المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌20 - كتاب الجنائز ‌ ‌1 - باب تمنِّي الموت 1818 - أخبرنا - سنن النسائي - ط الرسالة - جـ ٤

[النسائي]

فهرس الكتاب

‌20 - كتاب الجنائز

‌1 - باب تمنِّي الموت

1818 -

أخبرنا هارون بن عبد الله، حدَّثنا مَعْنُ قال: حدَّثنا إبراهيم بن سعد، عن الزُّهريِّ، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتْبة

عن أبي هريرةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَتمنَّينَّ أحدٌ منكم

(1)

الموتَ؛ إمَّا مُحْسِنًا

(2)

، فلعلَّه أن يزدادَ خيرًا، وإِمَّا مُسيئًا

(3)

، فلعله أن يَسْتَعْتِبَ"

(4)

.

(1)

في (ر) و (هـ) وهامش (ك): أحدكم. وجاء في هامشي (ر) و (هـ): أحد منكم، كباقي النسخ.

(2)

في هامش (هـ): محسن.

(3)

في هامش (هـ): مسيء.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن أعلَّه المصنِّف بالرواية التالية وهي من طريق الزُّبيدي، عن الزهري، عن أبي عبيد مولى عبد الرَّحمن بن عوف، عن أبي هريرة، فقد نقل المزِّيُّ عن المصنِّف في "التحفة" 9/ 464 أنه قال بعدما أخرجه من طريق الزُّبيدي: هذا عندي أولى بالصواب، والزُّبيدي أثبتُ في الزُّهري من إبراهيم، وإبراهيم ثقة. وقال المصنِّف في "السنن الكبرى" عقب رواية الزبيدي (1958): وهذا أولى بالصواب من الذي قبله.

معن: هو ابن عيسى بن يحيى الأشجعي. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (1957).

وأخرجه أحمد (7578)، وابن حبان (3000) من طرق عن إبراهيم بن سعد الزهري، بهذا الإسناد.

وذكر الدارقطني في العلل" 11/ 47 أنَّ إسحاق بن منصور خالف الحُفَّاظ، فرواه عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ووهم فيه.

وتُنظر الرواية التالية.

قال السِّندي: "إمَّا مُحسنًا" بكسر الهمزة بتقدير "يكون"، أي: لا يخلو إمَّا أن يكون محسنًا فليس له أن يتمنَّى، فإنَّه لعله يزداد خيرًا بالحياة، وإمَّا مُسيئًا" فكذلك ليس له أن يتمنَّى، فإنَّه "لعلَّه أن يَسْتعتِب" أي: يرجع عن الإساءة، ويطلب رضا الله بالتوبة، وجملة "إمَّا محسنًا" =

ص: 5

1819 -

أخبرنا عمرو بن عثمان قال: حدَّثنا بقيَّة قال: حدَّثني الزُّبيديُّ قال: حدَّثني الزُّهري، عن أبي عُبيدٍ مولى عبد الرَّحمن بن عوف

أنَّه سمعَ أبا هريرةَ يقول: قال رسولُ الله: "لا يَتمنَّينَّ

(1)

أحدُكم

(2)

الموت؛ إما محسنًا فلعله أن يعيش يزدادُ

(3)

خيرًا، وهو خيرٌ له، وإمَّا مُسيئًا فلعله أن يَسْتَعْتِبَ"

(4)

.

1820 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا يزيد - وهو ابن زُرَيع - عن حُميد

عن أنس، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يتمنَّينَّ

(5)

أحدُكُم الموتَ لضُرٍّ نزَلَ به في الدُّنيا، ولكِنْ لِيقُلْ: اللهمَّ أحْيِني ما كانتِ الحياةُ خيرًا لي، وتوفَّني إذا كانتِ الوفاة خيرًا لي"

(6)

.

= إلخ، بمنزلة التعليل للنَّهي، ويمكن أن يكون "أمَّا" بفتح الهمزة، والتقدير: أمَّا إن كان محسنًا فليس له التمنِّي؛ لأنَّه لعله يزداد بالحياة خيرًا، فهو مثل قوله تعالى:{فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [الواقعة: 88].

(1)

في (ك) وهامش (هـ): يتمنى، وفي (ق): يتمنَّ.

(2)

في (هـ): أحد منكم.

(3)

في هامشي (ك) و (م): يعش يزدد.

(4)

حديث صحيح، بقية: هو ابن الوليد، وهو - وإن يكن يدلِّس تدليس التسوية، ولم يُصرِّح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد - قد تُوبع. الزُّبيدي: هو محمد بن الوليد. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (1958).

وأخرجه أحمد (10669) من طريق محمد بن أبي حفصة، و (8086)، والبخاري (7235) من طريق معمر، والبخاري (5673) من طريق شعيب، ثلاثتهم عن الزهري، بهذا الإسناد.

وتنظر الرواية السابقة.

(5)

في (م): يتمنى، وفوقها: يتمنينّ.

(6)

إسناده صحيح، قُتيبة: هو ابن سعيد، وحُميد: هو ابن أبي حُميد الطويل. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1959).

وأخرجه أحمد (12015)، وابن حبان (969) و (2966) من طرق عن حميد، بهذا الإسناد. =

ص: 6

1821 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال: حدَّثنا إسماعيل بن عُليَّة، عن عبد العزيز. ح: وأخبرنا عمران بن موسى قال: حدَّثنا عبد الوارث قال: حدَّثنا عبد العزيز

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا لا يتمنَّى أحدُكم الموتَ لضُرٍّ نزَلَ به، فإن كان لا بُدَّ مُتمنِّيًا الموتَ فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياةُ خيرًا لي، وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي"

(1)

.

‌2 - باب الدُّعاء بالموت

1822 -

أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال: حدّثني أبي قال: حدّثني إبراهيم ابن طهمان عن الحجَّاج - وهو البصريُّ - عن يونس، عن ثابت

= وأخرجه أحمد (12755) و (13166)(13708)، والبخاري (7233) ومسلم (2680):(11)، وأبو داود (3109)، والمصنف في "الكبرى"(10832) و (10833) من طرق عن أنس، به.

وسيرد في الحديثين الآتيين.

(1)

إسناداه صحيحان، عبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري، وعبد العزيز: هو ابن صهيب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1960)، وهو بالإسناد الأول برقمي (7475) و (10829).

وأخرجه الترمذي (971) عن علي بن حجر، بالإسناد الأول.

وأخرجه ابن ماجه (4265) عن عمران بن موسى، بالإسناد الثاني.

وأخرجه أحمد (11979)، والبخاري (6351)، ومسلم (2680):(10) من طريق إسماعيل بن علية، بالإسناد الأول.

وأخرجه أبو داود (3108)، وابن حبان (3001) من طريقين عن عبد الوارث، بالإسناد الثاني.

وأخرجه أحمد (13166)، والمصنف في "الكبرى"(10831) وابن حبان (968) من طريق شعبة، عن عبد العزيز، به.

وسلف في الحديث قبله.

ص: 7

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَدْعُوا بالموتِ ولا تَتَمَنَّوه، فَمَنْ كان داعيًا لا بُدَّ فليَقُلْ: اللهمَّ أحْيِني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي"

(1)

.

1823 -

أخبرنا محمد بشَّار قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد قال: حدَّثنا إسماعيل قال: حدّثني قيس قال:

دخلتُ على خَبَّابٍ وقد اكتوى في بطنه سبعًا، وقال: لولا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن نَدْعُوَ بالموتِ دَعَوْتُ به

(2)

.

‌3 - باب كثرة ذكر الموت

1824 -

أخبرنا الحسين بن حُرَيث قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو. ح وأخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: حدَّثنا يزيد قال: أخبرنا محمد

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حفص بن عبد الله: وهو ابن راشد السَّلمي. يونس: هو ابن عبيد، وثابت: هو ابن أسلم البُناني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1961).

وأخرجه أحمد (12664) و (13020) و (13165) و (13579)، والبخاري (6571)، ومسلم (2680):(10) من طرق عن ثابت، بهذا الإسناد.

وسلف في سابِقَيه.

(2)

إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطان، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم وهو في "السنن الكبرى" برقم (1962).

وأخرجه أحمد (21079) و (27216)، والبخاري (6349)(6350) من طريق يحيى بن سعيد بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (21059) و (21069) و (21070)، والبخاري (5672) و (6430) و (7234)، ومسلم (2681) من طرق عن إسماعيل، به.

وأخرجه أحمد (21054) و (21072)، والترمذي (2483)، وابن ماجه (4163) من طريق حارثة بن مضرب، عن خباب، به.

ص: 8

ابن إبراهيم، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكثروا ذِكْرَ هَاذِم اللَّذَّات"

(1)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: محمد بن إبراهيم والد أبي بكر بن أبي شيبة.

1825 -

أخبرنا محمد بن المثنَّى، عن يحيى، عن الأعمش قال: حدَّثني شَقيق

عن أمِّ سلمة قالت: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا حضَرْتُم المريضَ

(2)

فقولوا خيرًا، فإنَّ الملائكة يُؤمنون على ما تقولون" فلمَّا ماتَ

(1)

حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد رجالُه ثقات غير محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- فهو صدوق له أوهام، وقد حسَّن حديثه هذا الترمذي، وصحَّحه ابن حبان والحاكم 4/ 321، ونقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 2/ 101 تصحيحه أيضًا عن ابن السكن وابن طاهر، وأعلَّه الدارقطني وحده بالإرسال فقال في "العلل" 8/ 39 - 40: ورواه أبو أسامة وغيره، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة مرسلًا، والصحيح المرسل.

قلت: قد رواه هكذا ابن أبي شيبة (35467) عن محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو، به مرسلًا.

يزيد: هو ابن هارون، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرَّحمن بن عوف، والحديث في "السنن الكبرى" برقم (1963).

وأخرجه ابن حبان (2994) عن محمد بن أبي عون، عن الحسين بن حريث، بالإسناد الأول.

وأخرجه الترمذي (2307)، وابن ماجه (4258)، وابن حبان (2992) و (2995) من طريقين عن الفضل بن موسى، بالإسناد الأول.

وأخرجه أحمد (7925) عن يزيد بن هارون، بالإسناد الثاني.

وأخرجه ابن حبان (2993) من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن محمد بن عمرو، به. وللحديث شواهد تنظر في "مسند" أحمد (7925).

قوله: "هاذم اللَّذَّات" قال السِّندي: بالذال المعجمة، بمعنى: قاطعها، أو بالمهملة: من هدم البناء، والمراد الموتُ، وهو هادم اللَّذَّات، إمَّا لأنَّ ذِكْرَه يُزهد فيها، أو لأنَّه إذا جاء ما يبقي من لذائذ الدنيا شيئًا، والله أعلم.

(2)

في (هـ) وهامش (ك): الميت.

ص: 9

أبو سلمة قلتُ: يا رسولَ الله، كيفَ أقول؟ قال:"قولي: اللهمَّ اغْفِرْ لَنا ولَه، وأعْقِبْني منه عُقبى حسنةً"، فأعقبني اللهُ عز وجل منه محمدًا صلى الله عليه وسلم

(1)

.

‌4 - باب تلقين الميِّت

1826 -

أخبرنا عمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا بشر بن المُفَضَّل قال: حدَّثنا عُمارة بن غَزِيَّة قال: حدَّثنا يحيى بن عُمارة قال: سمعت أبا سعيد. ح: وأخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا عبد العزيز، عن عُمارة بن غَزِيَّة، عن يحيى بن عُمارة

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَقِّنوا مَوْتاكم: لا إلهَ إِلَّا الله"

(2)

.

(1)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وشقيق: هو ابن سلمة. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1964) و (10841).

وأخرجه أحمد (26608) عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (26497) و (26608) و (26739)، ومسلم (919)، وأبو داود (3115)، والترمذي (977)، وابن ماجه (1447)، وابن حبان (3005) من طرق عن الأعمش، به. وبعض الروايات مختصرة.

ورُوي بنحوه من طريق قبيصة بن ذؤيب، عن أم سلمة. وينظر تمام تخريجه في "مسند" أحمد (26543).

قال السِّندي: قوله: "فقولوا خيرًا" أي: ادعوا له بالخير لا بالشرِّ، وادعوا بالخير مطلقًا، لا بالويل ونحوه، والأمر للندب، ويحتمل أنَّ المراد: أي: فلا تقولوا شرًّا، فالمقصود النَّهي عن الشرِّ لا الأمر بالخير.

"وأعقِبْني" من الإعقاب، أي: أبدلني وعَوِّضني. "منه" أي: في مقابلته. "عُقْبى" كبُشرى، أي: بدلًا صالحًا.

(2)

إسناده صحيح من جهة بشر بن المفضَّل، وقويٌّ من جهة عبد العزيز: وهو ابن محمد الدَّراوردي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1965).

وأخرجه أحمد (10993)، ومسلم (916)، وأبو داود (3117)، والترمذي (976)، وابن حبان (3003) من طريق بشر بن المفضل، بالإسناد الأول. =

ص: 10

1827 -

أخبرنا إبراهيم بن يعقوب قال: حدَّثني أحمد بن إسحاق قال: حدَّثنا وُهَيبٌ قال: حدَّثنا منصور بن صفيَّة، عن أمِّه صفيَّة بنت شيبة

عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَقِّنوا هَلْكاكُم

(1)

قولَ

(2)

: لا إلهَ إلَّا الله"

(3)

.

‌5 - باب علامة موت المؤمن

1828 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا يحيى، عن المُثَنَّى بن سعيد، عن قَتادة، عن عبد الله بن بُرَيدة

عن أبيه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَوْتُ المؤمن بِعَرَقِ

(4)

الجَبين"

(5)

.

= وأخرجه مسلم (916) عن قتيبة بن سعيد، بالإسناد الثاني.

وأخرجه مسلم (916)، وابن ماجه (1445) من طريق سليمان بن بلال، عن عمارة بن غزية، به.

قال السِّندي: قوله: "لقِّنوا موتاكم" المراد مَنْ حضره الموت لا مَنْ مات، والتلقين: أن يَذكُرَ عنده لا أن يأمره به والتلقين بعد الموت قد جزَمَ كثيرٌ أنَّه حادث، والمقصود أن يكون آخِرَ كلامه: لا إله إلا الله، ولذلك إذا قال مرَّةً فلا يُعاد عليه، إلَّا إن تكلَّم بكلامٍ آخر.

(1)

في (هـ): موتاكم.

(2)

كلمة "قول" ليست في (هـ) و (ر).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن اختُلِفَ فيه على منصور بن صفية - وهو ابن عبد الرَّحمن الحَجبي - في رفعه ووقفه:

فرواه وهيب - وهو ابن خالد - هنا وفي "السنن الكبرى"(1966)، وفي "الدعاء" للطبراني (1146) عن منصور بن صفية، عن أمه، عن عائشة مرفوعًا.

ورواه ابن جريج - فيما أخرجه عنه عبد الرزاق (6042) - وسفيان بن عيينة - فيما أخرجه عنه ابن أبي شيبة (10964) - كلاهما عن منصور، عن أمه، عائشة موقوفًا.

ويشهد له حديث أبي سعيد الخدري الذي قبله.

(4)

في (ر) و (م) وهامش (ك): عرق، وفوقها في (ر) وهامش (م): بعرق.

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، غير أنَّ قتادة - وهو ابن دِعامة السَّدوسي - لا يُعرف له سماعٌ من عبد الله بن بُريدة فيما قاله البخاريّ في "التاريخ الكبير" 4/ 12، لكنه =

ص: 11

1829 -

أخبرنا محمد بن مَعْمَر قال: حدَّثنا يوسف بن يعقوب قال: حدَّثنا كَهْمَس، عن ابن بُريدة

عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المؤمنُ يموتُ بِعَرَقِ الجَبين"

(1)

.

‌6 - باب شِدَّة الموت

1830 -

أخبرنا عَمرو بن منصور قال: حدَّثنا عبد الله بن يوسف قال: حدَّثني اللَّيث قال: حدَّثني ابنُ الهاد، عن عبد الرَّحمن بن القاسم، عن أبيه

عن عائشة قالت: مات رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وإنَّه لَبَينَ حاقِنَتي وذاقِنَتي، فلا أكرَهُ شِدَّة الموت لأحدٍ أبدًا بعدَ ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم

(2)

.

= تُوبع كما في الرواية التالية. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وبُريدة: هو ابن الحُصَيب، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1967).

وأخرجه الترمذي (982) عن محمد بن بشَّار، بهذا الإسناد وقال: هذا حديث حسن.

وأخرجه أحمد (22964) و (23047)، وابن ماجه (1452)، وابن حبان (3011) من طريق يحيى بن سعيد، به.

وأخرجه أحمد (23022) و (23047) من طريقين عن المثنى بن سعيد، به.

وسيرد في الرواية التالية بإسناد صحيح.

قال السِّندي: قوله: "موت المؤمن بعَرَقِ الجبين" قيل: هو لِما يُعالِجُ من شدة الموت، فقد تبقى عليه بقيَّةٌ من ذنوب، فيشَدَّدُ عليه وقت الموت ليخلُص عنها. وقيل: هو من الحياء، فإنَّه إذا جاءت البشرى مع ما كان قد اقترف من الذنوب حصل له بذلك خجلٌ وحياءٌ من الله تعالى، فعَرِق لذلك جبينه. وقيل: يحتمل أنَّ عرق الجبين علامةٌ جُعِلَت لموت المؤمن، وإن لم يُعقَلْ معناه.

(1)

إسناده صحيح، يوسف بن يعقوب: هو ابن أبي القاسم السَّدوسي الضُّبَعي، وكَهْمَس: هو ابن الحسن، وابن بريدة: هو عبد الله. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1968).

وسلف في الذي قبله.

(2)

إسناده صحيح، الليث: هو ابن سعد، وابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله ابن الهاد. =

ص: 12

‌7 - باب الموت يوم الاثنين

1831 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا سفيان، عن الزُّهريّ

عن أنس قال: آخِرُ نَظرةٍ نظَرْتُها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كشَفَ السِّتارةَ والنَّاسُ صُفوفٌ خَلْفَ أبي بكر رضي الله عنه، فأراد أبو بكر أن يرتدَّ، فأشارَ إليهم أنِ امكُثُوا وألقى السِّجْف، وتُوفِّيَ من آخر ذلك اليوم، وذلك يومُ الاثنين

(1)

.

= والقاسم والد عبد الرَّحمن: هو ابن محمد بن أبي بكر الصدِّيق. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1969) و (7069).

وأخرجه البخاريّ (4446) عن عبد الله بن يوسف، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (24354) و (24482) من طريقين عن الليث، به.

وأخرجه - مطولًا - البخاريّ (4438) من طريق صخر بن جويرية، عن عبد الرَّحمن بن القاسم، به.

ويُروى بنحوه من غير هذا الوجه، ويُنظر تمام تخريجه في "مسند" أحمد (24039).

قال السِّندي: قوله: حاقنتي؛ في القاموس: الحاقنة المعدة وما بين الترقوتين وحبل العاتق، أو: ما سفَلَ من البطن.

وذاقنتي: الذقن، وقيل: طرف الحلقوم، وقيل: ما يناله الذَّقَن من الصَّدر.

(1)

إسناده صحيح قتيبة: هو ابن سعيد، وسفيان هو ابن عيينة، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1970) و (7072).

وأخرجه أحمد (12072)، ومسلم (419):(99)، وابن ماجه (1624) من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (12666) و (13028) و (13029) و (13030)، والبخاري (680) و (754) و (1205) و (4448)، ومسلم (419):(98) و (99)، وابن حبان (6620) من طرق عن الزهري، به. وبعضهم يزيد على بعض.

والسِّجْف قال السِّندي: هو السِّتر.

ص: 13

‌8 - باب الموت بغير مولده

1832 -

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وَهْبٍ قال: أخبرني حُيَيُّ بن عبد الله، عن أبي عبد الرَّحمن الحُبليّ

عن عبد الله بن عمرو قال: مات رجلٌ بالمدينة مِمَّن وُلِدَ بها، فصلَّى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قال:"يا لَيْتَه ماتَ بغَيرِ مَوْلِدِه" قالوا: ولِمَ ذاكَ

(1)

يا رسولُ الله؟ قال: "إِنَّ الرَّجلَ إِذا ماتَ بِغَيرِ مَوْلِدِهِ قِيْسَ لَهُ مِن مَوْلِدِهِ إِلى مُنْقَطَعِ أَثَرِه في

(2)

الجنَّة"

(3)

.

‌9 - باب ما يُلْقى به المؤمن من الكرامة عند خروج نفسه

1833 -

أخبرنا عُبيد الله بن سعيد قال: حدَّثنا معاذ بن هشام قال: حدّثني أبي، عن قَتادة، عن قَسَامة بن زهير

عن أبي هريرةَ، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا حُضِرَ المؤمنُ أتَتْهُ ملائكةُ الرَّحمة

(4)

بحَريرةٍ بيضاءَ، فيقولون: اخْرُجي راضيةً مَرْضِيًّا

(5)

عنكِ إِلى رَوْحٍ

(1)

في (م): ذلك.

(2)

في نسخة في هامش (ك): من.

(3)

إسناده ضعيف لضعف حُيي بن عبد الله المعافري، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1971)، وقال عقبه: حُيي بن عبد الله ليس ممَّن يُعتمد عليه، وهذا الحديث عندنا غير محفوظ - والله أعلم - لأنَّ الصحيح عن النبيِّ:"من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فإنِّي أشفع لمن مات بها". قلت: هو عند المصنف في "الكبرى"(4271)، وعند ابن حبان (3742) من حديث صفية بنت أبي عبيد. ابن وهب: هو عبد الله المصري، وأبو عبد الرَّحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المَعافِري.

وأخرجه ابن ماجه (1614)، وابن حبان (2934) من طريق ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (6656) من طريق ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله، به.

(4)

في (ق): ملائكة الرَّحمن.

(5)

في (هـ): مرضية.

ص: 14

الله ورَيْحانٍ، وربٍّ غَيْرِ غضبان، فتخرج كأطيبِ ريحِ المِسك

(1)

، حتَّى إنَّه لَيْناوِلُه

(2)

بعضُهم بعضًا، حتَّى يأتوا

(3)

به بابَ السَّماء، فيقولون: ما أطيبَ هذه الرِّيح الَّتي جاءَتْكم من الأرض! فيأتونَ به أرواحَ المؤمنين، فَلَهُم أَشدُّ فَرَحًا به من أحدِكم بغائبه يَقْدَمُ عليه، فيسألونه: ماذا فَعَلَ فلان؟ ماذا فَعَلَ فلان؟ فيقولون: دَعُوه، فإنَّه كان في غَمِّ الدُّنيا، فإذا قال: أما أتاكم؟ قالوا: ذُهِبَ به إلى أمِّه الهاوية، وإنَّ الكافرَ إذا احتُضِرَ

(4)

أَتَتْه ملائكةُ العذاب بمِسْحٍ، فيقولون: اخْرُجي ساخطةً مسخوطًا عليكِ إلى عذاب الله عز وجل، فتخرج كأنتنِ ريحِ جيفةٍ، حتَّى يأتوا

(5)

به بابَ الأرض، فيقولون: ما أنتن هذه الرِّيح! حتَّى يأتوا

(6)

به

(7)

أرواحَ الكُفَّار"

(8)

.

(1)

في (م) وهامش (ك): مسك.

(2)

في (هـ): ليتناوله.

(3)

المثبت من (ق) و (م) وهامش (ك)، وفي باقي النسخ: يأتون.

(4)

في (هـ) وهامش (ك): حُضِرَ.

(5)

المثبت من (ق) وهامشي (ك) و (ر) وفي باقي النسخ: يأتون.

(6)

المثبت من (ق)، وفي باقي النسخ: يأتون.

(7)

بعدها في (ر) و (م): باب، وعليها في (م) علامة نسخة.

(8)

إسناده صحيح، هشام والد معاذ: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السَّدوسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1972).

وأخرجه ابن حبان (3014)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(24) من طريقين عن معاذ ابن هشام، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(745) من طريق القاسم بن الفضل، والحاكم 1/ 353 من طريق معمر، كلاهما عن قتادة، به.

وخالف همام بن يحيى الرواة عن قتادة فرواه - فيما أخرجه ابن حبان (3013) - عن قتادة، عن أبي الجوزاء، عن أبي هريرة، به. =

ص: 15

‌10 - باب فيمَنْ أحبَّ لقاءَ الله

1834 -

أخبرنا هَنَّاد، عن أبي زُبَيد -وهو عَبْثَر بن القاسم- عن مُطَرِّف، عن عامر، عن شُرَيح بن هانئ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أحبَّ لقاءَ اللهِ أحبَّ اللهُ لِقاءَه، ومَنْ كَرِهَ لِقاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقاءَه" قال شُريح: فأتيتُ عائشةَ، فقلتُ: يا أمَّ المؤمنين، سمعتُ أبا هريرةَ يذكرُ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حديثًا إن كان كذلك

(1)

فقد هَلَكْنا. قالت: وما ذاك؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ لِقاءَ اللهِ أحَبَّ اللهُ لِقاءَه، ومَنْ كَرِهَ لِقاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقاءَه" ولكِنْ ليس مِنَّا أحدٌ إلَّا وهو يَكرَه الموتَ قالت: قد قالَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وليس بالذَّي تذهَبُ إليه، ولكِنْ إذا طَمَحَ البصرُ، وحَشْرَجَ الصَّدرُ، واقشعَرَّ الجِلدُ، فعندَ ذلك:"مَنْ أَحَبَّ لقاءَ اللهِ أحَبَّ اللهُ لِقاءَه، ومَنْ كَرِهَ لِقاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقاءَه"

(2)

.

1835 -

قال

(3)

الحارث بن مسكين - قراءةً عليه وأنا أسمع - عن ابن القاسم،

= وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" 6/ 354 من طريق هشام، ثم قال: وتابعه على هذه الرواية القاسم بن الفضل. ثم قال: قال أبي: هذا أشبه؛ لأنَّ هشامًا أحفظ من همَّام.

(1)

في (م) وهامش (ك): ذلك.

(2)

إسناده صحيح، هنَّاد: هو ابن السِّري، ومُطرِّف هو ابن طريف الكوفي، وعامر: هو ابن شَراحيل الشَّعبي، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1973).

وأخرجه مسلم (2685) من طريق سعيد بن عمرو، عن عبثر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (8556)، ومسلم (2685) من طريقين عن مطرف، به.

وينظر ما بعده.

قال السيوطي: إذا طَمَحَ البصر، أي: امتدَّ وعلا. وحَشْرَجَ الصَّدر، قال في "النهاية": الحَشْرجة: الغرغرة عند الموت وتردُّد النَّفَس.

(3)

في (ر) و (هـ) وفوقها في (م): أخبرنا. والظاهر أنه غلط من النُسَّاخ كما ذكر شمس =

ص: 16

حدّثني مالك. ح: وأخبرنا قتيبةُ قال: حدَّثنا المغيرة، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: إذا أحَبَّ عبدي لقائي أحبَبْتُ لِقاءَه، وإذا كَرِهَ لِقائي كَرِهْتُ لِقاءَه"

(1)

.

1836 -

أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدَّثنا محمد قال: حدَّثنا شعبة، عن قَتادة قال: سمعتُ أنسًا يُحدِّث

عن عبادة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ أَحَبَّ لِقاءَ اللهِ أحَبَّ اللهُ لِقاءَه، ومَنْ كَرِهَ لِقاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقاءَه"

(2)

.

= الدِّين السَّخاوي في "بغية الرَّاغب" 111 - 112 - لأن النسائي عدل عن الإتيان بـ "أخبرنا" ونحوه فيما يرويه عن الحارث لجَفوةٍ كانت بينهما.

(1)

إسناده صحيح من جهة مالك، وقوي من جهة المغيرة وهو ابن عبد الرَّحمن القرشي.

ابن القاسم: هو عبد الرَّحمن، وقتيبة: هو ابن سعيد وأبو الزناد هو عبد الله بن ذكوان. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1974) و (9697).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 240، ومن طريقه أخرجه البخاريّ (7504)، وابن حبان (363).

وأخرجه أحمد (9410) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (8133) و (9453) و (9822)، وابن حبان (3008) من طرق عن أبي هريرة، به. وينظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح، محمد: هو ابن جعفر المعروف بغُنْدَر، وشعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1975).

وأخرجه مسلم (2683) عن محمد بن المثنى، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (22696)، ومسلم (2683) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه الترمذي (2309) من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، به.

وأخرجه أحمد (22744)، والبخاري (6507)، ومسلم (2683) من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، به.

وسيرد في الرواية التالية من طريق سليمان التيمي، عن قتادة، به.

ص: 17

1837 -

أخبرنا أبو الأشعث قال: حدَّثنا المُعْتَمِر قال: سمعتُ أبي يُحدِّث، عن قَتادة، عن أنس بن مالك

عن عبادة بن الصَّامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ لِقاءَ اللهِ أحَبَّ اللهُ لِقاءَه، ومَنْ كَرِهَ لِقاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقاءَه"

(1)

.

1838 -

أخبرنا عمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا عبد الأعلى قال: حدَّثنا سعيد. ح: وأخبرنا حُمَيد بن مَسْعَدة، عن خالد بن الحارث قال: حدَّثنا سعيد، عن قَتادة، عن زُرارة، عن سعد بن هشام

عن عائشة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ أحَبَّ لِقاءَ الله أَحَبَّ اللهُ لِقاءَه، ومَنْ كَرِهَ لِقاءَ الله كَرِهَ اللهُ لِقاءَه". زاد عمرو في حديثه، فقيل: يا رسولَ الله، كراهيةُ لقاء الله كَراهيةُ الموت، كُلُّنا نَكْرَه الموت. قال:"ذاكَ عند مَوْتِه، إذا بُشِّرَ برحمة الله ومغفرتِهِ أحَبَّ لِقَاءَ الله، وأحَبَّ اللهُ لِقاءَه، وإذا بُشِّرَ بعذاب الله كَرِهَ لِقاءَ الله وكَرِهَ الله لقاءه"

(2)

.

(1)

إسناده صحيح، أبو الأشعث: هو أحمد بن المقدام العجلي، والمعتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1976).

وأخرجه الترمذي (1066) عن أبي الأشعث، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح.

وأخرجه ابن حبان (3009) من طريق الحارث بن سريج، عن المعتمر، به.

وسلف في الذي قبله.

(2)

إسناداه صحيحان، سعيد: هو ابن أبي عروبة، وهو -وإن كان قد اختلط- قد روى عنه عبد الأعلى بن عبد الأعلى السَّامي وخالد بن الحارث قبل اختلاطه. قتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي، وزرارة: هو ابن أو فى العامري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1977).

وأخرجه الترمذي (1067) عن حميد بن مسعدة، بالإسناد الثاني.

وأخرجه ابن ماجه (4264) من طريق عبد الأعلى، به.

وأخرجه مسلم (2684) عن محمد بن بن عبد الله الرُّزّي، عن خالد بن الحارث، به.

وأخرجه مسلم (2684)، والترمذي (1067)، وابن حبان (3010) من طريق محمد بن بكر البُرساني، عن سعيد، به.

ص: 18

‌11 - باب تقبيل الميِّت

1839 -

أخبرنا أحمد بن عمرو قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عُروة

عن عائشة، أنَّ أبا بكر قَبَّلَ بينَ عَيْنَي النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو ميِّت

(1)

.

1840 -

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن المثنى قالا: حدَّثنا يحيى، عن سفيان، قال: حدّثني موسى بن أبي عائشة، عن عُبيد الله بن عبد الله

عن ابن عبَّاس، وعن عائشة، أنَّ أبا بكرٍ قَبَّل النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو ميِّت

(2)

.

1841 -

أخبرنا سُوَيد قال: حدَّثنا عبد الله قال: حدَّثنا

(3)

مَعْمَرٌ ويونسُ، قال الزُّهريُّ: وأخبرني أبو سلمة

أنَّ عائشة أخبرَتْه، أنَّ أبا بكر أقبلَ على فرسٍ من مَسْكَنِه بالسُّنْحِ حتَّى نزلَ، فدخلَ المسجدَ، فلم يُكلِّم النَّاسَ حتَّى دخل على عائشة، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم

(1)

إسناده صحيح، ابن وهب: هو عبد الله المصري، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري، وعروة: هو ابن الزبير. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1978) و (7073).

وسيرد في الرواية التالية من طريق عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عبَّاس وعائشة، به. وليس فيه قوله: بين عينيه.

وسيرد - مطولًا - في الرواية (1841) من طريق أبي سلمة، عن عائشة، به.

(2)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان هو ابن سعيد الثوري، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1979) و (7074).

وأخرجه أحمد (2026) و (24278)، والبخاري (4455) و (5709)، وابن ماجه (1457)، وابن حبان (3029) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وسلف في الذي قبله.

(3)

في (ك) وفوقها في (م): قال.

ص: 19

مُسَجًى بِبُرْدِ حِبَرَة، فكشفَ عن وجهِه، ثُمَّ أكبَّ

(1)

عليه فقبَّله، فبكى، ثُمَّ قال: بأبي أنت، والله لا يجمَعُ الله عليكَ مَوْتَتين أبدًا، أمَّا المَوْتَةُ الَّتي كَتبَ

(2)

اللهُ عليك فقد متَّها

(3)

.

‌12 - باب تَسْجية الميِّت

1842 -

أخبرني محمد بن منصور قال: حدَّثنا سفيان قال: سمعتُ ابنَ المُنْكَدِر يقول:

سمعتُ جابرًا يقول: جيء بأبي يومَ أُحُدٍ وَقَدْ مُثِّلَ بهِ، فَوُضِعَ بينَ يَدَي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وقد سُجِّيَ بثوب، فجعلتُ أُريدُ أن أكشِفَ عنه، فنهاني قومي، فأمر به النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فرُفِعَ، فلمَّا رُفِعَ سَمِعَ صوتَ باكِيَةٍ، فقال: "مَنْ

(1)

في نسخة في هامشي (هـ) و (ك): فأكب.

(2)

في (هـ) وهامش (ك): كتبت.

(3)

إسناده صحيح، سويد: هو ابن نصر وعبد الله هو ابن المبارك، ومعمر: هو ابن راشد البصري، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرَّحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1980).

وأخرجه أحمد (24863)، والبخاري (1241) و (1242)، وابن حبان (6620) من طريق عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وفي روايتي البخاريّ وابن حبان زيادة في آخره.

وأخرجه البخاريّ (4452) و (4453) من طريق عقيل، عن الزهري، به. وفيه - أيضًا - زيادة في آخره.

وأخرجه بنحوه ابن ماجه (1627) من طريق ابن أبي مُليكة، عن عائشة.

وسلف مختصرًا في الروايتين السابقتين.

قال السِّندي: قوله: "بالسُّنْح": موضع بعوالي المدينة. "مُسجًّى" كمُغَطًّى وزنًا ومعنًى. "بِبُرْدِ حِبَرَة" بوزن عِنَبة على الوصف أو الإضافة: هو بُرْدَ يمانٍ.

"لا يجمعُ اللهُ عليك مَوْتَتَين" ردٌّ لِما زعمَ عمرُ أنَّه يرجع إلى الدنيا، بأنَّه لو رجعَ لمات ثانيًا، وهو عند الله أعلى قدرًا من أن يجمع له مَوْتَتين.

ص: 20

هذه؟ " فقالوا: هذه بنت عمرو أو أخت عمرو

(1)

، قال:"فلا تبكي - أو: فَلِمَ تبكي؟ - ما زالَتِ الملائكةُ تُظلُّه بأجنحَتِها حتَّى رُفِعَ"

(2)

.

‌13 - باب في البكاء على الميِّت

1843 -

أخبرنا هنَّاد بن السَّريّ قال: حدَّثنا أبو الأحوص، عن عطاء بن السَّائب، عن عكرمة عن ابن عبَّاس قال: لمَّا حُضِرَتْ بنتٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم صغيرةٌ، فأخذَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فضمَّها إلى صدره، ثُمَّ وضعَ يدَه

(3)

عليها، فقَضَتْ

(4)

وهي بينَ يَدَي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكَتْ أمُّ أيمن، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا أمَّ أيمن، أتَبْكِينَ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم عندَكِ؟ " فقالت: ما

(5)

لي لا أبكي ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يبكي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لَسْتُ أبكي، ولكنَّها رحمة" ثُمَّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمنُ بخيرٍ على كلِّ حالٍ، تُنْزَعُ نَفْسُه من بين جَنْبَيه وهو يحمدُ اللهَ عز وجل"

(6)

.

(1)

قوله: "أو أخت عمرو" ليس في (م) و (ر). قال الحافظ في "الفتح" 3/ 194: والصواب: بنت عمرو، وهي فاطمة بنت عمرو.

(2)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة، وابن المنكدر هو محمد وهو في "السنن الكبرى برقم (1981).

وأخرجه أحمد (14295)، والبخاري (1293) و (2816)، ومسلم (2471):(129) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه مسلم (2471): (130) من طرق عن محمد بن المنكدر، به.

وسيرد برقم (1845) من طريق شعبة، عن محمد بن المنكدر، به.

(3)

في (م) ونسخة بهامشي (ك) و (هـ): يديه.

(4)

في (هـ): فقبضت.

(5)

في (م) ونسخة بهامش (ك): وما.

(6)

حديث حسن، عطاء بن السَّائب صدوق قد اختلط، لكنَّ سفيان الثوري - كما سيأتي في التخريج - روى عنه قبل اختلاطه. أبو الأحوص: هو سلَّام بن سُلَيم، وعكرمة: هو مولى ابن عبَّاس. =

ص: 21

1844 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الرَّزَّاق قال: حَدَّثنا مَعْمَر، عن ثابت

عن أنس، أنَّ فاطمةَ بَكَتْ على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ماتَ، فقالت: يا أَبَتَاه، مِنْ رَبِّه ما أدْنَاه، يا أبتاه إلى جبريلَ نَنْعاه، يا أَبَتَاهِ، جَنَّةُ الفِرْدَوسِ مأواه

(1)

.

1845 -

أخبرنا عَمرو بن يزيد قال: حدَّثنا بَهْرُ بن أسد قال: حدَّثنا شعبة، عن محمد بن المُنْكَدِر

عن جابر، أنَّ أباه قُتِلَ

(2)

يومَ أُحُدٍ. قال: فجعلتُ أكشِفُ عن وجهه وأبكي، والنَّاسُ يَنْهَوني، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم ينهاني، وجعلَتْ عمَّتي تَبكيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تَبكِيه، ما زالَتِ الملائكةُ تُظِلُّه بأجنحتِها حتَّى رفعتُموه"

(3)

.

= وهو في "السنن الكبرى" برقم (1982).

وأخرجه أحمد (2412) من طريق أبي إسحاق الفزاري، و (2704) من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، و (2475)، والترمذي في "الشمائل"(325) من طريق سفيان الثوري، ثلاثتهم عن عطاء بن السَّائب، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده صحيح، معمر: هو ابن راشد البصري، وثابت هو ابن أسلم البُناني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1983).

وأخرجه أحمد (13031)، وابن حبان (6621) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاريّ (4462)، وابن ماجه (1630) من طريق حماد بن زيد، عن ثابت، به. وفيهما. زيادة. وينظر "مسند" أحمد (13117).

(2)

في (م) وهامش (ك): مُثِّلَ به.

(3)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1984).

وأخرجه أحمد (14187)، والبخاري (1244)، وتعليقًا (4080)، ومسلم (2471):(130)، والمصنف في "الكبرى"(8190)، وابن حبان (7021) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسلف برقم (1842).

ص: 22

‌14 - باب النَّهي عن البكاء على الميِّت

1846 -

أخبرنا عُتبة

(1)

بن عبد الله بن عُتبة قال: قرأتُ على مالك، عن عبد الله بن عبد الله بن جابر

(2)

بن عَتيك، أنَّ عَتيك بن الحارث - وهو جَدُّ عبد الله بن عبد الله أبو أمِّه - أخبره أنَّ جابر بن عَتيك أخبره، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم جاءَ يعودُ عبدَ الله بن ثابت، فوجدَه قد غُلِبَ عليه

(3)

، فصاحَ به، فلم يُجِبْه، فاسترجَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقال:"قد غُلِبنا عليكَ أبا الرَّبيع". فصِحْنَ النِّساءُ

(4)

وَبَكَيْنَ، فجعلَ ابنُ عَتيك يُسكِّتُهنَّ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "دَعْهُنَّ، فإذا وَجَبَ

(5)

فلا تَبْكِيَنَّ باكِية". قالوا: وما الوُجُوبُ يا رسولَ الله؟ قال: "الموت". قالت ابنتُه: إنْ كنتُ لَأَرجو أن تكونَ شهيدًا، قد كنتَ قَضَيتَ جَهازَكَ. قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "فإنَّ اللهَ عز وجل قد أوقَعَ أَجْرَه عليه على قَدْرِ نِيَّتِه، وما تَعُدُّون الشَّهادة؟ ". قالوا: القَتْلُ في سبيل الله عز وجل. قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الشَّهادةُ سَبْعٌ سوى القَتْلِ في سبيل الله عز وجل: المَطْعونُ شهيد، والمَبْطُونُ شهيد، والغَريقُ شهيد، وصاحِبُ الهَدَمِ شهيد، وصاحِبُ ذات

(1)

تحرفت في (ق) إلى: قتيبة.

(2)

في نسخة في هامشي (هـ) و (ك): جبر (وكذا في الموضع بعده)، وعليها في (ك) علامة الصحة، ونُبِّه عليه في هامش (ك) أنه تصحيف من الإمام مالك. اهـ. وقال الدارقطني في "العلل" 7/ 415: لم يتابع مالكًا أحدٌ على قوله: جابر بن عَتيك، والله أعلم، وهو مما يُعْتَدُّ به على مالك.

(3)

كلمة "عليه" ليست في (ر) و (م).

(4)

في (م): النسوة.

(5)

في (هـ) ونسخة بهامش (ك): وجبت.

ص: 23

الجَنْبِ شهيد، وصاحِبُ الحَرَقِ، شهيد، والمرأةُ تموتُ بِجُمْعٍ شهيدٌ

(1)

"

(2)

.

(1)

في (هـ): شهيدة.

(2)

حديث صحيح، عَتيك بن الحارث بن عتيك ذكره ابن حبان في "ثقاته" وصحَّح حديثه هذا، ورواية مالك لحديثه في "الموطأ" تقويةٌ له، وقد صحَّح حديثَه هذا الحاكم 1/ 351، وقد تُوبع في متنه، فالحديث رُوي من طريق آخر كما سيأتي. والحديث في "السنن الكبرى" برقمي (1985) و (7455) والرواية الثانية مختصرة.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 233 - 234، ومن طريقه أخرجه أحمد (23753)، وأبو داود (3111)، والمصنف في "الكبرى"(7455)، وابن حبان (3189) و (3190).

وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(4607) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عُمير، عن ربيع الأنصاري، أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد ابن أخي جبر

فذكر الحديث. قال المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 333 - 334: رواته محتجٌّ بهم في الصحيح. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 300: رجاله رجال الصحيح وهذه متابعة قوية لعَتيك بن الحارث.

وسيرد برقم (3194) من طريق أبي العُميس، عن عبد الله بن عبد الله بن جبر بن عَتيك، عن أبيه. وقد أخطأ فيه أبو العميس كما بيَّنَّاه ثمَّة.

وسيرد مختصرًا - بقصة إذنه للنسوة بالبكاء - برقم (3195) من طريق داود الطائي، عن عبد الملك بن عمير، عن جبر بن عتيك.

وللحديث شواهد تنظر في "سنن" أبي داود 5/ 28 - 29.

قال السِّندي: قوله: قد غُلِبَ، على بناء المفعول، أي: غلبه الموتُ وشِدَّتُه. وكذا قوله: "قد غُلِبنا عليك" أي: تقديره تعالى غالب علينا في موتك، وإلَّا فحياتُك محبوبةٌ لدينا، لجميل سعيك في الإسلام والخير.

فإذا وجَبَ" أي: مات، أي: الممنوع هو البكاء بعد الموت لا في قُرْبه.

جِهازك، بفتح الجيم وكسرها: ما يحتاج إليه في السفر، والمراد: تمَّمْتَ جهاز آخرَتِك وهو العمل الصالح بالموت.

"المطعون": الذي قتله الطاعون. و"المبطون": الذي قتله البَطْن. و"صاحب الهَدَم" بفتحتين: البناء المنهدِم.

و "صاحب ذات الجَنْب"؛ في "النهاية": هي الدُّمَّلة الكبيرة التي تظهر في باطن الجنب وتنفجر إلى داخل، وقلَّما يسلم صاحبُها. =

ص: 24

1847 -

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا عبد الله بن وَهْبٍ قال: قال معاوية بن صالح: وحدَّثني يحيى بن سعيد، عن عَمْرة

عن عائشة قالت: لمَّا أتى نَعْيُ زَيْدِ بن حارثة وجعفرِ بنِ أبي طالب وعبدِ الله بنِ رَواحة جلسَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعْرَفُ فيه

(1)

الحُزن، وأنا أنظرُ من صِئْرِ الباب، فجاءَه رجلٌ فقال: إِنَّ نساءَ جعفر يَبْكِينَ. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "انطَلِقُ فانْهَهُنَّ". فانطلَقَ، ثُمَّ جاءَ

(2)

فقال: قد نهيتُهُنَّ، فَأَبَيْنَ أن يَنْتَهِيْنَ. فقال:"انطلق فانْهَهُنَّ" فانطلَقَ، ثُمَّ جاءَ، فقال: قد نهيتُهُنَّ، فَأَبَيْنَ أن يَنْتَهِيْنَ. قال:"فانطلِقْ فاحْثُ في أفواهِهِنَّ التُراب". فقالت عائشة: فقلتُ: أَرْغَمَ اللهُ أنْفَ الأبعدِ، إِنَّكَ واللهِ ما تركتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وما أنتَ بفاعل

(3)

.

= و"صاحب الحَرَق" بفتحتين: النار، وصاحب النار: من قتلته النار.

"بجُمْعٍ" بضمِّ الجيم بمعنى: المجموع، وجُوِّز كسر الجيم: وهي التي تموت وفي بطنها ولد. وقيل: هي التي تموت بكرًا، فإنها ماتت مع شيء مجموع فيها غير منفصل عنها من حملٍ أو بكارة.

(1)

في نسخة بهامش (هـ): في وجهه.

(2)

في نسخة بهامشي (هـ) و (ك): فجاء.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسنادٌ قويٌّ من أجل معاوية بن صالح - وهو ابن حُدَير الحضرمي - فهو صدوق، وقد تُوبع يحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري، وعمرة: هي بنت عبد الرَّحمن.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (1986).

وأخرجه مسلم (935) من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (24313)، والبخاري (1299) و (1305) و (4263)، ومسلم (935)، وأبو داود (3122)، وابن حبان (3147) و (3155) من طرق عن يحيى بن سعيد، به.

قوله: من صِئْرِ الباب؛ قال السِّندي: أي: الشَّق الذي كان بالباب.

أرغمَ اللهُ أنفَ الأبعد: تضجُّر منه. ما تركت، أي: من التعب. بفاعل، أي: ما أمرك به على وجهه.

ص: 25

1848 -

أخبرنا عُبيد الله بن سعيد قال: حدَّثنا يحيى، عن عُبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر

عن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"الميِّتُ يُعذِّبُ ببكاء أهلِه عليه"

(1)

.

1849 -

أخبرنا محمود بن غَيْلان قال: حدَّثنا أبو داود قال: حدَّثنا شعبة، عن عبد الله بن صُبيح قال: سمعتُ محمد بن سيرين يقول:

ذُكِرَ عند عِمران بن حُصَين: "الميِّتُ يُعذِّبُ ببكاء الحيِّ" فقال عمران: قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم

(2)

.

(1)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشيخه عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1988).

وأخرجه أحمد (248)، وابن حبان (3135) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (927): (16) من طريق محمد بن بشر، عن عبيد الله، به.

وأخرجه مسلم (927): (18) من طريق أبي صالح، عن ابن عمر، به.

وأخرجه البخاريّ (1290)، ومسلم (927):(19) و (20) من طريق أبي موسى الأشعري، عن عمر، به. وفيه قصة.

وأخرجه - بنحوه - مسلم (927): (21) من طريق أنس بن مالك، عن عمر، به. وفيه قصة أيضًا.

وسيرد برقم (1850) من طريق سالم، عن ابن عمر، به.

وسيرد برقم (1853) من طريق سعيد بن المسيب، عن ابن عمر، به. بلفظ:"الميت يعذَّب في قبره بالنِّياحة عليه".

وسيرد من حديث ابن عمر برقمي (1855) و (1856)، وفيهما اعتراض السيدة عائشة عليه.

وينظر ما سيأتي برقم (1858).

قال السِّندي: قوله: "ببكاء أهله عليه" أي: إذا تسبَّب فيه ورضي به في حياته.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن صُبَيح، أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1987).

وأخرجه ابن حبان (3134) من طريق أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد. =

ص: 26

1850 -

أخبرنا سليمان بن سيف قال: حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدَّثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: قال سالم: سمعتُ عبد الله بن عمر يقول:

قال عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُعذِّبُ الميِّتُ

(1)

ببكاء أهلهِ عليه"

(2)

.

‌15 - باب النِّياحة على الميِّت

1851 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا خالد قال: حدَّثنا شعبة، عن قتادة، عن مُطَرِّف، عن حَكيم بن قيس

أنَّ قيس بن عاصم قال: لا تَنوحوا عليَّ، فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُنَحْ عليه

(3)

. مختصر.

= وأخرجه أحمد (19918) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، به.

ويشهد له حديث عمر قبله وبعده. وينظر ما سيأتي برقم (1854).

قال السِّندي: قوله: "ببكاء الحي": أي: القبيلة، والمراد بالحي ما يقابل الميت.

(1)

في (م): الميت يعذب.

(2)

إسناده صحيح، يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم الزهري، وصالح: هو ابن، كَيْسان وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1989).

وأخرجه أحمد (294)، والترمذي (1002) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. ورواية أحمد مطولة. وقال الترمذي: حديث عمر حديث حسن صحيح.

وأخرجه أحمد (6182)، ومسلم (930) من طريق عمر بن محمد، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكر فيه عمر.

وسلف نحوه برقم (1848).

(3)

إسناده محتمل للتحسين، حكيم بن قيس بن عاصم قيل: إِنَّه وُلِدَ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأبوه صحابي، وروى عنه تابعيٌّ كبيرٌ ثقة، وهو مُطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير، وذكره ابن حبان فى "الثقات". وهو في "السنن الكبرى" برقم (1990).

وأخرجه - بسياق أطول - أحمد (20612)، والبخاري في "الأدب المفرد"(361) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

ص: 27

1852 -

أخبرنا إسحاق قال: أخبرنا عبد الرَّزَّاق قال: حدَّثنا مَعْمَر، عن ثابت

عن أنس، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذَ على النِّساء حينَ بايَعَهُنَّ أَن لا يَنُحْنَ، فقُلْنَ: يا رسول الله، إنَّ نساءً أسْعَدْنَنا

(1)

فى الجاهليَّة، أفنُسْعِدُهُنَّ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا إسعادَ في الإسلام"

(2)

.

1853 -

أخبرنا عمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا شعبة قال: حدَّثنا قَتادة، عن سعيد بن المُسيّب، عن ابن عمر

عن عمر قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المَيِّتُ يُعذِّبُ في قبرِه بالنياحةِ عليه"

(3)

.

(1)

في (ر): أسعدتنا.

(2)

إسناده صحيح، إسحاق: هو ابن إبراهيم المعروف بابن راهويه، وعبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد البصري وثابت هو ابن أسلم البُناني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1991).

وأخرجه - مطولًا - أحمد (13032)، وابن حبان (3146) من طريق عبد الرزاق بهذا الإسناد.

قال الدارقطني كما في "أطراف الغرائب"(739): تفرد به معمر، عن ثابت، عنه، ولا نعلم رواه عنه غير عبد الرزاق. اهـ. وينظر "علل" ابن أبي حاتم (1096).

قال السِّندي: قوله: أخذ على النساء، أي: أخذ منهنَّ العهد أسْعَدْننا، أي: وافَقْنَنا على النياحة، وإسعاد النساء في المناحات: هو أن تقوم امرأةٌ فتقوم معها للموافقة والمعاونة على مُرادها، وكان ذلك فيهنَّ عادةً، فإذا فعلتْ إحداهما بالأخرى ذلك، فلا بُدَّ لها أن تفعلَ بها مثل ذلك مجازاة على فعلها.

(3)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وقتادة هو ابن دِعامة السَّدوسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1992).

وأخرجه أحمد (180) و (247) عن يحيى بن سعيد بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (354)، والبخاري (1292)، ومسلم (927):(17)، وابن ماجه (1593) من طرق عن شعبة، به. =

ص: 28

1854 -

أخبرنا إبراهيم بن يعقوب قال: حدَّثنا سعيد بن سليمان قال: أخبرنا هُشَيمٌ قال: أخبرنا منصور - هو ابن زاذان - عن الحسن

عن عمران بن حُصَين قال: "الميِّتُ يُعذِّبُ بنِياحة أهله عليه" فقال له رجلٌ: أرأيت رجلًا مات بخراسان وناحَ أهلُه عليه

(1)

هاهنا، أكان يُعذِّبُ بنياحة أهله عليه

(2)

؟ قال: صدق رسولُ الله، وكذبتَ أنتَ

(3)

.

1855 -

أخبرنا محمد بن آدم عن عَبْدة، عن هشام، عن أبيه

عن ابن عمر قال: قال رسولُ الله: "إنَّ المَيِّتَ ليُعَذَّبُ ببكاء أهلِه عليه" فذُكِرَ ذلك لعائشة، فقالت: وَهَلَ، إنَّما مَرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على قبر، فقال: "إِنَّ صاحب هذا

(4)

القبر ليُعَذِّبُ، وإنَّ أهلَه يبكون عليه" ثُمَّ قرأت:{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}

(5)

[الأنعام: 164].

= وأخرجه أحمد (366)، ومسلم (927):(17) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به.

وأخرجه أحمد (315) و (334) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر، به، ليس فيه ابن عمر.

وينظر ما سلف برقم (1848).

(1)

في (م): عليه أهله.

(2)

كلمة "عليه" ليست في (ك).

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن - وهو البصري - لم يسمع من عمران بن حُصين.

سعيد بن سليمان: هو أبو عثمان الضَّبِّي، وهُشَيم: هو ابن بشير، وهو في "السنن الكبرى" برقم (1993).

وسلف المرفوع منه برقم (1849) بإسناد حسن.

قال السِّندي: قوله: أكان يُعذَّب، يريد إنكار ذلك، وأنَّه بعيد من الوقوع، فلذلك ردَّ عليه عمران بقوله: كذبت أنت. وإلا فصورتُه استفهام، وهو إنشاءٌ، فلا يصلح للتكذيب.

(4)

كلمة "هذا" ليست في (ك).

(5)

إسناده صحيح، عبدة: هو ابن سليمان الكلابي، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير. وهو =

ص: 29

1856 -

أخبرنا قُتيبةُ، عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عَمْرة أنَّها أخبرَتْه

أنَّها سمِعَتْ عائشة -وذُكِرَ لها أنَّ عبد الله بن عمر يقول: إنَّ الميت ليُعَذِّبُ ببكاء الحيِّ

(1)

- قالت عائشة: يَغْفِرُ الله لأبي عبد الرَّحمن، أمَا إنَّه

(2)

لم يكذِبْ، ولكن نسِيَ أو أخطأ، إنَّما مَرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على يهوديَّةٍ يُبكى عليها، فقال:"إنَّهم لَيَبكونَ عليها وإنَّها لَتُعذِّبُ"

(3)

.

= في "السنن الكبرى" برقم (1994).

وأخرجه أحمد (4959)، وأبو داود (3129) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه -بألفاظ متقاربة وبعضهم يزيد على بعض- أحمد (24302) و (24495) و (24637) و (25754)، والبخاري (3978)، ومسلم (931) و (932)، وأبو داود (3129) من طرق عن هشام، به.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (4865)، والترمذي (1004) من طريق يحيى بن حاطب، عن ابن عمر، به وينظر ما سلف برقم (1848).

قال السِّندي: قوله: وَهَلَ، أي: غَلِطَ ونسي.

{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ

} الآية، أي: فكيف يُعذَّب الميت ببكاء غيره بعد أن مات وانقطع عمله أصلًا، فاستبعدت عائشة الحديث؛ لأنَّها رأته مخالفًا للقرآن، لكنَّ الحديث صحيح، فقد جاء، بوجوه، فالوجه مَحْمَلُه على ما إذا تسبَّب لذلك بوجهٍ، أو رضي به حالة الحياة، فبذلك يندفع التدافع بينه وبين الآية، والله أعلم.

(1)

بعدها في (هـ) زيادة: عليه.

(2)

بعدها في (ر) و (م) زيادة: واللهِ.

(3)

إسناده صحيح، عبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم، وعمرة: هي بنت عبد الرَّحمن الأنصارية. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1995).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 234، ومن طريقه أخرجه أحمد (24758)، والبخاري (1289)، ومسلم (932):(27)، والترمذي، (1006)، وابن حبان (3123).

وأخرجه أحمد (26180) عن عثمان بن عمر، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، به. ولم يقل: عن أبيه. =

ص: 30

1857 -

أخبرنا عبد الجبَّار بن العلاء بن عبد الجبَّار، عن سفيان قال: قصَّه لنا عمرو بن دينار قال: سمعتُ ابن أبي مُلَيكة يقول: قال ابن عبَّاس:

قالت عائشة: إنّما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله عز وجل يزيدُ الكافرَ عذابًا ببعضِ بُكاءِ أهلِه عليه"

(1)

.

= قال الدارقطني في "العلل" 14/ 408: يشبه أن يكون عبد الله بن أبي بكر سمعه هو وأبوه من عمرة.

وأخرجه أحمد -بنحوه- (24115)، وابن حبان (3137) من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر، به.

وينظر ما سلف برقم (1848).

(1)

إسناده صحيح، ابن أبي مُليكة: هو عبد الله بن عُبيد الله، وقد اختُلِفَ عليه كما هو مبسوط في "مسند" أحمد (25079)، ورواه عنه سفيان بن عُيينة واختُلِف عليه أيضًا:

فرواه عبد الجبار بن العلاء هنا وفي "السنن الكبرى" برقم (1996)، وعبد الرحمن بن بشر - فيما أخرجه مسلم (929) - كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة عن ابن عبَّاس، عن عائشة.

وخالفهما هشام بن عمار - فيما أخرجه ابن ماجه (1595) - فرواه عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، بلفظ: إنما كانت يهوديةٌ ماتت، فسمعهم النبيُّ يبكون عليها، قال:"فإنَّ أهلها يبكون عليها، وإنّها تعذَّب في قبرها". ولم يذكر ابن عبَّاس في الإسناد.

وذكر الدارقطني في "العلل" 15/ 4 أنَّ محمد بن مسلم الطائفي رواه عن عمرو بن دينار، عن بن عبَّاس، عن عائشة. لم يذكر ابن أبي مليكة في الإسناد. ثم ذكر طريق ابن عيينة، عن عمرو، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عبَّاس، عن عائشة، وقال: هو الصواب.

وتنظر الرواية التالية، وينظر ما سلف برقم (1848).

قال السِّندي: قوله: "إن الله يزيد الكافر" فحمَلَتِ الميت على الكافر، وأنكرت الإطلاق، وقد جاء فيه الزيادة، كقوله تعالى:{زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ} [النحل: 88]، وقوله:{فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا} [النبأ: 30]، لكن قد يقال: زيادة العذاب بعمل الغير أيضًا مشكلةٌ مُعارضَةٌ بقوله: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ

} الآية، فينبغي أن تُحمَلَ الباءُ في قوله:"ببعض بكاء أهله" على المصاحبة لا السببية، وتخصيص الكافر حينئذٍ؛ لأنَّه محلٌّ للزيادة، والله أعلم.

ص: 31

1858 -

أخبرنا

(1)

سليمان بن منصور البلخيُّ قال: حدَّثنا عبد الجبَّار بن الوَرْد، سمعتُ ابنَ أبي مُلَيكة يقول: لمَّا هلكَتْ أمُّ أبانَ حَضرْتُ مع النَّاس، فجلستُ بين عبد الله بن عمر وابن عبّاس، فبَكَيْنَ النِّساء فقال ابن عمر: ألا تنهى هؤلاء عن البكاء، فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الميِّتَ لَيُعذِّبُ ببعضِ بُكاءِ أهلِه عليه فقال ابن عبَّاس: قد كان عمرُ يقولُ بعض ذلك، خرجتُ مع عمرَ، حتَّى إذا كُنَّا بالبيداء رأى رَكْبًا تحتَ شجرة، فقال: انظُرْ مَنِ الرَّكب فذهَبْتُ، فإذا صُهيبٌ وأهله، فرجَعْتُ إليه، فقلتُ: يا أمير المؤمنين، هذا صُهيبٌ وأهلُه. فقال: عَلَيَّ بِصُهيب. فلمَّا دخَلْنا المدينة أصيب عُمَرُ، فجلس صُهيبٌ يبكي عنده يقول: وا أُخَيَّاه، وا أُخيَّاه

(2)

. فقال عمر: يا صُهيبُ، لا تَبْكِ، فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ الميْتَ لَيُعذَّبُ ببعض بُكاءِ

(3)

أهلهِ عليه" قال: فذكرتُ ذلك لعائشة، فقالت: أَما واللهِ ما تُحدِّثون هذا الحديث عن كاذِبَين مُكَذِّبَين، ولكنَّ السَّمعَ يُخطئ، وإنَّ لكم في القرآن لما يشفيكم: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [النجم: 38]، ولكنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللهَ لَيزيدُ الكافرَ عذابًا بِبُكاءِ أهلِه عليه"

(4)

.

(1)

من هنا بداية سقط في (هـ).

(2)

في هامش (ك): واصاحباه، وا أخيا وا أخيا. (نسخة).

(3)

في (ر): ببكاء.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، غير عبد الجبار بن الورد، فقد وثَّقه الجمهور، إلا أنَّ البخاريّ قال: يخالف في بعض حديثه. وقد اختُلِفَ عليه كما سيأتي:

فرواه سليمان بن منصور هنا وفي "السنن الكبرى"(1997)، عن عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عبَّاس، عن عائشة بهذا اللفظ.

ورواه وكيع - فيما أخرجه عنه أحمد (25079) - عن عبد الجبار، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: ذُكِرَ لها أنَّ الميت يُعذَّب ببكاء الحي، فقالت: إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجل كافر: "إنَّه ليُعذَّب وأهله يبكون عليه". فخالف في إسناده ومتنه. =

ص: 32

‌16 - باب الرُّخصة في البكاء على الميِّت

1859 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال: حدَّثنا إسماعيل -هو ابن جعفر- عن محمد ابن عَمرو بن حَلْحَلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، أن سلمة الأزرق قال:

سمعتُ أبا هريرةَ قال: ماتَ ميِّتٌ من آلِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجتمعَ النِّساءُ يَبْكِينَ عليه، فقامَ عمرُ ينهاهُنَّ ويطردُهُنَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دَعْهُنَّ يا عمر، فإنَّ العينَ دامِعةٌ، والقلبَ

(1)

مُصابٌ، والعهدَ قريبٌ

(2)

.

= وأخرجه - مع اختلاف في بعض ألفاظه - أحمد (289) و (290)، والبخاري (1286 - (1288)، ومسلم (928):(23) من طريق ابن جريج، وأحمد (288)، ومسلم (928):(22) من طريق أيوب السَّختياني، وابن حبان (3136) من طريق نافع بن عمر، ثلاثتهم عن ابن أبي مليكة، بهذا الإسناد.

وتنظر الرواية السابقة وما سلف برقم (1848).

(1)

في (م) ونسخة في هامش (ك): الفؤاد.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة سلمة بن الأزرق. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1998).

وأخرجه أحمد (5889) عن سليمان بن داود عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وفي آخره زيادة.

وأخرجه أحمد (7691) و (9293)، وابن ماجه بإثر (1587)، وابن حبان (3157) من طرق عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن محمد بن عمرو بن عطاء، به.

وأخرجه أحمد (8401) عن محمد بن بشر، عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عمرو بن الأزرق، عن أبي هريرة، به. سمَّى الراوي عن أبي هريرة عمرو بن الأزرق بدلًا من سلمة.

وأخرجه أحمد (9731)، وابن ماجه (1587) من طريق وكيع عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي هريرة، به. لم يذكر سلمة بن الأزرق في الإسناد.

وينظر الاختلاف على إسناد هذا الحديث في علل الدارقطني 11/ 22 - 23.

قال السِّندي: قوله: "فإنَّ العين دامعة" فيه أنَّ بكاءهُنَّ كان بدمع العين لا بالصِّياح، فلذلك رخَّص في ذلك، وبه يحصل التوفيق بين أحاديث الباب، والله أعلم بالصواب.

ص: 33

‌17 - باب دعوى الجاهليّة

1860 -

أخبرنا عليُّ بن خَشْرَم قال: حدَّثنا عيسى عن الأعمش. ح: وأخبرنا الحسن بن إسماعيل قال: حدَّثنا ابن إدريس، عن الأعمش، عن عبد الله بن مُرَّة، عن مسروق

عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدودَ، وشَقَّ الجُيوبَ، ودعا بدعاء الجاهليَّة" واللَّفظ لعليٍّ، وقال الحسن:"بدعوي"

(1)

.

‌18 - باب السَّلْق

1861 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا سليمان بن حرب قال: حدَّثنا شعبة، عن عَوْف

(2)

، عن خالد الأحدب، عن صفوان بن مُحْرِزٍ قال:

أُغمِيَ على أبي موسى، فبَكَوا عليه، فقال: أبرَأُ إليكم كما بَرِئَ إلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ليسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ، ولا خَرَقَ، ولا سَلَقَ"

(3)

.

(1)

إسناداه صحيحان، عيسى: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، وابن إدريس: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسروق: هو ابن الأجدع. وهو في "السنن الكبرى" برقم (199).

وأخرجه مسلم (103): (166) عن علي بن خشرم، بالإسناد الأول وقرن بعلي بن خشرم إسحاقَ بن إبراهيم.

وأخرجه أحمد (4111) و (4361)، والبخاري (1298) و (3519)، ومسلم (103)(165) و (166) وابن ماجه (1584)، وابن حبان (3149) من طرق عن الأعمش، به.

وسيرد برقمي (1862) و (1864) من طريق إبراهيم بن يزيد النخعي، عن مسروق، به.

قال السِّندي: قوله: "ليس مِنَّا" أي: من أهل طريقتنا.

(2)

في نسخة بهامش (ك): عمرو، وهو خطأ.

(3)

إسناده صحيح، عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وخالد الأحدب: هو ابن عبد الله ابن مُحْرز. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2000). =

ص: 34

‌19 - باب ضرب الخدود

1862 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا سفيان قال: حدَّثني زُبَيد، عن إبراهيم، عن مسروق

عن عبد الله، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"ليس مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدود، وشَقَّ الجُيوبَ، ودعا بِدَعْوى الجاهليَّة"

(1)

.

‌20 - باب الحَلْق

1863 -

أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم قال: أخبرنا جعفر بن عَوْن قال: حدَّثنا أبو عُمَيس، عن أبي صخرة، عن عبد الرَّحمن بن يزيد وأبي بُرْدَة قالا:

= وأخرجه ابن حبان (3151) من طريق محمد بن إسماعيل الجعفي، عن سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (19540) و (19617) عن عفان، عن شعبة، به.

وأخرجه أحمد (19729)، ومسلم (104) من طريق عاصم بن سليمان، عن صفوان بن محرز، به.

وأخرجه أحمد (19690)، ومسلم (104)، وابن حبان (3154) من طرق عن أبي موسى، به.

وسيرد في الأرقام (1863) و (1865) و (1866) و (1867).

قال السِّندي: قوله: "مَنْ حَلَقَ" أي: رأسه، أو لحيته لمصيبة. "ولا خَرَق" أي: ثوبه. "ولا سَلَقَ" أي: رفع صوتَه بالبكاء عند المصيبة.

(1)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وزُبيد: هو ابن الحارث اليامي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2001).

وأخرجه الترمذي (999) عن محمد بن بشَّار، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (3658)، وابن ماجه (1584) من طريق يحيى بن سعيد، به.

وأخرجه أحمد (4124)، والبخاري (1294) و (3519)، وابن ماجه (1584) من طرق عن سفيان الثوري، به. وسلف برقم (1860).

ص: 35

لمَّا ثَقُلَ أبو موسى أقبلَتِ امرأتُه تصيح، قالا: فأفاقَ، فقال: أَلَمْ أُخْبِرْكِ

(1)

أني بريءٌ مِمَّن بَرِئَ منه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ قالا: وكان يُحدِّثها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "أنا بريءُ

(2)

مِمَّنْ حَلَقَ وخَرَقَ وسَلَقَ"

(3)

.

‌21 - باب شقّ الجُيوب

1864 -

أخبرنا إسحاق بن منصور قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن قال: حدَّثنا سفيان، - عن زُبَيد، عن إبراهيم، عن مسروق

عن عبد الله، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"ليسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدودَ، وشَقَّ الجُيوبَ، ودعا بِدَعْوى الجاهليَّة"

(4)

.

(1)

في نسخة بهامش (ك): أخبركم.

(2)

العبارة في (م): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ.

(3)

إسناده صحيح أبو عُمَيس: هو عُتبة بن عبد الله بن عُتبة المسعودي، وأبو صخرة: هو جامع بن شداد، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النَّخَعي، وأبو بُرْدة: هو ابن أبي موسى الأشعري. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2002).

وأخرجه ابن ماجه (1586) عن أحمد بن عثمان بن حكيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (104) من طريقين عن جعفر بن عون، به.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (19547)، والبخاري (1296) تعليقًا بصيغة الجزم، ومسلم (104)، وابن ماجه (1487)، وابن حبان (3150) و (3152) من طريقين عن أبي بردة به.

وسلف برقم (1861).

(4)

إسناده صحيح عبد الرحمن: هو ابن مهدي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2003).

وأخرجه الترمذي كما في "تحفة الأشراف"(9559) - ولم نقف عليه في المطبوع منه - عن إسحاق بن منصور، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (4215)، والبخاري (1297)، وابن ماجه (1584) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.

وسلف برقمي (1860) و (1862).

ص: 36

1865 -

أخبرنا محمد بن المثنَّى قال: حدَّثنا محمد قال: حدَّثنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن يزيد بن أوس

عن أبي موسى، أنَّه أغمِيَ عليه، فبكَتْ أمُّ ولدٍ له، فلمَّا أفاقَ قال لها: أَمَا بَلَغَكِ ما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فسألناها، فقالت: قال: "ليسَ مِنَّا مَنْ سَلَقَ وحَلَقَ وخَرَقَ"

(1)

.

1866 -

أخبرنا عَبْدةُ بنُ عبد الله قال: حدَّثنا يحيى بن آدم قال: حدَّثنا إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم عن يزيد بن أوس، عن أمِّ عبد الله امرأة أبي موسى

عن أبي موسى قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ليسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ وسَلَقَ وخَرَقَ"

(2)

.

1867 -

أخبرنا هَنَّاد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن سَهْم بن مِنْجاب، عن القَرْثَع قال:

لمَّا ثَقُلَ أبو موسى صاحَتِ امرأتُه فقال: أمَا عَلِمْتِ ما قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: بلى. ثُمَّ سكَتَتْ، فقيل لها بعد ذلك: أيُّ شيءٍ قال

(1)

حديث صحيح، يزيد بن أوس - وإن كان مجهولًا - قد تُوبع. محمد: هو ابن جعفر، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، وأم ولد أبي موسى: هي أم عبد الله بنت أبي دومة. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2004).

وأخرجه أحمد (19535) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد أيضًا (19539) و (19616) عن عفان، عن شعبة، به.

وأخرجه أبو داود (3130) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، به.

وأخرجه مسلم (104) من طريق عياض الأشعري، عن امرأة أبي موسى، عن أبي موسى، به.

وسلف برقمي (1861) و (1863) بإسنادين صحيحين.

(2)

حديث صحيح كسابقه، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2005).

ص: 37

رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لعنَ مَنْ حَلَقَ أو سَلَقَ أو خَرَقَ

(1)

.

‌22 - باب الأمر بالاحتساب والصَّبر عند نزول المصيبة

1868 -

أخبرنا سُوَيد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله عن عاصم بن سليمان، عن أبي عثمان قال:

حدَّثني أسامة بن زيد قال: أرسلَتْ بنتُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إليه: أنَّ ابنًا لي قُبِضَ، فَأتِنا، فأرسلَ يقرأُ السَّلام ويقول: "إنَّ لله ما أخَذَ، وله ما أعطى، وكلُّ شيءٍ

(2)

عنده بأجلٍ مُسمًّى، فلتَصْبِرُ ولتَحْتَسِبْ" فأرسلَتْ إليه تُقْسِمُ عليه لَيأتينَّها، فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبيُ بن كعب وزيد بن ثابت ورجال، فرُفِعَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصَّبِيُّ ونَفْسُه تَتَقَعْقَع

(3)

، ففاضَتْ عيناه فقال سعد يا رسول الله ما هذا؟ قال:"هذا رحمةٌ يجعلُها اللهُ في قلوب عباده، وإِنَّما يرحمُ اللهُ مِنْ عِبادِهِ الرُّحَمَاء"

(4)

.

(1)

حديث صحيح، القَرْثَع: هو الضبِّي، روى عنه جمع، ووثَّقه العجلي، وذكره ابن حبان في "المجروحين" وضعَّفه إذا انفرد. قلت: وقد تُوبع. وباقي رجال الإسناد ثقات.

هنَّاد هو ابن السَّري وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2006).

وأخرجه أحمد (19626) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وسلف برقمي (1861) و (1863) بإسنادين صحيحين.

(2)

كلمة "شيء" ليست في (ك).

(3)

في (ق): تقعقع.

(4)

إسناده صحيح عبد الله: هو ابن المبارك، وعاصم بن سليمان هو الأحول، وأبو عثمان: هو النَّهدي، واسمه عبد الرحمن بن مَلّ. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2007).

وأخرجه البخاري (1284) من طريق عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.=

ص: 38

1869 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا محمد بن جعفر قال: حدَّثنا شعبة، عن ثابت قال:

سمعتُ أنسًا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصَّبرُ عند الصَّدمة الأولى"

(1)

.

1870 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى قال: حدثنا شعبة قال: حدَّثنا أبو إياس - وهو معاوية بن قرّة -

عن أبيه رضي الله عنه، أنَّ رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له، فقال

(2)

: "أتُحِبُّه؟ "

= وأخرجه - بألفاظ متقاربة - أحمد (21776) و (21779) و (21789) و (21799)، والبخاري (5655) و (6602) و (6655) و (7377) و (7448)، ومسلم (923)، وأبو داود (3125)، وابن ماجه (1588)، وابن حبان (461) و (3158) من طرق عن عاصم بن سليمان، به. ورواية البخاري (6602) مختصرة.

قال السِّندي: قوله: قُبِضَ، أي: قارب القبض.

ونفسه تتَقَعْقع؛ القَعْقَعة: حكاية صوت الشَّنِّ اليابس إذا حُرِّك، شبَّه البدن بالجلد اليابس الخَلِق، وحركةَ الرُّوح فيه بما يُطرَحُ في الجلد من حصاةٍ أو نحوها.

(1)

إسناده صحيح، ثابت: هو ابن أسلم البُناني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2008).

وأخرجه أحمد (12317)، والبخاري (1302)، ومسلم (926):(14)، والترمذي (988) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه - مطولًا وفيه قصة - أحمد (12458) و (13273)، والبخاري (1283) و (7154)، ومسلم (926):(15)، وأبو داود (3124)، والمصنِّف في "الكبرى"(10840) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه الترمذي (987)، وابن ماجه (1596) من طريق سعد بن سنان، عن أنس، به.

قال السِّندي: قوله: "عند الصَّدمة" من الصَّدْم: وهو ضَرْبُ شيءٍ صُلْبٍ بمثله، ثمَّ اسْتُعْمِلَ في كلِّ مكروه حصل بَغْتة، والمعنى: الصبر الذي يُحمد عليه صاحبُه ويُثاب عليه فاعِلُه بجزيل الأجر ما كان منه عند مفاجأة المصيبة، بخلاف ما بعد ذلك، والله أعلم.

(2)

بعدها في (ر) زيادة: له.

ص: 39

فقال: أَحَبَّكَ اللهُ كما أُحِبُّه فماتَ، ففقدَه، فسألَ عنه، فقال:"ما يَسُرُّكَ أن لا تأتي بابًا من أبواب الجنَّة إلَّا وَجَدْتَه عندَه يسعى يفتَحُ لك؟ "

(1)

.

‌23 - باب ثواب من صبر واحتسَبَ

1871 -

أخبرنا سُوَيد بن نصر قال: حدَّثنا عبد الله قال: أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي حسين، أنَّ عَمرو بن شعيب كتب إلى عبد الله بن عبد الرَّحمن بن أبي حسين يُعزِّيه بابن له هلَكَ، وذكر في كتابه أنَّه سمِعَ أباه يُحدِّث

عن جدِّه عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله لا يرضى لعبدِه المؤمن إذا ذهَبَ بصفِيِّه من أهل الأرض فصبَرَ واحتَسَبَ، وقال ما أُمِرَ به

(2)

، بثوابٍ دُونَ الجنَّة"

(3)

.

‌24 - باب ثواب مَن احتسب ثلاثةً من صُلْبِه

1872 -

أخبرنا أحمد بن عَمرو بن السَّرْح قال: حدَّثنا ابن وَهْب، حدَّثني عَمرو

(4)

قال: حدَّثني بُكَير بن عبد الله عن عِمران بن نافع، عن حفص بن عُبيد الله

(1)

إسناده صحيح يحيى: هو ابن سعيد القطان، وقُرَّة (والد معاوية): هو ابن إياس. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2009).

وأخرجه البزار (3302) عن عَمرو بن علي بهذا الإسناد وقال: هذا الكلام لا نعلمُ رواه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا قرَّة بن إياس.

وأخرجه أحمد (15595) و (20365) و (20366)، وابن حبان (2947) من طرق، عن شعبة، به.

وسيرد - بنحوه مطولًا - برقم (2088) من طريق خالد بن ميسرة، عن معاوية بن قرة، به.

(2)

في نسخة بهامش (ك): ما أرضى له.

(3)

إسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب - وهو ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص - وأبيه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2010).

قال السِّندي: قوله: "بصفيِّه" أي: بمُحِبِّه الخاصِّ، وهو الولد.

(4)

قوله: "حدثني عمرو "ليس في (ق).

ص: 40

عن أنس أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن احتسب ثلاثةً مِنْ صُلْبه دخلَ الجنَّة" فقامتِ امرأةٌ فقالت: أو اثنان؟ قال: "أو اثنان" قالت المرأة: يا ليتني قلتُ: واحدًا

(1)

.

‌25 - باب مَنْ يُتوفَّى له ثلاثة

1873 -

أخبرنا يوسف بن حماد قال: حدَّثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز

عن أنس قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ مسلم يُتوفَّى له ثلاثةٌ لم يبلغوا الحِنْثَ إِلَّا أَدخلَه اللهُ الجنَّةَ بفضلِ رحمتِه إِيَّاهم"

(2)

.

(1)

إسناده حسن من أجل حفص بن عبيد الله: وهو ابن أنس بن مالك بن وهب: هو عبد الله المصري، وعمرو: هو ابن الحارث، وبُكير بن عبد الله: هو ابن الأشج. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2011)

وأخرجه ابن حبان (2943) من طريق حرملة، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.

وسيرد بنحوه في الرواية التالية من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، به.

قال السِّندي: قوله: "احتسَبَ ثلاثة" أي طلبَ أجرَ مصيبتهم منه تعالى بالصبر عليها.

(2)

إسناده صحيح عبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري، وعبد العزيز: هو ابن صهيب.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2013).

وأخرجه ابن ماجه (1605) عن يوسف بن حماد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1248) عن أبي معمر، عن عبد الوارث، به.

وأخرجه البخاري - أيضًا - (1381)، من طريق إسماعيل بن عُليَّة، عن عبد العزيز، به.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (12535) من طريق ثابت البناني، عن أنس، به.

وسلف بنحوه في الرواية السابقة.

قوله: "الحِنْث" قال السِّندي: الذَّنْب، والمراد أنهم لم يحتلموا، وظاهر الحديث أنَّ هذا الفضل مخصوصٌ بمن مات أولاده صغارًا. وقيل: إذا ثبت هذا الفضلُ في الطفل الذي هو كَلٌّ على أبويه، فكيف لا يثبت في الكبير الذي بلغ معه السَّعيَ، ووصل له منه المنفعة، وتوجَّه إليه الخطابُ بالحقوق.

قوله: "بفضل رحمته إياهم"، أي: بفضل رحمة الله للأولاد، إذ لا يلزم في الكبير أن يكون =

ص: 41

1874 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا بشر بن المُفَضَّل، عن يونس، عن الحسن، عن صَعْصَعة بن معاوية قال

(1)

:

لقيتُ أبا ذرٍّ، قلتُ: حَدَّثني قال: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما مِنْ مُسلِمين يموتُ بينَهما ثلاثةُ أولادٍ لم يبلغوا الحِنْثَ إِلَّا غَفَرَ اللهُ لهما بفضلِ رحمتِه إيَّاهم"

(2)

.

1875 -

أخبرنا قُتيبةُ بن سعيد، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد

عن أبي هريرةَ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يموتُ لأحدٍ

(3)

من المسلمين ثلاثةٌ من الولد فتمسَّه النَّارُ، إِلَّا تَحِلَّةَ القَسم"

(4)

.

= مرحومًا، فضلًا أن يُرْحَمَ أبوه بفضل رحمته، نعم قد جاء دخول الجنة بسبب الصبر مطلقًا كما في حديث: "إنَّ الله لا يرضى لعبده المؤمن

" الحديث، وقد تقدم آنفًا، والله أعلم.

(1)

بعدها في (م) زيادة: لقد.

(2)

إسناده صحيح، يونس: هو ابن عبيد، والحسن: هو ابن يسار البصري، وقد صرّح بسماعه من صعصعة في الروايتين (21413) و (21453) من "مسند" أحمد، وفي الرواية (4645) من "صحيح" ابن حبان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2014).

وأخرجه أحمد (21341) عن إسماعيل بن علية، عن يونس، بهذا الإسناد. وزاد حديثًا سيورده المصنف برقم (3185).

وأخرجه أحمد (21453) من طريق هشام بن حسان وأحمد - أيضًا - (21358) و (21413)، وابن حبان (4645) من طريق قرة بن خالد، وابن حبان (2940) و (4643) من طريق جرير بن حازم ثلاثتهم عن الحسن، به. وزاد جميعُهم - سوى ابن حبان في الرواية (2940) - الحديثَ المشارَ إليه آنفًا.

وذكر الدارقطني في "العلل" 6/ 293 الاختلافَ على الحسن في إسناد هذا الحديث، ثم قال: والصواب عن الحسن، عن صعصعة، عن أبي ذر متَّصلًا.

(3)

في نسخة في (م) وبهامش (ك): لرجل.

(4)

إسناده صحيح، سعيد: هو ابن المسيب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2015).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 235، ومن طريقه أخرجه أحمد (10120)، والبخاري (6656)، ومسلم (2632):(150)، والترمذي (1060)، وابن حبان (2942).=

ص: 42

1876 -

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عُليَّة وعبد الرَّحمن بن محمد، قالا: حدَّثنا إسحاق - وهو الأزرق - عن عَوْف، عن محمد

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما مِنْ مُسْلِمَين يموتُ بينَهما ثلاثةُ أولادٍ لم يبلغوا الحِنْثَ إلَّا أدخلَهما

(1)

اللهُ بفَضْلِ رحمتِه إِيَّاهم

(2)

الجنَّةَ". قال: "يُقال لهم: ادخلوا الجنَّة، فيقولون: حتَّى يدخلَ آباؤنا، فيقال: ادخلوا الجنَّة أنتم وآباؤكم"

(3)

.

‌26 - باب مَنْ قَدَّم ثلاثةً

1877 -

أخبرنا إسحاق قال: أخبرنا جَرير قال: حدَّثني طَلْق بن معاوية. وحفص

= وأخرجه أحمد (7265) و (7721) و (10210)، والبخاري (1251)، ومسلم (2632):(150)، والمصنف في "الكبرى"(11258)، وابن ماجه (1603) من طرق عن الزهري، به.

وينظر الحديثان الآتيان.

قوله: "إِلَّا تَحِلَّة القسم" قال السِّندي: أي: ما ينحَلُّ به اليمين، قال الجمهور: المراد بذلك قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71].

قال الخطَّابي: معناه: لا يدخل النار ليعاقب بها، ولكنه يدخلها مجتازًا، ولا يكون ذلك الجواز إِلَّا قَدْرَ ما تُحلَّل به اليمين. وقيل: لم يَعْنِ به قسمًا بعينه، وإنما معناه التقليل لأمر ورودها، وهذا اللفظ يُستعمل في هذا، تقول: ما ينام فلانٌ إلا كتحليل الأَلِيَّةِ، وتقول: ما ضربَه إلَّا تحليلًا، إذا لم يُبالِغْ في الضَّرب أي: قَدْرًا يُصيبه منه مكروه.

(1)

في (م): أدخلهم.

(2)

في نسخة بهامش (ك): إياهما.

(3)

إسناده صحيح، عبد الرحمن بن محمد: هو ابن سلَّام البغدادي، وإسحاق الأزرق: هو ابن يوسف، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، ومحمد هو ابن سيرين. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2016).

وأخرجه أحمد (10622) عن إسحاق الأزرق، بهذا الإسناد.

وينظر ما قبله وما بعده.

ص: 43

ابن غياث

(1)

، قال: حدَّثني جدِّي طَلْق بن معاوية

(2)

، عن أبي زُرْعة

عن أبي هريرةَ قال: جاءَتِ امرأةٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنٍ لها يشتكي،: فقالت: يا رسولَ الله، أخافُ عليه وقد قدَّمْتُ ثلاثةً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد احتظَرْتِ بِحَظارٍ شديدٍ

(3)

من النَّار"

(4)

.

‌27 - باب النَّعي

1878 -

أخبرنا إسحاق قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدَّثنا حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن حُمَيد بن هلال

عن أنس، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نعى زيدًا وجعفرًا قبل أن يجيءَ خبرُهم،

(1)

قوله: "وحفص بن غياث" معطوف على جرير، وهو شيخ إسحاق، يعني: ابن إبراهيم.

(2)

قوله: "قال: حدثني جدي طلق بن معاوية" ليس في (ق)، وكلمة "جدي" ليست في (ر)، وأشير فوقها في (ك) إلى أنها نسخة.

(3)

في (ر) و (م) ونسخة بهامش (ك): بحظارة شديدة.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، طلق بن معاوية روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، ووثَّقه الذهبي، وروى له مسلم هذا الحديث الواحد، وقد تُوبع فيه كما سيأتي.

إسحاق: هو ابن إبراهيم المعروف بابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد الضبِّي، وأبو زُرعة: هو ابن عمرو بن جرير البَجلي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2012).

وأخرجه أحمد (9437)، ومسلم (2636):(155) من طرق عن حفص بن غياث بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2636): (156) من طريقين عن جرير، به.

وأخرجه أحمد (10923) من طريق يحيى بن أيوب، عن أبي زرعة به.

وينظر سابِقاه.

قال السِّندي: قوله: "لقد احتظرتِ بحَظارٍ شديدٍ

" إلخ، بفتح حاء مهملة وتُكسر: هو ما يُجعل حول البستان من قضبان، والاحتظار فِعْلُ الحِظار، أي: قد احتميتِ بحمًى عظيمٍ من النار يقيكِ حرَّها.

ص: 44

فنعاهم

(1)

وعيناه تَذْرِفان

(2)

.

1879 -

أخبرنا أبو داود قال: حدَّثنا يعقوب قال: حدَّثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: حدَّثني أبو سلمة وابن المسيّب

أن أبا هريرةَ أخبرهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى لهم النَّجاشي صاحبَ الحبشةِ اليومَ الَّذي ماتَ فيه، وقال:"استَغْفِروا لأخيكم"

(3)

.

(1)

في (م)، ونسخة بهامش (ك): نعاهم، وفي (ق): قام.

(2)

إسناده صحيح، إسحاق: هو ابن إبراهيم المعروف بابن راهويه، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2017).

وأخرجه البخاري (3630) عن سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بنحوه - البخاري (3757) و (4262) عن أحمد بن واقد، عن حماد بن زيد، به.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (12114)، والبخاري (1246) و (2798) و (3063) من طريقين عن أيوب، به.

(3)

إسناده صحيح، أبو داود: هو سليمان بن سيف الحرَّاني، ويعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وابن المسيب: هو سعيد. والحديث في "السنن الكبرى" برقمي (2018) و (2180).

وأخرجه البخاري (3880)، ومسلم (951):(63) من طرق عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه أحمد (7776) من طريق معمر، و (10852) من طريق محمد بن أبي حفصة، والبخاري (1327)، ومسلم (951):(63) من طريق عُقيل بن خالد، وابن حبان (3101) من طريق يونس بن يزيد، أربعتهم عن الزهري، به.

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (2042).

وسيرد - دون ذكر النَّعي - برقم (2041) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة وحده، به.

وسيرد - دون ذكر الاستغفار وبزيادة صفة الصلاة على النجاشي - برقم (1972) من طريق معمر، عن الزهري، به.=

ص: 45

1880 -

أخبرنا عُبيدُ الله بنُ فَضالة بن إبراهيم قال: حدَّثنا عبد الله - هو ابن يزيد المقرئُ - ح: وأخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئِ قال: حدَّثنا أبي: قال سعيد: حدَّثني ربيعة بن سيف المَعافِرِيُّ، عن أبي عبد الرحمن الحُبُليِّ

عن عبد الله بن عَمرو قال: بينما

(1)

نحنُ نسيرُ معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذ بَصُرَ بامرأةٍ لا نظنُّ أنَّه عرَفَها، فلمَّا توسَّطَ

(2)

الطَّريقَ وقَفَ حتَّى انتهَتْ إليه، فإذا فاطمةُ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لها:"ما أخرجَكِ من بيتِكِ يا فاطمة؟ " قالت: أتيتُ أهلَ هذا الميِّت فترحَمْتُ إليهم، وعزَّيتُهم بميِّتهم. قال:"لعلَّكِ بلَغْتِ معهم الكُدى؟ " قالت: مَعاذَ اللهِ أن أكونَ بلَغْتُها وقد سمِعْتُكَ تذكرُ في ذلك ما تذكر. فقال لها

(3)

: "لو بلَغْتِها معهم ما رأيتِ الجنَّةَ حتَّى يراها جدُّ أبيك"

(4)

. قال أبو عبد الرَّحمن: ربيعة ضعيف

(5)

.

= وسيرد - كذلك - برقمي (1971) و (1980) من طريق مالك، عن الزهري، عن سعيد وحده، به.

(1)

في (ر) ونسخة في (م): بينا.

(2)

في (ق): توسطت.

(3)

كلمة "لها" ليست في (ر).

(4)

إسناده ضعيف لضعف ربيعة بن سيف المَعافِري. أبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المَعافِري وسعيد: هو ابن أبي أيوب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2019).

وأخرجه أحمد (6574) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3123)، وابن حبان (3177) من طريق المُفضَّل بن فضالة، عن ربيعة بن سيف، به.

و"الكُدى" قال السِّندي: جمع كُدْيَة: وهي الأرض الصُّلبة، قيل: أراد المقابر؛ لأنَّها كانت في مواضع صُلبة، والحديث يدلُّ على مشروعية التعزية، وعلى جواز خروج النساء لها.

(5)

فوقها في (م): صدوق، (نسخة) ذكرها في "الأطراف". قلت: يعني المزي في "التحفة"(8853).

ص: 46

‌28 - باب غَسل الميِّت بالماء والسِّدر

1881 -

أخبرنا

(1)

قُتيبةُ، عن مالك، عن أيوب، عن محمد بن سيرين

أنَّ أمَّ عطيَّة الأنصاريَّةَ قالت: دخلَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين تُوفِّيتْ ابنتُه

(2)

، فقال: "اغسِلْنَها

(3)

ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك إن رأيتُنَّ ذلكِ، بماءٍ وسِدْرٍ، واجعَلْنَ

(4)

في الآخرة

(5)

كافورًا أو شيئًا من كافور، فإذا فرغْتُنَّ فَآذِنَّني" فلما فرَغْنا آذنَّاه، فأعطانا حَقْوَه، وقال: "أَشْعِرْنَها إيَّاه"

(6)

.

(1)

هنا ينتهي السقط من النسخة (هـ).

(2)

بعدها في (ك) زيادة: زينب. وضرب عليها.

(3)

في (ق): اغسليها.

(4)

في (ق): واجعلي.

(5)

في (ق): الأخيرة.

(6)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتياني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2020).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 222، وأخرجه من طريقه البخاري (1253)، ومسلم (939)(38)، وأبو داود (3142).

وأخرجه الترمذي (990)، وابن حبان (3033) من طرق عن محمد بن سيرين، بهذا الإسناد.

وأخرجه - مختصرًا - أحمد (20801) من طريق يزيد بن إبراهيم التُّسْتَري، عن محمد بن سيرين قال: قال: نُبِّئت أنَّ أمَّ عطية، به.

وأخرجه - بنحوه مختصرًا - أحمد (20800)، وأبو داود (3147) من طريق قتادة، عن محمد بن سيرين، به.

وسيرد بالأرقام (1886) و (1887) و (1890) و (1893) من طرق عن أيوب، به. وبعضهم يزيد على بعض.

وسيرد برقم (1894) من طريق عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، به.=

ص: 47

‌29 - باب غَسل الميِّت بالحَميم

1882 -

أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيد قال: حدَّثنا اللَّيث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الحسن مولى أمِّ قيس بنت مِحْصَن

عن أمِّ قيس قالت: تُوفِّي ابني، فجَزِعْتُ عليه، فقلتُ للَّذي يُغسِّله: لا تَغسِل ابني بالماءِ الباردِ فتقتُلَه

(1)

، فانطلقَ عُكَّاشة بن مِحْصَن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرَه، بقولها، فتبسَّم، ثُمَّ قال:"ما قالَتْ طالَ عمُرُها؟! ". فلا نعلَمُ امرأةً عُمِّرَتْ ما عُمِّرَتْ

(2)

.

‌30 - باب نقض رأس الميِّت

1883 -

أخبرنا يوسف بن سعيد قال: حدَّثنا حجَّاج، عن ابن جُرَيْجٍ، قال أيوب: وسمعتُ حفصةَ تقول:

حدَّثَتْنا أمُّ عطيَّة، أنَّهنَّ جَعَلْنَ رأسَ ابنةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ثلاثةَ قرون. قلتُ:

= وسيرد برقم (1888) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية، به.

وسيرد برقم (1885) من طريق هشام بن حسان، عن حفصة، عن أم عطية، به.

قوله: "فآذِنَّني" قال السِّندي: من الإيذان، ويَحتَمل أن يكون من التأذين، والمشهور الأول.

حَقْوَه، بفتح الحاء، والكسر لغة، في الأصل: مَعقِد الإزار، ثم يراد به الإزار؛ للمجاورة.

"أشعِرْنَها" من الإشعار، أي: اجعَلْنَه شعارًا: وهو الثوب الذي يلي الجسد، وإنَّما أمر بذلك تبرُّكًا، وفيه دلالةٌ على أنَّ التبرُّك بآثار أهل الصلاح مشروع.

(1)

كلمة "فتقتله" ليست في (ق).

(2)

إسناده محتمل للتحسين، أبو الحسن - وإن انفرد بالرواية عنه يزيد بن أبي حبيب، ولم يؤثر توثيقه عن أحد - إنما هو مولاها، وبقية رجال الإسناد ثقات. الليث: هو ابن سعد.

والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2021).

وأخرجه أحمد (26999)، من طريقين عن الليث، بهذا الإسناد.

ص: 48

نقَضنَه وجَعَلْنَه ثلاثةَ قرون؟ قالت: نعم

(1)

.

‌31 - باب ميامن الميِّت ومواضع الوضوء منه

1884 -

أخبرنا عَمرو بن منصور قال: حدَّثنا أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدَّثنا إسماعيل، عن خالد، عن حفصة

عن أمِّ عطيَّةَ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال في غَسْل ابنتِه:"ابْدَأْنَ بميامنِها ومواضعِ الوضوءِ منها"

(2)

.

(1)

إسناده صحيح، حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وأيوب: هو السَّختياني، وحفصة: هي بنت سيرين. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2022).

وأخرجه البخاري (1260) من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وسيرد برقم (1892) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به.

وسيرد برقم (1891) من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أخته حفصة، به.

وسيرد - مطولًا - برقم (1890) من طريق إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية، به.

وسيرد - مطولًا - برقم (1885) من طريق هشام بن حسان، عن حفصة. به.

قال السِّندي: قوله: ثلاثة قرون، قيل: أراد الشُّعور، وكلُّ ضفيرةٍ من ضفائر الشعر قَرْن، وجَعَلْنَ ضفيرتين من القرنين، وواحدةً من الناصية.

(2)

إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليَّة، وخالد: هو ابن مِهْران الحذَّاء، وحفصة: هي بنت سيرين. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2023).

