ، فسَمعتُ خَشْخَشتكَ أمامي، فأتَيتُ على قَصرٍ مُرَبَّعٍ مُشرِفٍ مِن ذَهبٍ، فقُلتُ: لمن هذا القَصرُ؟ فقالوا: لرَجُلٍ من العرَبِ. فقُلتُ: أنا
(1)
إسناده صحيح، وقد سلف تخريجه في (2437).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8127)، وهو في "المسند"(12046)، و"صحيح ابن حبان"(54) و (6887).
عربيٌّ، لمن هذا القَصرُ؟ قالوا: لرجُلٍ من قُريشٍ. فقُلتُ: أنا قُرشيٌّ، لمن هذا القَصرُ؟ قالوا: لرجُلٍ من أمَّةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم. فقُلتُ: أنا محمدٌ، لمن هذا القَصرُ؟ قالوا: لعُمرَ بن الخَطَّابِ". فقال بِلالٌ: يا رسولَ الله، ما أذَّنتُ قَطُّ إلا صَلَّيتُ رَكعَتينِ، وما أصابني حَدثٌ قَطٌّ إلَّا تَوضَّأْتُ عندها، ورَأيتُ أنَّ للهِ عليَّ رَكعتَينِ، فقال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "بِهما"
(1)
.
وفي البابِ عن جابرٍ، ومُعاذٍ، وأنَسٍ، وأبي هُريرةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"رأيتُ في الجنَّةِ قَصرًا من ذَهبٍ، فقُلتُ: لمن هذا؟ فَقيلَ: لِعُمرَ بن الخطّابِ".
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، علي بن الحسين بن واقد ضعيف يعتبر به، وقد تابعه زيد بن الحباب وعلي بن الحسن بن شقيق المروزي عند أحمد وغيره.
وهو في "المسند"(22996) و (23040)، و"صحيح ابن حبان"(7086) و (7087).
ويشهد لقصة بلال حديث أبي هريرة عد أحمد برقم (8403).
وحديث جابر (12046)، وهما صحيحان.
ولقصة عمر بن الخطاب حديث أنس السالف قبل هذا.
وحديث أبي هريرة عند أحمد (8470)، والبخاري (3242)، ومسلم (2395).
وحديث جابر عند البخاري (5226)، ومسلم (2394)، وهو في "المسند"(14321).
"خشخشتك": هي حركة لها صوت كصوت السلاح.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.
ومعنى هذا الحديث: "أنِّي دَخلتُ البارحةَ الجنَّةَ"، يعني: رأيتُ في المنامِ كَأنِّي دَخلتُ الجنَّةَ، هكذا رُوي في بعضِ الحديثِ.
ويروى عن ابن عبَّاسٍ أنَّه قال: رُؤْيا الأنبياءِ وَحْيٌ
(1)
.
55 - باب
4022 -
حدَّثنا الحُسينُ بن حُرَيثٍ، قال: حدَّثنا عليُّ بن الحُسينِ بن واقدٍ، قال: حدَّثني أبي، قال: حدَّثني عَبد اللهِ بن بُريدةَ، قال:
سَمِعتُ أبي بُريدةَ يقولُ: خَرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بَعضِ مغازيهِ، فلمَّا انصرَفَ جاءت جاريةٌ سَوداءُ، فقالت: يا رسولَ اللهِ إنِّي كُنتُ نَذرتُ إنْ رَدَّكَ اللهُ سالمًا أن أضربَ بَينَ يَديكَ بالدُّفِّ وأتغنَّى. فقال لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنْ كُنتِ نَذرتِ، فاضْربي، وإلا فلا". فجعلتْ تَضرِبُ، فدخلَ أبو بَكْرٍ وهي تَضْرِبُ، ثُمَّ دخلَ عليٌّ وهي تَضْرِبُ، ثُمَّ دخلَ عُثمانُ وهي تَضْرِبُ، ثُمَّ دَخلَ عُمرُ، فألقَتِ الدُّفَّ تحتَ اسْتها، ثُمَّ قعدَتْ عليه، فقال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الشّيطانَ لَيخافُ منكَ يا عُمَرُ، إنَّي كُنتُ جالسًا وهي تَضْرِبُ،
(1)
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(463)، وابن جرير في "تفسيره" 12/ 151، والطبراني في "الكبير"(12302)، والحاكم 2/ 431 من طرق عن سفيان الثوري، عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله، وإسناده حسن.
فدخَلَ أبو بَكْرٍ وهي تَضْربُ، ثُمَّ دخلَ عليٌّ وهي تَضربُ، ثُمَّ دخلَ عُثمانُ وهي تَضربُ، فلمَّا دَخلْتَ أنتَ يا عُمرُ، ألقَتِ الدُّفَّ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من حديثِ بُريدةَ.
وفي البابِ عن عُمرَ، وسعد بن أبي وقاص، وعائشة.
4023 -
حدَّثنا الحَسنُ بن الصَّباحِ البزَّارُ، قال: حدَّثنا زَيدُ بن حُباب، عن خارجةَ بن عَبد اللهِ بن سُليمانَ بن زَيدِ بن ثابتٍ، قال: أخبرنا يَزيدُ بن رُومانَ، عن عُروةَ
عن عائشةَ، قالت: كانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. جالسًا، فَسَمعنا لَغطًا وصوتَ صِبيانٍ، فقامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فإذا حَبشيَّةٌ تَزْفِنُ والصِّبْيانُ حَولَها، فقال:"يا عائشةُ، تعالَي فانظُري". فجئتُ فَوضَعتُ لَحييَّ على مَنكبِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فجعلتُ أنظُرُ إليها ما بينَ المَنكِبِ إلى رأْسِهِ، فقال لي:"أما شَبِعْتِ، أما شَبعْتِ". قالت: فجعلتُ أقُولُ: لا، لأنظُرَ منزلَتي عنده إذ طَلعَ عُمرُ، قالت: فارفضَّ النَّاسُ عنها، قالت: فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنِّي لأنظُرُ إلى شَياطِينَ قد فَرُّوا من عُمرَ". قالت: فرجَعتُ
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، علي بن الحسين بن واقد ضعيف يعتبر به، وقد تابعه زيد بن الحباب وعلي بن الحسن بن شقيق عند أحمد وغيره.
وهو في "المسند"(22989)، و"صحيح ابن حبان"(4386) و (6892).
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أبي داود (3312).
(2)
إسناده حسن، خارجة بن عبد الله بن سليمان - وهو الأنصاري - مختلف =
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجهِ.
56 - باب
4024 -
حدَّثنا سَلمةُ بن شَبيبٍ، قال: حدَّثنا عبد الله بن نافعٍ الصَّائغُ، قال: حدَّثنا عاصمُ بن عُمرَ العُمَريُّ، عن عبد الله بن دينارٍ
عن ابن عُمرَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أوَّلُ من تَنْشقُّ عنه الأرضُ، ثُمَّ أبو بَكْرٍ ثُمَّ عُمرُ، ثُمَّ آتي أهلَ البَقيعِ، فيُحْشرونَ معي، ثُمَّ أنتظرُ أهلَ مكَّةَ حتَّى أُحشرَ بين الحَرَمَينِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ
(2)
، وعاصمُ بن عُمرَ العمريُّ ليس بالحافظِ عند أهل الحديثِ
(3)
.
57 - باب
4025 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا اللَّيثُ، عن ابن عَجلانَ، عن
= فيه، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث (4014).
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8957)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 921. وهو عند المصنف في "العلل الكبير" 2/ 936.
وقال المصنف في "العلل": سألت محمدًا عن هذا الحديث، فلم يعرفه واستغربه.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عاصم بن عمر العمري. وهو في "صحيح ابن حبان"(6899).
(2)
في (س): "غريب"، والمثبت من (أ).
(3)
في (س): "ليس عندهم بالحافظ"، وفي (أ):"ليس عندي بالحافظ"، والمثبت من (ل).
سعدِ بن إبراهيمَ، عن أبي سَلمةَ
عن عائشةَ، قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "قد كانَ يكُونُ في الأُمَم مُحدَّثُونَ، فإنْ يَكُ في أُمَّتي أحدٌ فعُمرُ بن الخطَّابِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
حدثني بعضُ أصحابِ ابن عُيينةَ، عن سُفيانَ بن عُيينةَ، قال: مُحدَّثُونَ، يعني: مُفهَّمُونَ
(2)
.
58 - باب
4026 -
حدَّثنا محمدُ بن حُمَيدٍ الرازي، قال: حدَّثنا عبد الله بن عبد القُدُّوسِ، قال: حدَّثنا الأعمَشُ، عن عَمرِو بن مُرَّةَ، عن عبد الله بن سَلِمةَ، عن عَبِيدةَ السَّلْمانيِّ
عن عبد الله بن مسعُودٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"يَطَّلِعُ عليكُم رَجُلٌ من أهلِ الجنَّةِ" فاطَّلعَ أبو بَكْرٍ، ثُمَّ قال:"يطَّلعُ عليكُم رَجُلٌ من أهلِ الجنَّةِ". فاطّلعَ عُمرُ
(3)
.
(1)
حديث صحيح، ابن عجلان - واسمه محمد - وإن كان حسن الحديث، قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (2398)، والنسائي في "الكبرى"(8119). وهو في "المسند"(24285)، و"صحيح ابن حبان"(6894).
(2)
وقال البغوي في "شرح السنة" 14/ 83: المُحَدَّثُ: المُلهم يلقى الشيء في روعه، يريد قومًا يصيبون إذا ظنوا، فكأنهم حُدِّثوا بشيءٍ فقالوه، وتلك منزلة جليلة من منازل الأولياء.
(3)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن حميد الرازي وعبد الله =
وفي الباب عن أبي موسى، وجابرٍ.
هذا حديثٌ غريبٌ من حديثِ ابن مسعُودٍ.
4027 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيلانَ، قال: حدَّثنا أبو داودَ الطَّيالِسيُّ، عن شُعبةَ، عن سَعدِ بن إبراهيمَ، عن أبي سَلمةَ
عن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"بَيْنما رَجُلٌ يَرْعى غَنمًا له إذ جاءَ الذِئْبُ فأخذَ شاةً، فجاءَ صاحِبُهما فانتزَعها منه، فقال الذِّئبُ: كيفَ تَصنعُ بها يومَ السَّبُعِ، يومَ لا راعي لها غَيري؟ " قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "آمَنتُ بذلكَ أنا وأبو بَكْرٍ وعُمرُ". قال أبو سَلمةَ: وما هُما في القَومِ يَومئذٍ
(1)
.
4028 -
حدَّثنا محمدُ بن بشَّارٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بن جَعْفرٍ، قال:
= ابن عبد القدوس.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10343) و (10344)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1514، والحاكم 3/ 73.
وله شاهد من حديث جابر عند أحمد (14550)، وإسناده قابل للتحسين، وبنحوه من حديث أبي موسى عند البخاري (3693)، ومسلم (2403)، وهو في "المسند"(15509).
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (2324)، ومسلم (2388)، والنسائي في "الكبرى"(8111 - 8114). وهو في "المسند"(7351)، و"صحيح ابن حبان"(6485).
وقوله: يومَ السَّبُع، أي: أنها عند الفتن حين يتركها الناس هملًا لا راعي لها منهبةً للسباع فجعل السبع لها راعيًا، أي: منفردًا بها.
حدَّثنا شُعبةُ، عن سَعدِ بن إبراهيمَ نَحوهُ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
59 - باب في مناقبِ عُثمانَ بن عفانَ رضي الله عنه وله كُنْيتان، يقالُ: أبو عَمرو، وأبو عَبد الله
4029 -
حدَّثنا قُتَيبةُ، قال: حدَّثنا عبد العزيز بن محمد، عن سُهَيلٍ بن أبي صَالحٍ، عن أبيه
عن أبي هُريرةَ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ على حِراءَ هو وأبو بَكْرٍ وعُمرُ وعُثمانُ وعليٌّ وطَلْحةُ والزُّبيرُ، فتحرَّكَتِ الصَّخرةُ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"اهدأْ، فما عَليكَ إلا نَبيٌّ أو صِدَّيقٌ أو شَهيدٌ"
(2)
.
وفي البابِ عن عُثمانَ، وسعيدِ بن زَيدٍ، وابن عبَّاسٍ، وسهلِ بن سَعدٍ، وأنَسِ بن مالكٍ، وبُريدةَ الأسلمي.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
4030 -
حدَّثنا محمدُ بن بشَّارٍ، قال: حدَّثنا يحيى بن سَعيدٍ، عن سعيدِ بن أبي عَرُوبةَ، عن قتادةَ
أنَّ أنس بن مالك حدَّثَهُم: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صَعِدَ أُحُدًا وأبو بَكْرٍ وعُمرُ وعُثمانُ، فرجفَ بهِم، فقال نبي اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اثبُتْ أُحُدُ،
(1)
إسناده صحيح، وانظر ما قبله.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2417)، والنسائي في "الكبرى"(8207). وهو في "المسند"(9430)، و"صحيح ابن حبان"(6983).
فإنَّما عليكَ نَبيٌّ وصِدِّيقٌ وشَهيدانِ"
(1)
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
60 - باب
4031 -
حدَّثنا أبو هِشامٍ الرِّفاعيُّ، قال: حدَّثنا يحيى بن اليَمانِ، عن شَيخٍ من بَني زُهْرةَ، عن الحارثِ بن عبد الرحمن بن أبي ذُبابٍ
عن طَلحةَ بن عُبيد الله، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ نَبيٍّ رَفيقٌ، ورَفِيقي - يعني في الجنَّةِ - عُثمانُ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، وليسَ إسنادهُ بالقوِيِّ، وهو مُنقَطعٌ.
61 - باب
4032 -
حدَّثنا عَبد اللهِ بن عبد الرحمنِ، قال: أخبرنا عبد اللهِ بن جَعفرٍ الرَّقِّيُّ، قال: حدَّثنا عُبيدُ اللهِ بن عَمرٍو، عن زَيدٍ - هو ابن أبي أُنَيسةَ -، عن أبي إسحاقَ
عن أبي عَبد الرحمنِ السُّلَميِّ قال: لمَّا حُصِرَ عُثمانُ، أشرفَ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3675) و (3699)، وأبو داود (4651)، والنسائي في "الكبرى"(8135). وهو في "المسند"(12106).
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، الحارث بن عبد الرحمن لم يدرك طلحة بن عبيد الله، ولإبهام الشيخ من بني زهرة.
وأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" 1/ 401 و 502 و 521، وأبو يعلى (665).
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن ماجه (109). وفيه عثمان بن خالد، وهو ضعيف.
عَليهم مِن فَوقِ دارهِ، ثُمَّ قال: أُذَكِّرُكُم بالله، هل تعلمُونَ أنَّ حِراءَ حِينَ انتفَضَ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"اثبُتْ حِراءُ، فليسَ عليكَ إلا نَبيٌّ أو صِدِّيقٌ أو شَهيدٌ"؟ قالوا: نعم.
قال: أُذَكَّركُم بالله، هل تعلمُونَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال في جيشِ العُسْرةِ:"من يُنفقُ نَفقةً مُتقبَّلةً؟ ". والنَّاسُ مجْهِدُونَ مُعْسِرُونَ، فجهَّزتُ ذلك الجَيشَ؟ قالوا: نعم.
ثُمَّ قال: أُذَكِّرُكم بالله، هل تعلمُونَ أنَّ رُومةَ لم يَكُن يَشْرَبُ منها أحدٌ إلا بِثَمنٍ، فابتَعتُها، فجعَلتُها للغَنيِّ والفَقيرِ وابن السَّبِيلِ؟ قالوا: اللهُمَّ نعم. وأشياء عَدَّدها
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجهِ من حديثِ أبي عَبد الرحمنِ السُّلميّ، عن عُثمانَ.
4033 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا أبو داودَ، قال: حَدَّثنا السَّكنُ بن المُغيرةِ - ويُكْنى أبا محمدٍ مَولًى لِآلِ عُثمانَ -، قال: حدَّثنا الوَليدُ بن أبي هِشامٍ، عن فَرْقدٍ أبي طَلحةَ
عن عَبد الرحمنِ بن خَبَّابٍ، قال: شَهدتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يَحثُّ على جَيشِ العُسْرةِ، فقامَ عُثمانُ بن عفانَ، فقال: يا رسولَ الله عَليَّ مِئَةُ بَعيرٍ بِأحلاسِها وأقتابها في سبِيلِ الله. ثم حَضَّ على
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري تعليقًا (2778)، والنسائي 6/ 46 - 47 و 233 و 234 و 236 - 237، وهو في "المسند"(420) و (511)، و"صحيح ابن حبان"(6916).
الجيش، فقام عثمانُ، فقال: يا رسولَ الله عليَّ مئتا بعيرٍ بأَحْلاسها وأَقْتابها في سبيل الله. ثم حَضَّ على الجيش، فقام عثمانُ بن عفَّانَ، فقال: يا رسولَ الله عليَّ ثلاثُ مئةِ بعيرٍ بأحْلاسها وأَقْتابها في سبيل الله. فأنا رَأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَنزلُ عن المِنبرِ وهو يقولُ: "ما على عُثمان ما عَملَ بعد هذه، ما على عُثمانَ ما عَملَ بعد هذه"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجهِ، لا نَعرِفه إلا من حديثِ السَّكنِ بن المُغِيرةِ.
وفي البابِ عن عَبد الرحمنِ بن سَمُرةَ.
4034 -
حدَّثنا محمدُ بن إسماعيلَ، قال: حدَّثنا الحَسنُ بن واقعٍ الرَّمْليُّ، قال: حَدَّثنا ضَمْرةُ بن رَبيعةَ، عن عبد الله بن شَوْذبٍ، عن عبد الله بن القاسمِ، عن كَثِيرٍ مَوْلَى عبد الرحمنِ بن سَمُرةَ
عن عبد الرحمنِ بن سَمُرةَ، قال: جاءَ عُثمانُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم بِألفِ دينارٍ - قال الحَسنُ بن واقعٍ: وكانَ في مَوضعِ آخرَ مِن كِتابي: في كُمِّهِ - حِينَ جَهَّزَ جَيشَ العُسْرةِ، فنَثرها في حِجْره. قال
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة فرقد أبي طلحة، فقد انفرد بالرواية عنه الوليد بن أبي هشام، وقال علي ابن المديني: لا أعرفه، وقال ابن حجر في "التقريب": مجهول. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي.
وهو في زيادات عبد الله بن أحمد على "المسند"(16696).
ويشهد له ما بعده.
عبد الرحمنِ: فرَأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُقلِّبُها في حِجْرهِ ويَقولُ: "ما ضَرَّ عُثمانَ ما عَملَ بعد اليومِ". مرَّتَينِ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوَجهِ.
4035 -
حدَّثنا أبو زُرعةَ، قال: حدَّثنا الحَسنُ بن بِشْرٍ، قال: حدَّثنا الحَكمُ بن عبد المَلكِ، عن قتادةَ
عن أنَسِ بن مالكٍ، قال: لمَّا أمرَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبَيعةِ الرِّضوانِ، كانَ عُثمانُ بن عَفَّانَ رسولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلى أهلِ مَكَّةَ، قال: فبايعَ النَّاسُ، قال: فقال رسولُ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ عُثمانَ في حاجةِ الله وحاجةِ رسولِهِ". فضرَبَ بإحدى يديهِ على الأُخرَى، فكانَت يَدُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لِعُثمانَ خَيرًا من أيدِيهم لِأنفُسهم
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.
4036 -
حدَّثنا عبد الله بن عبد الرحمنِ وعبَّاسُ بنُ محمدٍ الدُّورِيُّ وغيرُ واحدٍ، المعنى واحدٌ، قالوا: حدَّثنا سَعيدُ بن عامرٍ - قال عبد الله: أخبرنا سَعيدُ بن عامرٍ - عن يحيى بن أبي الحجَّاجِ المِنقَريِّ، عن أبي مسعودٍ الجُرَيريِّ
(1)
إسناده حسن من أجل كثير - وهو ابن أبي كثير - مولى عبد الرحمن بن سمرة. وهو في "المسند (20630).
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحكم بن عبد الملك.
أبو زرعة: هو عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، والحسن بن بشر: هو ابن سلم الهمداني أو البجلي، أبو علي الكوفي.
ويشهد له حديث ابن عمر الآتي برقم (4039).
عن ثُمامةَ بن حَزْنٍ القُشَيريِّ، قال: شَهدتُ الدَّارَ حِينَ أشْرفَ عليهم عُثمانُ، فقال: ائتُوني بصاحِبَيكُمُ اللذَيْنِ ألَّباكُم عَلَيَّ. قال: فجيءَ بِهما، فكأنّهُما جَملانِ - أو كأنّهُما حِمَارانِ -، قال: فأشرفَ عليهم عُثمانُ، فقال: أَنشُدُكُم بالله والإسلامِ، هل تعلمُونَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدمَ المدِينةَ وليسَ بها ماءٌ يُستعذَبُ غيرَ بِئرِ رُومةَ، فقال:"من يَشتري بِئرَ رُومةَ، فَيجعلُ دَلْوَه مع دِلاءِ المُسلمينَ بِخَيرٍ له منها في الجنَّةِ؟ " فاشترَيتُها من صُلْبِ مالي، فأنتمُ اليومَ تَمْنعُوني أن أشرَبَ منها حتَّى أشربَ من ماءِ البحرِ؟ فقالوا: اللهُمَّ نعم.
فقال: أَنشُدُكُم بالله والإسلام، هل تَعلمُونَ أنَّ المسجدَ ضاقَ بأهله، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"من يَشْترِي بُقعةَ آلِ فُلانٍ فيزِيدَها في المسجدِ بخيرٍ له منها في الجنَّة؟ "، فاشترَيتُها من صُلبِ مالي، فأنتمُ اليومَ تمنعُوني أن أُصَلِّيَ فِيها رَكعَتينِ؟ قالوا: اللَّهُمَّ نعم.
قال: أَنشُدُكُم بالله وبالإسلامِ، هل تعلمُونَ أنَّي جَهَّزتُ جَيشَ العُسرةِ من مالي؟ قالوا: اللَّهُمَّ نعم.
قال: أَنْشُدُكُم بالله والإسلام، هل تَعلمُونَ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ على ثَبِيرِ مكَّةَ ومَعهُ أبو بَكْرٍ وعُمرُ وأنا، فتحرَّكَ الجَبَلُ حتَّى تَساقَطتْ حِجارتُهُ بالحَضِيضِ، قال: فركَضه بِرجْله، وقال:"اسكُنْ ثَبِيرُ، فإنَّما عليكَ نبيٌّ وصدِّيقٌ وشهيدَانِ"؟ قالوا: اللهُمَّ نعم. قال: اللهُ أكبرُ شَهِدُوا لي ورَبِّ الكَعبةِ أنِّي شَهيدٌ.
ثلاثًا
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ، قد رُوي من غيرِ وجهٍ عن عُثمانَ.
4037 -
حدَّثنا محمدُ بن بشَّارٍ، قال: حدَّثنا عَبد الوهَّابِ الثَّقَفيُّ، قال: حدَّثنا أيُّوبُ، عن أبي قِلابةَ، عن أبي الأشعَثِ الصَّنعانيِّ
أنَّ خُطَباءَ قامتْ بالشَّامِ وفِيهم رِجالٌ من أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم، فقامَ آخِرُهُم رَجُلٌ يُقالُ له: مُرَّةُ بن كَعبٍ، فقال: لولا حديثٌ سَمِعته من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ما قُمْتُ، وذكَرَ الفِتنَ فقرَّبها، فَمرَّ رَجُلٌ مُقنَّعٌ في ثَوبٍ، فقال:"هذا يومئذٍ على الهُدَى"، فقُمتُ إليه، فإذا هو عُثمانُ بن عفَّانَ. قال: فأقبلْتُ عليه بوَجهه، فقلتُ: هذا؟ قال: "نعم"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وفي البابِ عن ابن عُمرَ، وعبد الله بن حَوالةَ، وكيع بن عُجْرةَ.
62 - باب
4038 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا حُجيْنُ بن المُثَنَّى، قال: حدَّثنا اللَّيثُ بن سَعْدٍ، عن مُعاويةَ بن صالحٍ، عن رَبِيعةَ بن يَزِيدَ،
(1)
حديث حسن، يحيى بن أبي الحجاج وإن كان ليِّن الحديث، قد توبع.
وأخرجه النسائي 6/ 235. وهو في زيادات عبد الله بن أحمد على "المسند" (555).
(2)
حديث صحيح، وهو في "المسند"(18060) و (18068).
عن عَبد اللهِ بن عامرٍ شاميّ، عن النُّعمانِ بن بَشيرٍ
عن عائشةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"يا عُثمانُ، إنّه لَعلَّ الله يُقَمِّصُكَ قَميصًا، فإن أرادُوكَ على خَلْعه، فلا تَخْلعه لَهُم". وفي الحديثِ قِصَّةٌ طَويلةٌ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
63 - باب
4039 -
حدَّثنا صالحُ بن عبد الله
(2)
، قال: حدَّثنا أبو عَوانةَ، عن عُثمانَ بن عَبد الله بن مَوْهبٍ
أنَّ رجُلًا من أهلِ مِصرَ حَجَّ البَيتَ، فرأى قَومًا جُلُوسًا، فقال: من هؤُلاءِ؟ قالوا: قُرَيشٌ. قال: فمن هذا الشَّيخُ؟ قالوا: ابن عُمرَ. فأتاه فقال: إنِّي سائلُكَ عن شيءٍ فحدَّثني، انشُدُك اللهَ بِحُرمةِ هذا البَيتِ، أتَعْلمُ أنَّ عُثمانَ فَرَّ يومَ أُحُدٍ؟ قال: نعم. قال: أَتَعْلمُ أنَّه تَغيَّبَ عن بَيعةِ الرِّضوانِ، فلم يَشْهدْها؟ قال: نعم. قال: أَتَعْلَمُ أنَّه تَغيَّبَ يومَ بَدْرٍ، فلم يَشْهدْه؟ قال: نعم. فقال: اللهُ أكْبرُ.
فقال له ابن عُمرَ: تعالَ أُبَيِّنْ لكَ ما سألتَ عنه: أمَّا فِرارُه يوم أُحُدٍ، فأشْهدُ أنَّ الله قد عَفا عنه وغفرَ له.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (112). وهو في "المسند"(24466) و (24566)، و"صحيح ابن حبان"(6915) مطولًا.
(2)
في نسخة (س): "حدثنا عباس بن محمد الدوري، عن عبد الله بن صالح"، والمثبت من سائر أصولنا الخطية.
وأمَّا تَغيُّبه يوم بَدْرٍ، فإنَّه كانت عنده - أو تَحتهُ - ابنةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"لكَ أجرُ رَجُلٍ شَهدَ بَدْرًا وَسَهمُهُ"، وأمَره أن يتخلَّفَ عليها وكانَتْ عَليلةً.
وأمَّا تَغيُّبه عن بَيْعةِ الرِّضْوانِ، فلو كانَ أحدٌ أعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ من عُثمانَ، لَبعثه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مَكانَ عُثمانَ، بَعثَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم عُثمانَ وكانَت بَيعةُ الرَّضوانِ بعدَما ذَهبَ عُثمانُ إلى مَكَّةَ. قال: فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيده اليُمنى: "هذه يَدُ عُثمانَ". وضربَ بها على يَده، فقال:"هذه لِعُثمانَ". قال له: اذْهَب بهذا الآنَ مَعكَ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
64 - باب
4040 -
حدَّثنا أحمدُ بن إبراهيمَ الدَّورقيُّ، قال: حدَّثنا العَلاءُ بن عَبد الجبَّارِ العطار، قال: حدَّثنا الحارثُ بنُ عُمَيرٍ، عن عُبَيدِ الله بن عُمرَ، عن نافعٍ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه تامًّا ومختصرًا البخاري (3130)(4066)، وأبو داود (2726)، وهو في "المسند"(5772)، و"صحيح ابن حبان"(6909).
قوله: "اذهب بهذا الآن معك" قال الحافظ في "الفتح" 7/ 59: أي: اقرن هذا العذر بالجواب حتى لا يبقى لك فيما أجبتك حجة على ما تعتقد من غيبة عثمان.
قال الطيبي: قال له ابن عمر تهكمًا به، أي: توجه بما تمسكت به، فإنه لا ينفعك بعدما بينت لك.
عن ابن عُمرَ، قال: كُنَّا نَقولُ، ورَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَيٌّ: أبو بَكْرٍ وعُمرُ وعُثمانُ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجهِ، يُستَغربُ من حديثِ عُبيدِ الله بنِ عُمرَ، وقد رُوي هذا الحديث من غيرِ وجهٍ عن ابن عُمرَ.
4041 -
حدَّثنا إبراهيمُ بنُ سَعيدٍ الجَوهريُّ، قال: حدَّثنا شاذانُ الأسوَدُ بن عامرٍ، عن سِنانِ بن هارُونَ، عن كُلَيبِ بن وائلٍ
عن ابن عُمرَ، قال: ذَكرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فِتنةً، فقال:"يُقتلُ هذا فيها مَظلُومًا" لِعُثمانَ
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه بنحوه البخاري (3655) و (3697)، وأبو داود (4627) ولفظه عند البخاري: كنا نخيِّر بين الناس في زمن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فنخيِّر أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم.
(2)
صحيح لغيره وهذا إسناد محتمل للتحسين، سنان بن هارون: هو البُرجمي، ضعفه ابن معين وأبو داود والنسائي. وقال أبو حاتم: شيخ، وحكى الحاكم في "تاريخ نيسابور" أن الذهبي وثقه، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وكليب بن وائل: هو التيمي البكري، وثقه ابن معين، وقال أبو داود: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو زرعة: ضعيف. وهو في "المسند"(5953).
وله شاهد من حديث، كعب بن مرة سلف عند المصنف برقم (4037)، وهو عند أحمد (18060)، ولفظه: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة فقرَّبها، فمرَّ رجل مقنع، فقال:"هذا يومئذٍ وأصحابُه على الحق والهدى"، فقلت: هذا يا رسول الله؟ وأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: هذا؟ قال: "نعم". قال: فإذا هو عثمان. وهو صحيح.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ مِن هذا الوَجهِ مِن حديثِ ابن عُمرَ.
65 - باب
4042 -
حدَّثنا الفَضلُ بنُ أبي طالبٍ البَغدادِيُّ وغيرُ واحدٍ، قالوا: حدَّثنا عُثمانُ بنُ زُفَرَ، قال: حدَّثنا محمدُ بنُ زِيادٍ، عن محمدِ بن عجلانَ، عن أبي الزُّبيرِ
عن جابرٍ، قال: أُتي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بجنازةِ رَجُلٍ لِيُصلّيَ عليهِ، فلم يُصلِّ عليه، فقيلَ: يا رسولَ الله، ما رَأيناكَ تَركْتَ الصَّلاةَ على أحدٍ قَبلَ هذا؟ قال:"إنّه كانَ يُبْغِضُ عُثمانَ، فأبْغضَهُ اللهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرِفهَ إلا من هذا الوجهِ، ومحمدُ بن زِيادٍ هذا هو صاحب ميمونَ بن مِهْرانَ ضَعيفٌ في الحديثِ جدًّا، ومحمدُ بن زِيادٍ صاحبُ أبي هُريرةَ هو بَصْريٌّ ثقةٌ ويُكْنى أبا الحارثِ، ومحمدُ بن زِيادٍ الألهَانيُّ صاحبُ أبي أُمامةَ ثِقةٌ شَاميٌّ يُكْنى أبا سُفيانَ.
66 - باب
4043 -
حدَّثنا أحمدُ بن عَبدةَ الضَّبِّيُّ، قال: حدَّثنا حَمَّادُ بن زَيدٍ، عن أيُّوبَ، عن أبي عُثمانَ النَّهْديِّ
عن أبي موسى الأشعريِّ، قال: انطلَقتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فدخلَ
(1)
إسناده ضعيف جدًّا، محمد بن زياد - وهو اليَشْكري الطحَّان المَيْموني - كذَّبوه.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 367، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2143.
حائطًا لِلأنصارِ، فقضَى حاجته، فقال لي:"يا أبا موسى، أمْلِكْ عَليَّ البابَ، فلا يَدخُلنَّ عَليَّ أحدٌ إلا بإذْنٍ". فجاءَ رجُلٌ فضربَ البابَ، فقلتُ: من هذا؟ فقال: أبو بَكْرٍ. فقلتُ: يا رسولَ الله، هذا أبو بكْرٍ يَسْتأذنُ. قال:"ائْذَنْ له، وبشِّرْه بالجنَّةِ". فدخلَ وبَشَّرْته بالجنَّةِ، وجاءَ رَجُلٌ آخرُ فضرَبَ البابَ، فقلتُ: من هذا؟ فقال: عُمرُ. فقلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هذا عُمرُ يَستأذِنُ. قال:"افتَحْ له، وبشِّرهُ بالجنَّةِ". فَفَتحْتُ البابَ ودَخلَ، وبَشَّرْته بالجنَّةِ، فجاءَ رَجُلٌ آخرُ فضربَ البابَ، فقلتُ: من هذا؟ قال: عثمانُ. قلتُ: يا رسولَ الله، هذا عُثمانُ يَستأذِنُ. قال:"افتَح له، وبشِّرهُ بالجنَّةِ على بَلْوى تُصِيبهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، وقد رُوِي من غيرِ وَجهٍ عن أبي عُثمانَ النَّهْديِّ.
وفي البابِ عن جابرٍ، وابن عُمرَ.
4044 -
حدَّثنا سُفيانُ بن وكيعٍ، قال: حدَّثنا أبي ويحيى بن سَعيدٍ، عن إسماعيلَ بن أبي خَالدٍ، عن قَيْس بن أبي حازمٍ، قال:
حدَّثني أبو سَهلْةَ، قال: قال عُثمانُ يومَ الدَّارِ: إنَّ رَسولَ الله
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3674) و (3693) و (3695)، ومسلم (2407)، والنسائي في "الكبرى"(8133)، وهو في "المسند"(19509) و (19643)، و"صحيح ابن حبان"(6911) و (6912).
صلى الله عليه وسلم قد عَهِدَ إليَّ عَهْدًا، فأنا صابرٌ عليه
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، لا نعرِفه إلا مِن حديثِ إسماعيلَ بن أبي خالدٍ.
67 - باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وله كنيتان، يقال له: أبو تراب، وأبو الحسن
4045 -
حدَّثنا قُتيبةُ بن سعيد، قال: حدَّثنا جَعفرُ بن سُليمانَ الضُّبَعيُّ، عن يَزِيدَ الرِّشْكِ، عن مُطَرِّفِ بن عَبد اللهِ
عن عِمْران بن حُصَيْنٍ، قال: بَعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جَيشًا، واسْتَعملَ عليهم عليَّ بن أبي طَالبٍ، فمضَى في السَّريَّةِ، فأصابَ جاريةً، فأنكرُوا عليه، وتعاقدَ أرْبعةٌ من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إذا لَقِينا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أخْبرناهُ بما صَنعَ عَليٌّ، وكانَ المُسلمُونَ إذا رَجعُوا من سَفرٍ، بَدؤُوا برَسولِ الله صلى الله عليه وسلم فسلَّمُوا عليه، ثُمَّ انصَرفُوا إلى رِحالِهم، فلمَّا قَدِمتِ السَّريةُ، سَلَّمُوا على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقامَ أحدُ الأربعَةِ، فقال: يا رَسولَ الله ألم تَر إلى
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف سفيان بن وكيع، فقد ضعفه أبو حاتم والبخاري والنسائي وأبو داود والذهبي، وقال أبو زرعة: كان يُتَّهم بالكذب! قلنا: لكنه قد توبع. وأبو سهلة - وهو مولى عثمان بن عفان - وثقه العجلي، والحافظ في "التقريب"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح حديثه الترمذي والحاكم وابن حبان.
وأخرجه ابن ماجه (113)، وهو في "المسند"(407)، و"صحيح ابن حبان"(6918).
عَليِّ بن أبي طالبٍ صَنعَ كذا وكذا. فأعرضَ عنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قامَ الثَّاني، فقال مِثلَ مَقالته، فأعرضَ عنه، ثُمَّ قامَ إليه الثّالثُ، فقال مِثلَ مَقالته، فأعرضَ عنه، ثُمَّ قامَ الرَّابعُ، فقال مِثلَ ما قالوا، فأقبلَ إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والغضبُ يُعرفُ في وَجْههِ، فقال:"ما تُريدُونَ من عَليٍّ؟ ما تُريدونَ من عليٍّ؟ ما تُريدُونَ من عليٍّ؟ إنَّ عليًّا مِنِّي وأنا منه، وهو وَليُّ كُلِّ مُؤمنٍ من بَعدِي"
(1)
.
(1)
رجاله ثقات رجال الشيخين إلا جعفر بن سليمان الضبعي فهو من رجال مسلم، وقد وصفوه بالغُلوِّ في التشيع، وينفرِدُ بأحاديث عُدَّتْ مما يُنكَر، وهذا منها، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8146) و (8474)، وهو في "المسند"(19928)، و"صحيح ابن حبان"(6929).
قوله: "هو ولي كل مؤمن بعدي" قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" 7/ 391 - 392: هذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هو في حياته وبعد مماته وليُّ كل مؤمن، وكل مؤمن وليُّه في المحيا والممات، فالولاية التي هي ضد العداوة لا تختص بزمان، وأما الولاية التي هي الإمارة، فيقال فيها: والي كلِّ مؤمن بعدي، كما يقال في صلاة الجنازة: إذا اجتمع الولي والوالي، قدِّم الوالي في قول الأكثر. فقول القائل:"عليٌّ وليُّ كل مؤمن بعدي" كلام يمتنع نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه إن أراد الموالاة، لم يحْتَجْ أن يقول:"بعدي" وإن أراد الإمارة، كان ينبغي أن يقول: والٍ على كل مؤمن.
وانظر لزامًا "تحفة الأحوذي" 4/ 325 - 326 الطبعة الهندية.
