الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
295 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا مَنْصُورٌ
(1)
، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:((الصِّيَامُ عَشَرَةُ أَيَّامٍ، وَالصَّدَقَةُ عَلَى عَشَرَةِ مَسَاكِينَ، وَالنُّسُكُ شَاةٌ فصاعدًا)).
296 -
حدثنا سعيد، [ل 115/ب] قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي لَيْلَى
(2)
، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: نَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَار، أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ ابْنَ كَعْبِ بْنِ عُجْرَة: مَا صَنَعَ أَبُوكَ فِي الْأَذَى الَّذِي أَصَابَهُ؟ قَالَ: ذبح بقرة.
(1)
هو ابن زاذان.
[295]
سنده صحيح، وصححه الحافظ ابن حجر في "الفتح"(4/ 16) بعد أن عزاه للمصنف سعيد بن منصور.
وأخرجه ابن حزم في "المحلى"(7/ 317) من طريق المصنِّف، وصححه.
ثم أخرجه أيضًا من طريق شعبة، عن قتادة، عن الحسن وعكرمة.
وأخرجه أيضًا من طريق أيوب السختياني، عن نافع وعكرمة.
وصحح ابن حزم هذه الأخبار كلها.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4/ 72 - 73 رقم 3374 و 3375) من طريق أشعث عن الحسن، به نحوه وفيه زيادة، ومن طريق شعبة، عن قتادة، عن الحسن وعكرمة، {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} قال: إطعام عشرة مساكين.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" في القسم الأول من الجزء الرابع (ص 249 رقم 1637) من طريق عبد الأعلى، عن يونس، عن الحسن، به نحوه.
ووافق الحسن البصري على قوله هذا: عكرمة ونافع كما سبق، وقال ابن عبد البر:((لم يقل بذلك أحد من فقهاء الأمصار)). اهـ. من الموضع السابق من "فتح الباري".
(2)
هو محمد بن عبد الرحمن، تقدم في الحديث [186] أنه صدوق سيء الحفظ جدًّا. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= [296] سنده ضعيف، ومتنه منكر.
أما سنده فضعيف لضعف مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي ليلى من قبل حفظه، وللانقطاع بين سليمان بن يسار وعمر بن الخطاب، فسليمان إنما ولد بعد وفاة عمر، فولادته قبل سنة سبع وعشرين، وقيل سنة أربع وعشرين للهجرة كما في "التهذيب"(4 /229 - 230) .
وبه أعله ابن حزم في "المحلى"(7 / 317) حيث قال: ((سليمان لم يدرك عمر)) ، ومما يزيده ضعفًا الاختلاف الشديد على نافع في هذا الحديث كما سيأتي.
وأما متن الحديث فمنكر لمخالفته للأحاديث الصحيحة، ومنها الحديث المتقدم برقم [289] وفيه يقول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لكعب:((هل تجد من نسيكة؟)) قال كعب: قُلْتُ: لَا - وَهِيَ شَاةٌ -، قَالَ: ((فصم
…
)) الحديث.
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح"(4 / 18) بعد أن ذكر طرق هذا الحديث:
((وقد عارضها ما هو أصح منها من أن الذي أُمِر به كعب وفَعَلَه في النُّسُك إنما هو شاة)) .
وقول الحافظ: ((وفَعَلَه)) استدلّ له بما سيأتي في الحديث الآتي بعد هذا من قول أبي هريرة رضي الله عنه: ((أَنَّ كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ ذَبَحَ شَاةً فِي الْأَذَى الَّذِي أَصَابَهُ)) ، وسنده ضعيف كما سيأتي.
ومع هذا فهو معارِض لما تقدم من أن كعبًا لم يجد نسكًا.
وقد اعتمد ابن بطّال على رواية نافع عن سليمان بن يسار هذه، فقال:((أخذ كعب بأرفع الكفارات، ولم يخالف النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فيما أمره به من ذبح الشاة، بل وافق وزاد، ففيه: أن من أُفتي بأيسر الأشياء فله أن يأخذ بأرفعها كما فعل كعب)) . انظر: "فتح الباري"(4 / 18 - 19) .
وأما رواية المصنف هذه فذكرها للحافظ في الموضع السابق من "الفتح" وعزاها للمصنف.
وأخرجه ابن حزم في "المحلى"(7 / 317) من طريق نافع، به نحوه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد اختلف في هذا الحديث على نافع، وروي من غير طريقه كما سيأتي.
أما الاختلاف على نافع، فإن ابن أبي ليلى رواه عنه، عن سليمان بن يسار كما هنا.
وبعضهم رواه عنه، عن رجل من الأنصار، ورفعه.
أخرجه أبو داود في "سننه"(2 / 432 رقم 1859) في المناسك، باب: في الفدية، من طريق قتيبة بن سعيد، عن الليث - وهو ابن سعد -، عن نافع، أن رجلاً من الأنصار أخبره، عن كعب بن عجرة - وكان قد أصابه في رأسه أذى فحلق -، فأمره النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أن يهدي هديًا: بقرة.
وهذا مع مخالفته لما تقدم ويأتي عن نافع، ففيه هذا الرجل المجهول من الأنصار.
وأخرجه ابن حزم في "المحلى"(7 / 316)، وأعله بقوله:((وهذا مرسل، عن مجهول)) .
ورواه بعضهم عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
فأخرجه عبد بن حميد كما في الموضع السابق من "الفتح".
والطبراني في "الكبير"(19 / 104 رقم 209) .
وابن حزم في "المحلى"(7 / 317) .
ثلاثتهم من طريق أبي مَعْشَر نَجيح بن عبد الرحمن، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة:((لعلك آذاك هوام رأسك)) قال: نعم يا رسول الله، قال:((احلق رأسك، واهد بقرة، أشْعِرْها أو قَلِّدْها)) ، واللفظ للطبراني.
وأبو معشر تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف، وبه أعلّ ابن حزم الحديث حيث قال:((أبو معشر ضعيف)) .
لكن تابعه عبد الوهاب بن بُخْت عند الطبراني في الموضع السابق رقم (210) . ورواه بعضهم عن نافع، عن سليمان بن محمد بن كعب بن عجرة.
أخرجه ابن حزم في "المحلى"(7 / 316) من طريق عبد الرزاق، عن عبد الله =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن عمر، عن نافع، عن سليمان بن محمد بن كعب بن عجرة: أن كعبًا ذبح بقرة بالحديبية.
قال ابن حزم: ((عبد الله بن عمر ضعيف جدًّا)) .
فهذه روايات متعارضة تدل على أن الحديث عن نافع مضطرب.
فإن قيل: لا يحكم بالاضطراب إلا إذا تساوت في القوة، وهذه بعضها ضعيف.
فالجواب: أن طريق الليث بن سعد عند أبي داود وغيره، وطريق عبد الوهاب ابن بخت عند الطبراني صحيحة إلى نافع، وتؤيّدها رواية المصنِّف هنا، ولا يمكن ترجيح بعضها على بعض، وهذا يؤكد الاضطراب الذي أشار إليه الحافظ ابن حجر في الموضع السابق من "الفتح" حيث قال:((فهذه الطرق كلها تدور على نافع، وقد اختلف عليه في الواسطة الذي بينه وبين كعب، وقد عارضها ما هو أصح منها؛ من أن الذي أُمر به كعب وفَعلَهُ في النسك إنما هو شاة، وروى سعيد بن منصور وعبد بن حميد من طريق المقبري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ كَعْبَ بن عجرة ذبح شاة لأذى كان أصابه، وهذا أصوب من الذي قبله، ثم ذكر قول ابن بطّال السابق، ثم تعقبه بقوله: ((قلت: هو فرع ثبوت الحديث، ولم يثبت؛ لما قَدَّمْتُه)) ، - يعني حديث نافع -.
وقد روي الحديث من غير طريق نافع.
رواه مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عن سليمان بن محمد بن كعب أن عمر سأل كعبًا: فقال: أي شيء افتدى كعب حين حلق رأسه؟ قال: ذبح بقرة.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(19 / 150- 151 رقم 329) من طريق أيوب بن موسى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حبان.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير"(4 / 35) .
والطبراني أيضًا برقم (330) .
كلاهما من طريق محمد بن إسحاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حبان، به، لكن اسم الراوي عند الطبراني في الموضع الثاني:((سليمان بن كعب بن عجرة)) . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه ابن حزم في "المحلى"(7 / 316 - 317) من طريق إسماعيل بن أمية عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حبان، أن رجلاً أصابه مثل الذي أصاب كعب بن عجرة، فسأل عمر ابنًا لكعب بن عجرة عما كان أبوه ذبح بالحديبية في فدية رأسه؟
فقال: بقرة.
قال ابن حزم: ((محمد بن يحيى لم يدرك عمر)) .
وذكر الحافظ ابن حجر سليمان بن كعب هذا في "لسان الميزان"(3 / 102 - 103) وقال: ((وقع فيه خَبْط لأبي محمد بن حزم في "المحلى")) ، ثم ذكر قول ابن حزم السابق، ثم تعقبه بقوله: ((وهو كذلك إن كان المراد عمر بن الخطاب، لكن يقوى عندي أنه عمر بن عبد العزيز، وإلا فأين كعب بن عجرة حتى كان عمر يسأل ولده، وقد أقام بالمدينة النبوية بعد عمر نحوًا من أربعين سنة. وقد وجدت الحديث في الطبراني
…
)) ، ثم ذكره، ثم قال:((فهذا هو الحديث، وسليمان لا أعرف حاله، سواء كان هو ابن كعب، أو ابن ابنه، والله اعلم)) .
قلت: ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(4 / 138 رقم 606)، فقال: (سليمان بن محمد بن كعب بن عجرة الأنصاري السلمي، روى عن عمته زينب بنت كعب، روى عنه مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ وعبد الله بن عبد الرحمن أبو طوالة
…
، سئل أبو زرعة عن سليمان بن محمد بن كعب بن عجرة روى عن ابن عباس، فقال: مديني ثقة)) . اهـ.
ومن خلال ما تقدم مما ذكره ابن أبي حاتم يظهر أن سليمان لم يرو عن جده كعب، وإلا لذُكر ذلك عنه، ويبعد أن يكون سمع من عمر، فيتلخَّص من كل ما تقدم:
1-
أن حديث نافع مضطرب سندًا، منكر متنًا.
2-
أن حديث سليمان بن محمد بن كعب ضعيف سندًا حتى يثبت اتّصاله، ومتنه منكر أيضًا لمخالفته لما تقدم ذكره من الأحاديث، وانظر ما كتبه الشيخ حمدي بن عبد المجيد السلفي في حاشيته على الموضع السابق من "معجم الطبراني"، والله أعلم.
297 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشيم، قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ
(1)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُريرة، أَنَّ كَعْبَ بْنَ عُجْرَة ذَبَحَ شَاةً في الأذى الذي أصابه.
(1)
محمد بن خالد القرشي مجهول لم يرو عنه سوى هشيم، وروى هو عن عطاء، ابن أبي رباح وداود بن الحصين وسعيد المقبري، ذكره البخاري في "تاريخه"(1/ 73 رقم 186) وسكت عنه، وبيض له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(7/ 242 رقم 1330)، وقال ابن القطان:((لا يعرف ولا روى عنه غيره)) - يعني غير هشيم -، وقد ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 377 - 378)، وقال:((محمد بن خالد بن سلمة المخزومي أخو عكرمة بن خالد، يروي عن أبيه والمقبري، روى عنه عبد الله بن أبي الأسود، وهو الذي روى عنه هشيم، وقال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ المقبري))، قال الحافظ ابن حجر:((ذكره ابن حبان في "الثقات"، وسمى جده سلمة، وزعم أنه أخو عكرمة بن خالد، وقال: روى عنه عبد الله بن أبي الأسود، قلت: لكن فرق بينهما البخاري، وابن أبي حاتم وهو الصواب)). اهـ. من "التهذيب"(9/ 146 رقم 204)، وانظر:"التقريب"(ص 476 رقم 5852).
[297]
سنده ضعيف لجهالة محمد بن خالد القرشي، ومتنه منكر لمخالفته للأحاديث الصحيحة ومنها الحديث المتقدم برقم [289] وفيه يقول صلى الله عليه وسلم لكعب:((هل تجد من نسيكة؟)) قال: كعب: قُلْتُ لَا - وَهِيَ شَاةٌ -، قَالَ: ((فصم
…
)) الحديث.
فهذا الحديث يدل على أن كعبًا لم يجد ما يذبحه، فكيف يقال هنا: أَنَّ كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ ذَبَحَ شَاةً فِي الْأَذَى الَّذِي أَصَابَهُ؟!
وقد ذكر الحافظ ابن حجر هذا الحديث في "فتح الباري"(4/ 13 و 18) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد.
وأخرجه البخاري في الموضع السابق من "تاريخه" من طريق عمرو بن محمد، =
298-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:{فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} ، قال: الشاة، حتى القُيُود.
= عن هشيم، قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ سعيد المقبري: ذبح كعب بن عجرة شاة. قال: محمد - يعني البخاري -: يعني في فدية الرأس.
قلت: كذا جاء في "تاريخ البخاري" في قول سعيد المقبري، فلست أدري أهو سقط من النسخ، أم اختلاف على هشيم؟
وقال الحافظ ابن حجر في الموضع السابق من "الفتح"(4 / 18) : ((وروى سعيد بن منصور وعبد بن حميد من طريق المقبري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ كَعْبَ بن عجرة ذبح شاة لأذى كان أصابه، وهذا أصوب من الذي قبله)) . اهـ.
ويعني الحافظ بقوله: ((أصوب من الذي قبله)) الحديث السابق وفيه أن الذي ذبحه كعب في فدية الأذى: بقرة.
ولا يعني هذا أن الحافظ صحح حديث أبي هريرة هذا، وإنما ذكر أنه أصوب من ذكر البقرة، بدليل أنه ذكره قبل هذا (ص13) مع جملة من الأحاديث، ثم قال:((بقية الطرق التي ذكرتها لا تخلو عن مقال، إلا طريق أبي وائل)) .
[298]
سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير والطبراني في "تفسيره"(4 / 29 رقم 3257) ، من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن يحيى بن سعيد، به نحوه.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"، في القسم الأول من الجزء الرابع (ص98 رقم 645) من طريق أبي خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد، به بلفظ:((كان ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: مَا اسْتَيْسَرَ من الهدي شاة)) ، وفيه زيادة بذكر قول عائشة وابن عمر رضي الله عنهما، وسيأتي في الحديث بعده.
وأخرجه البيهقي في "سننه"(5 / 24) في الحج، باب: ما استيسر من الهدي، طريق موسى بن عقبة، عن القاسم، عن ابن عباس:(مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= شاة هديًا بالغ الكعبة.
وله طرق أخرى عن ابن عباس غير طريق القاسم.
فأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(4 / 28 - 29 رقم 3249 و 3255 و 3258) من طريق زُرَارَة بن أَوْفى وعلي بن أبي طلحة وعكرمة، ثلاثتهم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:{فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} شاة.
زاد بن أبي طلحة: ((فما فوقها)) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" في القسم الأول من الجزء الرابع (ص97 - 98 رقم 642) .
وابن جرير (4 / 27 رقم 3240) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 130 / أ) .
ثلاثتهم من طريق حبيب بن أبي ثبات، عن سعيد بن جبير، ابن عباس، قال:{مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} : شَاةٌ.
وتقدم في الحديث [287] من طريق إبراهيم النخعي، عن علقمة، وهو حديث طويل، وفيه يقول علقمة: فَإِنْ هُوَ رَجَعَ مُتَمَتِّعًا فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ كَانَ عَلَيْهِ مَا استيسر من الهدي: شاة.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: هَكَذَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي هَذَا الحديث كله.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (4 / 29 رقم 3260) من طريق عبد الله بن عبيد بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عباس: الهدي شاة، فقيل له: أيكون دون البقرة؟ قال: فأنا أقرأ عليكم من كتاب الله ما تدرون به أن الهدي شاة. ما في الظبي؟ قالوا: شاة، قال:{هَدْيًا بَالِغَ الكَعْبَةِ} [الآية (90) من سورة المائدة] .
وسيأتي [300 و 302 و 310 و 311 و 312 و 316 و 317 و 318 و 319] من طرق أخرى عن ابن عباس.
قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره"(1 / 231 - 232) بعد أن ذكر قول ابن عباس: ((وكذا قال عطاء ومجاهد وطاوس وأبو العالية ومحمد بن علي بن الحسين =
299 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ (عَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ)
(1)
: {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} قَالَا: ((النَّاقَةُ دُونَ النَّاقَةِ، وَالْبَقَرَةُ دون البقرة)).
= وعبد الرحمن بن القاسم والشعبي والنخعي والحسن وقتادة والضحاك ومقاتل ابن حيان وغيرهم، وهو مذهب الأئمة الأربعة
…
))، ثم ذكر ما سيأتي من قول ابن عمر وعائشة ومن وافقهما: أن (مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ) الإبل والبقر، ثم قال: ((والظاهر أن مستند هؤلاء فيما ذهبوا إليه قصة الحديبية، فإنه لم ينقل عن أحد منهم أنه ذبح في تحلله ذلك شاة، وإنما ذبحوا الإبل والبقر
…
)). اهـ.
(1)
في الأصل: ((ابن عباس))، وأظن الناسخ الْتبس عليه إسناد الحديث السابق بإسناد هذا الحديث، فكلاهما من رواية المصنف، عن هشيم، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ القاسم بن محمد، مع الاختلاف في صحابي الحديث، والتصويب من مصادر التخريج، وما تضمنه الحديث هو قول عائشة وابن عمر، وأما ابن عباس فتواتر عنه خلافه كما سبق في الحديث قبله، ويدل عليه قوله هنا:((قالا))، ولو كان عن ابن عباس لقال:((قال)).
[299]
سنده صحيح، وقوّى سنده الحافظ ابن حجر في "الفتح"(3/ 535) بعد أن عزاه للطبري، وابن أبي حاتم فقط.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"، في القسم الأول من الجزء الرابع (ص 97 و 98 رقم 638 و 645).
وابن جرير الطبري في "تفسيره"(4/ 31 رقم 3277).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 130 / أ).
أما ابن أبي شيبة فمن طريق عبدة وأبي خالد الأحمر، وأما ابن جرير فمن طريق عبد الوهاب الثقفي، وأما ابن أبي حاتم فمن طريق أبي خالد الأحمر، ثلاثتهم عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ القاسم عن عائشة وابن عمر أنهما كانا لا يريان ما استيسر من الهدي إلا من الإبل والبقر. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هذا لفظ ابن أبي حاتم، ونحوه لفظ ابن أبي شيبة وابن جرير، إلا أن ابن أبي شيبة زاد:((كان ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: {مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} شاة)) ، وهذا سبق تخريجه في الحديث السابق.
وأخرجه ابن جرير أيضًا في (3272) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب السختياني، عن القاسم، عن ابن عمر:{مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} ناقة أو بقرة، فقيل له:{مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} ؟ قال: النَّاقَةُ دُونَ النَّاقَةِ، وَالْبَقَرَةُ دُونَ البقرة.
وأخرجه أيضًا برقم (3276) من طريق ابن عليّة، عن أيوب، عن القاسم، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ:{فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} قال: الإبل والبقر.
وأخرجه البيهقي في "سننه"(5 / 24) في الحج، باب: ما استيسر من الهدي، من طريق موسى بن عقبة، عن القاسم، عن ابن عمر وحده، به نحو سابقه.
وللحديث طرق أخرى عن ابن عمر غير طريق القاسم.
فأخرجه مالك في "الموطأ"(1 / 386 رقم 160) في الحج، باب: ما استيسر من الهدي، عن نافع، أن عبد الله بن عمر كان يَقُولُ:{مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} بدنة أو بقرة.
وأخرجه ابن جرير (4 / 31 رقم 3272 و 3275) من طريق عبد الوهاب الثقفي وإسماعيل بن علية، كلاهما عن أيوب السختياني، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ وحده مثل لفظ المصنف.
وأخرجه أيضًا برقم (3270) من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، به نحو سابقه.
وأخرجه أيضًا برقم (3281 و 3283) من طريق أبي معشر وأسامة بن زيد، كلاهما عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قال:{مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} ، قال: بدنة أو بقرة، فأما شاة فإنما هي نسك.
هذا لفظ أبي معشر، وأما أسامة فلفظه:{مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} : بقرة. =
300 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ طاوُس
(1)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:((قَدْ يَسْتَيْسِرُ عَلَى الرَّجُلِ الجَزُورُ والجَزُوران)).
301 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(2)
، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ
(3)
، عَنْ أَبِيهِ
(4)
، عَنْ عَلِيٍّ:{فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} قال: ((شاة)).
= وللحديث طرق أخرى عن ابن عمر وحده، وستأتي برقم [313 و 314 و 315 و 316 و 317]، وانظر ما سيأتي عن عائشة برقم [310]؛ حيث ورد عنها خلاف ما هنا، لكنه لم يصح، والله أعلم.
(1)
هو عبد الله بن طاوُس.
[300]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 512) وعزاه للمصنِّف ووكيع وسفيان بن عيينة، وعبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 130 / أ) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ:{فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} - قال: كَلٌّ بَقَدْرِ يَسَارَتِه.
(2)
هو الدَّرَاوَردي، تقدم في الحديث [69] أنه صدوق، إلا في روايته عن عبيد الله العُمري، فإنها منكرة.
(3)
هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو عبد الله، المعروف بالصّادق، روى عن أبيه ومحمد بن المنكدر وعطاء بن أبي رباح وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد ونافع والزهري وغيرهم، روى عنه شعبة والسفيانان ومالك وابن جريج وأبو حنيفة ووهيب بن خالد ويحيى القطان وعبد العزيز بن محمد الدَّاوَرْدي وغيرهم، وهو ثقة فقيه إمام، وثقه الشافعي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والنسائي، وقال ابن معين:((ثقة مأمون)) ، وقال أبو حاتم:((ثقة لا يسأل عن مثله)) ، وسئل أبو زرعة عَنْ: جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه: وسهيل بن أبي صالح، عن أبيه، و: العلاء، عن أبيه، أيما أصح؟ قال: لا يقرن جعفر إلى هؤلاء - يريد: جعفر أرفع من هؤلاء في كل معنى -.
وقد تكلم بعضهم في جعفر بن محمد بكلام لا يعتدّ به عند تمييزه. فقيل لأبي بكر بن عياش: مالَك لم تسمع من جعفر وقد أدركته؟ قال: سألناه عما يتحدث به من الأحاديث: أشيء سمعته؟ قال: لا، ولكنها رواية رويناها عن آبائنا. قلت: وهذا لا يحطّ من روايته، ومبلغه الاحتياط فيما لم يصرح فيه جعفر بالسماع، ولو اعتبرنا هذا القول لاعتبرناه في المدلسين من باب أولى، وفيهم كبار الأئمة كالأعمش وغيره.
وقال ابن سعد: ((كان كثير الحديث ولا يحتج به، ويستضعف؛ سئل مرة: سمعت هذه الأحاديث من أبيك؟ فقال: نعم، وسئل مرة، فقال: إنما وجدتها في كتبه)) .
وقال الحافظ ابن حجر عقب ذكره لكلام ابن سعد هذا: ((يحتمل أن يكون السؤالان وقعا عن أحاديث مختلفة، فذكر فيما سمعه أن سمعه، وفيما لم يسمعه أنه وجده، وهذا يدّل على تثبته)) .
وقال مُصْعَب الزُّبَيْري: ((كان مالك لا يروي عنه حتى يَضُمَّه إلى آخر)) ، قلت: لم أجد مالكًا تكلم في جعفر بكلام فيه جرح له، ومجرد روايته عنه مقرونًا بآخر لا يعني جرحه له، فقد يحصل له الحديث من طريقه وطريق آخر، فيروي الحديث من الطريقين زيادة في تقوية الحديث، ولو تكلم فيه مالك بجرح لكان تجريحه له معارضًا بتوثيق من سبق، هذا مع أن الذي جاء عن مالك فيه تعديل لجعفر، بل روى عنه في "الموطأ" دون أن يقرن معه أحدًا، يقول مالك رحمه الله:((اختلفت إليه زمانًا، فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال: إما مصلّ، وإما صائم، وإما يقرأ القرآن، وما رأيته يحدِّث إلا على طهارة)) ، قلت: وهذا الأثر الذي يرويه جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ قد أخرجه مالك كما سيأتي عن جعفر وحده. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال ابن المديني: سئل يحيى بن سعيد عنه، فقال:((في نفسي منه شيء ومجالد أحبّ إليّ منه)).
قال الذهبي بعد أن ذكر قول يحيى هذا: ((هذه من زَلَقات يحيى القطّان، بل أجمع أئمة هذا الشأن على أن جعفرًا أوثق من مجالد، ولم يلتفتوا إلى قول يحيى))، وقال أيضًا:((جعفر ثقة صدوق، ما هو في الثبت كشعبة، وهو أوثق من سهيل وابن إسحاق، وهو في وزن ابن أبي ذئب ونحوه)).
قلت: وقد يحمل كلام من تكلم فيه على مجيء بعض الروايات المنتقدة من طريقه، والحمل فيها على غيره، وإليه أشار الساجي بقوله:((كان صدوقًا مأمونًا، إذا حدّث عنه الثقات فحديثه مستقيم))، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال:((كان من سادات أهل البيت، فقهًا وعلمًا وفضلاً، يحتجّ بحديثه من غير رواية أولاده عنه، وقد اعتبرت حديث الثقات عنه، فرأيت أحاديثه مستقيمة، ليس فيها شيء يخالف حديث الأثبات، ومن المحال أن يُلْصَق به ما جناه غيره))، وذكر ابن عدي بعض الأحاديث في ترجمته، ثم قال:((جعفر من ثقات الناس كما قال يحيى بن معين))، وكانت وفاته سنة ثمان وأربعين ومائة.
انظر: "الجرح والتعديل"(2/ 487 رقم 1987)، و "الكامل"(2/ 555 - 558)، و "سير أعلام النبلاء"(6/ 255 - 270)، و "الميزان"(1/ 414 - 415 رقم 1519)، و:((من تكلم فيه وهو موثق)) (ص 60 - 61 رقم 69)، و "التهذيب"(2/ 103 - 105 رقم 156).
(4)
هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر البَاقِر، تقدم في الحديث [262] أنه ثقة فاضل، لكنه هنا يروي عن جده عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، وهو لم يولد إلا بعد وفاته، فولادة أبي جعفر كانت سنة ست وخمسين للهجرة على الصحيح، وقد نصّ العلماء على أن روايته عنه مرسلة، انظر: الموضع السابق من "التهذيب"، و "جامع التحصيل"(ص 327 رقم 700).
[301]
سنده ضعيف للانقطاع بين أبي جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين وبين =
302-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:((شَاةٌ)) .
303-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا أَبُو عَوَانَة، عَنْ أَبِي بِشْر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:{فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} قال: ((شاة)) .
= جده عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1 / 512) ، وعزاه للمصنف، والإمام مالك، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في "سننه".
وقد أخرجه مالك في "الموطأ"(1 / 385 رقم 158) في الحج، باب: ما استيسر من الهدي.
ومن طريقه ابن جرير في "تفسيره"(4 / 29 - 30 رقم 3263 و 3264) ، والبيهقي في "سننه"(5 / 24) في الحج، باب: ما استيسر من الهدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"، في القسم الأول من الجزء الرابع (ص98 رقم 644) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 130 / أ) .
أما مالك فعن جعفر بن محمد بلا واسطة، وأما ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم فمن طريق حفص بن غياث، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ،، عَنْ علي رضي الله عنه، به مثله، إلا أن المطبوع من "مصنف ابن أبي شيبة" سقط من سنده ((جعفر بن محمد)) ، فجاء الحديث فيه هكذا: ((ثنا حفص، عن أبيه، عن علي
…
)) .
[302]
سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4 / 29 رقم 3261) من طريق قيس بن سعد، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، به مثله.
[303]
سنده صحيح، وأبو عوانة هو وضّاح بن عبد الله، وأبو بشر هو جعفر بن إياس، =
304 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَطَاءٍ
(1)
.
= وسيأتي برقم [308] من طريق هشيم، عن أبي بشر.
(1)
هو ابن أبي رباح، ومتن هذا الحديث سيأتي برقم [308]، فقد قرنه المصنف بالحسن البصري، وإبراهيم النخعي، والضحاك، وسعيد بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا:{مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} شاة.
[304]
سنده ضعيف؛ فيه حجاج بن أرطأة، وتقدم في الحديث [170] أنه صدوق كثير الخطأ والتدليس، لكنه صحيح لغيره؛ فقد ورد من طرق أخرى عن عطاء.
فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(3 / ل 96 / أ)، فقال: حدثنا وكيع، عن البَخْتري بن المختار، قال: سمعت عطاء يقول: شاة.
وقد سقط هذا الحديث من المطبوع من القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"، فصار العزو إلى النسخة الخطية.
وسنده حسن لذاته.
البَخْتري بن أبي البَخْتري - بفتح الموحّدة وسكون المعجمة، وفتح المثنّاة، وكسر الراء -، واسم أبيه: المختار بن ذريح العَبْديّ، البصري صدوق، روى هنا عن عطاء، وروى أيضًا عن أبي بكر وأبي بُرْدة ابني أبي موسى الأشعري وغيرهم، روى عنه شعبة وقال:((كان كخير الرجال))، ووكيع وقال:((كان ثقة))، ووثقه ابن المديني، وقال ابن عدي:((ليس له كثير رواية، ولا أعلم له حديثًا منكرًا))، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال:((كان يخطئ))، وقال البخاري:((يخالف في بعض حديثه))، وكانت وفاته سنة ثمان وأربعين ومائة. اهـ. من "الكامل" لابن عدي (2/ 490)، و "الكاشف" للذهبي (1/ 150 رقم 547)، و "التهذيب"(1/ 421 - 422 رقم 778)، و "التقريب"(ص 120 رقم 641).
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(4/ 28 و 30 رقم 3251 و 3252 و 3269) من طريق ابن جريج، ومحمد بن نفيع، وابن لهيعة، ثلاثتهم عن عطاء أن:{مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} شَاةٌ. =
305 -
وَأَنَا
(1)
يُونُسُ
(2)
، وَمَنْصُورٌ
(3)
، عَنِ الْحَسَنِ
(4)
.
306 -
وأنا
(5)
مغيرة
(6)
، عن إبراهيم
(7)
.
= وابن جريج تقدم في الحديث [9] أنه مدلس، ولم يصرّح بالسماع هنا، وابن لهيعة تقدم في الحديث [45] أنه ضعيف ومدلس، وقد صرّح بالسماع هنا فتبقى علة ضعفه.
وأما محمد بن نفيع الكوفي فإنه مجهول كما في "لسان الميزان"(5/ 407 رقم 1343)، وفي "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (8/ 110 رقم 483) ذكر أنه سمع أباه يقول عن محمد بن نفيع هذا:((هو مجهول)).
فالحديث من هذه الطرق الثلاثة ضعيف، وهو بمجموعها مع ما تقدم يكون صحيحًا لغيره عن عطاء.
وسيأتي برقم [320] من طريق هشيم، عن حجاج أيضًا، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: الْجَزُورُ وَالْبَقَرَةُ عَنْ سَبْعَةٍ يَشْتَرِكُ فِيهِ الْمُضَحُّونَ والمتمتعون والمحصورون.
(1)
القائل هو هُشيم، انظر الحديث السابق.
(2)
هو ابن عبيد.
(3)
هو ابن زَاذَان.
(4)
هو البصري، وسيأتي متن هذا الأثر برقم [308]؛ حيث قرنه المصنف بعطاء بن أبي رباح في الحديث السابق، وبإبراهيم النخعي والضحاك وسعيد بن جبير كما سيأتي، أَنَّهُمْ قَالُوا:{مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} شاة.
[305]
سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(4/ 28 رقم 3246) من طريق خالد بن الحارث، قال: قيل: للَأشْعَث: ما قول الحسن: {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} ؟ قال: شاة.
(5)
القائل هو هشيم، انظر الحديث رقم [304].
(6)
هو ابن مِقْسَم الضَّبِّي، تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه يدلس، =
307 -
وَأَنَا
(1)
جُوَيْبِر
(2)
، عَنِ الضَّحَّاك
(3)
.
308 -
وَأَنَا
(4)
أَبُو بِشْر
(5)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُمْ
(6)
قَالُوا: {مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} : ((شاة)).
= لاسيما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه لكن هذا الحديث مما سمعه منه؛ لأن محمد بن فضيل ممن رواه عنه كما سيأتي، وهو ممن لا يكتب عنه إلا ما قال فيه:((حدثنا إبراهيم)) كما في "التهذيب"(10/ 269).
(7)
هو النخعي، وسيأتي متن هذا الأثر برقم [308]؛ فقد قرنه المصنِّف بعطاء بن أبي رباح برقم [304]، وبالحسن البصري في الحديث السابق رقم [305]، وبالضحاك وسعيد بن جبير - كما سيأتي -، أَنَّهُمْ قَالُوا:{مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} : شاة.
[306]
سنده صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" في القسم الأول من الجزء الرابع (ص 96 رقم 634).
وابن جرير الطبري في "تفسيره"(4/ 29 رقم 3259).
أما ابن جرير فمن طريق هشيم، وأما ابن أبي شيبة فمن طريق محمد بن فضيل، كلاهما عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:(مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) شَاةٌ.
وانظر ما سيأتي برقم [309].
(1)
القائل: هو هشيم، انظر الحديث رقم [304].
(2)
هو ابن سعيد، تقدم في الحديث [93] أنه ضعيف جدًّا.
(3)
هو ابن مُزَاحم، وسيأتي متن هذا الأثر عنه في الحديث الآتي، وانظر ما سبق برقم [306 و 305 و 304].
[307]
سنده ضعيف جدًّا لشدة ضعف جويبر.
(4)
القائل هو هشيم كما في الحديث [304].
(5)
هو جعفر بن إياس.
(6)
أي: عطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، وإبراهيم النخعي، والضحاك بن مزاحم، وسعيد بن جبير، انظر الأحاديث [304 و 305 و 306 و 307]. =
309 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الأَحْوَص
(1)
، عَنْ مُغيرة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ((كَانَ أَصْحَابُنَا
(2)
يَقُولُونَ: مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ شَاةٌ))
310 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْب
(1)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ
(2)
، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ
(3)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ
(4)
، أَنَّهُ قَالَ: هَلْ لَكَ إِلَى هَذَيْنِ الشَّيْخَيْنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ الزُّبير، يَخْتَلِفَانِ فِي الفُتْيا؛ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: إِنَّمَا الشَّاةُ ذِبْحٌ
(5)
، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ. قُلْتُ: أيُّهما أَصْوَبُ؟ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: هِيَ مَا استيسر من الهدي.
[308] سنده صحيح، وتقدم برقم [303] من طريق أبي عوانة، عن أبي بشر.
(1)
هو سَلاَّم بن سُلَيْم.
(2)
الظاهر أنه يقصد أصحاب عبد الله بن مسعود، أمثال الأسود وعبد الرحمن ابني يزيد، ومسروق، وعلقمة، لكن يبقى صاحب القول مبهمًا إلى أن يتضح يقينًا من هو؟.
[309]
سنده ضعيف، فمغيرة بن مِقْسم مدِّلس ولم يُصَرِّح بالسماع، وتقدم برقم [306] عن إبراهيم من قوله، وسنده صحيح.
(1)
هو عبد الله بن وَهْب بن مسلم القُرَشي، مولاهم، أبو محمد المصري الفقيه، روى عن عمرو بن الحارث وحَيْوة بن شُريح والليث بن سعد والإمام مالك والثوري وابن عيينة وغيرهم، روى عن هنا سعيد بن منصور وروى عنه أيضًا ابن أخيه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب وعبد الرحمن بن مهدي وعلي بن المديني وغيرهم، وهو ثقة حافظ عابد، روى له الجماعة. كان مالك رحمه الله يكتب له:((فقيه مصر))، وما كتبها إلى غيره، وقال أحمد:((صحيح الحديث، يفصل السماع من العرض، والحديث من الحديث، ما أصح حديثه وأثبته!)) قيل =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= له: إنه كان يسيء الأخذ، قال:((قد كان، ولكن إذا نظرت في حديثه وما روى عن مشايخه وجدته صحيحًا))، وقال ابن معين:((ثقة))، وقال أبو زرعة:((نظرت في نحو ثلاثين ألفًا من حديث ابن وهب بمصر وغير مصر، لا أعلم أني رأيت له حديثًا لا أصل له، وهو ثقة))، وقال العجلي:((ثقة صاحب سنة، رجل صالح صاحب آثار))، وقال النسائي:((ثقة، ما أعلمه روى عن الثقات حديثًا منكرًا))، وقال الخليلي:((ثقة متفق عليه))، وكانت ولادته سنة خمس وعشرين ومائة، ووفاته سنة سبع وتسعين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(5/ 189 - 190 رقم 879)، و "التهذيب"(6/ 71 - 74 رقم 140)، و "التقريب"(ص 328 رقم 3694).
(2)
هو عمرو بن الحارث بن يعقوب بن عبد الله الأنصاري مولاهم، أبو أيوب المصري، روى عن أبيه وسالم أبي النَّضْر والزهري وغيرهم، روى عنه أسامة بن زيد الليثي ورشدين بن سعد وبكر بن مضر وعبد الله بن وهب وغيرهم، وهو ثقة فقيه حافظ، روى له الجماعة، ووثقه ابن سعد وابن معين وأبو زرعة والعجلي والنسائي، وغير واحد، وقال أبو حاتم:((كان أحفظ الناس في زمانه، ولم يكن له نظير في الحفظ في زمانه))، وقال الساجي:((صدوق ثقة))، وقال ابن حبان في "الثقات":((كان من الحفاظ المتقنين، ومن أهل الورع في الدين))، وكانت ولادته سنة تسعين للهجرة، وقيل بعد ذلك، ووفاته سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائة، وقيل: تسع وأربعين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(6/ 225 - 226 رقم 1252)، و "التهذيب"(8/ 14 - 16 رقم 22)، و "التقريب"(ص 419 رقم 5004).
(3)
لم أجد راويًا بهذا الاسم، وليس في شيوخ عمرو بن الحارث ولا في الرواة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن أبي بكر أحد بهذا الاسم، وأخشى أن يكون هناك تصحيف أو سقط مما يمكن أن يزال بالنظر إلى من أخرج الحديث غير المصنف، لكني لم أجده عند غيره، فالله أعلم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(4)
هو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أبي بكر الصديق التيمي، المدني، أخو القاسم، روى عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، روى عنه سالم بن عبيد الله بن عمر ونافع مولى ابن عمر، وهو ثقة روى له البخاري ومسلم، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات". وكانت وفاته بالحرَّة سنة ثلاث وستين للهجرة.
انظر: "التهذيب"(6/ 7 رقم 5)، و "التقريب"(ص 320 رقم 3579)، و "التحفة اللطيفة"(2/ 392 رقم 2220).
(5)
الذِّبْحُ: اسم ما يذبح ويُعَدُّ للذبح من الأضاحي وغيرها من الحيوان كما في "لسان العرب"(2/ 437)، والمقصود به هنا أن ابن الزبير رضي الله عنهما لا يرى أن الشاة تجزئ في الهدي، وإنما الإبل والبقر كما سيأتي.
[310]
سنده فيه عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ، وتقدم أني لم أجده، والحكم على الحديث متوقف على معرفة حاله.
وقد صح عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما من طرق كثيرة أنه يرى أن الشاة تجزئ في الهدي، وهو قول الجمهور كما سبق بيانه في الحديث [298].
وأما عائشة وابن عمر رضي الله عنهما فصح عنهما أنها لا تجزئ، وأن الهدي إنما يكون من الإبل والبقر كما في الحديث [299].
وما جاء في هذا الحديث من أن قولها كقول ابن عباس هو خلاف ما صح عنها، وقد نُقل القولان عنها؛ يقول ابن حزم في "المحلى" (7/ 203):((واختلف فيه عن أم المؤمنين عائشة، فروى عنها مثل قول ابن عباس، وروي عنها أيضًا وعن ابن عمر أنه لا يجزئ في ذلك شاة، وأنه إنما في ذلك الناقة أو البقرة)). قلت: كذا قال ابن حزم ولم يسنده حتى يمكن النظر في سنده، ولم أجد من أسنده، وقد ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (1/ 513) فقال:((وأخرج وكيع وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق القاسم عن عائشة تقول: {مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} شَاةٌ)).
وقد بحثت عنه في مظانه في "تفسير ابن أبي حاتم" فلم أجده، وكذا في "مصنف =
311 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ
(1)
، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ((مِنَ الأزواج الثمانية
(2)
)).
= ابن أبي شيبة"، فلعله في التفسير له.
وأما عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، فنسب هذا القول إليه القرطبي في "تفسيره" (2/ 378) حيث قال:((وقال ابن عمر وعائشة وابن الزبير: ما استيسر: جمل دون جمل، وبقرة دون بقرة، لا يكون من غيرهما)).
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" في القسم الأول من الجزء الرابع (ص 97 رقم 639) من طريق محمد بن عبيد بن أوس، عن ابن الزبير، قال: ذات خف من إبل أو بقر.
وقد تصحّف اسم الراوي عن ابن الزبير في "المصنف" المطبوع إلى: (محمد بن أويس)، والتصويب من "المصنف" المخطوط (3 / ل 96 / أ).
وسنده ضعيف لجهالة محمد بن عبيد بن أوس، فإنه لم يوثقه سوى ابن حبان؛ حيث ذكره في "الثقات"(5/ 379)، ولم يرو عنه سوى أبي مالك الأشجعي، وقد ذكره البخاري في "تاريخه"(1/ 173 رقم 520) وسكت عنه، وبيض له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(8/ 9 رقم 34).
(1)
هو يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الهَمْداني، السِّبِيعي، أبو إسرائيل الكوفي، روى عن أبيه وعامر الشعبي والحسن البصري ومجاهد بن جَبْر وغيرهم، روى عنه هنا هشيم، وروى عنه أيضًا ابنه عيسى والثوري وابن المبارك وابن مهدي ويحيى القطان وغيرهم، وهو صدوق؛ وثقه ابن معين وابن سعد، وقال ابن مهدي:((لم يكن به بأس))، وقال النسائي:((ليس به بأس)). وقال الساجي: ((صدوق، كان يقدم عثمان على علي، وضعّفه بعضهم))، وقال أبو حاتم:((كان صدوقًا، إلا أنه لا يحتج بحديثه))، وقال يحيى القطان:((كانت فيه غفلة، وكان منه سجيَّة)) وقال الأثرم: ((سمعت أحمد يضعِّف حديث يونس =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن أبيه، وقال: حديث إسرائيل أحب إليَّ منه))، وقال عبد الله بن أحمد:((سألت أبي عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، فقال كذا وكذا)) قال الذهبي مبينًا معنى قول عبد الله هذا: ((هذه العبارة يستعملها عبد الله بن أحمد كثيرًا فيما يجيبه به والده، وهي بالاستقراء كناية عمَّن فيه لين))، وكانت وفاته سنة تسع وخمسين ومائة، وقيل غير ذلك. اهـ. من "الجرح والتعديل"(9/ 234 - 244 رقم 1024)، و "تهذيب الكمال" المخطوط (3/ 1565)، و "ميزان الاعتدال"(4/ 482 - 483 رقم 9914)، و "سير أعلام النبلاء"(7/ 26 - 27)، و "التهذيب"(11/ 433 - 434 رقم 843).
قلت: يونس بن أبي إسحاق مختلف فيه، وأولى الأقوال فيه بالقبول: قول من قال: ((صدوق)) كالساجي، وقريب منه قول ابن مهدي والنسائي:((ليس به بأس))، وهذا ما رجَّحه الذهبي واختاره، فقال في "الكاشف" (3/ 303 رقم 6574):((صدوق))، وفي الموضع السابق من "الميزان" نقل عن ابن حزم أنه قال في "المحلى":((ضعفه يحيى القطان وأحمد بن حنبل جدًّا))، فرد عليه الذهبي بقوله:((قلت: بل هو صدوق ما به بأس، ما هو في قوة مِسْعَر ولا شعبة))، وفي الموضع السابق من "سير أعلام النبلاء" قال:((قلت: ابناه - يعني إسرائيل وعيسى - أتقن منه، وهو حسن الحديث)).
(1)
بيّنها في الحديث الآتي بعده بأنها: الإبل والبقر والضأن والمعز، وهي المذكورة في قوله تعالى: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ المَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ البَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ
…
} [الآيتان (143 و 144) من سورة الأنعام].
[311]
سنده حسن، وهو صحيح لغيره بما سيأتي له من طرق وشواهد.
وقد أخرجه البيهقي في "سننه"(5/ 228) في جماع أبواب الهدي من كتاب: الحج، باب: الهدايا من الإبل والبقر والغنم، من طريق المصنف، به مثله، =
312 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الأَحْوَص
(1)
، قَالَ: نَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاح، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:((مِنَ الْأَزْوَاجِ الثَّمَانِيَةِ: مِنَ الْإِبِلِ، وَالْبَقَرِ، والضَّأن، والمَعْز، عَلَى قَدْر المَيْسَرَة، ما عظَّمْتَ فهو أفضل)).
= وزاد في آخره قوله: ((يعني الهدي)).
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(4/ 27 رقم 3245) من طريق يحيى بن واضح، عن يونس، به مثله.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (3239) من طريق إسحاق الأزرق، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال:{مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} : شَاةٌ.
وسيأتي برقم [316] من طريق خصيف ويزيد بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن ابن عباس، بلفظ: شاة.
وقول ابْنُ عَبَّاسٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وأمثاله: ((من الأزواج الثمانية)) لا يتنافى مع قوله في الأحاديث السابقة واللاحقة: ((شاة))؛ لأنه عبَّر بالأدنى عن الأعلى، فالشاة من الأزواج الثمانية، وإذا جاز في الهدي شاة، فالإبل والبقر من باب أولى، وانظر الحديث [318] والتعليق عليه.
وقد جاء هذا المعنى عن ابن عباس من غير طريق مجاهد، وسيأتي برقم [312] من طريق عطاء بن أبي رباح، و [318 و 319] من طريق أبي جمرة، كلاهما عن ابن عباس.
(1)
هو سَلاَّم بن سُليم.
[312]
سنده فيه أبو إسحاق السبيعي، وتقدم في الحديث [1] أنه مدلس واختلط في آخر حياته، ولم يصرِّح بالسماع هنا، ولم أجد من نصَّ على أن أبا الأحوص ممن سمع منه قبل الاختلاط أو بعده، لكن قد أخرج الشيخان البخاري ومسلم له من طريق أبي الأحوص عنه كما في "الكواكب النيرات" وحاشيته (ص 351 - 352).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والحديث صحيح لغيره، فقد مضى برقم [311] بإسناد حسن، وسيأتي برقم [318 و 319] من طريق أبي جمرة، عن ابن عباس، وهو صحيح أخرجه البخاري وغيره كما سيأتي.
وأما طريق المصنف هنا فأخرجه البيهقي في "سننه"(5 / 228 - 229) في جماع أبواب الهدي من كتاب: الحج، باب: الهدايا من الإبل والبقر والغنم، من طريق المصنف، به مثله سواء.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1 / 512) وعزاه للمصنف ووكيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4 / 27 رقم 3243) .
وابن أبي حاتم (1 / ل 130 / أ) .
كلاهما من طريق إسحاق الأزرق، عن شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ النعمان بن مالك، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ: {مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} قَالَ: مِنَ الْأَزْوَاجِ الثَّمَانِيَةِ، مِنَ الإبل والبقر والمعز والضأن.
هكذا رواه شريك، عن أبي إسحاق، وشريك تقدم في الحديث [4] أنه صدوق يخطئ كثيرًا، لكنه لم ينفرد به على هذا الوجه، بل تابعه أبو الأحوص وسفيان الثوري.
فرواه ابن أبي شيبة في "المصنف"، في القسم الأول من الجزء الرابع (ص96 رقم 631) .
وابن جرير في الموضع السابق برقم (3242) .
أما ابن أبي شيبة فمن طريق أبي الأحوص، وأما جرير فمن طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق، عن النعمان بن مالك، قال: تمتّعت فأتيت ابن عباس فقلت له: إني تمتعت، فقال:{مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} ، فقلت: شاة؟ فقال: شاة.
هذا لفظ ابن أبي شيبة، ونحوه لفظ ابن جرير. =
313 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشيم، قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ عَوْن
(1)
، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الأصْفَر، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قِيلَ لَهُ: أَتُجْزِئُ الْمُتَمَتِّعَ شَاةٌ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: ((كُلَّكُمْ شَاةٌ؟ - مَرَّتَيْنِ - أَيَسُرُّ أحدَكم أَنْ لَا يَكُونَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا شَاةٌ؟)).
= وعليه فالذي يظهر أن لأبي إسحاق فيه إسنادين.
وتقدم الحديث برقم [302] بإسناد صحيح من طريق عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: شَاةٌ.
وأخرجه عن ابن جرير في "تفسيره"(4/ 30 رقم 3268) من طريق شعبة مولى ابن عباس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:(مَا استيسر من الهدي) شاة، وما عظَّمت شعائرَ الله فهو أفضل.
وأخرجه أيضًا برقم (3267) من طريق عطية العوفي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:(فَمَا استيسر من الهدي) قال: عليه - يعني المحصر - هدي، إن كان موسرًا فمن الإبل، وإلا فمن البقر، وإلا فمن الغنم.
(1)
هو عبد الله بن عون.
[313]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 512) وعزاه للمصنف ووكيع وسفيان بن عيينة وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، وذكر أنهم أخرجوه من طرق، وساقه بلفظ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ: {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} ، قال: بقرة أو جزور، قيل: أوَ ما يكفيه شاة، قال: لا.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(4/ 31 رقم 3271) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةٍ، عَنْ قتادة، عن أبي مِجْلَز قال: سأل رجل ابن عمر: {مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} ؟ قال: أترضى شاة؟ - كأنه لا يرضاه-.
وأخرجه أيضًا (3278) من طريق الوليد بن أبي هشام، عن زياد بن جبير، عن أخيه عبد الله - أو عبيد الله - ابن جبير قال: سألت ابن عمر عن المتعة =
314-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا مَهْدي بْنُ مَيْمون، عَنْ غَيْلَان بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ: أَتُجْزِئُ الْمُتَمَتِّعَ شَاةٌ؟ فَقَالَ: ((كُلَّكُمْ شَاةٌ - كَأَنَّهُ يَحْكِيهَا -، وَكَرِهَهَا فِي الْمُتْعَةِ)) .
315-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ وَبْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: ((الصَّوْمُ لِلْمُتَمَتِّعِ أَحَبُّ إليَّ من الشاة)) .
= في الهدي، فقال: ناقة، قلت: ما تقول في الشاة؟ قال: أكلكم شاة؟ أكلكم شاة؟ وسيأتي في الحديث بعده بنحو هذا اللفظ من طريق غَيْلان بن جرير، عن عمر.
وتقدم برقم [299] من طريق القاسم بن محمد وغيره عن ابن عمر بلفظ: ((النَّاقَةُ دُونَ النَّاقَةِ، وَالْبَقَرَةُ دُونَ والبقرة)) . وألفاظ أخرى نحوه وبمعناه، وسيأتي بهذا المعنى أيضًا برقم [315 و 316 و 317] .
[314]
سنده صحيح.
وأخرجه ابن حزم في "المحلى"(7 / 203) من طريق حماد بن زيد، عن غيلان بن جرير، به نحوه.
وللحديث طرق أخرى انظرها في الحديث السابق [313] ، وانظر معه الحديث [299] ، وما سيأتي برقم [315 و 316 و 317] .
[315]
سنده صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"، في القسم الأول من الجزء الرابع (ص97 رقم 637) من طريق عبد الله بن نمير، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن وبرة، عن ابن عمر قال: إذا قرن الرجل الحج والعمرة فعليه بدنة، فقيل له: أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ: شاة، فقال ابن عمر: الصيام أحب إلي من شاة.
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا رقم (643) من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق =
316-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَتَّاب بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ خُصَيْف، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:{فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} ، قَالَ:((بَقَرَةٌ)) .
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ((شَاةٌ)) .
317-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا هُشيم، قَالَ: نَا الزُّهْري، سُئل عَمَّا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ، فَقَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: ((مِنَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ)) ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:((مِنَ الغنم)) .
= السبيعي، عَنْ وَبَرَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال: أتيت ابن عمر فقلت: إن عليَّ هديًا [في الأصل: هدي] فبِمَ تأمرني؟ قال: بدنة من البقر، وإلا فإن صوم ثلاثة أيام وسبعة إذا رجعت إلى أهلك أحب إلي من شاة.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن حزم في "المحلى"(7 / 203) .
وتقدم هذا المعنى عن ابن عمر برقم [299 و 313 و 314] ، وسيأتي برقم [316 و 317] .
[316]
سنده ضعيف لضعف خصيف من قبل حفظه، وهو صحيح لغيره لمجيئه من غير طريق خصيف، فانظر ما تقدم عن ابن عمر برقم [299 و 313 و 314 و 315] وما سيأتي برقم [317] ، وانظر أيضًا ما تقدم عن ابن عباس برقم [298 و 300 و 302 و 310 و 312] وما سيأتي برقم [317 و 318 و 319] .
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(4 / 27 رقم 3241) من طريق شعبة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال:{مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} : شَاةٌ.
وتقدم بإسناد حسن برقم [311] من طريق يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مِنَ الْأَزْوَاجِ الثَّمَانِيَةِ.
[317]
سنده رجاله ثقات، لكنه ضعيف لانقطاعه بين الزهري وابن عمر وابن عباس، فالزهري لم يسمع من ابن عمر إلا حديثين، وجزم الإمام أحمد أنه لم =
318 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّاد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي جَمْرَة
(1)
، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: (({مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} : شَاةٌ، أَوْ: بَدَنَة، أَوْ: بَقَرَةٌ، أَوْ: شِرْكٌ
(2)
، في دَم)).
= يسمع من ابن عمر، وقال أبو حاتم:((لا يصح سماعه من ابن عمر ولا رآه))، وقال ابن معين:((ليس للزهري عن ابن عمر رواية))، والصواب أنه رآه وروى عنه حديثين؛ قال عبد الرزاق: قلت لمعمر: هل سمع الزهري من ابن عمر؟ قال: نعم، سمع منه حديثين، وذكر حكاية فيها لقيّ الزهري لابن عمر في الحج.
انظر: "تهذيب التهذيب"(9/ 445 - 451).
قلت: ولم أجد من ذكر الحديثين لمعرفة ما إذا كان هذا الحديث منهما أم لا؟
وإذا كان هذا الخلاف في سماع الزهري من ابن عمر المُتَوَفَّى سنة ثلاث وسبعين للهجرة، وكلاهما عاش في المدينة النبوية، فمن باب أولى أن لا يكون الزهري سمع من ابن عباس المتوفى سنة ثمان وستين للهجرة وكان بالطائف، ولذا لم أجد من نص على أنه روى عن ابن عباس أو سمع منه. انظر الموضع السابق من "التهذيب" و (5/ 278 و 330).
ومع هذا الانقطاع، فرواية هشيم، عن الزهري فيها ضعف؛ لأنه سمع منه وهو صغير، وكان كتب عن الزهري صحيفة بمكة، فجاءت الريح فحملت الصحيفة فطرحتها، فلم يجدوها، وحفظ منها هشيم تسعة أحاديث فقط. انظر:"التهذيب"(11/ 60 - 63).
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"، في القسم الأول من الجزء الرابع (ص 97 رقم 635).
وابن جرير في "تفسيره"(4/ 27 و 31 رقم 3244 و 3274).
كلاهما من طريق هشيم به مثله، إلا أن ابن جرير ذكر قول ابن عمر في موضع وقول ابن عباس في موضع آخر.
وقد صحّ الحديث عن ابن عمر وابن عباس من غير طريق الزهري، فانظر الحديث السابق رقم [316] والتعليق عليه.
(1)
هو نَصْر بن عِمْران.
(2)
بكسر الشين المعجمة وسكون الراء: أي مشاركة في دم، أي حيث يجزئ الشيء الواحد عن جماعة. اهـ. من "فتح الباري"(3/ 534).
319 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عبَّاد بْنُ عبَّاد المُهَلَّبِي
(1)
، قَالَ: نَا أَبُو جَمْرَة، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ الْمُتْعَةِ فِي الْحَجِّ، فأمَرَني بِهَا، وَسَأَلْتُهُ عَنِ الذَّبْح، فَقَالَ:((نَاقَةٌ، أَوْ بَقَرَةٌ، أَوْ شَاةٌ، أَوْ شِرْكٌ، فِي دَمٍ)).
= [318] سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4/ 28 رقم 3250) من طريق أيوب السختياني، عن أبي جمرة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:{فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} شاة.
وسيأتي في الحديث بعده من طريقين آخرين عن أبي جمرة.
وهذا الحديث فيه مزيد بيان لما ذهب إليه ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما خلافًا لما زعمه إسماعيل القاضي رحمه الله، حيث طعن في رواية أبي جمرة هذه، فقال:((خالف أبا جمرة عنه - أي: عن ابن عباس - ثقات أصحابه، فرووا عنه: أن مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ شَاةٌ))، نقل هذا القول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(3/ 534)، ثم ردّ عليه بقوله: ((وليس بين رواية أبي جمرة ورواية غيره منافاة؛ لأنه زاد عليهم ذكر الاشتراك، ووافقهم على ذكر الشاة، وإنما أراد ابن عباس بالاقتصار على الشاة الردّ على من زعم اختصاص الهدي بالإبل والبقر
…
، وبهذا تجتمع الأخبار، وهو أولى من الطعن في رواية من أجمع العلماء على توثيقه والاحتجاج بروايته، وهو أبو جَمْرَة الضُّبَعي)). أهـ.
(1)
هو عبّاد بن عبّاد بن حبيب بن المُهَلَّب بن أبي صُفْرة، المهَلَّبي، الأزْدي، أبو معاوية البصري، روى عن عاصم الأَحوْل وهشام بن عروة وأبي جمرة نصر بن عمران وغيرهم، روى عنه هنا سعيد بن منصور، وروى عنه أيضًا الإمام أحمد ويحيى بن معين ومُسَدَّد وغيرهم، وهو ثقة ربما وهم، روى له الجماعة، ووثقه ابن معين، ويعقوب بن شيبة، والعجلي، وأبو داود، والنسائي، وابن خراش، والعقيلي، وغيرهم، وقال الإمام أحمد:((ليس به بأس، وكان رجلاً عاقلاً أديبًا))، وقال ابن سعد:((كان ثقة، وربما غلط))، وقال أبو حاتم: ((صدوق =
320 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشيم، قَالَ: نَا حَجَّاج، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: ((الْجَزُورُ وَالْبَقَرَةُ عَنْ سَبْعَةٍ، يَشْتَرِكُ فِيهِ المُضَحُّون، والمُتَمَتِّعون، والمَحْصورون
(1)
)).
= لا بأس به))، قيل له: يحتج بحديثه؟ قال: ((لا))، وقال الطبري:((كان ثقة، غير أنه كان يغلط أحيانًا)). وكانت وفاته سنة ثمانين ومائة، وقيل: إحدى وثمانين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(6/ 82 - 83 رقم 423)، و "التهذيب"(5/ 95 - 96 رقم 161)، و "التقريب"(ص 290 رقم 3132).
[319]
سنده صحيح.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(3/ 534 رقم 1688) في الحج، باب: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالعُمْرَةِ إِلَى الحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ
…
}.
ومن طريق البخاري أخرجه ابن حزم في "المحلى"(7/ 204).
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4/ 29 رقم 3256).
كلاهما من طريق شعبة، حدثنا أَبُو جَمْرَةَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عباس رضي الله عنهما عن المتعة، فأمرني بها، وسألته عن الهدي فقال فيها: جزور، أَوْ بَقَرَةٌ أَوْ شَاةٌ، أَوْ شِرْك في دم.
قال: وكأنّ ناسًا كرهوها، فنمت، فرأيت في المنام كأن إنسانًا ينادي: حج مبرور، ومُتْعَة مُتَقَبَّلَة. فأتيت ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فحدَّثته، فقال: الله أكبر، سُنَّةُ أبي القاسم ?.
هذا لفظ البخاري، ولفظ ابن جرير نحو لفظ المصنِّف في الحديث السابق [318].
(1)
الذي يلي هذا الحديث حسب ترتيب النسخة الخطية هو الحديث الآتي برقم [328] حتى الحديث رقم [345]، ثم يليها الحديث الآتي رقم [321] حتى الحديث رقم [327]، ثم يستمر الترتيب بعد ذلك ابتداء من الحديث رقم [346] متّفقًا مع النسخة الخطية، وإنما قدَّمْتُ الأحاديث من رقم [321] حتى رقم [327] مراعاة لترتيب الآيات.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= [320] سنده ضعيف، فحجّاج بن أَرْطأَةْ تقدم في الحديث [170] أنه صدوق كثير الخطأ والتدليس، ولم يصرِّح بالسماع هنا.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص98 - 99 رقم 649) من طريق أبي خالد الأحمر، عن حجاج، عن عطاء قال: يشترك المحصورون والمتمتعون في البدنة عن سبعة.
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا برقم (650) من طريق هشام بن حسان، عن الحسن وعطاء أنهما كانا لا يريان بأسًا بالمتمتع أن يدخل في شرك في جزور أو بقرة.
وهذا إسناد ضعيف أيضًا، فهشام بن حسان تقدم في الحديث [55] أنه ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين، لكن روايته عن الحسن وعطاء فيها مقال لأنه كان يرسل عنهما، يقول ابن المديني:((أما حديث هشام عن محمد فصحاح، وحديثه عن الحسن عامتها يدور على حوشب)) . وقال أبو داود: ((إنما تكلموا في حديثه عن الحسن وعطاء؛ لأنه كان يرسل، وكانوا يرون أنه أخذ كتب حوشب)) .
قلت: وهذا الحديث من روايته عن الحسن وعطاء.
وتقدم برقم [304] عن عطاء أنه قال: {مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} شَاةٌ، وهو حسن لغيره عن عطاء.
وما تضمنه هذا القول عن عطاء من أن الإبل والبقر عن سبعة ثابت في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ففي "صحيح مسلم"(2 / 955 - 956 رقم350 و 351 و 352 و 353 و 354 و 355) في الحج، باب: الاشتراك في الهدي وإجزاء البقرة والبدنة كل منهما عن سبعة، من حديث جابر رضي الله عنه قال: نحرنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة.
321 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانة
(1)
، وهُشيم، عَنْ أَبِي بِشْر
(2)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ:((مَنْ لَمْ يَصُمِ الثَّلَاثَةَ أَيَّامٍ الَّتِي فِي الْحَجِّ آخِرُهَا يَوْمُ عَرَفَةَ، فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْهَدْيُ)).
قَالَ أَبُو بِشْرٍ: فَقُلْتُ لِسَعِيدٍ: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: ((فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ)).
وَزَادَ هُشَيْمٌ: ((وَيَشْتَرِي شَاةً بثلاثة دراهم
(3)
)).
(1)
هو وَضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري.
(2)
هو جعفر بن إياس.
(3)
هذا الحديث وما بعده حتى الحديث رقم [327] موضعها متأخِّر في النسخة الخَطَّية بعد الحديث الآتي برقم [345]، فَقَدَّمْتُها في هذا الموضع مراعاة لترتيب الآيات، وانظر التعليق رقم
(1)
على الحديث السابق.
[321]
سنده صحيح، وقد صرّح هشيم بالسماع في رواية ابن جرير الآتية، وتابعه هنا أبو عوانة.
والحديث أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4/ 95 رقم 3445) من طريق أبي كريب، قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير أنه قال في المتمتع: إذا لم يجد الهدي، صام يومًا قبل يوم التروية، ويوم التروية،، ويوم عرفة.
وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص 127 رقم 849) من طريق وكيع، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بن جبير قال: لابد من دم ولو يبيع ثوبه.
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (4/ 2) من طريق حجاج بن أرطأة، عن حبيب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: إن شاء صام أول العشر، ووسطها، وآخرها يوم عرفة.
وأخرجه ابن جرير (4/ 97 رقم 3455) من طريق إسرائيل، عن سالم بن عجلان الْأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:{فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ} قال: آخرها يوم عرفة.
322 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجيح، عَنْ مُجَاهِدٍ، (وَعَنْ)
(1)
طَاوُس، قَالَا
(2)
: فِي الْمُتَمَتِّعِ قَالَ: ((إِنْ شَاءَ صَامَ يَوْمًا مِنْ شَوَّالٍ، وَيَوْمًا مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، وَيَوْمًا مِنْ ذِي الحجة)).
(1)
في الأصل: (عن).
(2)
أي: مجاهد وطاوس.
[322]
سنده صحيح إلى مجاهد وطاوس، وقد صرح ابن أبي نجيح بالسماع في رواية ابن جرير الآتية.
وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص 125 رقم 838).
وابن جرير الطبري في "تفسيره"(4/ 95 - 9 6 و 101 رقم 3446 و 3447 و 3472).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 132 / ب).
أما ابن أبي شيبة فعن ابن عيينة بلا واسطة وأما ابن جرير فمن طريق عَنْبَسَة، وأما ابن أبي حاتم فمن طريق ابن القمرئ، كلاهما عن ابن عيينة، به، ولفظ ابن أبي حاتم نحو لفظ المصنف، إلا أنه قال:((وآخرها يوم عرفة)) بدلاً من قوله: ((ويومًا من ذي الحجة)).
وأما ابن أبي شيبة، فلفظه: ((
…
عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد قال: يصوم المتمتع إن شاء يومًا من شوال، وإن شاء يومًا من ذي القعدة. قال: وقال طاوس وعطاء: لا يصوم المتمتع إلا في العشر)).
وإسناد الحديث عند أبي شيبة في الموضع السابق من المطبوع، وفي المخطوط (1 / ل 164 / ب) هكذا: ((ثنا ابن عيينة، عن ابن أبي عيينة، عن ابن أبي نجيح
…
)) وهذا خطأ بلا شك.
وأما ابن جرير فلفظه: يقول ابن أبي نجيح: ((وسمعت مجاهدًا وطاوسًا يقولان: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= إذا صامهن في أشهر الحج أجزأه.
قال: وقال مجاهد: إذا لم يجد المتمتع ما يهدي، فإنه يصوم في العشر إلى يوم عرفة، متى ما صام أجزأه، فإن صام الرجل في شوال أو ذي القعدة أجزأه)) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا (4 / 96 و 102 رقم 3451 و 3452 و 3473) من طريق شبل، وعيسى بن ميمون، ومحمد بن مسلم الطائفي، ثلاثتهم عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد:{فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ} آخرهن يوم عرفة من ذي الحجة. هذا لفظ عيسى وشبل، وأما الطائفي فلفظه: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نجيح، عن مجاهد قال: من صَامَ يَوْمًا مِنْ شَوَّالٍ، وَيَوْمًا في ذي القعدة، ويومًا في ذي الحجة، أجزأه عنه من صوم التمتع.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4 / 1) .
وابن جرير في "تفسيره"(4 / 97 رقم 3458) .
كلاهما من طريق جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ:{فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ} : في العشر، آخرهن يوم عرفة.
هذا لفظ ابن جرير.
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (4 / 2) من طريق القاسم بن نافع، عن مجاهد قال: آخرها يوم عرفة.
وأخرجه في الموضع نفسه من طريق يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مجاهد قال: من لم يصم قبل التروية بيوم، ويوم التروية، ويوم عرفة فاته الصوم.
ويزيد تقدم في الحديث [18] أنه ضعيف، لكنه توبع على معنى ما ذكر كما سبق. وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع (ص125 رقم 840) ، وابن جرير في "تفسيره"(4 / 102 رقم 3474 و 3475) .
كلاهما من طريق لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنِ طاوس وعطاء قالا: لا يصوم الثلاثة إلا في العشر، وقال مجاهد: لا بأس أن يصومها في أشهر الحج.
هذا لفظ ابن أبي شيبة، وأما ابن جرير فلفظه:
عن مجاهد في قول الله عز وجل: {فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ} قال: إن شاء صامها في العشر، وإن شاء في ذي القعدة، وإن شاء في شوال. =
323-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ:((لَا يَصُومُ إِلَّا فِي الْعَشْرِ، فَإِنْ فَاتَهُ الصِّيَامُ، أهراق دمًا)) .
= وليث تقدم في الحديث [9] أنه صدوق اختلط جدًّا، فلم يتميز حديثه فتُرك.
وأخرجه ابن أبي شيبة (4 / 3) من طريق سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة وابن طاوس، كلاهما عن طاوس قال: يجعل المتمتع آخر صومه يوم عرفة.
وأخرجه ابن جرير (4 / 97 رقم 3459) من طريق يزيد بن خمير قال: سألت طاوسًا عن صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ، قال: آخرهن يوم عرفة.
[323]
سنده ضعيف، عبد الله بن أبي نجيح تقدم في الحديث [184] أنه ثقة ربما دلس، ولم يصرح بالسماع هنا، لكن قوله:((لَا يَصُومُ إِلَّا فِي الْعَشْرِ)) صحيح لغيره، وقوله:((فَإِنْ فَاتَهُ الصِّيَامُ، أَهْرَاقَ دَمًا)) حسن لغيره كما سيأتي.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول، من الجزء الرابع من "المصنف" (ص125 رقم 838) من طريق سفيان بن عيينة به بلفظ:((لا يصوم المتمتع إلا في العشر)) ، وهو عنده مقرون برواية سفيان للحديث السابق عن مجاهد وطاوس.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4 / 95 و 102 رقم 3446 و 3476) من طريق عَنْبَسَة، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عطاء قال: يصوم المتمتع الثلاثة الأيام لمتعته في العشر إلى يوم عرفة.
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص62 رقم 82) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ - في قول الله تبارك وتعالى:{فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ} -، قال: أصومهما حلالاً في العشر أحب إليّ من أن أصومهما حرامًا في شوال وذي القعدة، فإن صامهما حرامًا في شوال أو ذي القعدة، أجزأه، وإن صامهما حلالاً في شوّال أو ذي القعدة، ذبح.
وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه ضعيف؛ لأن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج مدلِّس كما في ترجمته في الحديث [9] ، ولم يصرِّح هنا بالسماع.
وأخرجه ابن أبي شيبة في الموضع السابق برقم (840) من طريق لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنِ عطاء قال: لا يصوم الثلاثة إلا في العشر.
وليث تقدم في الحديث [9] أنه صدوق اختلط جدًّا فلم يتميز حديثه فتُرك =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (4 / 1) من طريق حجاج بن أرطأة، عن عطاء قال: إن شاء صام أول العشر، ووسطها، وآخرها يوم عرفة.
وهذا ضعيف أيضًا، فحجاج بن أرطأة تقدم في الحديث [170] أنه صدوق كثير الخطأ والتدليس، ولم يصرح بالسماع.
وأخرجه ابن جرير (4 / 96 و 102 رقم 3448 و 3477) من طريق يعقوب بن عطاء، أن عطاء بن أبي رباح كان يقول: من استطاع أن يصومهن فيما بين أول يوم من ذي الحجة إلى يوم عرفة فليصم.
وسنده ضعيف أيضًا؛ يعقوب بن عطاء بن أبي رباح المكي ضعيف، ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة والنسائي، وفي رواية أحمد قال:((منكر الحديث)) . اهـ. من "الجرح والتعديل"(9 / 211 رقم 882) ، و "التهذيب"(11 / 392 - 393 رقم 756) ، و "التقريب"(ص608 رقم 7826) .
وأخرجه ابن جرير الطبري أيضًا في "تفسيره"(4 / 103 رقم 3480)، فقال: حدثنا أحمد بن حازم، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا الربيع، عن عطاء أنه كان يقول - في صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ - قال: في تسع من ذي الحجة، أيها شئت، فمن صام قبل ذلك في شوال وفي ذي القعدة، فهو بمنزلة من لم يصم.
وهذا إسناد ضعيف لضعف الربيع من قبل حفظه.
وهو الرَّبيع بن صَبيح - بفتح المهملة - السَّعْدي، البصري، يروي عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ومجاهد والحسن البصري وغيرهم، روى عنه سفيان الثوري وعبد الله بن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع وأبو نُعيم الفَضْل بن دُكَين وغيرهم، وهو عابد مجاهد صدوق، إلا أنه سيء الحفظ، فقد ضعّفه ابن معين وابن سعد والنسائي، وكان يحيى بن سعيد لا يرضاه ولا يحدِّث عنه، وقال عفّان بن مسلم:((أحاديثه كلها مقلوبة)) ، وقال ابن المديني:((هو عندنا صالح، وليس بالقوي)) ، وقال السَّاجي:((ضعيف الحديث، أحسبه كان يهم، وكان عبدًا صالحًا)) ، وقال ابن حبَّان: ((كان من عُبَّاد أهل البصرة وزُهَّادِهم، وكان يُشَبَّه بيته بالليل ببيت النحل من كثرة التهجُّد، إلا أن الحديث لم يكن من صناعته، فكان يَهم فيما يروي كثيرًا، حتى وقع في حديثه المناكير من حيث لا يشعر =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد)) ، وقال الإمام أحمد:((لا بأس به، رجل صالح)) ، وقال العجلي:((لا بأس به)) ، وقال أبو زرعة:((شيخ صالح صدوق)) ، وقال أبو حاتم:((رجل صالح)) ، وقال ابن عدي:((له أحاديث صالحة مستقيمة، ولم أر له حديثًا منكرًا جدًّا، وأرجو أنه لا بأس به ولا برواياته)) ، وكانت وفاته رحمه الله بأرض السِّند غازيًا سنة ستين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(3 / 464 - 465 رقم 2084) ، و "تهذيب الكمال" المطبوع (9 / 89 - 94) ، و "تهذيب التهذيب"(3 / 247 - 248 رقم 474) ، و "التقريب"(ص206 رقم 1895) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا (4 / 97 رقم 3456) فقال: حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا فِطْر، عن عطاء:{فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ} ، قال: آخرها يوم عرفة.
وهذا سند حسن لذاته.
فِطْر بن خليفة القُرشي، المخزومي، مولاهم، أبو بكر الحَنَّاط - بالمهملة والنون -، الكوفي، يروي عن أبيه ومولاه عمرو بن حريث وأبي الطفيل عامر بن واثلة وأبي وائل شقيق بن سلمة وأبي إسحاق السَّبيعي ومجاهد وعطاء بن أبي رباح وغيرهم، روى عنه عبد الله بن المبارك ووكيع ويحيى القطّان والسفيانان وأبو نعيم وغيرهم، وهو صدوق رمي بالتشيُّع، قال الإمام أحمد:((ثقة صالح الحديث، وكان عند يحيى بن سعيد ثقة)) ، وقال ابن معين:((ثقة)) ، وقال العجلي:((كوفي ثقة حسن الحديث، وكان فيه تشيع قليل)) ، وقال أبو زرعة الدمشقي:((سمعت أبا نعيم يرفع من فطر ويوثقه ويذكر أنه كان ثبتًا في الحديث)) وقال أبو حاتم: ((صالح الحديث، كان يحيى بن سعيد يرضاه ويحسن القول فيه ويحدَّث عنه)) ، وقال النسائي:((ثقة حافظ كيِّس)) ، وقال ابن سعد:((كان ثقة إن شاء الله تعالى، ومن الناس من يستضعفه، وكان لا يدع أحدًا يكتب عنه، وكانت له سن عالية ولقاء)) ، وقال أحمد بن يونس:((كنا نمرّ على فطر وهو مطروح لا نكتب عنه)) ، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال الساجي: ((صدوق ثقة ليس بمتقن، كان أحمد بن حنبل يقول: هو خَشَبي مفرط، قال الساجي: كان يقدم عليًّا على عثمان)) ، وقال السعدي:((زائغ غير ثقة)) ، وقال الدارقطني:((فطر زائغ، ولم يحتجّ به البخاري)) ، وكانت وفاته سنة ثلاث وخمسين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(7 / 90 رقم 512) ، و "التهذيب"(8 /300 - 302 رقم 548) ، و "التقريب"(ص248 رقم 5441) .
والراوي عن فطر هو:
محمد بن عبد الله بن الزُّبير بن عمر بن دِرْهم الَأسَدي، أبو أحمد الزُّبيري، الكوفي، يروي عن أيمن بن نابل وسفيان الثوري ومسعر والإمام مالك وفطر بن خليفة وغيرهم، روى عنه ابنه طاهر والإمام أحمد وبُندار وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرهم، وهو ثقة ثبت، إلا أنه قد يخطئ في حديث الثوري، وقد روى له الجماعة، ووثقه ابن معين وابن قانع والعجلي وزاد:((يتشيّع)) ، وقال بُنْدار:((ما رأيت أحفظ منه)) ، وقال أبو زرعة وابن خراش:((صدوق)) ، وقال ابن سعد:((كان صدوقًا كثير الحديث)) ، وقال النسائي:((ليس به بأس)) ، وقال أبو حاتم:((حافظ للحديث، عابد مجتهد، له أوهام)) ، وقال الإمام أحمد:((كان كثير الخطأ في حديث سفيان)) ، وقال ابن نمير:((أبو أحمد الزبيري صدوق، في الطبقة الثالثة من أصحاب الثوري، ما علمت إلا خيرًا، مشهور بالطلب، ثقة صحيح الكتاب)) . وكانت وفاته سنة ثلاث ومائتين. اهـ. من "الجرح والتعديل"(7 / 297 رقم 1611) ، و "التهذيب"(9 / 254 - 255 رقم 420) ، و "التقريب"(ص487 رقم 6017) .
والراوي عن أبي أحمد الزُّبَيْري هو شيخ ابن جرير:
أحمد بن إسحاق بن عيسى الَأهْوَازي البزَّاز، أبو إسحاق، صاحب السِّلْعة، روى عن حجّاج بن نُصَير وعبد الله بن يزيد المقرئ وأبي أحمد الزبيري وغيرهم، روى عنه أبو داود السِّجستاني وأبو بكر البزار وزكريا السّاجي وابن أبي الدنيا ومحمد بن جرير الطبري وغيرهم، وهو صدوق كما قال النسائي، وكانت وفاته =
324 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو
(1)
، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ:((يَصُومُ الْمُتَمَتِّعُ فِي السَّفَرِ، وَلَا يَصُومُ إِلَّا فِي الْعَشْرِ، وَيَجْعَلُ آخِرَهَا يَوْمَ عَرَفَةَ، وَإِنْ فَاتَهُ، أَهْرَاقَ لِذَلِكَ دَمًا)).
325 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا هُشَيْمٌ، نَا عَبْدُ الْمَلِكِ
(2)
، وحَجَّاج
(3)
، عَنْ عَطَاءٍ - فِي قوله:{وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ} - قَالَ: ((هِيَ رُخْصَةٌ، وَإِنْ شَاءَ صام في السفر)).
= سنة خمسين ومائتين. اهـ. من "تهذيب الكمال" المطبوع (1/ 265)، و "تهذيب التهذيب"(1/ 14 - 15 رقم 10)، و "التقريب"(ص 77 رقم 8).
وعليه يتضح أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح لغيره عن عطاء، عدا قوله:((فَإِنْ فَاتَهُ الصِّيَامُ أَهْرَاقَ دَمًا))، فإنه حسن لغيره والله أعلم.
(1)
هو ابن دينار.
[324]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر"(1/ 518) وعزاه لابن أبي شيبة فقط.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص 125 رقم 837)، فقال: ثنا سفيان بن عيينة، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: لا يصوم المتمتع إلا في العشر.
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا برقم (841).
وابن جرير في "تفسيره"(4/ 103 رقم 3481).
كلاهما من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن علية، عن أيوب السختياني، عن عكرمة قال: إذا خشي أن لا يدرك الصوم بمكة صام بالطريق يومًا أو يومين.
(2)
هو ابن أبي سليمان.
(3)
هو ابن أَرْطَأَةْ.
[325]
سنده صحيح، وحجاج قد تابعه عبد الملك. =
326 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ
(1)
[ل 116/ب]، قَالَ: نا يُونُسُ
(2)
، عَنِ الْحَسَنِ مِثْلَ قَوْلِ عَطَاءٍ قَالَ:((هِيَ رُخْصَةٌ)).
327 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، عَنْ جَابِرٍ
(3)
، عَنِ الشَّعْبي قَالَ
(4)
: ((إِذَا رَجَعْتَ إِلَى مِصْرِك
(5)
)).
= وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص 128 رقم 855) من طريق حفص بن غياث، عن حجاج، عن عطاء قال:{وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ} قال: إن شاء صامها في الطريق، وإن شاء بمكة.
وأخرجه عبد بن حميد كما في "الدر المنثور"(1/ 519) عن عطاء بلفظ: في الطريق إن شاء.
وأخرجه وكيع كما في "الدر" أيضًا (1/ 520) عن عطاء: {وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ} قال: إذا قضيتم حجّكم، وإذا رجع إلى أهله أحب إلي.
ومن طريق وكيع أخرجه ابن جرير (4/ 107 رقم 3491)، وهو عنده عن وكيع، عن فِطْر، عن عطاء.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (3493) من طريق ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ فِي قوله:{وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ} قال: إذا رجعت إلى أهلك.
(1)
قوله: ((هشيم)) جاء في نهاية الصفحة، ثم أعاده الناسخ في بداية الصفحة الأخرى.
(2)
هو: ابن عبيد.
[326]
سنده صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص 128 رقم 856) من طريق هشام بن حسان، عن الحسن في صيام السبعة الأيام قال: إن شاء صام في الطريق، وإن شاء إذا رجع إلى أهله.
(3)
هو ابن يزيد الجُعْفي، تقدم في الحديث رقم [101] أنه ضعيف جدًّا.
(4)
قوله: ((قال)) مكرور في الأصل. =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}]
328 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ
(1)
، قَالَ: نا شَريك، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} -، قال:((شوال، وذو القعدة [ل 116/أ]، وَعَشْرُ لَيَالٍ مِنْ ذِي الْحَجَّةِ)).
عَنِ ابْنِ عُمَرَ
(2)
قَالَ: ((شَوَّالٌ، وذو القعدة، وذو الحجة)).
(5)
هذا الحديث والأحاديث قبله من رقم [321] قَدَّمْتُها عن الأحاديث الآتية بعدها مراعاة لترتيب الآيات، فانظر التعليق رقم
(1)
على الحديث رقم [320]، والتعليق رقم
(3)
على الحديث رقم [321].
[327]
سنده ضعيف جدًّا لشدَّة ضعف جابر الجُعْفي.
(1)
هذا الحديث والأحاديث الآتية بعده حتى رقم [345] حَقُّها التقديم بعد الحديث المتقدم برقم [320]، وإنما أَخّرتها هنا مراعاة لترتيب الآيات، وانظر التعليق رقم
(1)
على الحديث رقم [320]، والتعليق رقم
(3)
على الحديث رقم [321].
(2)
كذا في الأصل! وهو إما أن يكون علّقه المصنف لبيان قول ابن عمر في مقابل قول ابن مسعود، ثم وصله فيما بعد، وإما أن يكون سقط سنده من الناسخ، ويبعد عندي أن يكون موصولاً بإسناد ما قبله؛ فإني لم أجد من أخرجه من طريق أبي الأحوص عوف بن مالك، عن ابن عمر، ولم أجد لأبي الأحوص رواية عن ابن عمر كما يتضح من مطالعة "تهذيب الكمال" المخطوط (2/ 1065)، و "تهذيب التهذيب"(8/ 169)، وقد أخرج البيهقي الحديث من طريق المصنف كما سيأتي ولم يذكر هذا عن ابن عمر، وسيأتي موصولاً عند المصنف برقم [329 و 331] من طريق مجاهد ونافع عنه.
[328]
سنده ضعيف؛ أبو إسحاق السبيعي تقدم في الحديث [1] أنه مدلس، ولم يصرح =
329-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا شَريك، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِر، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:((شَوَّالٌ، وَذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحَجَّةِ)) .
= بالسماع هنا، وشريك بن عبد الله تقدم في الحديث [4] أنه صدوق يخطئ كثيرًا.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1 / 525) وعزاه للمصنِّف ووكيع وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابون أبي حاتم والبيهقي.
وقد أخرجه البيهقي في "سننه"(4 / 342) في جماع أبواب وقت الحج والعمرة من كتاب الحج، باب بيان أشهر الحج، من طريق المصنف، به مثله، إلا أنه لم يذكر قوله:(عز وجل)، ولا قوله:((ليال)) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص230 رقم 1497 و 1498) .
وابن جرير في "تفسيره"(1 / ل 133 / ب) .
والدارقطني في "سننه"(2 / 226 رقم 42) .
جميعهم من طريق شريك، به مثله، إلا أنهم لم يذكروا قوله:((ليال)) ، وقد سقط اسم أبي الأحوص من سند "مصنف ابن أبي شيبة"، وفي ظني أنه من سوء الطباعة.
وأخرجه أبو بكر الإسماعيلي في "معجم شيوخه"(1 / 315 - 316) فقال: أخبرني أبو جعفر أحمد بن محمد الخَلنْجي، قال: حدثنا داود بن عمرو، حدثنا شريك، عن المختار، عن أبي إسحاق، به مثله، ولم يذكر قوله:((ليال)) ، وزاد في إسناده المختار أبا عثمان، وقيل: أبو غسَّان.
ومن طريق الإسماعيلي أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"(5 / 63) .
وزيادة المختار في سند الحديث لم يذكرها أحد ممن روى الحديث عن شريك سوى داود بن عمرو عند الإسماعيلي، فلست أدري، هل الخطأ من شريك بسبب ضعف حفظه، أو من شيخ الإسماعيلي؛ فإنه ذكره الخطيب في الموضع السابق من "تاريخ بغداد"، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، وذكر أنه يروي عن داود بن عمرو الضَّبِّي وصالح بن مالك الخَوَارِزْمي، وأنه روى عنه الإسماعيلي وأحمد بن عبد الله الفامي، وعليه فهو مجهول الحال.
[329]
سنده ضعيف؛ فشريك بن عبد الله النخعي القاضي تقدم في الحديث [4] أنه صدوق =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= يخطئ كثيرًا.
وإبراهيم بن مهاجر تقدم في الحديث [58] أنه صدوق ليِّن الحفظ.
لكن الحديث صح عن ابن عمر من غير هذا الطريق كما سيأتي.
وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص229 رقم 1492) .
وابن جرير في "تفسيره"(4 /117 رقم 3538) .
أما ابن أبي شيبة فمن طريق وكيع، وأما ابن جرير فمن طريق أحمد بن إسحاق، كلاهما عن شريك، به، ولفظ ابن جرير مثل لفظ المصنف سواء، وأما ابن أبي شيبة فلفظه مثله، إلا أنه قال:((وعشر من ذي الحجة)) .
وكلا اللفظين وردا عن ابن عمر كما سيأتي، لكن الصواب في رواية شريك:((وذو الحجة)) ؛ كذا رواه سعيد بن منصور وأحمد بن إسحاق عنه، وخالفهما وكيع، فرواه:((وعشر من ذي الحجة)) .
وأخرجه الإمام مالك في "الموطأ"(1 / 344 رقم 62) في الحج، باب: ما جاء في التمتع، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول: من اعتمر في أشهر الحج - في شوال، أو ذي القعدة، أو في ذي الحجة - قبل الحج، ثم أقام بمكة حتى يدركه الحج فهو متمتع إن حج، وعليه ما استيسر من الهدي، فإن لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ في الحج وسبعة إذا رجع.
وسنده صحيح.
عبد الله بن دينار العدوي، مولاهم، أبو عبد الرحمن المدني مولى ابن عمر، روى عن ابن عمر وأنس وسليمان بن يسار ونافع مولى ابن عمر وأبي صالح السَّمَّان وغيرهم، روى عنه ابنه عبد الرحمن والإمام مالك وشعبة وغيرهم، وهو ثقة؛ روى له الجماعة، ووثقه ابن معين والعجلي وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن سعد وزاد:((كثير الحديث)) ، وقال الإمام أحمد:((ثقة مستقيم الحديث)) وكانت وفاته سنة سبع وعشرين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(5 / 46 - 47 رقم 217) ، و "التهذيب"(5 / 201 - 203 رقم 349) ، و "التقريب"(ص302 رقم 3300) .
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4 / 116 - 117 رقم 3533) .
والدارقطني في "سننه"(2 / 226 رقم 46) . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كلاهما من طريق وَرْقاء، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر:{الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} قَالَ: شَوَّالٌ، وَذُو الْقَعْدَةِ، وَعَشْرُ من ذي الحجة.
وصحح ابن حجر إسناده في "فتح الباري"(3 / 420) .
فَوَرْقاء هنا خالف الإمام مالكًا، فقال:((وعشر من ذي الحجة)) ، وكلاهما يرويه عن عبد الله بن دينار، وسيأتي الكلام عن هذا.
وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص230 رقم 1503) .
والدارقطني في "سننه"(2 / 226 رقم 45) .
كلاهما من طريق وكيع، عن بَيْهس بن فَهْدان، عن أبي شيخ الهُنَائي، قال: سألت ابن عمر عن أشهر الحج، فقال: شَوَّالٌ، وَذُو الْقَعْدَةِ، وَعَشْرٌ مِنْ ذي الحجة.
هذا لفظ الدارقطني، ونحوه لفظ ابن أبي شيبة، إلا أنه وقع فيه:((وذو الحجة)) .
وكلا الطريقين واحد، وأخشى أن يكون الخطأ من طباعة المصنَّف، فإنه سقيم الطباعة.
وللحديث طريق آخر يرويه نافع، عن ابن عمر، وسيأتي برقم [331] وسنده صحيح.