وأخرجه أحمد (27302)، والبخاري (167) و (1255)، ومسلم (939):(43)، وأبو داود (3145) من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1256)، ومسلم (939)، (42)، والترمذي (990) من طريقين عن خالد الحذاء، به. وفي رواية الترمذي: عن حفصة ومحمد.

وينظر ما سلف برقم (1881)، وما سيأتي برقم (1890).

ص: 49

‌32 - باب غسل الميِّت وترًا

1885 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا هشام قال: حدَّثَتْنا حفصةُ.

عن أم عطيَّةَ قالت: ماتَتْ إحدى بناتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأرسلَ إلينا، فقال:"اغْسِلْنَها بماءٍ وسِدْرٍ، واغسِلْنَها وترًا؛ ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا، إن رأيتُنَّ ذلك، واجعَلْنَ في الآخرة شيئًا من كافور، فإذا فرَغْتُنَّ فَآذِنَّني" فلمَّا فَرَغْنا آذَنَّاه، فألقى إلينا حَقَّوه، وقال:"أَشْعِرْنَها إِيَّاه" ومشَطناها ثلاثةَ قرون، وألقيناها من خلفِها

(1)

.

‌33 - باب غسل الميِّت أكثر من خمس

1886 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود عن يزيد قال: حدَّثنا أيوب، عن محمد بن سيرين

عن أمِّ عطيَّةَ قالت: دخلَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ونحن نغسِلُ ابنتَه، فقال: "اغسِلْنَها ثلاثًا أو خمسًا، أو أكثرَ من ذلك، إن رأيتُنَّ ذلك، بماءٍ وسِدْرٍ،

(1)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن حسَّان القُرْدوسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2024).

وأخرجه أحمد (27306)، والبخاري (1263) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بنحوه مطولًا ومختصرًا - أحمد (27299) و (27306)، والبخاري (1262)، ومسلم (939):(41)، وأبو داود (3144)، والترمذي (990) من طرق عن هشام بن حسان، به. وقرن الترمذي بحفصة محمدَ بن سيرين.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (20795)، ومسلم (939):(40) من طريق عاصم الأحول، عن. حفصة، به.

وينظر ما سلف برقمي (1881) و (1883).

ص: 50

واجعَلْنَ في الآخرة كافورًا أو شيئًا من كافور، فإذا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّني" فلمَّا فَرَغْنا آذَنَّاه، فألقى إلينا حَقْوه، وقال: "أَشْعِرْنَها إِيَّاه"

(1)

.

‌34 - باب غسل الميِّت أكثر من سبعة

1887 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا حمَّاد قال: حدَّثنا أيوب، عن محمد

(2)

عن أمِّ عطيّة قالت: تُوفَّيت إحدى بناتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأرسلَ إلينا، فقال: "اغسِلْنَها ثلاثًا أو خمسًا أو أكثرَ من ذلك، إن رأيتُنَّ

(3)

، بماءٍ وسدْرٍ، واجعَلْنَ في الآخرة كافورًا أو شيئًا من كافور، فإِذا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّني" فلمَّا فَرَغْنا آذَنَّاه، فألقى إلينا حَقْوه، وقال: "أشْعِرْنَها إِيَّاه"

(4)

.

1888 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدثنا حمَّاد، عن أيوب، عن حفصةَ

عن أمِّ عطيَّة

(5)

نحوه، غيرَ أنَّه قال: ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا أو أكثرَ من ذلك، إن رأيتُنَّ ذلك"

(6)

.

(1)

إسناده صحيح، يزيد: هو ابن زُريع. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2025).

وأخرجه مسلم (939): (36) عن يحيى بن يحيى، عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (1881).

(2)

في نسخة في هامش (هـ): حفصة.

(3)

بعدها في (هـ) زيادة: ذلك.

(4)

إسناده صحيح، حماد: هو ابن زيد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2026).

وأخرجه مسلم (939): (38) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1258)، ومسلم (939):(38)، وأبو داود (3142)، وابن حبان (3032) من طرق عن حماد بن زيد، به.

وسلف برقم (1881).

(5)

بعدها في (ق) زيادة: قالت: توفيت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم.

(6)

إسناده صحيح، حماد: هو ابن زيد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2027).=

ص: 51

1889 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا بشر، عن سلمة بن علقمة، عن محمد، عن بعض إخوته

(1)

عن أمِّ عطيَّةَ قالت: تُوفِّيت ابنةٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأَمَرَ

(2)

بغَسْلِها، فقال:"اغْسِلْنَها ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا أو أكثر من ذلك، إن رأيتُنَّ"

(3)

قالت: قلتُ

(4)

: وترًا؟ قال: "نعم، واجعَلْنَ في الآخرة كافورًا أو شيئًا من كافور، فإذا فرَغْتُنَّ فَآذِنَّني" فلمَّا فَرَغْنا، آذَنَّاه، فأعطانا حَقْوه، وقال:"أَشْعِرْنَها إيَّاه"

(5)

.

‌35 - باب الكافور في غسل الميِّت

1890 -

أخبرنا عَمرو بن زرارة قال: حدَّثنا إسماعيل، عن أيوب، عن محمد عن أمِّ عطيَّةَ قالت: أتانا رسولُ الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نغسِلُ ابنتَه، فقال:

= وأخرجه مسلم (939): (39) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1259)، وأبو داود (3146)، وابن حبان (3032) من طريقين عن حماد بن زيد، به.

وأخرجه ابن حبان (3033) من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب، به.

وينظر ما قبله وما سلف برقم (1881).

(1)

في (م) وهامش (ك): أخواته.

(2)

في (ك): فأمرنا.

(3)

في (م) و (هـ) ونسخة بهامش (ك): رأيتنه.

(4)

في (م) ونسخة بهامش (ك): قلنا.

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد تفرَّد فيه سلمة بن علقمة بقوله: عن محمد - يعني ابن سيرين - عن بعض إخوته أو أخواته - ولم يُسمِّه - عن أم عطية. والمحفوظ فيه كما سلف في الرواية (1881) وغيرها: عن محمد بن سيرين، عن أم عطية. وكما سلف برقم (1885): عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية. وكما سيأتي برقم (1891): عن محمد بن سيرين، عن أخته حفصة، عن أم عطية. بشر: هو ابن المفضَّل. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2028).

ص: 52

"اغْسِلْنَها ثلاثًا أو خمسًا أو أكثرَ من ذلك، إن رأيتُنَّ ذلك، بماءٍ وسِدْرٍ، واجعَلْنَ في الآخرة كافورًا أو شيئًا من كافور، فإذا فرَغْتُنَّ فَآذِنَّني" فلمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاه، فألقى إلينا حَقَّوه، وقال:"أشْعِرْنَها إِيَّاه" قال: أو قالت حفصة: "اغسِلْنَها ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا قال: وقالت أمُّ عطيَّةَ: مشَطناها ثلاثةَ قرون

(1)

.

1891 -

أخبرنا محمد بن منصور قال: حدَّثنا سفيان قال: حدَّثنا أيوب، عن محمد، قال: أخبرتني حفصة

عن أمِّ عطيَّةَ قالت: وجعَلْنا رأسَها ثلاثةَ قرون

(2)

.

1892 -

أخبرنا قُتيبةُ بن سعيد قال: حدَّثنا حمَّاد، عن أيوب، وقالت حفصة عن أمِّ عطيَّةَ: وجعَلْنا رأسَها ثلاثةَ قُرون

(3)

.

(1)

إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليَّة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2029).

وأخرجه أحمد (20790)، ومسلم (939):(38) و (39) من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1254)، وابن ماجه (1458 - 1459) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، به. وزادا في حديث حفصة:"ابدؤوا بميامنها ومواضع الوضوء منها". وهذه الزيادة سلفت وحدها برقم (1884) من طريق خالد بن الحارث، عن حفصة، به.

وينظر ما سلف برقم (1881) و (1883).

(2)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2030/ 2).

وأخرجه مسلم (939): (137)، وأبو داود (3143) من طريق يزيد بن زريع، عن أيوب، بهذا الإسناد.

وينظر ما سلف برقم (1883).

(3)

إسناده صحيح، حماد: هو ابن زيد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2030/ 1).

وينظر ما سلف برقم (1883).

ص: 53

‌36 - باب الإشعار

1893 -

أخبرنا يوسف بن سعيد قال: حدَّثنا حجَّاج، عن ابن جُرَيج قال: أخبرني أيوب بن أبي تميمة، أنَّه سمع محمد بن سيرين يقول:

كانت أمُّ عطيَّةَ امرأةً من الأنصار، قدِمَتْ تُبادِرُ ابنًا لها، فلم تُدْرِكُه حدَّثتنا قالت: دخلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نغسِلُ ابنتَه، فقال: "اغْسِلْنَها

(1)

ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك، إن رأيتُنَّ، بماءٍ وسِدْرٍ، واجْعَلْنَ في الآخرة كافورًا أو شيئًا من كافور، فإذا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّني" فَلَمَّا فَرَغْنا

(2)

ألقى إلينا حَقْوَه، وقال:"أشْعِرْنَها إِيَّاه" ولم يزِدْ على ذلك. قال: لا أدري أيُّ بناتِه

(3)

. قال: قلتُ: ما قولُه: "أَشْعِرْنَها إِيَّاه"؟ أَتُؤَزَّرُ به؟ قال: لا أُراه إِلَّا أن يقول: الفُفْنَها

(4)

فيه

(5)

.

1894 -

أخبرنا شعيب بن يوسف النَّسائيُّ قال: حدَّثنا يزيد قال: حدَّثنا ابن عَوْن، عن محمد

عن أمِّ عطيَّةَ قالت: تُوفِّي

(6)

إحدى بناتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: "اغْسِلْنَها ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك، إن رأيتُنَّ ذلك، واغسِلْنَها بالسِّدر والماء،

(1)

في (ق): اغسليها.

(2)

بعدها في (ق) زيادة: آذناه.

(3)

بعدها في (هـ) زيادة: هي.

(4)

تحرفت في (هـ) إلى: الفقهاء.

(5)

إسناده صحيح حجاج هو ابن محمد المِصِّيصي، وابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2031).

وأخرجه البخاري (1261) من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (1881) دون قوله: ولم يزد على ذلك

الحديث.

(6)

في (م): توفيت.

ص: 54

واجعَلْنَ في آخر ذلك كافورًا أو شيئًا من كافور، فإِذا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّني" قالت: فَآذَنَّاه، فألقى إلينا حَقْوَه، فقال:"أشْعِرْنَها إِيَّاه"

(1)

.

‌37 - باب الأمر بتحسين الكفن

1895 -

أخبرنا عبد الرَّحمن بن خالد الرَّقِّيُّ القطَّان ويوسف بن سعيد - واللَّفظ له

(2)

- قالا: أخبرنا حجَّاج، عن ابن جُرَيج قال: أخبرني أبو الزُّبير

أنَّه سمع جابرًا يقول: خطبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فذكر رجلًا من أصحابه ماتَ، فقُبِرَ ليلًا، وكُفِّنَ في كفنٍ غيرِ طائل، فزَجَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يُقبَرَ إنسانٌ ليلًا إِلَّا أَن يُضطَرَّ إلى ذلك، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا وَلِيَ أحدُكم أخاه فَلْيُحَسِّنْ كَفَنَه"

(3)

.

(1)

إسناده صحيح يزيد: هو ابن هارون، وابن عون: هو عبد الله، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2032).

وأخرجه البخاري (1257) عن عبد الرحمن بن حماد، عن ابن عون، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (1881).

(2)

عبارة "واللفظ له" من نسخة في هامش (ك).

(3)

إسناده صحيح من جهة يوسف بن سعيد: وهو ابن مسلم المِصِّيصي، وأمَّا عبد الرحمن بن خالد فهو صدوق، وقد تُوبع حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي، وأبو الزُّبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس، وابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّحا بسماعهما فانتفت شبهة تدليسهما. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2033).

وأخرجه مسلم (943)، وابن حبان (3103) من طرق عن حجاج بن محمد، بهذا الإسناد.

ورواية ابن حبان مختصرة على القسم الأول.

وأخرجه - بتمامه ومختصرًا - أحمد (14145) و (14146) و (14524) و (14525) و (14766) و (14993)، وأبو داود (3148) من طرق عن أبي الزبير، به.

وأخرجه ابن حبان (3034) من طريق وهب بن منبه، عن جابر، به.

وسيرد - مختصرًا على القسم الأول - برقم (2014) عن عبد الرحمن بن خالد وحده، به.=

ص: 55

‌38 - باب أيُّ الكفن خير

1896 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: أخبرنا يحيى بن سعيد قال: سمعتُ سعيد بن أبي عَروبة يُحدِّث عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن أبي المُهَلَّب

عن سَمُرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"الْبِسوا من ثيابكم البَياض، فإنَّها أطهَرُ وأطيَبُ، وكَفِّنوا فيها موتاكم"

(1)

‌39 - باب كفن النبيِّ صلى الله عليه وسلم

1897 -

أخبرنا إسحاق قال: أخبرنا عبد الرَّزَّاق قال: حدَّثنا مَعْمَر، عن الزُّهريّ، عن عُروة

= قال السِّندي: قوله فقُبِرَ ليلًا، أي من غير أن يعلم به النبيُّ صلى الله عليه وسلم ويُصلِّي عليه.

غير طائل، غير جيِّد. فزجر، أي: نهى.

أن يُقبَرَ الإنسانُ ليلًا، أي قبل أن يُصلِّي عليه هو صلى الله عليه وسلم، والمقصود هو التأكيد في مراعاتهم حضورَه وصلاته على الميت صلى الله عليه وسلم.

"وَلِيَ أحدكم أخاه" أي: أَمْرَ تجهيزه وتكفينه. "فليُحسِّنْ كفَنَه" قيل: بسكون الفاء، مصدر، أي: تكفينه، فيشمل الثوبَ وهيئتَه وعملَه، والمعروف الفتح. قال النووي في "شرح المهذب": هو الصحيح، قال أصحابنا: والمراد بتحسينه بياضُه ونظافتُه وسبوغُه وكثافتُه، لا كونُه ثمينًا؛ لحديث النهي عن المغالاة.

(1)

إسناده صحيح، سعيد بن أبي عَروبة - وإن اختلط - قد روى عنه يحيى بن سعيد القطان قبل اختلاطه. أيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتياني، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو المُهلَّب: هو عم أبي قِلابة. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2034) و (9567).

وأخرجه أحمد (20235) عن روح، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد - أيضًا - (20235) من طريق معمر، عن أيوب، به.

ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه في "العلل"(1093) قوله: لم يُتابع معمر على توصيل هذا الحديث، وإنَّما يرويه عن أبي قلابة، عن سمرة.

وقول أبي حاتم مدفوعٌ بمتابعة سعيد بن أبي عروبة له.=

ص: 56

عن عائشة قالت: كُفِّنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثوابٍ سُحولِيَّةٍ

(1)

بيضٍ

(2)

1898 -

أخبرنا قُتيبةُ، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه

عن عائشة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ في ثلاثة أثوابٍ بيضٍ سُحُوليَّةٍ ليس فيها قميصٌ ولا عِمامة

(3)

.

= وأخرجه أحمد (20154) و (20185) و (20200) و (20218)، والترمذي (2810) والمصنِّف في "الكبرى"(9564)، وابن ماجه (3567) من طريق ميمون بن أبي شبيب، عن سمرة، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. اهـ. وليس عند ابن ماجه قوله: "وكفنوا فيها موتاكم".

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (5322).

وسيرد برقم (5323) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن سمرة، به. ليس فيه أبو المهلب.

قال السندي: قوله: "فإنَّها أطهر وأطيب"؛ لأنَّه يظهر فيها أدنى وسخ فيُزال.

(1)

في (ك) و (هـ): سحولي.

(2)

إسناده صحيح إسحاق: هو ابن إبراهيم المعروف بابن راهويه، ومعمر: هو ابن راشد البصري والزهري: هو محمد بن مسلم، وعروة: هو ابن الزبير. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2035).

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (6171)، وعنه أخرجه أحمد (25949).

وسيرد - بسياق أطول - في الروايتين التاليتين من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، به.

قوله: سُحولية؛ قال السِّندي: بضمِّ أوله أو فتحه: نسبة إلى قرية باليمن.

(3)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2036).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 223، وأخرجه من طريقه البخاري (1273)، وابن حبان (3037).

وأخرجه أحمد (24122) و (24869) و (25005) و (25323) و (25601) و (25680) و (25795)، والبخاري (1264) و (1271) و (1272) و (1387)، ومسلم (941):(45) و (46)، وأبو داود (3151)، وابن حبان (6632) من طرق عن هشام به. وبعضهم يزيد فيه =

ص: 57

1899 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا حفص، عن هشام، عن أبيه

عن عائشة قالت: كُفِّنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثوابٍ بيضٍ يمانيةٍ كُرْسُفٍ، ليس فيها قميصٌ، ولا عِمامة. فذُكِرَ لعائشة قولُهم: في ثوبين وبُرْدِ حِبَرَة

(1)

، فقالت: قد أُتيَ بالبُرْدِ، ولكنَّهم رَدُّوه، ولم يُكفِّنوه فيه

(2)

.

‌40 - باب القميص في الكفن

1900 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا عُبيد الله قال: حدَّثنا نافع

عن عبد الله بن عمر قال: لمَّا ماتِ عبد الله بن أُبيٍّ جاء ابنُه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: أعطِني قميصَك حتَّى أُكفِّنَه

(3)

فيه، وصَلِّ عليه، واستغفِرْ له. فأعطاه قميصَه، ثُمَّ قال:"إذا فرَغْتُم فَآذِنُوني أُصلِّي عليه" فجذَبَه عمر وقال: قد

(4)

نهاكَ اللهُ أن تُصلِّيَ على المنافقين. فقال: "أنا بينَ خِيرَتَين،

= وأخرجه أحمد (24625)، ومسلم (941):(47) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة، به.

وينظر ما قبله وما بعده.

(1)

المثبت من نسخة بهامش (ك)، وفي باقي النسخ: برد من حبرة.

(2)

إسناده صحيح، حفص: هو ابن غياث. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2037) و (7078).

وأخرجه أبو داود (3152)، والترمذي (996)، كلاهما عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (941): (46)، وابن ماجه (1469) عن ابن أبي شيبة، عن حفص، به.

وتُنظر الروايتان السابقتان.

قال السِّندي: قوله: يمانية بالتخفيف، وأصله "يمنيَّة" بالتشديد نسبة إلى اليمن، لكن قُدِّمت إحدى الياءين، ثم قُلبت ألفًا، أو حُذفت وعُوِّض منها بألف على خلاف القياس. كُرْسُف: القطن. وبُرْد حِبَرَة: ما كان مُخطَّطًا من البُرد اليمانية.

(3)

في هامش (هـ): أكفن. (نسخة).

(4)

لفظة (قد) ليست في (ك).

ص: 58

قال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80]، فصلَّى عليه، فأنزل الله تعالى:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة: 84]، فترك الصَّلاةَ عليهم

(1)

.

1901 -

أخبرنا عبد الجبَّار بن العلاء بن عبد الجبَّار عن سفيان، عن عَمرو

سمِعَ جابرًا يقول: أتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم قبرَ عبد الله بن أُبيٍّ وقد وُضِعَ في حفرَتِه، فوقفَ عليه، فأمرَ به فأُخرِجَ له

(2)

، فوضعَه على رُكبَتَيه

(3)

، وألبَسه قميصَه، ونفَثَ عليه من رِيقه

(4)

. والله أعلم.

(1)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العُمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2038) و (11160).

وأخرجه أحمد (4860)، والبخاري (1269) و (5796)، ومسلم (2400):(5) و (2774): (4)، والترمذي (3098)، وابن ماجه (3175)، وابن حبان (3175) من طريق يحيى بن سعيد بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4670)، ومسلم (2400):(24) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والبخاري (4672) من طريق أنس بن عياض، كلاهما عن عبيد الله، به.

(2)

كلمة "له" ليست في (ك).

(3)

في (م): ركبته.

(4)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2039).

وأخرجه أحمد (15075)، والبخاري (1270) و (1350) و (5795)، ومسلم (2773):(2)، وابن حبان (3174) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2773) من طريق ابن جريج، عن عمرو بن دينار، به.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (14986)، والمصنِّف في "الكبرى"(9586) من طريق أبي الزبير، عن جابر، به.

وسيرد برقم (2019) عن الحارث بن مسكين، عن سفيان، به. وبرقم (2020) من طريق الحسين بن واقد، عن عمرو بن دينار، به. وزاد في آخره: وصلَّى عليه. وينظر ما بعده.

ص: 59

1902 -

أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرَّحمن الزُّهريُّ البصريُّ قال: حدَّثنا سفيان، عن عَمرو

سمع جابرًا يقول: وكان العبَّاسُ بالمدينة، فطلبَتِ الأنصارُ ثوبًا يكسونَه، فلم يَجِدوا قميصًا يصلُحُ عليه إِلَّا قميص عبد الله بن أُبيٍّ، فكَسَوه إيَّاه

(1)

.

1903 -

أخبرنا عُبيد الله بن سعيد قال: حدَّثنا يحيى، عن الأعمش ح: وأخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد القطَّان قال: سمعتُ الأعمشَ قال: سمعتُ شقيقًا قال:

حدَّثنا خَبَّاب قال: هاجَرْنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم نبتغي وجهَ الله تعالى، فوجَبَ أجرُنا على الله، فمِنَّا مَنْ ماتَ لم

(2)

يأكُلْ من أجره شيئًا، منهم مصعب بن عُمير، قُتِلَ يومَ أُحُد، فلم نجِدْ شيئًا نُكفِّنه فيه إلَّا نَمِرةً، كُنَّا إذا غَطَّينا رأسَه خرجَتْ رِجلاه، وإذا غَطَّينا بها رِجْلَيه خرجَ رأسُه، فأَمَرَنا رسولُ الله أن نُغطِّيَ بها رأسَه، ونجعلَ على رِجْلَيه إِذْخِرًا، ومِنَّا مَنْ أينعَتْ له ثَمَرَتُه، فهو يَهْدِبُها

(3)

. اللَّفظ لإسماعيل.

(1)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2040)، وينظر ما قبله.

(2)

في (م): ولم.

(3)

إسناده صحيح، الأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2041).

وأخرجه أحمد (21058)، والبخاري (3914) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (21077) و (27214)، والبخاري (1276) و (3897) و (3913) و (4047) و (4082) و (6432) و (6448)، ومسلم (940)، وأبو داود (2876) و (3155)، والترمذي (3853)، وابن حبان (7019) من طرق عن الأعمش، به.

قال السِّندي: قوله: لم يأكُلْ من أجره شيئًا، كناية عن الغنائم التي تناولها من أدرك الفتوح.=

ص: 60

‌41 - باب كيف يُكَفَّن المُحرِمُ إِذا مات

1904 -

أخبرنا عُتبة بن عبد الله قال: حدَّثنا يونس بن نافع، عن عَمرو بن دينار، عن سعيد بن جُبير

عن ابن عبَّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اغسِلوا المُحْرِمَ

(1)

في ثَوْبَيه اللَّذين أحرمَ فيهما، واغسِلوه بماءٍ وسِدْرٍ، وكَفِّنوه في ثَوْبَيه، ولا تُمِسُّوه بطيبٍ ولا تُخَمِّروا رأسَه، فإنَّه يُبعَثُ يومَ القيامة مُحْرِمًا"

(2)

.

‌42 - باب المسك

1905 -

أخبرنا محمود بن غَيلان قال: حدَّثنا أبو داود وشَبَابة قالا: حدَّثنا شعبة، عن خُلَيد بن جعفر، سمع أبا نضرة

= "أينعَتْ": نَضِجَتْ. يَهْدِبُها، أي: يجتنيها، وقيل: بتثليث الدال المهملة.

(1)

في نسخة بهامش (هـ): الميت.

(2)

صحيح دون قوله: "اغسلوا المحرم في ثوبيه اللَّذين أحرم فيهما" فقد تفرَّد به يونس بن نافع - أبو غانم المروزي - وهو ممَّن لا يحتمل تفرُّده، فهو - وإن وثَّقه المصنِّف في "السنن الكبرى" عقب هذا الحديث برقم (2042)، وذكره ابن حبان في "الثقات" - قد قال فيه ابن حبان: يخطئ. وقال السُّليماني: منكر الحديث.

وأخرجه - دون الزيادة - أحمد (1914)، والبخاري (1268) و (1849)، ومسلم (1206):(93) و (94)، وأبو داود (3238) و (3239)، والترمذي (951)، وابن حبان (3958) من طرق عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد.

وأخرجه - كذلك - أحمد (1915) و (2591) و (3077)، ومسلم (1206):(102) من طرق عن سعيد بن جبير، به.

وسيرد برقم (2714) من طريق سفيان الثوري، عن عمرو بن دينار، به. وفيه:"ولا تخمروا وجهه ورأسه". بزيادة الوجه.

وسيرد بالأرقام (2713) و (2853) و (2854) و (2857) من طريق أبي بشر، وبرقم (2855) من طريق أيوب، وبرقم (2856) من طريق الحكم بن عتيبة، وبرقم (2858) من طريق ابن جريج، أربعتهم عن سعيد بن جُبير، به. =

ص: 61

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أطيَبُ الطِّيبِ

(1)

المِسْك

(2)

.

1906 -

أخبرنا عليُّ بن الحسين الدِّرهميُّ قال: حدثنا أُميَّة بن خالد، عن المُسْتَمرِّ بن الرَّيَّان، عن أبي نَضْرة

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مِنْ خير طِيبِكُم المِسك"

(3)

.

‌43 - باب الإذن بالجنازة

1907 -

أخبرنا قُتيبةُ في حديثه، عن مالك، عن ابن شهاب

عن أبي أُمامة بن سهل بن حُنَيف أنَّه أخبره، أنَّ مسكينةً مَرِضَتْ، فأُخبِرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بمرَضِها، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يعودُ المساكين، ويسألُ عنهم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"إذا ماتَتْ فآذِنوني". فأُخرِجَ بجِنازتها ليلًا، وكَرِهوا أن يُوقِظوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا أصبحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أُخبِرَ بالَّذِي

= قوله: "ولا تُمِسُّوه" من الإمساس. "ولا تُخَمِّروا" أي: ولا تُغطُّوا.

(1)

في (م): خير طيبكم. وفي نسخة بهامشها: أطيب الطيب.

(2)

إسناده صحيح أبو داود: هو الحَفَري، واسمه عمر بن سعد، وشَبَابة: هو ابن سوَّار، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قِطْعة العبدي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2043).

وأخرجه الترمذي (991) عن محمود بن غيلان، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح.

وأخرجه أحمد (11269) و (11439) و (11832)، والترمذي (992)، وابن حبان (1378) من طرق عن شعبة، به.

وسيرد - مطولًا - برقم (5119) من طريق شبابة وحده، عن شعبة، به. ومطولًا - أيضًا - برقم (5264) من طريق عبد الرحمن بن غزوان، عن شعبة، عن خليد والريان بن المستمر، به.

وسيرد في الرواية التالية من طريق المستمر بن الريان، عن أبي نضرة، به.

(3)

إسناده صحيح، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2044).

وأخرجه أحمد (11311) و (11590)، وأبو داود (3158) من طرق عن المستمر بن الريان، به.

وتنظر الرواية السابقة.

ص: 62

كان منها، فقال:"ألم آمُرْكُم أَن تُؤذِنوني بها؟ " قالوا: يا رسول الله، كَرِهنا أن نُوقِظَك ليلًا. فخرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتَّى صَفَّ بالنَّاس على قبرها، وكبَّرَ أربعَ تكبيرات

(1)

.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنَّه مرسل. وينظر ما قاله ابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 254. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2045).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 227، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده"(1058) و (1651)، والروياني في "مسنده"(1238)، والبيهقي في "معرفة السنن" 5/ 294، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ 326، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 1/ 207.

وأخرجه ابن أبي شيبة (11335) و (11535) و (12068) و (37225)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 487 من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي أمامة، عن أبيه. سفيان بن حسين ضعيف في الزهري.

قال أبو حاتم فيما نقل عنه ابنه في "العلل"(463): هذا خطأ، والصحيح حديث يونس بن يزيد وجماعة، عن الزهري عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بلا أبيه.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/ 48 من طريق بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي أمامة، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعود مرضى مساكين المسلمين وضعفائهم، ويتبع، جنائزهم، ولا يصلي عليهم أحد غيره، وأن امرأة مسكينةً .... فذكره.

وينظر الاختلاف في إسناد هذا الحديث في "علل" الدارقطني 5/ 205 - 206.

وسيرد برقمي (1969) و (1981).

ويشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (458)، ومسلم (956) واللفظ له: أنَّ امرأةً سوداء كانت تقمُّ المسجد - أو شابًّا - ففقدها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فسأل عنها - أو عنه - فقالوا: ماتت. قال: "أفلا كنتم آذنتموني؟ ". قال: فكأنَّهم صغَّروا أمرها - أو أمره - فقال: "دلُّوني على قبرها" فدلُّوه، فصلَّى عليها.

ويشهد له - أيضًا - حديث يزيد بن ثابت، وسيأتي برقم (2022).

وللصلاة على الجنازة أربع تكبيرات شواهد، منها حديث أبي هريرة الآتي برقم (1971)، وحديث جابر عند البخاري (1334)، ومسلم (952)، وهو في "مسند" أحمد (14889).=

ص: 63

‌44 - باب السُّرعة بالجنازة

1908 -

أخبرنا سُوَيد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المَقْبُريّ، عن عبد الرَّحمن

(1)

بن مِهْران

أن أبا هريرة قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا وُضِعَ الرَّجلُ الصَّالحُ على سريره قال: قَدِّموني قَدِّموني، وإذا وُضِعَ الرَّجلُ. يعني السُّوء. على سريره قال: يا وَيْلي

(2)

، أينَ تذهبون بي؟ "

(3)

.

1909 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا اللَّيث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه

أنَّه سمع أبا سعيد الخدريَّ يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وُضِعَتِ الجِنازةُ فاحتمَلَها الرِّجالُ على أعناقهم، فإن كانت صالحةً قالت: قَدِّموني

= قال السِّندي قوله: حتى صفَّ الناس، فيه تكرار الصلاة، إذ يُستبعد من الصحابة دفنُها بلا صلاة، والصلاةُ على القبر بعد الصلاة على الميت، ومن لم يرَ ذلك يحمل على الخصوص.

(1)

في نسخة بهامش (هـ): وعبد الرحمن، وهو وهمٌ كما في "طرح التثريب" 3/ 289.

(2)

في (م) وهامشي (ر) و (ك): يا ويلتَى وفوقها في (م): ويلي (نسخة).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن مهران. عبد الله: هو ابن المبارك، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة وهو في "السنن الكبرى" برقم (2046).

وأخرجه أحمد (7914) و (10137) و (10493)، وابن حبان (3111) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.

وسيرد - بأتمَّ منه - في الرواية التالية من طريق سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري. قال ابن حبان 7/ 378: الطريقان جميعًا محفوظان وبنحوه قال الدارقطني في "العلل" 11/ 73.

قال السِّندي: قوله: "قال: قدِّموني" كأنَّه يعتقد أنهم يسمعون قوله فيقول لهم ذلك، أو أنه تعالى يجري على لسانه ذلك، ليُخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم للناس فتحصل الفائدة بواسطة ذلك الإخبار، والله أعلم.

ص: 64

قَدِّموني، وإن كانت غيرَ صالحة قالت: يا ويلَها

(1)

، إلى

(2)

أين تذهبون بها

(3)

؟ يسمعُ صوتَها

(4)

كلُّ شيءٍ إِلَّا الإنسان، ولو سَمِعَها الإنسانُ لَصَعِقَ"

(5)

.

1910 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا سفيان، عن الزُّهريّ، عن سعيد

عن أبي هريرة يبلغُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "أسرعوا" بالجنازة، فإن تَكُ صالحةً فخيرٌ تُقدِّمونها إليه، وإن تَكُ

(6)

غيرَ ذلك فشَرٌّ تضعونَه عن رقابكم"

(7)

.

(1)

في نسخة بهامش (هـ): يا ويلتا.

(2)

كلمة "إلى" ليست في (م).

(3)

في نسخة بهامش (هـ): بي.

(4)

في (ر) ونسخة بهامش (هـ): صوته.

(5)

إسناده صحيح، الليث: هو ابن سعد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2047).

وأخرجه البخاري (1380) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (11372) و (11552) و (11553)، والبخاري (1314) و (1316)، وابن حبان (3038) و (3039) من طرق عن الليث، به.

وينظر ما قبله.

قوله: "إذا وُضِعت الجنازة" قال السِّندي: يحتمل أنَّ المراد بالجنازة الميتُ، أي: إذا وُضع الميتُ على السرير، ويحتمل أنَّ المراد بها السَّريرُ، أي: إذا وُضِعَ على الكتف، والأول أَولى.

(6)

في نسخة بهامش (ك): تكن.

(7)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وسعيد: هو ابن المسيِّب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2048).

وأخرجه أحمد (7267)، والبخاري (1315)، ومسلم (944):(50)، وأبو داود (3181)، والترمذي (1015)، وابن ماجه (1477)، وابن حبان (3042) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7272) و (7773)، ومسلم (944):(50) من طريق محمد بن =

ص: 65

1911 -

أخبرنا سُوَيد قال: حدَّثنا، عبد الله عن يونس عن الزُّهريِّ قال: حدَّثني أبو أُمامة بن سهل

أن أبا هريرة قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أسْرِعوا بالجِنازة

(1)

، فإن كانت صالحةً قربتُموها إلى الخير

(2)

، وإن كانت غيرَ ذلك كانت شَرًّا تضعونَه عن رقابكم"

(3)

.

1912 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا خالد قال: أخبرنا عُيينة

(4)

قال: حدَّثني أبي قال:

= أبي حفصة، وأحمد (7772)، ومسلم (944):(50) من طريق معمر، كلاهما عن الزهري، به.

وسيرد في الرواية التالية من طريق يونس، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، عن أبي هريرة، به.

قال الدارقطني في "العلل" 9/ 147: حديث سعيد بن المسيب وأبي أمامة محفوظان.

قوله: "أسرعوا بالجنازة"؛ قال السِّندي: ظاهره الأمر للْحَمَلة بالإسراع في المشي، ويحتمل الأمر بالإسراع في التجهيز، وقال النووي: الأول هو المُتعيَّن؛ لقوله: "فشرٌّ تضعونه عن رقابكم"، ولا يخفى أنه يمكن تصحيحه على المعنى الثاني، بأن يُجعل الوضعُ عن الرقاب كنايةً عن التَّبعيد عنه وترك التلبُّس به.

(1)

في هامش (ك): بجنائزكم.

(2)

المثبت من (ر) و (ك)، وفوقها في (م)، وفي (م) وهامشي (ر) و (ك): قدمتموها إلى الجنة، وفي (هـ) والمطبوع: قدمتموها إلى الخير.

(3)

إسناده صحيح، سويد: هو ابن نصر وعبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2049).

وأخرجه أحمد (7271) و (7774) عن علي بن إسحاق، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (944): (51) من طريق عبد الله بن وهب عن يونس، به. وينظر ما قبله.

(4)

جاء بعده في (هـ): بن عبد الرحمن بن يونس، وهو تحريف، والصواب: بن عبد الرحمن بن جوشن. ونبّه عليه في هامش (ك).

ص: 66

شهِدْتُ جنازة عبد الرَّحمن بن سَمُرة، وخرجَ زيادٌ يمشي بين يدي السَّرير، فجعَلَ رجالٌ من أهل عبد الرَّحمن ومواليهم

(1)

يستقبلون السَّريرَ ويمشون على أعقابهم، ويقولون: رُوَيدًا رُوَيدًا، باركَ اللهُ فيكم، فكانوا يَدِبُّون دبيبًا، حتَّى إذا كُنَّا ببعض طريق المِرْبَد لَحِقَنا أبو بَكْرةَ على بغلة، فلمَّا رأى الَّذي

(2)

يصنعون حملَ عليهم ببغلَتِه

(3)

، وأهوى إليهم

(4)

بالسَّوط، وقال: خَلُّوا، فوالَّذي أكرَمَ وجهَ أبي القاسم صلى الله عليه وسلم، لقد رأيتُنا معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإِنَّا لَنكَادُ نَرْمُلُ بها رَمَلًا. فانبسَطَ القوم

(5)

.

1913 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر عن إسماعيلَ وهُشَيمٍ، عن عُيينةَ بن عبد الرحمن، عن أبيه

(1)

في (م) وهامش (ك): ومواليه.

(2)

في نسخة بهامش (هـ): الذين.

(3)

في (ك): بغلته، وفي (ق): بغلتهم.

(4)

في (ر) و (ق) ونسخة بهامش (هـ): لهم.

(5)

إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث الهُجَيمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2050).

وأخرجه أبو داود (3183) عن حميد بن مسعدة، عن خالد بن الحارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (20375) و (20400)، وأبو داود (3183) من طرق عن عيينة بن عبد الرحمن، به.

وأخرجه أبو داود (3182) من طريق شعبة، عن عيينة به. إلا أنه قال: في جنازة عثمان بن أبي العاص. قال البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 127: وعثمانُ وهمٌ.

وسيرد مختصرًا في الرواية التالية.

قال السِّندي: قوله: رُوَيدًا، أي: أَمْهِلوا ولا تُسرعوا يَدِبُّون، أي: يبطؤون في المشي. "المِرْبَد": به. موضع بالبصرة. "وأهوى" أي: مدَّ يدَه إلى السَّوط ليسوقهم به "خَلُّوا" أي: اتركوا الناس ليستعجلوا (كما في حاشيته على "المسند"). "رَمَلًا" أي: نُسرع في المشي.

ص: 67

عن أبي بَكْرَةَ قال: لقد رأيتُنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإِنَّا لَنكَادُ نَرْمُلُ بها رَمَلًا. هذا لفظ حديث هُشَيم

(1)

.

1914 -

أخبرنا يحيى بن دُرُسْتَ قال: حدَّثنا أبو إسماعيل، عن يحيى، أنَّ أبا سلمة حدَّثه

عن أبي سعيد، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مرَّتْ بكم جِنازةٌ فقوموا، فمَنْ تَبِعَها فلا يقعُدْ

(2)

حتَّى تُوضَعَ

(3)

"

(4)

.

‌45 - باب الأمر بالقيام للجنازة

1915 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا اللَّيث، عن نافع، عن ابن عمر

(1)

إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليَّة، وهُشَيم: هو ابن بشير السُّلمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2051).

وأخرجه أحمد (20388)، وابن حبان (3044) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (3043) من طريق إسماعيل بن علية، به.

وسلف مطولًا في الرواية السابقة.

(2)

في نسخة بهامش (ك): يقعدن.

(3)

لعل إيراد هذا الحديث في الباب الذي يليه أولى، لمناسبته له، وكما هو في "الكبرى".

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي إسماعيل - وهو القنَّاد، واسمه إبراهيم بن عبد الملك - فهو صدوق، وقد توبع. يحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2055).

وأخرجه أحمد (11366) من طريق أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (11328) و (11443) و (11810)، ومسلم (959) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، به.

وأخرجه أبو داود (3173) من طريق سهيل، عن ابن أبي سعيد، عن أبيه، به.

وينظر الاختلاف على سهيل في إسناده في "العلل" للدارقطني 11/ 345.

وسيرد برقمي (1917) و (1998) من طريقين عن هشام، به.

وينظر ما سيأتي برقمي (1918) و (1919).

ص: 68

عن عامر بن ربيعة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا رأى أحدُكم الجِنازةَ فلم يكن ماشيًا معها، فليقُمْ حتَّى تُخَلِّفَه، أو تُوضَعَ من قَبْلِ أَن تُخَلِّفَه"

(1)

.

1916 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا اللَّيث، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه

عن عامر بن ربيعة العدويّ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"إذا رأيتُم الجِنازةَ فقوموا حتَّى تُخَلَّفَكم أو تُوضَعَ"

(2)

.

1917 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال: حدَّثنا إسماعيل، عن هشام. ح: وأخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا خالد قال: حدَّثنا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتُم الجِنازةَ فقوموا، فمَنْ تَبِعَها فلا يقعُدْ حتَّى تُوضَعَ"

(3)

.

(1)

إسناده صحيح: قتيبة: هو ابن سعيد والليث: هو ابن سعد، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2052).

وأخرجه البخاري (1308)، ومسلم (958):(74)، والترمذي (1042)، ثلاثتهم عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (958)(74)، وابن ماجه (1542) من طريق محمد بن رمح، عن الليث، به.

وأخرجه أحمد (15674) و (15675) و (15677) و (15683) و (15685)، ومسلم (958):(75) من طرق عن نافع، به. وسيرد في الحديث بعده.

قال السِّندي: قوله: "حتى تُخَلِّفه" أي: تتجاوزه وتجعله خلفها.

(2)

إسناده صحيح، ابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2053).

وأخرجه مسلم (958): (74)، والترمذي (1042)، كلاهما عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (958)(74)، وابن حبان (3052) من طريقين عن الليث، به.

وأخرجه أحمد (156382) و (15687) و (15699)، والبخاري (1307)، ومسلم (958):(73)، وأبو داود (3172)، وابن ماجه (1542)، وابن حبان (3051) من طرق عن الزهري، به.

(3)

إسناداه صحيحان، إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليَّة، وخالد: هو ابن الحارث الهُجَيمي، وهشام هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير،=

ص: 69

1918 -

أخبرنا يوسف بن سعيد قال: حدَّثنا حجَّاج، عن ابن جُرَيج، عن ابن عَجْلان، عن سعيد

عن أبي هريرةَ وأبي سعيدٍ: قالا ما رأَيْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم شهِدَ جِنازةً قَطُّ، فجلس حتَّى تُوضَعَ

(1)

.

1919 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد قال: حدَّثنا زكريّا، عن الشَّعبيِّ قال: قال أبو سعيد. ح: وأخبرنا إبراهيم بن يعقوب بن إسحاقَ قال: حدَّثنا أبو زيد سعيد بن الرَّبيع قال: حدَّثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السَّفَر قال: سمعتُ الشَّعبيَّ يُحدِّث

عن أبي سعيد، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مَرُّوا عليه بجنازةٍ فقام، وقال عمرو

(2)

: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ به جِنازهٌ، فقام

(3)

.

= وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2054).

وأخرجه مسلم (959): (77) عن علي بن حجر، بهذا الإسناد.

وأخرجه - أيضًا - عن سريج بن يونس، عن إسماعيل بن علية، به.

وأخرجه أحمد (11195) و (11451) و (11476)، والبخاري (1310)، ومسلم (959):(77)، والترمذي (1043) من طرق عن هشام، به.

وسلف برقم (1914).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز - مدلِّس، ولم يُصرِّح بسماعه من ابن عجلان: وهو محمد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2056).

وينظر ما قبله وما بعده.

(2)

بعدها بهامش (ك) زيادة: في حديثه.

(3)

إسناده صحيح من جهة عبد الله بن أبي السَّفر، عن الشعبي. وأما من جهة زكريا - وهو ابن أبي زائدة - فإنه يدلِّس عن الشعبي، لكنه متابَعٌ بالإسناد الآخر. يحيى بن سعيد: هو القطَّان، والشَّعبي: هو عامر بن شَراحيل. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2057).

وأخرجه أحمد (11506) عن يحيى بن سعيد، بالإسناد الأول.

وأخرجه - أيضًا - (11506) عن وكيع، عن زكريا، به.=

ص: 70

1920 -

أخبرني أيوب بن محمد الوزَّان قال: حدَّثنا مروان قال: حدَّثنا عثمانُ بن حَكيم قال: أخبرني خارجةُ بن زيد بن ثابت

عن عمِّه يزيد بن ثابت، أنَّهم كانوا جلوسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطلعَتْ جِنازةٌ، فقامَ

(1)

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقامَ

(2)

مَنْ معه، فلم يزالوا قِيامًا حتَّى نفَذَتْ

(3)

.

‌46 - باب القيام لجنازة أهل الشِّرك

(4)

1921 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا خالد قال: حدَّثنا شعبة، عن عمرو بن مُرَّة، عن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى قال:

كان سهل بن حُنَيف وقيس بن سعد بن عبادة بالقادسيَّة، فمُرَّ عليهما بجِنازة، فقاما، فقيل لهما: إنَّه

(5)

من أهل الأرض. فقالا: مُرَّ على

= وأخرجه - أيضًا - (11437) من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، بالإسناد الثاني.

وينظر ما قبله وما سلف برقم (1914).

(1)

في نسخة بهامش (ك): فثار.

(2)

في نسخة بهامش (ك): وثار.

(3)

إسناده صحيح إن ثبت سماع خارجة بن زيد من عمه يزيد بن ثابت، وإلا فهو منقطع ويكون الحديث صحيحًا لغيره، فقد قال البخاري في "التاريخ الصغير" 1/ 42: إن صحَّ قول موسى بن عقبة: إنَّ يزيد بن ثابت قُتل أيام اليمامة في عهد أبي بكر الصديق، فإنَّ خارجة لم يدرك يزيد. وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (في ترجمة يزيد بن ثابت): وروى عنه خارجة بن زيد، ولا أحسبه سمع منه. وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة": إذا مات - يعني يزيد - باليمامة، فرواية خارجة عنه مرسلة. مروان: هو ابن معاوية الفزاري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2058).

وأخرجه أحمد (19453) عن ابن نمير، عن عثمان بن حكيم، بهذا الإسناد.

ويشهد له ما قبله وما بعده.

(4)

في نسخة بهامش (هـ): المشركين.

(5)

في (ك) و (هـ): إنها.

ص: 71

رسول الله صلى الله عليه وسلم بجِنازةٍ، فقام، فقيل له: إنَّه يهوديٌّ. فقال: "أليستْ نَفْسًا"

(1)

.

1922 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال حدَّثنا إسماعيل، عن هشام. ح: وأخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا خالد قال: حدَّثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن عُبيد الله بن مِقْسَم

عن جابر بن عبد الله قال: مَرَّت بنا جِنازةٌ، فقامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقُمْنا معه، فقلتُ: يا رسول الله، إنَّما هي جِنازةُ يهوديَّة. فقال: "إنَّ للموت فزعًا

(2)

، فإذا رأيتُم الجِنازة، فقوموا"

(3)

. اللَّفظ لخالد.

(1)

إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث الهُجَيمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2059).

وأخرجه أحمد (23842)، والبخاري (1312)، ومسلم (961) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري تعليقًا (1313)، ومسلم (961) من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، به.

قال السِّندي: قوله: "إنَّه من أهل الأرض"، أي: أهل الذِّمَّة، وسُمِّي أهل الذِّمَّة بأهل الأرض؛ لأنَّ المسلمين لمَّا فتحوا البلاد أقرُّوهم على عمل الأرض وحَمْلِ الخَراج.

(2)

في (ق) و (م) ونسخة بهامش (ك): إنَّ الموتَ فزعٌ.

(3)

إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليَّة، وخالد: هو ابن الحارث الهُجَيمي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2060).

وأخرجه مسلم (960): (78) عن علي بن حجر، بهذا الإسناد.

وأخرجه - أيضًا - عن سريج بن يونس، عن إسماعيل بن علية، به.

وأخرجه أحمد (14427)، والبخاري (1311) من طرق عن هشام، به وليس في رواية البخاري قوله:"إنَّ للموت فزعًا".

وأخرجه أحمد (14591) من طريق أبان بن يحيى، وأحمد - أيضًا - (14812)، وأبو داود (3174)، وابن حبان (3050) من طريق الأوزاعي، كلاهما عن يحيى، به. =

ص: 72

‌47 - باب الرُّخصة في ترك القيام

1923 -

أخبرنا محمد بن منصور قال: حدَّثنا سفيان، عن ابن أبي نَجيح، عن مجاهد، عن أبي مَعْمَر قال:

كُنَّا عند عليٍّ، فمرَّتْ به

(1)

جِنازةٌ، فقاموا لها، فقال عليٌّ: ما هذا؟ قالوا: أمْرُ أبي

(2)

موسى. فقال: إنَّما قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لجِنازة يهوديَّةٍ، ولم يَعُدْ بعد ذلك

(3)

.

1924 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا حمَّاد، عن أيوب، عن محمد

أنَّ جنازةً مَرَّتْ بالحسن بن عليٍّ وابن عبَّاس، فقام الحسن ولم يَقُم ابن عبَّاس، فقال الحسن: أليسَ قَدْ قَامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لجِنازة يهوديٍّ؟ قال ابن

= وتنظر الرواية الآتية برقم (1928).

قال السِّندي: قوله: "إنَّ للموت فزعًا" أي: لا ينبغي الاستمرار على الغفلة على رؤية الميت، فالقيام لترك الغفلة والتشمير للجدِّ والاجتهاد في الخير. وفي بعض النُّسخ:"إن الموتَ فزعٌ" أي: ذو فزعٍ، أو هو من باب المبالغة.

ومعنى قوله: "فإذا رأيتم الجنازة فقوموا" أي: تعظيمًا لهول الموت وفزعه، لا تعظيمًا للميت، فلا يختصُّ القيامُ بميتٍ دون ميت.

(1)

كلمة "به" ليست في (ق)، وجاءت فيها بعد قوله: أمر.

(2)

في (م) وهامشي (ك) و (هـ): أبو، وفوقها في (م) أبي (نسخة).

(3)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة، وابن أبي نَجيح: هو عبد الله، ومجاهد: هو ابن جَبْر المكي، وأبو مَعْمر: هو عبد الله بن سَخْبَرة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2061).

وأخرجه - بنحوه - أحمد (1200) و (19705) من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد بهذا الإسناد.

وأخرج مالك في "الموطأ" 1/ 232، وأحمد (623) و (631)، ومسلم (962)، وأبو داود (3175)، والترمذي (1044)، وابن حبان (3054) و (3055) من طريق مسعود بن الحكم الأنصاري، عن علي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم في الجنائز، ثم جلس بعدُ.

ص: 73

عبَّاس: نعم، ثُمَّ جَلَس

(1)

1925 -

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدَّثنا هُشَيم قال: أخبرنا منصور، عن ابن سيرين قال:

مُرَّ بجنازةٍ على الحسن بن عليٍّ وابن عبَّاس، فقام الحسن، ولم يَقُمِ ابن عبَّاس، فقال الحسن لابن عبَّاس: أَمَا قامَ لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال ابن عبَّاس: قامَ لها

(2)

، ثُمَّ قَعَدَ

(3)

.

1926 -

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن ابن عُلَيَّة، عن سُليمان التَّيميّ، عن أبي مِجْلَز

عن ابن عبَّاس والحسن بن عليٍّ، مَرَّتْ بهما جِنازةٌ، فقام أحدُهما، وقعَدَ الآخَر، فقال الَّذي قام: أَمَا واللهِ لقد علِمْتُ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد قام. قال له الَّذي جلس: لقد علمتُ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد جَلَسَ

(4)

.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنَّ محمدًا - وهو ابن سيرين - لم يسمع من ابن عباس ولا من الحسن بن علي. قتيبة: هو ابن سعيد، وحماد: هو ابن زيد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2062).

وأخرجه أحمد (1728) و (1729) من طريقين عن أيوب، بهذا الإسناد.

وسيرد في الرواية التالية.

وسيرد - بنحوه - في الرواية (1926) من طريق أبي مجلز، عن ابن عباس والحسن بن علي، به. وإسناده صحيح.

وتنظر الرواية (1927).

قال السِّندي: قوله: "قال ابن عباس: نعم، ثم جلس" أي: ترك القيام لها.

(2)

كلمة "لها" ليست في (م).

(3)

حديث صحيح كسابقه هُشيم هو ابن بشير السُّلمي ومنصور: هو ابن المعتمر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2063).

وأخرجه أحمد (3126) عن هشيم، بهذا الإسناد.

(4)

إسناده صحيح، ابن علية: هو إسماعيل، وسليمان التيمي: هو ابن طَرْخان،=

ص: 74

1927 -

أخبرنا إبراهيم بن هارون البَلْخيُّ قال: حدَّثنا حاتم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه

أنَّ الحسن بن عليٍّ كان جالسًا، فَمُرَّ عليه بجِنازة، فقامَ النَّاس حتَّى جاوزت الجِنازة، فقال الحسن: إنَّما مُرَّ بجِنازة يهوديٍّ، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على طريقها جالسًا، فكَرِه أن تَعْلُو رأسَه جِنازةُ يهوديٍّ، فقام

(1)

.

1928 -

أخبرنا محمد بن رافع قال: حدثنا عبد الرَّزَّاق قال: أخبرنا ابن جُرَيجٍ قال: أخبرني أبو الزُّبير

أَنَّه سمع جابرًا يقول: قامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم

(2)

لجِنازة يهوديٍّ

(3)

مَرَّتْ به حتَّى توارَت.

وأخبرني أبو الزُّبير أيضًا، أنَّه سمع جابرًا يقول: قامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه لجنازة يهوديٍّ حتَّى توارَتْ

(4)

(5)

.

= وأبو مِجْلَز: هو لاحق بن حميد وهو في "السنن الكبرى" برقم (2064).

وسلف - بنحوه - في سابِقَيه.

(1)

إسناده ضعيف لانقطاعه، محمد والد جعفر - وهو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - لم يدرك الحسن بن علي عمَّ أبيه. حاتم: هو ابن إسماعيل المدني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2065).

وأخرجه - بنحوه - أحمد (1722) من طريق حجاج بن أرطاة، عن محمد بن علي، بهذا الإسناد.

قال السِّندي: قوله: "فكَرِه أن تعلوَ رأسَه" هذا تأويلٌ وقع في خاطر الحسن، وإلَّا فمقتضى الأحاديث أنه كان لتعظيم أمر الموت، وقد جاء به الأمر، إلَّا أن يُقال: هذا ممَّا انضمَّ إلى دواعي القيام أيضًا، وكانت الدواعي متعدِّدة، والله أعلم.

(2)

بعدها في (هـ) زيادة وأصحابه.

(3)

كلمة "يهودي" ليست في (ق).

(4)

هذا الحديث تأخر في (م) و (ق) إلى ما بعد الذي يليه.

(5)

إسناده صحيح، ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وأبو الزبير: هو محمد بن =

ص: 75

1929 -

أخبرنا إسحاقُ قال: أخبرنا النَّضْرُ قال: حدَّثنا حمَّاد بن سلمة، عن قَتادة عن أنس، أنَّ جِنازةً مَرَّتْ برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام، فقيل: إنَّها جِنازهُ يهوديٍّ، فقال:"إِنَّما قُمْنا للملائكة"

(1)

.

‌48 - باب استراحة المؤمن بالموت

1930 -

أخبرنا قُتيبةُ، مالك، عن محمد بن عَمرو بن حَلْحَلة، عن مَعْبَد بن كعب بن مالك

عن أبي قَتادة بن ربعيٍّ، أنَّه كان يُحدِّث أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مُرَّ عليه بجِنازة، فقال:"مُستريحٌ ومُسْتَراحٌ منه"، فقالوا: ما المُستريحُ وما المُستَراحُ منه؟ قال: "العبدُ

(2)

المؤمِنُ يستريحُ مِن نَصَبِ

(3)

الدُّنيا وأذاها، والعبدُ الفاجرُ يستريحُ منه العبادُ والبلادُ والشَّجرُ والدَّوابُّ"

(4)

.

= مسلم بن تَدْرُس، وقد صرَّحا بسماعهما فانتَفت شبهة تدليسهما. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2067).

وأخرجه مسلم (960): (79) و (80) عن محمد بن رافع، بهذا الإسناد.

وهو في "مصنَّف" عبد الرزاق (6309)، وعنه أخرجه أحمد (14147).

وأخرجه أحمد (14723) من طريق ابن لهيعة، عن أبي الزبير، به.

وسلف نحوه من طريق عُبيد الله بن مقسم، عن جابر، برقم (1922).

ولعل إيراد هذا الحديث والذي بعده في الباب السابق أولى؛ لمناسبته لهما.

(1)

إسناده صحيح، إسحاق: هو ابن إبراهيم المعروف بابن راهويه، والنضر: هو ابن شُمَيل، وقَتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2066).

قال السِّندي: قوله: "إِنَّما قُمنا للملائكة" لا معارضة، إذ يجوز تعدُّد الأغراض والعلل، فيكون القيام مطلوبًا تعظيمًا لأمر الموتِ والملائكةِ جميعًا وغير ذلك، والله أعلم.

(2)

قبلها في (ر) و (م) ونسخة بهامش (ك) زيادة: المستريح.

(3)

في (هـ): تعب، وعلى هامشها: نصب، وهما بمعنى.

(4)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2068).

ص: 76

‌49 - باب الاستراحة من الكُفَّار

1931 -

أخبرنا محمد بن وهب بن أبي كَريمة الحَرَّاني قال: حدَّثنا محمد بن سلمة - وهو الحَرَّانيُّ - عن أبي عبد الرَّحيم، حدَّثني زيد، عن وَهْب بن كَيْسان، عن مَعْبَد بن كعب

عن أبي قَتادة قال: كُنَّا جلوسًا عندَ

(1)

رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طَلَعَتْ جِنازةٌ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مُسْتريحٌ ومُسْتَراحٌ منه، المؤمنُ يموتُ فيستريحُ من أوصابِ

(2)

الدُّنيا ونصَبِها وأذاها، والفاجِرُ يموتُ فيستريحُ منه العبادُ والبلادُ والشَّجرُ والدَّوابُّ"

(3)

.

= وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 241، ومن طريقه أخرجه البخاري (6512)، ومسلم (950):(61)، وابن حبان (3012).

وأخرجه أحمد (22536) و (22576) و (22592)، والبخاري (6513)، ومسلم (950) من طرق عن محمد بن عمرو بن حلحلة، به.

وأخرجه أحمد (22576) من طريق محمد بن إسحاق، عن معبد بن كعب بن مالك، به.

وسيرد في الرواية التالية.

قوله: "والعبد الفاجر"؛ قال السيوطي: قال ابن التِّين: يحتمل أن يُريد به الكافر، ويحتمل أن يدخل فيه العاصي. قال: وكذا قوله: "المؤمن "يحتمل أن يُريد به التقي خاصة، ويحتمل كل مؤمن.

(1)

في (م) ونسخة بهامشي (ك) و (هـ): مع.

(2)

في نسخة بهامش (هـ): مصائب.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن وهب بن أبي كريمة - شيخ المصنِّف - فهو صدوق، وقد تُوبع أبو عبد الرحيم: هو خالد بن أبي يزيد الحرَّاني، وزيد: هو ابن أبي أُنيسة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2069).

وأخرجه ابن حبان (3007) من طريق أحمد بن بكار، عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وسلف في الحديث قبله.

قال السِّندي: قوله: "أوصاب الدنيا" جمع وَصَب: هو دوام الوجع، ويطلق - أيضًا - على فتور البدن.

ص: 77

‌50 - باب الثَّناء

1932 -

أخبرني زياد بن أيوب قال: حدَّثنا إسماعيل قال: حدَّثنا عبد العزيز

عن أنس قال: مُرَّ بجنازةٍ، فأُثنِيَ عليها خيرًا، فقال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم:"وَجَبَتْ"، ومُرَّ بجنازةٍ أخرى، فأُثنِيَ عليها شَرًّا، فقال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم:"وَجَبَتْ"، فقال عمر: فِداكَ أبي وأمِّي، مُرَّ بجِنازةِ، فأُثنِيَ عليها خيرًا، فقلتَ:"وَجَبَتْ"، ومُرَّ بجنازةٍ، فأُثنِيَ عليها شَرًّا، فقلت:"وَجَبَتْ"، فقال:"مَنْ أثْنَيْتُم عليه خيرًا وَجَبَتْ له الجنَّة، ومَنْ أَثْنَيْتُم عليه شَرًّا وَجَبَتْ له النَّار، أنتم شهداء الله في الأرض"

(1)

.

1933 -

أخبرنا محمدُ بن بشَّار قال: حدَّثنا هشامُ بن عبد الملك قال: حدَّثنا شعبة قال: سمعتُ إبراهيم بن عامر - وجدُّه أميّة بن خلف - قال: سمعتُ

(2)

عامرَ بنَ سعد

عن أبي هريرة قال: مَرُّوا بجِنازةٍ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأثْنَوا عليها خيرًا، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَجَبَتْ"، ثُمَّ مَرُّوا بجنازةٍ أخرى، فأثْنَوا عليها شَرًّا، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَجَبَتْ"، قالوا: يا رسولَ الله، قولُك الأولى

(3)

والأخرى

(4)

:

(1)

إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليَّة، وعبد العزيز: هو ابن صهيب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2070).

وأخرجه أحمد (12938)، ومسلم (949):(60) من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (13996)، والبخاري (1367)، وابن حبان (3023) و (3027) من طريق شعبة، عن عبد العزيز، به.

وأخرجه - بتمامه ومختصرًا - أحمد (13203) و (13572)، والبخاري (2642)، ومسلم (949)، وابن ماجه (1491)، وابن حبان (3025) من طريق ثابت، والترمذي (1058) من طريق حميد، كلاهما عن أنس، به.

(2)

في (ر) و (م) و (ق): قالا سمعنا، وهو خطأ.

(3)

في (ر): في الأولى، وفي (ق): الأول، وفي (م): للأولى وجبت.

(4)

في (م): وللأخرى.

ص: 78

"وَجَبَتْ"؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "الملائكةُ شهداءُ الله في السَّماء، وأنتم شهداءُ الله في الأرض"

(1)

.

1934 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدَّثنا هشام بن عبد الملك وعبد الله بن يزيد قالا: حدَّثنا داود بن أبي الفرات قال: حدَّثنا عبد الله بن بُرَيدة، عن أبي الأسود الدِّيليِّ قال:

أتيتُ المدينةَ، فجلستُ إلى عمر بن الخطَّاب، فمُرَّ بجِنازةٍ

(2)

، فأُثنِيَ على صاحبها خيرًا، فقال عمر: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بأخرى، فأُثنِيَ على صاحبها خيرًا، فقال عمر: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بالثَّالثةِ

(3)

، فأُثنِيَ على صاحبها شَرًّا، فقال عمر: وَجَبَتْ، فقلتُ: وما وَجَبَتْ يا أمير المؤمنين؟ قال: قلتُ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيُّما مسلمٍ شَهِدَ له أربعةٌ بالخير

(4)

، أدخلَه اللهُ الجنَّة" قلنا: أو ثلاثة؟ قال: "أو ثلاثة" قلنا: أو اثنان؟ قال: "أو اثنان"

(5)

.

(1)

حديث صحيح دون قوله: "الملائكة شهداء الله في السماء"، وهذا إسناد حسن من أجل عامر بن سعد - وهو البَجَلي - فقد روى عنه جمع، وروى له مسلمٌ حديثًا واحدًا، وحسَّن حديثه الترمذي، ووثقه ابن حبان. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2071).

وأخرجه - دون قوله: "الملائكة شهداء الله في السماء" - أبو داود (3233) عن حفص بن عمر، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه - كذلك - أحمد (10013) و (10076) من طريق سفيان الثوري، و (10013) من طريق مسعر، كلاهما عن إبراهيم بن عامر، به. قال مسعر في روايته: أظنه عامر بن سعد.

وأخرجه - كذلك - أحمد (7552) و (10471) و (10836)، وابن ماجه (1492)، وابن حبان (3024) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، به. وإسناده صحيح.

(2)

في (ق): فمرت به جنازة.

(3)

في النسخ: بالثالث، والمثبت من (ق) و (يه)، وهو الموافق للكبرى.

(4)

في (ك): قالوا خيرًا، وبهامشها نسخة: قال خيرًا.

(5)

إسناده صحيح، أبو الأسود الدِّيلي - ويقال: الدُّؤلي - مشهور بكنيته، واختُلِفَ في: =

ص: 79

‌51 - باب النَّهي عن ذكر الهَلْكى إِلَّا بخير

1935 -

أخبرنا إبراهيم بن يعقوب قال: حدّثني أحمد بن إسحاق قال: حدَّثنا وُهَيب قال: حدَّثنا منصور بن عبد الرَّحمن، عن أمِّه

عن عائشة قالت: ذُكِرَ عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم هَالِكٌ بسوء، فقال:"لا تذكروا هَلْكاكُم إِلَّا بخير"

(1)

.

‌52 - باب النَّهي عن سبِّ الأموات

1936 -

أخبرنا حُمَيد بن مَسْعَدة، عن بشر - وهو ابن المُفَضَّل - عن شعبة، عن سليمان الأعمش، عن مجاهد

= اسمه، والأشهر: ظالم بن عمرو بن سفيان، ويقال: عمرو بن ظالم، وقيل غير ذلك. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2072)

وأخرجه أحمد (204)، وابن حبان (3028) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (139) و (318)، والبخاري (1368) و (2643)، والترمذي (1059) من طرق عن داود بن أبي الفرات، به.

قال السِّندي: قوله: "شهد له أربعة" ظاهره العموم كما اختاره النَّووي، والله أعلم.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، ولكن اختلف في رفعه ووقفه كما سيأتي.

وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي وأم منصور: هي صفية بنت شيبة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2073).

وأخرجه عبد الرزاق (6042) عن ابن جريج، وهناد في "الزهد"(1165)، وابن أبي شيبة (12114)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(94) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن منصور، عن امه عن عائشة موقوفًا.

وأخرجه الطيالسي (1494)، والطبراني في "الدعاء"(2065)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(709)، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" ص 147 من طريق إياس بن أبي تميمة، عن عطاء بن أبي رباح، عن عائشة، به مرفوعًا. وهذا إسناد صحيح.

ص: 80

عن عائشة قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا الأمواتَ فإنَّهم قد أفْضَوا إلى ما قَدَّموا"

(1)

.

1937 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا سفيان، عن عبد الله بن أبي بكر قال:

سمعتُ أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يتبَعُ الميِّتَ ثلاثةٌ: أهلُه، ومالُه، وعملُه، فيرجِعُ اثنان: أهلُه، ومالُه، ويبقى واحدٌ: عملُه"

(2)

.

1938 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا محمد بن موسى، عن سعيد بن أبي سعيد

عن أبي هريرةَ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"للمؤمن على المؤمن سِتُّ خِصال: يَعودُه إذا مَرِضَ، ويَشهدُه إذا ماتَ، ويُجيبُه إذا دعاه، ويُسلِّمُ عليه إذا لَقِيَه، ويُشَمِّتُه إذا عَطَسَ، ويَنصحُ له إذا غابَ أو شَهِد"

(3)

.

(1)

إسناده صحيح، سليمان الأعمش: هو ابن مِهْران و مجاهد: هو ابن جبر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2074).

وأخرجه أحمد (25470)، والبخاري (1393)، وبإثره تعليقًا، و (6516) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري تعليقًا بإثر الحديث (1393)، وابن حبان (3021) من طرق عن الأعمش، به.

قال السِّندي: قوله: "فإنَّهم قد أفضوا" أي: وصلوا.

(2)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة، وعبد الله بن أبي بكر: هو ابن عمرو بن حزم.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2075).

وأخرجه أحمد (12080)، والبخاري (6514)، ومسلم (2960)، والترمذي (2379)، وابن حبان (3107) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

قال السِّندي: قوله: "يتبع الميت" أي إلى القبر. "أهلُه" أي: عادةً إذا كان له أهلٌ وكذا.

"ماله" أي: عبيدُه. "ويبقى واحدٌ: عملُه" أي معه، فينبغي أن يهتمَّ بصلاحه لا بصلاحهما.

وفي إيراد هذا الحديث في هذا الباب نظر، إذ ليس فيه النهي عن سبِّ الأموات.

(3)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، ومحمد بن موسى: هو الفِطري، وسعيد بن =

ص: 81

‌53 - باب الأمر باتِّباع الجنائز

1939 -

أخبرنا سليمان بن منصور البلخيُّ قال: حدَّثنا أبو الأحوص. ح وأخبرنا هَنَّاد بن السَّريِّ في حديثه، عن أبي الأحوص، عن أشْعَث، عن معاوية بن سُوَيد. قال هنَّاد: قال البراء بن عازب وقال سليمان:

عن البراء بن عازب قال: أمَرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بسبعٍ، ونهانا عن سبعٍ: أمرَنا بعيادةِ المريض، وتَشميتِ العاطِس، وإبرارِ القَسَم

(1)

، ونُصرةِ

(2)

المظلوم، وإفشاءِ السَّلام، وإجابةِ الدَّاعي، واتِّباع الجنائز

(3)

، ونهانا عن خواتيم الذَّهب، وعن آنية الفِضَّة، وعن المَياثِر، والقَسِّيّة، والإستبرق، والحرير، والدِّيباج

(4)

.

= أبي سعيد: هو المقبري وهو في "السنن الكبرى" برقم (2076).

وأخرجه الترمذي (2737) عن قتيبة، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح.

وأخرجه أحمد (8271) من طريق ابن حجيرة، عن أبيه، عن أبي هريرة، به.

قال السِّندي: قوله: "على المؤمن "ظاهره الوجوب، لكن حملَه العلماء على مطلق التأكُّد.

"يَعودُه" أي: يزوره ويسأل عن حاله.

"ويشهدُه" أي: يحضر جنازته ويُصلِّي عليه.

"ويُشمِّتُه" من التشميت، وهو أن يقول: يرحمك الله.

"وينصح له" أي: يريد له الخير في جميع أحواله.

(1)

في نسخة بهامش (ك): المقسم.

(2)

في (م) و (هـ) ونسخة بهامش (ك): ونصر.

(3)

في (م): الجنازة، وجاءت العبارة عقب قوله: بعيادة المريض.

(4)

إسناده صحيح، أبو الأحوص: هو سلَّام بن سُليم، وأشعث: هو ابن سُليم أبي الشعثاء. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2077) و (7451)، وفي الموضع الثاني عن سليمان بن منصور وحده.

وأخرجه البخاري (5175)، وابن حبان (3040) من طريقين عن أبي الأحوص بهذا الإسناد.=

ص: 82

‌54 - باب فضل مَنْ يَتْبَعُ

(1)

جنازةً

1940 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا عَبْثَر عن بُرْدٍ أخي يزيد بن أبي زياد، عن المُسيَّب بن رافع قال:

سمعتُ البراء بن عازب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَبِعَ جِنارَةً حَتَّى يُصلَّى عليها كان له من الأجر قيراطٌ، ومَنْ مشى مع الجِنازة حتَّى تُدْفَنَ كان له من الأجر قِيراطان، والقِيراط مِثْلُ أُحُد"

(2)

.

= وأخرجه - بتمامه ومختصرًا - أحمد (18532) و (18644) و (18649)، والبخاري (5635) و (5838) و (5849) و (6235) و (6654)، ومسلم (2066):(1) و (2) و (3) و (4)، والترمذي (1760)، والمصنف في "الكبرى"(9539)، وابن ماجه (2115) و (3589)، وابن حبان (5340) من طرق عن أشعث، به. وفي رواية مسلم (2066):(3) من طريق أبي عوانة: "وإنشاد الضال" بدل: "وإبرار القسم". وزاد مسلم (2066): (3) من طريق أبي إسحاق الشيباني: "وعن شرب الفضة، فإنه من شرب فيها في الدنيا لم يشرب في الآخرة".

ووقع في بعض المصادر: "ورَدّ السلام" بدل: "وإفشاء السلام" من رواية أبي إسحاق الشيباني، عن أشعث. وكذا رواه شعبة، عن أشعث كما سيأتي برقم (3778).

والحديث سيكرره المصنِّف برقم (5309) عن سليمان بن منصور وحده، ومختصرًا بقسمه الثاني.

قال السِّندي: قوله: "وإبرار القَسَم": هو الحَلِف. وفي بعض النسخ: "إبرار المُقْسِم": وهو الحالِف، وإبراره تصديقُه، بمعنى: أنَّه لو حلف أحدٌ على أمرٍ وأنت تقدر على جَعْلِه بارًّا فيه، كما لو أقسم أن لا يفارقك حتى تفعل كذا، فافعل.

"وعن المياثر" جمع "مِئْثَر": هي وِطاءٌ مَحْشُوٌّ يُترَك على رَحْل البعير تحت الراكب والحُرْمة إذا كان من حرير.

(1)

في (م) و (هـ) وهامش (ك): تبع.

(2)

إسناده صحيح، عبثر: هو ابن القاسم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2078).

وأخرجه أحمد (18596) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وقال السِّندي: قوله: "كان له من الأجر قيراطٌ": وهو عبارة عن ثوابٍ معلوم=

ص: 83

1941 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا خالد قال: حدَّثنا أشعث، عن الحسن

عن عبد الله بن المُغَفَّل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَبِعَ جِنارَةً حَتَّى يُفرغ منها فله قِيراطان، فإنْ رجَعَ قبل أن يُفرَغَ منها فله قيراط"

(1)

.

‌55 - باب مكان الرَّاكب من الجِنازة

1942 -

أخبرنا زياد بن أيوب قال: حدَّثنا عبد الواحد بن واصل قال: حدَّثنا سعيد بن عُبيد الله وأخوه المغيرة جميعًا، عن زياد بن جُبَير

(2)

عن المُغيرةِ بن شعبة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الرَّاكبُ خلفَ الجِنازة، والماشي حيثُ شاء

(3)

، والطِّفل يُصلَّى عليه"

(4)

.

= عند الله تعالى، عبَّرَ عنه ببعض أسماء المقادير، وفُسِّر بجبلٍ عظيم - تعظيمًا له - وهو أُحُد. ويحتمل أنَّ ذلك العمل يتجسَّم على قَدْر جِرْم الجبل المذكور تثقيلًا للميزان.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ فيه عنعنة الحسن: وهو ابن يسار البصري. خالد: هو ابن الحارث الهُجَيمي، وأشعث: هو ابن عبد الملك الحُمْراني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2079).

وأخرجه أحمد (20575) عن روح، عن أشعث، بهذا الإسناد.

وأخرجه - أيضًا - (16798) من طريق المبارك بن فضالة، عن الحسن، به.

ويشهد له حديث البراء في الرواية السابقة.

(2)

بعدها في (ر) و (م) ونسخة بهامش (ك) زيادة عن أبيه، وقد نصَّ المزِّي في "التحفة" (11490) على أن هذا الإسناد ليس فيه: عن أبيه. وكذا وقع في رواية "السنن الكبرى".

(3)

بعدها في (ك) زيادة منها، وفوقها علامة نسخة.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، غير المغيرة بن عبيد الله الثقفي، فهو مجهول، وقد تُوبِع. وقد اختُلِفَ في رفعه ووقفه فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/ 134 - 135، وقد بُسِطَ القولُ فيه في "مسند" أحمد عند الرواية (18162)، ورجَّح مُحقِّقوه رواية من وقفه، ومع ذلك فله حكم المرفوع؛ لأنَّ مِثْلَه لا يُقال بالرأي زياد بن جُبير: هو ابن حيَّة. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2080).

ص: 84

‌56 - باب مكان الماشي من الجِنازة

1943 -

أخبرني أحمد بن بَكَّار الحَرَّانيُّ قال: حدَّثنا بشر بن السَّريّ، عن سعيد - الثَّقفيّ، عن عمِّه زياد بن جُبَير بن حَيَّة، عن أبيه

عن المُغيرةِ بن شعبةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرَّاكبُ خلفَ الجِنازة، والماشي حيثُ شاءَ منها

(1)

، والطِّفل يُصلَّى عليه"

(2)

.

1944 -

أخبرنا إسحاقُ بن إبراهيم وعليُّ بن حُجْر وقُتيبةُ، عن سفيان، عن الزُّهريّ، عن سالم

عن أبيه، أنَّه رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكرٍ وعمرَ رضي الله عنهما يمشون أمامَ الجِنازة

(3)

.

= وأخرجه أحمد (18162) عن عبد الواحد بن واصل، عن سعيد بن عبيد الله الثقفي وحده، عن زياد بن جبير، عن أبيه جُبير - وهو ابن حيَّة - عن المغيرة بن شعبة مرفوعًا. زاد في الإسناد: عن أبيه.

وأخرجه أحمد (18207)، والترمذي (1031)، وابن ماجه (1481) و (1507) وابن حبان (3049) من طرق عن سعيد بن عبيد الله، بمثل إسناد سابقه. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

قلت: ورواية ابن ماجه (1481) ليس فيها: عن أبيه، وقد نبَّه على ذلك المزي في "التحفة" 8/ 472.

وأخرجه أحمد (18174) من طريق المبارك بن فضالة، عن زياد بن جبير، بمثل إسناد سابِقَيه.

وأخرجه أحمد (18181)، وأبو داود (3180) من طريق يونس بن عبيد، عن زياد بن جُبير، بمثل الأسانيد السابقة، إلا أنَّه رواه موقوفًا.

وسيرد في الرواية التالية وفي الرواية (1948).

(1)

كلمة "منها" ليست في (هـ).

(2)

حديث صحيح سلف الكلام عليه في الرواية السابقة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2081).

(3)

رجاله ثقات، وقد اختُلِفَ في وصله وإرساله، فصحَّح الموصولَ ابن المنذر في =

ص: 85

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الأوسط" 5/ 384، وابن حبان (3045 - 3047)، والبيهقي 4/ 23، وابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 85 و 91، وابن حزم في "المحلى" 5/ 164 - 165، وابن الجوزي في "التحقيق"(878)، والنووي في "خلاصة الأحكام"(3571) و (3575)، وابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 5/ 419، وابن القيِّم في "تهذيب سنن أبي داود" 4/ 315 - 316، وابن الملقِّن في "البدر المنير" 5/ 225، وحُجَّتُهم أنَّ سفيان - وهو ابن عيينة - لم يُختلَفْ عليه فيه، وضبط هذه الرواية، قال البيهقي في "السنن" 4/ 24: ومَن وصله واستقرَّ على وصله ولم يُختلَفْ عليه: هو سفيان بن عيينة حجة ثقة، والله أعلم. وقال ابن المديني لسفيان يا أبا محمد خالفك الناسُ في هذا الحديث، فقال: استيقن الزهري، حدثني مرارًا لستُ أُحصيه، سمعتُ من فيه يُعيده ويُبديه، عن سالم عن أبيه.

وصحَّح المرسلَ ابن المبارك والبخاري فيما نقل عنهما الترمذي بإثر الرواية (1030) ووافقهما عليه، وكذلك أحمد بن حنبل كما في رواية الطبراني في "الكبير"(13133)، والمصنِّف عقب الرواية التالية، وفي "السنن الكبرى" عقب الرواية (2082)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 484، والدارقطني في "علله" 12/ 280 - 286، والخطيب في "الفصل للوصل للمدرج في النقل" 1/ 331.

وأخرجه أحمد (4539)، وأبو داود (3179)، والترمذي (1007)، وابن ماجه (1482)، وابن حبان (3045) و (3046) و (3047) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي في "مسنده"(1661)، وأحمد (4939) من طريق ابن جريج، وأحمد (6042) من طريق ابن أخي الزهري، وأحمد (6253) من طريق عقيل، وابن حبان (3048) من طريق شعيب بن أبي حمزة، أربعتهم عن الزهري، به.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 225، والترمذي (1009) من طريق معمر، كلاهما عن الزهري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر .... فذكراه هكذا مرسلًا. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 85: الصحيح فيه عن مالك الإرسال.

وأخرجه الترمذي (1010)، وابن ماجه (1483) من طريق محمد بن بكر البُرساني، عن يونس بن يزيد، عن الزهري عن أنس بن مالك. وقد خطَّأ البخاريُّ - فيما حكاه عنه الترمذيُّ - هذه الرواية، وكذلك خطَّأها ابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 92.

وينظر الاختلاف على إسناد هذا الحديث في "علل" الدارقطني 12/ 280 - 286.

وينظر ما بعده.

ص: 86

1945 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد قال: حدَّثنا أبي قال: حدَّثنا هَمَّام قال: حدَّثنا سفيان ومنصور وزياد وبكر - هو ابن وائل - كلُّهم ذكروا، أنَّهم سمعوا

(1)

من الزُّهريِّ يُحدِّث، أنَّ سالمًا أخبره

أنَّ أباه أخبره، أنه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكرٍ وعمرَ وعثمانَ يمشون بينَ يَدَي الجِنازة. بكرٌ وحدَه لم يذكر عثمان

(2)

. قال أبو عبد الرَّحمن: هذا خطأ، والصواب مرسل.

‌57 - باب الأمر بالصَّلاة على الميِّت

1946 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر وعَمرو بن زُرارة النيسابوريَّان

(3)

قالا: حدَّثنا إسماعيل، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن أبي المُهَلَّب

عن عِمرانَ بن حُصَينٍ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إن أخًا لكم

(4)

قد ماتَ، فقوموا فصَلُّوا عليه"

(5)

.

(1)

المثبت من (هـ)، وفي (ر) و (ق) و (م) ذكروا أنه سمعه، وفي (ك): ذكروا أنهم سمعه، وفي هامش (ك): ذكر.

(2)

رجاله ثقات، وقد اختُلِفَ في وصله وإرساله كما سلف بيانُه في الرواية السابقة. همَّام: هو ابن يحيى العَوْذي، وسفيان هو ابن عيينة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وزياد: هو ابن سعد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2083).

وأخرجه الترمذي (1008) من طريق عمرو بن عاصم، عن همام، بهذا الإسناد. وفيه أنَّ جميعَهم لم يذكروا عثمان.

وذهب المصنِّف في "الكبرى" والترمذيُّ إلى أنَّ هذه الرواية الموصولة إنَّما هي رواية سفيان بن عيينة وحده دون الثلاثة الآخرين. وردَّ ذلك ابن حزم في "المحلى" 5/ 165، وابن القيم في "تهذيب سنن أبي داود" 4/ 316.

وأخرجه أحمد (4940) من طريق ابن جريج، عن زياد بن سعد وحده، به.

(3)

المثبت من (م) وهامشي (ك) و (ر)، وفي باقي النسخ: النيسابوري.

(4)

في (ر) و (هـ) ونسخة بهامش (ك): أخاكم.

(5)

إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن إبراهيم الأسدي المعروف بابن عُليَّة، وأيوب: هو =

ص: 87

‌58 - باب الصَّلاة على الصِّبيان

1947 -

أخبرنا محمد

(1)

بن منصور، حدَّثنا سفيان قال: حدَّثنا طلحة بن يحيى، عن عمَّته عائشة بنت طلحة

عن خالتها أمِّ المؤمنين عائشة قالت: أُتِيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بصبيٍّ من صِبيان الأنصار، فصلَّى عليه. قالت عائشة: فقلت: طُوبى لهذا عصفورٌ من عصافير الجنَّة، لم يعمَلْ سوءًا ولم يُدْرِكْه. قال:"أَوَ غيرَ ذلك يا عائشة، خلقَ اللهُ عز وجل الجنَّةَ وخلقَ لها أهلًا، وخلقَهم في أصلاب آبائهم، وخلَقَ النَّارَ وخلقَ لها أهلًا، وخلقَهم في أصلاب آبائهم"

(2)

.

= ابن أبي تميمة السَّخْتياني، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو المُهلَّب: هو الجَرْمي عم أبي قِلابة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2084).

وأخرجه مسلم (953) عن علي بن حجر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (19891)، ومسلم (953) من طريق إسماعيل بن علية، به.

وأخرجه أحمد (19867) و (19890) و (20005) وابن ماجه (1535)، وابن حبان (3102) من طرق عن أبي قلابة، به. وبعضهم يزيد على بعض.

وسيرد - بسياق أطول - برقم (1975) من طريق محمد بن سيرين، عن أبي المهلب، به.

قال السِّندي: قوله: "إِنَّ أخًا لكم" أي النجاشي، وفيه الصلاة على الغائب، والمسألة مختلَفٌ فيها بين الفقهاء، وظاهر الحديث لمن جَوَّز، وغيرُهم يَدَّعون الخصوصَ تارةً، وحضورَ الجنازة بين يديه صلى الله عليه وسلم أخرى، والله أعلم.

(1)

في (ك) و (م) و (هـ): عمرو، والمثبت من (ر) وهامش (ك) وعليها علامة الصحة، وفوقها في (م).

(2)

إسناده صحيح، سفيان هو ابن عيينة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2085).

وأخرجه أحمد (24132) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (25742)، ومسلم (2662):(31)، وأبو داود (4713)، وابن ماجه (82)، وابن حبان (6173) من طرق عن طلحة بن يحيى، به.

وأخرجه مسلم (2662): (30)، وابن حبان (138) من طريق فضيل بن عمرو، عن عائشة =

ص: 88

‌59 - باب الصَّلاة على الأطفال

1948 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا خالدٌ قال: حدَّثنا سعيد بن عُبيد الله قال: سمعتُ زيادَ بن جُبَير يُحدِّث، عن أبيه

عن المُغيرةِ بن شُعبةَ، أنَّه ذَكَرَ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الرَّاكِبُ خلفَ الجِنازة، والماشي حيثُ شاءَ منها، والطِّفلُ يُصلَّى عليه"

(1)

.

‌60 - باب أولاد المشركين

1949 -

أخبرنا إسحاق قال: حدَّثنا سفيان، عن الزُّهريّ، عن عطاء بن يزيد اللَّيثيّ

عن أبي هريرةَ قال: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين، فقال:"الله أعلَمُ بما كانوا عاملين"

(2)

.

= بنت طلحة به.

قال السِّندي: قوله: طُوبي، قيل: هو اسمُ الجنة، أو شجرة فيها، وأصلها "فُعْلى" من الطِّيب. وقيل: فَرَحٌ وقُرَّة عين. وهذا تفسيرٌ له بالمعنى الأصلي.

ولم يدرِكْه، أي: لم يُدرِكْ أوانَه بالبلوغ.

"أو غير ذلك" أي: بل غير ذلك أحسن وأولى، وهو التوقُّف.

"خلق الله

" إلخ؛ قال النووي: أجمع من يُعتَدُّ به من علماء المسلمين على أنَّ من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة، والجواب عن هذا الحديث: أنَّه لعلَّه نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير دليل، أو قال ذلك قبل أن يعلم أنَّ أطفال المسلمين في الجنة.

(1)

حديث صحيح سلف الكلام عليه في الرواية (1942)، خالد: هو ابن الحارث الهُجَيمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2086).

(2)

إسناده صحيح، إسحاق: هو ابن إبراهيم المعروف بابن راهويه، وسفيان: هو ابن عيينة، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2087).

وأخرجه أحمد (7520) و (7637) و (9103) و (10721)، والبخاري (1384) و (6598)، ومسلم (2659):(26)، وابن حبان (131) من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7325) و (7445) و (8179) و (9991) و (10084)، والبخاري =

ص: 89

1950 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: حدَّثنا الأسود بن عامر قال: حدَّثنا حمَّاد، عن قيس - هو ابن سعد - عن طاوس

عن أبي هريرةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن أولاد المشركين، فقال:"الله أعلَمُ بما كانوا عاملين"

(1)

.

1951 -

أخبرنا محمد بن المثنَّى قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن قال: حدَّثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جُبَير

عن ابن عبَّاس قال: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن أولادِ المشركين، فقال: "خلَقَهم الله حينَ خَلَقَهم وهو

(2)

أَعْلَمُ

(3)

بما كانوا عاملين"

(4)

.

= (6599)، ومسلم (2658):(23) و (24)، و (2659):(27)، وأبو داود (4714)، والترمذي (2138)، وابن حبان (133) من طرق عن أبي هريرة، به. وبعضهم يزيد فيه.

وسيرد في الرواية التالية.

(1)

إسناده صحيح، حماد: هو ابن سلمة، وطاوس: هو ابن كيسان اليماني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2088).

وأخرجه - مطولًا - أحمد (8562) عن عفان عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وسلف في الذي قبله.

(2)

جاء عوضًا عنه في (ق): الله.

(3)

في (ك) و (م): يعلم، وفي نسخة بهامش (ك): يعلم ما، والمثبت من (ر) و (هـ) ونسخة في (ك) و (م).

(4)

إسناده صحيح عبد الرحمن هو ابن مهدي، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2089).

وأخرجه أحمد (3367) عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (3165)، والبخاري (1383) و (6597) من طريقين عن شعبة، به.

وأخرجه أحمد (3034)، ومسلم (2660)، وأبو داود (4711) من طريق أبي عوانة، عن أبي بشر، به.

وسيرد في الرواية التالية.

ص: 90

1952 -

أخبرني مجاهد بن موسى، عن هُشَيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جُبَير عن ابن عبَّاس قال: سُئِلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذَراريِّ المشركين، فقال:"اللهُ أعلَمُ بما كانوا عاملين"

(1)

.

‌61 - باب الصَّلاة على الشُّهداء

1953 -

أخبرنا سُوَيد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله، عن ابن جُرَيجٍ قال: أخبرني عكرمة بن خالد، أنَّ ابنَ أبي عمَّار أخبره

عن شدَّاد بن الهاد، أنَّ رجلًا من الأعراب جاءَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَآمَنَ به واتَّبعَه، ثُمَّ قال: أُهاجِرُ معك. فأوصى به النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعضَ أصحابه، فلمَّا كانت غزوةٌ غَنِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم شيئًا

(2)

، فقسَمَ وقسَمَ له، فأعطى أصحابَه ما قسَمَ له، وكان يرعى ظَهْرَهم، فلمَّا جاء دفعوه إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قَسْمٌ قسَمَه لك النبيُّ صلى الله عليه وسلم. فأخذَه فجاء به إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا؟ قال: "قَسَمْتُه لك" قال: ما على هذا اتَّبعتُكَ، ولكن اتَّبعتُكَ على أن أُرمى إلى هاهُنا - وأشار إلى حلقِه - بسَهم، فأموتَ، فأدخُلَ الجنَّة. فقال:"إن تَصْدُقِ الله يَصْدُقُكَ" فلَبِثوا قليلًا، ثُمَّ نَهضوا في قتال العدوِّ، فأُتيَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُحملُ، قد أصابَه سهمٌ حيثُ أشار، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أهو هو؟ " قالوا: نعم. قال: "صَدقَ الله فَصَدَقَه". ثُمَّ كفَّنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في جُبَّة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قدَّمه فصلَّى عليه، فكان فيما

(3)

ظهرَ من صلاته: "اللهمَّ هذا عبدُكَ، خرجَ

(1)

حديث صحيح، هُشيم: هو ابن بشير السُّلمي، وهو - وإن يكن مدلِّسًا وعنعن فيه - قد توبع كما في الرواية السابقة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2090).

وأخرجه أحمد (1845) عن هشيم بهذا الإسناد.

(2)

في (هـ): سبيًا، ومن هنا يبدأ سقط في هذه النسخة.

(3)

في (ر) و (م): مما.

ص: 91

مهاجرًا في سبيلكَ، فقُتِلَ شهيدًا، أنا شهيدٌ على ذلك"

(1)

.

1954 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا اللَّيث، عن يزيد، عن أبي الخير

عن عُقبة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خرجَ يومًا فصلَّى على أهل أُحُدٍ صلاتَه على الميِّت، ثُمَّ انصرفَ إلى المنبر فقال: "إِنِّي فَرَطٌ لكم، وأنا

(2)

شهيدٌ عليكم"

(3)

.

(1)

إسناده صحيح عبد الله: هو ابن المبارك، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2091) وقال عقبه: ما نعلم أحدًا تابع ابنَ المبارك على هذا، والصواب: ابن أبي عمار، عن ابن شداد بن الهاد. وابن المبارك أحد الأئمة، ولعلَّ الخطأ من غيره، والله أعلم. وقول المصنِّف مدفوعٌ بما سيأتي:

فقد أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 505 من طريق نعيم بن حماد، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(6651) و (9597) - ومن طريقه الحاكم 3/ 595 - 596، والطبراني في "الكبير"(7108)، والبيهقي في "السنن" 4/ 15، وفي "الدلائل" 4/ 222 - عن ابن جريج، به.

قال السندي: قوله: "إِنْ تَصدُقِ الله" أي: إن كنت صادقًا فيما تقول وتُعاهِدُ الله عليه، يَجْزِكَ على صدقك بإعطاء ما تريده. وقوله: فصلَّى عليه، هذا يدلُّ على الصلاة على الشهيد.

(2)

في (ر) و (م) ونسخة بهامش (ك): فرطكم وإني.

(3)

إسناده صحيح قتيبة: هو ابن سعيد، والليث: هو ابن سعد، ويزيد: هو ابن أبي حبيب، وأبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليزني، وعقبة: هو ابن عامر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2092).

وأخرجه مسلم (2296): (30)، وأبو داود (3223)، كلاهما عن قتيبة، بهذا الإسناد.

ورواية مسلم مطولة، ورواية أبي داود مختصرة.

وأخرجه - مطولًا - أحمد (17344) و (17397)، والبخاري (1344) و (3596) و (4085) و (6426) و (6590)، وابن حبان (3198) من طرق عن الليث، به.

وأخرجه أحمد (17402)، والبخاري (4042)، وأبو داود (4224) من طريق حيوة بن=

ص: 92

‌62 - باب تَرْك الصَّلاة عليهم

1955 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا اللَّيث، عن ابن شهاب، عن عبد الرَّحمن بن كعب بن مالك

أنَّ جابرَ بنَ عبد الله، أخبرَه، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يجمَعُ بين الرَّجُلَين من قتلى أُحدٍ في ثوبٍ واحد، ثُمَّ يقول:"أيُّهما أكثرُ أخْذًا للقرآن؟ " فإذا أُشيرَ إلى أحدهما قدَّمه في اللَّحْد، قال:"أنا شهيدٌ على هؤلاء"

(1)

وأَمَرَ بدَفْنِهم بدمائهم

(2)

، ولم يُصَلِّ عليهم، ولم يُغسَّلوا

(3)

.

= شريح، ومسلم (2296):(31) من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن يزيد، به. ورواية الجميع - سوى أبي داود - مطولة.

قال السِّندي: قوله: فصلَّى على أهل أُحد، أي: في آخر عمره، فهذا يُحمَل على الخصوص عند الكُلّ، وحَمْلُه على الدعاء تأويلٌ بعيدٌ، بحيث يَقْرُب أن يُسمَّى تحريفًا لا تأويلًا، والله أعلم.

وقوله: "إني فَرَطٌ لكم" أي: أتقدَّمكم لأُهيِّئ لكم، وفيه أن هذا توديعٌ لهم.

"وأنا شهيدٌ عليكم" تُحمل كلمةُ "على" في مثله على معنى اللام، أي: شهيدٌ لكم بأنكم آمنتم وصدَّقتموني، وفيه تشريفٌ لهم وتعظيم، وإلَّا فالأمر معلومٌ عنده تعالى، والله أعلم.

(1)

بعدها في نسخة بهامش (ك) زيادة: يوم القيامة.

(2)

في (ك): في دمائهم.

(3)

إسناده صحيح، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2093).

وأخرجه البخاري (4079)، وأبو داود (3138)، والترمذي (1036)، ثلاثتهم عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1343) و (1345) و (1346) و (1347) و (1353)، وأبو داود (3138) و (3139)، وابن ماجه (1514)، وابن حبان (3197) من طرق عن الليث بن سعد، به.

وأخرجه البخاري (1348) من طريق الأوزاعي، عن الزهري، عن جابر، به.

وعلَّقه بإثره فقال: وقال سليمان بن كثير: حدثني الزهري، حدثني من سمع جابرًا.=

ص: 93

‌63 - باب ترك الصَّلاة على المرجوم

1956 -

أخبرنا محمد بن يحيى ونوح بن حبيب قالا: حدَّثنا عبد الرَّزَّاق قال: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهريّ، عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمن

عن جابر بن عبد الله، أنَّ رجلًا مِن أسْلَم جاء إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فاعترفَ بالزِّنا، فأعرضَ عنه، ثُمَّ اعترفَ، فأعرضَ عنه، ثُمَّ اعترفَ، فأعرضَ عنه

(1)

، حتَّى شَهِدَ على نفسه أربعَ مرَّات، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أبِكَ جُنون؟ " قال: لا. قال: "أَحصَنْتَ؟ قال: نعم فأمرَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فرُجِمَ، فلمَّا أذلَقَتْه الحجارةُ فَرَّ، فأُدرِكَ، فرُجِمَ، فمات، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم خيرًا، ولم يُصَلِّ عليه

(2)

.

= وسيرد بعضُه - ضمن سياق آخر - برقمي (2002)(3148) من طريق معمر، عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة.

وينظر الاختلاف في إسناده على الزهري في "علل" الدارقطني 12/ 173 - 174.

قال السِّندي: قوله: "في ثوب واحد" قال المُظَهِّري في "شرح المصابيح": المراد بالثوب الواحد القبر الواحد، إذ لا يجوز تجريدُهما بحيث تتلاقى بشرتُهما. ونقله غير واحدٍ، وأقرُّوه عليه، لكنَّ النظر في الحديث يردُّه، بقيَ أنَّه ما معنى ذلك والشهيد يُدفن بثيابه التي كانت عليه، فكان هذا فيمن قطع ثوبُه ولم يبقَ على بدنه أو بقي منه قليلٌ لكثرة الجروح، وعلى تقدير بقاء شيء من الثوب السابق فلا إشكال؛ لكونه فاصلًا عن ملاقاة البشرة، وأيضًا قد اعتذر بعضهم عنه بالضرورة. وقال بعضهم: جَمْعُهما في ثوبٍ واحد: هو أن يقطع الثوب الواحد بينهما.