وقال الحافظ في "الفتح" 8/ 67: وقد استُشْكِلَ وقوع عليٍّ على الجارية بغير استبراء، وكذلك قسمته لنفسه، فأما الأول فمحمول على أنها كانت بكرًا غير بالغ، ورأى أن مثلها لا يستبرأ كما صار إليه غيره من الصحابة، ويجوز أن تكون حاضت عقب صيرورتها له، ثم طهُرت بعد يوم وليلة، ثم وقع عليها، وليس ثم =
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ لا نَعرِفه إلا من حديثِ جعفر بن سُليمانَ.
4046 -
حدَّثنا محمدُ بن بشَّارٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بن جَعفرٍ، قال: حدَّثنا شُعبةُ، عن سَلمةَ بن كُهَيلٍ، قال: سَمِعتُ أبا الطُّفَيلِ يُحدِّثُ
عن أبي سَرِيحةَ - أو زَيدِ بن أرقَمَ، شَك شُعبةُ - عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"من كُنتُ مَولاهُ، فَعليٌّ مَولاهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ
(2)
.
وقد روى شُعبةُ هذا الحديثَ، عن مَيمُونٍ أبي عبد الله، عن زَيدِ بن أرقمَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوه.
وأبو سَرِيحةَ: هو حُذَيفَةُ بنُ أَسيدٍ الغفاري صاحبُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
4047 -
حدَّثنَا أبو الخَطّابِ زِيادُ بنُ يحيى البَصريُّ، قال: حدَّثنا أبو عَتَّابٍ سَهلُ بن حمَّادٍ، قال: حدَّثنا المُختارُ بن نافعٍ، قال: حدَّثنا أبو حَيَّانَ
= ما يدفعه، وأما القسمة فجائزة في مثل ذلك ممن هو شريك فيما يقسمه، كالإمام إذا قسم بين الرعية وهو منهم، فكذلك من نصَّبه الإمامُ قام مقامه.
وقد أجاب الخطابي بالثاني، وأجاب عن الأول باحتمال أن تكون عذراء، أو دون البلوغ، أو أداه اجتهاده أن لا استبراء فيها.
(1)
حديث صحيح من حديث زيد بن أرقم، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8148) و (8464) و (8478)، وهو في "المسند"(19302)، و"صحيح ابن حبان"(6931).
(2)
في (س): "حسن صحيح"، والمثبت من سائر أصولنا الخطية، والنسخة التي اعتمدها المباركفوري، و"تحفة الأشراف".
التَّيميُّ، عن أبيه
عن عليٍّ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "رَحمَ اللهُ أبا بَكْرٍ؛ زَوَّجَني ابنتهُ، وحَملني إلى دارِ الهِجرةِ، وأعتقَ بِلالًا من مالهِ، رَحمَ اللهُ عُمَرَ، يقولُ الحَقَّ وإن كانَ مُرًّا، تَركه الحَقُّ ومَا له صَديقٌ، رَحمَ اللهُ عُثمانَ، تَستحييهِ الملائِكةُ، رَحمَ اللهُ عليًّا، اللهُمَّ أَدِرِ الحقَّ معه حَيثُ دارَ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرِفه إلا من هذا الوَجهِ.
والمختار بن نافع بصري كثير الغرائب، وأبو حَيَّان: اسمه يحيى بن سعيد بن حيَّان التيمي كوفي، وهو ثقة
(2)
.
4048 -
حدَّثنا سُفيانُ بن وكيعٍ، قال: حدَّثنا أبي، عن شَرِيكٍ، عن
(1)
إسناده ضعيف جدًّا، المختار بن نافع واهي الحديث، وسعيد بن حَيَّان والد أبي حيان التيمي تفرد بالرواية عنه ابنه، ولم يوثقه سوى ابن حبان والعجلي وقال الذهبي: لا يكاد يعرف.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 210، والمزي في "تهذيب الكمال" 10/ 402.
قوله: "تركه الحق وما لَه صديق" قال المباركفوري في "شرحه": أي: صيره قوله الحق والعمل به على حالة ليس له محب وخليل؛ لعدم انقياد أكثر الخلق للحق. قال الطيبي: قوله: "تركه
…
إلخ" جملة مبينة لقوله: "يقول الحق وإن كان مُرًّا"، لأن تمثيل الحق بالمرارة يؤذن باستبشاع الناس من سماع الحق استبشاع من يذوق العلقم، فيقل لذلك صديقه، وقوله: "وما له صديق" حال من المفعول إذا جعل ترك بمعنى خلى، وإذا ضمن معنى صير، كان هذا مفعولًا ثانيًا، والواو فيه داخلة على المفعول الثاني كما في بعض الأشعار. اهـ.
(2)
هذه العبارة من نسخة (س) فقط، ولم ترد في سائر الأصول.
مَنْصُورٍ، عن رِبعيِّ بن حِراشٍ، قال:
حدَّثنا عليُّ بن أبي طالبٍ بالرَّحَبةِ، قال: لمَّا كانَ يومُ الحُدَيبيةِ خَرجَ إلينا ناسٌ من المُشرِكينَ، فيهم سُهَيلُ بن عَمرٍو وأُناسٌ من رؤَساءِ المُشرِكينَ، فقالوا: يا رسولَ الله خَرجَ إليكَ ناسٌ من أبنائِنا وإخوانِنا وأرِقَّائِنا وليس لهم فِقهٌ في الدِّينِ، وإنَّما خرجُوا فرَارًا من أموالِنا وضِياعِنا، فاردُدْهُم إلينا، فإن لم يَكُن لهم فِقْهٌ في الدِّينِ سَنُفَقِّهُهم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"يا مَعْشرَ قُريشٍ لَتنْتهُنَّ أو لَيَبعثنَّ اللهُ عَليكُم من يَضربُ رِقابكُم بالسَّيفِ على الدَّينِ، قد امتَحنَ الله قلوبَهم على الإيمانِ. قالوا: من هو يا رَسولَ الله؟ فقال له أبو بَكْرٍ: من هو يا رَسولَ الله؟ وقال عُمرُ: من هو يا رَسول الله؟ قال: "هو خاصفُ النَّعلِ"، وكانَ أعطى عليًّا نَعله يَخْصِفُها، قال: ثُمَّ التَفتَ إلينا عَليٌّ، فقال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كَذبَ عليَّ مُتَعمِّدًا، فليَتبوَّأْ مَقعَدَه من النَّارِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ لا نعرِفه إلا من هذا الوَجهِ من حديثِ رِبعيٍّ عن عَليٍّ.
(1)
إسناده ضعيف لسوء حفظ شريك.
وأخرجه النسائي في "خصائص علي"(31)، والبزار (905). وهو في "المسند"(1336) مختصر.
وأخرجه بنحوه أبو داود (2700) من طريق محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد. وفيه عنعنة ابن إسحاق.
والقطعة الأخيرة منه متواترة، وقد سلفت برقم (2851)، وذكرنا تخريجها هناك.
وسَمِعتُ الجارُودَ يقولُ: سَمِعتُ وكيعًا يقولُ: لم يَكْذب رِبْعيُّ بن حِراشٍ في الإسلام كِذْبةً. وأخبرني محمدُ بن إسماعيلَ، عن عبد الله بن أبي الأسوَدِ قال: سمِعتُ عبد الرحمنِ بن مَهديٍّ يقولُ: مَنصُورُ بن المُعتمرِ أثبَتُ أهلِ الكُوفةِ.
4049 -
حدثنا سُفيانُ بن وكيعٍ، قال: حدَّثنا أبي، عن إسرائيل. وحدَّثنا محمد بنُ إسماعيلَ، قال: حدَّثنا عُبيد الله بنُ موسى، عن إسرائيلَ، عن أبي إسحاقَ
عن البَرَاء بنِ عازِب، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لِعليِّ بن أبي طالب:"أنتَ منِّي وأنا منك". وفي الحديث قصة
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيح
(2)
.
68 - باب
4050 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا جَعفرُ بن سُليمانَ، عن أبي هارُونَ العَبديِّ
عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ، قال "إنْ كُنَّا لَنعْرفُ المُنافِقينَ نَحنُ مَعْشرَ الأنصارِ بِبُغْضهم عَليَّ بن أبي طالبٍ"
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (4251).
وقد جاء هذا الحديث مقطعًا عند المصنَّف بالأرقام (956) و (2014) و (4097).
(2)
من قوله: "حدثنا سفيان بن وكيع" إلى هنا أثبتناه من نسخة (س) وحدها، ولم يرد في سائر أصولنا الخطية.
(3)
إسناده ضعيف جدًّا، أبو هارون العَبْدي - واسمه: عُمارة بن جُوَين - ساقط =
هذا حديثٌ غريبٌ، وقد تَكلَّمَ شُعبةُ في أبي هارُونَ.
وقد رُوي هذا عن الأعمَشِ، عن أبي صالحٍ، عن أبي سَعيدٍ
(1)
.
69 - باب
4051 -
حدَّثنا وَاصلُ بن عَبد الأعلَى، قال: حدَّثنا محمدُ بن فُضَيلٍ، عن عَبد اللهِ بن عبد الرحمنِ أبي نَصْرٍ، عن المُساورِ الحِميريِّ، عن أُمِّه، قالت:
دَخلتُ على أُمِّ سَلمةَ، فسَمعتُها تقولُ: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "لا يُحِبُّ عَليًّا مُنافقٌ، ولا يُبْغِضُه مُؤْمنٌ"
(2)
.
وفي البابِ عن عَليٍّ.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوَجهِ.
وعبد الله بنُ عبد الرحمن: هو أبو نَصْر الورَّاق، وروى عنه سفيانُ الثوري.
= الحديث، ومنهم من كذَّبه.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1734.
وانظر ما بعده.
(1)
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 42/ 285 عن أبي عبد الله محمد بن الفضل، أخبرنا أبو عثمان الصابوني، أخبرنا أبو علي الحسن بن أبي عمرو الحيري، نا أبي، نا محمد بن إسماعيل الصايغ، نا مالك بن إسماعيل النهدي، نا إسرائيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مساور الحميري. وهو في "المسند"(26507).
ويشهد له حديث علي الآتي برقم (4069)، وهو صحيح.
70 - باب
4052 -
حدَّثنا إسماعيلُ بن موسى الفَزَاريُّ ابن بِنتِ السُّدِّيِّ، قال: حدَّثنا شَرِيكٌ، عن أبي رَبِيعةَ، عن ابن بُرَيدةَ
عن أبيه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله أمَرني بِحُبِّ أربعةٍ، وأخبرني أنَّه يُحبُّهُم". قِيلَ: يا رسولَ الله سَمِّهم لَنا، قال:"عَليٌّ مِنهُم - يقولُ ذلكَ ثلاثًا - وأبو ذَرٍّ، والمِقدادُ، وسلمانُ، أمرني بِحُبِّهم، وأخبرني أنَّه يُحبُّهُم"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نعرفه إلا من حديثِ شَرِيكٍ.
71 - باب
4053 -
حدَّثنا إسماعيلُ بن موسى، قال: حَدَّثنا شَرِيكٌ، عن أبي إسحاقَ
عن حُبْشيِّ بن جُنادةَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "عَليٌّ مِنِّي وأنا من عَليٍّ، ولا يُؤَدِّي عَنِّي إلا أنا أو عَليٌّ"
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف أبي ربيعة - وهو عمر بن ربيعة الإيادي -، وسوء حفظ شريك، وهو ابن عبد الله النخعي.
وأخرجه ابن ماجه (149)، وهو في "المسند"(22968).
(2)
إسناده ضعيف ومتنه منكر، أبو إسحاق السبيعي معروف بالتدليس، وتغير بأخرة، وسماعه من حبشي لا يثبت من طريق صحيحة، وشريك بن عبد الله النخعي سيئ الحفظ.
وأخرجه ابن ماجه (119)، والنسائي في "الكبرى"(8147)، وهو في "المسند"(17505) من طريق يحيى بن آدم وابن أبي بكير، كلاهما عن إسرائيل، =
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيحٌ.
4054 -
حدَّثنا يُوسفُ بن موسى القَطَّانُ البَغداديُّ، قال: حدَّثنا عَليُّ بن قادمٍ، قال: حدَّثنا عَليُّ بن صالح بن حَيٍّ، عن حَكيمِ بن جُبَيرٍ، عن جُمَيعِ بن عُمَيرٍ التَّيميِّ
عن ابن عُمرَ، قال: آخَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بينَ أصحابه، فجاءَ عَليٌّ تَدمعُ عَيناه، فقال: يا رسولَ الله آخَيْتَ بينَ أصحابكَ، ولم تُؤاخِ بَيني وبينَ أحدٍ، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أنْتَ أخي في الدُّنيا
= عن أبي إسحاق، وفي آخره قال ابن أبي بكير: لا يقضي عني ديني إلا انا أو علي.
وقد علق شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" 5/ 63، على قوله:"لا يؤدي عني إلا علي" فقال: هو من الكذب، ونقل عن الخطابي من كتابه "شعار الدين" قوله: هو شيء جاء به أهل الكوفة عن زيد بن يثيع (أي في رواية أحمد) وهو متهم في الرواية منسوب إلى الرفض.
وعامة من بلغ عنه غير أهل بيته، فقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسعد بن زرارة إلى المدينة يدعو الناس إلى الإسلام ويعلم الأنصار القرآن، ويفقههم في الدين.
وبعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين في مثل ذلك.
وبعث معاذًا أو أبا موسى إلى اليمن.
وبعث عتاب بن أسيد إلى مكة. فأين قول من زعم أنه لا يبلغ عنه إلا رجل من أهل بيته؟! قلنا: وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل عليًّا رضي الله عنه إلى أهل مكة ببراءة، انظر حديث أبي هريرة في "المسند"(17977)(369) وهو عند البخاري أنه صلى الله عليه وسلم أردف أبا بكر بعلي بن أبي طالب، فأمره، أن يَؤَذِّنَ ببراءة، وفيه: قال أبو هريرة: فَأَذَّنَ معنا في أهل مِنى يوم النحر ببراءة.
وفي الباب عن عمران بن حصين، سلف برقم (4045).
والآخِرةِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ.
وفي البابِ عن زَيدِ بن أبي أوْفى.
72 - باب
4055 -
حدَّثنا سُفيانُ بن وَكيعٍ، قال: حدَّثنا عُبَيدُ اللهِ بن موسى، عن عيسى بن عُمرَ، عن السُّدِّيِّ
عن أنَسِ بن مالكٍ، قال: كانَ عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم طَيرٌ، فقال:"اللهُمَّ ائتِني بأحَبَّ خَلقكَ إليكَ يأكُلُ مَعي هذا الطَّيرَ"، فجاءَ عَليٌّ فأكلَ مَعه
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرِفه من حديثِ السُّدِّيِّ إلّا مِن هذا الوَجهِ.
(1)
إسناده ضعيف لضعف حكيم بن جبير، وجميع بن عمير.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 588 و 636، والحاكم 3/ 14.
وفي الباب عن علي عند ابن أبي شيبة 12/ 62، وابن ماجه (120)، والحاكم 3/ 112.
(2)
إسناده ضعيف لضعف سفيان بن وكيع، والسدي - وهو إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي - فيه لين، وله طرق عن أنس كلها واهية، أوردها الأستاذ الفاضل أحمد ميرين البلوشي في تحقيقه "خصائص علي" تأليف أحمد بن شعيب النسائي ص 29 - 36 وفصل القول فيها طريقًا طريقًا فأجاد وأفاد، فارجع إليه.
وأخرجه البزار (كشف - 2548)، وأبو يعلى (4052)، والحاكم 3/ 131، وقال البزار عقبه: وقد روي عن أنس من وجوه، وكل من رواه عن أنس فليس بالقوي.
وقد رُوي هذا الحديثُ مِن غيرِ وجهٍ عن أنَسٍ.
وعيسى بن عمرَ هو كُوفيٌّ، والسُّدِّيُّ اسمهُ: إسماعيلُ بن عبد الرحمنِ، وقد أدركَ أنَسَ بن مالك، وسمع منه، وَرأى الْحُسينَ بن عَليٍّ، وقد لَقِيه شعبةُ وسُفيانُ الثوريُّ وزائدةُ، ووثقه يحيى بن سعيد القطان.
4056 -
حدَّثنا خَلَّادُ بن أسلمَ البغداديُّ، قال: حدثنا النَّضرُ بن شُمَيلٍ، قال: أخبرنا عَوفٌ، عن عَبد اللهِ بن عَمرِو بن هِندٍ الجَمَليِّ، قال:
قال عليٌّ: كُنتُ إذا سَألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أعطاني، وإذا سَكتُّ ابتدَأني
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ مِن هذا الوَجهِ.
73 - باب
4057 -
حدَّثنا إسماعيلُ بن موسى، قال: حدَّثنا محمدُ بن عُمرَ ابن الرُّوميِّ، قال: حدَّثنا شَرِيكٌ، عن سَلمةَ بن كُهَيلٍ، عن سُوَيدِ بن غَفَلةَ، عن الصُّنابحيِّ
عن عليٍّ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أنا دَارُ الحِكمةِ، وعليٌّ
(1)
إسناده ضعيف عبد الله بن عمرو بن هند مجهول، ثم هو لم يسمع من عليّ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 59، والنسائي في "الخصائص"(119)، والحاكم 3/ 125، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ 316، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 110، والمزي في "تهذيب الكمال" 15/ 372.
بابُها"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ مُنكرٌ. ورَوَى بَعضُهم هذا الحديثَ عن شَرِيكٍ، ولم يَذكُرُوا فيه: عن الصُّنابِحيِّ، ولا نعرفُ هذا الحديثَ عن أحدٍ من الثقات غير شَرِيكٍ.
وفي البابِ عن ابن عبَّاسٍ.
4058 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا حاتمُ بن إسماعيلَ، عن بُكَيرِ بن مِسْمارٍ، عن عامرِ بن سَعْدِ بن أبي وقَّاصٍ
عن أبيه، قال: أمَرَ مُعاويةُ بن أبي سُفيانَ سَعدًا، فقال: ما يَمنعُكَ أن تَسُبَّ أبا تُرابٍ؟ قال: أمَّا ما ذَكَرتُ ثلاثًا قالَهُنَّ
(1)
حديث باطل، محمد بن عمر ابن الرومي ليِّن الحديث، وشريك سيئ الحفظ.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 64، وابن الجوزي في "الموضوعات" 1/ 349.
وقال ابن حبان عقبة في "المجروحين" 2/ 94: هذا الخبرُ لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شريكٌ حدث به، ولا سلمة بن كهيل رواه، ولا الصُّنابحي أسنده، ولعل هذا الشيخ - عمر بن عبد الله الرومي - بلغه حديث أبي الصلت، عن أبي معاوية، فحفظه ثم أقلبه على شريك، وحدث بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطبري في "تهذيب الآثار"(173) من مسند علي، والطبراني في "الكبير"(11061) ابن عدي 5/ 1823، والحاكم 3/ 126، وابن الجوزي في "الموضوعات" 1/ 350 ولفظه:"أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب" وقد روي من عدة طرق، وكلها ضعيفة لا يُفرح بها، والحديث باطل، وقد جود القول ببطلانه الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله في تعليقاته على "الفوائد المجموعة" ص 349.
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَلن أسُبَّه، لأن تَكُونَ لي واحدةٌ مِنهُنَّ أحَبُّ إليَّ من حُمْرِ النَّعمِ.
سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ لِعليٍّ وخَلَّفه في بَعضِ مَغازيه، فقال له عَليٌّ: يا رسولَ الله تُخَلِّفُني معَ النِّساءِ والصِّبيانِ؟ فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أما تَرضى أن تَكُونَ مِنِّي بِمَنزلةِ هارُونَ من موسى إلَّا أنَّه لا نُبوَّةَ بَعدي".
وسَمِعته يَقولُ يَومَ خَيبرَ: "لأُعطينَّ الرَّايةَ رجُلًا يُحِبُّ الله ورسوله ويُحبُّه اللهُ ورَسوله" قال، فتطاوَلْنا لها، فقال:"ادعُوا لي عليًّا"، فأتاه وَبه رَمَدٌ، فبصقَ في عَينه، فدفعَ الرايةَ إليه، ففَتحَ اللهُ عليه.
وأُنزلَت هذه الآية: {فَقُلْ تَعَالوْا نَدْعُ أبْنَاءَنَا وَأبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ} الآية [آل عمران: 61]، دعَا رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَليًّا وفاطمةَ وحَسنًا وحُسَينًا، فقال:"اللَّهُمَّ هؤُلاءِ أهلي"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجهِ.
74 - باب
4059 -
حدَّثنا عَبد اللهِ بن أبي زِيادٍ، قال: حدَّثنا الأحوَصُ بن
(1)
حديث صحيح، وأخرجه تامًّا ومختصرًا البخاري (3706)، ومسلم (2404)، والنسائي في "الكبرى"(8138) وما بعده، وهو في "المسند"(1490) و (1608).
وانظر ما سيأتي برقم (4063).
وقد سلفت القطعة الأخيرة منه برقم (3244).
جَوَّابٍ أبو الجَوَّابِ، عن يُونسَ بن أبي إسحاقَ، عن أبي إسحاقَ
عن البرَاءِ، قال: بَعثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم جَيشينِ، وأمَّرَ على أحدِهما عليَّ بن أبي طالبٍ وعلى الآخرِ خالدَ بن الوليدِ، وقال:"إذا كانَ القِتالُ فَعليٌّ" قال: فافتَتحَ عليٌّ حِصْنًا، فأخَذَ منه جاريةً، فكتبَ مَعي خالدٌ كتابًا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَشي به، قال: فَقدمْتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقرأ الكِتابَ، فتغيَّرَ لَونه، ثُمَّ قال:"ما تَرَى في رَجُلٍ يُحبُّ الله ورَسوله، ويُحبُّه اللهُ ورَسوله؟ " قال: قُلتُ: أعُوذ بالله من غضبِ الله ومن غَضبِ رسوله، وإنّما أنا رَسولٌ. فسكتَ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نَعرِفه إلا من هذا الوَجهِ.
75 - باب
4060 -
حدَّثنا عَليُّ بن المُنذرِ الكُوفيُّ، قال: حدَّثنا محمدُ بن فُضَيلٍ، عن الأجلحِ، عن أبي الزُّبَيْرِ
عن جابرٍ، قال: دعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عليًّا يومَ الطَّائفِ فانتجَاه، فقال النَّاسُ: لقد طالَ نَجْواه مع ابن عَمِّه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"ما انْتَجيْته، ولكنَّ الله انتجَاه"
(2)
.
(1)
إسناده حسن، وسلف عند المصنف برقم (1799).
(2)
إسناده ضعيف لضعف الأجلح، وهو ابن عبد الله بن حُجَيَّة الكندي. ضعفه أحمد وأبو داود وابن سعد والجوزجاني وابن حبان وابن الجارود، وقال النسائي: ضعيف ليس بذاك، وكان له رأي سوء. وأبو الزبير - واسمه محمد بن مسلم تدرس مدلس وقد عنعن. =
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نعرفه إلا من حديثِ الأجلحِ، وقد رواه غيرُ ابن فُضَيلٍ أيضًا عن الأجلحِ.
ومعنى قوله: "ولكنَّ الله انتجاهُ"، يقولُ: اللهُ أمَرني أن أنتَجي معه.
76 - باب
4061 -
حدَّثنا عليُّ بن المُنْذرِ، قال: حدَّثنا محمدُ بن فُضَيلٍ، عن سَالمِ بن أبي حَفْصةَ، عن عَطيَّةَ
عن أبي سَعيدٍ، قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم لِعليٍّ: "يا عَليُّ لا يَحِلُّ لأحَدٍ يُجنِبُ في هذا المَسجدِ غَيرِي وغَيرُكَ".
قال عَليٌّ بن المُنْذر: قُلتُ لِضرَارِ بن صُرَدَ: ما معنى هذا الحديثِ؟ قال: لا يَحلُّ لأحدٍ يَسْتطرقه جُنُبًا غيري وغيرُكَ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نعرِفه إلا من هذا الوَجهِ.
وقد سَمعَ مِنِّي محمدُ بن إسماعيلَ هذا الحديثَ واستَغربهُ.
77 - باب
4062 -
حدَّثنا إسماعيلُ بن موسى، قال: حدَّثنا عَليُّ بن عابسٍ، عن
= وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
وأخرجه أبو يعلى (2163)، والطبراني في "الكبير"(1756)، والخطيب في "تاريخه" 7/ 402.
(1)
إسناده ضعيف، سالم بن أبي حفصة، وعطية - وهو ابن سعد العوفي - ضعيفان.
وأخرجه البيهقي 7/ 66.
مُسْلمٍ المُلَائيِّ
عن أنسِ بن مالكٍ، قال: بُعثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يومَ الاثنَينِ، وصلَّى عليٌّ يومَ الثُّلاثاءِ
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرِفه إلا من حديثِ مُسلمٍ الأعوَرِ، ومسلمٌ الأعوَرُ ليسَ عندهم بذلكَ القويِّ.
وقد رُوي هذا الحديثُ عن مسلمٍ، عن حَبَّةَ، عن عليٍّ نحو هذا
(2)
(3)
.
4063 -
حدَّثنا القاسمُ بن دِينارٍ الكُوفيُّ، قال: حدَّثنا أبو نُعيمٍ، عن عَبد السَّلامِ بن حَرْبٍ، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيدِ بن المُسَيّبِ
(1)
إسناده ضعيف، علي بن عابس ومسلم - وهو ابن كيسان - الملائي ضعيفان.
وأخرجه أبو يعلى (4208)، والحاكم 3/ 112، ولفظه عند أبي يعلى: استنبئ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، وصُلِّي عليه يوم الثلاثاء. وهو خطأ.
(2)
أخرجه أبو يعلى (446)، ولفظه: بُعِث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، وأسلمت يوم الثلاثاء. وفيه أيضًا مسلم بن كيسان، وهو ضعيف كما سلف.
(3)
جاء بعد هذا في (س) وحدها الحديث التالي:
3729 -
حدثنا خلاد بن أسلم أبو بكر البغدادي، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا عوف الأعرابي، عن عبد الله بن عمرو بن هند الجملي، قال: قال عليُّ: كنت إذا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني، وإذا سكتُّ ابتدأني.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه.
هذا الحديث وتعليق المصنف عليه تقدم برقم (4056).
عن سعدِ بن أبي وَقَّاصٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لِعليٍّ:"أنتَ مِنِّي بِمَنزلةِ هارُونَ من موسى إلَّا أنَّه لا نَبيَّ بعدِي"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
وقد رُوي من غيرِ وجهٍ عن سعدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ويُسْتغربُ هذا الحديثُ من حديثِ يحيى بن سَعيدِ الأنصَاريِّ.
4064 -
حدَّثنا محمودُ بن غيلانَ، قال: حدَّثنا أبو أحمدَ الزُّبَيري، عن شَريك، عن عبد الله بن محمدِ بن عَقِيلٍ
عن جَابرِ بن عبد اللهِ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لِعليٍّ:"أنتَ مِنِّي بِمنزلةِ هارُونَ من موسى إلا أنَّه لا نبيَّ بَعْدِي"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ من هذا الوجهِ.
وفي البابِ عن سعدٍ، وزيدِ بن أرقمَ، وأبي هُريرةَ، وأُمِّ سَلمةَ.
78 - باب
4065 -
حدَّثنا محمدُ بن حُميدٍ الرَّازيُّ، قال: حدَّثنا إبراهيمُ بن
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3706)، ومسلم (2404)، والنسائي في "الكبرى"(8138) وما بعده، وهو في "المسند"(1490).
وانظر ما سلف برقم (4058).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك - وهو ابن عبد الله النخعي - سيئ الحفظ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ليس بذاك القوي، وهو في "المسند"(14638).
ويشهد له حديث سعد بن أبي وقاص السالف.
المُختارِ، عن شُعبةَ، عن أبي بَلْج، عن عَمرٍو بن مَيمُونٍ
عن ابن عبَّاسٍ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أمَرَ بِسدِّ الأبوابِ إلا بابَ عَليٍّ
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرِفه عن شُعبةَ بهذا الإسنادِ إلا من هذا الوجهِ.
4066 -
حدَّثنا نَصرُ بن عَليٍّ الجَهضميُّ، قال: حدَّثنا عَليُّ بن جَعفرِ بن محمدٍ، قال: أخبرني أخي موسى بن جَعفر بن محمدٍ، عن أبيهِ جعفرِ بن محمدٍ، عن أبيه محمدِ بن عَليٍّ، عن أبيهِ عَليَّ بن الحُسينِ، عن أبيه
عن جَدِّه عَليِّ بن أبي طالبٍ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أخَذَ بِيدِ
(1)
إسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد الرازي وإبراهيم بن المختار وأبي بلج - واسمه يحيى بن سليم -، ومتنه منكر. وهو في "المسند" مطول برقم (3061).
وهذا الحديث موضوع على المقابلة، فإن الذي في الصحيح عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرضه الذي مات فيه:"إن أمنَّ الناس عليَّ في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذًا خليلًا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن أخوةُ الإسلام ومودته، لا يَبْقَيَنَّ في المسجد خوخة إلا سُدَّت إلا خوخة أبي بكر". ورواه ابن عباس أيضًا في "الصحيحين".
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وزيد بن أرقم، وجابر بن سمرة، وعلي، وجابر بن عبد الله، أشرنا إليها في "المسند"، وليس في أسانيدها إسناد صالح، بل هي أسانيد ضعيفة لا تثبت على نقد. وانظر تمام كلامنا على الحديث في "المسند".
حَسنٍ وحُسينٍ فقال: "من أحَبَّني وأحَبَّ هذينِ وأباهُما وأُمَّهما، كانَ مَعي في دَرَجتي يومَ القِيامةِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعرِفه من حديثِ جعفرِ بن محمدٍ إلا من هذا الوجهِ.
79 - باب
4067 -
حدَّثنا محمدُ بن حُميدٍ، قال: حدَّثنا إبراهيمُ بن المُختارِ، عن شُعبةَ، عن أبي بَلْجٍ، عن عَمرِو بن ميمُونٍ
عن ابن عبَّاسٍ، قال: أوَّلُ من صلَّى عَليٌّ
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجهِ، لا نعرِفه من حديثِ شُعبةَ، عن أبي بَلْجٍ إلا من حديثِ محمد بن حُميدٍ، وأَبو بَلْجٍ اسمهُ: يحيى بن أبي سُليمٍ.
وقد اختلفَ أهلُ العلمِ في هذا؛ فقال بعضُهم: أوَّلُ من أسلمَ
(1)
حديث ضعيف، علي بن جعفر بن محمد لا يُعرف بجرح ولا تعديل، وباقي رجاله ثقات. وأورد هذا الحديث الذهبي في "السير" 12/ 135 في ترجمة نصر بن علي، وقال هذا حديث منكر جدًّا .. وما في رواة الخبر إلا ثقة ما خلا علي بن جعفر، فلعله لم يضبط لفظ الحديث ....
وهو في زيادات عبد الله بن أحمد على "المسند"(576)، وانظر تتمة كلامنا عليه فيه.
(2)
إسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد وإبراهيم بن المختار وأبي بلج، واسمه يحيى بن سليم. وهو في "المسند"(3542).
وانظر ما سلف برقم (4062).
أبو بَكْرٍ الصِّديقُ، وقال بعضُهم: أوَّلُ من أسلمَ عَليٌّ، وقال بعضُ أهلِ العلمِ: أوَّلُ من أسلمَ من الرِّجالِ أبو بَكْرٍ، وأسلمَ عَليٌّ وهو غُلامٌ ابن ثَمانِ سِنينَ، وأوَّلُ من أسلمَ من النِّساءِ خَديجةُ.
4068 -
حدَّثنا محمدُ بن بشَّارٍ ومحمدُ بن المثنَّى، قالا: حدَّثَنا محمدُ بن جَعفرٍ، قال: حدَّثنا شُعبةُ، عن عمرِو بن مُرَّةَ، عن أبي حَمزةَ رَجُلٍ من الأنصارِ، قال:
سَمِعتُ
(1)
زَيدَ بن أرقمَ، يَقولُ: أَوَّلُ من أسلمَ عَليٌّ.
قال عَمرُو بن مرَّةَ: فذَكرتُ ذلكَ لإبراهيمَ النَّخَعيِّ، فأنكرهُ، وقال: أَوَّلُ من أسلمَ أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وأبو حمزةَ اسمهُ: طَلحةُ بن يَزِيدَ
(3)
.
80 - باب
4069 -
حدَّثنا عيسى بن عُثمانَ ابن أخي يحيى بن عيسى الرَّمْلي، قال: حدَّثنا يحيى بن عيسى الرَّمْليُّ، عن الأعمَشِ، عن عَديٍّ بن ثابتٍ، عن زِرَّ بن حُبَيْشٍ
(1)
في (أ) و (د): "عن زيد"، والمثبت من سائر الأصول.
(2)
إسناده ضعيف لضعف أبي حمزة - واسمه طلحة بن يزيد مولى قرظة -، وقد استوفينا الكلام عليه في "مسند أحمد"(19668)، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8137) و (8392) و (8393)، وهو في "المسند"(19281) و (19284).
(3)
في الأصول الخطية: "زيد"، وهو خطأ، والمثبت من نسخة المباركفوري.
عن عليٍّ، قال: لقد عَهِدَ إلَيَّ النبيُّ الأُمِّيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّه لا يُحبُّكَ إلَّا مُؤمنٌ، ولا يُبْغِضُكَ إلَّا مُنافقٌ.
قال عَديُّ بن ثابتٍ: أنا من القَرنِ الَّذِي دعا لهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4070 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ ويَعقُوبُ بن إبراهيمَ وغيرُ واحدٍ، قَالوا: حدَّثنا أبو عاصمٍ، عن أبي الجَرَّاح، قال: حدَّثني جَابرُ بن صُبح، قال: حدَّثَتْني أُمُّ شَراحِيلَ، قالت:
حدَّثَتْني أُمُّ عَطيَّةَ، قالت: بَعثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم جيشًا فيهم عَليٌّ، قالت: فسَمِعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو رافعٌ يَديْهِ يقولُ: "اللَّهُمَّ لا تُمِتْني حتَّى تُرِيَني عَليًّا"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، إنَّما نعرِفه من هذا الوَجه.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (78)، وابن ماجه (114)، والنسائي 8/ 115 - 116 و 117، وهو في "المسند"(642) و (731).
قال شعيب كانَ الله لهُ: وجدت في هامش الأصل الخطي لسير أعلام النبلاء في الإجابة على استشكال الذهبي هذا الحديث ما نصه: المراد: لا يُحبُّكَ الحبَّ الشرعيَّ المعتدَّ به عند الله تعالى، أما الحبُّ المتضمن لتلك البلايا والمصائب، فلا عبرةَ به، بل هو وبالٌ على صاحبه كما أحبَّ النصارى المسيح.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة أبي الجراح المهري، وجهالة حال أم شراحيل.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 20، والطبراني في "الكبير" 25/ (168)، وفي "الأوسط"(2453)، والمزي في "تهذيب الكمال" 23/ 187.
81 - باب مناقب أبي محمدٍ طلحة بن عُبيد الله رضي الله عنه
4071 -
حدَّثنا أبو سَعيدٍ الأشَجُّ، قال: حدَّثنا يُونسُ بن بُكَيرٍ، عن محمدِ بن إسحاقَ، عن يحيى بن عَبَّادِ بن عَبد اللهِ بن الزُّبَيرِ، عن أبيه، عن جَدِّه عَبد الله بن الزُّبَيرِ
عن الزُّبَيرِ، قال: كان على رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم يومَ أُحُدٍ دِرْعانِ، فنهضَ إلى صَخرةٍ فلم يَستطع، فأقْعدَ تَحْته طَلْحةَ، فصَعِدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتَّى استَوَى على الصَّخرة، فقال: سَمِعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "أوْجَبَ طَلْحةُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.
4072 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثَنَا صالحُ بن موسى، عن الصَّلْتِ بن دِينارٍ، عن أبي نَضرةَ، قال:
قال جابرُ بن عَبد اللهِ: سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "من سَرَّه أنْ يَنظُرَ إلى شهيدٍ يَمشي على وجهِ الأرضِ، فلْيَنْظُر إلى طَلْحةَ بن عُبيد الله"
(2)
.
(1)
حديث حسن، وقد سلف تخريجه برقم (1787).
(2)
إسناده ضعيف جدًّا، صالح بن موسى، والصلت بن دينار متروكان.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (1793)، وابن ماجه (125)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 100.
وله شاهد لا يفرح به من حديث عائشة عند ابن سعد في "الطبقات" 3/ 218، وأبي يعلى (4898)، وأبي نعيم في "الحلية" 1/ 88، وفيه صالح بن موسى أيضًا، وهو متروك الحديث كما سلف.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرِفه إلا من حديثِ الصَّلْتِ بن دينار، وقد تكلَّمَ بعضُ أهلِ العلمِ في الصَّلتِ بن دِينارٍ وضعَّفه، وتكلموا في صالح بن موسى.
4073 -
حدَّثنا عَبد القُدوسِ بن محمدٍ العَطَّارُ، قال: حدَّثنا عمرُو بن عاصم، عن إسحاقَ بن يحيى بن طلحةَ، عن عَمِّه موسى بن طلحةَ، قال:
دَخلْتُ على مُعاوية فقال: ألا أُبَشَّرُكَ؟ سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "طَلحةُ مِمَّن قَضى نَحْبه"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرِفه من حديثِ معاويةَ إلا من هذا الوجهِ.
4074 -
حدَّثنا أبو سَعيدٍ الأشجُّ، قال: حدَّثنا أبو عبدِ الرحمنِ بن مَنصُورٍ العَنَزِيُّ - اسمه النضر -، عن عُقبةَ بن عَلقمةَ اليَشكُريِّ، قال:
سمِعتُ عليَّ بن أبي طالبٍ، قال: سَمِعتْ أُذُني من فِي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو يقولُ: "طَلحةُ والزُّبَيرُ جارَاي في الجنَّةِ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعرِفه إلا من هذا الوَجهِ.
(1)
إسناده ضعيف، وقد سلف عند المصنف برقم (3480).
(2)
إسناده ضعيف لضعف النضر بن منصور العنزي وعقبة بن علقمة اليشكري.
وأخرجه عبد لله بن أحمد في "السنة"(1309)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 70، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 294، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2489، والحاكم 3/ 364.
