المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌12 - كتاب السَّهو (1) ‌ ‌1 - باب التَّكبير إذا قام - سنن النسائي - ط الرسالة - جـ ٣

[النسائي]

فهرس الكتاب

‌12 - كتاب السَّهو

(1)

‌1 - باب التَّكبير إذا قام من الرَّكعتين

1179 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد قال: حدَّثنا أبو عَوانة، عن عبد الرَّحمن بن الأصمِّ قال: سُئِلَ أنسُ بن مالك عن التَّكبير في الصَّلاة، فقال: يُكبِّر إذا ركَعَ، وإذا سجَدَ، وإذا رَفَعَ رأسَه من السُّجود، وإذا قامَ من الرَّكعتين. فقال حُطيمٌ: عمَّن تحفظُ هذا؟ فقال: عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر رضي الله عنهما. ثُمَّ سَكَتَ، فقال له حُطَيم: وعثمان؟ قال: وعثمان

(2)

.

(1)

كذا وقعت هذه الترجمة: "كتاب السَّهو" في هذا الموضع من النسخ الخطية، وهو سهوٌ، وقد نُبّه عليه في هامشي (ك) و (هـ)، فجاء في هامش (ك) ما نصُّه: قوله: "كتاب السهو" هذه الترجمة ليست هنا في بعض الأصول، واللائق بها قولُه في الترجمة الآتية: باب ما يَفعلُ مَنْ قامَ من اثنتين ناسيًا. اهـ. وهو الباب الآتي برقم (21) قبل الحديث (1222).

(2)

إسناده صحيح، أبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري، والأصمُّ - والد عبد الرحمن - لقبٌ له، يُقال: اسمه عبد الله، وقيل: عمرو. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1103).

وأخرجه أحمد (13636) و (13699) عن عفَّان بن مسلم، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وفيه:"حكيم" بدل "حُطَيم".

و "حُطَيم" هكذا ضُبط في النسختين (ك) و (م)، وكذا ضبطه السيوطي في شرحه للنَّسائي، ووقع عند البيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 68:"خطيم"، وقال: هذا هو الصواب بالخاء المعجمة، وقيل:"حطيم" بالحاء.

وذكره الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 2/ 922 بالحاء المهملة، وقال: هو شيخ كان يُجالس أنس بن مالك، وهو مذكورٌ في حديث ليث بن أبي سُلَيم، عن عبد الرحمن بن الأصمّ، عن أنس. ونقله عنه ابن ماكولا في "الإكمال" 3/ 168. =

ص: 5

1180 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى بنُ سعيد قال: حدَّثنا حمَّاد بنُ زيد قال: حدَّثنا غَيلان بن جَرير، عن مُطَرِّف بن عبد الله قال:

صلَّى عليُّ بن أبي طالب، فكان يُكَبِّرُ في كلِّ خفضٍ ورَفْعٍ؛ يُتِمُّ التكبير. فقآل عمران بن حُصَين: لقد ذكَّرني هذا صلاةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم

(1)

.

‌2 - باب رفع اليدين في القيام

(2)

إِلى الرَّكعتين الأُخْرَيين

1181 -

أخبرنا يعقوبُ بنُ إبراهيم الدَّورقيُّ ومحمد بن بشّار - واللّفظ له - قالا: حدَّثنا يحيى بن سعيد قال: حدَّثنا عبدُ الحميد بنُ جعفر قال: حدَّثني محمد بن عَمرو بن عطاء

عن أبي حُميد السّاعديِّ، قال

(3)

: سمعتُه يُحدِّث قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا قامَ من السَّجدَتَيْن كبَّرَ ورفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحاذِيَ بهما مَنْكِبَيْه كما صنَعَ حين افتتح الصَّلاة

(4)

.

= وذكر الدارقطني في "العلل" 12/ 122 أنَّ صالح بن عبد الله التِّرمذي خالف في إسناده أصحابَ أبي عوانة، فرواه عن أبي عوانة، عن عاصم الأحول، عن أنس، ووهم فيه. ثُمَّ قال: والمحفوظ: عبد الرحمن بن الأصمّ.

وأخرجه بنحوه أحمد (12259) عن يحيى القطان، و (12349) عن عبد الرحمن بن مهدي، و (12848) عن وكيع، و (13765) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكَين، أربعتهم عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن الأصم، به.

لكنَّ يحيى القطان ووكيعًا رَوَياه مرَّةً أخرى في "مسند أحمد" في الرواية (12195) فأوقفاه ولم يرفعاه.

(1)

إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطَّان، وسلف بنحوه برقم (1082) عن يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1104).

(2)

في هامش (ك): للقيام.

(3)

القائل هو محمد بن عمرو بن عطاء.

(4)

إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطَّان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1105).

وهو قطعة من حديث أبي حُميد الساعدي، وسلف قطعةٌ أخرى منه برقم (1039)، وينظر تخريجه ثمَّة.

ص: 6

‌3 - باب رفع اليدين للقيام إلى الرَّكعتين الأُخْرَيين حَذْوَ المَنْكِبين

1182 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى الصَّنعانيُّ قال: حدَّثنا المُعْتَمِر قال: سمعتُ عُبيد الله - وهو ابن عمر - عن ابن شهاب، عن سالم

عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفَعُ يدَيه إذا دخلَ في الصَّلاة، وإذا أراد أن يركَعَ، وإذا رفَعَ رأسه من الرُّكوع، وإذا قام من الركعتين يرفَعُ يدَيه كذلك حَذْوَ

(1)

المَنْكِبين

(2)

.

‌4 - باب رفع اليدين وحمد الله والثَّناء عليه في الصَّلاة

1183 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن بَزيع قال: حدَّثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا عُبيد الله - وهو ابن عمر - عن أبي حازم

عن سهل بن سعد قال: انطلقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلح بين بني عمرو بن عوف، فحضرتِ الصَّلاة، فجاء المؤذِّنُ إلى أبي بكرٍ، فَأَمَرَه أن يجمَعَ النَّاسَ ويؤُمَّهم، فجاء رسولُ الله، فخرَقَ الصفوف حتَّى قامَ في الصَّفِّ المُقدَّم،

(1)

في (ق) و (م): حذاء، وعلى هامش (م): حذو.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنَّ المزي نقل في "التحفة" (6876) عن المصنِّف قوله:"وإذا قام من الركعتين" لم يذكره عامَّة الرواة عن الزهري، وعُبيد الله ثقة، ولعلَّ الخطأ من غيره. قلت: وثبتت هذه الزيادة أيضًا من طريق عُبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، وهي عند البخاري (739)، وأبي داود (741). مُعْتَمِر: هو ابن سليمان التَّيمي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبد الله الزُّهري، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1106).

وأخرجه ابن حبان (1877) من طرق عن محمد بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.

وأخرجه - أيضًا - ابن حبان (1868) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن عبيد الله، به.

وسلف من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري برقم (876) دون قوله: وإذا قام من الركعتين.

ص: 7

وصفَّحَ النَّاسُ بأبي بكرٍ ليُؤْذِنوه برسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكرٍ لا يلتفِتُ في الصَّلاة، فلمَّا أكثروا علِمَ أنَّه قد نابَهم شيءٌ في صلاتِهم، فالتفَتَ، فإذا هو برسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأومَأَ إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم - أي

(1)

: كما أنْتَ - فرفَعَ أبو بكر يدَيه، فحَمِدَ الله وأثنى عليه لِقولِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَجَعَ القَهْقَرى، وتقدَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فصلَّى، فلمَّا انصرفَ قال لأبي بكر:"ما منعكَ إذ أومأتُ إليكَ أن تُصلِّي؟ " فقال أبو بكر رضي الله عنه: ما كان ينبغي لابن أبي قُحافة أن يَؤُمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ قال للنَّاس: "ما بالُكم صفَّحتُم؟ إِنَّما التَّصفيحُ للنِّساء"، ثُمَّ قال:"إذا نابَكُم شيءٌ في صلاتكم فسبِّحوا"

(2)

.

‌5 - باب السَّلام بالأيدي في الصَّلاة

1184 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد قال: حدَّثنا عَبْثَر عن الأعمش، عن المُسَيَّبِ بن رافع، عن تميم بن طَرَفة

عن جابر بن سَمُرة قال: خرجَ علينا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ونحن رافعي

(3)

(1)

في هامشي (ك) و (هـ): أن (نسخة).

(2)

إسناده صحيح، أبو حازم: هو سلمة بن دينار. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (529) و (1107).

وأخرجه مسلم (421): (104) عن محمد بن عبد الله بن بزيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (22817) من طريق حماد بن زيد، عن عبيد الله، به.

وسلف برقم (784) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن، و (793) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أبي حازم، به.

قال السِّنْدي: قوله: "فخرَقَ الصُّفوف" أي: شقَّها. وصَفَحَ النَّاس من التَّصفيح: وهو ضَرْب صفحة الكفِّ على صفحة الكفِّ الأخرى. "أي كما أنت" أي: كُنْ كما أنت، أي: على الحال التي أنت عليها.

(3)

في (هـ) وهامش (ك): رافعو، وعليه شرح السِّندي.

ص: 8

أيدينا في الصَّلاة، فقال:"ما بالُهم رافعينَ أيدِيَهم في الصَّلاة كأَنَّها أذنابُ الخَيْلِ الشُّمْس، اسْكُنوا في الصَّلاة"

(1)

.

1185 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدَّثنا يحيى بن آدم، عن مِسْعَر، عن عُبيد الله بن القِبْطيَّة

عن جابر بن سَمُرة قال: كُنَّا نُصلِّي خلفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فنُّسلم بأيدينا، فقال: "ما بال هؤلاء يُسلِّمون بأيديهم كأَنَّها أذنابُ خَيْلٍ شُمْسٍ؟ أَمَا

(2)

يكفي أحدُهم

(1)

إسناده صحيح، عَبْثَر: هو ابن القاسم الزُّبيدي، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران.

وهو في "السنن الكبرى" برقمي (557) و (1108).

وأخرجه أحمد (20875) و (20958) و (20964) و (21027)، ومسلم (430)، وأبو داود (912) و (1000)، وابن حبان (1878) و (1879) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وسيأتي بعده وبرقمي (1318) و (1326) من طريق عُبيد الله بن القبطية، عن جابر بن سَمُرة، به.

قال السِّندي: قوله: "رافعو أيدينا" أي: بالسلام؛ ولذا عقبه بالرواية الثانية،، و "الشُّمْس" بضمِّ فسكون، أو بضمَّتين، جمع شَموس: وهو النَّفور من الدوابِّ؛ لشَغبه وحِدَّته، وأذنابُها كثيرة الاضطراب. والمقصودُ النَّهيُ عن الإشارة باليد في السلام. "فنُسَلِّم" - كما في الرواية التالية -: أي: في الصلاة، وبهذه الرواية تبيَّن أنَّ الحديث مسوقٌ للنهي عن رفع الأيدي عند السلام إشارةً إلى الجانبين، ولا دلالةَ فيه على النهي عن الرفع عند الركوع وعند الرفع منه؛ ولذلك قال النووي: الاستدلال به على النهي عن الرفع عند الركوع وعند الرفع منه جهلٌ قبيح، وقد يقال: العبرة بعموم اللفظ، ولفظ:"ما بالهم رافعين أيديهم في الصلاة" إلى قوله: "اسكنوا في الصلاة" تمام فصح بناء الاستدلال عليه، وخصوص المورِد لا عبرة به، إلَّا أن يُقال ذلك إذا لم يعارضه عن العموم عارض، وإلَّا يُحمل على خصوص المورِد، وهاهنا قد صحَّ وثبت الرفع عند الركوع وعند الرفع منه ثبوتًا لا مردَّ له، فيجب حملُ هذا اللفظ على خصوص المورد توفيقًا ودفعًا للتعارض. قلت - أي السندي -: كان من عِلَلِ ترك الإشارة إلى التوحيد في التشهُّد بأنَّها تُنافي السكوت، أُخِذَ ذلك من هذه الرواية، أعني لفظ:"اسكنوا في الصلاة"، والله تعالى أعلم.

(2)

في (م): ما.

ص: 9

أن يضعَ يده على فَخِذِه، ثُمَّ يقول: السَّلام عليكم، السَّلام عليكم؟

(1)

.

‌6 - باب ردّ السَّلام بالإشارة في الصَّلاة

1186 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد قال: حدَّثنا الليث، عن بُكَير، عن نابِل صاحب العَباء

(2)

، عن ابن عمر

عن صُهيبٍ

(3)

صاحبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مررتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلِّي، فسلَّمتُ عليه، فردَّ عليَّ إشارةً، ولا أعلم إلَّا أنّه قال بأُصْبُعِهِ

(4)

.

(1)

إسناده صحيح، أحمد بن سليمان: هو ابن عبد الملك الرُّهاوي، ومِسْعَر: هو ابن كِدام. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (541) و (1109).

وأخرجه أحمد (20806) و (20972) و (21028)، ومسلم (431):(120)، وأبو داود (998)، وابن حبان (1880) و (1881) من طرق عن مسعر، بهذا الإسناد.

وينظر ما قبله.

(2)

تحرفت في (ق) إلى: العباس.

(3)

تحرف في (ق) إلى: حبيب.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل نابل صاحب العَباء، وباقي رجاله ثقات. والليث: هو ابن سعد، وبُكير: هو ابن عبد الله بن الأشج. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1110).

وأخرجه أبو داود (925)، والترمذي في "السنن"(367)، كلاهما عن قُتيبة، بهذا الإسناد.

وقال الترمذي: حديث حسن.

وأخرجه أحمد (18931)، وأبو داود (925)، وابن حبان (2259) من طريقين عن الليث، به.

ويُنظر ما بعده.

وتُنظر أحاديث الباب في "مسند أحمد"(4568).

قال السِّنْدي: قوله: "فردَّ عليَّ إشارةً" منصوبٌ على المصدر بحذف أيْ: ردَّ إشارةً، يريد أنه ردَّ عليه بالإشارة، وهذا فِعْلٌ قليلٌ لا يُنافي الصلاة، وقد صرَّح به العلماء.

وقال في حاشيته على "مسند أحمد" 31/ 260: فيه أن الإشارة المُفهِمة لا تُبطِلُ الصلاة.

ص: 10

1187 -

أخبرنا محمد بن منصور المكِّيُّ قال: حدَّثنا سفيان، عن زيد بن أسلم قال:

قال ابن عمر: دخلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مسجدَ قُباء ليُصلِّي فيه، فدخلَ عليه رجالٌ يُسلِّمون عليه، فسألتُ صهيبًا وكان معه: كيفَ كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصنعُ

(1)

إذا سُلِّمَ عليه؟ قال: كان يُشيرُ بيدِه

(2)

(3)

.

1188 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا وَهْب - يعني ابن جَرير - قال: حدَّثنا - أبي، عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن محمد بن عليٍّ

عن عمّار بن ياسر أنَّه سلَّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلِّي، فردَّ عليه

(4)

.

1189 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا اللَّيث، عن أبي الزُّبير

عن جابر قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجةٍ، ثُمَّ أدركتُه وهو يصلِّي، فسلَّمتُ عليه، فأشار إليَّ، فلمَّا فرغَ دعاني فقال: "إِنَّكَ سَلَّمتَ عليَّ آنِفًا

(1)

بعدها في (هـ) ونسخة في هامش (ك) زيادة: يعني.

(2)

في نسخة بهامش (هـ): بيديه.

(3)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1111).

وأخرجه أحمد (4568)، وابن ماجه (1017)، وابن خزيمة (888)، وابن حبان (2258) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد، وعند ابن خزيمة التصريح بسماع زيد بن أسلم من ابن عمر.

وأخرجه أبو داود (927)، والترمذي (368) من طريق هشام بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر بنحوه، إلا أنه ذكر بلالًا بدل صُهيب. قال الترمذي: كلا الحديثين عندي صحيح؛ لأنَّ قصة صُهيب غيرُ قصة حديث بلال، وإن كان ابن عمر روى عنهما، فاحتمل أن يكون سمع منهما جميعًا. وينظر ما قبله.

(4)

إسناده صحيح، جرير والد وَهْب: هو ابن حازم البَجَلي، وقيس بن سعد: هو المكي، وعطاء: هو ابن أبي رباح، ومحمد بن علي: هو ابن أبي طالب، المعروف بابن الحنفية. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (546) و (1112).

وأخرجه أحمد (18318) من طريق أبي الزبير، عن محمد بن علي بن الحنفية، بهذا الإسناد.

ص: 11

وأنا أُصلِّي"، وإِنَّما هو مُوجَّهٌ يومئذٍ

(1)

إلى المشرق

(2)

.

1190 -

أخبرنا محمد بن هاشم

(3)

البَعْلَبكِّيُّ قال: حدَّثنا محمد بن شعيب بن شابور، عن عمرو بن الحارث قال: أخبرني أبو الزُّبير

عن جابر قال: بعثني النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فأتيُته وهو يسير مُشرِّقًا أو مُغرِّبًا

(4)

، فسلَّمتُ عليه، فأشار بيدِه ثُمَّ سلّمتُ عليه، فأشار بيدِه، فانصرفتُ، فناداني:"يا جابر"، فناداني النَّاس يا جابر، فأتيتُه فقلت: يا رسول الله، إنِّي سلَّمتُ عليكَ فلم تَرُدَّ عليَّ. قال:"إنّي كنتُ أُصلِّي"

(5)

.

(1)

في (ر) و (ك): حينئذ، وجاء على هامش (ك): يومئذ (نسخة).

(2)

إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابن سعيد، والليث: هو ابن سعد، وأبو الزبُّير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (542) و (1113).

وأخرجه مسلم (540): (36) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (14588)، ومسلم (540):(36)، وابن ماجه (1018)، وابن حبان (2516) من طرق عن الليث، به.

وأخرجه أحمد (14345) و (14555) و (14642) و (14788) و (14907) و (25061) و (15175)، ومسلم (540):(37)، وأبو داود (926) و (1227)، والترمذي (351) من طرق عن أبي الزبير، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه البخاري (1217)، ومسلم (540):(38) من طريق عطاء، عن جابر بنحوه.

وينظر ما بعده.

قال السِّندي: قوله: "مُوَجَّهُ" أي: جعل وجهَهُ، والجاعلُ هو الله. أو اسمُ فاعلٍ بمعنى: مُتَوجِّه، من: وجَّهَ بمعنى: توجَّه، والمقصود أنَّه ما كان وجهُه إلى جهة القبلة.

(3)

تحرف في (ق) و (ر) إلى: هشام.

(4)

في نسخة في هامش (ك): ومُغرِّبًا.

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن هاشم البعلبكي ومحمد بن شعيب بن شابور وهو في "السنن الكبرى" برقم (1114) وقال بعده: زعموا أنه ليس هذا الحديث بمصر من حديث عمرو بن الحارث.

وأخرجه ابن حبان (2519) من طريق هشام بن عمار، عن محمد بن شعيب، بهذا الإسناد. =

ص: 12

‌7 - باب النَّهي عن مسح الحصى في الصَّلاة

1191 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد وأبو عمار

(1)

الحسين بن حُرَيث - واللّفظ له - عن سفيان، عن الزُّهريّ، عن أبي الأحوص

عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قامَ أحدُكم في الصَّلاة فلا يمسَحِ الحصى، فإِنَّ الرَّحمةَ تُواجِهُه"

(2)

(3)

.

= وأخرجه ابن حبان - أيضًا - (2518) من طريق ابن وَهْب، عن عمرو بن الحارث، به. وينظر ما قبله.

قال السِّندي: قوله: "مُشَرِّقًا" اسم فاعل من التشريق، أي: آخذًا ناحية المشرق، وكذا قوله:"أو مُغَرِّبًا".

(1)

قوله: "أبو عمار" من (م) و (ر).

(2)

هذا الحديث مع عنوان الباب ليس في (ق).

(3)

إسناده محتمل للتحسين، أبو الأحوص - وهو مولى بني ليث أو بني غفار - لم يروِ عنه غير الزُّهري، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحَّح له هذا الحديث هو وابن خزيمة (913)، وحسَّنه الترمذي والبغوي (663)، وصحَّحه كذلك الحافظ في "بلوغ المرام" الحديث (241)، لكن في المقابل قال النسائي: لا نعرفه. وقال ابن معين في رواية الدوري عنه: ليس بشيء. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم. وقال ابن القطان الفاسي: لا يُعرَفُ له حال. سفيان: هو ابن عُيينة، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (537) و (1115).

وأخرجه أحمد (21330)، وأبو داود (945)، والترمذي (379)، وابن ماجه (1027)، وابن حبان (2273) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (21332) و (21448) و (21553)، وابن حبان (2274) من طرق عن الزهري، به.

قلت: وقد جاء الإذن بالمسح مرَّةً واحدةً من حديث أبي ذرٍّ رضي الله عنه كما في "مسند أحمد"(21446). وينظر حديث حذيفة رضي الله عنه في "مسند أحمد"(23275)، وحديث مُعيقيب رضي الله عنه الآتي.

قال السِّندي: قوله: "إذا قام أحدكم في الصلاة" أي: إذا دخل فيها، إذ قبل التحريم لا =

ص: 13

‌8 - باب الرُّخصة فيه مرّةً

1192 -

أخبرنا سُويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدَّثني أبو سلمة بن عبد الرَّحمن قال:

حدَّثني مُعَيقيب، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنْ كنتَ لا بُدَّ فاعلًا فمرّةً"

(1)

.

‌9 - باب النَّهي عن رفع البصر إلى السَّماء في الصَّلاة

1193 -

أخبرنا عُبيد

(2)

الله بن سعيد أبو قُدامة السَّرَخْسي

(3)

وشعيب بن يوسف النَّسائي

(4)

، عن يحيى - وهو ابن سعيد القطان - عن ابن أبي عَروبة، عن قَتادة

عن أنس بن مالك، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما بالُ أقوامٍ يرفعون أبصارَهم إلى السَّماء في صلاتهم؟ "، فاشتدَّ قولُه في ذلك حتّى قال:

= يَمنع، أي: لما فيه من قطع التوجُّه للصلاة فتفوته الرحمة، وهذا إذا لم يكن لإصلاح محلِّ السجود، وإلا فيجوز بقَدْرِ الضرورة.

(1)

إسناده صحيح، الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (538) و (1116).

وأخرجه الترمذي (380)، وابن ماجه (1026)، وابن حبان (2275) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (15511)، والبخاري (1207)، ومسلم (546):(49) من طريق شيبان النحوي، وأحمد (15509)، ومسلم (546):(48)، وأبو داود (946) من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به.

قال السِّندي: قوله: "فمرَّةً" بالنَّصب، أي: فافعل مرَّةً ولا تزِدْ عليها لإصلاح محلِّ السجود، وهذا قطعةٌ من أوَّلِه مُتعلِّقٌ بمسح الحصى، وإلَّا فلا دِلالةَ لهذا القَدْر على تعيُّنِ الفعل.

(2)

تحرف في (ق) و (ر) و (م) إلى: عبد.

(3)

قوله: "أبو قدامة السرخسي" من (م) و (ر).

(4)

قوله: "النسائي" من (م) و (ر).

ص: 14

"ليَنْتَهُنَّ

(1)

عن ذلك

(2)

أو لتُخطَفَنَّ أبصارُهم"

(3)

.

1194 -

أخبرنا سُويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله - وهو ابن المبارك

(4)

- عن يونس

(5)

، عن ابن شهاب، عن عُبيد الله بن عبد الله

أنَّ رجلًا من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم حدَّثه، أنَّه سمِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إذا كان أحدُكم في الصَّلاة فلا يرفَعْ بصرَه إِلى السَّماء؛ أنْ يُلْتَمَعَ بصرُه"

(6)

.

(1)

في (ق) و (ر) ونسخة في (م): لينتهينَّ.

(2)

في (م): ذاك.

(3)

إسناده صحيح، ابن أبي عَروبة: هو سعيد، وقَتادة: هو ابن دِعامة السدوسي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (547) و (1117).

وأخرجه أحمد (12104) و (12146) و (12155)، والبخاري (750) عن علي بن عبد الله، وأبو داود (913) عن مسدد، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (12065) و (12426)، وابن ماجه (1044)، وابن حبان (2284) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به. وأخرجه أحمد (13710) من طريق أبان بن يزيد العطار، عن قتادة، به.

قال السِّندي: قوله: "يرفعون أبصارهم" كما يفعل كثير من الناس حال الدُّعاء، وقد اختُلِفَ في حال الدعاء خارج الصلاة، فجوّزه بعضٌ بأنَّ السماءَ قِبلةُ الدُّعاء، ومنَعَه بعضُ. "لَيَنْتَهُنَّ" بضمِّ الهاء وتشديد النون، أي: أولئك الأقوام، "عن ذلك" أي: عن رفْعِهم أبصارهم إلى السماء في الصلاة، "أو لتُخْطَفَنَّ" بفتح الفاء على بناء المفعول، أي: لتُسْلَبَنَّ بسرعة، أي: أنَّ أحد الأمرين واقع لا محالة، إما الانتهاءُ منهم، أو خَطْفُ أبصارهم من الله عقوبةً على فِعْلِهم.

(4)

قوله: "وهو ابن المبارك" من (م).

(5)

تحرف في (ق) إلى: بن يوسف.

(6)

إسناده صحيح، يونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهري، وعُبيد الله بن عبد الله: هو ابن عُتبة بن مسعود المدني الأعمى أحد الفقهاء السبعة بالمدينة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1118). =

ص: 15

‌10 - باب التَّشديد في الالتفات في الصَّلاة

1195 -

أخبرنا سُويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن يونس، عن الزُّهريِّ قال: سمعتُ أبا الأحوص يُحدِّثنا في مجلس سعيد

(1)

بن المُسيّب، وابن المُسّيب جالس

أنَّه سمِعَ أبا ذرٍّ يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزالُ الله عز وجل مُقبِلًا على العبد في صلاتِه ما لم يلتفِتْ، فإذا صرفَ وجهَه انصرفَ عنه"

(2)

.

= وأخرجه أحمد (15652) عن علي بن إسحاق، و (22516) عن إبراهيم بن إسحاق، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(6629) من طريق عبد الله بن وَهْب، عن يونس، به.

وأخرجه ابن ماجه (1043) من طريق طلحة بن يحيى، وابن حبان (2281) من طريق ابن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، كلاهما عن يونس، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه مرفوعًا. طلحة بن يحيى ليس بالقوي، وابن أبي أويس - وهو إسماعيل بن عبد الله - ضعيف.

وأخرجه عبد الرزاق (3257) عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلًا.

وأخرجه عبد الرزاق - أيضًا - (3258) عن ابن جُريج قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، أن رجلًا حدَّثه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(5436)، وفي المعجم الأوسط (321) من طريق ابن لَهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي سعيد الخدري، مرفوعًا - سمَّى الصحابيَّ أبا سعيد، وابن لهيعة سيئ الحفظ.

قال السِّندي: قوله: "أنْ يُلْتَمَعَ" أي: لئَلَّا يُخْتَلَسَ ويُخْتَطَفَ بسرعة.

(1)

كلمة "سعيد" من (ق) و (ك).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين من أجل أبي الأحوص، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث (1191)، وبقية رجال الإسناد ثقات. يونس: هو ابن يزيد الأيلي، والزُّهري: هو محمد بن مسلم. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (532) و (1119). =

ص: 16

1196 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن قال: حدَّثنا زائدة، عن أشعث ابن

(1)

أبي الشَّعثاء، عن أبيه، عن مسروق

عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألتُ

(2)

رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفاتِ في الصَّلاة، فقال:"اختِلاسٌ يختَلِسُه الشَّيطان من الصَّلاة"

(3)

.

1197 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن قال: حدَّثنا أبو الأحوص، عن أشعث، عن أبيه، عن مسروق

= وأخرجه أحمد (21508) عن علي بن إسحاق، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (909) من طريق عبد الله بن وَهْب، عن يونس، به.

وله شاهد من حديث الحارث الأشعري عند أحمد (17170)، والترمذي (2863) و (2864) ضمن حديث طويل.

وفي باب إقبال الله على العبد في صلاته سلف من حديث ابن عمر برقم (724).

وفي باب النهي عن الالتفات في الصلاة ينظر حديث عائشة الآتي.

قال السِّندي: قوله: "مُقْبِلًا على العبد" بالإحسان والمغفرة والعفو لا يقطع عنه ذلك، "ما لَمْ يلتفتْ" ما لم يتعمَّد الالتفاتَ إلى ما لا يتعلَّق بالصلاة، "فإذا صرَف وجْهَه" بالالتفات إلى ما لا يتعلَّق بالصلاة انصرفَ عنه بقَطْعِ ذلك، والله تعالى أعلم.

(1)

تحرفت في (ق) إلى: عن.

(2)

في هامش (هـ): سئل.

(3)

إسناده صحيح، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وزائدة: هو ابن قُدامة الثقفي، وأبو الشَّعْثاء والد أشعث: هو سُلَيم بن أسْوَد المُحاربي، ومسروق: هو ابن الأجْدَع. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (530) و (11120).

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1473) عن موسى القاري، وأحمد (24746) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، كلاهما عن زائدة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (24412) عن معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن أشعث، عن مسروق، به.

لم يذكر أبا الشَّعثاء والد أشعث.

قال الدارقطني في "العلل" 14/ 280 بعد أن ذكر الاختلاف في إسناد هذا الحديث: والصحيح عن أشعث بن أبي الشَّعْثاء، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة. =

ص: 17

عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

(1)

.

1198 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن قال: حدَّثنا إسرائيل، عن أشعث بن أبي الشَّعثاء، عن أبي عطيّة، عن مسروق

عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله

(2)

.

= وقد بُسِطَ القولُ في ذكر الاختلاف على إسناد هذا الحديث في "مسند أحمد" عند الرواية (24746) فليُنْظَرْ هناك.

وتُنْظَر الأحاديث الثلاثة الآتية.

قال السِّنْدي: قوله: "اخْتِلاس" أي: سَلْبُ الشيطان من كمالِ صلاتِه، وضمير "يختلِسُه" منصوبٌ على المصدر.

قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 234: إنَّه يدلُّ على كراهة الالتفات وهو إجماع، لكن الجمهور على أنَّها للتنزيه، وقال المتولِّي: يحرم إلَّا للضرورة، وهو قول أهل الظاهر

والمُرَادُ بالالتفات المذكور ما لم يستدبر القبلة بظهرِه أو عنقِه كلِّه، وسبب كراهة الالتفات يحتمل أن يكون لنقص الخشوع، أو لترك استقبال القبلة ببعض البدن.

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه، إلَّا شيخ عبد الرحمن؛ فهو هناك زائدة بن قدامة، وفي هذا الإسناد أبو الأحْوَص: وهو سَلَّام بن سُلَيم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1121).

وأخرجه البخاري (751) و (3291)، وأبو داود (910)، والترمذي (590) من طرق عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ الدارقطني قال - كما ذكرتُ عند الرواية (1196) -: والصحيح عن أشعث بن أبي الشَّعْثاء، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة. لكن قال الحافظ في "الفتح" 2/ 234: ويحتمل أن يكون للأشعث فيه شيخان؛ أبوه وأبو عطية بناءً على أن يكون أبو عطية حملَه عن مسروق، ثم لقيَ عائشةَ فحملَه عنها. قلت: ومع ذلك رجَّح الرواية التي رجَّحها الدارقطني. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. وأبو عطية: هو الوادعي الهَمْداني، واسمه مالك بن عامر، أو ابن أبي عامر، أو ابن عوف، أو ابن حُمْرَة، أو ابن أبي حُمْرَة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1122).

وأخرجه المصنِّف في "السنن الكبرى" برقم (531) من طريق مَخْلَد بن يزيد الحرَّاني، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

ص: 18

1199 -

أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال قال: حدَّثنا المعافى - وهو ابن سليمان - قال: حدَّثنا القاسم - وهو ابن مَعْنٍ - عن الأعمش، عن عُمارة، عن أبي عطيّة قال:

قالت عائشة: إنَّ الالتفاتَ في الصَّلاة اختِلاسٌ يختَلِسُه الشَّيطان من الصَّلاة

(1)

.

‌11 - باب الرُّخصة في الالتفات في الصَّلاة يمينًا وشمالًا

1200 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد

(2)

قال: حدَّثنا اللَّيث، عن أبي الزُّبير

عن جابر أنَّه قال: اشتكى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فصلَّينا وراءَه وهو قاعد، وأبو بكر يُكبِّر يُسْمِعُ النَّاسَ تكبيرَه، فالتفَتَ إلينا فرآنا قيامًا، فأشار إلينا فقَعَدْنا، فصلَّينا بصلاته قُعودًا، فلمَّا سلَّم قال: "إِنْ كِدْتُم

(3)

آنِفًا تفعلونَ فِعْلَ فارِسَ والرُّوم، يقومونَ على ملوكِهم وهم قُعود، فلا تفعَلوا، ائتَمُّوا بأئمَّتِكم، إنْ صلَّى قائمًا فصلُّوا قيامًا، وإنْ صلَّى قاعدًا فصلُّوا قُعودًا"

(4)

.

(1)

إسناده حسن من أجل هلال بن العلاء والمعافى بن سليمان. الأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وعُمارة: هو ابن عُمير. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1123).

وتُنْظَر الأحاديث الثلاثة قبله.

(2)

قوله: "بن سعيد" من (م) و (ر).

(3)

المثبت من (م) ونسخة في هامش (ك) وهامش (ر)، وفي (هـ) و (ك): إن كنتم، وفي (ر) و (ق): إنكم كنتم.

(4)

إسناده صحيح، الليث: هو ابن سعد، وأبو الزُّبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (540) و (1124).

وأخرجه مسلم (413): (84)، وأبو داود (606) عن قُتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (14590)، ومسلم (413):(84)، وأبو داود (606)، وابن ماجه (1240)، وابن حبان (2122) من طرق عن الليث، به.

وأخرجه بنحوه أحمد (15251) من طريق سالم بن أبي الجعد، و (14205)، وأبو داود =

ص: 19

1201 -

أخبرنا أبو عمَّار الحسين بن حُرَيث قال: حدَّثنا الفضل بن موسى، عن عبد الله بن سعيد بن

(1)

أبي هند، عن ثور بن زيد

(2)

، عن عكرمة

عن ابن عبَّاس قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يلتفِتُ في صلاته يمينًا وشمالًا، ولا يلوي عنُقَه خلفَ ظهرِه

(3)

.

= (602)، وابن ماجه (3485)، وابن حبان (2114) من طريق أبي سفيان طلحة بن نافع، كلاهما عن جابر، به.

وسلف مختصرًا - بطرفه الأول - برقم (798).

وتُنظر أحاديث الباب في "مسند أحمد" برقم (7144) من حديث أبي هريرة.

قال السِّنْدي: قوله: "يُسْمِع" من الإسماع. "فالتفتَ إلينا"؛ لبيان جواز الالتفات، وليَطَّلِعَ على حالهم فيُرشدَهم إلى الصواب مع دوام توجَّه قلبه إلى الله، بخلاف غيره صلى الله عليه وسلم، لكنَّ هذا يقتضي أنَّ رُؤيتَه من ورائه ما كانت على الدوام، والله تعالى أعلم.

"فلا تفعلوا، ائتمُّوا بأئمَّتكم" يُريد أنَّ القيام مع قعود الإمام يُشبه تعظيم الإمام، فيما شُرِعَ لتعظيم الله وحدَه، فلا يجوز، ولا يخفى دوام هذه العِلَّة، فينبغي أن يدوم هذا الحكم، فالقول بنسخِه كما عليه الجمهور خفيٌّ جدًّا، والله تعالى أعلم.

(1)

تحرفت في (ر) إلى: عن.

(2)

تحرف في (ق) إلى: يزيد.

(3)

إسناده صحيح، عكرمة: هو مولى ابن عباس. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1125).

وأخرجه أحمد (2485) و (2791)، وأبو داود - برواية أبي الطيب ابن الأُشْناني - كما في "تحفة الأشراف" 5/ 117 (6014)، والترمذي (588)، والمصنف في "السنن الكبرى"(534)، وابن خزيمة (485) و (871)، وابن حبان (2288)، والحاكم 1/ 236 - 237، من طرق عن الفضل بن موسى، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث غريب.

وصحَّحه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي.

وصحَّحه ابن القطان في "الوهم والإيهام" 5/ 196.

وخالف وكيعٌ الفضلَ بن موسى في إسناده، فرواه - فيما أخرجه أبو داود من رواية الأُشناني كما في "التحفة" 5/ 117، والترمذي (588) - عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن رجلٍ - وفي رواية الترمذي: عن بعض أصحاب عكرمة - عن عكرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. =

ص: 20

‌12 - باب العمل في الصَّلاة

(1)

1202 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد، عن سفيان ويزيد - وهو ابن زُرَيع

(2)

- عن مَعْمَر، عن يحيى بن أبي كثير، عن ضَمْضَم بن جَوْس.

عن أبي هريرة قال: أمرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقَتْلِ الأسْوَدَينِ في الصَّلاة

(3)

.

1203 -

أخبرنا محمد بن رافع قال: حدَّثنا سليمان بن داود أبو داود، قال: حدَّثنا هشام - وهو ابن أبي عبد الله - عن مَعْمَر، عن يحيى، عن ضَمْضَم

عن أبي هريرة، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أمر بقَتْلِ الأسْوَدَينِ في الصَّلاة

(4)

.

= قال الحازمي في "الاعتبار" ص 64: وقد ذهب بعضُ أهل العلم إلى هذا، وقال: لا بأس بالالتفات في الصلاة ما لم يَلْوِ عُنُقَه، وإليه ذهب عطاء ومالك وأبو حنيفة وأصحابُه والأوزاعي وأهل الكوفة.

وذهب جمهور أهل العلم إلى أنَّ الالتفات في الصلاة مكروهٌ كراهة تنزيه؛ لورود الأحاديث المنفِّرة عن الالتفات. وينظر "نيل الأوطار" للشوكاني 2/ 379.

(1)

في (ق) و (ك) و (ر) ونسخة فوق: (م): باب قتل الحية والعقرب في الصلاة. والمثبت من (هـ) و (م) ونسخة في هامش (ك)، وعليها في (م) علامة الصحة.

(2)

تحرف في (ق) إلى: رافع.

(3)

إسناده صحيح، مَعْمَر: هو ابن راشد البصري. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (525) و (1126).

وأخرجه أحمد (7379)، وابن ماجه (1245) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7178) و (7817) و (10357)، وابن حبان (2351) من طرق عن معمر، به.

وأخرجه أحمد (10116) و (10154)، وأبو داود (921)، والترمذي (390)، وابن حبان (2352) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

قال الدارقطني في "العلل" 8/ 49: ورواه أيوب بن عتبة، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. ثُمَّ قال عن رواية من رواه عن يحيى، عن ضمضم، عن أبي هريرة: هو الصواب.

وسيرد في الحديث الذي يليه.

"الأسْوَدان": الحيَّة والعقرب. النهاية (سود).

(4)

إسناده صحيح، وسلف في سابقه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1127). =

ص: 21

‌13 - باب حَمْلِ الصَّبايا

(1)

في الصَّلاة ووضعهنَّ

(2)

1204 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد قال: حدَّثنا مالك، عن عامر بن عبد الله بن الزُّبير، عن عَمرو بن سُلَيم

عن أبي قَتادة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يُصلِّي وهو حاملٌ أُمامة، فإذا سجدَ وضعَها، وإذا قامَ رفعَها

(3)

.

1205 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد

(4)

قال: حدَّثنا سفيان، عن عثمان بن أبي سليمان، عن عامر بن عبد الله بن الزُّبير، عن عَمرو بن سُلَيم

عن أبي قَتادة قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يوْمُ النَّاسَ وهو حاملٌ أمامةَ بنت أبي العاص على عاتقِه، فإذا ركَعَ وضعَها، فإذا فرغَ من سجودِه أعادَها

(5)

.

‌14 - باب المشي أمام القبلة خُطًا يسيرةً

1206 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدَّثنا حاتم بن وَرْدَان قال: حدَّثنا بُرْد بن

= وأخرجه أحمد (7469) عن يزيد بن هارون، عن هشام، عن يحيى، عن ضمضم، عن أبي هريرة دون ذكر معمر، وزاد: قال يحيى: والأسودان: الحيَّة والعقرب.

(1)

في (هـ): الصبيان، وعلى هامشها: الصبايا، كسائر النسخ.

(2)

زاد بعده في (هـ) والمطبوع: في الصلاة.

(3)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (526) و (1128).

وأخرجه مسلم (543): (41) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وهو في "الموطأ" 1/ 170، ومن طريقه أخرجه أحمد (22524) و (22579)، والبخاري (516)، ومسلم (543):(41)، وأبو داود (917)، وابن حبان (1109).

وسيرد في الحديث الذي بعده.

وسلف برقم (711).

(4)

قوله: "بن سعيد" من (م) و (ر).

(5)

إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (827) سندًا ومتنًا.

وينظر الحديث السالف قبله.

ص: 22

سنان أبو العلاء، عن الزُّهري، عن عروة

عن عائشة رضي الله عنها قالت: استفتَحْتُ البابَ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي تطوُّعًا والباب على القِبلة، فمشى عن يمينه أو عن يساره، ففتحَ البابَ ثُمَّ رجعَ إلى مُصلَّاه

(1)

.

‌15 - باب التَّصفيق في الصَّلاة

1207 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد

(2)

ومحمد بن المثنَّى - واللّفظ له - قالا: حدَّثنا سفيان، عن الزُّهري، عن أبي سلمة

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"التَّسبيح للرِّجال، والتَّصفيقُ للنَّساء". زاد ابن المثنَّى: "في الصَّلاة"

(3)

.

(1)

إسناده قوي من أجل بُرْد بن سنان، فقد اختُلِفَ فيه، فوثَّقه يحيى بن معين والمصنِّف وابن خِراش ويزيد بن زُريع، وقال أبو زُرعة: لا بأس به. وضعُّفه ابن المديني، واختلف فيه قول أبي حاتم، فقال مرةً: كان صدوقًا قدريًا. وقال مرَّةً: ليس بالمتين. وسأله ابنُه عن هذا الحديث - كما في "العلل" 1/ 164 - فقال: لم يروِ هذا الحديث أحدٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم غير بُرْد، وهو حديث منكر، ليس يحتمل الزهري مثل هذا الحديث، وكان بُرد يرى القدر. الزُّهري: محمد بن مسلم بن شهاب. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (528) و (1130).

وأخرجه أحمد (24027) و (25503) و (25972)، وأبو داود (922)، والترمذي (601)، وابن حبان (2355) من طرق عن بُرد بن سنان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

وليس في رواية الجميع - سوى ابن حبان - قوله: "تطوُّعًا"، وهي من رواية ثابت بن يزيد الأحول، عن بُرد.

وذكر الدارقطني في "العلل" 14/ 108 أنَّ شيخًا بمصر يُقال له: بكَّار بن محمد بن شعبة لا يضبط، رواه عن يزيد بن زُريع، عن بُرد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، ووهم فيه. ثُمَّ قال الدارقطني: المحفوظ: بُرد، عن الزُّهري.

(2)

قوله: "بن سعيد" من (م).

(3)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة، والزُّهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب، =

ص: 23

1208 -

أخبرنا محمد بن سَلَمة قال: حدَّثنا ابن وَهْب عن يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن المُسّيب وأبو سلمة بن عبد الرَّحمن

أنَّهما سمعا أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التَّسبيحُ للرِّجال، والتَّصفيقُ للنِّساء"

(1)

.

‌16 - باب التَّسبيح في الصَّلاة

1209 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا الفُضَيل بن عياض، عن الأعمش. ح:

= وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (539) و (1131).

وأخرجه أبو داود (939) عن قُتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7285)، والبخاري (1203)، ومسلم (422):(106)، وابن ماجه (1034) من طريق سفيان بن عيينة، به. وفي رواية أحمد ومسلم:"والتصفيح للنساء".

وأخرجه ابن حبان (2263) من طريق معمر، عن الزهري، به.

وأخرجه أحمد (8891) من طريق عطاء، و (8204)، ومسلم عقب الحديث (422):(107) من طريق همام، كلاهما عن أبي هريرة، به.

وأخرجه أبو داود (944) من طريق محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة بن الأخنس، عن أبي غطفان عن أبي هريرة، به. وزاد:"من أشار في صلاته إشارةً تُفْهَم عنه فليَعُدْ لها" يعني الصلاة. محمد بن إسحاق مدلس، ورواه بالعنعنة.

وسيأتي في الأحاديث الثلاثة الآتية.

وتُنظر أحاديث الباب في "مسند" أحمد (7285).

(1)

إسناده صحيح، محمد بن سلمة: هو المُرادي، وابن وَهْب: هو عبد الله، ويونس: هو ابن يزيد الأَيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1132).

وأخرجه مسلم (422): (106) من طريقين، عن ابن وَهْب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (10851) من طريق محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، به.

وسلف في الحديث الذي قبله.

ص: 24

وأخبرنا سُويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك

(1)

، عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التَّسبيحُ للرِّجال، والتَّصفيقُ للنِّساء"

(2)

.

1210 -

أخبرنا عبيد الله بن سعيد، حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن عَوْف قال: حدَّثني محمد

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"التَّسبيحُ للرِّجال، والتَّصفيقُ للنِّساء"

(3)

(4)

.

‌17 - باب التَّنحنح في الصَّلاة

1211 -

أخبرنا محمد بن قُدامة قال: حدَّثنا جَرير، عن مُغيرة، عن الحارث

(1)

قوله: "بن المبارك" من (م).

(2)

إسناداه صحيحان، قُتيبة: هو ابن سعيد، وسليمان الأعمش: هو ابن مِهْران، وأبو صالح: هو ذكوان السمَّان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1133).

وأخرجه مسلم (422): (107) عن قُتيبة، بالإسناد الأول.

وأخرجه أحمد (7550) و (9681) و (10213)، ومسلم (422):(107)، والترمذي (369) من طرق عن الأعمش، به.

وسلف في الحديثين السابقين.

(3)

هذا الحديث ليس في (ق).

(4)

إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطان، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، ومحمد: هو ابن سيرين. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1134).

وأخرجه أحمد (9585) و (10114) عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7895) و (10389)، وابن حبان (2262) من طريقين، عن عوف، به.

وأخرجه أحمد (10591) من طريق هشام بن حسان القردوسي، عن محمد بن سيرين، به.

وسلف في الأحاديث الثلاثة السابقة.

ص: 25

العُكْليّ، عن أبي زُرعة بن عَمرو بن جَرير قال: حدَّثنا عبد الله بن نُجَيٍّ

عن عليٍّ قال: كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعةٌ آتِيه فيها، فإذا أتيتُه استأذنتُ، إنْ

(1)

وجَدْتُه يُصلِّي تنَحْنَحَ

(2)

دخلتُ، وإنْ وجدتُه فارغًا أذِنَ لي

(3)

.

1212 -

أخبرني محمد بن عُبيد قال: حدَّثنا ابن عيَّاش - يعني أبا بكر

(4)

- عن مُغيرة، عن الحارث العُكْليّ، عن ابن نُجَيٍّ

(5)

قال:

قال عليٌّ: كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مَدْخَلان: مَدْخَلٌ باللَّيل، ومَدْخَلٌ النَّهار، فكنتُ إذا دخلتُ باللَّيل تنَحْنَحَ لي

(6)

.

(1)

في (م) وهامش (ك): فإن.

(2)

في المطبوع: فتنحنح، وفي هامش (ك): فسبّح.

(3)

إسناده ضعيف، عبد الله بن نُجَيّ مختلَفٌ فيه، وهو إلى الضعف أقرب، فقد وثَّقه النسائي وابن حبان والحاكم عقب حديث في "المستدرك" 1/ 171، ووافقه الذهبي. وقال البخاري وابن عدي: فيه نظر. وقال الدارقطني: ليس بالقويِّ في الحديث. وقال الشافعي: مجهول. ثُمَّ هو لم يسمع من عليٍّ، بينه وبينه أبوه نُجَيٌّ فيما قاله ابن معين. وسيأتي في الرواية (1213). جرير: هو ابن عبد الحميد، ومغيرة: هو ابن مِقْسَم الضبِّي، والحارث العُكْلي: هو ابن يزيد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1135).

وأخرجه أحمد (570) من طريق عمارة بن القعقاع، عن الحارث بن يزيد العكلي، بهذا الإسناد. وأخرجه - أيضًا - (845) و (1290) من طريق جابر بن يزيد الجُعفي، عن عبد الله بن نُجي، به مطوَّلًا.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "مسند" أبيه (598) من طريق عُبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم بن عبد الرحمن الشامي، عن أبي أمامة، عن علي، به. وإسناده مسلسلٌ بالضعفاء؛ عبيد الله وعلي بن يزيد والقاسم.

ويُنظر الحديثان الآتيان.

(4)

قوله: "يعني أبا بكر" من (م).

(5)

بعدها في (م) زيادة: عن أبيه.

(6)

إسناده ضعيف كما سلف بيانه في الرواية السابقة. وهو في "السنن الكبرى" برقمي =

ص: 26

1213 -

أخبرنا القاسم بن زكريّا بن دينار قال: حدَّثنا أبو أسامة قال: حدَّثني شُرَحْبيل - يعني ابن مُدْرِك - قال: حدَّثني عبد الله بن نُجَيٍّ، عن أبيه قال:

قال

(1)

عليٌّ: كانت لي منزلةٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكُنْ لأحدٍ من الخلائق، فكنتُ آتِيه كلَّ

(2)

سَحَرٍ، فأقول: السَّلامُ عليكَ يا نبيَّ الله، فإنْ تنحْنَحَ انصرفتُ إلى أهلي، وإلَّا دخلتُ عليه

(3)

.

‌18 - باب البكاء في الصَّلاة

1214 -

أخبرنا سُويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله، عن حمَّاد بن سلمة، عن ثابت البُنانيّ، عن مُطَرِّف

عن أبيه قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يُصلِّي وَلِجَوْفِهِ أزيزٌ كأزيز المِرْجَل. يعني: يبكي

(4)

.

= (1137) و (8448).

وأخرجه أحمد (608)، وابن ماجه (3708) عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. ورواية أحمد مطوَّلة.

(1)

بعدها في (هـ) زيادة: لي، وفوقها علامة نسخة.

(2)

في (ق) وهامشي (ك) و (هـ): بأعلى.

(3)

إسناده ضعيف، عبد الله بن نُجَيّ سلف الكلام عليه في الرواية (1211)، وأبوه نُجَيّ مجهول، تفرَّد بالرواية عنه ابنه عبد الله، وذكره ابن حبان في "الثقات" لكن قال: ولا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد. وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من هو. ووثّقه العجلي!. وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1138) و (8449).

وأخرجه أحمد (647) عن محمد بن عبيد، عن شُرَحبيل بن مُدْرِك، بهذا الإسناد، مطولًا.

(4)

إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك، وثابت البُناني: هو ابن أسلم، ومُطَرِّف: هو ابن عبد الله بن الشِّخِّير. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (549) و (1136).

وأخرجه أحمد (16312) و (16317) و (16326)، وأبو داود (904)، وابن حبان (665) و (753) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. =

ص: 27

‌19 - باب لَعْنِ إِبليس والتَّعوُّذِ بالله منه

(1)

في الصَّلاة

1215 -

أخبرنا محمد بن سلمة، عن ابن وَهْب، عن معاوية بن صالح قال: حدَّثني ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخَولانيّ

عن أبي الدّرداء، قال: قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي، فسمعناه يقول:"أعوذُ بالله منك"، ثُمَّ قال:"ألعنُكَ بلعنة الله" ثلاثًا، وبسط يدَه كأنَّه يتناول شيئًا، فلمَّا فرَغَ من الصَّلاة قلنا: يا رسول الله، قد سمعناكَ تقولُ في الصَّلاة شيئًا لم نسمَعْكَ تقولُه قبلَ ذلك، ورأيناكَ بسطْت يدَك. قال: "إنَّ عدوَّ الله إبليس جاء بشهابٍ من نارٍ ليجعلَه في وجهي، فقلتُ: أعوذُ بالله منكَ، ثلاث مرَّات، ثُمَّ قلتُ: ألعنُكَ بلعنة الله، فلم يستأخِرْ

(2)

، ثلاث مرَّات

(3)

، ثُمَّ أردتُ أن آخُذَه، واللهِ لولا دعوةُ أخينا سليمان لأصبحَ مُوثَقًا بها يلعَبُ به وِلْدانُ أهل المدينة"

(4)

.

‌20 - باب الكلام في الصَّلاة

1216 -

أخبرنا كثيرُ بنُ عُبيد قال: حدَّثنا محمد بنُ حَرْب، عن الزُّبيديّ، عن

= وأخرجه المصنِّف في "السنن الكبرى"(550) من طريق عبد الكريم بن رُشَيد - ويقال: ابن راشد - عن مُطَرِّف، به.

قال السِّنْدي: قوله: "أزيز" بِزاءَين مُعجَمتين، ككريم، أي: حَنينٌ من الخشية، وهو صوت البكاء. قيل: وهو أن يَجيش جَوْفُه ويغلي بالبكاء. و"المِرْجَل" بكسر الميم: إناءٌ يُغْلى فيه الماء.

(1)

في (م): منه بالله، وليس في (ق) لفظ الجلالة.

(2)

في هامش (هـ): يتأخر.

(3)

عبارة: "ثلاث مرات" جاءت في (م) قبل قوله: "فلم يستأخر".

(4)

إسناده صحيح، ابن وَهْب: هو عبد الله، وأبو إدريس الخولاني: اسمه عائد الله بن عبد الله. هو في "السنن الكبرى" برقمي (554) و (1139).

وأخرجه مسلم (542) عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (1979) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وَهْب، به.

ص: 28

الزُّهْريّ، عن أبي سَلَمَةَ

أن أبا هريرةَ قال: قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى الصَّلاة وقُمْنا معه، فقال أعرابيٌّ وهو في الصَّلاة: اللهمَّ ارحَمْنِي ومحمَّدًا، ولا ترحَمْ معَنا أحدًا. فلمَّا سَلَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال للأعرابيِّ:"لقد تَحَجَّرْتَ واسعًا" يريد رحمةَ الله عز وجل

(1)

.

1217 -

أخبرنا عبدُ الله بنُ محمد بن عبد الرَّحمن الزُّهريُّ قال: حدَّثنا سفيان قال: أحفظُه من الزُّهريّ قال: أخبرني سعيد

عن أبي هريرة، أنَّ أعرابيًّا دَخَلَ المسجدَ فصلَّى ركعتين، ثُمَّ قال: اللهمَّ ارْحَمْني ومحمَّدًا، ولا تَرحَمُ معنا أحدًا. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"لقد تَحَجَّرْتَ واسعًا"

(2)

.

(1)

إسناده صحيح، الزُّبيدي: هو محمد بن الوليد، وأبو سَلَمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. هو في "السنن الكبرى" برقمي (559) و (1140).

وأخرجه البخاري (6010) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وأبو داود (882)، وابن حبان (987) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، كلاهما عن الزُّهري، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (10533)، وابن ماجه (529)، وابن حبان (985) و (1402) من طريق محمد بن عَمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، به دون قوله: وهو في الصلاة، وفيه قصة بول الأعرابي في المسجد.

وفيه اختلاف على محمد بن الوليد الزُّبيدي، سلف ذكره في الحديث رقم (56).

(2)

إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة، وسعيد: هو ابن المسيّب. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (560) و (1141).

وأخرجه أحمد (7255)، وأبو داود (380)، والترمذي (147) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، بزيادة قصة بول الأعرابي في المسجد.

وقد خالف محمد بنُ الوليد الزُّبيديُّ سفيانَ بنَ عُيينة، فرواه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، كما سلف في الحديث قبله.

وفيه اختلاف آخر عن الزُّهري، سلف ذكره في الحديث رقم (56).

ص: 29

1218 -

أخبرنا إسحاق بن منصور قال: حدَّثنا محمد بن يوسف قال: حدَّثنا الأوزاعيُّ قال: حدَّثني يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة قال: حدَّثني عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السُّلَميّ قال: قلتُ: يا رسول الله، إنَّا حديثُ عهدٍ بجاهليَّة، فجاء اللهُ بالإسلام، وإنَّ رجالًا منَّا يتطيَّرون! قال: "ذاكَ

(1)

شيءٌ يجدونَه في صدورهم، فلا يصُدَّنَّهم" ورجال مِنَّا يأتونَ الكُهَّان! قال:"فلا تأتوهم" قال: يا رسول الله، ورجالٌ مِنَّا يخطُّون! قال:"كان نبيٌّ من الأنبياء يخُطُّ، فمَنْ وافقَ خطَّه، فذاك" قال: وبينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصَّلاة إذ عطسَ رجلٌ من القوم، فقلتُ: يرحمُكَ الله. فحدَقَني القومُ بأبصارهم، فقلتُ: واثُكْلَ أُمِّياه! ما لكم تنظرونَ إليَّ؟ قال: فضربَ القومُ بأيديهم على أفخاذِهم، فلمَّا رأيتُهم يُسَكِّتوني

(2)

لكنِّي سكتُّ، فلمَّا انصرفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم دعاني - بأبي وأمِّي هو - ما ضربَني، ولا

(3)

كهَرَني، ولا سبَّني، ما رأيتُ مُعلِّمًا قبلَه ولا بعدَه أحسنَ تعليمًا منه، قال: "إنَّ صلاتَنا هذه لا يصلحُ فيها شيءٌ من كلام النَّاس، إنَّما هو

(4)

التَّسبيح والتَّكبيرُ وتلاوةُ القرآن" قال: ثُمَّ اطَّلعتُ إلى غُنيمةٍ لي ترعاها جاريةٌ لي في قِبَلِ أُحُدٍ والجَوَّانيَّة، وإنِّي اطَّلعتُ فوجدتُ الذِّئبَ قد ذهبَ منها بشاةٍ، وأنا رجلٌ من بني آدم آسَفُ كما يأسَفون، فصكَكْتُها صَكَّةً، ثُمَّ انصرفتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،

(1)

في (ق) و (م): ذلك، وبهامش (م): ذاك (نسخة).

(2)

في (ق) وهامش (هـ): يسكتونني.

(3)

في (ق): وما.

(4)

في (ق) و (م) و (هـ) ونسخة في هامش (ك): هي. والمثبت من (ك) و (ر) ونسخة في (هـ).

ص: 30

فأخبرتُه، فعظَّم ذلك عليَّ، فقلتُ: يا رسولَ الله، أفلا أُعتِقُها؟ قال:"ادْعُها"، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أينَ اللهُ؟، قالت: في السَّماء، قال: "مَن

(1)

أنا؟ " قالت: أنتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّها مؤمنة، فأعتِقها"

(2)

.

(1)

في (هـ): فمن.

(2)

إسناده صحيح، الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وهلال بن أبي ميمونة: هو هلال بن علي بن أُسامة العامري. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (561) و (1142).

وأخرجه مسلم عقب (537): (33)، وابن حبان (2248) من طريقين، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد - مطولًا ومختصرًا - (23762) و (23765) و (23766) و (23767) ومسلم (537): (33) بإثر الحديث (2227)، وأبو داود (930) و (3282) و (3909)، والمصنف في "الكبرى"(8535)، وابن حبان (165) و (2247) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. وأخرجه - بقصة الجارية - مالك في "الموطأ" 2/ 776 - ومن طريقه المصنف في "الكبرى"(7708) و (11401) - عن هلال بن أسامة، عن عطاء، عن عمر بن الحكم، به. هكذا قال مالك: هلال بن أسامة، فلعلَّه نسبه إلى جدِّه. وأما تسميته للصحابي عمر بن الحكم، فقد ذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 76 أنَّ ذلك وهمٌ، وليس في الصحابة رجل يقال له: عمر بن الحكم، وإنَّما هو معاوية بن الحكم

إلخ.

وأخرجه - مطولًا ومختصرًا - أحمد (15633) و (23763) و (23764) و (23768) و (23769)، ومسلم بإثر الحديث (2227) من طريق الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن معاوية بن الحكم، به.

وتنظر أحاديث الباب في "مسند" أحمد (23762)، و "سنن أبي داود"(930).

قوله: "ذاك شيءٌ يجدونه في صدورهم

" قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 5/ 22: قال العلماء: معناه: أنَّ الطِّيرة شيءٌ تجدونه في نفوسكم ضرورةً، ولا عتَبَ عليكم في ذلك، فإنَّه غير مكتَسَبٍ لكم، فلا تكليف به، ولكن لا تمتنعوا بسببه من التصرُّف في أموركم، فهذا هو الذي تقدرون عليه وهو مُكتَسَبٌ لكم، فيقع به التكليف، فنهاهم صلى الله عليه وسلم عن العمل بالطِّيَرة والامتناع من تصرُّفاتهم بسببها، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة في النهي عن التطيُّر.

وقوله: "كان نبيٌّ من الأنبياء يخطُّ

" أي: في الرَّمل، قال النووي: اختلف العلماءُ في معناه، فالصحيح أن معناه: من وافق خطَّه فهو مباحٌ له، ولكن لا طريق لنا إلى العلم اليقيني =

ص: 31

1219 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد قال: حدَّثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: حدَّثني الحارث بن شُبَيل، عن أبي عَمرو الشَّيبانيّ.

عن زيد بن أرقم قال: كان الرَّجلُ يُكلِّمُ صاحبَه في الصَّلاة بالحاجة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتَّى نزلَتْ هذه الآية: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]، فأُمِرْنا

(1)

بالسُّكوت

(2)

(3)

.

= بالموافقة، فلا يُباح. والمقصود أنَّه حرام؛ لأنَّه لا يُباح إلَّا بيقينِ الموافقة، وليس لنا يقينٌ بها، وإنَّما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"فمَنْ وافق خطَّه فذاك"، ولم يقل: هو حرامٌ بغير تعليقٍ على الموافقة لئلَّا يَتوهَّم مُتوهِّمٌ أنَّ هذا النهي يدخل فيه ذاك النبيُّ الذي كان يخطُّ، فحافظ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على حرمة ذاك النبيِّ مع بيان الحكم في حقِّنا، فالمعنى: أنَّ ذلك النبي لا مَنْعَ في حقِّه، وكذا لو علمتُم موافقته، ولكن لا عِلْمَ لكم بها.

وقوله: "فحَدَقني" قال السِّندي: من التَّحديق، وهو شدَّة النظر، أي: نظروا إليَّ نظَرَ زجرٍ لكيلا أتكلَّم في الصلاة.

وقوله: "واثُكْلَ أُمِّياه" بضمِّ ثاءٍ وسكون كافٍ وبفتحهما: هو فَقْدُ الأمِّ الولدَ، و "أُمِّياه" بكسر الميم، أصله: أمِّي، زِيدَ عليه الألف لمدِّ الصوت وهاء السَّكْت، وهي تثبت وقفًا لا وصلًا.

"ولا كَهَرني" أي: ما انتَهرَني ولا أغلظَ لي في القول، أو: ولا استقبلني بوجهٍ عبوس.

و"الجَوَّانيَّة" موضعٌ قُرب أُحُدٍ. "آسَفُ": أغضَبُ. "فَصَكَكْتُها" أي: لطَمْتُها.

(1)

بعدها في (م) زيادة حينئذ.

(2)

هذا الحديث سيأتي في (ر) و (ق) و (ك) بعد الحديث الآتي، ونبّه عليه في هامش (ك).

(3)

إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطَّان. وأبو عمرو الشَّيباني: هو سعد بن إياس.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (1143).

وأخرجه أحمد (19278)، والبخاري (4534)، وابن حبان (2246) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1200)، ومسلم (539)، وأبو داود (949)، والترمذي (405) و (2986)، والمصنف في "الكبرى"(562) و (10981)، وابن حبان (2245) و (2250) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. =

ص: 32

1220 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمَّار قال: حدَّثنا ابن أَبي غَنِيَّة - واسمه يحيى بن عبد الملك - والقاسم بن يزيد الجَرْمِيُّ، عن سفيان، عن الزُّبير بن عديٍّ، عن كُلْثوم

عن عبد الله بن مسعود - وهذا حديث القاسم - قال: كنتُ آتي النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يصلِّي، فأُسَلَّمُ عليه، فيرُدُّ عليَّ، فأتيتُه فسلَّمتُ عليه وهو يُصلِّي فلم يرُدَّ علَيَّ، فلمَّا سلَّم أشار إلى القوم، فقال:"إنَّ الله عز وجل يعني - أحدَثَ في الصَّلاة أن لا تكلَّموا إلَّا بذِكْرِ الله وما ينبغي لكم، وأن تقوموا للّه قانتين"

(1)

.

= قوله: "فأُمِرْنا بالسُّكوت" قال السِّندي: أي: عن ذلك الكلام الذي كُنَّا عليه، لا عن مُطلق الكلام، فلا إشكال بالأذكار والقراءة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل كلثوم: وهو ابن علقمة بن ناجية بن المصطلق الخُزاعي، وقد يُنسب إلى جدِّه، روى عنه أربعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ويُقال: إنَّ له صُحبة، والصحيح كما قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/ 1327: أحاديثه مرسلة، لا تصحُّ له صحبة، وسمع ابن مسعود. وباقي رجال الإسناد ثقات. وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (563) و (1144).

وأخرجه أحمد (3885) و (3944) من طريق أبي الرضراض، عن ابن مسعود، بهذا الإسناد. وإسناده حسن.

وأخرجه بنحوه أحمد (3563)، والبخاري (1199) و (1216) و (3875)، ومسلم (538):(34)، وأبو داود (923)، والمصنف في "الكبرى"(543) من طريق علقمة بن قيس النخعي، وابن ماجه (1019) من طريق أبي الأحوص، كلاهما عن ابن مسعود، به. وآخره بلفظ:"إنَّ في الصلاة لشُغلًا".

وأخرجه - بلفظ سابقه - أحمد (3884)، والمصنف في "الكبرى"(545) من طريق إبراهيم النخعي، عن ابن مسعود، به. وهو موصول ظاهره الانقطاع.

وسيأتي في الحديث الذي بعده.

ص: 33

1221 -

أخبرنا أبو عمَّار

(1)

الحسين بن حُريث قال: حدَّثنا سفيان، عن عاصم، عن أبي وائل

عن ابن مسعود قال: كُنَّا نُسلِّم على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فيرُدُّ علينا السَّلامَ، حَتَّى قَدِمْنا من أرض الحبشة، فسلَّمتُ عليه، فلم يرُدَّ عليَّ، فَأَخذَني ما قَرُبَ وما بَعُدَ، فجلستُ، حتَّى إذا

(2)

قضى الصَّلاة قال: "إِنَّ الله عز وجل يُحْدِثُ من أمرِه ما يشاء

(3)

، وإنَّه قد أحدَثَ من أمرِه أن لا يُتكَلَّمَ في الصَّلاة"

(4)

.

‌21 - باب ما يفعلُ مَنْ قامَ من اثنتين ناسيًا

(5)

ولم يتشهَّد

1222 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبد الرَّحمن الأعرج

عن عبد الله بن بُحَينة قال: صلَّى بِنا

(6)

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ركعتين، ثُمَّ قامَ فلم يجلِسْ، فقامَ النَّاسُ معه، فلمَّا قضى صلاتَه ونظَرْنا

(7)

تسليمَه كبَّر،

(1)

قوله: "أبو عمار" من (م) و (ر).

(2)

كلمة "إذا" ليست في (ق).

(3)

في (م): ما شاء.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم: وهو ابن أبي النَّجود، وباقي رجال الإسناد ثقات. سفيان: هو ابن عُيينة، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (564) و (1145).

وأخرجه أحمد (3575)، وابن حبان (2243) و (2244) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (4145) و (4417)، وأبو داود (924) من طرق عن عاصم، به.

وسلف في الحديث الذي قبله.

(5)

في (ق): ساهيًا.

(6)

في (ق) و (ك): لنا، وبهامش (ك): بنا (نسخة).

(7)

في (ق): وبصرنا.

ص: 34

فسجدَ سجدتين وهو جالسٌ قبلَ التَّسليم، ثُمَّ سلَّمَ

(1)

.

1223 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا اللَّيث، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرَّحمن بن هُرْمُز

عن عبد الله بن بُحَينة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قامَ في الصَّلاة وعليه جلوسٌ، فسجدَ سجدَتين وهو جالِسٌ قبلَ التَّسليم

(2)

.

‌22 - باب ما يفعلُ مَنْ سلَّم من الركعتين ناسيًا وتكلَّم

1224 -

أخبرنا حُميد بن مَسْعَدة قال: حدَّثنا يزيد - وهو ابن زُرَيع - قال: حدَّثنا ابن عَوْن، عن محمد بن سيرين قال:

قال أبو هريرة: صلَّى بِنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتَي العَشِيِّ. قال: قال أبو هريرة: ولكنِّي نسيتُ. قال: فصلَّى بِنا ركعتين، ثُمَّ سلَّم، فانطلق إلى خشبةٍ

(1)

إسناده صحيح، ابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهري، وعبد الرحمن الأعرج: هو ابن هُرْمُز. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (604) و (1146).

وهو في "الموطأ" 1/ 96، ومن طريقه أخرجه أحمد (22929)، والبخاري (1224)، ومسلم (570):(85)، وأبو داود (1034).

وأخرجه أحمد (22920) و (22930) و (22932)، والبخاري (829) و (6670)، وأبو داود (1035)، وابن ماجه (1206) من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه أحمد (22931) من طريق ابن جريج، عن الزهري، عن ابن بُحَينة، به. لم يذكر الأعرج في الإسناد.

وذكر الدارقطني في "العلل" 12/ 179 أن الزهري يرويه عن الأعرج، عن ابن بُحينة، وهو الصواب.

وسلف برقم (1177) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن الأعرج، به وسيرد كذلك في الحديث التالي.

(2)

إسناده صحيح، الليث: هو ابن سعد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1147).

وسلف برقم (1177) من طريق آخر، عن يحيى بن سعيد، به. وينظر ما قبله.

ص: 35

معروضةٍ في المسجد، فقالَ بيدِه عليها، كأنَّه غضبان، وخرجَتِ السَّرَعَانُ من أبواب المسجد، فقالوا: قَصُرَتِ

(1)

الصَّلاةُ. وفي القوم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فهابا

(2)

أن يُكلِّماه وفي القوم رجُلٌ في يدَيه طُولٌ، قال: كان يُسمَّى ذا اليدين، فقال: يا رسول الله، أنسِيتَ أم قَصُرَتِ الصَّلاةُ؟ قال:"لم أنْسَ، ولم تُقْصَرِ الصَّلاةُ" قال: وقال: "أكما يقولُ

(3)

ذو اليدين؟ " قالوا: نعم. فجاء فصلَّى الذي ترك

(4)

، ثُمَّ سلَّم، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجودِه أو أطْوَلَ، ثُمَّ رفَعَ رأسه وكبَّرَ، ثُمَّ كَبَّرَ، ثُمَّ سَجَدَ مِثْلَ سجودِه أو أطْوَلَ، ثُمَّ رفَعَ رأسَه، فَكَبَّرَ

(5)

(6)

.

(1)

هكذا ضبطت في (ك)، ويجوز: قُصِرَت، ينظر "الفتح" 3/ 100.

(2)

في (م): فهاباه، وكذا رسمت في (ك) و (هـ) وأُشير فيهما إلى أن الهاء نسخة.

(3)

في (ك) و (ر): قال، وبهامشيهما: يقول، وأشير فيهما إلى أنها نسخة، وعليها علامة الصحة في (ك).

(4)

في (هـ): كان تركه، وبهامشها: ترك (نسخة).

(5)

في (م): وكبر، وفي (هـ): ثم كبر.

(6)

إسناده صحيح، ابن عون: هو عبد الله. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (578) و (1148).

وأخرجه أحمد (7201)، والبخاري (482)، وأبو داود (1011)، وابن ماجه (1214)، وابن حبان (2256) من طرق عن عبد الله بن عون، بهذا الإسناد.

وأخرجه - مطولًا ومختصرًا - البخاري (1229) و (6051)، وأبو داود (1010) و (1011)، وابن حبان (2254) من طرق عن محمد بن سيرين، به.

وأخرجه أبو داود (1015) من طريق سعيد المقبُري، عن أبي هريرة، به مختصرًا. وقال في آخره: ولم يسجد سجْدَتَي السهو. وهو شاذٌّ؛ لمخالفته جمهور الرُّواة عن أبي هريرة.

وسيرد في الأحاديث التالية من الحديث (1225) وحتى الحديث (1235) مطولًا ومختصرًا.

وسيرد مختصرًا برقم (1330) من طريق ضمضم بن جَوْس، عن أبي هريرة.

قوله: "خشبة معروضة" قال الحافظ في "الفتح" 3/ 101: أي: موضوعة بالعرض. =

ص: 36

1225 -

أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدَّثنا ابن القاسم، عن مالك قال: حدَّثني، أيوب، عن محمد بن سيرين

عن أبي هريرة، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم انصرفَ من اثنتين، فقال له ذو اليدين: أقَصُرَتِ الصَّلاةُ أم نسِيتَ يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أصَدَقَ ذو اليدين؟ " فقال النَّاس: نعم. فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فصلَّى اثنتين، ثُمَّ سلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ فسجَدَ مِثْلَ سجودِه أو أطْوَلَ، ثُمَّ رفعَ رأسَه، ثُمَّ سجدَ مِثْلَ سجودِه أو أطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ

(1)

.

1226 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد

(2)

، عن

(3)

مالك، عن داود بن الحُصَين، عن أبي

= وقوله: "إحدى صلاتَي العَشِيِّ" قال السِّنْدي: أي: آخر النهار ما بين زوال الشمس وغروبها. "وخَرَجَتِ السَّرَعانُ" بفتحتين، وجُوِّز سكون الراء: المُسْرِعون إلى الخروج، وضُبِطَ بضمِّ أو كسرٍ فسكون، جمع سريع.

"يُسمَّى ذا اليدين" قيل: اسمه خِرْباق.

"لم أنْسَ ولم تُقْصَر" خرج على حسب الظن، ويُعتَبرُ الظنُّ قيدًا في الكلام تُرِكَ ذِكْرُه بناءً على أنَّ الغالب في بيان أمثال هذه الأشياء أن يجريَ فيها الكلامُ بالنظر إلى الظنِّ، فكأنَّه قال: ما نسيتُ ولا قصرت في ظنِّي، وهذا الكلام صادقٌ لا غُبار عليه.

وينظر تمام شرحه في "فتح الباري" 3/ 101 - 103.

(1)

إسناده صحيح، ابن القاسم: هو عبد الرحمن. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (577) و (1149).

وهو في "الموطأ" 1/ 93، ومن طريقه أخرجه البخاري (714) و (1228) و (7250)، وأبو داود (1009)، والترمذي (399)، وابن حبان (2249) و (2686).

وأخرجه أحمد (7376) و (7820)، ومسلم (573):(97) و (98)، وأبو داود (1008) و (1011)، وابن حبان (2675) و (2688) من طرق عن أيوب، به.

وينظر ما قبله.

(2)

قوله: "بن سعيد" من (م) و (ر).

(3)

في هامش (ك) و نسخة في (هـ): حدثنا.

ص: 37

سفيان مولى ابن أبي أحمد أنَّه قال:

سمعتُ أبا هريرة يقول: صلَّى لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر، فسلَّم في ركعتين، فقام ذو اليدين فقال: أقَصُرَتِ الصَّلاةُ يا رسول الله أم نسيتَ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلُّ ذلك لم يكن" فقال: قد كان بعضُ ذلك يا رسول الله. فأقبلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على النَّاس، فقال:"أصدَقَ ذو اليدين؟ " فقالوا: نعم. فأتمَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما بقِيَ من الصَّلاة، ثُمَّ سَجَدَ سجدَتين وهو جالسٌ بعد التَّسليم

(1)

.

1227 -

أخبرنا سليمان بن عُبيد

(2)

الله قال: حدَّثنا بَهْز بن أسد قال: حدَّثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، أنَّه سمعَ أبا سلمة يحدِّث

عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى صلاةَ الظُّهر ركعتين، ثُمَّ سلَّم، فقالوا: قُصِرَتِ

(3)

الصَّلاة. فقامَ فصلَّى ركعتين، ثُمَّ سلَّم، ثُمَّ سَجَدَ سجدتين

(4)

.

(1)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (579) و (1150).

وأخرجه مسلم (573): (99) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وهو في "الموطأ" 1/ 93، ومن طريقه أخرجه أحمد (9777) و (9925) و (10887)، وابن حبان (2251).

وروايتا أحمد الأولى والثالثة مختصرتان.

وينظر الحديث (1224).

(2)

تحرف في (ر) إلى: عبد.

(3)

في (م) و (هـ): أقصرت.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل شيخ المصنِّف: وهو سليمان بن عبيد الله الغَيْلاني، وباقي رجال الإسناد ثقات. شعبة: هو ابن الحجَّاج العَتَكي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (565) و (1151).

وأخرجه أحمد (9010) و (10041) عن بهز، بهذا الإسناد. =

ص: 38

1228 -

أخبرنا عيسى بن حمَّاد زُغْبة

(1)

قال: حدَّثنا اللَّيث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن أبي سلمة

عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى يومًا، فسلَّم في ركعتين، ثُمَّ انصرف، فأدرَكَه ذو الشِّمالين، فقال: يا رسول الله، أنْقِصَتِ الصَّلاةُ أم نسِيتَ؟ فقال:"لم تُنْقَصِ الصَّلاةُ ولم أَنْسَ" قال: بلى والّذي بعثكَ بالحقِّ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أصدَقَ ذو اليدين؟ " قالوا: نعم. فصلَّى بالنَّاس ركعتين

(2)

.

1229 -

أخبرنا هارون بن موسى الفَرْويُّ قال: حدَّثني أبو ضَمْرة، عن يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة

عن أبي هريرة قال: نسيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فسَلَّمَ في سجدتين، فقال له ذو الشِّمالين

(3)

: أقُصِرَتِ الصَّلاةُ أم نسِيتَ يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أصدَقَ ذو اليدين؟ " قالوا: نعم. فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فأتمَّ الصَّلاة

(4)

.

= وأخرجه أحمد (10041)، والبخاري (715) و (1227)، وأبو داود (1014) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه بنحوه أحمد (9444)، ومسلم عقب (573):(99) و (573): (100)، والمصنف في "الكبرى"(567) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به.

وينظر الحديث (1224) وما بعده.

(1)

قوله: "زُغْبة" من (م) وهامش (ر).

(2)

حديث صحيح، وذِكرُ ذي الشِّمالين خطأٌ من أحد الرُّواة، ففي تمام هذا الحديث أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"أصدقَ ذو اليدين؟ ". وهذا إسنادٌ رجاله كلُّهم ثقات. اللَّيث: هو ابن سعد، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (566) و (1152).

وينظر الحديث (1224) وما بعده.

(3)

في (م) وحدها: ذو اليدين، وبهامشها: ذو الشمالين (نسخة).

(4)

حديث صحيح، وذِكْرُ ذي الشِّمالين خطأٌ من أحد الرُّواة، وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 364 أنَّ الزُّهري قال: إنَّه ذو الشِّمالين، ولم يُتابع عليه. قلت: بل تُوبع عليه كما في الرواية السابقة، ونبِّه على ذلك بهامش (م). ثم قال ابن عبد البر: وقد اضطرب على =

ص: 39

1230 -

أخبرنا محمد بن رافع قال: حدَّثنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا مَعْمَر، عن الزُّهريّ، عن أبي سلمة أبي سلمة بن عبد الرَّحمن وأبي بكر بنُ سليمان بن أبي حَثْمة

عن أبي هريرة قال: صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الظُّهرَ أو العصرَ، فسلَّمَ في ركعتين وانصرف، فقال له ذو الشِّمالين بنُ عَمرو: أَنُقِصَتِ

(1)

الصَّلاةُ أم نسِيتَ؟ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما يقول ذو اليدين؟ " فقالوا: صدَقَ يا نبيَّ الله. فأتمَّ بهم الرَّكعتين اللَّتين نقص

(2)

.

1231 -

أخبرنا أبو داود قال: حدَّثنا يعقوب قال: حدَّثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، أنَّ أبا بكر بن سليمان بن أبي حَثْمة أخبره أنَّه بلغَه

= الزُّهري في حديث ذي اليدين اضطرابًا أوجب عند أهل العلم بالنقل تركه من روايته خاصةً، ثم ذكر هذه الطرق، وقد بُسِطَ القولُ فيها في "مسند أحمد" عند الرواية (7666)، و "سنن أبي داود"(1012) و (1013). ورجال إسناد هذا الحديث ثقات، غير هارون بن موسى الفَرْوي، قال فيه الحافظ في "تقريبه": لا بأس به. أبو ضَمْرة: هو أنس بن عياض الليثي، ويونس: هو ابن يزيد الأَيْلي، والزُّهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (569) و (1153).

وأخرجه ابن حبان (2684) من طريق ابن وَهْب، عن يونس، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مقرونًا بسعيد بن المسيب وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وعبيد الله بن عبد الله، به.

وسيرد من طريق الزهري بأسانيد مختلفة في الروايات (1230) و (1231) و (1232).

وينظر الحديث (1224) وما بعده.

(1)

في هامش (ك): أنقص.

(2)

حديث صحيح، وذِكْرُ ذي الشِّمالين خطأٌ من أحد الرُّواة، وقد اضطرب الزُّهري في إسناده كما ذكرتُ في الرواية السابقة. وهذا إسنادٌ رجاله ثقات. عبد الرزاق: هو ابن همَّام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد البصري. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (570) و (1154). وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3441)، وأخرجه من طريقه أحمد (7666)، وابن حبان (2685).

ص: 40

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى ركعتين، فقال له ذو الشِّمالين نحوه. قال ابن شهاب: أخبرني هذا الخبر

(1)

سعيد بن المُسيّب، عن أبي هريرة قال: وأخبَرنيه أبو سلمة بن عبد الرَّحمن وأبو بكر بن عبد الرَّحمن بن الحارث وعُبيد الله بن عبد الله

(2)

(3)

.

‌23 - باب ذكر الاختلاف على أبي هريرة في السَّجدتين

1232 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: حدَّثنا شُعيب قال: أخبرنا اللَّيث، عن عُقَيل قال: حدَّثني ابن شهاب، عن سعيد وأبي سلمة وأبي بكر بن عبد الرَّحمن وابن أبي حَثْمة

عن أبي هريرة أنَّه قال: لم يسجُدْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ قبلَ السَّلام ولا بعدَه

(4)

.

(1)

في (هـ): الحديث، وعلى هامشها كباقي النسخ.

(2)

هنا في (ك) تكرَّر الحديث الآتي برقم (1239) دون ذِكْر آخره، ونبَّه في هامشها إلى مكانه الصحيح.

(3)

حديث صحيح، وذِكْرُ ذي الشِّمالين خطأٌ من أحد الرُّواة، وقد اضطرب الزُّهري في إسناده كما ذكرتُ في الرواية (1229). وهذا الحديث له إسنادان الأول منهما منقطع، والثاني متَّصل، وكلاهما رجالهما ثقات. أبو داود: هو سليمان بن سيف الحرَّاني، ويعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزُّهري، وصالح: هو ابن كَيْسان، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب. وعُبيد الله بن عبد الله: هو ابن عُتبة بن مسعود الهُذَلي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (571) و (1155).

وأخرجه أبو داود (1013) عن حجاج بن أبي يعقوب، عن يعقوب، بهذين الإسنادين.

وقال في آخره: ولم يسجد السجدتين اللَّتين تُسجَدان إذا شكَّ حتى لقَّاه الناس.

وستأتي هذه الزيادة في الرواية الآتية.

(4)

رجاله ثقات، إلَّا أنَّ ابن شهاب - وهو محمد بن مسلم بن عُبيد الله الزُّهري - اضطرب في إسناده كما سلف بيانُه عند الرواية (1229)، وأخطأ في متنه حيث قال: لم يسجد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ قبلَ السَّلام ولا بعدَه. ونقل ابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 366 أنَّ الإمام =

ص: 41

1233 -

أخبرنا عَمرو بن سَوَّاد بن الأسود بن عمرو قال: حدَّثنا عبد الله بن وَهْب قال: أخبرنا اللَّيث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن جعفر بن ربيعة، عن عِراك بن مالك

عن أبي هريرة أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سجَدَ يومَ ذي اليدين سجدَتين بعد السَّلام

(1)

.

= مسلمًا قال في كتابه "التمييز": قول ابن شهاب: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسجد يوم ذي اليدين سجْدَتَي السَّهو، خطأٌ وغلطٌ، وقد ثبت عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه سجد سجْدَتَي السَّهو ذلك اليوم من أحاديث الثقاتِ ابن سيرين وغيرِه.

واللَّيث: هو ابن سعد، وشَعيب الرَّاوي عنه: هو ابنُه، وعُقيل: هو ابن خالد الأَيلي، وسعيد: هو ابن المسيب، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وأبو بكر بن عبد الرحمن: هو ابن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي، وابن أبي حَثمة: هو أبو بكر بن سليمان. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (572) و (1156).

وأخرجه أبو داود (1013) من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، بإسناد الرواية السابقة، ولم يذكر المصنف فيها سَجْدَتَي السَّهو.

وأخرجه أبو داود (1012) من طريق الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة وعبيد الله بن عبد الله، به.

وأخرجه عبد الرزاق (3442) عن ابن جريج، حدثني الزهري، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عمَّن يقنعان بحديثه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم

فذكره مع القصة.

وأخرجه مالك 1/ 94، ومن طريقه ابن خزيمة (1047)، وأخرجه ابن خزيمة - أيضًا - (1049) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن الزهري، عن أبي بكر بن سليمان مرسلًا، وقال في آخره: فأتمَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما بقي من الصلاة، ثمَّ سلَّم.

وأخرجه ابن خزيمة (1050) من طريق عبد الله بن نافع، عن مالك، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، مرسلًا.

وسلف في الرواية (1229) من طريق يونس، و (1230) من طريق معمر، كلاهما عن الزهري، به. لكن في رواية يونس: عن أبي سلمة وحده، وفي رواية معمر: عن أبي سلمة وابن أبي حثمة، ولم يذكرا فيهما سجدَتَي السُّهو.

(1)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (575) و (1157). =

ص: 42

1234 -

أخبرنا عَمرو بن سَوَّاد بن الأسود قال: أخبرنا ابن وَهْب قال: أخبرنا عمرو بن الحارث قال: حدَّثنا قَتادة، عن محمد بن سيرين

عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمثله

(1)

.

1235 -

أخبرنا عَمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار قال: حدَّثنا بقيَّة قال: حدَّثنا شعبة قال: وحدَّثني ابن عون وخالد الحذّاء، عن ابن سيرين

عن أبي هريرة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ في وَهَمِه بعد التَّسليم

(2)

(3)

.

1236 -

أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النّيسابوريُّ قال: حدَّثنا محمد بن عبد الله الأنصاريُّ قال: أخبرني أشعث، عن محمد بن سيرين، عن خالد الحذَّاء، عن أبي قِلابة، عن أبي المُهَلَّب

= وتُنظر الرواية (1229) وما بعدها.

(1)

إسناده صحيح، ابن وَهْب: هو عبد الله، وقَتادة: هو ابن دِعامة السَّدوس: وهو في "السنن الكبرى" برقمي (576) و (1158).

وأخرجه أحمد (7374) و (7820) من طريق أيوب السختياني، والترمذي (394) من طريق هشام بن حسان، كلاهما عن محمد بن سيرين، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وهو مختصر الروايتين السالفتين (1224) و (1225).

وينظر ما قبله وما بعده.

(2)

في (هـ): السلام، وعلى هامشها: التسليم.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل بقية - وهو ابن الوليد - وهو مدلِّسٌ يدلِّس تدليس التسوية، ومِثْلُه يحتاج إلى التصريح بالسماع في جميع طبقات الإسناد، وقد عنعن فيه، وباقي رجال الإسناد ثقات. شعبة: هو ابن الحجَّاج العَتَكي، وابن عون: هو عبد الله، وخالد الحذَّاء: هو ابن مِهْران، وابن سيرين: هو محمد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1159).

وسلف مطولًا من طريق يزيد بن زريع، عن ابن عون وحده، برقم (1224).

وسلف في الروايتين السابقتين بإسنادين صحيحين.

ص: 43

عن عمران بن حُصَين، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى بهم فسها، فسجد

(1)

ثُمَّ سلَّم

(2)

.

1237 -

أخبرنا أبو الأشعث، عن يزيد بن زُرَيع قال: حدَّثنا خالد الحذَّاء، عن أبي قِلابة، عن أبي المُهَلَّب

عن عمران بن حُصَين قال: سلَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثِ رَكَعَاتٍ من العصر، فدخل

(3)

، فقام إليه رجلٌ يقال له: الخِرْباق، فقال: - يعني - نُقِصَتِ الصَّلاةُ يا رسول الله؟ فخرج مُغضَبًا يجرُّ رداءه، فقال:"أصدَقَ؟ "

(1)

بعدها في (هـ) ونسخة في هامش (ك): "سجدتين".

(2)

إسناده صحيح، محمد بن عبد الله الأنصاري: هو ابن المثنَّى، وأشعث: هو ابن عبد الملك الحرَّاني، وخالد الحذَّاء: هو ابن مِهْران، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو المُهلَّب: هو الجَرْمي البصري خال أبي قِلابة، وقد اختُلِفَ في اسمه. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (609) و (1160).

وأخرجه أبو داود (1039)، والترمذي (395) عن محمد بن يحيى، بهذا الإسناد. وزادا:"ثم تشهَّد" بعد قوله: "فسجد". وقال الترمذي: حسن غريب صحيح.

وأخرجه ابن حبان (2670) و (2672) من طريق سعيد بن محمد بن ثواب، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، به. بالزيادة السابقة.

وقد حكم البيهقي في "السنن" 2/ 355، والحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/ 99 بأنَّ ذِكْرَ التشهُّد في هذا الحديث شاذٌّ؛ لتفرُّد أشعث بن عبد الملك، عن محمد بن سيرين، عن خالد الحذَّاء بذِكْرِه، وأنَّ جميع الذين رَوَوه عن خالد الحذَّاء لم يذكروا التشهد بعد سَجْدَتي السَّهو. إلَّا أنَّ الحافظ استدرك بأنَّ للتشهُّد في سجود السَّهو شاهِدَين؛ الأول: أخرجه أحمد (4075)، وأبو داود (1028)، والنسائي في "الكبرى"(608) من حديث ابن مسعود، والثاني: أخرجه البيهقي 2/ 355 من حديث المغيرة، وفي إسنادهما ضعف.

وقد بُسِطَ الكلامُ على هذه الزيادة في "مسند أحمد"(19828)، و"سنن أبي داود"(1039)، فليُنْظَرْ هناك. وسيأتي في الرواية التالية وفي الرواية (1331) دون ذِكْر التشهد.

(3)

بعدها في (هـ): منزله.

ص: 44

قالوا: نعم. فقام فصلَّى تلك الرَّكعة، ثُمَّ سلَّم، ثُمَّ سجَدَ سجدَتَيها، ثُمَّ سلَّمَ

(1)

.

‌24 - باب إتمام المصلِّي

(2)

على ما ذكر إذا شكّ

1238 -

أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربيٍّ قال: حدَّثنا خالد، عن ابن عَجْلان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار

عن أبي سعيد، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا شَكَّ أحدُكم في صلاتِه فليُلْغِ

(3)

الشَّكَّ وليَبْنِ على اليقين، فإذا استيقَنَ بالتَّمام فليَسْجُد سجدَتَين وهو قاعد، فإنْ كان صلَّى خمسًا شَفَعتا له صلاتَه، وإنْ

(4)

صلَّى أربعًا كانتا ترغيمًا للشَّيطان"

(5)

(6)

.

(1)

إسناده صحيح، أبو الأشعث شيخ المصنِّف: هو أحمد بن المِقدام العِجْلي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (580) و (1161).

وأخرجه أحمد (19828) و (19868) و (19960)، ومسلم (574)، وابن ماجه (1215)، وابن حبان (2654) و (2671) و (2673) من طرق عن خالد الحذَّاء، بهذا الإسناد.

وسلف في الحديث قبله بزيادة التشهد بعد سجود السهو.

(2)

في هامش (هـ): الصلاة.

(3)

في هامشي (هـ) و (ك): فليُلقِ.

(4)

بعدها في (م) زيادة: كان.

(5)

هذا الحديث ليس في (ر). ومن قوله: "فإن كان صلَّى خمسًا

" إلى هنا ليس في (ق)، وهو نسخة في (ك).

(6)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل ابن عجلان: واسمه محمد، وهو صدوق لا بأس به، وقد توبع. خالد: هو ابن الحارث بن عُبيد الهُجَيمي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (588) و (1162).

وأخرجه أبو داود (1024)، وابن ماجه (1210)، وابن حبان (2664) من طريق أبي خالد الأحمر، عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (11689) من طريق فليح بن سليمان، و (11830) من طريق محمد بن =

ص: 45

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مُطرِّف، و (11782)، ومسلم (571):(88)، وابن حبان (2669) من طريق سليمان بن بلال، ومسلم عقب:(571)(88) من طريق داود بن قيس، والمصنِّف في "الكبرى"(589) من طريق أبي زكير يحيى بن محمد بن قيس، خمستهم عن زيد بن أسلم، به. وزاد فليح وسليمان وداود بعد قولِه:"ثم يسجد سجدتين" عبارة: "قبل أن يُسَلِّم".

وأخرجه المصنِّف في "الكبرى"(587)، وابن حبان (2668) من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، به.

قال ابن حبان: وهم في هذا الإسناد الدراوردي حيث قال: عن ابن عباس، وإنَّما هو عن أبي سعيد الخدري.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 95 - ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(3466)، وأبو داود (1026)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 433، والبيهقي في "السنن" 2/ 331 و 338، والبغوي في "شرح السنة"(754) - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.

وأخرجه ابن حبان (2663)، والبيهقي 2/ 338 - 339، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 19 من طريق الوليد بن مسلم، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 20 من طريق يحيى بن راشد المزني، كلاهما عن مالك، عن زيد بن أسلم، به متصلًا، يعني من حديث أبي سعيد.

قال ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 18: هكذا روى هذا الحديث عن مالك جميعُ رُواة "الموطأ" عنه (يعني مرسلًا)، ولا أعلم أحدًا أسنده عن مالك إلا الوليد بن مسلم، فإنَّه وصله وأسنده عن مالك، وتابعه على ذلك يحيى بن راشد - إن صَحَّ - عن أبي سعيد الخدري، عن عن يحيى بن راشد - إن صَحَّ - النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: يحيى بن راشد ضعيف.

وأخرجه أبو داود (1027) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن زيد بن أسلم، عن عطاء، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.

وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 19: والحديث متصل مسنَدٌ صحيح، لا يضرُّه تقصيرُ مَنْ قصَّر به في اتصاله؛ لأنَّ الذين وصلوه حُفَّاظٌ مقبولةٌ زيادتُهم، وبالله التوفيق.

ويُنظر ما بعده.

قوله: "ترغيمًا للشيطان" قال السِّندي: سببًا لإغاظته وإذلاله، فإنَّه تكلَّف في التلبيس على العبد، فجعل الله تعالى له طريقَ جَبْرٍ بسجدتين، فأضلَّ سعيَه حيث جعل وسوستَه سببًا للتقرُّب بسجدةٍ استحقَّ هو بتَرْكِها الطَّرد.

ص: 46

1239 -

أخبرنا محمد بن رافع قال: حدَّثنا حُجَين بن المثنَّى قال: حدَّثنا عبد العزيز - وهو ابن أبي سلمة - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار

عن أبي سعيد الخدريّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا لم يَدْرِ أحدُكم صلَّى ثلاثًا أم أربعًا، فليُصَلِّ ركعةً، ثُمَّ يسجُدْ بعد ذلك سجدَتَين وهو جالس، فإنْ كان صلَّى خمسًا شفَعَتا له صلاتَه، وإنْ صلَّى أربعًا كانتا

(1)

ترغيمًا للشَّيطان"

(2)

.

‌25 - باب التَّحرِّي

1240 -

أخبرنا محمد بن رافع قال: حدَّثنا يحيى بن آدم قال: حدَّثنا مُفَضَّل - وهو ابن مُهَلْهَل - عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة

عن عبد الله، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا شَكَّ أحدُكم في صلاتِه فليتحَرَّ الَّذي يرى

(3)

أنَّه الصَّواب

(4)

فيُتِمَّه، ثُمَّ" - يعني - "يسجد سجدَتَين"

(5)

(6)

.

(1)

في (م): كانت.

(2)

إسناده صحيح، عبد العزيز بن أبي سلمة: هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجِشون. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1163).

وأخرجه أحمد (11794) عن يزيد بن هارون وأبي النضر هاشم بن القاسم، كلاهما عن عبد العزيز بن أبي سلمة، بهذا الإسناد.

وينظر ما قبله.

(3)

في (م): يدري.

(4)

بعدها في (هـ) وهامش (ك) زيادة كلمة: فيه.

(5)

بعدها في (هـ) والمطبوع: ولم أفهم بعض حروفه كما أردت، وكذا جاءت في هامشي (ك) و (م)، إلا أنه جاء فيهما: بعض حروف يسجد

، وعليها علامة النسخة.

(6)

إسناده صحيح، منصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (585) و (1164).

وسيأتي في الرواية التالية من طريق مِسْعَر، عن منصور، به. =

ص: 47

1241 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرِّميُّ قال: حدَّثنا وكيع، عن مِسْعَر، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة

عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا شكَّ أحدُكم في صلاته فليتحرَّ

(1)

ويسجُدْ سجدَتَين بعد ما يَفْرُغ"

(2)

.

1242 -

أخبرنا سُويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله، عن مِسْعَر، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة

عن عبد الله قال: صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزادَ أو نقَصَ، فلمَّا سلَّم: قلنا

(3)

يا رسول الله، هل حدَثَ في الصَّلاة شيء؟ قال: "لو حدَثَ في الصَّلاة

(4)

شيءٌ أنبأتُكُموه، ولكنِّي إنَّما أنا بشرٌ أنسى كما تنسَون، فأيُّكم ما

= وسيأتي مطولًا برقم (1242) من طريق مِسْعَر، و (1243) من طريق الفُضيل بن عياض، و (1244) من طريق شعبة، ثلاثتهم عن منصور، به.

وسيأتي بنحوه برقم (1254) من طريق الحكم، و (1255) من طريقي الحكم ومغيرة بن مِقْسَم، و (1329) من طريق الأعمش، ثلاثتهم عن إبراهيم، به.

وسيأتي بنحوه مطولًا برقم (1256) من طريق مفضَّل بن مُهَلْهَل، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سُوَيد، عن علقمة، به.

وسيأتي بنحوه برقم (1258) من طريق سفيان الثوري، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سُوَيد، عن علقمة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، مرسلًا.

(1)

في هامش (ك): فليتحرى (نسخة).

(2)

إسناده صحيح، وكيع: هو ابن الجرَّاح الرُّؤاسي، ومِسْعَر: هو ابن كِدام. وسلف في الذي قبله. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1165).

وأخرجه مسلم (572): (90)، وابن ماجه (1212) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

(3)

عبارة: "فلمَّا سلَّم قلنا" جاء عِوضًا عنها في (هـ): فقيل.

(4)

في (هـ): شيء في الصلاة. وقوله: "في الصلاة" ليس في (ق)، وهو نسخة في هامش (ك) وعليه علامة الصحة.

ص: 48

شكّ في صلاته فلينظُرْ أحرى ذلك إلى الصَّواب، فليُتِمَّ

(1)

عليه، ثُمَّ لِيُسَلِّم، وليسجُدْ سجدَتَين"

(2)

.

1243 -

أخبرنا الحسن بن إسماعيل بن سليمان المُجالديُّ قال: حدَّثنا الفُضَيل - يعني ابن عياض - عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة

عن عبد الله قال: صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، صلاةً فزادَ فيها أو نقَصَ، فلمَّا سلَّم قلنا: يا نبيَّ الله، هل حدَثَ في الصَّلاة شيء؟ قال:"وما ذاك؟ " فذكرنا له الَّذي فعَلَ، فثَنَى رِجْلَه، فاستقبلَ القبلةَ، فسجَدَ سجدَتَي السُّهو، ثُمَّ أقبلَ علينا بوجهِه، فقال:"لو حدَثَ في الصَّلاة شيءٌ لأنبأتُكُم به" ثُمَّ قال: "إنَّما أنا بشرٌ أنسى كما تنسون، فأيُّكم شكَّ في صلاته شيئًا

(3)

فليتحرَّ

(1)

في (م): فليقم.

(2)

إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك، وهو مطوَّل سابِقَيه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1166).

وأخرجه ابن حبان (2660) من طريق حبان بن موسى، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (4348)، ومسلم (572):(90)، وابن حبان (2657) من طرق عن مسعر، به.

وأخرجه أحمد (3570) و (3602) و (3975)، والبخاري (401) و (6671)، ومسلم (572):(89) و (90)، وأبو داود (1020)، وابن ماجه (1218)، وابن حبان (2656) و (2659) و (2662) من طرق عن منصور، به. وبعض الروايات مختصرة.

وسيأتي بنحوه مطولًا في الرواية (1256) من طريق مُفضَّل بن مُهَلْهَل، عن الحسن بن عُبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن علقمة، به. وفي الرواية (1258) من طريق سفيان الثوري، عن الحسن بن عُبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن علقمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وسيأتي بنحوه في الرواية (1259) من طريق الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود، به.

(3)

كلمة "شيئًا" ليست في (ك) و (م).

ص: 49

الَّذي يرى أنَّه صواب

(1)

، ثُمَّ يُسلِّمْ، ثُمَّ يسجُدْ سجدَتَي السَّهو "

(2)

.

1244 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا خالد بن الحارث، عن شعبة قال: كتب إليَّ منصور، وقرأتُه

(3)

عليه، وسمعتُه يُحدِّث

(4)

رجلًا، عن إبراهيم، عن علقمة

عن عبد الله، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى صلاة الظُّهر، ثُمَّ أقبلَ عليهم بوجهه، فقالوا: أحَدَثَ في الصَّلاة حَدَث؟ قال: "وما ذاك؟ " فأخبروه بصنيعه، فثَنَى رِجْلَه، واستقبل القبلة، فسجد سجدَتَين، ثُمَّ سلَّم، ثُمَّ أقبلَ عليهم بوجهه، فقال:"إنَّما أنا بشرٌ أنسى كما تنْسون، فإذا نسيتُ فذكِّروني" قال

(5)

: وقال: "لو كان حدَثَ في الصَّلاة حَدَثٌ أنبأتُكم به

(6)

"وقال: "إذا أوهَمَ

(7)

أحدُكُم في صلاته فليتحرَّ أقربَ ذلك من الصَّواب، ثُمَّ ليُتِمَّ عليه، ثُمَّ ليسجُدْ

(8)

سجدَتَين"

(9)

.

(1)

في (ك): هو صواب، وفي هامش (هـ):(هـ): هو الصواب.

(2)

إسناده صحيح، وسلف في الذي قبله. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (585) و (1167).

وأخرجه مسلم (572): (90) عن يحيى بن يحيى، عن الفضيل بن عياض، بهذا الإسناد.

(3)

في (م) وهامش (ك): وقرأتُ.

(4)

في (م) ونسخة في (هـ): يحدِّثه.

(5)

كلمة "قال" من (م) و (ك).

(6)

كلمة "به" ليست في (ك).

(7)

المثبت من (ك)، وعليها شرح السِّندي، وفي باقي النسخ: وَهِمَ.

(8)

في (هـ) و (ق): يسجد.

(9)

إسناده صحيح، وسلف في سابقيه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1168).

وأخرجه أحمد (4174)، ومسلم:(572): (90)، وابن ماجه (1211) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد. =

ص: 50

1245 -

أخبرنا سُويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله، عن شعبة، عن الحكم قال: سمعتُ أبا وائل يقول:

قال عبد الله: من أوْهَمَ في صلاته فليتحرَّ الصَّواب، ثُمَّ يسجُدْ سجدَتَين بعد ما يَفْرُغ وهو جالس"

(1)

.

1246 -

أخبرنا سويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله، عن مسعر، عن الحكم، عن أبي وائل

عن عبد الله قال: مَنْ شَكَّ أو أَوْهَمَ فليتحَرَّ

(2)

، ثُمَّ ليسجُدْ

(3)

سجدَتَين

(4)

.

1247 -

أخبرنا سويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله، عن ابن عون، عن إبراهيم قال: كانوا يقولون: إذا أوهَمَ يتحرَّى

(5)

الصَّواب، ثُمَّ يسجدُ سجدَتَين

(6)

.

= قال السِّندي: قوله: "إذا أوْهَمَ" أي: أسقط منها شيئًا، ظاهره أنَّ الكلام كان في صورة نقصان، لكنَّ المُحقَّق في الواقع هو الزيادة، ثم لا يخفى أنَّه إذا أسقط ينبغي له إتيان ما أسقطه لا التَّحرِّي، فالظاهر أنَّ المراد بـ "أَوْهَم" أنَّه تردَّد في إسقاطه، لا أنَّه أسقطه جزمًا، وهذا هو الموافق لسائر الروايات، والله أعلم.

(1)

إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك، وشعبة: هو ابن الحجَّاج، والحكم: هو ابن عُتيبة، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1169).

وأخرجه المصنف - أيضًا - في "الكبرى"(582) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسيرد بنحوه في الحديث بعده.

(2)

بعدها في (هـ) زيادة: الصواب. وعليها علامة (نسخة).

(3)

في (ك): يسجد، وعلى هامشها كباقي النسخ.

(4)

إسناده صحيح، مِسْعَر: هو ابن كِدام. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1170).

وسلف بنحوه في الذي قبله.

(5)

في (م): تحرى، وفي (هـ): تحرَّ.

(6)

إسناده صحيح إلى إبراهيم، عبد الله: هو ابن المبارك، وابن عون: هو عبد الله، =

ص: 51

1248 -

أخبرنا سُويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله، عن ابن جُرَيج قال: قال عبد الله بن مُسافِع، عن عُتبة

(1)

بن محمد بن الحارث

عن عبد الله بن جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ شَكَّ في صلاته فليسجُدْ سجدَتَين بعدما يُسلِّم"

(2)

.

1249 -

أخبرنا محمد بن هاشم، أخبرنا الوليد

(3)

، أخبرنا ابن جُرَيج، عن عبد الله بن مُسافِع، عن عُتبة

(4)

بن محمد بن الحارث

عن عبد الله بن جعفر، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ شَكَّ في صلاته فليسجُدْ سجدَتَين بعد التَّسليم"

(5)

.

1250 -

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم قال: حدَّثنا حجَّاج قال: حدَّثنا

(6)

= وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1171).

(1)

المثبت من هامشي (ك) و (هـ)، وهو كذلك في "السنن الكبرى"، وفي باقي النسخ: عقبة؛ ذكره الحافظ في "تقريبه" في: عُتبة، ثم قال: ويُقال: عُقبة، والأول أرجح.

(2)

إسناده ضعيف، عبد الله بن مُسافِع مجهول الحال، فقد روى عنه اثنان أحدهما ابن جُريج، ولم يوثِّقه أحد، ثم إنَّه اختُلف في إسناده، فمن الرُّواة من ذكره عن ابن جُريج هكذا، ومنهم من أدخل مصعبَ بنَ شيبة بين عبد الله بن مسافع وبين عُتبة بن محمد كما سيأتي في الروايات الثلاث الآتية. عبد الله: هو ابن المبارك، وابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (597) و (1172).

وأخرجه أحمد (1753) عن علي بن إسحاق، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

ويغني عن هذا الحديث حديثُ أبي هريرة الآتي برقم (1252).

(3)

في (ر): أبو الوليد، وهو خطأ.

(4)

المثبت من هامش (ك) وحدها، وفي باقي النسخ: عقبة.

(5)

إسناده ضعيف؛ لجهالة حال عبد الله بن مُسافع كما سلف بيانه في الرواية السابقة.

الوليد: هو ابن مسلم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1173).

وينظر ما قبله.

(6)

قوله: "حدثنا" من (م) و (ر).

ص: 52

ابن جُرَيج، أخبرني عبد الله بن مُسافِع، أنَّ مصعب بن شيبة أخبره، عن عُتبة

(1)

بن محمد بن الحارث

عن عبد الله بن جعفر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ شَكَّ في صلاته فليسجُدْ سجدَتَين بعدما يُسلِّم"

(2)

.

1251 -

أخبرنا هارون بن عبد الله قال: حدَّثنا حجَّاج ورَوْح - هو ابن عُبادة - عن ابن جُرَيج قال: أخبرني عبد الله بن مُسافِع، أنَّ مصعب بن شيبة أخبره، عن عُتبة

(3)

ابن محمد بن الحارث

عن عبد الله بن جعفر، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ شَكَّ في صلاته فليسجُدْ سجدَتَين" قال حجَّاج: "بعدما يُسلِّم"، وقال رَوْح:"وهو جالس"

(4)

.

1252 -

أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة

عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ أحدَكم إذا قام يُصلِّي جاءه الشَّيطانُ، فَلَبَسَ عليه صلاتَه، حتّى لا يدري كم صلَّى، فإذا وجدَ أحدُكُم

(1)

المثبت من هامش (ك)، وفي باقي النسخ: عقبة.

(2)

إسناده ضعيف؛ لجهالة حال عبد الله بن مُسافع كما سلف بيانه في الرواية (1248)، ومصعب بن شيبة ليِّن الحديث. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1174).

وأخرجه أحمد (1752)، وأبو داود (1033) من طريق حجاج، بهذا الإسناد.

وينظر الحديثان السابقان.

(3)

المثبت من هامشي (هـ) و (ك)، وفي باقي النسخ: عقبة. وكذلك سمَّاه رَوْح بن عُبادة، وقد نقل المزي في "تهذيب الكمال" عن الإمام أحمد أنَّه قال: وأخطأ فيه روح، إنَّما هو عُتبة.

(4)

إسناده ضعيف، كما سلف بيانه في الروايتين (1248) و (1250). حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، ورَوْح: هو ابن عبادة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1175).

وأخرجه أحمد (1747) عن حجاج وروح، بهذا الإسناد، وينظر ما قبله.

ص: 53

ذلك

(1)

فليسجُدْ سجدَتَين وهو جالس"

(2)

.

1253 -

أخبرنا بشر بن هلال قال: حدَّثنا عبد الوارث، عن هشام الدَّستُوائيّ، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا نُودِيَ للصَّلاة

(3)

أَدبَرَ الشَّيطانُ له ضُراط، فإذا قُضِيَ التَّثويبُ أقبلَ حتَّى يَخْطُرَ بين المرءِ وقلبِه حتَّى لا يدري كم صلَّى، فإذا رأى أحدُكم ذلك فليسجُدْ سجدَتَين"

(4)

(5)

.

(1)

في (م): ذلك أحدكم.

(2)

إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابن سعيد، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (596) و (1176).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 100، ومن طريقه أخرجه البخاري (1232)، ومسلم (389):(82) بإثر الحديث (569)، وأبو داود (1030)، وابن حبان (2683).

وأخرجه أحمد (7286) و (7694) و (7803) و (7822)، ومسلم (389):(82) بإثر الحديث (569)، وأبو داود (1031) و (1032)، والترمذي (397)، والمصنِّف في "الكبرى"(595)، وابن ماجه (1216) من طرق عن الزهري، به. وبعضهم يزيد: قبل التسليم.

وسيرد بنحوه في الرواية التالية من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به.

وسلف بنحوه برقم (670) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، به.

قوله: "فلبَسَ عليه" قال السِّندي: بفتح الباء المخففة أو مشدَّدة، أي: خلط.

(3)

في (م): بالصلاة.

(4)

هذا الحديث والذي قبله جاءا في (ر) و (ك) و (م) قبل الحديث رقم (1245).

(5)

إسناده صحيح، عبد الوارث: هو ابن عبد الصمد، وهشام الدَّسْتُوائي: هو ابن أبي عبد الله، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1177).

وأخرجه أحمد (10769)، والبخاري (1231)، ومسلم (389):(83) بإثر الحديث (569)، وابن حبان (16) من طرق عن هشام، بهذا الإسناد.

وأخرجه المصنِّف في "الكبرى"(595)، وابن حبان (1662) من طريقين عن يحيى بن أبي كثير، به. =

ص: 54

‌26 - باب ما يفعل من صلَّى خمسًا

1254 -

أخبرنا محمد بن المُثنَّى ومحمد بن بشَّار - واللَّفظ لابن المثنَّى - قالا: حدَّثنا يحيى، عن شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة

عن عبد الله قال: صلَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهرَ خمسًا، فقيل له: أزِيدَ في الصَّلاة؟ قال: "وما ذاك؟ " قالوا: صلَّيتَ خمسًا. فثَنَى رِجْلَه وسَجَدَ سجدَتَين

(1)

.

= وأخرجه أحمد (10543) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، به.

وأخرجه أحمد (10263) من طريق فُليح بن سليمان، وابن ماجه (1217) من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن سلمة بن صفوان، عن أبي سلمة، به. قال فُليح في آخره:"فليسلِّم ثم ليسجُدْ سجدتين وهو جالس". وهي رواية ضعيفة؛ لضعف فُليح. وقال ابن إسحاق: "فليسجُدْ سجدتين قبل أن يُسلِّم". وهي صحيحة موافقة لبعض من رواه عن الزُّهري كما في تخريج الرواية السالفة.

وسلف بنحوه في الرواية السابقة.

والمراد بـ "التثويب" في هذا الحديث: الإقامة. ينظر "فتح الباري" 2/ 112.

وقوله: "يَخْطُر" أي: يوسوس. وقد سلف شرحه عند الحديث (670).

(1)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشعبة: هو ابن الحجَّاج العَتَكي، والحكم: هو ابن عُتيبة، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، وعلقمة: هو ابن قيس النَّخَعي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1178).

وأخرجه ابن حبان (2658) عن زكريا بن يحيى الساجي، عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (1205) عن محمد بن بشار وحده، به.

وأخرجه أحمد (4237)، والبخاري (404)، وابن ماجه (1205) من طريق يحيى بن سعيد، به.

وأخرجه أحمد (3566) و (4237) و (4431)، والبخاري (1226) و (7249)، ومسلم (572)(91)، وأبو داود (1019)، والترمذي (392) من طرق عن شعبة، به.

وسلف بنحوه برقم (1240) وما بعده، وينظر ما بعده.

ص: 55

1255 -

أخبرنا عَبْدَة بن عبد الرَّحيم المَرْوَزيُّ

(1)

قال: أخبرنا ابن شُمَيل قال: أخبرنا شعبة، عن الحكم ومغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة

عن عبد الله، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّه صلَّى بهم الظُّهرَ خمسًا، فقالوا: إنَّك صلَّيتَ خمسًا. فسجَدَ سجدَتَين بعدما سلَّمَ وهو جالس

(2)

.

1256 -

أخبرنا محمد بن رافع قال: حدَّثني يحيى بن آدم قال: حدَّثنا مُفضَّل بن مُهَلْهَل، عن الحسن بن عُبيد الله، عن إبراهيم بن سُويد قال: صلَّى علقمةُ خمسًا، فقيل له، فقال: ما فعَلتُ. قلت برأسي: بلى. قال: وأنت يا أَعورُ؟ فقلتُ: نعم. فسجَدَ سجدَتَين، ثُمَّ حدَّثنا

عن عبد الله، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّه صلَّى خمسًا، فَوَشْوَشَ القومُ بعضُهم إلى بعض، فقالوا له: أزِيدَ في الصَّلاة؟ قال: "لا"، فأخبروه، فثَنَى رِجْلَه، فسجَدَ سجدَتَين، ثُمَّ قال:"إنَّما أنا بشرٌ أنسى كما تَنْسَون"

(3)

.

(1)

كلمة "المَرْوزي" ليست في (ك).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من جهة الحكم - وهو ابن عُتيبة - من أجل عَبْدة بن عبد الرحيم، فهو صدوق، وبقية رجال الإسناد ثقات. وأمَّا الإسناد من جهة مغيرة: وهو ابن مِقْسَم، فهو ضعيف؛ لأنَّ مغيرةَ يدلِّس عن إبراهيم: وهو ابن يزيد النَّخَعي، لكنَّه مُتابَع في هذا الإسناد بالحَكَم. وعلقمة: هو ابن قيس النَّخعي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (582) و (1179).

