الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 - كتاب الأذان
1 - بدء الأذان
626 -
أخبرنا محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم
(1)
وإبراهيمُ بنُ الحَسَن قالا: حدَّثنا حَجَّاجٌ قال: قال ابنُ جُريج: أخبرني نافع
عن عبد الله بن عُمر، أنّه كان يقول: كان المسلمون حين قَدِمُوا المدينةَ يجتمعون فيَتَحَيَّنُونَ الصَّلاةَ، وليس يُنادي بها أحد، فتكلَّمُوا يومًا في ذلك، فقال بعضُهم: اِتَّخِذُوا ناقوسًا مثل ناقوسِ النَّصارى، وقال بعضُهم: بل قَرْنًا
(2)
مثلَ قَرْنِ اليهود. فقال عُمر رضي الله عنه: أوَلَا تبعثون رجلًا يُنادي بالصَّلاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بلال، قُمْ فنادِ بالصَّلاة"
(3)
.
(1)
قوله: بن إبراهيم، من (ر) و (م).
(2)
في (هـ): قرن.
(3)
إسناده صحيح، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف أبوه بابن عُلَيَّة، وحجَّاج: هو ابنُ محمد المِصِّيصي، وابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1603).
وأخرجه مسلم (377)، والترمذي (190) من طريقين، عن حجَّاج بن محمد المِصِّيصي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريبٌ من حديث ابن عمر.
وأخرجه أحمد (6357)، والبخاري (604)، ومسلم (377) من طرق عن ابن جُريج، به، وعند البخاري: بُوقًا، بدل: قَرْنًا، ووقع في بعض نسخ البخاري "قرنًا" كما ذكر الحافظ في "الفتح" 2/ 81.
قوله: فقال عمر
…
إلخ، حملُ النداء ههنا على نحو: الصلاةُ جامعة، لا على الأذان المعهود، لأن ظاهر الحديث أن عمر قال ذلك وقت المذاكرة، والأذان المعهود إنما كان بعد الرؤيا، وعلى هذا؛ فإدراج المصنف الحديث في الباب لأن هذا النداء كان من جملة بداءة الأذان ومقدّماته. قاله السِّندي، وينظر تتمة كلامه، وينظر أيضًا (للجمع بين هذا الحديث وحديث عبد الله بن زيد الذي أُرِيَ الأذان)"فتح الباري" لابن حجر 2/ 81.
2 - باب تثنية الأذان
627 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد قال: حدَّثنا عبدُ الوهَّاب، عن أيوب، عن أبي قِلَابة
عن أنس قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بلالًا
(1)
أَنْ يَشْفَعَ الأذانَ، وأن يُوتِرَ الإقامة
(2)
.
628 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا شعبةُ قال: حدَّثني أبو جعفر، عن أبي المثنَّى
عن ابن عُمر قال: كان الأذانُ على عهد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم مَثْنَى مَثْنَى، والإقامةُ مرَّةً مرَّةً إلا أنّك تقول: قد قامتِ الصَّلاة، قد قامتِ الصَّلاة
(3)
.
(1)
في هامش كل من (ك) و (م) و (هـ): أُمِرَ بلال. يعني بدل قوله: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالًا.
(2)
إسناده صحيح، عبد الوهَّاب: هو ابنُ عبد المجيد الثقفيّ، وأيوب: هو ابنُ أبي تميمة السَّخْتِياني، وأبو قِلابة: هو عبدُ الله بنُ زيد الجَرْمِيّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1604).
وأخرجه أحمد (12001)، ومسلم (378):(5) من طريق عبد الوهَّاب بن عبد المجيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (605)، ومسلم (378):(5)، وأبو داود (508)، وابن حبان (1675) من طرق عن أيوب، به. وعند البخاري وأبي داود زيادة: إلَّا الإقامة (أي: إلا قولَه: قد قامت الصلاة). قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 83: حصل من ذلك جِناسٌ تامّ.
وأخرجه أحمد (12971)، والبخاري (603) و (606) و (607) و (3457)، ومسلم (378):(2) و (3) و (4)، وأبو داود (509)، والترمذي (193)، وابن ماجه (729) و (730)، وابن حبَّان (1676) من طريق خالد الحذَّاء، عن أبي قِلابة، به، وجاء في بعض الروايات: لمَّا كَثُرَ الناسُ ذكرُوا أن يعلموا وقتَ الصلاة بشيء يعرفونه، فذكروا أن يُورُوا نارًا أو يضربُوا ناقوسًا، فأُمِرَ بلالٌ
…
الحديث.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي جعفر، وهو محمد بن إبراهيم بن مسلم المؤذِّن؛ قال ابن معين والدارقطني: ليس به بأس وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 7/ 371 وقال: كان يخطئ. اهـ. وبقية رجاله ثقات، يحيى: هو ابنُ سعيد القطان، وأبو المثنَّى: هو =
3 - خفض الصَّوت في التَّرجيع في الأذان
629 -
أخبرنا بِشْرُ بنُ معاذ قال: حدَّثني إبراهيم - وهو ابن عبد العزيز بنِ عبد الملك بن أبي مَحْذُورة - قال: حدَّثني أبي عبدُ العزيز وجدِّي عبدُ الملك
(1)
عن أبي محذورة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أقعدّه، فألقى
(2)
عليه الأذان حرفًا حرفًا. قال إبراهيم: هو مِثْلُ أذانِنا هذا. قلتُ له: أَعِدْ عَلَيَّ، قال:"اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، أشهدُ أنْ لا إله إلا الله، مرَّتَيْن، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، مرَّتَيْن، ثم قال بصوتٍ دونَ ذلك الصّوت يُسْمِعُ مَنْ حولَه: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، مرَّتين، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، مرَّتَيْن، حَيَّ على الصَّلاة، مرَّتين، حَيَّ على الفَلاح، مرَّتين، اللهُ أكبر اللهُ أكبر، لا إله إلا الله"
(3)
.
= مسلم بن مِهْران بن المثنَّى جدُّ أبي جعفر، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1605).
وأخرجه ابن حبان (1677) من طريق آدم بن أبي إياس، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسلف قبله من حديث أنس بإسناد صحيح.
وسيأتي من طريق حجَّاج بن محمد الأعور، عن شعبة، به، بأطول منه، برقم (668)، وينظر تتمة تخريجه فيه.
(1)
كذا هو في النسخ الخطية، وهي من رواية أبي بكر ابن السُّنِّي، غير أنَّ المِزِّيَّ ذكر في "تهذيب الكمال" (ترجمة عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة) أنه وقع في رواية ابن السُّنِّي:"حدَّثني أبي عبد العزيز، حدثني جدِّي عبد الملك" ووهَّمه. قلت: لعله سقطت عنده الواو من قوله: حدثني جدِّي، أو أن ثمة تحريفًا وقع بين لفظي جدِّي وحدثني، والله أعلم.
(2)
في (هـ): وألقى.
(3)
لفظُ الأذان منه صحيحٌ بطرقه، وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة ضعَّفه ابنُ معين والأزدي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 7 وقال: يخطئ. اهـ. ووقع في متن الحديث نكارة بذكر خفض الصوت في إعادة الشهادتين، والصواب خفضُ الصوت بهما ابتداءً، ثم رفعُ الصوت بهما عند الإعادة، وهو الترجيع في الأذان، وقد جاء على الصواب في طرقه الأخرى كما سيأتي. وسيأتي هذا الوصف برقم (632). =
4 - كم الأذان من كلمة
630 -
أخبرنا سُوَيْدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبد الله، عن همَّام بن يحيى، عن عامر بن عبد الواحد، حدَّثنا مكحول، عن عبد الله بن مُحَيْرِيز
= وأخرجه الترمذي (191)، وابنُ خزيمة (378) عن بِشْر بن معاذ، بهذا الإسناد، ولم يسُق الترمذي لفظه وقال: حديث صحيح، وقد رُوِيَ عنه من غير وجه.
وقال ابنُ خُزيمة: عبد العزيز بن عبد الملك لم يسمع هذا الخبر من أبي محذورة، إنما رواه عن عبد الله بن مُحَيْرِيز، عن أبي محذورة. اهـ. وستأتي رواية عبد العزيز عن ابن مُحَيْرِيز برقم (632).
وأخرجه أحمد (15379)، وأبو داود (500)، وابن حبان (1682) من طريق الحارث بن عُبيد، عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة، وأبو داود (504) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي محذورة، كلاهما عن عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبي محذورة، بنحوه. ومحمد بن عبد الملك بن أبي محذورة مجهول الحال، والحارث بن عُبيد فيه مقال كما ذكر الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 1/ 202، وإبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك مجهول.
وقد جاء الترجيع في هذه الروايات على الصواب، وجاء عندهم زيادة قوله: الصلاةُ خيرٌ من النوم، في الفجر، بعد قوله: حيَّ على الفلاح، وجاء التكبير أول الحديث أربعَ مرات عند أبي داود وابن حبان.
وسيأتي الحديث بعده من طرق أخرى يقوى بها، وينظر أيضًا:(647) و (648) و (652).
قال السِّنديّ: قوله: "الله أكبر، الله أكبر، أشهد
…
" إلخ، ظاهرُه أن التكبير مرَّتان كسائر الكلمات، لكن سيجيءُ ضبط عدد الكلمات، فيظهر منه أن التكبير أربع مرات، ثم هذا الحديث صريحٌ في الترجيع، والثابتُ في أذان بلال عدمُه، فالوجهُ القولُ بجواز الأمرين. انتهى.
ونقل ابنُ عبد البَرّ في "التمهيد" 24/ 31 عن أحمد وإسحاق والطبري وداود أنهم قالوا: كل ذلك جائز، لأنه قد ثبت جميعُ ذلك عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وعملَ به أصحابُه بعده، فمن شاء قال: الله أكبر، في أول أذانه مرتين، ومن شاء أربعًا، ومن شاء رَجَّعَ في أذانه، ومن شاءَ لم يُرَجِّع. وينظر "شرح مسلم للنووي" 4/ 81.
عن أبي مَحْذُورة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عَلَّمَهُ
(1)
الأذانَ تسعَ عَشْرَةَ كلمةً، والإقامةَ سَبْعَ عَشْرةَ كلمةً، ثم عدَّها
(2)
أبو مَحْذُورة تِسْعَ عَشْرَةَ
(3)
وسَبْعَ عَشْرَةَ
(4)
.
(1)
المثبت من (ر) و (م) و (هـ)، وهو كذلك في "السُّنن الكبرى"(1606) ومصادر الحديث، ووقع في (ك) وهامش (هـ):"قال" بدل: "علَّمه"، فإنْ صحَّتْ هذه النسخة "قال"، فلعلَّها بمعنى "ذكر"، والله أعلم.
(2)
في (ر): عدَّدها، وفي هامش (ك): عدَّهن، وكذلك هي في "السنن الكبرى"(1606).
(3)
في (هـ): تسع عشرة كلمة.
(4)
حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد حسن من أجل عامر بن عبد الواحد، فقد وثَّقه أبو حاتم وابن معين، وقال ابنُ عديّ: لا أرى برواياته بأسًا، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 5/ 193، وضعَّفه أحمد والنسائي، وبقية رجاله ثقات. عبد الله: هو ابنُ المبارك، ومكحول: هو الشامي، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (1606).
وأخرجه أحمد (15381)، وأبو داود (502)، والترمذي (192)، وابن ماجه (709)، وابن حبان (1681) من طرق، عن همَّام بن يحيى، بهذا الإسناد، مطوَّلًا بذكر ألفاظ الأذان والإقامة إلا عند الترمذي، لكن خالف اللفظُ العددَ عند أحمد وابن حبان، فجاء الأذان عند أحمد سبعَ عَشْرةَ كلمةً بذكر التكبير في أوله مرَّتين، وجاءت الإقامة عنده ثلاث عشرة كلمة بذكر التكبير في أولها مرَّتين، وعدم تكرار الشهادتين، ولم يُذكر الترجيع في الشهادتين عند ابن حبان، فجاء الأذان عنده خمس عشرة كلمة، ولعل هذا الاختلاف يرجع إلى تصرُّفات الرُّواة، كما سيأتي من كلام السِّندي، والله أعلم.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح
…
وقد رُويَ عن أبي محذورة أنه كان يُفرد الإقامة.
وقال السِّندي (كما في حواشي المسند): قوله: "تسع عشرة كلمة
…
الخ" هذا الحديث نصٌّ على تربيع التكبير والترجيع في الأذان والتثنية في الإقامة بحيث لا يبقى محلّ، فإن العدد المذكور لا يستقيم إلا على ذلك، نعم التكبير في التفصيل في النُّسخ مثنى (يعني في حديث أحمد) وهذا دليل على أنَّ تركَ التربيع في التكبير من تصرُّفات الرُّواة، وقد ثبت إفراد إقامة بلال وعدمُ الترجيع في أذانه، فلزم جوازُ الأمرين في كلّ من الأذان والإقامة، والله تعالى أعلم.
وتنظر الأحاديث الآتية بعده.
5 - كيف الأذان
631 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا معاذُ بنُ هشام قال: حدَّثني أبي، عن عامر الأحول، عن مكحول، عن عبد الله بن مُحَيْرِيز
عن أبي مَحْذُورةَ قال: علَّمَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الأذان، فقال:"اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، أشهدُ أَنْ لا إلهَ إلا الله، أشهدُ أَنْ لا إلهَ إلا الله، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله". ثم يعودُ فيقول: "أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، أشهدُ أن لا إلهَ إلا الله، أشهدُ أن محمدًا رسولُ الله، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، حَيَّ على الصَّلاة، حَيَّ على الصَّلاة، حَيَّ على الفَلاح، حَيَّ على الفَلاح، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا الله"
(1)
.
(1)
حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد حسن، معاذ بن هشام - وهو الدَّسْتُوائي - وعامر الأحول - وهو ابن عبد الواحد - حسنا الحديث، وبقية رجاله ثقات، مكحول: هو الشامي، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1607).
وأخرجه مسلم (379) عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد، وقرنَ به مالكَ بنَ عبد الواحد المِسْمَعي، وجاء التكبير في أوَّله مرَّتين.
قال النوويّ في "شرح مسلم" 4/ 81: هكذا وقع هذا الحديث في "صحيح مسلم" في أكثر الأصول في أوله "الله أكبر" مرتين فقط، ووقع في غير "مسلم":"الله أكبر" أربع مرات. قال القاضي عياض: ووقع في بعض طرق الفارسي في "صحيح مسلم" أربع مرات، وكذلك اختُلف في حديث عبد الله بن زيد في التثنية والتربيع، والمشهور فيه التربيع، وبالتربيع قال الشافعي وأبو حنيفة وأحمد وجمهور العلماء، وبالتثنية قال مالك واحتجَّ بهذا الحديث وبأنه عملُ أهل المدينة وهم أعرفُ بالسنن، واحتجَّ الجمهور بأن الزيادة من الثقة مقبولة، وبالتربيع عملُ أهل مكة، وهي مجمع المسلمين في المواسم وغيرها، ولم ينكر ذلك أحد من الصحابة وغيرهم، والله أعلم. =
632 -
أخبرنا إبراهيمُ بن الحسن ويوسُفُ بنُ سعيد - واللَّفظُ له - قالا: حدَّثنا حجَّاج، عن ابن جُرَيْج قال: حدَّثني عبدُ العزيز بنُ عبدِ الملك بن أبي مَحْذُورة، أنَّ عبدَ الله بن مُحَيْرِيز أخبره - وكان يتيمًا في حِجْر أبي مَحْذُورةَ حتَّى
(1)
جهَّزه إلى الشَّام - قال: قلتُ لأبي مَحْذُورة: إنِّي خارجٌ إلى الشَّام، وأَخْشَى أن أُسْأَلَ عن تأذينك
فأخبرَني أنَّ أبا مَحْذُورَةَ قال له: خرجتُ
(2)
في نَفَرٍ، فكُنّا ببعض طريق حُنين مَقْفِلَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم من حُنين، فلَقِيْنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الطَّريق، فأذَّنَ مؤذِّنُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بالصَّلاة عندَ رسولِ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْنا صوتَ المؤذِّن ونحن عنه مُتَنَكِّبون، فظَلَلْنا نحكيه ونهزأُ به، فسمعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الصَّوتَ، فأرسلَ إلينا حتى وقَفْنا بين يديه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أَيُّكُمُ الذي سمعتُ صوتَهُ قد ارتفع؟ " فأشارَ القومُ إليَّ، وصَدَقُوا، فأرسلَهم كلَّهم وحَبَسَني، فقال:"قُمْ فأَذِّنُ بالصَّلاة". فقمتُ فأَلْقَى عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم التَّأذينَ هو بنفسه؛ قال: "قُلْ: اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، أشهدُ أنْ لا إله إلا الله، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله"، ثم قال:"اِرْجِعْ فامْدُدْ صوتَك"
(3)
، ثم قال: "قُل
(4)
: أشهدُ أنْ
= وقال ابن القطَّان في "بيان الوهم والإيهام" 5/ 602: والصحيح عن عامر المذكور في هذا الحديث إنما هو تربيع التكبير في أول الأذان، كذلك رواه عن عامر جماعةٌ، منهم: عفَّان وسعيد بن عامر وحجَّاج، ورواه عن هؤلاء الحسن بن علي، ذكر ذلك أبو داود عنه. انتهى، وهو عند أبي داود برقم (502).
وسلف في الحديثين قبله، وينظر ما بعده.
(1)
في هامشي (ك) و (هـ): حين.
(2)
في (ر) و (م): نعم خرجتُ
…
(3)
في (م) و (هـ): من صوتك.
(4)
لفظة "قل" ليست في (هـ).
لا إلهَ إلا الله، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، حَيَّ على الصَّلاة، حَيَّ على الصَّلاة، حَيَّ على الفَلاح، حَيَّ على الفَلاح، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا الله". ثم دعاني حين قضيتُ التَّأذين، فأعطاني صُرَّةً فيها شيءٌ من فضَّة، فقلت: يا رسولَ الله، مُرْني بالتَّأذين بمكَّة، فقال: "قد أمَرْتُكَ به"، فقدمتُ على عَتَّاب بن أَسِيد عاملِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بمكَّة، فأذَّنتُ معه بالصَّلاة عن أَمرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
6 - باب الأذان في السَّفَر
633 -
أخبرنا إبراهيمُ بنُ الحَسَن قال
(2)
: حدَّثنا حَجَّاج، عن ابن جُريج، عن عثمانَ
(1)
حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد حسن من أجل عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة، فقد روى عنه ثلاثة، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"(كما ذكر الحافظ ابن حجر في "تهذيبه"، ولم أقف عليه)، وبقية رجاله ثقات. حجَّاج: هو ابنُ محمد المِصِّيصي، وابنُ جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1608).
وأخرجه أحمد (15380)، وأبو داود (503)، وابن ماجه (708)، وابن حبان (1680) من طرق عن ابن جُريج، بهذا الإسناد. وجاء التكبير عند أحمد أوّلَ الحديث مرَّتين، وجاء عندهم في آخره (إلا رواية أبي داود وهي مختصرة) قول عبد العزيز: وأخبرني ذلك من أدركتُ من أهلي ممَّن أدرك أبا محذورة على نحو ما أخبرني عبدُ الله بنُ مُحَيْرِيز.
وأخرجه أبو داود (505) من طريق نافع بن عُمر الجُمحي، عن عبد الملك بن أبي محذورة، عن ابن مُحيريز، به، فذكر، صدرَه، وفيه ذكر التكبير مرتين، ثم أحاله على رواية ابن جُريج، عن عبد العزيز بن عبد الملك. وعبدُ الملك بنُ أبي محذورة روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 117 - 118.
وتنظر طرق الحديث السالفة قبله، وينظر الحديث الآتي بعده.
(2)
وقع اختلاف في ترتيب بعض الأحاديث في (م) عن غيرها من النسخ الخطية، ومنها هذا الحديث، فقد جاء فيها بعد الحديث (683)، وترجم له بقوله: باب الإقامة للمنفردين في السفر.
ابنِ السَّائب قال: أخبرني أبي وأمُّ عبدِ الملك بن أبي مَحْذُورة
عن أبي مَحْذُورَة قال: لمَّا خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من حُنين؛ خرجتُ عاشرَ عَشَرَةٍ من أهل مكَّة نطلبُهم
(1)
، فسمعناهم يؤذِّنون بالصَّلاة، فقُمْنا نُؤذِّنُ نستهزئ بهم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"قد سمعتُ في هؤلاء تأذينَ إنسانٍ حَسَنِ الصَّوت". فأرسلَ إلينا، فأذَّنَّا رجلٌ رجل
(2)
، وكنتُ آخِرَهم، فقال حين أذَّنتُ:"تعال". فأجلسَني بين يديه، فمَسَحَ على ناصيتي وبرَّك
(3)
عَلَيَّ ثلاثَ مرَّات، ثم قال:"اِذْهَبْ فأذِّنْ عندَ البيتِ الحرام". قلتُ: كيف يا رسولَ الله؟ فعلَّمَني
(4)
كما تُؤَذِّنون الآن بها: "اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، حَيَّ على الصَّلاة، حَيَّ على الصَّلاة، حَيَّ على الفَلاح، حَيَّ على الفَلاح، الصَّلاةُ خيرٌ من النَّوم، الصلاةُ خيرٌ من النَّوم
(5)
؛ في أوَّلَ
(6)
من الصُّبح".
قال: وعلَّمَني الإقامةَ مرَّتين: "اللهُ أكبر، اللهُ أكبر
(7)
، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا
(1)
في هامشي (م) و (هـ) نسختان: لطلبهم، أطلبُهم، وفي هامش (ك): أطلبهم.
(2)
في (ر) وهامش (ك): رجلًا رجلًا.
(3)
في (ر): وبارك.
(4)
في (هـ): فعلَّمنا، وفي هامشها: فعلَّمني (نسخة).
(5)
قوله: "الصلاة خير من النوم" لم يتكرَّر في (م).
(6)
في (هـ): الأول، وفي هامشها وهامش (ك): الأولى. (نسخة).
(7)
جاء لفظ "الله أكبر" في المطبوع أربع مرات.
الله، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، حَيَّ على الصَّلاة، حَيَّ على الصَّلاة، حَيَّ على الفَلاح، حَيَّ على الفَلاح، قد قامتِ الصَّلاة، قد قامتِ الصَّلاة، اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا الله".
قال ابن جُريج: أخبرني عثمانُ هذا الخبرَ كلَّه، عن أبيه، وعن أمِّ عبدِ الملك بن أبي مَحْذُورة، أنهما سمعا ذلك من أبي مَحْذُورة
(1)
.
7 - باب أذان المنفردين في السَّفَر
(2)
634 -
أخبرنا حاجبُ بنُ سليمان، عن وكيع، عن سفيان، عن خالد الحَذَّاء، عن أبي قِلَابة
عن مالك بن الحُوَيْرِث قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنا وابنُ عَمٍّ لي - وقال مرَّةً
(1)
لفظ الأذان منه صحيح بطرقه، وأما الإقامة فالصحيح فيها في هذا الحديث تربيع التكبير كما سيأتي، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عثمان بن السائب وأبيه وأمِّ عبد الملك بن أبي محذورة، وبقيةُ رجاله ثقات، حجَّاج: هو ابنُ محمد المِصِّيصي، وابنُ جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، والحديثُ في "السُّنن الكبرى" برقم (1609).
وأخرجه أحمد (15376) و (15377)، وأبو داود (501)، من طرق، عن ابن جُريج، بهذا الإسناد، ولم يسُق أحمد لفظه في الرواية الثانية ولا أبو داود، ودون ذكر السائب (والد عثمان) في رواية أحمد الثانية، ولم يرد لفظ الإقامة في رواية أحمد الأولى.
قال ابن القطَّان في "بيان الوهم والإيهام" 4/ 148: السائب وابنُه وأم عبد الملك بن أبي محذورة، كلُّهم غير معروف، والصحيح في حديث أبي محذورة تربيع التكبير (يعني في الإقامة)، ثم تثنية سائرها، فاعلم ذلك.
وتنظر طرق الحديث في الروايات السالفة قبله.
(2)
في (م): باب أذان المنفردين بالتأذين في السفر.
أخرى
(1)
: أنا وصاحبٌ لي
(2)
- فقال: "إذا سافَرْتُما فأَذِّنا وأَقِيمَا، وليؤمَّكُما أكبرُكما"
(3)
.
8 - باب اجتزاء المرء بأذان غيرِه في الحَضَر
635 -
أخبرني زيادُ بنُ أيوبَ قال: حدَّثنا إسماعيلُ قال: حدَّثنا أيوب، عن أبي قِلَابة
(1)
قوله: أُخرى، من (هـ) وهامش (ك).
(2)
بعدها في (ر): النبيّ صلى الله عليه وسلم، وجاء في هامش (ك) نسخة: أتيتُ أنا وابنُ عمّ لي، وقال مرَّة: أنا وصاحبٌ لي إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم.
(3)
إسناده صحيح، وكيع: هو ابنُ الجرَّاح، وسفيان: هو الثوري. وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (858) و (1610).
وأخرجه الترمذي (205) عن محمود بن غيلان، عن وكيع، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح، والعملُ عليه عند أكثر أهل العلم؛ اختاروا الأذانَ في السفر، وقال بعضهم: تُجزئ الإقامةُ، إنما الأذانُ على من يريد أن يجمعَ الناسَ، والقولُ الأوَّلُ أصحّ، وبه يقولُ أحمد وإسحاق.
وأخرجه بنحوه البخاري (630) عن محمد بن يوسف، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه أحمد (20530)، والبخاري (658) و (2848)، ومسلم (674):(293)، وأبو داود (589)، وابن ماجه (979)، وابن حبان (2128) من طرق، عن خالد الحذَّاء، به، وعند مسلم زيادة: وكانا متقاربَيْنِ في القراءة، وبنحوها عند أبي داود وابن حبان، وعند أحمد زيادة:"وصَلُّوا كما تروني أُصلِّي".
وسيأتي الحديث من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، عن خالد الحذَّاء، به، برقم (669)، ومن طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة أيضًا عن أيوب السختياني، عن أبي قِلابة، في الحديث بعده، وسيتكرَّر برقم (781).
قولُه: أَذِّنا؛ قال السِّنديّ: المعنى يجوزُ لكلّ منكما الأذانُ والإقامة؛ أيُّكُما فعلَ حصلَ، فلا يختصُّ بأكبر كالإمامة، وخصّ الأكبر بالإمامة لمساواتهما في سائر الأشياء الموجبة للتقدّم كالأقرئية والأعلمية بالنسبة لمساواتهما في المكث والحضور عنده صلى الله عليه وسلم، وذلك يستلزم المساواة في هذه الصفات عادة، والله تعالى أعلم.
عن مالك بن الحُوَيْرِث قال: أتينا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ونحنُ شَبَبَةٌ
(1)
متقاربون، فأقَمْنا عنده عشرين ليلةً، وكان
(2)
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رحيمًا رفيقًا، فظنَّ أنَّا قد اشْتَقْنا إلى أهلنا، فسأَلَنا عمَّن تركناه
(3)
من أهلنا، فأخبرناه فقال: "اِرْجِعُوا إلى أهليكم
(4)
، فأقيمُوا عندَهم وعَلِّمُوهم، ومُرُوهُم إِذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَلْيُؤذِّنْ لكم أحدُكُم وليَؤُمَّكُمْ أكبرُكُم"
(5)
.
636 -
أخبرني إبراهيمُ بنُ يعقوبَ قال: حدَّثنا سليمانُ بنُ حَرْب قال: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زيد، عن أيوب، عن أبي قِلَابة
عن عَمْرِو بنِ سَلِمَة. فقال لي أبو قِلَابة: هو حَيٌّ، أفلا تلقاه؟ قال أيوب:
(1)
في هامش (ك): شَبَب.
(2)
في (م): قال: وكان.
(3)
في (هـ): تركنا.
(4)
في (ر): أهاليكم.
(5)
إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابنُ عُلَيَّة، وأيُّوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتِياني، وأبو قِلَابة: هو عبد الله بنُ زيد الجَرْميّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1611).
وأخرجه أحمد (15598)، والبخاري (6008)، ومسلم (674):(292)، وابن حبان (1658) و (1872) و (2131) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد، وعند البخاري وابن حبان زيادة:"وصَلُّوا كما رأيتموني أُصلي".
وأخرجه بنحوه أحمد (20529)، والبخاري (628) و (631) و (685) و (819 - مختصرًا) و (7246)، ومسلم (674):(292) من طرق عن أيوب السَّختياني، به، وعند البخاري (631) و (7246) زيادة:"وصلُّوا كما رأيتموني أُصلِّي".
وسلف قبله مختصرًا من طريق خالد الحذَّاء، عن أبي قِلَابة، وينظر (669) و (781).
قوله: "ونحن شَبَبَةٌ" بفتح المعجمة والموحَّدتين؛ جمع شابّ، وقولُه:"رفيقًا" بفاء ثم قاف؛ من الرِّفْق، وفي رواية بقافين، أي: رقيق القلب. قالهما الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 110 و 171.
فلقيتُه فسألتُه
(1)
فقال: لمَّا كانت
(2)
وقعةُ الفتح؛ بادرَ كلُّ قوم بإسلامهم، فذهبَ أبي بإسلام أهلِ حِوَائنا، فلمَّا قَدِمَ استَقْبَلْناه فقال: جئتُكم واللهِ من عندِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حقًّا، فقال:"صلُّوا صلاةَ كذا في حينِ كذا، وصلاةَ كذا في حينِ كذا، فإذا حضرت الصَّلاة فليُؤَذِّنْ لكم أحدُكم، وليَؤُمَّكُم أكثرُكُم قرآنًا"
(3)
.
9 - باب المؤذِّنان للمسجد الواحد
637 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد
(4)
، عن مالك، عن عبد الله بن دينار
(1)
في (ر): وسألتُه.
(2)
في (هـ): كان.
(3)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1612).
وأخرجه البخاري (4302) عن سليمان بن حرب، بهذا الإسناد مطولًا.
وأخرجه أحمد (20333) عن إسماعيل ابن عُلَيَّة، و (20685) من طريق شعبة، وأبو داود (585) من طريق حمَّاد بن سَلَمة، ثلاثتهم عن أيوب، عن عمرو بن سَلِمَة به، وفي بعضها زيادة.
وأخرجه أحمد (15902) و (20334) و (20687) عن علي بن عاصم، عن خالد الحذَّاء، عن أبي قِلابة، عن عَمْرو بن سَلِمةَ قال: كانت تأتينا الرُّكْبانُ من قِبَلِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنستقرئهم، فيحدِّثُونا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ليؤمَّكم أكثرُكم قرآنًا".
وأخرجه أحمد (20332) و (20686)، وأبو داود (587) من طريق مِسْعَر بن حَبِيب الجَرْمي، عن عَمرو بن سَلِمَة، عن أبيه، بنحوه.
وسيأتي من طريق سفيان الثوري، عن أيوب، عن عَمرو بن سَلِمَة برقم (789)، ومن طريق عاصم الأحول عن عَمرو بن سَلِمَة، بنحوه برقم (767).
قال السِّندي: قوله: "أهل حِوَائنا" الحِواء بكسر الحاء المهملة والمدّ: بيوت مجتمعة من الناس على ماء.
(4)
قوله: بن سعيد، من (ك) و (م).
عن ابن عمر، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ بلالًا يُنادي
(1)
بِلَيْل، فكلُوا واشربُوا حتَّى يُنادي ابنُ أمِّ مَكْتُوم"
(2)
.
638 -
أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا اللَّيث، عن ابن شِهاب، عن سالم
عن أبيه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ بلالًا يُؤذِّنُ بِلَيْل، فكلُوا واشربُوا حتى تسمعُوا تأذينَ ابنِ أمِّ مَكْتُوم"
(3)
.
(1)
في (هـ): يؤذِّن، وبهامشها: ينادي (نسخة).
(2)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1613).
وهو في "موطأ" مالك 1/ 74، ومن طريقه أخرجه أحمد (5316)، والبخاري (620).
وأخرجه أحمد (5285) و (5852)، والبخاري (7248)، وابن حبان (3471) من طرق عن عبد الله بن دينار، به.
وأخرجه أحمد (5424) و (5498) من طريق شعبة، عن عبد الله بن دينار، به، ولفظ الأول:"إنَّ بلالًا ينادي بِلَيْل" أو "ابن أمّ مكتوم ينادي بِلَيْل
…
، ولفظ الثاني:"إن بلالًا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى يناديَ بلال" أو "ابن أمّ مكتوم".
وقد بيَّنَ الحافظُ ابنُ حجر رحمه الله هذا الاختلافَ مفصَّلًا في "فتح الباري" 2/ 102 - 103، فذكرَ أنه كانت لبلال وابن أمّ مكتوم حالتان مختلفتان، فإنَّ بلالًا كان في أوَّل ما شُرع الأذانُ يُؤذّنُ وحدَه، ولا يُؤذّن للصُّبح حتى يطلُعَ الفجر، ثم أُرْدِفَ بابنِ أمّ مكتوم، وكان يؤذِّن بليل، واستمرَّ بلال على حالته الأولى، ثم في آخر الأمر أُخِّر ابنُ أمّ مكتوم لضعفه، ووُكّل به من يُراعي له الفجر، واستقرَّ أذان بلال بليل. وقد استشهدَ ابنُ حجر على كلامه هذا بالأحاديث والآثار الواردة في هذا الباب، فانظره، وانظر الحديث الآتي بعده، والحديث الآتي برقم (640).
(3)
إسناده صحيح، الليث: هو ابنُ سعد، وابن شهاب: هو الزُّهري، وسالم: هو ابنُ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1614).
وأخرجه مسلم (1092): (36)، والترمذي (203) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضًا، وابنُ حبان (3470) من طرق عن الليث بن سعد، به. =
10 - باب هل يؤذِّنان جميعًا أو فرادى
639 -
أخبرنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ قال: حدَّثنا حَفْص، عن عُبيد الله، عن القاسم
عن عائشة قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أذَّنَ بلالٌ فكُلُوا واشربُوا حتَّى يُؤذِّنَ ابنُ أمِّ مَكْتُوم". قالت: ولم يكن بينَهما إلا أن ينزلَ هذا ويصعدَ هذا
(1)
.
640 -
أخبرنا يعقوبُ بنُ إبراهيم، عن هُشَيْم قال: أخبرنا منصور، عن خُبَيْبِ بنِ عبد الرَّحمن
عن عمَّته أُنَيْسَةَ قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِذا أذَّنَ ابْنُ أمِّ مَكْتُوم فكُلُوا واشربُوا، وإذا أذَّنَ بلال فلا تأكلُوا ولا تشربُوا"
(2)
.
= وأخرجه أحمد (4551) و (6051)، والبخاري (617) و (2656)، ومسلم (1092):(37)، وابن حبان (3469) من طرق عن الزهري، به. وعند أحمد (6051) والبخاري وابن حبان زيادة: وكان ابنُ أمّ مكتوم رجلًا أعمى، لا يُؤذِّنُ حتى يقولَ له الناس: أصبحت.
وينظر الحديث السالف قبله.
(1)
إسناده صحيح، حَفْص: هو ابنُ غياث، وعُبيد الله: هو ابنُ عُمر العُمري، والقاسم: هو ابنُ محمد بن أبي بكر الصدّيق، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1615).
وأخرجه أحمد (24168) و (24273)، والبخاري (622 - 623) و (1918 - 1919)، ومسلم (1092):(38)، من طرق عن عُبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد، بنحوه، وجمعَه البخاريّ مع رواية عُبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، وأتبعَ مسلم أيضًا حديثَ عائشة بحديث ابن عمر، ثم جَمعَهما.
وقولُه: ولم يكن بينهما
…
إلخ؛ نُسب للقاسم في رواية أحمد (24273) والبخاري (1918)، ويعني أنه من قول عائشة في رواية القاسم عنها كما بَيَّنَتْه روايةُ النسائي هذه، قاله الحافظ في "الفتح" 2/ 105.
وينظر الحديث الآتي بعده.
(2)
إسناده صحيح، هُشَيْم: هو ابنُ بشير، وقد صرَّح بالتحديث، ومنصور: هو ابنُ زاذان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1616). =
11 - الأذان في غير وقت الصَّلاة
641 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا المُعْتَمِرُ بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عثمان
عن ابن مسعود، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ بلالًا يُؤَذِّنُ بليل لِيُوقِظَ نائمَكُم، ولِيَرْجِعَ قائمَكُمْ، وليس أن يقولَ هكذا". يعني في الصُّبح
(1)
.
= وأخرجه ابن حبان (3474) عن أبي يعلى، عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، بهذا الإسناد، وذكر بإثره أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم جعلَ الليلَ بين بلال وبين ابن أمّ مكتوم نَوْبًا، وأنكرَ ذلك عليه الضِّياء وغيرُه كما ذكرَ الحافظ ابنُ حجر في "فتح الباري" 2/ 103، وسنذكره.
وأخرجه أحمد (27440) عن هُشيم، به، وزاد في آخره: قالت: وإن كانت المرأةُ لَيَبْقَى عليها من سَحُورها، فتقول لبلال: أَمْهِلْ حتى أفْرَغَ من سَحُوري، وجاء نحو هذه الزيادة في حديث ابن حبان المذكور آنفًا.
وأخرجه أحمد (27439) و (27441) من طريقين عن شعبة، عن خُبيب، عن أُنَيْسَة، بنحوه، على الشكّ، وفيه: "إنَّ ابنَ أمّ مكتوم ينادي بليل، فكلوا
…
"، أو: "إنَّ بلالًا ينادي بليل، فكلُوا
…
"، الحديث.
ورواه أبو داود الطيالسي وعَمرُو بنُ مرزوق عن شعبة، عن خُبيب، عن عمَّته أُنيسة، بلفظ: "إنَّ بلالًا يؤذِّنُ بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذِّن ابنُ أمّ مكتوم
…
" الحديث، يعني بمثل حديث عائشة وابن عُمر السالفين قبله، أخرجهما البيهقي في "السنن الكبرى" 1/ 382؛ قال المِزِّي (في ترجمة أُنَيْسَة): وهو المحفوظُ والصوابُ إن شاء الله. اهـ. لكن ابن حجر جمع بينهما في "فتح الباري" 2/ 103، فذكر أن ابنَ أمّ مكتوم أُخِّرَ في آخر الأمر لضعفه، ووُكِّلَ به من يُراعي له الفجر، واستقرَّ أذان بلال بليل، وسلف كلامُه مختصرًا في التعليق على الحديث (637)، وينظر مفصَّلًا في "الفتح" 2/ 102 - 103.
(1)
إسناده صحيح، المعتمر بن سليمان: هو التيميّ، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مَلّ النَّهْديّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1617).
وأخرجه مسلم (1093): (40) عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد، وقرنَ بمعتمر بن سليمان جريرَ بنَ عبد الحميد، وفي آخره: قال جرير: وليس أن يقول هكذا، ولكن يقول هكذا، يعني الفجر هو المعترض، وليس بالمستطيل. =
12 - باب وقت أذان الصُّبح
642 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: حدَّثنا يزيدُ قال: حدَّثنا حُميد
عن أنس، أنَّ سائلًا سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن وَقْت الصُّبح، فأَمَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بلالًا فأذَّنَ
(1)
حين طَلَعَ الفجر، فلمَّا كان من الغد أَخَّرَ الفجرَ حتَّى أسفرَ، ثم أمرَه فأقامَ فصلَّى، ثم قال:"هذا وقتُ الصَّلاة"
(2)
.
= وأخرجه مسلم أيضًا عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن معتمر بن سليمان، به.
وأخرجه أحمد (3717) و (4147)، والبخاري (621) و (5298)، ومسلم (1093):(39)، وأبو داود (2347)، وابن ماجه (1696)، وابن حبان (3468) من طرق عن سليمان التيميّ، به، وفي هذه الروايات: "لا يَمْنَعَنَّ أحدًا منكم أذانُ بلال من سَحُوره، فإنه يؤذّن
…
"، واختلفت فيها عبارة الرواة المقرونة بالإشارة لحكاية المراد من طلوع الصُّبح.
وسيأتي الحديث من طريق يحيى القطَّان، عن سليمان التَّيميّ برقم (2170).
قال ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 104: لم أرَ هذا الحديثَ من حديث ابن مسعود في شيء من الطرق إلا من رواية أبي عثمان عنه، ولا من رواية أبي عثمان إلا من رواية سليمان التَّيمي عنه، واشْتَهَرَ عن سليمان. اهـ.
وقوله: "ليُوقِظَ نائمَكم"، أي: ليَتأهَّبَ للصلاةِ بالغُسل ونحوِه؛ قالوا: سببُ ذلك أنَّ الصلاةَ كانت بغَلَس، فيحتاجُ تحصيلُها إلى التأهُّب من الليل، فوُضع له الأذانُ قُبيل الفجر لذلك.
و"يَرْجِعَ" المشهورُ أنه من الرَّجْع المتعدِّي المذكور في قوله تعالى: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} لا من الرجُوع اللازم، ومنه قولُه تعالى:{فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ} وقوله عزَّ من قائل: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} ، ويحتمل أن يكون من الإرجاع، وهو الموافق لما قبلَه لفظًا، وعلى الوجهين "قائمكم" بالنصب، والمرادُ بالقائم المتهجّد، وذلك لينامَ ليصبحَ نشيطًا، أو يتسحَّر إنْ أرادَ الصيام.
"وليس" أي: ظهور الفجر الصادق "أن يقول" أي: أن يظهر "هكذا" أشارَ به إلى هيئة ظهور الفجر الكاذب، والقولُ أُرِيدَ به فعلُ الظهور، وإطلاق القول على الفعل شائع. قاله السِّنديّ.
(1)
في نسخة في هامش (م): فأقام.
(2)
إسناده صحيح، يزيد: هو ابنُ هارون، وحُميد هو ابنُ أبي حُميد الطَّويل، وهو =
13 - باب كيف يصنعُ المُؤَذِّنُ في أذانه
643 -
أخبرنا محمودُ بنُ غَيْلان قال: حدَّثنا وكيع قال: حدَّثنا سفيان، عن عَوْن بنِ أبي جُحَيْفة
عن أبيه قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فخرجَ بلالٌ فأذَّنَ، فجعلَ يقولُ في أذانه هكذا؛ ينحرفُ يمينًا وشِمالًا
(1)
.
14 - باب رفع الصَّوت بالأذان
644 -
أخبرنا محمدُ بنُ سَلَمةَ قال: أخبرنا ابنُ القاسم، عن مالك قال: حدَّثني عبدُ الرَّحمن بنُ عبد الله بن عبد الرَّحمن بن أبي صَعْصَعة الأنصاريُّ، ثم المازنيُّ، عن أبيه أنَّه أخبره
أنَّ أبا سعيد الخُدْريَّ قال له: إنِّي أراك تُحِبُّ الغَنَمَ والبادية، فإذا كنتَ في غَنَمِك، أو بادِيَتِك، فأذَّنْتَ بالصَّلاة؛ فارْفَعْ صوتَك؛ فإِنَّه "لا يَسْمَعُ مَدَى
(2)
صَوْتِ المُؤَذِّنِ جِنٌّ ولا إنسٌ ولا شيءٌ إلا شَهِدَ له يومَ القيامة". قال أبو سعيد: سمعتُه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(3)
.
= في "السُّنن الكبرى" برقم (1618).
وأخرجه أحمد (12219) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق إسماعيل بن جعفر، عن حُميد برقم (544).
(1)
إسناده صحيح، وكيع: هو ابنُ الجرَّاح، وسفيان: هو الثَّوري، وأبو جُحَيْفَة (صحابيُّ الحديث): هو وَهْب بن عبد الله السُّوَائي، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1619).
وأخرجه بأتمَّ منه أحمد (18762)، ومسلم (503):(249)، وأبو داود (520)، وابن حبان (2394) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسلف بطرف آخر منه برقم (137)، وينظر تتمة تخريجه فيه.
(2)
المثبت من (هـ) وهامش (ك)، وهو موافق لما في المصادر، ووقع في النسخ الأخرى: مدّ.
(3)
إسناده صحيح، محمد بن سَلَمة: هو المُرادي، وابنُ القاسم: هو عبد الرحمن =
645 -
أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود ومحمدُ بنُ عبد الأعلى قالا: حدَّثنا يزيدُ - يعني ابنَ زُرَيْع - قال: حدَّثنا شعبة، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبي يحيى
عن أبي هريرة؛ سمعَه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
يقول: "المُؤَذِّنُ يُغْفَرُ له بِمَدِّ
(2)
صوتِه، ويشهدُ له كلُّ رَطْبٍ ويابس"
(3)
.
= أبو عبد الله المصريّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1620).
وهو في "موطَّأ مالك" 1/ 69، ومن طريقه أخرجه أحمد (11305) و (11393)، والبخاري (609) و (3296) و (7548)، وابن حبان (1661).
وأخرجه أحمد (11031)، وابن ماجه (723) من طريق سفيان بن عُيينة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعة، عن أبيه، به، كذا قال سفيان بنُ عُيينة؛ فقلبَ اسمَ عبدِ الرحمن، والصواب: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعَة، كما نبَّه عليه الإمام أحمد بإثر الحديث، وذكر أنَّ سفيان بن عُيينة يخطئ في اسمه.
قوله: "مَدَى صوت": أي: غاية صوته، وفي نسخة: مَدّ صوت المؤذن، أي: تطويله. قاله السِّنْديّ.
(1)
في (هـ): من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاءت لفظة "فم" نسخة في هامش (ك).
(2)
في هامشي (ك) و (هـ): مَدَّ. (نسخة).
(3)
إسناده حسن، موسى بن أبي عثمان - وهو الكوفي - روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الثوريّ: نِعْمَ الشيخُ كان، وأبو يحيى - وهو مولى جَعْدَة كما صرَّح به يحيى القطَّان في رواية أحمد (9542) - وثَّقه ابنُ معين كما نقل ابن حجر في "تهذيبه" عن ابن أبي حاتم، ووثَّقه ابن القطان كما نقل عنه الذهبي في "الميزان"، وقد فرَّق المِزِّي بينه وبين أبي يحيى المكّي، غير أنه أوردَ هذا الحديث في "تهذيبه" في ترجمة أبي يحيى المكيّ، فلعلهما واحد، والله أعلم. والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (1621).
وأخرجه أحمد (9328) و (9542) و (9906) و (9935)، وأبو داود (515)، وابن ماجه (724)، وابن حبان (1666) من طرق عن شعبة، به، وعندهم زيادة:"وشاهدُ الصلاةِ يُكتبُ له خمسٌ وعشرون حسنة، ويكفَّر عنه ما بينهما"، وعند أبي داود "صلاة" بدل:"حسنة". وقال ابنُ حبان بإثر الحديث: أبو يحيى هذا اسمه سمعان. اهـ. قال محققو "المسند": لم يتابع عليه. =
646 -
أخبرنا محمدُ بنُ المُثَنَّى قال: حدَّثنا معاذُ بن هشام قال: حدَّثني أبي، عن قتادة، عن أبي إسحاق الكوفيّ
عن البراء بن عازب، أنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللهَ وملائكتَه يُصَلُّون على الصَّفِّ المُقَدَّم، والمُؤذِّنُ يُغفرُ له بمدِّ
(1)
صوتِه، ويُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِن رَطْبٍ ويابس، ولهُ مِثْلُ أجْرِ مَنْ صَلَّى معه"
(2)
.
= ووقعَ عند أحمد (9328): أبو عثمان، بدل: أبي يحيى، وهو خطأ، نبَّه عليه محقِّقوه.
وأخرجه أحمد (7611) من طريق معمر، عن منصور، عن عَبَّاد بن أُنَيْس، عن أبي هريرة، بلفظ:"إِنَّ المؤذِّنَ يُغْفَرُ له مَدَى صوتِهِ، ويُصَدِّقُهُ كلُّ رَطْب ويابس سمعَهُ، وللشاهد عليه خمسٌ وعشرون درجة". وذكر أبو زُرعة أن رواية معمر وهمٌ، وأنّ الصواب رواية جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن يحيى بن عبَّاد، عن عطاء؛ رجل من أهل المدينة، عن أبي هريرة موقوفًا. ينظر "علل" الرازي (555) 1/ 194، و"علل الدارقطني" 4/ 268.
وقوله في رواية أحمد: "وللشاهد عليه" أي: الذي شَهِدَ الصلاةَ على أذانه، أي: لأجل أذانِه. قاله السِّندي كما في حواشي "المسند".
(1)
في هامش (ك): مَدَّ. (نسخة).
(2)
حديث صحيح دون قوله: "وله مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صلَّى معه"، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، قتادة - وهو ابنُ دِعامة السَّدُوسيّ - مدلِّس، ولم يصرِّح بسماعه من أبي إسحاق، وهو السَّبيعي. ثم إنَّ أصحابَ أبي إسحاق رَوَوْا بعضه عنه، عن طلحة بن مُصَرِّف، عن عبد الرحمن بن عَوْسَجَة عن البراء، فسقط من إسناد قتادة اثنان، كما ذكرَ ابنُ عديّ في "الكامل" في ترجمة معاذ بن هشام الدَّسْتُوائي، وذكر ذلك أيضًا ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/ 145 (404) عن أبيه، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (1622).
وأخرجه أحمد (18506) عن عليّ بن المَدِيني، وعبدُ الله بن أحمد (18507) في زوائده على "المسند" عن عُبيد الله القواريري، كلاهما عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد.
وقوله: "إنَّ الله وملائكته يصلُّون على الصفِّ المقدَّم" سيأتي من طريق منصور بن المعتمر، عن طلحة بن مُصَرِّف، عن عبد الرحمن بن عَوْسَجَة، عن البراء، برقم (811)، وإسناده صحيح. =
15 - التَّثويب في أذان الفجر
647 -
أخبرنا سُوَيْدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المبارك
(1)
، عن سفيان، عن أبي جعفر، عن أبي سَلْمان
(2)
عن أبي مَحْذُورَةَ قال: كنتُ أُؤَذِّنُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنتُ أقولُ في أذان الفجر الأوَّل:"حَيَّ على الفَلاح، الصَّلاة خيرٌ من النَّوم، الصَّلاةُ خيرٌ من النَّوم، الله أكبر، الله أكبر، لا إلهَ إلا الله"
(3)
.
648 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى وعبد الرَّحمن قالا: حدَّثنا سفيان، بهذا الإسناد نحوَه. قال عبد الرَّحمن
(4)
: وليس بأبي جعفر الفرَّاء
(5)
.
= وقوله: "المؤذِّنُ يُغفرُ له بمدِّ صوته
…
" سلف في الحديثين قبله.
(1)
قوله: بن المبارك، من (ر) و (م).
(2)
في (ر) و (هـ): سليمان.
(3)
حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي سَلْمان - وهو المؤذِّن؛ قيل اسمُه همَّام - فلم يُذكر في الرُّواة عنه غيرُ اثنين، ولم يُؤثر توثيقُه عن أحد، وبقية رجاله ثقات. سفيان: هو الثوريّ، وأبو جعفر: هو الفَرَّاء؛ خلافًا لِما سيأتي في الحديث بعده من قول عبد الرحمن بن مهدي، فقد صحَّح المِزّي في ترجمته في "تهذيب الكمال" أنه الفرَّاء، وقال: ذكر مسلم وغيرُ واحد أن أبا جعفر الذي يروي عن أبي سَلْمان، ويروي عنه سفيان، هو الفرَّاء، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (1623).
وسنذكر تخريجه في الحديث الآتي بعده.
(4)
في (ر) و (م) و (هـ): أبو عبد الرحمن، وهو خطأ، والمثبت من (ك)، وهو عبد الرحمن بن مهدي، وهو كذلك في "السنن الكبرى" للمصنف والمصادر، وقد نُبِّهَ على هذا الخطأ في هامش (ك).
(5)
حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، من أجل أبي سَلْمان، وبقية رجاله ثقات. يحيى: هو ابنُ سعيد القطان، وعبد الرحمن: هو ابنُ مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو جعفر هو الفرَّاء كما سلف قبله. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1624).
وأخرجه أحمد (15378) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. =
648 / م - أخبرنا قُتيبةُ بن سعيد
(1)
، حدثنا الفُضَيْل، عن هشام، عن ابن سِيرِين
عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ثُوِّبَ بالأذان؛ فلا يَسْعَيَنَّ أحدُكُم إليها، اِئتوها وليكن عليكم السَّكِينةُ والوَقَار، فليُصَلِّ ما أدرك، وليَقْضِ ما فاتَه"
(2)
.
16 - باب آخر الأذان
649 -
أخبرنا محمدُ بنُ مَعْدَانَ بنِ عيسى قال: حدَّثنا الحسنُ بنُ أَعْيَنَ قال: حدَّثنا زهير قال: حدَّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود
عن بلال؛ قال: آخِرُ الأذان الله أكبر، الله أكبر، لا إلهَ إلا الله
(3)
.
= وسلف ذكرُ التثويب (يعني قوله: الصلاةُ خيرٌ من النوم) في الرواية (633)، وذُكرت بعض الطرق في التعليق على الحديث (629)، ورواه الطحاوي أيضًا في "شرح معاني الآثار" 1/ 137 من وجه آخر عن أبي محذورة.
ورُويَ التثويب أيضًا في أذان الفجر من حديث أنس وابن عمر وغيرهما، ينظر "شرح مشكل الآثار" 15/ 360 - 367، والتمهيد 24/ 30، و"السنن الكبرى" للبيهقي 1/ 423.
(1)
هذا الحديث من (ر) و (م)، ولم يرد في النسخ الأخرى.
(2)
إسناده صحيح، الفُضَيْل: هو ابنُ عِياض، وهشام: هو ابنُ حسَّان، وابنُ سِيرين: هو محمد.
وأخرجه مسلم (602): (154) عن قُتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد، بلفظ:"إذا ثُوِّبَ بالصلاة فلا يَسْعَ إليها أحدُكم، ولكن لِيَمْشِ وعليه السَّكينة والوَقار، صَلِّ ما أدركتَ، واقْضِ ما سَبَقَك".
وأخرجه أحمد (9514)، ومسلم (602):(154) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، عن هشام، به، باللفظ السالف آنفًا.
وسيأتي من طريق سفيان بن عُيينة، عن الزُّهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، برقم (861).
(3)
رجالُه ثقات، وإسنادُه متصل إن كان الأسود - وهو ابن يزيد النَّخَعي - سمعَ من بلال، وسماعُه منه محتمل، والظاهر أن القائل: "آخِرُ الأذان
…
" هو الأسود، كما في الحديثين =
650 -
أخبرنا سُويدُ بنُ نَصْر
(1)
قال: أخبرنا عبدُ الله، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود قال: كان آخِرُ أذان بلال: الله أكبر، الله أكبر، لا إلهَ إلّا الله
(2)
.
651 -
أخبرنا سُويدُ بنُ نَصر
(3)
قال: أخبرنا عبدُ الله عن سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، مثل ذلك
(4)
.
652 -
أخبرنا سُويدُ بنُ نَصْر
(5)
قال: حدَّثنا عبدُ الله، عن يونسَ بنِ أبي إسحاق، عن مُحاربِ بن دِثار قال: حدَّثني الأسودُ بنُ يزيد
عن أبي مَحْذُورة، أنَّ
(6)
آخِرَ الأذان: لا إله إلا الله
(7)
.
= بعده، وكما جاء في "سنن" الدارقطني (952) من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن بلال؛ قال: آخِرُ أذان بلال: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والحديث في "السنن الكبرى" برقم (1625).
قال السِّنديّ: كأنهم ضبطوه؛ لئلا يُتوهَّم تربيعُ التكبير بالقياس على الأوَّل، أو تثنية كلمة التوحيد بالقياس على غالب الكلمات، ولعلَّ إفراد كلمة التوحيد في الأذان؛ لموافقة معنى التوحيد، والله أعلم.
(1)
قوله: بن نصر، من (م).
(2)
رجالُه ثقات، عبدُ الله: هو ابنُ المبارك، وسفيان: هو الثوريّ، ومنصور: هو ابنُ المعتمر، وإبراهيم: هو ابنُ يزيد النَّخَعي، والأسود: هو ابنُ يزيد النَّخَعيّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1626).
وينظر ما قبله.
(3)
قوله: بن نصر، من (ر) و (م).
(4)
رجاله ثقات، وسلف قبله من طريق سفيان، عن منصور، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1627).
(5)
قوله: بن نَصْر، من (م).
(6)
في (م): حدَّثه أنَّ.
(7)
رجاله ثقات، غير يونس بن أبي إسحاق - وهو السَّبِيعي - فهو صدوق يَهِمُ قليلًا كما =
17 - الأذان في التّخلُّف عن شهود الجماعة في اللّيلة المَطِيرة
653 -
أخبرنا قتيبةُ قال: حدَّثنا سفيان، عن عَمْرِو بنِ دينار، عن عَمْرِو بن أَوْس، يقول:
أخبرنا رجلٌ من ثَقِيف، أنَّه سَمِعَ مُناديَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يعني في ليلة مَطِيرة في السَّفَر - يقول: حَيَّ على الصَّلَاة، حَيَّ على الفلاح، صَلُّوا في رِحالِكُم
(1)
.
654 -
أخبرنا قُتيبةُ، عن مالك، عن نافع
أنَّ ابنَ عُمر أذَّنَ بالصَّلاة في ليلةٍ ذاتِ بَرْدٍ ورِيح، فقال: أَلَا صَلُّوا في الرِّحَال، فإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرُ المؤذِّنَ إذا كانت ليلةٌ باردة ذاتُ مطر يقول:"أَلَا صَلُّوا في الرِّحَال"
(2)
.
= ذكر الحافظ ابن حجر في "التقريب". والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (1628).
وسلف معناه في الأحاديث السالفة بالأرقام: (629 - 633)، وينظر ما قبله.
(1)
إسناده صحيح، قتيبة: هو ابنُ سعيد، وسفيان: هو ابنُ عُيينة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1629).
وأخرجه أحمد (15433) من طريق مِسْعَر بن كِدام، و (23167) من طريق ابن جُريج، كلاهما عن عَمرو بن دينار، بهذا الإسناد دون قوله:"في السفر"، ودون ذكر الحيعلتين في رواية مِسْعَر.
وأخرجه أحمد أيضًا (17527) و (19041) و (23140) من طريق شعبة، عن عَمرو بن دينار، عن عَمرو بن أوس، عن رجلٍ حَدَّثَهُ مؤذِّنُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: نادى منادي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في يوم مَطِير: "صَلُّوا في الرِّحال".
(2)
إسناده صحيح، نافع: هو مولي ابن عمر، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1630).
وهو في "موطَّأ" مالك 1/ 73، ومن طريقه أخرجه أحمد (5302)، والبخاري (666)، ومسلم (697):(22)، وأبو داود (1063)، وابن حبان (2078) وعند أحمد: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا كانت ليلةُ ريح وبَرْدٍ في سفر؛ أمرَ المؤذِّنَ
…
وأخرجه أحمد (4478) و (4580)، وأبو داود (1060) و (1061)، وابن ماجه (937)، وابن حبان (2077) من طريق أيوب السَّخْتِياني، وأحمد (5151) و (5800)، =
18 - الأذانُ لمن يجمعُ بين الصَّلاتَيْن في وقت الأولى منهما
655 -
أخبرنا إبراهيمُ بن هارونَ قال: حدَّثنا حاتِمُ بنُ إسماعيلَ قال: أخبرنا جعفرُ بنُ محمد، عن أبيه
أنَّ جابرَ بن عبد الله قال: سارَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عَرَفَةَ، فوجدَ القُبَّةَ قد ضُرِبَتْ له بنَمِرَة، فنزلَ بها حتى إذا زاغت
(1)
الشَّمسُ أمرَ بالقَصْواء،
= والبخاري (632)، ومسلم (697):(23) و (24)، وأبو داود (1062)، وابن حبان (2080) من طريق عُبيد الله العُمري، وابنُ حبان (2076) من طريق موسى بن عقبة، ثلاثتهم عن نافع، به.
وفي رواية عُبيد الله: أذَّنَ ابنُ عمر في ليلة باردة بضَجَنَان، ثم قال: صَلُّوا في رِحالكم، فأخبرَنا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرُ مؤذِّنًا يؤذِّنُ، ثم يقول على إثره:"ألا صَلُّوا في الرِّحَال" في الليلة الباردة أو المَطِيرة في السَّفَر. (لفظ البخاري)، وفيه تقييد ذلك بالسفر، وينظر "الفتح" 2/ 113.
ملاحظة: وقع في هذا الموضع من النسخة (م) اختلاف في ترتيب الأحاديث عن النسخ الأخرى، وجاء فيها وفي (ر) في هذا الموضع زيادة أربعة أحاديث ترجم لها بقوله: باب العذر في التخلُّف (وكان من الأَولى أن تُثبت في متن الكتاب، وقد فاتنا ذلك):
1 -
أخبرنا سويد بن نَصْر، أخبرنا عبد الله، عن معمر، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قُرِّبَ العَشاء ونُودي للصلاة؛ فابدؤوا بالعَشاء". 2 - أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، حدثنا حمَّاد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قُرِّبَ العَشاء وأُقيمت الصلاة؛ فابدؤوا بالعَشاء". 3 - أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة، حدَّثنا عثمان بن سعيد، عن شعيب، عن الزُّهري، أخبرني جعفر بن عَمرو بن أمية، أن أباه أخبره أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتزُّ من كتف شاة في يده، فدُعِيَ إلى الصلاة، فألقاها والسكّينَ، ثم قام فصلَّى ولم يتوضأ. 4 - أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، حدَّثنا حمَّاد، عن هشام، عن أبيه، أن عبد الله بن الأرقم كان يسافر، فيصحبُه قوم يقتدون به، وكان يؤذِّنُ لأصحابه ويؤمُّهم، فثوّب بالصلاة يومًا، ثم قال: ليؤمَّكم أحدكم، فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إذا أراد أحدكم أن يأتيَ الخلاء وأُقيمت الصلاة؛ فليبدأ بالخلاء"، وهي في "السنن الكبرى" للمصنف (1770 - 1773) طبعة دار التأصيل، والثالث منها في طبعة الرسالة (6734).
(1)
في نسخة في (م): زالت.
فرُحِلَتْ له، حتى إذا انتهى إلى بَطْن
(1)
الوادي خطبَ النَّاسَ، ثم أذَّن بلال، ثم أقامَ
(2)
فصلَّى الظُّهر، ثم أقامَ فصلَّى العصر، ولم يُصَلِّ بينَهما شيئًا
(3)
.
19 - باب الأذان لمَنْ جَمَعَ
(4)
بين الصَّلاتَيْن بعد ذهابِ وقتِ الأولى منهما
656 -
أخبرني إبراهيمُ بنُ هارون قال: حدَّثنا حاتمُ بن إسماعيلَ قال: حدَّثنا جعفرُ بنُ محمد، عن أبيه
أنَّ
(5)
جابرَ بن عبد الله قال: دَفَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى المُزدلفة، فصلَّى بها المغربَ والعِشاءَ بأذانٍ وإقامتَيْن، ولم يُصَلِّ بينَهما شيئًا
(6)
.
657 -
أخبرنا عليُّ بنُ حُجْر قال: أخبرنا شريك، عن سَلَمَةَ بنِ كُهَيْل، عن سعيد بن جُبير
عن ابن عمر. قال
(7)
: كُنَّا معه بجَمْعٍ فأذَّنَ، ثم أقامَ فصلَّى بنا المغرب، ثم قال: الصَّلاة. فصلَّى بنا العِشَاءَ ركعتَيْن، فقلتُ: ما هذه الصَّلاة؟ قال: هكذا صلَّيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المكان
(8)
.
(1)
في (ر) و (م): حتى إذا بلغ بطن.
(2)
في (ر): فأقام، بدل: ثم أقام.
(3)
إسناده صحيح، وهو مكرَّر (604) سندًا ومتنًا، وينظر الحديث الآتي بعده.
(4)
في (م) و (هـ): يجمع، وفي هامش (هـ) وفوقها في (م): جمع.
(5)
في (م) و (هـ): عن.
(6)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1632).
وهو قطعة من حديث جابر المطوَّل في حجَّته صلى الله عليه وسلم، وسلف بإسناده وبقطع أخرى منه بالأرقام:(543) و (604) و (655).
وسيأتي بهذا الإسناد وبقطع أخرى منه بالأرقام: (3045) و (3054) و (3076).
(7)
القائل هو سعيد بن جُبير.
(8)
حديث صحيح، شريك - وهو ابن عبد الله النَّخَعيّ، وإن كان سيِّئَ الحفظ - توبع، وبقية رجاله ثقات، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1633). =
20 - باب الإقامة لمن جمع بين الصّلاتين
658 -
أخبرنا محمدُ بنُ المُثَنَّى قال: حدَّثنا عبدُ الرَّحمن قال: حدَّثنا شعبة، عن الحَكَم وسَلَمَةَ بنِ كُهيل، عن سعيد بن جُبير أنّه صلَّى المغربَ والعشاءَ بجَمْعٍ بإقامةٍ واحدة.
ثم حدَّثَ عن ابن عُمر أنَّه صنعَ مِثْلَ ذلك، وحدَّثَ ابنُ عمر أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صنعَ مِثْلَ ذلك
(1)
.
659 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى بنُ سعيد قال: حدَّثنا إسماعيل -
= وأخرجه أبو داود (1933) من طريق أبي الشَّعثاء سُليم بن أسود، عن ابن عمر، بنحوه، وإسناده صحيح.
وسلف بنحوه من طريق شعبة، عن سلمة، برقمي (481) و (484).
قال التَّبريزي في "مشكاة المصابيح": قولُ ابن عُمر لمَّا فرغَ من المغرب: الصلاة، قد يُوهم الاكتفاءَ بذلك دون إقامة، ويتأيَّدُ برواية مَنْ رَوَى أنه صلَّاهما بإقامة واحدة، فنقول: يحتمل أنه قال: الصلاة؛ تنبيهًا لهم عليها لئلا يشتغلُوا عنها بأمر آخر، ثم أقامَ بعد ذلك أو أمرَ بالإقامة، وليس في الحديث أنه اقتصرَ على قوله: الصلاة، ولم يُقم. اهـ.
وسلف تأويل النووي أيضًا في الحديث (481) أنه أقام لكل صلاة، وانظر ما بعده.
(1)
إسناده صحيح، عبد الرحمن: هو ابنُ مهديّ، والحكَم: هو ابنُ عُتيبة، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1634).
وأخرجه مسلم (1288): (288) عن محمد بن المثنَّى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضًا (1288): (289)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(4012) من طريق وكيع، عن شعبة، به، وقرنَ مسلم بوكيع زهيرَ بنَ حرب.
وسلف من طريق شعبة، عن سلمة بن كُهيل برقم (481)، وذكرت طرقه ثمة، ومن طريق شعبة، عن الحكَم برقم (483).
قوله: بإقامة واحدة، أي: إقامة لكل صلاة، وذلك للجمع بين الروايات، كما في حديث جابر السالف قبل حديث، وكما سيأتي من حديث سالم عن أبيه برقم (660) أنه صلى كل واحدة منهما بإقامة ذكره النووي في "شرح مسلم" 9/ 31.
وهو ابنُ أبي خالد - قال: حدَّثني أبو إسحاق، عن سعيد بن جُبير
عن ابن عمر أنّه صلّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بجَمْعٍ بإقامةٍ واحدة
(1)
.
660 -
أخبرنا إسحاقُ بن إبراهيم، عن وكيع قال: حدَّثنا ابنُ أبي ذئب، عن الزُّهْريّ، عن سالم
عن أبيه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم جمعَ بينهما بالمُزدلفة، صَلَّى كلَّ واحدة منهما بإقامة، ولم يتطوَّعْ قبلَ واحدةٍ منهما ولا بعد
(2)
.
21 - باب الأذان للفائت من الصَّلَوَات
661 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا ابنُ أبي ذئب قال: حدَّثنا سعيدُ بنُ أبي سعيد، عن عبد الرَّحمن بن أبي سعيد
عن أبيه قال: شَغَلَنا المشركون يومَ الخَنْدَقِ عن صلاة الظُّهر حتى غربت الشَّمس، وذلك قبل أن ينزلَ في القتال ما نزلَ، فأنزلَ الله عز وجل: {وَكَفَى
(1)
حديث صحيح، وسلف نحوه من طريق هُشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، به، برقم (606)، وينظر الحديث السالف قبله، والحديث رقم (481).
(2)
إسناده صحيح، وكيع: هو ابن الجرَّاح، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، وسالم: هو ابنُ عبد الله بن عمر رضي الله عنهم، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1636).
وأخرجه أحمد (5186) و (6473)، والبخاري (1973)، وأبو داود (1927) و (1928)، من طرق، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وجاء في رواية أحمد (5186)(وهي من رواية يحيى القطان): جمع بين المغرب والعشاء بجمع بإقامة.
وأخرج ابنُ ماجه (3021) من طريق عُبيد الله بن عمر العمري، عن سالم، عن أبيه، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى المغرب بالمزدلفة، فلما أنخنا قال:"الصلاة بإقامة". قال السِّندي (كما في حواشيه): أي ينبغي أداؤُها وفعلُها بإقامة.
وسلف مختصرًا من طريق مالك عن الزُّهري، به، برقم (607).
اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} [الأحزاب: 25] فأمرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بلالًا فأقامَ
(1)
لصلاةِ الظُّهر، فصلَّاها كما كان يُصَلِّيها لوقتها
(2)
، ثم أقامَ
(3)
للعصرِ، فصلَّاها كما كان يُصَلِّيها في وقتها
(4)
، ثم أذَّنَ للمغرب، فصلَّاها كما كان يصلِّيها في وقتها
(5)
.
(1)
في (ر) و (م): فأذَّن، وفي نسخة في (م): فأقام.
(2)
في (ر) و (م): في وقتها.
(3)
في (ر) و (م): أذَّن.
(4)
في (هـ): لوقتها، ولم يرد فيها الكلام الآتي بعده، وجاء في هامش (ك) نسخة: فأذَّنَ للظهر فصلَّاها في وقتها، ثم أذَّنَ للعصر فصلَّاها في وقتها، ثم أذَّن للمغرب فصلَّاها في وقتها.
(5)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابنُ سعيد القطان، وابنُ أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن، وسعيد بن أبي سعيد: هو المَقْبُريّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1637).
وأخرجه أحمد (11198)، وابن خزيمة (996) و (1703)، وابن حبان (2890) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد، وعندهم:"فأقام" في كل المواضع، وجاء في رواية ابن خزيمة الثانية ذكر صلاة العشاء.
وأخرجه أحمد (11199) و (11465) و (11644) من طرق، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد، وفيها: وذلك قبل أن تنزل صلاة الخوف: {فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} ، وفي هذه الروايات:"فأقام" أيضًا في كل المواضع، وكذا رواه الشافعي في الجديد كما ذكر البيهقي في "السُّنن الكبرى" 1/ 403، وأمَّا روايته في القديم فهي بلفظ: فأمرَ بلالًا فأذَّن وأقام فصلى الظهر، ثم أمرَه فأقام فصلَّى العصر
…
إلخ. بزيادة لفظ: فأذَّن، وكذا رواه أبو عُبيدة بنُ عبد الله بن مسعود عن أبيه كما سيأتي في الحديث بعده.
وقد اختلفت النسخ الخطية لـ "المجتبى" في هذه اللفظة كما سلف في التعليقات من فروق النسخ، ووقع في رواية "السُّنن الكبرى" للمصنِّف: فأذَّنَ، في كل المواضع، والظاهر أن هذا هو مرادُ المصنِّف كما يتبيَّن من ترجمته للحديث، لكن روايات الحديث عند غير المصنِّف بلفظ: فأقام، والله أعلم.
قوله: وذلك قبل أن ينزلَ في القتال ما نزل، يعني من صلاة الخوف، وهو قوله تعالى:{فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} كما سلف ذكره من بعض روايات الحديث.
22 - باب الاجتزاء لذلك كلِّه بأذان واحد، والإقامة لكلِّ صلاة
(1)
662 -
أخبرنا هَنَّادُ بنُ السَّرِيّ
(2)
، عن هُشَيْم، عن أبي الزُّبَيْر، عن نافع بن جُبير، عن أبي عُبيدةَ قال:
قال عبدُ الله: إنَّ المشركين شَغَلُوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن أربع صَلَوات يومَ
(3)
الخندق، فأمرَ بلالًا فأذَّنَ، ثم أقامَ فصلَّى الظُّهر، ثم أقامَ فصلَّى العصر، ثم أقامَ فصلَّى المغرب، ثم أقام فصلَّى العشاء
(4)
.
(1)
المثبت من (م)، وفي النسخ الأخرى: لكل واحدة منهما، وفي "السنن الكبرى": لكل صلاة منها.
(2)
قوله: بن السَّرِيّ، من (م).
(3)
في (ر): في يوم، وهو نسخة في (ك).
(4)
خبر انشغاله صلى الله عليه وسلم عن الصلوات يومَ الخندق صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عُبيدة - وهو ابنُ عبد الله بن مسعود - الراجح أنه لا يصحّ سماعُه من أبيه، كما في "التقريب"، وأبو الزُّبير - وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُسَ - مدلِّس، وقد عنعن، وهُشيم: هو ابنُ بشير. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1638).
وأخرجه الترمذي (179) عن هَنَّاد، بهذا الإسناد، وقال: ليس بإسناده بأس؛ إلا أنَّ أبا عُبيدة لم يسمع من أبيه.
وأخرجه أحمد (3555)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 1/ 403 من طريق هُشيم، به. قال البيهقي: مرسل جيد.
وسلف من رواية هشام الدَّسْتَوائي عن أبي الزُّبير، به برقم (622)، وفيه: فأمرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بلالًا فأقامَ فصلَّى
…
إلخ، لم يذكر أذانًا.
قال البيهقي: رواه هشام الدَّسْتَوائي عن أبي الزُّبير، واختُلف عليه في الأذان؛ منهم من حفظه عنه، ومنهم من لم يحفظه، ورواه الأوزاعي عن أبي الزُّبير فقال: يتابع بعضُها بعضًا بإقامة إقامة.
وينظر حديث أبي سعيد السالف قبله، والحديث الآتي بعده.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 69: في قوله: أربع، تجوُّز، لأن العشاء لم =
23 - باب الاكتفاء بالإقامة لكلِّ صلاة
663 -
أخبرنا القاسمُ بنُ زكريَّا بنِ دينار الكوفيّ
(1)
قال: حدَّثنا حُسينُ بنُ عليٍّ، عن زائدةَ قال: حدَّثنا سعيدُ بنُ أبي عَرُوبةَ قال: حدَّثنا هشام، أنَّ أبا الزُّبير المكِّيَّ حدَّثَهم، عن نافع بن جُبير بن مُطْعِم
(2)
، أنَّ أبا عُبيدةَ بنَ عبدِ الله بنِ مسعود حدَّثَهم
أنَّ عبدَ الله بنَ مسعود قال: كُنَّا في غزوة، فحَبَسَنا
(3)
المشركون عن صلاة الظُّهر والعصر والمغرب والعشاء، فلمَّا انصرفَ المشركون أمرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مناديًا فأقامَ لصلاةِ الظُّهر فصَلَّيْنا، وأقامَ لصلاة العصر فصَلَّيْنا، وأقام لصلاة المغرب فصَلَّيْنا، وأقام لصلاة العشاء فصَلَّيْنا، ثم طافَ علينا فقال: "ما على الأرض عِصَابةٌ يذكرون اللهَ عز وجل غيرَكم
(4)
.
24 - باب الإقامة لمن نَسِيَ ركعةً من صلاة
664 -
أخبرنا قُتيبة بن سعيد
(5)
قال: حدَّثنا اللَّيث، عن يزيدَ بنِ أبي حبيب، أنَّ سُويدَ بنَ قيس حدَّثه
= تكن فاتت.
(1)
قوله: الكوفي، من (ر) و (م).
(2)
قوله: بن مُطْعِم، من (ر) و (م).
(3)
في (ك) و (هـ): حبسنا.
(4)
خبر انشغاله صلى الله عليه وسلم عن الصلوات يوم الخندق صحيح، وقوله صلى الله عليه وسلم:"ما على الأرض عصابة يذكرون الله عز وجل غيركم" صحيح من حديث آخر، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه كسابقه، سعيد بن أبي عروبة - وإن كان اختلط - متابع بعبد الله بن المبارك في الرواية (622)، وسلف الكلام عليه ثمة.
والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (1639)، قال المصنِّف: هذا حديث غريب من حديث سعيد، عن هشام، ما رواه غير زائدة.
وينظر الحديث السالف قبله.
(5)
قوله: بن سعيد، من (ر) و (م).
عن معاويةَ بنِ حُدَيْج، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى يومًا، فسلَّم
(1)
وقد بقيت
(2)
من الصَّلاة ركعة، فأدركَه رجلٌ فقال: نسيتَ من الصَّلاة ركعةً، فدخلَ المسجد، وأمرَ بلالًا فأقامَ الصَّلاة، فصلَّى للنَّاس ركعةً، فأَخبرتُ بذلك النَّاس، فقالوا لي: أتعرفُ الرَّجل؟ قلتُ: لا، إلا أَنْ أراه، فمَرَّ بي، فقلتُ: هذا هو، قالوا: هذا طلحةُ بنُ عُبيد الله
(3)
.
25 - باب أذان الرّاعي
665 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ منصور
(4)
قال: أخبرنا عبدُ الرَّحمن، عن شعبة، عن الحَكَم، عن ابن أبي ليلى
عن عبد الله بن رُبَيِّعَة، أنَّه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سَفَر، فسمعَ صوتَ رجلٍ يؤذِّن
(5)
، فقال مثلَ قوله
(6)
، ثم قال: "إِنَّ هذا لَراعي غَنَم، أو عازبٌ
(1)
بعدها في هامش (ك): فانصرف، نسخة.
(2)
في (ر): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سلَّم يومًا وقد بقيت
…
إلخ.
(3)
إسناده صحيح، الليث: هو ابنُ سعد، وسويد بن قيس: هو التُّجيبي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1640).
وأخرجه أبو داود (1023) عن قُتيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (27254) عن حجَّاج بن محمد المِصِّيصيّ، عن اللَّيث، به.
وأخرجه ابن حبان (2674) من طريق يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، به، بنحوه، وفيه أنَّ الصلاة هي صلاة المغرب.
(4)
لفظ هذه الرواية من (ر) و (ك)، وجاءت أيضًا في هامش (هـ) بتمامها (الإسناد والمتن)، وجاء في هامش (م) المتنُ فقط، إشارةً إلى اختلاف ما جاء فيها (وهو الآتي بعده) عن النسخ الأخرى.
(5)
بعدها في هامش (ك) إشارة إلى زيادة في نسخة، وهي: "حتى إذا بلغ أشهدُ أن محمدًا رسول الله
…
" إلى آخر اللفظ الآتي في الرواية بعدها.
(6)
جاء في هامش (ك) ما صورتُه: "في نُسخ: عن عبد الله بن رُبَيِّعة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم =
عن أهله"، فنظرُوا فإذا هو راعي غَنَم.
665 م
(1)
- أخبرنا إسحاقُ بن منصور قال: أخبرنا عبدُ الرَّحمن، عن شعبة، عن الحَكَم، عن ابن أبي ليلى
عن عبد الله بن رُبَيِّعة، أنَّه كانَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي سَفَر، فَسَمِعَ صوتَ رجلٍ يؤذِّن
(2)
حتّى إذا بلغَ: أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله - قال الحَكَم: لم أسمع هذا من ابن أبي ليلى
(3)
- قال رسولُ الله: "إِنَّ هذا لَرَاعِي غَنَم، أو رجلٌ عازبٌ عن أهله". فهبطَ الوادي، فإذا هو براعي غَنَم، وإذا هو بشاةٍ ميِّتة؛ قال:"أَتُرَوْنَ هذه هَيِّنةً على أهلِها؟ " قالوا: نعم، قال:"الدُّنيا أهْونُ على الله من هذه على أهلِها"
(4)
.
= سمعَ صوت رجل يؤذِّن، فجعلَ يقولُ مثلَ ما يقول، حتى إذا بلغ: أشهدُ أنَّ محمدًا رسول الله، إلى آخر ما في هذا الأصل، وليس في هذه النسخ: فقال مثلَ قولِه، إلى آخر ما في هذا الأصل".
(1)
لفظ هذه الرواية بتمامها من (م) و (هـ)، وهو أيضًا في هامش كلّ من (ر) و (ك) دون ذكر الإسناد، وهو رواية أخرى للحديث.
(2)
في (م) وهامش (هـ): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعَ صوتَ رجل يؤذِّنُ، فجعلَ يقولُ مثلَ ما يقول، (نسخة)، وهي رواية "السنن الكبرى"(1641) للمصنِّف، وهو الأشبه، لأنَّ عبد الله بن رُبَيِّعَة الأظهرُ فيه أنه تابعيّ، كما سيأتي.
(3)
يعني قوله بعده: "إن هذا لراعي غنم .. "، وجاء تحت هذا الكلام في (هـ):"بل سمعتُه من شيخ آخر"، وجاء في هامشها:"كذا في ثلاث نسخ صحيحة". وسيأتي الكلام عليه.
(4)
عبدُ الله بنُ رُبَيِّعَة - وهو السُّلَميّ - الظاهرُ أنه تابعيّ، قال العلائي في "جامع التحصيل": اختلف في صُحبته، فأثبتَها ابنُ المدينيّ وغيرُه، وتردَّدَ فيه أبو حاتم مرَّة، ثم جزم في موضع آخر بأنه ليست له صحبة، والحديث مرسل. انتهى. وقد ذكره ابن حبان في "ثقاته" في الصحابة، وأعادَه في التابعين، فقولُ عبد الله بنِ رُبَيِّعة في هذه الرواية: "إنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فسمعَ
…
" إلخ، فيه نظر، ويترجَّح عليه لفظ النسخ الأخرى عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سمعَ
…
، كما جاء في (م) وهامش كلّ من (ك) و (هـ)، وسلفَ ذكرُه في التعليقات، وكما سيأتي من لفظه =
26 - باب الأذان لمن يُصَلِّي وحدَه
666 -
أخبرنا محمدُ بنُ سَلَمةَ قال: حدَّثنا ابنُ وَهْب، عن عَمْرِو بنِ الحارث، أنَّ أبا عُشَّانةَ المَعَافِريَّ حدَّثه
عن عقبةَ بن عامر قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يعجبُ ربُّك من راعي غَنَم في رأسِ شَظِيَّةِ الجبل
(1)
، يُؤَذِّنُ بالصَّلاة ويصلِّي
(2)
، فيقولُ الله عز وجل: انظُرُوا إِلى عَبْدِي هذا يُؤذِّن ويُقيم الصَّلاة؛ يخافُ منِّي، قد غفرتُ
(3)
لعبدي وأدخلتُه الجنَّة"
(4)
.
= في مصادر الحديث.
وقول الحكم: لم أسمع هذا من ابن أبي ليلى، يعني قوله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ هذا لراعي غنم أو رجل عازب عن أهله" وقد أُدرج في هذه الرواية كما ذكر الخطيب البغدادي في "الفصل للوصل المدرج في النقل" 1/ 578، وقال: سمعه من رجل عنه. اهـ. عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي، والحكَم: هو ابنُ عُتيبة، وابنُ أبي ليلى: هو عبد الرحمن، والحديث في "السنن الكبرى" برقم (1641)، وفيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع صوت رجل
…
وأخرجه أحمد (18964) عن وكيع، والمصنِّف في "السنن الكبرى"(9783)(مقتصرًا على إجابة الأذان) من طريق يزيد بن زُرَيْع، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وعند أحمد: عن عبد الله بن رُبَيِّعَة قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم في سَفَر
…
وفي "السنن الكبرى": عن عبد الله بن رُبَيِّعَة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سمعَ رجلًا يُؤذِّنُ في سَفَر
…
وقولُه منه: "أتُرَوْنَ هذه هيِّنةً على أهلها
…
" له شاهدٌ من حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (2957)، ومن حديث ابن عبَّاس وأبي هريرة عند أحمد (3047) و (8464).
(1)
في (ر) و (م) وهامش (هـ): جبل.
(2)
في (ر): ويقيم ويصلي.
(3)
في (ر) و (م): أشهدكم أني قد غفرت ....
(4)
إسناده صحيح، محمد بن سَلَمة: هو المُرادي وابنُ وَهْب: هو عبد الله أبو محمد المصري، وأبو عُشَّانة: هو حيُّ بنُ يُؤمن، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1643).
وأخرجه أحمد (17443)، وأبو داود (1203)، وابن حبان (1660) من طريقين عن =
27 - الإقامة لمن يصلِّي وحدَه
667 -
أخبرنا عليُّ بنُ حُجْر قال: أخبرنا إسماعيلُ - وهو ابن جعفر
(1)
- قال: حدَّثنا يحيى بنُ عليِّ بن يحيى بن خلَّاد
(2)
بن رافع الزُّرَقيُّ، عن أبيه، عن جدِّه
عن رِفاعة بن رافع الزُّرَقيّ
(3)
، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بينا
(4)
هو جالسٌ في صفِّ الصَّلاة
(5)
. الحديث
(6)
. قال رِفاعة: ونحن عندَه، إذْ جاء رجلٌ كالبدويّ، فصلَّى، فأخَفَّ
(7)
صلاتَهُ، ثم انصرفَ، فسَلَّمَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"وعليكَ، اِرْجِعْ فصَلِّ، فإنَّك لم تُصَلِّ". فرَجَعَ فَصَلَّى، ثم جاء فسَلَّمَ عليه، فقال: "اِرْجِعْ
(8)
فصَلِّ، فإنَّك لم تُصَلِّ". ففعلَ ذلك مرَّتين أو ثلاثًا، كلُّ ذلك يأتي النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فيُسَلِّمُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فيقولُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
= ابن وَهْب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (17312) مختصرًا، و (17442) من طريق ابن لَهِيعة، عن أبي عُشَّانة، به.
قوله: "يعجبُ ربُّك": يَرْضَى منه ويُثيبُه عليه، و"شَظِيَّةُ الجبل": قطعة مرتفعة في رأس الجبل. قاله السِّندي.
(1)
قوله: وهو ابنُ جعفر، من (ر) و (م)، وهامش (ك).
(2)
جاء بعده في النسخ الخطية التي بين أيدينا: بن رفاعة، وهو خطأ، وجاء عليها في (ك) علامة نسخة، ويعني أن هذه الزيادة لم ترد في نسخ أخرى للكتاب، وهو ما اعتمدناه، وهو موافق أيضًا لما في "السُّنن الكبرى"(1643) ومصادر الرجال.
(3)
قوله: الزُّرقي، من (ر) و (م).
(4)
في (ر) و (م): بينما.
(5)
في (ر): في صفِّ المسجد يومًا، وفي (م): في المسجد يومًا، وفوقها: صفّ الصلاة.
(6)
تتمة الحديث بعده من (ر) و (م)، وجاء في هامش (ك) ما صورتُه:"في نسخ الإتيان بحديث رِفاعة تامًّا، ويأتي بتمامه إن شاء الله في أبواب من الصلاة مفرَّقًا".
(7)
في (ر) وفوقها في (م): فخَفَّ.
(8)
قبلها في "السُّنن الكبرى" للمصنِّف: "وعليك".
"وعليك، اِرْجِعْ فصَلِّ، فإنَّك لم تُصَلِّ". فعاثَ
(1)
الناسُ وكَبُرَ ذلك عليهم أن يكون مَنْ أَخَفَّ صلاتَه لم يُصَلّ، فقال الرجل في آخر ذلك: فأَرِني - أو عَلِّمني - فإنَّما أنا بشرٌ أُصِيبُ وأُخطئ، فقال للرجل: "إذا قُمْتَ إلى الصلاة، فتَوَضَّأْ كما أمَرَكَ الله عز وجل، ثم تَشَهَّدْ، [فَأَقِمْ]
(2)
، ثم كَبِّرْ، فإن كانَ معك قرآنٌ فاقْرَأْ به، وإلا فاحْمَدِ اللهَ وكَبِّرْهُ وهَلِّلْهُ، ثم ارْكَعُ فاطمئنَّ راكعًا، ثم اعْتَدِلْ قائمًا، ثم اسْجُدْ فَاعْتَدِلْ ساجدًا
(3)
ثم اجْلِسْ فاطمئنَّ جالسًا، ثم قُمْ، فإذا فعلتَ ذلك؛ فقد تمَّتْ صلاتُك، وإنِ انْتَقَصْتَ منه شيئًا انْتَقَصَ من صلاتك، ولم تذهب كلُّها"
(4)
.
(1)
في (ر) و (م): فغاث (؟). والمثبت من "السُّنن الكبرى"، وجاء في "سنن الترمذي" (302): فخاف، وفي حاشيته نسختان: فغاب، فعاف.
(2)
ما بين حاصرتين من "السُّنن الكبرى" للمصنِّف (1643)، وهو أيضًا عند أبي داود (861) والترمذي (302)، وهو موضع استدلال المصنِّف في ترجمته للحديث، ولم يرد هذا اللفظ في مكرَّراته.
(3)
في (ر) و (م)(والحديث منهما): جالسًا، والتصويب من "السُّنن الكبرى".
(4)
حديث صحيح دون قوله: "فإن كان معك قرآنٌ فاقْرَأْ به، وإِلَّا فَاحْمَدِ الله، وكبِّرْه، وهَلِّلْهُ" فهو حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة يحيى بن علي بن يحيى بن خلَّاد، فقد تفرَّد بالرواية عنه إسماعيل بن جعفر، وذكره ابن حبان في "الثقات". قال الذهبي في "الميزان" 5/ 135: فيه جهالة، وقال ابن القطَّان في "بيان الوهم والإيهام" 5/ 30: لا تُعرف له حال. اهـ. وقد تُوبع، وبقية رجاله ثقات، يحيى بن خلَّاد (جدّ يحيى بن علي) له رؤية، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وصحابيُّ الحديث (رِفاعة) عمُّه، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (1643).
وأخرجه الترمذي (302) عن عليّ بن حُجْر، عن إسماعيل، عن يحيى بن علي بن يحيى بن خلَّاد عن جدِّه، به، ليس في إسناده:"عن أبيه" وقال: حديث حسن. وذكرَ المِزِّي في "تحفة الأشراف" 3/ 169 رواية الترمذي هذه، وفيه أن يحيى بن علي يروي عن جدِّه، وكذا رَقَمَ في "تهذيب الكمال" بالترمذي لرواية يحيى بن علي عن جدّه، وقال: إن كان محفوظًا، وذكر =
28 - باب كيف الإقامة
668 -
أخبرنا عبدُ الله بنُ محمد بنِ تميم قال: حدَّثنا حجَّاج، عن شعبةَ قال: سمعتُ أبا جعفر مؤذِّنَ مسجد العُريان
(1)
، عن أبي المثنّى
(2)
مؤذِّنِ مسجدِ الجامع قال:
سألتُ ابنَ عمر عن الأذان فقال: كان الأذانُ على عهد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم مَثْنَى مَثْنَى، والإقامةُ مرّةً مرّةً إلا أنَّك إذا قلت: قد قامتِ الصَّلاة، قالها
(3)
مرّتين، فإذا سمعنا: قد قامتِ الصَّلاة، توضَّأْنا، ثم خرَجْنا إلى الصَّلاة
(4)
.
= الحافظ ابن حجر أيضًا في "الفتح" 12/ 277 أن الترمذي لم يقل: عن أبيه. ومع ذلك فقد زاد الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في إسناده: "عن أبيه" بين حاصرتين جازمًا بأنها سقطت من جميع نسخ الترمذي.
وأخرجه أبو داود (861) عن عبَّاد بن موسى الخُتَّلي، عن إسماعيل، عن يحيى بن علي، عن أبيه، عن جدّه، به.
وأخرجه أبو داود أيضًا (860) من طريق محمد بن إسحاق، عن علي بن يحيى بن خلَّاد، به، مختصرًا.
وسيرد دون الزيادة المذكورة بالأرقام: (1053) و (1136) و (1313) و (1314).
وسيأتي من حديث أبي هريرة دون الزيادة برقم (884)، وهو في الصحيحين.
ويشهد للزيادة حديثُ ابنِ أبي أَوْفى قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: إنِّي لا أستطيعُ أنْ آخُذَ شيئًا من القرآن، فعلِّمني شيئًا يُجْزِئُني من القرآن. فقال:"قُلْ: سبحانَ الله، والحمدُ لله، ولا إلهَ إلا الله، واللهُ أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله". وسيأتي برقم (924)، وهو حسنٌ بطرقه.
(1)
بعدها في "السنن الكبرى"(1644): في مسجد بني هلال.
(2)
وفي نسخة في (م): بن المثنَّى، وهو صواب أيضًا، فهو مسلم بنُ المثنَّى أبو المثنَّى.
(3)
في هامش (هـ): فإنها.
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أبو جعفر: هو محمد بن إبراهيم بن مسلم المؤذِّن؛ قال ابنُ معين والدارقطني: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 371 وقال: =
29 - باب إقامة كلِّ واحد لنفسه
669 -
أخبرنا عليُّ بنُ حُجْر قال: أخبرنا إسماعيل، عن خالد الحَذَّاء
(1)
، عن أبي قِلَابة
عن مَالك بن الحُوَيْرث قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ولصاحبٍ لي: "إذا حَضَرَتِ
(2)
الصَّلاةُ، فأذِّنا، ثم أَقِيما، ثم ليَؤُمَّكُما أكبرُكما
(3)
"
(4)
.
= يخطئ، وبقية رجاله ثقات. حجاج: هو ابن محمد المِصّيصي، وأبو المثنَّى: هو مسلم بن المثنّى جدُّ أبي جعفر الراوي عنه، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1644)، وقال شعبة في آخره: لا أحفظ عنه غير هذا الحديث وحدَه.
وأخرجه أحمد (5570) عن حجَّاج بن محمد، بهذا الإسناد، ولم يسق لفظه، وأحال على ما قبله، وجاء فيه: مسجد العُرْبان، بالباء الموحَّدة، وذكر صاحب "عون المعبود" أن الصحيح بالياء، وقال: قيل: عُرْيان موضع بالكوفة.
وأخرجه بنحوه أحمد (5569) و (5602)، وأبو داود (510) و (511)، وابن حبان (1674) من طرق عن شعبة، به، وعند بعضهم قول شعبة السالف ذكره.
وقد سلف من حديث أنس (627) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرَ بلالًا أن يشفع الأذان وأن يُوتر الإقامة.
قوله: قالها مرّتين؛ كذا في النسخ الخطية. قال السّندي: الأصل قلتها، وهو إما على الالتفات، أو على حذف الجزاء وإقامةِ علَّته مقامه، أي كرَّرتَ، لأن مؤذِّن النبي صلى الله عليه وسلم قالها مرتين، وقوله: فإذا سمعنا
…
إلخ، لعل مراده أنَّ بعضهم كان أحيانًا يؤخّرون الخروج إلى الإقامة اعتمادًا على تطويل قراءته صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم.
وسلف من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة، به، برقم (628).
(1)
قوله: الحذَّاء، نسخة من هامش (ك).
(2)
في (ر) و (م): قامت وجاء فوقها في (م): حضرت، وعليها علامة الصّحة.
(3)
في (ر) و (م) و (ك): أحدكما، والمثبت من (هـ) وهامش (ك) وعليها علامة الصحة، وهو موافق للرواية السالفة برقم (634)، ولـ "السُّنن الكبرى" ومصادر الحديث.
(4)
إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابنُ عُلَيَّة، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْميّ، =
30 - باب فضل التَّأْذِين
670 -
أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج
عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نُودِيَ للصَّلاة
(1)
أدْبَرَ الشَّيطان وله ضُراط حتَّى لا يسمعَ التَّأْذِين، فإذا قُضِيَ النِّداءُ أقبلَ، حتَّى إذا ثُوِّبَ بالصَّلاة أدْبَرَ. حَتَّى إِذا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أقبلَ حتَّى يَخْطُرَ بينَ المرءِ ونفسِه؛ ويقول
(2)
: اذْكُرْ كذا، اذْكُرْ كذا
(3)
؛ لِمَا لم يكن يذكُر حتَّى يَظَلَّ المرءُ إنْ يَدْرِي كم صَلَّى"
(4)
.
= وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1645).
وأخرجه أحمد (15601)، وأبو داود (589)، وابن حبان (2129) و (2130) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد، وعندهم:"ثم ليؤمَّكما أكبرُكما"، وعندهم زيادة: قال خالد: فقلت لأبي قلابة: فأينَ القراءة؟ قال: إنهما كانا متقاربَين.
وسلف من طريق سفيان الثوري، عن خالد الحذاء برقم (634).
قال السِّنديّ: قولُه: "ثم أَقِيما" أَخَذَ منه أنَّ كُلًّا منهما يُقيمُ لنفسه، ويلزمُ منه أن يكونَ الأذانُ كذلك، وهو بعيد، وأنت قد عرفتَ توجيهَ الحديث فيما سبق على وجه لا يَرِدُ عليه شيء، ولا يلزمُ منه ما أخَذَه، والله تعالى أعلم.
(1)
في (م): بالصلاة.
(2)
في (ك): يقول، وفي (هـ): فيقول.
(3)
قوله: اذكر كذا، لم يكرّر في (ك).
(4)
إسناده صحيح. قُتيبة: هو ابن سعيد، وأبو الزِّناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هُرْمُز، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1646).
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 69، ومن طريقه أخرجه أحمد (9931)، والبخاري (608)، وأبو داود (516)، وابن حبان (1754).
وأخرجه مسلم (389): (19) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحِزامي، عن أبي الزناد، به. =
31 - باب الاستهام على التَّأذين
671 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد
(1)
، عن مالك، عن سُمَيٍّ، عن أبي صالح
عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"لو يعلمُ النَّاسُ ما في النِّداء والصَّفِّ الأوَّلِ ثم لم يجدُوا إلَّا أن يَستَهِمُوا عليه لَاسْتَهَمُوا عليه، ولو يعلمُون ما في التَّهْجِير لاسْتَبَقُوا إليه، ولو عَلِمُوا ما في العَتَمَةِ والصُّبحِ لَأتَوْهُما ولو حَبْوًا"
(2)
.
32 - باب اتِّخاذ المؤذِّن الذي لا يأخذُ على أذانه أجرًا
672 -
أخبرنا أحمدُ بنُ سليمان قال: حدَّثنا عفَّانُ قال: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ سَلَمة قال:
= وأخرجه البخاري (1222)، ومسلم (389):(84) بإثر الحديث (569) من طريقين عن الأعرج، به.
وأخرجه بنحوه أحمد (9170) و (10876)، ومسلم (389):(16) و (17) و (18) من طريق أبي صالح، وأحمد (8139)، ومسلم (389):(20)، وابن حبان (1663) من طريق همَّام بن مُنَبِّه، وأحمد (9336) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب الجهني، ثلاثتهم عن أبي هريرة، به. وروايتا مسلم الأخيرتان مختصرتان.
وسيأتي بنحوه برقم (1252) من طريق الزهري، وبرقم (1253) من طريق يحيى بن أبي كثير، كلاهما عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به.
(1)
قوله: بن سعيد، من (م).
(2)
إسناده صحيح، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1647).
وهو في "موطأ مالك" 1/ 68 و 131.
وأخرجه البخاري (653 - 654)، والترمذي (226) عن قتيبة بهذا الإسناد.
وجاءت رواية الترمذي هذه عن قُتيبة عن مالك في طبعة الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، وجاءت في بعض نسخه الخطية كما ذكر في تعليقه على الحديث، بينما ذكر محقّقو طبعة الرسالة (223) أنها لم ترد في النسخ الخطية التي اعتمدوها، وكذلك لم ينسب المِزّي رواية قتيبة هذه للترمذي في "تحفة الأشراف"(12570)، والله أعلم.
وسلف برقم (540).
حدَّثنا سعيد الجُرَيْريُّ، عن أبي العَلاء، عن مُطَرِّف
عن عثمان بن أبي العاص قال: قلتُ: يا رسولَ الله، اِجْعَلْني إمامَ قومي. فقال:"أنتَ إمامُهم، واقْتَدِ بأضْعَفِهم، واتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لا يأخذُ على أذانِه أجرًا"
(1)
.
(1)
إسناده صحيح، حمَّاد بن سَلَمة روى عن سعيد الجُرَيْري - وهو ابنُ إياس - قبل اختلاطه، عفَّان: هو ابنُ مسلم الصفَّار، وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشخِّير، وهو أخو مطرِّف، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1648).
وأخرجه أحمد (16271) و (17910) عن عفَّان، بهذا الإسناد، ولفظ رواية أحمد الثانية: وكان آخر شيء عَهِدَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إليَّ أن قال: "جَوِّزْ في صلاتك، واقْدُر الناسَ بأضعفهم، فإن منهم الصغير والكبير والضعيف وذا الحاجة".
وأخرجه أحمد (17906) و (17911)، وأبو داود (531) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه أحمد (16270) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حمَّاد بن سَلَمة، عن سعيد الجُريري، عن أبي العلاء، عن عثمان بن أبي العاص، به، لم يذكر مطرِّف بن عبد الله، وإسنادُه صحيح أيضًا، والروايات السابقة التي في إسنادها مُطَرِّف بين أبي العلاء وعثمان بن أبي العاص من المزيد في متصل الأسانيد.
وأخرجه أحمد (16272) عن عفَّان، عن حمَّاد بن زيد، عن سعيد الجُرَيْريّ، بالإسناد الأوَّل.
وأخرجه أحمد (16273) من طريق سعيد بن أبي هند، عن مطرِّف، به، بزيادة:"الصيام جُنَّة كجُنَّة أحدكم من القتال"، وسيأتي هذا الحرف برقم (2230).
وأخرجه أحمد (16275) و (16276) و (16277) و (17899) و (17913) و (17917)، ومسلم (468)، والترمذي (209)، وابن ماجه (714) و (987) و (988)، من طرق عن عثمان بن أبي العاص، به، مختصرًا ومطوَّلًا يزيدُ بعضهم فيه على بعض.
قوله: "واقْتَدِ بأضعفهم" أي: اسْلُكْ له سبيلَ التخفيف في القيام والقراءة بحيث كأنَّه يقومُ ويركع على ما يريد وأنت التابع الذي يركعُ بركوعه.
"واتَّخِذْ
…
" محمولٌ على النَّدْب عند كثير، وقد أجازُوا أخذَ الأجرة، واللهُ تعالى أعلم. قاله السِّندي.
33 - باب القول مثل ما يقول المؤذِّن
673 -
أخبرنا قُتيبةُ بن سعيد
(1)
، عن مالك، عن الزُّهريّ، عن عطاء بن يزيد
عن أبي سعيد الخُدريّ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا سمعتُم النِّداءَ فَقُولُوا مثلَ ما يقولُ المُؤذِّن"
(2)
.
34 - باب ثواب ذلك
(3)
674 -
أخبرنا محمدُ بنُ سَلَمَةَ قال: حدَّثنا ابنُ وَهْب عن عَمْرو بن الحارث، أنَّ بُكَيْرَ بنَ الأشجِّ حدَّثه، أنَّ عليَّ بنَ خالد الدُّؤَليَّ
(4)
حَدَّثه، أنَّ النَّضْرَ بنَ سفيان
(5)
حدَّثه
(1)
قوله: بن سعيد، من (ر) و (م).
(2)
إسناده صحيح، الزُّهري: هو محمد بن شهاب، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1649).
وأخرجه الترمذي (208) عن قُتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وهو في "موطأ" مالك 1/ 67، ومن طريقه أخرجه أحمد (11020/ 1 و 2) و (11504) و (11742) و (11860)، والبخاري (611)، ومسلم (383)، وأبو داود (522)، والترمذي (208)، والمصنف في "السُّنن الكبرى"(9779)، وابن ماجه (720)، وابن حبان (1686)، وقرن أحمد بمالك يونسَ بنَ يزيد في الرواية (11860).
وأخرجه المصنِّف في "السنن الكبرى"(9778) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزُّهري، عن سعيد بن المسيِّب، عن أبي هريرة، به، وقال: الصوابُ حديثُ مالك، وحديثُ عبد الرحمن بن إسحاق خطأ، وعبد الرحمن بنُ إسحاق يروي عنه جماعة من أهل الكوفة، وهو ضعيفُ الحديث، والله أعلم.
قوله: "فقولُوا مثلَ ما يقول" إلا في الحيعلتين، فيأتي بـ "لا حول ولا قوَّة إلا بالله"، لحديث عمر وغيره، فهو عامٌّ مخصوص
…
ثم طريق القول المرويّ أن يقول كلَّ كلمة عقب فراغ المؤذّن منها، لا أن يقول الكلَّ بعد فراغ المؤذّن من الأذان، والله تعالى أعلم. قاله السِّنديّ.
(3)
في (م) ونسخة في هامش (ك): فضل ذلك.
(4)
في النسخ الخطية: الزُّرقيّ، وهو خطأ، والمثبت من "السنن الكبرى"(1653) والمصادر، وجاء قبلها في (ر) و (م) الوالبي، وهي زيادة خاطئة.
(5)
بعدها في (ر) وهامش (ك): الدُّؤلي.
أنَّه سمعَ أبا هريرةَ يقول: كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقامَ بلالٌ يُنادي، فلمَّا سَكَتَ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ قالَ مِثْلَ هذا يقينًا دَخَلَ الجنَّة"
(1)
.
35 - باب القولِ مثلَ ما يتشهَّدُ المؤذِّن
675 -
أخبرنا سُوَيْدُ بنُ نَصْر، أخبرنا عبدُ الله بنُ المُبارك، عن مُجَمِّع بن يحيى الأنصاريِّ قال:
(1)
مرفوعه صحيح لغيره، النَّضْر بن سفيان روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعليُّ بن خالد الدُّؤلي وثَّقه النَّسائي، وقال الدارقطنيّ: شيخ يُعتبر به، وقد فرَّق البخاريّ وابنُ أبي حاتم بين عليّ بن خالد الذي يروي عن أبي أمامة وعنه سعيدُ بنُ أبي هلال (وفي "التاريخ الكبير": سعيد بن أبي أيوب) وبين الذي روى عن أبي هريرة والنَّضْرِ بنِ سفيان (ويقال: عن أبي النَّضْر)، وذكره ابنُ حبان في "ثقاته" في التابعين وأنه يروي عن أبي هريرة، ثم أعاده في أتباع التابعين وأنه يروي عن النَّضْر بن سفيان، عن أبي هريرة، وبقية رجاله ثقات، محمد بن سَلَمة: هو المُرادي، وابنُ وَهْب: هو عبدُ الله أبو محمد المِصْريّ. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (1653).
وأخرجه أحمد (8624)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 87، وابن حبان (1668) من طرق عن عبد الله بن وَهْب بهذا الإسناد، وعند أحمد: كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بتَلَعَات اليمن، وعند البخاري: بتَلَعَات التمر، وعند ابن حبان: بتَلَعات النَّخْل. والتَّلَعَات: جمع تَلْعة، وهي مَسِيلُ الماء من عُلْوٍ إلى سُفل، وجاء ذكر "تَلَعات اليمن" في "مغازي" الواقدي في خبر حجِّهِ صلى الله عليه وسلم.
وللحديث شاهد من حديث عمر بن الخطاب في إجابة المؤذن، وأنَّ من قال ذلك من قلبه دخل الجنة، أخرجه مسلم (385).
وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعًا: "مَنْ لَقِيتَ من وراء هذا الحائط يشهدُ أنْ لا إله إلا الله مستَيْقِنًا بها قلبُه فبَشِّرْهُ بالجنَّة"، أخرجه مسلم (31)، وفيه قصة.
ومن حديث عِتْبان بن مالك مرفوعًا: "لن يُوافيَ عبدٌ يوم القيامة يقول: لا إله إلا الله، يبتغي به وَجْهَ الله، إلا حَرَّم اللهُ عليه النار". أخرجه البخاري (6433)، ومسلم (33).
ومن حديث معاذ مرفوعًا: "مَنْ شَهِدَ أنْ لا إلهَ إلا الله مخلصًا من قلبه - أو يقينًا من قلبه - لم يدخل النار، أو: دخلَ الجنة" أخرجه أحمد (22060).
كنتُ جالسًا عند أبي أُمامةَ بنِ سَهْلِ بن حُنَيْف، فأَذَّنَ المُؤَذِّنُ فقال: الله أكبر، الله أكبر، فكبَّر اثنتين، فقال: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، فتشهَّدَ اثنتَيْن، فقال: أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، فتشهَّد اثنتَيْن، ثم قال: حدَّثني هكذا
(1)
معاويةُ بنُ أبي سفيان عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
676 -
أخبرنا محمدُ بنُ قُدامة، حدَّثنا جرير، عن مِسْعَر، عن مُجَمِّع، عن أبي أُمامةَ بنِ سهل قال:
سمعتُ معاويةَ رضي الله عنه يقول: سمعتُ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وسمعَ المؤذِّنَ، فقالَ مثلَ ما قال
(3)
.
(1)
في (ك): هكذا حدَّثني.
(2)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1651) و (10110).
وأخرجه أحمد (16841) و (16862) و (16902)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(10111)، وابن حبان (1688) من طرق عن مجمِّع بن يحيى، بهذا الإسناد، وروايتا أحمد (16841) و (16902) مختصرتان بلفظ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يتشهَّدُ مع المؤذِّنين.
وأخرجه بنحوه البخاري (914) من طريق ابن المبارك، عن أبي بكر بن عثمان بن سهل بن حُنَيْف، عن أبي أُمامة بن سهل بن حُنَيْف، به.
وأخرجه أحمد (16828)، والبخاري (612)(613)، والمصنف في "السنن الكبرى"(10112)، وابن حبان (1684) من طريق عيسى بن طلحة، وأحمد أيضًا (16922) و (16924)، من طريق أبي صالح، كلاهما عن معاوية، بنحوه، وعند أحمد (16828) والبخاري زيادة قوله: لا حول ولا قوَّة إلا بالله، عند قول المؤذّن: حَيَّ على الصَّلاة.
(3)
إسناده صحيح، محمد بن قُدامة: هو ابنُ أعْيَن، وجرير: هو ابنُ عبد الحميد، ومِسْعَر: هو ابنُ كِدَام، ومجمِّع: هو ابنُ يحيى الأنصاري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1650) و (10109).
وسلف في الحديثين قبله.
36 - باب القول الذي يُقال إذا قال المؤذِّن: حَيَّ على الصَّلاة، حَيَّ على الفَلاح
677 -
أخبرنا مجاهدُ بنُ موسى وإبراهيمُ بنُ الحَسَن المِقْسَمِيُّ قالا: حدَّثنا حجَّاج، قال ابنُ جُريج: أخبرني عَمْرُو بنُ يحيى، أنَّ عيسى بنَ عُمر أخبرَه، عن عبد الله بن علقمة بن وقّاص، عن علقمةَ بنِ وقَّاص قال:
إنِّي عند معاويةَ إذ أذَّنَ مؤذِّنُه، فقال معاوية كما قال المؤذِّن، حتى إذا قال: حَيَّ على الصَّلاة، قال: لا حولَ ولا قوَّةَ إلا بالله. فلمَّا قال: حَيَّ على الفَلاح، قال: لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بالله. وقال بعد ذلك ما قالَ المؤذِّنُ، ثم قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ مثلَ ذلك
(1)
.
37 - باب الصَّلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم بعد الأذان
678 -
أخبرنا سويدٌ قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المبارك
(2)
، عن حَيْوَةَ بنِ شُرَيْح، أنَّ كعبَ بنَ عَلْقَمَةَ سمعَ
(3)
عبدَ الرَّحمن بنَ جُبير مولى نافع بن عَمرو القُرشيَّ يحدِّث
(1)
صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عيسى بن عُمر - أو ابنُ عُمير - لم يُذكر في الرواة عنه إلا عَمرو بن يحيى، وهو ابن عُمارة المازنيّ، وقال الذهبيّ في "ميزان الاعتدال": لا يُعرف، ونقلَ ابن حجر في "تهذيبه" عن الدارقطنيّ قولَه فيه: مدنيّ معروف يُعتبر به. اهـ. وعبدُ الله بنُ علقمة بن وقَّاص مجهول الحال، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقمي (1652)، و (10113) عن مجاهد بن موسى وحدَه.
وأخرجه أحمد (16831) عن محمد بن بكر البُرْسَاني، عن ابن جُريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (16896)، وابن حبان (1687) من طريق محمد بن عَمرو بن علقمة بن وقَّاص، عن أبيه عمرو، عن علقمة بن وقَّاص، به، وعَمرو بنُ علقمة مجهول، فقد تفرَّدَ بالرواية عنه ابنُه محمدُ بنُ عمرو، وذكره ابنُ حبان في "الثقات".
وللحديث شاهد من حديث عمر بن الخطاب أخرجه مسلم (385): (12)، وينظر ما قبله.
(2)
قوله: بن المبارك، من (ر) و (م).
(3)
في (ر) و (م): أخبرني كعب بن علقمة أنه سمع
…
أنَّه سمعَ عبد الله بنَ عَمْرو يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتُم المؤذِّنَ فقولُوا مثلَ ما يقولُ، وصَلُّوا
(1)
عَلَيَّ، فإنَّه مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صلاةً صَلَّى الله عليه
(2)
عَشْرًا، ثم سَلُوا اللهَ ليَ الوَسيلَةَ، فإنها مَنْزِلَةٌ في الجَنَّة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله
(3)
، أرجو أنْ أكونَ أنا هو، فمَنْ سألَ ليَ الوسيلةَ حَلَّتْ له
(4)
الشَّفاعة"
(5)
.
678 م - أخبرنا إسحاقُ بن منصور
(6)
، أخبرنا عبدُ الله بنُ يزيد، أخبرنا حَيْوَة، أخبرنا كعبُ بنُ علقمة، أنه سمعَ عبدَ الرحمن بنَ جُبير يقول:
إنه سمعَ عبدَ الله بنَ عمرو بن العاص يقول: إنه سمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتُم المؤذِّنَ فقُولُوا مثلَ ما يقول، ثم صَلُّوا عليّ، فإنه مَنْ صَلَّى عليَّ صلاةً
(7)
؛ صلَّى الله عليه بها عشرًا، ثم سَلُوا ليَ الوسيلة، فإنها منزلةٌ
(1)
في (م) وهامش (ك): ثم صلُّوا.
(2)
في (ر): عليه بها.
(3)
في (ر) و (ك) وفوقها في (م) وهامش (هـ): عَبيد الله.
(4)
في (م) وهامش (ك): عليه، وفوقها في (م): له.
(5)
إسناده صحيح، سويد: هو ابن نصر، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1694) و (9790).
وأخرجه مسلم (384)، وأبو داود (523)، وابن حبان (1690) من طريق عبد الله بن وَهْب، عن حَيْوة بن شُريح، بهذا الإسناد، وقرن مسلم وأبو داود بحيوة آخرين، ووقع عند ابن حبان: عبد الرحمن بن جبير بن نُفير، وهو خطأ.
وأخرجه ابنُ حبان (1691) من طريق سعيد بن أبي أيوب، عن كعب بن علقمة، به.
وسيأتي بالحديث بعده من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن حَيْوة بن شُريح، به.
(6)
هذا الحديث من (ر) و (م) ولم يذكر المِزِّي هذا الطريق في "تحفة الأشراف"(8871)، وذكر الذي قبله، ولم يذكر أيضًا في "تهذيبه" رواية لإسحاق بن منصور عن عبد الله بن يزيد، وهو أبو عبد الرحمن المقرئ.
(7)
كلمة "صلاة" من هامش (م).
في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكونَ أنا هو، فمَنْ سألَ اللهَ ليَ الوسيلةَ حَلَّتْ عليه الشفاعة"
(1)
.
38 - باب الدُّعاء عند الأذان
679 -
أخبرنا قُتيبةُ، عن اللَّيْث، عن الحُكَيْم
(2)
بن عبد الله بن قيس
(3)
، عن عامر بن سعد بن أبي وقَّاص
(4)
عن سَعْد بن أبي وقَّاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قالَ حين يسمعُ المؤذِّنَ: وأنا أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، رضيتُ بالله ربًّا، وبمحمَّدٍ رسولًا، وبالإسلام دينًا
(5)
، غُفِرَ له ذنبُه"
(6)
.
(1)
إسناده صحيح، وهو مكرَّر ما قبله سوى شيخ المصنِّف إسحاق بن منصور، وهو الكَوْسَج، وشيخِهِ عبد الله بن يزيد، وهو أبو عبد الرحمن المقرئ.
وأخرجه أحمد (6568)، والترمذي (3614)، وابن حبان (1692) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد، قال الترمذيّ: حديث حسن صحيح.
ووقع عند ابن حبان في هذه الرواية أيضًا: عبد الرحمن بن جُبير بن نُفير، وهو خطأ.
وسلف قبله من طريق عبد الله بن المبارك، عن حَيْوَة بن شُريح، به.
(2)
في (ر) و (م): حُكيم.
(3)
قوله: بن قيس، من (ر) و (م).
(4)
قوله: بن أبي وقاص، من (ر) و (م).
(5)
في (هـ): وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولًا، وجاء قوله: وبمحمد رسولًا، نسخة في هامش (ر) بعد قوله: وبالإسلام دينًا، وفي هامش (ك) قبله، وعليه علامة الصحة، وجاء في (م) فوقه.
(6)
إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابنُ سعيد، والليث: هو ابنُ سَعْد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1655). =
680 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ منصور قال: حدَّثنا عليُّ بنُ عيَّاش قال: حدَّثنا شعيب، عن محمد بن المُنكدر
عن جابر بن عبد الله
(1)
قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قالَ حين يسمعُ النِّداءَ: اللَّهمَّ رَبَّ هذه الدَّعوةِ التَّامَّةِ والصَّلاةِ القائمة، آتِ محمَّدًا الوَسِيلةَ والفَضِيلةَ، وابْعَثْهُ المَقَامَ المحمودَ
(2)
الذي وعَدْتَه، إلا
(3)
حَلَّتْ له شفاعتي يومَ القيامة
(4)
"
(5)
.
= وأخرجه أحمد بإثر (1565)، ومسلم (386)، وأبو داود (525)، والترمذي (210)، وابن حبان (1693) من طريق قُتيبة بن سعيد بهذا الإسناد، وعند أبي داود:"غُفر له"، وعند ابن حبان:"غُفر له ما تقدَّم من ذنبه".
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث الليث بن سعد، عن حُكيم بن عبد الله بن قيس.
وأخرجه أحمد أيضًا، ومسلم، وابن ماجه (721) من طريقين عن الليث بن سعد، به.
(1)
قوله: بن عبد الله، من (ر) و (م).
(2)
في (م) و (هـ): مقامًا محمودًا، وفي هامش (م): المقام المحمود. (نسخة).
(3)
لفظة "إلا" ليست في (م)، وأشير إليها بنسخة في (ر).
(4)
قوله: يوم القيامة، استُدرك في هامش (ك) وعليه علامة الصحة، وأُشير إليه بنسخة.
(5)
إسناده صحيح، شعيب: هو ابنُ أبي حمزة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1656) و (9791).
وأخرجه أحمد (14817)، والبخاري (614) و (4719)، وأبو داود (529)، والترمذي (211)، وابن ماجه (722)، وابن حبان (1689) من طريق علي بن عيّاش، بهذا الإسناد.
وعندهم (غير ابن حبان): "مقامًا محمودًا" بالتنكير؛ ونقل ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 95 عن النوويّ قولَه: ثبتت الرواية بالتنكير، وكأنه حكاية للفظ القرآن، ونقل أيضًا عن الطِّيبي قولَه: إنما نكَّره لأنه أفخمُ وأجزل، كأنه قيل: مقامًا، أي: مقامًا محمودًا بكلّ لسان. ثم ذكر الحافظ ابن حجر أن رواية المصنِّف هذه بالتعريف، وأنها كذلك عند ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما، ثم قال: وفيه تعقُّب على من أنكرَ ذلك كالنوويّ.
39 - باب الصَّلاة بين الأذان والإقامة
681 -
أخبرنا عُبيدُ الله بن سعيد، عن يحيى، عن كَهْمَس قال: حدَّثنا عبدُ الله بنُ بُرَيْدة.
عن عبدِ الله بنِ مُغَفَّل قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "بينَ كلِّ أذانَيْنِ صلاة، بينَ كُلِّ أَذانَيْنِ صلاةٌ، بينَ كلِّ أذانَيْنِ صلاةٌ لمن شاء"
(1)
.
682 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا أبو عامر، حدَّثنا شعبة
(2)
، عن عَمْرو بن عامر الأنصاريّ
عن أنس بن مالك قال: كان المؤذِّنُ إذا أذَّنَ؛ قامَ ناسٌ من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فيبتدرون السَّوَارِيَ يُصلُّون حتى يخرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهم كذلك يُصلُّون
(3)
قبل
(1)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، وكَهْمَس: هو ابنُ الحسن، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (374) و (1657).
وأخرجه أحمد (16790) عن يحيى القطَّان، بهذا الإسناد، دون تكرار اللفظ.
وأخرجه أحمد (20544) و (20560) و (20574)، والبخاري (627)، ومسلم (838)، والترمذي (185)، وابن ماجه (1162)، وابن حبان (1559) و (1561) و (5804) من طرق عن كهمس، به. وعند ابن حبان (1559) و (5804) زيادة: وكان ابنُ بُريدة يصلِّي قبل المغرب ركعتين.
وأخرجه أحمد (20574)، والبخاري (624)، ومسلم (838)، وأبو داود (1283)، وابن حبان (1560) من طريق سعيد بن إياس الجُريري، عن عبد الله بن بُريدة، به. ولم يُكرَّر اللفظ عند ابن حبان، وكُرِّر عند أبي داود مرَّتين، وعند مسلم: قال في الرابعة: لمن شاء.
قال السِّنديّ: قوله: "لمن شاء" ذكره دلالة على عدم وجوبها، والمراد بالأذانين الأذانُ والإقامة كما أشارَ إليه المصنّف في الترجمة، وهذا الحديث وأمثالُه يدلُّ على جواز الركعتين قبل صلاة المغرب، بل ندبُهما، والله تعالى أعلم.
(2)
في "تحفة الأشراف"(1112): سفيان، قال المِزِّي: وفي نسخة: شعبة. وأُشير إلى هذا الكلام في هامش (ك).
(3)
في (ق) و (ك): ويصلون، وأُشير إلى الواو في (ك) بنسخة.
المغرب، ولم يكن بين الأذانِ والإقامةِ شيء
(1)
.
682 م - أخبرنا عليُّ بنُ عثمان النُّفَيْليُّ، حدَّثنا سعيد بنُ عيسى، حدَّثنا عبدُ الرحمن بنُ القاسم، حدثنا بكرُ بنُ مُضَرَ، عن عَمرو بن الحارث، عن يزيدَ بنِ أبي حبيب، أنَّ أبا الخير حدَّثه.
أن أبا تميم الجَيْشانيّ قامَ ليركعَ الركعتين قبلَ المغرب، فقلتُ لعقبةَ بنِ عامر: انْظُرْ إلى هذا أيَّ صلاةٍ يُصَلِّي؟! فالتفتَ إليه فقال: هذه صلاةٌ كنَّا نُصَلِّيها على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
40 - باب التَّشديد في الخروج من المسجد بعد الأذان
683 -
أخبرنا محمدُ بنُ منصور، عن سفيان، عن عُمر بن سعيد، عن أشعثَ بن أبي الشَّعثاء، عن أبيه قال:
رأيتُ أبا هريرةَ ومَرَّ رجلٌ في المسجد بعدَ النِّداء حتى قطعَه، فقال أبو هريرة: أمَّا هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم
(3)
.
(1)
إسناده صحيح، أبو عامر: هو عبد الملك بن عَمرو العَقَدي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1658).
وأخرجه أحمد (13983)، والبخاري (625)، وابن حبان (1589) و (2489) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (503) من طريق سفيان الثوري، عن عمرو بن عامر، به.
وأخرجه أحمد (12310) و (13058) و (14008)، ومسلم (836) و (837)، وأبو داود (1282)، وابن ماجه (1163) من طرق، عن أنس، بنحوه.
(2)
إسناده صحيح، وهذا الحديث من (ر) و (م)، وهو مكرَّر الحديث (582) بسنده ومتنه.
(3)
إسناده صحيح، محمد بن منصور: هو الجوَّاز المكّي، وسفيان: هو ابنُ عُيينة، وعُمر بن سعيد: هو أخو سفيان الثوري، وأبو الشَّعثاء والد أشعث: هو سُلَيْم بنُ أسود، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1659).
وأخرجه مسلم (655): (259) عن ابن أبي عمر، عن سفيانَ بن عُيينة، بهذا الإسناد. =
684 -
أخبرنا أحمدُ بنُ عثمانَ بنِ حَكِيم قال: حدَّثنا جعفرُ بنُ عَون، عن أبي عُمَيْس قال: أخبرنا أبو صَخْرة، عن أبي الشَّعثاء قال:
خرج رجلٌ من المسجد بعدَ ما نُودِيَ بالصَّلاة، فقال أبو هريرة: أمَّا هذا فقد عَصَى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم
(1)
.
41 - باب إيذان المؤذِّنين الأئمَّةَ بالصَّلاة
685 -
أخبرنا أحمدُ بنُ عَمْرِو بنِ السَّرْح قال: أخبرنا ابنُ وَهْب قال: أخبرني ابنُ أبي ذئب ويونُسُ وعَمْرُو بنُ الحارث، أنَّ ابن شهاب أخبرهم، عن عروة
عن عائشة قالت: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصلِّي فيما بين أنْ يَفْرَغَ من صلاةِ العشاءِ إلى الفجر
(2)
إحدى عشرةَ ركعةً، يُسَلِّمُ بين كلِّ ركعتَيْن ويُوتِرُ
(3)
بواحدة، ويسجدُ سجدةً قَدْرَ ما يقرأُ أحدُكم خمسين آيةً، ثم يرفعُ رأسه، فإذا سَكَتَ
= وأخرجه أحمد (10572) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، و (10933) من طريق المسعودي وشريك، عن أشعث بن أبي الشعثاء، به.
وفي حديث شريك زيادة: ثم قال: أمرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كنتُم في المسجد فنُودي بالصلاة، فلا يخرج أحدُكم حتى يصلي"، وشريك سيِّئ الحفظ، وقد تفرَّد برفع هذا اللفظ.
وأخرجه أحمد (9315) و (9382) و (10095)، ومسلم (655):(258)، وأبو داود (536)، والترمذي (204)، وابن ماجه (733) من طريق إبراهيم بن المهاجر، عن أبي الشَّعثاء، بنحوه. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن حبان (2062) من طريق أبي صالح ميزان، عن أبي هريرة، بنحوه.
وينظر الحديث الآتي بعده.
(1)
إسناده صحيح، أبو عُمَيْس: هو عُتبة بن عبد الله المسعودي، وأبو صخرة: هو جامع بن شدَّاد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1660).
وسلف قبله من طريق أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، به.
(2)
في (ر) و (م): إلى أن يصلي الفجر.
(3)
في (ر) و (م): ثم يوتر.
المؤذِّنُ من صلاة الفجر وتبيَّنَ له الفجر؛ ركعَ
(1)
ركعتَيْن خفيفتَيْن، ثم اضطجعَ على شِقِّه الأيمن حتى يأتيَهُ المُؤَذِّنُ بالإقامة، فيخرجَ معه. وبعضُهم يزيدُ على بعض في الحديث
(2)
(3)
.
(1)
في (ر) و (م): قام ركع.
(2)
في (ر) و (م): في قصة الوتر في الحديث.
(3)
إسناده صحيح، ابن وَهْب: هو عبدُ الله، وابنُ أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهري، وعروة: هو ابن الزُّبير، وهو في "السنن الكبرى" برقم (418).
وأخرجه مسلم (736): (122) عن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث ويونس (مفرَّقَيْن)، به، وفي رواية عَمرو زيادة على رواية يونس.
وأخرجه ابن حبان (2612) من طريق حرملة، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث وحده، به.
وأخرجه أحمد (24461) و (25105) و (25805)، وأبو داود (1336)، وابن ماجه (1177 مختصرًا) و (1358)، وابن حبان (2422 مختصرًا) من طرق عن ابن أبي ذئب، به، وقُرن ابن أبي ذئب بالأوزاعي عند أبي داود وفي الرواية الثانية لابن ماجه.
وأخرجه أحمد (26106) عن عثمان بن عمر، عن يونس، به.
وأخرجه بتمامه ومختصرًا أحمد (24057) و (24537) و (24550) و (24577) و (24860) و (25345)، والبخاري (994) و (6310)، وأبو داود (1336)، وابن ماجه (1358)، وابن حبان (2423) و (2431) من طرق عن الزهري، به.