82 - باب
4075 -
حدَّثنا أبو كُرَيبٍ
(1)
محمدُ بن العلَاءِ، قال: حدَّثَنا يُونسُ بن بُكَيرٍ، قال: حدَّثنا طَلحةُ بن يحيى، عن موسى وعيسى ابنَيْ طَلحةَ
عن أبِيهما طَلحةَ، أنَّ أصحابَ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم قالوا لِأَعرابيٍّ جاهلٍ: سَلْهُ عَمَّنْ قَضى نَحْبهُ: مَنْ هو؟ وكانُوا لا يَجْترئُونَ على مَسْألَته، يُوقِّرُونه ويهابُونه، فَسألهُ الأعرَابيُّ، فأعرَضَ عنه، ثُمَّ سَأله، فأعرضَ عنه، ثُمَّ سَأله، فأعرَضَ عنه، ثُمَّ إنِّي اطَّلعتُ من بابِ المَسجدِ وعَليَّ ثِيابٌ خُضرٌ، فلمَّا رآني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال:"أينَ السَّائلُ عَمَّنْ قَضى نَحْبه"؟ قال الأعرابيُّ: أنا يا رَسولَ الله، قال:"هذا مِمَّن قَضى نَحْبه"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نعرِفه إلَّا من حديثِ أبي كُرَيْبٍ، عن يُونسَ بن بُكيرٍ.
وقد روى غيرُ واحدٍ من كبارِ أهْلِ الحديثِ عن أبي كُريبٍ هذا الحديثِ، وسَمِعتُ محمدَ بن إسماعيلَ يُحدَّثُ بهذا عن أبي كُريبٍ، وَوَضعه في كتابِ الفوائدِ.
(1)
جاء في (س) وحدها: "حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا أبو كريب" والمثبت من سائر الأصول الخطية.
(2)
حديث حسن، وقد سلف تخريجه في (3481).
83 - باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه
4076 -
حدَّثنا هنَّادٌ، قال: حدَّثنا عَبدةُ، عن هِشامِ بن عُروةَ، عن أبيهِ، عن عبدِ اللهِ بن الزُّبيرِ
عن الزُّبيرِ، قال: جَمعَ لي رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم أبَويْهِ يَومَ قُريظةَ فقال: "بأبي وأُمِّي"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
84 - باب
4077 -
حدَّثنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قال: حَدَّثنا مُعاويةُ بن عَمرٍو، قال: حدَّثنا زَائِدةُ، عن عاصمٍ، عن زِرٍّ
عن عَليٍّ، قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لِكُلِّ نَبيٍّ حَواريًّا، وإنَّ حَواريَّ الزُّبيرُ بن العوَّامِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ.
ويُقالُ: الحَوَاريُّ: هو النَّاصرُ.
سمعتُ ابن أبي عمر يقول: قال سُفيانُ بن عُيينةَ: الحَوارِيُّ:
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3720)، ومسلم (2416)، وابن ماجه (123)، والنسائي في "الكبرى"(8214) وهو في "المسند"(1408) و (1409)، و"صحيح ابن حبان"(6984).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عاصم - وهو ابن أبي النجود - حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وهو في "المسند"(681).
ويشهد له ما بعده.
هو الناصر
(1)
.
85 - باب
4078 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيلانَ، قال: حدَّثنا أبو داودَ الحَفَريُّ وأبو نُعيمٍ، عن سُفيانَ، عن محمدِ بن المُنكَدرِ
عن جابرٍ، قال: سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "إنَّ لِكُلِّ نَبيٍّ حَواريًّا، وَإنَّ حَوارِيَّ الزُّبيرُ بن العَوَّامِ.
وزادَ أبو نُعيمٍ فيه: يومَ الأحزَابِ. قال: "من يأتِينا بِخَبرِ القَومِ" قال الزُّبيرِ: أنا. قالها ثلاثًا، قال الزُّبيرُ: أنا
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
86 - باب
4079 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا حَمَّادُ بن زيدٍ، عن صَخْرِ بن جُوَيريةَ، عن هِشامِ بن عُروةَ، قال:
أوْصَى الزُّبيرُ إلى ابنه عَبد اللهِ صَبِيحةَ الجَملِ، فقال: ما مِنِّي عُضوٌ إلا وقد جُرحَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حتَّى انتهى ذلِكَ إلى
(1)
من قوله: "سمعت ابن أبي عمر" إلى هنا أثبتناه من نسخة (ل)، ولم يرد في سائر نسخنا الخطية الأخرى.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2846)، ومسلم (2415)، وابن ماجه (122)، والنسائي في "الكبرى"(8211) و (8841) و (8842) و (8860) و (11159)، وهو في "المسند"(14297)، و"صحيح ابن حبان"(6985).
فَرْجهِ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من حديثِ حَمَّادِ بن زيدٍ.
87 - باب مناقب عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف الزُّهريّ رضي الله عنه
4080 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا عَبد العزِيز بن محمدٍ، عن عبد الرحمنِ بن حُميدٍ، عن أبيهِ
عن عَبد الرحمنِ بن عَوفٍ، قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أبو بَكْرٍ في الجنَّةِ، وعُمرُ في الجنَّةِ، وَعُثمانُ في الجنَّةِ، وعَليٌّ في الجنَّةِ، وطَلْحةُ في الجنَّةِ، والزُّبيرُ في الجنَّةِ، وعَبد الرحمنِ بن عَوفٍ في الجنَّةِ، وسَعدُ بن أبي وقاص في الجنَّةِ، وسعيدُ بن زيد في الجنَّةِ، وأبو عُبيدةَ بن الجرَّاحِ في الجنَّةِ"
(2)
.
4080 م - أخبرنا أبو مُصعبٍ قِراءةً، عن عبد العزِيز بن محمدٍ، عن عبدِ الرحمنِ بن حُميدٍ، عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوه، ولم يَذكُر فيه عن عبدِ الرحمنِ بن عَوفٍ
(3)
.
(1)
رجاله ثقات، إلا أن فيه انقطاعًا هشام بن عروة لم يدرك الزبير.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن محمد - وهو الدراوردي - فقد احتج به مسلم، وروى له البخاري مقرونًا وتعليقًا.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8194)، وهو في "المسند"(1675)، و"صحيح ابن حبان"(7002).
(3)
رجاله ثقات على إرساله، وأخرجه مرسلًا البزار (1021).
وقد رُوِي هذا الحديثُ عن عبد الرحمنِ بن حُميدٍ، عن أبيه، عن سعيدٍ بن زيدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحو هذا، وهذا أصَحُّ من الحديثِ الأوَّلِ.
4081 -
حدَّثنا صالحُ بن مِسْمارٍ المَروزيُّ، قال: حدَّثنا ابن أبي فُدَيكٍ، عن موسى بن يَعقُوبَ، عن عمرَ بن سعيدٍ، عن عبد الرحمنِ بن حُميدٍ، عن أبيه
أنَّ سَعيدَ بن زيدٍ حَدَّثه في نَفرٍ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"عشرةٌ في الجنَّةِ: أبو بَكْرٍ في الجنَّةِ، وعُمرُ، وعليٌّ، وعُثمانُ، والزُّبيرُ، وطَلحةُ، وعَبد الرحمنِ، وأَبو عُبيدةَ، وسَعدُ بن أبي وَقّاصٍ". قال: فعدَّ هؤُلاءِ التَّسْعةَ وسَكتَ عن الْعَاشِرِ، فقال القَومُ: نَنْشُدُكَ الله يَا أبا الأعوَرِ: من العَاشرُ؟ قال: نشدْتموني بالله، أبو الأعوَرِ في الجنَّةِ
(1)
.
أبو الأعوَرِ: هو سعيدُ بن زيدِ بن عَمرِو بن نُفيلٍ.
وسَمِعتُ محمدًا يقولُ: هذا أصَحُّ من الحديثِ الأوَّلِ.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن يعقوب.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(836)، والنسائي في "الكبرى"(8195)، والحاكم 3/ 440.
ويشهد له ما قبله.
وانظر ما سيأتي برقم (4090).
88 - باب
4082 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا بَكْرُ بن مُضَرٍ، عن صَخرِ بن عَبد اللهِ، عن أبي سَلمةَ
عن عائشةَ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ يقولُ:"إنَّ أمْرَكُنَّ لَمِمّا يُهمُّني بَعْدي، ولَن يَصبرَ عليكُنَّ إلَّا الصَّابرُونَ". قال: ثُمَّ تقولُ عائشةُ: فَسقَى اللهُ أباكَ من سَلسَبيلِ الجنَّةِ، تُريدُ عبد الرحمنِ بن عَوفٍ، وقد كانَ وصلَ أزواجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بمالٍ، يقالُ: بيعت بأربَعينَ ألفًا
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ
(2)
4083 -
حدَّثنا إسحاقُ بن إبراهيم بن حَبِيبِ بن الشهيد وأحمدُ بن عُثمانَ البَصرِيُّ، قالا: حدَّثنا قُريشُ بن أنسٍ، عن محمدِ بن عمرو، عن أبي سَلمةَ
أنَّ عبد الرحمنِ بن عوفٍ أوصَى بِحديقةٍ لأُمَّهاتِ المُؤْمِنينَ بِيعت بِأربعِ مِئَةِ ألفٍ
(3)
.
(1)
إسناده حسن من أجل صخر بن عبد الله. وهو ابن حرملة المدلجي.
وهو في "المسند"(24485) و (24724)، و"صحيح ابن حبان"(6995). وقد استوفينا الكلام على إسناده في "المسند".
(2)
المثبت من (س)، وفي (أ) و (د) و (ل) ونسخة في (س): حسن صحيح غريب".
(3)
حديث حسن، وأخرجه الحاكم 3/ 312، وفيه: بأربعين ألف دينار.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
89 - باب مناقب أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه واسم أبي وقاص: مالك بن وُهيب
4084 -
حدَّثنا رَجاءُ بن محمدٍ العُذرِيُّ، قال: حدَّثنا جَعْفر بن عَونٍ، عن إسماعيلَ بن أبي خالدٍ، عن قَيس بن أبي حازمٍ
عن سعيدٍ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"اللَّهُمَّ استَجبْ لِسعدٍ إذا دعاكَ"
(1)
.
وقد رُوِي هذا الحديثُ عن إسماعيلَ، عن قَيسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"اللَّهُمَّ استَجبْ لِسعدٍ إذا دعاكَ"
(2)
.
وهذا أصحُّ
(3)
.
90 - باب
4085 -
حدَّثنا أبو كُرَيبٍ وأبو سَعيدٍ الأشَجُّ، قالا: حدَّثنا أبو أسامةَ، عن مُجالدٍ، عن عامرٍ الشَّعبيِّ
عن جابرٍ بن عَبد اللهِ، قال: أقبلَ سَعدٌ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
(1)
حديث صحيح، وهو في "صحيح ابن حبان"(6990)، وانظر تمام تخريجه فيه.
(2)
أخرجه مرسلًا ابن سعد في "الطبقات" 3/ 142 عن يزيد بن هارون، عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.
وقال الدارقطني في "العلل" 4/ 348: المرسل هو المحفوظ.
(3)
قوله: "وهذا أصح" ليست في (أ) و (د)، المثبت من (س) و (ل).
"هذا خالي، فَلْيُرني امرُؤٌ خَاله"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث مجالدٍ.
وكان سعدُ بن أبي وقَّاصٍ من بني زُهْرة، وكانت أُمُّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم من بني زُهْرة؛ لذلك قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"هذا خالي".
91 - باب
4086 -
حدَّثنا الحَسنُ بن الصَّبَّاحِ البزَّارُ، قال: حدَّثنا سُفيانُ بن عُيينةَ، عن عليِّ بن زيدٍ ويحيى بن سعيدٍ، سمِعا سعيدَ بن المُسَيّبِ، يقولُ:
قال عليٌّ: ما جمعَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم أباهُ وأُمَّه لأحدٍ إلا لِسَعدٍ، قال له يومَ أُحدٍ:"ارْمِ فِداكَ أبي وأُمِّي"، وقال له:"ارمِ أيُّها الغُلامُ الحَزَوَّرُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وفي البابِ عن سَعدٍ.
(1)
إسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد.
وأخرجه أبو يعلى (2049) و (2101)، والطبراني (323).
وأخرجه الحاكم 3/ 498 من طريق علي بن سعيد الكندي، عن أبي أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن جابر. ولعله وهم من علي بن سعيد الكندي أو من دونه، حيث خالفه فيه أبو كريب وأبو سعيد الأشج، وهما ثقتان.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1018) من طريق ماعز التميمي، عن جابر. وفيه عبد الوهَّاب بن الضحاك، وهو متروك.
(2)
حديث صحيح، وقد سلف تخريجه برقم (3040).
وقد روَى غيرُ واحدٍ هذا الحديثَ، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيدِ بن المُسَيّبِ، عن سَعدٍ.
4087 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا اللَّيثُ بن سَعدٍ، وعَبد العزِيزِ بن محمدٍ، عن يحيى بن سعيدِ، عن سَعيدِ بن المُسَيّبِ
عن سَعدِ بن أبي وَقَّاصٍ، قال: جَمعَ لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أبَويهِ يومَ أُحُدٍ
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
وقد رُوِي هذا الحديثُ عن عبد اللهِ بن شدَّادِ بن الهادِ، عن عَليِّ بن أبي طالبٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
4088 -
حدَّثنا بِذلكَ محمودُ بن غَيلانَ، قال: حدَّثنا وكيعٌ، قال: حدَّثنا سُفيانُ، عن سَعدِ بن إبراهيمَ، عن عبد اللهِ بن شدَّادٍ
عن عليَّ بن أبي طالبٍ، قال: ما سَمِعتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يُفدِّي أحدًا بأبَويهِ إلا لِسَعدٍ، فإنِّي سَمِعته يومَ أُحدٍ يقولُ:"ارْمِ سَعدُ فِدَاكَ أبي وأُمِّي"
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
92 - باب
4089 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا اللَّيثُ، عن يحيى بن سعيدٍ، عن
(1)
حديث صحيح، وقد سلف تخريجه برقم (3042).
(2)
حديث صحيح، وقد سلف تخريجه برقم (3040).
عبد اللهِ بن عامرِ بن ربِيعةَ
أنَّ عائشةَ، قالت: سَهِرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مَقْدَمَه المَدِينةَ لَيلةً، فقال:"لَيْتَ رَجُلًا صالحًا يَحرُسني اللَّيلةَ". قالت: فبَينما نحنُ كذلكَ إذ سَمِعنا خَشْخشَةَ السِّلاحِ، فقال:"من هذا؟ " فقال: سَعْدُ بن أبي وقَّاصٍ. فقال له رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ما جاءَ بِكَ؟ " فقال سعدٌ: وَقَعَ في نَفْسي خَوفٌ على رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَجِئتُ أحرسُه، فدَعا له رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ نامَ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
93 - باب مناقب أبي الأعور واسمه: سعيد بن زيد بن عَمرو بن نفيل رضي الله عنه
4090 -
حدَّثنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قال: حدَّثنا هُشَيمٌ، قال: أخبرنا حُصَينٌ، عن هِلالِ بن يِسافٍ، عن عبد اللهِ بن ظَالمٍ المازنيِّ
عن سَعيدِ بن زَيدِ بن عَمرِو بن نُفَيلٍ، أنَّه قال: أشْهدُ على التَّسعةِ أنّهُم في الجنَّةِ، ولو شَهدتُ على العاشرِ لم آثَم. قِيلَ: وكيفَ ذَاكَ؟ قال: كُنَّا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بِحرَاءَ، فقال:"اثْبُت حِراءُ، فإنَّه لَيسَ عَليكَ إلَّا نَبيٌّ، أو صِدِّيقٌ، أو شَهيدٌ". قِيل: ومن هُم؟ قال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وأَبو بَكْرٍ، وعُمرُ، وعُثمانُ، وعليٌّ،
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2885)، ومسلم (2410)، والنسائي في "الكبرى"(8217) و (8867)، وهو في "المسند"(25093)، و"صحيح ابن حبان"(6986).
وطلحةُ، والزُّبيرُ، وسَعدٌ، وعبد الرحمنِ بن عَوفٍ. قِيلَ: فَمن العاشرُ؟ قال: أنا
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وقد رُوِي من غَيرِ وجهٍ عن سعيدِ بن زيدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
4091 -
حدَّثنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قال: حدَّثنا حجَّاجُ بن محمدٍ، قال: حدَّثني شعبةُ، عن الحُرِّ بن الصَّيَّاحِ، عن عبد الرحمنِ بن الأخْنَسِ، عن سعيدِ بن زَيْدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوهُ بمعناهُ
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ.
94 - مناقب أبي الفضل عم النبي صلى الله عليه وسلم وهو العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه
4092 -
حدَّثنا قتيبةُ، قال: حدَّثنا أبو عوانةَ، عن يزيدَ بن أبي زياد،
(1)
حديث صحيح وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن ظالم المازني، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أبو داود (4648)، وابن ماجه (134)، والنسائي في "الكبرى"(8190 - 8192) و (8192) و (8206) و (8208)، وهو في "المسند"(1630) و (1644)، و"صحيح ابن حبان"(6996).
(2)
صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن الأخنس، لكنه قد توبع.
وأخرجه أبو داود (4649)، والنسائي في "الكبرى"(8156) و (8204) و (8210)، وهو في "المسند"(1631).
وانظر ما قبله.
عن عَبد اللهِ بن الحارثِ، قَال: حَدَّثني عبد المُطّلبِ بن رَبِيعةَ بن الحارثِ بن عَبد المُطّلبِ
أنَّ العبَّاسَ بن عبد المُطَّلبِ دخل على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُغْضَبًا وأنا عِنْدهُ، فقال:"ما أغْضَبكَ؟ " قال: يا رسولَ اللهِ مَا لَنا ولِقُريْشٍ، إذا تَلَاقَوْا بينهُم تَلاقَوْا بِوُجُوهٍ مُبْشَرةٍ، وإذا لقُونا لَقُونا بِغَيْرِ ذلكَ. قال: فَغضبَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتَّى احْمرَّ وَجْههُ، ثُمَّ قال:"وَالَّذِي نَفْسي بِيدِهِ لا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الإيمانُ حتَّى يُحبَّكُمْ للهِ ولِرَسولِه" ثُمَّ قال: "أيُّها النَّاسُ، من آذَى عَمِّي، فقد آذَاني، فإنَّما عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أبيهِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
(1)
إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الهاشمي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8176)، وهو في "المسند"(1772) و (17515).
وأخرجه بنحوه ابن ماجه (140) من طريق محمد بن كعب القرظي، عن العباس بن عبد المطلب قال: كنا نلقى النفر من قريش
…
فذكر نحوه.
ويشهد للقسم الأخير من الحديث ما سيأتي عند المصنف من حديث أبي هريرة برقم (4094).
وقوله: مبشرة. هو بضم الميم وسكون الباء وفتح الشين من البشر وهو طلاقة الوجه وبشاشته.
وقوله: "صنو أبيه" قال في "النهاية" 3/ 57: الصِّنو: المِثْل، وأصلُه أنْ تَطْلُعَ نخلتان من عِرْق واحدٍ، يُريدُ أنَّ أصلَ العباس وأصلَ أبي واحدٌ، وهو مثلُ أبي أو مِثْلي، وجمعه صِنْوانٌ.
95 - باب
4093 -
حدَّثنا القاسمُ بن زَكريا الكُوفيُّ، قال: حدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، عن إسرائيلَ، عن عبد الأعلى، عن سعيدِ بن جُبَيْرٍ
عن ابن عبَّاسٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْعبَّاسُ مِني وأنا مِنْهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من حديثِ إسرائيلَ.
4093 م - حدَّثنا أحمدُ بن إبراهيمَ الدَّوْرقيُّ، قال: حدَّثنا وَهْبُ بن جَريرٍ، قال: حَدَّثنا أبي، قال: سمعتُ الأعْمَشَ يُحدِّثُ، عن عمرِو بن مُرَّةَ، عن أبي البَختريِّ
عن عليًّ، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لِعُمرَ في العبَّاسِ:"إنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صنْوُ أبيهِ"، وَكانَ عمرُ كَلَّمهُ في صَدقتهِ
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ.
(1)
إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى، وهو ابن عامر الثعلبي.
وأخرجه النسائي 8/ 33، وفي "الكبرى"(8173)، وهو في "المسند"(2734).
هذا الحديث وحكم المصنِّف عليه لم يرد في (أ) و (د)، وأثبتناه من (س) و (ل)، ووقع في نسخة المباركفوري:"حسن صحيح"، وفي "تحفة الأشراف":"حسن غريب".
(2)
المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه أبو البختري - واسمه سعيد بن فيروز - لم يدرك عليًا. وهو في "المسند"(725).
وانظر ما بعده.
4094 -
حدَّثنا أحمدُ بن إبراهيمَ الدَّوْرقيُّ، قال: حدَّثنا شَبابةُ، قَال: حدَّثَنا وَرْقاءُ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأعْرَجِ
عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"العبَّاسُ عَمُّ رسولِ اللهِ، وإنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أبيهِ، أوْ من صِنْوِ أبيهِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيح غريبٌ
(2)
لا نَعْرِفهُ من حديثِ أبي الزِّنادِ إلا من هذا الوَجْهِ.
96 - باب
4095 -
حدَّثنا إبراهيمُ بن سَعيدٍ الجَوْهَريُّ، قال: حدَّثَنَا عبد الوهابِ بن عطاءٍ، عن ثَوْرِ بن يَزِيدَ، عن مكحولٍ، عن كُريْبٍ
عن ابن عبَّاسٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلْعَبَّاسِ: "إذا كانَ غَداةَ الاثنينِ، فأْتِني أنْتَ وَوَلَدُكَ حتَّى أدْعُوَ لهُم بِدَعْوةٍ يَنْفعُكَ اللهُ بِها ووَلدَكَ"، فغَدا وغَدوْنا مَعهُ، فألْبَسنا كِساءً، ثُمَّ قال:"اللَّهُمَّ اغفرْ للعبَّاسِ ووَلدِهِ مَغْفرةً ظاهرةً وباطنةً لا تُغادِرُ ذَنْبًا، اللَّهُمَّ احْفَظهُ في وَلَدهِ"
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (983)، وأبو داود (1623)، والنسائي 5/ 33 - 34، وهو في "المسند"(8284)، وابن حبان (3273) و (7050).
(2)
هذا الحديث وحكم المصنَّف عيه لم يرد في (أ) و (د)، وأثبتناه من باقي الأصول لكن جاء في حكم المصنف عليه في (ل) ونسخة المباركفوري و"تحفة الأشراف":"حسن غريب"، والمثبت من (س).
(3)
عبد الوهَّاب بن عطاء، قال عنه الحافظ في "التقريب": صدوق ربما أخطأ، وقد أنكروا عليه هذا الحديث في فضل العباس، وقالوا: دلَّسه عن ثور. =
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من هذا الوَجْهِ.
97 - مناقب جعفر بن أبي طالب أخي عليٍّ رضي الله عنه
4096 -
حدَّثنا عليُّ بن حُجْرٍ، قال: أخبرنا عبد اللهِ بن جعفرٍ، عن العلاءِ بن عبد الرحمنِ، عن أبيهِ
عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "رَأيْتُ جعفرًا يَطيرُ في الجنَّةِ مع الملائكةِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ من حديثِ أبي هُريرةَ لا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ عبد اللهِ بن جعفرٍ، وقد ضَعَّف يحيى بنُ مَعينٍ وغيرهُ عبدَ اللهِ بن جعفرٍ، وهو وَالدُ عَليِّ بن المَدِينيِّ.
وفي البابِ عن ابن عَبَّاسٍ.
= وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 11/ 24، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(465)، والمزي في "تهذيب الكمال" 18/ 514.
(1)
حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن جعفر المديني. وهو في "صحيح ابن حبان"(7047).
ويشهد له حديث ابن عمر عند البخاري (3709) ولفظه: أن ابن عمر كان إذا سلم على ابن جعفر، قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين.
وحديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(1466) و (1467)، والحاكم 3/ 209.
98 - باب
4097 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا عبدُ الوهَّابِ الثَّقفيُّ، قال: حدَّثنا خالدٌ الحذّاءُ، عن عِكْرمةَ
عن أبي هريرةَ، قال: ما احْتذَى النِّعالَ، ولا انْتعَلَ، ولا رَكِبَ المطايا، ولا رَكبَ الكُورَ بعد رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أفْضلُ من جعفرٍ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.
4098 -
حدَّثنا محمدُ بن إسماعيلَ، قال: حدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بن موسى، عن إسرائيلَ، عن أبي إسحاقَ
عن البراءِ بن عازبٍ، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لِجَعْفرِ بنِ أبي طالبٍ:"أشْبَهتَ خَلْقي وخُلُقي". وفي الحديثِ قِصَّةٌ
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4099 -
حدَّثنا أبو سَعيدٍ الأشَجُّ، قال: حدَّثنا إسماعيلُ بن إبراهيمَ أبو يحيى التَّيْميُّ، قال: حدَّثنا إبراهيمُ أبو إسحاقَ المَخْزُوميُّ، عن سعيدٍ
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8157)، وهو في "المسند"(9353).
والكُور، بضم الكاف: هو رحل الناقة بأداته، وهو كالسرج وآلته للفرس، والجمع: الأكوار.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري مطولًا (2699).
وقد سلف مقطعًا عند المصنِّف برقم (2014) و (4049).
وفي الباب عن علي بن أبي طالب عند أحمد (770)، وإسناده حسن.
المَقْبُريِّ
عن أبي هريرةَ، قال: إنْ كُنْتُ لأسْألُ الرَّجلَ من أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن الآياتِ من القُرْآنِ أنا أعْلمُ بِها مِنْهُ، ما أسْألهُ إلا ليُطْعِمَني شيئًا، فكُنْتُ إذا سَألْتُ جعفرَ بن أبي طالبٍ، لم يُجبْني حتَّى يَذْهبَ بي إلى مَنْزلهِ، فيقولَ لاِمْرأتهِ: يا أسماءُ أطْعِمِينا، فإذا أطْعَمتنا أجابَني، وكانَ جعفرٌ يُحبُّ المساكينَ، ويَجْلسُ إليهم، ويُحدَّثُهمْ ويُحدِّثونه، فكان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْنيهِ بِأبي المساكين
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
وأبو إسحاقَ المَخْزُوميُّ: هو إبراهيمُ بن الفَضْلِ المدينيُّ، وقد تكلَّم فيه بعضُ أهلِ الحديثِ مِن قِبلِ حفظهِ، وله غرائب.
4100 -
حدثنا أبو أحمد حاتِم بن سِياهٍ المَرْوَزي، قال: حدثنا
(1)
صحيح بطرقه وهذا إسناده ضعيف، أبو إسحاق المخزومي ضعفه غير واحد من الأئمة، قال ابن عدي: ومع ضعفه يكتب حديثه.
وأخرجه ابن ماجه (4125).
وأخرجه بنحوه البخاري في "صحيحه"(3708) من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة:"أن الناس كانوا يقولون: أكثرَ أبو هريرة، وإني كنت ألزمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِشِبَعِ بطني حتى لا آكل الخَمِيرَ، ولا ألبس الحبيرَ، ولا يَخْدُمُني فلانٌ ولا فلانة، وكنت ألصِقُ بطني بالحصباء مِن الجوع، وإن كنت لأستقرئ الرجلَ الآيةَ هي معي كي ينقلب بي فَيُطعِمَني، وكان أَخْيَرَ الناسِ للمسكين جعفرُ بن أبي طالب، كان ينقلب بنا، فَيُطعمنا ما كان في بيته، حتى إن كان ليخرج إلينا العُكَّة التي ليس فيها شيء، فيشقها فنلعَقُ ما فيها".
عبد الرزَّاق، قال: أخبرنا مَعْمَر، عن ابن عَجْلان، عن يزيدَ بن عبد الله بن قُسَيط، عن أبي سَلَمة
عن أبي هريرة، قال: كنا ندعو جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أبا المساكين، فكنا إذا أتيناه، قرَّب إلينا ما حضرَ، فأتيناه يومًا، فلم يَجِدْ عنده شيئًا، فأخرج جَرَّةً من عَسَل، فكسرها، فجَعَلْنا نَلعَقُ منها
(1)
.
هذا حديث حسن غريب من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة
(2)
.
99 - مناقب أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب والحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما
4101 -
حدَّثنا محمودُ بن غيلانَ، قال: حدَّثنا أبو داودَ الحَفَريُّ، عن سفيانَ، عن يزيدَ بن أبي زِيادٍ، عن ابن أبي نُعْمٍ
عن أبي سعيدٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الحسنُ والحُسينُ سَيِّدا شبابِ أهلِ الجنَّةِ"
(3)
(1)
حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حاتم بن سياه أبي أحمد المروزي. وانظر ما قبله.
(2)
من قوله: "حدثنا أبو أحمد حاتم بن سياه" إلى هنا أثبتناه من نسخة (س) فقط، ولم يرد في سائر نسخنا الخطية.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8169) و (8525) وما بعده، وهو في "المسند" =
4102 -
حدَّثنا سفيانُ بن وكيعٍ، قال: حدَّثنا جَريرٌ وابن فُضَيْلٍ، عن يزيدَ نَحوهُ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وابن أبي نُعْمٍ: هو عبد الرحمنِ بن أبي نُعْمٍ البَجليُّ الْكُوفيُّ، ويكنى أبا الحكم.
4103 -
حدَّثنا سفيانُ بن وكيعٍ وعبدُ بن حُمَيْدٍ، قالا: حدَّثنا خالدُ بن مَخْلدٍ، قال: حدَّثنا موسى بن يعقوبَ الزَّمْعيُّ، عن عبد اللهِ بن أبي بكرِ بن زَيْدِ بن المُهاجرِ، قال: أخبرني مسلمُ بن أبي سَهْلٍ النَّبَّالُ، قال: أخبرني الحسنُ بن أسامةَ بن زَيْدٍ، قال:
أخبرني أبي أُسامةُ بن زيدٍ، قال: طَرقْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلةٍ في بعضِ الحاجةِ، فخرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو مُشْتملٌ على شيءٍ لا أدري ما هو، فلمَّا فرغْتُ من حاجتي، قلتُ: ما هذا الَّذِي أنْتَ مُشْتملٌ عليهِ؟ فكَشفهُ، فإذا حسنٌ وحسينٌ على ورِكيْهِ، فقال:"هذانِ ابْنايَ وابْنا ابْنتي، اللَّهُمَّ إنِّي أُحِبُّهُما، فأحِبَّهُما وأحِبَّ من يُحبُّهُما"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
= (10999) و (11594)، و"صحيح ابن حبان"(6959).
(1)
حديث صحيح، وانظر ما قبله.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر، ولضعف موسى بن يعقوب الزمعي، وهو في "صحيح ابن حبان"(6967).
4104 -
حدَّثنا عُقْبةُ بن مُكْرَمٍ البصريُّ العَمِّيُّ، قال: حدَّثنا وَهْبُ بن جريرِ بن حازمٍ، قال: حدَّثنا أبي، عن محمدِ بن أبي يعقوبَ، عن عبد الرحمنِ بن أبي نُعْمٍ
أنَّ رَجلًا مِن أهْلِ العراقِ سألَ ابن عمرَ عن دمِ البَعوضِ يُصيبُ الثَّوْبَ، فقال ابنُ عمرَ: انظُرُوا إلى هذا يسألُ عن دَمِ البَعُوضِ، وقد قتلُوا ابن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم! وسمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ:"إنَّ الحسنَ والحسينَ هما رَيْحانَتايَ من الدُّنيا"
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ
(2)
.
وقد رواهُ شعبةُ، ومهديُّ بن ميمونٍ، عن محمدِ بن أبي يعقُوبَ.
وقد رُوِي عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوهُ.
4105 -
حدَّثنا أبو سعيدٍ الأشَجُّ، قال: حدَّثنا أبو خَالدٍ الأحمرُ، قال: حدَّثنا رَزِينٌ، قال: حدَّثتْني سَلْمى، قالت:
دخلتُ على أُمِّ سَلمةَ وهي تَبْكي، فقلتُ: ما يُبْكِيكِ؟ قالت: رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَعْني في المَنامِ - وعلى رأْسهِ ولِحيتهِ التُّرابُ، فقلتُ: ما لكَ يا رسولَ اللهِ، قال:"شَهدْتُ قتلَ الحُسينِ آنفًا"
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3753) و (5994)، وهو في "المسند"(5568)، و"صحيح ابن حبان"(6969).
(2)
في (س): "حسن صحيح".
(3)
إسناده ضعيف لجهالة سلمى، وهي البكرية. =
هذا حديثٌ غريبٌ.
4106 -
حدَّثنا أبو سَعيدٍ الأشَجُّ، قال: حدَّثنا عُقْبةُ بن خالدٍ، قال: حدَّثني يُوسفُ بن إبراهيمَ
أنَّه سمعَ أنسَ بن مَالكٍ يَقولُ: سُئلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أيُّ أهْلِ بَيْتكَ أحبُّ إليكَ؟ قال: "الحَسنُ والحسينُ". وكانَ يقولُ لفاطمةَ: "ادعوا لي ابْنيَّ"، فيشُمُّهُما ويَضُمُّهُما إليهِ
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ
(2)
من حديث أنسٍ.
100 - باب
4107 -
حدَّثنا محمدُ بن بشَّارٍ، قال: حدّثَنَا محمدُ بن عبد اللهِ الأنصاري، قال: حدَّثنا الأشعثُ - هو ابن عبد الملكِ -، عن الحسنِ
عن أبي بَكْرة، قال: صَعِدَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المِنْبرَ، فقال: "إنَّ
= وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 3/ 81، والطبراني في "الكبير" 23/ (882)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 23، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/ 187.
(1)
إسناده ضعيف لضعف يوسف بن إبراهيم، وهو التميمي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 377، وأبو يعلى (4294)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2623.
(2)
في (أ) و (د) و (ل) و"تحفة الأشراف": "حسن غريب"، والمثبت من (س) ونسخة المباركفوري.
ابْني هذا سَيِّدٌ يُصْلحُ اللهُ على يَديْهِ بين فِئَتينِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
قال: يعني: الحسنَ بن عليٍّ.
101 - باب
4108 -
حدَّثنا الحسينُ بن حُرَيْثٍ، قال: حدَّثنا عليُّ بن حُسينِ بن واقدٍ، قال: حدَّثني أبي، قال: حدَّثني عَبد اللهِ بن بُرَيْدةَ، قال:
سمعتُ أبي بُريْدةَ يقولُ: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبنا إذْ جاءَ الحسنُ والحسينُ عليهما قَمِيصانِ أحْمرَانِ يَمْشيانِ ويَعْثُرانِ، فنزَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من المِنْبرِ، فحملَهُما ووَضَعُهما بين يَديْهِ، ثمَّ قال:"صَدقَ اللهُ: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15] نظَرْتُ إلى هذيْنِ الصَّبِيين يَمْشيانِ ويَعْثُرانِ، فلم أصْبرْ حتَّى قَطعْتُ حَديثي وَرَفَعْتُهما"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2704) و (3629)، وأبو داود (4662)، والنسائي 3/ 107، وفي "الكبرى"(1718) و (8166)، وهو في "المسند"(20392)، و"صحيح ابن حبان"(6964)، ولفظه عندهم:"إن ابني هذا سيد، ولعل اللهَ أنَّ يُصلح به بين فئتين من المسلمين".
قال الخطابي في "معالم السنن" 4/ 311: وقد خرج مصداق هذا القول فيه بما كان من إصلاحه بين أهل الشام وأهل العراق، وتخليه عن الأمر خوفًا من الفتنة وكراهية إراقة الدم، ويسمى ذلك العام سَنَةَ الجماعة.
(2)
إسناده قوي، وأخرجه أبو داود (1109)، وابن ماجه (3600)، والنسائي 3/ 108 و 192، وهو في "المسند"(22995)، و"صحيح ابن حبان"(6038).
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، إنَّما نَعْرِفهُ من حديثِ الحسينِ بن واقدٍ.
4109 -
حدَّثنا الحسنُ بن عَرفةَ، قال: حدَّثنا إسماعيلُ بن عيَّاشٍ، عن عبد اللهِ بن عُثمانَ بن خُثَيْمٍ، عن سعيدِ بن راشدٍ
عن يعلى بن مُرَّةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "حُسينٌ مِنِّي وأنا من حُسينٍ، أحَبَّ اللهُ من أحَبَّ حُسينًا، حُسينٌ سِبْطٌ من الأسباطِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ، إنَّما نَعْرِفهُ من حديثِ عبد اللهِ بنِ عثمانَ بن خُثَيْمٍ، وقد رواهُ غيرُ واحدٍ عن عبد اللهِ بن عثمانَ بن خُثَيْمٍ.
4110 -
حدَّثنا محمدُ بن يحيى، قال: حدَّثنا عبد الرَّزاق، عن مَعْمرٍ، عن الزُّهْريِّ
عن أنَسٍ بن مالكٍ، قال: لم يكن أحدٌ مِنْهُمْ أشْبهَ بِرَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم من الحسنِ بن عليٍّ
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة سعيد بن راشد أو ابن أبي راشد، فقد انفرد بالرواية عنه عبد الله بن عثمان بن خثيم، ولم يوثقه غير ابن حبان.
وأخرجه ابن ماجه (144)، وهو في "المسند"(17561)، و"صحيح ابن حبان"(6971).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3752)، وهو في "المسند"(12674)، و"صحيح ابن حبان"(6973).
4111 -
حدَّثنا محمدُ بن بشَّارٍ، قال: حدَّثنا يحيى بن سعيدٍ، قال: حدَّثنا إسماعيلُ بن أبي خالدٍ
عن أبي جُحَيْفةَ، قال: رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكانَ الحَسنُ بن عليٍّ يُشْبِهُهُ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وفي البابِ عن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، وابن عبَّاسٍ، وابن الزُّبَيْرِ.