هذا وقد اختلفت روايات هذا الحديث، ففي بعضها،:((وذو الحجة)) ، وفي بعضها:((وعشر من ذي الحجة)) .
أما رواية مجاهد للحديث عن ابن عمر، فالصواب فيها:((وذو الحجة)) ، لاتفاق سعيد بن منصور وأحمد بن إسحاق على روايته بهذا اللفظ عن شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عن مجاهد.
وأما رواية وكيع للحديث عن شريك فمحمولة على ما سيأتي ذكره عن رواية مالك للحديث عن عبد الله بن دينار.
فعبد الله بن دينار اختلف مالك وورقاء في لفظ الحديث عنه كما سبق، وقد رجح الحافظ بن حجر رواية ورقاء وحمل عليها رواية مالك جمعًا بين الروايات. =
330 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا شَريك، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ:((شَوَّالٌ، وَذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحَجَّةِ)).
331 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبة
(1)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:((شَوَّالٌ، وَذُو الْقَعْدَةِ، وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الْحَجَّةِ)).
= ففي "فتح الباري"(3/ 420) ذكر ابن حجر رواية ورقاء، عن عبد الله بن دينار، ورواية عبيد الله بن عمر، عن نافع - وستأتي في الحديث [331]-، ثم قال ابن حجر:((والإسنادان صحيحان، وأما ما رواه مالك في "الموطأ" عن عبد الله بن دينار، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَنْ اعتمر في أشهر الحج - شوال، أو ذي القعدة، أو ذي الحجة - قبل الحج، فقد استمتع، فلعله - يعني: مالكًا - تجوَّز في إطلاق ذي الحجة؛ جمعًا بين الروايتين، والله أعلم)). اهـ.
[330]
هو من قول إسماعيل بن عياش، ومع ذلك فالراوي عنه شريك وتقدم في الحديث السابق أنه صدوق يخطئ كثيرًا، فالإسناد ضعيف لأجله.
(1)
هو موسى بن عُقْبَةَ بن أبي عيّاش الَأسَدي مولى آل الزُّبير، روى عن أم خالد ولها صحبة وعن سالم وحمزة ابني عبد الله بن عمر والأعرج وأبي سلمة بن عبد الرحمن ونافع مولى ابن عمر وغيرهم، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري والإمام مالك والسفيانان، وابن المبارك وإسماعيل بن عياش وغيرهم، وهو ثقة فقيه إمام في المغازي، روى له الجماعة، ووثقه مالك وأحمد وابن معين والعجلي وأبو حاتم والنسائي وغيرهم، وقال ابن سعد:((كان ثقة ثبتًا كثير الحديث))، وكانت وفاته سنة إحدى وأربعين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(3/ 163 - 165)، و "التهذيب"(10/ 360 - 362 رقم 638)، و "التقريب"(ص 552 رقم 6992).
قلت: وروى المفضل بن غسّان الغلاّبي عن ابن معين أنه قال: ((موسى بن عقبة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ثقة، يقولون روايته عن نافع فيها شيء)) ، قال المفضل:((وسمعت ابن معين يضعف موسى بعض الضعف)) .
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء"(6 / 117) بعد أن حكى قول المفضل هذا: ((قد روى عباس الدوري وجماعة عن يحيى توثيقه، فَلْيُحْمَلْ هذا التضعيف على معنى: أنه ليس هو في القوة عن نافع كمالك ولا عبيد الله، وكذلك روى إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الجنيد، عن يحيى بن معين قال: ليس موسى بن عقبة في نافع مثل عبيد الله بن عمر ومالك.
قال الذهبي: قلت: احتجّ الشيخان بموسى بن عقبة، عن نافع ولله الحمد. قلنا: ثقة وأوثقُ منه، فهذا من هذا الضرب)) . اهـ.
[331]
سنده ضعيف، وهو صحيح لغيره.
أما هذا الإسناد فهو من رواية إسماعيل بن عياش، وتقدم في الحديث [9] أنه صدوق في روايته عن أهل بلده والشام، مُخَلِّط في غيرهم ويدلِّس، ولم يصِّرح هنا بالسماع، وهذا الحديث من روايته عن غير أهل بلده، فموسى بن عقبة مدني كما في الموضع السابق من "السير" وغيره، لكن الحديث صح من غير طريقه.
وذكر السيوطي في "الدر المنثور"(1 / 524) هذا الحديث وعزاه للمصنِّف ووكيع وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم والبيهقي في "سننه".
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4 / 116 رقم 3532) .
والحاكم في "المستدرك"(2 / 276) .
ومن طريقه البيهقي في "سننه"(4 / 342) في الحج، باب: بيان أشهر الحج، وأخرجه ابن حجر في "تغليق التعليق"(3 / 58 - 59) .
جميعهم من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نافع، به مثله، إلا أنهم زادوا ذكر الآية:{الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)) ، ووافقه الذهبي، وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(3 / 420) .
وأخرجه الشافعي في "الأم"(2 / 132) ، و "المسند"(1 / 286 - 287 رقم 749 / ترتيب) .
وابن جرير في "تفسيره"(4 / 117 رقم 3536 و 3537) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 133 / ب) .
ثلاثتهم من طريق ابن جريج قال: قلت لنافع: أسمعت عبد الله بن عمر يسمي شهور الحج؟ فقال: نعم؛ كان يسمي شوالاً وذا القعدة وذا الحجة.
وقد رواه ابن جرير في الموضع الأول من طريق شيخه محمد بن بشّار، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابن جريج، به.
وهذا إسناد صحيح.
محمد بن بشّار بُنْدار تقدم في الحديث [83] أنه ثقة.
ويحيى بن سعيد القطّان في الحديث [1] أنه ثقة متقن حافظ إمام قدوة.
وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج تقدم في الحديث [9] أنه ثقة فقيه فاضل، وكان يدلِّس، لكنه صرَّح بالسماع في هذه الرواية.
وذكر السيوطي هذا الحديث في "الدر"(1 / 524) وعزاه للشافعي في "الأم"، ولسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
ولم يخرج المصنف هذا الحديث هنا في التفسير بهذا اللفظ، فلعله أخرجه في كتاب: الحج، ولا يزال في عداد المفقود.
ولفظ ابن جريج هنا يخالف لفظ موسى بن عقبة وعبيد الله بن عمر، فإنهما قالا:((وعشر من ذي الحجة)) ، وأما ابن جريج فقال:((وذا الحجة)) .
وسبق مثل هذا في خلاف مالك لِوَرْقَاء عن عبد الله بن دينار في الحديث [329]، وما ذكره ابن حجر في "الجمع بين الروايات" حيث قال: ((وأما ما رواه =
332-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَة، وهُشيم، عَنْ مُغيرة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، والشَّعْبي، أَنَّهُمَا قَالَا:((شَوَّالٌ، وَذُو الْقَعْدَةِ، وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الحجة)) .
= مالك في "الموطأ" عن عبد الله بن دينار، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: مَنْ اعتمر في أشهر الحج - شوال، أو ذي القعدة، أو ذي الحجة - قبل الحج فقد استمتع، فلعله - يعني: مالكًا - تجوَّز في إطلاق ذي الحجة؛ جمعًا بين الروايتين)) . اهـ.
قلت: وما يقال عن مالك يقال أيضًا عن ابن جريج، والله أعلم.
[332]
سنده ضعيف، فمغيرة بن مقسم تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن إلا أنه كان يدلس، ولم يصرح بالسماع هنا.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(4 / 116 رقم 3531) من طريق هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ والشعبي، مثله.
وأخرجه أيضًا برقم (3526) من طريق أبي عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ والشعبي مثله.
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص63 رقم 85) عن مغيرة، عن إبراهيم وحده، به مثله.
ومن طريق سفيان أخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع (ص230 رقم 1501) .
وابن جرير برقم (3525 و 3527) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (3527) من طريق إسرائيل، عن مغيرة، عن إبراهيم، به مثله.
وأخرجه عبد الرحمن بن الحسن القاضي في "تفسير مجاهد"(ص101) من طريق أبي جعفر الرازي وورقاء، كلاهما عن مغيرة، عن إبراهيم وحده، به مثله.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (3528) من طريق جابر الجُعْفي، عن =
333 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشيم، قَالَ: نا يُونُسُ
(1)
، عَنِ الْحَسَنِ مِثْلَ ذَلِكَ.
334 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْب، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفل
(2)
، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوة بْنَ الزُّبير
(3)
يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: {الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} ، قَالَ:((شَوَّالٌ، وَذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الحجة)).
= عامر الشعبي مثله.
وهذا إسناد ضعيف جدًّا لشدة ضعف جابر بن يزيد الجعفي كما في ترجمته في الحديث [101].
(1)
هو ابن عبيد.
[333]
سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4/ 116 رقم 3531) من طريق هشيم، به مثله.
وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع (ص 229 رقم 1495) من طريق هشام بن حسان، عن الحسن، مثله.
(2)
هو مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَل بن خُويلد بن أسَد بن عبد العُزَّى الأسَدي، أبو الأسْوَد المدني، يتيم عروة، روى عن عروة وعلي بن الحسين وسليمان بن يسار وسالم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وعكرمة وغيرهم، روى عنه الإمام مالك والليث بن سعد وبن لهيعة وعمرو بن الحارث وغيرهم، وهو ثقة، روى له الجماعة، ووثقه أبو حاتم والنسائي، وقال ابن سعد:((كان كثير الحديث ثقة))، وقال أحمد بن صالح:((هو ثبت له شأن))، وكانت وفاته سنة إحدى وثلاثين ومائة. اهـ.
من "الجرح والتعديل"(7/ 321 رقم 1735)، و "التهذيب" (9/ 307 - 308 =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ}]
335 -
- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا أَبُو الْأَحْوَصِ
(1)
، قَالَ: نَا العَلاء بْنُ المُسَيَّب، عَنْ عَطَاءٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ} - قال: ((فَرْضُ الحج: التَّلْبية)).
= رقم 506)، و "التقريب"(ص 493 رقم 6085).
(3)
تقدم في الحديث [69] أنه ثقة فقيه مشهور، وهو هنا يروي عن عمر بن الخطاب وروايته عنه مرسلة، نصّ على ذلك أبو زرعة وأبو حاتم. انظر:"المراسيل" لابن أبي حاتم (ص 149)، و "جامع التحصيل"(ص 289 رقم 515).
[334]
سنده رجاله ثقات، لكنه ضعيف للانقطاع بين عروة بن الزبير وعمر بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، وقد أشار إلى ذلك البيهقي في "سننه"(4/ 342) في الحج، باب بيان أشهر الحج، حيث ذكر حديث ابن عمر المتقدم برقم [331]، ثم قال:((وروي في ذلك عن ابن عمر، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، وعن عروة بن الزبير، عن عمر رضي الله عنه مرسلاً)).
قلت: أخرج المصنف هنا رواية عروة عن عمر رضي الله عنه، ولم يخرج البيهقي شيئًا من هاتين الروايتين، ولم أجد من أخرج الحديث من طريق ابن عمر عن عمر، إلا أن يكون ابن المنذر في "تفسيره"، فإن السيوطي ذكر هذا الحديث في "الدر المنثور"(1/ 524) بمثل ما هنا، وعزاه للمصنف سعيد بن منصور وابن المنذر، ولم يذكر الراوي له عن عمر عند ابن المنذر، فالله أعلم.
(1)
هو سَلاَّم بن سُلَيم.
[335]
سنده صحيح، وسيأتي بإسناد فيه ضعف برقم [337] من طريق حجّاج بن أَرْطَأَةْ، عن عطاء، مثله. =
336 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجيح، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ:{وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ} - قَالَ: ((لَيْسَ فِي الْحَجِّ جِدَالٌ، وَلَا شَكٌّ، وَلَا نِسْيَانٌ
(1)
، فِي الْحَجِّ، الْحَجُّ فِي ذِي الْحَجَّةِ)).
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص 63 رقم 87) عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عطاء بن أبي رباح، قال: هي التلبية.
ومن طريق الثوري أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4/ 121 - 122 رقم 3555).
وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص 231 رقم 1507) من طريق محمد بن فضيل، عن العلاء، به مثله.
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا برقم (1506) من طريق ابن جريج، عن عطاء:{فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ} قال: من أهلَّ فيهن بالحج.
ورواه ليث بن أبي سُلَيم، فخالف العلاء وابن جريج وحجاجًا، فرواه عن عطاء قال: الفرض الإحرام.
وليث تقدم في الحديث [9] أنه صدوق اختلط جدًّا فلم يتميز حديثه فتُرك.
ورواية ليث هذه أخرجها ابن جرير (4/ 123 رقم 3565).
(1)
كذا في الأصل: والنَّسْءُ: التأخير، ونَسَأَ الشيءَ يَنْسَؤُه نسأً، وأَنْسَأَهُ: أخّره كما في "لسان العرب"(1/ 166).
والمقصود هنا نفي ما كانت العرب تفعله مما ذكره الله عنهم في قوله سبحانه: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللهُ} [التوبة: 37]، والنَّسِيءُ: شهر كانت العرب تؤخره في الجاهلية، حتى كانوا يحجون في ذي الحجة عامين، وفي المحرم عامين، ثم حجوا في صفر، كما يتضح من الروايات الآتية في التخريج، وانظر:"لسان العرب"(1/ 167). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= [336] سنده صحيح، وانظر في رواية ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ الحديث [184] .
وقد روي عن مجاهد من خمسة طرق:
1-
طريق ابن أبي نجيح، وله عنه ستة طرق:
أ- طريق سفيان بن عيينة الذي أخرجه المصنف هنا عنه.
وسفيان قد أخرجه في "تفسيره" كما في "الدر المنثور"(1 / 530) .
ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من المصنف (ص164 رقم 1084)، بلفظ: قد صار الحج في ذي الحجة، لا تنهر سبًّا (كذا) ، ولا شك في الحج؛ لأن أهل الجاهلية كانوا يحطّون، فيحجون في غير ذي الحجة.
ب- طريق وَرْقاء، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد قَالَ: الرَّفَثُ، الْجِمَاعُ، وَالْفُسُوقُ: الْمَعَاصِي {وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ} يقول: ليس هو شهر ينسأ، قد تبين الحج لا شك فيه، وذلك أنهم كانوا في الجاهلية يسقطون المحرم، ثم يقولون: صفر بصفر، ويسقطون شهر ربيع الأول، ثم يقولون: شهر ربيع بشهر ربيع.
أخرجه عبد الرحمن بن الحسن القاضي في "تفسير مجاهد"(ص102) من طريق إبراهيم بن الحسين الهمذاني، عن آدم بن أبي إياس، عن ورقاء.
ومن طريق عبد الرحمن أخرجه البيهقي في "سننه"(5 / 166) في الحج، باب من كره أن يقال للمحرَّم صفر، وأن النسيء من أمر الجاهلية.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 135 / أ) من طريق شبابه، عن ورقاء، به، وفيه زيادة.
جـ- طريق معمر، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد، قال: لا جدال فيه، قد بيَّن الله الحج، فليس فيه شك. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1 / 77) بهذا اللفظ.
وأخرجه أيضًا (2 / 275 - 276) من نفس الطريق في تفسير قوله تعالى في سورة التوبة: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الكُفْرِ} قال مجاهد: فرض الله الحج في ذي الحجة، وكان المشركون يسمّون الأشهر: ذا الحجة، والمحرم، وصفر، وربيع، وربيع، وجمادى، وجمادى، ورجب، وشعبان، ورمضان، وشوال، وذا القعدة، وذا الحجة، ثم يحجون فيه مرة أخرى، ثم يسكتون عن المحرم، فلا يذكرونه، ثم يعدّون فيسمّون صفر صفر، ثم يسمون رجب جمادى الآخرة، ثم يسمون شعبان رمضان، ورمضان شوال، ثم يسمون ذا القعدة: شوالا، ثم يسمون ذا الحجة: ذا القعدة، ثم يسمون المحرم ذا الحجة، ثم يحجون فيه، واسمه عندهم: ذو الحجة، ثم عادوا كمثل هذه القصة، فكانوا يحجون في كل سنة في كل شهر عامين، حتى وافق حجة أبي بكر الآخرة من العامين في ذي القعدة، ثم حج النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حجته التي حج، فوافق ذا الحجة، فذلك حين يقول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في خطبته:((إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السموات والأرض)) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4 / 148 رقم 3715) .
والبيهقي في الموضع السابق من "سننه".
د- طريق عيسى بن ميمون الجُرَشي، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد:{وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ} قال: لا شهر يُنسأ، ولاشك في الحج، قد بُيِّن، كانوا يسقطون المحرم، ثم يقولون: صفران، لصفر وشهر ربيع الأول، ثم يقولون: شهرا ربيع، لشهر ربيع الآخر وجمادى الأولى، ثم يقولون: جماديات، لجمادى الآخرة ولرجب، ثم يقولون لشعبان: رجب، ثم يقولون لرمضان: شعبان، ثم يقولون لشوال: رمضان، ويقولون لذي القعدة: شوال، ثم يقولون لذي الحجة: ذا القعدة، ثم يقولون للمحرَّم: ذا الحجة، فيحجون في المحرم، ثم يأتنفون، فيحسبون على ذلك عدةً مستقبلة على وجه ما ابتدأوا، فيقولون: المحرم وصفر وشهرا ربيع، فيحجون في المحرم ليحجوا في كل سنة مرتين، فيسقطون شهرًا آخر فيعدّون. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= على العدّة الأولى، فيقولون: صفران وشهرا ربيع، نحو عدتهم في أول ما أسقطوا.
أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4 / 147 رقم 3705) .
هـ- طريق شِبْل، عن ابن أبي نجيح، به نحو سابقه.
أخرجه ابن جرير أيضًا برقم (3706 و 3710) .
و طريق أبي بشر، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد:{وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ} قال: لا شبهة في الحج، قد بيَّن الله أمر الحج.
أخرجه ابن جرير أيضًا برقم (3708) .
2-
طريق عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ:{وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ} قال: قد استقام أمر الحج.
أخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص165 رقم 1092) من طريق سفيان الثوري، عن عبد العزيز بهذا اللفظ.
وأخرجه ابن جرير (4 / 146 رقم 3704) من طريق سفيان الثوري أيضًا، به وزاد:(ولا جدال فيه) .
3-
طريق الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مجاهد:{وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ} قال: قد عُلم وقت الحج، فلا جدال فيه ولا شك.
أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4 / 148 رقم 3711 و 3712) واللفظ له في الموضع الأول وأخرجه ابن أبي حاتم (1 / ل 135 / أ) بنحوه.
4-
طريق سالم، عن مجاهد:{وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ} قال: لا شك في الحج.
أخرجه ابن جرير برقم (3713) .
5-
طريق منصور بن المعتمر، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ:{وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ} قال: بيَّن الله أمر الحج ومعالمه، فليس فيه كلام.
أخرجه ابن جرير برقم (3716) .
وقد رجح ابن جرير هذا الذي ذهب إليه مجاهد وغيره في معنى قوله تعالى: =
337 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشيم، قَالَ: نَا حجَّاج، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ:((فَرْضُ الْحَجِّ: التَّلْبِيَةُ)).
338 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ طاوُس
(1)
، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنْ قَوْلِهِ عز وجل:{فَلَا رَفَثَ} ، قال: ((الرَّفَثُ الذي ذُكر ها هنا لَيْسَ الرَّفَثَ الَّذِي ذَكَرْتُمْ: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ} ، وَهِيَ العِرَابة
(2)
- بِكَلَامِ الْعَرَبِ - والتَّعْريض بذكر النكاح)).
= {وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ} ، فقال: في "تفسيره"(4/ 148 - 149):
((وأولى هذه الأقوال فِي قَوْلِهِ: {وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ} بالصواب، قول من قال: معنى ذلك: قد بطل الجدال في الحج ووقته، واستقام أمره ووقته على وقت واحد، ومناسك متفقة غير مختلفة، ولا تنازع فيه ولا مراء؛ وذلك أن الله تعالى ذكره أخبر أن وقت الحج أشهر معلومات، ثم نفى عن وقته والاختلاف الذي كانت الجاهلية في شركها تختلف فيه)). اهـ.
[337]
سنده ضعيف؛ حجّاج بن أَرْطَأَة تقدم في الحديث [170] أنه صدوق كثير الخطأ والتدليس، ولم يصرح بالسماع هنا.
وقد صح الحديث من غير طريقه، فانظر ما تقدم برقم [335].
(1)
هو عبد الله بن طاوس بن كيسان اليماني.
(2)
العِرَابةُ - بكسر العين وفتحها -: الإفحاش بالقول، والإيضاح والتصريح بالهُجْر من الكلام. "النهاية في غريب الحديث"(3/ 201).
[338]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 528) وعزاه للمصنف وسفيان بن عيينة وعبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4/ 125 و 128 رقم 3571 و 3586). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن أبي حاتم (1 / ل 134 / أ) .
كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، به نحوه.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (4 / 129 رقم 3592) من طريق عبد الرزاق، عن معمر وابن جريج، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن عباس قال: الرفث في الصيام الجماع، والرفث في الحج الإعرابة، وكان يقول: الدخول والمسيس: الجماع.
وأخرجه البيهقي في "سننه"(5 / 67) في الحج، باب: لا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ في الحج، من طريق علي بن عاصم، عن عبد الله بن طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عباس - في قوله:{فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ} - قال الرفث: التعرض للنساء بالجماع، والفسوق: عصيان الله، والجدال: جدال الناس.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11 / 22 رقم 10914) فقال: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا سوار بن محمد بن قريش العنبري البصري، ثنا يزيد بن زريع، ثنا روح بن القاسم، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم - فِي قول الله عز وجل: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ} - قال: ((الرفث: الإعرابة والتعرض للنساء بالجماع، والفسوق: المعاصي كلها، والجدال: جدال الرجل صاحبه)) .
كذا رواه شيخ الطبراني عن شيخه مرفوعًا، ولا يصح.
فالثقات رووه موقوفًا على ابن عباس.
ومع ذلك ففي شيخ الطبراني يحيى بن عثمان، وشيخه سوار بن محمد كلام، يقول الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6 / 318) :((رواه الطبراني عن شيخه يحيى بن عثمان بن صالح، عن سوّار بن محمد بن قريش، وكلاهما فيه لين، وقد وُثِّقا ورجاله رجال الصحيح)) .
ورواه ابن جريج، عن أبي الزبير، قال: سمعت طاوسًا يقول: سمعت ابن الزبير =
339-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ خُصيف، عَنْ مِقْسَم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ:((الرَّفَثُ: الْجِمَاعُ، وَالْفُسُوقُ: الْمَعَاصِي، وَالْجِدَالُ: المِرَاء)) .
= يقول: لا يحل للحرام الإعراب، قال: قلت لابن عباس: ما الإعراب؟ قال: التعريض - يعني بالجماع -.
أخرجه البيهقي في الموضع السابق.
وأخرجه ابن جرير (4 / 127 رقم 3581)، لكن وقع عنده هكذا: (
…
ابن جريج، قال: أخبرنا ابن الزبير السبائي وعطاء، أنه سمع طاوسًا
…
) فذكره وهو تصحيف ولابُدَّ، وقد قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على هذا الخبر:((ابن الزبير السبائي: هكذا ثبت في المطبوعة؛ ولا أدري ما هذا؟ ولا من هو؟ ولولا كلمة: (السبائي) ، لظننا أنه أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي المكي التابعي المشهور، فإنه من هذه الطبقة)) . اهـ. والله أعلم.
[339]
سنده ضعيف؛ خُصيف تقدم في الحديث [204] أنه صدوق سيء الحفظ.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1 / 528) وعزاه للمصنِّف ووكيع وسفيان بن عيينة والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبي يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في "السنن".
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" في القسم الأول من الجزء الرابع (ص164 رقم 1083) .
وأبو يعلى في "مسنده"(5 / 98 - 99 رقم 2709) .
وابن جرير في "تفسيره"(4 / 129 و 135 و 141 رقم 3593 و 3631 و 3672) .
ثلاثتهم من طريق سفيان بن عيينة، به، ولفظ أبي يعلى مثله، ولفظ ابن أبي شيبه نحوه، وأما ابن جرير فلفظه نحوه، إلا أنه فرّقه في المواضع الثلاثة.
وأخرجه ابن جرير (4 / 129 و 139 و 144 رقم 3594 و 3665 و 3693) . =
340-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشيم، قَالَ: نَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ((الرَّفَثُ: الْجِمَاعُ، وَالْفُسُوقُ: الْمَعَاصِي، وَالْجِدَالُ: المِرَاء في الحجّ حتى يَغْضَبُوا)) .
= وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 134 / ب) .
والبيهقي في "سننه"(5 / 67) في الحج، باب: لا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ في الحج.
أما ابن جرير فمن طريق عبد الرزاق، وأما البيهقي فمن طريق أبي عامر العَقَدي، كلاهما عن سفيان الثوري، عن خصيف، به، ولفظ البيهقي:((الرفث: الجماع، والفسوق: السباب، والجدال: أن تماري صاحبك حتى تغضبه)) ، ومثله لفظ ابن جرير، إلا أنه فرّقه في المواضع الثلاثة.
وأما ابن حاتم فرواه من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابن عباس:{وَلَا فُسُوقَ} قال: الفسوق المعاصي.
قال ابن أبي حاتم: ((وروى عن حصين بن حفص ومؤمل بن إسماعيل عن الثوري، عن خصيف هذا الحديث، فقالا: الفسوق: السباب)) .
ثم رواه ابن أبي حاتم أيضًا من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابن عباس قال: والجدال أن تماري صاحبك حتى تغضبه.
وأخرجه ابن جرير (4 / 130 رقم 3595) من طريق شريك، عن خصيف به بلفظ:((الرفث: إتيان النساء)) .
[340]
سنده صحيح، وعبد الملك هو ابن أبي سليمان، وعطاء هو ابن أبي رباح. وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(4 / 132 - 133 و 137 رقم 3622 و 3649) من طريق هشيم، به مثله، إلا أنه لم يذكر الجدال.
وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع (ص165 رقم 1091) .
وابن جرير في "تفسيره"(4 / 131 و 135 و 141 رقم 3605 و 3632 و 3673) . =
341-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشيم، أنا حَجَّاجٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ.
= أما ابن أبي شيبة فمن طريق عبد الله بن نمير، وأما ابن جرير فمن طريق زكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن عبد الملك، به نحوه، إلا أن ابن جرير فرّقه في المواضع الثلاثة.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (4 / 132 و 136 و 143 رقم 3617 و 3647 و 3687) ، من طريق حجاج بن أرطأة، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، به نحوه مفرقًا في المواضع الثلاثة.
وأخرجه أيضًا برقم (3682) من طريق واقد الخُلْقَاني عن عطاء، بذكر الجدال فقط.
وأخرجه أيضًا (4 / 127 و 135 و 144 رقم 3566 و 3578 و 3579 و 3633 و 3634 و 3691) من طريق ابن جريج، عن عطاء به نحوه مفرقًا، إلا أن لفظه الأول قال فيه:((الرفث: الجماع ومادونه من قول الفحش)) .
[341]
سنده ضعيف؛ حجاج بن أرطأة تقدم في الحديث [170] أنه صدوق كثير الخطأ والتدليس، وأخشى أن يكون حجاج أخطأ في هذا الحديث؛ فرواه عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مع أن عبد الملك بن سليمان رواه في الحديث الماضي، عن عطاء من قوله: ليس فيه ذكر لابن عباس.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1 / 528) وعزاه للمصنف ووكيع وسفيان ابن عيينة والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبي يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في "سننه"، وذكر أنهم أخرجوه من طرق، وتقدم في الحديث [339] من طريق خُصيف، عَنْ مِقْسم، عَنِ ابْنِ عباس مثل ذلك، وهو ضعيف لضعف خُصيف من قبل حفظه، وقد يكون حسنًا لغيره بهذا الطريق الذي رواه حجّاج، لكن أخشى أن يكون صوابه: عن عطاء من قوله كما وراه عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ في الحديث السابق. =
342 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا يُونُسُ
(1)
، عَنِ الْحَسَنِ
(2)
.
343 -
وَأَنَا
(3)
مُغيرة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا
(4)
: ((الرَّفَثُ: الْجِمَاعُ، وَالْفُسُوقُ: الْمَعَاصِي، وَالْجِدَالُ: المِرَاء)).
= وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4/ 132 - 233 و 137 و 148 رقم 3622 و 3649 و 3714) من طريق هشيم، به مثله، إلا أنه قال:((المراء بالحج)).
(1)
هو: ابن عبيد.
(2)
سيأتي متن هذا الخبر في الحديث بعده، وهو قوله:((الرَّفَثُ: الْجِمَاعُ، وَالْفُسُوقُ: الْمَعَاصِي، وَالْجِدَالُ: المراء)).
[342]
سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(4/ 133 و 138 - 139 رقم 3623 و 3664) من طريق هشيم، به وفرّقه في موضعين، ولفظ الموضع الأول:((الرفث: الجماع))، ولفظ الموضع الثاني:((الفسوق: السباب)).
وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص 165 رقم 1089) من طريق عبد الأعلى، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:((الرفث: الغشيان، والفسوق: السباب، والجدال: الاختلاف في الحج)).
وأخرجه ابن جرير أيضًا (4/ 131 و 135 و 142 رقم 3602 و 3635 و 3677) من طريق عَوف الَأعْرابي، عن الحسن في قوله:{فَلَا رَفَثَ} ، قال الرفث: غشيان النساء، وفي قوله:{وَلَا فُسُوقَ} ، قال: الفسوق: المعاصي، وقال: الجدال: المراء.
وقد رواه ابن جرير مفرقًا في ثلاث مواضع، وهذا مجمل لفظه.
(3)
القائل ذلك هو هشيم كما يتضح من الحديث السابق.
(4)
أي الحسن البصري وإبراهيم النخعي.
[343]
سنده ضعيف؛ مغيرة بن مقسم تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه كان يدلس لا سيما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه، لكنه لم ينفرد =
344-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:((الرَّفَثُ: الْجِمَاعُ، وَالْفُسُوقُ: مَعَاصِي اللَّهِ عز وجل، وَالْجِدَالُ: الخصومة والمِرَاء)) .
= به، فالخبر صحيح لغيره كما سيأتي.
فقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(4 / 133 و 138 - 139 رقم 3623 و 3664) من طريق هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قال: الرفث الجماع، وقال: الفسوق السباب.
وابن جرير فرّقه في الموضعين، وقرنه برواية الحسن البصري السابقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص164 رقم 1086) من طريق محمد بن فضيل، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: الرفث إتيان النساء، والفسوق السباب، والجدال أن تماري صاحبك.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4 / 132 و 136 و 143 رقم 3616 و 3646 و 3686) من طريق شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم، به مثل لفظ المصنِّف سعيد بن منصور.
وأخرجه أيضًا (4 / 138 و 143 رقم 3662 و 3684) من طريق خالد الطحان، عن مغيرة، عن إبراهيم، به مفرقًا في موضعين بلفظ: الفسوق السباب، و: الجدال المراء.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (4 / 133 و 139 رقم 3630 و 3667) من طريق جرير، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم، به مفرقًا في الموضعين بلفظ: الرفث الجماع، و: الفسوق السباب.
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص63 رقم 89) عن منصور، عن إبراهيم:{وَلَا جِدَالَ} ، قال: لا مراء.
وسنده صحيح.
ومن طريق الثوري أخرجه ابن جرير (4 / 144 رقم 3694) .
[344]
سنده ضعيف لضعف رواية إسماعيل بن عياش عن غير أهل بلده الشام، وهذا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من روايته عن موسى بن عقبة وهو مدني، وسبق ذكر ذلك في الحديث [331] ، فهو بنفس هذا الإسناد.
لكن الحديث صحّ من غير طريقه كما سيأتي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1 / 528) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير والحاكم والبيهقي.
وللحديث عن ابن عمر ثلاثة طرق:
1-
طريق نافع، وله عنه ثلاثة طرق أيضًا:
أ- طريق موسى بن عقبة الذي أخرجه المصنف هنا.
ب- طريق يونس بن يزيد.
أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4 / 126 و 137 - 138 و 145 رقم 3575 و 3655 و 3697) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 134 / أوب) .
كلاهما من طريق يونس بن عبد الأعلى، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يونس بن يزيد، عن نافع، أن عبد الله بن عمر كان يقول: الرفث: إتيان النساء، والتكلم بذلك للرجال والنساء، إذا ذكروا ذلك بأفواههم، والفسوق: إتيان معاصي الله في الحرم، والجدال في الحج: السباب والمراء والخصومات.
هذا مجمل لفظ الحديث، وقد فرقه ابن جرير وابن أبي حاتم في ثلاثة مواضع.
وسنده صحيح رجاله ثقات تقدموا، عدا شيخ ابن جرير وابن أبي حاتم: يونس ابن عبد الأعلى بن مَيْسرة الصَّدَفي، أبو موسى المصري، روى عن سفيان بن عيينة والوليد بن مسلم وعبد الله بن وهب وغيرهم، روى عنه هنا محمد بن جرير الطبري وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وروى عنه أيضًا مسلم والنسائي وابن ماجه وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم، وهو ثقة؛ قال ابن أبي حاتم:((سمعت أبي يوثق يونس بن عبد الأعلى ويرفع من شأنه)) ، وقال النسائي:((ثقة)) ، وقال: يحيى بن حسان: ((يونسكم هذا من أركان الإسلام)) ، وقال أبو عمر الكندي: ((كان فقيرًا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= شديد التقشُّف، مقبولاً عند القضاة، يستسقى بدعائه)) ، وكانت ولادته سنة سبعين ومائة، ووفاته سنة أربع وستين ومائتين. اهـ. من "الجرح والتعديل"(9 / 243 رقم 1022) ، و "التهذيب"(11 / 440 - 441 رقم 853) ، و "التقريب"(ص613 رقم 7907) .
جـ- طريق محمد بن إسحاق، عن نافع.
أخرجه ابن جرير (4 / 132 و 138 و 145 رقم 3618 و 3656 و 3698) .
والحاكم في "المستدرك"(2 / 276) .
ومن طريقه البيهقي في "سننه"(5 / 67) في الحج، باب لا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ في الحج.
أما ابن جرير فرواه مفرقًا في المواضع الثلاثة من طريق عبد الله بن المبارك، وأما الحاكم فمن طريق يعلى بن عبيد، كلاهما عن محمد بن إسحاق، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قال: الرفث الجماع، والفسوق ما أصيب من معاصي الله من صيد أو غيره، والجدال السباب والمنازعة.
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)) ، وأقره الذهبي.
وفي سنده محمد بن إسحاق وتقدم في الحديث [58] أنه يدلس، ولم يصرح بالسماع هنا.
2-
طريق مجاهد، عن ابن عمر.
أخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص166 رقم 1095) .
وابن جرير في "تفسيره"(4 / 138 رقم 3657) .
كلاهما من طريق شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قال: الرفث الجماع، والفسوق السباب، والجدال المراء؛ أن تماري صاحبك حتى تغضبه.
هذا لفظ ابن أبي شيبة، وأما ابن جرير؛ فإنما روى منه قوله:((الفسوق السباب)) .
345 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ
(1)
، قَالَ: نا هُشيم، قَالَ: نَا عَوْف
(2)
، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصين
(3)
، عَنْ أَبِيهِ
(4)
، قَالَ: نَزَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ رَاحِلَتِهِ، فَجَعَلَ يَسُوقُهَا، وَهُوَ يَرْتَجز وَيَقُولُ:
((وَهُنَّ يَمْشينَ بِنَا هَمِيسَا
(5)
…
إِنْ تَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيسا
(6)
ذَكَرَ الْجِمَاعَ، وَلَمْ يُكَنِّ عَنْهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، تَقُولُ الرَّفَثَ وَأَنْتَ مُحْرِمٌ؟! قَالَ: الرَّفَثُ مَا رُوجع به النساء
(7)
)).
= وسنده ضعيف لضعف شريك وإبراهيم بن مهاجر من قبل حفظهما، وتقدم الكلام عن هذا الإسناد في الحديث [329].
3 -
طريق ثُوَيْر بن أبي فَاخِتة، عن ابن عمر.
أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4/ 133 و 138 رقم 3626 و 3659) من طريق إسرائيل، عنه، عن ابن عمر مفرَّقًا في الموضعين، بلفظ: الرفث الجماع، و: الفسوق السباب.
وبمجموع هذه الطرق يتضح أن الحديث صحيح لغيره، والله أعلم.
(1)
هذا الحديث والأحاديث قبله من رقم [328] حَقَّها التقديم بعد الحديث رقم [320]، وإنما أَخَّرْتُها مراعاة لترتيب الآيات، وانظر التعليق رقم
(1)
على الحديث رقم [320]، والتعليق رقم
(3)
على الحديث رقم [321].
(2)
هو عوف بن أبي جَميلة الأعرابي، العَبْدي، أبو سهل البصري، روى عن أبي رجاء العطاردي وأبي عثمان النهدي وأبي العالية والحسن البصري ومحمد بن سيرين وغيرهم، روى عنه شعبة والثوري وابن المبارك ويحيى القطان وهشيم بن بشير وغيرهم، وهو ثقة رمي بالقدر وبالتشيع، روى له الجماعة، ووثقه ابن معين وابن سعد وزاد:((كثير الحديث))، وقال الإمام أحمد:((ثقة صالح الحديث))، وقال النسائي:((ثقة ثبت))، وقال أبو حاتم:((صدوق صالح الحديث))، وقال محمد بن عبد الله الأنصاري: رأيت داود بن أبي هند يضرب عوفًا ويقول: ويلك يا قدري! وقال ابن المبارك: ((ما رضي عوف ببدعة حتى كانت فيه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بدعتان، قدري شيعي))، وقال بندار:((كان قدريًا رافضيًا))، وكانت وفاته سنة سبع وأربعين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(7/ 15 رقم 71)، و "سير أعلام النبلاء"(6/ 383 - 384)، و "ميزان الاعتدال"(3/ 305 رقم 6530)، و "التهذيب"(8/ 166 - 167 رقم 301)، و "التقريب"(ص 433 رقم 5215).
(3)
هو زياد بن حُصين بن قيس الرِّياحي، أبو جَهْمَةَ البصري، روى عن أبيه وابن عباس وابن عمر وأبي العالية، روى عنه الأعمش وعاصم الأحول وعوف الأعرابي وغيرهم، وهو ثقة يرسل، من الطبقة الرابعة، روى له مسلم، ووثقه العجلي وذكره ابن حبان في "الثقات". "تاريخ الثقات" للعجلي (ص 167 رقم 467)، و "الثقات" لابن حبان (6/ 319)، و "التهذيب"(3/ 363 - 364 رقم 667)، و "التقريب"(ص 219 رقم 2069).
(4)
هو حصين بن قيس الرِّياحي والد زياد، مجهول؛ ذكره البخاري في "تاريخه"(3/ 3 رقم 7) وسكت عنه، وذكره ابن أبي حاتم (3/ 195 رقم 846) وبيض له وقال:((روى عنه ابنه زياد، ولا أعلم أحدًا روى عنه غيره، سمعت أبي يقول ذلك)).
(5)
هو صوت نقل أخفاف الإبل. انظر: "لسان العرب"(6/ 250).
(6)
لَمِيسُ: اسم امرأة، ويقال للمرأة اللينة المَلْمَس: اللَّمِيس. انظر: "لسان العرب"(6/ 209 - 210).
ولم أعرف قائل هذا البيت، وكذا قال الشيخ أحمد أو محمود شاكر في تعليقه على "تفسير الطبري"(4/ 126).
(7)
قال في "النهاية في غريب الحديث"(2/ 241): ((كأنه يرى الرفث الذي نهى الله عنه: ما خوطبت به المرأة، فأما ما يقوله ولم تسمعه امرأة فغير داخل فيه.
وقال الأزهري: الرفث كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة)).
وأما قوله: ((إن تصدق الطير))، فيريد به: أنه زَجَر الطير، فَتَيامَنَ بِمَرِّها، ودلَّته =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= على قرب اجتماعه بأصحابه وأهله، كذا قال الشيخ أحمد أو محمود شاكر في الموضع السابق من "تفسير الطبري".
[345]
سنده ضعيف لجهالة حصين بن قيس، وقد خالف عوفًا الأعمش وفِطْر بن خليفة، فروياه عن زياد، عن أبي العالية، عن ابن عباس، وهو الصواب كما سيأتي وهو بمجموع طرقه حسن لغيره.
وقد ذكر السيوطي هذا الحديث من "الدر"(1/ 528) وعزاه للمصنف وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والحاكم والبيهقي، وذكره من رواية أبي العالية عن ابن عباس، مع أنه عند المصنف من رواية حصين عن ابن عباس.
وأخرجه البيهقي في "سننه"(5/ 67) في الحج، باب: لا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ في الحج، من طريق المصنف، به مثله، إلا أنه قال:((وهو يقول))، وعنده:((نفعل)) بدلاً من قوله: ((ننك)).
وأخرجه البخاري في "تاريخه"(3/ 3) من طريق معتمر، عن عوف، مشيرًا إلى متنه، فقال:((حصين بن قيس الرِّياحي عن ابن عباس قوله، قاله معتمر، عن عَوْفٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ، عن أبيه)).
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4/ 126 رقم 3573) من طريق محمد بن أبي عدي، عن عوف، به نحوه، لكن تصحف اسم عوف إلى: عون.
فجميع هؤلاء - هشيم، ومعتمر، وابن أبي عدي - اتفقوا على روايته عن عوف، عن زياد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وخالفهم إسحاق بن يوسف الأزرق، فرواه عن عَوْفٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ، عن أبي العالية، عن ابن عباس بنحوه.
أخرجه ابن جرير (4/ 130 رقم 3599).
ورواية هشيم ومعتمر وابن أبي عدي أرجح من رواية إسحاق الأزرق، فهم أكثر عددًا منه، وإن كانت روايته توافق رواية الأعمش وفطر عن زياد.
فقد أخرجه ابن جرير (4/ 127 و 130 رقم 3580 و 3598).
والحاكم في "المستدرك"(2/ 276).
ومن طريق البيهقي في الموضع السابق.
أما ابن جرير فمن طريق جرير وشريك، وأما الحاكم فمن طريق جرير وحده، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كلاهما عن الأعمش، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أبي العالية، قال: سمعت ابن عباس
…
، فذكره بنحوه.
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)) ، ووافقه الذهبي، وفي سنده الأعمش، وتقدم في الحديث [3] أنه مدلس، ولم يصرح بالسماع هنا، وليس هذا الموضع مما تُحتمل فيه عنعنته، وهو في الضبط والإتقان أحسن من عوفٍ، وقد خالفه في إسناده، وتابعه فطر بن خليفة كما سيأتي، فإما أن يكون لزياد في الحديث إسنادان، فحدث به عوفًا عن أبيه حصين وحدث به الأعمش وفطرًا، عن أبي العالية، وإلا فرواية الأعمش وفطر أرجح من رواية عوف.
أما رواية فطر، فأخرجها ابن عبد البر في "التمهيد"(19 / 54)، فقال: قرأت على أبي عبد الله محمد بن عبد الملك، أن أبا محمد عبد الله بن مسرور [في الأصل: مسروق] حدثهم، قال: حدثنا عيسى بن مسكين، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سنجر الجرجاني، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا فطر، قال: حدثني زياد بن الحصين، عن رفيع أبي العالية، قال: خرجنا مع ابن عباس حُجَّاجًا، فأحرم، فأحرمنا، ثم نزل يسوق الإبل وهو يرتجز ويقول:
وَهُنَّ يَمْشِينَ بِنَا هَمِيسَا
…
…
إِنْ تصدق الطير تجامع لمسا
قلت: يا أبا عباس، ألست محرمًا؟ قال: بلى، قلت: فهذا الكلام الذي تكلم به؟ قال: إنه لا يكون الرفث إلا ما واجهت به النساء، وليس معي نساء. اهـ.
وفيما يلي بيان لحال رجال هذا الإسناد:
أبو العالية رُفَيْع بن مهران تقدم في الحديث [227] أنه ثقة.
وزياد بن الحصين تقدم أنه ثقة.
وفِطْر بن خليفة تقدم في الحديث [323] أنه صدوق.
وأبو نعيم الفضل بن دُكَين ثقة ثبت كما في الحديث [679] .
والراوي عن أبي نعيم هو الحافظ الكبير أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن سنجر الجُرجاني، روى عن يزيد بن هارون وأسد بن موسى والحميدي وأبي نعيم وغيرهم، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= روى عنه عيسى بن مسكين وأحمد بن عمرو بن منصور وإبراهيم بن محمد بن الضحاك وغيرهم، وهو ثقة، وقال ابن أبي حاتم:((ثقة)) ، وكانت وفاته سنة ثمان وخمسين ومائتين. اهـ. من "تذكرة الحفاظ" للذهبي (2 / 578 - 579 رقم 602) .
والراوي عن ابن سنجر هو: عيسى بن مسكين بن منصور بن جريج بن محمد، أبو محمد الإفريقي، شيخ المالكية بالمغرب، سمع من سحنون وابنه جميع كتبه، وسمع بالشام من أبي جعفر الَأيْلي، وسمع بمصر من الحارث بن مسكين ومحمد بن عبد الحكم ومحمد بن سنجر وغيرهم، روى عنه عبد الله بن مسرور وحمدون بن مجاهد وليث بن محمد السوسي وغيرهم، وكان ثقةً، وَرِعًا، عابدًا، مجابَ الدعوة، ولي القضاء مكرهًا، وله تصانيف، وكانت وفاته سنة خمس وتسعين ومائتين. انظر ترجمته مُطَوَّلة في "ترتيب المدارك" للقاضي عياض (4 / 331 - 351)، وانظر:"سير أعلام النبلاء"(3 / 573) .
والراوي عن عيسى هو: شيخ المالكية بالقيْروان، أبو محمد عبد الله بن أبي هاشم مَسْرور، التُّجَيْبي، مولاهم، الإفريقي، المعروف بابن الحَجَّام، وهو إمام كبير شهير، روى عن عيسى بن مسكين وابن الأعرابي وحمديس القطان وغيرهم، روى عنه أبو محمد بن أبي زيد والقابسي ومحمد بن إدريس وغيرهم. انظر ترجمته في:"ترتيب المدارك"(5 / 330 - 333) ، و "سير أعلام النبلاء"(15 / 505 - 506) .
وقد تصحّف اسم هذا الراوي في "التمهيد" المطبوع هكذا: ((عبد الله بن مسروق)) .
والراوي عن ابن مسرور هو:
الشيخ المُحَدِّث المُعَمَّر أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك بن ضَيْفُون اللَّخْمي، القُرطبي، الحدَّاد، روى عن عبد الله بن يونس القَبْري وقاسم بن أصبغ وأبي سعيد بن الأعرابي وعبد الله بن محمد بن مسرور وغيرهم، روى عنه ابن عبد البرّ وغيره، وُلد سنة اثنتين وثلاثمائة، وحجّ سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، وشهد ردّ الحجر =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ} ]
346-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا مُغيرة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:((كَانَ ناسٌ يَحُجُّون، وَلَا يَتَزَوَّدُون، وَيَقُولُونَ: نَتَوَكَّلُ عَلَى اللَّهِ، وَهُوَ رَازِقُنا، فَنَزَلَتْ: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} )) .
= الأسود إلى مكانه في ذلك العام، قال ابن الفَرَضي: ((وكان رجلاً صالحًا، أحد العدول، حَدَّث، وكتب الناس عنه، وعَلَت سنُّه، فاضطرب في أشياء قُرئت عليه وليست مما سمع، ولا كان من أهل الضبَّط
…
، وتوفي رحمه الله ليلة السبت لثمان بقين من شوال سنة أربع وتسعين وثلاثمائة ودفن بمقبرة الرَّصافة)) . اهـ. من "تاريخ علماء الأندلس"(2 / 108 - 109) ، و"سير أعلام النبلاء"(17 / 56) .
وبهذا يتضح أنه ليس لهذا الإسناد عِلَّة سوى ما قبل عن شيخ ابن عبد البر من اختلال ضبطه بعدما كبر، فيعتضد الحديث بطريق الأعمش السابق، وبالطريق الآتي.
فقد أخرجه ابن جرير (4 / 126 رقم 3574) من طريق شعبة، عن قتادة، عن رجل، عن أبي العالية، به نحوه.
وهذا ضعيف لجهالة عين شيخ قتادة.
والحديث بمجموع هذه الطرق يكون حسنًا لغيره، والله أعلم.
[346]
سنده ضعيف لإرساله، ومغيرة بن مقسم تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه يدلس، ولا سيما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه، لكن سبب النزول هذا صحيح من غير طريق إبراهيم كما سيأتي في الحديث بعده رقم [347] .
وهذا الأثر أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4 / 175 - 158 رقم3737) من طريق ابن أبي عدي، عن هشيم، به نحوه. =
347-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ:((كَانَ نَاسٌ يَحُجُّون بِغَيْرِ زَادٍ، فَنَزَلَتْ: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} )) .
= وأخرجه الخلال في الحث على التجارة (ص147 رقم 102) من طريق أبي عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ:{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} ، قال: كان ناس من العرب إذا حجوا فبلغوا ثَنِيّة - أو عقبة -، لم يتزودوا، وتركوا الزاد، وقالوا: نتوكل، فأُمروا أن يتزودوا.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" أيضًا (4 / 160 رقم 3755) من طريق جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ:{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} قال: كان الناس يتزودون إلى عُقْبة، فإذا انتهوا إلى تلك العقبة توكلوا ولم يتزودوا.
وسبب النزول هذا صحيح لغيره كما سيأتي في الحديث بعده.
[347]
سنده ضعيف لإرساله، وهو صحيح لغيره كما سيأتي.
وعزاه الحافظ ابن حجر في "الفتح"(3 / 384) للمصنِّف.
وفي "تغليق التعليق"(3 / 46) قال ابن حجر: ((وقال سعيد بن منصور في "السنن": ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ
…
، به مرسلاً)) .
ويعني بقوله: ((به)) ، أي: بما أخرجه البخاري عن ابن عباس بنحو ما هنا كما سيأتي.
وهذا الحديث يرويه عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ.
واختلف فيه على عمرو.
فرواه سفيان بن عيينة - على الصحيح -، عن عمرو، عن عكرمة مرسلاً. وخالفه وَرْقاء، فرواه عن عمرو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ موصولاً.
أما ابن عيينة فأخرجه المصنف هنا عنه.
وتابع المصنف على روايته على هذا الوجه عبد الرزاق، ووكيع، وعمرو بن علي الفلاّس، ومحمد بن عبد الله المقرئ. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أما عبد الرزاق فأخرجه في "تفسيره"(1 / 77) عن ابن عيينة، بنحوه.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو بكر الخلاّل في الحثّ على التجارة (ص146 رقم 101) عن الإمام أحمد، عن عبد الرزاق.
وأما وكيع، فأخرجه من طريقه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص261 رقم 1819) بنحوه.
وأما أبو عمرو بن علي الفلاّس فأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(4 / 157 رقم 3733) عنه بنحوه.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (4 / 161 رقم 3759) إلا أن اسم شيخه وقع هنا: ((عمرو بن عبد الحميد الآملي)) ، وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه عليه:((شيخ الطبري لم أعرف من هو؟ ولم أجد له ترجمة، ولعله مُحَرَّف عن شيء لا أعرفه)) . اهـ.
قلت: الذي يظهر أنه محرف عن: ((عمر بن علي)) ، وهو الفلاس؛ فإن ابن حجر ذكر في الموضع السابق أن ابن جرير أخرجه من طريقه، ولم يذكر عنه طريقًا آخر.
وأما محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ فأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / 135 / ب) عنه بنحوه.
وعلّقه البخاري في "صحيحه"(3 / 384) في الحج، باب: قول الله تَعَالَى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} ، فقال:((رواه ابن عيينة، عن عمرو، عن عكرمة مرسلاً)) .
وذكر السيوطي في "الدر المنثور"(1 / 531) أنه رواه سفيان بن عيينة وابن أبي شيبة.
وخالف هؤلاء جميعًا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، فرواه عن سفيان بن عيينة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس موصولاً، بنحوه.
أخرجه النسائي في "تفسيره"(1 / 245 رقم 53) عن سعيد المخزمي هذا. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق"(3 / 45 - 46) من طريق أبي بكر الإسماعيلي، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا سعيد بن عبد الرحمن
…
، فذكره.
لكن الاختلاف إنما هو من المخزومي، فإن يحيى بن صاعد بعد أن رواه قال: ((هكذا حدثنا - أي: المخزومي - به في المناسك.
وحدثنا به في حديث عمرو، فلم يجاوز به عكرمة مرسلاً)) .
وذكر الحافظ في "الفتح"(3 / 384) أيضًا هذه العبارة، ثم قال:((والمحفوظ عن ابن عيينة ليس فيه ابن عباس)) . اهـ.
وأما وَرْقاء، فروايته أخرجها البخاري في الموضع السابق من "صحيحه" برقم (1523) .
ومن طريق البخاري أخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(ص55) ، وفي "الوسيط"(1 / 294) .
وأخرجه أبو داود في "سننه"(2 / 349 رقم 1730) في المناسك، باب التزود في الحج.
وابن جرير في "تفسيره"(4 / 156 رقم 3730) .
والخلال في "الحث على التجارة"(ص147 رقم 103) .
ومن طريقه ابن الجوزي في "تلبيس إبليس"(ص339) .
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان"(6 / 409 رقم 2691) .
والبيهقي في "سننه"(4 / 332) في الحج، باب من اختار الركوب.
وفي "شعب الإيمان"(3 / 397 رقم 1153) .
جميعهم من طريق شبابة، عن ورقاء، عن عمرو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال - واللفظ للبخاري -: كان أهل اليمن يحجُّون ولا يتزوّدون ويقولون: نحن المتوكِّلون، فإذا قدموا مكة سألوا الناس، فأنزل الله تَعَالَى:{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} .
أخرجه الحاكم في "تاريخه" كما في "فتح الباري"(3 / 384) من طريق =
348 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ (عَطَاءٍ)
(1)
، عَنِ الشَّعْبي، قَالَ: ((الكَعْكُ والسَّوِيق
(2)
)).
= الفرات بن خالد، عن سفيان، عن ورقاء موصولاً.
قال ابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 135 / ب) بعد أن روى الحديث من طريق سفيان بن عيينة مرسلاً، قال:((روى هذا الحديث ورقاء، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس، وما يرويه ابن عيينة أصح)). اهـ، وهذا اجتهاد من ابن أبي حاتم، وخالفه البخاري فصحح رواية ورقاء، وأشار لرواية ابن عيينة كما سبق؛ على اعتبار أنها زيادة ثقة، وزيادة الثقة مقبولة، والله أعلم.
(1)
في الأصل: ((عطية)) وهو خطأ صوابه ما هو مثبت من مصادر ترجمته الآتية.
وهو عبد الملك بن عطاء بن أبي عطاء البَكَّائي، العَامِري، خَتَن الشعبي، الكوفي، روى عن الشعبي ويزيد بن الَأَصَمّ، وعنه ابن عيينة ووكيع، وهو ثقة؛ وثقه ابن معين وابن نُمير، وذكره ابن حبان في "الثقات". انظر:"التاريخ الكبير" للبخاري (5/ 426 رقم 1384)، و "الجرح والتعديل"(5/ 361 رقم 1702)، و "الثقات" لابن حبان (7/ 106).
(2)
يعني ما يتزوّدون به.
[348]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر"(1/ 532)، وعزاه لوكيع وسفيان بن عيينة وابن أبي شيبة وعبد بن حميد، بلفظ: الطعام، التمر والسويق.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 78) عن ابن عيينة، به بلفظ: هو التمر والسويق.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4/ 175 رقم 3735).
والخَلاَّل في "الحثّ على التجارة"(ص 145 رقم 98) بلفظ: هو الكعك والتمر.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (4/ 175 رقم 3734) من طريق عمرو بن علي =
349 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوْقَةَ
(1)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَتَزَوَّدُوا} -، قال:((الكعك والزيت)).
= الفلاّس بمثل لفظ عبد الرزاق.
وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص 261 رقم 1720).
وابن جرير أيضًا (4/ 160 رقم 3753) كلاهما من طريق وكيع، عن عبد الملك، قال: سمعت الشعبي يقول في قوله: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} قال: هو الطعام، وكان يومئذ الطعام قليلاً: قال: قلت: ما الطعام؟ قال: التمر والسويق. اهـ. واللفظ لابن جرير.
(1)
هو محمد بن سُوْقَةَ - بضم المهملة -، الغَنَوي - بفتح المعجمة والنون الخفيفة -، أبو بكر الكوفي، العابد، روى عن أنس وسعيد بن جبير وأبي صالح السَّمَّان ونافع مولى ابن عمر وغيرهم، روى عنه الثوري وابن عيينة وابن المبارك وغيرهم، وهو ثقة مَرْضِيّ، من الطبقة الخامسة، وروى له الجماعة كما في "التقريب"(ص 482 رقم 5942)، فقد وثقه ابن معين، وقال العجلي: ((كوفي ثبت
…
، وكان صاحب سنة وعبادة وخير كثير))، وقال النسائي:((ثقة مرضيّ))، وقال الدارقطني:((كوفي فاضل ثقة))، وقال محمد بن عبيد: سمعت الثوري يقول: ((حدثني الرضي محمد بن سوقة))، وقال: ولم أسمعه يقول ذلك لعربي ولا لمولى، وقال الحسين بن حفص: قال الثوري: ((أخرج إليكم كتاب خير رجل بالكوفة))، فأخرج كتاب محمد بن سوقة، وقال ابن عيينة: ((كان بالكوفة ثلاثة، لو قيل لأحدهم: إنك تموت غدًا، ما كان يقدر أن يزيد في عمله
…
))، وذكر منهم محمد بن سوقة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(7/ 281 - 282 رقم 1520)، و "التهذيب"(9/ 209 - 210 رقم 330).
[349]
سنده صحيح. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والمصنِّف أخرجه هنا من طريق سفيان بن عيينة الذي أخرجه في "تفسيره" كما في "الدر المنثور"(1 / 532) .
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1 / 87) من طريق ابن عيينة، به بلفظ: هو الكعك والسويق.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير (4 / 157 رقم 3732) .
والخَلاّل في "الحث على التجارة"(ص145 رقم 99) .
لكن وقع في كتاب الخلال: ((عكرمة)) بدلاً من: (سعيد بن جبير) ، وهو خطأ ولعلّه من النسخة أو التحقيق.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (3731) من طريق عمرو بن علي الفلاّس، عن سفيان بن عيينة، به بمثل لفظ المصنف سعيد بن منصور.
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص64 رقم 91) فقال: ثنا مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} -، قال: السويق والدقيق والكعك.
وأخرجه ابن جرير (4 / 159 رقم 3751) .
والخلال في الموضع السابق.
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 135 / ب) .
ثلاثتهم من طريق أبي نُعيم الفضل بن دُكَيْن، عن سفيان الثوري، به مثل لفظه في "تفسيره"، إلا أن الخلال لم يذكر قوله:((الدقيق)) .
وأخرجه وكيع في "تفسيره"، عن سفيان الثوري، به بلفظ: الخَشْكنانج والسويق. انظر: "تفسير ابن كثير"(1 / 239) .
ومن طريق وكيع أخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص261 رقم 1721) .
وابن جرير في الموضع السابق برقم (3752) .
وذكره السيوطي في "الدر "(1 / 531) بمثل لفظ سفيان الثوري في "تفسيره"، وعزاه لعبد بن حميد. =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ}]
350 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ((كَانَتْ عُكَاظُ، وَذُو المَجَازِ، والمَجَنَّةُ (أَسْوَاقًا)
(1)
فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا كَانَ الْإِسْلَامُ تأَثَّموا أَنْ يَبِيعُوا فِيهَا، فَنَزَلَتْ:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} - في مواسم الحج-)).
= في الأصل: ((أسواق)).
[350]
سنده صحيح، وعزاه ابن كثير في "تفسيره"(1/ 329) للمصنِّف.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 534) وعزاه للمصنف وسفيان بن عيينة والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي.
وقد أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 78) عن ابن عيينة، به نحوه.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4/ 167 رقم 3779).
وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص 186 رقم 1225).
والبخاري في "صحيحه"(4/ 288 و 321 رقم 2050 و 2098) في البيوع، باب ما جاء في قول الله عز وجل: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ
…
} الآية، و (8/ 186 رقم 4519) في تفسير سورة البقرة من كتاب التفسير، باب:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} .
وابن جرير (4/ 169 رقم 3791).
والطبراني في "الكبير"(11/ 113 رقم 11213).
والبيهقي في "سننه"(4/ 333) في الحج، باب التجارة في الحج.
جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، به نحوه.
وأخرجه البخاري أيضًا (3/ 593 رقم 1770) في الحج، باب التجارة أيام الموسم والبيع في أسواق الجاهلية. =
351 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ
(1)
، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ((كَانُوا لَا يَتَّجِرُونَ فِي أَيَّامِ مِنًى، وَيَوْمِ عَرَفَةَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ
…
} إلى آخر الآية)).
= وابن جرير (4/ 165 رقم 3769).
والواحدي في "أسباب النزول"(ص 56).
ثلاثتهم من طريق ابن جريج، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابن عباس، به نحوه.
وأخرجه أبو داود في "سننه"(2/ 351 رقم 1734) في المناسك، باب الكَريّ.
والحاكم في "المستدرك"(1/ 449 و 481 - 482) و (2/ 276 - 277).
وابن خزيمة في "صحيحه"(4/ 351 - 352 رقم 3054).
والبيهقي في الموضع السابق (ص 334).
جميعهم من طريق ابن أبي ذئب، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ ابن عباس، أن الناس في أول الحج كانوا يتبايعون بمنى وعرفة وسوق ذي المجاز ومواسم الحج، فخافوا البيع وهم حُرُم، فأنزل الله سبحانه:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} في مواسم الحج. قال - أي عطاء-: فحدثني عبيد بن عمير أنه كان يقرأها في المصحف.
هذا لفظ أبي داود.
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه))، ووافقه الذهبي.
وسيأتي في الحديث بعده من طريق ضعيف عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
(1)
تقدم في الحديث [18] أنه ضعيف.
[351]
سنده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو صحيح من غير هذا الطريق كما في الحديث السابق.
والحديث من هذا الطريق ذكره السيوطي في "الدر"(1/ 534) وعزاه للمصنِّف. =
352 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ
(1)
، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ المُسَيَّب، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ
(2)
أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ، فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنَّا قَوْمٌ نُكْرَى فِي هَذَا الْوَجْهِ، وَإِنَّ قَوْمًا يَزْعُمُونَ أَنْ لَا حَجَّ لَنَا؟ فَقَالَ لَهُ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَمَّا سَأَلْتَ عَنْهُ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَ، فَقَالَ:((أَنْتُمْ حُجَّاج)).
= ووكيع وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبي داود وابن جرير.
وقد أخرجه أبو داود في "سننه"(2/ 350 رقم 1731) في المناسك، باب التجارة في الحج.
وابن جرير (4/ 165 - 166 و 168 رقم 3771 و 3784).
أما أبو داود فمن طريق جرير بن عبد الحميد، وأما ابن جرير فمن طريق هشيم وسفيان الثوري، ثلاثتهم عن يزيد، به نحوه.
(1)
هو: سَلاَّم بن سُلَيم.
(2)
كذا أبهم في رواية المصنف وبعض الروايات الأخرى، وسُمِّي في بعض الروايات.
وهو أبو أمامة، ويقال: أُمَيْمة، التَّيْمي، الكوفي، قال ابن معين:((لا يعرف اسمه))، وقال البخاري:((يقال اسمه: عمرو بن أسماء))، روى عن ابن عمر، وروى عنه العلاء بن المُسَيَّب والحسن بن عمرو وشعبة، وهو ثقة؛ وثقه ابن معين، وقال أبو زرعة:((لا بأس به)). انظر: "الكنى" للبخاري (ص 4 رقم 7)، و "الجرح والتعديل"(9/ 330 - 331 رقم 1450 و 1451)، و "التهذيب"(12/ 14 رقم 71)، وانظر ما كتبه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله عنه في تعليقه على "المسند"(9/ 168 - 169).
[352]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر"(1/ 535) وعزاه للمصنِّف وعبد الرزاق وابن أبي شيبة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأحمد وعبد بن حميد، وأبي داود وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي.
وقد أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده"(ص259 رقم 1909) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، به نحوه.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(1 / 240) .
ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد كما في الموضع السابق من "تفسير ابن كثير".
وابن جرير في "تفسيره"(4 / 169 رقم 3789) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(2 / 155) .
والدارقطني في "سننه"(2 / 292 و 293 رقم 252 و 254) .
جميعهم من طريق سفيان الثوري، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ رجل من بني تيم اللَّهِ، قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابن عمر، فقال: إنا قوم نكرى
…
، فذكره بنحوه، ولم يذكر أنه هو الذي سأل ابن عمر، وإنما قال:((رجل)) ، وهذا إنما هو في رواية عبد الرزاق والإمام أحمد، وأما الدارقطني فروايته موافقة لرواية المصنف.
وهذا الحديث لم أجده في المطبوع من "تفسير عبد الرزاق"، فأثبته من "تفسير ابن كثير".
وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص467 - 468 رقم 3013) من طريق محمد بن فضيل، عن العلاء، عن رجل من بكر بن وائل، قال: سألت ابن عمر
…
، فذكره بنحوه.
وليس بين هذه الرواية والتي قبلها تعارض، فبكر بن وائل من ولد تيم الله. انظر:"جمهرة أنساب العرب" لابن حزم (ص300 و 302) .
وأخرجه أبو داود في "سننه"(2 / 350 - 351 رقم 1733) في المناسك، باب الكَريّ.
والدارقطني في الموضع السابق برقم (250) .
والحاكم في "المستدرك"(1 / 449) . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومن طريقه وطريق آخر البيهقي في "السنن"(4 / 333) في الحج، باب الرجل يؤاجر نفسه
…
، و (6 / 121) في الإجارة، باب كراء الإبل والدواب.
جميعهم من طريق عبد الواحد بن زياد، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أبي أمامة التيمي قال: كنت رجلاً أُكْرَى في هذا الوجه، وكان ناس يقولون لي: إنه ليس لك حج، فلقيت ابن عمر، فقلت
…
، وذكر الحديث بنحوه.
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)) ، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"(4 / 350 رقم 3051) .
والدارقطني في الموضع السابق برقم (251) .
والواحدي في "أسباب النزول"(ص55) .
ثلاثتهم من طريق مروان بن معاوية الفزاري، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أبي أمامة التيمي
…
، فذكره بنحو سياق المصنف.
وعلّقه الواحدي في "الوسيط"(1 / 295) .
وأخرجه ابن خزيمة في الموضع السابق أيضًا من طريق يحيى بن أبي زائدة، عن العلاء بن المسيب، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(1 / 240) من طريق عباد بن العوام، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أبي أمامة التيمي
…
، فذكره بنحوه.
وذكر ابن كثير أن مسعود بن سعد وشريكًا القاضي روياه أيضًا عن العلاء.
وتابع العلاء الحسن بن عمرو الفُقَيْمي.
أخرجه الإمام أحمد في "المسند"(2 / 155) .
وابن خزيمة في الموضع السابق برقم (3052) .
وابن جرير في "تفسيره"(4 / 164 رقم 3765) .
والدارقطني في الموضع السابق برقم (255) .
جميعهم من طريق أسباط بن محمد القرشي، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن أبي أمامة التيمي
…
، به بنحوه.
كذا رواه العلاء والحسن، عن أبي أمامة، عن ابن عمر مرفوعًا. =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ المَشْعَرِ الحَرَامِ} ]
353-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيم، قَالَ: نَا حَجَّاج، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ- فِي قَوْلِهِ عز وجل:{فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ المَشْعَرِ الحَرَامِ} - قال: ((الجُبَيْل وَمَا حَوْلَه)) .
= ورواه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(4 / 165 رقم 3770) من طريق الحسن بن عرفة، عن شبابة بن سوّار، عن شعبة، عن أبي أميمة، قال: سمعت ابن عمر - وسئل عن الرجل يحج ومعه تجارة -، فقرأ ابن عمر:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} .
وهذا وإن كان موقوفًا، إلا أنه لا يعارض ما سبق من الرواية المرفوعة؛ لأن رواية شعبة هذه مختصرة وتلك مطوّلة، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند" (9 / 170) : ((ورواية شعبة - كما ترى - مختصرة، والعلاء بن المسيب رواه مفصلاً مطولاً، فذكر الموقوف والمرفوع، والعلاء ثقة مأمون
…
، فزيادته مقبولة دون تردد)) . اهـ. ويضاف إليه أن الحسن بن عمرو الفقيمي تابع العلاء في ذلك، فزالت شُبهة التَّفَرُّد، والله أعلم.
[353]
سنده ضعيف؛ حجاج بن أرطأة تقدم في الحديث [170] أنه صدوق كثير الخطأ والتدليس، لكن صحّ الحديث عن ابن عمر بلفظ آخر من غير هذا الطريق كما سيأتي.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر"(1 / 539) وعزاه للمصنف وابن جرير وابن المنذر والبيهقي.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4 / 176 رقم 3800) .
والبيهقي في "سننه"(5 / 123) في الحج، باب حيث ما وقف في المزدلفة أجزأه.
كلاهما من طريق هشيم، به بلفظ:((هو الجبل وما حوله)) .
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(1 / 242)، فقال: أخبرنا =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}]
354 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانة
(1)
، عَنْ أَبِي بِشْر
(2)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ:((الْأَيَّامُ الْمَعْلُومَاتُ: أَيَّامُ الْعَشْرِ، وَالْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ: أيام التَّشريق)).
= معمر، عن الزُّهري، عن سالم، قال: قال ابن عمر: المشعر الحرام: المزدلفة كلها.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في الموضع السابق برقم (3804).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 136 / ب).
وإسناده صحيح، بل من أصح الصحيح، فقد ذهب الإمام أحمد، وإسحاق بن راهويه إلى أن أصحاب الأسانيد:((الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ))، كما في مقدمة ابن الصلاح (ص 22).
(1)
هو: وَضَّاح بن عبد الله.
(2)
هو: جعفر بن إياس.
[354]
سنده ظاهر الصحة، لكنه شاذ؛ صوابه:(عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس) كما سيأتي.
وقد أعاده المؤلف (ل 156 / أ) في تفسير قوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الآية (28) من سورة الحج]، بنفس الإسناد والمتن، إلا أنه اقتصر على موضع الشاهد منه، فلم يذكر قوله:(والأيام المعدودات: أيام التشريق)).
والمؤلف هنا أخرجه من طريق أبي عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سعيد بن جبير من قوله.
وخالف أبا عوانة شعبةُ وهُشَيمُ، فروياه عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وهذا أرجح لأنهما أحفظ من أبي عوانة، وقد تابع كل منهما الآخر.
أما رواية شعبة أخرجها ابن جرير في "تفسيره" (4/ 208 و 209 رقم 3887 =
355-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حُدَيْج بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الضَّحَّاك بْنِ مُزَاحم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:((الْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ: أيام التَّشْرِيق)) .
= و 3890) من طريق محمد بن جعفر غندر، عنه، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في قوله:{وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} ، قال: أيام التشريق.
وأما رواية هشيم، فأخرجها ابن جرير (4 / 208 رقم 3886) .
والبيهقي في "سننه"(5 / 228) في الحج، باب الأيام المعلومات والمعدودات.
وفي "شعب الإيمان"(7 / 353 رقم 3492) .
أما ابن جرير فمن طريق يعقوب بن إبراهيم، وأما البيهقي فمن طريق عفان بن مسلم، كلاهما عن هشيم، حدثنا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْأَيَّامُ الْمَعْلُومَاتُ: أَيَّامُ الْعَشْرِ، وَالْأَيَّامُ المعدودات: أيام التشريق.
والسياق للبيهقي، وأما ابن جرير فلم يذكر الأيام المعلومات.
وعليه فالصواب في الحديث أنه عن ابن عباس، والسند إليه صحيح، وسيأتي من طريق آخر عنه في الحديث بعده، والله أعلم.
[355]
سنده ضعيف جدًّا؛ فحديج بن معاوية تقدم في الحديث [1] أنه صدوق يخطئ، وأبو إسحاق السبيعي تقدم في الحديث [1] أيضًا أنه مدلس واختلط في آخر عمره، ولم يصرح بالسماع هنا، ولم يُذكر أن حديجًا ممن روى عنه قبل الاختلاط، والضحاك بن مزاحم روايته عن ابن عباس مرسلة؛ قال شعبة:((قلت لمشاش: الضحاك سمع من ابن عباس؟ قال: ما رآه قط)) ، وقال عبد الملك بن ميسرة:((قلت للضحاك، سمعت من ابن عباس؟ قال: لا، قلت: فهذا الذي تحدثه، عمّن أخذته؟ قال: عن ذا وعن ذا)) ، وقال يحيى بن سعيد:((كان شعبة لا يحدث عن الضحاك بن مزاحم، وكان ينكر أن يكون لقي ابن عباس قط)) . اهـ. من "التهذيب"(4 / 453 - 454) .
لكن متن الحديث صحيح عن ابن عباس كما في الحديث السابق. =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى}]
356 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشيم، قَالَ: نَا عَوْف
(1)
، عَنِ الْحَسَنِ
(2)
فِي قَوْلِهِ عز وجل: (({فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} فِي تَعْجِيلِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي، وَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ فِي تَأْخِيرِهِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ)).
357 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانة
(3)
، عَنْ منصور
(4)
، عن
(1)
هو ابن أبي جَميلة الَأَعْرابي.
(2)
هو ابن أبي الحسن البصري.
[356]
سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(4/ 215 رقم 3918) من طريق هشيم، به نحوه.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4/ 60) من طريق ابن أبي عدي، عن أشعث بن عبد الله الحُدَّاني، عن الحسن، به نحوه.
وسيأتي برقم [359] من طريق آخر عن الحسن بمعناه.
وهذا المعنى هو ما ذهبت إليه طائفة، منهم الحسن البصري هنا، وإبراهيم النخعي في الحديث الآتي، وغيرهم؛ قالوا في معنى الآية: فمن تعجل في يومين من أيام التشريق، فنفر في اليوم الثاني، فلا إثم عليه في نَفْره وتعجله في النفر، ومن تأخر عن النفر في اليوم الثاني من أيام التشريق إلى اليوم الثالث حتى ينفر في اليوم الثالث، فلا إثم عليه في تأخره. انظر "تفسير الطبري"(4/ 215)، وانظر فيه أقوالاً أخرى غير هذا القول.
(3)
هو: وَضَّاح بن عبد الله.
(4)
هو: ابن المعتمر. =
إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:((لَا إِثْمَ عَلَيْهِ فِي التَّعْجِيلِ، وَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ فِي التَّأْخِيرِ)).
358 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ (يَزِيدَ)
(1)
بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} ، قال:((كلهم مغفور له)).
[357] سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4/ 216 رقم 3925 و 3926) من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، عن منصور، به نحوه.
وأخرجه أيضًا (4/ 217 رقم 3932) من طريق جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ منصور، به نحوه.
وأخرجه أيضًا برقم (3924) من طريق شبعة، عن منصور، عن إبراهيم النخعي أنه قال في هذه الآية:{فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} قال: في تعجيله.
وأخرجه أيضًا برقم (3930) من طريق سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم:{فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} قال: ليس عليه إثم.
كذا قال في هذه الرواية، ولم يذكر الفعل الذي نُفي عنه الإثم.
(1)
في الأصل: (ابن يزيد)، والتصويب من مصادر الترجمة.
وهو يزيد بن أبي مريم بن أبي عطاء، ويقال: إن اسم أبي مريم: ثابت، الأنصاري، مولاهم، أبو عبد الله الدمشقي، إمام الجامع، يروي عن أبيه وعباية بن رافع ومجاهد بن جبر وغيرهم، روى عنه الأوزاعي ويحيى بن حمزة والوليد بن مسلم وغيرهم، وهو ثقة، وثقه ابن معين ودحيم والعجلي، وقال أبو حاتم:((من ثقات أهل دمشق))، وقال أبو زرعة، ((لا بأس به))، وشذّ الدارقطني فقال:((ليس بذاك))، وهذا جرح غير مفسّر، ومعارض بتوثيق من سبق، وكانت وفاته سنة أربع وأربعين ومائة، وقيل: سنة خمس وأربعين ومائة، وقيل: بعد ذلك. =
359 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشيم، (عَنْ)
(1)
عَبَّاد بْنِ رَاشِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: ((عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُ بَلَدُ عَرَضٍ
(2)
، فَرَخَّصَ لِعِبَادِهِ مَنْ شَاءَ أَنْ يَنْفِرَ فِي النَّفَرِ الْأَوَّلِ، وَمَنْ شَاءَ فِي النَّفَرِ الْآخِرِ)).
360 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا شَريك، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ
(3)
، عَنِ المَعْرور بْنِ سُوَيد
(4)
، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي
= انظر: "تاريخ الثقات" للعجلي (ص 480 رقم 1856)، و "الجرح والتعديل"(9/ 291 رقم 1243)، و "الكاشف" للذهبي (3/ 286 رقم 6463)، و "التهذيب"(11/ 359 - 360 رقم 695).
[358]
سنده ضعيف؛ فالوليد بن مسلم تقدم في الحديث [130] أنه ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية، ولم يصرح هنا بالسماع بينه وبين شيخه.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4/ 219 رقم 3940) من طريق لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنِ مجاهد في قوله:{فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} ، قال: قد غُفر له.
وليث تقدم في الحديث [9] أنه صدوق اختلط جدًّا فلم يتميز حديثه فتُرك.
(1)
في الأصل: (بن)، والصواب ما هو مثبت، وهو إسناد يرويه المصنف مرارًا، انظر مثلاً الحديث [183].
(2)
كذا في الأصل! ولم يتبين لي وجه الصواب فيها، ولم أجد من أخرج الحديث أو ذكره.
[359]
سنده ضعيف، فهشيم مدلس، ولم يصرح بالسماع، لكن تقدم برقم [356] بإسناد صحيح عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} فِي تَعْجِيلِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي، وَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ فِي تَأْخِيرِهِ إلى اليوم الثالث.
(3)
هو زياد بن عِلَاقة - بكسر المهملة وبالقاف -، الثَّعْلَبي - بالمثلَّثة والمهملة -، أبو مالك الكوفي، روى عن جرير بن عبد الله وجابر بن سمرة. =
اللَّهُ عَنْهُ -: ((مَنْ شَاءَ أَنْ يَنْفِرَ فِي النَّفْرِ الْأَوَّلِ، فَلْيَنْفِر، إلا بني خُزَيمة)).
= والمغيرة بن شعبة وغيرهم، روى عنه السفيانان والأعمش وشريك بن عبد الله وغيرهم، وهو ثقة، روى له الجماعة، ووثقه ابن معين والعجلي ويعقوب بن سفيان والنسائي، وكانت وفاته سنة خمس وثلاثين ومائة وقد قارب المائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(3/ 540 رقم 2437)، و "التهذيب"(3/ 380 - 381 رقم 693)، و "التقريب"(ص 220 رقم 2092).
(4)
هو المَعْرور بن سُوَيْد الأسَدي، أبو أُمية الكوفي، يروي عن عمر بن الخطاب وأبي ذر وابن مسعود وأم سلمة وغيرهم رضي الله عنهم، روى عنه واصل الأحدب وسالم بن أبي الجعد والأعمش وغيرهم، وهو ثقة من الطبقة الثانية، عاش مائة وعشرين سنة، وروى له الجماعة كما في "التقريب"(ص 540 رقم 6790)، ووثقه ابن معين والعجلي وأبو حاتم، "الجرح والتعديل"(8/ 415 - 416 رقم 1895)، و "التهذيب"(10/ 230 رقم 420).
ولم أجد من نصّ على أن زياد بن علاقة ممن روى عن المعرور، لكن سماعه منه محتمل جدًّا، فكلاهما كوفي، وقد تعاصرا مدة طويلة جدًا كما يتضح من ترجمتها، بل إن تلاميذ زياد رووا عن المعرور كالأعمش، فكيف بزياد نفسه؟
[360]
سنده ضعيف لضعف شريك بن عبد الله القاضي من قبل حفظه كما في ترجمته في الحديث رقم [4].
ولم أجد من أخرج الحديث غير المصنِّف، إلا أن القرطبي عَلَّقه في "تفسيره"(3/ 13) مستشهدًا به لقول من لم ير أن للمقيم بمكة من أهلها وغيرهم أن يتعجل، فقال رحمه الله: ((واختلفوا في أهل مكة، هل ينفرون النَّفر الأول، فروينا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أنه قال: من شاء من الناس كلهم أن ينفروا في النفر الأول، إلا آل خزيمة، فلا ينفرون إلا في النفر الآخر. وكان أحمد بن حنبل يقول: لا يعجبني لمن نفر النفر الأول أن يقيم بمكة، وقال: أهل مكة =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ}]
361 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مَعْشَر
(1)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ
(2)
قَالَ: جَاءَهُ رَجُلٌ
(3)
، فَقَالَ: إِنَّا نَجِدُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: أَنَّ لِلَّهِ عز وجل عِبَادًا ألْسِنَتُهُم أَحْلى مِنَ العَسَل، وَقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ مُسُوكَ
(4)
الضَّأَن مِنَ اللِّينِ، ويَخْتلون
(5)
الدُّنْيَا بِالدِّينِ، قَالَ اللَّهُ: ((عَلَيَّ يَجْتَرِئُون؟ وَبِي يَغْتَرُّون؟ بِعِزَّتِي، لأُتِيْحَنَّ
(6)
لَهُمْ فتنة تدع الحليم (حيران)
(7)
)).
= أخفّ، وجعل أحمد وإسحاق معنى قول عمر:(إلا آل خزيمة) أي أنهم أهل الحرم. وكان مالك يقول في أهل مكة: من كان له عذر فله أن يتعجّل في يومين، فإن أراد التخفيف عن نفسه مما هو فيه من أمر الحج فلا؛ فرأى التعجيل لمن بَعُدَ قُطْرُه. وقال طائفة: الآية على العموم، والرخصة لجميع الناس - أهل مكة وغيرهم -، أراد الخارج عن منى المقامَ بمكة أو الشخوصَ إلى بلده)). اهـ.
(1)
هو نَجِيح بن عبد الرحمن تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.
(2)
هو القُرظي تقدم في الحديث [4] أنه تابعي ثقة عالم.
(3)
هو سعد المَقْبُري كما في رواية ابن جرير الآتية، وهو تابعي ثقة كما في الحديث [167].
(4)
جمع مَسْك، وهو الجِلْد. انظر:"النهاية في غريب الحديث"(4/ 331).
(5)
الخَتْلُ هو الخِدَاع، يقال: خَتَله يَخْتله: إذا خدعه وراوَغَه، وخَتَل الذئبُ الصَّيْدَ: إذا تَخَفَّى له. والمعنى هنا: أن تُطْلبَ الدنيا بعمل الآخرة. انظر: "النهاية"(2/ 9).
(6)
ذكر ابن الأثير هذا الجزء من الحديث في "النهاية"(1/ 202) وبيَّن معناه بقوله: ((يقال: أتاح الله لفلان كذا: أي قدَّره له وأنزله به)).
(7)
في الأصل: ((حيرانًا)).
فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ: هَذَا فِي كِتَابِ اللَّهِ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي [ل117/أ] الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ} فَقَالَ الرَّجُلُ: قَدْ عَلِمْنَا فِيمَنْ أُنْزِلَتْ. فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: ((إِنَّ الْأَمْرَ يَنْزِلُ فِي الرَّجُلِ، ثُمَّ يكون عامًا)) .
[361] سنده ضعيف لضعف أبي معشر، وما ذكره سعيد المَقْبري لا يعدو عن كونه نقلاً عن كتب أهل الكتاب التي لا يُصَدَّق ما فيها ولا يُكَذَّب مما هذا سبيله، وسيأتي بإسناد صحيح إلى محمد بن كعب ونَوْفٍ البِكَالي بدلاً من سعيد المقبري، وقد روي الحديث مرفوعًا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا يصحّ كما سيأتي.
وذكر السيوطي في "الدر"(1 / 572) هذا الحديث، وعزاه للمصنف وابن جرير والبيهقي في "شعب الإيمان".
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4 / 231 رقم 3964) من طريق محمد بن أبي معشر، عن أبي معشر، قال: سمعت سعيدًا المقبري يذاكر محمد بن كعب، فقال سعيد: إن فِي بَعْضِ الْكُتُبِ أَنَّ لِلَّهِ عبادًا
…
، فذكره بنحوه.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 141 / أ) من طريق أبيه، عن حمزة بن أبي جميل الرَّبَذِي، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب القرظي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إن لله عِبَادًا أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وقلوبهم أمرّ من الصبر، لبسوا للعبادة مسوك الضأن في اللين، يختلون الدنيا بالدين، فيقول الله تعالى: أعليَّ يجترئون؛ وبي يغتّرون؛ وعزتي لأبعثنّ عليهم فتنة تدع الحليم فيهم حيران)) . قلنا: يا أبا حمزة، هل لهؤلاء في كتاب الله وصف؟ قال: نعم؛ قول الله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ في الحياة الدنيا
…
} ، إلى قوله:{والله لا يحب الفساد} .
وهذا حديث منكر؛ تفرد برفعه حمزة هذا، وخالفه سعيد بن منصور ومحمد بن أبي معشر كما سبق، فروياه من قول سعيد المقبري ومحمد بن كعب القرظي. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد تصحّف اسم حمزة هذا في مخطوط تفسير ابن أبي حاتم إلى: ((حمزة بن جميل الزينبي)) ، والصواب ما أثبته، وهو حمزة بن أبي جميل الرَّبَذِي، أبو العباس، وأقل أحواله أنه مجهول الحال، فقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3 / 209 رقم 915) ، وذكر أنه يروي عن أبي معشر، وأن أباه روى عنه، وقال ((سأل أبي عنه، فقال: شيخ)) .
وأخرجه ابن جرير (4 / 232 رقم 3965) فقال: حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، أخبرني الليث بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن القُرَظي، عن نَوْفٍ - وكان يقرأ الكتب - قال: إني لأجد صفة ناس من هذه الأمة في كتاب الله المنزل: ((قوم يجتالون الدنيا بالدين، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ لباس مسوك الضأن، وقلوبهم قلوب الذئاب، فعليّ يجترئون؟ وبي يغتّرون، حلفت بنفسي لأبعثن عليهم فتنة تترك الحليم فيهم حيران)) . قال القرظي: تَدَبَّرْتُها في القرآن، فإذا هم المنافقون، فوجدتها:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ} ، {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ} .
وسنده إلى محمد بن كعب ونَوْفٍ البِكَالي صحيح.
فالليث بن سعد، وعبد الله بن وهب، ويونس بن عبد الأعلى كلهم ثقات تقدمت تراجمهم.
وخالد بن يزيد الجُمَحي، مولاهم، ويقال: السَّكْسكي، أبو عبد الرحيم المصري، يروي عن سعيد بن أبي هلال وعطاء بن أبي رباح والزهري وغيرهم، روى عنه سعيد بن أبي أيوب وحيوة بن شريح والليث بن سعد وغيرهم، وهو ثقة فقيه، روى له الجماعة، ووثقه العجلي ويعقوب بن سفيان وأبو زرعة والنسائي، وقال ابن يونس:((كان فقيهًا مفتيًا)) ، وكانت وفاته سنة تسع وثلاثين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(3 / 358 رقم 1619) ، و "التهذيب"(3 / 129 رقم 235) ، و "التقريب"(ص191 رقم 1691) . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وسعيد بن أبي هلال اللَّيْثي، مولاهم، أبو العلاء المصري، يروي عن زيد بن أسلم وأبي الزناد وقتادة والزهري وغيرهم، روى عنه خالد بن يزيد المصري وعمرو بن الحارث والليث بن سعد وغيرهم، وهو ثقة، روى له الجماعة، ووثقه ابن سعد والعجلي وابن خزيمة والدارقطني والبيهقي والخطيب وابن عبد البر وغيرهم، وقال أبو حاتم:((لا بأس به)) ، وقال الساجي:((صدوق، كان أحمد يقول: ما أدري أي شيء يخلط في الأحاديث)) ، وكانت ولادته بمصر سنة سبعين للهجرة، ونشأ بالمدينة، ثم رجع إلى مصر إلى أن توفي سنة خمس وثلاثين ومائة، وقيل غير ذلك في سنة وفاته. اهـ. من "الجرح والتعديل"(4 / 71 رقم 301) ، و "التهذيب"(2 / 94 - 95 رقم 159) .
وعبارة الإمام أحمد التي حكاها عنه الساجي لا تحط سعيد بن أبي هلال إلى درجة الجرح، بل مفادها أنه أخطأ وخلط في بعض الأحاديث، وهذا أمر لا يسلم منه راو من الرواة، وقد يكثر من الراوي فيعدّ جرحًا، ولا أظن سعيدًا كذلك، وإلا لذُكر عنه، فيقال إذن: إنه ليس في الثقة كشعبة وسفيان، ولا ينزل إلى درجة محمد بن إسحاق وأضرابه، وقد اعتمد ابن حزم - فيما يظهر - على عبارة الإمام أحمد هذه، فقال عن سعيد هذا:((ليس بالقوي)) ، وهذا جرح لم يسبقه إليه أحد؛ قال الذهبي في "الميزان" (2 / 162 رقم 3290) : ((سعيد بن أبي هلال، ثقة معروف، حديثه في الكتب الستة
…
، قال ابن حزم وحده: ليس بالقوي)) ، وقال في "سير أعلام النبلاء" (6 / 303) : ((الإمام الحافظ الفقيه
…
، أحد الثقات)) ، وقال ابن حجر في "التقريب" (ص242 رقم 2410) :((صدوق، لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفًا، إلا أن الساجي حكى عن أحمد أنه اختلط)) . اهـ. ولم يقل ذلك الإمام أحمد، وإنما قال:((يخلط في الأحاديث)) ، وفرق بين العبارتين.