(1)

قوله: "ثم اعترف فأعرض عنه" الأخير ليس في (م) و (ر)، وعليه في (ك) علامة نسخة.

(2)

إسناده صحيح، محمد بن يحيى: هو ابن عبد الله بن خالد الذُّهلي، ومعمر: هو ابن راشد البصري. والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2094).

وأخرجه أحمد (14462)، والبخاري (6820)، ومسلم (1691):(16)، وأبو داود (4430)، والترمذي (1429)، وابن حبان (3094) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. ووقع =

ص: 94

‌64 - باب الصَّلاة على المرجوم

1957 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا خالدٌ قال: حدَّثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قِلابة، عن أبي المُهَلَّب

عن عِمران بن حُصَين، أنَّ امرأةً من جُهَينةَ أتَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إِنِّي زَنَيْتُ - وهي حُبْلَى - فدفعَها إلى وليِّها، فقال:"أحسِنْ إليها، فإذا وضعَتْ فأتِني بها" فلما وضعَتْ جاءَ بها، فأَمرَ بها، فَشُكَّتْ عليها ثيابُها، ثُمَّ رجَمَها، ثُمَّ صلَّى عليها، فقال له: عمر: أَتُصَلِّي عليها وقد زَنَتْ؟! فقال: "لقد تابَتْ توبةً لو قُسِمَتْ بينَ

(1)

سبعينَ من أهل المدينة لوَسِعَتْهم، وهل وجَدْتَ توبةً أفضل من أن جادَتْ بنفسها لله عز وجل"

(2)

.

= في رواية البخاري - وهي من رواية محمود بن غيلان، عن عبد الرزاق -: وصلَّى عليه. قال البيهقي في "السنن" 8/ 218: وهو خطأ. وينظر ما قاله الحافظ في "الفتح" 12/ 130.

وأخرجه البخاري (5270) و (6814)، ومسلم (1691)(16)، والمصنِّف في "الكبرى"(7136)، وابن حبان (4440) من طريق يونس بن يزيد، ومسلم (1691):(16)، والمصنِّف في "الكبرى" أيضًا (7137) من طريق ابن جريج، كلاهما عن الزهري، به. ولم يذكرا أصلَّى عليه أم لا.

قال السِّندي: قوله: "أحصنت" أي تزوَّجت "فلمَّا أذلَقَتْه" أي: بلغَتْ منه الجَهْدَ حتى قَلِق. "ولم يُصلَّ عليه" لئلا يغترَّ به العُصاة.

(1)

في (م) وهامش (ك) على.

(2)

إسناده صحيح، خالد هو ابن الحارث الهُجيمي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو المهلَّب: هو الجَرْمي عمُّ أبي قِلابة.

وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2095) و (7151).

وأخرجه أحمد (19903) و (19926)، ومسلم (1696):(24)، وأبو داود (1440) من طرق عن هشام، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (19954)، ومسلم (1696)، وأبو داود (4440) من طريق أبان بن يزيد، وأحمد (19861)، والترمذي (1435)، والمصنف في "الكبرى"(7156) من طريق معمر،=

ص: 95

‌65 - باب الصَّلاة على مَنْ يَحِيفُ

(1)

في وصيَّته

1958 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال: أخبرنا هُشَيم عن منصور - وهو ابن زاذان - عن الحسن

عن عِمران بن حُصَين، أنَّ رجلًا أعتقَ ستَّةَ مملوكين له عندَ موته، ولم يكن له مالٌ غيرهم، فبلغَ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فغضِبَ من ذلك، وقال:"لقد همَمْتُ أن لا أُصلِّيَ عليه" ثُمَّ دعا مملوكِيه، فجزَّأهم ثلاثةَ أجزاء، ثُمَّ أقرعَ بينَهم، فأعتقَ اثنين، وأرَقَّ أربعةً

(2)

.

= كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به.

وأخرجه ابن حبان (4403) و (4441) من طريق الأوزاعي، عن يحيى، به. إلا أنه قال: عن عمِّه، ولم يُكنِّه.

وأخرجه المصنِّف (7150) و (7157)، وابن ماجه (2555) من طريق الأوزاعي - أيضًا - عن يحيى، به. إلَّا أنه قال: عن أبي المهاجر، بدل أبي المهلَّب. قال المصنِّف فيما نقله عنه المزِّي في "التحفة" (10879): لا نعلم أحدًا تابع الأوزاعيَّ على قوله: عن أبي المهاجر، وإنما هو: أبو المهلَّب. وبنحوه قال ابن حبان عقب الرواية (4403).

قال السِّندي: قوله: "أحسن إليها" أوصى بذلك لأنَّها تابَتْ، ولأنَّ أهل القرابة قد يُؤذون بذلك لما لَحِقَهم من العار.

فشُكَّتْ، بتشديد الكاف على بناء الفاعل ونصب "الثياب"، أو على بناء المفعول ورفع "الثياب"، أي: جُمِعَتْ ولُفَّتْ لئلَّا تنكشف في تقلُّبها واضطرابها. "ثُمَّ صلي عليها" ليُعلَمَ أنَّها ماتَتْ تائبة، فالإمام مُخيَّر.

"أن جادَتْ" من الجود، كأَنَّها تصدَّقت بالنفس لله حين أقرَّت لله بما أدَّى إلى الموت.

(1)

في (ر) و (م) وهامش (ك): جنف، وفي (ك) وهامش (م): حيَّف.

(2)

حديث صحيح دون قوله: "لقد هممتُ أن لا أُصلِّي عليه"، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن - وهو البصري - لم يسمع من عمران بن حصين. هُشيم: هو ابن بشير السُّلمي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2096) و (4956).=

ص: 96

‌66 - باب الصَّلاة على مَنْ غَلَّ

1959 -

أخبرنا عُبيد الله بن سعيد قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن يحيى بن سعيد، الأنصاريّ، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن أبي عَمْرة

عن زيد بن خالد قال: ماتَ رجلٌ بخَيبَرَ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"صَلُّوا على صاحبكم، إنَّه غَلَّ في سبيل الله" ففتَّشْنا متاعَه، فوجَدْنا فيه خَرَزًا من خَرَز يهودَ ما يُساوي دِرْهَمين

(1)

.

= وأخرجه أحمد (19866) عن هشيم بهذا الإسناد.

وأخرجه دون القول السالف أحمد (19845) و (19938) و (19951) و (20001)، والمصنِّف في "الكبرى"(4957) و (4958)، وابن حبان (4320) من طرق عن الحسن، به.

وأخرجه - دون القول السالف - أحمد (19826)، ومسلم (1668):(56)، وأبو داود (3958) و (3959)، والترمذي (1364)، والمصنِّف (4955)، وابن ماجه (2345)، وابن حبان (4542) من طريق أبي المهلَّب الجَرْمي، وأحمد (19932) و (20001)، ومسلم (1668):(57)، وأبو داود (3961)، والمصنف (4958) من طريق محمد بن سيرين كلاهما عن عمران بن حصين، به.

(1)

إسناده محتمل للتحسين، أبو عمرة: هو مولى زيد بن خالد، لم يرِو عنه سوى محمد بن يحيى بن حبان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحاكم: رجل معروف بالصدق، وأقرَّه الذهبي. يحيى بن سعيد الأول: هو القطان، والثاني: هو ابن قيس الأنصاري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2097).

وأخرجه أحمد (21675)، وأبو داود (2710)، وابن حبان (4853) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (17031)، وأبو داود (2710)، وابن ماجه (2848) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. ووقع في بعض الروايات: ابن أبي عمرة - وهو عبد الرحمن الثقة - وهو خطأ.

قال السِّندي: قوله: "غَلَّ" أي: خان في الغنيمة قبل القسمة. ما يساوي درهمين، أي: قدرًا يساوي درهمين، أو كلمة "ما" نافية.

ص: 97

‌67 - باب الصَّلاة على مَنْ عليه دَيْن

1960 -

أخبرنا محمود بن غَيْلان قال: حدَّثنا أبو داود قال: حدَّثنا شعبة، عن عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب، سمعتُ عبدَ الله بن أبي قَتادةَ يُحدِّث

عن أبيه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أُتِيَ برجلٍ من الأنصار ليُصلِّيَ عليه، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"صلُّوا على صاحبكم، فإنَّ عليه دينًا" قال أبو قَتادة: هو عَلَيَّ. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "بالوفاء؟ " قال: بالوفاء. فصَلَّى عليه

(1)

.

1961 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ ومحمد بن المثنَّى قالا: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا يزيد بن أبي عُبَيد قال:

حدَّثنا سلمة - يعني ابنَ الأكوع - قال: أُتِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بجِنازةٍ، فقالوا: يا نبيَّ الله، صَلِّ عليها

(2)

. قال: "هَلْ تركَ عليه دينًا؟ " قالوا: نعم. قال:

(1)

إسناده صحيح أبو داود: هو الطيالسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2098).

وأخرجه الترمذي (1069) عن محمود بن غيلان، بهذا الإسناد. وقال: حديث أبي قتادة حسن صحيح.

وأخرجه أحمد (22572)، وابن ماجه (2407)، وابن حبان (3060) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه أحمد (22543)، وابن حبان (3058) من طريق سعيد المقبري، عن عبد الله بن أبي قتادة، به.

وأخرجه ابن حبان (3059) من طريق أبي سلمة، عن أبي قتادة، به.

وسيرد برقم (4692) من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، به. دون ذكر الصلاة.

قال السِّندي: قوله: "صلُّوا على صاحبكم" كان لا يُصَلَّي أولًا على المديون الذي ما ترك وفاءً؛ تحذيرًا من الدَّين، ثمَّ لمَّا توسَّعَ اللهُ تعالى عليه كان يؤدِّي الدَّين ويُصلِّي عليه. بالوفاء، أي: هذا العهد مقرونٌ بالوفاء، بمعنى: عليكَ أن تفيَ به. واستدلَّ به من يقول بصحَّة الكفالة عن الميت، والله أعلم.

(2)

في (م): عليه، وفوقها: عليها (نسخة).

ص: 98

"هَلْ تركَ من شيء؟ " قالوا: لا. قال: "صَلُّوا على صاحبكم" قال رجلٌ من الأنصار يُقال له أبو قَتادة صَلِّ عليه، عَلَيَّ دَيْنُه، فصلَّى عليه

(1)

.

1962 -

أخبرنا نوح بن حبيب القُومِسيُّ قال: حدَّثنا عبد الرَّزَّاق قال: أخبرنا مَعْمَر، عن الزُّهريّ، عن أبي سلمة

عن جابر قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم لا يُصلِّي على رجلٍ عليه دَيْن، فأُتِيَ بمَيتٍ، فسأل:"عليه دَيْن؟ " قالوا: نعم، عليه ديناران

(2)

. قال: "صَلُّوا على صاحبكم"، قال أبو قَتادة: هما عَليَّ يا رسول الله. فصلَّى عليه، فلمَّا فتحَ اللهُ على رسوله صلى الله عليه وسلم قال:"أنا أولى بكلِّ مؤمنٍ من نَفْسِه، مَنْ تركَ دَيْنًا فعلَيَّ، ومَنْ تركَ مالًا فلِوَرَثَتِه"

(3)

.

1963 -

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وَهْب قال: أخبرني يونسُ وابنُ أبي ذئب، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة

عن أبي هريرةَ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تُوفِّيَ المؤمنُ وعليه دَيْنٌ سألَ:"هَلْ تركَ لِدَينِه من قضاء؟ " فإن قالوا: نعم، صلَّى عليه، وإن قالوا:

(1)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2099).

وأخرجه أحمد (16527)، وابن حبان (3264) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (16510)، والبخاري (2289) و (2295) من طرق عن يزيد بن أبي عبيد، به. وبعضهم يزيد على بعض.

(2)

في (ر) و (م) وهامش (ك): دينارين.

(3)

إسناده صحيح، معمر: هو ابن راشد البصري، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2100).

وهو في "مصّنف" عبد الرزّاق (15257) ومن طريقه أخرجه أحمد (14158) و (14159)، وأبو داود (2956) و (3343)، وابن حبان (3064).

وسيرد في الرواية التالية من طريقي يونس وابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

ص: 99

لا قال "صَلُّوا على صاحبكم" فلمَّا فتحَ اللهُ عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم قال: "أنا أولى بالمؤمنين من أنفُسِهم، فمَنْ تُوفِّيَ وعليه دَيْنٌ فَعَليَّ قضاؤه، ومَنْ تركَ مالًا فهو لِوَرثَتِه"

(1)

.

‌68 - باب ترك الصَّلاة على مَنْ قتلَ نفسَه

1964 -

أخبرنا إسحاقُ بن منصور قال: أخبرنا أبو الوليد قال: حدَّثنا أبو خَيثمة زهير قال: حدَّثنا سِماك

عن جابر بن سَمُرة، أنَّ رجلًا قتلَ نفسَه بمَشَاقِصَ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أما أنا فلا أُصلِّي عليه"

(2)

.

(1)

إسناده صحيح ابن وهب: هو عبد الله المصري، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2101).

وأخرجه مسلم (1619): (14)، وابن ماجه (2415)، وابن حبان (4854) من طريق ابن وهب، عن يونس وحده، به.

وأخرجه البخاري (6731)، ومسلم (1619):(14) من طرق عن يونس، به.

وأخرجه أحمد (7899)، ومسلم (1619)، وابن حبان (3063) من طرق عن ابن أبي ذئب، به.

وأخرجه أحمد (9848)، والبخاري (2298) و (5371)، ومسلم (1619)، والترمذي (1070) من طريق عقيل، ومسلم (1619) من طريق ابن أخي الزهري، كلاهما عن الزهري، به.

وذكر الدارقطني في "العلل" 9/ 248 أن عمر بن عبد الواحد رواه عن الأوزاعي، عن يونس، عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. وكذلك رواه ابن عيينة عن الزهري مرسلًا. ورواه محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، ثم قال: والصحيح عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

وينظر ما قبله.

(2)

إسناده حسن من أجل سماك: وهو ابن حرب. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وزهير: هو ابن معاوية الجُعفي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2102).=

ص: 100

1965 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا خالد قال: حدَّثنا شعبة، عن سليمان، سمعت ذكوان يُحدِّث

عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ تردَّى من جبلٍ فقتلَ نفسَه، فهو في نار جهنَّمَ يتردَّى خالدًا مُخلَّدًا فيها أبدًا، ومَنْ تَحسَّى سُمًّا فقتلَ نفسه، فسُمُّه في يده يتحسَّاه في نار جهنَّم خالدًا مُخلَّدًا فيها أبدًا، ومَنْ قتلَ نفسَه بحديدةٍ - ثُمَّ انقطَعَ عليَّ شيءٌ، خالدٌ يقول - كانت حديدتُه في يدِهِ يَجَأُ بها في بطنِه في نار جهنَّمَ خالدًا مُخَلَّدًا فيها أبدًا"

(1)

.

= وأخرجه أحمد (20848) و (20861)، ومسلم (978)، وأبو داود (3185) من طرق عن زهير بهذا الإسناد. ورواية أبي داود مطولة.

وأخرجه أحمد (20816) و (20858) و (20864) و (20977) و (21030)، والترمذي (1068)، وابن ماجه (1526)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "المسند"(20883) و (20904) و (20910) من طريقين عن سماك، به.

وقال الترمذي: حسن صحيح.

قال السِّندي: قوله: بمشاقِص، جمع مِشْقَص: نَصْل السَّهم إذا كان طويلًا غير عريض.

(1)

إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث الهُجَيمي، وسليمان هو ابن مِهْران الأعمش، وذكوان: هو السمان أبو صالح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2103).

وأخرجه البخاري (5778)، ومسلم (109) من طريقين عن خالد بن الحارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (109)، والترمذي (2044)، وابن حبان (5986) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه أحمد (7448) و (10195)، ومسلم (109)(175)، والترمذي (2043) و (2044)، وابن ماجه (3460) من طرق عن الأعمش، به ورواية ابن ماجه مختصرة.

قال السِّندي: قوله: "من تردَّى" أي سقط. "يتردَّى" أي: من جبال النار إلى أوديتها. "ومن تحسَّى" أي: شرب وتجرَّع.

"يجأُ" مضارع: وجَأْته بالسِّكين، أي: إذا ضرَبْته بها.

ص: 101

‌69 - باب الصَّلاة على المنافقين

1966 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: حدَّثنا حُجَين بن المثنَّى قال: حدَّثنا اللَّيث، عن عُقَيل، عن ابن شهاب، عن عُبيد الله بن عبد الله عن عبد الله بن عبَّاس

عن عمر بن الخطَّاب قال: لمَّا ماتَ عبدُ الله

(1)

بنُ أُبيٍّ ابن سَلول دُعِيَ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليُصلِّيَ عليه، فلمَّا قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وَثَبْتُ إليه، ثُمَّ قلتُ: يا رسولَ الله، تُصلِّي

(2)

على ابن أُبيٍّ وقد قال يومَ كذا وكذا كذا وكذا، أُعدِّد

(3)

عليه. فتبسَّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "أخِّرْ عنِّي يا عمر" فلمَّا أكثَرْتُ عليه قال: "إنِّي خُيِّرْتُ فاختَرْتُ فلو علمتُ أني لو زِدْتُ على السَّبعينَ غُفِرَ له، لَزِدْتُ عليها". فصلَّى عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ انصرفَ، فلم يمكُثْ إِلَّا يسيرًا حتَّى نزلتِ الآيتان من براءة {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة: 84]، فعجِبْتُ بَعْدُ

(4)

من جُرْأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ، والله ورسولُه أعلم

(5)

.

(1)

هنا ينتهي السقط في (هـ).

(2)

في (م): أتصلي.

(3)

بعدها في (ر) و (م) زيادة: وكنت.

(4)

بعدها في (م) و (ر) زيادة: ذلك.

(5)

إسناده صحيح، الليث: هو ابن سعد، وعُقَيل: هو ابن خالد الأيلي، وابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (1204) و (11161)، وهو في الموضع الثاني: عن محمد بن رافع ومحمد بن عبد الله بن المبارك.

وأخرجه البخاري (1366) و (4671) عن يحيى بن بكير، عن الليث، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (95)، والترمذي (3097)، وابن حبان (3176) من طريق محمد بن إسحاق، عن الزهري، به.=

ص: 102

‌70 - باب الصَّلاة على الجِنازة في المسجد

1967 -

أخبرنا إسحاقُ بن إبراهيم وعليُّ بن حُجْر قالا: حدَّثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبد الواحد بن حمزة، عن عَبّاد بن عبد الله بن الزُّبير

عن عائشة قالت: ما صَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على سُهيلِ بن بيضاءَ إِلَّا في المسجد

(1)

.

1968 -

أخبرنا سُوَيد بن نصر قال: حدَّثنا عبد الله، عن موسى بن عُقبة، عن عبد الواحد بن حمزة، أنَّ عَبَّاد بن عبد الله بن الزُّبير أخبرَه

أنَّ عائشة قالت: ما صَلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سُهيلِ بن بيضاءَ إِلَّا في جَوْفِ المسجد

(2)

.

= قال السِّندي: قوله: "أخِّر عنِّي أي: كلامك أو نفسك، أو بمعنى: تأخَّر.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز بن محمد: وهو الدراوردي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2105).

وأخرجه مسلم (973): (99) عن علي بن حجر وإسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (1033) عن علي بن حجر وحده، به.

وأخرجه أحمد (24498) و (24499) و (25014)، وأبو داود (3189)، وابن ماجه (1518) من طريقين عن عباد بن عبد الله بن الزبير، به.

وأخرجه مسلم (973): (101)، وأبو داود (3190)، وابن حبان (3066) من طريق أبي سلمة، عن عائشة، به.

وسيرد في الرواية التالية.

قال السِّندي: قوله: إلَّا في المسجد، ظاهر في الجواز في المسجد، نعم كانت عادته صلى الله عليه وسلم خارج المسجد، فالأقرب أن يقال: الأَولى أن تكون خارج المسجد مع الجواز، والله أعلم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلِفَ فيه على موسى بن عقبة كما سيأتي: رواه عبد الله بن المبارك عنه واختُلِفَ فيه:

فرواه سويد بن نصر - كما هنا وفي "السنن الكبرى"(1206) - وعبدان - فيما أخرجه البيهقي 4/ 51 - كلاهما عن عبد الله بن المبارك، عن موسى بن عقبة، عن عبد الواحد بن =

ص: 103

‌71 - باب الصَّلاة على الجِنازة باللَّيل

1969 -

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وَهْب قال: حدَّثني يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو أُمامة بن سهل بن حُنَيف أنَّه قال:

اشتكَتِ امرأةٌ بالعوالي مِسكينةٌ، فكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يسألُهم عنها

(1)

، وقال:"إنْ ماتَتْ فلا تَدْفِنوها حتَّى أُصلِّيَ عليها" فتُوفِّيت، فجاؤوا بها إلى المدينة بعد العَتَمة، فوجدوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد، نام فكَرِهوا أن يُوقِظُوه، فصَلَّوا عليها، ودفنوها ببقيع الغَرْقَد، فلمَّا أصبحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جاؤوا، فسأَلَهم عنها، فقالوا: قد دُفِنَتْ يا رسولَ الله، وقد جِئناكَ فوجدناكَ نائمًا، فكَرِهْنا أن نُوقِظَك. قال:"فانطلِقوا" فانطلقَ يمشي، ومَشَوا معه، حتَّى أَرَوْه قبرَها، فقامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وصَفُّوا وراءَه، فصلَّى عليها، وكبَّرَ أربعًا

(2)

.

= حمزة عن عباد بن عبد الله بن الزبير به.

ورواه إبراهيم بن أبي العباس - فيما أخرجه أحمد (26245) - وأبو مَعْمَر القَطيعي - فيما أخرجه ابن حبان (3065) - كلاهما عن عبد الله بن المبارك، عن موسى بن عقبة، عن يحيى بن عباد، عن حمزة بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، به.

ورواه ابن جريج - فيما أخرجه أحمد (25357) - عن موسى بن عقبة، عن عبد الواحد، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، به.

ورواه وهيب بن خالد - فيما أخرجه مسلم (973)(100) - عن موسى بن عقبة، بمثل رواية المصنف، وهو الصواب فيما قاله الدارقطني في "العلل" 14/ 380.

وسلف في الذي قبله.

(1)

في نسختين بهامش (ك): يسأل عنها، و: يسألهم عليها.

(2)

صحيح لغيره، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (1907)، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّه مرسل. ابن وهب: هو عبد الله المصري، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2107).

ص: 104

‌72 - باب الصُّفوف على الجِنازة

1970 -

أخبرنا محمد بن عُبيد، عن حفص بن غياث، عن ابن جُرَيج، عن عطاء

عن جابر، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن أخاكُم النَّجاشيَّ قد مات، فقُوموا فصلُّوا عليه" فقامَ فصَفَّ بنا كما يصُفُّ على الجِنازة، وصلَّى عليه

(1)

.

1971 -

أخبرنا سُوَيد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب

عن أبي هريرة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نعى للنَّاس النَّجاشيَّ اليومَ الَّذي ماتَ فيه، ثُمَّ خرجَ بهم إلى المُصلَّى، فصَفَّ بهم، فصلَّى عليه، وكبَّرَ أربعَ تكبيرات

(2)

.

(1)

إسناده صحيح ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2108).

وأخرجه أحمد (14150) و (14433)، والبخاري (1320) و (3877)، ومسلم (952):(65)، والمصنف في "الكبرى"(8247) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وألفاظهم متقاربة.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (14151) و (14962) و (15292)، والبخاري (3878) من طريق قتادة، والبخاري (1317) من طريق أبي طريق أبي عوانة، كلاهما عن عطاء، به وزادا في آخره - سوى روايتي أحمد (14151) و (15292) -: قال جابر: وكنت في الصف الثاني أو الثالث.

وأخرج أحمد (14889) و (14910)، والبخاري (1334) و (3879)، ومسلم (952):(64) من طريق سعيد بن ميناء، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على أصحمة النجاشي، فكبَّر عليه أربعًا.

(2)

إسناده صحيح عبد الله: هو ابن المبارك، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2109).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 226، وأخرجه من طريقه أحمد (9646) و (9663)، =

ص: 105

1972 -

أخبرنا محمد بن رافع قال: حدَّثنا عبد الرَّزَّاق قال: أخبرنا مَعْمَر، عن الزُّهريّ، عن ابن المسيّب وأبي سلمة

عن أبي هريرة قال: نَعى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم النَّجاشي لأصحابه بالمدينة، فصَفُّوا خلفَه، فصلَّى عليه، وكبَّر أربعًا

(1)

.

قال أبو عبد الرحمن: ابن المسيّب إنِّي

(2)

لم أفهمه

(3)

كما أردت.

1973 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال: أخبرنا إسماعيل، عن أيوب، عن أبي الزُّبير

عن جابر، أنَّ رسولَ الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ أخاكم

(4)

قد مات، فقوموا

= والبخاري (1245) و (1333)، ومسلم (951):(62)، وأبو داود (3204)، وابن حبان (3068) و (3098).

وأخرجه أحمد (8583) من طريق محمد بن إسحاق، و (10209) من طريق زمعة بن صالح، و (7885)، وابن حبان (3100) من طريق عبيد الله العمري، والبخاري (3881) من طريق صالح ابن كيسان، ومسلم (951):(63) من طريق عقيل بن خالد خمستهم عن الزهري، به.

وسيرد برقم (1980) عن قتيبة، عن مالك، به.

وينظر ما سلف برقم (1879). وينظر ما بعده.

قال السِّندي: قوله: "نعى للناس" أي: أخبرهم بموته.

(1)

إسناده صحيح معمر هو ابن راشد البصري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2110).

وأخرجه أحمد (7776) عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7147)، والترمذي (1022) من طريق إسماعيل بن علية، والبخاري (1318) من طريق يزيد بن زريع، وابن ماجه (1534) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ثلاثتهم عن معمر عن الزهرين عن سعيد وحده، به.

وينظر ما سلف برقم (1879). وينظر ما قبله.

(2)

كلمة "إني" ليست في (ك) و (م).

(3)

في (ك) و (م) ونسخة بهامش (هـ): أفهم.

(4)

في (ق) و (م) ونسخة بهامش (ك): أخًا لكم.

ص: 106

فصَلُّوا عليه" فصَفَفْنا

(1)

عليه صفَّين

(2)

.

1974 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا أبو داود، سمعتُ شعبة يقول: السَّاعةَ يخرج

(3)

، السَّاعةَ يخرج، حدَّثنا أبو الزُّبير

عن جابر قال: كنتُ في الصَّفَّ الثَّاني يومَ صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على النَّجاشيِّ

(4)

.

1975 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا بشر بن المُفَضَّل قال: حدَّثنا يونس، عن محمد بن سيرين، عن أبي المُهَلَّب

عن عِمْران بن حُصَين قال: قال لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أخاكم النَّجاشيَّ قد مات، فقوموا فصَلُّوا عليه" قال: فقُمْنا فصَفَفْنا عليه كما يُصَفُّ

(5)

على

(1)

في (ر): فصفنا.

(2)

إسناد صحيح، إسماعيل: هو ابن علية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2111).

وأخرجه مسلم (952): (66) من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (14827)، ومسلم (952):(66)، وابن حبان (3099) من طريقين عن أيوب، به.

(3)

يعني أبا الزبير، وذكر السِّندي أنه بيانٌ لكيفيَّة تحمُّلهم الحديث حيث كانوا عند بابه منتظرين خروجه.

(4)

صحيح كسابقه، أبو داود: هو سليمان الطيالسي، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2112).

وأخرجه ابن حبان (3096) من طريق عمرو بن علي، بهذا الإسناد.

وأخرجه - أيضًا - (3097) من طريق معاذ بن معاذ، عن شعبة، به.

وعلَّقه البخاري بإثر الحديث (1320) فقال: قال أبو الزبير: كنت في الصف الثاني.

وقد روى أحمد (14962)، والبخاري (1317) و (3878) من طريق عطاء، عن جابر أنه قال: فكنت في الصف الثاني أو الثالث.

(5)

في (ك): نَصُفّ، وهي مهملة في (م).

ص: 107

الميت، وصلَّينا عليه كما يُصلَّى

(1)

على الميت

(2)

.

‌73 - باب الصَّلاة على الجِنَازة قائمًا

1976 -

أخبرنا حُمَيد بن مَسْعَدَة، عن عبد الوارث قال: حدَّثنا حُسين، عن ابن بُرَيدة

عن سَمُرَةَ قال: صَلَّيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أُمِّ كعب - ماتَتْ في نِفَاسِها - فقامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الصَّلاة في وَسَطِها

(3)

.

‌74 - باب اجتماع جِنازة صبيٍّ وامرأة

1977 -

أخبرنا محمد بن عبد الله

(4)

بن يزيد قال: حدَّثنا أبي قال: حدَّثنا سعيد قال: حدَّثني يزيد بن أبي حبيب

(5)

، عن عطاء بن أبي رباح

(1)

في (م): نصلي.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، غير أن بشر بن المفضَّل قد خُولِفَ في إسناده، خالفه ثقتان كما سيأتي. يونس: هو ابن عبيد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2113).

وأخرجه أحمد (19942)، والترمذي (1039)، وابن ماجه - كما في "تحفة الأشراف"(10889) - من طرق عن بشر بن المفضَّل، بهذا الإسناد، كذا أورده المزي عن ابن ماجه، لكنه عنده (1535) بذكر أبي قلابة بدل محمد بن سيرين وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه.

وأخرجه أحمد (19941) من طريق عبد الوارث بن سعيد العنبري، و (19963) عن عبد الأعلى السامي، كلاهما عن يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، عن عمران بن حصين، به.

ليس فيه أبو المهلب. وهذا أولى بالصواب؛ لأنَّ ابن سيرين ثقة غير معروف بالتدليس، وهو يروي عن عمران بن حصين. وسلف مختصرًا برقم (1946).

(3)

إسناده صحيح، عبد الوارث هو ابن سعيد، وحُسين هو ابن ذكوان المعلِّم، وابنُ بُريدة: هو عبد الله، وسلف برقم (393) بإسناده ومتنه.

(4)

تحرف في (ق) إلى: عبد الأعلى.

(5)

في (ق): يزيد بن حبيب، وهو خطأ.

ص: 108

عن عمَّار قال: حضَرْتُ

(1)

جِنازةَ صبيٍّ وامرأةٍ، فقُدِّمَ الصَّبيُّ ممَّا يلي القوم، ووُضِعَتِ المرأةُ وراءَه، فصُلِّيَ عليهما، وفي القوم أبو سعيد الخدريُّ، وابنُ عبَّاس، وأبو قَتادة، وأبو هريرة فسألتُهم عن ذلك، فقالوا: السُّنَّة

(2)

.

‌75 - باب اجتماع جنائز

(3)

الرِّجال والنِّساء

1978 -

أخبرنا محمد بن رافع قال: أخبرنا عبد الرَّزَّاق قال: أخبرنا ابن جُرَيجٍ قال: سمعتُ نافعًا

يزعُمُ أَنَّ ابن عمر صلَّى على تسع جنائز جميعًا، فجعَلَ الرِّجالَ يَلُونَ الإمام، والنَّساءَ يَلِينَ القِبلة، فصفَّهُنَّ صفًا واحدًا، ووُضِعَتْ جِنازةُ أمِّ كلثومٍ بنت عليٍّ امرأة عمر بن الخطَّاب، وابنٍ له

(4)

يُقال له: زيد، وُضِعا جميعًا، والإمامُ يومئذٍ سعيد بن العاص، وفي النَّاس ابن عمر

(5)

وأبو هريرة، وأبو سعيد، وأبو قَتادة، فوُضِعَ الغلامُ ممَّا يلي الإمام، فقال رجلٌ: فأنكرتُ ذلك

(6)

، فنظرتُ إلى ابن عبَّاس، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وأبي قَتادة،

(1)

في (ق)، و (م) وهوامش (ر) و (ك) و (هـ): شَهِدْتُ.

(2)

إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي أيوب، وعمار: هو مولى بني هاشم، ويقال: مولى الحارث بن نوفل. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2115).

وأخرجه البخاري في "التاريخ الصغير"(427) عن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3193) من طريق يحيى بن صبيح، عن عمار، به. وينظر ما بعده.

قال السِّندي: قوله: "ممَّا يلي القوم" أي: في الجانب الذي فيه الإمام والقوم. "وراءه" أي: جهة القبلة.

(3)

في (ر) و (م): جنازة.

(4)

في (هـ): لها. وكذلك وردت في "مصنف" عبد الرزاق كما سيأتي.

(5)

كذا في النسخ، وفي "الكبرى" للمصنف، ومصنف عبد الرزاق:"ابن عباس".

(6)

في (م) وهامش (ك): فقام رجل فأنكر ذلك.

ص: 109

فقلت: ما هذا؟ قالوا: هي السُّنَّة

(1)

1979 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال: أخبرنا ابن المُبارك والفَضْلُ بن موسى. ح: وأخبرنا سُوَيد قال: أخبرنا عبدُ الله، عن حُسين المُكْتِب، عن عبد الله بن بُرَيْدَة

عن سَمُرَةَ بن جندب، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى على أُمِّ فلانٍ ماتَتْ في نِفَاسِها، فقامَ في وَسَطِها

(2)

.

‌76 - باب عدد التَّكبير على الجِنازة

1980 -

أخبرنا قُتيبةَ، مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد

عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نعى للنَّاس النَّجاشي، وخرجَ بهم، فصفَّ بهم، وكبَّر أربعَ تكبيرات

(3)

.

1981 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا سفيان، عن الزُّهريِّ

عن أبي أُمامة بن سهل قال: مَرِضَتِ امرأةٌ من أهل العوالي، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أحسن شيءٍ عيادةً للمريض، فقال:"إذا ماتَتْ فآذنوني" فماتَتْ ليلًا،

(1)

إسناده صحيح ابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز - صرَّح بسماعه من نافع - وهو مولى ابن عمر - فانتفت شبهة تدليسه وهو في "السنن الكبرى" برقم (2116).

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (6337)، وينظر ما قبله.

(2)

إسناداه صحيحان، سويد: هو ابن نصر، وعبد الله: هو ابن المبارك، وحُسين المُكْتِب: هو ابن ذكوان المعلِّم، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2117).

وأخرجه مسلم (964) بإثر (87)، والترمذي (1035) عن عليّ بن حُجر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم أيضًا (بالرقم السالف) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن ابن المبارك، به، وقرن بابن المبارك يزيدَ بنَ هارون.

وسلف من طريق عبد الوارث، عن حسين المعلّم به، برقم (393) و (1976).

(3)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2118).

وسلف برقم (1971) من طريق عبد الله بن المبارك، عن مالك، به.

وينظر ما سلف برقم (1879).

ص: 110

فدفنوها ولم يُعلموا النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أصبحَ سأل عنها، فقالوا: كَرِهْنا أن نُوقِظَكَ يا رسول الله. فأتى قبرها، فصلى عليها، وكبر أربعًا

(1)

.

1982 -

أخبرنا عمرو بن علي قال: حدَّثنا يحيى قال: حدثنا شعبة قال: حدثني عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى

أنَّ زيد بن أرقم صلَّى على جنازة، فكبر عليها خمسًا، وقال: كبَّرَها رسول الله صلى الله عليه وسلم

(2)

.

‌77 - باب الدعاء

1983 -

أخبرنا أحمد بنُ عَمرو بن السَّرْح، عن ابن وهب قال: أخبرني عمرو بنُ الحارث، عن أبي حمزة بن سُلَيم، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه

عن عَوْفِ بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة يقول: "اللهمَّ اغْفِرْ له وارْحَمْه، واعْفُ عنه وعافه

(3)

، وأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ،

(1)

صحيح لغيره، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (1907)، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه مرسل، سفيان: هو ابن عيينة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2119)، وينظر (1969).

(2)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2120).

وأخرجه أحمد (19272) عن يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (19320)، ومسلم (957)، وأبو داود (3197)، والترمذي (1023)، وابن ماجه (1505)، وابن حبان (3069) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه أحمد (19300) و (19312) من طريقين عن زيد بن أرقم، به.

قال السندي: قوله: "فكبر عليها خمسًا" قالوا: كانت التكبيرات على الجنائز مختلفة أولًا، ثم رُفع الخلافُ، واتفق الأمر على أربع، إلَّا أنَّ بعض الصحابة ما علموا بذلك، فكانوا يعملون بما عليه الأمر أولًا، والله أعلم.

(3)

هنا بداية سقط في النسخة (هـ).

ص: 111

واغْسِلْهُ بماءٍ وثَلْجٍ وبَرَدٍ، ونَقِّهِ من الخطايا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبيضُ من الدَّنَس، وأبْدِلْهُ دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وزَوْجًا خيرًا من زَوْجِهِ

(1)

، وَقِهِ عذاب القبر، وعذابَ النَّار" قال عَوْف: فتمنَّيتُ أنْ لو كنتُ الميِّتَ؛ لدُعاءِ رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك الميّت

(2)

.

1984 -

أخبرنا هارون بن عبد الله قال: حدَّثنا مَعْنُ قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن حبيب بن عُبيد الكلاعي، عن جبير بن نفير الحضرمي قال:

سمعتُ عَوْف بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي على ميت، فسمعتُ في دعائه وهو يقول:"اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ وارْحَمْهُ، وعافه واعف عنه، وأكْرِمْ نُزُلَهُ، ووَسِّعْ مُدْخَلَهُ، واغْسِلْهُ بالماء والثلج والبرد، ونَقِّهِ من الخطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبيض من الدَّنَس، وأبْدِلْهُ دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهلِه، وزَوْجًا خيرًا من زوجه، وأدخِلْهُ الجنَّةَ، وَنَجِّهِ من النَّار" أو

(1)

في (ك): زوجته، وفي هامشها زوجه (نسخة).

(2)

إسناده صحيح. ابن وهب: هو عبد الله، وعمرو بن الحارث: هو أبو أمية المصري، وأبو حمزة بن سُلَيْم: اسمه عيسى، وجُبَيْر والد عبد الرحمن: هو ابن نُفَيْر، وهو في "السنن الكبرى"(2121) و (10859).

وأخرجه مسلم (963): (86) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السح، بهذا الإسناد، وقرنَ بأبي الطاهر هارون بن سعيد.

وأخرجه مسلم أيضًا (963): (86) من طريق عيسى بن يونس، عن أبي حمزة بن سليم، به

وأخرجه أحمد (24000)، ومسلم (963):(85)، والترمذي (1025) من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، به.

وسلف من طريق معاوية بن صالح، عن حبيب بن عُبيد، عن جبير بن نفير، به، برقم (62). وينظر ما بعده.

ص: 112

قال: "وأعِذْهُ من عذاب القبر"

(1)

.

1985 -

أخبرنا سُوَيد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مُرَّة، قال: سمعتُ عَمرو بن ميمون يُحدِّث، عن عبد الله بن رُبَيِّعَةَ السلمي - وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن عُبيد بن خالد السلمي، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بينَ رَجُلين، فقُتِلَ أحدهما، وماتَ الآخَرُ بعدَه، فصلينا عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ما قُلْتُم؟ " قالوا: دَعَوْنا له: اللهمَّ اغْفِرْ له، اللهم ارحمه، اللهم ألحقه بصاحبه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فأين صلاته بعد صلاته؟ وأينَ عمَله بعد عملِهِ؟ فَلَما بينَهما كما بينَ السَّماء والأرض"

(2)

. قال عمرو بن ميمون: أَعجَبَني؛ لأنَّه أُسنِدَ لي.

(1)

إسناده صحيح. معن: هو ابن عيسى القزاز، وهو في "السنن الكبرى"(2122).

وسلف بإسناده مختصرًا برقم (62).

(2)

إسناده صحيح على وَهَمٍ في ذكر الصحبة لعبد الله بن ربيعة السلمي، فقد ذكره ابن حبان في "ثقات التابعين"، ووثقه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 196، وذكره في التابعين، وروى عنه جمع، ونفى الصحبة عنه أبو حاتم، ونقل الحافظ في "الإصابة" عن البخاري قوله: لم يُتابَعْ شعبه على ذلك. يعني على ذكر الصحبة لعبد الله بن ربيعة. قلت: إنما انفرد بذِكْرِها عبد الله - وهو ابن المبارك - عن شعبة، فغيره من أصحاب شعبة لم يذكروا هذه الصحبة. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2123).

وهو عند عبد الله بن المبارك في "الزهد"(1341)، إلا أنه سقط من مطبوعه: عبيد بن خالد السلمي.

وأخرجه أحمد (16074)(17921) و (17922) و (17923)، وأبو داود (2524) من طرق عن شعبة، به.

قال السندي: قوله: "فَلَما بينهما" أي: لِلْفَرق الذي بينهما بعلوِّ الثاني على الأول، فهو بفتح اللام للابتداء، وتخفيف "ما" على أنها موصولة.

ص: 113

1986 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدثنا يزيد - وهو ابن زُرَيع - قال: حدثنا هشام بن أبي عبد الله، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي إبراهيم الأنصاري

عن أبيه، أنَّه سمع النبي الله صلى الله عليه وسلم يقول في الصَّلاة على الميت:"اللهمَّ اغفِرْ لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وذَكَرِنا وأُنثانا، وصغيرنا وكبيرنا"

(1)

.

(1)

صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف، أبو إبراهيم الأنصاري وأبوه لا يُعرفان.

وقد اختلف في إسناده على يحيى بن أبي كثير كما سيأتي، إلا أنَّ البخاري قال فيما نقل عنه الترمذي بإثر الحديث (1024): أصحُ الروايات في هذا حديث يحيى بن أبي كثير، عن أبي إبراهيم الأشهلي - يعني الأنصاري - عن أبيه.

وقد رواه هشام بن أبي عبد الله الدَّستوائي - كما هنا، وفي "السنن الكبرى"(2124) و (10857)، و "مسند" أحمد (17544) و (23495) - عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي إبراهيم الأنصاري، عن أبيه.

وتابع أبانُ بنُ يزيد هشامًا في إسناده، فرواه - فيما أخرجه أحمد (17543) و (17545) - عن يحيى بن أبي كثير، به.

ورواه الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:

فرواه هقل بن زياد - فيما أخرجه الترمذي (1024) - والمعافى بن عمران - فيما أخرجه المصنف في "الكبرى"(10856) - كلاهما عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

ورواه شعيب بن إسحاق - فيما أخرجه أبو داود (3201) - وهقل بن زياد - فيما أخرجه الترمذي (1024)، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج - فيما أخرجه المصنف في "الكبرى"(10852)، والوليد بن مسلم - فيما أخرجه ابن حبان (3070) - أربعتهم عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.

قال الدارقطني في "العلل" 14/ 309: المحفوظ: عن الأوزاعي، عن أبي سلمة مرسل.

ورواه أيوب بن عتبة - فيما أخرجه أحمد (8809) - عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وأيوب بن عتبة ضعيف.

ورواه أبان بن يزيد - فيما أخرجه أحمد (17545) - عن يحيى، عن أبي سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. وهذا إسناد رجاله ثقات. وقد صوّب إرساله من طريق أبي سلمة: أبو حاتم الرازي في "العلل" لابنه (1047) و (1058)، والدارقطني في "العلل" 9/ 325 و 14/ 308، =

ص: 114

1987 -

أخبرنا الهيثم بن أيوب قال: حدَّثنا إبراهيم - وهو ابن سعد - قال: حدثنا أبي، عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال:

صلَّيتُ خلف ابن عبّاس على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب، وسورة، وجهَرَ حَتَّى أسمَعَنا، فلما فرغ أخذتُ بيده، فسألتُه، فقال: سُنَّةٌ وحَقٌّ

(1)

.

= والبيهقي في "السنن" 4/ 41.

وأخرجه المصنف في "الكبرى"(10853)، وابن ماجه (1498) من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. محمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعنه.

وأخرجه المصنف في "الكبرى"(10854) و (10855) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن سلام موقوفًا. محمد بن عمرو حسن الحديث، وقد خالف في إسناده من هو أوثق منه.

ورواه همام بن يحيى - فيما أخرجه أحمد (17546) و (22554) و (22619)، والمصنف في "الكبرى"(10858) - عن يحيى، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه ..

ورواه عكرمة بن عمار - فيما أخرجه المصنف في "الكبرى"(10851) - عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عائشة. قال الترمذي بإثر الحديث (1024): حديث عكرمة بن عمار غير محفوظ، وعكرمة ربما يهم في حديث يحيى.

ويشهد له حديث عبد الرحمن بن عوف عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(974) وعند الطبراني في "الدعاء"(1165)، وحديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(12680)، وفي إسناديهما ضعف.

(1)

إسناده صحيح، إبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2125).

وأخرجه ابن حبان (3071) و (3072) من طريقين عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. دون قوله:"وسورة".

وأخرجه - كذلك - البخاري (1335)، وأبو داود (3198)، والترمذي (1027) من طريق سفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، به.

وينظر تمام تخريجه في "مسند" الشافعي برقم (1653).

وسيرد في الرواية التالية دون قوله: "وسورة".

ص: 115

1988 -

أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن طلحة بن عبد الله قال:

صلَّيتُ خلف ابن عبّاس على جنازة، فسمعته يقرأ بفاتحة الكتاب فلما انصرف أخذتُ بيده، فسألتُه، فقلتُ: تقرأ؟ قال: نَعَم، إِنَّه حَقٌّ وسُنَّة

(1)

.

1989 -

أخبرنا قتيبةُ قال: حدثنا الليث، عن ابن شهاب

عن أبي أمامة أنّه قال: السُّنَّة في الصَّلاة على الجنازة أن يقرأ في التكبيرة الأولى بأُمِّ القرآن مُخافَتةً، ثُمَّ يُكبِّرُ ثلاثًا، والتسليم عند الآخرة

(2)

.

1990 -

أخبرنا قتيبة قال: حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن محمد بن سويد الدمشقي الفهري، عن الضَّحَّاك بن قيس الدمشقي

(3)

بنحو ذلك

(4)

.

(1)

إسناده صحيح، محمد: هو ابن جعفر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2126).

وأخرجه البخاري (1335) عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح، أبو أمامة بن سهل لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، لكن له رؤية، فهو معدود في الصحابة، وقد صحح إسناده هذا النووي في "الخلاصة" 2/ 975، وابن القيم في "جلاء الأفهام" ص 193، والحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/ 204، وقال الحافظ ابن كثير بعد أن أورده في "تفسيره" عند تفسير الآية (56) من سورة الأحزاب: هذا من الصحابي في حكم المرفوع. الليث: هو ابن سعد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2127).

وينظر تمام تخريجه والاختلاف فيه على الزهري في "مسند" الشافعي (1655)، وفي "السنن الكبرى".

(3)

في (ر): الفهري، وليس في (ك) و (م).

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن سويد الفهري، روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان والعجلي. والضحاك بن قيس صحابي صغير. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2128).

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 56 من طريق شعيب، عن الزهري، عن محمد بن سويد عن الضحاك بن قيس، عن حبيب بن مسلمة.=

ص: 116

‌78 - باب فضل مَنْ صلى عليه مئة

1991 -

أخبرنا سُوَيد قال: حدثنا عبد الله، عن سَلام بن أبي مُطيع الدمشقي

(1)

، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عبد الله بن يزيد رضيع عائشة

عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما مِنْ مَيتٍ يُصلِّي عليه أمَّةٌ من المسلمين يبلغون

(2)

أن يكونوا مئةً يشفعون إلَّا شُفِّعوا فيه". قال سلام: فحدَّثتُ به شعيب بن الحَبحاب، فقال: حدثني به أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم

(3)

.

= وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(1055) من طريق النعمان بن راشد، عن الزهري، عن محمد بن سويد، عن الضحاك، عن محمد بن مسلمة. ثم قال: قال أبي: هذا خطأ، إنما هو حبيب بن مسلمة. اهـ. وينظر ما قبله.

(1)

كذا وقع في النسخ، ولم ينسبه أحد من أصحاب كتب الرجال هذه النسبة، وهي ليست في "السنن الكبرى".

(2)

في (ك) ونسخة في (ر): يبلغوا.

(3)

إسناداه صحيحان، سويد: هو ابن نصر، وعبد الله: هو ابن المبارك، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2129).

وأخرجه أحمد (13804)، ومسلم (947) من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذين الإسنادين.

وأخرجه أحمد (24127) و (25950)، والترمذي (1029)، وابن حبان (3081) من طرق عن أيوب، به.

وأخرجه أحمد (24657) من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة، به.

وذكر الدارقطني في "العلل" 3/ 267 أنَّ أبا إسحاق الفزاري خالف أصحاب خالد الحذاء، فرواه عنه، عن أبي قلابة، عن عبد الله بن يزيد، عن علي، والصواب: عن عائشة.

وقد روي مرفوعًا وموقوفًا، وقد ذكر ذلك الدارقطني في "العلل" 14/ 375 وقال: رفعه صحيح.

وسيرد في الرواية التالية.

ص: 117

1992 -

أخبرنا عَمرو بن زرارة قال: أخبرنا إسماعيل، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عبد الله بن يزيد رضيع لعائشة رضي الله عنها

عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يموتُ أحدٌ من المسلمين فيُصلِّي عليه أمَّةٌ من النَّاس فيبلغوا

(1)

أن يكونوا مئةً، فيشفعوا، إِلَّا شُفِّعوا فيه"

(2)

.

1993 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا محمد بن سواء أبو الخطاب قال: حدثنا أبو بكار الحكم بن فَرُّوخَ قال: صلَّى بنا أبو المليح على جنازة، فظننا أنَّه قد كبَّرَ، فأقبل علينا بوجهه، فقال: أقيموا صفوفكم، ولتَحْسُن شفاعتكم. قال أبو المليح: حدَّثني عبد الله - وهو ابن سليط -.

عن إحدى أُمَّهات المؤمنين - وهي ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أخبرني النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما مِنْ مَيةٍ يُصلِّي عليه أمَّةٌ من النَّاس إلَّا شُفِّعوا فيه" فسألتُ أبا المليح عن الأمة، فقال: أربعون

(3)

.

(1)

في نسخة بهامش (ك): فبلغوا.

(2)

إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن علية. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2130).

وأخرجه أحمد (24038)، والترمذي (1029) من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد. وسلف في الذي قبله.

(3)

مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف فيه عِلَّتان؛ الأولى جهالة عبد الله بن سليط، فقد تفرّد بالرواية عنه أبو المليح، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وهو غير الذي يروي عنه عبد الله بن عمرو بن حمزة، فذاك آخر، وقد فرّق بينهما الحافظ في "التهذيب". والثانية: علة الاضطراب، فقد اختُلِفَ فيه على أبي المليح كما هو مبسوط في "مسند أحمد" عند الرواية (26812)، وقال الدارقطني في "العلل" 12/ 408 بعد أن ذكر الاختلاف وبعد أن أخرجه: وقد أخرجتُ هذا الحديث بعلل كثيرة. اهـ. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2131).

وأخرجه أحمد (26812) و (26838) عن أبي عبيدة الحداد، عن أبي بكار الحكم بن فروخ، بهذا الإسناد.=

ص: 118

‌79 - باب ثواب من صلى على جنازة

1994 -

أخبرنا نوح بن حبيب قال: أخبرنا عبد الرَّزَّاق قال: أخبرنا مَعْمَر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى على جنازة فله قيراط، ومن انتظرها حتّى توضَعَ في اللحد فله قيراطان، والقيراطان مِثْلُ الجبلين العظيمين"

(1)

.

= وأخرجه أحمد (26812) عن يحيى بن سعيد القطان، عن أبي بكار، به. إلا أنَّه قال: عبد الله بن سليل. وعبد الله بن سليط هو الراجح فيما قاله الحافظ في "تهذيب التهذيب".

ويشهد للمرفوع منه الحديثان قبله.

قال السندي: قوله: "ولتَحْسُن شفاعتكم" من الحُسْن، أي: لتكن شفاعتكم على وجه حسن لائق.

(1)

إسناده صحيح، معمر: هو ابن راشد البصري، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2132)

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (6268)، ومن طريقه أخرجه أحمد (7775)، ومسلم (945):(52).

وأخرجه أحمد (7188)، ومسلم أيضًا، وابن ماجه (1539) من طريق عبد الأعلى، عن معمر، به.

وأخرجه البخاري - كما في هامش النسخة اليونينية 2/ 110، وكما في "تحفة الأشراف" 10/ 48 - عن عبد الله بن محمد المُسنَدي، عن هشام بن يوسف، عن معمر، به. قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 10/ 48: هذه الطريق ليست في الأصول التي اتصلت من البخاري، وإنما وقعت في بعض النسخ، ولذلك لم يستخرجها الإسماعيلي، واستخرجها أبو نعيم.

وأخرجه مسلم (945) من طريق عقيل، عن الزهري قال: حدثني رجالٌ، عن أبي هريرة، به.

وأخرجه - بألفاظ متقاربة وبعضهم يزيد فيه على بعض - أحمد (7353) و (7690) و (9016) و (9904) و (10079) و (10142) و (10468) و (10536) و (10758)، =

ص: 119

1995 -

أخبرنا سُوَيد قال: أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن الزهري قال: أخبرنا عبد الرحمن الأعرج

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ شَهِدَ جِنازةً حتَّى يُصلَّى عليها فله قِيراط، ومَنْ شَهِدَ حتَّى تُدفَنَ فله قيراطان" قيل: وما القيراطان يا رسول الله؟ قال: "مِثْلُ الجبلين العظيمين"

(1)

.

1996 -

أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن عوف، عن محمد بن سيرين

عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ تَبِعَ جِنازةَ رجلٍ مسلمٍ احتسابًا، فصلى عليها ودفنها، فله قيراطان، ومَنْ صلَّى عليها، ثُمَّ رجعَ قبل أن تُدفَنَ فإنَّه يرجع بقيراط من الأجر"

(2)

.

= والبخاري (1323) و (1324) و (1325)، ومسلم (945):(53) و (54) و (55) و (56) وأبو داود (3168) و (3169)، والترمذي (1040)، وابن حبان (3079) من طرق عن أبي هريرة، به.

وسيرد في الرواية التالية من طريق يونس، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة، به.

وسيرد برقمي (1996) و (5032) من طريق محمد بن سيرين، وبرقم (1997) من طريق عامر الشعبي، كلاهما عن أبي هريرة، به.

(1)

إسناده صحيح، سويد: هو ابن نصر، وعبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2133).

وأخرجه أحمد (9208) من طريقين عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1325)، ومسلم (945):(52)، وابن حبان (3078) من طريقين عن يونس، به.

وسلف في الذي قبله.

(2)

إسناده صحيح، عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2134)

وأخرجه البخاري (47) من طريق روح بن عبادة، عن عوف عن الحسن ومحمد بن =

ص: 120

1997 -

أخبرنا الحسن بن قَزَعة، قال: حدَّثنا مَسْلَمة بن علقمة قال: أخبرنا داود، عن عامر

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَبِعَ جِنازةً فصلَّى عليها ثُمَّ انصرف، فله قيراط من الأجر، ومَنْ تَبِعَها فصلى عليها ثُمَّ قعد حتَّى يُفرَغَ

(1)

من دَفْنِها

(2)

، فله قيراطان من الأجر، كلُّ واحدٍ منهما أعظم من أحد"

(3)

‌80 - باب الجلوس قبل أن توضع الجنازة

1998 -

أخبرنا سويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله، عن هشام والأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتُم الجنازة فقوموا، ومَنْ تَبِعَها فلا يقعُدَنَّ

(4)

حتَّى تُوضَعَ"

(5)

.

= سيرين، به. ثم ذكر أن عثمان المؤذن تابعه، عن عوف، عن محمد، به.

وسيرد برقم (5032) من طريق إسحاق الأزرق، عن عوف، به.

وسلف في سابقيه.

(1)

في (م) ونسخة بهامش (ك): فرغ.

(2)

في نسخة بهامشي (ك) و (م): جننها.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل الحسن بن قزعة وشيخه مسلمة بن علقمة.

داود: هو ابن أبي هند، وعامر: هو الشَّعبي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2135).

وسلف في الأحاديث الثلاثة السابقة.

(4)

في (ر) ونسخة بهامش (ك): يقعد.

(5)

إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستوائي، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2136).

وسلف برقم (1914).

ص: 121

‌81 - باب الوقوف للجنائز

1999 -

أخبرنا قتيبة قال: حدثنا الليث، عن يحيى، عن واقد، عن نافع بن جُبَير، عن مسعود بن الحكم

عن علي بن أبي طالب، أنه ذكر القيام على الجنازة حتَّى تُوضَعَ، فقال علي بن أبي طالب: قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قعد

(1)

.

2000 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا خالد قال: حدثنا شعبة قال: أخبرني محمد بن المنكدر، عن مسعود بن الحكم

عن علي قال: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فقمنا، ورأيناه قعَدَ فقعَدْنا

(2)

.

2001 -

أخبرنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان

(1)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، والليث: هو ابن سعد، ويحيى: هو ابن سعيد بن قيس الأنصاري، وواقد: هو ابن عمرو بن سعد بن معاذ. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2137)

وأخرجه مسلم (962): (82)، والترمذي (1044)، كلاهما عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (962): (82)، وابن حبان (3055) من طريقين عن الليث، به.

وأخرجه مسلم (962): (83)، وأبو داود (3175)، وابن حبان (3054) من طرق عن يحيى الأنصاري، به.

وأخرجه أحمد (623)، وابن حبان (3056) من طريق محمد بن عمرو، عن واقد، به.

وسيرد في الحديث التالي.

قال السندي: قوله: "ثم قعد" أي: ترك القيام، فهو منسوخ.

(2)

إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث الهُجَيمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2138).

وأخرجه أحمد (631) و (1094) و (1167)، ومسلم (962):(84)، وابن ماجه (1544) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسلف في الذي قبله.

ص: 122

عن البراء قال: خرَجْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة، فلما انتهينا إلى القبر ولم

(1)

يُلحَد، فجلَسَ وجلَسْنا حوله، كأنَّ على رؤوسِنا

(2)

الطَّير

(3)

.

‌82 - باب مواراة الشهيد في دمه

2002 -

أخبرنا هنَّاد، عن ابن المبارك، عن مَعْمَر، عن الزهري

عن عبد الله بن ثعلبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقتلى أُحُد: "زَمِّلوهم بدمائهم، فإنَّه ليس كَلْمٌ يُكْلَمُ في الله إلَّا يأتي يوم القيامة يدمى، لونه لون الدَّم، وريحه ريحُ المِسْك"

(4)

.

(1)

في (ق): فلما، وفي نسخة بهامش (ك): ولما.

(2)

هنا نهاية السقط في النسخة (هـ).

(3)

إسناده صحيح، أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان، وعمرو بن قيس: هو المُلائي، وزاذان: هو أبو عبد الله، ويقال: أبو عمر الكندي، مولاهم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2139).

وأخرجه ابن ماجه (1549) عن أبي كريب، عن أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه - مطولًا ومختصرًا - أحمد (18614) من طريق يونس بن خباب، و (18534) و (18535) و (18536) و (18625)، وأبو داود (3212) و (4753) و (4754) من طريق الأعمش، كلاهما عن المنهال بن عمرو، به.

وقوله: كأنَّ على رؤوسنا الطير، قال السِّندي: كنايةٌ عن السكون والوقار؛ لأنَّ الطير لا يكاد يقع إلا على شيء ساكن.

(4)

إسناده صحيح، هناد: هو ابن السري وابن المبارك: هو عبد الله، ومعمر: هو ابن راشد البصري، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب، وعبد الله بن ثعلبة: هو ابن صُعَير، وهو صحابي، إلَّا أنَّه لم يشهد أحدًا؛ إذ أنَّه لم يكن مولودًا بعد، لكنه سمعه من جابر كما سيأتي، فهو مرسل صحابي. والحديث في "السنن الكبرى" برقمي (2140) و (4341).

وأخرجه أحمد (23660) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة، عن جابر. وبعضهما - يعني ابن المبارك وعبد الرزاق - يزيد على بعض. وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 12/ 174 بأن الحديث - دون ذكر جابر - محفوظ.=

ص: 123

‌83 - باب أين يدفن الشهيد

2003 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا وكيع قال: حدثنا سعيد بن السائب

عن رجل يُقال له: عُبيد الله

(1)

بن مُعَيَّة، قال: أصيب رجلان من المسلمين يومَ الطَّائف، فحملا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر أن يُدفنا حيث أصيبا، وكان ابن مُعَيَّة وُلِدَ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

(2)

.

= وأخرجه أحمد (23657) و (23658) و (23662) من طريق محمد بن إسحاق، و (23659) عن سفيان بن عيينة، كلاهما عن الزهري، به. وبعضهم يزيد على بعض أيضًا.

وسيتكرر بإسناده ومتنه برقم (3148).

وينظر ما سلف برقم (1955).

قال السندي: قوله: "زَمّلوهم" أي: لفُّوهم وغطُّوهم. "بدمائهم": في ثيابهم الملطخة بالدم من غير غُسل. "ليس كَلْمٌ": الجُرْح، والمراد به العضو الجريح.

(1)

المثبت من (هـ) و (ق) ونسخة بهامش (ك)، وفي باقي النسخ: عبد الله.

(2)

إسناده ضعيف، عبيد الله بن معيَّة - ويقال: عبد الله - روى عنه سعيد بن السائب وإبراهيم بن ميسرة وأثنى عليه خيرًا، لكنَّ الإمام أحمد قال: ليس بمشهور بالعلم. وتابعه عليه أبو حاتم فيما نقل عنهما ابنه في "الجرح والتعديل" 5/ 333، وقال وكيع: وُلِدَ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقال حميد الرؤاسي - كما سيأتي - والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 171، وأبو حاتم: أدرك الجاهلية. وقال الحافظ في "تقريبه": حديثه مرسل. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2141).

وأخرجه ابن سعد 5/ 117 و 8/ 15، وابن أبي شيبة (12266) و (38114)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1261)، وابن قانع في "معجم الصحابة"(665)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4530) و (4718) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 5/ 517 و 8/ 15 عن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، عن سعيد بن السائب، به. قال حميد في عبيد الله بن معية: أدرك الجاهلية.

ص: 124

2004 -

أخبرنا محمد بن منصور قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي

عن جابر بن عبد الله، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمر بقتلى أحد أن يُرَدُّوا إلى مصارعهم، وكانوا قد نقلوا إلى المدينة

(1)

.

2005 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي

عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ادفنوا القتلى في مصارعهم"

(2)

.

‌84 - باب مُوَارَاة المُشرك

2006 -

أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: حدثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني أبو إسحاق، عن ناجية بن كعب

عن عليّ قال: قلتُ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: إنَّ عمك الشيخَ الضَّالَ ماتَ

(3)

، فمَنْ يُوَارِيهِ؟ قال:"اذْهَبْ فَوَارٍ أباك، ولا تُحْدِثَنَّ حَدَثًا حَتَّى تأتيني". فَوَارَيْتُهُ،

(1)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة، ونُبيح العنزي: هو ابن عبد الله. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2142).

وأخرجه أحمد (14305)، وابن ماجه (1516) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (14169)، والترمذي، (1717)، وابن حبان (3183) من طريق شعبة، عن الأسود بن قيس، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وسيرد في الحديث الذي يليه.

(2)

إسناده صحيح، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (1243).

وأخرجه أبو داود (3165)، والمصنف في "الكبرى"(8481) من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وسلف في الذي قبله.

(3)

في نسخة في (هـ): قد مات.

ص: 125

ثُمَّ جِئْتُ، فَأَمَرَني فَاغتَسَلْتُ، ودَعَا لي. وذكرَ دُعاء لم أحفظه

(1)

.

‌85 - باب اللحدِ والشَّق

2007 -

أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا عبد الرَّحمن قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن أبيه

عن سعد أنَّه

(2)

قال: الْحَدوا لي لَحْدًا، وانْصِبوا عليَّ

(3)

، كما فُعِلَ

(4)

برسول الله صلى الله عليه وسلم

(5)

.

2008 -

أخبرنا هارون بن عبد الله قال: حدَّثنا أبو عامر، عن عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد، عن عامر بن سعد

(1)

حديث حسن، ناجية بن كعب فيه كلام سلف في الحديث (190)، وبقية رجاله ثقات، عبيد الله بن سعيد: هو اليَشْكُريّ، ويحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عَمْرُو بن عبد الله السَّبِيعي، وقد صرّح بسماعه من ناجية في الرواية المذكورة، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2144).

وأخرجه أبو داود (3214) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (190) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، به.

(2)

كلمة "أنه" من (ر) و (م).

(3)

في نسخة في (م): لي، وجاء بعدها في (هـ) والمطبوع زيادة: نصبًا.

(4)

في هامش (هـ): صُنع.

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنَّ عبد الرحمن - وهو ابن مهدي - خالف في إسناده ووهم فيه فيما قاله الدارقطني في "العلل" 4/ 333، ثم قال: والصواب: حديث عامر. يعني: عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد، عن سعد. وسيرد كذلك في الرواية التالية. والحديث في "السنن الكبرى" برقمي (2145) و (7082).

وأخرجه أحمد (1451) و (1489) عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

قوله: "الْحَدوا لي لحدًا"؛ قال ابن الأثير في "النهاية": اللحد: الشَّقُ الذي يُعمَلُ في جانب القبر لموضع الميت؛ لأنَّه قد أُميل عن وسط القبر إلى جانبه.

ص: 126

أنَّ سعدًا لما حضرته الوفاة قال: الْحَدوا لي لَحْدًا، وانْصِبوا عليّ

(1)

نَصْبًا، كما فُعِلَ

(2)

برسول الله صلى الله عليه وسلم

(3)

.

2009 -

أخبرنا عبد الله بن محمد أبو عبد الرحمن الأَذْرَمِيُّ، عن حَكَّام بن سَلْم الرَّازي، عن علي بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن سعيد بن جبير

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللحدُ لنا، والشَّقُّ لغَيرِنا"

(4)

.

‌86 - باب ما يُستحب من إعماق القبر

2010 -

أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا إسحاق بن يوسف قال: حدثنا سفيان، عن أيوب، عن حُميد بن هلال

(1)

في (م): لي.

(2)

في (ق) وهامش (ك): صُنع.

(3)

إسناده صحيح، أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2146) و (7083).

وأخرجه ابن ماجه (1556) عن محمد بن المثنى، عن أبي عامر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (1450) و (1601) و (1602)، ومسلم (966) من طرق عن عبد الله بن جعفر، به.

وسلف في الذي قبله.

(4)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى: وهو ابن عامر الثعلبي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2147).

وأخرجه أبو داود (3208)، والترمذي (1045)، وابن ماجه (1554) من طرق عن حكام بن سلم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه.

ويشهد له حديث جرير بن عبد الله عند أحمد (19158)، وابن ماجه (1555).

قال السندي: قوله: "والشَّقُّ لغيرنا" في "المجمع": "لأهل الكتاب"، والمراد تفضيل اللحد. وقيل: قوله: "لنا" أي: لي، والجمع للتعظيم، فصار كما قال، ففيه معجزة له صلى الله عليه وسلم، أو المعنى: اختيارنا، فيكون تفضيلًا له، وليس فيه النهي عن الشَّق، فقد ثبت أن في المدينة رجلين أحدهما يأحد والآخر لا، ولو كان الشَّقُّ منهيَّا عنه لمنع صاحبه. ثم قال: لكن في رواية أحمد: "والشَّقُّ لأهل الكتاب"، والله أعلم.

ص: 127

عن هشام بن عامر قال: شَكَوْنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومَ أحد، فقُلنا: يا رسول الله، الحفرُ علينا لكلِّ إنسانٍ شديد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"احْفِروا وأَعْمِقوا، وأَحْسِنوا، وادْفِنوا الاثنين والثلاثةَ في قبر واحد" قالوا: فمَنْ نُقدِّمُ يا رسول الله؟ قال: "قَدِّموا أكثرهم قُرآنًا" قال: فكان أبي ثالث ثلاثة في قبر واحد

(1)

.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّه اختُلِفَ فيه على حميد بن هلال، - وهو العدوي - كما سيأتي، واختُلِفَ في سماعه من هشام بن عامر، فقال أبو حاتم في "المراسيل" ص 46: حميد بن هلال لم يلْقَ هشام بن عامر، يدخل بينه وبين هشام أبو قتادة العدوي، ويقول بعضهم: عن أبي الدهماء، والحُفَّاظ لا يُدخلون بينهم أحدًا. قلتُ: قد رُوي كذلك - كما هنا وفي الرواية (2018) - من طريق أيوب، وفي الرواية (2015) من طريق سليمان بن المغيرة، كلاهما عن حميد بن هلال، عن هشام، من غير واسطة. ورُوي - كما في الرواية (2016) - من طريق أيوب - أيضًا - لكن عن حميد، عن سعد بن هشام بن عامر، عن أبيه. ورُوي - كما في الرواية (2017) - من طريق أيوب، عن حميد، عن أبي الدهماء، عن هشام. ورُوي - كما في الرواية (1) - كما في الرواية (2011) - من طريق جرير بن حازم، عن حميد، عن سعد بن هشام، عن أبيه.

ويُعكِّر على قول أبي حاتم في نفي لقاء حميد بهشام تصريح سماع حميد بن هلال من هشام بن عامر عند عبد الرزاق (6501)، وأحمد (16261)، وكذلك فإنّ الحافظ ابن حجر قال في "أطراف المسند" 5/ 431: والظاهر أنَّ حُميدًا سمعه من أبي الدهماء ومن سعد بن هشام، ثم سمعه من هشام نفسه. ثم إنَّ لقاء حميد بهشام مُحتمل، فقد توفي هشام نحو سنة (50 هـ)، وتوفي حميد نحو سنة (105 هـ)، وكلاهما عاش بالبصرة. وعلى تقدير الوهم في التصريح بالسماع فإنَّ الواسطة بين حميد وهشام هي إمَّا سعد بن هشام بن عامر أو أبو الدهماء، وكلاهما ثقة، على أنَّ أبا بكر الأثرم قد ذكر هذا الاختلاف في الإسناد - فيما نقل عنه الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 35 - ثم قال: فلم يحكم أبو عبد الله - يعني الإمام أحمد - لأحدٍ منهم، وأما غيره فقال: الحديث حديث أبي الدهماء.

سفيان: هو ابن سعيد الثوري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2148).=

ص: 128

‌87 - باب ما يُستحب من توسيع القبر

2011 -

أخبرنا محمد بن مَعْمَر قال: حدَّثنا وَهْب بن جرير قال: حدثنا أبي قال: سمعتُ حُميد بن هلال، عن سعد بن هشام بن عامر

عن أبيه قال: لمَّا كان يومُ أُحُدٍ أُصيبَ مَنْ أُصيب من المسلمين، وأصابَ النَّاسَ جراحاتٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احفروا وأوسعوا

(1)

، وادْفِنوا الاثنينِ والثَّلاثةَ في القبر، وقَدِّموا أكثرهم قُرآنًا"

(2)

.

‌88 - باب وضع الثوب في اللحد

2012 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود، عن يزيد - وهو ابن زُرَيع - قال: حدَّثنا شعبة، عن أبي جَمْرة

عن ابن عباس قال: جُعِلَ تحتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حينَ دُفِنَ قَطيفةٌ حمراء

(3)

.

=وأخرجه أبو داود (3216) من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (16256) عن إسماعيل بن علية، و (16261) من طريق معمر، كلاهما عن أيوب، به.

قال السندي: قوله: الحفر علينا .... إلخ، كان مرادهم أن يُرخِّص لهم بأدنى حفر، فمنعهم عن ذلك، وأمرهم بالإعماق والإحسان، ووقع النقل عنهم بالجمع.

(1)

في نسخة بهامش (هـ): ووسعوا.

(2)

حديث صحيح سلف الكلام عليه في الرواية السابقة، وهذا إسناد رجاله ثقات، جرير: هو ابن حازم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2149).

وأخرجه أحمد (16263) عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (16264)، وأبو داود (3217) من طريقين عن جرير، به.

(3)

إسناده صحيح، أبو جَمْرة: هو نصر بن عمران الضُّبَعي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2150) =

ص: 129

‌89 - باب الساعات الَّتي نُهِيَ عن إقبار الموتى فيهنَّ

2013 -

أخبرنا عمرو بن عليّ قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا موسى بن عُلَيِّ بن رباح قال: سمعت أبي قال:

سمعتُ عُقبة بن عامر الجهني قال: ثلاث ساعات كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نُصلِّي فيهنَّ، أو نَقْبُرَ فيهنَّ موتانا: حينَ تَطلُعُ الشَّمسُ بازغةً حَتَّى ترتفع، وحين يقومُ قائمُ الظَّهيرة حتَّى تزولَ الشَّمسُ، وحينَ تَضَيَّفُ الشَّمسُ للغروب

(1)

.

2014 -

أخبرني عبد الرحمن بن خالد القطان الرّقِّيُّ، قال: حدثنا حجاج قال: قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير

أنَّه سمعَ جابرًا يقول: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر رجلًا من أصحابه ماتَ، فقُبِرَ ليلًا، وكُفِّنَ في كفن غيرِ طائل، فزجر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُقبَرَ إنسان ليلًا إلَّا أن يُضْطَرَّ إلى ذلك

(2)

.

‌90 - باب دَفْن الجماعة في القبر الواحد

2015 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: حدَّثنا وكيع، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال

= وأخرجه أحمد (2021) و (3341)، ومسلم (967)، والترمذي (1048)، وابن حبان (6631) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده صحيح، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2151)، وسلف من طريق ابن المبارك، عن موسى بن علي، به، برقم (560).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن خالد، فهو صدوق، وقد توبع. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2152)

وسلف - مطولًا - برقم (1895) عن عبد الرحمن بن خالد ويوسف بن سعيد، بهذا الإسناد.

ص: 130

عن هشام بن عامر قال: لمَّا كان يومُ أُحُدٍ أَصابَ النَّاسَ جَهْدٌ شَديدٌ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"احْفِروا وأَوْسِعوا، وادْفِنوا الاثنين والثَّلاثةَ في قبر" فقالوا: يا رسول الله، فمَنْ نُقدِّم؟ قال:"قَدَّموا أكثرهم قُرآنًا"

(1)

.

2016 -

أخبرني إبراهيم بن يعقوب قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن حُميد بن هلال، عن سعد بن هشام بن عامر

عن أبيه قال: اشتدَّ الجراحُ يومَ أُحُدٍ، فَشُكي

(2)

ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "احْفِرُوا وأوسعوا وأحْسِنوا، وادفنوا في القبر الاثنين والثلاثةَ، وقَدَّموا أكثرهم قُرآنًا

(3)

"

(4)

.

2017 -

أخبرنا إبراهيم بن يعقوب قال: حدَّثنا مُسدَّد قال: حدثنا عبد الوارث، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أبي الدهماء

عن هشام بن عامر، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"احْفِروا وأَحْسِنوا، وادْفِنوا الاثنين والثلاثةَ، وقَدِّموا أكثرهم قُرآنًا"

(5)

.

(1)

حديث صحيح سلف الكلام عليه عند الرواية (2010)، وهذا إسناد رجاله ثقات، وكيع: هو ابن الجرَّاح الرُّؤاسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2153).

وأخرجه أحمد (16251) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (16259) و (16264)، وأبو داود (3215) من طرق عن سليمان بن المغيرة، به.

قال السندي: قوله: "جَهْد شديد" بفتح الجيم، أي: مشقة شديدة. وحُكي ضمها.

(2)

في نسخة بهامش (ك): فشكوت

(3)

ورد هذا الحديث في (ك) عقب الحديث (2017).

(4)

حديث صحيح سلف الكلام عليه عند الرواية (2010)، وهذا إسناد رجاله ثقات. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2154).

(5)

حديث صحيح سلف الكلام عليه عند الرواية (2010)، وهذا إسناد رجاله ثقات، مُسدَّد: هو ابن مُسَرْهَد، وعبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري، وأبو الدهماء: هو قِرْفة =

ص: 131

‌91 - باب مَنْ يُقدَّم

(1)

2018 -

حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا أيوب، عن حميد بن هلال

عن هشام بن عامر قال: قُتِلَ أبي يومَ أُحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"احْفِروا وأَوْسِعوا وأَحْسِنوا، وادْفِنوا الاثنينِ والثَّلاثةَ في القبر، وقَدِّموا أكثرهم قُرآنًا"، فكان أبي ثالث ثلاثة، وكان أكثرهم قُرآنًا، فقُدِّم

(2)

.

‌92 - باب إخراج الميت من اللحد

(3)

بعد أن يُوضَعَ فيه

2019 -

قال الحارث بن مسكين قراءةً عليه وأنا أسمع، عن سفيان قال:

سمِعَ عَمْرُو جابرًا يقول: أتى النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي بعد ما أُدخِلَ في قبره

(4)

، فأَمرَ به فأُخْرِجَ، فوضعه على ركبتيه، ونفَثَ عليه من ريقه، وألبسه قميصه، والله أعلم

(5)

.

2020 -

أخبرنا الحسين بن حُرَيث، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن الحسين

= ابن بُهَيس. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2155).

وأخرجه أحمد (16262)، والترمذي، (1713)، وابن ماجه (1560) من طريقين عن عبد الوارث، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

(1)

في (هـ) و (ر) و (ك): يقدموا.

(2)

حديث صحيح سلف الكلام عليه عند الرواية (2010)، وهذا إسناد رجاله ثقات، سفيان: هو ابن عيينة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2156).

وأخرجه أحمد (16254) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

(3)

في هامش (ك): القبر.

(4)

في نسخة في (م)، ونسخة بهامشي (ك) و (هـ): حفرته.

(5)

إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (1901)، إلا أنَّ شيخ المصنف هناك عبد الجبار بن العلاء، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2157).

ص: 132

ابن واقد، قال: حدثنا عمرو بن دينار قال:

سمعتُ جابرًا يقول: إِنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمر بعبد الله بن أبي فأخرجه من قبره، فوضعَ رأسه على رُكبتيه، فتفلَ فيه من ريقه، وألبسه قميصه. قال جابر: وصلى عليه، والله أعلم

(1)

.

‌93 - باب إخراج الميِّت من القبر بعد أن يُدفَنَ فيه

2021 -

أخبرنا العبّاس بن عبد العظيم، عن سعيد بن عامر، عن شعبة، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء

عن جابر قال: دُفِنَ مع أبي رجلٌ في القبر، فلم تَطِب نفسي

(2)

حتَّى أخرجته ودفنته على حدة

(3)

.

‌94 - باب الصَّلاة على القبر

2022 -

أخبرنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة قال: حدثنا عبد الله بن نُمَير قال: حدثنا عثمان بن حكيم، عن خارجة بن زيد بن ثابت

(1)

حديث صحيح دون قوله: "وصلى عليه" فهو صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل الحسين بن واقد وهو في "السنن الكبرى" برقم (2158).

وسلف في الحديث السابق دون قوله: "وصلى عليه".

ويشهد للزيادة حديث ابن عمر السالف بإسناد صحيح برقم (1900).

(2)

المثبت من (م) و (ق) ونسخة بهامشي (ك) و (هـ)، وفي باقي النسخ: فلم يطب قلبي.

(3)

إسناده صحيح، ابن أبي نجيح: هو عبد الله، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2159).

وأخرجه البخاري (1352) عن علي بن عبد الله، عن سعيد بن عامر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري أيضًا (1351) من طريق حسين بن ذكوان، عن عطاء، به مطولًا، وفي آخره: فاستخرجته بعد ستة أشهر، فإذا هو كيوم وضعتُه هُنَيَّةً غيرَ أُذُنه.

وأخرجه - بنحوه - أبو داود (3232) من طريق أبي نضرة، عن جابر، به. وفي آخره: فاستخرجته بعد ستة أشهر، فما أنكرت شيئًا إلا شُعيراتٍ كُنَّ في لحيته مما يلي الأرض.

ص: 133

عمه يزيد بن ثابت، أنَّهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فرأى قبرًا جديدًا، فقال: "ما

(1)

هذا؟ " قالوا: هذه فلانة مولاة بني فلان - فعرَفَها رسول الله صلى الله عليه وسلم - ماتَتْ ظهرًا وأنت صائم

(2)

قائل، فلم نُحِبَّ أن نُوقِظَكَ بها. فقامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصف الناس خلفه، وكبَّرَ عليها أربعًا، ثُمَّ قال:"لا يموتُ فيكم ميت ما دُمْتُ بين أظهركم إِلَّا - يعني - آذنتموني به، فإن صلاتي له رحمة"

(3)

.

2023 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا خالد، عن شعبة، عن سليمان الشيباني، عن الشعبي

أخبرني مَنْ مَرَّ معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر مُنتَبِذٍ، فأمَّهم، وصفَّ خلفَه. قلت: مَنْ هو

(4)

يا أبا عمرو؟ قال: ابن عبّاس

(5)

.

(1)

في (ر) و (م) وهامشي (ك) و (هـ): من.

(2)

في (ق): نائم.

(3)

إسناده صحيح إن ثبت سماع خارجة بن زيد من عمه يزيد بن ثابت، وقد تكلمنا في ذلك عند الرواية (1920)، وإلا فهو منقطع، ويكون الحديث صحيحًا لغيره، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2160).

وأخرجه أحمد (19452)، وابن ماجه (1528)، وابن حبان (3083) و (3087) و (3092) من طريقين عن عثمان بن حكيم، بهذا الإسناد.

وسلفت شواهده عند الرواية (1907).

(4)

في (م) وهامش (ك): هذا.

(5)

إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث الهجيمي، وشعبة: هو ابن الحجاج، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان، والشَّعبي: هو عامر بن شراحيل. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2161).

وأخرجه أحمد (3134)، والبخاري (857) و (1319) و (1322) و (1336)، ومسلم (954):(68)، وابن حبان (3088) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.=

ص: 134

2024 -

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدَّثنا هشيم، قال: الشَّيباني أخبرنا، عن الشعبي قال:

أخبرني مَنْ رأى النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بقبر مُنتَبِذٍ، فصلى عليه، وصف أصحابه خلفَه. قيل: مَنْ حدَّثك؟ قال: ابن عبّاس

(1)

.

2025 -

أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن قال: حدثنا زيد بن علي - وهو أبو أسامة - قال: حدثنا جعفر بن بُرقان، عن حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء

(2)

.

عن جابر أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر امرأة بعد ما دُفِنَتْ

(3)

.

= وأخرجه مسلم (954): (69)، وابن حبان (3089) و (3090) من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، به.

وأخرجه - مختصرًا - أحمد (1962)، و (2554)، والبخاري (1247) و (1321) و (1326) و (1340)، ومسلم (954):(68)، وأبو داود (3196)، وابن ماجه (1530) وابن حبان (3085) و (3091) من طرق عن أبي إسحاق الشيباني، به.

وأخرجه مسلم (954): (69) من طريق أبي حصين، عن الشعبي، به. وسيرد في الرواية التالية من طريق هشيم، عن الشيباني، به.

قال السندي: قوله: "على قبر منتبذ" أي: منفرد بعيد عن القبور.

(1)

إسناده صحيح، هشيم: هو ابن بشير السلمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2162).

وأخرجه مسلم (954)، والترمذي (1037) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وسلف في الذي قبله.

(2)

كذا في النسخ الخطية، وهي رواية ابن السُّنِّي كما ذكر المزي في "تحفة الأشراف" (2407)؛ قال: هكذا رواه أبو بكر بن السني عن النسائي، وقال ابنه أبو موسى عبد الكريم وأبو الحسن بن حيويه والحسن بن خضر الأسيوطي وأبو القاسم الطبراني عن النسائي بإسناده: عن حبيب بن أبي مرزوق، عن ابن جريج، عن عطاء.

(3)

إسناده صحيح على تقدير ذكر ابن جريج في الإسناد كما سلف الكلام في التعليق قبله، وابن جريج - هو عبد الملك بن عبد العزيز - لم يصرح بسماعه من =

ص: 135

‌95 - باب الرُّكوب بعد الفراغ من الجنازة

2026 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا أبو نُعيم ويحيى بن آدم قالا: حدثنا مالك بن مِغْوَل، عن سِمَاك

عن جابر بن سمرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة ابن

(1)

الدَّحداح، فلما رجعَ أُتي بفرس مُعرورى، فركب، ومَشَيْنا معه

(2)

(3)

.

= عطاء - وهو ابن أبي رباح - لكنَّ روايته عنه محمولة على الاتصال. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2163). بذكر ابن جريج بين حبيب بن أبي مرزوق وعطاء.

وأخرجه الدولابي في "الكنى"(570)، والطبراني في "الأوسط"(1687)، كلاهما عن المصنف، بهذا الإسناد.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 130 من طريق محمد بن أبي أسامة، عن أبيه أبي أسامة، به.

وفي الباب عن ابن عباس في الحديث السابق، وتنظر بقية أحاديث الباب في "مسند أحمد"(8634).

(1)

المثبت من (ق) و (ك)، وهو الموافق لما في "الكبرى" و "صحيح مسلم" وغيرهما، وجاء في باقي النسخ: أبي.

(2)

في نسخة في (م): خلفه.

(3)

حديث صحيح، سماك - وهو ابن حَرْب، وإن كان صدوقًا - انتقى له مسلم هذا الحديث، أبو نعيم: هو الفضل بن دكين. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2164).

وأخرجه أحمد (20976)، ومسلم (965):(89) من طريق وكيع عن مالك بن مغول، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بتمامه ومطولًا - أحمد (20834) و (20894)، ومسلم (965)، وأبو داود (3178)، والترمذي (1013)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "مسند أبيه"(20935)، وابن حبان (7157) و (7158) من طريق شعبة، وعبد الله بن أحمد (20944) من طريق عمر بن موسى بن الوجيه، والترمذي (1014) من طريق الجراح، ثلاثتهم عن سماك، به. ووقعت تسمية الرجل في رواية عمر بن موسى: ثابت بن الدحداحة.

قال السندي: "مُعْرَوْرًى": ما لا سَرْجَ عليه.

ص: 136

‌96 - باب الزيادة على القبر

2027 -

أخبرنا هارون بن إسحاق قال: حدثنا حفص، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى وأبي الزبير

عن جابر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُبنى على القبر، أو يُزادَ عليه، أو يُجَصَّص. زاد سليمان بن موسى: أو يُكتَبَ عليه

(1)

(1)

حديث صحيح دون لفظتي: أو "يزاد عليه" و أو "يكتب عليه" فهما لم تأتيا إلا من طريقي أبي الزبير - وهو محمد بن مسلم بن تدرس - وسليمان بن موسى - وهو الأشدق - والطريقان ضعيفان؛ الأول فيه أبو الزبير، وهو مدلس، وقد عنعن فيه. والثاني منقطع؛ فإن سليمان بن موسى لم يسمع من جابر، ثمَّ إنَّ الراوي لهذين الطريقين هو ابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز - وهو مدلّس، وقد رواه بالعنعنة أيضًا. وقد وقع تصريح ابن جريج وأبي الزبير بالسماع في الرواية التالية وعند مسلم وغيره، لكن دون ذكر هاتين اللفظتين. وهذا إسناد رجاله ثقات، حفص: هو ابن غياث. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2165).

وأخرجه أبو داود (3226) من طريقين، عن حفص بن غياث، بهذا الإسناد، دون ذكر اللفظتين.

وأخرجه - كذلك - مسلم (970): (94) عن ابن أبي شيبة، عن حفص، عن ابن جريج، عن أبي الزبير وحده، به وفيه: وأن يُقعد عليه، بدل: أو يزاد عليه.

وأخرجه ابن حبان (3163) من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن حفص، بمثل إسناد سابقه مختصرًا على النهي على البناء عليه.

وأخرجه ابن ماجه (1563) عن عبيد الله بن سعيد، عن حفص، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى وحده، به مختصرًا على النهي عن الكتابة عليه.

وأخرجه ابن حبان (3164) من طريق أبي معاوية، عن ابن جريج، به. يعني بالإسنادين معًا، دون قوله: أو يزاد عليه.

وأخرجه أحمد (14148)، ومسلم (970):(94)، وأبو داود (3225) من طريق عبد الرزاق، والترمذي (1052) من طريق محمد بن ربيعة، كلاهما عن ابن جريج، عن أبي الزبير وحده، به

وفي رواية عبد الرزاق دون اللفظتين، وفي رواية محمد بن ربيعة دون قوله: أو يزاد عليه. =

ص: 137

‌97 - باب البناء على القبر

2028 -

أخبرنا يوسف بن سعيد قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير

أنَّه سمع جابرًا يقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تقصيص القبور، أو يُبنى عليها، أو يجلس عليها أَحَدٌ

(1)

.

‌98 - باب تجصيص القبور

2029 -

أخبرنا عمران بن موسى قال: حدثنا عبد الوارث قال: حدَّثنا أيوب، عن أبي الزبير

= وأخرجه أحمد (14149) عن محمد بن بكر البرساني، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى وحده، به، دون قوله: أو يزاد عليه.

وسيرد في الرواية التالية - دون ذكر اللفظتين وبزيادة النهي عن الجلوس على القبور - من طريق حجاج، عن ابن جريج، وفي الرواية (2029) - مختصرًا على النهي عن تجصيص القبور - من طريق أيوب، كلاهما عن أبي الزبير وحده، به.

(1)

إسناده صحيح، وقد صرّح ابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز - وأبو الزبير - وهو محمد بن مسلم بن تدرس - بالسماع، فانتفت شبهة تدليسهما. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2166).

وأخرجه أحمد (14647)، ومسلم (970):(94)، وابن حبان (3165) من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد.

وينظر ما قبله وما بعده.

قوله: "عن تقصيص القبور" بمعنى التَّجصيص. "أو يُبنى عليه" من عطف الفعل على المصدر، بتقدير: أن.

"أو يجلس عليها أحد" قيل: أراد القعود لقضاء الحاجة، أو للإحداد والحزن بأن يُلازمه ولا يرجع عنه، أو أراد احترام الميت وتهويل الأمر في القعود عليه تهاونًا بالميت والموت. أقوال.

ص: 138

عن جابر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تخصيص القبور

(1)

‌99 - باب تسوية القبور إذا رُفِعَت

2030 -

أخبرنا سليمان بن داود قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أنَّ ثُمَامَةَ بن شُفَيٍّ حدَّثه، قال:

كنَّا مع فضالة بن عُبيد بأرض الرُّوم، فتُوفِّي صاحب لنا، فأمرَ فَضالة بقبره فسُوِّي، ثُمَّ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها

(2)

.

2031 -

أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا سفيان، عن حبيب، عن أبي وائل، عن أبي الهياج قال:

قال علي رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لا تدَعَنَّ قبرًا مُشرِفًا إِلَّا سوَّيْته، ولا صورةً في بيتٍ إِلَّا طَمَسْتَها

(3)

.

(1)

إسناده صحيح، وقد صرّح أبو الزبير بالسماع في الرواية السابقة وعند مسلم وغيره فانتفت شبهة تدليسه. عبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2167).

وأخرجه أحمد (14565)، وابن ماجه (1562)، وابن حبان (3162) من طريق عبد الوارث، بهذا الإسناد. وتحرف "عبد الوارث" في "الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان" إلى:"عبد الرزاق"، والتصويب من "إتحاف المهرة" 3/ 358.

وأخرجه مسلم (970): (95) من طريق إسماعيل بن علية، عن أيوب، به.

(2)

إسناده صحيح، ابن وهب: هو عبد الله المصري، وثُمامة بن شفي: هو أبو علي الهَمْداني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2168).

وأخرجه مسلم (968)، وأبو داود (3219) من طريقين عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (23934) و (23936) و (23959) من طريقين عن ثمامة بن شفي، به.

قال السندي: قوله: "فسُوِّي" أي: جُعِلَ متَّصلًا بالأرض، أو المراد أنَّه لم يُجعَل مُسَنَّمًا، بل جُعِلَ مُسطّحًا وإن ارتفع عن الأرض بقليل، والله تعالى أعلم.

(3)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، =

ص: 139

‌100 - باب زيارة القبور

2032 -

أخبرني محمد بن آدم، عن ابن فُضَيل، عن أبي سنان، عن محارب بن دثار، عن عبد الله بن بريدة

عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيّام، فأمسكوا ما بَدَا لكم، ونهيتكم عن النَّبيذ إِلَّا في سِقاء، فاشربوا في الأسقية كلّها، ولا تشربوا مُسْكِرًا"

(1)

.

= وحبيب: هو ابن أبي ثابت، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وأبو الهياج: هو حيان بن حصين الأسدي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2169).

وأخرجه مسلم (969) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (741) و (1064)، و (1064)، ومسلم (969):(93)، وأبو داود (3218)، والترمذي (1049) من طرق عن سفيان الثوري، به. وعندهم:"ولا تمثالًا إلا طمسته" بدل: "ولا صورة إلا طمستها".

وأخرجه أحمد (1239) من طريق حنش بن المعتمر، عن علي، به.

قال السندي: قوله: "مُشْرِفًا" مِن أشرف: إذا ارتفع.

"ولا صورة" أي: صورة ذي روح.

"إلا طمستها" طمسها: أمحاها بقطع رأسها وتغيير وجهها ونحو ذلك.

(1)

إسناده صحيح، ابن فضيل: هو محمد، وأبو سنان: هو ضرار بن مرَّة الشيباني. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2170) و (5142).

وأخرجه - بتمامه ومختصرًا - أحمد (22958)، ومسلم (977):(106)، و (977):(37) بإثر (1975)، و (977):(63) بإثر (1999) وابن حبان (5391) و (5400) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بنحوه تامًّا ومختصرًا - مسلم: (977): (65) بإثر (1999) وأبو داود (3235) و (3698) من طريق مُعرِّف بن واصل، عن محارب بن دثار، به.

وأخرجه - بنحوه ومختصرًا - أحمد (23015) و (23017)، والمصنف في "الكبرى" =

ص: 140

2033 -

أخبرني محمد بن قدامه قال: حدثنا جرير، عن أبي فروة، عن المغيرة بن سبيع، حدثني عبد الله بن بريدة

عن أبيه، أنَّه كان في مجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"إني كنتُ نهيتكم أن تأكلوا لحوم الأضاحي إلا ثلاثًا، فكلوا وأطعموا، وادَّخِروا ما بَدًا لكم، وذكرتُ لكم أن لا تنتَبِذوا في الظروف؛ الدُّبَّاءِ، والمُزَفّت، والنَّقير، والحَنْتَم، انتَبِذوا فيما رأيتُم، واجتنبوا كُلَّ مُسْكِر، ونهيتُكم عن زيارة القبور، فمَنْ أراد أن يزور فَلْيَزُرُ، ولا تقولوا هجرًا"

(1)

.

= (5144) من طرق عن عبد الله بن بريدة، به.

وأخرجه - بتمامه ومختصرًا - أحمد (23005) و (23038) و (23052)، ومسلم (977)، والترمذي (1054)، وابن حبان (3168) من طريقين عن بريدة، به.

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (5652).

وسيرد - بألفاظ متقاربة - في الرواية التالية وبرقم (4429) و (4430) و (5651) و (5653).

قال السندي: قوله: "نهيتكم

" إلخ، فيه جمع بين الناسخ والمنسوخ والإذن بقوله: "فزوروها" قيل: يعمُّ الرجال والنساء. وقيل: مخصوص بالرجال كما ظاهر الخطاب، لكنَّ عمومَ عِلَّة التذكير الواردة في الأحاديث قد تؤيد عموم الحكم، إلَّا أن يمنع كونه تذكرةً في حق النساء؛ لكثرة غفلتهنَّ.

"ما بَدَا" أي: ظهر لكم "إلَّا في سقاء" أي: قِرْبة. "في الأسقية" أي: الظروف.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل المغيرة بن سبيع، فقد روى عنه جمع، ووثقه العجلي وابن حبان، وحسن حديثه الترمذي، وقد تُوبعَ في حديثه هذا. جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي، وأبو فروة: هو عروة بن الحارث الهمداني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2171).

وسلف - بنحوه - في الرواية السابقة بإسناد صحيح، لكن دون عبارة:"ولا تقولوا هجرًا"، وقد تُوبع عليها في "مسند أحمد" برقم (23052) من حديث بريدة، وبرقم (11606) من حديث أبي سعيد الخدري، وبرقم (13487) من حديث أنس بن مالك.=

ص: 141

‌101 - باب زيارة قبر المشرك

2034 -

أخبرنا قتيبة قال: حدثنا محمد بن عُبيد، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم

عن أبي هريرة قال: زارَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قبرَ أُمِّه، فبكى وأبكى مَنْ حَوْلَه، وقال: "استأذنتُ ربِّي عز وجل في أن أستغفِرَ لها، فلم يؤذَنْ

(1)

لي. واستأذنتُ في أن أزور قبرها، فأذِنَ لي، فزوروا القبور، فإنَّها تُذكِّر

(2)

الموت"

(3)

.

‌102 - باب النهي عن الاستغفار للمشركين

(4)

2035 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا محمد - وهو ابن ثور - عن مَعْمَر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب

=قال السندي: قوله: "ولا تقولوا هُجْرًا" أي: مالا ينبغي من الكلام، فإنه يُنافي المطلوب الذي هو التذكير.

(1)

في نسخة بهامش (هـ): يأذن.

(2)

في المطبوع: تذكركم.

(3)

إسناده قوي من أجل يزيد بن كيسان، ففيه كلام ينزله عن رتبة رجال الصحيح، لكنَّ مسلمًا انتقى له هذا الحديث. أبو حازم: هو سلمة بن دينار. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2172).