4112 -
حدَّثنا خَلَّادُ بن أسلمَ البَغْدادِيُّ، قال: حدَّثنا النَّضْرُ بن شُمَيْلٍ، قال: أخبرنا هشامُ بن حسَّان، عن حَفْصةَ بنتِ سِيرينَ، قالت:
حدَّثني أنسُ بن مالكٍ، قال: كُنْتُ عِنْدَ ابن زيادٍ، فجيءَ بِرأْسِ الحسينِ، فجعلَ يقولُ بِقَضيبٍ في أنْفهِ ويقولُ: ما رأيت مِثْلَ هذا حُسْنًا! لِمَ يُذكرُ؟ قال: قُلْتُ: أمَا إنَّهُ كَانَ من أشْبَههِمْ بِرسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وقد سلف تخريجه في (3039).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3748)، والقطيعي في زوائده على "فضائل الصحابة"(1394) و (1395) والطبراني (2879) وأبو يعلى (2841). وهو في "المسند"(13748)، و"صحيح ابن حبان"(6972).
قوله: "لِمَ يُذكر؟ ": قال الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي في "الكوكب الدري" 2/ 327: لما كان الحسين رضي الله عنه يُذكر في الحُسْن، وطعنَ في حسنه عُبيد الله بن زياد، وقال: ما رأيت مثل هذا حُسْنًا، على سبيل التَّهكم أو الإنكار كما يُشعر به قوله: لم يُذكَرُ، ناسب إثباتُ كون حسُين حَسَنًا، فلم يثبته أنس بأن يذكر أوصاف أعضائه، وما ينبغي للحُسن من الصفات، لأن ابن زياد أمكن أن =
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.
4113 -
حدَّثنا عبد اللهِ بن عبد الرحمنِ، قال: أخبرنا عُبيدُ اللهِ بن موسى، عن إسرائيلَ، عن أبي إسحاقَ، عن هَانئِ بن هانئٍ
عن عليٍّ، قال: الحسنُ أشْبهُ بِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما بينَ الصَّدْرِ إلى الرَّأْسِ، والحسينُ أشْبهُ بالنبي صلى الله عليه وسلم ما كانَ أسفلَ من ذلكَ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
4114 -
حدَّثنا واصلُ بن عبد الأعْلى، قال: حدَّثنا أبو مُعاوية، عن الأعْمَشِ
عن عُمارةَ بن عُمَيْرٍ، قال: لمَّا جِيءَ برأسِ عُبيدِ اللهِ بن زيادٍ وأصحابهِ نُضِّدَتْ في المسجدِ في الرَّحْبةِ، فانْتَهيْتُ إليهم وهم
= يُثبت الحُسن في غير ذلك المذكور، لأن كل امرئ لا يجب أن يختار ما هو المختار عند غيره، فكم من مادحٍ شيئًا هو مذموم عند غيره، بل أثبت حُسْنه بذكر المشابهة له مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ينكِرُ حُسنَه صلى الله عليه وسلم مَن في قلبه مثقال ذرة من الإيمان، فسكت ابن زياد، ولم يَدْرِ ما يُجيبه، فلله درُّه من مُسْتَدِلًّ على مَرامِه.
(1)
رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ، فقد روى له أصحاب السنن، ولم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، قال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة، وقال: وكان يتشيع، وقال ابن المديني: مجهول، وقال حرملة عن الشافعي: هانئ بن هانئ لا يُعرف، وأهل العلم بالحديث لا ينسبون حديثه، لجهالة حاله، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.
وأخرجه أحمد (774)، وابن حبان (6974).
يقولونَ: قد جاءتْ، فإذا حَيَّةٌ قد جاءتْ تخلَّلُ الرُّؤُوسَ حتَّى دخلتْ في مَنْخِرَيْ عُبَيد اللهِ بن زِيادٍ، فمكثَتْ هنيْهةً، ثمَّ خَرجَتْ فذهبتْ حتَّى تَغيَّبتْ، ثُمَّ قالوا: قد جاءتْ، ففَعلتْ ذلكَ مرَّتَيْنِ أو ثلاثًا
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
102 - باب
4115 -
حدَّثنا عبد اللهِ بن عبد الرحمنِ وإسحاقُ بن منصورٍ، قالا: أخْبرنا محمدُ بن يُوسفَ، عن إسرائيلَ، عن مَيْسرةَ بن حَبِيبٍ، عن المِنْهالِ بن عَمْرٍو، عن زِرّ بن حُبَيْشٍ
عن حذيفةَ، قال: سأَلْتني أُمِّي متى عَهْدُكَ - تعني بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فقلتُ: ما لي بهِ عهدٌ مُنْذُ كذا وكذا. فنالَتْ مِنِّي، فقلت لها: دَعِيني آتي النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأُصَلِّي معهُ المغربَ، وأسألهُ أنْ يستغفرَ لي ولك. فأتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فصلَّيْتُ معه المغربَ، فصلَّى حتَّى صلَّى العِشاءَ، ثُمَّ انْفَتلَ فَتبِعتهُ، فسمِعَ صوْتي، فقال:"من هذا، حذيفةُ؟ " قلتُ: نعم. قال: "ما حاجتكَ غفرَ اللهُ لكَ ولأُمِّكَ؟ " قال: "إنَّ هذا مَلَكٌ لم يَنْزِلِ الأرْضَ قَطُّ قَبْلَ هذه اللَّيْلةِ اسْتأْذَنَ رَبَّهُ أنْ يُسَلِّمَ عليَّ ويبَشِّرني بأنَّ فاطمةَ سَيِّدةُ نساءِ أهلِ الجنَّةِ، وأنَّ الحسَنَ والحسينَ سَيِّدَا شبابِ أهْلِ الجنَّةِ"
(2)
.
(1)
رجاله ثقات.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(380) و (8298) و (8365)، وهو في "المسند"(23329) و (23436)، و"صحيح ابن حبان" =
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ لا نَعْرِفهُ إلا من حديثِ إسرائيلَ.
4116 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا أبو أُسامةَ، عن فُضَيْلِ بن مَرْزُوقٍ، عن عَدِيِّ بن ثَابتٍ
عن البراءِ، أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أبْصرَ حسنًا وحسينًا، فقال:"اللَّهُمَّ إنِّي أُحِبُّهُما فَأحِبَّهُما"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4117 -
حدَّثنا محمدُ بن بشَّارٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بن جعفرٍ، قال: حدَّثنا شُعبةُ، عن عَديِّ بن ثابتٍ، قال:
سمِعتُ البراءَ بن عازبٍ وهو يَقولُ: رأيْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم واضعًا الْحَسنَ بن عَليٍّ على عَاتقهِ وهو يَقولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فأحِبَّهُ"
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ، وهذا أصَحُّ مِن حديثِ الْفُضَيلِ بن مَرْزُوقٍ.
= (6960) و (7126).
(1)
سنده حسن، فضيل بن مرزوق يتقاصر عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات، وانظر ما بعده.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3749)، ومسلم (2422)، والنسائي في "الكبرى"(8163)، وهو في "المسند"(18501) و (18577)، و"صحيح ابن حبان"(6962).
4118 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا أبو عامرٍ العَقَدِيُّ، قال: حدَّثنا زَمْعةُ بن صالحٍ، عن سَلمةَ بن وَهْرامٍ، عن عكرمةَ
عن ابن عبَّاسٍ، قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حامِلًا الحسن بن عليٍّ على عاتقهِ، فقال رجلٌ: نِعْمَ المَركَبُ رَكِبْتَ يا غلامُ. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَنِعْمَ الرَّاكِبُ هو"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرِفهُ إلا من هذا الوَجْهِ، وزَمْعةُ بنُ صالحٍ قد ضَعَّفَهُ بعضُ أهلِ الحديثِ مِن قِبلِ حِفْظهِ.
103 - باب
4119 -
حدَّثنا ابنُ أبي عمرَ، قال: حدَّثنا سفيانُ، عن كثيرٍ النَّوَّاءِ، عن أبي إدريسَ، عن المُسَيَّبِ بن نَجَبةَ، قال:
قال عليُّ بن أبي طالبٍ: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ كُلَّ نَبيٍّ أُعْطي سَبْعةَ نُجباءَ رُفَقاء - أوْ رُقباء -، وأُعْطيتُ أنا أرْبعةَ عَشرَ"، قلنا: من هُم؟ قال: "أنا وَابْنايَ، وجعفرٌ، وحمزةُ، وأبو بكرٍ، وعمرُ، ومُصْعبُ بن عُمَيْرٍ، وبلالٌ، وسلمانُ، وعمَّارٌ، والمِقدادُ، وحذيفةُ، وعبد اللهِ بن مسعودٍ
(2)
".
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجهِ.
(1)
إسناده ضعيف لضعف زمعة بن صالح.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/ 1085.
(2)
إسناده ضعيف لضعف كثير النواء ولجهالة حال المسيّب بن نجبة.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2087.
وقد رُوِي هذا الحديثُ عن عليٍّ موقوفًا.
104 - مناقب أهل بيت النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
-
4120 -
حدَّثنا نصرُ بن عبد الرحمنِ الكُوفيُّ، قال: حدَّثنا زَيْدُ بن الحسنِ، عن جعفرِ بن محمدٍ، عن أبيهِ
عن جابرِ بن عبد اللهِ، قال: رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في حَجَّتهِ يومَ عَرفةَ وهو على نَاقتهِ القَصْواءِ يَخْطُبُ، فسَمِعتهُ يقولُ:"يا أيُّها النَّاسُ إنِّي تَركْتُ فِيكُمْ ما إنْ أَخَذْتمْ بهِ لن تَضِلُّوا: كتابَ اللهِ، وعِتْرتي أهْلَ بَيْتي"
(1)
.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف زيد بن الحسن، وهو القرشي صاحب الأنماط.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2680).
ويشهد له حديث زيد بن أرقم عند أحمد (19265) و (19313).
قال السندي: في تفسير "عترتي" كأنه صلى الله عليه وسلم جعلهم قائمين مقامه، فكما كان في حياته القرآن والنبي، كذلك بعده: القرآن وأهل بيته، لكن قيامهم مقامه في وجوب المحبة والمراعاة والإحسان، لا في العمل بأقوالهم وآرائهم، بل المرجع في العمل: الكتاب والسنة. وقال العلامة التوربشتي، ونقله عنه القاري في "شرح المشكاة" 5/ 600: عترة الرجل: أهل بيته ورهطه الأدنون، ولاستعمالهم العترة على أنحاء كثيرة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:"أهل بيتي" ليعلم أنه أراد بذلك نسله وعصابته الأدنين وأزواجه.
قال القاري: إن أهل البيت غالبًا يكونون أعرف بصاحب البيت وأحواله، فالمراد بهم أهل العلم منهم، المطلعون على سيرته، الموافقون على طريقته، العارفون بحكمه، وبحكمته، وبهذا يصلح أن يكون مقابلًا لكتاب الله سبحانه، كما =
وفي البابِ عن أبي ذَرٍّ، وأبي سعيدٍ، وزيدِ بن أرْقَمَ، وحُذَيْفةَ بن أَسِيدٍ.
وهذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجهِ.
وزيدُ بن الحسنِ قد رَوَى عنهُ سَعيدُ بن سُليمانَ وغيرُ واحدٍ من أهلِ العلمِ.
4121 -
حدَّثنَا قتيبةُ بن سعيدٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بن سليمانَ ابن الأصْبَهانيِّ، عن يحيى بن عُبَيدٍ، عن عطاءٍ
عن عمرَ بن أبي سَلمةَ رَبِيبِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: نَزلَتْ هذه الآيةُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] في بَيْتِ أُمِّ سَلمةَ، فدعا النبيُّ صلى الله عليه وسلم فاطمةَ وحسنًا وحسيْنًا، فجلَّلَهُمْ بِكساءٍ وعليٌّ خَلْفَ ظَهْرهِ، فجلَّلهُم بِكساءٍ، ثُمَّ قال:"اللَّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيْتي، فأذْهِبْ عَنْهُمُ الرَّجْسَ، وطَهِّرْهُمْ تَطْهيرًا". قالت أُمُّ سَلمةَ: وأنا معهُم يا رسولَ اللهِ؟ قال: "أنْتِ على مَكانكِ، وَأنْتِ إلى خَيْر"
(1)
.
وفي البابِ عن أُمِّ سَلمةَ، ومَعْقلِ بن يَسارٍ، وأبي الحَمْراءِ، وأنسِ بن مالكٍ.
وهذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجهِ.
4122 -
حدَّثنا عليُّ بن المُنْذِرِ الكُوفيُّ، قال: حدَّثنا محمدُ بن فُضَيْلٍ، قال: حدَّثنا الأعْمشُ، عن عَطيَّةَ، عن أبي سعيدٍ. والأعمشُ، عن حَبِيبِ بن أبي ثابتٍ
عن زيدِ بن أرْقَمَ، قالا: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي تاركٌ فيكُمْ ما إنْ تَمسَّكْتُمْ بهِ لن تَضِلُّوا بَعْدي، أحدُهُما أعْظمُ من الآخَرِ: كِتابُ اللهِ، حَبْلٌ مَمْدُودٌ من السَّماءِ إلى الأرْضِ، وعِتْرتي أهلُ بَيْتي، ولن يَتفرَّقا حتَّى يرِدا عليَّ الحوْضَ، فانْظُروا كيف تَخْلُفوني فيهما"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
4123 -
حدَّثنا أبو داودَ سليمانُ بن الأشْعَثِ، قال: حدثنا يحيى بن مَعِينٍ، قال: حَدَّثنا هِشامُ بن يُوسفَ، عن عبد اللهِ بن سليمانَ النَّوْفَليَّ، عن محمدِ بن عَليِّ بن عَبد اللهِ بن عَبَّاسٍ، عن أبيهِ
عن ابن عبَّاسٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أحِبُّوا الله لِمَا يَغْذُوكُمْ من نِعَمهِ، وأحِبُّوني بِحُبِّ اللهِ، وأحِبُّوا أهلَ بَيْتي لِحُبِّي"
(2)
.
(1)
حديث صحيح من حديث زيد بن أرقم، وأخرجه مسلم (2408)، والنسائي في "الكبرى"(8148) و (8175) و (8464) وهو في "المسند"(19265) و (19313)، و"صحيح ابن حبان"(123).
وأما حديث أبي سعيد فصحيح لغيره، وإسناده ضعيف، وهو في "المسند" برقم (11104).
(2)
إسناده ضعيف لجهالة عبد اللَه بن سليمان النوفلي تفرد بالرواية عن هشام بن يوسف وهو الصنعاني، ولم يوثقه أحد، وقال الذهبي في "الميزان": فيه =
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ إنَّما نَعْرِفهُ من هذا الوَجْهِ.
105 - مناقب معاذ بن جبل، وزيد بن ثَابت وأُبي بن كعب، وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم
4124 -
حَدَّثنا سُفيانُ بن وكيعٍ، قال: حدَّثنا حُمَيدُ بن عبد الرحمنِ، عن داود العطَّارِ، عن مَعْمرٍ، عن قَتادةَ
عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أرْحَمُ أُمَّتي بأمتي أبو بكرٍ، وأشَدُّهُمْ في أمرِ اللهِ عمرُ، وأصْدَقُهُمْ حَياءً عثمانُ بن عفَّان، وأعْلمُهمْ بالحلالِ والحرامِ معاذُ بن جبلٍ، وأفْرضُهمْ زيدُ بن ثابتٍ، وأقْرؤُهُمْ أُبيُّ بن كعبٍ، ولكُلِّ أُمَّةٍ أمينٌ، وأمينُ هذه الأُمَّةِ أبو عبيدةَ بن الجرَّاحِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ من حديثِ قَتَادةَ إلا من هذا الوجهِ، وقد رواهُ أبو قلابةَ، عن أنسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوهُ.
4125 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا عبد الوهَّابِ بن عبد المجيدِ الثَّقَفيُّ، قال: حدَّثنا خالدُ الحذَّاءُ، عن أبي قِلابةَ
= جهالة، وقال في "ديوان الضعفاء": لا يُعرف، وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 183، والطبراني في "الكبير"(2639)، والحاكم 3/ 150، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 211، والخطيب في "تاريخه" 4/ 160، والمزي في "تهذيب الكمال" 15/ 64.
(1)
حديث صحيح، من رواية أبي قلابة عن أنس، وهي التي سيذكرها المصنف بعد هذه الرواية، وهذا إسناد ضعيف لضعف سفيان بن وكيع.
ورواه مرسلًا عن قتادة عبد الرزاق (203) وسعيد بن منصور (4).
عن أنسِ بن مالكٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أرْحَمُ أُمَّتي بِأُمَّتي أبو بكرٍ، وأشَدُّهُمْ في أمْرِ اللهِ عمرُ، وأصْدَقُهمْ حياءً عثمانُ، وأقْرؤُهُمْ لكتابِ اللهِ أُبيُّ بن كَعْبٍ، وأفْرَضُهمْ زيدُ بن ثابتٍ، وأعْلمهُمْ بالحلالِ والحرامِ معاذُ بن جَبلٍ، ألا وَإنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أمِينًا، وإنَّ أمِينَ هذه الأُمَّةِ أبو عُبَيْدَةَ بن الْجرَّاحِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4126 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بن جعفرٍ، قال: حدَّثنا شعبةُ، قال: سمعتُ قَتَادةَ يُحدِّثُ،
عن أنَسِ بن مالكٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأُبيِّ بن كعبٍ: "إنَّ اللهَ أمَرني أنْ أقْرأ عليكَ {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البينة: 1] قال: وسمَّاني؟ قال: "نَعم"، فبكى
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وقد رُوِي عن أُبيَّ بن كعبٍ قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فذكر
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه ابن ماجه (154)، والنسائي في "الكبرى"(8185) و (8229)، والحاكم في "المستدرك" 3/ 422، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(808) وهو في "المسند"(12904) و (13990)، و"صحيح ابن حبان"(7131) و (7137) و (7252).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3809)، ومسلم (799) و (2465)(121)، والنسائي في "الكبرى"(8238)، وهو في "المسند"(12320) و (12919)، و"صحيح ابن حبان"(7144).
نَحوهُ
(1)
.
4127 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا يحيى بن سعيدٍ، قَال: حدَّثنا شعبةُ، عن قتادةَ
عن أنسِ بن مالكٍ، قال: جمعَ القُرْآنَ على عَهْدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أرْبَعةٌ، كُلُّهُمْ من الأنصارِ: أُبيُّ بن كَعْبٍ، ومعاذُ بن جبلٍ، وزيدُ بن ثَابتٍ، وأبو زيدٍ. قال: قلتُ لِأَنَسٍ: مَنْ أبو زَيْدٍ؟ قال: أحدُ عُمُومَتي
(2)
.
(1)
جاء في (س) والمطبوع بعد هذا، ولم يرد في أصولنا الخطية هنا:
3793 -
حدثنا محمودُ بن غيلان، قال: حدثنا أبو داودَ، قال: أخبرنا شُعبةُ عن عاصمٍ، قال: سمعت زِرَّ بن حُبَيْشٍ يُحدِّث عن أُبيّ بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: إنَّ الله أمرني أن أَقْرَأَ عليك. فقرأ عليه: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} ، فقرأ فيها:"إنَّ ذَات الدِّين عند الله الحَنِيفيَّةُ المُسْلِمَةُ لا اليهوديَةُ ولا النَّصرانية ولا المجوسيَّة، من يعمل خيرًا فلن يُكْفَره"، وقرأ عليه: لو أنَّ لابن آدم واديًا مِن مالٍ لابتغى إليه ثانيًا، ولو كان له ثانيًا لابتفى إليه ثالثًا، ولا يملأُ جَوْفَ ابنِ آدَمَ إلا التُّرَابُ، ويَتوبُ اللهُ على من تَابَ".
وسيأتي عند المصنف بسنده ومتنه برقم (4236) ونخرجه هناك.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3810) و (5003)، ومسلم (2465)(119) و (120)، والنسائي في "الكبرى"(8000) و (8286)، وهو في "المسند"(13441) و (13942)، و"صحيح ابن حبان"(7130).
وقول أنس هذا لا مفهوم له، فلا يلزم أن لا يكون غيرهم جمعَهُ، فقد ذكر أبو عُبيدٍ القراءَ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فعدَّ من المهاجرين الخلفاءَ الأربعة وطلحةَ وسعدًا وابنَ مسعود وحُذيفةَ وسالمًا وأبا هريرة وعبد الله بن السائب والعبادلة، ومن النساء عائشة وحفصة وأم سلمة، وعدَّ ابن أبي داود في كتاب "الشريعة" من =
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4128 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا عبد العزِيزِ بن محمدٍ، عن سُهَيْلِ بن أبي صالحٍ، عن أبيهِ
عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الرَّجلُ أبو بكرٍ، نِعْمَ الرَّجلُ عمرُ، نِعْمَ الرَّجلُ أبو عُبَيْدةَ بن الجَرَّاحِ، نِعْمَ الرَّجلُ أُسَيْدُ بن حُضَيْرٍ، نِعْمَ الرَّجلُ ثابتُ بن قَيْسٍ بن شَمَّاسٍ، نِعْمَ الرَّجلُ مُعاذُ بن جبلٍ، نِعْمَ الرَّجلُ مُعاذُ بنُ عمرِو بن الجَمُوحِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ، إنَّما نَعْرِفهُ من حديثِ سُهَيْلٍ.
4129 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا وَكيعٌ، قال: حدَّثنا سُفيانُ، عن أبي إسحاقَ، عن صِلةَ بن زُفَرَ
عن حذيفةَ بن اليَمانِ، قال: جاءَ العَاقبُ والسَّيِّدُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالا: ابْعَثْ معنا أمينَكَ، فقال:"فإنِّي سَأبْعثُ مَعكُمْ أمِينًا حقَّ أمِينٍ"، فأشْرفَ لها النَّاسُ، فبعثَ أبا عُبَيْدةَ بن الجَرَّاحِ.
= المهاجرين أيضًا تميم بن أوسٍ الداري وعقبة بن عامر، ومن الأنصار عبادة بن الصامت ومعاذًا الذي يُكنى أبا حليمة ومُجمِّع بن جارية وفضالةَ بن عُبيد ومسلمة بن مخلد وغيرهم، وصرح بأن بعضهم إنما جمعه بعد النبي صلى الله عليه وسلم. انظر "فضائل القرآن" لابن كثير ص 46 - 47، و"فتح الباري" 9/ 52.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8230) و (8243)، وهو في "المسند"(9431)، و"صحيح ابن حبان"(6997) و (7129).
قال: وكانَ أبو إسحاقَ إذا حَدَّثَ بهذا الحديثِ عن صِلةَ، قال: سَمِعتهُ مُنْذ سِتِّينَ سَنةً
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وقد رُوِي عن عمرَ، وأنسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قال:"لِكُلِّ أُمِّةٍ أمِينٌ، وأمينُ هذه الأُمَّةِ أبو عُبَيْدةَ بن الجَرَّاحِ"
(2)
.
106 - مناقب سلمان الفارسي رضي الله عنه
4130 -
حدَّثنا سفيانُ بن وكيعٍ، قال: حدَّثنا أبي، عن الحسنِ بن صالحٍ، عن أبي رَبِيعةَ الإيادِيِّ، عن الحسنِ
عن أنسِ بن مالكٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الجنَّةَ تَشْتاقُ إلى ثلاثةٍ: عليٍّ، وعمَّارٍ، وسلمانَ"
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3745)، ومسلم (2420)، وابن ماجه (135)، والنسائي في "الكبرى"(8197) و (8198)، وهو في "المسند"(23272) و (23377)، و"صحيح ابن حبان"(6999) و (7000).
وأخرجه ابن ماجه (136)، والنسائي في "الكبرى"(8196) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق، عن صلة، عن ابن مسعود بدل حذيفة، وهو في "المسند" برقم (3930).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3744)، ومسلم (2419)، وهو في "المسند"(12966)، و"صحيح ابن حبان"(1206).
(3)
إسناده ضعيف لضعف سفيان بن وكيع، وأبو ربيعة الإيادي مقبول حيث يتابع، وإلا فهو لين ولم يتابع.
وأخرجه أبو يعلى (2779) و (2780)، وابن حبان في "المجروحين" 1/ 121، =
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ الحسنِ بن صالحٍ.
107 - مناقب عمار بن ياسر وكنيته أبو اليقظان رضي الله عنه
4131 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا عبد الرحمنِ بن مَهديٍّ، قال: حدَّثنا سفيانُ، عن أبي إسحاقَ، عن هانئِ بن هانئٍ
عن عَليٍّ، قال: جاءَ عَمَّارٌ يَستأْذِنُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"ائْذَنُوا لهُ، مرحبًا بالطَّيِّبِ الْمُطَيِّبِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ
4132 -
حدَّثنا القاسمُ بن دِينارٍ الكُوفيُّ، قال: حدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بن موسى، عن عبد العزِيزِ بن سِياهٍ، عن حَبِيبِ بن أبي ثابتٍ، عن عطاءِ بن يسارٍ
عن عائشةَ، قالت: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما خُيِّرَ عمَّارٌ بينَ
= والطبراني في "الكبير"(6045)، والحاكم 3/ 127، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 142 و 190، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 420، والمزي في "تهذيب الكمال" 33/ 307.
(1)
إسناده حسن، هانئ بن هانئ روى له أصحاب السنن، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه ابن ماجه (146)، وهو في "المسند"(779)، و"صحيح ابن حبان"(7075).
أمْريْنِ إلَّا اخْتارَ أرشدَهما"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من هذا الوَجْهِ من حديثِ عبد العزِيزِ بن سِياهٍ، وهو شيخٌ كُوفيٌّ، وقد رَوَى عنه النَّاسُ، وله ابن يُقال لهُ: يزِيدُ بن عبد العزِيزِ، ثقة، رَوَى عنه يحيى بن آدَمَ.
4133 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا وكيعٌ، قال: حدَّثنا سفيانُ، عن عبد الملكِ بن عُمَيْرٍ، عن مولىً لرِبعيٍّ، عن رِبْعيِّ بن حراش
عن حذيفة، قال: كنّا جلوسًا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"إنِّي لا أدري ما قَدْرُ بَقائي فِيكم، فاقتدوا باللَّذينِ من بعدي - وأشارَ إلى أبي بكرٍ وعمرَ - واهتدوا بهدي عمَّارٍ، وما حَدثكُم ابن مسعودٍ فصدَّقوه"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ.
ورَوَى إبراهيمُ بن سعدٍ هذا الحديثَ عن سفيانَ الثَّوْريِّ، عن
(1)
حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (148)، والنسائي في "الكبرى"(8276)، وهو في "المسند"(24820).
قوله: "أرشدهما" قال المباركفوري: أي: أصلحهما وأصوبهما وأقربهما إلى الحق، وفي بعض النسخ:"أشدهما" أي: أصعبهما، والأظهر في الجمع بين الروايات أنه كان يختار أصلحهما وأصوبهما فيما تبين ترجيحه، وإلا اختار أيسرهما.
(2)
حديث حسن، وقد سلف تخريجه في (3993).
عبد الملكِ بن عُميرٍ، عن هِلالٍ مَوْلى رِبْعيٍّ، عن رِبْعيٍّ، عن حذيفةَ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحوهُ.
وقد رَوَى سالمٌ المُراديُّ الْكُوفيُّ، عن عمرِو بن هَرِمٍ، عن رِبْعيِّ بن حِرَاشٍ، عن حُذيفةَ، عن النّبيِّ صلى الله عليه وسلم نحو هذا.
4134 -
حدَّثنا أبو مُصْعبٍ المدينيُّ، قال: حدَّثنا عبد العزِيزِ بن محمدٍ، عن العلاءِ بن عبد الرحمنِ، عن أبيهِ
عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أبْشِرْ عمَّارُ، تَقْتُلُكَ الفِئةُ الْبَاغيةُ"
(1)
.
وفي البابِ عن أُمِّ سلمةَ، وعبد اللهِ بن عمرٍو، وأبي اليَسَرِ، وحذيْفةَ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من حديثِ العلاءِ بن عبد الرحمنِ.
108 - مناقب أبي ذرٍّ الغفاريّ رضي الله عنه
4135 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا نُمَيْرٍ، عن
(1)
حديث صحيح، وأخرجه أبو يعلى (6524)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 133.
ويشهد له حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري في "صحيحه"(447)، ومسلم (2915)، وهو في "المسند"(11011) و (11161) و (22609).
وحديث عبد الله بن عمر عند أحمد (6499)، وإسناده صحيح، وانظر تتمة شواهده والكلام عليه هناك.
الأعْمَشِ، عن عثمانَ بن عُمَيْرٍ - هو أبو اليَقْظانِ -، عن أبي حربِ بن أبي الأسْوَدِ الدِّيليِّ
عن عَبد اللهِ بن عَمْرٍو، قال: سَمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "ما أظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، ولا أقَلَّتِ الغَبْراءُ أصْدَقَ من أبي ذَرٍّ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي الدَّرْداءِ، وأبي ذَرٍّ.
وهذا حديثٌ حسنٌ.
4136 -
حدَّثنا العبَّاسُ العَنْبريُّ، قال: حدَّثنا النَّضْرُ بن محمدٍ، قال: حدَّثنا عِكْرمةُ بن عَمَّارٍ، قَال: حَدَّثَني أبو زُمَيْلٍ، عن مَالكٍ بن مَرْثدٍ، عن أبيهِ
عن أبي ذَرٍّ، قال: قال لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما أظَلَّتِ الخَضْراءُ، ولا أقَلَّتِ الغَبْراءُ من ذِي لَهْجةٍ أصْدقَ ولا أوْفَى مِن أبي ذَرٍّ، شِبْهِ عيسى ابن مَرْيمَ" فقال عمر بن الخطَّابِ كالْحَاسدِ: يا رسولَ اللهِ أفَتعْرِف ذلكَ له؟ قال: "نعم فاعْرفُوهْ"
(2)
.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عثمان بن عمير.
وأخرجه ابن ماجه (156)، وهو في "المسند"(6519).
ويشهد له حديث أبي الدرداء عند أحمد (21724)، وهو حسن لغيره أيضًا. وحديث أبي ذرٍّ التالي.
(2)
حديث حسن لغيره، دون قوله: فقال عمر بن الخطاب كالحاسد. وهذا سند ضعيف مالك بن مرثد وأبوه لم يوثقهما غير ابن حبان والعجلي، وهو عند ابن حبان مختصرًا (7132).
وقال ابن حبان: يشبه أن يكونَ هذا خطابًا خرج على حسبِ الحال في شيء =
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
وقد رَوَى بعضُهمْ هذا الحديثَ، فقال:"أبو ذَرٍّ يَمْشي في الأرْضِ بِزُهْدِ عيسى ابنِ مَرْيمَ"
109 - مناقب عبد الله بن سَلَامٍ رضي الله عنه
4137 -
حدَّثنا عليُّ بن سعيدٍ الكِنديُّ، قال: حدَّثَنا أبو مُحيَّاةَ يحيى بن يَعْلى، عن عبد الْمَلكِ بن عُمَيْرٍ، عن ابن أخي عَبد الله بن سَلامٍ
قال: لمَّا أُريد قَتْلُ عُثمانَ جاءَ عَبدُ اللهِ بن سَلَامٍ، فقال لهُ عُثمانُ: مَا جاءَ بِكَ؟ قال: جِئْتُ في نَصْركَ. قال: اخْرُجْ إلى النَّاسِ فاطْرُدْهُمْ عَنِّي، فإنَّكَ خارجًا خَيْرٌ لِي مِنْكَ داخلًا. فخرَجَ عبدَ اللهِ إلى النَّاسِ، فقال: أيُّها النَّاسُ إنَّهُ كانَ اسْمِي في الْجَاهِليَّةِ فُلانٌ، فسمَّاني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عبد اللهِ، ونَزلَتْ فيَّ آياتٌ من كِتاب اللهِ، نَزلَتْ فِيَّ:{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأحقاف: 10]، وَنَزَلَتْ فيَّ:{قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَاب}
= بعينه، إذ محال أن يكونَ الخطابُ على عمومه وتحت الخضراء المصطفى صلى الله عليه وسلم، والصدِّيق والفاروق رضي الله عنهما.
قال المباركفوري: قال الطيبي: يمكن أن يراد به أنه لا يذهب إلى التورية والمعاريض في الكلام، فلا يرخي عنان كلامه، ولا يحابي الناس، ولا يُسامحهم، ويُظهر الحق البحت والصدق المحض، ومن ثمة عقبه بقوله:"ولا أوفى" أي: يُوفي حق الكلام إيفاء لا يُغادِرُ شيئًا.
[الرعد: 43] إنَّ لله سَيْفًا مَغْمُودًا عنكُم، وإنَّ الملائكةَ قد جاوَرَتْكُمْ في بَلدِكُمْ هذا الَّذِي نَزلَ فِيهِ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فاللهَ اللهَ في هذا الرَّجُلِ أنْ تَقْتُلُوهُ، فواللهِ لَئنْ قَتلْتموهُ لَتَطْرُدُنَّ جِيرَانَكم الملائكةَ، ولَتَسُلُّنَّ سَيْفَ اللهِ الْمَغْمُودَ عنكُم، فلا يُغمَدُ إلى يَومِ القيامةِ، قالوا: اقْتُلوا اليَهُوديَّ، واقْتُلُوا عثمانَ
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، إنَّما نَعْرِفهُ من حديثِ عبد الملكِ بن عُمَيْرٍ.
وقد رَوَى شُعَيْبُ بن صَفْوان هذا الحديثَ عن عبد الملكِ بن عُمَيْرٍ، فقال: عُمرُ بن محمدِ بن عَبد اللهِ بن سَلام، عن جَدِّهِ عبد اللهِ بن سلامٍ.
4138 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن مُعاويةَ بن صالحٍ، عن رَبيعةَ بن يَزِيدَ، عن أبي إدْريسَ الخَوْلانيَّ
عن يزيدَ بن عَمِيرةَ، قال: لمَّا حَضرَ معاذَ بن جَبلٍ المَوْتُ، قِيلَ لهُ: يَا أبا عَبد الرحمنِ أوْصِنا. قال: أجْلسُوني. فقال: إنَّ العلمَ وَالإيمانَ مَكانَهُما، من ابْتَغاهُما وجَدهُما - يَقولُ ذلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ - والْتَمسُوا العلمَ عِنْدَ أربَعةِ رَهْطٍ: عِنْدَ عُوَيْمرٍ أبي الدَّرْداءِ، وعندَ سَلْمانَ الفارسيِّ، وعندَ عبد اللهِ بن مَسعودٍ، وعندَ عبد اللهِ بن سَلَامٍ الَّذِي كَان يَهُوديًّا فأسْلمَ، فإنِّي سَمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
حديث حسن، وقد سلف تخريجه في (3538).
يَقولُ: "إنَّه عاشرُ عَشرةٍ في الجنَّةِ"
(1)
.
وفي الباب عن سعدٍ.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ
(2)
.
110 - مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
4139 -
حدَّثنا إبراهيمُ بن إسماعيلَ بن يحيى بن سَلمةَ بن كُهَيْلٍ، قال: حدَّثني أبي، عن أبيهِ، عن سلمةَ بن كُهَيْلٍ، عن أبي الزَّعْراءِ
عن ابن مسعُودٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اقْتدُوا بِاللَّذَينِ مِن بَعْدِي من أصْحَابي: أبي بكرٍ وعمرَ، واهْتدُوا بهَدْيِ عَمَّارٍ، وتمسَّكُوا بِعَهْدِ ابن مسعودٍ"
(3)
.
هذا حديثٌ غريبٌ
(4)
من هذا الوَجْهِ من حديثِ ابن مسعُودٍ، لا نَعْرِفهُ إلا مِن حديثِ يحيى بن سلمةَ بن كُهَيْلٍ.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8253)، وهو في "المسند"(22104)، و"صحيح ابن حبان"(7165).
(2)
في (س): "حديث حسن صحيح غريب"، والمثبت من سائر الأصول الخطية.
(3)
إسناده ضعيف جدًّا، إبراهيم بن إسماعيل ضعيف، وأبوه وجدُّه متروكا الحديث، وأبو الزعراء - واسمه عبد الله بن هانئ - ليِّن الحديث.
وهو عند البغوي في "شرح السنة"(3896)، وانظر تخريجه فيه.
ويُغني عنه حديث حذيفة بن اليمان عند أحمد (23386)، وهو حديث حَسَن بطرقه وشواهده.
(4)
كذا في (أ) و (د) و (ل)، وفي (س):"حسن غريب".
ويحيى بن سَلمةَ يُضَعَّفُ في الحديثِ، وأَبو الزَّعْراءِ اسْمهُ: عَبد اللهِ بن هَانئٍ، وأبو الزَّعْراءِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ شُعبةُ وَالثَّوْريُّ وابن عُيينةَ اسْمهُ: عَمْرُو بن عَمْرٍو، وهو ابن أخي أبي الأحْوَصِ صاحب عبد اللهِ بن مسعودٍ.
4140 -
حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا إبراهيمُ بن يوسفَ بن أبي إسحاقَ، عن أبيهِ، عن أبي إسحاقَ، عن الأسْوَدِ بن يزيدَ
أنَّهُ سمعَ أبا موسى يقولُ: لقد قَدِمتُ أنا وأخي من اليَمَنِ، وما نُرَى حِينًا إلا أنَّ عبد اللهِ بن مسعودٍ رجلٌ من أهلِ بيتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، لِمَا نَرَى من دخولهِ ودخولِ أُمِّهِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ
(2)
من هذا الوجهِ.
وقد رواهُ سفيانُ الثَّوْريُّ عن أبي إسحاقَ.
4141 -
حدَّثنا محمدُ بن بشَّارٍ، قال: حدَّثنا عبد الرحمنِ بن مَهْدِيٍّ، قال: حدَّثنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاقَ، عن عبد الرحمنِ بن يَزِيدَ، قال:
أتَيْنا حُذَيفةَ فقلنا: حدِّثْنا بأقْرَبِ النَّاسِ من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَدْيًا ودلًّا، فَنأخُذَ عنه، ونسْمعَ منه. قال: كان أقْربَ النَّاسِ هَدْيًا ودلًّا وسَمْتًا بِرَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ابنُ مسعودٍ حتَّى يَتَوارَى مِنَّا في بَيْتهِ، ولقد
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3763)، ومسلم (2460)، والنسائي في "الكبرى"(8263) و (8388)، وهو في "المسند"(19588)، و"صحيح ابن حبان"(7063).