وأخرجه المصنِّف - أيضًا - في "الكبرى"(583) عن قتيبة، عن أبي عوانة، عن مغيرة وحده، عن إبراهيم، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.

وينظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1180).

وأخرجه أحمد (4282)، ومسلم:(572): (92) من طريق عبد الله بن إدريس، ومسلم (572):(92)، وأبو داود (1022) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن الحسن بن عبيد الله، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (4170)، وابن حبان (2661) من طريق سلمة بن كهيل، عن إبراهيم بن سويد، به. =

ص: 56

1257 -

أخبرنا سُويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله

(1)

، عن مالك بن مِغْوَل قال: سمعتُ الشَّعبيَّ يقول:

سها علقمةُ بنُ قيس في صلاته، فذكروا له بعدما تكلَّم، فقال: أكذلك يا أَعورُ؟ قال: نعم. فحَلَّ حِبْوَتَه، ثُمَّ سجدَ سجدَتَي السَّهو

(2)

. قال: وسمعتُ الحكم يقول: كان علقمةُ صلَّى خمسًا

(3)

.

1258 -

أخبرنا سُويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله، عن سفيان، عن الحسن

(4)

ابن عُبيد الله، عن إبراهيم

أنَّ علقمة صلَّى خمسًا، فلمَّا سلَّمَ قال إبراهيم بن سُويد: يا أبا شِبْل، صَلَّيتَ خمسًا. فقال: أكذلك

(5)

يا أعور؟ فسجدَ سجدَتَي السَّهو، ثُمَّ قال: هكذا فعلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

(6)

.

= وسيرد مختصرًا برقم (1258) من طريق سفيان الثوري، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، عن علقمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.

وينظر الحديث (1242).

(1)

بعدها في (م): يعني ابن المبارك.

(2)

بعدها في (ق) و (هـ): زيادة وقال: هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(3)

إسناده صحيح، الشَّعبي: هو عامر بن شَراحيل. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1181).

(4)

تحرف في (ق) إلى: الحسين.

(5)

في (هـ) نسخة: كذا.

(6)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن خالف فيه سفيان - وهو ابن سعيد الثوري - الرُّواةَ عن الحسن بن عُبيد الله، فرواه عنه، عن إبراهيم - وهو ابن سويد - عن علقمة - وهو ابن قيس النخعي - عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. وقد سلف موصولًا برقم (1256) من طريق المُفضَّل بن مُهَلْهَل، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1182).

ص: 57

1259 -

أخبرنا سويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله، عن أبي بكر النَّهْشلي، عن عبد الرّحمن بن الأسود، عن أبيه

عن عبد الله، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى إحدى صلاتَي العَشِيِّ خمسًا، فقيل له

(1)

: أزِيدَ في الصَّلاة؟ قال: "وما ذاك؟ " قالوا: صلّيتَ خمسًا. قال: "إنَّما أنا بشرٌ، أنسى كما تَنْسَون، وأذكُرُ كما تَذْكرون" فسجدَ سجدَتَين، ثُمَّ انفَتَل

(2)

.

‌27 - باب ما يفعل مَنْ نسي شيئًا من صلاته

1260 -

أخبرنا الرّبيع بن سليمان قال: حدَّثنا شعيب بن اللَّيث قال: حدَّثنا اللَّيث، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن يوسف مولى عثمان، عن أبيه يوسف

أنَّ معاوية صلَّى إمامَهم، فقام في الصَّلاة وعليه جُلوسٌ، فسبَّحَ النَّاسُ، فتَمَّ على قيامِه، ثُمَّ سَجَدَ

(3)

سجدَتَين وهو جالِسٌ بعد أن

(4)

أتمَّ الصَّلاة، ثُمَّ قعدَ على المنبر، فقال: إِنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ نسيَ شيئًا من صلاتِه فليسجُدْ مِثْلَ هاتين السَّجدَتَين"

(5)

.

(1)

كلمة "له" ليست في (م) و (ر).

(2)

إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك، وأبو بكر النَّهْشَلي اختُلِفَ في اسمه؛ فقيل: عبد الله بن قِطاف، وقيل: وَهْب، وقيل: معاوية. والأسود والد عبد الرَّحمن: هو ابن يزيد النَّخَعي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (584) و (1183).

وأخرجه مسلم (572): (93) عن عون بن سلَّام، عن أبي بكر النهشلي، بهذا الإسناد.

وتُنظر الروايتان (1240) و (1242).

(3)

بعدها في (م): بنا.

(4)

في (م): بعدما.

(5)

مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عجلان، وهو صدوق، ومن أجل يوسف والد محمد، فقد تفرَّد بالرواية عنه ابنه محمد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: لا بأس به. وباقي رجال الإسناد ثقات. الليث: هو ابن سعد. =

ص: 58

‌28 - باب التَّكبير في سجدَتَي السَّهو

1261 -

أخبرنا أحمد بن عمرو بن السَّرح أبو الطَّاهر

(1)

قال: أخبرنا ابن وَهْب قال: أخبرني عَمرو ويونس واللَّيث، أنَّ ابن شهاب أخبرهم، عن عبد الرَّحمن الأعرج أنَّ عبد الله بن بُحَينة حدَّثه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قامَ في الثِّنتين من الظُّهر فلم يجلس، فلمَّا قضى صلاتَه سجدَ سجدَتَين، كَبَّرَ في كلِّ سجدةٍ وهو جالسٌ قبلَ أن يُسلِّم، وسجدَهما النَّاسُ معه مكانَ ما نسِيَ من الجلوس

(2)

.

= وهو في "السنن الكبرى" برقمي (598) و (1184).

وأخرجه أحمد (16917) عن يونس، عن ليث، بهذا الإسناد.

وأخرجه - أيضًا - (16915) من طريق ابن جريج، عن محمد بن يوسف، به.

ويشهد للمرفوع منه حديث ابن مسعود السالف برقم (1240) وغيره.

قال السِّندي: قوله: "أمامهم" بفتح الهمزة أو كسرها، والنصب على الحال بتأويل: إمامًا لهم، أو على أنَّ الإضافة لفظية فإنه بمعنى: يؤمُّهم.

(1)

قوله: "أبو الطاهر" من (م) و (ر).

(2)

إسناده صحيح، ابن وَهْب: هو عبد الله، وعمرو: هو ابن الحارث المصري، ويونس: هو ابن يزيد الأَيْلي، والليث: هو ابن سعد، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهري، وعبد الرحمن الأعرج: هو ابن هُرْمُز. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (607) و (1185).

وأخرجه ابن حبان (2677) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1230)، ومسلم (570):(86)، والترمذي (391)، وابن حبان (1938) و (1939) و (1941) و (2678) من طرق عن الليث وحده، به.

وأخرجه ابن حبان (2677) من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث وحده، به.

وسلف برقم (1222) من طريق مالك، عن الزهري، به.

وسلف برقم (1177) من طريق يحيى بن سعيد، عن الأعرج، به.

ص: 59

‌29 - باب صفة الجلوس في الرَّكعة الَّتي يقضي فيها الصَّلاة

1262 -

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدَّورقيُّ ومحمد بن بشَّار بُنْدار - واللَّفظ له - قالا: حدَّثنا يحيى بن سعيد قال: حدَّثنا عبد الحميد بن جعفر قال: حدَّثني محمد بن عَمرو بن عطاء

عن أبي حُمَيدٍ السَّاعديِّ قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا كانَ في الرَّكعتين اللَّتين تنقضي

(1)

فيهما الصَّلاةُ، أخَّر

(2)

رِجْلَه اليسرى، وقعَدَ على شِقِّه مُتورِّكًا، ثُمَّ سلَّمَ

(3)

.

1263 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد

(4)

قال: حدَّثنا سفيان، عن عاصم بن كُلَيب، عن أبيه

عن وائل بن حُجْر قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يرفَعُ يدَيه إذا افتتَحَ الصَّلاة، وإذا ركَعَ، وإذا رفَعَ رأسَه من الرُّكوع، وإذا جَلَسَ أضْجَعَ اليُسرى، ونصَبَ اليُمنى، ووضعَ يدَه اليُسرى على فخِذِه اليُسرى

(5)

، ويدَه اليُمنى على فَخِذِه اليُمنى، وعقَدَ ثِنتين: الوسطى والإبهامَ، وأشار

(6)

.

(1)

في (ر) و (م) وهامشي (ك) و (هـ) والمطبوع: تقضى.

(2)

في (ر) ونسخة في هامش (ك): فأخَّر.

(3)

إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطان. يحيى بن سعيد: هو القطان، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1186).

وهو قطعة من حديث أبي حُميد الساعدي، سلف قطع منه بالأرقام (1039) و (1101) و (1181).

(4)

قوله: "بن سعيد" من (م).

(5)

في (هـ): الأيسر.

(6)

إسناده قوي من أجل كُليب والد عاصم: وهو ابن شهاب الكوفي، قال الحافظ في "تقريبه": صدوق، ووهم مَنْ ذكره في الصحابة. وسفيان: هو ابن عُيينة. وهو في "السنن =

ص: 60

‌30 - باب موضع الذِّراعين

1264 -

أخبرنا محمد بن عليّ بن ميمون الرّقِّيُّ قال: حدَّثنا محمد - وهو ابن يوسف الفِرْيابيُّ - قال: حدَّثنا سفيان، عن عاصم بن كُلَيب، عن أبيه

عن وائل بن حُجْر، أنَّه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم جلسَ في الصَّلاة

(1)

، ففرشَ

(2)

رِجْلَه اليُسرى، ووضعَ ذراعَيه على فخِذَيه، وأشار بالسَّبَّابة يدعو بها

(3)

.

‌31 - باب موضع المِرْفَقين

(4)

1265 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: أخبرنا بشر بن المُفَضَّل قال: حدَّثنا عاصم بن كُلَيب، عن أبيه

عن وائل بن حُجْر قال: قلتُ: لأنظُرَنَّ إلى

(5)

رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلِّي؟

= الكبرى" برقم (1187).

وسلف بإسناده غير شيخ المصنف برقم (1159) عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ.

وسلف نحوه برقم (889) من طريق زائدة بن قدامة، عن عاصم بن كليب، به.

وسيأتي بنحوه من طرق أخرى عن عاصم بن كليب في الأرقام (1264) و (1265) و (1268).

(1)

قوله: في الصلاة، سقط من (ق).

(2)

في (ر) وهامش (م): فافترش.

(3)

إسناده قوي كسابقه، سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1188).

وأخرجه - بنحوه مطولًا - أحمد (18858) و (18871) من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وسلف نحوه برقم (889)، وينظر ما قبله.

(4)

على هامشي (ك) و (هـ): موضع حدِّ المرفق الأيمن، وعليها في (ك) علامة الصحة، وهي كذلك في "السنن الكبرى" 2/ 60.

(5)

بعدها في (م) و (هـ) ونسخة بهامش (ك): صلاة.

ص: 61

فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فاستقبلَ القبلةَ، فرفَعَ يدَيه حتَّى حاذَتا أُذُنَيه

(1)

، ثُمَّ أخذ شماله بيمينِه، فلمَّا أرادَ أن يركعَ رفعَهما مثلَ ذلك، ووضعَ يدَيه على رُكبتَيه، فلمَّا رفعَ رأسَه من الرُّكوع رفعَهما مِثْلَ ذلك، فلمَّا سجدَ وضعَ رأسَه بذلك المنزل من يدَيه

(2)

، ثُمَّ جلسَ فافترشَ رِجْلَه اليُسرى، ووضعَ يدَه اليُسرى على فخِذِه اليُسرى، وحَدّ مِرْفَقه الأيمن على فَخِذِه اليُمنى، وقبَضَ ثِنْتَين وحَلَّقَ، ورأيتُه يقول هكذا، وأشار بِشْرٌ بالسَّبَّابة من اليُمنى، وحَلَّقَ الإبهامَ والوسطى

(3)

.

‌32 - باب موضع الكفَّين

1266 -

أخبرنا محمد بن منصور قال: حدَّثنا سفيان قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن مسلم بن أبي مريم - شيخٍ من أهل المدينة - ثُمَّ لقيتُ الشَّيخَ، فقال: سمعتُ عليَّ

(1)

في (م) و (ك) وهامش (هـ): حاذى بأذنيه.

(2)

في هامش (هـ): يده.

(3)

إسناده قوي كسابِقَيه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1189).

وأخرجه أبو داود (726) و (957) عن مسدَّد، وابن ماجه - مقطَّعًا - (810) و (867) عن بشر بن معاذ، كلاهما عن بشر بن المفضَّل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (810) من طريق عبد الله بن إدريس، عن عاصم بن كليب، به مختصرًا.

وسلف نحوه برقم (889). وتُنظر الروايتان السابقتان.

قال السِّنْدي: قوله: "ووضع رأسَه بذلك المنزِل من يديه" أي: وضع رأسَه بحيث صار اليدانِ مُحاذيتين للأُذُنين. و"حَدَّ مِرْفَقَه" على صيغة الماضي، عطْفٌ على الأفعال السابقة، و "على" بمعنى: عن، أي: رفَعَه عن فخذه أو بمعناه، والحَدُّ: المَنْعُ والفصلُ بين الشَّيئين، أي: فصَلَ بين مِرْفقِه وجنبِه، ومنَعَ أن يلتصِقَ في حالة استعلائه على فخذِه. وجُوِّز أن يكون اسمًا مرفوعًا مضافًا إلى المرفق على الابتداء، خبرُه:"على فخذِه"، والجملة حال، أو اسمًا منصوبًا عطفًا على مفعول "وضَعَ"، أي: وضعَ حدَّ مرفقه اليمنى على فخذه اليمنى، وهذا الوجه هو الموافق للرواية المتقدِّمة في الكتاب، وهي:"وجعلَ حَدَّ مرفقه الأيمن على فخذه"، وسيجيء أيضًا. وجَوَّز بعضُهم أنَّه ماضٍ من التوحيد؛ أي: جعل مرفقَه منفردًا عن فخذه، أي: رفعَه، وهذا أبعَدُ الوجوه، والله تعالى أعلم.

ص: 62

ابن عبد الرَّحمن يقول:

صلَّيتُ إلى جنب ابن عمر، فقلَّبتُ الحصى، فقال لي ابن عمر: لا تُقَلِّبِ الحصى، فإنَّ تقليبَ الحصى من الشَّيطان، وافعل كما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. قلتُ: وكيفَ رأيتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل؟ قال: هكذا. ونصَبَ اليُمنى، وأضجع اليُسرى، ووضعَ يدَه اليُمنى على فَخِذِه اليُمنى، ويدَه اليُسرى على فخِذِه اليُسرى، وأشار بالسَّبَّابة

(1)

.

‌33 - باب قبض الأصابع من اليد اليمنى دون السَّبَّابة

1267 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد، عن مالك، عن مسلم بن أبي مريم، عن عليّ بن عبد الرَّحمن قال:

رآني ابن عمر وأنا أعبَثُ بالحصى

(2)

في الصَّلاة، فلمَّا انصرفَ نهاني وقال: اصنَعْ كما كان - يعني - رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصنع. قلتُ: وكيف كان يصنع؟ قال: كان إذا جلس في الصَّلاة وضعَ كفَّه اليُمنى على فَخِذِه، وقبض - يعني - أصابعه كلّها، وأشار بإصبعه الَّتي تلي الإبهامَ، ووضع كفَّه اليُسرى على فخِذِه اليُسرى

(3)

.

(1)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1190).

وأخرجه أحمد (4575) مختصرًا، ومسلم (580):(116) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسلف نحوه برقم (1160). وينظر ما بعده.

قال السِّندي في حاشيته على "مسند أحمد": قوله: "فقلبتُ الحصى" أي: لأُسَوِّيَه للسجود.

(2)

في (م): بالحصباء.

(3)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1191).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 88، ومن طريقه أخرجه أحمد (5331)، ومسلم (580):(116)، وأبو داود (987)، وابن حبان (1942).

وينظر ما قبله. =

ص: 63

‌34 - باب قبض الثَّنتين من أصابع اليد اليمنى وعقد الوسطى والإبهام منها

1268 -

أخبرنا سُويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن زائدة قال: حدَّثنا عاصم بن كُلَيب قال: حدَّثني أبي

أنَّ وائل بن حُجْر قال: قلتُ: لأنظُرَنَّ إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلِّي؟ فنظرتُ إليه، فوصَفَ، قال: ثُمَّ قعدَ وافترشَ رِجْلَه اليُسرى، ووضعَ كفَّه اليُسرى على فخِذِه ورُكبتِه اليُسرى، وجعلَ حَدَّ مِرْفَقه الأيمن على فخِذِه اليُمنى، ثُمَّ قبضَ اثنتَينِ من أصابِعه، وحلَّقَ حلقةً، ثُمَّ رفعَ أصبعَه، فرأيتُه يُحرِّكها يدعو بها

(1)

. مختصر.

‌35 - باب بَسْط اليسرى على الرُّكبة

1269 -

أخبرنا محمد بن رافع قال: حدَّثنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا مَعْمَر، عن عُبيد الله، عن نافع

عن ابن عمر، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلسَ في الصَّلاة وضعَ يدَيه على رُكبَتَيه، ورَفعَ أصبُعَه الَّتي تلي الإبهام فدعا بها، ويدَه اليُسرى على رُكبَتِه باسطها عليها

(2)

.

= قال السِّندي: قوله: "وقبَضَ" يعني أصابعَه كلَّها، ولا يُنافي حديث الحلقة؛ لجواز وقوع الكلِّ في الأوقات المتعدِّدة، فيكون الكلُّ جائزًا.

(1)

حديث صحيح دون قوله: "فرأيتُه يُحرِّكها" فهو شاذٌّ انفرد به زائدة - وهو ابن قُدامة الثقفي - من بين أصحاب عاصم بن كُليب، وهو مختصر الحديث رقم (889). وهو في "السنن الكبرى" برقم (1192).

(2)

إسناده صحيح، عبد الرزاق: هو ابن هَمَّام الصنعاني، ومَعْمَر: هو ابن راشد البصري، وعبيد الله: هو ابن عمر العُمَري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1193).

وأخرجه مسلم (580): (114) عن محمد بن رافع، بهذا الإسناد. =

ص: 64

1270 -

أخبرنا أيوب بن محمد الوزَّان قال: حدَّثنا حجَّاج، قال ابن جُرَيج: أخبرني زياد، عن محمد بن عَجْلان، عن عامر بن عبد الله بن الزُّبير

عن عبد الله بن الزُّبير، أنَّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كان يُشيرُ بأصبعِه إذا دعا، ولا يحرِّكها. قال ابن جُرَيج: وزاد عمرو قال: أخبرني عامر بن عبد الله بن الزُّبير عن أبيه، أنَّه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يدعو كذلك، ويتحامَلُ بيدِه اليُسرى على رِجْلِه اليُسرى

(1)

.

‌36 - باب الإشارة بالأصبع في التَّشهُّد

1271 -

أخبرني محمد بن عبد الله بن عمَّار المَوصليُّ، عن المُعافى، عن عصام بن قُدامة، عن مالك - وهو ابن نُمَير الخُزاعيُّ -

= وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3238)، ومن طريقه أخرجه أحمد (6348)، ومسلم (580):(114)، والترمذي، (294)، وابن ماجه (913).

وأخرجه بنحوه أحمد (6153)، ومسلم (580):(115) من طريق أيوب، عن نافع، به.

وأخرجه أحمد (6000) من طريق كثير بن زيد، عن نافع: قال كان ابن عمر إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه، وأشار بأصبعِه، وأتبعها بصرَه، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَهِيَ أشدُّ على الشيطان من الحديد" يعني السبابة. كثير بن زيد ضعيف.

(1)

إسناده قوي من أجل محمد بن عجلان، وباقي رجال الإسناد ثقات، وابن جُرَيج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز، وإن كان مدلِّسًا - قد صرَّح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه.

حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي، وزياد: هو ابن سعد الخُراساني، وعَمرو: هو ابن دينار.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (1194).

وأخرجه أبو داود (989) عن إبراهيم بن الحسن المِصِّيصي، عن حجَّاج، بهذا الإسناد.

وسيرد بنحوه - ودون قوله: "ولا يحرِّكها" - برقم (1275) من طريق يحيى بن سعيد، عن محمد بن عجلان، به. وينظر تتمة تخريجه هناك.

وينظر الحديث رقم (1159).

قال السِّندي: قوله: "ويتحامل" أي: يعتمد، والمراد وضعُها وبسطُها على فخذه اليسرى، والله أعلم.

ص: 65

عن أبيه قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم واضعًا يدَه اليُمنى على فَخِذِه اليُمنى في الصَّلاة، ويُشير بأصبعِه

(1)

.

‌37 - باب النَّهي عن الإشارة بأصبعين، وبأيِّ أصبعٍ يُشير

1272 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا صفوان بن عيسى قال: حدَّثنا ابن عَجْلان، عن القعقاع، عن أبي صالح

عن أبي هريرة، أنَّ رجلًا كان يدعو بأصبعَيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أحِّدْ، أحِّدْ"

(2)

.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، مالك بن نُمير لم يروِ عنه سوى عصام بن قُدامة، ولم يُؤثَر توثيقُه عن غير ابن حبَّان، وقال الدارقطني: يُعتَبَر به. وقال يحيى القطَّان: لا يُعرَف حالُه. وقال الذهبي في "الميزان" 4/ 10: لا يُعرَف. المُعافي: هو ابن عمران الأزدي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1195).

وأخرجه أحمد (15867)، وابن ماجه (911) من طريق وكيع، عن عصام بن قدامة، بهذا الإسناد.

وسيرد برقم (1274) من طريق أبي نُعيم، عن عصام بن قُدامة، به. وزاد: قد أحناها شيئًا وهو يدعو.

ويشهد له الأحاديث الثلاثة السابقة، الأول عن وائل بن حجر برقم (1268)، والثاني عن ابن عمر برقم (1269)، والثالث عن عبد الله بن الزبير برقم (1270).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل ابن عجلان: وهو محمد. القعقاع: هو ابن حكيم، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1196).

وأخرجه الترمذي (3557) عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح.

وأخرجه أحمد (10739) عن صفوان بن عيسى، به.

وأخرجه ابن حبان (884) من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، به.

قال الترمذي: ومعنى هذا الحديث: إذا أشار الرجل بأصبعيه في الدعاء عند الشهادة لا يشير إلا بأصبع واحدة.

والرجل الذي أمره النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالإشارة بأصبعٍ واحدة هو سعد بن أبي وقَّاص كما سيأتي في =

ص: 66

1273 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المُخرِّميُّ قال: حدَّثنا أبو معاوية قال: حدَّثنا الأعمش، عن أبي صالح

عن سعد قال: مرَّ عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا أدعو بأصابعي، فقال:"أحِّد، أحِّد"، وأشار بالسَّبَّابة

(1)

.

= الرواية التالية.

قال ابن الأثير في "النهاية" 1/ 27: "أحِّدْ أحِّدْ" أي: أشِرْ بأصبُعٍ واحدة؛ لأنَّ الذي تدعو إليه واحد، وهو الله تعالى.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلِفَ فيه على الأعمش - وهو سليمان بن مِهْران - كما يلي:

فرواه أبو معاوية - وهو محمد بن خازم الضرير - كما هنا، وفي "السنن الكبرى"(1197)، وعند أبي داود (1499)، وأبي يعلى، (793)، والطبراني (216)، والحاكم 1/ 536، والضياء المقدسي في "المختارة"(947) - عن الأعمش، عن أبي صالح، عن سعد بن أبي وقاص. وقال الحاكم: صحيح على شرطهما إن كان أبو صالح السمان سمعه من سعد.

قلت: قد ذكر المزي في "تهذيب الكمال" 8/ 513 في ترجمة أبي صالح أنَّه سأل سعدًا مسألةً في الزكاة، وشهد يوم الدار زمن عثمان. وصرَّح الذهبي في "السير" 5/ 36 أنَّه سمع منه، وذكر أنَّه وُلِدَ في خلافة عمر.

ورواه عبد الله بن داود الخُرَيبي - فيما أخرجه البزار (1236) - عن الأعمش، بمثل إسناد أبي معاوية.

ورواه حفص بن غياث - فيما أخرجه ابن أبي شيبة (8512)، وأحمد (9439)، والطبراني في "الدعاء"(215) - عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

ورواه عقبة بن خالد - فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 4/ 397 - عن الأعمش، عن أبي صالح، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه محمد بن فُضيل الضبي في "الدعاء"(18)، ووكيع - فيما أخرجه ابن أبي شيبة (8527)، والبيهقي في "الدعوات"(264) - كلاهما عن الأعمش، عن أبي صالح .... مرسلًا.

قال الدارقطني: لم يُتابَع حفصٌ على قوله، وقول أبي معاوية أشبه بالصواب.

وتنظر الرواية السابقة.

ص: 67

‌38 - باب إحناء السَّبَّابة في الإشارة

1274 -

أخبرني أحمد بن يحيى الصُّوفيُّ قال: حدَّثنا أبو نُعيم قال: حدَّثنا عصام بن قُدامة الجَدَليُّ قال: حدَّثني مالك بن نُمير الخُزاعيُّ - من أهل البصرة -

أنَّ أباه حدَّثه، أنَّه رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قاعدًا في الصَّلاة، واضعًا ذِراعَه اليُمنى على فَخِذِه اليُمنى، رافعًا أصبعَه السَّبَّابةَ، قد أَحْناها شيئًا وهو يدعو

(1)

.

‌39 - باب موضع البصر عند الإشارة وتحريك السَّبَّابة

1275 -

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدَّثنا يحيى، عن ابن عَجْلان، عن عامر بن عبد الله بن الزُّبير

عن أبيه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قعدَ في التَّشهُّد وضعَ كفَّه اليُسرى على فَخِذِه اليُسرى، وأشار بالسَّبَّابة لا يجاوز بصرُه إشارَتَه

(2)

.

(1)

حديث صحيح لغيره دون قوله: "قد أحناها شيئًا"، وهذا إسناد ضعيف تقدَّم الكلام عليه عند الرواية (1271). أبو نُعيم: هو الفضل بن دُكَين. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1198).

وأخرجه أحمد (15866)، وأبو داود (991)، وابن حبان (1946) من طرق عن عصام بن قدامة، بهذا الإسناد.

وقد سلفت شواهده - دون قوله: "قد أحناها شيئًا" - عند الرواية (1271).

وقوله: "أحناها" قال السِّندي: أي: مَيَّلها.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل ابن عجلان: وهو محمد، وباقي رجال الإسناد ثقات. يحيى: هو ابن سعيد القطَّان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1199).

وأخرجه أحمد (6100/ 2)، وأبو داود (990)، وابن حبان (1944) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه مسلم (579): (113)، وابن حبان (1943) من طريق أبي خالد الأحمر، ومسلم (579):(113) من طريق الليث بن سعد، والطبراني في "الكبير"(240) من طريق سليمان بن بلال، و (241) من طريق روح بن القاسم، أربعتهم عن محمد بن عجلان، به. =

ص: 68

‌40 - باب النَّهي عن رفع البصر إلى السَّماء عند الدُّعاء في الصَّلاة

1276 -

أخبرنا أحمد بن عمرو بن السَّرح، عن ابن وَهْب قال: أخبرني اللَّيث، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج

عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليَنتهينَّ أقوامٌ عن رفْعِهم

(1)

أبصارَهم عند الدُّعاء في الصَّلاة إلى السَّماء، أو لتُخطَفَنَّ أبصارُهم

(2)

"

(3)

.

‌41 - باب إيجاب التّشهُّد

1277 -

أخبرنا سعيد بن عبد الرَّحمن أبو عُبيد الله المخزوميُّ قال: حدَّثنا سفيان، عن الأعمش ومنصور، عن شقيق بن سلمة

عن ابن مسعود قال: كُنَّا نقول في الصَّلاة قبل أن يُفرَض التَّشهُّد: السَّلام على الله، السَّلام على جبريل وميكائيل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا

= وأخرجه بنحوه أحمد (16100/ 1) عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان وزياد بن سعد، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، به.

وأخرجه بنحوه مسلم (579): (112)، وأبو داود (988) من طريق عثمان بن حكيم، عن عامر، به.

وسلف برقم (1270) من طريق آخر عن ابن عجلان، به. وفيه كان يشير بإصبعه إذا دعا ولا يُحرِّكُها.

(1)

المثبت من (م) و (هـ) وهامش (ك) وهامش (ر)، وفي باقي النسخ: رفع.

(2)

في (هـ): ليخطف الله أبصارهم، وفي هامشها: ليخطفنَّ أبصارهم.

(3)

إسناده صحيح، ابن وَهْب: هو عبد الله، والليث: هو ابن سعد، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هُرْمُز. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1200).

وأخرجه مسلم (429) من طريقين عن ابن وَهْب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (8408) و (8802) من طريق الحسن البصري، عن أبي هريرة، به. دون قوله:"عند الدعاء".

قال السِّندي: قوله: "أو لتُخْطَفَنَّ" على بناء المفعول وفتح الفاء، أي: لتُسْلَبَنَّ أبصارُهم بسرعة.

ص: 69

تقولوا هكذا، فإنَّ الله عز وجل هو السَّلام، ولكن قولوا: التَّحيَّات للّه، والصَّلوات، والطَّيِّبات، السَّلامُ عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله وبركاته، السَّلامُ علينا وعلى عباد الله الصّالحين، أشهدُ أن لا إلهَ إِلَّا الله، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه"

(1)

.

‌42 - باب تعليم التَّشهُّد كتعليم السُّورة من القرآن

1278 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدَّثنا يحيى بن آدم قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن بن حُميد قال: حدَّثنا أبو الزُّبير، عن طاوس

عن ابن عبَّاس قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعلِّمنا التَّشْهُّدَ كما يُعلِّمنا السُّورةَ من القرآن

(2)

.

‌43 - باب التَّشهُّد

(3)

1279 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد

(4)

قال: حدَّثنا الفُضَيل - وهو ابن عياض - عن

(1)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، ومنصور: هو ابن المُعتَمِر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1201).

وسلف من طريق أبي وائل شقيق بن سلمة بالأرقام (1165) و (1169) و (1170). وسيرد برقمي (1279) و (1298).

وتنظر الرواية (1162).

(2)

إسناده صحيح، أبو الزُّبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس، وطاوس: هو ابن كَيْسان اليماني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1202).

وأخرجه أحمد (2892)، ومسلم (403)(61) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وسلف مطولًا برقم (1174) من طريق الليث، عن أبي الزبير، عن سعيد وطاوس، به.

قال السِّندي: قوله: "كما يُعلِّمنا السُّورة" أي: بكمال الاهتمام؛ لتَوَقُّف الصلاة عليه أجرًا أو كمالًا؛ تعظيمًا لأمر الصلاة.

(3)

قبلها في (ك) زيادة: كيف.

(4)

قوله: "بن سعيد" من (م) و (ر).

ص: 70

الأعمش، عن شَقيق

عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله عز وجل هو السَّلام، فإذا قعد أحدكم فليقُلْ: التَّحِيَّات للّه والصَّلوات والطَّيِّبات، السَّلام عليك أيُّها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاته، السَّلامُ علينا وعلى عباد الله الصَّالحين، أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، ثُمَّ ليتخيَّرْ من الكلام بَعْدُ ما شاء

(1)

"

(2)

.

‌44 - باب نوع آخر من التَّشهُّد

1280 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن هشام، عن قتادة. ح: وأخبرنا محمد بن المثنَّى قال: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا هشام قال: حدَّثنا قَتادة، عن يونس بن جُبير، عن حِطَّان بن عبد الله

عن أبي موسى الأشعريِّ

(3)

قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطَبَنا، فعلَّمنا سُنَّتنا، وبيَّنَ لنا صلاتَنا، فقال:"إذا قمتُم إلى الصَّلاة فأقيموا صفوفَكم، ثُمَّ ليَؤُمَّكُم أحدُكم، فإذا كبَّرَ فكبِّروا، وإذا قال: {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، فقولوا: آمين، يُجِبْكم الله، ثُمَّ إذا كبَّرَ وركع فكبِّروا واركعوا، فإنَّ الإمامَ يركَعُ قبلَكم ويرفَعُ قبلَكم"، قال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: "فتِلكَ

(1)

المثبت من (م) و (ر)، والعبارة في نسخة في (هـ): ثم ليتخير بعد ذلك من الكلام ما شاء. وهي كذلك في (ك) ونسخة في (هـ) لكن بحذف كلمة: ذلك.

(2)

إسناده صحيح، الأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وشقيق: هو ابن سلمة. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1203) و (7653).

وسلف برقم (1162).

(3)

المثبت من (م) و (هـ) و (ر) وهامش (ك)، وعليها في (م) علامة الصحة. وهي في (ك): أن الأشعري.

ص: 71

بتلك، وإذا قال: سمِعَ اللهُ لِمَنْ

(1)

حَمِدَه، فقولوا: اللهمَّ ربَّنا لك الحمد، فإنَّ الله عز وجل قال على لسان نبيِّه صلى الله عليه وسلم: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِده، ثُمَّ إِذا كبَّرَ، وسجد فكبِّروا واسجدوا، فإنَّ الإمام يسجدُ قبلَكم، ويرفعُ قبلَكم" قال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: "فتِلْكَ بتلك، وإذا كان عند القَعْدَةِ فليكُنْ من قول أحدكم أن يقول: التَّحِيَّاتُ الطَّيِّباتُ الصَّلواتُ للّه، السَّلام عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله وبركاته، السَّلامُ علينا وعلى عباد الله الصّالحين، أشهدُ أن لا إله إلّا الله، وأنَّ

(2)

محمدًا عبدُه ورسولُه"

(3)

.

‌45 - باب نوع آخر من التشهُّد

1281 -

أخبرنا عمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا أبو عاصم قال: حدَّثنا أيمن بن نابِل قال: حدَّثنا أبو الزُّبير

عن جابر بن عبد الله قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعلَّمنا التَّشْهدَ كما يُعلِّمنا السُّورةَ من القرآن: "بسم الله وبالله، التَّحِيَّاتُ للّه والصَّلواتُ والطَّيِّبات، السَّلامُ عليكَ أَيُّها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاته، السَّلامُ علينا وعلى عباد الله الصَّالحين، أشهدُ أن لا إله إلّا الله، وأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وأسألُ الله الجنَّة، وأعوذُ باللهِ

(4)

من النَّار"

(5)

.

(1)

في (م): من.

(2)

في (ق) و (هـ): وأشهد أنَّ.

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (1172)، إلَّا أن شيخ المصنِّف هناك عبيد الله بن سعيد السَّرخسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1204).

وتنظر الرواية (830).

(4)

في (ق) ونسخة في هامش (هـ) ونسخة في (ك): به.

(5)

صحيح لغيره دون قوله: "بسم الله وبالله" وقوله: "وأسأل الله الجنة، وأعوذ بالله من =

ص: 72

قال أبو عبد الرَّحمن: لا نعلم أحدًا تابعَ أيمنَ بنَ نابِل على هذه الرِّواية، وأيمن عندنا لا بأس به، والحديث خطأ، وبالله التَّوفيق

(1)

.

‌46 - باب التَّسليم

(2)

على النبيِّ صلى الله عليه وسلم

-

1282 -

أخبرنا عبد الوهَّاب بن عبد الحكم الورَّاق قال: حدَّثنا معاذ بن معاذ، عن سفيان بن سعيد. ح: وأخبرنا محمود بن غَيْلان قال: حدَّثنا وكيع

(3)

وعبد الرَّزَّاق، عن سفيان، عن عبد الله بن السَّائب، عن زاذان

عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ للّه ملائكةً سيَّاحين في الأرض يُبلِّغوني من أمَّتي السَّلام"

(4)

.

= النار" فقد تفرَّد بهما أيمن بن نابِل، وقد سلف الكلام على هذا الحديث عند الرواية (1175). أبو عاصم: هو الضحاك بن مَخْلَد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1205).

(1)

قول المصنِّف هذا أثبتُّه من (هـ) وعليه علامة النسخة، ونسخة في هامش (ك).

(2)

في (م) ونسخة في (ك): السلام.

(3)

بعدها في (م) و (ر) زيادة: حدثنا سفيان وعلّق عليها في هامش (ك).

(4)

إسناداه صحيحان، معاذ بن معاذ: هو ابن نصر العنْبري، ووكيع: هو ابن الجرَّاح الرُّؤاسي، وعبد الرزاق: هو ابن همَّام الصنعاني، وعبد الله بن السائب: هو الكندي الكوفي، وزاذان: هو أبو عمر الكندي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1206)، وكما في "تحفة الأشراف"(6204).

وأخرجه أحمد (4320) عن معاذ بن معاذ، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (4210)، وابن حبان (914) من طريق وكيع، به.

وأخرجه أحمد (3666) عن ابن نمير، و (4210) عن عبد الرحمن بن مهدي، والمصنف في "الكبرى"(9811) من طريق ابن المبارك، ومن طريق كلّ من يحيى القطان والفضل بن دُكين وأبي إسحاق الفزاري كما في "تحفة الأشراف"(9204) ستتهم عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(9204) من طريق الأعمش، عن عبد الله بن السائب، به.

قال السِّندي: قوله: "سيَّاحين" صفة الملائكة، يُقال: ساح في الأرض سياحةً، إذا ذهب =

ص: 73

‌47 - باب فضل التَّسليم على النبيِّ صلى الله عليه وسلم

-

1283 -

أخبرنا إسحاق بن منصور الكَوْسَج قال: أخبرنا عفَّان قال: حدَّثنا حمَّاد قال: حدَّثنا ثابت قال: قدِمَ علينا سليمان مولى الحسن بن عليٍّ زمن الحجَّاج، فحدَّثنا عن عبد الله بن أبي طلحة

عن أبيه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم والبُشرى

(1)

في وجهه، فقلنا: إِنَّا لَنرى البُشرى

(2)

في وجهك. فقال: "إنَّه أتاني الملَك، فقال: يا محمد، إِنَّ رَبَّكَ يقول: أمَا يُرضيكَ أنَّه لا يُصلِّي عليك أحدٌ إِلَّا صلَّيتُ عليه عشرًا، ولا يُسلِّمُ عليكَ أحدٌ إِلَّا سلَّمتُ عليه عشرًا"

(3)

.

= فيها، وأصله من السَّيْح: وهو الماء الجاري المنبسط على الأرض.

(1)

في (ك) وهامش (ر): البشر.

(2)

في (م) ونسخة في (ك): البشر، وعليها في (م) علامة الصحَّة.

(3)

حسن بمجموع طرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سليمان مولى الحسن بن علي، فقد تفرَّد بالرواية عنه ثابت: وهو ابن أسلم البُناني، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، كعادته في توثيق المجاهيل. وقال النسائي: لا أعرفه. وجهَّله الذهبي في "الميزان" 2/ 213، وابن حجر في "التقريب". عفَّان: هو ابن مسلم الصفَّار، وحماد: هو ابن سلمة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1207).

وأخرجه أحمد (16361) و (16364) عن عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (16363)، وابن حبان (915) من طريقين عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4717)، وفي "الأوسط"(4228) من طريق عبيد الله بن عمر، وفي "الكبير"(4718) من طريق جسر بن فرقد، و (4719) من طريق صالح المُرِّي، ثلاثتهم عن ثابت، عن أنس، عن أبي طلحة، به.

وقد أورد هذه الطرق الدارقطني في "العلل" 6/ 9 - 10 وقال: وكلُّهم وَهِمَ فيه على ثابت، والصواب ما رواه حماد بن سلمة، عن ثابت، عن سليمان مولى الحسن بن علي، عن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه.

وقال أبو حاتم فيما نقل عنه ابنه في "العلل" 2/ 169: حديث حمَّاد أصح.=

ص: 74

‌48 - باب التَّحميد

(1)

والصَّلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصَّلاة

1284 -

أخبرنا محمد بن سلمة قال: حدَّثنا ابن وَهْب، عن أبي هانئ

(2)

، أنَّ أبا عليٍّ الجَنْبيَّ

(3)

حدَّثه

أَنَّهُ سَمِعَ فَضالةَ بن عُبيد يقول: سمِعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يدعو في صلاته

(4)

لم يُمجِّد

(5)

الله، ولم يُصلِّ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عَجِلْتَ أيُّها المصلِّي"، ثُمَّ علَّمَهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وسمِعَ

(6)

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يصلِّي، فمجَّدَ اللَّهَ وحَمِدَه، وصلَّى على النبيِّ صلى الله عليه وسلم،

= وأخرجه بنحوه أحمد (16352) من طريق أبي معشر، عن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبي طلحة، به. وأبو معشر - واسمه نَجيح بن عبد الرحمن - ضعيف، ولم يدرك إسحاق بن كعب.

وللحديث شاهد عن عبد الرحمن بن عوف في "مسند أحمد"(1662)، وإسناده ضعيف.

وآخر من حديث أنس عند إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم "(4)، وإسناده ضعيف.

وثالث من حديث عمر عند إسماعيل القاضي (5)، وإسناده ضعيف أيضًا.

وبمجموع هذه الطرق والشواهد يتحسَّن الحديث.

وفي فضل من صلَّى على النبي صلى الله عليه وسلم مرةً صلَّى الله عليه بها عشرًا، أحاديث كثيرة، تُنظر في "مسند أحمد" برقم (6586).

وسيرد برقم (1295) من طريق عبد الله بن المبارك، عن حماد، به.

(1)

المثبت من (م) و (ر) وهامشي (هـ) و (ك)، وعليها في (ك) علامة الصحة. ووقعت في باقي النسخ: التمجيد.

(2)

زاد في "تحفة الأشراف"(11031) حيوةَ بن شريح بين ابن وَهْب وأبي هانئ.

(3)

تحرفت في (م) و (ر) إلى: الحنفي.

(4)

في (م) ونسخة في (هـ) وهامش (ك): الصلاة.

(5)

في (هـ): يحمد.

(6)

في (م) و (هـ) وهامش (ك): فسمع.

ص: 75

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادْعُ تُجَبْ، وسَلْ تُعْط"

(1)

.

‌49 - باب الأمر بالصَّلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم

-

1285 -

أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين - قراءةً عليه وأنا أسمع، واللَّفظ له - عن ابن القاسم قال: حدَّثني مالك، عن نُعيم بن عبد الله المُجْمِر، أَنَّ محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاريّ - وعبد الله بن زيد هو

(2)

الَّذي أُرِيَ النِّداء بالصَّلاة - أخبره

عن أبي مسعود الأنصاريِّ أنَّه قال: أتانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بَشير بن سعد: أمرَنا اللهُ عز وجل أن نُصلِّيَ عليك يا رسول الله، فكيف نُصلِّي عليك؟ فسكتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتَّى تمنَّينا أنَّه لم يسأَلْه، ثُمَّ قال:"قولوا: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد، كما صلَّيتَ على آلِ إبراهيم، وبارِكْ على محمدٍ وعلى آل محمد، كما بارَكْتَ على آل إبراهيم، في العالمين إنَّكَ حميدٌ مجيد، والسَّلام كما قد عَلِمْتُم"

(3)

.

(1)

إسناده صحيح، ابن وَهْب: هو عبد الله، وأبو هانئ: هو حُميد بن هانئ، وأبو علي الجَنْبي: هو عَمرو بن مالك. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1208).

وأخرجه أحمد (23937)، وأبو داود (1481)، والترمذي (3477)، وابن حبان (1960) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن حَيْوة بن شُريح، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الترمذي (3476) من طريق رشدين بن سعد، عن أبي هانئ، به. وقال: حديث حسن صحيح.

(2)

كلمة "هو" من (ر) وهامش (ك).

(3)

إسناده صحيح. ابن القاسم: هو عبد الرحمن، والصحابيُّ الجليل أبو مسعود الأنصاري: هو عقبة بن عمرو. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1209) و (9793).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 165 - 166، وأخرجه من طريقه أحمد (17067) و (22352)، ومسلم (405)، وأبو داود (980)، والترمذي (3220)، وابن حبان (1958) و (1965). ورواية أحمد الأولى مختصرة. =

ص: 76

‌50 - باب كيف الصَّلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم

-

1286 -

أخبرنا زياد بن يحيى قال: حدَّثنا عبد الوهَّاب بن عبد المجيد قال: حدَّثنا هشام بن حسَّان، عن محمد، عن عبد الرَّحمن بن بشر

عن أبي مسعود الأنصاريِّ قال: قيل للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: أُمِرْنا أن

(1)

نُصلِّيَ عليك ونُسلِّم، فأمَّا

(2)

السَّلامُ فقد عرَفْناه

(3)

، فكيف نُصلِّي عليك؟ قال:"قولوا: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ كما صلَّيت على آلِ إبراهيم، اللهمَّ بارِكْ على محمدٍ كما بارَكْتَ على آلِ إبراهيم"

(4)

.

= وذكر الدارقطني في "العلل" 6/ 190 أنَّ حماد بن مسعدة رواه عن مالك، عن نُعيم، عن محمد بن زيد، عن أبيه، فوهم فيه.

ثم قال الدارقطني: ورواه داود بن قيس الفرَّاء، عن نُعيم، عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، خالف فيه مالكًا، وحديث مالك أولى بالصواب.

وبنحو قول الدارقطني قال أبو حاتم فيما نقل عنه ابنه في "العلل" 1/ 76.

وأخرجه أحمد (17072)، وأبو داود (981)، والمصنف في "الكبرى"(9794)، وابن حبان (1959) من طريق محمد بن إبراهيم بن الحارث التَّيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد، بهذا الإسناد على الجادَّة.

وسيأتي بعده من طريق عبد الرحمن بن بشر، عن أبي مسعود الأنصاري.

قال السِّندي: "كما عَلِمْتُم" على بناء الفاعل، من العِلْم، أي: عَلِمْتُم في التشهُّد، أو بما جرى على الألسنة في كيفية سلام بعضهم على بعض. أو على بناء المفعول، من التَّعليم، أي: كما علَّمتُكم في التشهُّد وكذا ضبطها بالوجه الثاني في هامش (ك) وعليها علامة نسخة.

(1)

في هامش (ك) ونسخة في (هـ): بأن.

(2)

في (هـ): أما.

(3)

في (هـ): عرفنا.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، فرواه كما هنا وفي "السنن الكبرى" برقمي (1210) و (9795) عن هشام بن حسان، عن محمد - وهو ابن سيرين - عن عبد الرحمن بن بشر، عن أبي مسعود الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم. =

ص: 77

‌51 - باب نوع آخر

1287 -

أخبرنا القاسم بن زكريَّا بن دينار الكوفي

(1)

من كتابه قال: حدَّثنا حسين بن عليٍّ، عن زائدة، عن سليمان، عن عَمرو بن مُرَّة، عن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى

عن كعب بن عُجْرة قال: قلنا: يا رسول الله، السَّلامُ عليكَ قد عرَفْناه، فكيف الصَّلاة؟ قال:"قولوا: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ، اللهمَّ بارِكْ على محمدٍ وعلى آل محمد، كما بارَكْتَ على آل إبراهيم، إنَّكَ حميدٌ مجيد". قال ابن أبي ليلى: ونحن نقول: وعلينا معهم

(2)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: حدَّثنا به من كتابه، وهذا خطأ

(3)

.

= ورواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى - فيما أخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم "(73) - عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن عبد الرحمن بن بشر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكر أبا مسعود في الإسناد.

ورواه يزيد بن زُريع - فيما أخرجه المصنِّف في "الكبرى"(9796) - وأيوب السَّختياني - فيما أخرجه الطبري في "تفسيره"(21852)، وإسماعيل القاضي (71) - وعبد الله بن عون - فيما أخرجه إسماعيل القاضي (72) - ثلاثتهم عن ابن سيرين، عن عبد الرحمن بن بشر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكروا أبا مسعود في الإسناد. قال الدارقطني في "العلل" 6/ 184: وهو الصواب.

وسلف في الرواية السابقة بإسناد صحيح.

(1)

كلمة "الكوفي "من (م) و (ر).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ذُكِرَ فيه عمرو بن مُرَّة، وهو خطأ كما سيقول المصنِّف عقب هذه الرواية، والصواب فيه: الحكم، كما سيذكر عقب الرواية التالية، وكما سيأتي - أيضًا - في الرواية (1289). وهو في "السنن الكبرى" برقم (1211).

وأخرجه أحمد (18133)، والبخاري (3370)، والمصنِّف في "الكبرى"(10119) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، بهذا الإسناد.

(3)

قول المصنِّف هذا أُثْبِتَ من (هـ) ونسخة على هامش (ك). =

ص: 78

1288 -

أخبرنا القاسم بن زكريَّا قال: حدَّثنا حسين، عن زائدة، عن سليمان، عن الحكم، عن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى

عن كعب بن عُجْرة قال: قلنا: يا رسول الله، السَّلامُ عليك قد عرَفْناه، فكيف الصَّلاةُ عليك؟ قال: "قولوا: اللهمَّ صَلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد، كما صلَّيتَ على إبراهيم وآل إبراهيم

(1)

، إنَّك حميدٌ مجيد، وبارِكْ على محمدٍ وعلى آل محمد، كما بارَكْتَ على إبراهيم وآل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيد"

(2)

. قال عبد الرَّحمن: ونحن نقول: وعلينا معهم.

قال أبو عبد الرَّحمن: وهذا أولى بالصَّواب من الَّذي قبله، ولا نعلم أحدًا قال فيه: عمرو بن مُرَّة، غير هذا، والله تعالى أعلم

(3)

.

1289 -

أخبرنا سُويد بن نصر قال: حدَّثنا عبد الله، عن شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى قال:

= وقول ابن أبي ليلى: "ونحن نقول: وعلينا معهم" قال صاحب "تحفة الأحوذي" 2/ 494: وهذه الزيادة ليست في الحديث، إنَّما يزيدونها من عند أنفسهم.

(1)

في نسخة على هامش (هـ) هنا وفي الموضع الآتي: وعلى آل إبراهيم.

(2)

إسناده صحيح، حسين: هو ابن علي الجُعْفي وزائدة: هو ابن قُدامة الثقفي، وسليمان: هو ابن مِهْران الأعمش، والحكم: هو ابن عُتَيبة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1212).

وأخرجه أحمد (18104) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (18127)، والبخاري (4797)، ومسلم (406):(67) و (68)، وأبو داود (978)، والترمذي (483)، وابن حبان (1957) و (1964) من طرق عن الحكم، به. دون قول ابن أبي ليلى.

وسيرد في الرواية التالية من طريق شعبة، عن الحكم، به.

(3)

قول المصنِّف جاء في هامشي (هـ) و (ك) أيضًا: وهذا الصواب، والأول خطأ، وبالله التوفيق (نسخة).

ص: 79

قال لي

(1)

كعب بن عُجْرة: ألا أُهدي لك هديَّةً؟ قلنا: يا رسول الله، قد عرَفْنا كيف السَّلامُ عليك، فكيف نصلِّى عليك؟ قال: "قولوا: اللهمَّ صلَّ على محمد وآل

(2)

محمدٍ، كما صلَّيتَ على آل

(3)

إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيد، اللهمَّ بارِكْ على محمدٍ وآل محمد، كما بارَكْتَ على آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ"

(4)

.

‌52 - باب نوع آخر

1290 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا محمد بن بِشْر قال: حدَّثنا مُجَمِّع بن يحيى، عن عثمان بن مَوْهَب، عن موسى بن طلحة

عن أبيه قال: قلنا: يا رسول الله، كيف الصَّلاةُ عليك؟ قال: "قولوا: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ

(5)

، كما صلَّيتَ على إبراهيم وآلِ إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيد، وبارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمد، كما بارَكْتَ على إبراهيم وآل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ"

(6)

.

(1)

كلمة "لي" ليست في (هـ)، وهي في نسخة على هامشها.

(2)

في (هـ): وعلى آل.

(3)

كلمة "آل" ليست في (م).

(4)

إسناده صحيح. عبد الله: هو ابن المبارك، شعبة: هو ابن الحجَّاج. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1213) و (9799).

وأخرجه أحمد (18105)، والبخاري (6357)، ومسلم (406):(66) و (67)، وأبو داود (976) و (977)، وابن ماجه (904)، وابن حبان (912) و (1964) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسلف في الرواية السابقة من طريق الأعمش، عن الحكم، به.

(5)

بعدها في (هـ) و (ر) زيادة: وعلى آل محمد.

(6)

حديث صحيح، وهذا إسناد أخطأ فيه عثمان بن مَوْهَب: وهو عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب التَّيمي، والصواب فيه أنَّه من حديث زيد بن خارجة. وهو في "السنن الكبرى" بالأرقام =

ص: 80

1291 -

أخبرنا عُبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال: حدَّثنا عمِّي قال: حدَّثنا شَريك، عن عثمان بن مَوْهَب، عن موسى بن طلحة

عن أبيه، أنَّ رجلًا أتى نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كيف نُصلِّي عليك يا نبيَّ الله؟ قال: "قولوا: اللهمَّ صلِّ على محمد

(1)

كما صلَّيتَ على إبراهيم، إِنَّكَ حميدٌ مجيد، وبارِكْ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما بارَكْتَ على إبراهيم، إنَّكَ حميدٌ مجيد"

(2)

.

1292 -

أخبرنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأمويُّ في حديثه عن أبيه، عن عثمان بن حَكيم، عن خالد بن سلمة، عن موسى بن طلحة قال:

سألتُ زيد بن خارجة قال: أنا سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"صلُّوا عليَّ، واجتهدوا في الدُّعاء، وقولوا: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمد"

(3)

.

= (1214) و (7624) و (9797).

وأخرجه أحمد (1396)، عن محمد بن بشر، بهذا الإسناد.

وسيرد في الرواية التالية من طريق شريك، عن عثمان بن مَوْهَب، به.

ورواه خالد بن طلحة، سلمة - كما سيأتي في الرواية (1292) - عن موسى بن طلحة، عن زيد بن خارجة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو الصواب فيما قاله الدارقطني في "العلل" 4/ 202. وقال علي بن المديني كما في "تحفة الأشراف" (3746): لا أرى خالد بن سلمة إلَّا وقد حفظه. وسُئل أحمد بن حنبل عن مُجمِّع بن يحيى وعثمان بن حكيم؟ فقال: لا أعلم عثمان بن حكيم إلَّا أثبتَ منه.

(1)

بعدها في (هـ) و (ر) زيادة: وعلى آل محمد.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد أخطأ فيه عثمان بن مَوْهَب كما سلف بيانُه في الرواية السابقة. شريك: هو ابن عبد الله النَّخَعي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1215).

وتنظر الرواية التالية.

(3)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1216) و (9798).

وأخرجه أحمد (1714)، من طريقين عن عثمان بن حكيم، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد على بعض. =

ص: 81

‌53 - باب نوع آخر

1293 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد

(1)

قال: حدَّثنا بكر - وهو ابن مُضَر - عن ابن الهاد، عن عبد الله بن خبَّاب

عن أبي سعيد الخدريِّ قال: قلنا: يا رسول الله، هذا التسليم

(2)

عليكَ قد عرَفْناه، فكيف الصَّلاةُ عليك؟ قال: "قولوا: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ عبدِكَ ورسولِكَ، كما صلَّيتَ على إبراهيم، وبارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ

(3)

محمد، كما بارَكْتَ على إبراهيم"

(4)

.

‌54 - باب نوع آخر

1294 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد، عن مالك. والحارثُ بنُ مسكين - قراءةً عليه وأنا أسمع - عن ابن القاسم، حدَّثني مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عَمرو بن حزم، عن أبيه، عن عَمرو بن سُلَيم الزُّرقيّ قال:

أخبرني أبو حُميد السّاعديُّ أنَّهم قالوا: يا رسول الله، كيف نُصلِّي عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قولوا: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وأزواجه

= وسلف في الروايتين السابقتين من طريق عثمان بن مَوْهَب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

قوله: "بن سعيد" من (م) و (ر).

(2)

في (ر) و (ك) و (م) وهامش (هـ): هذا السلام، ولم يرد في (ك) لفظ: هذا، والمثبت من (هـ) وهامش (ك)، وعليها علامة الصحة في هامش (هـ).

(3)

في (ك): وآل، بدل: وعلى آل.

(4)

إسناده صحيح. ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله، وعبد الله بن خبَّاب: هو الأنصاري المدني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1217).

وأخرجه أحمد (11433)، والبخاري (4798) و (6358)، وابن ماجه (903) من طرق عن يزيد بن الهاد، بهذا الإسناد.

ص: 82

وذُرِّيَّته" - في حديث الحارث: "كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، وبارِكْ على محمدٍ وأزواجهِ وذُرِّيَّته" - قالا جميعًا:"كما بارَكْتَ على آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيد"

(1)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: أخبرنا قُتيبة بهذا الحديث مرَّتين، ولعلَّه أن يكون قد سقط عليه منه سَطْرٌ

(2)

.

‌55 - باب الفضل في الصَّلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم

-

1295 -

أخبرنا سُويد بن نصر قال: حدَّثنا عبد الله - يعني ابن المبارك - قال: أخبرنا حمَّاد بن سلمة، عن ثابت، عن سليمان مولى الحسن بن عليٍّ، عن عبد الله بن أبي طلحة

عن أبيه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم والبِشْرُ يُرى

(3)

في وجهه، فقال:"إنَّه جاءني جبريل صلى الله عليه وسلم، فقال: أما يُرضيكَ يا محمد أن لا يُصلِّيَ عليكَ أحدٌ من أُمَّتك إلَّا صلَّيتُ عليه عشرًا، ولا يُسلِّمَ عليك أحدٌ من أُمَّتك إِلَّا سلَّمتُ عليه عشرًا"

(4)

.

1296 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال: حدَّثنا إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه

(1)

إسناده صحيح. ابن القاسم: هو عبد الرحمن. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1218) و (9804). وهو في الموضع الثاني عن الحارث بن مسكين وحده.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 165، ومن طريقه أخرجه أحمد (23600)، والبخاري (3369) و (6360)، ومسلم (407)، وأبو داود (979)، والمصنِّف في "الكبرى"(11103)، وابن ماجه (905)، وابن حبان كما في "إتحاف المهرة" 14/ 86.

(2)

في (هـ) والمطبوع: شطر.

(3)

في (ق) و (ر): والبشرى، بدل: والبِشْر يُرى.

(4)

حسن بطرقه وشواهده، وسلف برقم (1283) عن إسحاق بن منصور، عن عفان، عن حماد، به. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1219).

ص: 83

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ صلَّى عليَّ واحدةً صلَّى اللهُ عليه عشرًا"

(1)

.

1297 -

أخبرنا إسحاق بن منصور قال: حدَّثنا محمد بن يوسف قال: حدَّثنا يونس بن أبي إسحاق، عن بُرَيد بن أبي مريم قال:

حدَّثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللهُ عليه عَشْرَ صلوات، وحُطَّتْ عنه عَشْرُ خطيئات، ورُفِعَتْ له عَشْرُ درجات"

(2)

.

(1)

إسناده صحيح. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرَقة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1220).

وأخرجه مسلم (408)، والترمذي (485)، كلاهما عن علي بن حجر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (8854)، ومسلم (408) أيضًا، وأبو داود (1530)، وابن حبان (906) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، به.

وأخرجه أحمد (7561) و (10287)، وابن حبان (905) و (913) من طريقين عن العلاء، به.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، وهو - وإن روي له مسلم - فيه كلامٌ ينزله عن درجة رجال الصحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1221) و (10122).

وأخرجه أحمد (11998) و (13754)، والمصنّف في "الكبرى"(9807) و (10123) و (10124)، وابن حبان (904) من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد.

وخالف مَخْلَدُ بنُ يزيد جميعَ الرُّواة عن يونس، فرواه - فيما أخرجه المصنِّف في "الكبرى"(9808) - عن يونس بن أبي إسحاق، عن بُريد بن أبي مريم، عن الحسن البصري، عن أنس، به. فأدخل الحسنَ في الإسناد بين بُريد وأنس.

وأخرجه أبو يعلى (3681) من طريق يوسف بن إسحاق السَّبيعي، عن جدِّه أبي إسحاق، عن بُريد بن أبي مريم، به. وإسناده صحيح.

وخالف أبو سلمة المغيرةُ بنُ مسلم يوسفَ السبيعيَّ فرواه - فيما أخرجه المصنِّف في "الكبرى"(9806) - عن أبي إسحاق، عن أنس، به، وصوَّب رواية يوسفَ الدارقطنيُّ في "العلل" 12/ 115. =

ص: 84

‌56 - باب تخيير الدُّعاء بعد الصَّلاة

(1)

على النبيِّ صلى الله عليه وسلم

-

1298 -

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدَّورقيُّ وعَمرو بن عليٍّ - واللَّفظ له - قالا: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا سليمان - وهو الأعمش - قال: حدَّثني شقيق

عن عبد الله قال: كُنَّا إِذا جَلَسْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصَّلاة قلنا: السَّلامُ على الله من عبادِه

(2)

، السَّلام على فلانٍ وفلان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تقولوا: السَّلامُ على الله، فإنَّ الله هو السَّلام، ولكِنْ إذا جلسَ أحدُكم فليقُلْ: التَّحِيَّاتُ للّه والصَّلوات والطَّيِّبات، السَّلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاته، السَّلامُ علينا وعلى عباد الله الصَّالحين - فإنَّكم إذا قلتُم ذلك أصابَتْ كُلَّ عبدٍ صالحٍ في السَّماء والأرض - أشهدُ أن لا إله إلّا الله، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، ثُمَّ ليتخيَّرْ من الدُّعاء بَعْدُ أَعْجَبَه إليه يدعو به"

(3)

.

= ويُنظر تمام تخريج الحديث مع ذكر أحاديث الباب في "مسند أحمد"(11998).

(1)

في (م) و (ر) وهامش (ك): والصلاة، بدل: بعد الصلاة.

(2)

في (ر) و (هـ): عباد الله، وفوقها في (ر) وهامش (هـ): من عباده (نسخة).

(3)

إسناده صحيح. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسليمان الأعمش: هو ابن مِهْران، وشقيق: هو ابن سلمة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1222).

وأخرجه أحمد (4101)، والبخاري (835)، وأبو داود (968)، وابن ماجه (899) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (1162).

قال السِّندي: "كُلَّ عبد صالح" أي: عَمَّ كُلَّهم، فتستغنون بذلك عن قولكم: السلام على فلان وفلان. وقيل: أصاب ثوابُه أو بركاتُه كلَّ عبد.

"أعجَبَه إليه" أي من الأدعية الواردة، أو مطلقًا. قولان.

ص: 85

‌57 - باب الذِّكر بعد التَّشهُّد

1299 -

أخبرنا عُبيد بن وكيع بن الجرَّاح أخو سفيان بن وكيع، قال: حدَّثنا أبي، عن عكرمة بن عمَّار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة

عن أنسٍ قال: جاءت أمُّ سُلَيمٍ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، علِّمني كلماتٍ أدعو بهنَّ في صلاتي؟ قال: "سبِّحي الله عَشْرًا، واحْمَدِيه عَشْرًا، وكَبِّريه عَشْرًا، ثُمَّ سليه حاجَتَكِ، يقول

(1)

: نَعَمْ، نَعَمْ"

(2)

.

‌58 - باب الدُّعاء بعد الذِّكر

1300 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد

(3)

، قال: حدَّثنا خلَف بن خليفة، عن حفص ابن أخي أنس

عن أنس بن مالك قال: كنتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا - يعني - ورجلٌ قائمٌ يصلِّي، فلمَّا ركعَ وسجدَ وتشهَّدَ دعا، فقال في دعائه: اللهمَّ إِنِّي

(1)

في (هـ) و (ق): يقل، وعلى هامشهما كباقي النسخ.

(2)

إسناده حسن، عُبيد بن وكيع بن الجرَّاح لا بأس به، وعكرمة بن عمَّار صدوق، كما في "التقريب"، وبقية رجاله ثقات، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1223).

وأخرجه أحمد (12207)، وابن خزيمة (850)، وابن حبان (2011) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (481)، من طريق عبد الله بن المبارك، عن عكرمة بن عمار، به. وقال: حسن غريب.

وأخرجه ابن سعد 8/ 496، وأبو يعلى (4292)، والبزار (7599)، والطبراني في "الدعاء"(725) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، عن الحسين بن أبي سفيان، عن أنس قال: زارَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَمَّ سُليم، فصلَّى في بيتها صلاة تطوُّع، فقال: يا "أم سُليم، إذا صلَّيت المكتوبة فقولي .... " الحديث. عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف، وشيخه مجهول.

قوله: "نَعَمْ نَعَمْ" قال السِّندي: جوابٌ للطلب، أي: أُعطيكِ مطلوبَكِ.

(3)

قوله: "بن سعيد" من (م).

ص: 86

أسألُكَ بأنَّ لك الحمدَ لا إله إلَّا أنتَ المنَّانُ، بديعُ السَّماواتِ والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حيُّ يا قيُّوم، إنِّي أسألك. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "تدرون

(1)

بما دعا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "والَّذي نفسي بيده، لقَدْ دعا

(2)

باسمِه العظيم

(3)

، الَّذي إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سُئِلَ به أعطى"

(4)

.

1301 -

أخبرنا عَمرو بن يزيد أبو بُرَيد البصريُّ، عن عبد الصَّمد بن عبد الوارث قال: حدَّثنا أبي، قال: حدَّثنا، قال: حدَّثنا حسين المُعلِّم، عن ابن بُرَيدة قال: حدَّثني حنظلة بن عليٍّ

أنَّ مِحْجَنَ بن الأدرع حدَّثه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، إذا رجلٌ قد قضى صلاتَه وهو يتشهَّد، فقال: اللهمَّ إنِّي أسألُكَ يا الله بأنَّكَ

(5)

(1)

في (هـ): أتدرون، وعلى هامشها: تدرون، كباقي النسخ.

(2)

بعدها في (هـ) زيادة لفظ الجلالة.

(3)

في هامش (هـ): العظيم، (نسخة).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، وخلف بن خليفة - وإن كان قد اختلط بأَخرة - قد توبع كما سيأتي في التخريج. حفص ابن أخي أنس: هو حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة ابن أخي أنس. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1224) و (7654).

وأخرجه ابن حبان (893) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (12611) و (13570)، وأبو داود (1495) من طرق عن خلف بن خليفة، به.

وأخرجه أحمد (12205)، وابن ماجه (3858) من طريق أنس بن سيرين، والترمذي (3544) من طريقي عاصم الأحول وثابت البُناني، ثلاثتهم عن أنس، به. دون قوله:"يا حيُّ يا قيُّوم".

وأخرجه أحمد (13798) من طريق إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، عن أنس، به. وسمَّى الرجل: أبا عياش زيد بن صامت الزُّرقي.

ويُنظر تمام تخريجه في روايات "مسند أحمد".

(5)

كلمة "بأنك" من (م) و (هـ).

ص: 87

الواحدُ الأحدُ الصَّمد، الَّذي لم يلِدْ ولم يُولَد ولم يكُنْ له كفُوًا أحد، أن تغفِرَ لي ذنوبي، إنَّك أنت الغفور الرَّحيم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قد غُفِرَ له" ثلاثًا

(1)

.

‌59 - باب نوع آخر من الدُّعاء

1302 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد قال: حدَّثنا اللَّيث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو

عن أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه، أنَّه قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: علِّمني دعاءً أدعو به في صلاتي. قال: "قُلْ: اللهمَّ إِنِّي ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنت، فاغفِرْ لي مغفرةً من عندك وارحمني، إنَّك أنت الغفور الرَّحيم"

(2)

.

(1)

إسناده صحيح. حسين المعلم: هو ابن ذكوان، وابن بُريدة: هو عبد الله. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1225) و (7618).

وأخرجه أحمد (18974) عن عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (985) عن أبي معمر عبد الله بن عمرو، عن عبد الوارث، به.

وأخرجه - بألفاظ مختلفة - أحمد (22952) و (22965) و (23041)، وأبو داود (1493) و (1494)، والترمذي (3475)، والمصنف في "الكبرى"(7619)، وابن ماجه (3857)، وابن حبان (892) من طريق مالك بن مِغْوَل، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه.

قال أبو حاتم فيما نقل عنه ابنُه في العلل " 2/ 198": وحديث عبد الوارث أشبه. قال محقِّقو "مسند الإمام أحمد" 38/ 48: كذا قال أبو حاتم، ولا وجه لترجيح إحدى الروايتين على الأخرى، خاصَّةً وأنَّ ألفاظهما مُتباينة، فلا مانع أن يكونا قِصَّتين، وأن يكون ابن بُريدة رواهما جميعًا، ثمَّ إنَّ مالك بن مِغْوَل لم ينفرد به عن عبد الله بن بُريدة، فقد تُوبع على بعضه، وينظر تفصيل الكلام فيه في التعليق على حديث "المسند"(22952).

قال السِّندي: قوله: "قد غُفِرَ له" يحتمل الخصوص والعموم لكلِّ قائل بعموم العِلَّة، لا لدلالة اللَّفظ على العموم.

(2)

إسناده صحيح. الليث: هو ابن سعد، وأبو الخير: هو مَرْثَد بن عبد الله اليَزَني. وهو في =

ص: 88

‌60 - باب نوع آخر من الدُّعاء

1303 -

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا ابن وَهْب، قال: سمعت حَيْوة يُحدِّث، عن عُقبة بن مسلم، عن أبي عبد الرَّحمن الحُبُليّ، عن الصُّنابِحيّ

عن معاذ بن جبل قال: أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"إِنِّي لأُحِبُّك يا معاذ" فقلتُ: وأنا أُحِبُّك يا رسول الله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"فلا تَدَعْ أن تقولَ في كلِّ صلاة: ربِّ أَعِنِّي على ذِكْرِك وشُكْرِك وحُسْنِ عبادتِك"

(1)

.

‌61 - باب نوع آخر من الدُّعاء

1304 -

أخبرنا أبو داود قال: حدَّثنا سليمان بن حرب قال: حدَّثنا حماد بن

= "السنن الكبرى" برقمي (1226) و (7663).

وأخرجه البخاري (834)، ومسلم (2705)، والترمذي (3531)، ثلاثتهم عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (8) و (28)، والبخاري (6326)، ومسلم (2705)، وابن ماجه (3835)، وابن حبان (1976) من طرق عن الليث، به.

وأخرجه البخاري (7387)، ومسلم (2705)، والمصنف في "الكبرى"(9936) من طريق عمرو بن الحارث، عن يزيد، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو، أنَّ أبا بكر الصدِّيق قال للنبي صلى الله عليه وسلم

فذكره هكذا من حديث عبد الله بن عمرو. وقرن مسلم والمصنِّف عمرو بن الحارث برجلٍ آخر لم يُسمَّ.

(1)

إسناده صحيح. ابن وهب: هو عبد الله، وحَيْوة: هو ابن شُرَيح، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد، والصُّنابِحِي: هو أبو عبد الله عبد الرحمن بن عُسَيلة، قدم المدينة من اليمن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة أيام، وشهد فتح مصر، وهو منسوبٌ إلى صُنابح بن زاهر بطن من مراد، وهو من كبار التابعين، روى عن أبي بكر وعمر وغيرهما. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1227) و (9857).

وأخرجه أحمد (22119) و (22126)، وأبو داود (1522)، وابن حبان (2020) و (2021) من طريقين عن حيوة، به.

ص: 89

سلمة، عن سعيد الجُرَيريّ، عن أبي العلاء

عن شدَّاد بن أوس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في صلاته: "اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الثَّباتَ

(1)

في الأمر، والعزيمةَ على الرَّشَد، وأسألُكَ شُكْرَ نِعْمَتِك، وحُسْنَ عبادَتِك، وأسألُكَ قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، وأسألُكَ من خير ما تَعْلَم، وأعوذ بِكَ من شرِّ ما تَعْلَم، وأستغفِرُك لما تَعْلَم"

(2)

.

(1)

في (هـ): التثبّت، وبهامشها ما ذكر (نسخة).

(2)

حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو العلاء - وهو مُطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير - لم يسمع من شدَّاد بن أوس، وقد اختُلِف في إسناده على الجُرَيري - واسمه سعيد بن إياس - كما سيأتي. أبو داود: هو سليمان بن مَعْبَد السِّنْجي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1228).

وأخرجه ابن حبان (1974)، والطبراني في "الكبير"(7180)، وفي "الدعاء"(201) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (17133) عن يزيد بن هارون، والترمذي (3407) من طريق سفيان الثوري، والطبراني في "الكبير"(7176) و (7177) من طريق خالد بن عبد الله، عن الجريري، عن أبي العلاء، عن الحنظلي - أو رجل من حنظلة - عن شداد بن أوس، به.

وأخرجه الطبراني (7178) من طريق بشر بن المفضل، عن الجريري، عن أبي العلاء، عن رجل من بني مجاشع، عن شداد، به.

وأخرجه - أيضًا - (7179) من طريق عدي بن الفضل، عن الجريري، عن أبي العلاء، عن رجلين سمَّاهما، عن شداد، به.

وأخرجه أحمد (17114) عن روح، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن شداد، به.

وهذا إسناد منقطع، حسان بن عطية لم يدرك شداد بن أوس.

وأخرجه ابن حبان (935)، والطبراني (7157) من طريق سويد بن عبد العزيز، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم، عن شداد، به. وسويد بن عبد العزيز ضعيف.

وأخرجه الطبراني (7135) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عياش، عن محمد بن يزيد الرحبي، عن أبي الأشعث، عن شداد، به. وهذا إسناد حسن. =

ص: 90

‌62 - باب نوع آخر

1305 -

أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربيٍّ قال: حدَّثنا حمَّاد قال: حدَّثنا عطاء بن السَّائب، عن أبيه قال:

صلَّى بِنا عمَّار بن ياسر صلاةً، فأوجَزَ فيها، فقال له بعض القوم: لقد خفَّفْتَ - أو: أوجَزْتَ - الصَّلاةَ، فقال: أمَّا على ذلك، فقد دعَوْتُ فيها بدَعَواتٍ سمعتُهنَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا قامَ تَبِعَه رجلٌ من القوم - هو أبي، غير أنَّه كنى عن نفسه

(1)

- فسأله عن الدُّعاء، ثُمَّ جاء فأخبر به القومَ: "اللهمَّ بِعِلْمِكَ الغيب، وقُدْرَتِكَ على الخلق، أحيني ما عَلِمْتَ الحياةَ خيرًا لي، وتوفَّني إذا عَلِمْتَ الوفاة خيرًا لي، اللهمَّ وأسألُكَ خشيتكَ - يعني - في الغيب والشَّهادة، وأسألُكَ كلمة الحقِّ

(2)

في الرِّضا والغضب، وأسألُكَ القَصْدَ في الفقر والغنى

(3)

، وأسألُكَ نعيمًا لا يَنْفَد

(4)

، وأسألُكَ قُرَّةَ عينٍ لا تنقطع، وأسألك الرِّضا بعد القضاء، وأسألك بَرْدَ العيش بعد الموت، وأسألُكَ لَذَّةَ النَّظر إلى وَجْهِك، والشَّوقَ إلى لقائِك، في غير ضرَّاءَ مُضِرَّةٍ،

= ويُنظر تمام تخريجه في "مسند أحمد" عند الرواية (17114).

قال السِّندي: قوله: "على الرشد" بفتحتين، أو ضمٍّ فسكون.

(1)

ما بين معترضتين قال السِّندي: هذا من كلام عطاء، يقول: إِنَّ الرجل الذي تبِعه هو السائب - وهو أبو عطاء - فلذلك قال: هو أبي، لكنَّ السائب كنى عن نفسه برجل فقال: تبعه رجل.

(2)

جاء في هامشي (ك) و (هـ): الحكم.

(3)

قوله: وأسألك القصد في الفقر والغنى. ليس في (م)

(4)

في (م) وهامشي (ك) و (هـ): يبيد، وفي (ك): ينفد، كباقي النسخ، وفوقها علامة (نسخة).

ص: 91

ولا فتنةٍ مُضِلَّة، اللهمَّ زيِّنَّا بزينة الإيمان، واجعَلْنا هُداةً مُهتدين"

(1)

.

1306 -

أخبرنا عُبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال: حدَّثنا عمِّي، قال: حدَّثنا شَريك، عن أبي هاشم الواسطيّ، عن أبي مِجْلَز، عن قيس بن عُبَاد قال:

صلَّى عمَّار بن ياسر بالقوم صلاةً أخَفَّها، فكأنَّهم أنكروها فقال: ألم أُتِمَّ الرُّكوعَ والسُّجودَ؟ قالوا: بلى قال: أما إنِّي دَعَوْتُ فيها بدعاءٍ كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو به: "اللهمَّ بِعِلْمِكَ الغيب، وقُدْرَتِكَ على الخلق، أحيِني ما علِمْتَ الحياةَ خيرًا لي، وتوفَّني إذا علِمْتَ الوفاةَ خيرًا لي، وأسألُكَ خشيتَكَ في الغيب والشَّهادة، وكلمةَ الإخلاص في الرِّضا والغضب، وأسألُكَ نعيمًا لا يَنْفَد، وقُرَّةَ عينٍ لا تنقطِع، وأسألُكَ الرِّضا بالقضا، وبَرْدَ العيش بعد الموت، ولَذَّةَ النَّظر إلى وَجْهك، والشَّوق إلى لقائِك، وأعوذُ بكَ من ضَرَّاءَ مُضِرَّة، وفتنةٍ مُضِلَّة، اللهمَّ زيِّنَّا بزينة الإيمان، واجعلنا هداةً مُهتدين"

(2)

.

(1)

إسناده حسن من أجل عطاء بن السائب - وهو وإن كان قد اختلط - رواية حماد - وهو ابن زيد - عنه قبل اختلاطه، والسائب والد عطاء: هو ابن مالك - أو ابن زيد - الكوفي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1229).

وأخرجه ابن حبان (1971)، من طريق أحمد بن عبدة، عن حماد بن زيد بهذا الإسناد.

وسيرد في الرواية التالية بإسناد آخر.

قال السِّندي: "القصد" أي: التوسُّط بلا إفراط ولا تفريط.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك - وهو ابن عبد الله النَّخَعي - سيِّئ الحفظ، وقد اختُلِفَ عليه في إسناده كما سيأتي في التخريج أبو هاشم: هو يحيى بن دينار الرُّمَّاني، وأبو مِجْلَز: هو لاحق بن حميد، وعمّ عبيد الله بن سعد بن إبراهيم: هو يعقوب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1230).

وأخرجه أحمد (18324) عن أسود بن عامر، و (18325) عن إسحاق بن يوسف الأزرق، كلاهما عن شريك، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز قال: صلَّى بنا عمار

فذكره، والرواية الأولى مختصرة، وأبو مِجْلَز لا تُعرَف له رواية عن عمار.

وسلف في الرواية السابقة بإسناد آخر حسن.

ص: 92

‌63 - باب التَّعوُّذ في الصَّلاة

1307 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدَّثنا جَرير، عن منصور، عن هلال بن يِساف، عن فَرْوة بن نوفل قال:

قلتُ لعائشة: حدِّثيني بشيء كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يدعو به في صلاته، فقالت: نعم، كان

(1)

يقول: "اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من شرِّ ما عمِلْتُ

(2)

، ومن شرِّ ما لم أعمَل

(3)

"

(4)

.

‌64 - باب نوع آخر

1308 -

أخبرنا محمد بن بشَّار، عن محمد قال: حدَّثنا شعبة، عن أشعث، عن أبيه، عن مسروق.

عن عائشة قالت: سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر، فقال:"نعم، عذابُ القبر حَقّ" قالت عائشة: فما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُصلَّي

(5)

صلاةً

(1)

بعدها في (هـ) زيادة: رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(2)

في (ر) وفوقها في (م): علمت (نسخة).

(3)

في (ر) وفوقها في (م): أعلم (نسخة).

(4)

إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن مَخْلَد الحنظلي المعروف بابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد الضبِّي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وفروة بن نوفل مختلفٌ في صحبته، والصواب أنَّ الصحبة لأبيه، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له مسلم هذا الحديث. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1231) و (7911).

وأخرجه مسلم (2716): (65) عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1550)، وابن حبان (1031) من طريقين عن جرير، به.

وأخرجه أحمد (26368) و (26371) من طريقين عن منصور، به.

وأخرجه أحمد (25084) و (26205) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن فروة، به.

وسيتكرر برقم (5525) بسنده ومتنه غير شيخ المصنِّف، فهو هناك: محمد بن قدامة، وسيرد ذِكْر الاختلاف على هلال بن يساف بالأرقام (5523 - 5528).

(5)

في (م) وهامش (هـ): صلى.

ص: 93

بَعْدُ إِلَّا تعوَّذَ من عذاب القبر

(1)

.

1309 -

أخبرنا عمرو بن عثمان قال: حدَّثنا أبي، عن شُعيب، عن الزُّهري قال: أخبرني عروة بن الزُّبير

أنَّ عائشة أخبرَتْه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصَّلاة:"اللهمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ من عذاب القبر، وأعوذُ بِكَ من فتنة المسيح الدَّجَّال، وأعوذُ بِكَ من فتنة المحيا والممات، اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من المأثَمِ والمَغْرَم"، فقال

(2)

قائل: ما أكثَرَ ما تستعيذُ من المَغْرَم! فقال: "إِنَّ الرَّجِلَ إِذا غَرِمَ حدَّثَ فكذَب، ووعدَ فأخلَف"

(3)

.

(1)

إسناده صحيح. محمد: هو ابن جعفر غُنْدَر، وأشعث: هو ابن سُلَيم بن الأسود بن حنظلة. ويقال له: أشعث بن أبي الشعثاء، ومسروق: هو ابن الأجدع. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1232).

وأخرجه أحمد (25419) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وفيه قصة.

وأخرجه - كذلك - البخاري (1372) من طريق عثمان بن جبلة، عن شعبة به. دون قوله:"عذاب القبر حق" وقال بإثره: وزاد غندر: "عذاب القبر حق".

وأخرجه - بالقصة - مسلم: (586): (126) من طريق أبي الأحوص، عن أشعث، به.

وسيرد بنحوه برقمي (2066) و (2067) من طريق أبي وائل، عن مسروق، به. وبرقم (2064) من طريق عروة، وبرقمي (2065) و (5504) من طريق، عمرة، كلاهما عن عائشة، به.

ويُنظر الحديثان (1475) و (1476).

(2)

بعدها في (ك) زيادة له. وعليها علامة (نسخة).

(3)

إسناده صحيح عمرو بن عثمان: هو ابن سعيد بن كثير بن دينار القرشي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة، والزُّهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1233).

وأخرجه ابن حبان (1968) من طريق عمرو بن عثمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (24578)، والبخاري (832)، ومسلم (589)، وأبو داود (880) من طريقين عن شعيب، به.

وأخرجه أحمد (26075)، والبخاري (2397) من طريقين عن الزهري، به. =

ص: 94

1310 -

أخبرني محمد بن عبد الله بن عمَّار المَوصليُّ، عن المُعافى بن عمران

(1)

، عن الأوزاعيّ. ح: وأخبرنا عليُّ بن خَشْرم، عن عيسى بن يونس - واللَّفظ له - عن الأوزاعيّ، عن حسَّان بن عطيّة، عن محمد بن أبي عائشة قال:

سمعتُ أبا هريرةَ يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تشهَّدَ أحدُكم فليتعوَّذُ بالله

(2)

من أربع: من عذابِ جهنَّم، وعذابِ القبر، وفتنةِ المَحْيا والممات، ومن شرِّ المسيح الدَّجَّال، ثُمَّ يدعو لنفسه بما بدا له"

(3)

.

"وسيرد مختصرًا في الرواية (5454) من طريق معمر، وفي الرواية (5472) من طريق أبي سلمة الحمصي سليمان بن سليم كلاهما عن الزهري، به.

والاستعاذة من المأثم والمغرم سترد ضمن حديث آخر برقمي (5466) و (5477) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، به.

قال السِّندي: "المأثَم": هو الأمر الذي يأثم به الإنسان أو هو الإثم نفسُه. والمَغْرَم" قيل: المراد مَغْرَم الذنوب والمعاصي، والظاهر أنَّ المراد الدَّين، قيل: والمراد ما يلزم الذِّمَّة من الدَّين فيما يكرهه الله تعالى، أو فيما يجوز، ثم عجز عن أدائه، وأمَّا دَينٌ احتاج إليه وهو قادرٌ على أدائه فلا يُستعاذ منه.

(1)

قوله: "بن عمران" من (ر)، وفي (م) وهامش (ك): وهو ابن عمران.

(2)

كلمة "بالله" ليست في (ك).

(3)

إسناداه صحيحان. عيسى بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السَّبيعي، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1234).

وأخرجه مسلم بإثر (588): (130) عن علي بن خشرم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7237) و (10180)، ومسلم (588)(128) و (130)، وأبو داود (983)، وابن ماجه (909)، وابن حبان (1967) من طرق عن الأوزاعي، به.

وسيرد تعوُّذه صلى الله عليه وسلم من هذه الأربعة أو أمْرُه بالتعوُّذ منها دون تقييد ذلك بآخر التشهد من طرق عن أبي هريرة في الأرقام (2060) و (5505) و (5506) و (5508) و (5509) و (5510) و (5511) و (5513) و (5514) و (5515) و (5516) و (5517) و (5518).

ص: 95

‌65 - باب نوع آخر من الذَّكر بعد التَّشهُّد

1311 -

أخبرنا عمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى، عن جعفر بن محمد، عن أبيه

عن جابر، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في صلاته بعد التَّشهُّد:"أحسَنُ الكلامِ كلامُ الله، وأحسَنُ الهدي هَدْيُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم"

(1)

.

‌66 - باب تطفيف الصَّلاة

1312 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدَّثنا يحيى بن آدم قال: حدَّثنا مالك - وهو ابن مِغْوَل - عن طلحة بن مُصَرِّف، عن زيد بن وَهْب.

عن حُذيفة، أنَّه رأى رجلًا يُصلِّي، فطفَّف، فقال له حُذيفة: منذُ كَمْ تُصلِّي هذه الصَّلاة؟ قال: منذُ أربعين عامًا

(2)

. قال: ما صَلَّيتَ منذُ أربعينَ سنةً

(3)

، ولو مُتَّ وأنت تُصلِّي هذه الصَّلاةَ لمُتَّ على غير فطرة

(4)

محمد صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قال: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُخفِّفُ ويُتِمُّ ويُحْسِنُ

(5)

.

(1)

إسناده صحيح. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وجعفر بن محمد: هو ابن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1235).

وأخرجه أحمد (14431) عن يحيى بن سعيد بهذا الإسناد، مطولًا. وفيه: أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته بعد التشهُّد. وليس في صلاته.

وسيرد بنحوه مطولًا - بذكر الخطبة بدل الصلاة - في الرواية (1578) من طريق سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد، به

(2)

في هامش (هـ): سنة، وأُشير إلى أنها نسخة.

(3)

في (ر) و (ك): عامًا، وأُشير فيهما إلى أنها نسخة.

(4)

في (ك): ملة، وأُشير إلى أنها نسخة.

(5)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (611) و (1236).

وأخرجه أحمد (23258)، والبخاري (791)، وابن حبان (1894) من طريق الأعمش، عن زيد بن وهب، بهذا الإسناد. =

ص: 96

‌67 - باب أقلِّ ما يُجزئ من عمل الصَّلاة

(1)

1313 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد

(2)

قال: حدَّثنا اللَّيث، عن ابن عَجْلان، عن عليٍّ - وهو ابن يحيى - عن أبيه

عن عمٍّ له بدري أنَّه حدَّثه، أنَّ رجلًا دخلَ المسجدَ، فصلَّى ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَرْمُقُه ونحن لا نشعر، فلمَّا فرغَ أقبلَ فسلَّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"ارجعْ فَصَلِّ، فإنَّك لم تُصَلِّ" فرجعَ فصلَّى، ثُمَّ أقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"ارجع فَصَلِّ، فإنَّكَ لم تُصَلِّ مرَّتين أو ثلاثًا، فقال له الرَّجل: والذي أكرمَكَ يا رسول الله، لقد جَهَدْتُ، فعلِّمني. فقال: "إذا قُمْتَ تُرِيدُ الصَّلاةَ فتوضَّأ، فأحسِنْ وضوءَك، ثُمَّ استقبلِ القِبلةَ فكبِّر، ثُمَّ اقرأ، ثُمَّ اركَعْ فاطمئِنَّ راكعًا، ثُمَّ ارفَعْ حتَّى تعتدِلَ قائمًا، ثُمَّ اسجُدْ حتى تطمئِنَّ ساجدًا، ثُمَّ ارفَعْ حتَّى تطمئِنَّ قاعدًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تطمئِنَّ ساجدًا، ثُمَّ ارفَعْ، ثُمَّ افْعَلْ كذلك حتّى تفرُغَ من صلاتك"

(3)

.

= وأخرجه أحمد (23360)، والبخاري (389) و (808) من طريق أبي وائل شقيق بن سلمة، عن حذيفة، به.

قال السِّندي: قوله: "فطفَّف" من التَّطفيف، أي نقص في الركوع والسجود مثلًا.

"ما صلَّيت" أي: صلاةً كاملةً.

وقال السيوطي: قال الخطَّابي: معنى الفطرة: المِلَّة، وأراد بهذا الكلام توبيخه على سوء فعله ليرتدع في المستقبل، ولم يُرِدْ به الخروج عن الدين.

(1)

في (هـ): أقل ما تجزئ به الصلاة، وفي هامشها ما ذكر (نسخة).

(2)

قوله: "بن سعيد" من (ر) و (م).

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (1053)، إلَّا أنَّ الراوي هناك عن ابن عجلان هو بكر بن مُضر، وأمَّا هنا فهو الليث: وهو ابن سعد، وسلف هناك تعيين اسم الصحابي البدري: وهو رفاعة بن رافع. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1237).

وينظر ما بعده.

ص: 97

1314 -

أخبرنا سُويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن داود بن قيس قال: حدَّثني عليُّ بن يحيى بن خلَّاد بن رافع بن مالك الأنصاريُّ قال: حدَّثني أبي

عن عمٍّ له بدريٍّ قال: كنتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا في المسجد، فدخلَ رجلٌ فصلَّى ركعتين، ثُمَّ جاء فسلَّمَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَرْمُقُه في صلاته - فردّ عليه السَّلامَ، ثُمَّ قال له:"ارجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لم تُصَلِّ" فرجَعَ فصلَّى، ثُمَّ جاء فسلَّمَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فردَّ عليه السَّلامَ، ثُمَّ قال له:"ارجِعْ فَصَلِّ، فإنَّك لم تُصَلِّ" حتّى كان عند الثَّالثة أو الرَّابعة، فقال: والَّذي أنزلَ عليكَ الكتابَ، لقد جَهَدْتُ وحَرَصْتُ، فَأَرِنِي وعلِّمني. قال: "إذا أَرَدْتَ أن تُصلِّيَ فتوضَّأْ، فأحسِنْ وضوءَك، ثُمَّ استقبلِ القِبلةَ، فكبِّرْ، ثُمَّ اقرأْ، ثُمَّ اركَعْ حَتَّى تطمئِنَّ راكعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتى تعتدِلَ قائمًا، ثُمَّ اسجُدْ حتَّى تطمئِنَّ ساجدًا، ثُمَّ ارفَعْ حتّى تطمئِنَّ قاعدًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تطمئنَّ ساجدًا، ثُمَّ ارفَعْ، فإذا أتممْتَ صلاتَك على هذا فقد تمَّتْ، وما انتقصْتَ من هذا فإنَّما تَنْتقِصُه

(1)

صلاتك

(2)

"

(3)

.

1315 -

أخبرنا محمد بشَّار قال: قال: حدَّثنا يحيى، عن سعيد

(4)

، عن قَتادةَ، عن زُرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام قال:

(1)

في (م) وهامش (ك): ينتقص، وفي (هـ): تنقصه.

(2)

جاء بعدها في (ك) علامة لحق، وجاء في هامشها نسخة باب السلام، وعليها علامة الصحة.

(3)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1238).

وسلف في الرواية السابقة.

وتُنظر الروايتان (667) و (1053).

(4)

تحرَّف في (ق) و (هـ) إلى: شعبة، والمثبت هو الصواب، وهو الموافق لما في "التحفة"(16107)، وهو سعيد بن أبي عروبة كما جاء في النسخة (ر).

ص: 98

قلتُ: يا أمَّ المؤمنين، أنبِئيني عن وِتْرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قالت: كُنَّا نُعِدُّ له سِواكَه وطَهورَه، فيبعَثُه اللهُ لما شاء أن يبعَثَه من اللَّيل، فيتسوَّك

(1)

ويتوضَّأ، ويصلِّي ثَمَانِ رَكَعَاتٍ لا يجلِسُ فيهِنَّ إِلَّا عند الثَّامنة، فيجلِسُ، فيذكرُ الله عز وجل ويدعو، ثُمَّ يُسلِّم تسليمًا يُسْمِعُنا

(2)

(3)

.

‌68 - باب السَّلام

1316 -

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم قال: حدَّثنا سليمان - يعني ابن داود الهاشمي - قال: حدَّثنا إبراهيم - وهو ابن سعد - قال: حدَّثني عبد الله بن جعفر - وهو ابن المِسْوَر المَخْرَمِيُّ

(4)

- عن إسماعيل بن محمد قال: حدَّثني عامر بن سعد

عن أبيه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يُسلِّمُ عن يمينه وعن يساره

(5)

.

(1)

في (ق) و (ر) ونسخة في (ك): فيستاك.

(2)

قوله: ثم يسلم تسليمًا يسمعنا، ليس في (ق)، وعليه في (ك) علامة (نسخة) وعلامة الصحة، وجاء في هامشي (ر) و (م) وعليه علامة (نسخة) أيضًا.

(3)

حديث صحيح دون ذكر التسليم بعد الثامنة، والصحيح أنَّ التسليم كان بعد التاسعة، وقد نبَّه المصنِّف على هذا الخطأ عقب الرواية (1601)، وينظر بيان ذلك هناك. وهذا إسناد رجاله ثقات، يحيى بن سعيد: هو القطَّان، وسماعه من سعيد بن أبي عروبة قبل اختلاطه، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1239) دون قوله: ثم يسلِّم تسليمًا يُسْمِعُنا.

وأخرجه ابن حبان (2441) من طريق محمد بن بشار، بهذا الإسناد.

وسيرد مطولًا برقم (1601) بهذا الإسناد.

وسيرد برقم (1720) من طريق عبدة، عن سعيد، به. وسيرد برقم (1721) من طريق معمر، عن قتادة به. وفيهما التسليم بعد التاسعة.

وينظر (1724) و (1789).

(4)

قوله: "وهو ابن المسور المخرمي" من (م) و (هـ) وهامش و (ك).

(5)

إسناده صحيح محمد بن إسماعيل بن إبراهيم هو المعروف أبوه بابن عليّة، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1240). =

ص: 99

1317 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا أبو عامر العَقَديُّ قال: حدَّثنا عبد الله بن جعفر المَخْرَمِيُّ، عن إسماعيل بن محمد سعد بن عن عامر بن سعد عن سعد قال: كنتُ أرى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُسلِّم عن يمينه وعن يساره حتَّى يُرى بياضُ خَدِّه

(1)

.

قال أبو عبد الرَّحمن عبد الله بن جعفر هذا ليس به بأس، وعبد الله بن جعفر بن نَجيح - والد عليّ بن المدينيِّ - متروك الحديث

(2)

.

‌69 - باب موضع اليدين عند السَّلام

1318 -

أخبرنا عَمرو بن منصور

(3)

قال: حدَّثنا أبو نُعَيم، عن مِسْعَر، عن عُبيد الله بن القِبْطِيّة، قال:

سمعتُ جابرَ بن سَمُرة يقول: كُنَّا إذا صلَّينا خلف النبيِّ صلى الله عليه وسلم قلنا: السَّلام

= وأخرجه أحمد (1619) من طريق موسى بن عقبة، عن عامر بن سعد، بهذا الإسناد.

وسيرد في الرواية التالية بزيادة: حتى يُرى بياضُ خدِّه.

(1)

إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وأبو عامر العقدي: اسمه عبد الملك بن عَمرو وهو في "السنن الكبرى" برقم (1241).

وأخرجه مسلم (582) عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (1484) عن عبد الرحمن بن مهدي وأبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم، عن عبد الله بن جعفر، به.

وأخرجه أحمد (1564)، وابن ماجه (915)، وابن حبان (1992) من طريق مصعب بن ثابت، عن إسماعيل بن محمد، به.

وينظر ما قبله.

(2)

قول المصنِّف هذا من (هـ) وحدها، وعليه علامة (نسخة)، وهو ليس في باقي النسخ.

(3)

في (ق) و (ك): بن علي، وكذلك هو نسخة في هامش (هـ) وفوقها في (م) و (ر)، والمثبت موافق لما في "التحفة" و"السنن الكبرى"، ونبّه عليه في هامش (ك).

ص: 100

عليكم، السَّلام عليكم. وأشار مِسْعَرٌ بيده عن يمينه وعن شماله. فقال:"ما بالُ هؤلاء الَّذين يرمونَ بأيديهم كأنَّها أذنابُ الخيل الشَّمْس؟! أمَا يكفي أن يضعَ يده على فخِذِه، ثُمَّ يُسلِّمُ على أخيه عن يمينِه وعن شمالِه؟ "

(1)

.

‌70 - كيف السَّلام على اليمين؟

1319 -

أخبرنا محمد بن المثنَّى قال: حدَّثنا معاذ بن معاذ قال: حدَّثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن عبد الرَّحمن بن الأسود، عن الأسود وعلقمة

عن عبد الله قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُكبَّرُ في كلِّ خَفْضٍ ورَفْعٍ، وقيامٍ وقعودٍ، ويُسلِّمُ عن يمينِه، وعن شمالِه:"السَّلام عليكم ورحمة الله، السَّلام عليكم ورحمة الله" حتَّى يُرى بياضُ خَدِّه، ورأيتُ أبا بكرٍ وعمرَ يفعلانِ ذلك

(2)

.

1320 -

أخبرنا الحسن بن محمد الزَّعفرانيُّ، عن حجَّاج، قال

(3)

ابن جُرَيج: أخبرنا عمرو بن يحيى، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن عمِّه واسع بن حَبَّان

(4)

أنَّه سألَ عبدَ الله بن عمر عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"الله أكبر" كُلَّما وضَع، "الله أكبر" كُلَّما رفَع، ثُمَّ يقول: "السَّلام عليكم ورحمة

(1)

إسناده صحيح أبو نُعيم: هو الفضل بن دُكَين، ومِسْعَر: هو ابن كِدام. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1242).

وأخرجه أبو داود (999) عن محمد بن سليمان الأنباري، عن أبي نعيم، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (1184).

(2)

حديث صحيح، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1243).

وقد سلف برقم (1142) من طريق الفضل بن دُكين ويحيى بن آدم، وبرقم (1083) مختصرًا من طريق معاذ بن معاذ ويحيى بن سعيد، جميعهم عن زهير بن معاوية.

(3)

في (ر) و (م): عن، وجاء بعدها في (هـ) زيادة: قال (نسخة).

(4)

قوله: "بن حبان" ليس في (ر) و (م)، وجاء في هامش (ك) وعليه علامة (نسخة).

ص: 101

الله

(1)

"عن يمينه، "السَّلامُ

(2)

عليكم ورحمة الله

(3)

"عن يساره

(4)

.

‌71 - باب كيف السَّلام على الشِّمال؟

1321 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد

(5)

قال: - حدَّثنا عبد العزيز - يعني الدَّراوَرْديّ - عن عَمرو بن يحيى، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن عمه واسع بن حَبَّان قال:

قلتُ لابن عمر: أخبِرْني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كانت؟ قال: فذكَرَ التَّكبير - قال: يعني

(6)

- وذكَرَ "السَّلام عليكم ورحمةُ الله" عن يمينه، "السَّلام عليكم" عن يساره

(7)

.

1322 -

أخبرنا زيد بن أخزم، عن ابن داود - يعني عبد الله بن داود الخُرَيبيّ - عن عليّ بن صالح، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص

(1)

بعدها في (ك) زيادة وبركاته، وكأنه ضرب عليها.

(2)

في (ر) و (م): "والسلام".

(3)

قوله: "ورحمة الله" ليس في (ر) و (ك)، وفوقه في (هـ):(نسخة)، ونبّه عليه في هامش (م).

(4)

إسناده صحيح. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1244).

وأخرجه أحمد (6397) عن روح بن عبادة، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وسيأتي في الرواية التالية.

(5)

قوله: "بن سعيد" من (ر) و (م).

(6)

بعدها في (هـ) زيادة: وذكر كلمة معناها.

(7)

إسناده قوي من أجل عبد العزيز الدَّرَاوردي: وهو ابن محمد وهو في "السنن الكبرى" برقم (1245).

وأخرجه أحمد (5402) عن أبي سلمة، عن عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإسناد.

وسلف في الرواية السابقة.

ص: 102

عن عبد الله، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال

(1)

: كأنِّي أنظرُ إلى بياض خَدِّه عن يمينه: "السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله"، وعن يساره:"السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله"

(2)

.

1323 -

أخبرنا محمد بن آدم، عن عمر بن عُبيد، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص

عن عبد الله قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عن يمينه حتَّى يبدوَ بياضُ خَدِّه، وعن يساره حتَّى يبدو بياضُ خدِّه

(3)

.

(1)

القائل عبد الله بن مسعود.

(2)

إسناده صحيح. علي بن صالح: هو ابن صالح بن حي الهَمْداني، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نَضْلة الجُشَمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1246).

وأخرجه أحمد (3849) و (3879) و (3888)، وأبو داود (996)، وابن حبان (1991) من طرق عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وقُرِن أبو الأحوص - في رواية أحمد (3849)، وفي أحد أسانيد أبي داود - بالأسود بن يزيد.

وأخرجه أحمد (3933) من طريق سهل بن سعد، و (3702) و (3887) و (4172)، وابن حبان (1994) من طريق مسروق، كلاهما عن ابن مسعود، به.

وسيرد في الأحاديث الثلاثة الآتية.

وسلف مطولًا برقم (1083) و (1242) و (1319) من طريق زهير بن معاوية، وبنحوه برقم (1149) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، كلاهما عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه وعلقمة، عن ابن مسعود.

(3)

إسناده صحيح وهو في "السنن الكبرى" برقم (1247).

وأخرجه أحمد (4280)، وأبو داود (996)، وابن ماجه (914)، وابن حبان (1990) من طريق عمر بن عبيد، بهذا الإسناد. وزادوا:"السلام عليكم ورحمة الله" وزاد عند ابن ماجه: "وبركاته"، وهي زيادة شاذة.

وسلف في الرواية السابقة.

ص: 103

1324 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص

عن عبد الله، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّه كان يُسَلِّمُ عن يمينه وعن يساره: السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله، السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله" حتَّى يُرى بياضُ خَدِّه من هاهنا، وبياضُ خَدِّه من هاهنا

(1)

.

1325 -

أخبرنا إبراهيم بن يعقوب

(2)

قال: حدَّثنا عليُّ بن الحسن بن شقيق قال: أخبرنا الحسين بن واقد قال: حدَّثنا أبو إسحاق، عن علقمةَ والأسودِ وأبي الأحوص

قالوا: حدَّثنا عبد الله بن مسعود أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يُسلِّمُ عن يمينه: "السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله" حتَّى يُرى بياضُ خَدِّه الأيمن، وعن يساره:"السَّلام عليكم ورحمة الله" حتَّى يُرى بياضُ خَدِّه الأيسر

(3)

.

(1)

إسناده صحيح. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1248).

وأخرجه أحمد (4241) والترمذي (295) من طريق عن عبد الرحمن، بهذا الإسناد قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه أحمد (3699) و (3888) و (4241)، وأبو داود (996)، وابن حبان (1993) من طرق عن سفيان، به.

وسلف في الروايتين السابقتين.

(2)

وقع في (هـ): يعقوب بن إبراهيم، وعلى هامشها ما ذكر (نسخة).

(3)

حديث صحيح، الحسين بن واقد صدوق، وقد تُوبع. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1249).

وأخرجه أبو داود (996) من طريق إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص والأسود، عن عبد الله، به.

وسلف في الروايات الثلاث السابقة.

ص: 104

‌72 - باب السَّلام

(1)

باليدين

1326 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدَّثنا عُبيد الله بن موسى قال: حدَّثنا إسرائيل، عن فُرات القزَّاز، عن عُبيد الله - وهو ابن القِبْطِيَّة -

عن جابر بن سَمُرة قال: صلَّيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكُنَّا إذا سلَّمنا قلنا بأيدينا: السَّلام عليكم، السَّلام عليكم، قال فنظر إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما شأنُكم

(2)

تشيرون بأيديكم كأنَّها أذنابُ خَيلٍ شُمْسٍ، إذا سلَّمَ أحدُكم فليلتفِتْ إلى صاحبه، ولا يُومِئْ بيدِه"

(3)

.

‌73 - باب تسليم المأموم حين يُسلِّم الإمام

1327 -

أخبرنا سُويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن مَعْمَر، عن الزُّهريِّ أخبره قال: أخبرني محمود بن الرَّبيع قال:

سمعت عِتْبان بن مالك يقول: كنتُ أُصلِّي بقومي

(4)

بني سالم، فأتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقلتُ: إِنِّي قد أنكَرْتُ بصري، وإِنَّ السُّيولَ تَحولُ بيني وبينَ مسجدِ قومي، فلَوَدِدْتُ أَنَّكَ جئتَ فصلَّيتَ في بيتي مكانًا أتَّخِذُه مسجدًا، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"سأفعَلُ إن شاء الله" فغدا عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر

(1)

في (ر): البسط.

(2)

في (هـ) وهامش (ك): ما بالكم.

(3)

إسناده صحيح. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، وفرات القزَّاز: هو ابن أبي عبد الرحمن. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1250).

وأخرجه مسلم (431): (121) عن القاسم بن زكريا، عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد.

وسلف من طريق مسعر، عن ابن القبطية برقم (1318).

وسلف برقم (1184).

(4)

في (هـ): لقومي، وفي هامشها ما ذكر. (نسخة).

ص: 105

معه بعد ما اشتدَّ النَّهار، فاستأذنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فأذِنْتُ له، فلم يجلِسْ حتَّى قال:"أين تحبُّ أن أُصلِّيَ من بيتِك؟ " فأشرتُ له إلى المكان الَّذي أُحِبُّ

(1)

أن يُصلِّي فيه، فقامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وصفَفْنا خلفه، ثُمَّ سَلَّمَ، وسلَّمْنا حين سَلَّم

(2)

.

‌74 - باب السُّجود بعد الفراغ من الصَّلاة

1328 -

أخبرنا سليمان بن داود بن حمَّاد بن سعد

(3)

، عن ابن وَهْب قال: أخبرني ابن أبي ذئب وعمرو بن الحارث ويونس بن يزيد، أنَّ ابن شهاب أخبرهم، عن عروة

(4)

قالت عائشة: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي فيما بين أن يفرُغَ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرةَ ركعةً، ويوتِرُ بواحدة، ويسجدُ سجدةً قَدْرَ ما يقرأ أحدُكم خمسين آيةً قبل أن يرفعَ رأسَه. وبعضُهم يزيد على بعضٍ في الحديث. مختصر

(5)

.

(1)

المثبت من (ك) ونسخة في (م)، وفي باقي النسخ وفوقها في (م): أحببت.

(2)

إسناده صحيح، معمر: هو ابن راشد البصري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1251).

وأخرجه - مطولًا ومختصرًا - أحمد (16479)، والبخاري (686) و (838) و (840) والمصنِّف في "الكبرى"(10881) من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (844) من طريق عبد الأعلى، عن معمر، به.

وسلف - أيضًا - برقم (788) من طريق مالك، عن الزهري، به.

(3)

قوله: "بن حماد بن سعد" من (م) و (هـ).

(4)

بعدها في (هـ) زيادة: قال.

(5)

إسناده صحيح، وهو مختصر الحديث (685)، وشيخ المصنف هناك: أحمد بن عمرو بن السَّرح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1252).

وأخرجه أبو داود (1337) عن سليمان بن داود، بهذا الإسناد.

ص: 106

‌75 - باب سجدَتَي

(1)

السَّهو بعد السَّلام والكلام

1329 -

أخبرنا محمد بن آدم، عن حفص، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة عن عبد الله، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سَلَّمَ، ثُمَّ تكلَّمَ، ثُمَّ سجدَ سجدَتَي السّهو

(2)

.

‌76 - باب السَّلام بعد سجدَتَي السَّهو

1330 -

أخبرنا سُويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن عكرمة بن عمَّار قال: حدَّثنا ضَمْضَم بن جَوْس

عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سجدَتَي السَّهو وهو جالس، ثُمَّ سَلَّم

(3)

.

قال: ذكره في حديث ذي اليَدَين:

(1)

في (هـ): سجدة، وفي هامشها: سجود، سجدتي، وعليهما (نسخة).

(2)

إسناده صحيح. حفص: هو ابن غياث والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، وعلقمة: هو ابن قيس النَّخَعي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (599) و (1253).

وأخرجه مسلم (572): (95) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير، عن حفص، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (4032) و (4358)، ومسلم (572):(94) و (95) و (96)، وأبو داود (1021)، والترمذي (393)، وابن ماجه (1203) من طرق عن الأعمش، به. ورواياتهم مطوَّلة، سوى رواية أحمد الثانية، ورواية مسلم (572):(95).

وتُنظر الروايات (1240) و (1242) و (1254).

(3)

إسناده قوي من أجل عكرمة بن عمار، وبقية رجاله ثقات. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (573) و (1254).

وأخرجه أبو داود (1016)، وابن حبان (2687) من طريقين عن عكرمة بن عمار، بهذا الإسناد.

وسلف مطولًا برقم (1224). وتُنظر الروايات (1233) و (1234) و (1235).

ص: 107

1331 -

أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربيٍّ قال: حدَّثنا حمَّاد قال: حدَّثنا خالد، عن أبي قِلابة، عن أبي المُهَلَّب

عن عمران بن حُصَين، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى ثلاثًا، ثُمَّ سَلَّمَ، فقال الخرْباق: إِنَّكَ صلَّيتَ ثلاثًا. فصلَّى بهم الرَّكعة الباقية، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سجدَ سجدَتَي السَّهو، ثُمَّ سَلَّمَ

(1)

.

‌77 - باب جلسة الإمام بين التَّسليم والانصراف

1332 -

أخبرنا أحمدُ بنُ سليمان قال: حدَّثنا عَمْرُو بنُ عون قال: حدَّثنا أبو عَوانة عن هلال، عن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى

عن البراء بن عازب قال: رمَقْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في صلاتِه، فوجدتُ قيامَه، ورَكْعَتَهُ

(2)

، واعتدالَهُ بعد الرَّكعة، فَسَجْدَتَهُ، فَجِلْسَتَهُ بين السَّجدتين، فسَجْدَتَه، فجِلْسَتَه بين التَّسليم والانصراف، قريبًا من السَّواء

(3)

.

1333 -

أخبرنا محمد بن سلمة قال: حدَّثنا ابن وَهْب، عن يونس، قال ابن شهاب

(4)

: أخبرتني هند بنت الحارث الفِراسيَّة

(1)

إسناده صحيح. حماد: هو ابن زيد، وخالد: هو ابن مِهْران الحذَّاء، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو المُهلَّب: هو الجَرْمي البصري خال أبي قِلابة، وقد اختُلِفَ في اسمه. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (610) و (1255).

وسلف برقمي (1236) و (1237).

(2)

في نسخة في (هـ): وركوعه.

(3)

إسناده صحيح، أبو عَوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري، وهلال: هو ابن أبي حُميد الجُهني الوزَّان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1256).

وأخرجه أحمد (18598)، ومسلم (471):(193)، وأبو داود (854) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد، مع اختلاف في بعض ألفاظه.

وسلف برقم (1065) من طريق الحكم بن عُتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به.

(4)

في نسخة في (هـ) و (ك): عن ابن شهاب قال.

ص: 108

أنَّ أمَّ سلمة أخبرتها، أنَّ النِّساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كُنَّ إِذا سلَّمْنَ من الصَّلاة قُمْنَ، وثَبَتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ومَنْ صَلَّى من الرِّجال ما شاء الله، فإذا قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قامَ الرِّجال

(1)

.

‌78 - باب الانحراف بعد التَّسليم

1334 -

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدَّثنا يحيى، عن سفيان قال: حدَّثني يعلى بن عطاء، عن جابر بن يزيد بن الأسود

عن أبيه، أنَّه صلَّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصُّبح، فلمَّا صلَّى انحرَفَ

(2)

.

(1)

إسناده صحيح. ابن وهب: هو عبد الله، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1257).

وأخرجه ابن حبان (2233) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (26688)، والبخاري (866)، وابن حبان (2234) من طريق عثمان بن عمر، عن يونس، به.

وأخرجه أحمد (26541)، والبخاري (837) و (849) و (870)، وابن ماجه (932) من طريق إبراهيم بن سعد، وأحمد (26644)، وأبو داود (1040) من طريق معمر، كلاهما عن الزهري، به وزاد بعضهم: وكانوا يرون أن ذلك كيما ينفذ النساء قبل الرجال. وهذه الزيادة من كلام الزهري كما جاء مصرَّحًا به في روايات البخاري.

وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم برقم (850) فقال: وقال ابن أبي مريم: أخبرنا نافع بن يزيد قال: أخبرني جعفر بن ربيعة، أنَّ ابن شهاب كتب إليه: حدثتني هند بنت الحارث الفراسية، عن أم سلمة

فذكره بنحوه.

قال السِّندي: قوله: "قُمْنَ" أي: خَرَجْنَ إلى بيوتهنَّ. "وثَبَتَ"، أي: قعد صلى الله عليه وسلم في مكانه ليقعد الرجال؛ خوفًا من الفتنة بلقاء الرجال النساء في الطريق.

(2)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في =

ص: 109

‌79 - التَّكبير بعد تسليم الإمام

1335 -

أخبرنا بشر بن خالد العسكريُّ قال: حدَّثنا يحيى بن آدم، عن سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي مَعْبد

عن ابن عبَّاس قال: إنَّما كنتُ أعلَمُ

(1)

انقضاءَ صلاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بالتَّكبير

(2)

.

= "السنن الكبرى"(1258).

وأخرجه أبو داود (614) عن مسدد، عن يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (17475) عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان، به، مطولًا بذكر قصة الرجلين اللَّذَين لم يُصَلِّيا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكانا قد صلَّيا في رحالهما.

وسلف بذكر قصة الرجلين أيضًا دون قوله: "انحرف" برقم (858) من طريق هُشيم، عن يعلى بن عطاء، به.

قال السِّندي: قوله: "انحرفَ" أي: عن جهة القبلة ومالَ بوجهه إلى القوم، أو انصرف إلى البيت، والأول أقرب.

(1)

في (ر): فإنا كنا نعلم.

(2)

إسناده صحيح، أبو معبد: اسمه نافذ، وهو مولى ابن عباس. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1259).

وأخرجه أحمد (1933)، والبخاري (842)، ومسلم (583):(120)(121)، وأبو داود (1002)، وابن حبان (2232) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه أحمد (3478)، والبخاري (841)، ومسلم (583):(122)، وأبو داود (1003) من طريق ابن جريج، عن عمرو بن دينار، به.

قال السِّندي: قوله: "بالتكبير" أي: لأجل جَهْرِهم.

وقال النووي: هذا دليل لما قاله بعض السَّلف: إنَّه يُستحبُّ رفع الصوت بالتكبير والذِّكرِ عقب المكتوبة

ثم قال: وحمل الشافعيُّ رحمه الله تعالى هذا الحديث على أنه جهر وقتًا يسيرًا حتى يُعلِّمهم صفة الذِّكر، لا أنَّهم جهروا دائمًا. ينظر "شرح النووي لصحيح مسلم" 5/ 84.