ولم أجد من نصّ على أن سعيد بن أبي هلال روى عن محمد بن كعب القرظي، لكن سماعه منه محتمل جدًّا، محمد بن كعب مدني، وسعيد نشأ بالمدينة، وقد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= تعاصرا فترة طويلة، فوفاة محمد بن كعب كانت سنة عشرين ومائة كما في ترجمته في الحديث [4] ، وسعيد وُلد سنة سبعين للهجرة.
وذكر الحافظ ابن كثير هذا الحديث في "تفسيره"(1 / 246) من كلا الطريقين نقلاً عن ابن جرير، ثم قال:((وهذا الذي قاله القرظي حسن صحيح)) .
قلت: الذي يظهر أن ابن كثير يعني بالحسن رواية أبي مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وبالصحيح رواية سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن كعب أيضًا.
وقد روي الحديث مرفوعًا؛ من حديث أبي هريرة، وابن عمر، وأبي الدرداء رضي الله عنهم، ولا يصح رفعه.
أما حديث أبي هريرة يرفعه، فلفظه:((يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَقُلُوبُهُمْ قلوب الذئاب، يقول الله تعالى: أفبي تغتّرون، أم عليّ تجترئون، فبي حلفت: لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيران)) .
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(ص17 رقم 50) فقال: أخبرنا يحيى بن عبيد الله، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول صلى الله عليه وسلم
…
، فذكره.
ومن طريق ابن المبارك أخرجه الترمذي في "سننه"(7 / 84 - 85 رقم 2515) في الزهد، باب ما جاء في ذهاب البصر.
وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1 / 232) .
والبغوي في "شرح السنة"(14 / 394 رقم 4199)، وقال:((هذا الحديث لا يُعرف إلا من هذا الوجه، ويحيى بن عبيد الله تكلم فيه شعبة)) .
وأخرجه هَنَّاد في "الزهد"(2 / 437 رقم 860) من طريق يعلى بن عبيد، عن يحيى بن عبيد الله، به مثله.
وسنده ضعيف جدًّا؛ مداره على يحيى بن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن مَوْهَب - بفتح الميم والهاء بينهما واو ساكنة -، التَّيْمي، المدني، يروي عن أبيه، روى عنه أبو حنيفة وعبد الله بن المبارك وفضيل بن عياض ويحيى القطان ويعلى بن عبيد وغيرهم، وهو متروك، قال شعبة:((رأيته يصلي صلاة لا يقيمها فتركت حديثه)) ، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وتركه يحيى بن سعيد القطان وقال: ((هو ضعيف الحديث)) ، وضعفه ابن عيينة، وقال الإمام أحمد:((منكر الحديث ليس بثقة)) ، وقال ابن معين:((ليس بشيء)) ، وقال ابن أبي شيبة:((كان غير ثقة في الحديث)) ، وقال مسلم بن الحجاج:((ساقط متروك الحديث)) ، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن يحيى بن عبيد الله فقال: ((ضعيف الحديث، منكر الحديث جدًّا)) ، ونهاني أن أكتب عن المنذر بن شاذان، عن يعلى، عن يحيى هذا، وقال:((لا تشتغل به)) ، وقال النسائي:((متروك الحديث)) . اهـ. من "الجرح والتعديل"(9 / 167 - 168 رقم 692) ، و "التهذيب"(11 / 252 - 254 رقم 406) ، و "التقريب"(ص594 رقم 7599) .
وأما حديث عبد الله بن عمر، فأخرجه الترمذي في الموضع السابق (7 / 86 - 87 رقم 2516) من طريق حاتم بن إسماعيل عن حمزة بن أبي محمد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:((إن الله تعالى قال: لقد خلقت خلقًا أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَقُلُوبُهُمْ أمرّ من الصبر، فبي حلفت: لُأتِيْحَنهَّم فتنة تدع الحليم منهم حيران [في الأصل: حيرانًا] ، فبي يغتّرون؟ أم عليّ يجترئون؟)) .
قال الترمذي: ((هذا حديث حسن غريب من حديث ابن عمر، لا نعرفه إلا من هذا الوجه)) .
قلت: بل هو ضعيف لضعف حمزة بن أبي محمد المدني، يروي عن عبد الله بن دينار وموسى بن عبد الله الخَطْمِي وغيرهما، روى عنه حاتم بن إسماعيل، فقد قال عنه أبو حاتم الرازي:((ضعيف الحديث، منكر الحديث، لم يرو عنه غير حاتم)) ، وقال أبو زرعة:((مديني ليِّن)) ، وذكره بن البرقي في "الطبقات"، في باب من كان الأغلب عليه الضعف، ونقل ابن خلفون عن العجلي توثيقه. اهـ. من "الجرح والتعديل"(3 / 215 رقم 947) ، و"التهذيب"(3 / 32 - 33 رقم 50) ، و "التقريب"(ص180 رقم 1532) .
وأما حديث أبا الدرداء يرفعه، فلفظه: ((أنزل الله عز وجل في بعض كتبه، أو =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أوحى إلى بعض أنبيائه: قل للذين يتفقّهون لغير الدين، ويتعلّمون لغير العمل، ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة، يلبسون للناس مُسُوك الكِبَاش، قلوبهم كقلوب الذئاب، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَقُلُوبُهُمْ أمرّ من الصبر: إيَّايَ يخدعون، أو بي يستهزئون، فبي حَلَفْتُ: لَأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الحليم حيران)) .
أخرجه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (2 / 162) .
وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1 / 231 - 232) .
وابن عساكر في "ذم من لا يعمل بعلمه"(ص48 - 49 رقم 9) .
وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"(2 / 37) .
أما الخطيب وابن عساكر وابن النجار فمن طريق أبي خُبيب العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى البَرْتي، وأما ابن عبد البر فمن طريق عبد الله بن أحمد بن موسى، كلاهما عن أبي سلمة يحيى بن المغيرة المخزومي، عن أخيه محمد بن المغيرة، عن أبيه، عن عثمان بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ شهاب، عن عائذ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ أبي الدرداء رضي الله عنه، به.
والحديث بهذا الإسناد موضوع، آفته عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبي وقّاص، الزُّهري، الوَقّاصي، أبو عمر المدني، يروي عن أن أبي مليكة والزهري وعطاء وغيرهم، روى عنه يونس بن بكير وحجّاج بن نُصير وإسماعيل بن أبان وغيرهم، وهو كذاب؛ قال ابن معين:((لا يكتب حديثه، كان يكذب)) ، وقال أبو حاتم الرازي:((متروك الحديث، ذاهب الحديث، كذاب)) ، وقال ابن المديني:((ضعيف جدًّا)) ، وقال البخاري:((تركوه)) ، وقال النسائي:((متروك)) ، وفي رواية:((ليس بثقة، ولا يكتب حديثه)) . اهـ. من "الجرح والتعديل"(6 / 157 رقم 865) ، و "التهذيب"(7 / 133 - 134 رقم 279) .
ومن خلال ما سبق يتضح أن الحديث لا يصح رفعه، وإنما هو صحيح عن محمد بن كعب القُرَظي ونَوْفٍ البِكَالي على أنه مما أخذه نوف عن كتب أهل الكتاب، وانظر الحديث الآتي. =
362 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو شِهَاب، عَنْ لَيْث بْنِ أَبِي سُلَيم، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ
(1)
قَالَ: ((يَقُولُ اللَّهُ عز وجل: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يتفقَّهون لِغَيْرِ عِبَادَتِي، يَلْبَسُونَ مُسُوكَ الضَّأن، قُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ؟ أَبِي يَغْتَرُّونَ؟ أَوْ إيايَ يُخَادِعُونَ؟ بِي حَلَفْتُ: لأتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ فِيهَا (حَيْرَانَ)
(2)
)).
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ}]
363 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ
(1)
، عَنْ عَطَاءٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} -، قَالَ:((نَسَخَتْها هَذِهِ الْآيَةُ: {قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا})).
(1)
لم أهتد إليه.
[362]
سنده عن أبي عبيدة ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وأبو عبيدة لم أعرفه، وقد يكون أخذه عن كتب أهل الكتاب، فقد تقدم الحديث من طريق أخرى كما في الحديث السابق، والصحيح منها أنه عن محمد بن كعب القرظي يرويه عن نوف البِكَالي الذي أخذه عن كتب أهل الكتاب، وقد روي مرفوعًا ولا يصح.
(2)
في الأصل: ((حيرانًا)).
(3)
هو ابن أبي سليمان.
[363]
سنده ضعيف لإرساله، وهو صحيح إلى مُرْسِله عطاء بن أبي رابح، وسيأتي الكلام عن متنه.
وأخرج ابن جرير في "تفسيره"(4/ 295 - 296 رقم 4073) من طريق حسين بن قيس، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مثله، ثم قال ابن جرير:
((وهذا قول لا معنى له؛ لأن نسخ الأحكام من قبل الله جل وعز، لا من قبل العباد. وقوله: {قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} خَبَرٌ من الله عن عباده المؤمنين، وأنهم قالوه، لا نسخٌ منه)). اهـ. =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ العَفْوَ}]
364 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، - فِي قَوْلِهِ عز وجل: {وَيَسْأَلُونَكَ
(1)
مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ العَفْوَ} - قَالَ: ((الْفَضْلُ)).
365 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى
(2)
، عَنِ الحَكَم
(3)
، عَنْ مِقْسَم
(4)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:((الفضل عن العيال)).
= وحديث ابن عباس الذي أخرجه ابن جرير ضعيف جدًّا، فالراوي له عن عكرمة هو: حسين بن قيس الرَّحْبي، أبو علي الواسطي، لقبه: حَنَش - بفتح المهملة والنون، ثم معجمة -، يروي عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهما، روى عنه حصين بن نمير وخالد الواسطي وغيرهما، وهو متروك، قال الإمام أحمد:((متروك الحديث ضعيف الحديث))، وقال ابن معين:((ليس بشيء))، وقال البخاري:((أحاديثه منكرة جدًّا، لا يكتب حديثه))، وقال أبو حاتم:((ضعيف الحديث، منكر الحديث))، وقال النسائي:((متروك الحديث))، وقال في موضع آخر:((ليس بثقة))، وقال الدارقطني:((متروك)). اهـ. من "الجرح والتعديل"(3/ 63 - 64 رقم 286)، و "التهذيب"(2/ 364 - 365 رقم 623)، و "التقريب"(ص 168 رقم 1342).
(1)
في الأصل: ((يسئلونك)).
[364]
سنده صحيح على عطاء، وهو نفس الإسناد السابق.
وذكره السيوطي في "الدر"(1/ 607) بمثله، وعزاه لعبد بن حميد وحده. وأخرجه ابن جرير "تفسيره"(4/ 337 رقم 4156) من طريق هشيم، عن عبد الملك، به مثله.
(2)
هو مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي ليلى، تقدم في الحديث [186] أنه صدوق =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= سيء الحفظ جدًّا.
(1)
هو ابن عُتَيْبة، تقدم في الحديث [28] أنه ثقة ثبت فقيه، إلا أنه ربما دلس، ولم يصرح بالسماع هنا، بل إنه يروي هنا عن مقسم مولى ابن عباس، ولم يسمع منه إلا خمسة أحاديث فقط كما في "التهذيب"(2/ 434)، وليس هذا منها.
(2)
هو مِقْسَم - بكسر أوله - ابن بُجْرة - بضم الموحدة وسكون الجيم -، ويقال: نَجْدة - بفتح النون، وبدال -، أبو القاسم مولى عبد الله بن الحارث، ويقال له: مولى ابن عباس للزومه له، روى عن ابن عباس وعبد الله بن الحارث بن نوفل وعائشة وغيرهم، روى عنه ميمون بن مهران والحكم بن عُتَيْبة وعبد الكريم الجَزَري وغيرهم، وهو صدوق، وثقه العجلي ويعقوب بن سفيان والدارقطني، وذكره ابن شاهين في "الثقات" وقال: قال أحمد بن صالح المصري: ((ثقة ثبت لاشك فيه))، وقال أبو حاتم:((صالح الحديث لا بأس به))، وقال مهنا: قلت: لأحمد: مَنْ أصحاب ابن عباس؟ قال: ستة، فذكرهم. قلت: فمقسم؟ قال: دون هؤلاء، وقال ابن سعد:((كان كثير الحديث ضعيفًا))، وقال الساجي:((تكلم الناس في بعض روايته))، وكانت وفاته سنة إحدى ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(8/ 414 رقم 1889)، و "التهذيب"(10/ 288 - 289 رقم 507)، و "التقريب"(ص 545 رقم 6873).
[365]
سنده ضعيف جدًّا لضعف ابن أبي ليلى من قبل حفظه، وما تقدم عن رواية الحكم بن عتيبة عن مقسم.
وذكره السيوطي في "الدر"(1/ 607) وعزاه للمصنف ووكيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والطبراني والبيهقي في "شعب الإيمان".
وقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(7/ 23 - 24 رقم 3142) من طريق المصنف، به مثله.
وأخرجه النحاس في "الناسخ والمنسوخ"(ص 67) من طريق أبي معاوية، به نحوه. =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} ]
366-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ قَالَ:((قَالَتِ الْيَهُودُ: إِنَّمَا يَكُونُ الْوَلَدُ أَحْوَلَ إِذَا أتَى الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ مِنْ خَلْفِهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} مِنْ بَيْنِ يَدَيْهَا، وَمِنْ خَلْفِهَا، وَلَا يَأْتِيهَا إِلَّا فِي المَأتَى)) .
= أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4 / 337 رقم 4153) .
وابن أبي حاتم في "التفسير"(1 / ل 153 / أ) .
والطبراني في "المعجم الكبير"(11 / 386 رقم 12075) .
أما ابن جرير فمن طريق وكيع، وأما ابن أبي حاتم فمن طريق حفص بن عمر المكتب وعقبة بن خالد، وأما الطبراني فمن طريق عمران بن محمد بن أبي ليلى، جميعهم عن محمد بن أبي ليلى، به نحوه.
[366]
سنده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما سيأتي.
وذكره السيوطي في "الدر"(1 / 627) وعزاه المصنف والدارمي وابن المنذر وابن أبي حاتم.
ومدار الحديث على محمد بن المنكدر، يرويه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه.
وله عن ابن المنكدر أربعة عشر طريقًا.
1-
طريق أبي عوانة الذي رواه المصنف هنا عنه.
وأخرجه مسلم في "صحيحه"(2 / 1059 رقم 119) في النكاح، باب جواز جماعه امرأته في قبلها من قدامها ومن ورائها من غير التعرض للدبر.
والنسائي في "تفسيره"(1 / 255 رقم 59) .
وابن حبان في "صحيحه"(6 / 200 رقم 4185 - الإحسان بتحقيق الحوت-) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والبيهقي في "سننه"(7 / 195) في النكاح، باب إتيان النساء في أدبارهن.
جميعهم من طريق أبي عوانة، به، ولفظ مسلم والنسائي نحوه، ولفظ ابن حبان والبيهقي مثله، إلا أن ابن حبان قال:((من قدامها)) بدل قوله: ((من بين يديها)) .
2-
طريق سفيان الثوري، عن ابن المنكدر، سمعت جابرًا رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول: إذا جامعها ورائها جاء الْوَلَدُ أَحَوْلَ، فَنَزَلَتْ:{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} .
أخرجه البخاري في "صحيحه"(8 / 189 رقم 4528) في تفسير سورة البقرة من كتاب التفسير، باب: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ
…
} الآية، واللفظ له.
ومسلم في الموضع السابق.
وأبو داود في "سننه"(2 / 618 رقم 2163) في النكاح، باب في جامع النكاح.
ومن طريقه وطريق آخر أخرجه البيهقي الموضع السابق (ص194) .
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4 / 409 و 410 رقم 4339 و 4340) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3 / 40) .
والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص333 و 483) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 158 / أ) .
3-
طريق شعبة، عن ابن المنكدر، به نحو سابقه.
أخرجه مسلم في الموضع السابق من "صحيحه".
وابن جرير (4 / 412 رقم 4346) .
وأبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد"(2 / 708 رقم 1739 و 1740 و 1741) .
ومن طريقه الواحدي في "أسباب النزول"(ص70) .
وأخرجه الطحاوي في الموضع السابق.
والسهمي مقرونًا بالرواية السابقة.
والبيهقي في الموضع السابق أيضًا. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
4- طريق محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن ابن المنكدر، به نحو سابقه، وزاد في آخره:((إن شاء مُجَبِّيَةً، وإن شاء غَيْرَ مُجَبِّيَةٍ، إذا كان ذلك في صَمَّام واحد)) .
أخرجه مسلم في الموضع السابق.
والطحاوي في الموضع السابق (ص41) .
وابن حبان في "صحيحه"(6 / 185 رقم 4154 - الإحسان بتحقيق الحوت-) .
والبيهقي الموضع السابق (ص195) .
والواحدي في الموضع السابق أيضًا.
ومعنى قوله: (مُجَبِّيَة) أي: مُنْكَبَّة على وجهها، تشبيهًا بهيئة السجود. انظر:"النهاية في غريب الحديث"(1 / 238) .
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(8 / 192) عن هذه الزيادة التي ذكرها الزهري في روايته: ((وهذه الزيادة يشبه أن تكون من تفسير الزهري؛ لخُلُوِّها من رواية غيره من أصحاب ابن المنكدر مع كثرتهم)) . اهـ.
قلت: هذه الزيادة لم ينفرد بها الزهري كما قال الحافظ، بل تابعه على معناها أبو عوانة كما سبق، وابن جرير كما في الطريق الآتي:
5-
طريق ابن جريج، أن محمد بن المنكدر حدثه، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أن اليهود قالوا للمسلمين: من أتى امرأته وهي مدبرة جاء ولدها أحول، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:((مقبلة ومدبرة ما كان في الفرج)) .
أخرجه الطحاوي في الموضع السابق، فقال: حدثنا يونس، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن جريج
…
، فذكره.
وهذا إسناد صحيح.
شيخ الطحاوي هو يونس بن عبد الأعلى الصَّدَفي، تقدم في الحديث [344] أنه ثقة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وعبد الله بن وهب تقدم في الحديث [310] أنه ثقة حافظ عابد.
وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج تقدم في الحديث [9] أنه ثقة فقيه فاضل، وقد صرح هنا بأن ابن المنكدر حدثه، فزالت شبهة التدليس الذي وصف به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 158 / أ) من طريق يونس، به نحوه.
وأخرجه النسائي في "عشرة النساء"(ص112 رقم 87) من طريق حماد بن مَسْعدة، عن ابن جريج، به، ولم يذكر قوله: ((فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
…
)) إلخ.
6-
طريق أبي حازم سلمة بن دينار، عن ابن المنكدر، به نحو رواية سفيان الثوري السابقة.
أخرجه مسلم في الموضع السابق برقم (118) .
والنسائي في "عشرة النساء"(ص113 رقم 88) .
وأبو نعيم في "الحلية"(3 / 154) .
ثلاثتهم من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن أبي حازم، عن ابن المنكدر، به.
ورواه النسائي في الموضع نفسه برقم (89) من طريق عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بن عبد الحكم، عن سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرني يحيى بن أيوب - وذكر آخر-، أن ابن الهاد حدثهما عن محمد بن المنكدر
…
، فذكره هكذا بإسقاط أبي حازم من الإسناد.
وقد اختار مسلم رواية الليث فأخرجها في "صحيحه" كماسبق، والليث ثقة ثبت فقيه إمام مشهور كما في ترجمته في الحديث [165] .
7-
طريق مالك، عن ابن المنكدر، به بنحو رواية الثوري أيضًا.
أخرجه الدارمي في "سننه"(1 / 206 رقم 1127) ، و (2 / 69 رقم 2220) .
وابن أبي حاتم في الموضع السابق.
والواحدي في تفسيره "الوسيط"(1 / 323) .
8 -
و 9- طريقا أيوب السَّخْتياني وسهيل بن أبي صالح، كلاهما عن ابن المنكدر، به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخرجهما مسلم في الموضع السابق من "صحيحه" برقم (119) مقرونتين برواية سفيان الثوري السابقة وغيرها.
10-
طريق معمر، عن ابن المنكدر، به نحو رواية الثوري أيضًا.
أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1 / 89) .
11-
طريق خُصَيْف، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جابر، عن رسول االله صلى الله عليه وسلم - فِي قول الله تبارك وتعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ} -، فقال: إن اليهود قالوا: من أتى امرأته في دبرها كان ولده أحول، وكن نساء الأنصار لا يدعن أزواجهن يأتونهن من أدبارهن، فجاؤوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فسألوه عن إتيان الرجل امرأته وهي حائض، فأنزل الله تبارك وتعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} الأطهار {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ} الاغتسال {فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ * نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} ، إنما الحرث من حيث الولد.
أخرجه البزار في "مسنده" كما في "كشف الأستار"(3 / 41 - 42 رقم 2192)، ثم قال البزار:((لا نعلمه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد)) .
وقال الهيثمي: ((اختصره مسلم)) .
وقال الهيثمي أيضًا في "مجمع الزوائد"(6 / 320) : ((فيه عبيد الله بن يزيد بن إبراهيم القرواني، ولم يروه عنه غير ابنه، وبقية رجاله وثقوا)) .
قلت: فيه خُصيف بن عبد الرحمن الجَزَري وتقدم في الحديث [204] أنه صدوق سيء الحفظ.
12-
طريق أحمد بن حازم، عن محمد بن المنكدر، به نحو رواية الثوري أيضًا.
أخرجه الثعلبي في "تفسيره"(2 / 97 / ب) .
13-
طريق عبد الله بن لهيعة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كانت اليهود تقول في الرجل إذا أتى امرأته من خلفها وهي باركة: كان ولده أحول، =
367-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: ((كَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ: مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ مِنْ دُبُرِهَا فِي قُبُلِهَا، كَانَ الوَلَدُ أَحْوَلَ، فَنَزَلَتْ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} )) .
= فذكرتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} الآية.
أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في "معجم شيوخه"(1 / 501) .
ومن طريقه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"(13 / 262) .
14-
طريف بن سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر وهو الآتي برقم [367] ، وسنده صحيح.
[367]
سنده صحيح.
وأخرجه الحميدي في "مسنده"(2 / 532 رقم 1263) .
وابن أبي شيبة في "المصنف"(4 / 229) .
ومن طريقه وطريق آخر أخرجه مسلم في "صحيحه"(2 / 1058 رقم 117) في النكاح، باب جواز جماعه امرأته في قبلها من قدامها ومن ورائها من غير تعرض للدبر.
وأخرجه الترمذي في "سننه"(8 / 321 - 322 رقم 4062) في تفسير سورة البقرة من كتاب التفسير.
وابن ماجه في "سننه"(1 / 620 رقم 1925) في النكاح، باب النهي عن إتيان النساء في أدبارهن.
والنسائي في "التفسير"(1 / 254 رقم 58) ، وفي "عشرة النساء"(ص113 - 114 رقم 90) .
وأبو يعلى في "مسنده"(4 / 21 رقم 2024) .
والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3 / 40) .
والبيهقي في "سننه"(7 / 194 - 195) في النكاح، باب إتيان النساء في أدبارهن.
والواحدي في "أسباب النزول"(ص69) .
والبغوي في "تفسيره"(1 / 198) ، وفي "شرح السنة"(9 / 105 رقم 2296) .
جميعهم من طريق ابن عيينة، به نحوه. =
368 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَاد
(2)
، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُصَيْن
(3)
، عَنْ (هَرَمي بْنِ عَبْدِ اللَّهِ)
(4)
الوَاقِفِي
(5)
، عَنْ خُزيمة بْنِ ثَابِتٍ
(6)
، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، لَا تأتوا النساء في أدْبارِهِنّ)).
= وللحديث طرق أخرى عن ابن المنكدر سبق تخريجها في الحديث قبله.
(1)
هو الدَّرَاوَرْدي، تقدم في الحديث [69] أنه صدوق، إلا في حديثه عن عبيد الله العُمَري، فإنه منكر.
(2)
هو يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أسامة بن الهاد اللّيْثي، أبو عبد الله المدني، روى عن عبد الله بن دينار ومحمد بن كعب القرظي وأبي حازم والزهري وغيرهم، روى عنه عبد العزيز الدَّرَاوَرْدي والإمام مالك والليث بن سعد وسفيان بن عيينة وغيرهم، وهو ثقة مكثر، روى له الجماعة، ووثقه ابن معين والعجلي وأبو حاتم والنسائي، وابن سعد وزاد:((كثير الحديث))، وقال يعقوب بن سفيان:((ثقة حسن الحديث))، وقال الإمام أحمد:((لا أعلم به بأسًا))، وكانت وفاته سنة تسع وثلاثين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(9/ 275 رقم 1156)، و "التهذيب"(11/ 339 - 340 رقم 651)، و "التقريب"(ص 602 رقم 7737).
(3)
هو عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن الحُصَين بن مِحْصن الأنصاري، الخَطْمي - بفتح المعجمة -، أبو ميمون المدني، وقيل: عبد الله - مكبَّر -، وقد ينسب إلى جده حصين، روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بن العاص وجابر بن عبد الله وهَرَمي بن عبد الله الواقفي وغيرهم، روى عنه عبد الله بن علي بن السائب والوليد بن كثير ومحمد بن إسحاق ويزيد بن الهاد وغيرهم، فيه لين؛ وثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري:((في حديثه نظر)). اهـ. من "الضعفاء" للعقيلي (3/ 122)، و "الجرح والتعديل"(5/ 321 رقم 1525)، و "التهذيب"(7/ 22 - 23 رقم 48)، و "التقريب"(ص 372 رقم 4308). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(4)
ما بين القوسين سقط من الأصل، فأثبته من "سنن البيهقي"(7/ 197) حيث روى الحديث من طريق المصنف، ويوافقه ما في مصادر التخريج، وقد ذكر محقق "سنن البيهقي" أن ما بين القوسين هنا سقط أيضًا من النسخة المدراسية، وأما النسخ الثلاث الأخرى المعتمدة فجاءت على الصواب.
(5)
هو هَرَمي بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الوَاقِفي الخَطمي، ويقال: ابن عتبة، أو: ابن عمرو، ومنهم من قلبه فقال: عبد الله بن هرمي، فوهم، يروي عن خزيمة بن ثابت، روى عنه ثمامة بن قيس وحصين بن محصن وعبد الله بن علي بن السائب وعبد الملك بن عمرو بن قيس وغيرهم، وهو مستور، وقد قيل إنه ولد في عهد النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأرسل عنه، قال ابن سعد:((كان قديم الإسلام، وهو من البكّائين الذين استحملوا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك))، وقال ابن ماكولا نحو ذلك، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. وردّ ابن حجر على من جعل هرمي بن عبد الله هذا ممن استحملوا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فقال: ((الذي يظهر أن هَرَمِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاقِفِيِّ صحابي كبير غير هرمي بن عبد الله الخطمي أو الواقفي أيضًا الراوي عن خزيمة بن ثابت، وقد روى ابن إسحاق، عن ثمامة بن قيس بن رفاعة، عَنْ هَرَمِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رجل من قومه كان ولد عهد النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأدرك أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم متوافرين
…
، فهرمي بن عبد الله هذا هو الذي روى عنه خزيمة. وأما الذي شهد مع النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بعض مشاهده، وكان في غزوة تبوك ممن استحمله، فلا يوصف بكونه ولد في عهده والله تعالى أعلم، وقد فرق بينهما أبو نصر ابن ماكولا)). اهـ. من "التهذيب"(11/ 28 - 29 رقم 63)، و "الإصابة"(6/ 535 و 567 رقم 8956 و 9034)، و "التقريب"(ص 571 رقم 7276).
(6)
هو خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة الأنصاري الخَطْمي - بفتح المعجمة -، أبو عمارة المدني، يقال له: ذو الشهادتين؛ لأن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جعل شهادته بشهادة رجلين، وهو من كبار الصحابة، شهد بدرًا، وقتل مع علي رضي الله عنه بصفين =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= سنة سبع وثلاثين للهجرة، وذلك أنه كان كافًا سلاحه حتى قتل عمار، فسلّ سفيه وقاتل حتى قتل. اهـ. من "التهذيب"(3 / 140 - 141 رقم 267) ، و "الإصابة"(2 / 278 - 279 رقم 2253) ، و "التقريب"(ص193 رقم 1710) .
[368]
سنده ضعيف لما تقدم عن حال عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن الحصين، ولجهالة حال هرمي بن عبد الله، والاضطراب الذي سيأتي بيانه، وأما النهي عن إتيان النساء في غير القُبُل فصحيح كما في الحديث [366] .
والحديث ذكره السيوطي في "الدر"(1 / 632) وعزاه للشافعي في "الأم" وابن أبي شيبة، وأحمد والنسائي وابن ماجه وابن المنذر، والبيهقي في "سننه".
وللحديث عن خزيمة طريقان:
1-
طريق هَرَمِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاقِفِيِّ، وله عنه ثلاثة طرق:
أ- طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن الحصين، واختلف عليه.
فرواه يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الهاد، عنه، عن هرمي، به.
ورواه عبد الله بن علي بن السائب عنه، واختلف على عبد الله بن السائب كما سيأتي.
وخالفهما الوليد بن كثير ومحمد بن إسحاق بن يسار، فروياه عن عبيد الله هذا، عن عبد الملك بن عمرو بن قيس، عن هرمي، به هكذا بزيادة عبد الملك في إسناده.
أما رواية يزيد، فهي التي أخرجها المصنف هنا من طريق عبد العزيز الدراوردي، عنه.
ومن طريق المصنف أخرجه البيهقي في "سننه"(7 / 197) في النكاح، باب إتيان النساء في أدبارهن، ولفظه مثله سواء.
وأخرجه الطبراني في "معجمه الكبير"(4 / 104 - 105 رقم 3743) من طريق الدراوردي، به نحوه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وتابع الدراوردي إبراهيم بن سعد بن إبراهيم وزهير وأبو مصعب عبد السلام بن حفص المدني وابن أبي حازم، جميعهم رووه عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن عبد الله بن الحصين، عن هرمي، به.
وخالفهم الليث بن سعد وسفيان بن عيينة، فرواه سفيان عن يزيد، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ خزيمة.
ورواه الليث، واختلف عليه، فرواه قتيبة بن سعيد عنه، عن يزيد، عن هرمي، به ولم يذكر عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن الحصين.
ورواه سعيد بن كثير بن عفير عن الليث، قال: حدثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن الحصين، عن هرمي
…
، فذكره هكذا، ولم يذكر يزيد.
أما رواية إبراهيم بن سعد، فأخرجها الإمام أحمد في "المسند"(5 / 215) .
والنسائي في "عشرة النساء"(ص120 رقم 98) .
وابن حبان في "صحيحه"(6 / 200 رقم 4186 - الإحسان بتحقيق الحوت-) .
ثلاثتهم من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه إبراهيم بن سعد، عن يزيد، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله بن الحصين، عن هرمي، به، ولفظ النسائي مثل لفظ المصنف، ولفظ أحمد وابن حبان نحوه.
وأما رواية زهير بن محمد، فأخرجها الطبراني في "الأوسط"(1 / 524 رقم 981) من طريقه، عن يزيد، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرحمن بن حصين، عن هرمي، به نحوه.
كذا جاء في "الأوسط" للطبراني: ((عبيد الله بن عبد الرحمن)) ، وصوابه:((ابن عبد الله)) .
وأما رواية أبي مصعب عبد السلام بن حفص، فأخرجها البخاري في "تاريخه الكبير"(8 / 256) .
والنسائي في "عشرة النساء"(ص120 رقم 99) . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والطبراني في "الكبير"(4 / 104 رقم 3741) .
ثلاثتهم من طريق عبد الملك بن عمرو أبي عامر العَقَدي، عن أبي مصعب المدني، عن يزيد، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله بن الحصين، عن هرمي به، ولفظ النسائي نحوه، واقتصر الطبراني على قوله صلى الله عليه وسلم:((لَا تأتوا النساء في أعجازهن)) .
وأما البخاري فلم يذكر متنه اكتفاء بذكره له من طريق عبد الملك بن عمرو بن قيس الآتي.
وأما رواية ابن أبي حازم، فأخرجها الطبراني في الموضع السابق برقم (3742) ، من طريقه، عن يزيد، عن عبد الله بن الحصين، عن هرمي، به نحوه.
كذا جاء في "المعجم الكبير": ((عبد الله)) ، قال البخاري في ترجمة عبيد الله هذا في "تاريخه الكبير" (5 / 388) :((وقال بعضهم: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن حصين، ولا يصح)) .
وأما مخالفة سفيان بن عيينة لهؤلاء فهي خطأ وسيأتي الكلام عنها في الحديث الآتي برقم [369] .
وأما الليث بن سعد، فاختلف عليه كما سبق.
فأخرجه النسائي في "عشرة النساء"(ص119 رقم 97) فقال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: نا الليث، عن ابن الهاد، عن هرمي
…
، به نحوه هكذا ليس فيه ذكر لعبيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحصين.
وكذا أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(5 / 7 - مخطوط الظاهرية) ، من طريق زكريا بن يحيى، عن قتيبة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3 / 44) من طريق سعيد بن كثير بن عفير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن الحصين [في الأصل: الحسين]، عن هرمي [في الأصل: حرمي] بن عبد الله الوائلي، عن خزيمة بن ثابت، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:((لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ)) . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هكذا رواه سعيد بن كثير بن عفير، عن الليث مصرحًا فيه بالسماع من عبيد الله، ولم يذكر يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الهاد.
وهاتان الروايتان أيضًا عن الليث خطأ، والصواب ما تفق عليه الدَّرَاوَرْدي وإبراهيم بن سعد وزهير بن محمد وأبو مصعب عبد السلام بن حفص وابن أبي حازم، فروايتهم أرجح من رواية سفيان بن عيينة والليث بن سعد؛ لكثرة عددهم، حيث رووه عن يزيد، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله بن الحصين، عن هرمي، عن خزيمة.
وهذا بالنسبة لرواية يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الله بن الحصين عن هرمي، وهي خطأ، والصواب ما رواه الوليد بن كثير ومحمد بن إسحاق بزيادة عبد الملك بن عمرو بن قيس في إسناده كما سيأتي.
وأما رواية عبد الله بن علي بن السائب، فإنه قد اختلف عليه فيها أيضًا.
فرواه عمر مولى غفرة، عنه، عن عبيد الله بن حُصَيْنٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هرمي، عن خزيمة، به نحوه.
أخرجه البخاري في "تاريخه الكبير"(8 / 257) .
والطبراني في "الكبير"(4 / 103 رقم 3736) .
كلاهما من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد، عن الليث، عن عمر، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3 / 43) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، عن الليث، به نحو سابقه، إلا أنه قال:((عبد الله بن الحصين)) .
وأخرجه الطبراني في الموضع السابق برقم (3737) .
وابن عساكر في "تاريخه"(8 / 90) .
كلاهما من طريق محمد بن شعيب بن شابور، عن عمر مولى غفرة، عن عبد الله بن علي بن السائب، عن عبد الله بن حصين بن محصن، عن عبد الله بن هرمي، به مثل لفظ المصنف. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وتقدم في ترجمة عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن الحصين أنه يقال له: ((عبد الله)) أيضًا.
وفي إسناد ابن عساكر خطأ نبّه عليه هو عقب الحديث.
وأما هرمي بن عبد الله فقد قلب اسمه في رواية عمر هذه، ولذا قال البخاري عقب روايته للحديث:((ولا يصح عبد الله)) ، يعني: عبد الله بن هرمي، وقد وافق عمر في ذلك حجّاج بن أرطأة كما سيأتي.
وخالف عُمَرَ كُلُّ من سعيد بن أبي هلال، ومحمد بن علي بن شافع عمّ الإمام الشافعي، عن عبد الله بن علي بن السائب، واختلف على سعيد أيضًا.
فأخرجه النسائي في "عشرة النساء"(ص123 رقم 103) .
وابن حبان في "صحيحه"(6 / 201 رقم 4188 - الإحسان بتحقيق الحوت-) .
والرَّامَهُرْمُزي في "المحدِّث الفاصل"(ص477 رقم 578) .
والطبراني في "الكبير"(4 / 103 رقم 3738) .
والبيهقي في الموضع السابق من "سننه"(7 / 196) .
جميعهم من طريق عبد الله بن وهب، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ سعيد بن أبي هلال حدثه أن عبد الله بن علي بن السائب أحد بني المطلب حدثه، أن حصين بن محصين الخطمي حدثه، أن همري بن عمرو الخطمي حدثه، أن خزيمة بن ثابت حدثه
…
، فذكره بمثل لفظ المصنف هكذا بتسمية شيخ عبد الله بن عليّ، ((حصين بن محصن)) ، وتسمية والد هرمي:((عمرو)) ، وهذا عند النسائي، والرامهرمزي، والطبراني، وأما ابن حبان فقال:((هرمي)) ، ولم ينسبه وأما البيهقي فقال:((هرمي الخطمي)) ، ولم يذكر اسم أبيه.
ووقع - خطأ - في المطبوع من "المحدث الفاصل": ((هارون)) بدل: ((هرمي)) وحُصين بن مِحْصَن الأنصاري المدني قال في "التهذيب"(2 / 389 رقم 677) : ((كأنه أخو عبيد الله بن محصن الخَطْمي
…
، ذكره ابن حبان في "الثقات" في التابعين، وقال ابن السكن: يقال: له صحبة، غير أن روايته عن عمته، وليست =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= له رواية عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وذكره أبو موسى المديني في "ذيل الصحابة" وحكى عن عبدان وابن شاهين أنهما ذكراه في الصحابة)) . اهـ.
وقد روي الحديث من وجهين آخرين عن سعيد بن أبي هلال، ليس فيه ذكر لحصين، وإنما هو من رواية عبد الله بن علي، عن هرمي.
فأخرج الحديث الإمام أحمد في "المسند"(5 / 214) .
والنسائي في "عشرة النساء"(ص123 رقم 104) .
والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3 / 44) .
والطبراني في "الكبير"(4 / 103 - 104 رقم 3739) .
جميعهم من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن حيوة بن شريح وابن لهيعة، كلاهما عن حسان مولى محمد بن سهل، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد الله بن علي بن السائب، عن هرمي بن عمرو الخطي، عن خزيمة
…
، به مثل لفظ المصنف.
ولم يفصح النسائي في روايته باسم ابن لهيعة، وإنما قال:((وذكر آخر)) .
ووقع في إسناد الطبراني: ((هرمي بن عبد الله)) ، وأما إسناد الطحاوي ففيه تصحيف لعله من الطباعة، وبعضه يصحح من إخراجه للحديث أيضًا من رواية أبي زرعة عن حيوة، ومن رواية أبي الأسود، عن ابن لهيعة، كلاهما عن حسان، به مثله.
وأخرجه النسائي في الموضع السابق (ص123 - 124 رقم 105) من طريق خالد بن يزيد المصري، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد الله بن علي، عَنْ هَرَمِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن خزيمة، به مثله.
وعلّقه البخاري في "تاريخه"(8 / 257) فقال: ((وقال سعيد بن أبي هلال: عن عبد الله بن علي، عن هرمي بن عمرو الأنصاري، عن خزيمة، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مثله)) . اهـ.
وأما رواية محمد بن علي بن شافع للحديث، عن عبد الله بن علي بن السائب، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فقال الإمام الشافعي في كتاب "الأم"(5 / 156)، وفي "مسنده" (2 / 29 رقم 90 / ترتيب) : أخبرنا عمي محمد بن علي بن شافع، قال: أخبرني عبد الله بن علي بن السائب، عن عمرو بن أُحَيْحة بن الجُلَاح، أو: عمرو بن فلان بن أُحَيْحة بن الجُلَاح - أنا شككت (القائل الشافعي) -، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ رجلاً سأل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عن إتيان النساء في أدبارهن، أو: إتيان الرجل امرأته في دبرها، فقال النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:((إيْ، حلال)) ، فلما ولّى الرجل دعاه، أو: أمر به فدُعي، فقال: كيف قلت؟ في أي الخَرْبَتَيْن، أو: في أي الخَرْزَتَيْن، أو: في أي الخَصْفَتَيْن؟ أمن دبرها في قبلها فنعم، أمّ من دبرها في دبرها فلا، فإن اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ)) .
قال الشافعي عقبه: ((عمي ثقة، وعبد الله بن علي ثقة، وقد أخبرني محمد عن الأنصاري المحدث بها أنه أثنى عليه خيرًا، وخزيمة ممن لا يشك عالم في ثقته، فلست أرخص فيه، بل أنهى عنه)) . اهـ.
وقوله: ((في أي الخَرْبَتَيْن، أو في أي الخَرْزَتَيْن، أو: في أي الخَصْفَتَيْن؟)) يعني: في أي: الثُّقْبَيْن، والثلاثة بمعنى واحد. اهـ. من "النهاية في غريب الحديث"(2 / 18) .
ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في الموضع السابق من "سننه"(7 / 196) .
والبغوي في "تفسيره"(1 / 199) .
والخطيب في "تاريخه"(3 / 197) .
ومن طريق الخطيب أخرجه ابن السبكي في "طبقات الشافعية"(2 / 73 - 74) .
وأخرجه النسائي في "عشرة النساء"(ص124 - 125 رقم 107) .
والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3 / 43 - 44) .
والطبراني في "الكبير"(4 / 105 رقم 3744) .
والبيهقي في الموضع السابق. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= جميعهم من طريق إبراهيم بن محمد الشافعي، عن جده محمد بن علي قال: كنت عند محمد بن كعب القرظي، فجاءه رجل فقال: يا أبا عمرو، ما تقول في إتيان المرأة في دبرها، فقال: هذا شيخ من قريش، فَسَلْهُ - يعني عبد الله بن علي بن السائب - قال: وكان عبد الله لم يسمع في ذلك شيئًا، قال: اللهم قذرًا ولو كان حلالاً، ثم إن عبد الله بن علي لقي عمرو بن أُحَيْحَة بن الجُلَاح، فقال: هل سمعت في إتيان المرأة في دبرها شيئًا؟ فقال: أشهد لسمعت خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين يقول: جاء رجل إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
…
، وذكر باقي الحديث بنحو سياق الشافعي.
هذا لفظ البيهقي، ونحوه لفظ الطحاوي، وأما النسائي والطبراني فاختصراه.
ثم أخرجه النسائي أيضًا برقم (106 و 108) من طريق الحسن بن محمد بن أَعْيَن ويونس بن محمد، كلاهما عن محمد بن علي الشافعي، به مختصرًا.
وعمرو بن أُحَيحة - بمهملتين، مصغّر -، ابن الجُلَاح - بضم الجيم وتخفيف اللام -، الأنصاري، المدني مقبول، ووهم من زعم أن له صحبة، قال أبو عمر ابن عبد البر:((ذكره ابن أبي حاتم فيمن روى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وروى أيضًا عن خزيمة بن ثابت، وروى عنه عبد الله بن علي بن السائب. قال أبو عمر: هذا لا أدري ما هو؛ لأن أُحيحة بن الجلاح تزوّج سلمى بنت زيد من بني عدي بن النجار والدة عبد المطلب بعد موت هاشم، فولدت له عمرًا، هو أخو عبد المطلب لأمه. هذا قول أهل النسب والأخبار، وإليهم المرجع في ذلك، ومن المحال أن يروي عن خزيمة بن ثابت من كان في هذا السن، وعساه أن يكون حفيدًا لعمرو بن أحيحة سُمِّي باسمه)) . اهـ. من "التقريب"(ص418 رقم 4987) ، و "الإصابة"(4 / 598) ، وانظر "الجرح والتعديل"(6 / 220 رقم 1218) ، و "التهذيب"(8 / 3 رقم 3) و "الإصابة" أيضًا (1 / 35) .
وقد وافق ابن حجر ابن عبد البر في "التقريب"، فقال:((وهم من زعم أن له صحبة، فكأن الصحابي جدّ جدّه، ووافق هو اسمه واسم أبيه)) . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وخالفه في بعض ذلك في "الإصابة"، فقال بعد أن ذكر كلام ابن عبد البر السابق:((قلت: ويحتمل ألا يكون بينه وبين أُحَيْحة بن الجُلَاح الذي تزوّج سلمى نسب؛ بل وافق اسمُه واسمُ أبيه اسمَه، واشتركا في التسمية بعمرو، وليت شعري، ما المانع من ذلك مع كثرة ما وقع منه؟)) . اهـ.، وذكر نحو ذلك في "التهذيب".
وقال في "التلخيص الحبير"(3 / 204 - 205) : ((في هذا الإسناد عمرو بن أحيحة وهو مجهول الحال، واختلف في إسناده اختلافًا كثيرًا، وقد أطنب النسائي في تخريج طرقه وذكر الاختلاف فيه، وهو من رواية عبد الله بن علي بن السائب، يرويه عنه محمد بن علي بن شافع، ورواه عن محمد بن علي: الشافعي الإمام، وابن عمه إبراهيم بن محمد بن العباس. وقد روى الدارقطني في فوائد أبي الطّاهر الذُّهْلَي من طريق إبراهيم بن محمد هذا، عن محمد بن علي قال: جاء رجل إلى محمد بن كعب فسأله عن هذه المسألة فقال: هذا شيخ قريش فاسأله - يعني عبد الله بن علي بن السائب - فسأله، فقال عبد الله: اللهم قذرًا ولو كان حلالاً. انتهى.
وقد اختلف فيه على عبد الله بن علي بن السائب، فرواه النسائي من طريق ابن وهب، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد الله بن علي بن السائب عن حصين بن محصن: عَنْ هَرَمِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن خزيمة بن ثابت، ومن طريق هرمي أخرجه أحمد والنسائي وابن حبان، وهرمي لا يعرف حاله أيضًا. وقد قال الشافعي: غلط ابن عيينة في إسناد حديث خزيمة، يعني: حيث رواه. وقال البزار: لا أعلم في الباب حديثًا صحيحًا، لا في الحظر ولا في الإطلاق، وكل ما روي فيه عن خزيمة بن ثابت من طريق فيه فغير صحيح. انتهى. وكذا روى الحاكم عن الحافظ أبي علي النيسابوري، ومثله عن النسائي، وقاله قبلهما البخاري)) . اهـ. كلام ابن حجر، وما نقله عن البزار وأبي علي النيسابوري والنسائي والبخاري مجازفة بهذا الإطلاق، وقريبًا تقدم حديث جابر بن عبد الله برقم [366] ، وفيه الإذن بإتيان =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= المرأة مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في المأتى موضع الحرث، وهو حديث صحيح كما سبق بيانه، إلا أن كان قصدهم حديث خزيمة فقط، فنعم، لكن عبارة البزار تفيد الإطلاق، والله أعلم.
ورواية عبد الله بن علي بن السائب هذه مع ما فيها من الاختلاف والاضطراب، فهي أيضًا مخالفة للرواية الأرجح؛ وهي رواية الوليد بن كثير ومحمد بن إسحاق بن يسار للحديث عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله بن الحصين، بزيادة عبد الملك بن عمرو بن قيس في إسناده.
فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4 / 253) .
ومن طريقه وطريق آخر أخرجه الطبراني في "الكبير"(4 / 104 رقم 3740) .
وأخرجه الدارمي في "سننه"(2 / 69 رقم 2219) .
والبخاري في "التاريخ الكبير"(8 / 256) .
وبَحْشَل في "تاريخ واسط"(ص252) .
والنسائي في "عشرة النساء"(ص120 - 121 رقم 100) .
والبيهقي في الموضع السابق من "سننه"(7 / 196) .
جميعهم من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن الوليد بن كثير، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله بن الحصين، عن عبد الملك بن عمرو بن قيس الخطمي، عَنْ هَرَمِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ عن خزيمة بن ثابت، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، به، ولفظ ابن أبي شيبة مثله، وكذا لفظ الباقين إلا أنهم قالوا:((أعجازهن)) بدلاً من: ((أدبارهن)) .
والوليد بن كثير المخزومي مولاهم، أبو محمد المدني، ثم الكوفي، روى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله بن الحصين وسعيد بن أبي هند وسعيد المقبري والزهري ونافع مولى ابن عمر وغيرهم، روى عنه عيسى بن يونس وسفيان بن عيينة وأبو أسامة حماد بن أسامة وغيرهم، وهو ثقة، روى له الجماعة، وقال عيسى بن يونس:((حدثنا الوليد بن كثير وكان ثقة)) ، وفي رواية:((حدثنا الوليد بن كثير وكان متقنًا في الحديث)) ، وقال إبراهيم بن سعد: ((كان ثقة متبعًا للمغازي حريصًا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= على علمها)) ، وقال ابن عيينة:((كان صدوقًا)) ، ووثقه ابن معين وأبو داود، وزاد:((إلا أنه إباضي)) ، وذكره ابن حبان وابن شاهين في ثقاتيهما، وقال الساجي:((صدوق ثبت يحتج به)) ، وفي رواية:((كان إباضيًا، ولكنه كان صدوقًا)) ، وكانت وفاته سنة إحدى وخمسين ومائة. اهـ. من "تاريخ أسماء الثقات" لابن شاهين (ص245 رقم 1497) ، و "التهذيب"(11 / 148 رقم 250) ، وانظر ترجمة عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن الحصين السابقة.
وقد شذّ ابن سعد فقال: ((كان له علم بالسيرة والمغازي، وله أحاديث، وليس بذاك)) . اهـ. ولم يبين سبب جرحه له، ولعله قصد ما رمي به الوليد من رأي الخوارج.
وقد اختار القول بتوثيقه الذهبي، فقال في "الكاشف" (3 / 241 رقم 6192) :((ثقة)) ، وقال في "الميزان" (4 / 345 رقم 9397) :((ثقة صدوق، حديثه في الصحاح)) ، وذكره في "سير أعلام النبلاء"(7 / 63) ووصفه بالحافظ، ثم قال:((كان أخباريًا علامة ثقة بصيرًا بالمغازي)) . اهـ.
وتابع الوليد على روايته على هذا الوجه محمد بن إسحاق بن يسار، وتقدم في الحديث [58] أنه صدوق يدلس، لكنه صرح بالسماع هنا.
فقد أخرج الحديث الدارمي في "سننه"(1 / 208 رقم 1148) .
والبخاري في "تاريخه"(8 / 256) .
والنسائي في "عشرة النساء"(ص121 رقم 101) .
أما الدارمي فمن طريق يزيد بن زريع، وأما البخاري فمن طريق عبد الأعلى، وأما النسائي فمن طريق محمد بن سلمة، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن حصين، الأنصاري، حدثني عبد الملك بن عمرو بن قيس رجل من قومي وكان من أسناني، قال: حدثني هرمي بن عبد الله، قال: تذاكرنا شأن النساء في مجلس بني وَاقِف وما يُؤتى منهن، فقال =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= خزيمة بن ثابت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: ((أيها الناس، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أعجازهن)) .
وعبد الملك بن عمرو بن قيس الخَطْمي الأنصاري، المدني مجهول، تفرد بالرواية عنه عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن الحصين، وذكره البخاري في "تاريخه"(5 / 425 رقم 1380) ، وسكت عنه، وبيض له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(5 / 395 رقم 1697) ، وذكره ابن حبان "الثقات"(7 / 100) ، وذكره الذهبي في "ميزان الاعتدال"(2 / 660)، وقال:((تفرد عنه عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ)) ، وانظر "التهذيب"(6 / 409 رقم 860) .
[ب] طريق عمرو بن شعيب، عن هرمي.
أخرجه النسائي في "عشرة النساء"(ص121 - 122 رقم 102) من طريق علي بن الحكم، عن عمرو بن شعيب، عَنْ هَرَمِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نهى أن تؤتى المرأة من قبل دبرها.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4 / 102 رقم 3733) من طريق ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عَنْ هَرَمِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن خزيمة بن ثابت قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((استحيوا، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أدبارهن)) .
وأخرجه البيهقي في الموضع السابق من "سننه"(7 / 197 - 198) من طريق المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب
…
، به نحو سابقه.
ورواه حجّاج بن أَرْطَأَةْ، فقلب اسم هرمي بن عبد الله، فقال:((عبد الله بن هرمي)) .
أخرجه الإمام أحمد في "المسند"(5 / 213) .
وابن ماجه في "سننه"(1 / 619 رقم 1924) في النكاح، باب النهي عن إتيان النساء في أدبارهن.
والهيثم بن خلف الدوري في "ذم اللواط"(ص176 و 178 رقم 102 و 104) .
والطبراني في "الكبير"(4 / 102 و 103 رقم 3734 و 3735) . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والبيهقي في الموضع السابق (7/ 197).
جميعهم من طريق حجاج بن أرطأة، عن عمرو بن شعيب، عن عبد الله بن هرمي، عن خزيمة، به مثل لفظ المصنف، إلا أن الإمام أحمد والطبراني في إحدى روايتيه والبيهقي قالوا في روايتهم:((أعجازهن)) بدلاً من: ((أدبارهن)).
وقد أخطأ حجاج بن أرطأة في قوله: ((عبد الله بن هرمي))، ولذا قال البخاري في "تاريخه" (8/ 257):((ولا يصح عبد الله))، وانظر ترجمة هرمي في التعليق رقم
(5)
على هذا الحديث.
[جـ]- طريق حميد بن قيس الأعرج، عن هرمي.
أخرجه البخاري في "تاريخه الكبير"(8/ 257).
والبيهقي في الموضع السابق.
كلاهما من طريق وُهيب بن خالد، عن حميد بن قيس، عن هرمي، به نحو لفظ المصنف، إلا أن البخاري لم يذكر لفظه اكتفاء بلفظ محمد بن إسحاق السابق.
وأخرجه البخاري في الموضع نفسه من طريق ابن أبي عدي وإبراهيم بن حبيب بن الشهيد، كلاهما عن حبيب بن الشهيد، عن حميد، به.
2 -
طريق رجل مبهم، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نهى أن يأتي الرجل امرأته في دبرها.
أخرجه الإمام أحمد في "المسند"(5/ 213).
والنسائي في "عشرة النساء"(ص 125 رقم 109).
كلاهما من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ الأعرج، عن رجل، عن خزيمة، به، واللفظ للإمام أحمد، وأما النسائي فلفظه:((إتيان النساء في أدبارهن حرام)).
وأخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث"(ص 160) من طريق محمد بن غالب، قال: حدثنا سفيان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ الليثي، عن رجل، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:((لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الحق)). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= لكن من الواضح أن في إسناد الحاكم سقطًا بين محمد بن غالب وسفيان، فإن بين وفاة سفيان الثوري وولادة محمد بن غالب نحوًا من اثنتين وثلاثين سنة، فكيف يمكن أن يقول: حدثنا سفيان؟!
انظر: "سير أعلام النبلاء"(7 / 279) و (13 / 391)، ويوضح السقط كلام الحاكم الآتي:
قال الحاكم بعد أن رواه: ((هكذا رواه عبد الرحمن بن مهدي، عن الثوري، ولم يسمِّ الرجل، وقال: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ الأعرج، فأما عبد الله بن شداد فإنا لا نعلم أحدًا روى عنه غير سفيان الثوري، وقد تفرد الثوري بالرواية من بضعة عشر شيخًا)) .
قلت: أما عبد الله بن شداد المدني، أبو الحسن الأعرج، فإنه صدوق حسن الحديث، كان من تجار واسط، وقد روى عنه أيضًا حماد بن سلمة، قال ابن معين:((شيخ واسطي ليس به بأس)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره ابن خلفون في "الثقات" أيضًا ونقل عن أحمد بن صالح العجلي أنه قال:((هو ثقة)) ، وقال ابن القطان:((مجهول الحال)) . اهـ. من "تهذيب الكمال" للمزي وحاشيته (15 / 85 - 86 رقم 3331) ، و "تهذيب التهذيب"(5 / 253 رقم 442) ، و "التقريب"(ص307 رقم 3383) .
وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي إمامان ثبتان ثقتان حافظان، تقدمت ترجمتهما.
وعليه فالحديث ضعيف لإبهام الراوي عن خزيمة، وقد يكون هرمي بن عبد الله، وقد يكون عمرو بن أحيحة، وقد يكون غيرهما.
وخلاصة ما سبق أن حديث خزيمة ضعيف لما فيه من الاضطراب والاختلاف، ولأن الراوي له عن خزيمة مجهول الحال، سواء كان هرمي بن عبد الله أو عمرو بن أحيحة، ولو سلم الحديث من الاضطراب لما سلم من علة جهالة حال الراوي عن خزيمة.
وأما الطريق الثانية هذه فلا يعتضد الحديث بها لاحتمال أن يكون الراوي المبهم =
369 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، قَالَ: نَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
، عَنْ عِمَارة بْنِ خُزَيْمة
(2)
، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أدبارهن)).
= هرمي بن عبد الله أو عمرو بن أُحَيْحَةَ.
وأما ما تضمنه متن الحديث من النهي عن إتيان النساء في أدبارهن، فإنه صحيح يشهد له حديث جابر المتقدم برقم [366 و 367] وفي بعض طرقه النهي عن إتيان النساء في غير موضع الحرث، وانظر الحديث الآتي.
(1)
هو: ابن الهَاد.
(2)
هو عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري الَأَوْسي، أبو عبيد الله أو أبو محمد المدني، روى عن أبيه، وعن عثمان بن حنيف وعمرو بن العاص وسبرة بن الفاكه وغيرهم، روى عنه ابنه محمد والزهري ويزيد بن عبد الله بن الهاد وغيرهم، وهو ثقة، وثقه النسائي، وقال ابن سعد:((كان ثقة قليل الحديث))، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وكانت وفاته سنة خمس ومائة وهو ابن خمس وسبعين سنة. انظر:"طبقات ابن سعد"(5/ 71)، و "التهذيب"(7/ 416 رقم 674)، و "التقريب"(ص 409 رقم 4844).
[369]
سنده ظاهره الصحة، لكنه معلول؛ أخطأ فيه سفيان بن عيينة، وصوابه:((يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ هَرَمِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاقِفِيِّ، عن خزيمة بن ثابت)) كما سبق بيانه في الحديث السابق.
قال الشافعي: ((غلط سفيان في إسناد هذا الحديث: حديث ابن الهاد)).
أخرجه ابن أبي حاتم في "آداب الشافعي ومناقبه"(ص 215)، والبيهقي في "مناقب الشافعي"(2/ 10)، وفي "السنن"(7/ 197) كلاهما من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن الشافعي، به.
وقال البخاري في "تاريخه الكبير"(8/ 256): ((وقال ابن عيينة، عن ابن الهاد، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ أبيه، وهو وهم)) .
ونقل ابن أبي حاتم في الموضع السابق (ص216) عن أبيه أنه قال: ((الصحيح: ابن الْهَادِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الله بن الحصين، عَنْ هَرَمِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن خزيمة، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم)) .
وفي "العلل" له (1 / 403 رقم 1206) نقل عن أبيه أنه قال: ((هذا خطأ، أخطأ فيه ابن عيينة، إنما هو ابن الهاد، عن علي بن عبد الله بن السائب، عن عبيد اللَّهِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ هَرَمِيِّ، عن خزيمة، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم)) . اهـ.
وفي المطبوع من "العلل" تصحيف صوبته من مخطوط "العلل"(ل 119 / أ) .
وهذا الذي نقله ابن أبي حاتم، عن أبيه في "العلل" خطأ أيضًا، والصواب ما نقله عنه في "آداب الشافعي"، وانظر تفصيل طرق الحديث في الحديث السابق.
وقال البيهقي في "سننه"(7 / 197) : ((رواه ابن عيينة، عن ابن الهاد، فأخطأ في إسناده)) ، ثم نقل قول الشافعي السابق، ثم قال:
((مدار هذا الحديث على هرمي بن عبد الله، وليس لعمارة بن خزيمة فيه أصل، إلا من حديث ابن عيينة، وأهل العلم بالحديث يرونه خطأ، والله أعلم)) .
والحديث أخرجه الحميدي في "مسنده"(1 / 207 رقم 436) .
ومن طريقه البيهقي في الموضع السابق من "سننه".
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(5 / 213) .
والنسائي في "عشرة النساء"(ص119 رقم 96) .
ومن طريقه ابن حزم في "المحلى"(11 / 289) .
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(3 / 50 - 51 رقم 728) .
والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3 / 43) .
وابن أبي حاتم في "آداب الشافعي ومناقبه"(ص215 - 216) .
والطبراني في "الكبير"(4 / 97 رقم 3716) .
جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، به مثله سواء. =
370 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(1)
، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّقَري
(2)
، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو القَعْقَاع
(3)
، قَالَ: شَهِدْتُ الْقَادِسِيَّةَ
(4)
وَأَنَا غُلَامٌ - أَوْ يَافِعٌ
(5)
-، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: آتِي امْرَأَتِي كَيْفَ شِئْتُ؟ قَالَ: ((نَعَمْ)). قَالَ: وحيثُ شئتُ؟ قَالَ: ((نَعَمْ)). قَالَ: وأَنَّى شئتُ؟ قَالَ: ((نَعَمْ)). قَالَ: فَفَطِنَ لَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَأتِيَها فِي مَقْعَدَتِها، فَقَالَ: ((لَا، مَحَاشُّ
(6)
النساء عليكم حرام)).
= وقد أخطأ ابن حزم في "المحلى"، فزعم أن سفيان هو الثوري، وأن الخبر صحيح والحق أنه سفيان بن عيينة، وأن الخبر معلول بما سبق، وليس صحيحًا من هذا الطريق، وأما متن الحديث فمعناه صحيح يشهد له حديث جابر المتقدم برقم [336 و 367]، وفي بعض طرقه النهي عن إتيان النساء في غير موضع الحرث، والله أعلم.
(1)
هو ابن عُلَيَّة.
(2)
هو سلمة بن تمّام، أبو عبد الله الشَّقَري - بفتح المعجمة والقاف -، الكوفي، روى عن الحكم بن عُتَيبة والشعبي وغيرهما، روى عنه جرير بن حازم وحماد بن زيد وابن عليّة وغيرهم، وهو صدوق من الطبقة الرابعة، فقد وثقه ابن معين والعجلي وابن نمير، وقال أبو حاتم:((ثقة صدوق لا بأس به))، وقال الإمام أحمد:((ليس هو بقوي في الحديث))، وقال النسائي:((ليس بالقوي)). اهـ. من "الجرح والتعديل"(4/ 157 - 158 رقم 693)، و "التهذيب"(4/ 142 رقم 243)، و "التقريب"(ص 247 رقم 2486).
(3)
هو أبو القعقاع الجَرْمي، قيل اسمه: عبد الله، وقيل: عبد الرحمن بن خالد الجَرْمي، مجهول الحال، روى عن ابن مسعود وعلي رضي الله عنهما، وروى عنه أبو عبد الله الشقري، والمنهال بن خليفة وغيرهما. انظر "المقتنى" للذهبي (2/ 25 رقم 5148)، وما سيأتي. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد اختلفت أقوال العلماء في اسم أبي القعقاع هذا.
فذهب البخاري إلى أنهما اثنان فذكره في "التاريخ الكبير"(5 / 77 رقم 205)، فقال:((عبد الله بن خالد أبو القعقاع الجَرْمي، نسبه ابن أبي شيبة، منقطع)) ؛ يشير إلى أنه روى شيئًا منقطعًا، وتبعه على هذا مسلم في "الكنى"(2 / 701 رقم 2822) ، فنقل عبارته هذه كما هي ولم يزد عليها.
ثم ذكره البخاري في "الكنى"(ص64 رقم 581) بكنيته فقط، ولم يسمه أو ينسبه، وذكر حديثه هذا مختصرًا.
وتابع البخاري على التفريق بينهما ابن حجر في "تعجيل المنفعة"(ص337 رقم 1377)، فقال:((ذكر ابن خلفون في "الثقات" أن اسمه عبد الله بن خالد، وهو وهم، ذلك آخر سمّاه البخاري وقال: روى شيئًا منقطعًا، وفي "تاريخ ابن معين" رواية عباس الدُّوري أن اسمه: عبد الرحمن بن خالد، وفرّق البخاري وأبو أحمد تبعًا للبخاري بينه وبين الراوي عن ابن مسعود، فلم يذكر للراوي عن ابن مسعود اسمًا)) . اهـ.
وما ذكره الحافظ ابن حجر من أن أبا أحمد الحاكم تابع البخاري على التفريق بينهما وهم لعله ناشىء من أنه رأى أبا أحمد ساق كلام البخاري فظنه مقرًا له ومتابعًا ولم ينظر في بقية كلامه، وقد يكون في نسخته من "الكنى" لأبي أحمد الحاكم سقط؛ وإنما ذكرت هذا لأن ابن عبد البر ساق كلام أبي أحمد الحاكم ولم يتعقبه بشيء، فقال في "الاستغناء" (3 / 1525 - 1526) :((ذكر أبو أحمد الحاكم قال: ذكر البخاري أبا القعقاع في موضعين في "التاريخ الكبير"، فسماه مرة، وكنّاه ونسبه إلى أبيه وقبيلته، ولم يبين عمن روى، ولا من روى عنه، وأخرجه في الكنى المجرّدة، فذكر كنيته، ولم يذكر اسمه ولا قبيلته، فدلّ على أنه عنده غير الأول، وما أراه إلا رجلاً واحدًا والله أعلم)) . اهـ.
فكلام أبي أحمد هنا مخالف لما ذهب إليه البخاري.
وقد ذكر ابن سعد أبا القعقاع هذا في "الطبقات"(6 / 180)، فقال: ((أبو القعقاع الجَرْمي، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من قضاعة، روى عن علي وعبد الله))، ولم يسمِّه.
وذهب ابن أبي حاتم وابن حبان إلى أن اسمه: عبد الله بن خالد، لكن ابن حبان لم يذكر له رواية عن أحد من الصحابة، بل أودعه في أتباع التابعين، ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحًا ولا تعديلاً وإنما بيّض له. انظر:"الجرح والتعديل"(5/ 43 - 44 رقم 200)، و "الثقات" لابن حبان (7/ 29).
وأما ابن معين وأبو داود السجستاني فذهبا إلى أن اسمه: عبد الرحمن بن خالد، ودلّل أبو داود على ذلك بقوله:((سألت مسلم بن أبي مسلم الجَرْمي عن اسم أبي القعقاع الجَرْمي - وهو جَدُّه -، فقال: عبد الرحمن بن خالد)). انظر: "تاريخ ابن معين"(2/ 346 رقم 2592)، و "الكنى والأسماء" للدولابي (2/ 85).
والذي يترجح من خلال ما سبق أن اسمه: عبد الله أو عبد الرحمن، وأنهما رجل واحد، وأنه مجهول الحال، فقد سكت عنه البخاري، وبيض له ابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وقال الذهبي:((لا يعرف))، وروى عنه أكثر من اثنين كما في المراجع السابقة.
(4)
القادسية: موضع بينه وبين الكوفة خمسة عشر فرسخًا، وفيه كان يوم القادسية بين المسلمين والفرس أيام عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه سنة أربع عشرة للهجرة، وكان على المسلمين يومئذ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وقد نصر الله المسلمين في هذه الوقعة نصرًا مؤزرًا، ولم تقم بعدها للفرس قائمة. انظر:"معجم البلدان"(4/ 291)، و "البداية" لابن كثير (7/ 35 - 47).
(5)
اليَافِع: هو الشَّابُّ كما في "لسان العرب"(8/ 415).
(6)
المَحَشُّ: مُجْتَمَعُ العَذِرة، والمَحَشَّةُ: الدُّبُر، قال الأزهري في حديث ابن مسعود هذا: كَنَّى عن الأدبار بالمحاشّ كما يُكْنَى بالحشوش عن مواضع الغائط. اهـ. من "لسان العرب"(6/ 286)، وانظر:"غريب الحديث" للخطابي (2/ 251).
[370]
سنده ضعيف لجهالة حال أبي القعقاع الجرمي.
وأخرجه البيهقي في "سننه"(7/ 199) في النكاح، باب: إتيان النساء في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أدبارهن، من طريق المصنف، به مثله، إلا أنه وقع عنده:((قال: نعم، ففطن له الرجل)) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4 / 252) .
وابن سعد في "الطبقات"(6 / 180) .
والهيثم بن خلف في "ذم اللواط"(ص178 رقم 105) .
ثلاثتهم من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن علية، عن أبي عبد الله بن الشقري، عن أبي القعقاع الجرمي، عن ابن مسعود أنه قال:((محاش النساء عليكم حرام)) . هذا لفظ ابن أبي شيبة والهيثم.
وأما ابن سعد فاقتصر على قول أبي القعقاع: شهدت القادسية وأنا غلام يافع.
وأخرجه الدارمي في "سننه"(1 / 270 رقم 1142) من طريق أبي هلال محمد بن سليم الراسبي، عن أبي عبد الله الشقري، به نحو لفظ المصنف، إلا أنه لم يذكر قول أبي القعقاع:((شَهِدْتُ الْقَادِسِيَّةَ وَأَنَا غُلَامٌ أَوْ يافع)) ، وزاد في آخره: سئل عبد الله: تقول به؟ قال: نعم.
وأخرجه الهيثم أيضًا (ص177 رقم 103) .
والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3 / 46) .
والخطابي في "غريب الحديث"(2 / 250 - 251) .
ثلاثتهم من طريق حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ أَبِي القعقاع الجرمي قال: سمعت ابن مسعود يقول: ((محاش النساء عليكم حرام)) .
وأخرجه الدولابي في "الكنى"(2 / 85)، فقال: أخبرني سليمان بن الأشعث أبو داود، قال: حدثنا أبو مسلم الجرمي، عن أخيه اليسير بن إبراهيم، عن جده أبي القعقاع الجرمي، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ((محاش النساء عليكم حرام)) .
وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه مخالفة لرواية أبي عبد الله الشقري سلمة بن تمام، وحجاج بن أرطأة؛ حيث روياه موقوفًا على عبد الله.
ومع ذلك فأبو مسلم الجرمي وأخوه اليسير بن إبراهيم لم أجد لهما ترجمة. =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ]
371-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشيم، قَالَ: نا مُغيرة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ} -، قَالَ:((هُوَ الرَّجُلُ يَحْلِفُ أَنْ لَا يَصِلَ رَحِمَهُ، وَلَا يبرَّ قَرَابَتَهُ، وَلَا يُصْلِحَ بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَلَا تَمْنَعُهُ يَمِينُهُ مِنْ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ، ويُكَفِّر عَنْ يَمِينِهِ)) .
= واسم أبي مسلم الجرمي: مسلم بن أبي مسلم إبراهيم الجرمي كما في الموضع السابق من "الكنى" للدولابي.
لكن ما تضمنّه متن الحديث من تحريم إتيان النساء في أدبارهن صحيح يشهد له حديث جابر المتقدم برقم [366 و 367] ، والله أعلم.
[371]
سنده صحيح، ومغيرة بن مقسم تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه كان يدلس، لا سيما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه، ولم يصرح فيه بالسماع، لكن رواية محمد بن فضيل عنه صحيحة كما سيأتي، وهو ممن روى عنه هذا الحديث.
فالحديث أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(4 / 421 و 422 و 423 و 424 رقم 4359 و 4362 و 4364 و 4370) من طريق عبد الله بن المبارك ويعقوب بن إبراهيم وعمرو بن عون، ثلاثتهم عن هشيم، به نحوه، إلا أن بعضهم زاد قوله:((يحلف أن لا يتقي الله)) ، وبعضهم نقص منه بعض ألفاظه.
وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من المجلد الرابع من "المصنف"(ص35 رقم 242) من طريق أبي الْأَحْوَصِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ في رجل حلف أن لا يصل رحمه، قال: يصل رحمه، ويكفر يمينه.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (4363) من طريق جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مغيرة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن يزيد، عن إبراهيم النخعي، به هكذا بزيادة مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يزيد في إسناده.
وقد وافق هشيمًا على روايته عن مغيرة، عن إبراهيم: أبو الأحوص سلاّم بن سليم كما سبق، ومحمد بن فضيل وخالد بن عبد الله الطحان كما سيأتي فروايتهم أرجح من رواية جرير. =
372 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا يُونُسُ
(1)
، عَنِ الْحَسَنِ مِثْلَ ذَلِكَ.
373 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشيم، قَالَ: نا مُغيرة، عَنِ الشَّعبي قَالَ:((يَصِلُ رَحِمَهُ، وَيَبَرُّ قَرَابَتَهُ، وَيُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَلَا كَفَّارَةَ عَلَيْهِ، وَلَوْ أَمَرْتُهُ بِالْكَفَّارَةِ، لَأَمَرْتُهُ أَنْ لَا يتمَّ عَلَى قَوْلِهِ)).
374 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ - فِي هَذِهِ الْآيَةِ -، قَالَ:((هُوَ الرَّجُلُ يَحْلِفُ أَنْ لَا يَصِلَ رَحِمًا، وَلَا يَتَّقِيَ اللَّهَ، وَلَا يُصْلِحَ بين اثنين)).
= أما رواية محمد بن فضيل، فأخرجها ابن جرير برقم (4369)، من طريق شيخه هنّاد بن السَّري، عنه، عن مغيرة، عن إبراهيم - قوله:{وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ} الآية -، قال: يحلف الرجل أن لا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر، ولا يصل رحمه.
وهذا إسناد صحيح، فرواية محمد بن فضيل عن مغيرة مأمونة الجانب من تدليس مغيرة كما تقدم في الحديث [306].
وأما رواية خالد بن عبد الله الطحان، فهي الآتية برقم [374].
(1)
هو ابن عبيد.
[372]
سنده صحيح.
وأخرجه البيهقي في "سننه"(10/ 33) في الأيمان، باب من حلف على يمين فرأى خيرًا منها، من طريق قتادة، عن الحسن - في قوله:{وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ} -، قال: لا تعتلّوا بالله، لا يقول (كذا!) أحدكم: إني آليت أن لا أصل رحمًا، ولا أسعى في صلاح، ولا أتصدق من مالي، كفَّرْ عن يمينك، وائت الذي حلفت عليه.
[373]
سنده ضعيف، فمغيرة بن مقسم الضبِّي تقدم في الحديث [54] أنه مدلس، ولم يصرِّح بالسماع هنا.
وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من المجلد الرابع من "المصنف"(ص 35 رقم 242)، من طريق أبي الأحوص، عن مغيرة قال: قال الشعبي: يصل رحمه، ولا يكفر يمينه، ولو أمرته أن يكفر يمينه، أمرته يتم (كذا!!) على قوله.
[374]
سنده صحيح؛ لأن محمد بن فضيل ممن روى هذا الحديث عن مغيرة، وروايته =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ]
375 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو
(1)
، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: (لِلَّذِيْنَ يُقْسِمُونَ مِنْ نَسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ)؛ (وَإِنْ عَزَمُوا السَّرَاحَ)
(2)
)).
376 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشيم، قَالَ: نَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ الحَكَم، عَنْ مِقْسَم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:((عَزِيمَة الطَّلَاقِ: انْقِضَاءُ الأربعة الأشهر، والْفَيْءُ: (الجِماع)
(3)
)).
= عنه محمولة على الاتصال وإن كان بالعنعنة، وانظر بيان ذلك مع تخريج الحديث في الحديث المتقدم برقم [371].
(1)
هو ابن دينار.
(2)
تسريح المرأة: تطليقها، والاسم: السَّراح. اهـ. من "لسان العرب"(2/ 479).
[375]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 646) وعزاه المصنف وعبد الرزاق وأبي عبيد في "الفضائل" وعبد بن حميد وابن المنذر وابن الأنباري في "المصاحف"، ولفظه:((عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يقرؤها: (للذين يقسمون من نسائهم)، ويقول: الإِيلاء: القسم، والقسم: الإيلاء)).
وقد أخرجه ابن أبي داود في "المصاحف"(ص 86) من طريق الحميدي، حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: كَانَ ابن عباس يقرأ: (وإن عزموا السراح).
وهذا اللفظ ذكره السيوطي في "الدر"(1/ 650) وعزاه للمصنف وعبد الرزاق وابن المنذر وابن مردويه.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(6/ 454 - 455 رقم 11643) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أن ابن عباس كان يَقْرَأُ:(لِلَّذِينَ يُقْسِمُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ)،:(فإن عزموا السراح).
(3)
في الأصل هكذا: ((والفي فِي قَوْلِهِ عز وجل: {وَلَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} قال: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= لَا تَأْخُذْ مِيثَاقِهَا أَلَّا تَنْكِحَ غَيْرَكَ، وَلَا تُوجِبِ الْعُقْدَةَ حَتَّى تنقضي العدة)) .
وهذا فيه خلط بين حديثين، أحدهما: حديث ابن عباس الذي حذف آخره، وهو قوله:((الجماع)) ، فأثبته على الصواب بالرجوع إلى "سنن سعيد بن منصور" المطبوعة (2 / 29 رقم 1893) حيث أخرج هذا الحديث في الطلاق، باب ما جاء في الإيلاء، بنفس السياق هنا سواء.
وأما الحديث الآخر، فهو حديث الشعبي الذي حذف أوله بما فيه الإسناد بكامله، حتى الشعبي، ولم يبق سوى المتن، فاجتهدت في استدراك ما سقط منه حسب الطاقة كما سيأتي في الحديث بعده، والعلم عند الله.
[376]
سنده ضعيف؛ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي ليلى تقدم في الحديث [186] أنه صدوق سيء الحفظ جدًّا، لكنه لم ينفرد به، فقد تابعه شعبة وغيره، وسنده حسن لذاته كما سيأتي، وفيه تصريح الحَكَم بن عُتيبة بالسماع.
وذكر السيوطي هذا الحديث في "الدر المنثور"(1 / 649 و 651) مفرقًا في موضعين، وعزاه للمصنف وعبد الرزاق والفريابي وعبدين حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي.
وقد أخرجه "المصنف" في كتاب الطلاق من "سننه" المطبوعة، باب ما جاء في الإيلاء (2 / 29 رقم 1893) كما هنا سواء.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(6 / 454 رقم 11642) .
وابن جرير في "تفسيره"(4 / 466 رقم 4509) .
أما عبد الرزاق فمن طريق ابن جريج وسفيان الثوري، وأما ابن جرير فمن طريق الثوري، كلاهما عن ابن أبي ليلى، به ولفظ عبد الرزاق نحوه، ولفظ ابن جرير مختصر.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(5 / 129 و 138)، فقال: حدثنا وكيع، عن شعبة، عن الحكم
…
، فذكره بمثل لفظ المصنف.
وهذا إسناد حسن لذاته ورجاله ثقات تقدمت تراجمهم، عدا مقسم مولى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن عباس، فإنه صدوق كما في الحديث [365] ، وقد صرح الحَكَم بن عُتَيْبة بالسماع في رواية البيهقي الآتية.
وقد سقط بعض إسناد ابن أبي شيبة من "المصنف" المطبوع في الموضع الأول، فاستدركته من "المصنف" المخطوط (1 / ل 246 / أ) ، ومن "الجوهر النقي"(7 / 379) حيث نقله ابن التركماني عن ابن أبي شيبة وصحح سنده.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(4 / 466 و 481 و 482 رقم 4511 و 4574 و 4575 و 4579) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 162 / أ) .
والبيهقي في "سننه"(7 / 379) في النكاح، باب من قال: عزم الطلاق انقضاء الأربعة الأشهر.
أما ابن جرير فمن طريق محمد بن جعفر غندر وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع، وأما ابن أبي حاتم فمن طريق وكيع، وأما البيهقي فمن طريق أبي الوليد الطيالسي، جميعهم عن شعبة، به مثله، إلا أن ابن جرير لم يذكر قوله:((والفيء الجماع)) إلا في الموضع الأول، ولم يذكر فيه باقي الحديث.
وقد صحح البيهقي هذا القول عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.
وأخرجه ابن جرير في الموضع السابق برقم (4581) .
وابن أبي حاتم في الموضع السابق أيضًا.
كلاهما من طريق حجاج بن أرطأة، عن الحكم، به بمعناه.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (4510 و 4578) من طريق يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن الحكم، به مثله، إلا أنه فرّقه في الموضعين.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا}]
377 -
(حَدَّثَنَا سَعِيدٌ؛ قَالَ: نا هُشيم، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ
(1)
، عَنِ الشَّعْبي، قَالَ
(2)
: سَمِعْتُهُ
(3)
يَقُولُ
(4)
) - فِي قَوْلِهِ عز وجل: {وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ
(5)
سِرًّا} - قَالَ: ((لَا تَأْخُذْ مِيثَاقِهَا أَلَّا تَنْكِحَ غَيْرَك، وَلَا تُوْجِب العُقْدَةَ حتى تنقضي العِدَّة)).
(1)
هو إسماعيل بن سالم الأسدي، أبو يحيى الكوفي، نزيل بغداد، يروي عن الشعبي وسعيد بن المسيب، وأبي صالح السَّمَّان وغيرهم، روى عنه ابنه يحيى والثوري وهشيم وغيرهم، وهو ثقة ثبت من الطبقة السادسة قال ابن سعد:((كان ثقة ثبتًا))، وقال الإمام أحمد:((ثقة ثقة))، وقال ابن معين:((ثقة، أوثق من أساطين مسجد الجامع))، وفي رواية:(((ثقة حجة))، ووثقه يعقوب الفسوي وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن خراش والدارقطني وغيرهم. "الجرح والتعديل"(2/ 172 رقم 580)، و "التهذيب"(1/ 301 - 302 رقم 554)، و "التقريب"(ص 107 رقم 447).
(2)
أي إسماعيل بن سالم.
(3)
أي سمع الشعبي.
(4)
ما بين القوسين سقط من الأصل، فاختلط متن هذا الحديث مع الحديث السابق فأصبح حديثًا واحدًا كما سبق بيانه، فاجتهدت في استدراك سقطًا مستعينًا في ذلك بأمرين:
أ- معرفتي بأسانيد المصنف وطريقة روايته.
ب- بالنظر إلى من أخرج الحديث، وجدت أن ابن جرير أخرج الحديث بمثل لفظ المصنف هنا سواء، فأثبت إسناد ابن جرير مع مراعاة ما تقدم في =
378 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا مَنْصُورٌ
(1)
، عَنِ الْحَسَنِ
(2)
.
= الفقرة السابقة؛ قال ابن جرير في "تفسيره"(5/ 108 رقم 5159): ((حدثني يعقوب، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ - فِي قَوْلِهِ: {ولَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} - قال: لا تأخذ ميثاقها أن لا تَنْكِحَ غَيْرَكَ، وَلَا تُوجِبِ الْعُقْدَةَ حتى تنقضي العدة)). اهـ. وهشيم الذي أخرج ابن جرير الحديث من طريقه هو شيخ المصنف كما في الحديث السابق وغيره.
(5)
في الأصل: ((ولا تواعدوهن)).
[377]
سنده صحيح.
وقد أخرجه ابن جرير - كما سبق - من طريق هشيم، به مثله.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4/ 262).
وابن جرير في الموضع السابق برقم (5160).
كلاهما من طريق جرير، عن منصور، عن الشعبي، به نحوه، إلا أنه لم يذكر قوله: ((ولا توجب العقدة
…
)) إلخ.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (5158) من طريق عمرو بن أبي قيس، عن منصور، به نحو سابقه.
وأخرجه ابن جرير برقم (5157).
والبيهقي في "سننه"(7/ 179) في النكاح، باب التعريض بالخطبة.
كلاهما من طريق شعبة، عن منصور قال: ذُكر لي عن الشعبي
…
، فذكره بنحوه.
فتبين بهذا أن منصورًا لم يسمعه من الشعبي.
ومنصور بن المعتمر تقدم في الحديث [10] أنه ثقة ثبت وكان لا يدلس، وقد بيّن في رواية شعبة عنه أنه رواه عن الشعبي بواسطة مبهم، فلست أدري أهو الذي لم يذكر ذلك في روايته لجرير وعمرو، أم هما اللذان لم يذكرا ذلك؟
(1)
هو ابن زَادَان.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(2)
يعني أنه قال - فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} - قال: هو الزنا، كما سيأتي في الحديث رقم [381]، حيث قرن المصنِّف قول الحسن البصري والضّحّاك وأبي مِجْلَز وعطاء، جميعهم قالوا: هو الزنا.
[378]
سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(5/ 107 رقم 5151) من طريق هشيم، به مثله مقرونًا بقول الضحاك وأبي مجلز.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4/ 263).
وعبد بن حميد في "تفسيره" كما في "فتح الباري"(9/ 180)، و "تغليق التعليق"(4/ 414).
وابن جرير (5/ 106 رقم 5143).
وابن أبي حاتم (1 / ل 172 / ب).
والبيهقي في "سننه"(7/ 179) في النكاح، باب التعريض بالخطبة.
وابن حجر في الموضع السابق من "تغليق التعليق".
أما ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم، فمن طريق أبي أسامة، وأما عبد بن حميد فمن طريق رَوْح، وأما ابن جرير فمن طريق يحيى بن سعيد القطان، وأما البيهقي فمن طريق عمر بن حبيب، وأما ابن حجر فمن طريق وكيع، جميعهم عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْر، عَنْ الحسن:{وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} قال: الزنا.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (5141 و 5142 و 5143 و 5147) من طريق سليمان التيمي، عن رجل مبهم، عن الحسن، ومن طريق يزيد بن إبراهيم وأشعث بن عبد الملك الحمراني، عن الحسن، به مثل سابقه.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(7/ 56 رقم 12168).
ومن طريقه وطريق آخر أخرجه ابن جرير برقم (5148 و 5153).
كلاهما من طريق معمر، عن قتادة، عن الحسن - فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} - قال: هو الفاحشة. =
379 -
وَأَنَا
(1)
جُوَيْبِر، عَنِ الضَّحَّاكِ
(2)
.
380 -
والتَّيْمي
(3)
، عن أبي مِجْلَز
(4)
.
= وأخرجه عبد بن حميد كما في الموضع السابق من "تغليق التعليق"، من طريق سهل بن أبي الصَّلْت، عن الحسن:{وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} ، قال: الزنا.
وأخرجه ابن حجر أيضًا في "التغليق" من طريق عوف الأعرابي، عن الحسن، به نحو سابقه وفيه زيادة.
وذكره البخاري في "صحيحه" تعليقًا (9/ 178) مجزومًا به، فقال: وقال الحسن: {لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} : الزنا.
(1)
القائل: ((وأنا)) هو هُشيم شيخ المصنف كما في الحديث السابق.
(2)
يعني: أنه قال - فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} - قال: هو الزنا كما سيأتي في الحديث [381] حيث قرن المصنف قول الحسن البصري السابق مع قول الضحاك هنا بقولي أبي مِجْلَز وعطاء الآتيين.
[379]
سنده ضعيف جدًّا لشدة ضعف جويبر كما في ترجمته في الحديث رقم [93].
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 107 رقم 5151) من طريق هشيم، به مثله مقرونًا بقول الحسن السابق وقول أبي مجلز الآتي.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (5149) من طريق أبي زهير ويزيد بن هارون، كلاهما عن جويبر، عن الضحاك:{وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} قال: السرّ الزنا.
(3)
هو سيلمان بن طَرْخَانَ التيمي، والذي حدث عنه هو هشيم شيخ المصنف كما في الحديث السابق برقم [378].
(4)
هو لَاحِقُ بن حُمَيْد.
وقول أبي مجلز هذا سيأتي في الحديث بعده، فقد قرنه المصنف بقولي الحسن البصري والضحاك السابقين وقول عطاء الآتي، أنهم قالوا: هو الزنا، يعني قَوْلِهِ تَعَالَى:{وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} .
[380]
هو صحيح لغيره، وأما من طريق هشيم فضعيف؛ وذلك أن هشيمًا مدلس =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كما في ترجمته في الحديث [8] ، ولم يصرح بالسماع من سليمان التيمي، وإنما عطفه على سماعه من منصور وجويبر، وهذا شيء يستعمله بعض المدلسين مثل هشيم ويسمى:((تدليس العطف)) ، وهو:((أن يروي عن شيخين من شيوخه ما سمعاه من شيخ اشتركا فيه، ويكون قد سمع ذلك من أحدهما دون الآخر، فيصرح عن الأول بالسماع، ويعطف الثاني عليه، فيوهم أنه حدث عنه بالسماع - أيضًا -، وإنما حدث بالسماع عن الأول، ثم نوى القطع، فقال: وفلان، أي: حدَّث فلان)) . اهـ. من "النكت على كتاب ابن الصلاح" لابن حجر (2 / 617) .
وقد مثلوا لذلك بما رواه الحاكم في "معرفة علوم الحديث"(ص105) : أن جماعة من أصحاب هشيم اجتمعوا يومًا على أن لا يأخذوا منه التدليس، ففطن لذلك، فكان يقول في كل حديث يذكره:((حدثنا حصين ومغيرة، عن إبراهيم)) ، فلما فرغ قال لهم: هل دلَّستُ لكم اليوم؟ فقالوا: لا، فقال: لم أسمع من مغيرة حرفًا مما ذكرته، إنما قلت: حدثني حصين، ومغيرة غير مسموع لي. اهـ.
والحديث أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5 / 107 رقم 5151) من طريق هشيم، به مثله مقرونًا بقولي الحسن والضحاك السابقين.
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص69 رقم 116) عن شيخه سليمان التيمي، به مثله.
وسنده صحيح.
ومن طريق الثوري أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5 / 105 - 106 رقم 5139 و 5140) .
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(7 / 56 رقم 12169) .
وابن جرير في "تفسيره"(5 / 105 رقم 5137) .