(2)
في (س) و (ل): "حسن صحيح غريب"، والمثبت من (أ).
عَلِمَ المَحْفُوظُونَ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّ ابن أُمِّ عَبْدٍ هو من أقْرَبِهمْ إلى اللهِ زُلْفى
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4142 -
حدَّثنا عبدُ اللهِ بن عبد الرحمنِ، قال: حدثنا صاعدٌ الحَرَّانيُّ، قال: حدَّثنا زُهَيْرٌ، قال: حدَّثنا منصورٌ، عن أبي إسحاقَ، عن الحارثِ
عن عليِّ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لو كُنْتُ مُؤَمِّرًا أحدًا من غَيرِ مَشُورةٍ منهم، لأمَّرْتُ عَليْهمُ ابنَ أُمِّ عَبْدٍ"
(2)
.
هذا حديثٌ
(3)
إنّما نَعْرِفهُ من حديثِ الحارثِ عن عَليٍّ.
4143 -
حدَّثنا سفيانُ بن وكيعٍ، قال: حدَّثنا أبي، عن سفيانَ الثَّوْريَّ، عن أبي إسحاقَ، عن الحارثِ
عن عليٍّ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لو كُنْتُ مُؤَمِّرًا أحدًا مِن غيرِ مَشُورةٍ، لأَمَّرْتُ ابنَ أُمِّ عَبْدٍ"
(4)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3762)، وهو في "المسند"(23308) و (23342) و (23350)، و"صحيح ابن حبان"(7063).
(2)
إسناده ضعيف لضعف الحارث، وهو ابن عبد الله الأعور.
وأخرجه ابن ماجه (137)، وهو في "المسند"(566).
(3)
كذا في (أ)، وفي (س) و (ل):"حديث غريب".
(4)
إسناده ضعيف لضعف الحارث - وهو ابن عبد الله الأعور -، وهو في "المسند"(739).
وانظر ما قبله.
4144 -
حدَّثنا هَنَّادٌ، قال: حدَّثنا أبو معاويةَ، عن الأعمشِ، عن شَقيقِ بن سَلمةَ، عن مسرُوقٍ
عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خُذُوا القرآنَ مِن أربعةٍ: من ابنِ مسعودٍ، وأُبيِّ بن كَعْبٍ، ومعاذِ بن جبلٍ، وسالمٍ مولَى أبي حذيفةَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4145 -
حدَّثنا الجَرَّاحُ بن مَخْلدٍ البَصْريُّ، قال: حدَّثنا مُعاذُ بن هشامٍ، قال: حدَّثني أبي، عن قتادةَ،
عن خَيْثمةَ بن أبي سَبْرَةَ، قال: أتَيْتُ المَدِينةَ فسألْتُ اللهَ أنْ يُيَسِّرَ لِي جَليسًا صالحًا، فيسَّرَ لِي أبا هريرةَ، فجلَسْتُ إليهِ، فقلتُ لهُ: إنِّي سَألْتُ اللهَ أنْ يُيسَّرَ لي جليسًا صالحًا فَوُفِّقْتَ
(2)
لي، فقال: من أينَ أنتَ؟ قلتُ: من أهلِ الكوفةِ، جِئْتُ ألْتَمِسُ الخير وأطْلبهُ. فقال: أليَس فِيكُمْ سعدُ بن مالكٍ مُجابُ الدَّعْوةِ، وابن مسعودٍ صاحبُ طَهُورِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ونَعْليهِ، وحذيفةُ صاحبُ سِرِّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وعَمَّارٌ الّذِي أجارهُ اللهُ من الشَّيطانِ على لسانِ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3758)، ومسلم (2464)، والنسائي في "الكبرى"(7996) و (8001) و (8229) و (8241) و (8259) و (8279) و (8280)، وهو في "المسند"(6523) و (6786)، و"صحيح ابن حبان"(736) و (7122) و (8128).
(2)
في (أ) ونسخة من (س): "فوقعت"، والمثبت من سائر الأصول الخطية.
نَبِيِّهِ، وسلمانُ صاحبُ الكتابَيْنِ: قال قتادةُ: والكِتابانِ الإنْجيلُ والقرآنُ
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
وخَيْثمةُ: هو ابن عبد الرحمنِ بن أبي سَبْرةَ، نُسبَ إلى جَدِّهِ.
111 - مناقب حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
4146 -
حدَّثنا عبد اللهِ بن عبد الرحمنِ، قال: أخبرنا إسحاقُ بن عيسى، عن شَرِيكٍ، عن أبي اليَقْظانِ، عن زاذانَ
عن حذيفةَ، قال: قالوا: يا رسولَ اللهِ لو اسْتَخْلفْتَ. قال: "إنْ اسْتَخْلفتُ عليكُمْ فعَصيْتُموهُ، عُذِّبْتُمْ، ولكنْ مَا حَدَّثكُمْ حُذَيْفةُ فصدِّقُوهُ، وما أقرَاكُمْ عبد اللهِ فاقْرَؤُوهُ".
قال عبد اللهِ: فقلتُ لإسحاقَ بنِ عيسى: يقولون هذا عن أبي وائلٍ. قال: عن زاذانَ إنْ شاءَ الله
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ، وهو حديثُ شَرِيكٍ.
112 - مناقب زيد بن حارثة رضي الله عنه
4147 -
حدَّثنا سفيانُ بن وكيعٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بن بكرٍ، عن ابن
(1)
إسناده حسن، وأخرجه الحاكم 3/ 392، وصححه هو والذهبي.
(2)
إسناده ضعيف، شريك سيئ الحفظ، وأبو اليقظان - واسمه عثمان بن عمير - ضعيف.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1331، والحاكم 3/ 70.
جُرَيْجٍ، عن زيدِ بن أسْلمَ، عن أبيهِ
عن عمرَ أنَّهُ فَرضَ لأُسَامةَ بن زيدٍ في ثلاثةِ آلافٍ وخَمْسِ مئَةٍ، وفَرضَ لعبد اللهِ بن عمرَ في ثلاثةِ آلافٍ، فقال عبد اللهِ بن عمرَ لأبيهِ: لم فَضَّلْتَ أُسامةَ عليَّ؟ فواللهِ ما سَبقني إلى مَشْهدٍ. قال: لِأنَّ زيدًا كان أحَبَّ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم من أبيكَ، وكانَ أُسامةُ أحبَّ إلى رسولِ الله مِنْكَ، فَآثَرْتُ حُبَّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم على حُبِّي
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
4148 -
حدَّثنا قتيبةُ، قال: حدَّثنا يعقوبُ بن عبد الرحمنِ، عن موسى بن عُقْبةَ، عن سالمِ بن عبد اللهِ بن عمرَ
عن أبيهِ، قال: ما كُنَّا نَدْعُو زيدَ بن حارثةَ إلا زيدَ بن محمدٍ حتَّى نَزلَتْ: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ}
(2)
[الأحزاب: 5].
هذا حديثٌ صحيحٌ.
(1)
حديث حسن كما قال المصنف، وهذا إسناد ضعيف لضعف سفيان بن وكيع، وتدليس ابن جريج، وأخرجه أبو يعلى (162)، والبزار (150) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر.
وأخرجه ابن سعد 4/ 70 من طريق عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر.
(2)
حديث صحيح، وقد سلف تخريجه برقم (3488).
4149 -
حدَّثنا الجَرَّاحُ بن مَخْلدٍ البَصْريُّ وغيرُ واحدٍ، قالوا: حدَّثنا محمدُ بن عمرَ بن الرُّوميِّ، قال: حدَّثنا عليُّ بن مُسْهرٍ، عن إسماعيلَ بن أبي خالدٍ، عن أبي عمرٍو الشَّيْبانيِّ، قال:
أخبرني جَبَلةُ بن حارثةَ أخو زيدٍ، قال: قَدِمْتُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ له: يا رسولَ اللهِ ابْعَثْ معي أخي زيدًا، قال:"هو ذا، فإنِ انْطلقَ معكَ لم أمْنعهُ". قال زيدٌ: يا رسولَ اللهِ، واللهِ لا أخْتارُ عليكَ أحدًا. قال: فرأيْت رَأْي أخي أفضلَ من رَأْيِي
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لَا يُعرف إلا مِن حديثِ ابن الرُّوميِّ، عن عليِّ بن مُسْهرٍ.
4150 -
حدَّثنا أحمدُ بن الحسنِ، قال: حدَّثنا عبد اللهِ بن مَسْلمةَ، عن مالكِ بن أنسٍ، عن عبد اللهِ بن دِينارٍ
عن ابن عُمرَ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعثَ بعثًا، وَأمَّرَ عليهم أسامةَ بن زَيْدٍ، فطعنَ النَّاسُ في إمرتهِ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنْ تَطْعُنُوا في إمرتهِ، فقد كُنْتُمْ تطعنونَ في إمْرةِ أبيهِ من قَبْلُ، وايْمُ اللهِ إنْ كانَ لَخليقًا لِلإمَارةِ، وإنْ كَانَ من أحَبِّ النَّاسِ إليَّ، وإنَّ هذا
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عمر بن الرومي ليّن الحديث، وقد جاء من طرق أخرى يحسن بها، كما في مصادر التخريج، فأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 2/ (2251)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 161، والطبراني في "الكبير"(2192) و (2193)، والحاكم 3/ 214، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 319.
من أحَبِّ النَّاسِ إليَّ بَعْدهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4151 -
حدَّثنا عَليُّ بن حُجْرٍ، قَال: حدثنا إسماعيلُ بن جَعْفرٍ، عن عَبدِ اللهِ بن دينارٍ، عن ابن عُمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحو حديثِ مَالكِ بن أنَسٍ
(2)
.
113 - مناقب أُسامة بن زيد رضي الله عنه
4152 -
حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا يُونسُ بن بُكَيْرٍ، عن محمدِ بن إسحاقَ، عن سَعيدِ بن عُبَيْدِ بن السَّبَّاقِ، عن محمدِ بن أُسامةَ بن زَيْدٍ
عن أبيهِ، قال: لَمَّا ثَقُلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، هَبطْتُ وهَبطَ النَّاسُ المدينةَ، فدخَلْتُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقد أصْمَتَ فلم يَتكلَّمْ، فَجعلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَضعُ يَديْهِ عليَّ وَيَرْفَعُهما، فأعْرفُ أنَّهُ يَدْعُو لِي
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3730)، ومسلم (2426)، والنسائي في "الكبرى"(8181)، وهو في "المسند"(4701) و (5888)، و"صحيح ابن حبان"(7044) و (7059).
(2)
إسناده صحيح، وانظر ما قبله.
(3)
إسناده حسن محمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث عند أحمد فانتفت شبهة تدليسه، وهو في "المسند"(21755).
قوله: "هبطتُ"، أي: نزلتُ من الجُرف إلى المدينة.
وقوله: "أَصْمَتَ" على بناء الفاعل أو المفعول، فقد جاء لازمًا ومتعديًا، والمراد: وصار بحيث لا يتكلم.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
4153 -
حدَّثنا الحُسينُ بن حُرَيْثٍ، قال: حدَّثنا الفَضْلُ بن موسى، عن طَلْحةَ بن يحيى، عن عائشةَ بِنْتِ طَلْحةَ
عن عائشةَ أُمِّ المُؤْمِنينَ، قالت: أرادَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ يُنحِّي مُخاطَ أُسامةَ. قالت عائشةُ: دَعْني حتَّى أنا الّذِي أفْعلُ. قال: "يا عائشةُ أَحِبِّيه، فإنِّي أُحِبُّهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسنٌ غريب.
4154 -
أخبرنا أحمدُ بن الحسنِ، قال: حدَّثنا موسى بن إسماعيلَ، قال: حدَّثنا أبو عوانةَ، قال: حدَّثنا عمرُ بن أبي سَلمةَ بن عبد الرحمنِ، عن أبيهِ، قال:
أخْبرني أُسامةُ بن زَيْدٍ، قال: كُنْتُ جالسًا إذْ جاءَ عليٌّ والعبَّاسُ يَسْتأْذِنانِ، فقالا: يا أُسامةُ اسْتأْذِنْ لَنا على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، عَليٌّ والعبَّاسُ يَسْتأْذِنانِ. فقال:"أتَدْري، ما جاءَ بِهما؟ " قلتُ: لا. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لكنِّي أدْري، ائذَنْ لَهُما"، فدخَلَا، فقالا: يا رسولَ اللهِ، جِئْناكَ نَسْألُكَ: أيُّ أهْلكَ أحَبُّ إليكَ؟ قال: "فاطمةُ بِنْتُ محمدٍ"، قالا: ما جِئْناكَ نَسْألُكَ عن أهْلكَ. قال: "أحَبُّ أهْلي إليَّ من قد أنْعمَ اللهُ عليهِ وأنْعَمتُ عليهِ أُسامةُ بن زَيْدٍ". قالا: "ثُمَّ من"؟ قال: "ثُمَّ عليُّ بن أبي طالبٍ". فقال العبَّاسُ: يا رسولَ الله، جَعلْتَ عَمكَ آخِرَهُمْ؟
(1)
إسناده قوي على شرط مسلم، وهو في "صحيح ابن حبان"(7058).
قال: "لِأنَّ عليًّا سَبقكَ بِالهِجْرةِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ
(2)
.
وكانَ شُعبة يُضعِّفُ عُمرَ بن أبي سَلمة.
114 - مناقب جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه
4155 -
حدَّثنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قال: حدَّثنا مُعاويةُ بن عَمْرٍو الأزْديُّ، قال: حدَّثنا زَائدةُ، عن بَيانٍ، عن قَيْسِ بن أبي حازمٍ
عن جريرِ بن عَبد اللهِ، قال: ما حَجَبني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أسْلمتُ، ولا رَآني إلَّا ضَحِكَ
(3)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
4156 -
حَدَّثَنَا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قَال: حدَّثنا مُعاويةُ بن عَمْرٍو، قَال: حَدَّثَنَا زائدةُ، عن إسماعيلَ بن أبي خَالدٍ، عن قَيْسٍ
(1)
إسناده ضعيف لضعف عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن.
وأخرجه الطيالسي بإثر الحديث (633) مختصرًا، والطبراني في "المعجم الكبير"(369)، والحاكم 3/ 596، وهو في "شرح مشكل الآثار" للطحاوي (5298) و (5299).
وانظر حديث عائشة السالف قبله.
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4150).
(2)
في (ل): "حسن صحيح" والمثبت من بقية الأصول الخطية.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3035)، ومسلم (2475)، وابن ماجه (159)، والنسائي في "الكبرى"(8302)، وهو في "المسند"(19173) و (19178)، و"صحيح ابن حبان"(7200) و (7201).
عن جَريرٍ، قال: ما حَجَبني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم منذُ أسْلمتُ، ولا رَآني إلّا تَبسَّمَ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
115 - مناقب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
4157 -
حدَّثنا بندار محمدُ بن بشَّارٍ ومحمودُ بن غَيْلانَ، قالا: حدَّثنا أبو أحمدَ، عن سُفيانَ، عن لَيْثٍ، عن أبي جَهْضمٍ
عن ابن عبَّاسٍ؛ أنَّهُ رَأى جِبْريلَ عليه السلام مَرَّتَيْنِ، ودعا لهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَرَّتَيْنِ
(2)
.
هذا حديثٌ مُرْسلٌ، وأبو جَهْضمٍ لم يُدرك ابن عَبَّاسٍ، وَاسْمهُ: موسى بن سَالمٍ
(3)
.
4158 -
حدَّثنا محمدُ بن حَاتمٍ المُؤَدِّبُ، قال: حدَّثنا القاسمُ بن مالكٍ المُزَنيُّ، عن عبد الملكِ بن أبي سليمانَ، عن عطاءٍ
(1)
إسناده صحيح، وانظر ما قبله.
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو الجهضم - واسمه: موسى بن سالم - لم يدرك ابن عباس.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 370، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 291.
(3)
في (س): "هذا حديث مرسل، ولا نعرف لأبي جهضم سماعًا من ابن عباس، وقد روي عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، وأبو الجهضم لم يدرك ابن عباس، واسمه موسى بن سالم"، وما أثبتناه من (أ) و (د) و (ل).
عن ابن عبَّاسٍ، قال: دعا لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يُؤْتِيَني اللهُ الحِكمةَ مَرَّتَيْنِ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجهِ من حديثِ عطاءٍ، وقد رواهُ عكرمةُ عن ابن عبَّاسٍ.
4159 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا عبد الوهّابِ الثَّقَفيُّ، قال: حدثنا خالدٌ الْحَذَّاءُ، عن عِكْرمةَ
عن ابن عبَّاسٍ، قال: ضَمَّني إليهِ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقال: "اللهمَّ عَلِّمهُ الحِكمةَ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
(1)
صحيح، وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 365، والنسائي في "الكبرى"(8178).
وانظر ما بعده.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (75)، وابن ماجه (166)، والنسائي في "الكبرى"(8179)، وهو في "المسند"(1840) و (3379)، و"صحيح ابن حبان"(7054).
قال الحافظ في "الفتح" 1/ 170: اختلف الشراح في المراد بالحكمة هنا، فقيل: القرآن، وقيل: العمل به، وقيل: السنة، وقيل: الإصابة في القول، وقيل: الخشية، وقيل: الفهم عن الله، وقيل: العقل، وقيل: ما يشهد العقل بصحته، وقيل: نور يفرق به بين الإلهام والوسواس، وقيل: سرعة الجواب مع الإصابة، وبعض هذه الأقوال ذكرها أهل التفسير في تفسير قوله تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} ، والأقرب أن المراد بها في حديث ابن عباس: الفهم في القرآن.
116 - مناقب عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
4160 -
حدَّثنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قال: حدَّثنا إسماعيلُ بن إبراهيمَ، عن أيُّوبَ، عن نافعٍ
عن ابن عمرَ، قال: رأيتُ في المنامِ كأنّما بِيدي قِطْعةُ إسْتبرَقٍ، ولا أُشِيرُ بِها إلى مَوْضعٍ من الجنَّةِ إلا طارتْ بي إليهِ، فقَصصْتُها على حَفْصةَ، فَقصَّتْها حَفْصةُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"إنَّ أخاكِ رجلٌ صالحٌ" أوْ "إنَّ عبد اللهِ رجلٌ صالحٌ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
117 - مناقب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما
4161 -
حدَّثنا عبد اللهِ بن إسحاقَ الجَوْهَريُّ، قال: حدَّثنا أبو عاصمٍ، عن عبد اللهِ بن المُؤَمَّلِ، عن ابن أبي مُليْكةَ
عن عائشةَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأى في بَيْتِ الزُّبَيْرِ مِصْباحًا، فقال:"يا عائشةُ ما أرى أسماءَ إلا قد نُفِسَتْ، فلا تُسمُّوهُ حتَّى أُسَمِّيَهُ". فسمَّاهُ عبدَ اللهِ، وَحَنَّكهُ بِتَمْرةٍ
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (1156) و (7015)، ومسلم (2478)، والنسائي في "الكبرى"(8289)، وهو في "المسند"(4494)، و"صحيح ابن حبان"(7072).
(2)
حديث ضعيف بهذه السياقة، عبد الله بن مؤمل ضعيف.
وأخرجه البخاري (3910) من طريق عروة عن عائشة، ولفظه: أوَّلُ مولودٍ وُلِدَ في الإسلام عبدُ الله بن الزبير، أَتَوْا به النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأخذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم تمرةً فلاكها، ثم =
هذا حديثٌ حَسنٌ غريبٌ.
118 - مناقب أنس بن مالك رضي الله عنه
4162 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا جعفرُ بن سليمانَ، عن الجَعْدِ أبي عثمانَ
عن أنسِ بن مالكٍ، قال: مَرَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فسَمِعتْ أُمَّي أُمُّ سُليْمٍ صَوْتَهُ، فقالت: بأبي أنتَ وأُمَّي يا رسولَ الله، أُنَيْسٌ. قال: فدعا لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثلاثَ دعواتٍ، قد رَأيْتُ مِنْهُنَّ اثْنَتينِ في الدُّنيا، وأنا أرْجُو الثَّالِثةَ في الآخِرةِ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
وقد رُوِي هذا الحديثُ من غَيرِ وجهٍ عن أنَسِ بن مالك عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
4163 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بن جعفرٍ، قال: حدَّثنا شُعبةُ، قال: سمعتُ قتادةَ يُحدِّثُ
عن أنسِ بن مالكٍ، عن أُمِّ سُلَيْمٍ؛ أنَّها قالت: يا رسولَ اللهِ أنَسٌ خادمُكَ ادعُ اللهَ لهُ. قال: "اللهُمَّ أكْثِرْ مَالهُ وَوَلَدَهُ، وبَارِكْ لهُ
= أدخلها في فِيه، فأوّلُ ما دخل بطنَه رِيقُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه مسلم (2146) من حديث أسماء، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم حنكه بتمرة ودعا له، وسماه عبد الله. وانظر "المسند"(26938).
(1)
حديث صحيح، وأخرجه عبد الرزاق (3417)، ومسلم (2481)(144)، وأبو يعلى (4354)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 196.
فِيما أعْطَيتَهُ"
(1)
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4164 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا أبو أُسامةَ، عن شَرِيكٍ، عن عاصمٍ الأحولِ
عن أنَسٍ، قال: رُبَّما قال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "يا ذا الأُذُنَيْنِ". قال أبو أُسامةَ: يعني يُمازِحُهُ
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريب صحيح.
4165 -
حدَّثنا زَيْدُ بن أخْزَمَ الطّائيُّ، قال: حدَّثنا أبو داودَ، عن شُعبةَ، عن جابرٍ، عن أبي نَصْرٍ
عن أنسٍ، قال: كَنَّاني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبَقْلةٍ كُنْتُ أجْتَنيها
(3)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من هذا الوجهِ من حديثِ جابرٍ الجُعْفيِّ عن أبي نَصْرٍ.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (1982) و (6378)، ومسلم (2480)، وهو في "المسند"(27426)، و"صحيح ابن حبان"(7178).
(2)
حديث حسن، وقد سلف تخريجه في (2109).
(3)
إسناده ضعيف لضعف جابر - وهو ابن يزيد الجعفي - وأبي نصر، واسمه خيثمة بن أبي خيثمة البصري، وهو في "المسند"(12286).
قال ابن الأثير في "النهاية" 1/ 440 في شرح الحديث: أي: كناه أبا حمزة، وقال الأزهري: البقلة التي جناها أنس كان في طعمها لذعٌ فَسمَّيت حمزة بفعلها، يقال: رُمَّانة حامزة، أي: فيها حموضة.
وأبو نصرٍ: هو خَيْثمةُ بن أبي خَيْثمةَ البَصْرِيُّ، رَوَى عن أنسٍ أحاديثَ.
4166 -
حدَّثَنا إبراهيمُ بن يعقوبَ، قال: حدَّثنا زَيدُ بن الحُبابِ، قال: حدَّثنا مَيمُونٌ أبو عبد اللهِ، قال: حدَّثنا ثابتٌ، قال:
قال لي أنسُ بن مالكٍ: يا ثابتُ خُذْ عَنِّي، فإنّكَ لن تَأْخُذ عن أحدٍ أوْثقَ مِنِّي، إنِّي أخَذْتهُ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأخذهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن جبريلَ، وأخَذهُ جبريلُ عن اللهِ تعالى
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ
(2)
لا نَعْرِفهُ إلا من حديثِ زَيْدِ بن حُبابٍ.
4167 -
حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا زَيْدُ بن الحُبابِ، عن ميمونٍ أبي عبد اللهِ، عن ثابتٍ، عن أنَسِ بن مالك نحو حديثِ إبراهيمَ بن يعقوبَ، ولم يَذْكُر فيهِ: وأخَذهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن جِبْريلَ
(3)
.
4168 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا أبو داودَ، عن أبي خَلدةَ، قال:
قلتُ لأبي العاليةِ: سَمعَ أنسٌ من النبيَّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: خَدمهُ عَشْرَ سِنينَ، ودعا لهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وكانَ لهُ بُسْتانٌ يَحْمِلُ في السَّنةِ الفَاكهةَ مَرَّتَيْنِ، وكانَ فِيها رَيْحانٌ يجيء مِنْهُ رِيحُ المِسْكِ
(4)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف ميمون أبي عبد الله، وأخرجه الحاكم 3/ 574.
(2)
في (س): "حسن غريب".
(3)
إسناده ضعيف، وانظر ما قبله.
(4)
إسناده صحيح.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
وأبو خَلدةَ اسْمهُ: خالدُ بن دِينارٍ، وهو ثِقةٌ عنْد أهلِ الحديثِ، وقد أدْركَ أنَسَ بنَ مالكٍ وَرَوَى عَنْهُ.
119 - مناقب أبي هريرة رضي الله عنه
4169 -
حدَّثنا محمدُ بن عمرَ بن عليٍّ المُقدَّميُّ، قال: حدَّثَنا ابن أبي عَديٍّ، عن شعبةَ، عن سماكٍ، عن أبي الرَّبيعِ
عن أبي هُريرةَ، قال: أتَيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فبَسطْتُ ثَوْبي عندهُ، ثُمَّ أخَذهُ فجمعهُ على قَلْبي، فما نَسيتُ بعدهُ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجهِ.
4170 -
حدَّثنا أبو موسى محمدُ بن الْمُثنَّى، قال: حدَّثنا عثمانُ بن عمرَ، قال: حدَّثَنا ابنُ أبي ذِئْبٍ، عن سعيدٍ المَقْبُريَّ
عن أبي هريرةَ، قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ أسْمعُ مِنْكَ أشياءَ، فلا أحْفظُها، قال:"ابْسُطْ رِداءَكَ"، فبسطْتُ، فحدَّثَ حديثًا كَثيرًا، فما نَسيتُ شيئًا حدَّثني به
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقد رُوِي من غيرِ وجهٍ عن أبي
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو الربيع - وهو المدني - روى عنه ثلاثة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات. وانظر ما بعده.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (119)، ومسلم (2492)، والنسائي (5866) و (5868)، وهو في "المسند"(7275).
هريرة.
4171 -
حدَّثنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قال: حدَّثنا هُشَيمٌ، قال: حدثنا يعلى بن عطاءٍ، عن الوليدِ بن عبد الرحمنِ
عن ابن عمرَ أنَّهُ قال لأبي هريرةَ: يا أبا هريرةَ أنتَ كُنْتَ أَلْزَمنا لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأحْفَظنا لحديثهِ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ.
4172 -
حدَّثنا عبدُ اللهِ بن عبد الرحمنِ، قال: أخبرنا أحمدُ بن أبي شعيب
(2)
الحَرَّانيُّ، قال: حدّثَني محمدُ بن سَلمةَ، عن محمدِ بن إسحاقَ، عن محمدِ بن إبراهيمَ، عن مالكِ بن أبي عامرٍ، قال:
جاء رجلٌ إلى طَلْحةَ بن عُبَيْد اللهِ فقال: يا أبا محمدٍ أرَأيْتَ هذا اليَمانيَّ - يعني أبا هريرةَ - أهو أعْلمُ بِحديثِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْكُمْ؟ نَسْمعُ مِنْهُ ما لا نَسْمعُ مِنْكُمْ، أو يقولُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما لم يَقُلْ؟ قال: أمَّا أنْ يكونَ سَمعَ من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما لم نَسْمعْ عنهَ، وذاكَ أنَّهُ كان مسكينًا لا شيءَ لهُ، ضَيْفًا لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدهُ مع يَدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وكُنَّا نحن أهلَ بُيوتاتٍ وغِنىً، وكُنَّا نَأْتي
(1)
حديث صحيح، وهو في "المسند" برقم (4453).
(2)
وقع في (أ) و (د) و (ل) ونسخة في (س): "أحمد بن سعيد"، وفي (س) و"تحفة الأشراف" 4/ 219:"أحمد بن شعيب"، وقال المزي بإثره:"كذا عنده - أي: الترمذي - والصواب: أحمد بن أبي شعيب".
وقال صاحب "التقريب" في ترجمة أحمد بن سعيد الحراني: "كذا ذكره صاحب "الكمال"، وصوابه: ابن أبي شعيب" وهو ثقة.
رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَرفي النَّهارِ، لا أشكُّ إلا أنّهُ سَمعَ من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما لم نَسْمعْ، ولا تَجدُ أحدًا فيهِ خيرٌ يقولُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ما لم يَقُلْ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ محمدِ بن إسحاقَ.
وقد رواهُ يونسُ بن بُكَيْرٍ وغَيرهُ عن محمدِ بن إسحاقَ.
4173 -
حدَّثنا بِشْرُ بن آدَمَ ابنُ بِنْتِ أزْهرَ السَّمَّانِ، قال: حدَّثنا عبد الصَّمدِ بن عبد الوارثِ، قال: حدَّثنا أبو خَلْدَةَ، قال: حدَّثنا أبو العاليةِ
عن أبي هريرةَ، قال: قال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مِمَّن أنْتَ؟ " قال: قُلْتُ: من دَوْسٍ. قال: "ما كُنْتُ أرَى أنَّ في دَوْسٍ أحدًا فيهِ خيرٌ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ
(3)
.
وأبو خَلْدةَ: اسمهُ خالدُ بن دِينارٍ، وأبو العاليةِ: اسمهُ رُفَيْعٌ.
4174 -
حدَّثنا عِمْرانُ بن موسى القزَّازُ، قال: حدَّثنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ،
(1)
رجاله ثقات، إلا أن محمد بن إسحاق قد رواه بالعنعنة، وهو مدلس.
وأخرجه البزار (932)، وأبو يعلى (636) و (637)، والحاكم 3/ 511 وصححه، وحسنه الحافظ في "الإصابة".
(2)
إسناده حسن، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 19/ 216.
(3)
المثبت من (س)، وفي (أ) و (د) و (ل):"حديث غريب صحيح".
قال: حدَّثنا المُهاجرُ، عن أبي العاليةِ الرِّياحي
عن أبي هريرةَ، قال: أتَيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بِتَمراتٍ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ ادْعُ اللهَ فِيهنَّ بِالبرَكةِ، فضمَّهُنَّ ثُمَّ دَعا لي فِيهنَّ بالبرَكةِ. فقال لي:"خُذْهنَّ واجْعلْهُنَّ في مِزْودكَ هذا - أو في هذا المِزْودِ - كُلَّما أرَدْتَ أنْ تَأْخُذَ منه شيئًا، فأدْخِلْ يَدكَ فيهِ، فَخذْهُ، ولا تَنْثُرهُ نَثْرًا" فقد حَملْتُ من ذلكَ التَّمْرِ كَذا وكَذا من وَسقٍ في سَبِيلِ اللهِ، فكُنَّا نَأْكُلُ مِنْهُ وَنُطْعِمُ، وكانَ لا يُفارقُ حِقْوي حتَّى كان يومُ قَتْل عُثمانَ، فإنَّهُ انْقطعَ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجهِ.
وقد رُوِي هذا الحديثُ من غيرِ هذا الوجهِ عن أبي هريرة.
4175 -
حدَّثنا أحمدُ بن سعيدٍ المُرَابطيُّ، قال: حدَّثنا رَوْحُ بن عُبادةَ، قال: حدَّثنا أُسامةُ بن زَيْدٍ، عن عبد اللهِ بن رافعٍ، قال:
قلتُ لأبي هريرةَ: لِم كُنَّيتَ أبا هريرةَ؟ قال: أما تَفْرَقُ مِنِّي؟ قُلْتُ: بلى واللهِ إنِّي لأهَابُكَ. قال: كنتُ أرْعَى غَنمَ أهلي، وَكانت لي هريرةٌ صَغيرةٌ، فكنتُ أضَعُها بِاللّيْلِ في شَجرةٍ، فإذا كانَ النَّهارُ ذَهَبْتُ بها مَعي، فلعِبْتُ بها، فكَنَّوْني أبا هريرة
(2)
.
(1)
حديث حسن، وهو في "المسند"(8628)، و"صحيح ابن حبان"(6532).
والمزود: الوعاء الذي يجعل فيه الزاد.
(2)
حديث حسن كما قال المصنف، وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" =
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
4176 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا سُفيانُ بن عُيينةَ، عن عَمْرِو بن دِينارٍ، عن وَهْبِ بن مُنَبَّهٍ، عن أخيهِ هَمَّامِ بن مُنبَّهٍ
عن أبي هريرةَ، قال: ليس أحدٌ أكثرَ حديثًا عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنِّي إلا عبد اللهِ بن عَمْرٍو، فإنَّهُ كان يكْتُبُ، وكنتُ لا أكْتبُ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
120 - مناقب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
4177 -
حدَّثنا محمدُ بن يحيى، قال: حدَّثنا أبو مُسْهرٍ، عن سعيدِ بن عبد العزِيزِ، عن رَبيعةَ بن يَزِيدَ
عن عبد الرحمنِ بن أبي عَميرةَ وكانَ من أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قال لِمُعاويةَ:"اللَّهُمَّ اجْعلهُ هَاديًا مَهْديًّا، وَاهْدِ بهِ"
(2)
.
= 4/ 329، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 19/ 214.
(1)
حديث صحيح، وقد سلف تخريجه في (2859).
(2)
رجاله ثقات، إلا أن سعيد بن عبد العزيز الذي مدار الحديث عليه، اختلط في آخر عمره، فيما قاله أبو مسهر ويحيى بن معين، وغَمزَ في هذا الحديث ابن عبد البر وابن حجر كما في "الإصابة" 4/ 342 - 343، و"فتح الباري" 7/ 104، ونص أبو حاتم في "العلل" 2/ 362 على عدم سماع ابن أبي عميرة هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم، لكن البخاري ساق هذا الحديث في "تاريخه الكبير" 7/ 377، وفيه تصريح ابن أبي عميرة بالسماع.
وهو في "المسند"(17895).
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
4178 -
حدَّثنا محمدُ بن يحيى، قال: حدَّثنا عبد اللهِ بن محمدِ النُّفيليُّ، قال: حدَّثنا عمرُو بن واقدٍ، عن يُونَس بن حَلْبسٍ، عن أبي إدريسَ الخولانيِّ، قال:
لَمَّا عَزَلَ عمرُ بن الخطَّابِ عُمَيْرَ بن سعدٍ عن حِمصٍ وَلَّى مُعاويةَ، فقال النَّاسُ: عَزلَ عُمَيْرًا وَوَلَّى معاويةَ. فقال عُمَيْرٌ: لا تَذْكُروا معاويةَ إلَّا بخيرٍ، فإنَّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ:"اللَّهُمَّ اهْدِ بهِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ، وعمرُو بن واقدٍ يُضَعَّفُ
(2)
.
121 - مناقب عَمرو بن العاص رضي الله عنه
4179 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن مِشْرَح بن هاعانَ
عن عقبةَ بن عامرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أسْلمَ النّاسُ، وآمنَ عمرُو بنُ العاص"
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا، عمرو بن واقد متروك الحديث.
وانظر ما قبله.
(2)
هذه العبارة أُثبتت من (س) و (ل).
(3)
إسناده حسن، رواية قتيبة عن ابن لهيعة قوية، وقد رواه أيضًا عبد الله بن وهب عنه، ومشرح بن هاعان وثقه ابن معين وغيره، وضعفه بعضهم، فهو حسن الحديث.
وهو في "المسند"(17413).
وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد (8042) بسند حسن، ولفظه: "ابنا =
هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرِفهُ إلا مِن حديثِ ابن لهيعةَ عن مِشْرحٍ، وليسَ إسنادهُ بِالقَويِّ.
4180 -
حدَّثنا إسحاقُ بن منصورٍ، قال: حدثنا أبو أُسامةَ، عن نافعِ بن عمرَ الجُمحيِّ، عن ابن أبي مُلَيْكةَ، قال:
قال طلحةُ بن عُبَيْدِ اللهِ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إنَّ عمرَو بن العاصِ من صالحي قُرَيْشٍ"
(1)
.
هذا حديثٌ إنَّما نَعْرِفهُ من حديثِ نافعِ بن عمرَ الجُمحيِّ، ونافعٌ ثِقةٌ، وليسَ إسنادهُ بِمُتَّصلٍ، ابن أبي مُلَيْكةَ لم يُدْركْ طلحةَ.
122 - مناقب خالد بن الوليد رضي الله عنه
4181 -
حدَّثنا قتيبةُ، قال: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن هِشامِ بن سعدٍ، عن زيدِ بن أسلمَ
عن أبي هريرةَ، قال: نَزلْنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم منزلًا، فجعلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ، فيقولُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ هذا يا أبا هُريرةَ؟ " فأقولُ: فُلانٌ. فيقولُ: "نِعْمَ عَبدُ اللهِ هذا" ويقول: "من هذا؟ "، فأقولُ: فُلانٌ. فيقولُ: "بِئْسَ عبد اللهِ هذا"، حتَّى مَرَّ خالدُ بن
= العاص مؤمنان: عمرو وهشام".
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه، ابن أبي مليكة لم يدرك طلحة بن عبيد الله، وهو في "المسند"(1382).
وفي الباب عن المطلب بن عبد الله بن حنطب مرسلًا عند أحمد في "فضائل الصحابة"(1746)، وفيه ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ.
الوليدِ، فقال:"من هذا؟ " فَقلتُ: هذا خالدُ بن الوليدِ. فقال: "نِعْمَ عبد اللهِ خالدُ بن الوليدِ، سَيْفٌ من سيوفِ اللهِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ
(2)
، ولا نَعْرِفُ لِزَيْدِ بن أسْلمَ سَماعًا من أبي هُريرةَ، وهو عِنْدي حديثٌ مُرْسلٌ.
وفي البابِ عن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ.
123 - مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه
4182 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن أبي إسحاقَ
عن البراءِ، قال: أُهْدِي لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم ثَوْبُ حَريرٍ فجعلُوا يَعْجبُونَ من لِينهِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أتَعْجبُونَ من هذا؟
(1)
حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد منقطع زيد بن أسلم لم يسمع من أبي هريرة.
وأخرجه أحمد مختصرًا في "المسند"(8720) من طريق إسحاق بن الحارث بن عبد الله بن كنانة عن أبي هريرة.
ويشهد له حديث أبي بكر الصديق عند أحمد (43) ولفظه: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نعم عبد الله، وأخو العشيرة، خالد بن الوليد، وسيف من سيوف الله سلَّه الله عز وجل على الكفار والمنافقين".