ص: 110

‌80 - باب الأمر بقراءة المُعوِّذات بعد التَّسليم من الصَّلاة

1336 -

أخبرنا محمد بن سلمة قال: حدَّثنا ابن وَهْب، عن اللَّيث، عن حُنَين بن أبي حَكيم، عن عُليِّ بن رباح

عن عُقبة بن عامر قال: أمرَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ المُعَوِّذات

(1)

دُبُرَ كلِّ صلاة

(2)

.

‌81 - باب الاستغفار بعد التَّسليم

1337 -

أخبرنا محمود بن خالد قال: حدَّثنا الوليد، عن أبي عَمرو الأوزاعيِّ قال: حدَّثني شداد أبو عمَّار، أنَّ أبا أسماء الرَّحَبيَّ حدَّثه

أنَّه سمِعَ ثوبانَ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحدِّث، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرفَ من صلاتِه استغفرَ ثلاثًا، وقال:"اللهمَّ أنتَ السَّلامُ، ومنكَ السَّلامُ، تبارَكْتَ يا ذا الجلال والإكرام"

(3)

.

(1)

في (م): بالمعوذات، وجاء بعدها في (ر) و (هـ) زيادة: في.

(2)

حديث صحيح كما قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 274 - 275، وهذا إسناد فيه حُنين بن أبي حكيم، وهو صدوق، وقد تُوبع ابن وهب: هو عبد الله، والليث: هو ابن سعد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1260).

وأخرجه أبو داود (1523) عن محمد بن سلمة المرادي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (17792) عن هارون بن معروف، عن ابن وهب، به.

وأخرجه ابن حبان (2004) من طريق عبد الله بن الحكم، عن الليث، به.

وأخرجه أحمد (17417)، والنسائي كما في "تحفة الأشراف"(9940) من طريق يزيد بن محمد القرشي، عن عُلَيّ بن رباح، به. وإسناده حسن في المتابعات والشواهد.

وأخرجه الترمذي (2903) عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عُلَيّ بن رباح، به. وهذا إسناد حسن؛ لأنَّه من رواية قتيبة عن ابن لهيعة، وقد قوَّاها أهل العلم.

(3)

إسناده صحيح، الوليد: هو ابن مسلم - وهو وإن يكن يُدلِّس ويُسوِّي - قد صرَّح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد عند ابن ماجه، فانتفت شبهة تدليسه، وقد انتقى له مسلم =

ص: 111

‌82 - باب الذِّكر بعد الاستغفار

1338 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ومحمد بن إبراهيم بن صُدْران، عن خالد قال: حدَّثنا شعبة، عن عاصم، عن عبد الله بن الحارث

عن عائشة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سلَّمَ قال:"اللهمَّ أنتَ السَّلامُ، ومنكَ السَّلامُ، تبارَكْتَ يا ذا الجلال والإكرام"

(1)

.

= هذا الحديث. شداد: هو ابن عبد الله. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1261) و (9891). وأخرجه مسلم (591)، وابن ماجه (928)، وابن حبان (2003) من طرق عن الوليد بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (22365) و (22408)، وأبو داود (1513)، والترمذي (300)، وابن ماجه (928)، وابن حبان (2003) من طرق عن الأوزاعي، به.

قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 5/ 89: المراد بالانصراف السلام.

(1)

إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث بن عُبيد الهُجَيمي، وشعبة: هو ابن الحجَّاج، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وعبد الله بن الحارث: هو أبو الوليد البصري نسيب ابن سيرين. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1262) وبرقمي (7670) و (9844) عن محمد بن عبد الأعلى وحده.

وأخرجه مسلم (592)، وأبو داود (1512) والمصنف في "الكبرى"(9845) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (24338) و (25979)، ومسلم (592)، والترمذي (298) و (299)، والمصنف في "الكبرى"(9843) و (10127) وابن ماجه (924)، وابن حبان (2000) من طرق عن عاصم، به.

وأخرجه أحمد (25507)، ومسلم (592)، وأبو داود (1512)، والمصنف في "الكبرى"(9845) وابن حبان (2001) من طريق خالد الحذاء، عن عبد الله بن الحارث، به.

وينظر تمام تخريجه في "مسند" أحمد عند الرواية (24338).

قال السِّندي: قوله: "أنت السلام" أي: السَّالم من الآفات، "ومنك السَّلام" أي: السَّلامة منها مطلوبة منك، أو حاصلة من عندك، فالسَّالِمُ مَنْ سلَّمْتَه.

ص: 112

‌83 - باب التَّهليل

(1)

بعد التَّسليم

1339 -

أخبرنا محمد بن شجاع المرُّوذيُّ قال: حدَّثنا إسماعيل بن عُلَيَّة، عن الحجَّاج بن أبي عثمان قال: حدَّثني أبو الزُّبير قال:

سمعتُ عبدَ الله بن الزُّبير يُحدِّث على هذا المنبر، وهو يقول: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا سلَّمَ يقول: "لا إله إلَّا الله وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير، لا حولَ ولا قوَّةَ إِلَّا بالله، لا إله إلَّا اللهُ، لا نعبدُ إلَّا إِيَّاه، أهلَ النِّعمة والفضلِ والثَّناء الحَسَن، لا إله إلَّا اللهُ، مُخْلِصين له الدِّينَ ولو كَرِه الكافرون"

(2)

.

‌84 - باب عدد التَّهليل والذِّكر بعد التَّسليم

1340 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدَّثنا عَبْدَة قال: حدَّثنا هشام بن عروة، عن أبي الزُّبير قال:

كان عبدُ الله بن الزبير يُهلِّلُ في دُبُرِ الصَّلاة

(3)

يقول: لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، لا إلهَ إِلَّا اللهُ، ولا نعبدُ إِلَّا إِيَّاه، له النِّعمةُ، وله الفضلُ، وله الثَّناءُ الحَسَن، لا إله

(1)

في نسخة بهامش (هـ): الذكر.

(2)

إسناده صحيح، إسماعيل بن عُليَّة: اسمه إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسَم الأسدي، وأبو الزُّبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1263) و (11397).

وأخرجه مسلم (594): (140)، وأبو داود (1506)، وابن حبان (2010) من طريق إسماعيل بن عليَّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (594): (141) من طريق موسى بن عقبة، عن أبي الزبير، به.

وسيرد في الرواية التالية من طريق هشام بن عروة، عن أبي الزبير، به.

(3)

في نسخة بهامش (هـ): دبر كل صلاة.

ص: 113

إلَّا اللهُ، مُخْلِصين له الدِّينَ ولو كَرِه الكافرون. ثُمَّ يقول ابن الزُّبير: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُهلِّلُ بِهِنَّ في دُبُرِ الصَّلاة

(1)

.

‌85 - باب نوع آخَر من القول عند انقضاء الصَّلاة

1341 -

أخبرنا محمد بن منصور، عن سفيان

(2)

قال: سَمِعْتُه من عَبْدَة بن أبي لُبابة، وسمِعْتُه من عبد الملك بن عُمَير

(3)

، كلاهما سمِعَه

(4)

من ورَّاد كاتب المغيرة بن شعبة قال:

كتب معاويةُ إلى المغيرةِ بن شُعبة: أخبِرْني بشيءٍ سمِعْتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم

(5)

. فقال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا قضى الصَّلاة، قال:"لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، اللهمَّ لا مانِعَ لِما أعطَيْتَ، ولا مُعطيَ لما منَعْتَ، ولا ينفَعُ ذا الجَدِّ منكَ الجَدُّ"

(6)

.

(1)

إسناده صحيح، عَبْدة: هو ابن سليمان الكلابي، وقد صرَّح أبو الزُّبير - وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس - في الرواية السابقة بسماعه من عبد الله بن الزُّبير، فانتفت شبهة تدليسه. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1264) و (9879).

وأخرجه مسلم (594): (140)، وأبو داود (1507)، وابن حبان (2008) من طرق عن عبدة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (16105)، ومسلم (594):(139)، وابن حبان (2009) من طريقين عن هشام بن عروة، به.

وسلف في الرواية السابقة من طريق الحجاج بن أبي عثمان، عن أبي الزبير، به.

(2)

بعدها في (ر) وفوقها في (م): بن عيينة.

(3)

تحرف في النسخ الخطية إلى: عبد الملك بن أعين، وفوق قوله: بن أعين، علامة (نسخة). وهو تحريف قديم، والمثبت من "تحفة الأشراف"(11535)، والمصادر.

(4)

في (ر) و (م) و (هـ) وهامش (ك): سمعا، وفي هامش (ك):(نسخة).

(5)

بعدها في (ر) وهامش (م) زيادة: إذا قضى الصلاة.

(6)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1265). =

ص: 114

1342 -

أخبرني محمد بن قُدامة قال: حدَّثنا جرير عن منصور، عن المُسَيَّب أبي العلاء، عن ورَّادٍ قال:

كتبَ المغيرةُ بنُ شعبة إلى معاوية: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول دُبُرَ الصَّلاة إذا سَلَّمَ: "لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، اللهمَّ لا مانع لِما أعطيتَ، ولا مُعطيَ لِما منعتَ، ولا ينفَعُ ذا الجَدِّ منكَ الجَدُّ"

(1)

.

= وأخرجه أحمد (18199)، ومسلم (593):(138) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (18139)، ومسلم (593):(137) من طريق ابن جريج، والبخاري (844) من طريق سفيان الثوري، و (6615) من طريق فليح، ثلاثتهم عن عبدة بن أبي لبابة، به.

وأخرجه البخاري (7292)، وابن حبان (2007) من طريقين عن عبد الملك بن عمير، به.

وزاد البخاري: وكتب إليه: إنه كان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، وكان ينهى عن عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعٍ وهات.

وأخرجه أحمد (18158) و (18233)، ومسلم (593):(137) من طريق أبي سعيد الشامي، والبخاري تعليقًا بإثر (844)، وابن حبان بإثر (2007) من طريق القاسم بن مخيمرة، كلاهما عن ورَّاد، به ووقع في رواية أحمد (18233): عبد ربِّه - غير منسوب - والظاهر أنَّه هو أبو سعيد الشامي نفسُه كما يُفهَم من كلام الدارقطني في "العلل" 7/ 124، حيث ذكر أنَّ أحد الأقوال في اسم أبي سعيد الشامي: عبد ربّه.

وسيأتي في الروايتين التاليتين.

(1)

إسناده صحيح، جرير: هو ابن عبد الحميد الضَّبِّي، ومنصور: هو ابن المُعْتَمِر، والمسيَّب أبو العلاء: هو ابن رافع الأسدي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1266).

وأخرجه البخاري (6330)، ومسلم (593):(137) من طريقين عن جرير بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (18183) من طريق شعبة، عن منصور، به.

وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم برقم (6330) فقال: وقال شعبة، عن منصور، قال: سمعت المسيَّب. وأخرجه مسلم (593): (137)، وأبو داود (1505)، وابن حبان (2005) من طريق الأعمش، عن المسيَّب، به. =

ص: 115

‌86 - كم مرَّةً يقول ذلك؟

1343 -

أخبرنا الحسن بن إسماعيل بن سليمان

(1)

المُجالِديُّ قال: أخبرنا هُشَيم قال: أخبرنا مغيرةُ، - وذكَرَ آخر - ح: وأخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدَّثنا هُشيم قال: أخبرنا غير واحد منهم المغيرة، عن الشَّعبيِّ، عن ورَّادٍ كاتب المغيرة

أنَّ معاوية كتب إلى المغيرة: أنِ اكتُبْ إليَّ بحديثٍ سمِعْتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتبَ إليه المغيرة: إنِّي سمعتُه يقول عند انصرافه من الصَّلاة: "لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قدير" ثلاث مرَّات

(2)

.

= وسلف في الرواية السابقة.

(1)

قوله: "بن سليمان" من (ر) و (م).

(2)

إسناده صحيح، هُشيم: هو ابن بشير السُّلمي، وقد صرَّح بالتحديث فانتهت شبهة تدليسه ومغيرة: هو ابن مِقْسَم الضبِّي، والشَّعبي: هو عامر بن شَراحيل. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1267) و (9880).

وأخرجه أحمد (18192)، والبخاري (6473) عن علي بن مسلم، كلاهما (أحمد وعلي) عن هشيم، بهذا الإسناد بزيادة: وكان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، ومنعٍ وهات، وعقوق الأمهات، ووأد البنات.

وأخرجه ابن حبان (2006) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن هُشيم، عن داود بن أبي هند وغيره، عن الشعبي، به. وبالزيادة السابقة.

وأخرجه أحمد (18232) عن علي بن عاصم، عن المغيرة، به، وبالزيادة المذكورة، ولم يقل: ثلاث مرات.

وأخرجه المصنِّف في الكبرى (9881) من طريق أبي عوانة عن المغيرة، عن شِباك - وهو الضبِّي - عن الشعبي، عن المغيرة، به فزاد شباكًا، وأسقط ورَّادًا.

لكن أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (896)، وفي "الدعاء"(682) من طريق العباس بن طالب، عن أبي عوانة، عن المغيرة، عن شباك، عن الشعبي، عن وراد، عن المغيرة به. فزاد شِباكًا ولم يسقط ورَّادًا، والظاهر أنَّه من الاختلاف على أبي عوانة، وينظر "علل الدارقطني" 7/ 121. =

ص: 116

‌87 - باب نوع آخر من الذِّكر بعد التَّسليم

1344 -

أخبرنا محمد بن إسحاق الصَّاغانيُّ قال: حدَّثنا أبو سلمة الخُزاعيُّ منصور بن سلمة قال: حدَّثنا خَلَّاد بن سليمان - قال أبو سلمة: وكان من الخائفين - عن خالد بن أبي عمران، عن عروة

عن عائشة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلسَ مجلِسًا أو صلَّى تكلَّم بكلماتٍ، فسألَتْه عائشةُ عن الكلمات، فقال:"إنْ تكلَّمَ بخيرٍ كان طابَعًا عليهنَّ إلى يوم القيامة، وإنْ تكلَّمَ بغير ذلك كان كفَّارةً له: سُبحانك اللهمَّ وبحمدِكَ، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليك"

(1)

.

‌88 - باب نوع آخَر من الذِّكر والدُّعاء بعد التَّسليم

1345 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدَّثنا يعلى قال: حدَّثنا قُدامة، عن جِسْرَة قالت:

حدَّثتني عائشة قالت: دخلَتْ عليَّ امرأةٌ من اليهود، فقالت: إنَّ عذاب القبرِ من البَول. فقلتُ: كَذَبْتِ فقالت: بلى، إنَّا لنَقْرِضُ منه الجلدَ والثّوبَ، فخرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى الصَّلاة وقد ارتفعَتْ أصواتُنا، فقال:"ما هذا؟ " فأخبَرْتُه بما قالت، فقال:"صدَقَتْ" فما صلَّى بعدَ يومئذٍ صلاةً

(2)

إِلَّا قال في

= وسلف في الروايتين السابقتين.

(1)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1268) و (10160).

وأخرجه أحمد (24486) عن أبي سلمة الخزاعي، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه المصنِّفَ في "الكبرى" - كما في "تحفة الأشراف"(16335) - من طريق سعيد بن أبي مريم، عن خلاد بن سليمان، به.

وأخرجه بنحوه المصنِّف في "الكبرى"(10158) و (10159) من طريقين عن عائشة، به.

(2)

كلمة "صلاة" ليست في (ر).

ص: 117

دُبُرِ الصَّلاة: "ربَّ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ، أعِذْني من حرِّ النَّار، وعذابِ القبر"

(1)

.

‌89 - باب نوع آخَر من الدُّعاء عند الانصراف من الصَّلاة

1346 -

أخبرنا عَمرو بن سَوَّاد بن الأسود بن عمرو قال: حدَّثنا ابن وَهْب قال: أخبرني حفص بن ميسرة، عن موسى بن عُقبة، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه

أنَّ كعبًا حلفَ له بالله الَّذي

(2)

فلقَ

(3)

البحر لموسى: إِنَّا لَنَجِدُ

(4)

في التَّوراة: أنَّ داود نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرفَ من صلاتِه قال: اللهمَّ أصلِحْ لي ديني الَّذي جَعَلْتَه لي عصمةً، وأصلِحْ لي دُنيايَ الَّتي جعَلْتَ فيها معاشي، اللهمَّ إِنِّي أعوذُ برضاكَ من سخَطِك، وأعوذُ - يعني - بعفوِكَ من نِقمَتِك، وأعوذُ بِكَ منك، لا مانِعَ لما أعطيتَ، ولا معُطيَ لما منعتَ، ولا

(1)

إسناده ضعيف بهذه السياقة، جَسْرة - وهي بنت دجاجة - لم يوثِّقها سوى العجلي وابن حبان، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 67: عندها عجائب. وقُدامة - وهو ابن عبد الله العامري، أبو رَوْح - روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وحكى الحافظ عن ابن أبي خيثمة أنَّ سفيان الثوري كان يُسمَّيه فُلَيتًا، وتابعه على ذلك ابن ماكولا، والدارقطني قبله، لكنَّه فرَّق بين فُليت العامري هذا وفُلَيت بن خليفة الذي يُكنى أبا حسان. وسيرد عند المصنِّف برقم (5519) من طريق سفيان الثوري ما يُشير إلى أنَّهما واحد، له كُنيتان: أبو رَوح وأبو حسان. يعلى: هو ابن عُبيد الطنافِسي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1269)(9889).

وأخرجه أحمد (24324) عن يعلى، بهذا الإسناد. وينظر الكلام عليه في "مسند أحمد".

قوله: لنقرض: لنقطع، وقوله: الجلد، قيل: الجلد الملبوس فوق الجسد، وقيل: بل جلدهم، وهو الموافق لسائر طرق الحديث.

(2)

في نسخة في هامش (ك): بالذي.

(3)

في نسخة في هامش (ك): فرق.

(4)

في (ك) و (م): نجد.

ص: 118

ينفَعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ". قال: وحدَّثني كعب، أنَّ صُهيبًا حدَّثه، أنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم كان يقولُهنَّ عند انصرافِه من صلاتِه

(1)

.

‌90 - باب التَّعوُّذ في دبر الصَّلاة

1347 -

أخبرنا عمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى، عن عثمان الشَّحَّام، عن مسلم

(1)

إسناده محتمل للتحسين، أبو مروان والد عطاء: هو الأسلمي، روى عنه اثنان؛ عبد الرحمن بن مِهْران المدني، وابنُه عطاء، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: تابعيٌّ ثقة. وقال الذهبي في "الكاشف": مدني ثقة. لكن نقل المِزِّيُّ في "التحفة" 4/ 400 (4971)، والذهبيُّ في "الميزان" عن المصنِّف قوله: أبو مروان ليس بالمعروف. وقد اختُلِف في اسمه وصحبته، فقيل: اسمه سعد، وقيل: معتّب بن عمرو، وقيل غير ذلك، وقال ابن حبان اسمه عبد الرحمن بن مصعب، وقال الحافظ في "الإصابة" 12/ 603 - 604: وقيل: له صحبة، ذَكَرهُ الطبريُّ في الصحابة. وقال في "تقريبه": له صحبة، إلَّا أنَّ الإسناد إليه بذلك واهٍ. وقال العلائي في "جامع التحصيل" ص 315: حديثه مرسل. قلتُ: وروايتُه هنا عن كعب - وهو ابن ماتِع الحِميري، المعروف بكعب الأحبار - وهو تابعيٌّ مخضرم، وقد أثنى عليه بعض الصحابة بالعلم، ووثَّقه الحافظ في "تقريبه"، وباقي رجال الإسناد ثقات والحديث في "السنن الكبرى" برقمي (1270) و (9888).

وأخرجه ابن حبان (2026) من طريق ابن أبي السري، عن حفص بن ميسرة، بهذا الإسناد.

ودعاؤه صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ أصلح لي ديني

" ثابتٌ في "صحيح مسلم" (2720) من حديث أبي هريرة، دون تقييده بانصرافه من الصلاة.

ودعاؤه صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ إني أعوذ برضاك

وأعوذ بك منك" ثبت من حديث عائشة كما سلف برقم (169)، وفيه أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يقوله في سجوده في قيام الليل.

وثبت من حديث عليٍّ كما سيأتي برقم (1747)، وفيه أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يقوله عقب الوتر.

ودعاؤه: "اللهمَّ لا مانع لما أعطيت

منك الجدّ" له شاهد صحيح عن المغيرة بن شعبة، وقد سلف برقم (1341).

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يقوله بعد الركوع في أحاديث منها حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (1068).

ص: 119

ابن أبي بَكْرَة قال:

كان أبي يقول في دُبُرِ الصَّلاة

(1)

: اللهمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ من الكفر والفقر، وعذاب القبر، فكنتُ أقولُهنَّ، فقال أبي: أَيْ بُنَيَّ، عَمَّن أخذتَ هذا؟ قلتُ: عنكَ. قال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقولُهنَّ فِي دُبُرِ الصَّلاة

(2)

.

‌91 - عدد التَّسبيح التسبيح بعد التَّسليم

1348 -

أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربيٍّ قال: حدَّثنا حمَّاد، عن عطاء بن السَّائب، عن أبيه

عن عبد الله بن عمرو

(3)

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَلَّتانِ

(4)

لا يُحصيهما رجلٌ

(5)

مسلمٌ إِلَّا دخلَ الجنَّة، وهما يسيرٌ، ومَنْ يعمَلْ بهما

(1)

في (هـ): كل صلاة، وفي هامشها ما ذكر (نسخة).

(2)

إسناده قوي من أجل عثمان الشحَّام. يحيى: هو ابن سعيد القطَّان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1271).

وأخرجه أحمد (20381) و (20409) و (20447)، وابن حبان (1028) من طرق عن عثمان الشحَّام، بهذا الإسناد، ورواية أحمد الأولى وابن حبان مختصرتان.

وأخرجه الترمذي (3503)، من طريق أبي عاصم النبيل الضحَّاك بن مَخْلَد، عن عثمان الشحَّام، به. وقال الترمذي - كما في "تحفة الأشراف" 9/ 57، وطبعة الرسالة (3810)، ونسخة المباركفوري -: حسن غريب. ولفظ الدعاء عنده: "اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من الهمِّ والكسل وعذاب القبر".

وأخرجه - بنحوه - أحمد (20430)، وأبو داود (5090) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، به.

وسيرد برقم (5465) من طريق آخر، عن عثمان الشحَّام، به.

(3)

تحرف في (ق) إلى: عمر.

(4)

نسخة بهامش (هـ): خصلتان، وهما بمعنًى.

(5)

كلمة "رجل" ليست في (ر).

ص: 120

قليل" قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصَّلوات

(1)

الخمس، يُسبِّحُ الله أحدُكم في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ عشرًا، ويحمَدُ عشرًا، ويُكبِّرُ عشرًا، فهي خمسون ومئة على

(2)

اللِّسان، وألفٌ وخمسُ مئة في الميزان"، وأنا رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يعقِدُهُنَّ بيدِه، "وإذا أوى أحدُكم إلى فراشِه أو مَضْجَعِه سَبَّحَ ثلاثًا وثلاثين، وحَمِدَ ثلاثًا وثلاثين، وكبَّر أربعًا وثلاثين، فهي مئةٌ على اللِّسان، وألفٌ في الميزان" قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، "فأيُّكم يعمَلُ في كلِّ يومٍ وليلةٍ

(3)

ألفين وخمس مئة سيِّئة؟ " قيل: يا رسول الله، وكيف لا يُحْصيهما

(4)

؟ فقال: "إِنَّ الشَّيطانَ يأتي أحدَكُم وهو في صلاته، فيقول: اذْكُرْ كذا، اذْكُرْ كذا، ويأتيه عندَ منامِه فيُنِيمُه"

(5)

.

(1)

في النسخ الخطية عدا (هـ): الصلاة، والمثبت منها، وفي هامشها: الصلاة (نسخة).

(2)

في (ر) و (ك) وهامش (هـ): في، وجاء في هامش (ك): على (نسخة).

(3)

في (م): في اليوم والليلة، وفي هامشها ما ذكر (نسخة).

(4)

المثبت من (م) و (هـ)، وفي (ر): لا يحصيها، وفي (ك): لا نُحصِيها.

(5)

إسناده حسن من أجل عطاء بن السائب، وقد اختلط، لكنَّ رواية حماد - وهو ابن زيد - عنه قبل اختلاطه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1272).

وأخرجه ابن حبان (2018) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (6498) و (6910)، وأبو داود (5065)، والترمذي (3410)، والمصنف في "الكبرى"(10580) و (10586)، وابن ماجه (926)، وابن حبان (2012) من طرق عن عطاء بن السائب، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه المصنف في "الكبرى"(10581) من طريق العوام بن حوشب، عن عطاء، به، موقوفًا.

وسيرد برقم (1355) من طريق الأعمش، عن عطاء بن السائب، به مختصرًا بلفظ: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح.

قال السِّندي: قوله: "لا يُحصيهما" من الإحصاء، أي: لا يحافظ ولا يُداوم عليهما. =

ص: 121

‌92 - باب نوع آخَر من عدد التَّسبيح

1349 -

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن سَمُرة، عن أسباط قال: حدَّثنا عمرو بن قيس، عن الحَكَم، عن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى

عن كعب بن عُجْرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مُعَقِّباتٌ لا يَخيبُ قائلُهنَّ؛ يُسبِّحُ الله في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين، ويحمده

(1)

ثلاثًا وثلاثين، ويُكبِّرُه

(2)

أربعًا وثلاثين"

(3)

.

= وقوله: "يعقِدُهُنَّ" أي: يضبطهُنَّ ويحفظ عددهُنَّ، أو يعقد لأجلهنَّ بيده.

(1)

فوقها في: (م) ويحمد الله (نسخة)، وفي (ق): ويحمد، دون ذكر لفظ الجلالة.

(2)

في (ر) و (ق): ويكبِّر.

(3)

إسناده صحيح، أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن القرشي، وعمرو بن قيس: هو المُلائي، والحكم: هو ابن عُتيبة. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1273) و (9909).

وأخرجه الترمذي (3412) عن محمد بن إسماعيل بن سمرة، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن، وعمرو بن قيس المُلائي ثقة حافظ. وروى شعبة هذا الحديث عن الحكم ولم يرفعه، ورواه منصور بن المعتمر عن الحكم فرفعه.

قلت: اختُلِفَ فيه على شعبة ومنصور في رفعه ووقفه، وصوَّب الدارقطنيُّ وقفَه في "التتبُّع"(102)، وردَّه النوويُّ في "شرح صحيح مسلم" 5/ 95.

وأخرجه مسلم (596): (145) عن محمد بن حاتم، عن أسباط، به.

وأخرجه مسلم (596)(144)، وابن حبان (2019) من طريق مالك بن مغول، ومسلم (596):(145)، وابن حبان (2019)، من طريق حمزة الزيات والمصنف في "الكبرى"(9910) من طريق منصور بن المعتمر، ثلاثتهم عن الحكم، به.

قال السِّندي: قوله: "مُعَقِّباتٌ" اسم فاعل من التعقيب، أي: أذكارٌ يَعْقُبُ بعضُها بعضًا، أو تُعْقِبُ لصاحبها عاقبةً حميدة.

قلت: وقال ابن الأثير في "النهاية"(عقب): سُمّيت مُعقِّبات؛ لأنها عادت مرةً بعد مرة، أو لأنها تقال عَقيب الصلاة.

"لا يخيبُ قائلُهنَّ" عن أجرهِنَّ، أي: كيفما كان ولو عن غفلة، هذا هو ظاهر هذا اللفظ، والله أعلم، وقد ذكر بعضُهم أنَّه لا أجرَ في الأذكار إذا كانت عن غفلة سوى القراءة.

ص: 122

‌93 - باب نوع آخر من عدد التَّسبيح

1350 -

أخبرنا موسى بن حزام التِّرمذيُّ قال: حدَّثنا يحيى بن آدم، عن ابن إدريس، عن هشام بن حسَّان، عن محمد بن سيرين، عن كثير بن أفلح

عن زيد بن ثابت قال: أمروا أن يُسبِّحوا دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين، ويحمدوا ثلاثًا وثلاثين، ويُكبِّروا أربعًا وثلاثين، فأُتيَ

(1)

رجلٌ من الأنصار في منامه، فقيل

(2)

: أمرَكُم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن تُسبِّحوا دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين، وتَحمَدوا ثلاثًا وثلاثين، وتُكَبِّروا أربعًا وثلاثين؟ قال: نعم. قال: فاجعلوها خمسًا وعشرين، واجعلوا فيها التَّهليل. فلما أصبحَ أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال:"اجعلوها كذلك"

(3)

.

1351 -

أخبرنا عُبيد الله بن عبد الكريم أبو زُرعة الرَّازيُّ قال: حدَّثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدَّثني عليُّ بن الفُضَيل بن عِياض، عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن نافع

عن ابن عمر، أنَّ رجلًا رأى فيما يرى النَّائمُ، قيل له: بأيِّ شيء أمرَكُم نبيُّكم صلى الله عليه وسلم؟ قال: أمَرَنَا أن نُسبِّحَ ثلاثًا وثلاثين، ونحمدَ ثلاثًا وثلاثين، ونُكبِّرَ أربعًا وثلاثين، فتلك مئةٌ، قال: سَبِّحوا خمسًا وعشرين، واحمَدوا خمسًا وعشرين، وكبِّروا خمسًا وعشرين، وهلِّلوا خمسًا وعشرين، فتلك

(1)

في (ر) ونسخة في هامشي (هـ) و (ك): فأُري.

(2)

بعدها في (م) زيادة: له.

(3)

إسناده صحيح، ابن إدريس: هو عبد الله. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1275) و (9911).

وأخرجه أحمد (21600) و (21659)، والترمذي (3413)، وابن حبان (2017) من طرق عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد.

ص: 123

مئة، فلمَّا أصبح ذُكِرَ ذلك للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"افعلوا كما قال الأنصاريُّ"

(1)

.

‌94 - باب نوع آخَر من عدد التَّسبيح

1352 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا محمد قال: حدَّثنا شعبة، عن محمد بن عبد الرَّحمن مولى آل طلحة قال: سمعتُ كُرَيبًا، عن ابن عبَّاس

عن جُوَيرية بنت الحارث، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عليها وهي في المسجد تدعو، ثُمَّ مَرَّ بها قريبًا من نصف النَّهار، فقال لها:"ما زِلْتِ على حالِك؟ " قالت: نعم. قال: "ألا أُعلِّمك - يعني - كلماتٍ تَقولينَهنَّ: سُبحانَ اللهِ عدَدَ خَلْقِهِ، سُبحانَ اللهِ عدَدَ خَلْقِهِ، سُبحانَ اللهِ عدَدَ خَلْقِهِ، سُبحانَ اللهِ رضا نَفْسِه، سُبحانَ اللهِ رضا نَفْسِه، سُبحانَ اللهِ رضا نَفْسِه، سُبحانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِه، سُبحانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبحانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبحانَ اللهِ مِدادَ كلماتِه، سُبحانَ اللهِ مِدادَ كلماتِه، سُبحانَ اللهِ مِدادَ كلماتِه"

(2)

.

(1)

إسناده قوي من أجل عبد العزيز بن أبي روَّاد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1276)، وينظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح، محمد: هو ابن جعفر غُنْدَر. وهو في "السنن الكبرى"(1277) و (9919).

وأخرجه الترمذي (3555) عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح وأخرجه أحمد (27421) عن محمد بن جعفر، به.

وأخرجه أحمد (26758)، وابن حبان (828) من طريق روح بن عبادة، عن شعبة، به.

وأخرجه مسلم (2726)، والمصنف في "الكبرى"(9920)، وابن ماجه (3808) من طريق مسعر، عن محمد بن عبد الرحمن، به.

ورواه سفيان بن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن واختُلِفَ عنه فيه:

فأخرجه مسلم (2726): (79) من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن عبد الرحمن، به.

وأخرجه أبو داود (1503)، وابن حبان (832) من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن =

ص: 124

‌95 - باب نوع آخر

1353 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال: حدَّثنا عتَّاب - هو ابن بشير

(1)

- عن خُصَيف، عن عكرمة ومجاهد

عن ابن عبَّاس قال: جاء الفقراءُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، إنَّ الأغنياءَ يُصَلُّون كما نُصَلِّي، ويصومون كما نصوم، ولهم أموالٌ يتصدَّقون بها

(2)

، ويُعتِقون

(3)

. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إذا صلَّيتُم فقولوا: سُبحانَ الله، ثلاثًا وثلاثين، والحمد لله، ثلاثًا وثلاثين، والله أكبر، ثلاثًا

(4)

وثلاثين، ولا إله إلَّا الله، عشرًا، فإنَّكم تُدركون بذلك مَنْ سبقَكُم، وتسبِقون مَنْ بَعْدَكم"

(5)

.

= عبد الرحمن، به. إلَّا أنَّهما جعلاه من حديث ابن عبَّاس ليس فيه جويرية. وهو الذي صوَّبه أبو زرعة فيما نقل عنه ابن أبي حاتم في "العلل"(2111).

قلت: ومثل هذا الاختلاف لا يضرُّ، فابن عبَّاس وجُويرية صحابيان، وعليه فإنَّ حديث ابن عباس يكون مرسل صحابي، وهو حجة.

وينظر "مسند أحمد"(3308).

(1)

قوله: "هو ابن بشير" من (هـ)، وعليها علامة نسخة.

(2)

كلمة "بها" من (م) و (هـ).

(3)

المثبت من (هـ) وهامش (ك) وعليها علامة نسخة في (ك)، وفي باقي النسخ وهامش (هـ): وينفقون.

(4)

في نسخة في هامش (ك): أربعًا.

(5)

صحيح لغيره دون قوله: "عشرًا" بعد التهليل، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ خُصيف: وهو ابن عبد الرحمن الجزري، وعتَّاب بن بشير يُضعَّف في روايته عن خُصيف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1278).

وأخرجه الترمذي (410) عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب وعلي بن حجر، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب.

ويشهد له حديث أبي هريرة عند أحمد (7243)، والبخاري (843)، ومسلم (595). =

ص: 125

‌96 - باب نوع آخر

1354 -

أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله النَّيسابوريُّ قال: حدَّثني أبي قال: حدَّثني إبراهيم - يعني ابن طَهْمان - عن الحجَّاج بن الحجَّاج، عن أبي الزُّبير، عن أبي علقمة

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَبَّحَ فِي دُبُرِ صَلاةِ الغَداة مئةَ تسبيحةٍ، وهلَّل مئةَ تهليلةٍ، غُفِرَ

(1)

له ذنوبُه، ولو كانت مِثْلَ زَبَدِ البحر"

(2)

.

= وحديث أبي ذر الغفاري عند أحمد (21411).

وحديث أبي الدرداء عند أحمد (21709).

وحديث كعب بن عجرة، وقد سلف برقم (1349).

وحديث زيد بن ثابت، وقد سلف برقم (1350).

(1)

في (ك): غفرت، وعلى التاء إشارة (نسخة).

(2)

إسناده ضعيف، أبو الزُّبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي، وهو مدلِّس، وقد رواه بالعنعنة. أبو علقمة: هو الفارسي المصري، مولى بني هاشم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1279) و (9892).

وأخرجه المصنف في "الكبرى"(9893) من طريق مكي بن إبراهيم، عن يعقوب بن عطاء، عن عطاء بن أبي علقمة بن الحارث بن نوفل، عن أبي هريرة، به.

يعقوب بن عطاء - وهو ابن أبي رباح - ضعيف، وعطاء بن أبي علقمة بن الحارث بن نوفل، هكذا وقع اسمه من رواية مكي بن إبراهيم، وقال الحافظ في ترجمته في "التهذيب": كأنَّ الصواب: يعقوب بن عطاء، عن أبي علقمة.

لكنَّ الدارقطني قال في "العلل" 11/ 220 بعد أن ذكر طريق أبي الزُّبير: ورواه عطاء بن أبي رباح واختُلِفَ عنه؛ حدَّث به عنه ابنه يعقوب، فرواه مكي بن إبراهيم، عن يعقوب بن عطاء، عن أبيه، عن علقمة مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن أبي هريرة، وهو الصحيح.

قلت: والثابت من حديث أبي هريرة كما في "مسند أحمد"(7243)، و "صحيح البخاري"(843)، و"صحيح مسلم" (595) أنَّه صلى الله عليه وسلم قال: "تُكبِّر دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وتسبِّح =

ص: 126

‌97 - باب عقد التَّسبيح

1355 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى الصَّنعانيُّ والحسين بن محمد الذَّارع - واللَّفظ له - قالا: حدَّثنا عَثَّام بن عليٍّ قال: حدَّثنا الأعمش، عن عطاء بن السَّائب، عن أبيه

عن عبد الله بن عمرو قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يعقِدُ التَّسبيح

(1)

.

‌98 - باب ترك مسح الجبهة بعد التَّسليم

1356 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد قال: حدَّثنا بكر - وهو ابن مُضَر - عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمن

عن أبي سعيد الخُدريّ قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُجاوِرُ في العشر الَّذي في وسط الشَّهر، فإذا كان من حين تمضي عشرون ليلةً ويستقبل إحدى وعشرين يَرجِعُ إلى مسكنِه، ويَرجِعُ مَنْ كان يُجاوِرُ معه، ثُمَّ إِنَّه أقام في شهرٍ جاورَ فيه تلك اللَّيلة الَّتي كان يرجعُ فيها، فخطبَ النَّاسَ، فأمرَهُم بما شاءَ الله، ثُمَّ قال: "إنِّي كنتُ أُجاوِرُ هذه العَشرَ، ثُمَّ بدا لي أن أُجَاوِرَ هذه العشر الأواخر، فمَنْ كان

(2)

اعتكفَ معي، فليثبُتْ في مُعتَكَفه، وقد رأيتُ هذه الليلةَ فأُنْسِيتُها، فالتمسوها في العشْرِ الأواخِرِ في كُلِّ وِتْر، وقد رأيتُني

= ثلاثًا وثلاثين، وتحمد ثلاثًا وثلاثين، وتختمها بـ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلِّ شيء قدير".

وتُنظر شواهد الحديث السابق.

(1)

إسناده حسن من أجل عطاء بن السائب، وقد اختلط، لكنَّ رواية الأعمش - وهو سليمان بن مِهْران - عنه قبل الاختلاط. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1280).

وأخرجه الترمذي (3411) و (3486) عن محمد بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث الأعمش.

وأخرجه أبو داود (1502) وابن حبان (843) من طرق عن عثَّام بن علي، به.

وسلف مطولًا برقم (1348) من طريق حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، به.

(2)

بعدها في (ر) و (م) زيادة: منكم.

ص: 127

أسجدُ في ماءٍ وطينٍ" قال أبو سعيد: فمُطِرْنا ليلةَ إحدى وعشرين، فوكَفَ المسجدُ في مُصلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظرتُ إليه وقد انصرفَ من صلاة الصُّبح ووَجْهُه مُبْتَلٌّ طينًا وماءً

(1)

(2)

.

‌99 - باب قعود الإمام في مُصلَّاه بعد التَّسليم

1357 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد

(3)

قال: حدَّثنا أبو الأحوص، عن سِماك

عن جابر بن سَمُرة قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى الفجرَ قعدَ في مُصلَّاه حتَّى تطلُعَ الشَّمس

(4)

.

(1)

في (هـ): من ماء وطين، وبهامشها ما أثبت.

(2)

إسناده صحيح، ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن الهاد، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التَّيمي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1281) و (3328).

وأخرجه مسلم (1167): (213) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وسلف - مختصرًا - برقم (1095) من طريق مالك، عن ابن الهاد، به.

قال السِّندي: قوله: "يجاور" أي: يعتكف، أي قبل أن يلتزم العشر الأواخر "فوكف" أي: سالَ.

(3)

قوله: "بن سعيد" ليس في (ك).

(4)

إسناده حسن من أجل سماك: وهو ابن حرب أبو الأحوص: هو سلَّام بن سُلَيم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1282).

وأخرجه مسلم (670)(287)، والترمذي (585) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الله في زوائده على "المسند"(20913)، ومسلم (670)(287)، وابن حبان (2028) و (2029) من طرق عن أبي الأحوص، به.

وأخرجه أحمد (20820) و (20845) و (20961) و (20968) و (21003) و (21032) و (21037)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "المسند"(20948)، ومسلم (670)(287)، وأبو داود (4850) من طرق عن سماك، به.

وسيرد أتمَّ منه في الرواية التالية.

ص: 128

1358 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدَّثنا يحيى بن آدم قال: حدَّثنا زهير، وذكر آخر، عن سماك بن حرب قال:

قلتُ لجابر بن سَمُرة: كنتَ تجالِسُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى الفجرَ جلَس في مُصلَّاه حتّى تطلُعَ الشَّمس، فيتحدَّث

(1)

أصحابُه، ويذكرون حديثَ الجاهليَّة، ويُنشِدون الشِّعر، ويضحكون، ويتبسَّم صلى الله عليه وسلم

(2)

.

‌100 - باب الانصراف من الصَّلاة

1359 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد قال: حدَّثنا أبو عَوانة، عن السُّدِّيِّ قال:

سألتُ أنسَ بن مالك: كيف أنصرِفُ إذا صلَّيتُ، عن يميني، أو عن يساري؟ قال: أمَّا أنا فأكثرُ ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ينصرِفُ عن يمينه

(3)

.

(1)

في هامشي (ك) و (م): فيحدّث.

(2)

إسناده حسن كسابقه. زهير: هو ابن معاوية الجُعْفي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1283) و (9926).

وأخرجه أحمد (20844)، ومسلم (670):(286) و (2322): (69)، وأبو داود (1294)، وابن حبان (6259) من طرق عن زهير، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود مختصرة على طرفه الأول.

وأخرجه أحمد (20810) و (20853) و (21010)، والترمذي (2850)، وابن حبان (5781) من طريق شريك، عن سماك، به. ولفظه عند أحمد (21010): كنَّا نجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا يتناشدون الأشعار، ويتذاكرون أشياء من أمر الجاهلية، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت، فربما تبسَّم.

وسلف مختصرًا في الرواية السابقة.

قال السِّندي: قوله: "وينشدون الشِّعر" من الإنشاد، ولعلَّه الشعر المشتمل على النصائح، أو غير المشتمل على القبائح.

(3)

إسناده حسن من أجل السُّدِّي: وهو إسماعيل بن عبد الرحمن، وأبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1284). =

ص: 129

1360 -

أخبرنا أبو حفص عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا الأعمش، عن عُمارة، عن الأسود قال:

قال عبد الله: لا يجعلَنَّ أحدُكم للشَّيطانِ من نفسه جُزْءًا، يَرى أنَّ حتمًا

(1)

عليه أن لا ينصرِفَ إلَّا عن يمينه، فقد

(2)

رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أكثرَ انصرافِه عن يساره

(3)

.

1361 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا بقيَّة قال: حدَّثنا الزُّبيدي، أنَّ

= وأخرجه مسلم (708): (60) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (13985) عن عفان، عن أبي عوانة، به.

وأخرجه أحمد (12359) و (12846) و (13277)، ومسلم (708):(61)، وابن حبان (1996) من طريقين عن السدِّي، به.

(1)

في (هـ) ونسخة في هامش (ك): حقًّا وعليها في هامش (ك) علامة النسخة وعلامة الصحة.

(2)

في (هـ) و (م) ونسخة في هامش (ك): لقد، وفوقها في (م) علامة (نسخة).

(3)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وعُمارة: هو ابن عُمير التَّيمي، والأسود: هو ابن يزيد النَّخَعي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1285).

وأخرجه أحمد (3631) و (4084)، وابن ماجه (930) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (3631) و (4084) و (4426)، والبخاري (852)، ومسلم (707)، وأبو داود (1042)، وابن ماجه (930)، وابن حبان (1997) من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه بنحوه أحمد (3872) و (4383) و (4384)، وابن حبان (1999) من طريق عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، به.

ذكر الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" 5/ 220 في الجمع بين حديثي ابن مسعود وأنس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل تارةً هذا وتارةً هذا، فأخبر كلُّ واحدٍ بما اعتقد أنَّه الأكثر فيما يعلمه، وإِنَّما كرَّه ابن مسعود أن يُعتقَد وجوب الانصراف عن اليمين

إلخ.

وينظر ما قاله الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 338.

ص: 130

مكحولًا حدَّثه، أن مسروق بن الأجدع حدَّثه

عن عائشة قالت: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يشربُ قائمًا وقاعدًا، ويُصلِّي حافيًا ومنتعلًا، وينصرِفُ عن يمينِه وعن شمالِه

(1)

.

‌101 - باب الوقت الَّذي ينصرف فيه النِّساء من الصَّلاة

1362 -

أخبرنا عليُّ بن خشرم قال: أخبرنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعيّ، عن الزُّهريّ، عن عروة

عن عائشة قالت: كان النِّساء يُصلِّينَ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم الفجر، فكانَ إذا سلَّمَ انصرَفْنَ مُتَلفِّعاتٍ بمُروطِهِنَّ، فلا يُعْرَفْنَ من الغَلَس

(2)

.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فقد أنكر أبو زُرعة الدمشقي في "تاريخه" ص 329 أن يكون مكحول - وهو الشامي - قد سمع من مسروق بن الأجدع، ثمَّ إنَّ بقيَّة - وهو ابن الوليد - خالفَ في إسناده، فرواه عن الزُّبيدي - وهو ابن الوليد - عن مكحول، والصحيح أن بين الزُّبيدي ومكحول رجلًا كما سيأتي في التخريج. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1286). وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1884) من طريق عبد الله بن سالم الحمصي، عن الزُّبيدي، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، بهذا الإسناد. زاد فيه: سليمان بن موسى.

قال الدارقطني في "العلل" 14/ 290 بعد أن ذكر الطريقين: والأشبه بالصواب قول من قال: سليمان بن موسى؛ عبد الله بن سالم الحمصي، وهو من الأثبات في الحديث، وهو سيِّئ المذهب.

وأخرجه أحمد (24567) من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عمَّن سمع مكحولًا، يُحدِّث عن مسروق، به وفيه ومشي حافيًا وناعلًا. وفيه - إضافةً إلى انقطاع الإسناد - إبهامُ الراوي عن مكحول.

والحديث رُوي من طريقٍ آخر لكن فيه اضطرابٌ كما هو مُبيَّنٌ في "مسند" أحمد.

وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن عمرو في "مسند" أحمد (6627)، وذُكِرَتْ هناك أحاديث الباب.

(2)

إسناده صحيح، عيسى بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السَّبيعي، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1287).

وسلف برقمي (545) و (546).

ص: 131

‌102 - باب النَّهي عن مبادرة الإمام بالانصراف من الصَّلاة

1363 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال: حدَّثنا عليُّ بن مُسْهِرٍ، عن المُختار بن فُلْفُل

عن أنس بن مالك قال: مالك قال: صلَّى بِنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ، ثُمَّ أَقبلَ علينا بوجهه، فقال:"إنِّي إمامُكم، فلا تُبادِروني بالرُّكوعِ، ولا بالسُّجود، ولا بالقيامِ ولا بالانصراف، فإنِّي أراكُم مِنْ أمامي ومِنْ خلفي "ثُمَّ قال: "والَّذي نفسي بيده، لو رأيتُم ما رأيتُ لَضَحِكتُم قليلًا، ولبَكيتُم كثيرًا، قلنا: ما رأيتَ يا رسول الله؟ قال: "الجنَّةَ والنَّار"

(1)

.

‌103 - باب ثواب مَنْ صَلَّى مع الإمام حتَّى ينصرف

1364 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا بشر - وهو ابن المُفَضَّل - قال: حدَّثنا داود بن أبي هند، عن الوليد بن عبد الرَّحمن، عن جُبَير بن نُفَير

عن أبي ذرٍّ قال: صُمْنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم رمضان، فلم يَقُمْ بِنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتَّى بقِيَ سَبْعٌ من الشَّهر، فقام بِنا حتَّى ذهبَ نحوٌ من ثُلُثِ اللَّيل، ثُمَّ كانت سادسةٌ فلم يَقُمْ بِنا

(2)

، فلمَّا كانت الخامسةُ قام بِنا حتَّى ذهب نحوٌ من شَطْرِ اللَّيل، قلنا: يا رسولَ الله، لو نَفَّلْتنا قيامَ هذه اللَّيلة، قال:"إِنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى مع الإمام حتَّى ينصرِفَ حُسِبَ له قيامُ ليلة"، قال: ثُمَّ كانتِ الرَّابعةُ

(1)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1288).

وأخرجه مسلم (426): (112) عن علي بن حجر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم - أيضًا - عن ابن أبي شيبة، عن علي بن مسهر، به.

وأخرجه أحمد (11997) و (12276) و (12569) و (13278) و (13527) و (13571) و (14087)، ومسلم (426):(113)، وأبو داود (624) من طرق عن المختار بن فلفل، به. ورواية أبي داود مختصرة.

وينظر الحديث السالف برقم (814).

(2)

بعدها في (ر) زيادة: النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 132

فلم يَقُمْ بِنا، فلمَّا بقي ثلاثٌ من الشَّهر أرسلَ إلى بناتِه ونسائِه، وحشَدَ النَّاسَ، فقام بنا، حتّى خشينا أن يفوتَنا الفَلاح، ثُمَّ لم يَقُمْ بِنا شيئًا من الشَّهر. قال داود: قلتُ: ما الفَلاح؟ قال: السَّحور

(1)

.

‌104 - باب الرُّخصة للإمام في تخطِّي رقاب النَّاس

1365 -

أخبرنا أحمد بن بكَّار الحَرَّانيُّ قال: حدَّثنا بِشر بن السَّريّ، عن عمر

(2)

ابن سعيد بن أبي حسين النَّوفليّ، عن ابن أبي مُلَيكة

عن عُقبة بن الحارث قال: صَلَّيتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم العصرَ بالمدينة، ثُمَّ انصرف يتخطَّى رِقابَ النَّاس سريعًا حتّى تعجَّبَ النَّاسُ لِسُرعَتِه، فَتَبعَه بعضُ أصحابه، فدخلَ

(3)

على بعضِ أزواجه، ثُمَّ خَرَجَ، فقال: "إِنِّي ذكَرْتُ وأنا في العصر شيئًا من تِبْرٍ كان عندنا، فكَرِهْتُ أَن يَبيتَ عندنا، فأَمَرْتُ بِقِسْمَتِه

(4)

"

(5)

.

(1)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1289).

وأخرجه أحمد (21447)، وأبو داود (1375)، وابن ماجه (1327) من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (21419) عن علي بن عاصم، عن داود بن أبي هند، به. إلَّا أنَّه خالف الثقات في متن الحديث، فجعل قيامه صلى الله عليه وسلم في الليالي الزَّوجية من العشر الأواخر. وعلي بن عاصم ضعيف، وتابعه على هذه الرواية وُهيب بن خالد عند الطيالسي (466)، وروايته شاذَّة.

وسيرد برقم (1605) من طريق محمد بن فضيل، عن داود، به.

(2)

تحرف في (هـ) إلى: عمرو.

(3)

في (م): حتى دخل، وهي نسخة في هامش (ر).

(4)

في (م) و (ك): بقَسْمِه، وفوقها في (م): بقسمته (نسخة).

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن بكار، وقد توبع ابن أبي مُليكة: هو عبد الله. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1290). =

ص: 133

‌105 - باب إذا قيل للرَّجل: هل صلَّيت؟ هل يقول: لا؟

1366 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود ومحمد بن عبد الأعلى قالا: حدَّثنا خالد - وهو ابن الحارث - عن هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمن

عن جابر بن عبد الله، أنَّ عمر بن الخطَّاب يومَ الخندق بعدما غَرَبَتِ الشَّمسُ جعل يسبُّ كفَّارَ قريش، وقال: يا رسولَ الله، ما كِدْتُ أن أُصلِّيَ حتَّى كَادَتِ الشَّمسُ تَغرُبُ. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"فوالله ما صلَّيتُها"، فنزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بُطْحانَ، فتوضَّأَ للصَّلاة، وتوضَّأنا لها، فصلَّى العصرَ بعد ما غرَبَتِ الشَّمس، ثُمَّ صلَّى بعدَها المغربَ

(1)

.

آخر كتاب التشهُّد والسَّلام والسَّهو

(2)

* * *

= وأخرجه أحمد (16151) و (16152) و (19426) و (19427)، والبخاري (851) و (1221) و (1430) و (6275) من طرق عن عمر بن سعيد بهذا الإسناد.

قوله: "تِبْر" قال السِّندي: أي: من ذهب غير مصكوك.

(1)

إسناده صحيح، هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1291).

وأخرجه البخاري (596) و (598) و (4112)، ومسلم (631)، والترمذي (180) من طرق عن هشام بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (641) و (945)، ومسلم (631)، وابن حبان (2889) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.

قوله: "بُطحان" قال الإمام النَّووي في "شرح مسلم" 5/ 132: هو بضمِّ الباء المُوحَّدة، وإسكان الطَّاء، وبالحاء المُهملتين، هكذا جميع المُحدِّثين في رواياتِهم وفي ضبطِهم وتقييدهم، وقال أهل اللغة: هو بفتح الباء وكسر الطَّاء، ولم يُجيزوا غير هذا، وكذا نقله صاحب "البارع" وأبو عبيد البكري، وهو واد بالمدينة.

(2)

هذا الكلام أثبتناه من (ك) و (هـ).

ص: 134

‌13 - كتاب الجمعة

‌1 - باب إيجاب الجمعة

1367 -

أخبرنا سعيد بن عبد الرَّحمن المخزوميُّ قال: حدَّثنا سفيان، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. ح: وابن طاوس

(1)

، عن أبيه

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نحنُ الآخِرُونَ السَّابِقون

(2)

، بَيْدَ أَنَّهم أوتوا الكتابَ مِنْ قَبْلِنا، وأُوتيناه مِنْ بَعْدِهم، وهذا اليومُ الَّذِي كتبَ اللهُ عز وجل عليهم، فاختلفوا فيه، فهدانا اللهُ عز وجل له. يعني يومَ الجمعة. فالنَّاس لنا فيه تَبَعٌ، اليهودُ غدًا، والنَّصارى بعدَ غَدٍ"

(3)

.

(1)

فوقها في (م) عطف على أبي الزناد، ولم ترد علامة التحويل في (ك)، وأُشير فيها إلى علامة العطف بين أبي الزناد وابن طاوس.

(2)

بعدها في (ر) و (م) زيادة: يوم القيامة.

(3)

إسناداه صحيحان، سفيان: هو ابن عيينة، وأبو الزِّناد: هو عبد الله بن ذكوان، وابن طاوس: هو عبد الله. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1666).

وأخرجه أحمد (7310) و (7399)، ومسلم (855):(19) من طريق سفيان بن عيينة، بهذين الإسنادين.

وأخرجه البخاري (238) و (876) و (2956) و (6887) و (7495) من طريق شعيب، عن أبي الزناد، به. وجميع الروايات - سوى الرواية (876) - مختصرة.

وأخرجه أحمد (7707) و (8503)، والبخاري (896) و (3486)، والنسائي في "الكبرى"(1665) من طريقين عن ابن طاوس، به.

وأخرجه أحمد - بتمامه ومختصرًا - (7214) و (7401) و (7706) و (7707) و (8115) و (9041) و (10362) و (10530) و (10616) و (10643) و (10723)، والبخاري (6624) و (7036)، ومسلم (855):(20) و (21)، وابن حبان (2784) من طرق عن أبي هريرة، به. وينظر ما بعده.

قوله: "نحن الآخرون السابقون" قال السِّندي: أي: الآخِرون زمانًا في الدنيا، الأوَّلون منزلةً وكرامةً يوم القيامة، والمراد أنَّ هذه الأمة وإن تأخَّر وجودُها في الدنيا عن الأمم =

ص: 135

1368 -

أخبرنا واصل بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا ابن فُضَيل، عن أبي مالك الأشجعيّ، عن أبي حازم، عن أبي هريرة

وعن ربعيِّ بن حِراش، عن حذيفة، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أضَلَّ اللهُ عز وجل عن الجمعة مَنْ كان قبَلنا، فكان لليهودِ يومُ السبَّت، وكان للنَّصارى يومُ الأحد، فجاء الله عز وجل بِنا فهدانا ليوم الجمعة، فجعلَ الجمعةَ والسَّبت والأحدَ، وكذلك هُم لنا تَبَعٌ يومَ القيامة، ونحنُ الآخِرون من أهل الدُّنيا، والأوَّلون يوم القيامة، المقضيُّ لهم قبل الخلائق

(1)

"

(2)

.

‌2 - باب التَّشديد في التَّخلُّف عن الجمعة

1369 -

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن عمرو، عن عَبيدة بن سفيان الحضرميّ

= الماضية، فهي سابقةً إيَّاهم في الآخرة، بأنَّهم أول من يُحشر، وأول من يُحاسب، وأول من يُقضى بينهم، وأول من يدخل الجنة.

(1)

جاء في هامشي (ك) و (يه): باب أوَّل جُمعةٍ جُمِّعَت: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار .... الحديث الوارد عند المصنِّف في "الكبرى" في باب بدء الجمعة، برقم (1667)، وقال في نهايته في (ك): هذه الأحاديث الثلاث المخرّجة في الهامش في بعض النُّسَخ، وليست هي في رواية ابن السُّنِّي. وقال في هامش:(يه): لم توجد في غالب النسخ.

والأحاديث الثلاثة هي هذا الحديث وحديث عمرو بن سواد الآتي في التعليق ما بعد الآتي، وحديث نصر بن علي الآتي في التعليق على الحديث (1372).

(2)

إسناداه صحيحان، ابن فُضيل: هو محمد، وأبو مالك الأشجعي: هو سعد بن طارق، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1664).

وأخرجه مسلم (856)(22)، وابن ماجه (1083) من طريقين عن محمد بن فُضيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (856): (23) من طريق ابن أبي زائدة عن سعد بن طارق الأشجعي، عن ربعي، عن حذيفة وحده، به.

وينظر ما قبله.

ص: 136

عن أبي الجَعْد الضَّمريّ - وكانت له صُحبة - عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ تركَ ثلاثَ جُمَعٍ تهاونًا بها، طبعَ اللهُ على قلبه

(1)

"

(2)

.

1370 -

أخبرنا محمد بن مَعْمَر قال: حدَّثنا حَبَّان قال: حدَّثنا أبان قال: حدَّثنا يحيى بن أبي كثير، عن الحضرميِّ بن لاحِقٍ، عن زيد، عن أبي سلَّام، عن الحكم بن ميناء

أنَّه سمِعَ ابْنَ عبَّاس وابن عمر يُحدِّثان، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على أعوادِ مِنبَرِه: "لَينتهِيَنَّ أقوامٌ عن وَدْعِهم الجُمعات، أو ليختِمَنَّ اللهُ على قلوبهم، وليكونُنَّ

(3)

من الغافلين"

(4)

.

(1)

جاء في هوامش (ر) و (ك) و (م) و (يه): أخبرنا عمرو بن سوَّاد .... وذكر الحديث الوارد عند المصنِّف في "السنن الكبرى" في الباب ذاته في التشديد في التخلف عن الجمعة، برقم (1669)، وينظر التعليق ما قبل السابق.

(2)

صحيح بشاهده، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي يحيى بن سعيد: هو القطَّان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1668).

وأخرجه أحمد (15498)، وأبو داود (1052) من طريق يحيى بن سعيد بهذا الإسناد.

أخرجه الترمذي (500)، وابن ماجه (1125)، وابن حبان (258) و (2786) من طرق عن محمد بن عمرو، به. وقال الترمذي: حديث حسن.

ورواية ابن حبان الأولى - وهي من رواية سفيان الثوري، عن محمد بن عمرو - بلفظ:"من ترك الجمعة ثلاثًا من غير عذر فهو منافق".

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2828) من طريق أبي معشر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

قال الدارقطني في "العلل" 8/ 21 في رواية أبي معشر: وَهِمَ فيه. ثم قال: والصحيح عن محمد بن عمرو، عن عبيدة بن سفيان الحضرمي، عن أبي الجعد الضمري، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وله شاهد بإسناد حسن من حديث جابر بن عبد الله، عند أحمد (14559)، والمصنِّف في "الكبرى"(1669)، وابن ماجه (1126).

(3)

في (م) ونسخة في هامش (ك): وليكتبنَّ. وجاء في هامش (ك) نسخة أخرى: ثمَّ ليُكتبَنَّ.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد لم يُتابع عليه حَبَّان - وهو ابن هلال - فيما قاله الدارقطني =

ص: 137

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= في "العلل" 13/ 153، وذِكْرُ الحضرمي بن لاحق في الإسناد وَهَمٌ كما قال أبو حاتم الرازي فيما نقل عنه ابنه في "العلل" (596). أبان: هو ابن يزيد العطار، وزيد: هو ابن سلَّام، وأبو سلَّام: هو ممطور الحبشي، وقد ثبَّت الإمام أحمد وأبو حاتم سماع يحيى بن أبي كثير من زيد بن سلَّام.

والحديث رواه أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، واختُلف عنه:

فرواه حَبَّان بن هلال - كما هنا وفي "السنن الكبرى" برقم (1670) - عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، عن زيد، عن أبي سلَّام، عن الحكم بن ميناء، عن ابن عمر وابن عباس مرفوعًا.

ورواه عفان بن مسلم - فيما أخرجه أحمد (2290) - عن أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد، به لم يذكر الحضرمي بن لاحق في الإسناد.

ورواه هدبة بن خالد - فيما أخرجه أحمد (3100) - ومسلم بن إبراهيم - فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 13/ 153 - كلاهما عن أبان عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، به. لم يذكرا الحضرميَّ ولا زيدًا في الإسناد.

ورواه علي بن المبارك - فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(1671) - عن يحيى، عن زيد، عن جدِّه أبي سلَّام، به. لكنه زاد في الإسناد أبا هريرة.

ورواه هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير واختُلِف عنه فيه:

فرواه يزيد بن هارون - فيما أخرجه أحمد (2132) و (5560)، وابن حبان (2785) - وعبد الصمد بن عبد الوارث - فيما أخرجه أحمد (3099) - ووهب بن جرير وأبو بحر البكراوي وعبد العزيز بن أبان وهيَّاج بن بسطام - فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 13/ 152 - ستتهم عن هشام، عن يحيى، عن أبي سلام، به. ليس فيه الحضرمي ولا زيد.

ورواه أبو أسامة - فيما أخرجه ابن ماجه (794) - عن هشام، عن يحيى، عن الحكم بن ميناء، به. لم يذكر فيه الحضرميَّ ولا زيدًا ولا أبا سلَّام.

ورواه عثمان بن الهيثم - فيما ذكر الدار قطني في "العلل" 13/ 152 - عن هشام، عن يحيى قال: حدثني أبو سلام، به. قال الدارقطني: وَهِمَ في قوله: حدثني.

ورواه أبو عمر الحوضي وأبو عامر العقدي - فيما ذكر الدار قطني في "العلل" 3/ 153 - عن هشام، عن يحيى قال: حدَّث أبو سلَّام.

ثم قال الدارقطني: وقال معاذ بن هشام، عن أبيه، قال أبو سلام. ويحيى لم يسمعه من أبي سلام. =

ص: 138

1371 -

أخبرني محمود بن غيلان

(1)

قال: حدَّثنا الوليد بن مسلم قال: حدَّثني المُفضَّل بن فَضالة، عن عيَّاش بن عبَّاس، عن بُكَير بن الأشجّ، عن نافع، عن ابن عمر

عن حفصة زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رَواحُ الجُمعةِ واجبٌ على كُلِّ مُحتَلِم

(2)

"

(3)

.

= ورواه همَّام بن يحيى - فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 13/ 153 - عن يحيى، عن زيد، عن جدِّه أبي سلَّام، به.

ورواه أيوب السختياني، عن يحيى بن أبي كثير، واختلف عنه فيه:

فرواه حماد بن زيد - فيما ذكر الدارقطني 13/ 152 - عن أيوب، عن يحيى، عن ابن ميناء، به. لم يذكر زيدًا ولا جدَّه أبا سلَّام.

ورواه الثقفي وابن علية - فيما ذكر الدارقطني أيضًا - عن أيوب، عن يحيى، عمَّن حدَّثه، عن ابن عمر وابن عباس.

وأخرجه مسلم (865) عن الحسن بن علي الحلواني، عن أبي توبة، والدارمي (1570) عن يحيى بن حسان، كلاهما عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد به. إلَّا أنهما جعلاه من حديث ابن عمر وأبي هريرة.

وأخرجه ابن خزيمة (1855) عن موسى بن سهل الرملي، عن أبي توبة، بمثل إسناد مسلم، إلَّا أنه جعله من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري.

(1)

في هامش (ك): محمود بن خالد (نسخة)، وهو كذلك في "السنن الكبرى" و "التحفة"(15806)، لكن ذكر المزيُّ أن عند أبي القاسم ابن عساكر: محمود بن غيلان ولا يضرّ هذا الاختلاف، فكلاهما ثقة، والله أعلم.

(2)

في هامش (هـ): مسلم. (نسخة).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، لكن ذِكْر حفصة في الإسناد غير محفوظ، فقد ذكر الدارقطني في "العلل" 15/ 194 أنَّ مخرمة بن بُكير رواه، عن أبيه، عن نافع عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: وهو المحفوظ. اهـ. غير أن الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 358 قال: لا مانع أن يسمعه ابن عمر من النبيّ صلى الله عليه وسلم ومن غيره من الصحابة. اهـ.

والوليد بن مسلم - وإن كان مدلِّسًا - تُوبع. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1672). =

ص: 139

‌3 - باب كفَّارة مَنْ تَرَكَ الجمعةَ من غير عذر

1372 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدَّثنا يزيد بن هارون قال: حدَّثنا همَّام، عن قَتادة، عن قُدامة بن وَبَرة

عن سَمُرة بن جُنْدُبٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَرَكَ الجُمعة من غيرِ عُذْرٍ فليتصدَّقْ بدينار، فإنْ لم يجِدْ فبنصفِ دينار

(1)

"

(2)

.

= وأخرجه أبو داود (342)، وابن حبان (1220)، من طريق يزيد بن خالد بن موهب، عن المفضّل بن فضالة، بهذا الإسناد. وفيه زيادة:"وعلى من راح إلى الجمعة الغسل".

وهذه الزيادة سترد بنحوها في الأرقام (1376) و (1405) و (1407) من حديث ابن عمر.

(1)

جاء في هوامش (ر) و (ك) و (م): أخبرنا نصر بن علي، قال: حدثنا نوح عن خالد، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من ترك الجمعة متعمدًا فعليه دينار، فإن لم يجد فنصف دينار" وفي موضع آخر ليس فيه: "متعمدًا". وينظر التعليق (1) على الحديثين (1368) و (1369) حول زيادة أحاديث في حواشي النسخ.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، قُدامة بن وَبَرة لم يصحَّ سماعُه من سَمُرة فيما قاله البخاري - كما نقله عنه العقيلي في "الضعفاء الكبير" 3/ 484 - ، وقال - أيضًا - في "التاريخ الكبير" 4/ 177: لا يصحُّ حديث قُدامة في الجمعة. ثُمَّ إِنَّ قُدامة تفرَّد بالرواية عنه قَتادة: وهو ابن دِعامة السَّدوسي، وقال: أحمد: لا يُعرَف، لكنَّ ابنَ معين وثَّقه في رواية عثمان الدارمي عنه، وذكره ابن حبّان في "الثقات". همَّام: هو ابن يحيى العَوْذي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1673).

وأخرجه أحمد (20087)، وأبو داود (1053) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (20087) عن بهز وعفَّان (مفرَّقين)، و (20159)، وابن حبان (2788) من طريق وكيع، وابن حبان (2789) من طريق علي بن الجعد، أربعتهم عن همَّام، به. ولفظ وكيع:"من فاتَتْه الجمعة".

وأخرجه أبو داود (1054) من طريق أيوب أبي العلاء، عن قتادة، عن قُدامة بن وَبَرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، لم يذكر فيه سَمُرة، وبلفظ:"من فاتَتْه الجمعة من غير عُذرٍ فليتصدَّق بدرهم، أو نصف درهم، أو صاع حنطة، أو نصف صاع".

قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يُسأل عن اختلاف هذا الحديث، فقال: همَّام عندي أحفظ من أيوب، يعني أبا العلاء. =

ص: 140

‌4 - باب ذِكْرِ فضل يوم الجمعة

1373 -

أخبرنا سُويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن الزُّهريّ قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن الأعرج

أنَّه سمِعَ أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيرُ يومٍ طلعَتْ فيه الشَّمسُ يومُ الجمعة، فيه خُلِقَ آدم عليه السلام، وفيه أُدخِلَ الجنَّة، وفيه أُخرِجَ منها"

(1)

.

‌5 - باب إكثارِ

(2)

الصَّلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم يومَ الجمعة

1374 -

أخبرنا إسحاق بن منصور قال: حدَّثنا حُسين الجُعْفَيُّ، عن عبد الرَّحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأَشْعَثِ الصَّنعانيّ

= وأخرجه المصنِّف في "الكبرى"(1674)، وابن ماجه (1128) من طريق خالد بن قيس بن رباح، عن قتادة، عن الحسن البصري، عن سمُرة، به وقد رجَّح البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 177 رواية همَّام ومَنْ تابعه.

(1)

إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وعبد الرحمن الأعرج: هو ابن هُرْمُز. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1675).

وأخرجه أحمد (9207) عن علي بن إسحاق، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (854): ((17)، والمصنِّف في "الكبرى"(1675) من طريقين عن يونس، به.

وأخرجه أحمد (10645) من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، به.

وأخرجه أحمد (9409)، ومسلم (854)(18)، والترمذي (488) من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، به.

وأخرجه أحمد (10970) من طريق عبد الله بن فروخ، عن أبي هريرة، به.

وسيرد مطولًا برقم (1430) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة، به.

قوله: "خير يومٍ طلعَتْ فيه الشمس يوم الجمعة" قال السِّنْدي: قيل: هو خير أيام الأسبوع، وأمَّا بالنَّظر إلى أيام السَّنة فخيرها يوم عرفة.

(2)

نسخة في (ك): الأمر بالإكثار.

ص: 141

عن أوس بن أوس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ مِنْ أفضل أيَّامكم يومَ الجمعة، فيه خُلِقَ آدم عليه السلام، وفيه قُبِضَ، وفيه النَفخة، وفيه الصَّعقة، فأكثِروا عليَّ من الصَّلاة

(1)

، فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ" قالوا: يا رسولَ الله، وكيفَ

(2)

تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ وقد أَرَمْتَ؟ - أي: يقولون: قد بَلِيتَ - قال: "إِنَّ الله عز وجل قد حرَّمَ على الأرض أن تأكُلَ أجسادَ الأنبياء عليهم السلام"

(3)

.

(1)

بعدها في (ر) و (م) زيادة: فيه.

(2)

في (م) و (ك): كيف.

(3)

إسناده صحيح إن كان عبد الرحمن بن يزيد هو ابنَ جابر كما تعيَّن هنا، وهو الذي ذهب إليه الدارقطني وغيره، وإن كان ابنَ تميم - فيما ذهب إليه البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود وابن حبان - فالإسناد ضعيف، ويكون الحديثُ صحيحًا لغيره. ذكر ذلك ابن رجب في "شرح العلل" 2/ 681 - 684، وابن القيِّم في "جلاء الأفهام" ص 35، وينظر كلام البزار في "البحر الزخار" بإثر الحديث (3485). حسين الجُعْفي: هو ابن علي، وأبو الأشعث الصنعاني: هو شَراحيل بن آدَهْ. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1678).

وأخرجه أحمد (16162)، وأبو داود (1047) و (1531)، وابن ماجه (1085) و (1636)، وابن حبان (910) من طريق حسين الجُعْفي، بهذا الإسناد.

ووقع اسم أوس في رواية أحمد: أوس بن أبي أوس، وينظر الكلام على الاختلاف في اسمه في "مسند أحمد" 26/ 77 - 78. ووقع في الموضع الأول من "سنن ابن ماجه": شداد بن أوس، وهو وهمٌ، نبَّه عليه المِزِّي في "التحفة"(1736).

ويشهد لأفضلية يوم الجمعة وكون آدم خُلِقَ فيه، وأنَّ فيه النفخة والصعقة حديثُ أبي هريرة الآتي برقم (1430)، وأصله في "صحيح مسلم"(854).

ويشهد لقصة الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة، وأنَّها معروضةٌ عليه حديثُ أبي مسعود الأنصاري عند الحاكم في "المستدرك" 2/ 421.

وحديث أبي طلحة عند عبد الرزاق (3113).

وحديث أنس عند البيهقي 3/ 249.

وحديث أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير"(7611)، والبيهقي 3/ 249.

ص: 142

‌6 - باب الأمر بالسِّواك يومَ الجمعة

1375 -

أخبرنا محمد بن سلمة قال: حدَّثنا ابن وَهْب، عن عَمرو بن الحارث، أنَّ سعيد بن أبي هلال وبُكَيرَ بن الأشجِّ حدَّثاه، عن أبي بكر بن المُنْكَدِر، عن عَمرو بن سُلَيم، عن عبد الرَّحمن بن أبي سعيد

عن أبيه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "الغُسْلُ يومَ الجمعة

(1)

على كلِّ مُحتَلِم، والسِّواكُ، ويَمَسُّ من الطِّيب ما قَدَرَ عليه". إِلَّا أَنَّ بُكَيرًا لم يذكر عبدَ الرَّحمن، وقال في الطِّيب: "ولو من طِيب المرأة"

(2)

.

= ويشهد لقوله: "إنَّ الله حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" حديث أنس بلفظ: "الأنبياء أحياء في قبورهم" عند أبي يعلى (3425) وغيره، وسنده حسن.

وحديث أنس - أيضًا - عند مسلم (2375) وغيره، بلفظ:"مررتُ على موسى ليلةَ أُسريَ بي عند الكثيب الأحمر وهو قائمٌ يصلِّي في قبره".

قال السِّندي: قوله: "وفيه النفخة" أي: الثانية.

وقوله: "وفيه الصعقة": الصوت الهائل يفزع له الإنسان، والمراد النفخة الأولى أو صعقة موسى عليه الصلاة والسلام، وعلى هذا فالنفحة يحتمل الأولى أيضًا.

قال الخطَّابي: "أَرَمْت"، معناه بليت، وأصله: أرمَمْت، أي صرت رميمًا، فحذفوا إحدى الميمين، وهي لغةٌ لبعض العرب، كما قالت: ظلتُ أفعل كذا، أي: ظللتُ، وكما قيل: أحَسْتُ بمعنى: أحسستُ، في نظائر ذلك.

(1)

بعدها في هامش (ك)، وفي (م)(فوق السطر) واجب، وعليها فيهما علامة نسخة، وهي رواية السِّندي كما هو ظاهر في شرحه.

(2)

إسناده صحيح من جِهَتَي سعيد بن هلال وبُكير بن الأشج، وهو بزيادة عبد الرحمن بن أبي سعيد في الإسناد يكون من المزيد في متصل الأسانيد، على قول الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 365، وقد بُسِط الكلامُ عليه في "مسند أحمد" عند الحديث (11250). ابن وهب: هو عبد الله وهو في "السنن الكبرى" برقم (1679).

وأخرجه أبو داود (344) عن محمد بن سلمة المرادي، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (846): (7) عن عمرو بن سوَّاد العامري، عن ابن وهب، به. =

ص: 143

‌7 - باب الأمر بالغُسْل يومَ الجمعة

1376 -

أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن نافع

عن ابن عمر، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جاءَ أحدُكُم الجمعةَ فليغتَسِلْ

(1)

.

= وأخرجه ابن حبان (1233) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، به. وذكر في إسناد بُكير: عبد الرحمن بن أبي سعيد.

وأخرجه أحمد (11250) من طريق ابن لهيعة، عن بُكير، به. بزيادة عبد الرحمن في الإسناد.

وأخرجه البخاري (880)، وابن خزيمة (1745) من طريق شعبة، وابن خزيمة (1744) من طريق محمد بن المنكدر، كلاهما عن أبي بكر بن المنكدر، به دون ذكر عبد الرحمن في الإسناد.

وأخرجه أحمد (11625) من طريق فليح بن سليمان، عن أبي بكر بن المنكدر، عن أبي سعيد، به. لم يذكر عبد الرحمن ولا عمرو بن سليم في الإسناد. فُليح تُكُلِّم في حفظه.

وسيرد برقم (1383) من طريق خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، به.

وسيرد مختصرًا برقم (1377) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، به.

قال السِّندي: "الغسل يوم الجمعة واجب" أي: أمرٌ مؤكَّد، أو هو كان واجبًا أول الأمر، ثمَّ نُسِخ وجوبُه.

"على كلِّ مُحتلِم" أي: بالِغ، والمراد بالِغ خالٍ عن عُذرِ يُبيح التَّرْك، وإِلَّا فالمعذور مستثنًى بقواعد الشرع، والمراد الذَّكَر كما هو مقتضى الصِّيغة.

(1)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1690).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 102، ومن طريقه أخرجه أحمد (5311)، والبخاري (877).

وأخرجه أحمد (4466) و (5005) و (5008) و (5083) و (5169) و (5456) و (5488) و (5777) و (5828) و (5961) و (6267) و (6327)، ومسلم (844):(1)، والمصنِّف في "الكبرى"(1688) و (1691)، وابن ماجه (1088)، وابن حبان (1224) و (1225) و (1226) من طرق عن نافع، به. =

ص: 144

‌8 - باب إيجاب الغُسْلِ يومَ الجمعة

1377 -

أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن صفوان بن سُلَيم، عن عطاء بن يسار

عن أبي سعيد الخدريّ، أنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال:"غُسْلُ يوم الجمعة واجبٌ على كُلِّ مُحتَلِم"

(1)

.

1378 -

أخبرنا حُمَيد بن مَسْعَدة قال: حدَّثنا بشر قال: حدَّثنا داود بن أبي هند، عن أبي الزُّبير

عن جابر قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "على كلِّ رجلٍ مسلمٍ في كُلِّ سبعةِ أيَّامٍ غُسْلُ يومٍ، وهو يومُ الجمعة"

(2)

.

= وأخرجه أحمد (4942) و (5078) و (5128) و (5148) و (5210) و (5450) و (5961)، والمصنِّف في "الكبرى"(1692)، وابن حبان (1223) من طريقين عن ابن عمر، به.

وسيرد برقم (1405) من طريق الحكم، عن نافع، به.

وسيرد برقم (1407) من طريق عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به.

(1)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1680).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 102، ومن طريقه أخرجه أحمد (11578)، والبخاري (879) و (895)، ومسلم (846):(5)، وأبو داود (341)، وابن حبان (1228).

وذكر الدارقطني في "العلل" 11/ 273 أنَّ بعض الناس - وهو محمد بن سيرين صُقير، وليس بالمشهور - حدَّث به عن حمران بن عمر، عن إسحاق بن الطبَّاع، عن مالك، فقال: عن الزُّهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد، ووهم فيه وهمًا غليظًا.

وأخرجه أحمد (11027)، والبخاري (858) و (2665)، وابن ماجه (1089) من طريق سفيان بن عيينة، وابن حبان (1229)، من طريق عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن صفوان بن سليم، به، وعند ابن حبان زيادة: كغسل الجنابة.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنَّ أبا الزُّبير - وهو محمد بن مسلم ابن تَدْرُس - مُدلِّس، وقد رواه بالعنعنة. وقال أبو حاتم في هذا الإسناد - فيما نقل عنه ابنه في "العلل" (49) -: هذا خطأ، إنَّما هو على ما رواه الثقات، عن أبي الزُّبير، عن طاوس، عن أبي هريرة موقوف! قلت: لم ينفرد داود بن أبي هند في هذا الإسناد، وقد تابعه عليه ابن جريج =

ص: 145

‌9 - باب الرُّخصة في تَرْكِ الغُسْلِ يومَ الجمعة

1379 -

أخبرنا محمود بن خالد، عن الوليد قال: حدَّثنا عبد الله العلاء، أنَّه سمعَ القاسم بنَ محمد بن أبي بكر

أنَّهم ذكروا غُسْلَ يوم الجمعة عند عائشة، فقالت: إنَّما كان النَّاس يسكنون العالية، فيحضُرون الجمعةَ وبهم وَسَخٌ، فإذا أصابهم الرَّوحُ، سطعَتْ أرواحُهم، فيتأذَّى به

(1)

النَّاس، فذُكِرَ

(2)

ذلك لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"أَوَلَا يَغْتَسِلون"؟!

(3)

.

= عند عبد بن حميد (1072). بشر: هو ابن المُفَضَّل. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1681).

وأخرجه أحمد (14266) عن بشر بن المفضَّل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (1219) من طريق ابن أبي عدي، عن داود، به.

وأخرجه ابن خزيمة (1746)، والطبراني في "الأوسط"(4279) من طريق زهير بن محمد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، مرفوعًا بلفظ:"الغسل يوم الجمعة واجبٌ على كلِّ محتلم". وهذا إسنادٌ ظاهِرُه الحُسْن، إلَّا أنَّ أبا حاتم أعلَّه - كما في "العلل" لابنه (614) - برواية سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن محمد بن المنكدر، عن عمرو بن سليم الزُّرقي، عن أبي سعيد. وينظر ما قاله الدارقطني في "العلل" 11/ 273 - 274، والحافظ ابن رجب الحنبلي في "فتح الباري" 8/ 78 وما بعدها حول حديث أبي سعيد الخدري.

ويشهد لهذا الحديث حديثُ ابن عمر وحديثُ أبي سعيد السالفان.

وحديثُ أبي هريرة عند البخاري (897)، ومسلم (849)، وهو في "مسند أحمد"(8503)، وذُكِرَتْ هناك بقية الشواهد، وكذلك عند حديث ابن عمر (4466).

(1)

في (ك) و (هـ): بها، وعليها في (ك) علامة نسخة، وفي هامش (ك): بهم (نسخة)، وفي هامشي (ك) و (هـ): به، وعليها علامة الصحة في (ك)، وعلامة نسخة في (هـ).

(2)

في نسخة في هامش (ك): فذكروا.

(3)

إسناده صحيح، الوليد: هو ابن مسلم القرشي، وهو - وإن كان يدلِّس تدليس التسوية - صرَّح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد، فانتفت شبهة تدليسه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1695). =

ص: 146

1380 -

أخبرنا أبو الأشعث، عن يزيد بن زُرَيع قال: حدَّثنا شعبة، عن قَتادة، عن الحسن

عن سَمُرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ توضَّأ يوم الجمعة فَبِها ونِعْمَتْ، ومَنِ اغتسلَ فالغُسل أفضل"

(1)

.

= وأخرجه بنحوه - مطولًا ومختصرًا - أحمد (24339)، والبخاري (903)، ومسلم (847)، وأبو داود (352)، وابن حبان (1236) من طريق عمرة بنت عبد الرحمن، والبخاري (902) و (2071)، ومسلم (847)، وأبو داود (1055)، والمصنف في "الكبرى"(1694)، وابن حبان (1237) من طريق عروة بن الزبير، كلاهما عن عائشة، به.

قال السِّندي: قوله: "يسكنون العالية": هي مواضع خارج المدينة.

وقال: "الرَّوح" بالفتح: نسيم الريح. "أرواحهم" جمع ريح؛ لأنَّ أصلها الواو، وتُجمع على "أرياح" قليلًا، وعلى رياح كثيرًا، أي: كانوا إذا مرَّ النَّسيم عليهم تكيَّف بأرواحهم، وحملها إلى الناس، والحاصل أنَّهم يعرَقون؛ لمشيهم من مكان بعيد، والعرق إذا اجتمع مع وسخٍ ولباسِ صوف يُثير رائحةً كريهة، فإذا حملها الرِّيح إلى الناس يتأذَّون بها، فحثَّهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم على الاغتسال؛ دفعًا للأذى، لا لوجوبه بعينه.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ الحسن - وهو البصري - مدلِّس، ولم يُصرِّح بسماعه من سَمُرة، وهو لم يسمع من سَمُرة إِلَّا حديث العقيقة كما قال المصنِّف عقب الحديث. أبو الأشعث: هو أحمد بن المقدام، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1696).

وأخرجه أحمد (20120) عن علي بن عبد الله بن المديني والترمذي (497) من طريق سعيد بن سفيان الجحدري، كلاهما عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن

ورواه بعضهم عن قتادة عن الحسن، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، مرسلٌ.

وأخرجه أحمد (20089) و (20174) و (20177) و (20259)، وأبو داود (354) من طريق همّام بن يحيى العوذي، عن قتادة، به.

وأخرجه مع معمر - فيما أخرجه عبد الرزاق (5311) - وأبان بن يزيد - فيما ذكر ابن أبي حاتم في "العلل"(575) - كلاهما عن قتادة عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث همَّام وحديث أبان: أيُّهما أصحُّ؟ قال: جميعًا صحيحان، همَّام ثقة، وصله، وأبان لم يوصله. =

ص: 147

قال أبو عبد الرَّحمن: الحسن عن سَمُرة كتابٌ، ولم يسمع الحسنُ من سَمُرةَ إِلَّا حديث العقيقة، والله تعالى أعلم.

‌10 - باب فضل غُسل يوم الجمعة

(1)

1381 -

أخبرنا عمرو بن منصور وهارون بن محمد بن بكّار بن بلال - واللَّفظ له - قالا: حدَّثنا أبو مُسْهر قال: حدَّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث الصَّنعانيِّ

عن أوس بن أوس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ غَسَلَ واغْتَسَلَ، وغدا وابتَكَرَ، ودنا مِن الإمام ولم يَلْغُ، كانَ له بكُلِّ خُطوةٍ عَمَلُ سَنَةٍ صيامِها وقيامِها"

(2)

.

= وقال الدارقطني في "العلل" 10/ 263: المحفوظ ما رواه شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمُرة.

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، عند عبد الرزاق (5313)، وعبد بن حميد (1077).

وعن أنس بن مالك، عند ابن ماجه (1091).

وعن عبد الرحمن بن سمُرة، عند الطيالسي (1350)، والبيهقي 1/ 296.

ولا يخلو واحدٌ من هذه الشواهد من ضعف، لكن بمجموعها - مع حديث سمُرة - يتحسَّن الحديث. وينظر حديث ابن عمر الآتي برقم (1406).

قال الخطَّابي: وفيه البيان الواضح أنَّ الوضوء كافٍ للجمعة، وأنَّ الغُسلَ لها فضيلة لا فريضة.

(1)

جاء في هامش (ك) ما نصّه: هذه الترجمة مقدَّمة في بعض النسخ على حديث أبي الأشعث.

(2)

إسناده صحيح من جهة عمرو بن منصور، وهارون بن محمد بن بكَّار بن بلال صدوق، وقد تُوبع. أبو مُسْهِر: هو عبد الأعلى بن مُسْهِر، وأبو الأشعث الصنعاني: هو شَراحيل بن آدَهْ. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1697).

وأخرجه أحمد (16178)، والترمذي (496)، والمصنِّف في "الكبرى"(1720) من طريق =

ص: 148

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عبد الله بن عيسى، عن يحيى بن الحارث، به. وقال الترمذي: حديث حسن.

وذكر الدارقطني في "العلل" 1/ 246 - 247 أنَّ الحسن بن ذكوان رواه عن يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس، عن أبي بكر الصديق، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: وخالفه جماعةٌ من الشاميين وغيرهم فرَوَوه عن يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكروا أبا بكر، وهو الصواب.

وأخرجه أحمد (16176) من طريق راشد بن داود الصنعاني، و (16173) و (16962) و (16963)، وأبو داود (345)، وابن ماجه (1087)، وابن حبان (2781) من طريق حسان بن عطية، كلاهما عن أبي الأشعث، به.

وأخرجه أحمد (6954) من طريق عثمان الشامي، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس، عن عبد بن عمرو بن العاص، مرفوعًا. وعثمان الشامي مجهول.

وأخرجه أحمد (16161)، وأبو داود (346) من طريقين عن أوس بن أوس، به.

وسيرد برقم (1398) من طريق عمر بن عبد الواحد عن يحيى بن الحارث، به.

وسيرد برقم (1384) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث، به.

قال السيوطي: قوله: "من غَسَلَ واغْتَسلَ" قال النووي في "شرح المهذَّب": يُروى: "غَسَلَ" بالتخفيف والتشديد، والأرجح عند المحقِّقين التخفيف، والمختار أنَّ معناه: غسَلَ رأسَه، ويُؤيِّده رواية أبي داود (346):"مَنْ غسَلَ رأسه يوم الجمعة واغتسل"، وإنَّما أفرد الرأس بالذِّكر؛ لأنَّهم كانوا يجعلون فيه الدُّهن والخطمي ونحوهما، وكانوا يغسلونه أولًا ثم يغتسلون. وقيل: المراد: غسَلَ أعضاءَه ثم اغتسل للجمعة. قال العراقي: ويحتمل أن المراد: غسَلَ ثيابه واغتسل في جسده. وقيل: هما بمعنى واحد، وكرّر للتأكيد. وقيل: غسل، أي: جامع أهله قبل الخروج إلى الصلاة؛ لأنَّه يُعين على غضِّ البصر في الطريق، يقال: غسل الرجل امرأته - بالتخفيف والتشديد - إذا جامعها.

وقوله: "وغدا وابتكَرَ" أي: أدرك أول الخطبة.

وقوله: "ولم يَلْغُ" قال الأزهري: معناه: استمع الخطبة، ولم يشتغل بغيرها. وقال النووي: معناه: لم يتكلَّم؛ لأنَّ الكلام حال الخطبة لغوٌ.

ص: 149

‌11 - باب الهيئة للجمعة

1382 -

أخبرنا قتيبة، عن مالك، عن نافع

عن عبد الله بن عمر

(1)

، أنَّ عمر بن الخطَّاب رأى حُلَّةً، فقال: يا رسولَ الله، لو اشترَيْتَ هذه فلبِسْتَها يومَ الجمعة وللوفدِ إذا قَدِموا عليك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّما يَلْبَسُ هذه مَنْ لا خَلاقَ له في الآخرة" ثُمَّ جَاءَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مِثْلُها، فأعطى عُمَر منها حُلَّةً، فقال عمرَ: يا رسول الله، كسَوْتَنِيها وقد قُلْتَ في حُلَّةِ عُطارِدٍ ما قُلْتَ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لَمْ أَكْسُكَها لِتَلْبَسها"، فكساها عمرُ أخًا له مشركًا بمكَّة

(2)

.

(1)

قوله: "عن عبد الله بن عمر" ليس في (ر)، وضُرِبَ عليه في (ق).

(2)

إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابن سعيد وهو في "السنن الكبرى" برقم (1698).

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 917، ومن طريقه أخرجه البخاري (886) و (2612)، ومسلم (2068)(6)، وأبو داود (1076) و (4040)، وابن حبان (5439).

وأخرجه - مطولًا ومختصرًا - أحمد (4979) و (6339)، والبخاري (5841)، ومسلم (2068):(6) و (7)، والمصنف في "الكبرى"(9498) من طرق عن نافع، به.

وأخرجه أحمد (5545 - مختصرًا - من طريق محمد بن سيرين، والبخاري (2619) و (5981) من طريق عبد الله بن دينار كلاهما عن ابن عمر، به.

وسيرد برقم (5295) من طريق عبد الله بن نمير، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر.

وسيرد بالأرقام (1560) و (5299) و (5300) من طريق سالم، عن ابن عمر، به.

وسيرد مختصرًا برقم (5307) من طريقي بكر بن عبد الله وبشر بن المحتفز، عن ابن عمر، به.

و "الحُلَّة" واحدة الحُلَل: وهي برود، اليمن، ولا تُسمَّى حُلَّة إِلَّا أن تكون ثوبين من جنسٍ واحد، أي: تكون إزارًا ورداء. "النهاية"(حلل).

و "عُطارِد" هو ابن حاجب التميمي، قدم في وفد بني تميم وأسلم، وله صحبة. "حاشية السيوطي".

ص: 150

1383 -

أخبرني هارون بن عبد الله قال: حدَّثنا الحسن بن سَوَّار قال: حدَّثنا اللَّيث قال: حدَّثنا خالد، عن سعيد، عن أبي بكر بن المُنْكَدِرِ، أَنَّ عَمرو بن سُلَيم أخبَرَه، عن عبد الرَّحمن بن أبي سعيد

عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الغُسْلَ يومَ الجمعة على كُلِّ مُحْتَلِم، والسِّواكَ، وأنْ يَمَسَّ من الطِّيب ما يَقْدِرُ

(1)

عليه"

(2)

.

‌12 - باب فضل المشي إلى الجمعة

1384 -

أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير قال: حدَّثنا الوليد، عن عبد الرَّحمن بن يزيد بن جابر، أنه سمع أبا الأشعث حدَّثه

أَنَّه سمِعَ أوسَ بن أوس صاحبَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اعْتَسَلَ يومَ الجمعة وغَسَّلَ، وغدا وابتكَرَ، ومشى ولم يركَبْ، ودنا من الإمام وأنصَتَ، ولم يَلْغُ، كان له بكُلِّ خُطوةٍ عملُ سَنَةٍ"

(3)

.

(1)

في (م) ونسخة في هامش (ك): قدر.

(2)

إسناده صحيح، ليث: هو ابن سعد، وخالد: هو ابن يزيد الجُمحي، وسعيد: هو ابن أبي هلال. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1700).

وأخرجه أحمد (11658) عن الحسن بن سوَّار، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (1375).

(3)

حديث صحيح، الوليد: هو ابن مسلم المكي، وهو - وإن كان يدلِّس تدليس التسوية - قد صرَّح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد في رواية النسائي في "الكبرى"(1707)، وقد تُوبع أيضًا. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1703) و (1707).

وأخرجه المصنِّف في "الكبرى"(1707) عن محمود بن خالد، عن الوليد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (16172) و (16175) و (16961)، والمصنِّف في "الكبرى"(1741) من طريقين عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به.

وسلف برقم (1381).

ص: 151

‌13 - باب التَّبكير إلى الجمعة

1385 -

أخبرنا نصر بن عليّ بن نصر، عن عبد الأعلى قال: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهريِّ، عن الأغرِّ أبي عبد الله

عن أبي هريرة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا كانَ يومُ الجمعة قعَدَتِ الملائكةُ على أبواب المسجد، فكتبوا مَنْ جاء إلى الجمعة، فإذا خرج الإمامُ طَوَتِ الملائكةُ الصُّحُفَ" قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المُهَجِّرُ إلى الجمعةِ كالمُهدي - يعني - بدَنةً، ثُمَّ كالمُهدي بقرةً، ثُمَّ كالمُهدي شاةً، ثُمَّ كالمُهدي بطَّةً، ثُمَّ كالمُهدي دجاجةً، ثُمَّ كالمُهدي بيضةً"

(1)

.

(1)

إسناده صحيح، عبد الأعلى: وهو ابن عبد الأعلى السَّامي، ومعمر: هو ابن راشد البصري، والزُّهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1704).

وأخرجه أحمد (7519) عن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.

وأخرجه - أيضًا - (7766) عن عبد الرزاق عن معمر، به. ولم يذكر البطة بين الشاة والدجاجة. وعبد الرزاق أثبت من عبد الأعلى في معمر. قاله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 368.

وقال ابن الملقِّن في "البدر المنير" 4/ 669: قال النووي في "مجموعه"[4/ 412] و"خلاصته" وهاتان الروايتان [يعني في ذكر العصفور، أو في ذكر البطة والدجاجة والبيضة] وإن صحّ إسنادهما فقد يقال: هما شاذَّتان؛ لمخالفتهما سائر الروايات. قلت: قد أخرج رواية العصفور أحمد في "مسنده"[11769] بإسناد جيِّد من رواية أبي سعيد الخدري، فلا مخالفة إذًا. انتهى.

وأخرجه أحمد (7767) و (7768) و (10568)، والبخاري (929)، ومسلم (850):(24) بإثر الحديث (856)، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/ 100 - 101 (13465) من طرق عن الزهري، به. ولم يذكروا البطة.

وأخرجه أحمد (10646) من طريق محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن أبي عبد الله الأغر وأبي سلمة بن عبد الرحمن، به، ولم يذكر البطة أيضًا.

وأخرجه - بطرفه الأول - أحمد (7582)، والبخاري (3211)، والمصنِّف في "الكبرى" =

ص: 152

1386 -

أخبرنا محمد بن منصور قال: حدَّثنا سفيان، حدَّثنا الزُّهريُّ، عن سعيد

عن أبي هريرة يَبلُغُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "إذا كانَ يومُ الجمعة كان على كلِّ بابٍ من أبواب المسجد ملائكةٌ يكتبون النَّاس على منازلهم، الأوَّلَ فالأوَّل، فإذا خرَجَ الإمامُ طُوِيَتِ الصُّحف، واستَمَعوا الخُطبة، فالمُهَجِّر إلى الصَّلاة

(1)

كالمُهدي بدَنةً، ثُمَّ الَّذي يليه كالمُهدي بقرةً، ثُمَّ الَّذي يليه كالمُهدي كَبْشًا" حتّى ذكر الدَّجاجة

(2)

والبيضة

(3)

.

= (1702) من طريقين عن الزهري، عن الأغرّ وأبي سلمة، به.

وأخرجه - بطرفه الأول - المصنِّف في "الكبرى"(1701) من طريقي عمرو بن الحارث وعُقيل، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة به.

وصوَّب الدارقطني في "العلل" 4/ 48 رواية من رواه عن الزهري، عن أبي عبد الله الأغرّ وأبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. ثم قال: وقول من قال: الأعرج، فيه نظر.

ورواية سعيد بن المسيب ستأتي في الرواية التالية.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (9896)، والمصنِّف في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(14019) و (14033) و (14082)، وابن حبان و (2774) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة، به.

وتنظر الروايات الثلاث الآتية.

وسلف - بطرفه الثاني - برقم (864) من طريق أبي عبد الله الأغر وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، به.

(1)

في نسخة في هامشي (ك) و (هـ): الجمعة.

(2)

في (هـ): الدجاج.

(3)

إسناده صحيح، محمد بن منصور: هو ابن ثابت الخُزاعي الجوَّاز، وسفيان: هو ابن عيينة، وسعيد هو ابن المسيّب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1705) وكما في "تحفة الأشراف"(13138).

وأخرجه أحمد (7258) و (7259) مقطعًا، ومسلم (850):(24) بإثر الحديث (856)، والمصنِّف في "الكبرى" وكما في "تحفة الأشراف" 13/ 16 (13138)، وابن ماجه (1092) =

ص: 153

1387 -

أخبرنا الرَّبيع بن سليمان قال: حدَّثنا شُعيب بن اللَّيث قال: حدَّثنا اللَّيث، عن ابن عَجْلان، عن سُمَيٍّ، عن أبي صالح

عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تقعُدُ الملائكةُ يومَ الجمعةِ على أبواب المسجد يكتبونَ النَّاسَ على منازلهم؛ فالنَّاسُ فيه كرَجُلٍ قدَّمَ بدَنةً

(1)

، وكرجُلٍ قدَّم بَدَنة، وكرجُلٍ قدَّم بقرةً، وكرَجُلٍ قدَّمَ بقرةً، وكرَجُلٍ قدَّمَ شاةً، وكرَجُلٍ قدَّمَ شاةً، وكرَجُلٍ قدَّمَ دجاجةً، وكرَجُلٍ قدَّمَ دجاجةً، وكرَجُلِ قدَّمَ عُصفورًا، وكرَجُلٍ قدَّمَ عُصفورًا، وكرَجُلٍ قدَّمَ بيضةً، وكرَجُلٍ قدَّمَ بيضةً"

(2)

.

‌14 - باب وقت الجمعة

1388 -

أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن سُمَيّ، عن أبي صالح

عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنِ اغتسل يومَ الجمعةِ غُسْلَ الجنابة، ثُمَّ راحَ، فكأَنَّما قرَّبَ بدَنةً، ومَنْ راحَ في السَّاعة الثَّانية، فكأنَّما

= من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وينظر ما قبله.

(1)

عبارة: "كرجل قدَّم بدنة" والعبارات التي تليها ذُكِرَتْ في (ر) والمطبوع مرَّةً واحدة. وينظر كلام كل من السيوطي والسندي عليه.

(2)

صحيح بشاهده، وهذا إسناد حسن من أجل ابن عجلان: واسمه محمد، وباقي رجاله ثقات. اللَّيث: هو ابن سعد، وسُمَيّ: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (1706) وكما في "تحفة الأشراف"(12583).

وأخرجه بنحوه مسلم (850): (25) بإثر الحديث (856)، والمصنِّف في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(12770) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به. وليس فيه:"كرجل قدَّم عصفورًا".

وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند أحمد (11769)، وإسناده حسن، وينظر التعليق عليه.

وسيرد في الرواية التالية من طريق مالك، عن سُمَي، به. وليس فيه:"كرجل قدَّم عصفورًا".

ص: 154

قرَّبَ بقرةً، ومَنْ راحَ في السَّاعة الثَّالثة، فكأنَّما قَرَّبَ كبشًا، ومَنْ راحَ في السَّاعة الرَّابعة، فكأنَّما قرَّبَ دجاجةً، ومَنْ راحَ في السَّاعة الخامسة، فكأَنَّما قرَّبَ بيضةً، فإذا خرج الإمامُ حضرَتِ الملائكةُ يستمعونَ الذِّكر"

(1)

.

1389 -

أخبرنا عَمرو بن سوَّاد بن الأسود بن عمرو والحارث بن مسكين - قراءةً عليه، وأنا أسمع، واللَّفظ له - عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن الجُلاح مولى عبد العزيز، أنَّ أبا سلمة بن عبد الرَّحمن حدَّثه

عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يَومُ الجمعة اثنتا عَشْرةَ ساعةً، [فيها ساعةٌ]

(2)

لا يوجَدُ

(3)

عبدٌ مسلمٌ يسألُ الله شيئًا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاه، فالتمِسوها آخِرَ ساعةٍ بعد العصر"

(4)

.

1390 -

أخبرني هارون بن عبد الله قال: حدَّثني يحيى بن آدم قال: حدَّثنا حسن

(1)

إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابن سعيد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1708)، وكما في "تحفة الأشراف"(12569).

وأخرجه مسلم (850): (10) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 101، ومن طريقه أخرجه أحمد (9926)، والبخاري (881)، وأبو داود (351)، والترمذي (499)، والمصنِّف في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(12569)، وابن حبان (2775).

وتنظر الروايات الثلاث السابقة، وما سلف برقم (864).

(2)

ما بين حاصرتين من "السنن الكبرى"، وفي "سنن" أبي داود: يريد ساعة.

(3)

بعدها في (هـ) زيادة فيها.

(4)

إسناده قوي من أجل الجُلاح مولى عبد العزيز، فهو صدوق لا بأس به. ابن وهب: هو عبد الله. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1709).

وأخرجه أبو داود (1048) عن أحمد بن صالح، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن عبد الله بن سلام عند أحمد (23779)، وابن ماجه (1139)، وإسناده قوي كذلك.

ص: 155

ابن عيَّاش قال: حدَّثنا جعفر بن محمد، عن أبيه

عن جابر بن عبد الله قال: كُنَّا نُصلِّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثُمَّ نرجِعُ فنُرِيحُ نواضِحَنا. قلت: أيَّةَ ساعة؟ قال: زوالُ الشَّمس

(1)

.

1391 -

أخبرنا شعيب بن يوسف قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن، عن يعلى بن الحارث قال: سمعتُ إياس بن سلَمة بن الأكوَع يُحدِّث

عن أبيه قال: كُنَّا نُصلِّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعةَ، ثُمَّ نرجِعُ وليس للحيطانِ فَيءٌ يُستَظلُّ به

(2)

.

‌15 - باب الأذان للجمعة

1392 -

أخبرنا محمد بن سلَمة قال: حدَّثنا ابن وَهْب، عن يونس، عن ابن شهاب قال:

(1)

إسناده صحيح، حسن بن عياش - وإن كان فيه بعض كلام - انتقى له مسلم هذا الحديث، وبقية رجاله ثقات، جعفر بن محمد: هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1711).

وأخرجه أحمد (14539)، ومسلم (858)(28)، وابن حبان (1513) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (14548)، ومسلم (858):(29) من طريقين عن جعفر بن محمد، به.

(2)

إسناده صحيح عبد الرحمن: هو ابن مهدي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1710).

وأخرجه أحمد (16496)، وابن ماجه (1100) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (16546)، والبخاري (4168)، ومسلم (860):(32)، وأبو داود (1085)، وابن حبان (1511) من طرق عن يعلى بن الحارث، به.

وأخرجه مسلم (860)(31)، وابن حبان (1512) من طريق وكيع، عن يعلى، به بلفظ: كُنَّا نُجمِّع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غابت الشمس، ثمَّ نرجع نتتَبَّع الفيء.

قال السِّندي: وقوله: وليس للحيطان فيءٌ يُستظَلُّ به، أي: بعد الزَّوال بقليل.

ويُنظر "فتح الباري" 12/ 387 - 388، و"المفهم" 2/ 496.

ص: 156

أخبرني السَّائب بن يزيد: أنَّ الأذانَ كان أوَّلَ حينَ يجلِسُ الإمامُ على المنبر يومَ الجمعةِ في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر، فلمَّا كان في خلافة عثمان، وكثُرَ النَّاس، أمرَ عثمانُ يومَ الجمعة بالأذان الثَّالث، فأُذِّنَ

(1)

به على الزَّوْراء، فثَبَتَ الأمرُ على ذلك

(2)

.

1393 -

أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله قال: حدَّثنا يعقوب قال: حدَّثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب

أنَّ السَّائب بن يزيد أخبرَه قال

(3)

: إنَّما أَمرَ بالتَّأذين الثَّالث عثمانُ حينَ كَثُرَ أهلُ المدينة، ولم يكُنْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم غير مُؤذِّنٍ

(4)

واحد، وكانَ التَّأذينُ يومَ الجمعة حينَ يجلِسُ الإمام

(5)

.

(1)

في (هـ): يؤذن.

(2)

إسناده صحيح، ابن وهب: هو عبد الله، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1712).

وأخرجه أبو داود (1087) عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (916) من طريق ابن المبارك، عن يونس، به.

وأخرجه أحمد (15716) و (15723) و (15728)، والبخاري (912) و (913) و (915)، وأبو داود (1088) و (1089)، والترمذي (516)، وابن ماجه (1135)، وابن حبان (1673) من طرق عن الزهري، به بألفاظ متقاربة.

وسيرد في الروايتين التاليتين.

وقوله: على الزوراء، قال السِّندي: بفتح معجمة وسكون واو ممدودة، دار بالسُّوق.

(3)

بعدها في (ر) زيادة: له.

(4)

في (هـ): أذان، وبهامشها ما أثبت.

(5)

إسناده صحيح، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزُّهري، وصالح: هو ابن كَيْسان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1714).

وأخرجه أبو داود (1090) عن محمد بن يحيى بن عبد الله بن فارس شيخ المصنف، =

ص: 157

1394 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا المُعْتَمِر، عن أبيه، عن الزُّهريّ عن السَّائب بن يزيد قال: كان بلالٌ يؤذِّنُ إذا جلسَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يومَ الجمعة، فإذا نزلَ أقام، ثُمَّ كان كذلك في زمن أبي بكر وعمر

(1)

.

‌16 - باب الصَّلاة يومَ الجمعة لمن جاء وقد خرج الإمام

1395 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا خالد قال: حدَّثنا شعبة، عن عَمرو بن دينار قال:

سمعتُ جابر بن عبد الله يقول: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جاءَ أحدُكُم وقد خرجَ الإمامُ فليُصَلِّ رَكعتين" قال شعبة: "يوم الجمعة"

(2)

.

‌17 - باب مقام الإمام في الخطبة

1396 -

أخبرنا عمرو بن سوَّاد بن الأسود قال: أخبرنا ابن وَهْب قال: أخبرنا ابن جُرَيج، أن أبا الزُّبير أخبره

= بهذا الإسناد.

وسلف في الرواية السابقة.

(1)

إسناده صحيح، مُعْتَمِر: هو ابن سليمان بن طَرْخان التَّيمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1713).

وسلف في سابِقَيه.

(2)

إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث بن عُبيد الهُجَيمي، وشعبة: هو ابن الحجَّاج العَتكي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1715).

وأخرجه أحمد (14959)، والبخاري (1166)، ومسلم (875):(57) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسيرد نحوه برقم (1400) من طريق ابن جريج، وبرقم (1409) من طريق حماد بن زيد كلاهما عن عمرو بن دينار، به.

ص: 158

أَنَّه سمِعَ جابر بن عبد الله يقول: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا خطبَ يستنِدُ

(1)

إلى جِذْعِ نَخْلَةٍ مِنْ سَواري المسجد، فلمَّا صُنِعَ المنبرُ واستوى عليه، اضطربَتْ تلك السَّاريةُ كحَنينِ النَّاقة، حتَّى سَمِعَها أهلُ المسجد، حتَّى نزل إليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فاعتَنَقَها، فسَكَنت

(2)

"

(3)

.

‌18 - باب قيام الإمام في الخطبة

1397 -

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم قال: حدَّثنا محمد بن جعفر قال: حدَّثنا شعبة، عن منصور، عن عمرو بن مُرَّة، عن أبي عبيدة

عن كعب بن عُجْرة قال: دخلَ المسجدَ وعبدُ الرَّحمن بن أمِّ الحكم يخطب قاعدًا، فقال: انظروا إلى هذا يخطُبُ قاعدًا، وقد قال الله عز وجل:{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: 11]

(4)

.

(1)

في (م) وهامش (ك): يستسند.

(2)

في (ك) و (هـ): فسكتت.

(3)

إسناده صحيح، ابن وهب هو عبد الله، وابن جريج - واسمه عبد الملك بن عبد العزيز - وأبو الزُّبير - واسمه محمد بن مسلم بن تَدْرُس - وهما - وإن كانا مُدَلِّسَين - قد صرَّحا بالتحديث فانتفت شبهة تدليسهما. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1722).

وأخرجه أحمد (14142) و (14468) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بألفاظ متقاربة - أحمد (14119) و (14206) و (14282)، والبخاري و (918) و (2095) و (3584) و (3585)، وابن ماجه (1417)، وابن حبان (6508) من طرق عن جابر، به.

قال السِّندي: قوله: إلى جِذْع نخلة، أي: أصل نخلة.

كحنين النَّاقة أي: باكية كصوت الناقة، وهذا من المعجزات الباهرة جدًّا.

(4)

إسناده صحيح، شعبة: هو ابن الحجَّاج، ومنصور: هو ابن المُعْتَمِر، وأبو عُبيدة: هو عامر بن عبد الله بن مسعود. =

ص: 159

‌19 - باب الفضل في الدُّنوِّ من الإمام

1398 -

أخبرنا محمود بن خالد قال: حدَّثني عمر بن عبد الواحد قال: سمعتُ يحيى بن الحارث يُحدِّث، عن أبي الأشْعَث الصَّنعانيّ

عن أوس بن أوس الثَّقفيّ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَن غَسَلَ واعْتَسَلَ، وابتَكَرَ وغدا، ودنا من الإمام وأنصَتَ، ثُمَّ لم يَلْغُ، كان له بكُلِّ خُطوَةٍ كأجر سَنةٍ صيامِها وقيامِها"

(1)

.

‌20 - باب النَّهي عن تخطِّي رقاب النَّاس والإمامُ على المنبر يوم الجمعة

1399 -

أخبرنا وَهْب بن بيان، قال: حدَّثنا ابن وَهْب قال: سمعتُ معاوية بن صالح، عن أبي الزَّاهريّة

عن عبد الله بن بُسْر قال: كنتُ جالسًا إلى جانبِه

(2)

يومَ الجمعة، فقال: جاءَ رجلٌ يتخطَّى رقابَ النَّاس، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أي اجلِسْ، فقد آذَيْتَ"

(3)

.

= وهو في "السنن الكبرى" برقم (1724).

وأخرجه مسلم (864) من طريقين، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1719).

وسلف برقم (1381).

(2)

في (م) ونسخة في (ر): جنبه.

(3)

إسناده صحيح ابن وهب: هو عبد الله، وأبو الزَّاهرية: هو حُدَير بن كُرَيب الحضرمي الحمصي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1718).

وأخرجه ابن حبان (2790) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (17674) و (17697)، وأبو داود (1118) من طرق عن معاوية بن صالح، به.

ص: 160

‌21 - باب الصَّلاة يومَ الجمعة لمن جاء والإمام يخطب

1400 -

أخبرنا إبراهيم بن الحسن ويوسف بن سعيد - واللفظ له - قالا: حدَّثنا حجَّاج، عن ابن جُرَيج قال: أخبرني عَمرو بن دينار

أنَّه سمع جابرَ بن عبد الله يقول: جاءَ رجلٌ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم على المنبر يومَ الجمعة، فقال له:"أركَعْتَ رَكعتين؟ " قال: لا. قال: "فاركَعْ"

(1)

.

‌22 - باب الإنصات للخطبة يومَ الجمعة

1401 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا اللَّيث، عن عُقَيل، عن الزُّهريّ، عن سعيد بن المسيّب

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ قال لصاحبِه يومَ الجمعة والإمامُ يخطُبُ: أنصِتُ، فقد لَغَا"

(2)

.

(1)

إسناده صحيح، حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي، وابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وهو - وإن كان مدِّلسًا - قد صرَّح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1716).

وأخرجه أحمد (14966) و (15067)، ومسلم (875)(56) من طريقين عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (14309)، والبخاري (930) و (931)، ومسلم (875):(54)(55)، وابن ماجه (1112) من طريقين عن عمرو بن دينار، به.

وأخرجه أحمد (14171) و (14405) و (14906)، ومسلم (875):(58) و (59)، وأبو داود (1116) و (1117)، والمصنِّف في "الكبرى"(1717)، وابن ماجه (1112) و (1114)، وابن حبان (2504) من طرق عن جابر، به. ووقع في بعض الطرق اسم الرجل: سُلَيك الغَطَفاني.

وسلف نحوه برقم (1395).

(2)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد والليث: هو ابن سعد، وعُقيل: هو ابن خالد، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1739). =

ص: 161

1402 -

أخبرنا عبد الملك بن شُعيب بن اللَّيث بن سعد قال: حدَّثني أبي، عن جدِّي قال: حدَّثني عُقَيل، عن ابن شهاب، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن إبراهيم بن قارِظ، وعن سعيد بن المسيّب أنَّهما حدَّثاه

أن أبا هريرة قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا قلتَ لصاحبِكَ: أنصِتْ، يومَ الجمعة والإمامُ يخطُبُ فقد لغَوْتَ"

(1)

.

= وأخرجه مسلم (851): (11)، والترمذي (512) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (934) عن يحيى بن بكير، عن الليث، به.

وأخرجه أحمد (7686) و (7764) و (9101) و (9147) و (10720) و (10888)، وابن ماجه (1110)، وابن حبان (2793) و (2795) من طرق عن الزهري، به.

وذكر الدارقطني في "العلل" 7/ 261 أنَّ صالح بن أبي الأخضر رواه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. ورواه إسحاق بن راشد وعمر بن قيس، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة. ثم قال: المحفوظ حديث الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة.

وأخرجه أحمد (9043) من طريق أبي صالح، و (7332) و (10300)، ومسلم (851):(12) من طريق الأعرج، كلاهما عن أبي هريرة، به.

وسيرد برقم (1577) من طريق مالك، عن الزهري، به. وفي الرواية التالية من طريق الليث بن سعد، عن الزهري، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ وسعيد بن المسيب، به.

قال السِّندي: قوله: "فقد لغا" أي: ومن لغا فلا أجر له.

(1)

إسناده صحيح من جهة سعيد بن المسيب، وعبد الله بن إبراهيم بن قارظ - ويُقال: إبراهيم بن عبد الله بن قارظ - صدوق. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1740).

وأخرجه مسلم (851): (11) عن عبد الملك بن شعيب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7686) و (7764)، ومسلم بإثر (851):(11)، وابن حبان (2795) من طريق ابن جريج، عن الزهري، به. لكنَّه قال: إبراهيم بن عبد الله بن قارظ.

وينظر ما قبله.