كلاهما من طريق مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أبيه، عن أبي مجلز: قوله: {وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} ، قال: الزنا. =
381 -
وَأَنَا مُخْبِر
(1)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، وَيُحَدِّثُ عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّهُمْ
(2)
قَالُوا
(3)
: ((هُوَ الزِّنَا)).
382 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قال: نا سفيان، [ل 117/ب] عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ
(4)
سِرًّا} - قَالَ: ((لَا يخطُبْها فِي عِدَّتها)). {إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا} ، يَقُولُ:((إِنَّكِ لَجَمِيلَةٌ، وَإِنَّكِ لَفِي مَنْصِب، وإنك لمرغوب فيك)).
= وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4/ 263) من طريق جرير، عن سليمان التيمي، به مثله.
وقد تصحف أبو مجلز في "المصنف" المطبوع إلى: ((أبي مخلد))، لكنه جاء على الصواب في "المصنف" المخطوط (1 / ل 220 / أ).
وأخرجه ابن جرير برقم (5138) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن سليمان التيمي، به مثله.
وأخرجه ابن أبي شيبة في الموضع السابق.
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 172 / ب).
والبيهقي في "سننه"(7/ 179) في النكاح، باب التعريض بالخطبة.
ثلاثتهم من طريق عمران بن حدير، عن أبي مجلز، به مثله.
(1)
القائل: ((وأنا)) هو هُشيم شيخ المصنف كما في الحديث المتقدم برقم [378]، وشيخه هنا مبهم لا يُدرى من هو؟
(2)
أي: الحسن البصري والضحاك بن مزاحم وأبو مجلز وعطاء. انظر: الأحاديث الثلاثة المتقدمة.
(3)
يعني فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} .
(4)
في الأصل: ((ولا تواعدوهن)).
[381]
سنده ضعيف جدًّا؛ شيخ هشيم مبهم، وإبراهيم بن مهاجر تقدم في الحديث [58] أنه صدوق لين الحفظ.
[382]
سنده صحيح، وانظر في رواية ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ الحديث [184]. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والمصنف هنا أخرجه من طريق سفيان بن عيينة.
وابن عيينة أخرجه في "تفسيره" كما في "الدر المنثور"(1 / 696) .
ومن طريق المصنف أخرجه البيهقي في "سننه"(7 / 179) في النكاح، باب التعريض بالخطبة، مثله سواء.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4 / 262) عن ابن عيينة، به، بشطره الأول فقط.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(7 / 53 رقم 12152) ، وفي "تفسيره"(1 / 95) .
وابن جرير في "تفسيره"(5 / 97 رقم 5109) .
كلاهما من طريق معمر، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد - في قوله تعالى:{فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ} - قال: هو الرجل يعرض للمرأة في عدتها فيقول: والله إنك لجميلة، وإن النساء لمن حاجتي، وإنك لإلى خير إن شاء الله.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (5108) من طريق عيسى بن ميمون، عن ابن أبي نجيح، به نحو سابقه، إلا أنه قال:((وإنك لنافقة)) بدل قوله: ((وإن النساء لمن حاجتي)) .
وأخرجه عبد الرحمن بن الحسن القاضي في "تفسير مجاهد"(ص109 - 110) عن إبراهيم بن الحسين، عن آدم بن أبي إياس، عن ورقاء، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد - في قَوْلُهُ تَعَالَى:{وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ} - قال: هو قول الرجل للمرأة في عدتها: إنك لجميلة، وإنك لتعجبين، ويضمر خطبتها ولا يبديه لها، هذا كله حِلٌّ معروف، {وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} ، يقول: لا يقول لها: لا تسبقيني بنفسك فإني ناكحك، هذا لا يحلّ.
ومن طريق عبد الرحمن بن الحسن أخرجه البيهقي في الموضع السابق.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4 / 259 و 262) من طريق شبابة، عن ورقاء، به نحو سابقه، إلا أنه قسمه في الموضعين. =
383 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ
(1)
، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ
(2)
، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ} - قال: ((التَّعْريض ما لم يَنْصَبْ
(3)
للخطبة)).
= وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص 69 رقم 113) عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عن مجاهد:{وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ} ، قال: أن تقول: إنك لجميلة، وإنك لحسينة، وإنك لإلى خير.
(1)
هو الرَّصَاصي، تقدم في الحديث [6] أنه صدوق.
(2)
هو ابن المعتمر.
(3)
أي: يقصدها ويجدّ فيها، ويتجرّد لها. انظر:"لسان العرب"(1/ 758 و 761).
[383]
سنده حسن لذاته، وهو صحيح لغيره أخرجه البخاري وغيره من غير طريق عبد الرحمن بن زياد كما سيأتي.
وذكره السيوطي في "الدر"(1/ 695) وعزاه للمصنف ووكيع والفريابي وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد، والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 95 و 96 رقم 5100 و 5101 و 5104).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 172 / أ).
والبيهقي في "سننه"(7/ 178) في النكاح، باب التعريض بالخطبة.
أما ابن جرير فمن طريق عبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن جعفر غندر وآدم ابن أبي إياس، وأما ابن أبي حاتم فمن طريق أبي داود الطيالسي، وأما البيهقي فمن طريق وهب بن جرير، جميعهم عن شعبة، به نحوه، عدا ابن مهدي وغندر فلفظهم مثل لفظ المصنف.
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص 69 رقم 114) عن شيخه منصور، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: التعريض أن تقول: إني أريد أن أتزوج - ثلاث مرار -.
ومن طريق الثوري أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(5 / 95 رقم 5099) .
والبيهقي في الموضع السابق من "سننه".
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(7 / 54 رقم 12154) عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس قال: يقول: إني لأريد التزويج.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4 / 258) من طريق أبي الْأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن ابن عباس:{وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ} قال: يعرض الرجل فيقول: إني أريد أن أتزوج، ولا ينصب لها في الخطبة.
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (4 / 257) .
وابن جرير الطبري في "تفسيره"(5 / 95 رقم 5098) .
كلاهما من طريق جرير بن عبد الحميد، به بلفظ: التعريض أن يقول: إني أريد التزويج، وإني لأحب امرأة من أمرها وأمرها، يعرِّض لها بالقول بالمعروف.
هذا لفظ الطبري، وهو أتمّ.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(9 / 178 رقم 5214) في النكاح، باب قول الله عز وجل:{وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ} الآية، أخرجه من طريق زائدة، عن منصور، به نحو لفظ ابن جرير الطبري السابق.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (5102) .
وابن أبي حاتم في الموضع السابق.
أما ابن جرير فمن طريق عمرو بن أبي قيس، وأما ابن أبي حاتم فمن طريق الجراح والد وكيع، كلاهما عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس:{فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ} قال التعريض أن يقول للمرأة في عدتها: إني =
384 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: نَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمةَ بْنِ كُهَيْل، عَنْ مُسلم البَطِين
(1)
، عَنِ ابْنِ جُبير قَالَ:((يَقُولُ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ، وَإِنْ تزوجتُ أحسنتُ إلى امرأتي)).
= لا أريد أن أتزوج غيرك - إن شاء الله -، و: لوددت أني وجدت امرأة صالحة، ولا ينصب لها مادامت في عدتها.
هذا لفظ ابن جرير، ونحوه ابن أبي حاتم، ولفظ ابن جرير أتم.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(7/ 53 رقم 2153) من طريق ابن مجاهد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في:{إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا} قال: يقول: إنك لجميلة، وإنك لإلى خير، وإن النساء لمن حاجتي.
(1)
هو مسلم بن عمران البَطِين ويقال: ابن أبي عمران، أبو عبد الله الكوفي، روى عن عطاء ومجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم، روى عنه سلمة بن كهيل وأبو إسحاق السبيعي والأعمش وغيرهم، وهو ثقة من الطبقة السادسة، روى له الجماعة، ووثقه الإمام أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي. "الجرح والتعديل"(8/ 191 رقم 840)، و "التهذيب"(10/ 134 رقم 244)، و "التقريب"(ص 530 رقم 6638).
[384]
سنده حسن لذاته، وهو صحيح لغيره؛ فعبد الرحمن بن زياد الرَّصَاصي تقدم في الحديث [6] أنه صدوق، لكنه لم ينفرد به، فقد تابعه آدم بن أبي إياس ومسلم بن إبراهيم كما سيأتي.
فالحديث أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 97 رقم 5110).
والبيهقي في "سننه"(7/ 178) في النكاح، باب التعريض بالخطبة.
كلاهما من طريق آدم بن أبي إياس، عن شعبة، بنحوه.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (5111) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، به بلفظ: لأعطينّك، لأحسننّ إليك، لأفعلنّ بك كذا وكذا.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}]
385 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الأَحْوَص
(1)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(2)
، قَالَ: كَانَ شُرَيح يَقُولُ: ((الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاح: الزَّوْج)).
(1)
هو سَلاَّم بن سُلَيم.
(2)
هو عمرو بن عبد الله الهَمْداني السَّبيعي، تقدم في الحديث [1] أنه ثقة، غير أنه مدلس واختلط بآخره، لكن روى هذا الأثر عنه سفيان الثوري كما سيأتي، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط.
[385]
هذا الأثر صحيح لغيره عن شريح، وأما هذا الإسناد ففيه أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس كما سبق ولم يصرح بالسماع.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 153 رقم 5326) من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، به مثله.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4/ 281).
وابن جرير في "تفسيره"(5/ 152 و 153 و 154 رقم 5320 و 5328 و 5333).
والبيهقي في "سننه"(7/ 252) في النكاح، باب من قال: الذي بيده عقدة النكاح الولي.
أما ابن أبي شيبة فمن طريق عبد الله بن إدريس، وأما ابن جرير فمن طريق محمد بن فضيل وأبي معاوية، وأما البيهقي فمن طريق شعبة، جميعهم عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن شريح قال: الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ هُوَ الزوج.
هذا لفظ ابن جرير، وزاد فيه:((قال إبراهيم: وما يُدري شريحًا؟)).
وهذا إسناد صحيح.
فشيخ ابن أبي شيبة عبد الله بن إدريس ثقة فقيه عابد كما في الحديث رقم [622].
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وسليمان بن مهران الأعمش تقدم في الحديث [3] أنه ثقة حافظ، إلا أنه مدلَّس، لكن هذا الحديث من صحيح حديثه؛ فإنه رواه عنه شعبة، وروايته عنه صحيحه وإن لم يصرح الأعمش فيها بالسماع، وأيضًا فهذا الحديث من روايته عن أحد كبار شيوخه وهو إبراهيم النخعي، وروايته عنه محمولة على الاتصال، وإن كانت بالعنعنة.
وإبراهيم النخعي تقدم في الحديث [3] أنه ثقة.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (5337) من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شريح قال: هو الزوج.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(6 / 284 رقم 10859) ، وفي "التفسير"(1 / 96) .
ومن طريقه ابن جرير في "تفسيره"(5 / 155 رقم 5343) .
وابن حزم في "المحلى"(11 / 128) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4 / 280) .
وابن جرير (5 / 153 و 154 رقم 5324 و 5325 و 5335 و 5336) .
والبيهقي في "سننه"(7 / 251) في النكاح، باب من قال: الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ الزَّوْجُ من باب عفو المهر.
أما عبد الرزاق وابن أبي شيبة فمن طريق أيوب السختياني، وأما البيقهي فمن طريق عبد الله بن عون، وأما ابن جرير فمن طريق أيوب وابن عون، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ شريح، به نحوه وبمعناه.
وسنده صحيح أيضًا، فإن الراوي عن أيوب عند عبد الرزاق هو شيخه معمر، وعند ابن أبي شيبة هو شيخه إسماعيل بن إبراهيم بن علية، فجميع الإسناد رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (4 / 281) من طريق الحكَم بن عُتَيبة، عن شريح، قال: هو الزوج.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (5332 و 5333 و 5354) من طريق الحكم أيضًا =
386-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمش، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمة، قال:((هو الوَليِّ)) .
= وأبي حصين والقاسم، ثلاثتهم عن شريح بنحوه وبمعناه.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (5 / 148 و 151 - 152 رقم 5287 و 5315 و 5316) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 175 / أ) .
وابن حزم في "المحلى"(11 / 127) .
والبيهقي في الموضع السابق.
جميعهم من طريق جرير بن حازم، عن عيسى بن عاصم الأسدي، قال: سمعت شريحًا يقول: سألني علي بن أبي طالب عن الذي بيده عقدة النكاح، فقلت: هو الولي، فقال علي: بل هو الزوج.
ففي هذا الأثر مخالفة لما سبق عن شريح من أن الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ هُوَ الزوج، وسيأتي في الحديث [390 و 391] ما يزيل هذا التعارض؛ وذلك أن شريحًا كان يَقُولُ: الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ هو الولي، وكان يفتي بهذا، ثم رجع عن قوله هذا وأصبح يقول: هو الزوج، فلعلّه أخذه عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بعد سؤاله له عن ذلك، حتى إن الشعبي انتقده على رجوعه عن قوله فقال:((وَاللَّهِ مَا قَضَى شُرَيْحٌ بِقَضَاءٍ كَانَ أَحْمَقَ مِنْهُ حِينَ تَرَكَ قوله الأول وأخذ بهذا)) .
[386]
سنده صحيح، ورواية الأعمش عن إبراهيم النخعي محمولة على السماع وإن كانت بالعنعنة كما في الحديث [3] ، وقد روى هذا الحديث عن الأعمش شعبة كما سيأتي، وروايته عنه مأمونة الجانب من التدليس.
والحديث أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(5 / 146 رقم 5277) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به مثله.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (5276 و 5280 و 5285) من طريق هشيم وشيبان النحوي ومحمد بن فضيل، ثلاثتهم عن الأعمش، به مثله. =
387 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ
(1)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(2)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(3)
، قَالَ: هو الوَلِيّ.
= وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(6/ 284 رقم 10856).
ومن طريقه وطريق آخر أخرجه ابن جرير برقم (5278 و 5281 و 5304).
كلاهما من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، به مثله.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4/ 282) من طريق عبد الله بن إدريس؛ عن الأعمش، به مثله.
وأخرجه البيهقي في "سننه"(7/ 252) في النكاح، باب من قال: الذي بيده، عقدة النكاح الولي، من طريق شعبة، عن الأعمش، به مثله.
وأخرجه ابن جرير برقم (5279) من طريق حجاج بن أرطأة، عن إبراهيم، عن علقمة، به مثله.
(1)
هو ابن عبد الحميد.
(2)
هو ابن المعتمر.
(3)
هو النخعي.
[387]
سنده صحيح.
وأخرجه البيهقي في "سننه"(7/ 252) في النكاح، باب من قال: الذي بيده عقدة النكاح الولي، من طريق المصنِّف، به مثله.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 151 رقم 5313)، من طريق جرير، به بلفظ: الذي بيده عقدة النكاح: الولي.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (5/ 148 رقم 5296) من طريق سفيان الثوري، عن منصور، به مثله.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (5295 و 5297) من طريق هشيم، وأبي عوانة، =
388 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَة
(1)
، عَنْ أَبِي بِشْر
(2)
، عَنْ طَاوُس، وَعَطَاءٍ
(3)
، وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ، أَنَّهُمْ قَالُوا:((الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاح هُوَ الوَلِيّ))، فأخبرتُهم بِقَوْلِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، ((هُوَ الزَّوْجُ))، فَرَجَعُوا عَنْ قَوْلِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ:((أَرَأَيْتُمْ إِنْ عَفَا الْوَلِيُّ، وأَبَتِ الْمَرْأَةُ، مَا يُغْنِي عَفْوُ الْوَلِيِّ؟ أَوْ عَفَتْ هِيَ، وأَبَى الْوَلِيُّ، مَا لِلْوَلِيِّ مِنْ ذلك؟)).
= كلاهما عن مغيرة، عن إبراهيم، به مثله.
وأخرجه عبد الرحمن بن الحسن القاضي في "تفسير مجاهد"(ص 110) من طريق وَرْقَاء بن عمر، عن المغيرة، عن إبراهيم، به مثله.
(1)
هو وَضَّاح بن عبد الله.
(2)
هو جعفر بن إياس.
(3)
كذا رواه المصنف، والصواب ما رواه الباقون كما سيأتي، وفيه:((مجاهد)) بدلاً من: ((عطاء)).
[388]
سنده صحيح.
وأخرجه البيهقي في "سننه"(7/ 251) في النكاح، باب من قال: الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ الزَّوْجُ، من باب عفو المهر، من طريق المصنف، به مثله سواء. وأخرجه ابن حزم في "المحلى"(11/ 128)، من طريق حجاج بن المنهال، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قال: الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ هُوَ الزوج.
وقال مجاهد وطاوس وأهل المدينة: هو الولي. قال: فَأَخْبَرْتُهُمْ بِقَوْلِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فرجعوا عن قولهم.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 147 و 155 - 156 رقم 5284 و 5346) من طريق هشيم، قال: أخبرنا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير قال: الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ هُوَ الزوج، قال: وقال مجاهد وطاوس: هو الولي. قال: قلت =
389 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ:((أَمَرَ اللَّهُ عز وجل بالعَفْو، وأَذِنَ فِيهِ، فَإِنْ عَفَتْ جَازَ عَفْوها، وَإِنْ شَحَّت، وعَفَا وَلِيُّها، جَازَ عَفْوُه)) .
= لسعيد: فإن مجاهدًا وطاوسًا يقولان: هو الولي؟ قال سعيد: فما تأمرني إذًا؟ قال: أرأيت لو أن الولي عفا وأبت المرأة، أكان يجوز ذلك؟ فرجعت إليهما فحدثتهما، فرجعا عن قولهما وتابعا سعيدًا.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4 / 281) .
وابن جرير في الموضع السابق برقم (5283 و 5348 و 5349) .
كلاهما من طريق شعبة، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ طَاوُسٍ ومجاهد قالا: الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ هُوَ الولي، وقال سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: هُوَ الزَّوْجُ، فكلماه - وفي لفظ ابن جرير: فكلمتهما - في ذلك، فما برحا حتى تابعا سعيدًا. اهـ. واللفظ لابن أبي شيبة، وهو أتمّ.
[389]
سنده صحيح، لكن خالف سفيانَ بن َ عيينة كُلٌّ من عبد الملك بن عبد العزيز ابن جُريح وَوَرْقاء بن عمر، فروياه عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس من قوله، وهو الصواب، وهو صحيح إلى ابن عباس.
والحديث أخرجه البيهقي في "سننه"(7 / 252) في النكاح، باب من قال: الذي بيده عقدة النكاح الولي، من طريق المصنف، به مثله.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5 / 150 رقم 5312) من طريق سعيد بن الربيع، عن سفيان به نحوه.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(6 / 283 رقم 10852) عن ابن جريج قال: أخبرني عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ عكرمة مولى ابن عباس يقول: كان ابن عباس يقول: إن الله رضي بالعفو وأمر به، فإن عفت فذلك، وإن عفا وليُّها الذي بيده عقدة النكاح ورضيت جَازَ وإن أَبَتْ. =
390 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ
(1)
، عَنْ مُغيرة، عَنِ الشَّعْبي، قَالَ: تَزَوَّجَ رَجُلٌ مِنَّا امْرَأَةً فَطَلَّقَهَا زَوْجُهَا قَبْلَ أَنْ يدخُلَ بِهَا، فَعَفَا أَخُوهَا عَنْ صَدَاقها، فَارْتَفَعُوا إِلَى شُريح، فَأَجَازَ عَفْوه، ثُمَّ قَالَ بعدُ: ((أَنَا أَعْفُو عَنْ صداق بني مُرَّة
(2)
، فكان
= وسنده صحيح رجاله كلهم ثقات تقدموا، وقد صرّح ابن جريج بالسماع.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4/ 282).
وابن جرير في "تفسيره"(5/ 146 رقم 5274).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 174 / ب).
ثلاثتهم من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عُلَيَّة، عن ابن جريج به نحو سياق عبد الرزاق.
وأخرجه البيهقي في الموضع السابق من طريق ورقاء بن عمر، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عكرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ تعالى:{إلا أن يعفون} -، قال: أن تعفو المرأة، أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النكاح: الولي.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (5/ 150 رقم 5311)، فقال: حدثني المثنَّى، قال: حدثنا حبّان بن موسى، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا يحيى بن بشر، أنه سمع عكرمة يقول:{إلا أن يعفون} : أن تعفو المرأة عن نصف الفريضة لها عليه فتتركه؛ فإن هي شحّت إلا أن تأخذه، فلها ولوليِّها الذي أنكحها الرجلَ - عم، أو أخ، أو أب - أن يعفو عن النصف، فإنه إن شاء فعل وإن كرهت المرأة.
والمثنى شيخ ابن جرير الطبري هو: المثنى بن إبراهيم الآملي، لم أجد من ترجم له من أصحاب الكتب، ولم يترجم له الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "تفسير الطبري"، وإنما قال (1/ 176):((أما المثنى شيخ الطبري، فهو: المثنى بن إبراهيم الآملي، يروي عنه الطبري كثيرًا في التفسير والتاريخ)). اهـ.
(1)
هو ابن عبد الحميد.
يَقُولُ بعدُ: الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: الزَّوْجُ؛ أَنْ يَعْفُوَ عَنِ الصَّدَاقِ كلِّه، فيُسَلِّمه لَهَا، أَوْ تَعْفُوَ هِيَ عَنِ النِّصفِ الَّذِي فَرضَ اللهُ عز وجل لَهَا، وَإِنْ تَشَاحَّا، فَلَهَا نِصْفُ الصَّدَاق)).
391 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:((وَاللَّهِ مَا قَضَى شُرَيْحٌ بِقَضَاءٍ قَطّ كَانَ أَحْمَقَ مِنْهُ حِينَ تَرَكَ قولَه الْأَوَّلَ وَأَخَذَ بِهَذَا)).
=
(2)
وعند ابن جرير كما سيأتي: ((نساء بني مرة))، قال الشيخ أحمد - أو محمود - شاكر في تلعيقه على "تفسير الطبري" (5/ 147):((ولم أعرف قوله: نساء بني مرة، كأن مُرَّة من أهله، أخته أو بنته، والله أعلم)). اهـ. ولست أدري ما الذي أشكل على الشيخ في هذه العبارة؟ فالذي يظهر لي - والله أعلم -: أن هذه المرأة التي عفا أخوها عن صداقها من بني مُرَّة، وهذه النسبة إلى جماعة وبطون من قبائل شتّى، وفي هَمْدان بطنان منهم، وهما: مُرُّ بن الجابر، ومُرُّ بن الحارث، والشعبي هَمْداني، فقد تكون من قبيلة الزوج الذي قال عنه الشعبي:((رجل منا))، وقد تكون غير ذلك.
انظر: "الأنساب" للسمعاني (8/ 105 - 106) و (12/ 213)، و"سير أعلام النبلاء"(4/ 294 - 295).
[390 و 391] هما حديث واحد رواه المصنف مُفَرَّقًا، وفَرَّقَه أيضًا البيهقي؛ حيث رواه من طريق المصنف بمثله، إلا أنه قال:((قضاء)) بدل قوله: ((بقضاء)). انظر: "سنن البيهقي"(7/ 251) كتاب: النكاح، باب من قال: الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ الزَّوْجُ، من باب عفو المهر.
وسند المصنف ضعيف؛ فمغيرة بن مقسم تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن إلا أنه يدلس، ولم يصرح بالسماع هنا، بل إنه ذكر أنه تلقاه عن الشعبي، بواسطة فقال كما سيأتي:((أُخْبرنا عن الشعبي))، لكن قد جاء الحديث من غير طريقه، فهو صحيح لغيره. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فالحديث أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(5 / 147 رقم 5286) من طريق جرير، به نحوه.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (5288) من طريق هشيم، قال مغيرة: أُخبرنا عن الشعبي، عن شريح أنه كان يَقُولُ: الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ هو الولي، ثم ترك ذلك، فقال: هو الزوج.
فهذا يدل على أن مغيرة قد دلس في إسناد المصنف.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (5 / 149 رقم 5297) من طريق أبي عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ والشعبي قالا: هو الولي.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (5 / 153 و 154 رقم 5331 و 5333 و 5334) من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ الشعبي، عن شريح، قال: هو الزوج، إن شاء أتم لها الصداق، وإن شاءت عَفَتْ عن الذي لها.
وأخرجه البيهقي في الموضع السابق من طريق إسماعيل أيضًا به، إلا أنه لم يذكر قوله:((وإن شاءت عفت عن الذي لها)) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا (5 / 153 رقم 5327) من طريق دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عامر الشعبي، أن شريحًا قال: الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: الزَّوْجُ، فرُدَّ ذلك عليه.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (5 / 148 رقم 5289) فقال: حدثني يعقوب، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا سيّار، عن الشعبي، أن رجلاً تزوج امرأة فوجدها دميمةً، فَطَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فعفا وليها عن نصف الصداق، فخاصمته إلى شريح، فقال لها شريح: قد عفا وليُّك، قال: ثم إنه رجع بعد ذلك، فجعل الذي بيده عقة النكاح الزوج.
وهذا إسناد صحيح.
سيّار هو أبو الحكم، تقدم في الحديث [156] أنه ثقة.
وهشيم بن بشير تقدم في الحديث [8] أنه ثقة ثبت، وهو مدلس، لكنه صرح بالسماع هنا. =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ}]
392 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ (بْنِ)
(1)
بَهْدَلَة، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْش، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَنْدَقِ: ((مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَهِيَ صَلَاةُ العصر)).
= والراوي عن هشيم هو شيخ ابن جرير: يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أَفْلَح العَبْدي، مولاهم، أبو يوسف الدَّوْرَقي، يروي عن هشيم بن بشير ويحيى القطان وإسماعيل بن عليّة وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم، روى عنه هنا ابن جرير الطبري، وروى عنه أيضًا الجماعة وأبو زرعة وأبو حاتم وابن أبي الدنيا والبغوي وابن صاعد وغيرهم، وهو ثقة من الحفاظ، وثقه النسائي، وقال أبو حاتم:((صدوق))، وقال الخطيب:((كان ثقة متقنًا، صنَّف المسند))، وقال مسلمة بن القاسم:((كان كثير الحديث ثقة))، وكانت ولادته سنة ست وستين ومائة، ووفاته سنة اثنتين وخمسين ومائتين. اهـ. من "الجرح والتعديل"(9/ 202 رقم 844)، و "التهذيب"(11/ 381 - 382 رقم 742)، و "التقريب"(ص 607 رقم 7812).
وبهذا الطريق يتضح أن الحديث صحيح لغيره، والله أعلم.
(1)
ما بين القوسين سقط من الأصل.
[392]
سنده حسن لذاته؛ عاصم بن بهدلة تقدم في الحديث [17] أنه صدوق حسن الحديث، والحديث صحيح لغيره مخرج في الصحيحين من غير طريق عاصم كما سيأتي.
فقد روي عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه من ثمان طرق: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 1- طريق زِرِّ بن حُبيش، يرويه عنه عاصم بن بهدلة، وله عن عصام ست طرق:
أ - طريق حماد بن زيد الذي أخرجه المصنف هنا عنه.
وأخرجه ابن ماجه في "سننه"(1 / 224 رقم 684) في الصلاة، باب المحافظة على صلاة العصر.
وأبو يعلى في "مسنده"(1 / 312 - 313 رقم 386 و 387) .
وابن خزيمة في "صحيحه"(2 / 289 - 290 رقم 1336) .
وابن حبان في "صحيحه"(5 / 39 - 40 رقم 1745 / الإحسان) .
أما ابن ماجه وابن خزيمة فمن طريق أحمد بن عبدة، وأما أبو يعلى فمن طريق عبيد الله بن عمر القواريري، وأبي الربيع الزهراني، وأما ابن حبان فمن طريق معلّى بن مهدي، جميعهم عن حماد بن زيد، به نحوه، إلا أن ابن ماجه وعبيد الله القواريري عند أبي يعلى قالا:((بيوتهم)) بدلاً من قوله: ((قلوبهم)) ، وأما ابن حبان فقال:((بيوتهم وبطونهم)) ، ولم يذكر ابن ماجه وابن خزيمة قوله:((وهي صلاة العصر)) ، وفي لفظ القواريري عند أبي يعلى قال: قال حماد: لا أدري، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أو عن علي:((وهي العصر)) ؟.
ب- طريق سفيان الثوري، عن عاصم.
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(1 / 576 رقم 2192) .
وابن أبي شيبة في "المصنف"(2 / 504) .
والإمام أحمد في "المسند"(1 / 122) .
والنسائي في الصلاة من "سننه الكبرى"(1 / 152 رقم 360)، باب تأويل قوله جل ثناؤه:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى} وذكر الاختلاف في الصلاة الوسطى.
وأبو يعلى في "مسنده"(1 / 314 رقم 390) .
وابن جرير في "تفسيره"(5 / 184 رقم 5423) .
والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1 / 174) . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 176 / أ) .
وابن حزم في "المحلى"(4 / 360 - 361) .
والبيهقي (1 / 460) في الصلاة، باب من قال: هي صلاة العصر - يعني الوسطى -.
وابن عبد البر في "التمهيد"(4 / 288) .
جميعهم من طريق سفيان الثوري، عن عاصم، عن زر، قال: قلت لعَبيدة: سل عليًّا عن الصلاة الوسطى، فسأله، فقال: كنا نرى أنها صلاة الفجر، حتى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول يوم الخندق:((شغلونا عن الصلاة الْوُسْطَى صَلَاةِ الْعَصْرِ مَلَأَ اللَّهُ قبورهم وأجوافهم نارًا)) .
وسيأتي في طريق إسرائيل، عن عاصم أن زرًا كان مع عبيدة حال السؤال لعلي.
جـ- طريق قيس بن الربيع، عن عاصم، عن زرّ، عن علي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((الصلاة الوسطى صلاة العصر)) .
أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده"(ص24 رقم 164) .
د- طريق جابر الجعفي، أن عاصم بن بهدلة قال: سمعت زرًا يحدث عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم أحد:((شغلونا عن صلاة الوسطى حتى آبت الشمس ملأ الله قبورهم وبيوته وبطونهم نارًا)) .
أخرجه الإمام أحمد في "المسند"(1 / 150) ، وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف جدًّا كما في الحديث [101]، وقد خالف الثقات بقوله:((يوم أحد)) ، وإنما هو:((يوم الخندق)) .
هـ- طريق إسرائيل، عن عاصم، عن زرّ، قال: انطلقت أنا وعَبيدة السَّلْماني إلى علي، فأمرت عبيدة أن يسأله عن الصلاة الوسطى، فقال: يا أمير المؤمنين، ما الصلاة الوسطى؟ فقال: كنا نراها صلاة الصبح، فبينا نحن نقاتل أهل خيبر، فقاتلوا حتى أرهقونا عن الصلاة، وكان قبيل غروب الشمس، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((اللهم املأ قلوب القوم الذين شغلونا عن الصلاة الوسطى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأجوافهم نارًا أو: املأ قلوبهم نارًا -)) ، قال: فعرفنا يومئذ أنها الصلاة الوسطى.
أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(5 / 187 رقم 5428) .
قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على هذا الحديث: ((ولكن هذه الرواية فيها شذوذ؛ في أن الحديث كان في غزوة خيبر، والروايات الصحاح كلها على أنه كان في غزوة الأحزاب)) . اهـ.
قلت: والشذوذ إنما هو في هذه الرواية من طريق إسرائيل، وقد يكون ممن دونه، إما شيخ الطبري، أو شيخ شيخه، وقد اتفق حماد بن زيد وسفيان الثوري كما سبق، وعمرو بن قيس وزائدة بن قدامة كما سيأتي، على أن ذلك كان في غزوة الخندق وهي الأحزاب.
و طريق عمرو بن قيس، عن عاصم، به نحو سابقه، إلا أنه ذكر أن الغزوة غزوة الأحزاب.
أخرجه محمد بن إبراهيم الجرجاني في "أماليه"(ل 186 / ب - 187 / أ) .
ز- طريق زائدة بن قدامة، قال: سمعت عاصمًا يحدث عن زرّ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قال: قاتلنا الأحزاب، فشغلونا عن صلاة العصر
…
، فذكر الحديث بنحو سياق سفيان الثوري.
أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1 / 173) .
2-
طريق عَبيدة السلماني، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه.
وله عن عبيدة طريقان:
أ- طريق محمد بن سيرين.
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(14 / 421 رقم 18664) .
والإمام أحمد في "المسند"(1 / 122 و 144) .
وعبد بن حميد في "مسنده"(ص55 رقم 77 / المنتخب) .
والدارمي في "سننه"(1 / 224 رقم 1235) . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والبخاري في "صحيحه"(6 / 105 رقم 2931) في الجهاد، باب الدعاء على المشركين بالهزيمة، و (7 / 405 رقم 4111) في المغازي، باب غزوة الخندق وهي الأحزاب، و (8 / 195 رقم 4533) في تفسير سورة البقرة من كتاب التفسير، باب {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى} ، و (11 / 194 رقم 6396) في الدعوات، باب تكرير الدعاء.
ومسلم في "صحيحه"(1 / 436 رقم 202) في المساجد، باب التغليظ في تفويت صلاة العصر.
ومن طريق البخاري ومسلم أخرجه ابن حزم في "المحلى"(4 / 359 - 360) .
وأخرجه أبو داود في "سننه"(1 / 287 رقم 409) ، في الصلاة، باب في وقت صلاة العصر.
ومن طريق أبي داود أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(4 / 289) .
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(1 / 312 و 315 - 316 رقم 385 و 393) .
وابن جرير الطبري في "تفسيره"(5 / 186 رقم 5427) .
وابن خزيمة في "صحيحه"(2 / 289 رقم 1335) .
وأبو عثمان سعيد بن محمد البَحِيريّ في "فوائده"(ل 50 / ب) .
والبيهقي في "سننه"(1 / 459) في الصلاة، باب من قال: هي صلاة العصر - يعني: الوسطى -.
جميعهم من طريق محمد بن سيرين، عن عبيدة، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قال: لما كان يوم الأحزاب قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَلَأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، شغلونا عن صلاة الوسطى حين غابت الشمس)) ، واللفظ البخاري.
ب- طريق أبي حَسَّان مسلم بن عبد الله الأعرج، عن عبيدة.
أخرجه الإمام أحمد في "المسند"(1 / 79 و 135 و 137 و 152 و 153 و 154) .
ومسلم في "صحيحه"(1 / 436 و 437 رقم 203) في المساجد، باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي صلاة العصر.
والترمذي في "سننه"(8 / 328 رقم 4068) في تفسير سورة البقرة من كتاب التفسير. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والنسائي في "سننه"(1 / 236) في الصلاة، باب المحافظة على صلاة العصر.
وابن الجارود في "المنتقى"(1 / 155 رقم 157) .
وأبو يعلى في "مسنده"(1 / 311 - 312 رقم 384) .
وابن جرير في "تفسيره"(5 / 183 و 187 و 197 رقم 5422 و 5429 و 5444) .
وأبو عوانة في "مسنده"(1 / 355) .
وأن عبد البر في "التمهيد"(4 / 289 - 290) .
جميعهم من طريق قتادة، عن أبي حسان، عن عبيدة، به نحو سابقه.
3-
طريق يحيى بن الجَزَّار، عن علي.
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(2 / 503) .
والإمام أحمد في "المسند"(1 / 135 و 152) .
ومسلم في الموضع السابق برقم (204) .
وأبو يعلى في "مسنده"(1 / 313 رقم 388) .
وابن جرير في "تفسيره"(5 / 185 - 186 رقم 5425) .
والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1 / 173) .
وأبو عوانة في "مسنده"(1 / 355) .
جميعهم من طريق يحيى بن الجزّار، سمع عليًّا يقول: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب وهو قاعد على فُرْضَة من فُرَض الخندق
…
، فذكره بنحو سابقه.
والفُرْضَةُ هي: المَشْرَعَةُ، وجمعها: فُرَض، وفرضة النهر: مَشْرب الماء منه، وفرضة البحر: مَحطُّ السفن. انظر: "لسان العرب"(7 / 206) .
4-
طرق شُتَيْر بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيِّ، وهو الآتي برقم [393] .
5-
طريق سعيد بن حيّان التيمي عن علي، وهو الآتي برقم [394] .
6 و 7 و 8- طرق الحارث الأعور، وأبي الأحوص، وأبي الصبهاء البكري، عن علي، وهي الآتية في تخريج الحديث [394] .
393 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْح
(1)
، عَنْ شُتَيْر بْنِ شَكَل
(2)
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحْزَابِ: ((شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى - صَلَاةِ الْعَصْرِ -، مَلَأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا))، ثُمَّ صَلَاهَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ.
(1)
هو أبو الضُّحى الكوفي، تقدم في الحديث [10] أنه ثقة فاضل.
(2)
هو شُتَيْر - بمثنّاة مصغّرًا - ابن شَكَل - بفتح المعجمة والكاف - ابن حُميد العَبْسي - بموحدة - أبو عيسى الكوفي، روى عن أبيه وأمه وعلي وابن مسعود وغيرهم، روى عنه الشعبي وأبو الضحى وعبد الله بن قيس وغيرهم، وهو ثقة من الطبقة الثانية، يقال إنه أدرك الجاهلية. قال ابن سعد:((كان ثقة قليل الحديث)). وقال العجلي: ((ثقة من أصحاب عبد الله))، وقال النسائي:((ثقة))، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو موسى المديني:((يقال إنه أدرك الجاهلية)). اهـ. من "الطبقات" لابن سعد (6/ 181)، و "تاريخ الثقات" للعجلي (ص 215 رقم 655)، و "التهذيب"(4/ 311 - 312 رقم 532)، و "التقريب"(ص 264 رقم 2747).
[393]
سنده صحيح، والأعمش وإن لم يصرح بالسماع، فإنه شعبة قد روى عنه هذا الحديث، وتقدم في الحديث [3] أن رواية شعبة عنه محمولة على الاتصال وإن لم يصرح الأعمش بالسماع، وقد أخرج مسلم في "صحيحه" هذا الحديث من هذا الطريق، ومع ذلك فقد تابع الأعمش منصور بن المعتمر عن أبي الضحى مسلم بن صبيح.
فالحديث له عن مسلم بن صبيح طريقان:
1 -
طريق الأعمش، وله عنه تسع طرق:
أ- طريق أبي معاوية الذي أخرجه المصنف هنا عنه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(2 / 503) .
ومن طريقه وطرق أخرى أخرجه مسلم في "صحيحه"(1 / 437 رقم 205) في المساجد، باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي صلاة العصر.
والبيهقي في "سننه"(2 / 220) في الصلاة، باب من قال بترك الترتيب في قضائهن.
ومن طريق مسلم أخرجه ابن حزم في "المحلى"(4 / 361) .
وأخرجه الإمام في "المسند"(1 / 81 - 82 و 113) .
وأبو يعلى في "مسنده"(1 / 315 رقم 392) .
وابن جرير في "تفسيره"(5 / 186 رقم 5426) .
وابن خزيمة في "صحيحه"(2 / 290 رقم 1337) .
جميعهم من طريق أبي معاوية، به مثله.
ب - طريق سفيان الثوري، عن الأعمش.
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(1 / 576 رقم 2194) .
ومن طريقه وطريق آخر أخرجه الإمام أحمد في "المسند"(1 / 126 و 146) .
وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(2 / 367 - 368 رقم 1027) من طريق عبد الرزاق وحده.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(1 / 314 رقم 389) .
وابن جرير في "تفسيره"(5 / 185 رقم 5424) .
والبيهقي في "سننه"(1 / 460) في الصلاة، باب من قال: هي العصر - يعني: الوسطى -.
وابن عبد البر في "التمهيد"(4 / 291) .
جميعهم من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، به نحوه.
جـ- طريق شعبة، عن الأعمش.
أخرجه الإمام أحمد في "المسند"(1 / 151) من طريق محمد بن جعفر غندر، عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= شعبة، عن سليمان الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم الأحزاب:((حبسونا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى صَلَاةِ الْعَصْرِ حتى غربت الشمس، ملأ الله قبورهم وبيوتهم - أو قبورهم وبطونهم - نارًا)) .
قال شعبة: ((ملأ الله قبورهم وبيوتهم، أو: قبورهم وبطونهم نارًا)) ، لا أدري أفي الحديث هو، أم ليس في الحديث، أشكّ فيه.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(5 / 195 رقم 5440) من طريق ابن أبي عدي، عن شعبة، به نحو سابقه، إلا أنه لم يذكر قوله: ((ملأ الله
…
)) إلخ.
وقد أخطأ ابن أبي عدي في الحديث، فجعله من رواية شتير بن شكل، عن أم حبيبة، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وأشار إلى ذلك ابن جرير وشيخه أبو موسى محمد بن المثنى، قال ابن جرير عقبه:((قال أبو موسى: هكذا قال ابن أبي عدي)) .
د- طريق يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زائدة، عن الأعمش، به نحوه.
أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص241 رقم 577) .
هـ- طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش، به نحوه.
أخرجه النسائي في "التفسير"(1 / 266 رقم 65) ، وفي الصلاة من "الكبرى"(1 / 152 رقم 358)، باب تأويل قوله جل ثناؤه:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى} ، وذكر الاختلاف في الصلاة الوسطى.
ومن طريق النسائي أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(4 / 290 - 291) .
و طريق عبد الله بن نمير، عن الأعمش، به نحوه.
أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"(2 / 290 رقم 1337) .
وأبو عوانة في "مسنده"(1 / 355 - 356) .
ز- طريق يوسف بن خالد، عن الأعمش، به نحوه.
أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(1 / 315 رقم 391) . =
394 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(1)
، عَنْ أَبِي حَيَّان التَّيْمي
(2)
، عَنْ أَبِيهِ
(3)
، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَلِيًّا رضي الله عنه عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، وَأُقِيمَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ:((أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى؟)) قَالَ: أَنَا هَذَا. قَالَ: ((هِيَ هَذِهِ الصَّلَاةُ)).
= جـ- طريق علي بن مُسْهِر، عن الأعمش، به نحوه.
أخرجه أبو عوانة أيضًا (1/ 356).
ط - طريق إبراهيم بن طَهْمَان، عن الأعمش، به نحوه.
أخرجه البيهقي في الموضع السابق (2/ 220).
2 -
طرق منصور بن المعتمر، عن مسلم بن صبيح أبي الضحى، به نحوه. أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(1/ 314 رقم 389).
(1)
هو ابن عُلَيَّة.
(2)
هو يحيى بن سعيد بن حَيَّان - بمهملة وتحتانية -، أبو حَيَّان التَّيْمي، الكوفي، روى عن أبيه والشعبي والضحاك بن المنذر وغيرهم، روى عنه شعبة والثوري وإسماعيل بن إبراهيم بن عليّة وغيرهم، وهو ثقة عابد، روى له الجماعة، ووثقه ابن معين والفلاّس والعجلي وزاد:((صالح مبرّز صاحب سنة))، وقال الخريبي:((ما كان أبو حيان عند سفيان الثوري!)) - يعني كان يعظمِّه ويوثقه -، وقال مسلم:((كوفي من خيار الناس))، وقال يعقوب بن سفيان:((ثقة مأمون))، وقال النسائي:((ثقة ثبت))، وذكره ابن حيان في "الثقات"، وقال:((كان من المتهجدين))، وكانت وفاته سنة خمس وأربعين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(9/ 149 رقم 622)، و "التهذيب"(11/ 214 - 215 رقم 356)، و "التقريب"(ص 590 رقم 7555).
(3)
هو سعيد بن حَيَّان التَّيْمي، الكوفي والد يحيى، روى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وأبي هريرة والحارث بن سويد وشريح القاضي، وغيرهم، لم يرو عنه سوى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابنه يحيى، وسعيد هذا ثقة كما في "الكاشف"(1 / 358 رقم 1891) ؛ ذكره العجلي في "تاريخ الثقات"(ص183 رقم 538)، وقال:((ثقة)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات"(4 / 280)، وقال ابن القطان:((مجهول)) ، وذكره الذهبي في "الميزان"(2 / 132 رقم 3157)، وقال:((لا يكاد يعرف)) ، وهذا يخالف توثيقه له في "الكاشف"، وانظر "التهذيب"(4 / 19 رقم 26) ، و "التقريب"(ص243 رقم 2289) .
وقد جعل ابن حبان الحارث بن سويد من الرواة عنه والصواب أنه من شيوخه، وقد نبه على خطأ ابن حبان الحافظ ابن حجر في الموضع السابق من "التهذيب".
[394]
سنده صحيح، وقد توبع سعيد بن حَيَّان كما في الحديثين السابقين، وكما سيأتي.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر"(1 / 727 - 728) ، وعزاه للمصنف ووكيع والفريابي وسفيان بن عيينة ومسدد في "مسنده" وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(5 / 169 رقم 5383) من طريق ابن علية، حدثنا أبو حيان، عن أبيه، عن علي، قال: الصلاة الوسطى صلاة العصر.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (5382) من طريق مصعب بن سلام، عن أبي حيان، به مثل سابقه.
وأخرجه ابن حزم في "المحلى"(4 / 370 - 371) معلَّقًا عن يحيى بن سعيد القطان، عن أبي حيان، به نحو لفظ المصنِّف.
وللحديث طرق أخرى أيضًا عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه مرفوعة سبق تخريجها في الحديثين [392 و 393] .
وله طرق أخرى عنه رضي الله عنه موقوفة عليه، منها:
1-
طريق الحارث الأعور، عن علي.
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(2 / 504 و 505) . =
395 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(1)
، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ((الصَّلَاةُ الْوُسْطَى: صَلَاةُ العصر)).
= وابن جرير في "تفسيره" برقم (5380 و 5384 و 5385).
والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 175).
ثلاثتهم من طريق أبي إسحاق السبيعي، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قال: الصلاة الوسطى: صلاة العصر.
2 -
طريق أبي الأحوص عوف بن مالك، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه في الصلاة الوسطى - قال: هي التي فرّط فيها ابن داود، وهي العصر.
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(2/ 505) فقال: حدثنا ابن عيينة، عن مسعر، عن سلمة - يعني ابن كهيل -، عن أبي الأحوص، به.
وعلقمة ابن حزم في "المحلى"(4/ 370) عن ابن عيينة.
وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات تقدمت تراجمهم. وقد قيل: إن أبا الأحوص لم يسمع من علي رضي الله عنه كما في "التهذيب"(8/ 169)، ثم قال ابن حجر:((وذكر الخطيب في تاريخه أنه شهد مع علي قتال الخوارج بالنهروان، فإن ثبت ذلك فلا يدفع سماعه منه، والله أعلم)). اهـ.
قلت: الراجح أنه سمع منه - إن شاء الله -، فإنه سمع ممن هو أقدم وفاة من علي، وهو ابن مسعود الذي توفي سنة اثنتين وثلاثين للهجرة، وأما علي فكانت وفاته سنة أربعين للهجرة، وكلاهما كانا بالكوفة. انظر:"التهذيب"(6/ 28) و (7/ 338).
3 -
طريق أبي الصَّهْبَاء البَكْري، قال: سألت علي بن أبي طالب عن الصلاة الوسطى، فقال: هي صلاة العصر، وهي التي فُتن بها سليمان بن داود - صلى الله عليه -.
أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 170 رقم 5386).
(1)
هو ميزان البصري، أبو صالح مشهور بكنيته، ثقة؛ قال ابن معين:((ثقة مأمون)) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كما في "الجرح والتعديل"(8 / 437 رقم 1994) ، وذكره ابن حبان في "الثقات"(5 / 458)، وقال في "صحيحه":((هو ثقة)) كما في "التهذيب"(10 / 385) ، وذكره ابن شاهين في "الثقات"(ص237 رقم 1461)، وقال:((بصري ثقة)) ، وانظر:"المعرفة والتاريخ للفسوي"(2 / 799) .
وقد التبس أبو صالح هذا على الشيخ أحمد شاكر - في حاشيته على تفسير ابن جرير (5 / 171) - بأبي صالح ذَكْوان السَّمان، وذلك أن البيهقي روى هذا الحديث في "سننه" - كما سيأتي - من طريق الإمام أحمد، عن يحيى بن سعيد القطان، عن سليمان التيمي، ثم قال الإمام أحمد:((ليس هو أبو صالح السَّمّان، ولا باذام، هذا بصري، أراه ميزان)) - يعني اسمه ميزان -. اهـ.
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: ((وهذا الظن من الإمام أحمد رحمه الله ينفيه تصريح من ذكرنا من الرواة بأنه: أبوصالح السمان، وأما: أبو صالح ميزان؛ فإنه تابعي آخر ثقة، مترجم في "التهذيب" و "الكبير" للبخاري (4 / 2 / 67) ، ولكنهم لم يذكروا له رواية عن أبي هريرة)) . اهـ.
ومنشأ هذا الخطأ عند الشيخ أحمد شاكر: أن ابن حزم روى الحديث في "المحلى" كما سيأتي، وفيه:((عن أبي صالح السمان)) ، وهو الذي قصده الشيخ بقوله:((ينفيه تصريح من ذكرنا)) ، كما أن الشيخ اطلع على ترجمة ميزان في "التهذيب" فلم يجد الحافظ ابن حجر ذكر أبا هريرة من شيوخه، فظن أنه ذكوان السمان، لكن لو أن الشيخ توسّع في الإطلاع على مصادر ترجمة ميزان، لوجد ابن أبي حاتم قد صدّر شيوخه بقوله:((روى عن أبي هريرة)) ، وأما الحافظ ابن حجر فليس من منهجه في "التهذيب" ذكر شيوخ الراوي والرواة عنه باستيفاء - كما هو معلوم -، ومع ذلك فإنهم لم يذكروا لسليمان بن طرخان التيمي رواية عن ذكوان كما يتضح من مراجعة "تهذيب الكمال" المطبوع (8 / 514) و (12 / 6) ، وإنما ذكروا أنه يروي عن ميزان كما في مصادر ترجمة ميزان السابقة.
وأما ما وقع في "المحلى" لابن حزم من التصريح بأنه السمان فلا يبعد أن يكون =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= اجتهادًا من ابن حزم أخطأ فيه، وهذا كثير، وسبق التنبيه على بعض أخطائه في مثل هذا في الحديث [369] .
وعليه فما رآه الإمام أحمد هو الصواب، والله أعلم.
[395]
الحديث سنده صحيح موقوفًا على أبي هريرة، ولا يصح عنه رفعه.
وذكره السيوطي في "الدر"(1 / 728) وعزاه للمصنف وعبد الرزاق، وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي.
وقد روي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه من أربع طرق:
1-
طريق أبي صالح ميزان البصري، ويرويه عنه سليمان بن طَرْخَان التَّيْمي.
اخرجه المصنف هنا من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة، عن سيلمان.
ومن طريق ابن علية أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5 / 170 رقم 5387) بمثله، وقرن به رواية بشر بن المفضل للحديث عن سليمان التيمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(2 / 506) من طريق سهل بن يوسف، عن سليمان التيمي، به مثله.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (5 / 172 رقم 5390) من طريق مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أبيه، بنحوه.
وأخرجه البيهقي في "سننه"(1 / 460 - 461) في الصلاة، باب من قال: هي العصر - يعني الوسطى -، من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري ويحيى بن سعيد القطان، كلاهما عن سليمان التيمي، به نحوه.
وعلقه ابن حزم في "المحلى"(4 / 369) عن يحيى القطان، به مثله.
فهؤلاء الستة من الرواة رووه عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي صالح، عن أبي هريرة، موقوفًا عليه.
وخالفهم عبد الوهاب بن عطاء فرواه عن التيمي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:((صلاة الوسطى: صلاة العصر)) .
أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5 / 189 رقم 5432) . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن خزيمة في "صحيحه"(2 / 290 رقم 1338) .
والبيهقي في الموضع السابق.
قال البيهقي: ((كذا روي بهذا الإسناد، خالفه غيره، فرواه عن التيمي موقوفًا على أبي هريرة)) . اهـ.
قلت: والموقوف أصح لاتفاق ستة من الرواة على روايته موقوفًا، وفيهم بعض كبار الحفاظ كيحيى القطان وابن علية، وأما عبد الوهاب بن عطاء فتفرد به برفعه ولم يتابعه عليه أحد عن التيمي، وإن كان روي عن أبي هريرة مرفوعًا من غير طريقه كما سيأتي.
2-
طريق كهيل بن حرملة، قال: سئل أبو هريرة عن الصلاة الوسطى، فقال: اختلفا فيها كما اختلفتم فيها ونحن بفناء بيت رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وفينا الرجل الصالح أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، فقال: أنا أعلم لكم ذلك، فقام فاستأذن عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فدخل عليه، ثم خرج إلينا فقال: أخبرنا أنها صلاة العصر.
أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5 / 191 رقم 5436) ، واللفظ له.
والبزار في "مسنده" كما في "كشف الأستار"(1 / 197 - 198 رقم 391) .
والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1 / 174) ، وفي كتاب ((الرد على الكَرَابيسي)) كما في "الجوهر النقي"(1 / 459 - 460) .
وابن حبان في "الثقات"(5 / 341 - 342) .
والحاكم في "المستدرك"(3 / 638) .
جميعهم من طريق خالد بن دَهْقان، عن خالد سَبلانَ، عن كُهيْل، به.
وقد سكت الحاكم والذهبي عن الحديث فلم يتكلما عنه بشيء.
وذكره ابن كثير في "تفسيره"(1 / 292)، وقال:((غريب من هذا الوجه جدًّا)) .
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1 / 309) وعزاه للطبراني أيضًا في "الكبير" مع البزار، ثم قال:((رجاله موثقون)) .
قلت: سنده ضعيف لجهالة كُهَيْل بن حَرْملة النُّمَيْري، فإنه لم يرو عنه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= سوى خالد بن عبد الله سَبَلان، وقد ذكره البخاري في "تاريخه"(7 / 238 رقم 1024) ، وسكت عنه، وبيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(7 / 173 رقم 984) ، وذكره ابن حبان في "الثقات"(5 / 341) .
3-
طريق موسى بن وَرْدان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الوسطى: صلاة العصر)) .
أخرجه الطحاوي في الموضعين السابقين، من طريق محمد بن أبي حميد، عن موسى، به.
وسنده ضعيف جدًّا.
موسى بن وَرْدان القرشي العامري، مولاهم أبو عمر المصري، مدني الأصل، يروي عن أبي هريرة وأنس وجابر وغيرهم رضي الله عنهم، روى عنه ابنه سعيد وحيوة بن شريح ومحمد بن أبي حميد وغيرهم، وهو صدوق ربما أخطأ؛ قال ابن معين:((ضعيف الحديث)) ، وفي رواية:((ليس بالقوي)) ، وقال ابن حبان:((كثر خطؤه حتى كان يروي المناكير عن المشاهير)) ، وقال أبو حاتم:((ليس به بأس)) ، وفي موضع آخر قال:((ليس بالمتين، يكتب حديثه)) ، وقال البزار:((صالح، روى عنه محمد بن أبي حميد أحاديث منكرة، وأما هو فلا بأس به)) ، وقال الدارقطني:((لا بأس به)) ، ووثقه العجلي وأبو داود، وكانت وفاته سنة سبع عشرة ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(8 / 165 - 166 رقم 733) ، و "التهذيب"(10 / 376 - 377 رقم 669) ، و "التقريب"(ص554 رقم 7023) .
ومحمد بن أبي حُمَيْد إبراهيم الأنصاري الزُّرَقي، أبو إبراهيم المدني، لقبه: حمّاد، يروي عن زيد بن أسلم ونافع مولى ابن عمر وسعيد المقبري وموسى بن وردان وغيرهم، روى عنه محمد بن أبي عدي وأبو عامر العَقَدي وأبو داود الطيالسي وغيرهم، وهو ضعيف جدًّا، قال الإمام أحمد:((أحاديث أحاديث مناكير)) ، وقال ابن معين والبخاري والساجي:((منكر الحديث)) ، وفي رواية عن ابن معين:((ليس بشيء، ولا يكتب حديثه)) ، وقال الجوزجاني:((واهي الحديث ضعيف)) ، وقال: =
396 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(1)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْم
(2)
، عَنْ (عَبْدِ الرَّحْمَنِ)
(3)
بْنِ لَبِيْبَةَ الطَّائِفي
(4)
، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: الصَّلَاةُ الْوُسْطَى؟ قَالَ: ((أَلَا هِيَ صلاة العصر)).
= أبو حاتم: ((منكر الحديث، ضعيف الحديث
…
، يروي عن الثقات المناكير))، وقال النسائي:((ليس بثقة))، وقال ابن حبان:((لا يحتج به))، وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم. اهـ. من "الجرح والتعديل"(7/ 233 - 234 رقم 1276)، و "الكامل" لابن عدي (6/ 2203)، و "التهذيب"(9/ 132 - 134 رقم 183).
4 -
طريق عبد الرحمن بن نافع لَبِيْبة الطائفي، عن أبي هريرة موقوفًا عليه، وهو الآتي بعده.
وعليه يتضح أن الحديث صحيح عن أبي هريرة موقوفًا عليه من قوله، وأما رفعه فلا يصح عن أبي هريرة، وقد صح مرفوعًا من حديث علي بن أبي طالب كما في الحديثين المتقدمين برقم [392 و 393]، والله أعلم.
(1)
هو داوُد بن عبد الرحمن العطّار العبدي، أبو سليمان المكّي، روى عن هشام بن عروة وابن جريج، ومعمر وابن خُثَيم وغيرهم، وروى عنه ابن المبارك وابن وهب والإمام الشافعي وسعيد بن منصور وغيرهم، وهو ثقة لم يثبت أن ابن معين تكلم فيه، روى له الجماعة، ووثقه ابن معين وأبو داود والعجلي والبزار، وقال أبو حاتم:((لا بأس به، صالح))، وقال إبراهيم بن محمد الشافعي:((ما رأيت أحدًا أعبد من الفضيل بن عياض، ولا أورع من داود بن عبد الرحمن، ولا أفرس في الحديث من ابن عيينة))، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال:((كان متقنًا، من فقهاء أهل مكة)) وكانت ولادته سنة مائة، ووفاته سنة أربع أو خمس وسبعين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(3/ 417 رقم 1907)، و "التهذيب"(3/ 192 رقم 366)، و "التقريب"(ص 199 رقم 1798).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد روي أن ابن معين والأزدي تكلما في داود هذا.
أما ابن معين فالصحيح عنده توثيقه كما سبق، ونقل الحاكم بلا إسناد عنه أنه قال:((ضعيف))، وهذا لا يثبت لأن الحاكم لم يذكر الذي حدث به.
وأما الأزدي فقال: ((يتكلمون فيه))، وهذا مردود بتوثيق من سبق، والأزدي لا يعتدّ بجرحه سيّما وقد خالفه غيره كما سبق بيان ذلك في الحديث [200].
(2)
هو عبد الرحمن بن خُثَيْم - بالمعجمة والمثلثة مصغرًا-، القَارِيُّ أبو عثمان المكي، روى عن أبي الطفيل وصفيّة بنت شيبة وسعيد بن جبير ومجاهد وغيرهم، روى عنه السفيانان وابن جريج ومعمر وغيرهم، وهو صدوق، قال ابن معين:((ثقة حجة))، وفي رواية قال:((أحاديثه ليست بالقويّة))، ووثقه العجلي والنسائي، وفي رواية أخرى عن النسائي قال:((ليس بالقوي)) ونقل عن ابن المديني أنه قال: ((منكر الحديث))، وقال ابن سعد:((كان ثقة، وله أحاديث حسنة))، وقال أبو حاتم:((ما به بأس، صالح الحديث))، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال:((يخطئ))، وكانت وفاته قبل سنة أربع وأربعين ومائة، قيل: سنة خمس وثلاثين ومائة، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(5/ 111 - 112 رقم 510)، و "التهذيب"(5/ 314 - 315 رقم 536)، و "التقريب"(ص 313 رقم 3466).
(3)
في الأصل: ((عبد الله))، والصواب ما أثبته من مصادر ترجمته الآتية ومصادر التخريج.
(4)
هو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَافِعِ بْنِ لَبِيْبَةَ الطَّائِفي، حجازي يروي عن أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهما، وهو مجهول الحال، روى عنه ابن خثيم ويعلى بن عطاء، وذكره البخاري في "تاريخه"(5/ 357 - 358 رقم 1135)، وسكت عنه، وبيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(5/ 294 رقم 1393).
[396]
سنده ضعيف لجهالة حال عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَافِعِ بْنِ لبيبة، وهو صحيح لغيره كما في الحديث السابق، وقد روي عن أبي هريرة مرفوعًا ولا يصح كما =
397 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(1)
، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ:((صَلَاةُ الْوُسْطَى: صَلَاةُ الصُّبْحِ))
= سبق بيانه.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(1/ 537 - 539 و 577 رقم 2040 و 2197).
وابن جرير الطبري في "تفسيره"(5/ 171 رقم 5388).
كلاهما من طريق معمر، عن ابن خثيم، به نحوه، إلا أن لفظ عبد الرزاق في الموضع الأول فيه قصة طويلة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(5/ 357 - 358) من طريق يحيى بن سليم، عن ابن خثيم، به مختصرًا.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 175).
وابن حزم في "المحلى"(4/ 369 - 370).
أما الطحاوي فمن طريق إسماعيل بن عياش، وأما ابن حزم فمن طريق بشر بن المفضل، كلاهما عن ابن خثيم، به نحوه، وفي لفظهما زيادة.
(1)
لم أجد من نصّ على أن داود سمع من ابن أبي نجيح، لكن صرّح داود بالسماع عند البيهقي كما سيأتي، وكلاهما مكّي، وقد تعاصرا، فوفاة ابن أبي نجيح كانت سنة إحدى وثلاثين ومائة، وولادة داود سنة مائة. انظر:"تهذيب الكمال" المطبوع (8/ 414) والمخطوط (2/ 748)، و "التهذيب"(6/ 54)، و (3/ 192).
[397]
سنده صحيح، وانظر في رواية ابن أبي نجيح للتفسير عن مجاهد الحديث [184].
وهذا الأثر ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 719) وعزاه للمصنف وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في "سننه". =
398 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
، عَنْ زَيْدِ بن أسلم، [ل 118/أ]
(2)
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: ((هي صلاة الصبح)).
= وقد أخرجه البيهقي في "سننه"(1/ 462) في الصلاة، باب من قال: هي الصبحَ - يعني الصلاة الوسطى -، من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، حدثني ابن أبي نجيح .. ، فذكره بنحوه.
وله طريق أخرى من رواية زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عمر، وهي الآتية برقم [398] وسندها حسن لذاته.
وقد روي عن ابن عمر أنها العصر.
فقد ذكر البيهقي في "سننه"(1/ 461) بعض الأحاديث في ذلك، ثم قال:((وهذا قول عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه في أصح الروايتين عنه، وقول أُبَيّ بن كعب وأبي أيوب الأنصاري وأبي هريرة وعبد اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وإحدى الروايتين عن ابن عمر، وابن عباس وأبي سعيد الخدري وعائشة رضي الله عنهم)). اهـ.
وقد أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 170).
وعلقه ابن حزم في "المحلى"(4/ 370).
كلاهما من طريق ابن شهاب الزهري، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر، عن أبيه قال:((الصلاة الوسطى: صلاة العصر))، واللفظ للطحاوي.
وذكره ابن التركماني في "الجوهر النقي"(1/ 463) من وراية الطحاوي، ثم قال:((وهذا سند صحيح)).
(1)
هو الدَّرَاوَرْي، تقدم في الحديث [96] أنه صدوق.
(2)
هو زيد بن أسلم العدوي، مولى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، أبو عبد الله وأبو أسامة، المدني، روى عن أبيه وابن عمر وأبي هريرة وعائشة وجابر وغيرهم، روى عنه الإمام مالك وابن جريج والسفيانان والدَّرَاوَرْدي وغيرهم، وهو ثقة عالم، وكان يرسل، روى له الجماعة، ووثقه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم وابن سعد والنسائي وابن خراش، وقال يعقوب بن شيبة: ((ثقة من أهل =
399 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ
(1)
، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:((هِيَ صَلَاةُ الصُّبْحِ)).
400 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
(2)
، عَنْ حُصَين
(3)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّاد
(4)
قَالَ: ((هي صلاة العصر)).
= الفقه والعلم، وكان عالمًا بتفسير القرآن))، وقد أرسل عن علي وأبي سعيد رضي الله عنهما، وكانت وفاته سنة ست وثلاثين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(3/ 555 رقم 2511)، و "التهذيب"(3/ 395 - 397 رقم 728)، و "التقريب"(ص 222 رقم 2117).
[398]
سنده حسن لذاته، وهو صحيح لغيره كما في الحديث السابق.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(2/ 506) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوري، به مثله.
وذكر ابن عبد البر في "التمهيد"(4/ 284) أن إسماعيل القاضي أخرجه، فقال: وذكر إسماعيل بن إسحاق: أخبرنا إبراهيم بن حمزة وعلي بن المديني - واللفظ له -، قالا: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حدثني زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابن عمر يقول: الصلاة الوسطى: صلاة الصبح.
(1)
هو عبد الله بن طاوس.
[399]
سنده صحيح.
والمصنف هنا أخرجه من طريق شيخه سفيان بن عيينة.
وسفيان أخرجه في "تفسيره" كما في "الدر المنثور"(1/ 719).
(2)
تقدم في الحديث [174] أنه ضعيف.
(3)
هو ابن عبد الرحمن السُّلَمي.
(4)
هو عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّاد بْنِ الهَاد اللَّيْثي، أبو الوليد المدني، ولد في عهد النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئًا، وروى عن أبيه وعمر وعلي وطلحة وابن مسعود وغيرهم رضي الله عنهم روى عنه سعد بن إبراهيم وأبو إسحاق الشيباني وطاوس =
401 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَتَّاب بْنُ بَشِيرٍ
(1)
، عَنْ خُصَيْف
(2)
، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ
(3)
: أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَمَرَتْ بِمُصْحَفٍ لَهَا أَنْ يُكتب، وَقَالَتْ:((إِذَا بَلَغْتُمْ: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ} فَلَا تَكْتُبُوهَا حَتَّى تُؤْذِنُونِي))، فَلَمَّا أَخْبَرُوهَا أَنَّهُمْ قَدْ بَلَغُوا، (قَالَتْ)
(4)
: ((اكْتُبُوهَا: صَلَاةَ الْوُسْطَى صَلَاةَ الْعَصْرِ)).
= ومحمد بن كعب وهو ثقة، روى له الجماعة، ووثقه أبو زرعة والنسائي والعجلي والخطيب، وقال ابن سعد:((كان ثقة فقيهًا كثير الحديث متشيعًا))، وقال الميموني: سئل أحمد: أسمع عبد الله بن شداد من النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شيئًا؟ قال: (لا)، وكانت وفاته سنة إحدى أو اثنتين وثمانين للهجرة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(5/ 80 رقم 373)، و "الكاشف" للذهبي (2/ 95 رقم 2801)، و "التهذيب"(2/ 381 رقم 659)، و (5/ 251 - 252 رقم 441).
[400]
سنده ضعيف لضعف سويد بن عبد العزيز.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 219 رقم 5488)، فقال: حُدِّثت عن عمار بن الحسن، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن شداد بن الهاد قال: الصلاة الوسطى صلاة الغداة.
وهذا أيضًا ضعيف لإبهام شيخ الطبري، وفيه مخالفة لسويد الذي رواه عن حصين على أنها صلاة العصر.
(1)
تقدم في الحديث [204] أنه لا بأس به، إلا في روايته عن خصيف فإنها منكرة.
(2)
تقدم في الحديث [204] أنه صدوق سيء الحفظ.
(3)
تقدم في الحديث [264] أن العجلي وثّقه، لكن لم أجد من نصّ على أنه سمع من عائشة رضي الله عنها، انظر:"تهذيب الكمال"(9/ 510 رقم 2068)، و "تهذيب التهذيب"(3/ 384 رقم 701)، وسماعه منها محتمل، فقد نص =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= البخاري في "تاريخه"(3/ 373 رقم 1261) على أنه سمع أبا موسى الأشعري، وهو متوفى قبل عائشة رضي الله عنها، فوفاته قيل إنها كانت سنة اثنتين وأربعين للهجرة، وقيل أربع وأربعين، وقيل إحدى وخمسين كما في "التهذيب"(5/ 363)، وأما عائشة فوفاتها كانت سنة ثمان وخمسين كما في "التهذيب"(12/ 436).
(4)
في الأصل: ((قال))، وما أثبته من "الدر المنثور"(1/ 727) حيث ذكره من رواية المصنِّف.
[401]
سنده ضعيف لما تقدم عن حال خصيف وعتّاب، وهو صحيح لغيره كما سيأتي.
وذكره السيوطي في "الدر"(1/ 727) بمثله وعزاه للمصنف وأبي عبيد. وأخرجه أبو عبيد في "الفضائل"(ص 240 رقم 573) من طريق مروان بن شجاع، عن خصيف، به نحوه.
وصح الحديث عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها من وجه آخر.
فأخرجه مالك في "الموطأ"(1/ 138 - 139 رقم 25) في صلاة الجماعة، باب الصلاة الوسطى، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ القعقاع بن حكيم، عن أبي يونس مولى عائشة أم المؤمنين أنه قال: أمرتني عائشة أن أكتب بلها مصفحًا، ثم قالت: إذا بلغت هذه الآية فآذِنّي: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِين} ، فلما بلغتُها آذنتها، فأملت عليّ: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين، قالت عائشة: سمعتُها مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
ومن طريق الإمام مالك أخرجه:
الإمام أحمد في "المسند"(6/ 73 و 178).
ومسلم في "صحيحه"(1/ 437 - 438 رقم 207) في المساجد، باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي صلاة العصر.
وأبو داود في "سننه"(1/ 287 رقم 410) في الصلاة، باب في وقت صلاة العصر.
والترمذي (8/ 326 - 327 رقم 4065) في تفسير سورة البقرة من كتاب التفسير.
والنسائي في "سننه الصغرى"(1/ 236) في الصلاة، باب المحافظة على صلاة العصر، وفي الصلاة من الكبرى (1/ 154 رقم 366)، باب الأمر بالمحافظة على =
402-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَتَّاب، عَنْ خُصَيف، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:((هِيَ صَلَاةُ الصبح)) .
= الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر، وفي "التفسير"(1 / 269 - 270 رقم 66) .
والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1 / 172) .
وابن أبي داود في "المصاحف"(ص94) .
والبيهقي في "سننه"(1 / 462) في الصلاة، باب من قال: هي الصبح - يعني الوسطى-.
فإن قيل: إن هذه الرواية تخالف رواية زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ فِي إثبات الواو وحذفها في قوله: ((صلاة العصر)) و: ((وصلاة العصر) ، والواو عاطفة، والعطف يقتضي المغايرة، فتكون صلاة العصر غير الوسطى، فالجواب ما ذكره الحافظ ابن حجر في "الفتح" (8 / 197) ؛ حيث ذكر حجج من قال: إن الصلاة الوسطى غير العصر ومنها هذا الحديث، ثم قال ابن حجر:((فتمسك قوم بأن العطف يقتضي المغايرة، فتكون صلاة العصر غير الوسطى، وأجيب: بأن حديث علي ومن وافقه أصح إسنادًا وأصرح، وبأن حديث عائشة قد عورض برواية عروة: أنه كان في مصحفها: (وهي العصر) ، فيحتمل أن تكون الواو زائدة، ويؤيده ما رواه أبو عبيد بإسناد صحيح عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ كان يقرؤها:(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى صلاة العصر) بغير واو، أوْ هي عاطفة، لكن عطف صفة لا عطف ذات، وبأن قوله:(والصلاة الوسطى والعصر) لم يقرأ بها أحد، ولعل أصل ذلك ما في حديث البراء أنها نزلت أولاً (والعصر)، ثم نزلت ثانيًا بدلها:(والصلاة الوسطى) ، فجمع الراوي بينهما، ومع وجود الاحتمال لا ينهض الاستدلال، فكيف يكون مقدًما على النص الصريح بأنها صلاة العصر؟!)) . اهـ. والله أعلم.
[402]
إسناده ضعيف كسابقه، وهو صحيح لغيره كما سيأتي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1 / 718) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد فقط.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وذكر ابن عبد البر في "التمهيد"(4 / 284 - 285) أن إسماعيل القاضي أخرجه، فقال: ذكر إسماعيل، قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة قال: أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثور، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنه كان يقول: الصلاة الوسطى: صلاة الصبح، تصلى في سواد من الليل وبياض من النهار، وهي أكثر الصلوات تفوت الناس.
قال إسماعيل: وحدثنا به محمد بن أبي بكر قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ثور بن زيد، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مثله.
قال إسماعيل: ((الرواية عن ابن عباس في ذلك صحيحة)) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1 / 171) من طريق خالد بن خراش، عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي، به نحو سياق إسماعيل القاضي، غير أنه لم يذكر قوله:((وهي أكثر الصلوات تفوت الناس)) .
وإسناد إسماعيل القاضي الأول حسن لذاته؛ رجاله ثقات، غير عبد العزيز وإبراهيم فإنهما صدوقان، وقد توبعا كما سبق، فالحديث صحيح لغيره.
أما عكرمة فتقدم في الحديث [115] أنه ثقة ثبت.
وأما عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي فتقدم في الحديث [69] أنه صدوق.
وأما ثَوْرُ بن زيد الدِّيْلي - بكسر المهملة، بعدها تحتانية-، المدني، فإنه يروي عن أبي الزناد وعكرمة والحسن البصري وغيرهم، روى عنه الإمام مالك وسليمان بن بلال والدَّرَاوَرْدي وغيرهم، وهو ثقة؛ روى له الجماعة، ووثقه ابن معين وأبو زرعة والنسائي، وكانت وفاته سنة خمس وثلاثين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(2 / 468 رقم 1903) ، و "التهذيب"(2 /31 - 32 رقم 55) ، و "التقريب"(ص135 رقم 859) .
وأما إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد الله بن الزبير الزُّبَيْري، أبو إسحاق المدني، فإنه يروي عن إبراهيم بن سعد وابن أبي حازم والدَّرَاوَرْدي وغيرهم، روى عنه البخاري وأبو داود وأبو زرعة، وأبو حاتم وإسماعيل القاضي =
403 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الأَحْوَص
(1)
، أَرَاه
(2)
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ
(3)
ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى} ، قال:((هي صلاة العصر)).
= وغيرهم، وهو صدوق كما قال أبو حاتم، وقال ابن سعد:((ثقة صدوق))، وقال النسائي:((ليس به بأس))، وكانت وفاته سنة ثلاثين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(2/ 95 رقم 259)، و "التهذيب"(1/ 116 - 117 رقم 207)، و "التقريب"(ص 89 رقم 168).
وقد روي عن ابن عباس أنها العصر، وهو الحديث الآتي، ولكنه لا يصح بهذا اللفظ، وإنما حسن لذاته بلفظ:((والصلاة الوسطى وصلاة العصر)).
(1)
هو سَلاَّم بن سُلَيْم.
(2)
القائل: ((أراه)) هو المصنف، شك في ذلك ولا داعي للشك؛ فسيأتي أنه عن أبي إسحاق من رواية أبي الأحوص عنه.
(3)
اختلف في هذا الراوي المبهم كما سيأتي، ففي بعض الروايات أن اسمه:((رَزِين))، وفي بعضها:((هُبيرة)) وهو الصواب.
[403]
سنده ضعيف لإبهام شيخ أبي إسحاق، لكنه قد عرف كما سيأتي، فالحديث حسن لذاته بلفظ: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وصلاة العصر.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 728) وعزاه للمصنف ووكيع وسفيان وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 169 رقم 5381) من طريق محمد بن عبيد المحاربي، قال: حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
…
، فذكره بنحوه.
ورواه زكريا بن أبي زائدة، وقيس بن الربيع، وإسرائيل بن يونس، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به، وسموا المبهم:((رزين)).
وخالفهم شعبة، فسماه:((هبيرة)). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أما رواية زكريا بن أبي زائدة، فأخرجها أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص240 رقم 575) فقال: حدثنا ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن رزين بن عبيد، أنه سمع ابن عباس يقرؤها كذلك:(والصلاة الوسطى صلاة العصر) .
وأما رواية إسرائيل، فأخرجها البخاري في "تاريخه"(3 / 324)، فقال: قال إسحاق: أخبرنا ابن آدم. سمع إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رزين بن عبيد، عن ابن عباس: الوسطى: العصر.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5 / 180 رقم 5416) .
والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1 / 172) .
كلاهما من طريق إسرائيل، به نحوه، ولفظهما أتم من لفظ البخاري.
وأما رواية قيس بن الربيع، فأخرجها ابن جرير برقم (5413) ولفظه نحو لفظ المصنف.
وأما رواية شعبة، فأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (2 / 504) فقال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هبيرة بن يريم، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى صلاة العصر) .
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5 / 213 رقم 5468) .
وابن أبي داود في "المصاحف"(ص87) .
وعلقه ابن حزم في "المحلى"(4 / 363 - 364) .
وأخرجه البيهقي في "سننه"(1 / 463) في الصلاة، باب من قال: هي الصبح - يعني الوسطى-.
أما ابن جرير والبيهقي فمن طريق وهب بن جرير، وأما ابن أبي داود فمن طريق محمد بن جعفر غندر، وأما ابن حزم فمن طريق يحيى القطان، جميعهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن هبيرة بن يريم، عن ابن عباس:(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وصلاة العصر) .
كذا رواه هؤلاء عن شعبة: ((وصلاة العصر)) ، وخالفهم وكيع كما سبق فرواه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بحذف الواو.
ومن طريق وكيع علقه ابن حزم في "المحلى"(4 / 365) .
والراجح إثبات الواو لاتفاق هؤلاء الثلاثة على روايته كذلك عن شعبة، وفيهم يحيى بن سعيد القطان وهو أحفظ من وكيع وأتقن.
وأما قوله: ((هبيرة بن يريم)) ، فإنما هو عند البيهقي فقط، وأما ابن أبي شيبة فوقع عنده:((عمير بن نعيم)) ، ووقع عند ابن أبي داود وابن حزم:((عمير بن يريم)) ، وعند ابن جرير:((عمير بن مريم)) ، وصوبه الشيخ أحمد شاكر كما هنا، وهو الصواب.
وهو هُبَيْرة بن يَريم - أوّله تحتانيّة، على وزن عظيم -، الشِّبَامي - بمعجمة، ثم موحدة خَفيفة - ويقال: الخارفي - بمعجمة وفاء -، أبو الحارث الكوفي، روى عن علي وطلحة وابن مسعود وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم روى عنه أبو إسحاق السبيعي وأبو فاختة، وهبيرة هذا لا بأس به، وقد عيب بالتشيع.
قال الإمام أحمد: ((لا بأس بحديثه، هو أحسن استقامة من غيره)) - يعني: الذين تفرد أبو إسحاق بالرواية عنهم -، وقال ابن سعد:((كانت منه هفوة أيام المختار، وكان معروفًا، وليس بذاك)) ، وقال الساجي: قال يحيى بن معين: ((هو مجهول)) ، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عن هبيرة بن يريم، قلت: يحتج بحديثه؟ قال: ((لا، وهو شبيه بالمجهولين)) ، وقال ابن خراش:((ضعيف)) ، وقال النسائي:((ليس بالقوي)) ، وقال في "الجرح والتعديل":((أرجو أن لا يكون به بأس، ويحيى وعبد الرحمن لم يتركا حديثه، وقد روى غير حديث منكر)) . وكانت وفاته سنة ست وستين للهجرة. اهـ. من "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (9 / 109 - 110 رقم 458) ، و "التهذيب"(11 / 23 - 24 رقم 52) ، و "التقريب"(ص570 رقم 7268) .
ورواية شعبة أرجح من رواية ابن أبي زائدة وقيس بن الربيع وإسرائيل، وسندها حسن لذاته، وانظر ترجمة أبي إسحاق في الحديث رقم [1] . =
404 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانة
(1)
، عَنْ أَبِي بِشْر
(2)
، عَنْ عَبَايَة بْنِ رِفَاعة
(3)
، - فِي قَوْلِهِ عز وجل:(({وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ} -، (أَيْ: مُطِيعِينَ))).
405 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
…
(4)
: ((وَخَفْضُ الأَيْدي، وغَضّ الْبَصَرِ فِي الصَّلَاةِ)).
= وأما ابن أبي زائدة وإسرائيل؛ فإنهما ممن روى عن أبي إسحاق بعد الاختلاط كما في "الكواكب النيرات" وحاشيته (ص 350 و 356).
وأما قيس بن الربيع فتقدم في الحديث [54] أنه صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ما ليس من حديثه فحدَّث به.
(1)
هو وضّاح بن عبد الله.
(2)
هو جعفر بن إياس.
(3)
هو عَبَايَةُ - بفتح أوّله والموحّدة الخفيفة، وبعد الألف تحتانية خفيفة - ابن رِفَاعة بن رافع بن خَديج، الأنصاري، الزُّرَقي، أبو رفاعة المدني، روى عن جده وعن أبيه، عن جده على خلاف في ذلك، وعن الحسين بن علي بن أبي طالب وغيرهم، روى عنه سعيد بن مسروق الثوري وأبو حيّان يحيى بن سعيد التيمي وأبو بشر وغيرهم، وهو ثقة من الطبقة الثالثة؛ وثقه ابن معين والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له الجماعة. "الجرح والتعديل"(7/ 29 رقم 154)، و "التهذيب"(5/ 136 رقم 235)، و "التقريب"(ص 294 رقم 3196).
[404]
سنده صحيح.
(4)
كذا في الأصل، وواضح أن في الحديث سقطًا في الإسناد والمتن، ولم أستطع تداركه.
[405]
الحكم على الحديث متوقف على استدراك ما سقط منه، فعسى أن يتيسر ذلك. =
406 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو شِهَاب
(1)
، عَنْ لَيْث
(2)
، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:((مِنَ القُنُوت: (الرُّكُوعُ)
(3)
، والخشوعُ، وغَضُّ الْبَصَرِ، وخفْضُ الجَنَاح مِنْ رَهْبة اللَّهِ عز وجل، كَانَ الْعُلَمَاءُ إِذَا قَامَ أَحَدُهُمْ فِي الصَّلَاةِ، يَهَابُ الرحمنَ سبحانه وتعالى أَنْ يمتدَّ بَصَرُهُ، أَوْ يَعْبثَ بِشَيْءٍ، أَوْ يَلْتَفِتَ، أَوْ يُقَلِّبَ الحَصَا، أَوْ يُحَدِّثَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ مِنْ شَأْن الدُّنْيَا، إِلَّا نَسْيًا)).
(1)
هو عبد ربه بن نافع.
(2)
هو ابن أبي سليم، تقدم في الحديث [9] أنه اختلط فلم يتميز حديثه فتُرك.
(3)
في الأصل: ((الركود))، وما أثبته من الموضع الآتي من "شعب الإيمان".
[406]
سنده ضعيف لضعف ليث بن أبي سُلَيم.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 731) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والأصبهاني في الترغيب والبيهقي في "شعب الإيمان".
وقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6/ 385 رقم 2883) من طريق المصنف، حدثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مجاهد - في قوله:{وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ} - قَالَ: مِنَ الْقُنُوتِ: الرُّكُوعُ، وَالْخُشُوعُ، وَغَضُّ الْبَصَرِ، وَخَفْضُ الْجَنَاحِ مِنْ رهبة الله عز وجل. قال البيهقي رضي الله عنه: كَانَ الْعُلَمَاءُ إِذَا قَامَ أَحَدُهُمْ في الصلاة، يهاب الرحمن أن يَشُدَّ بصره، أو يلتفت، أو يعبث شيء، أَوْ يُقَلِّبَ الْحَصَا، أَوْ يُحَدِّثَ نفسه مِنْ شَأْنِ الدُّنْيَا إِلَّا نَسْيًا. اهـ.
وقوله: ((قال البيهقي رضي الله عنه)) من زيادة النساخ؛ لأن باقي الكلام تابع لقول مجاهد، لا من قول البيهقي.
وأخرجه محمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(1/ 188 رقم 138).
وابن جرير الطبري في "تفسيره"(5/ 235 رقم 5529).
كلاهما من طريق جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ ليث، به نحوه، ووقع عند محمد بن نصر:((أن يشدّ بصره))، ولم يذكره ابن جرير الطبري.
407 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مَعْشَر
(1)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ:((قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَالنَّاسُ يَتَكَلَّمُونَ فِي الصَّلَاةِ فِي حَوَائِجِهِمْ كَمَا يَتَكَلَّمُ أَهْلُ الْكِتَابِ فِي الصَّلَاةِ فِي حَوَائِجِهِمْ، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ})).
= وأخرجه ابن جرير أيضًا في الموضع السابق برقم (5528).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 177 / أ).
كلاهما من طريق عبد الله بن إدريس، عن ليث، به نحو سياق البيهقي.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (5531).
وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 282).
والأصبهاني في "الترغيب"(2/ 765 رقم 1867).
ثلاثتهم من طريق أبي جعفر، عن ليث، به نحو سياق البيهقي أيضًا، إلا أن ابن جرير قال:((الركود)) بدل: ((الركوع))، ولم يذكر قوله:((يشذ بصره)).
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (5530) من طريق عنبسة، عن ليث، به نحوه، ولم يذكر بعض ألفاظه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 171) من طريق شجاع، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عن مجاهد - في هَذِهِ الْآيَةُ:{وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ} -، قال: من القنوت: الركوع والسجود وخفض الجناح وغض البصر من رهبة الله.
وأخرجه ابن أبي حاتم في الموضع السابق مقرونًا برواية ابن إدريس، من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن ليث.
(1)
هو نَجيح بن عبد الرحمن، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.
[407]
سنده ضعف جدًّا لإرساله وضعف أبي معشر، وقد صح الحديث من غير هذا الطريق كما سيأتي في الحديث بعده.
وذكره السيوطي في الدر المنثور (1/ 730) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد.
408 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشيم، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ شُبَيُل
(1)
، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْباني
(2)
، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَم قَالَ:((كُنَّا نتكلَّم فِي الصَّلَاةِ، يُكَلِّم أحدُنا مَنْ إِلَى جَانِبِهِ))، فَنَزَلَتْ:{وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ} وَأُمِرْنَا بالسُّكُوت، ونُهينا عَنِ الْكَلَامِ.
(1)
هو الحارث بن شُبَيْل - بالمعجمة والموحدة مصغّر - ابن عوف البَجَلي، أبو الطُّفَيل الكوفي، روى عن أبي عمرو الشيباني، وعبد اللَّهِ بْنَ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ وطارق بن شهاب، روى عنه إسماعيل بن أبي خالد وسعيد بن مسروق والأعمش، وهو ثقة من الطبقة الخامسة، روى له الجماعة إلا ابن ماجه، وقال ابن معين:((لا يُسأل عن مثله)) - يعني لجلالته -، ووثقه النسائي وأبو الوليد الباجي وذكره ابن حبان في "الثقات". "الجرح والتعديل"(3/ 76 - 77 رقم 356)، و "التهذيب"(2/ 143 - 144 رقم 245)، و "التقريب"(ص 146 رقم 1026).
(2)
هو سعد بن إياس، أبو عمرو الشيباني، الكوفي، روى عن ابن مسعود وعلي وحذيفة وزيد بن أرقم وغيرهم، روى عنه أبو إسحاق السبيعي والحارث بن شبيل والأعمش ومنصور بن المعتمر وغيرهم، وهو ثقة مخضرم، روى له الجماعة، ووثقه ابن معين والعجلي وأبو نعيم الأصبهاني، وقال هبة الله بن الحسن الطبري:((مجمع على ثقته))، وقال هو عن نفسه، ((بعث النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى إبلاً لأهلي))، واختلف في وفاته، فقيل: سنة خمس وتسعين للهجرة، وقيل: ست وتسعين، وقيل: ثمان وتسعين، وقيل: سنة إحدى ومائة. "الجرح والتعديل"(4/ 78 - 79 رقم 340)، و "التهذيب"(3/ 468 رقم 872)، و "التقريب"(ص 230 رقم 2233).
[408]
سنده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما سيأتي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 730) وعزاه للمصنف ووكيع وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم أبي داود والترمذي والنسائي وابن جرير =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن خزيمة والطحاوي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني والبيهقي.
وأخرجه الخطابي في "غريب الحديث"(1 / 691) من طريق المصنف، ثنا هشيم أنبأ إسماعيل بن أبي خالد، نا الْحَارِثِ بْنِ شُبَيْلٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصلاة، يكلم أحدُنا صاحبه إلى جنبه بحاجته، فنزلت:{وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ} ، فأمرنا بالسكوت، ونهينا عن الكلام.
وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث"(1 / 134) .
ومسلم في "صحيحه"(1 / 383 رقم 35) في المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته.
وأبو داود في "سننه"(1 / 583 رقم 949) في الصلاة، باب النهي عن الكلام في الصلاة.
والترمذي في "سننه"(2 / 439 - 440 رقم 403) في الصلاة، بابٌ في نسخ الكلام في الصلاة. و (8 / 330 رقم 4071) في تفسير سورة البقرة من كتاب التفسير.
وابن خزيمة في "صحيحه"(2 / 34 رقم 856) .
وابن المنذر في "الأوسط"(3 / 229 - 230 رقم 1566) .
والبيهقي في "سننه"(2 / 248) في الصلاة، باب ما لا يجوز من الكلام في الصلاة.
جميعهم من طريق هشيم، به نحوه.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(4 / 368) .
والبخاري في "صحيحه"(8 / 198 رقم 4534) في تفسير سورة البقرة من كتاب التفسير، باب:{وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ} أي مطيعين، وفي "التاريخ الكبير"(2 / 270) .
والنسائي في "سننه"(3 / 18) في السهو، باب الكلام في الصلاة.
وابن خزيمة في الموضع السابق برقم (856 و 857) .