وقد أخرج مالك في "الموطأ" 1/ 121 - ومن طريقه أحمد (25447)، والبخاري (1170)، وأبو داود (1339) - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة، ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين. انتهى.
فهذا ظاهرُه يخالفُ هذا الحديث وما رَوَى القاسم عن عائشة في "صحيح" البخاري (1140) قالت: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، منها الوتر وركعتا الفجر. قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 3/ 21: يحتمل أن تكون أضافت إلى صلاة الليل سنة العشاء لكونه كان يصليها في بيته، أو ما كان يفتتح به صلاة الليل
…
وينظر تتمة كلامه. =
686 -
أخبرنا محمدُ بن عبد الله بن عبد الحَكَم، عن شُعيب، عن اللَّيث قال: حدَّثنا خالد، عن ابن أبي هلال، عن مَخْرَمةَ بنِ سُليمان، أنَّ كُريبًا مولى ابنِ عبَّاس أخبره قال:
سألتُ ابنَ عبَّاس قلت: كيف كانت صلاةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم باللَّيل؟ فوصف أنَّه صلَّى إحدى عَشْرةَ ركعةً بالوتر، ثم نامَ حتى استثقلَ، فرأيتُه ينفُخ، وأتاه بلال فقال: الصَّلاةَ يا رسولَ الله، فقام فصلَّى ركعتَين، وصلَّى بالنَّاس ولم يتوضَّأ
(1)
.
42 - باب إقامة المؤذِّن عند خروج الإمام
687 -
أخبرنا الحُسينُ بن حُرَيْث قال: حدَّثنا الفَضْلُ بنُ موسى، عن مَعْمَر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبدِ الله بن أبي قتادة
عن أبيه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أُقيمتِ الصَّلاةُ، فلا تقُومُوا حتى تَرَوْني خرجتُ"
(2)
.
= وسيرد مختصرًا برقم (1328) عن سليمان بن داود بن حماد، عن ابن وَهْب، به. وبرقم (1749) من طريق عُقيل، وبرقم (1762) من طريق شعيب، كلاهما عن الزهري، به. وبرقمي (1696) و (1726) من طريق مالك، عن الزهري، به، في لفظ خالف فيه أصحاب الزهري.
(1)
إسناده صحيح، شعيب: هو ابن اللَّيث بن سَعْد، وخالد: هو ابن يزيد، وابن أبي هلال: هو سعيد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (398) بزيادة قصة استيقاظه؟ ووضوئه، وإقامة ابن عباس من يساره إلى يمينه، وصلاته ركعتين ركعتين.
وأخرجه مطوَّلًا أبو داود (1364) عن عبد الملك بن شعيب بن اللَّيث، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (442).
(2)
إسناده صحيح، مَعْمَر: هو ابنُ راشد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1663).
وأخرجه مسلم (604)، والترمذي (592)، وابن حبان (2223) من طرق عن معمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (22596 م) و (22613) و (22622) و (22649)، والبخاري (638) و (909)، ومسلم (604)، وأبو داود (539)، وابن حبان (1755) من طرق عن يحيى بن =
8 - كتاب المساجد
1 - الفضل في بناء المساجد
688 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عثمانَ قال: حدَّثنا بقيَّة، عن بَحِير، عن خالدِ بنِ مَعْدان، عن كَثِيرِ بنِ مُرَّة
عن عَمْرو بن عَبَسة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ بَنَى مسجدًا يُذْكَرُ اللهُ فيه، بَنَى اللهُ عز وجل له بيتًا في الجَنَّة"
(1)
.
2 - باب المباهاة في المساجد
689 -
أخبرنا سُويدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المبارك، عن حمَّادِ بنِ سَلَمة، عن أيوب، عن أبي قِلَابة
عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"من أشراطِ السَّاعة أنْ يَتَباهَى النَّاسُ في المساجد"
(2)
.
= أبي كثير، به.
وعند أحمد في الرواية الأخيرة، والبخاري، وابن حبان:"حتى تَرَوْني وعليكم السَّكِينة".
وسيأتي من طريق هشام الدَّسْتُوائي وحجَّاج بن أبي عثمان، عن يحيى بن أبي كثير برقم (790).
(1)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، بقيَّة - وهو ابن الوليد - يدلِّس تدليس التسوية، ولم يصرِّح بالتحديث في طبقات الإسناد، وبقية رجاله ثقات، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (769).
وأخرجه أحمد (19440) عن حَيْوَة بن شُرَيْح، عن بَقِيَّة، بهذا الإسناد، وفيه زيادة فَضْل إعتاقِ رقبة، والشَّيبةِ في الإسلام.
وله شاهد من حديث عثمان رضي الله عنه، أخرجه البخاري (450)، ومسلم (533).
وتنظر شواهد أخرى له في التعليق على حديث عبد الله بن عَمرو في "المسند"(7056).
(2)
إسناده صحيح، أيوب: هو ابنُ أبي تميمة السَّختياني، وأبو قِلابة: هو عبدُ الله بنُ زيد الجَرْميّ، وهو في "السنن الكبرى" برقم (770). =
3 - باب ذكر أيُّ مسجد وضع أوّلًا
690 -
أخبرنا عليُّ بنُ حُجْر قال: حدَّثنا عليُّ بنُ مُسْهِر، عن الأعمش، عن إبراهيمَ قال: كنتُ أقرأُ على أبي القرآنَ في السِّكَّة، فإذا قرأتُ السَّجدةَ سَجَدَ، فقلتُ: يا أبتِ، أتسجدُ في الطّريق؟ فقال:
إنِّي سمعت أبا ذَرٍّ يقول: سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ مسجد وُضِعَ أوَّلًا
(1)
؟ قال: "المسجدُ الحَرَام". قلتُ: ثمَّ أَيّ؟ قال: "المسجدُ الأقصى". قلتُ: وكم بينَهما؟ قال: "أربعونَ عامًا، والأرضُ لك مسجدٌ، فحيثُما أدركتَ الصَّلاةَ فصَلِّ"
(2)
.
= وأخرجه أحمد (12379) و (12473) و (12537) و (13404) و (14020)، وأبو داود (449)، وابن ماجه (739)، وابن حبان (1613) و (1614) و (6760) من طرق، عن حمَّاد بن سَلَمة، بهذا الإسناد، بلفظ:"لا تقومُ الساعةُ حتى يَتَباهَى الناسُ في المساجد"، إلا في رواية ابن حبان (1613) فلفظُها: نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يتباهَى الناسُ في المساجد. وقرنَ أبو داود بأبي قلابة قتادة.
(1)
في هامش (هـ): أول. (نسخة).
(2)
إسناده صحيح، الأعمش: هو سليمانُ بنُ مِهْران، وإبراهيم: هو ابنُ يزيد بن شريك التيميّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (771) و (11217).
وأخرجه مسلم (520): (2) عن عليّ بن حُجْر، بهذا الإسناد، وفيه: في السُّدَّة، بدل: في السِّكَّة؛ قال النووي في شرح الحديث: السُّدَّة واحدة السُّدَد، وهي المواضع التي تُطِلُّ حولَ المسجد، وليست منه.
وأخرجه أحمد (21333) و (21383) و (21390) و (21391) و (21421) و (21468)، والبخاري (3366) و (3425)، ومسلم (520)، وابن ماجه (753)، وابن حبان (1598) و (6228)، من طرق، عن الأعمش، به.
قوله: "أربعون عامًا" قال السِّندي: قالوا: ليس المراد بناء إبراهيم للمسجد الحرام وبناء سليمان للمسجد الأقصى، فإن بينهما مدّة طويلة بلا ريب، بل المراد بناؤهما قبل هذين البناءين. اهـ. وينظر "فتح الباري" 6/ 408.
4 - باب فضل الصَّلاة في المسجد الحرام
691 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا اللَّيث، عن نافع، عن إبراهيمَ بن عبد الله بن مَعْبَد بن عبَّاس
(1)
أنَّ ميمونةَ زوجَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قالت: مَنْ صَلَّى في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، فإِنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"الصَّلاةُ فيه أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواه إلا مسجدَ الكعبة"
(2)
.
5 - باب الصَّلاة في الكعبة
692 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا اللَّيث، عن ابن شِهاب، عن سالم
(1)
كذا في (ق) و (ك) و (هـ) و"السنن الكبرى"(772)، وكذا ذكره المِزّيّ في "تحفة الأشراف"(18057) عن قُتيبة، ووقع في (ر) و (م): عن ابن عباس، وكذا في هامش كلّ من (ك) و (هـ)(نسخة)، وذكر المِزّي أنَّ كلَّ مَنْ لم يذكر ابنَ عباس في الإسناد فقد وهم، لكن البخاري رحمه الله قال (كما سيرد): لا يصحُّ فيه ابنُ عباس، وصوَّبه كذلك الدارقطني في "العلل" 4/ 300.
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات غير إبراهيم بن عبد الله بن مَعْبَد، فصدوق، وقد اختُلِفَ فيه على اللَّيث - وهو ابنُ سعد - في ذكر ابن عباس في إسناده، كما سيأتي. قُتيبة: هو ابنُ سعيد، ونافع: هو مولى ابن عمر، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (772).
وأخرجه أحمد (26826) و (26837) عن حجَّاج بن محمد المِصِّيصيّ، عن الليث، بهذا الإسناد. زاد في الرواية الأولى قصة امرأة قالت: لئن شفاني الله لأخرجنَّ فَلأُصَلِّينَّ في بيت المقدس
…
وأخرجه مسلم (1396) عن قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح، عن الليث، عن نافع، عن إبراهيم بن عبد الله بن مَعْبد، عن ابن عباس، عن ميمونة، بزيادة: ابن عباس، في الإسناد، وزيادة قصة المرأة. قال البخاري في "التاريخ الكبير"1/ 302 - 303: لا يصحُّ فيه ابنُ عبَّاس. اهـ. وقال ابن حجر في "تهذيبه" 1/ 73: فهذا مُشعرٌ لصحة روايته (يعني إبراهيم بن عبد الله) عن ميمونة عند البخاري، وقد عُلم مذهبُه في التشديد في هذه المواطن. =
عن أبيه قال: دخلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم البيتَ هو وأسامةُ بنُ زيد وبلالٌ وعثمانُ بنُ طلحة، فأغلقُوا عليهم، فلمَّا فتحَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كنتُ أوَّلَ من وَلَجَ، فلَقِيتُ بلالًا، فسألتُهُ
(1)
: هل صَلَّى فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. صَلَّى بين العَمُودَيْنِ اليمانيَّيْن
(2)
.
6 - باب فضل المسجد الأقصى والصَّلاة فيه
693 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ منصور قال: حدَّثنا أبو مُسْهِر قال: حدَّثنا سعيدُ بنُ عبد العزيز، عن رَبِيعةَ بن يزيد، عن أبي إدريس الخَوْلانيّ، عن ابن الدَّيْلَميّ
عن عبد الله بن عَمْرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنَّ سليمانَ بنَ داود صلى الله عليه وسلم لمَّا بَنَى بيتَ المَقْدِس؛ سأل اللهَ عز وجل خِلالًا ثلاثةً: سألَ اللهَ عز وجل حُكْمًا
= وقال النووي في "شرح مسلم" 9/ 166: هذا الحديث ممَّا أُنكر على مسلم بسبب إسناده، وقال الحفاظ: ذكرُ ابنِ عباس فيه وهمٌ. اهـ. وبنحوه قاله الدارقطني في "العلل" 4/ 300.
لكن ابنَ حبان نَفَى في "الثقات" 6/ 6 سماعَ إبراهيم بن عبد الله بن معبد من ميمونة، وقال: لذلك أدخلناه في أتباع التابعين. والله أعلم.
وسيأتي من طريق ابن جُريج، عن نافع، عن إبراهيم بن عبد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة برقم (2898)، بذكر ابن عباس في الإسناد.
(1)
في (م): فسألتُ.
(2)
إسناده صحيح، قتيبة: هو ابنُ سعيد، والليث: هو ابنُ سعد، وابن شِهاب: هو الزُّهريّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (773).
وأخرجه البخاري (1598)، ومسلم (1329):(393) عن قُتيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1329): (393) عن محمد بن رُمْح، عن اللَّيث، به.
وأخرجه مسلم (1329): (394) من طريق يونس، عن ابن شهاب، به.
وسيأتي من طريق مالك برقم (749)، وابنِ عون برقمي (2905) و (2906)، كلاهما عن نافع، ومن طريق ابن أبي مُلَيْكَة برقم (2907)، ومجاهد برقم (2908)، ثلاثتُهم عن ابن عمر رضي الله عنهما، به.
يُصادِفُ حُكْمَهُ، فأُوتِيَهُ، وسألَ اللهَ عز وجل مُلْكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعده، فأُوتِيَهُ، وسألَ اللهَ عز وجل حين فَرَغَ من بناء المسجد أَنْ لا يأتيَه أحدٌ لا يَنْهَرُهُ إلا الصَّلاةُ فيه أَنْ يُخْرِجَهُ من خطيئتهِ كيومَ ولدَتْهُ أمُّه"
(1)
.
7 - باب فضل مسجد النبيِّ صلى الله عليه وسلم والصَّلاة فيه
694 -
أخبرنا كثيرُ بنُ عُبيد قال: حدَّثنا محمدُ بنُ حَرْب، عن الزُّبيديّ، عن الزُّهْريّ، عن أبي سَلَمةَ بنِ عبدِ الرَّحمن وأبي عبد الله الأَغرِّ مولى الجُهَنِيِّين - وكانا من أصحاب أبي هريرة -
أنهما سمعا أبا هريرةَ يقول: "صلاةٌ في مسجدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواه من المساجد إلا المسجدَ الحرام؛ فإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم آخِرُ الأنبياء، ومسجدُه آخِرُ المساجد".
(1)
إسناده صحيح، أبو مُسْهِر: هو عبدُ الأعلى بنُ مُسْهِر، وأبو إدريس الخَوْلَاني: هو عائذ بن عبد الله، وابنُ الدَّيْلَمي: هو عبد الله بنُ فيروز، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (774).
وأخرجه أحمد (6644) مطوَّلًا، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 293، وابنُ حبان (1633) و (6420) من طريق الأوزاعي، عن ربيعة بن يزيد، عن ابن الدَّيْلَمي، عن عبد الله بن عَمرو، دون ذكر أبي إدريس الخَوْلَانيّ في إسناده بين ربيعة بن يزيد وابن الدَّيلمي، وقرن الفسوي بربيعة يحيى بنَ أبي عَمرو السَّيباني، وقد سمع ربيعة بنُ يزيد من ابن الدَّيلمي كما في "التاريخ الكبير" 3/ 288، وكذلك فإنَّ روايته عن أبي إدريس الخَوْلَانيّ عند الجماعة كما في ترجمته في "تهذيب الكمال". وقد صحَّح الحافظ ابن حجر هذا الإسناد في "فتح الباري" 6/ 408، فهو إذن من المزيد في متصل الأسانيد.
وقد توبع الأوزاعي على إسقاط أبي إدريس الخولاني من إسناده:
فأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 291 - 292 من طريق معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد، به، وفيه قصة ذهاب ابن الدَّيلمي إلى ابن عَمرو لسؤاله عن الحديث.
وأخرجه ابن ماجه (1408) من طريق أيوب بن سُويد، عن يحيى بن أبي عَمرو السَّيْبَانيّ، عن ابنِ الدَّيْلَميّ، عن ابن عَمرو، وأيوبُ بن سويد ضعيف. والله أعلم.
قال أبو سَلَمة وأبو عبد الله: لم نَشُكَّ أنَّ أبا هريرةَ كان يقولُ عن حديث رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فمَنَعَنا أن نستثبتَ أبا هريرة في ذلك الحديث، حتى إذا تُوفِّي أبو هريرة؛ ذكرنا ذلك وتَلاوَمْنا أن لا نكونَ كلَّمْنا أبا هريرة في ذلك حتى يُسندَه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان سمعَه منه، فبينا نحن على ذلك جالَسْنا عبدَ الله بن إبراهيمَ بنِ قارظ، فذكرنا ذلك الحديث، والذي فَرَّطْنا فيه من نصِّ أبي هريرة، فقال لنا عبدُ الله بنُ إبراهيم: أشهدُ أنِّي سمعتُ أبا هريرة يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "فإنِّي آخِرُ الأنبياء، وإنّه آخِرُ المساجد"
(1)
.
695 -
أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عَبَّاد بن تميم
(1)
إسناده صحيح، كثير بن عُبيد: هو المَذْحِجِي، ومحمد بن حَرْب: هو الخَوْلانيّ الأبرش، والزُّبيدي: هو محمد بن الوليد، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وأبو عبد الله الأغرّ: هو سَلْمان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (775).
وأخرجه ابن حبان (1621) عن محمد بن عُبيد الله الكلاعي، عن كَثير بن عُبيد المذحجي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1394): (507) من طريق عيسى بن المنذر الحمصي، عن محمد بن حَرْب، به.
وأخرجه أحمد (10112) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، وأحمد أيضًا (7415)، ومسلم (1394):(508) من طريق أبي صالح ذكوان السمان، كلاهما عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعًا.
وأخرجه أحمد (7253) و (9153) و (10015) و (10475)، ومسلم (1394):(505) و (506)، والترمذي (3916)، وابن ماجه (1404/ م) من طرق، عن أبي هريرة، به، ورواية أحمد (9153) مطوَّلة.
وأورد الدارقطني في "العلل" 4/ 554 - 556 طرقًا مختلفة للحديث، وذكر أنَّ أبا سلمة سمعه من أبي هريرة موقوفًا، وأخذه عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ مرفوعًا.
وسيأتي من طريق أبي سلمة، عن الأغرّ، عن أبي هريرة، برقم (2899).
عن عبد الله بن زيد قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ما بيَن بيتي ومِنْبَري روضةٌ من رياض الجَنَّة"
(1)
.
696 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا سفيان، عن عمَّار الدُّهْنيّ، عن أبي سَلَمة
عن أمِّ سَلَمة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ قَوائمَ مِنْبَري هذا رَوَاتبُ في الجَنَّة"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابنُ سعيد، ومالك: هو ابنُ أنس، وعبدُ الله بن أبي بكر: هو ابنُ محمد بن عَمرو بن حَزْم، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (776) و (4275).
وأخرجه مسلم (1390): (500) عن قُتيبة، بهذا الإسناد.
وهو في "موطَّأ" مالك 1/ 197، ومن طريقه أخرجه أحمد (16453)، والبخاري (1195).
وأخرجه أحمد (16433) من طريق سفيان الثوري، و (16458) من طريق فُلَيْح، كلاهما عن عبد الله بن أبي بكر، به، ولفظ رواية فُليح: "ما بين هذه البيوت - يعني بيوتَه - الروضة
…
" فقد ذكره بلفظ الجمع، وهو مخالف لرواية الثقات بصيغة الإفراد، وقد تُكلّم في حفظ فُليح. والمراد ببيته البيتُ المعهود، وهو بيت عائشة رضي الله عنها كما قال السِّنديّ.
وأخرجه أحمد (16461)، ومسلم (1390):(501) من طريق أبي بكر بن محمد بن عَمرو بن حَزْم، عن عبَّاد بن تميم، به.
(2)
إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابنُ سعيد، وسفيان: هو ابنُ عُيينة، وعمَّار الدُّهْنيّ: هو ابنُ معاوية، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (777) و (4273).
وأخرجه الحميدي (290)، وأحمد (26476) عن سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد، وعند الحُميدي زيادة:"ما بين بيتي ومنبري روضةٌ من رياض الجنَّة"، وقال في صدر حديثه: قال سفيان: حدَّثنا عمَّار الدُّهْني، ولم نجده عند غيره.
وأخرجه أحمد (26506) و (26705)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(4273)، وابن حبان (3749) من طريق سفيان الثوري، عن عمَّار الدُّهْني، به.
وجاء في "السُّنن الكبرى" للبيهقي 5/ 248 أن زائدة بن قُدامة رواه عن عمَّار الدُّهني، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وتنظر مختلف طرقه في التعليق على حديث "مسند" أحمد (26476). =
8 - باب ذكر المسجد الذي أُسِّسَ على التَّقْوى
697 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا اللَّيث، عن عِمْرانَ بنِ أبي أنس، عن ابنِ أبي سعيد الخُدريّ
عن أبيه قال: تَمَارَى رجلانِ في المسجد الذي "أُسِّسَ على التَّقْوَى من أوَّلِ يَوْم"، فقال رجل: هو مسجدُ قُباء، وقال الآخر: هو مسجدُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"هو مَسْجِدي هذا"
(1)
.
= قال السِّنْدي: قولُه: "رَوَاتبُ في الجنَّة"؛ جمع راتبة، من: رَتَبَ: إذا انتصبَ قائمًا، أي: إنَّ الأرضَ التي هو فيها من الجنَّة، فصارت القوائم مقرُّها الجنَّة، أو أنه سيُنقل إلى الجنة. والله أعلم.
(1)
حديث صحيح، ابنُ أبي سعيد الخدري اختُلف في تعيينه، فقيل: عبد الرحمن، وقيل: سعيد، وعبد الرحمن ثقة، وسعيد: روى عنه جمع وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات، الليث: هو ابنُ سَعْد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (778) و (11164).
وأخرجه أحمد (11846)، والترمذي (3099)، عن قُتيبة، بهذا الإسناد، وصرَّح الترمذيّ أنَّ ابنَ أبي سعيد هو عبدُ الرحمن، وقال ابنُ حجر في "تعجيل المنفعة" ص 151: وهو المحفوظ. وقال الترمذيّ: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث عمران، وقد روي من غير هذا الوجه، رواه أُنَيْس بن أبي يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد.
وأخرجه أحمد (11046)، و (11846)، وابنُ حبان (1606) من طرق عن الليث، به، وجاء في رواية أحمد الثانية أن اسم ابنِ أبي سعيد هو سعيد.
وأخرجه أحمد (11187)، ومسلم (1398) من طريق أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبي سعيد، بنحوه، وذكرَ أبو سلمة في آخره أنه سمعه أيضًا من أبي سعيد. ثم أخرجه مسلم من طريق أبي سَلَمة، عن أبي سعيد، دون ذكر عبد الرحمن.
وأخرجه أحمد (11178) و (11864)، والترمذي (323)، وابن حبان (1626) من طريق أُنيس بن أبي يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري. وعندهم زيادة:"وفي ذلك خيرٌ كثير".
9 - باب فضل مسجد قُباء والصَّلاةِ فيه
698 -
أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن عبد الله بن دينار
عن عبد الله
(1)
بن عمر قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأتي قُباءَ راكبًا وماشيًا
(2)
.
699 -
أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا مُجَمِّع بنُ يعقوب، عن محمد بن سليمان الكِرْمَانيِّ قال: سمعتُ أبا أُمامةَ بنَ سَهْل بنِ حُنَيْف قال:
قال أبي: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ خرجَ حتى يأتِيَ هذا المسجد - مسجدَ قُباء - فصلَّى
(3)
فيه؛ كان له
(4)
عَدْلَ عُمرة"
(5)
.
(1)
قوله: عبد الله، من (ر) و (م).
(2)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (779).
وهو في "موطأ" مالك (553)(رواية أبي مصعب الزُّهري)، ومن طريقه أخرجه أحمد (5329)، ومسلم (1399):(518)، وابنُ حبان (1618).
وقال أحمد في هذه الرواية: قرأتُ على عبد الرحمن (يعني ابنَ مهدي): نافع، فغيَّره فقال: عبد الله بن دينار. انتهى. وقد رواه مالك أيضًا عن نافع في رواية يحيى الليثي كما سيأتي.
وأخرجه أحمد (4846) و (5218) و (5403) و (5522) و (5860)، والبخاري (1193)، ومسلم (1399):(519) و (520) و (521) و (522)، وابن حبان (1629) و (1630)، و (1632) من طرق، عن عبد الله بن دينار، به، وعند البخاري ومسلم في رواية زيادة: وكان ابنُ عمر يفعلُه، وفي رواية لمسلم وابن حبان: يأتيه كلَّ سبت.
وهو في "موطَّأ" مالك 1/ 167 (برواية يحيى الليثي) عن نافع، عن ابن عمر، ومن طريقه أخرجه أحمد (5330).
وأخرجه أحمد (4485) و (5199) و (5219) و (5774) و (6432)، والبخاري (1191)(بنحوه أطول منه) و (1194)، ومسلم (1399):(515) و (516) و (517)، وأبو داود (2040)، وابن حبان (1628) من طرق، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، وعند بعضهم زيادة: فيصلِّي فيه ركعتين.
(3)
في (ر) و (م): فيصلِّي.
(4)
في (م): كان له بها.
(5)
حديث صحيح بشواهده، مُجَمِّع بن يعقوب صدوق حسن الحديث، ومحمد بن =
10 - باب ما تُشَدُّ الرِّحال إليه من المساجد
700 -
أخبرنا محمدُ بن منصور قال: حدَّثنا سفيان، عن الزُّهريّ، عن سعيد
عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدِ الحرام، ومسجدي هذا، ومسجدِ الأقصى"
(1)
.
= سليمان الكِرْماني روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يُذكر بجرح، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (780).
وأخرجه أحمد (15982) عن قُتيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (15981) عن إسحاق بن عيسى، عن مُجَمِّع بن يعقوب، به.
وأخرجه أحمد (15983)، وابن ماجه (1412) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن سليمان الكِرْماني، به، وقرنَ ابنُ ماجه بحاتم بن إسماعيل عيسى بنَ يُونس، وعنده:"كأَجْر" بدل: "عَدْل".
وللحديث شواهد من حديث أُسَيْد بن ظُهير عند الترمذي (324) وابن ماجه (1411)، ومن حديث أبي سعيد الخدري عند ابن سعد في "الطبقات" 1/ 244، ومن حديث ابن عمر عند ابن حبان (1627).
قال السِّندي: العِدْلُ، بالكسر والفتح بمعنى المِثْل، وقيل: بالفتح: ما عادَله من جنسه، وبالكسر: ما ليس من جنسه، وقيل بالعكس، والأقرب أنَّ الفتح في المساوي حِسًّا، والكسر في المساوي عقلًا
…
(1)
إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وسعيد: هو ابن المسيّب. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (781).
وأخرجه أحمد (7249)، والبخاري (1189)، ومسلم (1397):(511)، وأبو داود (2033) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (7191) و (7736)، ومسلم (1397):(512)، وابن ماجه (1409)، وابن حبان (1619) من طريق معمر، عن الزهري، به.
وأخرجه بنحوه مسلم (1397): (513) من طريق سَلْمان الأغرّ، عن أبي هريرة، به.
وسيأتي مطولًا برقم (1430) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة، به.
11 - باب اتِّخاذ البِيَع مساجد
701 -
أخبرنا هنَّادُ بنُ السَّرِيّ، عن مُلازم قال: حدَّثني عبدُ الله بنُ بَدْر، عن قَيس بن طَلْق
عن أبيه طَلْقِ بنِ عليٍّ قال: خرَجْنا وفدًا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فبايعناه، وصلَّيْنا معه وأخبرناه أنَّ بأرضنا بِيعَةً لنا، واسْتَوْهَبْنَاهُ
(1)
من فَضْلِ طَهُوره، فدعا بماءٍ فتوضَّأَ وتمضمضَ، ثم صَبَّهُ في إداوة، وأمَرَنا فقال:"اُخْرُجُوا، فإذا أتيتُم أرضَكم فاكْسِرُوا بِيعَتَكم وانْضَحُوا مكانَها بهذا الماء، واتَّخِذُوها مسجدًا". قلنا: إنَّ البلدَ بعيد، والحَرَّ شديد، والماءَ يَنْشَف، فقال:"مُدُّوهُ من الماء؛ فإنَّه لا يزيدُه إلا طِيبًا". فخرَجْنا حتى قَدِمْنا بلَدَنا، فَكَسَرْنا بِيعَتَنا، ثم نَضَحْنا مكانَها، واتَّخَذْناها مسجدًا، فنادَيْنا فيه بالأذان، قال: والرَّاهبُ رجلٌ من طَيِّئ، فلمَّا سمعَ الأذانَ قال: دَعْوَةُ حَقٍّ، ثم استقبلَ تَلْعَةً من تِلَاعِنا، فلم نَرَهُ بعدُ
(2)
.
(1)
في (م) وهامشي (ك) و (هـ): فاستوهبناه.
(2)
إسناده حسن، قيس بن طَلْق صدوق حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات. ملازم: هو ابنُ عَمرو بن عبد الله بن بدر، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (782).
وأخرجه ابن حبان (1123) و (1602) من طريق مسدَّد، عن ملازم بن عَمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (16293) من طريق محمد بن جابر، عن عبد الله بن بدر، عن طَلْق بن علي، به، مختصرًا، وفي سياقته اختلاف، ومحمد بن جابر - وهو ابنُ سيَّار - ضعيف، وعبدُ الله بنُ بدر لم يسمع من طَلْق، بينهما قيس بنُ طلق.
وسلف الحديث بهذا الإسناد في السؤال عن الوضوء من مَسِّ الذّكَر برقم (165).
قال السِّندي: قوله: بيعة: بكسر الباء: معبد النصارى أو اليهود، "واستوهبناه" أي: سألناه أن يعطيَنا، "من فضل ظَهوره" بفتح الطاء، والظاهر أن المراد ما استعمله في الوضوء وسقط من أعضائه الشريفة، ويحتمل أن المراد ما بقيَ من الإناء عند الفراغ من الوضوء، "وانضحوا" أي: رُشُّوا، وفيه من التبرُّك بآثار الصالحين ما لا يخفى، "تلْعة" بفتح فسكون: مَسِيل الماء من أعلى الوادي.
12 - باب نَبْش القُبور، واتِّخاذ أرضِها مسجدًا
702 -
أخبرنا عِمْرانُ بنُ موسى قال: حدَّثنا عبدُ الوارث، عن أبي التَّيَّاح
عن أنس بن مالك قال: لمَّا قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نزلَ في عُرْضِ المدينة في حَيٍّ يقال لهم: بنو عَمْرو بن عَوْف، فأقامَ فيهم أربعَ عَشْرَةَ ليلةً، ثم أرسلَ إلى مَلَأ
(1)
من بني النَّجَّار، فجاؤوا مُتقلِّدي سيوفِهم، كأنِّي أنظرُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته، وأبو بكر رضي الله عنه رَدِيفُه، وملأٌ من بني النَّجَّار حولَه، حتى ألقَى بفِناءِ أبي أيوب، وكان يُصَلِّي حيث أدركَتْهُ الصَّلاةُ، فيُصلِّي في مرابض الغنم، ثم أمرَ
(2)
بالمسجد، فأرسلَ إلى ملأ من
(3)
بني النَّجَّار، فجاؤوا فقال:"يا بني النَّجَّار، ثامِنُوني بحائطِكُم هذا". قالوا: واللهِ لا
(4)
نطلبُ ثمنَه إلا إلى الله عز وجل. قال أنس: وكانت فيه قبورُ المشركين، وكانت فيه خَرِبٌ، وكان فيه نخلٌ، فأمرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين، فنُبِشَتْ، وبالنَّخْل فقُطِعَتْ، وبالخَرِب فسُوِّيَتْ. فصَفُّوا النَّخْلَ قِبْلةَ المسجد، وجعلُوا عِضَادَتَيْهِ الحِجارة، وجعلُوا ينقُلُون الصَّخر وهم يرتجزُون، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم معهم وهم يقولون
(5)
: "اللهُمَّ لا خَيْرَ إلا خيرُ الآخِرهُ، فانصُرِ الأنصارَ والمُهَاجِرَهْ"
(6)
.
(1)
في (هـ): الملأ، وبهامشها: ملأ. (نسخة).
(2)
ضبطت في (هـ) بضمّ الهمزة وفتحها، وقال النووي في "شرح مسلم": ضبطناه "أَمَرَ" بفتح الهمزة والميم، و"أُمِرَ" بضم الهمزة وكسر الميم، وكلاهما صحيح.
(3)
لفظة "من" ليست في (ر) و (ك)، وأُشير إليها بنسخة في (هـ).
(4)
في (ر) و (ك): ما.
(5)
في هامشي (ك) و (هـ): وهو يقول.
(6)
إسناده صحيح عبد الوارث: هو ابنُ سعيد، وأبو التَّيَّاح: هو يزيد بن حُميد، وهو في "السنن الكبرى" برقم (783).
وأخرجه بتمامه ومختصرًا أحمد (13208)، والبخاري (428) و (1868) و (2106) و (2771) و (2774) و (2779) و (3932)، ومسلم (524):(9) و (1805): (129)، =
13 - باب النَّهْي عن اتِّخاذ القُبورِ مساجدَ
703 -
أخبرنا سُويدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المبارك، عن مَعْمَر ويونُسَ قالا: قال الزُّهريُّ: أخبرني عُبيدُ الله بنُ عبد الله
أنَّ عائشةَ
(1)
وابنَ عبَّاس قالا: لمَّا نُزِلَ
(2)
برسول الله صلى الله عليه وسلم، فطفق
(3)
يطرحُ خَمِيصَةً له على وجهه، فإذا اغْتَمَّ كَشَفَها عن وجهِه، قال وهو كذلك:
= وأبو داود (453)، وابن حبان (2328) من طرق عن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وفي رواية للبخاري ومسلم: فاغفر للأنصار والمُهاجره.
وأخرجه أحمد (12178) و (12242) و (12850) و (13561)، وأبو داود (454)، وابن ماجه (742) من طريق حمَّاد بن سَلَمة مختصرًا بقصة بناء المسجد، وأحمد (12335) و (13018)، والبخاري (234) و (429)، ومسلم (524):(10)، والترمذي (350)، وابن حبان (1385) من طريق شعبة مختصرًا، كلاهما عن أبي التَّيَّاح الضُّبَعي، به، وفي بعض روايات حمَّاد: حَرْث، بدل: خَرِب، ولم يرد هذا اللفظ في روايات أخرى له، وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 1/ 526: بيَّن أبو داود أن رواية عبد الوارث بالمعجمة والموحَّدة، ورواية حمَّاد بن سلمة بالمهملة والمثلثة.
قال السِّنْديّ: قولُه: "في عُرض المدينة" بضم العين المهملة: الجانب والناحية من كل شيء. "ثامِنُوني" أي: أعطوني حائطكم بالثمن، والحائط: البستان إذا كان محاطًا. "عِضادَتَيْه" بكسر عين مهملة وضاد معجمة، وهما خشبتاه من جانبَيْه.
وقوله: خَرِب، جمع خَرِبة، وهو موضع الخَراب؛ قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 1/ 526: قال ابن الجوزي: المعروف فيه فتح الخاء المعجمة وكسر الراء بعدها موحَّدة، جمع خَرِبة، ككَلِم وكَلِمة، وحكى الخطَّابي أيضًا كسرَ أوله وفتح ثانيه، جمع خِرَبة، كعِنَب وعِنَبة.
(1)
بعدها في (ر) و (م): زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
الضبط من النسخ الخطية، وكذا ضبطه النوويّ في "شرح صحيح مسلم" 5/ 12 - 13، وقال: وفي أكثر الأصول: نَزَلَتْ، أي: لمَّا حضرت المنيَّة والوفاة، وأما الأول فمعناه: نزلَ ملكُ الموت. اهـ. وذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 1/ 532 أن رواية أبي ذرّ لحديث البخاري (435): "نَزَلَ" بفتحتين، أي: الموت، ولغيره بضم النون وكسر الزاي.
(3)
في (م): طفق.
"لعنةُ الله على اليهودِ والنَّصارى، اتَّخذُوا قبورَ أنبيائهم مساجدَ"
(1)
.
704 -
أخبرنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ قال: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا هشامُ بنُ عُروة قال: حدَّثني أبي
عن عائشة، أنَّ أمَّ حَبِيبة وأمَّ سَلَمة ذكرَتا كنيسةً رَأَتَاها بالحَبَشة فيها تصاويرُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ أولئك إذا كان فيهم الرَّجلُ الصَّالحُ فمات؛ بَنَوْا على قَبْرِه مسجدًا، وصوَّرُوا تِيكَ الصُّوَر، أولئك شِرارُ الخَلْق عندَ الله يومَ القيامة"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، معمر: هو ابنُ راشد، ويونُس: هو ابنُ يزيد الأيلي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (784) و (7052).
وأخرجه البخاري (3453) عن بِشْر بن محمد، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد، وفي آخره زيادة: يُحذِّرُ ما صنعوا.
وأخرجه أحمد (1884) و (24060) عن عبد الأعلى، و (25916) وابن حبان (6619) من طريق عبد الرزاق، كلاهما عن مَعْمَر، عن الزُّهري به.
وأخرجه مسلم (531) من طريق ابن وَهْب، عن يونس، عن الزُّهري، به، وعندهم في آخره قول عائشة: يحذِّرُهم مثل الذي صنعوا (لفظ أحمد).
وأخرجه أحمد (26350) و (26353)، والبخاري (435) و (4443) و (5815)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(7053) و (7054) من طرق عن الزُّهري، به، وعندهم قول عائشة السالف.
وأخرجه أحمد (24513) و (24895) و (26178)، والبخاري (1330) و (1390) و (4441)، ومسلم (529) من طريق عُروة بن الزبير عن عائشة، به، وفي آخره:"قالت: ولولا ذلك أُبرِزَ قبرُه، غير أنه خشيَ أن يُتَّخذ مسجدًا"، وهو محفوظ من حديث عروة عن عائشة كما ذكر ابنُ عبد البَرّ في "التمهيد" 1/ 167.
وسيأتي من طريق سعيد بن المسيّب، عن عائشة برقم (2046)، وعن أبي هريرة برقم (2047).
(2)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (785). =
14 - باب الفضل في إتيانِ المساجد
705 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا ابنُ أبي ذئب قال: حدَّثنا الأسودُ بنُ العلاء بن جارية الثقفيُّ، عن أبي سَلَمَةَ، هو ابنُ عبد الرَّحمن
عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"حينَ يخرجُ الرَّجُلُ من بيتهِ إلى مسجدِهِ، فرِجُلٌ تكتُبُ حسنةً، ورجْلٌ تَمْحُو سيِّئةً"
(1)
.
= وأخرجه أحمد (24252)، والبخاري (427) و (3873)، ومسلم (528):(16) من طريق يحيى القطَّان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (24252)، والبخاري (434) و (1341)، ومسلم (528):(17) و (18)، وابن حبان (3181) من طرق عن هشام بن عروة، به.
(1)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (786)، وفيه:"مسجدي" بدل: "مسجده".
وأخرجه أحمد (9575)، وابن حبان (1622) من طريق يحيى القطَّان، بهذا الإسناد، بلفظ: "مِنْ حينِ يخرجُ أحدُكم من بيته إلى مسجدي؛ فرِجْلٌ
…
" الحديث، وعند ابن حبان زيادة: "حتى يرجع".
وأخرجه أحمد (8257) و (10203)، وابن حبَّان (1622) من طرق عن ابن أبي ذئب، به، مثل اللفظ السالف ذكره.
وأخرجه بنحوه أحمد (7801) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، ومسلم (666)، وابن حبان (2044) من طريق أبي حازم الأشجعي، كلاهما عن أبي هريرة، به.
وهو بمعناه قطعة من حديث أبي صالح، عن أبي هريرة، أخرجه أحمد (7430)، والبخاري (477) و (647) و (2119)، ومسلم (649):(272)، وأبو داود (559)، والترمذي (603)، وابن ماجه (281) و (774)، وابن حبان (2043)، وفيه: "صلاةُ الرَّجل في جماعة تزيدُ على صلاته في بيته وصلاتِه في سوقِه بضعًا وعشرين درجة، وذلك أنَّ أحدهم إذا توضَّأ فأحسنَ الوُضوء، ثم أتى المسجدَ لا يريدُ إلا الصلاةَ، ولا يَنْهَزُه إلا الصلاة، لم يخطُ خُطوةً إلا رُفعَ له بها درجة، وحُطَّ عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد
…
"، وسلف صدرُه من وجه آخر عن أبي هريرة برقم (486).
15 - باب النَّهْي عن مَنْع النِّساء من إتيانهنَّ المساجد
706 -
أخبرنا إسحاقُ بن إبراهيمَ قال: أخبرنا سفيان، عن الزُّهريّ، عن سالم
عن أبيه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا استأذَنتِ امرأةُ أَحَدِكُم إلى المسجد فلا يَمْنَعْها"
(1)
.
16 - باب من يُمنع من المسجد
707 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ منصور قال: حدَّثنا يحيى، عن ابن جُرَيْج قال: حدَّثنا عطاء
عن جابر قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَكَلَ من هذه الشَّجَرة - قال أوَّلَ يوم: الثُّوم، ثم قالَ: الثُّوم والبَصَل والكُرَّاث - فلا يَقْرَبَنَّا في مساجدنا؛ فإنَّ الملائكةَ تَتَأَذَّى ممَّا يَتَأَذَّى منه الإنس"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، سفيان: هو ابنُ عُيينة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (787).
وأخرجه أحمد (4556)، والبخاري (5238)، ومسلم (442):(134) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (4522) و (6252)، والبخاري (873)، ومسلم (442):(135)، وابن ماجه (16) من طرق عن ابن شهاب الزُّهري، به، وفي روايتي أحمد زيادة.
وأخرجه أحمد (5211) و (6303) و (6304)، والبخاري (865)، ومسلم (442):(137) من طريق حنظلة الجُمحي، عن سالم بن عبد الله، به، وعند البخاري:"إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فأْذَنُوا لهنّ". قال ابنُ حجر في "الفتح" 2/ 247: كأنَّ اختصاص الليل بذلك لكونه أستر، ولا يخفى أن مَحَلَّ ذلك إذا أُمِنَت المفسدة منهنّ وعليهنّ.
وأخرجه بنحوه أحمد (4655) و (4932) و (4933) و (5021) و (5045) و (5101) و (5468) و (5471) و (5640) و (5725) و (6101) و (6296) و (6318) و (6387)، والبخاري (899) و (900)، ومسلم (442):(136) و (138) و (139) و (140)، وأبو داود (566) و (567) و (568)، والترمذي (570)، وابن حبان (2208) و (2209) و (2210) و (2213) من طرق، عن عبد الله بن عُمر، به، وفي بعضها زيادة.
(2)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وابنُ جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وعطاء: هو ابنُ أبي رَبَاح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (788) و (6652). =
17 - باب مَنْ يُخْرَجُ من المسجد
708 -
أخبرنا محمدُ بنُ المُثَنَّى قال: حدَّثنا يحيى بنُ سعيد قال: حدَّثنا هشام قال: حدَّثنا قتادة، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن مَعْدَانَ بنِ أبي طلحة
أنَّ عُمرَ بنَ الخَطَّاب قال: إنَّكم أيُّها النَّاسُ تأكلُون من شجرتين ما أُراهما إلا خبيثتَيْن؛ هذا البَصَلُ والثُّوم، ولقد رأيتُ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم إذا وَجَدَ ريحَهما
(1)
من الرَّجُل؛ أَمَرَ به فأُخْرِجَ إلى البقيع، فمن أكَلَهُما فليُمِتْهُما طَبْخًا
(2)
.
= وأخرجه الترمذي (1806) عن إسحاق بن منصور، بهذا الإسناد، وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه مسلم (564): (74)، وابن حبان (1644) من طريق يحيى القطَّان، به.
وأخرجه أحمد (15069)، والبخاري (854)، ومسلم (564):(75)، والمصنِّف في "الكبرى"(6651)، وابن حبان (2089) من طرق، عن ابن جُريج، به، وعند البخاري: قلتُ: ما يعني به؟ قال: ما أُراه يعني إلا نَيِّئَه.
وأخرجه بنحوه أحمد (15299)، والبخاري (855) و (5452) و (7359)، ومسلم (564):(73)، وأبو داود (3822)، والمصنِّف في "السنن الكبرى"(6645) و (6654) من طريق ابن شهاب الزُّهري، عن عطاء، به.
وأخرجه أحمد (15014) و (15159) و (15274)، ومسلم (564):(72)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(6653)، وابن ماجه (3365)، وابن حبان (1646) و (2086) و (2087) و (2090) من طريق أبي الزُّبير محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكّي، عن جابر، بنحوه.
(1)
في هامش (ك): ريحها. (نسخة).
(2)
إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطَّان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، وقتادة: هو ابنُ دِعامة السَّدُوسيّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (789).
وأخرجه مسلم (567): (78) عن محمد بن المثنَّى، بهذا الإسناد، مطوَّلًا بذِكْر خطبة عمر بالناس وذِكْره أبا بكر، وجعلِه الخلافةَ شورى بين ستة، وذِكْرِ الكَلَالة
…
وأخرجه أحمد (186) عن يحيى القطَّان، به، مطوَّلًا أيضًا. =
18 - باب ضرب الخِبَاء في المساجد
709 -
أخبرنا أبو داود قال: حدَّثنا يَعْلَى قال: حدَّثنا يحيى بنُ سعيد، عن عَمْرَة
عن عائشة قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أرادَ أن يعتكفَ، صَلَّى الصُّبْحَ، ثم دخلَ في المكان الذي يريدُ أن يعتكفَ فيه، فأرادَ أن يَعتَكِفَ العَشْرَ الأَواخِرَ من رمضان، فأمَرَ، فضُرب له خِباءٌ، وأَمَرَتْ حفصةُ فضُرب لها خباءٌ، فلمَّا رأَتْ زينبُ خِباءَها أمَرَتْ فضُرِبَ لها خِباءٌ، فلمَّا رأى ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال:"آلْبِرَّ تُرِدْنَ؟ "
(1)
، فلم يَعْتَكِفْ في رمضان، واعتكفَ عَشْرًا من شَوَّال
(2)
.
= وأخرجه أحمد (89) و (341)، ومسلم (567)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(6647)، وابن ماجه (1014) و (3363)، وابن حبان (2091) من طرق، عن قتادة، به، وبعض الروايات مطوَّلة.
وأخرجه المصنِّف في "الكبرى"(6649) من طريق حُصين بن عبد الرحمن، و (6650) من طريق منصور بن المعتمر، كلاهما عن سالم بن أبي الجعد؛ عن عمر، بنحوه، دون ذكر مَعْدَان بن أبي طلحة في إسناده، والصحيح ذكرُه كما في الروايات السالفة، قاله الدارقطني في "العلل" 1/ 235.
(1)
في (م) و (هـ): يُرِدْنَ، وعليها شرحَ السِّندي.
(2)
إسناده صحيح، أبو داود: هو سليمان بن سَيْف الحرَّانيّ، ويَعْلَى: هو ابنُ عُبيد، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاريّ، وعَمْرَة: هي بنت عبد الرحمن بن سَعْد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (790).
وأخرجه أحمد (25897)، وأبو داود (2464)، وابن ماجه (1771)، وابن حبان (3666)(مختصرًا) من طريق يَعْلَى بن عُبيد بهذا الإسناد، وفيه أن عائشة رضي الله عنها أيضًا أمَرَت بخباءٍ فضُرب لها.
وقال أبو داود: رواه ابن إسحاق والأوزاعيّ عن يحيى بن سعيد نحوه، ورواه مالك عن يحيى بن سعيد قال: اعتكفَ عشرين من شوَّال. =
710 -
أخبرنا عُبيدُ الله بنُ سعيد قال: حدَّثنا عبدُ الله بن نُمَيْر قال: حدَّثنا هشام بنُ عروة، عن أبيه
عن عائشة قالت: أُصِيبَ سَعْدٌ يومَ الخندق؛ رماهُ رجلٌ من قريش؛ رماه
(1)
في الأَكْحَل، فضَرَبَ عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خَيْمةً في المسجد ليَعُودَهُ من قريب
(2)
.
19 - باب إدخال الصِّبْيان المساجد
711 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا اللَّيث، عن سعيد بنِ أبي سعيد، عن عَمْرِو بنِ سُلَيْم الزُّرَقيّ
= وأخرجه بتمامه ومختصرًا أحمد (24544)، والبخاري (2033) و (2034) و (2041) و (2045)، ومسلم (1172)، وأبو داود (2464)، والترمذي (791)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(3331) و (3333)، وابن حبان (3666) و (3667) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به، بنحوه. وعند ابن حبَّان (3667): ثم إنه اعتكفَ في عشرين من شوَّال.
قوله: خِباء؛ بكسر خاءٍ ومَدّ: هو أحدُ بيوت العرب من وَبَر أو صوف، ولا يكون من شعر، ويكون على عمودين أو ثلاثة. "آلبرَّ يُرِدْنَ" بمدِّ الهمزة، مثل:{آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ} ، والاستفهام للإنكار، وآلبرَّ بالنصب مفعول "يُرِدْنَ" أي: ما أردنَ البرَّ، وإنما أرَدْنَ قضاءَ مقتضى الغيرة، والله أعلم.
(1)
المثبت من (ر) و (م) و (هـ) وهامش (ك) وعليها فيها علامة الصحَّة، وجاء في (ق) و (ك) وفوقها في (م): رميةً.
(2)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (791).
وأخرجه أحمد (24294)، والبخاري (463) و (4122)، ومسلم (1769):(65)، وأبو داود (3101) من طريق عبد الله بن نُمير، بهذا الإسناد، وبعضُها مطوَّل، وفيها أن الرجل الذي رمى سعدًا هو حِبَّانُ بنُ العَرِقَة.
وأخرجه ابن حبان (7027) من طريق يحيى بن أبي زائدة، عن هشام بن عروة، به مختصرًا.
وأخرجه أحمد (25097)، وابن حبان (7028) من طريق محمد بن عَمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جدِّه، عن عائشة، مطوَّلًا بخبر إصابة سعد بن معاذ في أَكْحَلِهِ يومَ الخندق، وخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني قُريظة، وحُكْم سعد بن معاذ فيهم.
أنَّهُ سَمِعَ أبا قتادةَ يقول: بينا نحن جلوسٌ
(1)
في المسجد، إذْ خرجَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يحملُ أُمامة بنتَ أبي العاص بنِ الرَّبيع - وأمُّها زينبُ بنتُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهي صَبيَّةٌ يحملُها، فصلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهي على عاتقِه، يضعُها إذا ركع، ويُعيدُها إذا قام حتى قَضَى صلاتَه؛ يفعلُ ذلك بها
(2)
.
20 - باب ربط الأسير بسارية المسجد
712 -
أخبرنا قُتيبةُ، حدَّثنا اللَّيث، عن سعيد بن أبي سعيد
أنَّه سمعَ أبا هريرةَ يقول: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فجاءَتْ برجُلٍ من بَني حَنِيفَةَ يقال له: ثُمَامَةُ بنُ أُثال؛ سَيِّدُ أهلِ اليَمَامَة، فرُبِطَ بساريةٍ من سَوَاري المسجد. مختصَر
(3)
.
(1)
في (ر) وهامش (ك): جلوسًا.
(2)
إسناده صحيح، قتيبة: هو ابنُ سعيد، والليث: هو ابنُ سَعْد، وسعيدُ بنُ أبي سعيد: هو المَقْبُريّ. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (792).
وأخرجه مسلم (543): (43)، وأبو داود (918) عن قتيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (22584)، والبخاري (5996)، وابن حبان (1110) من طريقين عن الليث، به.
وأخرجه أحمد (22645)، ومسلم (543):(43)، وأبو داود (920) من طرق عن سعيد المَقْبُري، به. وقرن أحمد بسعيد المقبريِّ عامرَ بنَ عبد الله بن الزبير.
وأخرجه أحمد (22519)، ومسلم (543):(43)، وأبو داود (919) من طريقين، عن عمرو بن سُليم، به.
وسيرد بالأرقام: (827) و (1204) و (1205) من طريق عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سُلَيم، به.
(3)
إسناده صحيح، وسلف بإسناده بقسم آخر منه برقم (189)، وينظر تخريجه ثمة.
21 - باب إدخال البعير المسجد
713 -
أخبرنا سليمانُ بنُ داود، عن ابن وَهْب قال: أخبرني يونُس، عن ابن شِهاب، عن عُبَيْد الله بن عبد الله
عن عبد الله بن عبَّاس، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم طافَ في حِجَّةِ الوَدَاع على بعيرٍ يستلمُ الرُّكْنَ بمِحْجَن
(1)
(2)
.
22 - باب النَّهْي عن البَيْع والشِّراء في المَسْجد وعن التَّحَلُّقِ قبلَ صلاة الجمعة
714 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرني يحيى بنُ سعيد، عن ابنِ عَجْلان، عن عَمْرِو بنِ شُعيب، عن أبيه
عن جدِّه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن التَّحَلُّقِ يومَ الجُمعة قبلَ الصَّلاة، وعن الشِّراءِ والبيعِ في المسجد
(3)
.
(1)
في (م) وهامش (ك): بمحجنه.
(2)
إسناده صحيح، سليمان بن داود: هو أبو الرَّبيع المَهْريّ، وابنُ وَهْب: هو عبد الله أبو محمد المصري، ويونُس: هو ابنُ يزيد الأَيْلي، وابنُ شهاب: هو الزُّهريّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (794).
وأخرجه البخاري (1607)، ومسلم (1272)، وأبو داود (1877)، وابن ماجه (2948)، وابن حبان (3829) من طرق عن ابن وَهْب، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق عكرمة، عن ابن عباس برقم (2955)، وسيتكرَّر برقم (2954).
(3)
إسناده حسن، ابنُ عَجْلان - وهو محمد - صدوق، وشعيب (والد عَمرو): هو ابنُ محمد بن عبد الله بن عَمرو بن العاص، وهو صدوق، وقولُه: عن جدِّه، يعني جَدَّ شعيب، وهو عبدُ الله بنُ عَمْرِو بن العاص رضي الله عنهما، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (795).
وأخرجه أحمد (6676)، وأبو داود (1079) من طريق يحيى القطَّان، بهذا الإسناد. وزادا فيه: وأن تُنْشَدَ فيه ضالَّة، وأن يُنْشَدَ فيه شعرٌ. =
23 - باب النَّهْي عن تَناشُد الأشعار في المسجد
715 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا اللَّيْثُ بنُ سعد، عن ابنِ عَجْلان، عَن عَمْرِو بنِ شُعيب، عن أبيه
عن جدِّه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن تَناشُدِ الأشعارِ في المسجد
(1)
.
24 - باب الرُّخْصَة في إنشادِ الشِّعْر الحَسَن في المسجد
716 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا سفيان، عن الزُّهْريّ، عن سعيد بنِ المسيّب قال:
مرَّ عُمرُ بحسَّانَ بنِ ثابتٍ وهو يُنْشِدُ في المسجد، فلَحَظَ إليه، فقال: قد أَنْشَدْتُ وفيه
(2)
مَنْ هو خَيْرٌ منك. ثم التفتَ إلى أبي هريرةَ فقال: أسمعتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أَجِبْ عَنِّي، اللَّهُمَّ أيِّدْهُ برُوح القُدُس؟ " قال: اللَّهُمَّ نَعَمْ
(3)
.
= وأخرجه الترمذي (322) وحسَّنَه، وابن ماجه (749) و (1133) من طرق عن ابن عجلانَ، به، وجاء عند الترمذي زيادة النهي عن تناشد الأشعار في المسجد، وجاء عند ابن ماجه في الأول النهي عن تناشد الأشعار في المساجد بدل النهي عن التحلُّق قبل صلاة الجمعة، ودون ذكر البيع والشراء في الثاني.
وسيأتي النهي عن تناشد الأشعار في المسجد في الحديث بعده.
(1)
إسناده حسن كسابقه، قُتيبة: هو ابنُ سعيد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (796) و (9930).
وأخرجه الترمذي (322) عن قُتيبة بن سعيد بهذا الإسناد، وحسَّنه، وفيه زيادة النهي عن البيع والشراء في المسجد، وعن التحلُّق قبل صلاة الجمعة، وسلف هذا في الحديث قبله.
(2)
في هامش (ك): فيه (دون واو)(نسخة).
(3)
حديث صحيح، رجاله ثقات، سفيان: هو ابنُ عُيينة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (797) و (9927).
وأخرجه أحمد (21936)، والبخاري (3212)، وأبو داود (5013 - مختصرًا)، وابنُ حبان (7148) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد. =
25 - باب النَّهْي عن إنشاد الضَّالَّةِ في المسجد
717 -
أخبرنا محمدُ بنُ وَهْب قال: حدَّثنا محمدُ بنُ سَلَمة، عن أبي عبدِ الرَّحيم قال: حدَّثني زيدُ بنُ أبي أُنَيْسة، عن أبي الزُّبير
= والحديث صورتُه صورة الإرسال فيما نقله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/ 310 عن الإسماعيلي، وقال في 1/ 548: رواية سعيد لهذه القصَّة عندهم مرسلة، لأنه لم يُدرك زمنَ المرور، ولكن يُحمل على أنَّ سعيدًا سمعَ ذلك من أبي هريرة بعدُ أو من حسَّان، أو وقع لحسان استشهادُ أبي هريرة مرَّة أخرى، فحضر ذلك سعيد.
وقد أخرج مسلم (2485): (151)، وابن حبان (1653) من طريق سفيان بن عُيينة، عن الزُّهْري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، أنَّ عمر مرَّ بحسَّان وهو يُنْشِدُ الشعر في المسجد
…
الحديث.
وأخرجه أحمد (7644)، ومسلم (2485):(151) من طريق معمر، عن الزُّهري، عن ابن المسيّب، أن حسان قال في حلقة فيهم أبو هريرة: أنْشُدُكَ اللهَ يا أبا هريرة، أسمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
الحديث.
وأخرجه أحمد (21939) من طريق معمر، عن الزهري، عن ابن المسيّب قال: أنشد حسَّانُ وهو في المسجد
…
الحديث دون ذكر أبي هريرة.
وأخرجه أبو داود (5014) من طريق معمر أيضًا عن الزهري، عن ابن المسيّب، عن أبي هريرة، ولم يسق لفظه.
ورواه الزُّهري أيضًا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن:
فأخرجه البخاري (453) و (6152)، ومسلم (2485):(152)، والمصنِّف في "السنن الكبرى"(9928) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والبخاري أيضًا (6152) من طريق محمد بن أبي عتيق، كلاهما عن الزُّهري، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، أنه سمعَ حسَّان يستشهدُ أبا هريرة: أَنْشُدُك اللهَ
…
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/ 548: هذا من الاختلاف الذي لا يضرّ، لأن الزُّهْري من أصحاب الحديث، فالراجح أنه عنده عنهما معًا، فكان يحدّث به تارة عن هذا، وتارة عن هذا.
قال السِّندي: قولُه: فَلَحَظَ إليه، أي: نظرَ إليه بطرف العين نظرًا يفيد النهيَ عنه.
عن جابر قال: جاء رجلٌ يَنْشُدُ ضالَّةً في المسجد، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"لا وَجَدْتَ"
(1)
.
26 - باب إظهار السِّلاح في المسجد
718 -
أخبرنا عبدُ الله بنُ محمد بنِ عبدِ الرَّحمن بنِ المِسْوَرِ الزُّهْرِيّ؛ بَصْرِيّ، ومحمدُ بنُ منصور: قالا: حدَّثنا سفيانُ قال: قلتُ لعَمْرٍو:
أسمعتَ جابرًا يقول: مَرَّ رجلٌ بسهام في المسجد، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"خُذْ بِنِصَالِها"؟. قال: نَعَمْ
(2)
.
(1)
حديث صحيح، أبو الزُّبير - وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس - مدلِّس، وقد عنعن، وهو صدوق، وبقية رجاله ثقات، غير محمد بن وَهْب - وهو ابنُ أبي كريمة الحَرَّانيّ - فصدوق. محمد بنُ سَلَمة: هو ابنُ عبد الله الحرَّانيّ، وأبو عبد الرَّحيم: هو خالد بن أبي يزيد الحَرَّانيّ.
والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (798).
ولم أقف على هذه الرِّواية عند غير المصنِّف، وجاء هذا الحرف من حديث بُرَيْدَة عند مسلم (569) وغيره.
وأخرج أحمد (8588)، ومسلم (568)، وأبو داود (473)، والترمذي (1321) من حديث أبي هريرة مرفوعًا:"مَنْ سمعَ رجلًا يَنْشُدُ في المسجد ضالَّة فليقل له: لا أدَّاها الله إليك، فإن المساجدَ لم تُبْنَ لهذا".
وجاء النَّهيُ عن نِشْدَانِ الضالَّة في المسجد ضمن حديث عبدِ الله بنِ عَمرو عند أحمد (6676) وأبي داود (1079) وأخرج المصنف منه طرفًا آخر كما سلف برقم (714).
قال السِّندي: يَنْشُدُ ضالَّة من نَشَدْتُها: إذا طَلَبْتَها، من باب نصر.
(2)
إسناده صحيح، محمد بن منصور: هو الجَوَّاز المكّيّ، وسفيان: هو ابنُ عُيينة، وعَمْرو: هو ابنُ دينار، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (799).
وأخرجه أحمد (14310)، والبخاري (451) و (7073)، ومسلم (2614):(120)، وابن ماجه (3777)، وابن حبان (1647) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وأخرج البخاري (7074)، ومسلم (2614):(121) من طريق حمَّاد بن زيد، عن عَمرو =
27 - باب تشبيك الأصابع في المسجد
719 -
أخبرنا إسحاقُ بن إبراهيمَ قال: أخبرنا عيسى بنُ يونس قال: حدَّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود قال:
دخلتُ أنا وعلقمةُ على عبد الله بن مسعود فقال لنا: أصَلَّى هؤلاء؟ قلنا: لا. قال: قُومُوا فَصَلُّوا. فذهَبْنَا لِنقُومَ خلفَه، فجعلَ أحَدَنا عن يمينِهِ والآخَرَ عن شِماله، فصَلَّى بغير أذانٍ ولا إقامة، فجعلَ إذا رَكَعَ شَبَّكَ بين أصابعِهِ وجَعَلَها بين رُكْبَتَيْهِ وقال: هكذا رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فعلَ
(1)
.
= ابن دينار، عن جابر، أنَّ رجلًا مَرَّ في المسجد بأَسْهُم قد بدا نُصولُها، فأُمِرَ أن يأخذَ بنصولها لا يَخدِشُ مسلمًا.
وأخرجه أحمد (14781)، ومسلم (2614):(122)، وأبو داود (2586)، وابن حبان (1648) من طريق أبي الزُّبير، عن جابر، بنحوه.
قال السِّنْدي: "خُذْ بِنصَالِها" جمع نَصْل؛ بفتح فسكون: حديدة السَّهم والرُّمح والسَّيْف.
(1)
إسناده صحيح، الأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعيّ، والأسود: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن الأسود، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (800).
وأخرجه ابن حبان (1874) و (1875) من طريق إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وفي آخر الرواية الأولى زيادة: وقال: "يا أيها الناس إنها ستكون عليكم أمراءُ يُميتون الصلاةَ، يَخْنُقُونَها إِلى شَرَق الموتى، فمن أدرك ذلك منكم فليصلِّ الصلاةَ لوقتها، وليجعلْ صلاته معهم سُبْحَةً".
وسيأتي نحو هذه الزيادة من رواية عبد الرحمن بن الأسود، عن الأسود وعلقمة برقم (799)، ومن رواية زرّ بن حُبيش، عن ابن مسعود برقم (779).
وأخرجه أحمد (3588) و (4045)، ومسلم (534):(26) و (27)، وأبو داود (868)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(621) من طرق عن الأعمش، به، وعندهم: قال ابن مسعود: إذا ركعَ أحدُكم فليفترشْ ذراعَيْه فخذيه وليَجْنَأ، ثم طبَّق بينَ كفَّيه، فكأني أنظرُ إلى اختلاف أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ثم طبَّقَ بين كفَّيه" فأراهم. هذا لفظ أحمد (3588)، والأخرى =
720 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا النَّضْر قال: أخبرنا شعبة، عن سليمانَ قال: سمعتُ إبراهيم، عن علقمةَ والأسود، عن عبد الله، فذكر نحوه
(1)
.
28 - باب الاستلقاء في المسجد
721 -
أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن ابن شِهاب، عن عَبَّاد بن تَمِيم
عن عمِّه، أنَّه رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مُسْتَلْقِيًا في المسجد وَاضِعًا إحدى رِجْلَيْهِ على الأخرى
(2)
.
= بنحوه، وعند مسلم والمصنِّف زيادة مثل الزيادة المذكورة عند ابن حبان آنفًا. وقوله: ولْيَجْنَأْ، من جَنَأ الرجلُ على الشيء إذا أكبَّ عليه. النهاية (جنأ).
وأخرجه مسلم (534): (28) من طريق منصور بن المعتمر، عن إبراهيم، بنحوه.
وسيأتي من طريق شعبة، عن الأعمش بالحديث بعده وبرقم (1029) بنحوه، ومن طريق الزبير بن عدي، عن إبراهيم برقم (1030)، ومن طريق عبد الرحمن بن الأسود، عن الأسود وعلقمة برقم (799) دون ذكر التشبيك، وعن علقمة برقم (1031)، وفيه زيادة قول سعد بن أبي وقَّاص: قد كنَّا نفعل هذا، ثم أُمِرْنا بهذا، يعني الإمساكَ بالرُّكَب.
قال السِّندي: قوله: شبَّك؛ أي جمع بين أصابع يديه، وجعلهما بين ركبتيه في الركوع والتشهد، وهذا الفعل يُسمَّى تطبيقًا، وهو منسوخ بالاتفاق في أول الإسلام، وكذا قيام الإمام في الوسط إذا كان اثنان يقتديان به منسوخ، وكأنَّ ابن مسعود ما بلغه النسخ، لكن يُشكل حينئذ استدلال المصنِّف على جواز التشبيك في المسجد؛ إذ لا دليل في المنسوخ، إلا أن يقال: نسخُه من حيث كونُه سنةَ الركوع مثلًا لا يستلزمُ نسخ كونه جائزًا في المسجد.
(1)
إسناده صحيح، النَّضْر: هو ابنُ شُميل، وسليمان: هو ابنُ مِهْران الأعمش، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (801).
وأخرجه أحمد (4272) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيرد من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة برقم (1029)، وانظر ما قبله.
(2)
إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابنُ سعيد، وابن شِهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهْري، وعَمُّ عَبَّاد بن تميم: هو عبدُ الله بنُ زيد بن عاصم المازنيّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (802).
وهو في "موطأ" مالك 1/ 172، ومن طريقه أخرجه أحمد (16430)، والبخاري (475)، ومسلم (2100):(75)، وأبو داود (4866)، وابن حبان (5552). =
29 - باب النَّوْم في المسجد
722 -
أخبرنا عُبيدُ الله بنُ سعيد قال: حدَّثنا يحيى، عن عُبيد الله قال: أخبرني نافع
عن ابن عُمر، أنَّهُ كان ينامُ وهو شابٌّ عَزَبٌ لا أَهْلَ له على عَهْدِ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم في مسجدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
= وفي آخره عند البخاريّ: وعن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب قال: كان عُمر وعثمان يفعلان ذلك. اهـ. وهو موصولٌ عنده بالإسناد قبله عن مالك، وهو في "الموطأ" 1/ 173، وقال الحافظ ابنُ حجر في "الفتح" 1/ 563: غفلَ عن ذلك من زعم أنه معلَّق.
وأخرجه أحمد (16430) و (16444)، والبخاري (5969) و (6287)، ومسلم (2100):(76)، والترمذي (2765) من طرق عن ابن شهاب، به.
وظاهرُ هذا الحديث يُعارضُ ما أخرجَه أحمد (14178)، ومسلم (2099):(72) - (74)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى" (9668) من حديث جابر رضي الله عنه مرفوعًا:"لا يَسْتَلْقِيَنَّ أحَدُكُم ثم يضعُ إحدى رِجْلَيْهِ على الأخرى"(لفظ مسلم).
ويُجمع بينهما بما نقلَه الحافظ في "فتح الباري" 1/ 563 عن الخطابيّ من أن النهي الوارد عن ذلك منسوخ، أو يُحمل النهيُ حيث يُخشى أن تبدوَ العورة، والجوازُ حيث يُؤْمَنُ ذلك. اهـ. قال الحافظ ابن حجر: الثاني أولى من ادّعاء النَّسخ
…
والظاهرُ أنَّ فِعْلَه صلى الله عليه وسلم كان لبيان الجواز، وكان ذلك في وقت الاستراحة، لا عند مجتمع الناس؛ لِما عُرِفَ من عادتِهِ من الجُلوس بينهم بالوقار التامّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وعُبيد الله: هو ابنُ عُمر العُمريّ، ونافع: هو مولى ابنِ عمر، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (803).
وأخرجه البخاري (440) من طريق يحيى القطَّان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (4607)، ومسلم (2479)، وابن ماجه (751) من طرق عن عُبيد الله، بنحوه، ولم يَسُق مسلم متنه بتمامه، وإنما أحالَ على رواية لابن شهاب قبله مطوَّلة بقصَّة رؤيا لابن عمر.
وأخرجه أحمد (5839) من طريق عَبد الله بن عُمر العُمريّ، والبخاري (7028) من طريق صخر بن جُويرية، كلاهما عن نافع، بنحوه، ورواية البخاري مطوَّلة بقصَّة رؤيا رآها ابنُ عمر. =
30 - باب البُصاق في المسجد
723 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا أبو عَوَانة، عن قتادة
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البُصَاق في المسجد خطيئة، وكَفَّارتُها دَفْنُها"
(1)
.
31 - باب النَّهْي عن أنْ يَتَنَخَّمَ الرَّجُل في قِبْلَةِ المسجد
724 -
أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن نافع
عن ابن عمر، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى بُصَاقًا في جِدار القبلة فحَكَّهُ، ثم أقبلَ على النَّاس فقال:"إذا كان أحَدُكُم يُصَلِّي فَلَا يَبْصُقَنّ قِبَلَ وَجْهِهِ، فإنَّ اللهَ عز وجل قِبَلَ وَجْهِهِ إِذا صَلَّى"
(2)
.
= وأخرجه أحمد (6330)، والبخاري (1121) و (3738)، ومسلم (2479)، وابن ماجه (3919)، وابن حبان (7070) من طريق معمر، عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه مطوَّلًا بقصة رؤيا رآها ابن عمر.
(1)
إسناده صحيح، قتيبة: هو ابنُ سعيد، وأبو عَوَانة: هو الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري، وقتادة: هو ابنُ دِعامة السَّدُوسيّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (804).
وأخرجه مسلم (552): (55)، والترمذي (572)، وابن حبَّان (1635) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضًا، وأبو داود (475)، وابن حبَّان (1635) و (1637) من طرق عن أبي عَوَانة، به.
وأخرجه أحمد (12062) و (12775) و (12890) و (12891) و (13182) و (13433) و (13450) و (13906) و (13948)، والبخاري (415)، ومسلم (552):(56)، وأبو داود (474) و (476) من طرق عن قتادة به. وجاء في أغلب هذه الروايات لفظ: البزاق، وفي بعضها: النُّخاعة، وفي بعضها: التَّفْل، وعند ابن حبَّان (1635): النُّخامة.
(2)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (805).
وهو في "موطَّأ" مالك 1/ 194، ومن طريقه أخرجه أحمد (5335)، والبخاري (406)، ومسلم (547):(50). =
32 - باب ذكر نَهْي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عن أن يَبْصُقَ الرَّجُلُ بين يَديْه أو عن يمينِه وهو في صلاتِهِ
725 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا سفيان، عن الزُّهْريّ، عن حُميد بن عبد الرَّحمن
عن أبي سعيد الخُدْريّ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى نُخَامةً في قِبْلة المسجد، فحَكَّها بحَصَاة، ونَهَى أن
(1)
يَبْصُقَ الرَّجُلُ بين يَدَيْهِ أو عن يَمِينِه وقال: "يَبْصُقُ عن يَسارِه، أو تحتَ قَدَمِهِ اليُسْرَى"
(2)
.
= وأخرجه أحمد (4509) و (4684) و (4841) و (4877) و (4908) و (5152) و (5408) و (6265) و (6306)، والبخاري (753) و (1213) و (6111)، ومسلم (547):(51)، وأبو داود (479)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(533)، وابن ماجه (763) من طرق عن نافع، به. وعند أبي داود أنه دعا بزعفران فلطَّخه به.
وعلَّق البخاري بإثر (1213) عن ابن عُمر قال: إذا بَزَقَ أحدكم فليبزُق على يساره. وينظر الحديث الآتي بعده، والآتي برقم (728)، والسالف برقم (309).
(1)
في (ر): عن أن.
(2)
إسناده صحيح، سفيان: هو ابنُ عُيينة، والزُّهْري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وحُميد بنُ عبد الرحمن: هو ابنُ عَوْف الزُّهْري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (806).
وأخرجه أحمد (11025)، والبخاري (414)، ومسلم (548) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (11550) و (11837) و (11879) و (11880)، والبخاري (408) و (410)، ومسلم (548)، وابنُ ماجه (761)، وابن حبان (2268) من طرق عن الزُّهري، به، وهو عندهم من حديث أبي سعيد وأبي هريرة، رضي الله عنهما.
وسلف حديث أبي هريرة من طريق أبي رافع نفيع، عنه برقم (309).
وأخرجه أحمد (11064) و (11185)، وأبو داود (480)، وابن حبان (2270) و (2271) من طريق عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بنحوه، وبعضها مطوَّل.
33 - باب الرُّخْصَة للمصلِّي أن يَبْصُقَ خلفَه أو تلقاءَ شِمالِه
726 -
أخبرنا عُبيد الله بنُ سعيد قال: حدَّثنا يحيى، عن سفيانَ قال: حدَّثني منصور، عن رِبْعِيّ
عن طارقِ بنِ عبد الله المُحاربيِّ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كنتَ تُصَلِّي فلا تَبْزُقَنَّ
(1)
بين يَدَيْكَ ولا عن يَمِينِكَ، وابْصُقْ خَلْفَكَ أو تلقاءَ شِمالِكَ إن كانَ فارغًا، وإلَّا فهكذا". وبَزَقَ
(2)
تحتَ رِجْلِهِ ودَلَكَهُ
(3)
.
34 - باب بأيِّ الرِّجْلَين يدلُكُ بُصاقه
727 -
أخبرنا سُوَيْدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبد الله، عن سعيد الجُرَيْرِيّ، عن أبي العَلاء بن الشِّخِّير
عن أبيه قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم تَنَخَّعَ
(4)
، فدَلَكَهُ برِجْلِهِ اليُسْرى
(5)
.
(1)
في (ر) و (م) وهامش (ك): تبصقنَّ، وفي (ق): تبزق.
(2)
في هامش (ك): وبصقَ. (نسخة).
(3)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، ورِبْعيّ: هو ابنُ حِراش، وهو في "السنن الكبرى" برقم (807).
وأخرجه أحمد (27221)، والترمذي (571) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وقال أحمد بإثر الحديث: لم يقل وكيع ولا عبد الرزاق: "وابْصُقْ خَلْفَك". اهـ. وعند الترمذي: "أو تلقاء شمالك، أو تحت قدمك اليُسْرى"، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم.
وأخرجه ابن ماجه (1021) من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، به، وعنده:"ولكن ابزُق عن يسارك أو تحت قدمك".
وأخرجه أحمد (27222) و (27223)، وأبو داود (478) من طرق عن منصور بن المعتمر، به.
وانظر الحديث السالف قبله.
(4)
في (ق): تَنَخَّم.
(5)
حديث صحيح، عبد الله - وهو ابنُ المبارك، وإن سمع من سعيد الجُريري وهو =
35 - باب تخليق المساجد
728 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: حدَّثنا عائذُ بنُ حَبيب قال: حدَّثنا حُمَيْدٌ الطَّويل
عن أنس بن مالك قال: رأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نُخَامةً في قِبْلَةِ المسجد، فغَضِبَ حتى احْمَرَّ وجهُه، فقامَتِ امرأةٌ من الأنصار فَحَكَّتْهَا، وجَعَلَتْ مكانَها خَلُوقًا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"ما أَحْسَنَ هذا! "
(1)
.
= مختلط - توبع. أبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (808).
وأخرجه أحمد (16310) و (16313) و (16319)، ومسلم (554):(59)، وأبو داود (483)، وابن حبان (2272) من طرق (مَعْمَر وابن عُلَيَّة وعليّ بن عاصم ويزيد بن زُرَيْع) عن الجُريري، بهذا الإسناد، وعندهم أنه دلكَها بنعله، وكان ذلك في الصلاة.
وأخرجه مسلم (554): (58) من طريق كَهْمَس، عن يزيدَ بنِ عبد الله بن الشِّخِّير أبي العلاء، به.
وأخرجه أحمد (16321)، وأبو داود (482) من طريق حمَّاد بن سلمة، عن الجُريري، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله عن أخيه مُطرّف، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ويبزق تحت قدمه اليسرى. (لفظ أحمد). بزيادة مطرِّف بين أخيه أبي العلاء يزيد، وأبيه، وهذا إسناد صحيح، حمَّاد بن سَلَمة سمعَ من الجُريري قبل الاختلاط، وهو من المزيد في متصل الأسانيد.
(1)
رجاله ثقات، غير عائذ بن حبيب؛ فصدوق، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (809).
وأخرجه ابن ماجه (762) عن محمد بن طريف، عن عائذ بن حبيب، بهذا الإسناد، وصحَّحه ابنُ خزيمة (1296) وقال: هذا حديثٌ غريب غريب.
وقد خالف عائذُ بنُ حبيب الثقات في متن الحديث، فقد رواه إسماعيل بنُ جعفر وزهير بن معاوية، عن حُميد، كما في "صحيح البخاري"(405) و (417)، بلفظ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم حكَّهُ بيده، وليس فيه ذكر الخَلُوق، قال البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 60: وهذا أصحّ.
وقد أشارَ الإمام أحمد إلى مخالفة عائذ بن حبيب هذه في زيادته ذِكْرَ الخَلُوق فيما نقلَ ابنُ رجب عنه في "فتح الباري" 3/ 108، ثم قال ابنُ رجب: لكنَّها زيادةٌ لم تنفها روايةُ البخاريّ =
36 - باب القول عندَ دُخول المسجد وعندَ الخروج منه
729 -
أخبرنا سليمانُ بنُ عُبيد الله الغَيْلانيُّ؛ بصريّ، قال: حدَّثنا أبو عامر قال: حدَّثنا سليمان، عن رَبيعة، عن عبد الملك بن سعيد
(1)
قال:
سمعتُ أبا حُميد وأبا أُسَيْد يقولان: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخلَ أحدُكُم المسجدَ فليَقُلْ: اللَّهمَّ افْتَحْ لي أبوابَ رَحْمتِك، وإذا خرجَ فليقُلْ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُك من فضلك"
(2)
.
37 - باب الأمر بالصَّلاة قبلَ الجلوسِ فيه
730 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا مالك، عن عامر بن عبد الله بن الزُّبير، عن عَمْرو بن سُليم
= ولم تُثبتها.
وسلف بقطعة أخرى من طريق إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس، برقم (308).
(1)
بعدها في (ر) و (م): بن سُويد.
(2)
إسناده صحيح، أبو عامر: هو عبد الملك بن عَمرو العَقَدي، وسليمان: هو ابنُ بلال، ورَبيعة: هو ابنُ أبي عبد الرحمن، المعروف بربيعة الرأي، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقمي (810) و (9934).
وأخرجه أحمد (16057) و (23607)، وابن حبان (2049)، من طريق أبي عامر العَقَدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (713) عن يحيى بن يحيى، عن سليمان بن بلال، به، وفيه: عن أبي حُميد، أو: عن أَبي أُسَيْد، على الشَّكِّ؛ قال مسلم بإثره: سمعتُ يحيى بنَ يحيى يقول: كتبتُ هذا الحديث من كتابِ سليمان بن بلال؛ قال: بلغني أن يحيى الحِمَّاني يقول: وأبي أُسَيْد.
وأخرجه مسلم (713) أيضًا، وابن ماجه (772)، وابن حبان (2048) من طريق عُمارة بن غَزِيَّة، وأبو داود (465) من طريق عبد العزيز الدراوردي، كلاهما عن ربيعة، به، وعند ابن ماجه: عن أبي حُميد (وحدَه)، وعند الباقين: عن أبي حُميد أو أبي أُسَيْد.
وعند أبي داود وابن ماجه وابن حبان زيادةُ السلام على النبيّ صلى الله عليه وسلم عند الدخول، وهو محفوظ كما ذكر البيهقي في "السُّنن الكبرى" 2/ 441.
عن أبي قتادة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا دخلَ أحدُكُم المسجدَ، فليركَعْ ركعتَيْنِ قبلَ أن يجلس"
(1)
.
38 - باب الرُّخصة في الجلوس فيه والخروج منه بغير صلاة
731 -
أخبرنا سليمانُ بنُ داودَ قال: حدَّثنا ابنُ وَهْب، عن يونس، قال ابنُ شِهاب: وأخبرني عبدُ الرَّحمن بنُ كعب بن مالك، أنَّ عبدَ الله بنَ كعب
(2)
قال:
سمعتُ كعبَ بنَ مالك يُحَدِّثُ حديثَه حين تَخلَّفَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قال: وصَبَّحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قادمًا، وكان إذا قَدِمَ من سفر بدأ بالمسجد، فركعَ فيه ركعتَيْن، ثم جلس للنَّاس، فلمَّا فعلَ ذلك جاءه المُخَلَّفُون، فطَفِقُوا يَعتَذِرُون إليه ويَحْلِفُون له، وكانوا بضعًا وثمانين رجلًا، فقَبِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم علانيتَهُم، وبايعَهُم واستغفرَ لهم، ووَكَلَ سرائرَهم إلى
(1)
إسناده صحيح، قتيبة: هو ابنُ سعيد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (720).
وأخرجه مسلم (714)، والترمذي (316)، عن قُتيبة، بهذا الإسناد، وقرن مسلم بقُتيبة عبدَ الله بن مَسْلَمة القعنبيَّ.
وهو في "موطَّأ" مالك 1/ 162، ومن طريقه أخرجه أحمد (22523) و (22578)، والبخاري (444)، ومسلم (714):(69)، وأبو داود (467)، وابن ماجه (1013)، وابن حبان (2497).
وأخرجه أحمد (22529) و (22594)، والبخاري (1163)، وأبو داود (468)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(524)، وابن حبان (2495) و (2498) و (2499) من طرق، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، به، وجاء عند أبي داود في الإسناد: عن رجل من بني زُرَيْق، بدل: عن عَمْرو بن سُليم.
وأخرجه أحمد (22601)، ومسلم (714):(70) من طريق محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن عَمرو بن سُلَيْم، به، وفيه أن أبا قتادة دخل المسجد فجلس، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"ما منعَكَ أن تركع ركعتين قبل أن تجلس؟ " وذكر الحديث.
(2)
بعدها في (م): بن مالك.
الله عز وجل، حتى جئتُ، فلما سلَّمتُ تبسَّمَ تبسُّمَ المُغْضَب، ثم قال:"تَعَالَ". فجئتُ حتى جلستُ بين يدَيْهِ، فقالَ لي:"ما خَلَّفَكَ؟ ألم تَكُنِ ابتَعْتَ ظَهْرَك؟ " فقلتُ: يا رسولَ الله، إنِّي - واللهِ - لو جلستُ عند غيرِك من أهل الدُّنيا؛ لرأيتُ أنِّي سأخرجُ من سَخَطِه، لقد
(1)
أُعطِيتُ جَدَلًا، ولكن - والله - لقد علمتُ لئن حَدَّثْتُكَ اليومَ حديثَ كَذِبٍ لِتَرْضَى به عنِّي لَيُوشِكُ أنَّ اللَّهَ عز وجل يُسْخِطُكَ عليَّ، ولئن حَدَّثْتُكَ حديثَ صِدْقٍ تَجِدُ عليَّ فيه؛ إنِّي لَأرْجُو فيه عَفوَ
(2)
الله، واللهِ ما كنتُ قَطُّ أقوى ولا أيْسَرَ مِنِّي حين تَخَلَّفْتُ عنك، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أمَّا هذا فقد صَدَقَ، فقُمْ
(3)
حتى يُقْضَى
(4)
فيك" فقمتُ فمضَيْتُ. مختصر
(5)
.
(1)
في (هـ): ولقد.
(2)
في (م) وهامش (ك): عقبى، وفي هامش (م): عفو الله. (نسخة).
(3)
في (ك) وفوقها في (م): قم، وفي هامش (ك): فقم. وعليها علامة الصحة.
(4)
في (ر) و (هـ) وهامش (ك): يقضيَ الله.
(5)
إسناده صحيح، سليمان بن داود: هو أبو الرَّبيع المَهْريّ، وابنُ وَهْب: هو عبدُ الله أبو محمد المصري، ويونُس: هو ابنُ يزيد الأَيْلي، وابنُ شِهاب: هو محمد بنُ مسلم الزُّهري، وقد صرَّح بسماعه من عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وجاء تصريحُه بسماعه منه أيضًا في رواية البخاري (4676) في قطعة أخرى من الحديث ستأتي برقم (3824)، وكذا جاء في "التمهيد" 11/ 56 عن الذُّهْلي، لكن نفى سماعَه منه أحمدُ بنُ صالح كما في "تهذيب التهذيب"(ترجمة الزُّهري) و"جامع التحصيل" ص 269، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (812) بتمامه، وبرقم (8724) مختصر.
وقد سمع الزُّهريّ هذا الحديثَ أيضًا من عبد الله بن كعب، وسمعه أيضًا من عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، كما سيأتي في طرقه.
وخبر توبة كعب بن مالك في الصحيحين مطوّل، وأخرجَ المصنِّف بعضَه مفرَّقًا من طرق مختلفة: =
39 - باب صلاة الذي يمرُّ على المسجد
732 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ الحَكَم بن أَعْيَنَ قال: حدَّثنا شعيبٌ قال: حدَّثنا اللَّيثُ قال: حدَّثنا خالد
(1)
، عن ابن أبي هلال قال: أخبرني مروانُ بنُ عثمان، أنَّ عُبَيْدَ بنَ حُنين أخبره
= فسيأتي بإسناد هذه الرواية (عن سليمان بن داود المَهْريّ) مختصرًا بطرف آخر منه في قول كعب: إنَّ من توبتي أنْ أنخلعَ من مالي صدقةً
…
برقم (3824).
وخالفَ يونسُ بنُ عبد الأعلى سليمانَ بنَ داود - كما سيأتي برقم (3823) - فرواه عن ابن وَهْب، عن يونس بن يزيد، عن الزُّهريّ، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه كعب، وهو اختلافٌ لا يضرّ، فقد قال النسائي: يُشبه أن يكونَ الزُّهريّ سمع هذا الحديثَ من عبد الله بن كعب ومن عبد الرحمن، عنه.
وسيأتي أيضًا برقم (3825) من طريق عُقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن عبد الله بن كعب، عن كعب، بطرف آخر في تصدُّقه بماله.
وسيأتي من طريق عُقيل أيضًا برقم (3424) بطرف آخر منه في الأمر باعتزاله امرأتَهُ.
وتابعَ عُقيلًا في روايته عن الزُّهريّ يونسُ بنُ يزيد (من رواية ابن وَهْب عنه) وإسحاقُ بنُ راشد كما سيأتي برقمي (3422)(مقرونًا برواية أخرى ليونس عن الزُّهري)، و (3423).
وخالفهم مَعْقِلُ بن عُبَيْد الله، فرواه عن الزُّهري، عن عبد الرحمن بن عَبْد الله بن كعب، عن عمِّه عُبَيْد الله بن كعب، عن أبيه كعب، وسيأتي برقم (3425).
وسيأتي من طريق مَعْقِل أيضًا، لكن بطرف آخر منه في قول كعب: إنَّ من توبتي أن أنخلعَ من مالي
…
برقم (3826).
وسيأتي بطرف الأمر باعتزاله امرأتَهُ من طريق عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن الزُّهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن جدِّه كعب بن مالك، برقم (3422) مقرونًا برواية أخرى لابن وَهْب عن يونس.
وخالف معمر، فرواه عن الزُّهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه كعب، كما سيأتي برقم (3426)، ولا تضرُّ مخالفته، فقد سمع الزُّهري من عبد الرحمن بن كعب، كما جاء في إسناد هذا الحديث، والله أعلم.
(1)
في هامش (ك): "وهو ابن زيد". اهـ. وهو خطأ، إنما هو ابنُ يزيد.
عن أبي سعيد بن المُعَلَّى قال: كُنَّا نَغْدُو إلى السُّوق على عَهْدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فنَمُرُّ على المسجد فنُصَلِّي فيه
(1)
.
40 - باب التَّرغيب في الجُلوس في المسجد وانتظار الصَّلاة
733 -
أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج
عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ الملائكةَ تُصَلِّي على أحدِكُم ما دامَ في مُصَلَّاه الذي صلَّى فيه ما لم يُحْدِثْ: اللَّهمَّ اغْفِرْ له، اللَّهمَّ ارْحَمْهُ"
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف مروان بن عثمان، وهو ابنُ أبي سعيد بن المُعَلَّى، وبقية رجاله ثقات. شعيب: هو ابنُ الليث، والليث: هو ابنُ سَعْد، وخالد: هو ابنُ يزيد الجُمحي، وابنُ أبي هلال: هو سعيد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (813)، وأورده في التفسير أيضًا (10937) وزاد فيه خبر قراءة النبيّ صلى الله عليه وسلم على المنبر قولَه تعالى:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} وفيه أن أبا سعيد بن المعلَّى ركعَ ركعتَيْن مع صاحبه قبل أن ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر ويصلي الظهر بالناس.
(2)
إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابنُ سعيد، وأبو الزِّناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بنُ هُرْمُز، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (814).
وهو في "موطأ" مالك 1/ 160، ومن طريقه أخرجه أحمد (10307) و (10308)، والبخاري (445) و (659)، وأبو داود (469)، وابن حبان (1753).
وأخرجه بنحوه أحمد (9462)، ومسلم (649):(276) من طريق ابن شهاب الزُّهري، عن الأعرج، به.
وأخرجه بنحوه وبأطول منه أحمد (7430)، والبخاري (477) و (647) و (2119)، ومسلم (649):(272)، وأبو داود (559)، وابن ماجه (799)، من طريق أبي صالح، وأحمد (7892) و (8121)، والترمذي (330) من طريق همَّام بن مُنَبِّه، وأحمد (9374) و (10833)، ومسلم (649):(274)، وأبو داود (471)، من طريق أبي رافع، وأحمد (10881) و (10901)، من طريق سعيد المقبُري، وأحمد (7614)، ومسلم (649):(273) من طريق ابن سيرين، والبخاري (3229) من طريق عبد الرحمن بن أبي عَمْرة، وأحمد =
734 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا بَكْرُ بنُ مُضَرَ، عن عيَّاشِ بنِ عُقبة
(1)
، أنَّ يحيى بنَ ميمون حدَّثه قال:
سمعتُ سَهْلًا
(2)
السَّاعديَّ رضي الله عنه يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ كانَ في المسجدِ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، فهو في الصَّلَاة"
(3)
.
41 - باب ذكر نهي النبيّ صلى الله عليه وسلم عن الصَّلاة في أعطان الإبل
735 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى، عن أشْعَث، عن الحسن
عن عبد الله بن مُغَفَّل، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عن الصَّلاةِ في أَعْطَان الإبل
(4)
.
= (7551) و (9468) و (10499) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، كلُّهم عن أبي هريرة، به، وفي بعض الروايات زيادة فضل صلاة الجماعة على الصلاة في البيت أو السُّوق، وبعضُ الروايات بنحوها. وسلف حديث فضل صلاة الجماعة من طريق سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، برقم (486)، وسيأتي برقم (838).
(1)
بعدها في (هـ): الحضرمي، وعليها علامة نسخة.
(2)
في هامش (ك): سهل بن سعد.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عياش بن عُقبة ويحيى بن ميمون - وهو الحضرمي - صدوقان، وبقية رجاله ثقات، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (815).
وأخرجه ابنُ حبان (1751) من طريق قُتيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (22812)، وابنُ حبان (1752) من طريق زيد بن الحُباب، وقرنَ به أحمدُ عبدَ الله بنَ يزيد المقرئ، كلاهما عن عيَّاش بنِ عُقبة، به، وعند ابن حبان زيادة:"ما لم يُحْدِثْ".
وسلف بنحوه من حديث أبي سعيد برقم (538)، ومن حديث أنس برقم (539).
(4)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وأشعث: هو ابنُ عبد الملك الحُمرْاني، والحسن: هو البصري، وقد ثبتَ سماعُه من عبد الله بن مغفَّل كما في "مراسيل" ابن أبي حاتم ص 45، و"التمهيد" 22/ 333، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (816). =
42 - باب الرُّخصة في ذلك
736 -
أخبرنا الحَسَنُ بنُ إسماعيلَ بنِ سليمانَ قال: حدَّثنا هُشَيْمٌ قال: حدَّثنا سَيَّار، عن يزيدَ الفقير
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "جُعِلَتْ ليَ الأرضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا، أينما أدركَ رجلٌ من أمَّتي الصَّلاةَ صَلَّى"
(1)
.
43 - باب الصَّلاة على الحَصِير
737 -
أخبرنا سعيدُ بنُ يحيى بنِ سعيدِ الأمويُّ قال: حدَّثنا أبي قال: حدَّثنا يحيى بنُ سعيد، عن إسحاقَ بنِ عبد الله بن أبي طلحة
= وأخرجه أحمد (16788) و (16799) و (20541) و (20556) و (20557) و (20571)، وابن ماجه (769)، وابن حبان (1702) و (5657)، من طرق، عن الحَسَن، بهذا الإسناد، بنحوه، وبذكرِ إباحة الصلاة في مرابض الغنم، ولفظ أحمد (16799):"صلُّوا في مرابض الغنم، ولا تصلُّوا في أَعْطَان الإبل، فإنها خُلقت من الشياطين"، وفي روايتي أحمد (16788) و (20571) زيادة الأمر بقتل الكلب الأسود البهيم، والنهي عن اتخاذ الكلاب إلا لِحَرْث أو صَيْد أو ماشية، وسيأتي هذا الحرف برقم (4280).
وسلف ضمن حديث أنس (702) أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي حيث أدركته الصلاة، فيصلي في مرابض الغنم.
قوله: "في أعطان": جمع: عَطَن، وهو مَبْرَكُ الإبل حَوْلَ الماء، قالوا: ليس علَّة المنع نجاسة المكان؛ إذْ لا فرقَ حينئذ بين أعْطَان الإبل وبين مَرَابض الغنم،
…
وإنما العلَّةُ شدَّة نِفَار الإبل، فقد يؤدِّي ذلك إلى بُطلان الصلاة، أو قطع الخشوع وغيرِ ذلك، والله تعالى أعلم. قاله السِّنديّ.
(1)
إسناده صحيح، هُشيم: هو ابنُ بشير، وسيَّار: هو أبو الحَكَم العَنَزِيّ، ويزيد الفقير: هو ابنُ صُهيب، وهو في "السنن الكبرى" برقم (817).
وسلف بإسناده مطوَّلًا برقم (432).
عن أنس بن مالك، أنَّ أمَّ سُلَيْم سألَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنْ يَأْتِيَهَا فَيُصَلِّيَ في بيتها فتَتَّخِذَهُ مُصَلًّى، فأتاها. فَعَمَدْتُ إلى حَصِيرٍ، فَنَضَحْتُهُ بماء، فصلَّى عليه، وصَلَّوْا معَه
(1)
.
44 - باب الصَّلاة على الخُمْرَة
738 -
أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود قال: حدَّثنا خالد، عن شعبة، عن سليمان - يعني الشَّيبانيَّ - عن عبدِ الله بنِ شَدَّاد
عن ميمونة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يُصَلِّي على الخُمْرَة
(2)
.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات، غير سعيد بن يحيى بن سعيد الأُموي وأبيه، فإنهما ينزلان عن درجة الثقة قليلًا، وقد تُوبعا. يحيى بنُ سعيد: هو الأنصاري، وأمُّ سُلَيْم: هي أمُّ أنس رضي الله عنهما، وعبدُ الله بن أبي طلحة - والدُ إسحاق - هو أخو أنس رضي الله عنه لأمِّهِ، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (818).
وأخرجه أحمد (12475) و (13367) من طريق عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سَلَمة الماجِشُون، و (12844)(مختصرًا في صلاته صلى الله عليه وسلم على الحصير) من طريق عبد الله بن عُمر العُمري، كلاهما عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، بهذا الإسناد، بنحوه.
وسيأتي بنحوه من طريق سفيان بن عُيينة، عن إسحاق بن عبد الله، به، برقم (869)، وفيه قال أنس: أتانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا، فصَلَّيْتُ أنا ويتيمٌ لنا خلفَه، وصَلَّتْ أُمُّ سُلَيْم خَلْفَنا، وبرقم (801) من طريق مالك، عن إسحاق بن عبد الله، عن أنس، أنَّ جَدَّته مُلَيْكَة دَعَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام قد صنَعَتْهُ له، وفيه أيضًا ذكر صلاتهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيأتي الكلام عليه في موضعه.
وسيأتي من طريق ثابت البُناني برقم (802)، ومن طريق موسى بن أنس برقمي (803) و (805) كلاهما عن أنس، بنحوه.
(2)
إسناده صحيح، خالد هو ابنُ الحارث، وسُليمان الشَّيبانيّ: هو ابنُ أبي سُليمان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (819).
وأخرجه أحمد (26849) عن محمد بن جعفر، والبخاري (381) عن أبي الوليد الطيالسيّ، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. =
45 - باب الصَّلاة على المِنْبَر
739 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا يعقوبُ بنُ عبد الرَّحمن قال: حدَّثني أبو حازم بنُ دينار
أنَّ رجالًا أَتَوْا سَهْلَ بنَ سَعْدٍ السَّاعِديَّ، وقد امْتَرَوْا في المِنْبَر؛ مِمَّ عُودُهُ، فسألُوه عن ذلك، فقال: واللهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ مِمَّ
(1)
هو، ولقد رأيتُه أوَّلَ يومٍ وُضِعَ، وأوَّلَ يومٍ جَلَسَ عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، أَرْسَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى فلانة - امرأةٍ قد سمَّاها سهل - أنْ "مُرِي غُلامَكِ النَّجَّارَ أنْ يعملَ لي أعْوادًا أجْلِسُ عليهنَّ إذا كلَّمْتُ النَّاس". فأمَرَتْهُ، فعَمِلَهَا من طَرْفَاء الغابة، ثم جاء بها، فأرسَلَتْ بها
(2)
إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأمَرَ بها، فوُضِعَتْ ها هنا، ثم رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رَقِيَ، فصَلَّى عليها، وكَبَّرَ وهو عليها، ثم رَكَعَ وهو عليها، ثم نَزَلَ القَهْقَرَى، فَسَجَدَ في أصلِ المِنْبَر، ثم عادَ، فلمَّا فَرَغَ أقبلَ
= وأخرجه أحمد (26805) عن هُشيم، وأحمد أيضًا (26806)، والبخاري (333) من طريق أبي عَوَانة الوَضَّاح اليَشكُريّ، والبخاري أيضًا (379)، ومسلم (513):(270) بإثر (660)، وأبو داود (656) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، ومسلم أيضًا وابنُ ماجه (1028) من طريق عبَّاد بن العوَّام، أربعتُهم عن سليمان الشَّيبانيّ به، وبعضهم يزيدُ فيه على بعض.
وخالفَ محمد بنُ فُضيل - كما في "مسند" أحمد (26808) - فرواه عن سليمان الشَّيبانيّ، عن يزيدَ بنِ الأصَمّ، عن ميمونة.
ورواه سفيانُ بنُ عُيينة على الشكّ - كما في مسند الحُميدي (311) - فقال: عن الشَّيبانيّ، عن عبد الله بن شدَّاد أو يزيدَ بنِ الأصمّ، عن ميمونة.
قولُه: الخُمْرَة: هو مُصَلًّى صغيرٌ يُعملُ من سَعَف النَّخْل، سُمِّيتْ بذلك لِسَتْرِها الوَجْهَ والكفَّين من حرِّ الأرض وبَرْدِها، فإنْ كانت كبيرةً سُمِّيت حصيرًا. قاله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/ 430.
(1)
في (ك) و (م): ممَّا، وبهامش (ك): ممّ.
(2)
لفظة "بها" ليست في (ق) و (ك).
على النَّاس، فقال: "يا أيُّها النَّاسُ، إنَّما صَنَعْتُ هذا لِتَأْتَمُّوا بي
(1)
، ولِتَعَلَّمُوا صلاتي"
(2)
.
46 - باب الصَّلاة على الحمار
740 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد، عن مالك، عن عَمْرِو بنِ يحيى، عن سعيد بن يَسَار
عن ابن عُمر قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي على حمار وهو مُتَوَجِّهٌ إلى خيبر
(3)
.
(1)
لفظة "بي" ليست في (ك).
(2)
إسناده صحيح، قتيبة: هو ابنُ سعيد، وأبو حازم بن دينار اسمُه سَلَمة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (820).
وأخرجه البخاري (917)، ومسلم (544):(45)، وأبو داود (1080) عن قتيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصرًا أحمد (22800) و (22871)، والبخاري (377) و (448) و (2094) و (2569)، ومسلم (544):(44) و (45)، وابن ماجه (1416) من طرق، عن أبي حازم، به.
قوله: وقد امْتَرَوْا؛ من الامْتِراء، أي: جَرَى كلامُهم في شأن المنبر، وقولُه: من طَرْفَاء الغابة؛ موضعٌ قريبٌ من المدينة، والطَّرْفاء: نوعٌ من الشجر. قاله السِّندي.
(3)
رجاله ثقات، غيرَ أن قولَه:"على حمار" تفرَّد به عَمْرُو بنُ يحيى؛ كما ذكر المصنِّف بإثر الحديث الآتي بعده، والمحفوظ من حديث ابن عمر - كما ذكر ابن عبد البَرّ في "التمهيد" 20/ 132 - أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي على راحلته تطوُّعًا في السَّفَر حيثما توجَّهَتْ به. اهـ. وسيأتي بعد حديثين.
وأما التنفُّل على الحمار فالصوابُ فيه أنه من فعل أنس رضي الله عنه كما ذكر المصنِّف بإثر الحديث بعدَه، وصوَّبهُ أيضًا الدارقطنيّ فيما نقله عنه النوويّ في "شرح مسلم" 5/ 211 - 212.
والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (821)، وقال المصنِّف بعده: لم يُتَابَع عَمْرُو بنُ يحيى على قوله: يصلِّي على حمار، إنَّما يقولون: يُصَلِّي على راحلته. اهـ.
وهذا الخطأ من عَمرو بن يحيى ليس بالخطأ الفادح، فقد ذُكر للإمام أحمد (كما في "شرح =
741 -
أخبرنا محمدُ بنُ منصور قال: حدَّثنا إسماعيلُ بنُ عُمر قال: حدَّثنا داودُ بنُ قَيْس، عن محمد بنِ عَجْلان، عن يحيى بن سعيد
عن أنس بن مالك، أنَّه رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي على حمار وهو راكبٌ إلى خيبر والقِبْلَةُ خَلْفَهُ.
قال أبو عبد الرَّحمن: ما
(1)
نعلمُ أحدًا تابعَ عَمْرَو بنَ يحيى على قوله: يصلِّي على حمار، وحديثُ يحيى بن سعيد، عن أنس الصَّوابُ موقوفٌ، والله سبحانه وتعالى أعلم
(2)
.
= علل الترمذيّ" 1/ 160) أنَّ ابنَ المديني كان يحملُ على عَمرو بن يحيى لخطئِهِ في هذا الحديث، وأنَّ الصوابَ فيه: على بعير، فقال أحمد: هذا سهل، وقال أيضًا: كان مالكٌ من أثبت الناس، وكان يخطئ!
وهو في "موطأ مالك" 1/ 150 - 151، ومن طريقه أخرجه أحمد (4520) و (5207)، ومسلم (700):(35)، وأبو داود (1226).
وأخرجه أحمد (5099) و (5206) و (5451) و (5557) و (6120) من طرق عن عَمْرو بن يحيى، به، وزاد في الرواية (5206) قوله: نحو المشرق.
وانظر ما سلف بالأرقام (490) - (492)، ورواية سعيد بن يسار عن ابن عمر الآتية برقم (1688).
(1)
في (هـ): لا.
(2)
صحيح موقوفًا كما ذكر المصنِّف، وصوَّبَ الدارقطني أيضًا في "العلل" 6/ 220 وَقْفَ رواية يحيى هذه عن أنس، وهو يحيى بن سعيد الأنصاري، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 11: وقال مالك وعبد الوارث عن يحيى: رأى أنسًا، وهو أصحّ. اهـ. ورجالُ الإسناد ثقات، غير محمد بن عَجْلَان، فهو صدوق.
والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (822)، وقال المصنِّف أيضًا بإثره: هذا خطأ، والصواب موقوف. اهـ. وأورده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 576، ونسبَه للسرَّاج، وفاته أن ينسبه للنَّسائي، وحسَّنَ إسناده، والله أعلم.
وقد رواه أنس بنُ سِيرِين بسياق آخر موقوفًا أيضًا على أنس، ورفعَه في آخره: =
9 - كتاب القِبلة
1 - باب استقبال القِبلة
742 -
أخبرنا محمدُ بن إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ قال: حدَّثنا إسحاقُ بنُ يوسفَ الأزرق، عن زكريّا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق
عن البراء بن عازب قال: قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينَة
(1)
، فصلَّى نحوَ بيتِ المَقْدِس ستَّةَ عَشَرَ شهرًا، ثم إنه وُجِّهَ إلى الكعبة. فمَرَّ رجلٌ قد كان صلَّى مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم على قوم من الأنصار فقال: أشهدُ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد وُجِّهَ إلى الكعبة، فانحرَفُوا إلى الكعبة
(2)
.
= فقد أخرج أحمد (13113)، والبخاري (1100)، ومسلم (702) من طريق أنس بن سِيرِين قال (واللفظ للبخاري): اسْتَقْبَلْنا أنسًا حين قَدِمَ من الشَّام، فَلَقِيناهُ بعَيْن التَّمْر، فرأيتُه يُصلِّي على حمار ووَجْهُهُ من ذا الجانب، يعني: عن يسار القِبْلَة، فقلتُ: رأيتُكَ تُصَلِّي لغير القِبْلَة! فقال: لولا أنِّي رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلَه لم أفْعَلْه. قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 576: قوله: رأيتُك تصلي لغير القبلة، فيه إشعار بأنه لم ينكر الصلاة على الحمار، ولا غيرَ ذلك من هيئة أنس في ذلك، وإنما أنكر عدم استقبال القبلة فقط، وفي قول أنس: لولا أني رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يفعله، يعني تَرْكَ استقبالِ القبلة للمتنفِّل على الدابَّة، وهل يؤخذُ منه أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى على حمار؟ فيه احتمال.
وفي رواية مسلم: حين قدمَ الشام. قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 5/ 212: معناها: تَلَقَّيْناه في رجوعه حين قدم الشام، وإنما حُذف ذِكْرُ رجوعِهِ للعِلمِ به، والله أعلم.
وأخرجه أحمد (13109) من طريق الجارود بن أبي سَبْرَة، عن أنس، بنحوه أطول منه مرفوعًا.
ويشهدُ له حديث ابن عمر السالف قبله.
(1)
قوله: المدينة، ليس في (ك).
(2)
حديث صحيح، وهو مكرَّر (489) بسنده ومتنه.
2 - باب الحال التي يجوزُ عليها استقبالُ غير القبلة
743 -
أخبرنا قتيبة، عن مالك بن أنس، عن عبد الله بنِ دِينار
عن ابن عمر قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي على راحلته في السَّفَر حيثما تَوجَّهَتْ. قال مالك: قال عبدُ الله بنُ دينار: وكان ابنُ عُمر يفعلُ ذلك
(1)
.
744 -
أخبرنا عيسى بنُ حمَّاد قال: حدَّثنا ابنُ وَهْب قال: أخبرني يونُس، عن ابن شهاب، عن سالم
عن عبد الله قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي على الرَّاحِلَة قِبَلَ أيِّ وَجْه توجَّهَ
(2)
به ويُوتِرُ عليها؛ غيرَ أنَّه لا يصلِّي عليها المكتوبة
(3)
.
3 - باب استبانة الخطأ بعد الاجتهاد
745 -
أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن عبد الله بن دينار
عن ابن عمر قال: بينما النَّاسُ بقُباء في صلاة الصُّبح جاءهم آتٍ فقال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد أُنزِلَ عليه اللَّيلةَ قرآنٌ، وقد أُمِرَ أنْ يستقبلَ القِبلة، فاستَقْبِلُوها. وكانت وجوهُهم إلى الشَّام، فاستدَارُوا إلى الكعبة
(4)
.
4 - سُتْرة المُصلِّي
746 -
أخبرنا العبَّاسُ بنُ محمد
(5)
قال: حدَّثنا عبدُ الله بنُ يزيدَ قال: حدَّثنا حَيْوَةُ بنُ
(1)
إسناده صحيح، وهو مكرَّر الحديث (492) سندًا ومتنًا.
(2)
في (ر): تَوَجَّهَتْ.
(3)
إسناده صحيح، ابنُ وَهْب: هو عبد الله، ويونُس: هو ابنُ يزيد الأَيْلي، وابنُ شِهاب: هو الزُّهْريّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (950)، وسلف برقم (490) عن عيسى بن حمَّاد وغيره، عن ابن وَهْب، به.
(4)
إسناده صحيح، وهو مكرَّر (493) بسنده ومتنه.
(5)
بعدها في هامش (ك): الدُّوريّ.
شُرَيْح، عن أبي الأسود، عن عُروة
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سُئلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك عن سُتْرَةِ المُصَلِّي فقال: "مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْل"
(1)
.
747 -
أخبرنا عُبيدُ الله بنُ سعيد قال: حدَّثنا يحيى، عن عُبيد الله قال: أخبرنا نافع
عن ابن عُمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال
(2)
: كان يَرْكُزُ
(3)
الحَرْبَةَ، ثم يُصَلِّي إليها
(4)
.
(1)
إسناده صحيح، عبد الله بنُ يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرئ، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (823).
وأخرجه مسلم (500): (244) عن محمد بن عبد الله بن نُمير، عن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضًا (500): (243) عن زهير بن حَرْب، عن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي الأسود، به، دون ذكر غزوة تبوك.
قوله: مُؤْخِرة الرَّحْل، بضم الميم وسكون الهمزة، ومنهم من يثقِّل الخاء، ومنهم من يعدُّ هذه لحنًا. "المصباح المنير".
(2)
القائل هو ابنُ عمر، وجاء في هامش (ك): أنه كان (نسخة) بدل: قال كان، وفي (ق): عن النبي صلى الله عليه وسلم: كان
…
(3)
في (ق) وهامش (هـ): تُركز.
(4)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وعُبيد الله: هو ابنُ عُمر العُمري، ونافع: هو مولى ابن عمر، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (824).
وأخرجه أحمد (4614) و (4681)، والبخاري (498)، وابن حبان (2377) من طريق يحيى بن سعيد القطَّان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (5734) و (5840) و (6286)، والبخاري (494) و (972)، ومسلم (501)، وأبو داود (687)، وابن ماجه (941) و (1305)، من طرق عن عُبيد الله بن عمر العُمري، به، وفي بعض الطرق أنه كان يفعلُ ذلك إذا خرجَ يوم العيد، أو كان في سفر.
وأخرجه البخاري (973)، وابن ماجه (1304) من طريق الأوزاعي، عن نافع، بنحوه.
قوله: يَرْكُزُ: يَغْرِزُ، والحَرْبَة: دون الرُّمْح، عريضة النَّصْل. قاله السِّنْديّ. =
5 - باب الأمر بالدُّنوِّ من السُّترة
748 -
أخبرنا عليُّ بنُ حُجْر وإسحاقُ بنُ منصور قالا: حدَّثنا سفيان، عن صفوانَ بنِ سُلَيْم، عن نافع بن جُبير
عن سَهْلِ بنِ أبي حَثْمَةَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِذا صَلَّى أحدُكُم إلى سُتْرَةٍ فَلْيَدْنُ منها، لا يقطعُ الشَّيطانُ عليه صلاتَهُ"
(1)
.
6 - باب مقدار ذلك
749 -
أخبرنا محمدُ بنُ سَلَمة والحارثُ بنُ مسكين قراءةً عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم قال: حدَّثني مالك، عن نافع
عن عبدِ الله بن عمر، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم دخلَ الكعبةَ هو
(2)
وأسامةُ بنُ زيد وبلالٌ وعثمانُ بن طلحة الحَجَبيُّ فأغلقَها عليه. قال عبدُ الله بنُ عمر: فسألتُ بلالًا حين خرجَ: ماذا صنعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: جعلَ عَمُودًا عن يساره،
= وسيأتي من طريق أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، برقم (1565).
(1)
إسناده صحيح، سفيان: هو ابنُ عُيينة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (826).
وأخرجه أحمد (16090)، وأبو داود (695)، وابن حبان (2373) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد، وعند أحمد:"فليَدْنُ منها ما لا يقطعُ الشيطانُ عليه صلاتَه".
قال أبو داود: ورواه واقد بن محمد، عن صفوان، عن محمد بن سهل، عن أبيه، أو: عن محمد بن سهل، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: عن نافع بن جُبير، عن سهل بن سعد، واختُلف في إسناده.
قال ابن عبد البَرّ في "التمهيد" 4/ 195: هو حديث مختلف في إسناده، ولكنه حديث حسن. وقال البيهقي في "السُّنن الكبرى" 2/ 272: قد أقام إسنادَه سفيانُ بنُ عُيينة. وهو حافظ حُجَّة.
وينظر تفصيل طرقه الأخرى في التعليق على حديث "مسند" أحمد.
(2)
لفظة "هو" ليست في (ر) و (م).
وعَمُودَيْنِ عن يمينه، وثلاثةَ أعمدةٍ وراءَه - وكان البيتُ يومئذٍ على ستَّةِ أعمدة - ثم صَلَّى وجعلَ بينَه وبين الجدار نحوًا من ثلاثة أذرع
(1)
.
7 - باب ذكر ما يقطع الصَّلاةَ وما لا يقطع إذا لم يكن بينَ يَدَي المُصَلِّي سُترة
750 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: أخبرنا يزيدُ قال: حدَّثنا يونس، عن حُميد بن هلال، عن عبد الله بن الصَّامت
عن أبي ذرٍّ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أحَدُكُم قائمًا يُصَلِّي فإنَّه
(1)
إسناده صحيح، ابن القاسم: هو عبد الرحمن أبو عبد الله المصريّ، ونافع: هو مولى ابن عمر، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (827).
وهو في "موطأ" مالك 1/ 398 برواية يحيى الليثي، وفيه: جعلَ عمودًا عن يمينه، وعمودَيْن عن يساره، ولم يَذْكُرْ كم بينَه وبين الجدار.
وأخرجه أحمد (5927) و (6231) و (23894)، وأبو داود (2024)، وابن حبان (3206) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والبخاري (505) عن عبد الله بن يوسف، ومسلم (1329) عن يحيى بن يحيى النَّيسابوري، وأبو داود (2023) عن القعنبي، وابنُ حبان (3204) من طريق أحمد بن أبي بكر، خمستُهم عن مالك، بهذا الإسناد.
وقد اختلفت الروايات عن مالك في لفظه، فقال ابنُ مهدي (عند أحمد) وأحمدُ بن أبي بكر والقعنبيّ عنه مثل ما قال ابنُ القاسم في هذه الرواية: جعلَ عمودًا عن يساره وعمودَيْن عن يمينه، وقال يحيى النيسابوريّ في رواية مسلم مثلَ ما قال يحيى الليثي في رواية "الموطأ": جعلَ عمودَيْنِ عن يساره، وعمودًا عن يمينه، وقال عبد الله بنُ يوسف في رواية البخاري: جعلَ عمودًا عن يساره وعمودًا عن يمينه، وقال البخاري بإثره: وقال إسماعيل [يعني ابنَ أبي أويس]: حدَّثَني مالك وقال: عمودَيْن عن يمينه. اهـ. وليس عند البخاري ومسلم وابن حبان (3204) ذكر كم بينه وبين الجدار عندما صلَّى، وينظر "فتح الباري" 1/ 578 - 579 و 3/ 465 للجمع بين هذه الروايات.
وسلف بنحوه مختصرًا برقم (692).
يَسْتُرُهُ إذا كان بين يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْل، فإنْ لم يكن بينَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ فإِنَّهُ يقطعُ صلاتَهُ المرأةُ والحِمارُ والكلبُ الأسود". قلت: ما بالُ الأسودِ من الأصفرِ من الأحمر؟ فقال: سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كما سألتَني، فقال:"الكلبُ الأسودُ شيطان"
(1)
.
(1)
إسناده صحيح، يزيد: هو ابنُ زُرَيْع، ويونُس: هو ابنُ عُبيد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (828).
وأخرجه أحمد (21342) و (21424)، ومسلم (510)، والترمذي (338)، وابن حبان (2389) و (2392) من طرق عن يونس بن عُبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (21323) و (21378) و (21402) و (21430)، ومسلم (510)، وأبو داود (702)، والترمذي (338)، وابن ماجه (952) و (3210)، وابن حبان (2383) و (2384) و (2385) و (2388) و (2389) و (2391) من طرق، عن حُميد بن هلال، به.
وخالفَ هشامُ بنُ حسان في متنه - كما في "صحيح" ابن خزيمة (831)، و"صحيح" ابن حبان (2391) - فرواه عن حُميد بن هلال، به، بلفظ: "تُعاد الصلاة من مَمَرِّ الحمار
…
" الحديث، وترجمَ له ابنُ حبان بقوله: ذكر البيان بأنَّ صلاةَ المرء إنما تُقطع من مرور الكلب والحمار والمرأة لا كونِهنَّ واعْتِراضِهنَّ. اهـ. ففَرَّقَ بين المرور والاعتراض.
قال النووي في "شرح مسلم" 4/ 227: قال مالك وأبو حنيفة والشافعي رضي الله عنهم وجمهورُ العلماء من السَّلَف والخَلَف: لا تبطُلُ الصلاة بمرور شيء من هؤلاء ولا من غيرهم، وتأوَّل هؤلاء هذا الحديثَ على أنَّ المراد بالقطع نقصُ الصلاة لشُغل القلب بهذه الأشياء، وليس المراد إبطالها.
وقال السِّنديّ: قوله: "مثل آخِرة الرَّحْل" أي: قَدْرُه. "فإنه يقطع
…
" إلخ، ظاهر الحديث أن مرور هذه الأشياء يُبطلُ الصلاة، وبه قال قوم، والجمهورُ على خلافِه، فلذلك أوَّلَه النوويّ وغيرُه بأنَّ المراد بالقَطْع نَقْصُ الصلاة لشُغل القلب بهذه الأشياء، وليس المراد إبطالها، ثم ردَّ النوويّ دعوى نسخ الحديث. وقال القرطبي: هذا مبالغة في الخوف على قطعها بالشُّغل بهذه المذكورات فإنَّ المرأة تفتن، والحمار ينهق، والكلب يُخَوِّف فيشوِّش المتفكّر في ذلك حتى تنقطع عليه الصلاة، فلما كانت هذه الأمور آيلةً إلى القطع؛ جعلها قاطعة.
ثم قال السِّندي: شُغل القلب لا يرتفع بمُؤْخِرَةِ الرَّحْل؛ إذِ المارُّ وراءَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْل في =
751 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى بنُ سعيد قال: حدَّثني شعبةُ وهشام، عن قتادة قال: قلتُ لجابر بن زيد: ما يقطعُ الصَّلاة؟ قال:
كان ابنُ عبَّاسٍ يقول: المرأةُ الحائض، والكلب. قال يحيى: رفَعَه شعبة
(1)
.
752 -
أخبرنا محمدُ بنُ منصور، عن سفيانَ قال: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ قال: أخبرني عُبيدُ الله
= شُغل القلب قريبٌ من المارّ في شُغل القلب إن لم يكن مُؤْخِرَةُ الرَّحْل فيما يظهر، فالوقاية بمُؤْخرة الرَّحْل على هذا المعنى غير ظاهر، والله أعلم.
"الكلب الأسود شيطان" حملَه بعضُهم على ظاهره وقال: إن الشيطان يتصوَّر بصورة الكلاب السُّود، وقيل: بل هو أشدُّ ضررًا من غيره فسُمِّي شيطانًا، وعلى كل تقدير لا إشكال يكون مرور الشيطان نفسه لا يقطع الصلاة لجواز أن يكون القطع مستندًا إلى مجموع الخَلْق الشيطاني في الصورة الكلبية، والله تعالى أعلم. اهـ.
وينظر "التمهيد" 1/ 167 - 168، و"فتح الباري" لابن حجر 1/ 589، وتنظر الأحاديث الآتية بعده.
(1)
إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطَّان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، وقتادة: هو ابنُ دِعامة السَّدُوسيّ، وهو في "السُّنن الكبرى"(829).
وأخرجه أحمد (3241)، وأبو داود (703)، وابن ماجه (949)، وابن حبان (2387) من طريق يحيى بن سعيد القطَّان، عن شعبة، عن قتادة، بهذا الإسناد، وعند ابن ماجه: الكلب الأسود.
قال أبو داود: وقَفَهُ سعيد وهشام وهمَّام عن قتادة عن جابر بن زيد على ابن عباس. اهـ. وصحَّح أبو حاتم رَفْعَهُ كما في "علل" ابنه 1/ 209.
ونقل ابن رجب في "فتح الباري" 4/ 121 عن يحيى القطَّان قولَه: لم يرفعه عن قتادة غيرُ شعبة، ونقلَ أيضًا عن الإمام أحمد قولَه: حَدَّثَناه يحيى قال: شعبةُ رفَعَهُ، قال: وهشام لم يرفَعْهُ، قال أحمد: كان هشام حافظًا، ثم قال ابنُ رجب: وهذا ترجيح من أحمدَ لوقفه، وقد تبيَّن أنَّ شعبة اختُلف عليه في وقفِه ورَفْعه، ورَجَّح أبو حاتم الرازيُّ رَفْعَهُ.
عن ابن عبَّاس قال: جئتُ أنا والفَضْلُ على أَتانٍ لنا ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بالنَّاس بعرفة، ثم ذكرَ كلمةً معناها: فمَرَرْنا على بعض الصَّفّ، فَنَزَلْنا وترَكْنَاها تَرْتَعُ، فلم يَقُلْ لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئًا
(1)
.
753 -
أخبرنا عبدُ الرَّحمن بنُ خالد قال: حدَّثنا حجَّاج قال: قال ابنُ جُرَيْج: أخبرني محمدُ بنُ عُمَرَ بنِ عليٍّ، عن عَبَّاس بن عُبيد الله بن عبَّاس
عن الفَضْل بن العبَّاس بن عبد المطَّلب
(2)
قال: زار
(3)
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
إسناده صحيح، سفيان: هو ابنُ عُيينة، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وعُبيد الله: هو ابنُ عبد الله بن عُتبة بن مسعود، وهو في "السُّنن الكبرى"(830).
وأخرجه أحمد (1891)، ومسلم (504):(256)، وأبو داود (715)، وابن ماجه (947) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد، وجمع أبو داود رواية ابن عُيينة إلى رواية مالك، كلاهما عن الزُّهري، وساق لفظ مالك، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنىً، كما سيأتي.
وأخرجه بنحوه أحمد (3184) و (3185)، والبخاري (76) و (493) و (861)، ومسلم (504):(254)، وأبو داود (715)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(5833)، وابن حبان (2151) و (2393) من طريق مالك، وأحمد (2376)، والبخاري (1857) من طريق ابن أخي ابن شهاب، وأحمد (3454)، ومسلم (504):(257)، والترمذي (337) من طريق مَعْمَر، والبخاري (4412)، ومسلم (504):(255) من طريق يونس، أربعتُهم عن الزُّهْريّ، به.
وفي رواية مالك وابن أخي ابن شهاب ومَعْمَر عند أحمد والترمذي أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالناس بمنًى؛ وأمَّا رواية ابن عُيَيْنَة: بعرفة؛ قال النوويّ في "شرح مسلم" 4/ 222: هو محمولٌ على أنهما قضيَّتان، وقال ابن حجر في "فتح الباري" 1/ 572: الحقُّ أنَّ قول ابن عُيينة: "بعرفة" شاذّ. اهـ. وجاء في رواية معمر عند أحمد ومسلم أن ذلك في حجة الوداع أو الفتح؛ قال الحافظ ابن حجر: الحقُّ أن ذلك كان في حجَّة الوداع.
وينظر الحديث الآتي برقم (754).
(2)
قوله: بن عبد المطلب، من (ر) و (م).
(3)
في هامش (هـ): رأى. (نسخة).
عَبَّاسًا في بادية لنا، ولنا كُليبةٌ وحِمارَةٌ تَرْعَى، فصلَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم العصرَ وهما بين يَدَيْه، فلم يُزْجَرا ولم يُؤَخَّرا
(1)
(2)
.
754 -
أخبرنا أبو الأشعث قال: حدَّثنا خالدٌ قال: حدَّثنا شعبة، أنَّ الحَكَم أخبرَه قال: سمعتُ يحيى بنَ الجَزَّار يُحَدِّث، عن صُهيب قال:
سمعتُ ابنَ عبَّاس يُحَدِّثُ أنَّه مَرَّ بينَ يَدَيْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم هو وغلامٌ من بني هاشم على حِمار بين يَدَيْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو يُصَلِّي، فنزلُوا ودخلُوا معه فصَلَّوْا ولم
(3)
ينصرف، فجاءت جَاريتانِ تَسْعَيانِ من بني عبد المطَّلب، فأخَذَتا برُكْبَتَيْهِ، فَفَرَعَ بينَهما ولم ينصرف
(4)
.
(1)
في (ر) و (م): فلم تُزجَرا ولم تؤخَّرا.
(2)
إسناده ضعيف، عبَّاس بن عُبيد الله بن عبَّاس لم يُوثِّقْهُ غيرُ ابن حبَّان، وأَعَلَّ ابنُ حَزْم حديثَه هذا بالانقطاع لأنه لم يُدرك عَمَّه الفضل، فيما نقله عنه ابنُ حجر في "تهذيبه"، ثم قال: وهو كما قال، وقال ابنُ القطَّان [في "بيان الوهم" (1100)]: لا تُعرف حالُه. اهـ. وبقية رجاله ثقات، غير عبد الرحمن بن خالد - وهو ابنُ يزيد القطَّان - ومحمد بن عمر بن عليّ - وهو ابنُ أبي طالب - فصدوقان، حجَّاج: هو ابنُ محمد المِصِّيصيّ، وابنُ جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (831).
وأخرجه أحمد (1797) عن حجَّاج بن محمد المِصِّيصيّ، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (718) من طريق يحيى بن أيوب، عن محمد بن عمر بن عليّ، به، بنحوه.
وأخرجه أحمد (1817) عن عبد الرزاق، عن ابنِ جُريج، حدَّثني محمد بن عمر بن علي، عن الفضل بن عباس، وهذا إسناد ضعيفٌ أيضًا لانقطاعه بين محمد بن عُمر بن عليّ والفَضْل.
(3)
في (ر) و (م) وهامش (ك): فلم.
(4)
إسناده حسن، صُهيب - وهو أبو الصَّهباء البَكْريّ - روى عنه جمع، ووثَّقه أبو زُرعة الرازي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعَّفه النسائي، وبقية رجاله ثقات، أبو الأشعث: هو أحمد بن المقدام العجليّ، وخالد: هو ابنُ الحارث، والحَكَم: هو ابنُ عُتيبة، والحديث =
755 -
أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود قال: حدَّثنا خالدٌ قال: حدَّثنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود
عن عائشةَ رضي الله عنها قالَتْ: كنتُ بينَ يَدَيْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلِّي، فإذا أردتُ أن أقُومَ كرهتُ أنْ أقومَ فأمرَّ بين يديه، انسللتُ انسلالًا
(1)
.
= في "السنن الكبرى" برقم (832).
وأخرجه أحمد (2095) و (3167) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد، واقتصر في الرواية الأولى على قصة الجاريتين.
وأخرجه أبو داود (716) و (717)، وابن حبان (2356) و (2381) من طريق منصور بن المعتمر، عن الحَكَم بن عُتيبة، به، بنحوه، ورواية ابن حبان الأولى في قصة الجاريتين، وروايته الثانية في قصة قدوم ابن عباس والغلام على حمار.
وأخرجه أحمد (2295) عن عفَّان بن مسلم الصفَّار، عن شعبة، عن عَمرو بن مُرَّة، عن يحيى بن الجزَّار، عن ابن عباس، دون ذكر صُهيب بين يحيى بن الجزّار وابن عبَّاس، قال أبو حاتم كما في "علل" ابنه 1/ 89: كلاهما صحيحان، هذا زادَ رجلًا، وهذا نَقَصَ رجلًا.