ص: 162

‌23 - باب فضل الإنصات وترك اللَّغو يومَ الجمعة

1403 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا جرير عن منصور، عن أبي مَعْشَر زياد بن كُلَيب، عن إبراهيم، عن علقمة، عن القَرْثَع الضَّبِّي - وكان من القُرَّاء الأوَّلين -

عن سلمانَ قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ رَجُلٍ يتطهَّرُ يومَ الجمعة كما أُمِرَ، ثُمَّ يخرجُ من بيتِه حتَّى يأتيَ الجمعةَ، ويُنصِتُ حتَّى يقضيَ صلاتَه، إلَّا كان كفَّارةً لِما قبلَه من الجمعة"

(1)

.

‌24 - باب كيفيَّة

(2)

الخُطبة

1404 -

أخبرنا محمد بن المثنَّى ومحمد بن بشَّار قالا: حدَّثنا محمد بن جعفر

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، غير القَرْثَعِ الضَّبِّي، فقد روى له أصحاب "السنن"، ورواية الترمذي له في "الشمائل"، وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد. جرير: هو ابن عبد الحميد الضَّبِّي، ومنصور: هو ابن المُعْتَمِر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، وعلقمة: هو ابن قيس النَّخَعي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1676) و (1736).

وأخرجه أحمد (23729)، والمصنف في "الكبرى"(1677) و (1737) من طريق أبي عوانة، عن مغيرة بن مِقْسَم، عن أبي معشر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (23718) عن هُشيم، عن مغيرة، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن القَرْثَع، به. لم يذكر علقمةَ بين إبراهيم والقَرْثَع.

ويُنظر الاختلاف على إسناد هذا الطريق في "مسند أحمد".

وأخرجه - بنحوه - أحمد (23710) و (23725)، والبخاري (883) و (910)، وابن حبان (2776) من طريق عبد الله بن وديعة، عن سلمان، به.

قال السِّندي: قوله: "كما أُمِر" أي: أمر إيجابٍ، فيختصُّ بالوضوء، أو أمر ندبٍ، فيكون غُسلًا. "لِما قبله": لذنوبِ ما قبله "من الجمعة" أي: من الأسبوع.

(2)

في (ر) و (م) وهامشي (ك) و (هـ): كيف.

ص: 163

قال: حدَّثنا شعبة قال: سمعتُ أبا إسحاق يُحدِّث، عن أبي عُبَيدة

عن عبد الله، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال

(1)

: علَّمَنا خُطبةَ الحاجة: "الحمدُ لله نستعينُه ونستغفِرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا، وسيِّئاتِ أعمالِنا

(2)

، مَنْ يهدِه

(3)

اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلَّا الله، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسولُه"، ثُمَّ يقرأُ ثلاثَ آيات:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} الآية

(4)

[النساء: 1]، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}

(5)

[الأحزاب: 70]

(6)

.

(1)

القائل هو عبد الله بن مسعود.

(2)

قوله: وسيئات أعمالنا، ليس في (ك).

(3)

في هامش (ك): يهدي (نسخة).

(4)

بعدها في (هـ) والمطبوع تتمة الآية: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} .

(5)

بعدها في هامش (ك): ثم يذكر حاجته. (نسخة).

(6)

حديث صحيح. وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه كما ذكر المصنف بإثر الحديث. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي. وهو في "السنن الكبرى" بالأرقام (1721) و (5503) و (10252).

وأخرجه أحمد (3720) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (3721) عن عفان، عن شعبة، به.

وأخرجه أحمد (4115) وأبو داود (2118) من طريق سفيان الثوري، وأحمد (4116)، وأبو داود (2118) من طريق إسرائيل، والمصنف في الكبرى (10253) من طريق إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به.

وأخرجه بنحوه أبو داود (1097) و (2119) من طريق عمران القطان، عن قتادة، عن عبد ربه، عن أبي عياض، عن ابن مسعود، به. وأبو عياض مجهول. =

ص: 164

قال أبو عُبد الرَّحمن: أبو عُبيدة لم يسمع من أبيه شيئًا، ولا عبد الرَّحمن بن عبد الله بن مسعود، ولا عبد الجبَّار بن وائل من وائل

(1)

بن حُجْر.

‌25 - باب حضِّ الإمام في خُطبته على الغُسل يوم الجمعة

1405 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا محمد بن جعفر قال: حدَّثنا شعبة، عن الحكم، عن نافع

عن ابن عمر، قال: خطبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إذا راح أحدُكم إلى الجمعة فليغتَسِلْ"

(2)

.

1406 -

أخبرنا محمد بن سلمة قال: حدَّثنا ابن وَهْب، عن إبراهيم بن نَشيط، أنَّه سأل ابنَ شهاب عن الغُسْلِ يومَ الجمعة، فقال: سُنَّة. وقد حدَّثني به سالم بن عبد الله عن أبيه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم تكلَّم بها على المنبر

(3)

.

1407 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا اللَّيث، عن ابن شهاب، عن عبد الله بن عبد الله

= وسيرد بإسناد صحيح برقم (3277) من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، به.

وينظر ما قاله الدارقطني في "العلل" 5/ 310 - 312 في ذكر الاختلاف في إسناده على أبي إسحاق.

(1)

قوله: "من وائل" من (ر).

(2)

إسناده صحيح، شعبة: هو ابن الحجاج، والحكم: هو ابن عُتيبة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1689).

وأخرجه أحمد (5482) عن محمد بن جعفر، به.

وسلف برقم (1376).

(3)

إسناده صحيح ابن وهب: هو عبد الله. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1725).

وينظر ما قبله وما بعده.

وينظر حديث سمرة السالف برقم (1380).

ص: 165

عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال وهو قائمٌ على المنبر: "مَنْ جاءَ منكم

(1)

الجمعةَ فليغتَسِل"

(2)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: ما أعلَمُ أحدًا تابعَ اللَّيث على هذا الإسناد غير ابن جُرَيج، وأصحاب الزُّهريِّ يقولون: عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، بدل عبد الله بن عبد الله بن عمر.

‌26 - باب حثِّ الإمام على الصَّدقة يوم الجمعة في خُطبته

1408 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد قال: حدَّثنا سفيان، عن ابن عَجْلان، عن عِياض بن عبد الله قال:

(1)

بعدها في (هـ) زيادة: يوم. وأشير إلى أنها نسخة.

(2)

إسناده صحيح، الليث: هو ابن سعد، وعبد الله بن عبد الله: هو ابن عمر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1687).

وأخرجه مسلم (844): (2)، والترمذي (493) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (6020)، ومسلم (844):(2) من طريقين عن الليث، به.

وأخرجه أحمد (6370)، ومسلم (844):(2)، والمصنف في "الكبرى"(1686) من طريق ابن جريج، عن الزهري، به.

وأخرجه أحمد (4553) و (4920) و (6369)، والبخاري (894) و (919)، ومسلم (844):(2)، والترمذي (492)، والمصنِّف في "الكبرى"(1682) و (1683) و (1684) و (1685) من طرق عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، به.

وقال البخاري فيما نقل عنه الترمذي في حديث الزُّهري عن سالم وفي روايته عن عبد الله بن عبد الله: كلا الحديثين صحيح.

وقال الدارقطني في "العلل" 12/ 288 بعد أن ذكر الاختلاف على الزُّهري: والأقاويل كلُّها محفوظة.

وسلف برقم (1376) و (1405) من طريق نافع، عن ابن عمر، به.

ص: 166

سمعتُ أبا سعيد الخُدريّ يقول: جاءَ رجلٌ يومَ الجمعة والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يخطُبُ بهيئةٍ بَذَّة، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أصلَّيتَ؟ " قال: لا. قال: "صَلِّ ركعتين" وحثَّ النَّاسَ على الصَّدقة، فألقوا ثيابًا

(1)

، فأعطاه منها ثوبَين، فلمَّا كانتِ الجمعةُ الثَّانية جاءَ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يخطُب، فحثَّ النَّاسَ على الصَّدقة، قال: فألقى أحدَ ثوبَيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"جاءَ هذا يومَ الجمعة بهيئةٍ بذَّة، فأمرتُ النَّاسَ بالصَّدقة، فألقَوا ثيابًا، فأمرتُ له منها بثوبَين، ثُمَّ جاءَ الآنَ، فأمرتُ النَّاسَ بالصَّدقة، فألقى أحدَهما" فانتهرَه وقال: "خُذْ ثوبَك"

(2)

.

‌27 - باب مخاطبة الإمام رعيَّتَه وهو على المنبر

1409 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا حمَّاد بن زيد، عن عَمرو بن دينار

عن جابر بن عبد الله قال: بَيْنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخطُبُ يومَ الجمعة إذ جاءَ رجلٌ، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"صلَّيتَ؟ " قال: لا. قال: "قُمْ فَاركَعْ"

(3)

.

(1)

في (م) و (هـ) وهامش (ك): ثيابهم، وفوقها في (م) ثيابًا.

(2)

إسناده قوي من أجل ابن عجلان: واسمه محمد، وسفيان: هو ابن عيينة، وعياض بن عبد الله: هو ابن سعد بن أبي سَرْح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1731).

وأخرجه - مختصرًا - أبو داود (1675)، والترمذي (511)، وابن ماجه (1113) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وسيرد برقم (2536) من طريق يحيى القطان، عن ابن عجلان، به.

قال السِّندي: قوله: "بذَّة" أي: هيئة تدلُّ على الفقر.

(3)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1729).

وأخرجه مسلم (875): (54)، والترمذي (510) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (930)، ومسلم (875):(54)، وأبو داود (1115) من طرق عن حماد بن زيد، به. =

ص: 167

1410 -

أخبرنا محمد بن منصور قال: حدَّثنا سفيان قال: حدَّثنا أبو موسى إسرائيل بن موسى قال: سمعتُ الحسنَ يقول:

سمعتُ أبا بَكْرَةَ يقول: لقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسَنُ معه، وهو يُقبلُ على النَّاس مرَّةً وعليه مرَّةً، ويقول:"إنَّ ابني هذا سَيِّدٌ، ولعلَّ الله أَنْ يُصْلِحَ به بينَ فئَتينِ من المسلمين عظيمتَين"

(1)

.

= وسلف برقم (1400)، وبنحوه برقم (1395).

(1)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة، والحسن: هو البصري. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1730)(10010).

وأخرجه أحمد (20392)، والبخاري (2704) و (3746) و (7109)، والمصنِّف في "الكبرى"(8110) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.

قال الدارقطني في "العلل" 7/ 161: حدَّث به أحمد بن عبد الصمد النهرواني - وهو مشهور لا بأس به - عن ابن عُيينة، عن أيوب، عن الحسن، ووهم فيه، وإنَّما رواه ابن عُيينة، عن الحسن، عن أبي بكرة.

وأخرجه البخاري (3629) من طريق حسين بن علي الجُعفي، عن أبي موسى، به.

وأخرجه أحمد (20499)، وأبو داود (4662)، والمصنِّف في "الكبرى"(10009) من طريق علي بن زيد بن جدعان، وأحمد (20473) عمن سمع الحسن، وأبو داود (4662)، والترمذي (3773) من طريق أشعث بن عبد الملك، ثلاثتهم عن الحسن، به.

وأخرجه أحمد (20448) و (20516)، وابن حبان (6964) من طريق مبارك بن فضالة، عن الحسن، به. وفيه أنَّه صلى الله عليه وسلم قال ذلك عند وُثوب الحسن على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة.

والرواية الأصحُّ والأشهرُ أنَّه صلى الله عليه وسلم قال ذلك على المنبر وهو يخطب، وهي الرواية التي أخرجها البخاري في "صحيحه".

وأمَّا قصَّةُ وُثوب الحسن - ومعه أخوه الحسين - على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم جاءت في غير هذا الحديث، فقد رُويت من حديث شدَّاد بن الهاد، وقد سلف برقم (1141).

والحديث رُوي عن الحسن من وجوهٍ أخرى تُنظر في "مسند" أحمد عند تخريج الحديث (20392).

قال الخطَّابي في "معالم السنن" 4/ 311: وقد خرج مِصداق هذا القول فيه بما كان من =

ص: 168

‌28 - باب القراءة في الخُطبة

1411 -

أخبرنا محمد بن المثنَّى قال: حدَّثنا هارون بن إسماعيل قال: حدَّثنا عليّ - وهو ابن المبارك - عن يحيى، عن محمد بن عبد الرَّحمن

عن ابنة حارثة بن النُّعمان قالت: حفِظْتُ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (ضض 1)} [ق: 1] مِنْ فِي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يومَ الجمعة

(1)

.

‌29 - باب الإشارة في الخُطبة

1412 -

أخبرنا محمود بن غَيْلان قال: حدَّثنا وكيع قال: حدَّثنا سفيان، عن حُصَين، أنَّ بشر بن مروان، رفعَ يَدَيه

(2)

يوم الجمعة على المنبر

= إصلاحه بين أهل الشام وأهل العراق وتخلِّيه عن الأمر؛ خوفًا من الفتنة، وكراهيةً لإراقة الدم، ويُسمَّى ذلك العام: سنة الجماعة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، محمد بن عبد الرحمن: هو ابن سَعْد بن زرارة، وقد عَدَّه الحافظ ابن حجر في "تقريبه" من رجال الطبقة السادسة كابن جُريج، وهؤلاء لم يثبت لقاؤهم بأحدٍ من الصحابة. يحيى: هو ابن أبي كثير. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1732).

وأخرجه أحمد (27455) عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

إِلَّا أَنَّه قال: عن امرأةٍ من الأنصار، قالت: كان تنُّورنا وتنُّور النبيِّ صلى الله عليه وسلم واحدًا، فما حفِظْتُ {ق} إلَّا منه، كان يقرؤها.

وأخرجه أحمد (27628)، ومسلم (873):(51)، وأبو داود (1100) من طريق عبد الله بن محمد بن معن، وأحمد (27456)، ومسلم (873):(52) من طريق يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سَعْد بن زرارة، كلاهما عن ابنة حارثة بن النعمان به. وسمَّاها يحيى بن عبد الله: أمَّ هشام.

وسلف من طريق آخر برقم (949)، وفيه أنَّه صلى الله عليه وسلم قرأها في صلاة الصبح.

(2)

في (م) وهامش (هـ): يده.

ص: 169

فسبَّه عُمارة بن رُوَيبة الثَّقفيُّ، وقال: ما زادَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على هذا. وأشارَ بإصبعِه السَّبَّابة

(1)

.

‌30 - باب نزول الإمام عن المنبر قبل فراغه من الخُطبة، وقطعه كلامَه ورجوعه إليه يوم الجمعة

1413 -

أخبرنا محمد بن عبد العزيز قال: حدَّثنا الفضل بن موسى، عن حُسين بن واقد، عن عبد الله بن بُريدة

عن أبيه قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخطُبُ، فجاءَ الحسن والحُسين عليهما

(2)

قميصان أحمران يَعْثُران فيهما، فنزل النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقطعَ كلامَه، فحملَهُما، ثُمَّ عادَ إلى المنبر، ثُمَّ قال:"صدقَ الله: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15]، رأيتُ هَذين يَعْثُران في قميصَيهما، فلم أصبِرْ حتَّى قطعتُ كلامي فحملتُهما"

(3)

.

(1)

إسناده صحيح، وكيع: هو ابن الجرَّاح الرُّؤاسي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وحُصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1727).

وأخرجه أحمد (17221) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (17219) عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه أحمد (17224) و (18299)، ومسلم (874)، وأبو داود (1104)، والترمذي (515)، والمصنِّف في "الكبرى"(1726)، وابن حبان (882) من طرق، عن حصين بن عبد الرحمن، به.

(2)

في (هـ) والمطبوع: وعليهما

(3)

إسناده قوي من أجل حسين بن واقد. محمد بن عبد العزيز: هو ابن أبي رِزْمة اليَشْكُري.

وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1743) و (1804).

وأخرجه أحمد (22995)، وأبو داود (1109)، والترمذي (3774)، وابن ماجه (3600)، وابن حبان (6038) و (6039) من طرق عن حسين بن واقد، بهذا الإسناد.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

وسيرد برقم (1585).

ص: 170

‌31 - باب ما يستحبُّ من تقصير الخُطبة

1414 -

أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن غزوان قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن الحُسين بن واقد قال: حدَّثني يحيى بن عُقَيل قال:

سمعتُ عبد الله بن أبي أوفى يقول: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُكثِرُ الذِّكرَ، ويُقِلُّ اللَّغوَ، ويُطيلُ الصَّلاةَ، ويُقصِّرُ الخُطبة، ولا يأنَفُ أن يمشيَ مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة

(1)

"

(2)

.

‌32 - باب كم يخطُب

1415 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال: حدَّثنا شَريك

(3)

، عن سِماك

عن جابر بن سَمُرة قال: جالَسْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فما رأيتُه يخطُبُ إِلَّا قائمًا ويجلِس، ثُمَّ يقومُ فيخطُبُ الخُطبةَ الآخِرة

(4)

.

(1)

في (ر) وفوقها في (م): حاجته، وفي هامش (ر): له الحاجة.

(2)

إسناده قوي من أجل حسين بن واقد ويحيى بن عُقيل. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1728).

وأخرجه الترمذي في "العلل"(670)، وابن حبان (6423) من طريق الفضل بن موسى، بهذا الإسناد.

قال الترمذي: سألت محمدًا - يعني البخاري - عن هذا الحديث، فقال: هو حديث حسن.

وأخرجه ابن حبان (6424)، والحاكم 2/ 614، والبيهقي في "الشعب"(7761)، وفي "الدلائل" 1/ 329 من طرق عن حسين بن واقد، به. وقال الحاكم: صحيح علي شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

(3)

في (ك) ونسخة في هامش (هـ): إسرائيل.

(4)

صحيح لغيره، شريك: هو ابن عبد الله النَّخَعي، وهو سيِّئ الحفظ، وقد توبع.

وسِماك: هو ابن حرب، وهو صدوق. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1742).

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "مسند أبيه"(20881) و (20945) من طريقين عن شريك، بهذا الإسناد. =

ص: 171

‌33 - باب الفصل بين الخُطبتين بالجلوس

1416 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا بِشر بن المُفَضَّل قال: حدَّثنا عُبيد الله، عن نافع

عن عبد الله، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يخطُبُ الخُطبَتين وهو قائم، وكان يفصِلُ بينهما بجلوس

(1)

.

‌34 - باب السُّكوت في القَعدة بين الخُطبَتين

1417 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن بَزيع قال: حدَّثنا يزيد - يعني ابن زُريع - قال: حدَّثنا إسرائيل قال: حدَّثنا سَماك

= وأخرجه - مطولًا وبتمامه ومختصرًا - أحمد (20827) و (20846) و (20851) و (20865) و (20868) و (20873) و (20954) و (21050)، وابنه عبد الله في زوائده (20886)، ومسلم (862):(34)، وأبو داود (1093) و (1094)، وابن حبان (2803) من طرق عن سماك، به.

وسيأتي برقم (1417) من طريق إسرائيل، وبرقمي (1418) و (1584) من طريق سفيان الثوري، وبرقم (1574) من طريق شعبة، وبرقم (1583) من طريق أبي عوانة، أربعتهم عن سماك، به. وزاد سفيان: وكانت خطبتُه قصدًا، وصلاتُه قصدًا.

ويشهد له حديث ابن عمر الآتي.

(1)

إسناده صحيح، عبيد الله: هو ابن عمر العُمَري، ونافع: هو مولى ابن عمر، وعبد الله: هو ابن عمر. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1723) و (1734).

وأخرجه البخاري (928)، وابن ماجه (1103) من طريقين عن بشر بن المفضل، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (4919)، والبخاري (920)، ومسلم (861)، والترمذي (506)، والمصنِّف في "الكبرى"(1733)، وابن ماجه (1103) من طرق عن عبيد الله، به.

وأخرجه أحمد (5657) و (5726)، وأبو داود (1092) من طريق عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، به.

ص: 172

عن جابر بن سَمُرة قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يخطُبُ يومَ الجمعة قائمًا، ثُمَّ يقعُدُ قَعْدةً لا يتكلَّم، ثُمَّ يقومُ فيخطُبُ خُطبةً أُخرى، فمَنْ حدَّثكم أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يخطُبُ قاعدًا فقد كذَب

(1)

.

‌35 - باب القراءة في الخُطبة الثَّانية والذِّكر فيها

1418 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ، عن عبد الرَّحمن قال: حدَّثنا سفيان، عن سِماك

عن جابر بن سَمُرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطُبُ قائمًا، ثُمَّ يجلِسُ، ثُمَّ يقومُ ويقرأُ آياتٍ، ويذكرُ الله عز وجل، وكانت خُطبَتُه قَصْدًا، وصلاتُه قَصْدًا

(2)

.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك: وهو ابن حرب. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1735).

وسلف برقم (1415).

(2)

بعضه صحيح والبعض الآخر صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1802)، وقُرِن فيه شيخُ المصنِّف عمرو بن علي بمحمد بن بشار.

وأخرجه أحمد (21038)، وابن ماجه (1106) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بتمامه ومختصرًا - أحمد (20813) و (20878) و (20920) و (20928) و (20973) و (21025) و (21034) و (21035)، وابن ماجه (1106)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "مسند" أبيه (20949) من طرق عن سفيان الثوري، به.

وقوله: "كانت خطبتُه قصدًا وصلاتُه قصدًا" أخرجه أحمد (20846) من طريق زائدة بن قدامة، ومسلم (866):(42) من طريق زكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن سماك، به.

وأخرجه أبو داود (1107) من طريق شيبان أبي معاوية، عن سماك، به. بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يُطيل الموعظة يوم الجمعة، إِنَّما هُنَّ كلماتٌ يسيرات.

وأخرجه أحمد (21026) من طريق تميم بن طرفة، عن جابر بن سَمُرة، به. وإسناده صحيح. =

ص: 173

‌36 - باب الكلام والقيام بعد النُّزول عن المنبر

1419 -

أخبرني محمد بن عليّ بن ميمون قال: حدَّثنا الفِرْيابيُّ قال: حدَّثنا جَرير بن حازم، عن ثابت البُنانيّ

عن أنس قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ينزِلُ عن المنبر فيَعْرِضُ له الرَّجل فيُكلِّمه، فيقومُ معه النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتَّى يقضيَ حاجتَه، ثُمَّ يتقدَّمُ إلى مُصلَّاه فيُصلِّي

(1)

.

‌37 - باب عدد صلاة الجمعة

1420 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال: حدَّثنا شَريك، عن زُبَيد، عن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى قال:

= وسيتكرر بتمامه برقم (1584)، لكن شيخ المصنِّف هناك: محمد بن بشار.

وسلف برقم (1415) دون قوله: وكانت خطبتُه قصدًا وصلاتُه قصدًا، وستأتي هذه القطعة في الرواية (1582) من طريق أبي الأحوص، عن سماك، به.

قوله: "قصدًا" قال السِّندي: أي: متوسِّطةً بين القصر والطول، وكذا الصلاة، ولا يلزم مساواتهما؛ إذ توسُّط كلٍّ يُعتَبر في بابه.

(1)

إسناده صحيح على وهمٍ وقع لجرير بن حازم في تعيين الصلاة، فقد رواه غير واحد عن ثابت، عن أنس في أنَّها صلاة العشاء. الفِرْيابي: هو محمد بن يوسف، وثابت: هو ابن أسلم البُناني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1744).

وأخرجه أحمد (12201) و (12284) و (13228)، وأبو داود (1120)، والترمذي (517)، وابن ماجه (1117)، وابن حبان (2805) من طرق عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. قال الترمذي عَقِبه: هذا حديث لا نعرفه إلَّا من حديث جرير بن حازم. ثم قال: وسمعتُ محمدًا - يعني البخاري - يقول: وهِمَ جرير بن حازم في هذا الحديث، والصحيح ما رُوي عن ثابت، عن أنس قال: أُقيمت الصلاة، فأخذ رجلٌ بيد النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فما زال يُكلِّمه حتى نعَسَ بعض القوم. قال محمد: والحديث هو هذا، وجرير بن حازم يهم بعض الشيء، وهو صدوق.

وينظر الحديث السالف برقم (791).

ص: 174

قال عمر: صلاةُ الجُمعة رَكعتان وصلاةُ الفِطْر رَكعتان، وصلاةُ الأضحى رَكعتان، وصلاةُ السَّفَر رَكعتان، تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسان محمدٍ صلى الله عليه وسلم

(1)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: عبد الرَّحمن بن أبي ليلى لم يسمَعْ من عمر.

‌38 - باب القراءة في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين

1421 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى الصَّنعانيُّ قال: حدَّثنا خالد بن الحارث قال: حدَّثنا شعبة قال: أخبرني مُخَوَّلٌ، قال: سمعتُ مُسلِمًا البَطين، عن سعيد بن جُبَير

عن ابن عبَّاس، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأُ يوم الجمعة في صلاة الصُّبح:{الم (1) تَنْزِيلُ} [السجدة:1 - 2] و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} [الإنسان: 1]، وفي صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين

(2)

.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عمر كما قال المصنِّف عقبه، وفيه شريك: وهو ابن عبد الله النَّخَعي، وهو - وإن كان سيِّئ الحفظ - قد توبع. وسيأتي في التخريج ذِكرُ الواسطة بين ابن أبي ليلى وعمر، وهو كعب بن عُجْرة، فيصِحُّ الإسناد إلى عمر. زُبيد: هو ابن الحارث اليامي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1745).

وأخرجه ابن ماجه (1063)، وابن حبان (2783) من طريقين عن شريك، بهذا الإسناد.

وينظر الاختلاف على سفيان الثوري في "علل" الدارقطني 2/ 116 - 117.

وأخرجه المصنف في "الكبرى"(495)، وابن ماجه (1064) من طريق يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن زُبيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن عمر، به. وهذا إسناد صحيح. قال علي بن المديني - فيما نقل عنه ابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 296 - عن طريق يزيد بن زياد: هو أسنَدُها وأحسنُها وأصحُّها.

وسيرد برقم (1440) من طريق شعبة، وبرقم (1566) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن زبيد، به. دون ذكر كعب بن عجرة في الإسناد.

(2)

إسناده صحيح، مُخوَّل: هو ابن راشد الكوفي، ومسلم البَطين: هو ابن عمران. وهو =

ص: 175

‌39 - باب القراءة في صلاة الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}

1422 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا خالد، عن شعبة قال: أخبرني مَعْبَد بن خالد، عن زيد

(1)

بن عُقْبَة

عن سَمُرة قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}

(2)

.

‌40 - باب ذكر الاختلاف على النُّعمان بن بشير في القراءة في صلاة الجمعة

1423 -

أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن ضَمْرة بن سعيد، عن عُبيد الله بن عبد الله، أنَّ الضَّحَّاك بن قيس

= في "السنن الكبرى" برقم (1743).

وأخرجه أحمد (1993) و (3160)، ومسلم (879)، وأبو داود (1075) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بطرفه الثاني - أحمد (3404) من طريق قتادة، عن عزرة بن عبد الرحمن، ومن طريق قتادة - أيضًا - عن صاحب له، كلاهما عن سعيد بن جبير، به.

وسلف - بطرفه الأول - برقم (956).

(1)

تحرف في (ر) و (م) و (ك) وهامش (هـ) إلى: يزيد، وهي في هامش (ك): زيد، على الصواب.

(2)

إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1751).

وأخرجه أحمد (20150)، وأبو داود (1125)، وابن حبان (2808) من طريق يحيى القطان، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (20164) من طريق مسعر، عن معبد بن خالد، به.

ورُوي هذا الحديث من طرق عن معبد بن خالد، بهذا الإسناد، كما في "مسند" أحمد (20080) و (20161) و (20217) أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقرؤهما في العيدين، وهو صحيحٌ أيضًا، فلعلَّهما كانا مجموعَين في حديث واحد، لكن الرُّواة فرَّقوهما.

ص: 176

سألَ النُّعمانَ بن بشير: ماذا كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقرأ يوم الجمعة على إثر سورة الجمعة؟ قال: كان يقرأُ: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}

(1)

.

1424 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا خالد، عن شعبة، أنَّ إبراهيم بن محمد بن المُنْتَشِر أخبره، قال: سمعتُ أبي يُحدَّث، عن حَبيب بن سالم

عن النُّعمان بن بشير قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقرأُ في الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} ، وربما اجتمعَ العيدُ والجمعة، فيقرأُ بهما فيهما جميعًا

(2)

.

(1)

إسناده صحيح، عبيد الله بن عبد الله: هو ابن عُتبة بن مسعود. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1749).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 111، ومن طريقه أخرجه أحمد (18381) و (18438)، وأبو داود (1123).

وأخرجه مسلم (878): (63)، وابن ماجه (1119) من طريق سفيان بن عيينة، عن ضمرة بن سعيد، عن عُبيد الله بن عبد الله قال: كتب الضحاك إلى النعمان بن بشير يسأله

وذكر الحديث.

ويُنظر ما بعده.

(2)

إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1752).

وأخرجه أحمد (18387) و (18442) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (18431) من طريقي سفيان الثوري ومِسعَر، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، به.

وأخرجه ابن ماجه (1281) عن محمد بن الصباح، وابن خزيمة (1463) عن عبد الجبار بن العلاء، كلاهما عن سفيان بن عُيينة، عن إبراهيم بن محمد، به.

وأخرجه الحميدي (920)، وأحمد (18383)، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن محمد، عن أبيه، عن حبيب بن سالم، عن أبيه، عن النعمان بن بشير، به. زاد والد حبيب بن سالم في الإسناد.

قال أبو عبد الرحمن (ابن الإمام أحمد) عقبه: حبيب بن سالم سمعه من النعمان وكان كاتبه، وسفيان يخطئ فيه يقول: حبيب بن سالم عن أبيه، وهو سمعه من النعمان. =

ص: 177

‌41 - باب من أدرك ركعةً من صلاة الجمعة

1425 -

أخبرنا قُتيبة ومحمد بن منصور - واللَّفظ له - عن سفيان، عن الزُّهريّ، عن أبي سلمة

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ أدركَ من صلاة الجمعة

(1)

ركعةً فقد أدرك"

(2)

.

= وقال البخاري فيما نقل عنه الترمذي في "العلل" 1/ 286: وكان ابن عُيينة يروي هذا الحديث عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر فيضطرب في روايته؛ قال مرةً: حبيب بن سالم، عن أبيه، عن النعمان، وهو وهمٌ، والصحيح: حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير.

وسيرد برقم (1568) من طريق أبي عوانة، وبرقم (1590) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، به على الصواب.

وينظر الحديث السابق.

(1)

استُدركت كلمة "الجمعة" في هامش (ك)، وعليها علامة نسخة، وهي في النسخ الأخرى، وهي رواية محمد بن منصور كما سلف من كلام المصنِّف.

(2)

رجالُه ثقات، غير أنَّ شيخ المصنِّف محمدَ بنَ منصور - وهو الخُزاعي المكِّيّ، وقد ساق المصنَّفُ لفظَه - خالفَ الرواةَ عن سفيان (وهو ابن عُيينة) وتفرَّدَ بهذا اللفظ عنه، فقد رواه جمعٌ عن سفيان بن عُيينة، عن الزُّهريّ، به، بلفظ: "مَنْ أدرك من الصلاة ركعةً

"، وهو ما أخرجه المصنّف في "السنن الكبرى" (1753) عن قُتيبة، وحدَه، وترجمَ له ثمة بمثل ما ترجمَ له هنا بقوله: "مَنْ أدرك ركعة من الجمعة" فلعلَّه حمله على المعنى.

وأخرجه أحمد (7284)، ومسلم (607):(162) عن أبي بكر بن أبي شيبة وعَمرو الناقد وزهير بن حَرْب، والترمذي (524) عن نصر بن علي وسعيد بن عبد الرحمن، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(1753) عن قُتيبة (كما سلف ذكره)، وابن ماجه (1122) عن أبي بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمَّار، كلُّهم رَوَوْه عن سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد، بلفظ:"مَنْ أدركَ من صلاةٍ ركعة فقد أدرك". (لفظ أحمد).

وقد أورد مالك في "الموطأ" 1/ 105 عن الزُّهري قوله: مَنْ أدرك من صلاة الجمعة ركعة فليُصَلّ إليها أخرى.

وأخرجه ابن خزيمة (1849) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزُّهري، به، بلفظ:"مَنْ أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركَ الصلاة"

ثم نقلَ عن الزُّهري قوله: فنرى أن =

ص: 178

‌42 - باب عدد الصَّلاة بعد الجمعة في المسجد

1426 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا جَرير، عن سهيل، عن أبيه

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلَّى أحدُكم الجمعةَ فليُصَلَّ بعدَها أربعًا"

(1)

.

= صلاة الجمعة من ذلك، فإنْ أدرك منها ركعة فليُصَلِّ إليها أخرى. اهـ. ثم أخرجه من طريق آخر عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، به، بلفظ:"مَنْ أدركَ من صلاة الجمعة ركعةً فقد أدركَ الصلاة". قال ابن خزيمة: هذا خبرٌ رُوي على المعنى، لم يؤدَّ على لفظ الخبر، ولفظُ الخبر:"مَنْ أدركَ من الصلاة ركعة"، فالجمعةُ من الصلاة أيضًا كما قاله الزُّهري، فإذا رُوِيَ الخبرُ على المعنى لا على اللفظ جازَ أن يقال: مَنْ أدركَ من الجمعة ركعة، إذ الجمعةُ من الصلاة

وقد رَوَى هذا الخبر أيضًا بمثل هذا أسامةُ بنُ زيد اللَّيثي، عن ابن شهاب. انتهى كلامه. ثم أخرجه من طريق أسامة الليثي.

وأسامة بن زيد اللَّيثي صدوقٌ يهمُ كما قال الحافظ ابن حجر "التقريب"، وقد وَهِمَ في هذا الخبر فخالفَ رواية الثقات عن الثقات عن الزُّهري.

وأمَّا رواية الوليد بن مسلم (الأخرى) عن الأوزاعي، فالوليدُ ثقة، لكنَّه يُدلِّسُ ويُسَوِّي، ولم يصرِّح بسماعه من الأوزاعي، ونقلَ المِزِّي في "تهذيبه" في ترجمة الوليد عن أبي مُسْهِر قوله: كان الوليدُ بنُ مسلم يُحدِّثُ بأحاديث الأوزاعيّ عن الكذَّابين، ثم يُدلِّسُها عنهم.

وذكر الدارقطني في "العلل" 9/ 215 رواية الوليد بن مسلم وقال: وهمَ في هذا القول، وقد أعلَّ ابن حبَّان أيضًا طُرق خبر الزُّهريّ:"مَنْ أدركَ من الجمعة ركعة" في ترجمته للحديث (1487) وقال: ليس يصحُّ منها شيء.

وقد سلف على الصواب من طريق مالك وعُبيد الله بن عُمر والأوزاعي (مفرَّقِين) عن الزُّهري بالأرقام: (553) و (554) و (555).

وسلفَ برقم (557) من حديث ابن عمر بلفظ: "مَنْ أدركَ ركعةً من الجمعة أو غيرها فقد تمَّتْ صلاتُه". وهو معلولٌ كما سلف الكلام عليه.

قال السِّندي: قوله: "فقد أدرك" أي: تمكَّنَ من إدراكه بضمِّ الركعة الثانية إليها.

(1)

إسناده صحيح، جرير: هو ابن عبد الحميد الضبِّي، وسهيل: هو ابن أبي صالح ذكوان السمَّان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1755). =

ص: 179

‌43 - باب صلاة الإمام بعد الجمعة

1427 -

أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن نافع

عن ابن عمر، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان لا يُصلِّي بعد الجمعة حتَّى ينصرِفَ فيُصلِّي ركعتين

(1)

.

= وأخرجه مسلم (881): (69) عن زهير بن حرب، عن جرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7400) و (9699) و (10486)، ومسلم (881):(67) و (68) و (69)، وأبو داود (1131)، والترمذي، (523)، والمصنِّف في "الكبرى"(501)، وابن ماجه (1132)، وابن حبان (2478) و (2479) و (2480) و (2481) و (2485) و (2486) من طرق عن سهيل، به.

ولفظه عند بعضهم: "إذا صلَّيتم بعد الجمعة فصلُّوا أربعًا"، وعند بعضهم:"من كان مصلِّيًا بعد الجمعة فليُصلِّ أربعًا".

وزاد مسلم في الرواية (881): (68)، من طريق عبد الله بن إدريس عن سهيل قال: فإن عجل بك شيءٌ فصَلِّ ركعتين في المسجد، وركعتين إذا رجعت. وزاد ابن حبان (2485) من طريق عبد الله بن إدريس، عن سهيل، عن أبي هريرة:"فإن كان له شغلٌ فركعتين في المسجد، وركعتين في البيت".

وزاد أحمد في الروايتين (7400) و (9699) عن ابن إدريس أيضًا مثلَ زيادة مسلم السالفة، لكن جعل هذه الزيادة من كلام أبي هريرة. وزادها أبو داود (1131) من طريق زهير بن حرب، وابن حبان (2486) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن سهيل، به، وجعلاها من كلام أبي صالح لابنه.

(1)

إسناده صحيح، نافع: هو مولى ابن عمر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1757).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 166، ومن طريقه أخرجه مسلم (882):(71).

وأخرجه أحمد (4921) و (5448) و (5480) و (6056)، ومسلم (882):(70)، والترمذي (522)، وابن ماجه (1130)، وابن حبان (2476)، والمصنِّف في "الكبرى"(503) و (1758) من طرق عن نافع، به.

وأخرجه أيضًا أحمد (5688) من طريق عبد الله بن دينار، وأبو داود (1130) من طريق عطاء بن أبي رباح بأطول منه، كلاهما عن ابن عمر، به.

وسلف من طريق مالك مطولًا برقم (873).

وسيرد من طريق أيوب عن نافع، به برقم (1429).

وسيرد في الرواية التالية من طريق سالم، عن ابن عمر، به.

ص: 180

1428 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الرَّزَّاق قال: حدَّثنا مَعْمَر، عن الزُّهريّ، عن سالم

عن أبيه قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي بعدَ الجمعةِ رَكعتين في بيته

(1)

.

‌44 - باب إطالة الرَّكعتين بعد الجمعة

1429 -

أخبرنا عَبْدَةُ بن عبد الله، عن يزيد - وهو ابن هارون - قال: أخبرنا شعبة

(2)

، عن أيوب، عن نافع

عن ابن عمر، أنَّه كان يُصَلِّي بعدَ الجمعة رَكعتين يُطيل فيهما، ويقول: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يفعَلُه

(3)

.

(1)

إسناده صحيح، عبد الرزاق: هو ابن همَّام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد البصري، والزُّهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب، و سالم: هو ابن عبد الله بن عمر.

وهو في مصنف عبد الرزاق (5527)، ومن طريقه أخرجه أبو داود (1132).

وأخرجه أحمد (4591)، ومسلم (882):(72)، والترمذي (521)، والمصنِّف في "الكبرى"(502) و (1756)، وابن ماجه (1131) من طريق عمرو بن دينار، والبخاري - بأطول منه - (1165) من طريق عقيل، كلاهما عن الزهري، به. وليس عندهم:"في بيته".

وسلف في الرواية السابقة من طريق نافع، عن ابن عمر، به.

وينظر ما بعده.

(2)

في نسخة بهامشي (هـ) و (ك): سعيد.

(3)

إسناده صحيح على شذوذ في ذكر الإطالة في الركعتين بعد الجمعة، والصحيح أن الإطالة قبل الجمعة كما سيأتي. شعبة: هو ابن الحجَّاج العتَكي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتَياني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1759).

وأخرجه أحمد (4921) من طريق معمر، و (5807) من طريق وُهيب بن خالد، وأبو داود (1128)، وابن حبان (2476) من طريق إسماعيل بن عُليَّة، وأبو داود (1127) من طريق حماد بن زيد، أربعتهم عن أيوب، بهذا الإسناد. بلفظ: كان ابن عمر يطيل الصلاة قبل الجمعة، ويُصلِّي بعدها ركعتين في بيته، ويُحدِّث أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله. وهذا لفظ ابن عُليَّة. =

ص: 181

‌45 - باب ذِكْر السَّاعة الَّتي يُستجابُ فيها الدُّعاء يومَ الجمعة

1430 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد

(1)

قال: حدَّثنا بَكر - يعني ابن مُضَر - عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمن

عن أبي هريرة قال: أَتَيتُ الطُّورَ، فوجَدْتُ ثَمَّ كَعبًا، فمكثتُ أنا وهو يومًا أُحدِّثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويُحدِّثُني عن التَّوراة، فقلت له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيرُ يومٍ طلعَتْ فيه الشَّمسُ يومُ الجمعة؛ فيه خُلِقَ آدم، وفيه أُهبِطَ، وفيه تِيبَ عليه، وفيه قُبِضَ، وفيه تقومُ السَّاعة، ما على الأرض من دابَّةٍ إِلَّا وهي تُصبحُ يومَ الجمعة مُصيخةً حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ شَفَقًا من السَّاعة، إِلَّا ابنَ آدم، وفيه ساعةٌ لا يُصادِفُها

(2)

مؤمنٌ وهو في الصَّلاة يسألُ الله فيها

(3)

شيئًا إِلَّا أعطاه

(4)

إِيَّاه" فقال كعب: ذلك يومٌ في كُلِّ سَنة. فقلت: بل هي في كُلِّ جمعة. فقرأ كعبٌ التَّوراة، ثُمَّ قال: صدقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، هو في كُلِّ

(5)

جمعة. فخرجتُ فلقِيتُ بَصْرةَ بنَ أبي بَصْرةَ الغِفاريّ، فقال: من أينَ جِئتَ؟ قلت: من الطُّور. قال: لو لقيتُكَ من قَبْلِ أن تأتِيَه لم تأتِه. قلتُ له: ولِمَ؟ قال: إنِّي

= وسلف في الرواية (1427) من طريق مالك عن نافع، عن ابن عمر، أَنَّه صلى الله عليه وسلم كان لا يُصلِّي بعد الجمعة حتى ينصرف فيُصلِّي ركعتين.

وسلف في الرواية السابقة من طريق سالم، عن ابن عمر، أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يُصلِّي بعد الجمعة ركعتين في بيته.

وينظر ما سلف برقم (873) مطولًا.

(1)

قوله: "بن سعيد" من (ر) و (م).

(2)

في (هـ) وهامش (ك): يوافقها.

(3)

كلمة "فيها" ليست في (م)، وفي (ك): فيه، وبهامشها: فيها (نسخة).

(4)

بعدها في (ر) زيادة لفظ الجلالة.

(5)

بعدها في نسخة في (هـ) زيادة: يوم.

ص: 182

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تُعمَلُ المَطِيُّ إِلَّا إلى ثلاثة مساجد: المسجدِ الحرام، ومسجدي، ومسجد بيت المقدس" فلقيتُ عبدَ الله بن سَلام، فقلتُ: لو رأيتَني خرجتُ إلى الطُّور، فلقِيتُ كعبًا، فمكثتُ أنا وهو يومًا أُحدِّثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويُحدِّثني عن التَّوراة، فقلت له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيرُ يوم طلعَتْ فيه الشَّمسُ يومُ الجمعة؛ فيه خُلِقَ آدم، وفيه أُهبِطَ، وفيه تِيبَ عليه، وفيه قُبِضَ، وفيه تقومُ السَّاعة، ما على الأرض من دابَّةٍ إِلَّا وهي تُصبِحُ يومَ الجمعة مُصيخةً حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ شَفَقًا من السَّاعة إِلَّا ابنَ آدم، وفيه ساعةٌ لا يُصادِفُها عبدٌ مؤمنٌ وهو في الصَّلاة يَسأَلُ الله شيئًا إلَّا أعطاه إيَّاه" قال كعب: ذلك يومٌ في كُلِّ سنة، فقال عبد الله بن سلام: كذَبَ كعب، قلتُ: ثُمَّ قرأ كعب، فقال: صدق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، هو في كُلِّ جمعة، فقال عبد الله بن سلام

(1)

: صدق كعبٌ، إنِّي لأَعلَمُ تلكَ السَّاعة، فقلتُ: يا أخي، حدِّثني بها، قال: هي آخِرُ ساعةٍ من يومِ الجمعة قبلَ أن تغيبَ الشَّمس، فقلتُ: أليسَ قد سمعتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يُصادِفُها مؤمنٌ وهو في الصَّلاة"، وليسَتْ تلكَ السَّاعَةَ صلاة. قال: أليسَ قد سمعتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ صَلَّى وجلسَ ينتظِرُ الصَّلاة لم يزَل

(2)

في صلاة

(3)

حتَّى تأتيَه الصَّلاةُ الَّتي تَليها

(4)

" قلتُ: بلى. قال: فهو كذلك

(5)

.

(1)

قوله: "بن سلام" من (م).

(2)

في (هـ) وهامش (ك): فهو

(3)

في (ر): صلاته.

(4)

في (ك) وهامش (هـ): تلاقيها.

(5)

إسناده صحيح، ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التَّيمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1766). =

ص: 183

1431 -

أخبرني محمد بن يحيى بن عبد الله قال: حدَّثنا أحمد بن حنبل قال: حدَّثنا إبراهيم بن خالد، عن رباح، عن مَعْمَر، عن الزُّهريّ قال: حدَّثني سعيد بن المسيِّب

(1)

عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ في الجمعة ساعةً لا يُوافِقُها عبدٌ مسلمٌ يسألُ الله فيها شيئًا إلَّا أعطاه إيَّاه"

(2)

.

= وأخرجه أحمد (10303) و (23785)، وأبو داود (1046)، والترمذي (491)، وابن حبان (2772) من طريق مالك، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه أحمد (23786) من طريق محمد بن إسحاق، و (23791) من طريق قيس بن سعد، كلاهما عن محمد بن إبراهيم، به. والرواية الأولى مختصرة.

وأخرجه - مختصرًا - أحمد (10545) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، به.

قوله: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أُهبط، وفيه تِيبَ عليه" سلف بنحوه برقم (1373) من طريق عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، به.

وقوله: "وفيه ساعةٌ لا يصادفها

إلَّا أعطاه إيَّاه" سيرد في الحديث التالي برقم (1431) من طريق سعيد بن المسيب، وبرقم (1432) من طريق محمد بن سيرين، كلاهما عن أبي هريرة، به.

وقوله: "لا تعمل المَطِيُّ

ومسجد بيت المقدس" سلف بنحوه برقم (700) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، به.

قال السِّندي: قوله: "مُصيخة" أي: مستمعة. "شفقًا" أي خوفًا من قيامها، وفيه أنَّ البهائم تعلم الأيام بعينها، وأنها تعلم أن القيامة تقوم يوم الجمعة. "لا تُعْمَل" أي: لا تُحَبُّ ولا تُساق.

و "المَطِيُّ" جمع مطيَّة: وهي الناقة التي رُكِب مَطاها، أي: ظهرها.

(1)

قوله: "بن المسيب" من هامش (ك).

(2)

إسناده صحيح، رباح: هو ابن زيد الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد البصري، وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1761) و (10233).

وهو في "مسند" أحمد (7823). =

ص: 184

1432 -

أخبرنا عَمرو بن زُرارة قال: أخبرنا إسماعيل، عن أيوب، عن محمد

عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ في الجمعة ساعةً لا يُوافِقُها عبدٌ مسلمٌ قائمٌ يُصلِّي يَسأَلُ الله عز وجل شيئًا إلَّا أعطاه إيَّاه" قلنا: يُقَلِّلها يُزَهِّدها

(1)

.

= وأخرجه المصنِّف في "الكبرى"(10232) من طريق أبي الزناد، عن سعيد بن المسيب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7769) و (8119) و (9206) و (9239) و (9892) و (10068) و (10234) و (10302) و (10343) و (10460)، والبخاري (935)، ومسلم (852):(13) و (15)، والمصنِّف في "الكبرى"(1760) و (10230) و (10231) و (10235) من طرق عن أبي هريرة، به.

وأخرجه المصنِّف في "الكبرى"(10234) من طريق ابن عباس، عن أبي هريرة موقوفًا.

وسلف مطولًا في الرواية السابقة من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة، به.

وسيرد في الرواية التالية من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، به.

(1)

إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مِقْسَم الأسدي، المعروف بابن عُليَّة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتياني، ومحمد: هو ابن سيرين. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1762).

وأخرجه أحمد (7151)، والبخاري (6400)، ومسلم (852):(14)، وابن حبان (2773) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7824) من طريق معمر، وابن ماجه (1137) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن أيوب، به.

وأخرجه أحمد (7472) و (10465)، والبخاري (5294)، ومسلم (852):(14)، والمصنِّف في "الكبرى"(1763) و (1764) من طرق عن محمد بن سيرين، به.

وأخرجه أحمد (7487) من طريق عياض بن دينار، عن أبيه، عن أبي هريرة على خطأ في إسناده صوابه: عن عياض بن دينار، عن أبي هريرة، وينظر تمام الكلام عليه في "المسند".

وينظر ما قبله.

قال السِّندي: قوله: "قائمٌ يصلِّي"، أي: قائمٌ يصلِّي، أو ثابتٌ في مكانه يُصلِّي، إن فسَّرنا =

ص: 185

قال أبو عبد الرَّحمن: لا نعلمُ أحدًا حدَّثَ بهذا الحديث غيرَ رباح، عن مَعْمَر، عن الزُّهريّ، إلَّا أيوب بن سُوَيد، فإنَّه حدَّثَ به عن يونس، عن الزُّهريّ، عن سعيد وأبي سلمة

(1)

، وأيوب بن سُوَيد متروك الحديث.

آخر كتاب الجمعة

(2)

* * *

= الحديث بما فسَّره عبد الله بن سلام، وإلَّا فالعادة عند الانتظار القعود.

قلت: وتفسير عبد الله بن سلام أخرجه أحمد (23781)، وابن ماجه (1139)؛ قال: إِنَّ العبد المسلم في صلاة إذا صلَّى ثمَّ قعد في مُصلّاه، لا يحبسه إلَّا انتظار الصلاة.

(1)

أخرجه البزار في "مسند"(7652).

(2)

هذه العبارة ليست في (م)، وجاء قول أبي عبد الرحمن فيها بعد الحديث السالف.

ص: 186

‌14 - كتاب تقصير الصَّلاة في السَّفَر

1433 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس قال: أخبرنا ابن جُرَيج، عن ابن أبي عمَّار، عن عبد الله بن بابَيْهِ، عن يَعلى بن أُمَيَّة

(1)

قال:

قلتُ لعمرَ بن الخطَّاب: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 101] فقد أَمِنَ النَّاسُ! فقال عُمر: عجِبْتُ ممَّا عجِبْتَ منه، فسألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال:"صدقةٌ تصدَّقَ اللهُ بها عليكم، فاقْبَلُوا صدقَتَه"

(2)

.

1434 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا اللَّيث، عن ابن شِهاب، عن عبد الله بن أبي بَكر بن عبد الرَّحمن، عن أُميَّة بن عبد الله بن خالد

أنَّه قال لعبد الله بن عُمر: إِنَّا نجِدُ صلاةَ الحَضَر، وصلاةَ الخوف في القرآن، ولا نجِدُ صلاةَ السَّفَر في القرآن، فقال له ابن عمر: يا ابنَ أخي، إِنَّ الله عز وجل بعثَ إلينا محمدًا صلى الله عليه وسلم ولا نعلمُ شيئًا، وإِنَّما نفعلُ كما رَأَيْنا

(1)

في هامشي (ك) و (هـ): مُنْية. قلت: وكلاهما صحيح؛ فَمُنْية اسمُ أمِّه.

(2)

إسناده صحيح، ابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث عند مسلم وغيره، فانتفت شبهة تدليسه، وابن أبي عمَّار: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمَّار.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (1904).

وأخرجه مسلم (686)، وابن حبان (2739) من طريق إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (174)، ومسلم (686)، وابن ماجه (1065) من طريق عبد الله بن إدريس، به.

وأخرجه أحمد (244) و (245)، ومسلم (686)، وأبو داود (1199)، والترمذي (3034)، والمصنِّف في "الكبرى"(11055)، وابن حبان (2740) و (2741) من طريقين عن ابن جُريج، به.

وقد وقع نحوُ سؤال يعلى بن أمية لعمر من أمية بن عبد الله بن خالد لابن عمر كما في الرواية التالية. قال السِّندي: قوله: "فقد أمِنَ الناس" أي: ما بالُهم يقصرون الصلاة؟

ص: 187

محمدًا صلى الله عليه وسلم يفعل

(1)

.

1435 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا هُشَيم، عن منصور بن زاذان، عن ابن سيرين

عن ابن عبّاس، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خرجَ من مكَّةَ إلى المدينة لا يخافُ إلَّا ربَّ العالمين يصلِّي رَكعتين

(2)

.

1436 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا خالد قال: حدَّثنا ابن عَوْن، عن محمد

(1)

إسنادُه حسن، عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرَّحمن صدوقٌ حسنُ الحديث، وسلفَ الكلام عليه في الحديث (457)، وبقية رجاله ثقات، قُتيبة: هو ابن سعيد، واللَّيث: هو ابن سَعْد، وابن شِهاب: هو الزُّهري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1905).

وأخرجه أحمد (5683)، وابن ماجه (1066)، وابن خزيمة (946)، وابن حبان (1451) و (2735) من طرق، عن اللَّيث، به.

وأخرجه أحمد (6353) من طريق مَعمر، عن الزُّهري، به.

وسلف قبله بنحوه بإسناد صحيح من حديث عمر، وينظر الحديث رقم (457).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ ابن سيرين - وهو محمد - لا يصحُّ له سماعٌ من ابن عباس. هُشيم: هو ابن بشير السُّلمي، وقد صرَّح بالتحديث عند الطبراني في "الكبير"(12863)، وقد تُوبع. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1906).

وأخرجه الترمذي (547) عن قتيبة، بهذا الإسناد. وقال: حديث صحيح.

وأخرجه أحمد (1852) عن هشيم، به.

وأخرجه أحمد (3334) من طريقين عن محمد بن سيرين، به.

وسيرد في الرواية التالية من طريق ابن عون، عن محمد بن سيرين، به.

وسلف - نحوه بإسناد صحيح - برقم (456) من طريق مجاهد، عن ابن عباس، به. وينظر تمام تخريجه هناك.

وسيرد - بنحوه بإسناد صحيح - برقم (1443) من طريق موسى بن سلمة، عن ابن عباس، به.

وتنظر أحاديث الباب في الحديث السابق والأحاديث الآتية.

ص: 188

عن ابن عبَّاس قال: كُنَّا نسيرُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم بين مكَّةَ والمدينة لا نخافُ إِلَّا الله عز وجل، نُصلِّي ركعتين

(1)

.

1437 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدَّثنا النَّضر بن شُمَيل قال: حدَّثنا شعبة، عن يزيد بن خُمَير قال: سمعتُ حَبيب بن عُبيد يُحدِّثُ، عن جُبَير بن نُفَير، عن ابن السِّمط قال:

رأيتُ عمر بن الخطَّاب يُصلِّي بذي الحُلَيفة رَكعتين، فسألتُه عن ذلك، فقال: إِنَّما أفعَلُ كما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يفعل

(2)

.

1438 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا أبو عَوانة، عن يحيى بن أبي إسحاق

عن أنس قال: خرجتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكَّةَ، فلم يَزلْ يَقْصُرُ حتَّى رجعَ، وأقامَ بها عَشْرًا

(3)

.

(1)

حديث صحيح كما سلف في الرواية السابقة. خالد: هو ابن الحارث، وابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان. ومحمد: هو ابن سيرين. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1907).

وأخرجه أحمد (1995) و (3317) و (3411) و (3493) من طرق عن عبد الله بن عون، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح، ابن السِّمط: هو شُرَحْبيل بن السَّمْط الكندي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1908).

وأخرجه أحمد (198) و (207)، ومسلم (692):(13) و (14) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وذكر الدارقطني في "العلل" 2/ 162 أنَّ بقية خالف الرُّواة عن شعبة، فرواه عن شعبة، عن الضحاك بن حمرة، عن حبيب بن عبيد، به. ثم ذكر أنَّ الصواب ليس فيه الضحاك بن حمرة.

(3)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، وأبو عوانة: هو بن عبد الله اليشكُري.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (1909).

وأخرجه مسلم (693)، وابن حبان (2754) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (12945) و (12975) و (14001)، والبخاري (1081) و (4297)، =

ص: 189

1439 -

أخبرنا محمد بن عليّ بن الحسن بن شقيق، قال

(1)

أبي: أخبرنا أبو حمزة - السُّكّريُّ - عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة

عن عبد الله قال: صلَّيتُ معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في السَّفر رَكعتين، ومع أبي بكر رَكعتين، ومع عمر رَكعتين رضي الله عنه

(2)

.

1440 -

أخبرنا حُمَيد بن مَسْعَدة، عن سفيان - وهو ابن حبيب - عن شعبة، عن زُبَيد، عن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى

عن عمر قال: صلاةُ الجمعةِ رَكعتان، والفِطرِ رَكعتان، والنَّحْرِ رَكعتان، والسَّفرِ رَكعتان، تمامٌ غيرُ قَصْرٍ، على لسان النبيِّ صلى الله عليه وسلم

(3)

.

1441 -

أخبرني محمد بن وَهْب قال: حدَّثنا محمد بن سَلَمة قال: حدَّثني أبو عبد الرَّحيم قال: حدَّثني زيد، عن أيوب - وهو ابن عائذ - عن بُكَير بن الأخنس، عن مجاهد أبي الحجَّاج

= ومسلم (693)، وأبو داود (1233)، والمصنِّف في "الكبرى"(4196)، وابن حبان (2751) من طرق عن يحيى بن أبي إسحاق، به.

وسيرد برقم (1452) من طريق يزيد بن زريع، عن يحيى بن أبي إسحاق، به.

قال السِّندي: قوله: "وأقامَ بها" أي: بمكة، والمراد الإقامة بها وبحواليها من عرفات ومنى، والله أعلم.

(1)

بعدها في (هـ) زيادة: أخبرني.

(2)

إسناده صحيح، أبو حمزة السُّكَّري: هو محمد بن ميمون المَرْوَزي، ومنصور: هو ابن المعتَمِر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، وعلقمة: هو ابن قيس النَّخَعي، وعبد الله: هو ابن مسعود. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (513)(1910)، والرواية الأولى مختصرة.

وسيرد بنحوه برقمي (1448) و (1449).

(3)

حديث صحيح، سلف الكلام عليه عند الرواية (1420). وهو في "السنن الكبرى" برقمي (494)، (1911).

ص: 190

عن ابن عبَّاس قال: فُرِضَتْ صلاةُ الحَضَر على لسان نبيِّكم صلى الله عليه وسلم أربعًا، وصلاةُ السَّفَر رَكعتَيْن، وصلاةُ الخوف ركعةً

(1)

.

1442 -

أخبرنا يعقوب بن ماهان قال: حدَّثنا القاسم بن مالك، عن أيوب بن عائذ، عن بُكَير بن الأخنس، عن مجاهد

عن ابن عبَّاس قال: إِنَّ الله عز وجل فرضَ الصَّلاة على لسان نبيِّكم صلى الله عليه وسلم في الحَضَر أربعًا، وفي السَّفَر ركعتَين، وفي الخوف رَكعةً

(2)

.

‌1 - باب الصَّلاة بمكة

1443 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى في حديثه، عن خالد الحارث قال: حدَّثنا شعبة، عن قَتادة قال: سمعت موسى - وهو ابن سلمة - قال:

قلتُ لابن عبَّاس: كيفَ أُصلِّي بمكَّة إذا لم أُصَلِّ في جماعة؟ قال: رَكعتين، سُنَّة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم

(3)

.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن وَهْب - وهو الحَرَّاني - صدوق، وبقية رجاله ثقات، أبو عبد الرحيم: هو خالد بن أبي يزيد، وزيد: هو ابن أبي أُنيسة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (523)(1912).

وسلف برقم (456)، وانظر تخريجه فيه وفي الحديث بعده.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يعقوب بن ماهان، فهو صدوق حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات، غير القاسم بن مالك فهو ينزل عن رتبة الثقة قليلًا، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (514) و (1913).

وأخرجه أحمد (2177)، ومسلم (687):(6) من طريق القاسم بن مالك، بهذا الإسناد.

(3)

إسناده صحيح، قَتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1914).

وأخرجه أحمد (2632) و (3119)، ومسلم (688)، وابن حبان (2755) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (1862) من طريق أيوب، وأحمد (2637) من طريق، همام، وأحمد =

ص: 191

1444 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا يزيد بن زُرَيع قال: حدَّثنا سعيد قال: حدَّثنا قَتادة، أنَّ موسى بن سلمة حدَّثهم

أنَّه سألَ ابنَ عبَّاس، قلتُ: تفوتني الصَّلاةُ في جماعةٍ وأنا بالبطحاء، ما ترى أن أُصَلِّي؟ قال: رَكعتين سُنَّة رسول الله

(1)

صلى الله عليه وسلم

(2)

.

‌2 - باب الصَّلاة بمنًى

1445 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق

عن حارثة بن وَهْب الخُزاعيّ قال: صلَّيتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم بمنًى آمَنَ ما كان النَّاسُ وأكثَرَه رَكعتين

(3)

.

= (1996)، ومسلم (688) من طريق هشام الدستوائي، ثلاثتهم عن قتادة، به.

وسيرد في الرواية التالية من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به.

وينظر ما سلف برقم (1435).

(1)

في نسخة في (ك) والمطبوع: أبي القاسم.

(2)

إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عروبة، وقد اختلط، لكنَّ رواية يزيد بن زُرَيع عنه قبل اختلاطه، وقد توبع كما في الرواية السابقة. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (515) و (1915).

وأخرجه مسلم (688) عن محمد بن منهال، عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (3494) عن ابن أبي عدي، عن سعيد، به.

(3)

إسناده صحيح، أبو الأحوص: هو سلَّام بن سُليم، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (517) و (1916).

وأخرجه مسلم (696): (20)، والترمذي (882) عن قتيبة، بهذا الإسناد. ووقع في مطبوع الترمذي زيادة إسرائيل في الإسناد بين أبي الأحوص وأبي إسحاق، وهو خطأ، وينظر "تحفة الأشراف" 3/ 11.

وأخرجه مسلم (696): (20) عن يحيى بن يحيى، عن أبي الأحوص، به.

وأخرجه مسلم (696): (21)، وأبو داود (1965)، وابن حبان (2756) من طريقين عن أبي إسحاق، به. =

ص: 192

1446 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد قال: حدَّثنا شعبة قال: حدَّثنا أبو إسحاق. ح: وأخبرنا عمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد قال: حدَّثنا سفيان قال: أخبرني أبو إسحاق

عن حارثة بن وَهْب قال: صلَّى بِنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بمنًى أكثرَ ما كان النَّاسُ وآمَنَه رَكعتين

(1)

.

1447 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا اللَّيث، عن بُكَير، عن محمد بن عبد الله بن أبي سُلَيم

(2)

عن أنس بن مالك أنَّه قال: صلَّيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنًى، ومع أبي بكر وعمر ركعتين، ومع عثمان ركعتين صدرًا من إمارته

(3)

.

= وسيرد في الرواية التالية من طريقي شعبة وسفيان، عن أبي إسحاق، به.

(1)

إسناداه صحيحان، يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1917).

وأخرجه أحمد (18731)، والبخاري (1083) و (1656)، وابن حبان (2757) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (18727) عن وكيع، عن سفيان، به. وفيه أنَّ الصلاة كانت الظهر أو العصر.

وسلف في الرواية السابقة.

(2)

المثبت من (م) وهامشي (ك) و (ر)، وأُشير فيهما إلى أنه نسخة، وهو الموافق لما في "السنن الكبرى" والمصادر، ووقع في باقي النسخ: سليمان.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عبد الله بن أبي سليم، فقد تفرَّد بالرواية عنه بُكير - وهو ابن عبد الله الأشج - ووثَّقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومع ذلك قال الذهبي في "الميزان" 4/ 160: لا يُعرف! وتجهيله مدفوعٌ بتوثيق النسائي له.

قتيبة: هو ابن سعيد، واللَّيث: هو ابن سعد، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1918).

وأخرجه أحمد (12464) و (12718) من طريقين عن ليث، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (12478) من طريق ابن لهيعة، عن بكير بن عبد الله، به. =

ص: 193

1448 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا عبد الواحد، عن الأعمش قال: حدَّثنا إبراهيم قال: سمعتُ عبد الرَّحمن بن يزيد. ح: وأخبرنا محمود بن غَيْلان قال: حدَّثنا يحيى بن آدم قال: حدَّثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرَّحمن بن يزيد

عن عبد الله رضي الله عنه قال: صلَّيتُ بمنًى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رَكعتين

(1)

.

1449 -

أخبرنا عليُّ بن خَشْرَم قال: حدَّثنا عيسى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرَّحمن بن يزيد قال:

صلَّى عثمانُ بمنًى أربعًا حتَّى بلغ ذلك عبدَ الله، فقال: لقد صلَّيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رَكعتين

(2)

.

= ويشهد له حديث ابن مسعود الآتي برقمي (1448) و (1449)، وحديث ابن عمر برقمي (1450) و (1451)، وحديث حارثة بن وهب في الحديثين السالِفَين.

(1)

إسناداه صحيحان، عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1919).

وأخرجه البخاري (1084)، ومسلم (695):(19) كلاهما عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه - مطولًا - أحمد (4003)، والبخاري (1657) من طريقين، عن سفيان، به.

وأخرجه - مطولًا - أحمد (3593) و (4034)، ومسلم (695)(19)، وأبو داود (1960) من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه - مطولًا - أحمد (3953) و (4427) من طريق شعبة، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير أو إبراهيم، به على الشك.

وسيرد في الرواية التالية من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش، به.

وسلف نحوه برقم (1439).

(2)

إسناده صحيح، عيسى: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (518) و (1920).

وأخرجه مسلم (695) عن علي بن خشرم، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم - أيضًا - من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن عيسى، به.

وسلف في الرواية السابقة.

ص: 194

1450 -

أخبرنا عُبيد الله بن سعيد قال: أخبرنا يحيى، عن عُبيد الله، عن نافع

عن ابن عمر قال: صلَّيتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم بمنًى رَكعتين، ومع أبي بكر رَكعتين، ومع عمر رَكعتين

(1)

.

1451 -

أخبرنا محمد بن سلمة قال: حدَّثنا ابن وَهْب، عن يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عُبيد الله بن عبد الله بن عمر

عن أبيه قال: صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بمنًى رَكعتين، وصلَّاها أبو بكر رَكعتين، وصلَّاها عمر رَكعتين

(2)

، وصلَّاها

(3)

عثمانُ صدرًا من خلافتِه

(4)

.

(1)

إسناده صحيح، عبيد الله بن سعيد: هو اليشكُري أبو قدامة السَّرَخْسي، ويحيى: هو ابن سعيد القطَّان، وعُبيد الله: هو ابن عمر العُمَري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1921).

وأخرجه مسلم (694): (17) عن عبيد الله بن سعيد، بهذا الإسناد. وزاد: وعثمان صدرًا من خلافته، ثمَّ إنَّ عثمان صلَّى بعد أربعًا.

وأخرجه أحمد (4652) و (5178)، والبخاري (1082)، ومسلم (694):(17) من طريق يحيى القطان، به. وبالزيادة السابقة.

وأخرجه مسلم (694): (17)، وابن حبان (3893) من طرق عن عبيد الله، به. بالزيادة السابقة.

وكذلك أخرجه أحمد (5214) من طريق عبد الله العمري، عن نافع، به.

وأخرجه - بالمرفوع منه - أحمد (4760) و (5240) من طريق داود بن أبي عاصم، عن ابن عمر، به.

وأخرجه أحمد (4858) و (5041)، ومسلم (694):(18) من طريق حفص بن عاصم، عن ابن عمر، بلفظ: صلَّيتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان ستَّ سنين في منى، فصلَّوا صلاة المسافر. هذا لفظ الرواية الأولى لأحمد، وبقية الروايات بنحوه.

وسيرد - بالزيادة الآنفة الذِّكر - في الرواية التالية من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به.

(2)

كلمة "ركعتين" ليست في (م) و (ر).

(3)

في (م): وصلاهما (في المواضع الثلاثة)، وفوقها:"ها".

(4)

إسناده صحيح، ابن وهب: هو عبد الله المصري، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن =

ص: 195

‌3 - باب المقام الَّذي يُقصَرُ بمثلِهِ الصَّلاة

1452 -

أخبرنا حُميد بن مَسْعَدة قال: حدَّثنا يزيد قال: أخبرنا يحيى بن أبي إسحاق

عن أنس بن مالك قال: خرَجْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكَّة، فكان يُصلِّي بِنا رَكعتين حتَّى رَجَعْنا قلتُ: هَلْ أقام بمكَّة؟ قال: نعم، أَقَمْنا بها عَشْرًا

(1)

.

1453 -

أخبرنا عبد الرَّحمن بن الأسود البصريُّ قال: حدَّثنا محمد بن ربيعة، عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حَبيب، عن عِراك بن مالك، عن عُبيد الله بن عبد الله

عن ابن عبَّاس، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أقامَ بمكَّة خمسَ عَشْرَةَ يُصلِّي رَكعتين رَكعتين

(2)

.

= شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1922) و (4165)، والرواية الثانية مختصرة.

وأخرجه أحمد (6256)، والبخاري (1655) من طريقين عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (4533) و (6255)، ومسلم (694):(16) من طريق الأوزاعي، وأحمد (6352)، ومسلم (694):(16) من طريق معمر، ومسلم (694):(16)، وابن حبان (2758) من طريق عمرو بن الحارث، ثلاثتهم عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، به.

وسلف في الرواية السابقة.

(1)

إسناده صحيح، يزيد: هو ابن زُرَيع. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1923).

وأخرجه ابن ماجه (1077) عن نصر بن علي، عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (1438).

(2)

حديث صحيح لكن بلفظ: تسع عشرة أو سبع عشرة، وقوله: خمس عشرة، شاذٌّ كما قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 2/ 46. وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن الأسود البصري شيخ المصنِّف، ومحمد بن ربيعة: هو الكلابي، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن عبد الله بن مسعود. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1924). =

ص: 196

1454 -

أخبرنا محمد بن عبد الملك بن زَنْجويه. عن عبد الرَّزَّاق، عن ابن جُرَيج قال: أخبرني إسماعيل بن محمد بن سعد، أنَّ حُميدَ بن عبد الرَّحمن أخبرَه، أَنَّ السَّائبَ بن يزيد أخبره

أنَّه سمعَ العلاءَ بنَ الحضرَميَّ يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يمكُثُ المهاجِرُ بعد قضاء نُسُكِه ثلاثًا"

(1)

.

1455 -

قال

(2)

الحارث بن مسكين - قراءةً عليه وأنا أسمع - في حديثه: عن سفيان، عن عبد الرَّحمن بن حُمَيد، عن السَّائب بن يزيد

= وأخرجه أبو داود (1231)، وابن ماجه (1076) من طريق محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (1958)، والبخاري (1080) و (4298) و (4299)، وأبو داود (1230)، والترمذي (549)، وابن ماجه (1075)، وابن حبان (2750) من طريق عكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس، به. وفيه أنَّه أقام تسع عشرة.

وأخرجه أحمد (2758) و (2883)، وابنه عبد الله في زوائده على "مسند" أبيه (2884) من طريق عكرمة - أيضًا - عن ابن عباس، به. وفيه أنَّه أقام سبع عشرة.

وقد جمع بعضُهم بين رواية "تسع عشرة" ورواية "سبع عشرة" باحتمال أن تكون الثانية لم يُعَدَّ فيها يَوْما الدخول والخروج، قال الحافظ في "التلخيص" 2/ 46: وهو جمعٌ متين.

(1)

إسناده صحيح، ابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1925).

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(8842)، ومن طريقه أخرجه أحمد (20525)، والمصنِّف في "الكبرى"(4200).

وأخرجه أحمد (20525)، ومسلم (1352)(444) من طريقين عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وسيأتي في الرواية التالية.

(2)

في (ر) و (هـ) وهامش (ك): أخبرنا أبو عبد الرحمن، وعليها في (هـ) علامة نسخة.

ص: 197

عن العلاء بن الحَضْرميّ قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "يمكثُ المهاجِرُ بمكَّةَ بعد نُسُكِه ثلاثًا"

(1)

.

1456 -

أخبرني أحمد بن يحيى الصُّوفيُّ قال: حدَّثنا أبو نُعَيم قال: حدَّثنا العلاء بن زهير الأزديُّ قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن بن الأسود

عن عائشة، أنَّها اعتمرَتْ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكَّة، حتَّى إذا قدِمَتْ مكَّة قالت: يا رسولَ الله - بأبي أنتَ وأُمِّي - قصرْتَ وأتمَمْتُ، وأفطَرْتَ وصُمْتُ. قال:"أحسنتِ يا عائشة" وما عابَ عليَّ

(2)

.

(1)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1926).

وأخرجه أحمد (18985)، ومسلم (1352)(442)، والترمذي (949)، وابن حبان (3906) و (3907) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه أحمد (20526)، والبخاري (3933)، ومسلم (1352):(441) و (443)، وأبو داود (2022)، والمصنِّف في "الكبرى"(4198) و (4199)، وابن ماجه (1073) من طرق عن عبد الرحمن بن حميد، به.

(2)

متنه منكر، وهذا إسناد رجاله ثقات، وذهب أبو حاتم - فيما نقل عنه ابنه في "المراسيل" ص 129 - إلى أنَّه مرسل، حيث قال: عبد الرحمن بن الأسود أُدخِلَ على عائشة وهو صغير، ولم يسمع منها. والإسناد قد اختُلِفَ فيه على العلاء بن زهير، فمنهم من رواه عنه، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن عائشة. ومنهم من رواه عنه عن الأسود بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عائشة قال الدارقطني في "العلل" 14/ 258: والمرسل أشبه بالصواب. لكنَّ قولَ أبي حاتم وقولَ الدارقطني في "العلل" مدفوعٌ بقول الدارقطني في "السنن" 3/ 162 في الرواية التي فيها "عن أبيه": متَّصل، وهذا إسناد حسن. ثم ساق الدارقطني أثرين بإسناديهما يُثبت سماع عبد الرحمن من عائشة؛ الأول برقم (2295) وفيه يقول عبد الرحمن بن الأسود: دخلتُ على عائشة وعندها رجل، فقلتُ: يا أُمَّتاه ما يُوجب الغُسل؟ قالت: إذا التقت المواسي فقد وجب الغُسل. والثاني برقم (2296)، وفيه يقول عبد الرحمن: كان أبي يبعث بي إلى عائشة فأسألُها، فلمَّا كان عام احتلمتُ جئتُ إليها فدخلتُ، فقالت: أي لَكاعِ فعلتَها. وألقَتْ بيني وبينها الحجاب. وينظر ما قاله العلائي في "جامع التحصيل" الترجمة =

ص: 198

‌4 - باب ترك التَّطوُّع في السَّفر

1457 -

أخبرني أحمد بن يحيى قال: حدَّثنا أبو نُعَيم قال: حدَّثنا العلاء بن زهير قال: حدَّثنا وَبَرة بن عبد الرَّحمن قال:

كان ابن عمر لا يزيدُ في السَّفر على رَكعتين، لا يُصلِّي قبلَها ولا بعدَها، فقيل له: ما هذا؟ قال: هكذا رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يصنَع

(1)

.

= (422)، وما قاله الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 2/ 44. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1927).

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4258)، والدارقطني في "السنن"(2295)، والبيهقي في "السنن" 3/ 142 من طريق أبي نُعيم الفضل بن دُكين، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارقطني (2294)، والبيهقي 3/ 142 من طريق القاسم بن الحكم، عن العلاء بن زهير، به.

وأخرجه الطحاوي (4259)، والدارقطني (2293)، والبيهقي 3/ 142 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، والدارقطني والبيهقي - أيضًا - من طريق محمد بن إبراهيم بن كثير الصُّوري، كلاهما عن العلاء بن زهير، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة، به. وفيه أنَّ العمرة كانت في رمضان.

وقد استنكره بهذا اللفظ غيرُ واحدٍ منهم ابن القيم في "زاد المعاد" 2/ 93، وابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" 2/ 519، واحتجُّوا بحديثي ابن عباس وعائشة عند ابن ماجه (2996) و (2997): لم يعتمِرْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلَّا في ذي القعدة.

وصحَّح الدارقطني في "السنن"(2298) حديثَ عائشة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصر في السفر ويُتِمّ، ويُفطر ويصوم.

وقد صَحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يصوم في السفر ويُفطر، وقد رُوي ذلك عن عبد الله بن عمرو بن العاص كما في "مسند" أحمد (6679)، وذُكِرَت هناك شواهده.

(1)

إسناده صحيح، أحمد بن يحيى: هو ابن زكريا الأودي، وأبو نُعيم: هو الفضل بن دُكَين. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1928).

وأخرجه أحمد (4675) و (4962) و (5012)، وابن حبان (2753) من طريق عثمان بن =

ص: 199

1458 -

أخبرني نوح بن حَبيب قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد قال: حدَّثنا عيسى بن حفص بن عاصم قال: حدَّثني أبي، قال:

كنتُ مع ابن عمر في سفر، فصلَّى الظُّهر أو العصرَ

(1)

رَكعتين، ثُمَّ انصرفَ إلى طِنْفِسةٍ له، فرأى قومًا يُسبِّحون، قال: ما يصنَعُ هؤلاء؟ قلتُ: يُسبِّحون. قال: لو كنتُ مُصَلِّيًا قبلَها أو بعدَها لأتممتُها، صحِبْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فكان لا يزيدُ في السَّفر على الرَّكعتين، وأبا بكر حتَّى قُبِضَ، وعمرَ وعثمانَ كذلك

(2)

.

* * *

= عبد الله بن سراقة، عن ابن عمر، بهذا الإسناد. ولم يذكر الركعتين.

وسيرد في الرواية التالية بنحوه مطولًا من طريق حفص بن عاصم، عن ابن عمر.

(1)

في (هـ) وهامش (ك): والعصر.

(2)

إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطَّان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1929).

وأخرجه أحمد (5185)، والبخاري (1102) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

ورواية البخاري مختصرة.

وأخرجه أحمد (4761)، ومسلم (689):(8)، وأبو داود (1223)، وابن ماجه (1071) من طرق عن عيسى بن حفص، به.

وأخرجه - مختصرًا - البخاري (1101)، ومسلم (689):(9) من طريق عمر بن محمد بن زيد العمري، عن حفص بن عاصم، به.

وينظر ما قبله.

قال السِّندي: قوله: "طنفسة له" بكسر طاءٍ وفاءٍ وضمِّهما، وبكسرٍ ففتحٍ: بساطٌ له خملٌ رقيق.

ص: 200

‌15 - كتاب الكسوف

‌1 - باب كسوف الشَّمس والقمر

1459 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا حمَّاد عن يونس، عن الحسن

عن أبي بَكْرَةَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ الله تعالى لا يَنْكَسِفان لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، ولكنَّ اللَّهَ عز وجل يُخَوِّفُ بهما عِبادَه"

(1)

.

(1)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، وحماد: هو ابن زيد، ويونس: هو ابن عُبيد، والحسن: هو ابن يسار البصري، وقد أثبت سماعَه من أبي بكرة علي بن المديني والبخاري، وروى له البخاري هذا الحديث، فهو محمولٌ عنده على السماع، ثمَّ إنَّ الحسن البصري قد صرَّح بسماعه لهذا الحديث في رواية مبارك بن فضالة عنه، وهي ستأتي في تخريج الرواية (1491). وهو في "السنن الكبرى" برقم (1853).

وأخرجه البخاري (1048) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وسيرد بنحوه برقم (1463) من طريق هشيم بن بشير، ومطولًا برقم (1491) من طريق عبد الوارث بن سعيد، وبرقم (1502) من طريق يزيد بن زُريع، ثلاثتهم عن يونس، به.

وينظر ما سيأتي برقمي (1464) و (1492) من طريق أشعث بن عبد الملك الحُمراني، عن الحسن، به.

قوله: "آيتان" قال السِّندي: قيل: المراد: أي كسوفُهما آيتان؛ لأنَّه الذي خرج الحديث بسببه. ثم قال: يحتمل أنَّ المراد أنَّهما ذاتًا، وصفةً أو أراد أنَّهما إذا كانا آيتين، فتغييرهما يكون مسندًا إلى تصرُّفه تعالى لا دَخْلَ فيه لموتٍ أو حياةٍ كشأن الآيات، ومعنى كونهما آيتين أنَّهما علامتان لقرب القيامة أو لعذاب الله، أو لكونهما مُسخَّرَين بقدرة الله وتحت حُكمه.

وقيل: إنَّهما من الآيات الدَّالة على وحدانيته تعالى وعِظَم قُدْرته، أو على تخويف العباد من بأسه وسطوته.

"لا ينكَسِفان" بالتذكير؛ لتغليب القمر، كما في القمرين.

ص: 201

‌2 - باب التَّسبيح والتَّكبير والدُّعاء عند كسوف الشَّمس

1460 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: حدَّثنا أبو هشام - هو المغيرة بن سَلَمة - قال: حدَّثنا وُهَيب قال: حدَّثنا أبو مسعود الجُرَيرِيُّ، عن حَيَّان بن عُمير قال:

حدَّثنا عبد الرَّحمن بن سَمُرة قال: بينا

(1)

أنا أترامى بأَسْهُمٍ لي بالمدينة إذِ انكسَفَتِ الشَّمسُ، فجمَعْتُ أسهُمي، وقلتُ: لأنظُرَنَّ ما أحدَثَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في كسوف الشَّمس، فأتَيْتُه ممَّا يلي ظهرَه وهو في المسجد، فجعلَ يُسبِّحُ ويُكبِّرُ ويدعو، حتَّى حُسِرَ عنها. قال: ثُمَّ قامَ فصلَّى رَكعتين وأربعَ سَجَدات

(2)

.

‌3 - باب الأمر بالصَّلاة عند كسوف الشَّمس

1461 -

أخبرنا محمد بن سَلَمة قال: أخبرنا ابن وَهْب، عن عَمرو بن الحارث، أنَّ عبد الرَّحمن بن القاسم حدَّثه، عن أبيه

عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الشَّمسَ والقمرَ لا

(1)

في (م) ونسخة بهامشي (ك) و (هـ): بينما.

(2)

إسناده صحيح وُهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي، وأبو مسعود الجريري: اسمه سعيد بن إياس. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1854).

وأخرجه أحمد (20617)، ومسلم (913):(25) و (26) و (27)، وأبو داود (1195)، وابن حبان (2848) من طرق عن الجريري، بهذا الإسناد.

قال السِّندي: قوله: "أترامى" أي: أرمي.

"ما أحدثَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم " زعم أنَّه لا بُدَّ أن يُقرِّرَ في الكسوف شيئًا من السُّنن، فأراد أن ينظُرَه.

"ثم قام .... " ظاهره أنَّه شرع في الصلاة بعد الانجلاء، وأنَّه صلَّى بركوع واحد، وهذا مستَبْعَدٌ بالنَّظر إلى سائر الروايات؛ ولذلك أجاب بعضُهم بأنَّ هذه الصلاة كانت تطوُّعًا مستقِلًّا بعد انجلاء الكسوف؛ لظاهر الرواية الأخرى.

ص: 202

يَخْسِفان لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، ولكنَّهما آيتانِ

(1)

من آيات الله تعالى، فإذا رأيتموهُما فَصَلُّوا"

(2)

.

‌4 - باب الأمر بالصَّلاة عند كسوف القمر

1462 -

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدَّثنا يحيى، عن إسماعيل قال: حدَّثني قَيس

عن أبي مسعود قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشَّمسَ والقمرَ لا يَنْكَسِفان لموتِ أحدٍ

(3)

، ولكِنَّهما آيتانِ من آياتِ الله عز وجل، فإذا رأيتموهُما فصَلُّوا"

(4)

.

(1)

في (ك) ونسخة في (هـ): ولكنَّها آية، وفي (م): ولكن هما آيتان.

(2)

إسناده صحيح، ابن وهب: هو عبد الله المصري، وعمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب المصري، وعبد الرحمن بن القاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصِّدِّيق. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1857).

وأخرجه أحمد (5883) و (5996)، والبخاري (1042) و (3201)، ومسلم (914)، وابن حبان (2828) من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

قال السِّنْدي: "لا يَخْسِفان" بفتح أوَّلِه، ويجوز الضمُّ، وحكى ابن الصلاح مَنْعَه.

قال النووي: قال العلماء: الحكمة في هذا الكلام أنَّ بعضَ الجاهلية الضُّلَّال كانوا يُعظِّمون الشمس والقمر، فبيَّن أنَّهما آيتان مخلوقتان لله تعالى، لا صُنْعَ لهما، بل هما كسائر المخلوقات يطرأ عليهما النقصُ والتَّغيُّر كغيرهما، وكان بعضُ الضُلَّال من المنجِّمين وغيرهم يقول: لا ينكسفان إلَّا لموت عظيم، أو نحو ذلك، فبيَّن أنَّ هذا التأويل باطل؛ لئلَّا يُغترَّ بأقوالهم، لا سيَّما وقد صادفَ موتَ إبراهيم عليه السلام.

(3)

بعدها في هامش (م) نسخة: ولا لحياته.

(4)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1858).

وأخرجه البخاري (1057) و (3204) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. =

ص: 203

‌5 - باب الأمر بالصَّلاة عند الكسوف حتَّى تنجلي

1463 -

أخبرنا محمد بن كامل المَرْوَزِيُّ، عن هُشَيم، عن يونس، عن الحسن

عن أبي بَكْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ الله عز وجل، وإنَّهما لا يَنْكَسِفان لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتموهُما فَصَلُّوا حتَّى تنجلي"

(1)

.

1464 -

أخبرنا عمرو بن عليٍّ ومحمد بن عبد الأعلى قالا: حدَّثنا خالد، قال: حدَّثنا أشعث، عن الحسن

عن أبي بَكْرَةَ قال: كُنَّا جلوسًا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَسَفَتِ الشَّمسُ، فَوثَبَ يَجُرُّ ثوبَه، فصَلَّى رَكعتين حتَّى انجَلَتْ

(2)

.

= وأخرجه أحمد (17101)، والبخاري (1041)، ومسلم (911)، وابن ماجه (1261) من طرق عن إسماعيل، به.

(1)

إسناده صحيح، هشيم: هو ابن بَشير السُّلمي، ويونس: هو ابن عبيد، والحسن: هو ابن يسار البصري، وقد ثبت سماعُه لهذا الحديث من أبي بكرة كما سلف بيانُه عند الرواية (1459). وهو في "السنن الكبرى" برقم (1859).

وأخرجه ابن حبان (2833) من طريق نوح بن قيس، عن يونس، بهذا الإسناد.

وسلف نحوه برقم (1459)، وسيأتي نحوه برقم (1491).

(2)

إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث، وأشعث: هو ابن عبد الملك الحُمْراني، والحسن: هو ابن يسار البصري، وقد ثبت سماعُه لهذا الحديث كما سلف بيانه عند الرواية (1459). وهو في "السنن الكبرى" برقم (1860).

وأخرجه ابن حبان (2837) من طريق النضر بن شميل، عن أشعث، بهذا الإسناد بطرف آخر منه سيأتي.

وعلَّقه البخاري بإثر الحديث (1048) من طريق أشعث.

وسيرد بنحوه برقم (1492)، وسيرد مطولًا برقم (1491) من طريق يونس عن الحسن، به.

ص: 204

‌6 - باب الأمر بالنِّداء لصلاة الكسوف

1465 -

أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد قال: حدَّثنا الوليد، عن الأوزاعيّ، عن الزُّهريّ، عن عروة

عن عائشةَ قالت: خَسَفَتِ

(1)

الشَّمسُ على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم مُناديًا، يُنادي، فنادى

(2)

أنِ الصَّلاةَ جامعةً، فاجتمعوا واصطَفُّوا، فصلَّى بهم أربَعَ رَكَعَاتٍ في رَكعتين، وأربَعَ سَجَدات

(3)

.

(1)

في (ر): كسفت.

(2)

قوله: "فنادى" ليس في (هـ).

(3)

إسناده صحيح، الوليد: هو ابن مسلم، وقد صرَّح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد - في رواية البخاري ومسلم - فانتفت شبهة تدليسه، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وعروة: هو ابن الزُّبير. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1861).

وأخرجه البخاري (1066)، ومسلم (901)(4) كلاهما عن محمد بن مهران، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1188) من طريق الوليد بن مَزْيَد عن الأوزاعي، به. بلفظ: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ قراءةً طويلةً فجهرَ بها، يعني صلاة الكسوف.

وأخرجه - بمثل لفظ أبي داود - أحمد (24365) من طريق عقيل بن خالد، والترمذي (563) والمصنِّف في "الكبرى"(1894)، من طريق سفيان بن حسين، والمصنف في "الكبرى"(1893) من طريق سليمان بن كثير، ثلاثتهم عن الزهري، به.

وسيرد برقم (1473) عن إسحاق بن إبراهيم، عن الوليد، به. وبنحوه برقم (1466) من طريق شعيب، ومطولًا برقم (1472) من طريق يونس، وبنحوه برقم (1494)، ومطولًا برقم (1497) من طريق عبد الرحمن بن نمر، ثلاثتهم عن الزهري، به.

وسيرد - بنحوه مطولًا - برقمي (1474) و (1500) من طريق هشام بن عروة، عن عروة، به.

وسيرد - بنحوه مطولًا ومختصرًا - في الأرقام (1475) و (1476) و (1477) و (1499) =

ص: 205

‌7 - باب الصُّفوف في صلاة الكسوف

1466 -

أخبرنا محمد بن خالد بن خَلِيٍّ، قال: حدَّثنا بشر بن شُعيب، عن أبيه، عن الزُّهريِّ قال: أخبرني عروة بن الزُّبير

أنَّ عائشةَ زوجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالت: كَسَفَتِ الشَّمسُ في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، فقام فكبَّرَ، وصفَّ النَّاسَ وراءَه، فاستكمل أربَعَ رَكَعَاتٍ وأربَعَ سَجَداتٍ، وانجَلَتِ الشَّمسُ قبل أن ينصرِفِ

(1)

.

‌8 - باب كيف صلاة الكسوف

1467 -

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن إسماعيل بن عُلَيَّة قال: حدَّثنا سفيان الثَّورِيُّ، عن حبيب بن أبي ثابت، عن طاوس

عن ابن عبَّاس، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى عند كسوف الشَّمس

(2)

ثماني رَكَعات، وأربَعَ سَجَدات

(3)

.

= من طريق عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة به.

قوله: "الصلاة جامعةً" قال السِّندي: بنصب "الصلاة" على الإغراء، ونصب "جامعةً" على الحال، أي: احضروا الصلاة كونها جامعة للجماعة، ويجوز رفعهما على الابتداء والخبر.

(1)

إسناده صحيح، شعيب: هو ابن أبي حمزة الأموي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1862).

وأخرجه - مطولًا - أحمد (24571) عن بشر بن شعيب، بهذا الإسناد.

وسلف بنحوه في الرواية السابقة.

وسيرد - مطولًا - برقم (1472) من طريق يونس، عن الزهري، به.

(2)

في (ر) و (م): عند الكسوف. (دون ذكر الشمس)، وفي (هـ): لكسوف الشمس.

(3)

رجاله ثقات، وقد صحَّحه مسلم كما سيأتي، وجوَّده المصنِّف في "الكبرى" بإثر الحديث (511) لكن أعلَّه غير واحدٍ من أهل العلم؛ فقد أعلَّه ابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 306، والبيهقي في "السنن" 3/ 327 بالاضطراب في إسناده ومتنه وفي رفعه ووقفه، وسيأتي بيان ذلك في التخريج. =

ص: 206

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأعلَّه ابن حبَّان بإثر الحديث (2854) 7/ 98، والبيهقي في "السنن" 3/ 327 بأنَّ حبيب بن أبي ثابت مدلِّس وقد عنعن، وجزم ابن حبَّان بأنَّ حبيبًا لم يسمع هذا الخبر من طاوس.

وأُعِلَّ - أيضًا - بعلَّة الشُّذوذ، فقد روى غير واحد عن ابن عباس أنها أربع ركعات وأربع سجدات.

والحديث في "السنن الكبرى" برقمي (511) و (1863).

وأخرجه ابن أبي شيبة (8386)، وأحمد (1975)، ومسلم (908):(18) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة (8386) عن ابن نمير، عن سفيان الثوري، به.

وقد خالفَ ابنَ عُليَّة، ويحيى القطان - كما في الرواية التالية - وابنَ نَمِر - كما سيأتي في الرواية (1469) - وكيعٌ - فيما أخرج ابن أبي شيبة (8387) - فرواه عن الثوري، عن حبيب، عن طاوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، لم يذكر فيه ابنَ عباس.

ورواه عبد الرزاق في "مصنفه"(4935) عن الثوري، عن حبيب أنَّه صلَّى لكسوف الشمس، فقرأ، ثم ركع أربع ركعات في كل سجدة، إلَّا أنَّه لمَّا رفع رأسَه من الركوع قرأ ثم سجد. فخالف حبيبٌ هنا بفعله روايتَه بزيادة القراءة بعد الركوع الأخير وقبل السجود، ولم يذكر ذلك عن طاوس عن ابن عباس.

ورواه سليمان بن أبي مسلم الأحول عن طاوس واختُلِفَ عنه في متنه:

فرواه سفيان بن عُيينة - فيما أخرجه الشافعي في "مسنده"(870)، وابن المنذر في "الأوسط" 5/ 301، والبيهقي 3/ 327 - عن سليمان الأحول، عن طاوس، عن ابن عباس أنَّه صلَّى في صُفَّة زمزم سِتَّ ركعات في أربع سجدات. هكذا رواه موقوفًا على ابن عباس.

ورواه ابن جُريج - فيما أخرجه عبد الرزاق (4934)، وابن أبي شيبة (8393)، وابن المنذر 5/ 302 - عن سليمان الأحول، به. وفيه أنَّه صلَّى في كلِّ ركعة أربع ركعات. وفي لفظ ابن أبي شيبة: في كل ركعة أربع سجدات.

ووقع في رواية الدَّبَري عن عبد الرزاق - كما عند الطبراني في "الدعاء"(2236) - عن ابن جُريج، عن سليمان الأحول، به، أنَّ ابن عباس صلَّى في كلِّ ركعةٍ أربع ركعات وسجدتين.

وتُنظر الرواية التالية من طريق يحيى القطان، عن سفيان الثوري، به.

وسيرد برقم (1469) من طريق كثير بن عباس، ومطولًا برقم (1493) من طريق عطاء بن يسار، كلاهما عن ابن عباس، به. وفيهما أنَّه صلى الله عليه وسلم صلَّى صلاة الكسوف أربع ركعات وأربع سجدات في ركعتين، وهي الرواية المشهورة.

ص: 207

وعن عطاء مثل ذلك

(1)

.

1468 -

أخبرنا محمد بن المثنَّى، عن يحيى، عن سفيان قال: حدَّثنا حبيب بن أبي ثابت، عن طاوس

عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه صلَّى في كسوفٍ فقرأ، ثُمَّ ركَعَ، ثُمَّ قرأ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ قرأ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ قرأ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ سجد، والأخرى مِثْلُها

(2)

.

‌9 - باب نوع آخر من صلاة الكسوف عن ابن عبَّاس

1469 -

أخبرنا عَمرو بن عثمان بن سعيد قال: حدَّثنا الوليد، عن ابن نَمِر - وهو عبد الرَّحمن بن نَمِر - عن الزُّهريّ، عن كثير بن عبَّاس. ح: وأخبرني عَمرو بن عثمان قال: حدَّثنا الوليد، عن الأوزاعيّ، عن الزُّهريِّ قال: أخبرني كثير بن عبَّاس

عن عبد الله بن عبَّاس، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صَلَّى يوم كَسَفَتِ الشَّمسُ أَربَعَ رَكَعاتٍ في رَكعتين، وأربَعَ سَجَدات

(3)

.

(1)

يعني بالإسناد المذكور إلى عطاء - وهو ابن أبي رباح - مرسلًا، مثل ذلك، وقد أورده المِزِّي في "تحفة الأشراف" 13/ 299 (19049)(المراسيل).

(2)

هو مكرر ما قبله، إلا أن المصنِّف رواه هنا عن محمد بن المثنى، عن يحيى - وهو ابن سعيد القطان، عن سفيان - وهو الثوري - به. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1864).

وأخرجه مسلم (909): (19) عن محمد بن المثنى، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (3236)، ومسلم (909):(19)، وأبو داود (1183)، والترمذي (560) من طريق يحيى القطان، به.

وفي لفظ الترمذي من رواية محمد بن بشار عن يحيى: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى في كسوف، فقرأ ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم سجد سجدتين، والأخرى مثلها. فذكر ثلاثَ ركوعات في كل ركعة.

(3)

إسناده صحيح من جهة عبد الرحمن بن نمر، الوليد: هو ابن مسلم، وهو مدلس تدليس التسوية، وقد صرَّح بالتحديث في رواية مسلم - من طريق عبد الرحمن بن نمر - فانتفت شبهة =

ص: 208

‌10 - باب نوع آخر من صلاة الكسوف

1470 -

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدَّثنا ابن عُلَيَّة قال: أخبرني ابن جُرَيج، عن عطاء، قال: سمعتُ عُبَيد بن عُمير يُحدِّث، قال:

حدَّثني من أُصدِّقُ، فظنَنْتُ أنَّه يريد عائشة، أنها قالت: كَسَفَتِ الشَّمسُ على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام بالنَّاس قيامًا شديدًا؛ يقومُ بالنَّاس، ثُمَّ يركَعُ، ثُمَّ يقومُ، ثُمَّ يركَعُ، ثُمَّ يقومُ، ثُمَّ يركَعُ، فركَعَ ركعتين، في كلِّ ركعةٍ ثلاثُ رَكَعات ركع الثَّالثة، ثُمَّ سَجَدَ، حتَّى إِنَّ رجالًا

(1)

يومئذٍ يُغشى عليهم، حتّى إِنَّ سِجَالَ المَاءِ لَتُصَبُّ عليهم ممَّا قام بهم، يقولُ إذا ركع:"اللهُ أكبر"، وإذا رفع رأسه:"سمِعَ اللهُ لمن حَمِدَه"، فلم ينصرِفْ حَتَّى تجَلَّتِ الشَّمس، فقامَ، فحمِدَ الله، وأثنى عليه، وقال: "إِنَّ الشَّمسَ والقمرَ

= تدليسه، وقد تُوبع أيضًا.

وهو في "السنن الكبرى"(512) و (1865)، وهو في الموضع الأول من طريق الأوزاعي وحده.

وأخرجه ابن حبان (2831) و (2839) من طريق عمرو بن عثمان، عن الوليد، عن الأوزاعي وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (902) عن محمد بن مهران، عن الوليد، عن عبد الرحمن بن نمر، به.

وأخرجه البخاري (1046) من طريق عقيل بن خالد، و (1046)، وأبو داود (1181) من طريق يونس بن يزيد، ومسلم (902) من طريق محمد بن الوليد الزُّبيدي، ثلاثتهم عن الزهري، به. ورواية البخاري مطولة.

وسلف في الروايتين السابقتين من طريق طاوس، عن ابن عباس، به. وفيه أنَّه صلَّى ثماني ركعات في الركعتين.

وسيرد - بنحوه مطولًا - برقم (1493) من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، به.

(1)

بعدها في (م) و (ر) زيادة: منهم.

ص: 209

لا ينكَسِفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، ولكِنْ آيتانِ من آياتِ الله يُخَوِّفُكم بهما، فإذا كَسَفا

(1)

فافزعوا إلى ذِكْرِ الله عز وجل حتَّى ينجَلِيا"

(2)

.

(1)

في (ر): كسفتا.

(2)

رجاله ثقات، وقد رواه مسلم في "صحيحه" كما سيأتي، وصحَّح العمل به الترمذيُّ في "سننه" بإثر الحديث (560)، وابن المنذر في "الأوسط" 5/ 303 - 307، وغيرهما، لكن أعلَّه غيرُ واحدٍ من أهل العلم؛ فأعلَّه ابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 307، وابن القيم في "زاد المعاد" 1/ 453 بمخالفة عُبيد بن عُمير لعروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن، فقد روياه عن عائشة - كما سلف في الرواية (1465)، وكما سيأتي في الرواية (1475) - أنَّه صلى الله عليه وسلم صلَّى صلاة الكسوف أربعة ركوعات بأربع سجدات في ركعتين.

وأعلَّه ابن عبد البر - أيضًا - بالاختلاف في رفعه ووقفه من طريق عبيد بن عمير، عن عائشة. وسيرد بيان ذلك في الرواية التالية.

وأعلَّه الشافعيُّ فيما نقل عنه البيهقي في "السنن" 3/ 328 بالانقطاع؛ قال البيهقي: إنَّما أراد الشافعي بالمنقطع حديثَ عُبيد بن عُمير حيث قاله عن عائشة بالتوهُّم. وهذا القول مدفوعٌ بالرواية التالية، فقد رواه عُبيد بن عُمير عن عائشة من غير وهم.

وأعلَّه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 532 بما أعلَّه البيهقي وابن عبد البر.

ونقل الترمذيُّ في "علله الكبير" 1/ 399 عن البخاري قوله: أصحُّ الروايات عندي في صلاة الكسوف أربع ركعات في أربع سجدات.

والحديث في "السنن الكبرى" برقم (1866).

وأخرجه أبو داود (1177) من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (901): (6) من طريق محمد بن بكر، عن ابن جريج، به.

وسيرد - مختصرًا - في الرواية التالية من طريق قتادة، عن عطاء - وهو ابن أبي رباح - عن عبيد بن عمير، عن عائشة - من دون شك - به.

وينظر ما سلف برقم (1465).

وفي الباب عن جابر: عند أحمد (14417)، ومسلم (904)(10)، وأبي داود (1178)، والمصنِّف في "الكبرى"(1869).

وينظر حديث ابن عباس السالف برقمي (1467) و (1468). =

ص: 210

1471 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدَّثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي، عن قتادة - في صلاة الآيات - عن عطاء، عن عُبيد بن عُمير

عن عائشة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ في أربعِ سَجَدات، قلتُ لمعاذ: عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: لا شَكَّ ولا مِرْية

(1)

.

‌11 - باب نوع آخَر منه عن عائشة

1472 -

أخبرنا محمد بن سَلَمة، عن ابن وَهْب، عن يونس، عن ابن شهابٍ قال: أخبرني عُروة بن الزُّبير

عن عائشة قالت: خَسَفَتِ الشَّمسُ في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام،

= قال السِّندي: قوله: "قيامًا شديدًا" أي: على النفوس، والمراد بهذا القيام الصلاة بتمامها.

وقوله: "سِجال الماء" بكسر السين وخِفَّة الجيم، جمع سَجْل بفتح فسكون: هو الدَّلو المملوء.

(1)

رجاله ثقات، وقد رواه مسلم في "صحيحه" كما سيأتي، وقد أعلَّه بعضُهم كما سلف بيانُه في الرواية السابقة، وقد اختُلف في إسناده على هشام - وهو ابن أبي عبد الله الدستوائي - كما سيأتي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (508) و (1867).

وأخرجه مسلم (901)(7)، وابن حبان (2830) من طريق معاذ بن هشام، بهذا الإسناد.

ورواية ابن حبان مرفوعةٌ بلفظ: "صلاة الآيات ست ركعات وأربع سجدات".

وأخرجه المصنِّف في "الكبرى"(509) و (1868) من طريق وكيع، و (510) من طريق يحيى القطان، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 308 من طريق أبي داود الطيالسي، ثلاثتهم عن هشام الدستوائي، عن قتادة. به موقوفًا بلفظ رواية ابن حبان الآنفة الذِّكر.

وتابعَ هشامًا على رفعه حمادُ بن سلمة، فرواه بنحوه - فيما أخرجه أحمد (24472) - عن قتادة، به مرفوعًا.

وتنظر الرواية السابقة.

قوله: صلاة الآيات، أي: الصلاة التي يصلِّيها عند ظهور الآيات، كالكسوف وغيره.

ص: 211

فكبَّرَ، وصَفَّ

(1)

النَّاسُ وراءَه، فاقترأَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قراءةً طويلةً، ثُمَّ كَبَّرَ، فركعَ ركوعًا طويلًا، ثُمَّ رفَعَ رأسَه، فقال:"سمِعَ الله لمن حَمِدَه، رَبَّنا ولكَ الحمد"، ثُمَّ قام فاقترأَ قراءةً طويلةً هي أدنى من القراءة الأولى، ثُمَّ كبَّرَ، فركَعَ ركوعًا طويلًا هو أدنى من الرُّكوع الأوَّل، ثُمَّ قال:"سَمِعَ اللهُ لمن حَمِدَه، ربَّنا ولك الحمد"، ثُمَّ، سجد، ثُمَّ فَعَلَ في الرَّكعة الأخرى مثلَ ذلك، فاستكمَلَ أَربَعَ رَكَعَاتٍ، وأربَعَ سَجَدات، وانجَلَتِ الشَّمسُ قبلَ أن ينصرِفَ، ثُمَّ قامَ فخطَبَ النَّاسَ، فأثنى على الله عز وجل بما هو أهلُه، ثُمَّ قال: "إِنَّ الشَّمس والقمرَ آيتانِ من آياتِ الله تعالى لا يَخْسِفانِ

(2)

لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتُموهما فصلُّوا حتَّى يُفْرَجَ عنكم"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيتُ في مقامي هذا كلَّ شيءٍ وُعِدْتُم، ثم لقد رأيتُموني أرَدْتُ أن آخُذَ قِطْفًا من الجنَّة حين رأيتُموني جعَلْتُ أتقَدَّم، ولقد رأيتُ جهَنَّمَ يَحْطِمُ بعضُها بعضًا حين رأيتُموني تأخَّرْتُ، ورأيتُ فيها ابنَ لُحَيٍّ، وهو الَّذي سيَّبَ السَّوائب"

(3)

.

(1)

في (ر) و (م): فصفَّ.

(2)

في (م) ونسخة في هامش (هـ): ينخسفان.

(3)

إسناده صحيح، ابن وهب: هو عبد الله المصري، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1870).

وأخرجه مسلم (901)(3)، وأبو داود (1180) عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (901): (3)، وأبو داود (1180)، وابن ماجه (1263) من طريقين عن ابن وهب، به.

وأخرجه البخاري (1046) و (1212)، وابن حبان (2841) من طريقين عن يونس، به.

وأخرجه أحمد (24473) و (25351)، والبخاري (1046) و (1047) و (1058) و (3203)، والترمذي (561) من طرق عن الزهري، به. =

ص: 212

1473 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدَّثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعيّ، عن الزُّهريّ، عن عروة

عن عائشة قالت: خَسَفَتِ الشَّمسُ على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنُودِيَ: الصَّلاةَ جامعةً، فاجتمعَ النَّاسُ، فصلَّى بهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَربَعَ رَكَعَاتٍ في رَكعتين، وأربَعَ سَجَدات

(1)

.

1474 -

أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه

عن عائشة قالت: خَسَفَتِ الشَّمسُ في عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالنَّاس، فقامَ، فأطالَ القيام، ثُمَّ ركَعَ، فأطالَ الرُّكوع، ثُمَّ قامَ، فأطال القيام، وهو دون القيام الأوَّل، ثُمَّ ركَعَ، فأطالَ الرُّكوعَ، وهو دون الرُّكوع الأوَّل، ثُمَّ رفَعَ، فسجَدَ، ثُمَّ فَعَلَ ذلك في الرَّكعة الأخرى مِثْلَ ذلك، ثُمَّ انصرَفَ وقد تجَلَّتِ الشَّمسُ، فخطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه، ثُمَّ قال: "إِنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ الله، لا يَخْسِفان لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتُم ذلكَ فادْعوا الله

(2)

عز وجل، وكَبِّروا، وتصدَّقوا" ثُمَّ قال: "يا أمَّةَ، محمدٍ، ما مِنْ أحدٍ أَغْيَرُ من اللهِ عز وجل أن

= وأخرجه - بنحوه مختصرًا - أبو داود (1187) من طريق سليمان بن يسار، عن عروة، به.

وسلف - مختصرًا - برقم (1465) من طريق الأوزاعي، وبرقم (1466) من طريق شعيب، كلاهما عن الزهري، به.

وينظر ما بعده.

و "السَّائبة"، قال ابن الأثير في "النهاية" (سيب): كان الرجل إذا نذر لقدوم سفر، أو بُرءٍ من مرض، أو غير ذلك، قال: ناقتي سائبة، فلا تُمنَع من ماءٍ ولا مرعى، ولا تُحلَب، ولا تُركَب.

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (1465)، إلا أنَّ شيخ المصنف هناك هو عمرو بن عثمان. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (506) و (1871).

(2)

في نسخة في (ر): فافزعوا إلى الله، وفي نسخة في (م): فافزعوا لله.

ص: 213

يزنيَ عبدُه أو تزنيَ أمَتُه، يا أمَّةَ محمدٍ، واللهِ لو تعلمونَ ما أعلَمُ لضَحِكْتُم قليلًا، ولبكيتُم كثيرًا"

(1)

.

1475 -

أخبرنا محمد بن سَلَمة، عن ابن وَهْب، عن عَمرو بن الحارث، عن يحيى بن سعيد، أَنَّ عَمْرَةَ حَدَّثَتْه

أنَّ عائشةَ حدَّثَتْها، أنَّ يهوديَّةً أَتَتْها فقالت: أجارَكِ اللهُ من عذاب القبر. قالت عائشة: يا رسولَ الله، إنَّ النَّاسَ لَيُعَذَّبُونَ في القبور؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عائِذًا بالله" قالت عائشة: إِنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرجَ مَخْرجًا، فخسَفَتِ الشَّمسُ

(2)

، فخرَجْنا إلى الحُجْرَة، فاجتمعَ إلينا نساءٌ، وأقبلَ إلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وذلكَ ضَحْوةً، فقامَ قيامًا طويلًا، ثُمَّ ركعَ ركوعًا طويلًا، ثُمَّ رفَعَ رأسَه، فقامَ دون القيام الأوَّل، ثُمَّ ركعَ دونَ ركوعِه، ثُمَّ سجدَ، ثُمَّ قامَ الثَّانية، فصنعَ مِثْلَ ذلك، إلَّا أنَّ رُكوعَه وقيامَه دون الرَّكعة الأولى، ثُمَّ سجدَ، وتجَلَّتِ الشَّمسُ، فلمَّا انصرفَ قعَدَ على المنبر، فقال فيما يقول:

(1)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1872).

وأخرجه مسلم (901): (1) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 186، ومن طريقه أخرجه البخاري (1044) و (5221)، وأبو داود (1191)، وابن حبان (2845). والرواية الثانية للبخاري ورواية أبي داود مختصرتان.

وأخرجه - مطولًا ومختصرًا - أحمد (24045) و (25312) و (25352)، والبخاري (1058)، ومسلم (901):(1) و (2)، وأبو داود (1187)، وابن حبان (2846) من طرق عن هشام بن عروة به.

وسيرد برقم (1500) من طريق عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، به.

وينظر ما سلف برقم (1465).

(2)

في نسخة في (هـ) و (م) و (ك): فخسف بالشمس.

ص: 214

"إِنَّ النَّاسَ يُفتَنون في قبورِهم كفتنة الدَّجَّال" قالت عائشة: كُنَّا نسمَعُه بعدَ ذلك يتعوَّذُ من عذاب القبر

(1)

.

‌12 - باب نوع آخر

1476 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد - هو الأنصاريُّ - قال: سمعتُ عَمْرةَ قالت:

سمعتُ عائشةَ تقول: جاءَتْني يهوديَّةٌ تسألني، فقالت: أعاذَكِ الله من عذاب القبر، فلمَّا جاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قلتُ: يا رسولَ الله، أيُعَذَّبُ النَّاسُ في القبور؟ فقال:"عائذًا بالله" فركب مركبًا. يعني. وانخسَفَتِ

(2)

الشَّمسُ، فكنتُ بين الحُجَرِ مع نِسوةٍ، فجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من مركبه، فأتى مُصَلَّاه، فصلَّى بالنَّاس، فقامَ فأطالَ القيام، ثُمَّ ركعَ فأطال الرُّكوع، ثُمَّ رفع رأسه فأطال القيام، ثُمَّ ركع فأطال الرُّكوع، ثُمَّ رفعَ رأسه فأطالَ القيام، ثُمَّ سجدَ فأطال السُّجود، ثُمَّ قامَ قيامًا أيسَرَ من قيامه الأوَّل، ثُمَّ

(1)

إسناده صحيح، ابن وهب: هو عبد الله المصري، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وعَمْرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1873).

وأخرجه ابن حبان (2840) من طريق حرملة، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1049 - 1050) و (1055 - 1056) من طريق مالك، ومسلم (903) من طريقي سليمان بن بلال وعبد الوهاب بن عبد المجيد، ثلاثتهم، عن يحيى بن سعيد، به.

وسيرد - مختصرًا - برقم (1499) بهذا الإسناد. وسيرد في الرواية التالية من طريق يحيى القطان، ومختصرًا جدًّا برقم (1477) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن يحيى بن سعيد، به.

وينظر ما سلف برقم (1465)، وتنظر الأحاديث الخمسة قبله.

وينظر الحديث (1308).

(2)

في (م) وهامش (هـ): فانخسفت.

ص: 215

ركعَ أيسَرَ من ركوعِه الأوَّل، ثُمَّ رفعَ رأسَه فقامَ أيسَرَ من قيامه الأوَّل، ثُمَّ ركعَ أيسَرَ من ركوعِه الأوَّل، ثُمَّ رفعَ رأسَه فقامَ أَيسَرَ من قيامه الأوَّل، فكانت أربعَ رَكَعَاتٍ وأربَعَ سَجَداتٍ، وانجَلَتِ الشَّمسُ، فقال:"إنَّكم تُفتَنونَ في القبور كفتنة الدَّجَّال" قالت عائشة: فسمِعْتُه بعد ذلك يتعوَّذُ من عذاب القبر

(1)

.

1477 -

أخبرنا عَبْدة بن عبد الرَّحيم قال: أخبرنا ابن عُيينة، عن يحيى بن سعيد، عن عَمْرة

عن عائشة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى في كسوف في صُفَّة زمزمَ أربَعَ رَكَعَاتٍ في أربعِ سَجَدات

(2)

.

(1)

إسناده صحيح، يحيى بن سعيد الأول: هو القطَّان وهو في "السنن الكبرى" برقم (1874).

وأخرجه أحمد (24268) عن يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وسلف في الحديث السابق.

(2)

إسناده صحيح على وهمٍ في ذِكْرِ "صُفَّةِ زمزم"؛ قال الحافظ ابن كثير فيما نقله عنه السيوطي والسِّندي: تفرَّد النسائي عن عَبْدة بقوله: "في صُفَّة زمزم"، وهو وهمٌ بلا شَكّ، فإِنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لم يُصَلِّ الكسوف إلَّا مرةً واحدةً بالمدينة في المسجد، هذا الذي ذكره الشافعي وأحمد والبخاري والبيهقي وابن عبد البر، وأمَّا هذه الزيادة فيُخشى أن يكون الوهم فيها من عَبْدة، فإِنَّه مَرْوَزيٌّ نزل دمشق، ثم صار إلى مصر، فاحتمل أنَّ النسائي سمعه منه بمصر، فدخل عليه الوهم لعدم الكتاب، وقد أخرجه البخاري ومسلم والنسائي - أيضًا - من طريق آخر من غير هذه الزيادة، وقال الحافظ المِزِّي بعد أن عُرِض عليه انتقادُ ابن كثير: قد أجاد وأحسن الانتقاد. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (507) و (1875).

وأخرجه - ولم يَسُقْ لفظه - مسلم (903) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وسلف - مطولًا - في الروايتين السابقتين من طريق عمرو بن الحارث ويحيى القطان، كلاهما عن يحيى بن سعيد، به.