وأخرجه أحمد (9688)، ومسلم (976):(108)، وأبو داود (3234)، وابن ماجه (1569) و (1572) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه الأولى مختصرة بلفظ:"زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة".

وأخرجه مسلم (976) من طريق مروان بن معاوية، وابن حبان (3169) من طريق يعلى بن عبيد، كلاهما عن يزيد بن كيسان، به. ورواية مسلم مختصرة دون قوله: "فزوروا القبور

".

(4)

في (م): للمشرك.

ص: 142

عن أبيه قال: لمَّا حضرَتْ أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أميَّة، فقال:"أي عمَّ، قُلْ: لا إله إِلَّا الله، كلمةً أُحاج لك بها عند الله عز وجل" فقال له أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغَبُ عن مِلَّة عبد المطلب؟ فلم يزالا يُكلِّمانه حتّى كان آخرُ شيءٍ كلَّمهم به: على مِلَّة عبد المُطَلب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"لأستغفِرَنَّ لكَ ما لم أُنْهَ عنك" فنزلت: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113]، ونزلت:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}

(1)

[القصص: 56].

2036 -

أخبرنا إسحاق بن منصور قال: حدثنا عبد الرَّحمن، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الخليل

عن عليٍّ قال: سمعتُ رجلًا يستغفِرُ لأبويه وهما مشركان، فقلت: أتستغفِرُ لهما وهما مشركان؟ فقال: أوَلَمْ يستغفِرْ إبراهيم لأبيه؟ فأتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فنزلت: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ

(1)

إسناده صحيح، معمر: هو ابن راشد البصري، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، والمسيب والد سعيد: هو ابن حزن. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2173).

وأخرجه أحمد (23674)، والبخاري (3884) و (4675)، ومسلم (24):(40) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1360) و (4772) و (6681)، ومسلم (24)(39)، وابن حبان (982) عن طرق عن الزهري، به.

قال السندي: قوله: "كلمة" منصوبة على الحال، أو بتقدير: أعني، أو مرفوعة على حذف المبتدأ، أي: هي كلمة.

"أُحاجُّ": أشفع وأشهد، كما أشفع وأشهد لغيرك من المسلمين الذين ماتوا بالمدينة ونحوهم، كما جاء:"كنت له يوم القيامة شافعًا وشهيدًا".

ص: 143

إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ}

(1)

[التوبة: 114].

‌103 - باب الأمر بالاستغفار للمؤمنين

2037 -

أخبرنا يوسف بن سعيد قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الله بن أبي مليكة، أنَّه سمع محمد بن قيس بن مَخرَمة يقول:

سمعتُ عائشةَ تُحدِّث قالت: ألا أحدثكم عني وعن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: بلى. قالت: لمَّا كانت ليلتي التي هو عندي. تعني النبي صلى الله عليه وسلم. انقلبَ، فوضعَ نعليه عندَ رِجْلَيه، وبسط طَرَفَ إِزارِه على فراشه، فلم يلبَثْ إِلَّا رَيْثَما ظَنَّ أنّي قد رقدتُ، ثُمَّ انتعل رُويدًا، وأخذ رِداءَه رُوَيدًا، ثُمَّ فتح البابَ رُوَيدًا، وخرجَ رُويدًا، وجعلتُ دِرْعي في رأسي، واختمَرْتُ، وتقنَّعْتُ إزاري، وانطلقتُ في إثره، حتّى جاء البقيع، فرفع يديه ثلاثَ مَرَّات، فأطال، ثُمَّ انحرف، فانحرفتُ، فأسرع، فأسرَعْتُ، فهرول فهروَلْتُ، فأحضَرَ، فأحضَرْتُ، وسبَقْتُه، فدخَلْتُ، فليسَ إلَّا أن اضطجَعْتُ، فدخل فقال:"ما لَكِ يا عائشةُ حَشْيا رابيةً؟ قالت: لا. قال: "لَتُخْبِرني

(2)

، أو لَيُخبِرَنِّي اللطيف الخبير" قلتُ: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي. فأخبرته الخبر،

(1)

إسناده حسن من أجل أبي الخليل - واسمه عبد الله بن أبي الخليل، وقيل: ابن الخليل - فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسّن حديثه هذا الترمذي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وسماعه من أبي إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي - قديم. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2174).

وأخرجه أحمد (1085) عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (771) و (1085)، والترمذي (3101) من طريقين عن سفيان الثوري، به.

وقال الترمذي: حديث حسن.

(2)

في (ر): لتخبريني.

ص: 144

قال: "فأنتِ السَّوادُ الَّذي رأيتُ أمامي؟ " قالت: نعم. فلهَزَني

(1)

في صدري لهزة

(2)

أوجعتني، ثُمَّ قال:"أظنَنْتِ أَن يَحِيفَ اللهُ عليكِ ورسوله؟ ". قلتُ: مهما يكتُم النَّاسُ فقد علمه الله. قال: "فإنَّ جبريل أتاني حين رأيتِ، ولم يدخُلْ عليَّ، وقد وضَعْتِ ثيابَكِ، فناداني، فأخفى منكِ، فأجَبْتُه، فأخفيته منكِ، فظننتُ أن

(3)

قد رقَدْتِ، وكرهتُ أن أُوقِظَكِ، وخشيت أن تَستَوحِشي، فأمرني أن آتي البقيعَ فأستغفِرَ لهم" قلتُ: كيف أقولُ يا رسول الله؟ قال: "قولي: السَّلامُ على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحَمُ اللهُ المستَقْدِمين مِنَّا والمستأخِرين، وإنا إن شاء الله بكم

(4)

لاحِقُون"

(5)

.

(1)

في هامش (ك): فلهدني.

(2)

في هامش (ك): لهدة.

(3)

في (هـ): أنك.

(4)

كلمة "بكم" من (م) و (هـ) وهامش (ر).

(5)

المرفوع منه في السلام على أهل البقيع صحيح كما سيأتي في الرواية (2039)، وهذا إسناد ضعيف، اختُلِفَ فيه على ابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز - كما يلي:

فرواه يوسف بن سعيد هنا وفي "السنن الكبرى"(2175) و (7638) و (8862) عن حجاج، عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الله بن أبي مليكة، أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة

فذكره.

ورواه غير يوسف بن سعيد - فيما أخرجه أحمد (25855)، ومسلم (974):(103) وغيرهما - عن حجاج، به، إلا أنهم قالوا: عبد الله رجل من قريش، بدل: عبد الله بن أبي مليكة.

وذكر الذهبي في "السير" 9/ 389 أن يوسف زاد من عنده إيضاحًا بحسب ظنّه فقال بعد عبد الله: ابن أبي مليكة.

وقال الجياني - فيما نقل عنه القاضي عياض في "إكمال المعلم" 3/ 450 - : قال بعضُهم: =

ص: 145

2038 -

أخبرني محمد بن سلمة والحارث بن مسكين - قراءةً عليه وأنا أسمع واللفظ له - عن ابن القاسم قال: حدثني مالك، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه أَنَّها سَمِعَتْ عائشة تقول: قامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلة فلبِسَ ثيابه، ثُمَّ

= وقد خُطِّئ يوسف بن سعيد في قوله: عن ابن أبي مليكة. قال الدارقطني: هو عبد الله بن كثير بن المطلب بن وداعة السهمي.

قلت: وتسميته هكذا سترد في الرواية (3963) من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن جريج، عن عبد الله بن كثير بن المطلب، أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة

فذكره.

وعبد الله بن كثير هذا فيه جهالة كما سيأتي، وقد رجّح المصنف في "السنن الكبرى" عقب الرواية (8862)، وفيما نقل عنه المزي في "التحفة" 12/ 300، والذهبي في "السير" 9/ 389 - رواية حجاج، فقال: حجاج في ابن جريج أثبت عندنا من ابن وهب.

وعلى كلتا الحالتين الإسناد ضعيف، إما لإبهام الرجل من قريش، أو لجهالة عبد الله بن كثير.

وينظر تمام تخريجه والكلام عليه في "مسند أحمد"(25855).

وسيتكرر برقم (3964).

قال السندي: "انقلب" أي: رجع من صلاة العشاء. "إلا ريثما ظنَّ": قدر ما ظنَّ. "رويدًا" أي: برفق. "وتقنَّعتُ إزاري": لبستُ إزاري. "فأخَضرَ" من الإحضار، بمعنى العدو. "حَشْيَا": مرتفعة النَّفَس متواتِرَتُه، كما يحصل للمُسرع في المشي "رابية": مرتفعة البطن. "فأنتِ السواد" أي: الشخص. "فلَهَزني" واللَّهُزُ: الضرب بجُمْع الكفّ في الصدر. وفي بعض النسخ: "فلهَدَني" بالدال المهملة - من اللَّهد: وهو الدَّفع الشديد في الصدر. وهذا كان تأديبًا لها من سوء الظن.

"أن يحيف الله عليك ورسوله" من الحَيْف، بمعنى: الجور، أي: بأن يدخل الرسول في نوبتك على غيرك، وذكر الله لتعظيم الرسول والدلالة على أنَّ الرسول لا يمكن أن يفعل بدون إذن من الله تعالى، فلو كان منه جَوْرٌ لكان بإذن الله تعالى له فيه، وهذا غير ممكن. وفيه دلالة على أنَّ القَسْم عليه واجب، إذ لا يكون تركُه جَوْرًا إِلَّا إِذا كان واجبًا.

"أهل الديار" أي: القبور، تشبيهًا للقبر بالدار في الكون مسكنًا. "المستقدمين" أي: المتقدِّمين، ولا طلب في السين، وكذا "المستأخِرين". "إن شاء الله" للتبرك، أو للموت على الإيمان.

ص: 146

خرج، قالت: فأمَرْتُ جاريتي بَريرةَ تَتْبَعُه، فتبعته، حتى جاء البقيع، فوقف في أدناه ما شاء الله أن يقف، ثُمَّ انصرف، فسبَقَتْه بَريرةُ، فأخبرتني، فلم أذكُرُ له شيئًا حتّى أصبحتُ، ثُمَّ ذكرتُ ذلك له، فقال:"إنِّي بُعِثْتُ إلى أهل البقيع لأُصلِّيَ عليهم"

(1)

.

2039 -

أخبرنا علي بن حُجْر قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثنا شريك - وهو ابن أَبي نَمِر - عن عطاء

عن عائشة قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كُلَّما كانت ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرجُ في آخِرِ اللَّيل إلى البقيع، فيقول: "السَّلامُ عليكم دارَ قوم مؤمنين، وإنا وإيَّاكم مُتواعِدون غدًا، و

(2)

مُواكِلون

(3)

، وإنا إن شاء

(4)

الله بكم لاحِقُون، اللهمَّ اغفِرْ لأهل بقيع الغَرْقَد"

(5)

.

(1)

إسناده محتمل للتحسين، أم علقمة - واسمها مُرجانة - روى عنها اثنان أحدهما ابنها، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: مدنيّة تابعية ثقة. وبقية رجاله ثقات. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2176).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 242 ومن طريقه أخرجه ابن حبان (3748).

وأخرجه أحمد (24612) من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن علقمة، بهذا الإسناد.

وينظر ما بعده.

قال السندي: قوله: "في أدناه": في قُرْبه، ولا مخالفة بين الحديثين لجواز تعدد الواقعة.

(2)

في المطبوع: أو.

(3)

في (ر): ومتوكلون. وفي نسخة بهامش (هـ): متواكلون.

(4)

في (ر) و (ك): وإن شاء.

(5)

إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن جعفر، وعطاء: هو ابن يسار مولى ميمونة. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2177) و (10865).

وأخرجه مسلم (974): (102)، وابن حبان (3172) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.=

ص: 147

2040 -

أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: حدَّثنا حَرَمِيُّ بن عُمارة قال: حدثنا شعبة، عن علقمة بن مَرْثَد، عن سليمان بن بريدة

عن أبيه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى على المقابر فقال:"السَّلامُ عليكم أهلَ الدِّيار من المؤمنين والمسلمين، وإِنَّا إن شاء الله بكم لاحِقُون، أنتم لنا فَرَطٌ، ونحن لكم تبع، أسأل الله العافية لنا ولكم"

(1)

.

2041 -

أخبرنا قتيبة قال: حدَّثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة

عن أبي هريرة قال: لمَّا ماتَ النَّجاشي قال النبي صلى الله عليه وسلم: "استغفروا له"

(2)

.

2042 -

أخبرنا أبو داود قال: حدثنا يعقوب قال: حدَّثنا أبي، عن صالح

(3)

، عن

= وأخرجه أحمد (25471)، وأبو داود (3237/ 3)، وابن حبان (4523) من طريقين عن شريك، به.

قال السندي: قوله: "كلَّما كانت ليلتُها" أي: في آخر عمره بعد حجة الوداع.

"متواعدون غدًا" أي: كان كلٌّ منَّا ومنكم وعدَ صاحبه حضور غد، أي: يوم القيامة.

و "مواكلون" أي: متكل بعضهم على بعض في الشفاعة والشهادة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل حَرَميّ بن عمارة، فهو صدوق لا بأس به، وقد تُوبع. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2178).

وأخرجه أحمد (22985) و (23039)، ومسلم (975)، وأبو داود (3237/ 1)، وابن ماجه (1547)، وابن حبان (3173) من طريق سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، بهذا الإسناد.

قال السندي: قوله: "فَرَط" أي: متقدِّمون.

(2)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، وسفيان: هو ابن عيينة، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2179).

وأخرجه أحمد (7283) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وينظر ما بعده.

(3)

في (هـ): أبي صالح، وهو خطأ.

ص: 148

ابن شهاب قال: حدثني أبو سلمة وابن المسيب

أن أبا هريرة أخبرهما، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى لهم النَّجاشي صاحبَ الحبشة في اليوم الذي مات فيه، فقال:"استغفروا لأخيكم"

(1)

.

‌104 - باب التَّغليظ في اتِّخاذ السُّرُج على القبور

2043 -

أخبرنا قتيبةُ قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن جحادة، عن أبي صالح

عن ابن عبّاس قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجدَ والسُّرُج

(2)

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (1879) سندًا ومتنًا.

(2)

حسن لغيره دون ذِكْر السُّرُج، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي صالح: واسمه باذام، وهو مولى أم هانئ، وأخطأ ابن حبان فجزم في "صحيحه" (3179) أنَّه: ميزان البصري الثقة المأمون، ولم يُتابع عليه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2181).

وأخرجه الترمذي (320)، وابن حبان (3179) و (3180) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد.

قال الترمذي: حديث حسن.

وأخرجه - مختصرًا - ابن ماجه (1575) عن أزهر بن مروان، عن عبد الوارث، به.

وأخرجه أحمد (2030) و (2603) و (2984) و (3118)، وأبو داود (3236) من طريق شعبة، عن محمد بن جحادة، به

وذكر الدارقطني في "العلل" 8/ 199 أنَّ عمرو بن عاصم رواه عن همام، عن ابن جحادة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. ثم قال عن حديث شعبة وعبد الوارث: هو الصواب.

وقوله: "لعن الله زائرات القبور" له شاهد عن أبي هريرة عند أحمد (8449)، والترمذي (1056)، وابن ماجه (1576)، وإسناده حسن. وآخر عن حسان بن ثابت عند أحمد (15657)، وابن ماجه (1574).

ويشهد لِلَعْنِ من اتخذ على القبور مساجد حديث عائشة وابن عباس، وقد سلف برقم (703) بإسناد صحيح بلفظ:"لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، =

ص: 149

‌105 - باب التَّشديد في الجلوس على القبور

2044 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، عن وكيع، عن سفيان، عن سهيل، عن أبيه

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لآن يجلس أحدُكم على جَمْرةٍ حَتَّى تحرقَ ثيابه خيرٌ له من أن يجلس على قبر"

(1)

.

2045 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب قال: حدثنا الليث قال: حدثنا خالد، عن ابن أبي هلال، عن أبي بكر بن حَزْم، عن النضر بن عبد الله السلمي

عن عمرو بن حزم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تَقْعُدوا على القبور"

(2)

.

= وينظر حديث عائشة برقم (2046)، وحديث أبي هريرة برقم (2047).

قال السِّندي: "زائرات القبور" قيل: كان ذاك حين النهي، ثُمَّ أُذِنَ لَهُنَّ حين نُسِخَ النَّهِيُّ. وقيل: بقين تحت النهي؛ لقلة صبرهنَّ وكثرة جزعهنَّ. ثم قال: وهو الأقرب إلى تخصيصهنَ بالذكر.

واتِّخاذ المسجد عليها قيل: أن يجعلها قبلةً يَسْجُد إليها كالوثن، وأما من اتَّخذ مسجدًا في جوار صالح، أو صلى في مقبرة من غير قصد التوجه نحوه فلا حرج فيه. وقال جماعة بالكراهة مطلقًا.

"والسرج" جمع سراج، والنهي عنه لأنَّه تضييعُ مال بلا نفع، ويُشبه تعظيم القبور كاتِّخاذها مساجد.

(1)

إسناده صحيح، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2182).

وأخرجه أحمد (9732) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (971) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، به.

وأخرجه أحمد (8108) و (9048) و (10832)، ومسلم (971)، وأبو داود (3228)، وابن ماجه (1566)، وابن حبان (3166) من طرق عن سهيل، به.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة النضر بن عبد الله السلمي، ويقال: عبد الله =

ص: 150

‌106 - باب اتخاذ القبور مساجد

2046 -

أخبرنا عمرو بن عليّ قال: حدثنا خالد الحارث قال: حدثنا سعيد

(1)

، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب

عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لعنَ اللهُ قومًا اتَّخذوا قبور أنبيائهم مساجد"

(2)

.

2047 -

أخبرنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى صاعقة قال: حدَّثنا أبو سَلَمةَ

= ابن النضر. شعيب: هو ابن الليث بن سعد، وخالد: هو ابن يزيد المصري، وابن أبي هلال: هو سعيد بن أبي هلال الليثي، وأبو بكر بن حزم: هو أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2183).

ويشهد له حديث أبي مرثد الغنوي السالف برقم (760)، وحديث جابر بن عبد الله السالف برقم (2028)، وحديث أبي هريرة في الرواية السابقة.

(1)

المثبت من نسخة في هامش (ك)، وهو الموافق لما في "التحفة"(16123)، و "السُّنن الكبرى"(2184) و (7056)، ووقع في سائر النسخ: شعبة، وهو خطأ.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أَنَّه اختُلِفَ فيه على سعيد بن المسيب؛ فرواه سعيد - وهو ابن أبي عروبة - عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة كما في هذه الرواية، ورواه الزهري - كما في الرواية التالية - عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 167: وهو أولى بالصواب إن شاء الله، وهو محفوظ من حديث عروة، عن عائشة.

وأخرجه أحمد (25129) و (26149)، وابن حبان (2327) و (3182) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (24513) و (24895) و (26178)، والبخاري (1390) و (4441)، ومسلم (529):(19) من طريق عروة، عن عائشة، به.

وسلف برقم (703) من طريق عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة وابن عباس، به.

قال السندي: قوله: "مساجد" أي: قبلةً للصلاة يُصلُّون إليها، أو بَنَوا مساجد عليها يُصلُّون فيها، ولعلَّ وجه الكراهة قد يُفضي إلى عبادة نفس القبر، سيما في الأنبياء والأحبار.

ص: 151

الخُزاعي قال: حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب

عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لعن الله اليهودَ اتَّخذوا قبور أنبيائهم مساجد"

(1)

.

‌107 - باب كراهية المشي بين القبور في النِّعال السبتِيَّة

2048 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: حدثنا وكيع، عن الأسود بن شيبان - وكان ثقةً - عن خالد بن سُمير

(2)

، عن بشير بن نُهَيك

أن

(3)

بشير بن الخصاصية قال: كنتُ أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمرَّ على قبور المسلمين، فقال:"لقد سبق هؤلاء شرًا كثيرًا" ثُمَّ مَرَّ على قبور

(1)

إسناد صحيح، أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن الهاد، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2185).

وأخرجه أحمد (8788) عن أبي سلمة الخزاعي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7826) و (7831) و (7835) و (9144) و (9850) و (10715) و (10716)، والبخاري (437)، ومسلم (530)(20)، وأبو داود (3227)، والمصنف في "الكبرى"(7055)، وابن حبان (2326) من طرق عن الزهري، به.

وقال المصنف في "الكبرى" بإثر (7055): خالفه قتادة، فرواه عن سعيد بن المسيب، عن عائشة.

وسلف أيضًا برقم (703) من طريق عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة وابن عباس.

وأخرجه أحمد (7358) من طريق أبي صالح السمان، ومسلم (530):(21) من طريق يزيد بن الأصم، كلاهما عن أبي هريرة، به. ولفظ رواية أحمد: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم لا تجعل قبري وثنًا، لعن الله قومًا اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".

(2)

تحرف في (ق) إلى: شهير.

(3)

في (م) و (ق) ونسخة بهامش (ك): عن.

ص: 152

المشركين، فقال:"لقد سبق هؤلاء خيرًا كثيرًا" فحانَتْ منه التفاتة، فرأى رجلًا يمشي بين القبور في نعليه، فقال:"يا صاحِبَ السِّبتيَّتين أُلقِهما"

(1)

.

‌108 - باب التسهيل في غير السبتية

2049 -

أخبرنا أحمد بن أبي عُبيد

(2)

الله الورّاق قال: حدثنا يزيد بن زُرَيع، عن سعيد، عن قتادة

عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ العبدَ إِذا وُضِعَ في قبرِه فولَّى

(3)

عنه أصحابه، إنَّه ليسمَعُ قَرْعَ نِعالهم"

(4)

.

(1)

إسناده صحيح، وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤاسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2186)

وأخرجه أحمد (20784) و (21953)، وابن ماجه (1568) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (20787) و (20788)، وأبو داود (3230)، وابن حبان (3170) من طرق عن الأسود بن شيبان، به. وبعضهم يزيد على بعض.

قال السندي: قوله: "لقد سبق هؤلاء شرًا كثيرًا" أي: سبقوه حتى جعلوه وراء ظهورهم، ووصلوا إلى الخير، والكفار بالعكس.

"يا صاحب السِّبتيَّتين" نسبة إلى السِّبت: وهو جلود البقر المدبوغة بالقَرَظ يُتَّخذ منها النَّعْلان المتَّخذان من السِّبْت، وأمَرَه بالخَلْع احترامًا للمقابر عن المشي بينها بهما، أو لقذرٍ بهما، أو لاختياله في مشيه. وقيل: وفي الحديث كراهة المشي بالنعال بين القبور. ثم قال السِّنْدي: لا يتمُّ إِلَّا على بعض الوجوه المذكورة.

(2)

في (ر) و (ق): عبد.

(3)

في (ر) وهامش (ك) والمطبوع: وتولّى.

(4)

إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عروبة، وسماع يزيد بن زريع منه قبل اختلاطه، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وقد، وقد صرَّح بسماعه من أنس في الرواية التالية وعند أحمد (12271)، وعند البخاري (1374). وهو في "السنن الكبرى" برقم (2187).

وسيرد - مطولًا - بهذا الإسناد برقم (2051)، وينظر تخريجه هناك.=

ص: 153

‌109 - باب المسألة في القبر

2050 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك وإبراهيم بن يعقوب بن إسحاق قالا: حدثنا يونس بن محمد، عن شيبان، عن قتادة

أخبرنا أنس بن مالك قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ العبد إذا وُضِعَ في قبره وتولّى عنه أصحابه، إنَّه لَيَسمعُ قَرْعَ نِعالهم" قال: "فيأتيه مَلَكان، فيُقعِدانه، فيقولان له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرَّجل؟ فأما المؤمن فيقول: أشهدُ أنَّه عبد الله ورسوله، فيُقال له: انظُرْ إِلى مَقْعَدِك من النَّار، قد أبدلَكَ الله به مقعدًا من الجنَّة" قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فيراهما جميعًا"

(1)

.

= قال السندي: قوله: "إنَّه ليسمع قرع نعالهم" يدلُّ على جواز المشي في المقابر بالنعل، إذ لا يسمع قرع النعل إلَّا إذا مشوا بها، والحديث المتقدم يدلُّ على عدم الجواز، فينبغي رفع التعارض لحمل هذا على غير السبتية توفيقًا بين الحديثين، وأنت قد عرفت أنَّ دلالة الحديث المتقدم على عدم الجواز إنَّما هي على بعض الوجوه، وكذا قد يُبحث في دلالة هذا الحديث على الجواز بأن يُقال: لا يلزم من ذلك جواز مشيهم بها، فإنَّه يجوز أنَّه ذكر ذلك صلى الله عليه وسلم على عادات الناس، ولا يلزم من هذه الحكاية من غير إنكار تقرير مشيهم بها، سيما إذا سبق منه النهي الذي تقدَّم، فعلى تقدير تسليم دلالة الحديث المتقدّم على النهي لا يُعارضه هذا الحديث، ولا يدلُّ على خلافه.

(1)

إسناده صحيح، شيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2188)

وأخرجه أحمد (12271)، ومسلم (2870):(70) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.

وسلف مختصرًا في الرواية السابقة، وسيرد مطولًا في الرواية التالية.

قوله: "في هذا الرجل"؛ قال السِّندي: أي: في الرجل المشهور بين أظهركم، ولا يلزم منه الحضور وتركهما ما يُشعر بالتعظيم؛ لئلا يصير تلقينًا،، وهو لا يناسب موضع الاختيار.

ص: 154

‌110 - باب مسألة الكافر

2051 -

أخبرنا أحمد بن أبي عُبيد الله قال: حدثنا يزيد بن زُريع، عن سعيد، عن قتادة

عن أنس، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ العبدَ إِذا وُضِعَ في قبره وتولَّى عنه أصحابه، إنَّه ليَسمَعُ قَرْعَ نِعالهم، أتاه ملكان فيُقْعِدانه فيقولان له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرَّجل

(1)

؟ فأمَّا المؤمن فيقول: أشهدُ أنَّه عبد الله ورسوله، فيُقال له: انظُرْ إلى مقعدك من النَّار، قد أبدلَكَ اللهُ به مقعدًا خيرًا منه" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فيراهما جميعًا، وأمَّا الكافر أو المنافق فيُقال له: ما كنتَ تقول في هذا الرَّجل؟ فيقول: لا أدري، كنتُ أقولُ كما يقول النَّاس، فيُقال له: لا درَيْتَ ولا تلَيْتَ، ثُمَّ يُضرَبُ ضربةً بين أُذُنيه، فيَصيحُ صيحةً يسمعها مَنْ يليه غير الثقلين"

(2)

.

(1)

بعدها في هامش (ك) والمطبوع: محمد صلى الله عليه وسلم.

(2)

إسناده صحيح، وهو مطول الحديث (2049). وهو في "السنن الكبرى" برقم (2189).

وأخرجه البخاري (1338)، ومسلم (2870):(71)، وابن حبان (3120) من طريق يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (12271) و (13446) و (13447)، والبخاري (1338) و (1374)، ومسلم (2870):(72)، وأبو داود (3231) و (4751) و (4752) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.

قال السندي: قوله: "كنت أقول كما يقول الناس" يريد أنَّه كان مُقلِّدًا في دينه للناس، فلم يكن منفردًا عنهم بمذهب، فلا اعتراض عليه حقًّا ما كان عليه أو باطلًا.

"لا دَرَيْتَ" أي: لا حققت بنفسك أمر الدين.

"ولا تَلَيْتَ" أي: ولا تبعْتَ من حقق الأمر على وجهه، أي: تقليد غير المُحِقِّ لا ينفع، وإنَّما ينفع تقليد أهل التحقيق، ففيه أنَّ تقليد أهل التحقيق نافع، والله أعلم. وقيل: أصله =

ص: 155

‌111 - باب مَنْ قتله بطنُه

2052 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا خالد، عن شعبة قال: أخبرني جامع بن شداد قال: سمعتُ عبد الله بن يسار قال:

كنتُ جالسًا وسليمان بن صُرَدٍ وخالد بن عُرْفُطة، فذكروا أنَّ رجلًا تُوفِّي، مات ببطنه، فإذا هما يشتهيان أن يكونا شهدا جنازته، فقال أحدهما للآخر: ألم يقُلْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يقتله بطنه، فلن

(1)

يُعَذَّب في قبره"؟ فقال الآخر: بلى

(2)

.

‌112 - باب الشهيد

2053 -

أخبرنا إبراهيم بن الحسن قال: حدَّثنا حجاج، عن ليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، أنَّ صفوان بن عمرو حدثه، عن راشد بن سعد

عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن رجلًا قال: يا رسول الله، ما بالُ

= "تَلَوْت" بمعنى: قرأت، إلَّا أنَّه قلبت الواو للازدواج.

"بين أُذنيه" أي: على وجهه.

(1)

في (ر) وهامش (ك): لم، وفي هامشي (ك) و (هـ) وفوقها في (م): فلم.

(2)

إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث الهُجيمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2190).

وأخرجه أحمد (18310) و (18311) و (22500)، وابن حبان (2933) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه - أحمد (18312)، والترمذي (1064) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن سليمان بن صرد وخالد بن عرفطة، به. قال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه.

قال السندي: قوله: "مَنْ يقتله بطنُه" قيل: هو أن يقتله الإسهال، وقيل: الاستسقاء. قيل: الوجود شاهدٌ أنَّ الميت بالبطن لا يزال عقله حاضرًا، وذهنه باقيًا إلى حين موته، فيموت وهو حاضر العقل عارف بالله.

ص: 156

المؤمنين يُفتنون في قبورهم إلَّا الشَّهيد؟ قال: "كفى ببارقة السُّيوف على رأسه فتنةً"

(1)

.

2054 -

أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: حدثنا يحيى، عن التيمي، عن أبي عثمان، عن عامر بن مالك

عن صفوان بن أمية قال: الطَّاعون والمَبْطون والغريق

(2)

والنُّفساء شهادة. قال: وحدَّثنا أبو عثمان مرارًا، ورفعه مرَّةً إلى النبي صلى الله عليه وسلم

(3)

.

‌113 - باب ضمة القبر وضغطته

2055 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدَّثنا عمرو بن محمد العَنْقَزي قال: حدثنا ابن إدريس، عن عبيد الله، عن نافع

(1)

رجاله ثقات، إلَّا أنَّ راشد بن سعد - وهو المَقْرَئي الحمصي - كثير الإرسال، وقد عنعن فيه. حجاج: هو ابن محمد المصيصي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2191).

قال السندي: قوله: "يُفتَنون" أي: يُمتحنون بسؤال الملكين في القبور. "كفى ببارقة السيوف" أي: بالسيوف البارقة، من البروق بمعنى: اللمعان، والإضافة من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي: ثباتهم عند السيوف، وبذلهم أرواحهم لله تعالى دليل إيمانهم، فلا حاجة إلى السؤال، والله أعلم.

(2)

في (م) و (هـ) وهامشي (ر) و (ك): والبطن والغرق.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عامر بن مالك تفرد بالرواية عنه أبو عثمان - وهو عبد الرحمن بن مَل النَّهدي - ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. يحيى: هو ابن سعيد القطان،

والتيمي: هو سليمان بن طَرْخان وهو في "السنن الكبرى" برقم (2192).

وأخرجه أحمد (15301) و (27635) عن يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (15307) و (27641) عن يزيد بن هارون، و (15308) و (27642) عن ابن أبي عدي، كلاهما عن سليمان التيمي، به. ورواية يزيد بالمرفوع فقط.

ويشهد له حديث أبي هريرة عند أحمد (8092)، ومسلم (1915)، وحديث عبادة بن الصامت عند أحمد (17797)، وحديث عبد الله بن جبر سيرد برقم (3194)، وتنظر بقية شواهده في "مسند أحمد"(15301).

ص: 157

عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"هذا الذي تحرَّك له العرش، وفُتِحَتْ له أبوابُ السَّماء، وشهده سبعون ألفًا من الملائكة، لقد ضمّ ضمَّةً، ثُمَّ فُرج عنه"

(1)

.

‌114 - باب عذاب القبر

2056 -

أخبرنا إسحاق بن منصور قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبيه، عن خَيثمة

عن البراء قال: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27] قال: نزلت في عذاب القبر

(2)

.

2057 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدثنا محمد قال: حدثنا شعبة، عن علقمة بن مَرْثَد، عن سعد بن عُبيدة

عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27] قال: "نزلت

(1)

إسناده صحيح، ابن إدريس: هو عبد الله، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2193).

وأخرجه - بنحوه - ابن حبان (7034) من طريق مجاهد، عن ابن عمر، به.

(2)

إسناده صحيح، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو ابن سعيد بن مسروق الثوري، وخيثمة: هو ابن عبد الرحمن بن أبي سَبْرة الجُعْفي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2194) و (11200).

وأخرجه مسلم (2871): (74) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وسيرد مطولًا في الرواية التالية.

قال السندي: قوله: "في عذاب القبر" أي: في السؤال في القبر، ولما كان السُّؤال سببًا للعذاب في الجملة ولو في حقِّ بعض، عبَّر عنه باسم العذاب، فالمراد بالتثبيت في الآخرة هو تثبيت المؤمن في القبر عند سؤال الملكين إيَّاه.

ص: 158

في عذاب القبر، يُقال له: مَنْ رَبُّك؟ فيقول: ربِّي الله، وديني دين

(1)

محمد صلى الله عليه وسلم، فذلك قوله:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} "

(2)

.

2058 -

أخبرنا سُوَيد بن نصر قال: حدثنا عبد الله، عن حميد

عن أنس، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سمع صوتًا من قبر، فقال:"متى مات هذا؟ " قالوا: ماتَ في الجاهليّة. فسُرَّ بذلك، وقال:"لولا أن لا تدافنوا لدَعَوْتُ الله أن يُسمِعَكم عذاب القبر"

(3)

2059 -

أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: حدثنا يحيى، عن شعبة قال: أخبرني عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، عن البراء بن عازب

(1)

في (ر) و (هـ) وفوقها في (م): ونبيِّي.

(2)

إسناده صحيح، محمد: هو ابن جعفر المعروف بغندر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2195).

وأخرجه البخاري بإثر (1369)، ومسلم (2871):(73)، وابن ماجه (4269)، ثلاثتهم عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (18575) عن محمد بن جعفر، به.

وأخرجه أحمد (18482)، والبخاري (1369) و (4699)، وأبو داود (4750)، والترمذي، (3120)، وابن حبان (206) و (6324) من طرق عن شعبة، به.

وسلف مختصرًا في الرواية السابقة.

(3)

إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2196).

وأخرجه أحمد (12007) و (12123) و (12553) و (12791) و (13080) و (14031)، وابن حبان (3126) من طرق عن حميد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (12096) و (12553) و (12791) و (12808) و (13888) و (14031)، ومسلم (2868):(68)، وابن حبان (3131) من طرق عن أنس، به.

قال السندي: قوله: "فسُرَّ بذلك" من السرور، والمراد: أزيل عنه ما لحقه من الغم والحزن =

ص: 159

عن أبي أيوب قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما غربَتِ الشَّمسُ، فسمِعَ صوتًا، فقال:"يَهودُ تُعذَّبُ فِي قُبورِها"

(1)

.

‌115 - باب التَّعوذ من عذاب القبر

2060 -

أخبرنا يحيى بن دُرُست قال: حدَّثنا أبو إسماعيل قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، أنَّ أبا سلمة حدثه

عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:"اللهمَّ إِنِّي أعوذُ بكَ من عذاب القبر، وأعوذُ بك من عذاب النار، وأعوذُ بِكَ من فتنة المحيا والممات، وأعوذُ بِكَ من فتنة المسيح الدجال"

(2)

.

= باحتمال أن يكون الميت مؤمنًا معذَّبًا في القبر. ويحتمل أن يقال: لجواز السرور بعذاب عدوِّ الله من حيثية عداوته مع الله تعالى.

"أن لا تدافنوا" أي: لولا خشية أن يُفضي سماعُكم إلى ترك أن يدفِنَ بعضُكم بعضًا. "أن يُسمعكم" من الإسماع. "عذاب القبر" أي: الصوت الذي هو أثره، وإِلَّا فالعذاب لا يُسْمَعُ، والله أعلم.

(1)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وأبو جحيفة: هو وهب بن عبد الله السُّوائي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2197).

وأخرجه أحمد (23539)، والبخاري (1375)، ومسلم (2869):(69) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (23555)، والبخاري تعليقًا بإثر الحديث (1375)، ومسلم (2869):(69)، وابن حبان (3124) من طرق عن شعبة، به.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي إسماعيل: وهو القناد، واسمه إبراهيم بن عبد الملك، وهو صدوق، وقد توبع. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2198) و (7890).

وأخرجه أحمد (9447) من طريق شيبان النحوي، و (10768)، والبخاري (1377)، ومسلم (588):(131)، وابن حبان (1019) من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن يحيى =

ص: 160

2061 -

أخبرنا عمرو بن سَوَّاد بن الأسود بن عمرو، عن ابن وهب قال: حدثنا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن

عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يستعيذ من عذاب القبر

(1)

2062 -

أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني عروة بن الزبير

أنَّه سمع أسماء بنت أبي بكر تقول: قامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر

(2)

الفتنة التي يُفتنُ

(3)

بها المرء في قبره، فلما ذكر ذلك ضَجَّ المسلمون ضجَّةٌ حالتْ بيني وبين أن أفهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سكنَتْ ضَجَّتُهم قلتُ لرجل قريبٍ منِّي: أي بارك الله فيك

(4)

، ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر قوله؟ قال:"قد أُوحِيَ إِليَّ أنَّكم تُفتَنونَ في القبور قريبًا من فتنة الدجال"

(5)

.

= ابن أبي كثير، بهذا الإسناد.

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (5506).

وسيرد برقم (5518) من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، به.

وسيرد من طرق أخرى عن أبي هريرة في الأرقام (5505) و (5508) و (5509) و (5510) و (5511) و (5513) و (5514) و (5515) و (5516) و (5517) و (5518).

وسلف بتقييد الاستعاذة من هذه الأربع بعد التشهد في الرواية (1310) من طريق محمد بن أبي عائشة، عن أبي هريرة، به.

(1)

إسناده صحيح، ابن وهب: هو عبد الله المصري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2199)

وأخرجه مسلم (585) من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.

(2)

في (م) وهامش (ك): يذكر.

(3)

في (م): يفتتن.

(4)

في (هـ) ونسخة في (ك) و (م) و (ر): لك.

(5)

إسناده صحيح وهو في "السنن الكبرى" برقم (2200). =

ص: 161

2063 -

أخبرنا قتيبةُ، عن مالك، عن أبي الزبير، عن طاوس

عن عبد الله بن عباس، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُعلِّمهم هذا الدُّعاء كما يُعلِّمهم السُّورةَ من القرآن، قولوا:"اللهمَّ إِنَّا نعوذُ بِكَ من عذابِ جَهَنَّمَ، وأعوذُ بِكَ من عذاب القبر، وأعوذُ بِكَ من فتنة المسيح الدجال، وأعوذُ بك من فتنة المحيا والممات"

(1)

.

2064 -

أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: حدثني عروة

أنَّ عائشة قالت: دخل عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأةٌ من اليهود وهي تقول: إنَّكم تُفتَنون في القبور. فارتاعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال: "إِنَّما تُفتَنُ

= وأخرجه - مختصرًا - البخاري (1373) من طريق يحيى بن سليمان عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه - في سياق آخر - البخاري (1053) و (7287)، وابن حبان (3114) من طريق فاطمة بنت المنذر، عن أسماء، به.

قال السندي: قوله: "فذكر الفتنة

" إلخ، الفتنة: هي الامتحان والاختبار، والمراد هاهنا سؤال الملكين. "ضجّ المسلمون ضجّةً" أي: صاحوا صيحة. "قريبًا" قيل: وجه الشبه بين الفتنتين الشَّدة والهول والعموم.

(1)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس، وطاوس: هو ابن كَيْسان اليماني. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2201) و (7896).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 215، ومن طريقه أخرجه أحمد (2168) و (2343) و (2709) و (2838)، ومسلم (590)، وأبو داود (1542)، والترمذي (3494)، وابن حبان (999).

وأخرجه أبو داود (984)، وابن ماجه (3840) من طريقين عن ابن عباس، به.

وسيتكرر بإسناده ومتنه برقم (5512).

ص: 162

يهود"

(1)

قالت عائشة: فلَبِثْنا ليالي، ثُمَّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّه

(2)

أوحِيَ إليَّ أَنَّكُم تُفتَنونَ في القبور" قالت عائشة: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بَعْدُ يستعيد من عذاب القبر

(3)

.

2065 -

أخبرنا قتيبة، قال حدثنا سفيان، عن يحيى، عن عَمْرة

عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ من عذاب القبر، ومن فتنة الدَّجال، وقال:"إنَّكم تُفتَنونَ في قبوركم"

(4)

.

2066 -

أخبرنا هَنَّاد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن مسروق

عن عائشة: دخلَتْ يهوديَّةٌ عليها فاستَوهَبَتْها شيئًا، فوَهبَتْ لها عائشة، فقالت: أجارَكِ اللهُ من عذاب القبر. قالت عائشة: فوقع في نفسي من ذلك، حتّى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال: "إنَّهم لَيُعذَّبون في

(1)

في (م): اليهود، وفوقها: يهود (نسخة).

(2)

بعدها في (م) زيادة: قد.

(3)

إسناده صحيح. سليمان بن داود: هو ابن حماد المَهْري أبو الربيع، وابن وهب: هو عبد الله، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري، وعروة: هو ابن الزبير. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2202).

وأخرجه مسلم (584): (123) من طريقين، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (26105) عن عثمان بن عمر، عن يونس، به.

وأخرجه أحمد (24582) و (26008) و (26333) من طرق عن الزهري، به.

وسيرد بنحوه في الأحاديث الثلاثة الآتية.

وتُنظر الأحاديث (1308) و (1475) و (1476).

قال السندي: قوله: "فارتاع" الارتياع: الفزع.

(4)

إسناده صحيح. قتيبة: هو ابن سعيد، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، ويحيى: هو ابن سعيد بن قيس الأنصاري، وعَمْرة: هي بنت عبد الرحمن بن سعد بن زُرارة الأنصارية. وهو في =

ص: 163

قبورهم عذابًا تسمعُه البهائم"

(1)

.

2067 -

أخبرنا محمد بن قدامة قال: حدَّثنا جرير عن منصور، عن أبي وائل، عن مسروق

عن عائشة قالت: دخلَتْ

(2)

عليَّ عجوزتان من عُجُزِ يهود المدينة، فقالتا: إنَّ أهل القبور يُعذَّبون في قبورهم، فكذَّبْتُهما ولم أُنْعِم أن أُصدِّقَهما، فخرجتا، ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إنَّ عجوزتين من عُجُزِ يهود المدينة قالتا: إِنَّ أهلَ القبور يُعَذَّبون في قبورهم. قال: "صدقتا، إِنَّهم يُعذَّبون عذابًا تسمعُه البهائم كلُّها" فما رأيتُه صلَّى صلاةً إلَّا تعوَّذَ من عذاب القبر

(3)

.

= "السنن الكبرى" بالأرقام (2203) و (7674) و (7888).

وسلف بنحوه في الرواية السابقة.

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (5504).

(1)

إسناده صحيح هناد: هو ابن السري، وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل، ومسروق: هو ابن الأجدع. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2204).

وأخرجه أحمد (24178) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه - أيضًا - (25706) عن وكيع، عن الأعمش، به.

وسلف في الحديث الذي قبله.

قال السندي: قوله: "دخلت يهوديةٌ عليها" الظاهر أنَّ هذه الواقعة غير الأولى، وهي متأخِّرة عنها، فهذه الواقعة كانت بعد أن أوحي إليه، وأما قولها: دخلت عليها عجوزتان

إلخ، فذاك عين هذه الواقعة، إلا أنه وقع الاقتصار على ذكر الواحدة أحيانًا، وجاء ذِكْرُهما أخرى.

(2)

في (ق) و (ر): دخل.

(3)

إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد الضَّبِّي، ومنصور: هو ابن المعتمر، =

ص: 164

‌116 - باب وضع الجريدة على القبر

2068 -

أخبرنا محمد بن قدامة قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد

عن ابن عباس قال: مَرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان مكة أو المدينة، سَمِعَ صوتَ إنسانَين يُعَذَّبان في قبورهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يُعَذَّبان، وما يُعَذَّبان في كبير" ثُمَّ قال: "بلى، كان أحدهما لا يستبرئ

(1)

من بوله، وكان الآخَرُ يمشي بالنَّميمة" ثُمَّ دعا بجريدة فكسرها كسرتين، فوضع على كُلِّ قبر منهما كسرةً، فقيل له: يا رسول الله، لِمَ فَعَلْتَ هذا؟ قال: "لعلَّه أنْ يُخَفَّفَ عنهما ما لم يَيْبَسا" أو: "إلى أنْ يَيْبَسا"

(2)

.

2069 -

أخبرنا هنَّاد بن السَّري في حديثه، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن طاوس

عن ابن عبّاس قال: مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: "إِنَّهُما لَيُعَذَّبان، وما يُعَذَّبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يَسْتَتِرُ

(3)

من بوله، وأمَّا الآخَرُ

= وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2205).

وأخرجه البخاري (6366)، ومسلم (586):(125) من طرق عن جرير بهذا الإسناد.

وسلف برقم (1308) من طريق أشعث، عن أبيه، عن مسروق، به بنحوه.

وينظر الحديثان السالفان. وسيأتي في الرواية التالية.

(1)

في نسخة في (ك) و (م): لا يستتر.

(2)

إسناده صحيح. محمد بن قدامة: هو المصيصي، وجرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جَبْر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2206).

وأخرجه البخاري (216)، وأبو داود (21) من طريقين عن جرير بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (1981)، والبخاري (6055) من طريقين عن منصور، به.

وأخرجه ابن حبان (3129) من طريق شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، به.

وسيأتي بالحديث بعده بذكر طاوس بين مجاهد وابن عباس في إسناده.

(3)

في (هـ) والمطبوع: يستبرئ.

ص: 165

فكان يمشي بالنَّميمة". ثُمَّ أخَذَ جَريدةً رَطْبةً فشَقَّها نصفين، ثُمَّ غَرَزَ في كلِّ قبر واحدةً، فقالوا: يا رسول الله، لِمَ صنعت هذا؟ فقال: "لعلهما أن يخفف عنهما ما لم ييبسا"

(1)

.

2070 -

أخبرنا قتيبة قال: حدثنا الليث، عن نافع

عن ابن عمر، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ألا إن أحدكم إذا مات عُرِضَ عليه مَقْعَدُه بالغَداة والعَشيّ، إن كان من أهل الجنَّة فمن أهل الجنَّة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، حتَّى يبعثه اللهُ عز وجل يوم القيامة"

(2)

.

2071 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا المُعْتَمِر قال: سمعتُ عُبيد الله يحدث، عن نافع

عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يُعرَضُ على أحدكم إذا مات

(1)

إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2207).

وأخرجه أحمد (1980)، والبخاري (218) و (1361)، وابن ماجه (347) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقرن أحمد وابن ماجه بأبي معاوية وكيعًا.

وأخرجه ابن حبان (3129) من طريق شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس.

دون ذكر طاوس. قال ابن حبان: الطريقان جميعًا محفوظان.

وسلف بالحديث قبله، وبرقم (31).

(2)

إسناده صحيح، الليث: هو ابن سعد، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2208).

وأخرجه أحمد (6059)، والبخاري (3240) من طريقين عن الليث، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (5119) و (5234)، والبخاري (6515) من طريقين عن نافع، به.

وأخرجه مسلم (2866): (66) من طريق سالم، عن ابن عمر، به.

وسيرد في الروايتين التاليتين.

ص: 166

مَقْعَدُه من الغَداة والعَشِيِّ، فإن كان من أهل النار، قيل: هذا مَقْعَدُك، حتَّى يبعثه

(1)

اللهُ عز وجل يوم القيامة"

(2)

.

2072 -

أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين - قراءةً عليه، وأنا أسمع، واللفظ له - عن ابن القاسم، حدثني مالك، عن نافع

عن ابن عمر، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا ماتَ أحدُكم

(3)

عُرِضَ على

(4)

مَقْعَدِه بالغداة والعَشِيِّ، إن كان من أهل الجنَّة فمن أهل الجنَّة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النَّار، فيقال: هذا مَقْعَدُك حتَّى يبعثك

(5)

اللهُ عز وجل يومَ القيامة"

(6)

.

(1)

في (ك) وهامش (هـ): يبعثك. وعليه شرح السندي.

(2)

إسناده صحيح، المعتمر: هو ابن سليمان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2209).

وأخرجه أحمد (4658)، والترمذي (1072)، وابن ماجه (4270) من طرق عن عبيد الله، بهذا الإسناد. وسلف في الذي قبله.

قال السندي: قوله: "قيل: هذا مقعدك حتى يبعثك الله" يحتمل أنَّ الإشارة إلى القبر، أي: القبر مقعدك إلى أن يبعثك الله إلى المقعد المعروض، و "حتى" غايةٌ للعرض، أي: يُعرض عليك إلى البعث، ثم بعد البعث تدخله، ثمَّ هذا القول يعم أهل الجنة والنار كما في الرواية الثانية، والتخصيص بأهل النار وقع من الرواة، والله أعلم.

(3)

في (م) و (هـ) ونسخة في هامشي (ك) و (ر): إن أحدكم إذا مات.

(4)

في (م) و (هـ) وهامشي (ر) و (ك): عليه.

(5)

في (ر) و (م): يبعثه.

(6)

إسناده صحيح، ابن القاسم: هو عبد الرحمن. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2210).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 239، ومن طريقه أخرجه أحمد (5926)، والبخاري (1379)، ومسلم (2866):(65)، وابن حبان (3130).

وسلف في سابقيه.

ص: 167

‌117 - باب أرواح المؤمنين

2073 -

أخبرنا قتيبة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن

(1)

بن كعب أنَّه أخبره

أنَّ أباه كعب بن مالك كان يُحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّما

(2)

نَسَمةُ المؤمن طائرٌ

(3)

في شجر

(4)

الجنَّة حتّى يبعثه

(5)

الله عز وجل إلى جسدِه يومَ القيامة

(6)

"

(7)

.

(1)

في (ق): عبد الله، وهو خطأ.

(2)

في (م) ونسخة بهامش (ك): إن.

(3)

زاد بعدها السَّندي كلمة "تَعْلَق" وفسَّرها: تأكل وترعى. وفي نسخة بهامشي (ك) و (م): يعلق.

(4)

في (ر) و (هـ) ونسخة في (ك): شجرة.

(5)

في نسخة بهامشي (ك) و (هـ): يرجعه.

(6)

في (م) يبعثه، وفوقها: القيامة (نسخة).

(7)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2211).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 240، ومن طريقه أخرجه أحمد (15778)، وابن ماجه (4271).

وأخرجه أحمد (15776) من طريق معمر بن راشد، و (15780) من طريق يونس بن يزيد، و (15787) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وابن حبان (4657) من طريق الليث بن سعد، أربعتهم عن الزهري، بهذا الإسناد. ورواية معمر مطولة فيها قصة.

وأخرجه أحمد (15777) من طريق صالح بن كيسان، و (15792) من طريق أبي أويس، كلاهما عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن كعب بن مالك، به.

وأخرجه أحمد (27166)، والترمذي (1641) من طريق عمرو بن دينار، عن الزهري، عن ابن لكعب بن مالك، عن كعب، به.

وأخرجه ابن ماجه (1449) من طريق محمد بن إسحاق، عن الحارث بن فضيل، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن مالك، عن أبيه قال: لما حضرت كعبًا الوفاة، أتَتْه أم بشر بن =

ص: 168

2074 -

أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا سليمان - وهو ابن المغيرة - قال: حدثنا ثابت

عن أنس قال: كُنَّا مع عمر بين مكة والمدينة، أخذَ يُحدِّثنا عن أهل بدر، فقال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لَيُرِينا مصارِعَهم بالأمس، قال:"هذا مصرعُ فلانٍ - إن شاء الله - غدًا" قال عمر: والذي بعثه بالحقِّ ما أخطؤوا تِيْكَ، فَجُعِلوا في بئر، فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم، فنادى: "يا فلان بن فلان، يا فلان بن فلان، هل وجدتُم ما وعد

(1)

ربُّكم حقا؟ فإنّي وجدتُ ما وعدني الله

(2)

حقا"، فقال عمر: تُكلِّم أجسادًا لا أرواحَ فيها! فقال "ما أنتم بأسمَعَ لِما أقولُ منهم"

(3)

.

= البراء بن معرور، فقالت: يا أبا عبد الرحمن، إن لقيت فلانًا فاقرأ عليه مني السلام. قال: غفر الله لكِ يا أم بشر، نحن أشغل من ذلك. قالت: يا أبا عبد الرحمن: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أرواح المؤمنين في طير خضر تعلق بشجر الجنة"، وإسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن، ثم إنَّه خالف معمرًا - كما عند أحمد (15776) - وهو أوثقُ منه، فجعل المرفوع من حديث أم بشر، والذي في رواية معمر من حديث كعب.

قال السندي: قوله: "إِنَّما نَسمة المؤمن": الرُّوح، والمراد روح المؤمن الشهيد كما جاء في روايات الحديث.

"طائر"، ظاهره أنَّ الرُّوح يتشكل ويتمثل بأمر الله تعالى طائرًا كتمثل الملك بَشَرًا، ويحتمل أنَّ الرُّوح يدخل في بدن طائر كما في روايات.

(1)

في (ك): وعدكم.

(2)

في نسخة بهامشي (م) و (هـ): ربي.

(3)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وثابت هو ابن أسلم البناني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2212)

وأخرجه أحمد (182) عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وفيه زيادة.

وأخرجه مسلم (2873): (76) عن إسحاق بن عمر بن سليط، عن سليمان بن المغيرة، به.

وأخرجه - في سياق آخر - أحمد (13296) و (13703)، ومسلم (2874):(77) وأبو داود (2681)، وابن حبان (4722) و (6498) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، به =

ص: 169

2075 -

أخبرنا سُوَيد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله، عن حميد

عن أنس قال: سمِعَ المسلمون من الليل ببئر بدرٍ ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم ينادي: "يا أبا جهل بن هشام، ويا شيبةَ بن ربيعة، ويا عتبة بن ربيعة، ويا أُمية بن خلف، هل وجدتُم ما وعد ربُّكم حقًّا؟ فإنِّي وجدتُ ما وعدني ربِّي حقا" قالوا: يا رسول الله، أوَتُنادي

(1)

قومًا قد جَيَّفوا؟ فقال: "ما أنتُم بأسمعَ لما أقولُ منهم، ولكنَّهم لا يستطيعون أن يُجيبوا"

(2)

.

2076 -

أخبرنا محمد بن آدم قال: حدثنا عبدة، عن هشام، عن أبيه

عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وقف على قَليبٍ بَدْر، فقال:"هل وجَدْتُم ما وعد ربُّكم حقًّا؟ " قال: "إنَّهم ليَسمعونَ الآنَ ما أقولُ لهم" فذُكِرَ ذلك لعائشة، فقالت: وَهِلَ ابن عمر، إنَّما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّهم الآنَ يَعْلَمونَ أَنَّ الَّذي كنتُ أقولُ لهم هو الحقُّ"، ثُمَّ قرأتْ قوله: ? {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80] حتّى قرأت الآية

(3)

.

= وأخرجه - بنحوه - أحمد (12471) من طريق قتادة عن أنس، به.

وسيرد - بنحوه - في الرواية التالية من طريق حميد، عن أنس، به.

قال السِّندي: قوله: "مصارِعَهم" أي: المحال التي قتلوا فيها، والضَّمير للكفرة. "بالأمس" أي: من يوم القتل.

(1)

في (ق): تنادي وفي (م) و (ك): أتنادي

(2)

إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2213).

وأخرجه أحمد (12020) و (12873) و (13773)، وابن حبان (6525) من طرق عن حميد بهذا الإسناد.

قال السندي: قوله: "جَيَّفوا" أي: صاروا جيفًا مُنْتِنة.

(3)

إسناده صحيح، عبدة: هو ابن سليمان، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2214). =

ص: 170

2077 -

أخبرنا قتيبة، عن مالك ومغيرة، عن أبي الزناد، عن الأعرج

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل بني آدم" وفي حديث مغيرة: "كلُّ ابن آدم يأكله - يعني التُّرابَ - إِلَّا عَجْبَ الذَّنب، منه خُلِقَ، وفيه يُرَكَّب"

(1)

.

2078 -

أخبرنا الربيع بن سليمان قال: حدثنا شعيب بن الليث قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن أبي الزناد، عن الأعرج

عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله عز وجل: كذَّبني ابن آدم، ولم يكُنْ ينبغي له أن يُكَذِّبني، وشتَمني ابن آدم، ولم يكُنْ ينبغي له أن

= وأخرجه أحمد (4958)، والبخاري (3980) و (3981) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3978)، ومسلم (932):(26) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن هشام، عن أبيه قال: ذُكِرَ عند عائشة أنَّ ابن عمر يرفع

قال السندي: قوله: "وَهِلَ ابن عمر": غَلِط. اهـ. وينظر "فتح الباري" 7/ 303 - 304.

(1)

إسناده صحيح، مغيرة: هو ابن عبد الرحمن الحزامي، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2215).

وأخرجه مسلم (2955): (142) عن قتيبة، عن مغيرة وحده، بهذا الإسناد.

وهو في "الموطأ" 1/ 239، ومن طريقه أخرجه أبو داود (4743)، وابن حبان (3138).

وأخرجه أحمد (8283) و (9528) من طريقين عن أبي الزناد، به.

وأخرجه أحمد (10477) و (10478) من طريق أبي عياض، وأحمد (8180)، ومسلم (2955):(143)، وابن حبان (3139) من طريق همام بن منبه، والبخاري (4814) و (4935)، ومسلم (2955):(141)، والمصنف في "الكبرى"(11395)، وابن ماجه (4266) من طريق أبي صالح، ثلاثتهم عن أبي هريرة، به. ورواية أبي صالح مطولة.

قال السندي: قوله: "كلُّ ابن آدم" أي: جميع أجزائه وأعضائه، والقضية جزئية بالنظر إلى أفراد ابن آدم ضرورة أنَّ الله حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء.

"إِلَّا عَجب الذَّنَب": هو أصل الذَّنَب، وظاهر الحديث أنَّه يبقى. قيل: هو عظم لطيف، هو =

ص: 171

يَشْتِمنى، أما تكذيبه إيَّاي، فقوله: إنّى لا أعيده كما بدأته، وليس آخِرُ الخَلْق بأعَزَّ عَليَّ من أوَّلِه، وأمَّا شَتْمُه إِيَّايَ، فقوله: اتَّخَذَ الله ولدًا، وأنا الله الأحدُ الصَّمد، لم ألِدْ ولم أُولَد، ولم يكن لي كفوًا أحد"

(1)

.

= أول ما يُخلَق من الآدمي ويبقى منه ليُعاد تركيب الخلق عليه، وهذا هو الموافق لما روى ابن أبي الدنيا عن أبي سعيد الخدري قيل: يا رسول الله، وما هو؟ قال: مثل حبة خردل. وقال المُظهِريُّ: أراد طول بقائه، لا أنَّه لا يبلى أصلًا؛ لأنَّه خلاف المحسوس. وقيل: أمر عجب الذَّنَب عجَبٌ، فإنَّه آخِرُ ما يَخْلَقُ وأولُ ما يُخلَقُ.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل ابن عجلان - واسمه محمد - فهو صدوق، وقد تُوبع. الليث: هو ابن سعد، وأبوالزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2216) و (11275)، لكن وقع في الموضع الثاني منه:"عن أبي الزبير" بدل "أبي الزناد"، وأفرد المزي في "التحفة"(13953) ترجمة لأبي الزبير، عن الأعرج، عن أبي هريرة، ولم يذكر له سوى هذا الحديث، فيغلب على الظن أنه تحريف قديم، والصواب "عن أبي الزناد"، والله أعلم.

وأخرجه أحمد (9114)، والبخاري (3193) و (4974)، والمصنف في "الكبرى"(7620)، وابن حبان (267) من طرق عن أبي الزناد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (8220) و (8610)، والبخاري (4975)، وابن حبان (848) من طريقين عن أبي هريرة، به.

قال السندي: قوله: "كذَّبني" من التكذيب، أي: أنكر ما أخبرتُ به من البعث، وأنكر قدرتي عليه.

"بأعزّ": بأثقل، بل الكل على حد سواء يمكن بكلمة "كن"، هذا بالنظر إليه تعالى، وأما بالنظر إلى عقولهم وعادتهم فآخر الخلق أسهل، كما قال تعالى {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: 27]، فلا وجه للتكذيب أصلًا.

"وأمَّا شتمُه" أي: ذكره أسوأ كلام وأشنعه في حقِّي، وإن كانت الشناعة في الأول - أيضًا - موجودة بنسبة الكذب إلى إخباره والعجز إليه، تعالى عن ذلك علوا كبيرًا، لكنّها دون الشناعة في هذا، يظهر ذلك إذا نظر الناظر إلى كيفية تحصيل الولد والمباشرة بأسبابه مع النظر إلى غاية نزاهته تعالى؛ ولذلك قال تعالى:{تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} [مريم: 90].

ص: 172

2079 -

أخبرنا كثير بن عُبيد، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزُّبيدي، عن الزُّهريّ، عن حميد بن عبد الرحمن

عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أسرف عبدٌ على نفسه حتّى

(1)

حضرته الوفاة، قال لأهله: إذا أنا مِتُّ فأَحْرِقوني، ثُمَّ اسْحقُوني، ثُمَّ اذْرُوني في الرِّيح في البحر، فواللهِ لَئِنْ قَدَرَ اللهُ عليَّ ليُعَذِّبنّي عذابًا لا يُعذِّبه أحدًا من خَلْقِه". قال:"ففعل أهله ذلك، قال الله عز وجل لكلِّ شيءٍ أَخَذَ منه شيئًا: أدِّ ما أخَذْتَ، فإذا هو قائم، قال الله عز وجل: ما حملَكَ على ما صنعت؟ قال: خَشْيَتُكَ، فغفر الله له"

(2)

.

2080 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن ربعي

عن حذيفة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كان رجل ممَّن كان قبلكم يُسيء

(3)

الظَّنَّ بعمله، فلما حضرته الوفاة قال لأهله: إذا أنا من

(1)

في (ر) و (ك): حين.

(2)

إسناده صحيح، الزبيدي: هو محمد بن الوليد، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2217).

وأخرجه مسلم (2756): (26) عن سليمان بن داود، عن محمد بن حرب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7647)، والبخاري (3481)، ومسلم (2756):(25)، وابن ماجه (4255) من طريق معمر، عن الزهري، به.

وذكر الدارقطني في "العلل" 7/ 21 - 292 أنَّه رُوي عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وعن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وعن الزهري، عن حميد، عن أبي هريرة. ثم قال: وكلها محفوظة عن الزهري.

وأخرجه - بنحوه - البخاري (7506)، ومسلم (2756):(24)، والمصنف في "الكبرى"(11825) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، به.

قال السندي: قوله: "اسحقوني": هو الدَّقُّ والطحن. "ثم اذروني" من أذراه، أي: أطاره.

(3)

في (م) وهوامش (ك) و (ر) و (هـ): سيئ.

ص: 173

فأَحْرِقوني، ثُمَّ اطْحَنوني، ثُمَّ اذْروني في البحر، فإنَّ الله إن يقدر عليَّ لم يغفِرْ لي". قال: فأمر الله عز وجل الملائكة فتلقت رُوحَه، قال له: ما حمَلَكَ على ما فعَلْتَ؟ قال: يا رَبِّ، ما فَعَلْتُ إِلَّا من مخافَتِكَ، فغفر الله له"

(1)

.

‌118 - باب البَعْث

2081 -

أخبرنا قتيبةُ قال: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير

عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يقول: "إنَّكم مُلاقو الله عز وجل حُفاةً عُراةً غُرْلًا"

(2)

.

(1)

إسناده صحيح، جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وربعي: هو ابن حراش. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2218).

وأخرجه البخاري (6480) عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (23463) من طريق نعيم بن أبي هند، وأحمد (23353)، والبخاري (3452) و (3479)، وابن حبان (651) من طريق عبد الملك بن عمير، كلاهما عن ربعي، به.

وأخرجه أحمد (17064) و (23253) من طريق أبي مالك، عن ربعي، عن حذيفة وأبي مسعود، به.

(2)

إسناده صحيح، سفيان؛ هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2219).

وأخرجه البخاري (6525) عن قتيبة بن سعيد بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (1913)، والبخاري (6524)، ومسلم (2860):(57)، وابن حبان (7322) من طريق سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه ابن حبان (7318) و (7321) من طريق نافع بن عمر، عن عمرو بن دينار، به.

وأخرجه المصنف في "الكبرى"(11583) من طريق هلال بن خباب، عن سعيد بن جبير، به. وفي آخره زيادة.

وأخرجه الترمذي (3332) من طريق عكرمة، عن ابن عباس، به.

وسيرد - مطولًا - في الرواية التالية، وفي الرواية (2087). =

ص: 174

2082 -

أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير

عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يُحشَرُ النَّاس يوم القيامة حفاة

(1)

عُراةٌ غُرلًا، وأوَّلُ الخلائق يُكسى إبراهيم عليه السلام" ثُمَّ قرأ:{أَوَلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}

(2)

[الأنبياء: 104].

2083 -

أخبرني عمرو بن عثمان قال: حدَّثنا بقيَّة قال: أخبرني الزبيدي قال: أخبرني الزُّهري، عن عروة

عن عائشة، أنَّ رسولَ الله قال:"يُبعَثُ النَّاسُ يومَ القيامة حُفاةً عُراةً غُرْلًا" فقالت عائشة: فكيف بالعورات؟ قال: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}

(3)

[عبس: 37].

= قال السندي: "غُرْلًا" جمع أَغْرَل: وهو الذي لم يُختَن، أي: يُحشرون كما خُلِقوا، لا يُفقد منهم شيء.

(1)

كلمة "حفاة" من (م) و (ر) و (ق).

(2)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2220)

وأخرجه أحمد (1950) و (2027) عن يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بتمامه ومطولًا - البخاري (3349) و (3447)، والترمذي (2423)، والمصنف في "الكبرى"(11095) من طرق عن سفيان الثوري، به.

وسلف - مختصرًا - في الرواية السابقة.

وسيرد - بسياق أطول - برقم (2087) من طريق شعبة، عن المغيرة بن النعمان، به.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ بقية - وهو ابن الوليد - ضعيف مدلِّس، وهو يدلِّس تدليس التسوية، ولم يُصرِّح بالسماع في جميع طبقات الإسناد، وقد تُوبع في الرواية التالية. عمرو بن عثمان: هو ابن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، والزبيدي: هو محمد بن الوليد. والحديث في "السنن الكبرى" برقمي (2221) و (11584).

وأخرجه أحمد (24588) عن يزيد بن عبد ربه، عن بقية، بهذا الإسناد.

ص: 175

2084 -

أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا أبو يونس القشيري قال: حدَّثني ابن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد

عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّكم تُحشَرون حُفاةً عُراةً" قلتُ: الرّجال والنِّساء ينظر بعضُهم إلى بعض؟ قال: "إِنَّ

(1)

الأمر أشدُّ من أن يهمهم ذلك"

(2)

.

2085 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: حدثنا أبو هشام قال: حدثنا وُهَيب بن خالد أبو بكر قال: حدَّثنا ابن طاوس، عن أبيه

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُحشَرُ النَّاسُ يومَ القيامة على ثلاث طرائق: راغبين، راهِبين، اثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير. وتَحشُرُ بقيَّتهم النَّارُ، تَقيل معهم حيثُ قالوا، وتبيتُ معهم حيث باتوا، وتُصبح معهم حيثُ أصبحوا، وتُمسي معهم حيثُ أمسوا"

(3)

.

(1)

كلمة "إن" ليست في (م).

(2)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وأبو يونس القشيري: هو حاتم بن أبي صغيرة، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2222).

وأخرجه أحمد (24265)، ومسلم (2859):(56) من طريق يحيى بن سعيد بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (24266)، والبخاري (6527)، ومسلم (2859)، والمصنف في "الكبرى"(11241) وابن ماجه (4276) من طرق عن أبي يونس، به.

وسلف - بنحوه - في الرواية السابقة.

(3)

إسناده صحيح، أبو هشام: هو المغيرة بن سلمة المخزومي، وابن طاوس: هو عبد الله بن طاوس بن كيسان اليماني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2223).

وأخرجه البخاري (6522)، ومسلم (2861)، وابن حبان (7336) من طرق عن وهيب بن خالد بهذا الإسناد. =

ص: 176

2086 -

أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى، عن الوليد بن جُميع قال: حدثنا أبو الطفيل، عن حذيفة بن أسيد

عن أبي ذر قال: إنَّ الصَّادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حدثني: "أَنَّ النَّاسَ يُحشرون ثلاثة أفواج: فوج راكِبينَ طاعِمينَ كاسِينَ، وفوج تَسحَبُهم الملائكة على وجوههم، وتحشرُهم النَّار، وفوج يمشون ويَسْعَونَ، يُلقي الله الآفةَ على الظهر فلا يبقى، حتَّى إنَّ الرَّجلَ لتكونُ له الحديقةُ يُعطيها بذاتِ القَتَبِ لا يَقْدِرُ عليها"

(1)

.

‌119 - باب ذِكْر أَوَّل مَنْ يُكسى

2087 -

أخبرنا محمود بن غَيْلان قال: أخبرنا وكيع ووهب بن جرير وأبو داود، عن شعبة، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير

= قال السندي: قوله: "يُحشر الناسُ يوم القيامة" ظاهره أنه حَشر الآخرة، وغالب العلماء على أنه حشر في الدنيا، وهو آخر أشراط القيامة، وهذا هو المناسب لما سيجيء من القيلولة والبيتوتة ونحوهما، فيحمل قوله:"يوم القيامة" على معنى قرب يوم القيامة، أو بعد زمان آخر العلامات من يوم القيامة مجازًا، إعطاء للقريب من الشي حكم ذلك الشيء.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، غير الوليد بن جُمَيع، فهو صدوق، لكن اختُلِفَ في إسناده على أبي الطفيل - وهو عامر بن واثلة - كما سيأتي. يحيى: هو ابن سعيد القطان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2224).

وأخرجه أحمد (21456) عن يزيد بن هارون، عن الوليد بن جميع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو حاتم - كما في "العلل" لابنه (2137) - من طريق العلاء بن أبي العباس، عن أبي الطفيل، عن حلام بن جزل، عن أبي ذر، به. وقال: حديث حلام أشبه. وقال في موضع آخر من "العلل"(2162): وهو الصحيح. وحلام هذا مجهول.

وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد (8647)، وعن معاوية بن حيدة عند أحمد (20031).

قال السِّندي: قوله: "ويَسْعَون" من السَّعي، أي: يَجْرُون في الأرض من شدَّة المشي.

"الآفة" أي: آفة الموت. "بذات القَتَب" أي: بالناقة، وهذا لا يناسب الآخرة، والقَتَب للجمل كالإكاف لغيره.

ص: 177

عن ابن عباس قال: قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالموعظة، فقال:"يا أيُّها النَّاس، إنَّكم مَحشورونَ إلى الله عز وجل عُراة" قال أبو داود: "حفاةً غرْلًا"، وقال وكيع ووَهْب:"عُراةً غُرْلًا"{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} [الأنبياء: 104] قال: "أوَّلُ مَنْ يُكسى يومَ القيامة إبراهيم عليه السلام، وإنَّه سيؤتى" قال أبو داود: "يُجاء"، وقال وَهْب ووكيع:"سيؤتى برجال من أمتي، فيؤخَذُ بهم ذاتَ الشِّمال، فأقول: ربِّ أصحابي، فيُقال: إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصَّالح: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي} [المائدة: 117] إلى قوله: {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ} [المائدة: 118] الآية، فيقال: إنَّ هؤلاء لم يزالوا مدبرين" قال أبو داود: "مُرْتَدِّين على أعقابهم منذ فارقتهم"

(1)

.

‌120 - باب في التَّعزية

2088 -

أخبرنا هارون بن زيد - وهو ابن أبي الزرقاء - قال: حدثنا أبي قال: حدثنا خالد بن ميسرة قال: سمعتُ معاوية بن قُرَّة

(1)

إسناده صحيح، وكيع: هو ابن الجراح، وأبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2225).

وأخرجه أحمد (2096)، ومسلم (2860):(58) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (2096) و (2281) و (2282)، والبخاري (4652) و (4740) و (6526)، ومسلم (2860):(58)، والمصنف في "الكبرى"(11274) من طرق عن شعبة، به.

وسلف - مختصرًا برقمي (2081) و (2082).

قال السندي: قوله: "فيؤخذ بهم ذات الشمال" أي: طريق النار، لعلهم الذين ارتدوا بعده صلى الله عليه وسلم من أصحاب مسيلمة ونحوهم.

ص: 178

أبيه قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس يجلس إليه نفَرٌ من أصحابه، وفيهم رجلٌ له ابن صعيرٌ يأتيه من خَلْفِ ظهره، فيُقعِده بين يديه، فهلَكَ، فامتنعَ الرَّجلُ أن يحضُرَ الحلقة لذِكْرِ

(1)

ابنه، فحزن عليه، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"ما لي لا أرى فلانًا؟ " قالوا: يا رسول الله بنيه الذي رأيته هلَكَ. فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله عن بنيه، فأخبره أنَّه هَلَكَ، فعزّاه عليه، ثُمَّ قال:"يا فلان، أيُّما كان أحبَّ إليك أن تُمتَّعَ به عُمُرَك، أو لا تأتي غدًا إلى باب من أبواب الجنّة إِلَّا وجدته قد سبقَكَ إليه يفتحه لك؟ " قال: يا نبي الله، بل يسبقني إلى باب الجنَّة فيفتحها لي لهو أحَبُّ إليَّ. قال: "فذلك

(2)

لك"

(3)

.

‌121 - باب نوع آخر

2089 -

أخبرنا محمد بن رافع، عن عبد الرَّزَّاق قال: حدَّثنا مَعْمَر، عن ابن طاوس، عن أبيه

عن أبي هريرة قال: "أُرسِلَ ملَكُ الموت إلى موسى عليه السلام، فلما جاءه صَكَّه، ففقأ عينَه فرجع إلى ربِّه، فقال: أرسَلْتَني إلى عبد لا يُريد الموت، فردَّ اللهُ عز وجل إليه عَينَه، وقال: ارجع إليه، فقُل له يضع يده على مَثْنِ ثور، فله بِكُلِّ ما عَطَتْ يَدُه بكلِّ شعرةٍ سَنةٌ. قال: أي رَبِّ، ثُمَّ مَهْ؟ قال: الموت. قال: فالآن فسأل الله عز وجل أن يُدنِيَه من الأرض

(1)

في (م) وهامش (ك): يذكر.

(2)

في (ك) و (هـ): فذاك.

(3)

إسناده حسن من أجل خالد بن ميسرة.

وسلف - بنحوه مختصرًا - برقم (1870) بإسناد صحيح.

ص: 179

المُقدَّسة رميةً بحجر" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فلو كنتُ ثَمَّ لأريتُكُم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر"

(1)

.

* * *

(1)

رجاله ثقات، إلا أنَّه اختُلِفَ في وقفه ورفعه كما سيأتي.

فرواه بعضُهم - كما هنا، - كما هنا، وعند أحمد (7646)، والبخاري (1339) و (3407)، ومسلم (2372):(157) - عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس - وهو عبد الله - عن أبيه، عن أبي هريرة موقوفًا.

ورواه آخرون - كما في "مصنف عبد الرزاق"(20530) برواية الدبري، وعند ابن حبان (6223) - عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا.

ورُوي أيضًا - كما عند أحمد (8172)، والبخاري بإثر الحديث (3407)، ومسلم (2372):(158)، وابن حبان (6224) - عن عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة مرفوعًا.

ورواه ابن لهيعة - كما عند أحمد (8616) - عن أبي يونس سليم بن جبير، عن أبي هريرة موقوفًا.

ورواه حماد بن سلمة - كما عند أحمد (10904) و (10905) - عن عمار بن أبي عمار، عن أبي هريرة مرفوعًا، وفي أوله زيادة منكرة، وهي قوله:"كان ملك الموت يأتي الناس عيانًا".

قال السندي: قوله: "أرسل ملك الموت"

إلخ، لم ترد تسميتُه في حديث مرفوع، وورد عن وهب بن منبه أن اسمه عزرائيل. "صكَّه" أي: لطمه. "فقأ" أي: شقّ. "متن ثَوْر": هو الظهر. "ثمَّ مَة" هي "ما" الاستفهامية، حُذفت ألِفُها، وألحق بها هاء السكت، أي: ماذا؟.

"أن يُدنيه" من الإدناء، أي: يُقرِّبه. "رميةً" أي: قدر رمية. "فلو كنت ثُمَّ" أي: هناك. "الكثيب": الرمل المجتمع.

ص: 180

‌21 - كتاب الصيام

(1)

‌1 - باب وجوب الصيام

2090 -

أخبرنا علي بن حُجْر قال: حدثنا إسماعيل - وهو ابن جعفر قال: حدثنا أبو سهيل، عن أبيه

عن طلحة بن عبيد الله، أنَّ أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائرَ الرَّأْس، فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرضَ

(2)

الله عليَّ من الصَّلاة؟ قال: "الصَّلَواتُ الخَمس؛ إلا أنْ تَطَوَّعَ شيئًا"، قال: أخبرني بما افترض اللهُ علَيَّ من الصيام؟ قال: "صيام شهر رمضان إلا أنْ تَطَوَّعَ شيئًا"، قال: أخبرني بما افترض اللهُ علَيَّ من الزَّكاة؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرائع الإسلام، فقال: والذي أَكرَمَكَ، لا أَتَطَوَّعُ شيئًا ولا أَنْقُصُ ممَّا فرضَ اللهُ عَلَيَّ شيئًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَفْلَحَ إِنْ صَدَق" أو: "دخَلَ الجنَّةَ إِنْ صَدَق"

(3)

.

2091 -

أخبرنا محمد بن مَعْمَر قال: حدَّثنا أبو عامر العَقَدي قال: حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت

عن أنس قال: نُهينا في القرآن أن نسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء، فكان يُعجِبُنا أن يجيءَ الرَّجلُ العاقل من أهل البادية فيسأله، فجاء رجل من أهل

(1)

ورد بدله هنا في النسخة (م) كتاب الزكاة، وتأخر كتاب الصيام إلى ما بعده.

(2)

في (م) وهامش (ر): بما افترض.

(3)

إسناده صحيح، أبو سهيل: هو نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي عمُّ مالك بن أنس، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2411).

وأخرجه البخاري (1891) و (6956)، ومسلم (11):(9)، وأبو داود (392) و (3252) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.

وسلف من طريق مالك عن عمِّه أبي سهيل، به، برقم (458).

ص: 181

البادية فقال: يا محمد، أتانا رسولك فأخبرنا أَنَّكَ تزعم أنَّ الله عز وجل أرسلَكَ. قال:"صدق" قال: فمَنْ خلقَ السَّماء؟ قال: "الله" قال: فمَنْ خلق الأرض؟ قال: "الله" قال: فمَنْ نصَبَ فيها الجبال؟ قال: "الله" قال: فمَنْ جَعَلَ فيها المنافع؟ قال: "الله" قال: فبالذي خلَقَ السَّماءَ والأرض، ونصب فيها الجبال، وجعَلَ فيها المنافع، آلله

(1)

أرسلَكَ؟ قال: "نعم" قال: وزعم رسولُك أنَّ علينا خمس صلوات في كل يوم وليلة. قال: "صدق" قال: فبالّذي أرسلَكَ، آلله أمرك بهذا؟ قال:"نعم" قال: وزعمَ رسولك أنَّ علينا زكاة أموالنا. قال: "صدق" قال: فبالَّذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟ قال:"نعم" قال: وزعمَ رسولُك أنَّ علينا صومَ شهرٍ

(2)

في كلَّ سنة. قال: "صدق" قال: فبالَّذي أرسلَكَ، آللهُ أمرَكَ بهذا؟ قال:"نعم" قال: وزعم رسولُك أنَّ علينا الحجّ من استطاع إليه سبيلًا. قال: "صدق" قال: فبالَّذي أرسلك، آلله أمرَكَ بهذا؟ قال:"نعم" قال: فوالذي بعثَكَ بالحقِّ لا أزيد

(3)

عليهنَّ شيئًا ولا أَنْتَقِصُ

(4)

. فلما ولى، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لئن صدَقَ ليدخُلَنَّ الجنَّة"

(5)

.

(1)

في (ق): أهو.

(2)

بعدها في (م) و (هـ) زيادة: رمضان.

(3)

في (هـ) وهامش (ك): لا أزيدن.

(4)

في (هـ) والمطبوع: ولا أنقص.

(5)

إسناده صحيح، محمد بن معمر: هو ابن ربعي القيسي، وأبو عامر العقدي: هو عبد الملك بن عمرو، وثابت: هو ابن أسلم البناني. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2412) و (5833).

وأخرجه أحمد (12457) و (13011)، والبخاري تعليقًا بإثر الحديث (63)، ومسلم (12)، والترمذي (619)، وابن حبان (155) من طرق عن سليمان بن المغيرة بهذا الإسناد. =

ص: 182

2092 -

أخبرنا عيسى بن حمَّاد، عن الليث، عن سعيد، عن شريك بن أبي نَمِر

أنه سمع أنس بن مالك يقول: بينا نحن جلوس في المسجد، جاء رجلٌ على جمل، فأناخه في المسجد، ثُمَّ عقله، فقال لهم: أيكم محمد؟ - ورسول الله صلى الله عليه وسلم متكئٌ بين ظهرانيهم - قلنا له: هذا الرّجلُ الأبيضُ المتكئ. فقال له الرّجل: يا ابن عبد المطلب. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أجبتُكَ". فقال الرَّجل: إنّي

(1)

يا محمد سائِلُكَ، فَمُشْتَدٌّ

(2)

عليك في المسألة، فلا تجِدَنَّ في نفسك. قال: "سَلْ ما

(3)

بَدَا لك" فقال الرجل: نشَدْتُكَ بربك وربِّ مَنْ قبلك، آلله أرسلَكَ إلى النَّاس كلهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم نعم" قال: فأنشُدُكَ

(4)

الله

(5)

، آلله أمرَكَ أن: نُصَلِّي

(6)

الصَّلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم

= وسيرد في الأحاديث الثلاثة التالية، وفيها أنَّ اسم الرجل ضمام بن ثعلبة، وقد اختلف في أسانيدها على سعيد المقبري.

قال السندي: قوله: "نُهينا في القرآن" أي: بقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101].

والمراد بقوله: "عن شيء" أي: غير ضروري؛ لما فيه من احتمال أن يكون من تلك الأشياء.

"أن يجيء الرجل العاقل

" إلخ، فإنَّه لكونه من أهل البادية لا يعلم بالمنع فيسأل، ولكونه عاقلًا يسأل عما يليق السؤال عنه.

(1)

كلمة "إني" ليست في (ق).

(2)

في (ك) وهوامش (ر) و (م) و (هـ): فمشدد.

(3)

في (هـ): عما.

(4)

في (م) ونسخة بهامش (ك): نشدتك.

(5)

في نسخة بهامش (ك): بالله.

(6)

في (ر) و (م): تصلي.

ص: 183

نعم" قال: فأنشُدُكَ الله، آلله أمرَكَ أن نصومَ

(1)

الشَّهرَ من السَّنة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم نعم" قال: فأنشُدُكَ الله، آلله أمرك أن تأخذ هذه الصَّدقة من أغنيائنا، فتقسمها على فقرائنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهم نعم" فقال الرجل: آمنتُ بما جئتَ به، وأنا رسولُ مَنْ ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر

(2)

.

خالفه يعقوب بن إبراهيم:

2093 -

أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم من كتابه قال: حدثنا عمي قال: حدثنا الليث قال: حدَّثنا ابن عَجْلان وغيره من إخواننا، عن سعيد المَقْبُري، عن شَريك بن عبد الله بن أبي نَمِر

أنَّه سمِعَ أنس بن مالك يقول: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوسٌ في المسجد، دخل رجل على جمل، فأناخَه في المسجد، ثُمَّ عقَلَه، ثُمَّ قال: أيكم محمد؟ - وهو متكئ بين ظهرانيهم

(3)

- فقلنا له: هذا الرَّجلُ الأبيض

(1)

في (ر) و (م): تصوم، وبعدها في (هـ) زيادة: هذا، وعليها علامة نسخة.

(2)

إسناده صحيح، الليث: هو ابن سعد، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري، وشريك بن أبي نمر: هو شريك بن عبد الله بن أبي نمر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2413).

وأخرجه أبو داود (486)، وابن ماجه (1402)، وابن حبان (154) من طريق عيسى بن حماد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (12719)، والبخاري (63) من طريقين عن الليث، به.

ويُنظر ما قبله وما بعده.

قال السندي: قوله: "بين ظهرانيهم" أي: بينهم.

"قد أجبتك" هذا بمنزلة الجواب بنحو: أنا حاضرٌ ونحوه.

"اللهم" كأنَّه بمنزلة: يا الله أشهد بك في كون ما أقول حقًّا.

(3)

في (ك) و (م): ظَهْرَيْهم.

ص: 184

المُتَّكِئ. فقال له

(1)

الرَّجل: يا ابن عبد المطلب. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أجَبْتُكَ" قال الرَّجل: يا محمد، إني سائِلُكَ فمُشتدٌّ عليكَ في المسألة، قال:"سَلْ عما بدا لك" قال: أنشُدُكَ بربك وربِّ مَنْ قبلَك، آلله أرسلَكَ إلى النَّاس كلِّهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهمَّ نَعَمْ" قال: فأنشُدُكَ الله، آلله أمرَكَ أن نَصومَ

(2)

هذا الشَّهر من السَّنة؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ نَعَمْ" قال: فأنشُدُكَ الله، آلله أمرك أن تأخذ هذه الصَّدقة من أغنيائنا، فتقسمها على فقرائنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهمَّ نَعَمْ" فقال الرَّجل: آمنتُ بما جِئْتَ به، وأنا رسولُ مَنْ ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر

(3)

.

خالفه عبيد الله بن عمر:

2094 -

أخبرنا أبو بكر بن عليٍّ قال: حدَّثنا إسحاق، قال: حدثنا أبو عُمارة حمزة بن الحارث بن عُمير قال: سمعت أبي يذكر عن عُبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري

عن أبي هريرة قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، جاءهم رجلٌ من أهل البادية قال: أيكم ابن عبد المُطَلب؟ قالوا: هذا الأمْغَرُ المُرْتَفِق - قال

(1)

كلمة "له" ليست في (هـ).

(2)

في (ر) و (م) و (هـ): تصوم.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد تفرد به عم عبيد الله بن سعد - وهو: يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري - فأدخلَ ابن عجلان - وهو محمد - وغيرَه في الإسناد بين الليث - وهو ابن سعد - وسعيد المقبري، وقد رَوَوه عن الليث - كما سلف في الرواية السابقة - عن سعيد المقبري من دون واسطة، ووقع تصريح سماع الليث من سعيد المقبري عند أحمد (12719)، وقال الدارقطني في "العلل" 8/ 151: قد سمعه الليث من المقبري، وهو صحيحٌ عنه.

والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2414).

ص: 185

حمزة: الأمْغَر: الأبيضُ مُشْرَبٌ حُمْرةً - فقال: إِنِّي سائِلُكَ فمُشتَدٌ

(1)

عليك في المسألة. قال: "سَلْ عمَّا بدا لك" قال: أسألُكَ

(2)

بربِّ

(3)

مَنْ قبلك وربِّ مَنْ بعدك، آلله أرسَلَك؟ قال:"اللهم نَعَمْ" قال: فأنشُدُكَ به

(4)

، آلله أمرَكَ أن تُصلِّي خمس صلوات في كل يوم وليلة؟ قال: "اللهم نَعَمْ قال: قال: فأنشُدُكَ به

(5)

، آلله أمرك أن تأخذ من أموال أغنيائنا فترُدَّه على فقرائنا؟ قال:"اللهمَّ نَعَمْ" قال: فأنشُدُكَ به، آللهُ أمرَكَ أن تصومَ هذا الشَّهْرَ من اثني عشر شهرًا؟ قال:"اللهم نعم" قال فأنشدك به، آلله أمرك أن يَحُجَّ هذا البيتَ مَنِ استطاع إليه سبيلًا؟ قال:"اللهمَّ نَعَمْ" قال: فإنّي آمنتُ وصدَّقت، وأنا ضمام بن ثعلبة

(6)

.

(1)

في (م) ونسخة بهامش (ك): فمشدد.

(2)

في (م) وهامش (ك): أنشدك

(3)

في (هـ) و (ك): بربك وربِّ، وعليها في (ك) علامة نسخة، والمثبت من (ر) و (م) ونسخة بهامش (ك) عليها علامة تصحيح.

(4)

كلمة "به" ليست في (ر).

(5)

في (م) وهامش (ك): الله.

(6)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل الحارث بن عمير: وهو البصري، فقد اختُلِفَ فيه، والراجح ضعفه؛ قال الذهبي في "الميزان": ما أُراه إلَّا بين الضعف. وقال في "المغني": أتعجَّب كيف خرَّج له النسائي. ثم إنه وقع وهم في الإسناد؛ قال الدارقطني في "العلل" 8/ 150 - 151: يُختلف فيه على سعيد المقبري، فرُوي عن عبيد الله وعن أخيه عبد الله وعن الضحاك عثمان بن عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، ووهموا فيه على سعيد، والصواب ما رواه الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، عن شريك بن أبي نمر، عن أنس. وبنحوه قال أبو حاتم فيما نقل عنه ابنه في "العلل" (475). قلت: ورواية الليث سلفت برقم (2092). أبو بكر بن علي: هو أحمد بن علي بن سعيد المروزي، وإسحاق: هو ابن أبي إسرائيل، واسمه: إسحاق بن كامَجْرَ المروزي، وعبيد الله بن عمر: هو العُمري. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2415).=

ص: 186

‌2 - باب الفضل والجود في شهر رمضان

2095 -

أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة.

أنَّ عبد الله بن عبّاس كان يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وكان أجْوَدُ

(1)

ما يكون في رمضان حين يلقاه

(2)

جبريل، وكان جبريل يلقاه في كلِّ ليلةٍ من رمضان

(3)

، فيُدارِسُه القرآن. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريلُ عليه السلام أجْوَدَ بالخير

(4)

من الرِّيح المُرْسَلة

(5)

.

= قال السندي: قوله: "أيُّكم ابن عبد المطلب"؟ نسبه إلى جده؛ لكونه كان مشهورًا بين العرب، وأما أبوها صلى الله عليه وسلم فقد مات صغيرًا، فلم يشتهر بين الناس اشتهار جده. "المُرْتَفِق" أي: المُتكئ على وسادة. "فإني آمنتُ" إخبار عمَّا تقدَّم له من الإيمان، أو هو إنشاء للإيمان، والله أعلم.

(1)

قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 15/ 69: روي برفع "أجود" ونصبه، والرفع أصحُّ وأشهر. وينظر "الفتح" لابن حجر 1/ 30 - 31.

(2)

في نسخة في (م) وهامش (ك): يلقى.

(3)

في (هـ) وهامش (م) من شهر رمضان.

(4)

كلمة "بالخير" ليست في (ر)، وأشير إليها في (هـ) إلى أنها نسخة.

(5)

إسناده صحيح ابن وهب هو عبد الله، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2416).

وأخرجه ابن حبان (6370) من طريق ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (2616) و (3539)، والبخاري (6) و (3220) و (3554)، ومسلم (2308) من طريقين عن يونس، به.

وأخرجه أحمد (3425)، والبخاري (6) و (1902) و (32220) و (4997)، ومسلم (2308)، وابن حبان (3440) من طريقين عن الزهري، به وينظر ما بعده.

قوله: "من الريح المرسلة" أي: المُطْلَقة المُخَلَّاة على طبعها، والريح لو أُرسلت على طبعها لكانت في غاية الهبوب. قاله السندي.

ص: 187

2096 -

أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري

(1)

قال: حدثني حفص بن عمر بن الحارث قال: حدثنا حماد قال: حدَّثنا مَعْمَر والنعمان بن راشد، عن الزهري، عن عروة

عن عائشة قالت: ما لَعَنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ لَعْنَةٍ تُذكَر، وكان إذا كان قريب عهد بجبريل عليه السلام يُدارِسُه كان أجْوَدَ بالخير من الرِّيح المُرْسَلة

(2)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: هذا خطأ، والصواب حديث يونس بن يزيد، وأدخل هذا حديثًا في حديث.

‌3 - باب فضل شهر رمضان

2097 -

أخبرنا علي بن حُجْر قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثنا أبو سهيل، عن أبيه

(1)

كذا في النسخ الخطية، وذكر المزي في "التحفة"(16673) أنها كذلك في رواية ابن السُّنِّي، وأنها جاءت في سائر الروايات عن النسائي: عن "محمد بن إسماعيل"، حسب، لم يقولوا:"البخاري"، وفي نسخة محمد بن علي الصوري:"محمد بن إسماعيل"، وهو أبو بكر الطبراني. اهـ. ولم ترد لفظة البخاري، في الكبرى". وقال نحوه السخاوي في "بغية الراغب" ص 101 وما بعدها، وينظر تتمة كلامه ثمَّة.

(2)

حديث ضعيف بهذه السياقة، حماد - وهو ابن زيد - اختلفت الرواية عنه، فرواه حفص بن عمر بن الحارث - كما هنا - وعارم - كما عند الحاكم 2/ 613 - 614 مطولًا - كلاهما عن حماد بن زيد بهذا الإسناد. وزاد عارمٌ في الإسناد أيوب. ورواه عفان - كما عند أحمد (24985) مطولًا - عن حماد بن زيد، عن معمر والنعمان بن راشد أو أحدهما على الشك. والظاهر أنَّ الحديث حديثُ النعمان بن راشد وهو ضعيف فقد رواه معمر مطولًا - كما عند أحمد (25956)، وأبي داود (4786)، وابن حبان (6444) - وليست فيه هاتان اللفظتان. قال الدارقطني في "العلل" 14/ 147: وهذه الألفاظ إنَّما يرويها الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس. قلت: وقد سلف في الرواية السابقة. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2417).

قال السندي: قوله: "من لعنة تُذكر" وكأنَّ المراد أنَّه ما كان يلعن علي كثرة؛ لأنَّ من يُكثر اللعنةَ تُذكر لعنتُه، ومن يُقِلُّ تُنسى لعنته إن حصل منه مرَّة اتفاقًا.

ص: 188

عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا دخل شهر رمضانَ فُتِّحَتْ أبواب الجنَّة، وغُلِّقَتْ أبواب النّار، وصُفِّدَتِ الشَّياطين"

(1)

.

2098 -

أخبرني إبراهيم بن يعقوب الجُوْزجاني قال: حدثنا ابن أبي مريم قال: أخبرنا نافع بن يزيد، عن عُقَيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سهيل، عن أبيه

عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا دخل رمضانُ فُتِّحَتْ أبواب الجنَّة، وغلِّقت أبواب النّار، وصُفِّدَتِ الشَّياطين"

(2)

.

‌4 - باب ذكر الاختلاف على الزُّهري فيه

2099 -

أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم قال: حدَّثنا عمي قال: حدثنا أبي،

(1)

إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن جعفر، وأبو سهيل: هو نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، عَمّ أنس بن مالك، ويقال له: نافع بن أبي أنس وهو في "السنن الكبرى" برقم (2418).

وأخرجه أحمد (8684)، والبخاري (1898)، ومسلم (1079):(1) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الترمذي، (682)، وابن ماجه (1642)، وابن حبان (3435) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة، به.

وسيرد في الأحاديث الثمانية الآتية.

قال السندي: قوله: "وصُفِّدتِ الشياطين" أي: شُدِّدَتْ وأُوثِقَتْ بالأغلال، وفي رواية:"وسُلْسِلَتْ" وهو بمعناه.

(2)

إسناده صحيح ابن أبي مريم: هو سعيد بن الحكم بن محمد بن أبي مريم الجُمحي، وعُقيل: هو ابن خالد الأيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري، وأبو سهيل: هو نافع بن مالك، أو ابن أبي أنس. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2419).

وأخرجه البخاري (1899) و (3277) من طريق الليث عن عقيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7780) من طريق معمر، عن الزهري، به.

وينظر الاختلاف فيه على الزهري في "العلل" للدارقطني 10/ 75 - 78.

وسلف في الذي قبله.

ص: 189

عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني نافع بن أبي أنس، أنَّ أباه حدثه

أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل رمضانُ فُتِّحَتْ أبواب الجنَّة، وغُلِّقَتْ أبواب جهنّم، وسُلْسِلَتِ الشَّياطين"

(1)

.

2100 -

أخبرنا محمد بن خالد قال: حدثنا بشر بن شعيب، عن أبيه، عن الزهري قال: حدثني ابن أبي أنس مولى التيميِّين، أنَّ أباه حدثه

أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء

(2)

رمضان فُتِّحَتْ أبوابُ الرَّحمة، وغلِّقَتْ أبواب جهنَّم، وسُلْسِلَتِ الشَّياطين"

(3)

.