ونقل ابن حجر في "تهذيبه" عن ابن أبي خيثمة أنَّ يحيى بن الجزَّار لم يسمع من ابن عباس، قال ابن حجر: وفيه نظر، فإن ذلك إنما وقعَ في حديث مخصوص، وهو حديثُه عن ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي فذهب جَدْيٌ يمرُّ بين يديه
…
الحديث.
(1)
إسناده صحيح، خالد: هو ابنُ الحارث، ومنصور: هو ابنُ المُعْتَمِر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعيّ، والأسود: هو ابن يزيد النَّخَعيّ، وهو في "السنن الكبرى" برقم (833).
وأخرجه أحمد (25412) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد أيضًا (26302)، والبخاري (508)، ومسلم (512)(271) من طريقين عن منصور، به. وعندهم: أعَدَلْتُمُونا بالكلب والحمار؟! لقد رأيْتُنِي مضطجعةً على السَّرير، فيجيءُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيتوسَّطُ السَّرير، فيُصلِّي
…
الحديث. وهذا لفظ البخاريّ.
وأخرجه أحمد (24153) و (24937) و (25007)، والبخاري (514)، ومسلم (512)(270) من طريقين عن إبراهيم، به. وعندهم الزيادة السالفة بنحوها أطولَ منها.
وسلف من طرق أخرى بالأرقام (166)(167)(168)، وسيأتي برقم (759).
8 - باب التَّشديد في المرور بين يَدَيِ المُصَلِّي وبين سُترتِه
756 -
أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن أبي النَّضْر، عن بُسْرِ بنِ سعيد، أنَّ زيدَ بنَ خالد أرسلَهُ إلى أبي جُهيم يسألُه: ماذا سَمِعَ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يقول في المارِّ بين يَدَيِ المُصَلِّي
فقال أبو جُهَيْم: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَوْ يَعْلَمُ المارُّ بين يَدَيِ المُصَلِّي ماذا عليه؛ لكان أن يقفَ أربعينَ خيرًا
(1)
له من أنْ يَمُرَّ بين يَدَيْهِ"
(2)
.
(1)
المثبت من (ق) و (ك) وهو الجادَّة، وهو كذلك في المصادر، ووقع في النسخ الأخرى: خيرٌ (بالرفع) وأشار السندي إلى اختلاف النسخ في هذه اللفظة، وذكر أن "خيرًا" خبر "كان"، ولعل تَرْكَ الألف من تسامح أهل الحديث، فإنهم كثيرًا ما يتركون كتابة الألف بعد الاسم المنصوب.
(2)
إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابنُ سعيد، وأبو النَّضْر: هو سالم بن أبي أمية مولى عُمر بن عُبيد الله، وأبو الجُهيم: هو ابنُ الحارث بن الصِّمَّة ابنُ أخت أُبيّ بن كعب رضي الله عنه، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (834).
وهو في "الموطأ" 1/ 154 - 155، ومن طريقه أخرجه أحمد (17540)، والبخاري (510)، ومسلم (507)، وأبو داود (701)، والترمذي (336)، وابن حبان (2366). وعندهم زيادة: قال أبو النَّضْر: لا أدري أقالَ: أربعين يومًا أو شهرًا أو سنة.
وأخرجه مسلم (507)، وابن ماجه (945) من طريق سفيان الثوري، عن أبي النَّضْر، به.
وأخرجه أحمد (17051) عن سفيان بن عُيينة، عن أبي النَّضْر، عن بُسْر بن سعيد قال: أرسلني أبو جُهيم ابنُ أخت أُبيّ بن كعب إلى زيد بن خالد أسألُه
…
الحديث؛ قال ابن عبد البَرّ في "التمهيد" 21/ 147: روى ابنُ عُيينة هذا الحديثَ مقلوبًا عن أبي النَّضْر
…
والقولُ عندنا قول مالك، وقد تابعه الثوريّ وغيره.
وأخرجه ابن ماجه (944) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي النَّضر، عن بُسْر بن سعيد قال: أرسلوني إلى زيد بن خالد أسأله عن المرور بين يدي المصلي، فأخبرني عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال
…
الحديث لم يذكر أبا الجهيم، وجعله من حديث زيد بن خالد، وهو وهم كما سلف.
قوله: "ماذا عليه" أي: من الإثم والضَّرر
…
"لكان أن يقفَ أربعين خيرًا له" أي: لكان =
757 -
أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرَّحمن بن أبي سعيد
عن أبي سعيد، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا كانَ أحدُكُم يُصَلِّي؛ فلا يَدَعْ أحدًا أنْ يَمُرَّ بينَ يَدَيْه، فإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ"
(1)
.
9 - باب الرُّخصة في ذلك
758 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا عيسى بنُ يونس قال: حدَّثنا عبدُ الملك بنُ عبد العزيز بنِ جُرَيْج، عن كثير بن كثير، عن أبيه
عن جدِّه قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم طافَ بالبيت سَبْعًا، ثم صَلَّى ركعتَيْنِ بحِذَائِهِ في حاشية المَقَام، وليسَ بينَه وبينَ الطُّوَّاف أَحَدٌ
(2)
.
= الوقوفُ خيرًا له من المرور عنده، ولهذا علَّق بالعلم، وإلا فالوقوف خيرٌ له سواءٌ عَلِمَ أو لم يعلم. قاله السنديّ.
(1)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (835) بزيادة في آخره:"فإن معه القرين".
وهو في "موطأ مالك" 1/ 154، ومن طريقه أخرجه أحمد (11299) و (11394)، ومسلم (505):(258)، وأبو داود (697)، وابن حبان (2367) و (2368). وعندهم:"وليَدْرَأْهُ ما استطاع، فإنْ أبى فليقاتِلْهُ، فإنما هو شيطان".
وأخرجه بنحوه أحمد (11459) و (11540) و (11887)، وأبو داود (698)، وابن ماجه (954)، وابن حبان (2372) و (2375) من طرق عن زيد بن أسلم، به، وفي بعض الروايات تقييد الدَّفْع بما إذا كان المصلّي يصلّي إلى سُتْرَة.
وأخرجه أحمد (11607)، والبخاري (509) و (3274)، ومسلم (505):(259)، وأبو داود (700) من طريق أبي صالح السَّمَّان، وأبو داود (699) من طريق عطاء بن يزيد، كلاهما عن أبي سعيد، بنحوه، وفي بعض هذه الروايات تقييد صلاة المصلِّي بسُتْرَة.
وسيأتي بنحوه من طريق عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، برقم (4862)، وفيه قصة.
قوله: "فليقاتله"؛ قال السّندي: حملُوه على أشدّ الدَّفع.
(2)
إسناده ضعيف للاختلاف فيه على ابن جُريج وغيره، ولم يسمعه كثيرُ بنُ كثير من أبيه =
10 - باب الرُّخْصَة في الصَّلاة خلفَ النَّائم
759 -
أخبرنا عُبيدُ الله بنُ سعيد قال: حدَّثنا يحيى، عن هشام قال: حدَّثنا أبي
= كما سيأتي. كثير - والدُ كثير، وهو ابنُ المطَّلب بن أبي وَدَاعَة - روى عنه بنُوه، وذكرَه ابن حبّان في "الثقات"، ووثَّقه الذهبي في "الكاشف"، وقال ابن حجر في "تقريبه": مقبول. اهـ. وبقية رجاله ثقات، والحديث في "السنن الكبرى" برقم (836).
وقد تابع ابنَ جُريج زهيرُ بنُ محمد كما في "صحيح" ابن حبان (2364)، وسالمُ بنُ عبد الله الخياط كما في "علل" الدارقطنيّ 8/ 42، فروياه عن كثير بن كثير، بهذا الإسناد.
واختُلف فيه على ابن جُريج:
فرواه النسائي كما في هذه الرواية من طريق عيسى بن يونس، ومن طريق يحيى القطان كما سيأتي برقم (2959)، وابنُ ماجه (2958) من طريق حمَّاد بن أسامة، ويحيى بنُ سعيد الأموي كما ذكرَ الدارقطنيّ في "العلل" 8/ 42، أربعتُهم عن ابن جُريج، بهذا الإسناد، قال ابن ماجه: هذا بمكة خاصَّة.
وخالفَهم سفيانُ بنُ عُيينة، فرواه عن كثير بن كثير بن المطَّلب، أنَّه سمعَ بعضَ أهله يُحَدِّثُ عن جَدِّهِ المطَّلب، كما في "مسند" الحُميدي (578) و"مسند أحمد"(27241) و"سنن أبي داود"(2016).
وروى الحميديُّ عن سفيان بن عُيينة قولَه: كان ابنُ جُرَيْج حدَّثَنا أوَّلًا عن كثير، عن أبيه، عن المطَّلب، فلمَّا سألتُه عنه قال: ليس هو عن أبي، إنما أخبرَني بعضُ أهلي أنه سمعَه من المطَّلب، وبنحوه عند أحمد (27243). قال الدارقطني في "العلل" 8/ 43: قول ابن عيينة أصحُّها. وقال ابن حجر في "الفتح" 1/ 576: رجاله موثَّقون، إلا أنه معلول.
وسلف حديث أبي جُحيفة برقم (470) في خروجه صلى الله عليه وسلم بالهاجرة وصلاته الظهر والعصر ركعتين وبين يديه عَنَزَة، وهو في "صحيح البخاري"(501)، وترجم له البخاري بقوله: باب السُّتْرة بمكة وغيرها؛ قال ابن حجر في "فتح الباري" 1/ 576: أراد البخاري التنبيه على ضعف حديث المطّلب بن أبي وَدَاعة، وأنْ لا فرقَ بين مكة وغيرها في مشروعية السُّتْرة.
وثمّة طرقٌ أخرى للحديث أوردَها الدارقطنيُّ في "العلل"، ويُنظر تمام الكلام عليه في التعليق على حديث "مسند" أحمد (27241).
وسيأتي من طريق يحيى القطّان عن ابن جُريج، به، برقم (2959).
عن عائشةَ قالَتْ: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي من اللَّيل وأنا راقدةٌ مُعْتَرِضةٌ بينَهُ وبينَ القِبْلَةِ على فِراشِه، فإذا أرادَ أن يُوتِرَ أَيْقَظَني فأَوْتَرْتُ
(1)
.
11 - باب النَّهْي عن الصَّلاة إلى القَبْر
760 -
أخبرنا عليُّ بنُ حُجْر قال: حدَّثنا الوليد، عن ابن جابر، عن بُسْرِ بنِ عُبيد الله، عن واثلةَ بنِ الأَسْقَع
عن أبي مَرْثَد الغَنَويِّ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُصَلُّوا إلى القُبور، ولا تَجْلِسُوا عليها"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، عُبيد الله بن سعيد: هو ابنُ يحيى اليَشْكُري، ويحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وهشام: هو ابنُ عروة بن الزُّبير، وهو في "السنن الكبرى" برقم (837).
وأخرجه أحمد (24236)، والبخاري (512) و (997) من طريق يحيى القطَّان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد أيضًا (25599) و (25696) و (25942)، ومسلم (512):(268)، وأبو داود (711)، وابن حبان (2341) و (2344) و (2347) من طرق، عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه أحمد (24088) و (24562) و (24947)، و (25637)، والبخاري (515)، ومسلم (512):(267) و (269) و (744): (134)، وابن حبان (2390) من طرق عن عروة، به.
وسلف من طرق أخرى بالأرقام (166)(167)(168)(755).
(2)
إسناده صحيح، الوليد: هو ابنُ مسلم الدِّمشقي، وهو كثير التدليس والتسوية، وقد صرَّح بالسماع في جميع طبقات الإسناد عند أحمد (17215) فانتفت شبهة تدليسه، وابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد، وأبو مَرْثد: هو كَنَّاز بن الحُصَيْن، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (838).
وأخرجه مسلم (972)، والترمذي (1051)، عن عليِّ بن حُجْر، بهذا الإسناد. وقرنَ الترمذي به الحُسَيْنَ بنَ حُرَيث الخُزاعيَّ.
وأخرجه أحمد (17215) عن الوليد بن مسلم، به. =
12 - الصَّلاة إلى ثوبٍ فيه تصاوير
761 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبد الأعلى الصَّنعانيُّ قال: حدَّثنا خالدٌ قال: حدَّثنا شعبة، عن عبد الرَّحمن بن القاسم قال: سمعتُ القاسم يُحَدِّثُ
عن عائشة قالت: كان في بيتي ثوبٌ فيه تَصَاويرُ، فجعلتُه إلى
(1)
سَهْوَةٍ في البيت، فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إليه، ثم قال:"يا عائشة، أخِّرِيهِ عنِّي". فنزعتُه فجعلتُه وسائدَ
(2)
.
= وأخرجه أبو داود (3229) من طريق عيسى بن يونس، عن ابن جابر، به.
وأخرجه أحمد (17216)، ومسلم (972):(98)، والترمذي (1050)، وابن حبان (2320) و (2324) من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن جابر، عن بُسْر بن عُبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن واثلة، به، بزيادة أبي إدريس الخولاني بين بُسْر بن عُبيد الله وواثلةَ بنِ الأَسْقع، وهو خطأ. قال البخاري فيما نقلَه عنه الترمذي بإثر الحديث (1051): أخطأ فيه ابنُ المبارك، وزاد: عن أبي إدريس الخولاني، وإنما هو بُسْر بن عُبيد الله، عن واثلة، هكذا روى غير واحد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وليس فيه: عن أبي إدريس، وبُسر قد سمع من واثلة. اهـ. وكذلك قال أبو حاتم كما في "العلل" 1/ 80، والدارقطني في "العلل" 3/ 254 - 255، وينظر أيضًا "تحفة الأشراف" للمِزِّيّ 8/ 329.
(1)
في (ر) وفوقها في (م): على.
(2)
إسناده صحيح، خالد: هو ابنُ الحارث، والقاسم: هو ابنُ محمد بن أبي بكر الصدِّيق والد عبد الرحمن، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (839) و (9692).
وأخرجه أحمد (25392)، ومسلم (2107):(93) من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
قوله: سَهْوَة، بمهملة: بيتٌ صغير مُنحدِرٌ في الأرض قليلًا، شبيهٌ بالمَخْدع والخزانة، وقيل: هو الصُّفَّة تكون بين يدي البيت، وقيل: شبيهٌ بالرَّفّ أو الطاق يوضع فيه الشيء. قاله السِّنديّ.
وسيأتي بنحوه بالأرقام (5352 - 5357)، وسيتكرَّر بسنده ومتنه برقم (5354).
وينظر (5362) و (5363).
13 - باب المصلِّي يكون بينه وبين الإمام سُتْرة
762 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا اللَّيث، عن ابن عَجْلَان، عن سعيد المَقْبُريّ، عن أبي سَلَمة
عن عائشةَ قالت: كان لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم حَصِيرةٌ يَبْسُطُها بالنَّهار
(1)
ويَحْتَجِرُ بها
(2)
باللَّيل فيصلِّي فيها، ففَطِنَ له النَّاسُ، فَصَلَّوْا بصلاته وبينَه وبينهم الحَصِيرة، فقال: "اِكْلَفُوا من العمل ما تُطيقون؛ فإنَّ الله عز وجل لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا، وإِنَّ أَحَبَّ الأعمال
(3)
إلى الله عز وجل أدْوَمُهُ وإِنْ قَلَّ". ثم تركَ مُصَلَّاه ذلك، فما عاد له
(4)
حتى قبضَه اللهُ عز وجل، وكان إذا عَمِلَ عملًا أثبَتَهُ
(5)
.
(1)
قوله: بالنهار من (هـ) وليس في (ر) و (ق)، وهو في هامشي (ك) و (م)(نسخة).
(2)
في (ق) و (هـ) وهامش (ك): ويحتجرها، وفي هامش (ك) أيضًا: ويحتجزها (بالزاي). نسخة.
(3)
في (م) وهامش (ك): العمل.
(4)
في (م): إليه، وفوقها: له. (نسخة).
(5)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن عَجْلان - وهو محمد - فهو صدوق، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات. قتيبة: هو ابن سعيد، والليث: هو ابنُ سَعْد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (840).
وأخرج المرفوعَ منه أبو داود (1368) عن قتيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (24124) عن سفيان بن عُيينة، عن ابن عَجْلَانَ، به، دون قوله: ثم ترك مصلَّاه ذلك
…
إلى آخر كلامه.
وأخرجه البخاري (730) من طريق ابن أبي ذئب، والبخاري أيضًا (5861)، ومسلم (782):(215)، وابن ماجه (942)، وابن حبان (2571) من طريق عُبيد الله بن عُمر، كلاهما عن سعيد المقبُري، به، دون قوله: ثم ترك مصلَّاه
…
إلخ.
وأخرجه أحمد (24322) و (24540) و (24967) و (25473) و (25963) و (26038) =
14 - باب الصَّلاة في الثَّوب الواحد
763 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد، عن مالك، عن ابن شِهاب، عن سعيد بن المُسَيِّب
عن أبي هريرة، أنَّ سائلًا سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الصَّلاة في الثَّوْب الواحد
(1)
، فقال:"أَوَلِكُلِّكُمْ ثَوْبان؟! "
(2)
.
= و (26076)، والبخاري (1970) و (6465)، ومسلم (782):(216) و (782): (177) بإثر الحديث (1156)، وأبو داود (1374)، وابن حبان (353) و (1578) من طرق عن أبي سلمة، به، وبعضُها مختصر.
وأخرجه أحمد (24016) مختصرًا، والبخاري (729) بنحوه، وأبو داود (1126) مختصرًا من طريق عمرة، عن عائشة.
قوله: ويحتجرُها، أي: يتَّخذُها كالحُجْرة؛ لئلَّا يمرَّ عليه مارٌّ ويتوفر خشوعه. "اِكْلَفُوا" بفتح اللام، أي: تحمَّلُوا من العمل ما تطيقونه على الدوام والثبات، لا تفعلونه أحيانًا وتتركونه أحيانًا، "لا يَمَلُّ" بفتح الميم، أي: لا يقطع الإقبال بالإحسان إليكم "حتى تَمَلُّوا" في عبادته، أي: والإكثارُ قد يؤدِّي إلى المَلَال. "وإنَّ أَحَبَّ
…
" إلخ، عطف على قوله: "فإنَّ الله لا يَمَلُّ" أي: إنَّ الأحبّ من الأعمال ما داومَ عليه صاحبُه، والمكثِرُ قلَّما يداوم، فلا يكون عملُه ممدوحًا عنده تعالى. قاله السِّنديّ.
وينظر ما سيأتي برقمي (1642) و (5035).
(1)
في (م) وهامش (ك): ثوب واحد.
(2)
إسناده صحيح، ابنُ شِهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهريّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (841).
وهو في "موطأ مالك" 1/ 140، ومن طريقه أخرجه البخاري (358)، ومسلم (515):(275)، وأبو داود (625)، وابن حبان (2295).
وأخرجه أحمد (7251)، وابن ماجه (1047)، وابن حبان (2296) من طريق سفيان بن عُيينة، عن ابن شهاب الزُّهري، بهذا الإسناد. وعند أحمد وابن حبان زيادة: قال أبو هريرة: أَتعرفُ أبا هريرة؟ يصلِّي في ثوب واحد وثيابُهُ على المِشْجَب!
وأخرجه مسلم (515) من طريق يونس وعُقيل، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب وأبي سَلَمة، عن أبي هريرة، به. =
764 -
أخبرنا قُتيبةُ، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه
عن عُمرَ بنِ أبي سَلَمَة، أنَّهُ رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي في ثوبٍ واحدٍ في بيتِ أمِّ سَلَمَةَ واضعًا طَرَفَيْهِ على عاتقَيْه
(1)
.
15 - باب الصَّلاة في قميص واحد
765 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا العَطَّاف، عن موسى بن إبراهيم
عن سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ قال: قلتُ: يا رسول الله، إنِّي لأكونُ
(2)
في الصَّيْد
(3)
وليس عَلَيَّ إلا القميصُ
(4)
، أَفأُصلِّي فيه؟ قال: "زُرَّهُ
(5)
عليكَ ولَوْ بِشَوْكَةٍ"
(6)
.
= وأخرجه أحمد (7606) و (7830) و (8549) و (10503) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة، به.
وأخرجه أحمد (7149) و (10418) و (10464) و (10485)، والبخاري (365)، ومسلم (515):(276)، وابن حبان (2298) و (2306) من طريق محمد بن سِيرِين، عن أبي هريرة، به.
(1)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (842).
وهو في "موطَّأ" مالك 1/ 140.
وأخرجه أحمد (16329) و (16333)، والبخاري (354) و (355) و (356)، ومسلم (517):(278) و (279)، والترمذي (339)، وابن ماجه (1049)، وابن حبان (2291) و (2292) و (2293) و (2302) من طرق، عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (16335) و (16336)، ومسلم (517):(280)، وأبو داود (628) من طريق أبي أُمامة بن سَهْل بن حُنَيْف، عن عُمر بن أبي سلمة، به.
(2)
في هامش (ك): أكون. (نسخة).
(3)
في هامش (هـ): الصَّيف. (نسخة). وهو خطأ كما نُبِّهَ عليه في هامش (ك).
(4)
في هامش (ك): قميص.
(5)
في (هـ): وزُرَّه، وفي هامشها: ازْرُرْهُ (نسخة).
(6)
حديث حسن، العطَّاف - وهو ابن خالد - وموسى بن إبراهيم - وهو المخزومي - صدوقان، وحسَّنَ النوويّ إسنادَه في "المجموع" 3/ 174. والحديث في "السُّنن الكبرى" رقم (843). =
16 - باب الصَّلاة في الإزار
766 -
أخبرنا عُبيدُ الله بنُ سعيد قال: حدَّثنا يحيى، عن سفيان قال: حدَّثني أبو حازم
عن سَهْلِ بنِ سَعْد قال: كان رجالٌ يُصَلُّون مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عاقِدِينَ
(1)
أُزُرَهُم كهيئةِ الصِّبْيان، فقيل للنِّساء:"لا تَرْفَعْنَ رُؤوسَكُنَّ حتى يستويَ الرِّجالُ جُلُوسًا"
(2)
= وأخرجه أحمد (16520) و (16522) و (16547)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 296، من طرق، عن العطَّاف بن خالد؛ بهذا الإسناد، وعند أحمد في روايتين والبخاري التصريح بسماع موسى بن إبراهيم من سلمة، قال البخاري: هذا لا يصحّ.
وعلَّقهُ البخاري في "صحيحه" بصيغة التمريض عن سلمة قبل الحديث (351) وقال: في إسناده نظر.
وتابع عبدُ الله بنُ محمد الدَّراورديُّ العطَّافَ بنَ خالد على هذا الإسناد، فأخرجه أبو داود (632)، وابنُ حبان (2294) من طريق الدراورديّ، عن موسى بن إبراهيم، به.
وخالفهما أبو أويس عبدُ الله بن عبد الله المدني، فرواه عن موسى بن إبراهيم، عن أبيه، عن سلمة، كما في "التاريخ الكبير" 1/ 296، وقال البخاري بإثره: في حديث القميص نظر. قال ابن حجر في "الفتح" 1/ 465 - 466: احتمل أن يكون رواية أبي أويس من المزيد في متصل الأسانيد، أو يكون التصريح في رواية عطاف وهمًا [يعني التصريح في روايته بسماع موسى بن إبراهيم من سلمة، وسلف ذكره]، فهذا وجه النظر في إسناده، وأما من صحَّحه فاعتمد رواية الدَّرَاورديّ، وجعلَ رواية عطَّاف شاهدة لاتصالها
…
وينظر تتمة كلامه. وللحديث طرق أخرى ينظر التعليق عليه في "المسند"(16520).
(1)
في (ر) و (م) وهامش (ك) و (م): عاقِدِي.
(2)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وسفيان: هو الثوري، وأبو حازم: هو سَلَمة بن دينار، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (844).
وأخرجه ابن حبان (2301) عن ابن خُزيمة، عن عُبيد الله بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (362) عن مسدَّد، عن يحيى بن سعيد القطان، به. وعنده وعند ابن حبان =
767 -
أخبرنا شعيبُ بنُ يوسفَ قال: حدَّثنا يزيدُ بنُ هارونَ قال: أخبرنا عاصم
عن عَمرو بن سَلِمَةَ قال: لمَّا رَجَعَ قومي من عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالوا: إنَّه قال: "لِيَؤُمَّكُمْ أكثرُكُم قراءةً للقرآن". قال: فدَعَوْني فعلَّموني الرُّكوعَ والسُّجود، فكنتُ أصَلِّي بهم، وكانت عليَّ بُردةٌ، مفتوقة، فكانوا يقولون لأبي: ألا تُغَطِّي عَنَّا اسْتَ ابْنِكَ
(1)
؟!
17 - باب صلاةِ الرَّجل في ثوبٍ بعضُه على امرأته
768 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا وكيعٌ قال: حدَّثنا طلحةُ بنُ يحيى، عن عُبيد الله بنِ عبد الله
عن عائشة قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي باللَّيل وأنا إلى جَنْبِهِ وأنا حائض، وعَلَيَّ مِرْطٌ بعضُهُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
= (السالف): عاقدي أُزُرِهم على أعناقهم كهيئة الصِّبيان.
وأخرجه أحمد (15562) و (22810)، والبخاري (814) و (1215)، ومسلم (441)، وأبو داود (630) من طرق، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن حبان (2216) من طريق بِشْر بن المُفَضَّل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي حازم، بنحوه، وفي آخره: قال بِشْر: وقد سمعتُه من أبي حازم.
(1)
إسناده صحيح، عاصم: هو ابنُ سليمان الأحول، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (845).
وأخرجه أبو داود (586) من طريق زهير بن معاوية، عن عاصم الأحول، به، ولم يَسُقْهُ بتمامه.
وسلف من طريق أيوب السَّخْتِياني، عن أبي قِلابة، عن عَمرو بن سَلِمة، عن أبيه برقم (636).
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات غير طلحة بن يحيى؛ فهو صدوق حسن الحديث. وكيع: هو ابنُ الجرَّاح، وعُبيد الله بنُ عبد الله: هو ابنُ عُتبة بنِ مسعود، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (846). =
18 - باب صلاةِ الرَّجل في الثَّوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء
769 -
أخبرنا محمدُ بن منصور قال: حدَّثنا سفيانُ قال: حدَّثنا أبو الزِّناد، عن الأعرج
عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا يُصَلِّيَنَّ أَحدُكُم في الثَّوب الواحد ليس على عاتِقِهِ منه شيء"
(1)
.
19 - باب الصَّلاة في الحَرِير
770 -
أخبرنا قُتيبةُ وعيسى بنُ حَمَّاد زُغْبَة، عن اللَّيْث، عن يزيدَ بنِ أبي حَبِيب، عن أبي الخَيْر
= وأخرجه أحمد (25064) و (25686)، ومسلم (514)، وأبو داود (370)، وابن ماجه (652) من طريق وكيع بن الجرَّاح، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أحمد (24382) و (24675) من طريق سفيان الثوري، عن طلحة بن يحيى، به، دون قوله: وأنا حائض، وزاد في الرواية الثانية: والمِرْطُ من أكسيةٍ سُود.
وأخرجه أحمد (24413) و (26136)، وأبو داود (631)، من طريق أبي صالح، عن عائشة، بنحوه، ودون قوله: وأنا حائض.
(1)
إسناده صحيح، محمد بن منصور: هو الجوَّاز المكّيّ، وسفيان: هو ابنُ عُيينة، وأبو الزِّناد: هو عبدُ الله بنُ ذَكْوان، والأعرج: هو عبدُ الرحمن بنُ هُرْمز، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (847).
وأخرجه أحمد (7307)، ومسلم (516)، وأبو داود (626)، من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (9980) من طريق سفيان الثوري، والبخاري (359) من طريق مالك، كلاهما عن أبي الزِّناد، به.
وأخرج أحمد (7466) و (7608) و (10748)، والبخاري (360)، وأبو داود (627)، وابن حبان (2304) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من صلَّى في ثوب واحدٍ، فليخالف بين طرفيه". واللفظ للبخاري.
عن عُقبةَ بنِ عامر قال: أُهْدِيَ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَرُّوجُ حَرِير، فَلَبِسَهُ، ثم صَلَّى فيه، ثم انصَرَفَ، فَنَزَعَهُ نَزْعًا شديدًا كالكَارِهِ له، ثم قال:"لا ينبغي هذا للمتَّقين"
(1)
.
20 - باب الرُّخْصَة في الصَّلاة في خَمِيصة لها أعلام
771 -
أخبرنا إسحاقُ بن إبراهيم وقُتيبةُ بنُ سعيد واللَّفْظُ له، عن سفيان، عن الزُّهريّ، عن عروة بن الزُّبير
عن عائشةَ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى في خَمِيصَةٍ لها أعلام، ثم قال: "شَغَلَتْني أعلامُ هذه، اِذْهَبُوا بها
(2)
إلى أبي جَهْم، وأْتُوني بأَنْبَجَانِيِّهِ
(3)
"
(4)
.
(1)
إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابنُ سعيد، واللَّيْث: هو ابنُ سَعْد، وأبو الخير: هو مَرْثَد بن عبد الله اليَزَني، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (848).
وأخرجه البخاري (5801)، ومسلم (2075) عن قُتيبة بن سعيد، وابنُ حبَّان (5433) من طريق عيسى بن حمَّاد، كلاهما عن اللَّيْث، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (17343)، والبخاري (375) من طرق، عن اللَّيْث، به.
وأخرجه أحمد (17293) و (17353) من طريق محمد بن إسحاق، وأحمد أيضًا (17353) ومسلم (2075) من طريق عبد الحميد بن جعفر، كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، به.
والفَرُّوج: هو قُباء مشقوق من خلف. قاله السِّنْديّ.
(2)
في (هـ) وهامش (ك): بهذه، وفي هامش (هـ): بها. (نسخة).
(3)
في (م): بأنبجانِيَّتِهِ، والضبط أعلاه من (ك)، وكذا قيَّدهُ القاضي عياض في رواية مسلم فيما نقلَه عنه النوويّ في "شرحه" 5/ 43: بأنبجانِيِّهِ، بتشديد الياء وكسرها على الإضافة إلى أبي جَهْم؛ قال: كما جاء في الرواية الأخرى: "كساءً له أنبجانيًّا".
(4)
إسناده صحيح، سفيان: هو ابنُ عُيينة، والزُّهْريّ: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (849)، وبرقم (558) عن قتيبة بن سعيد ومحمد بن منصور.
وأخرجه البخاري (752) عن قُتيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (24087)، ومسلم (556)، وأبو داود (914) و (4053)، وابن ماجه (3550) من طريق سفيان بن عُيينة، به. =
21 - باب الصَّلاة في الثِّياب الحُمْر
772 -
أخبرنا محمدُ بنُ بشَّار قال: حدَّثنا عبدُ الرَّحمن قال: حدَّثنا سفيان، عن عَوْنِ بنِ أبي جُحَيْفَة
عن أبيه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خرجَ في حُلَّةٍ حَمْراءَ، فرَكَزَ عَنَزَةً، فَصَلَّى إليها؛ يمرُّ من ورائها الكلبُ والمرأةُ والحمار
(1)
.
22 - باب الصَّلاة في الشِّعار
773 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ منصور قال: حدَّثنا هشامُ بنُ عبد المَلِك قال: حدَّثنا يحيى بنُ سعيد قال: حدَّثنا جابرُ بنُ صُبْح قال: سمعتُ خِلَاسَ بنَ عَمْرو يقول:
= وأخرجه أحمد (25635)، والبخاري (373) و (5817)، ومسلم (556):(62)، وأبو داود (4052)، وابن حبان (2337) من طرق، عن الزُّهري، به.
وأخرجه بنحوه أحمد (24190) و (25734)، ومسلم (556):(63)، وأبو داود (915)، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، به، وعند أبي داود: وأخَذَ كُرْدِيًّا كان لأبي جَهْم، فقيل: يا رسول الله، الخَمِيصةُ كانت خيرًا من الكُرْدِيّ. اهـ. أي: رداء كُرْديّ.
وأخرجه أحمد (25445)، وابن حبان (2338) من طريق مالك، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمِّه مُرْجَانة، عن عائشة، بنحوه.
قوله: خَمِيصَة، هو كساءٌ مربَّع له عَلَمان (والعَلَم للثَّوب يكون من طِرازٍ وغيره) والأَنْبِجَانِيَّة؛ بفتح الهمزة وكسرها وكذا الموحَّدة: كساءٌ غليظٌ لا عَلَمَ له، منسوبٌ إلى أنْبِجَان أو مَنْبِج، أقوال. وأبو جَهْم: هو عُبيد الله - ويقال: عامر - بن حُذيفة القُرشيّ العَدَويّ، وإِنَّما خصَّه صلى الله عليه وسلم بإرسال الخَمِيصة لأنه كان أهداها للنبيّ صلى الله عليه وسلم، وقال ابنُ بطَّال: إنَّما طلب منه ثوبًا غيرَها لِيُعْلِمَهُ أنه لم يَرُدَّ عليه هديَّتَه استخفافًا به. ذكره الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 1/ 483، وينظر "النهاية" لابن الأثير (أنبجان - خمص).
(1)
إسناده صحيح. عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو جُحيفة: هو وَهْب بنُ عبد الله السُّوَائي، وهو في "السنن الكبرى" برقم (850).
وأخرجه ابن حبان (2334) من طريق محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث بنحوه مع طرف آخر منه برقم (137)، وينظر تتمة تخريجه فيه.
سمعتُ عائشةَ تقول: كنتُ أنا ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم أبو القاسم في الشِّعارِ الواحد وأنا حائضٌ طامِثٌ، فإنْ أصابَهُ مِنِّي شَيْءٌ؛ غَسَلَ ما أصابَهُ لم يَعْدُهُ إلى غيره وصَلَّى فيه، ثم يعودُ معي، فإنْ أصابَهُ مِنِّي شَيْءٌ فعلَ مِثْلَ ذلك؛ لم يَعْدُهُ إلى غيره
(1)
.
23 - باب الصَّلاة في الخُفَّيْن
774 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبد الأعلى قال: حدَّثنا خالدٌ قال: حدَّثنا شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، عن هَمَّام قال:
رأيتُ جريرًا بالَ، ثمَّ دَعَا بماء، فتوضَّأَ ومسحَ على خُفَّيْهِ، ثُمَّ قامَ فصلَّى. فسُئل عن ذلك فقال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صنعَ مثلَ هذا
(2)
.
24 - باب الصَّلاة في النَّعْلَيْن
775 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ، عن يزيدَ بنِ زُرَيْع وغسَّانَ بنِ مُضَرَ قالا: حدَّثنا أبو مَسْلَمَةَ - واسمُهُ سعيدُ بنُ يزيد، بَصْرِيٌّ ثقة - قال:
سألتُ أنسَ بنَ مالك: أكانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي النَّعْلَيْن؟ قال: نعم
(3)
.
(1)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (851)، وسلف برقم (284).
(2)
إسناده صحيح، خالد: هو ابنُ الحارث، وسليمان: هو ابن مِهْران الأعمش، وإبراهيم: هو ابنُ يزيدَ النَّخَعيّ، وهَمَّام: هو ابنُ الحارث، وهو في "السنن الكبرى" برقم (852).
وأخرجه أحمد (19236) و (19237)، والبخاري (387)، وابن حبان (1336) من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق حفص بن غياث، عن سليمان الأعمش، به، برقم (118).
(3)
إسنادُه صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (849). =
25 - باب أين يضعُ الإمامُ نَعْلَيْه إذا صلَّى بالنَّاس
776 -
أخبرنا عُبيدُ اللهِ بنُ سعيد وشُعيب بنُ يوسف، عن يحيى، عن ابن جُرَيْج قال: أخبرني محمدُ بنُ عَبَّاد، عن عبدِ الله بنِ سفيان
عن عبد الله بنِ السَّائب، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صَلَّى يومَ الفَتْح، فَوَضَعَ نَعْلَيْهِ عن يسارهِ
(1)
.
* * * *
= وأخرجه أحمد (11976) و (12699) عن غسان بن مُضَر، بهذا الإسناد، وقرنَ به في الرواية الأولى عَبَّادَ بنَ عَبَّاد.
وأخرجه أحمد (12965)، والبخاري (386) و (5850)، ومسلم (555)، والترمذي (400) من طرق، عن أبي مَسْلَمَةَ سعيدِ بنِ يزيدَ، به.
(1)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وابنُ جُرَيْج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، ومحمد بن عبَّاد: هو ابنُ جعفر، وعبدُ الله بنُ سفيان: هو أبو سَلَمة، وهو مشهورٌ بكنيته، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (854).
وأخرجه أحمد (15392)، وأبو داود (648)، وابن ماجه (1431) من طريق يحيى بن سعيد القطَّان، بهذا الإسناد.
وسيأتي بأطول منه من رواية خالد بن الحارث، عن ابن جُريج، به، برقم (1007).
10 - كتاب الإمامة
ذكر الإمامة والجماعة
1 - باب إمامة أهل العِلْم والفَضْل
777 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ وهَنَّادُ بنُ السَّرِيّ، عن حُسينِ بنِ عليٍّ، عن زائدة، عن عاصم، عن زِرٍّ
عن عبد الله قال: لَمَّا قُبِضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار: مِنَّا أَمِيرٌ ومنكُم أَمِير. فأتاهُم عُمر فقال: أَلَسْتُمْ تعلمونَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد أمَرَ أبا بكر أنْ يُصَلِّيَ بالنَّاس؟! فأيُّكُمْ تَطِيبُ نفسُه أنْ يَتَقَدَّمَ أبا بكر؟ قالوا: نعوذُ بالله أَنْ نَتَقَدَّمَ أبا بكر
(1)
.
(1)
صحيح بطرقه، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابنُ أَبي النَّجُود، وبقية رجاله ثقات، حُسين بن عليّ: هو الجُعْفِيّ، وزائدة: هو ابنُ قُدَامة، وزِرّ: هو ابنُ حُبَيْش، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (855).
وأخرجه أحمد (133) و (3765) عن حُسين بن عليّ، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد أيضًا (133) و (3842) عن معاوية بن عَمرو، عن زائدة، به.
وله شاهد من حديث سالم بن عُبيد، عن عمر، أخرجه المصنف في "السُّنن الكبرى" برقم (11155) وإسناده صحيح.
وآخر من طريق رافع بن عمرو الطائي أخرجه الإسماعيلي في "مسند" عمر - كما ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 12/ 153 - بلفظ: فأيُّكُم يجترئ أنْ يتقدَّمَ أبا بكر؟ فقالوا: لا، أيُّنا؟ وأصلُه عند أحمد [42] وسنده جيد.
قال السِّندي: فيه تقديم أهل الفضل والعلم في الإمامة الصغرى والكبرى جميعًا، وأنهم فهموا من تقديم أبي بكر في الصغرى تقديمَه في الكبرى أيضًا بعد بيان عُمر لهم ذلك، وليس ذلك لقياس الكبرى على الصغرى حتى يقال: إنه قياس باطل، بل لأن الصغرى يومئذ كانت من وظائف الإمام الكبير، فتفويضُها إلى أحد عند الموت دليلٌ على نصبه للكبرى، فليتأمَّل.
2 - باب الصَّلاة مع أئمَّةِ الجَوْر
778 -
أخبرنا زيادُ بن أيوبَ قال: حدَّثنا إسماعيلُ ابنُ عُلَيَّةَ قال: حدَّثنا أيوب، عن أبي العالية البَرَّاء قال: أخَّرَ زياد
(1)
الصَّلاةَ، فأتاني ابنُ صامت، فألْقَيْتُ له كُرسيًّا، فجلَس عليه، فذكرتُ له صُنْعَ زياد، فعَضَّ على شَفتَيْهِ، وضربَ على
(2)
فَخِذي وقال:
إنِّي سألتُ أبا ذرٍّ كما سألتَني، فَضَرَبَ فَخِذِي كما ضَرَبْتُ فَخِذَك وقال: إنِّي سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كما سألتَني فَضَرَبَ فَخِذِي كما ضَرَبْتُ فَخِذَك، فقال عليه الصلاة والسلام:"صَلِّ الصَّلاةَ لِوَقْتِها، فإنْ أدْرَكْتَ معهُم، فصَلِّ، ولا تقُل: إِنِّي صَلَّيْتُ فلا أصلِّي"
(3)
.
(1)
كذا في النسخ الخطية وفي "السُّنن الكبرى"(856)، وهو خطأ، والصواب: ابن زياد، كما في المصادر، وهو عُبيد الله، كما هو مصرَّح به في رواية "المسند"(21306).
(2)
لفظة "على" ليست في (ق)، وجاءت في هامش (ك)(نسخة).
(3)
إسناده صحيح، أيوب: هو ابنُ أبي تميمة السَّخْتِيانيّ، وأبو العالية البَرَّاء؛ قيل: اسمه زياد بن فيروز، وقيل غير ذلك، وابنُ صامت: هو عبد الله، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (856).
وأخرجه أحمد (21423)، ومسلم (648):(242) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد، وعندهما: أخَّرَ ابنُ زياد الصلاة
…
وأخرجه أحمد (21306) و (21478)، وابن حبان (1482) و (2406) من طرق عن أيوب السَّخْتِياني، به، دون ذكر ابن زياد في الرواية الثانية لأحمد، والأولى لابن حبان.
وأخرجه مسلم (648): (244) من طريق مطر بن طَهْمان الورَّاق، عن أبي العالية البَرَّاء، به، بخصوص تأخير الأمراء لصلاة الجمعة.
وأخرجه بنحوه أحمد (21324) و (21389) و (21428) و (21445) و (21490) و (21501)، ومسلم (648):(238) و (239) و (240)، وأبو داود (431)، والترمذي (176)، وابن ماجه (1256)، وابن حبان (1718) و (1719) من طريق أبي عمران الجَوْني عبد الملك بن حبيب، وأحمد (21417) و (21418)، ومسلم (648):(243) من طريق أبي نعامة السعدي، كلاهما عن عبد الله بن الصامت، به، وبعضُهم يزيد فيه على بعض.
وسيأتي من طريق بُدَيْل بن مَيْسَرة عن أبي العالية البَرَّاء برقم (859).
779 -
أخبرنا عُبيدُ الله بنُ سعيد قال: حدَّثنا أبو بكر بنُ عَيَّاش، عن عاصم، عن زِرٍّ
عن عبد الله قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لعلَّكُم سَتُدْرِكُونَ أقوامًا يُصَلُّون الصَّلاةَ لغيرِ وَقْتِها، فإِنْ أَدْرَكْتُموهُم فَصَلُّوا الصَّلاةَ لوَقْتِها، وصَلُّوا معهم، واجْعَلُوها سُبْحَةً"
(1)
.
3 - باب مَنْ أحقُّ بالإمامة
780 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: أخبرنا فُضيلُ بنُ عِياض، عن الأعمش، عن إسماعيلَ بنِ رَجَاء، عن أَوْسِ بنِ ضَمْعَج
عن أبي مسعود قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يَؤُمُّ القومَ أقرؤهم لكتاب الله، فإنْ كانُوا في القراءة سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ في الهِجْرة، فإنْ كانُوا فِي الهِجْرَة سَوَاءً فأَعْلَمُهُم بالسُّنَّة، فإنْ كانُوا في السُّنَّةِ سَوَاءً فأَقْدَمُهُم سِنًّا، ولا تَؤُمَّ الرَّجُلَ في سُلطانِه، ولا تَقْعُدْ على تَكْرِمَتِهِ إلا أنْ يأذنَ لك"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابنُ أبي النَّجُود. زِرّ: هو ابنُ حُبيش، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (327).
وأخرجه أحمد (3601)، وابن ماجه (1255) من طريق أبي بكر بن عيّاش، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (22020)، وأبو داود (432)، وابن حبان (1481) من طريق عبد الرحمن بن سابط، عن عَمْرو بن ميمون الأودي عن ابن مسعود، به، وفي أوله خبر قدوم معاذ بن جبل اليمنَ.
وقد جاء نحو هذا الحديث عند مسلم (534) وابن حبان (1874) والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(621) من رواية الأسود وعلقمة عن ابن مسعود، وسلفَ ذكره في التعليق على الحديث (719).
وينظر حديث أبي ذرّ الصحيح السالف قبله.
قوله: سُبْحَة، أي: نافلة، وفيه جواز الصلاة مع أئمَّة الجَوْر؛ لأنهم الذين من شأنهم التأخير على هذا الوجه. قاله السِّنديّ.
(2)
إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابنُ سعيد، والأعمش: هو سليمان بن مِهْرَان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (857). =
4 - باب تقديم ذَوي السِّنِّ
781 -
أخبرنا حاجبُ بن سليمانَ المَنْبِجيُّ، عن وكيع، عن سفيان، عن خالد الحَذَّاء، عن أبي قِلَابة
عن مالك بن الحُوَيْرِث قال: أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنا وابنُ عمٍّ لي - وقال مرّةً: أنا وصاحبٌ لي - فقال: "إذا سافَرْتُما فأَذِّنا وأَقِيما، وَلْيَؤْمَّكُما أَكْبَرُكُما"
(1)
.
= وأخرجه أحمد (17097) و (22340)، ومسلم (673):(290)، وأبو داود (584)، والترمذي (235) و (2772)، وابن حبان (2127) و (2133) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وجاء في هذه المصادر: "فإن كانوا في القراءة سواءً فأعْلَمُهم بالسُّنَّة، فإن كانوا في السُّنَّة سواءً، فأقدمُهم هجرة
…
". قال الخطابي في "معالم السنن" 1/ 166: هذا هو الصحيح المستقيم في الترتيب
…
وينظر تتمة كلامه.
وأخرجه أحمد (17092)، ومسلم (673):(291)، وأبو داود (582) من طريق شعبة، عن إسماعيل بن رجاء به، دون قوله:"أعْلَمُهم بالسُّنَّة"، وشعبة أحفظ، كما في "علل" ابن أبي حاتم 1/ 92 (248). قال ابنُ حجر في "فتح الباري" 2/ 170: ومدارُه على إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج، وليسا جميعًا من شرط البخاري، وقد نقلَ ابنُ أبي حاتم في "العلل" عن أبيه أنَّ شعبة كان يتوقَّف في صحة هذا الحديث، ولكن هو في الجملة يصلح للاحتجاج به عند البخاري.
وسيأتي الشطر الأخير منه من طريق شعبة، عن إسماعيل بن رجاء برقم (783).
قال السندي: أقرؤهم، أي: أكثرُهم قرآنًا وأجودُهم قراءةً. "فأقدمُهم في الهجرة" إمَّا لأنَّ القِدَمَ في الهجرة شرفٌ يقتضي التقديم؛ أو لأن من تقدَّم هجرته، فلا يخلو غالبًا عن كثرة العلم بالنسبة إلى من تأخر، "فأَعْلَمُهم بالسُّنَّة" حملُوها على أحكام الصلاة. "ولا تؤمَّ الرجلَ" بصيغة الخطاب ونصب "الرَّجُل" والخطاب لمن يصلُح له، والمرادُ بالسلطان محلُّ السلطان، وهو موضع يملكُه الرجل، أو له فيه تسلُّط بالتصرُّف لصاحب المجلس وإمامِه فإنه أحقُّ من غيره وإن كان أفقه؛ لئلا يؤدِّي ذلك إلى التباغض والخلاف الذي شُرع الاجتماع لرفعه، و"التَّكْرمة": الموضعُ الخاصُّ لجلوس الرجل من فراشٍ أو سريرٍ مما يُعَدُّ لإكرامه.
(1)
إسناده صحيح، وكيع: هو ابنُ الجرَّاح، وسفيان: هو الثوري، وهو مكرَّر الحديث (634) سندًا ومتنًا.
5 - باب اجتماع القوم في موضع هم فيه سَوَاء
782 -
أخبرنا عُبيدُ الله بنُ سعيد، عن يحيى، عن هشام قال: حدَّثنا قتادة، عن أبي نضْرَة
عن أبي سعيد، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا كانوا ثلاثةً فَلْيَؤُمَّهُمْ أحدُهُم، وأحَقُّهُمْ بالإمامةِ أقرؤُهُمْ"
(1)
.
6 - باب اجتماع القوم وفيهم الوالي
783 -
أخبرنا إبراهيمُ بنُ محمد التَّيميُّ
(2)
قال: حدَّثنا يحيى بنُ سعيد، عن شعبة، عن إسماعيلَ بنِ رجاء، عن أوسِ بنِ ضَمْعَج
عن أبي مسعود قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا يُؤَمُّ الرَّجُلُ في سلطانِه، ولا يُجْلَسُ على تَكْرِمَتِهِ إلا بإذْنِه"
(3)
.
(1)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وهشام: هو ابنُ أبي عبد الله الدَّسْتُوَائي، وقتادة: هو ابنُ دِعامة السَّدُوسيّ، وأبو نَضْرَة: هو المنذر بنُ مالك العَبْدي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (859).
وأخرجه أحمد (11190) عن يحيى بن سعيد بهذا الإسناد، وقرن بهشام شعبة.
وأخرجه أحمد (11314)، ومسلم (672)، وابن حبان (2132) من طرق عن هشام الدَّستُوائي، به.
وأخرجه أحمد (11190) و (11298) و (11454) و (11481) و (11795)، ومسلم (672)، وابن حبان (2132) من طرق عن قتادة، به.
وسيأتي من طريق أبي عَوَانة الوَضَّاح، عن قتادة برقم (840).
(2)
بعدها في هامش (ك): قاضي البصرة، وعليها علامة نسخة.
(3)
إسناده: صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطَّان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (860).
وأخرجه أحمد (17099) عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، وزيادة بنحو ما سلف برقم (780).
وأخرجه بأطول منه أيضًا أحمد (17063) و (17092) و (17099)، ومسلم (673): =
7 - باب إذا تقدَّمَ الرَّجلُ من الرَّعيَّة ثم جاءَ الوالي؛ هل يتأخَّر؟
784 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا يعقوبُ - وهو ابنُ عبد الرَّحمن - عن أبي حازم
عن سَهْلِ بنِ سَعْد، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بلغَه أنَّ بني عَمْرِو بنِ عوف كان بينَهم شيءٌ، فخرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليُصْلِحَ بينَهم في أُناسٍ معه، فحُبِسَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فحانت
(1)
الأولى
(2)
، فجاءَ بلالٌ إلى أبي بكر، فقال: يا أبا بكر، إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد حُبِسَ، وقد حانتِ الصَّلاة، فهل لك أن تَؤُمَّ النَّاسَ؟ قال: نعم، إن شئتَ. فأقامَ بلالٌ، وتقدَّم أبو بكر، فكبَّر بالنَّاس
(3)
، وجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يمشي في الصُّفوف حتى قامَ في الصَّفِّ، وأخذَ النَّاسُ في التَّصفيق، وكان أبو بكر لا يلتفتُ في صلاته، فلمَّا أكثرَ النَّاسُ التفتَ، فإذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأشارَ إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأمرُه أَنْ يُصَلِّي، فرفعَ أبو بكر يدَيْهِ فَحَمِدَ الله عز وجل، ورَجَعَ القَهْقَرَى وراءَه حتى قامَ في الصَّفِّ، فتقدَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فصلَّى بالنَّاس، فلمَّا فَرَغَ أقبل على النَّاس فقال: "يا
(4)
أيُّها النَّاس، ما لكُم حين
(5)
نابَكُم شيءٌ في الصَّلاة أَخَذْتُم في التَّصْفِيقِ؟ إنَّما التَّصْفِيقُ للنِّساء، مَنْ نَابَهُ شيءٌ في صلاته فليقُلْ: سُبحانَ الله، فإنَّه لا يسمعُه
= (291)، وأبو داود (582) و (583)، وابن ماجه (980)، وابن حبان (2144) من طرق عن شعبة، به.
وسلف بأطول منه من طريق الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، به، برقم (780).
(1)
في (م) وهامش (ك): وحانت.
(2)
في هامش (ك): وحانت الصلاة.
(3)
في (ر) و (م): وكبّر الناس، وفي هامش (ك): فكبَّر الناس.
(4)
لفظة "يا" من (هـ) وهامش (ك).
(5)
في (ر) و (م) وهامش (هـ): إذا.
أحدٌ حين يقولُ: سبحانَ الله، إلّا التفتَ
(1)
، يا أبا بكر: ما منعَكَ أن تُصَلِّيَ للنَّاس حين أشَرْتُ إليك؟ ". قال أبو بكر: ما كان ينبغي لابنِ أبي قُحافة أنْ يُصَلِّيَ بين يَدَيْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
8 - باب صلاة الإمام خلفَ رجلٍ من رَعِيَّتهِ
785 -
أخبرنا عليُّ بنُ حُجْر قال: حدَّثنا إسماعيلُ قال: حدَّثنا حُمَيْد
عن أنس قال: آخِرُ صلاةٍ صَلَّاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مع القوم صلَّى
(3)
في ثوبٍ واحد مُتَوشِّحًا خلفَ أبي بكر
(4)
.
(1)
في (هـ): التفت إليه.
(2)
إسناده صحيح. قتيبة: هو ابن سعيد، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (820).
وأخرجه البخاري (1234)، ومسلم (421):(103)، عن قتيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (22801) و (22807) و (22845) و (22848) و (22863)، والبخاري (684) و (1201) و (1204) و (1218) و (2690) و (2693)، ومسلم (421):(102) و (103)، وأبو داود (940)، وابن ماجه (1035)، وابن حبان (2260) من طرق عن أبي حازم، به. وبعض الروايات مختصرة، وبعضها مختصرة جدًا بلفظ:"التسبيح للرجال، والتصفيح للنساء".
وسيرد برقم (793) من طريق حماد بن زيد، وبرقم (1183) من طريق عبيد الله بن عمر، وبرقم (5413) من طريق سفيان بن عُيينة، ثلاثتهم عن أبي حازم، به.
(3)
في (ر) وفوقها في (م): صلَّاها.
(4)
إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابنُ جعفر بن أبي كثير، وحُميد: هو ابن أبي حُميد الطويل، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (862).
وأخرجه أحمد (12617) عن سليمان بن داود الهاشمي، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أحمد (13260) و (13444) و (13556) و (13762)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 192 من طرق، عن حُميد الطويل، به، وقد صرَّحَ حُميد بسماعه من أنس =
786 -
أخبرنا محمدُ بنُ المُثَنَّى قال: حدَّثنا بَكْرُ بنُ عيسى صاحب البصريِّ قال: سمعتُ شعبةَ يذكر عن نُعيم بنِ أبي هند، عن أبي وائل، عن مسروق
عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ أبا بكر صَلَّى للنَّاس ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الصَّفِّ
(1)
.
= عند البيهقيّ.
وأخرجه الترمذي (363) من طريق محمد بن طلحة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4213) من طريق يحيى بن أيوب، وابنُ حبان (2125) من طريق سليمان بن بلال، ثلاثتهم عن حُميد، عن ثابت البُناني، عن أنس، به، بزيادة ثابت البُناني بين حُميد وأنس.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح
…
وقد رواه غير واحد عن حُميد، عن أنس، ولم يذكروا فيه "عن ثابت" ومن ذكر فيه "عن ثابت" فهو أصحّ.
وقال ابنُ رجب في "فتح الباري" 6/ 80: اختلف الحفاظ في الترجيح، فرجَّحت طائفةٌ قولَ من أدخلَ بينهما ثابتًا، منهم الترمذيّ وأبو حاتم الرازيّ، ومنهم من رجَّح إسقاطه، منهم أبو زُرْعة الرازي، والله أعلم.
وأخرجه أحمد (13557) عن يزيد بن هارون، عن حُميد، عن ثابت البناني قال: بَلَغَنا أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى خلف أبي بكر في وَجَعِهِ الذي ماتَ فيه قاعدًا متوشِّحًا بثوب
…
قال يزيد: وكان في الكتاب الذي معي: عن أنس، فلم يقل: عن أنس، وأنكرَه وأثبت ثابتًا.
قال ابن رجب في "فتح الباري" 6/ 80: وفي صلاة النبي صلى الله عليه وسلم خلف أبي بكر أحاديث يطول ذكرها.
وينظر "علل الدارقطني" 6/ 51، و"علل الرازي" 1/ 84 و 122.
(1)
إسناده صحيح، أبو وائل: هو شقيق بن سَلَمة، ومسروق: هو ابنُ الأَجْدَع، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (863).
وأخرجه أحمد (25256) عن بكر بن عيسى، بهذا الإسناد.
وخالفَ شبابةُ بنُ سَوَّار بكرَ بنَ عيسى في متنه:
فأخرجه أحمد (25257)، والترمذيّ (362)، وابنُ حبان (2119) من طريق شَبابة بن سَوَّار، عن شعبة، به، بلفظ: صلَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم خلفَ أبي بكر في مرضه الذي مات فيه قاعدًا، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.
قال ابنُ رجب في "فتح الباري" 6/ 74: وقد رجَّح الإمام أحمد رواية بكر بن عيسى على رواية شَبَابة، وذكر أنها مخالفة لها. ثم قال ابنُ رجب: وقد يقال: ليست مخالفة لها، فإنَّ =
9 - باب إمامة الزَّائر
787 -
أخبرنا سُوَيْدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله، عن أبانَ بنِ يزيدَ قال: حدَّثنا بُدَيْلُ بنُ مَيْسَرَةَ قال: حدَّثنا أبو عطيَّةَ مَوْلًى لنا
عن مالك بن الحُوَيْرث قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا زارَ أحدُكُم قومًا فلا يُصَلِّيَنَّ بهم"
(1)
.
= المرادَ بالصفّ صفُّ المأمومين، فهما إذن بمعنًى واحد.
وأخرجه ابن حبان (2124) من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن نُعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، أحسبه عن مسروق، عن عائشة مطولًا، وفيه: فلمَّا أحسَّ أبو بكر بمجيء النبيّ صلى الله عليه وسلم أراد أن يستأخر، فأَوْمأ إليه أن يثبت. قالت: وجيء بنبيّ الله صلى الله عليه وسلم، فوُضع بحذاء أبي بكر في الصَّفّ؛ قال ابن رجب في "فتح الباري" 6/ 74: منعُه من التأخّر يدلُّ على أنَّه أرادَ أن يستمرَّ على إمامته.
وأخرجه ابن حبان (2118) من طريق عاصم بن أبي النَّجود، عن شقيق أبي وائل، به مطولًا، وفيه: فأجلساه إلى جَنْبِ أبي بكر، قالت: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو جالس، وأبو بكر قائم يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناس يصلون بصلاة أبي بكر.
قال ابن حبان بإثر (2119) السالف ذكره: خالفَ نعيمُ بنُ أبي هند عاصمَ بنَ أبي النَّجود في متن هذا الخبر، فجعلَ عاصم أبا بكر مأمومًا، وجعل نُعيم بنُ أبي هند أبا بكر إمامًا، وهما ثقتان حافظان متقنان، فكيف يجوز أن يُجعل خبر أحدهما ناسخًا لأمر متقدّم وقد عارضَه في الظاهر مثلُه؟ ونحن نقول بمشيئة الله وتوفيقه: إن هذه الأخبار كلُّها صحاح، وليس شيء منها يعارض الآخر، ولكنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى في علَّته صلاتين في المسجد جماعة، لا صلاةً واحدة، في إحداهما كان مأمومًا، وفي الأخرى كان إمامًا. اهـ.
لكن ابن رجب تعقَّب رواية عاصم في "الفتح" 6/ 75 بقوله: عاصم - هو ابنُ أبي النجود - ليس بذاك الحافظ. وينظر "فتح الباري" لابن حجر 2/ 155 للجمع بين الروايات.
وسيرد من طريق عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن عائشة برقمي (797) و (834)، ومن طريق الأسود، عنها، برقم (833).
(1)
حسنٌ لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف لجهالة أبي عطيَّة مولى بني عُقيل، قال أبو حاتم: لا يُعرف ولا يُسمَّى، وقال ابنُ المديني: لا يعرفونه. وبقية رجاله ثقات، عبد الله: هو ابنُ =
10 - باب إمامة الأعمى
788 -
أخبرنا هارونُ بنُ عبدِ الله قال: حدَّثنا مَعْنٌ قال: حدَّثنا مالكٌ. ح: والحارثُ
(1)
بنُ مسكين قراءةً عليه وأنا أسمع - واللَّفظُ له - عن ابن القاسم قال: حدَّثَني مالك، عن ابنِ شِهاب، عن محمودِ بنِ الرَّبيع
أنَّ عِتْبانَ بنَ مالك كان يَؤُمُّ قومَهُ وهو أعمى، وأَنَّه قال لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم: إنها تكونُ الظُّلْمَةُ والمَطَرُ والسَّيْلُ، وأنا رجلٌ ضَرِيرُ البصَر، فصَلِّ يا رسولَ الله في بيتي مكانًا أَتَّخِذُهُ مُصَلًّى، فجاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أين تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ لك
(2)
؟ " فأشارَ إلى مكانٍ من البيت، فصَلَّى فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
(3)
.
= المبارك، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (864).
وأخرجه أحمد (15602) و (15603) و (20532) و (20534) و (20538)، وأبو داود (596)، والترمذي (356) من طرق عن أَبان بن يزيد، بهذا الإسناد، وفيه قصة زيارة مالك بن الحُويرث لأبي عطية في مصلَّاهم.
قال الترمذي: هذا حديث حسن، والعملُ على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، قالوا: صاحبُ المنزل أحقُّ بالإمامة من الزائر، وقال بعض أهل العلم: إذا أذن له فلا بأس أن يصليَ به، وقال إسحاق بحديث مالك بن الحُويرث، وشدَّد في أن يصليَ أحدٌ بصاحب المنزل وإن أذِنَ له صاحبُ المنزل، قال: وكذلك في المسجد لا يُصَلِّي بهم في المسجد إذا زارَهم، يقول: يصلي بهم رجل منهم.
وله شاهد من حديث أبي مسعود البدريّ مرفوعًا، وفيه:"ولا تَؤُمَّ الرجُلَ في سلطانه"، وسلف برقم (780).
(1)
المثبت من (ق) و"السنن الكبرى"(865)، ووقع في النسخ الأخرى: حدثنا الحارث.
(2)
لفظة "لك" ليست في (هـ)، وهي في هامش (ك)، وعليها علامة نسخة.
(3)
إسناده صحيح، مَعْن: هو ابن عيسى الأشجعي، وابنُ القاسم: هو عبد الرحمن أبو عبد الله المصري، وابن شهاب: هو الزُّهري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (865).
وهو عند مالك 1/ 172، ومن طريقه أخرجه البخاري (667)، وابن حبان (1612).
وأخرجه مطولًا ومختصرًا أحمد (23773) والبخاري (424) و (425) و (1186) =
11 - باب إمامة الغلام قبل أن يحتلم
789 -
أخبرنا موسى بنُ عبد الرَّحمن المسروقيُّ، حدَّثنا حسين بنُ عليٍّ، عن زائدة، عن سفيان، عن أيوب قال:
حدَّثني عَمْرُو بن سَلِمَة الجَرْميُّ قال: كان يمرُّ علينا الرُّكبانُ فنتعلَّمُ منهم القرآن، فأتى أبي النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال:"لِيؤمَّكُم أكثرُكم قرآنًا". فجاء أبي فقال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "لِيؤُمَّكُم أكثرُكُم قرآنًا". فنظروا، فكنتُ أكثرَهُم قرآنًا، فكنتُ أؤمُّهُم وأنا ابنُ ثمانِ سنين
(1)
.
12 - باب قيام النَّاس إذا رأَوُا الإمام
790 -
أخبرنا عليُّ بنُ حُجْر قال: حدَّثنا هُشيم، عن هشامِ بنِ أبي عبد الله وحَجَّاجِ بنِ أبي عثمان، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة
عن أبيه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا نُوديَ للصَّلاة فلا تقُومُوا حتى تَرَوْني"
(2)
.
= و (5401)، ومسلم (33):(263) و (265)(بعد الحديث 657)، وابن ماجه (754)، وابن حبان (223) و (1612) و (2075) و (4534) من طرق، عن الزُّهْري، به.
وأخرجه بنحوه أحمد (23771)، ومسلم (33):(54)، والمصنف في "السُّنن الكبرى"(11429 - مختصر) من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت البُناني، عن أنس، عن محمود بن الربيع، عن عِتْبان، به.
وأخرجه بنحوه أحمد (12788)، ومسلم (33):(55) من طريق حمَّاد بن سلمة، عن ثابت البُناني، عن أنس، عن عِتْبان، به، دون ذكر محمود بن الربيع في إسناده.
وسيأتي برقمي (844) و (1327) من طريق معمر، عن الزُّهري، به.
(1)
إسناده صحيح، حسين بن علي: هو الجُعْفيّ، وزائدة: هو ابنُ قُدامة، وسفيان: هو الثوري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتِياني، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (866).
وسلف من طريق حماد بن زيد، عن أيوب برقم (636).
(2)
حديث صحيح، هُشيم: هو ابنُ بشير، وهو في "السنن الكبرى"(867). =
13 - باب الإمام تعرضُ له الحاجةُ بعدَ الإقامة
791 -
أخبرنا زيادُ بنُ أيوب قال: حدَّثنا إسماعيلُ قال: حدَّثنا عبدُ العزيز
عن أنس قال: أُقِيمتِ الصَّلاةُ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم نَجِيٌّ لرجل، فما قامَ إلى الصَّلاة حتى نامَ القوم
(1)
.
14 - باب الإمام يذكرُ بعدَ قيامه في مُصَلَّاه أنَّه على غير طهارة
792 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عثمانَ بنِ سعيدِ بنِ كَثِيرٍ
(2)
قال: حدَّثنا محمدُ بنُ حَرْب، عن
= وأخرجه أحمد (22533) و (22581) و (22587)، ومسلم (604)، وابن حبان (2222) من طرق، عن حجَّاج بن أبي عثمان، عن يحيى، بهذا الإسناد، وقرنَ مسلم بعبد الله بن أبي قتادة أبا سلمة بنَ عبد الرحمن.
وأخرجه أحمد (22633) و (22641)، والبخاري (637) من طرق، عن هشام بن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي قال: كتبَ إليَّ يحيى بن أبي كثير، به.
وسلف من طريق معمر، عن يحيى، به، برقم (687).
(1)
إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابنُ عُلَيَّة، وعبد العزيز: هو ابنُ صُهيب، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (868).
وأخرجه أحمد (11987)، ومسلم (376):(123) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (12314)، والبخاري (642) و (6292)، ومسلم (376):(123) و (124)، وأبو داود (544) من طرق عن عبد العزيز بن صُهيب، به، وفي آخره: ثم قام فصلَّى.
وأخرجه أحمد (12128) و (12881) و (13060) و (13134) و (13428)، وابن حبان (2035) من طريق حُميد الطويل، وأحمد (12633) و (12642) و (13503)، والبخاري (643)، ومسلم (376):(126)، وأبو داود (201) و (542)، والترمذي (518) من طريق ثابت البُناني، كلاهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه، به.
قال النوويّ في "شرح صحيح مسلم" 4/ 72: قوله: نجيٌّ لرجل؛ معناه مُسارٌّ له، والمناجاة: التحديث سرًّا.
(2)
بعدها في (ر) و (م): بن دينار الحمصي.
الزُّبيديّ، عن الزُّهريِّ. والوليدُ
(1)
، عن الأوزاعيّ، عن الزُّهريّ، عن أبي سَلَمة
عن أبي هريرة قال: أُقِيمَتِ الصَّلاةُ وصَفَّ
(2)
النَّاسُ صُفوفَهُم، وخرجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا قامَ في مُصَلَّاه ذَكَرَ أنَّه لم يغتسل، فقال للنَّاس:"مَكَانَكُمْ". ثم رَجَعَ
(3)
إلى بيته، فخرجَ علينا
(4)
يَنْظُفُ رأسُه
(5)
، فاغتسلَ
(6)
ونحن صُفوف
(7)
.
(1)
قوله: والوليد، معطوف علي: محمد بن حرب، وجاء فوقهما في (ك) و (م) و (هـ) الحرف (عـ) إشارة إلى العطف.
(2)
في (ر) و (هـ) وهامش (ك): فصفَّ.
(3)
في (ر): ثم إنه رجع.
(4)
في (م): إلينا.
(5)
بعدها في (م): ماءً، واستدركت لفظة "ماءً" في هامش (ر).
(6)
في (م) وهامش (ك): قد اغتسل.
(7)
إسناداه صحيحان، محمد بن حَرْب: هو الخَوْلاني الأَبْرَش، والزُّبَيْدي: هو محمد بنُ الوليد، والزُّهري: هو محمد بنُ مسلم بن شهاب، والوليد: هو ابنُ مسلم، وهو مدلّس، وقد صرَّح بالتحديث عند أحمد ومسلم، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بنُ عَمرو، وأبو سَلَمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (869).
وأخرجه أبو داود (235) عن عَمرو بن عثمان بن سعيد، عن محمد بن حرب، بالإسناد الأول.
وأخرجه أحمد (7238)، ومسلم (605):(158)، وأبو داود (235) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، بالإسناد التالي.
وأخرجه البخاري (640) من طريق محمد بن يوسف، عن الأوزاعي، به.
وأخرجه أحمد (7515) و (7804)، وأبو داود (235) من طريق مَعْمَر، وأحمد (8466)، والبخاري (639)، وابن حبان (2236) من طريق صالح بن كَيْسَان، كلاهما عن الزُّهْري، به.
وأخرج أحمد (9786)، وابن ماجه (1220) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصلاة، فلما كبَّر انصرف
…
وفيه التصريح بدخوله في الصلاة، وهو خلاف الروايات قبله، ورُويَ مثلُه عن أبي بكرة وغيره، وفيه تفصيل، ينظر =
15 - باب استخلاف الإمام إذا غاب
793 -
أخبرنا أحمدُ بنُ عَبْدة، عن حَمَّاد بنِ زيد -ثم ذكر كلمةً معناها- قال: حدَّثنا أبو حازم قال سَهْلُ بنُ سَعْد: كان قتالٌ بين بني عَمْرِو بنِ عَوْف، فبلغَ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فصلَّى الظُّهر، ثم أتاهُم لِيُصلِحَ بينَهم، ثم قال لبلال: "يا بلال، إذا حَضَرَ العَصْرُ
(1)
ولم آتِ، فمُرْ أبا بكر فلْيُصَلِّ بالنَّاس". فلمَّا حَضَرَتْ، أذَّنَ بلالٌ ثم أقامَ، فقال لأبي بكر رضي الله عنه: تَقَدَّمْ، فتقدَّمَ أبو بكر، فدخلَ في الصَّلاة، ثم جاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فجعلَ يَشُقُّ النَّاسَ حتَّى قامَ خلفَ أبي بكر، وصَفَّحَ القوم، وكان أبو بكر إذا دخلَ في الصَّلاة لم يلتفت، فلمَّا رأى أبو بكر التّصفيحَ لا يُمْسَكُ عنه؛ التفت، فأَوْمَأَ إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيده، فحَمِدَ اللهَ عز وجل على قولِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم له اِمْضِهْ، ثم مشى أبو بكر القَهْقَرَى على عَقِبَيْه فتأخَّر
(2)
، فلمَّا رأى ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تقدَّمَ فصلَّى بالنَّاس، فلمَّا قَضَى صلاتَه قال:"يا أبا بَكْر، ما مَنعَكَ إِذ أَوْمَأْتُ إليك أنْ لا تكونَ مضَيْتَ؟ " فقال: لم يكُن لابنِ أبي قُحافةَ أَنْ يَؤُمَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم. وقال للنَّاس: "إذا نابَكُمْ شيءٌ فليُسَبِّحِ الرِّجالُ، وليُصَفِّحِ النِّساء"
(3)
.
= "الفتح" لابن حجر 2/ 121 - 122.
وسيأتي الحديث من طريق يونس عن الزهري، برقم (809).
قوله: "مكانَكم" أي: الزمُوه، ولعله ما أراد القيام، وإنما أراد الاجتماعَ وعدم التَّفَرُّق ولو بالقعود. "يَنْطُفُ"، بضمّ الطَّاء المهملة وكَسرِها، أي: يَقْطُرُ. قاله السِّنديّ.
(1)
في (ر) حضرت، وفي (م): حضرت الصلاة، وفوقَها: حضر العصر.
(2)
لفظ "فتأخَّر" جاء في هامش (ك)، وعليه علامة نسخة.
(3)
إسناده صحيح. أحمد بن عَبْدة: هو ابن موسى الضَّبِّي، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار. وهو في "السنن الكبرى" برقم (870). =
16 - باب الائتمام بالإمام
794 -
أخبرنا هنَّادُ بنُ السَّرِيّ، عن ابن عُيينة، عن الزُّهريّ
عن أنس، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سقطَ من فَرَسٍ
(1)
على شِقّهِ الأيمن، فدخلُوا عليه يعودُونه، فحضرتِ الصَّلاة، فلمَّا قَضَى الصَّلاةَ قال: "إنَّما جُعل
(2)
الإمامُ ليُؤْتَمَّ به، فإذا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وإذا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وإِذا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وإذا قال: سَمِعَ اللهُ لمن حَمِدَهُ، فقولوا: ربَّنا لك الحمد"
(3)
.
= وأخرجه أحمد (22816)، والبخاري (7190)، وأبو داود (941)، وابن حبان (2261) من طرق عن حمَّاد بن زيد، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود مختصرة.
وسلف من طريق يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم برقم (784).
(1)
في (ق): الفرس، وفي (ر): عن فرس.
(2)
لفظة "جُعل" ليست في (ق)، وجاءت في هامش (ك) وعليها علامة نسخة.
(3)
إسناده صحيح، ابنُ عُيينة: هو سفيان، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (652).
وأخرجه أحمد (12074)، والبخاري (805) و (1114)، ومسلم (411):(77)، وابن ماجه (1238)، وابن حبان (2102) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد، وعندهم: فحضرت الصلاة، فصلَّى قاعدًا وصلَّينا قُعودًا (لفظ أحمد)، وعندهم أيضًا إلا البخاري زيادة:"وإنْ صلَّى قاعدًا فصَلُّوا قعودًا أجمعون".
وأخرجه أحمد (12652) مختصرًا و (12656)، والبخاري (732) و (733)، ومسلم (411):(78) و (79) و (81)، والترمذي، (361)، وابن حبان (2108) من طرقٍ، عن الزهري، به، وعند بعضهم الزيادة المذكورة آنفًا، وفي بعض الروايات زيادة:"فإذا صلّى قائمًا فصلُّوا قيامًا"، وسيأتي بهذه الزيادات من رواية مالك برقم (832).
وأخرجه أحمد (13071)، والبخاري (378) من طريق حُميد الطويل، عن أنس، بنحوه، وفيه ذكر إيلائه صلى الله عليه وسلم من نسائه شهرًا.
وسيأتي من طريق مالك برقم (832)، وسيتكرَّر برقم (1061).
17 - باب الائتمام بمَنْ يأتمُّ بالإمام
795 -
أخبرنا سُوَيْدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المبارك، عن جعفر بن حَيَّان، عن أبي نَضْرَة
عن أبي سعيد الخُدْريّ، أنَّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخُّرًا، فقال:"تَقَدَّمُوا فَأْتَمُوا بي، وليأْتمَّ بكم مَنْ بعدَكم، ولا يزالُ قومٌ يتأخَّرُون حتى يُؤخِّرَهُمُ اللهُ عز وجل"
(1)
.
796 -
أخبرنا سُوَيْدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبد الله، عن الجُرَيْرِيِّ، عن أبي نَضْرَةَ نحوه
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، جعفر بن حيَّان: هو أبو الأشهب العُطاردي، وهو مشهورٌ بكنيته، وأبو نَضْرَة: هو المنذر بن مالك العَبْديّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (782).
وأخرجه أحمد (11142) و (11292) و (11511)، ومسلم (438)، وأبو داود (680)، وابن ماجه (978) من طرق عن جعفر بن حيان، بهذا الإسناد.
وعلَّقه البخاري قبل الحديث (713) بلفظ: ويُذكر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ائتمُّوا بي، وليأتمَّ بكم مَنْ بعدَكم". قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 205: والحقُّ أن هذه الصيغة لا تختصُّ بالضعيف، بل قد تستعمل في الصحيح أيضًا، بخلاف صيغة الجزم، فإنها لا تستعملُ إلا في الصحيح.
وسيأتي الحديث بعده من طريق الجُريري عن أبي نَضْرة.
قال السِّنْديّ: "مَنْ بَعْدَكم"؛ من الصفّ الثاني وغيره، والخطابُ لأهل الصفّ الأوَّل، أو "مَنْ بعدَكم" من أتباع الصحابة، والخطابُ للصحابة مطلقًا.
"يتأخَّرون" عن الصُّفوف المتقدِّمة. "حتى يؤخِّرهم" الله عن رحمته أو جنَّته.
(2)
حديث صحيح، وهو مكرَّر، سابقه، الجُرَيْريّ: هو سعيد بن إياس، وعبد الله -وهو ابنُ المبارك، وإن روى عن الجُرَيْريّ بعد اختلاطه- متابع، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (873).
وأخرجه مسلم (438) من طريق بشر بن منصور، عن الجُريري، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
797 -
أخبرنا محمودُ بنُ غَيْلَانَ قال: حدَّثني أبو داود قال: أخبرنا شعبة، عن موسى ابن أبي عائشة قال: سمعتُ عُبَيْدَ الله بنَ عبد الله بن عُتْبَة
(1)
يحدِّث
عن عائشة رضي الله عنها، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أمَرَ أبا بكر أنْ
(2)
يُصَلِّيَ بالنَّاسِ.
قالت: وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم بين يَدَيْ أبي بكر، فصلَّى قاعدًا، وأبو بكر يُصَلِّي بالنَّاس، والنَّاسُ خلفَ أبي بكر
(3)
.
798 -
أخبرنا عُبيدُ الله بنُ فَضَالة بنِ إبراهيمَ قال: حدَّثنا يحيى -يعني ابنَ يحيى
(4)
- قال: حدَّثنا حُميد بنُ عبد الرَّحمن بن حُميد الرُّؤاسيُّ، عن أبيه، عن أبي الزُّبير
عن جابر قال: صلَّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الظُّهرَ وأبو بكر خلفَهُ، فإذا كبَّرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ كبَّرَ أبو بكر يُسْمِعُنا
(5)
.
(1)
قوله: بن عُتبة، من (ر) و (م).
(2)
جاءت لفظة "أن" في هامش (ك)، وعليها علامة نسخة.
(3)
إسناده صحيح، أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسيّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (874).
وأخرجه أحمد (26113) عن أبي داود الطيالسيّ، بهذا الإسناد.
وخالف بَدَلُ بنُ المُحَبَّر أبا داود الطيالسيَّ في متنه:
فأخرجه ابن حبان (2117) من طريق بَدَل بن المُحَبَّر، عن شعبة، به، بلفظ: أنَّ أبا بكر صلَّى بالناس ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الصفّ خلفَه.
قال ابن رجب في "فتح الباري" 6/ 75: وبَدَلٌ وثَّقَه غيرُ واحد، وخرَّج له البخاريّ في "صحيحه" وإن تكلَّم فيه الدارقطنيّ، وينظر "سنن" البيهقي 3/ 80، و "فتح الباري" لابن حجر 2/ 155.
وسيأتي الحديث مطولًا من طريق زائدة بن قُدامة، عن موسى برقم (834).
وينظر الحديثان (785) و (786) والتعليق عليهما.
(4)
زاد بعدها في هامش (ك): النيسابوري، وعليها علامة نسخة.
(5)
حديث صحيح، أبو الزُّبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (875). =
18 - باب موقف الإمام إذا كانوا ثلاثةً وذكر الاختلاف في ذلك
799 -
أخبرنا محمدُ بنُ عُبيد الكُوفِيُّ، عن محمد بن فُضَيل، عن هارونَ بنِ عَنْتَرة، عن عبد الرَّحمن بن الأسود، عن الأسودِ وعَلْقَمَةَ قالا:
دَخَلْنا على عبدِ الله نِصْفَ النَّهار فقال: إنَّه سيكونُ أمراءُ يشتغلون عن وقت الصَّلاة، فصلُّوا لوقتها. ثم قامَ، فصلَّى بيني وبينَه، فقال: هكذا رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فَعَل
(1)
.
800 -
أخبرنا عَبْدَةُ بنُ عبد الله قال: حدَّثنا زيدُ بنُ الحُباب قال: حدَّثنا أفلحُ بنُ سعيد قال: حدَّثنا بُرَيْدَةُ بنُ سفيانَ بنِ فَرْوَةَ الأَسلميُّ
= وأخرجه مسلم (413): (85) عن يحيى بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (2123) من طريق الحسن بن سهل الجعفري، عن حُميد، به، مطولًا.
وسيأتي بأطول منه من طريق الليث، عن أبي الزُّبير، به، برقم (1200).
قال السِّندي: قوله: "يُسْمِعُنا"، من الإسماع، كان يُسْمِعُ الناسَ التكبير ويُعْلِمُهم الانتقال إلى حال.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد قويّ من أجل هارون بن عنترة، فقد وثَّقه أحمد وابنُ معين وابنُ سعد، وغيرهم، وقال فيه ابن حبان في "المجروحين" 2/ 442: يروي المناكير
…
لا يجوز الاحتجاج به بحال، وتعقَّبه الذهبي في "الميزان" بقوله: الظاهر أن النكارة من الراوي عنه. اهـ. وبقية رجاله ثقات، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (876).
وأخرجه أحمد (4030)، وأبو داود (613) من طريق محمد بن فُضيل، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود مختصرة بذكر الصلاة.
وأخرجه أحمد (3927) من طريق أبي إسحاق السَّبِيعي، و (4311) و (4347) و (4386) من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن عبد الرحمن بن الأسود، به، دون ذكر الأمراء في (3927) و (4311) وبزيادة ذكر التطبيق بين اليدين في الركوع في الروايتين (3927) و (4386).
وسلف بزيادة ذكر التطبيق في الركوع ودون ذكر الأمراء برقم (719)، وينظر الحديث (1031).
عن غلام لجدِّه يقال له مسعود فقال: مَرَّ بي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، فقال لي أبو بكر: يا مسعود، ائْتِ أبا تميم -يعني مولاه- فقُلْ له يَحْمِلُنا على بعير ويبعثُ إلينا بزادٍ ودَلِيلٍ يَدُلُّنا، فجئتُ إلى مولايَ فأخبرتُه، فبعثَ معي ببعير ووَطْبٍ من لَبَن، فجعلتُ أخُذُ بهم في إخفاء الطَّريق، وحَضَرتِ الصَّلاةُ، فقامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، وقامَ أبو بكر عن يمينه، وقد عرفتُ الإسلامَ وأنا معهما، فجئتُ فقمتُ خلفَهما، فدفَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في صدر أبي بكر فقُمنا خلفَه
(1)
.
قال أبو عبد الرَّحمن: بُريدةُ هذا ليس بالقويِّ في الحديث.
19 - باب إذا كانوا ثلاثةً وامرأةً
801 -
أخبرنا قُتيبة بنُ سعيد، عن مالك، عن إسحاقَ بنِ عبد الله بن أبي طلحة
عن أنس بن مالك، أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لطعامٍ قد صَنَعَتْهُ له
(2)
، فأكلَ منه، ثم قال: "قُومُوا فَلِأُصَلِّي
(3)
لكم". قال أنس: فقُمْتُ إلى حَصِيرٍ لنا قد اسْوَدَّ من طُول ما لُبِسَ، فَنَضَحْتُهُ بماء، فقامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
إسناده ضعيف، بُريدة بن سفيان بن فَرْوَة ضعَّفه المصنف، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 141: فيه نظر، وقال الدارقطني: متروك، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (877).
وعلَّقه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 422 عن خليفة بن خياط، عن زيد بن الحُباب، به، وجاء فيه:"مسعود غلام جدّ سفيان بن فَرْوَة"، وفيه تفصيل، يُنْظر التعليق عليه ثمَّة، ويُنْظر "الإصابة"(ترجمة مسعود غلام فروة)، "وبيان خطأ البخاري"(564).
قوله: "وَطْب": هو زِقٌّ يكون فيه سمنٌ ولَبَن، وهو جِلْدُ الجَذَع فما فوقه، أي: فبعثني ببعيرٍ لركوبهما، ووطْبٍ من لَبَن للزَّاد، وجعلني دليلًا لهما. قاله السِّنْديّ.
(2)
لفظة "له" ليست في (ر) و (ك).
(3)
في (ر) و (ك): فأصلّي، وفي هامش (ك) نسختان: فلِأُصَلِّ، فَلأُصَلِّيَ.
وصَفَفْتُ أنا واليتيمُ وراءَه
(1)
، والعجوزُ من ورائنا، فصلَّى لنا ركعتين، ثم انصرف
(2)
.
20 - باب إذا كانوا رَجُلَيْنِ وامرأَتيْن
802 -
أخبرنا سُويدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المُبارك، عن سليمانَ بنِ المُغيرة، عن ثابت
عن أنس قال: دخَلَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وما هو إلا أنا وأمِّي وأمُّ حَرَام خالتي
(3)
، فقال:"قُومُوا فَلِأُصَلِّيَ بكم". قال: في غير وقت صلاة، قال: فصلَّى بنا
(4)
.
(1)
في (هـ): خلفه، وبهامشها: وراءه. (نسخة).
(2)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (878).
وهو في "موطأ" مالك 1/ 153، ومن طريقه أخرجه أحمد (12340) و (12507) و (12680)، والبخاري (380) و (860) و (1164 - مختصرًا)، ومسلم (658):(266)، وأبو داود (612)، والترمذي (234)، وابنُ حبَّان (2205).
قوله: "أَنَّ جَدَّتَه مُلَيْكَةَ
…
" ظاهِرُ السِّياق عَوْدُ الضمير على أنسٍ رضي الله عنه، وجزمَ به ابنُ سَعْد وابنُ مَنْدَه وابنُ الحصَّار وغيرُهم، وجزمَ ابنُ عبد البَرّ وعبد الحقّ وعياض بعَوْدِ الضمير على إسحاق بنِ عبد الله بن أبي طلحة، وعبدُ الله بنُ أبي طلحة -والدُ إسحاق- هو أخو أنسٍ رضي الله عنه لأمِّه أمِّ سُلَيْم بنت مِلْحان، ومقتضى هذا أن تكون كنيةُ مُلَيكة أمَّ سُلَيْم لِما سيأتي برقم (869) من طريق سفيان بن عُيينة عن إسحاق بن عبد الله، عن أنس رضي الله عنه قال: أتانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا، فصَلَّيتُ أنا ويتيمٌ لنا خلفَه، وصَلَّتْ أُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنا، ذكره ابن حجر في "الفتح" 1/ 489 ثم قال: القِصَّةُ، واحدة، طَوَّلَها مالك، واختصرَها سفيان، ويحتمل تعدُّدُها
…
وينظر تتمةُ كلامه، وسلف بنحوه برقم (737).
(3)
المثبت من (ق)، وهو موافق لِما في "السُّنن الكبرى"(879) ولِما ترجمَ له المصنِّف، وموافقٌ أيضًا لمصادر الحديث، وجاء فيها أنه صلى الله عليه وسلم اجعل أنسًا عن يمينه. وجاء في النُّسخ الأخرى: أنا وأمّي واليتيم وأمُّ حرام خالتي، بزيادة لفظ "واليتيم"، وهو خطأ.
(4)
إسناده صحيح، ثابت: هو ابنُ أَسْلَمَ البُنانيّ، وهو في "السُّنن الكبرى"(879) كما سلف. =
803 -
أخبرنا محمدُ بنُ بشَّار قال: حدَّثنا محمد قال: حدَّثنا شعبةُ قال: سمعتُ عبدَ الله بنَ مُختار يُحَدِّث، عن موسى بن أنس
عن أنس، أنَّه كان هو ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأمُّهُ وخالتُه، فصلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فجَعَلَ أنسًا عن يمينه، وأمَّه وخالتَه خلفَهما
(1)
.
21 - باب موقف الإمام إذا كان معه صبيٌّ وامرأة
804 -
أخبرنا محمدُ بن إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ قال: حدَّثنا حَجَّاجٌ قال: قال ابنُ جُرَيْج: أخبرني زياد، أنَّ فَزَعَة -مولًى لعبد قيس- أخبره، أنَّه سمعَ عِكرمةَ مولى ابنِ عبَّاس قال:
قال ابنُ عبَّاس: صَلَّيْتُ إلى جَنْبِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وعائشةُ خَلْفَنا تُصلِّي معَنا،
= وأخرجه بأطول منه أحمد (13013) عن بَهْز بن أسد وحجَّاج بن محمد المِصِّيصيّ، ومسلم (660) و (2481) من طريق هاشم بن القاسم، ثلاثتهم عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.
وينظر الحديث الآتي بعدَه، وما سلف برقم (737).
(1)
إسناده صحيح، محمد: هو ابنُ جعفر، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (880).
وأخرجه ابن حبان (2206) عن عُمر بن محمد الهَمْداني، عن محمد بن بشَّار، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (660): (269) عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، به، ولم يسُق لفظه.
وأخرجه أحمد (13019)، ومسلم (660):(269)، وأبو داود (609)، وابن ماجه (975) من طرق، عن شعبة، به، وعند أحمد ومسلم أنَّ أنسًا كان هو ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأمُّه أو خالتُه، فجعلَ أنسًا عن يمينه، عن يمينه، وأمَّهُ أو خالتَه خلفَهما.
وسيأتي من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، به، برقم (805)، وفيه أنه كان مع أنس امرأة من أهله.
وينظر الحديث السالف قبله.
وأنا إلى جَنْبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُصلِّي معه
(1)
.
805 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا شعبة، عن عبدِ الله بنِ المُختار، عن موسى بن أنس
عن أنس قال: صَلَّى بي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وبامرأةٍ من أهلي، فأقامَنِي عن يمينِه والمرأةَ خَلْفَنَا
(2)
.
22 - باب موقف الإمام والمأمومُ صَبيّ
806 -
أخبرنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ قال: حدَّثنا ابنُ عُلَيَّة، عن أيوب، عن عبدِ الله بنِ سعيد بن جُبير، عن أبيه
عن ابن عبَّاس قال: بِتُّ عند خالتي ميمونة، فقامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي من
(1)
إسناده حسن، قَزَعَة مولى عبد قَيْس -وإن لم يرو عنه إلا زياد بنُ سعد، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدْرَى مَنْ هو- وثَّقه أبو زُرْعة، وذكره ابن حبَّان في "الثقات"، وقال ابنُ حجر في "التقريب": مقبول. اهـ. وبقية رجاله ثقات. حجَّاج: هو ابنُ محمد المِصِّيصي، وابنُ جُريج: هو عبد الملك بنُ عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وزياد: هو ابنُ سَعْد الخُراساني، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (917).
وأخرجه أحمد (2751)، وابن حبان (2204) من طريق حجَّاج بن محمد الِمِّصيصِي، بهذا الإسناد.
وينظر حديث أنس الآتي بعده، وسيتكرَّر بسنده ومتنِه برقم (841).
(2)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (881).
وأخرجه أبو داود (609) عن حفص بن عمر، وابن ماجه (975) من طريق عليّ بن نَصْر
الجَهْضَميّ، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد، ولفظ ابن ماجه: صلى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من أهله وبي، فأقامني عن يمينه، وصلَّت المرأة خلفنا.
وسلفَ من طريق غُندر عن شعبة برقم (803)، وفيه أنَّ أنسًا كان هو ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأمُّه وخالتُه، وفي رواية أحمد ومسلم (كما في التعليق عليه): وأمُّه أو خالتُه.
اللَّيل، فقُمْتُ عن شِمالِه، فقالَ بي
(1)
هكذا، فأخذَ برأسي، فأقامَني
(2)
عن يمينِه
(3)
.
23 - باب من يلي الإمام ثم الذي يليه
807 -
أخبرنا هَنَّادُ بنُ السَّرِيّ، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عُمارَةَ بنِ عُمير عن أبي مَعْمَر
عن أبي مسعود قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ مَناكِبَنا في الصَّلاة ويقول: "لا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلوبُكم، لِيَلِيَنِّي
(4)
منكم أُولُو الأحلام والنُّهَى، ثم
(1)
وفي نسخة في (م): لي.
(2)
في (م): وأقامني.
(3)
إسناده صحيح، ابن عُلَيَّة: هو إسماعيل، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتِياني، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (882).
وأخرجه أحمد (3389)، والبخاري (699)، وابن حبان (2196) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (3169) و (3170) و (3324)، والبخاري (117) و (697)، وأبو داود (1357)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(406) من طريق الحَكَم بن عُتيبة، وأحمد (1843) والبخاري (5919)، وأبو داود (611) من طريق أبي بِشر، كلاهما عن سعيد بن جبير، به.
وجاء في روايات الحكَم المذكورة عدد الركعات التي صلاها، على اختلاف فيها، فمنها أنه صلَّى في منزله بعد العشاء أربعًا، ثم نام، ثم قام، فصلَّى خمسًا، ثم ركعتَين -وهما ركعتا الفجر- ثم نام، ثم خرج إلى الصلاة، وفي رواية "المسند"(3170) زيادة أربع أخرى قبل الخمس، وفي "السُّنن الكبرى"(406) زيادة صلاة ركعتين أُخريين قبل خروجه إلى الصلاة، والله أعلم، وينطر "فتح الباري" 2/ 483 - 484، وتنظر مكرَّرات الحديث في الرقم (442).
(4)
بتشديد النون على التوكيد، وجاء في هامش (ك): لِيَلِني. (نسخة). وذكر مُلَّا علي القاري في "المرقاة" أنها يمكن أن تكون بإثبات الياء الساكنة على إشباع الكسرة، وينظر تعليق الشيخ أحمد شاكر على حديث الترمذي (228).
الذين يَلُونَهُم، ثم الذين يَلُونَهُم". قال أبو مسعود: فأنتُم اليومَ أشدُّ اختلافًا.
قال أبو عبد الرَّحمن: أبو مَعْمَر اسمُه عبدُ الله بن سَخْبَرَة
(1)
(2)
.
808 -
أخبرنا محمدُ بنُ عُمَرَ بنِ عليِّ بنِ مُقَدَّم قال: حدَّثنا يوسفُ بنُ يعقوبَ قال: أخبرني التّيميُّ، عن أبي مِجْلَز
عن قيس بن عُبَاد قال: بينا أنا في المسجد بالمدينة
(3)
في الصَّفِّ المُقَدَّم، فجَبَذَني رجلٌ من خلفي جَبْذَةً فنَحَّاني، وقامَ مَقَامي، فواللهِ ما عَقَلْتُ صلاتي، فلمّا انصرفَ فإذا هو أُبيُّ بنُ كعب، فقال: يا فَتًى، لا يَسُؤْكَ الله، إِنَّ هذا عَهْدٌ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلينا أن نَلِيَهُ. ثم استقبلَ القِبْلَةَ فقال: هَلَكَ أهلُ العُقَدِ
(4)
وربِّ الكعبة -ثلاثًا- ثم قال: واللهِ ما عليهم آسَى، ولكن آسَى على مَنْ أَضَلُّوا.
قلتُ: يا أبا يعقوب، ما يعني بأهل
(5)
العُقَد؟ قال: الأمراء
(6)
.
(1)
بعدها في (ر) و (م): وأبو مسعود: هو عقبة بن عَمرو، وأبو معاوية: هو محمد بن خازم.
(2)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (883).
وأخرجه أحمد (17102)، ومسلم (432)، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (432): (122)، وأبو داود (674)، وابن ماجه (976)، وابن حبان (2172) و (2178) من طرق، عن الأعمش، به.
وسيأتي الحديث من طريق شعبة، عن الأعمش، به، برقم (812).
(3)
قوله: بالمدينة، ليس في (هـ) و (ق).
(4)
في (م) وهامش (ك): العُقْدَة. وكذا في الموضع التالي فيهما وفي (ق).
(5)
في (ر) و (ق) و (ك): ما يعني به أهلَ
…
(6)
إسناده صحيح، يوسف بن يعقوب: هو أبو يعقوب السَّدُوسيّ، والتَّيْميّ: هو سليمان ابن طَرْخان، وأبو مِجْلَز: هو لاحِقُ بنُ حُميد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (884).
وأخرجه ابن حبان (2181) عن ابن خزيمة، عن محمد بن عمر بن علي بن مقدَّم، بهذا الإسناد. وأبو يعقوب المذكور آخر الحديث هو يوسف بن يعقوب. =
24 - باب إقامة الصُّفُوف قبلَ خُروجِ الإمام
809 -
أخبرنا محمدُ بنُ سَلَمةَ قال: أخبرنا ابنُ وَهْب عن يونُس، عن ابن شِهاب قال: أخبرني أبو سَلَمَةَ بنُ عبد الرَّحمن
أنَّه سمعَ أبا هريرةَ يقول: أُقيمتِ الصَّلاةُ، فقمنا، فعُدِّلَتِ الصُّفُوفُ قبلَ أن يخرجَ إلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأتانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا قامَ فِي مُصَلَّاهُ قبلَ أن يُكَبِّرَ، فانصرف فقال لنا:"مَكانَكُم". فلم نزل قيامًا ننتظرُه
(1)
حتى خرجَ إلينا قد اغْتَسَلَ يَنْطُفُ رأسُهُ ماءً، فكَبَّرَ وصَلَّى
(2)
.
25 - باب كيف يُقوِّمُ الإمامُ الصُّفوف
810 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد قال: أخبرنا أبو الأحوص، عن سِمَاك
عن النُّعمانِ بن بشير قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُقَوِّمُ الصُّفوفَ كما تُقَوَّمُ القِدَاح
(3)
، فأبصرَ رجلًا خارجًا صَدْرُهُ من الصَّفِّ، فلقد رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم
= وأخرجه أحمد (21264) من طريق إياس بن قتادة، عن قيس بن عُبَاد، بنحوه، وفيه أن القصَّة كانت زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
قوله: فَجَبَذَني، أي: جَرَّني. وقوله: أهل العُقَد: بضم العين، وفتح القاف، قال في "النهاية": يعني أصحاب الولايات على الأمصار، مِن عَقْد الألوية للأمراء، ورويَ: العُقْدة، يريد البيعة المعقودة للولاة. قاله السِّندي.
(1)
في (م): ننتظر.
(2)
إسناده صحيح، محمد بن سَلَمة: هو المُرادي، وابنُ وَهْب: هو عبدُ الله أبو محمد المصري، ويونُس: هو ابنُ يزيد الأَيليّ، وابنُ شِهاب: هو محمد بنُ مسلم الزُّهْرِيِّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (885).
وأخرجه مسلم (605): (157)، وأبو داود (235) من طرق عن ابن وَهْب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (10719)، والبخاري (275) من طريق عثمان بن عمر، عن يونس، به.
وسلف من طريق محمد بن الوليد الزُّبيديّ والأوزاعيّ، عن الزُّهريّ برقم (792).
(3)
في (م) وهامش (هـ): يُقوِّم القَدَّاح. وجاء في هامش (م): صانع النَّبْل.
يقول: "لَتُقِيمُنَّ صُفوفَكُم أو لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بينَ وُجُوهِكُم"
(1)
.
811 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد قال: حدَّثنا أبو الأحْوَص، عن منصور، عن طلحةَ بنِ مُصَرِّف، عن عبد الرَّحمن بن عَوْسَجَة
عن البراء بن عازب قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَتَخَلَّلُ الصُّفُوفَ من ناحية إلى ناحية؛ يمسحُ مناكِبَنَا وصُدورَنا ويقول: "لا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قلوبُكُم".
وكان يقول: "إنَّ اللهَ وملائكتَهُ يُصَلُّون على الصُّفوفِ المُقَدَّمَة
(2)
"
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سِمَاك، وهو ابنُ حَرْب، وبقية رجاله ثقات، أبو الأحوص: هو سلَّام بن سُلَيْم، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (886).
وأخرجه مسلم (436): (128) عن حسن بن الربيع وأبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (18376) و (18385) و (18400) و (18427) و (18435) و (18441)، ومسلم (436):(128)، وأبو داود (663) و (665)، والترمذي (227)، وابن ماجه (994)، وابن حبان (2165) و (2169) و (2175) من طرق، عن سِماك بن حرب، بنحوه، وبعضها مختصر.
وأخرجه أحمد (18389) و (18430) و (18440)، والبخاري (717)، ومسلم (436):(127)، وأبو داود (662)، وابن حبان (2176) من طرق، عن النعمان بن بشير، بنحوه، وبعضهم يزيد فيه على بعض.
والقداح: جمع قِدْح، وهو السَّهْمُ قبل أن يُراش (أي: يُلزق عليه الرِّيش)، وقيل مطلقًا. قاله السِّنْدي.
(2)
في (هـ): المتقدِّمة.
(3)
إسناده صحيح، أبو الأحوص: هو سلِّام بن سُلَيْم، ومنصور: هو ابنُ المُعْتَمِر، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (887).
وأخرجه ابن حبان (2161) عن محمد بن عبد الله بن الجُنيد، عن قُتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (664) عن هنَّاد بن السَّرِيّ وأبي عاصم بن جوَّاس الحنفي، عن أبي الأحوص، به، وفيه:"الصفوف الأُوَل". =
26 - باب ما يقولُ الإمامُ إِذا تقدَّمَ في تسوية الصُّفوف
812 -
أخبرنا بِشْرُ بنُ خالد العسكريُّ قال: حدَّثنا غُنْدَر
(1)
، عن شعبة، عن سليمان، عن عُمارة بن عُمير، عن أبي مَعْمَر
عن أبي مسعود قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يمسحُ عَواتِقَنا ويقول: "اِسْتَوُوا ولا تختلفُوا فتختلفَ قلوبُكم، ولِيَلِيَنِّي
(2)
منكم أولو الأحلام والنُّهَى، ثم الذين يَلُونَهم، ثم الذين يَلُونَهم
(3)
"
(4)
.
= وأخرجه أحمد (18516) و (18518)، وابن ماجه (997)، وابن حبان (2157)، من طرق، عن طلحة بن مُصَرِّف، به، وروايتا أحمد مطوَّلتان، ورواية ابن ماجه مختصرة.
وأخرجه أحمد (18621) بتمامه و (18643) و (18646) بالشطر الثاني منه، من طريق أبي إسحاق السَّبيعي، وأبو داود (543) بنحوه أطول منه من طريق شيخ من أهل الكوفة، كلاهما عن عبد الرحمن بن عَوْسَجَة، بنحوه، وقد صرَّح أبو إسحاق السَّبيعي بسماعه من ابن عَوْسَجَة عند أحمد في الرواية الأولى، لكن في هذا التصريح نظر، فالرواية من طريق جرير بن حازم عنه، ولا يُعرف هل رواية جرير عنه قبل الاختلاط أو بعده، ثم إن أصحاب أبي إسحاق قد رَوَوْه عنه، عن طلحة بن مصرِّف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء، كما سلف ذكره في التعليق على الحديث (646)، وينظر ما بعده.
(1)
في هامش (ك): عَبْدَة. (نسخة)، وهو خطأ. وقد أُشير إلى هذا الخطأ فيها.
(2)
في (ق) وهامش (ك): لِيَلِنِي. اهـ. ويمكن أن تكون بإثبات الياء الساكنة على إشباع الكسرة، كما سلف في التعليق على الحديث (807).
(3)
لم يتكرَّر لفظ "ثم الذين يلونهم" في (ر).
(4)
إسناده صحيح، غُنْدَر: هو محمد بن جعفر، وسليمان هو ابنُ مِهْران الأعمش، وأبو مَعْمَر: هو عبدُ الله بن سَخْبَرَة، وأبو مسعود: هو عقبة بن عمرو، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (888).
وأخرجه أحمد (17104) عن محمد بن جعفر (غندر)، بهذا الإسناد، ولم يسق لفظه، وأحاله على الحديث الذي قبل سابقه كما جاء في حواشيه.
وسلف من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به، برقم (807).
27 - باب كم مرّةً يقول: اِسْتَوُوا
813 -
أخبرنا أبو بكر بنُ نافع قال: حدَّثنا بَهْزُ بنُ أَسَد قال: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ سَلَمَة، عن ثابت
عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقول:"اِسْتَوُوا، اِسْتَوُوا، اِسْتَوُوا، فوالذي نفسي بيدِه، إنِّي لَأَرَاكُم من خَلْفي كما أَرَاكُم من بين يديَّ"
(1)
.
28 - باب حثِّ الإمام على رَصِّ الصُّفُوف والمُقاربة بينَها
814 -
أخبرنا عليُّ بنُ حُجْر، أخبرنا إسماعيل، عن حُمَيْد
عن أنس رضي الله عنه قال: أقبلَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بوجهه حين قامَ إلى الصَّلاة قبلَ أن يُكَبِّر، فقال:"أَقِيمُوا صُفُوفَكُم وتَرَاصُّوا، فإِنِّي أراكُم من وراء ظهري"
(2)
.
(1)
إسناده حسن من أجل أبي بكر بن نافع، وهو محمد بن أحمد بن نافع، وبقية رجاله ثقات، ثابت: هو ابنُ أَسْلَم البُنَاني، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (889).
وأخرجه أحمد (13838) و (14053) عن عفَّان بن مسلم الصَّفَّار، عن حمَّاد بن سَلَمة، بهذا الإسناد، وفيه لفظ:"اِسْتَوُوا" مرَّتين، وإسناده صحيح.
ولم أقف على متابعة لقوله: "اِسْتَوُوا" ثلاث مرات، إلا ما روى أبو يعلى (3291) عن عبد الرحمن بن سلَّام الجُمحي -وهو صدوق- عن حمَّاد، عن ثابت وحُميد، عن أنس، أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول:"اِسْتَوُوا" مرَّتين أو ثلاثًا، على الشكّ، وذكر الحديث .....
وأخرجه أحمد (12646) من طريق معمر بن راشد، عن ثابت بن أسلم، به، بلفظ:"تعاهدوا هذه الصفوف، فإني أراكم من خلفي".
وينظر الحديثان الآتيان بعده.
(2)
إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابنُ جعفر الزُّرقيّ، وحُميد: هو ابنُ أبي حُميد الطَّويل، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (890).
وأخرجه ابن حبان (2173) من طريق يحيى بن أيوب المَقَابريّ، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. =
815 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الله بنِ المبارك المُخَرِّميُّ قال: حدَّثنا أبو هشام قال: حدَّثنا أبان قال: حدَّثنا قتادة قال:
حدَّثنا أنس، أنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال: "رَاصُّوا صفوفَكُم وقارِبُوا بينَها، وحاذُوا بالأعناق، فوالذي نفسُ محمدٍ بيدِه، إنِّي لأرى الشَّياطينَ تدخلُ من خَلَل الصَّفِّ
(1)
كأنَّها الحَذَف"
(2)
.
816 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا الفُضَيْلُ بنُ عِياض، عن الأعمش، عن المُسَيَّب بنِ رافع، عن تَميم بن طَرَفة
عن جابر بن سَمُرة قال: خرجَ إلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا تَصُفُّون كما تَصُفُّ الملائكةُ عند ربِّهم؟ " قالوا: وكيف تصفُّ الملائكةُ عند ربِّهم؟ قال:
= وأخرجه أحمد (12011) و (12255) و (12884) و (13396) و (13777) و (13778) و (14054)، والبخاري (719) و (725)، من طرق، عن حُميد الطويل، به.
وأخرجه البخاري (718)، ومسلم (434) من طريق عبد العزيز بن صُهيب، عن أنس، به.
وسيتكرَّر الحديث بإسناده ومتنه برقم (845)، وهو هنا أنسب للترجمة، وقد نُبِّه على ذلك في هامش (ك).
وينظر الحديث السالف قبله.
(1)
في (ر) و (م): بين الخَلَل، بدل قوله: من خَلَل الصف.
(2)
إسناده صحيح، أبو هشام: هو المغيرة بن سَلَمة البصري، وأَبَان: هو ابنُ يزيد العطار، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (891) مختصر.
وأخرجه أحمد (13735) و (14017)، وأبو داود (667)، وابن حبان (2166) و (6339)، من طرق، عن أَبَان بن يزيد العطَّار، بهذا الإسناد، وقرن ابنُ حبان في الرواية الأولى بأبان شعبةَ بنَ الحجَّاج.
والحَذَف: الغنم الصغار الحجازيَّة، واحدها: حَذَفة. قاله السِّندي وغيره.
وينظر الحديثان السالفان قبله.
"يُتِمُّون الصَّفَّ الأَوَّلَ، ثم يَتَرَاصُّونَ
(1)
في الصَّفِّ"
(2)
.
29 - باب فضل الصّفِّ الأَوَّل على الثاني
817 -
أخبرني يحيى بنُ عثمان الحمصيُّ قال: حدَّثنا بقيَّة، عن بَحِير بن سَعْد، عن خالد بن مَعْدَان، عن جُبير بن نُفير
عن العِرْباضِ بنِ سَارية، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كانَ يصلِّي على الصَّفِّ الأوَّل ثلاثًا، وعلى الثّاني واحدةً
(3)
.
(1)
في (ر) و (م) وهامش (ك): ويتراصُّون، وجاء فوق الواو في (م): ثم.
(2)
إسناده صحيح، الأعمش: هو سليمان بن مِهْرَان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (892) و (11370).
وأخرجه أحمد (20964) و (21024)، ومسلم (430):(119)، وأبو داود (661)، وابن ماجه (992)، وابن حبان (2154) و (2162) من طرق، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وعند أحمد (20964) ومسلم زيادة: خرجَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شُمْس .... ". وعندهما أيضًا وعند ابن ماجه وابن حبان (2154): يُتِمُّون الصفوفَ الأُوَل، وعند أحمد (20964): الأولى، وعند أبي داود وابن حبان (2162): يُتمُّون الصفوف المقدَّمة.
(3)
حديث صحيح، بقية -وهو ابنُ الوليد، وإن كان يُدَلِّسُ ويُسَوِّي- توبع، وبقية رجاله ثقات، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (893).
وأخرجه أحمد (17157) عن حَيْوَة بن شُرَيْح، عن بقيَّة بن الوليد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (17162) من طريق إسماعيل بن عيَّاش، عن بَحِير بن سَعْد، بنحوه.
وأخرجه أحمد (17156)، وابن حبان (2158) و (2159) من طريق محمد بن إبراهيم التّيْمي، عن خالد بن مَعْدان، به.
وأخرجه أحمد (17141) و (17148)، وابن ماجه (996) من طريق محمد بن إبراهيم التَّيْمي، عن خالد بن مَعْدان، عن العِربْاض بن سارية، به، دون ذكر جُبير بن نُفير في إسناده، وهذا إسناد منقطع، وفيها: يستغفر، بدل: يصلي.
وقد جمع المِزِّي في "تحفة الأشراف" 7/ 287 رواية النسائي هذه مع رواية ابن ماجه، =
30 - باب الصَّفِّ المؤخّر
818 -
أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود، عن خالد قال: حدَّثنا سعيد
(1)
، عن قتادة عن أنس، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَتِمُّوا الصَّفَّ الأَوَّلَ، ثمَّ الذي يَلِيهِ، وإن
(2)
كان نَقْصٌ فَلْيَكُنْ فِي الصَّفِّ المُؤَخَّر"
(3)
.
31 - باب مَنْ وَصَلَ صفًّا
819 -
أخبرنا عيسى بنُ إبراهيمَ بنِ مَثْرُود قال: حدَّثنا عبدُ الله بنُ وَهْب، عن معاويةَ ابنِ صالح، عن أبي الزَّاهريّة، عن كثير بن مُرَّة
عن عبد الله بنِ عُمر، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ الله، ومَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللهُ عز وجل"
(4)
.
= فلعلَّ رواية ابن ماجه عنده موصولة بذكر جبير بن نُفير، أو أنَّ ثمَّة وهمًا وقع، والله أعلم.
(1)
في (م) و (هـ) وهامشي (ر) و (ك): شعبة، وهو خطأ.
(2)
في (م) و (هـ): فإن.
(3)
إسناده صحيح، إسماعيل بن مسعود: هو الجَحْدَريّ، وخالد: هو ابن الحارث الهُجيمي، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، ورواية خالد عنه قبل اختلاطه، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (894).
وأخرجه أحمد (12352) و (13247) و (13439)، وأبو داود (671)، وابن حبان (2155) من طرق، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (13440) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة قال: كان يقال: أتمُّوا الصفَّ الأول .... وذكره.
(4)
معاوية بن صالح وثَّقه الأئمة، لكن اختلف قول ابن معين فيه، فمرَّة وثقه، وقال مرَّة: صالح، وقال مرَّة: ليس برضىً، وقال مرَّة: كان يحيى بن سعيد لا يرضاه. وبقية رجاله ثقات، أبو الزاهريَّة: هو حُدَيْر بن كُرَيْب، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (895).
وأخرجه أبو داود (666) عن عيسى بن إبراهيم بن مَثْرُود، بهذا الإسناد، وفي أوله زيادة: "أقيموا الصفوف، وحاذُوا بين المناكب، وسُدُّوا الخَلَل، ولِينوا بأيدي إخوانكم ولا تَذَرُوا =
32 - باب ذكر خيرِ صفوف النِّساء وشَرِّ صُفوف الرِّجال
820 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: حدَّثنا جرير، عن سُهَيْل، عن أبيه
عن أبي هريرةَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجالِ أَوَّلُها، وشَرُّها آخِرُها، وخَيْرُ صُفُوفِ النِّساءِ آخِرُها، وشَرُّها أَوَّلُها"
(1)
.
= فُرُجاتٍ للشيطان".
وأخرجه أحمد (5724) عن هارون بن معروف، عن عبد الله بن وَهْب، به، وفيه الزيادة المذكورة آنفًا.
وأخرجه أبو داود مقرونًا بالرواية السابقة عن قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزَّاهرية، عن كثير بن مُرَّة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلًا، لم يذكر عبد الله ابنَ عمر رضي الله عنهما.
(1)
إسناده صحيح، جَرِير: هو ابنُ عبد الحميد، وسُهيل: هو ابنُ أبي صالح، واسم أبيه ذكوان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (896).
وأخرجه مسلم (440) عن زهير بن حرب، عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (8428) و (8644) و (8798)، ومسلم (440)، وأبو داود (678)، والترمذي (224)، وابن ماجه (1000) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه أحمد (7362) من طريق سعيد المَقْبُري، و (8486) من طريق محمد بن عَجْلان، عن أبيه، و (10290)، وابن ماجه (1000)، وابن حبان (2179) من طريق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقيّ، عن أبيه، ثلاثتُهم عن أبي هريرة، به.
قال السِّنديّ: "خيرُ صفوف الرِّجال" أي: أكثرها أجرًا، "وشرُّها" أي: أقلُّها أجرًا، وفي النِّساء بالعكس، وذلك لأن مقاربة أنفاس الرِّجال للنساء يُخاف منها أن تشوش المرأة على الرجل، والرجل على المرأة، ثم هذا التفصيل في صفوف الرجال على إطلاقه، وفي صفوف النساء عند الاختلاط بالرجال، كذا قيل، ويمكن حملُه على إطلاقه لمراعاة السَّتْر، فتأمَّل، والله أعلم.
33 - باب الصَّفِّ بين السَّوَارِي
821 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ منصور قال: حدَّثنا أبو نُعَيْم، عن سفيان، عن يحيى بن هانئ، عن عبد الحميد بن محمود قال:
كُنَّا مع أنس، فصَلَّيْنا مع أميرٍ من الأمراء، فدفعُونا حتى قُمنا وصَلَّيْنَا بين السَّارِيَتَيْن، فجعلَ أنسٌ يتأخَّرُ، وقال: قد كُنَّا نَتَّقِي هذا على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
34 - باب المكان الذي يُستحبُّ من الصَّفِّ
822 -
أخبرنا سُويدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المبارك
(2)
، عن مِسْعَر، عن ثابت بن عُبيد، عن ابنِ البَرَاء
عن البَرَاء قال: كُنَّا إِذا صَلَّيْنا خَلْفَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أَحْبَبْتُ أن أكونَ عن يمينه
(3)
.
(1)
إسناده صحيح، أبو نُعيم: هو الفَضْل بنُ دُكَيْن، وسفيان: هو الثوريّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (897).
وأخرجه أحمد (12339)، وأبو داود (673)، والترمذي (229)، وابن حبان (2218) من طرق عن سفيان الثوريّ، بهذا الإسناد.
ونقل ابن حجر في "الفتح" 1/ 578 عن المُحِبّ الطَّبريّ قولَه: كَرِهَ قومٌ الصَّفَّ بين السَّواري للنهي الوارد عن ذلك، ومحلٌّ الكراهة عند عدم الضِّيق، والحكمةُ فيه إما لانقطاع الصفّ، أو لأنه موضعُ النِّعال.
(2)
قوله: بن المبارك، من (ر) و (م).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسنادٌ حسن من أجل ابن البَرَاء، وهو عُبيد، كما في "سنن" أبي داود (615) وأورده المِزِّي في حديث عُبيد بن البراء في "تحفة الأشراف" 2/ 31، وفي ترجمته =
35 - باب ما على الإمام من التَّخْفِيف
823 -
أخبرنا قُتيبةُ، عن مالك، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج
عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صَلَّى أَحَدُكُم بالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ؛ فإنَّ فيهم السَّقِيمَ والضَّعِيفَ والكَبير، فإذا
(1)
صَلَّى أَحَدُكُم لنفسِهِ فَلْيُطَوِّلْ ما شاء"
(2)
.
= في "تهذيب الكمال"، أو هو يزيد بن البراء كما في "مسند" أحمد (18553). مِسْعَر: هو ابنُ كِدَام، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (898).
وأخرجه أحمد (18553) و (18711)، ومسلم (709)، وأبو داود (615)، وابن ماجه (1006) من طرق عن مِسْعَر، بهذا الإسناد، وعند مسلم وأبي داود زيادة: يُقْبِلُ علينا بوجهه، وعند مسلم أيضًا وأحمد زيادة: فسمعتُه يقول: "رَبِّ قِني عذابَك يوم تبعثُ عِبادَك". وينظر "فتح الباري" لابن حجر 2/ 213.
(1)
في (هـ) ونسخة في هامش (ك): وإذا.
(2)
إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابنُ سعيد، وأبو الزِّناد: هو عبدُ الله بنُ ذكوان، والأعرج: هو عبدُ الرحمن بن هُرْمُز، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (899).
وهو في "موطَّأ" مالك 1/ 134، ومن طريقه أخرجه أحمد (10306)، والبخاري (703)، وأبو داود (794)، وابن حبان (1760).
وأخرجه مسلم (467): (183)، والترمذي (236) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحِزامي، عن أبي الزِّناد، به.
وأخرجه أحمد (7474) و (7667) و (8218) و (9104) و (10099) و (10522) و (10793) و (10938)، ومسلم (467):(184) و (185)، وأبو داود (795)، وابن حبان (2136) من طرق، عن أبي هريرة، به.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 199: المرادُ بالضعيف هنا ضعيفُ الخِلْقة، وبالسَّقيم: مَنْ به مَرَض.
824 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا أبو عَوَانة، عن قتادة
عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ أخَفَّ النَّاسِ صلاةً في تَمام
(1)
(2)
.
825 -
أخبرنا سُويدُ بنُ نَصْر قال: حدَّثنا عبد الله، عن الأوزاعيِّ قال: حدَّثني يحيى ابنُ أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة
عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنِّي لَأَقومُ في الصَّلاة، فأسمعُ بكاءَ الصَّبيِّ، فأُوجزُ في صلاتي كراهيةَ أنْ أَشُقَّ على أمِّه"
(3)
.
(1)
بعده في (م) وهامش (ك): "قال أبو عبد الرحمن: أبو عَوَانة اسمُه وضَّاح، وأبو الزِّناد اسمُه عبدُ الله بنُ ذكوان، وكنيتُه أبو عبد الرحمن، والأعرج اسمُه عبد الرحمن بن هُرْمُز، وأبو هريرة اسمُه عَبْد عَمْرو بن عبد غَنْم، وقد اختُلف في اسمه". انتهى. وردّه ابنُ عبد البَرّ في "الاستيعاب" وقال: هذا إنْ كان شيءٌ منه فإنَّما كان في الجاهلية، وأمَّا في الإسلام فاسمُه عبدُ الله أو عبد الرحمن، والله أعلم.
(2)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (900).
وأخرجه مسلم (469): (189)، والترمذي (237) عن قُتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد، و قرن مسلم بقتيبة يحيى بنَ يحيى.
وأخرجه أحمد (12734) و (12773) و (12842) و (13414) و (13448) و (13449) و (13927) و (13945)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(612) من طرق عن قتادة، به.
وأخرجه أحمد (11967) و (11990) و (12654) و (12878) و (12879) و (13126) و (13445) و (13523) و (13758) و (14009)، والبخاري (706) و (708)، ومسلم (469):(188) و (190) و (473)، وأبو داود (853)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(613)، وابن ماجه (985)، وابن حبان (1759) و (1856) و (1886) و (2138) من طرق عن أنس، به، وفي بعض الروايات زيادة على غيرها.
(3)
إسناده صحيح، عبد الله: هو ابنُ المُبارك، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بنُ عَمْرو، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (901).
وأخرجه أحمد (22602) عن أحمد بن الحجَّاج، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (707) و (868)، وأبو داود (789)، وابن ماجه (991) من طرق، عن الأوزاعي، به. =
36 - باب الرُّخْصَة للإمام في التَّطْويل
826 -
أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود قال: حدَّثنا خالدُ بنُ الحارث، عن ابن أبي ذئب قال: أخبرني الحارثُ بنُ عبد الرَّحمن، عن سالم بن عبد الله
عن عبد الله بن عُمر قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأمُرُ
(1)
بالتَّخْفِيف، ويَؤُمُّنا بالصَّافَّات
(2)
.
37 - باب ما يجوزُ للإمام من العمل في الصَّلاة
827 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا سفيان، عن عثمانَ بنِ أبي سليمان، عن عامر بنِ عبد الله بن الزُّبير، عن عَمْرِو بنِ سُلَيْم الزُّرَقيّ
عن أبي قتادة قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَؤمُّ النَّاسَ وهو حاملٌ أُمامةَ بنتَ أبي العاص على عاتِقِهِ، فإذا ركعَ وضعَها، وإذا رفعَ من سُجودِه أعادَها
(3)
.
= قال السِّنديّ: "فأُوجِزُ" أي: أَخَفِّفُ في القراءة وغيرها، "كراهيةَ أن أشُقَّ" بالتطويل "على أمِّهِ" على تقدير حضورها الجماعة، ويحتمل أن هذا إذا كان عالمًا بحضور الأمّ، فإنها إذا سمعت بكاء الولد وهي في الصلاة يشتدُّ عليها التطويل .....
(1)
في هامش (ك): يأمرنا. (نسخة).
(2)
إسناده حسن من أجل الحارث بن عبد الرحمن، وهو خالُ ابن أبي ذئب، وبقية رجاله ثقات. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة العامريّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (902) و (11368).
وأخرجه أحمد (4796) و (4989)، وابن حبان (1817) من طرق، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وفي رواية أحمد الثانية زيادة: قال يزيد: في الصُّبْح.
(3)
إسناده صحيح. قتيبة: هو ابن سعيد، وسفيان: هو ابن عُيينة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (903) و (1129).
وأخرجه أحمد (22532)، ومسلم (543):(42) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وقُرنَ عندهما عثمان بن أبي سليمان بابن عجلان. =
38 - باب مبادرة الإمام
828 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا حمَّاد، عن محمد بن زياد
عن أبي هريرة قال: قال محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم: "ألا يَخْشَى الذي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قبلَ الإمام أنْ يُحَوِّلَ اللهُ رأسَهُ رأسَ حِمار؟! "
(1)
.
= وأخرجه أحمد (22532) و (22589) و (22645) و (22651)، ومسلم (543):(42)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(527) و (1128)، وابن حبان (23399) و (2340) من طرق عن عامر بن عبد الله بن الزبير، به.
وسلف برقم (711) من طريق سعيد بن أبي سعيد المَقْبُريّ، عن عَمْرو بن سُلَيْم، به.
وسيرد بإسناده ومتنه برقم (1205).
(1)
إسناده صحيح، حمَّاد: هو ابنُ زيد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (904).
وأخرجه مسلم (427): (114)، والترمذي (582) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضًا، وابن ماجه (961)، وابن حبان (2282) من طرق عن حمَّاد بن زيد، به.
وأخرجه أحمد (7534) و (7535) و (7668) و (9495) و (9884) و (10069) و (10104) و (10546)، والبخاري (691)، ومسلم (427):(115) و (116)، وأبو داود (623)، وابن حبان (2283) من طرق عن محمد بن زياد، به، وفي بعض الروايات:"أنْ يجعلَ الله صورتَه في صورة حمار"، وفي بعضها:"أنْ يجعلَ اللهُ وَجْهَهُ وَجْهَ حمار". قال القاضي عياض فيما نقلَه عنه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 183: هذه الروايات متفقة، لأنَّ الوجه في الرأس، ومعظم الصورة فيه. قال ابنُ حجر: لفظ الصورة يطلق على الوجه أيضًا، وأما الرأس فرواتها أكثر، وهي، أشمل، فهي المعتمدة، وخصَّ وقوع الوعيد عليها لأن بها وقعت الجناية، وهي أشمل، وظاهر الحديث يقتضي تحريم الرفع قبل الإمام لكونه توعّد عليه بالمسخ، وهو أشدّ العقوبات، وبذلك جزم النووي في "شرح المهذب"، ومع القول بالتحريم فالجمهور على أنَّ فاعلَهُ يأثم وتُجزئ صلاتُه، وعن ابن عُمر: تبُطل، وبه قال أحمد في رواية وأهلُ الظاهر بناءً على أنَّ النَّهي يقتضي الفساد
…
واختُلف في معنى الوعيد المذكور؛ فقيل: يحتمل أن يرجع ذلك إلى أمر معنويّ، فإنَّ الحمار موصوفٌ بالبَلَادة، فاستُعير هذا المعنى للجاهل بما يجب عليه من فرض الصلاة ومتابعة الإمام، ويرجح هذا المجازيَّ أن التحويل لم يقع مع كثرة الفاعلين
…
وينظر تتمة كلامه.
829 -
أخبرنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ قال: حدَّثنا ابنُ عُلَيَّةَ قال: أخبرنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعتُ عبدَ الله بنَ يزيدَ يخطُبُ؛ قال:
حدَّثنا البَرَاءُ -وكان غيرَ كَذُوب- أنهم كانوا إذا صَلَّوْا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فرفَعَ رأسَهُ من الرُّكوع؛ قامُوا قيامًا حتى يَرَوْهُ ساجدًا، ثم سَجَدُوا
(1)
(2)
.
830 -
أخبرنا مُؤَمَّلُ بنُ هشام قال: حدَّثنا إسماعيلُ ابنُ عُلَيَّةَ، عن سعيد، عن قتادة، عن يونُسَ بنِ جُبير، عن حِطَّانَ بنِ عبدِ الله قال:
صَلَّى بنا أبو موسى، فلمَّا كان في القَعْدَة؛ دخل رجلٌ من القوم فقال: أُقِرَّتِ الصَّلاةُ بالبِرِّ والزَّكاة، فلمَّا سَلَّمَ أبو موسى؛ أقبلَ على القوم فقال:
(1)
في (ر) و (م): يسجدوا، وفي هامش (ك): يسجدون. (نسخة).
(2)
إسناده صحيح، ابنُ عُلَيَّة: هو إسماعيل، وأبو إسحاق: هو عَمرو بنُ عبد الله السَّبِيعي، وعبد الله بن يزيد: هو الخَطْميّ، وهو صحابيّ صغير، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (905).
وأخرجه أحمد (18522) عن إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (18511) و (18517)، والبخاري (747)، وأبو داود (620)، والمصنف في "السُّنن الكبرى"(536)، وابن حبان (2226) و (2227) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه أحمد (18657) و (18710)، والبخاري (690) و (811)، ومسلم (474):(197) و (198)، والترمذي (281) من طرق عن أبي إسحاق السَّبِيعي، به.
وأخرجه بنحوه مسلم (474): (199)، وأبو داود (622) من طريق مُحارب بن دِثار، عن عبد الله بن يزيد، به.
وأخرجه أحمد (18581)، ومسلم (474):(200)، وأبو داود (621) من طريقين عن البَراء، بنحوه.
قال السِّندي: "غير كَذُوب" أي: حتى يتوهم منه أنه كذب في تبليغ الأحكام الشرعية. "ثم سَجَدُوا" أي: فحقُّ المقتدي أن يتأخَّر عن إمامه في الأفعال، لا أن يقارنَه، وأيضًا المقارنةُ قد تؤدِّي إلى تقدُّم المقتدي على الإمام، وذلك بالاتفاق منهيٌّ عنه.