وآخر من حديث أبي عُبيدة بن الجراح عند أحمد (16823).
وثالث من حديث عبد الله بن أبي أوفى عند ابن حبان (7091).
ورابع من حديث عبد الله بن جعفر عند أحمد (1750).
(2)
في (س): "حسن غريب" والمثبت من سائر الأصول.
لَمَناديلُ سَعْدِ بن مُعاذٍ في الجنَّةِ أحْسنُ من هذا"
(1)
.
وفي البابِ عن أنسٍ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4183 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا عبد الرَّزاقِ، قال: أخْبرنا ابن جُرَيْجٍ، قال: أخْبرني أبو الزُّبَيْرِ
أنَّهُ سمعَ جابرَ بن عبد اللهِ يقولُ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ وجنازةُ سَعْدِ بن مُعاذٍ بين أيْدِيهمْ: "اهْتزَّ لهُ عرشُ الرَّحمنِ"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (3249)، ومسلم (2468)، وابن ماجه (157)، والنسائي في "الكبرى"(8221)، وهو في "المسند"(18544) و (18668)، و"صحيح ابن حبان"(7035).
قوله: "لمناديل سعد": كأنه خاف عليهم أن يرغبوا في الدنيا، فبين لهم أن الآخرة خيرٌ من الأولى، حتى إن المنديل المعدَّ للوسخ في الآخرة خيرٌ من ثوبٍ أعدَّه الأمراء للُّبس في الدنيا، فارغبوا فيها، لا في الدنيا، والله تعالى أعلم. قاله السندي في "حاشيته" على "المسند".
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3803)، ومسلم (2466)، وابن ماجه (158)، والنسائي في "الكبرى"(8224)، وهو في "المسند"(14153)، و"صحيح ابن حبان"(7029).
قال البغوي في "شرح السنة" 14/ 180: قوله: اهتز، أي: ارتاح بروحه حين صُعِد به، قيل: أراد بالاهتزاز: السرور والاستبشار، ومعناه أن حملة العرش فرحوا بقدوم روحه، فأقام العرش مقام من حمله، كقوله:"هذا جبل يحبنا ونحبه"، أي: أهله.
قلت (القائل هو: البغوي): والأولى إجراؤه على ظاهره، وكذلك قوله عليه =
وفي البابِ عن أُسَيْدِ بن حُضَيْرٍ، وأبي سعيدٍ، وَرُمَيْثةَ.
هذا حديثٌ صحيحٌ
(1)
.
4184 -
حدَّثنا عبدُ بن حُمَيْدٍ، قال: أخْبرنا عَبد الرَّزاقِ، قال: أخْبرنا مَعْمرٌ، عن قَتادةَ
عن أنَس، قال: لَمَّا حُملَتْ جَنازةُ سَعْدِ بن مُعاذٍ قال المُنَافِقُونَ: ما أخَفَّ جَنازتهُ، وَذلكَ لِحُكمهِ في بَني قُريْظةَ، فَبلغَ ذلكَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال:"إنَّ الْمَلائكةَ كَانَتْ تَحْمِلُهُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ
(3)
.
124 - مناقب قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه
4185 -
حدَّثنا محمدُ بن مَرْزُوقٍ البَصْرِيُّ، قال: حدَّثنا محمدُ بن عبد اللهِ الأنْصَاريُ، قال: حدَّثني أبي، عن ثُمامةَ
= الصلاة والسلام: "أحد جبل يحبنا ونحبه" ولا ينكر اهتزاز ما لا روح فيه بالأنبياء والأولياء، كما اهتز أحد وعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان، وكما اضطربت الأسطوانة على مفارقته.
وانظر أيضًا كلام أبي الحسن علي بن محمد الطبري فيما نقله عنه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 397.
(1)
في (س) و (ل) والمطبوع: "حسن صحيح"، والمثبت من (أ) و (د).
(2)
حديث صحيح، وهو في "صحيح ابن حبان"(7032).
وانظر تمام تخريجه فيه.
(3)
المثبت من (ل)، وفي (س):"حسن غريب"، وفي (أ) و (د):"صحيح غريب".
عن أنسٍ، قال: كانَ قَيْسُ بن سَعْدٍ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَنْزلةِ صاحبِ الشُّرَطِ من الأمِيرِ.
قال الأنصاريُّ: يعني مِمَّا يلي من أُمُورِهِ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ
(2)
لا نَعْرِفهُ إلا من حديثِ الأنصاريِّ.
4186 -
حدَّثنا محمدُ بن يحيى، قال: حدَّثنا محمدُ بن عبد اللهِ الأنصاريُّ نحوهُ
(3)
، ولم يَذْكُرْ فيه قولَ الأنصاريِّ.
125 - مناقب جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
4187 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا عبد الرحمنِ بن مَهْديًّ، قال: حدَّثنا سفيانُ، عن محمدِ بن المُنكدرِ
عن جابِر بن عبد اللهِ، قال: جاءني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ليس بِرَاكب بَغْلٍ ولا بِرْذَونٍ
(4)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (7155)، وهو في "صحيح ابن حبان"(4508)، وليس فيه عندهم قول الأنصاري:"مما يلي من أموره".
(2)
في (س): "حسن صحيح غريب"، والمثبت من بقية الأصول.
(3)
صحيح، وانظر ما قبله.
(4)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5664)، والنسائي في "الكبرى"(7459)، وهو في "المسند"(15011).
وانظر الحديث السالف برقم (2228)، وانظر تمام تخريجه هناك.
والبِرذَوْن: قال القاضي عياض في "المشارق": البراذين هي الخيل غيرُ العِراب والعِتاق.
4188 -
حدَّثَنا ابن أبي عمرَ، قال: حدَّثنا بشْرُ بن السَّريِّ، عن حمَّادِ بن سَلمةَ، عن أبي الزُّبَيْرِ
عن جابرٍ، قال: اسْتَغفرَ لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلةَ البَعيرِ خمسًا وعشرينَ مَرَّةً
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيح غريبٌ.
ومعنى قَوْلهِ: لَيْلةَ البَعيرِ: ما رُوِي عن جابرٍ من غيرِ وَجْهٍ أنَّهُ كانَ مع النبيَّ صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فباعَ بَعيرَهُ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم، واشْترطَ ظَهْرَهُ إلى المَدِينةِ، يقولُ جابرٌ: لَيْلةَ بِعْتُ من النبيَّ صلى الله عليه وسلم البَعيرَ اسْتَغفرَ لي خَمسًا وعِشْرينَ مَرَّةً. وَكانَ جابرٌ قد قُتلَ أبوهُ عبد اللهِ بن عمرِو بن حرامٍ يومَ أُحُدٍ، وتَركَ بناتٍ، فكانَ جابرٌ يَعُولُهنَّ ويُنْفِقُ عليهنَّ، فكانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يبَرُّ جابرًا وَيرْحَمُهُ بِسَببِ ذلكَ، هكذا رُوِي في حديثٍ عن جابرٍ نحو هذا.
126 - مناقب مصعب بن عمير رضي الله عنه
4189 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيلانَ، قال: حدَّثَنا أبو أحمدَ، قال: حدَّثَنا سفيانُ، عن الأعْمَشِ، عن أبي وائلٍ
(1)
حديث صحيح، وهو في "صحيح ابن حبان"(7142).
وأخرج قصة استغفار النبي صلى الله عليه وسلم لجابر دون ذكر العدد مسلم ص 1223 (112)، والنسائي 7/ 299.
وانظر "صحيح ابن حبان" الحديثين رقم (7140) و (7141).
عن خَبَّابٍ، قال: هاجَرْنا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَبْتغي وَجْهَ اللهِ، فوقعَ أجْرُنا على اللهِ، فَمنَّا من ماتَ لم يَأْكُلْ من أجْرهِ شيئًا، ومِنَّا من أيْنعتْ له ثَمرتهُ فهو يَهْدِبُها، وإنَّ مُصْعبَ بن عُمَيْرٍ ماتَ ولم يَتْرُكْ إلا ثوبًا، كانُوا إذا غَطَّوْا بهِ رَأْسهُ خَرجَتْ رِجْلاهُ، وإذا غَطَّوْا به رِجليهِ خَرجَ رَأْسُهُ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"غَطوا رَأْسهُ، واجْعلُوا على رِجْليهِ الإذْخِرَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4190 -
حدَّثنا هنَّادٌ، قال: حدَّثنا ابن إدْريَس، عن الأعْمَشِ، عن أبي وائلٍ شَقيقِ بن سَلمةَ، عن خَبَّابِ بن الأرَتِّ نحوهُ
(2)
.
127 - مناقب البراء بن مالك رضي الله عنه
4191 -
حدَّثنا عبد اللهِ بن أبي زيادٍ، قال: حدَّثنا سيَّارٌ، قال: حدَّثنا جعفرُ بن سُليْمانَ، قال: حدَّثنا ثابتٌ وعليُّ بن زَيْدٍ
عن أنسِ بن مالكٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَمْ من أشْعثَ أغْبرَ ذِي طِمْرينِ لا يُؤْبهُ لهُ لو أقْسمَ على اللهِ لأبَرَّهُ، منهمُ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (1276) و (3913)، ومسلم (940)، وأبو داود (2876) و (3155)، والنسائي 4/ 38 - 39، وهو في "المسند"(21058)، و"صحيح ابن حبان"(7019).
(2)
إسناده صحيح، وهو في "المسند"(21077).
وانظر ما قبله.
البَراءُ بنُ مالكٍ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
128 - مناقب أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
4192 -
حدَّثنا موسى بن عبد الرحمنِ الكِنديُّ، قال: حدَّثنا أبو يحيى الْحِمَّانيُّ، عن بُريْدِ بن عبد اللهِ بن أبي بُرْدةَ، عن أبي بُرْدةَ
عن أبي موسى، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّهُ قال:"يا أبا موسى لقد أُعْطيتَ مِزْمارًا من مَزامِيرِ آلِ داودَ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سيار - وهو ابن حاتم العنزي -، وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان - لكنه قد توبع.
وأخرجه أبو يعلى (3987)، والحاكم 3/ 291 - 292، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 206، وهو في "المسند"(12476) من طريق أبي النضر، عن أنس. وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث حارثة بن وهب عند البخاري (4918)، ومسلم (2853)، وهو في "المسند" (18728) ولفظه:"ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف مُتَضَعَّف، لو أقسم على الله لأَبرَّه، ألا أُخبركم بأهلِ النارِ؟ كل عُتُلٍّ جَوَّاظ مُسْتَكْبِر" وليس فيه: "منهم البراء بن مالك".
وقوله: "ذي طِمْرين": بكسر الطاء وسكون الميم وراء: الثوب الخلق.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5048)، ومسلم (793)(236)، وهو في "صحيح ابن حبان"(7197).
قوله: "أُعطيت مزمارًا من مزامير آل داود" قال النووي: المراد بالمزمار هنا: الصوت الحسن، وأصل الزمر الغناء، وآل داود: هو داود نفسه، وآل فلان قد يطلق على نفسه، وكان داود صلى الله عليه وسلم حسن الصوت جدًّا.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
وفي البابِ عن بُرَيْدةَ، وأبي هُريرةَ، وَأنَس.
129 - مناقب سهل بن سعد رضي الله عنه
4193 -
حدَّثنا محمدُ بن عبد اللهِ بن بَزِيعٍ، قال: حدَّثنا الفُضَيْلُ بن سُليْمانَ، قال: حدَّثنا أبو حازمٍ
عن سهل بن سعدٍ، قال: كُنَّا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو يَحْفرُ الخَنْدقَ، ونحنُ نَنْقُلُ التُّرابَ ويمرُّ بنا، فقال:
"اللَّهُمَّ لا عَيْشَ إلّا عَيْشُ الآخرهْ
…
فاغْفرْ لِلأنْصارِ والمُهاجِرهْ"
(1)
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوَجْهِ.
وأبو حازمٍ: اسْمهُ سَلمةُ بن دِينارٍ الأعْرجُ الزَّاهدُ.
4194 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بن جَعْفرٍ، قال: حدَّثَنا شُعبةُ، عن قتادةَ، قال:
حدَّثنا أنسُ بن مالك؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يقولُ:
"اللهُمَّ لا عيشَ إلَّا عَيْش الآخِرهْ
…
فأكْرمِ الأنْصارَ والمُهاجرهَ"
(2)
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3797) و (6414)، ومسلم (1804)، والنسائي في "الكبرى"(8312)، وهو في "المسند"(22815).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2834) و (3795)، ومسلم (1805)، والنسائي في "الكبرى"(8313) و (8314) و (8325)، وهو في "المسند"(12722) و (12768).
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
قد رُوِي من غَيْرِ وَجْهٍ عن أنسٍ.
130 - باب ما جاء في فَضْلِ من رَأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وَصَحبهُ
4195 -
حدَّثنا يحيى بن حَبيبِ بن عَربيٍّ البَصْريُّ، قال: حدَّثنا موسى بن إبراهيمَ بن كثيرٍ الأنْصاريُّ، قال: سَمِعتُ طَلْحةَ بن خِراشٍ يقولُ:
سَمِعتُ جابرَ بن عبد اللهِ يقولُ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "لا تَمسُّ النَّارُ مسلمًا رَآني، أوْ رَأى من رَآني".
قال طَلْحةُ: فقد رَأيْتُ جابرَ بن عبد اللهِ، وقال موسى: وقد رَأيْتُ طَلْحةَ، قال يحيى: وقال لي موسى: وقد رَأيْتَني وَنَحنُ نَرْجُو الله
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من حديثِ موسى بن إبراهيمَ الأنْصَاريِّ.
(1)
إسناده ضعيف، طلحة بن خراش قال النسائي: صالح. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الأزدي: روى عن جابر مناكير. وموسى بن إبراهيم لم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ومع ذلك فقد قال: كان ممن يخطئ.
وعزاه صاحب "الكنز" إلى الضياء من حديث جابر.
قال صاحب "الدين الخالص": وظاهر الحديث تخصيص الصحابة والتابعين بهذه البشارة، وليس في لفظه ما يدل على شمول سائر المسلمين إلى يوم القيامة، بل قصر تبع التابعين عن الدخول فيه، والحديث أفاد أن البشارة خاصة بمن رأى الصحابي، فمن لم يره وكان في زمنه، فالحديث لا يشمله.
ورَوَى عليُّ بن الْمَدينيِّ وغيرُ واحدٍ من أهْلِ الحديثِ عن موسى هذا الحديثَ.
4196 -
حدَّثنا هنَّادٌ، قال: حدَّثنا أبو معاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن إبراهيمَ، عن عَبِيدةَ، هو السَّلْمانيُّ
عن عبد اللهِ بن مسعودٍ، قال: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْني، ثمَّ الّذِينَ يَلونَهُمْ، ثمَّ الّذِينَ يَلونَهُمْ، ثُمَّ يأْتي قَوْمٌ بعد ذَلكَ تَسْبِقُ أيْمانُهمْ شَهادَاتِهمْ، أو شهاداتُهمْ أيمانَهُمْ"
(1)
.
وفي البابِ عن عمرَ، وعِمْرانَ بن حُصَيْنٍ، وَبُريْدةَ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
131 - باب في فضلِ من بايعَ تحتَ الشجرَةِ
4197 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن أبي الزُّبَيْرِ
عن جابرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَدْخُلُ النَّارَ أحدٌ مِمَن بايعَ تحتَ الشَّجرةِ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2652) و (6429)، ومسلم (2533)، وابن ماجه (2362)، والنسائي في "الكبرى"(6031)، وهو في "المسند"(3594)، و"صحيح ابن حبان"(4328) و (7222).
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه أبو داود (4653)، والنسائي في "الكبرى"(11508)، وهو في "المسند"(14778)، و"صحيح ابن حبان"(4802).
132 - باب فيمن يسُبُّ أصحابَ النبيّ صلى الله عليه وسلم
-
4198 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا أبو داودَ، قال: أنبأنا شُعبةُ، عن الأعْمَشِ، قال: سمعتُ ذَكْوانَ أبا صالحٍ
عن أبي سعيدٍ الْخُدْريِّ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا أصْحابي، فوالّذِي نفسي بِيدِه لو أنَّ أحَدكُمْ أنْفقَ مِثْلَ أُحدٍ ذهبًا ما أدْركَ مُدَّ أحَدِهمْ ولا نَصيفَهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
ومعنى قوله: "نَصِيفهُ" يعني: نِصْفَ مُدَّهِ.
4199 -
حدَّثنا الحسنُ بن عليٍّ الخلّالُ، قال: حدَّثَنا أبو مُعاويةَ، عن الأعْمَشِ، عن أبي صالحٍ، عن أبي سعيدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوهُ
(2)
.
4200 -
حدَّثنا محمدُ بن يحيى، قال: حدَّثنا يعقُوبُ بن إبراهيمَ بن سَعْدٍ، قال: حدَّثنا عَبِيدةُ بن أبي رائِطةَ، عن عبد الرحمنِ بن زيادٍ
عن عبد اللهِ بن مُغَفَّلٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللهَ اللهَ في أصحابي، لا تَتَّخذُوهُمْ غَرضًا بَعْدِي، فمن أحَبَّهُمْ فبِحُبِّي أحَبَّهُمْ،
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (6973)، ومسلم (541)، وأبو داود (4658)، وابن ماجه (161)، والنسائي في "الكبرى"(8308)، وهو في "المسند"(11079) و (11516)، و"صحيح ابن حبان"(6994) و (7255)، إلا أنه وقع عند مسلم وابن ماجه: عن أبي هريرة بدل عن أبي سعيد، وهو وهم نبه عليه المزي في "تحفة الأشراف" 3/ 343 - 344، والحافظ في "الفتح" 7/ 35.
(2)
إسناده صحيح، وانظر ما قبله.
ومن أبْغَضهُمْ فَبِبُغْضي أبْغَضهُمْ، ومن آذَاهُمْ فقد آذاني، ومن آذَاني فقد آذَى اللهَ، ومن آذَى اللهُ يُوشكُ أنْ يَأْخُذَهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا مِن هذا الوَجْهِ.
4201 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا أزْهرُ السَّمَّانُ، عن سُليْمانَ التَّيْميِّ، عن خِداشٍ، عن أبي الزُّبَيْرِ
عن جابرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"لَيدْخُلَنّ الجنَّةَ مَنْ بايعَ تَحْتَ الشَّجرةِ إلا صاحبَ الجَملِ الأحْمرِ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
4202 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا اللّيثُ، عن أبي الزُّبَيْرِ
عن جابرٍ: أنَّ عبدًا لحاطبِ بن أبي بَلْتعةَ جاء رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشكُو حاطبًا، فقال: يا رسولَ اللهِ لَيدْخلَنّ حاطبٌ النَّارَ، فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَذبْتَ لَا يَدْخُلها، فإنَّه شَهِدَ بَدرًا
(1)
إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن زياد، ويقال: عبد الله بن عبد الرحمن، ويقال: عبد الرحمنِ بن عبد الله لم يوثقه غير ابن حبان، ولم يرو عنه غيرُ عَبِيدةَ بن أبي رائطة، وقال الذهبي: لا يعرف.
وأخرجه أحمد في "مسنده"(16803)، وابن حبان في "صحيحه"(7256).
(2)
ضعيف بهذه السياقة، لأن خداشًا لين الحديث وهو مقبول عند المتابعة، ولم يتابع في هذا الحديث، بل قد خالفه الثقات حيث رواه غير واحد عن أبي الزبير دون قوله:"إلا صاحب الجمل الأحمر" كما سلف برقم (4197).
وأخرجه البزار (كشف الأستار - 2762) من طريق خداش، عن أبي الزبير، عن جابر، عن ابن عباس.
والحُدَيبيةَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4203 -
حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا عُثمانُ بن نَاجيةَ، عن عبد اللهِ بن مُسلمٍ أبي طَيْبةَ، عن عبد اللهِ بن بُريْدةَ
عن أبيهِ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أحدٍ من أصحابي يموتُ بِأرْضٍ إلا بُعِثَ قائدًا ونُورًا لهم يومَ القيامةِ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
وقد رُوِي هذا الحديثُ عن عبد الله بن مسلمٍ أبي طَيْبةَ، عن ابنِ بُريْدةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرسلًا. وهذا أصحُّ.
133 - باب
4204 -
حدَّثنا أبو بكرِ بن نافعٍ، قال: حدَّثنا النَّضْرُ بن حمَّادٍ، قال: حدَّثنا سَيْفُ بن عمرَ، عن عُبَيْد اللهِ بن عمرَ، عن نافعٍ
عن ابن عمرَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا رَأيْتُمُ الّذِينَ يَسُبُّونَ أصحابي، فقولوا: لَعْنةُ اللهِ على شَرَّكُمْ"
(3)
.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه مسلم (2195)، والنسائي في "الكبرى"(8296)، وهو في "المسند"(14484) و (14771)، و"صحيح ابن حبان"(4799).
(2)
إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن مسلم، وعثمان بن ناجية مستور، كما قال الحافظ ابن حجر في "التقريب".
(3)
إسناده ضعيف جدًّا، سيف بن عمر متروك الحديث، والنضر بن حماد ضعيف. =
هذا حديثٌ منكرٌ لا نعْرِفهُ من حديثِ عبيدِ اللهِ بن عمر إلا من هذا الوجهِ، والنضر مجهول، وسيف مجهول
(1)
.
134 - باب ما جاء في فَضْلِ فاطمةَ رضي الله عنها
4205 -
حدَّثنا قتيبةُ، قال: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن ابن أبي مُليْكَة
عن المِسْوَرِ بنِ مَخْرمةَ، قال: سَمِعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقولُ وهو على المِنْبرِ: "إنَّ بني هِشامِ بن المُغِيرةِ استأذَنُوني في أنْ يُنْكِحُوا ابْنَتهُمْ عليَّ بن أبي طالبٍ، فلا آذَنُ، ثمَّ لا آذَنُ، إلا أنْ يُريدَ ابن أبي طالبٍ أنْ يُطلِّقَ ابْنَتي، ويَنْكحَ ابنَتَهُمْ، فإنَّها بَضْعةٌ مِنِّي يَرِيبُني ما رابها، وَيُؤذِيني ما آذَاها"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4206 -
حدَّثنا إبراهيمُ بن سَعيدٍ الجَوْهَريُّ، قال: حدَّثنا الأسودُ بن عامرٍ، عن جَعْفرٍ الأحمَرِ، عن عبد اللهِ بن عطاءِ، عن ابن بُريْدةَ
عن أبيهِ، قال: كانَ أحبَّ النِّساءِ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فاطمةُ،
= وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8362)، والخطيب في "تاريخه" 3/ 195، والمزي في "تهذيب الكمال" 12/ 327.
(1)
من قوله: "والنضر" إلى هنا زيادة من (س)، ولم ترد في سائر الأصول الخطية.
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه تامًّا ومختصرًا البخاري (5230)، ومسلم (2449)، وأبو داود (2070) و (2071)، وابن ماجه (1998)، والنسائي في "الكبرى"(8370) و (8371)، وهو في "المسند"(18926)، و"صحيح ابن حبان"(6955).
ومن الرِّجالِ عليٌّ.
قال إبراهيمُ بن سَعيدٍ: يعني من أهلِ بَيْتِه
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من هذا الوجهِ.
4207 -
حدَّثنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قال: حدَّثنا إسماعيلُ ابن عُليَّةَ، عن أيُّوبَ، عن ابن أبي مُلَيْكةَ
عن عبد اللهِ بن الزُّبَيْرِ، أنَّ عليًّا ذَكرَ بِنْتَ أبي جَهْلٍ، فبلغَ ذلكَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"إنَّما فاطمةُ بَضْعةٌ مِنِّي، يؤْذِيني ما آذاها وَيُنْصِبُني ما أنْصَبها"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
هكذا قال أيوب: عن ابنِ أبي ملَيْكةَ، عن ابن الزُّبَيْرِ، وقال غيرُ واحدٍ: عن ابن أبي مُلَيْكةَ، عن المِسْوَرِ بن مَخْرمةَ، ويُحْتملُ
(1)
إسناده ضعيف، جعفر الأحمر - وهو ابن زياد - قال ابن حبان في "المجروحين": كثير الرواية عن الضعفاء، وإذا روى عن الثقات تفرد عنهم بأشياء في القلب منها شيء. انتهى.
وهذا الحديث محفوظ مشهور في حق عائشة من النساء وأبيها من الرجال. كما سيأتي برقم (4223) من حديث عمرو بن العاص، وبرقم (4228) من حديث أنس.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8258)، والحاكم 3/ 155.
وفي الباب عن عائشة سيأتي برقم (4212). وإسناده ضعيف أيضًا.
(2)
إسناده صحيح، وهو في "المسند"(16123).
وقوله: "ذكر بنت أبي جهل" أي: بالنكاح.
أنْ يكونَ ابن أبي مُلَيْكةَ روى عَنْهُما جميعًا
(1)
.
وقد رواهُ عمرو بن دِينارٍ، عن ابن أبي مُلَيْكةَ، عن المِسْورِ بن مَخْرمةَ نحو حديث اللّيْث.
4208 -
حدَّثنا سُليْمانُ بن عبد الجبَّار البَغْداديُّ، قال: حدَّثَنا عليُّ بن قَادمٍ، قال: حدَّثنا أسْباطُ بن نَصْرٍ الهَمدانيُّ، عن السُّدِّيِّ، عن صُبَيْحٍ مولى أُمَّ سَلمةَ
عن زيدِ بن أرْقمَ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال لِعليٍّ وفاطمةَ والحسنِ والحسينِ: "أنا حَرْبٌ لِمن حارَبْتُمْ، وسِلمٌ لِمن سالمتُمْ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ إنَّما نَعْرِفهُ من هذا الوجهِ.
وصُبَيْحٌ مولى أُمِّ سلمةَ ليس بمعروفٍ.
4209 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا أبو أحمدَ الزُّبَيْرِيُّ، قال: حدَّثَنا سفيانُ، عن زُبَيْدٍ، عن شَهْرِ بن حَوْشبٍ
(1)
حديث المسور بن مخرمة حديث صحيح، وقد سلف برقم (4205).
(2)
إسناده ضعيف، أسباط بن نصر ذكره الذهبي في "الميزان" 1/ 175، فقال: وثقه ابن معين، وتوقف فيه أحمد، وضعفه أبو نعيم، وقال النسائي: ليس بالقوي. ثم ساق له الذهبي هذا الحديث وقال: وتفرد به أسباط، قلنا: وصبيح مولى أم سلمة لم يوثقه غير ابن حبان، ولم يرو عنه غير اثنين، وقال فيه المصنِّف: ليس بمعروف، فهو مجهول الحال.
وأخرجه ابن ماجه (145)، وهو في "صحيح ابن حبان"(6977).
وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد (9698)، وإسناده ضعيف جدًا، فيه تليد بن سليمان، وقد اتفقوا على ضعفه، واتهم بالكذب.
عن أُمِّ سلمةَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم جَلَّلَ على الحسنِ والحسينِ وعليٍّ وفاطمةَ كِساءً، ثمَّ قال:"اللَّهُمَّ هؤلاءِ أهلُ بَيْتي وخاصَّتي، أذْهِبْ عنهُم الرِّجْسَ، وطَهِّرْهُمْ تَطْهيرًا"، فقالت أُمُّ سَلمةَ: وأنا معهُمْ يا رسولَ اللهِ؟ قال: "إنَّكِ إلى خَيْرٍ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وهو أحْسنُ شيءٍ رُوِي في هذا البابِ.
وفي البابِ عن أنَسِ بن مالكٍ، وعُمرَ بنِ أبي سَلمةَ، وأبي الحَمْراءِ، ومعقل بن يسار، وعائشة
(2)
.
4210 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا عثمانُ بن عمرَ، قال: حدثنا إسرائيلُ، عن مَيْسرةَ بن حَبِيبٍ، عن المِنهالِ بن عمرٍو، عن عائشةَ بِنْتِ طَلْحةَ
عن عائشةَ أُمَّ المؤمنينَ، قالت: ما رأيتُ أحدًا أشبهَ سَمْتًا ودَلًّا وهدْيًا برسولِ اللهِ في قِيامها وَقُعودها من فاطمةَ بنت رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قالت: وكانت إذا دَخلَتْ على النبيَّ صلى الله عليه وسلم قامَ إليها، فقبَّلها وأجلسها في مَجْلسهِ، وكانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا دخلَ عليها، قامَتْ من
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد توبع. وهو في "المسند"(26508) و (26550).
وانظر ما سلف برقم (4122).
(2)
قوله: "ومعقل بن يسار، وعائشة" زيادة من (س)، ولم ترد في سائر الأصول الخطية.
مَجْلِسها، فقبَّلتْهُ وأجْلستهُ في مجلسها، فلمَّا مرضَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم دَخلتْ فاطمةُ، فأكبَّتْ عليه فقبَّلتهُ، ثمَّ رَفَعتْ رأْسها فَبكتْ، ثمَّ أكَبَّتْ عليهِ، ثمَّ رَفَعتْ رأْسها فضحكتْ، فقلت: إنْ كنتُ لأظُنُّ أنَّ هذه من أعْقلِ نِسائنا، فإذا هي من النِّساءِ، فلمَّا تُوفِّي النبيُّ صلى الله عليه وسلم قلت لها: أرَأيْتِ حِينَ أكْبَبْتِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فرفَعْتِ رَأْسكِ فَبكيْتِ، ثُمَّ أكْبَبْتِ عليهِ، فرفَعْتِ رَأْسكِ فضحِكْتِ، ما حملكِ على ذلك؟ قالت: إنِّي إذًا لَبَذِرَةٌ، أخْبرني أنَّهُ مَيَّتٌ من وَجَعهِ هذا فبكيْتُ، ثمَّ أخْبرني أنِّي أسْرعُ أهْلهِ لُحُوقًا بهِ، فذاكَ حِينَ ضَحِكْتُ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ
(2)
من هذا الوجهِ.
وقد رُوِي هذا الحديثُ من غير وجهٍ عن عائشة.
4211 -
حدثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثَنا محمدُ بن خالدِ بن عَثْمةَ، قال: حدَّثَني موسى بن يعقوب الزَّمْعيُّ، عن هاشمِ بن هاشمٍ، أنَّ عبد اللهِ بن وهبٍ أخْبرهُ
أنَّ أُمَّ سلمةَ أخْبرتهُ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دعا فاطمةَ عامَ الفتحِ،
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه تامًا ومختصرًا البخاري (3623)، ومسلم (2450)، وأبو داود (5217)، وابن ماجه (1621)، والنسائي في "الكبرى"(7087) و (8366 - 8369)، وهو في "المسند"(24483) و (26413).
وقولها: أني إذًا لَبَذِرة. البَذِرُ: الذي يُفشي السِّرَّ، ويظهر ما يسمعُه.
(2)
في المطبوع: "حسن غريب"، والمثبت من أصولنا الخطية.
فناجاها فبكتْ، ثمَّ حدَّثَها فضحِكَتْ، قالت: فلمَّا تُوفَّي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَألْتُها عن بُكائها وضَحِكها. قالت: أخْبرني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّه يَمُوتُ فبكيْتُ، ثُمَّ أخْبرني أنَّي سَيِّدةُ نساءِ أهْلِ الجنَّةِ إلَّا مَرْيمَ بنت عمرانَ، فضَحِكْتُ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجهِ.
4212 -
حدَّثنا حسينُ بن يزيدَ الكُوفيُّ، قال: حدَّثنا عبد السَّلامِ بن حَرْبٍ، عن أبي الجحَّافِ، عن جُمَيْع بن عُمَيْرٍ التَّيْميِّ، قال:
دخلتُ مع عَمَّتي على عائشة، فسُئلتْ، أيُّ النَّاسِ كان أحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمةُ، فقيلَ: مِن الرِّجالِ؟ قالت: زَوجُها، إنْ كان ما علمْتُ صوَّامًا قوَّامًا
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن يعقوب الزمعي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 248، والنسائي في "الخصائص" ص 141، وأبو يعلى (6743) و (6886)، والطبراني في "الكبير" 22/ (1039).
وسيتكرر برقم (4231).
ويشهد له ما قبله.
(2)
إسناده ضعيف لضعف جميع بن عمير التيمي. وأبو الجحاف - اسمه داود بن أبي عوف - وثقه سفيان وابن معين، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال النسائي: ليس به بأس.
وأخرجه أبو يعلى (4857)، والحاكم 3/ 154.
وفي الباب عن بريدة، وقد سلف برقم (4206). وإسناده ضعيف.
وأبو الجحَّافِ اسمهُ: داودُ بن أبي عَوْفٍ.
ويُرْوى عن سفيانَ الثَّوْريِّ، قال: حدَّثنا أبو الجحَّافِ، وكانَ مَرْضيًّا
(1)
.
135 - باب فضل خديجة رضي الله عنها
(2)
4213 -
حدَّثنا أبو هِشامٍ الرِّفاعيُّ، قال: حدَّثنا حَفْصُ بن غِياثٍ، عن هِشامِ بن عُرْوةَ، عن أبيهِ
عن عائشةَ، قالت: ما غِرْتُ على أحدٍ من أزواجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ما غِرْتُ على خَديجةَ وما بي أنْ أكُونَ أدْرَكْتُها، وما ذَلكَ إلا لِكثْرةِ ذِكْرِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لها، وإنْ كانَ لَيذْبحُ الشّاةَ، فيتتبَّعُ بها صدائقَ خَديجةَ فيُهْديها لَهُنَّ
(3)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.
4214 -
حدَّثنا الحُسينُ بن حُرَيْثٍ، قال: حدَّثنا الفَضْلُ بن موسى، عن هِشامِ بن عُروةَ، عن أبيهِ
عن عائشةَ، قالت: ما حَسدْتُ امرأةً ما حَسدْتُ خَديجةَ، وما تَزوَّجَني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلا بعدما ماتت، وذلكَ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَشّرها بِبَيْتٍ في الجنَّةِ من قَصبٍ، لا صَخبَ فيه ولا نَصبَ
(4)
.
(1)
من قوله: "وأبو الجحاف" إلى هنا أثبتناه من (س)، ولم يرد في بقية الأصول.
(2)
هذا الباب جاء في (أ) و (د) بعد باب فضل عائشة، وأثبتناه هنا من (س).
(3)
حديث صحيح، وقد سلف تخريجه برقم (2136).
(4)
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (3816)، ومسلم (2434) و (2435)، =
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
"من قَصبٍ" قال: إنّما يعني بهِ قَصبَ اللُّؤْلُؤِ.
4215 -
حدَّثنا هارونُ بن إسحاقَ الهَمدانيُّ، قال: حدَّثنا عَبْدةُ، عن هِشامِ بن عروةَ، عن أبيهِ، عن عبد اللهِ بن جعفرٍ، قال:
سمعتُ عليَّ بن أبي طالبٍ يَقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "خيرُ نِسائِها خديجةُ بِنْتُ خُوَيْلدٍ، وخير نِسائِها مَرْيمُ بِنتُ عِمْرانَ"
(1)
.
وفي البابِ عن أنَسٍ، وابن عبَّاسٍ، وعائشةَ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4216 -
حدَّثنا أبو بكرِ بن زَنْجُويه، قال: حدَّثنا عبد الرَّزاقِ، قال: حدثنا معمرٌ، عن قتادةَ
عن أنسٍ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "حَسْبُكَ من نِساءِ العالمينَ: مَرْيمُ ابْنةُ عِمْرانَ، وخديجةُ بنتُ خُوَيْلدٍ، وفاطمةُ بنتُ محمدٍ، وآسيةُ امْرأةُ فِرعونَ"
(2)
.
= والنسائي (8361) وما بعده، وهو في "المسند"(24310)، و"صحيح ابن حبان"(7005).
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3432)، ومسلم (2430)، والنسائي في "الكبرى"(8354)، وهو في "المسند"(640).
(2)
حديث صحيح، وهو في "المسند"(12391)، و"صحيح ابن حبان"(6951) و (7003).
هذا حديثٌ صحيحٌ.
136 - باب من فَضْلِ عَائشةَ رضي الله عنها
4217 -
حدَّثنا يحيى بن دُرُسْتَ، قال: حدَّثنا حمَّادُ بن زَيْدٍ، عن هِشامِ بن عُرْوةَ، عن أبيهِ
عن عائشةَ، قالت: كان النَّاسُ يَتحرَّوْنَ بِهدَاياهُمْ يومَ عائشةَ، قالت: فاجْتمعَ صواحِباتي إلى أُمِّ سلمةَ، فقلن: يا أُمَّ سلمةَ إنَّ النَّاسَ يَتحرَّوْنَ بِهداياهُمْ يومَ عائشةَ، وإنَّا نُريدُ الخيرَ كما تُريدُ عائشةُ، فَقُولي لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُر النَّاسَ يُهْدُونَ إليهِ أيْنما كانَ، فَذكَرتْ ذلكَ أُمُّ سَلمةَ، فَأعْرضَ عنها، ثُمَّ عادَ إليها فأعادتِ الكلامَ، فقالت: يا رسولَ اللهِ إنَّ صواحِباتي قد ذَكَرْنَ أنَّ النَّاسَ يَتحرَّوْنَ بِهدَاياهُمْ يومَ عائشةَ، فأْمُرِ النَّاسَ يُهْدُونَ أيْنما كُنْتَ، فلمَّا كانتِ الثَّالثةُ قالت ذلك، قال:"يا أُمَّ سلمةَ لَا تُؤْذِيني في عائشةَ، فإنَّهُ ما أُنْزِلَ عليَّ الوحيُ وأنا في لِحَافِ امْرأةٍ منكُنَّ غيرها"
(1)
.
وقد رَوَى بعضُهمْ هذا الحديثَ عن حمَّادِ بن زَيْدٍ، عن هشام بن عُرْوةَ، عن أبيهِ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مُرْسلًا.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ
(2)
.
وقد رُوِي عن هِشامِ بن عروةَ هذا الحديثُ عن عوفِ بن
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (2574)، والنسائي 7/ 68 و 69.
(2)
المثبت من (س) و (ل)، وفي (أ) و (د):"غريب".