2101 -

أخبرنا الربيع بن سليمان في حديثه، عن ابن وَهْب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن ابن أبي أنس، أنَّ أباه حدثه

أنَّه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان

(4)

رمضانُ فُتِّحت أبواب الجنَّة، وغُلِّقَتْ أبواب جهنّم، وسُلْسِلَتِ الشَّياطين"

(5)

.

(1)

إسناده صحيح، عمُّ عُبيد الله بن سعد: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، وصالح: هو ابن كَيْسان المدني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2420).

وأخرجه أحمد (7781)، ومسلم (1079) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وسلف في سابقيه.

(2)

في (ق) و (م) وهامشي (ك) و (هـ): دخل، وفي هامش (م) كان.

(3)

إسناده صحيح، محمد بن خالد: هو ابن خَلِيّ الكَلاعي، وشعيب والد بشر: هو ابن أبي حمزة الأموي، وابن أبي أنس: هو نافع بن مالك بن عامر الأصبحي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2421).

وسلف في سابقيه.

(4)

في (م) ونسخة بهامش (ك): دخل.

(5)

إسناده صحيح، ابن وهب: هو عبد الله المصري، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2422).

وأخرجه مسلم (1079): (2)، وابن حبان (3434) من طريق حرملة بن يحيى، عن =

ص: 190

رواه ابن إسحاق عن الزهري:

2102 -

أخبرنا عبيد الله بن سعد قال: حدَّثنا عمي قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن ابن أبي أنس، عن أبيه

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل شهر رمضانَ فَتِّحَتْ أبواب الجنَّة، وغُلِّقَتْ

(1)

أبوابُ النَّار، وسُلْسِلَتِ الشَّياطين

(2)

.

قال أبو عبد الرحمن: هذا - يعني حديث ابن إسحاق - خطأٌ، ولم يسمعه ابن إسحاق من الزُّهريّ، والصواب ما تقدَّم ذِكْرُنا له.

2103 -

أخبرنا عبيد الله بن سعد قال: حدثنا عمي قال: حدثنا أبي، عن ابن

= ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (9204) عن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن عبد الله بن المبارك، عن يونس، به.

وأخرجه - أيضًا - (7783) عن عتّاب بن زياد، عن ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن ابن أبي أنيس، عن أبي هريرة، به. وليس فيه عن أبيه.

وسلف في سابقيه.

(1)

بعدها في (م) و (ر) وهامش (ك) زيادة: فيه.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، ابن إسحاق - وهو محمد - لم يسمعه من الزهري كما ذكر المصنف عَقِبَه.

وقد اختلفت الرواية على يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري - عَمّ عبيد الله بن سعد - فرواه عبيد الله - كما هنا - عن عمه يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن ابن أبي أنس، عن أبيه، عن أبي هريرة. ورواه - كما في الرواية التالية - عن عمه يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق قال: وذكر محمد بن مسلم - يعني الزهري - عن أويس بن أبي أويس عديد بني تيم، عن أنس بن مالك. ورواه أحمد في "المسند"(7782) عن يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق قال: ذُكِرَ أنَّ ابن شهاب - يعني الزهري - قال: حدثني ابن أبي أنس، أنه سمع أبا هريرة، ولم يقل: عن أبيه. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2423).

وسلف في سابقيه بأسانيد صحيحة.

ص: 191

إسحاق قال: وذكر محمد بن مسلم، عن أويس بن أبي أويس عديد بني تَيْم

(1)

.

عن أنس بن مالك، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"هذا رمضان قد جاءكم، تُفَتَّحُ فيه أبواب الجنَّة، وتُغَلَّقُ فيه أبوابُ النَّار، وتُسَلْسَلُ فيه الشَّياطين"

(2)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: هذا الحديث خطأ

(3)

.

‌5 - باب ذكر الاختلاف على مَعْمَر فيه

2104 -

أخبرنا أبو بكر بن علي قال: حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الأعلى، عن مَعْمَر، عن الزهري، عن أبي سلمة

عن أبي هريرة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُرَغِّبُ في قيام رمضان من غير عزيمة، وقال:"إذا دخل رمضانُ فُتِّحَتْ أبواب الجنَّة، وغُلِّقَتْ أبواب الجحيم، وسُلْسِلَتْ فيه الشَّياطين"

(4)

.

(1)

المثبت من (هـ) ونسخة في هامش (ك) وعليها علامة الصحة، وفي (ر) و (م) و (ق) يزيد بن تميم وفي نسخة بهامش (ك): يزيد بن سليم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كما سلف بيانه في الرواية السابقة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2424).

(3)

جاء بعدها في "الكبرى": ولم يسمعه ابن إسحاق من الزهري، والصواب ما تقدَّم ذكرنا له.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ ذِكْرَ أبي سلمة - وهو ابن عبد الرحمن بن عوف - في الإسناد وَهَمٌ، فقد نقل الدارقطني في "العلل" 10/ 76 عن جُلِّ أصحاب الزهري وأكابرهم بأنَّهم اتفقوا على قول واحد، وقالوا: عن الزهري، عن ابن أبي أنس، عن أبيه، عن أبي هريرة. قلت: وقد سلف هكذا على الجادة في الروايات (2098) و (2099) و (2100) و (2101). ثم إنه اختُلِفَ فيه على معمر - وهو ابن راشد البصري - كما يلي:

فرواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي - كما هنا وفي "السنن الكبرى"(2425) - عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

ورواه عبد الله بن المبارك - كما في الرواية التالية - عن معمر عن الزهري عن =

ص: 192

أرسله ابن المبارك:

2105 -

أخبرنا محمد بن حاتم قال: أخبرنا حِبَّان بن موسى - خُراساني - قال: أخبرنا، عبد الله عن مَعْمَر، عن الزهريّ

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل رمضانُ، فَتِّحَتْ أبواب الرَّحمة

(1)

، وغُلِّقَتْ أبواب جهنّم، وسُلْسِلَتِ الشَّياطين"

(2)

.

2106 -

أخبرنا بشر بن هلال قال: حدثنا عبد الوارث، عن أيوب، عن أبي قلابة

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكُم رمضان شهرٌ مبارك، فرَضَ اللهُ عز وجل عليكم صيامه، تُفَتَّحُ فيه أبواب السَّماء

(3)

، وتُغَلَّقُ فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشَّياطين، لِله فيه ليلة خير من ألف شهر، مَنْ حُرِمَ خيرَها فقد حُرِم"

(4)

.

= أبي هريرة، لم يذكر أبا سلمة في الإسناد.

ورواه عبد الرزاق - فيما أخرجه عنه أحمد (7780) - عن معمر، عن الزهري، عن ابن أبي أُنيس، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وينظر ما بعده.

(1)

في (م) ونسخة بهامش (ك): الجنة.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه؛ الزهري لم يسمع من أبي هريرة. وقد سلف ذكر الاختلاف على معمر في الرواية السابقة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2426).

(3)

في (هـ): الجنة.

(4)

بعضه صحيح، وبعضه حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ أبا قلابة - وهو عبد الله بن زيد الجرمي - روايته عن أبي هريرة مرسلة عبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني وهو في "السنن الكبرى" برقم (2427).

وأخرجه أحمد (7148) و (8991) و (8992) و (9497) من طرق عن أيوب، بهذا الإسناد.

وقوله: "تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغل فيه مردة الجن" سلف نحوه برقم (2097) ومكرراته، وهو حديث صحيح.=

ص: 193

2107 -

أخبرنا محمد بن منصور قال: حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة، قال:

عُدْنا عُتْبَةَ بنَ فَرْقَد، فتذاكَرْنا شهرَ رمضان، فقال: ما تذكرون؟ قلنا: شهر رمضان. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تُفَتَّحُ فيه أبواب الجنَّة، وتُغَلَّقُ فيه أبوابُ النَّار، وتُغَلُّ فيه الشَّياطين، ويُنادي مُنادٍ كلَّ ليلة: يا باغي الخيرِ هَلُمَّ، ويا باغِيَ الشَّرِّ أقصر"

(1)

. قال أبو عبد الرحمن: هذا خطأ.

2108 -

أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد قال: حدثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عَرْفَجة قال:

كنتُ في بيتٍ فيه عُتبه بن فَرقَد، فأردتُ أن أُحَدِّثَ بحديث، وكان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كأنه أولى بالحديث منِّي، فحدَّث الرَّجلُ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "في رمضانَ تُفَتَّحَ فيه أبوابُ السَّماء، وتُغَلَّقُ فيه أبواب النَّار،

= ويشهد لقوله: "أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه" حديث سلمان عند ابن خزيمة (1887)، وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.

ويشهد لقوله: "لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حُرِم" حديث أنس بن مالك عند ابن ماجه (1644)، وإسناده حسن بالمتابعات.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد أخطأ فيه سفيان - وهو ابن عيينة - فيما ذكر المصنف عقبه، وكما قال الإمام أحمد فيما نقل عنه ابنه في "العلل"(4738)، والصواب فيه كما في الرواية التالية: عن عطاء بن السائب، عن عرفجة، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في بيت فيه عتبة بن فرقد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2428).

وينظر تمام تخريجه والكلام عليه في الرواية التالية.

قال السندي: قوله: "وينادي مناد ..... " إلخ، فإن قلت: فأي فائدة في هذا النداء مع أنَّه غيرُ مسموع للناس؟ قلت: قد علم الناس به بإخبار الصادق وبه يحصل المطلوب بأن يتذكّر الإنسان كل ليلة بأنَّها ليلةُ المُناداة، فيتّعظ بها.

"يا باغي الخير" معناه: يا طالب الخير أقبل على فعل الخير، فهذا أوانك، فإنَّك تُعطى جزيلًا بعمل قليل ويا طالب الشرِّ أمسك وتُبْ، فإنَّه أوان التوبة.

ص: 194

ويُصَفَّدُ فيه كلُّ شيطانٍ مَرِيد، ويُنادي مُنادٍ كلَّ ليلة: يا طالب الخيرِ هَلُمَّ، ويا طالب الشَّرِّ أمسك"

(1)

.

‌6 - باب الرُّخصة في أن يقال لشهر رمضان: رمضانُ

2109 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا يحيى بن سعيد قال: أخبرنا المُهَلَّب بن أبي حبيبة. ح: وأخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: حدثنا يحيى، عن المُهَلَّب بن أبي حبيبة قال: أخبرني الحسن

عن أبي بَكْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يقولَنَّ أحدُكم: صُمْتُ رمضانَ ولا قُمْتُه كُلَّه" ولا أدري كرة التَّزكية أو قال: لا بُدَّ من غفلةٍ ورَقْدة

(2)

(3)

.

(1)

صحيح بشاهده، وهذا إسناد حسن من أجل عَرْفَجة - وهو ابن عبد الله الثقفي - فقد روى عنه جمع، ووثقه العجلي في "معرفة الثقات" ص 331، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 273.

وعطاء بن السائب - وإن كان قد اختلط - رواية شعبة عنه قبل الاختلاط، وصحابيه المبهم هو أبو عبد الله فيما ذكر الحافظ ابن حجر في "الإصابة" في الكنى 11/ 242، وفي "النكت الظراف" 7/ 234 - 235. محمد: هو ابن جعفر المعروف بغُنْدَر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2429)، وقال: وحديث شعبة هذا أولى بالصواب.

وأخرجه أحمد (18794) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد - أيضًا - (18795) عن عبيدة بن حميد، و (23491) عن إسماعيل بن علية، كلاهما عن عطاء بن السائب، به.

والحديث بتمامه له شاهد بإسناد حسن من حديث أبي هريرة، عند الترمذي (682)، وابن ماجه (1642).

وهو دون قوله: "ينادي منادٍ .... " الحديث، له شاهد صحيح من حديث أبي هريرة أيضًا، وقد سلف برقم (2097) ومكرراته. وتنظر الرواية السابقة.

(2)

في (هـ): يقظة، وبهامشها ما أثبت.

(3)

رجاله ثقات، إلَّا أنَّ الحسن - وهو ابن يسار البصري - مدلِّس، وقد عنعن فيه، مع أنَّ سماعه من أبي بكرة صحيح، فقد روى البخاري في "صحيحه" ثلاثة أحاديث صرّح فيها =

ص: 195

اللفظ لعبيد الله.

2110 -

أخبرنا عمران بن يزيد بن خالد قال: حدثنا شعيب قال: أخبرني ابن جُرَيج قال: أخبرني عطاء قال:

سمعتُ ابنَ عبَّاس يُخبرنا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: "إذا كان رمضانُ فاعتَمِري فيه، فإنَّ عُمرةٌ فيه تَعْدِلُ حِجَّةً"

(1)

.

= الحسن البصري بسماعه من أبي بكرة، وهي:(2704) و (3746) و (7109). يحيى بن سعيد: هو القطان. وعبيد الله بن سعيد: هو أبو قدامة السرخسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2430).

وأخرجه أحمد (20406)، وأبو داود (2415)، وابن حبان (3439) من طريق يحيى بن سعيد بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (20416) و (20488) من طريق قتادة، عن الحسن، به.

قال السندي: قوله: "لا يقولن أحدكم: صُمْتُ رمضان" فذِكْرُ "رمضان" بلا "شهر" دليلٌ على جواز إطلاقه كذلك والنهي ليس راجعًا إليه، وإنَّما هو راجع إلى نسبة الصوم إلى نفسه فيه كله، مع أن قبوله عند الله في محل الخطر.

قوله: "لا بُدَّ من غفلة" أي: فيعصي في حال الغفلة بوجهٍ لا يُناسب الصوم، فكيف يدَّعي بعد ذلك الصوم نفسه.

(1)

إسناده صحيح، شعيب: هو ابن إسحاق بن عبد الرحمن الأموي، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وروايته عن عطاء - وهو ابن أبي رباح - محمولة على الاتصال، ثمّ هو قد صرح بالتحديث عنه في هذه الرواية. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2431).

وأخرجه أحمد (2025)، والبخاري (1782)، ومسلم:(1256): (221)، والمصنف في "الكبرى"(4209)، وابن حبان (3700) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بتمامه ومطولًا - أحمد (2808) و (2809)، والبخاري (1863)، ومسلم (1256):(222). وابن ماجه (2994) من طرق عن عطاء به. وسُمِّيت المرأة في رواية البخاري ومسلم: أم سنان الأنصارية.

وأخرجه ابن حبان (3699) من طريق يعقوب بن عطاء، عن عطاء، به. وفيه تسمية المرأة أمّ سليم، لكن يعقوب بن عطاء ضعيف.=

ص: 196

‌7 - باب اختلاف أهل الآفاق في الرُّؤية

2111 -

أخبرنا علي بن حُجْر قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا محمد - وهو ابن أبي حَرْمَلة - قال: أخبرني كُرَيب، أنَّ أمَّ الفضل بعثته إلى معاوية بالشَّام، قال: فقدِمْتُ الشَّامَ، فقضَيْتُ حاجتها، واستُهلَّ عليَّ هلال رمضان وأنا بالشَّام، فرأيتُ الهلال ليلةَ الجمعة، ثُمَّ قدِمْتُ المدينةَ في آخر الشهر

فسألني عبد الله بن عبّاس، ثُمَّ ذكر الهلال، فقال: متى رأيتُم؟ فقلتُ: رأيناه ليلة الجمعة قال: أنتَ رأيته ليلة الجمعة؟ قلتُ: نَعَمْ، ورآه النَّاس، فصاموا وصام معاوية، قال: لكن رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصومُ حتّى نُكْمِلَ ثلاثين يومًا أو نراه. فقلتُ: أو لا تكتفي برؤية معاوية وأصحابه؟ قال: لا، هكذا أمرنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

(1)

.

= وأخرجه أبو داود (1990) - وفيه قصة - من طريق بكر بن عبد الله، عن ابن عباس، به.

قال السندي: قوله: "تَعْدِلُ حِجَّة" أي: تساويها ثوابًا، لا في سقوط الحج عن الذَّمة.

(1)

إسناده صحيح، صحيح، إسماعيل: هو ابن جعفر وكريب هو مولى ابن عباس. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2432).

وأخرجه مسلم (1087)، والترمذي (693)، كلاهما عن علي بن حجر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (2789)، ومسلم (1087)، وأبو داود (2332) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، به.

قوله: "واستُهِلَّ عليَّ هلال رمضان" قال النووي في "شرح مسلم" 7/ 197: هو بضم التاء من "استُهِلَّ"، وتابعه المباركفوري في "تحفة الأحوذي" 6/ 397. ونقل السندي عن "الصحاح" وجهين في ضبطها، فقال: على بناء الفاعل، أي: تبيَّن هلاله، أو المفعول، أي: رئي هلاله.

ثم قال السندي: قوله: "هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتمل أنَّ المراد به أنَّه أمرنا أن لا نقبل شهادة الواحد في حقِّ الإفطار، أو: أمرنا أن نعتمد على رؤية أهل بلدنا، ولا نعتمد على رؤية غيرهم، وإلى المعنى الثاني تميل ترجمة المصنف وغيره، لكنَّ المعنى الأَوَّلَ مُحتمِلٌ، فلا=

ص: 197

‌8 - باب قبول شهادة الرَّجل الواحد على هلال شهر رمضان وذكر الاختلاف فيه على سفيان في حديث سماك

2112 -

أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رِزْمَة قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن سفيان عن سماك، عن عكرمة

عن ابن عباس قال: جاء أعرابيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: رأيتُ الهلال. فقال: "أتشهَدُ أن لا إلهَ إِلَّا اللهُ وأنَّ محمدًا عبده ورسوله؟ " قال: نعم. فنادي النبي صلى الله عليه وسلم أن صوموا

(1)

.

2113 -

أخبرنا موسى بن عبد الرّحمن قال حدثنا حسين، عن زائدة عن سماك، عن عكرمة

عن ابن عباس قال: جاء أعرابيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبصَرْتُ الهلال اللَّيلةَ. فقال: "أتشهَدُ أن لا إلهَ إِلَّا اللهُ وأنَّ محمدًا عبده ورسوله؟ " قال:

= يستقيم الاستدلال، إذ الاحتمال يُفسد الاستدلال، وكأنَّهم رأوا أنَّ المُتبادَر هو الثاني، فبنوا عليه الاستدلال، والله أعلم.

(1)

حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف، سماك - وهو ابن حرب - روايته عن عكرمة - وهو مولي ابن عباس - مضطربة، وقد اختلفوا عليه في هذا الحديث، فروي عنه مرسلًا - كما سيأتي في الروايتين (2114) و (2115) - ورجّحه المصنِّف فيما نقل عنه المزي في "التحفة"(6104)، والزيلعي في "نصب الراية" 2/ 443، والترمذي عقب الرواية (691). سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2434).

وأخرجه أبو داود (2341) من طريق حماد بن سلمة، عن سماك، عن عكرمة، مرسلًا. وفيه: أن يقوموا، وأن يصوموا.

ويشهد له حديث ابن عمر بإسناد صحيح عند أبي داود (2342) بلفظ: تراءى الناسُ الهلال، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيتُه، فصام وأمر الناس بصيامه.

وتنظر الروايات الثلاث الآتية.

ص: 198

نَعَمْ قال: يا بلال، أذِّنْ في النَّاس فليصوموا غدًا"

(1)

.

2114 -

أخبرنا أحمد بن سليمان، عن أبي داود الحَفَري

(2)

، عن سفيان، عن سماك، عن عكرمة

مرسل

(3)

.

2115 -

أخبرنا محمد بن حاتم بن نُعيم - مِصِّيصيٌّ - قال: أخبرنا حِبَّان بن موسى المَرْوزي قال: أخبرنا عبد الله - هو ابن المبارك

(4)

- عن سفيان، عن سماك، عن عكرمة. مرسل

(5)

.

2116 -

أخبرني إبراهيم بن يعقوب قال: حدثنا سعيد بن شبيب أبو عثمان - وكان شيخًا صالحًا بِطَرَسُوس - قال: أخبرنا ابن أبي زائدة، عن حسين بن الحارث الجَدَلي، عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، أنَّه خطب النَّاسَ في اليوم الَّذي يُشَكُّ فيه، فقال:

ألا إني جالَسْتُ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وساءَلْتُهم، وإنَّهم حدَّثوني أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، وانْسُكوا لها، فإنْ

(1)

حسن لغيره، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السابقة حسين: هو ابن علي الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2433).

وأخرجه أبو داود (2340)، وابن حبان (3446) من طريقين عن حسين الجعفي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (2340)، والترمذي (691)، وابن ماجه (1652) من طريقين عن زائدة به.

قال السندي: قوله: "أذن في الناس" من التأذين أو الإيذان، والمراد مطلق النداء والإعلام.

(2)

قوله: الحَفَري، من (م).

(3)

حسن لغيره، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (2112)، أبو داود الحفري: هو عمر بن سعد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2435).

(4)

قوله: "هو ابن المبارك" من (م).

(5)

حسن لغيره، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (2112)، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2436).

ص: 199

غُمَّ عليكم فأتِمُّوا

(1)

ثلاثين، فإن شهِدَ شاهدان فصوموا وأفطروا"

(2)

.

‌9 - باب إكمال شعبان ثلاثين إذا كان غيمٌ، وذكر اختلاف الناقلين عن

(3)

أبي هريرة

2117 -

أخبرنا مُؤمل بن هشام، عن إسماعيل، عن شعبة، عن محمد بن زياد

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته، وأفطروا لِرُؤيتِه، فإن غُمَّ عليكم الشَّهرُ فعُدُّوا ثلاثين

(4)

.

(1)

في (ك): فأكملوا، وفي هامشها: فأتموا (نسخة).

(2)

صحيح لغيره دون قوله: "وانسكوا لها"، وقوله:"فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا"، وهذا إسناد اختُلِفَ فيه على ابن أبي زائدة - وهو يحيى بن زكريا - فرواه سعيد بن شبيب - كما هنا وفي "السنن الكبرى"(2437) - عنه، عن حسين بن الحارث الجدلي، بهذا الإسناد.

ورواه الإمام أحمد في "مسنده"(18895) عنه، عن حجاج بن أرطاة، عن حسين بن الحارث، به. فأدخل حجّاجًا بينه وبين حسين بن الحارث، والصواب ذكره فيما قال الحافظ المزِّي في "تهذيب الكمال" 17/ 123. وحجاج بن أرطاة ضعيف.

ويشهد للصحيح منه حديث أبي هريرة الآتي.

قال السندي: قوله: "في اليوم الذي يُشَكُّ فيه" أي: في أنه من رمضان أو من شعبان. "صوموا" أي: صوم الفرض. "وأفطروا" أي: لا تفطروا قبله بلا عذرٍ مُبيح. "وانْسُكوا" من "نَسَكَ"، والمُراد الحج، أي: الأضحية. "فإن غُمَّ" أي: حالَ بينكم وبين الهلال غيمٌ رقيق.

"فإن شهد شاهدان" أي: ولو بلا عِلَّة، وإلَّا فمع العِلَّة يكفي الواحد في رمضان كما تقدم، وقد مال إلى الأخذ بهذا الإطلاق بعضُ المتأخّرين من أصحابنا كالجمهور، وهو الوجه، واشتراط الجمِّ الغفير بلا غيم لا يخلو عن خفاءٍ من حيث الدليل، والله أعلم.

(3)

في (م) وهامش (ك): لخبر.

(4)

إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مِقْسَم الأسدي، المعروف بابن عُليَّة، ومحمد بن زياد: هو الجُمحي، مولى عثمان بن مظعون. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2438).=

ص: 200

2118 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا وَرْقاء، عن شعبة، عن محمد بن زياد

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته

(1)

، وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فاقْدُروا ثلاثين"

(2)

.

‌10 - باب ذِكْر الاختلاف على الزُّهريِّ في هذا الحديث

2119 -

أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري قال: حدثنا سليمان بن داود، قال حدثنا إبراهيم، عن محمد بن مسلم، عن سعيد بن المسيب

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتُم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإنْ غُمَّ عليكم فصوموا ثلاثين يومًا

(3)

.

=وأخرجه أحمد (9556) و (9853) و (9885)، والبخاري (1909)، ومسلم (1081):(19) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (9376) و (10060)، ومسلم (1081):(18) من طريقين عن محمد بن زياد، به.

وسيرد في الأرقام (2118) و (2119) و (2123) و (2138).

(1)

في (م) ونسخة بهامش (ك): لرؤية الهلال.

(2)

إسناده صحيح، ورقاء: هو ابن عمر اليَشْكُري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2439).

وأخرجه ابن حبان (3442) من طريق محمد بن عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد.

وسلف في الذي قبله.

(3)

إسناده صحيح إبراهيم: هو ابن سعد الزهري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2440).

وأخرجه أحمد (7581)، ومسلم (1081)(17)، وابن ماجه (1655) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7778)، وابن حبان (3457) من طريق معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة أو أحدهما، به.

وأخرجه أحمد (7516)، وابن حبان (3443) من طريقين، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به.=

ص: 201

2120 -

أخبرنا الربيع بن سليمان قال: حدَّثنا ابن وَهْبٍ قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: حدثني سالم بن عبد الله

أنَّ عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا رأيتموه

(1)

فصوموا، وإذا رأيتُموه فأفطروا، فإن

(2)

غُمَّ عليكم فاقْدُروا له"

(3)

.

2121 -

أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين - قراءةً عليه، وأنا أسمع، واللفظ له - عن ابن القاسم، عن مالك، عن نافع

عن ابن عمر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر، رمضان فقال:"لا تصوموا حتَّى تَرَوا الهلال، ولا تُفطِروا حتَّى تَرَوه، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له"

(4)

.

= وذكر الدارقطني في "العلل" 9/ 169 - 170 طرق الاختلاف على الزهري، ثم قال: وكلها محفوظة.

وينظر ما قبله وما بعده.

(1)

في (هـ) والمطبوع: إذا رأيتم الهلال.

(2)

في (ر): وإذا.

(3)

إسناده صحيح، ابن وهب: هو عبد الله المصري، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2441).

وأخرجه مسلم (1080): (8) من طريق ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (6323)، والبخاري (1900)، وابن ماجه (1654) من طريقين عن الزهري، به.

وأخرجه بتمامه ومختصرًا مسلم (1080): (9) و (12)، وابن حبان (3449) و (3455) من طرق عن ابن عمر، به.

وينظر ما قبله وما بعده، وما سيأتي برقمي (2141) و (2142).

قال السِّندي: قوله: "فاقْدروا له" بضمِّ الدَّال، وجُوَّز كسرها، أي: قدروا له تمام العدد الثلاثين، وقد جاء به الرواية، فلا التفات لتفسيرٍ آخر.

(4)

إسناده صحيح، ابن القاسم: هو عبد الرحمن، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2442).=

ص: 202

‌11 - باب ذكر الاختلاف على عُبيد الله بن عمر في هذا الحديث

2122 -

أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا عُبيد الله قال: حدثني نافع

عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تصوموا حتَّى تَرَوه

(1)

، ولا تُفطِروا حتَّى تَرَوه، فإن غُمَّ عليكم فاقْدُروا له"

(2)

.

2123 -

أخبرنا أبو بكر بن علي - صاحبُ حِمْصَ - قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر قال: حدَّثنا عُبيد الله، عن أبي الزناد، عن الأعرج

= وهو عند مالك في الموطأ" 1/ 286، ومن طريقه أخرجه أحمد (5294)، والبخاري (1906)، ومسلم (1080):(3).

وأخرجه الشافعي في "مسنده"(471)، والبخاري (1907) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، كلاهما عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، به. وفيه:"فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين".

قال الحافظ في "الفتح" 4/ 121 فيما نقله عن البيهقي في المعرفة": إن كانت رواية الشافعي والقعنبي من هذين الوجهين محفوظة، فيكون مالك قد رواه على الوجهين.

وأخرجه أحمد (4488)، ومسلم (1080):(6)، وأبو داود (2320) من طريق أيوب، ومسلم (1080):(7) من طريق سلمة بن علقمة، كلاهما عن نافع، به.

وينظر ما قبله وما بعده.

قال السندي: قوله: "لا تصوموا" بنيَّة الفرض. "ولا تفطروا" بلا عذر.

(1)

في (م) حتى تروا الهلال.

(2)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2443).

وأخرجه أحمد (4611)، ومسلم (1080):(5) من طريق يحيى بن سعيد بهذا الإسناد.

وفي أوله: "الشهر تسع وعشرون، الشهر هكذا وهكذا وهكذا".

وأخرجه - بنحو سابقه - مسلم (1080): (4) و (5)، وابن حبان (3451) من طريقين عن عبيد الله، به.

وينظر ما بعده.

ص: 203

عن أبي هريرة قال: ذَكَر رسول الله صلى الله عليه وسلم الهلال، فقال:"إذا رأيتُموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فعُدُّوا ثلاثين"

(1)

.

‌12 - باب ذِكْر الاختلاف على عمرو بن دينار في حديث ابن عباس فيه

2124 -

أخبرنا أحمد بن عثمان أبو الجوزاء - وهو ثقة بصري - أخو أبي العالية قال: حدثنا حَبَّان بن هلال قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لِرُؤيتِه

(2)

، وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العِدَّةَ ثلاثين"

(3)

.

2125 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد قال: حدثنا سفيان، عن عمرو ابن دينار، عن محمد بن حنين

(4)

.

عن ابن عباس قال: عَجِبْتُ ممَّن يتقدَّم الشَّهر وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ محمد بن بشر خالف يحيى القطان، فرواه يحيى - كما في الرواية السابقة - عن عبيد الله، عن نافع عن ابن عمر، ونقل المزي في "التحفة" (8214) عن النسائي قوله: حديث يحيى عندنا أولى بالصواب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2444).

وأخرجه مسلم (1081): (20) عن ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7864) عن محمد بن بشر، به.

وسلف برقم (2117).

(2)

في نسخة بهامش (ك): صوموا لرؤية الهلال، وفي:(هـ): صوموا الهلال لرؤيته.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّه اختُلِفَ فيه على عمرو بن دينار كما ذكر المصنف، فرواه سفيان بن عيينة - كما في الرواية التالية - عن عمرو بن دينار، عن محمد بن حنين، عن ابن عباس. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2445).

وقد رُوي من طرق أخرى عن ابن عباس كما سيأتي بيانه عند الرواية (2129).

ويشهد له حديثا ابن عمر وأبي هريرة السابقان وغيرهما.

(4)

تصحف في (هـ) ونسخة بهامش (ك) إلى: حسين، وجاء في هامش (هـ): حنين (نسخة)، ونبّه عليه في هامش (ك).

ص: 204

إذا رأيتُم الهلال فصوموا، وإذا رأيتُموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العِدَّةَ ثلاثين

(1)

"

(2)

.

‌13 - باب ذِكْر الاختلاف على منصور في حديث ربعي فيه

2126 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا جرير عن منصور، عن ربعي بن حراش

عن حذيفة بن اليمان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَقَدَّموا

(3)

الشَّهرَ حتَّى تَرَوا الهلالَ قبله، أو تُكملوا العِدَّة، ثُمَّ صوموا حتى تروا الهلال، أو تُكملوا العدة قَبْلَه"

(4)

.

(1)

في (م): فعدوا ثلاثين وفي هامشها: فأكملوا العدة ثلاثين. (نسخة).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف محمد بن حُنين تفرَّد بالرواية عنه عمرو بن دينار، فهو في عداد المجهولين، ثم إنّه اختلف فيه على عمرو بن دينار، فرواه حماد بن سلمة - كما في الرواية السابقة - عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، لم يذكر بينهما محمد بن حنين.

سفيان: هو ابن عيينة، وقد ذكر المزي محمد بن حنين في "تهذيبه" من الأوهام، وأورد الحديث في التحفة" 5/ 230 في ترجمة محمد بن جبير بن مطعم، ووَهَّمَ أبا القاسم ابن عساكر في قوله: محمد بن حنين، فتعقبه الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 5/ 230 بأنه كذلك هو محمد بن حنين في نسخ قديمة للنسائي، وكذا هو عند الخطيب البغدادي والدارقطني وابن ماكولا. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2446).

وأخرجه أحمد (1931) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه - أيضًا - (3474) من طريق ابن جريج، عن عمرو بن دينار، به ووقع فيه:"محمد بن جبير" بدل "محمد بن حنين"، وهو خطأ نُبِّه عليه هناك.

قال السندي: قوله: "من يتقدَّم الشهر" أي: يستقبله بالصوم، وفيه أنَّ مَحْمَلَ الحديث الفرضُ، فلا إشكال بهذا الحديث بنية النفل، والله أعلم.

(3)

في (م) ونسخة بهامش (ك): لا تتقدموا.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنَّ جريرًا - وهو ابن عبد الحميد الضبي - =

ص: 205

2127 -

أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرَّحمن قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن ربعي

عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَقَدَّموا الشَّهْرَ حَتَّى تُكْمِلُوا العِدَّة، أو تَرَوا الهلال، ثُمَّ تصوموا

(1)

، ولا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوا الهلال أو تُكْمِلُوا العِدَّةَ ثلاثين"

(2)

.

أرسله الحجاج بن أرطاة:

2128 -

أخبرنا محمد بن حاتم قال: حدثنا حِبَّان قال: حدثنا عبد الله، عن الحجاج بن أرطاة، عن منصور

عن ربعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتُم الهلال فصوموا، وإذا رأيتُموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم، فأتِمُّوا شعبان ثلاثين

(3)

إِلَّا أَن تَرَوا

= تفرد بتسمية الصحابي "حذيفة"، قال المصنف فيما نقل عنه المزّي في "التحفة" 3/ 28: لا أعلم أحدًا من أصحاب منصور قال في هذا الحديث: "عن حذيفة" غير جرير، وحجاج ضعيف لا تقوم به حجّة. وبنحو قول المصنف قال البزار عقب الحديث (2855). ورد ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق 3/ 206 على ابن الجوزي أنَّ أحمد ضعف حديث حذيفة بأنه وهم من ابن الجوزي وأنَّ جهالة الصحابي غير قادحة في صحة الحديث. وقال البيهقي 4/ 208: وصله جرير عن منصور بتسمية حذيفة، وهو ثقة حجّة. منصور: هو ابن المعتمر.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2447).

وأخرجه أبو داود (2326)، وابن حبان (3458) من طريق جرير، بهذا الإسناد.

وتنظر الروايتان التاليتان.

(1)

في (ك): صوموا.

(2)

إسناده صحيح وجهالة الصحابي غير قادحة في صحته، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2448).

وأخرجه أحمد (18825) عن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وينظر ما قبله وما بعده.

(3)

كلمة "ثلاثين" ليست في (م)، وجاء بعد قوله: فأتموا في هامش (ك): ثلاثين أتمُّوا =

ص: 206

الهلال قبل ذلك، ثُمَّ صوموا رمضانَ ثلاثين إِلَّا أَن تَرَوا الهلال قبل ذلك"

(1)

.

2129 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا حاتم بن أبي صَغِيرة، عن سماك بن حرب، عن عكرمة قال:

حدَّثنا ابن عبّاس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"صوموا لرؤيته، وأفطروا لِرُؤيتِه، فإِنْ حالَ بينكم وبينَه سحابٌ، فأكملوا العِدَّة، ولا تستقبلوا الشَّهر استقبالًا"

(2)

.

= (نسخة) وهي كذلك في رواية "السنن الكبرى" برقم (2449).

(1)

حديث صحيح كما سلف في الروايتين السابقتين، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، ولضعف حجاج بن أرطأة حِبَّان: هو ابن موسى، وعبد الله: هو ابن المبارك. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2449).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير سماك بن حرب فهو صدوق وفي روايته عن عكرمة - وهو مولى ابن عباس - اضطراب، لكنَّه توبع إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُليَّة.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2450).

وأخرجه أحمد (1985) عن إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد، وزاد: قال حاتم: يعني عدة شعبان.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (2335)، وأبو داود (2327) من طريق زائدة، سماك، به.

وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(11706) من طريق أشعث بن سوار، عن عكرمة، به.

وأخرجه - مختصرًا ضمن سياق مطول - مسلم (1088) من طريق أبي البختري، عن ابن عباس، به.

وأخرجه - بنحوه - مالك في "الموطأ" 1/ 87 من طريق ثور بن زيد الديلي، عن ابن عباس، به. ورجاله ثقات، إلا أنه منقطع.

وسيرد بنحوه في الرواية التالية، وفي الرواية (2189) وفيه قصة.

وينظر ما سلف برقمي (2124) و (2125).

ص: 207

2130 -

أخبرنا قتيبة قال: حدثنا أبو الأحوص عن سماك، عن عكرمة

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصوموا قبل رمضان، صوموا للرؤية

(1)

، وأفطروا للرُّؤية، فإن حالَتْ دونَه غَيايةٌ فأكملوا ثلاثين"

(2)

.

‌14 - باب كمِ الشَّهرُ، وذِكْرُ الاختلاف على الزُّهري في الخبر عن عائشة

(3)

2131 -

أخبرنا نصر بن علي

(4)

الجَهْضَمِيُّ، عن عبد الأعلى قال: حدَّثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن عروة

(5)

عن عائشة قالت: أقسم رسولُ الله الله صلى الله عليه وسلم أن لا يدخُلَ على نسائه شهرًا، فلَبِثَ تسعًا وعشرين، فقلتُ: أليس قد كنتَ

(6)

آلَيْتَ شهرًا؟ فعدَدْتُ الأَيَّامَ تسعًا وعشرين، فقال رسول الله:"الشَّهرُ تِسْعٌ وعشرون"

(7)

.

(1)

في (هـ) هنا وفي الموضع الآتي: لرؤيته.

(2)

حديث صحيح كما سلف ذكره في الرواية السابقة قتيبة: هو ابن سعيد، وأبو الأحوص: هو سلام بن سُلَيم الحنفي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2451).

وأخرجه الترمذي (688)، وابن حبان (3594) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث ابن عباس حسن صحيح، وقد رُوي عنه من غير وجه.

وقوله: "غياية"؛ قال السندي: هو السحابة.

(3)

في نسخة على هامشي (ك) و (هـ): خبر عائشة.

(4)

بعدها في (ر) ونسخة على هامش (ك) زيادة بن نصر.

(5)

قوله: "عن عروة" سقط من (ك) و (ق).

(6)

كلمة "كنت" ليست في (ر).

(7)

إسناده صحيح عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي، ومعمر: هو ابن راشد البصري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2452).

وأخرجه أحمد (24050) عن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (25301)، ومسلم (1083) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، بهذا =

ص: 208

2132 -

أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم قال: حدثنا عمي قال: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، أنَّ عُبيد الله بن عبد الله بن أبي ثَوْر حدَّثه. ح: وأخبرنا عمرو بن منصور قال: حدثنا الحكم بن نافع قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عُبيد الله بن عبد الله بن أبي ثَوْر

عن ابن عباس قال: لم أزل حريصًا أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله لهما: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] وساق الحديث، وقال فيه: فاعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه من أجل ذلك الحديث حين

(1)

أفشَتْه حفصة إلى عائشة تسعًا وعشرين ليلة. قالت عائشة: وكان

(2)

قال: "ما أنا بداخل عليهنَّ شهرًا" من شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عليهِنَّ حينَ حدَّثه الله عز وجل حديثهنَّ،

= الإسناد. إلَّا أنَّه ورد في رواية مسلم قوله: أقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن لا يدخل على نسائه شهرًا، من بلاغات الزهري.

وأخرجه أحمد (24743) و (26066) و (26067)، وابن ماجه (2059) من طرق عن عائشة، به.

وينظر ما سيأتي في الرواية التالية.

قال السندي: قوله: "فلبِثَ تسعًا وعشرين" أي: بلا دخول عليهنَّ، ثم دخل عليهنَّ.

"آلَيْتَ أي: حلَفْتَ. "شهرًا" فيه اختصار يوضحه سائر الروايات، أي: لا تدخل علينا شهرًا، وجعل "شهرًا" للإيلاء، لا يُساعده النظر في المعنى.

"الشهر" التعريف للعهد، أي هذا الشهر، وهذا يقتضي أنَّ الشهر كان بالهلال لا بالأيام، وكأنَّه خفي الهلالُ على الناس، وعلم النبي صلى الله عليه وسلم به بقول جبريل كما سيجيء - يعني في الرواية (2133) - فلذلك اعترضت عائشة بما اعترضت، فبيّن لها النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقة الأمر، لكن مقتضى العد أنَّ الشهر كان على الأيَّام، إلا أن يقال: زعمت عائشة أن الشهر ثلاثون وإن رئي الهلال قبل ذلك، وهذا بعيد، والله أعلم.

(1)

في (ق): حيث.

(2)

بعدها في (هـ) زيادة: قد.

ص: 209

فلمَّا مضَتْ تِسْعٌ وعشرون ليلةً دخل على عائشة، فبدأ بها، فقالت له عائشة: إِنَّكَ قد كنتَ آلَيْتَ يا رسول الله أن لا تدخُلَ علينا شهرًا، وإنَّا أصبَحْنا من تسع وعشرين ليلةً نعدُّها عددًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الشَّهرُ تسعٌ وعشرون ليلةً"

(1)

.

‌15 - باب ذِكْر خبر ابن عباس فيه

2133 -

أخبرنا عمرو بن يزيد - هو أبو بريد الجَرْمي بصريٌّ - عن بَهْزٍ قال: حدثنا شعبة، عن سلمة، عن أبي الحكم

عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتاني جبريل عليه السلام، فقال:

(1)

إسناداه صحيحان، عمّ عبيد الله: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، وصالح: هو ابن كيسان، وشعيب: هو ابن أبي حمزة الأموي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2453).

وأخرجه - مطولًا - البخاري (5191) عن الحكم بن نافع، بهذا الإسناد.

وأخرجه - كذلك أيضًا - (2468) من طريق عقيل، عن الزهري، به.

قال الحافظ في "الفتح" 9/ 290: ظاهر هذا السياق يوهم أنه من تتمة حديث عمر، فيكون قد حضر ذلك من عائشة، وهو محتمل عندي، لكن يقوى أن يكون هذا من تعاليق الزهري هذا الطريق، فإنَّ هذا القدر عنده عن عروة، عن عائشة، أخرجه مسلم - كما سلف بيانه في الرواية السابقة - من رواية معمر عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أقسم أنه لا يدخل على نسائه شهرًا. قال الزهري: فأخبرني عن عروة، عن عائشة قالت

فذكره.

وأخرجه - بنحوه مطولًا - أحمد (222)، ومسلم (1479):(34)، والترمذي (2461) و (3318)، والمصنف في "الكبرى"(9112)، وابن حبان (4268) من طريق معمر، عن الزهري، به. وجاء في آخره من كلام عمر دون ذكر عائشة: وكان أقسم أن لا يدخل عليهنَّ شهرًا من شدَّة موجدته عليهنَّ، حتى عاتبه الله عز وجل.

وينظر ما سيأتي برقم (3455).

قال السندي: قوله: "أَفْشَتْه": أي: أظهَرَتْه. "مَوْجِدَته": غضبته.

وقوله: "الشهر تسعٌ" أي: ذلك الشهر، أو المراد: الشهر أحيانًا يكون كذلك.

ص: 210

الشهر تِسْعٌ وعشرون يومًا"

(1)

.

2134 -

أخبرنا محمد بن بشار، عن محمد، وذكر كلمةً معناها: حدثنا شعبة، عن سلمة قال

(2)

: سمعت أبا الحكم

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشَّهرُ تِسْعٌ وعشرون يومًا"

(3)

.

‌16 - باب ذِكْر الاختلاف على إسماعيل في خبر سعد بن مالك فيه

2135 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن بشر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص

عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ضرَبَ بيده على الأخرى، وقال:"الشَّهرُ هكذا، وهكذا، وهكذا" ونَقَصَ في الثَّالثة إصبعًا

(4)

.

(1)

إسناده صحيح، بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وسلمة: هو ابن كُهَيل، وأبو الحكم: هو عمران بن الحارث السلمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2454).

وأخرجه أحمد (1885) عن عمرو بن الهيثم، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (2103) من طريق سفيان الثوري، عن سلمة، به.

وسيرد في الرواية التالية دون ذكر جبريل.

(2)

بعدها في (ك) زيادة: سلمة.

(3)

إسناده صحيح، محمد هو ابن جعفر المعروف بغُنْدَر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2455).

وأخرجه أحمد (3158) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وسلف في الرواية السابقة.

(4)

إسناده صحيح، وقد اختلف فيه على إسماعيل بن أبي خالد في وصله وإرساله، فوصله محمد بن بشر كما في هذه الرواية، وعبد الله بن المبارك - كما في الرواية التالية - وغيرهما، وأرسله محمد بن عبيد ويحيى القطان وغيرهما كما في الرواية (2137)، ونقل المِزِّيُّ عن المصنف قوله: حديث يحيى أولى بالصواب عندي. اهـ. لكن الموصول صحيح، فقد أخرجه =

ص: 211

2136 -

أخبرنا سويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله عن إسماعيل، عن محمد بن سعد

عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الشَّهرُ هكذا، وهكذا، وهكذا" يعني تسعةً وعشرين

(1)

.

رواه يحيى بن سعيد وغيره، عن إسماعيل، عن محمد بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم

(2)

:

2137 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدَّثنا محمد بن عُبيد قال: حدثنا إسماعيل

عن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشهر هكذا، وهكذا، وهكذا" وصفَّقَ محمدُ بنُ عُبَيدٍ بيديه يَنْعَتُها ثلاثًا، ثُمَّ قبضَ في الثالثة الإبهام في اليسرى

(3)

. قال يحيى بن سعيد: قلتُ لإسماعيل: عن أبيه؟ قال: لا.

= مسلم كما سيأتي، وقال أبو حاتم في "العلل" 1/ 255 (754): المتصل أشبه؛ لأنَّ الثقات قد اتفقوا عليه. وقال الدارقطني في "العلل" 4/ 359: كان إسماعيل بن أبي خالد مرَّةً يصله ومرَّةً يرسله. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2456).

وأخرجه أحمد (1594)، ومسلم (1086):(26)، وابن ماجه (1657) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (1595)، ومسلم (1086) من طريق زائدة بن قدامة، عن إسماعيل، به.

قال السندي: قوله: "ونَقَصَ في الثالثة" والمراد أنَّ ذلك الشهر أو الشهر أحيانا يكون تسعًا وعشرين، وهكذا كلُّ ما جاء من هذا القبيل، والله أعلم.

(1)

إسناده صحيح، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السابقة، عبد الله: هو ابن المبارك.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2457).

وأخرجه أحمد (1596)، ومسلم (1086) من طريق ابن المبارك، بهذا الإسناد.

(2)

زاد بعده في "التحفة"(3920): حديث يحيى أولى بالصواب عندي.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه منقطع، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (2135). وهو في "السنن الكبرى" برقم (2458).

ص: 212

‌17 - باب ذكر الاختلاف على يحيى بن أبي كثير في خبر أبي سلمة فيه

2138 -

أخبرنا أبو داود قال: حدثنا هارون قال: حدَّثنا عليٌّ - هو ابن المبارك - قال: حدثنا يحيى، عن أبي سلمة

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهر يكون تسعةً وعشرين، ويكون ثلاثينَ، فإذا رأيتُموه فصوموا، وإذا رأيتُموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدة"

(1)

.

2139 -

أخبرني عُبيد الله فضالة بن إبراهيم قال: أخبرنا محمد قال: حدثنا معاوية

(2)

. ح: وأخبرني أحمد بن محمد بن المغيرة قال: حدثنا عثمان بن سعيد، عن معاوية - واللفظ له - عن يحيى بن أبي كثير، أنَّ أبا سلمة أخبره

أَنَّهُ سمِعَ عبد الله - وهو ابن عمر - يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الشَّهرُ تِسْعٌ وعشرون"

(3)

.

(1)

إسناده صحيح أبو داود هو سليمان بن سيف، وهارون: هو ابن إسماعيل البصري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2459).

وينظر ما سلف برقم (2117).

قوله: "الشهر يكون تسعة وعشرين، ويكون ثلاثين" قال السِّندي: أي: أحيانًا كذا، وأحيانًا كذا، والمقصود أنه إذا كان مختلفًا فالعبرة برؤية الهلال.

(2)

بعدها في نسخة على هامش (ك): هو ابن سلام.

(3)

إسناداه صحيحان، محمد: هو ابن المبارك الصُّوري، وعثمان بن سعيد: هو ابن كثير بن دينار الحمصي، ومعاوية: هو ابن سلام، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2460).

وأخرجه أحمد (4981) عن هشام بن سعيد، عن معاوية بن سلام، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (5453)، ومسلم (1080):(11) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن يحيى بن أبي كثير، به.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (4866) و (5182) و (24247) من طريق يحيى بن عبد الرحمن =

ص: 213

2140 -

أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن الأسود بن قيس، عن سعيد بن عمرو

عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لا نكتب ولا نحسُبُ، الشَّهرُ هكذا، وهكذا، وهكذا" ثلاثًا

(1)

، حتّى ذكرَ تِسْعًا وعشرين

(2)

.

2141 -

أخبرنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، عن محمد، عن شعبة، عن الأسود بن قيس قال: سمعتُ سعيد بن عمرو بن

(3)

سعيد بن العاص

= ابن حاطب، وأحمد (6074)، ومسلم (1080):(16) من طريق سعد بن عبيدة، كلاهما عن ابن عمر، به.

وسيرد برقم (2143).

وينظر ما سلف برقم (2120)، وما سيأتي في الروايات الثلاث التالية.

(1)

كلمة "ثلاثًا" ليست في (ر).

(2)

إسناده صحيح عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2461).

وأخرجه أحمد (5137)، ومسلم بإثر (1080):(15) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (5137) عن إسحاق الأزرق، عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه أحمد (6129) عن عبيدة بن حميد عن الأسود بن قيس، به.

وأخرجه: مسلم (1080): (12) من طريق موسى بن طلحة، عن ابن عمر، به. دون قوله:"إِنَّا أمة أمية".

وسيرد في الرواية التالية، وبنحوه في الروايتين (2142) و (2143).

وينظر ما قبله.

قال السندي: قوله: "أُميَّة" أي: منسوبة إلى الأم، باعتبار البقاء على الحالة التي خرجنا عليها من بطون أمهاتنا في عدم معرفة الكتابة والحساب؛ فلذلك ما كلفنا الله تعالى بحساب أهل النجوم، ولا بالشهور الشمسية الخفيَّة، بل كلَّفنا بالشهور القمرية الجليَّة، لكنَّها مختلفة كما بين بالإشارة مرَّتين كما في كثير من الروايات، فالعبرة حينئذ للرؤية، والله أعلم.

(3)

تحرفت في نسخة على هامش (ك) إلى: عن.

ص: 214

أنَّه سَمِعَ ابن عمر يُحدِّثُ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لا نحسُبُ ولا نكتُبُ والشَّهرُ، هكذا، وهكذا، وهكذا" وعَقَدَ الإبهام في والشَّهر هكذا وهكذا وهكذا" تمامَ الثَّلاثين

(1)

.

2142 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا خالد قال: حدثنا شعبة، عن جَبَلَة بن سُحَيم

عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الشَّهر هكذا" ووصَفَ شعبةُ عن صِفَةِ جَبَلة، عن صِفَةِ ابن عمر، أنَّه تِسْعٌ وعشرون فيما حكى مِنْ صَنيعه

(2)

مرَّتين بأصابع يَدَيه، ونَقَصَ في الثَّالثة إصبعًا من أصابع يَدَيه

(3)

.

2143 -

أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد قال: حدثنا شعبة، عن عُقبة - يعني ابن حُرَيث - قال:

سمعتُ ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشَّهرُ تِسْعٌ وعشرون"

(4)

.

(1)

إسناده صحيح، محمد: هو ابن جعفر المعروف بغُنْدَر. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2462) و (5853).

وأخرجه مسلم (1080): (15) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (5017)، ومسلم (1080):(15) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه البخاري (1913)، وأبو داود (2319) من طريقين عن شعبة، به.

وسلف في الذي قبله.

(2)

في نسخة في (ك): صنعه.

(3)

إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث الهُجَيمي. وهو في "السنن الكبرى"(2463).

وأخرجه أحمد (5039) و (5536)، والبخاري (1908) و (5302)، ومسلم (1080):(13)، وابن حبان (3454) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وينظر ما قبله وما بعده.

(4)

إسناده صحيح، محمد: هو ابن جعفر، المعروف بغُنْدَر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2464).=

ص: 215

‌18 - باب الحثِّ على السُّحور

2144 -

أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرّحمن قال: حدثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن عاصم، عن زِرٍّ

عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تَسحَّروا، فإِنَّ في السُّحورِ بركة"

(1)

وقَفَه عبيد الله بن سعيد:

2145 -

أخبرنا عُبيد الله بن سعيد قال: حدثنا عبد الرَّحمن، عن أبي بكر بن عيَّاش، عن عاصم، عن زِرٍّ

عن عبد الله قال: تَسحَّروا

(2)

. قال عُبيد الله: لا أدري كيف لفظه.

= وأخرجه أحمد (5484)، ومسلم (1080):(14) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (2139). وتنظر الأحاديث الثلاثة قبله.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عاصم - وهو ابن بهدلة - فهو صدوق حسن الحديث، وقد اختُلِفَ في رفعه ووقفه فرواه محمد بن بشار، عن عبد الرحمن - وهو ابن مهدي - هكذا مرفوعًا. ورواه عبيد الله بن سعيد - كما في الرواية التالية - عن عبد الرحمن، به موقوفًا. وقال المصنف فيما نقل عنه المِزّي في "التحفة" (9218): عبيد الله أثبت عندنا من محمد بن بشار، وحديثه أولى بالصواب. وقال الدارقطني في "العلل" 5/ 68: والموقوف هو الصحيح. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2465).

ويشهد له مرفوعًا حديث أنس الآتي برقم (2146)، وحديث أبي هريرة الآتي (2147).

قال السندي: قوله: "فإنَّ في السَّحور" بفتح السين: ما يُتَسحَّرُ به من الطعام والشراب، وبالضمِّ: أكله. والوجهان جائزان هاهنا.

وتوصيف الطعام بالبركة، باعتبار ما في أكله من الأجر والثواب والتقوية على الصوم، وما يتضمنه من الذكر والدعاء في ذلك الوقت.

(2)

إسناده حسن من أجل عاصم: وهو ابن بهدلة، وسلف الكلام على الاختلاف في رفعه ووقفه في الرواية السابقة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2466).

ص: 216

2146 -

أخبرنا قتيبة، قال: حدَّثنا أبو عوانة، عن قتادة وعبد العزيز

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَسحَّروا، فإِنَّ في السحور بركة"

(1)

.

‌19 - باب ذِكْر الاختلاف على عبد الملك بن أبي سليمان في هذا الحديث

2147 -

أخبرنا علي بن سعيد بن جَرير - نسائي - قال: حدثنا أبو الربيع قال: حدَّثنا منصور بن أبي الأسود، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَسحَّروا، فإِنَّ فِي السَّحورِ بركة"

(2)

.

2148 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا يزيد قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء

(1)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وقتادة: هو ابن دِعامة السّدوسي، وعبد العزيز: هو ابن صهيب. وهو في "السنن الكبرى"(2467).

وأخرجه مسلم (1095)، والترمذي، (708)، كلاهما عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (13390) عن يونس بن محمد المؤدب، عن أبي عوانة، به.

وأخرجه أحمد (13551)، وابن حبان (3466) من طريقين عن أبي عوانة، عن قتادة وحده، به.

وأخرجه أحمد (13245) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به.

وأخرجه أحمد (11950) و (13704) و (13993)، والبخاري (1923)، ومسلم (1095)، وابن ماجه (1692) من طرق عن عبد العزيز، به.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد الملك بن أبي سليمان، وقد اختُلِفَ عليه في رفعه ووقفه، فرُوي عنه مرفوعًا كما في هذه الرواية، وموقوفًا كما في الرواية التالية، وتابعه على رفعه ابن أبي ليلى كما في الروايتين (2149) و (2150)، ويعقوب بن عطاء فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 11/ 103، ثم قال: ورفعه صحيح أبو الربيع: هو سليمان بن داود الزهراني، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2468).

ص: 217

عن أبي هريرة قال: تَسحَروا، فإِنَّ في السَّحور بركةً

(1)

.

رفعه ابن أبي ليلى:

2149 -

أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا ابن أبي ليلى عن عطاء

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تَسحروا، فإِنَّ في السحور بركة"

(2)

.

2150 -

أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَسحَّروا، فإِنَّ فِي السَّحورِ بركة"

(3)

.

2151 -

أخبرنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا أبو بكر بن خَلادٍ قال: حدثنا محمد بن فُضَيل قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَسحَّروا، فإنَّ في السحور بركة"

(4)

.

(1)

إسناده قوي من أجل عبد الملك بن أبي سليمان، وسلف الكلام في الاختلاف عليه في رفعه ووقفه في الرواية السابقة، يزيد هو ابن هارون وهو في "السنن الكبرى" برقم (2469).

(2)

حديث صحيح، ابن أبي ليلى - وهو محمد بن عبد الرحمن - سيِّئ الحفظ، لكنَّه تُوبع كما في الرواية (2147)، وباقي رجال الإسناد ثقات، يحيى: هو ابن سعيد القطان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2470).

وأخرجه أحمد (10185) عن وكيع، عن ابن أبي ليلى، بهذا الإسناد.

وسيرد في الرواية التالية.

(3)

حديث صحيح كسابقه سفيان هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2471).

وأخرجه أحمد (8898) عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

(4)

حديث صحيح، يحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وهو في "السنن الكبرى"(2472).

وسلف برقم (2147).

ص: 218

قال أبو عبد الرحمن: حديث يحيى بن سعيد هذا إسناده حسن، وهو منكر، وأخاف أن يكون الغلط من محمد بن فضيل

(1)

.

‌20 - باب تأخير السُّحور، وذِكْر الاختلاف على زِر فيه

2152 -

أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب قال: أخبرنا وكيع قال: حدثنا سفيان، عن عاصم عن زِرّ قال:

قلنا لحذيفة: أي ساعةٍ تسحَّرْتَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو النَّهار، إِلَّا أَنَّ الشَّمسَ لم تَطْلُعْ

(2)

.

2153 -

أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد قال: حدثنا شعبة، عن عدي قال: سمعتُ زِرَّ بن حُبَيشٍ قال:

(1)

وقال البزار في "البحر الزخار"(8702): لا نعلم رواه عن ابن فضيل إلا أبو بكر بن خلاد، ولم يتابع عليه، وذكر أنه سمعه منه بمكة.

(2)

رجاله ثقات غير عاصم - وهو ابن بهدلة - فهو صدوق حسن الحديث، وقد خولف في رفع الحديث، فقد رواه من هو أوثَقُ منه فوقفَه، فرواه عدي بن ثابت - كما في الرواية التالية - عن زر، عن حذيفة موقوفًا. ورواه صلة بن زُفَر - كما في الرواية (2154) - عن حذيفة موقوفًا أيضًا. وقال المصنف فيما نقل عنه المزّي في "التحفة" 3/ 32 (3325): لا نعلم أحدًا رفعه غير عاصم، فإن كان رفْعُه صحيحًا فمعناه: أنَّه النّهار، كقوله:{فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} [البقرة: 231]، معناه: إذا قارَبْنَ البلوغ، وكقول القائل: بلغنا المنزل؛ إذا قاربه. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، وزِرّ: هو ابن حُبَيْش. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2473).

وأخرجه أحمد (23400) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (23392) عن مؤمل، عن سفيان، به.

وأخرجه - بنحوه مطولًا ومختصرًا - أحمد (23361) و (23442)، وابن ماجه (1695) من طرق عن عاصم، به.

ونقل ابن رجب في "فتح الباري" 4/ 224 عن الجوزجاني قوله: هو حديث أعيا أهل العلم معرفته.

ص: 219

تَسحَّرْتُ مع حذيفة، ثُمَّ خَرَجْنا إلى الصَّلاة، فلما أتينا المسجد صلينا

(1)

ركعتين، وأُقيمَتِ الصَّلاةُ وليس بينهما إِلَّا هُنَيْهةٌ

(2)

.

2154 -

أخبرنا عمرو بن عليّ قال: حدثنا محمد بن فُضَيل قال: حدثنا أبو يعفور

(3)

قال: حدثنا إبراهيم، عن صلة بن زُفَر قال:

تَسَحَّرْتُ مع حذيفة، ثُمَّ خَرَجْنا إلى المسجد

(4)

، فصلينا ركعتي الفجر، ثُمَّ أُقيمَتِ الصَّلاةُ، فصلينا

(5)

.

‌21 - باب قَدْر ما بين السحور وبين صلاة الصُّبح

2155 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا وكيع قال: حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس

عن زيد بن ثابت قال: تَسحَّرْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قُمْنا إلى الصَّلاة. قلتُ: كَمْ كانَ بينَهما؟ قال: قَدْرُ ما يقرأُ الرَّجلُ خمسين آية

(6)

.

(1)

في (م) وهامش (ك): صلّى، وفوقها في (م): صلينا. (نسخة).

(2)

إسناده صحيح، محمد: هو ابن جعفر المعروف بغندر، وعدي: هو ابن ثابت. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2474).

وينظر ما قبله وما بعده.

قال السِّندي: قوله: "هُنَيهةً" بالتصغير، أي: قدر يسير.

(3)

في (ر) و (م): أبو يعقوب، وهو خطأ، وصوّبها في هامش (ر) وفوقها في (م).

(4)

في نسخة في هامش (هـ): المصلى.

(5)

إسناده صحيح، أبو يعفور: هو عبد الرحمن بن عُبيد بن نِسْطاس، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2475).

وينظر ما قبله.

(6)

إسناده صحيح، وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤاسي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستوائي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2476).

وأخرجه أحمد (21620) و (21621)، ومسلم (1097):(47)، والترمذي (704)، =

ص: 220

‌22 - باب ذكر اختلاف هشام وسعيد على قتادة فيه

2156 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدثنا خالد قال: حدثنا هشام قال: حدثنا قتادة، عن أنس

عن زيد بن ثابت قال: تَسحَّرْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قُمْنا إلى الصَّلاة. قلتُ - زَعَمَ أنَّ أنسًا القائل -: ما كانَ بينَ ذلك؟ قال: قَدْرُ ما يقرأ الرَّجلُ

(1)

خمسينَ آيةً

(2)

.

2157 -

أخبرنا أبو الأشعث قال: حدثنا خالد قال: حدثنا سعيد، عن قتادة

عن أنس قال: تَسحَّرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن ثابت، ثُمَّ قاما، فدخلا في صلاة الصبح. فقلنا

(3)

لأنس: كَمْ كانَ بينَ فراغِهما ودخولهما في الصَّلاة؟ قال: قَدْرُ ما يقرأُ الإنسانُ خمسين آية

(4)

.

= وابن ماجه (1694) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (21585) و (21620)، والبخاري (1921)، والترمذي (703) من طرق عن هشام، به.

وأخرجه أحمد (21616) و (21620) و (21637) و (21671)، والبخاري (575)، ومسلم (1097) من طريقين عن قتادة، به.

وسيرد في الروايتين التاليتين؛ الأولى من حديث زيد، والثانية من حديث أنس.

(1)

في (م) ونسخة على هامشي (ر) و (ك): الإنسان.

(2)

إسناده صحيح كسابقه، خالد هو ابن الحارث الهجيمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2477).

(3)

في (هـ) ونسخة بهامشي (م) و (ك): فقلت.

(4)

إسناده صحيح، أبو الأشعث: هو أحمد بن المقدام العِجْلي، وخالد: هو ابن الحارث الهجيمي، وسماعه من سعيد - وهو ابن أبي عَروبة - قبل اختلاطه، وهو من أثبت الناس فيه.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2478).

وأخرجه أحمد (12739) و (13460)، والبخاري (576) و (1134)، وابن حبان=

ص: 221

‌23 - باب ذِكْر الاختلاف على سليمان بن مِهْران في حديث عائشة في تأخير السحور واختلاف ألفاظهم

2158 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا خالد قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن خَيْثَمة، عن أبي عطية قال:

قلتُ لعائشة: فينا رَجُلانِ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أحدهما يُعجِّل الإفطار ويُؤخِّرُ السُّحور، والآخَرُ يُؤخِّرُ الإفطار ويُعجِّلُ السُّحور. قالت: أيُّهما الذي يُعجِّلُ الإفطار ويُؤخِّرُ السُّحور؟ قلت: عبد الله بن مسعود. قالت: هكذا كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصنَعُ

(1)

.

2159 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدثنا عبد الرّحمن قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن خَيْثَمة، عن أبي عطيَّة قال:

قلتُ لعائشة: فينا رَجُلانِ؛ أحَدُهما يُعجِّلُ الإفطار ويُؤخِّرُ السُّحور،

= (1497) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة بهذا الإسناد. وينظر كلام ابن حجر في "الفتح" 2/ 54 حول الجمع بين هذه الرواية عن أنس، والرواية التي قبلها عن أنس عن زيد بن ثابت.

وتنظر الروايتان السابقتان.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلِفَ في إسناده ومتنه على سليمان بن مهران الأعمش، فرواه شعبة كما هنا، وسفيان الثوري كما في الرواية التالية كلاهما عن الأعمش، عن خيثمة - وهو ابن عبد الرحمن - عن أبي عطية - وهو الوادعي الهَمْداني - به بلفظ: يُعجِّل الإفطار، ويؤخِّر السُّحور.

ورُوي - كما في الروايتين (2160) و (2161) - عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عطية، به. بلفظ: يُعجِّل الصلاة والفطر. قال الدارقطني في "العلل" 15/ 149: والقول قول من قال: عن الأعمش، عن عمارة. خالد: هو ابن الحارث الهجيمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2479).

وأخرجه أحمد (24213) و (25399) عن محمد بن جعفر عن شعبة، بهذا الإسناد.=

ص: 222

والآخَرُ يَوْخِّرُ الإفطار

(1)

ويُعجِّلُ السُّحور. قالت: أيهما الَّذي يُعجِّلُ الإفطار ويُؤخِّرُ السُّحور؟ قلتُ: عبد الله بن مسعود. قالت: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع

(2)

.

2160 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا حسين، عن زائدة، عن الأعمش، عن عُمارة، عن أبي عطية قال:

دَخَلْتُ أنا ومسروقٌ على عائشة، فقال لها مسروق: رَجُلانِ من أصحاب محمد

(3)

صلى الله عليه وسلم، كلاهما لا يألو عن الخير، أحدهما يُؤَخِّرُ الصَّلاةَ والفِطْرَ، والآخَرُ يُعجِّلُ الصَّلاةَ والفِطْرَ. قالت عائشة: أيُّهما الَّذي يُعجِّلُ الصَّلاةَ والفطر؟ قال مسروقٌ: عبد الله بن مسعود فقالت عائشة: هكذا كان يصنَعُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

(4)

.

= وتنظر شواهده في مسند أحمد" (9810).

(1)

في (ك)، ونسخة على هامش (هـ): الفطر.

(2)

حديث صحيح كسابقه، عبد الرحمن: هو ابن مهدي وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (0248).

(3)

في (هـ): رسول الله، وبهامشها ما أثبت.

(4)

إسناده صحيح، حسين: هو ابن علي الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي، وعُمارة: هو ابن عُمير التّيمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2481).

وأخرجه أحمد (24214) عن مؤمل عن سفيان الثوري، ومسلم (1099):(50) من طريق يحيى بن أبي زائدة، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وسيأتي في الرواية التالية.

وتنظر الروايتان السابقتان.

قال السندي: قوله: "كلاهما لا يألو عن الخير": أي: لا يُقصِّر عنه، بل يطلب ويجتهد فيه، ولكون "كلا" مُفْردَ اللفظ، صح إليه رجوع الضمير المفرد.

"يؤخِّر الصلاة" أي: صلاة المغرب.

ص: 223

2161 -

أخبرنا هَنَّاد بن السري، عن أبي معاوية عن الأعمش، عن عُمارة، عن أبي عطية قال:

دخَلْتُ أنا ومسروقٌ على عائشة، فقلنا لها: يا أُمَّ المؤمنين، رَجُلانِ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أحدهما يُعَجِّلُ الإفطار ويُعجِّلُ الصَّلاة، والآخَرُ يُؤخِّرُ الإفطار ويُؤخِّرُ الصَّلاة. فقالت: أيهما يُعجِّلُ الإفطار ويُعجِّلُ الصَّلاة؟ قلنا: عبد الله بن مسعود قالت: هكذا كان يصنَعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم. والآخَرُ: أبو موسى رضي الله عنهما

(1)

.

‌24 - باب فضل السُّحور

2162 -

أخبرنا إسحاق بن منصور

(2)

قال: أخبرنا عبد الرّحمن قال: حدثنا شعبة، عن عبد الحميد - صاحبِ الزّيادي - قال: سمعتُ عبد الله بن الحارث يُحدِّثُ

عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتسحرُ، فقال:"إنَّها بَرَكةٌ أعطاكُم الله إيَّاها، فلا تَدَعُوه"

(3)

.

(1)

إسناده صحيح، أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2482).

وأخرجه الترمذي (702) عن هناد بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (24212)، ومسلم (1099):(49)، وأبو داود (2354) من طريق أبي معاوية، به.

وتُنظر الروايات الثلاث السابقة.

(2)

بعدها في (ك): بن بهرام أبو يعقوب الكوسج.

(3)

إسناده صحيح عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وعبد الحميد صاحب الزيادي: هو ابن دينار، وعبد الله بن الحارث هو: هو أبو الوليد الأنصاري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2483).

وأخرجه أحمد (23113) و (23142) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.=

ص: 224

‌25 - باب دعوة السُّحور

2163 -

أخبرنا شعيب بن يوسف - بصري - قال: حدثنا عبد الرحمن، عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سَيْف عن الحارث بن زياد، عن أبي رُهْمٍ

عن العرباض بن سارية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو إلى السحور في شهر رمضان، وقال:"هَلُمُّوا إلى الغداء المُبارك"

(1)

.

‌26 - باب تسمية السحور غداءً

2164 -

أخبرنا سُوَيد بن نصر قال أخبرنا عبد الله عن بقيَّة بن الوليد قال: أخبرني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان

عن المِقْدام بن مَعْدِي كَرِب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بغداء السَّحور، فإنَّه هو الغداء المُبارك"

(2)

.

= قال السندي: قوله: "إِنَّها" أي: إنَّ هذا الطعام أو التسحر، والتأنيث باعتبار الخبر.

"أعطاكم الله" أي: نَدَبكم إليه، أو: خصَّكم بإباحته دون أهل الكتاب.

(1)

حديث حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الحارث بن زياد: وهو الشامي.

عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومعاوية بن صالح: هو ابن حُدَير الحضرمي، وأبو رُهم: هو أحزاب بن أسيد السَّمَعي، وهو مخضرم وهو في "السنن الكبرى" برقم (2484).

وأخرجه أحمد (17152)، وابن حبان (3465) من طريق عبد الرحمن بن مهدي بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (17143)، وأبو داود (2344) من طريق حماد بن خالد، عن معاوية بن صالح، به.

ويشهد له حديث المقدام بن معدي كرب الآتي، وحديث عائشة عند أبي يعلى (4679)، وحديث أبي الدرداء عند ابن حبان (3464)، وكلُّها فيها ضعف، إلَّا أنَّها تتقوَّى بمجموعها.

وينظر الكلام عليها في مسند أحمد" (17143).

(2)

حديث حسن بشواهده، وقد سلف ذكرها في الرواية السابقة، وهذا إسناد ضعيف من أجل بقية بن الوليد، فهو ضعيف يدلّس تدليس التسوية، ولم يُصرّح بالتحديث في جميع طبقات =

ص: 225

2165 -

أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان، عن ثَوْر

عن خالد بن معدان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجلٍ: "هَلُمَّ إلى الغداء المُبارك" يعني السحور

(1)

.

‌27 - باب فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب

2166 -

أخبرنا قتيبة قال: حدثنا الليث، عن موسى بن عُلَيٍّ، عن أبيه، عن أبي قيس

عن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ فَصْلَ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلَةُ السَّحُور

(2)

"

(3)

.

= الإسناد. ثمَّ إِنَّه اختُلِفَ فيه على خالد بن معدان، فرواه بحير بن سعد - كما هنا - عنه، عن المقدام بن معدي كرب، عن النبي صلى الله عليه وسلم موصولًا. ورواه ثور بن يزيد - كما في الرواية التالية - عن خالد بن معدان عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. عبد الله هو ابن المبارك. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2485).

وأخرجه أحمد (17192) عن عتاب بن زياد الخراساني، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.

(1)

مرسل، وهو حديث حسن بشواهده، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2486).

وتنظر الروايتان السابقتان.

(2)

في (ر) وهامشي (ك) و (هـ): السَّحَر، وعليها شرح السندي.

(3)

إسناد صحيح قتيبة: هو ابن سعيد، والليث: هو ابن سعد، وأبو قيس: هو عبد الرحمن بن ثابت السهمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2487).

وأخرجه مسلم (1096): (46)، والترمذي (709)، كلاهما عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (17762) و (17771) و (17801)، ومسلم (1096)، وأبو داود (2343)، وابن حبان (3477) من طرق عن موسى بن عُلَيّ، به.

قال السندي: قوله: "إنَّ فصل ما بين صيامنا" الفصل: بمعنى الفاصل، و "ما" موصولة، وإضافته من إضافة الموصوف إلى الصفة، أي: الفارق الذي بين صيامنا وصيام أهل الكتاب =

ص: 226

‌28 - باب السحور بالسويق والتّمر

2167 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الرَّزَّاق قال: أخبرنا مَعْمَر، عن قتادة

عن أنس قال: قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك عند السَّحَر

(1)

-: "يا أنس، إنِّي أُريدُ الصِّيام، أطْعِمْني شيئًا" فأتَيْتُه بتمرٍ وإناءٍ فيه ماءٌ، وذلك بعد ما أذن بلال، فقال:"يا أنس، انظُرْ رجلًا يأكل معي" فَدَعَوْتُ زيد بن ثابت، فجاءَ، فقال: إِنِّي قد شَرِبْتُ شَرْبَةَ سَوِيقٍ وأنا أُريدُ الصيام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وأنا أُرِيدُ الصيام" فتسحَّر، معَه، ثُمَّ قام فصلى ركعتين، ثُمَّ خَرجَ إلى الصَّلاة

(2)

.

‌29 - باب تأويل قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر}

2168 -

أخبرني هلال بن العلاء بن هلال قال: حدَّثنا حسين بن عياش قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا أبو إسحاق

= "أكلة السَّحر" و "الأكلة" بضم الهمزة: اللُّقمة، وبالفتح للمرَّة وإن كثُرَ المأكول كالغداء.

قيل: والرواية في الحديث بالضم والفتح صحيح. وقيل: الرواية المشهورة الفتح. و "السَّحَر": آخر الليل. و "الأُكلة" - بالضم - لا تخلو عن إشارة إلى أنَّه يكفي اللقمة في حصول الفرق، قيل: وذلك لحرمة الطعام والشراب والجماع عليهم إذا ناموا كما كان علينا في بدء الإسلام، ثم نُسخ، فصار السُّحور فارقًا فلا ينبغي تركه.

(1)

في (هـ) والمطبوع: السُّحور.

(2)

إسناده صحيح عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني ومعمر: هو ابن راشد البصري، وقتادة: هو ابن دعامة السَّدوسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2488).

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7605)، ومن طريقه أخرجه أحمد (13033). وينظر (2157).

ص: 227

عن البراء بن عازب، أن أحدهم كان إذا نام قبل أن يتعشى لم يَحِلَّ له أن يأكل شيئًا ولا يشرب ليلته ويومه من الغَدِ حتّى تغرُبَ الشَّمسُ، حَتَّى نزلَتْ هذه الآية:{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا} إلى: {الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} [البقرة: 187]. قال: ونزلَتْ في أبي

(1)

قيس بن عمرو، أتى أهله وهو صائمٌ بعد المغرب، فقال: هَلْ من شيء؟ فقالت امرأتُه: ما عِنْدَنا شيء، ولكن أخرُجُ ألتمس لكَ عشاء. فخرجَتْ ووضع رأسه فنام فرجعت إليه، فوجدته نائمًا، وأيقظته، فلم يَطْعَمْ شيئًا، وباتَ وأصبحَ صائمًا حتّى انتصف النَّهارُ، فغُشِيَ عليه، وذلك قبل أن تنزِلَ هذه الآية، فأنزلَ اللهُ فيه

(2)

.

2169 -

أخبرنا علي بن حُجْر، قال: حدَّثنا جرير، عن مُطَرِّف، عن الشَّعبي

عن عدي بن حاتم، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى:{حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} [البقرة: 187]، قال:"هو سَوادُ اللَّيل وبَياضُ النَّهار"

(3)

.

(1)

كلمة أبي، ليست في (ك)، وجاءت نسخة بهامشها، وينظر الاختلاف في اسم هذا الصحابي في فتح الباري 6/ 305 - 306.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل هلال بن العلاء - شيخ المصنف - فهو صدوق. زهير: هو ابن معاوية الجعفي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2489) و (10956).

وأخرجه أحمد (18612) عن أحمد بن عبد الملك عن زهير بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (18611)، والبخاري (1915) و (4508)، وأبو داود (2314)، والترمذي (2968)، وابن حبان (3460) و (3461) من طريقين عن أبي إسحاق، به.

قال السندي: قوله: "إذا نام قبل أن يتعشَّى" لا مفهوم لهذا القيد، بل المراد أنه ولو قبل أن يتعشَّى، فلو نام بعد أن يتعشى يحرم عليه بالأولى.

وقوله: "حتى إذا انتصف النهار" أي فمضى على صومه حتى انتصف النهار.

(3)

إسناده صحيح، جرير: هو ابن عبد الحميد الضبِّي، ومُطَرِّف: هو ابن طريف، =

ص: 228

‌30 - باب كيف الفجر

2170 -

أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا التّيميُّ، عن أبي عثمان

عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ بلالًا يؤذن بليل

(1)

؛ ليُنَبِّه نائِمَكم، ويَرجِعَ قائِمَكم، وليس الفجرُ

(2)

أن يقول: هكذا" وأشار بكفِّه "ولكنَّ الفجرَ أن يقول: هكذا وأشار بالسَّبابتين

(3)

.

2171 -

أخبرنا محمود بن غَيْلان قال: حدَّثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة، أخبرنا سوادة بن حَنْظَلة قال:

سمعتُ سَمُرةَ يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَغُرَّنَّكم أذان بلال، ولا هذا البياضُ حتّى ينفجر الفجرُ هكذا وهكذا" يعني: مُعْتَرِضًا. قال أبو

= والشَّعبي: هو عامر بن شراحيل. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2490) و (10954).

وأخرجه البخاري (4510) عن قتيبة عن جرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بتمامه ومطولًا - أحمد (19370) و (19375)، والبخاري (1916) و (4509)، ومسلم (1090)، وأبو داود (2349)، والترمذي (2970) و (2971)، وابن حبان (3462) و (3463) من طريقين عن الشعبي، به.

قال السندي: قوله: "هو سواد الليل

" أي: المذكور من الخيطين سواد الليل وبياض النهار.

(1)

في هامش (ك): بالليل.

(2)

كلمة: الفجر، من (ك) و (هـ) وعليها فيهما علامة نسخة.

(3)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، والتّيمي: هو سليمان بن طرخان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مَل النَّهْدي، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2491).

وأخرجه ابن حبان (3472) من طريق عمرو بن علي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (3654)، والبخاري (7247)، وأبو داود (2347)، وابن ماجه (1696)، وابن حبان (3472) من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.

وسلف من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه سليمان التيمي برقم (641).

ص: 229

داود: وبسط بيديه يمينًا وشمالًا، مادًّا يديه

(1)

.

‌31 - باب التَّقدم قبل شهر رمضان

2172 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا الوليد، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة

عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا

(2)

تَقَدَّموا قبل الشهر بصيام، إلا رجل كان يصوم صيامًا

(3)

أتى ذلك اليوم على صيامه"

(4)

.

(1)

إسناده صحيح، أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي، وسمرة: هو ابن جندب.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2492).

وأخرجه مسلم (1094): (44) عن ابن المثنى، عن أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (20079) و (20203)، ومسلم (1094):(44) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه بألفاظ متقاربة أحمد (20097) و (20149) و (20158)، ومسلم (1094)(41) و (42) و (43)، وأبو داود (2346)، والترمذي (706) من طرق عن سوادة، به.

(2)

قبلها في (م) زيادة: ألا.

(3)

في (م)، ونسخة بهامش (هـ): صومًا.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن الوليد - وهو ابن مسلم - يدلِّس تدليس التّسوية، ولم يُصرّح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد، لكنَّه مُتابَع الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، ويحيى: هو ابن أبي كثير. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2493).

وأخرجه ابن ماجه (1650) عن هشام بن عمار، وابن حبان (3586) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم، كلاهما عن الوليد بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (1650)، وابن حبان (3592) من طريق عبد الحميد بن حبيب، عن الأوزاعي، به.

وأخرجه أحمد (7200) و (7779) و (8575) و (9287) و (10184) و (10662) و (10755)، والبخاري (1914)، ومسلم (1082)، وأبو داود (2335)، والترمذي (685) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.

وسيرد في الرواية التالية وفي الرواية (2190). وتنظر الرواية (2174).=

ص: 230

‌32 - باب ذِكْر الاختلاف على يحيى بن أبي كثير ومحمدِ بن عمرو على أبي سلمة فيه

2173 -

أخبرني عمران بن يزيد بن خالد قال: حدثنا محمد بن شعيب قال: أخبرنا الأوزاعي، عن يحيى قال: حدثني أبو سلمة قال:

أخبرني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا

(1)

يَتقَدَّمن أحدٌ الشَّهرَ بيوم ولا يومين، إلَّا أحد كان يصوم صيامًا قبله فليَصُمْه"

(2)

.

2174 -

أخبرنا محمد بن العلاء قال: حدثنا أبو خالد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تتقَدَّموا الشَّهرَ بصيام يوم ولا

(3)

يومين، إلا أن يُوافق ذلك يومًا كان يصومه أحدكم"

(4)

. قال

= قال السندي: قوله: "لا تقدَّموا قبل الشهر بصيام" هو من التقديم، بحذف إحدى التاءين، وهو نهيٌ. وقوله:"قبل الشهر بصيام" هو من التقدم، والباء في بصيام" للتعدية، وقد حمل هذا النَّهيَ كثير من العلماء على أن يكون بنيَّة رمضان، أو لتكثير عدد صيامه، أو لزيادة احتياطه بأمر رمضان، أو على صوم يوم الشكّ، ولا يخفى أنَّ قوله في بعض الروايات: "ولا يومين" - كما في الرواية التالية - لا يُناسب الحمْلَ على صوم يوم م الشكّ، إذ لا يقع الشكُ عادةً في يومين.

والاستثناء بقوله: "إلَّا رجل

" إلخ، لا يُناسب التأويلات الأُخر، إذ لازِمُه جواز صوم يومٍ أو اثنين قبل رمضان لمن يعتاده لا بنية رمضان مَثَلًا، وهذا فاسد، والله أعلم.

(1)

قبلها في (م) زيادة ألا.

(2)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2494).

وسلف في الرواية السابقة.

قال السندي: قوله: "لا يتقدَّمنَّ" أي: لا يستقبلنَّ.

(3)

في (ك) والمطبوع: أو، وفي هامش (ك): ولا، وعليها علامة الصحة.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد أخطأ فيه أبو خالد - وهو الأحمر، واسمه سليمان بن =

ص: 231

أبو عبد الرحمن: هذا خطأ.

‌33 - باب ذكر حديث أبي سلمة في ذلك

(1)

2175 -

أخبرنا شعيب بن يوسف ومحمد بن بشار - واللفظ له - قالا: حدَّثنا عبد الرّحمن قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن سالم، عن أبي سلمة

عن أم سلمة قالت: ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين، إِلَّا أنَّه كانَ يَصِلُ شعبان برمضان"

(2)

.

= حيَّان - فرواه غيرُه - كما سيأتي - عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وقال المِزِّي في "التحفة" (6564): وهو المحفوظ.

وأخرجه أحمد (9654) عن يحيى القطان، و (10451) عن محمد بن عبد الله الأنصاري، والترمذي (684) من طريق عبدة بن سليمان ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا.

وسلف على الجادة في الروايتين السابقتين.

(1)

في (م): فيه، بدل: في ذلك.

(2)

إسناده صحيح، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وسالم: هو ابن أبي الجعد، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2496).

وأخرجه الترمذي في "سننه"(736)، وفي "الشمائل"(295) عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد. وقال في "السنن": حديث حسن. وقال في "الشمائل": هذا إسناد صحيح، وروي هذا الحديث غير واحد عن أبي سلمة، عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أن يكون أبو سلمة بن عبد الرحمن قد روى هذا الحديث عن عائشة وأم سلمة جميعًا، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه أحمد (26562) عن عبد الرحمن بن مهدي، به.

وأخرجه - مختصرًا - أحمد (26517) من طريق الجراح بن مليح، وابن ماجه (1648) من طريق شعبة، كلاهما عن منصور به ولفظ أحمد: كان يصوم شعبان ورمضان. ولفظ ابن ماجه: كان يصل شعبان برمضان.=

ص: 232

‌34 - باب الاختلاف على محمد بن إبراهيم فيه

2176 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا النَّضْر قال: أخبرنا شعبة، عن تَوْبَةَ العَنْبري، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة

عن أم سلمة قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَصِلُ شعبان برمضان

(1)

.

2177 -

أخبرنا الربيع بن سليمان قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني أسامة بن زيد، أنَّ محمد محمد بن إبراهيم حدثه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن

أنَّه سأل عائشة عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومُ حَتَّى نقول: لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتَّى نقول: لا يصوم، وكان يصومُ شعبان أو عامة شعبان

(2)

.

= وسيرد برقمي (2352) و (233)، ومختصرًا في الرواية التالية.

وينظر حديث عائشة الآتي برقم (2177).

قال السندي: قوله: كان يصل شعبان برمضان أي: يصومهما، لكن يُحمل شعبان على غالبه.

(1)

إسناده صحيح، النضر: هو ابن شُميل، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2497).

وسلف بسياق أتم منه في الرواية السابقة.

(2)

إسناده صحيح ابن وهب: هو عبد الله المصري، وأسامة بن زيد: هو ابن حارثة بن شراحيل الكلبي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2498).

وسيرد - بألفاظ مختلفة وبعضهم يزيد على بعض - في الروايات (2178) و (2179) و (2180) و (2181) و (2354) و (2355) و (2356).

وينظر ما سيأتي برقم (2183) و (2186) ومكرراتهما.

وينظر حديث أم سلمة السالف برقم (2175).

قال السندي: قوله: "يصوم" أي: يستمر على الصوم. "حتى لا يفطر" أي: في هذا الشهر.

"أو عامة شعبان"؛ "أو" بمعنى: بل، أي: بل غالبه.

ص: 233

2178 -

أخبرنا أحمد بن سعد بن الحكم قال: حدَّثنا عمي قال: حدثنا نافع بن يزيد، أنَّ ابن الهاد حدَّثه، أنَّ محمد بن إبراهيم حدَّثه عن أبي سلمة - يعني ابن عبد الرحمن -

عن عائشة قالت: لقد كانَتْ إحدانا تُفطِرُ في رمضان، فما تَقْدِرُ على أن تقضي حتّى يدخُلَ شعبان، وما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصوم في شهرٍ ما يصومُ في شعبان، كان يصومه كُلَّه إلا قليلًا، بل كان يصومه كُلَّه

(1)

.

‌35 - باب ذكر اختلاف ألفاظ النَّاقلين لخبر عائشة فيه

2179 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد قال: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن أبي لبيد، عن أبي سلمة قال:

سألتُ عائشة فقلتُ: أخبريني عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كان يصوم حتَّى نقول: قد صام، ويُفطِرُ حتَّى نقول: قد أفطر، ولم يكُنْ يصوم شهرًا أكثر

(1)

إسناده صحيح، عمّ أحمد بن سعد بن الحكم هو سعيد بن الحكم، وابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله وهو في "السنن الكبرى" برقم (2499).

وأخرجه مسلم (1146): (152)، وابن حبان (3516) من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن يزيد بن الهاد، بهذا الإسناد. ورواية مسلم مقتصرة على طرفه الأول.

وأخرجه المصنف في الكبرى" (2921) من طريق زيد بن أبي عتاب، عن أبي سلمة، به.

وسلف نحوه في الرواية السابقة.

وطرفه الأول سيرد برقم (2318).

قال السندي: قوله: "تفطر في رمضان" أي: للحيض. فما تقدر لاحتمال أن يُريدها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

"ما يصوم في شعبان" أي: فكانت تقدر أن تقضي فيه بسبب كثرة صيامه فيه، وأيضًا قد ضاق الوقتُ فتعين عليها الصيام.

"بل كان يصومه كلَّه" أي: يصومه بحيث يصح أن يُقال فيه: إنَّه يصومه كله لغاية قلة المتروك، بحيث يُمكن أن لا يُعتَد به من غاية قلته.

ص: 234

من شعبان، كانَ يصوم شعبان إلا قليلًا، كان يصوم شعبانَ كُلَّه

(1)

.

2180 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا معاذ بن هشام قال: حدَّثنى أبي، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن

عن عائشة قالت: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر من السَّنَةِ أكثر صيامًا منه في شعبان، كان يصوم شعبانَ كُلَّه

(2)

.

2181 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا أبو داود عن سفيان، عن منصور، عن خالد بن سعد

عن عائشة قالت: كانَ النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان

(3)

.

(1)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2500).

وأخرجه أحمد (24116)، ومسلم (1156):(176)، وابن ماجه (1710)، وابن حبان (3637) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (25101) و (25318)، وأبو داود (2435)، والترمذي في "السنن"(737)، وفي "الشمائل"(296)، والمصنف في "الكبرى"(2921) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به.

وسلف نحوه في الروايتين السابقتين.

قال السندي: قوله: حتى نقول: قد صام" أي: قد داوم عليه.

(2)

إسناده صحيح، هشام: هو ابن عبد الله الدَّستوائي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2501).

وأخرجه مسلم (782): (177) بإثر (1156) عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه - مطولًا - أحمد (24967) و (25558) و (26123)، والبخاري (1970) من طرق عن هشام، به.

وأخرجه أحمد (24542) و (25964) من طريقين عن يحيى، به.

وينظر ما سلف برقم (2177).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنَّ المصنف قال فيه - فيما نقل عنه المزِّي في "التحفة" (16063) -: هذا خطأ. قال المِزِّي: يعني أنَّ الصواب: عن سفيان، عن=

ص: 235

2182 -

أخبرنا هارون بن إسحاق، عن عَبْدة، عن سعيد، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام

عن عائشة قالت: لا أعلَمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآنَ كُلَّه في ليلةٍ، ولا قام ليلة حتّى الصباح، ولا صام شهرًا كاملًا قط غير رمضان

(1)

.

2183 -

أخبرنا محمد بن أحمد أبو يوسف

(2)

الصَّيدلاني - حرَّاني - قال: حدثنا محمد بن سَلَمة، عن هشام، عن ابن سيرين، عن عبد الله بن شقيق

عن عائشة، قال: سألتُها عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومُ حتَّى نقول: قد صام، ويُفطِرُ حَتَّى نقول: قد أفطَرَ، ولم يصُمْ شهرًا تامًّا منذُ أتى المدينة إلَّا أن يكون رمضان

(3)

.

= ثور، عن خالد بن معدان، عن عائشة. ولم يسمع منها كما ذكر المزي، بينهما ربيعة الجُرشي، وسيرد برقم (2187). أبو داود هو عمر بن سعد الحَفَري، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، ومنصور: هو ابن عبد الرحمن الحَجَبي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2502).

وسلف في الرواية السابقة بإسناد صحيح.

وينظر ما سلف برقم (2177).

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (1641) سندًا ومتنًا.

(2)

المثبت من (ق)، وهو كذلك في "السنن الكبرى"(2504) و "تحفة الأشراف"(16223)، ووقع في النسخ الأخرى والمطبوع: بن أبي يوسف، وهو خطأ.

(3)

إسناده صحيح، محمد بن سلمة: هو ابن عبد الله الحرَّاني، وهشام: هو ابن حسان القردوسي، وابن سيرين: هو محمد وهو في "السنن الكبرى" برقم (2504).

وأخرجه - بأتم منه - أحمد (25907) عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه - مختصرًا - أحمد (25237)، وابن حبان (356) من طريق زائدة بن قدامة، عن هشام، به.

وسيرد - بنحوه - في الروايتين التاليتين، وفيهما زيادة، وفي الرواية (2349).

وينظر ما سلف برقم (2177).

ص: 236

2184 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدثنا خالد - وهو ابن الحارث - عن كَهْمَس، عن عبد الله بن شقيق قال:

قلتُ لعائشة: أكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لا يُصلِّي صلاةَ الضُّحى؟ قالت: لا، إِلَّا أن يجيء من مغيبه. قلت: هَلْ كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرًا كُلَّه؟ قالت: لا، ما علِمْتُ صامَ شهرًا كُلَّه إلَّا رمضان ولا أفطر

(1)

حتَّى يصوم منه حتّى مضى لسبيله

(2)

.

2185 -

أخبرنا أبو الأشعث، عن يزيد - وهو ابن زُرَيع - قال: حدثنا الجُرَيرِيُّ، عن عبد الله بن شقيق قال:

قلتُ لعائشة: أكانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلّي صلاةَ الضُّحى؟ قالت: لا، إلَّا أن يَجيءَ من مَغِيبِه. قلتُ: هَلْ كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم له صوم معلوم سوى رمضان؟ قالت: والله إن صام شهرًا معلومًا سوى رمضان حتّى مضى لوجهه، ولا أفطر حتّى يصومَ منه

(3)

.

(1)

بعدها في (ر) وفوقها في (م) زيادة شهرًا كاملًا. وجاء في هامش (ك): قوله: ولا أفطر، أي: شهرًا كاملًا حتى يصوم منه، وفي مسلم: حتى يصيب منه.

(2)

إسناده صحيح كهمس هو ابن الحسن التميمي. وهو في الكبرى" برقم (2505).

وأخرجه أحمد (25385)، ومسلم (717):((76) و (1156): (173) - مقطعًا - من طرق عن كهمس، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بقصة الصيام - أحمد (24334) و (25083) و (26087) من طريقين عن كهمس، به.

وأخرجه - بقصة الضحى - أحمد (25691) عن وكيع، عن كهمس، به.

وأخرجه - بقصة صلاة الضحى - أحمد (24025)، والمصنف في "الكبرى"(481) من طريق خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، به.

وينظر ما قبله وما بعده.

(3)

إسناده صحيح، أبو الأشعث: هو أحمد بن المقدام والجريري: هو سعد بن إياس. =

ص: 237

‌36 - باب ذِكْر الاختلاف على خالد بن معدان في هذا الحديث

2186 -

أخبرني عمرو بن عثمان، عن بَقِيَّة قال: حدثنا بَحِير، عن خالد، عن جبير بن نُفَير

أنَّ رجلًا سأل عائشة عن الصِّيام، فقالت: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبانَ كُلَّه، ويتحرَّى صيام

(1)

الاثنين والخميس

(2)

.

2187 -

أخبرنا عمرو بن عليّ قال: حدثنا عبد الله بن داود قال: حدثنا ثَوْر، عن بن معدان، عن ربيعة الجُرَشي

عن عائشة قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان ورمضان، ويتحرى

= وهو في "السنن الكبرى" برقم (2506).

وأخرجه - بألفاظ مختلفة - مسلم: (717): (75)، وأبو داود (1292) من طريقين عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (25829)، وابن حبان (3580) من طريقين عن الجريري، به.

ورواية أحمد مطولة.

وتنظر الروايتان السابقتان.

قال السندي: قوله: "والله إن صام" بكسر الهمزة، للنفي، أي: ما صام.

(1)

في نسخة بهامش (هـ): صوم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف بقية - وهو ابن الوليد - مدلِّس يدلِّس تدليس التّسوية، ولم يُصرِّح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد. بحير: هو ابن سعد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2507).

وأخرجه أحمد (24584) عن حيوة بن شريح، عن بقية، بهذا الإسناد.

وسيكرر بهذا الإسناد برقم (2360) مقتصرًا على طرفه الثاني.

وسيرد بإسناد صحيح في الرواية التالية.

وينظر ما سلف برقم (2177).

قال السندي: قوله: (ويتحرى) أي: يقصد ويراه أولى وأخرى.

ص: 238

يوم

(1)

الاثنين والخميس

(2)

.

‌37 - باب صيام يوم الشك

2188 -

أخبرنا عبد الله بن سعيد الأشج، عن أبي خالد، عن عمرو بن قيس، عن أبي إسحاق، عن صِلَةَ قال:

كُنَّا عند عمَّارٍ، فأُتِيَ بشاةٍ مَصْلِيَّةٍ، فقال: كُلوا. فتنحى بعض القوم، قال: إني صائم. فقال عمَّار: مَنْ صامَ اليومَ الَّذي يُشَكُ فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم

(3)

.

(1)

كلمة "يوم" من (ك) و (م).