وسلف - بنحوه - برقم (1465) من طريق عروة، عن عائشة، به

ص: 216

1478 -

أخبرنا أبو داود قال: حدَّثنا أبو عليٍّ الحنفيُّ قال: حدَّثنا هشامٌ صاحبُ الدَّستُوائيّ، عن أبي الزُّبير

عن جابر بن عبد الله قال: كسَفَتِ الشَّمسُ على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في يومٍ شديدِ الحَرِّ، فصلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه، فأطالَ القيامَ حتَّى جعلوا يَخِرُّون، ثُمَّ ركَعَ فأطالَ، ثُمَّ رفَعَ فأطالَ، ثُمَّ رَكَعَ فأطالَ، ثُمَّ رَفَعَ فأطالَ، ثُمَّ سجدَ سجدتين، ثُمَّ قامَ فصنعَ نحوًا من ذلك، وجعلَ يتقدَّم، ثُمَّ جعلَ يتأخَّر، فكانت أربعَ رَكَعَاتٍ، وأربعَ سَجَدات، [وقال]

(1)

: "كانوا يقولون: إِنَّ الشَّمسَ والقمرَ لا يَخْسِفان إِلَّا لموتِ عظيمٍ من عظمائهم، وإنَّهما آيتانِ من آيات الله يُريكُموهما، فإذا انخَسَفَتْ فَصَلُّوا حَتَّى تَنجلي"

(2)

.

(1)

ما بين حاصرتين من "السنن الكبرى"، وهو الموافق لمصادر التخريج.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير أبي علي الحنفي - واسمه عبيد الله بن عبد المجيد - فهو صدوق، وقد توبع، وأبو الزُّبير - وهو محمد بن مسلم بن تدرس - مدلِّس، ولم يُصرِّح بسماعه من جابر، لكنَّ مسلمًا أخرج له هذا الحديث. أبو داود: هو سليمان بن سيف الحرَّاني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1876).

وأخرجه أحمد (15018) و (15098)، ومسلم (904):(9)، وأبو داود (1179) من طرق عن هشام، بهذا الإسناد. ورواية أحمد الأولى مطولة.

وأخرجه - مطولًا - أحمد (14417)، ومسلم (904)(10)، وأبو داود (1178)، والمصنِّف في "الكبرى"(1869)، وابن حبان (2843) و (2844) من طريق عطاء بن أبي سليمان، عن جابر، به. وفيه: ركع ستَّ ركوعات في ركعتين.

وهذه الرواية قد أعلَّها غير واحدٍ من أهل العلم، وينظر الكلام عليها في التعليق على "سنن" أبي داود (1178).

ويشهد له من رواية أبي الزبير حديث عبد الرحمن بن سمرة السالف برقم (1460)، وحديث ابن عمر السالف برقم (1461)، وحديث أبي مسعود السالف برقم (1462)، وحديث أبي بكرة السالف برقم (1463)، وحديث عائشة السالف برقم (1465)، وحديث ابن عباس السالف برقم (1469)، ومكرراتها. =

ص: 217

‌13 - باب نوع آخر

1479 -

أخبرني محمود بن خالد، عن مروان قال: حدَّثني معاوية بن سَلَّام قال: حدَّثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمن

عن عبد الله بن عمرو قال: خسَفَتِ الشَّمسُ على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأَمَرَ فنُوديَ: الصَّلاةَ جامعةً، فصلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالنَّاسِ رَكعتين وسجدةً، ثُمَّ قامَ فصلَّى رَكعتين وسجدةً. قالت عائشة: ما ركعتُ ركوعًا قَطُّ ولا سجَدْتُ سجودًا قَطُّ كان أطْوَلَ منه

(1)

.

= وفي ذكر التطويل في القيام الذي قبل السجود، قال القاضي عياض في "إكمال المعلم" 3/ 335: لم يذكر أحدٌ من الفقهاء التطويل في القيام الذي قبل السجود. وينظر "شرح مسلم" للنووي 6/ 206 - 207.

(1)

إسناده صحيح، مروان: هو ابن محمد بن حسان الطَّاطري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1877).

وأخرجه أحمد (7046)، والبخاري (1045)، ومسلم (910) من طرق عن معاوية بن سلام، بهذا الإسناد. ورواية البخاري مختصرة.

وأخرجه أحمد (6631)، والبخاري (1051)، ومسلم (910) من طريق أبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن يحيى بن أبي كثير، به. وفي رواية البخاري قولُ عائشة: ما سجدتُ سجودًا قطُّ كان أطولَ منها. ليس في قولها ذكر الركوع.

وسيرد في الرواية التالية من طريق محمد بن حِمْيَر، عن معاوية بن سلَّام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي طعمة، عن عبد الله بن عمرو، به.

وسيرد في الرواية (1481) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي حفصة مولى عائشة، عن عائشة.

وسيرد - مطولًا - برقمي (1482) و (1496) من طريق السائب والد عطاء، عن عبد الله بن عمرو، به.

قوله: "قالت عائشة" قال ابن حجر في "الفتح" 2/ 539: القائل هو أبو سلمة في نقدي، ويَحتمل أن يكون عبد الله بن عمرو، فيكون من رواية صحابيٍّ عن صحابيَّة. =

ص: 218

خالفَه محمد بن حِمْيَر:

1480 -

أخبرنا يحيى بن عثمان قال: حدَّثنا ابن حِمْيَر، عن معاوية بن سَلَّام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي طُعْمة

عن عبد الله بن عمرو قال: كسَفَتِ الشَّمسُ، فركَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رَكعتين وسجدتين، ثُمَّ قامَ فركَعَ رَكعتين وسجدتين، ثُمَّ جُلِّيَ عن الشَّمس. وكانت عائشة تقول: ما سجدَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سجودًا، ولا رَكَعَ ركوعًا أطولَ منه

(1)

.

خالفه عليُّ بن المبارك:

1481 -

أخبرنا أبو بكر بن إسحاق قال: حدَّثنا أبو زيد سعيد بن الرَّبيع قال: حدَّثنا عليُّ بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدَّثني أبو حفصة مولى عائشة

أنَّ عائشة أخبرَتْه، أنَّه

(2)

لمَّا كَسَفَتِ الشَّمسُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم توضَّأَ، وأمرَ فنُودي أنِ الصَّلاةَ، جامعةً، فقامَ، فأطالَ القيامَ في صلاتِه. قالت عائشة: فحسِبْتُ قرأَ سورةَ البقرة، ثُمَّ ركَعَ، فأطالَ الرُّكوع، ثُمَّ قال:"سمِعَ اللهُ لَمَنْ حَمِدَه" ثُمَّ قامَ مِثْلَ ما قامَ ولم يسجُدُ، ثُمَّ رَكَعَ، فَسَجَدَ، ثُمَّ قامَ،

= وقوله: "فصلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس ركعتين وسجدة" المراد بالسَّجدة هنا الرَّكعة بتمامها، وبالركعتين الركوعان؛ إذ المعروف في صلاة الكسوف أنَّ في كلِّ ركعة ركوعين وسجودين، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 539: ولو تُرِكَ على ظاهره لاستلزم تثنية الركوع وإفراد السجود، ولم يَصِرْ إليه أحد، فتعيَّن تأويلُه.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد الصواب فيه - كما في الرواية السالفة -: عن معاوية بن سلَّام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو. وخالفَ فيه هنا ابن حِمْيَر - واسمُه محمد - فرواه عن معاوية بن سلَّام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي طُعمة، عن عبد الله بن عمرو. فذكر أبا طُعمة بدلًا من أبي سلمة، وأبو طُعمة هذا قيل: إنَّه هلال مولى عمر بن عبد العزيز، وقد روى عنه جمع، ووثَّقه ابن عمَّار الموصلي، وقيل: غيرُه، وهو مجهول.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (1878).

(2)

في (م) وهامش (هـ): أنها.

ص: 219

فصنَعَ مِثْلَ ما صنَعَ؛ ركعتين وسجدةً، ثُمَّ جلسَ، وجُلِّيَ عن الشَّمس

(1)

.

‌14 - باب نوع آخر

1482 -

أخبرنا هلال بن بشر قال: حدَّثنا عبد العزيز بن عبد الصَّمد، عن عطاء بن السَّائب، قال: حدَّثني أبي السَّائب

أنَّ عبد الله بن عمرو حدَّثه قال: انكسَفَتِ الشَّمسُ على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى الصَّلاة وقام الَّذين معَه، فقامَ قيامًا

(2)

فأطالَ القيام، ثُمَّ ركَعَ، فأطالَ الرُّكوع، ثُمَّ رفَعَ رأسَه، وسجدَ، فأطالَ السُّجود، ثُمَّ رفَعَ رأسَه، وجلسَ، فأطالَ الجلوس، ثُمَّ سَجَدَ، فأطالَ السُّجود، ثُمَّ رفَعَ رأسَه، وقامَ، فصنَعَ في الرَّكعة الثَّانية مِثْلَ ما صنَعَ في الرَّكعة

(3)

الأولى من القيام والرُّكوع والسُّجود والجلوس، فجعلَ ينفخُ في آخرِ سجودِه من الرَّكعة الثَّانية، ويبكي ويقول:"لم تَعِدْني هذا وأنا فيهم، لم تعدني هذا ونحن نستغفرُك" ثُمَّ رفَعَ رأسَه، وانجَلَتِ الشَّمسُ، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فخطب النَّاس، فحمِدَ الله وأثنى عليه

(4)

، ثُمَّ قال: "إِنَّ الشَّمسَ والقمرَ

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي حفصة مولى عائشة، وبقية رجاله ثقات، أبو بكر بن إسحاق: هو محمد بن إسحاق الصَّغاني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1879).

وأخرجه أحمد (24670) و (25248) من طريق أبي معاوية شيبان النحوي، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.

وسلف - مطولًا ومختصرًا - بأسانيد صحيحة عن عائشة في الأرقام (1465) و (1466) و (1472) و (1473) و (1474) و (1475) و (1476).

(2)

في (ك): قائمًا، وفي هامشها كباقي النسخ.

(3)

كلمة "الركعة" ليست في (م) و (ر).

(4)

بعدها في هامش (ك) زيادة: وسلَّم.

ص: 220

آيتانِ من آياتِ الله عز وجل، فإذا رأيتُم كُسوفَ أحَدِهما فاسْعَوا إلى ذِكْرِ الله عز وجل، والَّذي نفسُ محمدٍ بيدِه، لقد أُدنِيَتِ الجنَّةُ منِّي

(1)

، حتَّى لو بسَطْتُ يدي لَتعاطَيتُ مِنْ قُطوفِها، ولقد أُدنِيَتِ النَّارُ منِّي، حَتَّى لقد جعلتُ أتَّقيها خشيةَ أن تغشاكُم، حتَّى رأيتُ فيها امرأةً من حِمْيَر تُعذَّبُ في هِرَّةٍ ربطَتْها، فلم تدَعْها تأكلُ من خَشاش الأرض، فلا هي أطعَمَتْها ولا هي سَقَتْها حتَّى ماتَتْ، فلقد

(2)

رأيتُها تنهَشُها إذا

(3)

أقبلَتْ، وإذا ولَّتْ تنهشُ أليتَها

(4)

، وحتَّى رأيتُ فيها صاحبَ السِّبتيَّتين

(5)

أخا بني الدَّعدع يُدفعُ بعصًا ذاتِ شُعبَتين في النَّار، وحتَّى رأيتُ فيها صاحبَ المِحْجَن الَّذي كان يسرِقُ الحاجَّ بمِحْجَنِه متَّكئًا على مِحْجَنِه في النَّار، يقول: إِنَّما سَرَقَ

(6)

المِحْجَنُ"

(7)

.

(1)

في هامش (هـ): قِبَلي.

(2)

في هامش (هـ) وفوقها في (م): ولقد.

(3)

بعدها في (م): هي، وعليها علامة نسخة.

(4)

في هامشي (ك) و (هـ): أنفها (نسخة)، و: رأسها (نسخة).

(5)

في (ر) و (م) السبتييْن، وفي هامش (ك): السبتَيْن.

(6)

المثبت من (م) وهوامش (ر) و (هـ) و (ك)، وفي بقية النسخ: أنا سارق.

(7)

حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات، غير عطاء بن السائب، فهو صدوق، وقد اختلط، ورواية عبد العزيز بن عبد الصمد - وهو العمِّي - عنه بأخَرة، لكنَّه تُوبع كما سيأتي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1880).

وأخرجه أحمد (6483)، وابن حبان (2829) من طريق محمد بن فضيل، وأحمد (6868) من طريق سفيان الثوري، وأبو داود (1194) من طريق حماد بن سلمة، والترمذي في "الشمائل"(324)، وابن حبان (2838) من طريق جرير بن عبد الحميد، أربعتهم عن عطاء بن السائب بهذا الإسناد. ورواية ابن حبان من طريق ابن فضيل مختصرة. وحماد بن سلمة سمع من عطاء قديمًا، وكذلك شعبة كما سيأتي في الرواية (1496).

وينظر الحديث السالف برقم (1479). =

ص: 221

1483 -

أخبرنا محمد بن عُبيد الله بن عبد العظيم قال: حدَّثني إبراهيم سَبَلان، قال: حدَّثنا عبَّاد بن عبَّاد المُهَلَّبيُّ، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة

عن أبي هريرة قال: كَسَفتِ الشَّمسُ على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقامَ فصلَّى للنَّاس، فأطالَ القيام، ثُمَّ ركَعَ، فأطالَ الرُّكوع، ثُمَّ قامَ، فأطالَ القيام، وهو دونَ القيام الأوَّل، ثُمَّ ركَعَ، فأطالَ الرُّكوع، وهو دونَ الرُّكوع الأوَّل، ثُمَّ سجدَ، فأطالَ السُّجود، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سجدَ، فأطالَ السُّجودَ،

= قال السِّندي: قوله: "لم تَعِدْني وأنا فيهم ..... إلخ" أي: ما وعَدْتَني هذا، وهو أن تُعذِّبهم وأنا فيهم، بل وعدتني خلافه، وهو أن لا تعذِّبهم وأنا فيهم، يريد به قوله تعالى:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} الآية [الأنفال: 33]، وهذا من باب التضرُّع في حضرته وإظهار غناه وفقر الخلق، وأنَّ ما وعد به من عدم العذاب ما دام فيهم النبيُّ يمكن أن يكون مقيدًا بشرط، وليس مثلُه مبنيًّا على عدم التصديق بوعده الكريم، وهذا ظاهر، والله أعلم.

وقوله: "أُدْنِيَتِ الجنةُ منِّي" من الإدناء، قال الحافظ ابن حجر: منهم من حمله على أنَّ الحُجب كُشِفت له دونها، فرآها على حقيقتها، وطُويت المسافة بينهما حتى أمكنه أن يتناول منها، ومنهم من حمله على أنها مُثِّلت له في الحائط كما تنطبع الصورة في المرآة، فرأى جميع ما فيها.

وقوله: "من قطوفها" جمع قِطْف: وهو ما يُقطَع منها، أي: يُقطع ويجتنى.

وقوله: "تُعذَّب في هِرَّة" أي: لأجل هِرَّة وفي شأنها.

وقوله: "خشاش الأرض" هوامها وحشراتها.

وقوله: "ولَّت" أي: أدبرت المرأة، والحاصل أن الهرَّة في النار مع المرأة، لكن لا لتُعذَّب الهِرَّةُ، بل لتكون عذابًا في حقِّ المرأة.

وقوله: "صاحب السِّبتِيَّتين" هكذا في نسخة النسائي، وفي كتب الغريب: صاحب السائبتين، في "النهاية":"سائبتان": بدنتان أهداهما النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى البيت، فأخذهما رجلٌ من المشركين، فذهب بهما، وسمَّاهما سائبتين؛ لأنَّه سيَّبهما لله تعالى.

قلت: وقال في "النهاية" في قوله: "يا صاحب السِّبتِيَّتين": "السِّبْت" بالكسر: جلود البقر المدبوغة بالقَرَظ يُتَّخذ منها النَّعال، سُمِّيت بذلك؛ لأنَّ شعرها قد سُبِتَ عنها، أي: خُلِقَ وأُزيل. "المِحْجَن" عصًا مُعوَجَّة الرأس.

ص: 222

وهو دونَ السُّجود الأوَّل، ثُمَّ قامَ، فصلَّى رَكعتين، وفَعلَ فيهما مِثْلَ ذلك، ثُمَّ سجدَ سجدتين يفعلُ فيهما مِثْلَ ذلك حتَّى فرَغَ من صلاتِهِ، ثُمَّ قال:"إِنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتانِ من آيات الله، وإنَّهما لا يَنكَسِفانِ لموتِ أَحدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتُم ذلك فافزعوا إلى ذِكْرِ الله عز وجل وإلى الصَّلاة"

(1)

.

‌15 - باب نوع آخر

1484 -

أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال قال: حدَّثنا الحسين بن عيَّاش قال: حدَّثنا زهير قال: حدَّثنا الأسود بن قيس قال: حدَّثني ثعلبة بن عِبَاد العبديُّ من أهل البصرة

أنَّه شهِدَ خُطبةً يومًا لسَمرة بن جُنْدُب، فذكر في خُطبتِه حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال سَمُرة بن جُنْدُب: بينا أنا يومًا وغلامٌ من الأنصار نرمي عَرَضَين لنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتَّى إذا كانتِ الشَّمسُ قِيْدَ رُمحين أو ثلاثةٍ في عَيْنِ النَّاظر من الأُفُق اسودَّت، فقال أحدُنا لصاحبه: انطَلِقْ بنا إلى المسجد، فواللهِ ليُحْدِثَنَّ شأنُ هذه الشَّمسِ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أمَّته حَدَثًا، قال: فدفَعْنا إلى المسجد، قال: فوافَينا

(2)

رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حين خرجَ إلى

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل شيخ المصنِّف محمد بن عبيد الله بن عبد العظيم، ومن أجل محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة بن وقَّاص اللَّيثي، وبقية رجاله ثقات.

إبراهيم سَبَلان: هو ابن زياد البغدادي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1881).

وفي الباب عن أبي بكرة سلف برقم (1459)، وعن ابن عمر سلف برقم (1461)، وعن أبي مسعود سلف برقم (1462)، وعن عائشة سلف بالأرقام (1472) و (1474) و (1476)، وعن جابر بن عبد الله سلف برقم (1478)، وعن عبد الله بن عمرو سلف برقم (1482).

قال السِّندي: قوله: "فافزعوا": الجؤوا.

(2)

في هامش (ك): فوافقنا.

ص: 223

النَّاس، قال: فاستقدَمَ، فصلَّى، فقامَ كأطولِ قيامٍ

(1)

قام بِنا في صلاةٍ قطُّ، ما نسْمَعُ له صوتًا، ثُمَّ ركَعَ بِنا

(2)

كأطولِ رُكوعٍ ما ركَعَ بنا في صلاةٍ قطُّ، ما نسمَعُ له صوتًا، ثُمَّ سجدَ بِنا كأطولِ

(3)

ما سجدَ بِنا في صلاةٍ قطُّ، لا نسمعُ له صوتًا، ثُمَّ فعَلَ ذلك في الرَّكعة الثَّانية مِثْلَ ذلك، قال: فوافَقَ تجَلِّي الشَّمسِ جلوسَه في الرَّكعة الثَّانية، فسلَّم، فحمِدَ الله وأثنى عليه، وشهِدَ أن لا إله إلَّا الله، وشهِدَ أنَّه عبدُ الله ورسولُه

(4)

. مختصر

(5)

.

(1)

بعدها في (م) و (ر) زيادة: ما.

(2)

بعدها في (م) زيادة: ركوعًا.

(3)

بعدها في (هـ) زيادة: سجود.

(4)

إسناده ضعيف لجهالة ثعلبة بن عِبَاد، وباقي رجال الإسناد ثقات، غير هلال بن العلاء بن هلال - شيخ المصنِّف - فهو صدوق. زهير: هو ابن معاوية الجُعفي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1882).

وأخرجه أحمد (20178)، وأبو داود (1184)، وابن حبان (2851) من طرق عن زهير، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (20190)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "مسند أبيه"(20191)، وابن حبان (2856) من طريق أبي عوانة، عن الأسود بن قيس، به.

وسيرد - مختصرًا - برقم (1495) من طريق سفيان الثوري، عن الأسود بن قيس، به.

بلفظ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى بهم في كسوف الشمس لا نسمع له صوتًا. وله شاهد حسن عن ابن عباس سنذكره هناك.

وسيرد - مختصرًا - من طريق الثوري أيضًا برقم (1501) بلفظ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خطب حين انكسفت الشمس، فقال:"أمَّا بعد".

قال السِّندي: قوله: "غَرَضَيْن" أي: هدفين.

"قِيْد رُمحين" أي: قدرهما، "ليُحدِثَنَّ": من الإحداث.

"ولا نسمع له صوتًا" لا يدلُّ على أنه قرأ سِرًّا؛ لجواز أنه قرأ جهرًا ولم يسمعه هؤلاء لبعدهم، وظاهر الحديث أنه ركع ركوعًا واحدًا، والله أعلم.

(5)

وقد ساقه أحمد في الرواية (20178) بتمامه مطولًا.

ص: 224

‌16 - باب نوع آخر

1485 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا عبد الوهَّاب قال: حدَّثنا خالد، عن أبي قِلابة

عن النُّعمان بن بشير قال: انكسَفَتِ الشَّمسُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجَ يجرُّ ثوبَه فَزِعًا، حتَّى أتى المسجد، فلم يزَلْ يُصلِّي بِنا حتَّى انجَلَتْ

(1)

، فلمَّا انجَلَتْ قال: إنَّ ناسًا يزعمونَ أنَّ الشَّمسَ والقمرَ لا ينكَسِفانِ إِلَّا لموتِ عظيمٍ من العُظماء، وليس كذلك، إِنَّ الشَّمسَ والقمرَ لا ينكَسِفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، ولكنَّهما آيتانِ من آيات الله عز وجل، إنَّ الله عز وجل إذا بدا لشيءٍ من خَلْقِه خشَعَ له، فإذا رأيتُم ذلك فصلُّوا كأحْدَثِ صلاةٍ صلَّيتُموها من المكتوبة"

(2)

.

(1)

بعدها في (ر) و (م) زيادة: الشمس.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو قلابة - وهو عبد الله بن زيد الجَرْمي - لم يسمع الحديث من النعمان بن بشير فيما ذكر ابن معين، نقله عنه العلائي في "جامع التحصيل"، وقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "المراسيل": قد أدرك النعمان، لا أعلمه سمع منه. وقد أُعِلَّ هذا الحديث بالاضطراب في إسناده والاختلاف في متنه كما سيأتي في التخريج، وكما سيأتي في الروايات الخمس التالية. عبد الوهَّاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي، وخالد: هو ابن مِهْران الحَذَّاء. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1883).

وأخرجه ابن ماجه (1262) من طرق عن عبد الوهَّاب الثقفي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (18365) عن عبد الوهاب الثقفي، وأبو داود بنحوه مختصرًا (1193) من طريق الحارث بن عمير، كلاهما عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، به.

وأخرجه أحمد (18351) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل، عن النعمان بن بشير، به. قال عبد الوارث بن سعيد فيما نقل عنه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 131: كتبتُ حديث أيوب بعد موته بحفظي.

وينظر الاختلاف على أيوب في الرواية التالية. =

ص: 225

1486 -

وأخبرنا إبراهيم بن يعقوب قال: حدَّثنا عمرو بن عاصم، أن جدَّه عُبيد الله بن الوازع حدَّثه قال: حدَّثنا أيوب السَّختيانيُّ، عن أبي قِلابة

عن قَبيصة بن مُخارِق الهلاليِّ قال: كسَفَتِ الشَّمسُ ونحنُ إذ ذاكَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فخرجَ فَزِعًا يجرُّ ثوبَه، فصلَّى رَكعتين أطالَهما، فوافقَ انصرافُه انجِلاءَ الشَّمس، فحمِدَ الله وأثنى عليه، ثُمَّ قال:"إِنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتانِ من آيات الله، وإنَّهما لا ينكَسِفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتُم من ذلك شيئًا فصَلُّوا كأحْدَثِ صلاةِ مكتوبةٍ صلَّيتُموها"

(1)

.

= قال السِّندي: قوله: "فَزِعًا" أي: خائفًا. وقيل: أو بفتح الزاي على أنَّه مصدر بمعنى الصفة، أو هو مفعولٌ مطلَق لمُقدَّر.

وقوله: "وصلُّوا كأحدث صلاة" فيه أنَّه ينبغي أن يلاحظ وقت الكسوف، فيصلِّي لأجله صلاةً هي مثل ما صلَّاها من المكتوبة قُبيلها، ويلزم منه أن يكون عدد الركعات على حسب تلك الصلاة، وأن يكون الركوع واحدًا، ومقتضى هذا الحديث أنه يجب على الناس العمل بهذا، وإن سُلِّم أنَّه صلى الله عليه وسلم صلَّى بركوعين؛ لأنَّ هذا أمرٌ للناس، وذلك فِعْلٌ، فليُتأمَّل.

(1)

إسناده ضعيف، أبو قِلابة - وهو عبد الله بن زيد الجَرْمي - كثير الإرسال، ولم يُصرِّح بسماعه من قبيصة بن مخارق، وذكر البيهقي في "السنن" 3/ 334 أنَّه لم يسمعه منه، إنما رواه عن رجل عنه، وهذا الرجل هو هلال بن عامر - وقيل: عمرو - البصري كما سيأتي في التخريج، وهو لا يُعرف كما قال الذهبي في "الميزان" 5/ 68. ورُوي الحديث - أيضًا كما في الرواية السابقة - عن أبي قلابة، عن النعمان بن بشير، وذكرنا أنَّ أبا قلابة لم يسمع من النعمان، وهذا يدلُّ على أنَّ في الحديث اضطرابًا. وعبيد الله بن الوازع - وإن يكن مجهولًا - تُوبعَ كما سيأتي. عمرو بن عاصم: هو ابن عُبيد الله الكلابي القيسي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1884).

وأخرجه أحمد (20607) عن عبد الوهاب الثقفي، و (20608)، وأبو داود (1185)، والحاكم 1/ 333 من طريق وهيب بن خالد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 331 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، وابن قانع في "معجمه" 2/ 344 من طريق عبد الوارث، =

ص: 226

1487 -

أخبرنا محمد بن المثنَّى قال: حدَّثنا معاذ - وهو ابن هشام - قال: حدَّثني أبي، عن قَتادة، عن أبي قِلابة

عن قَبيصةَ الهلاليِّ، أنَّ الشَّمسَ انخسَفَت، فصلَّى نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم رَكعتين رَكعتين حتَّى انجلَتْ، ثُمَّ قال: "إنَّ الشَّمسَ والقمرَ لا ينخَسِفانِ لموتِ أحدٍ، ولكنَّهما خَلْقانِ من خَلْقِه، وإِنَّ الله عز وجل يُحدِثُ فِي خَلْقِه ما شاء

(1)

، وإنَّ الله عز وجل إذا تجلَّى لشيءٍ من خَلْقِه يخشَعُ له، فأيُّهما حدَثَ فصلُّوا حتَّى ينجلِيَ أو يُحدِثَ اللهُ أمرًا"

(2)

.

= أربعتهم عن أيوب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1186)، والطبراني في "الكبير" 18/ (958)، والبيهقي 3/ 334 من طريق عباد بن منصور، والطبراني 18/ (957) من طريق أنيس بن سوَّار، كلاهما عن أيوب، عن أبي قلابة، عن هلال بن عامر، عن قبيصة، به. أدخلا هلالًا بين أبي قلابة وقبيصة. وعباد بن منصور ضعيف، وأنيس بن سوَّار روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 82.

وسيرد في الرواية التالية - مع اختلافٍ في بعض ألفاظه - من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أبي قلابة، به.

(1)

في (ر) وهامش (هـ): يشاء.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه كما سلف بيانه في الرواية السابقة، وهذا الإسناد فيه انقطاعٌ آخر؛ قَتادة - وهو ابن دِعامة السَّدوسي - لم يسمع من أبي قِلابة - وهو عبد الله بن زيد الجَرْمي - فيما قاله يحيى بن معين. ثُمَّ إِنَّ في إسناده اضطرابًا كما ذكرنا في الروايتين السابقتين، وفي المتن اختلافٌ أيضًا، ففي هذه الرواية: أنَّه صلى الله عليه وسلم صلَّى ركعتين ركعتين حتى انجلت، وفي الرواية السابقة: أنَّه صلى الله عليه وسلم صلَّى ركعتين أطالهما، فوافق انصرافه انجلاء الشمس. وفي هذه الرواية:"وإنَّ الله عز وجل يحدث في خلقه ما شاء، وإنَّ الله عز وجل إذا تجلَّى لشيء من خلقه يخشع له، فأيُّهما حدث فصلُّوا حتى ينجلي أو يحدث الله أمرًا"، وفي الرواية السابقة:"فإذا رأيتم من ذلك شيئًا فصلُّوا كأحدث صلاة مكتوبة صلَّيتموها". هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي. وينظر ما قاله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 527. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1885).

ص: 227

1488 -

أخبرنا محمد بن المثنَّى، عن معاذ بن هشام قال: حدَّثني أبي، عن قَتادة، عن أبي قِلابة

عن النُّعمان بن بشير، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا خسَفَتِ

(1)

الشَّمسُ والقمرُ فصلُّوا كأحدَثِ صلاةٍ صلَّيتموها"

(2)

.

1489 -

أخبرنا أحمد بن عثمان بن حَكيم قال: حدَّثنا أبو نُعيم، عن الحسن بن صالح، عن عاصم الأحول، عن أبي قِلابة

عن النُّعمان بن بشير أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى حين انكسفَتِ الشَّمسُ مِثْلَ صلاتِنا يركَعُ ويسجد

(3)

.

1490 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا معاذ بن هشام قال: حدَّثني أبي، عن قَتادة، عن الحسن

عن النُّعمان بن بشير، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه خرجَ يومًا مُستعجلًا إلى المسجد وقد انكسفَتِ

(4)

الشَّمسُ، فصلَّى حتّى انجلَتْ، ثُمَّ قال: "إِنَّ أهلَ الجاهلية كانوا يقولون: إنَّ الشَّمسَ والقمرَ لا ينخَسِفانِ

(5)

إِلَّا لموتِ عظيمٍ من

(1)

في (م) وهامشي (هـ) و (ك): انخسفت.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه واضطرابه كما سلف بيانُه في الرواية المطولة برقم (1485).

هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستَوائي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1886).

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه واضطرابه، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (1485). أبو نُعيم: هو الفضل بن دُكَين، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1887).

وأخرجه أحمد (18392) و (18443) من طريقين عن عاصم الأحول، بهذا الإسناد.

قال السِّندي: قوله: "مِثْلَ صلاتنا" أي: المعهودة، فيفيد اتحاد الركوع، أو مثل ما نصلِّي الكسوف، فيلزم توقُّفه على معرفة تلك الصلاة.

(4)

في (م) ونسخة في هامشي (هـ) و (ك): انخسفت.

(5)

في (ك): يخسفان، وفي هامشها كسائر النسخ.

ص: 228

عُظماء أهل الأرض، وإنَّ الشَّمسَ والقمرَ لا ينخَسِفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، ولكنَّهما خَليقتانِ من خَلْقِهِ، يُحْدِثُ اللهُ في خَلْقِه ما يشاء

(1)

، فأيُّهما انخسفَ

(2)

فصلُّوا حتَّى ينجلي، أو يُحْدِثَ الله أمرًا"

(3)

.

1491 -

أخبرنا عمران بن موسى قال: حدَّثنا عبد الوارث قال: حدَّثنا يونس، عن الحسن

عن أبي بَكْرةَ قال: كُنَّا عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فانكسَفَتِ الشَّمسُ، فخرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يجرُّ رداءَه حتَّى انتهى إلى المسجد، وثابَ إليه النَّاسُ، فصلَّى بِنا رَكعتين، فلمَّا انكشفَتِ الشَّمسُ

(4)

قال: "إِنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتانِ من آيات الله يُخَوِّفُ اللهُ عز وجل بهما عِبادَه، وإنَّهما لا يَنْحْسِفانِ

(5)

لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتُم ذلك فصلُّوا حَتَّى يُكشَفَ

(6)

ما بِكم"، وذلك أنَّ ابنًا له مات يقال له: إبراهيم، فقال له

(7)

ناسٌ في ذلك

(8)

.

(1)

في (م) ونسخة بهامشي (ك) و (هـ): شاء.

(2)

في (م): وأيهما انخسفت، وفي هامش (هـ): وأيهما (نسخة).

(3)

إسناده ضعيف، الحسن - وهو ابن يسار البصري - لم يسمع من النعمان فيما نقله العلائي في "جامع التحصيل" عن علي بن المديني. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستوائي.

وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1888) و (11408)، والرواية الثانية مختصرة ..

وتنظر الروايات الخمس السابقة.

(4)

كلمة "الشمس" ليست في (هـ) و (ك).

(5)

المثبت من (م) و (ر) وهامشي (ك) و (هـ)، وفيهما: يخسفان.

(6)

في (م): ينكشف.

(7)

كلمة "له" ليست في (هـ) و (ر).

(8)

إسناده صحيح، عمران بن موسى: هو القزَّاز أبو عمرو البصري، وعبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري، ويونس: هو ابن عُبيد، والحسن: هو ابن يسار البصري، وقد ثبت سماعُه لهذا الحديث من أبي بكرة، فقد رواه البخاري - كما سيأتي في التخريج - فهو محمولٌ عنده =

ص: 229

1492 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا خالد، عن أشعث، عن الحسن

عن أبي بَكْرةَ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى رَكعتين مِثْلَ صلاتِكم هذه، وذكرَ كسوفَ الشَّمس

(1)

.

‌17 - باب قَدْر القراءة في صلاة الكسوف

1493 -

أخبرنا محمد بن سَلَمة قال: حدَّثنا ابن القاسم، عن مالك قال: حدَّثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار

عن عبد الله بن عبَّاس قال: خَسَفَتِ

(2)

الشَّمسُ، فصلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والنَّاسُ معه، فقامَ قيامًا طويلًا - قرأ نحوًا من سورة البقرة - قال: ثُمَّ ركَعَ ركوعًا طويلًا، ثُمَّ رفَعَ، فقام قيامًا طويلًا، وهو دونَ القيامِ الأَوَّل، ثُمَّ رَكَعَ

= على السماع، وقد صرَّح الحسن بسماعه من أبي بكرة لهذا الحديث من رواية المبارك بن فضالة عنه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1889).

وأخرجه البخاري (1063) عن أبي معمر، عن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (20390)، والبخاري (1040) و (1062) و (5785)، وابن حبان (2835) من طرق عن يونس، به. ورواية البخاري (1062) مختصرة.

وأخرجه أحمد (20391)، وابن حبان (2834) من طريق المبارك بن فضالة، عن الحسن، به.

وعلَّقه البخاري بإثر الحديث (1048) من طريق المبارك بن فضالة.

(1)

إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث، وأشعث: هو ابن عبد الملك الحُمراني، والحسن: هو ابن يسار البصري، وقد ثبت سماعُه لهذا الحديث من أبي بكرة كما سلف في الرواية السابقة وفي الرواية (1459). وهو في "السنن الكبرى" برقم (1890).

وأخرجه ابن حبان (2837) من طريق النضر بن شميل، عن أشعث، بهذا الإسناد.

وسلف بنحوه برقم (1464).

(2)

في (ر)، ونسخة في هامشي (ك) و (هـ): كسفت.

ص: 230

ركوعًا طويلًا، وهو دونَ الرُّكوع الأوَّل، ثُمَّ سجدَ، ثُمَّ قامَ قيامًا طويلًا، وهو دون القيام الأوَّل، ثُمَّ ركَعَ ركوعًا طويلًا وهو دونَ الرُّكوع الأوَّل، ثُمَّ رفَعَ، فقامَ قيامًا طويلًا، وهو دونَ القيامِ الأَوَّل، ثُمَّ رَكَعَ ركوعًا طويلًا، وهو دونَ الرُّكوع الأوّل، ثُمَّ سجدَ، ثُمَّ انصرفَ وقد تجلَّتِ الشَّمسُ، فقال:"إِنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتانِ من آيات الله، لا يَخْسِفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتُم ذلك فاذكروا الله عز وجل" قالوا: يا رسولَ الله، رأيناكَ تناولْتَ شيئًا في مقامك هذا، ثُمَّ رأيناكَ تَكَعْكَعْتَ. قال:"إِنِّي رأيتُ الجنَّةَ - أو أُريتُ الجنَّة - فتناولتُ منها عُنقودًا، ولو أخَذْتُه لأكَلْتُم منه ما بقيَتِ الدُّنيا، ورأيتُ النَّارَ، فلم أرَ كاليومِ منظرًا قطُّ، ورأيتُ أكثرَ أهلِها النِّساء" قالوا: لِمَ

(1)

يا رسول الله؟ قال: "بكفرِهِنَّ" قيل: يكفُرْنَ بالله؟ قال: "يكفُرْنَ العَشير، ويكْفُرْنَ الإحسان، لو أحسنتَ إلى إحداهُنَّ الدَّهرَ، ثُمَّ رأَتْ منكَ شيئًا قالت: ما رأيتُ منكَ خيرًا قطُّ"

(2)

.

(1)

في نسخة في هامشي (ك) و (هـ): بِم.

(2)

إسناده صحيح. ابن القاسم: هو عبد الرحمن. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1891).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 186، ومن طريقه أخرجه - بتمامه ومختصرًا - أحمد (2711) و (3374)، والبخاري (29) و (431) و (748) و (1052) و (3202) و (5197)، ومسلم (907)، وأبو داود (1189)، وابن حبان (3832) و (3853).

وأخرجه - بنحوه - مسلم (907) من طريق حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، به.

وسلف - مختصرًا - برقم (1469) من طريق كثير بن عباس، عن ابن عباس، به.

وسلف - مختصرًا أيضًا - في الروايتين (1467) و (1468) من طريق طاوس، عن ابن عباس، به. وفيه أنه صلَّى ثماني ركعات في الركعتين.

قال السِّندي: قوله: "تكعكعتَ" أي: تأخَّرت. =

ص: 231

‌18 - باب الجهر بالقراءة في صلاة الكسوف

1494 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا الوليد قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن بن نَمِر، أنَّه سمعَ الزُّهريَّ يُحدِّث، عن عروة

عن عائشة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنَّه صلَّى أربعَ رَكَعَاتٍ في أربَع سَجَدات، وجهرَ فيها بالقراءة، كُلَّما رفَعَ رأسَه قال:"سمِعَ اللهُ لمن حمِدَه، ربَّنا ولك الحمد"

(1)

.

= "ما بقَيتِ الدنيا" أي: لعدم فناء فواكه الجنة. وقيل: لم يأخذه؛ لأنَّ الدنيا فانية، فلا يناسبُها الفواكه الباقية. وقيل: لأنَّه لو رآه الناس لكان إيمانُهم بالشهادة لا بالغيب، فيخشى أن ترفع التوبة، فلم ينفع نفسًا إيمانُها.

"كاليوم" أي: كمنظر، اليوم، والمراد باليوم الوقت، فالمعنى: كالمنظر الذي رأيتُه الآن.

"يكفُرْن العَشير" أي: الزوج. قيل: لم يُعَدَّ بالباء؛ لأنَّ كفرَ العشير لا يتضمَّن معنى الاعتراف، بخلاف الكفر بالله. "ويكفُرْنَ الإحسان" كأنَّه بيانٌ لقوله:"يكفُرْن العشير" إذ المرادُ كفرُ إحسانه لا كُفر ذاته، والمراد بكفر الإحسان تغطيتُه وجحدُه.

"لو أحسنتَ" الخطاب لكلِّ من يصلح لذلك من الرجال.

"الدهرَ" بالنصب على الظرفية، أي: تمام العمر. "شيئًا" أي: ولو حقيرًا لا يوافق هواها من أيِّ نوع كان.

(1)

إسناده صحيح، الوليد: هو ابن مسلم، وقد صرَّح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه.

والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب، وعروة: هو ابن الزبير. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1892).

وأخرجه ابن حبان (2849) و (2850) من طريق إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد، والرواية الأولى مختصرة.

وأخرجه البخاري (1065)، ومسلم (901)(5)، كلاهما عن محمد بن مهران، عن الوليد، به.

وسيرد - مطولًا - برقم (1497) عن عمرو بن عثمان، عن الوليد، به.

وسلف نحوه برقم (1465) من طريق الأوزاعي، عن الزهري، به.

ص: 232

‌19 - باب تَرْك الجهر فيها بالقراءة

1495 -

أخبرنا عَمرو بن منصور قال: حدَّثنا أبو نُعيم قال: حدَّثنا سفيان، عن الأسود بن قيس، عن ابن عِبَاد رجلٍ من بني عبد القيس

عن سَمُرة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى بهم في كسوف الشَّمس لا نسمَعُ له صوتًا

(1)

(2)

.

(1)

ورد هذا الحديث في (م) قبل الحديث (1494).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن عِبَاد: واسمه ثعلبة، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو نُعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1895).

وأخرجه أحمد (20160) و (20220)، والترمذي (562)، وابن ماجه (1264)، وابن حبان (2851) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح!.

وأخرجه أحمد (20268) من طريق سلَّام بن أبي مطيع، عن الأسود بن قيس، به.

وله شاهد من حديث ابن عباس عند أحمد في "مسنده"(2673) و (2674)، وإسناده حسن.

وسلف - مطولًا - برقم (1484).

قال الإمام الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 333: فذهب قومٌ إلى هذه الآثار، فقالوا:: هكذا صلاة الكسوف لا يُجهر فيها بالقراءة؛ لأنَّها من صلاة النهار، وممَّن ذهب إلى ذلك أبو حنيفة رحمه الله.

وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا: يجهرُ فيها بالقراءة، وكان من الحجَّة لهم في ذلك أنَّه قد يجوز أن يكون ابن عباس وسمُرة لم يسمعا من رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته تلك حرفًا - وقد جهرَ فيها - لبعدهما منه، فهذا لا ينفي الجهرَ، إذ كان قد رُوي عنه أنَّه قد جهر فيها

ثم ذكر حديثَ عائشة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جهر بالقراءة في كسوف الشمس. (وهو الحديث السابق).

ثم قال: فهذه عائشة تخبر أنَّه قد جهر فيها بالقراءة، فهي أولى لما ذكرنا

ثم ذكر كلامًا في ترجيح الجهر فيها، وذكر أنه قول أبي يوسف ومحمد بن الحسن صاحبي الإمام أبي حنيفة. =

ص: 233

‌20 - باب القول في السُّجود في صلاة الكسوف

1496 -

أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرَّحمن بن المِسْوَر الزُّهريُّ قال: حدَّثنا غُنْدَر، عن شعبة، عن عطاء بن السَّائب، عن أبيه

عن عبد الله بن عمرو قال: كسَفَتِ الشَّمسُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأطال القيام، ثُمَّ ركَعَ، فأطال الرُّكوع، ثُمَّ رفَعَ، فأطالَ. قال شعبة: وأحسبُه قال في السُّجود نحو ذلك. وجعلَ يبكي في سجودِه وينفخ ويقول: "ربِّ لم تَعِدني هذا وأنا أستغفِرُك، لم تَعِدني هذا وأنا فيهم" فلمَّا صلَّى قال: "عُرِضَتْ عليَّ الجنَّةُ، حتّى لو مدَدْتُ يدي تناولتُ

(1)

من قُطوفها، وعُرِضَتْ عليَّ النَّارُ، فَجَعَلْتُ أنفخُ خشيةَ أن يغشاكم حرُّها، ورأيتُ فيها سارقَ بدَنَتَيْ

(2)

رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ورأيتُ فيها أخا بني دَعْدَع سارقَ الحَجيج، فإذا فُطِنَ له قال: هذا عَمَلُ المِحْجَن، ورأيتُ فيها امرأةً طويلةً سوداءَ تُعذَّبُ في هِرَّةٍ ربطَتْها؛ فلم تُطْعِمْها ولم

= وقال البغوي في "شرح السنة" 4/ 382 - 383: اختلف أهل العلم في القراءة في صلاة الكسوف، فذهب قوم إلى أنَّه يجهر بالقراءة كما في صلاة الجمعة والعيدين، وهو قول مالك وأحمد وإسحاق.

وذهب قومٌ إلى أنَّه يُسِرُّ فيها بالقراءة، وهو قول الشافعي وأصحاب الرأي

والأول أولى.

قلنا: وممَّن ذهب إلى الجهر - أيضًا - ابن خزيمة وابن المنذر وغيرهما من محدِّثي الشافعية.

ثم نقل البغويُّ عن الخطَّابي قوله: ويحتمل أن يكون الجهرُ إنَّما جاء في صلاة الليل، ويحتمل أن يكون قد جهر مرةً وخفَتَ أخرى، والله أعلم.

(1)

في (م) وهامش (هـ): لتناولت.

(2)

في (ر) و (هـ) ونسخة في (م): بدنة، وفي هامش (هـ) كباقي النسخ.

ص: 234

تَسْقِها، ولم تَدَعْها تأكلُ من خَشاش الأرض حتَّى ماتَتْ، وإِنَّ الشَّمسَ والقمرَ لا ينكَسِفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه ولكنَّهما آيتانِ من آيات الله، فإذا انكسفَتْ إحداهُما

(1)

- أو قال: فعلَ أحدُهما

(2)

شيئًا من ذلك - فاسعَوا إلى ذِكْرِ الله عز وجل"

(3)

.

‌21 - باب التَّشهُّد والتَّسليم في صلاة الكسوف

1497 -

أخبرني عَمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، عن الوليد، عن عبد الرَّحمن بن نَمِر، أنَّه سألَ الزُّهريَّ عن سُنَّة صلاة الكسوف، فقال: أخبرني عروة بن الزُّبير

عن عائشة قالت: كَسفَتِ الشَّمسُ، فأمرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجلًا فنادى أنِ الصَّلاةَ جامعةً، فاجتمعَ النَّاسُ، فصلَّى بهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فكبَّر، ثُمَّ قرأَ قراءةً طويلةً، ثُمَّ كَبَّرَ، فركَعَ ركوعًا طويلًا مِثْلَ قيامه أو أطولَ، ثُمَّ رفَعَ رأسَه، وقال:"سمِعَ اللهُ لمن حَمِدَه" ثُمَّ قرأ قراءةً طويلةً هي أدنى من القراءة الأولى، ثُمَّ كَبَّرَ، فركَعَ ركوعًا طويلًا، هو أدنى من الرُّكوع الأوَّل، ثُمَّ رفَعَ رأسَه، فقال:"سمِعَ اللهُ لمن حمِدَه"، ثُمَّ كَبَّرَ، فسجدَ سجودًا طويلًا مِثْلَ ركوعِه أو أطولَ، ثُمَّ كَبَّرَ، فرفَعَ رأسَه، ثُمَّ كَبَّرَ، فسجَدَ، ثُمَّ

(1)

في (ر) وهامش (هـ): انكسف أحدهما.

(2)

في هامش (ك): إحداهما.

(3)

إسناده حسن من أجل عطاء بن السائب، وقد اختلط، لكنَّ رواية شعبة عنه قبل الاختلاط. غُندَر: هو محمد بن جعفر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1896).

وأخرجه أحمد (6763) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه - مختصرًا جدًّا - أحمد (6517) عن يحيى القطان، عن شعبة، به.

وسلف برقم (1482) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، عن عطاء بن السائب، به.

ص: 235

كبَّرَ، فقامَ، فقرأَ قراءةً طويلةً، هي أدنى من الأولى، ثُمَّ كَبَّرَ، ثُمَّ ركَعَ

(1)

ركوعًا طويلًا، هو أدنى من الرُّكوع الأوَّل، ثُمَّ رفَعَ رأسَه، فقال:"سمِعَ اللهُ لمن حمِدَه" ثُمَّ قرأ قراءةً طويلةً

(2)

، وهي أدنى من القراءة الأولى في القيام الثَّاني، ثُمَّ كَبَّرَ، فركَعَ ركوعًا طويلًا، دونَ الرُّكوع الأوَّل، ثُمَّ كَبَّرَ، فرفَعَ رأسَه، فقال:"سمِعَ اللهُ لمن حمِدَه" ثُمَّ كَبَّرَ، فَسَجَدَ أدنى من سجوده الأوّل، ثُمَّ تشهَّدَ، ثُمَّ سلَّمَ، فقام فيهم، فحمِدَ الله وأثنى عليه، ثُمَّ قال: "إنَّ الشَّمسَ والقمرَ لا ينخَسِفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه ولكنَّهما آيتانِ من آيات الله، فأيُّهما خُسِفَ به أو بأحدِهما، فافزعوا إلى الله

(3)

عز وجل بذِكْرِ الصَّلاة"

(4)

.

1498 -

أخبرني إبراهيم بن يعقوب قال: حدَّثنا موسى بن داود قال: حدَّثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مُلَيكة

عن أسماء بنت أبي بكر قالت: صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الكسوف، فقامَ، فأطالَ القيام، ثُمَّ ركَعَ، فأطالَ الرُّكوع، ثُمَّ رفَعَ، فأطالَ القيام، ثُمَّ ركَعَ، فأطالَ الرُّكوع، ثُمَّ رفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فأطال السُّجود، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ

(1)

في (م) وهامش: (هـ): فركع.

(2)

كلمة "طويلة" ليست في (م) و (ر).

(3)

في (هـ): إلى ذكر الله.

(4)

إسناده صحيح، الوليد: هو ابن مسلم، وقد صرَّح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1898).

وأخرجه أبو داود (1190)، وابن حبان (2842) من طريق عمرو بن عثمان، بهذا الإسناد.

ورواية أبي داود مختصرة.

وسلف - مختصرًا - برقم (1493) عن إسحاق بن إبراهيم، عن الوليد، به.

وينظر ما سلف برقم (1465).

ص: 236

سجَدَ، فأطالَ السُّجود، ثُمَّ قامَ، فأطالَ القيام، ثُمَّ ركَعَ، فأطالَ الرُّكوع، ثُمَّ رفَعَ، فأطال القيام، ثُمَّ ركَعَ، فأطال الرُّكوع، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سجدَ، فأطالَ السُّجود، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سجدَ، فأطالَ السُّجود، ثُمَّ رَفَعَ (1)، ثُمَّ انصرف"

(2)

.

‌22 - باب القعود على المنبر بعد صلاة الكسوف

1499 -

أخبرنا محمد بن سلَمة، عن ابن وَهْب عن عَمرو بن الحارث، عن يحيى بن سعيد، أَنَّ عَمْرةَ حَدَّثَتْه

أنَّ عائشة قالت: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرجَ مَخْرَجًا فخُسِفَ بالشَّمس

(3)

،

فخرَجْنا إلى الحُجرة، فاجتمع إلينا نساءٌ

(4)

، وأقبلَ إلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وذلك ضحوةً، فقام قيامًا طويلًا، ثُمَّ ركَعَ ركوعًا طويلًا، ثُمَّ رَفَعَ رأسَه، فقامَ دونَ القيام الأوَّل، ثُمَّ ركَعَ دونَ، ركوعِه، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قامَ الثَّانيةَ، فصنَعَ مِثْلَ ذلك، إلَّا أنَّ قيامَه وركوعَه دونَ الرَّكعة الأولى، ثُمَّ سجدَ وتجلَّتِ الشَّمسُ، فلمَّا انصرفَ قعَدَ على المنبر، فقال فيما يقول: "إنَّ

= (1) قوله: "ثم رفع" ليس في (هـ).

(2)

إسناده صحيح، ابن أبي مُلَيكة: هو عبد الله بن عبيد الله. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1898).

وأخرجه - مطولًا - أحمد (26963) عن موسى بن داود، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بتمامه ومطولًا - أحمد (26964)، والبخاري (745) و (2364)، وابن ماجه (1265) من طرق عن نافع بن عمر، به. ووقع في رواية أحمد - وهي من طريق وكيع عن نافع بن عمر - ذِكرُ تطويل القيام الذي قبل السجود. قلت: وقد وقع ذلك في حديث جابر السالف برقم (1478).

(3)

في (م): فخسفت الشمس.

(4)

في (ر) و (م) وهامش (هـ): النساء.

ص: 237

النَّاسَ يُفتَنونَ في قبورِهم كفتنة الدَّجَّال"

(1)

مختصر.

‌23 - باب كيف الخطبة في الكسوف

1500 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدَّثنا عَبْدةُ قال: حدَّثنا هشام بن عروة، عن أبيه

عن عائشة قالت: خسَفَتِ الشَّمسُ على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقامَ فصلَّى، فأطالَ القيامَ جدًّا، ثُمَّ ركَعَ، فأطالَ الرُّكوعَ جدًّا، ثُمَّ رَفَعَ، فأطالَ القيامَ جدًّا، وهو دونَ القيام الأوَّل، ثُمَّ ركَعَ، فأطالَ الرُّكوعَ، وهو دونَ الرُّكوع الأوَّل، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ رفَعَ رأسَه، فأطالَ القيامَ، وهو دونَ القيام الأَوَّل، ثُمَّ ركَعَ، فأطالَ الرُّكوعَ، وهو دونَ الرُّكوعِ الأَوَّل، ثُمَّ رَفَعَ، فأطالَ القيامَ، وهو دونَ القيام الأوَّل، ثُمَّ ركَعَ، فأطالَ الرُّكوعَ، وهو دونَ الرُّكوع الأوَّل، ثُمَّ سَجَدَ، ففرغَ من صلاتِه وقد جُلَّي عن الشَّمس، فخطبَ النَّاسَ، فحمِدَ الله وأثنى عليه، ثُمَّ قال: "إنَّ الشَّمسَ والقمرَ

(2)

لا ينكَسِفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتُم ذلك فصلُّوا وتصدَّقوا، واذكروا الله عز وجل" وقال:"يا أمَّةَ محمد، إنَّه ليسَ أحدٌ أغْيَرَ من الله عز وجل أن يزنيَ عبدُه أو أَمَتُه، يا أمَّةَ محمد، لو تعلمونَ ما أعلَمُ لضحِكْتُم قليلًا ولبكَيْتُم كثيرًا"

(3)

.

(1)

إسناده صحيح، وهو مختصر الحديث (1475). وهو في "السنن الكبرى" برقم (1899).

(2)

بعدها في (هـ) زيادة: آيتان.

(3)

إسناده صحيح، عبدة: هو ابن سليمان الكلابي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1900).

وأخرجه البخاري (6631) من طريق عبدة، بهذا الإسناد مختصرًا. =

ص: 238

1501 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدَّثنا أبو داود الحَفَريُّ، عن سفيان، عن الأسود بن قيس، عن بن ثعلبة بن عِبَاد

عن سَمُرة، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم خطبَ حين انكسَفَتِ الشَّمسُ، فقال:"أَمَّا بعد"

(1)

.

‌24 - باب الأمر بالدُّعاء في الكسوف

1502 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا يزيد - وهو ابن زُرَيع - قال: حدَّثنا يونس، عن الحسن

عن أبي بَكْرةَ قال: كُنَّا عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فانكسَفَتِ الشَّمس، فقامَ إلى المسجد يجرُّ رداءَه من العَجَلة، فقام إليه النَّاسُ، فصلَّى رَكعتينِ كما يُصلُّون، فلمَّا انجَلَتْ خَطَبَنا فقال: "إنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتانِ من آيات الله يُخَوِّفُ بهما عِبادَه، وإنَّهما لا ينكَسِفانِ لموتِ أحدٍ، فإذا رأيتُم كسوفَ أحدهما فصلُّوا، وادْعُوا حَتَّى ينكشِفَ

(2)

ما بكم"

(3)

.

= وسلف برقم (1474) من طريق مالك، عن هشام بن عروة، به.

وينظر ما سلف برقم (1465).

(1)

إسناده ضعيف لجهالة ثعلبة بن عباد. أبو داود الحَفَري: هو عمر بن سعد، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1901).

وأخرجه أحمد (20180) عن أبي داود الحفري، بهذا الإسناد.

وسلف - مطولًا - برقم (1484).

وقد ورد استعمالُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم "أمَّا بعد" في كلامه في غير خطبة الكسوف، منها حديث المِسْوَر بن مَحْرَمة عند البخاري (3729)، ومسلم (2449):(96).

وحديثُ أبي سعيد الخدري عند مسلم (868).

ويُنظر حديث ابن عباس عند المصنف برقم (3278)، وحديث عائشة برقم (4656).

(2)

في هامش (هـ): يكشف.

(3)

إسناده صحيح، يونس: هو ابن عبيد، والحسن: هو ابن يسار البصري، وقد ثبت =

ص: 239

‌25 - باب الأمر بالاستغفار في الكسوف

1503 -

أخبرنا موسى بن عبد الرَّحمن المسروقيُّ، عن أبي أسامة، عن بُرَيد، عن أبي بُرْدة

عن أبي موسى قال: خسَفَتِ الشَّمسُ، فقامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فَزِعًا يخشى أن تكون السَّاعة، فقامَ حتَّى أتى المسجد، فقامَ يُصلِّي بأطولِ قيامٍ وركوعٍ وسجودٍ ما

(1)

رأيتُه يفعَلُه في صلاته

(2)

قطُّ، ثُمَّ قال: "إِنَّ هذه الآياتِ الَّتي يُرْسِلُ اللهُ لا تكونُ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه ولكنَّ الله يُرسِلُها يُخَوِّفُ بها عبادَه، فإذا رأيتُم منها شيئًا فافزعوا إلى ذِكْرِه

(3)

ودعائه واستغفارِه"

(4)

.

* * *

= سماعه لهذا الحديث من أبي بكرة كما سلف بيانُه في الروايتين (1459) و (1491). وهو في "السنن الكبرى" برقمي (505) و (1902). والرواية في الموضع الأول مختصرة.

(1)

كلمة "ما" ليست في (ك)، وعليها في (م) و (هـ) علامة نسخة.

(2)

في (م) و (هـ): صلاة، وفي هامش (هـ): صلاته (نسخة).

(3)

في (ر) و (م): ذكر الله.

(4)

إسناده صحيح، أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وبُرَيد: هو ابن عبد الله بن أبي بُردة: ابن أبي موسى الأشعري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1903).

وأخرجه ابن حبان (2847) عن ابن خزيمة، عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1059)، ومسلم (912)، وابن حبان (2836) من طريقين عن أبي أسامة، به.

ص: 240

‌16 - كتاب الاستسقاء

(1)

‌1 - باب متى يستسقي الإمام

1504 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد، عن مالك، عن شَريك بن عبد الله بن أبي نَمِر

عن أنس بن مالك قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هلكَتِ المواشي، وانقطَعَتِ السُّبُل، فادْعُ الله عز وجل. فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فمُطِرْنا من الجمعة إلى الجمعة، فجاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ الله، تهدَّمَتِ البيوت، وانقطعَتِ السُّبُل، وهلكَتِ المواشي. فقال:"اللهمَّ على رؤوس الجبال والآكامِ، وبطونِ الأودية، ومنابتِ الشَّجر" فانجابَتْ عن المدينة انجيابَ الثَّوب

(2)

.

(1)

ورد هذا الكتاب والأحاديث التي فيه في (م) بعد كتاب صلاة العيدين بإثر الحديث (1597).

(2)

إسناده صحيح وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1818).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 191، ومن طريقه أخرجه البخاري (1016) و (1017) و (1019)، وابن حبان (2857).

وعلَّقه البخاري برقم (1030) و (6341) من طريق شريك ويحيى بن سعيد، عن أنس، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه حتَّى رأيت بياض إبطيه.

وقد رُوي - بهذا اللفظ مطولًا - برقم (1513) من طريق قَتَادة، عن أنس، به.

وسيرد - مطولًا - برقم (1515) من طريق سعيد المقبري، وبرقم (1518) من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن شريك بن عبد الله، به.

وسيرد - بنحوه - برقم (1517) من طريق ثابت البُناني، وبرقم (1527) من طريق حميد الطويل، وبرقم (1528) من طريق إسحاق بن عبد الله، ثلاثتهم عن أنس، به.

قال السِّندي: قوله: "هلكت المواشي" أي ضعفت عن السفر لقلَّة القوت.

"وانقطعت السُّبُل" لذلك، ولكونها لا تجد في طرقها من الكلأ ما يُقيم قُوتها، أو لأنَّ الناس ما يجدون في الطريق ما يحتاجون إليه فيها. "وانقطعت السُّبُل" لكثرة الأمطار، ولا يمكن المشي معها. "وهلكت المواشي" من كثرة البرد. =

ص: 241

‌2 - باب خروج الإمام إلى المصلَّى للاستسقاء

1505 -

أخبرني محمد بن منصور قال: حَدَّثَنَا سفيان قال: حَدَّثَنَا المسعوديُّ، عن أبي بكر، هو ابن عَمرو بن حَزْم، عن عبَّاد بن تميم. قال سفيان: فسألتُ عبدَ الله بن أبي بكر، فقال: سمعتُه من عبَّاد بن تميم، يُحدِّث أبي

عن

(1)

عبد الله بن زيد - الَّذي أُريَ النِّداء - قال

(2)

: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خرجَ إلى المُصلَّى ليَسْتَسقي

(3)

، فاستقبلَ القِبلة، وقلَبَ رداءَه، وصلَّى ركعتين

(4)

.

= "فانجابَتْ" أي: تقطَّعت كما ينقطع الثوب قِطَعًا متفرِّقة.

وقوله: "الآكام" قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 6/ 193: قال أهل اللغة: "الإكام" - بكسر الهمزة - جمع أكَمة، ويُقال في جَمْعِها:"آكام" بالفتح والمد: وهي دون الجبل، وأعلى من الرابية. وقيل: دون الرابية.

(1)

في (ر) و (هـ): أن.

(2)

كلمة "قال" ليست في (م) و (ك).

(3)

في (م) وهامش (ك): فاستسقى، وفي (هـ) وهامش (ك): يستسقي.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن وقع فيه وهمٌ في تسمية الصحابي، والصواب فيه: عبد الله بن زيد بن عاصم، ونسب المصنِّفُ هذا الوهم لسفيان بن عُيينة كما سيأتي بإثره، وكذا البخاريُّ في "صحيحه" عقب الحديث (1012)، لكنَّ ابن عبد البر قال في "التمهيد" 17/ 169: هو خطأ، ولا أدري من أين أتى ذلك، وما أظنُّه جاء من ابن عُيينة ولا ممَّن فوقه؛ لأنَّهم علماءُ أجِلَّة. المسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1819).

وسيرد برقم (1510) من طريق سفيان بن عيينة، وبرقم (1511) من طريق مالك، كلاهما عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، به على الجادة. وليس في رواية سفيان قوله: فاستقبل القبلة. وليس في رواية مالك قوله: وصلَّى ركعتين.

وسيرد برقم (1520) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، به على الجادة. دون قوله: وقلب رداءه. =

ص: 242

قال أبو عبد الرَّحمن: هذا غلَطٌ من ابن عُيينة، وعبد الله بن زيد الَّذي أُريَ النّداء هو عبد الله بن زيد بن عبد ربِّه، وهذا عبد الله بن زيد بن عاصم.

‌3 - باب الحال الّتي يستحبُّ للإمام أن يكون عليها إذا خرج

1506 -

أخبرنا إسحاق بن منصور ومحمد بن المُثنَّى، عن عبد الرَّحمن، عن سفيان، عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كِنانة، عن أبيه قال:

أرسلني فلانٌ إلى ابن عبّاس أسألُه عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء، فقال: خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُتضرِّعًا مُتواضعًا مُتبذِّلًا، فلم يخطُبْ نحوَ خُطبَتِكم هذه، فصلَّى ركعتين

(1)

.

= وسيرد - مطولًا ومختصرًا - بالأرقام (1509) و (1512) و (1519) و (1522) من طريق الزُّهْري، عن عباد بن تميم، به على الجادة.

وسيرد برقم (1507) من طريق عمارة بن غزية، عن عباد بن تميم، به على الجادة، بلفظ: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم استسقى وعليه خميصة سوداء.

قال السِّندي: قوله: "وقلَب" بالتخفيف أو التشديد؛ أي: تفاؤلًا بأن يقلب اللهُ تعالى الحالَ من عُسرٍ إلى يُسر.

(1)

إسناده حسن، هشام بن إسحاق روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات" وباقي رجاله ثقات. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1821).

وأخرجه ابن حبان (2862) من طريق يحيى القطَّان، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وسيرد برقم (1521) من طريق وكيع، عن سفيان، به. وبرقم (1508) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن هشام بن إسحاق، به وزادا: كما يُصلِّي في العيدين. وزاد حاتم بأنَّه صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر.

قال السِّندي: قوله: "متبذِّلًا" من التبدُّل: وهو ترك التزيُّن والتَّهيُّؤ بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع. ويحتمل أن يكون بتقديم الموحَّدة - أي: مبتذلًا - من الابتذال، بمعناه.

"فلم يخطُبْ خطبتَكم هذه" أي: بل كان خطبتُه الدعاء والاستغفار والتضرُّع.

وقال الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 242: ومفهومه أنَّه خطب، لكنَّه لم يخطب خطبتين =

ص: 243

1507 -

أخبرنا قُتيبة قال: حَدَّثَنَا عبد العزيز، عن عُمارة بن غَزِيَّة، عن عبَّاد بن تميم

عن عبد الله بن زيد، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم استسقى وعليه خَميصةٌ سوداء

(1)

.

‌4 - باب جلوس الإمام على المنبر للاستسقاء

1508 -

أخبرنا محمد بن عُبيد بن محمد قال: حَدَّثَنَا حاتم بن إسماعيل، عن هشام ابن إسحاق بن عبد الله بن كِنانة، عن أبيه قال:

سألتُ ابنَ عبّاس عن صلاةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء، فقال: خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُتبذِّلًا مُتواضعًا مُتضرِّعًا، فجلس على المنبر، فلم يخطُبْ خُطبَتكُم هذه، ولكن لم يزَلْ في الدُّعاء والتَّضرُّع والتَّكبير، وصلَّى ركعتين كما كان يُصلِّي في العيدين

(2)

.

= كما يفعل في الجمعة، ولكنَّه خطب واحدةً، فلذلك نفى النوع ولم ينفِ الجنس. ويؤيِّد ما ذهب إليه الزيلعي حديثُ عائشة عند أبي داود (1173) أنَّه صلى الله عليه وسلم خطب خطبةً واحدة. وهو حديث حسن. والرجل الذي أرسل إلى ابن عباس: هو الوليد بن عتبة بن أبي سفيان كما تعيَّن في "سنن" أبي داود (1165) في إحدى روايتيه، وينظر "سير أعلام النبلاء" 3/ 534.

(1)

إسناده قوي من أجل عبد العزيز - وهو ابن حمد الدراوردي - فهو صدوق لا بأس به.

وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1822).

وأخرجه - مطولًا - أحمد (16462) و (16473)، وأبو داود (1164)، وابن حبان (2867) من طريق عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإسناد.

وينظر ما سلف برقم (1505).

"الخميصة": قسمٌ من الأكسية. قاله السِّندي.

(2)

إسناده حسن من أجل هشام بن إسحاق بن عبد الله كنانة. وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1820) و (1824).

وأخرجه أبو داود (1165)، والترمذي (558) من طرق عن حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه أحمد (2423) من طريق إسماعيل بن ربيعة بن هشام بن إسحاق، عن جده هشام، به. =

ص: 244

‌5 - باب تحويل الإمام ظهرَه إلى النَّاسِ عند الدُّعاء في الاستسقاء

1509 -

أخبرني عَمرو بن عثمان قال: حَدَّثَنَا الوليد، عن ابن أبي ذئب، عن الزُّهريّ، عن عبَّاد بن تميم

أنَّ عمَّه حدَّثه، أنَّه خرجَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسقي، فحوَّل رداءَه، وحوَّل للنَّاس

(1)

ظهرَه، ودعا، ثُمَّ صلَّى ركعتين، فقرأَ فجهرَ

(2)

.

= وسلف مختصرًا برقم (1506).

قوله: "وصلَّى ركعتين كما يُصلِّي في العيدين" ذهب إلى هذا سعيد بن المسيّب وعمر بن عبد العزيز ومكحول والشافعي وابن جرير الطبري. وذهب جمهور العلماء إلى أنَّه يكبِّر فيهما كسائر الصلوات تكبيرة واحدة للافتتاح، وأجابوا عن حديث ابن عباس أنَّ المراد من قوله:"كما يُصلِّي في العيدين " يعني في العدد والجهر بالقراءة، وفي كون الركعتين قبل الْخِطبة.

(1)

في (ر)، ونسخة في (م) وهامش (هـ): إلى الناس.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، الوليد - وهو ابن مسلم - وإن يكن مدلِّسًا تُوبع. عمرو بن عثمان: هو ابن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي. وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1825).

وأخرجه ابن حبان (2865) من طريق عمرو بن عثمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (16436) و (16439) و (16468)، والبخاري (1024) و (1025) من طرق عن ابن أبي ذئب، به.

وأخرجه أحمد (16437) و (16460)، وأبو داود (1161) و (1163)، والترمذي (556) من طرق عن الزُّهْري، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وعلى هذا العمل عند أهل العلم، وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق.

وسيرد برقم (1519) من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن أبي ذئب ويونس، به.

وسيرد برقم (1522) من طريق سفيان الثوري، عن ابن أبي ذئب، به مختصرًا بلفظ: أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خرج فاستسقى، فصلَّى ركعتين جهر فيهما بالقراءة.

وسيرد برقم (1512) من طريق شعيب، عن الزُّهْري، به. ولفظه: أنه رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء استقبل القبلة، وقلب الرداء، ورفع يديه. =

ص: 245

‌6 - باب تقليب الإمام الرِّداء عند الاستسقاء

1510 -

أخبرنا قُتيبة، عن سفيان، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبَّاد بن تميم عن عمِّه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم استسقى، وصلَّى ركعتين، وقلَبَ رداءَه

(1)

.

‌7 - باب متى يُحوَّل الإمامُ رداءه

1511 -

أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، أنَّه سمع عبَّاد بن تميم يقول:

= وذكر الدارقطني في "العلل" 9/ 95 أنَّ النعمان بن راشد رواه عن الزُّهْري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، ووهم فيه.

وسلف برقم (1505) دون ذكر الدعاء والجهر بالقراءة.

قال السِّندي: قوله: "وحوَّل للناس ظهره" أي: استقبل القبلة تبتيلًا إلى الله، انقطاعًا عمَّا سواه.

وقوله: "ثمَّ صلَّى ركعتين" يدلُّ على تقديم الْخِطبة على الصلاة، ومن لا يقول به يحمله على بيان الجواز.

(1)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، وسفيان: هو ابن عيينة، وعبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1826).

وأخرجه البخاري (1026) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (16451)، والبخاري (1012) و (1027)، ومسلم (894):(2)، وابن ماجه (1267) من طريق سفيان بن عيينة، به. وزادوا: فاستقبل القبلة، بعد قوله: يستسقي.

وأخرجه أحمد (16434)، والبخاري (1005) من طريق سفيان الثوري، عن عبد الله بن أبي بكر، به مختصرًا بلفظ: خرج رسول الله يستسقي، فحوَّل رداءه.

وأخرجه بنحوه أحمد (16465) من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، به.

وزاد في آخره: وتحوَّل الناسُ معه.

وسيرد في الرواية التالية من طريق مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، به.

وينظر ما سلف برقم (1505).

ص: 246

سمعتُ عبد الله بن زيد يقول: خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فاستسقى، وحوَّل رداءَه حين استقبلَ القِبلَة

(1)

.

‌8 - باب رفع الإمام يده

(2)

1512 -

أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو تَقيٍّ الحِمصيُّ قال: حَدَّثَنَا بقيَّة، عن شُعيب، عن الزُّهْريّ، عن عبَّاد بن تميم

عن عمِّه، أنَّه رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء استقبلَ القِبلة، وقلَبَ الرِّداء، ورفَعَ يديه

(3)

.

(1)

إسناده صحيح وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1828).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 190، ومن طريقه أخرجه أحمد (16435) و (16466)، ومسلم (894)(1)، وأبو داود (1167).

وفي رواية لأحمد - وهي من رواية إسحاق بن عيسى الطباع عن مالك برقم (16466) - بلفط: وبدأ بالصلاة قبل الْخِطبة، ثم استقبل القبلة ودعا. ولم يقل: وحوَّل رداءه.

وقد خالف إسحاقُ الطباع بهذا اللفظ الرُّواةَ عن مالك فيما ذكر ابن عبد البر في "الاستذكار" 7/ 129 - 130.

وسلف في الرواية السابقة من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر، به. وفيه أنَّه صلَّى ركعتين.

وينظر ما سلف برقم (1505).

(2)

في (ر) و (م) ونسخة في هامشي (ك) و (هـ): متى يرفع الإمام يديه.

(3)

صحيح دون قوله: "ورفع يديه" فهو صحيح لغيره، فقد تفرَّد بهذه الزيادة - من حديث عبد الله بن زيد - بقيةُ: وهو ابن الوليد، وهو ضعيف مدلِّس يدلِّس تدليس التَّسوية، وبقية رجال الإسناد ثقات، غير هشام بن عبد الملك - شيخ المصنَّف - فهو صدوق حسن الحديث.

شعيب: هو ابن أبي حمزة الأموي. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1829).

وأخرجه أحمد (16455)، والبخاري (1023) عن أبي اليمان، عن شعيب، بهذا الإسناد.

بلفظ: أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خرج بالناس إلى المصلَّى يستسقي لهم، فقام فدعا قائمًا، ثمَّ توجَّه قِبَل القبلة، وحَوَّل رداءَه، فأُسقوا. ولم يذكر رفع اليدين. =

ص: 247

‌9 - باب كيف يرفع

1513 -

أخبرني شعيب بن يوسف، عن يحيى بن سعيد القطَّان، عن سعيد، عن قَتادة

عن أنس قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لا يرفَعُ يدَيه في شيءٍ من الدُّعاء إِلَّا في الاستسقاء، فإنَّه كان يرفَعُ يديه حتَّى يُرى بياضُ إِبطَيْه

(1)

.

1514 -

أخبرنا قُتيبة قال: حَدَّثَنَا اللَّيث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله، عن عُمير مولى آبي اللَّحم

عن آبي اللَّحم، أنَّه رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عند أحجار الزَّيت يستسقي،

= وسلف - مطولًا ودون ذكر رفع اليدين - برقم (1509) من طريق ابن أبي ذئب، عن الزُّهْري، به.

ويشهد لرفع اليدين في دعاء الاستسقاء حديثُ أنس الآتي.

(1)

إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عروبة، وقَتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1830).

وأخرجه أحمد (12867)، والبخاري (1031)، ومسلم (895):(7) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (14006)، والبخاري (1031) و (3565)، ومسلم (895):(7)، وأبو داود (1170)، والمصنِّف في "الكبرى"(1442) و (1832)، وابن ماجه (1180)، وابن حبان (2863) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة به.

وسيرد - بطرفه الأول - برقم (1748) من طريق ثابت البناني، عن أنس، به.

قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 6/ 190: ويُتأوَّل حديث أنس على أنَّه لم يرفع الرَّفع البليغ بحيث يُرى بياضُ إبطيه إلَّا في الاستسقاء، أو أنَّ المراد: لم أرَه رفع، وقد رآه غيرُه رفع، فيُقدَّم المثبتون في مواضع كثيرة - وهم جماعات - على واحد لم يحضر ذلك، ولا بدَّ من تأويله لما ذكرناه، والله أعلم.

وينظر ما قاله الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 11/ 142 - 143.

ص: 248

وهو مُقْنِعٌ بكفَّيه يدعو

(1)

.

1515 -

أخبرنا عيسى بن حمَّاد قال: حَدَّثَنَا اللَّيث، عن سعيد - وهو المَقْبُرِيُّ - عن شَريك بن عبد الله بن أبي نَمِر

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجالُه ثقات، إلَّا أنَّ سعيد بن أبي هلال لا بأس به، ونقل السَّاجي عن الإمام أحمد الإشارة إلى اختلاطه، وقد وقع له في هذا الإسناد وهمٌ بإسقاط محمد بن إبراهيم التَّيمي بين يزيد بن عبد الله - وهو ابن الهاد - وبين عمير مولى آبي اللحم.

اللَّيث: هو ابن سعد، وخالد بن يزيد هو الجُمحي. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1833).

وأخرجه أحمد (21943)، والترمذي (557) كلاهما عن قتيبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: كذا قال قتيبة في هذا الحديث: عن آبي اللحم، ولا نعرف له عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا هذا الحديث.

وتابعَ قتيبةَ على هذا الإسناد عبدُ الله بن صالح فيما أخرجه الطبراني في "الكبير"(6714).

وخولِفا في إسناده، فأخرجه الحاكم 1/ 327 من طريق يحيى بن بكير، و 1/ 535 من طريق عبد الله بن عبد الحكم وشعيب بن اللَّيث، ثلاثتهم عن اللَّيث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله، عن عمير مرفوعًا ليس فيه آبي اللحم. لكن وقع في "التلخيص" للذهبي في الموضعين زيادة: آبي اللحم!

وأخرجه أحمد (21944)، وابن حبان (879) من طريق عبد الله بن وهب، عن حيوة، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عمير ليس فيه آبي اللحم، وبزيادة محمد بن إبراهيم بين يزيد وعمير. وإسناده صحيح.

وأخرجه أحمد (21945)، وأبو داود (1168)، وابن حبان (878) من طريق عبد الله بن وهب - أيضًا - عن حيوة وعمر بن مالك، بمثل إسناد سابقه. ووقع في رواية أحمد: عن رجل وعمر بن مالك. وإسناده صحيح أيضًا.

وأخرجه أحمد (16413)، وأبو داود (1172) من طريق عبد ربِّه بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التَّيمي قال: أخبرني من رأى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم .... فذكره. وإسناده صحيح.

وأخرجه أحمد (24009/ 83) من طريق ابن لهيعة، عن محمد بن زيد بن مهاجر، عن عُمير، به وليس فيه آبي اللحم.

قال السِّندي: قوله: "أحجار الزيت": هو موضع بالمدينة.

وقوله: "مُقْنِعٌ" من أقنَعَ؛ أي: رافعٌ كفَّيه.

ص: 249

عن أنس بن مالك، أنَّه سمعه يقول: بينا نحنُ في المسجد يومَ الجمعة، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يخطُب النَّاسَ، فقامَ رجلٌ فقال: يا رسولَ الله، تقطَّعتِ

(1)

السُّبُلُ، وهلكَتِ الأموالُ، وأَجْدَبَ البلادُ، فادعُ الله أن يسقِيَنا. فرفَع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يدَيه حِذاءَ وجهه، فقال:"اللهمَّ اسقِنا" فواللهِ ما نزلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر حتَّى أُوسِعْنا مطرًا، وأُمْطِرْنا ذلكَ اليومَ إلى

(2)

الجمعة الأخرى، فقام رجلٌ لا أدري هو الَّذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: استَسْقِ لنا، أم لا؟ فقال: يا رسولَ الله، انقطعَتِ

(3)

السُّبُل، وهلكَتِ الأموالُ من كثرة الماء، فادعُ الله أن يُمسِكَ عنَّا الماء. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"اللهمَّ حوالَينا ولا علَينا، ولكِنْ على الجبال ومنابت الشَّجر" قال: واللهِ ما هو إلَّا أن تكلَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بذلك، تمزَّقَ السَّحابُ حتَّى ما نرى منه شيئًا

(4)

(5)

.

(1)

في هامش (هـ): انقطعت.

(2)

في (م) وهامشي (ك) و (هـ): حتَّى.

(3)

في (ر) و (م) وهامش (هـ): تقطعت.

(4)

في (م) وهامشي (ك) و (هـ): حتَّى ما يُرى منه شيء.

(5)

إسناده صحيح، اللَّيث: هو ابن سعد، وسعيد المقبُري: هو ابن أبي سعيد. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1831).

وأخرجه أبو داود (1175) عن عيسى بن حمَّاد بهذا الإسناد.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (13566)، والبخاري (1015) و (6093) و (6342) من طريق قَتَادة، عن أنس، به.

وسلف - مختصرًا - برقم (1504) من طريق مالك، عن شريك بن عبد الله، به.

وسيرد - مختصرًا على قوله: "اللهمَّ اسقِنا" - في الرواية التالية من طريق يحيى بن سعيد، عن أنس، به.

قال السِّندي: "وأَجْدَبَ البلادُ" أي: غلَتِ الأسعارُ فيها.

ص: 250

‌10 - باب ذِكْر الدُّعاء

1516 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثني أبو هشام المغيرة بن سلَمة قال: حدَّثني وُهَيب قال: حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد

عن أنس بن مالك، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"اللهمَّ اسْقِنا"

(1)

.

1517 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا المُعْتَمِر قال: سمعتُ عُبيد الله بن عمر - وهو العُمريُّ - عن ثابت

عن أنس قال: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يخطُبُ يومَ الجمعة، فقام إليه النَّاسُ

(2)

فصاحوا، فقالوا: يا نبيَّ الله، قَحِطَ

(3)

المطرُ، وهلكَتِ البهائمُ، فادعُ الله أن يسقِيَنا. قال:"اللهمَّ اسْقِنا، اللهمَّ اسْقِنا" قال: وايمُ الله، ما نرى في السَّماء قَزَعةً من سحاب. قال: فأنشأَتْ سحابةٌ فانتشرَتْ، ثُمَّ إِنَّهَا أَمْطَرَتْ، ونزلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فصلَّى، وانصرفَ النَّاس، فلم تزل تُمطِر

(4)

إلى الجمعة الأخرى، فلمَّا قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يخطُبُ صاحوا إليه، فقالوا: يا نبيَّ الله، تهدَّمَتِ البيوتُ، وتقطَّعتِ السُّبُلُ، فادعُ الله يحبِسْها عنَّا. فتبسَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقال:"اللهمَّ حَوالَينا ولا عَلَينا" فتقشَّعَتْ عن المدينة،

(1)

إسناده صحيح، وُهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي، ويحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1836).

وسلف - مطولًا - في الرواية السابقة من طريق شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس، به.

وينظر ما سلف برقم (1504).

(2)

في (ر) و (م): ناس.

(3)

المثبت من (م) ونسخة في هامش (ك)، وعليه شرح السِّندي، وفي باقي النسخ: قحطت.

(4)

في (م) و (ك): نزل نمطر.

ص: 251

فجعلت تُمْطِرُ حولَها، وما تُمْطِرُ بالمدينة قطرةً، فنظرتُ إلى المدينة وإنَّها لفي مِثْل الإكليل

(1)

.

1518 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال: حَدَّثَنَا إسماعيل بن جعفر قال: حَدَّثَنَا شَريك بن عبد الله

عن أنس بن مالك، أنَّ رجلًا دخلَ المسجدَ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ يخطُبُ، فاستقبلَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قائمًا وقال: يا رسولَ الله، هلكَتِ الأموالُ، وانقطعَتِ السُّبلُ، فادْعُ الله أن يُغيثَنا. فرفعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يدَيه، ثُمَّ قال:"اللهمَّ أغِثْنا، اللهمَّ أغِثْنا" قال أنس: ولا واللهَ

(2)

ما نرى في

(1)

إسناده صحيح، المعتمر: هو ابن سليمان، وثابت: هو ابن أسلم البُناني. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1835).

وأخرجه ابن حبان (2858) من طريق محمد بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1021)، ومسلم (897):(10) من طريقين عن المعتمر، به.

وأخرجه أحمد (13016) و (13867)، والبخاري (932) و (3582)، ومسلم (897)(11)، وأبو داود (1174) من طرق عن ثابت البناني، به، ورواية البخاري الأُولى مختصرة.

وأخرجه البخاري (932) و (3582)، وأبو داود (1174) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، به.

وأخرجه - بنحوه بنحوه -: مسلم: (897): (12) من طريق حفص بن عبيد الله، عن أنس، به.

وسلف - بنحوه - برقم (1504) من طريق شريك بن عبد الله عن أنس، به.

قال السِّندي: قوله: قَحِطَ المطر على بناء الفاعل، أي: احتبس، ورُوي على بناء المفعول: أي: حُبِسَ.

قَزَعة أي: قطعة من غيم. فأنشأت أي: خرجت فتقشَّعَتْ أي: أقلعت وتصدَّعَتْ. وإنَّها، أي: المدينة.

الإكليل: كلُّ شيء دار بين جوانب الشيء، أي: صارت السحابة حول المدينة كالدائرة حول الشيء، فصار كأنَّ المدينة في مثل الدائرة، والله أعلم.

(2)

في (م) ونسخة في هامش (هـ): فوالله.

ص: 252

السَّماء من سحابةٍ ولا قَزَعةٍ، وما

(1)

بينَنا وبينَ سَلْعٍ من بيتٍ ولا دار، فطلعَتْ سحابةٌ مِثْلُ التُّرْس، فلمَّا توسَّطتِ السَّماءَ انتشرَتْ وأمطرَتْ. قال أنس: فلا واللهِ ما رأينا الشَّمسَ سبتًا

(2)

. قال: ثُمَّ دخلَ رجلٌ من ذلك الباب في الجمعة المُقبِلة ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ

(3)

يخطُبُ، فاستقبلَه قائمًا، فقال: يا رسولَ الله، صلَّى الله وسلَّم عليك

(4)

، هلكَتِ الأموالُ، وانقطعَتِ السُّبُلُ، فادْعُ الله أن يُمسِكَها عنَّا. فرفعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يديه، فقال: "اللهمَّ حوالَينا

(5)

ولا علَينا، اللهمَّ على الآكامِ والظِّرابِ، وبطونِ الأودية، ومنابتِ الشَّجر" قال: فأقلعَتْ، وخرَجْنا نمشي في الشَّمس. قال شَريك: سألتُ أنسًا: أهو الرَّجلُ الأَوَّل؟ قال: لا

(6)

.

(1)

في (م): ولا.

(2)

في هامشي (ك) و (هـ): ستًّا، وفي هامش (هـ) أيضًا: سبعًا.

(3)

في (ك) وهامش (هـ): قائمًا.

(4)

عبارة: "صلَّى الله وسلَّم عليك" من (ق) و (ك) ونسخة في (هـ).

(5)

في نسخة في هامشي (ك) و (هـ): حولنا.

(6)

إسناده صحيح، شريك بن عبد الله: هو ابن أبي نَمِر. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1837).

وأخرجه مسلم (897): (8) عن علي بن حجر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1014)، ومسلم (897):(8) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، به.

وأخرجه البخاري (1013)، وابن حبان (992) من طريقين، عن شريك بن عبد الله، به.

وسلف برقم (1515) من طريق سعيد المقبري، ومختصرًا برقم (1504) من طريق مالك، كلاهما عن شريك بن عبد الله، به.

سَلْع: قال السِّندي: جبل بالمدينة معروف. مِثْلُ التُّرْس: الظاهر أنَّ التشبيه في القَدْر، وهو المناسب لقوله: فلمَّا توسَّطتِ السماءَ انتشرَتْ. سَبْتًا أي: أسبوعًا، وكأنَّ اليهود تُسمِّي =

ص: 253

‌11 - باب الصَّلاة بعد الدُّعاء

1519 -

قال

(1)

الحارث بن مسكين - قراءةً عليه وأنا أسمع - عن ابن وَهْب، عن ابن أبي ذئب ويونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبَّاد بن تميم

أنَّه سمع عمَّه - وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومًا يستسقي، فحوَّلَ إلى النَّاس ظهرَه يدعو الله، ويستقبِلُ القِبلةَ، وحوَّل رداءَه، ثُمَّ صلَّى ركعتين. قال ابن أبي ذئب في الحديث: وقرأَ فيهما

(2)

.

‌12 - باب كم صلاة الاستسقاء؟

1520 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن يحيى، عن أبي بكر بن محمد، عن عبَّاد بن تميم

= الأسبوع سبتًا باسم أعظم أيامه عندهم، فتبعهم الأنصارُ في هذا الاصطلاح، كما أنَّ المسلمين سمَّوا الأسبوع جمعةً لذلك. "الظّراب" جمع ظَرِب - بفتح فكسر، وقد تُسكَّن -: هو الجبل المنبسط ليس العالي.

(1)

في هامشي (ك) و (هـ): حَدَّثَنَا.

(2)

إسناده صحيح، ابن وهب: هو عبد الله المصري، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهْري. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1823).

وأخرجه مسلم (894): (4)، وأبو داود (1162)، وابن حبان (2866) من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد. لكن رواية مسلم من طريق يونس وحده.

وسلف برقم (1509) من طريق الوليد بن مسلم، وسيأتي برقم (1522) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن ابن أبي ذئب، به.

وينظر ما سلف برقم (1505).

ص: 254

عن عبد الله بن زيد، أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خرج يستسقي، فصلى ركعتين، واستقبلَ القِبلة

(1)

.

‌13 - باب كيف صلاة الاستسقاء

1521 -

أخبرنا محمود بن غَيْلان قال: حدَّثنا وكيع قال: حَدَّثَنَا سفيان، عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة، عن أبيه قال:

أرسلني أميرٌ من الأُمراء إلى ابن عبَّاس أسألُه عن الاستسقاء، فقال ابن عبَّاس: ما منَعَه أن يسألَني؟ خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم متواضعًا مُتبذِّلًا، مُتخشِّعًا، مُتضرِّعًا، فصلَّى ركعتين كما يُصلِّى في العيدين، ولم

(2)

يخطُبْ خُطبتَكم

(3)

هذه

(4)

.

(1)

إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطَّان، ويحيى الثاني: هو ابن سعيد بن قيس الأنصاري، وأبو بكر بن محمد: هو ابن عمرو بن حزم الأنصاري. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1838).

وأخرجه أحمد (16432)، والمصنِّف في "الكبرى"(1827) عن محمد بن بشار، كلاهما عن يحيى القطَّان، بهذا الإسناد. بلفظ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم استسقى فقلَب - أو حوَّل - رداءه.

وأخرجه أحمد (16448) من طريق سفيان الثوري، والبخاري (1028) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، ومسلم (894):(3)، وأبو داود (1166) من طريق سليمان بن بلال، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. وذكروا تحويل الرداء، ولم يذكروا أنَّه صلَّى ركعتين.

وينظر ما سلف برقم (1505).

(2)

في (م) وهامش (هـ): فلم.

(3)

في (ر) وهامشي (ك) و (هـ): كخطبتكم.

(4)

إسناده حسن من أجل هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة. وكيع: هو ابن الجرَّاح الرُّؤاسي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1839).

وأخرجه الترمذي (559) عن محمود بن غيلان، بهذا الإسناد، وقال: حديث حسن صحيح. =

ص: 255

‌14 - باب الجهر بالقراءة في صلاة الاستسقاء

1522 -

أخبرنا محمد بن رافع قال: حَدَّثَنَا يحيى بن آدم قال: حَدَّثَنَا سفيان، عن ابن أبي ذئب، عن الزُّهْري، عن عبَّاد بن تميم

عن عمِّه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرجَ فاستسقى، فصلَّى

(1)

ركعتين جهرَ فيهما بالقراءة

(2)

.

‌15 - باب القول عند المطر

1523 -

أخبرنا محمد بن منصور قال: حدَّثنا سفيان بن عُيينة

(3)

، عن مِسْعَر، عن المِقدام بن شُرَيح، عن أبيه

عن عائشة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أُمطِرَ

(4)

قال: "اللهمَّ اجعَلْه صَيِّبًا

(5)

نافعًا"

(6)

.

= وأخرجه أحمد (2039) و (3331)، وابن ماجه (1266) من طريق وكيع، به.

وسلف مختصرًا برقم (1506).

(1)

في (م) وهامش (هـ): وصلى.

(2)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن سعيد الثوري، وهو مختصر الحديث (1509). وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1840).

وأخرجه ابن حبان (2864) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وينظر ما سلف برقم (1519).

(3)

قوله: "بن عيينة" من هامش (ك).

(4)

في (م): مُطِر، وفي هامش (هـ): مُطِرنا.

(5)

في (م) ونسخة في هامشي (ك) و (هـ): سيبًا. والسَّيْب: هو العطاء. قاله ابن الأثير في "النهاية".

(6)

إسناده صحيح، مِسْعَر: هو ابن كِدام. وشُريح والد المقدام: هو ابن هانئ. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1841). =

ص: 256

‌16 - باب كراهية الاستمطار بالكوكب

(1)

1524 -

أخبرنا عَمرو بن سَوَّاد بن الأسود بن عمرو قال: أخبرنا ابن وَهْب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل: ما أنعمتُ على عبادي من نعمةٍ إلَّا أصبحَ فريقٌ منهم بها كافرين، يقولون: الكوكبُ وبالكوكبِ"

(2)

.

= وأخرجه ابن حبان (994) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه - مطولًا - أحمد (24144) عن عبدة بن سليمان، عن مسعر، به.

وأخرجه - بتمامه ومطولًا - أحمد (25065) و (25864)، وأبو داود (5099)، والمصنِّف في "الكبرى"(1842) و (1843) و (10684) و (10685)، وابن ماجه (3889)، وابن حبان (1006) من طرق عن المقدام بن شريح، به.

وأخرجه أحمد (24589) و (24590) و (24877) و (24973) و (25336)، والبخاري (1032)، والمصنف في "الكبرى"(10687) و (10688) و (10689) و (10690) و (10691) و (10692)، وابن حبان (993) من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة، به.

قوله: "صَيِّبًا" أي منهمرًا متدفِّقًا. "اللسان"(صوب).

(1)

في (ر) و (م) وهامشي (ك) و (هـ): بالكواكب.

(2)

إسناده صحيح، ابن وهب: هو عبد الله المصري، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهْري. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1848).

وأخرجه مسلم (72) عن عمرو بن سواد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (8739)، ومسلم (72) من طرق عن ابن وهب، به.

وأخرجه أحمد (8811) من طريق رشدين بن سعد، عن يونس، به.

وأخرجه أحمد (9463) و (10800)، ومسلم (72) من طرق عن أبي هريرة، به.

وأورد الدارقطني في "العلل" 11/ 49 رواية الزُّهْري هذه، ثم قال: رواه صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، عن زيد بن عن زيد بن خالد، وهو الصواب!.

وحديث زيد بن خالد سيأتي في الرواية التالية.

ص: 257

1525 -

أخبرنا قُتيبة قال: حَدَّثَنَا سفيان، عن صالح بن كَيْسان، عن عُبيد الله بن عبد الله

عن زيد بن خالد الجُهَنيّ قال: مُطِرَ النَّاسُ على عهد النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"ألم تسمعوا ماذا قال ربُّكم اللَّيلة؟ قال: ما أنعمتُ على عبادي من نعمةٍ إلَّا أصبحَ طائفةٌ منهم بها كافرين، يقولون: مُطِرْنا بِنَوءِ كذا وكذا، فَأَمَّا مَنْ آمَنَ بي وحَمِدَني على سُقيايَ، فذاكَ الَّذِي آمَنَ بي وكفَرَ بالكوكب، ومن قال: مُطِرْنا بِنَوءِ كذا وكذا فذاكَ الَّذي كفَرَ بي وآمَنَ بالكوكب"

(1)

.

1526 -

أخبرنا عبد الجبَّار بن العلاء، عن سفيان، عن عمرو، عن عتَّاب بن حُنَين

عن أبي سعيد الخدريِّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أمسكَ اللهُ عز وجل المَطَرَ

(2)

عن عبادِه خمسَ سنين، ثُمَّ أرسلَه، لأصبحَتْ

(3)

طائفةٌ من النَّاس كافرين، يقولون: سُقِينا بِنَوءِ المِجْدَح"

(4)

.

(1)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، وسفيان: هو ابن عُيينة. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1847).

وأخرجه أحمد (17049)، والبخاري (7503) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (17035) و (17061)، والبخاري (846) و (1038) و (4147)، والمصنِّف في "الكبرى"(1846)، وابن حبان (188) و (6132) من طرق عن صالح بن كيسان، به.

وينظر حديث أبي هريرة السابق.

قال السِّندي: قوله: "بِنَوء كذا وكذا" يريدون به بعض الكواكب، وهذا فيمن يرى أنَّ الكوكب هو المؤثِّر، وأمَّا من يراه علامةً ويرى المؤثِّر هو الله تعالى فليس من الكافرين، لكن مع ذلك الاحتراز عن هذه الكلمة أولى.

(2)

في (م) وهامشي (ك) و (هـ): القَطْر.

(3)

في (م): لأصبح.

(4)

حديث حسن بهذا السياق، ورجال إسناده ثقات، غير عتَّاب بن حُنين، فقد روى عنه =

ص: 258

‌17 - باب مَسْألَة الإمام رفع المطر إذا خاف ضرره

(1)

1527 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال: حَدَّثَنَا إسماعيل قال: حَدَّثَنَا حُمَيد

عن أنس قال: فَحَط المطرُ عامًا، فقامَ بعضُ المسلمين إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في يومِ جُمعةٍ، فقال: يا رسولَ الله، قَحَط المطرُ، وأجدبَتِ الأرضُ

(2)

، وهلكَ المالُ. قال: فرفعَ يدَيه

(3)

وما نرى في السَّماء سحابةً، فمدَّ يدَيه حتَّى رأيتُ بياض إِبْطَيه يستسقي الله عز وجل. قال: فما صلَّينا الجمعةَ حتَّى أهمَّ الشَّابَّ القريبَ الدَّارِ الرُّجوع

(4)

إلى أهلِه، فدامَتْ جمعةً، فلمَّا كانت الجمعةُ الَّتى تَلِيها، قالوا: يا رسولَ الله، تهدَّمَتِ البيوتُ، واحتبسَ الرُّكبانُ. قال: فتبسَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

(5)

لسُرعة مَلالةِ ابن آدم، وقال

= اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال سفيان: لا أدري من عتَّاب. عمرو: هو ابن دينار. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1849).

وأخرجه أحمد (11042)، وابن حبان (6130) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وفيهما: "سبع" بدل: "خمس".

وأخرجه المصنِّف في "الكبرى"(10696) من طريق حمَّاد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، به. وفيه: عشر، بدل: خمس.

وسلف في الباب حديث أبي هريرة برقم (1524)، وحديث زيد بن خالد برقم (1525)، وتنظر بقية أحاديث الباب في "مسند" أحمد (11042).

قال السِّنْدي: "بنوء المِجْدَح": هو نجمٌ من النُّجوم الدالَّة على المطر عند العرب.

(1)

في هامش (هـ): ضررًا، وفي هامش (ك): هل يُسأل الإمام رفع المطر إذا خيف ضرره.

(2)

في نسخة بهامش (هـ): البلاد.

(3)

في (ر) ونسخة في هامشي (ك) و (هـ): يده.

(4)

في نسخة بهامش (هـ): أن يرجع.

(5)

قوله: "رسول الله صلى الله عليه وسلم " من (ق) و (ر).

ص: 259

بيدَيه

(1)

: "اللهمَّ حوالَينا ولا علَينا" فتكشَّطَتْ

(2)

عن المدينة

(3)

.

‌18 - باب رفع الإمام يدَيه عند مَسْألَة إمساك المطر

1528 -

أخبرنا محمود بن خالد قال: حَدَّثَنَا الوليد بن مسلم قال: أخبرنا أبو عمرو الأوزاعيُّ، عن إسحاق بن عبد الله

عن أنس بن مالك قال: أصابَ النَّاس سَنَةٌ على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينَا رسولُ الله يخطُبُ على المنبرِ يومَ الجمعة، فقام أعرابيٌّ فقال: يا رسولَ الله، هلكَ المالُ، وجاعَ العِيالُ، فادعُ الله لنا. فرفعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يدَيه، وما نرى في السَّماء قَزَعةً، والَّذي نفسي بيده، ما وضعَها حتَّى ثارَ سحابٌ

(4)

أمثالُ الجبال، ثُمَّ لم ينزِلُ عن منبرِه حتَّى رأيتُ المطرَ يتحادَرُ على لِحيتِه، فمُطِرْنا يومَنا ذلك ومن الغد، والَّذي يليه حتَّى الجمعةِ الأخرى، فقامَ ذلك الأعرابيُّ - أو قال: غيرُه - فقال: يا رسولَ الله، تهدَّمَ البناءُ، وغَرِقَ المالُ، فادعُ الله لنا. فرفعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يدَيه فقال:

(1)

في (م): بيده.

(2)

في (ر) ونسخة في هامش (هـ): فتكشفت.

(3)

إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مِقْسَم الأسدي المعروف بابن عُليَّة، وحُميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1851).

وأخرجه ابن حبان (2859) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (12019) و (12949) من طريقين عن حميد، به.

وسلف - بنحوه - برقم (1504) من طريق شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس، به.

وينظر ما بعده.

قال السِّندي: فتكشَّطت، أي: تكشَّفت.

(4)

في (م) وهامشي (ك) و (هـ): السَّحاب.

ص: 260

اللهمَّ حوالَينا ولا علَينا" فما يشيرُ بيَدِه

(1)

إلى ناحيةٍ من السَّحاب

(2)

إِلَّا انفرجَتْ

(3)

حتَّى صارَتِ المدينةُ مِثْلَ الجَوْبَة، وسال الوادي، ولم يجِئْ أحدٌ من ناحيةٍ إلَّا أخبرَ بالجَوْد

(4)

.

آخر كتاب الاستسقاء

* * *

(1)

في (ر) وهامش (هـ): يديه.

(2)

في (ر): المسجد.

(3)

في نسخة في هامشي (ك) و (هـ): تفرجت.

(4)

إسناده صحيح، الوليد: هو ابن مسلم، وهو يدلِّس ويُسوِّي، لكنَّه صرَّح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد في رواية البخاري، فانتفت شبهة تدليسه وقد تُوبعَ أيضًا، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وإسحاق بن عبد الله: هو ابن أبي طلحة الأنصاري. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1852).

وأخرجه البخاري (933)، ومسلم (897):(9) من طريقين عن الوليد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (13693)، والبخاري (1018) و (1033) من طريقين عن الأوزاعي، به.

وسلف - بنحوه - برقم (1504) من طريق شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس، به.

وينظر ما قبله.

وقوله: مِثْل الجَوْبة، قال السِّندي: هي الحفرة المستديرة الواسعة، والمراد هاهنا: الفرجة في السَّحاب.

والجَوْد: المطر الواسع.

ص: 261

‌17 - كتاب صلاة الخوف

1529 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حَدَّثَنَا وكيع قال: حَدَّثَنَا سفيان، عن الأشعث بن أبي الشعثاء، عن الأسود بن هلال، عن ثعلبة بن زَهْدَم قال:

كُنَّا مع سعيد بن العاص بطَبَرِسْتان، ومعنا حذيفة بن اليمان، فقال:

أيُّكم صلَّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟ فقال حذيفةُ: أنا، فوصَفَ، فقال: صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ الخوف بطائفةٍ ركعةً، صَفٍّ خَلْفَه، وطائفةٍ أخرى بينَه وبين العدوّ، فصلَّى بالطَّائفة الَّتي تليه ركعةً، ثُمَّ نَكَصَ

(1)

هؤلاءِ إلى مصافِّ أولئك، وجاءَ أولئكَ فصلَّى بهم ركعةً

(2)

.

1530 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حَدَّثَنَا يحيى قال: حَدَّثَنَا سفيان قال: حدَّثني أشعث بن سُلَيم، عن الأسود بن هلال، عن ثعلبة بن زَهْدَم قال:

كنا مع سعيد بن العاص بطَبَرِسْتان، فقال: أيُّكم صلَّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟ فقال حذيفةُ: أنا، فقامَ حذيفةُ فَصَفَّ النَّاسِ خلفَه صفَّين،

(1)

في (م) و (ق): ركض.

(2)

إسناده صحيح، وكيع: هو ابن الجرَّاح الرُّؤاسي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1930).

وأخرجه أحمد (23268) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد - أيضًا - (23389) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه أحمد - بألفاظ مختلفة - (23352) من طريق مُخْمِل بن دِماث، و (23433) من طريق رجل، و (23454) من طريق سُليم بن عبد السَّلولي، ثلاثتهم عن حذيفة، به.

وسيرد في الرواية التالية.

وقوله: ثمَّ نكصَ قال السِّندي: أي: تأخَّر.

إلى مصافِّ: جمع مصفٍّ، أي: إلى محالٍّ هم صفُّوا فيها للعدو، وظاهره أنَّه اقتصر على ركعة، والرواية الثانية أظهر في هذا المعنى؛ لقوله: ولم يقضوا، أي: الركعة الثانية، إلَّا أن يُحمَل على أنَّ المراد أنَّهم ما أعادوا حالة الأمن ما صلُّوا في الخوف، والله أعلم.

ص: 262

صفًّا خلفَه وصفًّا موازي العدوّ، فصلَّى بالذي

(1)

خلفَه ركعةً، ثُمَّ انصرفَ هؤلاء إلى مكان هؤلاء، وجاء أولئك فصلَّى بهم ركعةً، ولم يَقْضُوا

(2)

.

1531 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حَدَّثَنَا يحيى قال: حَدَّثَنَا سفيان قال: حدَّثني الرُّكين بن الرَّبيع، عن القاسم بن حسَّان

عن زيد بن ثابت، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ صلاة حذيفة

(3)

.

1532 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد

(4)

قال: حَدَّثَنَا أبو عوانة، عن بُكَير بن الأخنس، عن مجاهد

عن ابن عبَّاس قال: فَرضَ اللهُ الصَّلاةَ على لسان نبيِّكم صلى الله عليه وسلم في الحضَرِ أربعًا، وفي السَّفَرِ ركعتين، وفي الخوفِ ركعةً

(5)

.

(1)

في (ر) و (م) و (ق) ونسخة بهامش (هـ): بالذين.

(2)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، وسفيان: هو الثوري. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1931).

وأخرجه أبو داود (1246)، وابن حبان (1452) و (2425) من طريقين عن يحيى القطَّان، بهذا الإسناد.

وسلف في الذي قبله.

قال السِّندي: موازي العدو، أي: مقابله.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل القاسم بن حسان، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثَّقه أحمد بن صالح فيما نقله عنه ابن شاهين في "الثقات" ص 267. يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1932).

وأخرجه ابن حبان (2870) من طريق بشر بن السري، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

ويشهد له حديث حذيفة السالف في الروايتين السابقتين، وحديث ابن عباس الآتي برقم (1533)، وغيرهما.

(4)

قوله: "بن سعيد" من (م).

(5)

إسناده صحيح، أبو عَوَانة: هو الوَضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري، ومجاهد: هو ابن جَبْر.

وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1933). =

ص: 263

1533 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد، عن سفيان قال: حدَّثني أبو بكر بن أبي الجَهْم، عن عُبيد الله بن عبد الله

عن ابن عبَّاس، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى بذي قَرَد، وصفَ النَّاسَ خلفَه صفَّين، صفًّا خلفَه وصفًّا مُوازي العدوّ، فصلّى بالَّذين

(1)

خلفَه ركعةً، ثُمَّ انصرفَ هؤلاء إلى مكان هؤلاء، وجاء أولئك فصلَّى بهم ركعةً، ولم يَقْضوا

(2)

.

1534 -

أخبرني عَمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، عن محمد، عن الزُّبيديّ، عن الزُّهْريّ، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة

أنَّ عبد الله بن عبَّاس قال: قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقام النَّاسُ معه، فكبَّرَ وكبَّروا، ثُمَّ ركَعَ وركَعَ أُناسٌ منهم

(3)

، ثُمَّ سجدَ وسجدوا، ثُمَّ قامَ إلى الرَّكعة الثَّانية، فتأخَّر الَّذين سجدوا معه وحرسوا إخوانهم، وأتَتِ الطَّائفةُ الأخرى فركعوا مع النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وسجدوا والنَّاس كلُّهم في صلاةٍ يُكبِّرون،

= وأخرجه مسلم (687): (5)، وابن حبان (2868) من طريق قُتيبة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (456).

(1)

في (هـ): بالذي.

(2)

إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطَّان. وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (520) و (1934).

وأخرجه ابن حبان (2871) من طريق محمد بن بشار، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (2063) و (3364) و (21592) و (23267) من طريقين عن سفيان الثوري، به.

وينظر ما قبله.

وسيرد - بنحوه - في الرواية التالية من طريق الزُّهْري عن عبيد الله بن عبد الله، به.

وسيرد - بنحوه - في الرواية (1535) من طريق عكرمة، عن ابن عباس، به.

(3)

قبلها في (ر) و (م) وهامش (ك) زيادة: معه.

ص: 264

ولكِنْ يَحْرُسُ بعضُهم بعضًا

(1)

.

1535 -

أخبرنا عُبيد الله بن سعد بن إبراهيم قال: حَدَّثَنَا عمي قال: حَدَّثَنَا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدَّثني داود بن الحُصَين، عن عكرمة

عن ابن عبّاس قال: ما كانَتْ صلاةُ الخوف إِلَّا سجدتين

(2)

كصلاةِ أحراسِكم هؤلاء اليومَ خَلْفَ أئمَّتِكُم هؤلاء، إلَّا أنَّها كانت عُقبًا، قامَتْ طائفةٌ منهم وهم جميعًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسجدَتْ معه طائفةٌ منهم

(3)

، ثُمَّ قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقاموا معه جميعًا، ثُمَّ ركَعَ وركعوا معه جميعًا، ثُمَّ سجدَ فسجد معه الَّذين كانوا قيامًا أوَّلَ مرَّة، فلمَّا جلسَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والَّذين سجدوا معه في آخر صلاتهم سجدَ الَّذين كانوا قيامًا لأنفسهم، ثُمَّ جلسوا، فجمعَهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالتَّسليم

(4)

.

(1)

إسناده صحيح، محمد: هو ابن حرب الحمصي، والزُّبيدي: هو محمد بن الوليد بن عامر، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1935).

وأخرجه البخاري (944)، وابن حبان (2880) من طريقين عن محمد بن حرب، بهذا الإسناد.

وينظر ما قبله وما بعده.

(2)

كلمة "سجدتين" ليست في (ك) و (ق).

(3)

كلمة "منهم" ليست في (ر) و (ق).

(4)

إسناده حسن، ابن إسحاق: هو محمد، وهو صدوق مدلِّس، لكنَّه صرّح بالتحديث في هذا الإسناد، فانتفت شبهة تدليسه، وعمُّ عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد، وعكرمة: هو مولى ابن عباس. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1936).

وأخرجه أحمد (2382) عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وسلف - بنحوه - في الروايتين السابقتين من طريق عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، به.

قال السِّندي: قوله: إلا أنَّها كانت عُقَبًا، أي: تسجد طائفةٌ بعد طائفة، فهم يتعاقبون =

ص: 265

1536 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حَدَّثَنَا يحيى قال: حَدَّثَنَا شعبة، عن عبد الرَّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن صالح بن خَوَّات

عن سهل بن أبي حَثْمة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى بهم صلاة الخوف، فصفَّ صفًّا خلفه وصفًا مصافُّو

(1)

العدوّ، فصلَّى بهم ركعةً، ثُمَّ ذهبَ هؤلاء، وجاء أولئك، فصلَّى بهم ركعةً، ثُمَّ قاموا، فقضوا ركعةً ركعةً

(2)

.

1537 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد

(3)

، عن مالك، عن يزيد بن رومان عن صالح بن خَوَّات

عمَّن صلَّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذات الرِّقاع صلاة الخوف، أنَّ طائفةً صفَّتْ معه، وطائفةٌ وُجاهَ العدوّ، فصلَّى بالَّذين معه ركعةً، ثُمَّ ثبت قائمًا، وأتمُّوا لأنفسهم، ثُمَّ انصرفوا، فصفُّوا وُجاهَ العدوّ، وجاءتِ الطَّائفةُ الأخرى، فصلَّى بهم الرَّكعة الَّتي بقِيَتْ من صلاتِه، ثُمَّ ثبَتَ جالسًا، وأتمُّوا

= السجود تعاقُب الغُزاة.

(1)

في هامش (ك): مصافي.

(2)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، والقاسم والد عبد الرحمن: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1937).

وأخرجه البخاري بإثر الحديث (4131)، والترمذي (566)، وابن ماجه (1259) من طريق يحيى القطَّان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (15710) و (15712)، ومسلم (841)، وأبو داود (1237)، وابن حبان (2886) من طرق عن شعبة، به.

وسيرد برقم (1553) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خوَّات، عن سهل بن أبي حثمة موقوفًا عليه.

وسيرد في الرواية التالية من طريق يزيد بن رومان، عن صالح بن خوَّات، عمَّن صلَّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(3)

قوله: "بن سعيد" من (م) و (ر).

ص: 266

لأنفسهم، ثُمَّ سلَّمَ بهم

(1)

.

1538 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود، عن يزيد بن زُرَيع قال: حدَّثنا مَعْمَر، عن الزُّهْريّ، عن سالم

عن أبيه، أنَّ رسولَ الله صلَّى بإحدى الطَّائفتين ركعةً، والطَّائفةُ الأخرى مواجهةُ العدوّ، ثُمَّ انطلقوا، فقاموا في مَقامِ أولئك، وجاءَ أولئك، فصلّى بهم ركعةً أخرى، ثُمَّ سلَّمَ عليهم، فقامَ هؤلاءِ، فقَضَوا رَكعتَهم، وقامَ هؤلاءِ، فقَضَوا رَكعتَهم

(2)

.

(1)

إسناده صحيح. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1938).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 183، ومن طريقه أخرجه أحمد (23136) والبخاري (4129)، ومسلم (842)، وأبو داود (1238).

وسلف في الرواية السابقة من طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه القاسم بن محمد، عن صالح بن خوَّات، عن سهل بن أبي حثمة مرفوعًا.

(2)

إسناده صحيح، معمر: هو ابن راشد البصري، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1941).

وأخرجه البخاري (4133)، وأبو داود (1243)، والترمذي (546) من طريقين عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (6351)، ومسلم (839):(305)، وابن حبان (2879) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به.

وأخرجه أحمد (6377) من طريق ابن جريج، ومسلم (839):(305) من طريق فليح بن سليمان، كلاهما عن الزُّهْري، به.

وسيرد في الرواية التالية من طريق شعيب، عن الزُّهْري، به.

وسيرد برقم (1540) من طريق سعيد بن عبد العزيز، وبرقم (1541) من طريقي العلاء وأبي أيوب، ثلاثتهم عن الزُّهْري، عن ابن عمر، به. لم يذكروا سالمًا في الإسناد.

وسيرد برقم (1541) من طريق نافع، عن ابن عمر، به.

ص: 267

1539 -

أخبرني كثير بن عُبيد، عن بقيَّة، عن شعيب قال: حدَّثني الزُّهْريُّ قال: حدَّثني سالم بن عبد الله

عن أبيه قال: غزَوْتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قِبَلَ نَجْدٍ، فوازَيْنا العدوَّ وصاففناهم

(1)

، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي بِنا، فقامَتْ طائفةٌ مِنَّا معه، وأقبلَ

(2)

طائفةٌ على العدوِّ، فركعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وَمَنْ معَه ركعةً وسجدَتين

(3)

، ثُمَّ انصرفوا، فكانوا مكانَ أولئك الَّذين لم يُصَلُّوا، وجاءتِ الطائفةُ الَّتي لم تُصَلِّ، فركَعَ بهم ركعة وسجدتين، ثُمَّ سَلَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقام كلُّ رجلٍ من المسلمين فركَعَ لنفسه ركعةً وسجدتين

(4)

.

1540 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الرَّحيم البَرْقيُّ، عن عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا سعيد بن عبد العزيز، عن الزُّهْريِّ قال:

كان عبدُ الله بن عمر يُحدِّث أنَّه صلَّى صلاةَ الخوف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: كبَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وصَفَ وراءه

(5)

طائفةٌ مِنَّا، وأقبلَتْ طائفةٌ على العدوِّ، فركَعَ بهم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ركعةً وسجدتين، ثُمَّ انصرفوا، وأقبلوا على العدوِّ،

(1)

في (ر) وهامش (هـ): وصففناهم.

(2)

في (م) و (ق) ونسخة بهامش (ك): وأقبلت.

(3)

في (هـ): وسجد سجدتين.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، غير بقيَّة - وهو ابن الوليد - وهو ضعيف مدلِّس، لكنَّه توبع. شعيب: هو ابن أبي حمزة الأموي. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1942).

وأخرجه أحمد (6378)، والبخاري (942) و (4132) من طريق أبي اليمان، عن شعيب، بهذا الإسناد.

وسلف - بمعناه - في الرواية السابقة من طريق معمر، عن الزُّهْري، به.

(5)

في (هـ) و (ك): خلفه.

ص: 268

وجاءتِ الطَّائفةُ الأخرى فصَلَّوا مع النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ففعلَ مِثْلَ ذلك، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ قامَ كلُّ رجلٍ من الطَّائفتين فصلَّى لنفسِه ركعةً وسجدتين

(1)

.