أيُّكُمُ القائلُ هذه الكلمة؟ فأَرَمَّ القوم
(1)
. قال
(2)
: يا حِطَّان، لعلَّك قُلْتَها.
قال: لا، وقد خَشِيتُ أن تَبْكَعَنِى بها، فقال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يُعَلِّمنا صلاتَنا وسنَّتَنا، فقال:"إنَّما الإمامُ لِيُؤْتَمَّ به، فإذا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وإذا قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين، يُجِبكُمُ الله، وإذا ركعَ فارْكَعُوا، وإذا رفعَ فقال: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، فقولوا: رَبَّنا لك الحَمْدُ، يَسْمَعِ اللهُ لكم، وإذا سَجَدَ فاسجُدُوا، وإذا رفَعَ فارْفَعُوا؛ فإِنَّ الإمامَ يسجدُ قَبْلَكُم ويرفعُ قبلكُم". قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "فتِلْكَ بتِلْك"
(3)
.
(1)
في (م) وهامش (ك): الناس، وفي (ق): فأومأ إليَّ القوم.
(2)
في (ر) و (م): وقال.
(3)
إسناده صحيح. سعيد: هو ابن أبي عَرُوبة، ورواية إسماعيل ابن عُليَّة عنه قبل اختلاطه كما في شرح "علل" الترمذي 2/ 567 - 568، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدُوسي. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (906).
وأخرجه أحمد (19595) و (19627) عن إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد دون ذكر قصة دخول الرجل.
وأخرجه مسلم (404): (63)، وابن ماجه (901) من طرق، عن سعيد بن أبي عروبة، به، مختصرًا.
وأخرجه أحمد (19504) و (19511)، ومسلم (404):(62) - (64)، وأبو داود (972) من طرق، عن قتادة، به، وعند مسلم في رواية سليمان التَّيميّ زيادة:"وإذا قرأ فأنصتوا" وسيأتي هذا الحرف من حديث أبي هريرة برقم (921)، وفي رواية لمسلم زيادة ذكر التشهُّد.
وسيرد برقم (1064) من طريق خالد بن الحارث، عن سعيد، به، بزيادة ذكر التشهُّد، ودون ذكر دخول الرجل.
وسيرد بزيادة ذكر التشهُّد أيضًا برقمي (1172) و (1280) من طريق هشام الدَّسْتُوائي، وبذكر التشهُّد فحسب برقم (1173) من طريق سليمان التيمي، كلاهما عن قتادة، به.
قوله: فأَرَمَّ القوم؛ قال السِّندي: رُوي بالزاي المعجمة وتخفيف الميم، أي: أَمْسَكُوا عن الكلام، والرواية المشهورة بالراء وتشديد الميم، أي: سكتوا ولم يُجيبوا. تبكعني، أي: =
39 - باب خروج الرَّجل من صلاة الإمام وفَراغه من صلاته في ناحية المسجد
831 -
أخبرنا واصلُ بنُ عبد الأعلى قال: حدَّثنا ابنُ فُضَيْل، عن الأعمش، عن مُحاربِ بن دِثار وأبي صالح عن جابر قال: جاء رجلٌ من الأنصار وقد أُقيمتِ الصَّلاة، فدخلَ المسجدَ فَصَلَّى خلفَ مُعاذ، فطَوَّلَ بهم، فانصرفَ الرَّجُلُ، فصَلَّى في ناحية المسجد ثم انطلق، فلمَّا قَضَى معاذٌ الصَّلاةَ قيل له: إنَّ فلانًا فعلَ كذا وكذا، فقال معاذ: لئن أصبحتُ لَأذْكُرَنَّ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى معاذٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكرَ ذلك له، فأرسلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إليه، فقال: "ما حَمَلَكَ على الذي
(1)
صنعتَ؟ " فقال: يا رسول الله، عملتُ على ناضِحِي
(2)
من النَّهار، فجئتُ وقد أُقيمت الصَّلاةُ، فدخلتُ المسجدَ، فدخلتُ معه في الصَّلاة، فقرأ سورة كذا ثم كذا
(3)
، فطَوَّلَ، فانصرفتُ فصلَّيْتُ في ناحية المسجد، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَفَتَّانٌ يا معاذ؟ أَفَتَّانٌ يا معاذ
(4)
؟ "
(5)
.
= تُوَبِّخني بهذه الكلمة وتستقبلني بالمكروه. "فتلك بتلك" أي: فزيادة إمامكم أولًا في السجود منجبرةٌ بزيادتكم عليه في السجود آخرًا، فيصير سجودكم كسجود الإمام، أو زيادتكم آخرًا في السجود في مقابلة زيادة إمامكم عليكم السجود أولًا، والله تعالى أعلم.
(1)
في هامش (هـ): ما. (نسخة).
(2)
في (ر) و (م) وهامش (ك): ناضح لي.
(3)
في (ر) و (هـ) وهامش (ك): كذا وكذا.
(4)
تكرَّر في (هـ) قوله: "أفتَّانٌ يا معاذ" ثلاث مرَّات.
(5)
إسناده صحيح، ابن فُضَيْل: هو محمد، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وأبو صالح: هو ذكوان السَّمَّان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (907). =
40 - باب الائتمام بالإمام يُصَلِّي قاعدًا
832 -
أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن ابن شِهاب
عن أنس بن مالك، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رَكِبَ فرسًا فصُرِعَ عنه، فجُحِشَ شِقُّه الأيمن، فصلَّى صلاةً من الصَّلَوَات وهو قاعد، فصَلَّيْنا وراءَهُ قُعودًا، فلمَّا انصرفَ قال: "إنَّما جُعِلَ الإمامُ لِيُؤْتَمَّ به، فإذا صَلَّى قائمًا فصَلُّوا قِيامًا، وإذا رَكَعَ فارْكَعُوا، وإذا قال: سَمِعَ اللهُ لمَنْ حَمِدَهُ، فقولوا: ربَّنا لك
(1)
الحَمْدُ، وإذا صَلَّى جالسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أجمعون"
(2)
.
= وأخرجه المصنف أيضًا بنحوه في "السُّنن الكبرى" برقم (11609) من طريق يحيى بن سعيد، عن الأعمش، به.
وأخرجه أحمد (14190)، والبخاري (705) من طريق شعبة، عن مُحارب بن دِثار، به،
وفي آخره زيادة: "ألا قرأتَ بسبّح اسمَ ربِّك الأعلى، والشمس وضحاها؟ " وستأتي برقم (984).
وسيأتي من طريق مُحارب بن دِثار وحدَه برقمي (984) و (997).
وسيأتي من طريق عَمرو بن دينار برقم (835)، ومن طريق أبي الزُّبير برقم (998)، كلاهما عن جابر، بنحوه، ونذكرُ تخريجَ كلِّ في موضعه.
قال السِّنْديّ: قوله: عملتُ على ناضح لي؛ النَّاضحُ من الإبل الذي يُسْتَقَى عليه، يريد أنه صاحبُ عمل شديد في النهار، ومن كان كذلك لا يُطيق القيامَ الطويل بالليل. "أَفَتَّانٌ" مبالغة الفاتن، أي: أقاصِدٌ أن تُوقِعَ الناسَ في الفتنة والمشقَّة على وجه الكمال؟ يعني أن هذا الفعل لا يفعلُه إلا مَن يقصدُ الفتنةَ بالناس.
(1)
في (ر) و (م) وهامش (ك): ولك.
(2)
إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابنُ سعيد، وابن شهاب: هو الزُّهريّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (908).
وهو في "موطأ" مالك 1/ 135، ومن طريقه أخرجه البخاري (689)، ومسلم (411):(80)، وأبو داود (601)، وابن حبان (2103). =
833 -
أخبرنا محمدُ بنُ العَلَاء
(1)
قال: حدَّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود
عن عائشةَ قالت: لمَّا ثَقُلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ جاءَ بلالٌ يُؤْذِنُهُ بالصَّلاة، فقال:"مُرُوا أبا بكر فَلْيُصَلِّ بالنَّاس". قالت: قلتُ: يا رسولَ الله، إنَّ أبا بكر رجلٌ أَسِيف، وإنَّه متى يقومُ
(2)
في مَقَامِك لا يُسْمِعُ النَّاسَ، فلو أَمَرْتَ عُمَرَ. فقال:"مُرُوا أبا بكر فَلْيُصَلِّ بالنَّاس". فقلتُ لحفصة: قولي له، فقالت له، فقال:"إِنَّكُنَّ لَأَنتنَّ صَوَاحِباتُ يوسف، مُرُوا أبا بكر فَلْيُصَلِّ بالنَّاس". قالت: فأمَرُوا أبا بكر، فلمَّا دخلَ في الصَّلاة؛ وَجَدَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من نفسِه خِفَّةً؛ قالت: فقامَ يُهَادَى بين رَجُلَيْن، ورِجْلَاهُ تَخُطَّانِ في الأرض، فلمَّا
(3)
دخلَ المسجدَ؛ سمعَ أبو بكر حِسَّهُ، فذهَبَ لِيتأخَّرَ، فَأَوْمَأَ إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ قُمْ كما أنت. قالت: فجاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى قامَ عن يسارِ أبي بكر جالسًا، فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بالنَّاس جالسًا وأبو بكر قائمًا، يَقْتدِي أبو بكر برسول الله صلى الله عليه وسلم، والنَّاسُ يَقْتَدُونَ بصلاةِ أبي بكر، رضي الله عنه
(4)
.
= ونقل البخاري بإثر الحديث عن الحُميديّ قال: قولُه: "إذا صلَّى جالسًا فصلُّوا جلوسًا"، هو في مرضه القديم، ثم صلَّى بعد ذلك النبيُّ صلى الله عليه وسلم جالسًا والناسُ خلفه قيامًا لم يأمرهم بالقعود، وإنما يُؤخذُ بالآخِرِ فالآخِرِ من فعلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وسلف من طريق ابن عُيينة، عن الزهري، به، برقم (794)، وسيأتي برقم (1061).
(1)
بعدها في هامش (ك): أبو كُريب.
(2)
في هامش (ك): يقم. (نسخة). قال السندي: وهو الأظهر لكون "متى" من أدوات الشرط الجازمة للمضارع، ووجه الرفع أنها أُهملت حملًا على "إذا"، كما تعمل "إذا" حملًا على "متى".
(3)
في (م): قالت فلما ....
(4)
إسناده صحيح، أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضَّرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وإبراهيم: هو ابنُ يزيد النَّخَعيّ، والأسود: هو ابن يزيد النَّخَعي، وهو في "السُّنن =
834 -
أخبرنا العبّاسُ بنُ عبد العظيم العَنْبَريُّ قال: حدَّثنا عبدُ الرَّحمن بنُ مهديّ قال: حدَّثنا زائدة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عُبيد الله بن عبد الله قال:
= الكبرى" برقم (909).
وأخرجه أحمد (25876)، والبخاري (713)، ومسلم (418):(95)، وابن ماجه (1232)، وابن حبان (2121)(مختصرًا) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقد تفرَّد أبو معاوية بذكر جُلوسه صلى الله عليه وسلم على يسار أبي بكر، قال ابن رجب في "فتح الباري" 6/ 71: وأبو معاوية وإن كان حافظًا لحديث الأعمش خصوصًا؛ إلا أنَّ تَرْكَ أصحاب الأعمش لهذه اللفظة عنه تُوقعُ الرِّيبة فيها.
وأخرجه أحمد (25761)، والبخاري (664) و (712)، ومسلم (418):(96)، وابن ماجه (1232)، وابن حبان (2120) من طرق، عن الأعمش، به، وفي هذه الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس إلى جَنْب أبي بكر، ولفظُ آخره في رواية البخاري (664): قيل للأعمش: وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناسُ يصلون بصلاة أبي بكر؟ فقال برأسه: نعم.
وقد نقل ابن رجب في "فتح الباري" 6/ 77 عن القاسم بن محمد قوله: عُظم الناس يقول: أبو بكر كان هو المقدَّم، يعني في الإمامة. ثم قال: وعلماء المدينة على هذا القول، وهم أعلمُ الناس بهذه القصة.
وأخرجه أحمد (24647) و (25258) و (25663) و (25943) و (26323)، والبخاري (679) و (683) و (716) و (3384) و (7303)، ومسلم (418):(97)، وابن ماجه (1233) وابن حبان (6601) من طريق عروة، وأحمد (25917)، والبخاري (682)، ومسلم (418):(94)، والمصنف في "السُّنن الكبرى"(9228) من طريق حمزة بن عبد الله بن عمر، كلاهما عن عائشة، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، ودون ذكر صلاة أبي بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض هذه الروايات.
وينظر الحديث الآتي بعده، والسالف رقم (786).
قال السِّندي: "أَسِيف" كحزين، لفظًا ومعنًى، "صواحبات يوسف" أي مثلهنَّ في كثرة الإلحاح، "فلمَّا دخلَ في الصلاة وجدَ" أي: فلما دخل في أن يصلي بالناس، أي: في منصب الإمامة وتقرَّرَ إمامًا لهم واستمرَّ على ذلك أيامًا؛ وَجَدَ النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خِفَّة في بعض الأيام
…
وليس المراد أنه حين دخل في تلك الصلاة التي جرى في شأنها الكلام وجد في =
دخلتُ على عائشةَ فقلت: ألا تُحَدِّثِيني عن مَرَضِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: لمَّا ثَقُلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أَصَلَّى النَّاس؟ ". قلنا
(1)
: لا، وهم ينتظرونك يا رسولَ الله. فقال: "دَعُوا لي
(2)
ماءً في المِخْضَب". ففعلنا
(3)
، فاغتسلَ، ثم ذهبَ لِيَنُوء، فأُغْمِيَ عليه، ثم أفاقَ فقال:"أَصَلَّى النَّاس؟ " قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسولَ الله. فقال:"دَعُوا لي ماءً في المِخْضَب". ففعلنا، فاغتسلَ، ثم ذهبَ لِيَنُوء، ثم أُغْمِيَ عليه، ثم قال في الثالثة مثلَ قوله، قالت: والنَّاسُ عُكُوفٌ في المسجد ينتظرون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء، فأرسلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر أنْ صَلِّ
(4)
بالنَّاس، فجاءه الرَّسول فقال: إِنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يأمرُك أنْ تُصَلِّيَ بالنَّاس، وكان أبو بكر رجلًا رقيقًا، فقال: يا عُمر، صَلِّ بالنَّاس. فقال: أنتَ أَحَقُّ بذلك. فصَلَّى بهم أبو بكر تلك الأيَّام، ثم إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وَجَدَ من نفسه خِفَّةً، فجاء يُهَادَي
(5)
بين رجلين -أحدُهما العبَّاس- لصلاة الظُّهر، فلمّا رآه أبو بكر ذهبَ ليتأخَّرَ، فأومأَ إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن لا يتأخَّر، وأمرَهما فأجلساه إلى جَنْبِه، فجعل أبو بكر
= أثنائها خِفَّة من نفسه، فلا يُنافي هذه الروايةَ الرواياتُ الأُخرى لهذا الحديث. "يُهادَى" على بناء المفعول، أي: يمشي بينهما معتمدًا عليهما في المشي. "تَخُطَّان" لأنه لا يقدرُ على رفعهما لضعفه.
(1)
في (ك) و (م): فقلنا.
(2)
كذا في (ر) و (ق) و (ك) و (م) و (يه): دَعُوا لي (ومثلُه في الموضع الثاني)، وشَرَحَ عليها السِّنْدي بقوله: أي: اتركُوا لي. وفي (هـ): ضَعُوا لي، وهو كذلك في "السُّنن الكبرى" للمصنِّف (910) ومصادر الحديث.
(3)
في هامش (هـ): ففُعل. (نسخة).
(4)
في (م) وهامش (ك): يصلي.
(5)
في (ر): يتهادى.
يصلِّي قائمًا، والنَّاسُ يُصَلُّون بصلاة أبي بكر، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي قاعدًا. فدخلتُ على ابن عبَّاس فقلتُ: ألا أعرِضُ عليك ما حَدَّثَتْني عائشةُ عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. فَحَدَّثْتُهُ، فما أنكرَ منه شيئًا غيرَ أنَّه قال: أَسَمَّتْ لك الرَّجلَ الذي كان مع العبَّاس؟ قلت: لا. قال: هو عليٌّ، رضي الله عنه
(1)
(2)
.
(1)
بعدها في (ر) و (م): قال أبو عبد الرحمن: موسى بن أبي عائشة ثقة.
(2)
إسناده صحيح، زائدة: هو ابنُ قُدامة، وعُبيد الله بن عبد الله: هو ابنُ عُتْبَة بن مسعود، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (910).
وأخرجه أحمد (5141) و (26137) عن عبد الرحمن بن مهديّ، بهذا الإسناد. وهو في "علل" أحمد (5350) و (5384) بلفظ: فصلَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم خلف أبي بكر قاعدًا، وأبو بكر يصلّي بالناس وهو قائم يصلي، وقال أحمد: أخطأ عبد الرحمن في هذا الموضع، أو يكون زائدة أخطأ لعبد الرحمن
…
والصواب ما قال عبد الصمد ومعاوية. اهـ. وسيأتي.
فأخرجه أحمد (26138) عن عبد الصمد بن عبد الوارث ومعاوية بن عَمرو، والبخاري (687) ومسلم (418):(90) عن أحمد بن عبد الله بن يونس، وابنُ حبان (2116) من طريق حُسين بن علي، و (6602) من طريق حمَّاد بن أسامة، خمستُهم عن زائدة، به، وعندهم: فجعلَ أبو بكر يصلِّي وهو قائم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناسُ يصلُّون بصلاة أبي بكر، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم قاعد. (لفظ أحمد).
وقد رجَّح الإمام أحمدُ هذه الروايةَ على رواية ابن مهدي كما سلف، ونقله عنه أيضًا ابنُ رجب في "فتح الباري" 6/ 76، ثم قال: وليس ائتمام أبي بكر بالنبيّ صلى الله عليه وسلم صريحًا في أنه كان مأمومًا، بل يحتمل أنه كان يُراعي في تلك الصلاة حالَ النبيّ صلى الله عليه وسلم وضَعْفَه وما هو أهون عليه كما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم لعثمانَ بنِ أبي العاص لمَّا جُعل إمامَ قومه:"اقتد بأضعفهم"، أي: راعِ حالَ الأضعف، وصلّ صلاة لا تشقّ عليهم.
وأخرجه أحمد (24061) و (24103) و (25914)، والبخاري (198) و (665) و (2588) و (4442) و (5714)، ومسلم (418):(91) و (92)، وابن ماجه (1618) من طريق ابن شهاب الزُّهريّ، عن عُبيد الله بن عبد الله، به، دون ذكر صلاة النبيّ صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر، وبعضهم يزيد فيه على بعض. وينظر الحديث السالف قبله. =
41 - باب اختلاف نيَّة الإمام والمأموم
835 -
أخبرنا محمدُ بنُ منصور قال: حدَّثنا سفيان، عن عَمْرو قال:
سمعتُ جابرَ بنَ عبد الله يقول: كان معاذٌ يصلِّي مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثم يرجعُ إلى قومه يَؤُمُّهُمْ، فأخَّرَ ذاتَ ليلةٍ الصَّلاةَ، وصَلَّى مع النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثم رَجَعَ إلى قومه يَؤُمُّهُمْ، فقرأَ سورة
(1)
البقرة، فلمَّا سَمِعَ ذلك
(2)
رجلٌ من القوم
(3)
تأخَّرَ فصَلَّى، ثم خرج، فقالوا: نافقتَ يا فلان. فقال: واللهِ ما نافقتُ، ولَآتِيَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأُخبِرُه. فأتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، إنَّ معاذًا يصلِّي معك ثم يأتينا فيَؤُمُّنا، وإِنَّكَ أَخَرْتَ الصَّلاةَ البارحةَ، فصلَّى معك، ثم رَجَعَ فأَمَّنا، فاستَفْتَحَ بسورة البقرة، فلمَّا سمعتُ ذلك تأخَّرْتُ فصلَّيْتُ، وإِنَّما نحن أصحابُ نَوَاضِحَ نعملُ بأيدينا، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"يا معاذ، أفَتَانٌ أَنتَ؟! اقرأ بسورة كذا وسورة كذا"
(4)
.
= قوله: "المِخْضَب" أي: المِرْكَن (وعاء يُغسل فيه الثياب)، "لِينُوءَ" أي: ليقومَ بمشقَّة. قاله السَّندي.
(1)
في (م) وهامش (ك): بسورة.
(2)
لفظة "ذلك" من (ر) و (م)، وهي نسخة في هامش (ك).
(3)
في (ق): الأنصار.
(4)
إسناده صحيح، محمد بن منصور: هو الجوَّاز المكّيّ، وسفيان: هو ابنُ عُيينة، وعَمْرو: هو ابنُ دينار المكّيّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (911).
وأخرجه أحمد (14307)، ومسلم (465):(178)، وأبو داود (600)(مختصرًا) و (790)، وابن حبان (1840) و (2400) و (2402)(مختصرًا) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد، وقرن ابنُ حبان في الرواية (1840) بعمرو بن دينار أبا الزُّبير، وستأتي روايته برقم (998).
وعند مسلم: قال سفيان: فقلتُ لعمرو: إن أبا الزُّبير حدَّثنا عن جابر أنه قال: اقرأ "والشمس وضحاها""والضحى""والليل إذا يغشى" و "سبح اسم ربك الأعلى" فقال عمرو: =
836 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ
(1)
قال: حدَّثنا يحيى، عن أشعث، عن الحَسَن
عن أبي بَكْرَة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّه صَلَّى صلاةَ الخَوْف، فصَلَّى بالذين خلفَهُ ركعتَيْن، وبالذين جاؤوا ركعتَيْن، فكانت للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أربعًا، ولهؤلاء ركعتَيْن ركعتَيْن
(2)
.
= نحو هذا.
وأخرجه أحمد (14960)، والبخاري (700) و (701) و (711) و (6106)، ومسلم (465):(180) و (181)، والترمذي (583)، وابن حبان (1524) و (2403) من طرق، عن عَمرو بن دينار، بنحوه، وبعضُها مختصر.
وسلف من طريق محارب بن دِثار وأبي صالح السمَّان، عن جابر، برقم (831).
(1)
في هامشي (ك) و (هـ): بشر بن هلال. (نسخة). وعليها علامة الصحة في (ك)، وقد أشار المِزِّي إلى هذه النسخة في "تحفة الأشراف" 9/ 41.
(2)
صحيح لغيره، رجالُه ثقات، وفي سماع الحسن -وهو البصري- من أبي بَكْرَة خلاف، فمنهم من أثبته، كالبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 56، وخرَّجَ له من روايته عن أبي بَكْرَة في "صحيحه"، ومنهم من نفاه كالدارقطني وغيره، غير أنَّ الحسن لم يُصَرِّح في هذا الحديث بسماعه من أبي بكرة، وهو مدلّس. يحيى: هو ابنُ سعيد القطّان، وأشعث: هو ابنُ عبد الملك الحُمْرَاني، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (1956) بمثل هذا الإسناد، وبرقم (912) عن بشر بن هلال، عن يحيى، به، ولفظه مثل لفظ الرواية هنا، ممَّا يُرجّح أن يكون شيخ المصنّف في هذه الرواية هو بشر بن هلال، ولا يضرُّ هذا الاختلاف، فكلاهما ثقة.
وأخرجه أحمد (20408) عن يحيى القطَّان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد أيضًا (20497)، وأبو داود (1248)، والمصنِّف كما سيأتي برقم (1551)، وابنُ حبان (2881) من طرق، عن أشعث، به، وعندهم السلام من كل ركعتين.
قال أبو داود: وبذلك كان يُفتي الحسن.
وقد خُولف أشعثُ في روايته عن الحَسَن؛ فرواه قتادة (وغيرُه) عن الحسن، عن جابر، كما سيأتي برقم (1552)، وفيه السلام من كل ركعتين.
وقد صحَّ الحديث من رواية يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، عن جابر، كما في "مسند" أحمد (14928)، و "صحيح" مسلم (843)، وعلَّقه البخاري في "صحيحه" =
42 - باب فضل الجماعة
837 -
أخبرنا قتيبةُ، عن مالك، عن نافع
عن ابن عمر، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"صلاةُ الجماعةِ تَفْضُلُ على صلاةِ الفَذِّ بِسَبْعٍ وعشرينَ درجةً"
(1)
.
838 -
أخبرنا قتيبةُ، عن مالك، عن ابن شِهاب، عن سعيد بن المسيِّب
عن أبي هريرة أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلاةُ الجماعةِ أفْضَلُ من صلاة
= (4136) بصيغة الجزم عن أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، به، وليس فيه ذكر السلام من كل ركعتين.
وقد حمل بعضُهم الروايات التي لم يُذكر فيها التسليم من كلّ ركعتين على الروايات التي ذُكر فيها ذلك، وفيه أقوال للفقهاء في اقتداء المفترض بالمتنفّل، واقتداء القاصر بالمتمّ في السفر، ينظر "فتح الباري" لابن رجب 8/ 373 - 375.
وسيأتي الحديث من طريق خالد بن الحارث، عن أشعث، به، برقم (1551)، وسيتكرَّر بسنده ومتنه برقم (1555).
(1)
إسناده صحيح، قتيبة: هو ابنُ سعيد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (913).
وهو في "موطأ" مالك 1/ 129، ومن طريقه أخرجه أحمد (5332) و (5921) و (6455)، والبخاري (645)، ومسلم (650):(249)، وابن حبان (2052) و (2054).
وأخرجه أحمد (4670) و (5779)، والبخاري (649)، ومسلم (650):(250)، والترمذي (215)، وابن ماجه (789) من طرق، عن نافع، بهذا الإسناد، وفي رواية لمسلم: بضعًا وعشرين، وهي ليست مغايرة لرواية الحفاظ -كما ذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 12/ 132 - لصدقِ السَّبْعِ على البِضْع.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح
…
وعامَّةُ من رَوَى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم إنما قالوا: "خمس وعشرين إلا ابنَ عُمر قال: "بسبع وعشرين".
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": اختُلف في أيِّهما أرجح، فقيل: رواية الخمس لكثرة رواتها، وقيل: رواية السَّبْع، لأن فيها زيادةً مِنْ عَدْلٍ حافظ
…
وينظر تتمة كلامه.
أحَدِكُم وَحْدَهُ خمسًا
(1)
وعشرين جزءًا"
(2)
.
839 -
أخبرنا عُبيدُ الله بنُ سعيد قال: حدَّثنا يحيى بنُ سعيد، عن عبد الرَّحمن بن عمَّار قال: حدَّثني القاسمُ بنُ محمد
عن عائشة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "صلاةُ الجماعة تَزِيدُ على صلاة الفَذِّ خمسًا وعشرين
(3)
"
(4)
.
(1)
في: (ر): بخمس، وجاء في هامش (ك) نسختان: بخمس، خمسة، وفي (ق) خمس.
(2)
إسناده صحيح، ابنُ شِهاب: هو الزُّهري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (914).
وهو في "موطأ" مالك 1/ 129، ومن طريقه أخرجه أحمد (10121) و (10305)، ومسلم (649):(245)، والترمذي (216)، وابنُ حبان (2053).
وأخرجه أحمد (7584)، وابن ماجه (787) من طريق إبراهيم بن سعد، وأحمد أيضًا (9150) من طريق أبي أويس، كلاهما عن ابن شهاب الزّهريّ، به.
وأخرجه أحمد (7612) و (8349) و (9860) و (10299)، و (10504) و (10742)، ومسلم (649):(247) و (248)، وابن ماجه (786)، وابن حبان (2051) من طرق عن أبي هريرة، بنحوه، وفي بعضها:"سبعًا وعشرين".
وجاء في رواية أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا: "صلاةُ الرجل في جماعة تزيدُ على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعًا وعشرين درجة، وذلك أنَّ أحدهم إذا توضَّأ فأحسنَ الوُضُوءَ ثم أتى المسجدَ
…
" الحديث، أخرجه أحمد (7430)، والبخاري (477) و (647) و (2119)، ومسلم (649):(272)، وأبو داود (559)، وابن حبان (2043).
وسلف من طريق الزُّبيدي، عن الزُّهريّ، به، بأطولَ منه، برقم (486).
(3)
بعدها في (هـ): درجة، وعليها علامة نسخة.
(4)
إسناده صحيح، عُبيد الله بن سعيد: هو أبو قُدامة السَّرخسيّ، ويحيى بن سعيد: هو القطّان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (915).
وأخرجه أحمد (24221) عن يحيى بن سعيد القطَّان، بهذا الإسناد.
قال أبو نعيم في "حلية الأولياء" 8/ 386: غريب من حديث القاسم، لم يروه فيما أعلم إلا عبد الرحمن بن عمَّار.
43 - باب الجماعة إذا كانوا ثلاثة
840 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا أبو عَوَانة، عن قتادة، عن أبي نَضْرَة
عن أبي سعيد قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كانوا ثلاثةً فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُم، وأَحَقُّهُمْ بالإمامة أقرؤُهُمْ"
(1)
.
44 - باب الجماعة إذا كانوا ثلاثةً: رجل وصبيّ وامرأة
841 -
أخبرنا محمدُ بنُ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ قال: حدَّثنا حَجَّاج
(2)
، قال ابنُ جُرَيْج: أخبرني زياد، أنَّ قَزَعَةَ -مولّى لعبد القَيْس- أخبرَه أنَّه سمعَ عِكرمةَ قال:
قال ابنُ عبَّاس: صلَّيْتُ إلى جَنْبِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وعائشةُ خَلْفَنا تُصلِّي معَنا، وأنا إلى جَنْبِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أُصَلِّي معه
(3)
.
45 - باب الجماعة إذا كانوا اثنَيْن
842 -
أخبرنا سُوَيْدُ بنُ نَصْر قال: حدَّثنا عبدُ الله -وهو ابنُ المبارك
(4)
- عن عبد المَلِك بنِ أبي سُليمان، عن عطاء
عن ابن عبَّاس قال: صَلَّيْتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقُمْتُ عن يساره فأخذَني
(1)
إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابنُ سعيد، وأبو عَوَانة: هو الوضَّاح بنُ عبد الله اليَشْكُريّ، وقتادة: هو ابنُ دِعامة السَّدوسيّ، وأبو نَضْرَة: هو المنذر بنُ مالك العَبْديّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (916).
وأخرجه مسلم (672) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به، برقم (782).
(2)
في (م): حدَّثنا حجَّاج قال. وهي كذلك في مكرَّره (804).
(3)
إسناده حسن من أجل قَزَعَة، وهو مكرَّر الحديث (804) بإسناده ومتنه.
(4)
قوله: وهو ابن المبارك، من (ر) و (م).
بيدِهِ
(1)
اليُسرى، فأقامَني
(2)
عن يمينِه
(3)
.
843 -
أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود قال: حدَّثنا خالدُ بنُ الحارث، عن شعبة، عن أبي إسحاق أنّه أخبرهم، عن عبد الله بن أبي بَصِير، عن أبيه -قال شعبة: وقال أبو إسحاق: وقد سمعتُه منه ومن أبيه- قال:
سمعتُ أُبَيَّ بنَ كَعْب يقول: صَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومًا صَلاةَ الصُّبح، فقال:"أَشَهِدَ فلانٌ الصَّلاة؟ " قالوا: لا. قال: "ففلان؟ " قالوا: لا. قال: "إنَّ هاتَيْن الصَّلاتَيْن من أثقل الصَّلاةِ على المنافقين، ولو يعلمون ما فيهما لَأَتَوْهُما ولَوْ حَبْوًا، والصَّفُّ الأوّل على مِثْلِ صَفِّ الملائكة، ولو تعلمون فضيلتَهُ لا بتَدَرْتُمُوه، وصلاةُ الرَّجُلِ مع الرَّجُلِ أَزْكَى من صلاته وَحْدَهُ، وصلاةُ الرَّجُلِ مع الرَّجُلَيْن أزكى من صلاتِهِ مع الرَّجُلِ، وما كانوا أكثَرَ فهو أحَبُّ إلى الله عز وجل"
(4)
.
(1)
في (ر) و (م): فأخذ بيدي.
(2)
في هامش (ك): حتى أقامني.
(3)
حديث صحيح، عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه بأطولَ منه أحمد (2245) و (3243)، ومسلم (763) بإثر (193)(ولم يسق لفظه)، وأبو داود (610) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (3479)، ومسلم (763):(192)(193) من طريق ابن جُريج وقيس بن سعد، عن عطاء، به.
وسلف من طريق كُريب عن ابن عباس برقم (442).
(4)
حديث حسن، وبعضُه صحيح لغيره. عبد الله بن أبي بَصِير تفرَّدَ بالرواية عنه أبو إسحاق -وهو عَمْرُو بنُ عبد الله السَّبِيعيّ- وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 15، وهو متابَع بأبيه أبي بصير، وهو قد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"(كما في "التهذيب")، وذكر ابن حجر في "تهذيبه" عن ابن عُيينة أنه بكر بن وائل التيميّ، وأن مسيلمة مسحَ على وجهه وهو =
46 - باب الجماعة للنّافلة
844 -
أخبرنا نَصْرُ بنُ عليٍّ قال: أخبرنا عبدُ الأعلى قال: حدَّثنا مَعْمَر، عن الزُّهْريّ، عن محمود
عن عِتْبانَ بنِ مالك أنَّه قال: يا رسولَ الله، إِنَّ السُّيولَ لَتَحُولُ بيني وبين مَسْجِدِ قومي، فأُحِبُّ أنْ تأتيَني فتُصَلِّيَ في مكان من بيتي أتَّخِذُهُ مسجدًا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"سنفعل". فلمَّا دخلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال: "أين
= صغير، فعميَ، فكنَّوه أبا بصير على القلب. وقد صحَّح هذا الحديثَ ابنُ معين وابنُ المدينيّ والذُّهليّ كما في "المستدرك" 1/ 249، وأورده الضياء المقدسي في "المختارة"(1196)، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (919).
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "مسند" أبيه (21267) عن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي، وابنُ حبان (2057) من طريق عبد الله بن عبد الوهَّاب الحَجَبي، كلاهما عن خالد ابن الحارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (21265) عن محمد بن جعفر، وأبو داود (554) عن حفص بن عمر، وابن حبان (2056) من طريق محمد بن كثير، ثلاثتهم عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الله ابن أبي بَصِير، عن أُبَيّ بن كعب، دون ذكر أبي بصير في الإسناد. والطريقان محفوظان، ينظر "السُّنن الكبرى" للبيهقي 3/ 68.
وللحديث طرق أخرى، ينظر "مسند" أحمد (1266)
…
(21274)، والتعليق عليها.
وأخرج ابنُ ماجه (790) من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أُبيّ بن كعب مرفوعًا:"صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاة الرجل وحده أربعًا وعشرين -أو خمسًا وعشرين- درجة".
ولقوله: "إن هاتين الصلاتين"
…
إلى قوله: "لأتوهما ولو حَبْوًا" شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حَبْوًا" أخرجه البخاري (657)، ومسلم (651):(252).
ولقوله: "ولو تعلمون فضيلته لا بتدرتموه" شاهد من حديث أبي هريرة سلف برقم (540).
تُريد؟ "، فأشَرْتُ إلى ناحيةٍ من البيت، فقامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فصَفَفْنا خلفَه، فصلَّى بنا ركعتَيْن
(1)
.
47 - باب الجماعة للفائت من الصَّلاة
845 -
أخبرنا عليُّ بنُ حُجر قال: أخبرنا إسماعيل، عن حُمَيْد
عن أنس قال: أقبلَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بوجهه حين قامَ إلى الصَّلاة قبل أن يُكَبِّر، فقال:"أَقِيمُوا صُفوفَكُم وتَرَاصُّوا؛ فإنِّي أراكُم من وراء ظهري"
(2)
.
846 -
أخبرنا هنَّادُ بنُ السَّريّ قال: حدَّثنا أبو زُبيد -واسمُه عَبْثَرُ بنُ القاسم- عن حُصَين، عن عبدِ الله بنِ أبي قتادة
عن أبيه قال: كُنَّا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إِذْ قالَ بعضُ القوم: لو عَرَّسْتَ بنا يا رسولَ الله، قال:"إنِّي أخافُ أن تنامُوا عن الصَّلاة". قال بلال: أنا أحفَظُكُم. فاضْطَجَعُوا فنامُوا، وأسندَ بلالٌ ظهرَه إلى راحلته، فاستيقظَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقد طَلَعَ حاجبُ الشَّمس فقال:"يا بلال، أينَ ما قلتَ؟ "
(1)
إسناده صحيح، عبد الأعلى: هو ابنُ عبد الأعلى، ومَعْمَر: هو ابنُ راشد، ومحمود: هو ابنُ ربيع، وهو في "السُّنن الكبرى"(920).
وأخرجه مطولًا أحمد (16482) عن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (16483) و (23770) و (23772)، ومسلم (33):(264)(بعد الحديث 657)، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به.
وسلف برقم (788) من طريق مالك، عن الزُّهريّ، به.
وسيرد برقم (1327) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به.
(2)
إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابنُ جعفر، وحُميد: هو الطويل، وهو مكرَّر الحديث (814) بإسناده ومتنه، ولم يرد في (م) في هذا الموضع، وجاء في هامش (ك) وأُشير إليه بنسخة، وهو هناك أنسب للترجمة، وجاء في هامش (ك) في ذاك الموضع الإشارة إلى ذلك.
قال: ما أُلْقِيَتْ
(1)
عليَّ نَوْمَةٌ مثلُها قطُّ. قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ عز وجل قبضَ أرواحَكُم حين شاء، فرَدَّها حين شاء، قُمْ يا بلال، فَآذِنِ النَّاسَ بالصَّلاة". فقام بلال فأذَّنَ فتَوضَّؤُوا، يعني حين ارتفعت الشَّمس، ثم قام فصلَّى بهم
(2)
.
48 - باب التَّشديد في ترك الجماعة
847 -
أخبرنا سُويدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المبارك، عن زائدةَ بنِ قُدامةَ قال: حدَّثنا السَّائبُ بنُ حُبَيْش الكَلَاعِيُّ، عن مَعْدَانَ بنِ أبي طلحةَ اليَعْمُريِّ قال:
قال لي أبو الدَّرداء: أينَ مَسْكَنُك؟ قلت: في قريةٍ دُوَيْن حِمْصَ، فقال أبو الدَّرْدَاء: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بَدوٍ لا
(3)
تُقامُ فيهم الصَّلاةُ إِلَّا قدِ
(4)
اسْتَحْوَذَ عليهم الشَّيطان، فعليكُم
(5)
بالجماعة،
(1)
في (ر) و (هـ) ونسخة بهامش (ك): ثقُلت.
(2)
حديث صحيح، حُصَيْن: هو ابن عبد الرحمن السُّلَميّ، وسماعُ عَبثر منه بعد اختلاطِه، وقد توبع، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (921).
وأخرجه أبو داود (440) عن هنَّاد بن السَّرِيّ، بهذا الإسناد، ولم يسُق لفظه، وأحال على ما قبله.
وأخرجه أحمد (22611)، والبخاري (7471) والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(11384) من طريق هُشيم، والبخاري (595) من طريق محمد بن فُضَيْل، وأبو داود (439) مختصرًا من طريق خالد بن عبد الله الواسطيّ، ثلاثتهم عن حُصين بن عبد الرحمن، به.
وسلف مختصرًا من طرق (حمَّاد بن زيد وسليمان بن المغيرة وشعبة) عن ثابت، عن عبد الله ابن رباح، عن أبي قتادة، بالأرقام:(615) و (616) و (617).
والتَّعريس: نزول المسافر آخر الليل نزلة للنوم والاستراحة. "النهاية"(عرس).
(3)
في (ك) و (م): ولا.
(4)
فوق لفظة "قد" في (هـ) علامة نسخة.
(5)
في هامش (ك): فعليك. (نسخة).
فإِنَّما يأكلُ الذِّئبُ القاصِيةَ". قال السَّائب: يعني بالجماعةِ الجماعةَ في الصَّلاة
(1)
.
49 - باب التَّشديد في التَّخَلُّف عن الجماعة
848 -
أخبرنا قتيبةُ، عن مالك، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج
عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده، لقد هَمَمْتُ أنْ آمُرَ بحَطَبٍ فيُحْطَبَ
(2)
، ثم آمُرَ بالصَّلاة فيُؤَذَّنَ لها، ثم آمُرَ رجلًا فيَؤُمَّ النَّاسَ، ثم أُخالِفَ إلى رجال، فأُحَرِّقَ عليهم بيوتَهم، والذي نفسي بيده، لو يعلمُ أحدُهم أنَّه يَجِدُ عَظْمًا سَمينًا، أو مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ، لَشَهِدَ العِشاء"
(3)
.
(1)
إسناده حسن، السَّائب بن حُبَيْش الكَلَاعي روى عنه اثنان، ووثَّقه العجلي، وذكره ابنُ حبَّان في "الثقات"، وقال الدارقطني: صالح الحديث، وبقية رجاله ثقات، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (922).
وأخرجه أحمد (21710) و (21711) و (27514)، وأبو داود (547)، وابن حبان (2101)، من طرق، عن زائدة بن قُدَامة، بهذا الإسناد.
(2)
في (ر) و (م): فيُحتطب.
(3)
إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابنُ سعيد، وأبو الزِّناد: هو عبدُ الله بنُ ذكوان، والأعرج: هو عبدُ الرحمن بنُ هُرْمُز، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (923).
وهو في "موطَّأ" مالك 1/ 129 - 130، ومن طريقه أخرجه البخاري (644)، و (7224)، وابن حبان (2096).
وأخرجه أحمد (7328)، ومسلم (651):(251)، من طريق سفيان بن عُيينة، عن أبي الزِّناد، بهذا الإسناد، وعند مسلم:"إذًا لَشَهِدَ الصلاة"، وقال سفيان مرَّةً:"العِشاء".
وأخرجه أحمد (7916) و (7984) و (8149) و (8796) و (8890) و (8903) و (9383) و (9486) و (10217) و (10803) و (10877) و (10935)، والبخاري (657) و (2420)، ومسلم (651):(252) و (253)، وأبو داود (548) و (549)، والترمذي (217)، وابن ماجه (791)، وابن حبان (2097) و (2098)، من طرق، عن أبي هريرة، بنحوه، وفي بعض هذه =
50 - باب المحافظة على الصَّلَوَات حِيثُ يُنَادَى بِهِنَّ
849 -
أخبرنا سُويدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المبارك، عن المَسْعُوديّ، عن عليِّ بن الأَقْمَر، عن أبي الأَحْوص
عن عبد الله، أنَّه كان يقول: "مَنْ سَرَّه أن يَلْقَى الله عز وجل غدًا مُسلمًا؛ فليُحَافِظُ على هؤلاء الصَّلَوَاتِ الخَمْس حيثُ يُنَادَى بهنّ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل شَرَعَ لنبيِّهِ صلى الله عليه وسلم سُنَن الهُدى، وإنَّهنَّ من
(1)
سُنن الهُدَى
(2)
، وإِنِّي لا أَحْسَبُ منكم أحدًا إلا له مَسْجِدٌ يُصَلِّي فيه في بيته، فلو
(3)
صَلَّيتُم في بيوتكم وتركتُم مساجدَكم؛ لَتَرَكْتُم سنَّةَ نبيِّكم، ولو تَرَكْتُم سنَّةَ نبيِّكُم لَضَلَلْتُم، وما من عبدٍ مُسلمٍ يتوضَّأُ فيُحْسِنُ الوُضوءَ، ثم يمشي إلى صلاة إلا كتبَ اللهُ عز وجل له بكلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها حسنةً، أو يرفعُ
(4)
له بها درجةً، أو يُكَفِّرُ عنه بها خطيئةً، ولقد رأيتُنا نُقارِبُ بينَ الخُطا، ولقد رأيتُنا وما يتخلَّفُ عنها إلا منافقٌ معلومٌ نفاقُه، ولقد رأيتُ الرَّجُلَ يُهَادَى بين الرَّجُلَين حتى يُقامَ في الصَّفِّ"
(5)
.
= الروايات زيادة، وبعضُها مختصر.
قوله: "مِرْمَاتَيْن": تثنية: مِرْماة، وهي ظِلْفُ الشَّاة، وقيل: سهم صغير يُتَعلَّم به الرمي، وهو أحقر السِّهام. قاله السِّندي.
(1)
في (م): لمن.
(2)
ضبطت في (ك): سَنن الهَدْي. (في الموضعين).
(3)
في (ر): ولو.
(4)
في (ر) و (ك): ويرفع، وفي هامش (ك): أو.
(5)
صحيح عن ابن مسعود، وبعضه مرفوع، رجالُه ثقات، المَسْعُودي: هو عبد الرحمن ابن عبد الله بن عُتبة بن عبد الله بن مسعود، وقد اختلط، ولم يتبيَّن لي متى روى ابنُ المبارك عنه، وقد توبع هو والمسعودي، كما سيأتي، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك الجُشميّ، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (924). =
850 -
أخبرنا إسحاقُ بن إبراهيمَ قال: حدَّثنا مروانُ بن معاويةَ قال: حدَّثنا عُبيدُ الله ابنُ عبد الله بن الأصَمّ، عن عمِّه يزيدَ بنِ الأصمّ
عن أبي هريرة قال: جاء أعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنَّه ليس لي قائدٌ يقودُني إلى الصَّلاة، فسألَه أن يُرَخِّص له أن يُصَلِّيَ
(1)
في بيته، فأَذِنَ له، فلمَّا ولَّى دعاه قال له
(2)
: "أتسمعُ
(3)
النِّداء بالصَّلاة؟ " قال: نعم. قال: "فأجِبْ
(4)
"
(5)
.
= وأخرجه أحمد (4355) عن أبي قَطَن عَمرو بن الهيثم البصريّ، وأبو داود (550) من طريق وكيع، كلاهما عن المسعودي، بهذا الإسناد، ورواية أحمد إلى قوله: لضللتُم، وفي رواية أبي داود تقديم وتأخير، وليس فيها قوله: "وما من عبد مسلم يتوضأ
…
" إلى قوله: "نقارب بين الخُطا". وأبو قَطَن ووكيع رويا عن المسعودي قبل اختلاطه.
وأخرجه أحمد (3936)، ومسلم (654):(257) من طريق أبي العُمَيْس عُتْبَةَ بنِ عبد الله ابن عُتبة المسعودي، وأحمد (3979) مختصرًا من طريق شريك النخعي، كلاهما عن عليّ بن الأقمر، به.
وأخرجه أحمد (3623)، وابن ماجه (777) من طريق إبراهيم بن مسلم الهَجَريّ، ومسلم (654)، وابنُ حبان (2100) من طريق عبد الملك بن عُمير، كلاهما عن أبي الأحوص، به، وقوله: "وما من عبد مسلم يتوضأ
…
" إلى قوله: خطيئة"، هو بنحوه مرفوع عند أحمد.
(1)
في (م): فيصلي.
(2)
في: (م): فقال له، وفي (ر): قال: فقال له.
(3)
في (م) وهامش: (ر) هل تسمع، وفي (ك): تسمع، وفي هامشها:"هل" و "أتسمع" نسختان.
(4)
في هامش (ك): فأجبه.
(5)
حديث صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (925).
وأخرجه مسلم (653) عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد، وقرنَ به قُتيبةَ بنَ سعيد وسويدَ بنَ سعيد ويعقوبَ الدورقي.
والأعمى: هو ابنُ أمِّ مكتوم رضي الله عنه كما جاء في الحديث التالي، وذكره النوويّ في "شرح صحيح مسلم" 5/ 155.
851 -
أخبرنا هارونُ بنُ زيدِ بنِ أبي الزَّرْقاء قال: حدَّثنا أبي قال: حدَّثنا سفيان. ح: وأخبرني عبدُ الله بنُ محمدِ بنِ إسحاق
(1)
قال: حدَّثنا قاسمُ بنُ يَزيدَ قال: حدَّثنا سفيان، عن عبد الرَّحمن بنِ عابِس، عن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى
عن ابن أمِّ مَكْتُوم أنّه قال: يا رسولَ الله، إنَّ المدينةَ كثيرة الهَوَامِّ والسِّباع.
قال: "هل تسمعُ حَيَّ على الصَّلاة، حَيَّ على الفَلاح؟ " قال: نعم. قال: "فحَيَّ هَلًا". ولم يُرخِّصْ له
(2)
.
51 - باب العُذْر في تَرْك الجماعة
852 -
أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن هشام بن عُروة، عن أبيه
أنَّ عبدَ الله بنَ أرقمَ كان يَؤُمُّ أصحابَه، فحَضَرَتِ الصَّلاةُ يومًا، فذهبَ
(1)
بعدها في هامش (ك): الأَذْرَميّ.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناده منقطع، سِنُّ عبد الرحمن بن أبي ليلى لا تقتضي السماع من ابن أمّ مكتوم، فإنه وُلد لستّ بقين من خلافة عمر، كما ذكر ابن القطَّان في "الوهم والإيهام" 2/ 551 - 552، ومات ابنُ أمّ مكتوم في آخر خلافة عمر. سفيان: هو الثوري، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (926).
وأخرجه أبو داود (553) عن هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، بهذا الإسناد، قال أبو داود: وكذا رواه القاسم الجَرْمي، عن سفيان.
وأخرجه أحمد (15490)، وأبو داود (552)، وابنُ ماجه (792) من طريق أبي رَزِين مسعود بن مالك الأسدي، عن ابن أمِّ مكتوم، بنحوه، وإسناده منقطع أيضًا، أبو رَزِين لم يسمع من ابن أمِّ مكتوم، كما في "جامع التحصيل" ص 343 عن ابن معين، وكذلك أنكرَ ابنُ القطَّان سماعَه منه كما في "تهذيب التهذيب".
وأخرجه أحمد (15491) من طريق عبد الله بن شدَّاد بن الهَاد، عن ابن أمّ مَكْتوم، بنحوه، وإسناده صحيح إن كان عبد الله بن شداد سمعه من ابن أمّ مكتوم.
وسلف قبله من حديث أبي هريرة، وهو حديث صحيح.
قوله: "فحيَّ هَلًا": هو كلمتان جُعلتا كلمة واحدة، "فحيَّ" بمعنى: أَقْبِل، و "هلا" بمعنى: أسرع. قاله ابن الأثير في "النهاية"(هلا).
لحاجتِهِ، ثم رجع، فقال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِذا وَجَدَ أَحدُكُم الغائطَ فليَبْدَأُ به قبلَ الصَّلاة"
(1)
.
853 -
أخبرنا محمدُ بنُ منصور قال: حدَّثنا سفيان، عن الزُّهريّ
عن أنس قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا حَضَرَ
(2)
العِشاءُ وأُقِيمتِ الصَّلاةُ فابدَؤُوا بالعَشَاء"
(3)
.
(1)
إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (927).
وهو في "موطأ" مالك 1/ 159، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (2071).
وأخرجه بنحوه أحمد (15959) و (16400)، وأبو داود (88)، والترمذي (142)، وابن ماجه (616) من طرق، عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: حديثٌ حسنٌ صحيح، هكذا روى مالك بنُ أنس ويحيى بنُ سعيد القطَّان وغيرُ واحد من الحفاظ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الأرقم، وروى وُهَيْبٌ وغيرُه، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن رجل، عن عبد الله بن الأرقم. اهـ. وبنحوه قال أبو داود، وروايةُ وُهيب أشبه عند البخاري كما نقل عنه الترمذي في "العلل الكبير"(81).
وقال ابنُ عبد البَرِّ في "التمهيد" 22/ 203: لم يُختلف عن مالك في إسنادِ هذا الحديث ولفظِه، واختُلف فيه عن هشام
…
إلخ، وذكر ابنُ عبد البر رواية وُهيب الآنفة الذكر، وأورد رواية عبد الرزاق (1761) للحديث، وفيها أن عروة قال: خرجنا في حجّ أو عمرة مع عبد الله ابن الأرقم
…
ثم قال: فهذا الإسناد يشهدُ بأنَّ رواية مالك ومن تابعه في هذا الحديث متصلة.
(2)
في (ر) و (م): إذا حضر أحدكم، وعلى لفظ "أحدكم" علامة النسخة في (م).
(3)
إسناده صحيح، محمد بن منصور: هو الجوَّاز المكّيّ، وسفيان: هو ابنُ عُيينة، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (928).
وأخرجه أحمد (12076)، ومسلم (557)، والترمذي (353)، وابن ماجه (933)، من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه أحمد (12645)، والبخاري (672)، ومسلم (557)، وابن حبان (2066) و (2068) من طرق، عن الزُّهريّ، به، وعندهم (غير أحمد): "إذا قُدِّم العَشاء فابدؤوا به قبل أن تصلُّوا المغرب
…
" لفظ البخاري، ولفظ ابن حبان (2086): "إذا أُقيمت الصلاة وأحدُكم صائم فليبدأ بالعَشاء قبل صلاة المغرب
…
". =
854 -
أخبرنا محمدُ بنُ المثنَّى قال: حدَّثنا محمدُ بنُ جعفر قال: حدَّثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي المَلِيح
عن أبيه قال: كُنَّا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بحُنَيْن، فأصابَنا مطر، فنادىَ منادي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: أن صَلُّوا في رِحَالِكُم
(1)
.
52 - باب حدِّ إدراك الجماعة
855 -
أخبرنا إسحاقُ بن إبراهيمَ قال: حدَّثنا عبدُ العزيز بنُ محمد، عن ابن طَحْلَاء، عن مُحْصِن بن عليٍّ الفِهْريّ، عن عَوْف بن الحارث
عن أبي هريرة، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوء، ثم خرجَ عامدًا إلى المسجد، فوجَدَ النَّاسَ قد صَلَّوْا، كَتَبَ اللهُ له مِثْلَ أجْرِ مَنْ حَضَرَها، ولا يَنْقُصُ ذلك من أجورهم شيئًا"
(2)
.
= وأخرجه أحمد (11971) و (13412) و (13600)، والبخاري (5463)، وابن حبان (5209)، من طريق أبي قِلابة، وأحمد (13491) من طريق حُميد الطويل، كلاهما عن أنس رضي الله عنه.
(1)
إسناده صحيح، قتادة: هو ابنُ دِعامة السَّدُوسي، وأبو المَلِيح: هو ابنُ أسامة بن عُمير الهُذَلي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (929).
وأخرجه أحمد (20702) و (20713)، وابن حبان (2081) و (2083) من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد، وعند ابن حبان (2083) أن ذلك كان زمن الحُديبية.
وأخرجه أحمد (20700) و (20703) و (20711) و (20715) و (20720)، وأبو داود (1057) من طرق، عن قتادة، به.
وأخرجه أحمد (20280) و (20704) و (20705) و (20707)، وأبو داود (1058) و (1059)، وابن ماجه (936)، وابن حبان (2079) من طرق، عن أبي المَلِيح، به. وعند بعضهم أنَّ ذلك كان يومَ جمعة، وأنه كان زمن الحُديبية.
(2)
مُحْصِن بن علي روى عنه ثلاثة، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال ابن القطَّان: مجهول الحال، وعَوْف بن الحارث: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له البخاري في "الصحيح"، وابنُ طَحْلَاء -هو محمد- وعبد العزيز بن محمد -هو الدَّرَاورديّ - وهما صدوقان، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (930). =
856 -
أخبرنا سليمانُ بنُ داود، عن ابنِ وَهْب قال: أخبرني عَمْرُو بنُ الحارث، أَنَّ الحُكَيْمَ بنَ عبدِ الله القُرَشِيَّ حدَّثَه، أنَّ نافعَ بنَ جُبير وعبدَ الله بنَ أبي سَلَمَةَ حَدَّثاه، أَنَّ معاذَ بنَ عبدِ الرَّحمن حدَّثَهما
(1)
، عن حُمْرَانَ مولى عثمانَ
(2)
عن عثمانَ بنِ عفَّانَ قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَنْ تَوَضَّأَ للصَّلاةِ، فَأَسْبَغَ الوضوءَ، ثمَّ مشَى إلى الصَّلاةِ المكتوبةِ، فصَلَّاها مع النَّاس، أو مع الجماعة، أو في المسجد، غفرَ اللهُ له ذُنُوبَهُ
(3)
"
(4)
.
53 - باب إعادة الصَّلاة مع الجماعة بعد صلاة الرَّجل لنفسه
857 -
أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن رجل من بني الدِّيل يقال له:
= وأخرجه أحمد (8947) عن قُتيبة بن سعيد، وأبو داود (564) عن عبد الله بن مَسْلَمة، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد الدَّراوردي، بهذا الإسناد، وقوَّى إسنادَه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 6/ 137.
(1)
في (ك): حدَّثهم.
(2)
بعدها في (م): بن عفَّان، وعليها علامة نسخة.
(3)
في (م): غفر له ذنبه، وفي هامشها الرواية أعلاه.
(4)
إسناده صحيح. ابنُ وَهْب: هو عبدُ الله، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (931). وأخرجه مسلم (232)(13) عن أبي الطَّاهر ويونُس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وَهْب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (483) و (516) من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن أبي سَلَمَةَ ونافع بن جُبير، به.
وأخرجه أحمد (489)، والبخاري (6433)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(174) من طريق محمد بن إبراهيم القُرشي، عن معاذ بن عبد الرحمن، بنحوه، ورواية أحمد مطوَّلة.
وجاء عند البخاري في آخر الحديث مرفوعًا: "ولا تغترُّوا".
وأخرجه مسلم (232)(12) من طريق ابن وَهْب، عن مَخْرَمَةَ بن بُكير، عن أبيه، عن حُمْران، بنحوه.
وينظر ما سلف برقم (146).
بُسْرُ
(1)
بنُ مِحْجَن
عن مِحْجَن، أنّه كان في مجلسٍ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأُذِّنَ بالصَّلاة، فقامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثم رَجَعَ ومِحْجَنٌ في مجلسه، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"ما مَنَعَكَ أنْ تُصلِّيَ؟ ألستَ برجلٍ مسلم؟ " قال: بلى. ولكنِّي كنتُ قد صَلَّيْتُ في أهلي. فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جِئْتَ فَصَلِّ مع النَّاس وإنْ كنتَ قد صَلَّيْتَ"
(2)
.
54 - باب إعادة الفجر مع الجماعة لمَنْ صَلَّى وحدَه
858 -
أخبرنا زيادُ بنُ أيوبَ قال: حدَّثنا هُشَيْمٌ قال: حدَّثنا يَعْلَي بنُ عطاء قال: حدَّثنا جابرُ بنُ يزيدَ بنِ الأسود العامريُّ
(1)
في (م) بِشْر، وفي هامشها: بُسْر. (نسخة). قلت: ويقال له: بِشْر.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة بُسْر بن مِحْجَن، فلم يرو عنه إلا زيد بن أسلم، وبقية رجاله ثقات، قُتيبة: هو ابنُ سعيد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (932).
وهو في "الموطأ" 1/ 132، ومن طريقه أخرجه أحمد (16395)، وابن حبان (2405).
وأخرجه أحمد (16393) و (16394) و (18978) عن عبد الرحمن وأبي نُعيم ووكيع، عن سفيان الثوري، و (16393) أيضًا عن عبد الرزاق، عن معمر، كلاهما عن زيد بن أسلم بهذا الإسناد، وزاد في رواية وكيع قوله:"واجْعَلْهَا نافلةً"، قال أحمد: ولم يقل أبو نُعيم ولا عبد الرحمن: "واجعلها نافلة". وجاء في رواية وكيع أيضًا: قال سفيان مرَّة: عن بُسْر، أو بِشْر بن مِحْجَن، ثم كان يقول بَعْدُ: عن ابن مِحْجَن الدِّيلي.
وأخرجه أحمد (17890) من طريق محمد بن إسحاق، عن عمران بن أبي أنس، عن حنظلة بن علي الأسلمي، عن رجل من بني الدِّيل قال: صَلَّيْتُ الظُّهْرَ في بيتي، ثم خرجتُ بأباعرَ لي لأُصْدِرَها إلى الراعي، فمررتُ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناسِ الظهر
…
وأخرجه أيضًا من هذا الطريق ابنُ قانع في "معجم الصحابة" 1/ 86 غير أنه صرَّح بأنَّ هذا الرجل هو بُسْر بن مِحْجن، قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في "الإصابة" (القسم الرابع): سقط من الإسناد قوله: "عن أبيه".
وينظر الحديثان الآتيان بعده، ويمكن أن يُحَسَّنَ بهما.
عن أبيه قال: شَهِدْتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ الفَجْر في مسجدِ الخَيْف، فلمَّا قَضَى صلاتَه؛ إذا هو برجُلَيْنِ فِي آخِر القوم لم يُصَلِّيا معه، قال:"عَلَيَّ بهما". فأُتِيَ بهما تُرْعَدُ فَرائصُهُما، فقال:"ما مَنَعَكُما أَنْ تُصَلِّيا معنا؟ " قالا: يا رسولَ الله إنَّا قد صلَّينا في رِحَالِنا. قال: "فلا تَفْعَلا، إِذا صَلَّيْتُما في رِحالِكُما، ثم أتيتُما مسجدَ جماعةٍ، فصَلِّيا معَهم، فإنَّها لكما نافلة"
(1)
.
55 - باب إعادة الصَّلاةِ بعد ذهابِ
(2)
وقتِها مع الجماعة
859 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبد الأعلى ومحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ صُدْرَان
(3)
-واللَّفظُ له- عن خالد بن الحارث قال: حدَّثنا شعبة، عن بُدَيْل قال: سمعتُ أبا العالية يحدِّث، عن عبد الله بن الصَّامت
(1)
إسناده صحيح، زياد بن أيوب يُلقَّب دَلُّويه، وهُشَيْم: هو ابن بَشِير، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (933).
وأخرجه أحمد (17474)، والترمذي، (219)، وابن حبان (1565) و (2395) من طريق هُشيم، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وجاء عند الترمذي: فلما قضى صلاته انحرف، وجاء في آخر رواية أحمد قولُه: وربما قيل لهُشيم: فلما قضى صلاته يَحْرِفُ، فيقول: يَحْرِفُ عن مكانه. اهـ. ولم يسمع هُشيم هذه الكلمة من يعلى بن عطاء، كما في "علل" أحمد (2213).
وسيرد برقم (1334) من طريق سفيان الثوري، عن يعلى بن عطاء، به، مختصرًا بلفظ: أنه صلَّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ الصُّبح، فلمَّا صلَّى انحرف.
وأخرجه أحمد (17476) من طريق أبي عوانة، و (17477) من طريقي هشام بن حسان وشريك النخعي، و (17477) أيضًا و (17478) و (17479)، وأبو داود (575) و (576)، وابن حبان (1564) من طريق شعبة، أربعتهم عن يعلى بن عطاء، به، وفي بعض الروايات زيادة.
(2)
أُشير إلى كلمة "ذهاب" في (هـ) وهامش (ك) بنسخة.
(3)
أشير إلى قوله: بن صُدْرَان في (هـ) وهامش (ك) بنسخة، ووقع في (ر) وفوقها في (م): سدران، بالسين، ولم ترد له هذه النسبة (بالسين) في المصادر.
عن أبي ذَرٍّ قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وضربَ فَخِذي: "كيفَ أنتَ إذا بَقِيتَ في قوم يُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ عن وَقْتِها؟ " قال: ما تأمُرُ؟ قال: "صَلِّ الصَّلاةَ لوَقْتِها، ثم اذْهَبْ لحاجَتِكَ، فإنْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ وأنتَ فِي الْمَسْجِدِ فَصَلِّ"
(1)
.
56 - باب سقوط الصَّلاة عمَّن صَلَّى مع الإمام في المسجد جماعةً
(2)
860 -
أخبرنا إبراهيمُ بنُ محمد التّيميُّ
(3)
قال: حدَّثنا يحيى بنُ سعيد، عن حُسين المعلِّم، عن عَمرو بن شعيب، عن سليمان مولى ميمونة قال:
رأيتُ ابنَ عمر جالسًا على البَلَاط والنَّاسُ يُصَلُّون، قلت: يا أبا عبد الرَّحمن، ما لك لا تُصَلِّي؟ قال: إنِّي قد صَلَّيْتُ. إِنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تُعاد الصَّلاة في يوم مرَّتَين"
(4)
.
(1)
إسناده صحيح، بُدَيْل: هو ابنُ مَيْسَرة، وأبو العالية: هو البَرَّاء، قيل اسمه: زياد بن فيروز، وقيل غير ذلك، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (934).
وأخرجه مسلم (648): (241) عن يحيى بن حبيب، عن خالد بن الحارث، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (21479) عن أبي عامر العَقَدي، عن شعبة، به.
وسلف من طريق أيوب السَّخْتِياني، عن أبي العالية البرَّاء برقم (778).
(2)
في (م): سقوط إعادة الصلاة عمَّن صلَّى مع الإمام وإن أتى مسجد جماعة.
(3)
بعدها في (م): قاضي البصرة.
(4)
إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطَّان، وحُسين المعلّم: هو ابنُ ذكوان وسليمان: هو ابنُ يسار، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (935).
وأخرجه أحمد (4689) عن يحيى بن سعيد القطَّان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (4994)، وأبو داود (579)، وابن حبان (2396) من طرق، عن حُسين المعلِّم، به، ورواية أحمد مختصرة دون ذكر القصة.
ونقل ابن عبد البَرّ في "الاستذكار" 5/ 357 - 358 عن الإمامين أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه أنَّ النهي عن صلاةٍ في يوم مرَّتين هو أن يُعيدَها على جهة الفرض، وأمَّا من أعادَها مع الجماعة على أنها نافلة فليس ذلك ممَّن أعادَ الصلاة في يوم مرَّتين.
والبَلاط: موضع معروف بالمدينة. قاله السندي.
57 - باب السّعي إلى الصَّلاة
861 -
أخبرنا عبدُ الله بنُ محمد بن عبد الرَّحمن
(1)
قال: حدَّثنا سفيان، حدَّثنا الزُّهريُّ، عن سعيد بن المسيّب
(2)
عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتيتُمُ الصَّلاةَ فلا تأتوها وأنتم تَسْعَوْن، وَأَتُوها تَمْشُون
(3)
، وعليكم السَّكينةُ
(4)
، فما أدركتُم فَصَلُّوا، وما فاتَكُم فاقْضُوا"
(5)
.
(1)
بعدها في هامش (ك): الزُّهري.
(2)
قوله: بن المسيّب، من (ر)، وفي (م): وهو ابنُ المسيّب.
(3)
في (م): وأنتم تمشون.
(4)
في (م) وهامش (ك): بالسكينة.
(5)
إسناده صحيح، سفيان: هو ابنُ عُيينة، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (936).
وأخرجه أحمد (7250)، ومسلم (602):(151)، والترمذي (329)، وابن حبان (2145)، من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد، جمعه مسلم مع طرق أخرى، ولم يَسُق لفظَ ابنٍ عُيينة، ولم يَسُق الترمذي لفظه أيضًا وأحال على ما قبله.
وأخرج البيهقي في "السُّنن الكبرى" 2/ 297 بإسناده إلى مسلم قال: لا أعلم هذه اللفظة (يعني "فاقضوا") رواها عن الزّهري غير ابن عُيينة. اهـ. ونحوُه قاله أبو داود (572)، وقال البيهقي أيضًا: والذين قالوا: "فأتمُّوا" أكثرُ وأحفظُ وألزمُ لأبي هريرة، فهو أَوْلى، والله تعالى أعلم.
وأخرجه أحمد (7662) و (7663) و (9835) و (10893)، والبخاري (636) و (908)، ومسلم (602):(151)، وأبو داود (572)، والترمذي (327) و (328)، وابن ماجه (775)، وابن حبان (2146) من طرق، عن الزُّهري، عن سعيد، وبعضُها: عن سعيد وأبي سَلَمة، وبعضُها: عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة، بنحوه، وعندهم:"وما فاتكم فأَتِمُّوا".
وأخرجه أحمد (7230)، ومسلم (602):(152) من طريق العَلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، وفيه أيضًا:"وما فاتكم فأتمُّوا". =
58 - باب الإسراع إلى الصَّلاة من غير سَعْي
862 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ سَوَّاد بنِ الأسود بن عَمْرو قال: أخبرنا ابنُ وَهْب قال: أخبرنا ابنُ جُرَيْج، عن مَنْبُوذ، عن الفَضْل بن عُبيد الله
عن أبي رافع قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذا صلَّى العصرَ ذهبَ إلى بني عبدِ الأشهل، فيَتَحدَّثُ عندَهم حَتَّى يَنْحَدِرَ للمغرب. قال أبو رافع: فبينما
(1)
النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُسرع إلى المغرب؛ مَرَرْنا بالبقيع، فقال:"أُفٍّ لك، أُفٍّ لك". قال: فكَبُرَ
(2)
ذلك في ذَرْعِي
(3)
، فاستأخَرْتُ، وظننتُ أنَّه يُريدني، فقال:"ما لك؟ اِمْشِ". فقلتُ: أَحْدَثْتُ حَدَثًا
(4)
؟ قال: "ما
(5)
ذاك؟ " قلتُ: أَفَّفْتَ
= قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 118: قوله: "وما فاتكم فأَتِمُّوا" أي: أَكْمِلُوا، هذا هو الصحيح في رواية الزّهري، ورواه عنه ابنُ عُيينة بلفظ:"فاقضُوا"، وحكَمَ مسلمٌ في "التمييز" عليه بالوهم في هذه اللفظة، مع أنه أخرَج إسناده في "صحيحه"، لكن لم يسق متنه
…
إلخ، ثم ذكر الحافظ بعض الروايات التي فيها لفظ:"فاقضوا" وغيرها، ثم قال: الحاصلُ أن أكثرَ الروايات وَرَدَ بلفظ: "فأتِمُّوا" وأقلَّها بلفظ: "فاقضُوا"، وإنما تظهرُ فائدة ذلك إذا جعلنا بين الإتمام والقضاء مغايرة، لكن إذا كان مخرجُ الحديث واحدًا، واختُلف في لفظة منه، وأمكنَ ردُّ الاختلاف إلى معنًى واحد؛ كان أَوْلى، وهنا كذلك، لأن القضاء وإن كان يُطلق على الفائت غالبًا؛ لكنه يُطلق على الأداء أيضًا، ويردُ بمعنى الفراغ، كقوله:{فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا} ويردُ بمعانٍ أُخر، فيُحمل قولُه:"فاقضوا" على معنى الأداء
…
الخ. وانظر تتمة كلامه.
وسلف نحوه من طريق ابن سِيرِين عن أبي هريرة برقم (648 م).
(1)
في (هـ): فبينا.
(2)
في (م) وهامش: (ر): فكسر. وينظر التعليق التالي.
(3)
في هامشي (ك) و (هـ): فكسرَ ذلك من ذَرْعي. اهـ. قال السِّندي: أي: ثبَّطني عمَّا أردتُه.
(4)
في (هـ) وهامش (ك): أَحَدَثَ حَدَثٌ.
(5)
في (م): وما.
بي؟ قال: "لا، ولكنَّ هذا فلانٌ بعثتُه ساعيًا على بني فلان، فَغَلَّ نَمِرَةً، فَدُرِّعَ الآن مثلَها من نار"
(1)
.
863 -
أخبرنا هارونُ بنُ عبدِ الله قال: حدَّثنا معاويةُ بنُ عَمْرو قال: حدَّثنا أبو إسحاق
(2)
، عن ابن جُرَيْج قال: أخبرني مَنْبُوذ؛ رجلٌ من آل أبي رافع، عن الفَضْل بن عُبيد الله بن أبي رافع، عن أبي رافع نحوه
(3)
.
59 - باب التَّهْجِير إلى الصَّلاة
864 -
أخبرنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ المغيرة قال: حدَّثنا عثمان، عن شُعيب، عن الزُّهريِّ قال: أخبرني أبو سَلَمَةَ بنُ عبدِ الرَّحمن وأبو عبدِ الله الأغَرُّ
أنَّ أبا هريرةَ حدَّثهما، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّمَا مَثَلُ المُهَجِّرِ إلى الصَّلاة كَمَثَلِ الذي يُهْدِي البَدَنَةَ، ثم الذي على إِثْرِهِ كالذي يُهْدِي، البقرة، ثم
(1)
إسناده ضعيف لجهالة حالِ مَنْبُوذ -وهو المَدَنيّ، من آل أبي رافع- فقد روى عنه اثنان، ولم يُؤثر توثيقه عن أحد، وبقية رجاله ثقات، غير الفضل بن عُبيد الله -وهو ابنُ أبي رافع- فمقبول، وفي سماعه من أبي رافع نظر، فقد جعلَه الحافظ ابن حجر في "تقريبه" من الطبقة السابعة، وهي طبقة كبار أتباع التابعين كمالك والثوري، وليس لهم رواية عن الصحابة. ابن وَهْب: هو عبدُ الله، وابنُ جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (937).
وأخرجه أحمد (27193) عن هارون بن معروف، عن ابن وَهْب، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن زيد بن خالد سيأتي برقم (1959)، وعن أبي هريرة سيأتي برقم (3827).
وسيأتي بالحديث بعده.
قولُه: في ذَرْعي: أي: في وُسْعي وطاقتي، وقولُه:"فَدُرِّعَ" أي: أَلْبِسَ عِوَضَهَا دِرْعًا من نار. قاله السِّندي.
(2)
بعدها في (م): وهو الفَزَاري، وجاء في هامش (ك): يعني الفَزَاري. (نسخة).
(3)
إسناده ضعيف كسابقه.
وهو في "السِّيَر" لأبي إسحاق الفَزَاري (393)، ومن طريقه أخرجه أحمد (27192).
الذي على إثره كالذي يُهْدِي الكَبْشَ، ثم الذي على إِثْرِهِ كالذي يُهْدِي الدَّجاجة، ثم الذي على إثْرِهِ كالذي يُهْدِي البَيْضَة"
(1)
.
(1)
إسناده صحيح، عثمان: هو ابن سعيد بن كثير، وشُعيب: هو ابن أبي حمزة، والزُّهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب، وأبو عبد الله الأغرّ: اسمه سلمان. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (938).
وأخرجه المصنِّف في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(13465) من طريق بِشْر بن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه شعيب، بهذا الإسناد.
وقد اختُلف فيه على الزُّهْريّ:
فرواه شعيب بن أبي حمزة كما في هذه الرواية، وإبراهيم بن سَعْد بطرف آخر منه، كما في "مسند" أحمد (7582)، و "صحيح" البخاري (3211) كلاهما عن الزُّهْري، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن وأبي عبد الله الأغَرّ.
ورواه مالك، عن الزُّهْريّ، عن أبي سَلَمة وحدَه عند المصنِّف، كما في "تحفة الأشراف"(15251)(بطرف آخر منه).
ورواه مَعْمَر، عن الزُّهْري، عن أبي عبد الله الأغرّ وحدَه، كما سيأتي برقم (1385).
ورواه سفيان بنُ عُيينة، عن الزُّهْريّ، عن سعيد بن المسيّب، كما سيأتي برقم (1386)، ثلاثتُهم عن أبي هريرة، به.
ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن الزُّهري، عن أبي سَلَمة وسعيد بن المسيّب وأبي عبد الله الأغرّ، عن أبي هريرة؛ جمعَ بين الثلاثة، كما ذكر الدار قطنيّ في "العلل" 4/ 48، وقال: وهو المحفوظ، لأن يحيى جمعَ بين الثلاثة في روايته عن الزُّهْري. اهـ.
وهذه الروايات كلُّها في فضل يوم الجمعة، فمنهم من أخرج الرواية بتمامها، كما سيأتي برقم (1386)، ومنهم من فرَّقها.
وأخرجه بنحوه أحمد (7687) و (9896) و (10474)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(12186) و (14019) و (14033) و (14082) من طرق أخرى، عن أبي هريرة، به.
وسيأتي أيضًا من طريق ابن عَجْلان برقم (1387)، ومالك برقم (1388)، كلاهما عن سُمَيّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به، بخصوص يوم الجمعة.
60 - باب ما يُكره من الصَّلاة عند الإقامة
865 -
أخبرنا سُويدُ بنُ نصر قال: أخبرنا عبدُ الله بن المُبارك، عن زكريَّا قال: حدَّثني عَمْرُو بنُ دينار قال: سمعتُ عطاءَ بنَ يسار يُحَدِّث
عن أبي هريرةَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أُقيمَتِ الصَّلاةُ فلا صَلَاةَ إلا
المكتوبةُ"
(1)
.
866 -
أخبرنا أحمدُ بنُ عبد الله بن الحَكَم
(2)
ومحمدُ بنُ بشَّار قالا: حدَّثنا محمد،
(1)
إسناده صحيح، زكريا: هو ابنُ إسحاق، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (939).
وأخرجه ابن حبان (2193) من طريق حِبَّان بن موسى، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (10698) و (10874)، ومسلم (710):(64)، وأبو داود (1266)، والترمذي (421)، وابن ماجه (1151)، من طرق، عن زكريا بن إسحاق، به، قال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه مسلم (710): (64)، وأبو داود (1266)، وابن ماجه (1151/م)، وابن حبان (2190) و (2470)، من طرق، عن عَمرو بن دينار، به، وزادَ مسلم في رواية حمَّاد قولَه: ثم لَقِيتُ عَمْرًا، فحدَّثني به، ولم يرفعه.
قال الترمذي: وروى حمَّادُ بنُ زيد وسفيان بن عُيينة، عن عَمرو بن دينار، فلم يرفعاه، والحديثُ المرفوع أصحُّ عندنا. اهـ.
ولا يقدحُ في صحة الحديث ورَفْعِهِ وَقْفُ مَنْ وَقَفَه، لأنَّ أكثرَ الرُّواة رفعوه كما ذكر النوويُّ في "شرح مسلم" 5/ 223.
وأورد البخاري لفظ هذا الحديث ترجمة لحديث ابن بُحَيْنَة (الآتي بعد حديث)، فقيل: إنه لم يُخَرِّجه للاختلاف في رَفْعِه ووَقْفِه، ولَمَّا كان الحكم صحيحًا ذكره في الترجمة، وأخرج في الباب ما يغني عنه، كما ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 149.
وسيأتي بعده من طريق ورقاء بن عُمر، عن عَمرو بن دينار، به. وينظر حديث "المسند"(8623).
(2)
بعدها في هامش (ك): يُعرف بابن كُرْدي.
عن شعبة، عن وَرْقَاءَ بنِ عُمر، عن عَمْرو بن دينار، عن عطاءِ بنِ يَسَار
عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أُقيمتِ الصَّلاةُ فلا صلاةَ إلا المكتوبةُ"
(1)
.
867 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا أبو عَوَانة، عن سَعْدِ بنِ إبراهيم، عن حَفْصِ بنِ عاصم عن ابن بُحَيْنَةَ قال: أُقِيمَتْ صلاةُ الصُّبح، فرَأَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يُصَلِّي والمُؤَذِّنُ يُقيم، فقال:"أتُصَلِّي الصُّبْحَ أربعًا؟ "
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، محمد: هو ابنُ جعفر، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (940).
وأخرجه أحمد (9873) ومسلم (710): (63)، وأبو داود (1266) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (8379)، ومسلم (710):(63) من طريقين عن وَرْقاء بن عُمر، به.
وسلف قبله من طريق زكريا بن إسحاق، عن عَمرو بن دينار، به.
(2)
إسناده صحيح، قتيبة: هو ابنُ سعيد، وأبو عَوَانة: هو الوَضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري، وابنُ بُحَيْنَة: هو عبد الله بن مالك، وبُحَيْنَة أمُّه، ومَنْ سَمَّاه مالكَ بنَ بُحَيْنَة، فقد وهم كما سيأتي، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (941).
وأخرجه مسلم (711): (66) عن قُتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (22926)، والبخاري (663)، ومسلم (711):(65)، وابن ماجه (1153) من طريق إبراهيم بن سَعْد، عن أبيه سَعْد بن إبراهيم، به.
وأخرجه أحمد (22921)، و (22928)، والبخاري (663)، والمصنِّف في "الكبرى"(942)، من طريق شعبة، عن سعد بن إبراهيم، به وسمَّى الصحابيَّ مالكَ بنَ بُحَيْنَة، وتابعه على ذلك أبو عَوَانة وحمَّادُ بنُ سلمة -كما ذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 149 - وحكمَ الحفاظ عليهم بالوهم فيه في موضعين، أحدهما أن بُحَيْنَةَ والدةُ عبد الله لا مالك، وثانيهما أنَّ الصُّحبة والرواية لعبد الله لا لمالك؛ وهو عبدُ الله بنُ مالك بن القِشْب، ويُحَيْنَهُ أُمُّه. وأخرجه أحمد (22927) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، و (22934) من طريق محمد بن علي بن الحسين بن علي، كلاهما عن عبد الله بن مالك ابن بُحينة، بنحوه. وينظر الحديث الآتي بعده.
61 - باب فيمن يصلِّي ركعتَي الفجرِ والإمامُ في الصَّلاة
868 -
أخبرنا يحيى بنُ حَبِيب بن عَرَبيٍّ قال: حدَّثنا حمَّادٌ قال: حدَّثنا عاصم عن عبد الله بن سَرْجِس قال: جاء رجلٌ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الصُّبْح، فركعَ الرّكعتَيْن ثم دخل، فلمَّا قضى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاتَهُ، قال:"يا فلان، أيُّهما صلاتُك؛ الَّتي صَلَّيْتَ معنا، أو الَّتي صلَّيتَ لنفسك؟ "
(1)
.
62 - باب المنفرد خلف الصَّفِّ
869 -
أخبرنا عبدُ الله بنُ محمد بنِ عبد الرَّحمن قال: حدَّثنا سفيانُ قال: حدَّثني إسحاقُ بنُ عبد الله بن أبي طلحة
(2)
قال:
سمعتُ أنسًا رضي الله عنه قال: أتانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا، فَصَلَّيْتُ أنا ويتيمٌ لنا خلفَهُ، وصَلَّتْ أمُّ سُلَيْمٍ خلفَنا
(3)
.
870 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا نوح، يعني ابنَ قيس، عن ابن مالك، وهو عَمْرو، عن أبي الجَوْزَاء
عن ابن عبّاس قال: كانت امرأةٌ تُصَلِّي خلفَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حسناءُ من
(1)
إسناده صحيح، حمَّاد: هو ابنُ زيد، وعاصم: هو ابنُ سليمان الأحول، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (943).
وأخرجه مسلم (712)، وأبو داود (1265) من طريقين، عن حمَّاد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (20777)، ومسلم (712)، وابن ماجه (1152)، وابن حبان (2191) و (2192)، من طرق، عن عاصم الأحول، به.
وينظر الحديث السالف قبله.
(2)
قوله: بن أبي طلحة، من (ر) و (م).
(3)
إسناده صحيح، سفيان: هو ابنُ عُيينة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (944).
وأخرجه أحمد (12081)، والبخاري (727) و (871) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد، وترجم البخاري للأول بقوله: باب المرأة وحدَها تكون صفًّا.
وسلف الكلامُ فيه في الحديث (801)، وينظر الحديث (737).
أحسن النَّاس، قال: فكان بعضُ القوم يتقدَّم في الصَّفِّ الأوَّل لئلَّا يراها، ويَستأخِرُ بعضُهم حتى يكون في الصَّفِّ المؤخَّر، فإذا ركعَ، نظرَ من تحت إبطِهِ، فأنزلَ اللهُ عز وجل:{وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} [الحجر: 24]
(1)
.
63 - باب الرُّكوع دون الصّفِّ
871 -
أخبرنا حُمَيْدُ بنُ مَسْعَدَةَ، عن يزيدَ بنِ زُرَيْع قال: حدَّثنا سعيد، عن زياد الأعلم قال: حدَّثنا الحَسن
أنَّ أبا بَكْرَةَ حدَّثه، أنَّه دخلَ المسجدَ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم راكعٌ، فركعَ دون الصَّفِّ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"زادَكَ اللهُ حِرْصًا ولا تَعُدْ"
(2)
.
(1)
عَمرو بن مالك روى عنه جمع، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" وقال: يُعتبر حديثُه من غير رواية ابنه عنه، وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق له أوهام، وبقية رجاله ثقات، غير نوح بن قيس فهو صدوق. قُتيبة: هو ابنُ سعيد، وأبو الجَوْزَاء: هو أوس بن عبد الله الرَّبَعي. والحديث في "السُّنن الكبرى" برقمي (945) و (11209).
وأخرجه الترمذي (3122) عن قُتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد، وقال: وروى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن عَمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، نحوه، ولم يذكر فيه: عن ابن عباس، وهذا أشبه أن يكون أصحَّ من حديث نوح.
وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1400) عن جعفر بن سليمان، عن عَمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء في قوله:{وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ} قال: في الصفوف في الصلاة. اهـ. ولم يذكر المرأة.
وأخرجه أحمد (2783)، وابن ماجه (1046)، وابن حبان (401)، وأبو نُعيم في "الحلية" 3/ 81، من طرق، عن نوح بن قيس، به. قال أبو نُعيم: تفرَّد برفعه نوحُ بنُ قيس.
وأورده ابن كثير في تفسير سورة (الحجر: 24) عن الطبري وقال: حديثٌ غريبٌ جدًّا، وفيه نكارة شديدة. اهـ. ثم رجَّح أن يكون من كلام أبي الجوزاء.
(2)
إسناده صحيح، سعيد -وهو ابنُ أبي عَرُوبة- سمع منه يزيد بن زُرَيْع قبل اختلاطه، وزياد الأعلم: هو ابنُ حسان، والحَسَن: هو البصري، وقد صرَّح بالتحديث، وهو في "السُّنن =
872 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الله بنِ المُبارك قال: حدَّثني أبو أسامةَ قال: حدَّثني الوليدُ بنُ كثير، عن سعيدِ بنِ أبي سعيد، عن أبيه
عن أبي هريرة قال: صَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومًا، ثم انصرف، فقال: "يا فلان، ألا تُحَسِّنُ صلاتَك؟ ألا ينظرُ المُصَلِّي كيفَ يُصَلِّي لنفسه، إِنِّي أُبْصِرُ
(1)
من ورائي كما أُبْصِرُ بين يديَّ"
(2)
.
64 - باب الصَّلاة بعدَ الظُّهر
873 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد، عن مالك، عن نافع
عن ابن عُمر، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يُصَلِّي قبلَ الظُّهر ركعتَيْن، وبعدَها
= الكبرى" برقم (946).
وأخرجه أبو داود (683) عن حُميد بن مَسْعَدَة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (2195) من طريق أحمد بن المقدام العجلي، عن يزيد بن زُرَيْع، به.
وأخرجه أحمد (20405) و (20457) و (20458)، والبخاري (783)، وأبو داود (684)، من طرق، عن زياد الأعلم، به. ورواية أبي داود من طريق حمَّاد بن سلمة، عن زياد الأعلم، عن الحسن، أنَّ أبا بكرةَ جاء ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم راكعٌ .... ذكره على صورة المرسل.
وأخرجه على صورة المرسل أيضًا أحمد (20470) من طريق قتادة، وابن حبان (2194) من طريق عَنْبَسَة الأعور، كلاهما عن الحسن أن أبا بكرة دخل المسجد والنبيُّ صلى الله عليه وسلم راكعٌ
…
وأخرجه أحمد (20471) من طريق هشام بن حسان القُرْدُوسي، عن الحسن، به.
(1)
في (هـ) وهامش (ك): فإني.
(2)
إسناده صحيح، أبو أسامة: هو حمَّادُ بنُ أسامة، وسعيد بنُ أبي سعيد: هو المَقْبُريّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (947).
وأخرجه مسلم (423) عن أبي كُرَيب محمد بن العلاء الهَمْدَانيّ، عن حمَّاد بن أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أحمد (9796) من طريق محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد، به.
ركعتَيْن، وبعدَ المغربِ
(1)
ركعتَيْن في بيته، وبعدَ العِشاء ركعتَيْن، وكان لا يُصَلِّي بعدَ الجُمُعَةِ حتى ينصرفَ فيُصَلِّيَ ركعتَيْن
(2)
.
65 - باب الصَّلاة قبلَ العصر وذِكْر اختلافِ النَّاقِلين عن أبي إسحاق في ذلك
874 -
أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود قال: حدَّثنا يزيدُ بنُ زُرَيْع قال: حدَّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضَمْرَةَ قال:
سأَلْنا
(3)
عليًّا عن صلاة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: أَيُّكُم يُطِيقُ ذلك؟ قلنا: إِنْ لم نُطِقْهُ سمعنا. قال: كانَ إذا كانتِ الشَّمْسُ من هاهنا كهيئتها من هاهنا عند العصر؛ صلَّى ركعتين، فإذا كانت من هاهنا كهيئتها من هاهنا عند الظُّهر؛ صَلَّى أربعًا، ويُصَلِّي قبل الظُّهر أربعًا، وبعدها ثِنْتَيْن، ويُصَلِّي قبلَ العصر
(1)
في (هـ): وكان يصلي بعد المغرب
…
، وعليها علامة نسخة.
(2)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (342).
وهو في "موطأ" مالك 1/ 166، ومن طريقه أخرجه أحمد (5296) و (5603)، والبخاري (937)، ومسلم (882):(71)، وأبو داود (1252). ورواية أحمد الثانية مختصرة بذكر الركعتين بعد المغرب، ورواية مسلم مختصرة بذكر الركعتين بعد الجمعة.
وأخرجه بتمامه ومختصرًا أحمد (4506) و (4757)، والبخاري (1172) و (1180)، وأبو داود (1127) و (1128)، والترمذي (425) و (432)، والمصنف في "السُّنن الكبرى"(377)، من طرق، عن نافع، به، بنحوه، وفي بعضها ذكر ركعتي الفجر.
وأخرجه بنحوه أحمد (5127) و (5432) و (5739) و (5758) و (5978)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(389) من طريق المغيرة بن سلمان، وأحمد (5417) و (6260) من طريق أنس بن سيرين، كلاهما عن ابن عمر، به، وفي بعضها ذكر ركعتي الفجر.
وسيرد من طريق مالك مختصرًا بذكر ركعتي الجمعة برقم (1427)، وكذلك برقم (1429) من طريق أيوب عن نافع، به، وبرقم (1428) من طريق سالم، عن ابن عمر، به.
(3)
في هامش (هـ): سألت. (نسخة).
أربعًا؛ يَفْصِلُ
(1)
بين كلِّ ركعتين بتسليم على الملائكة المُقَرَّبين والنَّبيِّين ومَنْ تَبِعُهم
(2)
من المؤمنين والمسلمين
(3)
.
875 -
أخبرنا محمدُ بنُ المُثَنَّى قال: حدَّثنا محمدُ بنُ عبد الرَّحمن قال: حدَّثنا حُصَيْنُ بنُ عبد الرَّحمن، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضَمْرَةَ قال:
(1)
في: (ر) فيفصل، وفي (هـ): ويفصل.
(2)
في هامش (ك): معهم.
(3)
إسناده حسن من أجل عاصم بن ضَمْرَة، فهو صدوقٌ حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات. أبو إسحاق: هو عَمْرو بن عبد الله السَّبيعي، وقد صرَّح بسماعه عند أحمد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (337)، وبرقم (346)(مختصر).
وأخرجه أحمد (682) و (1375)، والترمذي (598) و (599)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(343) و (472)، من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد، وبعضها مختصر.
قال الترمذي: هذا حديثٌ حسن، وقال إسحاق بنُ إبراهيم: أحسنُ شَيءٍ رُوِيَ في تطوُّع النبيّ صلى الله عليه وسلم في النهار هذا، ورُويَ عن عبد الله بن المبارك أنه كان يُضَعِّفُ هذا الحديث، وإنما ضعفه عندنا -والله أعلم- لأنه لا يُروى مثلُ هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه عن عاصم بن ضَمْرة عن علي، وعاصمُ بنُ ضَمْرة هو ثقة عند بعض أهل العلم.
وأخرجه أحمد (650) و (885) و (1203) و (1208) و (1242) و (1252) و (1258)، والترمذي (424) و (429)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(330) و (333) و (335) و (338) و (345) و (473)، وابن ماجه (1161)، من طرق، عن أبي إسحاق، به. قال الترمذيّ: حديثٌ حسن والعملُ على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وَمَنْ بعدَهم؛ يختارون أنْ يصليَ الرجلُ قبل الظهر أربع ركعات
…
وقال بعض أهل العلم: صلاةُ الليل والنهار مثنى مثنى، يَرَوْنَ الفصلَ بين كل ركعتين. وقال (في موضع آخر): اختارَ إسحاقُ بنُ إبراهيم أن لا يفصلَ في الأربع قبل العصر، واحتجَّ بهذا الحديث، وقال إسحاق: ومعنى أنه يفصل بينهنَّ بالتسليم، يعني التشهُّد. قال ابن رجب في "فتح الباري" 7/ 394: وهو خلاف الظاهر، والله أعلم.
وقال أحمد بإثر الرواية (650): حدَّثنا وكيع، عن أبيه قال: قال حبيب بن أبي ثابت لأبي إسحاق حين حدَّثه: يا أبا إسحاق، يَسْوَى حديثُكَ هذا مِلْءَ مسجدِك ذهبًا!
سألتُ عليَّ بنَ أبي طالب عن صلاة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في النَّهار قبلَ المكتوبة؛ قال: مَنْ يُطِيقُ ذلك؟ ثم أخبرَنا قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي حين تَزِيغُ
(1)
الشَّمسُ ركعتَيْن، وقبلَ نصفِ النَّهَارِ أربعَ رَكَعَات؛ يجعلُ التَّسليمَ في آخره
(2)
.
(1)
أي: تميل، وفي (هـ) وهامش (ك): ترتفع، وكذا هو في "السُّنن الكبرى"(336)، وينظر التعليق التالي.
(2)
حُصَيْن بن عبد الرحمن -وهو أبو الهُذَيْلِ السُّلَميّ- ثقة، لكن تغيَّر حفظه في الآخر، وبقية رجاله ثقات، غير محمد بن عبد الرحمن -وهو الطُّفَاوي- فهو صدوق.
وهو في "السُّنن الكبرى"(336) وفيه: ترتفع، بدل: تزيغ (كما سلف في التعليق السالف قبله)، وفيه زيادة:"وقبل الظهر أربع ركعات، يجعلُ التسليم في آخر ركعة، وبعدها أربع ركعات، يجعل التسليم في آخر ركعة"، وهو أيضًا فيها برقم (347) مقتصرٌ على هذه الزيادة.
وأخرجه المصنِّف في "السُّنن الكبرى"(333) من طريق هُشيم بن بشير، عن حُصَيْن بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد مختصرًا أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر أربعًا.
11 - كتاب الافتتاح
1 - باب العمل في افتتاح الصَّلاة
876 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ منصور قال: حدَّثنا عليُّ بنُ عيَّاش قال: حدَّثنا شُعيب، عن الزُّهريِّ قال: حدَّثني سالم. ح: وأخبرني أحمدُ بنُ محمدِ بنِ المُغيرة قال: حدَّثنا عثمانُ -هو ابنُ سعيد- عن شُعيب، عن محمد -وهو الزُّهريُّ- قال: أخبرني سالمُ بنُ عبدِ الله بنِ عُمر
عن ابن عُمر
(1)
قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إِذا افْتَتَحَ التَّكبيرَ فِي الصَّلاة رَفَعَ يَدَيْه حين يُكَبِّرُ حتى يجعلَهما حَذْوَ مَنْكِبَيْه، وإذا كَبَّرَ للرُّكوع فعلَ مثلَ ذلك، ثم إذا قال:"سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه"، فعلَ مثلَ ذلك وقال:"رَبَّنا ولك الحَمْد"، ولا يفعلُ ذلك حين يسجدُ ولا حين يرفعُ رأسَه من السُّجود
(2)
.
(1)
في (م) وهامش (ك): أنَّ عبدَ الله بنَ عُمر، وكذا هو في "السُّنن الكبرى"(952).
(2)
إسناداه صحيحان، شُعيب: هو ابنُ أبي حمزة والزُّهريّ: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (952).
وأخرجه البخاري (738) عن أبي اليمان، عن شُعيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (4540) و (4674) و (6175)، والبخاري (735) و (736) و (738)، ومسلم (390)، وأبو داود (721) و (722)، والترمذي (255) و (256)، وابن ماجه (858)، وابن حبان (1861) و (1868) من طرق، عن الزُّهري، به.
وأخرجه أحمد (5054) و (5098) من طريق جابر الجُعْفي، عن سالم، به.
وأخرجه أحمد (5033) و (5034) من طريق طاوس بن كَيْسان، وأحمد (5762) و (5843) و (6164)، والبخاري (739)، وأبو داود (741) و (742) من طريق نافع، وأحمد (6328)، وأبو داود (743) من طريق مُحارب بن دِثار، ثلاثتُهم عن ابن عمر، به. وزاد البخاري وأبو داود (741) في رواية نافع: وإذا قام من الركعتين رَفَعَ يديه، وبنحوها في رواية مُحارب بن دِثار، وستأتي هذه الزيادة من طريق عُبيد الله بن عمر، عن الزُّهري، به، برقم (1182). =
2 - باب رفع اليَدَيْن قبلَ التَّكبير
877 -
أخبرنا سويدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المبارك، عن يونُس، عن الزُّهريِّ قال: أخبرني سالم
عن ابن عُمر قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إذا قامَ إلى الصَّلاة؛ رَفَعَ يدَيْه حتى تكونا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، ثم يُكَبِّر. قال: وكان يفعلُ ذلك حين يُكَبِّر للرُّكوع، ويفعلُ ذلك حين يرفعُ رأسَهُ من الرُّكُوع ويقول:"سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه"، ولا يفعلُ ذلك في السُّجود
(1)
.
3 - باب رفع اليدَيْنِ حَذْوَ المَنْكِبَيْن
878 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد
(2)
، عن مالك، عن ابنِ شِهاب، عن سالم
= قال أبو داود بإثر رواية نافع (التي فيها الزيادة): الصحيحُ قول ابنِ عُمر، ليس بمرفوع. اهـ.
وردَّه الحافظ ابنُ حجر في "فتح الباري" 2/ 222 بأنَّ البخاريّ صَحَّحَ رَفْعَه، وكذا الدارقطنيُّ، وأنَّ نافعًا توبع على ما زادَه من رفع اليدين عند القيام من الركعتين بمُحارب بن دِثار، وقد رواه أبو داود من طريقه، وله شواهدُ ذكرَها الحافظُ ابنُ حجر، ونقلَ عن البخاريّ في "جزء رفع اليدين" قولَه: لم يحكُوا صلاة واحدة فاختلفوا فيها، وإنما زادَ بعضُهم على بعض، والزيادة مقبولة من أهل العلم.
وسيأتي الحديث بالأرقام: (877) و (878) و (1025) و (1057) و (1059) و (1088) و (1144) و (1182).
(1)
إسناده صحيح، يونُس: هو ابنُ يزيد الأَيْلي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (953).
وأخرجه البخاري (736)، ومسلم (390):(23) من طريقين عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد، وقد سقط من إسناده عبد الله بن المبارك في بعض طبعات "صحيح مسلم".
وسيأتي من طريق عبد الله بن المبارك، عن مالك ومَعْمَر (مفرَّقَيْن)، عن الزُّهري، به، برقمي (1059) و (1088).
وسلف قبله من طريق شُعيب، عن الزُّهري، به.
(2)
قوله: بن سعيد، من (ر) و (م).
عن عبدِ الله بن عُمر، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْه، وإذا ركعَ، وإذا رَفَعَ رأسَه من الرُّكُوع رَفَعَهُما كذلك وقال:"سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، ربَّنا ولك الحَمْد"، وكان لا يفعلُ ذلك في السُّجود
(1)
.
4 - باب رفع اليدَيْنِ حِيالَ الأُذُنَيْن
879 -
أخبرنا قتيبةُ قال: حدَّثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عبدِ الجبَّار بنِ وائل
عن أبيه قال: صَلَّيتُ خلفَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا افْتَتَحَ الصَّلاةَ كَبَّرَ ورَفَعَ يدَيْه حتى حاذتا أُذُنَيْهِ، ثم قرأ
(2)
بفاتحة الكتاب، فلمَّا فَرَغَ منها قال:"آمين"؛ يرفعُ بها صوتَه
(3)
.
(1)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (954).
وهو في "موطأ" مالك (99) برواية محمد بن الحسن الشَّيباني، ومن طريق مالك أخرجه أحمد (4674) و (5279 - دون ذكر قوله: سمع الله لمن حمده
…
)، والبخاري (735)، وابن حبان (1861).
وهو أيضًا في "موطأ" مالك 1/ 75 برواية يحيى الليثي لكن دون ذكر رفع اليدين عند إرادة الركوع.
وصوَّب ابنُ عبد البَرّ في "التمهيد" 9/ 211 رواية مَنْ رَوَى الحديثَ عن مالك بذكر رفع اليدين قبل الركوع، وذكر أنَّ إسقاطَها أتى من مالك وربَّما وهم فيه، لأن جماعة حفاظًا رَوَوْا عنه الوجهين جميعًا.
(2)
المثبت من (م) وهامش (ر)، وفي (ر) و (ك) و (هـ): يقرأ.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه، وأبو الأحوص -وهو سلَّام بن سُلَيم- لم يتبين لي هل روايته عن أبي إسحاق -وهو السَّبيعي- قبل اختلاطه أو بعده، وبعض رواياته عنه في الصحيحين.
وأخرجه أحمد (18873) و (18875) من طريق زهير بن معاوية، وابن ماجه (855) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (مختصرًا في الجهر بآمين) من طريق أبي بكر بن عيَّاش، كلاهما عن أبي إسحاق السَّبِيعي، بهذا الإسناد، وعند أحمد زيادة: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يضعُ يدَه اليمنى على اليسرى في الصلاة قريبًا من الرُّسُغ.
وأخرجه أبو داود (724) من طريق الحسن بن عُبيد الله النَّخَعيّ، عن عبد الجبار بن وائل، به، مختصرًا في رفع اليدين.
وأخرجه أحمد (18842)، وأبو داود (932)، والترمذي (248) من طريق سفيان الثوري، وأبو داود (933)، والترمذي (249) من طريق العلاء بن صالح، كلاهما عن سَلَمةَ بن كُهيل، عن حُجْر بن عَنْبَس، عن وائل بن حُجْر، به، مختصرًا في الجهر بآمين، وإسناده صحيحٌ من طريق سفيان الثوري، وحسنٌ من طريق العلاء بن صالح، وصحَّحه الدارقطني في "السُّنن"(1267).
وجاء عند أبي داود (933) زيادة: وسَلَّمَ عن يمينه وعن شماله حتى رأيتُ بياضَ خَدِّه، وجاء في إسناده: عليّ بن صالح، بدل: العلاء بن صالح، وهو وهم نبَّه عليه المِزِّي في "تهذيبه" في ترجمة العلاء.
وجاء في رواية سفيان الثوري عند أبي داود (932) والدارقطني (1267): "عن حُجْر أبي العَنْبس"، قال الدارقطني:"وهو ابنُ عَنْبَس"، وكذا كنَّاه ابنُ حبان في "الثقات" 4/ 177 و 6/ 234: أبا العَنْبس، وكنَّاه أيضًا هو والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 73: أبا السَّكَن.
وخالفَ شعبةُ في إسناده ومتنه، كما في "مسند" أحمد (18854)، فرواه عن سَلَمة بن كُهَيْل، عن حُجْر أبي العَنْبس، عن علقمة، عن وائل، به، فزاد "علقمة" في الإسناد، وقال: وخفضَ بها صوته، بدل؛ يرفع بها صوتَه، وقد نبَّه على هذا الوهم البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 73، ونقله عنه الترمذي في "السنن" بإثر (248)، لكن لم يخالف شعبةُ بقوله: أبي العَنبس، (كما نقل الترمذي عن البخاري)، فقد كنَّاه سفيان كذلك كما سلف، وينظر تمام الكلام عليه في التعليق على حديث "المسند" المذكور.
وقوله منه: "ورفعَ يَدَيْه حتى حاذَتا أذُنَيْه" سيرد بإسناد صحيح برقم (889) ضمن رواية زائدة ابن قُدامة، عن عاصم بن كُلَيْب، عن أبيه، عن وائل بن حُجر، في صفة صلاته صلى الله عليه وسلم.
وسيأتي برقم (882) مختصرًا من طريق فِطْر بن خليفة، ومطوَّلًا برقم (932) من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، كلاهما عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، به.
وسيأتي برقم (1055) من طريق علقمة بن وائل، عن أبيه، بأطولَ منه، دون ذكر الجهر بآمين.
880 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبد الأعلى قال: حدَّثنا خالدٌ قال: حدَّثنا شعبة، عن قتادةَ قال: سمعتُ نَصْرَ بنَ عاصم
عن مالك بن الحُوَيْرث -وكان من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلَّى رَفَعَ يَدَيْهِ حين يُكَبِّرُ حِيالَ أُذُنَيْه، وإذا أرادَ أن يركعَ، وإذا رفعَ رأسَه من الرُّكوع
(1)
.
881 -
أخبرنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ
(2)
قال: حدَّثنا ابنُ عُلَيَّة، عن ابنِ أَبي عَرُوبة، عن قتادة، عن نَصْر بن عاصم
عن مالك بن الحُوَيْرث قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حينَ دخلَ في الصَّلاة رفعَ يدَيْه، وحينَ ركعَ، وحينَ رفعَ رأسَه من الرُّكوع، حتى حاذتا فروعَ أُذُنَيْه
(3)
.
(1)
إسناده صحيح، خالد: هو ابنُ الحارث، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدُوسيّ، وقد صرَّح بسماعه من نَصْر بن عاصم، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (956).
وأخرجه أحمد (20531)، وأبو داود (745)، وابن حبان (1863) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (391): (25) من طريق أبي عَوَانة، عن قتادة، به.
وأخرجه أحمد (20537) من طريق هَمَّام، عن قتادة، به، بلفظ:"أن النبيَّ كان يرفعُ يَدَيْهِ حِيالَ فروعِ أُذُنَيْهِ في الرُّكوع والسُّجود"، وذِكرُ السجود فيه شاذّ، كما سيأتي بالأرقام (1085) و (1086) و (1087) و (1143).
وأخرجه البخاري (737)، ومسلم (391)، وابن حبَّان (1873)، من طريق أبي قِلَابة، عن مالك بن الحُوَيْرث، به، بنحوه، دون قوله: حِيالَ أُذُنَيْه.
وسيأتي بعده، وبرقمي (1024) و (1056).
(2)
بعدها في (ر) و (م): الدَّورقي.
(3)
إسناده صحيح، ابنُ عُلَيَّة -وهو إسماعيلُ بنُ إبراهيم- روى عن ابن أبي عَرُوبة- وهو سعيد- قبل الاختلاط، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (957).
وأخرجه أحمد (20536) عن إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.
5 - باب موضع الإبهامَيْن عند الرَّفع
882 -
أخبرنا محمدُ بنُ رافع قال: حدَّثنا محمدُ بنُ بِشْر قال: حدَّثنا فِطْرُ بنُ خليفة، عن عبدِ الجبّار بنِ وائل
عن أبيه أنّه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم إذا افْتَتَحَ الصَّلاةَ رفعَ يَدَيْهِ حَتَّى تَكادَ إبهاماه تُحاذي شَحْمَةَ أُذُنَيْه
(1)
.
6 - باب رفع اليدَيْن مدًّا
883 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا ابنُ أبي ذئب قال: حدَّثنا سعيدُ بنُ سَمْعَانَ قال:
جاء أبو هريرة إلى مسجد بني زُرَيْق فقال: ثلاثٌ كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يعملُ بهنَّ تركهنَّ النَّاس؛ كان يرفعُ يدَيْه في الصَّلاةِ مَدًا، ويسكتُ هُنَيْهَةً، ويُكَبِّرُ إذا سجَدَ وإذا رفع
(2)
.
= وسلف قبله من طريق شعبة عن قتادة، به.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه وائل بن حُجر، وقد رُوي من وجهٍ آخر صحيح كما سيأتي في الرواية (889). فِطْر: هو ابن خليفة. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (958).
وأخرجه أحمد (18849)، وأبو داود (737) من طريقين عن فِطْر، بهذا الإسناد.
وسلف بأطول منه من طريق أبي إسحاق السَّبيعي، عن عبد الجبار، به، برقم (879).
(2)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (959).
وأخرجه أحمد (9608)، وأبو داود (753) من طريق يحيى بن سعيد القطَّان، بهذا الإسناد، وعند أحمد: والسكوت قبل القراءة يسألُ الله من فضله، بدل قوله: ويسكتُ هنيهةً، واقتصر أبو داود فيه على رفع اليدين.
وأخرجه أحمد (9608) أيضًا، و (10492)، والترمذي (240)، وابن حبان (1777)، من طرق، عن ابن أبي ذئب، به، واقتصر الترمذي أيضًا على رفع اليدين. =
7 - باب فرض التَّكبيرة
(1)
الأولى
884 -
أخبرنا محمدُ بنُ المُثَنَّى قال: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا عُبَيْدُ الله بنُ عُمر قال: حدَّثني سعيدُ بنُ أبي سعيد، عن أبيه عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم دَخَلَ المسجدَ، فدخلَ رجلٌ فصلَّى، ثم جاءَ فَسَلَّمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فردَّ عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقال:"اِرْجِعْ فصَلِّ، فإنَّك لم تُصَلِّ". فرجَعَ فَصَلَّى كما صَلَّى، ثم جاءَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فسلَّمَ عليه
(2)
، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"وعليك السَّلام، اِرْجِعْ فَصَلِّ؛ فإنَّك لم تُصَلِّ". فعلَ ذلك ثلاثَ مَرَّات، فقال الرَّجل: والذي بعثَكَ بالحقِّ، ما أُحْسِنُ غيرَ هذا، فعَلَّمْني. قال:"إذا قُمْتَ إلى الصَّلاة فَكَبِّرْ، ثم اقْرَأْ ما تَيسَّرَ معك من القرآن، ثم ارْكَعْ حتى تطمئنَّ راكعًا، ثم ارْفَعْ حتى تعتدلَ قائمًا، ثم اسْجُدْ حتى تطمئنَّ ساجدًا، ثم ارْفَعْ حتى تطمئنَّ جالسًا، ثم افْعَلْ ذلك في صلاتِكَ كلِّها"
(3)
.
= وأخرجه الترمذي (239)، وابن حبان (1769)، من طريق يحيى بن يمان، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن سمعان، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبَّر للصلاة نَشَرَ أصابعه. (لفظ الترمذي).
قال عبد الله بن عبد الرحمن (شيخ الترمذي): حديث يحيى بن اليمان خطأ. وبنحوه قال أبو حاتم كما في "علل" ابنه (458)، وردَّه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على الترمذي بأنَّ نشر الأصابع هنا بمعنى مدِّها، وهو بسطُها مجتمعة، فلا فرق بينهما.
(1)
في (م): التكبير في.
(2)
عليها علامة نسخة في (ك).
(3)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وسعيد بن أبي سعيد: هو المَقْبُريّ. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (960)، وقال المصنِّفُ بإثره: خُولف يحيى في هذا الحديث، فقيل: عن سعيد، عن أبي هريرة، والحديث صحيح.
وأخرجه مسلم (397)، وأبو داود (856)، عن محمد بن المثنى، بهذا الإسناد. =
8 - باب القول الذي يفتتحُ به الصَّلاة
885 -
أخبرني محمدُ بنُ وَهْب قال: حدَّثنا محمدُ بنُ سَلَمة، عن أبي عبد الرَّحيم قال: حدَّثني زيد، هو ابنُ أبي أُنيسة، عن عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَن عَوْنِ بنِ عبد الله
عن عبد الله بن عُمر قال: قامَ رجلٌ خلفَ نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهُ أكبرُ كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا، وسبحان اللهِ بُكْرةً وأصيلًا. فقال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ صاحبُ الكلمة؟ " فقال الرَّجُل
(1)
: أنا يا نبيَّ الله. فقال: "لقد ابتدرَها اثنا عَشَرَ مَلَكًا"
(2)
.
= وأخرجه أحمد (9635)، والبخاري (757) و (793) و (6252 - مختصرًا)، والترمذي (303)، من طريق يحيى القطَّان، به.
وأخرجه البخاري (6251) و (6667)، ومسلم (397):(46)، وأبو داود (856)، والترمذي (2692)، وابن ماجه (1060) و (3695 مختصرًا) من طرق عن عُبيد الله بن عمر، به، دون قوله: عن أبيه.
قال الدارقطني فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 277: خالفَ يحيى القطَّانُ أصحابَ عُبيد الله كلَّهم في هذا الإسناد، فإنهم لم يقولوا: عن أبيه، ويحيى حافظ، قال: فيُشبه أن يكون عُبيد الله حدَّث به على الوجهين، وقال البزَّار: لم يُتابع يحيى عليه، ورجَّح الترمذيّ رواية يحيى. قلت (القائل ابن حجر): لكل من الروايتين وجه مُرجّح، أَمَّا رواية يحيى فللزيادة من الحافظ، وأمَّا الرواية الأخرى، فللكثرة، ولأن سعيدًا لم يوصف بالتدليس، وقد ثبتَ سماعُه من أبي هريرة، ومن ثمَّ أخرج الشيخان الطريقين. انتهى كلام الحافظ ابن حجر، وقد أخرجه ابن حبان (1890) من طريق محمد بن بشار، عن يحيى القطان، به، دون قوله: عن أبيه، والظاهر أنه سقط منه هذا الحرف، لأن البخاريَّ أخرجه (757) عن محمد بن بشار، عن يحيى، به، وفيه: عن أبيه، ثم إنه لم يُذكر أنه رُوي عن يحيى القطان دون ذكر هذا الحرف، والله أعلم، وسلف نحوه من حديث رفاعة بن رافع برقم (667).
(1)
في (ك) و (هـ): رجل.
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات غير محمد بن وَهْب -وهو الحرَّاني- فهو صدوق حسن الحديث، محمد بن سَلَمة: هو الحرَّاني، وأبو عبد الرحيم: هو خالد بن أبي يزيد، وهو في =
886 -
أخبرنا محمدُ بنُ شجاع المَرُّوذيُّ قال: حدَّثنا إسماعيل، عن حَجَّاج، عن أبي الزُّبير، عن عَوْن بن عبد الله
عن ابن عُمر قال: بينما نحن نُصَلِّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجلٌ من القوم: اللهُ أكبرُ كبيرًا، والحَمْدُ لله كثيرًا، وسبحانَ الله بُكْرَةً وأصيلًا. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"مَنِ القائلُ كلمةَ كذا وكذا؟ " فقالَ رجلٌ من القوم: أنا يا رسولَ الله. قال: "عَجِبْتُ لها"، وذكر كلمة معناها:"فُتِحَتْ لها أبوابُ السَّماء". قال ابنُ عمر: ما تركتُه منذ سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُه
(1)
.
9 - باب وضع اليمين على الشِّمال في الصَّلاة
887 -
أخبرنا سُوَيْدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله، عن موسى بنِ عُمير العَنْبَرِيّ وقيسِ بنِ سُلَيم العَنْبَريِّ قالا: حدَّثنا علقمةُ بنُ وائل
عن أبيه، قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إذا كان قائمًا في الصَّلاةِ قَبَضَ بيمينِهِ على شِمالِهِ
(2)
.
= "السُّنن الكبرى" برقم (961). وسيأتي في الحديث بعده.
(1)
حديث صحيح، إسماعيل: هو ابنُ عُلَيَّة، وحجَّاج: هو ابنُ أبي عثمان، وأبو الزُّبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (962).
وأخرجه أحمد (4627)، ومسلم (601)، والترمذي، (3592)، من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجه.
وأخرجه أحمد (5722) من طريق عبد الله بن لَهِيعة، عن أبي الزُّبير، به، وفيه أنَّ الرجل قال ذلك وهم جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابنُ لهيعة فيه ضعف.
(2)
إسناده صحيح، علقمة بن وائل سمع من أبيه كما ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 41، والترمذي في "سننه" بإثر الحديث (1454)، وصرَّح علقمة أيضًا بسماعه من أبيه في حديث عند مسلم (1680)، غير أن الترمذي نقلَ عن البخاري في "العلل الكبير"(356) أن علقمةَ بنَ وائل وُلد بعد موت أبيه بستة أشهر، ونقل ابنُ حجر أيضًا في "تهذيبه" عن العسكري =
10 - باب في الإمام إذا رأى الرَّجلَ قد وضعَ شِمالَه على يمينه
888 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حدَّثنا عبدُ الرَّحمن قال: حَدَّثنا هُشَيْمٌ، عن الحَجَّاج بن أبي زينب قال: سمعتُ أبا عثمانَ يُحَدِّث
عن ابن مسعود قال: رآني النبيُّ صلى الله عليه وسلم قد
(1)
وضعتُ شِمالي على يميني في الصَّلاة، فأخذَ بيميني، فوضَعَها على شِمالي
(2)
.
= أن ابن معين قال: علقمة بن وائل عن أبيه مرسل. والله أعلم. عبد الله: هو ابنُ المبارك، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (963).
وأخرجه أحمد (18846) عن وكيع، عن موسى بن عُمَيْر العنبري وحدَه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد أيضًا بنحوه (18852) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن عبد الجبَّار بن وائل، عن أهل بيته، عن أبيه وائل بن حُجْر، به، وفيه زيادة ذكر رفع اليدين مع التكبيرة.
وسيأتي بطرف آخر منه من طريق قيس بن سُلَيْم وحدَه برقم (1055).
وسيأتي مطوَّلًا من طريق عاصم بن كُلَيْب، عن أبيه، عن وائل بن حُجْر برقم (889).
(1)
في (هـ): وقد، وجاء على الواو علامة نسخة.
(2)
الحجَّاج بن أبي زينب ضعَّفه أحمد وابنُ المديني والنسائي، ووثَّقه ابنُ معين في رواية، وقال في أخرى: لا بأس به، واختلف فيه قول الدارقطني، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. وبقية رجاله ثقات، عبد الرحمن: هو ابنُ مَهْديّ، وهُشيم: هو ابنُ بشير، وقد صرَّح بالتحديث عند ابن ماجه، فانتفت شبهة تدليسه، وأبو عثمان: هو النَّهدي، وحسَّن إسنادَه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 224. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (964)، وقال: غير هُشيم أرسل هذا الحديث.
وقد اختُلف فيه على الحجَّاج بن أبي زينب:
فأخرجه أبو داود (755) عن محمد بن بكَّار بن الرَّيَّان والمصنِّف كما في هذه الرواية من طريق ابن مهدي، وابنُ ماجه (811) عن إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهَرَويّ، ثلاثتهم عن هُشيم بن بشير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي 2/ 648 من طريق يزيد بن هارون، عن حجَّاج بن أبي زينب، عن أبي عثمان، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مرَّ برجل وهو قائم يصلّي
…
فذكر نحوه مرسلًا. =
11 - باب موضع اليمين من الشِّمال في الصَّلاة
889 -
أخبرنا سُوَيْدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المبارك، عن زائدةَ قال: حدَّثنا عاصمُ بن كُلَيْب قال: حدَّثني أبي
أنَّ وائلَ بنَ حُجْر أخبرَه قال: قلتُ لأَنظُرَنَّ إلى صلاةِ
(1)
رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كيف يُصَلِّي، فنظرتُ إليه، فقامَ فَكَبَّرَ، ورفعَ يدَيْهِ حتى حاذتا
(2)
بأُذُنَيْه، ثم وضعَ يدَه اليمنى على كفِّه اليُسْرَى والرُّسُغِ والسَّاعدِ، فلمَّا
(3)
أرادَ أن يركعَ رفعَ يدَيْه مثلَها. قال: ووضعَ يدَيْه على ركبتَيْه، ثم لمَّا رفعَ رأسَه رفعَ يدَيْه مثلَها، ثم سجدَ، فجعلَ كفَّيْهِ بحِذاءِ أُذُنَيْه، ثم قعدَ وافترشَ رِجْلَهُ اليُسْرَى، ووضعَ كفَّه اليُسرى على فَخِذِه وركبتِه اليُسرى، وجعلَ حدَّ مِرْفَقِه الأيمنِ على فَخِذِه اليُمنى، ثم قبضَ اثْنَتَيْنِ من أصابعِه وحَلَّقَ حَلْقَةً، ثم رفعَ أُصْبُعَهُ فرأيتُه يُحَرِّكُها يَدْعُو بها
(4)
.
= وأخرجه أحمد (15090) عن محمد بن الحسن الواسطي، عن حجَّاج بن أبي زينب، عن أبي سفيان، عن جابر، بنحوه.
قال الدارقطني في "العلل" 2/ 525 - 526: قول هُشيم أصحّ.
(1)
كلمة "صلاة" ليست في (ر).
(2)
في (م) وهامش كلّ من (ر) و (ك): حاذى.
(3)
في: (م): ثم لمَّا.
(4)
حديث صحيح، دون قوله: يُحرِّكُها يَدْعُو بها، فشاذّ، انفردَ به زائدة، وهو ابنُ قُدامة، وخالفَ أصحابَ عاصم، حيث قالوا: أشارَ بأصبعه السَّبابة، أو: أشار بالسبَّابة، أو: رفعَ السبَّابة، وسيأتي في التخريج ذكر نفي التحريك، ورجال الإسناد ثقات غير كُليب والد عاصم، فهو صدوقٌ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (965).
وأخرجه أحمد (18870)، وأبو داود (727)(ولم يسق لفظه)، وابن حبَّان (1860) من طريقين عن زائدة بن قُدامة، بهذا الإسناد، وفيه زيادة: ثم جئتُ بعد ذلك في زمان فيه بردٌ، فرأيتُ الناسَ عليهم الثِّياب، تَحَرَّك أيديهم من تحت الثِّياب من البرد. (لفظ أحمد). وسيأتي =
12 - باب النَّهي عن التَّخصُّر في الصَّلاة
890 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا جَرِير، عن هشام. ح: وأخبرنا سُويدُ بن نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المبارك - واللَّفظ له - عن هشام، عن ابن سِيرِين عن أبي هريرة أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أنْ يُصَلِّيَ الرَّجلُ مُخْتَصِرًا
(1)
(2)
.
= هذا الحرف في رواية سفيان بن عُيينة، عن عاصم بن كُليب برقم (1160).
وأخرجه بتمامه ومختصرًا: أحمد (18850) و (18855) و (18876) و (18877) من طريق عبد الواحد بن زياد وشعبة وزهير بن معاوية (فرَّقهم)، والمصنِّفُ كما سيأتي برقمي (1263) و (1264) من طريقي السفيانين (مفرَّقَيْن)، وبرقم (1265) من طريق بِشْر بن المفضَّل، وابن ماجه (912) وابن حبان (1945) من طريق عبد الله بن إدريس، سبعتُهم عن عاصم بن كُليب، به، وذكروا الإشارةَ بالسبَّابة فحسب، ولم يذكر أحدٌ منهم تحريك الإصبع التشهُّد، بل سيأتي من حديث عبد الله بن الزُّبير (1270) أنه صلى الله عليه وسلم كان يُشير بأصبعه إذا دعا ولا يحرّكُها، وقد ترجمَ أبو عوانة 2/ 226 للحديث بترك التحريك في الإشارة. قال البيهقي في "السُّنن الكبرى" 2/ 132: يحتمل أن يكون المرادُ بالتحريك الإشارةَ بها لا تحريكَها.
(1)
في (ر) و (هـ): مُتَخَصِّرًا.
(2)
إسناداه صحيحان جرير هو ابن عبد الحميد وهشام: هو ابن حسَّان، وابن سِيرِين: هو محمد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (966)، وقال المصنِّف بإثره: وغيرُ هشام قال في هذا الحديث عن أبي هريرة: نُهي أن يُصلِّيَ الرجلُ.
وأخرجه مسلم (545)، وابن حبان (2285)، من طريق عبد الله بن المبارك، عن هشام بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (7175) و (7897) و (7930) و (8374) و (9181)، والبخاري (1220)، ومسلم (545)، وأبو داود (947)، والترمذي (383) من طرق عن هشام بن حسان، به.
وأخرجه ابن حبان (2286) من طريق عيسى بن يونس، عن هشام، به، بلفظ:"الاختصار في الصلاة راحة أهل النار"، قال محقِّقُه: سقط من إسناده عبدُ الله بنُ الأزور بين عيسى بن يونس وهشام.
وأخرجه البخاري (1219) من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: نُهيَ عن الخَصْر في الصلاة.
891 -
أخبرنا حُمَيْدُ بنُ مَسْعَدَة، عن سفيانَ بن حَبِيب، عن سعيدِ بن زياد، عن زياد بن صُبَيْح قال:
صَلَّيْتُ إلى جَنْب ابن عُمر، فوضعتُ يدي على خَصْري، فقال لي
(1)
هكذا ضربةً بيده
(2)
، فلمَّا صَلَّيْتُ قلتُ لرجل: مَنْ هذا؟ قال: عَبْدُ الله بنُ عُمر. قلتُ: يا أبا عبد الرَّحمن، ما رَابَكَ منِّي؟ قال: إنَّ هذا الصَّلْبُ، وإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نهانًا
(3)
عنه
(4)
.
13 - باب الصَّفِّ بين القدَمَين في الصَّلاة
892 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى، عن سفيانَ بن سعيدٍ الثَّوريِّ، عن مَيْسَرة، عن المِنْهال بن عَمْرو، عن أبي عُبيدة
أنَّ عَبْدَ الله رأى رجلًا يُصَلِّي قد صَفَّ بين قَدَمَيْهِ فقال: خالفَ السُّنَّة، ولو راوحَ
(5)
بينَهما كان أفضلَ
(6)
.
(1)
لفظة "لي" ليست في (م).
(2)
في (م) وهامش (ك): بيديه، وفي هامش (هـ): ضَرَبَهُ. (نسخة).
(3)
في (ر): نهى.
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سعيد بن زياد، فقد وثَّقه ابن معين والعجلي، وقال ابن معين مرَّة: صالح، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الدارقطني: لا يُحتجُّ به، ولكن يُعتبر به، لا أعرفُ له إلا حديث التصليب. اهـ. وبقية رجاله ثقات، وهو في "السنن الكبرى" برقم (967).
وأخرجه أحمد (4849) و (5836)، وأبو داود (903)، من طريقي يزيد بن هارون ووكيع، عن سعيد بن زياد بهذا الإسناد.
وسلف قبله بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(5)
في هامش (ك): راوحتَ. (نسخة).
(6)
إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عُبيدة - وهو ابن عَبْد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، ومَيْسرة: هو ابن حبيب، ورجال الإسناد ثقات، وهو في "السُّنن=
893 -
أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا خالد عن شعبة قال: أخبرني مَيْسَرَةُ بن حَبيب قال: سمعتُ المِنْهَالَ بنَ عَمْرو يُحدِّثُ عَن أبي عُبيدة
عن عَبْد الله، أنَّه رأى رجلًا يُصَلِّي
(1)
قد صَفَّ بين قَدَمَيْه، فقال: أخطأَ
(2)
السُّنَّةَ، ولو راوحَ بينهما كان أعجبَ إليَّ
(3)
.
14 - باب سكوت الإمام بعدَ افتتاحِهِ الصَّلاة
894 -
أخبرنا محمودُ بنُ غَيْلان قال: حدَّثنا وكيعٌ قال: حدَّثنا سفيان، عن عُمارَةَ بن القَعْقَاع، عن أبي زُرْعَةَ بن عَمْرِو بن جَرِير
عن أبي هريرة، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَتْ
(4)
له سَكْتَةٌ إِذا افْتَتَحَ الصَّلاة
(5)
.
= الكبرى برقم (968)، وجوده المصنف كما سيأتي في الحديث بعده.
وقال ابن رجب في "فتح الباري" 5/ 60: أبو عُبيدة لم يسمع من أبيه، لكن رواياته عنه صحيحة. ونقل في "شرح علل الترمذي" 1/ 198 عن يعقوب بن شيبة قوله: إنما استجاز أن يُدخلوا حديث أبي عُبيدة عن أبيه في المسند - يعني في الحديث المتصل - لمعرفة أبي عُبيدة بحديث أبيه وصحتها وإنه لم يأت فيها بحديث منكر.
وقال ابن أبي عمر في "الشرح الكبير" 3/ 587: يستحب للمصلي أن يفرِّج بين قدميه ويراوح بينهما إذا طالَ قيامُه، قال الأثرم: رأيتُ أبا عبد الله يُفرِّجُ بين قدميه، ورأيتُه يراوحُ بينهما.