(2)

إسناده. صحيح،، عبد الله بن داود: هو الخُرَيْبي أبو عبد الرحمن، وثور: هو ابن يزيد الدِّيلي، وربيعة الجُرَشي: هو ابن الغاز ويقال ابن عمرو، أو: ابن الحارث. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2508).

وأخرجه الترمذي في "سننه"(745)، عن عمرو بن علي الفلاس، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه.

وأخرجه ابن ماجه (1649) و (1739) مقطعًا، وابن حبان (3643) من طريق يحيى بن حمزة عن ثور، به.

وسيكرر بهذا الإسناد برقم (2361) مقتصرًا على طرفه الثاني.

وتنظر الرواية السابقة.

(3)

إسناده قوي من أجل أبي خالد الأحمر - واسمه سليمان بن حيان - فهو صدوق لا بأس به. وصحح إسناده الدارقطني (2150)، والحاكم 1/ 423 - 424، وسكت عنه الذهبي. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وصلة: هو ابن زُفَر. وهو في "الكبرى" برقم (2509). وأخرجه الترمذي (686) عن عبد الله بن سعيد الأشج، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وَمَنْ بعدهم من التابعين

وأخرجه أبو داود (2334)، وابن ماجه (1645)، وابن حبان (3585) و (3596) من طريقين عن أبي خالد، به.=

ص: 239

2189 -

أخبرنا قتيبة قال: حدَّثنا ابن أبي عدي، عن أبي يونس، عن سماك قال: دخلتُ على عِكْرمةَ في يومٍ - يعني - قد أشكل من رمضان هو أم من شعبان، وهو يأكل خبزًا وبَقْلًا ولبنًا، فقال لي: هَلُمَّ، فقلتُ: إِنِّي صائم. قال وحلف بالله: لتُفْطِرَنَّ. قلت: سبحانَ الله مرَّتين، فلما رأيتُه يحلف لا يستثني تقدَّمتُ، قلتُ: هاتِ الآنَ ما عِندَكَ. قال:

سمعتُ ابنَ عبّاس يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لِرُؤيَتِه، وأفطروا لِرُؤيَتِه، فإنْ حالَ بينكم وبينه سحابة أو ظلمةٌ، فأكملوا العدة عدة شعبان، ولا تستقبلوا الشَّهر استقبالًا، ولا تَصِلوا رمضان بيوم من شعبان"

(1)

.

‌38 - باب التّسهيل في صيام يوم الشّكِّ

2190 -

أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد قال: أخبرني أبي، عن جدي قال: أخبرني شعيب بن إسحاق، عن الأوزاعي وابن أبي عروبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة

= وعلقه البخاري قبل الحديث (1906)، وينظر كلام ابن حجر في "تغليق التعليق" حول الحديث 3/ 141 - 142.

قال السندي: قوله: "فتنَحَّى" أي: احترز عن أكله، وقال اعتذارًا عن ذلك: إني صائم.

"الذي يُشَكُّ فيه" أي: في أنَّه من رمضان أو من شعبان، بأن يتحدث الناس برؤية الهلال فيه بلا ثَبْتِ، وحَمَلَ علماء الحديثَ على أن يصوم بنيَّة رمضان شكًّا أو جزمًا، وأما إذا جزم بأنَّه نفلٌ فلا كراهة. وقال بعضهم بالكراهة مطلقًا، والحُكم بأنَّه عصى، تغليظ على تقدير القول بالكراهة، والله أعلم.

(1)

مرفوعه صحيح كما سلف برقم (2129)، وهذا إسناد فيه سماك - وهو ابن حرب - وفي روايته عن عكرمة - وهو مولى ابن عباس - اضطراب قتيبة: هو ابن سعيد، وابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وأبو يونس: هو حاتم بن أبي صغيرة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2510).

وأخرجه ابن حبان (3590) من طريق شعبة، عن سماك، بهذا الإسناد.

قال السندي: قوله: "لتُفطِرَنَّ" من الإفطار. "هات الآن ما عندك" من الحُجَّة.

ص: 240

عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:"ألا لا تَقَدَّموا الشَّهرَ بيوم أو اثنين، إلا رجل كان يصوم صيامًا فليَصُمْه"

(1)

.

‌39 - باب ثواب مَنْ قامَ رمضان وصامه إيمانًا واحتسابًا، والاختلاف على الزُّهري في الخبر في ذلك

2191 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن شعيب، عن الليث قال: أخبرنا، خالد عن ابن أبي هلال، عن ابن شهاب

عن سعيد بن المسيب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قامَ

(2)

رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبِه"

(3)

.

2192 -

أخبرنا محمد بن جَبَلَة قال: حدَّثنا المُعافى قال: حدثنا موسى، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير

أنَّ عائشةَ زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُرَغْبُ النَّاسَ في قيام رمضان من غير أن يأمُرَهم بعزيمة أمرٍ فيه، فيقول: "مَنْ قامَ رمضانَ

(1)

إسناده صحيح من جهة الأوزاعي: وهو عبد الرحمن بن عمرو، وابن أبي عروبة - وهو سعيد - وإن كان سماع شعيب بن إسحاق منه بأخَرَة، إلَّا أنَّه قد تُوبع. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2511).

وسلف برقم (2172).

(2)

في نسخة على هامشي (م) و (هـ): صام.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّه مرسل. شعيب: هو ابن الليث بن سعد، وخالد هو ابن الحارث الهجيمي وابن أبي هلال: هو سعيد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2512)، ونقل عنه المزي في "التحفة" (18742) قوله: لا أعلم أحدًا تابع ابن أبي هلال.

وسلف موصولًا بإسناد صحيح برقم (1602) من طريق مالك، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.

قال السندي: قوله: "إيمانًا واحتسابًا" نصبهما على العِلَّة، أي: يكون الداعي إلى القيام الإيمان بالله، أو تفضيل رمضان، وطلب الثواب من الله تعالى.

ص: 241

إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبه"

(1)

.

2193 -

أخبرنا زكريا بن يحيى قال: أخبرنا إسحاق قال: أخبرنا عبد الله الحارث، عن يونس الأيلي، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير

أنَّ عائشة أخبرته أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في جَوْفِ اللَّيلِ يُصلِّي في المسجد، فصلّى بالناس

وساق الحديث، وفيه قالت

(2)

: فكان يُرغِّبهم في قيام رمضان من غير أن يأمُرَهم بعزيمة، ويقول:"مَنْ قامَ ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبِه" قال: فتُوفِّيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك

(3)

.

(1)

حديث صحيح، إسحاق بن راشد - وإن كان ضعيفًا في الزهري - تابعه يونس بن يزيد كما في الرواية التالية، وشعيب بن أبي حمزة كما في الرواية (2195)، ومعقل بن عبيد الله عند ابن حبان (141)، وذهب المصنّف - فيما نقله عنه المزّي في التحفة" (16411) - إلى أنَّ قوله:"كان يرغب الناس في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة أمر فيه" ليس من رواية الزهري، عن عروة، عن عائشة، وإنما هو من رواية الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. قلنا: وهي في "الموطأ" 1/ 113، و"مسند أحمد"(10843)، و "سنن أبي داود"(1371).

المعافى: هو ابن سليمان الجزري، وموسى هو ابن أعين وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2513) و (3412).

وينظر ما بعده، وما سيأتي برقم (2195).

وسلف - دون الزيادة المشار إليها - من حديث أبي هريرة برقم (1602).

قال السندي: قوله: "يُرغِّب الناس" من الترغيب "بعزيمة أمرٍ فيه" بالإضافة، أي: من غير أن يأمرهم بقطع أمرٍ وحُكم فيه من افتراض وندب، نَعَم الترغيب على هذا الوجه يستلزم الندب.

(2)

في (م) وهامشي (ك) و (هـ): قال.

(3)

إسناده صحيح، يونس الأيلي: هو ابن يزيد، وسلف الكلام عليه في الرواية السابقة.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2514).

وأخرجه ابن حبان (2543) من طريق إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد. =

ص: 242

2194 -

أخبرنا الربيع بن سليمان قال: حدَّثنا ابن وَهْبٍ قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن

أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في رمضان

(1)

: "مَنْ قامَه إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبِه"

(2)

.

2195 -

أخبرني محمد بن خالد قال: حدثنا بشر بن شعيب، عن أبيه، عن الزُّهري قال: أخبرني عروة بن الزبير

أنَّ عائشة أخبرته، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من جَوْفِ اللَّيل، فصلَّى في المسجد

وساق الحديث، وقال فيه: وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُرَغْبُهم في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة أمرٍ فيه، فيقول:"مَنْ قامَ رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبِه"

(3)

.

2196 -

أخبرنا محمد خالد قال: حدثنا بشر بن شعيب، عن أبيه، عن الزهري قال: حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن

= وأخرجه أحمد (25955)، ومسلم (761):(178)، وابن حبان (2544) و (2545) من طرق عن يونس، به دون قوله: قالت: فكان يرغبهم في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة.

وينظر ما قبله، وما سيأتي برقم (2195).

(1)

في (م) وهامش (ك): لرمضان. وفوقها في (م): في رمضان (نسخة).

(2)

إسناده صحيح ابن وهب: هو عبد الله المصري ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2515) و (3408).

وسلف برقم (1602)، وباقي رواياته ثمة.

(3)

إسناده صحيح، محمد بن خالد هو ابن خَلِي الكَلاعي، شعيب: هو ابن أبي حمزة.

وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2516) و (3407).

وسلف برقمي (2192) و (2193).

ص: 243

أنَّ أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان

(1)

: "مَنْ قامَه إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبِه"

(2)

.

2197 -

أخبرنا أبو داود قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، أنَّ أبا سلمةَ أخبَرَه

أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قامَ رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبِه

(3)

.

2198 -

أخبرنا نوح بن حبيب قال: حدثنا عبد الرَّزَّاق قال: أخبرنا مَعْمَر، عن الزهري، عن أبي سلمة

عن أبي هريرة قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُرغِّبُ في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة، قال: مَنْ قامَ رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبه"

(4)

.

(1)

في نسخة في (م): في رمضان.

(2)

إسناده صحيح. وينظر ما قبله. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2517).

وسلف برقم (1602).

(3)

إسناده صحيح، أبو داود: هو سليمان بن سيف الحرَّاني، ويعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم الزهري، وصالح: هو ابن كيسان وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2518) و (3403).

وسلف برقم (1602).

(4)

إسناده صحيح معمر: هو ابن راشد البصري. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2519) و (3409).

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7719)، ومن طريقه أخرجه أحمد (7787)، ومسلم (759):(174)، وأبو داود (1371)، والترمذي (808) وقُرن معمر عند عبد الرزاق بمالك.

وأخرجه أحمد (7787) عن عبد الأعلى، عن معمر، به.

وسلف برقم (1602).

ص: 244

2199 -

أخبرنا قتيبة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن

عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قامَ

(1)

رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبِه"

(2)

.

2200 -

أخبرنا محمد بن سَلَمة قال: حدثنا ابن القاسم، عن مالك قال: حدثني ابن شهاب، عن حُميد بن عبد الرّحمن

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قامَ

(3)

رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبِه"

(4)

.

2201 -

أخبرني محمد بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال: حدثنا جُوَيرية، عن مالك

(5)

، قال الزُّهري: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وحُميد بن عبد الرحمن

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قامَ رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبِهِ"

(6)

.

2202 -

أخبرنا قتيبة ومحمد بن عبد الله بن يزيد قالا: حدثنا سفيان، عن عن أبي سلمة

(1)

في (م) ونسخة في (ك): صام.

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (1602) سندًا ومتنًا.

(3)

في نسخة بهامش (م): صام.

(4)

إسناده صحيح ابن القاسم: هو عبد الرحمن وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2521) و (3410).

وسلف برقم (1602) و (2199) وسيأتي برقم (5025) من طريق قتيبة، وسيأتي برقم (5025) من طريق ابن القاسم، كلاهما عن مالك به.

(5)

بعدها في (هـ) زيادة: قال.

(6)

إسناده صحيح، وهو مكرر الحديثين (1603) و (5026) سندًا ومتنًا.

ص: 245

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ قامَ

(1)

رمضان - وفي حديث قتيبة: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ قامَ شهر

(2)

رمضان" - إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبِه، ومَنْ قامَ ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبه"

(3)

.

2203 -

أخبرنا قتيبة قال: حدَّثنا سفيان عن الزهري، عن أبي سلمة

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبِه"

(4)

.

(1)

المثبت من (م) ونسخة في هامش (ك)، وفوقها في (م) علامة الصحة، وفي باقي النسخ: صام.

(2)

كلمة "شهر" من (م) ونسخة بهامش (ك)، وفوقها في (م) علامة الصحة.

(3)

إسناداه صحيحان، سفيان: هو ابن عيينة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2523) بالإسنادين معًا، وبرقم (3405) بالإسناد الأول، وبرقم (3406) بالإسناد الثاني.

وأخرجه أحمد (7280)، والبخاري (2014)، وأبو داود (1372) من طريق سفيان بن عيينة بهذا الإسناد. ورواية أحمد باللفظين جميعًا، ورواية البخاري وأبي داود باللفظين - أيضًا - لكن دون قوله: "من قام رمضان

".

وأخرجه - باللفظين ومختصرًا - أحمد (9001) من طريق حماد بن سلمة، و (10537) عن يزيد بن هارون، والترمذي (683) من طريقي عبدة بن سليمان وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وابن ماجه (1326) من طريق محمد بن بشر العبدي، وابن حبان (3682) من طريق ثابت بن يزيد الأحول، ستتهم عن محمد بن عمرو بن علقمة الليثي، عن أبي سلمة، به.

وزاد حماد بن سلمة: "وما تأخر"، وهي زيادة شاذة.

وتنظر الروايات الثلاثة الآتية، وما سيأتي برقم (5024).

وينظر ما سلف برقم (1602).

(4)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2524).

وينظر ما قبله وما بعده، وما سيأتي برقم (5024).

ص: 246

2204 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة

عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبِه"

(1)

.

2205 -

أخبرنا علي بن المنذر قال: حدثنا ابن فُضَيل قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة

عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبِه"

(2)

.

‌40 - باب ذِكْر اختلاف يحيى بن أبي كثير والنَّضر بن شَيْبان فيه

2206 -

أخبرني محمد بن عبد الأعلى ومحمد بن هشام وأبو الأشعث - واللفظ له - قالوا: حدَّثنا خالدٌ قال: حدَّثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال:

حدثني أبو هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قامَ رمضان إيمانًا

(1)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2525)(3404).

وينظر ما قبله وما بعده وما سلف برقم (2194).

(2)

إسناده صحيح، ابن فضيل: هو محمد، ويحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2526).

وأخرجه أحمد (7170)، والبخاري (38)، وابن ماجه (1641)، وابن حبان (3432) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.

قال المزي في "تحفة الأشراف" 11/ 64: وقال النسائي: هذا حديث منكر من حديث يحيى، لا أعلم أحدًا رواه غير ابن فضيل. اهـ. ولم نقف على هذا القول في "المجتبى" أو "الكبرى". وتفرد محمد بن فضيل فيه لا يضره ولهذا رواه الإمام البخاري في صحيحه، والله أعلم. =

ص: 247

واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبِه، ومَنْ قامَ ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبِه"

(1)

.

2207 -

أخبرني محمود بن خالد، عن مروان، أخبرنا معاوية بن سَلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ قامَ شهر رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبِه، ومَنْ قامَ ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبه"

(2)

.

2208 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا الفضل بن دكين قال: حدثنا نصر بن علي قال: حدَّثني النَّضر بن شَيْبان أنَّه لقي أبا سلمة بن عبد الرحمن، فقال له

(3)

.

= وتنظر الروايات الثلاث السابقة، وما سلف برقم (2194).

(1)

إسناده صحيح، أبو الأشعث: هو أحمد بن المقدام العِجْلي، وخالد: هو ابن الحارث الهُجَيمي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستوائي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2527).

وأخرجه أحمد (10117)، والبخاري (1901)، ومسلم (760):(175) من طرق عن هشام، بهذا الإسناد. ولفظه:"من صام".

وأخرجه أحمد (8576) و (9288 - 9289) من طريق همام بن يحيى، عن يحيى، به، وهو في الموضع الأول مقتصر على طرفه الثاني.

وأخرجه المصنف في الكبرى" (3400) و (3401) و (3402) من طريق الأوزاعي، عن يحيي، به بلفظ: "من صام .... "، وهو في الموضع الثالث مختصر بطرفه الأول.

وسيرد في الرواية التالية من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، به، وسيتكرر برقم (5027) عن أبي الأشعث وحده، به.

وينظر ما سلف برقم (1602).

(2)

إسناده صحيح مروان هو ابن محمد بن حسان الطَّاطري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2528).

وينظر ما قبله، وما سلف برقم (1602).

(3)

كلمة "له" ليست في (م).

ص: 248

حَدَّثْني بأفضل شيءٍ سَمِعْتَهُ يُذكَرُ في شهر رمضان. فقال أبو سلمة:

حدَّثني عبد الرحمن بن عوف، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنَّه ذَكَرَ

(1)

رمضان، ففضله

(2)

على الشُّهور، وقال: مَنْ قامَ رمضان إيمانًا واحتسابًا، خرج من ذنوبهِ كَيومَ ولَدَتْه أُمُّه"

(3)

. قال أبو عبد الرحمن: هذا خطأ، والصواب: أبو سلمة، عن أبي هريرة

(4)

.

2209 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا النضر بن شميل قال: أخبرنا القاسم بن الفَضْل قال: حدَّثنا النَّضْر بن شَيْبان، عن أبي سلمة، فذكَرَ مِثْلَه، وقال:

(1)

بعدها في (ك) زيادة شهر.

(2)

في (ر) ونسخة على هامشي (ك) و (هـ): وفضله، وفي نسخة أخرى على هامش (ك): يفضله.

(3)

إسناده ضعيف، النَّضر بن شيبان - وهو الحُدَّاني البصري - قال ابن معين: ليس بشيء.

وقال البخاري في حديثه هذا (كما في "التهذيب"): لم يصح، وحديث الزهري وغيره عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أصح. ومثله قال المصنف عقب الحديث. وينظر حديث أبي هريرة برقم (1602) وهناك ذكرت مكرراته. وقد تفرّد النضر بن شيبان بقوله:"خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه"، والرواية المشهورة في الحديث:"غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه". وفي قول أبي سلمة: حدثني أبي، نظر، فقد جزم جماعة من الأئمة بأنَّ أبا سلمة لم يصح سماعه من أبيه. والحديث في "السنن الكبرى"(2529).

وأخرجه أحمد (1688)، وابن ماجه (1328) من طرق عن نصر بن علي، بهذا الإسناد، وقرن عند ابن ماجه نصرُ بنُ علي بالقاسم بن الفضل الحُداني.

وسيرد في الروايتين التاليتين.

قال السندي: قوله: "خرج من ذنوبه كيوم ولدَتْه أمه أي: طَهُرَ من الذنوب كطهارته يومَ ولدَتْه أمه، لا كخروجه منها يومَ ولَدَتْه أمه، إذ لا ذَنْبَ عليه في ذلك اليوم حتى يخرج منه، ثمَّ ظاهره الشمول للكبائر، والتخصيص في مثله بعيد.

(4)

بعده في (م) زيادة: وحديث قتيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم: من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".

ص: 249

"مَنْ صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا"

(1)

.

2210 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: حدثنا أبو هشام قال: حدثنا القاسم بن الفَضْل قال: حدَّثنا النَّضْر بن شَيْبان قال: قلتُ لأبي سلمةَ عبد الرحمن: حَدِّثْني بشيءٍ سَمِعْتَه من أبِيكَ، سَمِعَه أبوك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس بين أبيكَ وبينَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدٌ في شهر رمضان. قال: نعم.

حدثني أبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تبارك وتعالى فَرَضَ صيام

(2)

رمضان

(3)

، وسنَنْتُ لكم قِيامَه، فمن صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا، خرج من ذنوبِه كَيومَ ولَدَتهُ أُمُّه"

(4)

.

‌41 - باب فضل الصيام والاختلاف على أبي إسحاق في حديث عليّ بن أبي طالب

(5)

في ذلك

2211 -

أخبرني هلال بن العلاء قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو

(6)

، عن زيد عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن الحارث

(1)

إسناده ضعيف كسابقه وهو في "السنن الكبرى" برقم (2530).

وأخرجه أحمد (1660)، وابن ماجه (1328) من طريقين عن القاسم بن الفضل بهذا الإسناد.

وينظر ما قبله وما بعده.

(2)

كلمة "صيام" ليست في (م).

(3)

بعدها في نسخة في (هـ) زيادة كلمة: عليكم.

(4)

إسناده ضعيف كسابقيه. أبو هشام: هو المغيرة بن سلمة المخزومي. وهو في "السنن الكبرى برقم (2531).

وسلف في سابقيه.

قال السندي: قوله: "وسَنَنْتُ" بصيغة المتكلِّم، أي: ندبتُ لكم، وإنما قال:"لكم" إذ هو نفعٌ محضٌ لا ضرر فيه أصلًا، فمَنْ فعل نال أجرًا عظيمًا، ومن ترك فلا إثم عليه.

(5)

قوله: "بن أبي طالب" من (هـ).

(6)

قوله: "بن عمرو" من (م)، وهو الرقِّي.

ص: 250

عن عليّ بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الله تبارك وتعالى يقول: الصَّومُ لي وأنا أجْزِي به، وللصَّائم فَرْحَتان؛ حينَ يُفطر، وحين يلقى ربَّه، والذي نفسي بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عندَ الله من ريح المسك"

(1)

.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد أخطأ فيه العلاء: وهو ابن هلال، فرواه شعبة - كما في الرواية التالية - عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود موقوفًا عليه. وقال المصنف فيما نقل عنه المِزِّي في "التحفة" (10166): هذا هو الصواب عندنا، وحديث العلاء خطأ، وقد رأيت للعلاء أحاديث مناكير. عبيد الله: هو ابن عمرو الرقي، وزيد: هو ابن أبي أنيسة، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2532).

ويشهد له حديث أبي سعيد الآتي برقم (2213).

قال السندي: قوله: "الصوم لي وأنا أجزي به" قد ذكروا له معاني، لكنَّ الموافق للأحاديث أنَّه كنايةٌ عن تعظيم جزائه، وأنَّه لا حدَّ له، وهذا هو الذي تُفيده المقابلة في حديث:"ما من حسنةٍ عمِلَها ابن آدم إِلَّا كُتِبَ له عشر حسنات إلى سبع مئة ضِعف، إلَّا الصيام، فإنَّه لي وأنا أجزي به [وسيرد برقم (2215)]، وهذا هو الموافق لقوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، وذلك لأنَّ اختصاصه من بين سائر الأعمال بأنَّه مخصوص بعظيم لا نهاية لعظمته، ولا حد لها، وأنَّ ذلك العظيم هو المتولِّي لجزائه ممَّا ينساق الذهنُ منه إلى أنَّ جزاءه ممَّا لا حَدَّ له، ويُمكن أن يُقال: على هذا معنى قوله: "لي" أي: أنا منفردٌ بعلم مقدار ثوابه وتضعيفه، وبه تظهر المقابلة بينه وبين قوله: "كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام" هو لي، أي: كلُّ عمله باعتبار أنَّه عالِمٌ بجزائه ومقدار تضعيفه إجمالًا لما بيَّن الله تعالى فيه، إلَّا الصوم فإنَّه الصبر الذي ما حدَّ لجزائه حدًّا، بل قال: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}. ويَحْتَمِل أن يقال: معنى قوله: "كلُّ عمل ابن آدم له

" إلخ، أنَّ جميع أعمال ابن آدم من باب العبودية والخدمة، فتكون لائقة له مناسبةً لحاله، بخلاف الصوم، فإنَّه من باب التنزه عن الأكل والشرب والاستغناء عن ذلك، فيكون من باب التخلق بأخلاق الرب تبارك وتعالى، وأمَّا حديث: "ما من حسنةٍ عملها ابن آدم" إلخ، فيُحتاج على هذا المعنى إلى تقدير، بأن يُقال: كلُّ عمل ابن آدم جزاؤه محدود لأنَّه له، أي: على قَدْره، إلَّا الصوم فإنَّه لي، فجزاؤه غير محصور، بل أنا المتولي لجزائه على قدري، والله أعلم.=

ص: 251

2212 -

أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأَحْوَص

قال عبد الله: "قال الله عز وجل: الصَّومُ لي وأنا أجْزِي به، وللصائم فَرحتان؛ فرحة حين يلقى ربَّه، وفرحةً عند إفطارِه

(1)

، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائم أطيب عند الله من ريح المسك"

(2)

.

‌42 - باب ذِكْر الاختلاف على أبي صالح في هذا الحديث

2213 -

أخبرنا علي بن حَرْبٍ قال: حدَّثنا محمد بن فُضَيلٍ قال: حدثنا أبو سنان ضرار بن مُرَّة، عن أبي صالح

= "حين يُفطر" من الإفطار، أي: يفرح حينئذٍ طبعًا وإن لم يأكل؛ لما في طبع النفس من محبَّة الإرسال وكراهة التقييد.

"وحين يلقى ربه" أي: ثوابه على الصوم.

"لخُلُوف" بضم المعجمة واللام وسكون الواو، هو المشهور، وجوز بعضُهم فتح المعجمة، أي: تغير رائحته.

"أطيب عند الله من ريح المسك" أي صاحبه عند الله بسببه أكثر قبولًا ووجاهةً وأزْيَدُ قُربًا منه تعالى من صاحب المسك بسبب ريحه عندكم، وهو تعالى أكثر إقبالًا عليه بسببه من إقباله على صاحب المسك بسبب ريحه.

(1)

في (هـ): فطره، وبهامشها ما أثبت.

(2)

إسناده صحيح، وقد اختلف فيه على شعبة في وقفه ورفعه، لكن قال الدارقطني في "العلل" 5/ 316: والموقوف عن شعبة هو الصحيح. محمد هو ابن جعفر، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجُشَمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2533).

وأخرجه أحمد (4256) من طريق إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد مرفوعًا. وإسناده ضعيف. قلت: وهو - وإن لم يصح رفْعُه من حديث ابن مسعود - له حكم الرَّفع؛ لأنَّ مثلَه لا يُقال بالرأي، ثمَّ إنَّه قد صح مرفوعًا من حديث أبي هريرة كما في الرواية التالية.

ص: 252

عن أبي سعيد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله تبارك وتعالى يقول: الصّومُ لي وأنا أجْزِي به. وللصَّائمِ فَرْحَتان؛ إذا أفطرَ فَرِحَ، وإذا لقي الله فجزاه فَرِحَ، والذي نفس محمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطيب عند الله من ريح المسك"

(1)

.

2214 -

أخبرنا سليمان بن داود عن ابن وهب قال: أخبرني عمرو، أنَّ المنذر بن عُبيد حدَّثَه، عن أبي صالح السَّمَّان

عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:[قال الله]

(2)

: الصّيام لي وأنا أجزي به، والصَّائمُ يفرَحُ مرَّتين؛ عند فطره، ويوم يلقى الله

(3)

،

(1)

إسناده صحيح أبو صالح: هو ذكوان السمان وهو في "السنن الكبرى" برقم (2534).

وأخرجه أحمد (7174) و (11009)، ومسلم (1151):(165) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد، إلَّا أنَّهما جعلاه من حديث أبي سعيد وأبي هريرة معًا.

وأخرجه - كذلك - مسلم (1151): (165) من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن ضرار بن مرة، به.

وأخرجه - بتمامه ومطولًا ومختصرًا - أحمد (7195) و (7493) و (7494) و (8057) و (8058) و (8129) و (8550) و (9138) و (9275) و (9322) و (9429) و (9888) و (9946) و (9999) و (10025) و (10026) و (10291) و (10505) و (10540) و (10554) و (10564) و (10631) و (10691) و (10692) و (10693) و (10884)، والبخاري (1894) و (7538)، ومسلم (1151)(162)، والترمذي (766)، وابن حبان (3424) من طرق عن أبي هريرة، به.

وسيرد في الأرقام (2214 - 2219) وبعضهم يزيد على بعض.

(2)

ما بين حاصرتين ليس في جميع النسخ، واستدرك من رواية "السنن الكبرى"(2535)، وهي زيادة يقتضيها الكلام، فالحديث قدسي.

(3)

في (ر) ونسخة بهامش (هـ): ربه.

ص: 253

وخُلُوفُ فَمِ الصَّائم أطيبُ عندَ اللهِ من ريحِ المِسْك"

(1)

.

2215 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا جرير

(2)

، عن الأعمش، عن أبي صالح

عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما مِنْ حسنةٍ عَمِلَها

(3)

ابن آدم إِلَّا كُتِبَ له عشر حسناتٍ إلى سبع مئة ضعف، قال الله عز وجل: إِلَّا الصِّيام فإنَّه لي، وأنا أجزي به، يدَعُ شَهْوتَه وطعامه من أجلي، الصيام جُنَّة، للصَّائم فرحتان؛ فرحةً عند فطره، وفرحةٌ عند لقاء ربِّه، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائم أطيب عند الله من ريح المِسْك"

(4)

.

2216 -

أخبرني إبراهيم بن الحسن، عن حجَّاجٍ قال: قال ابن جُرَيج: أخبرني عطاء، عن أبي صالح الزيَّات

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل المنذر بن عبيد، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد تُوبع ابن وهب: هو عبد الله المصري، وعمرو: هو ابن الحارث المصري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2535).

وسلف في الرواية السابقة.

(2)

تحرف في (م) إلى: جريج.

(3)

في نسخة في (م) وهامش (ك): يعملها.

(4)

إسناده صحيح جرير هو ابن حازم والأعمش هو سليمان بن مهران. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2536).

وأخرجه مسلم (1151): (164) عن زهير بن حرب، عن جرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7607) و (9112) و (9714) و (10175) و (10176) و (10218)، والبخاري (7492)، ومسلم (1151):(164)، وابن ماجه (1638) من طرق عن الأعمش، به.

وسلف برقم (2213).

قال السِّندي: قوله: يَدَعُ شهوَتَه وطعامه لأجلي" تعليلٌ لاختصاصه بعظيم الجزاء.

"جُنَّة" أي: وقايةٌ وسِتْرُ من النار، أو مما يؤدي العبد إليها من الشهوات.

ص: 254

أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " [قال الله]

(1)

: كل عمل ابن آدم له، إلَّا الصّيام هو لي وأنا أجزي به، والصيامُ جُنَّة، إذا كان يومُ صيام أحدكم فلا يَرْفُثْ، ولا يَصْخَبْ، فإن شاتَمه أحدٌ أو قاتله، فليقُلْ: إني صائم، والذي نفس محمد بيده، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائم أطيَبُ عندَ اللهِ يومَ القيامة

(2)

من ريح المسك، للصَّائم فرحتان يفرَحُهما؛ إِذا أَفطَرَ فَرِحَ بفِطْرِه، وإذا لقي ربَّه عز وجل فَرِحَ بصومه"

(3)

.

2217 -

أخبرنا محمد بن حاتم قال: أخبرنا سُوَيد قال: أخبرنا عبد الله، عن ابن جُرَيج قراءةً عليه، عن عطاء بن أبي رباح قال: أخبرني عطاء الزَّيَّات

(1)

ما بين حاصرتين ليس في النسخ، واستدرك من رواية "السنن الكبرى"(2537)، وهذه الزيادة يقتضيها الكلام، فالحديث قدسي.

(2)

في (م): عند الله يوم القيامة أطيب.

(3)

إسناده صحيح، حجاج هو ابن محمد المصيصي الأعور، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأبو صالح الزيات: هو ذكوان السَّمان.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2537) و (3037) و (3242) و (3313)، والروايات الثلاث الأخيرات مختصرة.

وأخرجه أحمد (7693) و (10692)، والبخاري (1904)، ومسلم (1151):(163) من طرق عن ابن جريج، به.

وسيرد مختصرًا برقم (2228). وسيرد في الرواية التالية من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عطاء الزيات، عن أبي هريرة.

وسلف برقم (2213).

قال السندي: قوله: فلا يرفُثْ" المراد بالرفث الكلام الفاحش. "ولا يصخب" أي: لا يرفع صوته، ولا يغضب على أحد. فإن شاتمه

إلخ، أي: خاصمه باللسان أو اليد. "فليقل: إني صائم" أي: فليعتذر عنده من عدم المقابلة بأنَّ حاله لا يُساعد المقابلة بمثله، أو: فليذكُرْ في نفسه أنَّه صائم، ليمنعه ذلك عن المقابلة بمثله.

ص: 255

أنَّه سمِعَ أبا هريرةَ يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل: كلُّ عَمَل ابن آدم له إلَّا الصيام، هو لي، وأنا أجزي به، الصِّيامَ جُنَّة، فإذا كان يومُ صَوْم أَحدِكم، فلا يَرْفُثْ، ولا يَصْخَبْ، فإن شاتَمه أحدٌ أو قاتله، فليقل: إنّي امرؤٌ صائم، والذي نفس محمد بيده، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عندَ اللهِ من ريحٍ المِسْك"

(1)

.

وقد روى هذا الحديث عن أبي هريرةَ سعيد بن المسيب:

2218 -

أخبرنا الربيع بن سليمان قال: حدَّثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: حدثني سعيد بن المسيب

أنَّ أبا هريرة قال

(2)

: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله عز وجل: كلُّ عَمَل ابن آدم له، إلَّا الصِّيام، هو لي، وأنا أجْزِي به، والذي نفسُ محمد بيده، لَخُلْفَةُ فَمِ الصَّائم أطْيَبُ عندَ اللهِ من ريح المسك"

(3)

.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه عبد الله - وهو ابن المبارك - الرُّواةَ عن ابن جريج، فرَوَوه - كما سلف في الرواية السابقة من طريق حجاج - عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي صالح ذكوان السمان. قال المصنف عقبه في "السنن الكبرى" (2538) و (3243): ابن المبارك أجَلُّ وأعلى عندنا من حجّاج، وحديث حجّاج أولى بالصواب عندنا .... إلى آخر كلامه سويد هو ابن نصر.

وسيرد مختصرًا برقم (2229).

(2)

في (م) و (هـ): أنه سمع أبا هريرة يقول.

(3)

إسناده صحيح، ابن وهب: هو عبد الله المصري، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2539).

وأخرجه مسلم (1151): (161) عن حرملة، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7788)، والبخاري (5927)، والمصنف في الكبرى" (3248) من طريق معمر، عن الزهري، به.=

ص: 256

2219 -

أخبرنا أحمد بن عيسى بن عيسى قال: حدَّثنا ابن وهب عن عَمرو، عن بُكَير، عن سعيد بن المسيب

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:[قال الله]

(1)

: كل حسنةٍ يعملُها ابن آدمَ فَلَهُ عشرُ

(2)

أمثالها، إِلَّا الصِّيام لي، وأنا أجْزِي به"

(3)

.

‌43 - باب ذِكْر الاختلاف على محمد بن أبي يعقوب في حديث أبي أمامة في فضل الصائم

(4)

2220 -

أخبرنا عمرو بن عليّ، عن عبد الرحمن قال: حدثنا مهدي بن ميمون قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب قال: أخبرني رجاء بن حيوة

عن أبي أمامة قال: أتَيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: مُرْني بأمرٍ آخُذُه عنك.

قال: "عليك بالصّوم، فإنَّه لا مِثْلَ له"

(5)

.

= وأخرجه - بنحوه - أحمد (9363)، والترمذي (764) من طريق علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، به.

وسلف - بسياق أتم - برقم (2213).

(1)

ما بين حاصرتين زيادة يقتضيها السياق.

(2)

في نسخة في (م) وبهامشي (ر) و (ك): لعشر.

(3)

إسناده قوي من أجل شيخ المصنف أحمد بن عيسى - وهو ابن حسان المعروف بابن التستري - فهو صدوق. ابن وهب: هو عبد الله، وعمرو: هو ابن الحارث، وبكير: هو ابن عبد الله الأشج. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2540).

وينظر ما قبله وما سلف برقم (2213).

(4)

في (م) ونسخة في هامشي (ك) و (هـ): الصيام.

(5)

إسناده صحيح، عبد الرحمن: هو ابن مهدي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2541).

وأخرجه - بتمامه ومطولًا - أحمد (22141) و (22195) و (22220)، وابنه عبد الله (22142 زوائده على مسند أبيه)، وابن حبان (3425) من طرق عن مهدي بن ميمون بهذا الإسناد.=

ص: 257

2221 -

أخبرنا الربيع بن سليمان قال: أخبرنا ابن وَهْبٍ قال: أخبرني جرير بن أنَّ محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضَّبِّيَّ حدَّثه، عن رجاء بن حيوة قال:

حدثنا أبو أمامة الباهلي قال: قلتُ: يا رسول الله، مُرْني بأمرٍ ينفَعُني الله به قال: "عليك بالصيام

(1)

فإنَّه لا مِثْلَ له"

(2)

.

2222 -

أخبرني عبد الله بن محمد الضعيف - شيخٌ صالحٌ، والضَّعيف لقبٌ؛ لكثرة عبادته - قال: أخبرنا يعقوب الحضرمي قال: حدثنا شعبة، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب

(3)

، عن أبي نصر، عن رجاء بن حيوة

عن أبي أمامة، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: "عليك بالصوم، فإنَّه لا عِدْل له"

(4)

.

= وأخرجه - مطولًا - أحمد (22140) من طريق واصل مولى أبي عيينة، عن محمد بن أبي يعقوب، به.

وسيرد في الرواية التالية من طريق جرير بن حازم، عن محمد بن أبي يعقوب، به.

وسيرد في الروايتين (2222) و (2223) من طريق شعبة، عن محمد بن أبي يعقوب، عن أبي نصر الهلالي، عن رجاء بن حيوة به، بإدخال أبي نصر بين محمد بن أبي يعقوب ورجاء بن حيوة. قال ابن حبان عقب الرواية (3426): الطريقان جميعًا محفوظان.

قال السندي: قوله: "عليك بالصوم" أي: الشرعي، فإنَّه المُتبادر.

"فإنَّه لا مِثْلَ له" في كسْرِ الشَّهوة، ودفع النفس الأمارة والشيطان، أو: لا مِثْلَ له في كثرة الثواب كما سبق، ويحتمل أنَّ المراد بالصوم كفُّ النّفس عمَّا لا يليق، وهو التقوى كلها، وقد قال تعالى:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].

(1)

في نسخة بهامش (هـ): بالصوم.

(2)

إسناده صحيح ابن وهب هو عبد الله وهو في "السنن الكبرى" برقم (2542).

وسلف في الرواية السابقة.

(3)

بعدها في (م) زيادة الحضرمي.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يعقوب الحضرمي - وهو ابن إسحاق - فهو صدوق، وقد توبع عبد الله بن محمد الضعيف: هو ابن يحيى الطَّرَسوسي، وأبو نصر: هو =

ص: 258

2223 -

أخبرنا يحيى بن محمد - هو ابن السَّكَن أبو عُبيد الله - قال: حدثنا يحيى بن كثير، قال شعبة: حُدِّثْنا

(1)

عن محمد بن أبي يعقوب الضَّبِّي، عن أبي نصر الهلالي، عن رجاء بن حيوة

عن أبي أمامة قال: قلتُ: يا رسول الله، مُرْني بعمل. قال: "عليك بالصوم، فإنَّه لا عِدْلَ له قلت

(2)

: يا رسول الله، مُرْني بعمل. قال:"عليك بالصوم، فإنَّه لا عِدْلَ له"

(3)

.

2224 -

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن سَمُرةَ قال: حدثنا المُحاربي، عن فِطر، أخبرني حبيب بن أبي ثابت، عن الحكم بن عتيبة، عن ميمون بن أبي شبيب

عن معاذ بن جبل

(4)

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصَّومُ جُنَّة"

(5)

.

= حميد بن هلال العدوي الهلالي، وينظر التحقيق في نسبته في "مسند أحمد" عند الرواية (22149). وهو في "السنن الكبرى" برقم (2543).

وأخرجه أحمد (22149)، وابن حبان (3426) من طريق عبد الصمد، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 165 من طريق عمر بن سهل المازني، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (22276) عن سليمان بن داود عن شعبة، عن محمد بن أبي يعقوب، عن أبي نصر، عن أبي أمامة به. لم يذكر رجاء بن حيوة في الإسناد، والصواب ذكره.

وسيرد في الرواية التالية (2223) من طريق يحيى بن كثير، عن شعبة، به على الجادة.

وتنظر الروايتان (2220) و (2221).

(1)

في (م) ونسخة في (ك) و (هـ): قال: حدثنا شعبة، والمثبت وُضِعَ عليه في (ك) علامة الصحة.

(2)

من هنا إلى آخر الحديث سقط من (ر).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الواسطة بين شعبة ومحمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، وبقية رجاله ثقات. يحيى بن كثير: هو ابن درهم العنبري البصري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2544).

وسلف في الذي قبله.

(4)

في نسخة بهامش (ك): قال: قال معاذ بن جبل.

(5)

صحيح بطرقه وشواهده، ميمون بن أبي شبيب صدوق حسن الحديث، إلَّا أنَّه لم يسمع =

ص: 259

2225 -

أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: حدثنا أبو عوانة، عن سليمان، عن حبيب بن أبي ثابت والحكم

(1)

،، عن ميمون بن أبي شبيب

عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصَّومُ جُنَّة"

(2)

.

2226 -

أخبرنا محمد المثنى ومحمد بن بشار قالا: حدثنا محمد قال: حدثنا بن شعبة، عن الحكم قال: سمعتُ عُروة بن النَّزَّال يُحدِّث

عن معاذٍ

(3)

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصَّومُ جُنَّة"

(4)

.

= من معاذ وباقي رجاله ثقات. المحاربي: هو عبد الرحمن بن محمد بن زياد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2545).

ويُنظر بيان طرقه في مسند أحمد عند الرواية (22016).

وأخرجه - ضمن سياق مطول - أحمد (22016)، والترمذي (2616)، والمصنف في "الكبرى"(11330)، وابن ماجه (3973) من طريق أبي وائل شقيق بن سلمة، عن معاذ بن جبل، بهذا الإسناد.

وسيرد في الأحاديث الثلاثة الآتية.

وله شواهد، منها حديث أبي هريرة الآتي برقم (2228) بإسناد صحيح.

قال السندي: قوله: "فإنَّه لا عِدْل" بكسر العين أو فتحها، أي: لا مِثْلَ له.

(1)

جاء في "التحفة"(11367): عن حبيب بن أبي ثابت عن الحكم، وفي نسخة: عن حبيب بن أبي ثابت والحكم. ونبه عليه في هامشي (ك) و (م).

(2)

صحيح بطرقه وشواهده كما سلف بيانه في الرواية السابقة. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكُري، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2546).

(3)

بعدها في (م): بن جبل.

(4)

صحيح بطرقه وشواهده كما سلف بيانُه عند الرواية (2224)، عروة بن النزَّال مجهول، ثم هو لم يسمعه من معاذ كما جاء مصرحًا بذلك في "مسند أحمد"(22032).

محمد: هو ابن جعفر المعروف بغندر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2547).

وأخرجه - مطولًا - أحمد (22068) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وسلف في الروايتين السابقتين.

ص: 260

2227 -

أخبرني إبراهيم بن الحسن، عن حجَّاج، عن

(1)

شعبة، قال لي الحكم: سمعتُه منه منذ أربعين سنةً، ثُمَّ قال الحكم وحدثني به ميمون بن أبي شبيب

(2)

.

2228 -

أخبرنا إبراهيم بن الحسن عن حجَّاج، قال ابن جريج: أخبرني عطاء، عن أبي صالح الزَّيَّات

أَنَّه سمع أبا هريرةَ يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصِّيامُ جُنَّة"

(3)

.

2229 -

وأخبرنا محمد بن حاتم، أخبرنا سُوَيدٌ قال: أخبرنا عبد الله، عن ابن جُريجٍ قراءةً، عن عطاء قال: أخبرنا عطاء

(4)

الزَّيَّات

أنَّه سمِعَ أبا هريرةَ يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصِّيامُ جُنَّة"

(5)

.

2230 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا اللَّيث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعيد بن أبي هند، أنّ مُطَرِّفًا - رجلٌ

(6)

من بني عامر بن صَعْصَعة - حدَّثه

أنَّ عثمان بن أبي العاص دعا له بلبَنٍ ليَسقِيَه، فقال مُطرِّف: إِنِّي صائم. فقال عثمان: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الصِّيامُ جُنَّةٌ كَجُنَّةِ أحدِكم من القتال"

(7)

.

(1)

في (م) ونسخة في هامشي (ك) و (هـ): قال.

(2)

صحيح بطرقه وشواهده كما سلف بيانه عند الرواية (2224)، ميمون بن أبي شبيب صدوق حسن الحديث، إلا أنه لم يسمع من معاذ. حجاج هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2548).

وأخرجه - مطولًا - أحمد (22032) عن روح، عن شعبة، بهذا الإسناد.

(3)

إسناده صحيح، وهو مختصر الحديث (2216). وهو في "السنن الكبرى" برقم (2549).

(4)

في (م) و (هـ) ونسخة على هامش (ر): أبو صالح.

(5)

حديث صحيح، وهو مختصر الحديث (2217). وهو في "السنن الكبرى" برقم (2550).

(6)

في (م) ونسخة في (ك) ونسخة بهامش (هـ): رجلًا.

(7)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد والليث هو ابن سعد، ومُطرِّف: هو ابن عبد الله ابن الشَّخِّير. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2551). =

ص: 261

2231 -

أخبرنا علي بن الحسين قال: حدَّثنا ابن أبي عَديٍّ، عن ابن إسحاق، عن سعيد بن أبي هند، عن مُطَرِّفٍ، قال:

دخلت على عثمان بن أبي العاص، فدعا، بلبَنٍ، فقلتُ: إنِّي صائم. فقال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الصَّومُ جُنَّةٌ من النَّارِ كَجُنَّةِ أحدِكم من القتال"

(1)

.

2232 -

أخبرني زكريا بن يحيى قال: حدَّثنا أبو مصعب، عن المغيرة، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي هند قال:

دخلَ مُطَرِّفٌ على عثمان، نحوه مرسل

(2)

.

2233 -

أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربيِّ قال: حدَّثنا حمَّاد قال: حدَّثنا واصل، عن بشَّار بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرَّحمن، عن عياض بن غُطَيف:

قال أبو عُبيدة: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الصَّومُ

(3)

جُنَّةٌ ما لم

= وأخرجه أحمد (16278) و (17902)، وابن ماجه (1639)، وابن حبان (3649) من طرق عن الليث بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (17909) من طريق أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أخيه مطرف، به.

وينظر الحديثان الآتيان بعده.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق - وهو محمد - فهو صدوق، وقد صرح بالتحديث في رواية الحميدي (905)، وابن خزيمة (1891)، فانتفت شبهة تدليسه ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2552).

وأخرجه أحمد (16273) من طريق حمَّاد بن زيد عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وسلف في الذي قبله.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل، أبو مصعب: هو أحمد بن أبي بكر الزهري، والمغيرة: هو ابن عبد الرَّحمن المخزومي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2553).

وسلف في الروايتين السابقتين.

(3)

في (م): الصيام.

ص: 262

يَخْرِقْها

(1)

.

2234 -

أخبرنا محمد بن يزيد الأدميُّ قال: حدَّثنا مَعْن، عن خارجة بن سليمان، عن يزيد بن رُوْمان عن عروة

(1)

إسناده ضعيف لجهالة حال بشار بن أبي سيف، فقد روى عنه اثنان فقط، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ثم إنَّه اختُلِفَ في إسناده على واصل - وهو مولى أبي عُيينة - كما سيأتي. الوليد بن عبد الرَّحمن: هو الجُرَشي، وعياض بن غُطَيف - ويقال: غُطيف بن الحارث - وثَّقه غير واحد وقال أبو زرعة وأبو حاتم: له صحبة.

فرواه حمَّاد - وهو ابن زيد - كما هنا وفي "السنن الكبرى"(2554)، وخالد بن عبد الله فيما أخرجه الدارمي (1732) وغيره، ومهدي بن ميمون فيما أخرجه أبو يعلى (878) وغيره، وهشام بن حسان فيما أخرجه الشاشي (265)، أربعتهم عن واصل، بهذا الإسناد.

ورواه جرير بن حازم فيما أخرجه أحمد (1701) وغيره، عن بشار بن أبي سيف، به.

ورواه زياد بن الربيع فيما أخرجه عنه أحمد (1690)، وحماد بن سلمة فيما ذكر ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 237 (688)، كلاهما عن واصل عن بشار بن أبي سيف، عن عياض بن غطيف، به دون ذكر الوليد بن عبد الرَّحمن في إسناديهما، ودون ذكر غطيف أيضًا في رواية ابن سلمة.

قال أبو حاتم - فيما نقله عنه ابنه في "العلل"(688) بعد أن سأله عن حديث حماد بن سلمة وجرير بن حازم: أيُّهما الصحيح؟ -: جميعًا صحيحان، حمَّاد قصَّر به، وجريرٌ جوَّده.

تنبيه: وقد وقع في مطبوع "مسند أحمد"(1690) إثبات "الوليد بن عبد الرحمن" في الإسناد بين حاصرتين، والصواب حذفه؛ لأنَّه لم يرد في أصول "المسند"، ولم يذكره الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 7/ 30، ولا الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"(1120).

ورواه عبد الوهاب الثقفي فيما أخرجه ابن أبي شيبة (8991)، عن واصل، به. موقوفًا.

وسيرد بإسناد آخر موقوفًا في الرواية (2235).

وثبت قولُه صلى الله عليه وسلم: "الصوم جُنَّة" من حديث أبي هريرة السالف برقم (2228).

قال السِّندي: قوله: "الصَّوم جُنَّةٌ ما لم يَخْرِقُها" أي: فتلك الجنَّة تقيه ما لم يَخْرِقُها، كشأن جُنَّة القتال، فقوله:"ما لم يَخْرِقُها" متعلِّقٌ بمُقدَّرٍ يقتضيه المقام، والمراد الخَرْقُ بالغِيبة كما تدلُّ عليه رواية الدارمي.

ص: 263

عن عائشة،: عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "الصِّيامُ جُنَّةٌ من النَّار، فمَنْ أصبحَ صائمًا فلا يجهل يومئذٍ، وإنِ امرؤٌ جَهلَ عليه فلا يَشْتُمه ولا يَسُبَّه، وليقُلْ: إنِّي صائم. والَّذي نفسُ محمد بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أطيَبُ عند الله من ريحِ المِسْك

(1)

".

2235 -

أخبرنا محمد بن حاتم قال: أخبرنا حِبَّان قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك

(2)

، عن مِسْعَر، عن الوليد بن أبي مالك قال: حدَّثنا أصحابنا

عن أبي عُبيدةَ قال: الصِّيامُ جُنَّة ما لم يَخْرِقُها

(3)

.

2236 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر، قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرَّحمن، عن أبي حازم

عن سهل بن سعد، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"اللصَّائمين بابٌ في الجَنَّةَ يُقال له: الرَّيَّان، لا يدخل فيه أحدٌ غيرُهم، فإذا دخلَ آخِرُهم أُغلِقَ، مَنْ دخلَ فيه شَرِبَ، ومَنْ شَربَ لم يظمَأْ أبدًا"

(4)

.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن؛ خارجة بن سليمان - وهو خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت الأنصاري، ونُسب هنا لجدِّه - صدوق حسن الحديث، معن: هو ابن عيسى القزَّاز، وعروة: هو ابن الزُّبير. وهو في "السنن الكبرى" برقم (3245).

وأخرجه أحمد (26035) من طريق أم سالم الراسبية، عن عائشة، مقتصرًا على شطره الثاني.

ويشهد له بتمامه حديثُ أبي هريرة السالف برقم (2116) بإسناد صحيح.

قال السِّندي: قوله: فلا يجهَلْ" أي: لا يفعل شيئًا من أفعال أهل الجهل، كالصِّياح والسَّفَه ونحو ذلك.

(2)

قوله: "بن المبارك" من (م).

(3)

إسناده صحيح، ولا يضرُّ إبهام الرُّواة عن أبي عبيدة فهم جمعٌ من التابعين. حِبَّان: هو ابن موسى المَرْوَزي، ومِسْعَر: هو ابن كِدَام. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2555).

وسلف مرفوعًا برقم (2233) بإسناد ضعيف.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سعيد بن عبد الرَّحمن - وهو الجمحي -.

أبو حازم: هو سلمة بن دينار. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2556). =

ص: 264

2237 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا يعقوب، عن أبي حازم قال:

حدَّثني سهل "أنَّ في الجَنَّةِ بابًا يُقال له: الرَّيَّان، يُقالُ يومَ القيامة: أينَ الصَّائمون؟ هل لكم إلى الرَّيَّان؟ مَنْ دخلَه لم يظمَأْ أبدًا، فإذا دخلوا أُغلِقَ عليهم، فلم يدخُل فيه أحدٌ غيرُهم"

(1)

.

2238 -

أخبرنا أحمدُ بنُ عَمْرِو بن السَّرْح والحارثُ بنُ مسكينٍ - قراءةً عليه وأنا أسمع - عن ابن وَهْبٍ قال: أخبرني مالكٌ ويونس عن ابن شهاب، عن حُمَيْدِ بن عبد الرَّحمن

عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ في سبيلِ الله عز وجل نُودِيَ في الجَنَّة: يا عبدَ الله، هذا خَيْر، فمَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاةِ

= وأخرجه أحمد (22842) من طريقين، عن سعيد بن عبد الرَّحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بتمامه - الترمذي (765)، وابن ماجه (1640) من طريق هشام بن سعد، عن أبي حازم به وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه - دون قوله: "من دخل فيه شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدًا" - أحمد (22818) و (22819)، والبخاري (1896) و (3257)، ومسلم (1152)، وابن حبان (3420) و (3421) من طرق عن أبي حازم، به.

وسيرد بتمامه موقوفًا في الرواية التالية.

قال السِّندي: قوله: "لا يدخلُ فيه أحدٌ غيرُهم" لا يُنافيه ما جاء في بعض الأعمال أنَّ صاحبَه يُفتَح له تمامُ أبواب الجنة، إذ لا يجوز أن يدخل من هذا الباب إن لم يكن من الصائمين، ويجوز أن لا يفعل أحدٌ ذلك العمل إلَّا وفقه الله لإكثار الصوم بحيث يصير من الصائمين.

"شَرِب" أي: عند الباب، ومتَّصلًا بالدخول، ولعلَّ من يدخل من الأبواب الأخر لم يشرب عند الدخول متصلًا به، والله أعلم.

(1)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، ويعقوب: هو ابن عبد الرَّحمن الإسكندراني، وسهل: هو ابن سعد. وهو - وإن رُوي هنا موقوفًا - له حكم الرَّفع؛ لأنَّ مثله لا يُقال بالرأي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2557).

وسلف مرفوعًا في الرواية السابقة.

ص: 265

يُدْعَى

(1)

من بابِ الصَّلاةِ، ومَنْ كانَ مِنْ أهلِ الجِهادِ يُدْعَى من بابِ الجِهاد، ومَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ يُدْعَى من بابِ الصَّدَقة، ومَنْ كانَ من أهْلِ الصِّيام دُعِيَ من بابِ الرَّيَّان". قال أبو بكر الصِّدِّيق: يا رسولَ الله، ما على أحدٍ يُدْعَى من تلك الأبوابِ

(2)

من ضرورة، فهل يُدْعَى أحدٌ من تلك الأبوابِ كلِّها؟ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ، وأرجو أن تكون منهم"

(3)

.

(1)

في (ر) و (م) وهامشي (ك) و (هـ): دُعِيَ، وكذا في الموضعين بعده، غير (هـ) ففي الموضع بعده: دُعِي.

(2)

بعدها في (م): كلّها.

(3)

إسناده صحيح، ابن وَهْب: هو عبدُ الله أبو محمد المصري، ويونس: هو ابن يزيد الأَيْلي، وابن شهاب: هو الزُّهْري، وحُميد بن عبد الرَّحمن: هو ابن عَوْفِ الزُّهري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (2558).

وأخرجه مسلم (1027): (85) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السَّرْح، بهذا الإسناد، دون ذكر مالك، وقرن بأحمد بن عمرو بن السَّرْح حرملة بن يحيى.

وأخرجه ابن حبان (6866) من طريق حَرْمَلَةَ بن يحيى، عن ابن وَهْب، به، دون ذكر مالك.

وهو في "موطَّأ" مالك 2/ 469، ومن طريقه أخرجه البخاري (1897)، والترمذي (4005 طبعة الرسالة)، وابن حبان (308).

وأخرجه أحمد (7633) و (9800) - بنحوه)، ومسلم (1027):(85)، وابن حبان (3419) من طريقين، عن الزُّهري، به.

وأخرجه أحمد (8790) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة به مختصرًا وفيه: فقال أبو بكر: هذا رجلٌ لا تَوَى عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نفعني مالٌ قَطُّ إلا مالُ أبي بكر قال: فبكى أبو بكر وقال: وهل نفعني الله إلا بك، وهل نفعني الله إلا بك، وهل نفعني الله إلا بك.

وسيأتي من طريق عبد الرَّحمن بن القاسم، عن مالك برقم (3183)، ومن طريق شعيب بن أبي حمزة برقم (2439)، ومن طريق صالح بن كَيْسان برقم (3135)، ثلاثتهم عن الزُّهري، به.

وسيأتي أيضًا من طريق أبي سلمة بن عبد الرَّحمن، عن أبي هريرة، به، برقم (3184).

ص: 266

2239 -

أخبرنا محمود بن غَيْلان قال: حدَّثنا أبو أحمد قال: حدَّثنا سفيان، عن الأعمش، عن عُمارة بن عُمَير، عن عبد الرَّحمن بن يزيد

عن عبد الله قال: خرَجْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شبابٌ لا نَقْدِرُ على شيء، قال:"يا معشرَ الشَّباب، عليكُم بالباءَة، فإنَّه أغضُّ للبصر، وأحصَنُ للفرج، ومَنْ لم يستطِعْ فعليه بالصَّوم، فإنَّه له وِجاءٌ"

(1)

.

(1)

إسناده صحيح، أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزُّبير الزبيري، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2559).

وأخرجه الترمذي (1081) عن محمود بن غيلان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (4023) و (4112) من طريقين عن الأعمش، به.

وسيرد في الأرقام (2242) و (3209) و (3210) من طريق الأعمش، عن عمارة بن عمير، به.

وسيرد في الأرقام (2240) و (3207) و (3211) من طريق الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن ابن مسعود.

وسيرد برقمي (2241) و (3208) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن ابن مسعود.

وسيرد برقم (2243) من طريق أبي معشر عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، عن عثمان بن عفان.

قوله: "لا نقدر على شيء قال السِّندي: أي: على زواج؛ للفقر.

"بالباءة" بالمدِّ والهاء على الأفصح، يُطلق على الجماع والعقد، والظاهر أنَّ المراد هاهنا العقد، وضمير "فإنَّه" يرجع إليه، على أنَّ المراد به الجماع بطريق الاستخدام، وتذكيرُه لملاحظة المعنى. ويَحتمل أنَّ المراد الجِماع، والمراد عليكم أن تُجامعوا النساء بالوجه المعلوم شرعًا.

أغَضُّ: أحبَس وأحصَنُ وأحفَظُ.

"فعليه بالصوم" قيل: الأمر لا يكون إلا للمخاطب، فلا يجوز: عليه بِزَيْدٍ، وأمَّا "فعليه بالصوم" فإنَّما حَسُنَ؛ لتقدُّم الخطاب في أول الحديث:"عليكم بالباءة"، كأنَّه قال: من لم =

ص: 267

2240 -

أخبرنا بشر بن خالد قال: حدَّثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة

أنَّ ابن مسعود لقيَ عُثمانَ، بعرفاتٍ، فخلا به فحدَّثه، وأنَّ عثمان قال لابن مسعود: هل لك في فتاةٍ أُزَوِّجُكَها؟ فدعا عبدُ الله علقمةَ، فحدَّثه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَن استطاع منكم الباءَةَ فليتزوَّجْ، فإنَّه أغَضُّ للبصر، وأحصَنُ للفَرْج، ومَنْ لم يستطِعْ فَليَصُمْ، فإنَّ الصَّوم له وِجَاءُ"

(1)

.

2241 -

أخبرنا هارون بن إسحاق قال: حدَّثنا المُحاربيُّ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود

عن عبد الله قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَن استطاعَ منكم الباءَةَ فليتزوَّجْ، ومَنْ لم يجِدْ فعليه بالصَّوم، فإنَّه له وِجَاءٌ

(2)

.

= يستطع منكم، فالغائب في الحديث في معنى المخاطَب.

"فإنَّه" أي: الصوم "له" للفرج "وِجَاءٌ" بكسر الواو والمدِّ، أي: كسرٌ شديدٌ يُذهِب شَهوته، والمراد التشبيه.

(1)

إسناده صحيح، إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي وهو في "السنن الكبرى" برقم (2560) و (5299).

وأخرجه أحمد (4271) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1905) و (5065)، ومسلم (1400)(2)، وأبو داود (2046)، وابن ماجه (1845) من طرق عن الأعمش، به.

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (3207).

وسلف في الرواية السابقة.

قال السِّندي: قوله: "من استطاع منكم الباءة" يحتمل أن المراد هاهنا الجماع أو العقد بتقدير المضاف، أي مُؤنُه، وأسبابه، أو المراد: هي المؤنُ والأسباب إطلاقًا للاسم على ما يلازم مُسمّاه.

قوله: "فليتزوَّج"، أمر ندب عند الجمهور.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ ذِكرَ الأسود - وهو ابن يزيد النخعي - في هذا الحديث غير محفوظ، كذا قال المصنِّف عقب الرواية الآتية برقم (3208). =

ص: 268

2242 -

أخبرني. أخبرني هلال بن العلاء بن هلال قال: حدَّثنا أبي قال: حدَّثنا عليُّ بن هاشم، عن الأعمش، عن عُمارة، عن عبد الرَّحمن بن يزيد قال:

دخلنا على عبد الله ومعنا علقمةُ والأسودُ وجماعة، فحدَّثَنا بحديثٍ ما رأيتُه حدَّثَ به القومَ إِلَّا من أجلي لأنِّي كنتُ أحدَثَهم سِنًّا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا معشرَ الشَّباب من استطاعَ منكم الباءَةَ فليتزوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ للبصر، وأحصَنْ للفرج"

(1)

قال عليٌّ: وسُئِلَ الأعمشُ عن حديث إبراهيم، فقال: عن إبراهيم، عن علقمة عن عبد الله مثله؟ قال: نعم.

(2)

2243 -

أخبرنا عَمرو بن زرارة قال: أخبرنا إسماعيل قال: حدَّثنا يونس، عن أبي مَعْشَر، عن إبراهيم، عن علقمةَ قال:

كنتُ مع ابن مسعود وهو عند عثمان، فقال عثمان: خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يعني - على فِتْيةٍ، فقال:"مَنْ كان منكم ذا طَوْلٍ فليتزوج، فإِنَّه أَغَضُّ للبصر، وأحصَنُ للفَرْج، ومَنْ لا فالصَّومُ له وِجَاءٌ"

(3)

.

= المحاربي: هو عبد الرَّحمن بن محمد بن زياد. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2561) و (5298).

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (3208).

وسلف في الروايتين السابقتين.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف العلاء بن هلال. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2562).

وأخرجه أحمد (4035)، والبخاري (5066)، ومسلم (1400):(4)، والترمذي بإثر الحديث (1081) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (2239).

(2)

ينظر ما سلف برقم (2240) و (2241).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ أبا معشر - وهو زياد بن كُلَيب - وَهِمَ =

ص: 269

قال أبو عبد الرَّحمن: أبو مَعْشَر هذا اسمه: زياد بن كُلَيب، وهو ثقة، وهو صاحب إبراهيم، روى عنه منصور ومغيرة وشعبة، وأبو مَعْشَر المدنيُّ

(1)

: اسمُه نَجيح، وهو ضعيف، ومع ضَعْفِه أيضًا كان قد اختلط، عنده أحاديثُ مناكير، منها:

محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ما بينَ المشرق والمغرب قِبلةٌ"

(2)

ومنها: هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"لا تقطعوا اللحم بالسِّكِّين، ولكن انْهَسوا نَهْسًا"

(3)

.

‌44 - باب ثواب مَنْ صام يومًا في سبيل الله عز وجل، وذِكْر الاختلاف على سهيل بن أبي صالح في الخبر في ذلك

2244 -

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرني أنس، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه

= في جعل هذا الحديث عن عثمان بن عفان والصواب: عن عبد الله بن مسعود، كما في الروايات الأربع السابقة. إسماعيل: هو ابن عُليَّة، ويونس: هو ابن عبيد، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2563) و (5296).

وأخرجه أحمد (411) عن إسماعيل، بهذا الإسناد.

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (3206).

قال السِّندي: قوله: "ذا طَوْلٍ" بفتح الطاء، أي: سَعَة.

(1)

في (هـ) ونسخة على هامش (ك): المديني.

(2)

أخرجه الترمذي (342)، وابن ماجه (1011).

(3)

في (ك) و (م) و (هـ): "انهشوا نهشًا" بالشين وكلاهما بمعنًى، والحديث أخرجه أبو داود (3778).

ص: 270

عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ صام يومًا في سبيل الله عز وجل، زَحْزَحَ اللهُ وجْهَه عن النَّار بذلك اليومِ سبعين خريفًا"

(1)

.

2245 -

أخبرنا إبراهيم بن يعقوب قال: حدَّثنا ابن أبي مريم قال: حدَّثنا سعيد بن عبد الرَّحمن قال: أخبرني سهيل، عن أبيه

عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صام يومًا في سبيل الله، باعدَ اللهُ عز وجل وجهَه عن النَّار سبعينَ خريفًا"

(2)

(3)

.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ أنسًا - وهو ابن عياض - وَهِمَ قال الدارقطني في "العلل" 10/ 205 - 206: رواه أنس بن عياض وسعيد بن عبد الرحمن الجُمحي، عن سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة ووهما فيه والمحفوظ: عن سهيل، عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري قلت: رواية سعيد بن عبد الرَّحمن سترد بعده، ورواية النعمان بن أبي عياش سترد برقم (2248). وهو في "السنن الكبرى" برقم (2564).

وأخرجه أحمد (7990) عن أنس بن عياض، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (1718) عن هشام بن عمار، عن أنس بن عياض، عن عبد الله بن عبد العزيز الليثي، عن المقبري، عن أبي هريرة به. عبد الله بن عبد العزيز ضعيف.

وأخرجه أحمد (8690) من طريق عبد الرَّحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه، عن أبي صالح، به عبد الرحمن بن زيد ضعيف.

وأخرجه الترمذي (1622) من طريق عروة بن الزُّبير وسليمان بن يسار، كلاهما، عن أبي هريرة به. قال الترمذي: حديث غريب من هذا الوجه.

قال السِّندي: قوله: "في سبيل الله يَحتمل أنَّ المراد مُجرَّد إصلاح النيَّة. ويَحتمل أَنَّ المراد به أنَّه صام حال كونه غازيًا. والثاني هو المتبادر.

زحزح الله وجهَه أي: بعدَّه.

"سبعين خريفًا" أي: مسافة سبعين عامًا، وهو كنايةٌ عن حصول البُعد العظيم.

(2)

هذا الحديث جاء ترتيبه هكذا في (م) و (ر) و (ق)، وجاء في (ك) و (هـ) بعد الذي يليه.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية السابقة. ابن أبي مريم: هو سعيد بن الحكم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2565).

ص: 271

2246 -

أخبرنا داود بن سليمان بن حفص

(1)

قال: حدَّثنا أبو معاوية الضَّرير، عن سُهيل، عن المَقْبُري

عن أبي سعيد الخدريِّ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صام يومًا في سبيل الله، باعَدَ اللهُ بينَه وبينَ النَّار بذلك اليومِ سبعين خريفًا

(2)

.

2247 -

أخبرنا محمدُ بنُ بشَّار قال: حدَّثنا محمد قال: حدَّثنا شعبة، عن سهيل، عن صفوان

عن أبي سعيد عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ صام يومًا في سبيل الله عز وجل، باعدَ اللهُ وجهَه من جهنَّمَ سبعينَ عامًا

(3)

.

2248 -

أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الله بن عبد الحكم عن شُعيبٍ قال: أخبرنا اللَّيث، عن ابن الهاد، عن سهيل، عن ابن أبي عيَّاش

(1)

بعدها في نسخة بهامش (ك) زيادة: بالثغر.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن المصنف قال عقبه في "السنن الكبرى" (2566): هذا خطأ، لا نعلم أحدًا تابع أبا معاوية على هذا الإسناد. أبو معاوية الضرير: هو محمد بن خازم، والمقبري: هو سعيد بن كيسان.

وسيرد - على الجادة - برقم (2248).

وينظر الحديثان السابقان.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه شعبةُ أصحابَ سهيل بن أبي صالح، فرَوَوه عنه، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد، كما سيرد في الرواية التالية، ورواه شعبة عن صفوان - وهو ابن أبي يزيد، ويقال: ابن يزيد ويقال ابن سليم، الحجازي المدني - عن أبي سعيد. قال الدارقطني في "العلل" 1/ 206: شعبة لم يحفظه، إنَّما أراد النعمان بن أبي عياش. وقال في موضع آخر 11/ 313: كان شعبة رحمه الله يغلط في أسماء الرجال لاشتغاله بحفظ المتن. قلت: لكن قال الحافظ في "الفتح" 6/ 48: لعلَّ لسهيل فيه شيخين. محمد: هو ابن جعفر، المعروف بغُندر. وهو في "السنن الكبرى". برقم (2567).

وأخرجه أحمد (11406) عن محمد بن جعفرٍ، بهذا الإسناد.

وينظر ما بعده وما سلف برقم (2544).

ص: 272

أبي سعيد، أنَّه سمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما مِنْ عبد يصوم يومًا في سبيل الله عز وجل، إلَّا بعدَ اللهُ عز وجل بذلك اليومِ وجهَه عن

(1)

النَّارِ سبعينَ خريفًا"

(2)

.

2249 -

أخبرنا الحسن بن قَزَعة، عن حُمَيد بن الأسود قال: حدَّثنا سهيل، عن النُّعمان بن أبي عيَّاش قال:

سمعتُ أبا سعيد الخُدريَّ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ يومًا في سبيل الله عز وجل، باعدَه الله عن النَّارِ سبعين خريفًا"

(3)

.

2250 -

أخبرنا مُؤمَّل بن إهابٍ

(4)

قال: حدَّثنا عبد الرَّزَّاق قال: أخبرنا ابن جُرَيج قال: أخبرني يحيى بن سعيد وسهيل بن أبي صالح، سمعا النُّعمان بن أبي عيَّاش قال:

سمعتُ أبا سعيد الخُدريِّ يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ

(1)

في (هـ): من.

(2)

إسناده صحيح، شعيب: هو ابن اللَّيث بنَ سَعْد، وابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله، وابن أبي عياش: هو النعمان وهو في "السنن الكبرى" برقم (2568).

وأخرجه مسلم (1153): (167)، وابن ماجه (1717)، كلاهما عن محمد بن رمح، عن الليث بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (11790) من طريق حمَّاد بن سلمة، ومسلم (1153) من طريق عبد العزيز الدراوردي، وابن حبان (3417) من طريق سليمان التيمي، ثلاثتهم عن سهيل، به.

وسيرد في الروايات الخمس التالية.

وينظر ما قبله وما سلف برقم (2244).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل الحسن بن قزعة وحميد بن الأسود، فهما صدوقان، وقد تُوبِعا. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2569).

وسلف في الرواية السابقة.

(4)

في نسخة بهامشي (ك) و (هـ): يهاب، وكلاهما صحيح.

ص: 273

صامَ يومًا في سبيل الله تبارك وتعالى باعدَ اللهُ وجهَه عن النَّارِ سبعينَ خريفًا

(1)

.

‌45 - باب ذِكْر الاختلاف على سفيان الثَّوريِّ فيه

2251 -

أخبرنا عبد الله بن مُنِيْر - نيسابوريٌّ - قال: حدَّثنا يزيد بن أبي حَكيم

(2)

العدَنيُّ قال: حدَّثنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح، عن النُّعمان بن أبي عيَّاش

عن أبي سعيد الخدريِّ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لا يصومُ عبدٌ يومًا في سبيل الله، إلَّا باعدَ الله تعالى بذلك اليومِ النَّارَ عن وجهِه سبعينَ خريفًا"

(3)

.

2252 -

أخبرنا أحمد بن حرب قال: حدَّثنا قاسم عن سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن النُّعمان بن أبي عيَّاش

عن أبي سعيد الخدريِّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ صام يومًا في سبيل الله، باعدَ اللهُ بذلك اليومِ حرَّ جهَنَّمَ عن وجهِه سبعينَ خريفًا

(4)

.

(1)

إسناده صحيح، ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري وهو في "السنن الكبرى" برقم (2570).

وأخرجه البخاري (2840)، ومسلم (1153):(168) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (2248).

(2)

قوله: "بن أبي حكيم" من (م) و (ر) وهامش (ك).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يزيد بن أبي حكيم العدني فهو صدوق، وقد تُوبع سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2571).

وأخرجه الترمذي (1623) من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح.

وسلف برقم (2248).

(4)

إسناده صحيح، قاسم: هو ابن يزيد الجرمي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري وهو في =

ص: 274

2253 -

أخبرنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: قرأتُ على أبي: حدَّثكم ابن نُمَيرٍ قال: حدَّثنا سفيان، عن سُمَيٍّ، عن النُّعمان بن أبي عيَّاش

عن أبي سعيد الخدريِّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ صام يومًا في سبيل الله، باعدَ الله بذلك اليوم النَّار عن وجهِه سبعينَ خريفًا"

(1)

.

2254 -

أخبرنا محمود بن عن محمد بن شُعيب قال: أخبرني يحيى بن الحارث، عن القاسم أبي عبد الرَّحمن، أنَّه حدَّثه

عن عُقبة بن عامر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ صام يومًا في سبيل الله عز وجل، باعدَ اللهُ منه جهنَّمَ مسيرةَ مئة عام"

(2)

.

‌46 - باب ما يُكرَه من الصِّيام في السفر

2255 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا سفيان، عن الزُّهريِّ، عن صفوان بن عبد الله، عن أمِّ الدَّرداء

= "السنن الكبرى" برقم (2572).

وسلف في الذي قبله وبرقم (2248).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه ابن نُمير - وهو عبد الله - الرُّواةَ عن سفيان - وهو الثوري - قال الدارقطني في "العلل" 11/ 313 بعد أن ذكر رواية ابن نمير وغيره يرويه عن الثوري، عن سهيل وهو الصواب قلت: كما في الروايتين السابقتين. سُمَيّ: هو مولى أبي بكر الصديق. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (2573).

وأخرجه أحمد (11210) و (11560) عن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (2548).

(2)

إسناده صحيح القاسم أبو عبد الرحمن: هو ابن عبد الرَّحمن الدمشقي، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2574).

قال السِّندي: قوله: "مسيرة مئة عام" والتوفيق بحَمْل أحد العددين أو كليهما على التكثير، أو أنه تعالى زاد للصوم الأجر، فأتمَّ مئةً بعدما كان سبعين، والله أعلم.

ص: 275

عن كعب بن عاصم قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليسَ من البِرِّ الصِّيامُ في السَّفر"

(1)

.

2256 -

أخبرني إبراهيم بن يعقوب قال: حدَّثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعيِّ، عن الزُّهري

عن سعيد بن المسيّب قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ليسَ من البِرِّ الصِّيامُ في السَّفر"

(2)

. قال أبو عبد الرَّحمن هذا خطأ والصَّواب الَّذي قبلَه، لا نعلم أحدًا تابعَ ابنَ كثير عليه.

(1)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وأم الدرداء: هي الصغرى زوج أبي الدرداء، واسمها: هُجَيمة، وقيل: جُهَيمة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2575).

وأخرجه أحمد (23681)، وابن ماجه (1664) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (23680) من طريق ابن جريج، عن الزهري، به.

وتنظر الرواية التالية.

قال السِّندي: قوله: ليس من البِرِّ

" إلخ، بكسر الباء، أي: من الطاعة والعبادة، وظاهره أنَّ ترك الصوم أَوْلى ضرورة أنَّ الصوم مشروعٌ طاعةً، فإذا خرج عن كونه طاعة، فينبغي أن لا يجوز ولا أقلَّ من كَوْن الأَولى تَرْكُه، ومن يقول: إنَّ الصوم هو الأولى في السفر يستعمل الحديث في مَوْردِه، أي: ليس من البرِّ إذا بلغ الصائمُ هذا المبْلَغَ من المشقَّة، وكأنَّه مبنيٌّ على تعريف الصوم للعهد، والإشارة إلى مثل صوم ذلك الصائم، نَعَم الأصل هو عموم اللَّفظ لا خصوص المَوْرِد، لكن إذا أدَّى عمومُ اللفظ إلى تعارض الأدلة يُحمَلُ على خصوص المَوْرِد كما هاهنا. وقيل: "مِنْ" في قوله: "ليس من البِرّ"، زائدة، والمعنى: ليس هو البِرّ، بل قد يكون الإفطار أبَرَّ منه إذا كان في حجٍّ أو جهادٍ، لِيَقْوى عليه، والحاصل أن المعنى على القصر؛ لتعريف الطرفين. وقيل: مَحْمَلُ الحديث على مَنْ يصوم ولا يقبل الرُّخصة.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وقد أعلَّه المصنِّف عقبه. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2576).

وسلف في الذي قبله.

ص: 276

‌47 - باب العِلَّة الَّتي من أجلها قيل ذلك، وذِكْر الاختلاف على محمد بن عبد الرَّحمن في حديث جابر بن عبد الله في ذلك

2257 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا بكر، عن عُمارة بن غَزِيَّة، عن محمد بن عبد الرَّحمن

عن جابر

(1)

بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ناسًا مُجتَمِعين على رجلٍ، فسأل، فقالوا: رجلٌ أجهَدَه الصَّومُ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليسَ من البِرِّ الصِّيامُ في السَّفر"

(2)

.

2258 -

أخبرني شُعيبُ بن شُعيب بن إسحاق قال: حدَّثنا عبد الوهَّاب بن سعيد قال: حدَّثنا شعيب قال: حدَّثنا الأوزاعيُّ قال: حدَّثني يحيى بن أبي كثير قال: أخبرني محمد بن عبد الرَّحمن قال:

أخبرني جابر بن عبد الله أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ برجلٍ في ظِلِّ شجرةٍ يُرشُّ عليه الماء، قال:"ما بالُ صاحبِكم هذا؟ " قالوا: يا رسول الله، صائمٌ. قال:"إنَّه ليسَ من البِرِّ أن تصوموا في السَّفر، وعليكم برُخْصَةِ الله الَّتي رخَّصَ لكم فاقبلوها"

(3)

.

(1)

في (م) ونسخة على هامش (ك): في حديث جابر.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن محمد بن عبد الرَّحمن - وهو ابن أسعد بن زرارة - لم يسمع من جابر، بينهما محمد بن عمرو بن حسن بن علي، كما سيأتي في الرواية (2262). قتيبة: هو ابن سعيد وبكر هو ابن مضر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2577).

وأخرجه ابن حبان (3554) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (14794) عن أبي سلمة الخزاعي، عن بكر بن مضر، به.

وسيرد في الروايات الخمس التالية.

(3)

قسمه الأول وهو قوله: "إنه ليس من البر أن تصوموا في السفر" صحيح، وقسمه الثاني وهو قوله:"عليكم برخصة الله التي رخص لكم فاقبلوها" حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات غير =

ص: 277

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عبد الوهاب بن سعيد - وهو ابن عطية السُّلمي - فهو صدوق، لكن اختُلِفَ فيه على تعيين شيخ يحيى بن أبي كثير، فقد قال المصنِّف بعدما أخرجه في "السنن الكبرى" (2578): هذا خطأ، ومحمد بن عبد الرَّحمن لم يسمع هذا الحديث من جابر. ثم ساقه هنا وهناك من طريق الفريابي، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرَّحمن قال: حدثني من سمع جابرًا، عن جابر. فأدخل رجلًا بين محمد بن عبد الرَّحمن وجابر ولم يُعيِّنه. ثمَّ أخرجه - بقسمه الأول - في الرواية (2262) - وهي في "الصحيحين" - من طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن - وهو ابن أسعد بن زرارة - عن محمد بن عمرو بن حسن، عن جابر، ثم قال عقبه في "الكبرى": حديث شعبة هذا هو الصحيح، فجعل المصنّف محمد بن عبد الرحمن الروايات الثلاث هو ابن أسعد بن زرارة. قال الحافظ في "الفتح": وتعقَّبه المزِّي فقال: ظنَّ النسائيُّ أنَّ محمد بن عبد الرَّحمن شيخ شعبة في هذا الحديث هو محمد بن عبد الرحمن شيخ يحيى بن أبي كثير فيه، وليس كذلك؛ لأنَّ شيخ يحيى هو محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، وشيخ شعبة هو محمد بن عبد الرَّحمن بن سعد بن زرارة.

قال الحافظ: والذي يترجَّح في نظري أنَّ الصواب مع النسائي؛ لأنَّ مسلمًا لمَّا روى الحديث من طريق أبي داود عن شعبة قال في آخره قال شعبة: كان بلغني هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير أنه كان يزيد في هذا الإسناد وفي هذا الحديث: "عليكم برخصة الله التي رخَّص لكم" فلمَّا سألته لم يحفظه. قال الحافظ: والضمير في سألت" يرجع إلى محمد بن عبد الرَّحمن شيخ يحيى؛ لأن شعبة لم يلق يحيى، فدل على أنَّ شعبة أخبر أنَّه كان يبلغه عن يحيى، عن محمد بن عبد الرَّحمن، عن محمد بن عمرو عن جابر في هذا الحديث زيادة، ولأنَّه لمَّا لقي محمد بن عبد الرَّحمن شيخ يحيى سأله عنها فلم يحفظها. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (728) وسألت أبي عن حديث رواه الوليد قال: حدَّثني الأوزاعي، قال: حدثني يحيى، عن محمد بن عبد الرَّحمن بن ثوبان عن جابر

فذكره بتمامه. قال أبي: هذا خطأ، إنما هو محمد بن عبد الرَّحمن بن أسعد بن زرارة، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

لكن نقل الحافظ في "التلخيص الحبير" 2/ 448 عن ابن القطان قوله في الزيادة: إسنادها حسن متصل. ثم قال: قال ابن القطان هذا الحديث يرويه عن جابر رجلان، كلٌّ منهما اسمه محمد بن عبد الرَّحمن، ورواه عن كلٍّ منهما يحيى بن أبي كثير، أحدُهما ابن ثوبان، والآخر =

ص: 278

2259 -

أخبرنا محمود بن خالد قال: حدَّثنا الفِرْيابيُّ قال: حدَّثنا الأوزاعيُّ قال: حدَّثني يحيى بن أبي كثير

(1)

قال: أخبرني محمد بن عبد الرَّحمن قال:

حدَّثني من سمع جابرًا نحوه

(2)

.

‌48 - باب ذِكْر الاختلاف على عليِّ بن المبارك

2260 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا وكيع قال: حدَّثنا عليُّ بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرَّحمن بن ثَوْبان

عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليسَ من البِرَّ الصِّيامُ في

= ابن سعد بن زرارة، فابن ثوبان سمعه من جابر، وابن سعد بن زرارة رواه بواسطة محمد بن عمرو بن حسن، وهي رواية "الصحيحين".

شعيب: هو ابن إسحاق الدمشقي، والأوزاعي: هو عبد الرَّحمن بن عمرو.

وأخرجه ابن حبان (355) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.

وقسمه الأول سيرد برقم (2262) بإسناد صحيح.

وقسمه الثاني وهو قوله: "عليكم برخصة الله التي رخَّص لكم فاقبلوها" يشهد له حديث عاصم بن كعب عند الطبري في "تهذيب الآثار"(2145)، وفي إسناده محمد بن إسماعيل بن عياش، وهو ضعيف، وفيه شريح بن عبيد، وهو ثقة إلا أنه يرسل عن الصحابة.

وفي الباب: عن ابن عباس عند ابن حبان (354)، وعن ابن عمر عند ابن حبان أيضًا (3568) بلفظ:"إن الله يحب أن تؤتى رُخَصُه كما يحبُّ أن تؤتى عزائمه". وإسناداهما صحيحان.

وعن ابن عمر عند أحمد (5392)، وعقبة بن عامر عند أحمد أيضًا (17450) بلفظ:"من لم يقبل رخصة الله كان عليه من الإثم مثلُ جبال عرفة". وإسنادهما ضعيفان.

قال السندي: قوله: ليس من البرِّ أن تصوموا" أي: مثل صوم صاحبكم هذا.

(1)

قوله: "بن أبي كثير" من (م).

(2)

قسمه الأول صحيح، وقسمه الثاني حسن، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السابقة.

الفريابي: هو محمد بن يوسف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2579).

ص: 279

السَّفر، عليكم برُخْصَةِ الله عز وجل فاقبلوها"

(1)

.

2261 -

أخبرنا محمد بن المثنَّى، عن عثمان بن عمر قال: أخبرنا عليُّ بن المبارك، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرَّحمن، عن رجل

عن جابر، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليسَ من البِرِّ الصِّيامُ في السَّفر

(2)

"

(3)

.

‌49 - باب ذِكْر اسم الرَّجل

2262 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد

(4)

وخالد بن الحارث، عن شعبة، عن محمد بن عبد الرَّحمن، عن محمد بن عمرو بن حسن

عن جابر بن عبد الله، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا قد ظُلِّلَ عليه في السَّفر، فقال:"ليسَ من البِرِّ الصِّيامُ في السَّفر"

(5)

.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّه اختُلِفَ فيه على علي بن المبارك، فرواه هنا وكيع، عنه، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر.

ورواه عثمان بن عمر - كما في الرواية التالية - عنه، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن، عن رجل، عن جابر. وذهب أبو حاتم وغيره - كما سلف ذكره عند الرواية (2258) - إلى أن ذكر محمد بن عبد الرَّحمن بن ثوبان خطأ. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2580).

وسيرد برقم (2262) بإسناد صحيح.

(2)

بعدها في (م) و (ر) زيادة: "عليكم برخصة الله فاقبلوها".

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الروايتين السابقتين. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2581).

(4)

في (ك)، ونسخة في هامش (هـ): يحيى بن آدم. وفي هامش (ك): بن سعيد (نسخة).

(5)

إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطَّان، ومحمد بن عبد الرَّحمن: هو ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2582).

وأخرجه أحمد (14426) عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (14193) و (14410) و (15282)، والبخاري (1946)، ومسلم =

ص: 280

2263 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب قال: أخبرنا اللَّيث، عن ابن الهاد عن جعفر بن محمد، عن أبيه

عن جابر قال: خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى مكَّة عامَ الفتح في رمضان، فصامَ حتَّى بَلغَ كُراعَ الغَميم، فصام

(1)

النَّاسُ، فبلَغَه أَنَّ النَّاس قد شَقَّ عليهم الصِّيامُ، فدعا بقَدَح ماءٍ بعدَ العصر، فشَرِبَ والنَّاسُ ينظرون، فأفطرَ بعضُ النَّاسِ، وصامَ بعضٌ

(2)

، فبلَغهَ أنَّ ناسًا

(3)

صاموا، فقال:"أولئك العُصاة"

(4)

.

2264 -

أخبرنا هارون بن عبد الله وعبد الرَّحمن بن محمد بن سلَّام قالا: حدَّثنا أبو داود، عن سفيان عن الأوزاعيّ، عن يحيى، عن أبي سلمة

عن أبي هريرة قال: أُتِي النبيُّ صلى الله عليه وسلم بطعامٍ بمَرِّ الظَّهران، فقال لأبي بكر

= (1115): (92)، وأبو داود (2407)، وابن حبان (3552) من طرق عن شعبة، به.

وسلف برقم (2257).

(1)

بعدها في (م) زيادة: بعض.

(2)

في نسخة بهامش (هـ): بعضهم.

(3)

في نسخة بهامش (هـ): أناسًا.

(4)

إسناده صحيح شعيب: هو ابن الليث بن سعد، وابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله، وجعفر بن محمد: هو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2583).

وأخرجه مسلم (1114)، والترمذي (710)، وابن حبان (2706) و (3549) و (3551) من طريقين عن جعفر بن محمد، بهذا الإسناد.

قال السِّندي: "حتى بلغ كُراع الغَميم" بضمِّ الكاف، و"الغميم" بفتح الغين المعجمة: اسم وادٍ أمام عُسْفان.

"فدعا بقدح من ماء بعد العصر" فيه دليلٌ على جواز الفطر للمسافر بعد الشروع في الصوم، ومن يقول بخلافه فلا يخلو قولُه من إشكال.

ص: 281

وعمر: "أَدْنِيا فَكُلا" فقالا: إِنَّا، صائمان، فقال:"ارحلوا لصاحِبَيكم، اعملوا الصاحِبَيكم"

(1)

.

2265 -

أخبرنا عمران بن يزيد قال: حدَّثنا محمد بن شعيب قال: أخبرني الأوزاعيُّ، عن يحيى أنَّه حدَّثه

عن أبي سلمة

(2)

قال: بينما

(3)

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يتغدَّى بمَرِّ الظَّهْران ومعه أبو بكر وعمر، فقال:"الغداء" مرسل

(4)

.

(1)

حديث ضعيف، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن قال المصنِّف عقبه بعد أن أخرجه في "السنن الكبرى" (2584): هذا خطأ، لا نعلم أحدًا تابع أبا داود [وهو عمر بن سعد الحَفَري] على هذه الرواية، والصواب مرسل. وكذلك صوَّب المرسل الدارقطني في "العلل" 9/ 282. سفيان هو ابن سعيد الثوري والأوزاعي: هو عبد الرَّحمن بن عمرو، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرَّحمن بن عوف.

وأخرجه أحمد (8436)، وابن حبان (3557) من طريق أبي داود الحفري، بهذا الإسناد.

وسيرد مرسلًا في الروايتين التاليتين.

"مَرّ الظهران"؛ "مَرّ": قرية ذات نخل وثمار وزرع ومياه، و"الظَّهران" اسم للوادي، وهو على أميال من مكة إلى جهة المدينة والشام. "تهذيب الأسماء واللغات" 3/ 326 (طبعة دار الفكر).

قال السِّندي: قوله: "أَدْنيا" من الإدناء، والمعنى: قَرِّبا أَنفُسَكما من الطعام.

"فقال: ارحلوا لصاحبَيكما أي: قال لسائر الصحابة المفطرين: ارحلوا لصاحِبَيكم، أي: لأبي بكر وعمر؛ لكونهما صائمين، أي: شدُّوا الرَّحلَ لهما على البعير.

"اعملوا" من العمل: أي: عاونوهما فيما يحتاجان إليه، والمقصود أنَّه قرَّرهما على الصوم، فهو جائز، أو أنَّه أشار إلى أنَّ صاحب الصوم كَلٌّ على غيره، فهو مكروه، والله أعلم.

(2)

بعدها في (ك) و (هـ) زيادة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(3)

في نسخة بهامش (ك): بينا.

(4)

إسناده ضعيف لانقطاعه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2585).

وينظر ما قبله.

ص: 282

2266 -

أخبرنا محمد بن المثنَّى قال: قال: حدَّثنا عثمان بن عمر قال: حدَّثنا عليٌّ، عن يحيى

عن أبي سلمة، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكرٍ وعمرَ كانوا بمَرِّ الظَّهران. مرسل

(1)

‌50 - باب ذِكْر وضع الصِّيام عن المسافر، والاختلاف على الأوزاعيِّ في خبر عَمرو بن أمية فيه

2267 -

أخبرني عَبْدة بن عبد الرَّحيم، عن محمد بن شعيب قال: حدَّثنا الأوزاعيُّ، عن يحيى، عن أبي سلمة قال:

أخبرني عمرو بن أميَّة الضَّمْرِيُّ قال: قدِمْتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر، فقال:"انتَظِرِ الغداء يا أبا أُميَّة فقلتُ: إنِّي صائم. فقال: "تعالَ ادْنُ منِّي حتَّى أُخبِرَكَ عن المسافر، إنَّ الله عز وجل وضَعَ عنه الصِّيام ونِصْفَ الصَّلاة

(2)

.

(1)

إسناده ضعيف كسابقه علي: هو ابن المبارك، وقد تحرف في مطبوع "التحفة" (15399) إلى: علي بن عمر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2587).

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّه اختُلِفَ فيه على الأوزاعي - وهو عبد الرحمن بن عمرو - كما ذكر المصنِّف، واختُلف فيه أيضًا على غيره كما سيرد في الروايات بعده، والمحفوظ فيه حديث أنس بن مالك القُشيري (2274) كما ذكر ابن عبد البَرِّ في "الاستيعاب"(2823)(في ترجمة أبي أمية الضمري)، وقال: وهو حديث كثير الاضطراب، ولا يصحّ من جهة الإسناد. اهـ. وجوَّز العيني في "نخب الأفكار" 6/ 385 أن يكون الحديث مرويًّا عن أبي أمية الضَّمري، وأنس بن مالك القشيريّ. وينظر "المتفق والمفترق" 1/ 137.

أبو سلمة: هو ابن عبد الرَّحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2588).

وسيأتي من حديث رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم برقم (2278)، ومن حديث أنس بن مالك القشيري برقم (2315).

قال السِّندي: قوله: "انتَظِرِ الغداء" أي: امكُثْ حتَّى يحضُرَ الغداءُ فكُلْ معنا.

"ادْنُ" من الدُّنْوِّ. =

ص: 283

2268 -

أخبرني عَمرو بن عثمان

(1)

قال: حدَّثنا الوليد، عن الأوزاعيِّ قال: حدَّثني يحيى بن أبي كثير قال: حدَّثني أبو قلابة قال: حدَّثني جعفر بن عَمرو بن أُميَّة الضَّمريُّ

عن أبيه قال: قدمْتُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا تنتَظِر الغداءَ يا أبا أُميَّة؟ " قلتُ: إنِّي صائم. فقال: "تعالَ أُخبِرْكَ عن المسافر، إنَّ الله وضعَ عنه - يعني - الصِّيامَ ونِصْفَ الصَّلاة"

(2)

.

2269 -

أخبرنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا أبو المغيرة قال: حدَّثنا الأوزاعيُّ، عن يحيى، عن أبي قلابة، عن أبي المُهاجِر

عن أبي أُميَّة الضَّمريِّ قال: قدِمْتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر، فسلَّمْتُ عليه، فلمَّا ذَهَبْتُ لأَخْرُجَ قال:"انتَظِرِ الغداءَ يا أبا أُميَّة" قلت: إنِّي صائم يا نبيَّ الله. قال: "تعالَ أُخبِرُكَ عن المسافر، إنَّ الله تعالى وضعَ عنه الصِّيامَ ونِصْفَ الصَّلاة"

(3)

.

= "حتى أُخبِرك عن المسافر" أي: أنت مسافرٌ، وقد وضع الله عن المسافر صوم الفرض، بمعنى: وضع عنه لزومَه في تلك الأيام، وخيَّره بين أن يصوم تلك الأيَّام وبين عِدَّةٍ من أيامٍ أُخَر، فكيف صوم النَّفْل؟!

"ونِصْف الصلاة" أي من الرُّباعية لا إلى بدل، بخلاف الصوم.

(1)

في "السنن الكبرى"(2589)، و التحفة" (10702):"عمرو بن قتيبة"، قال المزي: هكذا في رواية أبي الحسن بن حيويه وأبي علي الأسيوطي: عمرو بن قتيبة، وفي كتاب أبي القاسم: عمرو بن عثمان.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات، ولكن اختُلِفَ فيه على الأوزاعي كما ذكرنا عند الرواية السابقة، الوليد: هو ابن مَزْيد.

(3)

حديث حسن، وهذا إسناد اختُلِفَ فيه على الأوزاعي كما سلف ذِكْرُه عند الرواية (2267)، ثُمَّ إِنَّ الأوزاعي وَهِمَ في تسمية أبي المهاجر في هذا الإسناد وفي الذي يليه، قال البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 449: روى الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي قلابة، عن =

ص: 284

2270 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدَّثنا موسى بن مروان قال: حدَّثنا محمد بن حَرْب، عن الأوزاعيِّ قال: أخبرني يحيى قال: حدَّثني أبو قِلابة قال: حدَّثني أبو المُهاجِر قال:

حدَّثني أبو أُميَّة - يعني الضَّمريَّ - أنَّه قَدِمَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فذكرَ نحوه

(1)

.

2271 -

أخبرني شعيبُ بن شعيبِ بن إسحاق قال: حدَّثنا عبد الوهَّاب، قال: حدَّثنا شُعيبٌ قال: حدَّثني الأوزاعي قال: حدَّثني يحيى قال: حدَّثني أبو قِلابةَ الجَرْميُّ

أنَّ أبا أُميَّة الضَّمريَّ حدَّثهم، أنَّه قَدِمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر، فقال:"انتَظِرِ الغداءَ يا أبا أُميَّة قلتُ: إنِّي صائم. قال: "ادْنُ إذًا

(2)

أُخبِرْكَ عن المسافر، إنَّ الله وضعَ عنه الصِّيامَ ونِصْفَ الصَّلاة"

(3)

.