1541 -

أخبرني عِمران بن بكَّار قال: حَدَّثَنَا محمد بن المبارك قال: حَدَّثَنَا الهيثم بن حُميد، عن العلاء وأبي أيوب، عن الزُّهْريّ

عن عبد الله بن عمر قال: صلَّى رسولُ الله رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ الخوف؛ قامَ فكبَّر، فصلَى خلفَه طائفةٌ مِنَّا وطائفةٌ مواجِهَةُ العدوِّ، فركَعَ بهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ركعةً، وسجَدَ سجدَتين، ثُمَّ انصرفوا ولم يُسلِّموا، وأقبلوا على العدوِّ، فصفُّوا مكانَهم، وجاءتِ الطَّائفةُ الأخرى، فصفُّوا

(2)

خلفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلَّى بهم ركعةً وسجدَتين، ثُمَّ سلَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقد أتَمَّ ركعتين وأربعَ سَجَدات، ثُمَّ قامتِ الطَّائفتان، فصلَّى كلُّ إنسانٍ منهم لنفسه ركعةً وسجدَتين

(3)

.

قال أبو بكر بن السُّنِّيِّ: الزُّهريُّ سمع من ابن عمر حديثين، ولم يسمَعْ هذا منه.

1542 -

أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال: حَدَّثَنَا يحيى بن آدم، عن سفيان، عن موسى بن عُقبة، عن نافع

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الزُّهري - وهو محمد بن مسلم بن شهاب - لم يسمع هذا الحديث من ابن عمر، بينهما سالم بن عبد الله كما في الروايتين السابقتين. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1939).

(2)

في (ر) ونسخة في هامش (هـ): فصلوا.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. العلاء: هو ابن الحارث بن عبد الوارث الحضرمي، وأبو أيوب: هو الشامي صاحب الزُّهْري، وهو مجهول.

وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1940).

ص: 269

عن ابن عمر قال: صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف في بعض أيَّامه، فقامَتْ طائفةٌ معه، وطائفةٌ بإزاء العدوَّ، فصلَّى بالَّذين معه ركعةً، ثُمَّ ذهبوا، وجاءَ الآخرون، فصلَّى بهم ركعةً، ثُمَّ قضَتِ الطَّائفتان ركعةً ركعةً

(1)

.

1543 -

أخبرني عُبيد الله بن فَضالة بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد المقرئ. ح: وأخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد قال: حَدَّثَنَا أبي قال: حدَّثنا حَيْوة - وذكر آخر - قالا: حَدَّثَنَا أبو الأسود، أنَّه سمع عروة بن الزبير يُحدِّث، عن مروان بن الحكم

أنه سألَ أبا هريرة: هل صلَّيتَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟ فقال أبو هريرة نعم. قال: متى؟ قال: عامَ غزوة نجد؛ قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العصر، وقامَتْ معه طائفةٌ، وطائفةٌ أخرى مُقابِلَ العَدُوِّ، وظهورُهم إلى القبلة، فكبَّرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فكبَّروا جميعًا؛ الَّذين معه والَّذين يُقابلون العَدُوَّ، ثُمَّ ركعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ركعةً واحدةً، وركعَتْ معه الطَّائفةُ الَّتِي تَلِيه، ثُمَّ سجدَ، وسجدَتِ الطَّائفةُ الَّتي تَلِيه، والآخرون قيامٌ مُقابِلَ العَدُوِّ، ثُمَّ قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقامَتِ الطَّائفةُ الَّتِي معه، فذهبوا إلى العَدُوِّ فقابلوهم، وأقبلَتِ الطَّائفةُ الَّتي كانت مُقابِلَ

(2)

العَدُوِّ، فركَعوا وسجَدوا، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ كما هو، ثُمَّ قاموا

(3)

، فركَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ركعةً أخرى، وركعوا معه، وسجَدَ، وسجَدوا معه. ثُمَّ أَقبلَتِ الطَّائفةُ الَّتِي كانت

(1)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السُّنن الكبرى"(1943).

وأخرجه أحمد (6431)، ومسلم (839):(306) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (6159)، والبخاري (4535)، وابن ماجه (1258) من طرق عن نافع، به.

وتنظر الأحاديث الأربعة السابقة.

(2)

في (م) و (هـ) وهامش (ك): مقابلة.

(3)

في (ق) و (ر) و (ك) وهامش (هـ): قام، وفي هامش (ك): قاموا.

ص: 270

مُقابِلَ العَدُوِّ، فركَعوا وسجَدوا، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قاعدٌ ومَنْ معَه، ثُمَّ كَانَ السَّلامُ، فسلَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وسلَّموا جميعًا، فكان لِرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان، ولكُلِّ رجلٍ من الطَّائفتين ركعتان ركعتان

(1)

.

1544 -

أخبرنا العبَّاس بن عبد العظيم قال: حدَّثني عبد الصَّمد بن عبد الوارث قال: حدَّثني سعيد بن عُبيد الهُنَائيُّ قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن شَقيق قال:

حدَّثنا أبو هريرة قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نازلًا بين ضَجْنانَ وعُسْفانَ مُحاصِرَ المشركين، فقال المشركون: إنَّ لهؤلاء صلاةً هي أحبُّ

(2)

إليهم من أبنائهم وأبكارهم، أجمِعوا أمرَكم، ثُمَّ مِيلُوا عليهم ميلةً واحدةً، فجاءَ جبريلُ عليه السلام، فأمرَه أن يقسِمَ أصحابَه نِصْفَين، فيُصلِّي

(3)

بطائفةٍ منهم، وطائفةٌ مُقْبِلون على عَدُوِّهم قد أخذوا حِذْرَهم وأسلِحَتَهم، فيُصلِّي

(1)

إسناده صحيح من جهة حَيْوة: وهو ابن شُرَيح، وأبو الأسود: هو يتيم عروة، واسمه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1944).

وأخرجه أحمد (8260)، وأبو داود (1240) عن الحسن بن علي، كلاهما عن عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد. وسمَّيا الرجلَ ابنَ لهيعة. ووقع في آخر الحديث عند أبي داود: ولكل رجلٍ من الطائفتين ركعة ركعة. قال البيهقي في "السُّنن" 3/ 264: والصواب: ولكل رجلٍ من الطائفتين ركعتان ركعتان

ثم قال: ولعله أراد: ركعة ركعة مع الإمام.

وأخرجه - بمعناه ولم يسُقْ تمام لفظه - أبو داود (1241) من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن الأسود، عن عروة بن الزبير، عن أبي هريرة، به.

وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم بإثر الحديث (4137)، عن أبي هريرة.

وأخرجه - بمعناه أيضًا - ابن حبان (2878) من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، بمثل إسناد سابقه.

وتنظر الرواية التالية.

(2)

في هامش (ك): أهم.

(3)

في (م) و (ك): فصلى.

ص: 271

بهم ركعةً، ثُمَّ يتأخَّرُ هؤلاء، ويتقدَّم أولئك، فيُصلِّي بهم ركعةً تكونُ لهم مع النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ركعةً ركعةً، وللنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ركعتان

(1)

.

1545 -

أخبرنا إبراهيم بن الحسن، عن حجَّاج بن محمد، عن شعبة، عن الحكم، عن يزيد الفقير

عن جابر بن عبد الله أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى بهم صلاةَ الخوف، فقامَ صفٌّ بين يديه وصفٌّ خلفَه؛ صلَّى بالَّذين خلفَه ركعةً وسجدَتين، ثُمَّ تقدَّمَ هؤلاء حتَّى قاموا في مَقامَ أصحابِهم، وجاءَ أولئك فقاموا مَقامَ هؤلاء، وصلَّى بهم رسولُ الله ركعةً وسجدَتين، ثُمَّ سلَّمَ، فكانت

(2)

للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ركعتان، ولهم ركعةً

(3)

.

(1)

إسناده جيد، سعيد بن عُبيد الهُنائي روى له الترمذي والنسائي، وهو لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1945).

وأخرجه أحمد (10765)، والترمذي (3035)، وابن حبان (2872) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة.

وتنظر الرواية السابقة.

و "الأبكار" جمع بِكْر، والمرادُ به هنا أولُ ولد الأبَوين.

و "ضَجْنان": جبلٌ على الطريق من مكة إلى المدينة، يبعد عن مكة خمسين كيلومترًا تقريبًا.

و "عُسفان": موضعٌ يبعد عن مكة ثمانية وثمانين كيلومترًا تقريبًا.

قال السِّندي: قوله: "أجمعوا أمرَكم" من الإجماع، أي: اعزِموا عليه.

(2)

في هامش (هـ): فكان.

(3)

إسناده صحيح، الحكم: هو ابن عُتيبة، ويزيد الفقير: هو ابن صهيب. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1946).

وأخرجه أحمد (14180)، وابن حبان (2869) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد. =

ص: 272

1546 -

أخبرنا أحمد بن المِقْدام قال: حَدَّثَنَا يزيد بن زُرَيع قال: حَدَّثَنَا عبد الرَّحمن بن عبد الله المسعوديُّ قال: أنبأني يزيد الفقير

أنَّه سمع جابر بن عبد الله قال: كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأُقيمَتِ

(1)

الصَّلاةُ، فقامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقامَتْ خلفه طائفةٌ، وطائفةٌ مُواجِهَةُ العَدُوِّ، فصلّى بالَّذين خلفَه ركعةً، وسجدَ بهم سجدَتين، ثُمَّ إنَّهم انطلقوا، فقاموا مَقامَ أولئك الَّذين كانوا في وجه العَدُوِّ، وجاءَتْ تِلْكَ الطَّائفةُ، فصلَّى بهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ركعةً، وسجَدَ بهم سجدَتين

(2)

، ثُمَّ إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سلَّم، فسلَّم الَّذين خلفَه، وسلَّمَ أولئك

(3)

.

1547 -

أخبرنا عليُّ بن الحسين الدِّرهميُّ وإسماعيل بن مسعود قالا: حَدَّثَنَا خالد قال: حَدَّثَنَا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء

عن جابر قال: شِهْدنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، فقُمْنا خلفَه

(4)

صفَّين، والعَدُوُّ بينَنا وبينَ القِبلة، فكبَّرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وكبَّرْنا، وركَعَ وركَعْنا، ورفَعَ ورفَعْنا، فلمَّا انحدر للسُّجود سجَدَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وَالَّذِين

= وسيرد - بنحوه - في الرواية التالية من طريق المسعودي، عن يزيد الفقير، به.

وسيرد - بألفاظ مختلفة - برقم (1547) من طريق عطاء بن أبي رباح، وبرقم (1548) من طريق أبي الزبير، وبرقمي (1552) و (1554) من طريق الحسن البصري، ثلاثتهم عن جابر، به.

(1)

في هامش (هـ): فأقمنا.

(2)

في (م): وسجد سجدتين، وفي (ر) و (ك): ركعة وسجدتين.

(3)

إسناده صحيح، عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي - وإن اختلط - سماع يزيد بن زُريع منه قبل اختلاطه. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1947).

وسلف - بنحوه - في الرواية السابقة من طريق الحكم بن عتيبة، عن يزيد الفقير، به.

(4)

في (م) وهامش (هـ): معه.

ص: 273

يَلُونَه، وقامَ الصَّفُّ الثَّاني حتَّى

(1)

رفَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وَالصَّفُّ الَّذِينَ يَلُونَه، ثم سجَدَ الصَّفُّ الثَّاني

(2)

في أمكنَتِهم، ثُمَّ تأخَّرَ الصَّفُّ الَّذِين كانوا يَلُونَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وتقدَّمَ الصَّفُّ الآخَرُ، فقاموا في مَقامِهم، وقامَ هؤلاء في مَقامِ الآخرين قِيامًا

(3)

، وركَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وركَعْنا، ثُمَّ رفَعَ ورفَعْنا، فلمَّا انحدرَ للسُّجود سجَدَ الذين يَلُونَه

(4)

، والآخرون قيامٌ، فلمَّا رفَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والَّذين يَلُونَه سجَدَ الآخرون، ثُمَّ سلَّمَ

(5)

.

1548 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حَدَّثَنَا عبد الرّحمن، عن سفيان، عن أبي الزُّبير

عن جابر قال: كُنَّا مع النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بنخلٍ والعَدُوُّ بينَنا وبين القِبْلة، فكبَّرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فكبَّروا جميعًا، ثُمَّ ركَعَ، فركَعوا جميعًا، ثُمَّ سَجَدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم والصَّفُّ الَّذي يليه، والآخرونَ قِيامٌ يحرُسُونهم، فلمَّا قاموا سجَدَ الآخرون مكانَهم الَّذي كانوا فيه، ثُمَّ تقدَّمَ هؤلاء إلى مصافِّ هؤلاء، فركَعَ فركَعوا جميعًا، ثُمَّ رفَعَ فرفعوا جميعًا، ثُمَّ سَجَدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وَالصَّفُّ الَّذِين يَلُونَه

(6)

، والآخرون قِيامٌ يحرُسُونهم، فلمَّا سجّدوا وجلسوا سجَدَ الآخرون

(1)

في النسخ الخطية والمطبوع: حين، والمثبت من "السُّنن الكبرى"(1948).

(2)

بعده في (هـ) زيادة: حين رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(3)

كلمة "قيامًا" من (ك) و (ق)، وعليها في (ك) علامة الصحة.

(4)

في (م): يلونهم.

(5)

إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث الهُجَيمي، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1948).

وأخرجه أحمد (14436)، ومسلم (840):(307) من طريقين عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد. وينظر ما قبله وما بعده.

(6)

في (ق) وهامش (ك): الذي يليه.

ص: 274

مكانَهم، ثُمَّ سلَّمَ. قال جابر: كما يفعلُ أمراؤكم

(1)

.

1549 -

أخبرنا محمد بن المثنَّى ومحمد بن بشَّار، عن محمد قال: حَدَّثَنَا شعبة، عن منصور قال: سمعتُ مجاهدًا يُحدِّث

عن أبي عيَّاش الزُّرقيِّ - قال شعبة: كتب به إليَّ وقرأتُه عليه وسمعتُه منه يحدِّث ولكنِّي

(2)

حفظتُه. قال ابن بشَّار في حديثه: حِفْظي من الكتاب - أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان مصافَّ العَدُوِّ بِعُسْفان، وعلى المشركين خالد بن الوليد، فصلَّى بهم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهر. قال المشركون: إنَّ

(3)

لهم صلاةً بعد هذه هي أحبُّ إليهم من أموالهم وأبنائهم، فصلَّى بهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم العصر، فصفَّهم صفَّين خلفَه، فركَعَ بهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جميعًا، فلمَّا رفعوا رؤوسهم سجَدَ بالصَّفِّ

(4)

الَّذي يليه، وقامَ الآخَرون، فلمَّا رفعوا رؤوسَهم من السُّجود سجَدَ الصَّفُّ المؤخَّرُ لركوعهم

(5)

مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ تأخَّرَ الصَّفُّ المُقَدَّم، وتقدَّمَ الصَّفُّ المؤخَّر، فقامَ كلُّ واحدٍ منهم في مَقامِ

(1)

إسناده صحيح، أبو الزُّبير - وهو محمد بن مسلم بن تدرس - مدلِّس، لكنَّه صرَّح بالسماع عند ابن حبان، وقد تُوبع من قِبَل عطاء بن أبي رباح في الرواية السابقة. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1949).

وأخرجه - بتمامه ومختصرًا - أحمد (15019)، ومسلم (840):(308)، وابن ماجه (1260)، وابن حبان (2874) و (2877) من طرق عن أبي الزبير، بهذا الإسناد.

وعلَّقه البخاري (4130) فقال: وقال معاذ: حَدَّثَنَا هشام، عن أبي الزبير، عن جابر قال: كنا مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بنخل، فذكر صلاة الخوف.

وتنظر الروايات الثلاث السابقة.

(2)

في (م) وهامش (هـ): ولكن.

(3)

في (هـ): إنهم.

(4)

في (م) و (هـ) وهامشي (ر) و (ك): الصف.

(5)

في (هـ): بركوعهم.

ص: 275

صاحبِه، ثُمَّ ركَعَ بهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جميعًا، فلمَّا رفعوا رؤوسَهم من الرُّكوع سجَدَ الصَّفُّ الذي يليه، وقام الآخرون، فلمَّا فَرَغوا من سجودِهم سجَدَ الآخَرون، ثُمَّ سلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عليهم

(1)

.

1550 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حَدَّثَنَا عبد العزيز بن عبد الصَّمد قال: حَدَّثَنَا منصور، عن مجاهد

عن أبي عيَّاش الزُّرَقيّ قال: كُنَّا معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بِعُسْفان، فصلَّى بِنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ الظُّهر، وعلى المشركين يومئذٍ خالد بن الوليد، فقال المشركون: لقد أصَبْنا منهم

(2)

غِرَّةً، ولقد أصَبْنا

(3)

منهم غفلةً، فنزلَتْ - يعني صلاةَ الخوف - بين الظُّهر والعصر، فصلَّى بِنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ العصر، ففرقنا فِرْقَتين؛ فرقةً تُصلِّي مع النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وفرقةً يَحرُسُونه، فكبَّر بالَّذين يَلُونَه والَّذين يَحرُسُونَهم، ثُمَّ ركَعَ، فركَعَ هؤلاء وأولئك جميعًا، ثُمَّ سجَدَ الَّذين يَلُونَه، وتأخَّرَ هؤلاء الَّذين

(4)

يَلُونَه، وتقدَّمَ الآخَرون فسجَدوا، ثُمَّ قامَ فركَعَ بهم جميعًا الثَّانيةَ بالَّذين يَلُونَه وبالَّذِينَ يَحرُسُونَه، ثُمَّ سَجَدَ بالَّذين - يعني - يَلُونَه، ثُمَّ تأخَّروا، فقاموا في مصافٍّ أصحابهم، وتقدَّم

(1)

إسناده صحيح، محمد: هو ابن جعفر، ومنصور: هو ابن المُعتَمِر، ومجاهد: هو ابن جبر. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1950).

وأخرجه أحمد (16581) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (16580)، وأبو داود (1236)، وابن حبان (2876) من طرق عن منصور، به.

وسيأتي في الرواية التالية من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، عن منصور، به.

قال السِّندي: قوله: بِعُسْفان: قرية بين مكة والمدينة.

(2)

في (هـ) وهامش (ك): لهم.

(3)

في (م): أصابنا.

(4)

في (ر) و (ك) وعليها علامة نسخة، والمطبوع: والَّذين.

ص: 276

الآخَرون فسجَدوا، ثُمَّ سلَّمَ عليهم، فكانت لكلَّهم ركعتان ركعتان مع إمامِهم. وصلَّى مرَّةً بأرض بني سُلَيم

(1)

.

1551 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى وإسماعيل بن مسعود - واللَّفظ له - قالا: حَدَّثَنَا خالد، عن أشعث، عن الحسن

عن أبي بَكْرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى بالقوم في الخوف ركعتين، ثُمَّ سلَّمَ، ثُمَّ صلَّى بالقوم الآخَرين ركعتين، ثُمَّ سَلَّمَ، فصلَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أربعًا

(2)

.

1552 -

أخبرني إبراهيم بن يعقوب قال: حَدَّثَنَا عمرو بن عاصم قال: حَدَّثَنَا حمَّاد بن سلمة، عن قَتَادة، عن الحسن

عن جابر بن عبد الله، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى بطائفةٍ من أصحابه ركعتين، ثُمَّ سلَّمَ، ثُمَّ صلّى بآخرين أيضًا ركعتين، ثُمَّ سلَّمَ

(3)

.

(1)

إسناده صحيح كسابقه. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1951).

قال السِّندي: قوله غِرَّة: أي غفلة في صلاة الظهر، يريدون: فلو حملنا عليهم كان أحسن.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنَّ الحسن - وهو البصري - مدلِّس، وقد رواه بالعنعنة، خالد: هو ابن الحارث الهُجَيمي، وأشعث: هو ابن عبد الملك الحُمْراني، وقد رواه غيره - كما في الرواية التالية - عن الحسن، عن جابر. وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (521) و (1952)، وهو في الموضع الأول عن إسماعيل بن مسعود وحده.

وسلف من طريق يحيى القطَّان، عن أشعث، به، برقم (836)، وسيأتي كذلك برقم (1555).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن - وهو البصري - لم يسمع من جابر. قَتَادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.

وقد اختلف في إسناده على الحسن:

فرواه قَتَادة - كما هنا وفي "السُّنن الكبرى"(1953) - ويونس بن عبيد - كما سيأتي في =

ص: 277

1553 -

أخبرنا أبو حفص عمرو بن عليٍّ قال: حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خَوَّات

عن سهل بن أبي حَثْمة - في صلاة الخوف - قال: يقومُ الإمام مُستقبِلَ

(1)

القِبلة، وتقومُ طائفةٌ منهم معَه، وطائفةٌ قِبَلَ العدوِّ ووجوهُهم إلى العدوِّ، فيركَعُ بهم ركعةً، ويركعون لأنفسهم، ويسجدون سجدَتين في مكانهم، ويذهبون إلى مَقام أولئك، ويَجيء أولئك، فيركَعُ بهم، ويسجُدُ بهم سجدَتين، فهي له ثِنتانِ ولهم واحدةٌ، ثُمَّ يركعون ركعةً ركعةً، ويسجدون سجدتين

(2)

.

1554 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حَدَّثَنَا عبد الأعلى قال: حَدَّثَنَا يونس، عن الحسن قال:

= الرواية (1554) - وعنبسة بن سعيد القطَّان - كما عند الدارقطني في "السُّنن"(1782)، والبيهقي 3/ 86 - ثلاثتهم عن الحسن، بهذا الإسناد.

ورواه أشعث بن عبد الملك عن الحسن، عن أبي بكرة، كما سلف في الحديث قبله، وبرقم (836).

وأخرجه - مطولًا - أحمد (14928)، ومسلم (843)، وابن حبان (2884) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر، به

(1)

في (ر) و (م) وهامش (هـ): فيستقبل.

(2)

إسناده صحيح، يحيى بن سعيد الأول: هو القطَّان، والثاني: هو ابن قيس الأنصاري.

وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1954).

وأخرجه البخاري (4131)، والترمذي (565)، وابن ماجه (1259) من طريق يحيى بن سعيد القطَّان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (15710) و (15711)، والبخاري بإثر الحديث (4131)، وأبو داود (1239)، وابن حبان (2885) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.

وقد سلف برقم (1536) من طريق عبد الرحمن بن القاسم بن محمد، عن أبيه، به مرفوعًا.

ص: 278

حدَّث جابرُ بن عبد الله، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى بأصحابه صلاةَ الخوف، فصلَّتْ طائفةٌ معَه وطائفةٌ وجوهُهُم قِبَلَ العَدوِّ، فصلَّى بهم ركعتين، ثُمَّ قاموا مَقامَ الآخرين، وجاء الآخَرون، فصلَّى بهم ركعتين، ثُمَّ سلَّمَ

(1)

.

1555 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد قال: حَدَّثَنَا الأشعث، عن الحسن

عن أبي بَكْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّه صلَّى صلاةَ الخوف بالَّذين خلفَه ركعتين والَّذين جاؤوا بعد ركعتين، فكانَتْ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أربعَ ركعات، ولهؤلاء

(2)

ركعتين ركعتين

(3)

(4)

.

آخر كتاب صلاة الخوف

* * *

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (1552). عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي، ويونس: هو ابن عبيد. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1955).

(2)

في (ر): ولهم.

(3)

في (م): ركعتان ركعتان.

(4)

صحيح لغيره، وهو مكرر الحديث (836) بإسناده ومتنه.

ص: 279

‌18 - كتاب صلاة العيدين

1556 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال: أخبرنا إسماعيل قال: حَدَّثَنَا حُميد

عن أنس بن مالك قال: كان لأهل الجاهليَّة يومان في كلِّ سنةٍ يلعبون فيهما، فلمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المدينة

(1)

قال: "كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلَكُم اللهُ بهما خيرًا منهما، يومَ الفطر، ويومَ الأضحى"

(2)

.

‌1 - باب الخروج إلى العيدين

(3)

من الغد

1557 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حَدَّثَنَا يحيى قال: حَدَّثَنَا شعبة قال: حَدَّثَنَا أبو بشر، عن أبي عُمَير بن أنس

عن عُمومةٍ له، أنَّ قومًا رأَوا الهلال، فأتَوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فأمرَهم أن يُفطروا بعد ما ارتفَعَ النَّهار، وأن يخرجوا إلى العيدِ من الغد

(4)

.

(1)

كلمة "المدينة" ليست في (ر).

(2)

إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن جعفر، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1767).

وأخرجه أحمد (12006) و (12827) و (13470) و (13622)، وأبو داود (1134) من طرق عن حميد، بهذا الإسناد.

قال السِّندي: قوله: "وقد أبدلكم الله بهما" أي: في مقابلتهما، يريد أنَّه نسخ ذينك اليومين وشرع في مقابلتهما هذين اليومين.

(3)

في (ك): العيد، ولم ترد الترجمة في (م)، وترجم له في "الكبرى": فَوْتُ وَقْتِ العيد.

(4)

إسناده صحيح، أبو عمير بن أنس، تفرَّد بالرواية عنه أبو بشر - وهو جعفر بن إياس بن أبي وحشيَّة - لكن صحَّح حديثه غيرُ واحدٍ من أهل العلم؛ البيهقي في "السُّنن" 3/ 316، وابن حزم في "المحلَّى" 5/ 92، وابن المنذر في "الأوسط" 4/ 295، وقال ابن سعد: كان ثقةً قليل الحديث. وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وانفرد ابن عبد البر بتجهيله، ولم يُتابَع، يحيى: هو ابن سعيد القطَّان. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1768).

وأخرجه أحمد (20579) عن محمد بن جعفر، وأبو داود (1157) عن حفص بن عمر، =

ص: 280

‌2 - باب خروج العَواتق وذوات الخُدور في العيدَين

1558 -

أخبرنا عَمرو بن زُرارة قال: حَدَّثَنَا إسماعيل، عن أيوب، عن حفصة، قالت:

كانت أمُّ عطيَّة لا تذكُرُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إلا قالت: بِأَبَا، فقلتُ: أسمعتِ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يذكُرُ كذا وكذا؟ فقالت: نعم بِأَبَا، قال: "ليَخْرُجِ

(1)

العَوَاتِقُ وذَواتُ الخُدُور والحُيَّضُ ويَشْهَدْنَ

(2)

العيدَ ودعوةَ المسلمين، ولْيَعْتَزلِ الحُيَّضُ المُصلَّى"

(3)

.

‌3 - اعتزال الحُيَّض مُصلَّى النَّاسِ

1559 -

أخبرنا قُتيبة قال: حَدَّثَنَا سفيان، عن أيوب، عن محمد قال:

لَقِيتُ أمَّ عطيَّة فقلتُ لها: هل سمعتِ من النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وكانت إذا ذكَرَتْهُ قالت: بِأَبَا؛ قال: "أَخْرِجُوا العَوَاتِقَ وذواتِ - يعني - الخُدُور فَيَشْهَدْنَ العيدَ

(4)

ودعوةَ

= كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "مسند" أبيه (13974)، والبزار - كما في "كشف الأستار"(972) - وابن حبان (3456)، والبيهقي 3/ 316 من طريق سعيد بن عامر، عن شعبة، عن قَتَادة عن أنس، أن عمومةً له

فذكره.

وقد أخطأ سعيد بن عامر في إسناده كما قال البخاري - فيما نقله عنه الترمذي في "العلل"(193) - والدارقطني في "العلل" 12/ 134، والبزار، والبيهقي.

وأخرجه أحمد (20584)، وابن ماجه (1653) من طريق هشيم بن بشير، عن أبي بشر، به.

(1)

في (ر) وهامشي (ك) و (هـ): فيخرج.

(2)

في (م) وهامشي (ك) و (هـ): فيشهدن.

(3)

إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن عُليَّة، وأيوب: هو ابن أَبي تَمِيمة السَّختياني، وحفصة: هي بنتُ سِيرِين، وهو مكرّر الحديث (390) سندًا ومتنًا.

(4)

في (هـ) وهامشي (ك) و (م): الخير.

ص: 281

المسلمين، ولْيَعْتَزلِ الحُيَّضُ مُصلَّى النَّاسِ"

(1)

.

‌4 - باب الزِّينة للعيدين

1560 -

أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وَهْب قال: أخبرني يونس بن يزيد وعَمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن سالم

عن أبيه قال: وجَدَ عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه حُلَّةً من إسْتَبْرَقٍ بالسُّوق، فأخذَها، فأتى بها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ الله، ابْتَع هذه، فتجَمَّلْ بها للعيد والوفد. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّما هذه لباسُ مَنْ لا خَلاقَ له" و

(2)

"إِنَّما يلبَسُ هذه مَنْ لا خَلاقَ له" فلبِثَ عمر ما شاءَ الله، ثُمَّ أرسلَ إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بجُبَّةِ

(3)

ديباج، فأقبلَ بها حتَّى أتى بها

(4)

رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، قُلتَ:"إِنَّما هذه لباسُ مَنْ لَا خَلاقَ لَهِ" ثُمَّ أَرْسَلْتَ إليَّ بهذه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بِعْها، وتُصِبْ

(5)

بها حاجَتَك"

(6)

.

(1)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة، وأيوب: هو ابن أبي تَميمة السَّخْتِياني، ومحمد: هو ابن سيرين، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1770).

وأخرجه ابن ماجه (1308) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (974)، ومسلم (890):(10)، وأبو داود (1137) من طريق حمَّاد بن زيد، عن أيوب، به.

وأخرجه أحمد (20799)، والبخاري (351)، و (981)، وأبو داود (1136)، والترمذي (539)، والمصنف في "السُّنن الكبرى"(1771) من طرق، عن محمد بن سيرين، به.

وسلف من طريق حفصة، عن أم عطية برقم (390).

(2)

في (هـ) وهامش (ك) وفوقها في (م): أو.

(3)

في نسخة في هامش (هـ): بحلة.

(4)

المثبت من (م) و (ق) وهامش (ك)، وفي باقي النسخ: حتَّى جاء.

(5)

في نسخة بهامشي (هـ) و (ك): واقضِ.

(6)

إسناده صحيح، ابن وهب: هو عبد الله. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1772)، =

ص: 282

‌5 - الصَّلاة قبل الإمام يومَ العيد

(1)

1561 -

أخبرنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا عبد الرَّحمن، عن سفيان، عن الأشعث، عن الأسود بن هلال، عن ثعلبة بن زَهْدَم

أنَّ عليًّا استخلفَ أبا مسعود على النَّاس، فخرجَ يومَ عيد، فقال: يا أيُّها النَّاسِ، إِنَّه ليس من السُّنَّة أن يُصَلَّى قبلَ الإمام

(2)

.

= وقرنَ المصنِّفُ سليمانَ بنَ داود بشيخٍ ثانٍ هو أحمد بن عمرو بن السَّرح.

وأخرجه مسلم (2068): (8)، وأبو داود (1077) و (4041) من طريق ابن وهب، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود الثانية مختصرة.

وأخرجه البخاري (948) و (3054)، والمصنف في "الكبرى"(9501) من طريقين عن الزُّهْري، به.

وأخرجه أحمد (5951) و (5952)، والبخاري (2104)، ومسلم (2068):(9) من طريق أبي بكر بن حفص، عن سالم، به.

وأخرجه أحمد (4767) من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن سالم، به مختصرًا بلفظ:"إنما يلبس الحرير من لا خلاق له".

وينظر ما سلف برقم (1382)، وما سيأتي برقم (5299).

(1)

في (م) وهامشي (ك) و (هـ): العيدين.

(2)

إسناده صحيح، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، والأشعث: هو ابن أبي الشعثاء المحاربي. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1773).

وأخرجه ابن أبي شيبة (5790) عن وكيع، عن سفيان الثوري، به بنحوه.

وأخرجه - كذلك - ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1177) من طريق شعبة، وابن المنذر في "الأوسط"(2109) من طريق أبي الأحوص، كلاهما عن الأشعث، به.

قال الدارقطني في "العلل" 6/ 198: رواه رقبة بن مصقلة وحسين بن عمران، عن أشعث مرسلًا عن أبي مسعود، والثوري ضبط إسناده.

قال السِّندي: قوله: أن يُصلَّى قبل الإمام، أي: مطلقًا، أو في المُصلَّى.

ص: 283

‌6 - باب ترك الأذان للعيدين

1562 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا أبو عَوانة، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء

عن جابر قال: صلَّى بِنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في عيدٍ قبلَ الخُطبة بغير أذانٍ ولا إقامة

(1)

.

‌7 - باب الخُطبة يوم العيد

1563 -

أخبرنا محمد بن عثمان قال: حدَّثنا بَهْز قال: حَدَّثَنَا شعبة قال: أخبرني زُبَيد قال: سمعتُ الشَّعبيَّ يقول:

حدَّثنا البراء بن عازب عند ساريةٍ من سواري المسجد قال: خطبَ النبيُّ

(2)

صلى الله عليه وسلم يوم النَّحر، فقال: "إنَّ أوَّل ما نبدأْ به في يومِنا هذا أنَّا

(3)

نُصلِّي، ثُمَّ نذبح، فمَنْ فعلَ ذلك فقد أصابَ سُنَّتَنا، ومَنْ ذبحَ قبلَ ذلك فإنَّما هو لحمٌ يُقَدِّمُه

(4)

لأهله" فذبح أبو بُرْدة بن نِيار، فقال: يا رسولَ الله، عندي جَذَعةٌ خيرٌ من مُسِنَّة. قال: "اذبَحْها، ولن تُوفِيَ

(5)

عن أحدٍ بعدَك"

(6)

.

(1)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، وأبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1774).

وأخرجه أحمد (15085) و (15101) عن عبدة بن سليمان، عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد.

وسيرد - مطولًا - برقم (1575).

(2)

في (ر) خطبنا، وفي هامشي (ك) و (هـ): خطبنا رسول الله، وفي (م) رسول الله.

(3)

في (ر) و (هـ): أن.

(4)

في (م): تَقَدَّمَه. ولم نقف على هذا اللفظ في روايات الحديث.

(5)

في (ر) وهامشي (ك) و (هـ): تجزئ، وكلاهما بمعنى.

(6)

إسناده صحيح، محمد بن عثمان: هو ابن أبي صفوان الثقفي، وبهز: هو ابن أسد =

ص: 284

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= العَمِّي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وزُبيد: هو ابن الحارث اليامي، والشَّعبي: هو عامر بن شَراحيل. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1776).

وأخرجه أحمد (18481) و (18693)، والبخاري (951) و (965) و (968) و (5545) و (5560)، ومسلم (1961):(7)، والمصنّف في "الكبرى"(1777)، وابن حبان (5906) و (5907) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. ورواية البخاري (951) مختصرة بطرفه الأول.

وأخرجه البخاري (976) من طريق محمد بن طلحة، عن زبيد، به.

وأخرجه أحمد (18481)، والبخاري (5556)، ومسلم (1961):(4) و (8)، وأبو داود (2801)، والمصنِّف في "الكبرى"(1777)، وابن حبان (5907) من طرق عن الشعبي، به.

وأخرج البخاري (6673) بصيغة المكاتبة عن محمد بن بشار، حَدَّثَنَا معاذ بن معاذ، عن ابن عون، عن الشَّعبي قال: قال البراء، وكان عندهم ضيف لهم، فأمر أهله أن يذبحوا قبل أن يرجع ليأكل ضيفهم، فذبحوا قبل الصلاة، فذكروا ذلك للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأمره أن يُعيد الذَّبح، فقال: يا رسولَ الله، عندي عَناق جَذَع، عَناق لبن هي خيرٌ من شاتَي لحم. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/ 554: ظاهر السِّياق أنَّ القصة وقعت للبراء، لكن المشهور أنَّها وقعت لخاله أبي بُردة

وفي رواية الإسماعيلي: قال البراء: يا رسول الله. وهذا صريحٌ في أنَّ القصة وقعت للبراء، فلولا اتِّحاد المخرج لأمكن التعدُّد، لكنِ القصة مُتَّحدة، والسندُ مُتَّحدٌ من رواية الشعبي، عن البراء، والاختلاف من الرُّواة عن الشَّعبي، فكأنَّه وقع في هذه الرواية اختصارٌ وحذفٌ، ويحتمل أن يكون البراء شارك خالَه في سؤال النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عن القصةُ، فنُسِبت كلُّها إليه تجوُّزًا.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (18489) و (18490)، وأبو داود (1145) من طريق يزيد بن البراء بن عازب، عن أبيه، به. ورواية أحمد الثانية مطوَّلة.

وأخرجه - بطرفه الثاني - أحمد (18691)، والبخاري (5557)، ومسلم (1961):(9) وابن حبان (5911) من طريق أبي جحيفة، عن البراء بن عازب، به.

وسيرد برقمي (1581) و (4395)، ومختصرًا برقم (1570) من طريق منصور بن المعتمر، وبرقم (4394) من طريقي فراس بن يحيى وداود بن أبي هند، ثلاثتهم عن الشعبي، به.

الجذَعة: هي ما طعنت في الثانية، والمراد أي: من المعز، إذ الجذع من الضأن مجزئة.

والمُسِنَّة: ما طعنت في الثالثة. قاله السِّندي.

ص: 285

‌8 - باب صلاة العيدين قبل الخُطبة

1564 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عَبْدة بن سليمان قال: حَدَّثَنَا عُبيد الله، عن نافع

عن ابن عمر، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكرٍ وعمرَ كانوا يُصلُّون العيدين قبلَ الخُطبة

(1)

.

‌9 - باب صلاة العيدين إلى العَنَزة

1565 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الرَّزَّاق قال: أخبرنا مَعْمَر، عن أيوب، عن نافع

عن ابن عمر، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يُخرِجُ العَنَزةَ يومَ الفِطر ويومَ الأضحى يَرْكُزُها فيُصلِّي إليها

(2)

.

(1)

إسناده صحيح، عبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1780).

وأخرجه أحمد (4602) و (4963)، ومسلم (888):(8) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (963)، ومسلم (888):(8)، والترمذي (531)، وابن ماجه (1276) من طريق أبي أسامة، عن عبيد الله، به.

وأخرجه - بالمرفوع منه - أحمد (5663)، وابن حبان (2826) من طريق حمَّاد بن مسعدة، والبخاري (957) من طريق أنس بن عياض، كلاهما عن عبيد الله، به.

(2)

إسناده صحيح، عبد الرزاق: هو ابن همَّام الصَّنعاني، ومَعْمَر: هو ابن راشد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1782).

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2281)، وعنه أخرجه أحمد (6319) و (6388).

وسلف برقم (747) من طريق عبيد الله بن عمر العُمري، عن نافع، به.

ص: 286

‌10 - باب عدد صلاة العيدين

1566 -

أخبرنا عِمران بن موسى قال: حدَّثنا يزيد بنُ زُرَيع قال: حَدَّثَنَا سفيان بن سعيد، عن زُبَيد الإياميّ، عن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى

ذكره عن عمر بن الخطَّاب قال: صلاةُ الأضحى ركعتان، وصلاةُ الفِطر ركعتان، وصلاةُ المسافِر ركعتان، وصلاةُ الجمعة ركعتان، تمامٌ ليس بقصرٍ

(1)

على لسان النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(2)

.

‌11 - باب القراءة في العيدين بـ {ق} و {اقْتَرَبَتِ}

1567 -

أخبرنا محمد بن منصور قال: أخبرنا سفيان قال: حدَّثني ضَمْرة بن سعيد، عن

(3)

عبيد الله بن عبد الله قال:

خرج عمرُ يوم عيد، فسألَ أبا واقدٍ اللَّيثيَّ: بأيِّ شيءٍ كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يقرأ في هذا اليوم؟ فقال: بـ {ق} و {اقْتَرَبَتِ}

(4)

.

(1)

في (هـ) ونسخة في هامش (ك): غير قصر.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عمر، بينهما كعب بن عجرة كما سلف بيانه عند الرواية (1420). وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (500) و (1784).

وأخرجه أحمد (257) عن وكيع وعبد الرحمن بن مهدي، والمصنِّف في "الكبرى"(496) و (1746) من طريق يحيى القطَّان، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وينظر ما قاله الدارقطني في "العلل" 2/ 115 - 117.

(3)

في نسخة بهامشي (هـ) و (ك): أن.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد - وإن كان ظاهره الانقطاع - قد صرَّح فُليح بن سليمان باتِّصاله كما سيأتي في التخريج، وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" 6/ 181 عن هذه الطريق: هذه متَّصلة، فإنَّه - يعني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة - أدرك أبا واقد الليثي بلا شكّ، وسمعه بلا خلاف. اهـ. وقد قوَّى اتِّصاله البيهقي وابن حزم وابن عبد البر وابن التركماني =

ص: 287

‌12 - باب القراءة في العيدين بـ {سَبِّح اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}

1568 -

أخبرنا قُتيبة قال: حَدَّثَنَا أبو عَوانة، عن إبراهيم بن محمد بن المُنْتَشِر، عن أبيه، عن حَبيب بن سالم

عن النُّعمان بن بشير، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين ويومِ الجمعة بـ {سَبِّح اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} وربَّما اجتمعا في يومٍ واحدٍ فيقرأ بهما

(1)

.

= والنووي، إلَّا أنَّ ابن التركماني صحَّح الحديث من طريق مالك باعتبار أن عبيد الله قد أدرك أبا واقد. وذهب إلى انقطاعه آخرون، كابن خزيمة كما في "النكت على ابن الصلاح" 2/ 593، ومال إليه الحافظ ابن حجر، ومنهم ابن القيَّم الجوزية في "تهذيب السُّنن".

سفيان: هو ابن عيينة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1786).

وأخرجه الترمذي (535)، وابن ماجه (1282) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (21896)، ومسلم (891):(14)، وأبو داود (1154)، والترمذي (534)، والمصنِّف في "الكبرى"(11486)، وابن حبان (2820) من طريق مالك، عن ضمرة بن سعيد، به.

وأخرجه أحمد (21911)، ومسلم (891):(15)، والمصنَّف في "الكبرى"(11487) من طريق فليح بن سليمان، عن ضمرة بن سعيد، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي واقد الليثي قال: سألني عمر

فذكره.

قال السِّندي: قوله: فسأل أبا واقد، سؤال اختبار، أو لزيادة التوثيق، ويحتمل أنَّه نسي، وأمَّا احتمال أنَّه ما علم بذلك أصلًا فيأباه قُربُ عمر منه صلى الله عليه وسلم.

(1)

إسناده صحيح، أبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري. وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1750) و (11601).

وأخرجه مسلم (878): (62)، وأبو داود (1122)، والترمذي (533)، وابن حبان (2821) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (1424).

ص: 288

‌13 - باب الخُطبة في العيدين بعد الصَّلاة

1569 -

أخبرنا محمد بن منصور قال: حدَّثنا سفيان قال: سَمِعْتُ أَيوبَ يُخبِرُ عن عطاءٍ قال:

سمعتُ ابنَ عبَّاس يقول: أشهدُ أنِّي شهِدْتُ العيدَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فبدأَ بالصَّلاة قبلَ الْخِطبة، ثُمَّ خَطَبَ

(1)

.

1570 -

أخبرنا قُتيبة قال: حَدَّثَنَا أبو الأحوص، عن منصور، عن الشَّعبيّ

عن البراء بن عازب قال: خطبَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم النَّحر بعد الصَّلاة

(2)

.

(1)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وهو في "السُّنن الكبرى" بالأرقام (1779) و (1791) و (5863) وهو في الموضع الأول والثالث بسياق مطوَّل.

وأخرجه - مطولًا - أحمد (1902)، ومسلم (884)، (2)، وابن ماجه (1273) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه - كذلك مطولًا - أحمد (1983) و (2593)، والبخاري (1449)، ومسلم (884):(2)، وأبو داود (1142) و (1143) و (1144)، وابن حبان (2824) من طرق عن أيوب، به.

وأخرجه - مطولًا - أحمد (2169) و (3105) من طريق إبراهيم بن ميمون، عن عطاء، به.

وأخرجه البخاري (5880) من طريق طاوس، عن ابن عباس، به.

وأخرجه - مطولًا - أحمد (2171) و (2172) و (2173) و (2574) و (3225) و (3227)، والبخاري (962) و (979) و (4895)، ومسلم (884):(1)، وأبو داود (1147)، والمصنف في "الكبرى"(1781)، وابن ماجه (1274) من طريق طاوس أيضًا، عن ابن عباس، به.

وأخرجه - مطولًا أيضًا - أحمد (3064) من طريق عكرمة، عن ابن عباس، به.

وسيرد - مطولًا - برقم (1586) من طريق عبد الرحمن بن عابس، عن ابن عباس، به.

(2)

إسناده صحيح، وهو مختصر الحديثين (1581) و (4395). وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1790).

وينظر ما سلف برقم (1563).

ص: 289

‌14 - باب التَّخيير بين الجلوس في الخُطبة للعيدين

(1)

1571 -

حَدَّثَنَا محمد بن يحيى بن أيوب قال: حَدَّثَنَا الفضل بن موسى قال: حَدَّثَنَا ابن جُرَيج، عن عطاء

عن عبد الله بن السَّائب، أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم صلَّى العيد قال:"مَنْ أحبَّ أن ينصَرِفَ فلينصَرِفْ، ومَنْ أحبَّ أن يُقيمَ للخُطبة فليُقِمْ"

(2)

.

‌15 - باب الزِّينة للخُطبة

(3)

1572 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حَدَّثَنَا عبد الرَّحمن قال: حَدَّثَنَا عُبيد الله بن إياد، عن أبيه

(1)

في (م) وهامش (ك): للخطبة في العيدين.

(2)

رجاله ثقات، لكن خالف في وصلِه الفضلُ بن موسى السِّيناني الرُّواةَ عن ابن جُريج، فقد رَووه - كما سيأتي في التخريج - عنه، عن عطاء - وهو ابن أبي رباح - عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا، وصوَّب المرسلَ ابن معين في "تاريخه" برواية الدوري 3/ 15، وأبو زرعة فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 180، وأبو داود في "سننه" عقب الرواية (1155)، والمصنِّف فيما نقله عنه المزِّي في "تحفة الأشراف" 4/ 347، ونقله عنه أيضًا المنذري في "مختصر السُّنن"، والزَّيلعي في "نصب الراية" 2/ 149. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1792).

وأخرجه أبو داود (1155)، وابن ماجه (1290)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني (706)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3740)، والحاكم 1/ 295 من طرق عن الفضل بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (5670)، وأخرجه - أيضًا - البيهقي 3/ 301 من طريق سفيان الثوري، وأبو زرعة كما في "العلل" لابن أبي حاتم 1/ 180 من طريق هشام بن يوسف، ثلاثتهم عن ابن جريج، عن عطاء، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا.

قال السِّندي: قوله: "ومن أحبَّ أن يُقيم" من الإقامة، أي: يسكن، ويقعد، وعُلِمَ منه أنَّ سماع خطبة العيد ليس بواجب.

(3)

بعدها في (ر) و (هـ) وفوقها في: (م) للعيدين، وعليها في (هـ) علامة نسخة.

ص: 290

عن أبي رِمْثَة قال: رأيت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يخطُبُ وعليه بُرْدانِ أخضران

(1)

.

‌16 - باب الخُطبة على البعير

1573 -

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حَدَّثَنَا ابن أبي زائدة قال: أخبرني إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه

عن أبي كاهل الأحمسيِّ قال: رأيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يخطُبُ على ناقة، وحبَشيٌّ آخِذُ بخِطام النَّاقة

(2)

.

(1)

إسناده صحيح، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وإياد والد عبيد الله: هو ابن لقيط. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1794).

وأخرجه الترمذي (2812) عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن إياد.

وأخرجه أحمد وابنه في "المسند"(7117) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. وليس فيه:"يخطب".

وأخرجه - بتمامه ومطولًا - أحمد (7109)، وابنه عبد الله في زوائده على "المسند"(7116)، وأبو داود (4065) و (4206)، وابن حبان (5995) من طرق عن عبيد الله بن إياد، به.

وأخرجه - مطولًا - عبد الله (7112) و (7115) من طريقين عن إياد بن لقيط، به.

وأخرجه - كذلك أيضًا - (7114) من طريق ثابت بن منقذ، عن أبي رمثة، به.

وسيرد - نحوه - برقم (5319) من طريق عبد الملك بن عمير، عن أبي رمثة، به.

(2)

إسناده محتمل للتحسين، رجاله ثقات، غير أخي إسماعيل بن أبي خالد - واسمه سعيد - فقد تفرّد بالرواية عنه أخوه إسماعيل، ووثَّقه العجلي وابن حبان. ابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا، وأبو كاهل: اسمه قيس بن عائذ. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1795).

وأخرجه أحمد (18725)، وابن ماجه (1284)، وابن حبان (3874) من طريق وكيع، والمصنِّف في "الكبرى"(4081) من طريق أبي أسامة، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (17602)، وابن ماجه (1285) من طريق محمد بن عبيد، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "مسند" أبيه (16715) من طريق أبي إسماعيل المؤدب، كلاهما عن =

ص: 291

‌17 - باب قيام الإمام في الخُطبة

1574 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حَدَّثَنَا خالد قال: حَدَّثَنَا شعبة، عن سِماك، قال:

سألتُ جابرًا: أكانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يخطُبُ قائمًا؟ قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يخطُبُ قائمًا، ثُمَّ يقعُدُ قَعدةً، ثُمَّ يقوم

(1)

.

‌18 - باب قيام الإمام في الْخِطبة متوكِّئًا

(2)

على إنسان

1575 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد قال: حَدَّثَنَا عبد الملك بن أبي سليمان قال: حَدَّثَنَا عطاء

عن جابر قال: شهِدْتُ الصَّلاة معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في يوم عيد، فبدأ بالصَّلاة قبل الْخِطبة بغير أذانٍ ولا إقامة، فلمَّا قضى الصَّلاةَ قامَ متوكِّئًا على بلال، فحمدَ الله وأثنى عليه، ووعظَ النَّاس، وذكَّرَهم، وحثَّهم على طاعته، ثُمَّ مالَ، ومضى إلى النِّساء ومعه بلال، فأمرهنَّ بتقوى الله، ووعظهنَّ، وذكَّرَهُنَّ، وحمِدَ الله، وأثنى عليه، ثُمَّ حثَّهنَّ على طاعته، ثُمَّ

= إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي كاهل قيس بن عائذ، به. لم يذكرا أخا إسماعيل بن أبي خالد في الإسناد.

قال السِّندي: قوله: وحبشيٌّ، أي: بلال.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك: وهو ابن حرب، وخالد: هو ابن الحارث الهُجَيمي، وشعبة: هو ابن الحجاج وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1796).

وأخرجه أحمد (20818) و (20960)، وابن ماجه (1105)، وابن حبان (2801) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسلف - بنحوه - برقم (1415) من طريق شريك، عن سماك، به.

ويشهد له حديث ابن عمر السالف برقم (1416)، وإسناده صحيح.

(2)

في (م): يتوكأ.

ص: 292

قال: "تصدَّقْنَ، فإنَّ أكثرَكُنَّ حطَبُ جهنَّم" فقالت امرأةٌ من سَفِلَةِ النِّساء سَفْعاءُ الخَدَّين: بِمَ

(1)

يا رسول الله؟ قال: "تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ، وتكفُرْنَ العشير" فجَعَلْنَ ينزِعْنَ قلائِدَهُنَّ وأَقْرِطَتَهُنَّ

(2)

وخواتيمَهُنَّ؛ يقذِفْنَه في ثوب بلالٍ يتصدَّقْنَ

(3)

به

(4)

.

(1)

في (هـ) وهامش (ك): لم.

(2)

في (هـ): وأقرطهن، وفي (م) و (ر): أقراطهن، والمثبت من (ك) وهامش (هـ).

(3)

في (ر) و (م): فتصدَّقن.

(4)

إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطَّان، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وهو في "السُّنن الكبرى" بالأرقام (1797) و (5864) و (9211).

وأخرجه أحمد (14369) و (14420) و (14421)، ومسلم (885):(4) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد. وخالف أبو معاوية - كما في رواية أحمد (14369) - الرُّواة عن عبد الملك، فذكر أنه صلى الله عليه وسلم كان متوكِّئًا على قوس، وذكر الجميعُ أنَّه كان متوكِّئًا على بلال.

وأخرجه - مطولًا ومختصرًا - أحمد (14163)، والبخاري (958) و (961) و (978)، ومسلم (885):(3)، وأبو داود (1141) من طريق ابن جريج، وأحمد (14329) و (15055) من طريق حجاج بن أرطاة، والمصنف في "الكبرى"(1778) من طريق حصين بن عبد الرحمن، ثلاثتهم عن عطاء، به.

وسلف مختصرًا برقم (1562).

قال السِّندي: قوله: ثمَّ مال ومضى إلى النِّساء، قيل: هذا مخصوصٌ بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: بل يعمُّ الأئمة كلَّهم، فينبغي لهم وعظ النساء.

"فإنَّ أكثرَكُنَّ"؛ أي: أكثر جنس النساء لا أكثر المخاطَبات.

من سَفِلَة النِّساء: الساقطة من الناس.

سفعاء الخدَّين، السُّفْعة: نوع من السَّواد، وليس بكثير.

العشير: الزوج.

أقرُطهنَّ جمع قُرْط: نوعٌ من حُلِيِّ الأذن.

في ثوب بلال: أي: ليصرفه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في مصارف الصدقة.

ص: 293

‌19 - باب استقبال الإمام النَّاس بوجهه في الخُطبة

1576 -

أخبرنا قُتيبة قال: حَدَّثَنَا عبد العزيز، عن داود، عن عِياض بن عبد الله

عن أبي سعيد الخدريّ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يخرجُ يومَ الفطر ويومَ الأضحى إلى المُصَلَّى فيُصلِّي بالنَّاس، فإذا جلسَ في الثَّانية وسلَّمَ قامَ فاستقبلَ النَّاس بوجهه والنَّاس جلوس، فإن كانت له حاجةٌ يريد أن يبعثَ بَعْثًا ذكره للنَّاس، وإلّا أمرَ النَّاسَ بالصَّدقة، قال:"تصدَّقوا تصَدَّقوا"

(1)

. ثلاث مرَّات. فكان من أكثر مَنْ يتصدَّقُ النِّساء

(2)

.

‌20 - باب الإنصات للخُطبة

1577 -

أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين - قراءةً عليه وأنا أسمع واللَّفظ له - عن ابن القاسم عن ابن القاسم قال: حدَّثني مالك، عن ابن شهاب، عن ابن المسيّب

عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قُلْتَ لصاحبك: أنصِتْ، والإمام يخطُبُ، فقد لَغَوْتَ"

(3)

.

(1)

لم يتكرر لفظ "تصدقوا" في (ر) و (هـ) والمطبوع، والمثبت من (م) وهامش (ك).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز: وهو ابن محمد الدَّراوردي، قتيبة: هو ابن سعيد، وداود: هو ابن قيس الفرَّاء. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1798).

وأخرجه أحمد (11315)، ومسلم (889)، وابن ماجه (1288)، وابن حبان (3321) من طرق عن داود بن قيس، بهذا الإسناد. ورواية مسلم مطولة.

وأخرجه - بنحوه - البخاري (304) و (956) و (1462) من طريق زيد بن أسلم، عن عياض، به.

وسيرد بنحوه - برقم (1579) من طريق يحيى القطَّان، عن داود بن قيس، به.

(3)

إسناده صحيح. ابن القاسم: هو عبد الرحمن، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهْري، وابن المسيب: هو سعيد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1793).

وأخرجه أحمد (7764) و (10301) و (10888)، وأبو داود (1112)، والمصنف في =

ص: 294

‌21 - باب كيف الخُطبة

1578 -

أخبرنا عُتبة بن عبد الله قال: أخبرنا ابن المبارك، عن سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه

عن جابر بن عبد الله قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول في خُطبته؛ يحمَدُ الله ويُثنى عليه بما هو أهله، ثُمَّ يقول: "مَنْ يَهْدِ

(1)

اللهُ فَلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ

(2)

فلا هاديَ له، إنَّ أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهدي هدي محمد، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ مُحدَثةٍ

(3)

بِدْعة، وكلَّ بِدْعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النَّار"، ثُمَّ يقول: "بُعِثْتُ أنا والسَّاعةُ كهاتَين"، وكان إذا ذكرَ السَّاعَةَ احمرَّتْ وَجْنَتاه، وعلا صوتُه، واشتدَّ غضبُه؛ كأَنَّه نذيرُ جيش يقول: صبَّحَكُم مسَّاكم

(4)

، ثُمَّ قال: "مَنْ ترك مالًا فلأهله، ومَنْ تركَ دَيْنًا أو ضياعًا فإلَيَّ وعلَيَّ

(5)

، وأنا وَليُّ المؤمنين

(6)

"

(7)

.

= "الكبرى"(1738) من طريق مالك بهذا الإسناد.

وهو في "الموطأ" 1/ 103 - برواية الليثي - عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، به.

وينظر ما قاله ابن عبد البَر في "التمهيد" 19/ 29 في روايات "الموطأ".

وسلف برقم (1401).

(1)

في (ر): يهده.

(2)

في (هـ): يضلله.

(3)

في (ر) ونسخة في هامشي (ك) و (هـ): محدث.

(4)

في (ر) وهامش (ك): صبَّحتكم مسَّتكم.

(5)

المثبت من (م) وهامش (ك)، وفي باقي النسخ: أو عليَّ.

(6)

في (هـ) والمطبوع: أولى بالمؤمنين.

(7)

إسناده صحيح. عُتبة بن عبد الله: هو ابن عُتبة اليُحْمدي، وابن المبارك: هو عبد الله، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، ومحمد والد جعفر: هو ابن علي الباقر، وهو في =

ص: 295

‌22 - باب حثِّ الإمام على الصَّدقة في الخُطبة

1579 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حَدَّثَنَا يحيى قال: حَدَّثَنَا داود بن قيس قال: حدَّثني عِياض

عن أبي سعيد، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يخرجُ يومَ العيد، فيُصلِّي ركعتين، ثُمَّ يخطُبُ، فيأمرُ بالصَّدقة، فيكونُ أكثرَ مَنْ يتصدَّقُ النِّساء، فإن كانَتْ له حاجةٌ أو أراد أن يبعث بَعْثًا تكلَّم، وإلَّا رجَعَ

(1)

.

= "السُّنن الكبرى" برقم (1799).

وأخرجه أحمد (14984)، ومسلم (867):(45)، وابن ماجه (2416) من طريق وكيع، وأبو داود (2954) عن محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود وابن ماجه مختصرة، وليس في رواية الجميع قوله:"وكل ضلالة في النار".

وأخرجه أحمد (14334)، ومسلم (867):(43) و (44)، وابن ماجه (45)، وابن حبان (10) من طرق عن جعفر بن محمد، به. دون قوله:"وكل ضلالة في النار".

وسلف مختصرًا في الرواية (1311) بلفظ: كان صلى الله عليه وسلم يقول في صلاته بعد التشهد: "أحسن الكلام كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ".

قال السِّندي: قوله: "وجنتاه" الوجنة - بتثليث الواو وإبدالها همزة -: هي أعلى الخدِّ.

و "ضَياعًا" هو بالفتح: الهلاك، ثمَّ سُمِّي به كلُّ ما هو بصدد أن يضيع لولا أن يقوم بأمره أحدٌ كالأطفال.

"فإليَّ" أي: أمرُه. "وعليَّ" أي: إصلاحُه، كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أولًا لا يُصلِّي على من مات مديونًا زجرًا، فلمَّا فتح الله تعالى الفتوح عليه كان يقضي دينه، وكان من خصائصه صلى الله عليه وسلم، لا يجب على الإمام ذلك الآن. وقيل: بل هو الحكم في حقِّ كلِّ إمام يجب عليه أن يقضي دين المديون من بيت المال، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.

(1)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، وعياض: هو ابن عبد الله بن سعد بن أبي سرح. وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1785) و (1814).

وأخرجه أحمد (11508) عن يحيى القطَّان، بهذا الإسناد.

وسلف - بنحوه - برقم (1576) من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن داود بن قيس، به.

ص: 296

1580 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال: حدَّثنا يزيد - وهو ابن هارون - قال: أخبرنا حُمَيد، عن الحسن

أنَّ ابن عبَّاس خطبَ بالبصرة، فقال: أدُّوا زكاةَ صومِكم. فجعلَ النَّاسُ ينظرُ بعضُهم إلى بعض، فقال: مَنْ هاهنا من أهل المدينة؟ قوموا إلى إخوانكم فعلِّموهم، فإنَّهم لا يعلمون، إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فرضَ صدقةَ الفطر على الصَّغير والكبير، والحرِّ والعبد، والذَّكر والأنثى، نصفَ صاعٍ من بُرٍّ، أو صاعًا من تمرٍ أو شعير

(1)

.

1581 -

أخبرنا قُتيبة قال: حَدَّثَنَا أبو الأحوص، عن منصور، عن الشَّعبيّ

عن البراء، قال: خَطَبنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم النَّحر بعدَ الصَّلاة، ثُمَّ قال:

(1)

إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن - وهو ابن يسار البصري - لم يسمع من ابن عباس فيما قاله كثيرٌ من أهل العلم، والصحيح وقفه على ابن عباس كما سيأتي. حُميد: هو ابن أبي حُميد الطويل. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1815).

وأخرجه أحمد (3291) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (2018) عن يحيى القطَّان، وأبو داود (1622) من طريق سهل بن يوسف، كلاهما عن حميد، به. ورواية أحمد مختصرة، وزاد أبو داود في آخره: فلمَّا قدم علي رأيٌّ رُخْصَ السِّعر، قال: قد أوسع الله عليكم، فلو جعلتموه صاعًا من كل شيء. قال حميد: وكان الحسن يرى صدقة رمضان على من صام.

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (2515) مع نحو الزيادة التي ذكرها أبو داود عن عليٍّ.

وسيرد برقم (2508) من طريق خالد بن الحارث، عن حميد، به.

وسيرد - مختصرًا - برقم (2509) من طريق محمد بن سيرين، وبرقم (2510) من طريق أبي رجاء، كلاهما عن ابن عباس موقوفًا عليه. والإسناد الثاني صحيح.

وفي لفظ ابن سيرين: صاعًا من بُرٍّ، أو صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من سُلت.

وفي لفظ أبي رجاء: صدقة الفطر صاعٌ من طعام.

ص: 297

"مَنْ صلَّى صلاتَنا، ونسَكَ نُسُكَنا، فقد أصاب النُّسُك، ومَنْ نسَكَ قبلَ الصَّلاة فتِلكَ شاةُ لَحْمٍ" فقال أبو بُرْدة بنِ نيار: يا رسول الله، واللهِ لقد نسَكْتُ قبلَ أن أخرُجَ إلى الصَّلاة، عرَفْتُ أنَّ اليومَ يومُ أكلٍ وشُربٍ، فتعجَّلْتُ، فأكَلْتُ وأطْعَمْتُ أهلي وجيراني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تِلْكَ شاةُ لَحْمٍ" قال: فإنَّ عندي جَذَعةً خيرٌ من شَاتَيْ لَحْمٍ، فهل تَجْزِي عنِّي؟ قال:"نعم، ولن تَجْزِي عن أحدٍ بعدَك"

(1)

.

‌23 - باب القصد في الخُطبة

1582 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا أبو الأحوص، عن سِماك

عن جابر بن سَمُرة قال: كنتُ أُصلِّي مع النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فكانت صلاتُه قَصْدًا، وخُطبتُه قَصْدًا

(2)

.

(1)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، وأبو الأحوص: هو سلَّام بن سُليم، ومنصور: هو ابن المُعتَمِر، والشَّعبي: هو عامر بن شَراحيل. وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1816) و (4471).

وأخرجه مسلم (1961): (7)، وابن حبان (5910) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (18628)، والبخاري (983)، ومسلم (1961):(7)، وأبو داود (2800) من طرق عن أبي الأحوص، به. ورواية أحمد مختصرة.

وأخرجه أحمد (18481)، والبخاري (955)، ومسلم (1961):(7)، وابن حبان (5907) من طريقين عن منصور، به.

وسلف برقم (1563) من طريق زبيد اليامي، عن الشعبي، به.

وسلف بهذا الإسناد مختصرًا برقم (1570).

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (4395).

(2)

صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك: وهو ابن حرب، وقد تُوبع كما سلف في تخريج الرواية (1418)، أبو الأحوص: هو سلَّام بن سُليم. وهو في "السُّنن الكبرى" =

ص: 298

‌24 - باب الجلوس بين الخُطبتين والسُّكوت فيه

1583 -

أخبرنا قُتيبة قال: حَدَّثَنَا أبو عَوانة، عن سِماك

عن جابر بن سَمُرة قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يخطُبُ قائمًا، ثُمَّ يقعُدُ قَعْدةً لا يتكلَّم فيها، ثُمَّ قامَ فخطبَ خُطبةً أخرى، فمَنْ خَبَّرِكَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خطبَ قاعدًا فلا تُصَدِّقه

(1)

.

‌25 - باب القراءة في الخُطبة الثَّانية والذِّكر فيها

1584 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حَدَّثَنَا عبد الرَّحمن قال: حَدَّثَنَا سفيان، عن سِماك

عن جابر بن سَمُرة قال: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يخطُبُ قائمًا، ثُمَّ يجلِسُ، ثُمَّ يقومُ ويُقرأُ آياتٍ، ويذكرُ الله، وكانت خُطبتُه قَصْدًا، وصلاتُه قَصْدًا

(2)

.

= برقم (1800).

وأخرجه الترمذي (507)، وابن حبان (2802) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه مسلم (866): (41)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "مسند" أبيه (20885) من طرق عن أبي الأحوص، به.

وسلف بأطول مما هنا برقم (1418)، وسيأتي برقم (1584).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه. قتيبة: هو ابن سعيد، وأبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1801).

وأخرجه أحمد (20833)، وأبو داود (1095)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "مسند" أبيه (20919) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (1415).

(2)

بعضه صحيح، والبعض الآخَر صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابِقَيه، وهو مكرر الحديث (1418)، إلَّا أنَّ شيخ المصنِّف هناك: عمرو بن علي. =

ص: 299

‌26 - باب نزول الإمام عن المنبر قبلَ فراغِه من الخُطبة

1585 -

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدَّثنا أبو تُميلة، عن الحسين بن واقد، عن ابن بُرَيدة

عن أبيه قال: بينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطُبُ إذ أقبلَ الحسنُ والحسينُ عليهما السلام عليهما قميصان أحمران يمشيان ويَعْثُران، فنزل فحملَهما، فقال:"صدقَ الله: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15] رأيتُ هذَين يمشيان ويَعْثُران في قميصَيهما، فلم أصبِرْ حتَّى نَزَلْتُ فحمَلْتُهما"

(1)

.

‌27 - باب موعظة الإمام النِّساء بعد الفراغ من الخُطبة وحثِّهنَّ على الصَّدقة

1586 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حَدَّثَنَا يحيى قال: حَدَّثَنَا سفيان قال:

حدَّثنا عبد الرَّحمن بن عابس قال: سمعتُ ابنَ عبّاس قال له رجلٌ: شهِدْتَ الخروجَ معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، ولولا مكاني منه ما شهِدْتُه. يعني من صِغَرِه. أتى العلَمَ الَّذي عند دار كثيرِ بن الصَّلت، فصلَّى، ثُمَّ خطَبَ، ثُمَّ أتى النِّساء، فوعظهنَّ، وذكَّرهنَّ، وأمرهُنَّ أن يتصدَّقْنَ،

= وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1802)، وفيه قُرِن شيخُ المصنِّف محمد بن بشار بعَمرو بن علي.

(1)

إسناده قوي من أجل حسين بن واقد. أبو تُميلة: هو يحيى بن واضح.

وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1803).

وسلف برقم (1413).

ص: 300

فجعلَتِ المرأةُ تهوي بيدِها إلى - يعني - حَلَقِها

(1)

تُلقي في ثوب بلال

(2)

.

‌28 - باب الصَّلاة قبلَ العيدين وبعدها

1587 -

أخبرنا عبد الله بن سعيد الأشجُّ قال: حَدَّثَنَا ابن إدريس قال: أخبرنا شعبة، عن عَديٍّ، عن سعيد بن جُبير

عن ابن عبَّاس، أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خرجَ يوم العيد، فصلَّى ركعتين؛ لم

(3)

يُصَلِّ قبلَها ولا بعدَها

(4)

.

(1)

ضبطت في (ك): حَلْقها، بسكون اللَّام. (يعني الموضع والمحلّ).

(2)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1789)، وفي آخره: ثم أتى هو وبلالٌ البيت.

وأخرجه البخاري (863) عن عمرو بن علي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (977)، وابن حبان (2823) من طريق يحيى القطَّان، به.

وأخرجه أحمد (2062) و (3226) و (3487)، والبخاري (975) و (5249) و (7325)، وأبو داود (1146) من طرق عن سفيان الثوري، به. وبعضهم يزيد: ولم يذكر أذانًا ولا إقامة.

وأخرجه - بهذه الزيادة - أحمد (3315) من طريق حجاج بن أرطاة، عن عبد الرحمن بن عابس، به.

(3)

في (ر) و (م): ولم.

(4)

إسناده صحيح، ابن إدريس: هو عبد الله، وشعبة: هو ابن الحجاج، وعدي: هو ابن ثابت. وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (497) و (1805).

وأخرجه - بتمامه ومطولًا - أحمد (2533) و (3153) و (3333)، والبخاري (964) و (989) و (1431) و (5881) و (5883)، ومسلم (884):(13)، وأبو داود (1159)، والترمذي (537)، وابن ماجه (1291)، وابن حبان (2818) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

قال السِّندي: قوله: "ولا بعدَها" أي: في المُصلَّى، وأمَّا "قبلها" فيحتمل الإطلاق والتقييد، فليتأمَّل.

ص: 301

‌29 - باب ذبح الإمام يومَ العيد وعدد ما يذبح

1588 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا حاتم بن وَرْدان، عن أيوب، عن محمد بن سيرين

عن أنس بن مالك قال: خطَبَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم اليوم أضحى، وانكفأَ إلى كَبْشَين أمْلَحَين فذبَحَهما

(1)

.

1589 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن اللَّيث، عن كثير بن فَرْقَد، عن نافع

(1)

إسناده صحيح، أيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (4462).

وأخرجه - مطولًا - مسلم (1962): (12) عن زياد بن يحيى الحسَّاني، عن حاتم بن وردان، بهذا الإسناد.

وعلَّقه البخاري بإثر الحديث (5557) من طريق حاتم بن وردان، به.

وأخرجه - مع زيادة ونقصان - البخاري (1551) و (1712) و (1714) و (5554) من طريق أبي قلابة، عن أنس، به.

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (4388).

وسيرد - مطولًا - برقم (4396) من طريق إسماعيل بن علية، عن أيوب، به.

وسيرد - مطولًا ومختصرًا - برقم (4385) من طريق عبد العزيز بن صهيب، وبرقم (4386) من طريق ثابت البناني، و (4387) و (4415) و (4416) و (4417) و (4418) من طريق قَتَادة، ثلاثتهم عن أنس، به.

وسيرد في الرواية (4389) من طريق ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه.

قال السِّندي: قوله: وانكفأ، أي: انقلب ومال.

أمْلَحَين: الأمْلَح: الذي بياضُه أكثرُ من سواده. وقيل: هو النقيُّ البياض.

ص: 302

أنَّ عبد الله بن عمر أخبره، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يذبَحُ أو ينحَرُ بالمُصَلَّى

(1)

.

‌30 - باب اجتماع العيدين وشهودهما

1590 -

أخبرني محمد بن قُدامة، عن جَرير، عن إبراهيم بن محمد بن المُنْتَشِر، قلتُ: عن أبيه؟ قال: نعم، عن حبيب بن سالم

عن النُّعمان بن بشير قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة والعيد

(2)

بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} ، وإذا

(3)

اجتمعَ الجمعةُ والعيدُ في يومٍ قرأَ بهما

(4)

.

(1)

إسناده صحيح، شعيب: هو ابن أبي حمزة الأموي، والليث: هو ابن سعد، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (4440).

وأخرجه البخاري (982) و (5552) من طريقين عن اللَّيث، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد وابنه عبد الله (5876)، وأبو داود (2811)، وابن ماجه (3161) من طريق أسامة بن زيد، عن نافع، به.

وأخرجه البخاري (1710) و (5551) من طريق عبيد الله، و (1711) من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن نافع، به موقوفًا.

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (4366).

وسيرد - بنحوه - برقم (4367) من طريق عبد الله بن سليمان، عن نافع، به.

قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/ 9: قال مالك فيما رواه ابن وهب: إنّما يفعل ذلك لئلَّا يذبح أحدٌ قبله. زاد المُهلَّب: وليذبحوا بعده على يقين، وليتعلَّموا منه صفة الذبح.

(2)

في نسخة في هامش (هـ): والعيدين.

(3)

في (م) وهامش (ك): فإذا.

(4)

إسناده صحيح، جرير: هو ابن عبد الحميد الضبِّي. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1788).

وأخرجه مسلم (878)، وابن حبان (2822) من طريق جرير، بهذا الإسناد.

وسلف برقمي (1424) و (1568).

ص: 303

‌31 - باب الرُّخصة في التَّخلُّف عن الجمعة لمن شهد العيد

1591 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حَدَّثَنَا عبد الرَّحمن بن مهديٍّ قال: حَدَّثَنَا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن إياس بن أبي رملة

(1)

قال:

سمعتُ معاويةَ سألَ

(2)

زيدَ بن أرقم: أشهِدْتَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين؟ قال: نعم، صلَّى العيدَ صلى العيد من أوَّل النَّهار، ثُمَّ رخَّص في الجمعة

(3)

.

1592 -

أخبرنا محمد بشَّار قال: حَدَّثَنَا يحيى قال: حَدَّثَنَا عبد الحميد بن جعفر، قال: حدَّثني وَهْب بن كَيْسان قال:

اجتمعَ عيدان على عهد ابن الزُّبير، فأخَّرَ الخروج حتَّى تعالى النَّهار، ثُمَّ خرجَ، فخطَبَ، فأطالَ الخُطبة، ثُمَّ نزل، فصلَّى ركعتين

(4)

، ولم يُصلَّ

(1)

في هامش (هـ): ريطة، وهو تحريف.

(2)

في (هـ) وفوقها في (م): يسأل.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة إياس بن أبي رملة. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1806).

وأخرجه أحمد (19318) عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد، وزاد في آخره:"من شاء أن يُجَمِّع فليُجَمِّع".

وأخرجه - بنحو الزيادة السابقة - أبو داود (1070)، وابن ماجه (1310) من طريقين عن إسرائيل، به.

وللحديث شواهد بُسِطَ فيها القول في "مسند" أحمد 31/ 69 - 70، منها حديث ابن الزُّبير وابن عباس الآتي، ومنها حديث أبي هريرة عند أبي داود (1073)، وابن ماجه (1311).

قال السِّندي: قوله: "ثمَّ رخَّص في الجمعة"، فيه أنَّه يجزئ حضور العيد عن حضور الجمعة، لكن لا يسقط به الظهر. كذا قاله الخطابي. ومذهب علمائنا لزوم الحضور للجمعة، ولا يخفى أنَّ أحاديث الباب دالَّةٌ على سقوط لزوم حضور الجمعة، بل بعضها يقتضي سقوط الظُّهر أيضًا، كروايات حديث ابن الزُّبير، والله أعلم.

(4)

كلمة "ركعتين" من هامش (ك) وعليها علامة الصحة.

ص: 304

للنَّاس

(1)

يومئذٍ

(2)

الجمعة، فذُكِرَ ذلك لابن عبَّاس، فقال: أصاب السُّنَّة

(3)

.

‌32 - باب ضرب الدُّفِّ يوم العيد

1593 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد قال: حدَّثنا محمد بن جعفر، عن مَعْمَر، عن الزُّهْريّ، عن عروة

عن عائشة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم دخلَ عليها وعندَها جاريتان تضرِبان بِدُفَّين، فانتهرَهُما أبو بكر، فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"دَعُهُنَّ، فإنَّ لكلِّ قومٍ عيدًا"

(4)

.

(1)

في (ر) وهامش (هـ): بالناس.

(2)

في (ر) و (ك) وهامش (هـ): يوم، والمثبت من (م) و (هـ) وهامش (ك) وعليها علامة الصحة.

(3)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطَّان. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1807).

وأخرجه أبو داود (1071) من طريق الأعمش، عن عطاء بن أبي رباح قال: صلَّى بنا ابن الزُّبير في يوم عيدٍ في يوم جمعة أوَّل النهار، ثُمَّ رُحْنا إلى الجمعة، فلم يخرج إلينا، فصلينا وُحدانًا، وكان ابن عباس في الطائف، فلمَّا قدم ذكرنا ذلك له، فقال: أصاب السُّنَّة.

وأخرجه أبو داود - أيضًا - (1072) من طريق ابن جريج قال: قال عطاء: اجتمع يومُ جمعة ويومُ فطرٍ على عهد ابن الزُّبير في يومٍ واحد، فجمعهما جميعًا، فصلَّاهما ركعتين بُكرةً، لم يزدِ عليهما حتَّى صلَّى العصر.

وينظر ما قبله.

(4)

إسناده صحيح، معمر: هو ابن راشد البصري، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وعروة: هو ابن الزُّبير. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1808).

وأخرجه أحمد (24049) و (24952) عن محمد بن جعفر؛ بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (5869) من طريق إسحاق بن راشد، عن الزُّهْري، عن عروة، عن عائشة، أنَّ أبا بكر دخل عليها في أيام التشريق وعندها جاريتان تغنيان وتضربان بالدُّفِّ، =

ص: 305

‌33 - باب اللَّعب بين يدَي الإمام يوم العيد

1594 -

أخبرنا محمد بن آدم، عن عَبْدة، عن هشام، عن أبيه

عن عائشة قالت: جاء السُّودان يلعبون بين يدَي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في يوم عيد، فدعاني، فكنتُ أطَّلِعُ إليهم من فوق عاتقِه، فما زِلْتُ أنظرُ إليهم حتَّى كنتُ أنا الَّتي

(1)

انصرَفْتُ

(2)

.

= فسبَّهما، وخرق دُفَّيهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دعهما فإنها أيَّام عيد". وزيادة: "فسبَّهما وخرق دفَّيهما" تفرَّد بها إسحاق بن راشد، وفي حديثه عن الزُّهْري بعض الوهم كما قال الحافظ ابن حجر.

وأخرجه - بألفاظ متقاربة - أحمد (24682) و (25028)، والبخاري (952)، ومسلم (892):(16)، وابن ماجه (1898)، وابن حبان (5877) من طريق هشام بن عروة، والبخاري (949) و (2906)، ومسلم (892):(19) من طريق محمد بن عبد الرحمن أبي الأسود، كلاهما عن عروة، به.

وسيرد - بزيادة بعض الألفاظ - برقم (1597) من طريق الأوزاعي، عن الزُّهْري، به.

قال السِّندي: قوله: جاريتان: الجارية في النِّساء كالغلام في الرِّجال، يقعان على مَنْ دون البلوغ منهما.

"بدُفَّين" بضمِّ الدَّال وفتحِها: وهو الذي لا جلاجِلَ فيه، فإن كانت فيه فهو المِزْهَر، والمراد: تضربان بدُفَّين مع الغناء.

فانتهرِهما: أي: منعهما؛ لعدم اطِّلاعه على تقرير النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إيَّاهما على ذلك.

وفي الحديث دلالةٌ على إباحة الغناء أيام السُّرور، والله أعلم.

(1)

في (ر) و (ك): الذي، وفي هامشيهما: التي (نسخة).

(2)

إسناده صحيح، عبدة: هو ابن سليمان، وهشام: هو ابن عروة بن الزُّبير. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1811).

وأخرجه أحمد (24296) و (24854) و (25960)، ومسلم (892):(20)، والمصنف في "الكبرى"(8905) من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه البخاري (950) و (2907) من طريق محمد بن عبد الرحمن أبي الأسود، عن عروة، به. =

ص: 306

‌34 - باب اللَّعب في المسجد يوم العيد ونظر النِّساء إلى ذلك

1595 -

أخبرنا عليُّ بن خَشْرَم قال: حدَّثنا الوليد

(1)

قال: حَدَّثَنَا الأوزاعيُّ، عن الزُّهْريِّ، عن عروة

عن عائشة قالت: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يستُرني بردائه وأنا أنظرُ إلى الحبشة يلعبون في المسجد، حتَّى أكونَ أنا

(2)

أَسأَمُ، فاقْدُروا قَدْرَ الجاريةِ الحديثةِ السِّنِّ، الحريصةِ على اللَّهو

(3)

.

= وأخرجه - مختصرًا - أحمد (26051)، ومسلم (892):(21) من طريق عبيد بن عمير، عن عائشة، به. وتنظر الرواية التالية.

(1)

في "السُّنن الكبرى"(1813) و "تحفة الأشراف"(16513): عيسى بن يونس، بدل: الوليد. غير أنَّ عليَّ بن خشرم توبع على ذِكْر الوليد في هذا الإسناد كما سيأتي من رواية ابن حبان، والله أعلم.

(2)

بعدها في (م) زيادة: الذي.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ الوليد - وهو ابن مسلم - مدلِّس يدلِّس تدليس التسوية، ولم يُصرِّح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد، لكنَّه تُوبع. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1813)، وفيه: عيسى بن يونس، بدل: الوليد، كما سلف ذكره.

وأخرجه ابن حبان (5876) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم، عن الوليد بهذا الإسناد بزيادة قصة غناء الجاريتين الآتية برقم (1597).

وأخرجه أحمد (24541) عن أبي المغيرة، و (24552) عن محمد بن مصعب القَرْقساني، والبخاري (5236) من طريق عيسى بن يونس، ثلاثتهم عن الأوزاعي، به. وفي رواية أبي المغيرة زيادة قصة غناء الجاريتين.

وأخرجه أحمد (25333) و (26100) و (26327)، والبخاري (454) و (988) و (3530) و (5190)، ومسلم (892):(17) و (18)، والمصنف في "الكبرى"(8903) و (8904)، وابن حبان (5868) من طرق عن الزُّهْري، به. وزاد بعضهم قصة غناء الجاريتين.

وعلَّقه البخاري برقم (455) فقال: زاد ابن المنذر: حَدَّثَنَا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة قالت: رأيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم والحبشة يلعبون بحرابهم. =

ص: 307

1596 -

أخبرنا إسحاق بن موسى قال: حَدَّثَنَا الوليد بن مسلم قال: حَدَّثَنَا الأوزاعيُّ قال: حدَّثني الزُّهريُّ، عن سعيد بن المسيّب

عن أبي هريرة قال: دخلَ عمرُ والحبشةُ يلعبون في المسجد، فزجرَهم عمرُ رضي الله عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دَعْهُم يا عمر، فإنَّما هم - يعني - بنو

(1)

أرْفِدة"

(2)

.

‌35 - باب الرُّخصة في الاستماع إلى الغناء وضرب الدُّفِّ يوم العيد

1597 -

أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال: حدَّثني أبي، قال: حدَّثني إبراهيم بن طَهْمان، عن مالك بن أنس، عن الزُّهْريّ، عن عروة أنَّه حدَّثه

أنَّ عائشة حدَّثَتْه، أنَّ أبا بكر الصِّدِّيق دخلَ عليها وعندها جاريتان تضرِبان بالدُّفِّ وتغنِّيان، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُسَجًّى بثوبه

(3)

. وقال مرّةً

= وتنظر الرواية السابقة.

قال السِّندي: فاقدُروا، أي: اعرفوا قَدْرَها، وراعوا حالَها.

(1)

في (م) و (هـ) وهامشي (ر) و (ك): بني.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أن الوليد بن مسلم يدلِّس تدليس التسوية، ولم يصرِّح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد، لكنَّه تُوبع. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1812).

وأخرجه ابن حبان (5876) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (10967)، عن محمد بن مصعب، عن الأوزاعي؛ به.

وأخرجه أحمد (8080)، والبخاري (2901)، ومسلم (893):(22)، وابن حبان (5867) من طريق معمر، عن الزُّهْري، به.

قال السِّندي: قوله: "بنو أرفِدة" بفتح همزة وسكون راء وكسر فاء وقد تُفتَح، قيل: هو لقبٌ للحبشة، وقيل: اسم جنسٍ لهم، وقيل: اسم جدِّهم الأكبر.

(3)

في (م) وهامش (هـ): ثوبه، وفوقها في (م): بثوبه.

ص: 308

أخرى: مُتسَجٍّ بثوبه

(1)

. فكشف عن وجهه، فقال:"دَعْهما يا أبا بكر، إنَّها أيَّامُ عيد"، وهُنَّ

(2)

أيَّامُ مِنًى، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ بالمدينة

(3)

.

آخر كتاب العيدين

* * *

(1)

في (ر) و (م) وهامش (ك): مُتَّشِحٌ ثوبه، وفي (ك): مُسَجًّى ثوبه، والمثبت من (هـ) وهامش (ك).

(2)

في (ر) وهامشي (ك) و (هـ): وهو.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حفص بن عبد الله والد أحمد - وهو ابن راشد السُّلمي - فهو صدوق، وقد توبع.

وأخرجه أحمد (24541)، والمصنف في "الكبرى"(1809) و (1810) و (8910)، وابن حبان (5876) من طريق الأوزاعي، والبخاري (987) و (3529)، وابن حبان (5871) من طريق عقيل، ومسلم (892):(17)، وابن حبان (5868) من طريق عمرو بن الحارث، ثلاثتهم عن الزُّهْري، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد قصة لعب الحبشة في المسجد، وهي الرواية السالفة برقم (1595).

وسلف - مختصرًا دون ذكر بعض الألفاظ - برقم (1593) من طريق معمر، عن الزُّهْري، به.

قال السِّندي: قوله: وتغنِّيان، أي: ترفعان أصواتهما بإنشاد الأشعار.

أيام منى، أي: أيام عيد الأضحى بالمدينة لا بمنى.

ص: 309

‌19 - كتاب قيام اللَّيل وتطوُّع النَّهار

‌1 - باب الحثِّ على الصَّلاة في البيوت والفضل في ذلك

1598 -

أخبرنا العبَّاس بن عبد العظيم قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن أسماء قال: حَدَّثَنَا جُوَيرية بن أسماء، عن الوليد بن أبي هشام، عن نافع

أنَّ عبد الله بن عمر قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "صلُّوا في بيوتكم، ولا تتَّخِذوها قبورًا"

(1)

.

1599 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حَدَّثَنَا عفان بن مسلم قال: حدَّثنا وُهَيْب قال: سمعتُ موسى بن عُقبة قال: سمعتُ أبا النَّضر يُحدِّث، عن بُسْر بن سعيد

عن زيد بن ثابت، أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ حُجرةً في المسجد من حصير، فصلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فيها لياليَ حتَّى اجتمع إليه النَّاس، ثُمَّ فقدَوا صوتَه ليلةً، فظنُّوا أنَّه نائمٌ، فجعلَ بعضُهم يتنَحْنَحُ ليخرُجَ إليهم، فقال: "ما زالَ بكم الَّذي رأيتُ من صُنعِكُم حَتَّى خَشِيتُ أن يُكتب عليكم، ولو كُتِبَ

(1)

إسناده صحيح، نافع: هو مولى ابن عمر. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1292).

وأخرجه أحمد (4511)، والبخاري (1187)، ومسلم (777):(209) من طريق أيوب، وأحمد (4653) و (6045)، والبخاري (432) و (1187)، ومسلم (777):(208)، وأبو داود (1043) و (1448)، والترمذي (4511)، وابن ماجه (1377) من طريق عبيد الله، كلاهما عن نافع، بهذا الإسناد.

ووقع في رواية أحمد (4511) عن إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: صلُّوا في بيوتكم، ولا تتَّخذوها قبورًا. قال: أحسبه ذكره عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.

قال السِّندي: قوله: "ولا تَتَّخِذوها قبورًا" أي: كالقبور في الخُلوِّ عن ذكر الله والصلاة، أو: لا تكونوا في الغفلة عن ذكر الله والصلاة، فتكون البيوت لكم قبورًا مساكن للأموات.

ص: 310

عليكم ما قُمتُم به، فصلُّوا أيُّها النَّاسُ في بيوتكم، فإنَّ أفضلَ صلاة المرء في بيتِه إلَّا الصَّلاةَ المكتوبة"

(1)

.

1600 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: أخبرنا إبراهيم بن أبي الوزير قال: حَدَّثَنَا محمد بن موسى الفِطْريُّ، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجْرة، عن أبيه

عن جدِّه قال: صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ المغرب في مسجد بني

(1)

إسناده صحيح، وهيب: هو ابن خالد، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أمية التَّيمي. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1294) مختصر.

وأخرجه أحمد (21582)، والبخاري (7290) من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (731)، ومسلم (781):(214)، وابن حبان (2491) من طريقين عن وهيب، به.

وأخرجه أحمد (21603) من طريق محمد بن عمرو، والمصنِّف في "الكبرى"(1293) من طريق ابن جريج، كلاهما عن موسى بن عقبة، عن بسر بن سعيد، به. لم يذكرا أبا النضر في الإسناد.

وأخرجه - مطولًا ومختصرًا - أحمد (21594) و (21624) و (21632)، والبخاري (6113)، ومسلم (781):(213)، وأبو داود (1447)، والترمذي (450) من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي هند، وأبو داود (1044) من طريق إبراهيم بن أبي النضر، كلاهما عن أبي النضر، به.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 130 - ومن طريقه المصنِّف في "الكبرى"(1295) - عن أبي النضر، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن ثابت موقوفًا. قال الحافظ في "إتحاف المهرة" 4/ 241: وقد رواه الدارقطني من حديث زيد بن الحباب وأبي مسهر، كلاهما عن مالك مرفوعًا.

قال السِّندي: قوله من حصير، أي: كان يجعل الحصير كالحجرة لينقطع به إلى الله تعالى عن الخلق.

فصلَّى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليالي: لعلَّه يخرج إلى المسجد ويصلي فيها لما في البيت من الضِّيق، وإلَّا فالبيت للنافلة أفضل كما سيجيء، وقد جاء أنَّ هذه الصلاة كانت في ليال من رمضان.

ص: 311

عبد الأشهل، فلمَّا صلَّى قامَ ناسٌ

(1)

يتنفَّلون، فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"عليكم بهذه الصَّلاة في البيوت"

(2)

.

‌2 - باب قيام اللَّيل

1601 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد، عن سعيد، عن قَتَادة، عن زُرارة، عن سعد بن هشام

أنَّه لقي ابن عبَّاس، فسأله عن الوتر، فقال: ألا أُنبِّئك بأعلمِ أهلِ الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قال: عائشة، ائتِها فسَلْها، ثُمَّ ارجِعْ إليَّ فأخبِرْني برَدِّها عليك. فأتيتُ على حَكيم بن أفلح، فاستَلْحَقْتُه إليها، فقال: ما أنا بِقَاربِها، إنِّي نهيتُها أن تقول في هاتين الشِّيعتين شيئًا، فأبَتْ فيها إلَّا مُضِيًّا، فأقسَمْتُ عليه، فجاء معي فدخلَ عليها، فقالت لِحَكيم: مَنْ هذا معك؟ قلتُ: سعد بن هشام. قالت: مَنْ هشام؟ قلتُ: ابنُ عامر. فترَحَّمَتْ عليه، وقالت: نِعْمَ المرءُ كان عامرًا

(3)

. قال: يا أمَّ المؤمنين، أنبِئيني عن خُلُقِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. قالت: أليسَ تقرأ القرآن؟ قال: قلتُ: بلى. قالت: فإنَّ خُلُقَ نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم القرآن. فهمَمْتُ أن أقومَ، فبدا لي

(1)

في (م): الناس.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة إسحاق بن كعب.

وأخرجه الترمذي (604) عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد، قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث كعب بن عجرة، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

وأخرجه أبو داود (1300) من طريق محمد بن أبي الوزير، عن محمد بن موسى الفطري، به.

وله شاهد من حديث محمود بن لبيد عند أحمد (23624) بسند حسن، وصحَّحه ابن خزيمة (1200).

(3)

في (م): عامر. وهو صحيح.

ص: 312

قِيامُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قلتُ

(1)

: يا أمَّ المؤمنين، أنبِئيني عن قيام نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم. قالت: أليسَ تقرأ هذه السُّورة {يَاأَيُّهَا الْمُزَمَلُ} ؟ قلتُ: بلى. قالت: فإِنَّ الله عز وجل افترضَ

(2)

قيامَ اللَّيل في أوَّل هذه السُّورة، فقام نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه حَوْلًا حتَّى انتفخَتْ أقدامُهم، وأمسكَ اللهُ عز وجل خاتِمَتَها اثني عشر شهرًا، ثُمَّ أنزلَ اللهُ عز وجل التَّخفيفَ في آخر هذه السُّورة، فصارَ قِيامُ اللَّيل تطوُّعًا بعد أن كان فريضةً. فهمَمْتُ أن أقومَ، فبدا لي وِتْرُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا أمَّ المؤمنين، أنبِئيني عن وِتْرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. قالت: كُنَّا نُعِدُّ له سِواكَه وطَهورَه، فيبعَثُه اللهُ عز وجل لِما

(3)

شاء أن يبعثَه من اللَّيل، فيتسوَّكُ، ويتوضَّأ، ويُصلِّي ثماني ركعات، لا يجلس فيهنَّ إِلَّا عند الثَّامنة، يجلِسُ فيذكرُ الله عز وجل، ويدعو، ثُمَّ يُسلِّمُ تسليمًا يُسْمِعُنا، ثُمَّ يُصلِّي رَكعتين وهو جالِسٌ بعد ما يُسلِّم، ثُمَّ يُصلِّي ركعةً، فتلك إحدى عشرة ركعةً يا بنيَّ، فلمَّا أسنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأخذ

(4)

اللَّحم أوترَ بسَبْعٍ، وصلَّى رَكعتين وهو جالسٌ بعد ما سلَّم

(5)

، فتلكَ تِسْعُ رَكَعات يا بُنيَّ، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى صلاةً أحبَّ أن يدومَ

(6)

عليها، وكان إذا شغلَه عن قيام اللَّيل نومٌ أو مرَضٌ أو وجَعٌ صلَّى من النَّهار ثنتي عشرة ركعةً، ولا أعلَمُ أنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قرأَ القرآنَ كلَّه في ليلة، ولا قامَ ليلةً كاملةً

(1)

المثبت من (م)، وفي باقي النسخ: فقال.

(2)

في (ر) ونسخة في هامش (هـ): فرض.

(3)

في (ر) و (م) وهامش (هـ): بما.

(4)

في نسخة في هامش (هـ): وأخذه، وكذا في "صحيح" مسلم.

(5)

في هامشي (ك) و (هـ): يسلم.

(6)

في نسخة في هامش (هـ): يداوم.

ص: 313

حتَّى الصَّباح، ولا صامَ شهرًا كاملًا غيرَ رمضان. فأتيتُ ابنَ عبَّاس فحدَّثْتُه بحديثِها، فقال: صدقَتْ، أما إنِّي لو كنتُ أدخلُ عليها لأتَيْتُها حتَّى تُشافِهَني مشافهةً

(1)

.

(1)

حديث صحيح دون ذكر التسليم بعد الثامنة، وقد أشار المصنِّف إلى هذا الخطأ عقب هذه الرواية، والصحيح أنَّ التسليم كان بعد التاسعة كما سيرد في التخريج، وكما سلف في الروايات (1319) و (1320) و (1321) وغيرها، وهذا إسناد رجاله ثقات سلف الكلام عليه في الرواية (1315). وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1239) و (1296)، وهو في الموضعين مختصر.

وأخرجه أبو داود (1343) عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (24269) عن يحيى بن سعيد، به. وفيه أنَّه صلى الله عليه وسلم لم يُسلِّم بعد جلوسه من الثامنة، وإِنَّما نهض إلى التاسعة، ثم قعد

وذكر التَّسليم بعد التاسعة، ثم صلَّى ركعتين وهو جالس بعدما يُسلِّم.

وأخرجه مسلم (746): (139)، وابن ماجه (1191) من طريقين عن سعيد بن أبي عَروبة، به. ورواية مسلم كرواية أحمد السابقة، ورواية ابن ماجه مختصرة.

وأخرجه - بتمامه ومختصرًا - أحمد (24636) و (25302)، ومسلم (746):(139)، وأبو داود (1342) من طرق عن قَتَادة، به. ورواية من رواه بتمامه ذكر التسليم بعد التاسعة.

وأخرجه - مختصرًا - أحمد (25988)، وأبو داود (1349) من طريقين عن بهز بن حكيم، عن زرارة، به.

وأخرجه - كذلك أيضًا - أحمد (25987)، وأبو داود (1346) و (1347) و (1348) من طرق عن بهز بن حكيم، عن زرارة، عن عائشة، به. لم يذكروا سعد بن هشام في الإسناد.

وقوله: كُنَّا نُعِدُّ له سواكه وطهوره .... إلى قوله: ثم يسلِّم تسليمًا يُسمِعُنا، سلف برقم (1315) بهذا الإسناد. وسيرد برقم (1720) من طريق عبدة بن سليمان، عن سعيد، به. وبرقم (1721) من طريق معمر، عن قَتَادة، به.

وقوله: فلمَّا أسنَّ

إلى قوله: أحبَّ أن يدوم عليه، سيرد برقم (1718) من طريق شعبة، وبرقم (1721) من طريق معمر، كلاهما عن قَتَادة، به.

وقوله: كان إذا شغله عن قيام الليل

إلى قوله: اثنتي عشرة ركعةً، سيرد برقم (1789) من طريق أبي عوانة، عن قَتَادة، به. =

ص: 314

قال أبو عبد الرَّحمن: كذا وقعَ في كتابي، ولا أدري ممَّن الخطأ في موضع وترِه عليه السلام.

‌3 - باب ثواب مَنْ قام رمضان إيمانًا واحتسابًا

1602 -

أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن حُميد بن عبد الرَّحمن

عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبِهِ"

(1)

.

= وقوله: لا أعلم نبي الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كلَّه في ليلة

إلى قوله: غير رمضان، سيرد برقمي (1641) و (2182) من طريق عبدة بن سليمان، وبرقم (2348) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن سعيد، به.

وسيرد بنحو قصة الوتر برقم (1719) من طريق هشام الدستوائي، عن قَتَادة، به. وفي الأرقام (1722) و (1723) و (1724) من طريق الحسن، عن سعد بن هشام، به.

وتنظر الرواية الآتية برقم (1651).

قال السِّندي: قوله: ألا أُنبئك بأعلم أهل الأرض؟ فيه أنَّ اللائق بالعالم أن يدلُّ السائل على أعلم منه إن علم به.

فاستلحقتُه أي: طلبتُ منه أن يلحق بي في الذهاب إليها.

(1)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهْري. وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (1297) و (2520).

وأخرجه أحمد (10304)، والبخاري (37) و (2009)، ومسلم (759):(173)، وأبو داود كما في "تحفة الأشراف" 9/ 329 من طرق عن مالك، بهذا الإسناد. وزاد البخاري (2009) في آخره - وهو من رواية عبد الله بن يوسف عن مالك -: قال ابن شهاب: فتوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدرًا من خلافة عمر.

وأخرجه البخاري (35)، ومسلم (760):(176)، والمصنِّف في "الكبرى"(3398) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، به.

وسيكرر بإسناده ومتنه برقمي (2199) و (5025).

وسيرد برقم (2200) و (5025) من طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن مالك، به. =

ص: 315

1603 -

أخبرنا محمد بن إسماعيل أبو بكر قال: حدَّثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال: حدَّثنا جُوَيرية، عن مالك قال: قال الزُّهريُّ: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرَّحمن وحُمَيد بن عبد الرَّحمن

عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا

= وسيرد في الرواية التالية وبرقمي (2201) و (5026) من طريق جويرية بن أسماء، عن مالك، عن الزهري، عن حميد مقرونًا بأبي سلمة بن عبد الرحمن، به.

وسيرد بالأرقام (2194) و (2196) و (2197) و (2198) و (2202) و (5024) من طرق عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، به. وزاد بعضهم:"ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".

وسيرد بالأرقام (2202) و (2203) و (2204) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، بالإسناد السابق، بلفظ: "من صام رمضان

" بدل "من قام".

وسيرد بالأرقام (2192) و (2193) و (2195) من طرق عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة.

وسيرد برقم (2191) من طريق ابن أبي هلال، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.

وسيرد بالأرقام (2206) و (2207) و (5027) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به. بزيادة: "ومن قام ليلة القدر

".

وسيرد برقم (2205) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي سلمة، بإسناد سابقه، بلفظ: "من صام رمضان

".

وسيرد - بغير هذا السياق - بالأرقام (2208) و (2209) و (2210) من طريق النضر بن شيبان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عوف. قال النسائي بإثر الرواية الأولى: هذا خطأ، والصواب: أبو سلمة، عن أبي هريرة.

وتنظر روايات الحديث واختلاف ألفاظه في هامش "مسند أحمد"(7280).

قال السِّندي: قوله: "إيمانًا" أي: يحمله على ذلك الإيمان بالله، أو بفضل رمضان.

"واحتسابًا" أي: يحمله عليه إرادةُ وجه الله وطلبُ الأجر منه، لا الرِّياء وغيره.

ص: 316

غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِه"

(1)

.

‌4 - باب قيام شهر رمضان

1604 -

أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة

عن عائشة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى في المسجد ذاتَ ليلة، وصلَّى بصلاته ناسٌ، ثُمَّ صلَّى من القابِلة، وكثُرَ النَّاس، ثُمَّ اجتمعوا من اللَّيلة الثَّالثة أو الرَّابعة، فلم يخرُجْ إليهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا أصبحَ قال:"قَدْ رأيتُ الَّذي صنَعْتُم، فلم يمنَعْني من الخروج إليكم إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أن يُفْرَضَ عليكم" وذلك في رمضان

(2)

.

(1)

إسناده صحيح، محمد بن إسماعيل: هو الطبراني أبو بكر، وجُويرية: هو ابن أسماء بن عُبيد. وهو في "السنن الكبرى" بالأرقام (1298) و (2522) و (3411).

وهو في "موطأ" مالك 1/ 113 - برواية يحيى الليثي - عن الزهري، عن أبي سلمة وحده، بهذا الإسناد. وزاد في أوله: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُرغِّب في قيام رمضان من غير أن يأمر بعزيمة. وزاد في آخره: قال ابن شهاب: فتوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر، وصدرًا من خلافة عمر بن الخطاب.

وأخرجه أحمد (10843) عن عثمان بن عمر، وأبو داود (1371) من طريق عبد الرزاق، كلاهما عن مالك بمثل رواية "الموطأ"، إلا أنَّ رواية أحمد ليس فيها زيادة ابن شهاب.

وأخرجه أحمد (7881) من طريق ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي سلمة وحده، به.

وزاد في آخره: ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع الناس على القيام.

وسيكرر بإسناده ومتنه برقمي (2201) و (5026).

وسلف في الرواية السابقة من طريق مالك، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن وحده، به.

(2)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1299).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 113، وأخرجه من طريقه أحمد (25446)، والبخاري (1129) و (2011)، ومسلم (761):(177)، وأبو داود (1373)، وابن حبان (2542). =

ص: 317

1605 -

أخبرنا عُبيد الله بن سعيد قال: حدَّثنا محمد بن الفُضَيل، عن داود بن أبي هند، عن الوليد بن عبد الرَّحمن، عن جُبَير بن نُفَير

عن أبي ذرٍّ قال: صُمْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فلم يَقُمْ بِنا حَتَّى بقِيَ سَبْعٌ من الشَّهر، فقامَ بِنا حتَّى ذهبَ ثُلُثُ اللَّيل، ثُمَّ لم يَقُمْ بِنا في السَّادسة، فقامَ بنا في الخامسة حتى ذهبَ شَطْرُ اللَّيل، فقلتُ: يا رسولَ الله، لو نفَّلْتَنا بقيَّةَ ليلتِنا هذه؟ قال: "إنَّه مَنْ قامَ مع الإمام حتَّى ينصرِفَ، كَتَبَ اللهُ له قيامَ ليلة

(1)

"، ثُمَّ لم يُصَلِّ بِنا ولم يَقُمْ حتَّى بقِيَ ثلاثٌ من الشَّهر، فقامَ بِنا في الثَّالثة، وجمعَ أهلَه ونساءَه حتَّى تخوَّفْنا أن يفوتَنا الفلاحُ. قلتُ: وما الفلاح؟ قال: السَّحور

(2)

.

1606 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدَّثنا زيد بن الحُباب قال: أخبرني معاوية بن صالح قال: حدَّثني نُعَيم بن زياد أبو طلحة قال:

سمعتُ النُّعمان بن بشير على منبر حِمْصَ يقول: قُمْنا معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ليلةَ ثلاثٍ وعشرين إلى ثُلُثِ اللَّيل الأوَّل، ثُمَّ قُمْنا معه ليلةَ

= ورواية البخاري الثانية مختصرة.

وأخرجه أحمد (25362) و (25469) و (25954)، والبخاري (924) و (2012) من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.

وسيرد - دون سياق لفظه - برقم (2193) من طريق يونس، وبرقم (2195) من طريق شعيب، كلاهما عن الزهري، به. وفيهما زيادة.

(1)

في (ر) و (ك): ليلته.

(2)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1300).

وأخرجه ابن حبان (2547) عن ابن خزيمة، عن عبيد الله بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (806) عن هناد، عن محمد بن فضيل، به. وقال: حديث حسن صحيح.

وسلف برقم (1364) من طريق بشر بن المفضل، عن داود، به.

قال السِّندي: قوله: لو نَفَّلْتنا بتشديد الفاء أو تخفيفها، أي: أعطيتنا.

ص: 318

خمسٍ وعشرين إلى نصفِ اللَّيل، ثُمَّ قُمْنا

(1)

ليلةَ سبعٍ وعشرين حتَّى ظَنَنَّا أن لا نُدرِكَ الفلاحَ، وكانوا يُسمُّونه السَّحور

(2)

.

‌5 - باب التَّرغيب في قيام اللَّيل

1607 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد قال: حدَّثنا سفيان، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج

عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا نامَ أحدُكُم عقَدَ الشَّيطانُ على رأسِه ثلاثَ عُقَد، يضرِبُ على كلِّ عُقْدَةٍ ليلًا طويلًا - أي: ارقُدْ - فإن استيقظَ فذكرَ الله انحلَّتْ عُقدَةٌ، فإن توضَّأَ انحلَّتْ الأُخرى

(3)

، فإن صلَّى انحلَّتِ العُقَدُ كلُّها، فيُصبحُ طَيَّبَ النَّفسِ نشيطًا، وإلا أصبحَ خبيثَ النَّفس كَسْلانَ"

(4)

.

1608 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا جَرير، عن منصور، عن أبي وائل

(1)

بعدها في (هـ): معه.

(2)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1301)، وقد رواه المصنِّف هناك عن أحمد بن سليمان مقرونًا بعبدة بن عبد الله وعبد الرحمن بن خالد.

وأخرجه أحمد (18402) عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.

(3)

في (هـ) وهامش (ك) والمطبوع: عُقدة أخرى، وفي (ر): انحلت أخرى، والمثبت من (ك) و (م).

(4)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة، وأبو الزِّناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هُرْمُز. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1303).

وأخرجه أحمد (7308)، ومسلم (776) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1142)، وأبو داود (306)، وابن حبان (2553) من طريق مالك، عن أبي الزِّناد، به.

وأخرجه أحمد (7441) و (10453)، والبخاري (3269)، وابن ماجه (1329) من طرق عن أبي هريرة، به.

ص: 319

عن عبد الله قال: ذُكِرَ عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ نامَ ليلةً حتَّى أصبح، قال: "ذاكَ

(1)

رجلٌ بالَ الشَّيطانُ في أَذنَيه"

(2)

.

1609 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا عبد العزيز بن عبد الصَّمد قال: حدَّثنا منصور، عن أبي وائل

عن عبد الله، أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ الله، إنَّ فلانًا نامَ عن الصَّلاة البارحةَ حتَّى أصبح. قال: "ذاك شيطانٌ بالَ في أذُنِهِ

(3)

"

(4)

.

1610 -

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدَّثنا يحيى، عن ابن عَجْلان قال: حدَّثني القَعْقاع، عن أبي صالح

عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَ الله رجلًا قام من اللَّيل فصلَّى، ثُمَّ أيقظَ امرأتَه فصلَّتْ، فإنْ أبَتْ نضحَ في وجهِها الماء،

(1)

في (هـ): ذلك.

(2)

إسناده صحيح، جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المُعْتَمِر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1304).

وأخرجه أحمد (4059)، والبخاري (3270)، ومسلم (774):(205)، وابن ماجه (1330) من طريق جرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1144) من طريق أبي الأحوص، عن منصور، به.

وأخرجه ابن حبان (2562) من طريق علي بن حرب، عن القاسم بن يزيد الجَرْمي، عن سفيان الثوري، عن سلمة بن كُهَيل، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، به.

وسيأتي في الرواية التالية.

قال السِّندي: قوله: "بال الشيطان" قيل: على حقيقته. وقيل: مَجازٌ عن سدِّ الشيطان أذنه عن سماع صياح الديك ونحوه ممَّا يقوم بسماع أهل التوفيق.

(3)

في (هـ): أذنيه.

(4)

إسناده صحيح.

وأخرجه أحمد (3557) عن عبد العزيز بن عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وسلف في الرواية السابقة.

ص: 320

ورَحِمَ اللهُ امرأة قامَتْ من اللَّيل فصلَّتْ، ثُمَّ أيقظَتْ زوجَها فصلَّى، فإن أبي نضحَتْ في وجهِه الماء"

(1)

.

1611 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا اللَّيث، عن عُقَيل، عن الزُّهري، عن عليّ بن حسين، أنَّ الحسين بن عليٍّ حدَّثه

عن عليّ بن أبي طالب، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم طرَقَه وفاطمةَ، فقال:"ألا تُصَلُّون؟ " قلتُ: يا رسولَ الله، إِنَّما أنفُسُنا بيدِ الله، فإذا شاء أن يبعَثَنا بعَثَنا

(2)

. فانصرفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حينَ قلتُ له ذلك، ثُمَّ سمِعْتُه وهو مُدبِرٌ

(3)

يضرِبُ فَخِذَه ويقول: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}

(4)

[الكهف: 54].

(1)

إسناده قوي من أجل ابن عجلان: واسمه محمد. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والقعقاع: هو ابن حَكيم، وأبو صالح: هو ذكوان السمَّان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1302).

وأخرجه أحمد (7410) و (9627)، وأبو داود (1308) و (1450)، وابن ماجه (1336)، وابن حبان (2567) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه - مختصرًا - أحمد (7369) عن سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، به.

(2)

في (م) و (ك) وهامش (هـ): يبعثها بعثها.

(3)

في (م) وهوامش (هـ) و (ك) و (ر): مُوَلٍّ.

(4)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، والليث: هو ابن سعد، وعُقيل: هو ابن خالد الأيلي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1313) و (11242).

وأخرجه مسلم (775)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "مسند" أبيه (575)، كلاهما عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (900) و (901)، والبخاري (1127) و (4724) و (7347) و (7465)، وعبد الله بن أحمد (571)، وابن حبان (2566) من طرق عن الزهري، به. ورواية البخاري الثانية مختصرة.

قال الدارقطني في "العلل" 2/ 98: رواه معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين =

ص: 321

1612 -

أخبرنا عُبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال: حدَّثنا عمِّي قال: حدَّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدَّثني حَكيم بن حَكيم بن عبَّاد بن حُنَيف، عن محمد بن مسلم بن شهاب، عن عليّ بن حسين، عن أبيه

عن جدِّه عليّ بن أبي طالب قال: دخلَ عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى فاطمةَ من اللَّيل، فأيقَظَنا للصَّلاة، ثُمَّ رجعَ إلى بيته فصلَّى هَوِيًّا من اللَّيل، فلم يسمَعْ لنا حِسًّا، فرجعَ إلينا فأيقَظَنا، فقال:"قُوما فصَلَّيا" قال: فجلَسْتُ وأنا أعْرُكُ عَيني، وأقول: إِنَّا والله ما نُصَلِّي إِلَّا ما كتبَ الله لنا

(1)

، إنَّما أنفُسُنا بيد الله، فإنْ شاءَ أن يبعثَنا بعَثَنا. قال: فولَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول ويضرِبُ بيدِه على فَخِذِه: "ما نُصَلِّي إِلَّا ما كتبَ الله لنا، {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}

(2)

[الكهف: 54].

‌6 - باب فضل صلاة اللَّيل

1613 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد قال: حدَّثنا أبو عَوانة، عن أبي بشر، عن حُمَيد بن

= مرسلًا، وكذلك رواه مِسْعَر، عن عُتبة بن قيس، عن علي بن حسين مرسلًا أيضًا، والصواب ما رواه صالح بن كيسان وحكيم بن أبي حكيم ومَن تابعهما عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي.

وسيرد في الرواية التالية - بسياق أطول - من طريق حكيم بن أبي حكيم، عن الزهري، به.

(1)

في (ك) و (هـ): كُتب علينا، وفي (م) وهامش (ك):"لنا" بدل "علينا"، والمثبت من (ر) وهامش (هـ) والمطبوع.

(2)

إسناده حسن من أجل ابن إسحاق: واسمه محمد، وقد صرَّح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه. عم عبيد الله بن سعد: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزُّهري.

وأخرجه أحمد (705) عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد، وسلف قبله مختصرًا.

قال السِّندي: قوله: هَوِيًّا أي: حينًا طويلًا. وقوله: أنا أَعْرُك، أي: أدلُكُ.

ص: 322

عبد الرَّحمن - هو ابن عوف

(1)

-

عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أفضَلُ الصِّيام بعدَ شهر رمضان شهرُ اللهِ المُحَرَّم، وأفضَلُ الصَّلاة بعد الفريضة صلاةُ اللَّيل"

(2)

.

1614 -

أخبرنا سُوَيد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله قال: حدَّثنا شعبة، عن أبي بشر جعفر بن أبي وَحْشِيَّة

أنَّه سمع حُميد بن عبد الرَّحمن

(3)

يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أفضَلُ الصَّلاة بعد الفريضة قيامُ اللَّيل، وأفضَلُ الصِّيام بعد رمضان المُحَرَّم"

(4)

.

(1)

قوله: هو ابن عوف، ليس في (ق)، وقال الحافظ في "النُّكَت" (بهامش التحفة 9/ 336): قوله: "ابن عوف" وهمٌ من غير النسائي، وقد رواه غيرُ ابن السُّني فلم يقل فيه: ابن عوف، ونسبه مسلم في رواية:"الحميري".

(2)

إسناده صحيح، أبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري، وقد خالفه شعبة - كما في الرواية التالية - فرواه عن أبي بشر - وهو جعفر بن إياس أبي وحشيَّة - عن حميد بن عبد الرحمن، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، لكن صحَّح وصله الدارقطني في "العلل" 9/ 91. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1314) و (2919)، وليس فيهما قوله: هو ابن عوف.

وأخرجه مسلم (1163): (202)، وأبو داود (2429)، والترمذي (438) و (740)، ثلاثتهم عن قتيبة، بهذا الإسناد. وعند مسلم والترمذي: حميد بن عبد الرحمن الحميري.

وأخرجه أحمد (8534)، وأبو داود (2429) من طريقين عن أبي عوانة، به.

وأخرجه أحمد (8026) و (8358) و (8507) و (10915)، ومسلم (1163):(203)، والمصنف في "الكبرى"(2917) و (2918) وابن ماجه (1742) من طريق محمد بن المنتشر، عن حميد، به. وينظر الاختلاف على إسناده في "العلل" للدارقطني 9/ 89 - 93.

قال السِّندي: قوله: "شهر الله" أي: صوم شهر الله. قيل: والمراد صوم يوم عاشوراء لا صوم الشهر كلِّه.