قال السِّنديّ: "صَفَّ بين قدَمَيْه" كأن المراد وَصَلَ بينهما، "ولو راوح بينهما" أي: اعتمدَ على إحداهما مرَّة وعلى الأخرى مرَّة ليوصل الراحة إلى كل منهما.
(1)
كلمة "يصلي" ليست في (ر) و (م)، وجاءت نسخة في هامش (ك).
(2)
في (م): خالف.
(3)
إسناده ضعيف لانقطاعه، وسلف في الحديث قبله، خالد هو ابن الحارث، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (969) وقال المصنِّف بإثره: أبو عُبيدة لم يسمع من أبيه، والحديث جيّد.
(4)
في (ر): كان.
(5)
إسناده صحيح وكيع: هو ابن الجرَّاح، وسفيان: هو الثوريّ.=
15 - باب الدُّعاء بين التَّكْبير والقراءة
895 -
أخبرنا عليُّ بنُ حُجْر قال: أخبرنا جَرِير عن عُمارةَ بن القَعْقَاع، عن أبي زُرْعَةَ بن عَمرو بن جَرِير
عن أبي هريرةَ قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتحَ الصَّلاةَ سكت هُنيهةً، فقلتُ: بأبي أنتَ وأمِّي يا رسول الله ما تقولُ في سكوتِكَ بين التَّكْبِيرِ والقراءة؟ قال: "أقولُ: اللهمَّ باعِدُ بيني وبينَ خَطَايَايَ كما باعَدْتَ بين المَشْرِقِ والمَغْرِب، اللَّهمَّ نَقِّنِي من خَطَايَايَ كما يُنَقَّى الثَّوبُ الأبيضُ من الدَّنَس، اللهمَّ اغْسِلْنِي من خَطاياي بالثلج والماء
(1)
والبَرَد"
(2)
.
16 - باب نوع آخر من الدُّعاء بين التَّكبير والقراءة
896 -
أخبرنا عَمْرٌو بنُ عثمان بن سعيد
(3)
قال: حدَّثنا شُرَيْح بنُ يَزِيدَ الحَضْرَمِيُّ قال: أخبرني شعيبُ بنُ أبي حمزة قال: أخبرني محمدُ بنُ المُنكدر
عن جابر بن عبد الله قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا استفتحَ
(4)
الصَّلاةَ؛ كَبَّرَ، ثم قال: "إنَّ صلاتي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ ربِّ العالَمين، لا شريكَ له، وبذلك أُمِرْتُ وأنا من
(5)
المسلمين، اللَّهمَّ اهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَعمالِ وأَحْسَنِ
= وأخرجه أحمد (9781) عن وكيع، بهذا الإسناد، بلفظ: كانت له سكتةٌ في الصلاة، وينظر ما يقول في هذه السكتة في الحديث بعده.
(1)
في (ك): بالماء والثلج. وعليه علامة الصحة.
(2)
إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، وهو مكرر الحديث رقم (60) سندًا ومتنًا.
(3)
بعدها في (ر) و (م): بن كثير بن دينار الحمصي.
(4)
في هامشي (ك) و (هـ): افتتح. (نسخة).
(5)
في (ر) وفوقها في (م): أوَّل.
الأخلاق؛ لا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إلَّا أنت، وقِنِي سَيِّئَ الأَعمالِ وَسَيِّئَ الأخلاق، لا يَقِي سَيِّئَها إلا أنت"
(1)
.
17 - باب نوع آخر من الذِّكْر والدُّعاء بين التَّكبير والقراءة
897 -
أَخبرنا عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ قال: حدَّثنا عبدُ الرَّحمن بنُ مَهْدِيٍّ قال: حدَّثنا عبدُ العزيز بن أبي سَلَمَةَ قال: حدَّثني عمِّي الماجِشُونُ بن أبي سَلَمَةَ، عن عبد الرَّحمن الأعرج، عن عُبيد الله بن أبي رافع
عن عليٍّ رضي الله عنه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اسْتَفْتَحَ الصَّلاةَ كَبَّرَ، ثم قال: "وَجَّهْتُ وَجْهِيَ للذي فَطَرَ السَّماواتِ والأرضَ حَنِيفًا، وما أنا من
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على شعيب بن أبي حمزة كما سيأتي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (972).
وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(499) و "مسند الشاميّين"(2974) من طريق عمرو بن عثمان بهذا الإسناد، وفيهما:"وأنا أولُ المسلمين".
وأخرجه الدارقطني في "السُّنن"(1139) من طريق أبي حَيْوَة شريح بن يزيد، به، وفيه:"وأنا أول المسلمين". وزاد في آخره: قال شعيب: قال لي محمد بن المنكدر وغيرُه من فقهاء المدينة: إن قلتَ أنتَ هذا القولَ فقُل: وأنا من المسلمين.
وقد اختُلف فيه على شعيب بن أبي حمزة:
فرواه أبو حَيْوَة شُريح بن يزيد الحضرمي، عن شعيب، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، كما في هذه الرواية.
وخالفَه محمد بن حِمْيَر، فرواه عن شعيب، عن محمد بن المنكدر وآخر، عن عبد الرحمن الأعرج، عن محمد بن مسلمة، به، كما سيأتي بالأرقام (898) و (1052) و (1128).
والراوي المبهم هو إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة كما في "شرح علل الترمذي" لابن رجب 2/ 761.
قال الدارقطني في "العلل" 7/ 332: المحفوظ عن الأعرج، عن عُبيد الله بن أبي رافع، عن عليّ بن أبي طالب. اهـ. وسيأتي من هذا الطريق في الحديث بعده، وبرقمي (1050) و (1126).
المُشركين، إِنَّ صَلَاتي ونُسُكي ومَحْيَايَ ومَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العالَمين، لا شَرِيكَ له، وبذلك أُمِرْتُ وأنا من
(1)
المسلمين، اللَّهمَّ أَنتَ المَلِكُ لا إلهَ إلا أنت، أنا عبدُك، ظَلَمْتُ نفسي، واعْتَرَفْتُ بذنبي، فاغْفِرْ لي ذُنوبي جميعًا لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنتَ، واهْدِنِي لِأَحْسَنِ الأخلاق، لا يَهْدِي لِأَحْسَنِها إلا أنت، واصْرِفْ عَنِّي سَيِّئها، لا يَصْرف عنّى سَيِّئها إلا أنت، لَبَيْكَ وسَعْدَيْك، والخيرُ كُلُّه في يَدَيْك، والشَّرُّ ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركتَ وتعالَيْتَ، أستغفرُك وأتوبُ إليك"
(2)
.
898 -
أخبرنا يحيى بنُ عثمانَ الحِمْصِيُّ قال: حدَّثنا ابن حِمْيَرٍ قال: حدَّثنا شُعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المُنْكَدِر، وذكرَ آخَرَ قبلَه، عن عبد الرَّحمن بن هُرْمُز الأعرج
(1)
في (ر): أوَّل، وفوقها: من. (نسخة).
(2)
إسناده صحيح، الماجِشُون: اسمه يعقوب، وعبد الرَّحمن الأعرج: هو ابن هُرْمز، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (973).
وأخرجه مسلم (771): (202) عن زهير بن حَرْب، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولًا أحمد (729) و (803) و (804)، ومسلم (771):(202)، وأبو داود (760)، والترمذي (3422)، وابن حبان (1773) من طرق عن عبد العزيز بن أبي سَلَمة، به، قال الترمذي حديث حسن صحيح.
وأخرجه مسلم (771): (201)، والترمذي (3421) و (3422) من طريق يوسف بن الماجشون، عن أبيه الماجِشُون، به، مطوّلًا.
وأخرجه أحمد (729) و (805)، وأبو داود (761)، والترمذي (3423)، وابن حبان (1771) و (1772) و (1774) من طريق عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الأعرج، به.
وسيأتي بهذا الإسناد وبطرف آخر منه برقمي (1050) و (1126).
قال ابن حبان قوله صلى الله عليه وسلم: "والشرُّ ليس إليك" أرادَ به: والشَّرُّ ليس ممَّا يُتقرَّبُ به إليك. فأضمر فيه: ما يُتقرَّب.
عن محمدِ بن مَسْلَمَةَ، أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا قَامَ يُصَلِّي تطوُّعًا قال:"اللهُ أكبر، وَجَّهْتُ وَجْهِيَ للذي فَطَرَ السَّماواتِ والأَرضَ حنيفًا مُسْلِمًا وما أنا من المشركين، إنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العالمين، لا شريك له، وبذلك أُمِرْتُ وأنا أوَّلُ المُسْلِمِين، اللهم أنتَ المَلِكُ، لا إلهَ إلا أنت، سُبحانَكَ وبِحَمْدِك". ثم يقرأ
(1)
.
18 - باب نوع آخر من الذِّكْر بين افتتاح الصَّلاة وبين القراءة
899 -
أخبرنا عبيد الله بنُ فَضَالةَ بن إبراهيمَ قال: أخبرنا عبد الرَّزَّاق قال: أخبرنا جعفرُ بنُ سليمان، عن عليّ بن عليّ، عن أبي المُتَوكِّل
(1)
حديث صحيح ابن حِمْيَر - وهو محمد - صدوق حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات، وأمَّا الراوي المبهم فهو إسحاقُ بنُ عبد الله بن أبي فَرْوَة، كما سيأتي، وهو متروك الحديث، وقد اختُلف في إسناده على شعيب بن أبي حمزة كما سلف الكلام قبل حديث.
وذكر ابن رجب في "شرح علل الترمذي" 2/ 760 - 761 رواية ابن حِمْيَر هذه، وذكر أنَّ الراوي المبهم هو إسحاقُ بنُ عبد الله بن أبي فروة.
وقال: ورواه حَيْوَة، عن شعيب عن إسحاق، عن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن محمد بن مَسْلَمة، فظهر بهذا أنَّ الحديث عند شعيب عن ابن أبي فَرْوَة. وكذا قال أبو حاتم الرازي [(438)]: هذا الحديث من حديث إسحاقُ بنُ أبي فَرْوَة، يرويه شعيبٌ عنه.
وقال ابن رجب: وحاصل الأمر أنَّ حديث الاستفتاح رواه شعيب عن إسحاقُ بنُ أبي فَرْوَة وابنِ المُنكدر، فمنهم من تركَ إسحاق وذكرَ ابنَ المُنكدر، ومنهم مَنْ كَنَى عنه فقال: عن ابن المُنكدر وآخرَ، وكذا وقع في "سنن النَّسائي.
قال: وهذا ممَّا لا يجوزُ فعلُه، وهو أن يرويَ الرجلُ حديثًا عن اثنين، أحدُهما مطعونٌ فيه، والآخرُ ثقة، فيتركَ ذِكْرَ المطعون فيه ويذكرَ الثقة، وقد نصَّ الإمام أحمد على ذلك، وعلَّلَه بأنه ربما كان في حديث الضعيف شيءٌ ليس في حديث الثقة. وهو كما قال، فإنه ربَّما كان سياقُ الحديث للضعيف، وحديثُ الآخر محمولٌ عليه. انتهى كلامه.
وللحديث طرق أخرى ذكرها ابن رجب، والصوابُ فيه رواية من قال: عن الأعرج، عن ابن أبي رافع، عن علي، كما سلف في الحديث قبله، وينظر (1052) و (1128).
عن أبي سعيد، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا افْتَتَحَ
(1)
الصَّلاةَ قال: "سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، تبارَكَ
(2)
اسْمُكَ، وتَعَالَى جَدُّك، ولا إله غيرُك"
(3)
.
(1)
في (م): استفتح.
(2)
في (هـ): وتبارك.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد فيه مقال كما سيرد. جعفر بن سليمان - وهو الضُّبَعيّ - مختلف فيه، وقد تفرَّد بهذا الحديث، ولا يحتمل تفرُّده، وعليُّ بنُ عليّ - وهو اليَشْكري - مختلف فيه أيضًا، وبقية رجاله ثقات، عبد الرَّزَّاق: هو ابن هَمَّام الصَّنْعاني، وأبو المتوكِّل: هو عليُّ بن داود النَّاجي، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (974).
وهو في "مصنَّف" عبد الرَّزَّاق (2554) بلفظ: كان إذا قام من الليل فاستفتحَ صلاته كبَّر ثم قال: سبحانك اللهمَّ
…
ثم يُهلِّل ثلاثًا، ويكبِّر ثلاثًا، ثم يقول: أعوذ بالله السَّميعِ العليمِ من الشيطان الرجيم.
وأخرجه أحمد (11473) و (11657)، وأبو داود (775)، والترمذي (242) من طرق عن جعفر بن سليمان به وبأطول منه عدا رواية أحمد (11657).
قال أبو داود وهذا الحديث يقولون: هو عن علي بن علي، عن الحسن مرسلًا، الوهم من جعفر.
وقال الترمذيّ: كان يحيى بن سعيد يتكلَّم في عليّ بن عليّ، وقال أحمد: لا يصحُّ هذا الحديث.
وقد صحَّ استفتاح الصلاة بما ورد في هذا الحديث من غير وجه، فقد أخرج الدارقطني في "السُّنن"(1146) والحاكم في "المستدرك" 1/ 235، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 34 - 35 وغيرهم من طرق عن الأسود بن يزيد قال: رأيت عمر حين افتتح الصلاةَ كَبَّرَ ثم قال: سبحانك اللهمَّ وبحمدك
…
الحديث. قال ابن الجوزي في "التحقيق"(439): إنما كان يقولُه اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه مسلم (399): (52) في سياق حديث وليس احتجاجًا من طريق عَبْدَةَ بن أبي لُبابة، أن عُمر كان يَجْهَرُ بهؤلاء الكلمات
…
إلخ، وعَبْدَة لم يسمع من عمر.
وروي أيضًا من حديث عائشة عند أبي داود (776) والترمذي (243) وابن ماجه (806) وفيه ضعف، ورُوي أيضًا من حديث أنس وابن مسعود، ينظر "نصب الراية" 1/ 320 - 323.
900 -
أخبرنا أحمد بنُ سليمان قال: حدَّثنا زيدُ بنُ الحُباب قال: حدثني جعفرُ بنُ سليمان، عن عليّ بن عليٍّ، عن أبي المُتَوَكِّل
عن أبي سعيد قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا افْتَتَحَ الصَّلاةَ
(1)
قال: "سُبحانك اللَّهُم وبحَمْدِك، تبارك
(2)
اسْمُكَ، وتَعالَى جَدُّك، ولا إلهَ غيرُك"
(3)
.
19 - باب نوع آخر من الذِّكْر بعد التَّكبير
901 -
أخبرنا محمدُ بنُ المُثَنَّى قال: حدَّثنا حَجَّاجُ قال: حدَّثنا حَمَّاد، عن ثابت وقتادة وحُمَيْد
عن أنس أنّه قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بنا إذ جاء رجلٌ، فدخَلَ المَسْجِدَ وقد حَفَزَهُ النَّفَس، فقال: اللهُ أكبر، الحمدُ للهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبارَكًا فيه، فلمَّا قَضَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صَلاتَهُ قال:"أَيُّكُمْ الذي تَكَلَّمَ بكلمات؟ فأَرَمَّ القوم. قال: "إِنَّهُ لم يَقُلْ بأسًا". قال: أنا يا رسولَ الله، جئتُ وقد حَفَزَني النَّفَسُ فَقُلْتُها. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَها أَيُّهُمْ يَرْفَعُها"
(4)
.
(1)
بعدها في هامش (ك): بالليل، وعليها علامة نسخة.
(2)
في: (هـ): وتبارك، وعلى الواو علامة نسخة.
(3)
صحيح لغيره، وسلف الكلام عليه في الحديث قبله، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (975).
وأخرجه ابن ماجه (804) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن زيد بن الحُباب، بهذا الإسناد.
(4)
إسناده صحيح، حجَّاج: هو ابن المِنْهال، وحمَّاد: هو ابن سَلَمة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (976).
وأخرجه أحمد (12713) و (13645)، ومسلم (600)، وأبو داود (763)، وابن حبان (1761) من طرق عن حمَّاد بن سَلَمة، بهذا الإسناد، وفي رواية أحمد الثانية وأبي داود زيادة: =
20 - باب البُدَاءة بفاتحة الكتاب قبلَ السُّورة
902 -
أخبرنا قُتيبة بنُ سعيد قال: حدَّثنا أبو عَوَانة، عن قتادة
عن أنس قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعُمرُ رضي الله عنه يستفتحُون القراءةَ بـ "الحمدُ للهِ رَبِّ العالمين"
(1)
.
=: "وإذا جاءَ أحدُكم فليمش نحو ما كان يمشي، فليصلِّ ما أدركَ، وليَقْضِ ما سبقَه".
وأخرجه أحمد (12034) و (12960) من طرق عن حُميد، به، وفيه الزيادة المذكورة آنفًا.
وأخرجه أحمد (12988) و (13844) من طريق همَّام، عن قتادة به، وفي آخره:"فما دَرَوْا كيف يكتبونها حتى سألوا ربَّهم عز وجل، قال: اكتُبُوها كما قال عبدي".
قوله: وقد حَفَزَهِ النَّفَس؛ أي: جَهَدَهُ من شدَّة السَّعْي إلى الصلاة، وأصلُ الحَفْزِ الدَّفْعُ العنيف. فأرَمَّ القوم، أي: سكَتُوا، يبتدرونها؛ أي: كلٌّ منهم يريدُ أن يسبقَ غيرَه فِي رَفْعِها إلى محلِّ العَرض أو القبول. قاله السِّنْدي.
(1)
إسناده صحيح، أبو عَوَانة: هو الوَضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدُوسيّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (977).
وأخرجه الترمذي (246) عن قُتيبة بن سعيد بهذا الإسناد، وقال: حديث حسن صحيح، والعملُ على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم والتابعين ومَن بعدَهم، كانوا يستفتحون القراءةَ بـ "الحمدُ لله ربِّ العالمين". قال الشافعي:
…
معناه أنهم كانوا يبدؤون بقراءة فاتحة الكتاب قبل السورة، وليس معناه أنهم لا يقرؤون "بسم الله الرحمن الرحيم".
وأخرجه ابن ماجه (813) عن جُبارة بن المُغَلِّس، عن أبي عَوَانة، به.
وأخرجه أحمد (12135)، وأبو داود (782) من طريق هشام الدَّسْتُوائي، وأحمد (11991) من طريق سعيد بن أبي عَرُوبة، وأحمد (12714)، وابن حبان (1800) من طريق حمَّاد بن سَلَمة، والبخاري (743) من طريق شعبة، ومسلم (399):(51) من طريق الأوزاعي، وابن حبان (1798) من طريق حُميد وسعيد، جُميعهم عن قتادة، به، بزيادة ذكر عثمان رضي الله عنه عدا رواية شعبة. وقرنَ حمَّاد في روايته بقتادة حميدًا الطويل وثابتًا البُنَانيّ.
وزاد الأوزاعي في رواية مسلم لفظ: لا يذكرون "بسم الله الرحمن الرحيم" في أول قراءة ولا في آخرها.=
903 -
أخبرنا عبدُ الله بنُ محمد بن عبدِ الرَّحمن الزُّهْرِيُّ قال: حدَّثنا سفيان، عن أيوب، عن قتادة
عن أنس قال: صَلَّيْتُ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعُمرَ
(1)
رضي الله عنهما، فافْتَتَحُوا بـ "الحمد لله
(2)
"
(3)
.
= وقد أعلها بعضهم - كما في "فتح الباري" لابن حجر 2/ 228 - بكون الأوزاعي رواه عن قتادة مكاتبة، ونظر فيه الحافظ ابن حجر، وذكر أن الأوزاعي لم ينفرد به، فقد رواه أبو داود الطيالسي عن شعبة بلفظ: فلم يكونوا يفتتحون القراءة بـ "بسم الله الرحمن الرحيم"، فهذا النفي محمولٌ على أنه لم يسمع منهم البسملة، فيحتمل أن يكونوا يقرؤونها سرًّا. وينظر تفصيل كلام الحافظ فيه، وينظر "فتح المغيث" 1/ 265 - 270، و "تدريب الراوي" 1/ 299 - 302.
وسيأتي الحديث بعده من طريق أيوب عن قتادة، وبرقم (907) من طريق شعبة وابن أبي عَرُوبة عن قتادة، وفيه قول أنس رضي الله عنه: فلم أسمع أحدًا منهم يجهر ب "بسم الله الرحمن الرحيم".
وسيأتي برقم (906) من طريق منصور بن زاذان، عن أنس رضي الله عنه، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم لم يُسمعهم قراءةَ "بسم الله الرحمن الرحيم".
قوله: يستفتحون القراءة ب "الحمدُ لله ربّ العالمين"، أي: كانوا يفتتحون بالفاتحة كما سلف الكلام عن الشافعي رحمه الله، وهذا قولُ من أثبت الفاتحةَ في أوَّلها، وقيل: المعنى: كانوا يفتتحون بهذا اللفظ تمسُّكًا بظاهر الحديث، وهذا قولُ مَنْ نَفَى قراءةَ البسملة، لكن لا يلزم من قوله: كانوا يفتتحون بالحمد أنهم لم يقرؤوا "بسم الله الرحمن الرحيم". قاله الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري" 2/ 227. وينظر تتمة كلامه.
(1)
في (ر) و (م): ومع عمر.
(2)
في (هـ): بالحمد لله ربّ العالمين، وضُرب على لفظ "ربّ العالمين" في (ر)، وفي (ق): فافتتحوا بالحمد، وجاء لفظ "لله" في هامش (ك) وعليه علامة نسخة.
(3)
إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتِيانيّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (978).
وأخرجه أحمد (12084)، وابن ماجه (813) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وسلف قبله من طريق أبي عَوَانة، عن قتادة به.
21 - باب قراءة "بسم الله الرَّحمن الرَّحيم"
904 -
أخبرنا عليُّ بنُ حُجْر قال: حدَّثنا عليُّ بنُ مُسْهِرٍ، عَن المُختارِ بن فُلْفُل
عن أنس بن مالك قال: بينما ذات يوم بينَ أظْهُرِنا - يريد النبيَّ صلى الله عليه وسلم إذ أغْفَى إغفاءةً، ثم رفع رأسَه مُتَبَسِّمًا فقُلنا
(1)
له: ما أَضْحَكَكَ يا رسولَ الله؟ قال: "نَزَلَتْ عَلَيَّ آنفًا سورة: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} ". ثم قال: "هل تَدْرُونَ ما الكَوْثَرُ؟ " قُلنا: اللهُ ورسولُه أعلم. قال: "فَإِنَّهُ
(2)
نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي فِي الجَنَّة، آنِيتُه أكثرُ من عَدَدِ الكواكب، تَرِدُهُ عَلَيَّ أمَّتي، فيُخْتَلَجُ العبدُ منهم، فأقول: يا ربِّ، إنَّه من أمَّتي، فيقول لي: إنَّكَ لا تدري ما أَحْدَثَ بعدَك"
(3)
.
905 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الله بن عبدِ الحَكَم، عن شُعيب، حدَّثنا اللَّيث، حدَّثنا خالد، عن ابن أبي هلال، عن نُعَيْمِ المُجْمِرِ قال:
صَلَّيْتُ وراءَ أبي هُريرة، فقرأ:"بسم الله الرّحمن الرّحيم"، ثم قرأ بأمِّ
(1)
في (م): قلنا.
(2)
في هامش (هـ): إنه. (نسخة).
(3)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (979) و (11638).
وأخرجه مسلم (400) و (2304) عن عليّ بن حُجْر، بهذا الإسناد، ولم يَسُقْ لفظه في الموضع الثاني، وأحال على ما قبله وفيه ذكر الورود على الحوض فحسب.
وأخرجه مسلم كذلك عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عليّ بن مُسْهِر، به.
وأخرجه أحمد (11994 مختصرًا) و (11996)، ومسلم، وأبو داود (784) و (4747) من طريق محمد بن فُضيل، عن المختار بن فلفل، به.
وأخرجه بنحوه أحمد (13991)، والبخاري (6582)، ومسلم (2304) من طريق عبد العزيز بن صُهيب عن أنس بذكر الورود على الحوض دون ذكر نزول سورة الكوثر.
قوله: فيُختلجُ، على بناء المفعول أي: يُجتذب ويقتطع. قاله السِّندي.
القرآن حتى إذا بلغَ: "غير المغضوب عليهم ولا الضّالِّين" فقال: آمين. فقال النَّاس: آمين، ويقول كلَّما سَجَدَ: الله أكبر، وإذا قام من الجُلوس في الاثنتين قال: الله أكبر، وإذا سَلَّمَ قال: والذي نفسي بيده، إِنِّي لأَشْبَهُكُمْ صلاةً برسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
22 - باب ترك الجَهْر بـ "بسم الله الرَّحمن الرَّحيم"
906 -
أخبرنا محمدُ بنُ عليّ بن الحَسَن بن شَقِيق قال: سمعتُ أبي يقول: أخبرنا أبو حمزة، عن منصورِ بنِ زاذان
عن أنس بن مالك قال: صَلَّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فلم يُسْمِعُنا قراءةَ "بسم الله الرَّحمن الرَّحيم"، وصَلَّى بنا أبو بكر وعُمر، فلم نَسْمَعُها منهما
(2)
.
(1)
إسناده صحيح شعيب: هو ابن الليث بن سعد، وخالد: هو ابن يزيد الجُمحي، وابن: أبي هلال: هو سعيد، ونُعيم المُجْمِر: هو ابن عبد الله المدنيّ.
وأخرجه ابن حبان (1801) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، عن أبيه وشعيب، به، قال ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 267: هو أصحُّ حديث ورد في ذلك، يعني في الجهر بالبسملة.
وأخرجه ابن حبان أيضًا (1797) من طريق حَيْوَة، عن خالد بن يزيد، به.
قال الحافظ في الفتح 2/ 267: وقد رواه جماعة غير نُعيم عن أبي هريرة بدون ذكر البسملة
…
والجواب أن نعيمًا ثقة فتقبل زيادتُه.
(2)
حديث صحيح رجاله ثقات، وإسنادُه متصل إن ثبت سماع منصور بن زاذان من أنس رضي الله عنه، فروايتُه عنه مرسلة، كما في "الجرح والتعديل" 8/ 172، وقال المزِّي في "تحفة الأشراف" (1605): قيل: لم يسمع منه. أبو حمزة هو محمد بن ميمون السُّكَّري، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (980).
ونفيُ سماع البسملة محمولٌ على نفي الجهر بها كما ذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 228، وسيأتي نفي الجهر بها في الحديث بعده، وينظر الحديث السالف برقم (902).
قال السِّندي: هذه الأحاديث صريحةٌ في ترك الجهر بها.
907 -
أخبرنا عبدُ الله بن سعيد أبو سعيد الأشَجُّ قال: حدَّثني عقبةُ بنُ خالد قال: حدَّثنا شعبةُ وابنُ أَبي عَرُوبة، عن قتادة
عن أنس قال: صلَّيتُ خلف رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعُمر وعثمان رضي الله عنهم، فلم أسْمَعْ أحدًا منهم يجهرُ بـ "بسم الله الرَّحمن الرَّحيم"
(1)
.
908 -
أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود قال: حدَّثنا خالدٌ قال: حدَّثنا عثمانُ بنُ غياث قال: أخبرني أبو نَعَامةَ الحنفيُّ قال: حدَّثنا ابن عبدِ الله بن مُغَفَّل قال:
كان عبدُ الله بنُ مُغَفَّل إذا سمعَ أحدَنا يقرأ: "بسم الله الرَّحمن الرَّحيم" يقول: صلَّيتُ خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفَ أبي بكر وخلفَ عُمر رضي الله عنهما، فما سمعتُ أحدًا منهم قرأ "بسم الله الرَّحمن الرَّحيم"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، ابن أبي عَرُوبة: هو سعيد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (981).
وأخرجه أحمد (12810) و (12845)، ومسلم (399):(50) و (51)، وابن حبان (1799) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد، وقرنَ ابن حبان بشعبة شيبانَ بنَ عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه ابن حبان (1803) من طريق سفيان، عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه ابن حبان (1802) من طريق أبي قِلابة، عن أنس.
وينظر الحديث السالف، قبله، والحديثان السالفان برقمي (902) و (903).
(2)
رجاله ثقات غير ابن عبد الله بن مغفَّل فمجهول، فلم يُذكر في الرواة عنه غير أبي نَعَامة الحنفي، وهو قيس بن عَبَاية، وقد حسَّنَ الترمذيُّ حديثه، وتابعَه على ذلك الزَّيلعيّ في "نصب الراية" 1/ 333، ونقل فيه عن النوويّ أنَّ ابن خزيمة وابنَ عبد البَرّ والخطيب ضعَّفوه وقالوا: مدارُه على ابن عبد الله بن مغفَّل، وهو مجهول. اهـ. خالد هو ابن الحارث، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (982).
وأخرجه أحمد (20545) عن يحيى بن سعيد، عن عثمان بن غياث، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (16787) و (20559)، والترمذي (244)، وابن ماجه (815) من طريقين، عن سعيد بن إياس الجُريري، عن قيس بن عَبَاية أبي نَعَامة الحنفيّ، به، وفيه زيادة ذكر عثمان رضي الله عنه، وصُرِّح باسم ابن عبد الله بن مغفَّل في رواية أحمد (16787) أنه يزيد بن عبد الله.=
23 - باب ترك قراءة "بسم الله الرَّحمن الرَّحيم" في فاتحة الكتاب
909 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد
(1)
، عن مالك، عن العَلَاء بن عبد الرَّحمن، أنَّه سَمِعَ أبا السَّائب مولى هشامِ بن زُهْرَةَ يقول:
سمعتُ أبا هريرةَ يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى صلاةً لم يَقْرأ فيها بأمِّ القرآن فهي خِدَاج، هي خِدَاج، هي خِدَاج
(2)
غيرُ تَمَام". فقلت: يا أبا هريرة، إنِّي أحيانًا أكونُ وراءَ الإمام، فغمزَ ذِراعي وقال: اِقرأْ بها يا فارسيُّ في نفسك، فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقولُ الله عز وجل: قسمتُ الصَّلاةَ بيني وبين عَبْدِي نِصْفَيْن، فنِصْفُها لي، ونِصْفُها لِعَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأل". قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "اِقرؤوا: يقولُ العبد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يقولُ الله عز وجل: حَمِدَني عَبْدِي، يقولُ العبد: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يقولُ اللهُ عز وجل: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، يقولُ العبد: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يقولُ الله عز وجل: مَجَّدَني عَبْدي، يقولُ العبد: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فهذه الآيةُ بيني وبين عَبْدي، ولِعَبْدي ما سأل، يقول العبد: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فهؤلاء لِعَبْدي ولِعَبْدي ما سأل"
(3)
.
= قال الترمذي: حديث حسن، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم، ومن بعدهم من التابعين، وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق؛ لا يرون أن يَجْهَرَ بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" قالوا: ويقولُها في نفسه.
(1)
قوله: بن سعيد من (ر) و (م).
(2)
في (ر): فهي خداج (في المواضع الثلاثة).
(3)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (983) و (7958).
وأخرجه مسلم (395): (39) عن قتيبة بن سعيد بهذا الإسناد.
24 - باب إيجاب قراءة فاتحة الكتاب في الصَّلاة
910 -
أخبرنا محمدُ بنُ منصور، عن سفيان عن الزُّهْرِيِّ، عن محمودِ بن الرَّبيع
عن عُبادةَ بن الصَّامت، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا صلاةَ لِمَنْ لم يقرأْ بفاتحةِ الكتاب"
(1)
.
= وهو في "موطأ" مالك 1/ 84 - 85، ومن طريقه أخرجه أحمد (9932)، ومسلم (395):(39)، وأبو داود (821) والمصنف في "السُّنن الكبرى"(10915)، وابن حبان (1784).
وأخرجه بتمامه ومختصرًا أحمد (7406) و (7836 - 7838) و (10319)، ومسلم (395):(40 - 41)، والترمذي بإثر (2953)، وابن ماجه (838) من طرق عن العَلَاء بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه بتمامه ومختصرًا أيضًا أحمد (7291) و (9898) و (10198)، ومسلم (395):(38) و (41)، والترمذي (2953)، وابن ماجه (3784)، والمصنِّف في "السنن الكبرى"(7959)، وابن حبان (776) و (1788 - 1789) و (1794) و (1795) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة، به.
وأخرجه أحمد (9901) من طريق عبد الملك بن المغيرة بن نوفل، عن أبي هريرة بنحوه.
قال السِّنْدي: قوله: فهي خِدَاج؛ أي: غيرُ تامَّة، فقولُه:"غير تمام" تفسيرٌ له، وهذا ليس بنصّ في افتراض الفاتحة، بل يحتمل الافتراض وعدمه، وكأنه لذلك عدل عنه أبو هريرة إلى حديث "قسمتُ الصَّلاة" في الاستدلال على الافتراض.
(1)
إسناده صحيح، محمد بن منصور: هو الجوَّاز المكِّيّ، وسفيان: هو ابن عُيينة، والزُّهْري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (984) و (7955).
وأخرجه أحمد (22677)، والبخاري (756)، ومسلم (394):(34)، وأبو داود (822)، والترمذي (247)، وابن ماجه (837)، وابن حبان (1782) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وعند أبي داود زيادة: فصاعدًا، وهو لفظ الحديث الآتي بعده، وعنده أيضًا: زيادة: قال سفيان: لمن يصلِّي وحدَه.
وأخرجه أحمد (22743)، ومسلم (394):(35) و (36) من طريقين عن الزُّهري، به.
وأخرجه أحمد (22671) و (22694) و (22745) و (22746) و (22750)، وأبو داود (823)، والترمذي (311)، وابن حبان (1785) و (1792) و (1848) من طريق ابن إسحاق،=
911 -
أخبرنا سويدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبد الله، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِيِّ، عن محمودِ بن الرّبيع
عن عُبادةَ بن الصَّامت قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا صلاةَ لِمَنْ لم يَقْرَأْ بفاتحةِ الكتابِ فصاعدًا"
(1)
.
= عن مكحول، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت قال: صلَّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة، فثَقُلَتْ عليه القراءة، فلما انصرف قال:"إني لأراكم تقرؤون وراء إمامكم". قلنا: نعم واللهِ يا رسول الله، إنَّا لنفعلُ هذا، قال:"فلا تفعلوا إلا بأمّ القرآن، فإنه لا صلاةَ لمن لم يقرأ بها". لفظ رواية أحمد (22694).
وينظر الحديث الآتي بعده، والآتي برقم (920).
(1)
إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك، ومعمر: هو ابن راشد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (985).
وأخرجه أحمد (22749)، ومسلم (394):(37)، وابن حبان (1786) و (1793) من طريق عبد الرَّزَّاق، عن مَعْمَر، بهذا الإسناد، قال ابن حبَّان: قوله: "فصاعدًا" تفرَّد به معمر عن الزُّهري دون أصحابه.
وقال البخاري في "القراءة خلف الإمام" ص 8: عامَّة الثقات لم يتابع معمرًا على قوله: "فصاعدًا"، وقال: يقال: إن عبد الرحمن بن إسحاق تابع معمرًا. اهـ. قال البيهقي في "القراءة خلف الإمام": وهو كما قال
…
ثم شبَّهه (أي: البخاري) إن ثبت بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تُقطع اليدُ إلا في رُبع دينار فصاعدًا"، فتقطع اليد في دينار وفي أكثر من دينار.
وقد تُوبع معمر على قوله: "فصاعدًا":
فأخرجه أبو داود (822) من طريق سفيان بن عُيينة، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام"(29) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، و (30) من طريق الأوزاعي وشعيب بن أبي حمزة، أربعتهم عن الزُّهري، به، بزيادة قوله:"فصاعدًا"، والله أعلم.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري قال: أَمَرَنا نبيُّنا صلى الله عليه وسلم أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما زاد.
أخرجه أحمد (10998)، وإسناده صحيح.
وعن أبي هريرة مرفوعًا: "لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد"، أخرجه أحمد (9529) وإسناده ضعيف.=
25 - باب فضل فاتحة الكتاب
912 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الله بن المبارك المُخَرِّميُّ قال: حدَّثنا يحيى بنُ آدم قال: حدَّثنا أبو الأحوص، عن عمَّارِ بن رُزَيْق، عن عبد الله بن عيسى، عن سعيدِ بن جُبير
عن ابن عبَّاس قال: بينما
(1)
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وعندَه جبريلُ عليه السلام؛ إذْ سَمِعَ نقيضًا فوقه فرفَعَ جبريلُ عليه السلام بصرَه إِلى السَّماء، فقال:"هذا بابٌ قد فُتِحَ من السَّماء، ما فُتِحَ قَطُّ". قال: فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فأتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: "أبْشِرُ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لم يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فاتحةِ الكتاب، وخواتيمِ
(2)
سورةِ البقرة، لم
(3)
تَقْرَأْ حرفًا منها
(4)
إلا أُعْطِيتَهُ"
(5)
.
= قال السِّندي: قوله: فصاعدًا: ظاهرُه وجوبُ ما زادَ على الفاتحة بمعنى بطلان الصلاة بدونه، وقد اتفقوا - أو غالبُهم - على عدم الوجوب بهذا المعنى، فلعلهم يحملونه على معنى: فما كان صاعدًا فهو أحسن، والله تعالى أعلم.
(1)
في (ق) و (م) وهامش (ك): بينا، وفوقها في (م): بينما.
(2)
في هامش (ك): وخواتم نسخة.
(3)
في (ر) و (م) وهامش (هـ): لن.
(4)
في (هـ) والمطبوع وهامش (ك): منهما.
(5)
إسناده صحيح، أبو الأحوص: هو سلَّام بنُ سُلَيم، وهو في "السُّنن الكبرى" بالأرقام:(986) و (7967) و (10490).
وأخرجه مسلم (806)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(7960) من طريقين، عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (778) من طريق معاوية بن هشام عن عمَّار بن رُزَيْق، به، وفيه: بسورتين، بدل بنورين.
قوله: نقيضًا؛ أي: صوتًا كصوت الباب إذا فُتح. قاله السِّندي.
26 - باب تأويل قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي}
913 -
أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا خالدٌ قال: حدَّثنا شعبة، عن حُبَيْبِ بن عبدِ الرَّحمن قال: سمعتُ حفصَ بنَ عاصم يُحَدِّث
عن أبي سعيد بن المُعَلَّى، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ به وهو يُصَلِّي فدعاه، قال: فصَلَّيْتُ ثم أتيتُه، فقال:"ما مَنَعَكَ أنْ تُجِيبَنِي؟ " قال: كنتُ أُصَلِّي. قال: "ألم يَقُلِ اللهُ عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]، ألا أُعَلِّمُكَ أعظمَ سورةٍ قبلَ أنْ أخرجَ من المسجد؟ " قال: فذهبَ ليخرجَ؛ قلتُ: يا رسولَ الله، قولَك. قال:" {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هي السَّبْعُ المثاني الذي أُوتِيتُ والقرآنُ العظيم"
(1)
.
914 -
أخبرنا الحُسينُ بنُ حُرَيْث
(2)
قال: حدَّثنا الفَضْلُ بن موسى، عن عَبدِ الحميد بن جعفر، عن العلاءِ بن عبد الرَّحمن، عن أبيه
(1)
إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث الهُجَيْمي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (987) و (10914).
وأخرجه أبو داود (1458) عن عُبيد الله بن معاذ عن خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (15730) و (17851)، والبخاري (4474) و (4647) و (4703) و (5006)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(7956) و (11211)، وابن ماجه (3785)، وابن حبان (777) من طرق عن شعبة به، وليس عند ابن ماجه قصة الصلاة.
قوله: أعظم؛ قال ابن التين فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 8/ 158: معناه أنَّ ثوابها أعظم من غيرها، واستُدلَّ به على جواز تفضيل بعض القرآن على بعض.
وقال الحافظ: واختُلف في تسميتها مثاني؛ فقيل: لأنها تُثَنَّى في كل ركعة؛ أي: تُعاد، وقيل: لأنها يُثْنَى بها على الله تعالى وقيل: لأنها استُثنيت لهذه الأمة؛ لم تنزل على مَنْ قبلَها.
(2)
بعدها في (ر) و (م): أبو عمَّار.
عن أبي هريرة، عن أُبيِّ بن كَعْب قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ما أنزلَ اللهُ عز وجل في التَّوراة ولا في الإنجيلِ مِثْلَ أمِّ القُرآن، وهي السَّبْعُ المَثَاني، وهي مَقْسُومةٌ بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل"
(1)
.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات، غير عبد الحميد بن جعفر والعلاء بن عبد الرحمن، فهما ينزلان قليلًا عن درجة، الثقة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (988).
وأخرجه الترمذي (3125) عن الحُسين بن حُريث، بهذا الإسناد، وقال: حديث حسن صحيح.
وقد اختُلف فيه على العلاء بن عبد الرحمن:
فأخرجه المصنِّف كما في هذه الرواية، وعبدُ الله بنُ أحمد في زياداته على "المسند"(21094) و (21095)، وابن حبان (775) من طريق عبد الحميد بن جعفر عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أُبي بن كعب.
وأخرجه أحمد (8682) من طريق إسماعيل بن جعفر، و (9345) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم، والترمذي (2875) وبإثر (3125) من طريق عبد العزيز بن محمد، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(11141) من طريق رَوْح بن القاسم أربعتهم عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: خرجَ النبي صلى الله عليه وسلم على أُبي بن كعب وهو يصلي
…
الحديث بمثل حديث أبي سعيد بن المعلَّى السالف قبله، وجعلوه من مسند أبي هريرة، قال الترمذي: حديث عبد العزيز بن محمد أطولُ وأتمُّ، وهذا أصحُّ من حديث عبد الحميد بن جعفر، هكذا روى غيرُ واحد عن العلاء بن عبد الرحمن.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 8/ 157: وقد أخرجه الحاكم أيضًا من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نادَى أُبيَّ بنَ كعب
…
وهو يقوِّي ما رجَّحه الترمذي، وجمعَ البيهقيّ بأنَّ القصة وقعت لأُبيّ بن كعب، ولأبي سعيد بن المعلَّى، ويتعيَّن المصير إلى ذلك لاختلاف مخرج الحديثين واختلاف سياقهما
…
وينظر تتمة كلامه.
وأخرج أحمد (9788) و (9790)، والبخاري (4704)، وأبو داود (1457)، والترمذي (3124) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أمِّ القرآن هي السَّبْعُ المَثَاني والقرآن العظيم". (لفظ البخاري).
915 -
أخبرني محمدُ بنُ قُدامةَ قال: حدَّثنا جَرير، عن الأعمش، عن مُسلم، عن سعيدِ بن جُبير
عن ابن عبَّاس قال: أُوتِي النبيُّ صلى الله عليه وسلم سَبْعًا من المَثَاني
(1)
الطُّوَل
(2)
.
916 -
أخبرنا عليُّ بنُ حُجْر قال: حدَّثنا شَريك، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبير
عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل: {سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} قال: السَّبْعُ الطُّوَل
(3)
.
(1)
بعدها في (هـ) وهامش (ك): السَّبع، وأُشير إليها في (هـ) بنسخة.
(2)
إسناده صحيح، وهو موقوف، جرير هو ابن عبد الحميد والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، ومسلم: هو ابن عمران البَطِين، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (989).
وأخرجه أبو داود (1459) عن عثمان بن أبي شيبة عن جَرِير، بهذا الإسناد، وزاد في آخره: وأُوتِيَ موسى ستًّا، فلما أَلَقى الألواحَ رُفعت ثنتان وبقي أربع.
وينظر الحديث الآتي بعده.
والسَّبع الطُّوَل: هي السُّوَر من أول البقرة إلى آخر الأعراف، ثم براءة، وقيل: يونس. قاله الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 8/ 158.
والسَّبع المَثَاني هي الفاتحة كما سلف في الحديث قبله، وهو ما رجَّحه الطبري، وصحَّحه القرطبي في "تفسيره" 1/ 252 لصحَّة الخبر فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينظر "فتح الباري" 8/ 158 و 382.
(3)
صحيح موقوفًا، وهذا إسناد ضعيف، شريك - وهو ابن عبد الله النَّخَعي - سيِّئ الحفظ، وأبو إسحاق - وهو عَمرو بن عبد الله السَّبيعي - مدلّس وقد عنعن، ولا يُعرف له سماع من سعيد بن جُبير كما نقل العلائي في "جامع التحصيل" ص 245 - 246 عن البخاري، لكنهما متابعان كما سلف في الحديث قبله، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقمي (990) و (11212).
وأخرجه المصنِّف في "الكبرى"(11212) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، بنحوه، جمعه مع رواية علي بن حُجْر، عن شريك، عن أبي إسحاق، وفيه أن السَّبْعَ المثاني هي البقرة وآل عمران والنساء والأعراف والأنعام والمائدة.
وينظر الحديث السالف قبله.
27 - باب ترك القراءة خلف الإمام فيما لم يَجْهَرْ به
917 -
أخبرنا محمدُ بنُ المُثَنَّى قال: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا شعبة، عن قتادة، عن زُرارة
عن عِمْرانَ بن حُصَيْن قال: صَلَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهر، فقرأَ رجلٌ خلفَه:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، فلمَّا صلَّى قال:"مَنْ قرأَ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}؟ " قال رجل: أنا. قال: "قد علمتُ أنَّ بعضَكُم قد خالَجَنِيها"
(1)
.
(1)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدُوسي.
وزرارة هو ابن أَوْفَى، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (991).
وأخرجه أحمد (19815) عن يحيى القطَّان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (19961)، ومسلم (398):(48)، وأبو داود (828)، وابن حبان (1847) من طرق عن شعبة به. وعند أبي داود: قال شعبة: قلتُ لقتادة: كأَنه كَرِهَهُ؟ قال: لو كَرِهَهُ نهى عنه.
وأخرجه أحمد (19815) و (19816) و (19874)، ومسلم (398):(49)، وأبو داود (829) من طريق سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، به.
وأخرجه أحمد (19889) من طريق خالد بن مِهْرَان الحذَّاء، عن زُرَارَة، عن عِمْران بن حُصين، به.
ورواه الحجَّاج بن أرطاة عن قتادة عن زُرارة، عن عمران بنحوه، وفيه: ثم نهاهم عن القراءة خلف الإمام. رواه الدارقطني من طريقه (1240) وقال: لم يقل هكذا غير حجَّاج، وخالفه أصحاب قتادة
…
وحجَّاج لا يُحتجُّ به.
وسيأتي في الحديث بعده، وسيتكرَّر بإسناده ومتنه برقم (1744).
قال السِّنْدي: قوله: قد خالَجَنيها؛ أي: نازَعَني القراءة، والظاهر أنه قاله نهيًا وإنكارًا لذلك، نعم هو إنكارٌ لما سوى الفاتحة دونها، والله تعالى أعلم.
وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" 4/ 109: ومعنى هذا الكلام الإنكار عليه، والإنكار في جهره أو رفع صوته بحيث أسمعَ غيرَه، لا عن أصلِ القراءة، بل فيه أنهم كانوا يقرؤون بالسورة في الصلاة السِّرِّية، وفيه إثبات قراءة السورة في الظهر للإمام والمأموم
…
918 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا أبو عَوَانة، عن قتادة، عن زُرَارَةَ بن أَوْفَى
عن عِمْرَانَ بن حُصَيْن، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى صلاةَ الظُّهر - أو العصر - ورجلٌ يقرأُ خلفَه، فلمَّا انْصَرَفَ قال: "أَيُّكُم قرأ بسبِّح
(1)
اسمَ ربِّك الأعلى؟ " فقال رجلٌ من القوم: أنا، ولم أُرِدْ بها إلا الخيرَ. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "قد عرفتُ أنَّ بعضكم قد خَالَجَنيها"
(2)
.
28 - باب ترك القراءة خلفَ الإمام فيما جهرَ به
919 -
أخبرنا قُتيبة عن مالك، عن ابن شِهاب، عن ابن أُكَيْمَةَ اللَّيْثيّ
عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ من صلاةٍ جهرَ فيها بالقراءة، فقال:"هَلْ قرأ معي أحدٌ منكم آنفًا؟ " قال رجل: نعم يا رسول الله. قال: "إنِّي أقولُ: ما لي أُنازَعُ القرآن". قال: فانتهى النَّاسُ عن القراءة فيما جهرَ فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالقراءة من الصَّلَوَات
(3)
حين سمعُوا ذلك
(4)
.
(1)
في (هـ) وهامش (ك): سبِّح، وفي هامش (هـ): بسبِّح.
(2)
إسنادُه صحيح، قُتيبة: هو ابن سعيد، وأبو عَوَانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (992).
وأخرجه مسلم (398): (47)، وابن حبان (1845) من طريق قُتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضًا عن سعيد بن منصور، وابنُ حبان (1846) من طريق خلف بن هشام البزار، كلاهما عن أبي عَوَانة، به.
وسلف في الحديث قبله.
(3)
في (هـ) والمطبوع: الصلاة.
(4)
إسناده صحيح، ابن أُكَيْمَة - واسمُه عُمارة، وإن لم يرو عنه غير الزُّهريّ - وثَّقه ابن معين وقال فيه: كفاك قولُ الزُّهري: سمعتُ ابنَ أُكيمة يحدِّث سعيدَ بنَ المسيّب، وقال يعقوب بن سفيان: هو من مشاهير التابعين بالمدينة، ووثَّقَه ابن عبد البَرّ في "التمهيد" 11/ 22 وابنُ حجر في "التقريب"، وجهَّلَه غيرهم. والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (993).=
29 - باب قراءة أمِّ القرآن خلفَ الإمام فيما جهرَ به الإمام
920 -
أخبرنا هشامُ بنُ عَمَّار، عن صَدَقة، عن زيد بن وَاقد، عن حَرَام بن حَكِيم عن نافعِ بن محمودِ بن ربيعة
عن عُبادة بن الصَّامت قال: صَلَّى بنا رسولُ الله بعض الصَّلَوَات التي يجهرُ فيها بالقراءة، فقال:"لا يَقْرَأَنَّ أحدٌ منكم إذا جهرتُ بالقراءة إلا بأمِّ القُرآن"
(1)
.
= وهو في موطأ مالك 1/ 86، ومن طريقه أخرجه أحمد (8007)، وأبو داود (826)، والترمذي، (312)، وابن حبان (1849). قال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه أحمد (7819) و (7833) و (10318)، وابن ماجه (848) و (849)، وابن حبان (1843) من طرق عن الزُّهري به. ولم يرد في بعضها قولُه: فانتهى الناس عن القراءة
…
الخ، وهو من قول الزُّهري كما في رواية أحمد (7270).
وأخرجه أحمد (7270)، وأبو داود (827) من طريق سفيان بن عُيينة، عن الزُّهري، سمعتُ ابنَ أكيمة يُحدِّث سعيدَ بنَ المسيّب قال: سمعتُ أبا هريرة يقول .. فذكر نحوه.
(1)
نافع بن محمود بن ربيعة - أو ابن الرَّبيع - روى عنه اثنان وذكره ابن حبَّان في "الثقات" 5/ 470، ووثَّقه الدارقطني في "السُّنن" بإثر الحديثين (1217) و (1220)، والذهبي في "الكاشف"، لكنه قال في "الميزان": لا يُعرف بغير هذا الحديث
…
ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: حديثُه معلَّل. انتهى. وجهَلَه ابن عبد البَرِّ في "التمهيد" 11/ 46، وقال ابن حجر في "التقريب": مستور. وبقية رجاله ثقات غير هشام بن عمَّار فصدوق، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (994).
وأخرجه الدارقطني في "سننه"(1220) من طريق محمد بن المبارك الصُّوري، عن صدقة بن خالد، بهذا الإسناد، وقرن بحَرَام بن حكيم مكحولًا الشامي، وفيه قصة لعبادة مع أبي نُعيم المؤذِّن، ثم قال الدارقطني: هذا إسناد حسن، ورجالُه ثقاتٌ كلُّهم.
وأخرجه أبو داود (824) من طريق الهيثم بن حُميد، عن زيد بن واقد، عن مكحول، عن نافع بن محمود بن الرَّبيع الأنصاري به، وفيه قصة أبي نُعيم المؤذِّن كذلك، وأن الصلاة هي صلاة الصبُّح.=
30 - باب تأويل قوله عز وجل: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
921 -
أخبرنا الجارودُ بنُ معاذ التِّرمذيُّ قال: حدَّثنا أبو خالد الأحمر، عن محمد بن عَجْلان عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّما جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ به، فإذا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وإذا قَرَأ فَأَنْصِتُوا، وإذا قال: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: ربَّنا
(1)
لكَ الحَمْد"
(2)
.
= ونقل البيهقي في "القراءة خلف الإمام" ص 65 - 66 عن أبي علي النيسابوري الحافظ أنَّ نافعًا في هذا الإسناد هو ابن محمود بن الربيع الصحابي الصغير (وسلف حديثه برقم 910) وأنَّ مكحولًا قد هذا الحديث منه ومن أبيه، وهما جميعًا قد سمعاه من عُبادة بن الصامت.
وأخرجه أبو داود (825) من طريق مكحول، عن عُبادة، ولم يسق لفظه، وهذا إسناد منقطع، فإنَّ مكحولًا لم يُدرك عُبادة بنَ الصَّامت.
وقد صحَّح الحديثَ البيهقيّ في "السُّنن الكبرى" 2/ 165 وغيرُه ممَّن يُثبت قراءة الفاتحة للمأموم مطلقًا، وأعلَّه الجصَّاص في "أحكام القرآن" 4/ 219 بالاضطراب في إسناده، والاختلاف في رفعه، وينظر تفصيلُه في التعليق على حديث "المسند"(22671).
(1)
في (هـ): اللهم ربَّنا واستُدركت لفظة "اللهم" في هامش (ك) وجاء عليها علامة نسخة.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسنادٌ حسن، أبو خالد الأحمر، - وهو سليمان بن حَيَّان - ومحمد بن عجلان صدوقان، وبقية رجاله ثقات. أبو صالح: هو ذكوان السَّمان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (995).
وأخرجه أحمد (9438)، وأبو داود (604)، وابن ماجه (846) من طريقين عن أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد.
قال أبو داود: هذه الزيادة "وإذا قرأ فأنْصِتُوا" ليست بمحفوظة، الوهم عندنا من أبي خالد. اهـ. وقال الدارقطني في "العلل" 8/ 146: غير محفوظة. اهـ.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= لكن أبا خالد الأحمر لم ينفرد بهذه الزيادة، بل تابعه عليها محمد بن سَعْد الأنصاريّ - وهو ثقة - كما في الحديث الآتي بعدَه، فرواه عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.
وتابعه أيضًا محمد بن ميسَّر الصَّاغاني - وهو ضعيف - فرواه عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، كما في "مسند" أحمد (8889).
قال المصنِّف في "السُّنن الكبرى" بإثر (996): لا نعلمُ أنَّ أحدًا تابع ابنَ عَجْلانَ على قوله: "فإذا قرأ فأَنْصِتُوا".
وقد جاء هذا الحرف في حديث أبي موسى الأشعري في "صحيح مسلم"(404): (63)، وسئل مسلم بإثره عن حديث أبي هريرة - يعني وإذا قرأ فأنْصِتُوا - فقال: هو عندي صحيح
…
ليس كلُّ شيء عندي صحيح وضعتُه ها هنا.
وذكر ابن عبد البَرِّ في "التمهيد" 11/ 33 أن الإمام أحمد صحَّح الحديثين، ثم قال: وحَسْبُك به إمامةً وعلمًا بهذا الشأن.
وجمع الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 242 بين أحاديث وجوب قراءة الفاتحة على المأموم سواءٌ أسَرَّ الإمام أم جهرَ، وبين قوله:"وإذا قرأ فأنصتوا" فقال: لا دلالة فيه؛ لإمكان الجمع بين الأمرين، فيُنْصِتُ فيما عدا الفاتحة، أو يُنْصِتُ إذا قرأ الإمام، ويقرأ إذا سكتَ، وعلى هذا فيتعيَّنُ على الإمام السكوتُ في الجهرية ليقرأ المأموم لئلا يُوقِعَهُ في ارتكاب النَّهي حيث لا يُنْصِتُ إذا قرأ الإمام
…
وينظر تتمة كلامه.
وأخرجه (دون قوله: "وإذا قرأ فأنصتوا"): أحمد (8502) و (9401) و (9682)، ومسلم (409) و (415)، وأبو داود (603)، والمصنف في "السُّنن الكبرى"(11904) و (11905)، وابن ماجه (960)، وابن حبان (1909) من طرق عن أبي صالح بنحوه، وبعض الروايات مختصرة، وفي بعضها زيادة على غيرها.
وأخرجه أحمد (7144) و (9329) و (9652) و (10149)، وابن ماجه (1239) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأحمد (8156)، والبخاري (722)، ومسلم (414) من طريق همَّام بن مُنَبِّه، وأحمد (9015) و (9385) و (10037)، ومسلم (416) من طريق أبي علقمة الأنصاري، والبخاري (734)، ومسلم (414)، وابن حبان (2107) من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومسلم (417)، وابن حبان (2115) من طريق أبي يونس سُليم بن جبير مولى أبي هريرة، خمستُهم عن أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه.=
922 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الله بن المُبارك قال: حدَّثنا محمد بن سَعْد الأنصاريُّ قال: حدَّثني محمدُ بنُ عَجْلان عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّما الإمامُ لِيُؤْتَمَّ به، فإِذا كَبَّرَ فكَبِّرُوا، وإذا قَرأَ فَأَنْصِتُوا" قال أبو عبد الرَّحمن كان المُخَرِّميُّ يقول: هو ثقة. يعني محمدَ بنَ سَعْد الأنصاريّ
(1)
.
31 - اكتفاء المأموم بقراءة الإمام
923 -
أخبرني هارونُ بنُ عبد الله قال: حدَّثنا زيدُ بنُ الحُبَاب قال: حدَّثنا معاويةُ بنُ صالح قال: حدَّثني أبو الزَّاهِرية قال: حدَّثني كثيرُ بنُ مُرَّةَ الحَضْرَمِيُّ
عن أبي الدَّرْدَاء سمعَهُ يقول: سُئلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفي كُلِّ صلاةٍ قراءة؟ قال: "نعم". قال رجلٌ من الأنصار: وَجَبَتْ هذه، فالتفت إلى
(2)
- وكنتُ أقربَ القوم منه - فقال: ما أرى الإمامَ إذا أَمَّ القوم إلا قد كَفَاهم. قال أبو عبد الرَّحمن: هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطأ، إنَّما هو قولُ
(3)
أبي الدَّرْدَاء، ولم يُقْرَأ هذا مع الكتاب
(4)
.
= وفي رواية أبي علقمة عند أحمد زيادة: "من أطاعَني فقد أطاعَ الله، ومن عصاني فقد عصى الله
…
" وسيأتي هذا الحرف من روايته برقم (5510).
وينظر الحديث الآتي بعده، والآتي برقم (1063).
(1)
حديث صحيح رجاله ثقات غير محمد بن عجلان فهو صدوق، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (996) وقال عقبه: لا نعلم أن أحدًا تابع ابنَ عَجْلان على قوله: "وإذا قرأ فأنْصِتُوا"، وسلف الكلام عليه في الحديث قبله، والمُخَرِّميّ: هو محمد بن عبد الله بن المبارك، أبو جعفر البغدادي، شيخ المصنِّف.
(2)
لفظة "إليَّ" ليست في (ق)، وأُشير إليها بنسخة في (ك).
(3)
في (م): من قول.
(4)
معاوية بن صالح ينزل عن درجة الثقة قليلًا، وأبو الزَّاهرية: هو حُدَيْرُ بنُ =
32 - باب ما يُجْزِئُ من القراءة لمن لا يُحسن القرآن
924 -
أخبرنا يوسفُ بن عيسى ومحمودُ بنُ غَيْلان، عن الفَضْلِ بن موسى قال: حدَّثنا مِسْعَر، عن إبراهيمَ السَّكْسَكِيّ
عن ابن أبي أَوْفَى قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: إِنِّي لا أستطيعُ أنْ آخُذ شيئًا من القرآن، فعَلِّمْني شيئًا يُجْزِئُني من القرآن. فقال:"قل: سُبحان الله، والحمدُ لله، ولا إلهَ إلا الله، واللهُ أكبر ولا حول ولا قوّة إلا بالله"
(1)
.
= كُرَيْب الحضرمي، وقولُه: فالتفتَ إليَّ؛ القائل: هو كثيرُ بنُ مُرَّة، فقوله:"ما أرى الإمامَ إذا أمَّ القومَ إلا قد كفاهم" موقوفٌ من قول أبي الدَّرْدَاء، كما نَبَّه عليه المصنِّف بإثر الحديث، ووقع في "السُّنن الكبرى" للمصنِّف:(997): فالتفتَ إليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
…
إلخ، فصارَ قولُه: "ما أرى الإمام إذا أمَّ
…
" مرفوعًا، وهو خطأ نبَّه عليه المصنِّف أيضًا ثمَّة.
ونقل البيهقي في "القراءة خلف الإمام"(380) عن ابن خزيمة أنه يستحيلُ إضافة هذا القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا يقول في دين الله على الحُسبان والظنّ.
وقد نقلَ البيهقي في "القراءة خلف الإمام"(478) عن الإمام أحمد أنَّ زيدَ بنَ الحُبَاب حدَّثَه به مرَّتين، وَهِمَ فِي رَفْعِهِ هذه اللفظة مرَّةً، وحَفِظها أخرى، ونَبَّه عليه أيضًا الدارقطنيّ في "العلل" 3/ 154.
وأخرجه أحمد (27530) عن زيد بن الحباب بهذا الإسناد، وفيه: فالتفتَ إليَّ أبو الدَّرْدَاء وكنتُ أقربَ القوم منه، فقال: يا ابن أخي ما أرى الإمام إذا أمَّ القومَ إلا قد كفاهم.
وأخرجه أحمد أيضًا (21720) عن عبد الرحمن بن مهديّ، والدارقطني في "السنن"(1263) و (1280) من طريق عبد الله بن وَهْب، و (1505) من طريق حمَّاد بن خالد، ثلاثتُهم عن معاوية بن صالح، به. وعند الدارقطني: قال أبو الدَّرْداء: يا كثير، ما أرَى الإمامَ إلا قد كفاهم. اهـ. ولم يرد قول أبي الدَّرْداء عند أحمد.
وأخرجه ابن ماجه (842) من طريق أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدَّرْدَاء، دون قول أبي الدرداء.
(1)
حديث حسن بطرقه وشاهدِه، وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم السَّكْسَكيّ، وهو ابن عبد الرَّحمن، فقد ضعَّفه شعبة ويحيى القطَّان وأحمد والنسائي وغيرهم، وقد تُوبع، وقد انتقى=
33 - باب جهر الإمام بـ "آمين"
925 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عثمانَ قال: حدَّثنا بَقِيَّة عن الزُّبَيْديّ قال: أخبرني الزُّهْرِيُّ، عن أبي سَلَمَة
عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إذا أمَّنَ القارِئُ فَأَمِّنُوا، فإنَّ المَلَائِكَةَ تُؤَمِّنُ، فمَنْ وافق تأمينُه تأمين الملائكة؛ غُفِرَ له
(1)
ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِه"
(2)
.
= له البخاري حديثين، أحدهما في التفسير، والآخر في الرِّقاق. وبقية رجاله ثقات، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (998) وقال بإثره: إبراهيم السَّكسَكيّ ليس بذاك القويّ.
وأخرجه أحمد (19138)، وابن حبَّان (1808) و (1809) من طُرق، عن مِسْعَر بن كِدَام، بهذا الإسناد، وفي بعضها زيادة قال: هذا لربّي، فما لي؟ قال: قل: "اللهمَّ اغْفِرْ لي وارْحَمْني وارْزُقْني وعافني". (لفظ ابن حبان).
وأخرجه أحمد (19110)، وأبو داود (832)، وابن حبان (1808) من طريق يزيد أبي خالد الدالاني، وأحمد (19409) من طريق المسعودي، كلاهما عن إبراهيم السَّكْسَكيّ، به.
وقد تُوبع إبراهيم السَّكْسَكيّ:
فأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/ 113 من طريق خالد بن نزار، عن سفيان الثوريّ، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن ابن أبي أوفى. وقال: هذا الحديث تفرَّدَ به عن الثوري خالدُ بنُ نزار.
وأخرجه ابن حبَّان (1810) من طريق الفَضْل بن موفَّق، عن مالك بن مِغْوَل، عن طلحة بن مُصَرِّف، عن ابن أبي أَوْفَى والفضلُ بن موفَّق ضعَّفه ابن أبي حاتم.
وله شاهدٌ من حديث رفاعة بن رافع في المسيء صلاتَهُ، وفيه:"فإنْ كان معك قرآن فاقرأ، وإلّا فاحْمَدِ الله وكَبِّرْهُ وهَلِّلْهُ"، حسَّنه الترمذي (302)، وسلف برقم (667).
(1)
في (هـ): غَفَر الله له، وجاء فيها على لفظ الجلالة علامة النسخة.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، بقيَّة - وهو ابن الوليد - يدلِّسُ تدليس التسوية، ولم يُصَرِّحْ بالتحديث في جميع طبقات الإسناد، وقد توبع وبقية رجاله ثقات الزُّبيدي: هو محمد بن الوليد، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وأبو سَلَمة: هو ابن عبد الرَّحمن، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (999) و (11896). =
926 -
أخبرنا محمدُ بنُ منصور قال: حدَّثنا سفيان، عن الزُّهريّ، عن سعيد بن المُسَيَّبِ
عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أَمَّنَ القارئ فأمِّنُوا، فإِنَّ المَلائكةَ تُؤَمِّنُ، فَمَنْ وَافَقَ تأمينُه تأمينَ الملائكة؛ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِهِ"
(1)
.
927 -
أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود قال: حدَّثنا يزيدُ بنُ زُرَيْعٍ قال: حدَّثَنِي مَعْمَر، عن الزُّهْرِيِّ، عن سعيد بن المسيِّب
عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قالَ الإمامُ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين، فإنَّ الملائكة تقول: آمين، وإنَّ الإمامَ يقول: آمين فمَنْ وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة؛ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذَنْبه"
(2)
.
= وأخرجه المصنِّف في "السُّنن الكبرى"(11897) من طريق سفيان بن عُيينة، و (11898) من طريق الأوزاعي، كلاهما عن الزُّهري بهذا الإسناد وقال: الأوزاعي لم يسمعه من الزُّهري.
وأخرجه المصنِّف أيضًا (11899) من طريق الأوزاعي، عن قُرَّة بن عبد الرحمن، عن الزُّهري، به.
وأخرجه أحمد (9804) من طريق محمد بن عَمْرو بن علقمة، عن أبي سَلَمة، به.
وأخرجه أحمد (8122)، ومسلم (410):(75) من طريق همَّام بن مُنَبِّه، ومسلم (410):(74) من طريق أبي يونس مولى أبي هريرة، كلاهما عن أبي هريرة بنحوه.
وسيأتي من طرق أخرى في الأحاديث بعده.
(1)
إسناده صحيح محمد بن منصور: هو الجوَّاز المكِّيّ، وسفيان: هو ابن عُيينة، وهو، في "السُّنن الكبرى" برقم (1000).
وأخرجه أحمد (7244)، والبخاري (6402)، وابن ماجه (851) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وسيأتي في الحديث بعده، وينظر ما قبله.
(2)
إسناده صحيح، مَعْمَر: هو ابن راشد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1001) و (11893).=
928 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد
(1)
، عن مالك، عن ابن شِهاب، عن سعيد وأبي سَلَمَةَ، أنهما أخبراه
عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أمَّنَ الإمامُ فَأَمِّنُوا، فإنَّه مَنْ وافقَ
(2)
تأمينُه تأمينَ الملائكة؛ غُفر له ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِهِ"
(3)
.
34 - باب الأَمر بالتَّأمين خَلْفَ الإمام
929 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد
(4)
، عن مالك، عن سُمِيٍّ، عن أبي صالح
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قالَ الإمام: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين، فإنَّه مَنْ وافقَ قولُه قولَ الملائكة؛ غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِه"
(5)
.
= وأخرجه أحمد (7187) و (7660)، وابن ماجه (852)(نحوه)، وابن حبان (1804) من طريقين عن مَعْمَر، بهذا الإسناد، وقُرن في بعضها سعيدٌ بأبي سَلَمة بن عبد الرحمن.
وأخرجه مسلم (410): (73)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(11892/ 2)، وابن ماجه (852) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزُّهري بنحوه.
وسلف قبلَه من رواية سفيان بن عُيينة، عن الزُّهريّ، به.
وسيأتي بعده من طريق مالك، عن الزُّهري، عن سعيد وأبي سَلَمة، به.
(1)
قوله: بن سعيد، من (ر) و (م).
(2)
في (هـ): فمن وافق وبهامشها نسخة: فإِنَّ مَنْ وافق.
(3)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1002) و (11892/ 1).
وهو في موطأ مالك 1/ 87، ومن طريقه أخرجه أحمد (9921)، والبخاري (780)، ومسلم (410):(72)، وأبو داود (936)، والترمذي (250). وعندهم زيادة: قال ابن شهاب: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "آمين". قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 265: هو متصل إليه برواية مالك عنه، وأخطأ من زعم أنه مُعَلَّق.
وسلف قبله من طريق مَعْمَر، عن الزُّهري، عن سعيد بن المسيِّب وحدَه.
(4)
قوله: بن سعيد، من (ر) و (م).
(5)
إسناده صحيح، سُمَيّ: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وأبو صالح:=
35 - باب فضل التَّأمين
930 -
أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج
عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قالَ أحدُكُم: آمين، وقالتِ الملائكةُ في السَّماء: آمين، فوافَقَتْ إحداهما الأخرى؛ غُفِرَ له ما تَقَدَّم من ذَنْبِه"
(1)
.
36 - باب قول المأموم إذا عَطَسَ خَلفَ الإمام
931 -
أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا رِفاعةُ بنُ يَحيى بن عبدِ الله بن رِفاعةَ بن رافع، عن عمِّ أبيه معاذِ بن رِفاعة بن رافع
عن أبيه قال: صَلَّيْتُ خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعطستُ فقلت: الحمدُ للَّهِ حَمْدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، مباركًا عليه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرْضى، فلمَّا صلَّى
= هو ذكوان السَّمَّان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي:(1003) و (10916).
وهو في "موطَّأ" مالك 871، ومن طريقه أخرجه أحمد (9922)، والبخاري (782)، و (4475)، وأبو داود (935).
وأخرجه مسلم (410): (76) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به.
وأخرجه المصنِّف في "السُّنن الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(12543) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفًا.
وتنظر الأحاديث السالفة قبله.
(1)
إسناده صحيح أبو الزِّناد: هو عبد الله بنُ ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هُرْمُز، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1004) و (11894).
وهو في "موطَّأ" مالك 1/ 88، ومن طريقه أخرجه أحمد (9244)، والبخاري (781).
وأخرجه مسلم (410): (75) من طريق المغيرة، عن أبي الزِّناد، به.
وأخرجه المصنف في "السُّنن الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(13641) من طريق جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، به.
وسلف من طرق أخرى في الأحاديث قبله.
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ فقال: "مَنِ المُتَكَلِّمُ فِي الصَّلاة؟ " فلم يُكلِّمْهُ أحَد، ثم قالها الثانية:"مَنِ المُتَكلِّمُ في الصَّلاة؟ " فقال رِفاعةُ بنُ رافع بن عَفْراء
(1)
: أنا يا رسولَ الله قال: "كيفَ قلت؟ " قال: قلت
(2)
: الحمدُ لله حَمْدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، مباركًا عليه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرْضَى، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لقد ابتدَرَها بِضعةٌ
(3)
وثلاثون مَلَكًا أيُّهُم يَصْعَدُ بها"
(4)
.
932 -
أخبرنا عبدُ الحميدِ بنُ محمد قال: حدَّثنا مَخْلَدٌ قال: حدَّثنا يونسُ بنُ أبي إسحاق، عن أبيه، عن عبد الجَبَّار بن وائل
عن أبيه قال: صَلَّيْتُ خلف رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا كَبَّرَ رفعَ يَدَيْهِ أسفلَ من أُذُنَيْه، فلمَّا قرأ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قال:"آمين". فسمعتُه وأنا خلفَه
(5)
. قال: فسمعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يقولُ: الحمدُ للهِ حَمْدًا كثيرًا
(1)
كذا سمَّى قُتيبة أمَّ رفاعة عَفْراء، كما في "التاريخ الكبير" للبخاري 3/ 319، وتبعه ابن حبَّان في "الثقات"، وذكر المعلّمي في تعليقه على التاريخ" أن ابنَ سعد لم يذكر في ترجمة رفاعة بن رافع أن أمَّه عفراء، وينظر كلامه بتمامه، وكلام الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على الترمذي 2/ 254.
(2)
لفظة "قلت" ليست في (ك).
(3)
في هامش (ك) وفوقها في (م): بضع.
(4)
إسناده حسن، رفاعة بن يحيى وعمُّ أبيه معاذُ بن رفاعة صدوقان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1005).
وأخرجه أبو داود (773)، والترمذي (404) عن قُتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد، وقرنَ أبو داود بقتيبة سعيدَ بنَ عبد الجبَّار. قال الترمذي: حديث حسن.
وسيأتي بإسناد صحيح من طريق يحيى الزُّرقي عن رفاعة برقم (1062)، وفيه أنَّ التحميد كان عقب رفع رأسه من الركعة ودون ذكر العُطاس، وسننقل الجمع بينَهما عن الحافظ ابن حجر رحمه الله.
(5)
قال السِّندي: ظاهرُه الجهرُ بآمين.
طيِّبًا مباركًا فيه، فلمَّا سلَّمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من صلاته قال:"مَنْ صاحبُ الكلمة في الصَّلاة؟ " فقال الرَّجل: أنا يا رسولَ الله، وما أرَدْتُ بها بأسًا. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لقد ابْتَدَرَها اثنا عَشَرَ مَلَكًا، فما نَهْنَهَهَا شيءٌ دون العرش"
(1)
.
37 - باب جامع ما جاء في القراءة
(2)
933 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا سفيان، عن هشامِ بن عروة، عن أبيه عن عائشةَ قالت: سألَ الحارثُ بنُ هشام رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: كيف يأتيك الوَحْيُ؟ قال: "في مِثْلِ صَلْصَلَةِ الجَرَس، فيَفْصِمُ عَنِّي وَقد وَعَيْتُ
(3)
عنه،
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الجبَّار بن وائل لم يسمع من أبيه.
مَخْلَد: هو ابن يزيد، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (1006).
وشطرُه الأخير منه، وهو قوله: فسمعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يقول: الحمدُ لله .... أخرجه أحمد (18860) من طريق إسرائيل، عن جدِّه أبي إسحاق، بهذا الإسناد.
وسلف نحو هذه القطعة قبله من حديث رِفاعة بن رافع، وفيه أن الرجل قال ذلك بعد عُطاسه وهو في الصلاة، وإسنادُه حسن، وسيأتي أيضًا من حديث رِفاعة بن رافع برقم (1062) وفيه أن الرجل قالها بعد أن رفعَ رأسَه من الرّكوع، وإسنادُه صحيح، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم:"لقد رأيتُ بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيُّهم يكتبها أولًا". وقد جمع بينهما الحافظ ابن حجر، فقال في "الفتح" 2/ 286: يُحمل على أنَّ عُطاسَهُ وقعَ عند رفع رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وسلف نحو هذه القطعة أيضًا برقم (901) من حديث أنس رضي الله عنه، وفيه أن الرجل قالها بعد أن دخل المسجد وكبر للصلاة وقد حَفَزَهُ النَّفَس، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم:"لقد رأيتُ اثني عشر مَلَكًا يبتدرونها أيُّهم يرفُعها" وهو في الصحيح.
وقوله منه: فلما كبَّر رفعَ يَدَيْه، سلف بإسناد صحيح ضمن الرواية (889).
وأما الجهر بآمين بعد الفاتحة فصحيح، وسلف الكلام عليه في التعليق على الحديث (879).
(2)
في (هـ) وهامش (ك): القرآن، وفي هامش (هـ): القراءة.
(3)
في (ر) و (ق) وهامش (هـ): وَعَيْتُه، وفي هامش (ر): وعَيْتُ.
وهو أَشَدُّ
(1)
عليَّ، وأحيانًا يأتيني في مِثْلِ صُورَةِ الفَتَى فَيَنْبِذُهُ إِليَّ"
(2)
.
934 -
أخبرنا محمدُ بنُ سَلَمَةَ والحارثُ بنُ مسكين قراءةً عليه وأنا أسمعُ واللَّفظُ له، عن ابن القاسم قال: حدَّثني مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه
عن عائشة، أنَّ الحارثَ بنَ هشام سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: كيفَ يأتيكَ الوَحْيُ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أحيانًا يأتيني في مِثْلِ صَلْصَلَةِ الجَرَس وهو
(1)
في (ك) و (هـ): أشدّه، وجاء على الهاء في (هـ) علامة نسخة، وفي هامش (ك): أشدّ، وعليها علامة الصحة.
(2)
إسناده صحيح سفيان: هو ابن عُيينة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1007) و (7925).
وأخرجه مسلم (2333): (87) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد، وفيه:"في مثل صورة الرجل".
وأخرجه أحمد (25252)، والبخاري (3215)، ومسلم (2333):(87) من طرق عن هشام بن عروة به.
قوله: سأل الحارث بن هشام
…
إلخ؛ قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 1/ 19: هكذا رواه أكثر الرواة عن هشام بن عروة، فيحتمل أن تكون عائشة حضرت ذلك، وعلى هذا اعتمد أصحابُ الأطراف، فأخرجوه في مسند عائشة، ويحتمل أن يكون الحارث أخبرها بذلك بعد، فيكون من مرسل الصحابة، وهو محكوم بوصله عند الجمهور، وقد جاء ما يؤيّد الثاني، ففي "مسند" أحمد [(25253)] و "معجم" البغوي وغيرهما من طريق عامر بن صالح الزُّبيري، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن الحارث بن هشام قال: سألتُ
…
، وعامرٌ فيه ضعف، لكن وجدتُ له متابعًا عند ابن منده، والمشهور الأول. انتهى كلامه. وذكره الدارقطني في "العلل" 8/ 153 وقال: الصحيح أنه من مسند عائشة.
قوله: "في مثل صَلْصَلَةِ الجَرَس"؛ قال السِّندي: أي: يأتيني في صوتٍ مُتدارَك، لا يُدرك في أول الوهلة، كصوت الجَرَس، أي يجيءُ في صورةٍ وهيئةٍ لها مثلُ هذا الصوت، والصَّلْصَلَة: صوت وقوع الحديد بعضه على بعض.
فيَفْصِمُ، أي: فيَقْطَعُ عني حاملُ الوَحْيِ الوَحْيَ، وقد وَعَيْتُ عنه؛ أي: أجدُه في قلبي مكشوفًا متبيِّنًا بلا التباس ولا إشكال فيَنْبِذُهُ: فيُلقيه إليّ في صوت إنسان.
أَشَدُّ
(1)
عَلَيّ، فيَفْصِمُ
(2)
عنِّي، وقد وَعَيْتُ ما قال
(3)
، وأحيانًا يَتَمَثَّلُ لي المَلَكُ رَجُلًا فيُكَلِّمُني، فأَعِي ما يقول". قالت عائشة: ولقد رأيتُه ينزلُ عليه في اليوم الشَّديدِ البَرْدِ، فَيَفْصِمُ عنه، وإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ
(4)
عَرَقًا
(5)
.
935 -
أخبرنا قتيبةُ قال: حدَّثنا أبو عَوَانَةَ، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيدِ بن جُبير عن ابن عباس في قوله عز وجل:{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 16 - 17] قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُعالِجُ من التَّنزيل شِدَّةً، وكان يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ، قال الله عز وجل:{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} قال: جَمْعَهُ في صَدْرِك، ثم تقرؤه. {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} قال: فاسْتَمِعْ له وأَنْصِتُ
(6)
. فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاهُ جبريلُ اسْتَمَعَ، فإذا انطلقَ قَرَأَهُ كما أَقْرَأَه
(7)
.
(1)
في (ك) وهامش (هـ): أشدُّه، وبهامش (ك): أشدّ.
(2)
في (ر): فينفصم.
(3)
في (ر): وعيته، بدل: وعَيْتُ ما قال.
(4)
في (ق) وهامش (ك): لينفض.
(5)
إسناده صحيح ابن القاسم: هو عبد الرَّحمن، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1008) و (11063).
وهو في "موطأ" مالك 1/ 202 - 203، ومن طريقه أخرجه أحمد (26198)، والبخاري (2)، والترمذي (3634)، وابن حبان (38).
وأخرج قول عائشة منه: أحمد (24309) و (25657)، ومسلم (2333):(86) من طريق حمَّاد بن أسامة، عن هشام بن عروة، به.
وسلف قبله من طريق سفيان بن عُيينة، عن هشام، به.
(6)
بعدها في (ر): واتل. وضُرب عليها.
(7)
إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابن سعيد، وأبو عَوَانة: هو الوضَّاح بنُ عبد الله اليَشْكُريّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1009) و (11570).=
936 -
أخبرنا نَصْرُ بنُ عليٍّ قال: أخبرنا عبد الأعلى قال: حدَّثنا مَعْمَر، عن الزُّهْري، عن عُروة، عن المِسْوَرِ
(1)
بن مَخْرَمَة
أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَاب رضي الله عنه قال: سمعت هشامَ بنَ حَكِيم بن حِزام يقرأُ سورةَ الفُرْقان، فقرأَ فيها حروفًا لم يكن نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم أَقْرَأَنِيها، قلتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هذه السُّورة؟ قال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. قلتُ: كذبتَ. ما كذاك
(2)
أقرأكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأخذتُ بيدِه أقودُه إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسولَ الله، إنَّكَ أقرأْتَني سورةَ الفُرقان، وإنِّي سمعتُ هذا يقرأُ فيها حروفًا لم تكن أقْرَأْتَنِيها، فقال رسولُ الله:"اِقْرَأْ يا هشام". فقَرَأَ كما كان يقرأُ
(3)
، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"هكذا أُنْزِلَتْ". ثم قال: "اِقرأْ يا عُمر". فقرأتُ، فقال:"هكذا أُنْزِلَتْ". ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ القرآنَ أُنْزِلَ على سَبْعَةِ أَحْرُف"
(4)
.
= وأخرجه البخاري (7524)، ومسلم (448):(148)، وابن حبان (39) من طريق قتيبة بن سعيد بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (3191) عن عبد الرحمن بن مهدي، والبخاري (5)، عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن أبي عَوَانة، به.
وأخرجه أحمد (1910)، والبخاري (4927 - 4929) و (5044)، ومسلم (448):(147)، والترمذي (3329) من طرق عن موسى بن أبي عائشة بنحوه.
وأخرجه المصنف في "السُّنن الكبرى" مختصرًا برقمي (11571) و (11572) من طريقين عن سعيد بن جُبير، به.
(1)
قوله: المِسْوَر، من (ر) و (م).
(2)
المثبت من (هـ) وهامش (ك) وعليها علامة الصحة وفي (ر) و (م) كذلك، وفي (ك): هكذا، وفي (ق): كذاك، دون لفظة "ما".
(3)
في (م) وهامش (ك): قرأ.
(4)
إسناده صحيح، نَصْرُ بنُ علي: هو الجَهْضَميّ، وعبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي، ومَعْمَر هو ابن راشد، والزُّهري: هو محمد بن شهاب، وعروة: هو ابن الزُّبير، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1010).=
937 -
أخبرنا محمدُ بنُ سَلَمةَ والحارث بن مسكين قراءةً عليه وأنا أسمعُ واللَّفظُ له، عن ابن القاسم قال: حدَّثَني مالك، عن ابن شِهاب، عن عروةَ بن الزُّبير، عن عبد الرحمن بن عَبْدٍ القاريّ قال:
سمعتُ عُمرَ بنَ الخطَّاب رضي الله عنه يقول: سمعتُ هشامَ بنَ حَكِيم
(1)
يقرأ سورةَ الفرقان على غير ما أقرؤها عليه، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَقرأَنيها، فكِدْتُ أعْجلُ
(2)
عليه، ثم أمهلتُه حتى انْصَرَفَ، ثم لَبَّبْتُه بردائه، فجِئْتُ به إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسولَ الله، إنِّي
(3)
سمعتُ هذا يقرأُ سورةَ الفرقان على غير ما أقْرَأْتَنِيها، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"اقْرَأْ". فقرأَ القراءةَ التي سمعتُه يقرأُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"هكذا أُنْزِلَتْ". ثم قال لي: "اِقْرَأْ". فقَرَأْتُ، فقال: "هكذا أُنْزِلَتْ
(4)
، إِنَّ هذا القرآنَ أُنزِلَ على سبعةِ أحرف، فاقْرَؤُوا ما تَيَسَّرَ منه"
(5)
.
= وأخرجه أحمد (158) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (278) و (296)، ومسلم (818):(271)، والترمذي (2943) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به، وقُرن بالمِسْوَر عبدُ الرحمن بنُ عَبْدٍ القاريُّ، وسيأتي من روايتهما برقم (938)، ومن رواية عبد الرحمن بن عَبْدِ وحدَه في الحديث بعدَه.
قوله: "إنَّ القرآن أُنزِلَ على سبعة أحرف" قال السِّندي: أي: على سبع لغات مشهورة بالفصاحة، وكان ذاك رخصةً أولًا تسهيلًا عليهم، ثم جمعه عثمانُ رضي الله عنه حين خاف الاختلافَ عليهم في القرآن وتكذيبَ بعضهم بعضًا على لغة قريش التي أُنزل عليها أوَّلًا، والله تعالى أعلم.
(1)
بعدها في (ر) و (م): بن حِزَام.
(2)
في (هـ): أن أعجل وفي هامشها: أنا. (نسخة)، واستدركت لفظة "أن" في (ر) فوق السطر.
(3)
في هامش (هـ): أنا. (نسخة).
(4)
في (ق): نزلت، وبعدها في (ر) و (م): فقال.
(5)
إسناده صحيح، محمد بن سَلَمة: هو المرادي وابنُ القاسم: هو عبد الرحمن أبو عبد الله المصري، وهو في "السُّنن الكبرى" بالأرقام:(1011) و (7931) و (11302).=
938 -
أخبرنا يونُسُ بنُ عبد الأعلى قال: حدَّثنا ابن وَهْب قال: أخبرني يونُس، عن ابن شِهاب قال: أخبرني عُروةُ بن الزُّبير، أنَّ المِسْوَرَ بنَ مَحْرَمَةَ وعبدَ الرَّحمن بن عَبْدٍ القاريَّ أخبراه
أنهما سمعا عُمَرَ بنَ الخطَّاب يقولُ: سمعتُ هشامَ بنَ حَكِيم
(1)
يقرأُ سورةَ الفُرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعتُ لقراءتِه، فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يُقْرِئنيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فكِدْتُ أَساوِرُه في الصَّلاة، فتَصَبَّرْتُ حتى سَلَّم، فلمَّا سَلَّمَ لَبَّبْتُهُ بردائه، فقلت: مَنْ أَقْرَأَكَ هذه السُّورة التي سمعتُك تقرؤها؟ قال
(2)
: أَقْرَأَنِيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. فقلتُ: كذبتَ، فواللهِ إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لهو
(3)
أقرأَني هذه السُّورةَ التي سمعتُك تقرؤها، فانطلقتُ به أقودُه إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسولَ الله، إنِّي سمعتُ هذا يقرأُ سورةَ الفُرْقان على حروفٍ لم تُقْرِئْنيها، وأنتَ أَقْرَأْتَني سورةَ الفُرْقان. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أَرْسِلْهُ يا عُمَرُ، اِقْرَأْ يا هشام". فقرأَ عليه
(4)
القراءةَ التي سمعتُه يقرؤها، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"هكذا أنْزِلَتْ". ثم قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
= وهو في موطأ مالك 1/ 201، ومن طريقه أخرجه أحمد (277)، والبخاريّ (2419)، ومسلم (818):(270)، وأبو داود (1475)، وابن حبان (741).
وأخرجه أحمد (2375) من طريق ابن أخي الزُّهري، عن عمِّه ابن شهاب الزُّهري، به.
وينظر الحديث السالف قبله، والحديث الآتي بعده.
قوله: أَعْجَلُ، أي: آخُذُه وأَجُرُّه وهو في الصلاة، لَبَّبْتُه، بالتشديد، يقال: لبَّبْتُ الرجلَ تلبيبًا: إذا جعلتَ في عنقه ثوبًا وجَرَرْتَهُ به. قاله السِّنْدي.
(1)
بعدها في (ر) و (م) بن حزام.
(2)
في (هـ) وهامش (ك): فقال.
(3)
في (ق) و (هـ): هو.
(4)
في هامش (هـ): عنده.
"اِقْرَأْ يا عُمَرُ". فقرأتُ القراءة التي أقرأَني، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"هكذا أُنْزِلَتْ". ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ هذا القرآنَ أُنزِلَ على سبعةِ أَحْرُفٍ، فاقرؤوا ما تَيَسَّرَ منه"
(1)
.
939 -
أخبرنا محمدُ بنُ بشَّار قال: حدَّثنا محمد بن جعفر غُنْدَرٌ قال: حدَّثنا شعبة، عن الحَكَم، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى
عن أُبَيّ بن كَعْب، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان عند أَضَاةِ بني غِفار، فأتاه جبريلُ عليه السلام فقال: إنَّ الله عز وجل يأمرُكَ أنْ تُقْرِيء
(2)
أمَّتَكَ القرآنَ على حَرْف، قال: "أسألُ الله مُعافاتَه ومغفرتَه، وإنَّ
(3)
أُمَّتِي لا تُطيقُ ذلك"، ثم أتاه الثَّانيةَ فقال: إنَّ الله عز وجل يأمرُكَ أَنْ تُقْرِئَ أُمَّتَكَ القرآنَ على حَرْفَين، قال: "أسألُ الله مُعافاتَه ومغفرتَه، وإنَّ أمَّتي لا تُطيق ذلك"، ثم جاءه
(4)
الثَّالثةَ فقالَ: إِنَّ الله عز وجل يأمرُك أنْ تُقْريء أمَّتَكَ القرآنَ على ثلاثة أحرف، فقال:"أسألُ الله مُعافاتَه ومغفرتَه، وإِنَّ أمَّتي لا تُطيقُ ذلك"، ثم
(1)
إسناده صحيح، ابن وَهْب: هو عبد الله أبو محمد المصري، وشيخُه يونُس: هو ابن يزيد الأيلي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1012).
وأخرجه مسلم (818): (271) عن حَرْمَلَة بن يحيى، عن ابن وَهْب، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم (6936) عن اللَّيث، عن يونس بن يزيد الأيلي، به.
وأخرجه أحمد (297)، والبخاري (4992) و (5041) و (7550) من طريقين عن الزُّهري، به.
وينظر الحديثان السالفان قبله.
قوله: أَساوِرُهُ، أي: أَواثِبُهُ. قاله السِّندي.
(2)
في هامش (ك): تقرأ، وكذا في المواضع الآتية.
(3)
في (هـ) وهامش (ك): فإنَّ، وفي هامش (هـ): إنَّ.
(4)
في (هـ) وهامش (ك): أتاه.
جاءه الرَّابعةَ فقال: إنَّ الله عز وجل يأمرُك أن تُقْرِئَ أَمَّتَكَ القرآنَ على سبعةِ أحرف، فأيُّما حَرْفٍ قرؤوا عليه فقد أصابُوا
(1)
.
قال أبو عبد الرَّحمن: هذا الحديثُ خُولف فيه الحَكَم، خالفَه منصور بن المعتمر، رواه عن مجاهد عن عُبيد بن عُمير مرسلًا
(2)
.
940 -
أخبرني عَمْرُو بنُ منصور قال: حدَّثنا أبو جعفر بن نُفَيْل قال: قرأتُ على مَعْقِلِ بن عُبيدِ الله، عن عكرمة بن خالد، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس
عن أُبيِّ بن كعب قال: أقرأَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سورةً، فبينا أنا في المسجد جالسٌ إذ سمعتُ رجلًا يقرؤها يُخالف
(3)
قراءتي، فقلتُ له: مَنْ عَلَّمَكَ هذه
(1)
إسناده صحيح، الحَكَم: هو ابن عُتَيْبَة، ومجاهد: هو ابن جَبْر، وابنُ أبي ليلى: هو عبد الرحمن، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1013).
وأخرجه مسلم (821): (274) عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (21172)، وعبد الله في زوائده على المسند (21176) مختصرًا، ومسلم أيضًا، وأبو داود (1478) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه مسلم من طريق معاذ العنبري، عن شعبة، به.
وأخرجه عبد الله بن أحمد (21177 - زوائد) وابن حبان (738) من طريق محمد بن جُحادة، عن الحَكَم بن عتيبة، به.
وأخرجه أحمد (21171)، وعبد الله بنُ أحمد (21179 - زوائد)، ومسلم (820):(273) وابن حبان (740) من طريق عبد الله بن عيسى، وعبدُ الله بن أحمد (21175 - زوائد) مختصرًا من طريق زُبَيْد اليامي، كلاهما عن عبد الرحمن بن أبي ليلى بنحوه، وفيه قصة.
قال السِّندي: الأَضَاة، بوزن حَصَاة الغَدير، لا تُطيق ذلك: يومئذ لعدم ممارسةِ الناسِ كلّهم لغةَ قريش، فلو كُلِّفوا بالقراءة بها لثَقُلَ عليهم يومئذ، بخلاف ما إذا مارسُوا كما عليه الأمرُ اليوم.
(2)
جاء هذا القول في (هـ) وهوامش (ر) و (ك) و (م)، وعليه علامة نسخة فيها، ولم يرد في (ق). ولم أقف على هذه الرواية في المصادر.
(3)
في (ك): تخالف.
السُّورة؟ فقال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقلت: لا تُفارِقْني حتّى نأتيَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتُه فقلتُ: يا رسولَ الله، إنَّ هذا خالفَ قراءتي في السُّورة التي عَلَّمْتَنِي، فقال رسولُ الله:"اِقْرأْ يا أُبيُّ". فقرأتُها، فقال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أحسنتَ". ثم قال للرَّجل: "اِقْرأْ". فقرأَ
(1)
، فخالفَ قراءتي، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أحسنتَ". ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يا أُبيُّ، إنّه أُنزِلَ القرآنُ على سبعة أحرف، كلُّهنَّ شافٍ كافٍ"
(2)
.
قال أبو عبد الرَّحمن: مَعْقِلُ بنُ عُبيد الله ليس بذلك القويِّ
(3)
.
941 -
أخبرني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ قال: حدَّثنا يحيى، عن حُمَيْد، عن أنس
عن أُبيٍّ قال: ما حاكَ في صدري منذ أسلمتُ إلا أنِّي قرأتُ آيةً وقرأها آخرُ غيرَ قراءتي، فقلتُ: أقْرَأَنِيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: أَقْرَأَنِيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتُ
(4)
النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبيّ الله، أقرَأْتَني آيةَ كذا وكذا. قال:"نعم". وقال الآخر: ألم تُقرِئْنِي آيةَ كذا وكذا؟ قال: "نعم، إنَّ جبريلَ وميكائيلَ عليهما السلام أتَياني، فقعدَ جِبريلُ عن يميني ومِيكائيلُ عن يساري، فقال جبريلُ عليه السلام اِقْرأ القرآنَ على حرف، قال ميكائيل:
(1)
قوله: فقرأ، ليس في (هـ).
(2)
إسناده حسن من أجل مَعْقِل بن عُبيد الله، وبقية رجاله ثقات. أبو جعفر بن نُفيل: هو عبد الله بن محمد بن علي بن نُفيل، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1014).
وأخرجه ابن عبد البَرِّ في "التمهيد" 8/ 286 من طريق أبي بكر الفِرْيابيّ، عن أبي جعفر بن نُفيل، بهذا الإسناد، وزاد في آخره قولَ أُبيّ رضي الله عنه: فما اختلجَ في صدري شيءٌ من القرآن بَعْدُ.
(3)
وثَّقه أحمد ويحيى بن معين واختلف فيه قولُ المصنِّف، فقال في موضع: ليس به بأس، وقال في آخر: صالح، وقال أيضًا (كما قال هنا): ليس بذاك القويّ. ولم يرد هذا القول في (ر) و (م)، وأُشير إليه بنسخة في (هـ) وهامش (ك).
(4)
في (م) وهامش (ك): ثم أتيت.
اِسْتَزِدْهُ، اِسْتَزِدْهُ
(1)
، حتى بلغ سبعة أحرف، فكلُّ حَرْفٍ شافٍ كافٍ"
(2)
.
942 -
أخبرنا قُتيبة بنُ سعيد
(3)
، عن مالك، عن نافع
عن ابن عمر أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَثَلُ صاحب القرآنِ كَمَثَلِ صاحبِ الإبل المُعَقَّلَةِ، إذا عاهد عليها أمْسَكَها، وإنْ أطلقها
(4)
ذَهَبَتْ"
(5)
.
(1)
لم يتكرَّر اللفظ في (ر).
(2)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، وحميد: هو ابن أبي حُميد الطويل وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1015).
وأخرجه أحمد (21093) و (21132) عن يحيى القطّان، بهذا الإسناد، وفيه: ما حَكَّ في صدري
…
وأخرجه المصنِّف في "السُّنن الكبرى"(7932)، وابن حبان (737) من طريق يزيد بن هارون، وعبدُ الله بنُ أحمد في زوائده على "المسند"(21133) من طريق بِشْر بن المفضَّل، و (21134) من طريق المعتمر بن سليمان، ثلاثتهم عن حُميد، به.
وأخرجه أحمد (21092) من طريق حمَّاد بن سَلَمة، عن حُميد، عن أنس، عن عُبادة بن الصَّامت أن أُبيَّ بنَ كعب به.
قوله: ما حاكَ، أي: أثَّر شكٌّ في صدري ولا وقع. وقد جاء صريحًا أنه وقع في صدره يومئذ شكٌّ، عَصَمَهُ اللهُ تعالى منه ببركة نبيِّه صلى الله عليه وسلم. قاله السِّندي.
(3)
قوله: بن سعيد، من (ر) و (م).
(4)
في (هـ) وهامش (ك): أُطلقت.
(5)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1016) و (7987).
وهو في "موطَّأ" مالك 1/ 202، ومن طريقه أخرجه أحمد (5315) و (5923)، والبخاري (5031)، ومسلم (789):((226)، وابنُ حبان (764) و (765).
وأخرجه أحمد (4665) و (4759) و (4845) و (4923)، ومسلم (789):(227)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(7989)، وابن ماجه (3783) من طرق عن نافع، به.
وعند مسلم (في رواية) والمصنِّف زيادة: "وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإذا لم يقُم به نَسِيَه".
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/ 79: المُعَقَّلَة: المشدودة بالعقال، وهو الحَبْلُ الذي=
943 -
أخبرنا عِمْرانُ بنُ موسى قال: حدَّثنا يزيدُ بنُ زُرَيْعٍ قال: حدَّثنا شعبة، عن منصور، عن أبي وائل
عن عبد الله عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ابتسما لأحدهم
(1)
أن يقولَ: نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ، بل هو نُسِّي، اِسْتَذْكِرُوا القرآنَ، فَإِنَّه أسرعُ تَفَصِّيًا من صدور الرِّجال من النَّعَم من عُقُلِهِ"
(2)
.
= يُشَدُّ في رُكبة البعير، شَبَّهَ درسَ القرآن واستمرار تلاوته برَبْط البعير الذي يُخشى منه الشِّراد، فما زالَ التعاهد موجودًا فالحفظُ موجود، كما أنَّ البعير ما دام مشدودًا بالعقال فهو محفوظ، وخَصَّ الإبل بالذكر لأنها أشدُّ الحيوان الإنسيّ نفورًا، وفي تحصيلها بعد استمكان نفورها صعوبة.
(1)
في (ر) وهامشي (ك) و (هـ): ليس لأحدهم.
(2)
إسناده صحيح، منصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل هو شقيقُ بنُ سَلَمة، وهو في:"السُّنن الكبرى" بالأرقام (1017) و (7985) و (10494)، والرواية الأخيرة مختصرة.
وأخرجه أحمد (3960) و (4085 مختصرًا) و (4176)، والبخاري (5032)، والترمذي (2942) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصرًا أحمد (4020) و (4085) و (4416)، والبخاري (5032) و (5039)، ومسلم (790)(228)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(7988) و (10495) من طرق عن منصور، به.
قال البخاري وتابعه ابن جُريج، عن عَبْدة، عن شقيق، سمعتُ عبد الله، سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
قال ابن حجر في "فتح الباري" 9/ 82: كأن البخاري أراد بإيراد هذه المتابعة دفعَ تعليل من أعلَّ الخبر برواية حماد بن زيد وأبي الأحوص له عن منصور موقوفة على ابن مسعود.
وأخرجه أحمد (4288) و (4416)، ومسلم (790):(230)، والمصنِّف (10492) و (10493)، وابن حبان (762)(763) من طرق عن أبي وائل، به.
وأخرج أحمد (3620)، ومسلم (790):(229) من طريق الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله قال: تعاهدوا هذه المصاحف - وربما قال: القرآن - فلهو أشدُّ تَفَصِّيًا من الإبل من عُقُله، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يقل أحدكم: نَسيتُ آية كيت وكيت بل هو نُسِّي". وقفَ أوَّلَه، ورفعَ آخره.=
38 - باب القراءة في ركعتي الفجر
944 -
أخبرني عِمْرَانُ بنُ يزيد قال: حدَّثنا مروانُ بنُ معاويةَ الفَزَارِيُّ قال: حدَّثنا عثمانُ بنُ حَكِيم قال: أخبرني سعيدُ بنُ يَسَار
أنَّ ابنَ عبَّاس أخبره، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأُ في ركعتي الفجر في الأولى منهما الآيةَ التي في البقرة" [136]:{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} إلى آخر الآية، وفي الأخرى:{آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 52]
(1)
.
= وأخرج المصنِّف في "السُّنن الكبرى"(10496) من طريق حمَّاد، عن منصور وعاصم، عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: بئسما لأحدهم أن يقول نَسِيت
…
ذكره موقوفًا.
قال السِّندي: قوله: "أن يقول نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ" بالتخفيف؛ لما فيه من التشبُّه بمن ذمَّه الله تعالى بقوله: {كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه: 126]، فالاحتراز عن مثل هذا القول أحسن. "بل هو نُسِّي" بالتشديد؛ أي: اللهُ تعالى قد أزال عن قلبه ما أزال فليقل: نُسِّيت، بالتشديد لكونه أوفقَ بالواقع، وأبعدَ من الوقوع في المكروه. "تَفَصِّيًا" بالفاء والصاد المهملة، أي: خروجًا وتخلُّصًا. "من النَّعَم من عُقُلِه" بضمّ عين وقاف جميعًا، جمع: عِقال، بكسر العين وهو حبل صغير يُشَدُّ به ساعدُ البعير إلى فخذه.
(1)
إسناده صحيح، عِمْران بن يزيد: هو عِمْرَان بن خالد بن يزيد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1018) و (11093)، وجاءت الرواية الثانية في تفسير آية المائدة (111):{آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} ، والله أعلم.
وأخرجه مسلم (727): (99) عن قُتيبة بن سعيد، عن مروان بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (2038) عن عبد الله بن نُمير و (2045) عن يعلى بن عُبيد، ومسلم (727):(100) من طريق عيسى بن يونس، وأبو داود (1259) من طريق زهير بن معاوية، أربعتُهم عن عثمان بن حكيم، به.
وخالفَ أبو خالد الأحمر في متنه - كما في صحيح مسلم (727): (100) - فرواه عن عثمان بن حكيم، به، وذكر أنه كان يقرأ في الثانية:{تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [آل عمران: 64].
39 - باب القراءة في ركعتي الفجر بـ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
945 -
أخبرنا عبدُ الرَّحمن بن إبراهيمَ دُحَيْمٌ قال: حدَّثنا مروانُ قال: حدَّثنا يزيدُ بنُ كَيْسان، عن أبي حازم
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَرأَ في ركعتَي الفجر {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
(1)
.
40 - باب تخفيف ركعتي الفجر
946 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا جَرِير، عن يحيى بن سعيد، عن محمدِ بن عبدِ الرَّحمن، عن عَمْرَةَ
عن عائشةَ قالت: إنْ كنتُ لأَرَى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي ركعتي الفجر، فيُخَفِّفُهما حتى أقول: أَقَرأَ فيهما بأمِّ الكتاب؟
(2)
.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات غير يزيد بن كَيْسَان، فهو صدوق، مروان: هو ابن معاوية الفَزَاري، وأبو حازم هو سَلْمان الأشجعي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1019) و (11644).
وأخرجه ابن ماجه (1148) عن عبد الرحمن بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (726)، وأبو داود (1256)، وابن ماجه (1148) من طرق عن مروان بن معاوية، به.
وله شاهد من حديث ابن عُمر رضي الله عنه سيأتي برقم (992).
وعن عائشة رضي الله عنها أخرجه أحمد (26022)، وابن ماجه (1150)، وصحَّحه ابن حبان (2461)، وقوَّى إسنادَه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 3/ 47. وينظر "التمهيد" 24/ 41.
(2)
إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو أبو سعيد الأنصاري، ومحمد بن عبد الرحمن: هو ابن سَعْد بن زُرارة الأنصاري ابن أخي عَمْرَة، وهي بنت عبد الرحمن بن سَعْد بن زُرارة، وجرير: هو ابن حازم، كما هو الظاهر في الرواة عن يحيى الأنصاري في ترجمته في =
41 - باب القراءة في الصُّبح بـ "الرُّوم"
947 -
أخبرنا محمدُ بنُ بشَّار قال: حدَّثنا عبدُ الرَّحمن قال: أخبرنا سفيان، عن عبد الملك بن عُمَيْرٍ، عَن شَبِيبٍ أَبي رَوْح
عن رجل من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه صلَّى صلاةَ الصُّبح، فقرأ "الرُّوم" فالتَبَسَ عليه، فلمَّا صلَّى قال:"ما بال أقوامٍ يُصَلُّون معنا لا يُحْسِنُونَ الطُّهور؟! فإنَّما يَلْبِسُ علينا القرآنَ أولئك"
(1)
.
= "التهذيب"، ويشبه أن يكون ابنَ عبد الحميد كما يظهر في شيوخ إسحاقُ بنُ إبراهيم - وهو ابن راهويه - وكلاهما ثقة، والحديث في "السُّنن الكبرى" للمصنف برقم (1020).
وأخرجه أحمد (24125) و (25315) و (25529) و (25983)، والبخاري (1171)، ومسلم (724):(92)، وأبو داود (1255)، وابن حبَّان (2465) و (2466) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (24225) و (24687) و (25396)، والبخاري (1171)، ومسلم (724):(93) من طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه مسلم (724): (90) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة بنحوه.
قال أبو العبَّاس القرطبيّ؛ فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/ 47: ليس معنى هذا أنها شَكَّت في قراءته صلى الله عليه وسلم الفاتحة، وإنما معناه أنه كان يُطيلُ في النَّوافل، فلما خفَّف في قراءة ركعتي الفجر صار كأنَّه لم يقرأ بالنسبة إلى غيرها من الصلوات.
(1)
إسناده حسن من أجل شَبِيب أبي رَوْح، فقد روى عنه جمع، منهم حَرِيز بنُ عثمان، وقال الآجريّ عن أبي داود: شيوخ حَرِيز كلُّهم ثقات. اهـ. وذكرَه ابن حبان في "الثقات"، ووثَّقه الحافظ ابن حجر في "التقريب" وقال: أخطأ مَنْ عَدَّه في الصحابة. اهـ. بينما قال ابن عبد البَرّ في ترجمته في "الاستيعاب": حديثه مضطرب الإسناد، وقال فيه ابن القطَّان: لا تُعرف له عدالة، وقد أورد ابن كثير هذا الحديث في "تفسيره" في سورة التوبة (108)، وآخِرِ سورة الروم وحسَّنَه. وبقية رجاله ثقات. عبد الرحمن: هو ابن مَهْدي، وسفيان: هو الثوري، وصحابيُّ الحديث هو الأَغَرّ (غير منسوب) كما في ترجمته في "تهذيب الكمال"؛ قال المِزّيّ: لم يُسَمِّه النَّسائي وسمَّاه غيرُه. اهـ. وقال الحافظ ابن حجر في "التهذيب": سمَّاه الطبراني=
42 - باب القراءة في الصُّبح بالسِّتِّين إلى المئة
948 -
أخبرنا محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيمَ قال: حدَّثنا يزيدُ بنُ هارون
(1)
قال أخبرنا سليمانُ التَّيْمِيُّ، عَن سَيَّار، يعني ابنَ سَلَامة
عن أبي بَرْزَة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأُ في صلاة الغَدَاة بالسِّتِّين إلى المئة
(2)
.
= [8] وخلطه بالمُزَنيّ، وأنكر أبو نُعيم على من فرَّقَهما، وأمَّا ابن عبد البَرِّ فجعلَ هذا غِفاريًّا، وكذا ثبتَ في بعض طرقه. اهـ. وذكر أيضًا في "الإصابة" أنَّ البزَّار أخطأَ في نسبته بالمُزَنيّ. والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (1021).
وأخرجه أحمد (23072) عن وكيع عن سفيان الثوريّ، بهذا الإسناد.
وقد اختُلف فيه على عبد الملك بن عُمير:
فرواه سفيان الثوري كما في هذه الرواية، وشعبة كما في "مسند" أحمد (15873) و (23125)، كلاهما عن عبد الملك بن عُمير، به.
وخالفهما شريكُ بنُ عبد الله النَّخَعي وزائدةُ بنُ قُدامة، فروياه عن عبد الملك بن عُمير، عن أبي رَوْح الكَلاعي قال: قال: صلَّى بنا رسولُ الله
…
كما في "المسند"(15872) و (15874).
وروايةُ سفيان الثوري وشعبة أرجحُ من رواية شريك وزائدة، وصوَّبه الحافظ ابن حجر في "التهذيب"(ترجمة شبيب).
قوله: "الطُّهور" بضم الطاء، وجُوِّز الفتح على أنه اسم للفعل، والحملُ على الماء لا يناسب المقام، وقوله:"يَلْبِسُ" أي: يخلط. قاله السِّندي.
(1)
قوله: بن هارون من (ر).
(2)
إسناده صحيح، سليمان التَّيمي: هو ابن طَرْخان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1022).
وأخرجه أحمد (19764)، ومسلم (461):(172) من طريق يزيد بن هارون بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد أيضًا (19765)، وابن ماجه (818)، وابن حبان (1822) من طريق معتمر بن سليمان التَّيْمي، عن أبيه، به.=
43 - باب القراءة في الصُّبح بـ "ق"
949 -
أخبرنا عِمْرَانُ بنُ يزيدَ قال: حدَّثَنا ابن أبي الرِّجال، عن يحيى بن سعيد، عن عَمْرَة
عن أمِّ هشام بنتِ حارثةَ بن النُّعمانِ قالت: ما أَخَذْتُ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} إلا من وراءِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، كانَ يُصَلِّي بها في الصُّبح
(1)
.
950 -
أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود ومحمدُ بنُ عبد الأعلى - واللّفظ له - قال: حدَّثنا خالد، عن شعبة، عن زياد بن عِلَاقة قال:
سمعتُ عمِّي يقول: صلَّيتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الصُّبحَ، فقرأَ في إحدى
= وسلف مطوَّلًا من طريق شعبة برقم (495)، ومن طريق عَوْف بن أبي جميلة برقمي (525) و (530)، كلاهما عن سَيَّار بن سَلَامة، به.
(1)
ضعيف بهذه السِّياقة، ابن أبي الرِّجال - واسمُه عبدُ الرحمن - صدوق ربما أخطأ، وقد خالفَ هنا الرُّواةَ عن يحيى بن سعيد - وهو الأنصاري - في متن الحديث: فالصحيح أنها أخذَتْ "ق" من فِي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وهو يقرأ بها على المنبر، كما سيأتي عَمْرة: هي بنت عبد الرحمن، وهي أخت أمِّ هشام بنت حارثة بن النعمان لأمها، والحديث في "السنن الكبرى" برقمي (1023) و (11456).
وأخرجه أحمد وابنُه في "المسند"(27629) عن الحَكَم بن موسى، عن ابن أبي الرِّجال، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (872)(50)، وأبو داود (1102) من طريق سليمان بن بلال، ومسلم أيضًا (872):(50)، وأبو داود (1103) من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن يحيى بن سعيد، به بلفظ: أخذتُ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وهو يقرأ بها على المنبر في كلِّ جمعة.
وسيرد بهذا اللفظ من طريق آخر عن بنت حارثة بن النعمان برقم (1411).
وأمَّا قراءتُه صلى الله عليه وسلم بـ {ق} في صلاة الفجر فقد ثبتَتْ من حديث قطبة بن مالك، كما في الرواية التالية.
الرّكعتين: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ}
(1)
[ق: 10] قال شعبة: فلقيتُه في السُّوق في الزِّحام، فقال:"ق"
(2)
.
44 - باب القراءة في الصُّبح بـ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}
951 -
أخبرنا محمدُ بنُ أبانَ البَلْخِيُّ قال: حدَّثنا وكيعُ بنُ الجَرَّاح، عن مِسْعَرٍ والمَسْعُوديّ
(3)
، عن الوليدِ بن سَرِيع
عن عَمْرِو بن حُرَيْث قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ في الفجر: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}
(4)
.
(1)
بعدها في (هـ) تتمة الآية: {لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} .
(2)
إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث، وصحابيُّ الحديث عمُّ زياد بن عِلاقة هو قُطبةُ بن مالك، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1024) و (11457)، والرواية الثانية عن شيخه محمد بن عبد الأعلى فحسب.
وأخرجه مسلم (457): (167) من طريق محمد بن جعفر، وابنُ حبان (1814) من طريق أبي الوليد الطيالسيّ، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد، وعند مسلم: فقرأ في أول ركعة.
وأخرجه أحمد (18903)، ومسلم (457):(165) و (166)، والترمذي (306)، وابن ماجه (816) من طرق عن زياد بن علاقة به. وعند الترمذي: في الركعة الأولى. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(3)
في: (هـ) والمطبوع: مسعود المسعودي، بدل: مسعر والمسعودي، وهو خطأ.
(4)
حديث صحيح الوليد بن سريع روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد انتقى له مسلم هذا الحديث مِسْعَر: هو ابن كِدَام، والمسعودي: هو عبدُ الرحمن بنُ عبد الله بن عُتبة، ورواية وكيع عنه قبل اختلاطه والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (1025).
وأخرجه أحمد (18733) عن وكيع بهذا الإسناد، وزاد في آخره: وسمعتُه يقول: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} .
وأخرجه مسلم (456) من طريق وكيع عن مسعر وحدَه، به، ولم يسق لفظه.
وأخرجه أحمد (18738)، ومسلم (456)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(11587)، من طرق، عن مسعر وحدَه، به، وعند أحمد:
…
فسمعتُه يقرأ: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ=
45 - باب القراءة في الصُّبح بالمُعَوِّذَتَيْن
952 -
أخبرنا موسى بنُ حِزَام التَّرمذيُّ وهارونُ بنُ عبدِ الله - واللَّفْظُ له - قالا: حدَّثنا أبو أسامةَ قال: أخبرني سفيان، عن معاويةَ بن صالح، عن عبد الرَّحمن بن جُبَيْر بن نُفَيْر، عن أبيه
عن عقبةَ بن عامر، أنَّه سألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن المُعَوِّذَتَيْن. قال عُقبة: فأَمَّنَا بهما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر
(1)
.
= الْكُنَّسِ} وعند مسلم والمصنِّف: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} .
وأخرجه مسلم (475)، وابن حبان (1819) من طريق خَلَف بن خليفة، عن الوليد بن سريع، به، وفيه فسمعته يقرأ:{فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} وزاد بعده: وكان لا يَحْنِي رجلٌ منَّا ظهره حتى يستتمَّ ساجدًا، وسلف نحو هذا الحرف من حديث البراء رضي الله عنه برقم (829).
وأخرجه أحمد (18737)، والمصنّف في "السُّنن الكبرى"(11586) من طريق أبي الأسود مولى عَمرو بن حُريث، وأبو داود (817)، وابن ماجه (817) من طريق أَصْبَغ مولى عمرو بن حُريث، كلاهما عن عَمرو بن حُريث، به.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات، غير معاوية بن صالح، فهو ينزل عن درجة الثقة قليلًا لاختلاف قول ابن معين فيه. أبو أسامة: هو حمَّاد بن أسامة، وسفيان: هو الثوري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1026).
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"(536)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 240، من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه، وقد تفرَّد به أبو أسامة عن الثوري، وأبو أسامة ثقة معتمد.
وأخرجه ابن خزيمة (536) أيضًا، وابنُ حبان (1818) من طريق زيد بن أبي الزَّرقاء، عن سفيان الثوريّ، به.
وقد روى هذا الحديثَ بنحوه ابنُ وَهْب، عن معاويةَ بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن القاسم بن عبد الرحمن مولى معاوية، عن عقبة، كما سيأتي برقم (5436)، وصحَّح أبو حاتم الروايتين، فيما نقله عنه ابنه في "العلل"(1667)، بينما نقل عن أبي زُرعة أن رواية سفيان الثوري خطأ.=
46 - باب الفَضْل في قراءة المُعَوِّذَتَيْن
953 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا اللَّيث، عن يزيدَ بن أبي حَبِيب، عن أبي عِمْرَانَ أسلم
عن عقبةَ بن عامر قال: اِتَّبَعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكبٌ، فوضعتُ يدي على قَدَمِه، فقلت: أقْرِئْني يا رسولَ الله سورةَ هود وسورةَ
(1)
يوسف. فقال: "لَنْ تقرأ شيئًا أَبْلَغَ عندَ اللهِ من {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}
(2)
(3)
.
= وقال ابن خُزيمة: أصحابُنا يقولون: الثوريّ أخطأ في هذا الحديث، وأنا أقول: غيرُ مُستَنْكَر لسفيان أن يرويَ هذا عن معاويةَ وعن غيره.
وسيتكرَّر الحديث برقم (5434)، وسيأتي من طريق خالد بن مَعْدَان، عن جُبير بن نُفير، بسياق آخر، برقم (5433).
وسيأتي بسياقات أخرى من طريق أسلم أبي عمران وقيس بن أبي حازم وعبد الله بن خُبيب ومعاذ بن عبد الله بن خُبيب ومكحول الشامي والقاسم مولى معاوية وسعيد المقبري، كلُّهم (من طرق متفرّقة) عن عقبة بن عامر بالأرقام:(953) و (954) و (5430) و (5431) و (5435)
…
(5440).
قال ابن كثير في تفسير سورة الفلق: هذه طرقٌ عن عقبة كالمتواترة عنه تُفيد القطعَ عند كثير من المحقِّقين في الحديث.
(1)
في (ر) و (م): أو سورة.
(2)
بعدها في (هـ): وقل أعوذ برب الناس، وهي نسخة في هامش (ك)، ولم ترد في رواية "السُّنن الكبرى" للمصنّف.
(3)
إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابن سعيد، واللَّيث: هو ابن سَعْد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1027) و (7790).
وأخرجه أحمد (17341) و (17455)، وابن حبان (795) من طرق عن الليث، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (17418)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(7791)، وابن حبان (1842) من طرق عن يزيد بن أبي حبيب به. وفي رواية المصنِّف وابن حبان زيادة: "فإنِ استطعت أن =
954 -
أخبرني محمدُ بنُ قُدامةَ قال: حدَّثنا جَرِير، عن بَيان، عن قَيْس
عن عُقبة بن عامر قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "آياتٌ أنزلت عَلَيَّ اللَّيلةَ لم يُرَ مثلُهنَّ قَطُّ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}
(1)
(2)
.
47 - باب القراءة في الصُّبح يومَ الجُمعة
955 -
أخبرنا محمدُ بنُ بشَّار قال: حدَّثنا يحيى بنُ سعيد قال: حدَّثنا سفيان. ح: وأخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن قال: حدَّثنا سفيان - واللَّفظُ له - عن سَعْدِ بن إبراهيم، عن عبدِ الرَّحمن الأعرج
عن أبي هريرة، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأُ في صلاة الصُّبح يومَ الجمعة {الم (1) تَنْزِيلُ} و {هَلْ أَتَى}
(3)
.
= لا تفوتَكَ في صلاةٍ فافعل"، وفي رواية أحمد زيادة: قال يزيد: لم يكن أبو عمران يَدَعُها، كان لا يزال يقرؤها في صلاة المغرب.
وسيتكرَّر بإسناده ومتنه برقم (5439)، وينظر الحديث السالف قبله.
(1)
كلمة "قل" لم ترد في (ر) و (ك) في الموضعين.
(2)
إسناده صحيح، محمد بن قُدامة: هو ابن أَعْين المِصِّيصي، وجَرِير: هو ابن عبد الحميد، وبيان: هو ابن بِشر الأَحْمسي، وقيس هو ابن أبي حازم، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1028).
وأخرجه مسلم (814): (264) عن قُتيبة بن سعيد، عن جَرِير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (17370) من طريق أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري، عن بَيَان بن بِشْر، به، وفيه تصريح قيس بن أبي حازم بالتحديث من عقبة بن عامر؛ خلافًا لما قال ابن المديني: لا أدري سمع منه أم لا، كما في "التهذيب".
وسيأتي من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس، به، برقم (5440).
وينظر الحديثان السالفان قبله.
(3)
إسناداه صحيحان، يحيى بن سعيد: هو القطَّان، وعبدُ الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وسَعْدُ بنُ إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1029) و (11329).=
956 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا أبو عَوَانة. ح: وأخبرنا عليُّ بنُ حُجْر قال: أخبرنا شَرِيك - واللّفظ له - عن المُخَوَّل بن راشد عن مُسلم، عن سعيد بن جُبير
عن ابن عبّاس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَقرأُ في صلاةِ الصُّبْح يومَ الجُمعة "تنزيل السجدة" و "هل أتى على الإنسان"
(1)
.
= وأخرجه أحمد (9561) عن يحيى بن سعيد القطَّان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (10102) عن عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه أحمد (10102)، والبخاري (891) و (1068)، ومسلم (880):(65) من طرق، عن سفيان الثوريّ، به.
وأخرجه مسلم (880): (66)، وابن ماجه (823) من طريق إبراهيم بن سَعْد، عن أبيه، به.
وفي المداومة على قراءة هاتين السورتين في صلاة الفجر يوم الجمعة أو الإكثار من قراءتهما فيها وغيرِ ذلك تفصيلٌ، ينظر "فتح الباري" 2/ 378 - 379.
(1)
إسناده صحيح عن قتيبة، وهو ابن سعيد، وشَريك - وهو ابن عبد الله النَّخَعي - سيِّئ الحفظ، وقد توبع. أبو عَوَانة: هو الوَضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري، ومسلم: هو ابن عمران البَطين. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1030).
وأخرجه ابن حبان (1821) عن قُتيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (520) عن علي بن حجر، به وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه أحمد (3039)، وأبو داود (1074) من طريقين عن أبي عوانة، به.
وأخرجه أحمد (3325)، ومسلم (879)، وابن ماجه (821) من طريق سفيان الثوري، عن المُخَوَّل، به. وزاد أحمد ومسلم: وفي الجمعة بالجمعة والمنافقين.
وأخرجه أحمد (3326) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن مسلم البَطِين به.
وأخرجه أحمد (2457) و (2799) و (2906) و (3096) و (3097)، وابن حبان (1820) من طرق عن سعيد بن جبير، به.
وسيرد برقم (1421) من طريق شعبة، عن مُخوَّل، به بزيادة قراءة الجمعة والمنافقين في صلاة الجمعة.
48 - باب سجود القرآن السجود في {ص}
957 -
أخبرني إبراهيمُ بنُ الحَسَن المِقْسَمِيُّ قال: حدَّثنا حَجَّاجُ بنُ محمد، عن عُمر بن ذَرٍّ، عن، عن أبيه، عن سعيدِ بن جُبير
عن ابن عبّاس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سجدَ في {ص} ، وقال: "سَجَدَها داودُ توبةً، ونَسْجُدُها شُكرًا
(1)
.
(1)
سجودُه صلى الله عليه وسلم في {ص} صحيح، وهذا حديث رجاله ثقات، والمحفوظ إرسالُه كما سيأتي، ذَرّ والد عُمر: هو ابن عبد الله المُرْهِبيّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1031) و (11374).
وقد اختُلف فيه على عُمر بن ذَرّ:
فرواه حجَّاجُ بنُ محمد المِصِّيصي، كما في هذه الرواية، ومحمد بنُ الحَسَن الشَّيباني، كما في "المعجم الكبير"(12386) و "سنن" الدارقطني (1516)، وعبدُ الله بنُ بَزِيع، كما في "سنن" الدارقطني (1515)، ثلاثتُهم عن عُمر بن ذَرّ، بهذا الإسناد. ومحمدُ بنُ الحَسَن الشَّيباني - وإن كان من بُحور العلم - ليَّنَهُ النَّسائي وغيره من قِبَل حفظِه، وعبدُ الله بنُ بَزِيع؛ ضعَّفَهُ الدارقطني، وقال ابن عديّ: أحاديثُه ليست بمحفوظة. كذا في "الميزان".
ورواه مَعْمَر، كما في "مصنَّف" عبد الرزاق (5870)، وسفيانُ بنُ عُيَيْنَة، كما في "السُّنن الكبرى" للبيهقي 2/ 319، كلاهما (مَعْمَر وسفيان) عن عُمر بن ذَرّ، عن أبيه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
قال البيهقيّ: المحفوظ مرسل.
وقد رَوَى أحمد (3387)، والبخاريّ (1069) وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال {ص}: ليس من عزائم السجود، وقد رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يسجدُ فيها.
وروى أحمد أيضًا (3388)، والبخاري (3421) عن مجاهد أنه قال: قلتُ لابن عباس: أسْجُدُ في {ص} ؟ فقرأ: وَمِن {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ} حتى أتى {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90] فقال: نبيُّكم صلى الله عليه وسلم ممَّن أُمِرَ أَنْ يَقْتَدِيَ بهم. (لفظ البخاري)، وينظر "الفتح" 2/ 552.
49 - باب السُّجُود في "والنَّجم"
958 -
أخبرنا عبدُ الملك بنُ عبدِ الحميد بن ميمونِ بن مِهْرَانَ قال: حدَّثنا أحمدُ بنُ حَنْبَلُ
(1)
قال: حدَّثنا إبراهيمُ بنُ خالد قال: حدَّثنا رَبَاح، عن مَعْمَر، عن ابن طاوس، عن عكرمةَ بن خالد، عن جعفرِ بن المطَّلب بن أبي وَدَاعة
عن أبيه قال: قرأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بمكَّةَ سورةَ النَّجْمِ، فَسَجَدَ، وَسَجَدَ مَنْ عندَه، فرفعتُ رأسي وأبيتُ أنْ أسجدَ، ولم يكن يومئذٍ أسلمَ المطَّلب
(2)
.
959 -
أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود قال: حدَّثنا خالدٌ قال: حدَّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود
عن عبد الله، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قرأَ "النَّجْمَ" فسجَدَ فيها
(3)
.
(1)
قوله: أحمد، من (ر) و (م).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، جعفر بن المطَّلب بن أبي وَدَاعة روى عنه اثنان، وذكره ابن حبَّان في "الثقات"، وروايتُه هنا عن أبيه. وبقية رجاله ثقات. إبراهيم بن خالد: هو الصَّنْعاني، ورَبَاح: هو ابن زيد الصَّنْعاني، ومَعْمَر: هو ابن راشد، وابنُ طاوس: هو عبد الله، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1032).
وهو في "مسند" أحمد (15465) و (17893) و (27245)، وفي الرواية الأولى والأخيرة زيادة: وكان بعدُ لا يسمعُ أحدًا قرأها إلا سجد، وفي الثانية زيادة: قال المطَّلب: فلا أدعُ السجود فيها أبدًا.
وأخرجه أحمد (15464) و (17892) و (27246) عن عبد الرزَّاق عن معمر، عن ابن طاوس، عن عكرمة، عن المطَّلب، به، لم يذكر جعفر بن المطلب في إسناده، وهو ضعيف لانقطاعه.
وصحَّح الدارقطني في "العلل" 8/ 42 الرواية التي في إسنادها جعفر بن المطلب، وصحَّح الحافظُ ابن حجر أيضًا إسناده في "فتح الباري" 8/ 615 مع أنه قال في جعفر بن المطَّلب في "التقريب": مقبول. والله أعلم.
وسيأتي بعده من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وإسناده صحيح.