= أبي المهاجر، ولا يصحُّ عن أبي قلابة عن أبي المهاجر شيء. وقال ابن معين في "تاريخه" برواية الدوري (5330): الذي يروي الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي المهاجر، إنما هو أبو المُهلَّب، ولكنَّ الأوزاعي قلب كنيته، والذي يروي: عن أبي المُهلَّب، أثبَتُ من الأوزاعي. وينظر "تهذيب الكمال" (ترجمة أبي المهاجر). أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجَّاج الخَوْلاني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو أمية الضمري: هو عمرو بن أمية. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2590).

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد اختُلِفَ فيه على الأوزاعي كما سلف ذِكْرُه عند الرواية (2267)، ثُمَّ إِنَّ الأوزاعي وَهِمَ في تسمية أبي المهاجر كما سلف بيانه في الرواية السابقة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2591).

(2)

كلمة "إذًا" من (ر) و (م) وعليها فوق (م) علامة الصحة.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد اختُلِفَ فيه على الأوزاعي كما سلف ذِكْرُه عند الرواية (2267) ثُمَّ هو منقطع؛ أبو قلابة - وهو عبد الله بن زيد الجَرْمي - لم يسمع من أبي أمية الضمري. عبد الوهاب: هو ابن سعيد بن عطية السُّلمي، وشعيب هو ابن إسحاق الدمشقي. وهو في =

ص: 285

‌51 - باب ذِكْر اختلاف معاوية بن سلَّام وعليِّ بن المبارك في هذا الحديث

2272 -

أخبرنا محمد عُبيد الله بن يزيد بن إبراهيم الحَرَّانيُّ قال: حدَّثنا عثمان قال: حدَّثنا معاوية، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قِلابة

أنَّ أبا أُمَّيَّة الضَّمري أخبرَه أنَّه أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم من سفرٍ وهو صائم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا تنتظر الغداء؟ " قال: إنِّي صائم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعال أُخبِرْكَ عن الصِّيام، إِنَّ الله عز وجل وضعَ عن المسافر الصِّيامَ ونِصْفَ الصَّلاة"

(1)

.

2273 -

أخبرنا محمد بن المُثنَّى قال: حدَّثنا عثمان بن عمر قال: أخبرنا عليٌّ

(2)

، عن يحيى، عن أبي قِلابةَ، عن رجلٍ

أنَّ أبا أُميَّة أخبرَه، أنَّه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم من سفر، نحوه

(3)

.

= "السنن الكبرى" برقم (2592)، وقال عقبه: وهذا خطأ قوله: "أن أبا أمية حدَّثهم"، خطأ هذا القول نفسه.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو قِلابة - وهو عبد الله بن زيد الجَرْمي - لم يسمع من أبي أمية الضَّمْري، ولضعف عثمان: وهو ابن عبد الرحمن الحرَّاني، وقد اختُلِفَ فيه على يحيى - وهو ابن أبي كثير - فرواه معاوية بن سلام هكذا، ورواه عليُّ بن المبارك الهُنائي - كما في الرواية التالية - عن يحيى، عن أبي قلابة، عن رجل، عن أبي أمية. أدخل رجلًا بين أبي قلابة وأبي أمية. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2593) وقال عقبه: وهذا أيضًا خطأ. اهـ. وصحَّح أبو حاتم كما في "العلل" لابنه (784) الرواية السابقة دون ذِكْر الرجل.

وسلف برقم (2267).

(2)

بعدها في نسخة بهامش (م) زيادة: بن المبارك.

(3)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل بين أبي قلابة وأبي أمية، وقد اختُلِفَ فيه على يحيى بن أبي كثير كما سلف ذِكْرُه في الرواية السابقة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2594).

ص: 286

2274 -

أخبرنا عمر بن محمد بن الحسن بن التَّلِّ قال: حدَّثنا أبي قال: حدَّثنا سفيان الثَّوريُّ، عن أيوب، عن أبي قِلابةَ

عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّ اللهَ وضعَ عن المسافر - يعني - نِصْفَ الصَّلاةِ والصَّومَ، وعن الحُبلى والمُرضع"

(1)

.

2275 -

أخبرنا محمد بن حاتم قال: حدَّثنا حِبَّان قال: أخبرنا عبد الله، عن ابن عُيَينة

(2)

، عن أيوب، عن شيخ من قُشَيرٍ، عن عمِّه، حدَّثنا، ثُمَّ ألفيناه

(3)

في إبِلٍ له، فقال له أبو قِلابةَ: حَدِّثْه. فقال الشيخ:

حدَّثني عمِّي أنَّه ذهبَ في إبِلٍ له، فانتهى إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يأكل - أو قال: يَطْعَم - فقال: "ادْنُ فكُلْ" - أو قال: "ادْنُ فَاطْعَمْ" - فقلتُ: إِنِّي صائم. فقال: "إنَّ الله عز وجل وضَعَ عن المسافر شَطْرَ الصَّلاةِ والصِّيامَ، وعن الحاملِ والمُرْضِع"

(4)

.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين أبي قلابة وأنس، بينهما رجل كما سيأتي في الروايتين التاليتين أيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وقد اختُلِفَ عليه في هذا الإسناد كما هو مبسوط في "مسند أحمد" عند الرواية (20326). والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2595).

وينظر الروايات الآتية بعده والسالفة قبله وسيرد برقم (2315) بإسناد حسن.

قال السِّندي: قوله: "وعن الحُبْلى والمُرْضِع" أي: إذا خافَتا على الحبّلِ والرَّضيع أو على أنفسهما، ثُمَّ هل وُضِعَ إلى قضاءٍ أو فداءٍ، أو لا إلى قضاء ولا فداء؟ الحديث ساكتٌ، فكلُّ من يقول ببعضه لا بُدَّ له من دليل.

(2)

جاء في هامش (ك): كان في الأصل وغيره: عن ابن علية، وصوابه: ابن عيينة، كما في "الأطراف".

(3)

في نسخة في (م) وهامشي (ك) و (هـ): لقيناه.

(4)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن صحابي الحديث. حبَّان: هو ابن موسى وعبد الله هو ابن المبارك. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2596).

وسلف في الذي قبله.

ص: 287

2276 -

أخبرنا أبو بكر بن عليٍّ قال: حدَّثنا سُرَيجُ

(1)

قال: حدَّثنا إسماعيل بن عُلَيَّة، عن أيوب، قال: حدَّثني أبو قلابة هذا

(2)

الحديثَ، ثُمَّ قال: هَلْ لكَ في صاحب الحديث؟ فدَلَّني عليه، فلقيتُه، فقال:

حدَّثني قريبٌ لي يُقال له: أنس بن مالك، قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في إبِلٍ كانت

(3)

لي أُخِذَتْ، فوافَقْتُه وهو يأكل، فدعاني إلى طعامه، فقلتُ: إنِّي صائم. فقال: "ادْنُ

(4)

أُخبِرُكَ عن ذلك، إنَّ اللهَ وَضَعَ عن المسافرِ الصَّومَ وشَطْرَ الصَّلاة"

(5)

.

2277 -

أخبرنا سُوَيد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله، عن خالد الحَذَّاء، عن أبي قِلابةَ

عن رجُلٍ قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لحاجةٍ، فإذا هو يتغدَّى، قال:"هَلُمَّ إلى الغداء" فقلتُ: إِنِّي صائم. قال: "هَلُمَّ أُخبِرُكَ عن الصَّوم، إِنَّه وُضِعَ

(6)

عن المسافر نِصْفُ الصَّلاةِ والصَّومُ، ورُخِّصَ للحُبلى والمُرْضِع"

(7)

.

(1)

تصحف في نسخة بهامش (هـ) إلى: شريح.

(2)

في نسخة بهامش (هـ)، وفوقها في (م) بهذا؛ وعليها علامة الصحة.

(3)

في (ر) و (هـ): كان.

(4)

في (م) وهامش (ك): هلمَّ.

(5)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي الذي حدَّث عن أنس بن مالك.

سريج: هو ابن يونس البغدادي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2597).

وأخرجه أحمد (20326) عن إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.

وسلف في الروايتين السابقتين.

(6)

في (ك) و (هـ): إن الله وضع.

(7)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين أبي قلابة وصحابيِّ الحديث، عبد الله: هو ابن المبارك، وخالد الحذَّاء: هو ابن مِهْران. وهو في "السنن الكبرى (2598).

وسيرد في الرواية التالية بهذا الإسناد، إلَّا أنَّه ذكر أبا العلاء بن الشِّخِّير بدل أبي قلابة، =

ص: 288

2278 -

أخبرنا سُوَيد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله، عن خالد الحَذَّاء، عن أبي العلاء بن الشِّخِّير، عن رجل

(1)

، نحوه

(2)

.

2279 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا أبو عَوانة، عن أبي بِشْر، عن هانئ بن الشِّخِّير، عن رجلٍ من بَلْحَريش

عن أبيه قال: كنتُ مسافرًا، فأتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأنا صائمٌ وهو يأكل، قال:"هَلُمَّ" قلتُ: إِنِّي صائم. قال "تعالَ، أَلَمْ تَعْلَمْ ما وَضَعَ اللهُ عن المسافر؟ " قلتُ وما وضَعَ عن المسافر؟ قال: "الصَّومَ ونِصْفَ الصَّلاة"

(3)

.

2280 -

أخبرنا عبد الرَّحمن بن محمد بن سلَّام قال: حدَّثنا أبو داود قال: حدَّثنا أبو عَوانة، عن أبي بشر، عن هانئ بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن رجلٍ من بَلْحَريش

= وإسناده متصل.

وسلف برقم (2274).

(1)

في نسخة بهامشي (ك) و (هـ): الرجل.

(2)

حديث حسن، أبو العلاء بن الشِّخِّير: هو يزيد بن عبد الله وهو في "السنن الكبرى" برقم (2599). وتنظر الأحاديث السالفة قبله، والآتية بعده.

(3)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة هانئ بن الشِّخِّير - وهو هانئ بن عبد الله بن الشِّخِّير نُسب هنا لجده - فقد تفرَّد بالرواية عنه أبو بشر - وهو جعفر بن إياس وهو ابن أبي وحشية - وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد وقع في هذا الإسناد وفي الذي يليه خطأٌ نبَّه عليه المزِّي في "التحفة" (5353) فقال: والحديث حديث أبي زرعة - يعني الرواية الآتية برقم (2281) - والصواب حذف "عن" من حديث قتيبة والطَّرَسوسي (وهو الآتي بعده). يعني: عن هانئ بن عبد الله بن الشخير رجل من بلحريش، عن أبيه. قتيبة هو ابن سعيد، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري وهو في "السنن الكبرى" برقم (2600).

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4266) عن بكار بن قتيبة وإبراهيم بن مرزوق، عن أبي داود عن أبي عوانة عن أبي بشر، عن هانئ بن عبد الله بن الشخير عن رجل من بلحريش.

ص: 289

عن أبيه قال: كُنَّا نُسافِرُ ما شاء الله، فأتَينا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يَطْعَم، فقال:"هَلُمَّ، فاطعَمْ" فقلتُ: إنِّي صائم. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أُحَدِّثُكم عن الصِّيام، إنَّ اللهَ وضَعَ عن المسافر الصَّومَ وشَطْرَ الصَّلاة"

(1)

.

2281 -

أخبرنا عُبيد الله بن عبد الكريم قال: حدَّثنا سهل بن بَكَّار قال: حدَّثنا أبو عَوانة عن أبي بِشر، عن هانئ بن عبد الله بن الشِّخِّير

عن أبيه قال: كنتُ مسافرًا، فأَتيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يأكلُ وأنا صائم. فقال:"هَلُمَّ" قلتُ: إنِّي صائم قال: "أتدري ما وضَعَ اللهُ عن المسافر؟ " قلتُ: وما وضَعَ اللهُ عن المسافر؟ قال: "الصَّومَ وشَطْرَ الصَّلاة"

(2)

.

2282 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدَّثنا عُبيد الله

(3)

قال: أخبرنا إسرائيل، عن موسى - هو ابن أبي عائشة - عن غَيْلَانَ قال:

خرجتُ مع أبي قِلابةَ في سفر، فقَرَّبَ طعامًا، فقلتُ: إنِّي صائم. فقال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خرجَ في سفر، فقَرَّبَ طعامًا، فقال الرجل: ادْنُ فاطعَمْ" قال: إنِّي صائم. قال: "إِنَّ اللهَ وَضَعَ عن المسافرِ نِصْفَ الصَّلاةِ والصِّيامَ

(4)

في السَّفر، فادْنُ فاطعَمُ" فدنَوْتُ فَطَعِمْتُ

(5)

.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه أبو داود هو سليمان بن داود الطيالسي.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2601).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقيه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2602).

(3)

فوقها في (م): عبد الله، وأشير إلى أنها نسخة.

(4)

في (ر) و (هـ): والصوم.

(5)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. عُبيد الله: هو ابن موسى العبسي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وغيلان هو ابن جرير الأزدي، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي وهو في "السنن الكبرى" برقم (2603).

وتنظر الأحاديث السالفة قبله.

ص: 290

‌52 - باب فضل الإفطار في السَّفر على الصِّيام

(1)

2283 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدَّثنا أبو معاوية قال: حدَّثنا عاصم الأحول، عن مُوَرِّقِ العِجْليِّ

عن أنس بن مالك قال: كُنَّا مالك قال: كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في السَّفر

(2)

، فمِنَّا الصَّائمُ ومنَّا المُفْطِر، فنزلنا في يومٍ حارٍّ، واتَّخَذْنا ظِلالًا، فسقطَ الصُّوَّامُ، وقام

(3)

المُفطرون فسَقَوا الرِّكاب

(4)

، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"ذهبَ المُفطِرون اليومَ بالأجر"

(5)

.

‌53 - باب ذِكْر قوله: الصَّائمُ في السَّفر كالمُفْطِر في الحَضَر

2284 -

أخبرنا محمد بن أبان البَلْخيُّ قال: حدَّثنا مَعْن، عن ابن أبي ذئب، عن الزُّهريِّ، عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمن

(1)

في (هـ): الصوم.

(2)

في (م) ونسخة بهامش (ك): سفر.

(3)

في نسخة بهامش (ك): وثار.

(4)

في (م): الركائب.

(5)

إسناده صحيح، أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان، ومُوَرِّق العجلي: هو ابن مُشَمْرِج. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2604).

وأخرجه مسلم (1119): (100)، وابن حبان (3559) من طريق أبي معاوية بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2890)، ومسلم (1119):(101) من طريقين عن عاصم الأحول، به.

قال السِّندي: قوله: عن أنسِ بن مالكٍ هو غير أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قوله: "فسقط الصُّوَّام" كحُكَّام؛ جمع، صائم، أي: ما قَدَروا على قضاء حاجتهم.

"ذهب المُفْطِرون بالأجر" أي حصل لهم بالإعانة في سبيل الله من الأجر فوق ما حصل للصائمين بالصوم بحيث يقال: كأنَّهم أخذوا الأجر كلَّه، والله أعلم.

ص: 291

عن عبد الرَّحمن بن عوف قال: يُقال

(1)

: الصيام في السَّفر كالإفطار في الحَضَر

(2)

.

2285 -

أخبرنا محمدُ بنُ يحيى بن أيوب قال: حدَّثَنا حمَّاد بن [خالد]

(3)

الخيَّاط وأبو عامرٍ قالا: حدَّثنا ابن أبي ذئب عن الزُّهريِّ، عن أبي سلمة

عن عبد الرَّحمن بن عوف قال: الصَّائمُ في السَّفر كالمُفْطِر في الحَضَر

(4)

.

2286 -

أخبرني محمد بن يحيى بن أيوب قال: حدَّثنا أبو مُعاويةَ قال: حدَّثنا ابن أبي ذئب عن الزُّهري عن حُميد بن عبد الرَّحمن بن عوف

(1)

في نسخة في هامش (ك): قال. وجاءت في (ر): كان يقال.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو سلمة بن عبد الرَّحمن بن عوف لم يسمع من أبيه شيئًا. معن: هو ابن عيسى القزَّاز وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرَّحمن، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2605). وقال بإثره: هذا خطأ. اهـ. وصوّب وقفه على عبد الرحمن كما نقله عنه ابن حجر في "التلخيص الحبير" 2/ 205، وينظر فتح الباري 4/ 184.

وأخرجه ابن ماجه (1666) من طريق أسامة بن زيد عن الزُّهري، بهذا الإسناد مرفوعًا.

وأسامةُ بنُ زيد هو الليثي، صدوق يَهِم.

وسيرد في الروايتين التاليتين.

قال السِّندي: قوله: "الصيام في السفر كالإفطار في الحضر" أي: كالإفطار في غير رمضان، فمرجِعُه إلى أنَّ الصوم خلاف الأَولى، أو في رمضان، فمدلولُه أنَّه حرام، والأول هو أقرب، ومع ذلك لا بُدَّ عند الجمهور من حمله على حالة مخصوصة كما إذا أجهدَه الصوم، والله أعلم.

(3)

كلمة "خالد" ليست في النسخ.

(4)

إسناده ضعيف كسابقه. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2606).

وسلف في الرواية السابقة.

ص: 292

عن أبيه قال: الصَّائمُ في السَّفرِ كالمُفْطِر في الحَضَر

(1)

.

‌54 - باب الصِّيام في السفر، وذِكْرِ اختلاف خبر ابن عبَّاس فيه

2287 -

أخبرنا محمد بن حاتم قال: أخبرنا سُوَيدٌ قال: أخبرنا عبد الله، عن شعبة عن الحكم عن مِقْسَم

عن ابن عبَّاسٍ، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرج في رمضان، فصام

(2)

حتَّى أتى قُدَيدًا، ثُمَّ أُتِيَ بِقَدَحٍ من لبنٍ، فشَرِبَ، فأفطرَ

(3)

هو وأصحابُه

(4)

.

2288 -

أخبرنا القاسم بن زكريَّا، قال: حدَّثنا سعيد بن عمرو قال: حدَّثنا عَبْثَر، عن العلاء بن المُسَيَّب، عن الحكم بن عتيبة، عن مجاهد

عن ابن عبَّاس قال: صامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من المدينة حتَّى أتى قُدَيدًا، ثُمَّ أفطرَ حتَّى أتى مكة

(5)

.

(1)

إسناده ضعيف، تفرَّد فيه أبو معاوية - وهو محمد بن خازم الضرير - فأخطأ في ذكر حميد بن عبد الرَّحمن بن عوف فيه، ورواه غيره - كما في الروايتين السابقتين - عن ابن أبي ذئب، عن الزُّهري عن أبي سلمة عن أبيه. قال الدارقطني في "العلل" 4/ 282: والصحيح عن أبي سلمة، عن أبيه موقوفًا. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2607).

(2)

كلمة "فصام" ليست في (م).

(3)

في (ر) و (هـ): وأفطر.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات سوى مِقْسَم: وهو ابن بُجْرة، ويقال: نجدة، مولي ابن عباس فهو صدوق، لكن شعبة ذكر - فيما نقل عنه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 328 بأن الحكم - وهو ابن عتيبة - لم يسمع هذا الحديث من مِقْسَم. عبد الله: هو ابن المبارك، والحكم هو ابن عُتيبة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2608).

وأخرجه أحمد (2185) و (3176) و (3209) و (3279) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيرد - بألفاظ مختلفة وبعضهم يزيد على بعض - في الروايات الست الآتية، وفي الروايتين (2313) و (2314).

قال السِّندي: قوله: "حتى أتى قُدَيدًا": موضعٌ قريبٌ من عُسْفان.

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ العلاء بن المسيَّب قال الحاكم فيه: =

ص: 293

2289 -

أخبرنا زكريّا بن يحيى قال: أخبرنا الحسن بن عيسى قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا شعبة، عن الحكم، عن مِقْسَم

عن ابن عبَّاس، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صامَ في السَّفر حتَّى أتى قُدَيدًا، ثُمَّ دعا بقَدَحٍ من لبنٍ، فشَرِبَ، فأفطرَ هو وأصحابُه

(1)

.

‌55 - باب ذِكْر الاختلاف على منصور

2290 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا خالد، شُعبة، عن منصور، عن مجاهد

عن ابن عبَّاس قال: خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى مكَّة، فصام حتَّى أتى عُسْفان، فدعا

(2)

بقدَحٍ فشَرِبَ - قال شعبة: في رمضان - فكان ابن عبَّاسٍ يقول: مَنْ شاءَ صامَ، ومن شاءَ أفطَرَ

(3)

.

= له أوهام في الإسناد والمتن. وقال الأزدي: في بعض حديثه. نظر. وقال الحافظ في "تقريبه": ثقة ربما وهم. قلت ولعلَّ هذا من أوهامه، فقد رواه شعبة - وهو أثبت منه، كما في الرواية السابقة والتالية - عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عبَّاس سعيد بن عمرو: هو الأشعثي، وعبثر: هو ابن القاسم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2609).

(1)

حديث صحيح سلف الكلام عليه عند الرواية (2287).

وسلف برقم (2287).

قال السِّندي: فشرب" أي: بعد العصر. فأفطر" أي: بعدما أصبح صائمًا.

(2)

في نسخة بهامشي (ك) و (هـ): فأُتي.

(3)

إسناده صحيح خالد هو ابن الحارث الهُجَيمي، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2610).

وأخرجه أحمد (3162) عن محمد بن جعفرٍ وحجاج، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (1661) من طريق سفيان الثوري، عن منصور به مختصرًا بلفظ صام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر، وأفطر.

وسيرد في الرواية التالية من طريق جرير، وبرقم (2314) من طريق مفضل، كلاهما عن =

ص: 294

2291 -

أخبرنا محمد بن قُدامة عن جرير عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عبَّاسٍ قال: سافر

(1)

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فصامَ حتَّى بَلَغَ عُسْفان، ثُمَّ دعا بإناءٍ

(2)

، فشَرِبَ نهارًا يراهُ النَّاسُ، ثُمَّ أفطَرَ

(3)

.

2292 -

أخبرنا حُمَيد بن مَسْعَدة قال: حدَّثنا سفيان عن العَوَّام بن حَوْشَب قال: قلتُ لمجاهد: الصَّوم في السَّفر؟ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومُ ويُفطِر

(4)

.

2293 -

أخبرني هلال بن العلاء قال: حدَّثنا حُسين قال: حدَّثنا زُهير قال: حدَّثنا أبو إسحاق قال:

= منصور، عن مجاهد عن طاوس، عن ابن عبَّاس. أدخلا طاوسًا بين مجاهد وابن عباس، والظاهر أنَّه من المزيد في متصل الأسانيد.

وسلف برقم (2287).

قال السِّندي: قوله: "حتى أتى عُسْفان": قرية قريبة من مكة.

(1)

في نسخة في (م) و (هـ): سافرنا مع.

(2)

في نسخة بهامشي (ك) و (هـ): بماء.

(3)

إسناده صحيح، جرير: هو ابن عبد الحميد الضبِّي، وطاوس: هو ابن كيسان اليماني.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2611).

وأخرجه البخاري (4279)، ومسلم (1113) من طريقين عن جرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بنحوه - مسلم (1113): (89) من طريق عبد الكريم، عن طاوس، به.

- (2314) وسيرد - بسياق أتم - برقم (2314) من طريق مفضل، عن منصور، به.

وينظر ما قبله وما سلف برقم (2287).

قال السِّندي: فشرب نهارًا ثمّ أفطر" أي: داوم على الإفطار إلى مكة.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. سفيان هو ابن حبيب البصري. وهو: في "السنن الكبرى" برقم (2612).

وسيرد - مطولًا - بإسناد صحيح برقم (2314).

وينظر ما سلف برقم (2287).

ص: 295

أخبرني مجاهدٌ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صامَ في شهر رمضان، وأفطرَ في السَّفر

(1)

.

‌56 - باب ذِكْر الاختلاف على سليمان بن يسار في حديث حمزة بن عمرو فيه

2294 -

أخبرنا محمد بن رافع قال: حدَّثنا أَزْهَر بن القاسم قال: حدَّثنا هشام، عن قَتادة، عن سليمان بن يسار

عن حمزة بن عمرو الأسلميّ، أنَّه سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الصَّوم في السَّفر، قال:"إنْ - ثُمَّ ذكر كلمةً معناها: إن - شِئْتَ صُمْتَ، وإِنْ شِئْتَ أفطَرْتَ"

(2)

(3)

.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. حسين: هو ابن عياش، وزهير: هو ابن معاوية الجُعْفي، وسماعه من أبي إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي - بأخَرة بعد اختلاطه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2613).

وسيرد - مطولًا - بإسناد صحيح برقم (2314).

وينظر ما سلف برقم (2287).

(2)

في (م)، ونسخة في (هـ)، ونسخة في هامش (ك): إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، قتادة - وهو ابن دِعامة السدوسي - لم يسمع من سليمان بن يسار وسليمان بن يسار لم يسمع من حمزة بن عمرو، قال الدارقطني في "العلل" 15/ 39: والصحيح - والله أعلم - عن سليمان بن يسار، عن أبي مراوح، عن حمزة. وبنحوه قال المزي في "تهذيب الكمال" 34/ 270 (ترجمة أبي مراوح). قلت: سيرد على الصواب برقم (2302)، ومن طريق عروة، عن أبي مرواح، عن حمزة برقم (2303). هشام هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2614).

وأخرجه أحمد (16037) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بنحوه - أبو داود (2403) من طريق محمد بن حمزة الأسلمي، عن أبيه، به.

وسيرد في الأحاديث الأربعة عشر الآتية، مع اختلاف في أسانيدها، وبعضها صحيح.

ص: 296

2295 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا الليث، عن بكير، عن سليمان بن يسار

أنَّ حمزة بن عمرو قال: يا رسولَ الله

مِثله مُرسَل

(1)

.

2296 -

أخبرنا سُوَيد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله عن عبد الحميد بن جعفر، عن عمران بن أبي أنس، عن سليمان بن يسار

عن حمزة قال: سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الصَّومِ في السَّفر، قال:"إنْ شِئْتَ أن تصوم فصُمْ، وإنْ شِئْتَ أن تُفطِرَ فأفطِرْ"

(2)

.

2297 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا أبو بكرٍ قال: حدَّثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عمران بن أبي أنس، عن سليمان بن يسار

عن حمزة بن عمرو قال: سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الصَّوم في السَّفر؟ فقال: "إنْ شِئْتَ أن تصومَ فصُمْ، وإنْ شِئْتَ أن تُفطِرَ فأفطِرْ"

(3)

.

2298 -

أخبرنا الرَّبيع بن سليمان قال: حدَّثنا ابن وَهْبٍ، قال: أخبرني عمرو بن الحارث واللَّيث، فذكر آخر، عن بُكَير، عن سليمان بن يسار

عن حمزة بن عمرو الأسلميِّ قال: يا رسولَ الله، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً على الصِّيام في السَّفر. قال: إنْ شِئْتَ فصُم، وإنْ شِئْتَ فأفطِرْ"

(4)

.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه كما سلف بيانه في الرواية السابقة. قتيبة: هو ابن سعيد واللَّيث: هو ابن سعد وبُكير: هو ابن عبد الله بن الأشج. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2616).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه كما سلف بيانه في الرواية (2294).

عبد الله: هو ابن المبارك. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2617).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. أبو بكر: هو عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2618).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه كما سلف بيانُه عند الرواية (2294).

ابن وهب: هو عبد الله المصري وهو في "السنن الكبرى" برقم (2615).

ص: 297

2299 -

أخبرني هارون بن عبد الله قال: حدَّثنا محمد بن بكر قال: أخبرنا عبد الحميد بن جعفر قال: أخبرني عمران بن أبي أنس عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمن

عن حمزة بن عمرو، أنَّه سألَ

(1)

رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الصَّوم في السَّفر، قال:"إنْ شِئْتَ أن تصومَ فصُمْ، وإن شِئْتَ أن تُفطِرَ فأفطِرْ"

(2)

.

2300 -

أخبرنا عمران بن بكَّار قال: حدَّثنا أحمد بن خالد قال: حدَّثنا محمد - يعني ابن إسحاق

(3)

- عن عمران بن أبي أنس، عن سليمان بن يسار وحنظلة بن عليٍّ قال: حدَّثاني جميعًا

عن حمزة بن عمرو قال: كنتُ أسرُدُ الصِّيام

(4)

على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسولَ الله، إِنِّي أسرُدُ الصِّيامَ في السَّفر. فقال:"إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وإنْ شِئْتَ فأفطرْ"

(5)

.

(1)

في نسخة بهامشي (ك) و (هـ): قال: سألت.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه محمد بن بكر، فرواه عن عبد الحميد بن جعفر، عن عمران بن أبي أنس، عن أبي سلمة، عن حمزة. ورواه عبد الله بن المبارك - كما سلف في الرواية (2296) - وأبو بكر الحنفي - كما في الرواية (2297) - كلاهما عن عبد الحميد بن جعفر، عن عمران عن سليمان بن يسار عن حمزة. قال الدارقطني في "العلل" 15/ 39: إنما هو عن عمران بن أبي أنس، عن سليمان بن يسار. والحديث في "السنن الكبرى "برقم (2619).

وسلف برقم (2294).

(3)

قوله: "يعني ابن إسحاق" من هامشي (ك) و (م).

(4)

في نسخة بهامش (هـ): الصوم.

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق مدلِّس، وقد عنعن فيه.

وسليمان بن يسار لم يسمع من حمزة بن عمرو كما سلف بيانه عند الرواية (2294)، وذِكْرُ حنظلة بن علي في الإسناد غير محفوظ، فقد رُوي عن ابن إسحاق بعدَّة وجوه؛ فرُوي عنه - كما هنا - عن عمران بن أبي أنس، عن سليمان بن يسار وحنظلة بن علي، عن حمزة. ورُوي - كما في الرواية التالية - عنه، عن عمران عن حنظلة وحده، عن حمزة. ورُوي - كما في الرواية =

ص: 298

2301 -

أخبرنا عُبيد الله بن سعد بن إبراهيم قال: حدَّثنا عمِّي قال: حدَّثنا أبي، عن ابن إسحاق، عن عمران بن أبي أنس، عن حنظلة بن عليٍّ

عن حمزة قال: قلتُ: يا نبيَّ الله إنِّي رجلٌ أسرُدُ الصِّيام، أفأَصومُ في السَّفر؟ قال:"إِنْ شِئْتَ فصُمْ، وإِنْ شِئْتَ فأفِطْر"

(1)

.

2302 -

أخبرنا عُبيد الله بن سعد قال: حدَّثنا عمِّي قال: حدَّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدَّثني عمران بن أبي أنس، أن سليمان بن يسار حدَّثه، أنَّ أبا مُراوحٍ حدَّثه

أنَّ حمزة بن عمرو حدَّثَه أنَّه سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وكان رجلًا يصومُ في السَّفر - فقال: "إِنْ شِئْتَ فصم، وإنْ شِئْتَ فأفطِرْ"

(2)

.

‌57 - باب ذِكْر الاختلاف على عروة في حديث حمزة فيه

2303 -

أخبرنا الربيع بن سليمان قال: أخبرنا ابن وَهْبٍ قال: أخبرنا عمرو - وذكر آخر - عن أبي الأسود، عن عروة، عن أبي مُراوحٍ

= (2302) - عنه، عن عمران عن سليمان بن يسار، عن أبي مراوح، عن حمزة. وهو الصواب فيما قاله الدارقطني في "العلل" 15/ 39، والمزَّي في "تهذيب الكمال" 34/ 270 (ترجمة أبي مراوح). والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2620).

وسلف برقم (2294).

قال السِّندي: قوله: "أسرُدُ" أي: أتابعه.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية السابقة. عمّ عبيد الله بن سعد: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزُّهري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2621).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن بن إسحاق - وهو محمد - صرَّح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه أبو مراوح: هو الغفاري الليثي المدني، قال مسلم: اسمه سعد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2622).

وتنظر الروايتان السابقتان.

وسلف برقم (2294).

ص: 299

عن حمزة بن عمرو أنَّه قال لرسولِ الله

(1)

صلى الله عليه وسلم: أَجِدُ فِي قُوَّةً على الصِّيام في السَّفر، فهَلْ عَلَيَّ جُناحٌ؟ قال:"هي رخصةٌ من الله عز وجل، فمَنْ أخذَ بها فحَسَنٌ، ومَنْ أحبّ أن يصومَ فلا جُناحَ عليه"

(2)

.

‌58 - باب ذكر الاختلاف على هشام بن عروة فيه

2304 -

أخبرنا محمد بن إسماعيلَ بن إبراهيم، عن محمد بن بشر، عن هشام بن عروة، عن أبيه

عن حمزة بن عمرو الأسلميّ، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَصومُ في السَّفر؟ قال: "إنْ شِئْتَ فصُم، وإن شِئْتَ فأفطرْ"

(3)

.

2305 -

أخبرنا علي بن الحسن اللَّانيُّ

(4)

بالكوفة قال: حدَّثنا عبد الرَّحيم الرَّازِيُّ،

(1)

في نسخة بهامشي (ر) و (هـ): يا رسولَ الله.

(2)

إسناده صحيح من جهة عمرو: وهو ابن الحارث المصري. ابن وَهْب: هو عبد الله، وأبو الأسود: هو يتيم عروة، واسمه محمد بن عبد الرحمن النُّوفلي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2623).

وأخرجه مسلم (1121): (107) من طريق ابن وَهْب عن عمرو بن الحارث وحده، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (2294).

قال السِّندي: قوله: "هي رخصةٌ" الضمير للإفطار، والتأنيث باعتبار الخبر، والكلام جاء على اعتقاد السائل، فلا يلزَمُ أنَّ ظاهرَه ترجيح الإفطار حيث قال:"فحسَنٌ" وقال في الصوم: "فلا جناح عليه"، والله أعلم.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ المحفوظ فيه - كما سيأتي في الروايات (2306) و (2307) و (2308) و (2384) - عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: إن حمزة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره. ينظر "علل الدارقطني" 15/ 36 - 38. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2624).

(4)

في (ك): اللَّال، وبهامشها "اللَّاني" وعليها علامة الصحة، وعلى هامشها أيضًا: =

ص: 300

عن هشام، عن عروة، عن عائشة

عن حمزة بن عمرو أنَّه قال: يا رسولَ الله، إنِّي رجلٌ أصومُ، أفأَصومُ في السَّفر؟ قال: إِنْ شِئْتَ فصُم، وإنْ شِئتَ فأفطِرْ"

(1)

.

2306 -

أخبرنا محمد بن سلمة قال: أخبرنا ابن القاسم قال: حدَّثني مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه

عن عائشة قالت: إِنَّ حمزةَ قالَ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم: يا رسولَ الله، أَصومُ في السَّفر؟ - وكان كثير الصِّيام - فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"إنْ شِئْتَ فصُمْ، وإنْ شِئتَ فأفطر"

(2)

.

2307 -

أخبرني عمرو بن هشام قال: حدَّثنا محمد سلمة، عن ابن عَجْلان، عن هشامِ بن عُروة، عن أبيه

عن عائشةَ قالت: إنَّ حمزةَ سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ الله،

= "اللان": بلدة من بلاد العجم.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير علي بن الحسن اللَّاني - شيخ المصنّف - فهو صدوقٌ، إلَّا أنَّ المحفوظ فيه كما سلف بيانه في الرواية السابقة: عن هشام، عن أبيه، عن عائشة عبد الرحيم الرازي: هو ابن سليمان.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2625).

(2)

إسناده صحيح، محمد بن سلمة: هو المرادي وابن القاسم: هو عبد الرَّحمن. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2626).

وهو عند مالك في "الموطأ"(794) برواية أبي مصعب الزهري، ومن طريقه أخرجه البخاري (1943).

وأخرجه أحمد (24196) و (25607) و (25665) و (25730)، والبخاري (1942)، ومسلم (1121):(103) و (105) و (106)، وابن ماجه (1662)، وابن حبان (3560) من طرق عن هشام بن عروة به.

وسلف برقم (2294).

ص: 301

أصومُ في السَّفر؟ فقال: إنْ شِئتَ فصُم، وإنْ شِئْتَ فأفطِرْ"

(1)

.

2308 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبدة بن سليمان قال: حدَّثنا هشام بن عروة، عن أبيه

عن عائشةَ، أنَّ حمزةَ الأسلميَّ سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الصَّوم في السَّفر - وكان رجلًا يسرد الصَّوم

(2)

- فقال: "إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وإِنْ شِئْتَ فأفِطرْ"

(3)

.

‌59 - باب ذِكْر الاختلاف على أبي نَضْرة المنذرِ بن مالك بن قِطْعَة فيه

2309 -

أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربيٍّ قال: حدَّثنا حمَّاد، عن سعيد الجُرَيريِّ، عن أبي نَضْرَة قال:

حدَّثنا أبو سعيد قال: كُنَّا نُسافِرُ في رمضان، فمِنَّا الصَّائمُ، ومِنَّا المُفْطِرُ، لا

(4)

يَعِيبُ الصَّائمُ على المُفْطِرِ، ولا المُفْطِرُ على الصَّائم

(5)

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل ابن عجلان - وهو محمد - فهو صدوق، وقد توبع. محمد بن سلمة: هو الباهلي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2627).

وسلف برقم (2294).

(2)

في نسخة في (ك): الصيام.

(3)

إسناده صحيح عبدة بن سليمان هو الكلابي، واسمه عبد الرحمن. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2628).

وسلف برقم (2294).

(4)

في نسخة بهامشي (ك) و (هـ): فلا.

(5)

إسناده صحيح، الجريري: هو سعيد بن إياس، وقد اختلط، لكن رواية حماد - وهو ابن زيد - عنه قبل اختلاطه وهو في "السنن الكبرى" برقم (2630).

وأخرجه أحمد (11083) و (11471)، ومسلم (1116):(96)، والترمذي (713)، وابن حبان (3558) من طرق عن الجريري بهذا الإسناد. =

ص: 302

2310 -

أخبرنا سعيد بن يعقوب الطَّالقانيُّ قال: حدَّثنا خالد - وهو ابن عبد الله الواسطي - عن أبي مَسْلَمَةَ

(1)

، عن أبي نَضْرَةَ.

عن أبي سعيد قال: كُنَّا نُسافِرُ مع النبي صلى الله عليه وسلم، فمِنَّا الصَّائمُ، ومِنَّا المُفْطِرُ، ولا

(2)

يَعِيبُ الصَّائم على المُفْطِر، ولا يَعِيبُ

(3)

المُفْطِرُ على الصَّائم

(4)

.

2311 -

أخبرنا أبو بكر بن عليٍّ قال: حدَّثنا القواريريُّ قال: حدَّثنا بشر بن منصور، عن عاصم الأحول، عن أبي نَضْرةَ

عن جابر قال: سافَرْنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فصامَ بعضُنا، وأفطَرَ بعضُنا

(5)

= وأخرجه أحمد (11191) و (11413) و (11684) و (11705) و (11870)، ومسلم (1116):(93) و (94) من طريق قتادة، عن أبي نضرة، به.

وتنظر الأحاديث الثلاثة التالية.

قال السِّندي: قوله: "لا يَعيبُ" أي: لا يُنكر الصائم على المفطر، ولا المُفطِرُ على الصائم صومه، فهما جائزان

(1)

تحرف في (هـ) إلى: أبي سلمة.

(2)

في (م) و (هـ): فلا.

(3)

كلمة "يعيب" ليست في (م) و (ر).

(4)

إسناده صحيح، خالد بن عبد الله: هو الواسطي الطحان وأبو مَسْلَمة: هو سعيد بن يزيد الأزدي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2631).

وأخرجه مسلم (1116)(95)، والترمذي (712) من طريق بشر بن المفضل، عن أبي مسلمة، بهذا الإسناد.

وينظر ما قبله.

(5)

إسناده صحيح، أبو بكر بن علي: هو أحمد بن علي بن سعيد المَرْوَزي، والقواريري: هو عبيد الله بن عمر، وبشر بن منصور: هو السَّليمي البصري، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2632). =

ص: 303

2312 -

أخبرني أيوب بن محمد قال: حدَّثنا مروان قال: حدَّثنا عاصم، عن أبي نَضْرَة المنذر

عن أبي سعيد وجابر بن عبد الله، أنَّهما سافَرا معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيصومُ الصَّائمُ، ويُفطِرُ المُفطِرُ، ولا

(1)

يَعِيبُ الصَّائمُ على المُفطِر، ولا المُفطِرُ على الصَّائم

(2)

.

‌60 - باب الرُّخصة للمسافر أن يصوم بعضًا ويُفطِرَ بعضًا

2313 -

أخبرنا قُتيبةُ، قال: حدَّثنا سفيان عن الزُّهري، عن عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عبَّاسٍ قال: خرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عامَ الفتحِ صائمًا في رمضان، حتَّى إذا كان بالكَديد أفطرَ

(3)

.

= وأخرجه أحمد (14399) عن أبي معاوية، عن عاصم الأحول، بهذا الإسناد.

وينظر الحديثان السابقان.

(1)

في نسخة بهامش (هـ): فلا.

(2)

إسناده صحيح، أيوب بن محمد: هو ابن زياد الوزَّان، ومروان: هو ابن معاوية الفزاري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2633).

وأخرجه مسلم (1117): (97) من طرق عن مروان بن معاوية، بهذا الإسناد.

وتنظر الأحاديث الثلاثة قبله.

(3)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، وسفيان هو ابن عُيينة، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عُبيد الله بن شهاب، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2634).

وأخرجه أحمد (1892)، والبخاري (2953)، ومسلم (1113) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بتمامه ومطولًا - أحمد (3089) و (3258) و (3460)، والبخاري (1944) و (4275) و (4276)، ومسلم (1113)، وابن حبان (3555) و (3563) و (3564) من طرق عن الزهري، به.

وسلف بنحوه برقم (2287). =

ص: 304

‌61 - باب الرُّخصة في الإفطار لمَنْ حضرَ شهرَ رمضانَ فَصامَ ثُمَّ سافرَ

2314 -

أخبرنا محمد بن رافع قال: حدَّثنا يحيى بن آدم قال: حدَّثنا مُفَضَّل، عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس

عن ابن عبَّاس قال: سافرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فصامَ حتَّى بلَغَ عُسْفان، ثُمَّ دعا بإناءٍ، فشَرِبَ نهارًا ليراه النَّاس، ثُمَّ أفطرَ حتَّى دخلَ مكة، فافتتحَ مكَّة في رمضان. قال ابن عبَّاس: فصامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في السَّفَرِ وأفطرَ، فَمَنْ شاءَ صامَ، ومَنْ شاءَ أفطرَ

(1)

.

‌62 - باب وَضْع الصِّيام عن الحُبلى والمُرْضِع

2315 -

أخبرنا عمرو بن منصور قال: حدَّثنا مسلم بن إبراهيم، عن وُهَيب بن خالد قال: حدَّثنا عبد الله بن سَوَادة القُشيريُّ، عن أبيه

= وينظر ما بعده.

قال السِّندي: "حتَّى إذا كان بالكَدِيد" بفتح الكاف وكسر الدَّال المهملة: مكانٌ بين عُسْفان وقُدَيد، قال عياض: اختلفت الروايات في الموضع الذي أفطر فيه صلى الله عليه وسلم والقِصَّةُ واحدة، وكلُّها متقاربة، والجميع من عمل عُسْفان. ثم قال السِّندي: ففي آخر كلامه إشارةٌ إلى وجه التوفيق، والله أعلم.

(1)

إسناده صحيح، مُفضَّل: هو ابن مُهَلْهَل السعدي، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جَبْر المكي، وطاوس: هو ابن كَيْسان اليماني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2635).

وأخرجه أحمد (2994) عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (2350) و (2351) و (2652)، والبخاري (1948)، وأبو داود (2404)، وابن حبان (3566) من طرق عن منصور، به.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (2363) من طريق بُشَير بن يسار، عن ابن عباس، به.

وسلف - بسياق مختصر - برقم (2291) من طريق جرير، عن منصور، به.

وينظر ما سلف برقم (2287).

ص: 305

عن أنس بن مالك

(1)

رجلٍ منهم، أنَّه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالمدينة

(2)

وهو يَتغدَّى، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"هَلُمَّ إلى الغَداء" فقال: إنِّي صائم. فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله عز وجل وضَعَ عن المسافر الصَّومَ وشَطْرَ الصَّلاة، وعن الحُبلى والمُرْضِع"

(3)

.

‌63 - باب تأويل قول الله عز وجل: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}

2316 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: أخبرنا بكر - وهو ابن مُضَر - عن عَمرو بن الحارث، عن بُكَير، عن يزيد مولى سَلَمة بن الأَكْوَع

عن سَلَمة بن الأَكْوَع قال: لمَّا نزلَتْ هذه الآية: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184]، كانَ مَنْ أرادَ مِنَّا أَن يُفطِرَ ويَفْتَدي،

(1)

ذكر المزّي في "التحفة"(1732) أن في رواية ابن السني: عن عبد الله بن سوادة، عن أبي أمية، به. وأن في رواية غيره: عن أبيه عن أنس

وليس كذلك، وليس كذلك، فرواية ابن السني وغيره: عن أبيه، عن أنسِ بن مالكٍ أبي أمية، كما هو مثبت، ونُبّه عليه في هامشي (ك) و (يه).

(2)

كلمة "بالمدينة" من نسخة في (هـ)، ونسخة على هامش (ك) وبجانبها: كذا في نسخة مصححة وليتأمل.

(3)

حديث حسن من أجل سوادة والد عبد الله روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم شيخ، وروى له مسلم في "صحيحه". وهو في "الكبرى"(2636).

وأخرجه أحمد (19047) و (19048)، وابنه عبد الله في زوائده على "المسند"(19048)، والترمذي (715)، وابن ماجه (1667) من طريق أبي هلال محمد بن سليم الراسبي، عن عبد الله بن سوادة، عن أنسِ بن مالكٍ رجل من بني كعب، به. لم يذكر سوادة والد عبد الله في الإسناد، ونسب الصحابي لبني كعب. وأبو هلال الراسبي ضعيف، لكن قال الترمذي عقبه: حديث أنس بن مالك الكعبي حديث حسن، ولا نعرف لأنس بن مالك هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث الواحد، والعمل على هذا عند أهل العلم.

وسلف برقم (2274). وينظر ما سلف بالأرقام (2267 - 2282).

ص: 306

حتَّى نزلَتِ الآية التي بعدها، فنسَخَتْها

(1)

.

2317 -

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم قال: حدَّثنا يزيد قال: أخبرنا وَرْقاء، عن عمرو بن دينار، عن عطاء

عن ابن عبَّاسٍ في قوله عز وجل: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184]{يُطِيقُونَهُ}

(2)

: يُكَلَّفونَهُ {فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} واحد {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا} ، فزاد

(3)

طعامَ مسكين آخرَ - ليست بمنسوخة - {فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} لا يُرخَّص

(4)

في هذا إِلَّا للَّذي

(5)

لا يُطِيقُ الصِّيامَ، أو مريض لا يُشفى

(6)

.

(1)

إسناده صحيح، بكير: هو ابن عبد الله بن الأشج. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2637) و (10950).

وأخرجه البخاري (4507)، ومسلم (1145):(149)، وأبو داود (2315)، والترمذي (798)، وابن حبان (3478) من طريق قتيبة بن سعيد بهذا الإسناد.

وأخرجه - بنحوه - مسلم (1145): (150) من طريق ابن وَهْب، عن عمرو بن الحارث، به.

قال السِّندي: قوله: "لمَّا نزلت هذه الآية: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} ....... إلخ" سببُها أنَّه شقَّ عليهم رمضان، فرُخِّص لهم في الإفطار مع القدرة على الصوم، فكان يصوم بعضٌ ويفتدي بعضٌ حتى نزل قوله تعالى:{فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185]، وهذه الآية هي المُرادة بقوله: حتى نزلت الآية بعدها". وقيل: الناسخة قوله تعالى: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} ، وفيه أنَّه يدلُّ على أنَّ الصَّومَ خيرٌ من الافتداء، وهذا يدلُّ على جواز الافتداء، فلا يصلح ناسخًا له، بل هو من جملة المنسوخ، والله أعلم.

(2)

في نسخة بهامش (ك): يطوقونه.

(3)

كلمة "فزاد" من نسخة بهامش (ك).

(4)

بعدها في (م) زيادة فيها.

(5)

في (ر) وهامشي (هـ) و (ك): الذي.

(6)

إسناده صحيح، يزيد: هو ابن هارون، وورقاء: هو ابن عمر بن كُليب اليَشْكُري، =

ص: 307

‌64 - باب وضع الصِّيام عن الحائض

2318 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال: أخبرنا عليٌّ - يعني ابنَ مُسْهِر - عن سعيد، عن قتادة، عن معاذة العَدَويَّة

أنَّ امرأةً سألت عائشة: أتَقْضِي الحائضُ الصَّلاةَ إِذا طَهُرَتْ؟ قالت: أحَرُوريَّةٌ أنتِ؟! كُنَّا نحيضُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ نَظْهرُ، فيأمرنا بقضاءِ الصَّوم، ولا يأمرُنا بقضاءِ الصَّلاة

(1)

.

= وعطاء: هو ابن أبي رباح. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2638) و (10951).

وأخرجه - بنحوه - البخاري (4505) من طريق زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بمعناه - أبو داود (2316 - (2318) من طريقين عن ابن عباس، به.

قال السِّندي: قوله: "يُكلَّفونه" أي: يعُدُّونه مشقَّةً على أنفسهم، ويحملونه بكلفةٍ وصعوبةٍ. في "الكشاف" وغيره من التفاسير أنَّ هذا المعنى مبنيٌّ على قراءة ابن عبَّاس وهي:"يُطوَّقونه" تفعيلٌ من الطوق، ثمَّ ذكروا عنه رواياتٍ أُخَر، ثمَّ ذكروا أنَّه يصحُّ هذا المعنى على قراءة:{يُطِيقُونَهُ} أي: يبلغون به غاية وُسْعِهم وطاقتهم، وعلى هذا لا حاجة إلى تقدير حرف النَّفي على القراءة المشهورة، والمشهور أنَّه على القراءة المشهورة يقدر حرفُ النَّفي، والله أعلم.

"ليست بمنسوخة" أي: الآية على هذا المعنى ليست منسوخةً، وجملة:"ليست بمنسوخة" مُعْترضةٌ بين تفسير الآية. "إلا الذي لا يُطيق" قد يُؤخَذُ منه الإشارة إلى التوجيه المشهور وهو تقدير"لا" للقراءة المشهورة على هذا المعنى.

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات، عليُّ بن مُسهر تُوبع في روايته عن سعيد: وهو ابن أبي عروبة. قتادة: هو ابن دعامة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (2639).

وأخرجه ابن ماجه (631) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عليّ بن مُسْهِر، بهذا الإسناد، دون ذكر الأمر بقضاء الصوم.

وأخرجه أحمد (24660) عن محمد بن جعفر وإسحاق بن راهويه (1388) من طريق عُبْدة بن سليمان، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة به دون ذكر الصوم. وسماعُ عَبْدة بن سليمان من سعيد بن أبي عَرُوبة قبل الاختلاط. =

ص: 308

2319 -

أخبرنا عمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد قال: سمعتُ أبا سلمةَ يحدِّثُ

عن عائشة قالت: إنْ كانَ لَيكونُ عَليَّ الصِّيامُ من رمضان، فما أَقْضِيه حتَّى يجيءَ شعبان

(1)

.

‌65 - باب إذا طَهُرَتِ الحائضُ أو قَدِمَ المسافرُ في رمضان هَلْ يصومُ بقيَّةَ يَومِه

2320 -

أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس أبو حَصِين قال: حَدَّثنا عَبْثَرٌ قال: حدَّثنا حُصَين، عن الشَّعبيِّ

عن محمد بن صيفيٍّ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء: "أمِنْكُم أحدٌ أكلَ اليوم؟ " فقالوا: مِنَّا مَنْ صامَ، ومِنَّا مَنْ لم يَصُمْ. قال: فأَتِمُّوا بقيَّةَ

= وأخرجه أحمد (24633) و (24886) و (24887) و (25109)، والبخاري (321) من طُرق عن همَّام بن يحيى، عن قتادة بنحوه، ودون ذكر الصيام.

وأخرجه أحمد (25951)، ومسلم (335):(69) من طريق عاصم الأحول، عن مُعاذة، بنحوه، بتمامه.

وسلف برقم (382) من طريق أبي قِلابة، عن مُعاذة، به، بذكر الصَّلاة فقط.

(1)

إسناده صحيح، يحيى الأول: هو ابن سعيد القطَّان، والثاني: هو ابن سعيد الأنصاري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرَّحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2640).

وأخرجه البخاري (1950)، ومسلم (1146):(151)، وأبو داود (2399)، وابن ماجه (1669) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد. وقرن في رواية ابن ماجه يحيى بن سعيد بعمرو بن دينار.

وأخرجه أحمد (24928) و (24999) و (25462)، والترمذي (783) من طريق عبد الله البهي، عن عائشة، به.

وينظر ما سلف برقم (2178).

قال السِّندي: قوله: "إنْ كان أي: مخفَّفة، أي: إنَّ الشأنَ، وأحدُ الكونَين زائد، والله أعلم.

ص: 309

يومكم، وابعثوا إلى أهل العروض، فليُتِمُّوا بقيَّةَ يومهم

(1)

.

‌66 - باب إذا لم يُجمِعْ من اللَّيل هل يصومُ ذلك اليوم من التَّطوُّع

2321 -

أخبرنا محمد بن المُثَنَّى: قال: حدَّثنا يحيى، عن يزيد قال:

حدَّثنا سَلَمة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرجلٍ:"أَذِّنْ يومَ عاشوراء: مَنْ كانَ أكل فليُتِمَّ بقيَّةَ يومه، ومَنْ لم يكُنْ أكَلَ فَليَصُمْ"

(2)

.

(1)

إسناده صحيح عبثر: هو ابن القاسم، وحُصَين: هو ابن عبد الرَّحمن السُّلمي، والشَّعبي: هو عامر بن شَراحيل. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2641).

وأخرجه أحمد (19451)، وابن ماجه (1735)، وابن حبان (3617) من طرق عن حصين، بهذا الإسناد.

قال السِّندي: قوله: فأَتِمُّوا بقية يومكم" فيه دليلٌ على الترجمة، فإنَّه أمرٌ بالإتمام لمن أكل ومن لم يأكل.

قوله: "أهل العروض" ضُبِطَ بفتح العين، يُطلَقَ على مكة والمدينة وما حولَهما.

(2)

إسناده صحيح يحيى: هو ابن سعيد القطَّان ويزيد هو ابن أبي عبيد، وسلمة: هو ابن الأكوع. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2642).

وأخرجه أحمد (16526)، والبخاري (7265) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (16507) و (16512)، والبخاري (1924) و (2007)، ومسلم (1135)، وابن حبان (3619) من طرق عن يزيد بن أبي عبيد، به.

قال السِّندي: قوله: "أذِّن" من التأذين بمعنى النِّداء، أو الإيذان، والمصنِّف حمل الحديث على صوم النَّفل؛ لأنَّ صومَ عاشوراء ليس بفرضٍ، ولكن استدلَّ صاحب الصحيح على عموم الحكم، وذلك لأنَّ الأحاديث تدلُّ على افتراض صوم عاشوراء، من جُملتها هذا الحديث، فإنَّ هذا الاهتمام يقتضي الافتراض، وعلى هذا فالحديث ظاهرٌ في جواز الصوم بنيَّةٍ من نهارٍ في صوم الفرض، وما قيل: إنَّه إمساكٌ لا صومٌ، مردودٌ بأنَّه خِلافُ الظاهر، فلا يُصار إليه بلا دليل، نَعْم قد قام الدليلُ فيمن أكل قبل ذلك، وما قيل في أنَّه جاء في "أبي داود" أنَّهم أتمُّوا بقيَّة اليوم وقَضَوه، قلنا: هو شاهدُ صِدْقٍ لنا عليكم حيث خُصَّ القضاءُ بمن أتمَّ بقيَّة اليوم، لا بمن صام تمامَه، فعُلِمَ أنَّه من صام تمامه بنيَّةٍ من نهار فقد جاز صومُه، لا يُقال: يوم عاشوراء =

ص: 310

‌67 - باب النَّيّة في الصِّيام والاختلاف على طلحة بن يحيى بن طلحة في خبر عائشة فيه

2322 -

أخبرنا عمرو بن منصور قال: حدَّثنا عاصم بن يوسف قال: حدَّثنا أبو الأَحْوَص، عن طلحة بن يحيى بن طلحة، عن مجاهد

عن عائشة قالت: دخلَ عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فقال: "هَلْ عِنْدَكم

(1)

شيءٌ؟ " فقلت: لا. قال: "فإِنِّي صائم" ثُمَّ مَرَّ بي بعدَ ذلك اليوم وقد أُهدِيَ إليَّ حَيْسٌ، فخَبَأْتُ له منه، وكان يُحِبُّ الحَيْسَ. قالت

(2)

: يا رسولَ الله، إنَّه أُهدِيَ لنا حَيْسٌ، فَخَبَأْتُ لك منه. قال:"أُذنيه، أما إنِّي قد أصبحتُ وأنا صائمٌ" فأكل منه، ثُمَّ قال: إِنَّما مَثَلُ صومِ المُتطوِّع

(3)

مثَلُ الرَّجلِ يُخرِجُ من مالهِ الصَّدقة، فإنْ شاءَ أمضاها، وإنْ شاءَ حَبَسها

(4)

.

= منسوخ، فلا يصحُّ به استدلالٌ؛ لأنَّا نقول: دلَّ الحديث على شيئين، أحدهما وجوب صوم عاشوراء، والثاني أنَّ الصَّوم الواجبَ في يومٍ بعينه يصحُّ بنية من نهار، والمنسوخ هو الأول، ولا يلزم من نسخه نسخ الثاني، ولا دليلَ على نسخه أيضًا، بقي فيه بحثٌ وهو أنَّ الحديث يقتضي أنَّ وجوبَ الصَّوم عليهم ما كان معلومًا من اللَّيل، وإنَّما عُلِمَ من النهار، وحينئذٍ صار اعتبارُ النيَّة من النهار في حقُّهم ضروريًّا، كما إذا شهد الشهودُ بالهلال يوم الشك، فلا يلزم جواز الصوم بنيَّةٍ من النهار بلا ضرورة، وهو المطلوب، والله أعلم.

(1)

بعدها في (هـ) زيادة: من، وأُشير إلى أنها نسخة.

(2)

في (م) وهامش (هـ): قلت.

(3)

في (هـ): التطوع، وبهامشها ما أثبت.

(4)

حديث صحيح، دون قوله في آخره: "إنما مثل صوم المتطوع

" فهو مُدرَج من كلام مجاهد، بيَّن ذلك الإمام مسلم في "صحيحه" عند الرواية (1154): (169)، وهذا إسناد رجاله ثقات، أبو الأحوص: هو سلَّام بن سليم ومجاهد: هو ابن جَبْر المكِّي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2643).

وقد رُوي - كما هنا وفي الروايتين التاليتين - عن طلحة بن يحيى، عن مجاهد، عن عائشة. =

ص: 311

2323 -

أخبرنا أبو داود

(1)

قال: حدَّثنا يزيد، أخبرنا شَريك، عن طلحة بن يحيى بن طلحة، عن مجاهد

عن عائشة قالت: دارَ عَلَيَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم دَوْرَةً، قال:"أَعِنْدَكِ شيء؟ " قلت: ليسَ عندي شيء. قال: "فأنا صائم" قالت: ثُمَّ دارَ عليَّ الثَّانيةَ وقد أُهديَ لنا حَيْسٌ، فجِئْتُ به، فأكل، فعجِبْتُ منه، فقلتُ: يا رسولَ الله، دخَلْتَ عليَّ وأنت صائم، ثُمَّ أَكَلْتَ حَيْسًا. قال: "نَعَمْ يا عائشة، إِنَّما منزِلَةُ مَنْ صامَ في غير رمضان أو في

(2)

غير قضاء رمضان، أو في التَّطوُّع

- ورُوي - كما في الروايات (2324) و (2325) و (2326) و (2327) - عن طلحة، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة.

ورُوي - كما في (2328) - طلحة، عائشة بنت طلحة ومجاهد، عن عائشة.

وذكر الدارقطني في "العلل" 15/ 163 بأنَّ هذه الرواية صحَّحت رواية طلحة عنهما. يعني عن مجاهد وعائشة بنت طلحة.

ورُوي - كما سيرد برقم (2329) - عن طلحة، عن مجاهد وأم كلثوم، أن عائشة

فذكره مرسلة.

ورواه سماك بن حرب - كما سيرد في الرواية (2330) - عن رجل، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة.

قال السِّندي: قوله: "وقد أُهديَ إليَّ حَيْسٌ: هو شيءٌ يُتَّخذ من تمرٍ وسمنٍ وغيرهما.

"فخبأتُ له منه" أي: أفردتُ له منه حِصَّة وتركته مستورًا عن أعيُن الأغيار.

"أدنيه" أمرٌ من الإدناء، أي: قَرَّبيه، وهذا يدلُّ على جواز الفطر للصائم تطوُّعًا بلا عذر، وعليه كثيرٌ من مُحقِّقي علمائنا، لكنَّهم أوجبوا القضاء كما يدلُّ عليه حديث:"صُوما يومًا مكانه" - وينظر تخريجه في "الكبرى"(3277) - وهذا الحديث وإن كان ظاهِرُه عدمَ القضاء لكنَّه ليس صريحًا فيه، وكذا حديث أم هانئ - وينظر تخريجه في "الكبرى"(3288) لا يدلُّ على عدم القضاء، فهذا القولُ غير بعيدٍ دليلًا، والله أعلم.

(1)

بعده في نسخة بهامش (ك): سليمان بن سيف بن يحيى الحرَّاني.

(2)

كلمة "في" من (ر) و (م) ونسخة بهامش (ك).

ص: 312

بمنزلةِ رجُلٍ أخرجَ صدقةَ

(1)

مالِه، فجادَ منها بما شاءَ، فأمضاه، وبَخِل منها

(2)

بما بَقِيَ فأمسكه"

(3)

.

2324 -

أخبرنا عبد الله بن الهيثم قال: حدَّثنا أبو بكر الحنفيُّ قال: حدَّثنا سفيان، عن طلحة بن يحيى، عن مجاهد

عن عائشةَ قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يجيء ويقول: "هَلْ عِندَكم غداء؟ فنقول: لا. فيقول: "إنِّي صائم" فأتانا

(4)

يومًا وقد أُهدِيَ لنا حَيْسٌ، فقال:"هَلْ عِندَكُم شيءٌ؟ قلنا: نَعَمْ، أُهدِيَ لنا حَيْسٌ. قال: "أَمَا إنِّي قد

(5)

أصبحتُ أُريدُ الصَّومَ" فأَكل

(6)

.

(1)

بعدها في (ر) زيادة: من.

(2)

كلمة "منها" ليست في (م) و (ر).

(3)

حديث صحيح دون الزيادة في آخره المشارِ إليها في الرواية السابقة، فهي مُدرجة من كلام مجاهد، وتفرَّد في بعض ألفاظها شريك - وهو ابن عبد الله النَّخعي - وهو سيِّئ الحفظ، فقد تفرَّد بقوله: نعم يا عائشة، إنَّما منزلة من صام في غير رمضان، أو غير قضاء رمضان. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2644).

وأخرجه - بنحوه - ابن ماجه (1701) عن إسماعيل بن موسى عن شريك، بهذا الإسناد.

ووقعت عنده الزيادة المدرجة في آخره من كلام عائشة.

وسلف في الذي قبله.

قال السِّندي: قوله: "ثمَّ دار عَلَيَّ الثانية" ظاهره أنَّه في ذلك اليوم، والرواية السابقة صريحةٌ بخلاف ذلك، والله أعلم.

(4)

في (م): فأتى، وفي هامشها: فأتانا (نسخة).

(5)

كلمة "قد" ليست في (ر).

(6)

إسناده صحيح، أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2645).

وينظر ما سلف برقم (2322).

ص: 313

خالفَه قاسم بن يزيد:

2325 -

أخبرنا أحمد بن حرب قال: حدَّثنا قاسمٌ قال: حدَّثنا سفيان، عن طلحة بن يحيى، عن عائشة بنت طلحة

عن عائشة أم المؤمنين قالت: أتانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فقلنا: أُهدِيَ لنا حَيْسٌ وقد جعَلنا

(1)

لكَ منه نصيبًا، فقال: إنِّي صائم" فأفطرَ

(2)

.

2326 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا قال: حدَّثنا طلحة بن يحيى قال: حدَّثَتْني عائشةُ بنت طلحة

عن عائشة أم المؤمنين، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يأتيها وهو صائم، فقال: "أصبحَ عِنْدَكم شيءٌ تُطْعِمينيه؟ فنقول

(3)

: لا. فيقول: "إِنِّي صائم" ثُمَّ جاءها بعدَ ذلك، فقالت: أُهدِيَتْ لنا هديَّةٌ، فقال:"ما هي؟ " قالت

(4)

: حَيْس. قال: "قد أصبحتُ صائمًا" فأكل

(5)

.

(1)

في (ر) ونسخة في (م) و (هـ): جعلت.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن حرب، قاسم: هو ابن معن. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2646).

وأخرجه أبو داود (2455) عن محمد بن كثير، والترمذي (734) من طريق بشر بن السري، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.

وأخرجه المصنف في "الكبرى"(3286) من طريق سفيان بن عُيينة، عن طلحة، به. وزاد في آخره: ولكن أصوم يومًا مكانه وقال: هذا اللفظ خطأ.

وينظر ما سلف برقم (2322).

(3)

في (ر) ونسخة في (م) ونسخة على هامشي (ك) و (هـ): فقالت.

(4)

في (م) وهامشي (ك) و (هـ): قلت، وفوقها في (م): قالت.

(5)

إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2647).

وأخرجه أحمد (24220) عن يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بتمامه ومختصرًا - أحمد (25731)، ومسلم (1154):(169)، وابن حبان =

ص: 314

2327 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا وكيع قال: حدَّثنا طلحة بن يحيى، عن عمَّته عائشة بنت طلحة

عن عائشة أمِّ المؤمنين قالت: دخلَ عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ، فقال:"هَلْ عِندَكم شيءٌ"؟ قلنا: لا. قال: "فإنِّي صائم"

(1)

.

2328 -

أخبرني أبو بكر بن علي قال: حدَّثنا نصر بن عليٍّ قال: أخبرني أبي، عن القاسم بن مَعْن، عن طلحة بن يحيى، عن عائشة بنت طلحة ومجاهد

عن عائشة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أتاها، فقال:"هَلْ عِنْدَكم طعام؟ " فقلت

(2)

: لا. قال: "إنِّي صائم" قال: ثُمَّ جاء يومًا آخر، فقالت عائشة: يا رسولَ الله، إنَّا قد أُهدِيَ لنا حَيْسٌ

(3)

، فدعا به، فقال:"أما إنِّي قد أصبحتُ صائمًا" فأكلَ

(4)

.

= (2629) و (2630) من طرق عن طلحة بن يحيى، به. وزاد مسلم في آخره من رواية عبد، الواحد بن زياد: قال طلحة فحدَّثتُ مجاهدًا بهذا الحديث، فقال: ذاك بمنزلة الرجل يخرج الصدقة من ماله، فإن شاء أمضاها، وإن شاء أمسكها.

وينظر ما سلف برقم (2322).

(1)

إسناده صحيح، وكيع: هو ابن الجرَّاح الرؤاسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2648).

وأخرجه أحمد (25731)، ومسلم (1154):(170)، وأبو داود (2455)، والترمذي (733)، وابن حبان (3628) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وينظر ما سلف برقم (2322).

(2)

في نسخة بهامشي (ك) و (هـ): فقلنا.

(3)

قبلها في (ر) و (م) و (هـ): هدية.

(4)

إسناده صحيح أبو بكر بن علي: هو أحمد بن علي بن سعيد المَرْوَزي، وعليّ (والد نصر): هو ابن نصر بن عليّ الجَهْضَمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2649).

وينظر ما سلف برقم (2322).

ص: 315

2329 -

أخبرني عَمرو بن يحيى بن الحارث قال: حدَّثنا المُعافى بن سليمان قال: حدَّثنا القاسم، عن طلحة بن يحيى

عن مجاهدٍ وأمِّ كلثوم، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم دخلَ على عائشة، فقال:"هَلْ عِنْدَكم طعامٌ؟ " نحوه

(1)

.

قال أبو عبد الرَّحمن: وقد رواه سِماك بن حرب قال: حدَّثني رجل، عن عائشة بنت طلحة:

2330 -

أخبرني صفوان بن عمرو قال: حدَّثنا أحمد بن خالد قال: حدَّثنا إسرائيل، عن سِماك بن حرب قال: حدَّثني رجلٌ، عن عائشة بنت طلحة

عن عائشة أمِّ المؤمنين قالت: جاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فقال:"هَلْ عِنْدَكم من طعام؟ " قلتُ: لا. قال: "إذًا أصوم" قالت: ودخل عليَّ مرَّةً أخرى، فقلت: يا رسولَ الله قد أُهدِيَ لنا حَيْسٌ، فقال:"إذا أُفطِرُ اليومَ وقد فرَضْتُ الصَّومَ"

(2)

.

‌68 - باب ذِكْر اختلاف النَّاقلين لخبر حفصة في ذلك

2331 -

أخبرني القاسم بن زكريا بن دينار قال: حدَّثنا سعيد بن شُرَحْبيل قال:

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وذِكْرُ أم كلثوم - وهي بنت أبي بكر الصدِّيق - في الإسناد غير محفوظ. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2650).

وينظر ما سلف برقم (2322).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل بين سماك وعائشة بنت طلحة، وقد سمَّاه غيره - كما في الروايات السابقة - طلحة بن يحيى بن طلحة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2651).

قال السِّندي: قوله: "وقد فرضت الصوم" أي نويتُ، وقد يؤخذ منه أنَّه يلزم بالنيَّة مع الشروع هو أو بدله وهو القضاء، والله أعلم.

ص: 316

أخبرنا اللَّيث، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر

(1)

، عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر.

عن حفصةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ لم يُبَيِّتِ الصِّيام قبل الفجرِ، فلا صيامَ له"

(2)

.

(1)

بعده في نسخة بهامش (ك) زيادةٌ خطأ: عن ابن شهاب. يُنظر "التحفة"(15802).

(2)

ضعيف مرفوعًا، وقد اختُلِفَ في رَفْعِه ووَقْفِه كما سيأتي بيانُه، ورفْعُه غير ثابت فيما قاله البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 134، ونقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 348، وكذا قال أبو حاتم كما في "العلل" لابنه 1/ 225، والدارقطني في "علله" 15/ 194، وصوَّب وَقْفَه المصنِّفُ في "السنن الكبرى" بإثر الحديث (2661). ومال إلى تصحيح رَفْعِه - عملًا بظاهر بعض الأسانيد - جماعةٌ، منهم الخطَّابي في "معالم السنن" 2/ 134، وعبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 2/ 214، وابن القطَّان في "بيان الوهم والإيهام"(2626).

وقد روى هذا الحديث يحيى بن أيوب، فاختُلِفَ عليه، ورواه عنه الليث - وهو ابن سعد - فاختُلِفَ عليه أيضًا:

فرواه سعيد بن شُرحبيل - كما هنا وفي "السنن الكبرى"(2652) - عن الليث، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر - وهو ابن محمد بن عمرو بن حزم - عن سالم، عن أبيه، عن حفصة مرفوعًا.

وخالفه شعيب بن الليث، فرواه - كما في الرواية التالية - عن الليث، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن الزُّهري عن سالم عن ابن عمر عن حفصة مرفوعًا. فزاد الزُّهريَّ بين عبد الله بن أبي بكر وسالم.

ورواه أشهب - وهو ابن عبد العزيز كما في الرواية (2333) - وعبد الله بن وهب - عند عند أبي داود (2454) - وسعيد بن أبي مريم - عند الترمذي في السنن (730)، و "العلل الكبير" 1/ 348 - ثلاثتهم عن يحيى بن أيوب بمثل إسناد، سابقه، أي بزيادة الزُّهري بين عبد الله بن أبي بكر وسالم. وقال أشهب في روايته: عن يحيى بن أيوب وآخر.

قال الترمذي عقبه في "السنن": حديث حفصة حديث لا نعرفه مرفوعًا إِلَّا من هذا الوجه، وقد رُويَ عن نافع عن ابن عمر قوله، وهو أصحُّ، وهكذا أيضًا رُوي هذا الحديث عن الزهري موقوفًا، ولا نعلم أحدًا رفعه إلا يحيى بن أيوب. =

ص: 317

2332 -

أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن اللَّيث بنَ سَعْد قال: حدَّثني أبي، عن جدَّي قال: حدَّثني يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن ابن شهاب، عن سالم، عن عبد الله

عن حفصةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ لم يُبيت الصِّيامَ قبلَ الفجرِ، فلا صيامَ له"

(1)

.

= وقال البخاري - فيما نقله الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 349 - : عن سالم، عن أبيه، عن حفصة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم خطأ، وهو حديث فيه اضطراب، والصحيح عن ابن عمر موقوف، ويحيى بن أيوب صدوق.

وقال المصنِّف في "الكبرى" بإثر الرواية (2661): والصواب عندنا موقوف، ولم يصحَّ رفْعُه - والله أعلم - لأنَّ يحيى بن أيوب ليس بذلك القوي.

وأخرجه ابن ماجه (1700) من طريق إسحاق بن حازم، عن عبد الله بن أبي بكر، به ليس فيه الزهري.

ورواه ابنُ لَهيعة عن عبد الله بن أبي بكر، فاختُلِفَ عليه:

فرواه ابن وَهْب - كما عند أبي داود (2452) - عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن حفصة مرفوعًا. أدخل الزُّهري بين عبد الله بن أبي بكر وسالم.

ورواه حسن بن موسى - فيما أخرجه أحمد (26457) - عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن الزهري، عن سالم عن حفصة به مرفوعًا. زاد الزُّهري ولم يذكر ابنَ عمر.

وقد رواه الزُّهري - كما في الروايات (2334 - 2341) - واختلف عليه فيه، وينظر الكلام عليه في مواضعه.

ورُوي موقوفًا على ابن عمر كما سيرد في الروايتين (2342) و (2343).

قال السِّندي: قوله: "من لم يُبيت" من "بَيَّتَ" بالتشديد: إذا نوى ليلًا، أي: من لم يَنْوِ ليلًا، وقد رجَّح الترمذيُّ وقفَه، وعلى تقدير الرَّفع فالإطلاق غيرُ مُرادٍ، فحمَلَه كثيرٌ على صيام الفرض؛ لأنَّه المُتبادَر، وبعضُهم على غير المُتعيَّن شرعًا، كالقضاء والكفارة والنَّذر المُعيَّن، والله أعلم.

(1)

ضعيف مرفوعًا، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السابقة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2653).

ص: 318

2333 -

أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أشهَبَ قال: أخبرني يحيى بن أيوب - وذكر آخَرَ - أنَّ عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عَمرو بن حَزْمٍ حَدَّثَهما، عن ابن شهاب عن سالمِ بن عبدِ الله، عن أبيه

عن حفصةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: "مَنْ لم يُجْمِعِ الصِّيامَ قبلَ طلوعِ الفجرِ، فلا يصومُ"

(1)

.

2334 -

أخبرنا أحمد بن الأزهر قال: حدَّثنا عبد الرَّزَّاق، عن ابن جُرَيجٍ، عن ابن شهابٍ، عن سالم، عن ابن عمر

عن حفصةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ لم يُبيِّتِ الصِّيامَ من الليلِ، فلا صيام له"

(2)

.

(1)

ضعيف مرفوعًا، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (2331). وهو في "السنن الكبرى" برقم (2654).

قال السِّندي: قوله: "من لم يُجْمِع" من الإجماع، أي: مَنْ لم يَنْوِ، والعزيمة؛ أجمعتُ الرأيَ وأَزْمَعْتُه وعَزَمْتُ عليه، بمعنًى.

(2)

ضعيف مرفوعًا، وهذا إسناد رجاله ثقات، غير أحمد بن الأزهر فهو صدوق، وقد اختُلِفَ فيه على ابن شهاب - وهو محمد بن مسلم الزُّهري - على أوجُهِ عِدَّة ذكرها الدارقطني في "العلل" 15/ 193 - 194، وبُسِطَ فيها القول في مسند أحمد عند الرواية (26457)، وقال المصنِّف عن هذه الرواية في "السنن الكبرى" بإثر الحديث (2661): حديث ابن جُريج عن الزهري غير محفوظ. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2655).

وذكر الدارقطني في "العلل" 15/ 194 أنَّ ابن المبارك رواه عن معمر، عن الزُّهري

بمثل إسناد ابن جُريج! قلت: حديث ابن المبارك سيرد برقمي (2337) و (2338) موقوفًا، وفيه حمزة بن عبد الله بن عمر بدلًا من سالم.

وسيرد في الرواية التالية من طريق عُبيد الله - وهو ابن عمر العمري - عن سالم، عن ابن عمر، عن حفصة موقوفًا.

وسيرد برقم (2336) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، وبرقمي (2337) و (2338) من طريق معمر بن راشد، وبرقم (2338) من طريق سفيان بن عيينة، ثلاثتهم عن الزهري، عن =

ص: 319

2335 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ قال: سمعتُ عُبيد الله، عن ابن شهاب، عن سالم، عن عبد الله

عن حفصةَ، أَنَّها كانت تقول: مَنْ لم يُجمع الصَّومَ

(1)

من اللَّيلِ، فلا يصوم

(2)

.

2336 -

أخبرنا الرّبيع بن سليمان قال: حدَّثنا ابن وَهْبٍ قال: أخبرني يونس، عن ابن شهابٍ قال: أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال:

قالت حفصةُ زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم: لا صيامَ لِمَنْ لم يُجمع قبل الفجر

(3)

.

2337 -

أخبرني زكريّا بن يحيى قال: حدَّثنا الحسن بن عيسى قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهريّ، عن حمزة بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر

= حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن حفصة موقوفًا. وهو الأشبه فيما قاله الدارقطني في "العلل" 15/ 194.

وسيرد برقمي (2339) و (2340) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن حفصة موقوفًا، ليس فيه ابن عمر.

وسيرد برقم (2341) من طريق مالك، عن الزُّهري، عن عائشة وحفصة موقوفًا مرسلًا.

وينظر ما سلف برقم (2331).

(1)

في (هـ): الصيام.

(2)

صحيح موقوفًا، وقد اختلف في إسناده على الزهري كما سلف الكلام عليه في الرواية السابقة، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ الأشْبَهَ فِيه ذِكْرُ حمزة بن عبد الله بن عمر بدلًا من سالم، يعني كما في الروايات الثلاث التالية. مُعْتَمِر: هو ابن سليمان، وعُبيد الله: هو ابن عمر العُمري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2656).

(3)

إسناده صحيح ابن وَهْب: هو عبد الله المصري، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2657).

وقد سلف الكلام في الاختلاف فيه على الزُّهري عند الرواية (2334).

وينظر ما سلف برقم (2331).

ص: 320

حفصة قالت: لا صيامَ لِمَنْ لم يُجْمِعْ قبل الفجر

(1)

.

2338 -

أخبرنا محمد بن حاتم قال: أخبرنا حِبَّانُ قال: أخبرنا عبد الله، عن سفيان بن عُيَينة ومَعْمَر، عن الزُّهريِّ، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه

عن حفصة قالت: لا صيامَ لِمَنْ لم يُجْمِعِ الصِّيامَ قبل الفجر

(2)

.

2339 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا سفيان، عن الزُّهريِّ، عن حمزة بن عبد الله بن عمر

عن حفصةَ قالت: لا صيامَ لِمَنْ لم يُجمع الصيام قبل الفجر

(3)

.

(1)

إسناده صحيح زكريا بن يحيى هو ابن إياس بن سلَمة السِّجْزي، المعروف بخيَّاط السُّنَّة، والحسن بن عيسى: هو ابن ماسَرْجِس، وابن المبارك: هو عبد الله، ومعمر هو ابن راشد البصري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2658).

وخالف عبدُ الرزاق ابنَ المبارك في إسناده، فرواه - كما هو مبسوط في "مسند أحمد"(26457) - عن معمر، عن سالمِ بن عبدِ الله بن عمر، عن أبيه، به فذكر سالمًا بدلًا من حمزة. وفي "مصنف عبد الرزاق"(7786) من رواية الدَّبَري عنه ليس فيه ذِكْر عبد الله بن عمر.

وينظر الكلام في الاختلاف في إسناده على الزُّهري عند الرواية (2334).

وينظر ما سلف برقم (2331).

(2)

إسناده صحيح حِبَّان هو ابن موسى المَرْوَزي وعبد الله: هو ابن المبارك. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2659).

وسيرد في الروايتين التاليتين من طريق سفيان بن عُيينة، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن حفصة موقوفًا ليس فيه عبد الله بن عمر.

وينظر الكلام في الاختلاف على الزُّهري عند الرواية (2334).

(3)

صحيح موقوفًا، وهذا إسناد اختُلِفَ فيه على سفيان بن عُيينة كما هو مبسوط في "مسند أحمد" عند الرواية (26457)، فرواه بعضُهم - كما في هذه الرواية والتي تليها - عن سفيان بن عيينة، عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن حفصة موقوفًا. ورواه آخرون - كما في الرواية السابقة - عن سفيان بن عيينة، عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن حفصة موقوفًا، فزادوا: عن أبيه. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (2660).

ص: 321

2340 -

أخبرنا أحمد بن حرب، حدَّثنا سفيان عن الزُّهريِّ، عن حمزة بن عبد الله.

عن حفصة قالت: لا صيامَ لِمَنْ لم يُجمع الصِّيامَ قبلَ الفجر

(1)

.

أرسله مالك بن أنس:

2341 -

قال الحارث بن مسكين قراءةً عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم قال: حدَّثني مالك، عن ابن شهاب

عن عائشة وحفصة مِثْلَه: لا يصومُ إِلَّا مَنْ أجمَعَ الصِّيامَ قبل الفجر

(2)

.

2342 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا المُعْتَمِرُ قال: سمعتُ عُبيدَ الله، عن نافع

عن ابن عمر قال: إذا لم يُجْمِعِ الرَّجلُ الصَّومَ من اللَّيلِ فلا يَصُمْ

(3)

(4)

.

2343 -

قال الحارث بن مسكين قراءةً عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم قال: حدَّثني مالك، عن نافع

= وينظر الكلام عليه عند الرواية (2334).

ويُنظر ما سلف برقم (2331).

(1)

صحيح موقوفًا، وهو مكرَّر ما قبله، إلا أنَّ شيخ المصنِّف في هذه الرواية: أحمد بن حرب، وفي الرواية السابقة: إسحاق بن إبراهيم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2661).

(2)

صحيح موقوفًا عن حفصة، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (2334). وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. ابن القاسم: هو عبد الرحمن. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2662).

وهو في الموطأ" 1/ 288.

(3)

في (ر) وهامشي (ك) و (هـ): يصوم (نسخة).

(4)

إسناده صحيح، المُعْتَمِر: هو ابن سليمان التَّيمي، وعُبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2664).

وسيرد في الرواية التالية.

وينظر ما سلف برقمي (2331) و (2334).

ص: 322

عن ابن عمر أنَّه كان يقول: لا يصومُ إِلَّا مَنْ أَجْمَعَ الصِّيام قبلَ الفجر

(1)

.

‌69 - باب صوم نبيِّ الله داود عليه السلام

2344 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عَمرو بن أوس

أنَّه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَحَبُّ الصِّيامِ إلى الله عز وجل صيامُ داود عليه السلام، كان يصومُ يومًا، ويُفطِرُ يومًا، وأحَبُّ الصَّلاةِ إلى الله عز وجل صلاة داودَ عليه السلام، كان ينامُ نِصْفَ اللَّيل، ويقومُ ثُلُثَه، وينامُ سُدُسَه"

(2)

.

‌70 - باب صوم النبيِّ صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمِّي، وذِكْرِ اختلاف النَّاقلين للخبر في ذلك

2345 -

أخبرنا القاسم بن زكريّا، قال: حدَّثنا عُبيد الله

(3)

قال: حدَّثنا يعقوب، عن جعفر عن سعيد

عن ابن عبَّاسٍ قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لا يُفطِرُ أيَّامَ البِيْضِ في حضَرٍ ولا سفَرٍ

(4)

.

(1)

إسناده صحيح، ابن القاسم: هو عبد الرَّحمن. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2663).

وهو في "الموطأ" 1/ 288.

وسلف في الذي قبله.

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرَّر الحديث (1630) سندًا ومتنًا.

(3)

بعده في نسخة بهامش (ك) زيادة: وهو ابن موسى.

(4)

إسناده حسن من أجل يعقوب: وهو ابن عبد الله بن سعد القُمِّي، فهو مختلَفٌ فيه، قال المصنِّف: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والذهبي في كتابه "من تُكُلِّم فيه وهو مُوثَّق" وقال: صالح الحديث. وأثنى عليه أبو نُعيم الأصبهاني، وقال الدارقطني وحده: ليس بالقوي. وجعفر: هو ابن أبي المغيرة القُمِّي، وثَّقه أحمد وغيره، وتكلَّم فيه ابن منده، وباقي =

ص: 323

2346 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا محمد قال: حدَّثنا شعبة، عن أبي بِشْر، عن سعيد بن جُبَير

عن ابن عبَّاس قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصومُ حَتَّى نقول: لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتَّى نقول ما يُريدُ أن يصومَ، وما صامَ شهرًا متتابعًا غير رمضان منذُ قَدِمَ المدينة

(1)

.

2347 -

أخبرنا محمد بن النَّضْر بن مُساوِر المَرْوَزِيُّ قال: حدَّثنا حمَّاد، عن مروان أبي لُبابة

عن عائشة قالت: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصومُ حَتَّى نقول: ما يُريدُ أن يُفطِرَ، ويُفطِرُ حتَّى نقول: ما يُريدُ أن يصومَ

(2)

.

= رجاله ثقات. سعيد: هو ابن جُبَير. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2666).

قال السِّندي: قوله: "أيَّام البِيض" أي: أيَّام اللَّيالي البيض التي يكون القمر فيها من المغرب إلى الصُّبح.

(1)

إسناده صحيح محمد هو ابن جعفر، وشعبة: هو ابن الحجَّاج، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشيَّة. وهو في "السنن الكبرى". برقم (2667).

وأخرجه أحمد (2151)، ومسلم (2157):(178)، وابن ماجه (1711) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (1998)، عن يحيى القطان، عن شعبة، به.

وأخرجه أحمد (2450) و (2737) و (2947)، والبخاري (1971)، ومسلم (2157):(178) من طريق أبي عوانة، عن أبي بشر، به.

وأخرجه بنحوه أحمد (2046)، ومسلم (2157):(179)، وأبو داود (2430) من طريق عثمان بن حكيم، عن سعيد بن جبير، به.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل شيخ المصنِّف محمد بن النضر بن مُساوِر، فهو صدوق، وقد توبع حمَّاد: هو ابن زيد وهو في "السنن الكبرى" برقم (2668).

وأخرجه أحمد (24388) و (25556) عن حسن بن موسى عن حمَّاد، بهذا الإسناد. وزاد في آخره: وكان يقرأ كلَّ ليلة ببني إسرائيل والزُّمَر. =

ص: 324

2348 -

أخبرنا إسماعيل بن مسعود عن خالدٍ قال: حدَّثنا سعيد قال: حدَّثنا قَتادة، عن زُرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام

عن عائشةَ قالت: لا أعلمُ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآنَ كُلَّه في ليلة، ولا قامَ ليلةً حتَّى الصَّباح، ولا صامَ شهرًا قط كاملًا غيرَ رمضان

(1)

.

2349 -

أخبرنا قُتيبة قال: حدَّثنا حمَّاد، عن أيوب، عن عبد الله بن شَقيق قال:

سألتُ عائشةَ عن صيامِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قالت: كانَ يصومُ حتَّى نقول: قد صامَ، ويُفطِرُ حتَّى نقول: قد أفطَرَ، وما صامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شهرًا كاملًا منذُ قَدِمَ المدينةَ إِلَّا رمضان

(2)

.

2350 -

أخبرنا الربيع بن سليمان

(3)

قال: حدَّثنا ابن وَهْبٍ قال: حدَّثنا معاوية بن صالح، أنَّ عبد الله بن أبي قَيسٍ حدَّثه

= وسلف بإسناد آخر برقم (2183).

(1)

إسناده صحيح سعيد: هو ابن أبي عَروبة، وقد اختلط، لكنَّ سماعَ خالد - وهو ابن الحارث الهُجَيمي - منه قبل اختلاطه، وقَتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي. وهو في "السنن الكبرى"(2669).

وسلف برقمي (1641) و (2182) من طريق عبدة بن سليمان، عن سعيد، به.

وسلف مطولًا برقم (1601).

(2)

إسناده صحيح، حماد هو ابن زيد وأيوب هو ابن أبي تميمة السَّخْتياني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2670).

وأخرجه مسلم (1156)، والترمذي (768)، كلاهما عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1156): (174) عن أبي الربيع الزهراني، عن حماد بن زيد، عن أيوب وهشام، عن محمد بن سيرين، عن عبد الله بن شقيق به. قال أبو الربيع: وأظنُّ أيوب قد سمعه من عبد الله بن شقيق.

وسلف برقم (2138).

وينظر ما سلف برقم (2175) و (2347).

(3)

بعدها في نسخة بهامش (ك) زيادة: صاحب الشافعي، وقوله:"بن سليمان" ليس في (م).

ص: 325

أنَّهُ سَمِعَ عائشة تقول: كان أحبَّ الشُّهورِ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أن يصومَه شعبانُ، بل كان يَصِلُه برمضان

(1)

.

2351 -

أخبرنا الرَّبيع بن سليمان بن داود قال: حدَّثنا ابن وَهْبٍ قال: أخبرني مالكٌ وعمرو بن الحارث - وذكر آخرَ قبلَهما - أنَّ أبا النَّضر

(2)

حدَّثهم، عن أبي سلَمة

عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومُ حَتَّى نقول: ما يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتَّى نقول: ما يصومُ، وما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في شهرٍ أكثرَ صيامًا منه في شعبان

(3)

.

2352 -

أخبرنا محمود بن غَيْلانَ قال: حدَّثنا أبو داودَ قال: أخبرنا شعبةُ، عن منصورٍ قال: سمعتُ سالمَ بن أبي الجَعْد، عن أبي سلَمة

(1)

إسناده صحيح، ابن وَهْب: هو عبد الله المصري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2671).

وأخرجه أحمد (25548)، وأبو داود (2431) من طريق عبد الرَّحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.

وسلف نحوه برقم (2175).

قال السِّندي: قوله: "بل كان يصله برمضان" أي: بل كان يصومه كُلَّه فيصلُه برمضان والمراد الغالب كما سبق، والله أعلم.

(2)

في (م): أبا النضر النضري.

(3)

إسناده صحيح ابن وَهْب هو عبد الله المصري وأبو النضر: هو سالم بن أبي أمية، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2672).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 309، وأخرجه من طريقه أحمد (24757) و (25195) و (26053)، والبخاري (1969)، ومسلم (1156):(175)، وأبو داود (2434)، وابن حبان (3648).

وسلف برقم (2177).

ص: 326

عن أمِّ سلمة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ لا يصومُ شهرَينِ متتابِعَينِ إِلَّا شعبانَ ورمضانَ

(1)

.

2353 -

أخبرنا محمد بن الوليد قال: حدَّثنا محمد قال: حدَّثنا شعبةُ، عن تَوْبَةَ، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمةَ

عن أمِّ سلمة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّه لم يكُن يصومُ من السَّنَةِ شهرًا تامًّا إِلَّا شعبانَ، يَصِلُ به رمضان

(2)

(3)

.

2354 -

أخبرنا عُبيد الله بن سعد بن إبراهيم قال: حدَّثنا عمِّي قال: حدَّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدَّثني محمد بن إبراهيم، عن أبي سَلَمة

عن عائشةَ قالت: لم يكُنْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

(4)

لشهرٍ أكثرَ صيامًا منه لشعبانَ كان يصومُه أو عامَّتَه

(5)

.

(1)

إسناده صحيح، أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وهو في "السنن الكبرى" برقم (2673).

وأخرجه ابن ماجه (1648) من طريق زيد بن الحباب، عن شعبة به، مختصرًا بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصل شعبان برمضان.

وسلف برقم (1275).

(2)

في نسخة في (م): يصله برمضان.

(3)

إسناده صحيح، محمد: هو ابن جعفر المعروف بغُنْدر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2674).

وأخرجه أحمد (26653)، وأبو داود (2336) من طريق محمد بن جعفرٍ، بهذا الإسناد.

وسلف في الرواية السابقة وفي الرواية (2175)، ومختصرًا في الرواية (2176).

(4)

بعدها في (ر) و (هـ) ونسخة بهامش (ك) زيادة صام.

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد، فقد صرَّح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وقد تُوبع. عم عُبيد الله بن سعد بن إبراهيم: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزُّهري، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التَّيمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2675). =

ص: 327

2355 -

أخبرني عَمرو بن هشام قال: حدَّثنا محمد بن سلَمة، عن ابن إسحاق، عن يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة

عن عائشةَ قالت: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصومُ شعبانَ إِلَّا قليلًا

(1)

.

2356 -

أخبرنا عَمرو بن عثمان قال: حدَّثنا بقيَّةُ قال: حدَّثنا بَحِيرٌ، عن خالد بن مَعْدانَ، عن جُبَير بن نُفَيْرٍ

أنَّ عائشةَ قالت: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ يصوم شعبان كلَّه

(2)

.

2357 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ، عن عبد الرَّحمن قال: حدَّثنا ثابت بن قيس أبو الغُصْن - شيخٌ من أهل المدينة - قال: حدَّثني أبو سعيد المَقْبُرِيُّ، قال:

حدَّثني أسامةُ بن زيدٍ قال: قلتُ: يا رسولَ الله، لم أرَكَ تصومُ شهرًا من الشُّهورِ ما تصومُ من شعبان. قال:"ذلكَ شهرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عنه بين رَجَبٍ ورمضانَ، وهو شهرٌ تُرفَعُ فيه الأعمال إلى ربَّ العالمين، فأُحِبُّ أن يُرْفَعَ عملي وأنا صائم"

(3)

.

= وأخرجه أحمد (26310) عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (2177) ومكرراته.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد فيه عنعنعة ابن إسحاق: وهو محمد، ثمَّ إن محمد بن سلمة - وهو الحرَّاني - لم يُتابَع على إسناده هذا، فروي عن ابن إسحاق - كما في الرواية السابقة - وغيره، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي سلمة، به. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2676).

وسلف برقم (2177) ومكرراته.

(2)

حديث صحيح، وهو مختصر الحديث (2186). وهو في "السنن الكبرى" برقم (2677). قال السِّندي: قوله: "كان يصوم شعبان كُلَّه" أي: أكثره. وقيل: أحيانًا يصوم كُلَّه، وأحيانًا أكثره، وقيل: معنى "كلّه" أنه لا يخصُّ أوَّلَه بالصوم أو وسطه أو آخرَه، بل يعمُّ أطرافه بالصوم، وإن كان بلا اتِّصال الصيام بعضه ببعضٍ.

(3)

إسناده حسن من أجل ثابت بن قيس أبي الغصن فهو صدوق حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات. عبد الرَّحمن هو ابن مهدي، وأبو سعيد المَقْبُري: اسمه كَيْسان. =

ص: 328

2358 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ، عن عبد الرَّحمن قال: حدَّثنا ثابت بن قيس أبو الغُصْن - شيخٌ من أهل المدينة - قال: حدَّثني أبو سعيد المَقْبُرِيُّ قال:

حدَّثني أسامةُ بن زيدٍ قال: قلتُ: يا رسولَ الله، إنَّكَ تصومُ حتَّى لا تكادُ تُفطِرُ، وتُفطِرُ حتَّى لا تكادُ أن تصومَ، إلَّا يومين إن دَخَلا في صيامك وإِلَّا صُمْتَهما. قال:"أيُّ يومين؟ قلتُ: يوم الاثنين ويومُ الخميس. قال: "ذانِكَ يَومانِ تُعرَضُ فيهما الأعمالُ على ربِّ العالمين، فأُحِبُّ أَن يُعْرَضَ عملي وأنا صائم"

(1)

.

2359 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدَّثنا زيد بن الحُباب قال: أخبرني ثابت بن قيس الغفاريُّ قال: حدَّثني أبو سعيد المقبريُّ قال: حدَّثني أبو هريرة

عن أسامة بن زيد، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَسْرُدُ الصَّومَ

(2)

، فيُقال: لا

= وهو في "السنن الكبرى" برقم (2678).

وأخرجه - مطولًا بذكر الحديث الذي بعده - أحمد (21753) عن عبد الرَّحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

قال السِّندي: قوله: "وهو شهرٌ تُرفَعُ الأعمالُ فيه إلى رب العالمين" قيل: ما معنى هذا مع أنَّه ثبت في "الصحيحين"[بل عند مسلم وحده (179)] أنَّ الله تعالى يرفع إليه عملُ اللَّيل قبلَ عملِ النهار، وعملُ النهار قبلَ عمل اللَّيل؟ قلت: يَحتمِلُ أمران؛ أحدهما: أنَّ أعمالَ العباد تُعرَضُ على الله تعالى كلَّ يوم، ثمَّ تُعرَضُ عليه أعمالُ الجمعة في كلِّ اثنين وخميس، ثمَّ تُعرَض عليه أعمالُ السَّنة في شعبان فتُعرَضُ عرضًا بعد عرض، ولكلِّ عرض حكمةٌ يُطلعُ عليها من يشاء من خلقه، أو يستأثر بها عنده، مع أنَّه تعالى لا يخفى عليه من أعمالهم خافية.