وابن حبان في "صحيحه"(6 / 21 - 22 رقم 2246 / الإحسان) .
والطبراني في "الكبير"(5 / 218 - 219 رقم 5062) .
والبيهقي في الموضع السابق.
جميعهم من طريق يحيى بن سعيد القطان، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، به نحوه، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= إلا أنه لم يذكر قوله: ((ونهينا عن الكلام)) .
وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده"(ص113 رقم 260) .
والترمذي في الموضع السابق من كتاب التفسير رقم (4070) .
وابن خزيمة في الموضع السابق رقم (856) .
والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1 / 170) .
جميعهم من طريق يزيد بن هارون، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، به نحوه سابقه.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(3 / 72 - 73 رقم 1200) في العمل في الصلاة، باب ما ينهى عن الكلام في الصلاة.
ومسلم في الموضع السابق من صحيحه.
وابن حبان في الموضع السابق (ص27 رقم 2250) .
ثلاثتهم من طريق عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، به نحوه سابقه.
وأخرجه مسلم في الموضع السابق.
وابن جرير في "تفسيره"(5 / 232 رقم 5524) .
كلاهما من طريق وكيع وعبد الله بن نمير، عن إسماعيل، به نحوه سابقه.
وأخرجه الترمذي في الموضع السابق.
والطبراني في "الكبير"(5 / 219 رقم 5063) .
كلاهما من طريق مروان بن معاوية، عن إسماعيل، به نحو سابقه أيضًا.
وكذا أخرجه الترمذي في الموضع نفسه من طريق محمد بن عبيد، عن إسماعيل، به.
وأخرجه النسائي في "تفسيره"(1 / 271 رقم 67) .
وابن حبان في الموضع السابق (ص17 - 18 رقم 2245) .
كلاهما من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إسماعيل، به نحو سابقه.
ومن طريق النسائي أخرجه النحاس في "الناسخ والمنسوخ"(ص19) .
وأخرجه ابن جرير في الموضع السابق.
وأبو عوانة في "صحيحه"(2 / 153) .
وابن المنذر في "الأوسط"(3 / 229 رقم 1565) . =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}]
409 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: - حَدَّثَنَا سَعِيدٌ؛ قَالَ: نَا أَبُو الأَحْوَص
(1)
، عَنْ مُغيرة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} -، قَالَ:((ذَلِكَ فِي الْقِتَالِ؛ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ حَيْثُمَا كَانَ وَجْهُهُ، وَعَلَى دَابَّتِهِ حَيْثُمَا كَانَ وَجْهُهَا، يُومئ برأسه إيماءً)).
= وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 176 / ب).
والطبراني في الموضع السابق برقم (5064).
جميعهم من طريق يعلى بن عبيد، عن إسماعيل، به نحو سابقه.
وكذا أخرجه ابن جرير في الموضع نفسه من طريق ابن أبي زائدة ومحمد بن يزيد، كلاهما عن إسماعيل، به.
(1)
هو سلاّم بن سُلَيْم.
[409]
سنده صحيح، وقد صرح مغيرة بأنه هو الذي سأل إبراهيم النخعي عن هذه الآية كما سيأتي في الحديث بعده من رواية هشيم عن مغيرة.
والحديث أعاده المصنف هنا، وكان قد رواه في كتاب الجهاد، باب العمل في صلاة الخوف (2/ 218 رقم 2517) بمثل ما هنا سواء، إلا أنه قال:((حيث ما يوجهها)) بدل قوله: ((حيث ما كان وجهها)).
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص 70 رقم 122) عن مغيرة، عن إبراهيم:{فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} ، قال: يصلي ركعتين، يومئ إيماءً حيثما كان وجهه.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(2/ 514 رقم 4260).
وابن جرير الطبري في "تفسيره"(5/ 238 - 239 رقم 5536 و 5537).
والدولابي في "الكنى والأسماء"(2/ 153 - 154).
ثلاثتهم من طريق سفيان الثوري، به. =
410 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هشُيم، قَالَ: نَا مُغيرة، قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَوْلِهِ عز وجل:{فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} ، قال:((عند المُطَاردة، يصلي حيث ما كَانَ وَجْهُهُ، رَاكِبًا، أَوْ رَاجِلًا، رَكْعَتَيْنِ، يُومِئُ إِيمَاءً، يَجْعَلُ السُّجُودَ أخفض من الركوع)) .
= وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(2 / 460) .
وابن جرير في "تفسيره"(5 / 241 رقم 5551) .
كلاهما من طريق جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ - فِي قَوْلِهِ:{فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} - قال: يصلي الرجل في القتال المكتوبة على دابته وعلى راحلته حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ، يُومِئُ إِيمَاءً عند كل ركوع وسجود، ولكن السجود أخفض من الركوع، فهذا حين تأخذا السيوف بعضها بعضًا، هذا في المطاردة.
هذا لفظ ابن جرير الطبري وهو أتم من لفظ ابن أبي شيبة.
وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(ص198 رقم 253) .
وأبو يوسف في كتاب "الآثار"(ص76 رقم 377) .
ومحمد بن الحسن في "الآثار" أيضًا (ص40 رقم 196) .
ثلاثتهم من طريق حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، به بمعناه، وفيه زيادة.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(2 / 515 رقم 4266) من طريق معمر، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم قال: ركعتان يومئ بهما حيث كان وجهه.
[410]
سنده صحيح.
والحديث أعاده المصنف هنا، وكان قد رواه في كتاب الجهاد، باب العمل في صلاة الخوف (2 / 217 رقم 2513) بمثل ما هنا، إلا أنه قال:((حيث كان وجهه)) ، ولم يذكر قوله:((ركعتين)) .
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(5 / 238 رقم 5535) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، به نحوه.
وللحديث طرق أخرى سبق تخريجها في الحديث السابق.
411 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، نَا يُونُسُ
(1)
، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:((يُصَلِّي رَكْعَةً حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ، يومئ إيماءً)).
(1)
هو ابن عبيد.
[411]
سنده صحيح.
والحديث أعاده المصنف هنا، وكان قد رواه في كتاب الجهاد باب العمل في صلاة الخوف (2/ 217 رقم 2514)، بمثل ما هنا سواء.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(5/ 239 رقم 5540) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن هشيم، به بلفظ: إذا كان عند القتال صلى راكبًا أو ماشيًا حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ، يُومِئُ إِيمَاءً.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(2/ 514 رقم 4261) من طريق سفيان الثوري، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: يومئ بركعة.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(2/ 461) من طريق الثوري أيضًا، به بلفظ: الصلاة عند المسايفة ركعة.
وأخرجه ابن جرير برقم (5554) من طريق الثوري أيضًا بلفظ: ركعة.
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (2/ 460) من طريق عبد الأعلى، عن يونس، عن الحسن، سئل عن الرجل إذا حضرت المسايفة كيف يصلي، قال: يصلي ركعة وسجدتين تلقاء وجهه.
وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(ص 197 رقم 248) عن هشام، عن الحسن - في صلاة المطاردة - قال: ركعة، وسجدتين، يومئ إيماء.
وأخرجه ابن المبارك أيضًا (ص 197 رقم 249).
وابن جرير أيضًا (5/ 240 رقم 5545) كلاهما من طريق الفضل بن دَلْهم عن الحسن: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} قال: ركعة وأنت تمشي، وأنت يوضع بك بعيرك، ويركض بك فرسك، على أي جهة كان.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (5/ 242 رقم 5553) من طريق قتادة، عن الحسن، قال في الخائف الذي يطلبه العدو - قال: إن استطاع أن يصلي ركعتين، وإلا صلى ركعة.
وسيأتي في الحديث رقم [414] عن الحسن - في القوم يطلبون -: إن كانوا =
412 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشيم، قَالَ: نا جُوَيْبر، عَنِ الضَّحَّاك قَالَ: ((إِذَا كَانَ عِنْدَ المُسَايَفَة
(1)
، أَوْ كَانَ يطْلب، أَوْ يَطْلُبُهُ سَبُع، فليصلِّ رَكْعَةً رَكْعَةً حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ، يُومِئُ إِيمَاءً، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فليكبِّر تَكْبِيرَةً، أَوْ تَكْبِيرَتَيْنِ)).
413 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ دِينَارٍ
(2)
، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ (بُخْت)
(3)
المَكِّي
(4)
يَقُولُ: ((إِذَا كَانَتِ المُسَايَفَة إِنِ اسْتَطَاعُوا صَلُّوا قِيَامًا، وَإِلَّا فَرُكْبَانًا، وَإِلَّا فَالتَّكْبِيرُ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِيعُوا، فَلَا يدعوا ذكرها في أنفسهم)).
= لَا يُطْلَبُونَ صَلَّوْا بِالْأَرْضِ، وَإِنْ كَانُوا يُطْلَبُونَ صَلَّوْا عَلَى دَوَابِّهِمْ.
(1)
أي المُجالَدَةُ، وتَسَايَفَ القوم: أي تضاربوا بالسيوف. "لسان العرب"(9/ 166 - 167).
[412]
سنده ضعيف جدًّا لشدة ضعف جويبر كما في الحديث [93].
والحديث أعاده المصنف هنا، وكان قد رواه في كتاب الجهاد، باب العمل في صلاة الخوف (2/ 217 - 218 رقم 2515) بمثل ما هنا، إلا أنه ذكر قوله:((ركعة)) مرة واحدة، وقال:((فليكبر تكبيرتين)).
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(5/ 240 رقم 5544) من طريق عمرو بن عون، عن هشيم، به نحوه.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(2/ 514 رقم 4263).
وابن أبي شيبة في "المصنف"(2/ 461).
كلاهما من طريق سفيان الثوري، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ - فِي قوله:{فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} - قال: تجزئ تكبيرتين (كذا!) حيث كان توجهه.
هذا لفظ عبد الرزاق، وأما ابن أبي شيبة فلفظه: تكبيرتين عند المسايفة.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (5543) من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ - فِي قَوْلِهِ:{فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} - قال: إذا التقوا عند =
414 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الأوْزَاعي، قَالَ: حَدَّثَنِي سَابِق البَرْبَرِي
(1)
، قَالَ:(كَتَبَ)
(2)
مَكْحول إِلَى الْحَسَنِ، وَنَحْنُ عِنْدَهُ بِدَابِق
(3)
: فِي الْقَوْمِ يُطْلبون، فجاء [ل 118/ب]
= القتال وطَلَبوا، أو طُلبوا، أو طلبهم سبع، فصلاتهم تكبيرتان إيماءً، أيَّ جهة كانت.
(2)
هو شعيب بن أبي حمزة، تقدم في الحديث [66] أنه ثقة عابد.
(3)
في الأصل: ((يحيى)) تصحّفت بسبب تقارب الرسم، وما أثبته من الموضع الآتي من السنن للمصنف، ومن تفسير ابن كثير (1/ 547) نقلاً عن المصنِّف.
(4)
هو عبد الوهاب بن بُخْت - بضم الموحّدة، وسكون المعجمة، بعدها مثنّاة -، الأموي، مولاهم، أبو عبيدة، ويقال: أبو بكر المكّي، سكن الشام، ثم المدينة، روى عن أنس وابن عمر وأبي إدريس الخولاني وعمر بن عبد العزيز وغيرهم، روى عنه أيوب السختياني والإمام مالك وشعيب بن أبي حمزة وغيرهم، وهو ثقة؛ وثقه ابن معين وأبو زرعة ويعقوب بن سفيان والنسائي، وكانت وفاته سنة ثلاث عشرة ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(6/ 69 رقم 360)، والتهذيب (6/ 444 - 446 رقم 926)، والتقريب (ص 368 رقم 4254).
[413]
سنده ضعيف؛ إسماعيل بن عياش تقدم في الحديث [9] أنه صدوق في روايته عن أهل بلده مخلِّط في غيرهم، ومدلس، وهذا الحديث من روايته عن شعيب وهو من أهل بلده، لكنه لم يصرح بالسماع فيما بينه وبينه.
والحديث أعاده المصنف هنا، وكان قد رواه في كتاب الجهاد، باب العمل في صلاة الخوف (2/ 218 رقم 2516) بمثل ما هنا، إلا أنه قال:((فإن استطاعوا))، و:((فلا يدعوها في أنفسهم)).
وذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره (1/ 547) قول من قال: تجزئه تكبيرة عند المسايفة، ثم قال: ((وإليه ذهب الأمير عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ بُخْتٍ الْمَكِّيَّ، حتى قال: فإن لم يقدر على التكبيرة، فلا يتركها في نفسه - يعني بالنيّة -، رواه سعيد بن منصور في سننه عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُعَيْبِ بن دينار، عنه، فالله أعلم. اهـ.
(1)
هو سَابِقُ بن عبد الله أبو سعيد البَرْبَري، من أهل بَرْبَر، سكن الرَّقَة، يروي عن مكحول وعمرو بن أبي عمرو، وعنه الأوزاعي وأهل الجزيرة، وهو مجهول الحال، =
كِتَابُهُ: ((إِنْ كَانُوا لَا يُطْلبون صَلَّوا بِالْأَرْضِ، وَإِنْ كَانُوا يُطْلبون صَلَّوا على دوابِّهم)).
= ذكره البخاري في "تاريخه"(4/ 201 - 202 رقم 2494) وسكت عنه، وبيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(4/ 307 رقم 1340)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 433)، وفرَّق ابن عدي في "الكامل"(3/ 1307 - 1308) بينه وبين سابق بن عبد الله الرَّقِّي وسابق بن عبد الله الراوي عن أبي خلف، فقال:((وسابق البربري الذي يذكر هو غير ما ذكرت، وسابق البربري إنما له كلام في الحكمة وفي الزهد وغيره))، وذكره ابن عساكر في "تاريخه"(7/ 1 - 8)، وذكر أن ابن عدي فرق بينه وبين الرَّقِّي، ثم تعقَّبه فقال:((قلت: هما واحد))، هذا مع أن ابن عدي جوَّز أن يكون سابق ثلاثة لا اثنين كما يفهم من نقل ابن عساكر عنه، وقد نقله الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان"(3/ 2 - 3 رقم 1) عن ابن عدي وأقَرَّه، وإنما تعقبه فيما يفهم من قوله:((إنما له كلام في الحكمة وفي الزهد وغيره))، فقال ابن حجر:((ومقتضاه: أن البربري ليست له رواية، وليس كذلك؛ فقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال: هذا من أهل بربر، سكن الرَّقَّة، يروي عن مكحول وعمرو بن أبي عمرو، قال أبو حاتم الرازي: روى عنه الأوزاعي)). اهـ. وقد فرق أبو حاتم الرازي بين الرَّقِّي والبربري كما في الموضع السابق من "الجرح والتعديل"، وجمع بينهما الحافظ محمد بن سعيد الحرّاني في "تاريخ الرَّقَّة"(ص 123 - 126)، والخطيب البغدادي في "الموضح لأوهام الجمع والتفريق"(2/ 156 - 157).
(2)
في الأصل: ((كنت)). والتصويب من الموضع الآتي من ((السنن للمصنف)).
(3)
دَابِقُ - بكسر الباء، وروي بفتحها، وآخره قاف-: هي قرية قرب حلب بينهما أربعة فراسخ، عندها مرج معشبٌ نزهٌ كان ينزله بنو مروان إذا غزوا الصَّائِفَة إلى ثَغْر مِصِّيصة، وبه قبر سليمان بن عبد الملك بن مروان. اهـ. من "معجم البلدان"(2/ 416).
[414]
سنده ضعيف لجهالة حال سابق البربري، ومعناه صحيح يشهد له ما تقدم في الحديث [411] عن الحسن البصري.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ}]
415 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا جُوَيْبر
(1)
، عَنِ الضَّحَّاك - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} -، (قَالَ)
(2)
: ((كَانَ الرَّجُلُ إِذَا مَاتَ أَنْفَقَ عَلَى امْرَأَتِهِ حَوْلًا، ثُمَّ يَقْسِم أهلُ الْمِيرَاثِ ميراثَهم، فَنَزَلَتْ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا}، ثم نسخ من الأربعة الأشهر وَالْعَشْرِ: {وَأُولَاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} إِذَا وَضَعْنَ فِيمَا دُونَ ذَلِكَ)).
= والحديث أعاده المصنف هنا، وكان قد رواه في كتاب الجهاد، باب العمل في صلاة الخوف (2/ 217 رقم 2512) من نفس الطريق، لكن بلفظ: كتب مكحول إلى الحسن - فجاءه جواب كتابه ونحن بدابق - في القوم يَطْلُبُون العدو، قال: إن كانوا يَطْلبون نزلوا فصلَّوا بِالْأَرْضِ، وَإِنْ كَانُوا يُطلبون صلَّوا على دوابِّهم.
والحديث أخرجه المصنف هنا من طريق شيخه عبد الله بن المبارك.
وابن المبارك أخرجه في "كتاب الجهاد"(ص 199 رقم 256) عن الأوزاي، عن سَابِقٌ الْبَرْبَرِيُّ، قَالَ: كَتَبَ مَكْحُولٌ إلى الحسن البصري، فجاء كتابه ونحن بدابق - في الرجل يطلب عدوّه وهم منهزمون، فحضرت الصلاة، أيصلي على ظهر فرسه؟ - قال: بل ينزل، فيستقبل القبلة، فإن كان عدوّهم يطلبوهم، فليصلّ على ظهر فرسه إيماء.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(7/ 2) من طريق محمد بن كثير، عن الأوزاعي، به بمعناه.
(1)
هو ابن سعيد، تقدم في الحديث [93] أنه ضعيف جدًّا.
(2)
في الأصل: ((فإن)).
[415]
سنده ضعيف جدًّا لشدة ضعف جويبر، وإعضاله؛ لأن الضحاك لم يسمع من أحد من الصحابة، كما في الحديث [481]. وهو هنا يروي ما يتعلق بسبب النزول. =
416 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا يُونُسُ
(1)
، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الحَوْلِ} ، قال: قد نُسخ هذا)).
= وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 255 رقم 5576) من طريق أبي زهير عبد الرحمن بن مغراء، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ - فِي قوله:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} ، قال: الرجل إذا توفي أُنفق على امرأته إلى الحول، ولا تزوج حتى يمضي الحول، فأنزل الله تعالى ذكره:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} ، فنسخ الأجلُ الحولَ، ونسخ النفقة الميراثُ: الرُّبُع والثُّمن.
(1)
هو ابن عبيد.
[416]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 738) وعزاه للمصنف وابن جرير وابن المنذر والبيهقي.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 257 - 258 رقم 5585).
والبيهقي في "سننه"(7/ 427 - 428) في العدد، باب عدة الوفاة.
كلاهما من طريق يعقوب بن إبراهيم الدَّوْرَقي، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عُليَّة، عن يُونُسُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابن عباس أنه قام يخطب الناس ها هنا، فقرأ لهم سورة البقرة، فبيَّن لهم منها، فأتى على هذه الآية:{إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} قال: فنُسخت هذه، ثم قرأ حتى أتى على هَذِهِ الْآيَةَ:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} إلى قوله: {غَيْرَ إِخْرَاجٍ} ، فقال: وهذه.
قلت: والجزء الأول من هذا السياق سبق أن أخرجه المصنف في موضعه عند قوله تعالى: {إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} ، انظر الحديث رقم [252].
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}]
417 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ
(1)
، عَنْ حُمَيْد الْأَعْرَجِ
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ
(3)
، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا} ، قَالَ أَبُو الدّّحْدَاح
(4)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يُرِيدُ مِنَّا الْقَرْضَ؟ قَالَ:((نَعَمْ يَا أَبَا الدَّحْدَاح))، قَالَ: أَرِنِي يَدَكَ، فَنَاوَلَهُ يَدَهُ، قَالَ: فَإِنِّي قَدْ أَقْرَضْتُ رَبِّي حَائِطِي - وَفِي حَائِطِهِ سِتُّمِائَةِ نَخْلَةٍ -، ثُمَّ جَاءَ إِلَى الْحَائِطِ، فَقَالَ: يَا أمَّ الدَّحْداح
(5)
- وَهِيَ فِي الْحَائِطِ -، فَقَالَتْ: لَبَّيْك. فَقَالَ: اخْرُجِي، فَقَدْ أَقْرَضْتُهُ رَبِّي عز وجل.
(1)
تقدم في الحديث [76] أنه صدوق اختلط في الآخر.
(2)
هو حُمَيْد بن عطاء - وقيل: ابن علي، وقيل غير ذلك -، الأعْرج، الكوفي، المُلَائي، يروي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ المكتب، روى عنه خلف بن خليفة وابن نمير وعبيد الله بن موسى وغيرهم، وهو متروك، ضعفه الإمام أحمد، وقال ابن معين:((ليس حديثه بشيء))، وقال البخاري والترمذي:((منكر الحديث))، وقال أبو حاتم:((ضعيف الحديث، منكر الحديث، قد لزم عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابن مسعود، ولا يُعرف لعبد اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ مسعود شيء)) وقال أبو زرعة: ((ضعيف الحديث، واهي الحديث))، وقال النسائي:((ليس بالقوي))، وقال مرة:((ليس بثقة))، وقال ابن حبان:((منكر الحديث جدًّا، يروي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عن ابن مسعود نسخة كأنها موضوعة لا يحتج بخبره إذا انفرد))، وقال الدارقطني:((متروك، وأحاديثه شبه الموضوعة)). اهـ. من "الضعفاء" للعقيلي (1/ 268)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (3/ 226 رقم 996)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= و"المجروحين" لابن حبان (1/ 262)، و"الكامل" لابن عدي (2/ 688 - 689)، و"التهذيب"(3/ 53 رقم 90).
(3)
هو عبد الله بن الحارث الزُّبَيْدي - بضم الزاي - النَّجراني - بنون وجيم -، الكوفي، المعروف بالمُكْتِب، يروي عن ابن مسعود وجندب بن عبد الله وأبي كثير الزُّبَيدي وغيرهم، روى عنه عمرو بن مُرَّة وحميد بن عطاء الأعرج وأبو سنان ضرار بن مرة وغيرهم، وهو ثقة من الطبقة الثالثة؛ وثقه النسائي، وقال ابن معين:((ثبت))، وذكره ابن حبان في الثقات. "الجرح والتعديل"(5/ 31 رقم 137)، و"التهذيب"(5/ 182 - 183 رقم 313)، و"التقريب"(ص 299 رقم 3268).
(4)
هو أبو الدَّحْدَاح الأنصاري، حليف لهم، قال ابن عبد البر:((لم أقف على اسمه ولا نسبه، أكثر من أنه من الأنصار، حليف لهم))، وقد قيل إن اسمه: ثابت بن الدحداح. انظر "الاستيعاب" لابن عبد البر (2/ 78 - 79)، و (11/ 224 - 226)، و"الإصابة" لابن حجر (1/ 386 - 387)، و (7/ 119 - 121).
(5)
ذكرها في "الإصابة"(8/ 201)، وأنها امرأة أبي الدَّحْداح، ولم يذكر اسمها ولا نسبها.
[417]
سنده ضعيف جدًّا لشدة ضعف حميد الأعرج، واختلاط خلف بن خليفة، وما تقدم عن أبي حاتم أنه قال:((لا يُعرف لعبد اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ مسعود شيء))، وقد نص ابن حبان كما سبق على أن حميدًا هذا يروي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عن ابن مسعود نسخة كأنها موضوعة، وهذا من روايته عنه.
لكن الحديث صحّ من غير هذا الطريق كما سيأتي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 746) وعزاه للمصنف وابن سعد والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" والطبراني والبيهقي في "شعب الإيمان".
وقد أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 301 رقم 746) من طريق المصنف، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= به مثله، إلا أنه قال:((وفي حائطي)) : و: ((ثم جاء إلى الحائط، فنادى: يا أم الدحداح)) .
وقد وقع خطأ طباعي في المعجم، فقُدِّم بعض الإسناد على بعض.
وأخرجه الحسن بن عرفة في "جزئه"(ص92 رقم 87)، فقال: حدثنا خلف بن خليفة
…
، فذكره بنحوه.
ومن طريق ابن عرفة أخرجه:
ابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 181 / ب) .
والبيهقي في "شعب الإيمان"(7 / 69 - 70 رقم 3178) .
وأخرجه البزار في "مسنده" كما في "كشف الأستار"(1 / 447 رقم 944) و (3 / 43 رقم 2195) .
وابن جرير الطبري في "تفسيره"(5 / 284 - 285 رقم 5620) .
كلاهما من طريق محمد بن معاوية الأنماطي، عن خلف، به نحوه.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(8 / 404 رقم 4986) من طريق محرز بن عون، عن خلف، به نحوه.
وأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(2 / 141 / أ - مخطوط جامعة الإمام -) ، من طريق علي بن حجر، عن خلف، به نحوه.
وأخرجه الثعلبي في "تفسيره"(2 / ل 138 / ب) من طريق الحمّاني، عن خلف، به، وفي لفظه زيادة وطول؛ لأنه قرنه بطرق أخرى، ثم قال:((دخل حديث بعضهم في بعض)) . اهـ.
وذكر الحافظ ابن حجر في "الإصابة"(7 / 120) أن ابن منده أخرج الحديث.
وذكر الهيثمي الحديث في "مجمع الزوائد"(3 / 113 - 114)، وقال:((رواه البزار، وفيه حميد بن عطاء الأعرج وهو ضعيف)) ، ثم عاد فناقض نفسه، فقال:(6 / 321) : ((رواه البزار ورجاله ثقات)) ، وقال:(9 / 324) : ((رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح)) ، مع أن طريق =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبي يعلى والطبراني والبزار واحدة؛ من رواية خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأعرج.
وله شاهد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ الله، إن لفلان نخلة، وأنا أقيم حائطي بها، فَأْمُرْهُ أن يعطيني حتى أقيم حائطي بها. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:((أعطها إياه بنخلة في الجنة)) ، فأبى، فأتاه أبو الدَّحْدَاح، فقال: بعني نخلتك بحائطي، ففعل، فأتى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني قد ابتعت النخلة بحائطي، قال: فاجعلها له، فقد أعطيتكها، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:((كم من عذق راح لأبي الدحداح في الجنة)) - قالها مرارًا -، قال: فأتى امرأته، فقال: يا أم الدحداح، اخرجي من الحائط فإني قد بعته بنخلة في الجنة، فقالت: ربح البيع - أو كلمة نحوها -.
أخرجه الإمام أحمد في "المسند"(3 / 146) واللفظ له.
والبغوي في "معجم الصحابة" كما في "الإصابة" لابن حجر (7 / 119) .
ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(22 / 300 - 301 رقم 763) .
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه"(9 / 144 - 145 رقم 7115 / الإحسان بتحقيق الحوت) .
والحاكم في "المستدرك"(2 / 20) .
ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(7 / 68 رقم 3177) .
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2 / ل 261 ب - 262 أ) .
جميعهم من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس به.
وقد صححه ابن حبان كما سبق، وقال الحاكم:((صحيح على شرط مسلم)) ، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9 / 324) :((رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح)) ، وصحح إسناد الإمام أحمد الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في حاشيته على "تفسير ابن جرير الطبري"(5 / 286) .
وقد أخرج مسلم في "صحيحه"(2 / 665 رقم 89) في الجنائز، باب ركوب المصلي =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ المَلَائِكَةُ}]
418 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، أَمَرَ فِتْيَانَ الْمُهَاجِرِينَ، وَالْأَنْصَارِ أَنْ يَكْتُبُوا الْمَصَاحِفَ، قَالَ:((فَمَا (اخْتَلَفْتُمْ)
(1)
فِيهِ، فَاجْعَلُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ))، فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ: التَّابُوت
(2)
، وَقَالَ الْأَنْصَارُ: التَّابُوهُ، فَقَالَ عُثْمَانُ:((اكتبوه بلغة المهاجرين: التابوت)).
= على الجنازة إذا انصرف، من طريق شعبة، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جابر بن سمرة، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على ابن الدَّحْداح، ثم أتي بفرس عُرْيٍ، فعقله رجل، فركبه، فجعل يتوقّص به ونحن نتّبعه نسعى خلفه. قال فقال رجل من القوم: أنَّ النَّبِيَ صلى الله عليه وسلم قال: ((كم من عِذْق معلَّق - أو: مُدَلّى - في الجنة لابن الدحداح)) - أَوْ قال شعبة: لأبي الدَّحْدَاح -.
وعليه فالحديث صحيح لغيره بمجموع هذه الطرق، والله أعلم.
(1)
في الأصل ((اختلفوا))، وما أثبته من الموضع الآتي من "الدر المنثور"؛ حيث ذكره بسياق المصنِّف.
(2)
التَّابُوت: هو الصندوق الذي يُحرز فيه المتاع. انظر "النهاية في غريب الحديث"(1/ 179).
[418]
سنده رجاله ثقات، لكنه ضعيف للانقطاع بين عمرو بن دينار وعثمان رضي الله عنه؛ فعثمان قتل سنة خمس وثلاثين للهجرة، وعمرو بن دينار توفي سنة خمس أو ست وعشرين ومائة وقد جاوز السبعين، أي أن ولادته كانت حوالي سنة خمسين للهجرة، وقد نص أبو زرعة على أنه لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه مع أن وفاته كانت سنة ثمان وخمسين للهجرة انظر "التهذيب"(7/ 141)، =
419 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمير
(1)
، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرة
(2)
، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: ((لَا يَلِيَنَّ مَصَاحِفَنَا إِلَّا غلمانُ قريش، وثَقيف)).
= و (8/ 30)، و (12/ 266).
وهذا الحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 756) بمثل لفظ المصنف هنا، وعزاه للمصنِّف وعبد بن حميد.
وقد أخرج البخاري في "صحيحه"(9/ 11 رقم 4987) في فضائل القرآن، باب جمع القرآن، من طريق محمد بن شهاب الزهري، أن أنس بن مالك حدثه
…
، فذكر قصة قدوم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه على عثمان رضي الله عنه وما رآه من الاختلاف في كتاب الله، وقصة جمع عثمان للقرآن، وفيه:((وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا)).
وأخرجه الترمذي في "سننه"(8/ 516 - 522 رقم 5102) في تفسير سورة التوبة من كتاب التفسير، وزاد فيه: ((قال الزهري: فاختلفوا يومئذ في التابوت والتابوه، فقال القرشيون: التابوت، وقال زيد: التابوه فرُفع اختلافهم إلى عثمان، فقال: اكتبوه التابوت، فإنه نزل بلسان قريش. اهـ.
ونبّه الحافظ ابن حجر على أن هذه الزيادة رواها الزهري مرسلة، فنقل عن الخطيب البغدادي أنه قال:((إنما رواها ابن شهاب مرسلة)). انظر "فتح الباري"(9/ 20).
وما تضمنه الحديث من أمر عثمان بكتابة ما اختُلف فيه بلغة المهاجرين صحيح يشهد له الحديث الذي أخرجه البخاري - كما سبق -، وفيه:((وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا)).
(1)
هو عبد الملك بن عُمير بن سُوَيْد اللَّخْمي، حليف بني عدي، الكوفي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ويقال له: الفَرَسي - بفتح الفاء والراء ثم مهملة -، و: القِبْطي - بكسر القاف وسكون الموحّدة -، نسبة إلى فَرَس له سابق كان يقال له القبطي، روى عن الأشعث بن قيس وجابر بن سمرة وجندب بن عبد الله وغيرهم، روى عنه ابنه موسى وشهر بن حوشب والأعمش وجرير بن عبد الحميد وغيرهم، وهو ثقة، إلا أنه مدلِّس من الثالثة، وتغير حفظه في الآخر، وهو ممن روى له الجماعة، وقال ابن نمير:((كان ثقة ثبتًا في الحديث)) ، وقال العجلي: ((كوفي تابعي ثقة
…
، وهو صالح الحديث، روى أكثر من مائة حديث، وهو ثقة في الحديث)) ، وقال النسائي:((ليس به بأس)) ، وقال ابن معين:((ثقة، إلا أنه أخطأ في حديث أو حديثين)) ، وفي رواية قال:((مخلِّط)) ، وقال الإمام أحمد: مضطرب الحديث جدًّا مع قلّة حديثه، وما أرى له خمسمائة حديث، وقد غلط في كثير منها)) ، وقال أبو حاتم:((ليس بحافظ، هو صالح، تغيَّر حفظه قبل موته)) ، ووصفه بالتدليس ابن حبان والدارقطني وغيرهما، وكانت ولادته لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان رضي الله عنه، ومات سنة ست وثلاثين ومائة وله يومئذ مائة وثلاث سنين. اهـ. من "تاريخ الثقات" للعجلي (ص311 رقم 1035) ، و"الجرح والتعديل"(5 / 360 - 361 رقم 1700) ، و"التهذيب"(6 / 411 - 413 رقم 862) ، و"التقريب"(ص364 رقم 4200) ، و"طبقات المدلسين"(ص96 رقم 84) .
أقول: وبالنظر فيما تقدم يتضح أن عبد الملك بن عمير رحمه الله ثقة جرح بأمرين: التدليس وسوء الحفظ حال الكبر.
أما التدليس فوصفه به من تقدم ذكرهم، وقد عدّه الحافظ ابن حجر في الطبقة الثالثة في طبقات المدلسين، وهم من أكثر من التدليس فلم يحتجّ الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرّحوا فيه بالسماع.
وأما سوء حفظه لما كبر فهو الذي يحمل عليه تضعيف من ضعفه، وقد ذكره الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2 / 660 - 661 رقم 5235) وقال: ((الثقة
…
، كان =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من أوعية العلم، ولي قضاء الكوفة بعد الشعبي، ولكنه طال عمره وساء حفظه .. ، لم يورده ابن عدي ولا العقيلي ولا ابن حبان، وقد ذكروا من هو أقوى حفظًا منه. وأما ابن الجوزي فذكره، فحكى الجرح وما ذكر التوثيق، والرجل من نظراء السَّبيعي أبي إسحاق وسعيد المقُبري، لمّا وقعوا في هَرَم الشيخوخة نقص حفظهم، وساءت أذهانهم، ولم يختلطوا، وحديثهم في كتب الإسلام كلها)). اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "هدي الساري"(ص 422): ((مشهور، من كبار المحدِّثين، لقي جماعة من الصحابة، وعُمِّرَ
…
))، ثم ذكر أقوال الأئمة فيه، ثم قال:((قلت: احتجّ به الجماعة، وأخرج له الشيخان من رواية القدماء عنه في الاحتجاج، ومن رواية بعض المتأخرين عنه في المتابعات، وإنما عيب عليه أنه تغيّر حفظه لكبر سنه؛ لأنه عاش مائة وثلاث سنين، ولم يذكره ابن عدي في "الكامل" ولا ابن حبان)). اهـ.
(2)
هو جابر بن سَمُرة بن جُنادة - بضم الجيم، بعدها نون - ابن جُنْدب السُّوَائي - بضم المهملة والمدّ -، صحابي ابن صحابي، نزل الكوفة، روى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه وخاله سعد بن أبي وقاص وعمر وعلي وغيرهم رضي الله عنهم، روى عنه سماك بن حرب وحصين بن عبد الرحمن وأبو إسحاق السبيعي وعبد الملك بن عمير وغيرهم، وكانت وفاته في خلافة عبد الملك بن مروان في سنة ثلاث وسبعين للهجرة، وقيل غير ذلك. انظر "الجرح والتعديل"(2/ 493 رقم 2025)، و"التهذيب"(2/ 39 رقم 63)، و"التقريب"(ص 136 رقم 867).
[419]
سنده ضعيف لما تقدم عن تَغَيُّر حفظ عبد الملك، ولكونه مدلسًا ولم يصرح بالسماع هنا.
وقد أخرجه ابن أبي داود في "المصاحف"(ص 17 - 18) من طريق شيبان =
420 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ
(1)
، عَنِ السُّدِّي
(2)
- فِي قَوْلِهِ عز وجل: {سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} -، قَالَ:((طَسْتٌ مِنْ ذَهَبٍ، يُغْسَلُ فيها قلوب الأنبياء)).
= النحوي، عن عبد الملك، به نحوه، إلا أنه قال:((لا يملينّ)).
وأخرجه ابن أبي داود أيضًا (ص 17) من طريق جرير بن حازم، قال: سمعت عبد الملك بن عمير يحدث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: لا يملينّ في مَصَاحِفَنَا إِلَّا غِلْمَانُ قُرَيْشٍ وَثَقِيفٍ.
كذا رواه جرير بن حازم، فلست أدري هل الغلط منه، أو من عبد الملك بن عمير على ما قال الإمام أحمد سابقًا:((مضطرب الحديث جدًّا))؟.
(1)
هو عيسى بن عمر الأسَدي الهَمْداني - بسكون الميم -، أبو عمر الكوفي القارئ، روى عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وعطاء بن السائب وزيد بن أسلم وإسماعيل السُّدِّي وغيرهم، روى عنه عبد الله بن المبارك ووكيع وجرير بن عبد الحميد وغيرهم، وهو ثقة؛ وثقه ابن معين وابن نمير والنسائي والخطيب وغيرهم، وقال الإمام أحمد والبزار:((ليس به بأس))، وقال أبو حاتم:((ليس بحديثه بأس))، وقال العجلي:((كوفي ثقة، رجل صالح، كان أحد قرّاء الكوفة رأسًا في القرآن))، وكانت وفاته سنة ست وخمسين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(6/ 282 رقم 1662)، و"التهذيب"(8/ 222 - 223 رقم 414)، و"التقريب"(ص 440 رقم 5314).
(2)
هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة.
[420]
سنده صحيح إلى السُّدِّي.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 185 / ب) من طريق هشام بن عبيد الله، عن ابن المبارك به مثله.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(5/ 328 رقم 5689) من طريق أسباط عن السدي، به مثله وفيه زيادة قوله:((أعطاها الله موسى، وفيه توضع الألواح، وكانت الألواح فيما بلغنا من درّ وياقوت وزبرجد)). =
421 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْر
(1)
، عَنِ السُّدِّي، عَنْ أَبِي مَالِكٍ
(2)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:((طَسْتٌ مِنْ ذَهَبٍ يُغْسَلُ فيها قلوب الأنبياء)).
= والذي يظهر - والله أعلم - أن السُّدِّي أخذ هذا القول عن أبي مالك غزوان الغفاري، فإن إسرائيل بن يونس رواه عنه كذلك كما سيأتي في الحديث بعده، وقد قيل: عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عباس، ولا يصحّ كما سيأتي بيانه.
(1)
هو الحكم بن ظُهَيْر - بالمعجمة مصغِّر - الفَزَاري، أبو محمد، وكنية أبيه: أبو ليلى، ويقال: أبو خالد، روى عن السُّدِّي والليث بن أبي سُليم وعلقمة بن مرثد وغيرهم، روى عنه هنا سعيد بن منصور وروى عنه أيضًا وهب بن بقيّة والحسن بن عرفة وغيرهم، وهو متروك رمي بالرفض؛ قال ابن معين:((ليس بثقة))، وفي رواية:((كذاب))، وقال صالح جزرة:((كان يضع الحديث))، وقال البخاري:((متروك الحديث، تركوه))، وقال الترمذي:((قد تركه بعض أهل الحديث))، وقال أبو زرعة:((واهي الحديث متروك الحديث))، وقال أبو حاتم:((متروك الحديث)). وقال النسائي: ((متروك))، وقال ابن حبان:((كان يشتم الصحابة، ويروي عن الثقات الأشياء الموضوعات))، وكانت وفاته قريبًا من سنة ثمانين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(3/ 118 - 119 رقم 550)، و"التهذيب"(2/ 427 - 428 رقم 747)، و"التقريب"(ص 175 رقم 1445).
(2)
هو غَزْوان الغِفَاري، تقدم في الحديث [190] أنه ثقة.
[421]
سنده ضعيف جدًّا لشدة ضعف الحكم بن ظُهير، ومع ذلك فقد خولف في إسناده كما سيأتي.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 758) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 328 رقم 5678) من طريق عثمان بن سعيد، عن الحكم، به نحوه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 185 / ب)، فقال: حدثنا أبو سعيد الأشجّ، ثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، قال:{فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} ، قال: طست من ذهب التي ألقي فيها الألواح.
وهذه الرواية أرجح من رواية الحكم.
فإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق الهَمْداني، أبو يوسف الكوفي، يروي عن جدِّه أبي إسحاق وعاصم بن بَهْدَلة والأعمش وإسماعيل السُّدِّي وغيرهم، روى عنه أبو أحمد الزبيري وعبد الرزاق، ووكيع وأبو نعيم وغيرهم، وهو ثقة روى له الجماعة، ومن تكلم فيه فإنما تكلم فيه بلا حجّة، فقد وثقه ابن معين والعجلي ومحمد بن عبد الله بن نمير، وقال الإمام أحمد:((كان شيخًا ثقة)) ، وجعل يتعجّب من حفظه، وقال أبو داود: قلت لأحمد بن حنبل: إسرائيل إذا انفرد بحديث يُحتجّ به؟ قال: ((إسرائيل ثبت الحديث، كان يحيى - يعني القطان- يحمل عليه في حال أبي يحيى القتّات، وقال: روى عنه مناكير)) ، وقال أبو حاتم:((ثقة متقن، من أتقن أصحاب أبي إسحاق)) ، وقال ابن سعد:((كان ثقة، وحدّث عنه الناس حديثًا كثيرًا، ومنهم من يستضعفه)) ، وقال يعقوب بن شيبة:((صالح الحديث، وفي حديثه لين)) ، وفي موضع آخر قال:((ثقة صدوق، وليس في الحديث بالقوي ولا بالساقط)) ، وضعّفه علي بن المديني، وكانت ولادة إسرائيل سنة مائة للهجرة، ووفاته سنة إحدى وستين ومائة، وقيل: سنة ستين، وقيل: سنة اثنتين وستين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(2 / 330 - 331 رقم 1258) ، و"التهذيب"(1 / 261 - 263 رقم 496) ، و"التقريب"(ص104 رقم 401) .
قلت: أما تضعيف يحيى القطان لإسرائيل، فإنما هو لأجل أحاديث رواها عن إبراهيم بن المهاجر وأبي يحيى القتّات، أشار إلى ذلك الإمام أحمد كما سبق، والحمل في هذه الأحاديث على إبراهيم بن المهاجر وأبي يحيى القتّات، لا على إسرائيل؛ فقد قيل لابن معين: إن إسرائيل روى عن إبراهيم بن مهاجر ثلاثمائة، وعن أبي يحيى القتّات ثلاثمائة، فقال:((لم يؤت منه، أتي منهما جميعًا)) ، قال الذهبي في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "سير أعلام النبلاء"(7 / 359 - 360) تعليقًا على كلام ابن معين هذا: ((قلت: يشير إلى لين ابن مهاجر والقتّات)) .
وكل من تكلم في إسرائيل بعد القطان لم يفسِّر جرحه، وكأنهم اعتمدوا على تضعيف القطان؛ فإن الذهبي لما ذكر تضعيف ابن المديني لإسرائيل، قال:((قلت: مشى عَليٌّ خلف أستاذه يحيى بن سعيد، وقفى أثرهما أبو محمد بن حزم، وقال: ضعيف، وعمد إلى أحاديثه التي في الصحيحين، فردَّها، ولم يحتجّ بها، فلا يلتفت إلى ذلك، بل هو ثقة. نعم، ليس هو في التثبُّت كسفيان وشعبة، ولعله يقاربهما في حديث جده، فإنه لازمه صباحًا ومساءً عشرة أعوام، وكان عبد الرحمن بن مهدي يروي عنه ويقوِّيه، ولم يصنع يحيى بن سعيد شيئًا في تركه الرواية عنه وروايته عن مُجَالِد)) . اهـ. من "سير أعلام النبلاء"(7 / 358) .
والكلام المتقدم يَتَّجِه إلى رواية إسرائيل عن غيره جده أبي إسحاق السبيعي، وأما روايته عن جدِّه، فاختُلف فيها؛ لأن أبا إسحاق السبيعي اختلط في آخر عمره كما في ترجمته في الحديث رقم [1] ، ورواية شعبة والثوري عنه قبل الاختلاط، وأما إسرائيل وزكريا بن أبي زائدة وزهير بن معاوية فسماعهم منه بعد الاختلاط، قال الإمام أحمد:((إسرائيل عن أبي إسحاق فيه لين؛ سمع منه بأخَرَة)) ، وقال الميموني:((قلت لأبي عبد الله - يعني الإمام أحمد -: مَنْ أكبر في أبى إسحاق؟ قال: ما أجد في نفسي أكبر من شعبة فيه، ثم الثوري، قال: وشعبة أقدم سماعًا من سفْيان، قلت: وكان أبو إسحاق قد تأخر؟ قال: أي والله، هؤلاء الصغار - زهير وإسرائيل - يزيدون في الإسناد وفي الكلام)) ، وقال ابن معين:((زكريا وزهير وإسرائيل حديثهم في أبي إسحاق قريب من السواء؛ سمعوا منه بآخَرة، إنما أصحاب أبي إسحاق: سفيان وشعبة)) . وممن ذهب إلى تقديم سفيان وشعبة على إسرائيل وسائر أصحاب أبي إسحاق: معاذ بن معاذ وأبو زرعة وأبو حاتم والترمذي، وخالف في ذلك عبد الرحمن بن مهدي، فقال:((إسرائيل في أبي إسحاق أثبت من شعبة والثوري)) ، قال الذهبي - بعد أن ذكر قول =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن مهدي هذا -: ((هذا أنا إليه أمَيَلُ مما تقدم؛ فإن إسرائيل كان عُكّاز جَدِّه)) .
قلت: هذا الذي مال إليه الذهبي لا يوافق عليه، وقد خالف ابن مهدي أئمة الجرح والتعديل الذين تقدم ذكرهم، ويؤيده ما ذُكر عن أبي إسحاق من الاختلاط، وأن إسرائيل ممن روى عنه بعد ما اختلط، لكن يمكن أن يقال: إن رواية إسرائيل عن جده صحيحة، إلا أن يخالف من هو أوثق منه في جده كشعبة وسفيان، أو أن يأتي بما ينكر عليه، ويمكن أن يستدل على هذا بعبارة ابن مهدي السابقة، وبإخراج البخاري ومسلم له من روايته عن جده، وقال أبو حاتم الرازي:((إسرائيل ثقة متقن، من أتقن أصحاب أبي إسحاق)) ، وقال الترمذي:((إسرائيل ثبت في أبي إسحاق)) ، وسئل الإمام أحمد، فقيل له: من أحب إليك، يونس، أو إسرائيل في أبي إسحاق؟ فقال:((إسرائيل؛ لأنه كان صاحب كتاب)) ، قلت: ومع كتابه، فإنه كان يحفظ؛ قال هو عن نفسه:((كنت أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن)) ، وقال شبابة بن سوّار:((قلت ليونس بن أبي إسحاق أمْلِ علّي حديث أبيك، قال: اكتب عن ابني إسرائيل؛ فإن أبي أملاه عليه)) ، وقال عيسى بن يونس:((كان أصحابنا - سفيان وشريك، وعدّ قومًا - إذا اختلفوا في حديث أبي إسحاق يجيئون إلى أبي، فيقول: اذهبوا إلى ابني إسرائيل؛ فهو أَرْوى عنه مني، وأتقن لها مني، هو كان قائد جدِّه)) ، بل قد شهد له شعبة بذلك؛ قال حجّاج الأعور:((قلنا لشعبة: حدِّثنا حديث أبي إسحاق، قال: سلوا عنها إسرائيل، فإنه أثبت فيها مني)) ، وهذا من تواضع شعبة رحمه الله، وإلا فهو أثبت فيها من إسرائيل. انظر:"سير أعلام النبلاء"(7 / 355 - 361) ، و"شرح علل الترمذي" لابن رجب (2 / 519 - 525) .
والراوي عن إسرائيل هو: عبيد الله بن موسى بن بَاذَام العَبْسي، أبو محمد الكوفي، يروي عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ وهشام بن عروة والأعمش وسفيان الثوري =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وإسرائيل وغيرهم، روى عنه الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو سعيد الأشجّ وغيرهم، وهو ثقة، إلا في روايته عن سفيان الثوري فإن فيها اضطرابًا، وهو ثبتت في إسرائيل، وكان عبيد الله يتشيع، وقد روى له الجماعة، ووثقه ابن معين وابن عدي وأبو حاتم، وزاد:((صدوق، كوفي، حسن الحديث، وأبو نعيم أتقن منه، وعبيد الله أثبتهم في إسرائيل، كان إسرائيل يأتيه فيقرأ عليه القرآن)) ، وقال ابن سعد:((كان ثقة صدوقًا - إن شاء الله تعالى -، كثير الحديث، حسن الهيئة، وكان يتشيع ويروي أحاديث في التشيع منكرة، وضُعِّف بذلك عند كثير من الناس، وكان صاحب قرآن)) ، وقال العجلي:((ثقة، رَأْسٌ في القرآن، عالم به، ما رأيته رافعًا رأسه، وما رُئي ضاحكًا قط)) ، وذكره ابن شاهين في الثقات، وقال:((قال عثمان بن أبي شيبة: صدوق ثقة، وكان يضطرب في حديث سفيان اضطرابًا قبيحًا)) ، وقال الإمام أحمد:((حدَّث بأحاديث سوء، وأخرج تلك البلايا فحدَّث بها)) ، قال الذهبي:((كان صاحب عبادة وليلٍ، صَحِب حمزة، وتخلَّقَ بآدابه، إلا في التشيع المشؤوم، فإنه أخذه عن أهل بلده المؤسَّس على البدعة)) ، وكانت ولادته في حدود عام عشرين ومائة، ووفاته سنة ثلاث عشرة ومائتين، وقيل: سنة أربع عشرة ومائتين. اهـ. من "الجرح والتعديل"(5 / 334 - 335 رقم 1582) ، و"سير أعلام النبلاء"(9 / 553 - 557 رقم 215) ، و"التهذيب"(6 / 50 - 53 رقم 97) ، و"التقريب"(ص375 رقم4345) .
وشيخ ابن أبي حاتم عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج ثقة كما في الحديث [486] .
وعليه يتضح أن الصواب في الحديث أنه عَنِ السُّدِّي، عَنْ أَبِي مَالِكٍ من قوله، وهذا إسناد ضعيف، فالسُّدِّي تقدم في الحديث [174] أنه صدوق يهم، والله أعلم.
422 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(1)
، - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ} -، قَالَ: ((كَانَ فِيهِ عَصَا مُوسَى، وَعَصَا هَارُونَ، وَثِيَابُ مُوسَى، وَثِيَابُ هَارُونَ، وَلَوْحَانِ مِنَ التَّوْرَاةِ والمَنُّ
(2)
)).
(1)
هو ذَكْوان السَّمَّان.
(2)
المَنُّ: ما يَمُنُّ الله به على عباده مما لا تعب فيه ولا نَصَب، واختُلف في المَنِّ الذي أنزل الله على بني إسرائيل، فقيل: هو عَسَلٌ - أوْ شبه العسل - كان ينزل على بني إسرائيل من السماء عفوًا بلا علاج، إنما يصبحون وهو بأفنيتهم فيتناولونه، وقيل: هو طَلٌّ ينزل من السماء، وقيل: هو شيء كان يسقط على الشجر، حُلْوٌ بارد. انظر "النهاية في غريب الحديث"(4/ 366)، و"لسان العرب"(13/ 418).
[422]
سنده صحيح إلى أبي صالح.
وذكر السيوطي في "الدر"(1/ 758) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 332 رقم 5694) من طريق جابر بن نوح، عن إسماعيل، به مثله، إلا أنه لم يذكر الثياب.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 186 / أ) من طريق يعلى بن عبيد ومهران الرازي، كلاهما عن إسماعيل، به نحوه، وزاد مهران في روايته:((وكلمة الفرج: لا إله إلا الله الحليم الكريم، وسبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين)).
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ}]
423 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ
(1)
، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَارِثٍ الذِّمَاري قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقْرَأُ: {إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً} .
(1)
هو صَدَقة بن خالد الأُموي، مولاهم، أبو العباس الدِّمشقي، يروي عن أبيه والأوزاعي ويحيى بن الحارث الذِّماري وغيرهم، روى عن يحيى بن حمزة وأبو مسهر وهشام بن عمار وسعيد بن منصور وغيرهم، وهو ثقة؛ وثقه ابن معين ودُحَيْم وابن سعد وابن نمير والعجلي وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن عمار، زاد ابن نمير:((وهو أوثق من صدقه بن عبد الله وصدقة بن يزيد))، وقال الإمام أحمد:((ثقة ثقة، ليس به بأس، أثبت من الوليد بن مسلم، صالح الحديث))، وكانت ولادته سنة ثمان عشرة ومائة، ووفاته سنة سبعين أو إحدى وسبعين ومائة، وقيل غير ذلك. اهـ. من "الجرح والتعديل"(4/ 430 - 431 رقم 1891)، و"تهذيب الكمال" المخطوط (3/ 1492)، و"التهذيب"(4/ 414 - 415 رقم 715)، و"التقريب"(ص 275 رقم 2911).
[423]
سنده ضعيف لإبهام شيخ الحارث، لكن القراءة صحيحة عن عثمان رضي الله عنه، فإنه لم يقرأها:{غَرْفة} - بفتح العين - سوى نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر كما في "حجة القراءات"(ص 140)، و"الغاية" وحاشيته (ص 117). وقرأ الباقون بالضم، ومن ضمنهم عاصم بن أبي النَّجود، وقد أخذ قراءته عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلمي، وأبو عبد الرحمن أخذها عن عثمان وعلي وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم. انظر:"الغاية في القراءات العشر"(ص 53).
والحديث ذكره حسام الدين الهندي في "كنز العمال"(2/ 598 رقم 4826) وعزاه للمصنف وحده.
424 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ حَكيم بْنِ جُبَيْر
(1)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(2)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ (سَنَامًا)
(3)
، وَسَنَامُ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَفِيهَا آيَةٌ سَيِّدُ آيِ الْقُرْآنِ، لَا تُقْرَأُ فِي بَيْتٍ فِيهِ شَيْطَانٌ إِلَّا خرج منه
(4)
)).
(1)
تقدم في الحديث [79] أنه ضعيف.
(2)
هو ذَكْوان السَّمَّان.
(3)
في الأصل: ((سنام)).
والسَّنَامُ: هو ذروة الشيء وأعلاه. انظر "النهاية في غريب الحديث"(2/ 409).
(4)
وهي آية الكرسي كما في بعض طرق الحديث الآتية.
[424]
سنده ضعيف لضعف حكيم بن جبير، ولبعض معناه شواهد كما سيأتي.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 51) وعزاه للمصنف والترمذي ومحمد بن نصر وابن المنذر والحاكم والبيهقي في "شعب الإيمان".
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(3/ 376 - 377 رقم 6019).
والحميدي في "مسنده"(2/ 437 رقم 994).
كلاهما عن سفيان، به، ولفظ عبد الرزاق نحوه، ولفظ الحميدي مثله، إلا أنه زاد في آخره:((آية الكرسي))، وهذه الزيادة عند عبد الرزاق أيضًا.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(1/ 560 - 561) و (2/ 259) من طريق الحميدي.
ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(5/ 327 رقم 2171).
وأخرجه محمد بن نصر في "قيام الليل"(ص 151 / المختصر) من طريق محمود ابن غَيْلان، عن سفيان، به نحوه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(2 / 637) من طريق إبراهيم بن بشار، عن سفيان به مثله، وزاد في آخره:((اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحي القيوم)) .
وأخرجه الترمذي في "سننه"(8 / 181 رقم 3038) في فضائل القرآن، باب ما جاء في سورة البقرة وآية الكرسي.
والحاكم في الموضعين السابقين من "المستدرك".
ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(5 / 313 رقم 2158) .
كلاهما من طريق زائدة بن قدامة، عن حكيم، به بلفظ:((لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة)) ، زاد الترمذي:((وفيها آية هي سيدة أي القرآن: آية الكرسي)) .
قال الترمذي: ((هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلَّم فيه شعبة وضعّفه)) .
وقال الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والشيخان لم يخرجا عن حكيم بن جبير لوهن في رواياته، إنما تركاه لغلوِّه في التشيع)) ، ووافقه الذهبي، وتعقبهما الألباني؛ حيث ذكر الحديث في "السلسلة الضعيفة"(3 / 524 - 525 رقم 1348) وحكم عليه بالضعف، ثم ذكر كلام الحاكم، ثم تعقبه بقوله: ((ليس كما قال، وإن وافقه الذهبي في تلخيصه؛ فإن أقوال الأئمة فيه إنما تدلّ على أنهم تركوه لسوء حفظه وليس لفساد مذهبه
…
)) ، ثم ذكر بعض أقوال الأئمة فيه.
وهناك ما يشهد لمعناه، عدا قوله:((إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا، وَسَنَامُ القرآن سورة البقرة)) .
فمن ذلك ما أخرجه مسلم في "صحيحه"(1 / 56 رقم 258) في صلاة المسافرين، باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟)) قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: ((يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟)) قال: قلت: الله لا إله إلا الله هو الحي القيوم. قال: فضرب في صدري، وقال:((والله ليهنك العلم أبا المنذر)) .
وأخرج مسلم أيضًا في "صحيحه"(1 / 539 رقم 212) في صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة النافلة في بيته، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:((لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)) . =
425 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:((مَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ فِي الْكُرْسِيِّ، إِلَّا بِمَنْزِلَةِ حَلْقةٍ مُلْقَاةٍ في أرض فَلَاةٍ)) .
= وأخرج البخاري في "صحيحه"(9 / 55 رقم 5010) في فضائل القرآن، باب فضل سورة البقرة، من حديث أبي هريرة في قصته مع الشيطان الذي كان يسرق من الزكاة التي وكله رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بها، وفيه يقول الشيطان: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لم يزل معك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:((صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان)) . اهـ.
[425]
سنده ضعيف، فالأعمش مدلس ولم يصرح بالسماع هنا، وليس هذا من المواضع التي يحتمل فيها تدليسه على ما سبق بيانه في الحديث رقم [3] ، بل هناك ما يستدعي ردّ روايته عن مجاهد إذا لم يصرح فيها بالسماع؛ حيث جاء عنه إسقاطه لثلاثة رواة بينه وبين مجاهد كما في الحديث المشار إليه، ولذا يقول أبو حاتم الرازي رحمه الله:((إن الأعمش قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يروي عن مجاهد مدلَّس)) . انظر: "علل الحديث" لابن أبي حاتم (2 / 210 رقم 2119) .
أقول: وبناء عليه، فليس بصحيح ما ذكرها لحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (13 / 411) عن أثر مجاهد هذا حين قال:((أخرجه سعيد بن منصور في التفسير بسند صحيح عنه)) .
والحديث أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(2 / 149) من طريق المصنف، به مثله، إلا أنه قال:((الأرض الفلاة)) .
وأخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على بشر المرِّيسي"(ص74) من طريق يحيى الحمّاني، حدثنا أبو معاوية
…
، به مثله، ولم يذكر قوله:((ملقاة)) . وقد روى ليث بن أبي سليم هذا الأثر عن مجاهد، وليث تقدم في الحديث [9] أنه صدوق اختلط جدًّا، فلم يتميز حديثه فتُرك.
فأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في "السنة"(1 / 247 و 304 رقم 456 و 591) وأبو الشيخ في "العظمة"(2 / 632 رقم 248) .
كلاهما من طريق سفيان الثوري، عن ليث، به، ولفظ عبد الله نحو لفظ المصنف، وأما أبو الشيخ فلفظه:((ما موضع كرسيه من العرش إلا مثل حلقة في أرض فلاة)) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "كتاب العرش"(ص72 و 78 رقم 45 و 59) من =
426 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الأحْوَص
(1)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْروق، عَنِ الشَّعْبي، عَنْ شُتَيْر بْنِ شَكَل، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
(2)
: أَنَّ أَعْظَمَ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ عز وجل: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ
…
} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ فَقَالَ مَسْرُوقٌ
(3)
: صدقت.
= طريق قيس بن الربيع، وجرير بن عبد الحميد، كلاهما عن ليث، به، ولفظ جرير بمعنى لفظ المصنف هنا، ولفظ قيس نحو لفظ أبي الشيخ السابق.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" أيضًا (ص 585 و 633 رقم 218 و 249) من طريق معتمر بن سليمان، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: ما أخذت السموات والأرض من العرش إلا كما تأخذ الحلقة من أرض الفلاة.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 18) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وأبي الشيخ والبيهقي.
(1)
هو سلاّم بن سُلَيم.
(2)
يعني ابن مسعود.
(3)
هو ابن الأجدع، وسيأتي ذكر سبب قوله هذا في قصة اجتماعه بشُتَيْر، وهي قصة يرويها الشعبي هنا كما سيأتي، وأبو الضُّحى في الحديث الآتي بعده.
[426]
سنده صحيح، وتابع الشَّعْبيَّ أبو الضُّحى كما سيأتي في الحديث بعده.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 6) وعزاه للمصنف وابن المنذر وابن الضريس والطبراني والهروي في "فضائله" والبيهقي في "شعب الإيمان".
والحديث اختصره المصنف هنا، وفيه قصة وزيادة، وقد أخرجه المصنف بتمامه في تفسير سورة النحل (ل 47 / أ) فقال: نَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بن مسروق، عن الشعبي، قال: جلس مسروق وشتير بن شكل في المسجد الأعظم، فرآهما ناس فتحوّلوا إليهما، فقال شتير لمسروق: إنما تحوَّل إلينا هؤلاء لنحدثهم، فإما أن تحدث وأصدقك، وإما أن أحدث وتصدقني، فقال مسروق: حدث وأصدقك. قال شتير: حدثنا عبد الله بن مسعود أَنَّ أَعْظَمَ آيَةٍ فِي كِتَابِ الله {اللهُ لَا إِلَهَ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ
…
} إلى آخر الآية، قال مسروق: صدقت، وحدثنا عبد الله أن أجمع آية في كتاب الله: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ
…
} الآية، فقال مسروق: صدقت، وحدثنا أن أكبر - أو أكثر - آية في كتاب الله فرحًا: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ
…
} الآية، فقال مسروق: صدقت، وحدثنا أن أشد آية في كتاب الله تفويضًا: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ
…
} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَالَ مَسْرُوقٌ: صدقت.
ومن طريق المصنف أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(9 / 142 - 143 رقم 8659) بتمامه مع اختلاف يسير في بعض ألفاظه.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6 / 323) : ((رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح)) .
وأخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن"(ص91 رقم 187) .
والبيهقي في "شعب الإيمان"(5 / 328 - 329 رقم 2173) .
أما ابن الضريس فمن طريق سهل بن بكار الدارمي، وأما البيهقي فمن طريق سهل بن عثمان العسكري، كلاهما عن أبي الأحوص، به نحوه، وقد ساقه البيهقي بتمامه، وأما ابن الضريس فلم يذكر قوله: ((وحدثنا عبد الله أن أجمع آية
…
)) إلخ.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(3 / 370 - 371 رقم 6002) عن الثوري، عن جابر - أي الجعفي - وغيره، عن الشعبي
…
، فذكر الحديث بتمامه نحوه.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في "الكبير"(9 / 143 رقم 8660) .
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص161 و 208 رقم 415 و 529) من طريق شيخه عمر بن عبد الرحمن، عن منصور بن المعتمر، عن الشعبي، به بما يتعلق بآية الكرسي فقط في الموضع الأول، وفي الموضع الثاني ساقه بتمامه نحوه.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(14 / 163 - طبعة الحلبي -) من طريق معتمر بن سليمان وجرير بن عبد الحميد، كلاهما عن منصور بن المعتمر، عن عامر الشعبي، به مختصرًا بذكر ما يتعلق بآية سورة النحل فقط. =
247 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: نا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي الضُّحى
(1)
، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: مَا مِنْ سَمَاءٍ، وَلَا أَرْضٍ، وَلَا سَهْلٍ، وَلَا جَبَلٍ، أَعْظَمُ مِنْ آيَةِ الْكُرْسِيِّ. قَالَ شُتَيْر
(2)
: وَأَنَا قد سمعته.
= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9/ 142 رقم 8658) من طريق معتمر، عن منصور، عن عامر الشعبي، به بطوله وذكر القصة، إلا أنه لم يذكر ما يتعلق بآية الكرسي وآية سورة الطلاق.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(2/ 356) من طريق معتمر، به، بذكر القصة وما يتعلق بآية سورة النحل فقط.
ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(5/ 373 رقم 2216).
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)) ووافقه الذهبي.
(1)
وهو مسلم بن صُبَيْح، تقدم في الحديث [10] أنه ثقة فاضل.
(2)
تقدم في الحديث السابق ما يوضح سبب قول شتير هذا في قصة سيأتي ذكرها أيضًا.
[427]
سنده حسن لذاته، لكن تقدم في الحديث السابق - وهو أصح - أن القائل الأول هو شُتَير بن شَكَل وليس مسروق بن الأجْدع، وأظن الخطأ هنا من عاصم بن بَهْدلة فإن من حفظه شيئًا كما يتضح من ترجمته في الحديث [17]، وقد صح الحديث من غير هذا الوجه كما في الحديث السابق من طريق عامر الشعبي.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 7) وعزاه للمصنف وابن الضريس والبيهقي في "الأسماء والصفات".
وقد أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(2/ 14) من طريق المصنف، به مثله، إلا أنه قال:((قال شتير: وأنا قد سمعت)).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والحديث اختصره المصنف هنا، وفيه قصة وزيادة في اللفظ، وقد أخرجه المصنف بتمامه في تفسير سورة النحل (ل 147 / ب)، فقال: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: نا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلة، عَنِ أبي الضحى، قال: اجتمع مسروق وشُتَيْر في المسجد، فتعرّض إليهما خلق في المسجد، فقال مسروق لشتير: إني لأرى جلس هؤلاء إلينا إلا ليسمعون مِنّا خيرًا، فإما أن تحدث عن عبد الله وأصدقك، وإما أن أحدث وتصدقني، فقال شتير: حدث يا أبا عائشة. فقال مسروق: سمعت عبد الله يقول: العينان تزنيان، والرجلان تزنيان، واليدان تزنيان، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه. قال: وأنا قد سمعته. قال: أسمعت عبد الله يَقُولُ: مَا مِنْ سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ، وَلَا سَهْلٍ وَلَا جَبَلٍ أَعْظَمُ مِنْ آيَةِ الْكُرْسِيِّ؟ قَالَ: قال: نعم، وأنا قد سمعته. قال: أسمعت أن عبد الله يقول: إن أجمع آية في القرآن بحلال وحرام وأمر ونهي هذه الآية: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} ؟ قال: نعم، وأنا قد سمعته. قال: أسمعت عبد الله يقول: إن أقرب آية في القرآن فرجًا: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} ؟ قال: نعم، وأنا قد سمعته، قال: أسمعت عبد الله يقول: إن أشد آية في القرآن تفويضًا هذه الآية، {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ} ؟ قال: نعم وأنا قد سمعته.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1 / 570 رقم 489) .
وابن الضريس في "فضائل القرآن"(ص92 رقم 193) .
والطبراني في "الكبير"(9 / 144 رقم 8661) .
أما البخاري فمن طريق سليمان بن حرب، وأما ابن الضريس فمن طريق أبي الربيع الزهراني، وأما الطبراني فمن طريق عارم أبي النعمان، ثلاثتهم عن حماد بن زيد، به بطوله نحوه، عدا ابن الضريس فرواه بنحو سياق المصنف المختصر هنا. =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}]
428 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانة
(1)
، عَنْ أَبِي بِشْر
(2)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} -، قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْأَنْصَارِ. قَالَ: قُلْتُ: خَاصَّةً؟ قَالَ: خَاصَّةً؛ كَانَتِ الْمَرْأَةُ مِنْهُمْ إِذَا كَانَتْ نَزْرَةً أَوْ مِقْلاتا
(3)
تَنْذُرُ: لَئِنْ وَلَدَتْ وَلَدًا لَتَجْعَلَنَّهُ فِي الْيَهُودِ؛ تَلْتَمِسُ بِذَلِكَ طُولَ بَقَائِهِ. (فَجَاءَ)
(4)
الْإِسْلَامُ [ل 119/أ] وَفِيهِمْ مِنْهُمْ، فَلَمَّا أجْلِيَت النَّضِير قالت الأنصار:
= وأخرجه الطبراني من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم مقرونًا بالرواية السابقة.
وذكره الحافظ ابن حجر في "الفتح"(10/ 479) من رواية البخاري في "الأدب المفرد"، وقال:((سنده صحيح)).
وأخرجه ابن الضريس أيضًا (ص 93 رقم 194) من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، عن مسروق، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا خلق الله من شيء من أرض ولا سماء ولا إنس ولا جن أعظم من آية الكرسي.
(1)
هو وضّاح بن عبد الله.
(2)
هو جعفر بن إياس.
(3)
معناهما متقارب، فالنَّزْرَةُ من النساء هي قليلة الولد، والمِقْلَاتُ من النساء هي التي لا يعيش لها ولد. انظر:"النهاية في غريب الحديث"(5/ 40) و (4/ 98)، والموضع الآتي من "غريب الحديث" للخطابي.
(4)
في الأصل: ((فلما جاء))، وما أثبته من الموضع الآتي من "سنن البيهقي"؛ حيث روى الحديث من طريق المصنف.
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْنَاؤُنَا وَإِخْوَانُنَا فِيهِمْ؟ فَسَكَتَ عَنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلَتْ:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:((قَدْ خُيّر أَصْحَابُكُمْ، فَإِنِ اخْتَارُوكُمْ فَهُمْ مِنْكُمْ، (وَإِنِ)
(5)
اختاروهم فأَجْلُوهم معهم)).
(5)
في الأصل: ((فإن)).
[428]
سنده ضعيف لإرساله، وهو صحيح إلى مرسله سعيد بن جبير، وقد رواه شعبة، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وهو الصحيح كما سيأتي.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 20) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي.
وأخرجه الخطابي في "غريب الحديث"(3/ 80 - 81).
والبيهقي في "سننه"(9/ 186) في الجزية، باب من لحق بأهل الكتاب قبل نزول الفرقان.
كلاهما من طريق المصنف به، ولفظ الخطابي مختصر، ولفظ البيهقي مثل لفظ المصنف هنا سواء.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 409 رقم 5818) من طريق حجاج بن المنهال، عن أبي عوانة، به نحوه.
وأخرجه أبو داود في "سننه"(3/ 132 رقم 2682) في الجهاد، باب في الأسير يكره على الإسلام.
والنسائي في "التفسير"(1/ 273 و 276 رقم 68 و 69).
ومن طريقه النحاس في "الناسخ والمنسوخ"(ص 98).
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 407 - 408 رقم 5812).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 195 / أ).
وابن حبان في "صحيحه"(1/ 352 رقم 140 / الإحسان). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والنحاس في "معاني القرآن"(1 / 166 - 167) .
والبيهقي في الموضع السابق.
والواحدي في "أسباب النزول"(ص77) .
والثعلبي في "الكشف والبيان"(2 / ل 160) .
جميعهم من طريق شعبة، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به نحوه، ولم يذكروا قوله صلى الله عليه وسلم: ((قَدْ خُيِّر أصحابكم
…
)) إلخ الحديث، وفيه زيادة قوله: قال سعيد بن جبير: فمن شاء لحق بهم، ومن شاء دخل في الإسلام.
وهذا إسناد صحيح، فشعبة وأبو بشر وسعيد بن جبير جميعهم ثقات تقدمت تراجمهم، وقد رواه أبو داود والنسائي من طريق شيخهما محمد بن بشّار بُنْدار، عن محمد بن أبي عدي، عن شعبة.
ومحمد بن بشّار تقدم في الحديث [83] أنه ثقة.
ومحمد بن إبراهيم بن أبي عدي - وقد ينسب إلى جده -، السُّلَمي، مولاهم، أبو عمرو البصري، يروي عن سيلمان التيمي وحميد الطويل وعبد الله بن عون وداود بن أبي هند وشعبة وغيرهم، روى عنه الإمام أحمد وابن معين وابنا أبي شيبة ومحمد بن بشار بندار وغيرهم، وهو ثقة روى له الجماعة، ووثقه ابن سعد والعجلي وأبو حاتم والنسائي، وأحسن الثناء عليه عبد الرحمن بن مهدي ومعاذ بن معاذ، وكانت وفاته سنة أربع وتسعين ومائة. اهـ. من "تاريخ الثقات" للعجلي (ص410 رقم 1485) ، و"الجرح والتعديل"(7 / 186 رقم 1058) ، و"التهذيب"(9 / 12 - 13 رقم 17) ، و"التقريب"(ص465 رقم 5697) .
هكذا رواه شعبة وهو أثبت من أبي عوانة فروايته أصح.
وقد رواه عن شعبة على هذا الوجه جماعة، منهم: أشعث بن عبد الله السجستاني ومحمد بن أبي عدي، ووهب بن جرير، وعثمان بن عمر.
وقد صحح رواية شعبة على هذا الوجه ابن حبان والنحاس في "ناسخه".
وخالف المذكورين محمد بن جعفر غندر، فرواه عن شعبة، عن أبي بشر، =
429 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ
(1)
: كَانَ لَهُ
(2)
غُلَامٌ يُقَالُ لَهُ: جَرِيرٌ، وَكَانَ يَقُولُ لَهُ: أسْلِمْ، فَقَالَ: كَذَا كَانَ يُقَالُ لَهُمْ، وَإِنَّ نَاسًا مِنَ (الْأَنْصَارِ)
(3)
قَدْ أَرْضَعُوا فِي قُرَيْظَةَ، وَكَانُوا (يَقُولُونَ)
(4)
لَهُمْ: أَسْلِمُوا، فَنَزَلَتْ:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} .
= عن سعيد بن جبير مرسلاً.
أخرجه ابن جرير في الموضع السابق برقم (5813).
وعليه فالصواب في الحديث أنه عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، وهو صحيح كما سبق، والله أعلم.
(1)
القائل هو ابن أبي نجيح كما يتضح من رواية عبد الرزاق الآتية.
(2)
أي لمجاهد، والغلام نصراني كما سيأتي.
(3)
في الأصل: ((اليهود))، والتصويب من مصادر التخريج.
(4)
في الأصل: ((يقولوا)).
[429]
سنده صحيح إلى مجاهد، وقد صرح ابن أبي نجيح بالسماع كما سيأتي، لكن ذكر قصة الأنصار واليهود ضعيف من هذا الطريق لإرساله، وهو صحيح لغيره يشهد له الحديث السابق.
وقول مجاهد هذا ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 20) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرج شطره الأول عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 102 - 103)، فقال: نا ابن عيينة، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: سمعت مجاهدًا يقول لغلام له نصراني: يا جرير أسلم، ثم قال: هكذا كان يقال لهم.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(5/ 413 رقم 5831).
وأخرج باقيه ابن جرير أيضًا (5/ 412 رقم 5826) من طريق سعيد بن الربيع الرازي، عن سفيان بن عيينة، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد، أن ناسًا من =
430 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ وَائِل بْنِ دَاوُدَ
(1)
، عَنِ الْحَسَنِ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} ، - قَالَ: لَا يُكْرَهُ أَهْلُ الْكِتَابِ على الإسلام.
= الأنصار كانوا مسترضعين في بني النضير، فلما أُجْلُوا أراد أهلوهم أن يحلقوهم بدينهم، فَنَزَلَتْ:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} .
وأخرجه ابن جرير أيضًا (5/ 411 رقم 5820) من طريق عيسى بن ميمون، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد في قول الله:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} قال: كانت اليهود يهود بني النضير أرضعوا رجالاً من الأوس، فلما أمر النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بإجلائهم، قلا أبناؤهم من الأوس: لنذهبن معهم، ولندينن بدينهم، فمنعهم أهلوهم، وأكرهوهم على الإسلام، ففيهم نزلت هذه الآية.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (5822) من طريق ابن جريج، عن مجاهد، به نحو سابقه.
ولسفيان بن عيينة فيه إسناد آخر.
فأخرجه ابن جرير برقم (5821).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 195 / ب).
كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن خصيف، عن مجاهد:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} ، قال: كان ناس من الأنصار مسترضعين في بني قريظة، فأرادوا أن يكرهوهم على الإسلام، فَنَزَلَتْ:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ} . اهـ. واللفظ لابن جرير.
(1)
هو وَائِلُ داوُد التَّيْمي، الكوفي، والد بكر، يروي عن إبراهيم النخعي وعباية بن رافع وعكرمة والحسن البصري وغيرهم، روى عنه ابنه بكر وشعبة والسفيانان وغيرهم، وهو ثقة من الطبقة السادسة؛ وثقه الإمام أحمد والعجلي والخليلي، وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات، وقال أبو حاتم والبزار:((صالح الحديث)). اهـ. من "تاريخ الثقات" للعجلي (ص 463 رقم 1764)، =
431 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا شَرِيكٌ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ
(1)
، عَنْ وَسْق
(2)
، قَالَ: كُنْتُ مَمْلُوكًا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، وَكُنْتُ نَصْرَانِيًّا، فَكَانَ يَقُولُ لِي: يَا وَسْقُ أَسْلِمْ، فَإِنَّكَ لَوْ أَسْلَمْتَ لَوَلَّيْتُكَ بَعْضَ أَعْمَالِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّهُ لَا يَصْلُحُ أَنْ يَلِيَ أَمْرَهُمْ مَنْ لَيْسَ عَلَى دِينِهِمْ، فأبَيْت عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} فلما مات عمر أعتقني.
= و"الجرح والتعديل"(9/ 43 رقم 182)، و"الثقات" لابن حبان (7/ 561)، و"تاريخ أسماء الثقات" لابن شاهين (ص 247 رقم 1511)، و"تهذيب الكمال" المخطوط (3/ 1459)، و"التهذيب"(11/ 109 - 110 رقم 190)، و"التقريب"(ص 580 رقم 7394).
[430]
سنده صحيح.
وهذا الأثر ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 22) وعزاه لسعيد بن منصور فقط.
وقد أخرج ابن جرير في "تفسيره"(5/ 412 رقم 5826) من طريق سعيد بن الربيع، عن سفيان بن عيينة، عن وائل، عن الحسن، أن ناسًا من الأنصار كانوا مسترضعين في بني النضير، فلما أُجْلُوا، أراد أهلوهم أن يحلقوهم بدينهم، فَنَزَلَتْ:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} .
(1)
هو يحيى بن حيّان الطائي، أبو هلال الكوفي، يروي عن شريح، ويروي عنه سفيان الثوري وابن عيينة وشريك وغيرهم، وهو ثقة، قال ابن معين:((ثقة))، وقال أبو نعيم الفضل بن دكين:((حدثنا سفيان - أي الثوري -، عن أبي هلال، كوفي ثقة لا بأس به))، وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات. اهـ. من "المعرفة والتاريخ" للفسوي (3/ 151)، و"الجرح والتعديل"(9/ 136 رقم 576)، و"الثقات" لابن حبان (7/ 598)، و"تاريخ أسماء الثقات" لابن شاهين (ص 263 رقم 1615)، و"الاستغناء" لابن عبد البر (2/ 974 رقم 1189). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=
(2)
كذا جاء اسمه هنا ونقله الثعلبي في "تفسيره" عن المصنف (2/ 161 / ب) مضبوطًا، وفي "الدر المنثور" (2/ 22):((وسق الرومي))، وفي "الطبقات" لابن سعد (6/ 158):((أُسَّق مولى عمر بن الخطاب))، وعنه ذكره الحافظ ابن حجر في "الإصابة"(1/ 195 رقم 447)، إلا أنه وقع في المطبوع:((أسبق))، وفي "تفسير ابن أبي حاتم" (1 / ل 195 / أ):((أُسَق))، وهو مجهول لم أجد من روى عنه سوى أبي هلال الطائي.
[431]
سنده ضعيف لضعف شريك من قبل حفظه وجهالة وسق.
وقد ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 22) وعزاه للمصنف وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وساقه الثعلبي في "الكشف والبيان"(2 / ل 161 / ب) من رواية المصنف، فقال:((وروى سعيد عن شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ وَسْق، قَالَ: كُنْتُ مَمْلُوكًا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، وَكُنْتُ نَصْرَانِيًّا، فكان يقول: يَا وَسْقُ أَسْلِمْ، فَإِنَّكَ لَوْ أَسْلَمْتَ لَوَلَّيْتُكَ بَعْضَ أَعْمَالِ الْمُسْلِمِينَ، فإنه ليس يَصْلُحُ أَنْ يَلِيَ أَمْرَهُمْ مَنْ ليس على دينهم. قال: فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}، فلما مات أعتقني)). اهـ.
وقد وقع في النسخة خطأ في الإسناد فجاء هكذا: ((وروى سعيد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي هلال، وأُلْحِق اسم: ((شريك)) في الهامش وباقي الإسناد لم يُصّوب. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات"(6/ 158 - 159) من طريق أبي الوليد الطيالسي، قال: حدثنا شريك، عن أبي هلال الطائي، عن أُسَّق قَالَ: كُنْتُ مَمْلُوكًا لِعُمَرَ بْنِ الخطاب وأنا نصراني، فكان يعرض عليّ الإسلام ويقول: إنك لو أسلمت استعنتُ بك على أمانتي فإنه لا يحلّ لي أن أستعين بلك على أمانة المسلمين ولستَ عَلَى دِينِهِمْ، فأبيتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} .
فلما حضرته الوفاة أعتقني وأنا نصراني، وقال: اذهب حيث شئت.
قلت: لشريك: سمعه أبو هلال من أُسّق؟ قال: زعم ذاك. =
432 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وُهَيْب مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ
(1)
، قَالَ: أَعْتَقَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ غُلَامًا لَهُ مَجُوسِيًّا، يُقَالُ لَهُ: مَابُورا
(2)
، فَرَأَيْتُهُ عند أبي يقطع الشَّوَاء
(3)
.
= وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من المصنف (ص 60 رقم 406) عن شريك، عَنْ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ وَسْقٍ، قال: كنت مملوكًا لعمر، فكان يعرض علي الإسلام ويقول:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} ، فلما حُضر، أعتقني.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 195 / أ) من طريق عمرو بن عون، عن شريك، به بنحو سياق ابن سعد، ولم يذكر قوله: ((فأبيت
…
)) إلخ، وضُبط الاسم عنده هكذا:((أُسَق)).
(1)
هو عبد الملك بن وُهَيْب المديني مولى زيد بن ثابت، مجهول، يروي عن زيد بن ثابت، لم يرو عنه سوى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، ذكره البخاري في "تاريخه"(5/ 435 رقم 1418) وسكت عنه، وبيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(5/ 373 رقم 1743)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 117).
(2)
لم تنقط الكلمة في الأصل، ولا في "تاريخ البخاري"(5/ 435)، وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله في حاشيته على "تاريخ البخاري":((كذا في الأصل غير منقوط، ولم نعلم من ضبطه)). اهـ.
(3)
في الموضع السابق من "تاريخ البخاري": (اللحم))، والمعنى واحد، فالشِّوَاءُ: هو اللحم الذي انْشَوَى. انظر "لسان العرب"(14/ 446).
[432]
سنده ضعيف لجهالة عبد الملك بن وهيب، وعبد الرحمن بن أبي الزناد تقدم في الحديث [67] أنه صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد.
وفي الحديث أخرجه البخاري في الموضع المتقدم من "تاريخه" من طريق محمد بن الصباح، عن ابن أبي الزناد، به نحوه.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ}]
433 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ
(1)
، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ:{قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ} ، وَكَانَ يَقُولُ: قِرَاءَتِي عَلَى قِرَاءَةِ مُجَاهِدٍ.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ}
إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ]
434 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَزْم بْنُ أَبِي حَزْم، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} ، قَالَ: ذُكر لَنَا أَنَّهُ أُمِيتَ ضَحْوة، وَبُعِثَ حِينَ سَقَطَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ، فَقَالَ: {كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ
(2)
وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ}، وَإِنَّ (حِمَارَكَ)
(3)
لَنُحْيِيهِ، وَإِنَّ طَعَامَكَ وَشَرَابَكَ، قَدْ مَنَعَ اللَّهُ عز وجل مِنْهُ السِّبَاعَ {وَانْظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا
(4)
ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا}؛ لقد ذُكر لي
(1)
هو حميد بن قيس الأعرج تقدم في الحديث [31] أنه ثقة.
[433]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 22) وعزاه للمصنف وابن المنذر.
(2)
أي: لم يتغيَّر بمرور السنين عليه. انظر "لسان العرب"(13/ 502).
(3)
في الأصل: ((حماره)).
(4)
سيأتي معناها في الحديث [436]، ويوضحه هنا قوله:((فَجَعَلَ يَنْظُرُ بِهِمَا إِلَى عَظْمٍ عَظْمٍ كَيْفَ يَرْجِعُ إِلَى مَكَانِهِ)).
أَنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ عز وجل مِنْهُ عَيْنَيْهِ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ بِهِمَا إِلَى عَظْمٍ عَظْمٍ كَيْفَ يَرْجِعُ إِلَى مَكَانِهِ {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .
435 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: {قَالَ أَعْلَمْ
(1)
أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وَيَقُولُ: لَمْ يَكُنْ بِأَفْضَلَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ اللَّهُ:{أَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .
= [434] سنده صحيح إلى الحسن البصري، ولم يذكر الحسن عمّن أخذه، فلعلّه من الإسرائيليات التي لا تُصدِّق ولا تكذِّب.
وقد ذكره السيوطي في "الدر"(2/ 30) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد والبيهقي في "البعث والنشور"، لكن بلفظ: عن الحسن - في قوله: {فَأَمَاتَهُ اللهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} - قَالَ: ذُكر لَنَا أَنَّهُ أُمِيتَ ضَحْوَةً، وَبُعِثَ حِينَ سَقَطَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ تغرب، وأن أول ما خلق الله منه عيناه، فَجَعَلَ يَنْظُرُ بِهِمَا إِلَى عَظْمٍ كيف يرجع إلى مكانه.
وقد أخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(1/ 20 - 21 رقم 10)، من طريق المصنِّف، به مثله، إلا أنه لم يذكر قوله: ((وإن حمارك لنحييه
…
)) إلى قوله: ((السباع))، ووقع عنده:((أول شيء ما خلق منه عيناه، فجعل ينظر إلى عظم عظم)).
ولم أجد هذا الحديث في المطبوع من "البعث والنشور"، فصار العزو إلى الرسالة المقدمة من الشيخ عبد العزيز الصاعدي لنيل درجة الدكتوراة من الجامعة الإسلامية.
(1)
المعنى: أن ابن عباس كان يقرأ قوله تعالى: ((قال أَعْلَمُ)) هكذا: ((قال اعْلَمْ))، ويوضحه ما سيأتي.
[435]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 32) وعزاه للمصنف وابن المنذر.
وذكره ابن زنجلة في "حجة القراءات"(ص 144) ولم يعزه لأحد؛ وإنما قال: =
436 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّناد، عَنْ أَبِيهِ
(1)
، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ بْنِ ثَابِتٍ
(2)
، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ:{نُنْشِزُهَا}
(3)
.
= وكان ابن عباس يقرؤها أيضًا: (قال اعْلَمْ) ويقول: أهو خير أم إبراهيم إذ قيل له: (واعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). اهـ.
وذكر ابن زنجلة أن ابن مسعود كان يقرؤها كذلك، وهي قراءة حمزة والكسائي.
وقرأ الباقون: (قال أَعْلَمُ).
(1)
هو عبد الله بن ذَكْوان.
(2)
كذا في الأصل، والذي في "الدر المنثور"(2/ 31) جعله عن زيد بن ثابت، فأخشى أن يكون سقط من الإسناد هنا قوله:(عن زيد بن ثابت).
(3)
سيأتي بيان معناها واختلاف القُرَّاء فيها.
[436]
سنده ضعيف، وهو صحيح لغيره كما سيأتي، فعبد الرحمن بن أبي الزناد تقدم في الحديث [67] أنه صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد، ولم يتضح لي أن المصنف روى عنه قبل ذلك.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 31) وعزاه للمصنف والفريابي ومسدد في "مسنده" وعبد بن حميد وابن المنذر، لكنه جعله عن زيد، فقال: عن زيد بن ثابت أن كان يقرأ: {كيف ننشزها} - بالزاي -، وإن زيدًا أعجم عليها في مصحفه.
وقد روى مرفوعًا ولا يصح.
فأخرجه الحاكم في "المستدرك"(2/ 234) من طريق إسماعيل بن قيس، عن نافع بن أبي نعيم القارئ، حدثني إسماعيل بن أبي حكيم، ثنا خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عن أبيه زيد بن ثابت رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قرأ:{كيف ننشزها} - بالزاي -.
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه؛ فإنهما لم يحتجا بإسماعيل بن قيس بن ثابت))، وتعقبه الذهبي في "التلخيص" بقوله:((قلت: إسماعيل بن قيس من ولد زيد بن ثابت، ضعّفوه)).
وقد روي الحديث عن زيد بن ثابت من وجه آخر. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(ل 131 / ب) عن شيخه يحيى بن سعيد القطان، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ حفصة، عن أبي العالية قال: إن زيد بن ثابت رضي الله عنه كَانَ يَقْرَأُ: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} ، أعجم الزاي.
وسنده صحيح رجاله ثقات تقدموا، وأبو العالية اسمه رُفَيع بن مهران.
وأما حَفْصة فهي بنت سِيْرين، أم الهُذَيل الأنصارية البصرية، تروي عن أنس بن مالك وأم عطية وأبي العالية وغيرهم، روى عنها أخوها محمد وقتادة وخالد الحذّاء وهشام بن حسّان وغيرهم، وهي ثقة روى لها الجماعة، وقال إياس بن معاوية:((ما أدركت أحدًا أفضله على حفصة)) ، وقال ابن معين:((ثقة حجة)) ، وقال العجلي:((بصرية ثقة تابعية)) ، وكانت وفاتها سنة إحدى ومائة. اهـ. من "تاريخ الثقات" للعجلي (ص518 رقم 2089) ، و"التهذيب"(12 / 409 - 410 رقم 2762) ، و"التقريب"(ص745 رقم 8561) .