(3)
إسناده صحيح، خالد هو ابن الحارث، وأبو إسحاق هو عَمرو بن عبد الله =:
50 - باب ترك السجود في "النَّجْم"
960 -
أخبرنا عليُّ بنُ حُجْر قال: أخبرنا إسماعيلُ - وهو ابن جعفر - عن يزيدَ بن خُصَيْفَة، عن يزيدَ بن عبد الله بن قُسَيْط، عن عطاءِ بن يسار، أنَّه أخبره
أنَّه سألَ زيدَ بنَ ثابت عن القراءة مع الإمام، فقال: لا قراءةَ مع الإمامِ في شيء. وزَعَمَ أنَّه قرأَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} فلم يسجد
(1)
.
= السَّبِيعي، والأسود: هو ابن يزيد النَّخَعيّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1033) و (11485).
وأخرجه أحمد (3805) و (4164) و (4235) و (4405)، والبخاري (1067) و (1070) و (3853) و (3972)، ومسلم (576)، وأبو داود (1406)، وابن حبان (2764) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد، وعندهم زيادة (واللفظ للبخاري): وسجدَ مَنْ معه غير شيخ أخذَ كفًّا من حصًى - أو تراب - فرفَعَهُ إلى جبهته، وقال: يكفيني هذا، فرأيتُه بعد ذلك قتل كافرًا.
وأخرجه أحمد (3682) من طريق سفيان الثوري، والبخاري (4863) من طريق إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق السَّبيعي به، وعندهما الزِّيادة المذكورة، وفي رواية البخاري: أولُ سورة أُنزلت فيها سجدةٌ "والنجم"، وفيها أيضًا أنَّ الرجل الذي لم يسجد هو أميَّةُ بنُ خَلَف؛ قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 8/ 615: هذا هو المعتمد.
(1)
إسناده صحيح، يزيد بن خُصَيْفَة: هو يزيدُ بنُ عبد الله بن خُصَيْفَة، وقد نُسب إلى جدِّه، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1034).
وأخرجه مسلم (577) عن عليّ بن حُجْر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1072)، ومسلم (577) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، به واقتصر البخاري على شطره الثاني.
وأخرجه أحمد (21591) و (21623)، والبخاري (1073)، وأبو داود (1404)، والترمذي (576)، وابن حبان (2762) و (2769) من طريق ابن أبي ذئب، عن يزيد بن عبد الله بن قُسيط، به.
وخالف أبو صخر حُميدُ بنُ زياد يزيدَ بنَ خُصَيْفَةَ وابنَ أبي ذئب، فرواه - كما في "سنن" أبي داود (1405) - عن ابن قُسَيْط، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، بمعناه، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 556: فإن كان محفوظًا حُمِلَ على أنَّ لابن قُسَيْط فيه شيخين.=
51 - باب السجود في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}
961 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد
(1)
، عن مالك، عن عبدِ اللهِ بن يزيد، عن أبي سَلَمةَ بن عبد الرَّحمن
أن أبا هريرة قرأَ بهم
(2)
: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فَسَجَدَ فيها، فلمَّا انْصَرَفَ أخبرَهم أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سَجَدَ فيها
(3)
.
= وقال الحافظ: "زَعَمَ" أرادَ: أخبرَ، والزَّعْم يُطلق على المُحَقَّق قليلًا كهذا، وعلى المشكوك كثيرًا
…
وقال: وتَرْكُ السجود فيها [يعني في سورة النجم] لا يدلُّ على تركه مطلقًا؛ لاحتمال أن يكون السَّبب في التَّرْك إذ ذاك إمَّا لكونه كان بلا وضوء، أو لكون الوقت كان وقتَ كراهة، أو لكون القارئ كان لم يسجد، أو ترك حينئذ لبيان الجواز، وهذا أرجحُ الاحتمالات، وبه جزم الشافعيّ لأنه لو كان واجبًا لأمره بالسجود ولو بعد ذلك.
(1)
قوله: بن سعيد، من (ر) و (م).
(2)
في هامش (هـ): لهم، نسخة.
(3)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1035) و (11596).
وهو في "موطَّأ" مالك 1/ 205، ومن طريقه أخرجه أحمد (10314) و (10845)، ومسلم (578)(107)، وابن حبان (2761).
وأخرجه أحمد (9348) و (9607) و (10019)، والبخاري (1074)، ومسلم (578):(107) من طريق يحيى بن أبي كثير، وأحمد (9803) من طريق محمد بن عَمرو بن علقمة، كلاهما عن أبي سَلَمة بنحوه.
وأخرجه أحمد (9830) من طريق نُعيم المُجْمِر، ومسلم (578):(109) من طريق عبد الرحمن بن سعد المُقعَد مولى بني مخزوم، ومن طريق عبد الرحمن بن هُرمز الأعرج، ثلاثتُهم عن أبي هريرة، بنحوه، وفي رواية عبد الرحمن مولى بني مخزوم عند مسلم: سجَدَ في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} .
وسيأتي بعده من طريق عُمر بن عبد العزيز، عن أبي سَلَمة، وبرقمي (963) و (964) من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وبرقمي (965) و (966) من طريق محمد بن سِيرِين، وبرقم (967) من طريق عطاء بن مِيناء، وبرقم (968) من طريق أبي رافع، خمستُهم عن أبي هريرة، به.
962 -
أخبرنا محمدُ بنُ رافع قال: حدَّثنا ابن أبي فُدَيْك قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن عبدِ العزيز بن عيَّاش، عن ابن قيس - وهو محمد - عن عُمرَ بن عبدِ العزيز، عن أبي سَلَمة عن أبي هريرةَ قال: سَجَدَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}
(1)
.
963 -
أخبرنا محمدُ بنُ منصور قال: حدَّثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكرِ بن محمد بن عَمْرو بن حَزْم، عن عُمَرَ بن عبدِ العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرَّحمن بن الحارث بن هشام
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد العزيز بن عيَّاش، فلم يُذكر في الرواة عنه سوى ابن أبي ذئب، وهو محمد بن عبد الرحمن، وبقية رجاله ثقات غير ابن أبي فُدَيْك - وهو محمد بن إسماعيل - فصدوق. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1036).
وأخرجه ابن عبد البَرِّ في "التمهيد" 19/ 123 - 124 من طريق المصنِّف بهذا الإسناد، وقال: روايةُ محمد بن قيس لهذا الحديث أصحُّ من حديث ابن عُيينة عندهم، والله أعلم. اهـ. وروايةُ ابن عُيينة هي عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي بكر بن محمد بن عَمرو بن حَزْم، عن عمر بن عبد العزيز عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبي هريرة، وستأتي في الحديث بعده.
وقد تابع أبو علي الحنفيُّ ابنَ أبي فُدَيْك، فأخرجه الباغَنْدي من طريقه في "مسند" عمر بن عبد العزيز (69) - ومن طريقه المِزِّي في "تهذيب الكمال" 18/ 182 - 183 عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. قال المزِّي: رواه أبو بكر بن محمد بن عَمرو بن حَزْم، عن عُمر بن عبد العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، وهو المحفوظ. انتهى كلامه. وهي رواية سفيان بن عُيينة السالف ذكرها، وستأتي بعده.
وخُولف ابن أبي فُدَيْك وأبو عليّ الحنفيّ:
فأخرجه أحمد (9859) عن حجّاج بن محمد وأبي النَّضْر، والباغَنْدي في "مسند" عمر بن عبد العزيز (70) من طريق عبد الرحمن بن غزوان، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 358 من طريق أسد بن موسى، أربعتُهم عن ابن أبي ذئب عن عبد العزيز بن عيَّاش، عن عمر بن عبد العزيز، به دون ذكر محمد بن قيس في إسناده بين عبد العزيز بن عيَّاش وعُمر بن عبد العزيز. والله أعلم.
عن أبي هريرة قال: سَجَدْنا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}
(1)
.
964 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن محمد، عن عُمرَ بن عبدِ العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرَّحمن بن الحارث بن هشام، عن أبي هريرة، مثلَه
(2)
.
965 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا قُرَّةُ بن خالد، عن محمدِ بن سِيرِين
عن أبي هريرة قال: سَجَدَ أبو بكر وعُمرُ رضي الله عنهما في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ومَنْ
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات، محمد بن منصور: هو الجوَّاز المكّي، وسفيان: هو ابن عُيينة، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1037).
وأخرجه أحمد (7371)، والترمذي (574)، وابن ماجه (1059) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد، وليس عند ابن ماجه:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ، ونقل بإثره عن أبي بكر بن أبي شيبة قوله: هذا الحديث من حديث يحيى بن سعيد، ما سمعتُ أحدًا يذكره غيره.
وقال ابن عبد البَرِّ في "التمهيد" 19/ 123: يقولون: إن هذا الإسناد انفردَ به ابن عُيينة عن يحيى بن سعيد، لم يَرْوِهِ عن يحيى بن سعيد غيره، ويخشون أن يكون خطأً، وإنما يُعرف بهذا الإسناد حديث التفليس. وذكر 19/ 124 أن رواية محمد بن قيس (وسلفت قبلها) أصحّ من رواية ابن عُيينة.
وقد ذكر المزِّي أنَّ رواية أبي بكر بن محمد بن عَمرو بن حَزْم، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، هي المحفوظة، وسلف كلامُه هذا في الحديث قبله.
وسيأتي بعده من رواية قُتيبة، عن ابن عُيينة، به.
(2)
حديث صحيح رجاله ثقات، قتيبة: هو ابن سعيد وسفيان: هو ابن عُيينة، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1038).
وأخرجه الترمذي (574) عن قتيبة، بهذا الإسناد، وقال: حديث حسن صحيح.
وسلف قبله من حديث محمد بن منصور، عن سفيان بن عُيينة، به.
هو خَيْرٌ منهما
(1)
(2)
.
52 - السجود في {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}
(3)
966 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا المُعْتَمِر، عن قُرَّة، عن ابن سِيرِين
عن أبي هريرةَ قال: سجدَ أبو بكر وعُمر ومَنْ هو خيرٌ منهما في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}
(4)
.
967 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا سفيان
(5)
، عن أيوبَ بن موسى، عن عطاءِ بن مِيناء عن أبي هريرة. ووكيعٌ، عن سفيانَ، عن أيوبَ بن موسى، عن عطاءِ بن مِيناء.
عن أبي هريرة قال: سَجَدْتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}
(6)
.
(1)
في (ر) و (م): ومن هو خيرٌ منهما في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} .
(2)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1039).
وأخرج أحمد (7777) من طريق أيوب السختياني، عن محمد بن سِيرِين أن أبا هريرة كان يسجدُ فيها، قال أبو هريرة: ورأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يسجدُ فيها، يعني {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} .
وسيأتي بعده من طريق المعتمر بن سليمان عن قُرَّة به، وتنظر الأحاديث السالفة قبله.
(3)
لم ترد هذه الترجمة في (ر) و (م).
(4)
إسناده صحيح، المعتمر: هو ابن سليمان، وقُرَّة: هو ابن خالد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1040)، وسلف قبله من طريق يحيى، عن قرة، به.
(5)
في هامش (م): هو ابن عُيينة.
(6)
إسناداه صحيحان، سفيان في الإسناد الأول: هو ابن عُيينة، وفي الإسناد الثاني هو الثوري، ووكيع في الإسناد الثاني معطوف على سفيان بن عُيينة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1041).
وأخرجه أحمد (7396)، ومسلم (578)(108)، وأبو داود (1407)، والترمذي (573)، وابن ماجه (1058)، وابن حبان (2767) من طريق سفيان بن عُيينة، بالإسناد الأول.=
53 - باب السُّجود في الفريضة
968 -
أخبرنا حُمَيْدُ بنُ مَسْعَدَة، عن سُليم - وهو ابن أخضر - عن التَّيْميِّ قال: حدَّثَنِي بَكْرُ بنُ عبدِ الله المُزَنيُّ، عن أبي رافع قال:
صلَّيتُ خلفَ أبي هريرةَ صلاةَ العِشاء - يعني العَتَمَةَ - فقرأَ سورةَ {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فسجَدَ فيها، فلمّا فَرَغَ قلتُ: يا أبا هريرة، هذه - يعني سجدةً
(1)
- ما كنَّا نسجُدُها. قال: سَجَدَ بها أبو القاسم وأنا خلفَه، فلا أزالُ أسجدُ بها حتى ألقَى أبا القاسم
(2)
.
54 - باب قراءة النّهار
969 -
أخبرنا محمدُ بنُ قُدامةَ قال: حدَّثنا جَرِير، عن رَقَبَة، عن عطاء قال:
= وأخرجه أحمد (9939) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، بالإسناد الثاني.
قال أبو داود: أسلم أبو هريرة سنة ستٍّ عام خيبر، وهذا السجود من رسول الله صلى الله عليه وسلم آخرُ فِعْلِه. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وتنظر الأحاديث السالفة قبله.
(1)
في (ر): هذه يعني السجدة سجدة، وفي (م): هذه السجدة يعني سجدة، وفوق كلمة السجدة علامة نسخة.
(2)
إسناده صحيح، التَّيْميّ: هو سليمانُ بنُ طَرْخان، وأبو رافع: هو نُفَيْعُ بنُ رافع الصائغ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1042).
وأخرجه مسلم (578): (110) من طريق سُلَيْم بن أخضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (7140)، والبخاري (766) و (768) و (1078)، ومسلم (578):(110)، وأبو داود (1408) من طرق، عن سليمان التيمي، به.
وأخرجه أحمد (9879) و (9915) و (10020)، ومسلم (578):(111) من طريقي عطاء بن أبي ميمونة ومروان الأصفر، كلاهما عن أبي رافع، به.
وسلف من طرق أخرى عن أبي هريرة في الأحاديث قبله.
قال أبو هريرة: كلُّ صلاةٍ يُقرأُ فيها، فما أَسْمَعَنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أسْمَعْناكُم، وما أخْفَاها
(1)
أخْفَيْنا منكم
(2)
.
970 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى قال: أخبرنا خالدٌ قال: حدَّثنا ابن جُرَيْجٍ، عن عطاء
عن أبي هريرة قال: في كلِّ صلاةٍ قراءةٌ، فما أسْمَعَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أسْمَعْناكم، وما أخْفَاها
(3)
أخْفَيْنا منكم
(4)
.
(1)
بعدها في (ر) و (م) و (هـ): منَّا، وفي هامش (ك): أخفى منا، وجاء على لفظ "ها" في (هـ) علامة نسخة.
(2)
إسناده صحيح، محمد بن قُدامة: هو ابن أَعْين المِصِّيصِيّ، وجَرير: هو ابن عبد الحميد، ورَقَبة: هو ابن مَصْقَلَة، وعطاء: هو ابن أبي رَبَاح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1043).
وأخرجه ابن حبان (1781) من طريق أبي عَوَانة الوضَّاح بن عبد الله اليشكري، عن رَقَبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (7503) و (8006) و (8525) و (9330) و (9389) و (9616) و (9761)، ومسلم (396):(44)، وأبو داود (797) من طرق عن عطاء بن أبي رباح، به وزاد مسلم: ومن قرأ بأمّ الكتاب فقد أَجْزَأَت عنه، ومن زاد فهو أفضل.
وأخرج أحمد (8076) و (9711) من طريق محمد بن أبي ليلى، ومسلم (396):(42) من طريق حَبِيب بن الشهيد، كلاهما عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعًا:"لا صلاةَ إلا بقراءة"، ورَفْعُه وهمٌ، وإنما هو موقوف، كما ذكر ابن رجب في "فتح الباري" 7/ 59 عن الدارقطني، وينظر "التتبُّع" للدارقطني ص 142 - 143.
وسيأتي بعده من طريق ابن جُريج، عن عطاء، به.
(3)
الفروق في هذا الموضع مثلها في الحديث قبله.
(4)
إسناده صحيح، خالد هو ابن الحارث، وابنُ جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وعطاء: هو ابن أبي رباح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1044).
وأخرجه أحمد (7696) و (7834) و (8584) و (10323)، والبخاري (772)، ومسلم (396):(43)، وابن حبان (1853) من طرق، عن ابن جُريج، بهذا الإسناد.=
55 - باب القراءة في الظُّهر
971 -
أخبرنا محمدُ بنُ إبراهيمَ بن صُدْرَان قال: حدَّثنا سَلْمُ بنُ قُتيبةَ قال: حدَّثنا هاشمُ بنُ البَرِيد، عن أبي إسحاق
عن البَرَاء قال: كنَّا نُصَلِّي خلفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم الظُّهرَ، فَنَسْمَعُ منه الآيةَ بعد الآيات من سورة لقمان والذَّاريات
(1)
.
972 -
أخبرنا محمدُ بنُ شجاع المَرُّوذيُّ قال: حدَّثنا أبو عُبيدة، عن عبدِ الله بن عُبيد قال: سمعتُ أبا بكرِ بنَ النَّضْر قال:
كنَّا بالطَّفِّ عند أنس، فصلَّى بهم الظُّهر، فلمَّا فرغَ قال: إنِّي صلَّيْتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الظُّهر
(2)
، فقرأَ لنا بهاتَيْنِ السُّورتَيْنِ في الرَّكعتين بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}
(3)
.
= وعند أحمد (8584) موقوفًا زيادة: أَبْرِدُوا عن الصَّلاة؛ فإن شدَّة الحرِّ من فَوْر جهنَّم، وعند البخاري ومسلم زيادة: وإن لم تَزِدْ على أمّ القرآن أجزَأَتْ، وإن زدت فهو خير. (لفظ البخاري).
وسلف قبله من طريق رَقَبَة بن مَصْقَلَة، عن عطاء، به.
(1)
إسناده حسن، سَلْم بن قُتيبة صدوق، وباقي رجاله ثقات، أبو إسحاق: هو عَمرو بن عبد الله السَّبِيعي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1045) و (11461).
وأخرجه ابن ماجه (830) عن عقبة بن مُكْرَم، عن سَلْم بن قُتيبة، بهذا الإسناد، وحسَّنَ النوويُّ إسنادَه في "المجموع" 3/ 345 (طبعة مكتبة الإرشاد).
وقوله: "فنسمع منه الآية بعد الآيات" له شاهد من حديث أبي قتادة الآتي برقم (974).
قال السِّندي: فنسمعُ منه الآية، أي: يقرأ بحيث نسمعُ الآية من جملة ما قرأَ، وهذا يدلُّ على أنَّ الجهرَ القليلَ في السِّرِّيَّة لا يضرُّ، وعلى أنَّ الجمع بين الجهر والسِّرّ لا يُكره، والله تعالى أعلم.
(2)
في (ك): صلاة الظهر.
(3)
إسناده ضعيف لجهالة أبي بكر بن النَّضْر - وهو ابن أنس - فلم يُذكر في الرواة عنه غير=
56 - باب تطويل القيام في الرَّكعة الأولى من صلاة الظُّهْر
973 -
أخبرَنا عَمْرُو بنُ عثمانَ قال: حدَّثنا الوليد، عن سعيدِ بن عبد العزيز، عن عطيَّةَ بن قيس، عن قَزَعَة
عن أبي سعيد الخُدريّ قال: لقد كانت صلاةُ الظُّهر
(1)
تُقامُ، فيذهبُ الذَّاهِبُ إلى البَقِيع فيقضي حاجتَه، ثم يتوضَّأ، ثم يجيءُ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الرَّكعة الأولى؛ يُطوِّلُها
(2)
.
974 -
أخبرني يحيى بنُ دُرُست قال: حدَّثنا أبو إسماعيلَ - وهو القَنَّاد - قال
(3)
: حدَّثنا يحيى بنُ أبي كثير، أنَّ عبدَ الله بنَ أبي قتادة حدَّثه
= عبد الله بن عُبيد، وهو الحِمْيَريّ، وبقية رجاله ثقات. أبو عُبيدة: هو عبد الواحد بن واصل الحداد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1046).
وأخرج ابن حبان (1824) من طريق قتادة وثابت وحُميد، عن أنس، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسمعون منه في الظهر النغمة بـ و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} .
قال الدارقطني في "العلل" 6/ 53: المحفوظ عن حُميد الطويل، عن أنس موقوفًا من فعله.
والطَّفّ: أرضٌ من ضاحية الكوفة من طريق البَرِّيَّة، فيها كان مقتل الحُسين بن علي رضي الله عنهما، قاله الحموي في "معجم البلدان".
(1)
في (ك): صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر.
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات الوليد: هو ابن مسلم، وهو يُدلِّسُ ويُسَوِّي، لكنه متابع، وقد أخرج له مسلم هذا الحديث، وقَزَعة: هو ابن يحيى، وهو في "السُّنن الكبرى"(1047).
وأخرجه مسلم (454): (161) عن داود بن رُشَيْد، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (11307) مطولًا، ومسلم (454):((162)، وابن ماجه (825)، وابن حبان (1854) من طريق معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن قَزَعة، به، وفيه قصة.
(3)
المثبت من (ق) وهو كذلك في "تحفة الأشراف"(12108) و "السُّنن الكبرى" للمصنِّف (1048)، وجاء بعدها في النسخ الأخرى: حدَّثنا خالد، وهو خطأ، وقد ذكر الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (بهامش التحفة) أن هذه الزيادة وقعت في رواية ابن السُّنِّيّ. اهـ. قلت: =
عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: كان يصلِّي بنا الظُّهر، فيقرأُ في الرَّكعتين الأُولَيَيْن يُسمعنا الآية كذلك، وكان يُطيلُ الرّكعةَ في صلاة الظُّهر، والرّكعةَ الأولى - يعني - في صلاة الصُّبح
(1)
.
57 - باب إسماع الإمام الآيةَ في الظُّهر
975 -
أخبرنا عِمْرَانُ بنُ يزيدَ بن خالدِ بن مسلم - يُعرفُ بابن أبي جَمِيل الدِّمشقيِّ - قال: حدَّثنا إسماعيلُ بنُ عبدِ الله بن سَمَاعةَ قال: حدَّثنا الأوزاعيُّ، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدَّثني عبدُ الله بنُ أبي قتادة قال:
حدَّثنا أبي، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأُ بأمِّ القرآنِ وسورتَيْن في الرَّكعتَيْن الأُولَيَيْن من صلاةِ الظُّهر وصلاةِ العصر، ويُسْمِعُنا الآيةَ أحيانًا، وكان يُطِيلُ في الرَّكعة الأُولى
(2)
.
= النسخة (ق) أيضًا من رواية ابن السُّنِّيّ. ثم إنه ليس في شيوخ أبي إسماعيل القنَّاد ولا في أصحاب يحيى بن أبي كثير من اسمه خالد، وإنما يروي أبو إسماعيل القنَّاد عن يحيى بن أبي كثير مباشرة، كما في "التهذيب". وقد أُشير إلى هذا الاختلاف في هامش (ك).
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات غير أبي إسماعيل القَنَّاد - وهو إبراهيم بن عبد الملك - فصدوق، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1048).
وأخرجه أحمد (22520) و (22539) و (22617) و (22627) و (22628) و (22648)، والبخاري (759) و (776) و (778) و (779) ومسلم (451):(155)، وأبو داود (799) و (800)، وابن حبان (1829) و (1855) من طرق، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد بنحوه.
وسيأتي من طرق أخرى عن يحيى بن أبي كثير في الأحاديث الأربعة بعده.
(2)
إسناده صحيح الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1049).
وأخرجه أحمد (22595) و (22597) و (22658)، والبخاري (778)، وابن حبان (1831) من طرق عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.
وينظر الحديث السالف قبله.
58 - باب تقصير القيام في الرَّكعة الثَّانية من الظُّهْر
976 -
أخبرنا عُبيدُ الله بنُ سعيد قال: حدَّثنا معاذُ بنُ هشام قال: حدَّثني أبي، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدَّثني عبدُ الله بنُ أبي قتادة
أنَّ أباه أخبرَه قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقرأُ بنا في الرَّكعتين الأُولَيَيْن من صلاة الظُّهر، ويُسْمِعُنا
(1)
الآيةَ أحيانًا، ويُطَوِّلُ في الأولى، ويُقَصِّرُ في الثَّانية، وكان يفعلُ ذلك في صلاة الصُّبح، يُطوِّلُ في الأولى، ويُقَصِّرُ في الثَّانية، وكان يقرأ بنا في الرَّكعتين الأُولَيَيْن من صلاة العصر
(2)
(3)
.
59 - القراءة في الركعتين الأوليين من صلاة الظُّهر
(4)
977 -
أخبرنا محمدُ بنُ المُثَنَّى قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن بنُ مَهْدي قال: حدَّثنا أبانُ بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبدِ الله بن أبي قتادة
عن أبيه قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقرأُ في الظُّهر والعصر في الرَّكعتَيْن الأُولَيَيْن بأمِّ القرآن
(5)
وسورتَيْن، وفي الأُخْرَيَيْن بأمِّ القرآن، وكان يُسْمِعُنا الآيةَ أحيانًا، وكان يُطِيلُ أوّلَ ركعة من صلاة الظُّهر
(6)
.
(1)
في (م): يسمعنا، وفي (ر): فيسمعنا.
(2)
بعدها في (هـ): يطوِّل الأولى ويقصِّر الثانية.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل معاذ بن هشام، وهو الدَّسْتُوَائي، فهو صدوق حسنُ الحديث، وباقي رجاله ثقات، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1050).
وأخرجه أحمد (22520) و (22570)، والبخاري (762) و (779)، وأبو داود (798)، وابن ماجه (829)، وابن حبان (1857) من طرق عن هشام الدَّسْتُوَائيّ، بهذا الإسناد.
وينظر الحديثان السالفان قبله، والحديثان الآتيان بعده.
(4)
المثبت من (هـ)، وكذا جاء في (ك) لكن بلفظ: الأخريين، ولم ترد هذه الترجمة في (ر) و (ق) و (م).
(5)
في (م): بفاتحة الكتاب.
(6)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1051).=
60 - باب القراءة في الرّكعتين الأُولَيَيْن من صلاة العصر
978 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد
(1)
قال: حدَّثنا ابن أبي عديٍّ، عن حَجَّاج الصَّوَّاف، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبدِ الله بن أبي قَتادة، عن أبيه. وعن أبي سَلَمة
(2)
عن أبي قَتادة قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقرأُ في الظُّهر والعصر في الرَّكعتَيْن الأُولَيَيْن بفاتحة الكتاب وسورتين، ويُسْمِعُنا الآيةَ أحيانًا، وكان يُطِيلُ الرَّكعةَ الأُولى في الظُّهر، ويُقَصَّرُ في الثَّانية، وكذلك في الصُّبْح
(3)
.
979 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حدَّثنا عبدُ الرَّحمن قال: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ سَلَمة، عن سِمَاك
عن جابرِ بن سَمُرَة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأُ في الظُّهرِ والعصرِ بـ {وَالسَّمَاءِ
= وأخرجه أحمد (22563) و (22596) و (22617) و (22627)، ومسلم (451):(155)، وأبو داود (799)، وابن حبان (1829) من طرق عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد، وفي بعضها زيادة.
وتنظر الأحاديث السالفة قبله.
(1)
قوله: بن سعيد، من (م).
(2)
قوله: وعن أبي سلمة، معطوف على قوله: وعن عبد الله بن أبي قتادة، وأُشير إلى هذا العطف فوقهما في (ك) و (م).
(3)
إسناده صحيح ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وحجَّاج الصواف: هو ابن أبي عثمان، وأبو سَلَمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1052).
وأخرجه أحمد (19418)، ومسلم (451):(154)، وأبو داود (798)، وابن ماجه (819 - مختصرًا) من طريق محمد بن أبي عَدِيّ، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (22654) عن محمد بن أبي عَدِيّ، به، بذكر عبد الله بن أبي قتادة في إسناده وحدَه، دون أبي سَلَمة.
وتنظر الأحاديث السالفة قبله.
ذَاتِ الْبُرُوجِ} و {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} ونحوِهما
(1)
.
980 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ منصور قال: حدَّثنا عبدُ الرَّحمن، عن شعبة، عن سِمَاك
عن جابرِ بن سَمُرَةَ قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ في الظُّهر {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ، وفي العصر نحوَ ذلك، وفي الصُّبح بأطولَ من ذلك
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سِماك - وهو ابن حَرْب - فهو صدوق حسنُ الحديث، وبقية رجاله ثقات عبد الرحمن: هو ابن مهديّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1053) و (11598).
وأخرجه أحمد (21048) عن عبد الرحمن بن مهديّ، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (20982) و (21018) و (21048)، وأبو داود (805)، والترمذي (307)، وابن حبان (1827) من طرق، عن حمَّاد بن سلمة، به. قال الترمذي: حديثٌ حسنٌ صحيح.
وسيرد بنحوه من طريق شعبة، عن سِماك، في الحديث بعده.
قال السِّندي: ما جاء في اختلاف القراءة يُحمل على اختلاف الأوقات والأحوال، فلا تنافي في أحاديث القراءة.
(2)
حديث صحيح كسابقه، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1054).
وأخرجه أحمد (20963) و (21047)، ومسلم (459) عن محمد بن المثنَّى، كلاهما (أحمد وابنُ المُثَنَّى) عن عبد الرحمن بن مهديّ، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (20808)، ومسلم (460) من طريق أبي داود الطيالسي، وأبو داود (806) من طريق معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة به. وفي رواية الطيالسي عند أحمد ومسلم: كان يقرأُ في الظهر بسبح اسم ربك الأعلى، وفي الصبح بأطولَ من ذلك، ورواية أبي داود بنحوه.
وأخرج أحمد (20845) و (20989) و (21003)، ومسلم (458)، وابن حبان (1816) من طريق زائدة بن قدامة، عن سِماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأُ في الفجر بـ: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} ، وكان صلاتُه بعدُ تخفيفًا.
وينظر الحديث السالف قبله.
61 - باب تخفيف القيام والقراءة
981 -
أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا العَطَّافُ بن خالد، عن زيدِ بن أَسْلَمَ قال:
دخَلْنا على أنس بن مالك فقال: صَلَّيتُم؟ قلنا: نعم. قال: يا جارية، هَلُمِّي لي وَضُوءًا، ما صَلَّيْتُ وراء إمام أشْبَهَ صلاةً برسول الله صلى الله عليه وسلم من إمامِكُم هذا. قال زيد: وكان عُمَرُ بنُ عبد العزيز يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسُّجودَ، ويُخَفِّفُ القيامَ والقُعود
(1)
.
982 -
أخبرنا هارونُ بنُ عبدِ الله قال: حدَّثنا ابن أبي فُدَيْك، عن الضَّحَّاكِ بن عثمان، عن بُكَيْرِ بن عبدِ الله، عن سليمانَ بن يَسَار
(1)
حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد حسن من أجل العَطَّاف بن خالد، فهو صدوقٌ حسنُ الحديث، وباقي رجاله ثقات. قُتيبة: هو ابن سعيد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1055).
وأخرجه أحمد (13351)، والطبراني في "الأوسط"(8853) من طريق العَطَّاف، بهذا الإسناد. قال الطبراني: لم يروِ هذا الحديثَ عن زيد بن أسلم إلا عطَّافُ بنُ خالد.
وأخرجه أحمد (12465) و (13307) و (13720) من طريق محمد بن مُساحق، عن عامر بن عبد الله بن الزّبير، عن أنس بنحوه، وإسناده ضعيف لجهالة محمد بن مُساحق.
وأخرجه أحمد أيضًا (13672) من طريق أمية بن شِبْل، عن عثمان بن يَزْذَوَيْه، عن أنس، بنحوه وإسناده حسن.
وأخرجَ أحمد بإثر حديثِ أبي هريرة (8366) من طريق الضَّحَّاك بن عثمان قال: وحدَّثني مَنْ سَمِعَ أنسَ بنَ مالك يقول: ما رأيتُ أحدًا أشبة صلاةً بصلاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى. يعني عمرَ بنَ عبدِ العزيز. وقد صرَّح الضحَّاك في رواية ابن سعد في "الطبقات" 5/ 332 أنَّ الذي حدَّثَه عن أنس هو يحيى بنُ سعيد الأنصاري، أو شريك بن أبي نَمِر، والأول ثقة، والثاني صدوق، وينظر حديث أبي هريرة الآتي بعده، والتعليق عليه.
وسيأتي حديث أنس من طريق وَهْبِ بن مانُوس، عن سعيد بن جُبير، عنه، برقم (1135) وبسياق آخر.
قال السِّندي: قوله: هَلُمِّي لي وَضُوءًا؛ بفتح الواو، أي: أَحْضِري لي ماءً أتوضَّأُ به.
عن أبي هريرةَ قال: ما صَلَّيْتُ وراءَ أحدٍ أشْبَهَ صلاةً برسولِ الله صلى الله عليه وسلم من فلان. قال سليمان: كان يُطِيلُ الرَّكعتين الأُولَيَيْن من الظُّهر، ويُخَفِّفُ الأُخْرَيَيْن، ويُخَفِّفُ العصرَ، ويقرأُ في المغرب بقِصارِ المُفَصَّل، ويقرأُ في العِشاء بوسَطِ المُفَصَّل، ويقرأُ في الصُّبح بطِوال
(1)
المُفَصَّل
(2)
.
62 - باب القراءة في المغرب بقِصار المُفَصَّل
983 -
أخبرنا عُبيدُ الله بنُ سعيد قال: حدَّثنا عبدُ الله بنُ الحارث، عن الضَّحَّاك بن عثمان، عن بُكَيْر بن عبدِ الله بن الأَشَجّ، عن سليمانَ بن يسار
عن أبي هريرةَ قال: ما صَلَّيْتُ وراءَ أحدٍ أشْبَهَ صلاةً برسولِ الله صلى الله عليه وسلم من فلان. فصَلَّيْنا وراءَ ذلك الإنسان، فكان يُطَوِّلُ
(3)
الأُولَيَيْن من الظُّهر،
(1)
في (هـ): بطُوَل.
(2)
إسناده حسن، ابن أبي فُدَيْك - وهو محمد بنُ إسماعيل - والضحَّاكُ بنُ عثمان صدوقان، وبقية رجاله ثقات، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1056).
وأخرجه أحمد (7991) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُدَيْك، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (8366)، وابن ماجه (827) - مختصرًا)، وابن حبان (1837) من طريق أبي بكر الحنفيّ، عن الضحَّاك به، وصحَّحه ابن عبد الهادي في "المحرَّر"(238)، وابن رجب في "فتح الباري" 7/ 29، وابن حجر في "بلوغ المرام"(288).
وجاء بإثر رواية أحمد: قال الضحَّاك: وحدثني من سمع أنس بن مالك
…
الحديث، وسلف ذكره في التعليق على الحديث قبله.
قال السِّندي: المفصَّل عبارة عن السُّبْع الأخير من القرآن أوَّلُه سورة الحجرات، سُمِّيَ مفصَّلًا لأن سُوَرَهُ قصار، وكلُّ سورة كفَصْل من الكلام، قيل: طِوالُهُ إلى سورة "عمَّ"، وأوساطُه إلى "الضُّحى"، وقيل غير ذلك، ثم يُؤخذ من هذا الحديث أن عادته صلى الله عليه وسلم في المغرب قراءةُ السُّوَر القِصار، فلعلَّ ما سيجيءُ من قراءة السُّوَر الطِّوال في المغرب كان منه أحيانًا لبيان الجواز.
(3)
في (هـ) والمطبوع: وكان يُطيلُ.
ويُخَفِّفُ في الأُخْرَيَيْن، ويُخَفِّفُ في العصر، ويقرأُ في المغرب بقِصار المُفَصَّل، ويقرأُ في العشاء بـ "الشمس وضحاها" وأشباهها، ويقرأ في الصُّبح بسورتَيْنِ طويلتَيْن
(1)
.
63 - باب القراءة في المغرب بـ {سَبَّحِ اسْمَ رَبَّكَ الْأَعْلَى}
984 -
أخبرنا محمدُ بنُ بشَّار
(2)
قال: حدَّثنا عبدُ الرَّحمن قال: حدَّثنا سفيان، عن مُحَارِب بن دِثار
عن جابر قال: مَرَّ رجلٌ من الأنصار بناضِحَيْنِ على معاذ وهو يُصَلِّي المغربَ، فافْتَتَحَ بسورة
(3)
البقرة، فصلَّى الرَّجُل ثم ذهبَ، فبلغَ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"أَفتَانٌ يا معاذ أفتَّانٌ يا معاذ؟ ألا قرأت بـ {سَبَّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، {وَالشَّمْس وَضُحَهَا} " ونحوهما
(4)
.
(1)
إسناده حسن من أجل الضَّحَّاك بن عثمان، وبقية رجاله ثقات، عُبيد الله بن سعيد: هو أبو قُدامة السَّرخسي، وعبد الله بن الحارث هو المخزومي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1057).
وأخرجه أحمد (10882) عن عبد الله بن الحارث بهذا الإسناد، وفي آخره: ثم يقرأ في الصُّبح بالطُّول من المُفَصَّل، بدل: ويقرأ في الصُّبح بسورتين طويلتين.
وسلف في الحديث قبله.
(2)
المثبت من (ر) و (م) وهامش (ك) وعليها علامة الصحة، وهو كذلك في "السُّنن الكبرى"(1058)، و "تحفة الأشراف"(2582)، ووقع في (ق) و (ك) و (هـ): محمد بن عبد الأعلى، وهو خطأ، فروايتُه عن عبد الرحمن بن مهدي عند الترمذي وحدَه كما في ترجمتيهما في "تهذيب الكمال".
(3)
في (ر) و (م): سورة.
(4)
إسناده صحيح عبد الرحمن: هو ابن مهديّ، وسفيان هو الثوريّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1058).
وأخرج أحمد (14202) عن وكيع، عن سفيان، به، أن معاذًا صلى بأصحابه، فقرأ البقرةَ =
64 - باب القراءة في المغرب بـ "المرسلات"
985 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ منصور قال: حدَّثنا موسى بن داودَ قال: حدَّثنا عبدُ العزيز بنُ أبي سَلَمة المَاجِشُون، عن حُمَيْد، عن أنس
عن أمِّ الفَضْل بنتِ الحارث قالت: صَلَّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بيتِه المغربَ، فقرأ "المرسلات"، ما صَلَّى بعدَها صلاةً حتّى قُبض، صلى الله عليه وسلم
(1)
.
= في الفجر، - وقال عبد الرحمن، يعني ابن مهدي: المغرب - فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أفتَّانًا أفتَّانًا؟ ".
وأخرجه أحمد (14190)، والبخاري (705) من طريق شعبة، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(11600) من طريق مسعر، كلاهما عن محارب بن دثار، به. وعند البخاري: "أقبلَ رجلٌ بناضِحَيْنِ وقد جَنَحَ الليل، فوافق معاذًا يصلي
…
" دون تعيين الصلاة، وفي آخره عنده وعند أحمد: "فإنه يصلي وراءَكَ الكبيرُ والضعيف وذو الحاجة".
وفي قوله: "وهو يصلي المغرب"؛ قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 193: إِنْ حُمِلَ على تعدُّد القصة أو على أن المراد بالمغرب العشاء مجازًا؛ تمَّ، وإلا فما في الصحيح أصحّ، وفي قوله في رواية البخاري:"وقد جنحَ الليل" قال ابن حجر 2/ 200: أي أقبلَ بظلمته، وهو يؤيِّد أن الصلاة المذكورة كانت العشاء. اهـ. وينظر تفصيل الكلام فيه في "الفتح" 2/ 193 - 194.
وسلف من طريق الأعمش عن مُحارب بن دِثار وأبي صالح برقم (831).
وسيأتي من طريق الأعمش عن محارب برقم (997)، ومن طريق أبي الزُّبير برقم (998)، كلاهما عن جابر.
(1)
رجاله ثقات، غير أنه معلول، فقد وَهِمَ فيه موسى بنُ داود، ودخلَ له حديث في حديث، فذكر أبو حاتم وأبو زُرْعة الرازيَّان - كما في "علل" ابن أبي حاتم (226) - أنَّ عبدَ العزيز بنَ أبي سَلَمة الماجِشُون روى عن حُميد، عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى في ثوب واحد، ثم قال الماجِشُون عقب ذلك: وذُكر لي عن أمِّ الفضل أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالمرسلات، وكان هذا آخِرَ صلاةِ النبيّ حتى قُبض، فجعلَ موسى بنُ داود الحديثَ كلَّه عن حُميد، عن أنس، عن أمِّ الفَضْل.
غيرَ أنَّ موسى بنَ داود لم ينفرد به، فقد أخرجه أبو نُعيم في "معرفة الصحابة"(7827) من طريق موسى بن داود وبشر بن الوليد، عن عبد العزيز الماجِشُون، به، دون ذكر قراءته =
986 -
أخبرنا قُتيبة بن سعيد
(1)
قال: حدَّثنا سفيان عن الزُّهْرِيِّ، عن عُبيد الله، عن ابن عبّاس
عن أمِّه أنها سمعتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالمُرْسَلات
(2)
.
65 - باب القراءة في المغرب بالطُّور
987 -
أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن الزُّهْريّ، عن محمدِ بن جُبَيْرِ بن مُطْعِم
عن أبيه قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لا يقرأُ في المغرب بـ "الطُّور"
(3)
.
= المرسلات في المغرب، والله أعلم.
وأخرجه أحمد (26871) عن موسى بن داود بهذا الإسناد، بلفظ: صلى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بيته متوشّحًا في ثوب المغربَ، فقرأ "المرسلات"
…
الحديث.
وسلفت رواية حُميد عن أنس برقم (785) قال: آخِرُ صلاةٍ صلَّاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مع القوم؛ صلَّى في ثوب متوشِّحًا خلفَ أبي بكر.
وسيأتي بعده مختصرًا من طريق عُبيد الله، عن ابن عباس عن أمِّه أمّ الفضل بنت الحارث.
وفي تعيين آخِرِ صلاةٍ صلَّاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رواياتٌ وأقوال، ينظر "فتح الباري" لابن حجر 2/ 175 و 246.
قال السِّندي: قولُه: ما صلَّى بعدها صلاة، أي: بالنَّاس.
(1)
قوله: بن سعيد، من (م).
(2)
إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وعُبيد الله: هو ابن عبد الله بن عُتبة بن مسعود، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1060).
وأخرجه أحمد (26868)، ومسلم (462)، وابن ماجه (831) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (26880) و (26884)، والبخاري (763) و (4429)، ومسلم (462)، وأبو داود (810)، والترمذي (308)، والنَّسائي في "السُّنن الكبرى"(11577)، وابن حبان (1832) من طرق، عن الزُّهْريّ بنحوه، وفي بعضها زيادة أنها آخِرُ ما صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(3)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1061) و (11465).
وهو في "موطَّأ" مالك 1/ 78، ومن طريقه أخرجه أحمد (16783)، والبخاري (765)، =
66 - باب القراءة في المغرب بـ "حم الدُّخان"
988 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الله بن يزيدَ المُقرئ
(1)
قال: حدَّثنا أبي قال: حدَّثنا حَيْوَة، وذكرَ آخرَ قالا: حدَّثنا جعفرُ بنُ ربيعة، أنَّ عبدَ الرَّحمن بنَ هُرْمُز حدَّثه، أَنَّ معاويةَ بنَ عبدِ الله بن جعفر حدَّثه
أنَّ عبدَ الله بنَ عُتْبَةَ بن مسعود حدَّثه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قرأَ في صلاةِ المغربِ بـ "الدُّخان"
(2)
.
= ومسلم (463)، وأبو داود (811).
وأخرجه أحمد (16735) و (16765) و (16773)، والبخاري (3050) و (4023) و (4854)، ومسلم (463)، وابن ماجه (832)، وابن حبان (1833) و (1834) من طرق، عن ابن شهاب الزُّهري به، وفي بعضها ذكر قدوم جُبير بن مُطْعِم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في فِدَاء أُسارى بدر.
(1)
بالجرّ صفة لعبد الله بن يزيد وهو أبو عبد الرحمن المقرئ.
(2)
رجاله ثقات، وهو مرسل إنْ كان عبدُ الله بنُ عُتبة بن مسعود من التابعين، وإسنادُه صحيح إن كان من الصحابة، فقد جزمَ ابن عبد البَرِّ في "الاستيعاب" بأنه تابعيّ وقال: ذكرَه البخاري في التابعين، وهو كذلك من كبار التابعين عند الحافظ ابن حجر في "التقريب"، غير أنه ذكره في "الإصابة" في القسم الأول، وهم الذين ثبتَ لهم صحبة، وقال المِزِّي في "التهذيب": أدركَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ورآه وهو خماسيّ أو سُداسيّ. والله أعلم. حَيْوَة: هو ابن شُرَيْح، ولعل المبهم الذي قُرِنَ به هو عبدُ الله بن لَهِيعة، فإِنَّ النَّسائي كان يُبْهِمُه ويَقْرِنُه بغيره كما ذكر المِزّي في "تهذيب الكمال" في ترجمة ابن لهيعة، وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 450: كان النسائي إذا مرَّ في سندٍ لم يُسمِّه ولم يحذفه لضعفه عنده ويستغني بمن يُقارِنُه.
وقد حسَّنَ الحافظ ابن حجر هذا الحديث في "نتائج الأفكار" وقال: وجدتُ له شاهدًا من حديث ابن عباس، أخرجه ابن أبي شيبة، لكنه موقوف. انتهى. قلت: هو فيه برقم (3616) عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن خالد الحذَّاء، عن عبد الله بن الحارث البصري نَسِيبِ ابن سِيرِين، عن ابن عباس. وهذا إسنادٌ صحيح إلى ابن عباس رضي الله عنهما.
ملاحظة: ذكر المِزِّي في ترجمة معاوية بن عبد الله بن جعفر في "التهذيب" أنَّ النسائي =
67 - باب القراءة في المغرب بـ "المص"
989 -
أخبرنا محمدُ بنُ سَلَمَةَ قال: حدَّثنا ابن وَهْب، عن عَمْرِو بن الحارث، عن أبي الأسود، أنَّه سمعَ عروةَ بن الزُّبير يُحدِّث
عن زيد بن ثابت، أنَّه قال لمروان: يا أبا عبدِ الملك، أتقرأُ في المغرب بـ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدُ} و {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}؟ قال: نعم. قال: فمحلوفةٌ
(1)
؛ لقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقرأُ فيها بأطْوَلِ الطُّولَيَيْن "المص"
(2)
.
= أخرج له حديثًا عن أبيه عبدِ الله بن جعفر في النهي عن التمثيل بالبهائم، وهو في "المجتبى" برقم (4440)، ولم يذكر له هذا الحديث، فيُستدرك عليه، والله أعلم.
(1)
المثبت من (هـ)، وعليها شَرَحَ السِّندي، وفي (ر) و (ك) و (م): فمحلوفُهُ، وفي هوامش (ر) و (م) و (هـ): فبمحلوفه.
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات، وإسناده متّصل إن ثبتَ سماعُ عُروة بن الزُّبير من زيد بن ثابت، فقد نفاه الدارقطني في "العلل" 3/ 90، لكن جاء التصريح بالإخبار بين عروة وزيد عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 211، فيمكن أن يكون عروةُ سمعَه من مروان عن زيد، ثم لَقِيَ زيدًا فأخبرَه، كما ذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 247. ابن وَهْب: هو عبدُ الله، وأبو الأسود هو محمد بن عبد الرَّحمن بن نوفل، يتيم عروة، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (1063).
وأخرجه ابن حبان (1836) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وَهْب، بهذا الإسناد، وصحَّح النوويُّ إسناده في "المجموع" 3/ 345.
والأصحُّ من هذه الرواية ما رواه ابن أبي مُلَيْكَة، عن عروة، عن مروان، عن زيد، قال الدارقطني في "العلل" 3/ 90: لم يسمعه عروة من زيد إنما سمعه من مروان، عن زيد بيَّنَ ذلك ابن جُريج، عن ابن أبي مليكة، عن عروة قال: أخبرني مروان بن الحكَم، عن زيد بن ثابت انتهى. وسيأتي في الحديث بعده.
وثمة اختلاف ثالث على عُروة، وهي رواية ابنه هشام، عنه، عن عائشة، كما سيأتي برقم (991).
قال السِّندي: قوله: أتقرأ في المغرب بـ "قل هو الله أحد" أي: دائمًا؛ بحيث كأنه اللازم =
990 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبد الأعلى قال: حدَّثنا خالد قال: حدَّثنا ابن جُرَيْجٍ، عن ابن أبي مُلَيْكَة، أخبرني عُروةُ بنُ الزُّبير، أنَّ مروانَ بن الحكم أخبره
أنَّ زيدَ بنَ ثابت قال: ما لي أراك تقرأُ في المغرب بقصار السُّوَر
(1)
؟ قد
(2)
رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ولا يقرأُ فيها بأطولِ الطُّولَيَيْن. قلتُ: يا أبا عبدِ الله، ما أطْوَلُ الطُّولَيَيْن؟ قال: الأعراف
(3)
.
= ولا يجوز غيره، فالإنكار على التزام القصار، وفيه أنه ينبغي للإمام أن يقرأ ما قرأه صلى الله عليه وسلم أحيانًا تبرُّكًا بقراءته صلى الله عليه وسلم، وإحياءً لسنَّته وآثاره الجميلة.
فمحلوفةٌ: أرادَ بالمحلوف الذي لا يستحقُّ الحَلِفَ إلا به، والخبر محذوف؛ أي: اللهُ قَسَمي.
قلت: ورواية ابن حبان فحلَفْتُ بالله. وفي "اللسان" يقولون: محلوفةً بالله ما قال ذلك، ينصبون على إضمار: يحلفُ بالله محلوفةً، أي: قسمًا.
وقال السِّندي: بأطول الطُّولَيَيْن، يعني الأنعام والأعراف، وأطولُهما الأعراف، وصدقُ هذا الوصف على غير الأعراف لا يضرُّ لأنَّهُ عيَّنها بالبيان. انتهى. وثمة أقوالٌ أُخَر فيها، ينظر "فتح الباري" للحافظ ابن حجر 2/ 247.
(1)
في هامش (هـ): المفصَّل.
(2)
في (هـ): وقد.
(3)
إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث، وابنُ جُرَيْج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرّح بسماعه من ابن أبي مُليكة عند أحمد (21646) وأبي داود، وابنُ أبي مُلَيْكة: هو عبدُ الله، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1064).
وأخرجه أحمد (21641) و (21646)، والبخاري (764)، وأبو داود (812) من طرق عن ابن جُريج، بهذا الإسناد، والسائل عن أطول الطُّولَيَيْن ابن أَبي مُلَيْكة، وأبو عبد الله هو عروة، وعند أبي داود زيادة: والأخرى الأنعام، وسألتُ أنا ابنَ أبي مُلَيْكَة، فقال لي من قِبَل نفسه: المائدة والأعراف. اهـ. وذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 247 أنَّ عند أبي مسلم الكَجِّي: يونس، بدلٌ الأنعام، قال الحافظ: فحصلَ الاتفاق على تفسير الطُّولي بالأعراف، وفي تفسير الأخرى ثلاثةُ أقوال، المحفوظُ منها الأنعام.
991 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عثمانَ قال: حدَّثنا بقيَّة وأبو حَيْوَة، عن ابن أبي حَمْزَة قال: حَدَّثَنَا هشامُ بنُ عروة، عن أبيه
عن عائشة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قرأَ في صلاة المغربِ بسورةِ الأعراف؛ فَرَّقَها في ركعتَيْن
(1)
.
68 - باب القراءة في الرَّكعتين بعد المغرب
992 -
أخبرنا الفَضْلُ بنُ سَهْل قال: حدَّثني الأَحْوَصُ بنُ جَوَّاب
(2)
أبو الجَوَّاب قال: حدَّثنا عمَّارُ بنُ رُزَيْق، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن مهاجر
(3)
، عن مجاهد
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات غير بقية بن الوليد؛ فضعيف، ابن أبي حمزة: هو شُعيب، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1065).
وقد اختُلف فيه على هشام بن عروة:
فرواه شُعيب بن أبي حمزة، عنه، عن أبيه عروة، عن عائشة، كما في هذه الرواية، وحسَّنَ إسنادَه النوويُّ في "المجموع"(3/ 345)، وابن الملقِّن في "البدر المنير" 3/ 183، غير أنَّ أبا حاتم الرازي قال - كما في "علل" ابنه (484) -: هذا خطأ، إنما هو عن أبيه، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، مرسل.
ورواه عبد الرَّحمن بنُ أبي الزِّناد، عنه، عن عروة، عن مروان، عن زيد، أخرجه أحمد من طريقه (21633)، وهو موافق لرواية ابن أبي مُلَيْكة عن عروة، السالفة في الحديث قبله.
ورواه وكيع بنُ الجرَّاح، عنه، عن عروة، عن زيد بن ثابت أو أبي أيوب، أخرجه عنه أحمد (23544)، وهو الصحيح عن هشام، فإنه كان يَشُكُّ في هذا الحديث، كما نقلَ الترمذي في "العلل الكبير"(108) عن البخاري، وقاله أيضًا الدارقطني في "العلل" 3/ 90، وصحَّحا الحديث عن زيد بن ثابت.
وينظر الحديثان السالفان قبله، و"فتح الباري" لابن رجب 7/ 23.
(2)
قوله: الأحوص بن جوَّاب، وقع في هامش (هـ)، وعليه علامة نسخة.
(3)
في (ك): وهو ابن مهاجر، وفي:(م) قال أبو عبد الرَّحمن: هو ابن مهاجر.
عن ابن عُمر قال: رَمَقْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عشرين مرَّةً، يقرأُ في الرَّكعتين بعد المغرب وفي الرَّكعتين قبلَ الفجر {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
(1)
.
(1)
رجاله ثقات غير الأحوص بن جوّاب؛ فصدوق، وغير إبراهيم بن مهاجر، فهو إلى الضعف أقرب. أبو إسحاق: هو عَمرو بن عبد الله السَّبِيعيّ، ومجاهد: هو ابن جَبْر، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1066).
وقد اختُلف فيه على أبي إسحاق السَّبِيعي:
فرواه إسرائيل بن يونس، كما في "مسند" أحمد (4763) و (5215) و (5699) و (5742)، وسفيانُ الثوري كما في "المسند" أيضًا (4909) و (5691)، و "سنن" الترمذي (417)، وابن ماجه (1149)، وابن حبان (2459)، وعَمْرُو بنُ أبي قيس، وسلَّامُ بنُ سُلَيْم، ومَعْمَرُ بنُ راشد، كما ذكر الدارقطنيّ في "العلل" 7/ 115، كلُّهم رَوَوْهُ عن أبي إسحاق السَّبيعي، عن مجاهد، عن ابن عُمر، دون ذكر إبراهيم في إسناده. قال الترمذي: حديث حسن. اهـ. ورواية الثوري في ركعتي الفجر فحسب.
وخالفهم عمَّار بنُ رُزَيْق كما في رواية المصنِّف هذه، فرواه عن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر، وذكر الدارقطني رواية عمّار بن رُزيق هذه في "العلل" 7/ 116 دون أن ينسب إبراهيم، وقال: وإبراهيم لم يُنسب، فقال بعضهم: هو النخعي، وقال بعضهم: هو ابن مهاجر، وليس ذلك بمحفوظ.
ورواه شريك كما ذكر الدارقطني، عن أبي إسحاق، عن رجل لم يُسَمِّه، عن ابن عمر.
قال الدارقطني: فاضطربَ هذا الحديث من رواية أبي إسحاق لكثرة الخلاف عليه فيه. اهـ.
وبنحوه قال أبو حاتم كما في "علل" ابنه (283).
وقال الدارقطني أيضًا 7/ 117 - 118: وهذا الحديث إنما حدَّث به ابن عمر عن أخته حفصة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وكلُّ من رواه عن ابن عمر أنه حَفِظَه من النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقد وَهِمَ عليه فيه.
وسلف من حديث أبي هريرة برقم (945) في ركعتي الفجر فحسب.
ملاحظة: قال الترمذي: لا نعرفه من حديث الثوري عن أبي إسحاق إلا من حديث أبي أحمد الزُّبيري. اهـ. قلت: رواه عبدُ الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق، كما في "مصنَّف" عبد الرزاق (4790)، وأخرجه عنه أحمد (4909).
69 - باب الفَضْل في قراءة {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}
993 -
أخبرنا سليمانُ بنُ داود، عن ابن وَهْب قال: حدَّثنا عَمْرُو بنُ الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، أنَّ أبا الرِّجال محمدَ بنَ عبدِ الرَّحمن حدَّثه، عن أمِّه عَمْرَة
عن عائشة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بعثَ رجلًا على سَرِيَّة، فكانَ يقرأُ لأصحابِه في صلاتِهم فيَخْتِمُ بـ "قُلْ هو اللهُ أحد"، فلمَّا رَجَعُوا ذكرُوا ذلك لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "سَلُوه، لأيِّ شيءٍ فعلَ
(1)
ذلك؟ " فسألُوه فقال: لأنَّها صفةُ الرَّحمن عز وجل، فأنا أُحِبُّ أن أقرأَ بها، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَخْبِرُوه أَنَّ الله عز وجل يُحِبُّه"
(2)
.
994 -
أخبرنا قُتيبةُ، عن مالك، عن عُبيدِ الله
(3)
بن عبد الرَّحمن، عن عُبَيْدِ بن حُنَيْن
(1)
في (م) وهوامش (ر) و (ك) و (هـ): صنع.
(2)
إسناده صحيح، سليمان بن داود: هو أبو الرَّبيع المَهْرِي، وابنُ وَهْب: هو عبد الله، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1067) و (10471).
وأخرجه البخاري (7375)، ومسلم (813)، وابن حبان (793) من طرق عن ابن وَهْب، بهذا الإسناد. وعند ابن حبان: فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم "قل هو الله أحد".
قوله: فيختمُ بـ "قل هو الله أحد"؛ قال السِّنْدي: أي: يختم قراءته بقراءة "قل هو الله أحد"؛ أي: يقرأ بـ "قل هو الله أحد" في آخر ما يقرأْ من القرآن، والحاصلُ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرَّره على ذلك، وبشَّره عليه بما بشَّره به، فعُلِمَ به جوازُ الجمع بين السُّوَر المتعدِّدة في ركعةً.
(3)
في (م): عَبْد الله، وجاء فوقها: عُبَيْد الله، وعليها علامة الصِّحَّة، وجاء في هامشها ما صورتُه: هكذا رواه ابن القاسم وابنُ بُكير ويحيى بنُ يحيى الأندلسيّ عن [مالك]، قال أحمد بن خالد: وقد رواه القعنبيّ عن [مالك] قال: عَبْد الله بن عبد الرَّحمن. قال أحمد: والصواب عُبيد الله. انتهى. وجاء في الحاشية أيضًا أنَّ هذا الكلام من "التمهيد". قلت: هو فيه 19/ 215 بنحوه أطول منه؛ لكن جاء فيه أنَّ أحمدَ بن خالد قد غلطَ فيه؛ لِقَوْلِ القعنبيّ فيه: "عبدِ الله"، فتوهَّمَ (يعني أحمد) أنَّ "عُبَيْد الله" خطأ، فأدخلَ هذا الحديث في باب أبي طُوَالَة عبدِ الله بن عبد الرَّحمن بن مَعْمَر الأنصاريّ، قال ابن عَبْد البَرِّ: ليس كما ظنَّ، وهو عُبَيْدُ الله =
مولي آل زيد بن الخَطَّاب قال:
سمعتُ أبا هريرةَ يقول: أقبلتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فسمعَ رجلًا يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"وَجَبَتْ". فسألتُه: ماذا يا رسولَ الله؟ قال: "الجَنَّة"
(1)
.
= ابن عبدِ الرَّحمن بن السَّائب بن عُمير، مدنيّ ثقة، معروف عند أهل الحديث هكذا.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات، وهو في "السُّنن الكبرى" بالأرقام:(1068) و (10470) و (11651).
وقد اختلف على مالك في اسم عُبيد الله بن عبد الرَّحمن، فقيل: هو ابن أبي ذُباب، كما في "التهذيب"، وهو عَبْدُ الله بن عبد الرَّحمن بن الحارث، ويقال فيه: عُبَيْد الله، وقيل: هو عُبَيْد الله بن عبد الرَّحمن بن السَّائب بن عُمير، كما في "تهذيب" الحافظ ابن حجر، وبه جزمَ ابن عبد البَرِّ في "التمهيد" 19/ 216؛ قال:"وهو الصوابُ لا شكَّ فيه"، ونَفَى أن يكون أبا طُوَالَة عبدَ الله بنَ عبد الرَّحمن بن مَعْمَر الأنصاريّ، وغلَّطَ فيه أحمدَ بنَ خالد (كما سلف في التعليق قبله) لإدخاله هذا الحديثَ في باب أبي طُوَالَة، قال ابن عبد البَرّ: وإِنَّما دخلَ عليه الغلطُ فيه من رواية القعنبيّ وقولِه فيه: عَبْد الله، فتَوهَّمَ أنَّ قولَ يحيى (راوي "الموطَّأ"): عُبيد الله، غلطٌ. انتهى. لكنْ ما نفاه ابن عبد البَرِّ جَزَمَ به الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه علي حديث "مسند" أحمد (7998 - طبعته)، فذكر أنَّ هذا الراوي هو أبو طُوَالَة عَبْدُ الله بنُ عبد الرَّحمن بن مَعْمَر؛ قال: لأنَّ لمالك عنه ثلاثةَ أحاديثَ أُخَرَ في "الموطَّأ"، ذكرَها ابن عبد البَرّ في "التَّقَصِّي"، ثم قال الشيخ أحمد شاكر: فلو كان مالك يريدُ شيخًا آخرَ لبَيَّنَه ورَفَعَ نسبَه، وهو أعلمُ الناسِ بشيوخِه ورواة الحديث من أهل المدينة، وهو الحجَّة في ذلك. اهـ.
وقيل أيضًا في اسم الراوي: عُبيد بن عبد الرَّحمن، كما ذكر الدارقطنيّ في "العلل" 5/ 307. والله أعلم.
وهو في "موطأ" مالك 1/ 208 رواية يحيى الليثي، و (257) رواية أبي مصعب الزُّهْري، وفيهما: عُبيد الله بن عبد الرَّحمن.
وأخرجه أحمد (8011) عن أبي عامر العَقَدي، و (10919) عن عثمان بن عمر، وأبو داود عن عبد الله بن مَسْلَمَةَ القَعْنَبيّ فيما ذكر ابن عبد البَرِّ في "التمهيد" 19/ 216، والترمذيّ (2897) من طريق إسحاق بن سليمان، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(11651) من طريق =
995 -
أخبرنا قُتيبةُ، عن مالك، عن عبد الرَّحمن بن عبد الله بن عبد الرَّحمن بن أبي صَعْصَعة، عن أبيه
عن أبي سعيد الخُدْرِيِّ، أَنَّ رجلًا سَمِعَ رجلًا يقرأُ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} يُرَدِّدُها، فلمَّا أصبحَ جاءَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فذَكَرَ ذلك له، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيدِه، إنها لَتَعْدِلُ
(1)
ثُلُثَ القرآن"
(2)
.
= ابن القاسم، خمستُهم عن مالك بهذا الإسناد. وعند أحمد وأبي داود: عَبْد الله بن عبد الرَّحمن، وعند الترمذي والمصنِّف: عُبيد الله بن عبد الرَّحمن.
وقد أورد الحافظُ ابن حجر في "النُّكت الظراف"(بهامش "التحفة" 10/ 246) عن ابن عبد البَرّ روايةَ أبي داود عن القعنبي، غير أنه لم يذكر أنه سمَّى الراوي عبدَ الله بنَ عبد الرَّحمن.
وجاء في "الموطَّأ" ورواية أحمد (10919) زيادة: قال أبو هريرة: فأردتُ أَنْ آتِيَهُ فَأُبَشِّرَهُ، فآثَرْتُ الغَدَاءَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وفَرِقْتُ أنْ يَفُوتَني الغَدَاءُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم رجعتُ إلى الرَّجل، فوجدتُه قد ذهب.
(1)
في (هـ): تعدلُ، وفي هامشها: لَتَعدلُ. (نسخة).
(2)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1069) و (10467).
وهو في "موطَّأ" مالك 1/ 208، ومن طريقه أخرجه أحمد (11181) و (11306) و (11392)، والبخاري (5013) و (6643) و (7374)، وأبو داود (1461)، وابن حبان (791). وفي رواية مالك: عن أبي سعيد أنه سمعَ رجلًا يقرأ
…
، ورواية أحمد الأُولى مختصرة، وعندهم جميعًا زيادة: وكأنَّ الرجلَ يَتَقَالُّها، بعد قوله: فَذَكَرَ ذلك له.
وعلّقه البخاريُّ بإثر (5013) و (7374) فقال: وزاد أبو معمر: حَدَّثَنَا إسماعيلُ بنُ جعفر، عن مالك بن أنس، عن عبد الرَّحمن بن عبد الله بن عبد الرَّحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد أخبرني أخي قَتَادةُ بنُ النعمان أن رجلًا قامَ في زمن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يقرأ من السَّحَر "قل هو الله أحد" لا يزيد عليها
…
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 9/ 59: القارئ هو قَتَادة بنُ النُّعمان، والذي سمعه لعله أبو سعيد راوي الحديث؛ لأنَّهُ أخوه لأمّه، وكانا متجاورَيْن، وبذلك جزمَ ابن عبد البَرّ، فكأنه أبهم نفسَه وأخاه.
وقد وصله النسائي في "السُّنن الكبرى"(7975).=
996 -
أخبرنا محمدُ بنُ بشَّار قال: حَدَّثَنَا عبد الرَّحمن قال: حَدَّثَنَا زائدة، عن منصور، عن هِلال بن يِسَاف، عن رَبيع بن خُثَيْم، عن عَمْرو بن ميمون، عن ابن أبي ليلي، عن امرأة
عن أبي أيوب، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:" {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ثُلُثُ القرآن"
(1)
.
= قال ابن عبد البَرّ في "التمهيد" 19/ 230: هذا الحديث سمعه أبو سعيد وقتادة جميعًا من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، ورواية "الموطَّأ" وغيرُها تدلُّ على ذلك.
وأخرج أحمد (11053)، والبخاري (5015) من طريق الضَّحَّاكَ المِشْرَقيّ عن أبي سعيد الخُدري عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:"أَيَعْجِزُ أحدُكم أن يقرأَ ثُلُثَ القرآن في ليلة؟ " قال: فشَقَّ ذلك على أصحابه، فقالوا: مَنْ يُطِيقُ ذلك؟! قال: "يقرأ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} فهي ثُلُثُ القرآن".
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف لإبهام المرأة، وللاضطراب في إسناده، عبد الرَّحمن: هو ابن مَهْديّ، وزائدة: هو ابن قُدامة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1070) و (10449).
وأخرجه الترمذي (2896) عن قُتيبةُ ومحمد بن بشار، عن عبد الرَّحمن بن مهدي، بهذا الإسناد، وفيه:"عن امرأة، وهي امرأةُ أبي أيوب، وروى بعضهم: عن امرأة أبي أيوب، عن أبي أيوب"، ولفظه:"أيَعْجِزُ أحدُكم أن يقرأَ في ليلة ثُلُثَ القرآن؟ مَنْ قرأَ: الله الواحد الصمد، فقد قرأ ثُلُثَ القرآن".
قال الترمذي: هذا حديثٌ حسن، ولا نعرفُ أحدًا روى هذا الحديثَ أحسنَ من رواية زائدة، وتابعه على روايته إسرائيل والفُضيل بنُ عِياض، وقد روى شعبة وغيرُ واحد من الثقات هذا الحديث عن منصور واضطربوا فيه.
وأخرجه أحمد (23547) من طريق شعبة، عن منصور، بإسناد المصنِّف ولفظه.
وأخرجه أحمد (23554) عن عبد الرَّحمن بن مهديّ، به، وفيه: عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب، ولفظه نحو لفظ الترمذي.
قال الدارقطني في "العلل" 3/ 68: والحديثُ حديثُ زائدة عن منصور، وهو أقامَ إسنادَه وحَفِظَه،
وانظر الخلاف فيه في التعليق على "مسند" أحمد (23547)، و "السُّنن الكبرى" للمصنِّف (9868) و (10447 - 10451)، و "العلل" للدارقطني.
قال أبو عبد الرَّحمن: ما أعرفُ إسنادًا أطولَ من هذا.
70 - باب القراءة في العِشاء الآخِرة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}
997 -
أخبرنا محمدُ بنُ قُدَامَةَ قال: حدَّثنا جَرِير، عن الأعمش، عن مُحاربِ بن دِثار
عن جابر قال: قام معاذٌ فصَلَّى العِشاء الآخِرة، فَطَوَّل، فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَفَتَّانٌ يا معاذ؟ أَفتَّانُ يا معاذ؟ أين كنت عن {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} {والضُّحَى} و {إذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ} "
(1)
.
71 - باب القراءة في العِشاء الآخِرة بـ "الشمس وضُحاها"
998 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حَدَّثَنَا اللَّيث، عن أبي الزُّبير
عن جابر قال: صَلَّى معاذُ بنُ جَبَل لأصحابه العِشَاء، فطَوَّلَ عليهم، فانْصَرَفَ رجلٌ منَّا، فأُخبِرَ معاذٌ عنه، فقال: إنَّه منافق، فلمَّا بلغَ ذلك الرَّجلَ؛ دخَلَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فأخبرَه بما قال معاذ، فقال له النَّبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
إسناده صحيح، محمد بن قُدامة: هو ابن أَعْيَن، وجرير: هو ابن عبد الحميد، والأعمش: هو سليمان بن مِهْرَان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1071) و (11588).
وسلف من طريق محمد بن فُضيل، عن الأعمش، عن محارب وأبي صالح بأطول منه برقم (831) دون تعيين الصلاة، ومن طريق سفيان الثوري عن محارب برقم (984)، وفيها أن الصلاة هي المغرب، وسلف الكلام عليها، وينظر الحديث بعده.
قال السِّنديّ: قولُه: فصلَّى العِشاء الآخِرة
…
إلخ، ظاهرُ صنيع المصنِّف يميلُ إلى أنَّه جمعَ بين رواية صلاة المغرب ورواية صلاة العشاء بالحمل على تعدُّد القضية، فلذلك استدلَّ بكلتا الروايتين، لكن وقوع مثل هذه القضيَّة مرَّتين بعيد؛ إلا أن يُقال: يحتمل أنَّه وقعَ من معاذ مرَّتين، ثم رُفع الواقعتان إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مرَّة، والله تعالى أعلم.
"أَتُرِيدُ أن تكونَ فَتَّانًا يا معاذ؟ إذا أَمَمْتَ النَّاسَ فَاقْرَأْ بـ {الشَّمْسِ وَضُحَاهَا} و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} {وَالَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} و {أَقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} "
(1)
.
999 -
أخبرنا محمدُ بنُ عليٍّ بن الحَسَن بن شَقِيق قال: حَدَّثَنَا أبي قال: أخبرنا الحُسين بنُ واقد، عن عبدِ الله بن بُرَيْدة
عن أبيه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ يقرأُ في صلاةِ العِشاء الآخِرة بـ {الشَّمْسِ وَضُحَاهَا} وأشباهِها من السُّور
(2)
.
72 - باب القراءة فيها
(3)
بـ {التِّينِ وَالزَّيْتُونِ}
1000 -
أخبرنا قُتيبةُ، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عَدِيٍّ بن ثابت
(1)
حديث صحيح، قُتيبةُ: هو ابن سعيد، واللَّيْث: هو ابن سَعْد، وأبو الزُّبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس، ولا تضرُّ عنعنتُه عن جابر، فهو متابع، وصرح بسماعه من جابر في رواية ابن حبان (1840)، وقد أخرج له مسلم هذا الحديث ثم إن الحديث من رواية اللَّيث عنه، والليث يروي عن أبي الزُّبير ما أعلمه أبو الزُّبير أنه سمعه من جابر كما في "تهذيب الكمال"(ترجمة أبي الزُّبير).
وأخرجه مسلم (465): (179) عن قُتيبةُ بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم كذلك، وابن ماجه (836) و (986) عن محمد بن رُمْح، عن اللَّيث، به.
وأخرجه مسلم (465): (178)، وأبو داود (790)، وابنُ حبان (1839) و (1840) من طريق سفيان بن عُيينة، عن أبي الزُّبير، به، وقرنَ ابن حبان في الرواية الثانية بأبي الزُّبير عَمْرَو بنَ دينار.
وسلف من طريق عَمرو بن دينار، عن جابر، برقم (835)، ومن طريق محارب بن دِثار وأبي صالح عن جابر برقم (831).
(2)
إسناده حسن، الحُسينُ بنُ واقد صدوقٌ لا بأسَ به، وبقيةُ رجاله ثقات، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1073).
وأخرجه أحمد (22994)، والترمذي (309) من طريق زيد بن الحُباب، عن الحُسين بن واقد، بهذا الإسناد، قال الترمذي: حديث حسن.
(3)
في (م): في العشاء الآخرة.
عن البَرَاءِ بن عازب قال: صَلَّيْتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم العَتَمَةَ، فقرأ فيها بـ {التِّينِ وَالزَّيْتُونِ}
(1)
.
73 - باب القراءة في الرَّكعة الأُولى من صلاة العِشاء الآخرة
1001 -
أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود قال: حدَّثنا يزيدُ بنُ زُرَيْعٍ قال: حَدَّثَنَا شعبة، عن عَدِيٍّ بن ثابت
عن البراءِ بن عازب قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فقرأَ في العِشاء في الرَّكعة الأُولى بـ {التِّينِ وَالزَّيْتُونِ}
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، قُتيبةُ: هو ابن سعيد، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1074) و (11618)، و "موطأ" مالك 1/ 79 - 80، وفيه:"العِشاء"، بدل:"العَتَمة".
وأخرجه أحمد (18527) و (18698)، ومسلم (464):(176)، والترمذي (310)، والمصنّف في "السُّنن الكبرى"(11618)، وابن ماجه (834) من طرق، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به، وعندهم:"العشاء" بدلٌ: "العَتَمة"، وعند بعضهم زيادة:"الآخرة".
وأخرجه أحمد (18528) عن أبي خالد سليمان بن حيَّان الأحمر، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به، وفيه أنها صلاة المغرب، ولم يتابَع أبو خالد الأحمر على هذه اللفظة، وهو صدوقٌ يخطئ كما ذكر الحافظ ابن حجر في "التقريب".
وأخرجه أحمد (18566) و (18639) و (18681) و (18708)، والبخاري (769) و (7546)، ومسلم (464):(177)، وابن ماجه (835) من طرق، عن مِسْعَرِ بن كِدَام، عن عَدِيَّ بن ثابت، به، وعندهم:"العِشاء" وفي آخره زيادة (غير رواية أحمد الأخيرة): وما سمعتُ أحدًا أحسنَ صوتًا منه أو قراءةً. واقتصرَ ابن حبان على هذه الزيادة في "صحيحه"(6318).
وسيأتي بعده من طريق شعبة، عن عديّ، به.
(2)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1075).
وأخرجه أحمد (18503) و (18688)، والبخاري (767) و (4952)، ومسلم (464):(175)، وأبو داود (1221)، وابن حبان (1838) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وعندهم =
74 - باب الرُّكود في الرَّكعتين الأُولَيَيْن
1002 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حَدَّثَنَا يحيى بنُ سعيد قال: حَدَّثَنَا شعبةُ قال: حدَّثني أبو عَوْن قال: سمعتُ جابرَ بنَ سَمُرَةَ يقول:
قال عُمر لسَعْد: قد شكاك النَّاسُ في كلِّ شيء حتَّى في الصلاة، فقال سعد: أَتَّئِدُ
(1)
في الأُولَيَيْنِ، وأَحْذِفُ في الأُخْرَيَيْن
(2)
، وما آلُو ما اقْتَدَيْتُ بِهِ من صلاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. قال: ذاك الظَّنُّ بك
(3)
.
= أنه قرأ في إحدى الركعتين.
وسلف قبله من طريق يحيى الأنصاري، عن عديّ، به.
(1)
في (م) وهوامش (ر) و (ك) و (هـ): أمُدُّ، وبهامش (م): أتَّئد.
(2)
في (ر): الأولتين .... الآخرتين.
(3)
إسناده صحيح، أبو عَوْن: هو محمد بن عُبيد الله الثقفي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1076)، وفيه: أَمُدُّ، بدلٌ: أَتَّئِدُ.
وأخرجه أحمد (1510)، والبخاري (770)، ومسلم (453):(159)، وأبو داود (803)، وابن حبان (1937) و (2140) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد، وعندهم جميعًا عدا ابن حبان: فأَمدُّ، بدلٌ: أَتَئدُ، ووقع عنده: أُطِيلُ الأُولَيَيْن، وفي الرواية (2140): وأَحْذِمُ في الأُخْرَيَيْن.
وأخرجه مسلم (453): (160) من طريق مِسْعَر، عن أبي عَوْن وعبدِ الملك بن عُمير، به، وسيأتي من طريق عبد الملك بن عُمير في الحديث بعده.
قال السِّندي: قولُه: "قد شكاك الناس" أي: أهلُ الكوفة، وكان سعدٌ أميرًا من جهة عُمر عليهم، فجاؤوا عند عمر وشكَوْا سَعْدًا، فطلبه عُمر وقال له ذلك.
"أَتَّئِدُ"؛ بتشديد التاء بعدها همزة مكسورة، وقبلها همزة مفتوحة، أي: أَتَثَبَّتُ ولا أتعجَّل، وفي بعض النسخ: أمدُّ، بتشديد الدَّال؛ أي: أَزِيدُ وأُطَوِّلُ.
"وأَحْذِفُ" أي: أُخفِّفُ، "وما آلُو "أي: لا أُقَصِّرُ في صلاة اقتَدَيْتُ بها، وهي صلاةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. انتهى. و "أحْذِمُ" (في رواية ابن حبان): أي: أُسْرِعُ.
1003 -
أخبرنا حَمَّادُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيمَ بن عُلَيَّةَ أبو الحَسَن
(1)
قال: حَدَّثَنَا أبي، عن داودَ الطَّائيّ، عن عبد الملكِ بن عُمَيْر، عن جابر بن سَمُرَةَ قال:
وقعَ ناسٌ من أهل الكوفة في سَعْدٍ عند عُمَرَ فقالوا: واللهِ ما يُحْسِنُ الصَّلاةَ. فقال: أمَّا أنا؛ فأُصَلِّي بهم صلاةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، لا أَخْرِمُ منها
(2)
؛ أرْكُدُ في الأُولَيَيْنِ، وأَحْذِفُ في الأُخْرَيَيْن
(3)
. قال: ذاك الظَّنُّ بك
(4)
.
75 - باب قراءة سورتَيْن في ركعة
1004 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا عيسى بنُ يونس، عن الأعمش، عن شَقِيق عن عبد الله قال: إِنِّي لأَعْرِفُ النَّظائرَ التي كان يقرأُ بهنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ عشرين سورةً في عَشْرِ رَكَعات. ثم أخذَ بيدِ علقمةَ، فدخلَ، ثم خرجَ إلينا علقمة، فسألْناه، فأخبرَنا بهنَّ
(5)
.
(1)
قوله: ابن عُلَيَّة أبو الحسن، ليس في (ر) و (م)، وعليه علامة نسخة في (هـ).
(2)
في (هـ): عنها.
(3)
في (ر): الأولتين .... الآخرتين.
(4)
إسناده صحيح، داود الطائي: هو ابن نُصير، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1077).
وأخرجه أحمد (1518) و (1548) و (1557)، والبخاري (755)(مطوّلًا) و (758)، ومسلم (453):(158) و (160)، وابن حبان (1859)(مطوّلًا) من طرق عن عبد الملك بن عُمير، بهذا الإسناد وعند البخاري (755): وأُخِفُّ في الأُخْرَيَيْن، وقرنَ مسلم في الرواية الثانية بعبدِ الملك بن عُمير أبا عَوْن، وسلف قبله من طريق أبي عَوْن.
وفي رواية أحمد الثانية تعيين الصلاة بأنها الظهر والعصر، وفي رواية البخاري الأُولى: العشاء، وفي الثانية: صلاتي العشي.
قال السِّندي: ما يُحسن؛ من الإحسان أو التحسين. لا أَخْرِمُ؛ من باب ضرب، أي: لا أَنْقُصُ. أَرْكُدُ؛ من باب نَصَر؛ أي: أَسْكُنُ وأُطِيلُ القيام.
(5)
إسناده صحيح، الأعمش: هو سليمان بنُ مِهْران، وشقيق: هو ابن سَلَمة أبو وائل، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1078). =
1005 -
أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود قال: حدَّثنا خالدٌ قال: حَدَّثَنَا شعبة، عن عَمْرِو بن مُرَّةَ قال: سمعتُ أبا وائل يقول:
= وأخرجه مسلم (822): (277) عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد، ولم يسق لفظه وأحاله على ما قبله، وفيه زيادة، ومن هذه الزيادة أن رجلًا قال لابن مسعود: إني لأقرأ المفصَّلَ في ركعة
…
وستأتي في الحديث بعده.
وأخرجه أحمد (3607) و (4350)، والبخاري (4996)، ومسلم (822):(275) و (276)، والترمذي (602) من طرق، عن الأعمش، به وفي بعضها زيادة ستأتي في الحديث بعده.
وأخرجه أحمد (3999) و (4410)، والبخاري (5043)، ومسلم (822):(278)، وابن حبان (2607) من طريق واصل الأحدب، وأحمد (4062) من طريق سيّار العَنَزيّ، ومسلم (822):(279) من طريق منصور بن المعتمر، ثلاثتهم عن شقيق بن سلمة، به. وفي رواية واصل الأحدب: ثماني عشرة سورةً من المفصَّل وسورتين من آل حم، وفيها أيضًا: إني لأحفظ القرائن
…
وعند البخاري: القُرَنَاء.
وأخرجه أحمد (3910) و (3958) و (3968)، وأبو داود (1396) من طرق، عن ابن مسعود بنحوه، مطولًا ومختصرًا، وجاء التصريح بالنظائر في رواية أبي داود:(الرَّحمن، والنجم) في ركعة، و (اقتربت والحاقَّة) في ركعة، و (الطُّور، والذاريات) في ركعة، و (إذا وقعت، ونون) في ركعة و (سأل سائل، والنازعات) في ركعة و (ويل للمطففين، وعبس) في ركعة، و (المدثِّر، والمزمِّل) في ركعة، و (هل أتى، ولا أقسم بيوم القيامة) في ركعة، و (عمَّ يتساءلون، والمرسلات) في ركعة، و (الدُّخان، وإذا الشمس كُوَّرَتْ) في ركعة. قال أبو داود: هذا تأليفُ ابن مسعود رحمه الله. اهـ. يعني ترتيبَهُ.
قال ابن رجب في "فتح الباري" 7/ 75: وليس في هذه الرواية من آل حم سوى سورة الدُّخان، وهذا يخالف رواية مسلم المتقدمة "وسورتين من آل حم". انتهى. وهي رواية البخاري أيضًا، وجاء في رواية أحمد (3958): الدُّخَان وعمَّ يتساءلون في ركعة، وينظر "فتح الباري" لابن حجر 2/ 259 - 260.
وقوله: "إني لأعرفُ النظائر"، أي: السُّورَ المتماثلةَ في المعاني، كالموعظة، أو الحِكَم، أو القَصَص، لا المتماثلةَ في عدد الآي. قاله الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 259.
وقال ابن رجب في "فتح الباري" 7/ 74: قيل: سُمِّيت (أي النظائر) بذلك لأنّها متشابهة في الطُّول.
قال رجلٌ عند عبد الله: قرأتُ المُفَصَّلَ في ركعة. قال: هَذا
(1)
كهَذِّ الشِّعْر، لقد عرفتُ النَّظائرَ التي كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَقْرِنُ بينهنَّ. فذكرَ عشرين سورةً من المُفَصَّل؛ سورتَيْن سورتَيْن في كلِّ
(2)
ركعة
(3)
.
1006 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ منصور قال: حَدَّثَنَا عبدُ الله بنُ رَجَاء قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي حَصِين، عن يحيى بن وثَّاب، عن مسروق
عن عبد الله وأتاه رجلٌ، فقال: إنّي قرأتُ اللَّيلةَ المُفَصَّلَ في ركعة. فقال: هَذا كَهَذِّ الشِّعْر، لكنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأُ النَّظائرَ؛ عشرينَ سورةً من المفصَّل وآلِ
(4)
حم
(5)
.
(1)
في هامش (هـ): هَذٌّ (نسخة).
(2)
لفظة "كلّ" من (ر) و (ك) و (م)، وعليها علامة النسخة في (ك).
(3)
إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث الهُجَيْمي، وأبو وائل: هو شَقِيق بن سَلَمة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1079).
وأخرجه أحمد (4154)، والبخاري (775)، ومسلم (822)(279)، وابن حبان (1813)، من طريقين، عن شعبة، بهذا الإسناد.
قال السِّندي: قوله: "قرأتُ المُفَصَّل" هو من (ق) إلى آخر القرآن، على الصحيح، وسُمِّي مُفَصَّلًا؛ لكثرة الفَصْل بين سُوَرِهِ بالبسملة.
وقوله: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْر؛ أي: تُسرعُ إسراعًا في قراءته كما تُسرع في إنشاد الشِّعْر، والهَذُّ: سرعةُ القطع.
وجاء في رواية أحمد (3910): كان أوَّل مفصل ابن مسعود "الرَّحمن". وذكر ابن رجب في "فتح الباري" 7/ 74 - 75 أن ترتيبَ سُورٍ ابن مسعود على غير هذا الترتيب.
وينظر الحديث السالف قبله، والحديث الآتي بعده.
(4)
المثبت من (ر) و (م) وهامشي (ك) و (هـ)، وهو موافق لما في "السُّنن الكبرى"(1080)، وعليه شرحَ السَّنديّ، وفي (ك) و (هـ): من آل.
(5)
حديث صحيح، رجالُه ثقات، غير عبد الله بن رَجَاء - وهو الغُدَاني - فهو ينزل قليلًا عن درجة الثقة. عَمرو بن منصور: هو أبو سعيد النَّسائي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي =
76 - باب قراءة بعضِ السُّورة
1007 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبد الأعلى
(1)
قال: حَدَّثَنَا خالدٌ قال: حَدَّثَنَا ابن جُرَيْج قال: أخبرني محمدُ بنُ عَبَّاد حديثًا رفعَهُ إلى ابن سفيان
عن عبدِ الله بن السَّائب قال: حَضَرْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يومَ الفَتْح، فصَلَّى في قُبُلِ
(2)
الكَعْبة، فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَوَضَعَهما عن يسارِه، فافْتَتَحَ سُورَة
(3)
المؤمنين، فلمَّا جاء ذِكْرُ موسى أو عيسى
(4)
عليهما السلام، أخَذَتْهُ سَعْلَةٌ فرَكَعَ
(5)
.
= إسحاق السَّبِيعي، وأبو حَصِين: هو عثمان بن عاصم، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1080).
قوله: وآل حم، أي: السُّورة المُصَدَّرَة بـ "حم". قاله السِّنْدي.
وينظر الحديثان السالفان قبله.
(1)
في (ك) وهامش (هـ) والمطبوع: بن علي، وهو خطأ. وجاء في هامش (ك): عبد الأعلى.
(2)
بضم القاف والموحَّدة، وقد تُسكّن؛ أي: مقابلَها. ينظر "الفتح" 1/ 501.
(3)
في (هـ) والمطبوع: بسورة، وفي هامش (ك): فاستفتح بسورة، وفي (م) وهامش (هـ): فاستفتح سورةَ، وفوقها في:(م) بسورة وفي هامش (ر) فاستفتح.
(4)
في أكثر المصادر: "ذِكْر موسى وهارون أو ذِكْر عيسى". وقد جاء ذِكْرُ موسى وهارون عليهما السلام في الآية (45) من سورة "المؤمنون"، وأمَّا ذِكْر عيسى فلم يرد بلفظه في "المؤمنون" وجاء بلفظ:"وجَعَلْنا ابن مريم وأمَّهُ آية "(المؤمنون: 50).
(5)
إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث، وابنُ جُريج: هو عبدُ الملك بنُ عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث، ومحمد بن عبَّاد: هو ابن جعفر، وابنُ سفيان: هو عبدُ الله أبو سَلَمة، وهو مشهورٌ بكنيته، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1081).
وأخرجه أحمد (15394) و (15395) و (15397) و (15400)، ومسلم (455)، وأبو داود (649)، وابن حبان (1815) و (2189) من طرق، عن ابن جُريج، بهذا الإسناد.
وليس في أكثر هذه الروايات ذكر النَّعلين، وقُرن في أسانيدها ابن سفيان بعبدِ الله بن عَمْرِو =
77 - باب تَعَوُّذ القارئ إذا مَرَّ بِآيَةٍ عذاب
1008 -
أخبرنا محمدُ بنُ بشَّار قال: حَدَّثَنَا يحيى وعبدُ الرَّحمن وابنُ أَبي عَدِيٍّ، عن شعبة، عن سُليمان، عن سَعْدِ بن عُبيدة، عن المُسْتَوْرِدِ بن الأحْنَف، عن صِلَةَ بن زُفَر
عن حُذيفة، أنَّه صَلَّى إلى جَنْبِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ليلةً، فقرأ، فكان إذا مَرَّ بآيةِ عذابٍ وقفَ وتَعَوَّذ
(1)
، وإذا مرَّ بآية رحمةٍ وقفَ فدَعَا، وكان يقول في ركوعِه:"سبحانَ رَبِّيَ العظيم" وفي سجودِه: "سبحانَ رَبِّيَ الأعلى"
(2)
.
= وعبد الله بن المسيّب العابديّ، عدا رواية أحمد (15397) فليس فيها عبد الله بنُ المسيّب.
وعبدُ الله بن عَمْرو هذا: هو ابن عَبْدِ القاريُّ، أو عبدُ الله بن عَمرو العابديّ المخزومي، ووَهِمَ فيه بعضُ أصحاب ابن جُريج - كما وقع في روايات أحمد (15394) و (15395) و (15400)، ورواية مسلم، ورواية ابن حبان (1815) - فقالوا: عبد الله بن عَمرو بن العاص، نَبَّهَ عليه المزّيّ في "تهذيب الكمال" في ترجمتي عبدِ الله بن عَمرو القاريِّ والمخزوميِّ، والنوويُّ في "شرح مسلم" 4/ 177، وابنُ حجر في "فتح الباري" 2/ 256.
وقد خولف خالد بن الحارث في روايته عن ابن جُريج في هذا الإسناد:
فأخرجه ابن ماجه (820) من طريق سفيان بن عُيينة، عن ابن جُريج، عن ابن أبي مُلَيْكَة، عن عبد الله بن السَّائب بنحوه.
ورواه أبو عاصم - كما في "الفتح" 2/ 256 - عنه، عن محمد بن عبَّاد، عن أبي سَلَمة بن سفيان، أو سفيان بن أبي سَلَمة. قال ابن حجر في "الفتح": وكأنَّ البخاريّ علَّقه بصيغة "ويُذكر" لهذا الاختلاف، مع أنَّ إسناده ممَّا تقومُ به الحُجَّة. انتهى. وقد علَّقه البخاريّ في "صحيحه" بلفظ: ويُذكر عن عبد الله بن السائب
…
قبل الحديث (774 م).
وسلف مختصرًا برقم (776).
(1)
في (م): فتعوَّذ.
(2)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، وعبد الرَّحمن: هو ابن مهدي، وابنُ أبي عديّ: هو محمد بنُ إبراهيم، وسُليمان: هو ابن مِهْران الأعمش، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1082).
وأخرجه الترمذي (263) عن محمد بن بشار، عن عبد الرَّحمن بن مهدي وحدَه، بهذا الإسناد. =
78 - باب مَسْألَة القارئ إِذا مَرَّ بآية رحمة
1009 -
أخبرنا محمدُ بنُ آدم، عن حَفْصِ بن غياث، عن العَلَاء بن المُسَيِّبِ، عن عَمْرِو بن مُرَّة، عن طلحةَ بن يزيد، عن حذيفة. والأعمش
(1)
، عن سَعْدِ بن عُبَيْدة، عن المُسْتَوْرِد بن الأحنف، عن صِلَةَ بن زُفَر
عن حُذيفة، أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قرأَ البقرةَ وآلَ عمران والنِّساء في ركعة، لا يَمُرُّ بآية رحمةٍ إلا سألَ، ولا بآيةِ
(2)
عذابٍ إلا استجار
(3)
.
= وأخرجه أحمد (23240) و (23344)، وأبو داود (871)، والترمذي (262)، وابن حبان (2604) و (2605) من طرق عن شعبة، به. وروايتا ابن حبان مختصرتان بذكر طرفه الأول.
وأخرجه أحمد (23261)، ومسلم (772) مطوَّلًا، وابن ماجه (1351) مختصرًا بذكر طرفه الأول، من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به، وعند ابن ماجه زيادة: وإذا مَرَّ بآية فيها تنزيهٌ للهِ سبَّح، وسيأتي من هذا الطريق برقم (1046) مختصرًا في الذكر في الركوع والسجود.
وسيرد مطوَّلًا ومختصرًا بالأرقام: (1009) و (1046) و (1133) و (1664) من طرق عن الأعمش، به.
وسيرد مطوّلًا ومختصرًا برقمي: (1009) و (1665) من طريق العَلَاء بن المسيِّب، عن عَمرو بن مُرَّة، عن طلحة بن يزيد، عن حُذيفة، به.
وسيرد مطوّلًا برقمي (1069) و (1145) من طريق شعبة، عن عَمرو بن مُرَّة، عن أبي حمزة، عن رجل من عَبْس، عن حُذيفة، به.
(1)
قوله: والأعمش، معطوفٌ على قوله: العَلاء بن المسيِّب.
(2)
في هامش (ك): ولا آية، وفي (هـ): ولا يمرُّ بآية، وفوق كلمة "يَمُرّ" علامة نسخة.
(3)
إسناده صحيح من طريق الأعمش، وضعيف من طريق العَلَاء بن المسيِّب لانقطاعه، لأن طلحة بن يزيد لم يسمع من حُذيفة شيئًا كما ذكر المصنّف بإثر الحديث الآتي برقم (1665)، وطلحة - وإن لم يَرْوِ عنه غير عَمْرو بن مُرَّة - وثَقَهُ النَّسائي في "السُّنن الكبرى"(2689)، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات أيضًا غير أَنَّ العَلَاءَ بن المسيِّب قال فيه الحاكم (كما في تهذيب الحافظ ابن حجر): له أوهام في الإسناد والمتن. اهـ. ولعل هذا منها، فقد قال المصنِّف (1665): غيرُ العَلَاء قال في هذا الحديث: عن طلحة، عن رجل، عن حُذيفة. اهـ. =
79 - باب ترديد الآية
1010 -
أخبرنا نوحُ بنُ حَبيب قال: حَدَّثَنَا يحيى بنُ سعيد القَطَانُ قال: حَدَّثَنَا قُدَامةُ بن عبدِ الله قال: حدَّثَتْني حَسْرَةُ بنتُ دجاجةَ
(1)
قالت:
سمعتُ أبا ذرِّ يقول: قامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حتَّى أصبحَ
(2)
بآية، والآية:{إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ * وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
(3)
[المائدة: 118].
= وقد رواه شعبة، عن عَمْرو بن مُرَّة، عن أبي حمزةَ طلحةَ بن يزيد، عن رجل من بني عَبْس، عن حُذيفة، كما سيأتي برقمي (1069) و (1145)، وهذا الرجل يشبه أن يكون صِلَةَ بنَ زُفَر، كما ذكرَ المصنِّف في "السُّنن الكبرى"(1383).
وقد جمع المصنَّفُ روايةَ العَلَاء بن المسيِّب لهذا الحديث إلى رواية الأعمش، وسيُعيدُهما من وجه آخر عنهما مفرَّقَيْن بأطول منه برقمي (1664) و (1665).
وهذا الحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (1083). وينظر الحديث السالف قبله.
(1)
نقل السِّنديّ عن السيوطي قوله: المعروف أنها بالفتح في الحيوان، وبالكسر في الإنسان، ثم قال السِّندي: وهو المضبوط في بعض النسخ المصحَّحة.
(2)
في (ك): حتَّى إذا أصبح، وجاء فوق لفظة "إذا" ضَبَّة أو علامة نسخة (غير واضحة).
وذكرها السِّندي وقال: وعلى هذا فجواب "إذا" مقدَّر؛ أي: تركَها؛ أي الآية.
(3)
إسناده حسن، قُدامة بن عبد الله روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ويقال: هو فُلَيْت العامريّ كما في "تهذيب" ابن حجر، وجَسْرَة أيضًا روى عنها جمعٌ وذكرها ابن حبان في "الثقات"، ونقلَ ابن القطَّان في "بيان الوهم" 5/ 351 قول عبد الحقّ الإشبيلي: جَسْرة ليست بمشهورة، ثم قال: جَسْرَةُ هذه معروفة، يوثّقها قوم، ويتوقَّف في روايتها آخرون. انتهى. وبقية رجاله ثقات، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقمي (1084) و (11096).
وأخرجه أحمد (21495) مطولًا و (21538)، وابن ماجه (1350) من طريق يحيى بن سعيد القطَّان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (21328) و (21388) و (21496) من طرق، عن قُدامة، به، وجاء في رواية أحمد الأُولى: فُلَيْت العامريّ، بدلٌ: قُدامة بن عبد الله، ويقال فيه ذلك كما سلف.
80 - باب قوله عز وجل: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}
1011 -
أخبرنا أحمدُ بنُ مَنيع ويعقوبُ بنُ إبراهيمَ الدَّورقيُّ قالا: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قال: حَدَّثَنَا أبو بِشْر جعفرُ بنُ أَبي وَحْشِيَّة - وهو ابن إياس - عن سعيد بن جُبير
عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] قال: نزَلَتْ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مُخْتَفٍ
(1)
بمكَّة، فكانَ إِذا صَلَّى بأصحابه رَفَعَ صوتَه - وقال ابن مَنِيع: جَهَرَ
(2)
- بالقرآن، فكان المشركون إذا سمعُوا صَوْتَهُ سَبُّوا القرآنَ ومَنْ أنزلَهُ ومَنْ جاءَ به، فقال الله عز وجل لنبيِّه صلى الله عليه وسلم:{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} أي: بقراءتِكَ فيَسْمَعَ المشركون، فيَسُبُّوا القرآن {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} عن أصحابك
(3)
فلا يسمعوا {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}
(4)
.
1012 -
أخبرنا محمدُ بنُ قُدَامَةَ قال: حدَّثنا جَرِير، عن الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن سعيدِ بن جُبير
(1)
في (ك) وهامش (هـ): مختفي، وفي هامش (ك): مُختفٍ.
(2)
في (ك) و (هـ) و (ق): يجهرُ، والمثبت من (ر) و (م) وهامش (ك) وعليها علامة الصحة.
(3)
في هامش (ك): ولا تخافت بها أصحابَك. (نسخة).
(4)
إسناده صحيح، هُشَيْم: هو ابن بشير، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1085)، وبرقم (11237) عن يعقوب بن إبراهيم وحدَه.
وأخرجه البخاري (4722) عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3146) عن أحمد بن مَنِيع، بهِ، وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه أحمد (155) و (1853)، والبخاري (7490) و (7525) و (7547)، ومسلم (446)، والترمذي (3145)، وابن حبان (6563) من طرق، عن هُشَيْم بن بشير، به.
وأخرجه الترمذي (3412)(طبعة الرسالة) من طريق أبي داود الطيالسي، عن هُشيم وشعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جُبير، به، لكن دون ذكر ابن عباس في رواية شعبة. قال الترمذي: حديث حسن.
قال ابن عبد البَرّ في "الاستذكار" 2/ 539: سمَّى القراءة هاهنا صلاةً لأنّها بها تقومُ الصلاة.
عن ابن عبَّاس قال: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يرفعُ صوتَهُ بالقرآن، وكانَ المشركون إذا سَمِعُوا صوتَهُ سَبُّوا القُرآنَ ومَنْ جاءَ به، فكانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْفِضُ صَوْتَهُ بالقرآن ما كان يُسْمِعُهُ أصحابَه، فأنزل الله عز وجل:{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}
(1)
.
81 - باب رفع الصّوت بالقراءة
(2)
1013 -
أخبرنا يعقوبُ بنُ إبراهيم الدَّوْرَقيُّ، عن وكيع قال: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عن أبي العَلَاء، عن يحيى بن جَعْدَةَ
عن أمِّ هانئ قالت: كنتُ أسمعُ قراءة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأنا على عَرِيشي
(3)
.
(1)
إسناده صحيح، محمد بن قُدامة: هو ابن أَعْيَنَ المِصِّيصيّ، وجَرِير: هو ابن عبد الحميد، والأعمش: هو سُليمان بنُ مِهْرَان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1086).
وسلف في الحديث قبله.
(2)
في (هـ): بالقرآن، وفي هامشها: بالقراءة. (نسخة).
(3)
إسناده قوي، رجاله ثقات غير أبي العلاء - وهو هلالُ بنُ خَبَّاب - فهو ينزلُ عن درجة الثقة قليلًا لبعض كلام فيه. وكيع: هو ابن الجرَّاح، ومِسْعَر: هو ابن كِدَام. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1087).
وأخرجه أحمد (26905)، وابن ماجه (1349) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (27382) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضَّرير، عن مِسْعَر بن كِدام، به.
وأخرجه أحمد (26894) من طريق ثابت بن يزيد، عن أبي العَلَاء، به، بلفظ: أنا أسمعُ قراءةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في جوف الليل وأنا على عَرِيشي هذا، وهو عند الكعبة.
وقال الدارقطني في "العلل" 9/ 370: رواه عليُّ بنُ حَرْب، عن ابن عُيينة، عن مِسْعَر، عن عَمرو بن دينار، عن يحيى بن جَعْدَة، عن أمِّ هانئ، ووهم فيه، والمحفوظ عن مِسْعر، عن أبي العَلَاء - وهو هلالُ بن حَبَّاب - عن يحيى بن جَعْدَة، عن أمِّ هانئ. انتهى.
والعَرِيش: كلُّ ما يُستَظَلُّ به، ويُطلق على بيوت مكة؛ لأنّها كانت عيدانًا تُنصب ويُظلَّل عليها. قاله السِّنديّ.
82 - باب مَدِّ الصَّوت بالقراءة
1014 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حَدَّثَنَا عبدُ الرَّحمن قال: حدَّثنا جَرِيرُ بنُ حازم، عن قَتَادة قال:
سألتُ أنسًا: كيف كانَتْ قراءةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كان يَمُدُّ صوتَهُ مَدًّا
(1)
.
83 - باب تزيين القرآن
(2)
بالصّوت
1015 -
أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال: حَدَّثَنَا جَرِير، عن الأعمش، عن طلحةَ بن مُصَرِّف، عن عبدِ الرَّحمن بن عَوْسَجَة
عن البَرَاء قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "زَيِّنُوا القرآنَ بأصواتِكُمْ"
(3)
.
(1)
إسناده صحيح، عَمْرُو بنُ عليّ: هو الفلَّاس، وعبد الرَّحمن: هو ابن مَهْديّ، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدُوسي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1088) و (8005).
وأخرجه أحمد (12341)، وابن ماجه (1353) من طريق عبد الرَّحمن بن مهديّ، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (12198) و (12283) و (13002) و (13050) و (14076)، والبخاري (5045)، وأبو داود (1465)، وابنُ حبان (6316) و (6317)، من طرق، عن جرير بن حازم، به، وزاد ابن حبان في الرواية الثانية:
…
يَمُدّ الله، ويمدُّ بالرَّحمن، ويمدُّ بالرحيم.
وأخرجه البخاري (5046) من طريق هَمَّام بن يحيى، عن قَتَادة، به، وفيه الزيادة المذكورة آنفًا.
قوله: يَمُدُّ ببسم الله، ويَمُدُّ بالرَّحمن، ويَمُدُّ بالرحيم، يعني به المَدَّ الأصليّ، كما ذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 9/ 91، وهو الذي يُسَمّى المدّ الطبيعي.
(2)
في (ر) وهامشي (ك) و (هـ): القراءة.
(3)
إسناده صحيح، جَرِير: هو ابن عبد الحميد الضَّبِّيّ، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1089) و (7996).
وأخرجه أبو داود (1468) عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (18494) و (18709) و (18616 - مطولًا) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه أحمد (18516 - مطولًا)، وابن حبان (749)، من طريقين، عن طلحة بن مُصَرِّف، به. =
1016 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى قال: حَدَّثَنَا شعبة قال: حدَّثني طلحة، عن عبدِ الرَّحمن بن عَوْسَجَة
عن البَراء بن عازب قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "زَيِّنُوا القرآنَ بأصواتِكُم".
قال ابن عَوْسَجَة: كنتُ نَسِيتُ هذه: "زيِّنُوا القرآن" حتَّى ذَكَّرَنِيهِ الضَّحَّاك بنُ مُزاحم
(1)
.
1017 -
أخبرنا محمدُ بنُ زُنْبُور المَكِّيُّ قال: حَدَّثَنَا ابن أبي حازم، عن يَزِيدَ بن عبدِ الله، عن محمدِ بن إبراهيم، عن أبي سَلَمَة
عن أبي هريرة، أنَّه سَمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما أَذِنَ اللهُ لِشَيْءٍ ما أَذِنَ لنَبِيٍّ حَسَن الصَّوتِ يَتَغَنَّى بالقرآن يَجْهَرُ به"
(2)
.
= وعلَّقه البخاريُّ في كتاب التوحيد 13/ 518 (فتح الباري) فقال: باب قول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع الكرام البَرَرَة" و "زَيِّنُوا القرآن بأصواتكم".
قال السِّندي: قوله: "زَيِّنُوا القرآن بأصواتكُمْ"، أي: بتحسين أصواتكم عند القراءة، فإنَّ الكلامَ الحَسَن يزيدُ حُسنًا وزينةً بالصوت الحَسَن، وهذا مُشاهَدٌ، ولما رأى بعضُهم أنَّ القرآنَ أعظمُ من أن يُحَسَّنَ بالصوت؛ بل الصوتُ أحقُّ بأن يُحسَّنَ بالقرآن قال: معناه: زيِّنوا أصواتكم بالقرآن، هكذا فسَّره غيرُ واحد من أئمَّة الحديث، وزعموا أنه من باب القلب، وقال شعبة: نهاني أيوب أن أُحدِّثَ: "زيِّنُوا القرآنَ بأصواتكم"، ورواه معمر، عن منصور، عن طلحة:"زيِّنوا أصواتكم بالقرآن" وهو الصحيح، والمعنى: اشتغلُوا بالقرآن واتخذُوه شعارًا وزينة. انتهى كلام السِّندي. وذكر الشيخ شعيب رحمه الله في تعليقه على ابن حبان (749) أنه لا وَجْهَ للقلب، وأورد أحاديث ترجّح ذلك، فانظره.
وسيأتي بعده من طريق شعبة، عن طلحة، به.
(1)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1090).
وأخرجه أحمد (18704) مطولًا، وابن ماجه (1342) من طريق يحيى القطَّان ومحمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد، وليس عند ابن ماجه قول ابن عَوْسَجَة: كنتُ نسيتُ هذه
…
الخ.
وسلف في الحديث قبله من طريق الأعمش، عن طلحة، به.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسنادٌ حسن من أجل محمد بن زُنبور المكِّيّ، وهو متابَع، وبقية =
1018 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد
(1)
قال: حَدَّثَنَا سفيان، عن الزُّهْرِيِّ، عن أبي سَلَمة
عن أبي هريرة، أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما أَذِنَ الله
(2)
لشيءٍ - يعني - أَذَنَهُ لنبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآن"
(3)
.
= رجاله ثقات، ابن أبي حازم: هو عبد العزيز، ويزيدُ بن عبد الله: هو ابن أسامة بن الهاد، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التَّيْميّ، وأبو سَلَمة: هو ابن عبد الرَّحمن، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1091) و (7998).
وأخرجه البخاري (7544) عن إبراهيم بن حمزة، عن ابن أبي حازم، بهذا الإسناد، دون قوله:"يتغنَّى".
وأخرجه مسلم (792): (233) من طريق عبد العزيز بن محمد الدَّراورديّ، و (792):(233)، وأبو داود (1473) من طريق عُمر بن مالك وحَيْوَةَ بن شُرَيْح، ثلاثتُهم عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، به.
وأخرجه أحمد (9805)، ومسلم (792):(232) و (234)، وابن حبان (751) و (752)، من طرق، عن أبي سلمة، به.
قولُه: "ما أَذِنَ
…
" أي: ما استمعَ لشيءٍ مسموعٍ كاستماعه لنبيٍّ.
وقوله: "يتغنَّى بالقرآن": أي: يُحَسِّنُ صوتَهُ به حالَ قراءتِه، أو هو الجهر. قاله السِّنديّ.
وسيأتي في الحديث بعده من طريق الزُّهْري، عن أبي سلمة، به.
(1)
قوله: بن سعيد، من (ر) و (م).
(2)
بعدها في (ق) و (ك) و (م): عز وجل، وهي زيادة من النُّسَّاخ.
(3)
إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة، والزُّهْريّ: هو محمد بن مسلم بن شِهاب، وأبو سَلَمة: هو ابن عبد الرَّحمن بن عَوْف، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1092) و (7994)، وقال بإثر الرواية الأُولى:"أَذَنَهُ" لم أفهمه كما أردتُ.
وأخرجه البخاري (5024)، ومسلم (792):(232) من طرق، عن سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد، وعندهما:"ما أَذِنَ"، بدلٌ قوله:"يعني أَذَنَهُ"، وعند البخاري:"للنبيّ"، بدلٌ:"لنَّبِيّ"، وزاد البخاري في آخره: قال سفيان: تفسيرُه: يستغني به.
وأخرجه أحمد (7670) و (7832)، والبخاري (5023) و (7482)، ومسلم (792)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(7999)، وابن حبان (751) من طرق، عن الزُّهْري، به، وزاد البخاريُّ وأحمد في الرواية الثانية: وقال صاحبٌ له: يريد يَجْهَرُ به. اهـ. والضمير في =
1019 -
أخبرنا سليمانُ بنُ داود، عن ابن وَهْب قال: أخبرني عَمْرُو بنُ الحارث، أنَّ ابنَ شِهاب أخبره، أنّ أبا سَلَمةَ أخبره
أن أبا هريرةَ حدَّثه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سَمِعَ قراءةَ أبي موسى، فقال: "لقد أُوتِيَ مِزْمارًا من مَزَامِيرِ
(1)
آلِ داود" عليه السلام
(2)
.
1020 -
أخبرنا عبدُ الجَبَّار بنُ العَلَاء بن عبدِ الجَبَّار، عن سفيان، عن الزُّهْريّ، عن عُرْوَة
= "له" لأبي سَلَمة، والصاحب المذكور هو عبدُ الحميد بنُ عبد الرَّحمن بن زيد بن الخطاب، وسلفت هذه الزيادة عن أبي سَلَمة في الحديث قبله، وينظر "فتح الباري" لابن حجر 9/ 69.
قوله: أَذَنَه، بفتح الهمزة والذال، أي: اسْتِمَاعَهُ. قاله السِّنْديّ.
(1)
كلمة "مزمارًا" ليست في (ك)، وجاء في (ق): لقد أوتي مزامير
…
(2)
إسناده صحيح، سليمان بن داود: هو أبو الرَّبيع المَهْرِيّ، وابنُ وَهْب: هو عبدُ الله أبو محمد المصري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1093).
وأخرجه ابن حبان (7196) من طريق حَرْمَلَة بن يحيى التُّجيبيّ، عن ابن وَهْب، بهذا الإسناد.
وتابع عَمْرو بنَ الحارث محمدُ بنُ أبي حفصةَ كما في "مسند أحمد"(8820)، وإسحاقُ بنُ راشد، كما في "علل" الدارقطني / 471 فروياه عن الزُّهْري، به.
وخالفهم شعيبُ بنُ أبي حمزة ويونُس بنُ يزيد وابنُ جُريج - كما ذكر الدارقطني في "العلل" - فرَوَوْه عن الزُّهْري، عن أبي سلمة، مرسلًا. قال الدارقطنيّ: يُشبه أن يكون مَنْ قال: عن أبي هريرة، محفوظًا، لأنهم زادوا، وهم ثقات.
وأخرجه أحمد (9806)، وابن ماجه (1341)، من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن عَمرو بن علقمة، عن أبي سَلَمة، به.
واختُلف فيه أيضًا على محمد بن عَمْرو، فرواه حمَّادُ بن سَلَمة، عنه، عن أبي سَلَمة، مرسلًا، كما في "علل" الدارقطني 4/ 471، لكن جاء موصولًا عند أحمد (8646).
قوله: "لقد أُوتِيَ مزمارًا من مزامير آل داود"؛ نقل السِّندي عن صاحب "النهاية" قوله: شبَّهَ حُسْنَ صوتِه وحلاوةَ نَعْمَتِهِ بصوت المِزْمَار، وداودُ هو النبيُّ، وإليه المنتهى في حُسْنِ الصوت بالقراءة، والمرادُ بآل داودَ نَفْسُه، وكثيرًا ما يُطلقُ آلُ فلان على نفسه. اهـ. وانظر ما بعده.
عن عائشةَ قالت: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قراءةَ أبي موسى، فقال: "لقد أُوتِيَ هذا من مَزَامِيرِ آلِ داود
(1)
"
(2)
.
1021 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: حَدَّثَنَا عبد الرَّزَّاق قال: حَدَّثَنَا مَعْمَر، عن الزُّهْريّ، عن عروة
عن عائشةَ قالت: سَمِعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قراءةَ أبي موسى فقال: "لَقَدْ أُوتِيَ هذا مِزْمَارًا من مَزَامِيرِ آلِ داود" عليه السلام
(3)
.
(1)
في (ق) و (هـ): داود عليه السلام.
(2)
حديث صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (11094).
وأخرجه الحميدي، (282)، وأحمد (24097) عن سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وقد اختلف فيه عن الزُّهْري:
فرواه سفيان بنُ عُيينة كما في هذه الرواية، ومَعْمَرُ بن راشد كما في الرواية بعدها، عن الزُّهري، عن عروة، عن عائشة.
ورواه عَمرو بن الحارث عن الزُّهْري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، كما سلف في الرواية قبلها، وسلف في التعليق عليها ذكر روايات أخرى عن الزُّهْري، وكلامُ الدارقطنيّ.
ورواه اللَّيث بنُ سعد، عن الزُّهْريّ، عن عبد الرَّحمن بن كعب، مرسلًا، كما في "الفتح" للحافظ ابن حجر 9/ 93.
ورواه سفيان بن عُيينة، عن الزُّهْري، عن عَمْرة، عن عائشة، كما في "صحيح" ابن حبان (7195).
وقال الحميدي بإثر (282): كان سفيان ربَّما شكَّ فيه فقال: عن عَمْرة أو عُروة، لا يذكرُ فيه الخبر، ثم ثبتَ على عُروة، وذكر الخبرَ فيه غير مرَّة، وترك الشَّكّ. اهـ. وقال نحوه الدارقطني في "العلل" 8/ 109.
(3)
حديث صحيح، عبد الرزاق: هو ابن همَّامٍ الصَّنْعاني، ومَعْمَر: هو ابن راشد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1095).
وهو في "مصنَّف" عبد الرزاق (4177)، وأخرجه عنه أحمد (25343)، وسلف في الحديث قبله.
1022 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد
(1)
قال: حدَّثنا الليثُ بنُ سَعْد، عن عَبْدِ الله بن عُبيدِ الله بن أبي مُلَيْكَة، عن يَعْلَى بن مَمْلَك
أنَّه سألَ أمَّ سَلَمَةَ عن قراءةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وصلاتِه؛ قالت: ما لَكُمْ وصَلَاتَهُ؟! ثم نَعَتَتْ قراءتَه، فإذا هي تَنْعَتُ قراءةً مفسَّرةً حَرْفًا حَرْفًا
(2)
.
84 - باب التَّكبير للرُّكوع
1023 -
أخبرنا سُوَيْدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المبارك، عن يُونُس، عن الزُّهْريّ، عن أبي سَلَمةَ بن عبدِ الرَّحمن
أن أبا هريرةَ حين استخلفَه مروانُ على المدينة كان إذا قامَ إلى الصلاة المكتوبة كَبَّرَ، ثم يُكَبّرُ حين يركع، فإذا رفعَ رأسَه من الرَّكعة قال: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، رَبَّنا ولك الحَمْد، ثم يُكَبّرُ حين يَهْوِي ساجدًا، ثم يُكَبّرُ حين
(1)
قوله: بن سعيد، من (م).
(2)
إسناده ضعيف لجهالة يَعْلَى بن مَمْلَك، فلم يَرْوِ عنه غير ابن أبي مُلَيْكَة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبَّان. وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1096) و (8003).
وأخرجه بأطولَ منه الترمذي (2923) عن قُتيبةُ بن سعيد، بهذا الإسناد، وقال: حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفُه إلا من حديث ليث بن سعد عن ابن أبي مُلَيْكة، عن يَعْلَى بن مَمْلَك، عن أمّ سَلَمة.
وأخرجه بأطولَ منه أيضًا أحمد (26526) و (26564)، وأبو داود (1466) من طريقين عن اللَّيث بن سَعْد، به.
وأخرجه بنحوه أحمد (26742) من طريق همَّام بن يحيى، عن ابن جُرَيْجٍ، عن ابن أبي مُلَيْكَة، عن أمِّ سَلَمة، به، دون ذكر يعلى بن مَمْلَك في إسناده، قال الترمذي: حديث اللَّيث أصحّ.
وسيرد بهذا الإسناد وبأطولَ منه برقم (1629).
وسلف من حديث أنس رضي الله عنه (1014)، في وصف قراءته صلى الله عليه وسلم؛ قال: كان يمدُّ صوته مدًّا. وينظر تمام الكلام عليه في التعليق على أحاديث "المسند" المذكورة آنفًا.
يقومُ من الثِّنْتَيْنِ بعدَ التَّشهُّد، يفعلُ مثلَ ذلك حتَّى يقضيَ صلاتَه، فإذا قَضَى صلاتَه وسلَّم؛ أقبلَ على أهل المسجد فقال: والذي نفسي بيدِه، إنِّي لأَشْبَهُكُم صلاةً برسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
85 - باب رفع اليَدَيْن للرُّكوع
(2)
حذاءَ فروعِ الأُذُنَيْنِ
1024 -
أخبرنا عليُّ بنُ حُجْر قال: أخبرنا إسماعيل، عن سعيد، عن قَتَادة، عن نَصْر بن عاصم اللَّيْثي
عن مالك بن الحُوَيْرث قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يرفعُ يدَيْه إذا كبَّرَ، وإذا ركع، وإذا رفعَ رأسَه من الرُّكُوع، حتَّى بلغَتَا فروعَ أُذُنيه
(3)
.
(1)
إسناده صحيح، يونس: هو ابن يزيد الأَيْلي، والزُّهْري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1097).
وأخرجه ابن حبان (1767) من طريق حِبَّان بن موسى، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد، وزاد في آخره: قال سالم: وكان ابن عمر يفعل مثل ذلك، غير أنه كان يخفض صوته بالتكبير.
وأخرجه مسلم (392): (30) من طريق ابن وَهْب، عن يونس، به.
وأخرجه أحمد (7657) من طريق معمر، عن الزُّهْري، به.
وأخرجه بنحوه أحمد (8253) و (9837)، والبخاري (795) من طريق سعيد المَقْبُريّ، عن أبي هريرة، به.
وسيأتي من طريق معمر برقم (1060)، ومن طريق مالك برقم (1155) كلاهما عن الزُّهْري مختصرًا.
ومن طريق معمر، عن الزُّهْري، عن أبي بكر بن عبد الرَّحمن وأبي سلمة برقم (1156).
ومن طريق عُقيل، عن الزُّهْري، عن أبي بكر وحده برقم (1150).
وينظر الحديث السالف برقم (905).
(2)
قوله: للركوع، ليس في (ر) و (م).
(3)
إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن إبراهيم، المعروف بابن عُلَيَّة، وسعيد: هو ابن أبي عَرُوبة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1098).
وهو مكرَّر الحديث (881) غير شيخ المصنِّف.
86 - باب رفع اليَدَيْن للرُّكوع حِذاء المَنْكِبَيْن
1025 -
أخبرنا قُتيبةُ بن سعيد
(1)
قال: حَدَّثَنَا سفيان، عن الزُّهْريّ، عن سالم
عن أبيه قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إذا افْتَتَحَ الصَّلاةَ يرفعُ يَدَيْهِ حتَّى يُحاذِيَ مَنْكِبَيْهِ، وإذا رَكَعَ، وإذا رفعَ رأسَه من الرُّكوع
(2)
.
87 - باب ترك ذلك
1026 -
أخبرنا سويدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المبارك، عن سفيان، عن عاصم بن كُلَيْب، عن عبد الرَّحمن بن الأسود، عن علقمة
عن عبد الله قال: ألا أُخْبِرُكُمْ بصلاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقامَ، فرفعَ يَدَيْه أَوَّلَ مَرَّة، ثم لم يَعُد
(3)
(4)
.
(1)
قوله: بن سعيد، من (ر) و (م).
(2)
إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1099).
وأخرجه أحمد (4540)، ومسلم (390):(21)، وأبو داود (721)، والترمذي (255) و (256)، وابن ماجه (858)، وابن حبان (1864) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق شعيب بن أبي حمزة ويونس بن يزيد الأَيْلي ومالك (مفرَّقين) عن الزُّهْري، به، بالأرقام:(876) و (877) و (878).
وسيتكرَّر من طريق سفيان بن عُيينة، عن الزُّهْري، به، برقم (1144) بزيادة قوله: ولا يرفع بين السجدتين.
(3)
في (ر): يُعده بعد، وفي هامشي (ك) و (هـ): لم يرفع.
(4)
رجاله ثقات، سفيان: هو الثوري، وعلقمة: هو ابن قيس النَّخعي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1100).
وأخرجه أبو داود (749)(طبعة الرسالة) من طريق معاوية وخالد بن عمرو وأبي حذيفة، عن سفيان، به، وفيه:"فرفع يديه في أول مرَّة، وقال بعضهم: مرَّة واحدة". وسترد بنحوها من رواية وكيع عن سفيان برقم (1058). =
88 - باب إقامة الصُّلْب في الرُّكُوع
1027 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد
(1)
قال: حَدَّثَنَا الفُضَيْلُ بنُ عياض
(2)
، عن الأعمش، عن عُمارةَ بن عُمير، عن أبي مَعْمَر
عن أبي مسعود قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُجْزِئُ صلاةٌ لا يُقيمُ الرَّجلُ فيها صُلْبَهُ في الرُّكوع والسُّجود"
(3)
.
= وقد صحَّح الدارقطني إسنادَه في "العلل" 2/ 382 وقال: فيه لفظة ليست بمحفوظة، وهي قوله: ثم لم يَعُد.
وذكر ابن عبد البَرّ في "التمهيد" 9/ 219: أن عاصم بن كُليب انفرد فيه واختلف عليه في لفظه، فمرّة يقول: ثم لا يعود، ومرَّة يقول: لم يرفع يديه إلا مرّة، وإنما يقوله من قبل نفسه، لأن ابن إدريس رواه عن عاصم بن كُليب فلم يزد على أن قال: كبّر ورفع يديه ثم ركع
…
وضعّف أحمد الحديث.
وسأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث كما في "العلل"(258) فقال: هذا خطأ، يقال: وَهِمَ فيه الثوريّ، ورَوَى هذا الحديثَ عن عاصم جماعةٌ، فقالوا كلُّهم: إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم افتتح فرفع يديه، ثم ركع، فطبَّق وجعلَها بين ركبتيه، ولم يقل أحد ما رواه الثوري.
وينظر تعليق الشيخ أحمد شاكر على حديث الترمذي (257)، والتعليق على حديث "مسند" أحمد (3681).
(1)
قوله: بن سعيد، من (ر) و (م).
(2)
قوله: بن عياض، من (ك) و (م).
(3)
إسناده صحيح، الأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وأبو مَعْمر: هو عبدُ الله بنُ سَخْبَرَة، وأبو مسعود: هو عقبة بن عَمرو البَدْريّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1101).
وأخرجه أحمد (17073) و (17103) و (17104)، وأبو داود (855)، والترمذي (265)، وابنُ ماجه (870)، وابن حبان (1892) و (1893) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي برقم (1112) من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش، به.
قال السِّندي: قوله: "لا يُقيم" أي: لا يُعَدِّلُ ولا يُسَوِّي، والمقصودُ الطمأنينة في الركوع والسُّجود، ولذا قال الجمهور بافتراض الطمأنينة.
89 - باب الاعتدال في الرُّكوع
1028 -
أخبرنا سويدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المبارك، عن سعيدِ بن أبي عَرُوبة وحَمَّاد بن سَلَمة، عن قَتَادة
عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"اِعْتَدِلُوا في الرُّكُوعِ والسُّجُود، ولا يَبْسُط أحدُكُم ذِراعَيْهِ كالكَلْب"
(1)
.
(1)
إسناده صحيح، عبد الله بن المبارك سمع من سعيد بن أبي عَروبة قبل اختلاطه، وتوبع أيضًا، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1102).
وأخرجه أحمد (12066) عن ابن أبي عديّ وعبد الوهَّاب الخفَّاف، وابن ماجه (892) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عَرُوبة وحدَه، بهذا الإسناد. دون لفظ "الركوع"، وعبد الوهَّاب الخفَّاف وعبد الأعلى بن عبد الأعلى سمعا من ابن أبي عَروبة قبل اختلاطه.
وأخرجه ابن حبان (1927) من طريق كامل بن طلحة الجَحْدَريّ، عن حمَّاد بن سَلَمة وحدَه، به، دون لفظ "الركوع".
وسيأتي من طريق عَبْدة، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، مقرونًا بطريق خالد بن الحارث، عن شعبة، كلاهما عن قَتَادة، به، برقم (1111).
ومن طريق عَبْدة، عن سعيد وحدَه بلفظ:"أتمُّوا الرُّكوع والسُّجود، فواللهِ إني لأراكم من خلف ظهري في ركوعكم وسجودكم" برقم (1117).
ومن طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، به، بلفظ:"أتمُّوا الرُّكوع والسُّجود إذا ركعتُم وسجدتم" برقم (1054).
ومن طريق أيوب بن أبي مسكين عن قَتَادة بلفظ: "لا يَفْتَرِشْ أحدُكم ذراعَيْه في السجود افتراشَ الكلب" برقم (1103).
قال السِّندي: قوله: "اِعْتَدِلُوا في الرُّكوع" أي: تَوَسَّطُوا فيه بين الارتفاع والانخفاض، وكذا توسَّطُوا في السجود بين الافتراش والقَبْض بوضع الكفَّين على الأرض ورفع المرفقين عنها والبطن عن الفَخِذ، وبَسْطُ الكلب هو وضع المرفقين مع الكفَّين على الأرض.
90 - باب التَّطبيق
(1)
1029 -
أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود قال: حدَّثنا خالدُ بنُ الحارث، عن شعبة، عن سليمان قال: سمعتُ إبراهيمَ يحدِّث، عن علقمةَ والأسود
أنهما كانا مع عبدِ اللهِ
(2)
في بيتِه فقال: أصَلَّى هؤلاء؟ قلنا: نَعَمْ. فَأَمَّهُمَا وقامَ بينَهما بغير أذانٍ ولا إقامة، قال
(3)
: إذا كنتُم ثلاثةً فاصْنَعُوا هكذا، وإذا كنتُم أكثرَ من ذلك فلْيَؤُمَّكُم أَحَدُكُم، ولْيَفْرِشُ كَفَّيْهِ على
(4)
فَخِذَيْه، فكأَنَّما أنظرُ إلى اختلافِ أصابعِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(5)
.
1030 -
أخبرني أحمدُ بنُ سعيد الرِّباطيُّ قال: حَدَّثَنَا عبدُ الرَّحمن بنُ عبد الله قال: أخبرنا عَمْرٌو - وهو ابن أبي قَيْس - عن الزُّبَيْر بن عَدِيٍّ
(6)
، عن إبراهيم، عن الأسود وعَلْقَمَةَ قالا:
صَلَّيْنا مع عبدِ الله بن مسعود بن مسعود في بيتِهِ، فقامَ بينَنا، فوضَعْنا أيدَينا
(7)
على رُكَبِنا، فَنَزَعَها
(8)
، فخالفَ بين أصابعنا، وقال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يفعلُه
(9)
.
(1)
في (ق) و (ك): كتاب التطبيق، والمثبت من (ر) و (م) و (هـ)، وهو الأشبه.
(2)
فوقها في (م): بن مسعود.
(3)
في (ر) و (م) وهامش (ك): وقال.