الحارثِ، عن رُمَيْثةَ، عن أُمِّ سَلمةَ شَيئًا من هذا، وهذا حديثٌ قد رُوِي عن هِشامِ بن عُرْوةَ على رِواياتٍ مُخْتلفةٍ.
وقد رَوَى سُليْمانُ بن بِلالٍ، عن هِشامِ بن عُرْوةَ، عن أبيهِ، عن عائشةَ نحو حديثِ حمَّادِ بن زَيْدٍ.
4218 -
حدَّثنا عبدُ بن حُميدٍ، قال: حدثنا عبد الرَّزاقِ، عن عبد لله بن عَمْرِو بن علقمةَ المكِّيِّ، عن ابن أبي حُسينٍ، عن ابن أبي مُلَيْكةَ
عن عائشةَ: أنَّ جِبْريلَ جاءَ بِصُورَتها في خِرْقةِ حريرٍ خَضراءَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"هذه زَوْجَتُكَ في الدُّنْيا والآخِرةِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من حديثِ عَبد اللهِ بن عَمرِو بن عَلْقمةَ.
وقد روَى عَبدُ الرحمنِ بن مَهْديٍّ هذا الحديثَ عن عبد اللهِ بن عمرِو بن عَلْقمة بهذا الإسنادِ مرسلًا، ولم يَذكرْ فيهِ: عن عائشةَ.
وقد رَوَى أبو أُسامةَ عن هِشامِ بن عُرْوةَ، عن أبيهِ، عن عائشةَ، عن النبيِّ شيئًا من هذا
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهو في "صحيح ابن حبان"(7094).
(2)
صحيح، وأخرجه البخاري (3895)، ومسلم (2438)، وهو في "المسند"(24142)، ولفظه:"أُرِيتُكِ في المنام مرَّتين، ورجلٌ يَحمِلُك في سَرَقَةٍ من حرير، فيقول: هذه امرأتُك. فأقول: إن يَكُ هذا من عند الله عز وجل يُمْضِهِ".
وقوله: "في سَرَقة حرير": بفتحتين، أي: قطعة من حرير.
4219 -
حدَّثنا سُوَيْدُ بن نصرٍ، قال: حدَّثنا عبد اللهِ بن المُبَاركِ، قال: أخْبرنا معمرٌ، عن الزُّهْريِّ، عن أبي سلمةَ
عن عائشةَ، قالت: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يا عائشةُ هذا جِبْريلُ وهو يَقْرأُ عليكِ السَّلامَ". قالت: قلتُ: وعليه السَّلامُ ورَحْمةُ اللهِ وبركاتهُ، تَرَى ما لا نَرَى
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
4220 -
حدَّثنا سُوَيْدٌ، قال: أخبرنا عبد اللهِ بن المُبَاركِ، قال: أخْبرنا زكريَّا، عن الشَّعْبيِّ، عن أبي سلمةَ بن عبد الرحمنِ
عن عائشةَ، قالت: قال لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ جِبْريلَ يَقْرأُ عليكِ السَّلامَ"، فقلت: وعليه السَّلامُ ورحمةُ اللهِ
(2)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
4221 -
حدَّثنا حُمَيْدُ بن مسعدةَ، قال: حدَّثنا زيادُ بن الرَّبيعِ، قال: حدَّثنا خالدُ بن سلمةَ المَخْزُوميُّ، عن أبي بُرْدةَ
عن أبي موسى الأشعري، قال: ما أَشْكلَ علينا أصحابَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حديثٌ قَطُّ، فسألنا عائشةَ، إلا وجدنا عِندها منه عِلْمًا
(3)
.
(1)
إسناده صحيح، وقد سلف تخريجه برقم (2888).
(2)
إسناده صحيح، وقد سلف تخريجه برقم (2888).
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.
4222 -
حدَّثنا القاسمُ بن دِينارٍ الكوفيُّ، قال: حدَّثنا معاويةُ بن عَمْرٍو، عن زائدةَ، عن عبد الملكِ بن عُمَيْرٍ
عن موسى بن طلحةَ، قال: ما رأيتُ أحدًا أفْصحَ من عائشةَ
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ
(2)
.
4223 -
حدَّثنا إبراهيمُ بن يعقوبَ ومحمدُ بن بَشَّارٍ - واللَّفْظُ لابن يعقوبَ -، قالا: حدَّثنا يحيى بن حمَّادٍ، قال: حدَّثنا عبد العزيزِ بن المُخْتارِ، قال: حدَّثنا خالدٌ الحذَّاءُ، عن أبي عثمانَ النَّهْديِّ
عن عمرِو بن العاصِ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَعْملهُ على جيشِ ذاتِ السَّلاسلِ، قال: فَأتَيْتهُ فقلت: يا رسولَ اللهِ أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إليكَ؟ قال: "عائشةُ". قلت: من الرَّجالِ؟ قال: "أبُوها"
(3)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4224 -
حدَّثنا إبراهيمُ بن سعيدٍ الجَوْهَريُّ، قال: حدَّثنا يحيى بن سعيدٍ الأمَويُّ، عن إسماعيلَ بن أبي خالدٍ، عن قيسِ بن أبي حازمٍ
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه الحاكم 4/ 11.
(2)
المثبت من (أ) و (د)، وفي (س):"حسن صحيح غريب".
(3)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3662)، ومسلم (2384)، والنسائي في "الكبرى"(8106)، وهو في "المسند"(17811)، و"صحيح ابن حبان"(4540) و (6885) و (6900) و (7106).
عن عمرِو بن العَاصِ أنَّهُ قال لرسولِ اللهِ: من أحَبُّ النَّاسِ إليكَ؟ قال: "عائشةُ". قال: مِن الرِّجالِ؟ قال: "أبُوها"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجهِ من حديثِ إسماعيلَ، عن قيْسٍ.
4225 -
حدَّثنا عليُّ بن حُجْرٍ، قال: حدَّثنا إسماعيلُ بن جعفرٍ، عن عبد اللهِ بن عبد الرحمنِ بن مَعْمرٍ الأنْصاريِّ
عن أنسِ بن مالك: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "فَضْلُ عائشةَ على النِّساءِ كفَضْلِ الثَّرِيدِ على سائرِ الطَّعامِ"
(2)
.
وفي البابِ عن عائشةَ، وأبي موسى.
هذا حديثٌ حَسنٌ صحيحٌ.
وعبد اللهِ بن عبد الرحمنِ بن مَعْمرٍ: هو أبو طُوالةَ الأنصاريُّ المدِينيُّ وهو ثقةٌ، وقد رَوَى عنه مالكُ بن أنسٍ.
4226 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا عبد الرحمنِ بن مَهْدِيٍّ، قَال: حدَّثنا سُفيانُ، عن أبي إسحاقَ، عن عمرِو بن غَالبٍ
أنَّ رجلًا نالَ من عائشةَ عند عمَّارِ بن ياسرٍ، فقال: اغْرُبْ
(1)
حديث صحيح، وهو في "صحيح ابن حبان"(4540) و (7406).
وانظر ما قبله.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3770)، ومسلم (2446)، وابن ماجه (3281)، والنسائي في "الكبرى"(6692)، وهو في "المسند"(12597) و (13785)، و"صحيح ابن حبان"(7113).
مَقْبوحًا مَنْبوحًا، أتُؤْذِي حَبِيبةَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4227 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا عبد الرحمنِ بن مَهْدِيٍّ، قال: حدثنا أبو بكر بن عيَّاشٍ، عن أبي حُصَيْنٍ، عن عبد الله بن زِيادٍ الأسَدِيِّ، قال:
سمعتُ عمَّارَ بن ياسرٍ يقولُ: هي زَوْجَتُهُ في الدُّنيا والآخِرةِ. يعني عائشةَ
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وفي الباب عن عليٍّ.
4228 -
حدَّثنا أحمدُ بن عَبْدةَ الضَّبِّيُّ، قال: حدَّثنا المُعْتمرُ بن سُليْمانَ، عن حُمَيْدٍ
عن أنَسٍ، قال: قِيلَ: يا رسولَ اللهِ من أحَبُّ النَّاسِ إليكَ؟ قال: "عائشةُ"، قِيلَ: من الرِّجالِ. قال: "أبُوها"
(3)
.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه الحاكم 3/ 393، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/ 184، وقال الحاكم عقبه: صحيح على شرط الشيخين.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3772) و (7100)، وهو في "المسند"(18331).
(3)
حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (101)، وهو في "صحيح ابن حبان"(7107).
وانظر ما سلف برقم (4223).
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجهِ من حديثِ أنسٍ.
137 - باب في فَضْلِ أزْوَاجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
-
4229 -
حدَّثنا عبَّاسٌ العَنْبَريُّ، قال: حدَّثنا يحيى بن كثيرٍ العَنْبريُّ أبو غَسَّانَ، قال: حدَّثَنَا سَلْمُ بن جعفرٍ - وكانَ ثِقةً -، عن الحكمِ بن أبانَ، عن عكرمةَ، قال:
قِيلَ لابن عبَّاسٍ بعدَ صلاةِ الصُّبْحِ: ماتت فُلانةُ لبعض أزْواجِ النبيّ صلى الله عليه وسلم فسجدَ، فقيلَ لهُ: أتَسْجدُ هذه السَّاعةَ؟ فقال: ألَيْسَ قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا رَأيْتُمْ آيةً فاسْجدُوا"، فأيُّ آيةٍ أعظمُ من ذَهابِ أزواجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
؟.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، لا نَعْرِفهُ إلا من هذا الوجهِ.
4230 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا عبد الصَّمدِ بن عَبد الوارثِ، قَال: حَدَّثَنا هَاشمُ بن سَعيدٍ الكُوفيُّ، قَال: حدَّثَنا كِنانةُ، قال:
حدَّثتنا صَفيَّةُ بنتُ حُييٍّ، قالت: دخلَ عليَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقد بَلَغني عن حَفْصةَ وعائشةَ كلامٌ، فَذَكَرْتُ ذلك له، فقال:"ألا قُلْتِ: كيْفَ تكونانِ خَيْرًا مِنَّي وزَوْجي محمدٌ وأبي هارونُ وعَمِّي موسى؟ " وكانَ الّذِي بَلغَها أنّهُمْ قالوا: نحنُ أكْرمُ على رسولِ اللهِ
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه أبو داود (1197)، والبغوي (1156)، والمزي في "تهذيب الكمال" 11/ 215.
صلى الله عليه وسلم مِنْها، وقالوا: نحنُ أزواجُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وبناتُ عَمِّهِ
(1)
.
وفي البابِ عن أنَسٍ.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ مِن حديثِ صَفيَّةَ إلا من حديثِ هاشمٍ الْكُوفيِّ، وليسَ إسنادهُ بِذاكَ.
4231 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بن خالدِ بن عَثْمةَ، قال: حدَّثني موسى بن يعقوبَ الزَّمْعيُّ، عن هاشمِ بن هاشمٍ، أنَّ عبد الله بن وَهْبٍ أخْبرهُ
أنَّ أُمَّ سلمةَ أخْبرتهُ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دعا فاطمةَ عامَ الفتح، فناجاها فَبَكَتْ، ثُمَّ حدَّثها فضحِكتْ، قالت: فلمَّا تُوفَّي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، سَألْتُها عن بُكائها وضَحكها. قالت: أخْبرني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ يموتُ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ أخبرني أنِّي سَيِّدةُ نِساءِ أهلِ الجنَّةِ إلا مَرْيمَ بِنْتَ عِمْرانَ، فضحكْتُ
(2)
.
هذا حديثٌ حَسنٌ غريبٌ من هذا الوجهِ.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف هاشم بن سعيد الكوفي، وكنانة: وهو مولى صفية.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8498)، والحاكم 4/ 29، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 170.
ويشهد له حديث أنس الآتي برقم (4232)، وإسناده صحيح.
(2)
صحيح لغيره وهذا إسناده ضعيف لضعف موسى بن يعقوب الزمعي، وقد سلف برقم (3873).
4232 -
حدَّثنا إسحاقُ بن منصورٍ وعبدُ بن حُمَيْدٍ، قالا: أخبرنا عبد الرَّزاقِ، قال: أخبرنا معمرٌ، عن ثابتٍ
عن أنسٍ، قال: بَلغَ صَفيَّةَ أنَّ حفصةَ قالت: بنتُ يَهُوديٍّ. فبكَتْ، فدخلَ عليها النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال:"ما يُبْكيكِ؟ " فقالت: قالت لي حفصةُ: إنِّي بِنْتُ يهوديٍّ. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنّكِ لابنةُ نَبيٍّ، وإنَّ عَمَّكِ لنبيٌّ، وإنَّكِ لَتحْتَ نبيٍّ، ففيمَ تَفْخرُ عليكِ؟ " ثمَّ قال: "اتَّقي الله يا حفصةُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجهِ.
4233 -
حدَّثنا محمدُ بن يحيى، قال: حدَّثنا محمد بن يوسفَ، قال: حدثنا سفيانُ، عن هِشامِ بن عُرْوةَ، عن أبيهِ
عن عائشةَ، قالت: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأهْلِهِ وأنا خَيْرُكُمْ لِأهْلي، وإذا ماتَ صاحِبُكُمْ فدعُوهُ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8919)، وهو في "المسند"(12392)، و"صحيح ابن حبان"(7211).
(2)
إسناده صحيح، وأخرجه أبو داود (4899)، وهو في "صحيح ابن حبان"(3018) و (4177)، ورواية أبي داود مقتصرة على الجزء الأخير فقط.
وذكره ابن حبان في الرواية الأولى تحت باب: ذكر الزجر عن قدح الموتى بما يعلم من مساوئهم، وفي الرواية الثانية أورده بتمامه تحت عنوان: ذكر استحباب الاقتداء بالمصطفى للمرء في الإحسان إلى عياله، إذ كان خيرهم خيرهم لهن. وقال بإثره: قوله: "فدعوه"، يعني: لا تذكروه إلا بخير.
ويشهد لشطره الأول حديث ابن عباس عند ابن ماجه (1977).
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ
(1)
.
وَرُوِي هذا عن هِشامِ بن عُرْوةَ، عن أبيهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرسلًا.
4234 -
حدَّثنا محمدُ بن يحيى، قال: حدَّثنا محمدُ بن يوسفَ، عن إسرائيلَ، عن الوليدِ، عن زَيْدِ بن زائدةَ
عن عبد اللهِ بن مسعودٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يُبلِّغُني أحدٌ عن أحدٍ من أصحابي شيئًا، فإنِّي أُحبُّ أنْ أخْرُجَ إليهم وأنا سَليمُ الصَّدْرِ".
قال عبد اللهِ: فأُتيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمالٍ فَقسمهُ، فانْتَهيْتُ إلى رَجُليْنِ جالسينِ وهُما يقولانِ: واللهِ ما أرادَ محمد بِقسمتهِ الّتي قَسمها وَجْهَ اللهِ، ولا الدَّارَ الآخِرةَ. فتثبَّتُّ حِينَ سَمِعتُهما، فأتَيْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأخْبرتهُ، فاحْمرَّ وَجْههُ، وقال:"دَعْني عنكَ، فقد أُوذِي موسى بِأكْثرَ من هذا، فَصبرَ"
(2)
.
(1)
في (ل) و (س): "حسن صحيح غريب"، والمثبت من (أ) و (د).
(2)
إسناده ضعيف بهذه السياقة، ولبعضه شواهد، الوليد - وهو ابن هشام أو ابن أبي هشام الكوفي - روى عنه السكن بن أبي السكن، وإسرائيل بن يونس، وقيل: بينه وبين إسرائيل بن يونس إسماعيلُ بن عبد الرحمن السدي، وقال البيهقي في "السنن" 8/ 167 في هذا الإسناد الذي ليس فيه السُّدي: سقط منه السُّدي، كأنه عنده منقطع، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 157، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو مستور.
وزيد بن زائدة تفرد بالرواية عنه الوليد بن أبي هشام، وذكره البخاري في =
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجهِ، وقد زِيدَ في هذا الإسنادِ رجلٌ:
4235 -
أخبرني محمدُ بن إسماعيلَ، قال: حدَّثنا عَبد اللهِ بن محمدٍ، قَال: حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بن موسى وَالْحُسينُ بن محمدٍ، عن إسرائيلَ، عن السُّدِّيِّ، عن الوليدِ بن أبي هِشام، عن زيدِ بن زائدةَ
عن عبد اللهِ بن مَسْعُودٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا يُبلِّغُني أحدٌ عن أحدٍ شيئًا"
(1)
.
وقد رُوِي هذا الحديثُ عن ابن مَسْعُودٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا من هذا من غيرِ هذا الوَجهِ.
= "التاريخ الكبير" 3/ 394، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 564، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 248، ونقل الحافظ في "التهذيب" عن الأزدي قوله: لا يصح حديثه، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.
وأخرجه أبو داود مختصرًا (4860)، وهو في "المسند"(3759).
والشطر الثاني من قوله: "قال عبد الله: فأتي رسول الله" إلى قوله: "فصبر" صحيح، أخرجه البخاري (3150) و (4335)، ومسلم (1062)، وهو في "المسند"(3608)، و"صحيح ابن حبان"(4829) من طريق أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود.
وانظر تمام تخريجه وشواهدَه في "المسند".
(1)
إسناده ضعيف وانظر ما قبله.
138 - باب فضل أُبيِّ بن كعب رضي الله عنه
4236 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا أبو داودَ، قال: حدثنا شعبةُ، عن عاصمٍ، قال: سمعتُ زِرَّ بن حُبَيْشٍ يُحدِّثُ
عن أُبيِّ بن كَعْبٍ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال له: "إنَّ اللهَ أمَرني أنْ أقْرأ عليكَ القُرْآنَ"، فقرأ عليهِ:{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} وَقَرأ فِيها: "إنَّ الدَّينَ عند اللهِ الحَنيفيَّةُ المسلمةُ، لا اليهوديَّةُ ولا النَّصْرانيّةُ ولا المَجُوسيَّةُ، من يعملْ خيرًا فلن يُكْفرهُ"، وقرأ عليه:"لو أنَّ لابن آدَمَ واديًا من مالٍ لابْتَغى إليهِ ثانيًا، ولو كان له ثانيًا لابْتَغى إليهِ ثالثًا، ولا يَمْلأُ جَوْفَ ابن آدَمَ إلا التُّرَابُ، ويتوبُ اللهُ على من تابَ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وقد رُوِي من غير هذا الوجهِ، روى عبد اللهِ بن عبد الرحمنِ بن أبْزَى، عن أبيهِ عن أُبيَّ بن كعبٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب:"إنَّ اللهَ أمَرني أنْ أقْرأ عليكَ القُرْآنَ".
(1)
إسناده حسن من أجل عاصم - وهو ابن بهدلة - فقد روى له البخاري ومسلم مقرونًا، وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، وهو في "المسند"(21202)، وانظر تمام تخريجه وشواهدَه فيه.
وانظر "فضائل القرآن" ص 320 - 327 لأبي عبيد القاسم بن سلام، و"شرح مشكل الآثار" للطحاوي 5/ 270 - 279.
قلنا: وقد جاء هذا الحديث في (س) وحدها متقدمًا عن هذا الموضع قبل الحديث (4127).
وقد رَوَى قتادةُ، عن أنسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لأَبيَّ بن كعبٍ:"إنَّ الله أمَرني أنْ أقْرأ عليكَ القرآنَ"
(1)
.
139 - باب في فضل الأنصار وقريش
4237 -
حدَّثنا محمدُ بنُ بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا أبو عامرٍ، عن زُهَيْرِ بن محمدٍ، عن عبد اللهِ بن محمدِ بن عَقِيلٍ، عن الطُّفَيْلِ بن أُبيَّ بن كَعْبٍ
عن أبيه، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لولا الهِجْرةُ، لكُنْتُ امْرأً من الأنْصارِ"
(2)
.
4238 -
وبهذا الإسنادِ
عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لو سَلكَ النَّاسُ واديًا - أوْ شِعبًا - لكنتُ مع الأنصارِ"
(3)
.
هذا حديثٌ حسنٌ.
4239 -
حدَّثنا محمد بن بشار، قال: حدَّثنا محمدُ بن جعفرٍ، قال: حدَّثنا شعبةُ، عن عديَّ بن ثابتٍ
(1)
حديث أنس سلف برقم (4126)، وهو صحيح.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو في "المسند"(21246).
وله شاهد من حديث أبي هريرة في "المسند"(8169)، وإسناده صحيح، وقد استوفينا تتمة شواهده هناك.
(3)
صحيح لغيره، وهو في "المسند"(21246) مع الحديث الذي قبله. ويشهد له حديث أنس الآتي برقم (4240).
عن البراءِ بن عازبٍ: أنَّهُ سمعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، أو قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الأنْصارِ: "لا يُحِبُّهُمُ إلا مُؤْمنٌ، ولا يُبْغِضُهمْ إلا مُنافقٌ، من أحَبَّهُمْ فأحبَّهُ اللهُ، ومن أبْغَضهُمْ فأبْغضهُ اللهُ". فقلنا له: أنت سَمِعتَه من البراءِ؟ فقال: إيَّاي حَدَّثَ
(1)
.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
4240 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بن جعفرٍ، قال: حدَّثنا شعبةُ، قال: سمعتُ قتادةَ
عن أنسٍ، قال: جمعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَاسًا من الأنْصارِ فقال: "هل فِيكمْ أحدٌ من غيركُم؟ " قالوا: لا، إلا ابن أُخْتٍ لنا. فقال صلى الله عليه وسلم:"إنَّ ابن أُخْتِ القومِ منهُمْ"، ثمَّ قال:"إنَّ قريشًا حديثٌ عَهدهُمْ بِجاهِليَّةٍ ومُصِيبةٍ، وإنَّي أرَدْتُ أنْ أَجْبُرَهم وَأتَألَّفهُمْ، أما تَرْضونَ أنْ يَرْجعَ النَّاسُ بالدُّنيا، وترجعون برسولِ اللهِ إلى بُيُوتِكُمْ؟ " قالوا: بلى، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لو سَلكَ النَّاسُ واديًا - أو شِعْبًا -، وسَلكتِ الأنصارُ واديًا - أو شِعْبًا -، لسَلكْتُ وادِي الأنصارِ، أو شِعْبهُمْ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3783)، ومسلم (75)، وابن ماجه (163)، والنسائي في "الكبرى"(8334)، وهو في "المسند"(18500)، و"صحيح ابن حبان"(7272).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه تامًا ومختصرًا البخاري (3146) و (4334)، ومسلم (1059)، والنسائي 5/ 106، وهو في "المسند"(12766).
هذا حديثٌ صحيحٌ
(1)
.
4241 -
حدَّثنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قال: حدّثَنا هُشَيْمٌ، قال: أخبرنا عليُّ بن زَيْدِ بن جُدْعانَ، قال: حدَّثنا النَّضْرُ بن أنسٍ
عن زيدِ بن أرقمَ، أنّهُ كَتبَ إلى أنَسِ بن مالكٍ يُعزِّيهِ فِيمن أُصِيبَ من أهْلهِ وبَنِي عَمِّهِ يومَ الحرَّةِ، فكتبَ إليهِ: إنَّي أُبَشِّرُكَ بِبُشْرى من اللهِ، إنَّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ:"اللهُمَّ اغفرْ للأنصارِ ولِذَرَاريّ الأنصارِ ولذَراريّ ذَرَارِيَّهم"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وقد رواهُ قتادةُ، عن النَّضْرِ بن أنسٍ، عن زيدِ بن أرقَمَ.
4242 -
حدَّثنا عَبْدةُ بن عبد اللهِ الخُزاعيُّ البَصْريُّ، قال: حدَّثنا أبو داودَ وعبدُ الصَّمدِ، قَالا: حدَّثنا محمدُ بن ثابتٍ البُنانيُّ، عن أبيه
(1)
في (س): "حسن صحيح" وما أثبتناه من سائر الأصول.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (4906)، ومسلم (2506)، والنسائي في "الكبرى"(8350)، وهو في "المسند"(19292) و (19299)، و"صحيح ابن حبان"(7281).
ويومُ الحَرَّةِ: هو ليزيدَ بنِ معاوية على أهل المدينة سنة 63 هـ، والحرةُ: أرضٌ ذات حجارة سود نخرة كأنها أُحرِقَتْ بالنار، والحِرارُ كثيرةٌ في بلاد العرب، والحرة التي وقعت فيها هذه الوقعة تقع شرقي المدينة المنورة، اسمها حرة واقم.
يقول ابن حزم في "جوامع السيرة" ص 357: وهي أكبر مصائب الإسلام وخرومه، لأن أفاضل المسلمين وبقة الصحابة، وخيار المسلمين من جِلَّة التابعين، قُتِلوا جهرًا ظلمًا في الحرب وصبرًا ....
عن أنسِ بن مالكٍ، عن أبي طلحةَ، قال: قال لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم "أَقْرئ قومكَ السَّلامَ، فإنَّهُمْ ما عَلِمْتُ أعِفةٌ صُبُرٌ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريب
(2)
.
4243 -
حدَّثنا الحسينُ بن حُرَيْثٍ، قال: حدَّثني الفَضْلُ بن موسى، عن زكريَّا بن أبي زائدةَ، عن عطيَّةَ
عن أبي سعيدٍ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"ألا إنَّ عَيْبتي الّتي آوِي إليها أهلُ بَيْتي، وإنَّ كَرِشي الأنصارُ، فاعْفُوا عن مُسِيئهمْ، واقْبلُوا مِن مُحْسِنهمْ"
(3)
.
هذا حديثٌ حسنٌ.
وفي البابِ عن أنسٍ.
4244 -
حَدَّثنا أحمدُ بن الحسنِ، قال: حدَّثنا سليمانُ بن داودَ الهاشميُّ، قال: حدَّثنا إبراهيمُ بن سعدٍ، قال: حدَّثنا صالحُ بن كيسانَ، عن الزُّهْريِّ، عن محمدِ بن أبي سفيانَ، عن يوسفَ بن الحكمِ، عن محمدِ بن سعدٍ
(1)
إسناده ضعيف لضعف محمد بن ثابت بن أسلم البناني، وهو في "المسند"(12521).
(2)
في (أ) و (د): حسن صحيح، والمثبت من (س).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناده ضعيف لضعف عطية العوفي، وهو في "المسند" مطولًا برقم (11842).
ويشهد لقوله: "وإن كرشي الأنصار
…
" حديث أنس الآتي برقم (4247).
عن أبيهِ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من يُردْ هوانَ قريشٍ، أهَانهُ اللهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
4245 -
أخبرنا عبدُ بن حميدٍ، قال: حدثنا يعقوبُ بن إبراهيمَ بن سعدٍ، قال: حدَّثني أبي، عن صالحِ بن كيسانَ، عن ابن شهابٍ بهذا الإسنادِ نحوهُ
(2)
.
4246 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثَنا بِشْرُ بن السَّريِّ والمُؤَمّلُ، قالا: حدَّثنا سُفيانُ، عن حبيبِ بن أبي ثابتٍ، عن سعيدِ بن جُبَيْرٍ
عن ابن عبَّاسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لي:"لا يُبْغِضُ الأنْصارَ أحدٌ يُؤْمنُ بِاللهِ واليومِ الآخرِ"
(3)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4247 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قَال: حدَّثنا محمدُ بن جعفرٍ، قال: حدَّثنا شعبةُ، قال: سمعتُ قتادةَ يحدِّثُ
عن أنسِ بن مالكٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الأنْصارُ
(1)
حديث حسن، وهو في "المسند"(1473) و (1587).
وله شاهد من حديث عثمان بن عفان، أخرجه أحمد في "مسنده"(460)، وآخر من حديث أنس، أخرجه الطبراني في "الكبير"(753)، والبزار (2782).
(2)
هو مكرر ما قبله.
(3)
حديث صحيح، وأخرجه النسائي (8333)، وهو في "المسند"(2818).
كَرِشي وَعَيْبَتي، وإنَّ النَّاسَ سَيكْثُرونَ ويَقِلُّونَ، فاقبلُوا من مُحْسِنهمْ، وتجاوزُوا عن مُسِيئهمْ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4248 -
حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا أبو يحيى الحِمَّانيُّ، عن الأعْمَشِ، عن طارقِ بن عبد الرحمنِ، عن سعيدِ بن جُبَيْرٍ
عن ابن عبَّاسٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللهُمَّ أذَقْتَ أوَّلَ قُرَيْشٍ نكالًا، فَأذِقْ آخِرهُمْ نَوالًا"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.
4249 -
حدَّثنا عبد الوهابِ الورَّاقُ، قال: حدَّثني يحيى بن سعيدٍ الأمَويُّ، عن الأعمشِ نحوهُ
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3799) و (3801)، ومسلم (2510)، والنسائي في "الكبرى"(8325) و (8346)، وهو في "المسند"(12650) و (12802)، و"صحيح ابن حبان"(7265).
وقوله: "كَرِشي وعيبتي"، أي: بطانتي وخاصَّتي الذين أَثِقُ بهم وأعتمدهم في أموري.
وقوله: "وتجاوزوا عن مسيئهم"، أي: في غيرِ الحدودِ وحقوقِ الناس.
(2)
حسن، طارق بن عبد الرحمن - وهو البجلي الأحمسي - مختلف فيه، وثقه ابن معين والعجلي، وقال أبو حاتم والنسائي وابن عدي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: ليس حديثه بذاك، وقال يحيى بن سعيد: يجري مع إبراهيم بن مهاجر مجرى واحد، وله فيَ البخاري حديث واحد، واحتج به مسلم وأصحاب السنن، وهو في "المسند"(2170).
(3)
حسن، وانظر ما قبله.
4250 -
حدَّثنا القاسمُ بن دِينارٍ الكوفيُّ، قال: حدَّثنا إسحاقُ بن منصورٍ، عن جعفرٍ الأحمرِ، عن عطاءِ بن السَّائبِ
عن أنسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"اللهمَّ اغفر للأنصارِ، ولأبْناءِ الأنصارِ، ولأبناءِ أبناءِ الأنصارِ، ولنساءِ الأنصارِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجهِ.
140 - باب ما جاء في أيِّ دور الأنصار خير
4251 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا اللّيثُ بن سعدٍ، عن يحيى بن سعيدٍ الأنصاريِّ
أنَّهُ سمعَ أنسَ بن مالكٍ يقولُ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ألا أُخْبرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الأنصارِ، أو بخيرِ الأنصارِ؟ " قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ. قال: "بنو النَّجَّارِ، ثمَّ الّذِينَ يلونَهُمْ بنو عبدِ الأشهلِ، ثمَّ الّذينَ يلونَهُمْ بنو الحارثِ بن الخَزْرجِ، ثمَّ الّذِينَ يلونَهُم بنو ساعدةَ"، ثمَّ قال بِيديهِ، فقبضَ أصابعهُ، ثمَّ بَسطهُنَّ كالرَّامي بِيديْهِ، قال:"وفي دورِ الأنصارِ كلّها خيرٌ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، وقد سلف تخريجه في (4241).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (5300)، ومسلم (2511)، وأبو داود (3454)، والنسائي في "الكبرى"(8336) و (8338)، وهو في "المسند"(392) و (12025) و (13094)، و"صحيح ابن حبان"(4916) و (7284).
وقد رُوِي هذا الحديث أيْضًا عن أنسٍ، عن أبي أُسَيدٍ السَّاعديِّ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
4252 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بن جعفرٍ، قال: حدَّثنا شعبةُ، قال: سمعتُ قتادةَ يُحدِّثُ، عن أنسِ بن مالكٍ
عن أبي أُسيدٍ السَّاعديِّ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خيرُ دُورِ الأنصارِ دُورُ بني النَّجَّارِ، ثمَّ دورُ بني عبدِ الأشهلِ، ثمَّ بني الحارثِ بن الخَزْرج، ثمَّ بَني سَاعدةَ، وفي كُلِّ دُورِ الأنْصارِ خَيْرٌ"، فقال سَعْدٌ: مَا أرَى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلا قد فَضَّلَ علينا. فقيلَ: قد فَضَّلكُمْ على كثيرٍ
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وأبو أُسيدٍ السَّاعديُّ: اسمهُ مالكُ بن ربيعةَ
(2)
.
4253 -
حدَّثنا أبو السَّائبِ سلْمُ بن جُنادةَ بن سَلْم، قال: حدَّثنا أحمدُ بن بَشِيرٍ، عن مجالدٍ، عن الشّعْبيِّ
عن جابرِ بن عبد اللهِ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خيرُ دِيارِ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3789)، ومسلم (2511)، والنسائي في "الكبرى"(8339)، وهو في "المسند"(16049).
(2)
وقع في المطبوع بعد هذا: "وقد روي نحو هذا عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم"، ولم ترد في أصولنا الخطية.
الأنصارِ بنو النَّجَّارِ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ.
4254 -
حدَّثنا أبو السَّائبِ سلْمُ بن جُنادةَ، قال: حدَّثنا أحمدُ بن بَشِيرٍ، عن مُجالدٍ، عن الشَّعْبيِّ
عن جابرِ بن عبد اللهِ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خيرُ الأنصارِ بنو عبدِ الأشهلِ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريب من هذا الوجه.
141 - باب ما جاء في فَضْلِ المَدِينةِ
4255 -
حدَّثنا قتيبةُ بن سعيدٍ، قال: حدَّثنا اللّيْثُ، عن سعيدِ بن أبي سعيدٍ المَقْبُريِّ، عن عمرِو بن سُليْمٍ الزُّرَقيِّ، عن عاصمِ بن عمرٍو
عن عليِّ بن أبي طالبٍ، قال: خرجنا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتَّى إذا كان بِحَرَّةِ السُّقْيا الَّتي كانت لِسَعْدِ بن أبي وقّاصٍ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"ائْتُوني بِوَضُوءٍ"، فتوَضَّأ ثمَّ قامَ فاستَقْبلَ القبلةَ، فقال: "اللهُمَّ إنَّ إبراهيمَ كان عَبْدَكَ وخلِيلَكَ، ودعا لأِهْلِ مكّةَ بالبركةِ، وأنا عَبدُكَ ورسولُكَ أدْعُوكَ لِأهْلِ المدينةِ أنْ تُباركَ لهم في مُدِّهِمْ
(1)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناده ضعيف لضعف مجالد، وهو ابن سعيد.
ويشهد له حديث أنس السالف، وحديث أبي هريرة عند مسلم (2512)، وهو في "المسند"(7628).
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وصاعِهمْ مِثْلَي ما باركْتَ لِأهْلِ مكَّةَ مع البرَكةِ بَرَكَتَيْنِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ
(2)
.
وفي البابِ عن عائشةَ، وعبد اللهِ بن زَيْدٍ، وأبي هريرةَ.
4256 -
حدَّثنا عبد اللهِ بن أبي زِيادٍ، قال: حدَّثنا أبو نُباتةَ يونسُ بن يحيى بن نُباتةَ، قال: حدَّثنا سَلمةُ بن وَرْدانَ، عن أبي سعيدِ بن أبي المُعَلَّى
عن عليَّ بن أبي طالبٍ وأبي هريرةَ، قالا: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما بين بَيْتي ومِنْبري روضةٌ من رياضِ الجنَّةِ"
(3)
.
هذا حديثٌ غريبٌ مِن هذا الوجهِ.
4257 -
حدَّثنا محمدُ بن كاملٍ المروزِيُّ، قال: حدَّثنا عبد العزيزِ بن أبي حازمٍ الزَّاهدُ، عن كثيرِ بن زَيْدٍ، عن الوليدِ بن رباحٍ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4270)، وهو في "المسند"(936)، و"صحيح ابن حبان"(3746).
(2)
في (أ) و (د) و"تحفة الأشراف": "حديث صحيح"، والمثبت من (ل) و (س) ونسخة المباركفوري.
(3)
صحيح من حديث أبي هريرة لكن من طريق آخر، انظر ما سيأتي بعده، وضعيف من حديث علي لضعف سلمة بن وردان، ولجهالة أبي سعيد بن المعلى.
وأخرجه البزار (511)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1182، والمزي في "تهذيب الكمال" 33/ 350 - 351 من طريق سلمة بن وردان بهذا الإسناد، ولم يذكر ابن عدي في إحدى روايتيه أبا هريرة.
عن أبي هريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"ما بين بَيْتي ومِنْبري روضةٌ من رياضِ الجنَّةِ"
(1)
.
4258 -
وبهذا الإسنادِ
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألفِ صلاةٍ فِيما سِواهُ من المساجدِ إلا المسجدَ الحرامَ"
(2)
.
هذا حديثٌ صحيح، وقد رُوِي عن أبي هريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم من غيرِ وجهٍ.
4259 -
حدَّثَنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا معاذُ بن هِشامٍ، قال: حدَّثني أبي، عن أيُّوبَ، عن نَافعٍ
عن ابن عمرَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من اسْتطَاعَ أن يَمُوتَ بالمدينةِ، فلْيمُتْ بها، فإنِّي أشْفعُ لمن يموتُ بِها"
(3)
.
وفي البابِ عن سُبيْعةَ بنت الحارثِ الأسلميةِ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من حديثِ أيُّوبَ السَّخْتياني.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل كثير بن زيد والوليد بن رباح، فهما صدوقان حسنا الحديث.
وهو في الصحيح من طريق آخر أخرجه البخاري (1196)، ومسلم (1391)، والنسائي في "الكبرى"(4288)، وهو في "المسند"(7223).
(2)
حديث صحيح، وقد سلف تخريجه في (325).
(3)
حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (3112)، وهو في "المسند"(5437)، و"صحيح ابن حبان"(3741).
4260 -
حدَّثَنا محمدُ بن عبدِ الأعلى، قال: حدَّثنا المُعْتَمرُ بن سُليْمانَ، قال: سمعتُ عبيد اللهِ بن عمرَ، عن نَافعٍ
عن ابن عمرَ: أنَّ مولاةً له أتَتْهُ، فقالت: اشتدَّ عليَّ الزَّمانُ، وإنِّي أُريدُ أنْ أخْرُجَ إلى العراقِ. قال: فهلَّا إلى الشَّامِ أرْضِ المَنْشرِ، واصْبرِي لَكَاعِ، فإنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ:"من صبر على شِدَّتِها ولأْوَائِها كنت له شهيدًا - أو شفيعًا - يومَ القيامةِ"
(1)
.