وهذا الأثر عن زيد بن ثابت علقه الثعلبي في "الكشف والبيان"(2 / 169 / أ)، فقال:((وروى أبو العالية أن زيد بن ثابت قال: إنما هي زاي فزوِّها)) .
وقد قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو: ((نُنْشِرُها)) - بالراء -، وقرأ الباقون:((كيف نُنْشِزُها)) - بالزاي - انظر "حجة القراءات"(ص144) .
قال أبو جعفر ابن جرير في "تفسيره"(5 / 475 - 478) : ((وأما قوله: {كَيْفَ نُنْشِزُهَا} ، فإن القَرَأَةَ اختلفت في قراءته. فقرأه بعضهم:{وَانْظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} - بضم النون، وبالزاي -، وذلك قراءة عامة قَرَأَة الكوفيين، بمعنى: وانظر كيف نركِّب بعضها على بعض وننقل ذلك إلى مواضع من الجسم. وأصل النشوز: الارتفاع
…
، فمعنى قوله:{وَانْظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} - في قراءة من قرأ ذلك بالزاي -: كيف نرفعها من أماكنها من الأرض، فنردّها إلى أماكنها من الجسد
…
وقرأ ذلك آخرون: {وَانْظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنْشِرُهَا} - بضم النون -؛ =
437 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا عَوْفٌ
(1)
، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقرأ:{نُنْشِزُها} .
438 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا يُونُسُ
(2)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ (عُمَيْر بْنِ قُمَيْم)
(3)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يقرأ:{نُنْشِرُها}
= قالوا: من قول القائل: أنشر الله الموتى فهو يُنشرهم إنشارًا، وذلك قرأه عامة قَرَأة أهل المدينة، بمعنى: وانظر إلى العظام كيف نُحييها ثم نكسوها لحمًا.
قال أبو جعفر: والقول في ذلك عندي: أن معنى الإنشاز ومعنى الإنشار متقاربان؛ لأن معنى الإنشاز: التركيب والإثبات ورد العظام إلى العظام.
ومعنى الإنشاز: إعادة الحياة إلى العظام، وإعادتها لاشك أنه ردُّها إلى أماكنها ومواضعها من الجسد بعد مفارقتها إياها. فهما وإن اختلفا في اللفظ، فمتقاربا المعنى، وقد جاءت بالقراءة بهما الأمة مجيئًا يقطع العذر ويوجب الحجة، فبأيهما قرأ القارئ فمصيب)). اهـ. والله أعلم.
(1)
هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
[437]
سنده صحيح، وقوله:((عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم))، لعله يعني زيد بن ثابت، فإن أبا العالية روى هذا الحديث عنه، فانظر الحديث السابق والتعليق عليه.
(2)
هو ابن أبي إسحاق.
(3)
في الأصل: ((عبيد بن مريم))، وما أثبته من الحديث الآتي برقم:[440]، ومصادر ترجمته الآتية، وهو الذي يروي أبو إسحاق عنه عن ابن عباس في القراءات، ولم أجد في هذه الطبقة من اسمه:((عبيد بن مريم)).
وهو عُمَيْر بن قُمَيْم - بالتصغير -، ويقال: تميم، ابن يريم، أبو هلال التغلبي =
439 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا عَوْفٌ
(1)
، عَنِ الْحَسَنِ: أنه كان يقرؤها كذلك.
= الكوفي، يروي عن ابن عباس، وعنه أبو إسحاق السبيعي فقط، وهو مجهول، ذكره ابن سعد في "الطبقات" (6/ 300) وقال:((كان معروفًا قليل الحديث))، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(6/ 536 - 537 رقم 3239) وذكر له حديثًا، ثم قال:((لا يتابع عليه))، وبيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 378 رقم 2092)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 254)، وذكره الذهبي في "ميزان الاعتدال"(4/ 582 رقم 10697)، وقال:((لا يعرف، وذكره البخاري في "الضعفاء" وسمّاه عميرًا، وقال: لا يتابع على حديثه))، وانظر "الاستغناء" لابن عبد البر (2/ 974 رقم 1187)، و"تبصير المنتبه"(1/ 203).
أقول: وهو يشتبه مع هُبَيْرة بن يَريم المتقدم في الحديث [403] في الاسم والشيخ والراوي عنه، فكلاهما يروي عن ابن عباس، وعنهما السبيعي.
[438]
سنده ضعيف لجهالة عُمير بن قُمَيْم، ورواية يونس عن أبيه ضعيفة؛ لأنه روى عنه بعد الاختلاط كما قال ابن نمير، وقد ضعَّف الإمام أحمد روايته عنه. انظر "شرح علل الترمذي" لابن رجب (2/ 520 - 522).
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 31) وعزاه للمصنف والفريابي وعبد بن حميد.
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص 72 رقم 129) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي هلال التغلبي، أن ابن عباس كان يقرؤها:(انظر إلى العظام كيف ينشرها).
قلت: أبو هلال هو عمير، وقوله:(ينشرها) كذا جاء في تفسير سفيان، وهو تصحيف، ولم يقرأها أحد هكذا. انظر الحديث المتقدم برقم [436].
وسيأتي الحديث برقم [440] من طريق حُدَيج بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق.
(1)
هو الأعرابي.
[439]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 31) وعزاه لعبد بن حميد فقط.
440 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حُدَيْج بنُ مُعَاوِيَةَ
(1)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(2)
، عَنْ أَبِي هِلَالٍ
(3)
، عَنِ ابْنِ (عَبَّاسٍ)
(4)
: أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {كَيْفَ نُنْشِرُهَا} .
[قوله تعالى: {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}]
441 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ
(5)
، قَالَ: نَا لَيْثٌ
(6)
، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَإِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُمَا قَالَا فِي قَوْلِهِ عز وجل:{لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} -، قَالَا: لِأَزْدَادَ إِيمَانًا إِلَى إِيمَانِي.
(1)
تقدم في الحديث [1] أنه صدوق يخطئ.
(2)
هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، تقدم في الحديث [1] أنه اختلط في آخر حياته، والراوي عنه هنا هو حُديج بن معاوية، ولم يُذكر فيمن روى عنه قبل الاختلاط.
(3)
هو عمير بن قُمَيْم تقدم في الحديث [438] أنه مجهول.
(4)
في الأصل: ((إسحاق)) وهو تصحيف، فإن أبا هلال عمير بن قُمَيْم إنما يروي عن ابن عباس، وسبق أن روى عنه هذا الأثر كما في الحديث [438].
[440]
سنده ضعيف لجهالة أبي هلال عُمير بن قُميم، ولأن أبا إسحاق اختلط، ولم يذكر حُديج فيمن روى عنه قبل الاختلاط، وقد توبع حديج على الحديث كما في الحديث المتقدم برقم [438].
(5)
تقدم في الحديث [76] أنه صدوق اختلط في آخر عمره.
(6)
تقدم في الحديث [9] أنه صدوق اختلط، فلم يتميز حديثه فتُرك.
[441]
سنده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم واختلاط خلف بن خليفة.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 34) وعزاه للمصنف وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في "شعب الإيمان".
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 493 رقم 5984) من طريق زيد بن الحباب، عن خلف بن خليفة، به نحوه. =
442 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ الحدَّاد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} -، قَالَ: بالخُلَّة.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}]
443 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي جَمْرَة
(1)
، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:
= وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(1/ 198 رقم 60) من طريق علي بن المديني، عن خلف، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قوله تعالى:{وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} - قال: أزداد إيمانًا إلى إيماني.
[442]
سنده ضعيف جدًّا؛ عمرو بن ثابت الحدَّاد تقدم في الحديث [179] أنه مترك رافضي.
وقول سعيد هذا ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 34) وعزاه للمصنف وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في "الأسماء والصفات".
وقد أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(2/ 277) من طريق المصنف، به مثله.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 489 رقم 5969).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 202 / أ).
أما ابن جرير فمن طريق أبي أحمد الزبيري، وأما ابن أبي حاتم فمن طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن عمرو، به مثله.
(1)
هو نَصْر بن عمران.
[443]
سنده حسن لذاته، وهو صالح لغيره، فعبد الرحمن بن زياد الرصاصي تقدم في =
{فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} -، قَالَ: قَطّع أَجْنِحَتَهُنَّ أَرْبَاعًا، رُبْعًا هَاهُنَا، وَرُبْعًا هَاهُنَا فِي أَرْبَاعِ الْأَرْضِ، {ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا} قَالَ: هَذَا مَثل، كَذَلِكَ يُحْيِي الله الموتى مثل هذا.
= الحديث [6] أنه صدوق، لكنه لم ينفرد به كما سيأتي.
فالحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 35) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في "البعث والنشور".
وقد أخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(1 / 22 رقم 11) ، من طريق المصنف به مثله، إلا أنه قال:((قطع أجنحتها أربعًا، ربعًا هاهنا، وربعًا ها هنا، وربعًا ها هنا، وربعًا ها هنا)) ، ولم يذكر قوله:((في أرباع الأرض)) ، وتصحف ((أبو جمرة)) على المحقق إلى:((أبي حمزة)) .
ولم أجد هذا الحديث أيضًا في المطبوع من "البعث والنشور"، فصار العزو إلى النسخة التي تقدمت الإشارة إليها في الحديث [434] .
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(5 / 502 و 505 رقم 5995 و 6013) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 202 / ب) .
أما ابن جرير فمن طريق محمد بن جعفر غندر، وأما ابن أبي حاتم فمن طريق أبي داود الطيالسي ويحيى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، ثلاثتهم عن شعبة، به نحوه.
وسنده صحيح، فإن ابن جرير رواه عن شيخه محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر غندر، عن شعبة، وجميع رجال الإسناد ثقات تقدمت تراجمهم، عدا شيخ ابن جرير.
وهو محمد بن المثنى بن عبيد العَنَزي - بفتح العين والنون، بعدها زاي -، أبو موسى البصري، المعروف بالزَّمِن، مشهور بكنيته وباسمه، يروي عن عبد الله بن إدريس وأبي معاوية وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى القطان ومحمد بن جعفر غندر وغيرهم، روى عنه هنا محمد بن جرير الطبري، وروى عنه الجماعة وأبو زرعة أبو حاتم وبقي بن مخلد وابن أبي الدنيا وأبو يعلى وابن خزيمة وغيرهم، وهو ثقة ثبت روى له الجماعة، ووثقه ابن معين، وسئل عمرو بن علي الفلاس عنه وعن بندار، فقال:((ثقتان، يقبل منهما كل شيء إلا ما تكلم به أحدهما في الآخر)) ، وقال الذُّهلي:((حُجَّة)) ، وقال أبو حاتم:((صالح الحديث صدوق)) ، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ((كان صاحب كتاب، لا يقرأ إلا من =
444-
حدثنا سعيد، [ل119/ب] قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} -، قال: قطّعهن.
= كتابه)) ، وقال الدارقطني:((كان أحد الثقات)) ، وقَدَّمَه على بندار، وقال مسلمة:((ثقة مشهور من الحفاظ)) ، وقال الخطيب البغدادي:((كان ثقة ثبتًا، احتجّ سائر الأئمة بحديثه)) ، وكان مولده سنة سبع وستين ومائة، ووفاته سنة اثتنين وخمسين ومائتين، وقيل: إحدى وخمسين، وقيل: سنة خمسين ومائتين. اهـ. من "الجرح والتعديل"(8 / 95 رقم 409) ، و"التهذيب"(9 / 425 - 427 رقم 696) ، و"التقريب"(ص505 رقم 6264) .
[444]
سنده ضعيف، وهو صحيح لغيره؛ فعطاء بن السائب مع كونه ثقة، إلا أنه اختلط، ولم يذكروا خالد بن عبد الله الطحان ممن روى عنه قبل الاختلاط كما سبق بيانه في الحديث رقم [6] .
لكن صح الخبر في الحديث قبله من طريق أبي جمرة عن ابن عباس.
وهذا الأثر ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 35) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في "شعب الإيمان"، ولم أجده في مظانه من "شعب الإيمان"، فالأظهر أنه في "البعث والنشور".
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5 / 502 رقم 5994) من طريق أبي كدينة يحيى بن المهلب، عن عطاء، به بلفظ: هي نبطيّة: فشقِّقْهُنَّ.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 202 / ب) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي يحيى القتّات، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} ، قال: قطعهن.
وأخرجه ابن جرير برقم (6001) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن إسرائيل، به مثله، إلا أنه جعله من قول مجاهد، ليس فيه ذكر لابن عباس.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ}]
445 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَكَمَ
(1)
يحدِّث عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل: {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} -، قَالَ: مِنَ التِّجَارَةِ، {وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ} ، قَالَ: مِنَ الثِّمَارِ.
446 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عن مجاهد، مثل ذلك.
(1)
أي ابن عُتَيْبة.
[445]
سنده ضعيف لإبهام شيخ هشيم، وهو صحيح لغيره كما سيأتي في الحديث بعده.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 50) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في "سننه".
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(5/ 558 رقم 6134) من طريق الحسين بن داود الملقَّب: سُنَيْد، قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم
…
، فذكره بمثله هكذا بتسمية شيخ هشيم:((شعبة))، ويحتمل أن يكون هذا صحيحًا؛ فإن الحديث يرويه شعبة عن الحكم كما سيأتي، لكن الحسين بن داود هذا تقدم في الحديث [206] أنه ضعيف، والراوي عنه هو شيخ الطبري القاسم بن الحسن، ولم أهتد إليه.
وقد صح الحديث من غير طريق هشيم كما سيأتي في الحديث بعده.
[446]
سنده حسن لذاته، وهو صحيح لغيره؛ فعبد الرحمن بن زياد الرَّصاصي تقدم في الحديث [6] أنه صدوق، لكنه قد توبع كما سيأتي.
وتقدم في الحديث السابق أن السيوطي ذكر الحديث وعزاه للمصنف وغيره. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد أخرجه يحيى بن آدم في "كتاب الخراج"(ص132 رقم 427) من طريق عبد السلام بن حرب وعبد الله بن المبارك، كلاهما عن شعبة، به مثله، لكن بشطره الأول فقط.
ومن طريق يحيى بن آدم أخرجه الخلال في "الحث على التجارة"(ص70 رقم 42) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(7 / 19 رقم 2234) .
والخلال في الموضع السابق (ص88 رقم 55) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 208 / ب - 209 / أ) .
ثلاثتهم من طريق وكيع، عن شعبة، به مثله سابقه.
وسنده صحيح، وقد رواه ابن أبي شيبة عن وكيع بلا واسطة.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5 / 556 رقم 6121) .
وأبو نعيم في "الحلية"(3 / 299) .
كلاهما من طريق محمد بن جعفر غندر، عن شعبة، به مثل سابقه.
وأخرجه الخلال أيضًا (ص107 رقم 65) .
والبيهقي في "سننه"(5 / 263) في البيوع، باب إباحة التجارة.
كلاهما من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن شعبة، به مثل سابقه.
وأخرجه ابن جرير في الموضع السابق برقم (6122 و 6123) من طريق زيد بن الحباب ووهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، به مثل سابقه.
وأخرجه الخلال أيضًا (ص70 رقم 42) .
والبيهقي في الموضع السابق.
أما الخلال فمن طريق بقية بن الوليد، وأما البيهقي فمن طريق شبابة بن سوَّار، كلاهما عن شعبة، به مثل سابقه.
وأخرجه ابن جرير برقم (6124) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 209 / أ) . =
447 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(1)
، قَالَ: نَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ
(2)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: سَأَلْتُ عَبِيْدَةَ عَنْ
= كلاهما من طريق آدم بن أبي إياس، عن شعبة، به بلفظ: التجارة الحلال. والحديث في "تفسير مجاهد"(ص 116 - 117) من رواية ورقاء، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد:{أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} ، قال: من التجارة. وتقدم في الحديث [184] أن رواية ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ صححه.
وأخرجه يحيى بن آدم في "الخراج"(ص 132 رقم 430)، فقال: حدثنا ورقاء، عن أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قوله:{أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} - قَالَ: مِنَ التِّجَارَةِ: {وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ} ، قال: النخل.
ومن طريق يحيى بن آدم أخرجه الخلال في "الحث على التجارة"(ص 72 رقم 43).
والبيهقي في "سننه"(4/ 146) في الزكاة، باب زكاة التجارة.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(5/ 556 رقم 6127 و 6128) من طريق عيسى بن ميمون وشبل، كلاهما عن ابن أبي نجيح، به مثل رواية تفسير مجاهد.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (5/ 557 رقم 6132) من طريق عيسى بن ميمون، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد، قوله:{وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ} ، قال: النخل.
وأخرجه أيضًا برقم (6133) من طريق ابن جريج، عن مجاهد:{وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ} ، قال: من ثمر النخل.
(1)
هو ابن عُلَيَّة.
(2)
هو سلمة بن علقمة التميمي، أبو بشر البصري، ثقة، روى له الجماعة عدا الترمذي وروى هو عن محمد بن سيرين ونافع مولى ابن عمر وغيرهما، روى عنه ابن علية وحماد بن زيد ويزيد بن زريع، وغيرهم، وكانت وفاته سنة تسع وثلاثين ومائة. =
قَوْلِهِ عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} ، قَالَ: ذَلِكَ فِي الزَّكَاةِ، والدِّرْهم الزَّائِفُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ التَّمْرَةِ
(3)
.
= قال الإمام أحمد: ((بخ، ثقة)) ووثقه ابن سعد وابن معين، وقال ابن المديني:((ثبت))، وقال العجلي:((ثقة فقيه))، وقال أبو حاتم:((صالح الحديث ثقة))، وقال ابن حبان:((كان حافظًا متقنًا)). اهـ. من "الجرح والتعديل"(4/ 167 - 168 رقم 737)، و"التهذيب"(4/ 150 رقم 260)، و"التقريب"(ص 248 رقم 2502).
(3)
يعني في صدقة التطوع كما سيأتي.
[447]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 61) وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد فقط، بلفظ:((إنما ذلك في الزكاة في الشيء الواجب، فأما في التطوع فلا بأس بأن يتصدق الرجل بالدرهم الزيف، هو خير من التمرة)).
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(3/ 226).
وابن جرير في "تفسيره"(5/ 569 رقم 6164).
كلاهما من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة، به مثله.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (6163) من طريق يزيد بن زريع، عن سلمة، به مثله.
وأخرجه يحيى بن آدم في "كتاب الخراج"(ص 133 رقم 431) فقال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن هشام، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: سَأَلْتُ عَبِيدَةَ عَنْ قَوْلِهِ عز وجل: {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} قال: إنما هذا في الزكاة المفروضة، ولا بأس أن يتصدق الرجل بالتمر الحَشِف والدرهم الزائف. =
[قَوْلُهُ تَعَالَى {وَمَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}]
448 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانة
(1)
، عَنْ أَبِي بِشْر
(2)
، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَمَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} -، قال: الحكمة: الصواب.
= وكذا أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(5/ 569 رقم 6165) من طريق أبي كريب عن ابن إدريس، به مع بعض الاختلاف في اللفظ.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 209 / أ) من طريق أبي سعيد الأشجّ، عن ابن إدريس، بنحو لفظ يحيى بن آدم.
فهؤلاء ثلاثة من الرواة اتفقوا على روايته على هذا الوجه.
وخالفهم أبو السائب سَلْم بن جنادة، فرواه عن ابن إدريس، عن هشام، عن ابن سيرين من قوله، ليس فيه ذكر لعبيدة.
أخرجه الطبري، برقم (6166).
ورواية الأكثر هي الأرجح، وتؤيدها رواية سلمة بن علقمة، والله أعلم.
(1)
هو وضّاح بن عبد الله.
(2)
هو جعفر بن إياس.
[448]
سنده ضعيف؛ لأن رواية أبي بشر عن مجاهد ضعفها شعبة كما في الحديث [121] وقال: إنه لم يسمع منه، لكن الحديث صحيح لغيره كما سيأتي.
وقد ذكره السيوطي في "الدر"(2/ 66) وعزاه لابن جرير وعبد بن حميد فقط.
وابن جرير أخرجه في "تفسيره"(5/ 577 رقم 6183) فقال: حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، قال: سمعت مجاهدًا قال: {وَمَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ} ، قال: الإصابة.
وهذا سند صحيح رجاله ثقات تقدمت تراجمهم، وابن بشار هو محمد، وعبد الرحمن هو ابن مهدي، وسفيان هو الثوري، وابن أبي نجيح هو عبد الله. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 212 / أ) من طريق قبيصة عن =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ}]
449 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسي
(1)
، عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {وَنُكَفِّرُ
(2)
عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ}.
= سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن جرير برقم (6184 و 6185) من طريق عيسى بن ميمون وشبل، كلاهما عن ابن أبي نجيح، به، ولفظ عيسى:((يؤتي الإصابة من يشاء))، ولفظ شبل:((يؤتي إصابته من يشاء)).
والحديث في "تفسير مجاهد"(ص 116) من رواية ورقاء عن ابن أبي نجيح، بمثل لفظ شبل.
(1)
هو حنظلة بن عبد الله، وقيل: ابن عبيد الله، وقيل: ابن عبد الرحمن، وقيل: ابن أبي صَفِيَّة، السَّدُوسي، أبو عبد الرحيم البصري، يروي عن أنس وشهر بن حوشب وعكرمة وغيرهم، روى عنه شعبة والحمّادان وابن المبارك وخالد بن عبد الله الطحّان الواسطي وغيرهم، وهو ضعيف من الطبقة السابعة؛ روى ابن المديني عن يحيى بن سعيد القطان أنه قال:((قد رأيته وتركته على عمد))، قلت ليحيى: كان قد اختلط؟ قال: نعم، وقال الإمام أحمد:((ضعيف الحديث))، وفي رواية:((منكر الحديث، يحدث بأعاجيب))، وضعفه ابن معين والنسائي. اهـ. من "الجرح والتعديل"(3/ 240 - 241 رقم 1069)، و"تهذيب الكمال" المطبوع (7/ 447 - 451)، و"التهذيب"(3/ 62 رقم 112)، و"التقريب"(ص 184 رقم 1583).
(2)
كذا في الأصل بالنون، ولم تضبط، وفيها ثلاث قراءات:
أما ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر فقرأوا: ((ونُكَفِّرُ))، - برفع الراء على الاستئناف-.
وقرأ نافع وحمزة والكسائي: ((ونُكَفِّرْ)) - بالجزم على موضع: ((فهو خير =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ
…
} إِلَى قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} ]
450 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ
(1)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(2)
، عَنْ أَبِي الضُّحَى
(3)
، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:((لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَاتُ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي الرِّبَا، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَاقْتَرَأَهُنَّ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ نَهَى عَنِ التجارة في الخمر)).
= لكم))؛ لأن المعنى: يكن خيرًا
…
وقرأ ابن عامر وحفص: ((ويُكَفَّرُ)) - بالياء، والرفع على الاستئناف أيضًا -. انظر "حجة القراءات"(ص 147 - 148).
[449]
سنده ضعيف لضعف حنظلة السدوسي.
(1)
هو ابن عبد الحميد.
(2)
هو ابن المعتمر.
(3)
هو مسلم بن صُبيح.
[450]
سنده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما سيأتي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 104) وعزاه لعبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم وابن المنذر.
والحديث أخرجه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهويه في "مسنده"(3/ 808 رقم 901) عن شيخه جرير، به مثله، إلا أنه لم يذكر قوله:((في الربا)).
وأخرجه مسلم في "صحيحه"(3/ 1206 رقم 69) في المساقاة، باب تحريم بيع الخمر، من طريق زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم، كلهما عن جرير، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(8/ 150 رقم 14674).
ومن طريقه الإمام أحمد في "المسند"(6/ 127). =
451 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأعْمش، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها (قَالَتْ)
(1)
: لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَاتُ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي الرِّبَا، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَرَّمَ التجارة في الخمر.
= وأخرجه الفريابي في "تفسيره" كما في "فتح الباري"(8/ 205).
ومن طريقه البخاري في "صحيحه"(8/ 204 رقم 4543) في تفسير سورة البقرة من كتاب التفسير، باب:{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إلى ميسرة} .
وابن حجر في "تغليق التعليق"(4/ 187).
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(6/ 186).
والنسائي في "تفسيره"(1/ 289 رقم 76)، وفي "سننه"(7/ 308) في البيوع، باب بيع الخمر.
جميعهم من طريق سفيان الثوري، عن منصور، به نحوه.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(6/ 190 - 191).
والبخاري في "صحيحه"(4/ 313 رقم 2084) في البيوع، باب آكل الربا وشاهده وكاتبه، و (8/ 204 رقم 4542) في تفسير سورة البقرة من كتاب التفسير، باب:{فأذنوا بحرب من الله ورسوله} .
كلاهما من طريق شعبة، عن منصور، به نحوه.
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (6/ 278) من طريق زياد بن عبد الله، عن منصور، به نحوه، إلا أنه لم يذكر قوله:((في الربا)).
وللحديث طريق أخرى يرويها سليمان بن مهران الأعمش، عن أبي الضحى، وهي الآتية في الحديث بعده.
(1)
في الأصل: ((قال)).
[451]
سنده صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه كما سيأتي، وانظر الحديث =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رقم [3] فيما يتعلق بتدليس الأعمش.
والحديث أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(3 / 809 رقم 902) .
والإمام أحمد في "المسند"(6 / 46) .
ومسلم في "صحيحه"(3 / 1206 رقم 70) في المساقاة، باب تحريم بيع الخمر.
وأبو داود في "سننه"(3 / 759 رقم 3491) في البيوع، باب في ثمن الخمر والميتة.
وابن ماجه (2 / 1122 رقم 3382) في الأشربة، باب التجارة في الخمر.
جميعهم من طريق أبي معاوية، به نحوه، ولفظ ابن ماجه مثله.
والإمام أحمد أيضًا (6 / 46 و 100) .
والبخاري في "صحيحه"(4 / 417 و 2226) في البيوع، باب تحريم التجارة في الخمر، و (8 / 204 رقم 4541) في تفسير سورة البقرة من كتاب التفسير، باب:{يمحق الله الربا} .
وأبو داود في الموضع السابق برقم (3490) .
والنسائي في "التفسير"(1 / 288 رقم 75) .
جميعهم من طريق شعبة، عن سليمان الأعمش، به نحوه.
وأخرجه البخاري أيضًا (1 / 553 - 554 رقم 459) في الصلاة، باب تحريم تجارة الخمر في المسجد، و (8 / 203 و 204 رقم 4540 و 4543) في تفسير سورة البقرة من كتاب التفسير، باب:{وأحل الله البيع وحرم الربا} ، وباب:{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إلى ميسرة} ، من طريق أبي حمزة السُّكَّري وحفص بن غياث وسفيان الثوري، ثلاثتهم عن الأعمش، به نحوه.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}]
452 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا مُغِيرَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي (
…
…
)
(1)
، عَنِ الرَّبيع بْنِ خُثَيْم، أَنَّهُ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ دَيْنٌ، فَيَقُولُ: أَثَمَّ فُلَانٌ، إِنْ كُنْتَ مُوسِرًا فَأَدِّهْ، وَإِنْ كُنْتَ مُعْسِرًا فَإِلَى مَيْسَرَةٍ. فَقُلْتُ
(2)
ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: إِنَّمَا ذَلِكَ فِي الرِّبَا.
(1)
ها هنا كلمة لم أستطع قراءتها تشبه أن تكون: ((الحجبي)) وقد اجتهد الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في "تفسير الطبري"(6/ 30 رقم 6280) فصححها هكذا: ((الشعبي))، لأنه يروي عن الربيع به خيثم ويروي عنه مغيرة كثيرًا، وذكر أن في الأصل المخطوط:((الحسيّ)) مشددة الياء بالقلم، ثم قال:((والناسخ كثير السهو والغفلة والتصحيف كما أسلفنا، وإنما هو: الشعبي)). اهـ.
قلت: لو سلمنا أنها تصحفت في الأصل المخطوط لتفسير الطبري، فهل تكون تصحفت كذلك في سنن سعيد بن منصور؟! فالذي أرى: أن هناك كلمة أعيتني كما أعيت الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، ورسمها متقارب بين ما عند الطبري وسعيد بن منصور، ولم أجد الحديث عند غيرهما حتى أتمكن من حل هذا الإشكال.
(2)
القائل: ((فقلت))، هو مغيرة بن مقسم، وإبراهيم هو النخعي.
[452]
سنده رجاله ثقات، عدا الرجل الذي روى عنه مغيرة فلم يتضح لي من هو؟ فالحكم على الحديث متوقف على معرفته، وأما قول إبراهيم فصحيح الإسناد إليه.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(6/ 30 رقم 6280) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، به بلفظ: إن الربيع بن خثيم كان له على رجل حق، فكان يأتيه ويقوم على بابه ويقول: أي فلان، إن كنت موسرًا فأدّ، وَإِنْ كُنْتَ مُعْسِرًا فَإِلَى مَيْسَرَةٍ. =
453 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا يُونُسُ
(1)
، وَهِشَامٌ
(2)
، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى شُرَيح فِي حَقٍّ كَانَ لِأَحَدِهِمَا قِبَلَ الْآخَرِ، فَقَضَى عَلَيْهِ شُرَيْحٌ، وَأَمَرَ بِحَبْسِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: إِنَّهُ مُعْسِرٌ، وَاللَّهُ عز وجل يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {وَإِنْ
(3)
كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}، قَالَ: ذَلِكَ فِي الرِّبَا، وَاللَّهُ يَقُولُ: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا
(4)
الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}
(5)
.
= وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (6279 و 6292) من طريق يعقوب بن إبراهيم وأبي أحمد الزبيري، كلاهما عن هشيم قال: أخبرنا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ - فِي قَوْلِهِ:{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إلى ميسرة} - قال: ذلك في الربا.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (6290) من طريق سفيان الثوري، عن مغيرة، به مثل سابقه.
(1)
هو ابن عبيد.
(2)
هو ابن حسان.
(3)
في الأصل: ((فإن)).
(4)
في الأصل: (والله يقول: أدوا الأمانات إلى أهلها)، فلعله عبَّر بالمعنى.
(5)
الآية (58) من سورة النساء.
[453]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 112) وعزاه للمصنف وعبد الرزاق وعبد بن حميد والنحاس في "ناسخه" وابن جرير.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(6/ 30 رقم 6278) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، عن هشام وحده، به نحوه، وزاد في آخره:((ولا يأمرنا الله بشيء ثم يعذبنا عليه)).
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(8/ 305 رقم 15309) فقال: أخبرنا =
454-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} -، قال: ذلك في الربا.
= معمر، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قال: شهدت شريحًا وخاصم إليه رجل رجلاً في دين له، فقالآخر يعذر صاحبه: إنه معسر، وقد قال الله تعالى:{إن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى ميسرة} ، فقال شريح: هذه كانت في الربا، وإنما كان الربا في الأنصار، وإن الله يَقُولُ:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بالعدل} ، ولا والله، لا يأمر الله بأمر تخالفوه، احبسوه إلى جنب هذه السارية حتى يوفيه.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه النحاس في "الناسخ والمنسوخ"(ص100) ومنه صوبت بعض الألفاظ فيس سياق المصنِّف لعبد الرزاق.
وأخرجه القاضي وكيع في "أخبار القضاة"(2 / 360) من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عن ابن سيرين، به بلفظ قريب من لفظ ابن جرير الطبري السابق. وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (6281) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة، عن أيوب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: جاء رجل إلى شريح فكلَّمه، فجعل يقول: إنه معسر، إنه معسر. قال: فظننت أنه يكلمه في محبوس، فقال شريح: إن الربا كان في هذا الحي من الأنصار، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى ميسرة} ، وقال الله عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمانات إلى أهلها} ، فما كان الله عز وجل يأمرنا بأمر ثم يعذبنا عليه، أدوا الأمانات إلى أهلها.
وفي هذا السياق ما يدل على أن شريحًا ذكر سبب نزول الآية، فهذا مرسل، لأن شريحًا لم يدرك ذلك.
[454]
سنده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد كما في ترجمته في الحديث [18] . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 112) وعزاه للمصنف وابن جرير وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(6/ 30 رقم 6277).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 208 / ب).
كلاهما من طريق محمد بن فضيل، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، به نحوه.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (6/ 31 رقم 6283).
وابن أبي حاتم (1 / ل 208 / ب - 209 / أ).
كلاهما من طريق محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العَوْفي، قال: حدثني أبي، قال حدثني عمي، قال حدثني أبي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إلى ميسرة} : إنما أمر في الربا أن ينظر المعسر، وليست النَّظِرة في الأمانة، ولكن يؤدي الأمانة إلى أهلها.
وسنده ضعيف جدًّا؛ مسلسل بالضعفاء.
فالراوي عن ابن عباس هو عطيّة بن سعد بن جُنَادة - بضم الجيم، بعدها نون خفيفة - العَوْفي، الجَدَلي - بفتح الجيم والمهملة -، أبو الحسن الكوفي، روى عن أبي سعيد وأبي هريرة وابن عباس وغيرهم، روى عنه ابناه الحسن وعُمر والأعمش وغيرهم، وهو شيعي ضعيف في الحديث ويدلِّس تدليسًا قبيحًا؛ حكى الإمام أحمد أنه كان يأتي الكلبي ويسأله عن التفسير، ويكنّيه بأبي سعيد وذكره ابن حبان في "المجروحين"، وقال:((سمع من أبي سعيد الخدري أحاديث، فلما مات أبو سعيد، جعل يجالس الكلبي ويحضر قصصه، فإذا قال الكلبي: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كذا، فيحفظه، وكنّاه أبا سعيد، ويروي عنه، فإذا قيل له: من حدثك بهذا؟ فيقول: حدثني أبو سعيد، فيتوهَّمون أنه يريد أبا سعيد الخدري، وإنما أراد به الكلبي، فلا يحلّ الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلى على جهة التعجب))، ووصفه بالتشيع البزار والساجي وابن عدي وغيرهم، وقد ضعف حديثه الثوري وهشيم والإمام أحمد وأبو حاتم والنسائي وغيرهم، وكنت وفاته سنة إحدى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عشرة ومائة. انظر "الجرح والتعديل"(6/ 382 - 383 رقم 2125)، و"المجروحين" لابن حبان (2/ 176)، و"التهذيب"(7/ 224 - 226 رقم 413)، و"طبقات المدلسين"(ص 130 رقم 122).
والراوي عن عطية هذا هو: ابنه الحسن بن عطية بن سعد العوفي، يروي عنه أبيه وجده، وعنه أخواه عبد الله وعمرو وابناه محمد والحسين وغيرهم، وهو ضعيف، قال البخاري:((ليس بذاك))، وقال أبو حاتم:((ضعيف الحديث))، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:((أحاديثه ليست بنقيّة))، وذكره في المجروحين وقال:((منكر الحديث، لا أدري البليّة في أحاديثه منه، أو من أبيه، أو منهما معًا؟ لأن أباه ليس بشيء في الحديث، وأكثر روايته عن أبيه، فمن هنا اشتبه أمره ووجب تركه))، وكانت وفاته سنة إحدى وثمانين ومائة. اهـ. من "المجروحين" لابن حبان (1/ 234)، و"التهذيب"(2/ 294 رقم 524)، و"التقريب"(ص 162 رقم 1256).
والراوي عن الحسن هذا هو: ابنه الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد العَوْفي، روى عن أبيه وعبد الملك بن أبي سليمان والأعمش، روى عنه بقية بن الوليد وعمر بن شبّة وابنه الحسن وابن أخيه سعد بن محمد وغيرهم، وهو ضعيف؛ ضعفه ابن معين والنسائي وأبو حاتم وابن سعد وغيرهم، وذكره ابن حبان في المجروحين، وقال:((منكر الحديث؛ يروي عن الأعمش وغيره أشياء لا يتابع عليها، كأنه كان يقلبها، وربما رفع المراسيل وأسند الموقوفات، ولا يجوز الاحتجاج بخبره))، وكانت وفاته سنة إحدى، أو اثنتين ومائتين. اهـ. من "الجرح والتعديل"(3/ 48 رقم 215)، و"المجروحين" لابن حبان (1/ 246)، و"تاريخ بغداد"(8/ 29 - 32)، و"لسان الميزان"(2/ 278 رقم 1156).
والراوي عن حسين هذا هو: ابن أخيه سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العَوْفي، روى عن أبيه وعمه الحسين بن الحسن، وفليح بن سليمان وغيرهم، روى عنه ابنه محمد وابن أبي الدنيا ومحمد بن غالب تمتام وغيرهم، وهو ضعيف =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ}]
455 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
(1)
قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَسْأَلُهُ عَنْ شَهَادَةِ الصِّبْيَان، فَكَتَبَ إِلَيَّ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ: {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} : فَلَيْسُوا مِمَّنْ نَرْضَى، لَا تَجُوزُ.
= جدًّا وصفه الإمام أحمد بأنه جهمي، وقال:((لو لم يكن هذا أيضًا، لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه، ولا كان موضعًا لذاك)). اهـ. من "تاريخ بغداد"(9/ 126 - 127 رقم 4743)، وانظر "لسان الميزان"(3/ 18 - 19 رقم 67).
والراوي عن سعد هذا هو: ابنه محمد بن سعد، يروي عن يزيد بن هارون ورَوْح بن عبادة وعبد الله بن بكر وغيرهم، روى عنه هنا محمد بن جرير الطبري وروى عنه أيضًا يحيى بن صاعد وأحمد بن كامل وغيرهم، ذكره الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"(5/ 322 - 323 رقم 2845)، وذكر حديثًا أخطأ فيه محمد هذا، ثم قال الخطيب:((كان ليِّنًا في الحديث))، وذكر الحاكم في "سؤالاته للدارقطني"(ص 139 رقم 178) أنه سأل الدارقطني عنه، فقال:((لا بأس به))، وانظر "لسان الميزان"(5/ 174 رقم 603)، وكانت وفاته سنة ست وسبعين ومائتين.
(1)
هو عبد الله بن عبيد الله، تقدم في الحديث [39] أنه ثقة فقيه.
[455]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 121) وعزاه للمصنف وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي.
وقد أخرجه البيهقي في "سننه"(10/ 161 - 162) في الشهادات، باب من ردّ شهادة الصبيان، ومن قبلها في الجراح ما لم يتفرقوا، أخرجه من طريق المصنف، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن ابن أبي مليكة، أنه كتب إلى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يسأله عن شهادة الصبيان، فكتب إليه
…
، فذكر الحديث بمثله سواء، إلا أنه قال:((وليسوا)) .
وأخرجه الشافعي في "الأم"(7 / 44) من طريق شيخه سفيان بن عيينة، به، بلفظ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما في شهادة الصبيان -: لا تجوز.
ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في الموضع السابق.
وللحديث طريقان آخران عن ابن أبي مليكة.
فأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(8 / 348 رقم 15494) .
وابن أبي شيبة في "المصنف"(6 / 280 - 281 رقم 1075) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 222 / أ) .
والحاكم في "المستدرك"(2 / 286) .
ومن طريق البيهقي في الموضع السابق (ص162) .
جميعهم من طريق ابن جريج، عن ابن مليكة، به، ولفظ عبد الرزاق قال فيه: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أنه أرسل إلى ابن عباس - وهو قاضٍ لابن الزبير - يسأله عن شهادة الصبيان، فقال: لا أرى أن تجوز شهادتهم، إنما أمرنا الله ممن نرضى، وإن الصبي ليس برضى. وقال ابن الزبير لي: بالحِرَى إن أخذوا عند ذلك إن عقلوا ما رأوا أن يصدقوا، وإن نقل آخر شهادتهم. قال: وما رأيت القضاء في ذلك إلا جائزًا على ما قال ابن الزبير.
وهذا سند صحيح، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
ثم أخرجه عبد الرزاق (8 / 349 رقم 15495) فقال: أخبرنا معمر، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة
…
، به بمعناه.
وهذا سند صحيح أيضًا.
456 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} -، قَالَ: مِنَ الْأَحْرَارِ.
457 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ مُجَاهِدًا، عَنِ الظِّهار مِنَ الأَمَة، فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، فَقُلْتُ: أَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ}
(1)
، أفَلَسْنَ مِنَ النِّسَاءِ؟ فَقَالَ: وَاللَّهُ يقول:
[456] سنده حسن، وهو صحيح لغيره، فإسماعيل بن زكريا تقدم في الحديث [81] أنه صدوق، لكنه قد توبع كما سيأتي، وانظر في رواية ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ الحديث رقم [184].
والحديث أخرجه المصنف هنا من طريق سفيان الثوري.
وسفيان الثوري أخرجه في "تفسيره"(ص 73 رقم 133) بمثله سواء.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 120) وعزاه المصنف وسفيان وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(6/ 78 رقم 331).
وابن جرير في "تفسيره"(6/ 61 رقم 6357).
والبيهقي في "سننه"(10/ 161) في الشهادات، باب من رد شهادة العبيد ومن قبلها.
أما ابن أبي شيبة وابن جرير فمن طريق وكيع، وأما البيهقي فمن طريق أبي عامر العَقَدي، كلاهما عن سفيان الثوري، به مثله.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 221 / ب) من طريق لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنِ مجاهد، به بمعناه.
وللحديث طريق أخرى عن مجاهد، وهي الآتية في الحديث بعده.
(1)
الآية
(3)
من سورة المجادلة.
[457]
سنده صحيح، وله طريق آخر صحيح عن مجاهد، وهو الحديث السابق.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 120) بمثله، وعزاه للمصنف فقط.
والحديث أعاده المصنف هنا، وكان قد رواه في كتاب الطلاق، باب ما جاء =
{وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} ، أَفَتَجُوزُ شَهَادَةُ الْعَبِيدِ؟.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا}]
458 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ العَبْدي
(1)
، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَنَا شَاهِدٌ، عَنْ قَوْلِهِ:{وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا} - قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهدوا، أَوْ بَعْدَ مَا اسْتُشْهِدوا؟ (قَالَ: لَا، بَلْ بعد ما شهدوا)
(2)
.
= في الظهار من الأمة (2/ 20 رقم 1853) بنحو ما هنا.
ومن طريق المصنف أخرجه البيهقي في "سننه"(10/ 161) في الشهادات، باب من رد شهادة العبيد ومن قبلها، ولفظه مثله، إلا أنه قال:((أليست)).
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(6/ 61 رقم 6358) من طريق علي بن سعيد، عن هشيم، به، وعطف لفظه على الحديث قبله، وهو الحديث المتقدم برقم [456].
(1)
هو محمد بن ثابت العَبْدي، أبو عبد الله البصري، يروي عن نافع مولى ابن عمر ومحمد بن المنكدر وعمرو بن دينار وعطاء بن أبي رباح وغيرهم، روى عنه ابن المبارك وغيرهم، وهو صدوق ليِّن الحديث، ضعفه ابن معين، وقال البخاري:((يخالف في بعض حديثه))، ثم ذكر حديثًا مما خالف فيه الثقات، وقال أبو حاتم: ((ليس بالمتين، يكتب حديثه
…
، روى حديثًا منكرًا))، وقال ابن عدي:((عامة أحاديثه مما لا يتابع عليه))، ووثقه العجلي. اهـ. من "الكامل" لابن عدي (6/ 2145 - 2147)، و"تهذيب الكمال" المخطوط (3/ 1180)، و"التهذيب"(9/ 85 رقم 108)، و"التقريب"(ص 471 رقم 5771).
(2)
ما بين القوسين سقط من الأصل، فأثبته من الموضع الآتي من "مصنف ابن أبي شيبة"، والأنسب للسياق هنا:((قَالَ: لَا، بَلْ بَعْدَ مَا استشهدوا).
459 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَامِرٍ المُزَني
(1)
، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً
(2)
يَقُولُ: فِي إقامة الشهادة.
[458] سنده ضعيف لضعف محمد بن ثابت.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(7/ 72 رقم 2415) فقال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا محمد بن ثابت، قال: سمعت عطاء، وسئل:{وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دعوا} : قل أن شهدوا أو بعد؟ قَالَ: لَا، بَلْ بَعْدَ مَا شهدوا.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(6/ 73 رقم 6396) من طريق أبي قتيبة سَلْم ابن قتيبة، عن محمد بن ثابت، عن عطاء - في قَوْلِهِ:{وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا ما دعوا} -، قال: أمرت أن تشهد، فإن شئت فاشهد، وإن شئت فلا تشهد.
(1)
هو صالح بن رُسْتم المُزني، مولاهم، أبو عمار الخَزَّاز - بمعجمات -، البصري، روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مليكة وأبي قلابة والحسن البصري وعكرمة وعطاء بن أبي رباح وغيرهم، روى عنه ابنه عامر وإسرائيل ويحيى القطان وهشيم وغيرهم، وهو صدوق كثير الخطأ، ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم:((شيخ، يكتب حديثه ولا يحتج به))، وقال الدارقطني:((ليس بالقوي))، وقال الإمام أحمد:((صالح الحديث))، وقال العجلي:((جائز الحديث))، وقال ابن عدي: ((عزيز الحديث
…
، روى عن يحيى القطان مع شدة استقصائه، وهو عندي لا بأس به، ولم أر له حديثًا منكرًا جدًّا))، ووثقه أبو داود الطيالسي وأبو داود السجستاني والبزار وابن وضّاح، وكانت وفاته سنة اثنتين وخمسين ومائة. اهـ. من "الكامل" لابن عدي (4/ 1389 - 1390)، و"تهذيب الكمال" المطبوع (13/ 47 - 48)، و"التهذيب"(4/ 391 رقم 658)، و"التقريب"(ص 272 رقم 2861).
(2)
يعني في قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إذا ما دعوا} .
[459]
سنده ضعيف لضعف أبي عامر من قبل حفظه، وهو حسن لغيره كما سيأتي.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(6/ 71 رقم 6382 و 6384) =
460 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ
(1)
قَالَ: فِي إِقَامَةِ الشهادة.
= من طريق عمرو بن عون ويعقوب بن إبراهيم، كلاهما عن هشيم، به مثله.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (6387) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن أبي عامر، عن عطاء، قال: للإقامة.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(8/ 365 رقم 15560) فقال: أخبرنا ابن جريج، عن عطاء ومجاهد - في قوله:{ولا يأب كاتب ولا شهيد} قالا: إذا كانوا قد شهدوا قبل ذلك.
وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن ابن جريج مدلس ولم يصرح بالسماع، فهو حسن لغيره بمجموع هذين الطريقين.
وقد أخرجه ابن جرير (6/ 72 رقم 6391) من طريق حجاج، عن ابن جريج قال: قلت لعطاء، {وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دعوا}؟ قال: هم الذين قد شهدوا، قال: ولا يضّر إنسانًا أن يأبى أن يشهد إن شاء. قلت لعطاء: ما شأنه إذا دُعي أن يكتب وجب عليه أن لا يأبى، وإذا دعي أن يشهد لم يجب عليه أن يشهد إن شاء؟ قال: كذلك يجب على الكاتب أن يكتب، ولا يجب على الشاهد أن يشهد إن شاء، الشهداء كثير.
وهذا الإسناد قد صرح فيه ابن جريج بالسماع، لكن شيخ الطبري فيه هو القاسم بن الحسن، ولم أهتد إليه، وشيخ القاسم هو الحسين بن داود المعروف بـ: سُنَيد، وتقدم في الحديث [206] أنه ضعيف.
(1)
يعني في قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إذا ما دعوا} .
[460]
سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(6/ 71 رقم 6382) من طريق عمرو بن عون، عن هشيم، به نحوه.
461 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا شَرِيكٌ
(1)
، عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَس
(2)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: الَّذِي قَدْ أُشْهِدَ، وَلَيْسَ الَّذِي لَمْ يَشهد.
462 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِذَا كَانَتْ عِنْدَكَ شَهَادَةٌ، فدُعيت.
(1)
هو ابن عبد الله، تقدم في الحديث [4] أنه صدوق يخطئ كثيرًا.
(2)
هو سالم بن عجلان الأفطس.
[461]
سنده ضعيف لضعف شريك بن عبد الله القاضي من قبل حفظه.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 122) وعزاه لعبد بن حميد فقط.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(7/ 72 رقم 2418) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن شريك، عن سالم، عن سعيد، قال: الذي عنده الشهادة.
وكذا رواه البغوي في "مسند ابن الجعد"(2/ 829 رقم 2253) عن ابن الجعد، عن شريك مثله.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(6/ 72 رقم 6388 و 6389) من طريق وكيع وعبد الله بن المبارك، كلاهما عن شريك، به، ولفظ وكيع:((إذا كانوا قد شهدوا))، ولفظ ابن المبارك:((هو الذي عنده الشهادة)).
[462]
سنده صحيح، ورواية ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ تقدم الكلام عنها في الحديث رقم [184].
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 121 - 122) وعزاه لسفيان وعبد بن حميد وابن جرير فقط.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(7/ 70 - 71 رقم 2410).
وابن جرير في "تفسيره"(6/ 70 رقم 6378).
كلاهما من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة، به مثله.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 110).
وابن أبي شيبة أيضًا (7/ 73 رقم 2420). =
463 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، وَخَالِدٌ
(1)
، وَإِسْمَاعِيلُ
(2)
، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ
(3)
قَالَ: إِذَا دعي ليشهد [ل 120/أ]، وإذا دعي ليقيمها، فكلاهما.
= وابن جرير برقم (6375 و 6377).
ثلاثتهم من طريق سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نجيح، عن مجاهد:{وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دعوا} قال: إذا كانوا قد شهدوا.
وأخرجه ابن أبي شيبة برقم (2419) من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به نحو سابقه.
وهذا في "تفسير مجاهد"(ص 118) من رواية ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (6376) من طريق عيسى بن ميمون، عن ابن أبي نجيح، به نحو سابقه.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(8/ 365 رقم 15560) من طريق ابن جريج، عن مجاهد، به نحو سابقه.
(1)
هو ابن عبد الله الطحّان.
(2)
هو ابن إبراهيم بن عليّة.
(3)
يعني في قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إذا ما دعوا} .
[463]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر"(2/ 122) وعزاه لابن جرير فقط.
وقد أخرجه البيهقي في "سننه"(10/ 160) في الشهادات، باب ما على من دعي ليشهد، من طريق المصنف، به مثله، إلا أنه قال:((كلاهما)).
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(7/ 71 رقم 2411).
وابن جرير في "تفسيره"(6/ 70 رقم 6374).
أما ابن أبي شيبة فمن طريق إسماعيل بن علية، وأما ابن جرير فمن طريق هشيم، كلاهما عن يونس، به نحوه، مع بعض الاختلاف في اللفظ. =
464 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا مُغِيرَةُ، قَالَ: قُلْتُ لإِبراهيم: أُدْعَى لِلشَّهَادَةِ وأَنا نَسِيٌّ
(1)
؟ قَالَ: فَلَا تَشْهَدْ إِنْ نَسِيتَ.
465 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا أَبُو حُرَّة
(2)
، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قُلْتُ: أُدْعَى لِلشَّهَادَةِ وَأَنَا كَارِهٌ؟ قَالَ: فَلَا تَشْهَدْ إن شئت
(3)
.
= وأخرجه ابن جرير أيضًا (6/ 72 - 73 رقم 6393) من طريق قتادة: {ولا يأب الشهداء} قال: كان الحسن يتأوّلها: إذا كانت عنده شهادة فدعي ليقيمها.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (6371) من طريق أبي عامر صالح بن رستم المزني، عن الحسن:{وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دعوا} قال: قال الحسن: الإقامة والشهادة.
(1)
أي: كثير النسيان. انظر "لسان العرب"(15/ 323).
[464]
سنده صحيح، ومغيرة قد صرح بالسماع.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(8/ 365 رقم 15561).
وابن جرير في "تفسيره"(6/ 71 - 72 رقم 6386).
كلاهما من طريق هشيم، به نحوه، إلا أنه وقع عندهما:((شئت))، بدلاً من قوله:((نسيت)).
(2)
هو وَاصِل بن عبد الرحمن، أبو حُرَّة - بضم المهملة وتشديد الراء -، البصري، يروي عن الحسن البصري ومحمد بن سيرين ومحمد بن واسع وغيرهم، روى عنه حماد بن سلمة ويحيى القطان وابن مهدي وهشيم وغيرهم، وهو ثقة عابد، كان يختم في كل ليلتين، لكن حديثه عن الحسن البصري ضعيف لأنه لم يسمعه من الحسن، قال شعبة:((هو أصدق الناس))، وقال أبو داود الطيالسي: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= جاء رجل إلى شعبة يسأله عن حديث، فقال: تسألني وقد مات سيِّد الناس - يعني أبا حرة -، وكان يختم في كل ليلتين)).
وكان يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي يحدثان عنه، وقال الإمام أحمد:((ثقة)).
وقال ابن سعد: ((كان فيه ضعف))، وقال أبو داود:((ليس بذاك))، وقال النسائي مرة:((ضعيف))، ومرة قال:((ليس به بأس))، وكانت وفاته سنة اثنتين وخمسين ومائة.
وكلام هؤلاء الذين ضعفوه محمول على روايته عن الحسن فقط؛ فقد قال البخاري: ((يتكلمون في روايته عن الحسن))، وقال غندر: وُقف أبو حرّة على حديث الحسن، فقال:((لم أسمعه من الحسن))، قال غندر: فلم يقل في شيء منه إنه سمعه إلا حديثًا واحدًا، وقال الإمام أحمد:((قال لي أبو عبيدة الحدّاد: لم يقف أبو حرّة على شيء مما سمع من الحسن، إلا على ثلاثة أحاديث))، وقال ابن معين:((صالح، وحديثه عن الحسن ضعيف، يقولون: لم يسمعها من الحسن)). اهـ. من "الجرح والتعديل"(9/ 31 رقم 141) و"الكاشف" للذهبي (3/ 232 رقم 6131)، و"التهذيب"(11/ 104 - 105 رقم 180).
(3)
هذا الحديث كرره الناسخ في الأصل مع بعض السقط فيه، ونصه:((حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو حُرَّة، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قُلْتُ: أُدعى للشهادة وأنا كاره؟ فلا تشهد إن شئت)). اهـ، وواضح أنه سقط منه قوله:((نا هشيم))، وقوله:((قال)).
[465]
سنده صحيح، فقد صرح أبو حُرَّة بالسماع من الحسن.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(6/ 71 رقم 6385) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، به نحوه.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: [{وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ}]
466 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَقْرَأُ: {وَلَا يُضَارَّ
(1)
كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ}.
(1)
كذا في الأصل، وكذا عند البيهقي (10/ 161) من طريق المصنف وسعيد بن عبد الرحمن، كلاهما عن سفيان بن عيينة، وأما عبد الرزاق فرواه عن سفيان هكذا:((ولا يُضَارَرْ)) كما سيأتي، والمعنى واحد؛ نقل البيهقي عن ابن عيينة قال:((هو الرجل يأتي الرجل، فيقول: اكتب لي، فيقول: أنا مشغول، انظر غيري، ولا يضارّه؛ يقول: لا أريد إلا أنت، لينظر غيره. والشهيد: أن يأتي الرجل يشهده على الشيء فيقول: إني مشغول، فانظر غيري، فلا يضارّه؛ فيقول: لا أريد إلا أنت، ليُشْهِدْ غيره)).
[466]
سنده رجاله ثقات، لكنه ضعيف للانقطاع بين عكرمة وعمر بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه.
فقد نص أبو حاتم على أنه لم يسمع من سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، ونص أبو زرعة على أن روايته عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه مرسلة، ووفاتهما بعد عمر بكثير، فعمر كانت وفاته سنة ثلاث وعشرين للهجرة، وعلي توفي سنة أربعين للهجرة، وسعد بن أبي وقاص توفي سنة خمس وخمسين على المشهور، ويوضحه أن وفاة عكرمة كانت سنة خمس ومائة، وقيل سنة مائة، وقيل سنة ست ومائة، وقيل سنة سبع، وقيل عشر ومائة، وذكر الواقدي أنه توفي وله من العمر ثمانون سنة، فتكون ولادته قريبًا من وفاة عمر رضي الله عنه. انظر "التهذيب"(3/ 484) و (7/ 271 و 273 و 338 و 441)، و"جامع التحصيل"(ص 292 - 393).
والحديث ذكره السيوطي في "الدر"(2/ 122) وعزاه للمصنف وسفيان وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي.
ومن طريق المصنف أخرجه البيهقي في "سننه"(10/ 161) في الشهادات، =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ}]
467 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ:{فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا كُتّابًا}
(1)
، فَقَالَ: قَدْ يُوجَدُ الكتَّاب، وَلَا تُوجَدُ الدَّوَاةُ، وَلَا الصحيفة.
= باب: {وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ} ، بلفظ: ((قرأ عمر
…
)) إلخ مثله.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 111) من طريق سفيان، به مثله، إلا أنه قال:((ولا يُضَارَرْ)).
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(6/ 87 رقم 6418).
وأخرجه البيهقي في الموضع السابق من طريق سعيد بن عبد الرحمن، عن سفيان، به مقرونًا بروايته السابقة.
وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال"(2/ 593 رقم 4812) وزاد نسبته إلى ابن أبي داود في جزء من حديثه.
(1)
كذا ضبطت في الأصل، وقال السيوطي في "الدر المنثور" (2/ 125):((وأخرج ابن الأنباري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يقرأ: {ولم تجدوا كتابًا}؛ - بضم الكاف وتشديد التاء -)).
[467]
سنده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد كما في ترجمته في الحديث [18]، وهو حسن لغيره بما سيأتي له من طرق.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 124) وعزاه للمصنف وأبي عبيد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في "المصاحف".
وللحديث عن ابن عباس ثلاثة طرق:
(1)
طريق مقسم، وعنه يزيد بن أبي زياد.
أخرجه المصنف هنا من طريق سفيان عيينة، عن يزيد. =
468 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا يَزِيدُ، عَنْ مِقْسم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ:{فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا كُتَّابا} ، قَالَ: يَعْنِي الْكَاتِبَ وَالصَّحِيفَةَ وَالدَّوَاةَ والقلم.
= ثم أخرجه من طريق هشيم، عن يزيد، وسيأتي في الحديث بعده رقم [468].
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 225 / أ) من طريق خالد بن عبد الله الطحّان، عن يزيد، به نحوه.
(2)
طريق عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، قال: أخبرني أبي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَرَأَ:(فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا كِتَابًا)، قَالَ: ربما وجد الرجل الصحيفة، ولم يجد كاتبًا.
أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 243 رقم 580).
وابن جرير في "تفسيره"(6/ 95 رقم 6439).
كلاهما من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة، عن ابن جريج، به، واللفظ لابن جرير، وأما أبو عبيد فلم يذكر قول ابن عباس: ((ربما وجد الرجل
…
)) إلخ.
وهذا إسناد ضعيف، فعبد العزيز بن جريج المكّي مولى قريش، والد عبد الملك، روى عن ابن عباس وسعيد بن جبير وابن أبي مليكة وغيرهم، روى عنه ابنه عبد الملك وخصيف، وهو مجهول كما قال الدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وذكر حديثًا انفرد به، ونقل عن البخاري أنه قال:((لا يتابع عليه)). انظر "الضعفاء" للعقيلي (3/ 12)، و"التهذيب"(6/ 333 رقم 640).
(3)
طريق شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عباس، مثل ذلك:(كُتابًا).
أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 244 رقم 581) من طريق حنظلة السدوسي، عن شهر به بهذا اللفظ عطفًا عن طريق ابن جريج عنده.
وهذا إسناد ضعيف أيضًا، حنظلة السدوسي تقدم في الحديث [449] أنه ضعيف.
فالحديث بمجموع هذه الطرق يكون حسنًا لغيره، والله أعلم.
[468]
سنده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو حسن لغيره كما سبق بيانه =
469 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبير بْنِ الخِرِّيت
(1)
، عَنْ عِكْرِمَةَ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا كِتَابًا} -، وَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ وَجَدُوا كَاتِبًا، وَلَمْ يَجِدُوا الصَّحِيفَةَ وَالدَّوَاةَ؟.
470 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ
(2)
، أَنَّهُ كَانَ يقرأ:{فَرُهُن مَقْبُوضَةٌ} .
= في الحديث قبله.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(6/ 95 رقم 6438)، من طريق أبي كريب، عن هشيم، به نحوه.
(1)
هو الزُّبير بن الخِرِّيْت - بكسر المعجمة، وتشديد الراء المكسورة، بعدها تحتانية ساكنة، ثم فوقانية -، البصري، روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ ومحمد بن سيرين وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم، روى عنه جرير بن حازم وحماد بن زيد وأخوه سعيد بن زيد وغيرهم، وهو ثقة من الطبقة الخامسة، روى له الجماعة عدا النسائي، ووثقه الإمام أحمد وابن معين وأبو حاتم والعجلي والنسائي. "الجرح والتعديل"(3/ 581 رقم 2639)، و"التهذيب"(3/ 314 رقم 582)، و"التقريب"(ص 214 رقم 1993).
[469]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 125) وعزاه لأبي عبيد وعبد بن حميد وابن الأنباري.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 244 رقم 582) من طريق هارون بن موسى النحوي، عن الزبير، به، إلا أنه لم يذكر قوله: ((وقال: أرأيت
…
)) إلخ.
(2)
هو ابن قيس، تقدم في الحديث [31] أنه ليس به بأس.
471 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ:{فَرُهُن مَقْبُوضَةٌ} .
472 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبَّاد بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، وَأَبُو
(1)
الأشْهَب
(2)
، عَنْ أَبِي الرَّجَاء
(3)
أَنَّهُمَا كَانَا يقرآن: {فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ} .
= [470] سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر"(2/ 125) وعزاه للمصنِّف فقط.
[471]
سنده ضعيف، فمغيرة بن مِقْسم تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، ولكنه يدلس، ولاسيّما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه، ولم يصرح عنه بالسماع.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 125) وعزاه للمصنِّف فقط.
(1)
ظاهره أن هشيمًا قال: ((وأخبرني أبو الأشهب))، وسيأتي بيان ذلك.
(2)
هو جعفر بن حَيَّان السَّعْدي، تقدم في الحديث [182] أنه ثقة.
(3)
هو عمران بن مِلْحَان - بكسر الميم، وسكون اللام، بعدها مهملة -، ويقال: ابن تَيم، أبو رجاء العُطَارُدي، مشهور بكنيته، روى عن عمر وعلي وابن عباس وعائشة وغيرهم رضي الله عنهم، روى عنه أيوب السِّخْتياني وجرير بن حازم وأبو الأشهب وغيرهم، وهو مخضرم ثقة مُعَمَّر، روى له الجماعة، ووثقه ابن معين أبو زرعة، وقال ابن سعد:((كان ثقة في الحديث))، وتوفي قبل الحسن البصري، قيل: سنة سبع ومائة، وقيل: تسع ومائة، قال أشعث بن سوّار:((بلغ سبعًا وعشرين ومائة سنة)). اهـ. من "الجرح والتعديل"(6/ 303 - 304 رقم 1687)، و"التهذيب"(8/ 140 - 141 رقم 243)، و"التقريب"(ص 430 رقم 5171).
[472]
سنده قراءة الحسن البصري حسن لذاته، فعباد بن راشد تقدم في الحديث [183] أنه صدوق، وأما سند قراءة أبي رجاء فظاهره الصحة، لكنه ضعيف؛ =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ
…
} إلى قوله: {فَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ} ]
473 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ
(1)
، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} -، (قال)
(2)
: نزلت في الشهادة.
= لأن هشيمًا يدلِّس تدليس العطف على ما سبق بيانه في الحديث [380]، ولم يصرِّح هنا بالسماع من أبي الأشهب.
وهاتان القراءتان ذكرهما السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 125) وعزاهما للمصنِّف فقط.
(1)
تقدم في الحديث [18] أنه ضعيف؛ كَبُر وتغيَّر، فصار يتلقَّن.
(2)
في الأصل: ((قالت)).
[473]
سنده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 126) وعزاه للمصنِّف وابن جرير وابن المنذر ابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(6/ 102 رقم 6449).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 226 / أ).
كلاهما من طريق محمد بن فضيل، عن يزيد، به نحوه.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (6450) من طريق سفيان الثوري، عن يزيد، به نحوه.
هكذا اتفق خالد بن عبد الله الطحان ومحمد بن فضيل وسفيان الثوري على روايته عن يزيد، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. =
474 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَتَّاب بْنُ بَشِيرٍ
(1)
، عَنْ خُصَيُف
(2)
، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} -، قَالُوا: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لنحدِّث أَنْفُسَنَا بِشَيْءٍ مَا يَسُرُّنَا أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ الْخَلَائِقِ وَأَنّا لَنَا كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ:((أَوَقَد لَقِيتُمْ هَذَا؟ ذَلِكَ صَرِيح الْإِيمَانِ))، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ
…
} الْآيَتَيْنِ.
475 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الأَحْوص
(3)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(4)
، عَنْ
= وخالفهم هشيم بن بشير، فرواه عن يَزِيدُ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عباس أنه قال في هَذِهِ الْآيَةُ:{وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} ، قال: نزلت في كتمان الشهادة وإقامتها.
أخرجه ابن جرير برقم (6454).
وابن الجوزي في "نواسخ القرآن"(ص 233 - 234).
وذكر السيوطي في "الدر"(2/ 126) أن ابن المنذر أخرجه كذلك.
وقد لا يكون ذلك من هشيم، بل قد يكون من يزيد بن أبي زياد.
(1)
تقدم في الحديث [204] أنه لا بأس به، إلا في روايته عن خصيف، فإنها منكرة.
(2)
تقدم في الحديث [204] أنه صدوق سيء الحفظ.
[474]
سنده ضعيف جدًّا لإرساله، ولضعف خصيف من قبل حفظه وما تقدم عن رواية عتّاب عنه.
وذكر السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 132) قول مجاهد هذا وعزاه للمصنِّف وعبد بن حميد فقط.
(3)
هو سلاّم بن سُلَيم.
(4)
هو ابن المعتمر. =
إِبْرَاهِيمَ
(5)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ
(6)
، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ
(7)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سورة البقرة كَفَتَاهُ))
(8)
.
(5)
هو ابن يزيد النخعي.
(6)
هو النخعي.
(7)
هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة، أبو مسعود الأنصاري، البَدْريّ، صحابي جليل، شهد العقبة وبدرًا وأحدًا وما بعدها، وتوفي سنة أربعين للهجرة، وقيل بعدها. "الجرح والتعديل"(6/ 313 رقم 1740)، و"الإصابة"(4/ 524 رقم 5610)، و"التهذيب"(7/ 247 - 249 رقم 446)، و"التقريب"(ص 395 رقم 4647).
(8)
قيل: معناه: أجزأتا عن قيام الليل بالقرآن، وقيل: أجزأتا عنه عن قراءة القرآن مطلقًا، سواء كان داخل الصلاة أم خارجها، وقيل: معناه: أجزأتاه فيما يتعلق بالاعتقاد؛ لما اشتملتا عليه من الإيمان والأعمال إجمالاً، وقيل: معناه: كفتاه كل سوء، وقيل: كفتاه شر الشيطان، وقيل: دفعتا عنه شر الإنس والجنّ، وقيل: معناه: كفتاه ما حصل له بسببهما من الثواب عن طلب شيء آخر، وكأنهما اختصّتا بذلك لما تضمنتاه من الثناء على الصحابة بجميل انقيادهم إلى الله، وابتهالهم، ورجوعهم إليه، وما حصل لهم من الإجابة إلى مطلوبهم
…
، وعلى هذا فأقول: يجوز أن يراد جميع ما تقدم، والله أعلم. اهـ. من "فتح الباري"(9/ 56).
[475]
سنده صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 137) وعزاه للمصنِّف وأبي عبيد وأحمد والدارمي والبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن الضريس والبيهقي.
وللحديث عن أبي مسعود طريقان:
(1)
طريق عبد الرحمن بن يزيد، يرويه عنه إبراهيم النخعي، وله عن إبراهيم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= = طريقان:
أ- طريق منصور بن المعتمر، عن إبراهيم.
أخرجه المصنِّف هنا من طريق أبي الأحوص، عن منصور.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(3 / 377 رقم 6020) ، وفي "التفسير"(1 / 113) .
ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير"(17 / 205 رقم 552) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(4 / 122) .
وعبد بن حميد في "مسنده"(ص105 - 106 رقم 233 - المنتخب -) .
والبخاري في "صحيحه"(9 / 55 رقم 5009) في فضائل القرآن، باب فضل سورة البقرة.
والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(ص437 رقم 718) ، وفي "فضائل القرآن"(ص78 رقم 44) .
والدارقطني في "العلل"(6 / 174) .
والبيهقي في "سننه"(3 / 20) في الصلاة، باب كم يكفي الرجل من قراءة القرآن في ليلة، وفي "شعب الإيمان"(5 / 341 -342 رقم 2183) .
جميعهم من طريق سفيان الثوري، عن منصور، به نحوه.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده"(ص86 رقم 614) .
والإمام أحمد في "المسند"(4 / 121) .
والدارمي في "سننه"(1 / 288 رقم 1495) و (2 / 323 رقم 3391) .
ومسلم في "صحيحه"(1 / 554 - 555 رقم 255) في صلاة المسافرين، باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة.
وأبو داود في "سننه"(2 / 118 رقم 1397) في الصلاة، باب تحزيب القرآن.
وابن الضريس في "فضائل القرآن"(ص83 رقم 161) .
والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(ص437 رقم 719) ، وفي "فضائل القرآن"(ص69 رقم 28) . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والطبراني في "الكبير"(17 / 204 - 205 رقم 550) .
جميعهم من طريق شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قال: كنت أحدَّث عن أبي مسعود حديثًا، فلقيته وهو يطوف بالبيت، فسألته، فحدَّث عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:((من قرأ الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه)) .
هذه لفظ الإمام أحمد، والذي حدَّث عبد الرحمن بن يزيد بالحديث عن أبي مسعود هو علقمة كما سيأتي مصرحًا به.
فقد أخرجه الحميدي في "مسنده"(1 / 215 رقم 452) من طريق شيخه سفيان بن عيينة، قال: ثنا مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن يزيد، عن علقمة، عن أبي مَسْعُودٍ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((مَنْ قرأ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ في ليلة كفتاه)) . قال عبد الرحمن بن يزيد: ثم لقيت أبا مسعود في الطواف، فسألته عنه، فحدثني أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال
…
، فذكره.
وكذا أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(3 / 377 رقم 6021) .
والبخاري في "صحيحه"(9 / 94 رقم 5051) في فضائل القرآن، باب في كم يقرأ القرآن؟ .
والنسائي في "الفضائل"(ص78 رقم 45) .
وابن خزيمة في "صحيحه"(2 / 180 رقم 1141) .
والبغوي في "شرح السنة"(4 / 464 رقم 1199) .
جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، به، إلا أن ابن خزيمة لم يذكر لُقيّ عبد الرحمن بن يزيد لأبي مسعود في الطواف، وإنما رواه عن علقمة، ولم يذكر ذلك البغوي أيضًا وإنما جعله من رواية عبد الرحمن عن أبي مسعود مباشرة.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(4 / 121) .
ومسلم في الموضع السابق من "صحيحه".
والترمذي في "سننه"(8 / 188 رقم 3043) في فضائل القرآن، باب ما جاء في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= آخر سورة البقرة.
وابن ماجه (1/ 436 رقم 1369) في إقامة الصلاة، باب ما جاء فيما يرجى أن يكفى من قيام الليل.
والنسائي في "الفضائل"(ص 78 رقم 43).
والطبراني في الموضع السابق برقم (554).
جميعهم من طريق جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ منصور، به بنحو سياق المصنِّف.
وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط"(ص 126) من طريق جعفر بن الحارث.
والطبراني في الموضع السابق برقم (551) من طريق زائدة.
كلاهما عن منصور، به نحو لفظ المصنف.
وأخرجه مسلم في الموضع السابق.
والطبراني برقم (553).
والدارقطني في "العلل"(6/ 174).
أما مسلم والطبراني فمن طريق زهير، وأما الدارقطني فمن طريق زياد بن عبد الله، كلاهما عن منصور، بنحو لفظ شعبة السابق بذكر القصة.
ب- طريق الأعمش، عن إبراهيم، وهو الآتي برقم [476].
(2)
طريق علقمة، عن أبي مسعود.
وله عن علقمة طريقان:
أ- طريق عبد الرحمن بن يزيد كان يرويه عن علقمة، عن أبي مسعود، ثم لقي أبا مسعود في الطواف، فسأله عن الحديث، فحدثه به، وسبق تخريج الحديث من هذا الطريق في الطريق السابق.
ب- طريق المسيب بن رافع، واختُلف عليه.
فأخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 203 رقم 544) من طريق إسحاق بن يحيى بن طلحة، عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أبي مسعود، به نحوه هكذا بإسقاط علقمة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وسنده ضعيف جدًّا.
فإسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التَّيْمي متروك، قال علي بن المديني: سألت يحيى بن سعيد عنه فقال: ((ذاك شبه لا شيء)) ، قال علي:((نحن لا نروي عنه شيئًا)) ، وقال صالح بن أحمد عن أبيه:((منكر الحديث ليس بشيء)) ، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه:((متروك الحديث)) ، وقال ابن معين:((ضعيف، ليس بشيء، ولا يكتب حديثه)) ، وقال عمرو بن علي الفَلاَّس:((متروك الحديث، منكر الحديث)) ، وقال أبو زرعة الرازي:((واهي الحديث)) ، وقال النسائي:((ليس بثقة)) ، وفي موضع آخر قال:((متروك الحديث)) . اهـ. من "الجرح والتعديل"(2 / 236 - 237 رقم 835) ، و"التهذيب"(1 / 254 - 255 رقم 479) .
ورواه عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ المسيّب، واختلف على عاصم أيضًا.
قال الدارقطني في "العلل"(6 / 171) : ((رواه عاصم بن أبي النجود، واختلف عنه. فرواه الوليد بن عباد، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حبيش، عن علقمة، عن أبي مسعود. وقيل: عن الوليد بن عباد، عن أبان بن أبي عياش، عن عاصم. وخالفه شريك، فرواه عن عاصم، عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ علقمة، عن أبي مسعود. وخالفهما حماد بن سلمة وحفص بن سليمان، فروياه عن عاصم، عن علقمة، عن أبي مسعود، لم يذكرا بينهما أحدًا، ووقفاه)) . اهـ.
قلت: أما رواية الوليد بن عباد، فأخرجها ابن عدي في "الكامل"(7 / 2545)، ثم قال ابن عدي:((وهذا الحديث من رواية أبان، عن عاصم، وأبان هو ابن أبي عياش صاحب أنس، وأبان عن عاصم لا أعلم يروي إلا هذا الحديث وحديثًا آخر)) .
وقال ابن عدي عن الوليد بن عباد هذا: ((ليس بمستقيم
…
، عامة ما يرويه قد ذكرته، ولا يروي عنه غير إسماعيل بن عياش، والوليد بن عباد ليس بالمعروفين ايضًا [كذا!] ، وروى عن الفضل بن صالح وعرفطة وليسا بمعروفين)) .
قلت: وأبان بن أبي عياش تقدم في الحديث [4] أنه متروك الحديث. =
476 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((الْآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُمَا في ليلة كَفَتَاهُ)) .
= وأما رواية شريك فأخرجها الإمام أحمد في "المسند"(4 / 118) .
والطبراني في "معجمه الكبير"(17 / 202 رقم 541) .
وشريك بن عبد الله تقدم في الحديث [4] أنه صدوق يخطئ كثيرًا.
وأما رواية حماد بن سلمة، فأخرجها ابن الضريس في "فضائل القرآن"(ص86 رقم 173) .
والطبراني في الموضع السابق برقم (542) .
وحماد بن سلمة تقدم في الحديث [82] أنه ثقة عابد تغيّر حفظه في الآخر.
وأما رواية حفص بن سليمان فلم أجد من أخرجها، وحفص متروك الحديث كما في الحديث رقم [716] .
وبهذا يتضح أن طريق المسيب بن رافع هذا ليس له إسناد يثبت به، فالعمدة على الطرق السابقة التي صح بها الحديث، وانظر الحديث الآتي.
[476]
سنده صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه.
فقد أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص165 رقم 427) .
ومسلم في "صحيحه"(1 / 555 رقم 256) في صلاة المسافرين، باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة.
ومحمد بن نصر في "قيام الليل"(ص141 - 142) .
وابن الضريس في "فضائل القرآن"(ص84 رقم 163) .
والطبراني في "معجمه الكبير"(17 / 204 رقم 549) .
جميعهم من طريق أبي معاوية، به مثله.
وأخرجه أبو عبيد من طريق هشيم عن الأعمش مقرونًا بالرواية السابقة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الطيالسي في "مسنده"(ص86 رقم 614) .
والإمام أحمد في "المسند"(4 / 121) .
والبخاري في "صحيحه"(9 / 55 رقم 5008) في فضائل القرآن، باب فضل سورة البقرة.
والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(ص437 - 438 رقم 720) ، وفي "فضائل القرآن"(ص69 رقم 29) .
والطبراني في الموضع السابق برقم (550) .
جميعهم من طريق شعبة، عن الأعمش، به نحوه، إلا أن الإمام أحمد والنسائي ذكراه بنحو سياق سفيان بن عيينة للحديث عن منصور في الحديث السابق رقم [475] ، وفيه أن عبد الرحمن بن يزيد رواه أولاً عن علقمة، عن أبي مسعود، ثم لقي أبا مسعود في الطواف فحدثه به.
وأما الطيالسي فقرنه برواية شعبة للحديث عن منصور في الحديث السابق، وفيه ذكر القصة أيضًا كما في لفظ ابن عيينة، إلا أنه لم يذكر اسم علقمة، وإنما قال:((بلغني عنه حديث)) .
وأخرجه مسلم في الموضع السابق من "صحيحه" من طريق علي بن مُسْهر، عن الأعمش، به بمثل سياق ابن عيينة المشار إليه.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(9 / 87 رقم 5040) في فضائل القرآن، باب من لم ير بأسًا أن يقول: سورة البقرة، وسورة كذا كذا.
ومسلم في الموضع السابق.
وابن ماجه في "سننه"(1 / 435 رقم 1368) في إقامة الصلاة، باب ما جاء فيما يرجى أن يكفي من قيام الليل.
والطبراني في "الكبير"(17 / 203 و 204 رقم 543 و 549) .
جميعهم من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، به مثل سابقه، إلا أن البخاري والطبراني لم يذكرا لُقيَّ عبد الرحمن بن يزيد لأبي مسعود في الطواف =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخذه الحديث منه، ولم يرد في رواية الطبراني الثانية ذكر لعلقمة، ونص عليه الطبراني حيث قال عقبه:((ولم يذكر علقمة)) .
وأخرجه ابن ماجه في الموضع السابق من طريق أسباط بن محمد مقرونًا بالرواية السابقة.
وكذا أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(ص411 رقم 2076) من طريق أسباط، لكن ليس في رواية أسباط عندهما ذكر لِلُقيّ عبد الرحمن لأبي مسعود.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(7 / 317 - 318 رقم 4008) في المغازي، باب منه.
وابن الضريس في "فضائل القرآن"(ص83 - 84 رقم 162) .
كلاهما من طريق أبي عوانة، عن الأعمش به بذكر الزيادة والقصة.
وكذا أخرجه الطبراني في "الكبير"(17 / 203 و 204 رقم 545 و 546) من طريق أبي مسلم قائد الأعمش وقيس بن الربيع، وأبي مروان زكريا بن أبي يحيى الغساني، ثلاثتهم عن الأعمش، به.
وكذا أخرجه الدارقطني في "العلل"(6 / 174) من طريق زياد بن عبد الله، عن الأعمش، به، إلا أنه لم يفصح باسم علقمة، وإنما قال:((حُدِّثت عن أبي مسعود)) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(4 / 122) .
والنسائي في "الفضائل"(ص78 رقم 44) .
والدارقطني في الموضع السابق.
ثلاثتهم من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش به نحو سياق المصنِّف.
ورواه عيسى بن يونس، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمة وعبد الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، به نحوه.
أخرجه مسلم في الموضع السابق من "صحيحه".
والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(ص438 رقم 721) ، وفي "الفضائل" =
477 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا خَالِدٌ
(1)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ:{كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وكتابه} .
= (ص 69 - 70 رقم 30).
وهذا يعني أن إبراهيم روى الحديث عن علقمة.
وقد تابع عيسى عبد الله بن نمير عند مسلم في الموضع نفسه.
لكن رواه الطبراني في "الكبير" برقم (547) من طريق ابن نمير، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ علقمة بن قيس، عن أبي مسعود، به نحوه، موافقًا لرواية بقية الرواة الذين رووه هكذا عن الأعمش.
وقد رواه مسلم والطبراني كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الله بن نمير، فيكون الخطأ إما من مسلم، أو من شيخ الطبراني عبيد بن غنام، وأخشى أن يكون من مسلم بسبب قرنه رواية ابن نمير برواية عيسى بن يونس.
ثم رواه الطبراني برقم (548) من طريق زهير بن حرب، عن سليمان الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن يزيد، أظنه عن أبي مسعود، فذكره بمثله هكذا على الشك.
(1)
هو ابن مَهْران الحَذَّاء.
[477]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 132) وعزاه للمصنِّف فقط.
وهذه القراءة قرأ بها أيضًا عكرمة ويحيى والأعمش وحمزة والكسائي.
وأما الباقون فقرأوا هكذا: ((وكُتُبه)). انظر "حجة القراءات"(ص 152 - 153)، و"تفسير الثعلبي"(2/ 214 / أ).
478 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَيَان
(1)
، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ
(2)
قَالَ: قَالَ جِبْرِيلُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحْسَنَ عَلَيْكَ، وَعَلَى أُمَّتِكَ الثَّنَاءَ حِينَ نَزَلَتْ: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ}، فَسَلْ تُعْطَ))، فَسَأَلَ: {لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا
…
}، حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ بِمَسْأَلَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
(1)
هُوَ ابن بِشْر الأَحْمَسي.
(2)
هو حكيم بن جابر بن طارق بن عوف الأَحْمَسي - بمهملتين -، تابعي أرسل عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وروى عن أبيه وعمر وعثمان وابن مسعود وغيرهم، روى عنه إسماعيل بن أبي خالد وبيان بن بشر وطارق بن عبد الرحمن، وحكيم هذا ثقة، وثقه ابن معين والعجلي والنسائي، وقال ابن سعد:((كان ثقة قليل الحديث))، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وكانت وفاته سنة اثنتين وثمانين للهجرة، وقيل: سنة خمس وتسعين. "الجرح والتعديل"(3/ 201 رقم 872)، و"الثقات" لابن حبان (4/ 160)، و"التهذيب"(2/ 444 - 445 رقم 772)، و"التقريب"(ص 176 رقم 1467).
[478]
سنده رجاله ثقات، لكنه ضعيف لإرساله.
وقد ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 132) وعزاه للمصنِّف وابن جرير وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه بن أبي شيبة في "المصنف"(11/ 501 رقم 11824).
وابن جرير في "تفسيره"(6/ 129 رقم 6501).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1 / ل 227 / ب).
ثلاثتهم من طريق بيان، عن حكيم، به نحوه.
479 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَيَان، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبي قَالَ: نَسَخَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَإِنْ
(1)
تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} مَا بَعْدَهَا: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} .
(1)
في الأصل: ((إن)).
[479]
سنده صحيح إلى الشعبي، لكنه مرسل كما يتضح من الرواية الآتية برقم [480] فيكون ضعيفًا لإرساله، ومتنه صحيح كما سيأتي.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(6/ 111 رقم 6471) من طريق جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ بيان، به نحوه.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (6/ 110 و 111 رقم 6465 و 6466 و 6468 و 6473) من طريق إسماعيل بن أبي خالد ومغيرة بن مقسم وعبد الله بن عون وجابر الجُعْفي، جميعهم عن عامر الشعبي، به نحوه، عدا رواية ابن عون فبمعناه.
وسيأتي من طريق سيَّار أبي الحكم عن الشعبي في الحديث بعده.
وما تضمنه متن الحديث صحيح.
فقد أخرج البخاري ففي "صحيحه"(8/ 205 و 207 رقم 4545 و 4546) في تفسير سورة البقرة من كتاب التفسير، باب:{وإن تبدوا ما أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله} ، من طريق شعبة، عن خالد الحَذّاء، عن مروان الأصفر، عن رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أحسبه ابن عمر -: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أو تخفوه} ، قَالَ: نَسَخَتْهَا الْآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا.
وفي حديث أب هريرة رضي الله عنه الآتي في تخريج الحديث رقم [483] ما يدل على نسخ الآية بما بعدها، وهو حديث آخرجه مسلم في "صحيحه"، وانظر "تفسير ابن كثير"(1/ 338 - 339) فإنه أورد أحاديث أخرى صحيحة جميعها تدل على النسخ، والله أعلم.
480 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ قَالَ: نَا سَيَّار
(1)
، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَإِنْ
(2)
تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ}، فَكَانَتْ فِيهَا شِدَّةٌ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا فَنَسَخَتْهَا:{لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} .
481 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا جُوَيْبر
(3)
، عَنِ الضَّحَّاك
(4)
، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها فِي قَوْلِهِ عز وجل: {وَإِنْ
(5)
تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ [120/ب] يَشَاءُ}، (قَالَتْ)
(6)
: هُوَ الرَّجُلُ يَهُمُّ بِالْمَعْصِيَةِ وَلَا يَعْمَلُهَا، فيُرْسَل عَلَيْهِ مِنَ الغَمِّ وَالْحُزْنِ بِقَدْرِ مَا كَانَ هَمَّ بِهِ مِنَ الْمَعْصِيَةِ، فَتِلْكَ محاسبته))
(1)
هو أبو الحكم.
[480]
سنده كسابقه صحيح إلى الشعبي، لكن الشعبي يخبر عن أمر لم يشهده، فالحديث ضعيف لإرساله، ومتنه صحيح كما سبق بيانه في الحديث السابق.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(6/ 110 رقم 6467) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، به نحوه.
وأخرجه النحاس في "الناسخ والمنسوخ"(ص 105).
وابن الجوزي في "نواسخ القرآن"(ص 231).
كلاهما من طريق زياد بن أيوب، عن هشيم، به نحوه، إلا أن اسم:((سيار)) تصحّف عند النحاس إلى: ((شيبان))، وعند ابن الجوزي إلى:((يسار)).
(2)
في الأصل: ((إن)).
(3)
تقدم في الحديث [93] أنه ضعيف جدًّا.
(4)
هو ابن مزاحم، وهو هنا يروي عن عائشة، ولم يُذكر أنه سمع منها، بل لم يسمع ممن مات بعدها كابن عباس كما تقدم بيانه في الحديث رقم [355]، بل قال ابن حبان: ((لقي جماعة من التابعين ولم يشافه أحدًا من الصحابة، ومن =
482 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا جُويبر، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " نَسَخَتْهَا
(1)
الْآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} .
= زعم أنه لقي ابن عباس فقد وهم))، وقال ابن عدي:((عُرف بالتفسير، وأما روايته عن ابن عباس وأبي هريرة وجميع من روى عنه، ففي ذلك كله نظر))، وقال العجلي:((ثقة، وليس بتابعي)). انظر "تهذيب التهذيب"(4/ 454).
(5)
في الأصل: ((إن)).
(6)
في الأصل: ((قال)).
[481]
سنده ضعيف جدًّا؛ لشدة ضعف جويبر، والانقطاع بين الضحاك وعائشة رضي الله عنها.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 131) وعزاه للمصنِّف وابن جرير.
ابن جرير أخرجه في "تفسيره"(6/ 116 رقم 6492) من طريق يزيد بن هارون، عن جويبر، به نحوه.
(1)
يعني قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ به الله} .
[482]
سنده ضعيف جدًّا كسابقه؛ لشدة ضعف جويبر؛ والانقطاع بين الضحاك وابن مسعود، ومتنه صحيح كما سبق بيانه في الحديث [479].
والحديث ذكره السيوطي "الدر المنثور"(2/ 129) وعزاه للمصنف وابن جرير والطبراني.
وقد أخرجه الطبراني في "معجمه الكبير"(9/ 240 رقم 9030) من طريق المصنف، به مثله إلا أنه زاد ذكر الآية، فقال: ((عن ابن مسعود: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أو تخفوه} قال
…
)) فذكره.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(6/ 110 رقم 6469) من طريق يزيد بن هارون، عن جويبر، به نحوه. =
483 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْط
(1)
، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ يَقُولُ: جَاءَ بِهَا جِبْرِيلُ، وَمَعَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَا شَاءَ اللَّهُ عز وجل:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} إِلَى قَوْلِهِ: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا} ، قَالَ: ذَاكَ لَكَ، {أَوْ أَخْطَأْنَا} ، قَالَ: ذَاكَ لَكَ، {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} ، قَالَ: ذَاكَ لَكَ، {وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} ، قَالَ: ذَاكَ لَكَ، {وَاعْفُ عَنَّا} ، قَالَ: ذَاكَ لَكَ، {وَاغْفِرْ لَنَا} ، قال: ذاك لك، {وَارْحَمْنَا} ، قَالَ: ذَاكَ لَكَ، {أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ} ، قال: ذاك لك))
= ثم أخرجه ابن جرير عقبه برقم (6470)، فقال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يذكر عن ابن مسعود نحوه.
وسنده ضعيف جدًّا أيضًا لإبهام شيخ الطبري، وضعف الحسين بن داود الملقب بـ:((سنيد)) كما في الحديث [206]، والانقطاع بين الضحاك وابن مسعود.