(4)
كلمة "على" ليست في (ق) و (ك).
(5)
إسناده صحيح، سليمان: هو ابن مِهْرَان الأعمش، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (620).
وسلف من طريق النَّضْر بن شُميل، عن شعبة برقم (720)، وينظر الحديث رقم (719).
(6)
في (ر) و (م): وهو ابن عديّ.
(7)
في (ك) و (هـ): يعني أيدينا.
(8)
في (هـ): فنزعهما.
(9)
حديث صحيح، وهذا إسنادٌ حسن من أجل عَمْرو بن أبي قيس، عبد الرَّحمن بنُ عبد الله: هو ابن سَعْد الدَّشْتَكيّ، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعِيّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (622). =
1031 -
أخبرنا نُوحُ بنُ حَبِيب قال: أخبرنا ابن إدريس، عن عاصمِ بن كُلَيْب، عن عبد الرَّحمن بن الأسود، عن علقمة
عن عبد الله قال: عَلَّمَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ، فَقامَ فَكَبَّرَ، فلمَّا أَرادَ أَنْ يركعَ طَبَقَ يَدَيْهِ بينَ رُكْبَتَيْهِ وركَعَ، فبلغَ ذلك سَعْدًا، فقال: صَدَقَ أخي، قد كُنَّا نفعلُ هذا، ثم أُمِرْنا بهذا، يعني الإمساكَ بالرُّكَب
(1)
.
91 - باب نسخ ذلك
1032 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حَدَّثَنَا أبو عَوَانة، عن أبي يَعْفُور، عن مصعب بن سَعْد قال:
صَلَّيتُ إلى جَنْبِ أبي، وجعلتُ
(2)
يديَّ بين رُكْبَتَيَّ، فقال لي: اضْرِبْ بكفَّيك على رُكْبَتَيْك. قال: ثم فعلتُ ذلك مرّةً أخرى، فضربَ يدي، وقال: إنَّا قد نُهينا عن هذا، وأُمِرْنا أن نضرب بالأكُفِّ على الرُّكَب
(3)
.
= وسلف من طريق الأعمش، عن إبراهيم، به، برقم (719)، وانظر الحديث قبله، والآتيَ بعده.
قوله: فخالفَ بين أصابعنا؛ أي: بالتشبيك. قاله السِّنْديّ.
(1)
إسناده صحيح، ابن إدريس: هو عبد الله، وعبد الرَّحمن بنُ الأسود: هو ابن يزيد النَّخَعيّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (623).
وأخرجه أحمد (3974) عن يحيى بن آدم، وأبو داود (747) عن عثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد. وعندهما: فكبَّر ورفع يدَيْه.
وتنظر الأحاديث السالفة قبله، والحديث رقم (719).
(2)
في (ر) و (م): قال وجعلتُ.
(3)
إسناده صحيح، قُتيبةُ: هو ابن سعيد، وأبو عَوَانة: هو الوضَّاح بن عبد الله، وأبو يعفور: هو الأكبر، وهو وَقْدَان العبدي، كما في ترجمته في "تهذيب الكمال"، ويقال: اسمه واقد، وذهب النووي في "شرح مسلم" إلى أنه أبو يعفور الأصغر، وهو عبد الرَّحمن بن عُبَيْد بن نِسْطاس، وقد تُعقّب كما ذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 273، ومصعب بن سعد: هو ابن أبي وقَّاص رضي الله عنه، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (624).
1033 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليّ قال: حَدَّثَنَا يحيى بنُ سعيد، عن إسماعيلَ بن أبي خالد، عن الزُّبير بن عديّ، عن مصعب بن سَعْد قال:
ركَعْتُ فطَبَّقْتُ، فقال أبي: إنَّ هذا شيءٌ كُنَّا نفعلُه، ثم ارتَفَعْنا إلى الرُّكَب
(1)
.
92 - باب الإمساك بالرُّكب في الرُّكوع
1034 -
أخبرنا محمدُ بنُ بشَّار قال: حدَّثني أبو داودَ قال: حَدَّثَنَا شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي عبد الرَّحمن
عن عُمر قال: سُنَّتْ لكُمُ الرُّكَبُ، فأَمْسِكُوا بالرُّكَب
(2)
.
= وأخرجه مسلم (535): (29)، والترمذي (259) عن قُتيبةُ، بهذا الإسناد، وقرن مسلم بقتيبة أبا كامل الجَحْدَريّ.
وأخرجه البخاري (790)، وأبو داود (867)، وابن حبان (1882) من طريق شعبة، عن أبي يعفور، به.
وسيأتي بعده من طريق يحيى القطَّان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الزُّبير بن عديّ، عن مصعب بن سعد، به.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 273 في قوله: نُهينا عنه وأمرنا: استُدلَّ به على نسخ التطبيق المذكور بناءً على أنَّ المراد بالآمر والناهي في ذلك هو النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وهذه الصيغة مختلفٌ فيها، والراجح أن حكمها الرَّفْع.
(1)
إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطَّان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (625).
وأخرجه أحمد (1570) عن يحيى القطَّان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (1576)، ومسلم:(535): (30) و (31)، وابن ماجه (873)، وابن حبان (1883) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وسلف قبلَه من طريق أبي يعفور، عن مصعب بن سَعْد، به.
(2)
صحيح لغيره، رجال إسناده ثقات، غير أنه ضعيف لانقطاعه، أبو عبد الرَّحمن - وهو عبد الله بنُ حَبِيب السُّلَمي - لم يسمع من عمر؛ كما في "مراسيل" ابن أبي حاتم 107 عن يحيى بن معين، وأنكر شعبة أيضًا سماعه منه كما ذكر ابن رجب في "فتح الباري" 7/ 155 =
1035 -
أخبرنا سُويدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المبارك
(1)
، عن سفيان، عن أبي حَصِين، عن أبي عبد الرَّحمن السُّلَميِّ قال:
قال عمر: إِنَّما السُّنَّةُ الأخْذُ بالرُّكَب
(2)
.
93 - باب مواضع
(3)
الرَّاحَتَيْنِ فِي الرُّكُوعِ
1036 -
أخبرنا هنَّادُ بنُ السَّرِي في حديثه عن أبي الأحوص، عن عطاءِ بن السَّائب، عن سالم قال:
= أبو داود: هو الطيالسي، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.
والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (626).
ولم يُتابَع أبو داود الطيالسي على هذا الإسناد، والمحفوظ: أبو حَصِين، عن أبي عبد الرَّحمن السُّلميّ، عن عمر، كما ذكر الدارقطنيّ في "العلل" 1/ 250.
وقد رواه أبو داود الطيالسيّ في "مسنده"(62) عن شعبة، عن أبي حصين، بالإسناد المحفوظ، وسيأتي من طريق أبي حَصِين عن أبي عبد الرَّحمن في الحديث بعده.
وسلف قبله حديث سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه في وضع اليدَيْن على الرُّكبتين في الرّكوع.
وسيأتي أيضًا من حديث أبي حُميد السَّاعديّ برقم (1039)، وهما حديثان صحيحان.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 274: وهذا أيضًا حكمُه حكمُ الرفع، لأن الصحابي إذا قال: السُّنَّة كذا، أو سُنَّ كذا؛ كان الظاهر انصرافَ ذلك إلى سنَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا سيَّما إذا قاله مثلُ عمر.
(1)
قوله: بن المبارك، من (ر) و (م).
(2)
صحيح لغيره، رجاله ثقات، وهذا إسناد منقطع كسابقه، سفيان: هو الثوري، وأبو حَصِين: هو عثمان بنُ عاصم الأسديّ، وروايته هذه عن أبي عبد الرَّحمن السُّلَمي، عن عُمر، هي المحفوظة كما سلف الكلام في الحديث قبله، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (627).
وأخرجه الترمذيّ (258) من طريق أبي بكر بن عيَّاش، عن أبي حَصِين، بهذا الإسناد.
وقال: حديث حسن صحيح، والعملُ على هذا عند أهل العلم من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم والتابعين ومَنْ بعدهم، لا اختلاف بينهم في ذلك إلا ما رُويَ عن ابن مسعود وبعض أصحابه أنهم كانوا يُطبِّقون، والتطبيق منسوخ عند أهل العلم.
(3)
في (م) وهامش (ك): موضع.
أتينا أبا مسعود، فقلنا له: حَدِّثْنَا عن صلاةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقامَ بين أيدينا، فكَبَّر
(1)
، فلمَّا ركعَ وضعَ راحَتَيْه على رُكْبَتَيْه، وجعلَ أصابعَه أسفلَ من ذلك، وجافَى بمِرْفَقَيْهِ حتَّى استَوَى كلُّ شيء منه، ثم قال:"سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه"، فقامَ حتَّى استوى كلُّ شيء منه
(2)
.
(1)
في (هـ) وهامش (ك): وكبّر.
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عطاء بن السائب، فهو صدوق، وقد اختلط بأخَرة. أبو الأحوص: هو سلَّام بن سُليم، وقد توبع في روايته عن عطاء كما سيأتي في الحديث بعده، وسالم: هو أبو عبد الله البرَّاد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (628).
وقد اختُلف على عطاء في قوله: وجعلَ أصابعَه أسفلَ من ذلك:
فرواه أبو الأحوص عنه بهذا اللفظ كما في هذه الرواية، وجَرِير بن عبد الحميد كما في "سنن" أبي داود (863)، و "صحيح" ابن خزيمة (598)، وروايةُ جرير عن عطاء بعد الاختلاط، كما في "تهذيب" ابن حجر، وأما رواية أبي الأحوص عنه فلم يُذكر هل هي قبل اختلاطه أم بعده، وترجمَ ابن خُزيمة للحديث بقوله: باب وضع الراحة على الرُّكبة في الرُّكوع وأصابع اليدين على أعلى الساق الذي يلي الرُّكبتين.
ورواه زائدة بن قُدامة الثقفي عنه كما في الرواية بعده بلفظ: وجعل أصابعه من وراء ركبتيه، ووقع في "مسند" أحمد (17081) من طريق زائدة أيضًا عنه: وفرَّج أصابعَه من وراء ركبتيه، وروايةُ زائدة عن عطاء قبل الاختلاط كما في "تهذيب التهذيب".
ورواه همَّام بن يحيى العَوْذِي عنه كما في "مسند" أحمد (17076) بلفظ: وفَضَلَتْ أصابعُه على ساقيه، وهو بمعنى الرواية أعلاه.
ورواه همَّام بن يحيى العَوْذي أيضًا عنه كما في "مسند" الطيالسي (620)، وحجَّاج بن المِنْهال كما في "الأوسط" لابن المنذر (1347) بلفظ: وفَرَّجَ بين أصابعه، ورواية همَّام عن عطاء بعد الاختلاط كما في "النكت الظراف" 7/ 50 (بهامش التحفة)، لكن رجَّح الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 149 أن يكون همَّام سمع من عطاء قبل الاختلاط، فالظاهر أنه سمع منه في الحالين.
وسلف قريبًا من حديث سَعْد رضي الله عنه قال: وأُمرنا أن نضربَ بالأكفّ على الرُّكَب، وإسناده صحيح، ورَوَى أبو داود (731) ضمن حديث أبي حُميد السَّاعدي في صفة صلاته صلى الله عليه وسلم قال: فإذا ركعَ أمكن كفَّيه من ركبتيه، وفرَّج بين أصابعه، وإسناده حسن.
94 - باب مواضع أصابع اليَدَيْنِ في الرُّكوع
1037 -
أخبرنا أحمدُ بنُ سليمانَ الرُّهاويُّ قال: حدَّثَنا حُسين، عن زائدة، عن عطاء، عن سالم أبي عبد الله
عن عُقبةَ بن عَمْرٍو قال: أَلَا أُصَلِّي لكم كما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي؟ فقلنا: بلى، فقامَ، فلمَّا ركَعَ وضعَ راحَتَيْهِ على رُكْبَتَيْه، وجعلَ أصابعَه من وراءِ رُكْبَتَيْه، وجافَى إِبْطَيْهِ حتَّى اسْتَقَرَّ كلُّ شيء منه، ثم رفعَ رأسَه، فقامَ حتَّى اسْتَوَى
(1)
كلُّ شيء منه، ثم سجدَ، فَجَافَى إبطَيْه حتَّى اسْتَقَرَّ كلُّ شيء منه، ثم قعدَ حتَّى اسْتَقَرَّ كلُّ شيء منه، ثم سَجَدَ حتَّى اسْتَقَرَّ كلُّ شيء منه، ثم صنعَ كذلك أربعَ ركَعات، ثم قال: هكذا رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي
(2)
، وهكذا كان يُصَلِّي بنا
(3)
.
95 - باب التَّجافي في الرُّكوع
1038 -
أخبرنا يعقوبُ بنُ إبراهيم
(4)
، عن ابن عُلَيَّة، عن عطاء بن السَّائب، عن سالم البَرَّاد، قال:
قال أبو مسعود
(5)
: ألا أُرِيكُم كيفَ كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي؟ قلنا:
(1)
في (ر) و (م): استقرَّ.
(2)
كلمة "يصلي" ليست في (ر).
(3)
إسناده حسن، رجاله ثقات غير عطاء بن السائب، فهو صدوق، وقد اختلط بأخَرة، ورواية زائدة - وهو ابن قُدامة - عنه قبلَ اختلاطه، وسلف الكلام عليه في الحديث قبله، حُسين: هو ابن عليّ الجُعفيّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (629).
وأخرجه أحمد (17081) عن حُسين بن علي، بهذا الإسناد، وفيه: وفَرَّجَ أصابعَه من وراء ركبتيه.
(4)
بعدها في (ر) و (م): الدَّوْرقيّ.
(5)
بعدها في (م): الأنصاري.
بلى، فقامَ فكَبَّرَ، فلمَّا ركعَ جافَى بين إبْطَيْهِ، حتَّى لما اسْتَقَرَّ كلُّ شيء منه؛ رفعَ رأسَه، فصَلَّى أربعَ رَكَعات هكذا، وقال: هكذا رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي
(1)
.
96 - باب الاعتدالِ في الرُّكوع
1039 -
أخبرنا محمدُ بنُ بشَّار قال: حَدَّثَنَا يحيى قال: حَدَّثَنَا عبدُ الحميد بنُ جعفر قال: حدَّثني محمدُ بنُ عَطَاء
(2)
عن أبي حُمَيْد السَّاعِدِيِّ قال: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا ركعَ اعتدلَ، فلم يَنْصُبْ
(3)
رأسَهُ ولم يُقْنِعْهُ، ووضعَ يدَيْه على رُكْبَتَيْه
(4)
.
(1)
حديث حسن، وهذا إسنادٌ رجاله ثقات غير عطاء بن السائب فهو صدوق، ورواية ابن عُلَيَّة - وهو إسماعيل بن إبراهيم - عنه بعد الاختلاط، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (630).
وسلف الكلام عليه قبل حديث.
(2)
نُسب إلى جدِّه، وجاء في (هـ): محمد بن عَمرو بن عطاء.
(3)
في هامش (ك): يَصُبّ. (نسخة).
(4)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (631).
وأخرجه الترمذي (304) عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد مطولًا في عَرْضِ أَبي حُميد السَّاعِديّ صلاتَهُ على عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه: فلم يُصَوِّبْ رأسه. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه أحمد (23599)، وأبو داود (730) والترمذي (304)، وابن حبان (1865) من طريق يحيى بن سعيد، به مطولًا، وعند أحمد وأبي داود: يصبّ، بدل: ينصب.
وأخرجه أبو داود (730)، والترمذي (305)، وابن ماجه (1061)، وابن حبان (1867) و (1876) من طريق أبي عاصم الضحَّاك بن مَخْلَد، وابنُ حبان (1870) من طريق أبي أسامة، كلاهما عن عبد الحميد بن جعفر، به، مطوّلًا، وعند ابن ماجه: يصبّ، وعند ابن حبان: يصوّب، بدلٌ: ينصب.
وأخرجه بنحوه البخاري (828)، وأبو داود (731) و (732) و (964) و (965) من طريق محمد بن عمرو بن حَلْحَلَة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، به، مطولًا. =
97 - باب النَّهي عن القراءة في الرُّكوع
1040 -
أخبرنا عُبيدُ الله بنُ سعيد
(1)
، حدَّثنا حمَّادُ بنُ مَسْعَدَة، عن أشْعَتْ، عن محمد، عن عَبِيدَة
عن عليٍّ قال: نَهاني النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن القَسِّيِّ والحَرِير، وخاتَمِ الذَّهَب، وأَنْ أقرأَ وأنا راكع، وقال مرَّةً أخرى: وأنْ أقرأ راكعًا
(2)
.
= وأخرج أبو داود (733)، وابن حبان (1866) من طريق عيسى بن عبد الله بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عبَّاس بن سَهْل بن سَعْد الساعدي، أنه كان في مجلس كان فيه أبوه - وكان من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وفي المجلس أبو هريرة وأبو أُسَيْد وأبو حُميد السَّاعدي من الأنصار، وأنهم تذاكروا الصلاة، فقال أبو حُميد: أنا أَعْلَمُكُم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
الحديث، وهو بنحوه من طريقين آخرين، عن عبَّاس بن سهل، به، عند أبي داود (734)(735) و (966) و (967)، والترمذي (260)، وابن حبان (1871)، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسيأتي الحديث بقطع أخرى منه بهذا الإسناد بالأرقام: (11101) و (1181) و (1262).
قال السِّندي: قوله: "اعتدَلَ" أي: توسَّط بين الارتفاع والانخفاض، وفسَّره بقوله:"فلم يَنْصِبْ رأسَه ولم يُقنِعْه" ونصبُ الرأس معروف، والإقناع يُطلق على رفْعِ الرأس وخفضِه، من الأضداد، والمراد هاهنا الثاني.
وذهب ابن الأثير في النهاية (نصب) إلى أنَّ المشهور في الرواية: "يُصَبِّي"(مِنْ صَبَّى؛ أي: أمال)، و "يُصَوِّبُ".
(1)
بعدها في (م): أبو قُدَامة السَّرَخْسيّ.
(2)
إسناده صحيح، أشْعَث: هو ابن عبد الملك الحُمْرانيّ، ومحمد: هو ابن سِيرِين، وعَبِيدَة: هو ابن عَمرو السَّلْمَانيّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (632) و (9429).
ورواه هشامُ بنُ حسان عن محمد بن سِيرِين، به - كما سيأتي برقم (5184) - بلفظ: نُهِيَ عن مَياثر الأُرْجُوان، ولُبْسِ القَسِّيّ وخاتَم الذهب.
والجمهور على أنَّ قول الصحابي: أُمِرْنا بكذا، أو نُهينا عن كذا، مرفوع.
ورواه أيوبُ السَّخْتِيانيّ عن محمدِ بن سِيرِين، عن عَبِيدةَ السَّلْماني قال: نُهِيَ عن .... ، وسيأتي برقم (5185). =
1041 -
أخبرنا عُبيد الله بنُ سعيد قال: حَدَّثَنَا يحيى بنُ سعيد، عن ابن عَجْلان، عن إبراهيمَ بن عبدِ الله بن حُنَيْن، عن أبيه، عن ابن عبَّاس
عن عليٍّ قال: نَهَاني النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن خاتَم الذَّهب، وعن القراءة راكعًا، وعن القَسِّيِّ والمُعَصْفَر
(1)
.
= وأخرجه مسلم (2078) من وجه آخر عن عليّ، وسيأتي برقم (1044).
وسيتكرَّر الحديث برقم (5183).
وللحديث طرق مختلفة ستأتي بالأرقام: (1041 - 1044) و (1118) و (1119) و (5165 - 5185) و (5266 - 5272) و (5298) و (5318) و (5611) و (5612) و (5627)، وينظر أيضًا ما سيأتي برقم (5210).
قوله: القَسِّي، أي: الثياب القَسِّيَّة، وهي ثيابٌ مضلَّعة بالحرير، تُعمل بالقَسّ من بلاد مصر ممَّا يلي الفَرَمَاء، قاله السِّندي. والثياب المضلَّعة: يعني المخطَّطة، وهي التي فيها خطوطٌ عريضة كالأضلاع.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات غير ابن عَجْلَان - وهو محمد - فصدوق، يحيى بن سعيد: هو القطَّان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (633).
وأخرجه أحمد (611) و (1004)، ومسلم (480):(213)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(9414) من طريق يحيى بن سعيد القطَّان، بهذا الإسناد.
وقد اختُلف على إبراهيمَ بن عبدِ الله بن حُنين في ذكر ابن عباس في إسناده بين أبيه عبد الله بن حُنين وعليّ:
فرواه ابن عَجْلان كما في هذه الرواية، والضحَّاكُ بنُ عثمان كما سيأتي برقمي (1042) و (5173)، وداودُ بنُ قيس كما سيأتي برقمي (1118) و (5172)، وعبدُ الحكيم بنُ أبي فَرْوَة كما ذكر الدارقطنيُّ في "العلل" 1/ 301، أربعتُهم عن إبراهيم بن عبد الله بن حُنين، به، وفي رواية: ولا أقرأ ساجدًا ولا راكعًا.
ورواه الزُّهْري كما سيأتي برقمي (1119) و (5174)، ويزيدُ بنُ أبي حبيب كما سيأتي بالأرقام:(1043) و (5268) و (5318)، ومحمدُ بنُ عَمرو بن علقمة كما سيأتي برقم (5175)، ونافعٌ مولى ابن عمر كما سيأتي برقمي (1044) و (5269)، والوليدُ بنُ كثير وزيدُ بنُ أسلم وأسامةُ بنُ زيد ومحمدُ بنُ إسحاق كما في "صحيح" مسلم (480):(210) و (211) =
1042 -
أخبرنا الحسنُ بنُ داودَ المُنْكَدِرِيُّ قال: حدَّثنا ابن أَبي فُدَيْك، عن الضَّحَّاكِ بن عثمان، عن إبراهيمَ بن حُنَيْن، عن أبيه، عن عبدِ الله بن عبَّاس
عن عليٍّ قال: نَهَاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم - ولا أقول: نَهَاكُم - عن تختُّم الذَّهب، وعن لُبْسِ القَسِّيّ، وعن لُبْسِ المُفَدَّم والمُعَصْفَر، وعن القراءة في الرُّكوع
(1)
.
= و (213)، كلُّهم رَوَوْهُ عن إبراهيم بن عبد الله بن حُنين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب، به، دون ذكر ابن عباس في إسناده، وزاد بعضُهم النهيَ عن القراءة في السجود.
قال البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 300: لم يصحَّ فيه "ابن عباس". اهـ. لكن نقلَ ابن أبي حاتم في "العلل" عن أبيه في هذا الحديث قولَه: الزيادة مقبولة من ثقة، وابنُ عَجْلانَ ثقة. اهـ.
وجَوَّزَ ابن عبد البَرّ في "التمهيد" 16/ 114 أن يكون عبدُ الله بنُ حُنين سمعَه من عليّ، وأن يكونَ سمعَه من ابن عباس عن عليّ، ونقلَ عن يحيى بن سعيد أنه كان يذهبُ إلى ذلك، ويقول: كان مجلسُهُما واحدًا، وتحفَّظاه جميعًا.
ونقلَ النوويّ في "شرح مسلم" 4/ 200 عن الدارقطني قولَه: مَنْ أَسقَطَ ابنَ عَبَّاس أكثرُ وأحفظ، ثم قال النوويّ: وهذا اختلافٌ لا يؤثِّر في صحَّة الحديث، فقد يكون عبدُ الله بنُ حُنين سمعَه من ابنَ عباس، عن عليّ، ثم سمعه من عليّ نفسه. اهـ. وينظر "علل" الدارقطني 1/ 301.
(1)
حديث صحيح، الحسن بنُ داود - وهو المنكدري - لا بأس به، وابنُ أبي فُدَيك - وهو محمد بن إسماعيل - والضحَّاكُ بن عثمان، صدوقان، وإبراهيم بن عبد الله بن حُنين وأبوه عبد الله ثقتان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (634) و (9413).
وأخرجه مسلم (480): (213) عن هارون بن عبد الله، عن ابن أبي فديك، بهذا الإسناد، مختصرًا في النهي عن القراءة في الركوع فحسب.
وأورده الحُميديّ بتمامه في "الجمع بين الصحيحين"(149)(من أفراد مسلم) عن "الأطراف" وقال: ليس ذلك عندنا في أصل كتاب مسلم، ولعله قد وُجد في نسخة أخرى من الكتاب، والله أعلم.
وكذلك نسبه البيهقي بتمامه لمسلم في "السُّنن الكبرى" 5/ 61، وقال: كان عليّ رضي الله عنه يُشيرُ =
1043 -
أخبرنا عيسى بنُ حَمَّاد زُغْبَةُ، عن اللَّيث، عن يزيدَ بن أبي حَبِيب
(1)
، أنَّ إبراهيمَ بنَ عبدِ الله بن حُنَيْنٍ حَدَّثَه، أنَّ أباه حدَّثه
أنَّه سمعَ عَلِيًّا يقول: نهاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن خاتَم الذَّهب، وعن لُبُوس القَسِّيّ والمُعَصْفَر، وقراءةِ القرآن وأنا راكع
(2)
.
= إلى أنه يختصُّ بالنهي عنه دون غيره.
وقد تابع داودُ بنُ قيس الضحَّاك بنَ عثمان على قوله: "المفدَّم" كما سيأتي برقمي (1118) و (5172).
قوله: المُفَدَّم؛ هو الثوب المُشبع حُمرةً، كأنه الذي لا يُقدر على الزيادة عليه لتناهي حُمرته. قاله السِّنديّ. عن "النهاية".
وقوله: ولا أقول نهاكم؛ قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 4/ 198 - 199: ليس معناه أنَّ النهي مختصٌّ به، وإنما معناه أن اللفظ الذي سمعتُه بصيغة الخطاب لي، فأنا أنقله كما سمعتُه، وإن كان الحُكم يتناولُ الناسَ كلَّهم.
وسيتكرّر الحديث برقم (5173)، وانظر ما سلف برقم (1040).
(1)
في (م): "يزيد وهو ابن الهاد". وهو خطأ، وجاء فوقها: ابن أبي حبيب.
(2)
إسناده صحيح، اللَّيث: هو ابن سَعْد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (635) و (9416)، ومطوَّلًا برقم (9495) بخبر إكساء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عليًّا حُلَّةً سِيَرَاء.
وأخرجه مسلم (480): (213) عن عيسى بن حمَّاد، بهذا الإسناد، مختصرًا في النَّهي عن القراءة في الركوع.
وأخرجه أحمد (710)، ومسلم (480):(209) و (210) و (211) و (213)، وأبو داود (4044) و (4045) و (4046)، والمصنِّف في "الكبرى"(9571) و (9574) و (9575) من طرق عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، به، بتمامه ومختصرًا، وعند أحمد زيادة خبر إكسائه صلى الله عليه وسلم عليًا حُلَّةً سِيَراء.
وسيتكرَّر الحديث بسنده ومتنه برقمي (5268) و (5318).
وسيأتي بعده من طريق مالك، عن نافع، ويأتي من طريق ابن شهاب الزُّهْري برقمي (1119) و (5174)، ومن طريق محمد بن عَمرو بن علقمة برقم (5175)، ثلاثتُهم عن إبراهيم بن عبد الله بن حُنين، به. =
1044 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد
(1)
، عن مالك، عن نافع، عن إبراهيمَ بن عبدِ الله بن حُنَيْن، عن أبيه
عن عليٍّ قال: نَهَاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن لُبْسِ القَسِّيّ والمُعَصْفَر، وعن تَخَتُّم الذَّهَب، وعن القراءة
(2)
في الرُّكوع
(3)
.
98 - باب تعظيم الرَّبِّ فِي الرُّكوع
1045 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد قال: حَدَّثَنَا سفيان، عن سليمانَ بن سُحَيْم، عن إبراهيمَ بن عبدِ الله بن مَعْبَد بن عبَّاس، عن أبيه
عن ابن عبَّاس قال: كَشَف النبيُّ صلى الله عليه وسلم السَّتارةَ والنَّاسُ صفوفٌ خلفَ أبي بكر رضي الله عنه، فقال: "أيُّها النَّاس، إنَّه لم يَبْقَ من مُبَشِّرات النُّبوَّة إلا الرُّؤيا
= وتنظر الأحاديث السالفة قبله.
(1)
قوله: بن سعيد، من (ر) و (م).
(2)
في (م): قراءة القرآن.
(3)
إسناده صحيح، نافع: هو مولى ابن عمر، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (636).
وأخرجه الترمذي (264) بتمامه، و (1725) مختصرًا في النهي عن لُبس القَسِّي والمُعصفر، عن قُتيبةُ بن سعيد، بهذا الإسناد، وقال: حديث حسن صحيح.
وهو في "موطأ" مالك 1/ 80، ومن طريقه أخرجه أحمد (1043)، ومسلم (480):(213) و (2078)، وأبو داود (4044)، والترمذي (264).
وخالف عبدُ الرَّحمن بنُ مهديّ الرواةَ عن مالك، فرواه عنه - كما في "مسند" أحمد (1043) - عن نافع، عن إبراهيم بن عبد الله بن حُنين، عن عليّ. لم يذكر عبدَ الله بنَ حُنين في الإسناد بين إبراهيم وعليّ، وهذا إسناد منقطع، إبراهيم لم يسمع من عليّ، رضي الله عنه.
وقد اختُلف في إسناده على نافع، وسيذكر المصنِّف مختلف الروايات عنه، وهي بالأرقام:(5176)
…
(5181).
قال ابن عبد البَرّ في "التمهيد" 16/ 112: الحديث صحيح كما رواه مالك ومن تابعَه.
وتنظر الأحاديث السالفة قبله.
الصَّالحة؛ يَرَاها المسلمُ، أو تُرَى له". ثمّ قال:"ألا إنِّي نُهيتُ أن أقرأَ راكعًا أو ساجدًا، فأمَّا الرُّكوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ، وأمَّا السُّجودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعاء؛ فَمِنْ أنْ يُستجابَ لكم"
(1)
.
99 - باب الذِّكْر في الرُّكُوع
1046 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن سَعْدِ بن عُبيدة، عن المُسْتَوْرِدِ بن الأحنف، عن صِلَةَ بن زُفَر
عن حُذَيْفَةَ قال: صَلَّيتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فركعَ، فقال في ركوعِه:"سبحانَ ربِّيَ العظيم"، وفي سجودِه:"سبحانَ ربِّيَ الأعلى"
(2)
.
100 - باب نوع آخر من الذِّكر في الرُّكوع
1047 -
أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود قال: حَدَّثَنَا خالدٌ ويزيدُ قالا: حَدَّثَنَا شعبة، عن
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات غير إبراهيم بن عبد الله بن مَعْبَد بن عباس، فهو صدوق.
سفيان: هو ابن عُيينة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (637).
وأخرجه أحمد (1900)، ومسلم (479):(207)، وأبو داود (876)، وابنُ ماجه (3899 - مختصرًا) وابن حبان (1896) و (1900) و (6045)، من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وسلف النهي عن القراءة في الركوع من حديث علي رضي الله عنه برقم (1040).
وسيأتي من طريق إسماعيل بن جعفر، عن سُليمان بن سُحَيْم، به، برقم (1120).
قولُه: "قَمِنٌ"؛ بكسر ميم وفتحها، أي: جَدِيرٌ وخَلِيقٌ، قاله السِّنديّ.
(2)
إسناده صحيح، أبو معاوية: هو محمد بنُ خازم الضَّرير، والأعمش: هو سُليمان بن مِهْرَان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (638).
وأخرجه أحمد (23261)، ومسلم (772)، وابن ماجه (1351)، وابن حبان (1897) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، وروايتا أحمد ومسلم مطوَّلتان، ورواية ابن حبان مثل رواية المصنِّف، ورواية ابن ماجه مختصرة بذكر التعوُّذ والسؤال والتنزيه، وهو ما سلف برقم (1008) من طريق شعبة، عن الأعمش، به، دون ذكر التنزيه.
منصور، عن أبي الضُّحى، عن مسروق
عن عائشةَ قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أن يقول في رُكوعِه وسُجودِه: "سُبحانَكَ ربَّنا وبحمدِك، اللهُمَّ اغْفِرْ لي"
(1)
.
101 - باب نوع آخر منه
1048 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى قال: حَدَّثَنَا خالدٌ قال: حَدَّثَنَا شعبةُ قال: أنبأني قَتَادة، عن مُطَرِّف
(1)
إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث، ويزيد: هو ابن زُريع، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو الضُّحى: هو مسلم بن صُبَيْح، ومسروق: هو ابن الأجدع، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (639).
وأخرجه أحمد (24685)، والبخاري (794) و (4293) من طريقين، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (24163)، والبخاري (4968)، ومسلم (484):(217)، وأبو داود (877)، وابن ماجه (889) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابنُ حبان (1930) من طريق شيبان النحوي، كلاهما عن منصور، به، وفيه زيادة: يتأوَّلُ القرآن، وسيأتي هذا الحرف من طريق سفيان الثوري في الروايتين (1122) و (1123).
وأخرجه أحمد (25928) و (26161)، والبخاري (4967)، ومسلم (484):(219)، وابن حبان (6412)، من طريق الأعمش، عن أبي الضُّحى، به، وفيه (وهذا لفظ البخاري): ما صلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صلاةً بعد أن أنزلت عليه: {إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} إلا يقول فيها: "سبحانك ربَّنا وبحمدك، اللهمَّ اغفر لي".
وأخرجه بنحوه أطول منه أحمد (24065) و (25508)، ومسلم (484):(220)، وابن حبان (6411)، من طريق عامر الشعبي، عن مسروق، به، دون تخصيصه بالركوع أو السجود.
وأخرجه ابن حبان (1929) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن أبي إسحاق السَّبيعي، عن مسروق، به. فإن كان محفوظًا فإن لمنصور فيه شيخين، والله أعلم.
وسيأتي من طريق سفيان الثوري، عن منصور، عن أبي الضحي، به، برقمي (1122) و (1123).
عن عائشة قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ في ركوعه: "سُبُّوحٌ قُدُّوس، ربُّ الملائكةِ والرُّوح"
(1)
.
102 - باب نوع آخر
(2)
1049 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ منصور - يعني النَّسائيّ - قال: حَدَّثَنَا آدمُ بنُ أبي إياس قال: حَدَّثَنَا اللَّيث، عن معاوية - يعني ابنَ صالح - عن ابن قيس الكِنْديِّ - وهو عَمْرُو بن قيس - قال: سمعتُ عاصمَ بنَ حُميدٍ قال:
سمعتُ عَوْفَ بنَ مالك يقول: قُمْتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً، فلمَّا ركعَ مَكَثَ قَدْرَ سورةِ البقرة، يقول في ركوعه:"سُبْحانَ ذِي الجَبَرُوتِ والمَلَكُوتِ والكِبْرياءِ والعَظَمَة"
(3)
.
(1)
إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدُوسيّ، ومُطَرِّف: هو ابن عبد الله بن الشِّخِّير، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (640) و (11623).
وأخرجه أحمد (24630) و (24843) و (25146) و (25164) و (25434) و (26070) و (26071)، ومسلم (487):(224) من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد. وعند مسلم وثلاث روايات لأحمد: في ركوعه وسجوده.
وأخرجه أحمد (24063) و (24843) و (25164) و (25638)، ومسلم (487):(223)، وأبو داود (872) من طرق، عن قَتَادة، به. وفي رواية أحمد (25638): في سجوده أو ركوعه، وفي الروايات الأخرى: ركوعه وسجوده.
وسيأتي من طريق يحيى القطَّان وابن أبي عديّ عن شعبة، به، برقم (1134).
(2)
بعدها في (م): منه، وفي (هـ): نوع آخر من الذكر في الركوع.
(3)
إسناده حسن من أجل عاصم بن حُميد، وثَّقه الدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطَّان: لا نعرف أنه ثقة، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": صدوق. اهـ. وبقية رجاله ثقات غير معاوية بن صالح، فإنه ينزلُ عن درجة الثقة قليلًا.
وأخرجه أبو داود (873) بأطول منه من طريق عبد الله بن وَهْب، عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.
وسيأتي بأطولَ منه من طريق الحَسَن بن سَوَّار، عن اللَّيث بن سَعْد، به، برقم (1132). =
103 - باب نوع آخر منه
(1)
1050 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حَدَّثَنَا عبدُ الرَّحمن بنُ مَهْدِيٍّ قال: حدَّثنا عبدُ العزيز بنُ أبي سَلَمَةَ قال: حَدَّثَنَا عمِّي الماجِشُون بنُ أَبي سَلَمَة، عن عبدِ الرَّحمنِ الأعرج، عن عُبيدِ الله بن أبي رافع
عن عليِّ بن أبي طالب، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رَكَعَ قال:"اللَّهمَّ لك رَكَعْتُ، ولك أسْلَمْتُ، وبك آمنتُ، خَشَعَ لك سَمْعِي وَبَصَرِي وعِظَامِي ومُخِّي وعَصَبي"
(2)
.
104 - باب نوع آخر
1051 -
أخبرنا يحيى بنُ عثمانَ الحِمْصِيُّ قال: حدَّثنا أبو حَيْوَةَ قال: حدَّثنا شُعيب، عن محمد بن المُنْكَدر
عن جابر بن عبد الله، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: كان إذا ركعَ قال: "اللَّهُمَّ لكَ رَكَعْتُ، وبكَ آمَنْتُ، ولكَ أسْلَمْتُ، وعليك توكَّلْتُ، أنت ربِّي، خَشَعَ
= قوله: "ذي الجَبَرُوت والمَلَكُوت": هما مبالغة الجَبْر وهو القَهْر، والمُلْك وهو التصرُّف، أي: صاحبُ القَهْر والتصرُّف البالغ كلٌّ منهما غايتَه. قاله السِّندي.
(1)
في (ر) و (م): من الذِّكر في الركوع، بدلٌ لفظة: منه.
(2)
إسناده صحيح، الماجِشُون اسمُه يعقوب، وعبد الرَّحمن الأعرج: هو ابن هُرْمُز، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (641).
وأخرجه ابن حبان (1903) من طريق هاشم بن القاسم، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، بهذا الإسناد، وزاد: وإذا رفع رأسه قال: سمع الله لمن حمده، ربَّنا ولك الحمدُ مِلْءَ السماواتِ والأرضِ ومِلْءَ ما بينَهما ومِلْءَ ما شئتَ من شيءٍ بعدُ.
وأخرجه أحمد (960)، وابن حبان (1901) من طريق عبد الله بن الفضل، عن عبد الرَّحمن الأعرج، به، وفيه زيادة قوله:"أنتَ ربي" قبل قوله: "خَشع سمعي" وزيادة: "وما استَقلَّتْ به قَدَمي لله رِبِّ العالمين".
وسلف بإسناده وبطرف آخر منه برقم (897)، وسيأتي بطرف آخر منه برقم (1126).
سمعي
(1)
وبَصَرِي ودَمِي ولَحْمِي وعَظُمي وعَصَبي للهِ ربِّ العالَمين"
(2)
.
1052 -
أخبرنا يحيى بنُ عثمان قال: حَدَّثَنَا ابن حِمْيَرٍ قال: حَدَّثَنَا شُعيب، عن محمدِ بن المُنْكَدِر - وذَكَرَ آخَرَ قبلَه - عن عبد الرَّحمن الأعرج
عن محمدِ بن مَسْلَمَةَ، أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قامَ يُصَلِّي تَطَوُّعًا يقولُ إذا ركع:"اللَّهُمَّ لكَ رَكَعْتُ، وبكَ آمَنْتُ، ولكَ أسْلَمْتُ، وعليكَ تَوَكَّلْتُ، أَنتَ ربِّي، خَشَعَ سَمْعِي وبَصَرِي ولَحْمِي ودَمِي ومُخْي وعَصَبي للهِ رَبِّ العالمين"
(3)
.
105 - باب الرُّخْصَة في تَرْكَ الذِّكْرِ فِي الرُّكُوعِ
1053 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حَدَّثنا بَكْرُ بنُ مُضَر، عن ابن عَجْلان، عن عليّ بن يحيى الزُّرقيّ، عن أبيه
عن عمِّه
(4)
- وكان بَدْريًّا - قال: كُنَّا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إِذْ دخلَ رجلٌ المسجدَ فصَلَّى ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَرْمُقُهُ ولا يشعر، ثم انْصَرَفَ، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فسلَّم عليه، فَرَدَّ عليه السَّلام، ثم قال: "ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ
(1)
في (ر) و (م): قلبي وسمعي.
(2)
حديث صحيح، وقد اختُلف في إسناده على شعيب، وهو ابن أبي حمزة، وسلف الكلام عليه في الرواية (896) وهي بطرف آخر منه عن عَمرو بن عثمان أخي يحيى بن عثمان، والروايتان في "تحفة الأشراف"(3048) و (3049) عن عَمرو، وكلاهما ثقة. أبو حَيْوَة: هو شُرَيْح بن يزيد، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (642).
(3)
حديث صحيح شعيب: هو ابن أبي حمزة، وابنُ حِمْيَر: هو محمد، والآخر المبهم في الإسناد هو إسحاق بن أبي فَرْوة كما سلف الكلام في الرواية (898) وهي بطرف آخر منه، وسلف ذكر الاختلاف فيه على شعيب بن أبي حمزة في الرواية (896)، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (643).
(4)
في (هـ) والمطبوع: عن عمِّه رِفاعة بن رافع.
تُصَلِّ"، قال: لا أدري في
(1)
الثَّانية أو في الثَّالثة قال: والذي أَنزَلَ عليك الكتابَ لقد جَهَدْتُ فَعَلِّمْنِي وأَرِني، قال: "إذا أَرَدْتَ الصَّلاةَ فَتَوَضَّأَ فَأَحْسِن الوُضُوءَ، ثم قُمْ فَاسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ، ثم كَبَّرُ، ثم اقْرَأْ، ارْكَعُ حتَّى تَطْمَئِنَّ راكعًا، ثم ارْفَعُ حتَّى تعتدلَ قائمًا، ثم اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ ساجدًا، ثم ارْفَعْ رأسَكَ حتَّى تَطْمَئِنَّ قاعدًا، ثم اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ ساجدًا، فإذا صَنَعْتَ ذلك فقد قَضَيْتَ صلاتَكَ، وما انْتَقَصْتَ من ذلك فإنَّما تَنْقُصُهُ
(2)
من صَلاتِك"
(3)
.
(1)
في (ر) و (م): أفي.
(2)
في (ق): انتقصتَه، وفي هامش (ك): تنتقصُه.
(3)
حديث صحيح، رجاله ثقات غير ابن عَجْلان - وهو محمد - فهو صدوق، وقد تُوبع. يحيى الزُّرَقيّ (والد عليّ): هو ابن خَلَّاد بن رافع. وعمُّه (يعني عمَّ يحيى) صحابيُّ الحديث: هو رِفاعة بن رافع. والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (644).
وأخرجه أحمد (18997)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 320، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1976)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2245)، وابن حبان (1787)، من طرق، عن ابن عجلان؛ بهذا الإسناد، وعند ابن حبان: ثم اقرأ بأمّ القرآن ثم اقرأ بما شئت.
وخالف النَّضْرُ بنُ عبد الجبَّار - كما في "شرح مشكل الآثار"(1594) - فرواه عن ابن لهيعة والليث، عن ابن عجلان، عمَّن أخبَرَه عن عليّ بن يحيى بن خلَّاد، به. فزاد في إسناده رجلًا مبهمًا بين ابن عجلان وعليّ بن يحيى بن خلَّاد.
ورواه محمد بن عَمرو بن علقمة - كما في "مسند أحمد (18995)، و "سنن" أبي داود (859) - عن عليّ بن يحيى بن خلَّاد، عن رِفاعة بن رافع، به، ليس في إسناده: عن أبيه، وعندهما: ثم اقرأ بأمّ القرآن، ثم اقرأ بما شئت.
ورواه محمد بن عَمرو كذلك عن علي بن يحيى بن خلَّاد - كما في "صحيح" ابن حبان (1787) - غير أنه قال: أحسبُهُ عن أبيه، عن رِفاعة.
والصحيح قول من قال في إسناده: عن أبيه، كما في "علل" الرازي 1/ 81 (221).
وللحديث طرق مختلفة، ينظر تفصيلُه في التعليق على حديث "مسند" أحمد (18995). =
106 - باب الأَمر بإتمام الرُّكوع
1054 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبد الأعلى قال: حَدَّثَنَا خالدٌ قال: حَدَّثَنَا شعبة، عن قَتَادةَ قال:
سمعتُ أنسًا يُحَدِّث عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "أَتِمُّوا الرُّكُوعَ والسُّجُودَ إِذا ركعتُم وسجدتُم"
(1)
.
107 - باب رفع اليَدَيْن عند الرَّفْعِ من الرُّكُوعِ
1055 -
أخبرنا سُوَيْدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المبارك، عن قَيْسِ بن سُلَيْم العَنْبَريّ قال: حدَّثني علقمةُ بنُ وائل قال:
حدَّثنى أبي قال: صَلَّيتُ خلفَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فرأيتُه يرفعُ يدَيْه إذا افتتحَ الصَّلاةَ، وإذا ركعَ، وإذا قال:"سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" هكذا، وأشار قيسٌ إلى نحو الأُذُنَيْن
(2)
.
= وسلف من طريق إسماعيل بن جعفر، عن يحيى بن علي بن يحيى بن خلَّاد، عن أبيه، عن جدّه، برقم (667).
وسيرد برقم (1313) من طريق اللَّيث بن سَعْد، عن ابن عجلان، به.
وبرقم (1136) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وبرقم (1314) من طريق داود بن قيس، كلاهما عن علي بن يحيى، به.
وسلف نحوه من حديث أبي هريرة برقم (884).
(1)
إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث، وشعبة: هو ابن الحجَّاج، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدُوسيّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (645).
وأخرجه أحمد (12148) و (12321) و (13895)، والبخاري (742)، ومسلم (425):(110) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد، وعندهم:"فواللهِ إني لأَراكم من بعدي - وربما قال: من بعد ظهري - إذا ركعتُم وسجدتُم"، وعند البخاري ومسلم:"أَقِيموا"، بدل:"أَتِمُّوا".
وسيأتي من طريق شعبة وسعيد بن أبي عَروبة عن قَتَادة، به، برقم (1111) بلفظ:"اعتدلوا في السجود، ولا يَبْسُطْ أحدُكم ذراعَيْهِ انبساطَ الكلب"، وسلف هذا الحرف برقم (1028).
(2)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (646). =
108 - باب رفع اليدَيْن حَذْوَ
(1)
فُروعِ الأُذُنَيْن عند الرَّفْعِ من الرُّكوع
1056 -
أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود قال: حَدَّثَنَا يزيد - وهو ابن زُرَيْعٍ - قال: حدَّثنا سعيد، عن قَتَادة، عن نَصْرِ بن عاصم، أَنَّهُ حدَّثهم
عن مالك بن الحُوَيْرِث، أنّه رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يرفعُ يديه إذا ركَعَ، وإذا رفعَ رأسَه من الرُّكوع حتَّى يُحاذِيَ بهما فروعَ أُذُنَيْه
(2)
.
109 - باب رفع اليدَيْن حَذْوَ المَنْكِبَيْن عندَ الرَّفع من الرُّكوع
1057 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حَدَّثَنَا يحيى بنُ سعيد قال: حَدَّثَنَا مالكُ بنُ أنس، عن الزُّهْريّ، عن سالم
= وأخرجه بنحوه أطول منه أحمد (18866)، ومسلم (401) من طريق همَّام بن يحيى، عن محمد بن جُحادة، عن عبد الجبّار بن وائل، عن علقمة بن وائل ومولًى لهم، عن وائل بن حُجر، به.
وأخرجه أبو داود (723)، وابن حبَّان (1862) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن جُحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن وائل بن علقمة، عن وائل بن حُجر بنحوه مطولًا، وعند أبي داود زيادة رفع اليدين عند الرفع من السجود، وهي زيادة شاذة، وقد سلف نفيُها من حديث ابن عمر في الروايات (876)
…
(878). وقولُه: وائل بن علقمة؛ وهمٌ، صوابُه: علقمة بن وائل، نبَّه عليه ابن حبَّان بإثر الحديث والحافظ المِزِّي في "تحفة الأشراف"(11788).
وسلف بهذا الإسناد بقطعة أخرى منه برقم (887).
وسلف من طريق عبد الجبّار بن وائل، عن أبيه برقم (879) وفيه: فلمَّا افتتح الصلاة كبَّر ورفع يديه حتَّى حاذتا أُذُنيه ....
(1)
في (ر) وهامشي (ك) و (هـ): حذاء.
(2)
إسناده صحيح، يزيد بن زُرَيْع سمع من سعيد - وهو ابن أبي عَرُوبة - قبل الاختلاط، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (647).
وسلف من طريق إسماعيل بن عُلَيَّة عن سعيد، به، برقمي (881) و (1024)، ومن طريق شعبة عن قَتَادة، به، برقم (880).
عن أبيه، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يَرْفَعُ يدَيْه إذا دخلَ في الصَّلاة
(1)
حَذْوَ مَنْكِبَيْه، وإذا رفعَ رأسَه من الرُّكوع فعلَ مثلَ ذلك، وإذا قال:"سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه" قال: "ربَّنا لكَ الحَمْدُ"، وكان لا يرفعُ يَدَيْه بين السَّجْدَتَيْن
(2)
.
110 - باب الرُّخصة في ترك ذلك
1058 -
أخبرنا محمودُ بنُ غَيْلَانَ المَرْوَزِيُّ قال: حدَّثنا وكيعٌ قال: حَدَّثَنَا سفيان، عن عاصم بن كُلَيْب، عن عبد الرَّحمن بن الأسود، عن علقمة
عن عبد الله أنَّه قال: ألا أُصَلِّي بكم
(3)
صلاةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فصَلَّى، فلم يرفع يَدَيْه إلا مرّةً واحدةً
(4)
(5)
.
(1)
في (م) وهامش (ك): دخل الصلاة.
(2)
إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطَّان، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وهو في "السُّنن الكبرى"(648).
وهو في "الموطأ" 1/ 75 برواية يحيى الليثي، و (204) برواية أبي مصعب الزُّهْري، وفيه: وكان لا يفعلُ ذلك في السجود، وهو في "الموطأ"(99) برواية الشيباني بزيادة ذكر رفع اليدين عند إرادة الركوع، وهو ما صوَّبه ابن عبد البَرّ من رواية مالك في "التمهيد" 9/ 211، وسلف ذكره في الحديث (878).
وأخرجه أحمد (4674) عن يحيى بن سعيد القطَّان، بهذا الإسناد، بزيادة ذكر رفع اليدين عند إرادة الركوع. وسيأتي بذكر هذه الزيادة بعد حديث.
(3)
في (م): لكم.
(4)
على كلمة "واحدة" في (هـ) علامة نسخة.
(5)
رجاله ثقات، وكيع: هو ابن الجرَّاح، وسفيان: هو الثوري، وعلقمة: هو ابن قيس النَّخَعيّ، وهو في "السُّنن الكبرى"(649).
وأخرجه أحمد (3681) و (4211)، وأبو داود (748)، والترمذي (257) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
قال أبو داود: هذا حديث مختصر من حديث طويل، وليس هو بصحيح على هذا اللفظ. =
111 - باب ما يقولُ الإمامُ إذا رفع رأسَه من الرُّكوع
1059 -
أخبرنا سُويدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المبارك، عن مالك بن أنس
(1)
، عن ابن شِهاب، عن سالم
عن ابن عمر، أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ إذا افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْه، وإذا كبَّرَ للرُّكوع، وإذا رفعَ رأسَه من الرُّكوع رفعَهما كذلك أيضًا، وقال:"سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، رَبَّنا ولك الحَمْد"، وكان لا يفعلُ ذلك في السُّجود
(2)
.
1060 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: حَدَّثَنَا عبد الرَّزَّاق قال: حَدَّثَنَا مَعْمَر، عن الزُّهْرِيِّ، عن أبي سَلَمة
عن أبي هريرة قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا رَفَعَ رأسَهُ من الرُّكوع قال:
= وسلف من طريق عبد الله بن المبارك، عن سفيان، به، برقم (1026)، وينظر الكلام عليه ثمة.
(1)
قوله: "بن المبارك"، "بن أنس"، من (ر) و (م).
(2)
إسناده صحيح، ابن شهاب: هو الزُّهْري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (650).
وهو كذلك في "موطَّأ" مالك (99) برواية محمد بن الحسن الشَّيباني، لكنه في رواية يحيى الليثي 1/ 75 ورواية أبي مصعب الزُّهْري (204) دون ذكر رفع اليدين عند إرادة الركوع، وسلف الكلام على ذلك في الروايتين (878) و (1057).
وأخرجه ابن حبان (1861) من طريق حِبَّان بن موسى، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (877) عن سُويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن يونس، وبرقمي (878) و (1057) من طريق مالك، كلاهما عن الزُّهْري، به.
وسيرد برقم (1088) عن محمد بن عُبيد المُحاربي، عن عبد الله بن المبارك، عن مَعْمَر، عن الزُّهْري، به.
"اللَّهمَّ ربَّنا ولك
(1)
الحمد"
(2)
.
112 - باب ما يقولُ المأموم
1061 -
أخبرنا هنَّادُ بنُ السَّرِيّ، عن ابن عُيينة، عن الزُّهْريّ
عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سَقَط من
(3)
فرسٍ على شِقِّه الأيمن، فَدَخَلُوا عليه يَعُودُونَهُ، فَحَضَرَتِ الصَّلاة، فلمَّا قَضَى الصَّلاةَ قال: "إنَّما الإمامُ
(4)
ليُؤْتَمَّ به، فإذا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وإذا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وإذا قال: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فقُولُوا: رَبَّنا ولك الحَمْد"
(5)
.
1062 -
أخبرنا محمدُ بنُ سَلَمةَ قال: أخبرنا ابن القاسم، عن مالك قال: حدَّثني نُعيمُ بنُ عبدِ الله، عن عليّ بن يحيى الزُّرَقيّ، عن أبيه
(6)
عن رِفاعةَ بن رافع قال: كُنَّا يومًا نُصَلِّي وراءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا رَفَعَ رأسَهُ من الرَّكعة قال:"سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه"، قال رجلٌ وراءَه: رَبَّنا ولك
(7)
الحَمْدُ حَمْدًا كثيرًا طَيِّبًا مباركًا فيه، فلمَّا انْصَرَفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنِ
(1)
في هامش (ك): لك. (نسخة).
(2)
إسناده صحيح، عبد الرزَّاق: هو ابن هَمَّامٍ الصَّنْعاني، ومَعْمَر: هو ابن راشد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (651).
وهو في "مصنَّف" عبد الرزاق برقم (2912)، وأخرجه عنه أحمد (7661).
وسلف بأطول منه من طريق يونُس، عن الزُّهْريّ برقم (1023).
(3)
في هامش (ك): عن. (نسخة).
(4)
في (م): إنما جُعل الإمام، وسلف بهذه الرواية برقمي (794) و (832).
(5)
إسناده صحيح، وسلف برقم (794) بزيادة:"وإذا سجدَ فاسجُدوا".
(6)
قوله: عن أبيه، تكرَّر في (ر) و (م)، وضُرب عليه في (م)، وجاء في هامشها ما صورتُه:("عن أبيه" الثانية، ثبت في نسخة، وفي "الأطراف" كما في الأصل).
(7)
في هامش (ك): لك. (نسخة).
المُتَكَلِّمُ آنفًا؟ " قال
(1)
: أنا يا رسولَ الله، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"لقد رأيتُ بضعةً وثلاثينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَها أَيُّهم يكتُبُها أوَّلًا"
(2)
.
113 - باب قوله
(3)
: ربَّنا ولك الحَمْد
1063 -
أخبرنا قُتيبةُ بن سعيد
(4)
، عن مالك، عن سُمَيٍّ، عن أبي صالح
عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الإمامُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فقُولوا: رَبَّنا ولكَ الحَمْد، فإنَّ
(5)
مَنْ وافقَ قولُه قولَ الملائكة غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"
(6)
.
(1)
في (ر): فقال، وبعدها في (ك) و (م): رجل، وعليها علامة نسخة في (ك)، وفي (هـ): فقال الرجل.
(2)
إسناده صحيح، محمد بنُ سَلَمة: هو المُرادي، وابنُ القاسم: هو عبد الرَّحمن، ويحيى - والدُ عليّ - هو ابن خلَّاد الزُّرَقيّ ابن أخي رِفاعة بن رافع، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (653).
وهو في "موطأ" مالك 1/ 211 - 212، ومن طريقه أخرجه أحمد (18996)، والبخاري (799)، وأبو داود (770)، وابن حبان (1910).
وسلف من طريق معاذ بن رفاعة، عن أبيه برقم (931) لكن فيه أنه عَطَسَ فقال: الحمد لله حمدًا كثيرًا
…
الخ. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 286: يُحمل على أنَّ عُطَاسَهُ وقعَ عند رفع رأس رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. وقوله: قال رجل
…
إلخ، قال ابن حجر: لا مانعَ أن يَكْنِيَ عن نفسه لقصد إخفاء عمله، أو كُني عنه لنسيان بعض الرواة لاسمِه.
وقوله: أَوَّلًا؛ قال السُّهيلي فيما نقل عنه الحافظ: رُوِيَ: أوَّلُ؛ بالضم على البناء، لأنَّهُ ظرفٌ قُطع من الإضافة، وبالنصب على الحال.
(3)
في (ر) و (م): ثواب قوله.
(4)
قوله: بن سعيد، من (م).
(5)
في (هـ) وهامش (ك): فإنه. (نسخة).
(6)
إسناده صحيح، سُمَيّ: هو مولى أبي بكر بن عبد الرَّحمن، وأبو صالح: هو ذكوان السَّمَّان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (654). =
1064 -
أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا خالدٌ قال: حَدَّثَنَا سعيد، عن قَتَادة، عن يونُسَ بن جُبير، عن حِطَّانَ بن عبد الله أنَّه حدَّثَ
(1)
أنَّه سَمِعَ أبا موسى قال: إِنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم خَطَبَنا وبَيَّنَ لنا سُنَّتَنا، وعَلَّمنا صلاتَنا، فقال:"إذا صَلَّيْتُم فَأَقِيمُوا صُفُوفَكُم، ثم ليَؤُمَّكُمْ أحدُكُم، فإذا كبَّرَ الإمامُ فَكَبِّرُوا، وإذا قَرأَ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِينَ}، فقولوا: آمين، يُجِبْكُمُ الله، وإذا كَبَّرَ ورَكَعَ، فَكَبِّرُوا وارْكَعُوا، فإِنَّ الإمام يَرْكَعُ قبلَكم ويَرْفَعُ قبلَكم"، قال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: "فتِلْكَ بتِلْكَ، وإذا
(2)
قال: سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَه، فقولوا: اللَّهُمَّ
(3)
ربَّنا ولك الحَمْد؛ يَسْمَعِ اللهُ لكم، فإِنَّ الله قال على لسانِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، فإذا كَبَّرَ وَسَجَدَ، فَكَبِّرُوا واسْجُدُوا، فإِنَّ الإمامَ يسجُدُ قَبْلَكُم ويرفعُ قبلَكُم"، قال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: "فتِلْكَ بتِلْكَ، فإذا كان عند القَعْدَة؛ فليكُن مِنْ أوَّلِ قولِ أَحَدِكُم: التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلّه، سلامٌ عليك أيُّها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاتُه، سلامٌ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصَّالحين، أشْهَدُ أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ
(4)
محمدًا عبدُه ورسولُه"
= وهو في "موطَّأ" مالك 1/ 88، ومن طريقه أخرجه أحمد (9923)، والبخاري (796) و (3228)، ومسلم (409):(71)، وأبو داود (848)، والترمذي (267)، وابن حبان (1907) و (1911).
وسلف بنحوه أطولَ منه برقم (921) من طريق محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، به.
(1)
في (هـ): حدَّثه.
(2)
في (ر) ونسخة في هامش (ك): فإذا.
(3)
قوله: "اللهم" في هامش (ك)، وعليه علامة نسخة.
(4)
في (هـ): وأشهدُ أنَّ.
سَبْع كلمات، وهي تحيَّة الصَّلاة
(1)
.
114 - باب قَدْر القيام بين الرَّفع من الرُّكُوعِ والسُّجُود
1065 -
أخبرنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ قال: حدَّثنا ابن عُلَيَّةَ قال: أخبرنا شعبة، عن الحَكَم، عن عبدِ الرَّحمن بن أبي ليلى
عن البَراء بن عازب، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان ركُوعُهُ، وإذا رَفَعَ رَأْسَهُ من الرُّكُوع، وسجُودُه، وما بين السَّجدَتَيْن قريبًا من السَّوَاء
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. سعيد: هو ابن أبي عروبة، ورواية خالد - وهو ابن الحارث - عنه قبل اختلاطه، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسُيّ، وقوله منه:"سبع كلمات هي تحية الصلاة" موقوف أو مقطوع كما سيأتي. والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (655).
وأخرجه أبو يعلى (7224) من طريق يزيد بن زُريع، والرُّوياني (570) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به، وعند أبي يعلى: قال سعيد: فلا أدري أفي قول أبي موسى كان ذلك، أو شيءٌ كان قَتَادة يقوله، يعني بقوله: سبع كلمات، وقد جاء التصريح عند الرُّوياني أن قوله:"سبع كلمات هي تحية الصلاة" من قول قَتَادة.
وسلف مختصرًا برقم (830) من طريق إسماعيل ابن عُليَّة، عن سعيد، به.
وسيرد من طريق هشام الدَّسْتُوائي، عن قَتَادة، به، برقمي (1172) و (1280).
ومن طريق سليمان التَّيْمي عن قَتَادة، به، بذكر التشهد فحسب برقم (1173).
(2)
إسناده صحيح، ابن عُليَّة: هو إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسَم الأسدي، والحَكَم: هو ابن عُتَيْبة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (656).
وأخرجه أحمد (18521) عن ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد، وفيه خبر استعمال أبي عُبيدة بن عبد الله على الصلاة أيام ابن الأشعث.
وأخرجه أحمد (18469) و (18514)، والبخاري (792) و (801)، ومسلم (471)(194)، وأبو داود (852)، والترمذي (279) و (280)، وابن حبان (1884) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه بنحوه أحمد (18634)، والبخاري (820) من طريق مِسْعَر، عن الحَكَم، به.
وسيرد برقم (1148) من طريق يحيى القطَّان، عن شعبة، به. وبرقم (1332) من طريق =
115 - باب ما يقول في قيامِهِ ذلك
1066 -
أخبرنا أبو داودَ سليمانُ بنُ سَيْف الحَرَّانيُّ قال: حَدَّثَنَا سعيدُ بنُ عامر قال: حدَّثنا هشامُ بنُ حسَّان، عن قَيْسِ بن سعد، عن عطاء
عن ابن عبَّاس، أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا قال:"سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، قال:"اللَّهمَّ ربَّنا لك الحَمْدُ مِلْءَ السَّماواتِ ومِلْءَ الأرض، ومِلْءَ ما شئتَ من شيء بَعْدُ"
(1)
.
1067 -
أخبرنا محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيمَ قال: حدَّثنا يحيى بن أبي بُكَيْر قال: حدَّثنا إبراهيمُ بن نافع، عن وَهْب بن مِيناس
(2)
العَدَنيّ، عن سعيدِ بن جُبير
عن ابن عبّاس أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أرادَ السُّجود بعد الرَّكعة يقول: "اللَّهمَّ ربَّنا لك الحمدُ مِلْءَ السَّماواتِ ومِلْءَ الأرض، ومِلْءَ مَا شِئتَ من شيءٍ بعدُ"
(3)
.
= هلال بن أبي حُميد، عن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى، به.
(1)
إسناده صحيح، عطاء: هو ابن أبي رَبَاح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (657).
وأخرجه أحمد (2498) و (3498)، ومسلم (478)، وابنُ حبان (1906) من طرق، عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد، وعند مسلم وابنِ حبان زيادة:"أهلَ الثناءِ والمَجْد، لا مانعَ لِما أعطيتَ، ولا مُعْطِيَ لِما منعتَ، ولا يَنْفَعُ ذا الجَدَّ منك الجَدُّ".
وسيأتي بعده من طريق سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس.
(2)
في (هـ): مانوس. ويقال له ذلك.
(3)
حديث صحيح، رجاله ثقات، غير وَهْب بن مِيناس، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطَّان: مجهول الحال، وقال الحافظ ابن حجر: مستور. اهـ.
وقد توبع، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (658).
وأخرجه أحمد (2505) عن يحيى بن أبي بُكَيْر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (3083) من طريق إبراهيم بن عمر الصَّنعاني، عن وَهْب بن مانوس، به.
وأخرجه أحمد (2440) من طريق قيس بن سعد، و (2489) من طريق يحيى بن عباد أو حجَّاج، كلاهما عن سعيد بن جُبير، به. =
1068 -
أخبرني عَمْرُو بنُ هشام أبو أُميَّةَ الحَرَّانيُّ قال: حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ، عن سعيدِ بن عبدِ العزيز، عن عطيَّةَ بن قَيْسٍ، عن قَزَعَةَ بن يحيى
عن أبي سعيد، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقولُ حين يقول
(1)
: "سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ": "ربَّنَا لكَ الحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاواتِ ومِلْءَ الأرض، ومِلْءَ ما شِئْتَ من شيءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّناءِ والمَجْد، خَيْرُ
(2)
ما قالَ العبد - وكُلُّنا لكَ عَبْدٌ -: لا نَازِعَ
(3)
لِما أَعْطَيْتَ، ولا ينفعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ"
(4)
.
1069 -
أخبرنا حُمَيْدُ بنُ مَسْعَدَةَ قال: حدَّثنا يزيدُ بنُ زُرَيْعٍ قال: حَدَّثَنَا شعبة، عن عَمْرِو بن مُرَّة، عن أبي حمزة، عن رجل من بني عَبْس
عن حذيفة، أنَّه صَلَّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلة، فَسَمِعَهُ حين كَبَّرَ قال: "اللهُ أكبرُ ذا
(5)
الجَبَرُوتِ والمَلَكُوتِ والكبرياءِ والعَظَمَة"، وكان يقولُ في ركوعِه: "سُبحانَ ربِّي العظيم"، وإذا رفعَ رأسَه من الرُّكوع قال: "لِربِّي الحَمْد، لربِّي الحَمْد"
(6)
، وفي سجودِه:"سُبحانَ رَبِّيَ الأعلى"، وبينَ
= وسلف قبله من طريق قيس بن سَعْد، عن عطاء، عن ابن عباس.
(1)
جاء علامة نسخة في (هـ) فوق قوله: حين يقول".
(2)
في هامشي (ك) و (هـ): حقّ.
(3)
في (هـ) وهامشي (ر) و (ك) وفوقها في (م): لا مانعَ.
(4)
حديث صحيح، رجاله ثقات غير مَخْلَد - وهو ابن يزيد - فإنه ينزلُ عن درجة الثقة قليلًا، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (659).
وأخرجه أحمد (11828)، ومسلم (477):(205)، وأبو داود (847)، وابن حبان (1905) من طرق، عن سعيد بن عبد العزيز، بهذا الإسناد.
وعند مسلم وابن حبَّان وأبي داود في رواية: لا مانعَ لِما أعطيتَ ولا مُعطيَ لما منعتَ.
(5)
كذا في النسخ الخطية، وفي هامش (ك): ذو. (نسخة).
(6)
لفظ "لربي الحمد" المكرَّر، من (هـ) وهامش (ك) وعليهما علامة نسخة.
السَّجدتَيْن: "رَبِّ اغْفِرْ لي رَبَّ اغْفِرْ لي"، وكان قيامُه وركوعُه، وإذا رفعَ رأسَه من الرُّكوع، وسجودُه، وما بين السَّجدَتَيْن، قريبًا من السَّوَاء
(1)
.
116 - باب القنوت بعد الرُّكوع
1070 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: حدَّثنا جَرِير، عن سليمانَ التَّيْميّ، عن أبي مِجْلَز
عن أنس بن مالك قال: قَنَتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شهرًا بعدَ الرُّكوعِ يَدْعُو على رِعْلٍ وذَكوان وعُصَيَّةَ، عَصَتِ الله ورسوله
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، أبو حمزة - وهو طلحة بن يزيد الكوفي، وإن لم يرو عنه غير عَمرو بن مُرَّة - وثَّقَه النَّسائي في "السُّنن الكبرى" بإثر (2689)، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو من رجال البخاري، والرَّجل العَبْسي المبهم في الإسناد يشبه أن يكون صِلَة بن زُفر كما ذكر المصنِّف بإثر حديث "السُّنن الكبرى"(1383). وهذا الحديث في "السُّنن الكبرى" برقمي (660) و (1383)، وزاد في الرواية الثانية ذكر قراءته بالبقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام في أربع ركعات.
وأخرجه أحمد (23375)، وأبو داود (874) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد، بأطول منه.
ورواه العلاء بن المسيب - كما في الروايتين (1009) و (1665) - عن عمرو بن مرة، عن طلحة بن يزيد عن حذيفة، به. لم يذكر الرجل من بني عبس. وينظر الكلام عليه هناك.
وسيرد برقم (1145) من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، به.
(2)
إسناده صحيح، جرير: هو ابن عبد الحميد، وسليمان التيمي: هو ابن طَرْخان، وأبو مِجْلَز: هو لاحق بن حُميد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (661).
وأخرجه أحمد (12152) و (13120)، والبخاري (1003) و (4094)، ومسلم (677):(299)، وابن حبان (1973) من طرق عن سليمان التَّيْمي، بهذا الإسناد، دون قوله:"وعُصَيَّة عصت الله ورسولَه" في رواية أحمد (13120) ورواية البخاري (1003)، وجاء في الروايات الأخرى:"وقال: عُصَيَّة عَصَتِ الله ورسولَه"، وفي رواية مسلم: بعد الركوع في صلاة الصبح. =
117 - باب القُنوت في صلاة الصُّبْح
1071 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حَدَّثَنَا حمَّاد، عن أيوب، عن ابن سِيرِين
= وأخرجه أحمد (12655) و (12705) و (13280)، والبخاري (1002) و (1300) و (3170) و (4096) و (6394) و (7341)، ومسلم (677):(301) من طريق عاصم الأحول، وأحمد (12911) و (13602)، ومسلم (677):(300)، وأبو داود (1445) من طريق أنس بن سِيرِين، وأحمد (13195) و (13255) و (14074)، والبخاري (2801) و (2814) و (4091) و (4095)، ومسلم (677):(297) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وأحمد (13724)، ومسلم (677):(303) من طريق موسى بن أنس، والبخاري (4088) من طريق عبد العزيز بن صهيب، وابن ماجه (1183) من طريق حُميد الطويل، جميعهم عن أنس، به، وبعض الروايات مطوَّل بخبر بئر مَعُونَة، وأنَّ القنوت في صلاة الفجر.
وفي رواية عاصم الأحول قال (وهذا لفظ أحمد 12705): سألتُه (يعني أنسًا) عن القُنوت، أقبلَ الرُّكوع أو بعدَ الرُّكوع؟ فقال: قبلَ الركوع. قال: قلت: فإنهم يزعمون أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قنتَ بعد الركوع. قال: كذبوا، إنما قَنَتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا يدعو على ناس قتَلُوا ناسًا من أصحابه يقال لهم: القُرَّاء.
وفي رواية عبد العزيز بن صُهيب قال: وسأل رجلٌ أنسًا عن القنوت، أبعدَ الركوع أو عند الفراغ من القراءة؟ قال: لا، بل عند الفراغ من القراءة.
وفي رواية حُميد الطويل قال: سُئل (أي: أنس) عن القنوت في صلاة الصُّبح، فقال: كنَّا نَقْنُتُ قبل الرُّكوع وبعده.
وقال ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 491: ومجموعُ ما جاء عن أنس من ذلك أن القنوت للحاجة بعد الركوع لا خلافَ عنه في ذلك، وأمَّا لغير الحاجة، فالصحيحُ عنه أنه قبل الركوع، وقد اختلف عملُ الصحابة في ذلك، والظاهرُ أنه من الاختلاف المباح.
وسيأتي بعده من طريق محمد بن سِيرِين، عن أنس، بذكر القنوت، وفيه تعيين الصلاة بالصبح.
وسيأتي برقمي (1077) و (1079) من طريق قَتَادة، عن أنس.
قوله: "عَصَت الله ورسولَه" قال السِّنْدي: استئناف، كأنه قيل: لِمَ دعا عليهم؟ وضميرُه للكلّ.
أنَّ أنسَ بنَ مالك سُئل: هل قَنَتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الصُّبْح؟ قال: نعم، فقيل له: قبلَ الرُّكوعِ أو بعدَه؟ قال: بعد الرُّكوع
(1)
.
1072 -
أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود قال: حدَّثنا بِشْرُ بنُ المُفَضَّل، عن يونس، عن ابن سِيرِين قال:
حدَّثَنِي بعضُ مَنْ صَلَّى مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ الصُّبْح، فلمَّا قال:"سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه" في الرَّكعة الثَّانية قامَ هُنَيْهَةً
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، قُتيبةُ: هو ابن سعيد، وحمَّاد: هو ابن زيد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتِياني، وابنُ سِيرِين: هو محمد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (662).
وأخرجه البخاري (1001)، وأبو داود (1444) من طريقين عن حمَّاد بن زيد، بهذا الإسناد، وعند البخاري: بعد الركوع يسيرًا، وبنحوها في روايةٍ لأبي داود، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 490: بيَّن عاصم في روايته مقدار هذا اليسير حيث قال فيها: إنما قنتَ بعد الركوع شهرًا.
وأخرجه أحمد (12117)، ومسلم (677):(298)، وابن ماجه (1184) من طريقين عن أيوب، به.
وأخرجه أحمد (12698) و (13185) من طريق خالد الحذَّاء، عن محمد بن سِيرِين، سألتُ أنسَ بنَ مالك: هل قنتَ عُمر؟ قال: نعم، ومَن هو خيرٌ من عُمر؛ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، بعد الركوع.
وسلف قبلَه من طريق أبي مِجْلَز، عن أنس.
(2)
إسناده صحيح، يونس: هو ابن عُبيد، وابنُ سِيرِين: هو محمد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (663).
وصحابيُّ الحديث هو أنس بن مالك، كما سيأتي ذكره، وأُشير إليه في "التهذيب" وجزمَ به الحافظ ابن حجر في "تقريب التهذيب" في المبهمات.
وأخرجه أبو داود (1446) عن مسدَّد، والدارقطني في "السُّنن"(1686)، وفي "العلل" 6/ 209 - 210 من طريق نُعيم بن الهَيْصَم أبي محمد الهَرَويّ، كلاهما عن بِشْر بن المفضَّل، بهذا الإسناد، ومسدَّد ونُعيم ثقتان. =
1073 -
أخبرنا محمدُ بنُ منصور المكِّي
(1)
قال: حَدَّثَنَا سفيان قال: حفظناه من الزُّهْريّ، عن سعيد
عن أبي هريرة قال: لمَّا رَفعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رأسَهُ من الرَّكعة الثانية من صلاة الصُّبْح، قال:"اللَّهُمَّ أَنْجِ الوليدَ بنَ الوليد، وسَلَمَةَ بنَ هشام، وعيَّاش بنَ أبي ربيعة، والمستضعفين بمكة، اللهُمَّ اشْدُدْ وَطْأتَكَ على مُضَرَ، واجْعَلْها عليهم سنينَ كَسِنِي يوسُف"
(2)
.
= ورواه عبد الرَّحمن بن المبارك - وهو ثقة - عن بِشْر، بهذا الإسناد، وصرَّح باسم الصحابي أنه أنسُ بنُ مالك رضي الله عنه، كما ذكر الدار قطني في "العلل" 6/ 209.
ورُوي أيضًا من طريق أيوب، عن ابن سِيرِين مرفوعًا ومرسلًا، كما ذكر الدارقطني، وذكرَ أن أحسنَها رواية نُعيم بن الهَيْصَم.
ورواه عبَّاسُ بنُ يزيد البَحْرَاني عن بِشْر بن المفضَّل، بهذا الإسناد، غير أنه قال: عن أبي هريرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قامَ إلى الصلاة، قام هُنيهة، ثم يُكَبِّر. فوَهِمَ في إسناده ومتنه، كما ذكرَ الدارقطنيّ في "العلل" 4/ 86، وعبّاسُ بنُ يزيد البَحْرَاني صدوقٌ يخطئ، كما ذكر الحافظ ابن حجر في "تقريب التهذيب".
(1)
قوله: المكّي، من (ر) و (م).
(2)
إسناده صحيح، محمد بن منصور: هو الجوَّاز المكّيّ، وسفيان: هو ابن عُيينة، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وسعيد: هو ابن المسيِّب، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (664).
وأخرجه أحمد (7260)، والبخاري (6200)، ومسلم (675):(294)، وابن ماجه (1244) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد، وليس في رواية البخاري تعيين الصلاة بأنها الصُّبح.
وأخرجه أحمد (9413)، والبخاري (1006) و (2932) و (3386) من طريق عبد الرَّحمن بن هُرْمُز الأعرج، عن أبي هريرة، به. وفي رواية البخاري الأُولى زيادة: وأن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "غِفَار غفَر اللهُ لها، وأَسْلَمُ سَالَمَها الله".
وسيأتي بعده من رواية سعيد بن المسيّب وأبي سَلَمة بن عبد الرَّحمن، عن أبي هريرة.
1074 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عثمانَ قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّة، عن ابن أبي حمزةَ قال: حدَّثني محمد - وهو الزُّهري
(1)
- قال: حدَّثني سعيد بنُ المسيّب وأبو سَلَمَةَ بنُ عبدِ الرَّحمن
أنَّ أبا هريرةَ كان يُحدِّثُ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يدعُو في الصَّلاة حين يقول: "سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، رَبَّنا ولك الحمد"، ثم يقولُ وهو قائمٌ قَبْلَ أن يسجد:"اللَّهُمَّ أَنْجِ الوليدَ بنَ الوليد، وسَلَمَةَ بن هشام، وعيَّاش بنَ أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين، اللهمَّ اشْدُدْ وَطْأتَكَ على مُضَرَ، واجْعَلْها عليهم كَسِنِي يوسُف". ثم يقول: "اللهُ أكبر"، فيسجُد، وضاحيةُ مُضَرَ يومئذٍ مخالفون لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
(1)
قوله: وهو الزُّهْري، ليس في (هـ).
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات، غير بقية - وهو ابن الوليد - فهو إلى الضعف أقرب، ويدلّس تدليس التسوية، ولم يصرّح بسماعه من ابن أبي حمزة، وهو شعيب، وقد توبع، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (665).
وأخرجه أحمد (7465)، والبخاري (4560) من طريق إبراهيم بن سَعْد، ومسلم (675):(294)، وابن حبان (1972) و (1983) من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن الزُّهْري، بهذا الإسناد.
وعند أحمد والبخاري: كان إذا أراد أن يدعُوَ على أحد أو يدعُوَ لأحد قَنَتَ بعد الركوع، فربَّما قال إذا قال:"سمع الله لمن حمده" قال
…
الحديث، وفي آخره: حتَّى أنزل الله: {لَيْسَ لك مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٍ} الآية، وبنحوها الروايات الأخرى.
وأخرجه البخاري (804) عن أبي اليَمان، عن شعيب بن أبي حمزة، به، وقَرَنَ بأبي سَلَمة بدل سعيد بن المسيب أبا بكر بنَ عبد الرَّحمن بن الحارث بن هشام.
وأخرجه أحمد (7669)، وابن حبان (1969) من طريق مَعْمَر، عن الزُّهْري، عن أبي سَلَمة وحدَه، به.
وأخرجه أحمد (10072) و (10754)، والبخاري (4598) و (6393)، ومسلم (675):(295)، وأبو داود (1442)، وابن حبان (1986) من طريق يحيى بن أبي كثير، وأحمد =
118 - باب القُنوت في صلاة الظُّهر
1075 -
أخبرنا سليمانُ بنُ سَلْم البَلْخِيُّ
(1)
قال: حَدَّثَنَا النَّضْرُ قال: أخبرنا هشام، عن يحيى، عن أبي سَلَمة
عن أبي هريرةَ قال: لأُقَرِّبَنَّ لكم
(2)
صلاةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: فكان
(3)
أبو هريرة يَقْنُتُ في الرَّكعةِ الآخِرة من صلاةِ الظُّهر، وصلاةِ العشاء الآخرة، وصلاةِ الصُّبْح، بعدَما يقول:"سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه" فَيَدْعُو للمؤمنين، ويلعنُ الكَفَرة
(4)
.
119 - باب القنوت في صلاة المغرب
1076 -
أخبرنا عُبَيْدُ الله بنُ سعيد، عن عبد الرَّحمن، عن سفيانَ وشعبة، عن عَمْرِو بن مُرَّة. ح: وأخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حَدَّثَنَا يحيى، عن شعبةَ وسفيان قالا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ مُرَّة، عن ابن أبي ليلى
= (10521) من طريق محمد بن عَمرو بن علقمة، والبخاري (6940) من طريق هلال بن أسامة، ثلاثتهم عن أبي سلمة وحده بنحوه.
وسلف قبله من طريق سفيان بن عُيينة، عن الزُّهْري، عن سعيد وحدَه، به.
(1)
في (م): أبو داود البلخي المصاحفي.
(2)
في هامش (ك): بكم. (نسخة).
(3)
في (م): وكان.
(4)
إسناده صحيح، النَّضْر: هو ابن شُميل، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (666).
وأخرجه أحمد (7464) و (8445) و (10073)، والبخاري (797)، ومسلم (676)، وأبو داود (1440)، وابن حبان (1981) من طرق عن هشام، بهذا الإسناد، وليس في رواية أحمد الثانية ذكر صلاة الظهر، وفيها: واللهِ إني لأَقْرَبُكم صلاةً برسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
عن البراءِ بن عازب، أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يَقْنُتُ في الصُّبْح والمغرب، وقال عُبيد الله: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
120 - باب اللَّعْن في القُنُوت
1077 -
أخبرنا محمدُ بنُ المُثَنَّى قال: حدَّثنا أبو داودَ قال: حَدَّثَنَا شعبة، عن قَتَادة، عن أنس. وهشامٌ
(2)
، عن قَتَادة
عن أنس، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شهرًا؛ قال شعبة: لَعَنَ رجالًا، وقال هشام: يدعُو على أحياءٍ
(3)
من أحياءِ العرب، ثم تَركَهُ بعد الرُّكُوع، هذا قولُ هشام. وقال شعبة عن قَتَادة، عن أنس: أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شهرًا يلعنُ رِعْلًا وذَكُوانَ ولِحْيان
(4)
.
(1)
إسناداه صحيحان، عبد الرَّحمن: هو ابن مهديّ، ويحيي: هو ابن سعيد القطَّان، وسفيان: هو الثوريّ، وابنُ أبي ليلى: هو عبد الرَّحمن، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (667).
وأخرجه أحمد (18652)، وابن حبان (1980) من طريق عبد الرَّحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (18661) عن وكيع، عن شعبة وسفيان، به بذكر القنوت في الفجر فحسب.
وأخرجه أحمد (18470) و (18520)، ومسلم (678):(305)، وأبو داود (1441)، والترمذي (401) من طرق عن شعبة وحده، به، ولأبي داود أربع طرق، جاء ذكر المغرب في طريق واحدة فحسب.
وقال أحمد بإثر الرواية الأُولى: ليس يُرْوَى عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه قنت في المغرب إلا في هذا الحديث، وعن عليّ قولَه.
وأخرجه مسلم (678): (306) من طريق عبد الله بن نُمير، عن سفيان الثوري وحده، به.
(2)
معطوف على "شعبة" ووقع في (ر) و (م): وحدَّثنا هشام.
(3)
في هامش (ك): حيّ. (نسخة).
(4)
إسناداه صحيحان، أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسيّ، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (668). =
121 - باب لَعْن المنافقين في القُنُوت
1078 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا عبدُ الرَّزَّاق قال: حَدَّثَنَا مَعْمَر، عن الزُّهْريّ، عن سالم
عن أبيه، أنَّه سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حين رفعَ رأسَه من
(1)
صلاة الصُّبْح من الرَّكعة الآخرة قال: "اللَّهُمَّ الْعَنْ فلانًا وفلانًا" يدعُو على أُناس من المنافقين، فأنزلَ الله عز وجل:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128]
(2)
.
= وأخرجه أحمد (13265) و (13725) و (13951) و (13952)، ومسلم (677):(303) من طرق عن شعبة بهذا الإسناد، وعندهما زيادة: عَصَوُا الله ورسوله، وفي رواية أحمد الأخيرة زيادة سؤال مروان الأصفر لأنس: قنتَ عُمر؟ قال: عُمر لا.
وأخرجه أحمد (12150) و (12849) و (13274) و (13752)، والبخاري (4089)، ومسلم (677):(304)، وابن ماجه (1243)، وابن حبان (1982) و (1985) من طرق، عن هشام الدَّسْتُوائي، به، وعند ابن ماجه: كان يقنتُ في صلاة الصبح.
وأخرجه أحمد (12064) و (13683) و (14004)، والبخاري (3064) و (4090) من طريق سعيد بن أبي عَرُوبة، وأحمد (12990) و (13601) و (13641) من طريق همَّام بن يحيى العَوْذي، كلاهما عن قَتَادة، به، ورواية سعيد مطوَّلة بخبر بئر مَعُونة، ورواية همَّام مختصرة.
وسيأتي من طريق معاذ بن هشام الدَّسْتُوائي، عن أبيه، عن قَتَادة بعد حديث.
وسلف من طريق أبي مجلز، عن أنس برقم (1070).
(1)
في (م) وهامش (ك): في.
(2)
إسناده صحيح، عبد الرزاق: هو ابن همَّام ومَعْمَر: هو ابن راشد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (669) و (11009)، وقال عقب الأول: لم يرو هذا الحديث أحد من الثقات إلا معمر.
وهو في "مصنَّف" عبد الرزاق (4027)، ومن طريقه أخرجه أحمد (6349)، وابن حبان (1987) و (5747). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه أحمد (6350)، والبخاري (4069) و (4559) و (7346)، والمصنف في "السُّنن الكبرى"(11010) من طريق عبد الله بن المبارك، عن مَعْمَر، به.
وعلَّقه البخاريُّ بإثر (4559) عن إسحاق بن راشد، عن الزُّهْري.
وأخرجه أحمد (5674)، والترمذي (3004) من طريق عُمر بن حمزة، عن سالم، به.
وفي رواية أحمد: "اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن سُهيل بن عمرو، اللهم العن صفوان بن أمية"، وفي رواية الترمذي لعنُ أبي سفيان، بدل: سُهيل بن عَمرو. وفي آخره عند أحمد: فتِيبَ عليهم كلِّهم، وعند الترمذي: فتاب الله عليهم، فأسلمُوا فحسُن إسلامُهم.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، يُستغرب من حديث عُمر بن حمزة، عن سالم عن أبيه، وقد رواه الزُّهْري، عن سالم عن أبيه، لم يعرفه محمد بنُ إسماعيل من حديث عُمر بن حمزة، وعرفه من حديث الزُّهْري.
وأخرج البخاري (4070) من طريق حنظلة بن أبي سفيان، سمعتُ سالم بنَ عبد الله يقول: كان رسولُ الله يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام، فنزلت:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٍ} إلى قوله: {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} .
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 7/ 366: هو مرسل، والثلاثة الَّذين سمَّاهم قد أسلموا يوم الفتح، ولعلَّ هذا هو السِّرُّ في نزول قوله تعالى:{وَلَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} .
وأخرجه أحمد (5812) و (5813)، والترمذي (3005)، وابن حبان (1988) من طريق خالد بن الحارث، عن نافع، عن ابن عمر بنحوه.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، يُستغرب من هذا الوجه من حديث نافع عن ابن عمر، ورواه يحيى بن أيوب، عن ابن عجلان.
قال السِّندي: قوله: فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٍ} ، هذا يدلُّ على أنه نسخ لعن الكافرين في الصلاة، والظاهر أنَّ أبا هريرة كان يحملُه على لعن الكافر المعيَّن، ويرى لعن مطلق الكافرين في الصلاة جائزًا، والله تعالى أعلم. اهـ. وينظر كلام ابن حبان بإثر حديثه.
وقال السِّندي أيضًا في حاشيته على "مسند" أحمد (6350): قوله: دعا على ناس من المنافقين؛ قد جاء أنه دعا على ناس من المشركين، فيحتمل أن لفظ المنافقين من تصرف الرواة، أو كان الدعاء على المشركين والمنافقين جميعًا، ووقع من الرواة الاقتصار على ذكر أحدهما في كلّ محلّ.
122 - باب ترك القُنُوت
1079 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا معاذُ بنُ هشام قال: حدَّثني أبي، عن قَتَادة
عن أنس، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شهرًا يدعُو على حَيٍّ من أحياءِ العرب، ثم تَرَكَه
(1)
.
1080 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد
(2)
، عن خَلَف - وهو ابن خليفة - عن أبي مالك الأشجعيّ
عن أبيه قال: صَلَّيتُ خلفَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فلم يَقْنُتْ، وصلَّيتُ خلفَ أبي بكر فلم يَقْنُتْ، وصَلَّيْتُ خلفَ عُمَرَ فلم يَقْنُتْ، وصَلَّيْتُ خلف عثمانَ فلم يَقْنُتْ، وصَلَّيْتُ خلفَ عليٍّ فلم يَقْنُتْ". ثم قال: يا بُنَيَّ إنها بِدْعَة
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل معاذ بن هشام - وهو الدَّسْتُوائي - وبقية رجاله ثقات، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (670).
وسلف بنحوه من طريق هشام وشعبة عن قَتَادة قبل حديث.
(2)
قوله: بن سعيد، من (ر) و (م).
(3)
حديث صحيح، رجاله ثقات غير خَلَف بن خليفة؛ فصدوق، وقد اختلط في الآخَر، ولم يُذكر هل رواية قُتيبةُ بن سعيد عنه قبل اختلاطه أو بعده، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات، أبو مالك الأشجعي: هو سَعْد بن طارق، وأبوه صحابيُّ الحديث اسمه طارق بن أَشْيَم، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (671).
وأخرجه ابن حبان (1989) من طريق قُتيبةُ بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أحمد (27209) عن حسين بن محمد، عن خَلَف، به.
وأخرجه أحمد (15879) و (27210)، والترمذي (402)، وابن ماجه (1241) من طريق يزيد بن هارون، (وقرنَ ابن ماجه بيزيد عبدَ الله بنَ إدريس وحفصَ بنَ غياث)، والترمذي أيضًا (403) من طريق أبي عَوَانة، أربعتُهم عن أبي مالك، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قال السِّندي: قولُه: فلم يَقْنُت؛ هذا يدلُّ على أن القُنوتَ في الصبح كان أيَّامًا ثم نُسخ، أو =
123 - باب تبريد الحَصَى للسُّجُود عليه
1081 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد
(1)
قال: حدَّثنا عَبَّاد
(2)
، عن محمدِ بن عَمْرو، عن سعيدِ بن الحارث
عن جابرِ بن عبد الله قال: كُنَّا نُصَلِّي مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، فَآخُذُ قَبْضَةً من حَصًى في كَفِّي أُبرِّدُه، ثم أُحَوَّلُه في كفِّي الآخَر، فإذا سجدتُ وضعتُه لِجَبْهَتي
(3)
.
124 - باب التَّكبير للسُّجود
1082 -
أخبرنا يحيى بنُ حَبِيب بن عَرَبيٍّ قال: حدَّثنا حمَّاد، عن غَيْلَانَ بن جَرِيرٍ، عن مُطَرِّف قال:
صَلَّيْتُ أنا وعِمْرَانُ بنُ حُصَيْن خلفَ عليِّ بن أبي طالب، فكان إذا سَجَدَ كَبَّرَ، وإذا رفع رأسَه من السُّجود كَبَّر، وإذا نهضَ من الرَّكْعَتَيْن كَبَّرَ، فلمّا قضى صلاتَه أخذَ عِمْرَانُ بيدي، فقال: لقد ذَكَّرَني هذا كلمةً. قال: يعني
(4)
صلاةَ محمَّد صلى الله عليه وسلم
(5)
.
= أنه كان مخصوصًا بأيام المَهامّ، والثاني أنسبُ بأحاديث القُنوت، وإليه مالَ أحمد وغيرُه.
(1)
قوله: بن سعيد، من (ر) و (م).
(2)
بعدها في هامش (ك): بن عبّاد المُهَلَّبي.
(3)
إسناده حسن من أجل محمد بن عَمرو، وهو ابن علقمة بن وقَّاص، وبقية رجاله ثقات، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (672).
وأخرجه أحمد (14507)، وأبو داود (399) من طُرق عن عبَّاد بن عبَّاد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (14506)، وابن حبان (2276) من طريقين عن محمد بن عمرو، به.
(4)
في هامش (ك) ما صورتُه: "قبل قال كلمة يعني"، وعليه علامة نسخة.
(5)
إسناده صحيح، حمَّاد: هو ابن زيد، ومُطَرِّف: هو ابن عبد الله بن الشِّخِّير، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (673). =
1083 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حَدَّثَنَا معاذٌ ويحيى قالا: حَدَّثَنَا زهير قال: حدَّثني أبو إسحاق، عن عبد الرَّحمنِ بن الأسود، عن عَلْقَمَةَ والأسود
عن عبدِ الله بن مسعود قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُكَبِّرُ فِي كلِّ خَفْضٍ ورَفْع، ويُسَلِّمُ عن يَمِينِهِ وعن يَسَارِه، وكان أبو بكر وعُمرُ رضي الله عنهما يفعلانِهِ
(1)
.
= وأخرجه أحمد (19952) و (19995)، والبخاري (786) و (826)، ومسلم (393)، وأبو داود (835) من طرق، عن حمَّاد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (19840) من طريقين، عن غَيْلان بن جَرِير، به.
وأخرجه أحمد (19860) و (19881)، والبخاري (784) من طرق عن مُطرِّف بن عبد الله، به.
وسيرد برقم (1180) عن عَمْرو بن عليّ، عن يحيى بن سعيد، عن حمَّاد، به.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات، زهير - وهو ابن معاوية - وإنْ سمعَ من أبي إسحاق - وهو السَّبِيعي - بعد اختلاطه، توبع. معاذ: هو ابن معاذ العَنْبريّ كما هو مصرَّح به في الرواية (1319) و "تحفة الأشراف"(9174)، ولم يُرقم لروايته عن زهير بن معاوية، ولا لرواية عَمْرو بن علي عنه عند النسائي في تراجمهم في "تهذيب الكمال"؛ ويحيى: هو ابن سعيد القطَّان، وعلقمة: هو ابن قيس النَّخَعيّ، والأسود: هو ابن يزيد النَّخَعيّ. والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (674).
وأخرجه أحمد (3660) عن يحيى القطَّان، بهذا الإسناد، وفيه: يُكَبِّرُ في كلِّ خَفْضٍ ورَفْع وقيامٍ وقُعود، ويُسَلِّمُ عن يمينه وعن يساره حتَّى يُرى بياضُ خَدَّيْهِ أو خَدِّهِ
…
وأخرجه أحمد (3736) و (4055) من طريقين، عن زهير، به بمثل رواية يحيى القطَّان المذكورة.
وقد اختلف فيه على أبي إسحاق:
فرواه زهيرُ بنُ معاوية كما في هذه الرواية، وكما سيأتي برقمي (1142) و (1319)، وأبو الأحوص سلَّامُ بنُ سُليم كما سيأتي برقم (1149)، وإسرائيلُ بُن يونس بن أبي إسحاق، كما في "مسند" أحمد (3972) و (4224)، ثلاثتُهم عن أبي إسحاق، به، ودون ذكر التسليم في رواية أبي الأحوص ورواية إسرائيل الثانية، وفي رواية إسرائيل هذه: عن الأسود وعلقمة أو أحدهما، وإسرائيل من أتقن أصحاب أبي إسحاق، وأبو الأحوص روى عن أبي إسحاق قبل اختلاطه. =
125 - باب كيف يَخِرُّ للسُّجود
1084 -
أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود قال: حَدَّثَنَا خالد، عن شعبة، عن أبي بِشْر قال: سمعتُ يوسفَ - وهو ابن ماهك - يحدِّث
عن حَكِيمِ بن حِزام قال: بايعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنْ لا أَخِرَّ إلا قائمًا
(1)
.
= ورواه علي بنُ صالح، وعُمر بنُ عُبيد، وسفيانُ الثوري، كما سيأتي بالأرقام:(1322) و (1323) و (1324)، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عوف بن مالك الجُشمي، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، بذكر التسليم فحسب، وسفيان الثوري أثبت الناس في أبي إسحاق.
ورواه الحُسين بن واقد، عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود وأبي الأحوص، عن عبد الله، كما سيأتي برقم (1325) بذكر التسليم.
ورواه الجرَّاح بن مَلِيح (والد وكيع) عن أبي إسحاق، عن عبد الرَّحمن بن الأسود وعبدِ الرَّحمن بن يزيد، عن عبد الله، بذكر التكبير في كلِّ خفض ورفع، كما في "مسند" أحمد (4225).
وللحديث طرق أخرى ذكرها الدارقطني في "العلل" 2/ 261، واستحسن رواية زهير بن معاوية هذه عن أبي إسحاق في "السُّنن" بإثر الحديث (1348).
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه، يوسف بن ماهك لم يسمع من حَكِيم بن حِزَام فيما نقله العلائي عن الإمام أحمد في "جامع التحصيل"(919) بينهما عبد الله بنُ عِصْمَة، ورجال الإسناد ثقات، خالد: هو ابن الحارث، وأبو بِشْر: هو جعفر بن إياس، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (675).
وأخرجه أحمد (15312) عن محمد بن جعفر عن شعبة بهذا الإسناد، وزاد في آخره: قال: قلتُ: يا رسول الله، الرجلُ يسألُني البيعَ وليس عندي، أفأبيعُه؟ قال:"لا تَبِعْ ما ليس عندك"، وستأتي هذه الزيادة برقم (4613) من طريق هُشيم، عن أبي بِشْر، به.
قوله: أَنْ لا أَخِرَّ: من الخُرور وهو السُّقوط؛ أي: لا أسقط إلى السُّجود إلا قائمًا؛ أي: أرجع من الركوع إلى القيام، ثم أَخِرُّ منه إلى السجود، ولا أخرّ من الركوع إليه، وهذا هو المعنى الذي فهمه المصنّف. قاله السِّندي، وذكَر معانيَ أُخر، أحدُها: لا أموتُ إلا ثابتًا على الإسلام. اهـ. وهو ما ذهبَ إليه أبو عُبيد في "غريب الحديث" 2/ 130.
126 - باب رفع اليدين للسُّجود
1085 -
أخبرنا محمدُ بنُ المُثَنَّى قال: حَدَّثَنَا ابن أبي عَديٍّ، عن شعبة
(1)
، عن قَتَادة، عن نَصْرِ بن عاصم
عن مالكِ بن الحُوَيْرِث، أنَّه رأى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رفع
(2)
يديه في صلاته؛ إذا
(3)
ركع، وإذا رفع رأسه من الرُّكوع
(4)
، وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من سُجوده
(5)
، حتَّى يُحاذِيَ بهما فُروعَ أُذُنَيه
(6)
.
(1)
كذا في النسخ الخطية و"تحفة الأشراف"(11184): شعبة، ووقع في "السُّنن الكبرى" للمصنِّف (676): سعيد، يعني ابنَ أبي عَرُوبة، وهو الأشبه كما سيأتي في التعليق عليه في مصادر هذه الرواية، ولا يضرُّ هذا الاختلاف، فالحديث رُوي من طريقيهما، وكلاهما ثقة.
(2)
في هامش (ك): يرفع.
(3)
في (هـ): وإذا.
(4)
في (م) وهامش (ك): ركوعه.
(5)
في (ر) و (هـ) والمطبوع: السجود.
(6)
حديث صحيح دون قوله: "وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من السجود" فشاذٌّ لمخالفته الروايات الأصحّ منها، واضطراب ذكر السجود فيه، فقد رواه سعيد بن أبي عَرُوبة (من رواية ابن عُلَيَّة عنه) وشعبةُ عن قَتَادة كما سلف برقمي (880) و (881) دون ذكر رفع اليدين من السجود، وجاء أيضًا التصريح بنفي ذلك كما سيأتي.
وأخرجه مسلم (391): (26)، والبيهقي في "السُّنن الكبرى" 2/ 25 و 71 من طريق محمد بن المثنى، بهذا الإسناد، وعندهما سعيد (يعني ابنَ أبي عَرُوبة)، بدل: شعبة، وهذا يقوِّي ذكر سعيد في "السُّنن الكبرى" للمصنِّف كما سلف ذكرُه في فروق النسخ، وليس في روايتي مسلم والبيهقي ذكر رفع اليدين من السجود. وابن أبي عديّ - وهو محمد بن إبراهيم - روى عن سعيد بعد اختلاطه، لكنه متابع.
وأخرجه أحمد (15600) عن ابن أبي عديّ، به، وفيه أيضًا: سعيد، بدل: شعبة، وجاء فيه ذكر السجود.
وأخرجه بذكر السجود فيه أيضًا أحمد (15604) عن محمد بن جعفر، والمصنِّف من طريق =
1086 -
حَدَّثَنَا محمدُ بنُ المثنّى قال: حَدَّثَنَا عبدُ الأعلى قال: حَدَّثَنَا سعيد، عن قَتَادة، عن نَصْرِ بن عاصم
عن مالكِ بن الحُوَيْرِث، أنَّه رأى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يرفعُ
(1)
يدَيْه، فذكرَ مثلَه
(2)
.
1087 -
أخبرنا محمدُ بنُ المثنَّى قال: حَدَّثَنَا معاذُ بنُ هشام قال: حدَّثني أبي، عن قَتَادة، عن نَصْرِ بن عاصم
عن مالكِ بن الحُوَيْرِثِ، أنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم
(3)
كان إذا دخلَ في الصَّلاة، فذكر نحوَه، وزادَ فيه: وإذا
(4)
ركعَ فعلَ مِثْلَ ذلك، وإذا رفعَ رأسَه من الرُّكوع
= عبد الأعلى كما سيأتي في الحديث بعده، كلاهما عن سعيد، به، ووقع في "أطراف المسند" (كما في حواشيه): شعبة، بدل: سعيد.
وتابع سعيدًا على ذكر رفع اليدين من السجود هشام الدَّسْتُوائي من رواية ابنه معاذ عنه، لكن خالف معاذًا جماعة أوثق منه، كما سيأتي بعد حديث، وتابعه أيضًا همام عند أحمد (20537) وأبي عَوَانة كما ذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 223 وقال: وفي الباب عن جماعة من الصحابة؛ لا يخلُو شيءٌ منها عن مقال، وقد رَوى البخاريّ في "جزء رفع اليدين" في حديث علي المرفوع:"ولا يرفعُ يَدَيْه في شيء من صلاته وهو قاعد"، وأشار (يعني البخاري) إلى تضعيف ما وردَ في ذلك. انتهى كلام الحافظ رحمه الله.
وأخرجه البخاري (737) ومسلم (391): (24) من طريق أبي قِلابة، عن مالك بن الحُويرث به، دون ذكر رفع اليدين من السجود.
وقد جاء نفي رفع اليدين من السجود من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، كما سيأتي بعد حديثين، والله أعلم. وينظر الحديث الآتي برقم (1146) باب رفع اليدين بين السجدتين، وينظر "فتح الباري" لابن رجب 6/ 350 - 354.
(1)
في (ر) و (هـ) والمطبوع: رفع.
(2)
حديث صحيح دون ذكر السجود فيه كما سلف في الحديث قبله، عبد الأعلى: هو ابنُ عبد الأعلى، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (677).
(3)
في (هـ): أنه رأى نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم.
(4)
في (ر) و (م): فإذا.
فعلَ مِثْلَ ذلكَ، وإذا رفعَ رأسَه من السُّجود فعلَ مِثْلَ ذلك
(1)
.
127 - باب ترك رَفْعِ اليَدَيْن عند السُّجود
1088 -
أخبرنا محمدُ بنُ عُبيد الكوفيُّ المُحاربيُّ
(2)
قال: حَدَّثَنَا ابن المبارك، عن مَعْمَر، عن الزُّهْريُّ، عن سالم
عن ابن عُمر قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذا افْتَتَحَ الصَّلاة، وإذا ركعَ، وإذا رفعَ، وكان لا يفعلُ ذلك في السُّجود
(3)
.
128 - باب أوَّل ما يصلُ إلى الأرض من الإنسان في سجوده
1089 -
أخبرنا الحُسينُ بنُ عيسى القُومَسيُّ البَسْطاميُّ قال: حَدَّثَنَا يزيدُ
(4)
قال:
(1)
حديث صحيح، دون ذكر السجود فيه، كما سلف في الحديثين قبله، ورجال الإسناد ثقات غير معاذ بن هشام - وهو الدَّسْتُوائي - فصدوق، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (678) و (733).
وقد خالف معاذَ بنَ هشام عبدُ الصمد بنُ عبد الوارث وأبو عامر العَقَدي - كما في "مسند" أحمد (20535) - ويزيدُ بنُ زُرَيْع - كما في "سنن" ابن ماجه (859) - فرَوَوْه عن هشام الدَّستُوائي بهذا الإسناد دون ذكر رفع اليَدَيْن من السجود.
وينظر الكلام على الحديث في الرواية (1085).
وسلف من طريقي سعيد وشعبة (مفرَّقَين) عن قَتَادة، به، دون ذكر رفع اليدين من السجود، برقمي (880) و (881).
(2)
قوله: المحاربي، من هامش (ك)، وعليه علامة نسخة في (هـ).
(3)
إسناده صحيح. ابن المبارك: هو عبد الله، ومَعْمَر: هو ابن راشد، والزُّهْريّ: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (679).
وأخرجه أحمد (5081) و (6345) من طريقين عن مَعْمَر، بهذا الإسناد.
وسلف من طرق شعيب بن أبي حمزة ويونس بن يزيد الأَيْلي ومالك (مفرَّقِين) عن الزُّهْري، به، بالأرقام (876) و (877) و (878).
(4)
في هامش (ك): وهو ابن هارون.
أخبرنا
(1)
شَرِيك، عن عاصم بن كُلَيْب، عن أبيه
عن وائلِ بن حُجْر قال: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ وَضَعَ رُكْبَتَيْهِ قبلَ يَدَيْه، وإذا نَهَضَ رَفَعَ يَدَيْهِ قبلَ رُكْبَتَيْهِ
(2)
.
1090 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا عبدُ الله بنُ نافع، عن محمدِ بن عبدِ الله بن حَسَن، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج
عن أبي هريرةَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يَعْمِدُ أحدُكُم في صلاته فيَبْرُكُ كما يَبْرُكُ الجَمَل"
(3)
.
(1)
في (ر) و (م): عن.
(2)
إسناده ضعيف من أجل شريك، وهو ابن عبد الله النَّخَعي، فهو سيئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات غير كُلَيْب (والد عاصم) فصدوق،، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (680).
وأخرجه أبو داود (838) عن الحُسَيْن بن عيسى، بهذا الإسناد، وقرن به الحَسَنَ بنَ علي.
وأخرجه الترمذي (268)، وابن ماجه (882)، وابن حبان (1912)، من طرق عن يزيد بن هارون، به. قال الترمذي: حديث حسن غريب
…
والعملُ عليه عند أكثر أهل العلم يَرَوْن أن يضع الرجل رُكبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه، وروى همَّام عن عاصم هذا مرسلًا، ولم يذكر فيه وائل بن حُجْر.
وأخرجه أبو داود (736) و (839) من طريق همَّام بن يحيى العَوْذي، عن محمد بن جُحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه بنحوه. وهذا إسناد منقطع، عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه.
وينظر تفصيل الكلام فيه في التعليق على حديث ابن حبان (1912).
وسيرد برقم (1154).
(3)
رجاله ثقات غير عبد الله بن نافع - وهو الصائغ - فصدوق، أبو الزِّناد: هو عبدُ الله بنُ ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بنُ هُرْمُز، وهو في "السنن الكبرى" برقم (681).
وأخرجه أبو داود (841)، والترمذي (269) عن قُتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد، قال الترمذي: حديث غريب، لا نعرفه من حديث أبي الزِّناد إلا من هذا الوجه.
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 139 في محمد بن عبد الله بن حسن: لا يُتابَع عليه، =
1091 -
أخبرنا هارونُ بنُ محمدِ بن بَكَّار بن بلال من كتابه قال: حدَّثنا مروانُ بنُ محمد قال: حدَّثنا عبدُ العزيز بنُ محمد قال: حدَّثنا
(1)
محمدُ بنُ عبدِ الله بن الحَسَن، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج
عن أبي هريرةَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِذا سَجَدَ أَحدُكم فلْيَضَعْ يَدَيْهِ قبل رُكبتيه، ولا يبرك بروك البعير"
(2)
.
129 - باب وضع اليدَيْن مع الوَجْه في السُّجود
1092 -
أخبرنا زيادُ بنُ أيوب دَلُّويَة قال: حدَّثنا ابن عُلَيَّةَ قال: حدَّثنا أيوب، عن نافع
= ولا أدري سمع من أبي الزِّناد أم لا، ونقله الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" 7/ 218 وقال: كأنه توقَّفَ في كونه محمد بن عبد الله بن حسن الذي خَرَجَ بالمدينة على المنصور، ثم قتله المنصور.
ونقل ابن رجب أيضًا عن حمزة الكِنانيّ قوله في هذا الحديث: هو منكر. وقال: قال الأكثرون: يضع ركبتيه قبل يديه. اهـ. وهو الأفضل عند الحنفية والشافعية فيما ذكر ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 291، ونقل عن النوويّ قوله: لا يظهر ترجيح أحد المذهبين على الآخر من حيث السُّنَّة. وذكر أيضًا عن مالك وأحمد رواية بالتخيير.
وينظر ما بعده.
قوله: "فيَبْرُك": المراد النَّهي عن بُرُوك الجمل، وهو أن يضع ركبتيه على الأرض قبل يديه. قاله السِّنْدي.
(1)
في (ر) و (م): عن بدل: قال حدثنا.
(2)
رجاله ثقات، غير هارون بن محمد بن بكَّار، فهو صدوق، عبد العزيز بن محمد: هو الدَّراوردي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (682).
وأخرجه أحمد (8955)، وأبو داود (840) عن سعيد بن منصور، عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإسناد.
وسلف الكلام عليه في الحديث الذي قبله.
عن ابن عُمر - رفعه
(1)
- قال: "إِنَّ اليَدَيْنِ تَسْجُدَانِ كما يَسْجُدُ الوَجْهُ، فإذا وَضَعَ أحدُكُم وجهَهُ فَلْيَضَعْ يَدَيْه، وإذا رَفعَهُ فَلْيَرْفَعْهُما"
(2)
.
130 - باب على كم السُّجُود
1093 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد
(3)
قال: حدَّثنا حمَّاد، عن عَمْرو، عن طاوس
عن ابن عبّاس قال: أُمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يسجدَ على سبعة أعضاء
(4)
، ولا يَكُفَّ شَعْرَه ولا ثِيابَه
(5)
.
(1)
في هامش (ك): يرفعه. (نسخة).
(2)
إسناده صحيح، ابن عُلَيَّة: هو إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بن مِقْسَم، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتِياني، ونافع: هو مولى ابن عمر، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (683).
وأخرجه أحمد (4501) - وعنه أبو داود (892) - عن إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد، وقرنَ أبو داود بأحمد ثلاثة آخرين.
وأخرجه بنحوه مالك في "الموطأ" 1/ 163 عن نافع، عن ابن عمر، موقوفًا.
(3)
قوله: بن سعيد، من (ر) و (م).
(4)
في (هـ) وهامش (ك): أعظُم.
(5)
إسناده صحيح، حمَّاد: هو ابن زيد، وعَمْرو: هو ابن دينار، وطاوس: هو ابن كَيْسان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (684)، وفيه: على سبعة أعظم.
وأخرجه الترمذي (273) عن قتيبة، بهذا الإسناد، وفيه: على سبعة أعظم.
وأخرجه البخاري (815)، ومسلم (490):(227)، وأبو داود (889)، وابن ماجه (883) و (1040) من طرق، عن حمَّاد بن زيد، به، وقرنَ ابن ماجه بحمَّاد أبا عَوَانة، وفي بعضها: على سبعة أعظم، وجاء في رواية مسلم ذكر الأعظم السبعة: الكفَّين والرُّكبتين والقدمين والجبهة، وقطَّع ابن ماجه الحديث في روايتيه المذكورتين.
وأخرجه أحمد (2436) و (2596)، والبخاري (809) و (816) من طرق عن عَمرو بن دينار، به.
وأخرجه بنحوه ابن حبان (1924) من طريق إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، به.
وسيأتي برقم (1113) من طريق شعبة ورَوْح بن القاسم، وبرقم (1115) من طريق سفيان =
131 - باب تفسير ذلك
1094 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد قال: حدَّثنا بَكْر - وهو ابن مُضَر
(1)
- عن ابن الهاد، عن محمدِ بن إبراهيم، عن عامرِ بن سَعْد
عن العبَّاس بن عبد المطَّلب، أنَّه سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِذا سَجَدَ العبدُ سَجَدَ منه
(2)
سبعةُ آراب: وجهُه، وكَفَّاه، ورُكْبَتاه، وقَدماه"
(3)
.
132 - باب السُّجُود على الجَبِين
1095 -
أخبرنا محمدُ بنُ سَلَمَةَ والحارثُ بنُ مسكين قراءةً عليه وأنا أسمع واللَّفظُ
= ابن عُيينة، ثلاثتهم عن عمرو بن دينار، به، وبالأرقام:(1096) و (1097) و (1098) من طريق عبد الله بن طاوس، عن أبيه، به.
قال السِّندي: "ولا يَكُفّ"؛ أي: لا يَضُمّ ولا يجمع عند السجود شَعره أو ثيابه صونًا لهما عن التراب، بل يُرسلُهما ويتركُهما حتى يقعا إلى الأرض، فيكون الكلُّ ساجدًا، والله تعالى أعلم.
(1)
قوله: وهو ابن مُضَر، وقوله: بن سعيد، من (ر) و (م).
(2)
في (م) وهوامش (ر) و (ك) و (هـ): معه.
(3)
إسناده صحيح، ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة الليثي، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التَّيْمي، وعامرُ بنُ سعد: هو ابن أبي وقاص، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (685).
وأخرجه أحمد (1780)، ومسلم (491)، وأبو داود (891)، والترمذي (272)، وابن حبان (1921)، من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (1765) و (1769)، وابن ماجه (885)، وابن حبان (1922) من طرق عن يزيد بن عبد الله ابن الهاد، به.
وأخرجه أحمد (1764) من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن عامر بن سَعْد، به.
وقوله: "آراب": أي: أعضاء، جمع إِرْب. قاله السِّندي.
وسيأتي من طريق الليث بن سعد، عن ابن الهاد، به، برقم (1099).
له، عن ابن القاسم قال: حدَّثني مالك، عن يزيدَ بن عبدِ الله بن الهاد، عن محمدِ بن إبراهيمَ بن الحارث، عن أبي سَلَمَة
عن أبي سعيد الخُدْريّ قال: بَصُرَتْ
(1)
عينايَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على جَبِينِهِ وأَنْفِهِ أَثرُ الماء والطِّين من صُبْحِ
(2)
ليلةِ إحدى وعشرين. مختصر
(3)
.
133 - باب السُّجُود على الأنف
1096 -
أخبرنا أحمدُ بنُ عَمْرو بن السَّرْح ويونُسُ بنُ عبدِ الأعلى والحارثُ بنُ مسكين قراءةً عليه وأنا أسمع واللَّفظ له، عن ابن وَهْب، عن ابن جُرَيْجٍ، عن عَبْد الله بن طاوس، عن أبيه
عن ابن عبَّاس، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُمِرْتُ أنْ أسجدَ على سبعة
(4)
،
(1)
في (هـ) وهامش (ك): فبصرت.
(2)
في هامش (هـ): صبيحة.
(3)
إسناده صحيح، أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (686)، ومطوَّل برقم (3373).
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 319 بأطول منه، وأخرجه من طريقه البخاري (2027)، وأبو داود بإثر (1382)، وابن حبان (3673).
وأخرجه مطولًا البخاري (2018)، ومسلم (1167):(213) و (214) من طرق، عن يزيد بن الهاد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولًا مسلم (1167): (215)، والمصنف في "الكبرى"(3334)، وابن حبان (3684) من طريق عمارة بن غزيَّة، عن محمد بن إبراهيم، به.
وأخرجه بتمامه ومطوّلًا أحمد (11034) و (11186) و (11895)، والبخاري (669) و (813) و (836) و (2016) و (2036) و (2040)، ومسلم (1167):(216)، وأبو داود (894) و (895) و (911) من طرق، عن أبي سلمة، به.
وسيرد مطولًا برقم (1356) من طريق بكر بن مُضَر، عن يزيد بن الهاد، به.
(4)
في هامش (ك): سبع.
لا أكُفّ
(1)
الشَّعْرَ ولا الثِّياب: الجَبْهَةِ والأَنْفِ، واليدَيْنِ، والرُّكْبَتَيْنِ، والقَدَمَيْنِ
(2)
.
134 - باب السُّجُود على اليَدَيْن
1097 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ منصور النَّسائيُّ قال: حدَّثنا المُعَلَّى بنُ أسد قال: حدَّثنا وُهَيْب، عن عبدِ الله بن طاوس، عن أبيه
عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "أُمِرْتُ أنْ أسجدَ على سبعةِ أَعْظُم: على الجَبْهة، وأشار بيدِه على أنفه
(3)
، واليدَيْن والرُّكْبَتَيْن، وأطرافِ القَدَمَيْنِ"
(4)
.
(1)
في هامش (ك): أكفت، وهما بمعنى.
(2)
إسناده صحيح، ابن وَهْب: هو عبدُ الله أبو محمد المصري، وابنُ جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (687).
وأخرجه مسلم (490): (231) عن أبي الطَّاهر أحمد بن عَمرو وحدَه، بهذا الإسناد.
وسيأتي بعده من طريقي وُهيب بن خالد وسفيان بن عُيينة (مفرَّقَيْن) عن عبد الله بن طاوس، به.
قال السِّنْديّ: الجبهة والأنف لكونهما من أجزاء الوجه، فعدَّهما بمنزلة عدّ الوجه، عُدَّتا واحدةً من السبعة، وإلا يلزمُ الزيادة على السَّبعة.
(3)
في (هـ): الأنف، وفي هامشها أنفه. (نسخة).
(4)
إسناده صحيح، وُهَيْب: هو ابن خالد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (688).
وأخرجه البخاري (812) عن مُعلَّى بن أسد، بهذا الإسناد، وفيه زيادة: ولا نَكفِتَ الثيابَ والشعر.
وأخرجه أحمد (2658) و (2777)، ومسلم (490):(230)، وابن حبان (1925) من طرق، عن وُهَيْب بن خالد، به، وعندهم زيادة بنحو الزيادة السالفة.
وسلف قبله من طريق ابن جُريج، عن عبد الله بن طاوس، به.
135 - باب السُّجُود على الرُّكْبَتَيْن
1098 -
أخبرنا محمدُ بنُ منصور المَكِّيُّ وعبدُ الله بنُ محمد بن عبدِ الرَّحمنِ الزُّهْريُّ
(1)
، قالا: حدَّثنا سفيان، عن ابن طاوس، عن أبيه
عن ابن عبَّاس
(2)
: أُمِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يسجدَ على سَبْع، ونُهِيَ أَن يَكْفِتَ
(3)
الشَّعْرَ والثِّيابَ على يدَيْه ورُكْبَتَيْه وأطرافِ أصابعه، قال سفيان: قال لنا ابن طاوس: ووضعَ
(4)
يَدَيْهِ على جَبْهَتِه وأَمَرَّها على أنفه؛ قال: هذا واحد. واللَّفظ لمحمد
(5)
.
136 - باب السُّجود على القَدَمَيْن
1099 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الله بن عبدِ الحَكَم، عن شُعيب، عن اللَّيث قال: أخبرنا ابن الهاد، عن محمدِ بن إبراهيمَ بن الحارث
(6)
، عن عامر بن سَعْد بن أبي وقَّاص
عن عبَّاسِ بن عبدِ المطَّلب، أنَّه سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سَجَدَ
(1)
جاء في هامش (هـ) علامة نسخة على قوله: بن عبد الرحمن الزُّهري.
(2)
في (ر): عن ابن عباس قال.
(3)
في (ر) و (م): يكفّ.
(4)
في (م): وضع.
(5)
إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة، وابن طاوس: هو عبدُ الله، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (689).
وأخرجه أحمد (1940)، ومسلم (490):(229)، وابن ماجه (884) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، دون قوله: على يديه وركبتيه
…
إلخ عند أحمد ومسلم.
وسلف قبله من طريقي ابن جُريج ووُهيب، عن عبد الله بن طاوس، به.
قال السِّندي: قوله: يَكْفِتَ، كَيَضْرب، أي: يَضُمّ ويجمع.
(6)
جاء في (هـ) علامة نسخة على قوله: بن الحارث.
العبدُ سَجَدَ معه سَبْعَةُ آراب: وجهُه، وكفَّاه، ورُكبتاه، وقدماه"
(1)
.
137 - باب نَصْب القَدَمَين في السُّجود
1100 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا عَبْدَهُ
(2)
قال: حدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمر، عن محمدِ بن يحيى بن حَبَّان عن الأعْرَج، عن أبي هريرة
عن عائشةَ قالت: فَقَدْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلة، فانْتَهَيْتُ إليه وهو ساجدٌ، وقدماه منصوبتانِ وهو يقولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وبمُعافاتِكَ من عُقُوبتك، وبكَ منكَ
(3)
، لا أُحْصِي ثَنَاءً عليك أنتَ كما أَثْنَيْتَ على نفسك"
(4)
.
138 - باب فَتْخ أصابع الرّجُلَين في السُّجُود
1101 -
أخبرنا محمدُ بنُ بشّار قال: حدَّثنا يحيى بنُ سعيد قال: حدَّثنا عبدُ الحميد بن جعفر قال: حدَّثني محمدُ بنُ عطاء
عن أبي حُمَيْد السَّاعِدِيِّ قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أهْوَى
(5)
إلى الأرض
(1)
إسناده صحيح، شعيب: هو ابن الليث بن سَعْد، وابنُ الهاد: هو يزيد بن عبد الله، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (690).
وسلف من طريق بكر بن مُضَر، عن ابن الهاد، به، برقم (1094).
(2)
تحرَّف في المطبوع إلى: عُبيدة.
(3)
قوله: "وبكَ منكَ" من (هـ)، وجاء في هامش (ك) وعليه علامة نسخة.
(4)
إسناده صحيح، عَبْدة: هو ابن سليمان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هُرْمُز، وهو في "السنن الكبرى" برقمي (691) و (7701).
وأخرجه أبو داود (879) عن محمد بن سليمان الأنباري، عن عَبْدة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (169) وأشرت إلى الاختلاف فيه على عُبيد الله، وسيأتي من طريقين آخرَين عن عائشة رضي الله عنها برقَمَي (1130) و (5534).
(5)
في هامش (ك): هوى. (نسخة).
ساجدًا جافَى عَضُدَيْهِ عن إبْطَيْهِ، وَفَتَخَ أصابعَ رِجْلَيْه. مختصر
(1)
.
139 - باب مكان اليدَيْن من السُّجود
1102 -
أخبرني أحمدُ بنُ ناصح قال: حدَّثنا ابن إدريسَ قال: سمعتُ عاصمَ بنَ كُلَيْب يذكُرُ عن أبيه
عن وائلِ بن حُجْر قال: قدمتُ المدينةَ، فقلتُ: لأَنْظُرَنَّ إلى صلاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فكبَّرَ ورفَعَ يَدَيْه حتى رأيتُ إبهامَيْهِ قريبًا من أُذُنَيْه، فلمَّا أرادَ أن يركعَ كَبَّرَ ورفعَ يَدَيْه، ثم رفعَ رأسَه فقال:"سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه"، ثم كبَّرَ وسَجَدَ، فكانَتْ يداه من أُذُنَيْهِ على المَوْضعِ الذي استقبلَ بهما الصَّلاة
(2)
.
140 - باب النَّهْي عن بَسْطِ الذِّراعين في السُّجُود
1103 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: حدَّثنا يزيدُ - وهو ابن هارون - قال: حدَّثنا أبو العَلَاء - واسمُه أيوبُ بنُ أبي مسكين
(3)
- عن قتادة
(1)
إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطَّان، ومحمد بن عطاء: هو محمد بن عَمرو بن عطاء، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (692).
وهو قطعة من حديث أبي حُميد، وسلف قطعة أخرى منه بهذا الإسناد برقم (1039) وينظر تخريجه ثمة.
قال السِّنْدي: قوله: "إذا أهوى" هكذا في بعض النُّسخ، وفي بعضها "هوى" أي: سقط، وهو أقرب. "وفتَخَ" بالخاء المعجمة، أي: لَيَّنَها حتَّى تنثنيَ فيوجِّهها نحو القبلة.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل كُليب والد عاصم - وهو ابن شهاب - وأحمدَ بن ناصح، وبقية رجاله ثقات ابن إدريس: هو عبد الله، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (693).
وأخرجه بأطول منه ابن حبان (1945) من طريق سَلْم بن جُنادَة، عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.
وسلف بأطولَ منه من طريق زائدة بن قُدامة، عن عاصم بن كُليب، به، برقم (889).
(3)
قوله: واسمه أيوب بن أبي مسكين، ليس في (ر) و (م) وهو في (هـ)، وهامش (ك) وعليه علامة نسخة.
عن أنس، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا يَفْتَرِشْ أَحدُكُم ذِرَاعَيْهِ فِي السُّجُود افْتِرَاشَ الكَلْب"
(1)
.
141 - باب صفة السُّجُود
1104 -
أخبرنا عليُّ بن حُجْر المَرْوَزِيُّ قال: أخبرنا شَرِيك، عن أبي إسحاقَ قال:
وصفَ لنا البَراءُ السُّجودَ، فَوضَعَ يَدَيْهِ بالأرض، ورفعَ عَجِيزَتَهُ، وقال: هكذا رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل
(2)
.
1105 -
أخبرنا عَبْدَةُ بنُ عبد الرَّحيم المَرْوَزِيُّ قال: أخبرنا ابن شُمَيْل - هو النَّضْر - قال: أخبرنا يونسُ بنُ أبي إسحاق، عن أبي إسحاق
عن البَراء، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ إذا صَلَّى جَخَّى
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي العلاء أيوب، وباقي رجاله ثقات، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (694).
وأخرجه أحمد (13420) عن محمد بن يزيد، عن أيوب بن أبي مسكين، بهذا الإسناد، وعنده: في الصلاة بدل: في السجود.
وسلف برقم (1028) من طريق حمَّاد بن سلمة وسعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة بلفظ:"اِعْتَدِلُوا في الرُّكوع والسُّجود، ولا يبسُطْ أحدُكم ذراعَيْه كالكلب".
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَرِيك - وهو ابن عبد الله النَّخَعي، وبقية رجاله ثقات، أبو إسحاق: هو عَمرو بن عبد الله السَّبِيعي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (695).
وأخرجه أحمد (18701)، وأبو داود (896) من طريقين، عن شريك، بهذا الإسناد. وعند أبي داود: فوضعَ يديه، واعتمدَ على ركبتيه .... وعند أحمد: ورفعَ عجيزتَه وخَوَّى.
وأخرج أحمد (18491)، ومسلم (494)، وابن حبان (1916) من طريق إياد بن لَقِيط، عن البَراء بن عازب قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سجدتَ فضَعْ كَفَّيْك، وارْفَعْ مِرْفَقَيْك". زاد ابن حبان: وانْتَصِبْ.
وسيأتي بعده من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، به.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عَبْدة بن عبد الرحيم، وهو في "السُّنن: =
1106 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد
(1)
قال: حدَّثنا بَكْر، عن جعفرِ بن رَبِيعة، عن الأعرج عن عَبدِ الله بن مالك بن بُحَيْنَة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إِذا صَلَّى فَرَّجَ بين يَدَيْهِ حتى يَبْدُو بَياضُ إِبْطَيْهِ
(2)
.
1107 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الله بن بَزِيع قال: حدَّثنا مُعْتَمِرُ بنُ سليمان، عن عِمْرَان، عن أبي مِجْلَز، عن بَشِيرِ بن نَهِيك
عن أبي هريرةَ قال: لو كنتُ بين يَدَيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبصَرْتُ إبْطَه
(3)
، قال أبو مِجْلَز: كأنَّه قال ذلك لأنَّه في صلاة
(4)
.