وفي البابِ عن أبي سعيدٍ، وسفيانَ بن أبي زُهَيرٍ، وسُبيعةَ الأسلميةِ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من حديثِ عبيد اللهِ.
4261 -
حدَّثنا أبو السَّائبِ سلْمُ بن جُنادةَ، قال: حدثنا أبي جُنادةُ بن سَلْمٍ، عن هِشامِ بن عُروةَ، عن أبيه
عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "آخرُ قَرْيةٍ من قُرَى الإسلامِ خرابًا المدينةُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نعرِفهُ إلا من حديثِ جُنادةَ، عن هشامِ بن عروة.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (1377)، والنسائي في "الكبرى"(4281)، وهو في "المسند"(5935) و (6440).
(2)
إسناده ضعيف لضعف جنادة بن سلم، وهو عند المصنِّف في "العلل الكبير" 2/ 945، و"صحيح ابن حبان"(6776).
قال: تعجب محمد بن إسماعيل من حديث أبي هريرة
(1)
.
4262 -
حَدَّثنا الأنْصاريُّ، قال: حَدَّثنا مَعْنٌ، قال: حدَّثنا مالكُ بن أنسٍ (ح).
وحدَّثَنا قتيبةُ، عن مالكِ بن أنسٍ، عن محمدِ بن المُنْكدرِ
عن جابرٍ: أنَّ أعرابيًّا بايعَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم على الإسلامِ، فأصابهُ وعكٌ بالمدينةِ، فجاءَ الأعرابيُّ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: أقِلْني بَيْعتي. فأبى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثمَّ جاءهُ، فقال: أقِلْني بَيْعَتي. فأبى، فخرجَ الأعْرابيُّ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إنَّما المدينةُ كالكِيرِ تَنْفي خَبَثها، ويَنْصَعُ طَيِّبُها"
(2)
.
وفي البابِ عن أبي هريرةَ
(1)
هذه العبارة مثبتة من (ل)، ولم ترد في سائر أصولنا الخطية، وقال المباركفوري في شرحه: وقعت في بعض النسخ.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (7209)، ومسلم (1383)، والنسائي 7/ 151، وهو في "المسند"(14284)، و"صحيح ابن حبان"(3732) و (3735).
والكير: الزق الذي ينفخ فيه الحداد، وقوله: ينصع طيبها، أي: يَخْلُصُ، وناصع كل شيء: خالصه، والمعنى: أنها إذا نفت الخبث، تميز الطيبُ، واستقر فيها، وكأن هذا الحديثَ هو في خاص من الناس ومن الزمان بدليل قوله تعالى:{وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ}
وقد خرج من المدينة بعد النبي صلى الله عليه وسلم معاذ وأبو عبيدة وابن مسعود وطائفة، ثم علي وطلحة والزبير وعمار وآخرون، وهم من أطيب الخلق، فدل على أن المراد بالحديث تخصيص ناس دون ناس، ووقت دون وقت. انظر "فتح الباري" 13/ 105 - 106.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4263 -
حدَّثنا الأنصاريُّ، قال: حدَّثنا مَعْنٌ، قال: حدَّثنا مالكٌ
وحدَّثنا قُتيبةُ، عن مالكٍ، عن ابن شِهابٍ، عن سعيدِ بن المُسَيَّبِ
عن أبي هريرةَ أنَّهُ كان يقولُ: لو رَأيْتُ الظِّباءَ تَرْتعُ بِالمدينةِ ما ذَعَرْتُها، إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"ما بين لابَتَيْها حرامٌ"
(2)
.
وفي البابِ عن سعدٍ، وعبد اللهِ بن زَيدٍ، وأنسٍ، وأبي أيُّوبَ، وزيدِ بن ثابتٍ، ورافعِ بن خَدِيجٍ، وسَهْلِ بن حُنَيفٍ، وجابرٍ.
حديثُ أبي هُريرةَ حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4264 -
حدَّثنا قُتيبةُ، عن مالكٍ (ح)
وحدَّثنا الأنْصاريُّ، قال: حدّثَنا مَعْنٌ، قال: حدَّثنا مالكٌ، عن عمرِو بن أبي عمرٍو
عن أنسِ بن مالكٍ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَلعَ له أُحدٌ، فقال:
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (1873)، ومسلم (1372)، والنسائي في "الكبرى"(4286)، وهو في "المسند"(7218)، و"صحيح ابن حبان"(3751).
"ولابتا المدينة": هما حَرّتاها: حرة واقمٍ وهي الشرقية، وحرَّة الوَبَرة وهي الغربية.
وقول أبي هريرة: "ما ذعرتُها"، قال السندي في "حاشيته على المسند": أي: ما فزعتها ولا نفرتها.
"هذا جبلٌ يُحِبُّنا وَنُحبُّهُ، اللهُمَّ إنَّ إبراهيمَ حَرَّمَ مكّةَ، وإنِّي أُحَرِّمُ ما بين لابَتَيْها"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4265 -
حدّثَنا الحُسين بن حُريْثٍ، قال: حدَّثنا الفَضلُ بن موسى، عن عيسى بن عُبَيْدٍ، عن غيلان بن عبد اللهِ العامِريِّ، عن أبي زُرْعةَ بن عَمْرِو بن جريرٍ
عن جريرِ بن عبد اللهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ اللهَ أوْحَى إليَّ: أيَّ هؤلاءِ الثّلاثةِ نَزلْتَ، فهي دارُ هِجْرتكَ: المدينةَ، أو البحرين، أو قِنَّسْرينَ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من حديثِ الفَضْلِ بن موسى، تفرد به أبو عمار.
4266 -
حدّثَنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا الفضلُ بن موسى،
(1)
حديث صحيح، وأخرجه تامًا ومختصرًا البخاري (2889)، ومسلم ص 993 (1365) و (463) و (1393)، وابن ماجه (3115)، وهو في "المسند"(12510)، و"صحيح ابن حبان":(3725).
(2)
إسناده ضعيف لجهالة غيلان بن عبد الله العامري، تفرد بالرواية عنه عيسى بن عبيد الكندي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: روى عن أبي زرعة، عن جرير حديثًا منكرًا - يعني حديث الهجرة -، وهو حديثنا.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 105، والطبراني في "الكبير"(2417)، والحاكم 3/ 2، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 458، والمزي في "تهذيب الكمال" 23/ 133.
قال: حدَّثَنا هِشامُ بن عروةَ، عن صالحِ بن أبي صالحٍ، عن أبيه
عن أبي هُريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"لا يَصْبرُ على لأْواءِ المدينةِ وشِدَّتها أحدٌ إلا كُنْتُ له شفِيعًا - أوْ شَهيدًا - يومَ القيامةِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجهِ.
وصالحُ بن أبي صالحٍ: أخو سُهَيْلِ بن أبي صالحٍ.
142 - باب في فَضْل مَكَّةَ
4267 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا اللّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن الزُّهْريِّ، عن أبي سَلمةَ
عن عَبد اللهِ بن عديِّ بن حَمْراءَ، قال: رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم واقفًا على الحَزْوَرةِ، فقال:"واللهِ إنّكِ لَخيْرُ أرضِ اللهِ، وأحبُّ أرضِ اللهِ إلى اللهِ، ولولا أنِّي أُخْرِجْتُ منكِ مَا خَرجْتُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (1378)، وهو في "المسند"(7865) و (8516)، و"صحيح ابن حبان"(3739) و (3740).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (3108)، والنسائي في "الكبرى"(4252) و (4253)، وهو في "المسند"(18715)، و"صحيح ابن حبان"(3708).
(3)
في (ل) ونسخة المباركفوري: "حسن صحيح غريب"، والمثبت من سائر الأصول و"تحفة الأشراف".
وقد رواهُ يونسُ، عن الزُّهْريِّ نَحوهُ. ورواهُ محمدُ بن عمرٍو، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وحديثُ الزُّهْريِّ، عن أبي سَلمةَ، عن عبد اللهِ بن عَديِّ بن حَمْراءَ عِنْدي أصحُّ.
4268 -
حدَّثنا محمدُ بن موسى البصريُّ، قال: حدَّثنا الفُضَيْلُ بن سليمانَ، عن عبد اللهِ بن عثمانَ بن خُثَيْمٍ، قال: حدَّثنا سعيدُ بن جُبَيْرٍ وأبو الطُّفَيْلِ
عن ابن عبَّاسٍ، قال: قال رسولُ اللهِ لِمَكَّةَ: "ما أطْيَبَكِ من بلدٍ، وأحَبَّكِ إليَّ، ولولا أنَّ قَومي أخْرَجُوني منك، ما سَكنْتُ غَيرَكِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الْوَجْهِ.
143 - باب في فَضْلِ الْعَربِ
4269 -
حدَّثنا محمدُ بن يحيى الأزْديُّ وأحمدُ بن مَنِيعٍ وغيرُ واحدٍ، قالوا: حدَّثنا أبو بَدْرٍ شُجاعُ بن الوليدِ، عن قابوسَ بن أبي ظَبْيانَ، عن أبيهِ
عن سلمانَ، قال: قال لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يا سلمانُ لا تُبْغضني، فتُفارقَ دِينكَ" قلت: يا رسولَ اللهِ كيفَ أُبْغضُكَ وبِكَ هَداني اللهُ؟ قال: "تُبْغضُ الْعَرَبَ فَتُبْغضني"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، فضيل بن سليمان وإن احتج به مسلم وروى له البخاري متابعة، ضعفه ابن معين وأبو حاتم والنسائي، لكنه قد توبع، وهو في "صحيح ابن حبان"(3709).
(2)
إسناده ضعيف لضعف قابوس بن أبي ظبيان، ولانقطاعه بين أبي ظبيان =
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من حديثِ أبي بَدْرٍ شُجاعِ بن الْوَليدِ.
وسمِعتُ محمدَ بن إسماعيلَ يقولُ: أبو ظَبْيانَ لم يُدْركْ سَلْمانَ، ماتَ سلمانُ قَبْلَ عليٍّ
(1)
.
4270 -
حدَّثنا عبدُ بن حُمَيْدٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بن بِشْرٍ العَبْديُّ، قال: حدَّثنا عبد اللهِ بن عبد اللهِ بن الأسودِ، عن حُصَيْنِ بن عمرَ، عن مُخارقِ بن عبد اللهِ، عن طارقِ بن شِهابٍ
عن عثمانَ بن عفَّانَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من غَشَّ العرَبَ، لم يَدْخُلْ في شَفاعتي، ولم تَنلْهُ مَودَّتي"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرِفهُ إلا من حديثِ حُصيْنِ بن عمرَ الأحْمَسيِّ عن مُخارقٍ، وليسَ حُصَيْنٌ عندَ أهلِ الحديثِ بِذاكَ الْقَويِّ.
4271 -
حدَّثنا يحيى بن موسى، قال: حدَّثنا سُليْمانُ بن حربٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بن أبي رَزينٍ
عن أُمِّهِ، قالت: كانت أُمُّ الحَريرِ إذا ماتَ أحدٌ من العربِ
= - واسمه حصين بن جندب - وبين سلمان الفارسي كما سيذكر المصنف بعد. وهو في "المسند"(23731).
(1)
من قوله: "وسمعت محمد" إلى هنا من (س) فقط.
(2)
إسناده ضعيف لضعف حصين بن عمر الأحمسي، وهو في "المسند"(519).
اشْتدَّ عليها، فقيلَ لها: إنّا نَراكِ إذا ماتَ رجلٌ من العرَبِ اشْتدَّ عليكِ. قالت: سَمِعتُ مولاي يقولُ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من اقْتَرابِ السَّاعةِ هلاكُ العربِ"
(1)
.
قال محمدُ بن أبي رَزين: ومولاها طلحةُ بن مالكٍ.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من حديثِ سُليْمانَ بن حربٍ.
4272 -
حدَّثنا محمدُ بن يحيى الأَزْديُّ، قال: حدَّثنا حَجَّاجُ بن محمدٍ، عن ابن جُريجٍ، قال: أخْبرني أبو الزُّبَيْرِ، أنَّهُ سمعَ جابرَ بن عبد اللهِ يقولُ:
حدَّثتْني أُمُّ شَرِيكٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال:"لَيفِرَّنَّ النَّاسُ من الدَّجَّالِ حتَّى يَلْحقُوا بالجبالِ". قالت أُمُّ شَرِيكٍ: يا رسولَ اللهِ فأيْنَ العرَبُ يومئذٍ؟ قال: "همْ قليلٌ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ
(3)
.
4273 -
حدَّثنا بِشْرُ بن معاذٍ العَقديُّ، قال: حدَّثنا يَزِيدُ بن زُريْعٍ، عن
(1)
إسناده ضعيف لجهالة أم محمد بن أبي رزين وأم الحرير.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 345، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 42، والطبراني في "الكبير"(8159)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 291، والمزي في "تهذيب الكمال" 13/ 433 ووقع في رواية البخاري "حدثتني أمي أم حرام"، وهو خطأ.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2945)، وهو في "المسند"(27620)، و"صحيح ابن حبان"(6797).
(3)
في (ل): "حسن غريب"، والمثبت من سائر الأصول الخطية.
سعيدِ بن أبي عَروبةَ، عن قتادةَ، عن الحسنِ
عن سَمُرَةَ بن جُنْدُبٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"سامُ أبو العرَبِ، ويافثُ أبو الرُّومِ، وحامُ أبو الْحَبشِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ.
ويقالُ: يافَث ويافِثُ ويَفَثُ.
144 - باب في فضلِ العجمِ
4274 -
حدثنا سفيانُ بن وكيعٍ، قال: حدَّثنا يحيى بن آدمَ، عن أبي بكرِ بن عيَّاشٍ، قال: حدَّثنا صالحُ بن أبي صالحٍ مولى عمرِو بن حُرَيْثٍ قال:
سمعتُ أبا هريرةَ يقولُ: ذُكِرتِ الأعَاجمُ عند النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لأنا بِهمْ - أو بِبَعْضهمْ - أوْثقُ مِنِّي بِكُمْ، أوْ بِبَعْضكُمْ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلَّا من حديثِ أبي بكرِ بن عيَّاشٍ، وصالحٌ هذا، يقالُ لهُ: صالحُ بن مِهْرانَ مولى عمرِو بن حُرَيْثٍ.
4275 -
حدَّثنا عليُّ بن حُجْرٍ، قال: حدَّثنا عبد اللهِ بن جعفرٍ، قال: حدَّثَني ثورُ بن زيدٍ الدِّيليُّ، عن أبي الغَيْثِ
(1)
إسناده ضعيف، الحسن البصري مشهور بالتدليس، ولم يصرح بالسماع في هذا الحديث من سمرة.
(2)
إسناده ضعيف لضعف صالح بن أبي صالح مولى عمرو بن حريث.
عن أبي هريرةَ، قال: كُنَّا عند رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أُنْزِلَتْ سُورةُ الجُمُعةِ، فَتَلاها، فلمَّا بلغ:{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة: 3] قال له رجلٌ: يا رسولَ اللهِ من هؤلاءِ الّذِينَ لم يَلْحقُوا بِنا؟ فلم يُكلِّمهُ. قال: وسلمانُ الفارسيُّ فِينا. قال: فوضَعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدهُ على سلمانَ، فقال:"وَالّذِي نَفْسي بِيدهِ لو كانَ الإيمانُ بِالثُّريَّا لتَنَاولهُ رجالٌ من هؤلاءِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ، وقد رُوِي من غيرِ وجْهٍ عن أبي هريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
وأبو الغيث: اسمه سالم مولى عبد الله بن مطيع مديني
(2)
.
145 - باب في فضلِ اليمنِ
4276 -
حدَّثنا عبدُ اللهِ بن أبي زيادٍ وغيرُ واحدٍ، قالوا: حدَّثنا أبو داودَ الطيالسي، قال: حدَّثنا عِمْرانُ القطَّانُ، عن قتادةَ، عن أنسٍ
عن زيدِ بن ثابتٍ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَظرَ قِبلَ اليمنِ، فقال:"اللهُمَّ أقْبِلْ بِقُلوبِهمْ، وباركْ لنا في صاعِنا ومُدِّنا"
(3)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ
(4)
من حديث زيدِ بن ثابتٍ، لا نَعْرِفهُ
(1)
حديث صحيح، وقد سلف تخريجه في (3596).
(2)
قوله: "وأبو الغيث" إلى هنا زيادة من (س) فقط.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عمران بن داوَر القطان، وهو في "المسند"(21610).
(4)
في (س) و (ل): "حسن صحيح غريب" وما أثبتناه من (أ) و (د).
إلا من حديثِ عِمْرانَ القَطّانِ.
4277 -
حدَّثنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا عبد العزِيزِ بن محمدٍ، عن محمدِ بن عَمْرٍو، عن أبي سلمةَ
عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أتَاكُمْ أهلُ اليمنِ، هُمْ أضْعفُ قلوبًا، وأرقُّ أفْئدَةً، الإيمانُ يمان، والحِكمةُ يمانِيَةٌ"
(1)
.
وفي البابِ عن ابن عبَّاسٍ، وأبي مسعودٍ.
هذا حديثٌ حسن صحيح.
4278 -
حدَّثنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قال: حدَّثنا زيدُ بن حُبابٍ، قال: حدَّثنا مُعاويةُ بن صالحٍ، قال: حدَّثنا أبو مَرْيمَ الأنصاريُّ
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "المُلْكُ في قُرَيْشٍ، والقضاءُ في الأنْصارِ، والأذَانُ في الحَبشةِ، والأمانةُ في الأزْدِ" يعني: اليمنَ
(2)
.
4279 -
حدَّثنا محمدُ بن بشَّارٍ، قال: حدَّثنا عبد الرحمنِ بن مَهْديٍّ، عن معاويةَ بن صالحِ، عن أبي مريمَ الأنصاريِّ، عن أبي هريرةَ نحوهُ ولم
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (4388)، ومسلم (52)، وهو في "المسند"(10527)، و"صحيح ابن حبان"(7300).
(2)
رجاله رجال الصحيح غير أبي مريم الأنصاري، فقد روى له أبو داود والترمذي، وهو ثقة، واختلف في رفع هذا الحديث ووقفه كما أشار إلى ذلك المصنِّف، وهو في "المسند"(8761).
يرْفَعهُ
(1)
.
وهذا أصحُّ من حديثِ زيدِ بن حُبابٍ.
4280 -
حدَّثنا عبدُ القدُّوسِ بن محمدٍ العطَّارُ، قال: حدَّثني عمِّي صالحُ بن عبدِ الكبيرِ بن شُعَيْبٍ، عن أبيهِ
عن أنسٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الأزْدُ أزدُ اللهِ في الأرضِ، يُريدُ النَّاسُ أنْ يَضعُوهُمْ، ويَأبَى اللهُ إلا أن يَرْفَعَهُمْ، ولَيأْتِينَّ على النَّاسِ زمانٌ يقولُ الرَّجلُ: يا لَيْتَ أبي كان أزْديًّا، ويا ليتَ أُمِّي كانت أزْديّةً"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من هذا الوجهِ.
ورُوي عن أنسٍ بهذا الإسنادِ موقوفًا، وهو عندنا أصَحُّ.
4281 -
حدَّثنا عبد القدوس بن محمد، قال: حدثنا محمد بن كثير العبدي البصري، قال: أخبرني مهدي بن ميمون، قال: حدثني غيلان بن جرير، قال:
سمعت أنس بن مالك يقول: إن لم نكن من الأزد، فلسنا من الناس
(3)
.
(1)
انظر ما قبله.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة صالح بن عبد الكبير بن شعيب، وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7399)، وابن عساكر 2/ 108، والضياء في "المختارة"(2211) و (2212)، والمزي في "تهذيب الكمال" 13/ 68.
(3)
إسناده صحيح.
هذا حديثٌ حسن صحيح غريب.
4282 -
حدَّثنا أبو بكرِ بن زَنْجُويه، قال: حدَّثنا عبد الرَّزاقِ، قال: أخْبرني أبي، عن مِيناء مولى عبد الرحمنِ بن عَوْفٍ، قال:
سمعتُ أبا هريرةَ يَقولُ: كُنَّا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم فجاءَهُ رجلٌ أحْسَبهُ من قيس، فقال: يا رَسولَ اللهِ، العنْ حِمْيرًا، فأعْرضَ عنه، ثمَّ جاءهُ من الشَّقَّ الآخَرِ، فأعْرضَ عنه، ثمَّ جاءهُ من الشَّقِّ الآخَرِ، فأعْرضَ عنه، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"رحمَ اللهُ حِمْيرًا، أفواهُهمْ سلامٌ، وأيْديهِمْ طعامٌ، وهُم أهلُ أمْنٍ وإيمانٍ"
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرِفهُ إلا من هذا الوجهِ من حديثِ عبد الرَّزاقِ. وَيُرْوى عن مِيناءَ أحاديثُ مناكيرُ.
146 - باب في غِفارٍ وأسلم وجُهينة ومُزينة
4283 -
حدَّثنا أحمدُ بن مَنِيعٍ، قال: حدَّثنا يَزِيدُ بن هارونَ، قال: حدَّثنا أبو مالكٍ الأشْجعيُّ، عن موسى بن طَلْحةَ
عن أبي أيُّوبَ الأنْصاريَّ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الأنصارُ ومُزَيْنةُ وجُهيْنةُ وأشجع وغِفارُ ومن كان من بني عبد الدَّارِ،
(1)
إسناده ضعيف جدًّا، ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف - وهو ابن أبي مينا - قال يحيى والبخاري والنسائي: ليس بثقة، وقال أبو زرعة: ليس بقوي، وقال أبو حاتم: روى أحاديث في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناكير، لا يُعبأ بحديثه، كان يكذب، وقال الدارقطني: منكر الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": متروك. وهو في "المسند"(7745).
مَواليَّ، ليس لهم مولىً دونَ اللهِ، واللهُ ورسولهُ مولاهُم"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4284 -
حدَّثنا عليُّ بن حُجْرٍ، قال: حدَّثنا إسماعيلُ بن جعفرٍ، عن عبد اللهِ بن دِينارٍ
عن ابن عمرَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"أسْلمُ سالمها اللهُ، وغفارُ غفرَ اللهُ لها، وعُصيَّةُ عَصتِ الله ورَسولهُ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ
(3)
.
147 - باب في ثقيف وبني حنيفة
4285 -
حدَّثنا أبو سَلمَةَ يحيى بن خَلفٍ، قال: حدَّثنا عبد الوهّابِ الثَّقَفيُّ، عن عَبد اللهِ بن عثمانَ بن خُثيمٍ، عن أبي الزُّبَيْرِ
عن جابرٍ، قال: قالوا: يا رسولَ اللهِ أحْرقَتْنا نِبالُ ثَقيفٍ، فادْعُ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه مسلم (2519) وهو في "المسند"(23543)، و"شرح مشكل الآثار"(4272).
وجاء عند مسلم "بني عبد الله" بدل "بني عبد الدار"، وعند أحمد والطحاوي "بني كعب". قال النووي في "شرح مسلم" 16/ 74: قال القاضي: المراد ببني عبد الله هنا: بنو عبد العزى من غطفان، سماهم النبي صلى الله عليه وسلم بني عبد الله، فسمتهم العرب بني مُحَوَّلة لتحويل اسم أبيهم.
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3514)، ومسلم (2518)، وهو في "المسند"(4702)، و"صحيح ابن حبان"(7289).
(3)
هذا الحديث وتعليق المصنف عليه جاء هنا في (س) و (ل)، وجاء في (م) و (د)، ونسخة المباركفوري بعد الحديث رقم (4292).
اللهَ عليهمْ. قال: "اللهُمَّ اهْدِ ثَقيفًا"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيح غريبٌ.
4286 -
حدَّثنا زيدُ بن أخْزمَ الطّائيُّ، قال: حدَّثنا عبدُ القاهرِ بن شُعَيْبٍ، قال: حدَّثنا هِشامٌ، عن الحسنِ
عن عمرانَ بن حُصينٍ، قال: ماتَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو يكْرهُ ثَلاثةَ أحياءٍ: ثقيفًا، وبني حَنِيفةَ، وبني أُميَّةَ"
(2)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من هذا الوجهِ.
4287 -
حدَّثنا عليُّ بن حُجْرٍ، قال: أخبرنا الفَضلُ بن موسى، عن شريكٍ، عن عبد اللهِ بن عُصْمٍ
عن ابن عمرَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "في ثَقيفٍ كَذّابٌ ومُبِيرٌ"
(3)
4288 -
حدَّثنا عبد الرحمن بن وَاقدٍ، قال: حدَّثنا شَريكٌ بهذا الإسنادٍ نحوهُ
(4)
.
(1)
حديث صحيح، وهو في "المسند"(14702).
(2)
إسناده ضعيف، هشام - وهو ابن حسان الأزدي - في روايته عن الحسن مقال، والحسن رواه بالعنعنة، وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (379).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك بن عبد الله سيئ الحفظ، وقد سلف تخريجه في (2367).
وله شاهد من حديث أسماء عند مسلم (2545).
(4)
انظر ما قبله.
وعبد اللهِ بن عُصْمٍ يُكْنى أبا عُلْوانَ، وهو كوفيٌّ.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من حديثِ شَريكٍ، وشَرِيكٌ يقولُ: عبد اللهِ بن عُصْمٍ، وإسرائيلُ يَرْوي عن هذا الشّيخِ ويقولُ: عبد اللهِ بن عِصْمةَ.
وفي البابِ عن أسماءَ بِنْتِ أبي بكرٍ.
4289 -
حدَّثنا أحمدُ بن مَنيعٍ، قال: حدَّثنا يَزِيدُ بن هارونَ، قال: حدَّثنا أيُّوبُ، عن سعيدٍ المَقْبُريِّ
عن أبي هريرةَ أنَّ أعْرابيًّا أهْدَى لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَكْرةً، فعوَّضهُ مِنْها سِتَّ بَكَراتٍ، فتسخَّطها، فبلغَ ذلكَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فحمدَ اللهَ وأثْنى عليهِ، ثمَّ قال:"إنَّ فلانًا أهْدَى إليَّ ناقةً، فَعوَّضْتهُ منها سِتَّ بَكراتٍ، فظلَّ سَاخطًا، لقد هَممْتُ أنْ لا أقْبلَ هَديّةً إلا من قُرَشيٍّ، أوْ أنصاريٍّ، أو ثَقفيٍّ، أو دَوْسيٍّ". وفي الحديثِ كلامٌ أكثرُ من هذا
(1)
.
هذا حديثٌ قد رُوِي من غَيرِ وجهٍ عن أبي هريرةَ، ويزيدُ بن هارونَ يَرْوِي عن أيُّوبَ أبي العلاءِ، وهو أيُّوبُ بن مِسْكينٍ، ويقالُ: ابن أبي مِسْكينٍ، ولَعل هذا الحديثَ الّذِي رُوِي عن أيُّوبَ، عن سعيدٍ المَقْبُريِّ، هو أيُّوبُ أبو العلاءِ.
(1)
حديث حسن، وأخرجه أبو داود (3537)، والنسائي 6/ 279 - 280، وهو في "المسند"(7363) و (7917)، و"صحيح ابن حبان"(6383).
4290 -
حدَّثنا محمدُ بن إسماعيلَ، قال: حدَّثنا أحمدُ بن خالدٍ الحِمصيُّ، قال: حدَّثنا محمدُ بن إسحاقَ، عن سعيدِ بن أبي سعيدٍ المَقْبُريِّ، عن أبيهِ
عن أبي هريرةَ، قال: أهْدَى رجلٌ من بني فَزَارةَ إلى النبيَّ صلى الله عليه وسلم ناقةً من إبلهِ الّتي كانُوا أصابُوا بالغابةِ، فعوَّضهُ منها بعض العِوَضِ، فَتسخّطَ، فسمعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم على المِنْبرِ يَقولُ:"إنَّ رِجالًا من العربِ يُهْدي أحَدُهُم الهَديَّةَ، فأُعَوِّضُهُ مِنْها بقَدْرِ مَا عِندي، ثُمَّ يَتَسخَّطُهُ، فَيظلُّ يَتَسخَّطُ فِيهِ عليَّ، وَايْمُ اللهِ لا أقْبلُ بعدَ مَقامي هذا من رَجُلٍ من العربِ هَديَّةً إلا من قُرشيٍّ، أوْ أنْصاريٍّ، أوْ ثَقَفيٍّ، أوْ دَوْسيٍّ"
(1)
.
وهذا أصحُّ من حديثِ يزيدَ بن هارونَ
(2)
.
4291 -
حدَّثنا إبراهيمُ بن يعقوبَ وغيرُ واحدٍ، قالوا: حدَّثنا وَهْبُ بن جَريرٍ، قال: حدَّثنا أبي، قال: سمِعتُ عبد اللهِ بن ملاذٍ يُحدِّثُ عن نُمَيْرِ بن أوْسٍ، عن مالكِ بن مَسْرُوحٍ، عن عامر بن أبي عامرٍ الأشْعَريِّ
عن أبيهِ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الحيُّ الأسْدُ وَالأشْعرُونَ، لا يَفِرُّونَ في القِتالِ، ولا يَغُلُّونَ، هُمْ مِنِّي وأنا مِنْهُمْ". قال:
(1)
حديث حسن، وقد سلف تخريجه في الذي قبله.
(2)
في (س) و (ل): "وهذا حديث حسن، وهو أصح
…
"، والمثبت من سائر الأصول.
فَحدَّثْتُ بِذلكَ مُعاويةَ، فقال: ليس هكذا قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال:"هُمْ مِنِّي وإليَّ"، فقلت: ليس هكذا حَدَّثَني أبي، ولكنَّهُ حدَّثني قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "هُمْ مِنِّي وأنا مِنْهُمْ". قال: فأنْتَ أعلمُ بِحديثِ أبيكَ
(1)
.
هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من حديثِ وَهْبِ بن جريرٍ، ويقالُ: الأسْدُ هُمُ الأزْدُ.
4292 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا عبد الرحمنِ بن مهديٍّ، قال: حدَّثنا شعبةُ، عن عبد اللهِ بن دِينارٍ
عن ابن عمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"أسْلمُ سالمَها اللهُ، وغِفارُ غفرَ اللهُ لها"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ
(3)
.
وفي البابِ عن أبي ذَرٍّ، وأبي بَرْزةَ الأسْلميّ، وَبُريْدةَ، وأبي هُريرةَ.
(1)
إسناده ضعيف، فيه مجهولان: عبد الله بن ملاذ لم يرو عنه سوى جرير بن حازم، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقد جهّله ابن المديني والذهبي وابن حجر، ومالك بن مسروح تفرد بالرواية عنه نُمير بن أوس، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف.
وهو في "المسند"(17166).
(2)
حديث صحيح، وقد سلف تخريجه في (4284).
(3)
في (س): "حديث صحيح"، وما أثبتناه من (أ) و (ل).
4293 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا مُؤَمَّلٌ، قال: حدَّثنا سُفيانُ، عن عبد اللهِ بن دِينارٍ، نحو حديثِ شُعبةَ، وزاد فيه:"وعُصيَّةُ عَصت الله ورسولهُ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4294 -
حدَّثنا قتيبةُ، قال: حدَّثنا المُغِيرةُ بن عبد الرحمنِ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأعرجِ
عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسُ محمدٍ بِيدهِ لَغِفارُ وأسلمُ ومُزيْنةُ ومن كان من جُهيْنةَ - أو قال: جُهينةُ، ومن كان من مُزيْنةَ - خيرٌ عند اللهِ يومَ القيامةِ من أَسَدٍ وطيِّئٍ وغَطفانَ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4295 -
حدَّثنا محمدُ بن بشَّارٍ، قال: حدَّثنا عبد الرحمنِ بن مَهْديٍّ، قال: حدَّثنا سفيانُ، عن جامعِ بن شدَّادٍ، عن صفوانَ بن مُحْرزٍ
عن عمرانَ بن حُصينٍ، قال: جاءَ نَفرٌ من بني تَميمٍ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال:"أبْشرُوا يا بني تَميمٍ". قالوا: بَشَّرْتَنا فأعْطنا. قال: فَتغيَّرَ وَجْهُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وجاءَ نَفرٌ من أهلِ اليمنِ، فقال:"اقْبلُوا البُشْرى إذ لم يَقْبلْها بنو تَميمٍ"، قالوا: قد
(1)
حديث صحيح، وقد سلف تخريجه في (4284).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3517)، ومسلم (2521)، وهو في "المسند"(7150) و (8826)، و"صحيح ابن حبان"(7291).
قَبِلْنا
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
4296 -
حدَّثنا محمودُ بن غَيْلانَ، قال: حدَّثنا أبو أحمدَ، قال: حدَّثنا سفيانُ، عن عبد الملكِ بن عُمَيْرٍ، عن عبد الرحمنِ بن أبي بَكْرةَ
عن أبيه، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"أسْلمُ وغِفارُ ومُزيْنةُ خَيْرٌ من تَميمٍ وأسَدٍ وغَطفانَ وبني عامرِ بن صَعْصعةَ"، يَمُدُّ بِها صوْتهُ، فقال القومُ: قد خابُوا وخسروا. قال: "فَهُمْ خَيْرٌ منهم"
(2)
.
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
148 - باب
4297 -
حدَّثنا بِشْرُ بنُ آدمَ ابن بِنْتِ أزْهرَ السَّمَّانِ، قال: حدَّثني جَدِّي أزْهرُ السَّمَّانُ، عن ابن عَوْنٍ، عن نافعٍ
عن ابن عمرَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"اللهُمَّ باركْ لنا في شامِنا، اللهُمَّ باركْ لنا في يَمَنِنا". قالوا: وفي نَجدْنا. فقال: "اللهُمَّ بَاركْ لَنا في شَامِنا، وَبَاركَ لَنا في يَمننا". قالوا: وفي نَجْدنا. قال: "هُنالك الزَّلازلُ والفِتنُ، وبها - أو قال: منها -
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3190)، وهو في "المسند"(19822) و (19876)، و"صحيح ابن حبان"(6142) و (7292).
(2)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (3515)، ومسلم (2522)، وهو في "المسند"(20384) و (20423)، و"صحيح ابن حبان"(7290).
يَخْرُجُ قَرْنُ الشَّيْطانِ"
(1)
.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجهِ من حديثِ ابن عَوْنٍ.
وقد رُوِي هذا الحديثُ أيْضًا عن سالمِ بن عبد اللهِ بن عمرَ، عن أبيه، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
4298 -
حدَّثنا محمدُ بن بشَّارٍ، قال: حدَّثنا وَهْبُ بن جَريرٍ، قال: حدَّثنا أبي، قال: سمعتُ يحيى بن أيُّوبَ يُحدِّثُ، عن يَزِيدَ بن أبي حَبِيبٍ، عن عبد الرحمنِ بن شِماسةَ
عن زيدِ بن ثابتٍ، قال: كُنَّا عند رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نُؤَلَّفُ القُرْآنَ من الرِّقاعِ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"طُوبى لِلشَّامِ"، فقلنا: لأيِّ ذلك يا رسولَ اللهِ؟ قال: "لأنَّ ملائكةَ الرَّحمنِ باسطةٌ أجْنِحتَها عليها"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ إنَّما نَعْرِفهُ من حديثِ يحيى بن أيُّوبَ.
4299 -
حدَّثنا محمدُ بن بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا أبو عامرٍ العقديُّ، قال: حدَّثنا هشامُ بن سَعْدٍ، عن سعيدٍ المَقْبُريِّ
(1)
حديث صحيح، وأخرجه البخاري (1037) و (7094)، وهو في "المسند"(5642) و (5987)، و"صحيح ابن حبان"(7301).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يحيى بن أيوب الغافقي، وهو في "المسند"(21606) و (21607)، و"صحيح ابن حبان"(114) و (7304).
عن أبي هُريرةَ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"لَيْنَتهينَّ أقوامٌ يَفْتخرُونَ بآبائِهمُ الذِينَ ماتوا، إنّما هم فَحْمُ جَهنَّمَ، أوْ لَيكُونُنَّ أهْونَ على اللهِ من الجُعلِ الّذِي يُدهْدهُ الخِراءَ بِأنْفهِ، إنَّ الله أذْهبَ عنكُم عُبِّيَّةَ الجاهِليَةِ، وفَخرها بِالآباءِ، إنَّما هو مؤمنٌ تَقيٌّ، وفاجرٌ شَقيٌّ، النَّاسُ كُلُّهُمْ بنو آدمَ، وآدمُ خُلقَ من تُرابٍ"
(1)
.
وفي البابِ عن ابن عمرَ، وابن عبَّاسٍ.
هذا حديثٌ حسنٌ.
4300 -
حدَّثنا هارونُ بن موسى بن أبي عَلْقمة الفَرْويُّ الْمدنيُّ، قال: حدَّثني أبي، عن هشامِ بن سعدٍ، عن سعيدِ بن أبي سعيدٍ، عن أبيهِ
عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"قد أذْهبَ اللهُ عنكُم عُبِّيَّةَ الجَاهِليَّةِ، وفَخْرَها بالآباءِ، مُؤْمنٌ تَقيٌّ، وفاجرٌ شَقيٌّ، والنَّاسُ بنو آدَمَ، وآدَمُ من تُرابٍ"
(2)
.
هذا حديثٌ حسنٌ.
وهذا أصَحُّ عندنا من الحديثِ الأوَّلِ، وسعيدٌ المَقْبُريُّ قد
(1)
حسن، وأخرجه أبو داود (5116)، وهو في "المسند"(8736) و (10781).
وله شاهد من حديث ابن عباس عند أحمد (2739)، وابن حبان (5775)، ولفظه:"لا تفتخروا بآبائكم الذين ماتوا في الجاهلية، فوالذي نفسي بيده لما يدهده الجعل بمنخريه خير من آبائكم الذين ماتوا في الجاهلية" وإسناده صحيح.
(2)
حديث حسن، وانظر ما قبله.
سمعَ من أبي هريرةَ، ويَرْوِي عن أبيه أشياءَ كثيرةً، عن أبي هريرةَ.
وقد رَوَى سفيانُ الثَّوْريُّ وغيرُ واحدٍ هذا الحديثَ عن هشامِ بن سعدٍ، عن سعيدٍ المَقْبُريِّ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحو حديثِ أبي عامرٍ، عن هشامِ بن سعدٍ.