(1)
هو سلمة بن نُبَيْط - بنون وموحّدة، مصغرًا - ابن شَريط - بفتح المعجمة -، الأَشْجعي، أبو فِرَاس الكوفي، روى عن نعيم بن أبي هند والزبير بن عدي والضحاك بن مزاحم وغيرهم، روى عنه هنا سفيان بن عيينة، وروى عنه أيضًا سفيان الثوري وعبد الله بن المبارك ووكيع وغيرهم، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين والعجلي ومحمد بن عبد الله بن نمير وعثمان بن أبي شيبة وأبو داود والنسائي، وكان أبو نُعيم يفتخر به، وكذا وكيع بن الجراح، وكان يقول:((كان ثقة)). اهـ. من "الجرح والتعديل"(4/ 173 - 174 رقم 758)، و"الكاشف"(1/ 387 رقم 2080)، و"التهذيب"(4/ 158 - 159 رقم 272). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأما قول البخاري عن سلمة هذا: ((يقال: اختلط بآخره)) فلم يذكر البخاري من الذي قال ذلك، وهذا جرح معارض بتوثيق الأئمة السابق ذكرهم، ولا يعلم قائله، فالرجل ثقة حتى يثبت خلافه.
[483]
سنده ضعيف جدًّا لإعضاله، فالضحاك تقدم في الحديث [481] أن ابن حبان قال عنه:((لم يشافه أحدًا من الصحابة)) ، ومتنه صحيح بغير هذا السياق كما سيأتي، عدا قوله:((جَاءَ بِهَا جِبْرِيلُ وَمَعَهُ مِنَ الملائكة ما شاء الله وعز وجل)) ، فلم أجد ما يشهد له.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 136) وعزاه للمصنف والبيهقي في "شعب الإيمان".
والبيهقي أخرجه في "الشعب"(5 / 347 - 348 رقم 2186) من طريق المصنف، به مثله، إلا أنه قال:((ذلك)) بدل قوله: ((ذاك)) ، إلا أنه أدخل قوله تعالى:{أو أخطأنا} مع ما قبلها، وقوله:{وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لنا به} ، وسقط من سند البيهقي قَوْلِهِ:((حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا سفيان)) ، فجاء الحديث من رواية تلميذ سعيد: أحمد بن نجدة، عن سلمة بن نُبيط، ولذا قال محقق الكتاب في الحاشية:((يبعد أن يكون أحمد بن نجدة لحقه)) - يعني سلمة - وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(6 / 143 رقم 6535) من طريق جويبر، عن الضحاك، فذكره بنحوه، إلا أن جبريل كان يقول:((قد فعل)) ، بدلاً من قوله:((ذاك لك)) .
وهذا أضعف من سابقه، فجويبر تقدم في الحديثين السابقين أنه ضعيف جدًّا.
وقد صح الحديث بغير هذا اللفظ.
فأخرجه مسلم في "صحيحه"(1 / 115 - 116 رقم 199) في الإيمان، باب بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {لله ما في السماوات وما في الأرض وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فيغفر لمن يشاء =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ويعذب من يشاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ، فقال: فاشتد ذلك على أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فأتوا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثم بركوا على الركب، فقالوا: أي رسول الله! كلفنا من الأعمال ما نطيق: الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزلت عليك هذه الآية، ولا نطيقها. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:((أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير)) ، قالوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير. فلما اقترأها القوم، ذلت بها ألسنتهم، فأنزل الله في إثرها:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ} ، فلما فعلوا ذلك، نسخها الله تعالى، فأنزل الله عز وجل:{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وسعها لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكتسبت رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أو أخطأنا} قال: نعم، {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قبلنا} قال: نعم، {ربنا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لنا به} قال: نعم {واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الكافرين} قال: نعم.
ثم أخرجه مسلم ايضا في الموضع السابق نفسه برقم (200) من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} ، قال: دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء، فقال النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:((قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا)) قال: فألقى الله الإيمان في قلوبهم، فأنزل الله تعالى:{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وسعها لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إنا نسينا أو أخطأنأ} ، قال: قد فعلت، {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كما حمتله على الذين من قبلنا} ، قال: قد فعلت. {واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا} قال: قد فعلت.
484 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَوْن بْنُ مُوسَى
(1)
، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ القُرشي
(2)
يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: تَعَلَّموا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا حَسَنة، وَتَرْكَهَا حَسْرة، وَلَا تُطِيقُها البَطَلة
(3)
، تَعَلَّمُوا الزَّهْرَاوين: البقرة، وآل عمران.
(1)
هو عون بن موسى اللَّيْثي، أبو رَوْح البصري، يروي عن معاوية بن قُرَّة وبكر بن عبد الله المزني والحسن البصري وغيرهم، روى عنه هنا سعيد بن منصور، وروى عنه أيضًا عبيد الله بن عمر القواريري واللاحقي وغيرهم، وهو ثقة، وثقه عبيد الله بن عمر القواريري، وابن معين، وقال أبو حاتم:((لا بأس به))، وذكره ابن حبان في الثقات. "التاريخ الكبير" للبخاري (7/ 17 رقم 75)، و"الجرح والتعديل"(6/ 386 رقم 2151)، و"الثقات" لابن حبان (7/ 280).
(2)
هو الْمُغِيرَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيِّ، مولاهم، مجهول؛ لم يذكروا أنه روى عنه سوى عون بن موسى شيئًا من قوله كما قال البخاري وابن أبي حاتم نقلاً عن أبيه، وقال ابن حبان:((يروي المقاطيع))، وقد سكت عنه البخاري، وبيض له ابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات. "التاريخ الكبير" للبخاري (7/ 325 رقم 1395)، و"الجرح والتعديل"(8/ 226 رقم 1017)، و"الثقات" لابن حبان (9/ 168).
(3)
البَطَلةُ: قيل: هم السَّحَرَةُ، يقال: أبطل: إذا جاء بالباطل. "النهاية في غريب الحديث"(1/ 136).
[484]
سنده صحيح إلى المغيرة، لكنه هو مجهول، ومع ذلك لم يذكر من الذي قال هذا الذي ذكره. فإن كان يقصد النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فبينه وبينه مفازة؛ لأنه لم يُذكر حتى في التابعين.
وقد جاء ذلك عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
ففي "صحيح مسلم"(1/ 553 رقم 252) في صلاة المسافرين، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة، من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، =
485 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نَا وِقَاء بْنُ إِيَاسٍ (الأَسَدي)
(1)
، قَالَ: سَمِعَنِي سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ لَيْلَةً وَأَنَا أَقْرَأُ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءَ، قَالَ: أَلَمْ أَسْمَعْكَ قَرَأْتَ الْبَارِحَةَ الْبَقَرَةَ وَالنِّسَاءَ وَآلَ عِمْرَانَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَلَا تَفْعَلْ، عَلَيْكَ بِآلِ حم، والمُفَصَّل، فَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: مَنْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَالنِّسَاءَ وَآلَ عِمْرَانَ كُتِبَ عِنْدَ اللَّهِ من الحكماء
(2)
.
= اقرأوا الزَّهْراوين: البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فِرْقان من طير صوافّ تحاجّان عن أصحابهما، إقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلة)).
والغَيَايَةُ: كل شيء أظلَّ الإنسان فوق رأسه، كالسحابة وغيرها. "النهاية في غريب الحديث"(3/ 403).
وقوله: ((فِرْقان من طير صوافّ)): أي باسطاتٍ أجنحتها في الطيران، والصوافّ: جمع صافّة. الموضع السابق (ص 308).
(1)
في الأصل تشبه أن تكون: (العبدي)، وكأن الناسخ حاول إصلاحها أو شطبها، وما أثبته من الموضع الآتي من "شعب الإيمان" للبيهقي.
وهو وِقاء - بكسر أوّله وقاف - ابن إياس الأسَدي الوَالِبي، أبو يزيد الكوفي، يروي عن مجاهد والمختار بن فلفل وسعيد بن جبير وغيرهم، روى عنه الثوري وابن المبارك ومروان بن معاوية وغيرهم، وهو لَيِّن الحديث، من الطبقة السادسة، قال قبيصة:((ثنا سفيان الثوري عن وقاء بن إياس، وقال: لا بأس به))، ووثقه ابن معين، وقال أبو حاتم:((صالح))، وقال يعقوب بن سفيان:((لا بأس به))، وقال ابن عدي:((حديثه ليس بالكثير، وأرجو أنه لا بأس به))، وقال يحيى بن سعيد القطان:((ما كان بالذي يعتمد عليه))، وقال أيضًا: ((لم يكن وقاء بن إياس =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بالقوي))، وقال عبد الله بن الإمام أحمد:((سألت أبي عن وقاء بن إياس فقال كذا وكذا، ثم قال: ضعفه يحيى القطان))، وقال ابن أبي خيثمة عن أبيه مثل ذلك سواء، وقال النسائي:((ليس بالقوي))، وقال الساجي:((عنده مناكير))، وقال أبو أحمد الحاكم:((ليس بالمتين)). اهـ. من "الجرح والتعديل"(9/ 49 رقم 208)، و"التهذيب"(11/ 122 رقم 208)، و"التقريب"(ص 581 رقم 7411).
وقول عبد الله بن أحمد عن أبيه: ((قال كذا وكذا))، فسّره الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/ 483) فقال:((هذه العبارة يستعملها عبد الله بن أحمد كثيرًا فيما يجيبه به والده، وهي بالاستقراء كناية عمّن فيه لين)). اهـ.
(2)
قول سعيد هذا يتناقض أوله مع آخره، فهو ينهاه أولاً عن قراءة البقرة وآل عمران والنساء ويحثه على قراءة الحوامّيم والمفصل، ثم يذكر قول عمر!! ولذا فإن أبا عبيد روى هذا الأثر كما سيأتي وذكر منه قول عمر فقط، بل إن البيهقي رواه من طريق المصنف كما سيأتي بذكر قول عمر فقط.
[485]
سنده ضعيف لما تقدم عن حال وِقَاء بن إياس، والانقطاع بين سعيد بن جبير وعمر بن الخطاب، فسعيد كانت ولادته قريبًا من سنة ست وأربعين للهجرة كما يتضح من "التهذيب"(4/ 13).
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 49) وعزاه للمصنف وأبي عبيد وعبد بن حميد والبيهقي في "شعب الإيمان"، لكن مختصرًا، وقال:((القانتين)) بدل: ((الحكماء)).
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(5/ 359 - 360 رقم 2201) من طريق المصنف قال: حدثنا مروان بن معاوية، أخبرنا وقاء بن إياس الأسدي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه
…
، فذكره بمثله، إلا أنه قدم آل عمران على النساء.
قال البيهقي: ((ورواه يزيد بن هارون عن وقاء، وقال: كتب من القانتين)).
ورواية يزيد بن هارون التي أشار إليها البيهقي أخرجها أبو عبيد في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "فضائل القرآن"(ص 168 رقم 433) من طريقه، عن وقاء بن إياس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: مَنْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وآل عمران والنساء في ليله كان أو في نهاره، كان - أو: كتب - من القانتين.
بَابُ
[تَفْسِيرِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ]
(1)
(1)
العنوان ليس في الأصل.
بَابُ تَفْسِيرِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ}]
486 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقمة
(1)
، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ يَقْرَأُ: (الحيُّ القَيَّام).
(1)
هو ابن وقّاص الليثي، تقدم في الحديث [4] أنه صدوق.
[486]
سنده حسن لذاته لحال محمد بن عمرو، وهو صحيح لغيره؛ لأنه قد توبع كما سيأتي.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 141) وعزاه للمصنف وأبي عبيد وعبد بن حميد وابن أبي داود في "المصاحف" وابن الأنباري في "المصاحف" أيضًا وابن المنذر والحاكم.
وقد أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 245 رقم 585) من طريق هارون بن موسى، عن محمد بن عمرو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن حاطب، عن أبيه، عن عمر أنه صلى العشاء الآخرة، فاستفتح آل عمران، فقرأ:(آلم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحي القيام).
كذا في بعض نسخ أبي عبيد، وفي بعضها:((القيوم))، ذكر ذلك محقق الكتاب وأثبت:((القيوم)).
وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف"(ص 61 - 62) من طريق يحيى بن سعيد القطان ويزيد بن هارون وعبد الله بن إدريس، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، به، ولفظ ابن إدريس نحو لفظ المصنف، ولفظ يحيى ويزيد نحو لفظ أبي عبيد، إلا أن عندهما زيادة في ذكر مجيء عبد الرحمن بن حاطب إلى المسجد ووصف صلاة عمر رضي الله عنه.
وأخرجه ابن أبي داود أيضًا (ص 62). =
487 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْر، عَنِ السُّدِّي، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه يَقْرَأُ: (الحيُّ القيَّام).
= البيهقي في "شعب الإيمان"(5/ 98 رقم 1951).
كلاهما من طريق محمد بن إسحاق بن يسار، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، به نحوه، إلا أن في لفظ البيهقي زيادة ذكر عبد الرحمن لصلاته خلف عمر.
وسنده ضعيف؛ لأن ابن إسحاق مدلس كما في ترجمته في الحديث [58]، ولم يصرّح هنا بالسماع.
وأخرجه ابن أبي داود في الموضع السابق من طريق سليمان بن عتيق، أن عمر بن الخطاب قرأ في صلاة الصبح سورة آل عمران فقرأ:(آلم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحي القيام).
وأخرجه أيضًا من طريق الحارث بن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي ذئاب، عن أبيه، عن جده، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وصلى بالناس العشاء الآخرة، فقرأ فيها بأم الكتاب، قال: فكأني أسمعه يقول: (آلم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحي القيام).
وأخرجه أيضًا (ص 63) من طريق سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نجيح، عن مجاهد أو غيره، عن عمر، قرأ:(الحي القيام).
وله طريق أخرى يرويها المصنف عن الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْر، عَنِ السُّدِّي، عن عمرو بن ميمون، عن عمر، وهي الآتية.
[487]
سنده ضعيف جدًّا لشدة ضعف الحكم بن ظهير، وهذه القراءة صحيحة عن عمر رضي الله عنه كما في الحديث السابق.
وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف"(ص 62) من طريق ابن الزبير، عن الحكم، به مثله.
488 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ:(الحيُّ القيَّام).
489 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا أَبُو إِسْحَاقَ الْكُوفِيُّ
(1)
، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكِنَانِيِّ
(2)
، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا كذلك.
[488] سنده ضعيف، فمغيرة بن مِقْسم تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه يدلس، لا سيما عن إبراهيم النَّخَعي، وهذا من روايته عنه.
(1)
هو عبد الله بن مَيْسرة الحارثي، أبو ليلى الكوفي، أو الواسطي، يروي عن الشعبي وموسى بن أنس وأبي عكاشة الهمداني وغيرهم، روى عنه هشيم ووكيع وأحمد ابن يونس وغيرهم، وهو ضعيف من الطبقة السادسة، كان هشيم يكنيه أبا إسحاق وأبا عبد الجليل يدلِّسه، قال ابن معين:((أبو إسحاق الكوفي الذي يروي عنه هشيم هو عبد الله بن ميسرة، وهو ضعيف الحديث، وقد روى عنه وكيع، وربما قال هشيم: حدثنا أبو عبد الجليل، وهو عبد الله بن ميسرة، كان يدلسه بكنية أخرى لا أحفظها))، وفي رواية عنه وعن النسائي:((ليس بثقة))، وضعفه أبو داود والدارقطني والنسائي في رواية، وقال أبو حاتم:((لين))، وقال أبو زرعة:((واهي الحديث ضعيف الحديث)). اهـ. من "تاريخ ابن معين برواية الدُّوري"(2/ 333 - 334)، و"الجرح والتعديل"(5/ 177 - 178 رقم 831)، و"التهذيب"(6/ 48 رقم 90)، و"التقريب"(ص 326 رقم 3652).
(2)
لم أجد من ترجم له، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 154) بعد أن عزاه للطبراني:((وأبو خالد لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات)).
قلت: لعل الهيثمي لم يعرف أن أبا إسحاق الكوفي هو عبد الله بن ميسرة، بل ظنه آخر ثقة.
[489]
سنده فيه أبو خالد الكناني ولم أجد من ترجم له، فإن كان ثقة فالإسناد ضعيف لضعف أبي إسحاق الكوفي، وإن كان ضعيفًا فالإسناد ضعيف جدًّا لهاتين العلتين. =
490 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا يُونُسُ
(1)
، وَعَوْفٌ
(2)
، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ:{الحيُّ القيُّوم}
491 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الأَشْهب
(3)
، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ العُطَارُدي
(4)
، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ كَذَلِكَ.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الأَلْبَابِ}]
492 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الأَبَحّ، قَالَ: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكة، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالت: تَلا رسول الله
= والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 141) وعزاه للمصنف والطبراني.
وقد أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ 151 رقم 8690) من طريق المصنِّف، به عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يقرؤها:(الحي القيام).
وتقدم كلام الهيثمي في "المجمع" عن هذا الحديث.
(1)
هو ابن عبيد.
(2)
هو الأعرابي.
[490]
سنده صحيح إلى الحسن البصري، لكن من طريق يونس، وأما طريق عوف فالخوف أن يكون هشيم دلَّسه تدليس العطف الذي سبق بيانه في الحديث رقم [380]، فإنه لم يصرِّح بالسماع من عوف.
(3)
هو جعفر بن حَيَّان.
(4)
هو عمران بن مِلْحان.
[491]
سنده صحيح.
[492]
الحديث صحيح لغيره، وأما هذا الإسناد ففيه حماد بن يحيى الأبحّ وتقدم في =
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
…
}، إِلَى قَوْلِهِ:{وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الأَلْبَابِ} قَالَ: ((فَإِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيهِ، فهم أولئك، فاحذروهم)).
= الحديث [41] أنه صدوق يخطئ، لكنه لم ينفرد به كما سيأتي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 148) وعزاه للمصنف وعبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والدارمي وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والبيهقي في "الدلائل".
وأخرجه الهروي في "ذم الكلام"(1 / ل 37 / أوب) من طريق عاصم بن علي والمصنف سعيد بن منصور، كلاهما عن حماد، به نحوه.
وسيأتي ذكر الحافظ ابن كثير له نقلاً عن المصنف.
هذا ومدار الحديث على عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، واختلف عليه.
فرواه حماد بن يحيى وأيوب السختياني وأبو عامر الخَزَّاز ونافع بن عمر ورَوْح بن القاسم وعلي بن زيد، جميعهم عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عائشة، وصرح نافع وعلي بن زيد بالتحديث بين ابن أبي مليكة وعائشة رضي الله عنها.
وخالفهم يزيد عن إبراهيم التُّستُري وحماد بن سلمة، فروياه عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ القاسم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها.
أما رواية حماد بن يحيى فهي التي أخرجها المصنف هنا.
وتقدم أن الهروي أخرجها أيضًا من طريق عاصم بن علي، عن حماد، به نحوه.
وأما رواية أيوب، فأخرجها:
عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 116) من طريق معمر.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(6/ 191 رقم 6608).
والهروي في "ذم الكلام"(1 / ل 36 / ب - 37 / أ). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده"(3/ 648 و 649 رقم 691 و 692) من طريق عبد الوهاب الثقفي وحماد بن زيد.
والإمام أحمد في "المسند"(6/ 48) من طريق إسماعيل بن عليّة.
وابن ماجه في "سننه"(1/ 18 - 19 رقم 47) في باب اجتناب البدع والجدل من المقدمة، من طريق إسماعيل بن علية وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي.
وابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 9 رقم 6) من طريق حماد بن زيد.
وابن جرير في "تفسيره"(6/ 189 و 190 و 191 رقم 6605 و 6606 و 6607 و 6609) من طريق إسماعيل بن علية ومعتمر بن سليمان وعبد الوهاب الثقفي والحارث بن نبهان.
والطحاوي في "مشكل الآثار"(3/ 208) من طريق الحارث بن عمير.
وابن حبان في "صحيحه"(1/ 277 - 278 رقم 76 / الإحسان) من طريق معتمر بن سليمان.
والآجري في "الشريعة"(ص 26 و 27 و 72 و 332) من طريق عبد الوهاب الثقفي وحماد بن زيد.
والهروي في "ذم الكلام"(1 / ل 36 / ب - 37 / أ) من طريق معتمر بن سليمان والحسن بن دينار وحجاج الصوّاف والحارث بن نبهان.
والبيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 546) من طريق حماد بن زيد.
جميعهم عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة، عن عائشة، به نحوه.
وذكر الحافظ ابن كثير في "تفسيره"(1/ 345) أن محمد بن يحيى العبدي أخرجه في "مسنده" من طريق عبد الوهاب الثقفي، وابن المنذر أخرجه في "تفسيره" من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أيوب.
وأما رواية أبي عامر الخَزَّاز، فأخرجها الترمذي في "سننه"(8/ 343 رقم 4078) في تفسير سورة آل عمران من كتاب التفسير، من طريق أبي عامر هذا واسمه صالح بن رستم، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عائشة قالت: سألت =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن قوله {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفتنة وابتغاء تأويله} ، قال:((فإذا رأيتيهم فاعرفيهم)).
قال الترمذي: ((هذا حديث حسن صحيح. هكذا روى غير واحد هذا الحديث عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عائشة، ولم يذكروا فيه: ((عن القاسم بن محمد))، وإنما ذكره يزيد بن إبراهيم، عن القاسم بن محمد في هذا الحديث، وابن أبي مليكة هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، وقد سمع من عائشة أيضًا)).
وذكر الحافظ ابن حجر كلام الترمذي هذا في "فتح الباري"(8/ 210) وتعقبه بأن حماد بن سلمة قد تابع يزيد.
وأخرجه الهروي في الموضع السابق من طريق الترمذي.
وأما رواية نافع بن عمر، فأخرجها:
ابن جرير في "تفسيره"(6/ 193 و 194 رقم 6612 و 6614).
والطحاوي في "مشكل الآثار"(3/ 207).
أما ابن جرير فمن طريق الوليد بن مسلم وخالد بن نزار، وأما الطحاوي فمن طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن نافع، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عائشة، به، ولفظ خالد بن نزار نحوه، وأما لفظ الوليد فمختصر، وفي روايته تصريح ابن أبي مليكة بالتحديث عن عائشة.
وأما رواية روح بن القاسم، فأخرجها ابن جرير برقم (6613) عنه، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عائشة، به نحوه.
وأما رواية علي بن زيد بن جدعان، فأخرجها الهروي في "ذم الكلام"(1 / ل 37 / ب) عنه، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: حدثتنا عائشة
…
، فذكره.
فهذا بالنسبة لمن روى الحديث عن ابن أبي مليكة، ولم يذكر القاسم في سنده.
وأما من زاد القاسم في إسناده، فهما يزيد بن إبراهيم وحماد بن سلمة.
أما رواية يزيد، فأخرجها:
الطيالسي في "مسنده"(ص 203 رقم 1433). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومن طريقه الترمذي في الموضع السابق.
وأخرجها الإمام أحمد في "المسند"(6/ 256).
والدارمي في "سننه"(1/ 51 رقم 147).
والبخاري في "صحيحه"(8/ 209 رقم 4547) في تفسير سورة آل عمران من كتاب التفسير، باب:{منه آيات محكمات} ، وفي "خلق أفعال العباد"(ص 71 رقم 220).
ومن طريق البخاري أخرجه البغوي في "تفسيره"(1/ 279)، وفي "شرح السنة"(1/ 220 رقم 106).
وأخرجها مسلم في "صحيحه"(4/ 2053 رقم 1)، في العلم، باب النهي عن اتباع متشابه القرآن.
وأبو داود في "سننه"(5/ 6 رقم 4598) في السنة، باب النهي عن الجدال واتباع المتشابه من القرآن.
والترمذي في الموضع السابق من "سننه" رقم (4077).
وابن جرير الطبري في "تفسيره"(6/ 192 رقم 6610).
والطحاوي في "مشكل الآثار"(3/ 208).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(ص 64 رقم 103).
وابن حبان في "صحيحه"(1/ 274 رقم 73 / الإحسان).
واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(1/ 118 رقم 187).
وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 185).
والهروي في "ذم الكلام"(1 / ل 36 / أوب).
والبيهقي في "الأسماء والصفات"(2/ 201)، وفي "دلائل النبوة"(6/ 545).
جميعهم من طريق يزيد بن إبراهيم التستري، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، به نحوه.
وأما رواية حماد بن سلمة، فأخرجها: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الطيالسي في "مسنده"(ص 203 رقم 1432).
ومن طريق الطيالسي أخرجه الآجري في "الشريعة"(ص 332).
وأخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده"(2/ 389 رقم 398).
والدارمي في الموضع السابق.
وابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 9 رقم 5).
ومن طريقه الأصبهاني في "الحُجَّة"(1/ 292 - 293).
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(6/ 195 رقم 6615).
وابن أبي حاتم في الموضع السابق.
وأبو نعيم في الموضع السابق أيضًا.
أما الطيالسي، فعن حماد بن سلمة مباشرة، وأما إسحاق بن راهويه فمن طريق النضر بن شميل، وأما الدارمي وابن أبي حاتم وأبو نعيم فمن طريق أبي الوليد الطيالسي، وأما ابن أبي عاصم فمن طريق عفان بن مسلم، وأما ابن جرير فمن طريق يزيد بن هارون، جميعهم عن حماد بن سلمة، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ القاسم، عن عائشة، به نحوه.
هكذا اتفق هؤلاء الأئمة الخمسة على روايته على هذا الوجه عن حماد بن سلمة، وفيهم عفان بن مسلم وهو من أثبت الناس فيه كما في ترجمة حماد في الحديث رقم [82].
وخالفهم الوليد بن مسلم، فرواه عن حماد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، به نحوه.
أخرجه ابن جرير برقم (6611).
والآجري في "الشريعة"(ص 332).
ولاشك أن رواية هؤلاء الخمسة أرجح من رواية الوليد بن مسلم؛ لكونهم أئمة حفاظًا ولاتفاقهم على روايته على هذا الوجه، وهذا ما رآه الدارقطني، ففي "النكت الظراف على الأطراف" للحافظ ابن حجر (12/ 261) نقل =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن الدارقطني أنه حكم على الوليد بن مسلم بالوهم في شيخ حماد.
وأما الاختلاف على ابن أبي مليكة، فظاهر كلام الترمذي السابق حكمه على الحديث بأن يزيد بن إبراهيم تفرد فيه بذكر القاسم، وأن بقية الرواة رووه ولم يذكروا القاسم، وهذه إشارة منه إلى ترجيح الأكثرين بحذف الزيادة.
وظاهر صنيع البخاري ومسلم في اختيارهما رواية يزيد بن إبراهيم أنها أولى بالقبول من غيرها.
وذهب الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في حاشيته على "تفسير ابن جرير"(6/ 189 - 195) إلى أن كلا الروايتين صحيحتان، وأن رواية يزيد وحماد من قبيل المزيد في متصل الأسانيد.
وتطرق لهذا الاختلاف الحافظ ابن كثير في "تفسيره"(1/ 345) فقال: ((هكذا وقع هذا الحديث في "مسند الإمام أحمد" من رواية ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، ليس بينهما أحد. وهكذا رواه ابن ماجه من طريق إسماعيل بن عليّة وعبد الوهاب الثقفي، كلاهما عن أيوب به. ورواه محمد بن يحيى العبدي في "مسنده" عن عبد الوهاب الثقفي به. وكذا رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب. وكذا رواه غير واحد عن أيوب. وقد رواه ابن حبان في "صحيحه" من حديث أيوب به. ورواه أبو بكر بن المنذر في "تفسيره" من طريقين عن أبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي ولقبه عارم، حدثنا حماد بن يزيد، حدثنا أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن عائشة به. وتابع أيوب أبو عامر الخزَّاز وغيره، عن ابن مليكة.
فرواه الترمذي، عن بندار، عن أبي داود الطيالسي، عن أبي عارم الخزّاز، فذكره. ورواه سعيد بن منصور في "سننه" عن حماد بن يحيى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مليكة، عن عائشة. ورواه ابن جرير من حديث روح بن القاسم ونافع بن عمر الجمحي، كلاهما عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عائشة. وقال نافع في روايته عن ابن أبي مليكة: حدثتني عائشة، فذكره)). اهـ. والله أعلم.
493 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حُدَيْج بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ
(1)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ} ، قَالَ: ثَلَاثُ آيَاتٍ مِنْ سُورَةِ الْأَنْعَامِ: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ}
(2)
.
(1)
عبد الله بن قيس الذي يروي عن ابن عباس قوله مجهول تفرد عنه أبو إسحاق السبيعي، وسكت عنه البخاري في "تاريخه"(5/ 171 رقم 545)، وبيض له ابن أبي حاتم (5/ 138 رقم 646)، وذكر ابن حبان في "الثقات"(5/ 42) عبد الله بن قيس النخعي الذي يروي عن ابن مسعود وعنه داود بن أبي هند، وقال:((أحسبه الذي روى عنه أبو إسحاق السبيعي، عن ابن عباس قوله))، وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 473 رقم 4516):((لا يُدرى من هو))، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب" (ص 318 رقم 3545):((مجهول))، وانظر "التهذيب"(5/ 365 رقم 628).
(2)
سورة الأنعام، الآيات (151 و 152 و 153).
[493]
سنده ضعيف لجهالة عبد الله بن قيس، وأبو إسحاق السبيعي مدلِّس ولم يصرح بالسماع، وقد اختلط في آخر حياته، وأما حُديج بن معاوية فتقدم في الحديث [1] أنه صدوق يخطئ، لكنه لم ينفرد به كما سيأتي.
وذكر السيوطي هذا الحديث في "الدر المنثور"(2/ 145) وعزاه للمصنف وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه.
وقد أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(ص 52 رقم 79).
والحاكم في "المستدرك"(2/ 288).
أما ابن أبي حاتم فمن طريق قيس بن الربيع، وأما الحاكم فمن طريق علي بن صالح بن حي، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، به نحوه.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(6/ 174 رقم 6573).
وابن أبي حاتم (ص 53 - 54 رقم 80). =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ}]
494 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: أَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، فَذَكَرْنَا هَذِهِ الْآيَةَ:{وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ}
(1)
، (وَجَاءَ)
(2)
الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ وَعِمَامَةٍ، فَقَامَ يُصَلِّي فِي إِزَارِهِ وَرِدَائِهِ وَنَعْلَيْهِ، فَقُلْنَا: أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَيْهِ فَيَسْأَلُهُ؟ فَقَالَ يَحْيَى: أَنَا، فَأَتَاهُ، فَسَأَلَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْنَا، وَقَالَ:{وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} .
= كلاهما من طريق هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
…
، فذكره بنحوه، وزاد:((والتي في بني إسرائيل: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} إلى آخر الآيات)). اهـ.
ورجح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في حاشيته في الموضع السابق من "تفسير الطبري" أن يكون المبهم هو عبد الله بن قيس، وأنه سقط بينه وبين العوام قوله:((عن أبي إسحاق))، بحيث يكون الإسناد هكذا: ((
…
العوام، عن أبي إسحاق، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ))، واستند الشيخ في ترجيحه هذا على أن العوام يروي عن أبي إسحاق، وأن الحديث معروف من رواية أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن قيس.
وذكر السيوطي الحديث من هذا الوجه في "الدر المنثور"(2/ 145) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(1)
يعني تذاكروا قراءتها - كما سيأتي - هل هي بفتح العين وسكون التاء: ((وَضَعَتْ)) على جهة الإخبار من الله عز وجل عن نفسه أنه العالم بما وضعت، وهذه قراءة عامة القُرّاء؟ أو أنها بسكون العين ورفع التاء:((وَضَعْتُ)) على وجه الخبر بذلك عن أم مريم أنها هي القائلة؟ وبهذا قرأ علي والنخعيّ وابن عامر =
495 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ:{والله أعلم بما وَضَعَتْ} .
496 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا حُصَين
(1)
، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ:{وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} .
= وأبو بكر ويعقوب. انظر: "تفسير ابن جرير"(6/ 334)، و"تفسير الثعلبي"(3 / ل 39 / ب).
(2)
في الأصل: ((أو جاء)).
[494]
سنده رجاله ثقات، لكن فيه الأعمش وهو مدلس ولم يصرح بالسماع، وليس هذا من المواضع التي يحتمل فيها تدليسه على ما سبق بيانه في الحديث رقم [3].
وسيأتي الحديث مختصرًا من طريق إسماعيل بن زكريا وأبي معاوية، كلاهما عن الأعمش في الحديث بعده.
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص 76 رقم 142) عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عمير، أن يحيى بن وثاب سأل الأسود عن قول الله:{والله أعلم بما وضعت} ، فقرأها الأسود:(بما وضعت). اهـ.
[495]
سنده كسابقه فيه الأعمش وهو مدلس ولم يصرح بالسماع.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 183) وعزاه لعبد بن حميد فقط، وضبطها فقال:((بنصب العين)).
(1)
هو ابن عبد الرحمن.
[496]
سنده ضعيف؛ لإبهام شيخ حُصَين.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 183) بلفظه ولم يضبط قوله تعالى: {وضعت} ، وعزاه للمصنف وحده.
497 -
[ل 121/أ] حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانة
(1)
وَهُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ:(بِمَا وَضَعْتُ) - مَرْفُوعٌ -.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا}]
498 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، قَالَ: قُلْتُ: لِلْأَعْمَشِ: إِنَّ حُمَيْدًا
(2)
يقرأ: {يازكريآ} - جزمًا -، فأعجبه.
(1)
هو وَضَّاح بن عبد الله.
[497]
سنده ضعيف؛ مغيرة بن مقسم الضبِّي تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن إلا أنه يدلس ولا سيما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه بالعنعنة.
وقد رُوي عن إبراهيم خلاف ذلك؛ قال السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 183): وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم أنه كان يقرؤها: {والله أعلم بما وضعت} بنصب العين. اهـ.
والقراءة برفع التاء ذكرها الثعلبي في "الكشف والبيان"(3 / ل 39 / ب) تعليقًا عن إبراهيم النخعي.
(2)
أي حميد بن أبي حميد الطويل.
(3)
قوله تعالى: {يا زكريا} ليس في سورة آل عمران، وإنما في سورة مريم آية
(7)
، والذي في آل عمران:{زكريا} ليست فيه ياء النداء.
[498]
سنده صحيح.
قال الثعلبي في "الكشف والبيان"(3 / ل 42 / أ): ((زكريا
…
فيه لغتان: زكريا مقصور، وهي قراءة ابن مسعود والسُّلمي وحميد والأعمش وحمزة والكسائي وخلف وحفص، وزكريآ بالمدّ، وهي قراءة الباقين)). اهـ.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} ]
499 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} -، قَالَ: كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَقُولُ لِلْغُلَامِ فِي الكُتَّاب: إِنَّ أهلك قد خَبَّأوا لَكَ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:{وَمَا تَدَّخِرُونَ} .
[499] سنده صحيح إلى سعيد، لكن لم يذكر سعيد مصدره الذي تلقّى ذلك منه، وقد يكون من الإسرائيليات التي يستفاد منها في توضيح بعض الآيات كما هنا، لكن لا يجزم المسلم بتصديقها ولا بتكذيبها.
وذكر السيوطي هذا الأثر في "الدر المنثور"(2 / 221) وعزاه للمصنِّف وابن جرير وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(6 / 433 رقم 7101 و 7102) من طريق يعقوب بن إبراهيم والحسين بن داود، كلاهما عن هشيم، به، ولفظ الحسين نحوه، إلا أنه قال:((كذا وكذا من الطعام فتطعمني منه)) ، وأما يعقوب فلفظه:((كان عيسى بن مريم إذ كان في الكتاب يخبرهم بما يأكلون في بيوتهم وما يدّخرون)) .
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(ص285 - 286 رقم 606) من طريق أبي عَوَانَةَ، عَنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، به نحوه، وفيه الزيادة التي ذكرها الحسين عند ابن جرير.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}]
500 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا مُغِيرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا عَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المُلاعَنَةَ عَلَى أَهْلِ نَجْرَانَ، قَبِل ذَلِكَ منه السَّيِّد والعَاقِبُ
(1)
، فَرَجَعَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ كَانَ نَجِيبًا، فَقَالَ لَهُمَا: مَا صَنَعْتُمَا شَيْئًا، وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا، لَا يَعْصِيهِ اللَّهُ فِيكُمْ، وَإِنْ كان مَلِكًا لَيَسْتَبِدَّنَّكم،
(1)
السَّيِّد اسمه: أَيْهَم، والعَاقِبُ اسمه: عبد المسيح، وقصة قدومهما عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كما هنا، وفيها أنهما لم يقبلا الإسلام، ثم إنهما رجعا بعد ذلك إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فأسلما، وأنزلهما دار أبي أيوب الأنصاري. انظر "الإصابة" لابن حجر (3/ 236 - 237).
[500]
سنده ضعيف لإرساله، ومغيرة تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه مدلس، ولم يصرح بالسماع هنا، لكن شعبة ممن روى عنه هذا الحديث كما سيأتي، وهو لا يروي عن شيوخه المدلسين إلا ما هو مسموع لهم كما قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(4/ 38) وذكر نحو هذا في "الفتح" أيضًا (4/ 194) و (10/ 166) و (11/ 146 و 197 و 211 و 241 و 262 و 546) و (12/ 217)، وانظر "توجيه القارئ" لحافظ الزاهدي (ص 262).
ومما يدل على هذا ما رواه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 151) عن شعبة أنه قال: ((ما سمعت من رجل حديثًا حتى قال للذي فوقه سمعته منه، إلا حديثًا واحدًا)).
قلت: وهذا الحديث يدل على أن شعبة إذا حدث عن المدلس بما لم يصرح فيه بالسماع بيّنه؛ وذلك أنه روى عن قتادة قال: قال أنس: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((سَوُّوا صفوفكم، فإن تسوية الصف من تمام الصلاة))، قال شعبة:((لم أداهن إلا في هذا الحديث، لم أسأل قتادة سمعه أم لا؟ كرهت أن يفسد عليّ من جودة الحديث)). اهـ. من "مسند أبي يعلى"(5/ 478)، و"الحلية"(7/ 151).
وأصل القصة صحيح بغير هذا السياق كما سيأتي. =
فَقَالَا لَهُ: مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ تَغْدوا، فَإِنَّهُ يَغْدُو لِمِيعَادِكُمَا، فَإِذَا غَدَا عَلَيْكُمَا، فَإِنَّهُ سَيَعْرِضُ عَلَيْكُمَا الْمُلَاعَنَةَ، فَإِذَا عَرَضَ ذَلِكَ عَلَيْكُمَا، فَقُولَا لَهُ: نَعُوذُ بالله. وغديا، وَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ، وَحُسَيْنٍ يَتْبَعُهُ، وَفَاطِمَةُ تَمْشِي مِنْ خَلْفِهِ، فَقَالَ لَهُمَا:((هَلْ لَكُمَا فِي الْأَمْرِ الَّذِي انْطَلَقْتُمَا عَلَيْهِ مِنَ الْمُلَاعَنَةِ؟)) فَقَالَا: نَعُوذُ بِاللَّهِ، قَالَ: فَرَدَّدَ ذَلِكَ عَلَيْهِمَا، فَقَالَا: نَعُوذُ بِاللَّهِ - مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا - فَقَالَ لَهُمَا:(( (هَلْ لَكُمَا فِي الْإِسْلَامِ أَنْ تُسْلِمَا، وَيَكُونَ لَكُمَا مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْكُمَا مَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ؟)) فَلَمْ يَقْبَلَا ذَلِكَ وَكَرِهَاهُ، فَقَالَ لَهُمَا:((هَلْ لَكُمَا فِي الجِزْيَةِ تُؤَدِّيَانها وَأَنْتُمْ صَاغِرُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عز وجل؟)) فَقَبِلَا ذَلِكَ، وَقَالَا: لَا طَاقَةَ لَنَا بحرب العرب.
= = والحديث من رواية الشعبي ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 232) وعزاه للمصنف وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وأبي نعيم.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(14 / 549 رقم 18860) من طريق جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قال: لما أراد رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن يلاعن أهل نجران، قبلو الجزية أن يعطوها، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:((لقد أتاني البشيرُ بِهَلَكَةِ أهل نجران لَوْتَمُّوا على الملاعنة، حتى الطير على الشجر، أو العصفور على الشجر)) ، ولما غدا إليهم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ، وكانت فاطمة تمشي خلفه.
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (12 / 98 رقم 12233) من طريق جرير، به مختصرًا بلفظ:((لما أراد رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن يلاعن أهل نجران، أخذ بيد الحسن والحسين، وكانت فاطمة تمشي خلفه)) .
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(6 / 468 و 478 - 479 رقم 7160 و 7180) من طريق جرير أيضًا، عن مغيرة، به بطوله بلفظ قريب مما ذكر المؤلف، وفيه زيادة.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(ص310 رقم 678) من طريق شعبة، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لما نزلت: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} أخذ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين، ثم انطلق.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد روي الحديث موصولاً.
فأخرجه ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(1 / 370 - 371) .
والحاكم في "المستدرك"(2 / 593 - 594) .
وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(2 / 456 - 457 رقم 244) .
والواحدي في "أسباب النزول"(ص99 - 100) .
أما الحاكم فمن طريق علي بن مسهر، وأما الباقون فمن طريق محمد بن دينار، كلاهما عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عن الشعبي، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، به، بذكر قصة الملاعنة، ولم يذكر آخر الحديث من قوله: ((هل لكما في الإسلام
…
)) إلخ.
ورجح الحافظ ابن كثير في الموضع السابق الرواية المرسلة، فقال:((قد رواه أبو داود الطيالسي، عن شعبة، عن المغيرة، عن الشعبي، مرسلاً، وهذا أصح)) .
قلت: الحديث الموصول ضعيف جدًّا من كلا الطريقين.
أما طريق ابن مردويه وأبي نعيم والواحدي فالراوي لها عن محمد بن دينار عندهم هو بشر - ويقال: بشير - ابن مَهْران الحَذَّاء الخَصَّاف، قال ابن أبي حاتم:((روى عن شريك بن عبد الله، سمع منه أبي أيام الأنصاري، وترك حديثه، وأمرني أن لا أقرأ عليه حديثه)) ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:((روى عنه البصريون الغرائب)) . اهـ. من "الجرح والتعديل"(2 / 379 رقم 1476) ، و"الثقات" لابن حبان (8 / 140) ، و"لسان الميزان"(2 / 34 رقم 118) .
وأما الحاكم، فإنه ورى الحديث عن شيخه علي بن عيسى، عن أحمد بن محمد الأزهري، عن علي بن حجر، عن علي بن مسهر، به.
وشيخ الحاكم علي بن عيسى الحيري لم أجد من ترجم له.
وأحمد بن محمد بن الأَزْهر بن حُرَيث السِّجِسْتَاني، أبو العباس الأزهري يروي عن علي بن حجر وغيره، روى عنه ابن حبان وغيره، والأزهري هذا ضعيف جدًّا؛ ذكره ابن حبان في "المجروحين" (1 / 163 - 165) وقال: ((كان ممن يتعاطى حفظ الحديث ويجري مع أهل الصناعة فيه، ولا يكاد يذكر له باب إلا وأغرب فيه عن الثقات، ويأتي فيه عن الأثبات بما لا يتابع عليه، ذاكرته بأشياء كثيرة فأغرب عليّ فيها في أحاديث الثقات، فطالبته على الانبساط، فأخرج إليّ أصول أحاديث، منها
…
)) ثم ذكر أحاديث من الأحاديث التي أغرب =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ المُؤْمِنِينَ}]
501 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ
(1)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ (أَبِي)
(2)
الضُّحَى، (عَنْ مَسْرُوقٍ)
(3)
، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ وُلاةً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ وَلِيِّي مِنْهُمْ: أَبِي وَخَلِيلُ رَبِّي))، ثُمَّ قَرَأَ:{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ} .
= فيها، وذكر مناقشته له في بيان ما فيها من الخطأ، ثم قال ابن حبان:((فكأنه كان يعملها في صِبَاه))، وانظر "لسان الميزان"(1/ 253 - 254 رقم 795).
وأصل الحديث في "الصحيحين".
فأخرجه البخاري في "صحيحه"(8/ 93 - 94 رقم 4380) في المغازي، باب قصة أهل نجران.
ومسلم في "صحيحه"(4/ 1882 رقم 55) في فضائل الصحابة، باب فضل أبي عبيدة رضي الله عنه.
كلاهما من طريق صِلَة بن زُفَر، عن حذيفة رضي الله عنه قال: جاء العاقب والسَّيِّد صاحبا نجران إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يريدان أن يلاعناه. قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل، فو الله لئن كان نبيًا فلاعننا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا.
قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلاً أمينًا، ولا تبعث معنا إلا أمينا.
فقال: ((لأبعثنّ معكم رجلاً أمينًا حق أمين))، فاستشرف له أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال:((قم يا أبا عبيدة بن الجراح، فلما قام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((هذا أمين هذه الأمة)). اهـ. واللفظ للبخاري.
(1)
هو سَلاَّم بن سُلَيم.
(2)
ما بين القوسين ليس في الأصل، فأثبته من "تفسير ابن كثير"(1/ 372)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حيث نقل الحديث عن المصنف.
[501]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 238) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابنالمنذر وابن أبي حاتم والحاكم.
وقد ذكره ابن كثير في "تفسيره"(1 / 372) نقلاً عن المصنف، فقال: قال سعيد بن منصور: حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مسروق، عن ابن مسعود رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:((لكل بني ولاة من النبيين، وَإِنَّ وَلِيِّي مِنْهُمْ: أَبِي وَخَلِيلُ ربي عز وجل)، ثُمَّ قَرَأَ:{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بإبراهيم للذين اتبعوه} الآية. اهـ.
وروى الحديث سفيان الثوري، عن أبيه سعيد بن مسروق، واختلف على سفيان.
فرواه أبو أحمد الزبيري ومحمد بن عبيد الطنافسي والواقدي وروح بن عبادة، عن سفيان، عن أبيه، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عن ابن مسعود، به.
وخالفهم عبد الرحمن بن مهدي ويحيى القطان ووكيع وأبو نعيم، فرووه عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن ابن مسعود، ليس فيه ذكر لمسروق.
أما حديث أبي أحمد الزبيري، فأخرجه:
الترمذي في "سننه"(8 / 344 رقم 4079) في تفسير سورة آل عمران من كتاب التفسير.
والبزار في "مسنده" كما في "تفسير ابن كثير"(1 / 372) .
وابن جرير في "تفسيره"(6 / 498 رقم 7216) .
والطحاوي في "مشكل الآثار"(1 / 444) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(ص327 رقم 731) ، وفي "العلل"(2 / 63 رقم 1677) .
جميعهم من طريق أبي أحمد، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن مسروق، عن عبد الله، به مثل لفظ المصنف الذي ساقه ابن كثير.
وأما حديث محمد بن عبيد الطنافسي، فأخرجه الحاكم في "المستدرك"(2 / 292) من طريقه، عن سفيان، به نحو سابقه.
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)) ، ووافقه الذهبي.
وأما حديث الواقدي، فأخرجه الحاكم أيضًا (2 / 553) عنه، عن الثوري، به مثل حديث أبي أحمد.
ساق الحاكم هذا الحديث عقب ذكره له من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين عن سفيان ولم يذكر مسروقًا في سنده، ثم قال الحاكم:((حديث أبي نعيم إذا جمع بينه وبين حديث الواقدي صح، فإنه لابد من مسروق)) .
وأما حديث رَوْح بن عبادة، فأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2 / 63 رقم 1677) من طريقه، عن سفيان، به نحوه.
وأما حديث عبد الرحمن بن مهدي، فأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(1 / 429 - 430) .
وابن أبي حاتم في الموضع السابق من "تفسيره".
كلاهما عنه، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن ابن مسعود، به مثل لفظ المصنف الذي ساقه ابن كثير، لكن ليس فيه ذكر لمسروق.
وأما حديث يحيى بن سعيد القطان فأخرجه الإمام أحمد مقرونًا بحديث عبد الرحمن السابق.
وأما حديث وكيع، فأخرجه:
الإمام أحمد في "المسند"(1 / 400 - 401) .
والترمذي في الموضع السابق برقم (4081) .
وابن أبي حاتم في الموضع السابق.
ومن طريقه الواحدي في "أسباب النزول"(ص103 - 104) . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ثلاثتهم من طريق وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن ابن مسعود، به مثل سابقه، إلا أن لفظ الإمام أحمد نحوه، ولم يذكر الآية.
وأما حديث أبي نعيم، فأخرجه:
الترمذي في الموضع السابق برقم (4080) .
وابن جرير في "تفسيره"(6 / 499 رقم 7217) .
والحاكم في "المستدرك"(2 / 553) .
ثلاثتهم من طريقه، عن سفيان، به مثل حديث عبد الرحمن بن مهدي، إلا أن رواية ابن جرير فيها الشك في رفع الحديث؛ حيث جاء فيها:((أراه قال: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم)) .
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في حاشيته على "تفسير ابن جرير الطبري": ((وهذا الشك لعله من ابن المثنى شيخ الطبري، أو من الطبري نفسه؛ لأن رواية الترمذي من طريق أبي نعيم ليس فيها الشك في رفعه)) .
وأما رواية الحاكم فجاءت موصولة على الشك، هكذا: ((عن أبي الضحى، أظنه عن مسروق، عن عبد الله
…
)) .
قال الذهبي في "تلخيصه": ((الواقدي، حدثني الثوري، فذكره ولم يشك في سنده)) وهذا الشك لعله ممن دون أبي نعيم، إما شيخ الحاكم أبو عبد الله الصفار، أو شيخه الراوي عن أبي نعيم: أحمد بن محمد بن عيسى القاضي.
فالعمدة على رواية الترمذي السالمة من الشك، والموافقة لرواية ابن مهدي والقطان ووكيع.
وقد رجح الترمذي رواية من رواه عن أبي الضحى، عن ابن مسعود بحذف مسروق من سنده، فقال عقب ذكره لرواية أبي نعيم هذه:((هذا أصح من حديث أبي الضحى، عن مسروق، وأبو الضحى اسمه: مسلم بن صُبَيْح)) . اهـ. وهذا ما رجحه أبو زرعة وأبو حاتم، ففي "العلل" لابن أبي حاتم (2 / 63 رقم 1677) قال: ((سألت أبي وأبا زرعة عن حيث رواه أبو أحمد الزبيري =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وروح بن عبادة، عن سفيان
…
)) ، ثم ذكر الحديث، ثم قال:((فقالا [يعني أباه وأبا زرعة] : هذا خطأ، رواه المتقنون من أصحاب الثوري عن الثوري، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن عبد الله، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بلا مسروق)) . اهـ.
وثَمَّة اختلاف آخر، لكن على وكيع، فإن ابن كثير في "تفسيره"(1 / 372) ذكر الاختلاف على سفيان في هذا الحديث، ثم ذكر كلام الترمذي وإخراجه الحديث من طريق وكيع، ثم قال: ((لكن رواه وكيع في "تفسيره"، فقال: حدثنا سفيان، عن أبيه، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الله بن مسعود
…
)) الحديث.
وذكر هذا الاختلاف مع وكيع الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في حاشيته على الموضع السابق من "تفسير ابن جرير"، ثم قال:((وأنا أرجح أن هذا خطأ من بعض ناسخي تفسير وكيع؛ ترجيحًا لرواية أحمد عن وكيع، والترمذي من طريق وكيع، وفيهما: عن أبي الضحى)) . اهـ.
ثم مال الشيخ أحمد شاكر إلى تجريح الرواية الموصولة، فقال بعد أن صحح سندها: ((هكذا رُوي هذا الحديث في الدواوين بالوجهين: متصلاً ومنقطعًا، والوصل زيادة ثقة، فهي مقبولة
…
)) ، ثم ذكر رواية أبي أحمد، ثم قال: ((ولم ينفرد أبو أحمد الزبيري بوصلة بذكر مسروق في إسناده، تابعه على ذلك راويان ثقتان
…
)) ، ثم ذكر الحديث من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، ومن طريق المصنف نقلاً عن ابن كثير، ثم قال:((فهذا يرجح رواية من رواه عن سفيان موصولاً على رواية من رواه عنه منقطعًا، فإذا اختلفت الرواية على سفيان بين الوصل والانقطاع، فلم تختلف على أبي الأحوص، بل الظاهر عندي أن هذا ليس اختلافًا على سفيان، وأن سفيان هو الذي كان يصله مرة ويقطعه مرة، ومثل هذا في الأسانيد كثير)) . اهـ. وهو كلام متين يوضح وجه الحق في هذا الاختلاف، والله أعلم.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}]
502 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا (خَالِدُ)
(1)
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُصَين
(2)
، عَنْ أَبِي مَالِكٍ
(3)
- فِي قَوْلِهِ عز وجل: {آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ} -، قَالَ: قَالَتِ الْيَهُودُ: آمِنُوا مَعَهُمْ بِمَا يَقُولُونَ أَوَّلَ النَّهَارِ، وَارْتَدُّوا آخره لعلهم يرجعون معكم.
(1)
ما بين القوسين سقط من الأصل، فاستدركته من الموضع الآتي من "تفسير الطبري"، فخالد بن عبد الله يروي المصنف بواسطته عن حصين، انظر مثلاً الحديث رقم [56].
(2)
هو ابن عبد الرحمن السلمي، ثقة تغير حفظه في الآخر، لكن رواية خالد بن عبد الله الطحان عنه قبل الاختلاط كما في الحديث [56].
(3)
هو غَزْوان الغِفَاري.
[502]
سنده ضعيف لإرساله، فأبو مالك تابعي كما في "التهذيب"(8/ 245)، وهو صحيح إلى مُرْسِله أبي مالك.
وذكره السيوطي في "الدر"(2/ 240) وعزاه للمصنف وابن جرير وابن المنذر.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(6/ 507 رقم 7232) من طريق معلى بن أسد، عن خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حصين، به نحوه.
وأخرجه الطبري أيضًا برقم (7243) من طريق عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن حصين، به نحوه، وزاد: فاطلع الله على سِرِّهم، فأنزل الله عز وجل: {وقالت طائفة
…
} الآية.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(ص 337 و 341 رقم 765 و 766 و 782)، من طريق السدي، عن أبي مالك، به نحوه بلفظ أتمّ منه.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}]
503 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَاجِرَةٍ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللَّهَ عز وجل وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبان)). فَقَالَ الْأَشَعْثُ
(2)
: فيَّ وَاللَّهِ كَانَ ذَلِكَ، بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ أَرْضٌ، فَجَحَدَني، فَقَدَّمْتُه إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:((ألَك بيّنة؟)) قلت: لا،
(1)
أي ابن مسعود.
(2)
هو الأشعث بن قيس بن معدي كَرب الكندي، أبو محمد، صحابي نزل الكوفة، وكان وفد عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بسبعين رجلاً من كندة، ومات في آخر سنة أربعين للهجرة. "الجرح والتعديل"(2/ 376 - 377 رقم 994)، و"التهذيب"(1/ 359 رقم 653)، و"التقريب"(ص 113 رقم 532).
[503]
سنده صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 244 - 245) وعزاه للمصنِّف وعبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير، وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في "الشعب".
وللحديث عن ابن مسعود ثلاث طرق:
(1)
طريق شقيق، وله عنه ست طرق:
أ- طريق الأعمش.
فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ: ((احْلِفْ)) ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِذًا يَحْلِفَ فَيَذْهَبَ بِمَالِي، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا
…
} إلى آخر الآية.
= أخرجه المصنف هنا من طريق أبي معاوية محمد بن خازم عنه.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(6 / 219 - 220 رقم 871) .
والإمام أحمد في "المسند"(1 / 379 و 426) و (5 / 211) .
والبخاري في "صحيحه"(5 / 73 رقم 2416 و 2417) في الخصومات، باب كلام الخصوم بعضهم في بعض (5 / 279 رقم 2666 و 2667) في الشهادات، باب سؤال الحاكم المدّعي: هل لك بينة؟ قبل اليمين.
ومسلم في "صحيحه"(1 / 122 - 123 رقم 220) في الإيمان، باب وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة بالنار.
وأبو داود في "سننه"(3 / 565 رقم 3243) في الأيمان والنذور، باب التغليظ في الأيمان الفاجرة.
والترمذي في "سننه"(4 / 487 - 488 رقم 1287) في البيوع، باب ما جاء في اليمين الفاجرة يقتطع بها مال المسلم، و (8 / 345 - 346 رقم 4082) في تفسير سورة آل عمران من كتاب التفسير.
وابن ماجه في "سننه"(2 / 778 رقم 2322 و 2323) في الأحكام، باب البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه، وباب مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَاجِرَةٍ ليقتطع بها مالاً.
وأبو يعلى في "مسنده"(9 / 125 رقم 5197) .
ومن طريقه ابن حبان في "صحيحه"(7 / 271 - 272 رقم 5063 / الإحسان بتحقيق الحوت) .
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(6 / 529 رقم 7279) .
وابن منده في "كتاب الإيمان"(2 / 603 - 604 رقم 566) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والواحدي في "أسباب النزول"(ص105) .
جميعهم من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به نحوه.
وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده"(ص141 رقم 1050) .
ومن طريقه وطريق آخر أخرجه ابن منده في "الإيمان"(2 / 602 رقم 564) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(5 / 212) .
والبخاري في "صحيحه"(5 / 286 - 287 رقم 2766 و 2677) في الشهادات، باب قول الله تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ الله وأيمانهم ثمنًا قليلا
…
} ، و (11 / 544 رقم 6659 و 6660) في الأيمان والنذور، باب عهد الله عز وجل.
وأبو عوانة في "مسنده"(1 / 39) .
والطبراني في "المعجم الكبير"(1 / 205 رقم 641) .
والبيهقي في "سننه"(10 / 44 - 45) في الأيمان، باب من قال: عليّ عهد الله، يريد به يمينًا، وفي "شعب الإيمان"(9 / 134 رقم 4497) .
جميعهم من طريق شعبة، عن الأعمش، به نحوه، إلا أن قصة الأشعث فيه مختصرة، ولم يذكرها أبو عوانة، وأما الطبراني فلم يذكر حديث ابن مسعود.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(7 / 1 - 2 رقم 2183) .
ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(4 / 383 رقم 2426) .
والطبراني في الموضع السابق برقم (642) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(1 / 442) و (5 / 211 - 212) .
ومسلم في الموضع السابق من "صحيحه".
وابن ماجه في الموضع السابق من "سننه".
وأبو عوانة في "مسنده"(1 / 38 - 39) .
وابن منده في "الإيمان"(2 / 603 رقم 566) .
والبيهقي في "سننه"(10 / 178) في الشهادات، باب التشديد في اليمين الفاجرة، وفي "شعب الإيمان"(9 / 131 - 132 رقم 4496) . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= جميعهم من طريق وكيع، عن الأعمش، به نحوه.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(8 / 212 - 213 رقم 4549 و 4550) في التفسير، باب: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وإيمانهم ثمنًا قليلا
…
} ، و (11 / 558 رقم 6676 و 6677) في الأيمان والنذور، باب قول الله تعالى: {إن الذين يشترون
…
} .
والطبراني برقم (640) .
وابن منده برقم (563) .
والبيهقي في "سننه"(10 / 253) في الدعوى والبينات، باب البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه.
جميعهم من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، به نحوه، إلا أن الطبراني لم يذكر حديث ابن مسعود.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(13 / 177 - 178 رقم 7183 و 7184) في الأحكام، باب الحكم في البئر وغيرها.
وابن منده في الموضع السابق برقم (565) .
والواحدي في "أسباب النزول"(ص106) .
ثلاثتهم من طريق عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، به نحوه، إلا أن ابن منده لم يذكر حديث ابن مسعود.
وأخرجه البخاري أيضًا (5 / 33 رقم 2356 و 2357) في المساقاة، باب الخصومة في البئر.
وابن منده برقم (569) .
كلاهما من طريق أبي حمزة السكّري، عن الأعمش، به نحوه.
وأخرجه البخاري أيضًا (5 / 284 رقم 2673) في الشهادات، باب يحلف المدعى عليه حيثما وجبت عليه اليمين، من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، به بذكر حديث ابن مسعود فقط. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه النسائي في "التفسير"(1 / 210 - 211 و 299 رقم 32 و 82) من طريق يحيى بن زكريا، عن الأعمش، به نحوه.
وأخرجه أبو عوانة (1 / 39) .
وابن منده برقم (562) .
والبيهقي (10 / 178) .
ثلاثتهم من طريق عبد الله بن نمير، عن الأعمش، به بذكر حديث ابن مسعود فقط.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه"(7 / 269 - 270 رقم 5061 / الإحسان بتحقيق الحوت) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن سليمان الأعمش، به نحوه.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(2 / 604 رقم 567 و 568) من طريق عَبْثَر بن القاسم وحفص بن غياث، كلاهما عن الأعمش، به نحوه، إلا أنه لم يذكر حديث الأشعث في رواية حفص بن غياث.
وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(ص105 - 106) ت من طريق صالح بن عمر، عن الأعمش، به نحوه.
ب- طريق منصور بن المعتمر، عن شقيق.
أخرجه البخاري في "صحيحه"(5 / 145 و 280 رقم 2515 و 2516 و 2669 و 2670) في الرهن، باب إذا اختلف الراهن والمرتهن ونحوه، فالبينة على المدعي واليمين على المدعى عليه في الأموال والحدود.
ومسلم في الموضع السابق من "صحيحه" رقم (221) .
وابن جرير في "تفسيره"(6 / 532 رقم 7282) .
وابن منده في "الإيمان"(2 / 606 رقم 571) .
والبيهقي في "سننه"(10 / 253) .
جميعهم من طريق جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وائل شقيق بن سلمة قال: قال عبد الله رضي الله عنه: من حلف على يمين يستحق بها مالاً وهو فيها فاجر =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= = لقي الله وهو عليه غضان، ثم أنزل الله تصديق ذلك:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وأيمانهم ثمنًا قليلا - فقرأ إلى: - عذاب أليم} ، ثم إن الأشعث بن قيس خرج إلينا، فقال: ما يحدثكم أبو عبد الرحمن؟
…
، وذكر الحديث بنحوه، واللفظ للبخاري.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(11 / 544 رقم 6659) في الأيمان والنذور، باب عهد الله عز وجل.
وابن منده في "الإيمان"(2 / 602 و 605 رقم 564 و 570) .
كلاهما من طريق شعبة، عن منصور، به نحوه، إلا أن البخاري لم يذكر حديث الأشعث.
وأخرجه البخاري أيضًا (13 / 177 - 178 رقم 7183 و 7184) في الأحكام، باب الحكم في البئر ونحوها.
والواحدي في "أسباب النزول"(ص106) .
كلاهما من طريق عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن منصور، به نحوه.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده"(ص35 و 141 رقم 262 و 1051) .
والإمام أحمد في "المسند"(5 / 211) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(ص354 رقم 822) .
أما الطيالسي فمن طريق ورقاء، وأما الإمام أحمد فمن طريق زياد بن عبد الله البكائي، وأما ابن أبي حاتم فمن طريق عمار بن محمد، ثلاثتهم عن منصور، به مثل رواية جرير عن منصور، بجعل حديث ابن مسعود من قوله.
جـ، د: طريقا جامع بن أبي راشد وعبد الملك بن أعين، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((من اقتطع مال امرئ مسلم بيمين كاذبة لقي الله وهو عليه غضبان)) ، قال عبد الله: ثم قرأ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ الله وأيمانهم
…
} الآية. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخرجه الحميدي في "مسنده"(1 / 53 رقم 95) ، عن شيخه سفيان بن عيينة، عن عبد الملك وجامع، به.
ومن طريق الحميدي أخرجه: البخاري في "صحيحه"(13 / 423 رقم 7445) في التوحيد، باب قول الله تعالى:{وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} .
وابن منده في "الإيمان"(2 / 606 رقم 572) .
والبيهقي في "سننه"(10 / 178) .
وأخرجه مسلم في الموضع السابق من "صحيحه" برقم (222) .
وابن منده مقرونًا بالرواية السابقة.
كلاهما من طريق محمد بن يحيى بن أبي عمر، عن سفيان، به نحو اللفظ السابق.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1 / 124) .
والنسائي في "تفسيره"(1 / 301 رقم 83) .
وابن منده في "الإيمان"(2 / 607 رقم 573 و 574) .
ثلاثتهم من طريق سفيان، عن عبد الملك وحده، به، ولفظ عبد الرزاق نحوه، إلا أنه لم يذكر قوله: ثم قرأ علينا
…
إلخ.
وأما النسائي وابن منده، فلفظهما: قال ابن مسعود: نزلت هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وأيمانهم ثمنًا قليلاً} إلى آخر الآية، ثم لم ينسخها شيء، فمن اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه فهو من أهل هذه الآية.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(7 / 3 رقم 2186) .
والإمام أحمد في "المسند"(1 / 377) .
كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ وحده، به نحوه، إلا أن ابن أبي شيبة لم يذكر قوله: ثم قرأ علينا
…
إلخ.
هـ- طريق مسلم البَطِين، عن أبي وائل شقيق بن سلمة.
أخرجه النسائي وابن منده مقرونًا بطريق عبد الملك بن أعين السابق.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10 / 254 رقم 10478) من طريق مسلم وحده، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن أبي وائل، به مثل لفظ النسائي وابن منده.
و طريق بن أبي النَّجود عن أبي وائل.
أخرجه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 460).
وأبو يعلى في "مسنده"(9/ 50 - 51 رقم 5114).
أما الإمام أحمد فمن طريق أبي بكر بن عياش، وأما أبو يعلى فمن طريق حماد بن زيد، كلاهما عن عاصم، به نحو لفظ المصنف، إلا أن فيه زيادة.
ثم أخرجه الإمام أحمد (5/ 212) ولم يذكر الزيادة.
وأخرجه أيضًا (1/ 416)، إلا أنه لم يذكر حديث الأشعث.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1/ 206 رقم 643) من طريق المسعودي، عن عاصم، به نحوه، إلا أنه لم يذكر حديث ابن مسعود.
(2)
طريق مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:((مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَاجِرَةٍ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لقي الله وهو عليه غضبان)).
أخرجه الطبراني في "الكبير"(10/ 194 رقم 10307).
(3)
طريق أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ حَلَفَ على يمين صبر كاذبًا ليقتطع بها مال أخيه، لقي الله وهو عليه غضبان، وذلك بأن الله يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وأيمانهم ثمنًا قليلاً
…
} إلى آخر الآية.
أخرجه ابن حبان في "صحيحه"(7/ 271 رقم 5062) من طريق حماد بن زيد، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أبي الأحوص.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10/ 132 رقم 10113)، وفي "الصغير"(1/ 122)، من طريق يزيد بن إبراهيم
التستري، عن أيوب السختياني، عن حميد بن هلال، عن أبي الأحوص، به نحوه.
ثم قال الطبراني في "الكبير": ((رفعه يزيد بن إبراهيم، ولم يرفعه حماد بن زيد))، ثم أخرجه برقم (10114) من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، به موقوفًا على ابن مسعود.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ}]
504 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ
(1)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(2)
، عَنْ أَبِي رَزِين
(3)
- فِي قَوْلِهِ عز وجل: {كُونُوا
(4)
ربانيين} -، فقال: فقهاء علماء.
(1)
هو ابن عبد الحميد.
(2)
هو ابن المعتمر.
(3)
هو مسعود بن مالك، أبو رَزِين الأسَدي، الكوفي، يروي عن معاذ بن جبل وابن مسعود وعلي بن أبي طالب وأبي هريرة وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم، روى عنه ابنه عبد الله وإسماعيل بن أبي خالد والأعمش ومنصور بن المعتمر وغيرهم وهو ثقة فاضل، روى له الجماعة إلا البخاري، ووثقه أبو زرعة والعجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وكانت وفاته سنة خمس وثمانين للهجرة. "الجرح والتعديل"(8/ 282 - 283 رقم 1295)، و"التهذيب"(10/ 118 - 119 رقم 215)، و"التقريب"(ص 528 رقم 6612).
(4)
في الأصل: ((كانوا)).
[504]
سنده صحيح.
وأخرجه الطبري في "تفسيره"(6/ 541 رقم 7304) من طريق جرير، به بلفظ: حكماء علماء.
وكذا رواه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص 78 رقم 151) عن منصور.
ومن طريق سفيان أخرجه ابن جرير الطبري في الموضع السابق برقم (7301 و 7302).
وأخرجه الطبري أيضًا برقم (7303) من طريق عمرو بن أبي قيس الرازي، عن منصور، به مثل سابقه.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 125) عن معمر، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ - =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}]
505 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، قَالَ: كَانَ طَاوُسٌ إِذَا سُئل عَنِ الرَّجُلِ يُفَضِّل بَعْضَ وَلَدِهِ، قَرَأَ:{أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ}
(1)
.
= في قوله تعالى: {كونوا ربانيين} - قال: حلماء علماء.
كذا وقع في المطبوع من "تفسير عبد الرزاق"، وأظن:((حلماء)) تصحفت عن: ((حكماء))، فإن ابن جرير أخرجه برقم (7310) من طريق عبد الرزاق هكذا:((حكماء)).
(1)
الآية (50) من سورة المائدة.
والذي يظهر أن المصنف أورد هذا الأثر لمناسبته لتفسير قوله تعالى: {أفعير دين الله يبغون} ، وإلا فموضعه في سورة المائدة، وسيأتي هناك برقم [764].
[505]
سنده ضعيف، فعبد الله بن أبي نجيح تقدم في الحديث [184] أنه ربما دلس، ولم يصرح هنا بالسماع.
وسيعيده المصنف برقم [764] هكذا: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ طَاوُسٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُفَضِّلُ بَعْضَ وَلَدِهِ عَلَى بَعْضٍ، فَقْرَأَ:{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يبغون} .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(11/ 220 - 221 رقم 11039) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن علية، عن ابن أبي نجيح، نحوه.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ}]
506 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ:(عَنْ سُفْيَانَ)
(1)
، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجيح، عَنْ عِكْرِمَةَ
(2)
قَالَ: لَمّا نَزَلت: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} ، قَالَتِ الْيَهُودُ: فَنَحْنُ مُسْلِمُونَ، فَقَالَ اللَّهُ عز وجل: فَاخْصُمهم بِحُجَّتِهِم، وَقُلْ:((إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حَجَّ الْبَيْتِ، مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، وَمَنْ كَفَرَ مِنْ أَهْلِ المِلَلِ، فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عن العالمين))
(3)
.
(1)
ما بين القوسين سقط من الأصل، فاستدركته من "سنن البيهقي"(4/ 324) حيث روى الحديث من طريق المصنف، ومن "تفسير ابن كثير"(1/ 386) حيث نقله عن المصنف.
(2)
في الأصل: (عن عكرمة، عن ابن أبي نجيح)، ووضع عليهما حرف:((م))؛ إشارة للتقديم والتأخير، وهو على الصواب في "سنن البيهقي".
(3)
الذي يلي هذا الحديث حسب ترتيب النسخة الخطية هو الحديث رقم [515] حتى الحديث رقم [517]، ثم يليه الحديث رقم [507] حتى الحديث رقم [514]، ثم يليه الحديث رقم [518]، ثم يستمر الترتيب؛ وإنما قَدَّمْتُ الأحاديث من رقم [507] حتى رقم [514] عن موضعها؛ مراعاة لترتيب الآيات.
[506]
سنده ضعيف لإرساله، وابن أبي نجيح تقدم في الحديث [184] أنه ربما دلس، ولم يصرح بالسماع هنا، لكنه صرّح به في رواية الفاكهي الآتية، فالإسناد صحيح إلى مُرْسِله عكرمة.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 276) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في "سننه".
ونقله ابن كثير في "تفسيره"(1/ 386) عن المصنف.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه البيهقي في "سننه"(4 / 324) في الحج، باب إثبات فرض الحج، من طريق المصنف، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دينًا فلن يقبل منه} ، قالت اليهود: فنحن مسلمون، قال اللَّهُ عز وجل: فَاخْصُمْهُمْ بِحُجَّتِهِمْ، يعني فقال لهم النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:((إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حَجَّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سبيلاً)) ، فقالوا: لم يكتب علينا، وأَبَوْا أن يَحُجُّوا. قال الله:{وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عن العالمين} .
قال عكرمة: وَمَنْ كَفَرَ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ، فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ.
وأخرجه الشافعي في "الأم"(2 / 93) .
وابن أبي عمر العدني في "كتاب الإيمان"(ص76 رقم 9) .
كلاهما عن شيخهما سفيان بن عيينة، به نحو سياق البيهقي.
ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في "المعرفة"(2 / ل 245) .
وقد زاد ابن أبي عمر في الإسناد مجاهدًا بين ابن أبي نجيح وعكرمة.
ورواه الفاكهي في "أخبار مكة"(1 / 374 رقم 784) من طريق محمد بن أبي عمر، قال: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، أنه سمع عكرمة يقول
…
، فذكره هكذا بإسقاط مجاهد، وتصريح ابن أبن نجيح بالسماع من عكرمة، فالذي يظهر أن هذا هو الصواب، وأن ما جاء في "كتاب الإيمان" لابن أبي عمر خطأ.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(6 / 571 رقم 7357 و 7358) من طريق القعنبي ويونس بن عبد الأعلى، كلاهما عن سفيان، به نحوه، ولفظ يونس أقرب إلى لفظ المصنف.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(ص431 رقم 1044) من طريق محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ويونس بن عبد الأعلى، كلاهما عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نجيح، عن عكرمة:{وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عن العالمين} ، قال: من أهل الملل.
وقد وقع في "تفسير ابن أبي حاتم": ((ابن جريج)) بدل: ((ابن أبي نجيح)) ، لكنه =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}]
507 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ، جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِفَرَسٍ يُقَالُ لَهُ: سَبَل، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:((قَدْ قَبِلَهَا الله منك))
(1)
.
= تصحيف، وقد جاء على الصواب في المخطوط (2 / ل 49 / ب).
وأخرجه ابن جرير برقم (7356) من طريق شبل، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: زعم عكرمة: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا} ، فقالت الملل: نحن المسلمون، فأنزل الله عز وجل:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العالمين} ، فحج المسلمون وقعد الكفار.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (7/ 50 رقم 7518).
وابن أبي حاتم (ص 382 رقم 913).
أما ابن جرير فمن طريق عيسى بن ميمون، وأما ابن أبي حاتم فمن طريق ورقاء، كلاهما عن ابن أبي نجيح، به نحو سابقه.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1/ 373 رقم 783) من طريق ابن جريج، قال: بلغني عن عكرمة أنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فلن يقبل منه} ، قالت اليهود: فنحن على الإسلام، فماذا يبغي منا محمد؟ فأنزل الله عز وجل حجًا مفروضًا: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كفر
…
} الآية، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:((كتب عليكم الحج)).
وسنده ضعيف لإبهام الواسطة بين ابن جريج وعكرمة.
(1)
هذا الحديث وما بعده حتى الحديث رقم [514] موضعها في النسخة الخطية بعد الحديث الآتي برقم [517]، فَقَدَّمْتُها في هذا الموضع مراعاة لترتيب الآيات، والذي في هذا الموضع هو الحديث رقم [515] وما بعده حتى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رقم [517]، وانظر التعليق رقم
(3)
على الحديث السابق.
[507]
سنده ضعيف لإرساله، هو صحيح إلى مُرْسِلِه محمد بن المنكدر.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 260) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(ص 394 رقم 949) من طريق محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن سفيان، به نحوه.
وروى الحديث مرسلاً أيضًا من طريق أيوب السختياني، وعمرو بن دينار وثابت بن الحجاج.
أما حديث أيوب، فأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 126) قال: أنا معمر، عن أيوب وغيره أنه لَمَّا نَزَلَتْ:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حتى تنفقوا مما تحبون} جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِفَرَسٍ له كان يحبها، فقال: هذه في سبيل الله، فحمل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عليها أسامة بن زيد، فكأن زيدًا وجد في نفسه، فلما رأى ذلك منه النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:((أما الله فقد قبلها)).
وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه ضعيف لإرساله.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(6/ 592 رقم 7398) من طريق عبد الرزاق.
وأما حديث عمرو بن دينار، فأخرجه ابن جرير برقم (7397) من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي حسين، عنه، به نحو لفظ المصنف، وزاد فيه ما جاء في حديث أيوب من حمل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أسامة على هذا الفرس.
وهذا إسناد ضعيف أيضًا لإرساله.
وأما حديث ثابت بن حجاج، فذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 261) وعزاه لعبد بن حميد فقط، ولفظه: عن ثابت بن الحجاج قال: بلغني أنه لما نزلت هذه الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مما تحبون} قال زيد: اللهم إنك تعلم أنه ليس لي مال أحب إلى من فرسي هذه، فتصدق بها على المساكين، فأقاموها تباع، وكانت تعجبه، فسأل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فنهاه أن يشتريها. =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ}]
508 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانة
(1)
، عَنْ أَبِي بِشْر
(2)
، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهِك
(3)
، أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لَابْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّي قُلْتُ لِامْرَأَتِي: هِيَ عَلَيَّ حَرَامٌ؟ قَالَ: فَإِنَّهَا لَيْسَتْ عَلَيْكَ بِحَرَامٍ، قَالَ: فَأَيْنَ قَوْلُ اللَّهِ عز وجل: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ
(4)
حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ}؟ قَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: إِنَّ إِسْرَائِيلَ أَخَذَتْهُ الأَنْسَاءَ
(5)
، فَأضْنَتْه، فَجَعَلَ للهِ عَلَيْهِ: إِنِ اللهُ عَافَاهُ: أَنْ لَا يَأْكُلَ عِرْقًا أَبَدًا، فَلِذَلِكَ (تَسُلُّ)
(6)
الْيَهُودُ العروق، ولا يأكلونها.
= وهذا إن صح سنده إلى ثابت بن الحجاج، فإنه ضعيف لإرساله أيضًا، فثابت بن الحجاج تابعي يروي عن زيد بن ثابت وأبي هريرة وعوف بن مالك، وقد ذكره ابن حبان في أتباع التابعين. انظر "التهذيب"(2/ 4 - 5 رقم 4).
وبكل حال فلا يستقيم ضعف الحديث بهذه المراسيل، لأنها مراسيل صغار التابعين، وعمرو بن دينار ومحمد بن المنكدر قد أخذا عن بعض الشيوخ مثل أبي صالح ذكوان السمان، فيحتمل أن يكون طريقهما واحدًا. انظر "التهذيب"(8/ 29) و (9/ 473).
وأما أيوب السختياني فهو من الرواة عن عمرو بن دينار كما في "التهذيب"(1/ 397 رقم 733)، فقد يكون أخذ الحديث عنه.
(1)
هو وَضَّاح بن عبد الله.
(2)
هو جعفر بن إياس.
(3)
هو يوسف بن مَاهِك بن بُهْزَاد - بضم الموحدة وسكون الهاء، وبعدها =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= زاي -، الفارسي، المكي، روى عن أبيه وأبي هريرة وعائشة وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم، روى عنه عطاء بن أبي رباح وأيوب السِّخْتياني وحميد الطويل وأبو بشر جعفر بن إياس وغيرهم، وهو ثقة، روى له الجماعة، ووثقه ابن معين والنسائي وابن خراش وزاد:((عدل))، وقال ابن سعد:((كان ثقة قليل الحديث)) وكانت وفاته سنة ثلاث ومائة، وقيل: عشر ومائة، وقيل غير ذلك. اهـ. من "الجرح والتعديل"(9/ 229 رقم 961)، و"التهذيب"(11/ 421 رقم 821)، و"التقريب"(ص 611 رقم 7878).
(4)
في الأصل: ((كان الطعام حلاً)).
(5)
الأَنْسَاء: جمع النَّسا - بالفتح، مقصور، على وزن عصا -، وهو عِرْق من الوَرك إلى الكعب، والأفصح أن يقال له:((النَّسَا))، لا:((عرق النَّسَا)). انظر "لسان العرب"(15/ 321 - 322).
(6)
في الأصل: ((تسلل)).
[508]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 263) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(7/ 11 - 12 رقم 7405 و 7406) من طريق هشيم وشعبة، كلاهما عن أبي بشر، به نحوه، إلا أن شعبة لم يذكر قوله:((فَلِذَلِكَ تَسُلُّ الْيَهُودُ الْعُرُوقَ وَلَا يأكلونها)).
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 126).
ومن طريقه وطريق آخر أخرجه البيهقي في "سننه"(10/ 8) في الضحايا، باب ما حُرِّم على بني إسرائيل، ثم ورد عليه النسخ بشريعة نبينا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
كلاهما من طريق سفيان الثوري، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أن إسرائيل أخذه عرق النساء، فكان يبيت وله زُقَاء، قال: فجعل إن شفاه الله أن لا يأكل لحمًا فيه عروق، قال: فحرَّمته =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا}]
509 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانة
(1)
، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: بَكَّةُ مَوْضِعُ الْبَيْتِ، ومَكة سَائِرُ الْقَرْيَةِ.
510 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجي، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجيح، عَنْ مُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ، قَالَا: مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، وَمِنًى، وَعَرَفَةُ، وَالْمُزْدَلِفَةُ.
= اليهود، فنزلت:{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} ، أي: إن هذا كان قبل التوراة.
قال عبد الرزاق: قال سفيان: له زُقَاء، قال: صياح.
(1)
هو وَضَّاح بن عبد الله.
[509]
سنده صحيح، ومغيرة تقدم في الحديث [54] أنه يدلس لا سيما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه ولم يصرح فيها بالسماع، لكن تقدم في الحديث [500] أن رواية شعبة عنه محمولة على الاتصال وإن لم يصرح مغيرة بالسماع، وقد روى شعبة عنه هذا الحديث كما سيأتي.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(7/ 24 رقم 7436) من طريق هشيم، عن مغيرة، به مثله، إلا أنه قال:((ومكة ما سوى ذلك)).
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(ص 410 رقم 985) من طريق شعبة، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: بكة: البيت والمسجد.
[510]
سنده ضعيف؛ مسلم بن خالد الزنجي تقدم في الحديث [213] أنه صدوق كثير الأوهام، وابن أبي نجيح مدلس ولم يصرح بالسماع هنا فيما بينه وبين عطاء، وأما روايته عن مجاهد فصحيحة وإن لم يصرح بالسماع كما في الحديث [184].
وقد توبع مسلم بن خالد وابن أبي نجيح، فهو عن مجاهد صحيح، وعن عطاء حسن لغيره. =
511 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ سُفْيَانَ
(1)
، عَنْ حَمَّادٍ
(2)
، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ: لِمَ سُمِّيت بَكَّة؟ قَالَ: لِأَنَّ الرِّجَالَ يَتَباكُّون
(3)
فِيهَا والنساءُ جميعًا.
= والحديث أخرجه المصنف هنا من طريق شيخه مسلم بن خالد.
ومسلم أخرجه في "تفسيره"(ص 70 رقم 135) عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد وعطاء، قَالَا فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} - قال: مسجد الحرام كله مقام إبراهيم، ومنى، وعرفة، ومزدلفة.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 85) فقال: نا معمر، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مقام إبراهيم مصلى} - قال: مقامه: عرفة وجمع ومنى، ولا أعلمه إلا وقد ذكر مكة.
وهذا إسناد صحيح.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(3/ 34 رقم 1994).
وأخرجه ابن جرير أيضًا (3/ 33 رقم 1991) من طريق سفيان بن عيينة، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} قال: الحج كله.
وأخرجه أيضًا برقم (1993) من طريق عيسى بن ميمون، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عطاء بن أبي رباح:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} قال: لأني قد جعلته إمامًا، فمقامه: عرفة والمزدلفة والجمار.
وهذا ضعيف لأن ابن أبي نجيح لم يصرح بالسماع كما سبق.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (1992) من طريق سفيان الثوري، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قال: الحج كله مقام إبراهيم.
وهذا بمعنى رواية المصنف: لكن ابن جريج تقدم فقي الحديث [9] أنه يدلس، ولم يصرح بالسماع هنا، لن بانضمامه لرواية ابن أبي نجيح يكون حسنًا لغيره عن عطاء، وهو عن مجاهد صحيح لغيره، والله أعلم.
(1)
هو الثوري.
(2)
هو حماد بن أبي سليمان مسلم الأشعري، مولاهم، أبو إسماعيل الكوفي، روى عن أنس وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وغيرهم، روى عنه ابنه إسماعيل =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وشعبة والثوري وغيرهم، وهو ثقة إمام مجتهد رمي بالإرجاء، وثقه ابن معين والنسائي ورمياه بالإرجاء، وقال العجلي:((كوفي ثقة، وكان أفقه أصحاب إبراهيم)) ، وقال بقيّة: قلت لشعبة: لِمَ تروي عن حماد بن أبي سليمان وكان مرجئًا؟ قال: ((كان صدوق اللسان)) ، وقال شعبة أيضًا:((حماد ومغيرة أحفظ من الحكم)) ، وقال عبد الله بن إدريس:((ما سمعت الشيباني يذكر حمادًا إلا أثنى عليه)) ، وقال ابن مسهر عن أبي إسحاق الشيباني أنه قال:((ما رأيت أحدًا أفقه من حماد)) ، قيل: ولا الشعبي؟ قال: ((ولا الشعبي)) ، وقال شعبة: سمعت الحكم يقول: ((ومن فيهم مثل حماد؟)) - يعني أهل الكوفة -، وكانت وفاته سنة عشرين ومائة، وقيل: سنة تسع عشرة ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(3 / 146 - 147 رقم 642) ، و"الكامل" لابن عدي (2 / 653 - 656) ، و"التهذيب"(3 / 16 - 18 رقم 15) ، و"الكاشف"(1 / 252 رقم 1230) .
وقد تكلم بعضهم في حماد بن أبي سليمان، فقال الإمام أحمد:((حماد مقاربُ الحديث، ما روى عنه سفيان وشعبة، ولكن حماد بن سلمة عنده عنه تخليط)) ، وفي رواية:((أما روايات القدماء عن حماد فمقاربة؛ كشعبة وسفيان وهشام، وأما غيرهم فقد جاؤا عنه بأعاجيب)) .
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء"(5 / 236) معلقًا على هذه العبارة: ((إنما التخليط فيها من سوء حفظ الراوي عنه)) .
وكان قد قال (ص231) : ((العلامة الإمام، فقيه أهل العراق)) .
وذكره في "ميزان الاعتدال"(1 / 595 رقم 2253) وقال: ((أحد أئمة الفقهاء
…
، تكلم فيه للإرجاء، ولولا ذكر ابن عدي له في "كامله" لما أوردته)) . اهـ.
فهذان أمران مما يدفع بهما عن حماد، أحدهما: أن الضعف يكون في الراوي عنه، والثاني: أن جرح بعضهم له يحمل على تلبُّسه ببدعة الإرجاء.
وقد يكون الجارح من المتشددين في الجرح كأبي حاتم، فإنه قال عن حماد هذا:((هو صدوق، ولا يحتجّ بحديثه، هو مستقيم في الفقه، وإذا جاء الآثار شوَّش)) . =
512 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا عَبْدُ الْمَلِكِ
(4)
، وحَجَّاج
(5)
، عَنْ عَطَاءٍ
(6)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ:{فِيهِ آيَةٌ بينة مقام إبراهيم} .
= وهذا ابن عدي عَقِبَ سَبْرِهِ لرواياته قال: ((حماد بن أبي سليمان كثير الرواية خاصة عن إبراهيم، المسند والمقطوع ورأي إبراهيم، ويحدث عن أبي وائل وعن غيرهما بحديث صالح، ويقع في أحاديثه إفرادات وغرائب، وهو متماسك في الحديث لا بأس به)). اهـ.
(3)
أي: يزدحمون كما في رواية الطبري الآتية، وفي "النهاية" لابن الأثير (1/ 150):((وسُمِّيَتْ بَكِّة؛ لأنها تبكُّ أعناق الجبابرة، أي: تدقُّها. وقيل: لن الناس يَبُكُّ بعضهم بعضًا في الطواف، أي: يَزْحم ويَدْفع)). اهـ.
[511]
سنده حسن لذاته، وهو صحيح لغيره، فإسماعيل بن زكريا تقدم في الحديث [81] أنه صدوق، لكن تابعه وكيع كما سيأتي.
فقد أخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من المجلد الرابع (ص 306 رقم 1999).
وابن جرير الطبري في "تفسيره"(7/ 24 رقم 7439).
كلاهما من طريق وكيع، عن سفيان، به نحوه، إلا أنه قال:((لأنهم يتباكُّون فيها)).
زاد ابن جرير: ((قال: يعني: يزدحمون)).
(4)
هو ابن أبي سليمان.
(5)
هو ابن أرْطَأة.
(6)
هو ابن أبي رباح.
[512]
سنده صحيح من طريق عبد الملك، وأما حجاج بن أرطأة فتقدم في الحديث [170] أنه صدوق كثير الخطأ والتدليس، لكن تعضده رواية عبد الملك.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 269) وعزاه للمصنف والفريابي =
513 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ.
514 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ
(1)
، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْل، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: إِنَّمَا سُمّيت: بَكّةَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَبُكُّ
(2)
بعضهم بعضًا.
= وعبد بن حميد وابن المنذر وابن الأنباري في "المصاحف".
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 246 رقم 587) من طريق ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سمعت ابن عباس يقرأ: {فيه آيات بينات} ، ثم قال:{فِيهِ آيَةٌ بَيِّنَةٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ} وهو هذا الذي في المسجد.
ثم أخرجه أبو عبيد أيضًا برقم (588) من طريق أبي بشر جعفر بن إياس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس أنه قرأها:(فيه آية بينة).
وسيأتي في الحديث بعده من طريق خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عبد الملك وحده، به مثله.