= الكبرى" برقم (696)، وصحَّحه ابن خزيمة (647).
وسلف قبله من طريق شريك، عن أبي إسحاق، به.
قال السِّندي: قوله: جَخَّى؛ بجيم ثم خاء معجمة كـ "صلَّى"، أي: فتَح عَضُدَيْه، وجافَى عن جَنْبَيه، ورفع بطنَه عن الأرض.
(1)
قوله: بن سعيد، من (ر) و (م).
(2)
إسناده صحيح بكر: هو ابن مُضَر، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هُرْمز، وصحابيُّ الحديث هو عبدُ الله بنُ مالك بن القِشْب، وبُحَيْنَة أمُّه، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (697).
وأخرجه أحمد (22925)، والبخاري (3564)، ومسلم (495):(235) عن قتيبة بن سعيد بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (390) و (807) عن يحيى بن بُكَيْر، وابنُ حبان (1919) من طريق النضر بن عبد الجبار، كلاهما عن بَكْر بن مُضَر، به.
وأخرجه أحمد (22923)، ومسلم (495):(236) من طريق عَمرو بن الحارث، عن جعفر بن ربيعة، به، وقرنَ مسلم بعَمْرو الليثَ بنَ سَعْد.
وعلَّقه البخاريُّ بإثر (390) و (807) بصيغة الجزم عن الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة.
قال السِّنْدي: فَرَّجَ بين يديه، أي: بينهما وبين ما يليهما من الجَنْب.
(3)
في (م) و (هـ): إبطيه.
(4)
إسناده صحيح، عِمْران: هو ابن حُدَيْر، وأبو مِجْلَز: هو لاحقُ بنُ حُميد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (698). =
1108 -
أخبرنا عليُّ بنُ حُجْر قال: أخبرنا إسماعيلُ - وهو ابن جعفر
(1)
- قال: حدَّثنا داودُ بنُ قيس، عن عُبَيْدِ اللهِ بن عَبدِ الله بن أَقْرَم
عن أبيه قال: صَلَّيتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فكنتُ
(2)
أَرَى عُفْرَةَ إِبْطَيْهِ إِذا سَجَد
(3)
.
= وأخرجه أبو داود (746) من طريق معاذ بن معاذ العَنْبَري وشُعيب بن إسحاق، عن عِمْران ابن حُدَيْر بهذا الإسناد، بلفظ: لو كنتُ قُدَّامَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لرأيتُ ابْطَيْه"، وعنده في رواية شعيب بن إسحاق زيادة: يعني إذا كَبَّرَ رفعَ يَدَيْه.
وقد أوردَه أبو داود في "باب مَنْ ذكرَ أنه يرفعُ يديه إذا قامَ من الثِّنْتَيْن"، بخلاف ما ترجمَ المصنِّف للحديث في صفة السجود.
وقد كان وَضَحُ إِبْطَيْهِ صلى الله عليه وسلم يُرى من ورائه إذا سجد، كما سيأتي من حديث ميمونة رضي الله عنها برقم (1147)، وبنحوه حديث عبد الله بن أقرم الآتي بعده، والله أعلم.
(1)
قوله: وهو ابن جعفر، من (ر) و (م).
(2)
في (م): وكنتُ.
(3)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (699).
وأخرجه أحمد (16401) و (16402) و (16403)، والترمذي (274)، وابن ماجه (881 م) من طرق عن داود بن قيس، بهذا الإسناد، بأطولَ منه. قال الترمذي: حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث داود بن قيس، ولا نعرف لعبد الله بن أقدم الخُزاعي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم.
وأخرجه ابن ماجه (881) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن داود بن قيس، عن عَبْد الله بن عُبيد الله بن أقرم، عن أبيه، وقال بإثره: قال أبو بكر بن أبي شيبة: يقول الناس: عُبَيْد الله بن عَبْد الله. (كذا في طبعة الرسالة، وهو الأشبه، ووقع في طبعة محمد فؤاد عبد الباقي: يقول الناس: عبد الله بن عُبيد الله. والله أعلم).
قال السِّندي: قوله: عُفْرَة إبطَيْه، بياضٌ غير خالص، بل كَلَون وجهِ الأرض، أراد مَنْبِتَ الشعر من الإِبْطَيْن بمخالطة بياضِ الجلدِ سَوادَ الشَّعر، وكأنه كان ينظر في الصلاة، وهذا لا يضرُّ حديث أبي هريرة السابق؛ لأنه مختلف حسب اختلاف الناس في الصلاة.
142 - باب النَّهي عن نَقْرة الغُراب
1109 -
أخبرنا
(1)
محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بن عَبْدِ الحَكَم، عن شعيب، عن اللَّيثِ قال: حدَّثنا خالد، عن ابن أبي هلال، عن جعفرِ بن عبدِ الله، أنَّ تميمَ بنَ محمود أخبره
أنَّ عبدَ الرَّحمن بنَ شِبْل أخبره، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عن ثلاث: عن نَقْرَةِ الغُراب، وافْتِرَاشِ السَّبع، وأنْ يُوَطِّنَ الرجلُ المُقَامَ للصلاةِ كما يُوَطِّنُ البعير
(2)
.
(1)
جاء هذا الحديث في (هـ)(مع ترجمته باب النهي عن نقرة الغُراب) بعد الحديث (1112).
(2)
إسناده ضعيف من أجل تميم بن محمود؛ قال البخاري: في حديثه نظر، وأورد العُقيلي الحديث في "الضعفاء" 1/ 170 وقال: لا يُتابع عليه. اهـ. وبقية رجاله ثقات، شعيب: هو ابن الليث بن سَعْد، وخالد، هو ابن يزيد أبو عبد الرحيم المصري، وابنُ أبي هلال: هو سعيد، وجعفر بن عبد الله: هو ابن الحَكَم الأنصاري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (700).
وأخرجه أحمد (15532)، وابن ماجه (1429) من طريق يحيى القطان، وابن ماجه أيضًا من طريق وكيع، كلاهما عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه جعفر بن عبد الله بن الحَكَم، بهذا الإسناد.
وقد اختلف فيه على الليث بن سعد:
فرواه شعيب بن الليث كما في هذه الرواية، عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن جعفر بن عبد الله بن الحكَم، به.
ورواه الحجَّاج بنُ محمد المِصِّيصي وهاشم بنُ القاسم كما في "مسند" أحمد (15533) و (15534)، وأبو الوليد الطيالسي كما في "سنن" أبي داود (862)، ثلاثتهم عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم، به.
ورواه قتيبة بن سعيد كما في "سنن" أبي داود (862) أيضًا، عن الليث، عن جعفر بن عبد الله، به، دون ذكر أحد بين الليث وجعفر.
قال ابن رجب في "فتح الباري" 4/ 53: في إسناده اختلاف كثير.
وللنهي عن افتراش السَّبُع شاهد من حديث أنس رضي الله عنه سلف برقم (1103) وسيأتي برقم (1111). =
143 - باب التَّجافي في السُّجُود
1110 -
أخبرنا قتيبةُ قال: حدَّثنا سفيان، عن عَبْدِ الله
(1)
، وهو ابن عَبْدِ الله بن الأصَمّ، عن عمِّه يزيد، وهو ابن الأَصَمّ
عن ميمونة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا سَجَدَ جافَى يَدَيْه، حتى لو أنَّ بَهْمَةً أرادَتْ أنْ تَمُرَّ تحت
(2)
يَدَيْهِ مَرَّتْ
(3)
.
144 - باب الاعتدال في السُّجُود
1111 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا عَبْدَةُ بنُ سليمانَ قال: حدَّثنا سعيدُ
= قوله: عن نَقْرَة الغُراب؛ قال السِّندي: هو تخفيف السجود بحيث لا يمكثُ فيه إلا قَدْرَ وضع الغُراب منقارَه فيما يريدُ أكْلَهُ. وأن يوطِّنَ، أي: يتخذ لنفسه من المسجد مكانًا معينًا لا يصلي إلا فيه، كالبعير لا يبرُك من عَطَنه إلا في مَبْرَك قديم.
(1)
في (هـ): "عُبيد الله". وهو أخو عَبْد الله، وهما يرويان عن عمِّهما يزيد بن الأصمّ، وذكر النووي في "شرح صحيح مسلم" 4/ 211 - 212 أن هذا الاختلاف وقع في بعض نسخ "صحيح" مسلم و "سنن" النسائي، وكلاهما صحيح، وقد جاء كلام النووي في هامش (ك).
(2)
في (ر) و (م) وهامش (هـ): بين.
(3)
حديث صحيح، رجاله ثقات غير عَبْد الله بن عَبْد الله بن الأصمّ؛ فصدوق، قتيبة: هو ابن سعيد، وسفيان: هو ابن عُيينة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (701).
وأخرجه أبو داود (898) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد، وفيه: عُبيد الله بن عبد الله.
وأخرجه أحمد (26809)، ومسلم (496)، وابن ماجه (880) من طريق سفيان، به، وعندهم: عُبيد الله بن عبد الله.
وسيأتي بنحوه وزيادة ذكر القعود بين السجدتين برقم (1147) من طريق مروان بن معاوية، عن عُبَيْد الله بن عَبْد الله بن الأصم، عن عمِّه يزيد، به.
قال السِّندي: قولُه: جافَى يدَيْه؛ نحَّاهما عمَّا يليهما من الجَنْب، وقوله: بَهْمَة، بفتح فسكون: الواحدة من أولاد الغَنَم.
ابن أَبي عَرُوبة
(1)
، عن قتادة، عن أنس. ح: وأخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود، عن خالد، عن شعبة، عن قتادة قال:
سمعتُ أنسًا، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:"اِعْتَدِلُوا في السُّجُود، ولا يَبْسُطْ أحدُكُم ذِرَاعَيْهِ انْبِساطَ الكَلْب"
(2)
. اللفظ لإسحاق.
145 - باب إقامة الصُّلْب في السُّجُود
1112 -
أخبرنا عليُّ بنُ خَشْرَم المَرْوَزِيُّ قال: أخبرنا عيسى - وهو ابن يونُس - عن الأعمش، عن عُمَارة، عن أبي مَعْمَر
عن أبي مسعود قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُجْزِئُ صلاةٌ لا يُقِيمُ الرَّجلُ فيها صُلْبَهُ في الرُّكُوع والسُّجُود"
(3)
.
(1)
قوله: بن سليمان، من (ر) و (م)، وقوله: بن أبي عَرُوبة، من (ر).
(2)
إسناداه صحيحان، خالد هو ابن الحارث، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (702).
وأخرجه مسلم (493) عن يحيى بن حَبِيب، عن خالد بن الحارث، بالإسناد الثاني.
وأخرجه أحمد (12149) و (12812)، والبخاري (822)، ومسلم (493)، وأبو داود (897)، والترمذي، (276)، وابن حبان (1926) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه أحمد (12991) من طريق همَّام ويزيد بن إبراهيم، و (13232) من طريق هشام الدَّسْتُوائي، والبخاري (532) من طريق يزيد بن إبراهيم، ثلاثتهم عن قتادة، به، وزاد البخاري:"وإذا بَزَقَ فلا يَبْزُقِنَّ بين يديه ولا عن يمينه؛ فإنه يناجي ربَّه". وبنحوها عند أحمد (12991) وزاد قوله: "ولكن عن يساره أو تحت قدمه".
وسلف من طريق حمَّاد بن سلمة وسعيد، عن قتادة برقم (1028)، وسلف أيضًا من طريق خالد، عن شعبة عن قتادة برقم (1054) بلفظ:"أَتِمُّوا الرُّكوعَ والسُّجودَ إذا ركعتُم وسجدتُم".
وسيتكرَّر عن إسحاق بن إبراهيم برقم (1117) بلفظ: "أَتِمُّوا الرُّكوع والسُّجود، فواللهِ إني لأراكم من خلف ظهري في ركوعكم وسجودكم".
(3)
إسناده صحيح، الأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وعُمارة: هو ابن عُمير، وأبو مَعْمَر: هو عبد الله بن سَخْبَرَة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (703). =
146 - باب النَّهي عن كَفِّ الشَّعر في السُّجود
1113 -
أخبرنا حُمَيْدُ بنُ مَسْعَدَةَ البَصْرِيُّ، عن يزيدَ - وهو ابن زُرَيْعٍ - قال: حدَّثنا شعبةُ ورَوْحٌ - يعني ابنَ القاسم - عن عَمْرِو بن دينار، عن طاوس
عن ابن عبَّاس، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أُمِرْتُ أنْ أسْجُدَ على سبعة، ولا أَكُفَّ شَعْرًا ولا ثوبًا"
(1)
.
147 - باب مَثَل الذي يصلِّي ورأسُه معقُوص
1114 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ سَوَّاد بن الأسودِ بن عَمْرٍو السَّرْحِيُّ؛ من ولدِ عَبْدِ الله بن سَعْد بن أبي سَرْح؛ قال: أخبرنا ابن وَهْب قال: أخبرنا عَمْرُو بنُ الحارث، أنَّ بُكَيْرًا حَدَّثه، أَنَّ كُرَيْبًا مولى ابن عبَّاس حدَّثه
عن عبد الله بن عبَّاس، أنَّه رأى عبدَ الله بنَ الحارث يُصَلِّي ورأسُه
(2)
معقُوصٌ من ورائه، فقامَ، فجعلَ يَحُلُّه، فلمَّا انْصَرَفَ أقبلَ إلى ابن عبَّاس فقال: ما لَكَ ورأسي؟ قال: إنِّي
(3)
سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِنَّمَا مَثَلُ هذا مَثَلُ الذي يُصَلِّي وهو مكتُوف"
(4)
.
= وسلف من طريق الفُضَيْل بن عياض، عن الأعمش برقم (1027).
(1)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (704).
وأخرجه ابن حبان (1923) من طريق محمد بن سَواء، عن شعبة ورَوْح، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (2300) و (2527) و (2584) و (2588) و (2590) و (2983)، والبخاري (810)، ومسلم (490):(228)، وأبو داود (890) من طرق عن شعبة وحدَه، به.
وسلف من طريق حمَّاد بن زيد، عن عَمرو بن دينار، برقم (1093).
قال السِّندي: قوله: ولا أكُفَّ؛ أي: لا أَضُمّ في السجود احترازًا عن التراب.
(2)
في هامش (هـ): هامش (هـ): وهو (نسخة بدل: ورأسُه).
(3)
عليها في (ك) و (هـ) علامة نسخة، وعليها في (ك) أيضًا علامة الصحة.
(4)
إسناده صحيح، ابن وَهْب: هو عبدُ الله أبو محمد المصري، وعَمْرُو بنُ الحارث: هو =
148 - النَّهي عن كفِّ الثِّياب في السُّجود
1115 -
أخبرنا محمدُ بنُ منصور المَكِّيُّ
(1)
، عن سفيان، عن عَمْرو، عن طاوس
عن ابن عبَّاس قال: أَمِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ يسجدَ على سبعةِ أَعْظُم، ونُهِيَ أن يَكُفَّ الشَّعْرَ والثِّياب
(2)
.
149 - باب السُّجُود على الثِّياب
1116 -
أخبرنا سُويدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المبارك، عن خالدِ بن عبدِ الرَّحمن - هو السُّلَمِيُّ - قال: حدَّثني غالبٌ القَطَّان، عن بَكْرِ بن عَبْدِ الله المُزَنيّ
عن أنس قال: كُنَّا إذا صَلَّيْنا خلفَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بالظَّهائر؛ سَجَدْنا على ثيابنا اتِّقاءَ الحَرّ
(3)
.
= أبو أمية المصري، وبُكير: هو ابن عبد الله بن الأشجّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (705).
وأخرجه مسلم (492) عن عَمْرِو بن سَوَّاد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (647)، وابن حبان (2280) من طريقين عن ابن وَهْب، به.
وأخرجه أحمد (2767) و (2902) من طريقين عن عَمرو بن الحارث، به، وجاء في رواية أحمد الثانية: عن شعبة مولى ابن عباس، أو كُريب مولى ابن عباس (على الشكّ).
وأخرجه أحمد (2903) من طريق ابن لَهِيعة، عن بُكَيْر، به.
قال السِّندي: "إنما مَثَلُ هذا" أرادَ مَن انتَشَرَ شعرُه سقطَ على الأرض عند سجوده، فيُثابُ عليه، والمَعْقُوصُ لم يسقط شعره، فيُشَبَّه بمكتوف اليدين لأنهما لا يقعان على الأرض في السُّجود.
(1)
قوله: المكّيّ، ليس في (ر) و (م).
(2)
إسناده صحيح، سفيان هو ابن عُيينة، وعَمرو: هو ابن دينار، وطاوس: هو ابن كَيْسان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (706).
وأخرجه أحمد (1927) عن سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق حمَّاد بن زيد، عن عَمرو بن دينار، به برقم (1093).
(3)
حديث صحيح، رجاله ثقات غير خالد بن عبد الرحمن السُّلَميّ، فهو صدوق يخطئ =
150 - باب الأمر بإتمام السُّجود
1117 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا عَبْدَة، عن سعيد، عن قتادة
عن أنس، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَتِمُّوا الرُّكوع والسُّجُود، فواللهِ إِنِّي لأَراكُمْ من
(1)
خلفِ ظَهْري في رُكُوعِكُمْ وسُجُودِكُم"
(2)
.
= كما ذكر الحافظ ابن حجر في "التقريب"، وقد روى له البخاري هذا الحديث متابعة كما سيأتي في التخريج، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (707).
وأخرجه البخاري (542)، والترمذي (584) من طريقين عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (11970)، والبخاري (385) و (1208)، ومسلم (620)، وأبو داود (660)، وابن ماجه (1033)، وابن حبان (2354) من طريق بِشْر بن المُفَضَّل، عن غالب القطَّان بنحوه.
قال السِّندي: قولُه: بالظَّهائر؛ جمع: ظَهيرة، وهي شدَّةُ الحَرِّ نَصْفَ النَّهار. وقوله: سَجَدْنا على ثيابنا؛ الظاهرُ أنها الثيابُ التي هم لا بِسُوها؛ ضرورةَ أن الثياب في ذلك الوقت قليلة، فمن أين لهم ثياب فاضلة؟ فهذا يدلّ على جواز أن يسجد المصلّي على ثوب هو لابسُه، كما عليه الجمهور.
(1)
كلمة "من" ليست في (ك) و (م)، وعليها علامة نسخة في (هـ).
(2)
إسناده صحيح، عَبْدَة: هو ابن سليمان، وهو أثبت الناس سماعًا من سعيد، وهو ابن أبي عَرُوبة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (708).
وأخرجه أحمد (12733) و (13453)، ومسلم (425):(111) من طرق، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (12821)، ومسلم أيضًا من طريق هشام الدَّسْتُوائي، وأحمد (13842)، والبخاري (6644) من طريق همَّام بن يحيى، كلاهما عن قتادة، به.
وسلف بهذا الإسناد برقم (1111)، ومن طريق عبد الله بن المبارك، عن سعيد وحمَّاد بن سلمة، عن قتادة، به، برقم (1028) ولفظ الأول:"اِعْتَدِلُوا في السجود ولا يَبْسُطْ أحدُكم ذراعَيْه انبْسِاطَ الكلب".
151 - باب النَّهي عن القراءة في السُّجُود
1118 -
أخبرنا أبو داودَ سُليمانُ بنُ سَيْف قال: حدَّثنا أبو عليّ الحَنَفِيُّ وعثمانُ بنُ عُمر، قال أبو عليّ: حدَّثنا، وقال عثمان: أخبرنا داودُ بنُ قيس، عن إبراهيمَ بن عبدِ الله بن حُنَيْن، عن أبيه، عن ابن عبَّاس
عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: نَهَاني حِبِّي صلى الله عليه وسلم عن ثلاث؛ لا أقولُ: نَهَى النَّاسَ؛ نَهَاني عن تَخَتُّم الذَّهَب، وعن لُبْسِ القَسِّيّ، وعن المُعَصْفَر
(1)
المُفَدَّمَة، ولا أقرأَ ساجدًا ولا راكعًا
(2)
.
1119 -
أخبرنا أحمدُ بنُ عَمْرِو بن السَّرْح قال: أخبرنا ابن وَهْب، عن يُونس. ح: والحارثُ بنُ مسكين قراءةً عليه وأنا أسمع، عن ابن وَهْب، عن يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني إبراهيمُ بنُ عبد الله، أنَّ أباه حدَّثه
(1)
في (ك): المعصفرة.
(2)
إسناده صحيح من طريق عثمان بن عمر، وهو العَبْديّ، وأما أبو علي الحنفي - وهو عُبيدُ الله بن عبد المجيد - فهو صدوقٌ حسنُ الحديث. وهو في "الكبرى"(709) و (9412).
وأخرجه مسلم (480): (212) من طريق أبي عامر العَقدي، عن داود بن قيس، بهذا الإسناد، مختصرًا في النَّهي عن القراءة في الرُّكوع والسُّجود.
وقد اختُلف فيه على داود بن قيس:
فرواه أبو علي الحَنَفيّ وعثمانُ بن عمر؛ كما في رواية المصنِّف هذه، وأبو عامر العَقَدي؛ كما في رواية مسلم السالفة، ويحيى القطَّان ووكيع وابنُ وَهْب كما ذكر الدارقطني في "العلل" 1/ 301، ستَّتُهم عن داود بن قيس، بالإسناد المذكور.
وخالفَهم القعنبيّ كما ذكر الدارقطنيّ، فرواه عن داود بن قيس، عن إبراهيم بن عبد الله بن حُنين، عن ابن عبَّاس، عن علي، لم يذكر أبا إبراهيم عبدَ الله بنَ حُنين.
وسلف برقم (1040)، وينظر الاختلاف فيه على إبراهيم بن عبد الله في الرواية (1041).
قوله: المُفَدَّمة، أي: المُتَشَبِّعة التي بلغت الغاية. قاله السِّنْدي. وقوله: ولا أقرأَ، بالنصب، بعطف المصدر المقدَّر على المصدر الملفوظ به. مثالُه: ولُبْسُ عَبَاءَةٍ وتَقَرَّ عيني
…
أنَّه سَمِعَ عليًّا قال: نهاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأَ راكعًا أو
(1)
ساجدًا
(2)
.
152 - باب الأمر بالاجتهاد في الدُّعاء في السُّجُود
1120 -
أخبرنا عليُّ بنُ حُجْر المَرْوَزِيُّ قال: أخبرنا إسماعيلُ - هو ابن جعفر - قال: حدَّثنا سليمانُ بنُ سُحَيْم، عن إبراهيمَ بن عبدِ الله بن مَعْبَدِ بن عبَّاس، عن أبيه
عن عبدِ الله بن عبَّاس قال: كَشَفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم السِّتْرَ ورأسُهُ مَعْصُوبٌ في مرضِه الذي ماتَ فيه، فقال: "اللهمَّ هل
(3)
بَلَّغْتُ؟ " ثلاث مرَّات "إنَّه لم يَبْقَ من مُبَشِّراتِ النُّبوَّة إلا الرُّؤيا الصَّالحةُ يَرَاها العبدُ، أو تُرَى له، ألا وإنِّي قد نُهيتُ عن القراءة في الرُّكُوع والسُّجُود، فإذا ركعتُم فعَظِّمُوا رَبَّكم، وإذا سَجَدْتُم فَاجْتَهِدُوا في الدُّعاء، فإنَّه قَمِنٌ أنْ يُستجابَ لكم"
(4)
.
(1)
في (م): و.
(2)
إسناده صحيح، ابن وَهْب: هو عبدُ الله أبو محمد المصري، ويونُس: هو ابن يزيد الأيلي، وابنُ شِهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهري، وعبد الله والد إبراهيم: هو ابن حُنين، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (710).
وأخرجه مسلم (480): (209) عن أبي الطاهر أحمد بن عَمْرو بن السَّرْح، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضًا (480): (209) و (2078): (30)، وابن حبان (1895) من طريق حَرْمَلَة بن يحيى، عن ابن وَهْب، به، وزاد مسلم في الرواية الثانية: وعن لُبْس الذَّهب والمُعَصْفَر.
وأخرجه أحمد (924)، ومسلم (2078):(31)، وأبو داود (4045)، والترمذي (1737)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(9574) من طريق عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن الزُّهري، به، ورواية المصنِّف مختصرة في النَّهي عن لباس المعصفرة، وفي رواية الباقين (غير أبي داود) زيادة النَّهي عن التختُّم بالذَّهب، وعن لباس القَسِّي، وعن لباس المُعَصْفر.
وينظر الحديث السالف قبله، والأحاديث السالفة بالأرقام (1040)
…
(1044).
(3)
في (هـ) وهامش (ك): قد.
(4)
حديث صحيح، رجاله ثقات غير إبراهيم بن عبد الله بن مَعْبَد بن عباس، فهو صدوق، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (711) و (7576).
وأخرجه مسلم (479): (208)، وابن حبان (6046) مختصرًا، من طريقين، عن =
153 - باب الدُّعاء في السُّجود
1121 -
أخبرنا هنَّادُ بنُ السَّرِي، عن أبي الأَحْوَص، عن سعيدِ بن مسروق، عن سَلَمَةَ بن كُهَيْل، عن أبي رِشْدِين، وهو كُرَيْب
(1)
عن ابن عبَّاس قال: بِتُّ عندَ خالتي ميمونةَ بنتِ الحارث، وباتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عندَها، فرأيتُه قام لحاجتِه، فأتَى القِرْبَةَ، فَحَلَّ شِناقَها، ثم توضَّأَ
(2)
وُضُوءًا بينَ الوُضُوءَين، ثم أتَى فِراشَهُ فنامَ، ثم قامَ قَوْمَةً أُخرى، فأَتَى القِرْبَةَ، فَحَلَّ شِناقَها، ثم توضَّأَ وُضُوءًا هو الوُضوء، ثم قامَ يُصَلِّي
(3)
، وكان يقولُ في سُجودِه: "اللَّهمَّ اجْعَلْ في قلبي نُورًا، واجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا، واجْعَلْ في بَصَري نُورًا، واجْعَلْ من تحتي نُورًا، واجْعَلْ مِنْ
(4)
فوقي نُورًا، وعن يَميني نُورًا، وعن يَساري نُورًا، واجْعَلْ أمامي نُورًا، واجْعَلْ خلفي نُورًا
(5)
، وأَعْظِمْ لي نُورًا". ثم نامَ حتى نَفَخَ، فأتاه بلالٌ فأيقَظَهُ للصَّلاة
(6)
.
= إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
قوله: مَعْصُوب: مشدودٌ بِخرقةٍ لما به من الوَجَع، و "قَمِنٌ" أي: جَدِيرٌ وخَلِيق. قاله السِّندي.
وسلف من طريق سفيان بن عُيينة، عن سليمان بن سُحَيم، به برقم (1045).
(1)
بعدها في (م) مولى ابن عبّاس.
(2)
في (م): فتوضأ.
(3)
في (هـ): فصلَّى، وفي هامشها: يصلي. (نسخة).
(4)
في (ك): ومن، بدل: واجعل من، وجاءت الأخيرة في هامشها نسخة.
(5)
قوله: واجعل خلفي نُورًا، ليس في (ر) و (م)، وعليه علامة النسخة في (ك).
(6)
إسناده صحيح، أبو الأحوص: هو سلَّام بن سُليم، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (712).
وأخرجه مسلم (763): (188) عن هنَّاد بن السَّري، بهذا الإسناد، وقَرَنَ به أبا بكر بنَ =
154 - باب نوع آخر
1122 -
أخبرنا سُويدُ بنُ نَصْر قال: أخبرنا عبدُ الله
(1)
، عن سفيان، عن منصور، عن أبي الضُّحَى، عن مسروق
عن عائشةَ قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ في رُكوعِهِ وسُجُودِهِ: "سُبْحَانكَ اللَّهمَّ رَبَّنا وبحمدِك، اللهمَّ اغْفِرْ لي". يتأوَّلُ القرآن
(2)
.
155 - باب نوع آخر
1123 -
أخبرنا محمودُ بنُ غَيْلَانَ قال: حدَّثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن أبي الضُّحَى، عن مسروق
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ في رُكُوعِه وسُجُودِه: "سُبحانكَ اللَّهمَّ رَبَّنا
(3)
، وبحمدك، اللهمَّ اغْفِرْ لي". يتأوَّل القرآن
(4)
.
= أبي شيبة، ولم يسق لفظه، وإنما أحال على رواية محمد بن جعفر قبلَه، وفيها ذِكرُ صلاته ثلاثَ عشرةَ ركعة، وأنه كان يقول في صلاته أو في سجوده: اللهم اجعل في قلبي نورًا
…
الحديث.
وأخرجه أحمد (2567) و (3194)، والبخاري (6316)، ومسلم (763):(181) و (187) و (189)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(396) من طرق، عن سَلَمَةَ بن كُهَيْلَ، به، مطوّلًا بذكر صلاته ثلاث عشرةَ ركعة، ودونَ تخصيص الدُّعاء في السجود، وانظر (442).
(1)
بعدها في (ر): بن المبارك، وفي (م): وهو ابن المبارك.
(2)
إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو الضحى: هو مسلم بن صُبيح، ومسروق: هو ابن الأجدع، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (713).
وأخرجه أحمد (24223)، والبخاري (817) من طريق يحيى بن سعيد القطَّان، وأحمد أيضًا (25567) عن عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق شعبة، عن منصور، به، برقم (1047)، وسيأتي بعده من طريق وكيع عن سفيان، به.
(3)
قوله: "ربَّنا" ليس في (م)، وعليه علامة النسخة في (هـ).
(4)
إسناده صحيح، وكيع: هو ابن الجرَّاح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (720) و (11646). =
156 - باب نوع آخر
1124 -
أخبرنا محمدُ بنُ قُدامةَ قال: حدَّثنا جَرِير، عن منصور، عن هِلال بن يِسَاف قال:
قالت عائشة رضي الله عنها: فَقَدْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من مَضْجَعِهِ، فجعلتُ أَلْتَمِسُه، وظَنَنْتُ أنَّه أتى بعضَ جَوَارِيه، فوَقَعَتْ يدي عليه وهو ساجدٌ وهو
(1)
يقول: "اللهُمَّ
(2)
اغْفِرْ لي ما أَسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ"
(3)
.
1125 -
أخبرنا محمدُ بنُ المُثَنَّى
(4)
قال: حدَّثنا محمدٌ قال: حدَّثنا شعبة، عن منصور، عن هلالِ بن يِسَاف
عن عائشة رضي الله عنها قالت: فَقَدْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فَظَنَنْتُ أَنَّه أَتَى بعضَ جَوَارِيه، فطلبتُه، فإذا هو ساجدٌ يقول:"رَبِّ اغْفِرْ لي ما أَسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ"
(5)
.
= وأخرجه أحمد (25567) عن وكيع بن الجرَّاح، بهذا الإسناد.
وهو مكرَّر سابقه غير شيخ المصنِّف وشيخِ شيخِهِ، فترجمتُه للحديث بقوله: نوع آخر، فيه نظر.
وسلف من طريق شعبة، عن منصور، به، برقم (1047).
(1)
قوله: وهو، ليس في (م)، وعليه علامة النسخة في (هـ).
(2)
في (م) وهامش (ك): ربّ.
(3)
إسناده صحيح، محمد بن قُدامة: هو ابن أعْيَن المِصِّيصيّ، وجرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (714).
وسيأتي بعده من طريق شعبة، عن منصور، بهذا الإسناد، وينظر أيضًا ما سلف برقم (169)، وما سيأتي برقم (1130).
(4)
لم ترد هذه الرواية في (ر) و (م)، وجاءت في هامش (ك) وعليها علامة النسخة، وجاء عليها أيضًا في (هـ) علامة النسخة، ولم يذكرها المزي في "تحفة الأشراف"(17678).
(5)
إسناده صحيح، محمد: هو ابن جعفر، ومنصور: هو ابن المعتمر. =
157 - باب نوع آخر
1126 -
أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ قال: حدَّثنا عبدُ الرَّحمن - هو ابن مَهْديٍّ - قال: حدَّثنا عبدُ العزيز بنُ أبي سَلَمَةَ قال: حدَّثني عمِّي الماجِشُون بنُ أَبي سَلَمَة، عن عبد الرَّحمن الأعرج، عن عُبيدِ الله بن أبي رافع
عن عليٍّ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سَجَدَ يقول:"اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، ولكَ أسْلَمْتُ، وبكَ آمَنْتُ، سَجَدَ وجهي للذي خَلَقَهُ وصَوَّرَهُ فَأَحْسَنَ صُورتَهُ وشَقَّ سَمْعَهُ وبَصَرَهُ، تبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخالقين"
(1)
.
158 - باب نوع آخر
1127 -
أخبرنا يحيى بنُ عثمانَ قال: أخبرنا أبو حَيْوَةَ قال: حدَّثنا شُعيبُ بنُ أَبي حمزة، عن محمد بن المُنكدر
عن جابرِ بن عبدِ الله، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم كان يقول
(2)
في سجوده: "اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وبكَ آمَنْتُ، ولكَ أسْلَمْتُ، وأنتَ ربِّي، سَجَدَ وجهي للذي خَلَقَهُ
= وأخرجه أحمد (25140) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسلف قبله من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، به، وينظر ما سلف برقم (169).
(1)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (715).
وأخرجه ابن حبان (1977) من طريق هاشم بن القاسم، عن عبد العزيز بن أبي سَلَمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1054)، وابن حبَّان (1978) من طريق عبد الله بن الفَضْل، عن الأعرج، به.
وسلف بإسناده وبطرف آخر منه برقم (897).
(2)
في (ر) و (ك): عن النبيّ صلى الله عليه وسلم بنحوه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقول
…
إلخ. وجاء في حاشية (ك) ما صورتُه: قوله: بنحوه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده؛ يُشير بذلك إلى أن هذا الحديث مختصر، وهذا موضع المقصود منه هنا.
وصَوَّرَهُ وشَقَّ سَمْعَهُ وبَصَرَهُ، تَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخالِقِين"
(1)
.
159 - نوع آخر
1128 -
أخبرنا يحيى بنُ عثمانَ قال: أخبرنا ابن حِمْيَرٍ قال: حدَّثنا شُعيب بنُ أبي حمزة، عن محمد بن المُنْكَدر. وذكَرَ آخَرَ قبلَه. عن عبد الرَّحمن بن هُرْمُز الأعرج
عن محمد بن مَسْلَمَةَ، أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَامَ من اللَّيْلِ يُصَلِّي تطوُّعًا قال إذا سَجَدَ:"اللَّهُمَّ لك سَجَدْتُ، وبكَ آمَنْتُ، ولكَ أَسْلَمْتُ، اللهُمَّ أنتَ ربِّي، سَجَدَ وَجْهي للذي خَلَقَهُ وصَوَّرَهُ وشَقَّ سَمْعَهُ وبَصَرَهُ، تبارك الله أَحْسَنُ الخالقين"
(2)
.
160 - باب نوع آخر
1129 -
أخبرنا سَوَّارُ بنُ عبدِ الله بن سَوَّار القاضي ومحمدُ بنُ بشَّار، عن عبد الوهَّاب قال: حدَّثنا خالد، عن أبي العالية
عن عائشة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقولُ في سجودِ القرآنِ باللَّيل:"سَجَدَ وَجْهي للذي خَلَقَهُ، وشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وقُوَّتِهِ"
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسنادٌ اختُلف فيه على شعيب بن أبي حمزة، وسلف الكلام عليه في الرواية (896)، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (716).
(2)
حديث صحيح، وقد اختُلف فيه على شعيب بن أبي حمزة، وسلف الكلام عليه في الرواية (898)، وهي بطرف آخر منه، ابن حِمْيَر: هو محمد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (717).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه ضعيف لانقطاعه، خالد - وهو ابن مِهْرَان الحذَّاء - لم يسمع من أبي العالية، بينهما رجل كما سيأتي في التخريج، عبد الوهَّاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي، وأبو العالية: هو رُفَيْع بنُ مِهْران، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (718).
وأخرجه الترمذي (580) و (3425) عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد، وقال: حديث حسن صحيح. =
161 - باب نوع آخر
1130 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا جَرِير، عن يحيى بن سعيد، عن محمدِ بن إبراهيم
عن عائشةَ قالَتْ: فَقَدْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلة، فوجدتُه وهو ساجدٌ،
وصُدُورُ قدَمَيْهِ نحوَ القِبْلَة، فسمعتُه يقول:"أَعُوذُ برِضاكَ من سَخَطِكَ، وأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ منكَ، لا أُحْصِي ثَنَاءً عليك، أنتَ كما أَثْنَيْتَ على نَفْسِك"
(1)
.
162 - باب نوع آخر
1131 -
أخبرنا إبراهيمُ بنُ الحَسَن المِصِّيصِيُّ المِقْسَميُّ قال: حدَّثنا حَجَّاج، عن ابن جُرَيْجٍ، عن عطاء قال: أخبرني ابن أَبي مُلَيْكَة
= وأخرجه أحمد (24022) عن هُشَيْم بن بشير، عن خالد الحذَّاء، به.
وأخرجه أحمد (25821)، وأبو داود (1414) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، عن خالد الحذَّاء، عن رجلٍ، عن أبي العالية، به، وهو الصواب، كما ذكرَ الدارقطنيّ في "العلل" 8/ 395.
وتنظر الأحاديث السالفة قبله.
(1)
حديث صحيح، رجالُه ثقات، وهذا إسناد منقطع، محمد بن إبراهيم - وهو التّيمِي - لم يسمع من عائشة، كما ذكر الدارقطنيّ في "العلل" 8/ 413 - 414. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وجَرير: هو ابن عبد الحميد، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وهو في "السنن الكبرى" برقم (719).
وأخرجه الترمذي (3493) من طريق مالك، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد، بنحوه، وقال: حديث حسن صحيح، وقد رُويَ من غير وجه عن عائشة.
وسلف بإسناد صحيح من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة برقَمَي (169) و (1100).
عن عائشة قالت: فَقَدْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلة، فظننتُ أنّه ذهبَ إلى بعض نسائه، فتحَسَّسْتُهُ، فإذا هو راكعٌ أو ساجد؛ يقول:"سُبحانَكَ اللهُمَّ وبحمدِك، لا إلهَ إلا أنت"، فقالت
(1)
: بأبي أنتَ وأمِّي
(2)
، إنِّي لفي شأن، وإِنَّك لفي آخر
(3)
.
163 - باب نوع آخر
1132 -
أخبرني هارونُ بنُ عبدِ الله قال: حدَّثنا الحَسَنُ بْنُ سَوَّار قال: حَدَّثنا لَيْثُ بن سَعْد، عن معاويةَ بن صالح، عن عَمْرِو بن قَيْس الكِنْديّ، أنَّه سَمِعَ عاصم بنَ حُمَيْدٍ يقول:
(1)
في (ر) وهامش (ك): فقلت.
(2)
قوله: وأمي، ليس في (ر).
(3)
إسناده صحيح، حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصيّ، وابنُ جُرَيْج: هو عبد الملك بنُ عبد العزيز، وعطاء: هو ابن أبي رباح، ولا تضرُّ عنعنة ابن جُريج عنه، وابنُ أَبي مُلَيْكَة: هو عبدُ الله بنُ عُبيد الله، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (721) و (8859).
وقد اختُلِفَ فيه على ابن جُريج:
فرواه حجَّاج كما في هذه الرواية، وعبد الرزاق كما في "صحيح" مسلم (485)، عن ابن جُريج قال: قلتُ لعطاء، به بنحوه.
وخالفَهما محمد بنُ بكر البُرْسَاني كما في "مسند" أحمد (25178)، ومكيُّ بنُ إبراهيم كما في "علل" الدارقطني 8/ 363، فروياه عن ابن جُريج، عن ابن أبي مُليكة، عن عائشة، لم يذكرا عطاءً، وقد صرّح ابن جُريج بسماعه من ابن أبي مُلَيْكة عند أحمد، وذكر ابن حجر أيضًا في "الأمالي" ص 124 أنَّ ابن جُريج سمعَ من ابن أبي مُلَيْكَة، فتكون رواية حجَّاج هذه عن ابن جُريج عن عطاء، من المزيد في متصل الأسانيد.
وسيتكرَّر الحديث برقم (3961).
وسيأتي من طريق عبد الرزاق، عن ابن جُرَيْج برقم (3962)، وفيه اختلاف على عبد الرزاق أيضًا نذكرُه ثمَّة.
سمعتُ عَوْفَ بنَ مالكٍ يقول: قُمتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فبدأَ فاسْتَاكَ وتوضَّأَ، ثم قامَ فصلَّى، فبدأ فاستفتحَ من "البقرة"، لا يمرُّ بآية رحمة إلا وقفَ فسأل
(1)
، ولا يَمُرُّ بآية عذاب إلا وقفَ يتعوَّذ
(2)
، ثم ركعَ، فمَكَثَ راكعًا بقَدْرِ قِيامِه، يقولُ في ركوعِه:"سُبحانَ ذي الجَبَرُوتِ والمَلَكُوتِ والكِبْرِياءِ والعَظَمَة"، ثم سَجَدَ بِقَدْرِ رُكُوعِه يقول في سُجوده:"سُبحانَ ذِي الجَبَرُوتِ والمَلَكُوتِ والكِبْرِياءِ والعَظَمَة"، ثم قرأَ "آلَ عمران"، ثم سورةً سورةً
(3)
، فعل
(4)
مثلَ ذلك
(5)
.
164 - باب نوع آخر
1133 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا جَرِير، عن الأعمش، عن سَعْدِ بن عُبَيْدة، عن المُسْتَوْرِدِ بن الأَحْنَفَ، عن صِلَةَ بن زُفَر
(6)
عن حذيفةَ قال: صَلَّيْتُ مع
(7)
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فاستَفْتَحَ
(8)
(1)
في (ك): وسأل.
(2)
في (هـ): فتعوَّذ.
(3)
في (هـ): ثم سورة.
(4)
في هامش (ك): يفعل.
(5)
إسناده حسن من أجل عاصم بن حُمَيْد، وسلف الكلام عليه في الرواية (1049)، وبقية رجاله ثقات غير معاوية بن صالح؛ فإنه ينزل قليلًا عن درجة الثقة، ليث: هو ابن سعد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (722).
وأخرجه أحمد (23980) عن الحَسَن بن سَوَّار، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق آدم بن أبي إياس، عن الليث بن سَعْد، به، برقم (1049).
(6)
قوله: بن زُفر، ليس في (ر) و (م).
(7)
في هامش (هـ) وفوقها في (م): خلف.
(8)
في (م) وهامش (ك): فافتتح.
سورةَ
(1)
البقرة، فقرأ بمئة
(2)
آية، قلتُ: يركع
(3)
، فمضَى. قلت
(4)
: يَخْتِمُها في الرَّكعتَيْن
(5)
، فمضى، قلتُ: يَخْتِمُها ثم يركع، فمضَى حتَّى قرأَ سورةَ النِّساء، ثم آلَ عِمْرَان
(6)
، ثم ركعَ نحوًا من قيامِهِ يقولُ
(7)
في ركوعِه: "سبحانَ ربِّيَ العظيم، سبحانَ ربِّيَ العظيم"
(8)
، ثم رفعَ رأسَه فقال:"سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، رَبَّنا لكَ الحَمْد". وأطالَ القيام، ثم سَجَدَ، فأطالَ السُّجودَ يقول في سجوده:"سبحانَ ربِّيَ الأعلى، سبحانَ ربِّيَ الأعلى"، لا يَمُرُّ بآيةِ تخويفٍ أو تعظيمٍ للهِ عز وجل إلا ذكرَه
(9)
.
(1)
في (هـ): فافتتح بسورة، وفي هامشها: فاستفتح سورة.
(2)
في (ق): مئة.
(3)
في (هـ) وهامش (ك): لم يركع (نسخة) بدل: قلت يركع، وفي هامش (ك) أيضًا: فلم (نسخة)، وفي (ر) و (م): فقلت يركع (وفي (م): أيركع) فلم يركع، واستُدرك قوله: فقلت يركع (وفي (م): أيركع) في هامشيهما.
(4)
في (ر) و (م): فقلت، وكذا في الموضع الآتي بعده: فقلت، فيهما وفي هامش (هـ).
(5)
في (ق): ركعتين.
(6)
في (هـ): ثم سورة آل عمران، وجاء في هامش (ك): قرأ سورة (نسخة).
(7)
في (ر) و (م): فقال.
(8)
زاد بعدها في (هـ): سبحان ربيَ العظيم، وعليه علامة نسخة، ومثلُه في قوله الآتي: سبحان ربيَ الأعلى.
(9)
إسناده صحيح، جرير: هو ابن عبد الحميد الضَّبِّي، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (723).
وأخرجه مسلم (772)، وابن حبان (2609) من طريق إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (772) عن زهير بن حرب، عن جرير، به.
وسلف مختصرًا من طريق شعبة، عن الأعمش برقم (1008).
165 - باب نوع آخر
1134 -
أخبرنا بندارٌ محمدُ بنُ بشَّار قال: حدَّثنا يحيى بنُ سعيدٍ القطَّانُ وابنُ أبي عَدِيٍّ قالا: عن شعبة
(1)
، عن قتادة، عن مُطَرِّف
عن عائشةَ قالت: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ في ركوعِهِ وسجودِهِ: "سُبُّوحٌ قدوس، رَبُّ الملائكةِ والرُّوح"
(2)
.
166 - باب عدد التَّسْبيح في السُّجُود
1135 -
أخبرنا محمدُ بنُ رافع قال: حدَّثنا عبدُ الله بنُ إبراهيمَ بن عُمَرَ بن كَيْسَانَ قال: حدَّثنى أبي، عن وَهْبِ بن مانُوس قال: سمعتُ سعيدَ بنَ جُبير قال:
(1)
كذا في (ر) و (ق) و (م) و (هـ) و "تحفة الأشراف"(17664): شعبة، وجاء في "السُّنن الكبرى" (724) و (7676): سعيد، وهو ابن أبي عَرُوبة، وقد اضطربت العبارة في النسخة (ك)، فجاء فيها:"عن شعبة قالا: حدَّثنا سعيد"، وجاء في هامشها: شعبة (نسخة). ورواية الحديث إمَّا لشعبة أو سعيد. ولم يُرْقم بالحرف (س)(يعني النسائي) لرواية ابن أبي عديّ عن سعيد بن أبي عَرُوبة في ترجمتيهما في "تهذيب الكمال"، وهذا يرجّح ما جاء في النسخ الأخرى و "تحفة الأشراف": شعبة، والله أعلم.
(2)
إسناده صحيح، ابن أبي عديّ: هو محمد بنُ إبراهيم، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدُوسي، ومُطَرِّف: هو ابن عبد الله بن الشَّخّير، وهو في "السُّنن الكبرى" بالرقمين المذكورين آنفًا، وفيهما: سعيد، بدل: شعبة، كما سلف الكلام في التعليق قبله.
وأخرجه أحمد (25606) عن يحيى بن سعيد القطَّان، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، بهذا الإسناد، وزاد في آخره: ثلاث مرات، ثم شكَّ يحيى في ثلاث.
وأخرجه أحمد (26293) عن عبد الوهَّاب بن عطاء الخفَّاف، ومسلم (487):(223)، وابن حبان (1899) من طريق محمد بن بِشْر العَبْديّ، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(7646) من طريق يزيد بن زُرَيْع ثلاثتُهم عن سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قَتادة، به.
وسلف من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، عن قتادة، به، برقم (1048).
سمعتُ أنسَ بنَ مالك يقول: ما رأيتُ أحدًا أشْبَهَ صلاةً بصلاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى، يعني عُمَرَ بنَ عبد العزيز، فَحَزَرْنَا في رُكُوعِهِ عَشْرَ تسبيحات، وفي سُجُودِهِ عَشْرَ تسبيحات
(1)
.
167 - باب الرُّخْصَة في ترك الذِّكْر في السُّجود
1136 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الله بن يزيدَ المُقرئ
(2)
أبو يحيى بمكّة - وهو بصريّ
(3)
- قال: حدَّثنا أبي قال: حدَّثنا همَّام قال: حدَّثنا إسحاقُ بنُ عبدِ الله بن أبي طلحة، أنَّ عليَّ بن يحيى بن خَلَّاد بن مالك بن رافع بن مالك
(4)
حدَّثه، عن أبيه
عن عمِّه رِفاعةَ بن رافعٍ قال: بينما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ ونحن حولَه؛ إذْ دخلَ رجلٌ فأتَى القِبْلَةَ فصَلَّى، فلمَّا قَضَى صلاتَه جاء فسَلَّمَ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
قوله منه: "ما رأيتُ أحدًا أشبهَ بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى" كما صحيح سلف برقم (981) وفيه إتمام الركوع والسجود وتخفيف القيام والقعود. وهذا إسناد ضعيف، وَهْبُ بن مانوس - ويقال: ابن مِيناس - مجهول الحال، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات". وبقية رجاله ثقات غير عبد الله بن إبراهيم بن عُمر، فصدوق، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (725).
وأخرجه أبو داود (888) عن محمد بن رافع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (12661)، وأبو داود (888) عن أحمد بن صالح، كلاهما (أحمد وأحمد بن صالح) عن عبد الله بن إبراهيم بن عُمر، به.
وسلف من طريق العطَّاف بن خالد، عن زيد بن أسلم، عن أنس برقم (981) بسياق آخر.
(2)
بالجرّ، صفة لعبد الله بن يزيد، وجاء في "السُّنن الكبرى" (726): ابن المقرئ.
(3)
نسبه المِزّي فقال: المكيّ مولى آل عُمر، وقال في ترجمة أبيه عبد الله بن يزيد: أصلُه من ناحية البصرة.
(4)
كذا في النسخ الخطية و "السُّنن الكبرى"(726)، وإنما هو: .... بن خلَّاد بن رافع بن مالك، كما هو في كتب الرجال، فالظاهر أن زيادة "بن مالك" بين خلَّاد ورافع وهمٌ، وقد نُبِّهَ عليه في هامش (ك).
وعلى القوم، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"وعليك، اِذْهَبْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لم تُصَلِّ". فذهبَ فصَلَّى، فجعلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَرْمُقُ صلاتَه، ولا نَدْرِي
(1)
ما يَعِيبُ منها، فلمَّا قضى صلاتَه جاء فَسَلَّمَ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وعلى القوم، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "وعليك
(2)
، اِذْهَبْ فصَلِّ، فإنَّك لم تُصَلِّ"، فأعادَها مرَّتين أو ثلاثًا، فقال الرَّجل: يا رسول الله، ما عِبْتَ من صلاتي؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنها لم تتمَّ صلاةُ أحَدِكُم حتى يُسْبعَ الوُضُوءَ كما أمرَه اللهُ عز وجل، فيغسلَ وجهَه ويَدَيْه إلى المِرْفَقَيْن، ويمسحَ برأسِهِ، ورِجْلَيْه إلى الكَعْبَيْن، ثم يُكبِّر الله عز وجل ويَحْمَدَهُ ويُمَجِّدَه" - قال هَمَّام: وسمعتُه يقول: "ويَحْمَدَ الله
(3)
، ويُمَجِّدَه، ويُكَبِّرَه". قال: فكلاهما قد سمعتُه يقول - قال: "ويقرأَ ما تيسَّر من القرآن ممَّا عَلَّمَهُ الله وأَذِنَ له فيه، ثم يُكَبِّر فيركع
(4)
حتى تطمئنَّ مفاصلُه وتسترخي، ثم يقول: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، ثم يستوي قائمًا حتى يُقِيمَ صُلْبَهُ، ثم يُكَبِّرَ ويسجدَ
(5)
حتى يُمَكِّنَ وجهَه" - وقد سمعته يقول: "جبهتَه" - "حتى تطمئنَّ مفاصلُه وتسترخي، ويُكَبِّر
(6)
فيرفعَ
(7)
حتى يستويَ قاعدًا على مَقْعَدَتِهِ ويُقيمَ صُلْبَه، ثم يُكبِّر فيسجدَ حتى يُمَكِّنَ وَجْهَه ويسترخي ويطمئنَّ
(8)
، فإذا لم
(1)
في (هـ): يدري.
(2)
قوله: "وعليك" ليس في (ر) و (م).
(3)
في (ك): وسمعته يقول: يحمدُ الله بحَمْدِهِ ويُكبِّرُه ويحمدُ الله
…
(4)
في (ك): ويركع.
(5)
في (م): فيسجد.
(6)
في (هـ): ثم يكبِّر، وفي (ر) و (م): فيكبِّر.
(7)
في (ر) و (م): فيرفع رأسه.
(8)
في (هـ): أو يطمئن، وعليه علامة نسخة، ووقع هذا اللفظ في هامش (ك)، وجاء بعده في (هـ) و (ق) وهامش (ك) زيادة: "ثم يُكبِّر فيرفع حتى يستويَ قاعدًا على مَقعدته ويقيم صُلْبَه =
يفعل هكذا لم تَتِمَّ صلاتُه"
(1)
.
168 - باب أقربُ ما يكونُ العبدُ من الله عز وجل
1137 -
أخبرنا محمدُ بنُ سَلَمةَ قال: حدَّثنا ابن وَهْب، عن عَمْرو - يعني ابنَ الحارث - عن عُمارَةَ بن غَزِيَّة، عن سُمَيٍّ، أَنَّه سمع أبا صالح
عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"أقْرَبُ ما يكون العبد من ربه عز وجل وهو ساجِد، فأَكْثِرُوا الدُّعاء"
(2)
.
169 - باب فضل السُّجود
1138 -
أخبرنا هشامُ بنُ عمَّار، عن هِقْلِ بن زياد الدِّمَشْقي قال: حدَّثنا الأوزاعيُّ قال: حدَّثنا يحيى بنُ أبي كثير، عن أبي سَلَمَةَ بن عبدِ الرَّحمن قال:
= ثم يكبر فيسجد حتى يمكّن وجهَه ويسترخي". وأُشير إلى هذه الزيادة في (هـ) وهامش (ك) بنسخة. والظاهر أنها تكرار للكلام قبله، وجاء في هامش (ك) أن الكلام تامّ بدونها، والله أعلم.
(1)
إسناده صحيح. همَّام: هو ابن يحيى العَوْذي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (726).
وأخرجه أبو داود (858)، وابن ماجه (460) من طريقين عن همَّام، به بنحوه مختصرًا.
وقد رواه حمَّاد بنُ سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، واضطرب فيه، ولم يُقم إسنادَه، ينظر "التاريخ الكبير" 3/ 320، و "علل الرازي" 1/ 82، وينظر تفصيله في التعليق على حديث "مسند" أحمد (18995).
وسلف برقمي (667) و (1053).
(2)
إسناده صحيح، سُمَيّ: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، وأبو صالح: هو ذَكْوَان السَّمان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (727).
وأخرجه أبو داود (875) عن محمد بن سَلَمة، بهذا الإسناد، وقرنَ به أحمدَ بنَ صالح، وأحمدَ بنَ عَمرو بن السَّرْح.
وأخرجه أحمد (9461)، ومسلم (482)، وابنُ حبَّان (1928) من طرق، عن ابن وَهْب، به.
حدَّثني ربيعةُ بنُ كَعْب الأسلميُّ قال: كنتُ آتي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بوَضُوئِه وبحاجتِهِ، فقال:"سَلْني"، قلتُ: مُرافَقَتَكَ في الجنَّة، قال:"أَوَ غَيْرَ ذلك؟ " قلتُ: هو ذاك، قال:"فأَعِنِّي على نَفْسِكَ بكَثرةِ السُّجُود"
(1)
.
170 - باب ثواب مَنْ سَجَدَ للَّه عز وجل سَجْدةً
1139 -
أخبرنا أبو عمَّار الحُسَيْنُ بنُ حُرَيْث قال: أخبرنا الوليدُ بنُ مسلم قال: حدَّثنا الأوزاعيُّ قال: حدَّثني الوليدُ بنُ هشام المُعَيطِيُّ قال: حدُّثني مَعْدَانُ بن طلحةَ
(2)
اليَعْمُريُّ قال:
لَقِيتُ ثوبانَ مولى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقلتُ: دُلَّني على عملٍ ينفعُني، أو يُدخلني الجنَّة، فأَسْكَتَ
(3)
عَنِّي مليًّا، ثم التفتَ إليَّ فقال: عليكَ بالسُّجُود
(4)
، فإنّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"مَا مِنْ عَبْدِ يَسْجُدُ للهِ سجدةً إلا رفعَهُ اللهُ عز وجل بها دَرَجَةً، وحَطَّ عنه بها خَطِيئَةً".
قال مَعْدَان: ثم لقيتُ أبا الدَّرْدَاء، فسألتُه عمَّا سألتُ عنه ثوبانَ، فقال
(5)
: عليكَ بالسُّجُود، فإنّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عَبْدٍ يَسْجُدُ لله
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات غير هشام بن عمَّار، فصدوق، وقد توبع، الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عَمرو، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (728).
وأخرجه أبو داود (1320) عن هشام بن عمَّار، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (489)، عن الحكَم بن موسى، عن هِقْل بن زياد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (16578) و (16579) من طريق نُعَيْم المُجْمِر، عن ربيعة بن كعب، بنحوه، مطوَّلًا.
(2)
في (ر) و (م): بن أبي طلحة. (ويقال له ذلك أيضًا).
(3)
في (هـ): "فسكت"، وهما بمعنى، وقيل: أَسْكَتَ بمعنى أطْرَقَ. ينظر "اللسان".
(4)
في (هـ): في السجود.
(5)
في (هـ): فقال لي.
سجدةً إلا رفعه اللهُ بها دَرَجةً، وحَطَّ عنه بها خطيئةً"
(1)
.
171 - باب موضع السُّجُود
1140 -
أخبرنا محمدُ بنُ سليمانَ لُوَيْن بالمِصِّيصَة، عن حَمَّادِ بن زيد، عن مَعْمَر والنُّعمانِ بن راشد، عن الزُّهْريّ، عن عطاءِ بن يزيدَ قال:
كنتُ جالسًا إلى أبي هريرة وأبي سعيد، فحَدَّثَ أحدُهما حديثَ
(2)
الشَّفاعة والآخرُ مُنْصِتٌ، قال: فتأتي الملائكةُ فتَشْفَعُ، وتَشْفَعُ الرُّسُلُ، وذكرَ الصِّراط، قال
(3)
: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "فأكونُ أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ، فإِذا فَرَغَ اللهُ عز وجل من القضاء
(4)
بينَ خَلْقِه وأخرجَ من النَّارِ مَنْ يُريدُ أن يُخرجَ؛ أمَرَ اللهُ الملائكةَ والرُّسُلَ أَنْ تَشْفَع، فيُعْرَفُون بعلاماتِهم، إِنَّ النَّارَ تأكل كلَّ شيء من ابن آدم إلا موضعَ السُّجُود، فيُصَبُّ عليهم من ماء الجَنَّة
(5)
، فيَنْبُتُون كما
(1)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (729)، وفيه: ثلاثًا، بدل: مليًّا.
وأخرجه الترمذي (388) عن أبي عمَّار الحُسين بن حُرَيْث بهذا الإسناد، وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه أحمد (22377)، ومسلم (488)، وابن ماجه (1423)، وابن حبان (1735) من طريق الوليد بن مسلم، به.
وأخرجه أحمد (22411) عن عبد القدوس بن حجَّاج، عن الأوزاعي، به، دون حديث أبي الدَّرداء.
وأخرجه أحمد (22370) و (22442) من طريق سالم بن أبي الجَعْد، عن ثوبان بنحوه، وإسناده منقطع، سالم بن أبي الجَعْد لم يسمع من ثوبان، بينهما مَعْدَان كما في "مراسيل" ابن أبي حاتم ص 80.
(2)
في (هـ) وهامش (ك): بحديث.
(3)
كلمة "قال"(الأولى) ليست في (ر) و (م)، وعليها علامة نسخة في (هـ).
(4)
في هامشي (ك) و (هـ): القسط.
(5)
في (م) و (هـ) وهامشي (ر) و (ك): الحياة.
تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيل
(1)
السَّيْل"
(2)
.
172 - باب هل يجوزُ أن تكونَ سَجْدَةٌ أَطْوَلَ من سَجْدَة
1141 -
أخبرنا عبدُ الرَّحمن بنُ محمدِ بن سَلَّام قال: حدَّثنا يزيدُ بنُ هارونَ قال: أخبرنا جَرِيرُ بنُ حازم قال: حدَّثنا محمدُ بنُ أبي يعقوب البصريُّ، عن عبدِ الله بن شدَّاد
عن أبيه قال: خرجَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتَي العِشاء
(3)
وهو حاملٌ حَسَنًا أو حُسَيْنًا، فتَقدَّمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فوضَعَهُ، ثم كَبَّرَ للصَّلاة، فصلَّى، فسَجَدَ بين ظَهْرَانَي صلاتِه سجدةً، أطَالَها، قال أبي: فرفعتُ رأسي فإذا
(4)
الصَّبيُّ على ظَهْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعتُ إلى سُجودي، فلمَّا قَضَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ قال النَّاس: يا رسولَ الله، إِنَّكَ سَجَدْتَ بينَ
(1)
كلمة "حميل" ليست في (ر)، وعليها في (هـ) علامة نسخة.
(2)
إسناده صحيح، مَعْمَر: هو ابن راشد، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (730).
وأخرجه أحمد (7717) و (10906)، والبخاري (6573)، وابن حبان (7429) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، وحده، بهذا الإسناد، مطوّلًا بخبر الشفاعة.
وأخرجه أحمد (7927)، والبخاري (7437)، ومسلم (182):(299)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(11424)، وابن ماجه (4326) من طريق إبراهيم بن سَعْد، والبخاري (806) و (6573)، ومسلم (182):(300) من طريق شعيب، كلاهما عن الزُّهْري، به مطوَّلًا غير رواية ابن ماجه، فمختصرة، وقُرن عطاء بن يزيد عند مسلم بسعيد بن المسيّب.
قال السِّندي: أنَّ النار؛ بفتح "أنَّ" بحذف اللام، أو بدل من العلامات، وبالكسر على الاستئناف. "الحِبَّة" بكسر الحاء؛ بُزُور البقول، وقيل: هو نَبتٌ صغير، ينبت في الحشيش، فأما بالفتح فهي الحِنطة والشعير ونحوهما. "حَميل السَّيْل" ما يحمله السَّيْل من البُزُور والحَشِيشِ وغيرهما.
(3)
في (ر) و (م) وهامشي (ك) و (هـ): العَشِيّ.
(4)
في (هـ): وإذا.
ظَهْرَيْ
(1)
صلاتِكَ سَجْدَةً أَطلْتَها حتى ظَنَنَّا أنَّه قد حَدَثَ أمرٌ، أو أنَّه يُوحَى إليك، قال:"كُلُّ ذلك لم يكُن، ولكنَّ ابني ارْتَحَلَني، فكَرِهْتُ أنْ أُعْجِلَهُ حتى يقضيَ حاجَتَه"
(2)
.
173 - باب التَّكْبير عندَ الرَّفْع من السُّجود
1142 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا الفَضْلُ بنُ دُكَيْن ويحيى بنُ آدمَ قالا: حدَّثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن عبدِ الرَّحمن بن الأسود، عن أبيه وعلقمة
عن عبد الله قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُكَبِّرُ في كلِّ خَفْضٍ ورَفْع وقيام وقُعود، ويُسلِّمُ عن يمينهِ وعن شِماله: السَّلامُ عليكُم ورحمةُ الله، حتى يُرَى
(3)
بياضُ خَدِّه، قال: ورأيتُ أبا بكر وعُمرَ رضي الله عنهما يفعلان ذلك
(4)
.
(1)
في (هـ) وهامشي (ك) و (م): ظهراني.
(2)
إسناده صحيح، محمد بن أبي يعقوب البصري: هو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، وقد نُسب إلى جده، وشدّاد والد عبد الله: هو ابن الهاد الليثي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (731).
وأخرجه أحمد (16033) و (27647) عن يزيد بن هارون بهذا الإسناد، وفيه:
…
إحدى صلاتي العَشِيّ: الظهر أو العصر.
قال السِّنْدي: قوله: "بين ظَهرانَي صلاتِه" أي: في أثناء صلاته، "أنه قد حدثَ أمر": كناية عن الموت أو المرض، "ارْتَحَلني": اتَّخذني راحلةً له بالرُّكوب على ظهري، "أن أُعْجِلَه" من التعجيل أو الإعجال، وظهر منه أنَّ تطويلَ سجدةٍ على سجدة لا يضرّ.
(3)
في (م): أرى.
(4)
حديث صحيح، رجاله ثقات، وقد توبع زهير - وهو ابن معاوية - في روايته عن أبي إسحاق - وهو السَّبيعي - حيث روى عنه بعد اختلاطه، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (732).
وسلف برقم (1083). وينظر تخريجه ثمة.
174 - باب رفع اليَدَيْن عند الرَّفْعِ من السَّجْدَةِ الأولى
1143 -
أخبرنا محمدُ بنُ المُثَنَّى قال: حدَّثنا معاذُ بنُ هشام قال: حدَّثنى أبي، عن قتادة، عن نَصْرِ بن عاصم
عن مالكِ بن الحُوَيْرث، أنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ؛ يعني
(1)
رَفَعَ يَدَيْه، وإذا رَكَعَ فعلَ مِثْلَ ذلك، وإذا رَفَعَ رأسَهُ من الرُّكُوعِ فعلَ مِثْلَ ذلك، وإذا رَفَعَ رأسه من السُّجُود فَعَلَ مِثْلَ ذلك كلّه
(2)
، يعني رَفَعَ يَدَيْه
(3)
.
175 - باب ترك ذلك بين السَّجْدَتَيْن
1144 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيم، عن سفيان، عن الزُّهْريّ، عن سالم
عن أبيه قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إِذا افْتَتَحَ الصَّلاةَ كَبَّرَ ورَفَعَ يَدَيْهِ، وإِذا رَكَعَ، وبعد الرُّكُوع، ولا يَرْفَعُ بين السَّجْدَتَيْن
(4)
.
176 - باب الدُّعاء بين السَّجْدَتَيْنِ
1145 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى قال: حدَّثنا خالد، حدَّثنا شعبة، عن عَمْرِو بن مُرَّة، عن أبي حمزة، سَمِعَه يُحَدِّثُ عن رجل من عَبْس
(1)
كلمة "يعني" ليست في (ر).
(2)
في (ر) و (م) وهامشي (ك) و (هـ): كأنه.
(3)
حديث صحيح دون ذكر رفع اليَدَيْن من السُّجود، وهو مكرَّر الحديث (1087) بسنده ومتنه.
(4)
إسناده صحيح، إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وسفيان: هو ابن عيينة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (734).
وسلف برقم (1025) عن قتيبة، عن سفيان، به، دون قوله: ولا يرفع بين السجدتين.
وسلف من طريق شعيب ويونس ومالك ومعمر (مفرَّقين) عن الزهري، به بالأرقام (876) و (877) و (878) و (1057) و (1059) و (1088).
عن حُذيفة، أنَّه انتَهَى إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقامَ إلى جَنْبِه، فقال:"اللهُ أكبر ذو المَلَكُوتِ والجَبَرُوتِ والكِبْرِياءِ والعَظَمة"، ثم قرأ بالبقرة
(1)
، ثم ركعَ، فكان ركوعُهُ نحوًا من قيامه، وقال في ركوعه:"سُبحانَ رَبِّيَ العظيم، سُبحانَ رَبِّيَ العظيم"، وقال حين رفعَ رأسَه:"الربِّي الحَمْد لِربِّي الحَمْد"
(2)
، وكان يقولُ، في سجودِه:"سُبحانَ ربِّيَ الأعلى، سُبحانَ رَبِّيَ الأعلى"
(3)
، وكان يقولُ بين السَّجدتَيْن:"رَبِّ اغْفِرْ لي، رَبِّ اغْفِرْ لي"
(4)
.
177 - باب رفع اليَدَيْن بين السَّجْدَتَيْن تلقاءَ الوَجْه
1146 -
أخبرنا موسى بنُ عبدِ الله بن موسى البَصْرِيُّ قال: حدَّثنا النَّضْرُ بنُ كثير أبو سَهْل الأزديُّ قال: صَلَّى إلى جَنْبِي عبدُ الله بنُ طاوسُ بمنًى في مسجدِ الخَيْف، فكان إذا سَجَدَ السَّجدةَ
(5)
الأولى
(6)
فرفَعَ رأسَه منها، رَفَعَ يَدَيْهِ تِلْقاءَ وَجْهِهِ، فَأَنْكَرْتُ أَنا ذلك، فقلتُ لوُهَيْب بن خالد: إِنَّ هذا يصنعُ
(7)
شيئًا لم نَرَ
(8)
أحدًا يصنعه، فقال له وُهَيْب:
(1)
في (م): البقرة.
(2)
قوله: "لربي الحمد" المكرَّر، من (هـ) وهامش (ك)، وعليهما علامة نسخة.
(3)
قوله: "سبحان ربي الأعلى" لم يكرَّر في (ك).
(4)
إسناده صحيح، أبو حمزة - وهو طلحة بن يزيد الكوفي - وثَّقه النسائي بإثر حديث "السُّنن الكبرى"(2689)، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو من رجال البخاري، والرجل العَبْسي المبهم هو صِلَة بنُ زُفَر كما ذكر المصنِّف في "السُّنن الكبرى"(1383)، وبقية رجاله ثقات. خالد: هو ابن الحارث، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (735).
وسلف من طريق يزيد بن زُريع، عن شعبة، به، برقم (1069)، وبنحوه من طريق صلة بن زُفر، عن حُذيفة برقم (1133)، وينظر (1008) و (1009) و (1046).
(5)
في هامش (ك): سجدة (نسخة).
(6)
في (هـ): السجدة الأول (؟).
(7)
في (م): ليصنعُ.
(8)
في (ك) وهامش (هـ): أَرَ.
تصنعُ شيئًا لم نَرَ
(1)
أحدًا يصنعُه، فقال عبدُ الله بنُ طاوس: رأيتُ أبي يصنعُه، وقال أبي:
رأيتُ
(2)
ابنَ عبَّاس يصنعُه
(3)
، وقال عبدُ الله بنُ عبَّاس: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يصنعُه
(4)
.
178 - باب كيف الجُلُوس بين السَّجْدَتَيْنِ
1147 -
أخبرنا عبدُ الرَّحمن بنُ إبراهيمَ دُحَيْم قال: حدَّثنا مروانُ بنُ معاويةَ قال: حدَّثنا عُبَيْدُ الله بنُ عَبْدِ الله بن الأَصَمّ قال: حدَّثني يزيدُ بنُ الأَصَمّ
عن ميمونةَ قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا سَجَدَ خَوَّى بِيَدَيْه حتى يُرَى وَضَحُ
(5)
إبْطَيْهِ من ورائه، وإذا قعدَ اطْمَأَنَّ على فَخِذِهِ اليُسْرَى
(6)
.
(1)
في (هـ) وهامش (ك): أرَ.
(2)
في (م): إني رأيتُ.
(3)
في (م): يفعله، وفوقها: يصنعه، وعليها علامة الصحة.
(4)
إسناده ضعيف من أجل النَّضْر بن كثير، وبقيةُ رجاله ثقات غير شيخ المصنِّف موسى بن عبد الله بن موسى، فصدوق، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (736).
وأخرجه أبو داود (740) عن قُتيبة بن سعيد ومحمد بن أبان، عن النَّضْر بن كثير، بهذا الإسناد، وفي آخره: ولا أعلم إلا أنه قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصنعُه.
وقد رُوي رفعُ اليَدَيْن من السُّجود أيضًا من حديث مالك بن الحُويرث، وسلف الكلام عليه برقم (1085)، ورُوي أيضًا من حديث غيره، قال ابن رجب في "فتح الباري" 6/ 354: قد عارضَ ذلك نفيُ ابن عُمر مع شدَّة ملازمته للنبيّ صلى الله عليه وسلم وشدَّةِ حرصِهِ على حفظِ أفعاله واقتدائه به فيها، فهذا يدلُّ على أنَّ أكثر أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم كان تركَ الرَّفع فيما عدا المواضع الثلاثة والقيام من الركعتين. اهـ. وسلف حديث ابن عمر برقم (1088).
ونقل ابن رجب 6/ 351 أيضًا أن الإمام أحمد سُئل: أليس يُرْوَى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه فعلَه؟ فقال: هذه الأحاديث أقوى وأكثر.
(5)
في هامش (هـ): بياض. (نسخة).
(6)
حديث صحيح، رجاله ثقات غير عُبيد الله بن عبد الله بن الأصمّ، فصدوق، وهو في =
179 - باب قَدْر الجُلُوس بين السَّجْدَتَيْن
1148 -
أخبرنا عُبيد الله بن سعيد أبو قُدامَةَ
(1)
قال: حدَّثنا يحيى، عن شعبة قال: حدَّثني الحَكَم، عن ابن أبي ليلى
عن البَرَاء قال: كان
(2)
صلاةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ ركُوعه وسجودُه وقيامُه بعدَ؛ ما يرفعُ رأسَه من الرُّكوع
(3)
وبين السَّجْدَتَيْن
(4)
قريبًا من السَّواء
(5)
.
180 - باب التَّكبير للسُّجُود
1149 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا أبو الأَحْوَص، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن
= "السُّنن الكبرى" برقم (837).
وأخرجه مسلم (497): (238) عن إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ، عن مروان بن معاوية الفَزَاريّ، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (26818) و (26831) و (26844)، ومسلم (497):(239) من طريق جعفر بن بُرقان، عن يزيد بن الأصمّ، به دون شطره الأخير.
وسلف بنحوه دون ذكر القعود من طريق سفيان بن عُيينة، عن عَبْد الله بن عَبْد الله بن الأصمّ، عن يزيد بن الأصمّ، به، برقم (1110).
قال السِّندي: "خَوَّى" بمعجمة وواو مُشدَّدة، من خَوَى، بالتخفيف: إذا خلا، أي: جافَى بطنَه عن الأرض ورفعَها، وجافَى عَضُديه عن جَنْبَيْه حتى يُخوِّيَ ما بين ذلك.
"وَضَح إبْطَيهِ" بفتحتين؛ أي: بياض تحتهما، وذلك لمبالغة في رفعهما وتجافيهما عن الجَنْبين.
(1)
قوله: أبو قُدامة، ليس في (ر)، وعليه علامة نسخة في (ك) و (هـ).
(2)
في (ر) وفوقها في (م): كانت.
(3)
قوله: وقيامه بعد ما يرفع رأسه من الركوع، عليه علامة نسخة في (ك) و (هـ).
(4)
بعده في (ك): وبعد ما يرفع رأسه، وعليه علامة الصحة.
(5)
إسناده صحيح يحيى هو ابن سعيد القطان، والحَكَم: هو ابن عُتيبة، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (738).
وسلف برقم (1065) من طريق ابن عُليَّة، عن شعبة، به.
ابن الأسود، عن الأسود وعلقمة
عن عبد الله قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُكَبِّرُ فِي كُلِّ رَفْعٍ ووَضْع وقيامٍ وقعود، وأبو بكر وعُمرُ وعثمانُ رضي الله عنهم
(1)
.
1150 -
أخبرنا محمدُ بنُ رافع قال: حدَّثنا حُجَيْن - وهو ابن المُثَنَّى - قال: حدَّثنا لَيْث، عن عُقَيْل، عن ابن شِهاب قال: أخبرني أبو بكر بنُ عبدِ الرَّحمن بن الحارثِ بن هشام
أنَّهُ سَمِعَ أبا هريرةَ يقول: كان رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إِذا قامَ إِلى الصَّلاةَ يُكَبِّرُ حين يقومُ، ثم يُكَبِّرُ حين يركعُ، ثم يقولُ:"سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه" حين يَرْفَعُ صُلْبَهُ من الرَّكعة، ثم يقولُ وهو قائم:"رَبَّنا لك الحَمْد"، ثم يُكَبِّرُ حين يَهْوِي ساجدًا، ثم يُكَبِّرُ حين يرفَعُ رأسَهُ، ثم يُكَبِّرُ حين يسجد، ثم يُكَبِّرُ حين يرفعُ رأسه، ثم يفعلُ ذلك في الصَّلاةِ كلّها حتى يَقْضِيَها، ويُكَبِّرُ حين يقومُ من الثِّنْتَيْنِ بعدَ الجُلُوس
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابن سعيد، وأبو الأحوص: هو سلَّام بن سليم، وسماعُه من أبي إسحاق - وهو السَّبِيعي - قبل اختلاطه، وعلقمة: هو ابن قيس النَّخَعي، والأسود: هو ابن يزيد النَّخعي.
وأخرجه الترمذي (253) عن قتيبة، بهذا الإسناد، وقال: حديث حسن صحيح.
وسلف من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، به، برقم (1083)، وبرقم (1142) بزيادة ذكر التسليم، وسيأتي من طريق زهير أيضًا برقم (1319) بزيادة ذكر التسليم، وتنظر الأحاديث (1322)
…
(1325).
(2)
إسناده صحيح، لَيْث: هو ابن سَعْد، وعُقَيْل: هو ابن خالد الأَيْليّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (740).
وأخرجه مسلم (392): (29) عن محمد بن رافع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (9851)، والبخاري (789) من طريقين عن اللَّيْث بن سَعْد، به.
181 - باب الاستواء للجُلُوس عند الرَّفْعِ من السَّجْدَتَيْنِ
1151 -
أخبرنا زيادُ بنُ أيوبَ قال: حدَّثنا إسماعيلُ قال: حدَّثنا أيوب، عن أبي قِلَابةَ قال:
جاءنا أبو سليمانَ مالكُ بنُ الحُوَيْرِث إلى مسجدِنا فقال: أُريدُ أنْ أُرِيَكُم كيف رأيتُ رسولَ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي؛ قال: فقَعَدَ في الرَّكعة الأولى حين رَفَعَ رأسَهُ من السَّجدة الآخِرة
(1)
.
1152 -
أخبرنا عليُّ بنُ حُجْر قال: أخبرنا هُشَيْم، عن خالد، عن أبي قِلَابة
عن مالكِ بن الحُوَيْرِث قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، فإذا كان في
= وأخرجه أحمد (7659)، ومسلم:(392)(28)، والترمذي (254) من طريق ابن جُريج، عن الزهري، به، وعند مسلم زيادة: ثم يقولُ أبو هريرة: إني لأَشْبَهُكُمْ صلاةً برسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
ورواية الترمذي مختصرة بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبِّر وهو يهوي.
وسلف من طريق يونس، عن الزُّهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، به، برقم (1023).
وسيأتي من طريق مَعْمَر، عن الزُّهْرِي، عن أبي بكر بن عبد الرحمن وأبي سَلَمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، به، برقم (1156).
(1)
إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن إبراهيمَ بن مِقْسَم، المعروف بابن عُلَيَّة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتِياني، وأبو قِلابة: هو عبدُ الله بن زَيْد الجَرْمي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (741).
وأخرجه أبو داود (843) عن زياد بن أيوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (15599)، وأبو داود (842) من طريق إسماعيلَ ابن عُلَيَّة، به.
وأخرجه أحمد (20539)، والبخاري (677) و (802) و (818) و (824)، من طريقي وُهيب وحمَّاد بن زيد (مفرَّقَين)، عن أيوب السَّخْتِياني، به.
وسيأتي في الحديثين بعده من طريقَيْ هُشَيْم وعبد الوهَّاب الثقفي (مفرَّقَين)، عن خالد الحذَّاء، عن أبي قِلَابة، به.
وِتْرٍ من صلاتِه لم يَنْهَضْ حتى يَسْتَوِي جالسًا
(1)
.
182 - باب الاعتماد على الأرض عند النُّهوض
1153 -
أخبرنا محمدُ بنُ بشَّار قال: حدَّثنا عبد الوَهَّاب قال: حدَّثنا خالد، عن أبي قِلَابةَ قال:
كان مالكُ بنُ الحُوَيْرث يأتينا، فيقول: ألا أُحَدِّثُكُمْ عن صلاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فيُصَلِّي في غير وقت الصَّلاة
(2)
، فإذا رفَعَ رأسَه من السَّجدةِ الثَّانية في أَوَّلِ الرَّكعة
(3)
؛ استَوَى قاعدًا، ثم قامَ فاعتمدَ على الأرض
(4)
.
183 - باب رفع اليَدَيْن عن الأرض قبلَ الرُّكْبَتَيْن
1154 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ منصورٍ قال: أخبرنا يزيدُ بنُ هارونَ قال: أخبرنا شريك،
(1)
إسناده صحيح، هُشيم: هو ابن بَشِير، وخالد: هو ابن مِهْران الحذَّاء، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (742).
وأخرجه الترمذي (287)، وابنُ حبان (1934)، من طريق علي بن حُجْر، بهذا الإسناد، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (823) عن محمد بن الصبَّاح، وأبو داود (844) عن مسدَّد، كلاهما عن هُشيم، به.
وسلف قبله من طريق أيوب السَّخْتياني، عن أبي قِلابة، به.
وسيأتي بعده من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، عن خالد الحذَّاء، به.
(2)
في (هـ) وهامشي (ر) و (ك): صلاة.
(3)
في هامش (ك): ركعة. (نسخة).
(4)
إسناده صحيح، عبد الوهَّاب: هو ابن عبد المجيد الثَّقفي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (743).
وأخرجه ابن حبان (1935) من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن عبد الوهاب الثقفي، بهذا الإسناد.
وسلف قبله من طريق هُشَيْم، عن خالد الحذَّاء، به.
عن عاصم بن كُلَيْب، عن أبيه
عن وائلِ بن حُجْر قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ وضَعَ رُكْبَتَيْهِ قبلَ يَدَيْه، وإذا نهضَ رفعَ يَدَيْهِ قبلَ ركبَتَيْهِ، قال أبو عبد الرَّحمن: لم يقل
(1)
هذا
(2)
عن شريك غيرُ يزيدَ بن هارون، والله تعالى أعلم
(3)
.
184 - باب التَّكبير للنُّهوض
1155 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد، عن مالك، عن ابن شِهاب، عن أبي سَلَمة
أنَّ أبا هريرةَ كان يُصَلِّي بهم، فيُكَبِّرُ كلَّما خَفَضَ ورَفَعَ، فإِذا انْصَرَفَ قال: واللهِ إِنِّي لأَشْبَهُكُمْ صلاةً برسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(4)
.
1156 -
أخبرنا نَصْرُ بنُ عليٍّ وسَوَّارُ بنُ عبدِ الله بن سَوَّار قالا: حدَّثنا عبدُ الأعلى، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِيِّ، عن أبي بكرِ بن عبدِ الرَّحمن وعن أبي سَلَمةَ بن عبدِ الرَّحمن
(1)
في (م) وهامشي (ك) و (هـ): يرو.
(2)
في (م): هذا الحديث.
(3)
إسناده ضعيف من أجل شريك، وهو ابن عبد الله النَّخَعِيِّ، وهو مكرَّر الحديث (1089) غير شيخ المصنف، فقد رواه المصنّف هناك عن الحُسين بن موسى القُومَسي، عن يزيد، به. وسلف الكلام عليه ثمة.
(4)
إسناده صحيح، ابن شهاب: هو الزُّهْريّ، وأبو سَلَمة: هو ابن عبد الرحمن بن عَوْف، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (745).
وهو في "موطَّأ" مالك 1/ 76، ومن طريقه أخرجه أحمد (7220)، والبخاري (785)، ومسلم (392):(27)، وابنُ حِبَّان (1766).
وأخرجه أحمد (10519) و (10821) من طريق محمد بن عَمرو، ومسلم (392):(31) من طريق يحيى بن أبي كثير، كلاهما عن أبي سَلَمة بنحوه.
وأخرجه أحمد (9402)، ومسلم (392):(32) من طريق سُهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، به.
وسلف بأطولَ منه من طريق يونس، عن الزُّهْري برقم (1023)، وينظر (1150).
أنهما صَلَّيا خلفَ أبي هريرة رضي الله عنه، فلمَّا رَكَعَ كَبَّر، فلمَّا رفَعَ رأسَه قال: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، رَبَّنا ولك الحَمْد، ثم سَجَدَ وكَبَّرَ، ورَفَعَ رأسَه وكَبَّرَ، ثم كَبَّرَ حين قامَ من الركّعة
(1)
، ثم قال: والذي نفسي بِيدِه، إِنِّي لأَقْرَبُكُمْ شَبَهًا برسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ما زالَتْ هذه صلاتُه حتى فارقَ الدُّنيا، واللَّفظ لسَوَّار
(2)
.
185 - باب كيف الجُلوس للتَّشهُّد الأوّل
1157 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد قال: حدَّثنا اللَّيث، عن يحيى، عن القاسم بن محمد، عن عَبْدِ الله بن عَبْدِ الله بن عُمر
عن أبيه أنَّه قال: إِنَّ مِنْ سنَّةِ الصَّلاةِ أنْ تُضْجِعَ رِجْلَكَ اليُسرى، وتَنْصِبَ اليُمنى
(3)
.
(1)
في هامش (ك): الركعتين. (نسخة).
(2)
إسناده صحيح، نَصْرُ بنُ علي: هو الجَهْضَميّ، وعبدُ الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي، ومَعْمَر: هو ابن راشد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (746).
وأخرجه أحمد (7658) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه بأطول منه البخاري (803)، وأبو داود (836) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزُّهري، به.
قال أبو داود: هذا الكلام الأخير (يعني قوله: ما زالت هذه صلاته
…
) يجعله مالك
والزُّبيدي وغيرهما عن الزُّهري عن عليّ بن حُسين، ووافق عبدُ الأعلى، عن معمرٍ: شعيبَ بنَ أبي حمزة، عن الزُّهري. انتهى.
وتنظر رواية الزهري عن علي بن الحسين في "الموطأ" 1/ 76، وهي مرسلة، وينظر "فتح الباري" لابن حجر 2/ 291.
وسلف من طريق أبي سلمة وحده برقم (1023)، ومن طريق أبي بكر وحده برقم (1150).
(3)
إسناده صحيح، الليث: هو ابن سَعْد، ويحيى: هو ابن سعيد الأنصاري، والقاسم بن محمد: هو ابن أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (747). =
186 - باب الاستقبال بأطراف أصابع القَدَم القِبْلَةَ عند القُعود للتَّشهُّد
1158 -
أخبرنا الرَّبيعُ بنُ سليمانَ بن داود قال: حدَّثنا إسحاقُ بْنُ بَكْرِ بن مُضَرَ قال: حدَّثنى أبي، عن عَمْرِو بن الحارث، عن يحيى، أنَّ القاسم حدَّثه، عن عبد الله، وهو ابن عبد الله بن عُمر
(1)
.
عن أبيه قال: مِنْ سُنَّةِ الصَّلاةِ أَنْ تَنْصِبَ القَدَمَ اليُمنى، واستقبالُه بأصابعها القِبْلَةَ، والجُلوسُ على اليسرى
(2)
.
187 - باب الإشارة بالإصبع
(3)
في التَّشهُّد الأوّل
1159 -
أخبرنا
(4)
زكريَّا بنُ يحيى السِّجْزِيُّ - يعرف بخيَّاط السُّنَّة، نزلَ بدمشق
(5)
، أحدُ الثِّقات - قال: حدَّثنا الحَسَنُ بنُ عيسى قال: أخبرنا ابن المبارك قال: حدَّثنا مَخْرَمَةُ بنُ بُكَيْر قال: أخبرنا عامرُ بنُ عبدِ الله بن الزُّبير
= وأخرجه أبو داود (959) من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، و (960) من طريق جَرِير بن عبد الحميد الضَّبِّي، و (961) من طريق مالك، ثلاثتُهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري (827)، وأبو داود (958) عن القعنبي، عن مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عَبْد الله بن عَبْد الله بن عمر، به.
قال ابن رجب في "فتح الباري" 7/ 301: وهذا حُكمهُ حكمُ المرفوع لقوله: من سُنَّةِ الصلاة.
(1)
في (ك) وهامش (هـ): وهو عبد الله بن عبد الله بن عمر.
(2)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (748).
وسلف قبله من طريق الليث، عن يحيى الأنصاري، به.
(3)
في هامشي (ر) و (هـ): الأصابع.
(4)
جاء هذا الحديث مع ترجمته في النسخة (هـ) والمطبوع بعد الحديث (1161).
(5)
في (ك): دمشق.
عن أبيه قال: كانَ رسولُ صلى الله عليه وسلم إذا جلسَ في الثِّنْتَيْن، أو في الأربع، يضعُ يَدَيْهِ على رُكْبَتَيْه، ثم أشارَ بأصبُعِه
(1)
.
188 - باب موضع اليدين عند الجلوس للتّشهُّد الأوّل
1160 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الله بن يزيدَ المُقْرِئِ
(2)
قال: حدَّثنا سفيان قال: حدَّثنا عاصمُ بن كُلَيْب، عن أبيه
عن وائلِ بن حُجْر قال: أتيتُ رسولَ صلى الله عليه وسلم، فرأيتُه يرفعُ يَدَيْهِ إِذا افتتحَ الصَّلاةَ حتى يُحَاذِيَ مَنْكِبَيْهِ، وإذا أرادَ أنْ يركَعَ، وإذا جَلَسَ في الرَّكَعَتَيْنِ أضْجَعَ اليُسْرَى ونَصَبَ اليُمنى، ووضعَ يدَه اليُمنى على فَخِذِهِ اليُمنى، ونصبَ أَصْبُعَهُ للدُّعاء، ووضعَ يدَه اليسرى على رجله
(3)
اليُسرى، قال: ثم أتيتُهُم من قابلٍ، فرأيتُهم يرفعون أيْدِيَهُم في البَرَانِس
(4)
.
(1)
إسناده صحيح، ابن المبارك: هو عبد الله، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (749).
وسيأتي بنحوه من طريق محمد بن عجلان، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، به، برقمي (1270) و (1275).
(2)
بالجرّ، فالمقرئ هو عبدُ الله بنُ يزيد والدُ محمد، أبو عبد الرحمن القُرشيّ العَدَويّ.
(3)
في هامشي (ك) و (هـ) وفوقها في (م): فخذه.
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل كُليب والد عاصم، وهو ابن شهاب، وبقية رجاله ثقات. سفيان: هو ابن عُيينة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (750).
وأخرجه أبو داود (728) من طريق شريك، عن عاصم بن كُلَيب، بهذا الإسناد مختصرًا.
وأخرج أحمد (18847) من طريق شريك، عن عاصم بن كُليب، عن علقمة بن وائل، عن أبيه قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في الشتاء، فرأيتُ أصحابَه يرفعون أيديَهم في ثيابهم.
وسيأتي بإسناده غير شيخ المصنّف برقم (1263).
وسلف بأطول منه من طريق زائدة بن قُدامة، عن عاصم بن كُليب برقم (889).
189 - باب موضع البَصَر في التَّشهُّد
1161 -
أخبرنا عليُّ بنُ حُجْر قال: حدَّثنا إسماعيل - وهو ابن جعفر - عن مسلم بن أبي مريم، عن عليِّ بن عبدِ الرَّحمن المُعَاويّ
(1)
عن عبدِ الله بن عُمر، أنَّه رأى رجلًا يُحَرِّك الحَصَى بيدِه وهو في الصَّلاة، فلمَّا انْصَرَفَ قال له عبدُ الله: لا تُحَرِّكِ الحَصَى وأنتَ في الصَّلاة، فإِنَّ ذلك من الشَّيطان، ولكن اصْنَع كما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصنع، قال: وكيف كان يصنع
(2)
؟ قال: فوضَعَ يدَهُ اليُمنى على فَخِذِه اليُمنى، وأشارَ بأصبعه التي تلي الإبهامَ في القبلة، ورَمَى ببصرِه إليها - أو نحوها - ثم قال: هكذا رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يصنع
(3)
.
190 - باب كيف التَّشَهدِ الأَوَّل
1162 -
أخبرنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ الدَّوْرَقيُّ، عن الأَشْجَعِيّ، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن الأسود
(1)
بضم الميم نسبة إلى مُعاوية بن مالك بن عوف، كما في "تهذيب الكمال" 21/ 53، وتحرفت في (ر) و (ك) و (م) إلى: المعافري.
(2)
في (ك): وكيف كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصنع؟
(3)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (751).
وأخرجه ابن حبان (1947) عن ابن خُزيمة، عن علي بن حُجر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (5043) من طريق شعبة، و (5421) من طريق وُهيب، كلاهما عن مسلم بن أبي مريم، به، وقد قلبَ شعبة اسم المُعاوي، فسمَّاه عبدَ الرحمن بنَ علي، ذكر ذلك أبو عَوانة في "مسنده"(2011)
وسيأتي برقم (1266) من طريق يحيى القطَّان، وبرقم (1267) من طريق مالك، كلاهما عن مسلم بن أبي مريم، به، وهو في الصحيح.
عن عبد الله قال: علَّمنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن نقولَ إذا جَلَسْنَا فِي الرَّكْعَتَيْن: "التَّحِيَّاتُ لله، والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبات، السَّلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاتُه، السَّلامُ
(1)
علينا وعلى عبادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلا الله، وأشْهَدُ أنَّ محمَّدًا عَبْدُه ورسوله
(2)
.
1163 -
أخبرنا محمدُ بنُ المُثَنَّى قال: حدَّثنا محمدٌ قال: حدَّثنا شعبةُ قال: سمعتُ أبا إسحاقَ يُحدِّث، عن أبي الأحْوَص
عن عبدِ الله قال: كُنَّا لا نَدْرِي ما نقولُ في كلِّ ركعتَيْن غيرَ أَنْ تُسَبِّحَ وَنُكَبِّرَ
(1)
في هامش (ك): سلام.
(2)
إسناده صحيح، الأشجعي: هو عُبَيْد الله بنُ عُبَيْد الرحمن الكوفي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عَمرو بن عبد الله السَّبِيعي، والأسود: هو ابن يزيد النَّخعي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (752).
وأخرجه الترمذي (289) عن يعقوب بن إبراهيم الدَّورقي، بهذا الإسناد، وقال: حديث ابن مسعود قد رُوِي عنه من غير وجه، وهو أَصحُّ حديث عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في التشهُّد، والعملُ عليه عند أهل العلم من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين
…
وأخرجه أحمد (3921) و (4017)، وابنُ ماجه بإثر (899)، وابن حبان (1950) و (1956) من طرق عن سفيان الثوري، به، وقُرن الأسود فيها بأبي الأحوص، وقُرن بهما أيضًا أبو عُبيدة بن عبد بن مسعود في رواية أحمد الأولى ورواية ابن ماجه.
وأخرجه أحمد بإثر (3920) و (4382) من طريقين، عن الأسود، به.
وأخرجه أحمد (3562) من طريق خُصَيْف بن عبد الرحمن الجزري، عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، به، وأبو عُبيدة لم يسمع من أبيه، وخُصيف مختلف فيه.
وسيرد من طريق الأسود وعلقمة برقم (1166)، ومن طريق علقمة وحده برقمي (1167) و (1168)، ومن طريق أبي الأحوص عَوْف بن مالك بالأرقام (1163) و (1164) و (1165)، ومن طريق أبي وائل شقيق بن سلمة بالأرقام (1165) و (1169) و (1170) و (1277) و (1279) و (1298)، ومن طريق أبي مَعْمَر عبدِ الله بن سَخْبَرة برقم (1171)، خمستهم عن عبد الله بن مسعود، به.
ونَحْمَدَ ربَّنا، وإنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم عُلِّمَ فَواتِحَ الخيرِ وخَواتِمَهُ فقال:"إذا قَعَدْتُم في كلِّ ركعتَيْن، فقُولُوا: التَّحِيَّاتُ للَّه، والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبات، السَّلامُ عليكَ أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ الله وبركاتُه، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصَّالحين، أَشْهَدُ أنْ لا إله إلا الله، وأشْهَدُ أنَّ محمدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَلْيَتَخَيَّرُ أَحَدُكُم من الدُّعاء أعْجَبَهُ إِليه، فليَدْعُ الله عز وجل"
(1)
.
1164 -
أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا عَبْثَر، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحْوَص
عن عبد الله قال: عَلَّمَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم التَّشَهدَ في الصَّلاةِ والتَّشَهدَ في الحاجة، فأمَّا
(2)
التَّشَهدُ في الصَّلاة: "التَّحِيَّاتُ للَّه، والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبات، السَّلامُ عليك أيُّها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاتُه، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصَّالحين، أشْهَدُ أنْ لا إله إلا الله، وأشهدُ أن محمدًا عَبْدُه ورسولُه". إلى
(1)
إسناده صحيح، محمد: هو ابن جعفر، وأبو الأحوص: هو عَوْف بن مالك الجُشمي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (753).
وأخرجه أحمد (4160)، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، وفيه زيادة: "ألا أُنبِّئكم ما العَضْه؟
…
"، وزيادة: "وإنَّ الرجلَ يَصْدُقُ
…
" الحديث.
وأخرجه ابن حبان (1951) من طريقين، عن شعبة، به.
وأخرجه أحمد (3877) من طريق مَعْمَر، وأبو داود (969) من طريق شريك، وابن حبان (6402) من طريق زهير بن معاوية، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به، دون قوله:"وليتخيّر أحدكم من الدعاء"، ولم يسق أبو داود لفظه وأحاله على ما قبله.
وسيأتي بعده من طريق الأعمش، وبرقم (1165) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق، به.
وسلف قبله من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود، به، وجاء في التعليق عليه ذكر بعض الروايات التي قُرن فيها الأسود بأبي الأحوص.
(2)
في هامش (ك): فقال. (نسخة).
آخر التَّشهُّد
(1)
(2)
.
1165 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: حدَّثنا يحيى - وهو ابن آدمَ - قال: سمعتُ سفيانَ يتشهَّدُ بهذا في المكتوبةِ والتَّطَوُّع ويقول: حدَّثنا أبو إسحاق، عن أبي الأحْوَص، عن عبد الله، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. ح: وحدَّثنا منصورٌ وحمَّاد، عن أبي وائل
عن عبدِ الله، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
(1)
قوله: إلى آخر التشهد، ليس في (م).
(2)
إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، وعَبْثَر: هو ابن القاسم، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (754).
وأخرجه الترمذي (1105) عن قُتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد، وفيه زيادة التشهُّد في الحاجة.
وأخرجه ابن ماجه (1892) من طريق يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي، عن أبيه، به، وفيه زيادة التشهُّد في الحاجة أيضًا.
وسلف قبلَه من طريق شعبة، وسيأتي بعده من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق السَّبِيعي، به.
وسلف من طريق أبي إسحاق السَّبِيعي، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود، برقم (1162).
وسيأتي التشهُّد في الحاجة بهذا الإسناد برقم (3277)، ومن طريق أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه برقم (1404).
(3)
إسناداه صحيحان، الأول من طريق سفيان - وهو الثوري - عن أبي إسحاق، عن أبي الأَحْوَص، والثاني: من طريق سفيان، عن منصور وحمَّاد، عن أبي وائل، كلاهما عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. منصور: هو ابن المعتمر، وحمَّاد: هو ابن أبي سليمان، وهو حسن الحديث، وهو متابع، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (755).
وأخرجه أحمد (3967) عن يحيى بن آدم، بهذين الإسنادَيْن، وقُرن حمَّاد ومنصور في الإسناد الثاني بالأعمش.
وأخرجه أحمد (4017)، وابن ماجه بإثر (899)، وابن حبان (1950) و (1956) من طرق، عن سفيان الثوري، بهذين الإسنادَيْن، وقُرن أبو الأحوص في الإسناد الأول منهما =
1166 -
أخبرنا أحمدُ بنُ عَمْرِو بن السَّرْح
(1)
قال: حدَّثنا ابن وَهْب قال: أخبرني عَمْرُو بنُ الحارث، أنَّ زيدَ بنَ أبي أُنَيْسةَ الجَزَرِيَّ حدَّثَه، أنَّ أبا إسحاقَ حدَّثَه، عن الأسودِ وعَلْقَمَة
عن عبدِ الله بن مسعود قال: كُنَّا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لا نَعْلَمُ شيئًا، فقال لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "قُولُوا في كلِّ جَلْسَة: التَّحِيَّاتُ لله، والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبات، السَّلامُ عليكَ أَيُّها النَّبيُّ ورحمةُ الله وبركاتُه، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ
= بالأسود بن يزيد، وقُرن بهما أيضًا أبو عُبيدة بن عبد الله بن مسعود في روايةِ لابن ماجه، وقُرن منصور وحمَّاد في الإسناد الثاني منهما بالأعمش وأبي هاشم الرُّمَّاني، وقُرن بهم أيضًا في بعضها حُصين بن عبد الرحمن، ولم يُذكر حمَّاد في بعضها.
وأخرجه أحمد (4422)، وابن حبان (1949) من طريق شعبة، عن حمَّاد بن أبي سليمان، به.
وأخرجه أحمد (3919)، ومسلم (402):(57) من طريق زائدة بن قُدامة، والبخاري (6328)، ومسلم (402):(55) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن منصور وحدَه، به.
وأخرجه البخاري (1202) من طريق حُصَيْن بن عبد الرحمن السُّلَميّ، وأبو داود (969/م) من طريق جامع بن شدَّاد (أو ابن أبي راشد)، كلاهما عن أبي وائل، به.
وسلف قبله من طريق الأعمش، وبرقم (1163) من طريق شعبة، كلاهما عن أبي إسحاق السَّبِيعي، عن أبي الأَحْوَص، به، وسلف ذكر بعض روايات أبي الأخوص في التعليق على الحديث (1162).
وسيأتي من طريق حمَّاد بن أبي سليمان برقم (1169)، ومن طريق حمَّاد ومنصور والأعمش ومغيرة بن مِقْسَم وأبي هاشم الرُّمَّاني برقم (1170)، ومن طريق الأعمش ومنصور برقم (1277)، ومن طريق الأعمش وحدَه برقمي (1279) و (1298)، جميعُهم عن أبي وائل شقيق بن سَلَمة، به.
وسلف من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود رضي الله عنه برقم (1162).
(1)
بعدها في (ر) و (م): أبو الطاهر.
الصَّالحين، أشْهَدُ أن لا إله إلا الله، وأشْهَدُ أنَّ
(1)
محمدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه"
(2)
.
قال أبو عبد الرحمن: هذا الحديث عند ابن مَثْرُود
(3)
.
1167 -
أخبرني محمدُ بنُ جَبَلَةَ الرَّافِقيُّ قال: حدَّثنا العلاءُ بنُ هلال قال: حدَّثنا عُبَيْدُ الله - وهو ابن عَمْرو - عن زيدِ بن أَبي أُنَيْسَة، عن حَمَّاد، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَةَ بن قَيْس
عن عبدِ الله قال: كُنَّا لا نَدْرِي ما نقولُ إذا صَلَّيْنَا، فَعَلَّمَنا نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم جَوامِعَ الكَلِم، فقال لنا:"قولوا: التَّحِيَّاتُ للهِ، والصَّلَوَاتُ والطيبات، السَّلامُ عليكَ أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ اللهِ وبَرَكاتُه، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ الله الصَّالحين، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا الله وأشْهَدُ أنَّ محمدًا عَبْدُه ورسوله". قال عُبيد الله: قال زيد، عن حمَّاد، عن إبراهيم، عن علقمةَ قال: لقد رأيتُ ابنَ مسعود يُعَلِّمُنا هؤلاء الكلمات كما يُعَلِّمُنا القرآن
(4)
.
(1)
في (ك): وأنَّ، وفي هامشها: وأشهد أنَّ.
(2)
إسناده صحيح، ابن وَهْب: هو عبدُ الله أبو محمد المصريّ، وأبو إسحاق: هو عَمرو بن عبد الله السَّبِيعي، والأسود: هو ابن يزيد النَّخَعي، وعلقمة: هو ابن قيس النَّخَعي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (756).
وأخرجه بنحوه أحمد (4006) و (4305)، وأبو داود (970)، وابن حبان (1961) و (1962) و (1963) من طريق الحَسَن بن الحُرّ، عن القاسم بن مُخَيْمِرة، عن علقمة، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق أبي إسحاق، عن الأسود وحدَه، به، برقم (1162).
وسيأتي بعده من طريق إبراهيم النَّخَعي، عن علقمة بن قيس، به.
(3)
أبو عبد الرحمن: هو المصنِّف، وجاء قوله هذا في (ر) و (م) وهامش (ك) وعليه علامة نسخة، ولم يرد في (ق) و (هـ). وابنُ مَثْرُود: هو عيسى بن إبراهيم بن عيسى أبو موسى المصري، وهو ثقة، من شيوخ أبي داود والمصنِّف، ولم أقف على هذا الحديث من طريقه في مصادر الحديث.
(4)
مرفوعُه صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل العلاء بن هلال، وبقية رجاله ثقات غير =
1168 -
أخبرني عبدُ الرَّحمن بنُ خالد الرَّقِّيُّ القطَّان
(1)
قال: حدَّثنا حارثُ بنُ عَطيَّة - وكان من زهّاد النَّاس - عن هشام، عن حمَّاد، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَةَ
عن ابن مسعود قال: كُنَّا إِذا صَلَّيْنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم نقول: السَّلامُ على الله، السَّلامُ على جبريل، السَّلامُ على ميكائيل، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"لا تَقُولُوا: السَّلام على الله، فإنَّ الله هو السَّلام، ولكن قُولُوا: التَّحِيَّاتُ اللهِ، والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبات، السَّلامُ عليك أيها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاتُه، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصَّالِحِين، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وأشْهَدُ أنَّ محمدًا عَبْدُه ورسولُه"
(2)
.
= محمد بن جَبَلَة الرافقي، وحمَّادٍ - وهو ابن أبي سليمان - فصدوقان، إبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعيّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (757).
وقد تابع هشامٌ الدَّسْتُوائيُّ زيدَ بنَ أبي أُنيسة على هذا الإسناد، كما سيأتي في الحديث بعده.
وأخرجه أبو داود (969/ م)(ولم يسق لفظه)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 265 من طريق شريك، عن جامع بن شدَّاد (أو: ابن أبي راشد) عن أبي وائل، عن عبد الله، به، وفيه: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عُلِّمَ جوامعَ الكَلِم وخواتِمَه ....
وتنظر الأحاديث السالفة قبله والأحاديث الآتية بعده، وتنظر طرق أخرى للحديث في "علل" الدارقطني 2/ 348 - 349.
(1)
كلمة "القطَّان" من (ر) و (م)، وهامش (ك)(نسخة)، وجاءت نسخةً في هامش (هـ) بدلًا من "الرَّقّي".
(2)
حديث صحيح، عبدُ الرحمن بنُ خالد الرّقي وحارثُ بنُ عطية وحمَّادُ بنُ أبي سليمان كلُّ صدوق، وبقية رجاله ثقات، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (758).
وسلف حديث ابن مسعود في الأحاديث قبله دون زيادة قوله: "وَحْدَهُ لا شريك له"، وذكر الحافظُ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 315 أن هذه الزيادة جاءت عند ابن أبي شيبة من رواية أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، لكن الحديث في "مصنَّفه"(3004) دون هذه الزيادة، وقد جاءت في "مسنده"(422) من طريق فِطْر بن خليفة، عن أبي إسحاق السَّبِيعي، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود رضي الله عنه، ورجالُه ثقات، غير أنَّ سماع فِطْر من أبي إسحاق لا =
1169 -
أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعود الجَحْدَرِيُّ البصريُّ
(1)
قال: حدَّثنا خالدٌ قال: حدَّثنا هشام - هو الدَّسْتُوائيُّ
(2)
- عن حمَّاد، عن أبي وائل
عن ابن مسعود قال: كُنَّا نُصَلِّي مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فنقولُ: السَّلامُ على الله، السَّلامُ على جبريل، السَّلامُ على ميكائيل، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"لا تقولوا: السَّلامُ على الله، فإنَّ الله هو السَّلام، ولكنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ للَّهِ، والصَّلَواتُ والطَّيِّبات، السَّلامُ عليك أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ الله وبركاتُه، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ الله الصَّالحين، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله وأشْهَدُ أنَّ محمدًا عَبْدُه ورسولُه"
(3)
.
= يُعرف هل هو قبل اختلاطه أو بعدَه، وفيه أيضًا عنعنة أبي إسحاق.
وجاءت زيادة قوله: "وحدَه لا شريك له" في التشهُّد من حديث أبي موسى الأشعري عند أبي داود (973) والمصنف، كما سيأتي برقم (1173)، وإسناده صحيح.
وذكر الحافظ ابن حجر أنَّ هذه الزيادة ثبتت في حديث أبي موسى عند مسلم، لكن لم نقف عليها عنده، وحديث أبي موسى في التشهُّد عند مسلم (404) دون هذه الزيادة، والله أعلم.
وأخرج أبو داود (979) حديث التشهُّد بإسناد صحيح عن ابن عمر، وفيه قوله: زدتُ فيها: "وَحْدَهُ لا شريكَ له"، قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 264: إنَّ قولَ ابن عمر رضي الله عنهما: "وزدتُ فيها"، يدلُّ أنه أخذَ ذلك من غيره. انتهى كلامُه. وقد اشتَهَرَ ابن عمر رضي الله عنهما باتباعه لسنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 90 - 91 من حديث عائشة رضي الله عنها موقوفًا، وفيه "وحدَه لا شريك له"، ومعلوم أنها أخذت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وسيأتي بعده من طريق هشام الدَّسْتُوائي أيضًا، عن حمَّاد بن أبي سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال الدَّارقطني في "العلل" 2/ 348: لعلَّ حمَّادًا أخذه عنهما جميعًا. اهـ يعني عن إبراهيم النَّخَعيّ وأبي وائل.
(1)
قوله: "الجَحْدَري البصري" من (ر) و (م).
(2)
قوله: هو "الدستوائي"، من (هـ) وعليه علامة نسخة.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حمَّاد، وهو ابن أبي سليمان، وبقية رجاله =
1170 -
أخبرنا بِشْرُ بنُ خالد العسكريُّ قال: حدَّثنا غُنْدَرٌ قال: حدَّثنا شعبة، عن سليمان ومنصور وحمّاد ومغيرة وأبي هاشم، عن أبي وائل
عن عبد الله، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال في التَّشَهُّد:"التَّحِيَّاتُ لله، والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبات، السَّلامُ عليك أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصَّالحين، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا الله وأشهدُ أنَّ محمدًا عَبْدُه ورسولُه"
(1)
.
= ثقات، خالد: هو ابن الحارث، وأبو وائل: هو شَقِيق بن سَلَمة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (759).
وسلف من طريق سفيان الثوري، عن منصور وحمَّاد، به، برقم (1165).
وسيأتي بعده من طريق شعبة، عن الأعمش ومنصور وحمَّاد ومغيرة وأبي هاشم، عن أبي وائل، به، وتنظر الأحاديث السالفة قبله، وما سيأتي بعده.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات غير حماد - وهو ابن أبي سليمان - فهو صدوق. غُنْدَر: هو محمد بن جعفر، وسليمان: هو ابن مِهْرَان الأعمش، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومغيرة: هو ابن مِقْسَم الضَّبِّيّ، وأبو هاشم: هو يحيى بن دينار الرُّمَّانيّ، وقيل في اسمه غير ذلك، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (760).
وأخرجه أحمد (4189) - ومن طريقه أبو نُعيم في "حلية الأولياء" 7/ 179 - عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال أبو نُعيم: تفرَّد محمد بن جعفر غُندر عن شعبة بالجمع بين هؤلاء الخمسة.
وأخرجه أحمد (4177)، ومسلم (402):(56) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن منصور وحدَه، به.
وأخرجه أحمد (4422) عن محمد بن جعفر، وابنُ حبان (1949) من طريق عليّ بن الجَعْد، كلاهما عن شعبة، عن حمَّاد بن أبي سليمان، به.
وأخرجه أحمد (3622) و (3920) و (4064)، والبخاري (831) و (6230)، ومسلم (402):(58)، وابن ماجه (899)، والمصنّف في "السُّنن الكبرى"(11520)، وابن حبان (1955) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه البخاري (7381) من طريق زهير بن معاوية، وابن حبان (1948) من طريق هُشيم =
قال أبو عبد الرَّحمن: أبو هاشم غريب.
1171 -
أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا الفَضْلُ بنُ دُكَيْن قال: حدثنا سَيْفٌ المَكِّيُّ قال: سمعتُ مجاهدًا يقول: حدَّثني أبو مَعْمَر قال:
سمعتُ عبدَ الله يقول: علَّمَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم التَّشَهدَ كما يُعلِّمُنا السُّورةَ من القرآن وكفُّه بين يَدَيْهِ
(1)
: التَّحِيَّاتُ لله، والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبات، السَّلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاتُه، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصَّالحين، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، وأشْهَدُ أنَّ محمدًا عَبْدُهُ ورَسُولُه"
(2)
.
= ابن بشير، كلاهما عن مغيرة بن مِقْسَم، به، وقرن ابن حبان بمغيرة الأعمشَ وحُصَيْنَ بنَ عبد الرحمن السُّلَميّ.
وسلف قبله من طريق هشام الدَّسْتُوائي، عن حمّاد بن أبي سليمان وحدَه، وبرقم (1165) من طريق سفيان الثوري، عن حمَّاد ومنصور، كلاهما عن أبي وائل، به.
وسيأتي برقم (1277) من طريق سفيان بن عُيينة، عن الأعمش ومنصور، وبرقمي (1279) و (1298) من طريقي الفُضَيْل بن عياض ويحيى القطَّان (مفرَّقَيْن)، عن الأعمش وحدَه، كلاهما عن أبي وائل شقيق، به.
(1)
في صحيح البخاري (6265): وكفِّي بين كفَّيه.
(2)
إسناده صحيح، سيف المكّيّ: هو ابن سليمان، ومجاهد: هو ابن جَبْر، وأبو مَعْمَر: هو عبد الله بن سَخْبَرَة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (761).
وأخرجه أحمد (3935)، والبخاري (6265)، ومسلم (402):(59)(ولم يسق لفظه)، من طريق الفَضْل بن دُكَيْن، بهذا الإسناد، وعند أحمد والبخاري زيادة:"وهو بين ظَهْرَانَيْنا، فلمَّا قُبِضَ قلنا: السلامُ. يعني على النبيّ". لفظ البخاري، وعند أحمد:"السلام على النبيّ" دون كلمة "يعني"، وينظر الكلام عليها في "فتح الباري" للحافظ ابن حجر 2/ 314.
وسلف من طريق الأسود بن يزيد وعلقمة بن قيس وأبي الأحوص عَوْف بن مالك وأبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود بالأرقام (1162)
…
(1170).
191 - باب نوع آخرَ من التَّشَهُّد
1172 -
أخبرنا عُبَيْدُ الله بنُ سعيد أبو قُدامة السَّرَخْسِيُّ قال: حدَّثنا يحيى بنُ سعيد قال: حدَّثنا هشام قال: حدَّثني قتادة، عن يونُسَ بن جُبير، عن حِطَّانَ بن عبد الله
أنَّ الأشعريَّ قال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خَطَبَنا فَعَلَّمَنا سُنَّتَنا وبَيَّنَ لنا صلاتَنا فقال: "أقِيمُوا صُفُوفَكُم، ثم ليَؤُمَّكُمْ أحدُكُم، فإِذا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وإذا قال: {وَلَا الضَّالِّينَ}، فقولوا آمين، يُجِبْكُم الله، وإذا كَبَّرَ الإمامُ وركَعَ فَكَبِّرُوا وارْكَعُوا، فإنَّ الإمامَ يركع قبلَكُم ويرفعُ قبلَكُم". قال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: "فَتِلْكَ بتِلْك، وإذا قال: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، فقولوا: رَبَّنَا لكَ
(1)
الحَمْدَ، يَسْمَعِ اللهُ لكُم، فإِنَّ الله عز وجل قال على لسان نبيِّه صلى الله عليه وسلم: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، ثم إذا كَبَّرَ الإمامُ وسجدَ، فَكَبِّرُوا واسْجُدُوا، فإِنَّ الإمامَ يَسْجُدُ قبلَكُم ويرفَعُ قبلَكُم"، قال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: "فتِلْكَ، بتِلْكَ، فإذا كان عندَ القَعْدَة فليكن من أوَّلِ قول أحَدِكُم أن يقول: التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لله، السَّلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاتُه، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصَّالحين، أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلا الله، وأشْهَدُ أنَّ محمدًا عَبْدُه وَرَسُولُه"
(2)
.
(1)
في هامش (ك): ولك. (نسخة).
(2)
إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطَّان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي، وقَتادة: هو ابن دِعامة السَّدُوسي. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (762).
وأخرجه أحمد (19665)، وأبو داود (972)، وابن حبان (2167) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد، بأطول منه، وعند أحمد:"وليؤمّكم أقرؤكم".
وأخرجه مسلم (404): (63) من طريق معاذ بن هشام، وابن ماجه (901) من طريق ابن أبي عدي، كلاهما، عن هشام، به، مختصرًا. وزاد ابن أبي عدي في آخره:"سبع كلمات هُنَّ تحية الصلاة"، وسلفت هذه الزيادة من رواية خالد بن الحارث، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، به، برقم (1064)، وسلف أنها موقوفة أو مقطوعة. =
192 - باب نوع آخَرَ مِن التَّشَهُّد
1173 -
أخبرنا أبو الأشعث أحمدُ بنُ المِقْدام العِجْليُّ البصريُّ قال: حدَّثنا المُعْتَمِر قال: سمعتُ أبي يُحَدِّثُ عن قتادة، عن أبي غَلَّاب - وهو يونُس بنُ جُبير - عن حِطَّانَ بن عَبدِ الله
أنَّهم صَلَّوْا مع أبي موسى فقال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كانَ عندَ القَعْدَةِ؛ فليكُنْ من أوَّلِ قولِ أحدِكُم: التَّحِيَّاتُ للَّه الطَّيِّبَاتُ الصَّلواتُ لله، السَّلامُ عليك أيُّها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاتُه، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصَّالحين، أشْهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ له، وأشْهَدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُه"
(1)
.
193 - باب نوع آخرَ من التَّشهُّد
1174 -
أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد
(2)
قال: حدَّثنا اللَّيث بنُ سَعْد، عن أبي الزُّبير، عن سعيدِ بن جُبير وطاوُس
= وسيتكرَّر برقم (1280) عن محمد بن بشار ومحمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد، به.
وسلف برقم (1064)، ومختصرًا برقم (830).
(1)
إسناده صحيح، المُعْتَمِر: هو ابن سليمان بن طَرْخان التَّيْمي، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (763).
وأخرجه أبو داود (973) عن عاصم بن النضر، عن المعتمر، بهذا الإسناد، ولم يَسُقْ لفظه، وأحال على الحديث قبله، وقال: زاد (يعني سليمان التَّيْميّ): "فإذا قرأ فأَنْصِتُوا"، وقال في التشهُّد بعد "أشهدُ أن لا إلهَ إلا الله" زاد: وحدَهُ لا شريكَ له.
وأخرجه مسلم (404): (63) من طريق جرير، عن سليمان التيمي، به، ولم يسق لفظه وأحاله على الحديث، قبله، وزاد فيه لفظ:"وإذا قرأَ فَأَنْصِتُوا".
وسلف هذا الحرف من حديث أبي هريرة برقم (921)، وينظر الكلام على زيادة قوله:"وحدَه لا شريك له" في التشهُّد في التعليق على الحديث (1168).
(2)
قوله: بن سعيد، من (م).
عن ابن عبَّاس قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنا التَّشَهُّد كما يُعَلِّمُنا القرآنَ، وكان يقول: "التَّحِيَّاتُ المُباركاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّباتُ لله، سلامٌ عليك أيُّها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاتُه، سلامٌ علينا وعلى عبادِ الله الصَّالحين، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، وأشْهَدُ أنَّ محمَّدًا
(1)
رسولُ الله
(2)
"
(3)
.
194 - باب نوع آخَر من التَّشَهُّد
1175 -
أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى قال: حدَّثنا المُعْتَمِرُ قال: سمعتُ أيمنَ - وهو ابن نابِل
(4)
- يقول: حدَّثني أبو الزُّبير
عن جابر قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنا النَّشَهدَ كما يُعَلِّمُنا السُّورةَ من القرآن: "بسمِ اللهِ وبالله، التَّحِيَّاتُ للَّهِ والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبات، السَّلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، السّلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصَّالحين،
(1)
في (ك): وأنَّ محمدًا.
(2)
المثبت من (م) وهامشي (ر) و (ك) وهو كذلك في "السُّنن الكبرى"، وهو لفظ حديث ابن عباس كما سيأتي، وجاء في النسخ الأخرى:"عبدُه ورسولُه".
(3)
حديث صحيح، أبو الزُّبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس، وطاوُس: هو ابن كَيْسان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (764)، وفيه:"وأشهد أنَّ محمدًا رسولُ الله".
وأخرجه مسلم (403): (60)، وأبو داود (974)، والترمذي (290)، وابن حبان (1954) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد، وعندهم:"وأشهد أنَّ محمدًا رسولُ الله". قال الترمذي: حديث حسن غريب صحيح.
وأخرجه أحمد (2665)، ومسلم (403):(60)، وابن ماجه (900)، وابن حبان (1952) و (1953) من طرق عن الليث بن سعد، به، وعندهم أيضًا (غير ابن ماجه):"وأشهد أن محمدًا رسول الله". وقال ابن حبان: تفرَّد به أبو الزُّبير.
وسيرد مختصرًا برقم (1278) من طريق عبد الرحمن بن حُميد، عن أبي الزُّبير، عن طاوس وحدَه، به.
(4)
قوله: وهو ابن نابِل، من هامش (ك).
أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، وأشْهَدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، أسألُ الله الجَنَّةَ، وأعوذُ باللهِ من النَّار"
(1)
.
195 - باب التَّخفيف في التَّشَهُّد الأوَّل
1176 -
أخبرنا الهيثمُ بنُ أيوبَ الطَّالْقَانِيُّ قال: حدَّثنا إبراهيمُ بنُ سَعْدِ بن إبراهيمَ بن عبدِ الرَّحمنِ بن عَوْف قال: حدَّثنا أبي، عن أبي عُبيدةَ بن عبدِ الله بن مسعود
عن أبيه قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الرَّكعتَيْن كأَنَّه على الرَّضْف. قلت: حتَّى يقوم؟ قال: ذلك يريد
(2)
.
(1)
أيمنُ بن نابِل صدوقٌ يهم؛ كما ذكر الحافظ ابن حجر في "التقريب"، وقد وَهِمَ في إسناد هذا الحديث ومتنه، أما الإسناد فالصوابُ فيه ما رواه الليثُ بنُ سَعْد، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جُبير وطاوس، عن ابن عباس، كما سلف في الحديث قبله، وتابعَ الليثَ على هذا الإسناد عبدُ الرحمن بن حُميد كما سيأتي مختصرًا في الرواية (1278)، وأما المتن؛ فقد زاد أيمن في أوله:"بسم الله وبالله"، وزاد في آخره:"أسألُ الله الجنة، وأعوذُ بالله من النار"، وقد خطَّأهُ الأئمة كما سيأتي، ومنهم المصنّف، فقد قال بإثر الحديث (1281): لا نعلمُ أحدًا تابعَ أيمنَ بنَ نابِل على هذه الرواية، وأيمنُ عندنا لا بأسَ به، والحديثُ خطأ. انتهى. المعتمر: هو ابن سليمان، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (765).
وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير"(105) مختصرًا عن عبد الله بن الصَّبَّاح، وابن ماجه (902) عن محمد بن زياد، كلاهما عن المعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. قال الترمذي: فسألت محمدًا [يعني البخاريَّ] عن هذا الحديث فقال: هو غير محفوظ، هكذا يقول أيمن بن نابِل:"عن أبي الزبير، عن جابر"، وهو خطأ.
وأخرجه مسلم مختصرًا في "التمييز"(58) من طريق أبي خالد سليمان بن حيَّان الأحمر، عن أيمن بن نابلِ، به، وقال: هذه الرواية من التشهُّد غير ثابت الإسناد والمتن جميعًا.
وأورده الترمذي في "سننه" بإثر الحديث (290) وقال: هو غير محفوظ.
وسيأتي الحديث برقم (1281) من طريق أبي عاصم النَّبيل، عن أيمن بن نابِل، به.
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عُبيدة لم يسمع من أبيه، وباقي رجاله ثقات، لكن قال ابن رجب في "فتح الباري" 7/ 342: وأبو عُبيدة وإن لم يسمع من أبيه إلا أنَّ أحاديثه عنه =
196 - باب ترك التَّشهُّد الأوّل
1177 -
أخبرني يحيى بنُ حَبِيب بن عَرَبيّ قال: حدَّثنا حمَّاد بنُ زيد، عن يحيى، عن عبد الرَّحمن الأعرج
عن ابن بُحَيْنَةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى، فقامَ في الشَّفْعِ الذي كان يريدُ أنْ يجلسَ فيه، فمَضَى في صلاته؛ حتى إذا كان في آخِرِ صَلاتِهِ؛ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ قبلَ أنْ يُسَلِّمَ، ثم سَلَّم
(1)
.
= صحيحة تلقَّاها عن أهل بيته الثقات العارفين بحديث أبيه، قاله ابن المديني وغيره.
والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (766).
وأخرجه أحمد (4388) عن سَعد بن إبراهيمَ بن سَعْد، و (4389) عن يعقوب بن إبراهيم بن سَعْد، و (4390) عن نوح بن يزيد بن سيَّار البغدادي، ثلاثتُهم عن إبراهيم بن سَعْد، بهذا الإسناد.
والقائل: قلت: حتى يقوم، (في رواية المصنِّف هذه) هو إبراهيمُ بن سَعْد، وكذا هو في الرواية الثالثة لأحمد، وجاء عقب الرواية الأولى: قال سعد: قلت لأبي: حتى يقوم؟ قال: حتى يقوم.
وأخرجه أحمد (3656) و (3895) و (4155)، وأبو داود (995)، والترمذي (366)، من طريق شعبة، وأحمد (4074) من طريق مِسْعَر بن كِدَام، كلاهما عن سَعْد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عَوْف به. وجاء عقب رواية أحمد (4155) ورواية الترمذي: قال شعبة: كان سَعْد يُحرِّك شفته بشيء، فقلت: حتى يقوم؟ قال: حتى يقوم.
قال الترمذي: حديث حسن إلا أن أبا عُبيدة لم يسمع من أبيه، والعملُ على هذا عند أهل العلم، يختارون أن لا يُطيل الرجلُ القُعودَ في الركعتين الأُوليين، ولا يزيد على التشهد شيئًا.
قال السِّندي: الرَّضْف: الحجارة المُحمَّاة؛ الواحدة: الرَّضْفة، والمراد بقوله:"في الركعتين" في جلوس الركعتين في غير الثنائية، يدلّ عليه قوله:"حتى يقوم"، وكونه على الرَّضْف كناية عن التخفيف، و "حتى" في قوله:"حتى يقوم" للتعليل، بقرينة الجواب بقوله: ذاك يريد، ولا يناسبُ هذا الجواب كون "حتى" للغاية، فليتأمَّل.
(1)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد الأنصاري، وابنُ بُحَيْنَة (صحابي الحديث) هو عبدُ الله بنُ مالك، وبُحَيْنَةُ أمُّه، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (602) و (767). =
1178 -
أخبرنا أبو داودَ سليمانُ بنُ سَيْف
(1)
قال: حدَّثنا وَهْبُ بنُ جَرِيرٍ قال: حدَّثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن عبدِ الرَّحمنِ الأَعْرَج
عن ابن بُحَيْنَةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى، فقامَ في الرَّكَعَتَيْنِ، فَسَبَّحُوا، فَمَضَى فلمَّا فَرَغَ من صلاتِهِ؛ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثم سَلَّم
(2)
.
= وأخرجه مسلم (570): (87) عن أبي الرَّبيع الزَّهْراني، عن حمَّاد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (22919) و (22933)، والبخاري (1225)، والمصنِّف في الكبرى (603)، وابن ماجه (1207)، وابن حبان (2679) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري به، وعندهم أنَّ الصلاة هي الظهر.
وأخرجه البخاري (830)، وابن حبان (2676) من طريق جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن الأعرج، به.
وسيرد برقم (1178) من طريق شعبة، وبرقم (1223) من طريق الليث، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به، وبرقمي (1222) و (1261) من طريق الزُّهريّ، عن الأعرج، به.
(1)
قوله: سليمان بن سيف، من هامش (ك)، وعليه علامة نسخة.
(2)
إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (601).
وأخرجه ابن حبان (2680) من طريق محمد بن يحيى الذُّهْليّ، عن وَهْبِ بن جرير، به.
وقرنَ بعبدِ الرحمن الأعرج محمدَ بنَ يحيى بن حَبَّان.
وينظر ما قبله.