(3)

بعدها في (ر) و (م): عن أبي هريرة، وهي زيادة مقحمة.

(4)

حديث صحيح، سلف الكلام عليه في الرواية السابقة. عبد الله: هو ابن المبارك. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1315).

ص: 323

أرسله شعبة بن الحجَّاج

(1)

.

‌7 - باب فضل صلاة اللَّيل في السَّفر

1615 -

أخبرنا محمد بن المثنَّى قال: حدَّثنا محمد قال: حدَّثنا شعبة، عن منصور، قال: سَمِعْتُ رِبْعِيًّا، عن زيد بن ظَبْيان

رفعه إلى أبي ذرٍّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثةٌ يُحِبُّهم اللهُ عز وجل: رجلٌ أتي قومًا فسألَهم بالله، ولم يسأَلْهم بقَرابةٍ بينَه وبينَهم، فمنعوه، فتخلَّفَهم

(2)

رجلٌ بأعقابِهم، فأعطاه سِرًّا، لا يعلَمُ بعطيَّتِه إِلَّا اللهُ عز وجل والَّذِي أعطاه، وقومٌ ساروا ليلتَهم حتَّى إذا كان النَّومُ أحبَّ إليهم ممَّا يُعْدَلُ به نزلوا، فوضعوا رؤوسَهم، فقامَ يتملَّقُني ويتلو آياتي، ورجلٌ كان في سريَّةٍ، فلَقُوا العدوَّ، فانهزموا

(3)

، فأقبلَ بصدرِه حتَّى يُقتَلَ أو يُفتَحَ له

(4)

"

(5)

.

‌8 - باب وقت القيام

1616 -

أخبرنا محمد بن إبراهيم البصريُّ، عن بِشْر - وهو ابن المُفَضَّل - قال:

(1)

قوله: "أرسله شعبة بن الحجَّاج" جاء في "الكبرى" قبل الحديث، وهو أنسب.

(2)

في هامش (هـ): وخلفهم، و: فخلفهم.

(3)

في (م) وهامشي (ك) و (هـ): فهزموا.

(4)

في (م) وهامش (هـ): يفتح الله له.

(5)

إسناده ضعيف، وسيرد - مطولًا - بهذا الإسناد برقم (2570)، وينظر تخريجه والكلام عليه هناك. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1316).

قال السِّندي: قوله: "فتخلَّفهم رجلٌ بأعقابهم": فخرج من بينهم بحيث صار خلفهم في ظهورهم، فقوله:"بأعقابهم" بمعنى: في ظهورهم، بمنزلة التأكيد لما يدلُّ عليه "تخلَّفَهم".

"ممَّا يُعْدَلُ به" أي: ممَّا يُجْعَلُ عديلًا له ومِثْلًا ومساويًا في العادة.

"يتملَّقُني" هذا حكايةٌ عن الله في شأن ذلك الرجل، والمَلَق: الزيادة في الدُّعاء والتضرُّع.

ص: 324

حدَّثنا شعبة، عن أشعث بن سُلَيم

(1)

، عن أبيه، عن مسروقٍ قال:

قلتُ لعائشة: أيُّ الأعمال أحبُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: الدَّائم.

قلتُ: فأيُّ اللَّيل كان يقوم؟ قالت: إذا سمِعَ الصَّارخ

(2)

.

‌9 - باب ذكر ما يُستفتَحُ به القيام

1617 -

أخبرنا عِصْمةُ بن الفضل قال: حدَّثنا زيد بن الحُباب، عن معاوية بن صالح قال: حدَّثنا الأزهر بن سعيد، عن عاصم بن حُمَيد قال:

سألتُ عائشةَ: بما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يستفتِحُ قيامَ اللَّيل؟ قالت: لقد سألْتَني عن شيءٍ ما سألَني عنه أحدٌ قبلَك، كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُكَبِّرُ عشرًا، ويحمَدُ عشرًا، ويُسبِّحُ عشرًا، ويُهلِّلُ عشرًا، ويستغفِرُ عشرًا، ويقول:"اللهمَّ اغفِرْ لي، واهدِني، وارزُقْني، وعافِني، أعوذُ باللهِ من ضِيقِ المَقام يومَ القيامة"

(3)

.

(1)

تحرف في (ر) إلى: سالم.

(2)

إسناده صحيح، محمد بن إبراهيم البصري: هو ابن صُدْران، وسليم والد الأشعث: هو ابن الأسود، ومسروق: هو ابن الأجدع، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1318).

وأخرجه أحمد (24628) و (24789) و (25143)، والبخاري (1132) و (6461)، من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (25671) من طريق سفيان الثوري، و (26390) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، والبخاري (1132)، ومسلم (741)، وأبو داود (1317) من طريق أبي الأحوص، ثلاثتهم عن أشعث، به.

وخالف في متنه عبد الله بن رجاء الغُدَاني، فرواه - كما عند ابن حبان (2444) - عن إسرائيل، عن أشعث، به. بلفظ: متى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر؟.

وقوله: "الصارخ" قال ابن الأثير في "النهاية": يعني: الديك؛ لأنَّه كثير الصِّياح في الليل.

(3)

إسناده حسن من أجل الأزهر بن سعيد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1319). =

ص: 325

1618 -

أخبرنا سُوَيد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله، عن مَعْمَر والأوزاعيِّ، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة

عن ربيعة بن كعب الأسلميِّ قال: كنتُ أبِيتُ عندَ حُجرة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فكنتُ أسمَعُه إذا قام من اللَّيل يقول:"سُبحانَ اللهِ ربِّ العالمين" الهَوِيَّ، ثُمَّ يقول:"سُبحانَ الله وبحمدِه" الهَوِيَّ

(1)

.

1619 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد قال: حدَّثنا سفيان، عن الأحول - يعني سليمان بن أبي مسلم - عن طاوس

عن ابن عبَّاس قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا قامَ من اللَّيل يتهجَّد، قال: "اللهمَّ

= وأخرجه أبو داود (766)، وابن ماجه (1356) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (2602) من طريق ابن وهب، عن معاوية بن صالح، به. دون قوله:"وعافني".

وأخرجه أحمد (25102)، والمصنف في "الكبرى"(10640) من طريق ربيعة الجُرشي، وأبو داود (5085)، والمصنِّف أيضًا (10641) من طريق شريق الهَوْزَني، كلاهما عن عائشة، به.

وسيرد برقم (5535) عن إبراهيم بن يعقوب، عن زيد بن الحباب، به. دون قوله: ويحمد عشرًا، ويهلِّل عشرًا.

(1)

إسناده صحيح. عبد الله: هو ابن المبارك، ومعمر: هو ابن راشد، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1320).

وأخرجه ابن حبان (2595) من طريق عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (16574) عن عبد الرزاق، عن معمر، به.

وأخرجه المصنِّف في "الكبرى"(10632)، وابن حبان (2594) من طريقين عن الأوزاعي، به.

وأخرجه أحمد (16575) و (16576)، والترمذي (3416)، وابن ماجه (3879) من طريقين عن يحيى بن أبي كثير، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

قال السِّندي: قوله: "الهَوِيّ" أي: الحين الطويل.

ص: 326

لكَ الحمدُ أنتَ نورُ السَّماوات والأرض ومَنْ فيهنَّ، ولكَ الحمدُ أنتَ قَيَّامُ السَّماوات والأرض ومَنْ فيهنَّ، ولكَ الحمدُ أنتَ مَلِكُ السَّماوات والأرض ومَنْ فيهنَّ، ولكَ الحمدُ أنتَ حَقّ، ووعدُكَ حَقّ، والجنَّةُ حَقّ، والنَّارُ حَقّ، والسَّاعَةُ حَقّ، والنبيُّون حَقّ، ومحمدٌ حَقّ، لكَ أسْلَمْتُ، وعليكَ توكَّلْتُ، وبكَ آمَنْتُ - ثُمَّ ذكر قُتيبة كلمةً معناها - وبِكَ خاصَمْتُ، وإليكَ حاكَمُتُ، اغْفِرْ لى ما قدَّمْتُ وما أخَّرْتُ وما أعلنتُ، أنتَ المُقَدَّمُ وأنتَ المُؤَخِّرُ، لا إلهَ إِلَّا أَنتَ، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إِلَّا بالله"

(1)

.

1620 -

أخبرنا محمد بن سَلَمة قال: أخبرنا ابن القاسم، عن مالك قال: حدَّثني مَخْرَمَةُ بنُ سليمان، عن كُريب

(1)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة، وطاوس: هو ابن كيسان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1321).

وأخرجه أحمد (3368)، والبخاري (1120) و (6317)، ومسلم (769)، والمصنِّف في "الكبرى"(7658)، وابن ماجه (1355)، وابن حبان (2597) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ورواية الجميع - دون رواية ابن ماجه - دون قوله:"ولا حول ولا قوة إلا بالله".

وجاء في آخره عند أحمد والبخاري وابن حبان: "أو لا إله غيرك". وزاد البخاري في الموضع الأول: قال سفيان: وزاد عبد الكريم أبو أمية: "ولا حول ولا قوة إلا بالله".

وأخرجه - مع اختلاف ببعض الألفاظ - أحمد (3468)، والبخاري (7385) و (7442) و (7499)، ومسلم (769):(199)، والمصنِّف في "الكبرى"(7656) من طريق ابن جريج، عن سليمان الأحول، به.

وأخرجه - مع اختلاف ببعض الألفاظ - أحمد (2710) و (2812)، ومسلم (769):(199)، وأبو داود (771)، والترمذي (3418)، والمصنِّف في "الكبرى"(7657) و (10638)، وابن حبان (2598) من طريق أبي الزبير المكي، ومسلم (769)(199)، وأبو داود (772)، والمصنِّف (11300)، وابن حبان (2599) من طريق قيس بن سعيد، كلاهما عن طاوس، به.

ص: 327

أنَّ عبد الله بنَ عبَّاس أخبره، أنَّه باتَ عند ميمونَة أمِّ المؤمنين؛ وهي خالتُه، فاضطجعَ

(1)

في عَرْض الوسادة، واضطجعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأهلُه في طُولها، فنامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا انتصفَ اللَّيل، أو قبلَه قليلًا أو بعده قليلًا

(2)

؛ استيقظَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فجلسَ يمسحُ النَّومَ عَن وَجْهِهِ بيدِه، ثُمَّ قرأ العَشْرَ الآياتِ الخواتيمَ من سورة آل عِمران، ثُمَّ قَامَ إِلى شَنٍّ مُعلَّقة، فتوضَّأ منها فأحسنَ وُضوءَه، ثُمَّ قام يصلِّي. قال عبد الله بنُ عبَّاس: فقُمْتُ فصنعتُ مثلَ ما صنعَ، ثُمَّ ذهبتُ فقُمْتُ إلى جَنْبه، فوضعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يده اليُمنى على رأسي، وأخذَ بأُذني اليُمنى يَفْتِلُها، فصلَّى ركعتَيْن، ثُمَّ ركعتَيْن، ثُمَّ ركعتَيْن، ثُمَّ ركعتَيْن، ثُمَّ ركعتَيْن، ثُمَّ ركعتَيْن، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضطجعَ حتى جاءَه المؤذِّن، فصلَّى ركعتَيْن خفيفتَيْن

(3)

.

‌10 - باب ما يفعلُ إذا قامَ من اللَّيل من السِّواك

1621 -

أخبرنا عَمْرُو بنُ عليٍّ ومحمد بنُ المثنَّى، عن عبد الرَّحمن، عن سفيان، عن منصور والأعمش وحُصَيْن، عن أبي وائل

عن حُذيفةَ، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا قامَ من اللَّيل يَشُوصُ فاهُ بالسِّواك

(4)

.

(1)

في (م) و (هـ) وهامش (ك): فاضطجعتُ.

(2)

في (م) وهامشي (ك) و (هـ): بقليل (في الموضعين).

(3)

إسناده صحيح، ابن القاسم: هو عبد الرحمن، وكُريب: هو مولى ابن عباس، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (397) عن قُتيبة بن سعيد، عن مالك.

وأخرجه أحمد (2164)، والبخاري (183) و (992) و (1198) و (4571) و (4572)، ومسلم (763):(182)، وأبو داود (1367)، وابن ماجه (1363)، وابن حبان (2592)، من طرق، عن مالك، بهذا الإسناد. وانظر رقم (442).

(4)

إسناده صحيح. عبد الرحمن: هو ابن مَهْدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو =

ص: 328

1622 -

حدَّثنا محمد بنُ عبد الأعلى قال: حدَّثنا خالد قال: حدَّثنا شعبة، عن حُصين قال: سمعتُ أبا وائل يحدِّث

عن حُذيفة قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا قامَ من اللَّيل

(1)

يَشُوصُ فاهُ بالسِّواك

(2)

.

‌11 - ذِكرُ الاختلافِ على أبي حَصِين عثمان بن عاصم في هذا الحديث

1623 -

أخبرنا عُبيد الله بنُ سعيد، عن إسحاق بن سليمان، عن أبي سنان، عن أبي حَصين، عن شقيق

عن حُذيفة قال: كُنَّا نُؤْمِرُ بالسِّواك إذا قُمنا من اللَّيل

(3)

.

= ابن المعتمر، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وحُصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلَمي، وأبو وائل: هو شقيق بن سَلَمة، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1323).

وأخرجه أحمد (23415)، ومسلم (255):(47) من طريق عبد الرحمن بن مَهْدِي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (23415)، والبخاري (889)، وأبو داود (55)، وابن ماجه (286)، وابن حبَّان (1072) و (1075) و (2591) من طرق، عن سفيان، به. دون ذكر الأعمش في هذه الروايات، ودون ذكر حُصين أيضًا في رواية ابن حبان (2591).

وأخرجه البخاري (1136) من طريق خالد بن عبد الله، ومسلم (255) من طريق هُشيم، كلاهما عن حُصين، به. وعند البخاري: إذا قام للتهجُّد، وعند مسلم: إذا قام ليتهجَّد.

وأخرجه أحمد (23366)، ومسلم (255) من طريقين، عن الأعمش، به.

وانظر ما بعده، وما سلف برقم (2).

(1)

بعدها في (م) وهامش: (ر) يتهجّد، وجاءت في (هـ) وهامش (ك) قبل قوله: من الليل.

(2)

إسناده صحيح. خالد: هو ابن الحارث.

وأخرجه أحمد (23458) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسلف بالحديث قبله، وانظر ما بعده.

(3)

حديث صحيح كما سلف في الحديثين قبله، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي سِنان، واسمه سعيد بن سِنان. =

ص: 329

1624 -

أخبرنا أحمد بنُ سليمان قال: حدَّثنا عُبيد الله قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي حَصِين، عن شَقيق قال:

كُنَّا نُؤمَرُ إذا قُمنا من اللَّيل أنْ نَشُوصَ أفواهَنا بالسِّواك

(1)

.

‌12 - باب بأيِّ شيءٍ تُستفتَحُ صلاةُ اللَّيل

(2)

1625 -

أخبرنا العبَّاس بن عبد العظيم قال: أخبرنا عمر بن يونس قال: حدَّثنا عكرمة بن عمَّار قال: حدَّثني يحيى بن أبي كثير قال: حدَّثني أبو سلمة بن عبد الرَّحمن قال:

سألتُ عائشةَ: بأيَّ شيءٍ كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يفتتِحُ صلاتَه؟ قالت: كان إذا قامَ من اللَّيل افتتحَ صلاتَه قال: "اللهمَّ ربَّ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ، فاطِرَ السَّماوات والأرض، عالمَ الغيب والشَّهادة، أنتَ تحكمُ بين عبادِكَ فيما كانوا فيه يختلفون، اللهمَّ اهدِني لما اختُلِفَ فيه من الحقِّ، إِنَّكَ تهدي مَنْ تشاء إلى صراطٍ مستقيم"

(3)

.

= وأخرجه البزار (2860)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 309 (في ترجمة سعيد بن سِنان) من طريق عبد الله (كذا مكبَّر) بن سعيد، عن إسحاق بن سليمان، بهذا الإسناد. وجاء في "تحفة الأشراف" 6/ 37 أيضًا: عبد الله بن سعيد. وذكر محققه أنه بخط المِزّي مكبَّر. قلنا: لعله عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج.

(1)

حديث صحيح، كما سلف بالأحاديث قبله، وذكر الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف"(بهامش تحفة الأشراف 3/ 36) أنه سقط منه اسم حذيفة، والله أعلم.

(2)

في (هـ) وهامش (ك): يَستفتح صلاته بالليل.

(3)

إسناده حسن، عكرمة بن عمار - وإن كان في روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب - قد انتقى له مسلم هذا الحديث. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1324).

وأخرجه مسلم (770)، وأبو داود (767)، والترمذي (3420)، وابن ماجه (1357)، وابن حبان (2600) من طرق عن عمر بن يونس، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (25225)، وأبو داود (768) من طريق قُراد أبي نوح، عن عكرمة بن =

ص: 330

1626 -

أخبرنا محمد بن سلمة قال: أخبرنا ابن وَهْب، عن يونس، عن ابن شهاب قال: حدَّثني حُمَيد بن عبد الرَّحمن بن عوف

أنَّ رجلًا من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: قلتُ وأنا في سفرٍ معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله لأرقُبَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لصلاةٍ حتَّى أرى فِعْلَه، فلمَّا صلَّى صلاةَ العِشاء وهي العَتَمة، اضطجع هَوِيًّا من اللَّيل، ثُمَّ استيقظَ، فنظرَ في الأفُق، فقال: " {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} [آل عمران: 191] حتَّى بلغ: {إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: 194]، ثُمَّ أهوى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى فراشه، فاستَلَّ منه سِواكًا، ثُمَّ أَفرَغَ في قَدَحٍ من إداوَةٍ عندَه ماءً، فاستَنَّ، ثُمَّ قامَ، فصلَّى حتَّى قلتُ: قد صلَّى قَدْرَ ما نام، ثُمَّ اضطجعَ حتَّى قلتُ: قد نامَ قَدْرَ ما صلَّى، ثُمَّ استيقظَ، ففَعَلَ كما فعَلَ أَوَّلَ مرَّةٍ، وقال مِثْلَ ما قال، ففعَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثلاثَ مَرَّاتٍ قبلَ الفجر

(1)

.

= عمار، به.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات ظاهره الإرسال، وهو موصول كما سيأتي.

ابن وهب: هو عبد الله المصري، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1322).

وأخرجه أبو الشيخ في "الأخلاق"(506) من طريق عبد الرحمن بن نمر، عن الزهري، عن حميد، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه المصنِّف في "الكبرى"(10066)، والمروزي في "مختصر قيام الليل"(130) من طريق الأعرج، عن حميد، بمثل إسناد سابقه.

وينظر حديث ابن عباس السالف برقم (1620).

قال السِّندي: قوله: "أهوى" أي: مَدَّ يده. "فاستلَّ" أي: أخرج. "فاستنَّ" أي: استعمل السِّواك في الأسنان.

ص: 331

‌13 - باب ذِكْر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم باللَّيل

1627 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا يزيد قال: أخبرنا حُميد

عن أنس قال: ما كُنَّا نشاءُ أن نرى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في اللَّيل مُصلِّيًا إلَّا رأيناه، ولا نشاءُ أن نراه نائمًا إلَّا رأيناه

(1)

.

1628 -

أخبرنا هارون بن عبد الله قال: حدَّثنا حجَّاج قال: قال ابن جُرَيج: عن أبيه، أخبرني ابن أبي مُلَيكة، أنَّ يعلى بن مَمْلَك أخبره

أنَّه سألَ أمَّ سلمة عن صلاةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان يُصلِّي العَتَمة، ثُمَّ يُسبِّحُ، ثُمَّ يصلِّي بعدَها ما شاء الله من اللَّيل، ثُمَّ ينصرِفُ، فيرقُدُ مِثْلَ ما صلَّى، ثُمَّ يستيقِظُ من نومِه ذلك، فيُصلِّي مِثْلَ ما نامَ، وصلاتُه تلكَ

(2)

الآخِرةُ تكون إلى الصُّبح

(3)

.

(1)

إسناده صحيح، يزيد: هو ابن هارون، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1325).

وأخرجه ابن حبان (2617) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بتمامه ومطولًا - أحمد (12012) و (12129) و (12882) و (13473) و (13781)، والبخاري (1141) و (1972) و (1973)، والترمذي (769)، وابن حبان (2618) من طرق عن حميد، به.

قال السِّندي: قوله: "ما كُنَّا نشاء

" إلخ، أي: أنَّ صلاتَه ونومَه ما كانا مخصوصَين بوقتٍ دون وقت، بل كانا مختلِفَين.

(2)

بعدها في (ر) زيادة: الليلة.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة يعلى بن مملك، ووالد ابن جُريج - عبد العزيز بن جُريج - ليِّن الحديث، وقد اختُلِفَ في إسناده على ابن جريج كما سيأتي. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1326).

وأخرجه الفريابي في "فضائل القرآن"(111)، والطبراني في "الكبير" 13/ (977) من =

ص: 332

1629 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد

(1)

قال: حدَّثنا اللَّيث، عن عبد الله بن عُبيد الله بن أبي مُلَيكة، عن يعلى بن مَمْلَكَ

أنَّه سألَ أمَّ سلمة زوجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن صلاته، فقالت: ما لَكُم وصلاتَه؟ كان يُصلِّي، ثُمَّ ينامُ قَدْرَ ما صلَّى، ثُمَّ يُصلِّي قَدْرَ ما نامَ، ثُمَّ ينامُ قَدْرَ ما صلَّى، حتَّى يُصبحَ. ثُمَّ نَعَتَتْ له قراءته، فإذا هي تنعَتُ قراءةً مفسَّرةً حرفًا حرفًا

(2)

.

‌14 - باب ذِكْر صلاة نبيِّ الله داود عليه السلام باللَّيل

1630 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا سفيان، عن عَمرو بن دينار، عن عَمرو بن أوس

= طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن جريجٍ، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (26547) و (26625) عن عبد الرزاق، و (26547)، وابن حبان (2639) من طريق محمد بن بكر البُرْساني، كلاهما عن ابن جريجٍ، عن ابن أبي مليكة، به. لم يقولا: عن أبيه.

وأخرجه - بنعت قراءته صلى الله عليه وسلم وهو جزء من الحديث كما في الرواية التالية - أحمد (26742)

من طريق همام بن يحيى، و (26583)، وأبو داود (4001)، والترمذي (2927) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، ورواه غيرهم - كما في تخريج "مسند" أحمد (26583) - من طريقي حفص بن غياث وعمر بن هارون، أربعتهم عن ابن جريجٍ، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة، به. لم يذكروا يعلى بن مملك.

وسيرد في الرواية التالية من طريق الليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، به. وزاد في آخره: ثم نعتَتْ له قراءته، فإذا هي تنعت قراءةً مفسَّرةً حرفًا حرفًا.

(1)

قوله: "بن سعيد" من (م).

(2)

إسناده ضعيف كما سلف بيانه في الرواية السابقة. الليث: هو ابن سعد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1379).

وأخرجه الترمذي (2923)، عن قتيبة، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح!

وأخرجه أحمد (26526) و (26564)، وأبو داود (1466) من طرق عن الليث، به.

وسلف بهذا الإسناد برقم (1022) مختصرًا على نعت قراءته صلى الله عليه وسلم، وذكرنا له هناك شاهدًا صحيحًا عن أنس.

ص: 333

أنَّه سمِعَ عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم: "أَحَبُّ الصِّيام إلى الله عز وجل صيامُ داود عليه السلام، كان يصومُ - يعني

(1)

- يومًا ويُفطِرُ يومًا، وأحَبُّ الصَّلاة إلى الله صلاةُ داود، كان ينامُ نِصْفَ اللَّيل، ويقومُ ثُلُثَه، وينامُ سُدُسَه"

(2)

.

‌15 - باب ذِكْر صلاة نبيِّ الله موسى عليه السلام، وذكر الاختلاف على سليمان التَّيميِّ فيه

1631 -

أخبرنا محمد بن عليِّ بن حرب قال: حدَّثنا معاذ بن خالد قال: أخبرنا حمَّاد بن سلمة، عن سليمان التَّيميِّ، عن ثابت

عن أنس بن مالك، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أَتَيْتُ ليلةَ أُسْرِيَ بي على موسى عليه السلام عند الكَثيبِ الأحمَرِ، وهو قائمٌ يُصلِّي في قبرِه"

(3)

.

(1)

كلمة: يعني، ليست في (ر) و (م).

(2)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، وسفيان: هو ابن عيينة، وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1329) و (2665).

وأخرجه البخاري (3420) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (6491)، والبخاري (1131)، ومسلم (1159):(189)، وأبو داود (2448)، وابن ماجه (1712)، وابن حبان (2590) من طريق سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه أحمد (6921)، ومسلم (1159):(190) من طريق ابن جريج، عن عمرو بن دينار، به.

وسيتكرَّر بإسناده ومتنه برقم (2344).

وينظر ما سيأتي برقم (2394).

(3)

حديث صحيح، معاذ بن خالد - وهو ابن شقيق بن دينار العبدي - صدوق، إلا أنَّه أخطأ في إسناد هذا الحديث كما أشار المصنف عقب الرواية (1632)، وباقي رجال الإسناد ثقات. سليمان: هو ابن طَرْخان التَّيمي، وثابت: هو ابن أسلم البُناني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1330). =

ص: 334

1632 -

أخبرنا العبَّاس بن محمد قال: حدَّثنا يونس بن محمد قال: حدَّثنا حمَّاد بن سلمة، عن سليمان التَّيميِّ وثابت

عن أنس، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"أَتَيْتُ على موسى عليه السلام عندَ الكَثيب الأحمَرِ وهو قائمٌ يُصلِّي".

قال أبو عبد الرَّحمن: هذا أولى بالصَّواب عندنا من حديث معاذ بن خالد، والله تعالى أعلم

(1)

.

1633 -

أخبرني أحمد بن سعيد قال: حدَّثنا حَبَّان قال: حدَّثنا حمَّاد بن سلمة قال: أخبرنا ثابت وسليمان التَّيميُّ

عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَررْتُ على قبر موسى عليه السلام وهو

= وسيرد في الروايتين التاليتين من طريق حماد بن سلمة، عن سليمان التيمي وثابت البناني، عن أنس، به.

وسيرد في الروايتين (1634) و (1635) من طرق عن سليمان التيمي، عن أنس، به.

وسيرد في الروايتين (1636) و (1637) من طريقين عن سليمان التيمي، عن أنس، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

قال السِّندي: "الكثيب": هو ما ارتفع من الرمل كالتَّلِّ الصغير. قيل: هذا ليس صريحًا في الإعلام بقبره الشريف، ومن ثَمَّ اختلفوا فيه.

(1)

إسناده صحيح، وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 12/ 90 أنَّ المحفوظ روايةُ من رواه عن سليمان التَّيمي، عن أنس، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما في الروايتين (1636) و (1637). قلت: وإسقاط الصحابي المبهم لا يضرُّ؛ لأنه يكون من مرسل الصحابي.

وأخرجه أحمد (12504) و (13593)، ومسلم (2375):(164)، وابن حبان (50) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (12210)، ومسلم (2375):(165)، من طريق سفيان الثوري، ومسلم - أيضًا - من طريق جرير، كلاهما عن سليمان التيمي وحده، به.

وسلف في الرواية السابقة.

ص: 335

يُصلِّي في قبرِه"

(1)

.

1634 -

أخبرنا عليُّ بن خَشْرَم قال: حدَّثنا عيسى، عن سليمان التَّيميِّ

عن أنس بن مالك قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَرَرْتُ ليلةَ أُسرِيَ بي على موسى عليه السلام وهو يُصلِّي في قبرِه"

(2)

.

1635 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا مُعتَمِر، عن أبيه

عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليلةَ أُسْرِيَ به مَرَّ على موسى عليه السلام وهو يُصلِّي في قبرِه

(3)

.

1636 -

أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربيٍّ وإسماعيل بن مسعود قالا: حدَّثنا مُعتَمِر قال: سمِعْتُ أبي قال: سمعتُ أنسًا يقول:

أخبرني بعضُ أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليلةَ أُسرِيَ به مَرَّ على موسى عليه السلام وهو يُصلِّي في قبرِه

(4)

.

(1)

إسناده صحيح كسابقه. أحمد بن سعيد: هو ابن إبراهيم الرِّباطي، وحَبَّان: هو ابن هلال البصري.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (1331).

(2)

إسناده صحيح كسابِقَيه. عيسى: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.

وأخرجه مسلم (2375): (165) عن علي بن خشرم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (49) من طريق مسدد، عن عيسى بن يونس، به.

(3)

إسناده صحيح كسابِقِيه. مُعْتَمِر: هو ابن سليمان التَّيمي.

وسيرد في الرواية التالية من طريقين آخرين، عن معتمر، عن أبيه، عن أنس، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

(4)

إسناده صحيح كسابقيه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1332).

وأخرجه أحمد (23062) عن يحيى القطان، و (23094) عن يزيد بن هارون، كلاهما عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد.

ص: 336

1637 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا ابن أبي عَدِيٍّ، عن سليمان، عن أنس

عن بعض أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"ليلةَ أُسرِيَ بي مَرَرْتُ على موسى وهو يُصلِّي في قبرِه"

(1)

.

‌16 - باب إحياء الليل

1638 -

أخبرنا عَمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير قال: حدَّثنا أبي وبقيَّة قالا: حدَّثنا ابن أبي حمزة قال: حدَّثني الزُّهريُّ قال: أخبرني عبد الله

(2)

بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن خَبَّاب بن الأرَت

عن أبيه. وكان قد شهد بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه راقبَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم اللَّيلة

(3)

كلَّها حتَّى كان مع الفجر، فلمَّا سلَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من صلاته جاءه خبَّاب، فقال: يا رسولَ الله، بأبي أنتَ وأمِّي، لقد صلَّيتَ اللَّيلةَ صلاةً ما رأيتُكَ صلَّيتَ نحوَها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَجَلْ، إِنَّها صلاةُ رَغَبٍ ورَهَبٍ

(4)

، سألتُ الله

(5)

عز وجل فيها ثلاثَ خِصال، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدةً؛ سألتُ ربِّي عز وجل أن لا يُهلِكَنا بما أهلكَ به

(1)

إسناده صحيح كسابِقِيه. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1333).

وأخرجه أحمد (20597) عن ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.

(2)

في (م) وهامش (ك): عبيد الله، والمثبت من باقي النسخ، وعبد الله بن عبد الله بن الحارث هذا يُقال فيه: عبد الله وعُبيد الله، مُكبَّرًا ومُصغَّرًا.

(3)

في (م) و (هـ) وهامش (ك): في ليلة صلَّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(4)

في (م) و (هـ): رغبة ورهبة، وعلى هامشها كباقي النسخ.

(5)

في (م) و (هـ): ربي.

ص: 337

الأممَ قبلنا

(1)

، فأعطانيها، وسألتُ ربِّي عز وجل أن لا يُظهِرَ علينا عدوًّا من غيرِنا، فأعطانيها، وسألتُ ربِّي

(2)

أن لا يَلْبِسَنا شِيَعًا، فمنَعَنِيها"

(3)

.

‌17 - باب الاختلاف على عائشة في إحياء اللَّيل

1639 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد قال: حدَّثنا سفيان، عن أبي يَغْفور، عن مسلم، عن مسروقٍ قال:

قالت عائشة: كان إذا دخَلَتِ العَشْرُ أحيا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم اللَّيل، وأيقظَ أهلَه، وشَدَّ المِئْزَر

(4)

.

(1)

كلمة: "قبلنا" من (هـ) و (ك).

(2)

في (م): وسألته، وفي هامشها: وسألت ربِّي (نسخة).

(3)

إسناده صحيح من جهة عثمان بن سعيد بن كثير، وبقية: هو ابن الوليد، وهو يدلس تدليس التسوية، وقد تُوبع. ابن أبي حمزة: هو شعيب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1334).

وأخرجه أحمد (21053) عن علي بن عياش وأبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (21055)، والمصنِّف في "الكبرى"(1335)، وابن حبان (7236) من طريق صالح بن كيسان، والترمذي (2175) من طريق النعمان بن راشد، كلاهما عن الزهري، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.

قال السِّندي: قوله: "صلاة رغَبٍ ورهَبٍ" أي: صلاة رغبةٍ في استجابة دعائها، ورهبةٍ من ردِّه.

"أن لا يُهلِكنا" انظُرْ إليه صلى الله عليه وسلم، فإنَّ الأنبياء دعَوا على أممهم بالهلاك، وهو يدعو لهم بعدم الهلاك.

"أن لا يُظهِرَ" من الإظهار، أي: لا يجعل غالبًا علينا عدوًّا من الكفَرَة.

"أن لا يَلْبِسنا" أي: لا يخلِطَنا في معارك الحرب.

"شِيَعًا": فِرَقًا مختلِفين يقتل بعضُهم بعضًا.

(4)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة، وأبو يَعْفور: هو عبد الرحمن بن عُبيد بن =

ص: 338

1640 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا زهير عن أبي إسحاق قال: أتيتُ الأسود بن يزيد - وكان لي أخًا وصديقًا

(1)

- فقلتُ:

يا أبا عمرو، حَدَّثني ما حدَّثَتْكَ به

(2)

أمُّ المؤمنين عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: قالت: كان ينامُ أوَّلَ اللَّيل، ويُحيي آخِرَه

(3)

.

1641 -

أخبرنا هارون بن إسحاق قال: حدَّثنا عَبْدة بن سليمان، عن سعيد، عن قَتادة، عن زُرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام

أنَّ عائشة قالت: لا أعلَمُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآنَ كلَّه في ليلة، ولا قامَ ليلةً حتَّى الصَّباح، ولا صامَ شهرًا كاملًا قطُّ

(4)

غيرَ رمضان

(5)

.

= نِسْطاس، ومسلم: هو ابن صُبَيح أبو الضُّحى، ومسروق: هو ابن الأجدع. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1336) و (3377).

وأخرجه أحمد (24131)، والبخاري (2024)، ومسلم (1174)، وأبو داود (1376)، وابن ماجه (1768) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (24377) من طريق عروة، عن عائشة، به.

قال السِّندي: قوله: أحيا رسول الله صلى الله عليه وسلم الليل أي: غالبه.

وشدَّ المِئْزَر كنايةٌ عن اجتناب النساء، أو الجِدِّ والاجتهادِ في العمل، أو عنهما.

(1)

في (ك): وكان لي أخًا صديقًا.

(2)

كلمة "به" ليست في (ر) و (ق) و (م).

(3)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن آدم، وزهير: هو ابن معاوية، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1311).

وأخرجه - مطولًا - أحمد (24706) و (24708)، ومسلم (739) من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بتمامه ومطولًا - أحمد (24342) و (24779) و (25791) و (26156)، وابن ماجه (1365)، وابن حبان (2589) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به.

وسيرد - مطولًا - برقم (1680) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، به.

(4)

كلمة "قط" ليست في (م) و (ر).

(5)

إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عَروبة، وقد اختلط، لكنَّ سماعَ عبدة بن سليمان =

ص: 339

1642 -

أخبرنا شعيب بن يوسف، عن يحيى، عن هشام قال: أخبرني أبي

عن عائشة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة، فقال:"من هذه؟ " قالت: فلانة، لا تنام، فذكرت من صلاتها، فقال: "مه عليكم بما

(1)

تطيقون، فوالله لا يملُّ الله عز وجل حتَّى تمَلُّوا، ولكنَّ

(2)

أحبَّ الدِّين إليه ما داوم

(3)

عليه صاحبه"

(4)

.

= منه قبل اختلاطه، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1337).

وأخرجه مسلم (746): (141)، وابن حبان (2642) و (2644) و (2646) من طريق شعبة، عن قَتادةَ، بهذا الإسناد، دون الفقرة الأولى.

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (2182).

وسيرد برقم (2348) من طريق خالد بن الحارث، عن سعيد، به.

وسلف - مطولًا - برقم (1601).

(1)

في (م): ما.

(2)

في (هـ) وهامش (ك): وكان، وفي هامش (هـ): ولكن.

(3)

في (م): دام، وفوقها: داوم (نسخة).

(4)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، وهشام: هو ابن عروة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1309).

وأخرجه أحمد (24245)، والبخاري (43)، ومسلم (785):(221) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (24189) و (25439) و (25632) و (25772) و (25945) و (26309)، والبخاري (1151) تعليقًا، و (6462)، ومسلم (785):(221)، وابن ماجه (4238) من طرق، عن هشام بن عروة، به، وجاء في بعض الروايات أن المرأة من بني أسد.

وأخرجه أحمد (26095) و (26096) و (26097)، ومسلم (785):(220)، وابن حبان (359) و (2586) من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن الحَوْلاء بنت تُوَيت بنت حبيب بن أسد بن عبد العُزَّى مرَّت بها وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: هذه الحولاء بنت تُوَيْت، وزعموا أنها لا تنام الليل

وذكره نحوه.

وسيتكرَّر بسنده ومتنه برقم (5035). وانظر ما سلف برقم (762).

ص: 340

1643 -

أخبرنا عمران بن موسى، عن عبد الوارث قال: حدَّثنا عبد العزيز عن أنس بن مالك، أنَّ رسولَ الله رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلَ المسجدَ، فرأى حَبْلًا ممدودًا بين ساريتين، فقال:"ما هذا الحَبْلُ؟ " فقالوا: لزينب تُصلِّي، فإذا فترَتْ تعلَّقتْ به. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"حُلُّوه، ليُصَلِّ أحدُكُم نشاطَه، فإذا فتَرَ فليقعُدْ"

(1)

.

1644 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد ومحمد بن منصور - واللفظ له - عن سُفيان، عن زياد بن عِلاقة قال:

سمِعْتُ المُغيرة بن شُعبة يقول: قامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتَّى تورَّمَتْ قدَماه، فقيل له: قد غَفَر الله لك ما تقدَّمَ من ذَنْبكَ وما تأخَّر. قال: "أفلا أكونُ عبدًا شكورًا"

(2)

.

(1)

إسناده صحيح، عبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري، وعبد العزيز: هو ابن صهيب.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (1308).

وأخرجه ابن ماجه (1371) عن عمران بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1150)، ومسلم (784) من طريقين عن عبد الوارث، به.

وأخرجه أحمد (11986)، ومسلم (784)، وأبو داود (1312)، والمصنِّف في "الكبرى"(1308)، وابن حبان (2492) من طريق إسماعيل بن علية، عن عبد العزيز، به.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (12916)، وابن حبان (2493) و (2587) من طريق حميد، عن أنس، به. ووقعت تسمية المرأة في رواية أحمد: حَمْنة بنت جحش.

(2)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1327).

وأخرجه أحمد (18198)، والبخاري (4836)، ومسلم (2819):(80)، والمصنِّف كما في "التحفة"(11498)، وابن ماجه (1419)، وابن حبان (311) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (18238) و (18243)، والبخاري (1130) و (6471)، ومسلم (2819):(79)، والترمذي (412)، والمصنِّف في "الكبرى"(11437) من طرق عن زياد بن علاقة، به.

ص: 341

1645 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا صالح بن مِهْران - وكان ثقةً - قال: حدَّثنا النُّعمان بن عبد السَّلام، عن سفيان، عن عاصم بن كُلَيب، عن أبيه

عن أبي هريرة قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي

(1)

حتَّى تَزَلَّعَ قدماه. تَزَلَّع يعني: تَشَقَّق

(2)

(3)

.

‌18 - كيف يفعل إذا افتتح الصَّلاة قائمًا، وذكر اختلاف الناقلين عن

(4)

عائشة في ذلك

1646 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا حمَّاد، عن بُدَيل وأيوب، عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي ليلًا طويلًا، فإذا صلَّى قائمًا ركعَ قائمًا، وإذا صلَّى قاعدًا ركعَ قاعدًا

(5)

.

(1)

في (م) وهامشي (هـ) و (ك): يقوم.

(2)

في (هـ) والمطبوع: حتى تزلَّع، يعني تشقق قدماه، وعلى قوله:"يعني تشقق" في (هـ) علامة نسخة، والمثبت من (ر) و (م) وهامش (ك).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عاصم بن كُليب بن شهاب وأبيه. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1328).

وأخرجه - بمثل حديث المغيرة السابق - الترمذي في "الشمائل"(262) من طريق أبي سلمة، و (263)، وابن ماجه (1420) من طريق أبي صالح، كلاهما عن أبي هريرة، به.

ويشهد له حديث المغيرة السابق.

(4)

في (م) و (ق): لخبر.

(5)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، وحماد: هو ابن زيد، وبُدَيل: هو ابن ميسرة العُقيلي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1359).

وأخرجه مسلم (730): (106 - 107) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (955)، وابن حبان (2631) من طريقين عن حماد بن زيد، به.

وأخرجه أحمد (24688) و (25904) و (26253) و (26290)، ومسلم (730):(108) من طرق عن بديل، به. =

ص: 342

1647 -

أخبرنا عَبْدة بن عبد الرَّحيم قال: أخبرنا وكيع قال: حدَّثني يزيد بن إبراهيم، عن ابن سيرين، عن عبد الله بن شَقيق

عن عائشة قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي قائمًا وقاعدًا، فإذا افتتحَ الصَّلاةَ قائمًا ركَعَ قائمًا، وإذا افتتحَ الصَّلاةَ

(1)

قاعدًا ركَعَ قاعدًا

(2)

.

1648 -

أخبرنا محمد بن سلمة قال: حدَّثنا ابن القاسم، عن مالك قال: حدَّثني عبد الله بن يزيد وأبو النَّضْر، عن أبي سلمة

عن عائشة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُصلِّي وهو جالِسٌ، فيقرأُ وهو جالِسٌ، فإذا بقِيَ من قراءته قَدْرُ ما يكون ثلاثين

(3)

أو أربعين آيةً قامَ فقرأَ وهو قائم، ثُمَّ ركَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ يفعَلُ في الرَّكعة الثَّانية مِثْلَ ذلك

(4)

.

= وأخرجه - بتمامه ومطولًا - أحمد (24019) و (25819)، ومسلم (730):(105)، وأبو داود (1251)، والمصنِّف في "الكبرى" كما في "التحفة"(16207)، وابن حبان (2474) و (2475) و (2510) من طريق خالد الحذاء، وأحمد (24669) و (25992) و (26039)، ومسلم (730):(109) من طريق حميد الطويل، كلاهما عن عبد الله بن شقيق، به.

وسيرد في الرواية التالية من طريق محمد بن سيرين، عن عبد الله بن شقيق، به.

(1)

كلمة "الصلاة" ليست في (م).

(2)

إسناده صحيح، وكيع: هو ابن الجرَّاح الرُّؤاسي، ويزيد بن إبراهيم: هو التُّسْتَري، وابن سيرين: هو محمد.

وأخرجه أحمد (25688)، وابن حبان (2511) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بتمامه ومطولًا - أحمد (24809) و (24822) و (25329) و (25330) و (25912) و (26257)، ومسلم (730):(110) من طرق عن محمد بن سيرين، به.

وسلف في الرواية السابقة.

(3)

بعدها في (م) زيادة: آية.

(4)

إسناده صحيح، ابن القاسم: هو عبد الرحمن، وعبد الله بن يزيد: هو مولى الأسود بن سفيان، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أمية، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن. =

ص: 343

1649 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عيسى بن يونس قال: حدَّثنا هشام بن عروة، عن أبيه

عن عائشة قالت: ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى جالسًا حتَّى دخل في السِّنّ، فكان يُصلِّي وهو جالِسٌ يقرأ، فإذا غبَرَ من السُّورة ثلاثون أو أربعون آيةً قامَ فقرأ بها، ثُمَّ رَكَعَ

(1)

.

1650 -

أخبرنا زياد بن أيوب قال: حدَّثنا ابن عُليَّة قال: حدَّثنا الوليد بن أبي هشام، عن أبي بكر بن محمد، عن عَمْرة

عن عائشة قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقرأُ وهو قاعد، فإذا أراد أن يركَعَ قامَ قَدْرَ ما يقرأ إنسانٌ أربعين آيةً

(2)

.

= وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 138، ومن طريقه أخرجه أحمد (25449)، والبخاري (1119)، ومسلم (731):(112)، وأبو داود (954)، والترمذي (374)، إلا أن الترمذي لم يقرن عبد الله بن يزيد بأبي النضر.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (26002)، ومسلم (731):(114)، وأبو داود (1351) من طريق عمرو بن وقَّاص الليثي، عن عائشة، به.

وسيرد في الرواية التالية من طريق عروة، وفي التي تليها من طريق عمرة، كلاهما عن عائشة، به.

(1)

إسناده صحيح، عيسى بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السَّبيعي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1360).

وأخرجه أحمد (24191) و (24258) و (24961) و (25448) و (25502) و (25689) و (25940)، والبخاري (1118) و (1148)، ومسلم (731):(111)، وأبو داود (953)، وابن ماجه (1227)، وابن حبان (2509) و (2632) و (2633) من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بنحوه مطولًا - البخاري (4837) من طريق أبي الأسود، عن عروة، به.

وسلف في الذي قبله.

(2)

إسناده صحيح، ابن عُليَّة: هو إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسَم الأسدي، وأبو بكر بن =

ص: 344

1651 -

أخبرنا عمرو بن عليٍّ، عن عبد الأعلى قال: حدَّثنا هشام، عن الحسن، عن سعد بن هشام بن عامر قال:

قدِمْتُ المدينة، فدخَلْتُ على عائشة، قالت: مَنْ أنت؟ قلتُ: أنا سعد بن هشام بن عامر. قالت: رَحِمَ اللهُ أباك. قلتُ: أخبريني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وكان. قلتُ: أجَلْ. قالت: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يُصلِّي باللَّيل صلاةَ العشاء، ثُمَّ يأوي إلى فراشه فينام، فإذا كان جوفُ اللَّيل قامَ إلى حاجته وإلى طَهوره، فتوضَّأ، ثُمَّ دخلَ المسجدَ، فيُصلِّي ثماني ركعات، يُخَيَّلُ إليَّ أَنَّه يُسوِّي بينهنَّ في القراءة والرُّكوع والسُّجود، ويُوتِرُ بركعة، ثُمَّ يُصلِّي ركعتين وهو جالس، ثُمَّ يَضَعُ جنبه، فرُبما جاء بلالٌ فآذنَه

(1)

بالصَّلاة قبل أن يُغْفِي، وربما يُغْفِي، وربما شكَكْتُ أغفى أو لم يُغْفِ حتَّى يُؤذِنَه بالصَّلاة، فكانت تلك صلاةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتَّى أَسَنَّ ولَحْمَ. فذكَرَتْ من لحمِه ما شاء الله، قالت: وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي بالنَّاس العشاء، ثُمَّ يأوي إلى فراشه، فإذا كان جوفُ اللَّيل قامَ إلى طَهوره وإلى حاجته، فتوضَّأ، ثُمَّ يدخلُ المسجدَ فيُصلِّي

(2)

سِتَّ رَكَعَاتٍ، يُخَيَّلُ إِليَّ أنَّه يُسوِّي بينهنَّ في القراءة والرُّكوع والسُّجود، ثُمَّ يُوتِرُ بركعة، ثُمَّ يُصلِّي ركعتين وهو جالس، ثُمَّ يَضَعُ جَنْبَه، ورُبما جاءَ بلالٌ

= محمد: هو ابن عمرو بن حزم، وعَمرة: هي بنت عبد الرحمن.

وأخرجه أحمد (25826)، ومسلم (731)(113)، وابن ماجه (1226) من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.

وسلف في الحديثَين السابِقَين.

(1)

في (ر) وهامشي (ك) و (هـ): فيؤذنه.

(2)

في (ر) و (ك): فصلى وفي: (م) ويصلي، والمثبت من (هـ) والمطبوع.

ص: 345

فآذَنَه بالصَّلاة قبل أن يُغْفِيَ، ورُبما أغفى، ورُبما شكَكْتُ أغفى أم لا، حتَّى يُؤذِنَه بالصَّلاة. قالت: فما زالَتْ تِلْكَ صلاةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

.

‌19 - باب صلاة القاعد في النَّافلة، وذِكْر الاختلاف على

(2)

أبي إسحاق في ذلك

1652 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ، عن حديث أبي عاصم قال: حدَّثنا عمر بن أبي زائدة، قال: حدَّثني أبو إسحاق، عن الأسود

عن عائشة قالت: ما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يمتنِعُ من وجهي وهو صائم، وما ماتَ حتَّى كان أكثرُ صلاتِه قاعدًا - ثُمَّ ذكر كلمةً معناها -: إِلَّا المكتوبة، وكان أحبُّ العملِ إليه ما دامَ

(3)

عليه الإنسان وإن كان يسيرًا

(4)

.

(1)

إسناده صحيح، عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي، وهشام: هو ابن حسان القردوسي، والحسن: هو البصري. وهو في "السنن الكبرى"(1420).

وأخرجه أبو داود (1352) عن محمد بن المثنى، عن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (25986)، وأبو داود (1352)، والمصنف في "الكبرى"(423) من طريقين، عن هشام، به.

وأخرجه - مختصرًا - ابن حبان (2635) و (2640) من طريق أبي حُرَّة واصل بن عبد الرحمن، عن الحسن، به.

وسيأتي مختصرًا في الأرقام (1722) و (1723) و (1724) من طريقين عن الحسن، به.

وتنظر الرواية السالفة برقم (1601).

(2)

في (ك) وهامش (هـ): عن، وفي هامش (ك): على (نسخة).

(3)

في (ر) و (م) وهامشي (ك) و (هـ): داوم.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد قال فيه الدارقطني في "العلل" 14/ 313: ليس بمحفوظ ..... والصحيح: عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة، عن أم سلمة. وسيرد هكذا - دون طرفه الأول - في الروايتين (1654) و (1655). أبو عاصم: هو الضحَّاك بن مَخْلَد. وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النَّخَعي. وهو في "السنن =

ص: 346

خالفَه يونس، رواه

(1)

عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن أمِّ سلمة:

1653 -

أخبرنا سليمان بن سَلْم البلخيُّ قال: حدَّثنا النَّضْر قال: أخبرنا يونس، عن أبي إسحاق، عن الأسود

عن أمِّ سلمة قالت: ما قُبِضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتَّى كان أكثرُ صلاتِه جالسًا إلَّا المكتوبة

(2)

.

= الكبرى" برقم (1361).

وأخرجه - دون طرفه الأول - أحمد (26131) عن عبد الصمد، عن عمر بن أبي زائدة، بهذا الإسناد.

وقوله: "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتنع من وجهي وهو صائم": أخرجه المصنف في "الكبرى"(3076) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن عمر بن أبي زائد، به.

وأخرجه أحمد (24699) من طريق مسروق، عن عائشة، به. وإسناده صحيح.

وأخرجه - أيضًا - أحمد (25291) و (25292) من حديث عائشة، وينظر هناك الاختلاف على إسناده.

وقوله: "وما مات حتى كان أكثر صلاته قاعدًا" سيرد في الرواية (1656) عن عائشة بإسناد صحيح.

وأخرجه أحمد (26202)، ومسلم (732):(117) من طريق عروة، عن عائشة قالت: كان أكثرُ صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ثقُلَ وبدَّنَ وهو جالس.

وأخرجه أحمد (25360) من طريق أهل عائشة عنها أنها كانت تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الإنصاب لجسده في العبادة، غير أنَّه حين دخل في السِّنّ وثقُلَ من اللَّحم، كان أكثرُ ما يصلي وهو قاعد.

وقوله: "وكان أحبُّ العمل إليه ما دام عليه الإنسان وإن كان يسيرًا". سلف من طريق عروة عن عائشة بإسناد صحيح برقم (762). وتنظر الأحاديث الآتية.

(1)

في (م) وهامش (ك): فقال، وفي هامش (ك) أيضًا: فرواه.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه يونس - وهو ابن أبي إسحاق السَّبيعي - الرُّواةَ عن أبيه، وهو ممَّن سمع من أبيه بعد اختلاطه. والصواب في إسناده - كما في الروايتين التاليتين - عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة، عن أم سلمة. النَّضر: هو ابن شُمَيل. وهو في =

ص: 347

خالفَه شعبة وسفيان، وقالا: عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة، عن أمِّ سلمة:

1654 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود، حدَّثنا خالد، عن شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعتُ أبا سلمة

عن أمِّ سلمة قالت: ما ماتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتَّى كان أكثرُ صلاتِه قاعدًا إلَّا الفريضة

(1)

، وكان أحبُّ العمل إليه أدْوَمَه وإن قَلَّ

(2)

.

1655 -

أخبرنا عبد الله بن عبد الصَّمد قال: حدَّثنا زيد

(3)

قال: حدَّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة

عن أمِّ سلمة قالت: والَّذي نفسي بيده، ما ماتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتَّى كان

= "السنن الكبرى" برقم (1362).

وأخرجه أحمد (26544) عن أبي قطن، عن يونس، بهذا الإسناد. وينظر ما قبله.

(1)

في (م) وهامش (ك): المكتوبة.

(2)

إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث الهُجَيمي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وروايته عن أبي إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السَّبيعي - قبل اختلاطه، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1363).

وأخرجه أحمد (26709) و (26730)، وابن حبان (2507) من طريقين، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (26605) من طريق إسرائيل، و (26726)، وابن ماجه (1225) و (4237) من طريق أبي الأحوص، كلاهما عن أبي إسحاق، به.

وسيرد في الرواية التالية من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، به.

وينظر ما سلف برقم (1652).

(3)

في (ك) و (هـ) والمطبوع ونسخة في (م): يزيد، وهو خطأ، فليس في شيوخ عبد الله بن عبد الصمد من اسمه يزيد، والمثبت من (ر) و (م) وهامش (ك).

ص: 348

أكثرُ صلاتِه قاعدًا إلَّا المكتوبة، وكان أحبَّ العمل إليه ما داوم

(1)

عليه وإن قَلَّ

(2)

.

خالفَه عثمان بن أبي سليمان، فرواه عن أبي سلمة، عن عائشة:

1656 -

أخبرنا الحسن بن محمد، عن حجَّاج، عن ابن جُريجٍ قال: أخبرني عثمان بن أبي سليمان، أنَّ أبا سلمة أخبره

أنَّ عائشة أخبرَتْه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يَمُتُ حتَّى كان يُصلِّي كثيرًا من صلاتِه وهو جالس

(3)

.

1657 -

أخبرنا أبو الأشعث، عن يزيد بن زُرَيع قال: أخبرنا الجُرَيريُّ، عن عبد الله بن شَقيق قال:

قلتُ لعائشة: هَلْ كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي وهو قاعد؟ قالت: نَعَمْ، بعد ما حطَمَه النَّاسِ

(4)

.

(1)

في (ر) وفوقها في (م) دام، وفي (م): دوم، وفي هامش (ك): دووم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناده حسن من أجل شيخ المصنِّف عبد الله بن عبد الصمد، وهو صدوق، وقد تُوبع. زيد: هو ابن أبي الزرقاء، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وروايته عن أبي إسحاق السَّبيعي قبل اختلاطه.

وأخرجه أحمد (26599) و (26709) عن عبد الرزاق، و (26718) عن وكيع، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. ورواية وكيع مختصرة على طرفه الثاني.

وسلف في الذي قبله.

(3)

إسناده صحيح، ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1364).

وأخرجه مسلم (732): (116)، من طريقين عن حجاج، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (25361) عن عبد الرزاق، عن ابن جريجٍ، به.

وتنظر الأحاديث السابقة.

(4)

إسناده صحيح، أبو الأشعث: هو أحمد بن المقدام العِجْلي، والجُرَيري: هو سعيد بن =

ص: 349

1658 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد

(1)

، عن مالك، عن ابن شهاب، عن السَّائب بن يزيد، عن المطَّلب بن أبي وَدَاعة

عن حفصة قالت: ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى فِي سُبْحَتِه قاعدًا قَطُّ حتَّى كان قبلَ وفاته بعام، فكان يُصلِّي قاعدًا، يقرأُ بالسُّورة فيُرَتِّلها

(2)

حتَّى تكونَ أطْوَلَ من أطْوَلَ منها

(3)

.

‌20 - باب فضل صلاة القائم على صلاة القاعد

1659 -

أخبرنا عُبيد الله بن سعيد قال: حدَّثنا يحيى، عن سفيان قال: حدَّثنا منصور، عن هلال بن يِساف، عن أبي يحيى

عن عبد الله بن عَمرو قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي جالسًا، فقلتُ:

= إياس، وقد اختلط، لكنَّ سماع يزيد بن زُريع منه قبل اختلاطه.

وأخرجه مسلم (732): (115) عن يحيى بن يحيى، عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.

وأخرجه - مطولًا - أحمد (25829) عن إسماعيل بن علية ويزيد بن هارون، عن الجريري، به.

وأخرجه أحمد (25385)، ومسلم (732):(115)، وأبو داود (956) من طريق كهمس بن عبد الله، عن عبد الله بن شقيق، به. ورواية أحمد مطولة.

وقوله: "بعدما حطَمَه النَّاس" قال في "النهاية": يُقال: حطمَ فُلانًا أهلُه؛ إذا كبِرَ فيهم، كأنَّهم بما حمَّلوه من أثقالهم صيَّروه شيخًا محطومًا.

(1)

قوله: "بن سعيد" من (ر) و (م).

(2)

في (م) وهامش (ك): بسورة يرتّلها.

(3)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1380).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 137، ومن طريقه أخرجه أحمد (26442)، ومسلم (733):(118)، والترمذي (373)، وابن حبان (2508) و (2580).

وأخرجه أحمد (26441) و (26442)، ومسلم (733):(118)، وابن حبان (2530) من طريقين عن الزهري، به.

ص: 350

حُدِّثتُ أَنَّكَ قلت: "إِنَّ صلاة القاعد على النِّصف من صلاة القائم" وأنتَ تُصلِّي قاعدًا! قال: "أجَلْ، ولكِنِّي لَسْتُ كأحدٍ منكم"

(1)

.

‌21 - باب فضل صلاة القاعد

(2)

على صلاة النَّائم

1660 -

أخبرنا حُمَيد بن مَسْعَدة، عن سفيان بن حَبيب، عن حُسين المُعَلِّم، عن عبد الله بن بُريدة

عن عِمران بن حُصَين قال: سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الذي يُصلِّي قاعدًا، قال:"مَنْ صلَّى قائمًا فهو أفضل، ومن صلَّى قاعدًا فله نِصْفُ أجرِ القائم، ومن صلَّى نائمًا فله نِصْفُ أجرِ القاعد"

(3)

.

(1)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو يحيى: هو الأعرج، واسمه مِصْدَع. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1365).

وأخرجه أحمد (6512)، ومسلم (735) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (6894) عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه أحمد (6803) و (6883)، ومسلم (735) من طريق شعبة، ومسلم (735)، وأبو داود (950) من طريق جرير، كلاهما عن منصور، به. ورواية شعبة مقتصرة على المرفوع منه.

وأخرج - المرفوع منه - أحمد (6808)، والمصنِّف في "الكبرى"(1371) و (1373) و (1374) و (1376)، وابن ماجه (1229) من طرق عن عبد الله بن عمرو، به.

وأخرجه المصنِّف في "الكبرى" - أيضًا - (1372) و (1375) عن عبد الله بن عمرو موقوفًا عليه.

(2)

في (ر) و (م): القائم، وفوقها في (م): القاعد (نسخة).

(3)

إسناده صحيح، حسين المُعَلِّم: هو ابن ذكوان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1366).

وأخرجه أحمد (19887) و (19899) و (19974) و (19983)، والبخاري (1115) و (1116)، وأبو داود (951)، والترمذي (371)، وابن ماجه (1231)، وابن حبان (2513) من طرق عن حسين المعلم، بهذا الإسناد. وزاد البخاري في الرواية (1116): نائمًا عندي =

ص: 351

‌22 - باب كيف صلاة القاعد

1661 -

أخبرنا هارون بن عبد الله قال: حدَّثنا أبو داود الحَفَرِيُّ، عن حفص، عن حُمَيد، عن عبد الله بن شَقيق

عن عائشة قالت: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي مُتربِّعًا

(1)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: لا أعلم أحدًا روى هذا الحديث غير أبي داود وهو ثقة

(2)

، ولا أحسبُ هذا الحديثَ إِلَّا خطأً، والله تعالى أعلم.

= مضطجعًا هاهنا.

وأخرجه أحمد (19819)، والبخاري (1117)، وأبو داود (952)، والترمذي (372)، وابن ماجه (1223) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن حسين المعلم، به بلفظ:"صَلِّ قائمًا، فإن لم تستطِعْ فقاعدًا، فإن لم تستطِعْ فعلى جَنْب".

(1)

إسناده صحيح، أبو داود الحَفَري: هو عمر بن سعد بن عُبيد، وحفص: هو ابن غياث، وحُميد: هو ابن أبي حميد الطويل كما وقعت تسميتُه في بعض الروايات، وبه جزم الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" في ترجمة (حُميد بن طَرْخان). وقول المصنِّف الآتي بأنَّ أبا داود الحفَري تفرَّد به، تعقَّبه ابن عبد الهادي في "المحرر" الحديث (395) فقال: كذا قال، وقد تابع الحفَريَّ محمد بنُ سعيد الأصبهاني، وهو ثقة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1367).

وأخرجه الدارقطني في "سننه"(1482) عن المصنِّف، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (2512)، من طريق أبي داود الحفَري، به.

وأخرجه الحاكم 1/ 258، والبيهقي 2/ 305 من طريق محمد بن سعيد الأصبهاني، عن حفص بن غياث، به. وقيَّدا حُميدًا بابن قيس!.

وأخرج البيهقي 2/ 305 من طريق ابن عيينة، عن ابن عجلان، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو هكذا، ووضع يديه على ركبتيه وهو متربعٌ جالس.

(2)

في (م) وهامشي (ر) و (ك): وأبو داود ثقة.

ص: 352

‌23 - باب كيف القراءة باللَّيل

1662 -

أخبرنا شعيب بن يوسف قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن، عن معاوية بن صالح، عن عبد الله بن أبي قيس قال:

سألتُ عائشة: كيفَ كانت قراءةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم باللَّيل أيجهر

(1)

أم

(2)

يسرُّ؟ قالت: كلُّ ذلك قد كان يفعلُ، رُبما جَهَرَ، ورُبما أسَرَّ

(3)

.

‌24 - باب فضل السِّرِّ على الجهر

1663 -

أخبرنا هارون بن محمد بن بَكَّار بن بلال قال: حدَّثنا محمد - يعني ابن سُمَيع - قال: حدَّثنا زيد - يعني ابن واقد - عن كثير بن مُرَّة

أنَّ عُقبة بن عامر حدَّثهم، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّ الَّذي يجهَرُ بالقرآن كالَّذي يجهَرُ بالصَّدقة، والَّذي يُسِرُّ بالقرآن كالَّذِي يُسِرُّ بالصَّدقة"

(4)

.

(1)

في (ر): يجهر.

(2)

في (م) وهامش (ك): أو.

(3)

إسناده صحيح، عبد الرحمن: هو ابن مهدي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1377).

وأخرجه - مطولًا - أحمد (25160) عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه - كذلك مطولًا - أحمد (24453)، وأبو داود (1437)، والترمذي (449) و (2924) من طريق ليث، عن معاوية بن صالح، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.

وينظر ما سلف برقم (404).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد أخطأ فيه محمد بن سُميع - واسمه محمد بن عيسى بن القاسم بن سُميع - فأسقط منه سليمان بن موسى الأشدق كما سيأتي بيانه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1378).

وأخرجه أحمد (17796) من طريق الهيثم بن حميد، عن زيد بن واقد، عن سليمان بن موسى، عن كثير بن مرة، بهذا الإسناد. أدخل الهيثم سليمان بن موسى بين زيد بن واقد وكثير بن مرة، والهيثم بن حميد أوثق من ابن سُمَيع.

وسيرد بإسناد صحيح برقم (2561) من طريق خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، به.

ص: 353

‌25 - باب تسوية القيام والرُّكوع، والقيام بعد الرُّكوع، والسُّجود والجلوس بين السَّجدتين في صلاة

(1)

اللَّيل

1664 -

أخبرنا الحسينُ بنُ منصور قال: حدَّثنا عبدُ الله بن نُمير قال: حدَّثنا الأعمش، عن سَعْد بن عُبيدة، عن المُستَوْرِد بن الأحنف، عن صِلةَ بن زُفَر

عن حُذيفة قال: صلَّيتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليلةً، فقرأ، فافتتحَ البقرة، فقرأ

(2)

فقلتُ: يركَعُ عند المئة، فمضى، فقلتُ: يركَعُ عند المئتين، فمضى، فقلتُ: يُصلِّي بها في ركعة، فمضى، فافتتحَ النِّساء، فقرأها

(3)

، ثُمَّ افتتَحَ آل عِمران، فقرأها، يقرأ مُترسِّلًا، إذا مَرَّ بآيةٍ فيها تسبيحٌ سَبَّحَ، وإذا مَرَّ بسؤالٍ سأل، وإذا مَرَّ بتعوُّذٍ تَعوَّذ، ثُمَّ ركع، فقال:"سبحانَ ربِّيَ العظيم" فكان ركوعُه نحوًا من قيامه، ثُمَّ رفعَ رأسَه، فقال:"سَمِعَ الله لمن حَمِدَه" فكان قيامُه قريبًا من ركوعه، ثُمَّ سَجَدَ، فجعلَ يقول:"سبحانَ رَبِّيَ الأعلى" فكان سجودُه قريبًا من ركوعه

(4)

.

1665 -

أخبرنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ قال: أخبرنا النَّضر بن محمد المَرْوَزِيُّ - ثقة - قال: حدَّثنا العلاءُ بنُ المُسيَّب، عن عَمْرِو بن مُرَّة، عن طلحةَ بن يزيد الأنصاري

عن حذيفة، أنَّه صلَّى معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فركَعَ، فقال في ركوعِه:"سبحانَ ربِّيَ العظيم" مثل ما كان قائمًا، ثُمَّ جلسَ يقول: "ربِّ

(1)

في (هـ) ونسخة في هامش (ك): قيام.

(2)

كلمة "فقرأ" من (م) ونسخة في هامش (ك)، وهي في "السنن الكبرى".

(3)

في هامش (هـ): فقرأ بها.

(4)

إسناده صحيح، الأعمش: هو سليمان بن مِهْران. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1381).

وأخرجه أحمد (23367)، ومسلم (772)، وابن حبان (1897) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. ورواية ابن حبان مختصرة.

وينظر ما سلف برقم (1008). وتنظر الرواية التالية.

ص: 354

اغْفِرْ لي، ربِّ اغْفِرْ لي" مثلَ ما كان قائمًا، ثُمَّ سَجَدَ فقال: "سبحانَ رَبِّيَ الأعلى" مثلَ ما كان قائمًا، فما صلَّى إلَّا أربعَ رَكَعَات، حتَّى جاء بلالٌ إلى الغَداة

(1)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: هذا الحديث عندي مرسل، وطلحة بن يزيد لا أعلمه سمع من حذيفة شيئًا، وغيرُ العلاء بن المسيَّب قال في هذا الحديث: عن طلحة، عن رجل، عن حذيفة.

‌26 - باب كيف صلاة اللَّيل

1666 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا محمد بن جعفر وعبد الرَّحمن، قالا: حدَّثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، أنَّه سمع عليًّا الأزديَّ

أنَّه سمِعَ ابن عمر يُحدِّث، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"صلاةُ اللَّيل والنَّهار مثنى مثني"

(2)

.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، طلحة بن يزيد لم يسمع هذا الحديث من حذيفة - فيما قاله المصنِّف عقبه - بينهما رجل من عبس، فقد رواه شعبة - وهو أوثَقُ وأحفَظُ من العلاء بن المسيب - عن عمرو بن مُرَّة، عن أبي حمزة - وهو طلحة بن يزيد - عن رجل من عبس، عن حذيفة به، كما سلف برقم (1069). وهو في "السنن الكبرى" برقم (1382).

وأخرجه أحمد (23399) مطولًا من طريق يحيى بن زكريا، وابن ماجه (897) من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن العلاء بن المسيب، بهذا الإسناد، ولفظ ابن ماجه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: "ربِّ اغْفِرْ لي، رَبِّ اغْفِرْ لي".

وأخرج - هذه القطعة أيضًا - ابن ماجه (897) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، به. وإسناده صحيح.

وسلف بقطعة أخرى من الحديث برقم (1009) من طريق حفص بن غياث، عن العلاء بن المسيب، به.

(2)

حديث صحيح دون قوله: "والنَّهار"، فهي زيادة شاذَّة تفرَّد بها عليٌّ الأزديُّ: وهو ابن =

ص: 355

قال أبو عبد الرَّحمن: هذا الحديث عندي خطأ، والله تعالى أعلم.

1667 -

أخبرنا محمد بن قُدامة قال: حدَّثنا جَرير، عن منصور، عن حبيب، عن طاوس قال:

قال ابن عمر: سأل رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة اللَّيل، فقال:"مثنى مثنى، فإذا خشيتَ الصُّبحَ فواحدة"

(1)

.

= عبد الله البارقي، قال الحافظ في "الفتح" 2/ 479: أكثر أئمة الحديث أعلُّوا هذه الزيادة وهي قوله: "والنَّهار" بأنَّ الحُفَّاظ من أصحاب ابن عمر لم يذكروها عنه .. إلخ. ومن هؤلاء الحُفَّاظ يحيى بن معين، والمصنِّف، والترمذي، والدارقطني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (474).

وأخرجه الترمذي (597) عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (5122)، وابن ماجه (1322)، وابن حبان (2483) و (2494) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه أحمد (4791)، وأبو داود (1295)، وابن ماجه (1322)، وابن حبان (2482) من طرق عن شعبة، به.

وسيرد - دون زيادة "والنهار" - من الرقم (1667) وحتى الرقم (1674)، ومن الرقم (1691) وحتى الرقم (1695). وزاد بعضهم في آخره:"فإذا خشيت الصبح فأوتر بواحدة" أو بنحوها، وبعضهم زاد:"والوتر ركعة من آخر الليل".

(1)

حديث صحيح، حبيب: هو ابن أبي ثابت، وهو ثقة، لكنَّه قد وُصِفَ بالإرسال والتدليس، وقد تُوبع، وبقية رجال الإسناد ثقات. جرير: هو ابن عبد الحميد الضبيِّ، ومنصور: هو ابن المعتمر، وطاوس: هو ابن كَيْسان.

وأخرجه أحمد (6258) عن جرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (5937) من طريق سفيان الثوري، عن حبيب، به.

وأخرجه أحمد (4848)، والمصنِّف في "الكبرى"(438) و (477) من طريق سليمان التيمي، ومسلم (749):(146)، وابن ماجه (1320)، وابن حبان (2620) من طريق عمرو بن دينار، كلاهما عن طاوس، به.

وتنظر الرواية السابقة.

ص: 356

1668 -

أخبرنا عَمرو بن عثمان ومحمد بن صدقة قالا: حدَّثنا محمد بن حرب، عن الزُّبيديِّ، عن الزُّهري، عن سالم

عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"صلاةُ اللَّيل مثنى مثنى، فإذا خِفْتَ الصُّبحَ فأوتِرْ بواحدة"

(1)

.

1669 -

أخبرنا محمد بن منصور قال: حدَّثنا سفيان، عن ابن أبي لبيد، عن أبي سلمة

عن ابن عمر قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يُسأل عن صلاة اللَّيل؟ فقال: "مثنى مثنى، فإذا خِفْتَ الصُّبحَ فأوتِرْ بركعة

(2)

"

(3)

.

1670 -

أخبرنا موسى بن سعيد قال: حدَّثنا

(4)

أحمد بن عبد الله بن يونس قال:

(1)

إسناده صحيح من جهة عمرو بن عثمان، ومحمد بن صدقة صدوق، وقد توبع.

الزُّبيدي: هو محمد بن الوليد بن عامر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (475).

وأخرجه أحمد (4559) و (6355)، ومسلم (749):(146)، والمصنِّف في "الكبرى"(439) و (1384)، وابن ماجه (1320)، وابن حبان (2620) من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وفي رواية ابن ماجه وابن حبان: عن سالم وعبد الله بن دينار.

وأخرجه أحمد (6169) و (6170) من طريق عبد الله بن العلاء، عن سالم، به.

وسيرد برقم (1672) من طريق شعيب، عن الزهري، به.

وينظر ما سلف برقم (1666).

(2)

في (م) وهوامش (ك) و (هـ) و (ر): بواحدة.

(3)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة، وابن أبي لبيد: هو عبد الله أبو المغيرة المدني، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه أحمد (4571)، وابن ماجه (1320)، وابن حبان (2620) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وينظر ما سلف برقم (1666).

(4)

في (م): أخبرنا.

ص: 357

حدَّثنا زهير قال: حدَّثنا الحسن بن الحُرِّ قال: حدَّثنا

(1)

نافع

أن ابن عمر أخبرهم، أنَّ رجلًا سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة اللَّيل، قال:"مثنى مثنى، فإن خشيَ أحدُكم الصُّبحَ فليوتِرْ بواحدة"

(2)

.

1671 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا اللَّيث، عن نافع

عن ابن عمر، عن

(3)

النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "صلاةُ اللَّيل مثنى مثنى، فإذا خِفْتَ الصُّبحَ فأوتِرْ بواحدة"

(4)

.

1672 -

أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة قال: حدَّثنا عثمان، عن شعيب، عن الزُّهري، عن سالم

(1)

بعدها في (ك) زيادة مقحمة: الليث عن.

(2)

إسناده صحيح، زهير: هو ابن معاوية الجُعْفيّ.

وأخرجه أحمد (4492) و (5085) و (5103) و (5159) و (5341) و (5793)، والبخاري (472) و (473)، وابن حبان (2622) من طرق عن نافع، به.

وسيرد في الرواية التالية من طريق الليث، عن نافع، به. وبرقم (1693) من طريق خالد بن زياد، عن نافع، به. وفيه:"والوتر ركعة واحدة" بدل "فإذا خشي أحدكم الصبح فليوتر بواحدة". وبرقم (1694) من طريق مالك، عن نافع وعبد الله بن دينار، به.

وينظر ما سلف برقم (1666).

(3)

في (ر) ونسخة في (م) ونسخة في هامشي (ك) و (هـ): أنَّ.

(4)

إسناده صحيح، الليث: هو ابن سعد.

وأخرجه الترمذي (437) عن قتيبة، بهذا الإسناد. وزاد في آخره:"واجعَل آخر صلاتك وترًا"، وقال: حديث ابن عمر حسن صحيح.

وأخرجه أحمد (6008) عن هاشم، وابن ماجه (1319) - بطرفه الأول - عن محمد بن رمح، كلاهما عن الليث، به. وزاد أحمد مثل زيادة الترمذي.

وسلف في الرواية السابقة من طريق الحسن بن الحر، عن نافع، به.

وينظر ما سلف برقم (1666).

ص: 358

عن ابن عمر قال: سألَ رجلٌ من المسلمين رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: كيفَ صلاةُ اللَّيل؟ فقال: "صلاةُ اللَّيل مثنى مثنى، فإذا خِفْتَ الصُّبحَ فأوتِرْ بواحدة

(1)

"

(2)

.

1673 -

أخبرنا محمد بن يحيى قال: حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدَّثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمِّه، قال: أخبرني حُميد بن عبد الرَّحمن

أنَّ عبد الله بن عمر أخبره، أنَّ رجلًا سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة اللَّيل، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "صلاةُ اللَّيل مثنى مثنى، فإذا خشيتَ

(3)

الصُّبحَ فأوتِرْ بواحدة"

(4)

.

1674 -

أخبرنا أحمد بن الهيثم قال: حدَّثنا حَرْملة قال: حدَّثنا ابن وَهْبٍ قال: أخبرني عَمرو بن الحارث، أنَّ ابن شهاب حدَّثه، أنَّ

(5)

سالم بن عبد الله وحُميد بن عبد الرَّحمن حدَّثاه

(1)

في (ر): بركعة.

(2)

إسناده صحيح، عثمان: هو ابن سعيد بن كثير بن دينار القرشي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة.

وأخرجه البخاري (1137) عن أبي اليمان، عن شعيب، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (1668) من طريق الزبيدي، عن الزهري، بهذا الإسناد.

وينظر ما سلف برقم (1666).

(3)

في هامش (هـ): خفت.

(4)

حديث صحيح، ابن أخي الزهري - وهو محمد بن عبد الله بن مسلم - فيه كلام ينزله عن رتبة رجال الصحيح، لكنَّه توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات. محمد بن يحيى: هو ابن عبد الله الذُّهلي، ويعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد الزُّهري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1385).

وأخرجه أحمد (6176) عن يعقوب، بهذا الإسناد.

وينظر ما سلف برقم (1666).

(5)

في نسخة بهامش (ك): عن.

ص: 359

عن عبد الله بن عمر قال: قامَ رجلٌ فقال: يا رسول الله، كيفَ صلاةُ اللَّيل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صلاةُ اللَّيل مثنى مثنى، فإذا خِفْتَ الصُّبحَ فأوتِرْ بواحدة"

(1)

.

‌27 - باب الأمر بالوتر

1675 -

أخبرنا هنَّاد بن السَّري، عن أبي بكر بن عيَّاش، عن أبي إسحاق، عن عاصم - وهو ابن ضَمْرة -

عن عليٍّ قال: أوتَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قال:"يا أهلَ القرآن، أوتِروا، فإنَّ الله عز وجل وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتر"

(2)

.

(1)

حديث صحيح، أحمد بن الهيثم صدوق، لكنه توبع، وحرملة: هو ابن يحيى التُّجيبي، وهو صدوق، وقد توبع أيضًا، وانتقى له مسلم هذا الحديث. وابن وهب: هو عبد الله المصري.

وأخرجه مسلم (749): (147) عن حرملة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (1668) من طريق الزبيدي، وبرقم (1672) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن الزهري، عن سالم، به. وفي الرواية السابقة من طريق ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن حميد، به.

وينظر ما سلف برقم (1666).

(2)

إسناده قوي من أجل عاصم بن ضمرة. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (1388).

وأخرجه الترمذي (453)، وابن ماجه (1169)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "مسند" أبيه (1262) من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وزادوا لفظ الحديث الآتي.

وأخرجه أحمد (786)، وأبو داود (1416)، والمصنِّف في "الكبرى"(440)، وعبد الله بن أحمد (1214) و (1225) و (1228) من طرق عن أبي إسحاق، به. وزاد أحمد لفظ الحديث الآتي.

وينظر ما بعده.

ص: 360

1676 -

أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي نُعَيم، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضَمْرة

عن عليٍّ قال: الوِتْرُ ليس

(1)

بحَتْمٍ كهيئة المكتوبة، ولكنَّه سُنَّةٌ سنَّها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

(2)

.

‌28 - باب الحثِّ على الوتر قبل النَّوم

1677 -

أخبرنا سليمان بن سَلْم ومحمد بن عليّ بن الحسن بن شَقيق، عن النَّضر بن شُمَيل قال: أخبرنا شعبة، عن أبي شِمْر، عن أبي عثمان

عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ: النَّومِ على وِتْر، وصيامِ ثلاثة أيَّامٍ من كلِّ شهر، وركعتي الضُّحى

(3)

(4)

.

(1)

المثبت من (هـ) و (ك)، وفي (ر) و (م): ليس الوتر.

(2)

إسناده قوي كسابقه. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وأخرجه أحمد (652) و (761) و (927)، والترمذي (454)، والمصنِّف في "الكبرى"(441) و (1389) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (842) و (877) و (927) و (969)، وأبو داود (1416)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "مسند أبيه"(1220) و (1232) من طرق عن أبي إسحاق، به.

وينظر ما قبله.

قال السِّندي: قوله: "ليس بحَتْمٍ" ظاهره عدم الوجوب كما عليه الجمهور.

(3)

في (ر) و (م) و (هـ) وهامش (ك): الفجر، والمثبت من (ك) وهامشي (م) و (هـ).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل أبي شمر فهو مجهول، لكنَّه متابع، ورواية مسلم له مقرونة بعباس الجريري، وهو الحديث الآتي. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو عثمان: هو النَّهدي، واسمه عبد الرحمن بن مل. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1390) عن سليمان بن مسلم وحده، به.

وأخرجه أحمد (9917)، ومسلم (721) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد. وقرن مسلمٌ أبا شمر بعباس الجُريري. =

ص: 361

1678 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا محمد قال: حدَّثنا شعبة - ثُمَّ ذكر كلمةً معناها - عن عبَّاس الجُرَيريِّ قال: سمعتُ أبا عثمان

عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ: الوترِ أوَّلَ اللَّيل، وركعتي الفجر

(1)

، وصومِ ثلاثة أيَّامٍ من كلِّ شهر

(2)

.

‌29 - باب نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الوترين في ليلة

1679 -

أخبرنا هنَّاد بن السَّري، عن مُلازم بن عَمرو قال: حدَّثني عبد الله بن بدر، عن قيس بن طَلْق قال:

= وأخرجه البخاري (1981)، ومسلم (721)، والمصنِّف في "الكبرى"(478) من طريق أبي التيَّاح، عن أبي عثمان النَّهدي، به.

وأخرجه أحمد (7512) و (7595) و (7596) و (7671) و (7725) و (8601) و (9217) و (10342) و (10450) و (10483) و (10559)، وأبو داود (1432)، والترمذي (760)، من طرق عن أبي هريرة، به.

وسيرد في الرواية التالية من طريق عباس الجريري، عن أبي عثمان النهدي، به.

وسيرد بالأرقام (2369) و (2405) و (2406) و (2407) من طريق الأسود بن هلال، عن أبي هريرة، به. وفي الروايتين (2405) و (2407) ورد الأمر بغسل الجمعة بدلًا من ركعتي الضحى.

(1)

قوله: "الفجر" تحريف قديم في النسخ الخطية، والصواب:"الضحى" كما في "السنن الكبرى"(1391)، ومصادر التخريج الآتية.

(2)

إسناده صحيح، محمد: هو ابن جعفر، وعباس الجريري: هو ابن فرُّوخ.

وأخرجه مسلم (721) عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (9916)، ومسلم (721) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه أحمد (9916)، والبخاري (1178)، ومسلم (721)، وابن حبان (2536) من طرق عن شعبة، به.

وينظر ما قبله.

ص: 362

زارَنا أبي طَلْقُ بن عليٍّ في يوم من رمضان، فأمسى بِنا وقامَ بِنا تلك اللَّيلة، وأوتَرَ بِنا، ثُمَّ انحدرَ إلى مسجدٍ، فصلَّى بأصحابه حتَّى بقِيَ الوِتر، ثُمَّ قدَّم رجلًا فقال له

(1)

: أوتِرْ بهم، فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا وِتْران في ليلة"

(2)

.

‌30 - باب وقت الوتر

1680 -

أخبرنا محمد بن المثنَّى قال: حدَّثنا محمد قال: حدَّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد قال:

سألتُ عائشةَ عن صلاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان ينامُ أَوَّلَ اللَّيل، ثُمَّ يقوم، فإذا كان من السَّحَر أوتَرَ، ثُمَّ أتى فِراشَه، فإذا كان له حاجةٌ أَلمَّ

(1)

كلمة "له" ليست في (هـ) و (ر).

(2)

إسناده حسن من أجل قيس بن طلق، وهو صدوق حسن الحديث. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1392).

وأخرجه الترمذي (470) عن هناد بن السري، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن غريب.

وأخرجه أحمد (16296)، وأبو داود (1439)، وابن حبان (2449) من طرق عن ملازم بن عمرو، به.

وأخرجه أحمد (16289) من طريق محمد بن جابر، عن عبد الله بن بدر، به.

وأخرجه - أيضًا - (16296) من طريق سراج بن عقبة، عن قيس بن طلق، به.

وأورده الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 2/ 622 - 623 من طريق أيوب بن عتبة، عن قيس بن طلق، به وذكر مُحقِّقو "مسند" أحمد 26/ 223 أنَّهم لم يجدوه في النسخ الخطية لـ "المسند".

قال السِّندي: قوله: "لا وِتران في ليلة" أي: لا يجتمع وِتران. أو: لا يجوز وتران في ليلة، بمعنى: لا ينبغي لكم أن تجمعوهما، وليست "لا" نافية للجنس

وقال السيوطي: على لغة من ينصب المثنى بالألف.

ص: 363

بأهله، فإذا سمِعَ الأذانَ وثَبَ، فإن كان جُنُبًا أفاض عليه من الماء، وإلَّا توضَّأ، ثُمَّ خرجَ إلى الصَّلاة

(1)

.

1681 -

أخبرنا إسحاق بن منصور قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن، عن سفيان، عن أبي حَصين، عن يحيى بن وثَّاب، عن مسروقٍ

عن عائشة قالت: أوتَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من أوَّلِه وآخرِه وأوسَطِه، وانتهى وِتْرُه إِلى السَّحر

(2)

.

1682 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد

(3)

قال: حدَّثنا اللَّيث، عن نافع

(1)

إسناده صحيح، محمد: هو ابن جعفر غُنْدَر، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1393).

وأخرجه أحمد (25435)، وابن حبان (2638) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (25436)، والبخاري (1146)، وابن حبان (2593) من طرق عن شعبة، به.

وسلف - مختصرًا - برقم (1640) من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، به.

(2)

إسناده صحيح، إسحاق بن منصور: هو الكوسج، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وأبو حَصين: هو عثمان بن عاصم الأسدي، ومسروق: هو ابن الأجدع. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1394).

وأخرجه أحمد (25694) عن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (25694) و (25695)، ومسلم (745):(137) من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه أحمد (24974)، والترمذي (456)، وابن ماجه (1185)، وابن حبان (2443) من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، به.

وأخرجه أحمد (24188) و (24691) و (24759) و (24974) و (25693)، والبخاري (996)، ومسلم (745):(136)، وأبو داود (1435) من طريق أبي الضحى مسلم بن صبيح، عن مسروقٍ، به.

(3)

قوله: "بن سعيد" من (م) و (ر).

ص: 364

أنَّ ابن عمر قال: مَنْ صلَّى من اللَّيل فليجعَلْ آخِرَ صَلاتِه وِتْرًا، فَإِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرُ بذلك

(1)

.

‌31 - باب الأمر بالوتر قبل الصُّبح

1683 -

أخبرنا عُبيد الله بن فَضالة بن إبراهيم قال: أخبرنا محمد - وهو ابن المبارك - قال: حدَّثنا معاوية - وهو ابن سلَّام بن أبي سلام - عن يحيى بن أبي كثير قال: أخبرني أبو نَضْرة العَوَقيُّ

أنَّه سمِعَ أبا سعيد الخدريَّ يقول: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الوتر، فقال:"أوتِروا قبلَ الصُّبح"

(2)

.

1684 -

أخبرنا يحيى بن دُرُست قال: حدَّثنا أبو إسماعيل القَنَّاد قال: حدَّثنا يحيى - وهو ابن أبي كثير - عن أبي نَضْرة

عن أبي سعيد، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"أوتِروا قبلَ الفجر"

(3)

.

(1)

إسناده صحيح، الليث: هو ابن سعد، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1395).

وأخرجه مسلم (751): (150)، والترمذي (437) كلاهما عن قتيبة، بهذا الإسناد. ورواية الترمذي مطولة.

وأخرجه مسلم (751): (151) عن محمد بن رمح، عن الليث، به.

وأخرجه أحمد (4710) و (4971) و (6372)، والبخاري (472) و (998)، ومسلم (751):(151) و (152)، وأبو داود (1438) من طريقين عن نافع، به.

وأخرجه أحمد (6189)، من طريقين عن ابن عمر، به.

(2)

إسناده صحيح، أبو نَضْرة العَوَقي: هو المنذر بن مالك بن قِطْعَة.

وأخرجه أحمد (11001) و (11097) و (11302) و (11324) و (11675)، ومسلم (754)، والترمذي (468)، وابن ماجه (1189) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وينظر ما بعده.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي إسماعيل القنَّاد: واسمه إبراهيم بن =

ص: 365

‌32 - الوتر بعد الأذان

1685 -

أخبرنا يحيى بن حكيم قال: حدَّثنا ابن أبي عديٍّ، عن شعبة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، أنّه كان في مسجد عمرو بن شرحبيل، فأقيمت الصَّلاة فجعلوا ينتظرونه فجاء، فقال: إنِّي كنت أوتر، قال:

وسُئِلَ عبد الله: هل بعد الأذان وتر؟ قال: نعم، وبعد الإقامة، وحدّث

عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه نام عن الصَّلاة حتّى طلعت الشمس، ثُمَّ صلَّى

(1)

.

‌33 - باب الوتر على الرّاحلة

1686 -

أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن الأخنس، عن نافع

عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على الرّاحلة

(2)

(3)

.

= عبد الملك البصري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1396).

وسلف في الذي قبله بإسناد صحيح.

(1)

إسناده صحيح، ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وهو مكرر الحديث (612)، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1397).

(2)

في (م) وهوامش (ر) و (ك) و (هـ): راحلته.

(3)

إسناده صحيح، عُبيد الله بنُ سعيد: هو اليَشكُري، ويحيى بن سعيد هو القطَّان، ونافع: هو مولى ابن عمر.

وأخرجه البخاري (1000) من طريق جُويرية بن أسماء، عن نافع، بهذا الإسناد، ولفظه: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي في السَّفَر على راحلته حيث تَوَجَّهَتْ به يُومِيءُ إيماءً؛ صلاة الليل إلا الفرائض، ويُوتر على راحلته.

وأخرجه أحمد (6449) من طريق داود بن قيس، عن نافع بنحوه.

وأخرجه أحمد (6224) من طريق سالم، عن أبيه، به.

وانظر الحديثين الآتيين بعده، والأحاديث السالفة بالأرقام (490) - (493).

ص: 366

1687 -

أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن عليٍّ، قال: حدَّثنا زهير، عن الحسن بن الحرّ، عن نافع

أن ابن عمر، كان يوتر على بعيره، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك

(1)

.

1688 -

أخبرنا قُتيبة، قال: حدَّثنا مالك، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن سعيد بن يسار، قال:

قال لي ابن عمر: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير

(2)

.

‌34 - باب كم الوتر

1689 -

أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله قال: حدَّثنا وَهْب بن جَرير قال: حدَّثنا

(1)

إسناده صحيح، عبدُ الله بنُ محمد بن علي: هو أبو جعفر النُّفَيْلي، وزهير: هو ابن معاوية.

وأخرجه ابن حبان (2412) من طريق عبد الرحمن بن عَمرو البَجَلي، عن زهير، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (4620) من طريق ابن عجلان، و (5822)، والبخاري (1095) من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن نافع، به.

وأخرج أحمد (4476) من طريق سعيد بن جبير، أنَّ ابنَ عمر كان يُصَلِّي على راحلته تطوُّعًا، فإذا أرادَ أن يوتر نزلَ فأوترَ على الأرض.

وانظر الحديث السابق، وما سلف برقم (490).

(2)

إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابن سعيد، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1399).

وأخرجه التِّرمذي (472) عن قُتيبة، بهذا الإسناد، وفيه: قال سعيد بن يسار: كنتُ أمشي مع ابن عمر في سفر، فتخلَّفتُ عنه، فقال: أين كنت؟ فقلتُ: أَوْتَرْتُ، فقال: أليس لك في رسول الله أسوة .... وذكر الحديث.

وهو في "موطأ" مالك 1/ 124، ومن طريقه أخرجه أحمد (4519) و (4530) و (5208) و (5209) و (5936)، والبخاري (999)، ومسلم (700):(36) وابن ماجه (1200)، وابن حبان (2413). وعندهم (عدا أحمد) قصة سعيد بن يسار المذكورة آنفًا.

وانظر الحديثين السابقين، وما سلف برقم (490).

ص: 367

شعبة، عن أبي التَّيَّاح، عن أبي مِجْلَز

عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"الوِتْرُ رَكعةٌ من آخرِ اللَّيل"

(1)

.

1690 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا يحيى ومحمد قالا: حدَّثنا - ثُمَّ ذكر - كلمةً معناها - شعبة، عن قَتادةَ، عن أبي مِجْلَز

عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"الوِتْرُ رَكعةٌ من آخرِ اللَّيل"

(2)

.

1691 -

أخبرنا الحسن بن محمد، عن عفَّان قال: حدَّثنا هَمَّام قال: حدَّثنا قَتادة، عن عبد الله بن شَقيق

عن ابن عمر، أنَّ رجلًا من أهل البادية سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة اللَّيل، قال:"مثنى مثنى، والوِتْرُ رَكعةٌ من آخر اللَّيل"

(3)

.

(1)

إسناده صحيح، أبو التيَّاح: هو يزيد بن حُميد الضُّبَعي، وأبو مِجْلَز: هو لاحق بن حُميد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1400).

وأخرجه أحمد (5016)، وابن حبان (2625) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (752): (153) من طريق عبد الوارث، عن أبي التيَّاح، به.

وأخرجه ابن ماجه (1175) من طريق عاصم الأحول، عن أبي مجلز، به. ولفظه:"صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة قبل الصبح".

وسيرد في الرواية التالية من طريقين عن شعبة، عن قَتادةَ، عن أبي مجلز، به.

(2)

إسناده صحيح كسابقه، يحيى: هو ابن سعيد القطان، ومحمد: هو ابن جعفر، وقَتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1401).

وأخرجه مسلم (752): (154) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (5126)، ومسلم (752):(154) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه أحمد (5126) عن حجاج بن محمد، عن شعبة، به.

وأخرجه أحمد (2836) و (3408)، ومسلم (753):(155) من طريق همام، عن قَتادةَ، به. ورواه همام - أيضًا - عن قَتادةَ، عن أبي مجلز، عن ابن عباس.

(3)

إسناده صحيح، عفان: هو ابن مسلم الصفَّار، وهمَّام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: =

ص: 368

‌35 - باب كيف الوتر بواحدة

1692 -

أخبرنا الرَّبيع بن سليمان قال: حدَّثنا حجَّاج بن إبراهيم قال: حدَّثنا ابن وَهْب، عن عَمرو بن الحارث، عن عبد الرَّحمن بن القاسم حدَّثه، عن أبيه

عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلاةُ اللَّيل مثنى مثنى، فإذا أردْتَ أن تنصرِفَ فاركَعْ بواحدةٍ تُوتِرُ لكَ

(1)

ما قد صلَّيتَ"

(2)

.

1693 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد

(3)

قال: حدَّثنا خالد بن زياد، عن نافع

عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاةُ اللَّيل مثنى مثنى، والوِتْرُ ركعةٌ واحدة"

(4)

.

1694 -

أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين - قراءةً عليه وأنا أسمع

= هو ابن دِعامة السَّدوسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1402).

وأخرجه أحمد (5759) عن عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1421) عن محمد بن كثير، عن همام، به.

وأخرجه أحمد (4987) و (5217) و (5399) و (5470) و (5503) و (5537)، ومسلم (749):(148)، وابن حبان (2623) من طرق عن عبد الله بن شقيق، به.

وينظر ما سلف برقم (1666).

(1)

في (هـ) و (ر) وهامش (ك): بذلك.

(2)

إسناده صحيح، ابن وهب: هو عبد الله المصري، وعبد الرحمن بن القاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصدِّيق. وهو في "السنن الكبرى" برقم (444).

وأخرجه ابن حبان (2624) من طريق حرملة، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وينظر ما سلف برقم (1666).

(3)

قوله: "بن سعيد" من (م).

(4)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (476).

وسلف - نحوه - برقمي (1670) و (1671) من طريقين عن نافع، به.

وينظر ما سلف برقم (1666).

ص: 369

واللَّفظ له - عن ابن القاسم قال: حدَّثني مالك، عن نافع وعبد الله بن دينار

عن عبد الله بن عمر، أنَّ رجلًا سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة اللَّيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صلاةُ اللَّيل مثنى مثنى، فإذا خشيَ أحدُكم الصُّبحَ صلَّى ركعةً واحدةً تُوتِرُ له ما قد صلَّى"

(1)

.

1695 -

أخبرنا عُبيد الله بن فَضالة بن إبراهيم قال: حدَّثنا محمد - يعني ابن المبارك - قال: حدَّثنا معاوية - وهو ابن سلام - عن يحيى بن أبي كثير قال: حدَّثني أبو سلمة بن عبد الرَّحمن ونافع

عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول:"صلاةُ اللَّيل ركعتين رَكعتين، فإذا خِفْتُم الصُّبحَ فأوتِروا بواحدة"

(2)

.

1696 -

أخبرنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا عبد الرَّحمن قال: حدَّثنا مالك، عن الزُّهريِّ، عن عروة

عن عائشة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُصلِّي من اللَّيل إحدى عشرة ركعةً يُوتِرُ

(1)

إسناده صحيح، ابن القاسم: هو عبد الرحمن. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1403).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 123، ومن طريقه أخرجه البخاري (990)، ومسلم (749):(145)، وأبو داود (1326).

وسلف برقمي (1670) و (1671) من طريقين، عن نافع، به.

وينظر ما سلف برقم (1666).

(2)

إسناده صحيح.

وأخرجه أحمد (5454) من طريق شيبان، عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (1669) من طريق ابن أبي لبيد، عن أبي سلمة، به. وبالأرقام (1670)

و (1671) و (1693) من طرق، عن نافع، به. وفي الرواية السابقة من طريق مالك، عن نافع وعبد الله بن دينار، به.

وينظر ما سلف برقم (1666).

ص: 370

منها بواحدة، ثُمَّ يضطجِعُ على شِقِّه الأيمن

(1)

.

‌36 - باب كيف الوتر بثلاث

1697 -

أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين - قراءةً عليه وأنا أسمع واللَّفظ له - عن ابن القاسم قال: حدَّثني مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُرِيِّ، عن أبي سلمة ابن عبد الرَّحمن، أنَّه أخبرَه

أنَّه سألَ عائشةَ أمَّ المؤمنين: كيف كانت صلاةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ قالت: ما كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يزيدُ في رمضانَ ولا غيره على إحدى عشرة ركعةً، يُصلِّي أربعًا فلا تسأَلْ عن حُسنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصلِّي أربعًا فلا تسأل عن حُسنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصلِّي ثلاثًا. قالت عائشة: فقلتُ: يا رسول الله، أتنامُ قبلَ أن تُوتِرَ؟ قال: "يا عائشة، إنَّ عيني تنام

(2)

، ولا ينام قلبي"

(3)

.

(1)

إسناده صحيح، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وعروة: هو ابن الزُّبير. وذِكْرُ الاضطجاع بعد الوتر شاذٌّ، تفرَّد به مالك من بين أصحاب الزُّهري فخالفهم، وقد ذكروا - كما سلف في الرواية (685) - أنَّ الاضطجاع بعد سُنة الفجر، ونبَّه على هذه المخالفة الذُّهلي فيما نقل عنه ابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 121، والدارقطني في "الأحاديث التي خولِفَ فيها مالك"(17)، والحافظ في "الفتح" 3/ 44.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (445).

وأخرجه أحمد (24070) و (25486) عن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 120، ومن طريقه أخرجه مسلم (736):(121)، وأبو داود (1335)، والترمذي (442) و (443)، والمصنف في "الكبرى"(417) و (1422)، وابن حبان (2427).

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (1726).

وتُنظر الرواية (685).

(2)

في هامش (ك): عينيَّ تنامان.

(3)

إسناده صحيح، ابن القاسم: هو عبد الرحمن. وهو في "السنن الكبرى" برقم (392). =

ص: 371

1698 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا بشرٌ بن المُفَضَّل قال: حدَّثنا سعيد، عن قَتادةَ، عن زُرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام

أنَّ عائشة حدَّثته، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان لا يُسلِّمُ في رَكعتَي الوتر

(1)

.

= وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 120، ومن طريقه أخرجه أحمد (24073) و (24446) و (24732)، والبخاري (1147) و (2013) و (3569)، ومسلم (738)، وأبو داود (1341)، والترمذي (439)، والمصنِّف في "الكبرى"(393) و (411) و (453) و (1425)، وابن حبان (2430).

(1)

رجاله ثقات، إلَّا أنَّ متنه شاذٌّ، فالمشهور في هذا الحديث - كما سلف بيانه في الرواية (1601)، وكما سيأتي في الرواية (1721) - أنَّه صلى الله عليه وسلم كان لا يُسلِّم بعد جلوسه في الركعة الثامنة، ونقل النوويُّ في "المجموع" 4/ 18 - بعد أن ذكر هذا الحديث - عن البيهقي قوله: يشبه أن يكون هذا اختصارًا من حديثها في الإيتار بتسع. ونقل ابن المُلقِّن في "البدر المنير" 4/ 308 عن "المنتقى" للمجد بن تيمية أنَّ الإمام أحمد ضعَّف إسناد هذا الحديث. سعيد: هو ابن أبي عَروبة، ورواية بشر بن المفضَّل عنه قبل الاختلاط. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1404).

وأخرجه ابن أبي شيبة (6912)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 195، والدارقطني (1684)، والحاكم 1/ 304 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 1/ 304، والبيهقي في "السنن" 3/ 28 من طريق شيبان بن فرُّوخ، عن أبان، عن قَتادةَ، به بلفظ: كان صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث لا يُسلِّم إلا في آخرهنَّ. شيبان قال فيه الحافظ في "تقريبه": صدوق يهم.

وأخرج أحمد (25223) من طريق يزيد بن يَغْفَر، عن الحسن، عن سعد بن هشام، عن عائشة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلَّى العشاء دخل المنزل، ثم صلَّى ركعتين، ثم صلَّى بعدهما ركعتين أطولَ منهما، ثم أوتر بثلاث لا يفصل فيهنَّ ..... الحديث. يزيد بن يَعْفُر قال فيه الذهبي: ليس بحجَّة.

ويُعارض هذا الحديث - أيضًا - حديثُ أبي هريرة الصحيح: "لا توتروا بثلاث، أوتروا بخمس أو سبع، ولا تشبَّهوا بصلاة المغرب"، وهو عند ابن حبان (2429)، والحاكم 1/ 304 وصحَّحه، ووافقه الذهبي.

ص: 372

‌37 - باب ذكر اختلاف ألفاظ النَّاقلين لخبر أُبيِّ بن كعب في الوتر

1699 -

أخبرنا عليُّ بن ميمون قال: حدَّثنا مَخْلَد بن يزيد، عن سفيان، عن زُبيد، عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى، عن أبيه

عن أبيِّ بن كعب، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُوتِرُ بثلاث رَكَعات، كان يقرأ في الأولى بـ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وفي الثَّانية بـ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وفي الثَّالثة بـ:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ويَقنُتُ قبلَ الرُّكوع، فإذا فرَغَ قال عند فراغه:"سُبحانَ الملكِ القُدُّوس" ثلاث مرَّاتٍ يُطيلُ في آخِرِهِنَّ

(1)

.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّه اختُلِفَ فيه على سفيان - وهو ابن سعيد الثوري - في إسناده:

فرواه مَخْلَد بن يزيد هنا وفي "السنن الكبرى" برقمي (1436) و (10502)، وابن ماجه (1182)، عن سفيان الثوري، عن زبيد - وهو ابن الحارث اليامي - عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبي بن كعب مرفوعًا. ورواية ابن ماجه مختصرة على القنوت قبل الركوع.

ورواه - دون زيادة: "ويقنت قبل الركوع" - قاسم بن يزيد كما سيأتي في الرواية (1750)، ومحمد بن عبيد كما في الرواية (1751)، كلاهما عن سفيان الثوري، عن زبيد، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه مرفوعًا. لم يذكرا أُبيًّا في الإسناد.

ورواه - دون الزيادة المشار إليها - عبد الرزاق عند أحمد (15361)، ووكيع عند أحمد أيضًا (15362)، وأبو نعيم كما سيأتي في الرواية (1752)، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عن زُبيد، عن ذر بن عبد الله، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه مرفوعًا. لم يذكروا أُبيًّا في الإسناد، وأدخلوا ذرًّا بين زبيد وسعيد. وهذا الذي رجَّحه المصنِّف في حديث الثوري عقب الرواية (1752).

لكنَّ الثوريَّ تُوبع على هذه الزيادة وعلى هذا الإسناد - يعني دون ذكر ذرٍّ - تابعه فِطْرُ بن خليفة ومِسْعَر بن كِدام كما هو مُبيَّنٌ في "مسند" أحمد عند تخريج الرواية (21143)، فصحَّ الحديث بهذه الزيادة. =

ص: 373

1700 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عيسى بن يونس، عن سعيد بن أبي عَروبة، عن قَتادةَ، عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى، عن أبيه

عن أُبيِّ بن كعب قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقرأُ في الرَّكعة الأولى من الوتر ب: و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وفي

(1)

الثَّانية ب: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وفي الثَّالثة ب: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}

(2)

.

1701 -

أخبرنا يحيى بن موسى قال: أخبرنا عبد العزيز بن خالد قال: حدَّثنا سعيدٌ بن أبي عروبة، عن قَتادةَ، عن عَزْرة، عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى، عن أبيه

عن أُبيِّ بن كعب قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقرأُ في الوتر ب: {سَبِّحِ اسْمَ

= وسيرد بالأرقام (1700) و (1701) و (1729) و (1730) من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، به.

وسيرد بالأرقام (1731) و (1732) و (1733) و (1734) و (1735) و (1736) و (1737) و (1739) و (1740) و (1754) من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه مرفوعًا، ليس فيه أبي بن كعب.

وسيرد برقمي (1738) و (1755) من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.

وسيرد برقمي (1741) و (1742) من طريق زرارة بن أوفى، عن عبد الرحمن بن أبزى، مرفوعًا.

وسيرد - مختصرًا جدًّا - برقم (1743) من طريق زرارة، عن عمران بن حصين مرفوعًا.

وبعض الروايات مختصرة وليس في جميعها قوله: ويقنت قبل الركوع.

(1)

بعدها في (ر) و (هـ) زيادة: الركعة.

(2)

إسناده صحيح، سعيد بن أبي عَروبة - وإن كان قد اختلط - رواية عيسى بن يونس - وهو ابن أبي إسحاق السَّبيعي - عنه قبل اختلاطه. قَتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.

وسيرد في الرواية التالية من طريق عبد العزيز بن خالد، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عزرة بن عبد الرحمن، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، به.

وتنظر الرواية السابقة.

ص: 374

رَبِّكَ الْأَعْلَى} وفي الرَّكعة الثَّانية ب: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وفي الثَّالثة ب: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ولا يُسلِّمُ إِلَّا في آخِرِهنَّ، ويقول - يعني بعد التَّسليم.:"سُبحانَ الملِكِ القُدُّوس" ثلاثًا

(1)

.

‌38 - باب ذِكر الاختلاف على أبي إسحاق في حديث سعيد بن جُبير عن ابن عبَّاس في الوتر

1702 -

أخبرنا الحسين بن عيسى قال: حدَّثنا أبو أسامة قال: حدَّثنا زكريَّا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبَير

عن ابن عبَّاس قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بثلاث، يقرأُ في الأولى ب:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وفي الثَّانية ب: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وفي الثَّالثة ب: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}

(2)

.

(1)

حديث صحيح دون قوله: "ولا يُسلِّم إلا في آخرهن"، فهو من رواية عبد العزيز بن خالد - وهو ابن زياد الترمذي - قال فيه أبو حاتم: شيخ، وذكره الذهبي في "الكاشف" وقال: صدوق. وقد خالف في هذا الإسناد، فأدخل فيه عزرة - وهو ابن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي - بين قتادة وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، والصحيح عدم إدخاله كما في الرواية السابقة. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (446) و (10508).

ومن أجل قوله: "ولا يُسلِّم إِلَّا في آخرهنَّ" ينظر تخريج حديث عائشة السالف برقم (1698).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، وزكريا بن أبي زائدة، وإن كان سماعه من أبي إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السَّبيعي - بأخَرة، قد تُوبع. أبو أسامة: هو حمَّاد بن أسامة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1431).

وأخرجه أحمد (2726) و (3531) من طريق إسرائيل، و (2720) و (2725) و (2906)، والترمذي (462)، والمصنِّف في "الكبرى"(1430) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، والمصنِّف في "الكبرى"(1342)، وابن ماجه (1172) من طريق يونس بن أبي إسحاق، =

ص: 375

أوقفه زهير:

1703 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدَّثنا أبو نُعَيم قال: حدَّثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبَير

عن ابن عبَّاس، أنَّه كان يُوتِرُ بثلاث ب:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}

(1)

.

‌39 - ذكر الاختلاف على حبيب بن أبي ثابت في حديث ابن عبَّاس في الوتر

1704 -

أخبرنا محمد بنُ رافع قال: حدَّثنا معاوية بنُ هشام قال: حدَّثنا سفيان، عن حَبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن عليٍّ، عن أبيه

عن جدِّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّه قامَ من اللَّيل، فاستَنَّ، ثُمَّ صلّى ركعتين، ثُمَّ نام، ثُمَّ قامَ فاستَنَّ، ثُمَّ توضَّأَ فصلَّى ركعتَيْن حتى صلَّى ستًّا، ثُمَّ أَوْتَرَ بثلاث، وصلَّى ركعتَيْن

(2)

.

= ثلاثتهم عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (2776) من طريق مسلم بن عمران البَطين، عن سعيد بن جبير، به.

وتفرَّد بوقفه زهير بن معاوية كما في الرواية التالية.

(1)

صحيح مرفوعًا، وهذا إسناد رجالُه ثقات، إلَّا أنَّ زهيرًا - وهو ابن معاوية الجُعْفيّ - تفرَّد بوقفه على ابن عباس، وهو قد سمع من أبي إسحاق السَّبيعي بأخَرة. أبو نُعيم: هو الفضل بن دُكين. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1432).

وسلف مرفوعًا في الرواية السابقة.

(2)

رجاله ثقات، غير معاوية بن هشام، فهو صدوق، سفيان: هو الثَّوري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1346).

وأخرجه أحمد (3271) عن معاوية بن هشام، بهذا الإسناد. وينظر الكلام عليه في الحديث الآتي بعده.

ص: 376

1705 -

أخبرنا أحمد بنُ سليمان قال: حدَّثنا حسين، عن زائدة، عن حُصين، عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن عليّ بن عبد الله بن عبَّاس، عن أبيه

عن جدِّه قال: كنتُ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقام فتوضَّأ واستاكَ وهو يقرأ هذه الآيةَ حتى فَرَغَ منها:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190]. ثُمَّ صلَّى ركعتَيْن، ثُمَّ عادَ فنامَ حتى سمعتُ نَفْخَهُ، ثُمَّ قام فتوضَّأ واستاك، ثُمَّ صلَّى ركعتين، ثُمَّ نامَ، ثُمَّ قامَ فتوضَّأ واستاك، وصلَّى ركعتَيْن وأوْتَرَ بثلاث

(1)

.

1706 -

أخبرنا محمد جَبَلَة قال: حدَّثنا مَعْمَر بن مَخْلَد - ثقة - قال: حدَّثنا عُبيد الله بن عَمرو، عن زيد، عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن عليٍّ

عن ابن عبَّاس قال: استيقظَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاستَنَّ. وساق الحديث

(2)

.

1707 -

أخبرنا هارون بنُ عبد الله قال: حدَّثنا يحيى بنُ آدم قال: حدَّثنا أبو بكر النَّهْشَليُّ، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن الجَزَّار

(1)

رجاله ثقات، حُسين: هو ابن علي الجُعْفيّ، وزائدة: هو ابن قُدامة، وقد سمع من حُصين - وهوابن عبد الرحمن السُّلَمي - قبل اختلاطه، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (402).

وأخرجه أحمد (3541)، ومسلم (763):(191)، وأبو داود (58) و (1353) و (1354) من طرق، عن حُصين، بهذا الإسناد.

قال النووي في "شرح مسلم" 6/ 51 - 52: هذه الرواية فيها مخالفةٌ لباقي الروايات في تخليل النَّوم بين الركَعات وفي عدد الركعات، فإنه لم يُذكر في باقي الرِّوايات تخلَّل النوم .. ؛ قال القاضي عياض: هذه الرِّواية مما استدركَه الدارقطني على مسلم لاضطرابها واختلاف الرُّواة، قال الدارقطني: ورُوي عنه على سبعة أوجه، وخالفَ فيها الجُمهور

وينظر تتمة كلامه، فقد نَقل عن القاضي احتمالَ تأويلها.

(2)

رجاله ثقات، غير محمد بن جَبَلة، فصدوق، وهذا إسناد منقطع، فإنَّ محمد بن علي لم يسمع من جده عبد الله بن عباس. زيد: هو ابن أبي أُنيسة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (403) و (1347)، وسلف موصولًا بالحديث قبله.

ص: 377

عن ابن عبَّاس قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي من اللَّيل ثمانِ ركَعات، ويُوتِرُ بثلاث، ويصلِّي ركعتَيْن قبلَ صلاة الفجر

(1)

.

خالفَه عَمرو بن مُرَّة، فرواه عن يحيى بن الجَزَّار، عن أمِّ سَلَمة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

1708 -

أخبرنا أحمد بنُ حَرْب قال: حدَّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مُرَّة، عن يحيى بن الجَزَّار

عن أمِّ سَلَمة قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بثلاثَ عَشْرَةَ ركعةً، فلمَّا كَبِر وضَعُفَ؛ أوْتَرَ بتِسع

(2)

.

(1)

صحيح بغير هذه السياقة، رجالُه ثقات، غير أبي بكر النَّهشلي ويحيى بن الجَزَّار، فهما صدوقان، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (401) و (1348) عن أحمد بن سليمان، عن يحيى بن آدم، به.

وأخرجه أحمد (2714) و (2740) - مختصرًا على الوتر - من طريقين عن أبي بكر النَّهشلي، بهذا الإسناد، وعند أحمد زيادة:"فلما كَبِر صارَ إلى تسع؛ ست وثلاث"، وسيأتي الكلام على هذا الحرف في الحديث بعده.

وقد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلِّي من الليل إحدى عشرة ركعة سوى ركعتَي الفجر، كما سيأتي برقم (1749)، وينظر (686).

(2)

صحيح لغيره دون قوله: فلما كَبِر وأسنَّ أوترَ بتسع، فالصواب فيه: أوتر بسبع، وجاء على الصواب عند أحمد والترمذي كما سيأتي، وقد اختُلف فيه على الأعمش - وهو سليمان - كما أشار إليه المصنف، ورجاله ثقات غير أحمد بن حرب ويحيى بن الجزَّار، فصدوقان.

وأخرجه أحمد (26738)، والترمذي (457)، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى"(428) و (1349) عن هنَّاد بن السري، كلاهما (أحمد وهنَّاد) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد، وعندهما: فلما كَبِر وضعُف أوترَ بسبع، وهو الصواب.

وقد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلِّي من الليل ثلاثَ عَشْرَةَ ركعةً، كما في "صحيح البخاري"(1138) من حديث ابن عباس وغيره.

وسيتكرَّر الحديث برقم (1727)، وانظر ما بعده.

ص: 378

خالفَه عُمارة بن عُمير، فرواه عن يحيى بن الجَزَّار،، عن عائشة:

1709 -

أخبرنا أحمد بنُ سليمان قال: حدَّثنا حُسين، عن زائدة، عن سليمان، عن عُمارة بن عُمير، عن يحيى بن الجَزَّار

عن عائشة قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي من اللَّيل تسعًا، فلمَّا أَسَنَّ وثَقُلَ صلَّى سبعًا

(1)

.

‌40 - باب ذكر الاختلاف على الزُّهْريِّ في حديث أبي أيوب في الوتر

1710 -

أخبرنا عَمرو بن عثمان قال: حدَّثنا بقيَّة قال: حدَّثني ضُبارة بن أبي السُّلَيك

(2)

، قال: حدَّثني دُوَيد بن نافع قال: أخبرني ابن شهاب قال: حدَّثني عطاء بن يزيد

عن أبي أيوب، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"الوِتْرُ حَقٌّ، فَمَنْ شَاءَ أوتَرَ بسَبع، ومَنْ شاءَ أوتَرَ بخَمس، ومَنْ شاءَ أَوتَرَ بِثَلاث، ومَنْ شاءَ أوتَرَ بواحدة"

(3)

.

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات غير يحيى بن الجَزَّار؛ فصدوق، حُسين: هو ابن عليّ الجُعْفيّ، وزائدة: هو ابن قُدامة، وسليمان: هو الأعمش، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (1350).