ثانيهما: أنَّ المراد أنَّها تُعرَضُ في اليوم تفصيلًا، ثمَّ في الجمعة جملةً، أو بالعكس.

(1)

إسناده حسن كسابقه. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2679).

وأخرجه - مطوَّلًا بذكر الحديث الذي قبله - أحمد (21753) عن عبد الرَّحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

(2)

في (م): الصيام.

ص: 329

يُفطِرُ، ويُفطِرُ، فيُقال

(1)

: لا يصومُ

(2)

.

2360 -

أخبرنا عَمرو بن عثمان عن بقيَّةَ قال: حدَّثنا بَحِير، عن خالد بن مَعْدان، عن جُبَير بن نُفَير

أنَّ عائشةَ قالت: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يتحرَّى صيامَ الاثنين والخميس

(3)

.

2361 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثنا عبد الله بن داود قال: أخبرني ثَوْر، عن خالد بن معدان، عن ربيعةَ الجُرَشيِّ

عن عائشةَ قالت: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يتحرَّى يومَ الاثنين والخميس

(4)

.

2362 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعيد الأمويُّ قال: حدَّثنا سفيان، عن ثَوْر، خالد معدان

عن عائشة قالت: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يتحرَّى الاثنين والخميس

(5)

.

(1)

في (م) وهامش (ك): حتى يقال.

(2)

إسناده حسن من أجل ثابت بن قيس. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2680).

وسلف - مطولًا - في الحديث السابق دون ذكر أبي هريرة في الإسناد.

(3)

حديث صحيح، وهو مختصر الحديث (2186). وهو في "السنن الكبرى"(2681).

قال السِّندي: قوله: "كان يتحرَّى صيام الاثنين والخميس" أي: يقصدهما، ويراهما أَحْرى وأولى.

(4)

إسناده صحيح،، وهو مختصر الحديث (2187)، وهو في "السنن الكبرى"(2682).

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه خالد بن معدان لم يلق عائشة فيما قاله أبو زرعة فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 53، بينهما ربيعة بن الغاز الجُرَشي، كما في الرواية السابقة والرواية (2187)، وقد أسقطه سفيان - وهو الثوري - من الإسناد، وقال الدارقطني في "العلل" 15/ 82: والقول قول من أثبته وهو في "الكبرى"(2683).

وأخرجه - بأتمَّ منه - أحمد (24508) و (24509) و (24748) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

ص: 330

2363 -

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدَّثنا أبو داود عن سفيان، عن منصور، عن خالد بن سعد

عن عائشة قالت: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يتحرَّى

(1)

الاثنين والخميس

(2)

.

2364 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشَّهيد قال: حدَّثنا يحيى بن يمان، عن سفيان عن عاصم عن المُسَيَّب بن رافع، عن سَواءٍ الخُزاعِيِّ

عن عائشة قالت: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصومُ الاثنين والخميس

(3)

.

2365 -

أخبرني أبو بكر بن عليٍّ قال: حدَّثنا أبو نصر التَّمَّار قال: حدَّثنا حمَّاد بن سلمة، عن عاصم، عن سَواءٍ

عن أمِّ سلمة قالت: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصومُ من كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أَيَّام: الاثنين، والخميس من هذه الجمعة، والاثنين من المُقْبِلة

(4)

.

(1)

بعدها في (هـ) والمطبوع: يوم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ المصنِّف قال فيه - فيما نقل عنه المِزِّي في "التحفة" (16063) -: هذا خطأ. قال المِزِّي: يعني أن الصواب: عن سفيان، عن ثور، خالد عن بن معدان، عن عائشة. وكذا قال أبو حاتم فيما نقل عنه ابنه في "العلل"(705).

قلت: سلف كذلك في الرواية السابقة. أبو داود: هو عمر بن سعد الحَفَري، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن عبد الرحمن الحجبي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2684).

وسلف برقم (2361) بإسناد صحيح.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال سواء الخزاعي، فقد روى عنه اثنان فقط، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان كعادته في توثيق المجاهيل، وقد اضطرب فيه عاصم - وهو ابن بهدلة - كما بُسِطَ فيه القول في مسند أحمد عند الرواية (26460)، سفيان: هو ابن سعيد الثوري وهو في "السنن الكبرى" برقم (2685).

وقد سلف بإسناد صحيح في الرواية (2361).

وتنظر الروايات الثلاث الآتية.

(4)

إسناده ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية السابقة، وقد خالف أبو نصر التمار - واسمه عبد الملك بن عبد العزيز - الرُّواةَ عن حماد بن سلمة، حيث جعله من حديث أم سلمة، =

ص: 331

2366 -

أخبرني زكريَّا بن يحيى قال: حدَّثنا إسحاق قال: أخبرنا النَّضْر قال: أخبرنا حَمَّادٌ، عن عاصم بن أبي النَّجود، عن سَواءٍ

عن حفصةَ قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كلِّ شهرٍ يومَ الخميس، ويومَ الاثنين، ومن الجمعة الثَّانية يومَ الاثنين

(1)

.

2367 -

أخبرنا القاسم بن زكريَّا بن دينار قال: حدَّثنا حُسين، عن زائدة، عن عاصمٍ، عن المُسَيَّبِ

عن حفصةَ قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذَ مَضْجَعَه جَعَلَ كفَّه اليمني

(2)

تحتَ خَدِّه الأيمن، وكان يصومُ الاثنين والخميس

(3)

.

= وقد رَوَوه - كما سيأتي في الرواية التالية - عن حمَّاد بن سلمة عن عاصم، عن سواء، عن حفصة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2686).

(1)

إسناده ضعيف سلف الكلام عليه عند الرواية (2364)، إسحاق: هو ابن إبراهيم، والنضر: هو ابن شُمَيل. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2687).

وأخرجه أحمد (26460) و (26463) و (26464)، وأبو داود (2451) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وينظر ما قبله.

(2)

في نسخة بهامش (هـ): اليمين.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطراب عاصم - وهو ابن بهدلة - فيه، كما سلف ذِكرُه عند الرواية (2364). حسين: هو ابن علي الجعفي، وزائدة: هو ابن قُدامة الثقفي، والمسيَّب: هو ابن رافع وهو في "السنن الكبرى" برقم (2688).

وأخرجه أحمد (26461) عن حسين بن علي، بهذا الإسناد.

وقولها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه جعل كفَّه اليمنى تحت خدِّه الأيمن، يشهد له حديث حذيفة بن اليمان عند أحمد (23244)، والبخاري (6314). وتنظر بقية شواهده في "مسند أحمد" عند الرواية (3796).

وقولها: وكان يصوم الاثنين والخميس، يشهد له حديث عائشة السالف برقم (2361) بإسناد صحيح.

ص: 332

2368 -

أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال أبي: أخبرنا أبو حمزة عن عاصم، عن زِرٍّ

عن عبد الله بن مسعودٍ قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصومُ ثلاثةَ أَيَّامٍ من غُرَّةِ كُلِّ شهر، وقَلَّما يُفطِرُ يومَ الجمعة

(1)

.

2369 -

أخبرنا زكريَّا بن يحيى قال: حدَّثنا أبو كامل قال: حدَّثنا أبو عَوانة، عن عاصم بن بَهْدَلة، عن رجلٍ، عن الأسود بن هلال

عن أبي هريرةَ قال: أمرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَي الضُّحى، وأن لا أنامَ إلَّا على وِتْر، وصيامِ ثلاثةِ أَيَّامٍ من الشَّهر

(2)

.

(1)

إسناده حسن من أجل عاصم - وهو ابن أبي النجود - فهو صدوق، وباقي رجاله ثقات.

أبو حمزة: هو محمد بن ميمون المَرْوَزي السُّكَّري، وزِرّ: هو ابن حُبَيش. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2689).

وأخرجه ابن حبان (3645) من طريق محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (3860)، وأبو داود (2450)، والترمذي، (742)، وابن ماجه (1725)، وابن حبان (3641) من طريق شيبان النحوي، عن عاصم به. قال الترمذي: حديث حسن غريب.

قال السِّندي: قوله: "وقلَّما يفطر يوم الجمعة" أي: يصومه مع يوم الخميس، لا أنَّه يصومه وحدَه، فلا يُنافي ما جاء من النَّهي عنه؛ لكونه محمولًا على صوم الجمعة وحدها، والله أعلم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه أبو عوانة - وهو الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري - فأدخل رجلًا مبهمًا بين عاصم بن بَهْدلة والأسود بن هلال، وقد رواه أبو حمزة السُّكَّري - كما في الرواية الآتية برقم (2405) - وأبو معاوية شيبان بن عبد الرَّحمن النحوي - كما في الرواية (2407) - كلاهما عن عاصم بن بهدلة، عن الأسود بن هلال، عن أبي هريرة به. وفيهما الأمر بغسل الجمعة بدل ركعتي الضُّحى، وقال الدارقطني في "العلل" 10/ 313: وقول أبي حمزة وشيبان أشبه بالصواب أبو كامل: هو الجَحْدَرِي، واسمه فُضيل بن حسين. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2690) و (2728).

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (2406). =

ص: 333

2370 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا سفيان، عن عُبيد الله

أَنَّه سمعَ ابنَ عَبَّاسٍ - وسُئِلَ عن صيام عاشوراء - قال: ما علِمْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صام يومًا يتحرَّى فضله على الأيَّام، إلَّا هذا اليوم -يعني شهرَ رمضان- ويومَ عاشوراء

(1)

.

2371 -

أخبرنا قُتيبة عن سفيان عن الزُّهريِّ عن حُميد بن عبد الرَّحمن بن عوف قال:

سمعتُ معاويةُ يومَ عاشوراء وهو على المنبر يقول: يا أهلَ المدينة، أينَ عُلماؤكُم؟ يا أهل المدينة

(2)

، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذا اليوم:"إنِّي صائم، فمَنْ شاءَ أن يصومَ فليَصُمْ"

(3)

.

2372 -

أخبرني زكريَّا بن يحيى قال: حدَّثنا شيبان قال: حدَّثنا أبو عوانة، عن الحُرَّ بن الصيَّاح، عن هُنَيدة بن خالد، عن امرأته قالت:

= وسلف برقم (1678) من طريق أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة، به. وإسناده صحيح.

(1)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة، وعبيد الله: هو ابن أبي يزيد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2691).

وأخرجه أحمد (1938)، والبخاري (2006)، ومسلم (1132):(131) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (3475)، ومسلم (1132) من طريق ابن جريج، عن عبيد الله، به.

قال السِّندي: قوله: "يتحرَّى فضله" أي: يراه ويعتقده. وقوله: "يعني شهر رمضان

" إلخ، يدلُّ على أنَّ قوله: "هذا اليوم" فيه اختصار، أي: وهذا الشهر، والله أعلم.

(2)

قوله: "يا أهل المدينة" من (م) وهامش (ر).

(3)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عُيينة، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (2692) و (2867).

وأخرجه مسلم (1129) عن ابن أبي عمر والمصنِّف في "الكبرى"(2866) عن محمد بن منصور، كلاهما عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وزاد محمد بن منصور في آخره: وأرسل =

ص: 334

حدَّثتني

(1)

بعضُ نساء النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يصومُ يومَ عاشوراء، وتِسْعًا من ذي الحِجَّة، وثلاثةَ أَيَّامٍ من الشَّهر؛ أوَّل اثنين من الشَّهر، وخميسين

(2)

.

= إلى العوالي، فقال:"من أكل فلا يأكل، ومن لم يكن أكل فليُتمَّ صومَه" قال المصنِّف عقب الرواية (2867) - يعني رواية قتيبة، عن سفيان -: هذا أولى بالصواب من حديث محمد بن منصور، والكلام الآخرُ خطأ.

وأخرجه أحمد (16867) من طريق معمر، و (16868) من طريق محمد بن أبي حفصة، و (16868)، والبخاري (2003)، ومسلم (1129) من طريق مالك، ومسلم - أيضًا - (1129)، وابن حبان (3626) من طريق يونس، والمصنِّف في "الكبرى"(2870) من طريق صالح بن كيسان، خمستهم عن الزهري، به.

وأخرجه المصنف في "الكبرى"(2868) من طريق الأوزاعي، عن الزُّهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن معاوية به. ثم قال: وهذا حديث خطأ، لا نعلم أنَّ أحدًا من أصحاب الزهري قال في هذا الحديث: عن أبي سلمة، غير هذا والصواب: حميد بن عبد الرحمن.

وأخرجه المصنِّف - أيضًا - (2869) من طريق النعمان بن راشد، عن الزهري، عن السائب بن يزيد عن معاوية به. ثم قال: وهذا أيضًا خطأ، والنعمان بن راشد ضعيفٌ كثير الخطأ عن الزهري، ونظيره في الزهري زَمْعة بن صالح.

قال السِّندي: قوله: "أين علماؤكم؟ " أي: حتى يصدقوني فيما أقول، وهذا يدلُّ على أنَّه بلغه من بعضٍ خلاف ما يقول، والله أعلم.

(1)

في هامش (ك): حدَّثني.

(2)

حديث ضعيف لاضطرابه، فقد اختُلِفَ فيه على الحُرِّ بن صياح كما سيأتي؛ لذا ضعفه الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 157. شيبان هو ابن عبد الرحمن النَّحوي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكرُي. وهو عند المصنِّف في "السنن الكبرى" برقم (2693).

وقد رواه أبو عوانة - كما هنا، وعند الرواية (2417) و (2418)، وعند أحمد (22334) و (26468) و (27379)، وأبي داود (2437) - عن الحر بن صياح، عن هُنيدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه - بطرفه الأخير - زهير: وهو ابن معاوية - كما في الرواية (2415) - عن الحر بن صياح، عن هنيدة، عن أم المؤمنين ولم يسمِّها، ولم يذكر امرأته في الإسناد. =

ص: 335

‌71 - باب ذِكْر الاختلاف على عطاءٍ في الخبر فيه

2373 -

أخبرني حاجب بن سليمان قال: حدَّثنا الحارث بن عطيَّة قال: حدَّثنا الأوزاعيُّ، عن عطاء بن أبي رباح

عن عبد الله بن عمر قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ الأبدَ فلا صامَ"

(1)

.

= ورواه - بنحوه وبزيادة في آخره: وركعتين قبل الغداة - عمرو بن قيس المُلائي - كما في الرواية (2416) - عن الحر بن صياح، عن هنيدة، عن حفصة. ولم يذكر امرأته في الإسناد.

ورواه - بطرفه الأخير - شريك: وهوابن عبد الله النخعي - كما سيأتي في الروايتين (2413) و (2414) - عن الحر بن صياح، عن ابن عمر.

ورواه - بطرفه الأخير - الحسن بن عبيد الله - كما سيأتي في الرواية (2419) - عن هُنيدة، عن أمه، عن أم سلمة. واختُلِفَ عليه كما سيأتي بيانُه هناك.

وفي صيامه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء والحثِّ على صيامه سلف برقم (2320) من حديث محمد بن صَيْفي، وبرقم (2321) من حديث سلمة بن الأكوع، وبرقم (2370) من حديث ابن عباس، وبرقم (2371) من حديث معاوية.

وأمَّا قوله: "وتسعًا من ذي الحِجَّة" فهذا مخالفٌ لما رواه مسلم (1176) من حديث عائشة قالت: ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم صائمًا في العشر قط. وينظر التعليق على الحديث (22334) من "مسند أحمد".

وأمَّا قوله: "وثلاثة أيام من الشهر أول اثنين من الشهر وخميسين"، فقد ورد الحثُّ على صيام ثلاثة أيام من كلِّ شهر من دون تقييد من حديث أبي هريرة وقد سلف برقم (1677)، ومن حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سيرد برقم (2385)، ومن حديث أبي ذر سيرد برقم (2404)، ومن حديث أبي عقرب سيرد برقم (2433). وورد تعيينها بأنَّها أيام ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة في حديث جرير بن عبد الله وسيرد برقم (2420)، وفي حديث أبي ذر برقم (2421).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلِفَ فيه على الأوزاعي: وهو عبد الرحمن بن عمرو، فرُوي - كما هنا وفي الرواية التالية - عنه، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر. ورُوي - كما في الرواية التالية أيضًا - عنه، عن عطاء، عن عبد الله دون نسبة. ورُوي - كما في الروايتين =

ص: 336

2374 -

حدَّثنا عيسى بن مُساوِر، عن الوليد قال: حدَّثنا الأوزاعيُّ قال: أخبرني عطاء بن أبي رباح

(1)

، عن عبد الله. ح: وأخبرنا محمد بن عبد الله قال: حدَّثني الوليد، عن الأوزاعيِّ قال: حدَّثنا عطاء

عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صامَ الأبدَ فلا صامَ ولا أفطر"

(2)

.

2375 -

أخبرنا العبَّاس بن الوليد قال: حدَّثنا أبي وعُقْبة، عن الأوزاعيِّ قال: حدَّثني عطاءٌ قال: حدَّثني مَنْ سَمِعَ

عبد الله

(3)

بنَ عمر يقول: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صامَ الأبدَ فلا صامَ"

(4)

.

= (2375) و (2376) - عنه، عن عطاء، عمن سمع عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر.

ورُوي - كما سيأتي في الرواية (2377) - عنه، عن عطاء، عمن سمع عبد الله بن عمرو بن العاص. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2699).

وسيرد بإسناد صحيح برقم (2378) من حديث عبد الله بن عمرو.

وسيرد ضمن حديث مطوَّل في الأرقام (2397) و (2398) و (2399).

قال السِّندي: قوله: "من صام الأبد فلا صام" قيل: هذا إذا صام أيام الكراهة أيضًا، وإلا فلا منع.

وسيرد ضمن حديث مطوَّل في الأرقام (2397) و (2398) و (2399).

(1)

قوله: "بن أبي رباح" من (م).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلِفَ فيه على الأوزاعي كما سلف بيانُه في الرواية السابقة. محمد بن عبد الله: هو ابن ميمون الاسكندراني، والوليد: هو ابن مسلم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2700).

قال السِّندي: قوله: "فلا صام ولا أفطر" أي: ما صام؛ لقلَّة أجره، وما أفطر؛ لتحمُّله مشقَّة الجوع والعطش. وقيل: دعاء عليه زجرًا له عن ذلك. وقيل: بل لا يبقى له حظٌّ من الصوم؛ لكونه يصير عادةً له، ولا هو مفطرٌ حقيقةً، فلا حَظَّ له من الإفطار. وقيل: النَّهي إنَّما إذا صام أيام الكراهة، ولا نهي بدون ذلك.

(3)

قوله: "عبد الله" من (م).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلِفَ فيه على الأوزاعي كما سلف بيانه عند الرواية =

ص: 337

2376 -

أخبرنا إسماعيل بن يعقوب قال: حدَّثنا محمد بن موسى قال: حدَّثنا أبي، عن الأوزاعيِّ، عن عطاءٍ قال: حدَّثني مَنْ سَمِعَ

ابنَ عمر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ صامَ الأبدَ فلا صام"

(1)

.

2377 -

أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن محمد قال: حدَّثنا ابن عائِذٍ قال: حدَّثنا يحيى، عن الأوزاعيِّ، عن عطاءٍ أنَّه حدَّثه قال: حدَّثني مَنْ سَمِعَ

عبدَ الله بنَ عمرِو بن العاص قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ الأبدَ فلا صامَ ولا أفطرَ"

(2)

.

2378 -

أخبرني إبراهيم بن الحسن قال: حدَّثنا حجَّاج بن محمد قال: قال ابن جُرَيج: سمعتُ عطاءً

(3)

، أنَّ أبا العبَّاس الشَّاعر أخبرَه

أَنَّهُ سَمِعَ عبد الله بنَ عمرٍو بن العاص قال: بَلَغَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنِّي أصومُ

(4)

أسرُد الصَّومَ

وساقَ الحديث

(5)

. قال: قال عطاء: ولا أدري كيف ذكَرَ صيامَ الأبد "لا صام مَنْ صامَ الأبد"

(6)

.

= (2373). الوليد والد العباس: هو ابن مَزْيَد، وعُقبة: هو ابن علقمة المَعافِري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2701).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلِفَ فيه على الأوزاعي كما سلف بيانُه عند الرواية (2373). موسى والد محمد: هو ابن أعْيَن. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2702).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلِفَ فيه على الأوزاعي كما سلف بيانُه عند الرواية (2373). ابن عائذ: هو محمد، ويحيى: هو ابن حمزة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2703).

وأخرجه أحمد (6866)، وابن حبان (3581) من طريقين عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.

(3)

بعدها في نسخة بهامش (ك) زيادة: يحدث.

(4)

كلمة "أصوم" نسخة بهامشي (ك) و (هـ).

(5)

وهو الحديث الآتي برقم (2401).

(6)

إسناده صحيح، إبراهيم بن الحسن: هو ابن الهيثم الخَثْعَمي، وابن جريج: هو =

ص: 338

‌72 - باب النَّهي عن صيام الدَّهر

(1)

وذِكْر الاختلاف على مُطرِّف بن عبد الله في الخبر فيه

2379 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال: أخبرنا إسماعيل، عن الجُريريِّ، عن يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن أخيه مُطَرِّف

عن عِمرانَ قال: قيل يا رسولَ الله، إنَّ فلانًا لا يُفطِرُ نهارًا الدَّهْرَ.

قال: "لا صامَ ولا أفطرَ"

(2)

.

2380 -

أخبرني عمرو بن هشام قال: حدَّثنا مَخْلَد، عن الأوزاعيِّ، عن قَتادةَ، عن مُطَرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير

أخبرني أبي، أنَّه سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وذُكِرَ عِندَه رجلٌ يصومُ الدَّهر - قال:"لا صامَ ولا أفَطرَ"

(3)

.

= عبد الملك بن عبد العزيز، وعطاء: هو ابن أبي رباح، وأبو العباس الشاعر: هو السائب بن فرُّوخ. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2704).

وأخرجه أحمد (6874)، والبخاري (1977)، ومسلم (1179):(186) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

(1)

في (م): الأبد.

(2)

إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليَّة، والجُريري: هو سعيد بن إياس، وعمران: هو ابن حُصين. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2694).

وأخرجه أحمد (19825) و (19873) عن إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (3582) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن الجريري، به.

وتنظر الروايتان التاليتان.

(3)

إسناده صحيح، مخلد: هو ابن يزيد الحرَّاني، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2695).

وأخرجه أحمد (16308) و (16320) من طريق سعيد بن أبي عروبة، و (16318) من طريق همام بن يحيى، كلاهما عن قَتادةَ، بهذا الإسناد. =

ص: 339

2381 -

أخبرنا محمد بن المثنَّى قال: حدَّثنا أبو داود قال: حدَّثنا شعبة، عن قَتادةَ قال: سَمِعْتُ مُطَرِّف بنَ عبد الله بن الشِّخِّير يُحدِّثُ

عن أبيه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في صوم الدَّهر:"لا صامَ ولا أفَطرَ"

(1)

.

‌73 - باب ذِكْر الاختلاف على غَيْلان بن جرير فيه

2382 -

أخبرني هارون بن عبد الله قال: حدَّثنا الحسن بن موسى قال: أخبرنا أبو هلال، قال: حدَّثنا غَيْلان - وهو ابن جَرير - قال: حدَّثنا عبد الله - وهو ابن مَعبدٍ الزِّمَّانِيُّ - عن أبي قَتادةَ

عن عمرَ قال: كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمرَرْنا برجلٍ، فقالوا: يا نبيَّ الله، هذا لا يُفطِرُ منذُ كذا وكذا. فقال:"لا صامَ ولا أفطرَ"

(2)

.

2383 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا محمد قال: حدَّثنا شعبة، عن غَيْلان، أنَّه سَمِعَ عبد الله بن مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيَّ

= وسيرد في الرواية التالية من طريق شعبة، عن قَتادةَ، به.

وتنظر الرواية السابقة.

(1)

إسناده صحيح، أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2696).

وأخرجه ابن ماجه (1705) عن محمد بن بشار، عن أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (16304) و (16315) و (16323)، وابن ماجه (1705)، وابن حبان (2583) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسلف في الذي قبله.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه أبو هلال - وهو محمد بن سُليم الراسبي - الرُّواةَ عن غيلان بن جرير، فرَوَوه - كما سيرد في الرواية التالية والرواية (2387) - عن غيلان، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة مرفوعًا، ليس في إسناده عمر، وهو الصحيح فيما قاله الدارقطني في "العلل" 2/ 106. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2697).

ص: 340

عن أبي قتادة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن صومِه، فغَضِبَ، فقال عمر: رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ رسولًا. وسُئِلَ عمَّن صامَ

(1)

الدَّهر، فقال:"لا صامَ ولا أفطرَ" أو: "ما صامَ وما أفطرَ"

(2)

.

‌74 - باب سَرْد الصِّيام

2384 -

أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربيٍّ قال: حدَّثنا حمَّاد، عن هشام، عن أبيه عن عائشةَ، أنَّ حمزةَ بن عمرو الأسلميَّ سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إنِّي رجلٌ أسرُدُ الصَّومَ، أفأصومُ في السَّفر؟ قال:"صُمْ إِنْ شِئتَ، أو أفطِرُ إِنْ شِئْتَ"

(3)

.

(1)

في نسخة بهامش (هـ): عن صيام.

(2)

إسناده صحيح، محمد: هو ابن جعفر، المعروف بغُنْدَر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2698).

وأخرجه - مطولًا - مسلم (1162): (197) عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد.

وأخرجه - كذلك مطولًا - أحمد (22582) عن محمد بن جعفر، به.

وأخرجه - مطولًا - أحمد (22537)، ومسلم (1162) بإثر (197) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه - مطولًا وبعضهم يزيد على بعض - أحمد (22650)، ومسلم (1162):(196)، وأبو داود (2426)، وابن حبان (3642) من طرق عن غيلان، به.

وسيرد - مطولًا - برقم (2387) من طريق حماد بن زيد، عن غيلان، به.

وتنظر الرواية السابقة.

قال السِّندي: قوله: "سُئل عن صومه فغضب" يحتمل أنَّه ما أراد إظهار ما خفي من عبادته بنفسه، فكره لذلك سؤاله، أو أنَّه خاف على السائل في أن يتكلَّف في الاقتداء، بحيث لا يبقى له الإخلاص في النيَّة، أو أنَّه يعجز بعد ذلك.

(3)

إسناده صحيح، حماد: هو ابن زيد، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2705).

وأخرجه مسلم (1121): (104)، وأبو داود (2402) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. =

ص: 341

‌75 - باب صوم ثُلُثَي الدَّهر، وذِكْر اختلاف النَّاقلين للخبر في ذلك

2385 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن قال: حدَّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي عمَّار، عن عَمرو بن شُرَحْبيل

عن رجل من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: قِيلَ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: رجلٌ يصومُ الدَّهر؟ قال: "وَدِدْتُ أنَّه لم يَطْعَم الدَّهرَ" قالوا: فثُلُثَيه؟ قال: "أكثر" قالوا: فنِصْفَه؟ قال: "أكثر" ثُمَّ

(1)

قال: "ألا أُخبْرُكم بما يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدر؟ صَومُ ثلاثة أيَّامٍ من كلِّ شهر"

(2)

.

= وينظر بيان الاختلاف فيه على هشام بن عروة عند الرواية السالفة برقم (2304).

وينظر ما سلف برقم (2294).

(1)

كلمة "ثم" ليست في (م) و (هـ).

(2)

رجاله ثقات، إلَّا أنَّه اختُلِفَ فيه على الأعمش - وهو سليمان بن مِهْران - فرواه سفيان: وهو الثوري - كما هنا وعند عبد الرزاق في "المصنَّف"(7867) - عن الأعمش، عن أبي عمار - وهو الدُّهني واسمه عَريب بن حُميد - عن عمرو بن شُرَحْبيل - وهو أبو ميسرة الكوفي - عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه أبو معاوية: وهو محمد بن خازم الضرير - كما في الرواية التالية - ووكيع بن الجراح - عند ابن أبي شيبة (9648) - كلاهما عن الأعمش، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل، عن النبي صلى الله عليه وسلم. لم يذكرا الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2706).

وينظر حديث أبي قتادة الآتي برقم (2387) بإسناد صحيح بلفظ: "ثلاث من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، هذا صيام الدهر كلِّه".

قال السِّندي: قوله: "قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: رجل يصوم الدهر" أي: ذُكِرَ له رجلٌ يصوم الدهر، فعلى هذا "رجلٌ" نائب الفاعل، وما بعده صفتُه. ويحتمل أن قيل بمعناه، و "رجل" مبتدأ، وما بعده صفتُه، والخبر محذوف، أي: ما حُكْمُه؟

"وَدِدْتُ أنَّه لم يَطْعَم الدَّهر" أي: وَدِدْتُ أنَّه ما أكل ليلًا ولا نهارًا حتى مات جوعًا، والمقصود بيان كراهة عمله، وأنَّه مذمومُ العمل حتى يتمنى له الموت بالجوع.

"أكثر" أي: هو أكثر من الحدِّ الذي ينبغي. وأما قوله في النصف أنَّه أكثر، فهو بناء على =

ص: 342

2386 -

أخبرنا محمد بن العلاء قال: حدَّثنا أبو مُعاوية قال: حدَّثنا الأعمش، عن أبي عمَّار

عن عَمرو بن شُرَحْبيل قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فقال: يا رسول الله، ما تقولُ في رجلٍ صامَ الدَّهْرَ كُلَّه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وَدِدْتُ أنَّه لم يَطْعَم الدَّهْرَ شيئًا" قال: فثُلُثَيه؟ قال: "أكثر" قال: فنِصْفَه؟ قال: "أكثر"

(1)

، قال:"أفلا أُخبِرُكم بما يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدر؟ " قالوا: بلى. قال: "صِيامُ ثلاثةِ أيَّام من كُلِّ شهر"

(2)

.

2387 -

أخبرنا قُتيبة بن سعيد

(3)

قال: حدَّثنا حمَّاد، عن غَيْلان بن جرير، عن عبد الله بن مَعْبَد الزِّمَّانيِّ

عن أبي قَتادة قال: قال عمر: يا رسولَ الله، كيفَ بمَنْ يصومُ الدَّهرَ كلَّه؟ قال:"لا صامَ ولا أفطَرَ" أو "لم يصُمْ ولم يُفطِرْ" قال: يا رسولَ الله، كيفَ بمَنْ يصومُ يومين ويفطر يومًا؟ قال: "ويُطِيقُ

(4)

ذلك أحدٌ؟ " قال:

= النظر إلى أحوال غالب الناس، فإنه بالنظر إلى غالبهم يضعف ويخلُّ في إقامة الفرائض وغيره، وإلَّا فهو صوم داود، وقد جاء بأنَّه أحبُّ الصيام.

"بما يُذهِبُ وَحَرَ الصدر" بفتحتين، قيل: غشّه ووساوسه، وقيل: حقده، وقيل: ما يحصل في القلب من الكدورات والقسوة، وينبغي أن يُراد هاهنا الحاصلة بالاعتياد على الأكل والشرب، فإنَّ شرع الصوم لتصقيل القلب، فكأنَّه أشار إلى أنَّ هذا القدر يكفي في ذلك. ويحتمل أن يُقال: طالب العبادة لا يطمئنُّ قلبُه بلا عبادة، فأشار إلى أنَّ القدر الكافي في الاطمئنان هذا القدر، والباقي زائد عليه، والله أعلم.

(1)

في (ر) ونسخة بهامش (م): فأكثر.

(2)

رجاله ثقات، إلَّا أنَّه منقطع، عمرو بن شُرَحبيل روايته عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلة، وقد اختُلِفَ في إسناده على الأعمش كما سلف بيانُه في الرواية السابقة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2707).

(3)

قوله: "بن سعيد" من (م).

(4)

في (ك): "أو يطيقُ" وجاء فيها على همزة الاستفهام علامة نسخة.

ص: 343

فكيف بمَنْ يصومُ يومًا ويُفطِرُ يومًا؟ قال: "ذلك صومُ داودَ عليه السلام"، قال: فكيفَ بمَنْ يصومُ يومًا ويُفطِرُ يومَين؟ قال: "وَدِدْتُ أَنِّي أُطِيقُ ذلك" قال: ثُمَّ قال: "ثلاثٌ من كُلِّ شهر، ورمضانُ إلى رمضانَ، هذا صيامُ الدَّهرِ كُلِّه"

(1)

.

‌76 - باب صوم يوم وإفطار يوم، وذِكْر اختلاف ألفاظ النَّاقلين في ذلك لخبر عبد الله بن عمرو فيه

2388 -

قال: وفيما قرأ علينا أحمد بن مَنيعٍ قال: حدَّثنا هُشَيمٌ قال: أخبرنا حُصَينٌ ومُغيرة، عن مجاهدٍ

عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أفضَلُ الصِّيامِ صِيامُ داودَ عليه السلام، كان يصومُ يومًا ويُفطِرُ يومًا

(2)

"

(3)

.

(1)

إسناده صحيح، حماد: هو ابن زيد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2708).

وأخرجه مسلم (1162): (196)، والترمذي (767) كلاهما عن قتيبة، بهذا الإسناد.

ورواية مسلم مطولة، ورواية الترمذي مختصرة.

وأخرجه - مطولًا - مسلم (1162)، وأبو داود (2425)، والترمذي (767)، وابن ماجه (1713)، وابن حبان (3639) من طرق عن حماد بن زيد، به.

وسلف - مختصرًا - في الروايتين (2382) و (2383).

قال السِّندي: قوله: "أَوَ يُطيق ذلك أحد؟ " كأنَّه كرهه؛ لأنَّه مما يعجز عنه في الغالب، فلا يرغب فيه في دينٍ سهلٍ سمحٍ.

"ذلك صوم داود عليه السلام" أي: وصوم داود أفضل الصيام، وكأنَّه تركه لتقريره ذلك مرارًا.

"أُطيق ذلك" أي: أقدر عليه مع أداء حقوق النساء، فمرجع هذا إلى خوف فوات حقوق النساء، فإنَّ إدامة الصوم يُخِلُّ بحظوظهنَّ منه، وإلا فكان يُطيق أكثر منه، فإنَّه كان يواصل.

(2)

في (م): يفطر يومًا ويصوم يومًا.

(3)

إسناده صحيح، هُشَيم: هو ابن بشير، وحُصَين: هو ابن عبد الرحمن السُّلمي، =

ص: 344

2389 -

أخبرنا محمد بن مَعْمَر قال: حدَّثنا يحيى بن حمَّاد قال: حدَّثنا أبو عَوانة، عن مُغيرة، عن مُجاهدٍ قال:

قال لي عبد الله بن عمرو: أنكَحَني أبي امرأةً ذاتَ حَسَبٍ، فكان يأتيها فيسألُها عن بَعْلِها، فقالت: نِعْمَ الرَّجلُ مِنْ رَجُلٍ لم يَطَأُ لنا فِراشًا، ولم يُفتَّشْ لنا كَنَفًا مُنْذُ أتيناه. فذكر ذلك للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"ائتني به" فأتيتُه معه، فقال:"كيفَ تصومُ؟ " قلت: كُلَّ يوم. قال: "صُمْ مِنْ كُلِّ جمعةٍ ثلاثةَ أَيَّام" قلت: إنِّي أُطيقُ أفضلَ من ذلك. قال: "صُمْ يومَينِ وأفطِرْ يومًا" قال: إِنِّي أُطيقُ أفضَلَ

(1)

من ذلك. قال: "صُمُ أفضلَ الصِّيامِ صيامَ داودَ عليه السلام، صَومُ يومٍ وفِطْرُ يومٍ

(2)

"

(3)

.

= ومُغيرة: هو ابن مِقْسَم الضبِّي، ومجاهد: هو ابن جَبْر المكي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2709).

وأخرجه - مطولًا - أحمد (6477) عن هشيم، بهذا الإسناد.

وسيرد بالأرقام (2389 - 2403) من طرق عن عبد الله بن عمرو، به.

(1)

في (ر) و (م) وهامش (هـ): أكثر.

(2)

في (م): صم يومًا وأفطر يومًا، وفوقها: صيام يوم وفطر يوم.

(3)

إسناده صحيح على وهم في متنه، في قوله:"صم يومين، وأفطر يومًا"، محمد بن معمر: هو ابن ربعي البحراني، وأبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري. ومغيرة: هو ابن مقسم الضَّبِّي، ومجاهد: هو ابن جبر، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2710).

وأخرجه - مطولًا - البخاري (5052) عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (6863)، والبخاري (1978) من طريق شعبة، عن مغيرة، به.

قال السِّندي: قوله: "ولم يُفتِّش لنا كنفًا" قيل: هو بمعنى الجانب، والمراد أنَّه لم يقرَبْها.

قال: "صُمْ يومين، وأفطر يومًا" إلى قوله: "صم أفضل الصيام صيام داود" الظاهر أن هذه الرواية لا تخلو عن تحريف من الرواة، فإن عبد الله كان يستزيد، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يزيد له، وهذا الترتيب لا يناسب ذلك كما لا يخفى، والله أعلم.

ص: 345

2390 -

أخبرنا أبو حَصين عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدَّثنا عَبْثَرُ قال: حدَّثنا حُصَينٌ، عن مُجاهدٍ

عن عبد الله بن عمرو قال: زَوَّجني أبي امرأةً، فجاءَ يزورُها، فقال: كيفَ تَرَيْنَ بَعْلَكِ؟ فقالت: نِعْمَ الرَّجلُ مِنْ رَجُلٍ لا ينامُ اللَّيل، ولا يُفطِرُ النَّهارَ. فوقَعَ بي

(1)

، وقال: زوَّجْتُكَ امرأةً من المسلمين، فعَضَلْتها. قال: فجعلتُ لا ألتفِتُ إلى قولِه ممَّا أرى عندي من القُوَّة والاجتهاد. فبلَغَ ذلكَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"لَكِنِّي أنا أقومُ وأنامُ، وأصومُ وأُفطِرُ، فقُمْ ونَمْ، وصُمْ وأفطِرْ" قال: "صُمْ من كُلَّ شهرٍ ثلاثةَ أَيَّام" فقلتُ: أنا

(2)

أقوى من ذلك. قال: "صُمْ صومَ داودَ عليه السلام، صُمْ يومًا، وأفطِرْ يومًا" قلت: أنا

(3)

أقوى من ذلك. قال: "اقْرَأ القُرآنَ في كُلِّ شهر" ثُمَّ انتهى إلى خمسَ عَشْرَةَ وأنا أقول: أنا أقوى من ذلك

(4)

.

2391 -

أخبرنا يحيى بن دُرُسْتَ، قال: حدَّثنا أبو إسماعيل قال: حدَّثنا يحيى بن أبي كثير، أنَّ أبا سلمةَ حدَّثه

(1)

في (م): ولا يفتر النهار فوقع فيّ، وفوقها ما أثبت.

(2)

في (ر) ونسخة بهامشي (ك) و (هـ): إني.

(3)

في (هـ): إني.

(4)

إسناده صحيح، عَبْثَر: هو ابن القاسم، وحصين: هو ابن عبد الرحمن. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2711).

وأخرجه - بنحوه - أحمد (6764)، وابن حبان (11) من طريق شعبة، عن حصين، بهذا الإسناد.

وتنظر الروايات (2391 - 2403).

قال السِّندي: قوله: "فوقع بي" أي: شدَّد عليَّ في القول.

ص: 346

أنَّ عبد الله قال: دخل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حُجْرتي، فقال:"أَلَمْ أُخبَرْ أَنَّكَ تقومُ اللَّيل وتصومُ النَّهار؟ " قال: بلى. قال: "فلا تَفْعَلَنَّ، نَمْ وقُمْ

(1)

، وصُمْ وأفطِرْ، فإنَّ لعَينكَ عليكَ حقًّا، وإنَّ لجسَدِكَ عليكَ حقًّا، وإنَّ لزوجَتِكَ

(2)

عليك حقًّا، وإنَّ لضَيفك عليكَ حقًّا، وإنَّ لصديقِكَ عليكَ حقًّا

(3)

، وإنَّه عسي أن يطولَ بِكَ عُمُرٌ، وإنَّه حَسْبُكَ أن تصومَ من كُلِّ شهرٍ ثلاثًا

(4)

، فذلكَ صيامُ الدَّهرِ كُلِّه، والحسنةُ بعَشْرِ أمثالِها" قلتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، فشدَّدْتُ، فشُدِّدَ عليَّ، قال:"صُمْ من كُلِّ جمعةٍ ثلاثةَ أَيَّامٍ" قلت: إنِّي أُطيقُ أكثرَ من ذلك، فشدَّدْتُ، فَشُدِّدَ عَليَّ، قال:"صُمْ صومَ نبيِّ الله داود عليه السلام" قلت: وما كانَ صوم داود؟ قال: نِصْفُ الدَّهر"

(5)

.

2392 -

أخبرنا الرَّبيع بن سليمان قال: حدَّثنا ابن وَهْبٍ قال: أخبرني يونس، عن ابن شهابٍ قال: أخبرني سعيد بن المُسيب وأبو سلمةَ بن عبد الرَّحمن

(1)

في (م): فلا تفعل قم ونم.

(2)

في نسخة بهامش (هـ): لزوجك.

(3)

قوله: "وإن لصديقك عليك حقًّا" ليس في (ك).

(4)

في (م): ثلاثة أيام.

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو إسماعيل: هو القنَّاد، واسمه إبراهيم بن عبد الملك، وهو صدوق، وقد توبع، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2712).

وأخرجه أحمد (6762) و (6867)، والبخاري (1974) و (1975) و (5199) و (6134)، ومسلم (1159):(182)(183)، والمصنف في "الكبرى"(2934) و (2935)، وابن حبان (3571) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.

وأخرجه - بنحوه - أحمد (6832) و (6862)، ومسلم (1159):(193)، وابن حبان (3638) من طريق سعيد بن ميناء، عن عبد الله بن عمرو، به.

وتنظر الرواية السابقة.

ص: 347

أنَّ عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ذُكِرَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم أَنَّه يقول: لأقومَنَّ اللَّيلَ، ولأصومَنَّ النَّهارَ ما عِشْتُ. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أنتَ الَّذي تقولُ ذلك؟ " فقلتُ له: قد قُلْتُه يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإِنَّكَ لا تستطيعُ ذلك، فصُمْ وأفطِرُ، ونَمْ وقُمْ، وصُمْ من الشَّهرِ

(1)

ثلاثةَ أيَّام، فإنَّ الحسنةَ بِعَشْرِ أمثالِها، وذلك مِثْلُ صيام الدَّهر" قلتُ: فإِنِّي أُطيقُ أفضَلَ من ذلك. قال: "صُمْ يومًا، وأفطِرْ يومين" قلتُ: فإِنِّي أُطيقُ أَفضَلَ من ذلكَ يا رسولَ الله. قال: "فصُمْ يومًا، وأفطِرْ يومًا، وذلك صيامُ داود، وهو أعْدَلُ الصِّيام" قلت: فإِنِّي أُطيقُ أفضَلَ من ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أفضَلَ من ذلك" قال عبد الله بن عمرو: لأَنْ أكونَ قَبِلْتُ الثَّلاثةَ الأَيَّامَ الَّتي قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ من أهلي ومالي

(2)

.

2393 -

أخبرني أحمد بن بكَّار قال: حدَّثنا محمد - وهو ابن سلمة - عن ابن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن

(3)

عبد الرَّحمن قال:

دخلتُ على عبد الله بن عمرو، قلتُ: أي عَمِّ، حَدِّثْني عمَّا قالَ لكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. قال: يا ابنَ أخي، إنِّي قد كنتُ أجمَعْتُ على أن أجتهِدَ اجتهادًا شديدًا، حتّى قلتُ: لأصومَنَّ الدَّهر، ولأقرأَنَّ القرآنَ في كُلِّ يوم وليلة. فسمع بذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأتاني حتَّى دخلَ عليَّ في داري،

(1)

في: (ر) من كل شهر، وفي نسخة بهامش:(م): من كل الشهر.

(2)

إسناده صحيح، ابن وهب: هو عبد الله المصري، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2713).

وأخرجه أحمد (6760) و (6761)، والبخاري (1976) و (3418)، ومسلم (1159):(181)، وأبو داود (2427)، وابن حبان (3660) من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.

وتنظر الروايتان السابقتان.

(3)

تحرفت في (هـ) إلى: عن.

ص: 348

فقال: "بلَغَني أنَّكَ قلتَ: لأصومَنَّ الدَّهر، ولأقرأن القرآن" فقلتُ: قد قلتُ ذلكَ يا رسول الله. قال: "فلا تَفْعَلْ، صُمْ من كُلِّ شهرٍ ثلاثةَ أَيَّام" قلتُ: إنِّي أقوى على أكثرَ من ذلك. قال: "فصُمْ من الجمعة يومين: الاثنينِ والخميسَ" قلتُ: إنِّي أقوى على أكثرَ من ذلك. قال: فصُمْ صيامَ داودَ عليه السلام، فإنَّه أعدَلُ الصِّيام عند الله، يومًا صائمًا، ويومًا مُفطِرًا، وإنَّه كان إذا وعدَ لم يُخلِفْ، وإذا لاقى لم يَفِرَّ"

(1)

.

‌77 - باب ذِكْر الزِّيادة في الصِّيام والنُّقصان، وذِكْر اختلاف النَّاقلين لخبر عبد الله بن عمرو فيه

2394 -

أخبرنا محمد بن المثنَّى قال: حدَّثنا محمد قال: حدَّثنا شعبة، عن زياد بن فَيَّاض، سمعتُ أبا عِياضٍ يُحدِّث

عن عبد الله بن عمرو، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال له:"صُمْ يومًا، ولكَ أجْرُ ما بَقِي" قال: إنِّي أُطيقُ أكثَرَ من ذلك. قال: "صُمْ يَومَينِ، ولكَ أَجْرُ ما بَقِي" قال: إنِّي أُطيقُ أكثَرَ من ذلك. قال: "صُمُ ثلاثةَ أَيَّامٍ، ولكَ أَجْرُ ما بَقِي" قال: إِنِّي أُطيقُ أكثر من ذلك. قال: "صُمْ

(2)

أربعةَ أَيَّامٍ، ولكَ أجْرُ ما

(1)

حديث صحيح دون قوله: "إذا وعد لم يخلف" فهو منكر تفرَّد به ابن إسحاق: وهو محمد، وقد تُوبِعَ في باقيه. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التَّيمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2714).

وأخرجه أحمد (6876) و (6880) من طريقين عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه - مختصرًا - البخاري (5053) و (5054)، ومسلم (1159):(184) من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة، عن أبي سلمة، به.

وتنظر الروايات الثلاث السابقة.

(2)

في (م): فصم.

ص: 349

بَقِيَ" قال: إنِّي أُطيقُ أكثَرَ من ذلك. قال: "صُم أفضَلَ الصِّيامِ عند الله، صومَ داودَ عليه السلام، كان يصومُ يومًا، ويُفطِرُ يومًا"

(1)

.

2395 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا المُعْتَمِر، عن أبيه قال: حدَّثنا أبو العلاء، عن مُطَرِّف، عن ابن أبي ربيعة

عن عبد الله بن عمرو قال: ذَكَرْتُ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الصَّومَ، فقال:"صُم من كُلِّ عَشْرةِ أيَّامٍ يومًا، ولكَ أجْرُ تِلْكَ التِّسعة" فقلتُ: إِنِّي أقوى من ذلك. قال: "صُمْ

(2)

من كُلِّ تِسْعَةِ أَيَّامٍ يومًا، ولكَ أجْرُ تِلْكَ

(3)

الثَّمانية" قلتُ: إِنِّي أقوى من ذلك. قال: "فصُمْ من كُلِّ ثمانية أيَّام يومًا، ولكَ أجْرُ تِلْكَ السَّبعة" قلت: إنِّي أقوى من ذلك. قال: فلم يزَلْ حتَّى قال: "صُمْ يومًا، وأفطر يومًا"

(4)

.

(1)

إسناده صحيح، محمد: هو ابن جعفر المعروف بغُندر، وأبو عِياض: هو عمرو بن الأسود العنسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2715).

وأخرجه مسلم (1159): (192) عن محمد بن المثنى، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7098)، ومسلم (1159):(192) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه أحمد (6915)، والمصنِّف في "الكبرى"(2755)، وابن حبان (3658) من طرق عن شعبة، به. ورواية النسائي مختصرة.

وتنظر الروايات الأربع السابقة، وسيأتي برقم (2403).

(2)

في (م): فصم.

(3)

كلمة "تلك" ليست في (م)، وهي في هامش (ك) نسخة.

(4)

إسناده ضعيف لجهالة ابن أبي ربيعة، المعتمر: هو ابن سليمان بن طَرْخَان التَّيمي، وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير، ومطرِّف: هو أخو أبي العلاء. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2716).

وأخرجه أحمد (7087) عن محمد بن الفضل عارم، عن معتمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (6877) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عن سعيد الجُريري، عن =

ص: 350

2396 -

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم قال: حدَّثنا يزيد قال: حدَّثنا حمَّاد.

ح: وأخبرني زكريَّا بن يحيى قال: حدَّثنا عبد الأعلى قال: حدَّثنا حمَّاد، عن ثابت، عن شعيب بن عبد الله بن عمرو

عن أبيه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صُمْ يومًا ولكَ أَجْرُ عشرة" فقلتُ: زِدْني. فقال: "صُمْ يومَينِ ولكَ أجْرُ تِسعة" قلت: زِدْني. قال: "صُمْ ثلاثةَ أَيَّامٍ

(1)

ولك أجْرُ ثمانية" قال ثابت: فذكرتُ ذلك لمُطَرِّف، فقال: ما أراهُ إِلَّا يزدادُ في العمل وينقص من الأجر. واللَّفظ لمحمد

(2)

.

‌78 - باب صوم عشرة أيَّام من الشَّهر واختلاف ألفاظ النَّاقلين لخبر عبد الله بن عمرو فيه

2397 -

أخبرنا محمد بن عُبَيد، عن أسباط، عن مُطَرِّف، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي العبَّاس

= أبي العلاء، عن مطرف، عن عبد الله بن عمرو، به. ليس فيه ابن أبي ربيعة، والجريري قد اختلط، وسماع عبد الوهاب الخفَّاف منه لا ندري أقبل اختلاطه أم بعده؟

وقد صحَّ الحديث بغير هذا السياق.

وينظر الروايات الخمس السابقة.

(1)

كلمة "أيام" ليست في (هـ).

(2)

إسناده حسن من أجل شعيب: وهو ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، ونسبه ثابت إلى جدِّه؛ لأنَّه هو الذي ربَّاه، وقد ثبت سماعه منه، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي: صدوق. يزيد: هو ابن هارون، وعبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، وحماد: هو ابن سلمة، وثابت: هو ابن أسلم البناني. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2717).

وأخرجه أحمد (6545) عن يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (6545) و (6951) من طريقين عن حماد، به.

وتنظر الروايات الست السابقة.

ص: 351

عن عبد الله بن عَمروٍ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّه بلَغَني أَنَّكَ تقومُ اللَّيلَ وتصومُ النَّهار" قلتُ: يا رسولَ الله، ما أرَدْتُ بذلك إِلَّا الخير. قال:"لا صامَ مَنْ صَامَ الأبد، ولكِنْ أدلُّكَ على صومِ الدَّهر، ثلاثةِ أَيَّامٍ من الشَّهر" قلتُ: يا رسول الله، إنِّي أُطيقُ أكثرَ من ذلك. قال:"صُمْ خمسة أيَّام" قلتُ: إِنِّي أُطيقُ أكثرَ من ذلك. قال: "فصُمْ

(1)

عشرًا" فقلتُ: إِنِّي أُطيقُ أكثرَ من ذلك. قال: "صُمْ صَوْمَ داودَ عليه السلام، كان يصومُ يومًا ويُفطِرُ يومًا"

(2)

.

2398 -

أخبرنا عليُّ بن الحسين قال: حدَّثنا أميَّة، عن شعبة، عن حبيب قال: حدَّثني أبو العبَّاس - وكان رجلًا من أهل الشَّام، وكان شاعرًا، وكان صدوقًا -

عن عبد الله بن عَمرٍو قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وساق الحديث

(3)

.

2399 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا خالد، حدَّثنا شعبةُ قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت قال: سمعتُ أبا العبَّاس - هو الشَّاعر - يُحدِّث

عن عبد الله بن عمرو، قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الله بنَ عمرو، إنَّك تصومُ الدَّهر، وتقومُ اللَّيلَ، وإنَّكَ إِذا فَعَلْتَ ذلِكَ هَجَمَتِ العَيْنُ، ونَفِهَتْ له النَّفْسُ، لا صامَ مَنْ صامَ الأبد، صومُ الدَّهر ثلاثةُ أيَّام

(1)

في (م): صم.

(2)

إسناده صحيح، أسباط: هو ابن محمد القرشي، ومُطرِّف: هو ابن طريف، وأبو العباس: هو الشاعر، واسمه السَّائب بن فرُّوخ. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2718).

وتنظر الروايات السبع السابقة، وما سلف برقم (2373).

(3)

إسناده صحيح، علي بن الحسين: هو ابن مطر الدِّرْهمي، وأَميَّة: هو ابن خالد بن هُدْبة العبسي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2719).

وتنظر الروايات الثمان السابقة، وما سلف برقم (2373).

ص: 352

من الشَّهر صومُ الدَّهرِ كُلِّه" قلت: إنِّي أُطيقُ أكثرَ من ذلك. قال: "صُمْ

(1)

صَوْمَ داود، كان يصومُ يومًا ويُفطِرُ يومًا، ولا يَفِرُّ إذا لاقى"

(2)

.

2400 -

أخبرنا محمد بن بشَّار قال: حدَّثنا محمدٌ قال: حدَّثنا شعبة، عن عَمرو بن دينار، عن أبي العبَّاس

عن عبد الله بن عَمرٍو قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "اقرَأ القُرآنَ في شهر

(3)

"، قلتُ: إنِّي أُطيقُ أكثرَ من ذلك، فلم أزَلْ أطلُبُ إليه حتَّى قال: "في خمسة أيَّام"، وقال: "صُمْ ثلاثةَ أَيَّامٍ من الشَّهر" قلتُ: إِنِّي أُطيقُ أكثرَ من ذلك، فلم أزَلْ أطلُبُ إليه حتَّى قال: "صُمْ

(4)

أَحَبَّ الصِّيام إلى الله عز وجل صومَ داود، كان يصومُ يومًا ويُفطِرُ يومًا"

(5)

.

(1)

كلمة "صم" من (هـ) والمطبوع.

(2)

إسناده صحيح، خالد: هو ابن الحارث الهُجَيمي. وهو في "السنن الكبرى"(2720).

وأخرجه أحمد (6766)، والبخاري (1979)، ومسلم (1159):(187)، وابن حبان (6226) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه - مختصرًا - أحمد (6527) و (6534) و (6789) و (6988)، والبخاري (3419)، ومسلم (1159):(187)، والترمذي (770)، وابن ماجه (1706) من طريقين عن حبيب بن أبي ثابت، به.

وأخرجه - بنحوه مختصرًا - البخاري (1153)، ومسلم (1159)(188) من طريق عمرو بن دينار، عن أبي العباس، به.

وتنظر الروايات التسع السابقة، وما سلف برقم (2373).

قال السِّندي: قوله: "هجمت العين" أي: غارَتْ ودخلَتْ في موضعها. "ونَفِهَتْ له النفس" بكسر الفاء، أي: تعِبَتْ وكَلَّتْ. "ولا يفِرُّ إذا لاقى" كأَنَّه إشارة إلى أنَّ هذا الصوم لا يضعف جدًّا، بل قد يبقى معه القوة إلى هذا الحدّ، وإن كان كثيرٌ منهم يضعفون، والله أعلم.

(3)

في (ر) ونسخة بهامش (هـ): الشهر.

(4)

كلمة "صم" ليست في (ر).

(5)

إسناده صحيح، محمد: هو ابن جعفر، المعروف بغُنْدَر. وهو في "الكبرى"(2721). =

ص: 353

2401 -

أخبرنا إبراهيم بن الحسن قال: حدَّثنا حجَّاجٌ قال: قال ابن جُرَيجٍ: سمعتُ عطاءً يقول: إِنَّ أبا العبَّاسِ الشَّاعرَ أخبره

أنَّه سمِعَ عبد الله بن عَمرِو بن العاص قال: بلَغَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَنِّي أصومُ؛ أسْرُدُ الصَّومَ

(1)

، وأُصلِّي اللَّيلَ، فأرسلَ إليه، وإمَّا لَقِيَه، قال: "ألم أُخبَرْ أَنَّكَ تصومُ ولا تُفطِرُ، وتُصلِّي اللَّيلَ، فلا تفعَلْ، فإنَّ لعينِكَ حَظًّا

(2)

، ولنفسِكَ حَظًّا، ولأهلِكَ حظًّا، وصُمْ

(3)

وأفطِرُ، وصَلِّ ونَمْ، وصُمْ من كلِّ عشرة أيَّامٍ يومًا، ولك أجْرُ تسعة" قال: إنِّي أَقْوى لذلك يا رسول الله. قال: "صُمْ صيامَ داود إذًا" قال: وكيفَ كان

(4)

صيامُ داودَ يا نبيَّ الله؟ قال: "كان يصومُ يومًا ويُفطِرُ يومًا، ولا يَفِرُّ إذا لاقى" قال: ومَنْ لي بهذا يا نبيَّ الله

(5)

.

= وأخرجه أحمد (6843) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وقسم القراءة أخرجه الترمذي (2946)، والمصنِّف في "الكبرى"(8065) من طريق مطرِّف بن طريف، عن أبي إسحاق السَّبيعي، عن أبي بردة، عن عبد الله بن عمرو، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، يُستغرب من حديث أبي بُردة، عن عبد الله بن عمرو.

وتنظر الروايات العشر السابقة.

قال السِّندي: قوله: "حتى قال: في خمسة أيام" أي: اقرأ القرآن في خمسة أيام.

(1)

كلمة "الصوم" ليست في (ك)، وأشير إليها في (هـ) إلى أنَّها نسخة.

(2)

في هامش (هـ) وفوقها في (م): حقًّا.

(3)

في (ر) وهامش (ك): فصم.

(4)

كلمة "كان" ليست في (ك) وأُشير إليها في (هـ) إلى أنها نسخة.

(5)

إسناده صحيح، حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي، وابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2722). =

ص: 354

‌79 - باب صيام خمسة أيَّام من الشَّهر

2402 -

أخبرنا زكريَّا بن يحيى قال: حدَّثنا وَهْب بن بَقِيَّة قال: أخبرنا خالد، عن خالد - وهو الحذَّاء - عن أبي قِلابة، عن أبي المَلِيح قال:

دخلتُ مع أبيكَ زيدٍ على عبد الله بن عمرو، فحدَّثَ أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذُكِرَ له صَوْمي، فدخلَ عليَّ، فألقيتُ له وِسادةَ أَدَمٍ رَبْعَةً حَشْوُها لِيف، فجلس على الأرض، وصارَتِ الوِسادةُ فيما بيني وبينَه، قال:"أمَّا يَكْفِيكَ من كلِّ شهر ثلاثةُ أَيَّام؟ " قلتُ: يا رسولَ الله. قال: "خمسًا". قلتُ: يا رسولَ الله. قال: "سبعًا". قلتُ: يا رسولَ الله. قال: "تسعًا" قلتُ: يا رسولَ الله. قال: "إحدى عشرة" قلتُ: يا رسولَ الله. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا صومَ فوقَ صومِ داود، شَطْر الدَّهر، صيامُ

(1)

يومٍ وفِطْرُ يومٍ"

(2)

.

= وأخرجه أحمد (6874)، والبخاري (1977)، ومسلم (1159):(186) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وتنظر الروايات السالفة قبله.

(1)

في (ر): صوم.

(2)

إسناده صحيح، خالد: هو ابن عبد الله الطَّحَّان الواسطي، وخالد الحذَّاء: هو ابن مِهْران، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو المَليح: هو ابن أسامة الهُذَلي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2723).

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(1980) و (6277)، وفي "الأدب المفرد"(1176)، ومسلم (1159):(191)، وابن حبان (3640) من طرق عن خالد بن عبد الله، بهذا الإسناد.

وتنظر الروايات السالفة قبله.

قال السِّندي: قوله: "فألقيتُ له وسادةَ أدَمٍ" هي بكسر الواو: المِخَدَّة، و "أدَم" بفتحتين: الجلد.

"رَبْعَة" بفتح فسكون، أو بفتحتين، أي: متوسطة لا كبيرة ولا صغيرة.

"حَشْوُها" الحشوُ: ما يُحشى بها الفُرُشُ وغيرُها. =

ص: 355

‌80 - باب صيام أربعة أيَّام من الشَّهر

2403 -

أخبرنا إبراهيم بن الحسن قال: حدَّثنا حجَّاج بن محمد قال: حدَّثني شعبة، عن زياد بن فيَّاض قال: سمعتُ أبا عِياضٍ قال:

قال عبد الله بن عَمرو: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "صُمْ من الشَّهر يومًا ولك أجْرُ ما بَقِي" قلتُ: إنِّي أُطِيقُ أكثرَ من ذلك، قال:"فصُمْ يومين ولكَ أَجْرُ ما بَقِيَ" قلتُ: إِنِّي أُطِيقُ أكثرَ من ذلك. قال: "صُمْ

(1)

ثلاثةَ أَيَّامٍ ولك أجْرُ ما بَقِيَ" قلتُ: إنِّي أُطِيقُ أكثرَ من ذلك. قال: "صُمْ أربعةَ أيَّامٍ ولك أجْرُ ما بَقِيَ" قلتُ: إنِّي أُطِيقُ أكثرَ من ذلك. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَفضَلُ الصَّوم صومُ داودَ، كان يصومُ يومًا ويُفطِرُ يومًا"

(2)

.

‌81 - باب صوم ثلاثة أيَّام من الشَّهر

2404 -

أخبرنا عليُّ بن حُجْر قال: حدَّثنا إسماعيل قال: حدَّثنا محمد بن أبي حَرْمَلة، عن عطاء بن يسار

= "ليف" لِيف النخل - بالكسر - معروف.

"قلت: يا رسول الله" أي: زِدْ لي.

"لا صومَ فوق صوم داود شَطر" قال الحافظ ابن حجر: بالرفع على القطع، أي: على تقدير المبتدأ. ويجوز المنصب على إضمار فعل. والجرُّ على البدل من: "صوم داود". ويجوز في قوله: "صيام يوم" الحركات الثلاث. ثم ظاهر الحديث أن صوم داود أفضل الصيام مطلقًا، أي: سواء بكراهة صوم الدهر أم لا، ثم الأحاديث تفيد كراهة صوم الدهر، وما جاء من تقريره صلى الله عليه وسلم لمن قال: إني رجل أسرد الصوم. لا يدلُّ على خلاف، إذ لا يلزم من السرد كونُه يصوم الدهر بتمامه، فليتأمَّل.

(1)

في (هـ) ونسخة بهامش (ك): فصم.

(2)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2724).

وسلف برقم (2394).

ص: 356

عن أبي ذرٍّ قال: أوصاني حبيبي

(1)

صلى الله عليه وسلم بثلاثةٍ

(2)

لا أدَعُهنَّ إن شاء الله تعالى أبدًا: أوصاني بصلاةِ الضُّحى، وبالوترِ قبلَ النَّوم، وبصيام ثلاثةِ أَيَّامٍ من كلِّ شهر

(3)

.

2405 -

أخبرنا محمد بن عليّ بن الحَسن قال: سمعتُ أبي قال: أخبرنا أبو حَمْزة، عن عاصم، عن الأسود بن هلال

عن أبي هريرة قال: أمرَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ: بنومٍ على وِتْر، والغُسْلِ يومَ الجمعة، وصومِ ثلاثةِ أَيَّامٍ من كلِّ شهر

(4)

.

2406 -

أخبرنا زكريَّا بن يحيى قال: حدَّثنا أبو كامل قال: حدَّثنا أبو عَوانة، عن اصم بن بَهْدَلة، عن رجلٍ، عن الأسود بن هلال

(1)

في (ر) وهوامش النسخ الأخرى: خليلي.

(2)

في (م) وهامش (ك): بثلاث، وبعدها في (ر) زيادة: أيام، وهي مقحمة.

(3)

إسناده صحيح إن كان عطاء بن يسار سمع من أبي ذر، وإلا فيكون صحيحًا لغيره.

إسماعيل: هو ابن جعفر. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2725).

وأخرجه أحمد (21518) عن سليمان بن داود الهاشمي، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.

ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (1678)، وإسناده صحيح.

(4)

إسناده حسن من أجل عاصم بن بَهْدلة، وباقي رجاله ثقات. أبو حمزة: هو السُّكَّري، واسمه محمد بن ميمون. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2726).

وأخرجه أحمد (7138) و (7180) و (7459) و (7536) و (8357) و (10111) من طريق الحسن البصري، و (10273) من طريق أبي أيوب، كلاهما عن أبي هريرة، بهذا الإسناد.

وسيرد في الرواية (2407) من طريق أبي معاوية شيبان النحوي، عن عاصم بن بهدلة، به.

وسلف برقم (2369)، وسيرد في الرواية التالية من طريق أبي عوانة، عن عاصم بن بهدلة، عن رجل، عن الأسود بن هلال، عن أبي هريرة، به. وفيه الأمر بركعتي الضحى بدل غسل الجمعة.

وسلف - بذكر ركعتي الضحى - بإسناد صحيح برقم (1678).

ص: 357

عن أبي هريرةَ قال: أمرَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بركْعَتَي الضُّحى، وأن لا أنامَ إلَّا على وِتْرٍ، وصيامِ ثلاثةِ أَيَّامٍ من كلِّ شهرٍ

(1)

.

2407 -

أخبرنا محمد بن رافع، حدَّثنا أبو النَّضر، حدَّثنا أبو معاوية، عن عاصم، عن الأسود بن هلال

عن أبي هريرةَ قال: أمرَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بنومٍ على وِتْرٍ، والغُسلِ يومَ الجمعة، وصيام ثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شهر

(2)

(3)

.

‌82 - باب ذِكْر الاختلاف على أبي عثمان في حديث أبي هريرة في صيام ثلاثة أيَّام من كلِّ شهر

2408 -

أخبرنا زكريَّا بن يحيى قال: حدَّثنا عبد الأعلى قال: حدَّثنا حمَّاد بن سَلَمة، عن ثابت، عن أبي عثمان

أن أبا هريرةَ قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "شهرُ الصَّبرِ وثلاثةُ أَيَّامٍ من كلِّ شهر صومُ الدَّهر"

(4)

.

(1)

حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (2369) سندًا ومتنًا.

(2)

هذا الحديث سقط من (ر)، واستُدرك في هامشي (ك) و (م)، وأُشير على هامشيهما إلى وجوده في "الأطراف"، وأنه سقط من بعض النسخ، وعليه في (هـ) علامة نسخة.

(3)

إسناده حسن، وقد سلف برقم (2405). أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو معاوية: هو شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2727).

وأخرجه أحمد (8384) عن أبي النضر، بهذا الإسناد.

(4)

إسناده صحيح، عبد الأعلى: هو ابن حمَّاد النَّرْسي، وثابت: هو ابن أسلم البُناني، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مَلَّ النَّهْدي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2729).

وأخرجه ابن حبان (3659) من طريق عبد الأعلى بن حماد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (7577) و (8986) و (10663) من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وينظر الحديثان الآتيان. =

ص: 358

2409 -

أخبرنا عليُّ بن الحسن اللَّانيُّ

(1)

بالكوفة، عن عبد الرَّحيم - وهو ابن سليمان - عن عاصمٍ الأحول، عن أبي عثمان

عن أبي ذرٍّ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ ثلاثةَ أَيَّامٍ من الشَّهر فلْيَصُم

(2)

الدَّهرَ كلَّه" ثُمَّ قال: صدقَ اللهُ في كتابه: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}

(3)

[الأنعام: 160].

2410 -

أخبرنا محمدُ بن حاتمٍ قال: أخبرنا حِبَّان قال: أخبرنا عبد الله، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن رجلٍ

قال أبو ذرٍّ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ صَامَ ثلاثةَ أَيَّامٍ من كلِّ شهر فقد تَمَّ صومُ الشَّهر" أو "فله صَوْمُ الشَّهر" شكَّ عاصم

(4)

.

= قال السِّندي: قوله: "شهر الصبر" هو شهر رمضان، وأصل الصبر: الحبس، فسُمِّيَ الصومُ صبرًا لما فيه من حبس النفس عن الطعام والشراب والجِماع.

(1)

في نسخة بهامش (ك): اللال.

(2)

في (هـ) وهامش (ك): فقد صام.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ أبا عثمان - وهو عبد الرحمن بن ملّ النَّهْدي - لم يسمعه من أبي ذر، بينهما رجل كما في الرواية التالية. عاصم الأحول: هو ابن سليمان. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2730).

وأخرجه أحمد (21301)، والترمذي (762)، وابن ماجه (1708) من طريقين عن عاصم الأحول، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روى شعبة هذا الحديث عن أبي شِمْر وأبي التيَّاح، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وينظر ما قبله.

ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو السالف برقمي (2392) و (2399) بإسنادين صحيحين.

قال السِّندي: قوله: "فقد صام الدهر، ثم قال: صدق

" إلخ، هذا مبنيٌّ على أنَّ رمضان لا يُحسب صومُه بعشرة، وإنما يُحسب غيرُه، وماجاء: "من أتبع رمضان ستًّا من شوال فقد صام الدهر" ونحو ذلك، مبنيٌّ على أن صوم رمضان أيضًا يحسب بعشرة، والله أعلم.

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل بين أبي عثمان وأبي ذر، وقد سلف =

ص: 359

2411 -

أخبرنا قُتيبةُ قال: حدَّثنا اللَّيث، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن سعيد بن أبي هند، أنَّ مُطَرِّفًا حدَّثه

أنَّ عثمان بن أبي العاص قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "صِيامٌ حَسَنٌ: ثلاثةُ أَيَّامٍ من الشَّهر"

(1)

.

2412 -

أخبرنا زكريَّا بن يحيى قال: أخبرنا أبو مُصعب، عن مُغيرة بن عبد الرَّحمن، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي هند

قال عثمان بن أبي العاص

نحوه، مرسل

(2)

.

2413 -

أخبرنا يوسف بن سعيد قال: حدَّثنا حجَّاج، عن شَريك، عن الحُرِّ بن صيَّاح قال:

سمعتُ ابنَ عمر يقول: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصومُ ثلاثةَ أَيَّام من كلِّ شهر

(3)

.

= الكلام عليه في الرواية السابقة. حِبَّان: هو ابن موسى المَرْوزي، وعبد الله: هو ابن المبارك. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2731).

(1)

إسناده صحيح، قتيبة: هو ابن سعيد، والليث: هو ابن سعد، ومُطَرِّف: هو ابن عبد الله بن الشِّخِّير. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2732).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل، أبو مصعب: هو أحمد بن أبي بكر الزُّهري، والمُغيرة: هو ابن عبد الرحمن المخزومي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2733).

وسلف في الذي قبله.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، ولا ضطراب إسناده كما سلف بيانه عند الرواية (2372)، وتنظر أحاديث الباب هناك. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2734).

وينظر ما بعده.

ص: 360

‌83 - باب كيف يصوم ثلاثةَ أَيَّامٍ من كلُّ شهر، وذكر اختلاف النَّاقلين للخبر في ذلك

2414 -

أخبرنا الحَسن بن محمد الزَّعفرانيُّ قال: حدَّثنا سعيد بن سُليمان، عن شَريك، عن الحُرِّ بن صيَّاح

عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانَ يصومُ ثلاثةَ أيَّامٍ من كلِّ شهر؛ يومَ الاثنين من أوَّل الشَّهر، والخميسَ الَّذي يَلِيه، ثُمَّ الخميسَ الَّذي يَلِيه

(1)

.

2415 -

أخبرنا عليُّ بن محمد بن عليٍّ قال: حدَّثنا خلف بن تميم، عن زهير، عن الحُرِّ بن الصَّيَّاح قال: سمعتُ هُنَيْدَةَ الخُزاعيَّ قال:

دخلتُ على أمِّ المؤمنين، سمعتُها تقول: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصومُ من كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أَيَّام؛ أوَّل اثنين من الشَّهر، ثُمَّ الخميسَ

(2)

، ثُمَّ الخميسَ الَّذي يَلِيه

(3)

.

2416 -

أخبرنا أبو بكر بن أبي النَّضْر قال: حدَّثني أبو النَّضْر قال: حدَّثنا أبو إسحاق الأشجعيُّ كوفيٌّ، عن عَمرو بن قيس المُلائيِّ، عن الحُرِّ بن الصَّيَّاح، عن هُنَيْدَةَ بن خالد الخُزاعيِّ

عن حفصةَ قالت: أربَعٌ لم يكُنْ يدعهُنَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: صيامَ عاشوراء والعَشْر، وثلاثة أيَّامٍ من كلِّ شهر، ورَكْعَتين قبلَ الغداة

(4)

.

(1)

حديث ضعيف لاضطرابه كما سلف بيانه عند الرواية (2372). وهو في "السنن الكبرى" برقم (2735).

وينظر ما قبله.

(2)

قوله: "ثم الخميس" ليس في (هـ).

(3)

حديث ضعيف لاضطرابه كما سلف بيانُه عند الرواية (2372). وهو في "السنن الكبرى" برقم (2736).

(4)

حديث ضعيف لاضطرابه كما سلف بيانُه عند الرواية (2372). أبو النضر: هو هاشم =

ص: 361

2417 -

أخبرني أحمد بن يحيى، عن أبي نُعَيمٍ قال: حدَّثنا أبو عَوانة، عن الحُرِّ بن الصَّيَّاح، عن هُنَيْدَةَ بن خالد، عن امرأته

عن بعض أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصومُ تِسْعًا من ذي الحِجَّة، ويومَ عاشوراء، وثلاثةَ أيَّام من كلِّ شهر؛ أوَّلَ اثنين من الشَّهر وخَمِيسَين

(1)

.

2418 -

أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثَّقفيُّ قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن قال: حدَّثنا أبو عَوانة، عن الحُرِّ بن الصَّيَّاح، عن هُنَيْدَةَ بن خالد، عن امرأته

عن بعض أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالت: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصومُ العَشْرَ، وثلاثةَ أيَّامٍ من كلِّ شهر؛ الاثنين والخَمِيسَين

(2)

(3)

.

2419 -

أخبرنا إبراهيم بن سعيد الجوهريُّ قال: حدَّثنا محمد بن فُضَيل، عن الحسن بن عُبيد الله، عن هُنَيْدَةَ الخُزاعِيِّ، عن أمِّه

عن أمِّ سلمةَ قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأمرُ بصيامِ ثلاثةِ أَيَّامٍ: أَوَّلِ خميس، والاثنين، والاثنين

(4)

.

= ابن القاسم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2737).

وأخرجه أحمد (26459)، وابن حبان (6422) من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد.

وفي الحثِّ على الركعتين قبل الغداة - يعني الضحى - سلف من حديث أبي هريرة برقم (1677)، ومن حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم برقم (2385)، ومن حديث أبي ذر برقم (2404).

(1)

حديث ضعيف لاضطرابه، وهو مكرر الحديث (2372). أبو نُعيم: هو الفضل بن دُكَين. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2738).

(2)

في النسخ: والخميس، والمثبت من هوامشها.

(3)

حديث ضعيف لاضطرابه كسابقه. عبد الرحمن: هو ابن مهدي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2739).

(4)

حديث ضعيف لاضطرابه كما سلف بيانُه عند الرواية (2372)، واختُلِفَ فيه - أيضًا =

ص: 362

2420 -

أخبرنا مَخْلَد بن الحسن قال: حدَّثنا عُبيد الله، عن زيد بن أبي أُنَيسة، عن أبي إسحاق

عن جريرِ بن عبد الله، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"صيامُ ثلاثة أيَّام من كلِّ شهر صيامُ الدَّهر، وأيَّام البيض صبيحةَ ثلاثَ عَشْرَةَ، وأربعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ"

(1)

.

= على الحسن بن عُبيد الله كما سيأتي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2740).

وقد رواه عبد الرحيم بن سليمان - فيما أخرجه أبو يعلى (6898)، والطبراني في "الكبير" 23/ (397) - عن الحسن بن عبيد الله، عن الحرِّ بن الصَّيَّاح، عن هُنَيْدَة الخُزاعي، عن امرأته، عن أم سلمة. فقال فيه: عن امرأته، بدل: عن أمه.

قال السِّندي: قوله: "يأمر بصيام ثلاثة أيام أول خميس واثنين واثنين" هذا يدلُّ على أنَّه كان يأمر بتكرار الاثنين، وقد سبق من فِعْلِه أنه كان يُكرِّر الخميس، فدلَّ المجموع على أنَّ المطلوب إيقاع صيام الثلاثة في هذين اليومين، إمَّا بتكرار الخميس، أو بتكرار الاثنين، والوجهان جائزان، والله أعلم.

(1)

إسناده صحيح إن ثبت سماع أبي إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السَّبيعي - من جرير بن عبد الله، وإلَّا فقسمه الأول صحيح لغيره، وقسمه الثاني حسن لغيره. عُبيد الله: هو ابن عمرو الرقِّي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2741).

وقوله: "صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر" يشهد له حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد سلف في الأرقام (2392) و (2397) و (2399) بأسانيد صحيحة.

وقوله: "وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة" يشهد له حديث أبي ذر الآتي برقم (2422)، وإسناده حسن.

قال السِّندي: قوله: "وأيَّام البيض" أي: أيَّام اللَّيالي البيض بوجود القمر طول الليل، وفي الحديث اختصار، مِثْل: وخيرها صيام أيام البيض، وأيام البيض كذا وكذا. وذكر بعضهم أن الحكمة في صومها أنَّه لمَّا عمَّ النورُ لياليها ناسب أن تعمَّ العبادةُ نهارَها. وقيل: الحكمة في ذلك أنَّ الكسوف يكون فيها غالبًا، ولا يكون في غيرها، وقد أمرنا بالتقرُّب إلى الله بأعمال البرِّ عند الكسوف، والله أعلم.

ص: 363

‌84 - باب ذِكْر الاختلاف على موسى بن طلحة في الخبر في صيام ثلاثة أيَّام من الشَّهر

2421 -

أخبرنا محمد بن مَعْمَر قال: حدَّثنا حَبَّان قال: حدَّثنا أبو عَوانة، عن عبد الملك بن عُمَير، عن موسى بن طلحة

عن أبي هريرة قال: جاء أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم بأرنَبٍ قد شواها، فوضعَها بينَ يدَيه، فأمسَكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فلم يأكُلْ، وأمرَ القوم أن يأكلوا، وأمسَكَ الأعرابيُّ، فقال له

(1)

النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما يمنعُكَ أن تأكل؟ " قال: إنِّي أصومُ ثلاثةَ أَيَّام من الشَّهر قال: "إِنْ كُنتَ صائمًا فَصُمِ الغُرَّ"

(2)

.

(1)

كلمة "له" ليست في (ر).

(2)

إسناده صحيح، محمد بن معمر: هو ابن رِبْعي القيسي، وحَبَّان: هو ابن هلال البصري، وأبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2742).

وأخرجه أحمد (8434) و (8560)، وابن حبان (3650) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وقال ابن حبان: سمع هذا الخبر موسى بن طلحة، عن أبي هريرة، وسمعه من ابن الحوتكية، عن أبي ذر، والطريقان جميعًا محفوظان.

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (4310).

وسيرد - بنحوه مختصرًا - بالأرقام (2422) و (2423) و (2424) من طريق يحيى بن سام، عن موسى بن طلحة، عن أبي ذر.

وسيرد - كذلك - بالأرقام (2425) و (2426) و (4311) من طرق عن موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية، عن أبي ذر.

وسيرد برقم (2427) من طريق الحكم، عن موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية، عن أُبيٍّ.

وسيرد برقمي (2428) و (2429) من طريق طلحة بن يحيى، عن موسى بن طلحة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. =

ص: 364

2422 -

أخبرنا محمد بن عبد العزيز قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن فِطْر، عن يحيى بن سام، عن موسى بن طلحة

عن أبي ذرٍّ قال: أمرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن نصومَ من الشَّهر ثلاثةَ أَيَّام البِيض: ثلاثَ عَشْرةَ، وأربعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرةَ

(1)

.

2423 -

أخبرنا عمرو بن يزيد قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن قال: حدَّثنا شعبة، عن الأعمش قال: سمعتُ يحيى بن سام، عن موسى بن طلحة

عن أبي ذرٍّ قال: أمَرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن نصومَ من الشَّهرِ ثلاثةَ أَيَّام البيضِ: ثلاثَ عَشْرَةَ، وأربعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرةَ

(2)

.

= وينظر الاختلاف فيه على موسى بن طلحة عند الدارقطني في "العلل" 2/ 226 - 230.

قال السِّندي: قوله: "فصُم الغُرَّ" أي: البيض الليالي بالقمر.

(1)

إسناده حسن، من أجل يحيى بن سام، فقد روى عنه جمع، وقال أبو داود: بلغني أنه لا بأس به، قال الآجري: وكأنَّه لم يَرْضَه. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسَّن الترمذيُّ حديثه. وبقية رجاله ثقات. فِطْر: هو ابن خليفة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2743).

وأخرجه ابن حبان (3656) عن محمد بن عبد الله بن الجنيد، عن محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (21537)، وابن حبان (3655) من طريق يحيى القطان، عن فطر بن خليفة، به.

وسيرد في الروايتين التاليتين من طريق الأعمش، عن يحيى بن سام، به.

وسيرد بالأرقام (2425) و (2426) و (4311) من طرق عن موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية، عن أبي ذر. بزيادة ابن الحوتكية في الإسناد بين موسى بن طلحة وأبي ذر، لكن وقع التصريح من موسى بسماعه من أبي ذر كما في الرواية (2424).

وسيرد - مطولًا بزيادة قصة - برقمي (2428) و (2429) من طريق طلحة بن يحيى، عن موسى بن طلحة، أنَّ رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم

فذكره مرسلًا.

وينظر ما قبله.

(2)

إسناده حسن كسابقه، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، والأعمش: هو سليمان بن =

ص: 365

2424 -

أخبرنا عَمرو بن يزيد قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن قال: حدَّثنا شعبة، عن الأعمش قال: سمعتُ يحيى بن سام، عن موسى بن طلحة قال:

سمعتُ أبا ذرٍّ بالرَّبَذَةِ قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صُمْتَ شيئًا من الشَّهر، فصُمْ ثلاثَ عَشْرةَ، وأربعَ عَشْرةً، وخَمْسَ عَشْرَةَ"

(1)

.

2425 -

أخبرنا محمد بن منصور، عن سفيان، عن بيان بن

(2)

بشر، عن موسى بن طلحة، عن ابن الحَوْتَكِيَّة

عن أبي ذرٍّ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لرجل:"عليك بصيامِ ثَلاثَ عَشْرَةَ، وأربعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ"

(3)

.

= مهران. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2744).

وأخرجه أحمد (21437)، والترمذي (761) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.

وسيكرر في الرواية التالية.

(1)

إسناده حسن، وهو كسابِقَيه.

(2)

في هامش (ك): أبي (نسخة)، وكلاهما صحيح.

(3)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن الحوتكية، فقد تفرَّد بالرواية عنه موسى بن طلحة، ثم إنَّه وقع وهَمٌ فيه نبَّه عليه المصنِّف عَقِبَه، والاثنان المُصحَّفان إلى بيان هما: محمد بن عبد الرحمن بن عبيد القرشي مولى آل طلحة، وهو ثقة، وحكيم بن جُبير، وهو ضعيف، وسيأتي في الرواية التالية. سفيان: هو ابن عُيينة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2745).

وأخرجه أحمد (21334) عن سفيان قال: سمعناه من اثنين أو ثلاثة؛ حدَّثنا حكيم بن جُبير، عن موسى بن طلحة، بهذا الإسناد.

ثم أخرجه (21335) عن سفيان فقال: حدَّثنا اثنان، عن موسى بن طلحة: محمد بن عبد الرحمن وحكيم، به.

وسيرد - مطولًا بزياة قصة الأعرابي ومجيئه إلى النبي صلى الله عليه وسلم برقم (4311) من طريق محمد وحكيم قرن بهما عمرو بن عثمان، ثلاثتهم عن موسى بن طلحة، به. =

ص: 366

قال أبو عبد الرَّحمن: هذا خطأ، ليس من حديث بيان، ولعلَّ سفيانَ قال: حدَّثنا اثنان، فسقط

(1)

الألف، فصارَ بيان.

2426 -

أخبرنا محمد بن المثنَّى قال: حدَّثنا سفيان قال: حدَّثنا رجلان: محمدٌ وحَكيمٌ، عن موسى بن طلحة، عن ابن

(2)

الحَوْتَكِيَّة

عن أبي ذرٍّ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمرَ رجلًا بصيام ثلاثَ عَشْرَةَ، وأربعَ عَشْرَةَ، وخَمْسَ عشرة

(3)

.

2427 -

أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم، عن بكر، عن عيسى، عن محمد، عن الحكم، عن موسى بن طلحة، عن ابن الحَوْتَكِيَّة قال:

قال أُبيٌّ: جاءَ أعرابيٌّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أرنَبٌ قد شواها وخُبْزٌ، فوضعَها بينَ يَدَي النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قال: إنِّي وجَدْتُها تَدْمى

(4)

. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه

(5)

: "لا يضرُّ، كُلوا"

(6)

وقال للأعرابي: "كُل" قال: إِنِّي صائم. قال: "صَوْمُ ماذا؟ " قال: صَوْمُ

(7)

ثلاثةِ أيَّام من الشَّهر. قال: "إنْ كنتَ صائمًا فعليكَ بالغُرِّ البيضِ: ثلاثَ عَشْرةَ، وأربعَ عَشْرَةَ، وخَمْسَ عَشْرَةَ"

(8)

.

= وقد سلف في الروايات الثلاث السابقة عن موسى بن طلحة، عن أبي ذر، دون ذكر ابن الحوتكية في الإسناد.

(1)

في (م): فأسقط.

(2)

في (هـ): أبي.

(3)

حديث حسن سلف الكلام عليه في الرواية السابقة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2746).

(4)

في (م) ونسخة بهامش (ك): وجدت بها دمًا.

(5)

كلمة "لأصحابه" ليست في (ك) و (م).

(6)

بعدها في (م) زيادة: فأكلوا.

(7)

في (ر): أصوم.

(8)

صحيح بقصة الأعرابي ومجيئه بالأرنب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون قوله: إني وجدتها =

ص: 367

قال أبو عبد الرَّحمن: الصَّواب: عن أبي ذرٍّ، ويُشبه أن يكون وقع من الكتَّاب "ذرّ" فقيل:"أُبَيٌّ".

2428 -

أخبرنا عَمرو بن يحيى بن الحارث قال: حدَّثنا المُعافى بن سليمان قال: حدَّثنا القاسم بن مَعْن، عن طلحة بن يحيى بن طلحة

عن موسى بن طلحة أنَّ رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم بأرنَبٍ، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم مدَّ يدَه إليها، فقال الَّذي جاء بها: إنِّي رأيتُ بها دمًا. فكفَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يدَه، وأمرَ القومَ أن يأكلوا، وكان في القوم رجلٌ مُنْتَبِذٌ، فقال له

(1)

النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما لك؟ " قال: إنِّي صائم. فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "فهلَّا ثلاثَ البيضِ: ثلاثَ عَشْرَةَ، وأربعَ عَشْرةَ، وخَمْسَ عَشْرَةَ"

(2)

.

= تدمي

إلى قوله: "لا يَضر، كلوا"، وحسن بتعيين الأيام البيض، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد: وهو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ولجهالة ابن الحوتكية: واسمه يزيد، ووقع وَهمٌ نبَّه عليه المصنِّف عقبه. بكر: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله ابن أبي ليلى، وعيسى: هو ابن المختار بن عبد الله ابن أبي ليلى، والحكم: هو ابن عُتيبة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2747).

والقسم الصحيح منه سلف برقم (2421)، وينظر الكلام عليه هناك.

والقسم الحسن سلف برقم (2422).

قال السِّندي: قوله: "وجدتُها تَدْمى" كترضى، أي: تحيض.

(1)

كلمة "له" من (ر) و (م).

(2)

صحيح لغيره بقصة الأعرابي ومجيئه بالأرنب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون قوله: إني رأيت بها دمًا، وحسن بتعيين الأيام البيض، وهذا إسناد رجاله ثقات - غير المعافى بن سليمان وطلحة بن يحيى فهما صدوقان حسَنا الحديث - إلَّا أنَّه مرسل. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2748).

وقال الدارقطني في "العلل" 4/ 205: رواه أبو الأحوص، عن طلحة بن يحيى، عن موسى بن طلحة، عن طلحة. ويرويه غيره عن طلحة بن يحيى، عن موسى بن طلحة مرسلًا.

والقسم الحسن سلف برقم (2422).

والقسم الصحيح لغيره يشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (2421) بإسناد صحيح.

ص: 368

2429 -

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم قال: حدَّثنا يَعلى، عن طَلحة بن يحيى

عن موسى بن طلحة قال: أُتِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأرنَبٍ قد شواها رجلٌ، فلمَّا قدَّمها إليه قال: يا رسولَ الله إنِّي قد رأيتُ بها دَمًا. فتركَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فلم يأكُلْها، وقال لِمَنْ عِنْدَه:"كُلوا، فإنِّي لو اشتهَيْتُها أَكَلْتُها" ورجلٌ جالِسٌ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"ادْنُ فكُلْ مع القوم" فقال: يا رسولَ الله، إنِّي صائم. قال:"فهلًا صُمْتَ البِيضَ" قال: وما هُنَّ؟ قال: "ثلاثَ عَشْرَةَ، وأربعَ عَشْرَةَ، وخَمْسَ عَشْرَةَ"

(1)

.

2430 -

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدَّثنا خالد، عن شعبة قال: أخبرنا أنس بن سيرين، عن رجلٍ يُقال له: عبد الملك يُحدِّث

عن أبيه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرُ بهذه الأيَّامِ الثَّلاثِ البِيضِ، ويقول:"هُنَّ صِيامُ الشَّهر"

(2)

.

(1)

صحيح لغيره بقصة الأعرابي ومجيئه بالأرنب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون قوله: إني قد رأيت بها دمًا، وحسن بتعيين الأيام البيض، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّه مرسل. يعلى: هو ابن عُبيد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2749).

وسلف في الحديث الذي قبله.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الملك، وقد اختُلِفَ في تسميته كما سيأتي، والصواب أنَّ اسمه عبد الملك بن قَتادة بن مِلْحان، قال علي ابن المديني: لم يَرْوِ عنه غير أنس بن سيرين. وذكره ابن حبان في "ثقاته"! قال البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 185: روى همَّام عن أنس بن سيرين، عن عبد الملك بن قتادة، عن أبيه، وقال أبو الوليد: وهم شعبةُ فيه، فقال: عبد الملك بن المنهال. وقال ابن ماجه عقب الحديث (1707)(طبعة عبد الباقي): أخطأ شعبة، وأصاب همَّام. قلت: بل إنَّ شعبة اضطرب في تسميته، ذكر ذلك الحافظ المزي في "التحفة"(11071)، فتارة يقول كما في هذه الرواية: عن رجل يقال له: عبد الملك، ولم =

ص: 369

2431 -

أخبرنا محمد بن حاتم قال: أخبرنا حِبَّانُ قال: أخبرنا عبد الله، عن شعبة، عن أنس بن سيرين قال: سمعتُ عبد الملك بن أبي المِنْهالِ يُحَدِّثُ

عن أبيه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمرَهم بصيام ثلاثةِ أَيَّامِ البِيضِ، قال:"هنَّ صَوْمُ الشَّهر"

(1)

.

2432 -

أخبرنا محمد بن مَعْمَر قال: حدَّثنا حَبَّانُ قال: حدَّثنا هَمَّامٌ قال: حدَّثنا أنس بن سيرين قال: حدَّثني عبد الملك بن قُدامة بن مِلْحانَ

عن أبيه قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأمرُنا بصَومِ

(2)

أَيَّام اللَّيالي الغُرِّ البِيضِ: ثلاثَ عَشرةَ، وأربعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ

(3)

.

= ينسبه. وتارة يقول كما في الرواية التالية: عن عبد الملك بن أبي المنهال. وتارةً يقول كما سيأتي في التخريج: عن عبد الملك رجل من بني ثعلبة بن قيس. وينظر الاختلاف في تسميته في "تهذيب الكمال" في ترجمة: عبد الملك بن قتادة بن مِلْحان. وباقي رجال الإسناد ثقات، خالد: هو ابن الحارث الهُجَيمي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2750).

وأخرجه أحمد (17513) و (20319) و (20321)، وابن ماجه (1707)، وابن حبان (3651) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وفي رواية أحمد (20319): عبد الملك رجل من بني ثعلبة بن قيس، ورواية الباقين: عبد الملك بن المنهال. قال ابن حبان: المنهال: هو ابن مِلْحان القيسي، له صحبة، وليس في الصحابة منهالٌ غيرُه!.

وسيرد في الروايتين التاليتين.

وتنظر شواهده في "مسند أحمد"(17513).

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية السابقة، حِبَّان: هو ابن موسى المَرْوزي، وعبد الله: هو ابن المبارك. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2751).

(2)

في (ر) و (هـ): بصيام.

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه عند الرواية (2430)، حَبَّان: هو ابن هلال البصري، وهمَّام: هو ابن يحيى العَوْذي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2752).

وأخرجه ابن ماجه (1707) عن إسحاق بن منصور، عن حبان بن هلال، بهذا الإسناد.

وفيه: عبد الملك بن قتادة بن مِلْحان. =

ص: 370

‌85 - باب صوم يومين من الشَّهر

2433 -

أخبرنا عَمرو بن عليٍّ قال: حدَّثني سيف بن عُبيد الله - من خيار الخلق - قال: حدَّثنا الأسود بن شيبان، عن أبي نَوْفَل بن أبي عَقْرَب

عن أبيه قال: سألت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الصَّوم، فقال:"صُمْ يومًا من الشَّهر" قلتُ: يا رسولَ الله، زِدْني

(1)

. قال: "تقولُ: يا رسولَ الله، زِدْني، يَومَين من كلِّ شهر" قلت: يا رسول الله، زِدْنِي زِدْنِي، إِنِّي أَجِدُني قويًّا. فقال:"زِدْني زِدْني، أجِدُني قويًّا"، فسكتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه ليَرُدُّني

(2)

، قال:"صُمْ ثلاثةَ أَيَّام من كلِّ شهر"

(3)

.

2434 -

أخبرنا عبد الرَّحمن بن محمد بن سَلَّامٍ قال: حدَّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا الأسود بن شيبان، عن أبي نَوْفَل بن أبي عَقْرَب

عن أبيه، أنَّه سألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الصَّوم، فقال:"صُمْ يومًا من كلِّ شهر" واستزاده، قال: بأبي أنتَ وأُمِّي، أجِدُني قويًّا، فزادَه، قال: "صُمْ يَومَينِ

= وأخرجه أحمد (17514) و (20316) و (20320)، وأبو داود (2449) من طرق عن همام، به.

وفي روايات أحمد: عبد الملك بن قتادة بن ملحان، وفي رواية أبي داود: ابن مِلْحان القيسي. قال المزِّي في "التحفة": يشبه أن يكون نسبه إلى جدِّه.

(1)

بعدها في (م) و (هـ) هنا وفي الموضع الآتي زيادة: زدني.

(2)

المثبت من (ر) و (هـ) وفوقها في (م)، وفي (ك): إنه ليزيدني، وفي (م) وهامش (ك): لن يزيدني، وفي هامش (هـ): ليس ليزيدني.

(3)

إسناده صحيح. وهو في "السنن الكبرى" برقم (2753).

وأخرجه أحمد (19051) و (20663)، من طريقين عن الأسود بن شيبان، بهذا الإسناد.

وسيرد في الرواية التالية.

ص: 371

من كلِّ شهر" فقال: بأبي أنتَ وأُمِّي يا رسولَ الله، إِنِّي أَجِدُني قويًّا. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي أجِدُني قويًّا، إنِّي أجِدُني قويًّا" فما كادَ أن يزيدَه، فلمَّا أَلَحَّ عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صُمْ ثلاثةَ أَيَّامٍ من كلِّ شهر"

(1)

.

آخر كتاب الصِّيام

(2)

* * *

(1)

إسناده صحيح، وهو في "السنن الكبرى" برقم (2754).

وأخرجه أحمد (20662) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وسلف في الرواية السابقة.

(2)

في (ر) و (هـ): آخر ما عند الشيخ من الصِّيام، والحمد لله ربّ العالمين، وفي (ك): آخر ما كان عند الشيخ من الصيام، والله سبحانه وتعالى أعلم، والمثبت من (م).

ص: 372