وأخرجه أحمد (24042) عن محمد بن فُضيل، و (25889) عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، كلاهما (ابن فضيل والثوري) عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وتنظر الأحاديث الآتية بالأرقام (1719)

(1722) في صلاته صلى الله عليه وسلم من اللَّيل بتسع، وينظر الحديث المطوَّل السالف برقم (1601) على خطأ فيه نبَّه عليه المصنِّف. وينظر "علل" الدارقطني 14/ 353.

(2)

في (ر) و (م): السَّليل، وهو قول فيه.

(3)

حديث صحيح، وقد رجَّح المصنِّف وقفه في "السنن الكبرى" عقب الحديث (1406)، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ضُبارة بن أبي السُّلَيك، ودُوَيد بن نافع روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: شيخ. وقال ابن حبان: مستقيم الحديث إذا كان دونه ثقة. وقد تُوبع. وبقية: هو ابن الوليد، والزُّهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (442). =

ص: 379

1711 -

أخبرنا العبَّاس بن الوليد بن مَزْيَد قال: أخبرني أبي قال: حدَّثنا الأوزاعيُّ قال: حدَّثني الزُّهريُّ قال: حدَّثني عطاء بن يزيد

عن أبي أيوب، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الوِتْرُ حَقٌّ، فَمَنْ شاءَ أَوتَرَ بخَمس، ومَنْ شاءَ أوتَرَ بِثَلاث، ومَنْ شاءَ أوتَرَ بواحدة"

(1)

(2)

.

1712 -

أخبرنا الرَّبيع بن سليمان بن داود قال: حدَّثنا عبد الله بن يوسف قال: حدَّثنا الهيثم بن حُمَيد قال: حدَّثني أبو مُعَيد، عن الزُّهريِّ قال: حدَّثني عطاء بن يزيد

أنَّه سمِعَ أبا أيوب الأنصاريَّ يقول: الوِتْرُ حَقٌّ، فَمَنْ أَحبَّ أن يُوتِرَ بخَمْس رَكَعات فليفعَلْ، ومَنْ أَحبَّ أن يُوتِرَ بثَلاثٍ فليفعل، ومَنْ أَحبَّ أن يُوتِرَ بواحدة فليفعَلْ

(3)

.

وأخرجه أحمد (23545) من طريق سفيان بن حسين، وأبو داود (1422) من طريق بكر بن وائل، وابن حبان (2407) و (2411) من طريق يونس بن يزيد، ثلاثتهم عن الزهري، بهذا الإسناد. وزاد ابن حبان في آخره:"ومن شقَّ عليه ذلك فليومئ إيماءً".

وسيرد في الرواية التالية من طريق الأوزاعي، عن الزهري، به.

وسيرد في الرواية (1712) من طريق أبي مُعَيد، وفي الرواية (1713) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن الزهري، به موقوفًا.

وينظر الاختلاف فيه على الزهري في رفعه ووقفه في "العلل" للدارقطني 6/ 98 - 99.

(1)

وقع هذا الحديث في (م) عقب الحديث (1712).

(2)

إسناده صحيح، الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1405).

وأخرجه ابن ماجه (1190) من طريق الفريابي، وابن حبان (2410) من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.

وسلف في الذي قبله.

(3)

صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي مُعَيد - واسمه حفص بن غيلان - فهو صدوق، وقد تُوبع في الرواية التالية. وهو في "السنن الكبرى" برقم (443).

ص: 380

1713 -

قال

(1)

الحارث بن مسكين - قراءةً عليه وأنا أسمع - عن سفيان، عن الزُّهريِّ، عن عطاء بن يزيد

عن أبي أيوب قال: مَنْ شاء أوتَرَ بسَبع، ومَنْ شَاءَ أَوتَرَ بِخَمس، ومَنْ شاءَ أوتَرَ بثَلاث

(2)

، ومَنْ شاء

(3)

أومأ إيماءً

(4)

.

‌41 - باب كيف الوتر بخمس وذِكْر الاختلاف على الحَكَم في حديث الوتر

1714 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا جَرير، عن منصور، عن الحَكَم، عن مِقْسَم

عن أمِّ سلمة قالت: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِخَمْسٍ وبَسَبْعٍ، لا يفصِلُ بينها

(5)

بسلامٍ ولا بكلام

(6)

.

(1)

في (ر) و (م) وهامشي (ك) و (هـ): أخبرنا، وهو من تصرفات النُّسَّاخ.

(2)

بعدها في (هـ) وحدها زيادة: ومن شاء أوتر بواحدة.

(3)

في هامشي (ك) و (هـ): غلب.

(4)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1406).

وسلف في الرواية السابقة من طريق أبي مُعَيد، عن الزهري، به.

وسلف في الروايتين (1710) و (1711) من طريقين عن الزهري، به مرفوعًا.

(5)

المثبت من (ك) و (م) وهامش (ر)، وفي (ر) و (ق) و (هـ) ونسخة في هامش (ك): بينهما، ونسخة أخرى بهامش (ك): بينهن.

(6)

إسناده ضعيف لانقطاعه، مِقْسَم - وهو ابن بُجْرة، ويُقال: نَجْدة، مولى عبد الله بن الحارث، أو مولى ابن عباس - لم يسمع من أمِّ سلمة، وقد اختُلِفَ في إسناده على الحكم - وهو ابن عُتيبة - كما سيأتي:

فرواه جرير - وهو ابن عبد الحميد الضبِّي - هنا وفي "السنن الكبرى"(1407)، وفي "مسند" أحمد (26486) - وسفيان الثوري - من رواية عبد الرزاق عنه كما في "المسند"(26641)، ومن رواية يحيى بن آدم عنه كما في "المسند"(26725)، و "السنن الكبرى"(432) - وزهير بن معاوية - فيما أخرجه ابن ماجه (1292) - ثلاثتهم عن منصور - وهو ابن المعتمر - عن الحكم، عن مقسم، عن أم سلمة مرفوعًا. =

ص: 381

1715 -

أخبرنا القاسم بن زكريَّا بن دينار قال: حدَّثنا عُبيد الله، عن إسرائيل، عن منصور، عن الحَكَم، عن مِقْسَم، عن ابن عبَّاس

عن أمِّ سلمة قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بسبعٍ أو بخمسٍ

(1)

لا يفصل بينهنَّ بتسليم

(2)

.

1716 -

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يزيد قال: حدَّثنا سفيان بن الحسين، عن الحكم، عن مِقْسَم قال:

الوترُ سَبعٌ، فلا أقلَّ

(3)

من خَمس. فذكرتُ ذلك لإبراهيم، فقال: عمَّن ذَكَره؟ قلتُ: لا أدري. قال الحكم: فحجَجْتُ، فَلَقِيتُ مِقْسَمًا، فقلت له:

= ورواه إسرائيل - كما في الرواية التالية - وسفيان الثوري - في رواية يزيد بن مخلد - عنه كما في "السنن الكبرى"(433)، كلاهما عن منصور، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، عن أم سلمة مرفوعًا.

ورواه شعبة - فيما أخرجه أحمد (25616) و (26848)، والمصنِّف في "الكبرى"(431) و (1410) - عن الحكم، عن مقسم، عن الثقة، عن عائشة وميمونة مرفوعًا. وتكررت كلمة "الثقة" في الموضع الثاني من "المسند".

ورواه سفيان بن حسين - كما في الرواية (1716) - عن الحكم بمثل إسناد شعبة، إلا أنه جعله موقوفًا.

قال الدارقطني في "العلل" 9/ 205 بعد أن ذكر الاختلاف: والمرسل عنهما أصح.

وقال أبو حاتم الرازي فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 159: هذا حديث منكر.

قال السِّندي: قوله: "بسلام ولا بكلام" أي: ولا بقعود.

(1)

في (ر): أو خمس، وفي هامش (ك): وبخمس.

(2)

إسناده ضعيف، والصحيح في هذا الإسناد ليس فيه ابن عباس كما ذكر الدارقطني في "العلل" 9/ 205، ومِقْسَم - وهو ابن بُجْرة - لم يسمع من أم سلمة. وقد اختُلِفَ في هذا الإسناد على الحكم، وقد بيَّنَّا ذلك في الرواية السابقة. عبيد الله: هو ابن موسى العبسي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. وهو في "السنن الكبرى"(1408).

(3)

في (م) وهامش (ك): بسبع ولا أقل، وفي (ر): بسبع فلا أقلَّ.

ص: 382

عمَّن؟ قال: عن الثِّقة، عن عائشة،، وعن ميمونة

(1)

.

1717 -

أخبرنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا عبد الرَّحمن، عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه

عن عائشة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُوتِرُ بخمسٍ، ولا يجلِسُ إِلَّا في آخِرِهِنَّ

(2)

.

‌42 - باب كيف الوتر بسبع

1718 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا خالد، قال: حدَّثنا شعبة، عن قَتادة، عن زُرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام

عن عائشة قالت: لمَّا أَسَنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأخذَ اللَّحم صلَّى سَبْعَ رَكَعَاتٍ لا يَقعُدُ إِلَّا في آخِرِهِنَّ، وصلَّى رَكعتين وهو قاعدٌ بعد ما يُسلِّم، فتِلكَ تِسعٌ

(3)

يا بُنيَّ، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى صلاةً أحبَّ أن يُداوِمَ

(1)

إسناده ضعيف لإبهام الراوي الذي روى عنه مِقْسَم: وهو ابن بُجْرة. وقد ذكرنا الاختلاف في إسناده على الحكم عند الرواية (1714)، ويزيد: هو ابن هارون. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1409).

(2)

إسناده صحيح، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وعروة والد هشام: هو ابن الزبير.

وهو في "السنن الكبرى" برقمي (434) و (1411).

وأخرجه - مطولًا - أحمد (24239) و (24357) و (24921) و (25286) و (25702) و (25781) و (25936) و (25358)، ومسلم (737):(123)، وأبو داود (1338)، والترمذي (459)، وابن حبان (2439) و (2440) من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.

وأخرجه - مطولًا - أحمد (26358)، وأبو داود (1359) من طريق محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، به.

(3)

بعدها في (م) زيادة: ركعات.

ص: 383

عليها

(1)

. مختصر.

خالفَه هشام الدَّستُوائيُّ:

1719 -

أخبرنا زكريَّا بن يحيى قال: حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم قال

(2)

: حدَّثنا معاذ بن هشام قال: حدَّثني أبي، عن قَتادةَ، عن زُرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام

عن عائشة قالت: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أوترَ بتِسعِ رَكَعَاتٍ

(3)

لم يَقعُدْ إلَّا في الثَّامنة، فيحمَدُ الله ويذكُرُه ويدعو، ثُمَّ ينهَضُ ولا يُسلِّم، ثُمَّ يصلِّي التَّاسعة، فيجلِسُ فيذكُرُ الله عز وجل ويدعو، ثُمَّ يُسلِّمُ تسليمةً يُسْمِعُنا، ثُمَّ يُصلِّي ركعتين وهو جالس، فلمَّا كَبِرَ وضَعُفَ أوترَ بسَبع رَكَعَاتٍ لا يَقعُدُ إِلَّا في السَّادسة، ثُمَّ ينهَضُ ولا يُسلِّم، فيُصلِّي السَّابعة، ثُمَّ يُسلِّمُ تسليمةً، ثُمَّ يُصلِّي رَكعتين وهو جالس

(4)

.

(1)

إسناده صحيح،، خالد: هو ابن الحارث بن عُبيد بن سُليم الهُجَيمي، وشعبة: هو ابن الحجاج العتَكي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1412) مختصر، وفيه: سعيد، بدل: شعبة.

وأخرج بعضًا منه - ضمن حديث طويل - مسلم (746): (141)، وابن حبان (2642) من طريق عيسى بن يونس، عن شعبة، بهذا الإسناد، ولفظه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملًا أثبته.

وسيرد مطولًا برقم (1721) من طريق معمر، عن قَتادةَ، به.

وسلف مطولًا برقم (1601) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قَتادةَ، به.

(2)

تحرف في (م) و (ق) إلى: أخبرنا زكريا بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم قالا، وفوقها في (م): حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم قال (نسخة)، ونُبِّه عليه في هامش (ك).

(3)

كلمة "ركعات" ليست في (ر).

(4)

حديث صحيح على خطأٍ في ذكر القعود بعد السادسة، فقد تفرَّد به معاذ بن هشام - وهو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي - عن أبيه، والصحيح أنَّ القعود كان بعد السابعة كما سلف في الرواية السابقة، وكما سيأتي في الرواية (1721)، وقد تُوبع في بقية متن الحديث. وهو في =

ص: 384

‌43 - باب كيف الوتر بتسع

1720 -

أخبرنا هارون بن إسحاق، عن عَبْدة، عن سعيد، عن قَتادةَ، عن زُرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام

أنَّ عائشة قالت: كُنَّا نُعِدُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم سِواكَه وطَهورَه، فيَبعَثُه اللهُ عز وجل لِما شاءَ أن يَبعثَه من اللَّيل، فيَستاكُ، ويتوضَّأُ، ويُصلِّي تِسْعَ رَكَعَاتٍ لا يجلِسُ فيهنَّ

(1)

إِلَّا عند الثَّامنة، ويحمَدُ الله، ويُصلِّي على نبيِّه صلى الله عليه وسلم، ويدعو بينهنَّ، ولا يُسلِّم، ثُمَّ يُصلِّي التَّاسعةَ ويَقعُدُ. وذكر كلمةً نحوها. ويحمدُ الله، ويُصلِّي على نبيِّه صلى الله عليه وسلم، ويدعو، ثُمَّ يُسلِّمُ تسليمًا يُسْمِعُنا، ثُمَّ يُصلِّي رَكعتينِ وهو قاعد

(2)

.

1721 -

أخبرنا زكريَّا بن يحيى قال: حدَّثنا إسحاق قال: أخبرنا عبد الرَّزَّاق قال: حدَّثنا مَعْمَر، عن قَتادةَ، عن زُرارة بن أوفى، أنَّ سعد بن هشام بن عامر لمَّا أَنْ قَدِمَ علينا أخبرنا، أنَّه أتى ابنَ عبَّاس، فسأَله عن وِتْرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:

= "السنن الكبرى"(1413).

وأخرجه ابن حبان (2442) عن زكريا بن يحيى، عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (746): (139) عن محمد بن المثنى، عن معاذ بن هشام، به، ولم يسُق لفظه.

وأخرجه - مختصرًا جدًّا - أحمد (26185) عن أزهر بن قاسم، عن هشام، به.

وسلف مطولًا برقم (1600).

وتُنظر الروايات الخمس الآتية.

(1)

في (ر) وهامش (ك): بينهن.

(2)

إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عَروبة، وقد اختلط، لكنَّ سماع عبدة - وهو ابن سليمان - منه قبل اختلاطه، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.

وسلف برقم (1315)، ومطولًا برقم (1601) من طريق يحيى بن سعيد، عن سعيد، به.

وفيهما ذكر التسليم بعد الثامنة. وينظر ما بعده.

ص: 385

ألا أدلُّكَ - أو ألا أُنبِّئك - بأعلَمِ أهلِ الأرض بوترِ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلتُ: مَنْ؟ قال: عائشة. فأتيناها، فسلَّمنا عليها، ودخلنا فسألناها، فقلتُ: أنبئيني عن وترِ رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: كُنَّا نُعِدُّ له سِواكَه وطَهورَه، فيَبعثُه اللهُ عز وجل لِما

(1)

شاءَ أن يَبعثَه من اللَّيل، فيتَسوَّكُ، ويَتوضَّأُ، ثُمَّ يُصلِّي تِسْعَ رَكَعَاتٍ لا يَقعُدُ فيهِنَّ إِلَّا في الثَّامنة، فيحمَدُ الله ويذكُرُه ويدعو، ثُمَّ ينهَضُ ولا يُسلِّم، فيُصَلِّي

(2)

التَّاسعة، فيجلِس، فيحمَدُ الله ويذكرُه ويدعو، ثُمَّ يُسلِّمُ تسليمًا يُسْمِعُنا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكعتين وهو جالسٌ، فتِلكَ إحدى عشرة ركعةً يا بُنيَّ، فلمَّا أَسَنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأخذَ اللَّحم أوترَ بسبعٍ، ثُمَّ يُصلِّي

(3)

رَكعتَينِ وهو جالسٌ بعد ما يُسلِّم، فتِلْكَ تِسْعٌ

(4)

أي بُنيَّ، وكانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى صلاةً أحبَّ أن يُداوِمَ عليها

(5)

.

1722 -

أخبرنا زكريَّا بن يحيى قال: حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الرَّزَّاق، قال: حدَّثنا مَعْمَر، عن قَتادةَ، عن الحسن قال: أخبرني سعد بن هشام

عن عائشة، أنَّه سَمِعَها تقول: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُوتِرُ بتِسعِ رَكَعات، ثُمَّ يُصلِّي رَكْعَتين وهو جالس، فلمَّا ضَعُفَ أوترَ بسَبعِ رَكَعات، ثُمَّ

(1)

في (هـ) وهامش (ك): ما.

(2)

في (ك): ثم يصلي.

(3)

في (ر) و (م): صلى.

(4)

في (ك) و (هـ) والمطبوع: تسعًا، وهو صحيح أيضًا.

(5)

إسناده صحيح، معمر: هو ابن راشد البصري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (448).

وهو في "مصنَّف عبد الرزاق"(4714) بسياق أتم، ومن طريقه أخرجه أحمد (25347)، ومسلم (746):(139).

وسلف مطولًا برقم (1601).

وينظر ما قبله وما بعده.

ص: 386

صلَّى رَكعتَينِ وهو جالس

(1)

.

1723 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا حجَّاج قال: حدَّثنا حمَّاد، عن قَتادة، عن الحسن، عن سعد بن هشام

عن عائشة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يُوتِرُ بتِسعٍ، ويركَعُ رَكَعَتينِ وهو جالس

(2)

.

1724 -

أخبرنا محمد بن عبد الله الخَلَنْجيُّ قال: حدَّثنا أبو سعيد - يعني مولى بني هاشم

(3)

- قال: حدَّثنا حُصين بن نافع قال: حدَّثنا الحسن، عن سعد بن هشام

أَنَّه وفَدَ على أمِّ المؤمنين عائشة، فسألَها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم،

(1)

إسناده صحيح، معمر: هو ابن راشد البصري، وقَتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي، والحسن: هو ابن يسار البصري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (449).

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(4713)، وأخرجه عنه أحمد (25346).

وسلف بنحوه مطولًا برقم (1651) من طريق هشام بن حسان، عن الحسن، بهذا الإسناد.

وينظر ما قبله وما بعده.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلِفَ فيه على حماد - وهو ابن سلمة - كما سيأتي:

فأخرجه المصنف هنا وفي "السنن الكبرى"(1414) من طريق حجاج: وهو ابن المنهال، وأحمد (25900) عن أبي كامل مظفَّر بن مدرك وعفان بن مسلم، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه المصنِّف في "الكبرى"(1415) من طريق حجاج، وأحمد (25901) عن أبي كامل وعفان، ثلاثتهم عن حماد، عن حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني، عن سعد بن هشام، به. ولم يُتابع حماد على هذه الطريق.

وأخرجه المصنِّف في "الكبرى"(1419) من طريق عبيد الله بن محمد، عن حماد، عن أبي حُرَّة واصل بن عبد الرحمن، عن الحسن، به. ولم يُتابَع حماد - أيضًا - على هذه الطريق.

وسلف مطولًا برقم (1651). وينظر ما قبله وما بعده.

(3)

تحرف في (ر) إلى: هشام.

ص: 387

فقالت: كانَ يُصلِّي من اللَّيل ثمانيَ

(1)

رَكَعَاتٍ ويُوتِرُ بالتَّاسعة، ويُصلِّي رَكعتَينِ وهو جالس

(2)

. مختصر.

1725 -

أخبرنا هنَّاد بن السَّرِي، عن أبي الأحْوَص، عن الأعمش، أُراه عن إبراهيم، عن الأسود

عن عائشة قالت: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي من اللَّيل تِسْعَ رَكَعَاتٍ

(3)

.

‌44 - باب كيف الوتر بإحدى عشرة ركعةً

1726 -

أخبرنا إسحاق بن منصور قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن قال: حدَّثنا مالك، عن الزُّهري، عن عروة

(1)

المثبت من (ر) وهامش (ك) ونسخة في (م)، وفي باقي النسخ: ثمان.

(2)

حديث صحيح وهذا إسناد حسن، محمد بن عبد الله الخَلَنْجي - وهو ابن بكر بن سليمان - صدوق، وقد توبع. وحُصين بن نافع قال فيه أحمد: صالح الحديث. وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: ثقة. وقال الحافظ في "تقريبه": لا بأس به. وقد تُوبعَ أيضًا. أبو سعيد مولى بني هاشم: اسمه عبد الرحمن بن عبد الله.

وأخرجه - مطولًا - أحمد (24658) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، بهذا الإسناد.

وأخرجه المصنف في "الكبرى"(422) من طريق هشام بن عبد الملك، عن الحسن، به.

وسلف مطولًا برقم (1651). وينظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح، أبو الأحوص: هو سلَّام بن سُليم، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، والأسود: هو ابن يزيد النَّخَعي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (426) و (1352).

وأخرجه الترمذي (443)، وابن ماجه (1360) وابن حبان (2615) من طريق هنَّاد بن السَّري، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث عائشة حسن صحيح، غريب من هذا الوجه.

وأخرجه أحمد (26159)، والترمذي (444)، والمصنِّف في "الكبرى"(1351) و (1355) و (1416) و (1430) من طريقين عن الأعمش، به.

وأخرجه المصنِّف في "الكبرى"(429) و (1356) و (1417) من طريق مسروق، عن عائشة، به.

وتنظر الأحاديث السابقة.

ص: 388

عن عائشة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصلِّي من اللَّيل إحدى عشرة ركعةً، ويُوتِرُ منها بواحدة، ثُمَّ يضطَجِعُ على شِقِّه الأيمن

(1)

.

‌45 - باب الوتر بثلاث عشرة ركعةً

1727 -

أخبرنا أحمد بن حرب قال: حدَّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مُرَّة، عن يحيى بن الجزَّار

عن أمِّ سلمة قالت: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بثلاثَ عشرةَ ركعةً، فلمَّا كَبِرَ وضَعُفَ أوترَ بتِسع

(2)

.

‌46 - باب القراءة في الوتر

1728 -

أخبرنا إبراهيم بن يعقوب قال: حدَّثنا أبو النُّعمان قال: حدَّثنا حمَّاد بن سلمة، عن عاصم الأحول، عن أبي مِجْلَز

أنَّ أبا موسى كان بين مكَّةَ والمدينة، فصلَّى العِشاءَ رَكْعَتَين، ثُمَّ قامَ فصلَّى ركعةً أَوْتَر بها، فقرأ فيها بمئة آيةٍ من "النِّساء" ثُمَّ قال: ما أَلَوْتُ أن أضعَ قدميَّ حيثُ وضعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قدَمَيه

(3)

، وأن أقرأَ بما قرأ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

(4)

.

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (1696) سندًا ومتنًا، وذكرنا هناك أنَّ ذِكْرَ الاضطجاع بعد الوتر شاذٌّ تفرَّد به مالكٌ من بين أصحاب الزُّهري، فقد ذكروا أنَّ الاضطجاع بعد ركعتَي الفجر.

(2)

حديث صحيح لغيره دون قوله: فلما كبر وضعف أوتر بتسع، فالصواب فيه: أوتر بسبع، وهو مكرر الحديث رقم (1708) سندًا ومتنًا.

(3)

في (ر) و (ك): قدمه.

(4)

رجاله ثقات، غير أنَّ في سماع أبي مِجْلَز - وهو لاحق بن حُميد - من أبي موسى نظرًا، وقد عُهِدَ من أبي مِجْلَز الإرسالُ عمَّن لم يلْقَه. أبو النعمان: هو محمد بن الفضل السَّدوسي الملقَّب بِعارِم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1428). =

ص: 389

‌47 - باب نوع آخر من القراءة في الوتر

1729 -

أخبرنا محمد بن الحسين بن إبراهيم بن إشكاب النَّسائيُّ قال: أخبرنا محمد بن أبي عُبيدة قال: حدَّثنا أبي، عن الأعمش، عن طلحة، عن ذَرٍّ، عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى، عن أبيه

عن أُبيِّ بن كعب قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقرأُ في الوتر بـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فإذا سلَّمَ قال: "سُبحانَ الملِك القُدُّوس" ثلاثَ مرَّات

(1)

.

1730 -

أخبرنا يحيى بن موسى قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن بن عبد الله بن سعد قال: حدَّثنا أبو جعفر الرَّازيُّ، عن الأعمش، عن زُبَيد وطلحة، عن ذَرٍّ، عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى، عن أبيه

= وأخرجه أحمد (19760) من طريق ثابت بن يزيد الأحول، عن عاصم الأحول، بهذا الإسناد.

وللوتر بركعة واحدة شواهد منها حديث ابن عمر السالف برقم (1692)، وحديث عائشة برقم (1696).

قال السِّندي: قوله: "ما أَلَوْتُ" أي: ما قَصَّرتُ في أن أضع قدميَّ.

(1)

إسناده صحيح، أبو عبيدة والد محمد: هو عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن المسعودي، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وطلحة: هو ابن مُصَرِّف اليامي، وذرّ: هو ابن عبد الله المُرْهِبي.

وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1433) و (10497).

وأخرجه أبو داود (1430)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "مسند" أبيه (21142)، وابن حبان (2450) من طرق عن محمد بن أبي عبيدة، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود مختصرة على آخره.

وسيرد - مختصرًا - في الرواية التالية من طريق أبي جعفر الرازي، عن الأعمش، عن طلحة وزبيد، به. وبرقم (1731) من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن ذر، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى - ولم يسمِّه - به. وينظر ما سلف برقم (1699).

ص: 390

عن أُبيِّ بن كعب قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}

(1)

.

خالفهما حُصَين، فرواه عن ذَرٍّ، عن ابن عبد الرَّحمن بن أبزى، عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

1731 -

أخبرنا الحسن بن قَزَعة، عن حُصَين بن نُمَير، عن حُصَين بن عبد الرّحمن، عن ذَرً، عن ابن أبزى

(2)

عن أبيه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأُ في الوتر بـ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}

(3)

.

‌48 - باب ذكر الاختلاف على شُعبة فيه

1732 -

أخبرنا عَمرو بن يزيد قال: حدَّثنا بهز بن أسد قال: حدَّثنا شعبة، عن سَلَمة وزُبَيد، عن ذَرٍّ، عن ابن عبد الرَّحمن بن أبزى

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي جعفر الرازي - واسمه عيسى بن عبد الله بن ماهان - وقد تُوبع كما في الرواية السابقة.

وأخرجه أبو داود (1423)، وابن ماجه (1171)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "مسند" أبيه (21141)، وابن حبان (2436) من طريق أبي حفص الأبار، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وليس في رواية أبي داود: ذر بن عبد الله.

وأخرجه أبو داود (1423) من طريق محمد بن أنس، عن الأعمش، عن زبيد وطلحة، عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى، به. لم يذكر ذرًّا في الإسناد.

وأخرجه عبد الله بن أحمد (21143) من طريق جرير بن حازم، عن زبيد وحده، به.

(2)

في (هـ) والمطبوع: عن ابن عبد الرَّحمن بن أبزى.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل الحسن بن قزعة، ومن أجل حُصين بن نُمير، وقد سمع من حصين بن عبد الرَّحمن -وهو السَّلمي- قبل اختلاطه، وابن أبزى: هو سعيد بن عبد الرَّحمن، كما جاء مُصرَّحًا به في الروايتين السابقتين وغيرهما. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1434).

ص: 391

عن أبيه، أنَّ رسول الله كان يُوتِرُ بـ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} . وكان يقول إذا سلَّم: "سُبحانَ المَلِك القُدُّوس"، ثلاثًا، ويرفع صوته بالثَّالثة

(1)

.

1733 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا خالد قال: حدَّثنا شعبة قال: سَلَمة، وزُبيد عن ذَرٍّ، عن ابن عبد الرَّحمن بن أبزى

عن عبد الرَّحمن، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر بـ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} . ثُمَّ يقول إذا سلَّم: "سُبحانَ المَلِك القُدُّوس" ويرفَعُ بـ "سُبحانَ المَلِك القُدُّوس" صوته بالثَّالثة

(2)

.

رواه منصور، عن سلمة بن كهيل، ولم يذكر ذَرًّا:

1734 -

أخبرنا محمد بن قدامة، عن جرير عن منصور، عن سَلَمة بن كُهَيل، عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى

(1)

إسناده صحيح، سلمة: هو ابن كهيل، وزُبيد: هو ابن الحارث اليامي، وذر: هو ابن عبد الله المُرْهِبي، وابن عبد الرَّحمن بن أبزى: هو سعيد، كما جاء مُصرَّحًا به في الروايات (1729) و (1730) و (1734) و (1735) وغيرها. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1439) و (10505).

وأخرجه - بطرفه الثاني - المصنف في "الكبرى"(10498) من طريق عطاء، عن ذر، به.

وأخرجه أحمد (15354) و (15358) و (15360) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وفي الرواية (15360) لم يذكر زبيدًا.

وسيرد في الرواية التالية من طريق خالد، عن شعبة، به. وفي الرواية (1753) من طريق جرير بن حازم، عن زبيد وحده، به. وفي الرواية (1735) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، وفي الرواية (1736) من طريق محمد بن جحادة، كلاهما عن زبيد، عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى، به. لم يذكرا ذرًّا في الإسناد.

وينظر ما سلف برقم (1699).

(2)

إسناده صحيح كسابقه، خالد: هو ابن الحارث الهُجَيمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (10506).

ص: 392

عن أبيه قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وكان إذا سلَّم وفرغ قال:"سُبحانَ المَلِك القُدُّوس" ثلاثًا، طوَّلَ في الثَّالثة

(1)

.

ورواه عبد الملك بن أبي سليمان، عن زُبَيد، ولم يذكر ذَرًّا:

1735 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدَّثنا محمد بن عُبيد قال: حدَّثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن زُبيد، عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى

عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}

(2)

.

ورواه محمد بن جُحادة، عن زبيد، ولم يذكر ذَرًّا:

1736 -

أخبرنا عمران بن موسى قال: حدَّثنا عبد الوارث قال: حدَّثنا محمد بن جُحادة، عن زُبَيد، عن ابن أبزى

عن أبيه قال: كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فإذا فرغ من الصَّلاة قال:

(1)

إسناده صحيح، جرير: هو ابن عبد الحميد الضبِّي، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (10507).

وسلف في الروايتين السابقتين من طريق شعبة، عن سلمة وزبيد، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى، به. أدخل ذرًّا في الإسناد بين سلمة وزبيد وبين سعيد بن عبد الرَّحمن.

(2)

إسناده صحيح، محمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1437).

وسيرد - مطولًا - برقم (1751) عن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عبيد، عن عبد الملك ابن أبي سليمان مقرونًا بسفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وينظر ما قبله.

ص: 393

"سُبحانَ المَلِكِ القُدُّوس" ثلاثَ مَرَّات

(1)

.

‌49 - ذِكر الاختلاف على مالك بن مِغْوَل فيه

1737 -

أخبرنا أحمد بن محمد بن عُبيد الله قال: حدَّثنا شُعيب بن حرب، عن مالك، عن زُبيد، عن ابن أبزى

عن أبيه قال: كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر بـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}

(2)

.

1738 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدَّثنا يحيى بن آدم قال: حدَّثنا مالك، عن زُبَيد، عن ذَرٍّ، عن ابن أبزى، مرسل

(3)

.

وقد رواه عطاء بن السَّائب، عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى، عن أبيه:

1739 -

أخبرنا عبد الله بن الصَّبَّاح قال: حدَّثنا الحسن بن حبيب، قال: حدَّثنا رَوْح ابن القاسم، عن عطاء بن السَّائب، عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى

عن أبيه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر بـ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}

(1)

إسناده صحيح كسابقه، عبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1438) و (10501).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن اختُلِفَ فيه على مالك بن مِغْوَل:

فرواه شعيب بن حرب هنا عن مالك بن مِغْوَل، عن زُبيد - وهو ابن الحارث اليامي - عن ابن أبزى - وهو سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى - عن أبيه مرفوعًا.

ورواه يحيى بن آدم - كما في الرواية التالية - عن مالك بن مِغْوَل، عن زُبيد، عن ذر - وهو ابن عبد الله المُرْهِبي - عن ابن أبزى، مرسلًا.

وسلف بأسانيد صحيحة في الروايات الخمس السابقة.

وينظر ما سلف برقم (1699).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، وسلف الكلام عليه في الرواية السابقة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (10500).

ص: 394

و: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}

(1)

.

‌50 - باب ذِكْر الاختلاف على شعبة عن قتادة

(2)

في هذا الحديث

1740 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا أبو داود قال: حدَّثنا شعبة، عن قَتادة قال: سمعتُ عَزْرَة يُحدِّث عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى

عن أبيه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُوتِرُ بـ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فإذا فرَغَ قال: "سُبحانَ المَلِك القُدُّوس" ثلاثًا

(3)

.

1741 -

أخبرنا إسحاق

(4)

بن منصور قال: حدَّثنا أبو داود قال: حدَّثنا شعبة، عن قَتادة، سمعتُ

(5)

زُرارة

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عطاء بن السَّائب اختلط، ورواية روح بن القاسم عنه بعد اختلاطه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1435).

وتنظر الروايات السابقة والآتية.

(2)

قوله: "عن قتادة" ليس في (ر).

(3)

إسناده صحيح، أبو داود: هو الطيالسي، وقَتادة: هو ابن دعامة السَّدوسي، وعَزْرة: هو ابن عبد الرَّحمن الخزاعي وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1450) و (10511).

وأخرجه أحمد (15357) عن أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد - أيضًا - (15359) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، به.

وأخرجه أحمد (15355) من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، به.

وسيرد في الروايتين التاليتين من طريقين عن شعبة، عن قتادة عن زرارة عن عبد الرَّحمن ابن أبزى به.

وسيرد برقم (1754) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به.

وينظر ما سلف برقم (1699).

(4)

تحرف في (ر) إلى: يحيى.

(5)

في (ك) و (هـ): عن، وبهامش (ك) ما أثبت.

ص: 395

عن عبد الرَّحمن بن أبزى، عن

(1)

رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يوتر بـ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فإذا فرَغَ

(2)

قال: "سُبحانَ المَلِك القُدُّوس" ثلاثَ مَرَّاتٍ، ويمدُّ

(3)

في الثَّالثة

(4)

.

1742 -

أخبرنا محمد بن المثنَّى قال: حدَّثنا محمد قال: حدَّثنا شعبة قال: سمعتُ قَتادة يُحدِّث، عن زرارة

عن عبد الرَّحمن بن أبزى، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُوتِرُ بـ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}

(5)

.

خالَفهما شَبابة، فرواه عن شعبة، عن قَتادة عن زرارة بن أوفى، عن عِمران بن حُصَين:

1743 -

أخبرنا بشر بن خالد قال: حدَّثنا شَبَابة، عن شعبة، عن قَتادة، عن زُرارة بن أوفى

عن عمران بن حُصَين، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أوترَ بـ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}

(6)

.

(1)

في (م) وهامشي (ك) و (هـ): أن.

(2)

في (م) وهامش (ك): سلَّم، وفي هامش (م): فرغ. (نسخة).

(3)

في (ك) و (هـ): ثلاثًا ويمدُّ، وفي (م) وهامش (ك): ثلاث مرات ويمدُّها.

(4)

حديث صحيح، زُرارة - وهو ابن أو فى العامري - لم يذكروا له سماعًا من عبد الرَّحمن بن أبزى، لكنَّه مُتابع. أبو داود: هو الطيالسي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1451) و (10512).

وأخرجه أحمد (15356) عن أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد.

وأخرجه - مختصرًا - أحمد (15353) عن حجاج عن شعبة به. وتنظر الروايات السابقة.

(5)

حديث صحيح كسابقه. محمد: هو ابن جعفر غُنْدَر.

وأخرجه - مختصرًا - أحمد (15353) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

(6)

حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه شَبَابة - وهو ابن سَوَّار المدائني - فجعله من حديث عمران بن حُصين.

وسلف في الروايات السابقة من حديث عبد الرَّحمن بن أبزى.

ص: 396

قال أبو عبد الرَّحمن: لا أعلَمُ أحدًا تابعَ شَبَابة على هذا الحديث، خالفه يحيى بن سعيد:

1744 -

أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن قَتادة، عن زُرارة

عن عمران بن حصين قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظُّهر، فقرأَ رجلٌ بـ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} فلمَّا صلَّى قال: مَنْ قرأَ بـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ؟ " قال رجلٌ: أنا، قال: "قد علِمْتُ أنَّ بعضَهم

(1)

خالَجَنيها"

(2)

.

‌51 - باب الدُّعاء في الوتر

1745 -

أخبرنا قتيبة بن سعيد

(3)

قال: حدَّثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن بُرَيد، عن أبي الحَوْراء قال:

قال الحسن بن علي

(4)

: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلماتٍ أقولُهنَّ في الوتر في القنوت: "اللهمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وعافِني فيمَنْ عَافَيْتَ، وتولَّني فيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وبارِكْ لي فيما أعطَيْتَ، وَقِني شَرَّ ما قَضَيْتَ، إِنَّكَ

(5)

تقضي ولا يُقضى عليك، وإنَّه لا يَذِلُّ مَنْ والَيْتَ، تبارَكْتَ ربَّنا وتعالَيْتَ

(6)

"

(7)

.

(1)

في (م) وهوامش (ر) و (ك) و (هـ): بعضكم، وهي كذلك في مكرره (917).

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرَّر (917) سندًا ومتنًا.

(3)

قوله: "بن سعيد" من (م) و (ر).

(4)

قوله: "بن علي" من (م) و (ق).

(5)

في (م) وهامشي (ك) و (هـ): فإنك.

(6)

بعدها في (م) و (ر): وصلَّى الله على النبيِّ محمد، وعليها في (م) علامة نسخة.

(7)

إسناده صحيح، أبو الأحوص: هو سلَّام بن سُليم، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وبُرَيد: هو ابن أبي مريم السَّلولي، وأبو الحَوْراء: هو ربيعة بن شيبان السَّعدي. =

ص: 397

1746 -

أخبرنا محمد بن سَلَمة قال: حدَّثنا ابن وهب، عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن موسى بن عُقبة، عن عبد الله بن عليٍّ

عن الحسن بن عليٍّ قال: علَّمني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلماتِ في الوتر، قال: "قُل: اللهمَّ اهْدِني فيمَنْ هَدَيْتَ، وبارك لي فيما أعطَيْتَ، وتَوَلَّني فيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَقِني شَرَّ ما قضَيْتَ، فإِنَّكَ تقضي ولا يُقضى عليك، وإنَّه لا يَذِلُّ مَنْ والَيْت، تبارَكْتَ ربَّنا وتعالَيْتَ، وصلَّى الله على النبيِّ محمد

(1)

"

(2)

.

1747 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: حدَّثنا سليمان بن حَرْب وهشام ابن عبد الملك قالا: حدَّثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عمرو الفزاريِّ، عن

= وهو في "السنن الكبرى" برقم (1446).

وأخرجه أبو داود (1425)، والترمذي (464)، كلاهما عن قتيبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي الحَوْراء السَّعدي، ولا نعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا أحسن من هذا.

وأخرجه أبو داود (1425) عن أحمد بن جواس، عن أبي الأحوص، به.

وأخرجه أحمد (1721)، وأبو داود (1426)، وابن ماجه (1178) من طرق عن أبي إسحاق، به.

وأخرجه أحمد (1718) و (1723) و (1725) و (1727)، والترمذي (2518)، وابن حبان (722) و (945) من طرق عن بريد به وبعض الروايات بأطراف أخرى منه وفيها زيادة.

وسيرد في الرواية التالية من طريق عبد الله بن علي، عن الحسن، به.

(1)

بعدها في (ر) زيادة: وآله وسلم، وينظر الكلام عليها في "التلخيص الحبير" 1/ 248.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الله بن علي - وهو ابن الحسين بن علي بن أبي طالب - لم تثبت روايته عن الحسن بن علي فيما قاله الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" و "التلخيص الحبير". ابن وهب هو عبد الله المصري. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1447) و (8047).

وسلف في الرواية السابقة بإسناد صحيح.

ص: 398

عبد الرَّحمن بن الحارث بن هشام

عن عليِّ بن أبي طالب، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقولُ في آخر وِتْرِه: "اللهمَّ إِنِّي أَعوذُ بِرِضَاك من سخَطِكَ، وبمعافاتِكَ من عقوبَتِكَ، وأعوذُ بِكَ منكَ، لا أُحصي ثناءً عليكَ، أنتَ كما أثنيت على نفسِكَ

(1)

.

‌52 - باب ترك رفع اليدين في الدُّعاء في الوتر

1748 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا عبد الرّحمن، عن شعبة، عن ثابت

البناني عن أنس قال: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يرفَعُ يدَيه في شيءٍ من دعائه إلَّا في الاستسقاء. قال شعبة فقلتُ لثابت: أنتَ سَمِعْتَه

(2)

من أنس؟ قال: سُبحانَ الله! قلتُ: سَمِعْتَه من أنس؟ قال: سبحان الله

(3)

!

(1)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1448).

وأخرجه المصنِّف - أيضًا - في "الكبرى"(7705) عن إسحاق بن منصور، عن هشام بن عبد الملك وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (751) و (957)، وأبو داود (1427)، والترمذي (3566)، وابن ماجه (1179)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "مسند" أبيه (1295) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث علي، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث حماد بن سلمة.

وذكر الدارقطني في العلل" 4/ 14 أنَّ إبراهيم بن الحجاج رواه عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عبد الرَّحمن بن الحارث، عن علي. ثم قال: هو وهم.

قوله: "في آخر وتره" أي: بعد السَّلام. ينظر "عون المعبود" 4/ 213. وقال السِّندي: يحتمل أنَّه كان يقول في آخر القيام، فصار هو من القنوت كما هو مقتضى كلام المصنِّف. ويحتمل أنَّه كان يقول في قعود التشهُّد، وهو ظاهر اللفظ.

(2)

في (ك): سمعت، وفي هامشها: سمعته. (نسخة).

(3)

إسناده صحيح، عبد الرَّحمن: هو ابن مهدي، وثابت البناني: هو ابن أسلم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1440). =

ص: 399

‌53 - باب قَدْر السَّجدة بعد الوتر

1749 -

أخبرنا يوسف بن سعيد قال: حدَّثنا حجَّاج قال: حدَّثنا ليث قال: حدَّثني عُقَيل، عن ابن شهاب، عن عروة

عن عائشة قالت: كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلّي إحدى عشرة ركعةً فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى

(1)

الفجر باللَّيل سوى رَكْعَتي الفجر، ويسجدُ قَدْرَ ما يقرأُ أحدُكم خمسين آيةً

(2)

.

‌54 - باب التَّسبيح بعد الفراغ من الوتر وذكر الاختلاف على سفيان فيه

1750 -

أخبرنا أحمد بن حرب قال: حدَّثنا قاسم، عن سفيان، عن زُبيد، عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى

عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّه كان يُوتِرُ بـ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ويقول بعد ما يُسلِّم: "سُبحانَ المَلِك القُدُّوس" ثلاث مرّات، يرفَعُ بها صوتَه

(3)

.

= وسلف - بأطول منه - برقم (1513) من طريق قتادة، عن أنس، به.

(1)

بعدها في (ر) زيادة: صلاة.

(2)

إسناده صحيح، حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي، وليث: هو ابن سعد، وعُقيل: هو ابن خالد الأيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهري، وعروة: هو ابن الزبير. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1449).

وسلف بأطول منه برقم (685) من طريق ابن أبي ذئب ويونس بن يزيد وعمرو بن الحارث، عن الزهري، به.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير أحمد بن حرب - شيخ المصنِّف - فهو - صدوق، وقد اختُلِفَ فيه على سفيان - وهو الثوري - كما هو مُبيَّنٌ عند الرواية (1699)، ورجَّح المصنِّف عقب الرواية (1752) إدخال ذرّ بن عبد الله المُرْهِبي بين زُبَيد - وهو ابن الحارث اليامي - وبين سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى القاسم: هو ابن يزيد الجَرمي. =

ص: 400

1751 -

أخبرنا أحمد بن يحيى قال: حدَّثنا محمد بن عُبيد، عن سفيان الثَّوريِّ وعبد الملك بن أبي سليمان، عن زُبَيد، عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى

عن أبيه قال: كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ويقول بعد ما يُسلِّم "سُبحانَ المَلِك القُدُّوس" ثلاثَ مرَّات، يرفَعُ بها صوته

(1)

.

خالفَهما أبو نُعَيم، فرواه عن سفيان عن زُبَيد، عن ذَرٍّ، عن سعيد:

1752 -

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي نُعَيم، عن سفيان، عن زُبَيد عن ذَرٍّ، عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى:

عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فإذا أرادَ أن ينصرِفَ قال: "سُبحانَ المَلِك القُدُّوس" ثلاثًا، يرفَعُ بها صوتَه

(2)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: أبو نُعَيم أثبَتُ عِنْدَنا من محمد بن عُبيد، ومن قاسم بن يزيد، وأثبَتُ أصحابِ سُفيان عندَنا - والله أعلم - يحيى بن سعيد القطَّان، ثُمَّ عبد الله بن المبارك، ثُمَّ وكيع بن الجرَّاح، ثُمَّ

= وتنظر الروايتان الآتيتان. وينظر ما سلف برقم (1699).

(1)

حديث صحيح كسابقه، وهذا إسناد رجاله ثقات. وهو في "السنن الكبرى" برقم (10503).

وقد سلف - مختصرًا - برقم (1735) عن أحمد بن سليمان، عن محمد بن عبيد، عن عبد الملك بن أبي سليمان وحده، بهذا الإسناد. وينظر ما قبله وما بعده.

(2)

إسناده صحيح، أبو نعيم: هو الفضل بن دكين. وهو في "السنن الكبرى" برقم (10504).

وينظر ما سلف برقم (1699).

ص: 401

عبد الرَّحمن بن مهدي، ثُمَّ أبو نُعَيم، ثُمَّ الأسود، في هذا الحديث

(1)

.

ورواه جَرير بن حازم، عن زُبَيد، فقال: يمدُّ صوتَه في الثَّالثة ويرفعُ:

1753 -

أخبرنا حَرَميُّ بن يونس بن محمد قال: حدَّثنا أبي قال: حدَّثنا جَرير قال: سمعتُ زُبيدًا يُحدِّث عن ذَرٍّ، عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى

عن أبيه قال: كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وإذا سلَّمَ قال: "سُبحانَ المَلِك القُدُّوس" ثلاث مرَّاتٍ، يمدُّ صوتَه في الثَّالثة ويرفَعُ

(2)

(3)

.

1754 -

أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدَّثنا عبد العزيز بن عبد الصَّمد قال: حدَّثنا سعيد

(4)

. عن قَتادة، عن عَزْرة، عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى

عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانَ يُوتِرُ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فإذا فرَغَ قال: "سُبحانَ المَلِك القُدُّوس

(5)

.

(1)

في (م) وهامشي (ك) و (هـ): في حديث الوتر.

(2)

المثبت من (م) وهامش (ك)، وعليها في هامش (ك) علامة الصحة. وفي باقي النسخ: ثم يرفع.

(3)

حديث صحيح دون قوله: "ويرفع"، وهذا إسناد حسن من أجل حَرَمي بن يونس: واسمه إبراهيم بن يونس بن محمد البغدادي. جرير: هو ابن حازم وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1452) و (10499).

وتنظر الروايات الثلاث السابقة.

وينظر ما بعده.

وينظر ما سلف برقم (1699).

(4)

في نسخة في هامش (هـ): شعبة.

(5)

حديث صحيح، سعيد - وهو ابن أبي عروبة - اختلط، ورواية عبد العزيز بن عبد الصمد =

ص: 402

أرسلَه هشام:

1755 -

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي عامر، عن هشام، عن قَتادة، عن عَزْرة

عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزى، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوتِرُ، وساقَ الحديث

(1)

.

‌55 - باب إباحة الصَّلاة بين الوتر وبين رَكعتَي الفجر

1756 -

أخبرنا عُبيد الله بن فَضالة بن إبراهيم قال: حدَّثنا محمد - يعني ابن المبارك - الصُّوري قال: حدَّثنا معاوية - يعني ابنَ سلَّام - عن يحيى بن أبي كثير قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرَّحمن

أنَّه سأل عائشةَ عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من اللَّيل، فقالت: كانَ يُصلِّي ثلاثَ عشرةَ ركعةً؛ تِسْعَ رَكَعَاتٍ قائمًا يُوتِرُ فيها، ورَكْعتَينِ جالسًا، فإذا أرادَ أن يركَعَ قام فركع وسجدَ، ويفعَلُ ذلك بعد الوتر، فإذا سمِعَ نداءَ الصُّبح قامَ فركَعَ رَكْعَتَين خفيفتين

(2)

.

= عنه بأخَرة، لكن تابعه محمد بن بشر - كما سيأتي - وهو ممَّن روى عنه قبل اختلاطه، وسعيد ابن أبي عروبة مُتابَعٌ أيضًا، تابعه شعبة كما في الرواية (1740)، وهمام بن يحيى عند أحمد (15355). قتادة: هو ابن دعامة السَّدوسي، وعَزْرة: هو ابن عبد الرَّحمن. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (447) و (10509).

وأخرجه المصنف في "الكبرى"(10510) من طريق محمد بن بشر، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسنادٌ خالف فيه هشام - وهو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي - الرُّواةَ عن قتادة، فرَوَوه - كما سلف بيانُه في الرواية السابقة - عن قتادة، عن عَزْرة، عن سعيد ابن عبد الرَّحمن بن أبزى، عن أبيه مرفوعًا. وأبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي.

(2)

إسناده صحيح، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1453). =

ص: 403

‌56 - باب المحافظة على الرَّكعتين قبل الفجر

1757 -

أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدَّثنا عثمان بن عمر قال: حدَّثنا شعبة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر

(1)

، عن أبيه، عن مسروق

عن عائشة، أنَّ النبي ما كانَ لا يدَعُ أربَعَ رَكَعَاتٍ قبل الظهر ورَكْعَتينِ قبلَ الفجر

(2)

.

= وأخرجه مسلم (738): (126) عن يحيى بن بشر، عن معاوية بن سلام، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بتمامه ومختصرًا - أحمد (24517) و (25072) و (26389)، والبخاري (619)، ومسلم (738):(126)، وأبو داود (1340)، وابن ماجه (1196)، وابن حبان (2616) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.

وأخرجه - مختصرًا - أحمد (24275) و (25490) و (25857)، وأبو داود (1350)، والمصنِّف في "الكبرى"(414) و (451) من طريقين عن أبي سلمة، به.

وأخرجه - بنحوه مختصرًا - أحمد (25447)، والبخاري (1170)، ومسلم (724):(90)، وأبو داود (1339)، والترمذي (462)، والمصنف في "الكبرى"(419) و (1423) من طريق عروة بن الزبير، عن عائشة، به.

وسيرد - مقتصرًا على آخره - برقم (1780) من طريق الأوزاعي، وبنحوه برقم (1781) من طريق هشام الدستُوائي، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به.

(1)

قوله: "بن المنتشر" من (ر).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنَّ الصواب فيه ليس فيه مسروق كما قال المصنِّف عقب الرواية التالية، والدارقطني في "العلل" 13/ 306. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1454).

وأخرجه الدارمي (1439) عن عثمان بن عمر، بهذا الإسناد، لكن ليس فيه مسروق. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/ 59 بعد أن ذكر رواية الدارمي: فإما أن يكون سقط عليه أو على من بعده، أو يكون الوهم في زيادته ممَّن دون عثمان بن عمر.

وسيرد في الرواية التالية من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به. دون ذكر مسروق في الإسناد.

ص: 404

خالفَه عامَّة أصحاب شعبة ممَّن روى

(1)

هذا الحديث فلم يذكروا مسروقًا

(2)

:

1758 -

أخبرني أحمد بن عبد الله بن الحكم قال: حدَّثنا محمد بن جعفر قال: حدَّثنا شعبة، عن إبراهيم بن محمد، أنَّه سمِعَ أباه يُحدِّث

أنَّه سمع عائشة قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لا يدَعُ أربعًا قبلَ الظُّهر وركعتين قبلَ الصُّبح

(3)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: هذا الصَّواب عندنا، وحديث عثمان بن عمر خطأ، والله تعالى أعلم.

1759 -

أخبرنا هارون بن إسحاق قال: حدَّثنا عَبْدة، عن سعيد، عن قَتادة، زُرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام

عن عائشة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "رَكعتا الفجر خيرٌ من الدُّنيا وما فيها

(4)

"

(5)

.

(1)

في هامش (هـ): رووا.

(2)

في (م): مسروق بن الأجدع.

(3)

إسناده صحيح، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1455).

وأخرجه أحمد (25147) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (24340)، والبخاري (1182)، وأبو داود (1253)، والمصنِّف في "الكبرى"(331) و (457) من طرق عن شعبة، به.

وسلف في الرواية السابقة من طريق عثمان بن عمر، عن شعبة، عن إبراهيم بن محمد، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة. زاد مسروقًا في الإسناد.

(4)

في (م) جميعًا، وفوقها: وما فيها (نسخة)، وجاءت كلمة "جميعًا" في هامش (ر).

(5)

إسناده صحيح، عَبْدة: هو ابن سُليمان الكلابي، وروايته عن سعيد - وهو ابن أبي عَروبة - قبل اختلاطه، وقَتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1456). =

ص: 405

‌57 - باب وقت ركعتي الفجر

1760 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد قال: حدَّثنا اللَّيث، عن نافع، عن ابن عمر عن حفصة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه كان إذا نُودِيَ لصلاة الصُّبح رَكَعَ ركعَتَينِ خفيفتين قبل أن يقوم إلى الصَّلاة

(1)

.

1761 -

أخبرنا محمد بن منصور قال: حدَّثنا سفيان قال: حدَّثنا عمرو، عن الزُّهريّ، عن سالم، عن ابن عمر قال:

أخبرتني حفصة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أضاءَ له الفجرُ صلَّى ركعتين

(2)

.

= وأخرجه أحمد (24241) و (26286)، ومسلم كما ذكر المزِّي في "تحفة الأشراف" 11/ 407، والمصنّف في "الكبرى"(458)، وابن حبان (2458) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (24241)، ومسلم (725):(97)، والمصنِّف في "الكبرى"(458)، وابن حبان (2458) من طريق سليمان التيمي، ومسلم (725):(96)، والترمذي (416) من طريق أبي عوانة الوضَّاح بن عبد الله اليشكري، وأحمد (25165) من طريق شعبة، ثلاثتهم عن قتادة، به.

وقال الدارقطني في "العلل" 14/ 316: رواه بهز، عن زرارة، عن عائشة، لم يذكر سعد ابن هشام، وقول قتادة أصح.

قال السِّندي: قوله: "ركعتا الفجر": أي: سُنَّة الفجر، وهي المشهورة بهذا الاسم، ويحتمل الفرض.

(1)

إسناده صحيح، الليث: هو ابن سعد، ونافع: هو مولى ابن عمر.

وأخرجه مسلم (723): (87) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (723): (87)، وابن ماجه (1145) من طريقين عن الليث، به.

وسلف برقم (583) من طريق زيد بن محمد، عن نافع، به. وذكرنا تمام طرقه هناك.

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (1777). وينظر الحديث الآتي بعده.

(2)

إسناده صحيح، محمد بن منصور: هو الجوَّاز المكّيّ، وسفيان: هو ابنُ عُيينة، وعَمرو: هو ابنُ دينار، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وسالم: هو ابنُ عبد الله =

ص: 406

‌58 - باب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر على الشِّقِّ الأيمن

1762 -

أخبرنا عمرو بن منصور قال: حدَّثنا علي بن عيِّاش قال: حدَّثنا شعيب، عن الزُّهريّ، قال: أخبرني عروة

عن عائشة قالت: كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سكتَ

(1)

المؤذِّنُ بالأولى من صلاة الفجر قامَ فركَعَ ركعَتَينِ خفيفَتَين قبلَ صلاة الفجر بعد أن يتبيَّنَ الفجر، ثُمَّ يضطجعُ على شِقِّه الأيمن

(2)

.

= ابن عمر.

وقد تابع محمد بن منصور محمدُ بنُ عبَّاد فيما أخرجه مسلم عنه (723): (89)، والحسينُ ابنُ عيسى فيما أخرجه المصنِّف عنه (1779) فروياه عن سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.

وخالفهم هشام بنُ عمَّار فيما أخرجه ابنُ ماجه عنه (1143)، فرواه عن سفيان بن عُيينة، عن عَمرو بن دينار، عن ابن عمر؛ فلم يذكر الزُّهريَّ وسالمًا في الإسناد، ولم يذكر حفصة، وهشام بن عمَّار فيه كلام ينزلُه عن درجة الثقة.

وأخرجه أحمد (4592) عن سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن الزُّهري، عن سالم، عن ابن عمر. ولم يذكر حفصة، فيكون مرسلَ صحابيّ، لأنَّ ابن عمر سمعه من أخته حفصة، فقد قال في رواية أحمد (4660)، والبخاري (1173): وكانت ساعةً لا أدخلُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فيها.

وسلف الحديث من طريق زيد بن محمد، عن نافع، عن ابن عمر، به، برقم (583)، وسيأتي برقم (1779).

قوله: إذا أضاء له، بهمزة في آخره، أي: ظهرَ وتبيَّن له. قاله السِّندي.

(1)

في (م) وهامش (هـ): سكب. اهـ. أرادت إذا أذَّن، فاستعارت السَّكْبَ للإفاضة في. الكلام. ينظر النهاية (سكب).

(2)

إسناده صحيح، شعيب: هو ابن أبي حمزة الأموي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1459).

وأخرجه البخاريّ (626) و (994) و (1123) عن أبي اليمان، عن شعيب، بهذا الإسناد.

وفي الروايتين الأخيرتين زيادة ذكر صلاته صلى الله عليه وسلم الوتر إحدى عشرة ركعة. =

ص: 407

‌59 - باب ذمِّ من ترك قيام اللَّيل (3)

1763

- أخبرنا سُويد بن نصر قال: حدَّثنا عبد الله، عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة

عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي

(1)

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكُن

(2)

مِثْلَ فُلانٍ، كان يقوم اللَّيل، فتركَ قيامَ اللَّيل"

(3)

.

= وسلف -مطولًا- برقم (685).

قال السِّندي: قوله: ثم يضطجع، قد جاء الأمر بهذا الاضطجاع فهو أحسن وأولى، وما رُويَ من الإنكار عن بعض الفقهاء لا وجهَ له أصلًا، ولعلَّهم ما بلغهم الحديث، وإلَّا فما وجهُ إنكارهم.

قلت: وقد جاء الأمر بالاضطجاع بعد ركعتي الفجر من حديث أبي هريرة عند أحمد (9368) وغيره، وقد أنكر ذلك ابن مسعود وإبراهيم النخعي وغيرهما، ينظر "فتح الباري 3/ 43.

(1)

كلمة "لي" ليست في (ر).

(2)

بعدها في (م): يا عبد الله.

(3)

إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك، والأوزاعي: هو عبد الرَّحمن بن عمرو، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرَّحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1305).

وأخرجه أحمد (6584) و (6585)، والبخاري (1152) من طريق عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (6584)، والبخاري (1152)، وابن ماجه (1331)، وابن حبان (2641) من طرق عن الأوزاعي، به.

وسيرد في الرواية التالية من طريق بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي سلمة، به. زاد عمر بن الحكم بين يحيى بن أبي كثير وأبي سلمة.

قوله: "كان يقوم الليل" أي: غالبه أو كُلَّه، "فترك قيام الليل" أصلًا حين ثقُلَ عليه، أي: فلا تزِدْ أنت في القيام أيضًا، فإنَّه يؤدِّي إلى الترك رأسًا.

ص: 408

1764 -

أخبرنا الحارث بن أسد قال: حدَّثنا بشر بن بكر قال: حدّثني الأوزاعيُّ قال: حدّثني يحيى بن أبي كثير، عن

(1)

عمر

(2)

بن الحكم بن ثوبان قال: حدَّثني أبو سلمة بن عبد الرَّحمن

عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكُنْ يا عبدَ الله مِثْلَ فُلانٍ، كان يقوم اللَّيل، فتركَ قيامَ اللَّيل"

(3)

.

‌60 - باب وقت ركعتي الفجر وذكر الاختلاف على نافع

1765 -

أخبرنا محمد بن إبراهيم البصريُّ قال: حدَّثنا خالد بن الحارث قال: قرأتُ على عبد الحميد بن جعفر، عن نافع، عن صفيَّة

عن حفصة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كانَ يُصلِّي ركعتَي الفجر ركعَتَين خفيفَتَين

(4)

.

(1)

بعدها في (ر) زيادة مقحمة: سلمة عن عبد الله بن.

(2)

تحرف في (هـ) إلى: عمرو.

(3)

إسناده صحيح كسابقه، إلَّا أنَّه زيد فيه هنا عمر بن الحكم بن ثوبان بين يحيى بن أبي كثير وأبي سلمة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1306).

وأخرجه مسلم (1159): (185) من طريق عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.

وعلَّقه البخاريّ عقب الحديث (1152) فقال: وقال هشام: حدَّثنا ابن أبي العشرين، قال: حدَّثنا الأوزاعي به. ثم قال: وتابعه عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي.

قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/ 38: أراد المصنف -يعني البخاري- بإيراد هذا التعليق التنبيه على أنَّ زيادة عمر بن الحكم -أي ابن ثوبان- بين يحيى وأبي سلمة من المزيد في متصل الأسانيد؛ لأنَّ يحيى قد صرَّح بسماعه من أبي سلمة، ولو كان بينهما واسطة لم يصرح بالتحديث.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه عبد الحميد بن جعفر الرُّواة عن نافع، فَروَوه عن نافع، عن ابن عمر، عن حفصة، كما سلف برقمي (583) و (1760) وكما سيأتي في الأحاديث بعده، وعبد الحميد هذا وثَّقه أحمدُ وابنُ معين وابنُ سعد، واختلف فيه قولُ يحيى القطَّان، وقال المصنِّف: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: محله الصِّدق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. وبقية رجاله ثقات، محمد بن إبراهيم البصري: هو ابن صُدْران، وصفيَّة: هي بنت أبي عُبيد زوجة عبد الله بن عمر، والحديث في "السنن الكبرى" برقم (1457). =

ص: 409

1766 -

أخبرنا شعيب بن شعيب بن إسحاق قال: حدَّثنا عبد الوهَّاب قال: أخبرنا شعيب قال: حدَّثنا الأوزاعيُّ قال: حدّثني يحيى قال: حدّثني نافع قال: حدَّثني ابن عمر قال:

حدَّثتني حفصة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يركَعُ ركعَتَين خفيفَتَين بين النِّداء والإقامة من صلاة الفجر

(1)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: كِلا الحديثين عندنا خطأ

(2)

، والله تعالى أعلم.

1767 -

أخبرنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا يحيى قال: حدَّثنا الأوزاعيُّ قال: حدّثني يحيى، عن نافع، عن ابن عمر

عن حفصة قالت: كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يركَعُ بين النَّداء والصَّلاة ركعَتَين خفيفَتَين

(3)

.

1768 -

أخبرنا هشام بن عمار قال: قال: حدَّثنا يحيى - يعني ابن حمزة - قال: حدَّثنا الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة قال هو ونافع: عن ابن عمر

= وسلف برقم (583) من طريق زيد بن محمد، عن نافع، عن ابن عمر، عن حفصة.

وينظر ما بعده.

قال السِّندي قوله: ركعتي الفجر، أي: سُنَّته، فلا يمكن حملها على الفرض أصلًا.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الوهاب: وهو ابن سعيد بن عطية السُّلمي. شعيب شيخ عبد الوهاب: هو ابن إسحاق الأموي، والأوزاعي: هو عبد الرَّحمن بن عمرو، ويحيى: هو ابن أبي كثير.

وينظر ما سلف برقم (583).

(2)

في (م) وهامش (ك): عندي، والمراد بالخطأ ذِكرُ صفية في إسناد الحديث (1765)، وأمَّا الخطأ الثاني فلم يتبيَّن لي، ولعلَّه أراد ذِكَر أبي سلمة في إسناد الحديث (1768).

(3)

إسناده صحيح يحيى شيخ إسحاق بن منصور: هو ابن سعيد القطان، ويحيى شيخ الأوزاعي: هو ابن أبي كثير. وتنظر الرواية السابقة.

ص: 410

عن حفصة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصلِّي بين النِّداء والإقامة ركعَتَين خفيفَتَين ركعتَي الفجر

(1)

.

1769 -

أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدَّثنا معاذ بن هشام قال: حدَّثني أبي، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدّثني نافع، أنَّ ابنَ عمر حدَّثه

أنَّ حفصة حدثته، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كانَ يُصَلِّي رَكَعَتَين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح

(2)

.

1770 -

أخبرنا يحيى بن محمد قال: حدَّثنا محمد بن جَهْضَم قال: إسماعيل حدَّثنا،، عن عمر بن نافع عن أبيه، عن ابن عمر قال:

أخبرتني حفصة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كانَ يُصلِّي قبلَ الصُّبح ركعَتَين

(3)

.

1771 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: أخبرنا إسحاق بن الفرات، عن يحيى بن أيوب قال: حدّثني يحيى بن سعيد قال: أخبرنا نافع، عن ابن عمر

عن حفصة أنَّها أخبرته، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نُودِيَ بصلاة

(4)

(1)

حديث صحيح، هشام بن عمار، صدوق، وقد تفرد بذكر أبي سلمة -وهو ابن عبد الرَّحمن- في الإسناد، والمشهور من رواية الأوزاعي: عن يحيى، عن نافع وحده، به. وتنظر الروايتان السابقتان. وتنظر الروايات الآتية في الأرقام (1769 - 1777).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل معاذ بن هشام - وهو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي - فهو صدوق، لكنَّه تُوبع.

وأخرجه أحمد (26434) من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وينظر ما سلف برقم (583).

(3)

إسناده صحيح، شيخ المصنِّف يحيى بن محمد: هو ابن السَّكن بن حبيب القرشي، وإسماعيل: هو ابن جعفر بن أبي كثير الأنصاري.

وينظر ما سلف برقم (583).

(4)

في (هـ) وهامش (ك): لصلاة.

ص: 411

الصُّبح سجد سجدتين قبلَ صلاة الصُّبح

(1)

.

1772 -

أخبرنا عبد الله بن إسحاق، عن أبي عاصم، عن ابن جُرَيج قال: أخبرني موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر

عن حفصة أمِّ المؤمنين أنَّها أخبرَتْه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ إذا سكَتَ

(2)

المؤذِّنُ صلى ركعتين خفيفتين

(3)

.

1773 -

أخبرنا محمد بن سلمة، قال: أخبرنا ابن القاسم، عن مالك، قال: حدّثني نافع، عن عبد الله بن عمر

أنَّ حفصة أمَّ المؤمنين أخبرَتْه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ إذا سكَتَ المؤذِّنُ من الأذان لصلاة الصَّبحِ وبدا الصُّبحُ، صلَّى ركعَتَين خفيفَتَين قبلَ أَن تُقامَ الصَّلاة

(4)

.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل إسحاق بن الفرات ويحيى بن أيوب - وهو المصري - يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.

وينظر ما سلف برقم (583) والأحاديث قبله.

(2)

في (م): سكب، وكُتبت في (هـ) بالباء والتاء، وسلف مثله في الحديث (1762) فانظره، وسيأتي بعده كذلك.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل شيخ المصنِّف عبد الله بن إسحاق. أبو عاصم: هو الضحَّاك بن مَخْلَد، وابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه.

وينظر ما سلف برقم (583) والأحاديث قبله.

(4)

إسناده صحيح، محمد بن سلمة: هو المُرادي وابن القاسم: هو عبد الرَّحمن. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1458).

وهو عند مالك في "الموطأ"(1/ 127، ومن طريقه أخرجه أحمد (26429) و (26431)، والبخاري (618)، ومسلم (723):(87). وعند البخاريّ: كان إذا اعتكف المؤذِّن للصُّبح

قال ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 101: هكذا وقع عند جمهور رواة البخاريّ وفيه نظر، وقد استشكله كثير من العلماء، ووجَّهه بعضهم

والحديث في الموطأ" عند جميع رواته =

ص: 412

1774 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا خالد الحارث قال: حدَّثنا بن عُبيد الله، عن نافع، عن عبد الله قال:

حدّثتني أختي حفصة، أنَّه كان يُصلِّي قبلَ الفجر ركعتين خفيفَتَين

(1)

.

1775 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد قال: حدَّثنا أبي قال: حدَّثنا جُوَيرية بن أسماء، عن نافع، عن عبد الله بن عمر

عن حفصة، أنَّ رسولَ الله رسول الله صلى الله عليه وسلم كانَ يُصلِّي ركعتين إذا طلعَ الفجر

(2)

.

1776 -

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم قال: حدَّثنا محمد بن جعفر قال: حدَّثنا شعبة، عن زيد بن محمد قال: سمعتُ نافعًا، عن ابن عمر

عن حفصة أنَّها قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا طلعَ الفجرُ لا يُصلِّي إِلَّا ركعَتَين خفيفَتَين

(3)

.

1777 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد قال: حدَّثنا الليث، عن نافع، عن ابن عمر

= بلفظ: كان إذا سكت المؤذِّن من الأذان لصلاة الصبح، وكذا رواه مسلم وغيره، وهو الصواب.

وينظر ما سلف برقم (583).

قوله: وبدا الصبح، بلا همزة، أي ظهر وتبيَّن أو بهمزة، أي: شرع في الطُّلوع، والأول هو المشهور. قاله السِّندي.

(1)

إسناده صحيح، عبيد الله: هو ابن عمر العمري.

وأخرجه أحمد بإثر (4660)، والبخاري (1173)، ومسلم (723) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن عبيد الله، بهذا الإسناد.

وينظر ما سلف برقم (583).

(2)

إسناده صحيح. عبد الله بن يزيد (والد محمد شيخ المصنِّف): هو أبو عبد الرَّحمن المكي المقرئ.

وسلف بالأحاديث قبله، وينظر ما سلف برقم (583).

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرَّر الحديث (583) سندًا ومتنًا.

ص: 413

عن حفصة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنَّه كان إذا نُودِيَ لصلاة الصُّبح ركَعَ ركعَتَين خفيفَتَين قبلَ أن يقومَ إلى الصَّلاة

(1)

.

وروي سالم، عن ابن عمر، عن حفصة:

1778 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الرَّزَّاق قال: حدَّثنا مَعْمَر، عن الزُّهريّ، عن سالم، قال ابن عمر

(2)

:

أخبَرتْني حفصة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ يركَعُ ركعَتَين قبلَ الفجر، وذلك

(3)

بعد ما يطلُعُ الفجر

(4)

.

1779 -

أخبرنا الحسين بن عيسى قال: حدَّثنا سفيان، عن عَمرو، عن الزُّهريّ، عن سالم، عن أبيه قال:

أخبرَتْني حفصة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كانَ إذا أضاءَ له الفجرُ صلَّى ركعَتَين

(5)

.

(1)

حديث صحيح، وهو مكرَّر الحديث (1760) سندًا ومتنًا.

(2)

في (ر) وهامش (هـ): عن أبيه قال.

(3)

في (ر) و (م) و (هـ): وكان ذلك.

(4)

إسناده صحيح، عبد الرزاق: هو ابن همَّام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد البصري.

وهو في "مصنَّف عبد الرزاق"(4771) بلفظ: كان إذا طلع الفجر صلَّى ركعتين خفيفتين.

وأخرجه ابن حبان بإثر (2473) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (434) عن الحسن بن علي، عن عبد الرزاق، به دون ذكر حفصة، فجعله من حديث ابن عمر، فيكون مرسل صحابي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وينظر ما قبله وما بعده وما سلف برقم (1761) والتعليق عليه.

وسلف برقم (583) من طريق زيد بن محمد عن نافع، عن ابن عمر، عن حفصة.

(5)

إسناده صحيح، حسين بن عيسي: هو ابن حُمران الطائي، وسفيان: هو ابن عُيينة، وعمرو: هو ابن دينار.

وسلف برقم (1761).

ص: 414

1780 -

أخبرنا محمود بن خالد قال: حدَّثنا الوليد، عن أبي عمرو، عن يحيى قال: حدَّثني أبو سلمة

عن عائشة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كانَ يُصلِّي ركعَتَين خفيفَتَين بينَ النِّداء

(1)

والإقامة من صلاة الفجر

(2)

.

1781 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا خالد قال: حدَّثنا هشام قال: حدَّثنا يحيى، عن أبي سلمة

أنَّه سأل عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم باللَّيل، قالت: كانَ يُصلِّي ثلاثَ عشرة ركعةً، يُصلِّي ثماني ركعات، ثُمَّ يُوتِرُ، ثُمَّ يُصَلِّي ركعَتَين وهو جالس، فإذا أراد أن يركَعَ قام فركَعَ، ويُصلِّي ركعَتَين بين الأذان والإقامة في صلاة الصبح

(3)

.

1782 -

أخبرنا أحمد بن نصر قال: حدَّثنا عمرو بن محمد قال: حدَّثنا عَثَّام بن عليٍّ قال: حدَّثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي

(4)

ثابت، عن سعيد بن جُبَير

(1)

في (ر) و (هـ) وهامش (ك): الأذان.

(2)

حديث صحيح، الوليد -وهو ابن مسلم القرشي- مُدلِّس يدلِّس تدليس التَّسوية، ولم يُصرّح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد، لكنَّه تُوبع. أبو عمرو: هو عبد الرَّحمن بن عمرو الأوزاعي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرَّحمن بن عوف.

وسلف -مطولًا- برقم (1756) من طريق معاوية بن سلام، وسيأتي في الرواية التالية من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير بهذا الإسناد. والإسنادان صحيحان.

(3)

إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث الهُجَيمي، وهشام هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي.

وأخرجه - بتمامه ومختصرًا - أحمد (24262) و (24968) و (25559) و (26122)، ومسلم (724):(91) و (738): (126)، والمصنِّف في "السنن الكبرى"(450)، وابن حبان (2634) من طرق عن هشام، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (1756)، ومختصرًا في الرواية السابقة.

(4)

كلمة "أبي" سقطت من (هـ). =

ص: 415

عن ابن عبَّاس قال: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي

(1)

ركعَتَي الفجر إذا سمِعَ الأذانَ ويُخفِّفُهما

(2)

.

قال أبو عبد الرّحمن: هذا حديث منكر.

1783 -

أخبرنا سُوَيد بن نصر قال: حدَّثنا عبد الله قال: أخبرنا يونس، عن الزَّهريِّ قال:

أخبرني السَّائب بن يزيد أنَّ شُرَيحًا الحضرميَّ ذُكِرَ عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يَتَوَسَّدُ القرآنَ"

(3)

.

(1)

في نسخة بهامش (هـ): يركع.

(2)

صحيح من حديث عائشة، وهذا إسناد رجاله ثقات غير أحمد بن نصر - وهو ابن زيادة النيسابوري - وعثَّام بن علي، فهما صدوقان، إلَّا أنَّ المصنف قال بإثره: هذا حديث منكر. قلت: قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "فتح الباري" 3/ 509 (طبعة دار ابن الجوزي): نكارته من قبل إسناده، وروايات الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت فيها منكرات، فإن حبيب ابن أبي ثابت إنما يروي هذا الحديث عن محمد بن علي بن عبد الله بن عبَّاس، عن أبيه، عن جده. اهـ. عمرو بن محمد: هو العَنْقَزي، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران. وحديث عائشة عند مسلم (724): (90).

(3)

إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1307)، وفيه: ذاك رجل لا ....

وأخرجه أحمد (15724) و (15725) و (15726) من طريق عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

قوله: "لا يتوسَّد القرآن" قال في "النهاية"(وسد): يحتمل أن يكون مدحًا وذمًّا، فالمدح معناه: أنَّه لا ينام الليلَ عن القرآن، ولم يتهجَّد به، فيكون القرآن متوسَّدًا معه، بل هو يُداوم قراءتَه ويحافظ عليها. والذَّمُّ معناه: لا يحفَظ من القرآن شيئًا ولا يُديم قراءتَه، فإذا نام لم يتوسَّدْ معه القرآن؛ وأراد بالتَّوسُّد النوم. قال السِّندي: والوجه هو الأول، والله أعلم.

ص: 416

‌61 - باب مَنْ كان له صلاة باللَّيل فغلبَه

(1)

عليها النَّوم

(2)

1784 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد، عن مالك، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن سعيد بن جُبَير، عن رجلٍ عندَه رضًى أخبرَه

أنَّ عائشة أخبرَتْه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما مِن امرئٍ تكونُ له صلاةٌ بليلٍ فغلَبَه عليها نومٌ، إلَّا كتبَ اللهُ له أجرَ صلاتِه، وكان نومُه صدقةً عليه"

(3)

.

(1)

في (ر) وهامش (هـ): فيغلبه.

(2)

في (م): بليل فغلبه نوم عليها.

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي بين سعيد بن جبير وعائشة، وقد اختُلِفَ فيه على محمد بن المنكدر:

فرواه مالك -كما في "الموطأ" 1/ 117، ومن طريقه أحمد (25464)، وأبو داود (1314)، والمصنِّف هنا وفي "السنن الكبرى"(1461) - عن محمد بن المنكدر، عن سعيد ابن جبير، عن رجل عنده رضًا، عن عائشة بهذا الإسناد، وهو الصحيح فيما قاله الدارقطني في "العلل" 14/ 329.

ورواه أبو أويس -كما عند أحمد (24441) - وورقاء بن عمر اليشكري -كما عند الطيالسي (1527) - كلاهما عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة، به. ليس فيه الرجل بين سعيد وعائشة.

ورواه أبو جعفر الرازي -واسمه عيسى بن عبد الله بن ماهان- عن محمد بن المنكدر واختُلِفَ عنه فيه:

فرواه وكيع -كما عند أحمد (24341) - ويحيى بن أبي بكير -كما في الرواية (1786) - كلاهما عن أبي جعفر الرازي، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة، به.

ليس فيه الرجل بين سعيد وعائشة. وقال المصنِّف عقب هذه الرواية: أبو جعفر الرازي ليس بالقويِّ في الحديث.

ورواه محمد بن سليمان بن أبي داود -كما في الرواية التالية- عن أبي جعفر الرازي، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة، به.

ويشهد له حديث أبي الدرداء الآتي برقم (1787)، وهو حديث حسن.

ص: 417

‌62 - اسم الرَّجل الرِّضا

1785 -

أخبرنا أبو داود قال: حدَّثنا محمد بن سليمان قال: حدَّثنا أبو جعفر الرّازيُّ، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن سعيد بن جُبَير، عن الأسود بن يزيد

عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ كانَتْ له صلاةٌ صلَّاها من اللَّيل فنام عنها، كان ذلك صدقةً تَصدَّق اللهُ عز وجل عليه، وكتبَ له أجرَ صلاتهِ

(1)

.

1786 -

أخبرنا أحمد بن نصر قال: حدَّثنا يحيى بن أبي بُكَير قال: حدَّثنا أبو جعفر الرَّازيُّ، عن محمد المُنْكَدِر، عن سعيد بن جُبَير

عن عائشة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال

فذكَرَ نَحْوَه

(2)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: أبو جعفر الرَّازيُّ ليس بالقويِّ في الحديث.

‌63 - باب من أتى فراشه وهو ينوي القيام فنام

1787 -

أخبرنا هارون بن عبد الله قال: حدَّثنا حسين بن عليٍّ، عن زائدة، عن سليمان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عَبْدة بن أبي لُبابة، عن سُوَيد بن غَفَلَة

عن أبي الدّرداء، يبلُغُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ أتى فِراشَه وهو ينوي أن يقومَ يُصلِّي من اللَّيل فغلَبَتْه عينُه

(3)

حتَّى أصبحَ

(4)

، كُتِبَ له ما نوى، وكان نومه صدقةً عليه من ربِّه عز وجل"

(5)

.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي جعفر الرازي، وقد اختلف فيه على ابن المنكدر كما سلف الكلام عليه في الرواية السابقة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1462).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، وينظر الكلام عليه في الرواية (1784).

(3)

في (هـ): عيناه.

(4)

في هامش (ك): يصبح.

(5)

حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّه رُوي مرفوعًا وموقوفًا، والموقوف =

ص: 418

خالفه سفيان:

1788 -

أخبرنا سُوَيد بن نصر قال: حدَّثنا عبد الله، عن سفيان الثَّوريّ، عن عَبْدة قال: سمعتُ سُوَيد بن غَفَلة

عن أبي ذرٍّ وأبي الدَّرداء، موقوفًا

(1)

.

‌64 - باب كم يصلِّي مَنْ نامَ عن صلاةٍ أو منَعَه وَجَعٌ

1789 -

أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: حدَّثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن زُرارة، عن سعد بن هشام

عن عائشة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا لم يُصَلِّ من اللَّيل منَعَه من ذلك نومٌ -غلَبَتْه عينُه

(2)

- أو وَجَعٌ، صلَّى من النَّهار ثنتي عشرة ركعةً

(3)

.

= أصح، لكنَّه لا يُقال بالرأي، فله حكم المرفوع. زائدة: هو ابن قدامة، وسليمان: هو ابن مِهْران الأعمش. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1463).

وأخرجه ابن ماجه (1344) عن هارون بن عبد الله، بهذا الإسناد. وينظر تمام تخريجه والكلام عليه هناك.

وتنظر الرواية الموقوفة التالية.

(1)

حسن موقوفًا ومرفوعًا كما سلف ذِكْرُه في الرواية السابقة، وعبد الله: هو ابن المبارك. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1464).

(2)

قوله: "غلبته عينه" من (م) ونسخة في (هـ)، وهامش (ر).

(3)

إسناده صحيح، أبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري، وقُتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي، وزُرارة: هو ابن أوفى العامري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1465).

وأخرجه مسلم (746): (140)، والترمذي (445)، وابن حبان (2645) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (24775)، ومسلم (746):(140) من طريقين عن أبي عوانة، به.

وأخرجه - بتمامه ومطوَّلًا - أحمد (24777) و (26219)، وابن حبان (2420) و (2552) و (2642) و (2644) و (2645) من طرق عن قتادة، به. =

ص: 419

‌65 - باب متى يقضي مَنْ نَامَ عن حزبه من اللَّيل

1790 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد قال: حدَّثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك ابن مروان، عن يونس، عن ابن شهاب، أنَّ السَّائب بن يزيد وعُبيد الله أخبراه، أنَّ عبد الرَّحمن بن عبدٍ القاريَّ قال:

سمعتُ عمر بن الخطَّاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نامَ عن حِزْبِه أو عن شيء منه، فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة

(1)

الظهر، كُتِبَ له كأنّما قرأَه من اللَّيل"

(2)

.

1791 -

أخبرنا محمد بن رافع قال: حدَّثنا عبد الرَّزَّاق، قال: أخبرنا مَعْمَر، عن

= وسلف مطولًا برقم (1601) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به.

(1)

في (م): إلى صلاة.

(2)

إسناده صحيح، يونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم ابن شهاب، وعبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1466).

وأخرجه أبو داود (1313)، والترمذي (581)، كلاهما عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (747)، وأبو داود (1313)، وابن ماجه (1343)، وابن حبان (2643) من طريق ابن وهب، عن يونس، به.

ورواه عبد الله بن المبارك عن يونس واختلفت الرواية عنه:

فرواه عتاب بن زيد -فيما أخرجه عنه أحمد (220) - والليث بن سعد -كما في "مختصر قيام الليل" للمروزي (246) - كلاهما عن عبد الله بن المبارك، عن يونس، به.

ورواه سويد بن نصر - فيما أخرجه المصنف في "الكبرى"(1467) - والحسن بن عيسى - كما في "مختصر قيام الليل" للمروزي (246) - كلاهما عن عبد الله بن المبارك، عن يونس، به موقوفًا.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 271 من طريق عقيل، عن الزهري، به.

وسيرد موقوفًا على عمر في الروايات الثلاث الآتية.

و "الحِزْب" قال السِّندي: هو ما يجعل الإنسانُ وظيفةً له من صلاة أو قراءة أو غيرهما.

ص: 420

الزُّهريِّ، [عن عروة]

(1)

عن عبد الرَّحمن بن عبدٍ القاريِّ

أنَّ عمر بن الخطاب قال: مَنْ نامَ عن حِزْبِه -أو قال: جُزئه- من اللَّيل فقرأَه فيما بين صلاة الصُّبح إلى صلاة الظُّهر، فكأنما قرأَه من اللَّيل

(2)

.

1792 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد، عن مالك، عن داود بن الحُصَين، عن الأعرج، عن عبد الرَّحمن بن عبد القاريِّ

أنَّ عمر بن الخطَّاب قال: مَنْ فاتَه حِزْبُه

(3)

من الليل فقرأه حين تزولُ الشَّمسُ إلى صلاة الظُّهر، فإنَّه لم يفته أو كأنَّه أدركَه

(4)

.

(1)

ما بين حاصرتين من "تحفة الأشراف"(10592)، وهو الموافق لما في "السنن الكبرى"(1468)، و"مصنف عبد الرزاق"(4748).

(2)

صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إِلَّا أَنَّ مَعْمرًا - وهو ابن راشد البصري - تفرَّد بذكر عروة - وهو ابن الزبير - بين الزهري وعبد الرَّحمن بن عبد القاري، والمحفوظ: السَّائب بن يزيد وعبيد الله بن عتبة، عن عبد الرَّحمن بن عبد القاري، عن عمر مرفوعًا وموقوفًا، وقد بيَّنَّا ذلك في الكلام على الرواية السابقة.

وسيرد في الروايتين التاليتين.

(3)

في (م): نام عن حزبه، وفوقها: فاته حزبه (نسخة).

(4)

رجاله ثقات، إلَّا أنَّ متنه شاذٌّ كما سيأتي بيانه. الأعرج: هو عبد الرَّحمن بن هُرْمُز. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1469).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 200، وأخرجه من طريقه القاسم بن سلَّام في "فضائل (القرآن) (243)، والبيهقي في "السنن" 2/ 485.

قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 8/ 19 - 20: هكذا الحديث في "الموطأ" عن داود بن الحصين، وهو عندهم وهمٌ من داود، والله أعلم؛ لأنَّ المحفوظ من حديث ابن شهاب، عن السَّائب بن يزيد وعبيد الله بن عبد الله، عن عبد الرَّحمن بن عبد القاري، عن عمر بن الخطاب قال: من نام عن حزبه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كُتِبَ له كأنَّما قرأه من الليل، ومن أصحاب ابن شهاب من يرويه عنه بإسناده عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا عند =

ص: 421

رواه حُميد بن عبد الرَّحمن بن عوف موقوفًا:

1793 -

أخبرنا سُوَيد بن نصر قال: حدَّثنا عبد الله، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن حُميد بن عبد الرَّحمن

[أنَّ عمر]

(1)

قال: مَنْ فاتَه وِرْدُه من اللَّيل فليقرَأْه في صلاةٍ قبل الظُّهر، فإِنَّها تَعْدِلُ صلاةَ اللَّيل

(2)

.

‌66 - باب ثواب مَنْ صَلَّى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعةً سوى المكتوبة وذكر اختلاف النَّاقلين

(3)

لخبر أمِّ حبيبة في ذلك والاختلاف على عطاء

1794 -

أخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر النَّيسابوريُّ قال: حدَّثنا إسحاق بن سليمان قال: حدَّثنا مُغيرة بنُ زياد، عن عطاء

عن عائشة قالت: قال رسولُ الله: "مَنْ ثابَرَ على اثنتي عشرة ركعةً في اليوم واللَّيلة دخلَ الجنَّة؛ أربعًا قبل الظُّهر، وركعَتَين بعدَها، وركعَتَين

= أهل العلم أولى بالصواب من حديث داود بن حصين حيث جعله من زوال الشمس إلى صلاة الظهر؛ لأنَّ ضيق ذلك الوقت لا يدرك فيه المرء حزبه من الليل، ورُبَّ رجل حزبُه نصف وثلث وربع ونحو ذلك.

وينظر ما قبله وما بعده.

(1)

ما بين حاصرتين من "تحفة الأشراف"(10592)، وهو الموافق لما في "السنن الكبرى"(1470).

(2)

صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن قيل: حُميد بن عبد الرَّحمن - وهو ابن عوف - روايته عن عمر مرسلة. عبد الله: هو ابن المبارك، وشعبة هو ابن الحجاج، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرَّحمن بن عوف.

وسلف مرفوعًا برقم (1790)، وموقوفًا في الروايتين السابقتين.

(3)

بعدها في (م) و (هـ): فيه.

ص: 422

بعد المغرب، وركعَتَين بعد العشاء، وركعَتَين قبلَ الفجر"

(1)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: هذا خطأ، ولعله أراد عنبسة بن أبي سفيان فصحَّف، أي: صحَّف عنبسة بعائشة

(2)

.

1795 -

أخبرنا أحمد بن يحيى قال: حدَّثنا محمد بن بشر قال: حدَّثنا أبو يحيى إسحاق بن سليمان الرَّازِيُّ، عن المغيرة بن زياد، عن عطاء بن أبي رباح

عن عائشة رضي الله عنها، عن

(3)

النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ ثابَرَ على اثنتي عشرة ركعةً بنى اللهُ عز وجل له بيتًا في الجنَّة؛ أربعًا

(4)

قبل الظُّهر، وركعَتَين بعد الظُّهر. وركعَتَين بعد المغرب، وركعَتَين بعد العشاء، وركعَتَين قبلَ الفجر"

(5)

.

(1)

حديث صحيح، لكن من حديث عنبسة بن أبي سفيان، عن أخته أم حبيبة بنت أبي سفيان، وسيرد برقم (1798)، وهذا إسناد وهم فيه مغيرة بن زياد، فجعله من حديث عطاء، عن عائشة، وقد عدَّه الإمام أحمد - فيما نقل عنه ابنه في "العلل"(4054) - من مناكيره، وقال المصنّف عقبه: هذا خطأ، ولعله أراد عنبسة بن أبي سفيان، فصحَّف. وقال الدارقطني في "العلل" 14/ 388: المحفوظ: عن عطاء، عن عنبسة، عن أم حبيبة. وضعف الترمذي - كما سيأتي - حديث مغيرة بن زياد هذا، وصحح حديث المسيب بن رافع، عن عنبسة، عن أم حبيبة عقب الرواية (415). والحديث في "السنن الكبرى" برقم (1471).

وأخرجه الترمذي (414)، وابن ماجه (1140) من طريقين عن إسحاق بن سليمان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث عائشة حديث غريب من هذا الوجه، ومغيرة تكلَّم فيه بعض أهل العلم من قِبَل حِفْظِه.

وسيرد في الرواية التالية. وينظر الكلام على حديث أم حبيبة عند الرواية (1796).

(2)

قول المصنف هذا من هامشي (هـ) و (ك)، وهو بإثر الحديث في "السنن الكبرى".

(3)

في (م) و (ق) وهامش (ك): أن.

(4)

في (ر) و (ك): أربع.

(5)

حديث صحيح، لكن من حديث أم حبيبة كما سلف بيانه في الرواية السابقة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1488).

ص: 423

1796 -

أخبرنا محمد بن مَعْدان بن عيسى قال: حدَّثنا الحسن بن أَعْيَن قال: حدَّثنا مَعْقِل، عن عطاء قال:

أُخبرْتُ أنَّ أمَّ حَبيبة بنت أبي سفيان قالت: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ ركَعَ ثنتي عشرة ركعةً في يومه وليلته سوى المكتوبة بنى اللهُ له بها

(1)

بيتًا في الجنَّة"

(2)

.

1797 -

أخبرني إبراهيم بن الحسن قال: حدَّثنا حجَّاج بن محمد قال: قال ابن جُريج، قلتُ لعطاء: بلغني أنَّكَ تركَعُ قبلَ الجمعة اثنتي عشرة ركعةً، فما بلغَكَ في ذلك

(3)

؟ قال:

(1)

كلمة "بها" ليست في (م).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه؛ عطاء - وهو ابن أبي رباح - لم يسمعه من أم حبيبة، ولاضطرابه، فقد اختُلِفَ فيه على عطاء كما بُسِطَ فيه القول في "مسند" أحمد عند الكلام على الرواية (26774). مَعْقِل: هو ابن عُبيد الله الجزري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1487).

وسلف في الروايتين السابقتين من طريق مغيرة بن زياد، عن عطاء، عن عائشة.

وسيرد في الرواية التالية من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أم حبيبة أنها حدَّثت عنبسة بن أبي سفيان، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره.

وسيرد في الرواية (1798) من طريق زيد بن حِبَّان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عنبسة، عن أم حبيبة، به. أدخل عنبسة بين عطاء وأم حبيبة.

وسيرد في الرواية (1799) من طريق محمد بن سعيد الطائفي، عن عطاء، عن يعلى بن أمية، عن عنبسة، بمثل سابقه، إلا أنه أدخل يعلى بن أمية بين عطاء وعنبسة.

وسيرد في الرواية (1800) من طريق أبي يونس القشيري، عن عطاء، عن شهر بن حوشب، عن أم حبيبة موقوفًا.

وينظر ما سيأتي في الأرقام (1801 - 1810).

(3)

في نسخة في هامش (ك): أبلغك في ذلك خبر؟.

ص: 424

أُخبِرْتُ أنَّ أمَّ حَبيبة حدَّثَتْ عَنْبَسة بن أبي سفيان، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ ركَعَ اثنتي عشرةَ ركعةً في اليومِ واللَّيلة سوى المكتوبة بنى اللهُ عز وجل له بيتًا في الجنَّة

(1)

.

1798 -

أخبرنا أيوب بن محمد قال: أخبرنا مُعَمَّر بن سليمان قال: حدَّثنا زيد بن حِبّان

(2)

، عن ابن جُريج، عن عطاء، عن عَنْبَسة بن أبي سفيان

عن أمِّ حبيبة قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ صَلَّى في يومٍ ثنتي عشرةَ ركعةً بنى الله عز وجل له بيتًا في الجنَّة"

(3)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: عطاء لم يسمَعْه من عَنْبَسة.

1799 -

أخبرنا محمد بن رافع قال: حدَّثنا زيد بن حُباب، قال: حدَّثني محمد بن سعيد الطَّائفي قال: حدَّثنا عطاء بن أبي رباح، عن يعلى بن أُميَّة قال: قدِمْتُ الطَّائِفَ، فدخَلْتُ على عَنْبَسة بن أبي سفيان وهو بالموت، فرأيتُ منه جَزَعًا، فقلتُ: إنَّكَ على خير، فقال:

أخبرتني أختي أمُّ حبيبة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ صَلَّى ثنتي عشرةَ ركعةً بالنَّهار أو باللَّيل

(4)

بنى الله عز وجل له بيتًا فى الجنَّة"

(5)

.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية السابقة. ابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1472).

(2)

تصحَّف في (ر) و (م) وهامش (هـ) إلى: حُباب.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عطاء - وهو ابن أبي رباح - لم يسمعه من عنبسة كما ذكر المصنف بإثر الحديث، وزيد بن حِبَّان صدوق كثير الخطأ، كما أنَّه اختُلِفَ فيه على عطاء كما سلف الكلام عليه عند الرواية (1796). وهو في "السنن الكبرى" برقم (1473).

(4)

في (ر) و (هـ) وهامش (ك): وبالليل، وفي (م) وهامش (ك): بالليل والنهار.

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، فقد اختُلِفَ فيه على عطاء بن أبي رباح كما سلف الكلام عليه عند الرواية (1796)، واختُلِفَ فيه - أيضًا - على محمد بن سعيد =

ص: 425

خالفَهم أبو يونس القُشَيريُّ:

1800 -

أخبرنا محمد بن حاتم بن نُعَيم قال: حدَّثنا حِبَّان ومحمد بن مكِّيِّ قالا: أخبرنا عبد الله، عن أبي يونس القُشَيريِّ، عن ابن أبي رباح، عن شَهْر بن حَوْشَب حدَّثه

عن أمِّ حبيبة بنت أبي سفيان قالت: مَنْ صلَّى ثنتي عشرة ركعةً في يومٍ، فصلَّى قبل الظهر، بنى الله له بيتًا فى الجنَّة

(1)

.

1801 -

أخبرنا الرَّبيع بن سليمان قال: أخبرنا أبو الأسود قال: حدَّثني بكر بن مُضَر، عن ابن عَجْلان، عن أبي إسحاق الهَمْدانيِّ، عن عَمرو بن أوس، عن عَنْبَسة ابن أبي سفيان

عن أمِّ حبيبة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثنتا

(2)

عشرةَ ركعةً مَنْ صَلَّاهُنَّ بُنِيَ له بيتٌ

(3)

في الجنَّة؛ أربعَ ركَعاتٍ قبلَ الظُّهر، وركعَتَين بعدَ الظُّهر، وركعَتَين قبلَ العصر، وركعَتَين بعدَ المغرب، وركعَتَين قبلَ صلاة الصبح"

(4)

.

= الطائفي كما ذُكِرَ عند تخريج الرواية (26774) من "مسند" أحمد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1474).

(1)

إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وللاضطراب فيه عن ابن أبي رباح -وهو عطاء- كما سلف الكلام عليه عند الرواية (1796). حِبَّان: هو ابن موسى السُّلمي، وعبد الله: هو ابن المبارك، وأبو يونس القُشَيري: هو حاتم بن أبي صغيرة، وقد تفرَّد عن عطاء بهذا الإسناد وهذا اللفظ. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1475).

(2)

في (م) وهامش (ك): ثنتي، وفي (ر) اثنتي.

(3)

في (ر) و (هـ): بنى الله له بيتًا، وجاء فوقها في (م): بَنَى الله.

(4)

حديث صحيح دون قوله: "وركعتين قبل العصر"، والمحفوظ كما سيأتي:"وركعتين بعد العشاء". أبو إسحاق الهَمْداني: هو السَّبيعي، واسمه: عمرو بن عبد الله، وقد اختلط بأَخَرة. وابن عجلان: هو محمد، وقد خالفَ في إسناده كما سيأتي. أبو الأسود: هو النضر =

ص: 426

1802 -

أخبرنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر النَّيسابوريُّ قال: حدَّثنا يونس بن محمد، قال: حدَّثنا فُلَيح، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي إسحاق، عن المُسيِّب، عن عَنْبَسة بن أبي سفيان

عن أمِّ حبيبة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَلَّى اثنتي عشرةَ ركعةً بنى الله له بيتًا في الجنَّة؛ أربعًا قبل الظُّهر، واثنتَينِ بعدَها، واثنتَينِ قبلَ العصر، واثنتَينِ بعدَ المغرب، واثنتَينِ قبلَ الصُّبح"

(1)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: فُلَيح بن سليمان ليس بالقويِّ.

1803 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدَّثنا أبو نُعَيم قال: أخبرنا زهير، عن أبي إسحاق، عن المُسيِّب بن رافع، عن عَنْبَسة أخي أمِّ حبيبة

عن أمِّ حبيبة قالت: مَنْ صلَّى في اليومِ واللَّيلة ثنتي عشرةَ ركعةً سوى

= ابن عبد الجبار. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1476).

وأخرجه ابن حبان (2452) من طريق الليث، عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1552) من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، والترمذي (415) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق، عن المسيب بن رافع، عن عنبسة، عن أم حبيبة، به. وفيهما:"وركعتين بعد العشاء بدل وركعتين قبل العصر". قال الترمذي: وحديث عنبسة عن أم حبيبة في هذا الباب حسن صحيح. وهو كما قال؛ لأنَّ رواية إسرائيل عن جده أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إيَّاه، ورواية الثوري عن أبي إسحاق قبل اختلاطه.

وأخرجه -دون ذكر الأوقات- أحمد (26775) و (26781)، ومسلم (728):(103)، وأبو داود (1250)، والمصنف في "الكبرى"(491) و (492)، وابن حبان (2451) من طريق النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس، به.

(1)

حديث صحيح دون قوله: "واثنتين قبل العصر"، والمحفوظ كما سلف بيانه في الرواية السابقة:"وركعتين بعد العشاء". وهذا إسناد فيه أبو إسحاق -وهو السَّبيعي- وقد اختلط، وفيه فُليح -وهو ابن سليمان- وهو ليس بالقوي فيما قاله المصنِّف عقِبَه. المسيِّب: هو ابن رافع، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1483).

ص: 427

المكتوبةِ بُنِيَ له بيتٌ

(1)

في الجنَّة؛ أربعًا قبلَ الظُّهر، وركعَتَينِ بعدَها، وثنتَينِ قبلَ العصر، وثنتَينِ بعدَ المغرب، وثنتَينِ قبلَ الفجر

(2)

.

‌67 - باب الاختلاف على إسماعيل بن أبي خالد

1804 -

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم قال: حدَّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إسماعيل، عن المُسيِّب بن رافع، عن عنبسة بن أبي سفيان

عن أمِّ حبيبة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ صلَّى في اليوم واللَّيلة

(3)

ثِنْتَي عشرة ركعةً بُني له بيتٌ في الجنَّة"

(4)

.

1805 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدَّثنا يعلى قال: حدَّثنا إسماعيل، عن المُسيِّب بن رافع، عن عَنْبَسة بن أبي سفيان

عن أمِّ حبيبة قالت: مَنْ صَلَّى في الليل والنَّهار ثِنْتَي عشرةَ ركعةً سوى

(1)

في (م) و (ر): بنى الله له بيتًا.

(2)

صحيح دون قوله: "وثنتين قبل العصر"، والمحفوظ كما سلف بيانُه عند الرواية (1801):"وركعتين بعد العشاء"، وهذا إسناد فيه أبو إسحاق - وهو السَّبيعي - وقد اختلط، ورواية زهير - وهو ابن معاوية - عنه بعد اختلاطه، وهو - وإن رُوي هنا موقوفًا - له حكم المرفوع؛ لأنَّ مثله لا يُقال بالرأي. أبو نُعيم: هو الفضل بن دُكين. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1477).

(3)

في (م) وهامشي (ك) و (هـ): يوم وليلة.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، فقد اختُلِفَ فيه على إسماعيل - وهو ابن أبي خالد - كما هو مُبيَّنٌ في "مسند" أحمد عند تخريج الرواية (26769). وهو في "السنن الكبرى" برقم (1478).

وأخرجه أحمد (26769)، وابن ماجه (1141) من طريق يزيد بن هارون بهذا الإسناد.

وسيرد في الرواية التالية من طريق يعلى بن عبيد، عن إسماعيل به موقوفًا.

وسيرد في الرواية (1806) من طريق عبد الله بن المبارك، عن إسماعيل، عن المسيب، عن أم حبيبة موقوفًا. ولم يذكر عنبسة في الإسناد.

ص: 428

المكتوبة بنى له بيتٌ في الجنَّة

(1)

.

1806 -

أخبرنا محمد بن حاتم قال: حدَّثنا محمد بن مكيّ وحِبَّان قالا: حدَّثنا عبد الله، عن إسماعيل، عن المُسيِّب بن رافع

عن أم حبيبة قالت: مَنْ صلَّى في يوم وليلة ثنتي

(2)

عشرة ركعة سوى المكتوبة بنى الله عز وجل له بيتًا في الجنَّة

(3)

.

لم يرفَعْه حُصَين، وأدخلَ بين عَنْبَسة وبين المُسَيِّبِ ذكوانَ:

1807 -

أخبرنا زكريَّا بن يحيى قال: حدَّثنا وَهْب قال: حدَّثنا خالد، عن حُصَين، عن المُسيِّب بن رافع، عن أبي صالح ذكوان قال: حدَّثني عَنْبَسة بن أبي سفيان

أنَّ أمَّ حبيبة حدَّثَتُه أَنَّه

(4)

مَنْ صلَّى في يومٍ ثِنْتَي عشرةَ ركعةً بُنِيَ له بيتٌ

(5)

في الجنَّة

(6)

.

(1)

صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية السابقة. يعلى: هو ابن عبيد. وهو - وإن رُوي هنا موقوفًا - له حكم الرفع؛ لأنَّ مثله لا يُقال بالرأي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1479).

(2)

في (ر) و (م) و (هـ): اثنتي.

(3)

صحيح، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه كما سلف الكلام عليه عند الرواية (1804)، ولانقطاعه، المسيِّب بن رافع لم يسمعه من أم حبيبة، بينهما عنبسة بن أبي سفيان، وهو - وإن روي هنا موقوفًا - له حكم الرفع؛ لأنَّ مثله لا يُقال بالرأي. حِبَّان: هو ابن موسى السَّلمي، وعبد الله: هو ابن المبارك. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1493).

(4)

بعدها في (ر) و (هـ) زيادة: قال. وهي زيادة مقحمة.

(5)

في هامش (ك): بنى الله له بيتًا.

(6)

صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على حصين -وهو ابن عبد الرَّحمن- كما هو مُبيِّنٌ في "مسند أحمد" عند تخريج الرواية (26769)، وهو - وإن روي هنا موقوفًا - له حكم المرفوع؛ لأنَّ مثله لا يُقال بالرأي. وهب: هو ابن بقيَّة الواسطي، وخالد هو ابن عبد الله الواسطي الطحان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1480).

ص: 429

1808 -

أخبرنا يحيى بن حبيب قال: حدَّثنا حماد، عن عاصم، عن أبي صالح عن أم حبيبة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صلَّى في يومٍ ثِنْتَي عشرةَ ركعة سوى الفريضة بنى الله له أو بنى له بيت

(1)

في الجنَّة"

(2)

.

1809 -

أخبرنا علي بن المثنى

(3)

، عن سويد بن عمرو قال: حدّثني حمَّاد، عن عاصم، عن أبي صالح

عن أمِّ حبيبة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ صَلَّى ثِنْتَي عشرة ركعةً في يومٍ وليلة بنى الله له بيتًا في الجنَّة"

(4)

.

1810 -

أخبرنا زكريا بن يحيى قال: حدَّثنا إسحاق قال: حدَّثنا النَّضر قال: حدَّثنا حمَّاد بن سلمة، عن عاصم عن أبي صالح

(1)

في (ر): بنى الله له بيتًا.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، فقد اختُلِفَ فيه على عاصم - وهو ابن بهدلة - كما هو مبسوط في "مسند أحمد" عند الكلام على الرواية (26768)، ولانقطاعه؛ قال البخاريّ في "التاريخ الكبير" 7/ 37 بعد أن أخرجه: هذا مرسل. يعني أنَّ أبا صالح - وهو ذكوان السمان - لم يسمعه من أم حبيبة، فالحديث حديث عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة كما سلف بيانه في الرواية (1801) وغيرها. حماد: هو ابن زيد. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (1481).

وأخرجه أحمد (26768) و (27411) من طريق حمّاد بن زيد، بهذا الإسناد.

وسيرد في الروايتين التاليتين من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم، به. لكن الأولى مرفوعة، والثانية موقوفة.

(3)

في (م) وهامش (ر): محمد بن المثنى، قال المزي في "التحفة" 11/ 307: هكذا في رواية ابن السُّني "عن علي بن المثنى"، وفي رواية ابن حيويه "عن محمد بن المثنى"، وفي بعض النسخ:"عن ابن المثنى".

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية السابقة. حماد: هو ابن سلمة. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (1492).

ص: 430

عن أمِّ حبيبة قالت: مَنْ صلَّى في يوم اثنتي عشرة ركعةً بُنِيَ له بيت في الجنَّة

(1)

.

1811 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: حدَّثنا يحيى بن إسحاق قال: حدَّثنا محمد بن سليمان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ صَلَّى في يومٍ ثنْتَي عشرةَ ركعةً سوى الفريضةِ، بنى اللهُ له بيتًا في الجنَّة"

(2)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: هذا خطأ، ومحمد بن سليمان ضعيف، هو ابن الأصبهانيّ، وقد رُويَ هذا الحديث من أوجُهٍ سوى هذا الوجه بغير اللَّفظ الَّذِي تقدَّم ذِكْرُه.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية (1808)، ثمَّ إنَّ النَّضر - وهو ابن شميل - خالف في وقفه الرُّواةَ عن حماد - وهو ابن سلمة - فرَوَوْه عنه مرفوعًا كما في الرواية السابقة، وكما هو مُبيَّنٌ في تخريج الرواية (26768) من "مسند" أحمد، وهو - وإن رُوي هنا موقوفًا - له حكم المرفوع؛ لأنَّ مثلَه لا يُقال بالرأي.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن سليمان - وهو ابن الأصبهاني - وقد أخطأ فيه كما قال البخاريّ في "التاريخ الكبير" 7/ 37، والمصنِّف عقب هذا الحديث، وابن عدي في "الكامل" 2317، والدارقطني في "العلل" 8/ 185 و 15/ 275. قال الدارقطني 8/ 184 - 185: وأبو صالح إنَّما رواه عن عنبسة، عن أم حبيبة. وقال البخاريّ في التاريخ الكبير 1/ 99 بعد إيراده: وهذا أصح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1482).

وأخرجه ابن ماجه (1142) عن ابن أبي شيبة، عن محمد بن سليمان، بهذا الإسناد.

وقد صح الحديث من حديث أم حبيبة مرفوعًا كما سلف بيانه عند الكلام على الرواية (1801)، وتنظر بقية أحاديث الباب في مسند أحمد عند الرواية (10463).

وأمَّا الصحيح عن أبي هريرة فهو الموقوف فيما أخرجه أحمد (10462) بلفظ: ما من عبدٍ يُصلِّي في يومٍ ثنتي عشرة ركعة تطوعًا إلا بُنيَ له بيتٌ في الجنة. لكن -وإن رُوي هكذا موقوفًا- له حكم المرفوع؛ لأنَّ مثلَه لا يُقال بالرأي.

ص: 431

1812 -

أخبرني يزيد بن محمد بن عبد الصَّمد قال: حدَّثنا هشام العطَّار قال: حدّثني إسماعيل بن عبد الله بن سَمَاعة عن موسى بن أَعْيَن، عن أبي عَمرو الأوزاعيّ، عن حسَّان بن عطيَّة قال: لمَّا نُزِلَ بعَنْبَسة جعل يتضوَّر، فقيل له، فقال:

أمَا إِنِّي سمعت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تُحدِّث، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ:"مَنْ ركَعَ أربَعَ ركَعاتٍ قبلَ الظُّهر وأربَعًا بعدَها حرَّم اللهُ عز وجل لحمَه على النَّار" فما تركتُهُنَّ منذُ سمِعْتُهنَّ

(1)

.

1813 -

أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال قال: حدَّثنا أبي قال: حدَّثنا عُبيد الله، عن زيد بن أبي أُنَيسة قال: حدّثني أيوبُ - رجلٌ من أهل الشَّام - عن القاسم الدِّمشقيّ، عن عَنْبَسة بن أبي سفيان قال:

أخبرَتْني أختي أمُّ حبيبة زوجُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّ حبيبَها أبا القاسم صلى الله عليه وسلم أخبرها قال: "ما مِنْ عبدٍ مؤمنٍ يُصلِّي أربَعَ ركَعاتٍ بعد الظُّهر، فتمسُّ وَجْهَه

(2)

النَّارُ أبدًا إنْ شاءَ اللهُ عز وجل"

(3)

.

(1)

إسناده صحيح، هشام العطار: هو ابن إسماعيل، والأوزاعي: هو عبد الرَّحمن بن عمرو. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1484).

وأخرجه أحمد (26764) عن روح بن عبادة، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.

وسيرد في الروايات الخمس الآتية.

(2)

في نسخة بهامش (ك): جلده. وجاءت العبارة في نسخة بهامش (هـ): فلا تمس النار جلده.

(3)

صحيح كما سلف في الرواية السابقة وفيها زيادة أربع ركعات قبل الظهر، وكذلك سيأتي في تخريج هذه الرواية، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أيوب الراوي عن القاسم: وهو ابن عبد الرَّحمن الشامي صاحب أبي أمامة. عبيد الله: هو ابن عمرو الرقي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1489).

وأخرجه - بزيادة أربع ركعات قبل الظهر - الترمذي (428) من طريق العلاء بن الحارث، عن القاسم بهذا الإسناد وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

ص: 432

1814 -

أخبرنا أحمد بن ناصح قال: حدَّثنا مروان بن محمد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان

عن أم حبيبة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:"مَنْ صَلَّى أربَعَ رَكَعَاتٍ قبل الظُّهر وأربعًا بعدَها حرَّمه اللهُ عز وجل على النَّارِ"

(1)

.

1815 -

أخبرنا محمود بن خالد، عن مروان بن محمد قال: حدَّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان

عن أمِّ حبيبة. قال مروان: وكان سعيدٌ إذا قُرِئ عليه: عن أمِّ حبيبة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أقرَّ بذلك ولم يُنكِرْه

(2)

، وإذا حدَّثنا به هو لم يرفَعْه. قالت: مَنْ ركعَ أربعَ ركَعاتٍ قبلَ الظُّهر وأربعًا بعدَها حرَّمه اللهُ على النَّار

(3)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: مكحول لم يسمَع من عَنبسة شيئًا.

1816 -

أخبرنا عبد الله بن إسحاق قال: حدَّثنا أبو عاصم قال: حدَّثنا سعيد بن عبد العزيز قال: سمعتُ سليمان بن موسى يُحدِّث، عن محمد بن أبي سفيان قال: لمَّا نزلَ به الموتُ أخذه أمر شديد، فقال:

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، مكحول - وهو الشامي - لم يسمع من عنبسة شيئًا كما قال المصنِّف بإثر الرواية التالية، وكذا قال البخاريّ فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 160، وأبو زرعة وهشام بن عمار فيما نقله عنهما المنذري في "اختصار السنن" 2/ 79. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1491).

وأخرجه أبو داود (1269) من طريق النعمان بن المنذر، عن مكحول، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (26772) من طريق ابن لهيعة، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن مولى لعنبسة، عن عنبسة، به.

وسلف برقم (1812) بإسناد صحيح.

(2)

قوله: "ولم ينكره" من (هـ) وهامش (ك).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1485).

ص: 433

حدَّثتني أختي أمُّ حبيبة بنت أبي سفيان قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حافظَ على أربَعِ رَكَعَاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربَعٍ بعدَها حرَّمه الله تعالى على النَّار

(1)

.

1817 -

أخبرنا عمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا أبو قتيبة قال: حدَّثنا محمد بن عبد الله الشُّعيثيُّ، عن أبيه، عن عَنْبَسة بن أبي سفيان

عن أمِّ حبيبة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ صلَّى أربعًا قبل الظُّهر وأربعًا بعدها لم تمسّه النَّار"

(2)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: هذا خطأ، والصَّواب حديث مروان من حديث سعيد ابن عبد العزيز.

آخر كتاب الصلاة

(3)

* * *

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد أخطأ فيه أبو عاصم: وهو الضحاك بن مَخْلَد، والصواب فيه فيما قاله الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (في ترجمة محمد بن أبي سفيان): عن سعيد، عن سليمان، عن مكحول، عن عنبسة، عن أخته. وكذا رواه غير واحد عن مكحول. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (1486).

وسلف برقم (1812) بإسناد صحيح.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة والد محمد بن عبد الله - وهو عبد الله بن المهاجر الشُّعيثي - فقد تفرد بالرواية عنه ابنه، وقال ابن حبان في "الثقات": يُعتبر بحديثه من غير رواية ابنه. وأبو قتيبة: هو سَلَّم بن قتيبة والحديث في "السنن الكبرى" برقم (1490).

وأخرجه أحمد (27403)، والترمذي (427)، وابن ماجه (1160) من طريقين عن محمد ابن عبد الله الشعيثي، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حديث حسن غريب.

وسلف برقم (1812) بإسناد صحيح.

(3)

في (م): آخر كتاب قيام الليل، وهو آخر كتاب الصلاة.

ص: 434