وقال ابن جرير في "تفسيره"(7/ 26) عن هذه الآية: ((اختلفت القَرَأة في قراءة ذلك. فَقَرَأَهُ قَرَأَةُ الأمصار: {فيه آيات بينات} على جماع (آية)؛ بمعنى: فيه علامات بينات. وقرأ ذلك ابن عباس: (فيه آية بينة)؛ يعني بها: مقام إبراهيم، يراد بها علامة واحدة)). اهـ.
[513]
سنده صحيح، ومضى تخريجه في الحديث السابق.
(1)
هو الرَّصَاصي، تقدم في الحديث [6] أنه صدوق.
(2)
تقدم أن معناه: يَزْحم ويدفع.
(3)
هذا الحديث والأحاديث قبله ابتداء من رقم [507] موضعها في النسخة الخطية بعد الحديث الآتي برقم [517]، وإنما قَدَّمتُها مراعاة لترتيب الآيات، وانظر التعليق رقم
(3)
على الحيدث رقم [506].
[514]
سنده حسن لذاته لما تقدم عن حال عبد الرحمن بن زياد، لكنه قد توبع كما سيأتي، فهو =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ}]
515 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا جُوَيْبر
(1)
، عَنِ الضَّحَّاك
(2)
، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ} ، جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ المِلَلِ: مُشْرِكِي العرب، والنصارى [ل 121/ب]، وَالْيَهُودَ وَالْمَجُوسَ والصَّابِئِين، فَقَالَ:((إِنَّ اللَّهَ عز وجل قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا الْبَيْتَ))، فَلَمْ يَقْبَلْهُ إِلَّا الْمُسْلِمُونَ، ثُمَّ كَفَرُوا
(3)
بِالْبَيْتِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عز وجل:{وَمَنْ كَفَرَ} - يَعْنِي مَنْ جَحَدَ - {فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ}
(4)
.
= صحيح لغيره.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 266) وعزاه للمصنف وابن جرير والبيهقي في "شعب الإيمان".
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 24 رقم 7438).
والبيهقي في "شعب الإيمان"(7/ 569 رقم 3727).
أما ابن جرير فمن طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، وأما البيهقي فمن طريق يحيى بن أبي بكير، كلاهما عن شعبة، به، ولفظ البيهقي مثله، وأما لفظ ابن جرير فهو: إِنَّمَا سُمِّيَتْ: بَكَّةَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يتباكُّون فيها، الرجال والنساء.
وأخرجه ابن أبي شيبة في القسم الأول من الجزء الرابع من "المصنف"(ص 307 رقم 2002) من طريق الحكم بن عتيبة، عن مجاهد، به مثل لفظ المصنف، وزاد:((وأنه يحلّ فيها ما لا يحلّ في غيرها)).
وبهذا اللفظ ذكره السيوطي في الموضع السابق وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبيهقي.
(1)
تقدم في الحديث [93] أنه ضعيف جدًّا.
(2)
تقدم في الحديث [481] أنه لم يسمع من أحد من الصحابة.
(3)
يعني أهل الملل.
(4)
هذا الحديث والحديثان بعده رقم [516 و 517] موضعها في النسخة الخَطِّية =
516 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجيح، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ}
(1)
-: مَنْ إِنْ حَجَّ، لَمْ يَرَهُ بِرًّا، وَمَنْ تَرَكَهُ، لَمْ يَرَهُ إثمًا.
= بعد الحديث المتقدم برقم [506]؛ وإنما أخّرْتُها مراعاة لترتيب الآيات، وانظر التعليق رقم
(3)
على الحديث رقم [506].
[515]
سنده ضعيف جدًّا لشدة ضعف جويبر وإعضاله.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 276 - 277) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 49 - 50 رقم 7515) من طريق يزيد بن هارون، عن جويبر، به نحوه، إلا أنه قال: فآمنت به مِلَّة واحدة، وهي من صدق النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وآمن به، وكفرت به خَمس مِلَل، قالوا: لا نؤمن به، ولا نُصَلِّي إليه، ولا نستقبله، فأنزل اللَّهُ عز وجل:{وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} .
(1)
في الأصل: {ومن كفر} لم يكمل الآية، وقد رواه البيهقي - كما سيأتي - من طريق المصنف بإكمال الآية.
[516]
سنده صحيح، وانظر في رواية ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ الحديث رقم [184].
وقد أخرجه البيهقي في "سننه"(4/ 324)، باب إثبات فرض الحج، من طريق المصنف، به مثله.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 128) من طريق معمر، عن ابن أبي نجيح نحوه.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(7/ 48 رقم 7509) من طريق ابن جريج، حدثني عبد الله بن مسلم، عن مجاهد، به نحوه، إلا أنه قال:((قعد)) بدل قوله: ((تركه)). =
517 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: مَنْ لَمْ يَرَهُ وَاجِبًا
(1)
.
518 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا هُشَيْمٌ، وَخَالِدٌ
(2)
، عَنْ يُونُسَ
(3)
، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا السَّبِيلُ إِلَى الْحَجِّ؟ قَالَ: ((زاد وراحلة))
(4)
.
= وأخرجه الشافعي في "الأم"(2/ 93)، ومن طريقه البيهقي في "المعرفة"(2 / ل 245 / ب).
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" برقم (7510).
والفاكهي في "أخبار مكة"(1/ 375 رقم 787).
ثلاثتهم من طريق ابن جريج، عن مجاهد، به نحو سابقه هكذا بلا واسطة بين ابن جريج ومجاهد، وابن جريج تقدم في الحديث [9] أنه مدلس ولم يصرح بالسماع فيما بينه وبين مجاهد، وصرَّح بالسماع من عبد الله بن مسلم.
(1)
هذا الحديث والحديثان قبله رقم [515 و 516] موضعها في النسخة الخَطِّيَّة بعد الحديث المتقدم برقم [506]؛ وإنما أخَّرْتُها في هذا الموضع مراعاة لترتيب الآيات، وانظر التعليق رقم
(3)
على الحديث [506].
[517]
سنده ضعيف، رجاله ثقات، إلا أن رواية هشام بن حَسَّان عن الحسن البصري ضعيفة، لأنه كان يرسل عنه كما تقدم في الحديث [55].
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(7/ 48 رقم 7507) من طريق مُعَلَّى ابن أسد، عن خالد، عن هشام عن الحسن - في قوله الله عز وجل:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كفر} - قَالَ: مَنْ لَمْ يَرَهُ وَاجِبًا.
(2)
يعني ابن عبد الله الطحّان.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(3)
هو ابن عبيد.
(4)
تقدم ما يتعلق بتفسير قوله تعالى: {ومن كفر} في الأحاديث [506 و 515 و 516 و 517].
[518]
سنده ضعيف لإرساله، وهو صحيح إلى مُرْسِلِه الحسن البصري، وروي موصولاً ولا يصح كما سيأتي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 274 - 274) وعزاه للمصنف وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جبير وابن المنذر والدارقطني والبيهقي في "السنن".
ومن رواية المصنف ساقه الزيلعي في "نصب الراية"(3/ 8 - 9)، فقال:((رواه سعيد بن منصور في "سننه": حدثنا هشيم [في الأصل: هشام]، ثنا يونس، عن الحسن، قال: لما نزلت: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ من استطاع إليه سبيلاً}، قال رجل: يا رسول الله، وما السبيل؟ قال: زاد وراحلة. انتهى. حدثنا الهشيم، ثنا منصور، عن الحسن مثله. حدثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يونس، عن الحسن مثله)). اهـ.
ومن الواضح أن الزيلعي لم يذكر رواية المصنف من كتاب التفسير، فالظاهر أنه ذكرها من كتاب الحج في الجزء المفقود.
والحديث له عن الحسن البصري رحمه الله خمس طرق:
(1)
طريق يونس، وله عنه سبع طرق:
(أ، ب) - طريقا هشيم وخالد الطحان اللتان أخرجهما المصنف هنا.
وأخرجه أبو داود السجستاني في "مسائله للإمام أحمد"(ص 97)، وكذا عبد الله بن أحمد في "مسائله عن أبيه"(ص 197 رقم 737)، كلاهما عن الإمام أحمد، عن هشيم، به نحوه.
(جـ، د) - طريقا بشر بن المفضَّل، وإسماعيل بن عليّة، كلاهما عن يونس، به نحوه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخرجهما ابن جرير الطبري في "تفسيره"(7 / 40 رقم 7486) .
(هـ) طريق سفيان الثوري، عن يونس.
أخرجه وكيع في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(1 / 386) ، عن سفيان.
ومن طريق وكيع أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4 / 90) .
وأخرجه البيهقي في "سننه"(4 / 327) في الحج، باب بيان السبيل الذي بوجوده يجب الحج، وفي "المعرفة"(2 / ل 248) من طريق أبي داود الحَفَري.
كلاهما - أي وكيع وأبو داود -، عن سفيان الثوري، عن يونس، به نحوه.
وخالفهما عتّاب بن أَعيْن، فرواه عن سفيان الثوري، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الحسن البصري، عن أمِّه، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، بنحوه.
أخرجه العقيلي في "الضعفاء"(3 / 332) .
والدارقطني في "سننه"(2 / 217 رقم 8) .
والبيهقي في "سننه"(4 / 330) في الحج، باب الرجل يطيق المشي ولا يجد زادًا ولا راحلة فلا يبين أن يوجب عليه الحج.
قال العقيلي في الموضع السابق: ((عتاب بن أعين عن الثوري، في حديثه وهم
…
)) ، ثم أخرج هذا الحديث.
قلت: عَتَّاب بن أَعْيَن أبو القاسم الكوفي، نزيل الرَّيّ، ثقة؛ وثقه أبو حاتم، وقال أبو زرعة:((لا بأس به)) ، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر "الجرح والتعديل"(7 / 12 رقم 52) ، و"الثقات" لابن حبان (8 / 523) .
وقد روى هذا الحديث عن سفيان فخالف فيه من هو أوثق منه كوكيع، وسبق نقل كلام العقيلي عنه، وذكره الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3 / 27 رقم 5465) وقال:((روى عنه هشام بن عبيد الله حديثًا خولف في سنده)) ، وانظر "لسان الميزان"(4 / 127 رقم 282) .
ولم يذكروا أنه أخطأ في حديث غير هذا مع أنه روى عن الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد والمسعودي ومسعر وأبي العميس وسعد بن أوس =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وخلف بن حوشب وشريك، بالإضافة إلى الثوري، وروى عنه جرير بن عبد الحميد وعبد الرحمن بن الحكم بن بشير وعبد الصمد بن عبد العزيز المقري وابن حميد، بالإضافة إلى هشام بن عبيد الله كما في الموضوع السابق من "الجرح والتعديل".
ومن المعلوم أن الوهم لا يسلم منه أحد سوى الرسل، فلا يقدح في الرجل لأجل هذه المخالفة، بل تغتفر له في جانب ما أصاب فيه وتُجتنب.
(و) طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن يونس، به نحوه.
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4/ 90).
(ز) طريق حصين بن مُخَارق، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ أنس بن مالك، قال: قيل: يا رسول الله، ما السبيل إليه؟ قال:((الزاد والراحلة)).
أخرجه الدارقطني في "سننه"(2/ 218 رقم 15).
وفي سنده حُصين بن مُخَارق بن وَرْقاء، أبو جنادة، قال عنه الدارقطني:((يضع الحديث))، وقال ابن حبان:((لا يجوز الاحتجاج به))، ووثقه الطبراني. انظر "لسان الميزان"(2/ 319 رقم 1308).
(2)
طريق منصور، عن الحسن، به نحوه.
أخرجه المصنف سعيد بن منصور في "سننه" - ولعله في كتاب الحج -، كما سبق نقله عن الزيلعي.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(7/ 39 رقم 7483).
(3)
طريق حميد الطويل، عن الحسن، به نحوه.
أخرجه الطبري أيضًا (7/ 42 رقم 7490).
(4)
طريق هشام بن حسان، عن الحسن، واختُلف على هشام.
فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4/ 90) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن هشام، عن الحسن - في قوله:{من استطاع إليه سبيلاً} -: الزاد والراحلة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كذا رواه أبو أسامة، عن هشام موقوفًا على الحسن.
وخالفه سفيان بن عيينة، فرواه عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ رجل: يا رسول الله ما السبيل إليه؟ قال: ((الزاد والراحلة)).
أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (4/ 91).
وهشام بن حسان تقدم في الحديث [55] أن في روايته عن الحسن البصري ضعفًا؛ لأنه كان يرسل عنه.
(5)
طريق قتادة، عن الحسن.
وله عن قتادة طريقان:
أ) طريق حماد بن سلمة، واختُلف عليه.
فرواه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 42 - 43 رقم 7490 و 7491) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين وحجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد، عن قتادة، عن الحسن، به نحوه.
وخالفهما أبو قتادة الحراني، فرواه عن حماد، عن قتادة، عن أنس، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، به نحوه.
أخرجه الدارقطني في "سننه"(2/ 216 رقم 7).
والحاكم في "المستدرك"(1/ 442).
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه))، ووافقه الذهبي. وهذا إسناد ضعيف جدًّا، فعبد الله بن واقد أبو قتادة الحَرَّاني مع كونه خالف أبا نعيم وحجاجًا، فإنه متروك، وكان يدلس، قال البخاري:((تركوه، منكر الحديث))، وقال في موضع آخر:((سكتوا عنه))، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن أبي قتادة الحرّاني، فقال:((تكلموا فيه، منكر الحديث، وذهب حديثه))، وقال ابن أبي حاتم أيضًا: سألت أبا زرعة عن أبي قتادة الحراني، قلت: ضعيف الحديث؟ قال: نعم، لا يحدَّث عنه، ولم يقرأ علينا حديثه، وقال الجوزجاني:((متروك الحديث))، وقال النسائي:((ليس بثقة))، واختلفت عبارة ابن معين فيه، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فنقل عنه الدوري أنه وثقه، ونقل عنه عبد الله بن أحمد أنه قال:((ليس بشيء)) . وأما الإمام أحمد فكان يثني عليه؛ فروى الميموني عنه قال: ((ثقة، إلا أنه كان ربما أخطأ، وكان من أهل الخير يشبه النسّاك، وكان له ذكاء)) ، وروى عبد الله بن أحمد نحو ذلك، وزاد: قيل له: إن قومًا يتكلمون فيه، قال:((لم يكن به بأس)) ، قالت: إنهم يوقولن لم يفصل بين سفيان ويحيى بن أبي أنيسة، قال:((لعله اختلط، أما هو فكان ذكيًا)) ، فقلت له: إن يعقوب بن إسماعيل بن صبيح ذكر أن أبا قتادة الحراني كان يكذب، فعظم ذلك عنده جدًّا وقال:((كان أبو قتادة يتحرَّى الصدق)) ، وأثنى عليه وذكره بخير، وقال:((قد رأيته يشبه أصحاب الحديث، وأظنه كان يدلِّس، ولعله كبر واختلط، والله أعلم)) . اهـ. من "الجرح والتعديل"(5 / 191 - 192 رقم 883) ، و"التهذيب"(6 / 66 - 67 رقم 131) ، و"التقريب"(ص328 رقم 3687) .
(ب) طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةٍ، عَنْ قتادة، واختلف على سعيد.
فأخرجه القطيعي في كتاب المناسك كما في "إرواء الغليل"(4 / 161) .
وابن جرير في "تفسيره"(7 / 41 - 42 رقم 7488) .
والبيهقي في "سننه"(4 / 330) ، الموضع السابق.
أما القطيعي فمن طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وأما الطبري فمن طريق يزيد بن زريع، وأما البيهقي فمن طريق جعفر بن عون، ثلاثتهم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةٍ، عن قتادة، عن الحسن، به مرسلاً نحوه.
وخالفهم يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زائدة، فرواه عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةٍ، عن قتادة، عن أنس، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، به نحوه.
أخرجه الدارقطني في "سننه"(2 / 216 رقم 6) .
والحاكم في "المستدرك"(1 / 441 - 442) .
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)) ، ووافقه الذهبي. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وفي سنده سعيد بن أبي عروبة وهو ثقة حافظ، إلا أنه اختلط كما تقدم في الحديث [87] ، وعبد الأعلى ممن روى عنه قبل الاختلاط، وقد وافقه يزيد وجعفر، ثلاثتهم رووه مرسلاً، وخالفهم ابن أبي زائدة وهو ممن لم ينصوا على أنه روى عن سعيد قبل الاختلاط، فالرواية المرسلة أرجح، وهذا ما رجحه البيهقي؛ فإنه قال في الموضع السابق:((روى عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةٍ وحماد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في الزاد والراحلة، ولا أراه إلا وهمًا)) ، ثم ساقه من رواية جعفر بن عون عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، مرسلاً، ثم قال:((هذا هو المحفوظ عن قتادة، عن الحسن، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً)) . اهـ.
وقال ابن المنذر: ((لا يثبت الحديث الذي فيه ذكر الزاد والراحلة مسندًا، والصحيح رواية الحسن عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً)) . اهـ. من "نصب الراية"(3 / 9) . ونقل الشيخ الألباني في "إرواء الغليل"(4 / 160 - 161) عن ابن عبد الهادي أنه قال في "تنقيح التحقيق": ((لم يخرجه أحد من أهل السنن بهذا الإسناد
…
، والصواب: عن قتادة، عن الحسن، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً. وأما رفعه عن أنس، فهو وهم، هكذا قال شيخنا)) . اهـ. ويعني بشيخه: شيخ الإسلام ابن تيمية. وقد روي الحديث من طريق أخرى لكنها لا تنهض بالحديث عن ضعفه؛ لشدة ضعفها، انظرها في "نصب الراية"(3 / 7 - 10) ، و"التلخيص الحبير"(2 / 234 - 235) ، و"إرواء الغليل"(4 / 160- 161) ، وفيها النقل عن ابن المنذر وعبد الحق الإشبيلي وابن دقيق العيد أن جميع طرقه ضعيفة ليس فيها إسناد يحتج به، والله أعلم.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}]
519 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ
(1)
، عَنْ أَبِي وَائِل
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(3)
- فِي قَوْلِهِ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا} -، قال: حبل الله: القرآن.
(1)
هو جامع بن أبي راشد الكاهِلي، الصَّيْرفي، الكوفي، روى عن أبي الطفيل ومنذر الثوري وأبي وائل شقيق بن سلمة وغيرهم، روى عنه شريك وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وغيرهم، وهو ثقة فاضل من الطبقة الخامسة، روى له الجماعة، وقال الإمام أحمد:((شيخ ثقة))، وقال العجلي:((ثقة ثبت صالح))، وقال يعقوب بن سفيان:((ثقة ثقة))، وقال النسائي:((ثقة)). اهـ. من "الجرح والتعديل"(2/ 530 رقم 2203)، و"التهذيب"(2/ 56 رقم 85)، و"التقريب"(ص 137 رقم 887).
(2)
هو شقيق بن سلمة.
(3)
يعني ابن مسعود.
[519]
سنده صحيح على شرط الشيخين، وصححه السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 284) بعد أن عزاه للمصنف وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والطبراني.
وقد أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ 240 رقم 9032) من طريق المصنِّف، به مثله، إلا أنه تصحف فيه قوله:((حبل الله)) إلى: ((عبد الله)).
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 326) وحكم عليه بأن رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 72 رقم 7570) من طريق الأعمش، عن أبي وائل، به مثله.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (7566) من طريق منصور بن المعتمر، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ الصراط مُحْتَضر؛ تحضره الشياطين، ينادون: يا عبد الله، هَلُمَّ هذا الطريق؛ ليصدّوا عن سبيل الله، فاعتصموا بحبل الله، فإن حبل الله هو كتاب الله. =
520 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا العَوَّام
(1)
، عَنِ الشَّعْبي، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: حَبْلُ اللَّهِ: هُوَ الْجَمَاعَةُ.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ}]
521 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ
(2)
، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو
(3)
، سَمِعَ ابنَ الزُّبَيرِ يَقُولُ:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ} وَيَسْتَعِينُونَ بِاللَّهِ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ، فَلَا أَدْرِي أَكَانَتْ قِرَاءَتَهُ، أَوْ فَسَّر؟.
= وأخرجه الطبراني في الموضع السابق برقم (9031) من طريق منصور، به نحو سابقه.
(1)
أي ابن حَوْشَب.
[520]
سنده ضعيف للانقطاع بين الشعبي وابن مسعود، فإنه لم يسمع منه كما نص عليه أبو حاتم والدارقطني والحاكم، وإنما رآه رؤية فقط كما قال الدارقطني.
انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص 160 رقم 591)، و"التهذيب"(5/ 68).
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 285) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني.
وقد أخرجه الطبراني في "الكبير"(9/ 240 رقم 9033) من طريق المصنِّف، به مثله.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 326) وحكم على سنده بالانقطاع.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(7/ 71 رقم 7562 و 7563) من طريق يعقوب بن إبراهيم وعمرو بن عون، كلاهما عن هشيم، به نحوه.
وأخرجه الثعلبي في "الكشف والبيان"(2 / ل 86 / ب) من طريق شجاع بن مجلز، عن هشيم، به نحوه.
(2)
الذي في موضع هذا الحديث في النسخة الخطِّية هو الحديث الآتي برقم [523]، =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ}]
522 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ
(4)
، قَالَ: نا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي حُمَيد الرُّؤَاسي
(5)
، عَنْ عَنْترة
(6)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} - قال: بَرْد.
= ثم يليه هذا الحديث، ثم الحديث الآتي برقم [524]، ثم الحديث رقم [522]؛ وإنما قدَّمْتُ وأَخَّرْتُ مراعاة لترتيب الآيات.
(3)
هو ابن دينار.
[521]
سنده صحيح على شرط الشيخين.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 288) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن الأنباري في "المصاحف".
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 91 رقم 7596).
وابن أبي داود في "المصاحف"(ص 93).
والثعلبي في "الكشف والبيان"(2 / ل 94 / ب).
أما ابن جرير فمن طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، وأما ابن أبي داود فمن طريق أبي الطاهر أحمد بن عمرو المصري، وأما الثعلبي فمن طريق علي بن عبد الله بن المديني، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، به مثله، إلا أنهم لم يذكروا قوله:((فَلَا أَدْرِي أَكَانَتْ قِرَاءَتَهُ، أَوْ فسَّر؟)).
(4)
هذا الحديث والحديث الذي قبله والحديثان الآتيان برقم [523 و 524] ترتيبها في النسخة الخَطَّيَّة كالآتي: [523 و 521 و 524 و 522]، وإنما قدَّمْتُ فيها وأخَّرْتُ مراعاة لترتيب الآيات.
(5)
هو عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن الرُّؤَاسي، أبو حميد الكوفي، روى عن أبي إسحاق السَّبيعي ومغيرة بن مقسم ومنصور بن المعتمر والأعمش وغيرهم، روى عنه ابنه حميد ويحيى بن آدم وعباد بن ثابت وغيرهم، وهو ثقة من الطبقة السابعة؛ وثقه ابن سعد وابن معين والعجلي والنسائي. انظر =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "الجرح والتعديل"(5/ 225 رقم 1060)، و"الأنساب" للسمعاني (6/ 182)، و"التهذيب"(6/ 165 رقم 335)، و"التقريب"(ص 339 رقم 3848).
(6)
هو عَنْترة بن عبد الرحمن الشَّيْباني، أبو وكيع الكوفي، روى عن عمر وعلي وأبي الدرداء وابن عباس وغيرهم، روى عنه ابنه هارون وعبد الله بن عمرو بن مُرَّة الجَمَلي وأبو سنان الشيباني، وهو ثقة من الطبقة الثانية؛ وثقه أبو زرعة والعجلي وذكره ابن حبان في الثقات. انظر "تاريخ الثقات" للعجلي (ص 376 رقم 1318)، و"التهذيب"(8/ 162 - 163 رقم 295)، و"التقريب"(ص 433 رقم 5209).
[522]
سنده ضعيف؛ خلف بن خليفة تقدم في الحديث [76] أنه صدوق اختلط في الآخر، ولم أجد من نص على أنه روى عن أبي حميد الرؤاسي، ولا من نص على أن أبا حميد ممن روى عن عنترة، لكن الحديث روي من غير طريقهما فهو حسن لغيره كما سيأتي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 299) وعزاه للمصنف والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 136 رقم 7672) من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، عن هارون بن عنترة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الصرّ: البرد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(ص 494 رقم 1248) فقال: حدثنا أبو سعيد الأشجّ، ثنا أحمد بن بشير ومحمد بن عبيد، عن هارون بن عنترة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{ريح فيها صرٌ} ، قال: برد.
وهذا إسناد حسن لذاته.
شيخ ابن أبي حاتم هو: عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي أبو سعيد الأشجّ، الكوفي، روى عن إسماعيل بن عليّة وحفص بن غياث وعبيد الله بن موسى ووكيع ومحمد بن عبيد الطَّنَافِسي وغيرهم، روى عنه الجماعة، وأبو زرعة وأبو حاتم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن خزيمة وابن أبي الدنيا وعبد الرحمن بن أبي حاتم وغيرهم، وهو ثقة، روى له الجماعة، وقال ابن معين:((ليس به بأس، ولكنه يروي عن قوم ضعفاء)) ، وقال أبو حاتم:((ثقة صدوق)) ، وقال مرة:((الأشجّ إمام زمانه)) ، وقال النسائي:((صدوق)) ، وقال مرة:((ليس به بأس)) ، ووثقه الخليلي ومسلمة بن القاسم، وقال محمد بن أحمد بن بلال الشطوي:((ما رأيت أحفظ منه)) ، وكانت وفاته سنة سبع وخمسين ومائتين. اهـ. من "الجرح والتعديل"(5 / 73 رقم 342) ، و"تهذيب الكمال" المطبوع (15 / 27 - 29) ، و"التهذيب"(5 / 236 - 237 رقم 410) ، و"التقريب"(ص305 رقم 3354) .
ومحمد بن عبيد الطّنافسي تقدم في الحديث [39] أنه ثقة، وتابعه أحمد بن بشير.
وهارون بن عَنْتَرة بن عبد الرحمن الشَّيْباني، ابن أبي وكيع الكوفي، روى عن أبيه ومحارب بن دثار وسعيد بن جبير وغيرهم، روى عنه ابنه عبد الملك وسفيان الثوري ومحمد بن عبيد الطنافسي وغيرهم، وهو لا بأس به، وثقه ابن سعد والإمام أحمد وابن معين والعجلي، وقال أبو زرعة ويعقوب بن سفيان:((لا بأس به)) ، زاد أبو زرعة:((مستقيم الحديث)) ، وذكره ابن حبان في الثقات في الرواة عن أبيه عنترة، ثم قال:((وهارون الله المستعان على إثباته)) ، ثم ذكره في الضعفاء وقال:((منكر الحديث جدًّا، يروي المناكير الكثيرة حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها، لا يجوز الاحتجاج به بحال)) ، وكانت وفاته سنة اثنتين وأربعين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(9 / 92 رقم 384) ، و"الثقات" لابن حبان (5 / 282) ، و"التهذيب"(11 / 9 - 10 رقم 19) ، و"التقريب"(ص569 رقم 7236) .
وعليه فالحديث يكون حسنًا لغيره بهذه المتابعة، والله أعلم.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ}]
523 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ
(1)
، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو
(2)
، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: فِينَا نَزَلَتْ، فِي بَنِي سَلَمةَ
(3)
، وَبَنِي حَارِثَةَ
(4)
: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللهُ وَلِيُّهُمَا} ، وَمَا يَسُرُّني أَنَّهَا لَمْ تَنْزِلْ
(5)
.
(1)
هذا الحديث والحديثان اللذان قبله والحديث الآتي برقم [524] ترتيبها في النسخة الخَطِّيَّة كالآتي: [523، 521، 524، 522]، وإنما قدَّمْتُ فيها وأَخَّرْتُ مراعاة لترتيب الآيات.
(2)
هو ابن دينار.
(3)
بن سَلَمة حي من الأنصار من الخزرج، نسبة إلى سَلَمة بن سعد بن علي بن أسد بن سَارِدَة بن تزيد بن جُشَم بن الخَزْرج. انظر "الأنساب" للسمعاني (7/ 184).
(4)
بنو حارثة بطن من الخزرج، نسبة إلى حارثة بن الحارث بن الخزرج. انظر المرجع السابق (4/ 8).
(5)
يعني لقوله تعالى: {والله وليهما} كما في بعض الروايات.
[523]
سنده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه.
وسبق أن أخرجه المصنف في كتاب الجهاد من "سننه" المطبوع (2/ 338 رقم 2870) بمثل ما هنا، إلا أنه قدّم بني حارثة على بني سلمة.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 305) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في "الدلائل".
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 131).
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 167 رقم 7728). =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ}]
524 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ
(1)
، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ جُوَيْبر
(2)
، عَنِ الضَّحَّاك - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} -، قال: مُعَلَّمين بالصوف الأبيض.
= وابن أبي حاتم في "تفسيره"(ص 511 رقم 1320).
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(7/ 357 رقم 4051) في المغازي، باب:{إذا هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون} ، و (8/ 325 رقم 4558) في التفسير، باب:{إذا هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا} .
ومسلم في "صحيحه"(4/ 1948 رقم 171) في فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار.
وابن جرير في الموضع السابق برقم (7729).
والبيهقي في "دلائل النبوة"(3/ 221).
أما عبد الرزاق فعن سفيان بن عيينة بلا واسطة، وأما البخاري فمن طريق محمد بن يوسف وعلي بن عبد الله بن المديني، وأما مسلم فمن طريق إسحاق بن إبراهيم وأحمد بن عبدة، وأما ابن جرير فمن طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، وأما البيهقي فمن طريق الحسن بن محمد الزعفراني، جميعهم عن سفيان بن عيينة، به نحوه.
(1)
هذا الحديث والأحاديث الثلاثة قبله ترتيبها في النسخة الخَطِّيَّة كالآتي: [523، 521، 524، 522]، وإنما قدَّمْتُ فيها وأَخَّرْتُ مراعاة لترتيب الآيات.
(2)
تقدم في الحديث [93] أنه ضعيف جدًّا.
[524]
سنده ضعيف جدًّا لشدة ضعف جويبر.
وسبق أن أخرجه المصنف في كتاب الجهاد من "السنن" المطبوع (2/ 337 رقم 2864) بمثل ما هنا سواء.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 187 رقم 7781) من طريق معمر، =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}]
525 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ
(1)
، عن منصور
(1)
، عن [ل 122/أ] مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ:{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} -، قَالَ: ذَنْبَيْنِ فَعَلُوا، فَاحِشَةً ذَنْبٌ، وظلموا أنفسهم ذنب.
= عن قتادة - في قوله: {مسومين} -، قال: كان سيماها صوفًا في نواصيها.
ثم أخرج قول الضحاك هذا برقم (7784) من طريق الحسين، عن هشيم، قال: أخبرنا جويبر، عن الضحاك وبعض أشياخنا، عن الحسن، نحو حديث معمر، عن قتادة.
ثم أخرجه ابن جرير برقم (7788) من طريق يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم، قال أخبرنا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ - فِي قَوْلِهِ:{مسومين} -، قال: بالصوف في نواصيها وأذنابها.
وهذا يحتمل أن يكون لهشيم فيه إسنادان، ويحتمل أن يكون الحسين بن داود أخطأ فيه، فإنه ضعيف كما تقدم في الحديث [206].
(1)
هو ابن عبد الحميد.
(2)
هو ابن المعتمر.
[525]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 326) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 217 رقم 7845) من طريق محمد بن حميد، عن جرير، به نحوه.
526 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ
(1)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقمة وَالْأَسْوَدِ، قَالَا: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ لَآيَتَيْنِ مَا أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَرَأَهُمَا، فَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ عز وجل، إِلَّا غَفَرَ لَهُ:{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ} ، وَقَوْلُهُ:{وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا}
(2)
.
(1)
هو سَلاَّم بن سُلَيم.
(2)
الآية (110) من سورة النساء.
[526]
سنده رجاله ثقات، إلا أن أبا إسحاق السبيعي مدلس كما في ترجمته في الحديث [1] ولم يصرح بالسماع هنا، وأما اختلاطه فلا يؤثر هنا؛ لأن سفيان الثوري روى عنه هذا الحديث كما سيأتي، وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط، لكنه خالف أبا الأحوص في بعض لفظه، وقد توبع أبو إسحاق كما سيأتي.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 326) وعزاه للمصنف وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والطبراني وابن أبي الدنيا وابن المنذر والبيهقي.
وقد أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 68 / أ).
والطبراني في "الكبير"(9/ 241 رقم 9035).
كلاهما من طريق المصنف، به مثله، إلا أنهما قالا:((إلا غفر الله له)).
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(10/ 328 رقم 9572) من طريق أبي الأحوص، به نحوه.
وأخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 180 / أ)، فقال: أبنا عبد الملك بن عمرو، عن سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأسود وعلقمة قالا: قال عبد الله: من قرأ هاتين الآيتين من سورة النساء، ثم استغفر =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= غفر له: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا} ، {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ
…
} الآية.
وسفيان هو الثوري، وعبد الملك بن عمرو هو أبو عامر العَقَدي.
وهذا فيه مخالفة لأبي الأحوص في ذكر آية آل عمران، وسفيان الثوري أوثق من أبي الأحوص، وهو ممن روى عن أبي إسحاق السبيعي قبل الاختلاط، وأما أبو الأحوص فلم يُذكر فيمن روى عنه قبل الاختلاط.
وقد جاء الحديث من غير طريق أبي إسحاق.
فأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص209 - 210 رقم 531) .
والطبراني في "مسند الشاميين"(2 / 334 - 335 رقم 1444) .
كلاهما من طريق محمد بن عبد الله بن المهاجر الشُّعَيْثي، عن أبي الفرات مولى صَفِيَّة أم المؤمنين، أن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: في القرآن آيتان، ما قرأهما عبد مسلم عند ذنب إلا غُفر له. قال: فسمع بذلك رجلان من أهل البصرة، فأتياه، فقال: ائتيا أُبَيَّ بن كعب؛ فإني لم أسمع مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شيئًا إلا وقد سمعه أُبيّ. فأتيا أُبَيَّ بن كعب، فقال لهما: اقرأ القرآن، فإنكما ستجدانهما، فقرأ حتى بلغا آل عمران: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ
…
} إلى آخر الآية، وَقَوْلُهُ:{وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا} ، فقالا: قد وجدناهما، فقال أُبَيّ: أين؟ فقال: في آل عمران والنساء، فقال: إنهما هما.
وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال أبي الفرات مولى صفيَّة أم المؤمنين رضي الله عنها، قال ابن عبد البر في "الاستغناء" (3 / 1511 - 1512) :(أبو الفرات، روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: ((ما أخاف عليكم الفقر، ولكني أخاف عليكم الغنى)) ، روى عنه فضيل بن غزوان، قال أبو أحمد الحاكم: وقد روى فضيل بن غزوان، عن شداد بن أبي العالية أبي الفرات، عن أبي داود الأحمري، عن حذيفة، =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} ]
527 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَيَان، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبي - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} -، قَالَ: بَيَانٌ مِنَ العَمَى، وهُدَى مِنَ الضَّلَالة، وَمَوْعِظَةٌ مِنَ الْجَهْلِ.
= فلا أدري، أهما اثنان أو واحد؟
…
، وربما أرسل أبو الفرات حديثه عن عبد الله، وهما واحد) . اهـ.
قلت: إن كان هو شَدَّاد بن أبي العالية، فهو مجهول الحال أيضًا كما في ترجمة شدّاد في الحديث رقم [812] ، ولا أظنه هو؛ فإن شدادًا لم يُذكر أنه مولى لصفيّة أم المؤمنين، ووصفه أنه مولى صفية يلزم منه أن يكون أعلى طبقة من شدّاد، وانظر "تاريخ دمشق" لابن عساكر (15 / 564 / مخطوط الظاهرية) ، و"تهذيب الكمال" المخطوط (3 / 1227) .
وسيأتي الحديث من طريق إبراهيم النخعي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ برقم [687] ، وهو ضعيف، من ذلك الطريق.
فالحديث بمجموع هذه الطرق الثلاث عن ابن مسعود قد يكون حسنًا لغيره، إلا أن مخالفة سفيان الثوري في ذكر آية سورة النساء بدلاً من آية سورة آل عمران تُعكِّر على هذا الحكم، فالله أعلم.
[527]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 330) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص80 رقم 162) عن بيان، به مثله.
ومن طريق سفيان أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1 / 134) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مفرقًا:
ابن جرير في "تفسيره"(7 / 233 رقم 7880 و 7882) . =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}]
528 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عتَّاب بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: نا خُصَيف، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَكَأَيِّنْ من نبي قتل معه ربيون كثير} -، يَقُولُ:(قَاتَلَ)، أَلَا تَرَى أَنَّهُ يَقُولُ: {فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ في سبيل الله
…
}
(1)
الآية.
= وابن أبي حاتم في "تفسيره"(ص 561 و 562 و 563 رقم 1484 و 1487 و 1491).
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (7879 و 7881) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، به مثله.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 311) من طريق القاسم بن الحكم، عن سفيان، به مثله.
(1)
قال ابن زنجلة في "حجة القراءات"(ص 175 - 176): (قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو: ((وكأين من نبي قُتِلَ)) بضم القاف وكسر التاء أي: ((وكم من نبي قبل مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ومعه ربيون كثير))، وحجتهم: أن ذلك أنزل معاتبة لمن أدبر عن القتال يوم أحد؛ إذ صاح الصائح: قتل مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فلما تراجعوا كان اعتذارهم أن قالوا:((سمعنا قتل محمد))، فأنزل الله:{وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإنْ مات أو قتل انقبلتم} ثم قال بعد ذلك. {وكأين من نبي قُتِل معه ربيون كثير} أي جموع كثير فما تَضَعْضَعَ الجموع وما وَهَنوا، لكن قاتلوا وصبروا، فكذلك أنتم، كان يجب عليكم ألا تهنوا لو قتل نبيكم، فكيف ولم يُقتل. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقرأ الباقون: ((قاتل معه)) وحجتهم قوله: {فما وهنوا} قالوا: لأنهم لو قتلوا لم يكن لقوله: {فما وهنوا} وجهٌ معروف؛ لأنه يستحيل أن يوصفوا بأنهم لم يهنوا بعدما قتلوا. وكان ابن مسعود يَقُولُ: ((قَاتَلَ)) ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ يَقُولُ:{فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ} ؛ وحجة أخرى؛ أنه: ((قاتل)) أبلغ في مدح الجميع من معنى ((قتل)) ؛ لأن الله إذا مدح ((من قُتل)) خاصة دون من ((قاتل)) لم يدخل في المديح غيرهم، فمدح ((من قاتل)) أعمّ للجميع من مدح ((من قُتل)) دون من ((قاتل)) لأن الجميع داخلون في الفضل وإن كانوا متفاضلين)) . اهـ.
[528]
سنده ضعيف جدًّا، خصيف تقدم في الحديث [204] أنه صدوق سيء الحفظ، وعتّاب بن بشير لا بأس به إلا في روايته عن خصيف فإنها منكرة، وأبو عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود تقدم في الحديث [4] أنه لا يصح سماعه من أبيه، وزياد بن أبي مريم لم يذكروا أنه سمع من ابن مسعود، وقد قال أبو حاتم:((لم يدخل على أبي موسى الأشعري قط)) كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص61 رقم 217) ، مع أن أبا موسى توفي بعد ابن مسعود بزمن، فابن مسعود كانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين للهجرة، وأما أبو موسى فقيل إن وفاته كانت سنة اثنتين وأربعين، وقيل سنة أربع وأربعين، وقيل سنة خمسين، وقيل: إحدى وخمسين. انظر "التهذيب"(5 / 363) ، و (6 / 28) .
فالحديث منقطع، بين زياد وأبي عبيدة وبين ابن مسعود.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 339) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد.
ونقله الناسخ لتفسير ابن أبي حاتم في هامش "تفسير ابن أبي حاتم" المخطوط (2 / ل 73 / ب) عن عبد بن حميد فقال: قال عبد: ثنا روح، عن عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ الله، وزياد بن أبي مريم:{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ ربيون كثير} ، يَقُولُ:(قَاتَلَ)، أَلَا تَرَى أَنَّهُ يَقُولُ: {فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ في
…
} الآية. اهـ، وكان الأولى أن يقول: =
529 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عتَّاب، عَنْ خُصَيف، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: مَا سَمِعْنَا قَطّ أَنَّ نَبِيًّا قُتل فِي الْقِتَالِ.
530 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا عَوْفٌ
(1)
، عَنِ الْحَسَنِ، وَأَنَا عَوْفٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُمَا كَانَا يَقْرَآنِ:{قَاتَلَ مَعَهُ}
(2)
.
531 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} -، قَالَ: فُقَهَاءُ، عُلَمَاءُ. قَالَ
(3)
: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هِيَ الْجُمُوعُ الْكَثِيرَةُ.
= عن عبد الله)) بعد قوله: ((وزياد بن أبي مريم))؛ حتى لا يوهم أن الكلام لعبد الله وزياد.
[529]
سنده ضعيف؛ فخصيف صدوق سيء الحفظ، وعتّاب لا بأس به إلا في روايته عن خصيف، فإنها منكرة كما سبق بيانه في الحديث [204].
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 339) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن المنذر.
وقد أخرجه عبد بن حميد من طريق روح، عن عتاب، عن خصيف، زعم أن سعيد بن جبير كان يقول
…
، فذكره بمثله كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم" المخطوط (2 / ل 73 / ب).
(1)
هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
(2)
انظر التعليق على الحديث رقم [528].
[530]
سنده صحيح عن إبراهيم النخعي والحسن البصري.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 339) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد.
(3)
القائل هو عوف بن أبي جميلة الأعرابي كما يتضح من رواية ابن جرير الآتية.
[531]
سنده صحيح إلى الحسن البصري، وأما إلى ابن عباس فضعيف للانقطاع بين عوف وابن عباس، وسيأتي ما يوضح هذا الانقطاع. =
532 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو
(1)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: الْجُمُوعُ الْكَثِيرَةُ.
533 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الضَّحَّاك بْنِ مُزَاحم - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} -، قال: الرِّبَةُ
(2)
الواحدة ألف.
= وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 340) وعزاه للمصنف وحده.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 267 رقم 7965) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، به مثله عن الحسن فقط.
وأخرجه أيضًا برقم (7961) من طريق يعقوب، عن هشيم، قال: أخبرنا عوف، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في قوله:{ربيون كثير} قال: جموع كثيرة.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (7/ 268 رقم 7979) من طريق شيخه محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي، عن أبيه، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فذكره بمثله.
وهذا إسناد ضعيف جدًّا تقدم الكلام عنه في الحديث [454].
(1)
هو ابن دينار
[532]
سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(7/ 267 رقم 7969 و 7970) من طريق عبد الرزاق وعمرو بن عبد الحميد الآملي، كلاهما عن سفيان بن عيينة، به نحوه.
(2)
الرِّبِّيُّ والرَّبَّانِيُّ: هو الحَبْر وربُّ العِلْم. انظر "لسان العرب"(1/ 403 - 404)، و"المفردات" للراغب الأصفهاني (ص 184 - 185).
[533]
سنده ضعيف، وآفته أبو إسحاق الذي يرويه عن الضحاك.
فالذي يروي عن الضحاك هو أبو إسحاق السبيعي كما في "تهذيب الكمال"(13/ 292)، لكن هشيمًا لم يرو عنه، ولا يمكن أن يكون أرسله عنه؛ لأنه =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}]
534 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمة
(1)
، عَنِ الْحَسَنِ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} -، قَالَ: قَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُ مَا بِهِ إِلَيْهِمْ مِنْ حَاجَةٍ، وَلَكِنْ أَرَادَ أَنْ يَسْتَنَّ بِهِ مَنْ (بَعْدَهُ)
(2)
.
= صرح بالتحديث عنه هنا، وقد يكون أبا إسحاق الشيباني سليمان بن أبي سليمان الذي يروي عنه هشيم، لكن لم يذكروا أن الشيباني روى عن الضحاك كما في الموضع السابق من "تهذيب الكمال".
فالخوف أن يكون أبو إسحاق هذا هو عبد الله بن ميسرة الذي كان هشيم يدلس اسمه، وهو ضعيف. قال يحيى بن معين:((لم يلق - يعني هشيمًا - أبا إسحاق السبيعي، وإنما كان يروي عن أبي إسحاق الكوفي، وهو عبد الله بن مسيرة، وكنيته أبو عبد الجليل، فكناه هشيم كنية أخرى)). انظر: "تهذيب التهذيب"(11/ 63)، وترجمة عبد الله بن ميسرة في الحديث رقم [489].
وقول الضحاك هذا ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 340) وعزاه للمصنف وحده.
وقد أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" من طريق المصنف، به كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم" المخطوط (2 / ل 73 / ب)، إلا أن لفظه هكذا: قال: الربيون: الواحد إلى ألف.
(1)
هو عبد الله بن شُبْرُمة - بضم المعجمة وسكون الموحدة وضم الراء - ابن الطُّفَيل بن حسّان الضَّبِّي، أبو شبرمة الكوفي، القاضي، يروي عن أنس وأبي الطفيل والشعبي والحسن البصري وابن سيرين، وغيرهم، وعنه ابنه عبد الملك وعبد الله بن المبارك، والسفيانان وغيرهم، وهو ثقة فقيه، وثقه أحمد وأبو حاتم والعجلي والنسائي، وقال ابن سعد:((كان شاعرًا فقيهًا ثقة قليل الحديث))، وقال ابن المبارك:((جالسته حينًا، ولا أروي عنه))، ولم يبين السبب، فهذا جرح غير =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= مفسَّر في مقابل تعديل من عدّله، وقال ابن المديني: قلت لسفيان: أكان ابن شبرمة جالس الحسن؟ قال: لا، ولكن رأى ابن سيرين بواسط، وكانت ولادته سنة اثنتين وسبعين للهجرة، ووفاته سنة أربع وأربعين ومائة. "الجرح والتعديل"(5/ 82 رقم 381)، و"التهذيب"(5/ 250 - 251 رقم 439)، و"التقريب"(ص 307 رقم 3380).
(2)
في الأصل: ((بعد))، وما أثبته من الموضع الآتي من "سنن البيهقي" حيث روى الأثر من طريق المصنف.
[534]
سنده رجاله ثقات، لكنه ضعيف للانقطاع بين ابن شبرمة، والحسن البصري، فقد تقدم سؤال ابن المديني لسفيان ابن عيينة: أكان ابن شبرمة جالس الحسن؟ قال: لا.
وقول الحسن هذا ذكره السيوطي في "الدر"(2/ 358) وعزاه للمصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في "سننه".
وقد أخرجه البيهقي في "سننه"(10/ 109) في آداب القاضي، باب مشاورة الوالي والقاضي في الأمر، أخرجه من طريق المصنف، به مثله، إلا أنه قال:((علمه الله سبحانه)) بدل قوله: ((قد علم الله)).
وأخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في حاشية "تفسير ابن أبي حاتم" المخطوط (2 / ل 82 / ب).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(ص 362 - 633 رقم 1745).
وابن حبان في "روضة العقلاء"(ص 167).
والبيهقي في "سننه"(7/ 46) في النكاح، باب ما أمره الله تعالى به من المشورة فقال:{وشاورهم في الأمر} .
أما ابن المنذر وابن أبي حاتم فمن طريق محمد بن يحيى بن أبي عمر، وأما ابن حبان فمن طريق محمد بن سيلمان المصِّيصي، كلاهما عن سفيان بن عيينة، به نحوه. =
535 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ
(1)
، عَنْ عَمْرٍو
(2)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ:(وَشَاوِرْهُمْ في بعض الأمر).
= وأما البيهقي فإنه رواه بإسناد معضل، فأخرجه من طريق الشافعي، قال: قال الحسن
…
، فذكره بنحوه.
(1)
هو عمر بن حبيب المكي، نزيل اليمن، القاصّ - بالمعجمة، وبالمهملة الشديدة -، كما جاء مصرحًا به في رواية البخاري في "الأدب المفرد" الآتية، وهو يروي عن عمرو بن دينار وعطاء والزهري وغيرهم، روى عنه سفيان بن عيينة وعبد الرزاق وعتّاب بن بشير وغيرهم، وهو ثقة حافظ في الطبقة السابعة؛ وثقه الإمام أحمد وابن معين وأبو بكر المقرئ وأبو علي النيسابوري، وقال ابن عيينة:((كان صاحبًا لنا، وكان حافظًا))، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:((كان حافظًا متقنًا)). اهـ. من "الجرح والتعديل"(6/ 104 رقم 552)، و"الثقات" لابن حبان (7/ 172 - 173)، و"التهذيب"(7/ 431 رقم 705)، و"التقريب"(ص 410 رقم 4873).
(2)
يعني ابن دينار.
[535]
سنده صحيح، وشيخ ابن عيينة المبهم هو عمر بن حبيب كما سيأتي.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 395) وعزاه للمصنف والبخاري في "الأدب المفرد" وابن المنذر، وحسّن سنده.
وابن المنذر أخرجه من طريق المصنف، به مثله كما في حاشية "تفسير ابن أبي حاتم" المخطوط (2 / ل 82 / ب).
وقد اختُلف على سفيان بن عيينة.
فرواه المصنف هنا عنه، عن رجل مبهم، عن عمرو بن دينار، به.
ورواه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(ص 634 رقم 1750) من طريق شيخه محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار
…
، فذكره بمثله هكذا بلا واسطة بين سفيان وعمرو.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1/ 357 رقم 257) فقال: حدثنا صدقة، =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ}]
536 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، أَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَأَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُمَا كَانَا يَقْرَآنِ:{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يُغَلَّ}
(1)
.
= قال: أخبرنا ابن عيينة، عن عمر بن حبيب، عن عمرو بن دينار
…
، فذكره بمثله هكذا مبينًا أن الواسطة هو عمر بن حبيب.
وهذا إسناد صحيح.
وشيخ البخاري صَدَقة بن الفَضْل أبو الفضل المَرْوزِي، يروي عن سفيان بن عيينة ومعتمر بن سليمان ويحيى القطان وغيرهم، روى عنه البخاري والدارمي ومحمود بن آدم وغيرهم، وهو ثقة؛ وثقه النسائي والدولابي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:((كان صاحب حديث وسنة))، وقال يعقوب بن سفيان:((سمعت أبا الفضل صدقة بن الفضل المروزي وكان كخير الرجال))، وقال وهب بن جرير:((جزى الله صدقة ويعمر وإسحاق عن الإسلام خيرًا؛ أحيوا السنة بأرض المشرق))، وقال عباس بن الوليد النَّرْسي:((كنا نقول: بخراسان صدقة، وبالعراق أحمد))، وكذا قال عباس العنبري وزاد:((وزيد بن المبارك باليمن))، وقال أحمد بن سيار:((لم أر في جميع من رأيت مثل مسددة بالبصرة، والقواريري ببغداد، وصدقة بمرو))، وكانت وفاته سنة نيف وعشرين ومائتين، قيل: سنة ثلاث وعشرين، وقيل: سنة ست وعشرين ومائتين. اهـ. من "المعرفة والتاريخ" ليعقوب بن سفيان (2/ 420 - 421)، و"تهذيب الكمال" المطبوع (13/ 144 - 145)، و"التهذيب"(4/ 417 رقم 718)، و (7/ 41)، و"التقريب"(ص 275 رقم 2918).
(1)
لم تضبط في الأصل، وفيها قراءتان: فقرأ أبو عبد الرحمن السُّلمي ومجاهد وابن كثير وأبو عمرو وعاصم: ((يَغُلُّ)) - بفتح الياء وضم الغين -، وهي قراءة ابن عباس واختيار أبي عبيد، والمعنى: ما كان لنبي أن يخون أصحابه فيما أفاء الله عليهم. =
537-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قال: أن يُخان.
= وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الغين: ((يُغَلّ)) ، وهي قراءة ابن مسعود واختيار أبي حاتم، والمعنى كما سيأتي في الحديث بعده عن الحسن البصري: أن يُخان، يعني تخونه أمته، وقيل معناه: ما كان لنبي أن يُخَوَّنَ، أو تنسب إليه الخيانة، أو يوجد خائنًا، أو يُدخل في جملة الخائنين. انظر "الكشف والبيان" للثعلبي (2 / ل 141) ، ،و"حجة القراءات"(ص179 - 181) .
[536]
سنده عن إبراهيم النخعي ضعيف؛ لأن مغيرة يدلس لا سيما عن إبراهيم كما تقدم بيانه في الحديث [54] ، ولم يصرح هنا بالسماع.
وأما سنده عن الحسن البصري فصحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 362) من رواية الحسن فقط، وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7 / 353 رقم 8151) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، به مثله عن الحسن فقط، وزاد: قال عوف: قال الحسن: أن يخان.
وهذه الزيادة أخرجها المصنف مستقلة وهي الآتية في الحديث بعده.
وأخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في حاشية "تفسير ابن أبي حاتم" المخطوط (2 / ل 83 / أ)، فقال: حدثنا علي، عن أبي عبيد، ثنا هشيم، ثنا مغيرة، عن إبراهيم أنه قرأها:(يَغُلّ) . قال هشيم: وأبنا عوف، عن الحسن أنه قرأها:(يُغَلّ)، وقال: أن يُخان.
وأخرجه ابن المنذر أيضًا فقال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا حجاج بن منهال، ثنا حماد، عن حميد، عن الحسن قال:(أن يُغَل) .
[537]
سنده صحيح، وهو بقية الحديث السابق أخرجه المصنف بإسناد مستقل، وتقدم في الحديث السابق أنه أخرجه ابن جرير وابن المنذر في تفسيريهما.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}]
538 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا أَبُو الأحْوص
(1)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى
(2)
قَالَ: نَزَلَتْ فِي قَتْلَى أُحُدٍ: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} ، وَنَزَلَ فِيهِمْ:{وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} وَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا، أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّار، (والشَّمَّاس بْنُ عُثْمَانَ)
(2)
، مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْش، مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خزيمة، وسائرهم من الأنصار.
(1)
هو سلام بن سُلَيم.
(2)
هو مسلم بن صُبَيْح.
(3)
في الأصل: ((وعثمان بن شماس))، وما أثبته من الموضع الآتي من كتاب الجهاد عند المصنف وهو الموافق لرواية ابن أبي حاتم الآتية، وهو الصواب، خلافًا لما ذهب إليه ابن منده، فإن أبا نعيم وهّمه ووافقه ابن حجر. انظر "الإصابة"(3/ 357 رقم 3923) و (4/ 450 رقم 5443).
[538]
سنده ضعيف لإرساله، وهو صحيح إلى مُرْسِلِه أبي الضحى.
وسبق أن أخرجه المصنف في كتاب الجهاد من "سننه" المطبوع (2/ 345 - 346 رقم 2894) من نفس الطريق، ولفظه:
نزلت هذه الآية فِي قَتْلَى أُحُدٍ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يرزقون} ، وَنَزَلَ فِيهِمْ:{وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} ، قال: قتل يومئذ سبعين (كذا!!) رَجُلًا، أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: حَمْزَةُ بن عبد المطلب =
539 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: نَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّة، عَنْ مَسْروق، قَالَ: سُئِل عَبْدُ اللَّهِ
(1)
، عَنْ قَوْلِهِ عز وجل:{وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عن ذلك
(2)
،
= ومصعب بن عمير أخو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، وَالشَّمَّاسُ بْنُ عثمان المخزومي، وعبد الله بن جحش الأسدي، وسائرهم من الأنصار.
وذكره السيوطي في "الدر"(2/ 371) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 87 / ب) من طريق إسرائيل، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أبي الضحى - في قوله:{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سبيل الله أمواتًا} - قَالَ: نَزَلَتْ فِي قَتْلَى أُحُدٍ خاصة؛ استشهد من المهاجرين أربعة وعشرون: حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير، وشمّاس بن عثمان، واستشهد من الأنصار ستة وأربعون.
كذا جاء عند ابن أبي حاتم، والذي ذكره المؤلف من أن الذي قتل من المهاجرين هؤلاء الأربعة فقط هو الموافق لما ذكره أهل المغازي. انظر "سيرة ابن هشام"(3/ 129).
(1)
يعني ابن مسعود.
(2)
أي سألوا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قال ابن القيم رحمه الله في "تهذيب سنن أبي داود" (3/ 374): ((والظاهر - والله أعلم - أن المسئول عن هذه الآية - الذي أشار إليه ابن مسعود - هو رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وحذفه لظهور العلم به، وأن الوهم لا يذهب إلى سواه، وقد كان ابن مسعود يشتد عليه أن يقول: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وكان إذا سمّاه أَرْعَد وتغيّر لونه، وكان كثيرًا ما يقول ألفاظ الحديث موقوفة، وإذا رفع منها شيئًا تحرّى فيه، وقال: أو شِبْهَ هذا، أو قريبًا من هذا، فكأنه - والله أعلم - جرى على عادته في هذا الحديث، وخاف أن لا يؤدّيه =
(فَقَالَ)
(3)
: أَرْوَاحُهُمْ كَطَيْرٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ (فِي الْجَنَّةِ)
(3)
فِي أَيِّهَا شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ عز وجل اطِّلاعَةً، فَقَالَ لَهُمْ: سَلُونِي مَا شِئْتُمْ، قَالُوا: يَا رَبَّنَا، مَاذَا نَسْأَلُكَ وَنَحْنُ فِي الْجَنَّةِ نَسْرَحُ فِي أَيِّهَا شِئْنَا؟ فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ طَلَعَ رَبُّكَ عز وجل اطَّلَاعَةً، فَقَالَ لَهُمْ: سَلُونِي مَا شِئْتُمْ، قَالُوا: يَا رَبَّنَا، وَمَاذَا نَسْأَلُكَ، وَنَحْنُ فِي الْجَنَّةِ نَسْرَحُ فِي أَيِّهَا شِئْنَا؟ فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا إِلَّا أَنْ يَسْأَلُوا، قَالُوا: نَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُمْ (لَا يَسْأَلُونَ)
(4)
إلا هذا تُركوا)).
= بلفظه: فلم يذكر رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، والصحابة إنما كانوا يسألون عن معاني القرآن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم)). اهـ.
(3)
ما بين القوسين ليس في الأصل، فأثبته من رواية المصنف للحديث في كتاب الجهاد كما سيأتي.
(4)
في الأصل: ((لا يسألوا)).
[539]
سنده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه مسلم في "صحيحه" كما سيأتي.
وسبق أن أخرجه المصنف في كتاب الجهاد من "سننه" المطبوع (2/ 232 - 233 رقم 2559) من نفس الطريق، مع بعض الاختلاف في متنه.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 373) وعزاه للمصنف وعبد الرزاق في "المصنف" والفريابي وهناد وعبد بن حميد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في "الدلائل".
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(5/ 308 - 309). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومن طريقه وطريقين آخرين أخرجه مسلم في "صحيحه"(3 / 1502 - 1503 رقم 121) في الإمارة، باب بيان أن أرواح الشهداء في الجنة.
وأخرجه هنّاد في "الزهد"(1 / 120 رقم 154) .
وابن ماجه في "سننه"(2 / 936 - 937 رقم 2801) في الجهاد، باب فضل الشهادة في سبيل الله.
وابن منده في "الإيمان"(2 / 400 - 401 رقم 244) .
والبيهقي في "سننه"(9 / 163) في السير، باب فضل الشهادة في سبيل الله، وفي "شعب الإيمان"(8 / 171 - 172 رقم 3937) ، وفي "دلائل النبوة"(3 / 303) .
وابن عساكر في ((الأربعون في الحديث على الجهاد)) (ص114 - 115) .
جميعهم من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به نحوه.
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص81 - 82 رقم 166) عن الأعمش، به نحوه، ولم يذكر قوله:((فلما رأى أنه لَا يَسْأَلُونَ إِلَّا هَذَا تُرِكُوا)) .
ومن طريق الثوري أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(5 / 263 رقم 9554) ، وفي "تفسيره"(1 / 139) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7 / 390 رقم 8218) .
وابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم" المخطوط (2 / ل 88 / أ) .
والطبراني في "المعجم الكبير"(9 / 237 - 238 رقم 9023) .
وأخرجه الطيالسي في "مسنده"(ص38 رقم 291) .
والدارمي في "سننه"(2 / 126 رقم 2415) .
وابن جرير في "تفسيره"(7 / 387 رقم 8208) .
ثلاثتهم من طريق شعبة، عن الأعمش، به نحوه مختصرًا.
وأخرجه الحميدي في "مسنده"(1 / 66 رقم 120) . =
540 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ السُّلَمي
(1)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيل
(2)
، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي رسول الله صلى [ل 122/ب] اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عز وجل أَحْيَا أَبَاكَ، فَقَالَ لَهُ: تَمَنَّ، فَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالَ: إِنِّي قَضَيْتُ أَنْ لا يَرْجعون)).
= ومن طريقه أبو عوانة في "مسنده"(5/ 53).
وأخرجه الترمذي في "سننه"(8/ 361 - 362 رقم 4098) في تفسير سورة آل عمران من كتاب التفسير.
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 87 / ب - 88 / أ).
ثلاثتهم من طريق سفيان بن عيينة، عن الأعمش، به نحو سياق سفيان الثوري.
وأخرجه مسلم والبيهقي في الموضعين السابقين، كلاهما من طريق عيسى بن يونس وجرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به نحوه.
وأخرجاه أيضًا ومعهما ابن منده في الموضع السابق أيضًا، ثلاثتهم من طريق أسباط بن محمد، عن الأعمش، به نحوه.
ومن طريق أسباط أيضًا أخرجه قوّام السنة الأصبهاني في "الحجّة"(1/ 358 رقم 199) بنحوه.
وأخرجه أبو عوانة في "مسنده"(5/ 54 - 55) من طريق زائدة، عن الأعمش، به نحوه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9/ 238 رقم 9024) من طريق قيس بن الربيع، عن الأعمش، به نحوه.
وأخرجه البيهقي من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، مقرونًا برواية أبي معاوية عنده في الموضع السابق من "شعب الإيمان".
(1)
هو محمد بن علي بن رُبَيِّعَة - بالتصغير والتثقيل -، أبو عَتَّاب السُّلَمي، روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن عقيل وأبي وائل شقيق بن سلمة ومنصور بن المعتمر =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وغيرهم، روى عنه هشيم وسفيان بن عيينة ووكيع وغيرهم، وهو ثقة فيه تشيع؛ وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم:((شيعي صدوق، لا بأس به، صالح الحديث))، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر "الجرح والتعديل"(8/ 26 - 27 رقم 120)، و"تعجيل المنفعة"(ص 246 - 962).
(2)
هو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقيل بن أبي طالب الهاشمي، أبو محمد المدني، روى عن أبيه وخاله محمد بن الحنفيّة وابن عمر وأنس وجابر وغيرهم، روى عنه محمد بن عجلان وحماد بن سلمة والسفيانان وغيرهم، وهو صدوق في حديثه لين، ويقال: تغير بأخَرَةٍ، قال ابن المديني:((لم يدخله مالك في كتبه))، وقال: يعقوب بن شيبة: ((ابن عقيل صدوق، وفي حديثه ضعف شديد جدًّا، وكان ابن عيينة يقول: أربعة من قريش يترك حديثهم، فذكره فيهم))، وقال ابن المديني عن ابن عيينة:((رأيته يحدث نفسه، فحملته على أنه قد تغير))، وقال الإمام أحمد:((منكر الحديث))، وقال ابن معين:((لا يحتج به))، وفي رواية:((ضعيف الحديث))، وقال ابن سعد:((منكر الحديث، لا يحتجّون بحديثه، وكان كثير العلم))، وقال الترمذي:((صدوق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت محمد بن إسماعيل [يعني البخاري] يقول: كان أحمد وإسحاق والحميدي يحتجّون بحديث ابن عقيل. قال محمد بن إسماعيل: وهو مقارب الحديث))، وقال العجلي:((مدني تابعي جائز الحديث))، وقال أبو حاتم: ((لين الحديث، ليس بالقوي، ولا ممن يحتج بحديثه
…
، يكتب حديثه))، وضعفه النسائي، وكانت وفاته سنة اثنتين وأربعين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(5/ 153 - 154 رقم 706)، و"الكامل" لابن عدي (4/ 1446 - 1448)، و"التهذيب"(6/ 13 رقم 19)، و"التقريب"(ص 321 رقم 3592).
[540]
سنده ضعيف لضعف ابن عقيل من قبل حفظه، وهو حسن لغيره كما سيأتي.
وسبق أن أخرجه المصنف في كتاب الجهاد من "سننه" المطبوع (2/ 229 رقم 2550)، باب ما جاء في فضل الشهادة، بمثل لفظه هنا، إلا أنه قال: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ((أعلمت أن الله أحيا أباك، فقال: تمنّ)) ، و:((أن لا ترجعوا)) .
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 371) وعزاه للترمذي وابن ماجه وابن أبي عاصم في "السنة" وابن خزيمة والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في "الدلائل".
وقد أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 88 / أ) من طريق المصنِّف، به بلفظ:((إن الله أحيا أباك، فقال: تَمَنَّ، فَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالَ الله تعالى: إِنِّي قَضَيْتُ أَنْ لَا يَرْجِعُونَ)) . والحديث مروي عن جابر- رضي الله عنه من أربع طرق:
1-
طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عقيل، وله عنه ثلاث طرق:
أ) طريق محمد بن علي السلمي الذي أخرجه المصنف هنا من طريق سفيان بن عيينة عنه.
وأخرجه الحميدي في "مسنده"(2 / 532 رقم 1265) .
والإمام أحمد في "المسند"(3 / 361) .
وأبو يعلى في "مسنده"(4 / 6 رقم 2002) .
جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، به نحوه.
ب) طريق أبي حماد المفضل بن صدقة الحنفي، عن ابن عقيل، قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على الشهداء كلهم يوم أحد، فرجعت وأنا مثقل قد ترك أبي عليَّ دينًا وعيالاً، فلما كان عند الليل أرسل إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال:((يا جابر، إن الله قد أحيا أباك وكلمه)) ، وقال: قلت: وكلّمه كلامًا؟ قال: ((وكلمه كلامًا، فقال له: تمنّ، قال: أتمنى أن تردّ روحي، وتنشر خلقي كما كان، وترجعني إلى نبيك فأقاتل في سبيلك فأقتل مرة أخرى)) .
أخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية"(ص145 رقم 303) من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن أبي حماد الحنفي، به =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومن طريق الدارمي أخرجه الحاكم في "المستدرك"(2/ 119 - 120).
قال الحاكم: ((صحيح الإسناد، ولم يخرجاه))، فتعقبه الذهبي بقوله:((قلت: أبو حماد هذا هو المفضل بن صدقة، قال النسائي: متروك)).
أقول: ومع ضعف ابن عقيل، ففي سنده المفضل بن صدقة أبو حماد الحنفي الكوفي، وهو ضعيف؛ ففي إسناد هذا الحديث قال عنه أبو إسحاق الفزازي:((وكان من أوثق أهل زمانه))، وقال البغوي:((كوفي صالح الحديث))، وقال ابن عدي:((ما أرى بحديثه بأسًا، وكان أحمد بن محمد بن سعيد يثني عليه ثناء تامًا))، وقال الأهوازي:((كان عطاء بن مسلم يوثقه))، وقال ابن معين:((ليس بشيء))، وقال أبو حاتم:((ليس بشيء، يكتب حديثه))، وقال النسائي:((متروك الحديث)). اهـ. من الموضع السابق من "كتاب الدارمي"، و"الكامل" لابن عدي (6/ 2403 - 2404)، و"لسان الميزان"(6/ 80 - 81 رقم 291).
جـ) طريق محمد بن إسحاق بن يسار، حدثني أصحابنا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن عقيل، قال: سمعت جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((ألا أبشرك يا جابر؟)) قال: قلت: بلى يا نبي الله، قال:((إن أباك حيث أصيب بأحد، أحياه الله عز وجل، ثم قال له: ما تحب يا عبد الله بن عمرو أن أفعل بك؟ قال: أي ربّ، أحبّ أن تردني إلى الدنيا، فأقاتل فيك، فأقتل مرة أخرى)).
أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "السيرة النبوية" لابن هشام (3/ 127).
ومن طريقه أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(7/ 388 - 389 رقم 8214).
وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 193).
ومع ضعف ابن عقيل، ففيه هذا الراوي المبهم شيخ ابن إسحاق.
(2)
طريق موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري، سمعت طلحة بن خراش، سمعت جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لقيني رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال لي: ((يا جابر، مالي أراك منكسرًا؟)) قلت: يا رسول الله، استشهد أبي وترك عيالاً ودينًا، قال: قال: ((ألا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبشرك بما لقي الله به أباك؟)) قال: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:((ما كلّم الله أحدًا قط إلا من وراء حجابه، وأحيا أباك فكلّمه كفاحًا، فقال: تمنّ عليّ أعطك، قال: يا رب، تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الرب تبارك وتعالى: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون)) ، قال: وأنزلت هذه الآية. {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سبيل الله أمواتًا} .
أخرجه الترمذي (8 / 360 - 361 رقم 4097) في تفسير سورة آل عمران من كتاب التفسير، واللفظ له.
وابن ماجه في "سننه"(1 / 68 رقم 190) في المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية، و (2 / 936 رقم 2800) في الجهاد، باب فضل الشهادة في سبيل الله.
وابن الأعرابي في "معجمه"(ص425) .
وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية"(ص60 و 137 رقم 115 و 289) .
وابن أبي عاصم في "السنة"(1 / 267 رقم 602) ، وفي الجهاد (2 / 511 - 512 رقم 196) .
وابن خزيمة في "التوحيد"(2 / 890 - 891 رقم 599) .
وابن حبان في "صحيحه"(9 / 83 رقم 6983 / الإحسان بتحقيق الحوت) .
والإسماعيلي في "معجم شيوخه"(2 / 668) .
ومن طريقه الحاكم في "المستدرك"(3 / 203 - 204) .
وأخرجه ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(1 / 427) .
والبيهقي في "دلائل النبوة"(3 / 298 - 299) .
والواحدي في "أسباب النزول"(ص124) .
وقوّام السنة الأصبهاني في "الحجّة"(1 / 268 و 394 رقم 119 و 232) .
والبغوي في "تفسيره"(1 / 370) .
جميعهم من طريق موسى بن إبراهيم، به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال الترمذي: ((هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم)).
وقال الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)).
وقال الشيخ الألباني في تعليقه على الموضع السابق من "السنة" لابن أبي عاصم: ((إسناده حسن، ورجاله صدوقون على ضعف في موسى بن إبراهيم بن كثير)).
قلت: سنده ضعيف؛ فيه موسى بن إبراهيم بن كثير بن بشير بن الفَاكِه الأنصاري الحَرَامي - بفتح المهملة والراء-، المدني، روى عن طلحة بن خراش ويحيى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قتادة، روى عنه يوسف بن عدي وعلي بن المديني وإبراهيم بن المنذر الحزامي وغيرهم، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 449)، وقال:((كان ممن يخطئ))، وذكره الذهبي في "الميزان"(4/ 199 رقم 8843)، وقال:((مدني صالح، وقال ابن حجر في "التقريب" (ص 549 رقم 6942): ((صدوق يخطئ))، وانظر "التهذيب"(10/ 333 رقم 583).
(3)
طريق عياض بن عبد الله، عن جابر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبرك؟)) قلت: بلى، فقال:((إن أباك عُرض على ربه ليس بينه وبينه ستر، فقال: سل تعطه)).
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 268 رقم 603)، وفي الجهاد (2/ 548 رقم 215)، من طريق الوليد بن مسلم، عن صدقة أبي معاوية، عن عياض بن عبد الله، به.
وهذا إسناد ضعيف جدًّا.
فعياض بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الفِهْري يروي عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة والزهري وأبي الزبير وغيرهم، روى عنه صدقة بن عبد الله أبو معاوية السَّمين وابن لهيعة وابن وهب وغيرهم، فهو لم يسمع من أحد من الصحابة، فالإسناد منقطع بينه وبين جابر، ومع هذا فهو ضعيف؛ ضعفه ابن معين، وقال البخاري:((منكر الحديث))، وقال أبو حاتم:((ليس بالقوي))، وقال الساجي: ((روى عنه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن وهب أحاديث فيها نظر))، وذكره ابن حبان في الثقات، وكذا ابن شاهين وقال:((قال أحمد بن صالح: عياض بن عبد الله الفهري من أهل المدينة، ثبت له بالمدينة شأن، وفي حديثه شيء)). اهـ. من "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (6/ 409 رقم 2285)، و"الضعفاء" للعقيلي (3/ 350 - 351)، و"تاريخ أسماء الثقات" لابن شاهين (ص 180 رقم 1097)، و"التهذيب"(8/ 201 رقم 370).
وصَدَقة بن عبد الله السَّمين، أبو معاوية، أو أبو محمد الدمشقي، يروي عن زيد بن واقد وابن جريج وسعيد بن أبي عروبة وغيرهم، روى عنه إسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد والوليد بن مسلم وغيرهم، وهو ضعيف؛ ضعفه ابن معين والبخاري وأبو زرعة والنسائي، وقال الإمام أحمد:((ما كان من حديثه مرفوعًا فهو منكر، وما كان من حديثه مرسلاً عن مكحول فهو أسهل، وهو ضعيف جدًّا))، واختلفت عبارة دحيم فيه، فوثقه في بعض الروايات عنه وضعفه في بعضها الآخر. انظر "الكامل" لابن عدي (4/ 1392 - 1939)، و"التهذيب"(4/ 415 - 416 رقم 717)، و"التقريب"(ص 275 رقم 2913).
والوليد بن مسلم تقدم في الحديث [130] أنه مدلس، ويدلس أيضًا تدليس التسوية، ولم يصرح بالسماع بينه وبين شيخه ولا مَنْ فوقه.
(4)
طريق محمد بن سليمان بن سليط الأنصاري، عن أبيه، عن جابر، به نحو حديث موسى بن إبراهيم.
أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 427).
وفي سنده محمد بن سليمان بن سَلِيط الأنصاري السالمي، وهو مجهول كما قال أبو حاتم والعقيلي، وهو يروي عن أبيه، ولم يرو عنه سوى عبد العزيز بن يحيى وهو واه كما قال الذهبي. انظر "الجرح والتعديل"(7/ 269 رقم 1474)، و"الضعفاء" للعقيلي (4/ 74)، و"ميزان الاعتدال"(3/ 573 رقم 7640)، و"لسان الميزان"(5/ 190 رقم 659). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وعليه فالحديث حسن لغيره بمجموع طريقي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عقيل عن جابر، وموسى بن إبراهيم، عن طلحة بن خراش، عن جابر.
وله شاهد من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لجابر: ((يا جابر، ألا أبشرك؟)) قال: بلى بشرني بشرك الله بالخير، قال:((أشعرت أَنَّ اللَّهَ عز وجل أَحْيَا أباك، فأقعده بين يديه، فقال: تمنّ عليّ عبدي ما شئت أعطيكه، فقال: يا رب، ما عبدتك حق عبادتك، أتمنى أن تردني إلى الدنيا فأقتل مع النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مرة أخرى، فقال: سبق مني أنك إليها لا ترجع؟)) .
أخرجه البزار في "مسنده" كما في "كشف الأستار"(3 / 259 رقم 2706) .
والطبراني في "الكبير" كما في "مجمع الزوائد"(9 / 317) .
والحاكم في "المستدرك"(3 / 203) .
ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة"(3 / 298) .
جميعهم من طريق فيض بن وُثَيْق، عن أبي عبادة الأنصاري، عن ابن شهاب الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به.
وصحح الحاكم هذا الحديث، فتعقبه الذهبي بقوله:((فيض كذاب)) .
وقال الهيثمي في الموضع السابق من "مجمع الزوائد": ((رواه الطبراني والبزار من طريق الفيض بن وثيق، عن أبي عبادة الزرقي، وكلاهما ضعيف)) .
قلت: أما فيض بن وُثَيق بن يوسف بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أبي العاص، فقد قال عنه ابن معين:((كذا خبيث)) ، وذكره ابن حبان في الثقات، وذكره ابن أبي حاتم وبيّض له، وذكر أن أباه وأبا زرعة رويا عنه، وذكر الذهبي في "تلخيص المستدرك" أنه كذاب تبعًا لابن معين، بينما ذكره في "ميزان الاعتدال"، وقال:((قال ابن معين: كذاب خبيث، قلت: قد روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم، وهو مقارب الحال إن شاء الله)) . انظر "الجرح والتعديل"(7 / 88 رقم 501) ، و"الميزان"(3 / 366 رقم 6787) ، و"اللسان"(4 / 455 - 456 رقم 1409) .
فالذي يظهر أن الذهبي رحمه الله رجع عن قوله بتكذيب فيض هذا، فالراجح =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ} ]
541-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، " أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ:{مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القُرح} .
= من حاله أنه ضعيف وليس بكذاب.
والحديث سنده ضعيف جدًّا، فالذي روى عن فيض هذا الحديث هو عيسى ابن عبد الرحمن، بن فَرْوة الأنصاري، أبو عبادة الزُّرَقي، وهو متروك، قال البخاري:((منكر الحديث)) ، وقال أبو حاتم:((منكر الحديث، ضعيف الحديث، شبيه بالمتروك، لا أعلم روى عن الزهري حديثًا صحيحًا)) ، وقال أبو زرعة:((ليس بالقوي)) ، وقال النسائي:((منكر الحديث)) ، وقال ابن حبان:((كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، روى عن الزهري ما ليس من حديثه من غير أن يدلِّس عنه، فاستحق الترك)) ، وقال ابن عدي:((يروي عن الزهري مناكير)) ، وقال العقيلي:((مضطرب الحديث)) ، وقال الأزدي:((منكر الحديث مجهول)) . اهـ. من "التاريخ الكبير"(6 / 391) ، و"الجرح والتعديل"(6 / 281 - 282) ، و"المجروحين" لابن حبان (2 / 119 - 120) ، و"الميزان"(3 / 317) ، و"التهذيب"(8 / 218 - 219) ، و"التقريب"(ص439 رقم 5306) .
وعليه فالحديث لا يتقّوى بهذا الشاهد لشدّة ضعفه، فيبقى على أنه حسن لغيره بالطرق التي تقدمت الإشارة إليها، والله أعلم.
[541]
سنده رجاله ثقات، لكنه ضعيف لأن مغيرة بن مقسم في الحديث [54] أنه يدلس لاسيّما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه ولم يصرح فيها بالسماع.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 388) وعزاه للمصنف وحده.
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح"(8 / 228) : ((روى سعيد بن منصور بإسناد جيد عن ابن مسعود أنه قرأ: {القُرح} - بالضم -، قلت: وهي قراءة أهل =
542 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، وَأَبُو الأشْهب
(1)
، عَنْ أَبِي رَجَاء
(2)
، أَنَّهُمَا كَانَا يَقْرَآنِ:{مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ}
(3)
.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}]
543 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: " كَانَتْ بَدْرٌ
(4)
مَتْجَرًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاعَدَ أَبَا سُفْيَانَ أَنْ يَلْقَاهُ بِهَا، ولقيهم
= الكوفة. وذكر أبو عبيد عن عائشة أنها قالت: اقرأها بالفتح لا بالضم.
قال الأخفش: القُرح بالضم، وبالفتح المصدر، فالضم لغة أهل الحجاز، والفتح لغة غيرهم، كالضُّعف والضَّعف. حكى الفرّاء أنه بالضم الجرح، وبالفتح ألمه.
وقال الراغب: القَرح بالفتح: أثر الجراحة، وبالضم أثرها من الداخل)). اهـ.
(1)
هو جعفر بن حيّان.
(2)
هو عمران بن مِلْحَان.
(3)
لم تضبط القراءة في الأصل، وانظر التعليق على الحديث السابق.
[542]
سند قراءة الحسن البصري حسن لذاته، فعباد بن راشد تقدم في الحديث [183] أنه صدوق. وأما سند قراءة أبي رجاء فظاهره الصحة، لكن هشيمًا يدلِّس تدليس العطف على ما سبق بيانه في الحديث [380]، فأخشى أن يكون هذا منه، فإنه لم يصرح بالسماع من أبي الأشهب، وتقدم مثل هذا الإسناد في الحديث [472].
(4)
بَدْرٌ: ماء مشهور بين مكة والمدينة، وبه سُمِّيت الوقعة المشهورة بين المسلمين والمشركين، التي أظهر الله بها الإسلام، وفرّق بين الحق والباطل، وكانت في شهر رمضان، سنة اثتنين للهجرة. انظر "معجم البلدان"(1/ 357 - 358).
رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ بِهَا (جَمْعًا عَظِيمًا)
(5)
مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَنَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ، فَأَتَوْا بَدْرًا، فَلَمْ يَلْقَوْا أَحَدًا، فَرَجَعَ الجَبَانُ، ومَضَى الْجَرِيءُ، فَتَسَوَّقوا بِهَا، وَلَمْ يَلْقَوْا أَحَدًا، فَنَزَلَتْ:{الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ} .
(5)
في الأصل: ((جمع عظيم))، والتصويب من الموضع الآتي من "السنن" للمصنف.
[543]
سنده ضعيف لإرساله، وهو صحيح إلى مُرْسِله عكرمة.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 389) وعزاه للمصنف وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
والحديث أعاده المصنف هنا، وكان قد رواه في كتاب الجهاد، باب جامع الشهادة (2/ 354 - 355 رقم 2914) بمثل ما هنا، إلا أنه قال هناك ((فلقيهم رجل فقال: إن بها
…
))، و ((فأتوا بدرًا، فلم يلقوا بها أحدًا)).
وقد أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 140).
ومن طريقه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 412 رقم 8250).
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 90 / أ).
أما عبد الرزاق فعن سفيان بن عيينة بلا واسطة، وأما ابن أبي حاتم فمن طريق ابن أبي عمر، عن سفيان، به نحوه.
وأخرجه النسائي في "تفسيره"(1/ 343 - 345 رقم 103).
وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 428).
والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 247 رقم 11632).
ثلاثتهم من طريق محمد بن منصور الجوّاز، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: لما انصرف المشركون عن أحد وبلغوا الرَّوْحاء قالوا: لا محمدًا قتلتموه، ولا الكواعب أردفتم، وبئس ما صنعتم، ارجعوا، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فندب الناس، فانتدبوا حتى بلغوا حمراء الأسد وبئر أبي عُتَيْبة، فأنزل الله:{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ} ، وقد كان أبو سفيان قال لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا، =
544 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ مُطَرِّف
(1)
، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفي
(2)
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((كَيْفَ أَنْعَمُ، وَقَدِ التَقَمَ صاحبُ القرنِ القرنَ، وَحنَى جَبْهتَهُ، وأصْغَى سَمْعَهُ مَتَى يُؤْمَرُ، فَيَنْفُخُ فِي الصُّور؟))
(3)
قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((قُولُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، توكلنا على الله)).
= فأما الجبان فرجع، وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة، فلم يجدوا به أحدًا، وتسوَّقوا، فأنزل الله تعالى:{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لم يمسسهم سوء} .
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 89 / أ) من طريق محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن سفيان، به نحو اللفظ السابق، إلا أنه لم يذكر فيه ابن عباس.
فهؤلاء أربعة من الرواة رووه عن سفيان، به مرسلاً ليس فيه ذكر لابن عباس، وهم سعيد بن منصور وعبد الرزاق وابن أبي عمر ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ.
وخالفهم محمد بن منصور الجوّاز، فرواه عن سفيان موصولاً.
والرواية المرسلة أرجح من الموصولة، لاتفاق أولئك الأربعة على روايته على هذا الوجه، وهذا ما رجحه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(8/ 228 - 229)؛ حيث ذكر الحديث، ثم قال:((أخرجه النسائي وابن مردويه، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن المحفوظ إرساله غيره عكرمة، ليس فيه ابن عباس، ومن الطريق المرسلة أخرجه ابن أبي حاتم وغيره)). اهـ.
(1)
هو مُطَرِّف - بضم أوّله وفتح ثانيه وتشديد الراء المكسورة - ابن طَريف الحارثي، ويقال: الخَارِفي، أبو بكر، ويقال: أبو عبد الرحمن الكوفي، روى عن الشعبي وأبي إسحاق السبيعي وعطية العوفي وغيرهم، روى عنه السفيانان وأبو عوانة وهشيم وغيرهم، وهو ثقة فاضل، روى له الجماعة، وقال الشافعي:((ما كان ابن عيينة بأحد أشدّ إعجابًا منه بمطرِّف))، وقال ابن المديني:((حدثنا سفيان، حدثنا مطرف وكان ثقة))، ووثقه الإمام أحمد وأبو حاتم الرازي، وقال العجلي:((صالح الكتاب، ثقة ثبت في الحديث، ما يذكر عنه إلا الخير في المذهب))، وقال يعقوب بن شيبة:((ثقة ثبت))، وذكره ابن شاهين في الثقات))، ونقل عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عثمان بن أبي شيبة أنه قال: ((ثقة صدوق، وليس بثبت))، وكانت وفاته سنة ثلاث وثلاثين ومائة، وقيل: سنة ثلاث وأربعين، وقيل: سنة إحدى أو اثنتين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(8/ 717 رقم 1448)، و"تاريخ أسماء الثقات"(ص 225 رقم 1364)، و"التهذيب"(10/ 172 - 173 رقم 323)، و"التقريب"(ص 534 رقم 6705).
(2)
هو ابن سعد العَوْفي، تقدم في الحديث [454] أنه ضعيف.
(3)
الصُّورُ كهيئة البُوق، وقيل: هو البوق الذي يزمر به، والمراد به هنا: القَرْن الذي ينفح فيه إسرافيل عليه السلام عند بعث الموتى إلى المحشر. اهـ. انظر "النهاية في غريب الحديث"(3/ 60)، و"الصحاح" للجوهري (2/ 716 - 717)، و"تحفة الأحوذي (7/ 117).
[544]
سنده ضعيف لضعف عطية بن سعد العَوْفي، وهو صحيح لغيره كما سيأتي.
فللحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه طريقان:
(1)
طريق عطية العوفي هذا الذي أخرجه المصنف هنا عن سفيان، عن مطرف، عنه.
وأخرجه الحميدي في "مسنده"(2/ 331 - 333 رقم 754).
ومن طريقه الحاكم في "المستدرك"، وقد سقط من المطبوع، وهو في المخطوط (3 / ل 297 / ب).
وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 312).
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1/ 464 رقم 540).
والإمام أحمد في "المسند"(3/ 7).
وعبد بن حميد في "مسنده"(ص 279 رقم 886 / المنتخب).
والترمذي في "سننه"(9/ 115 - 116 رقم 3194) في تفسير سورة الزمر من كتاب التفسير.
جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، به نحوه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال الترمذي: ((هذا حديث حسن)) .
وأخرجه الطبراني في "معجمه الصغير"(1 / 24) .
والإسماعيلي في "معجم شيوخه"(1 / 427 - 428) .
وأبو الشيخ في "العظمة"(3 / 854 رقم 397) .
أما الطبراني فمن طريق زهير بن حرب، وأما أبو الشيخ والإسماعيلي فمن طريق روح بن عبادة، كلاهما عن سفيان، به نحوه، إلا أنهما جعلا مكان مُطَرِّف: عمارًا الدُّهني، فالذي يظهر أن لابن عيينة فيه إسنادين.
وأخرجه عبدا الله بن المبارك في "كتاب الزهد"(ص557 رقم 1597) ، عن أبي العلاء خالد بن طهمان، عن عطية، به نحوه.
ومن طريق ابن المبارك أخرجه:
الترمذي في "سننه"(1 / 117 - 118 رقم 2548) في صفة القيامة، باب ما جاء في الصور.
والدولابي في "الكنى والإسماء"(2 / 50) .
والبغوي في "شرح السنة"(15 / 102 - 103 رقم 4298) .
قال الترمذي: ((هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجهٍ هذا الحديث عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نحوه)) .
وقال البغوي: ((هذا حديث حسن)) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(4 / 374) عن شيخه أبي أحمد الزُّبَيْري، عن خالد بن طهمان، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، به، فوافق أبو أحمد عبدَ الله بن المبارك على روايته عن خالد على هذا الوجه.
وخالفهما محمد بن ربيعة، فرواه عن خالد بن طهمان، عن عطية، عن زيد ابن أرقم، به نحوه.
أخرجه الإمام أحمد في الموضع السابق.
والطبراني في "المعجم الكبير"(5 / 222 رقم 5072) . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواية ابن المبارك وأبي أحمد أرجح بلا شك، فهما أكثر عددًا، بالإضافة إلى كونهما بلغا من الثقة والإتقان مبلغًا، فابن المبارك ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد جُمعت فيه خصال الخير كما في ترجمته في الحديث [42] .
وأبو أحمد الزُّبَيْري تقدم في الحديث [323] أنه ثقة ثبت.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(3 / 73) من طريق عبد الرزاق، عن الثوري، عن الأعمش، عن عطية، به نحوه.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7 / 130) .
والبغوي في "شرح السنة"(15 / 103 رقم 4299) .
كلاهما من طريق أبي حذيفة النهدي، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن عطية، به نحوه.
قال أبو نعيم: ((غريب من حديث الثوري، لا أعلمه رواه غير أبي حذيفة)) .
قلت: بل رواه عبد الرزاق أيضًا عن الثوري كما سبق.
لكن الأعمش دلّس هذا الحديث، فإن الإمام أحمد أخرجه في "المسند"(3 / 9 - 10)، فقال: ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن سعد الطائي، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري قال: ذكر رسول صلى الله عليه وسلم صاحب الصور، فقال:((عن يمينه جبريل، وعن يساره ميكائيل عليهم السلام) .
ورواه موسى بن أعين، عن عمران البارقي، عن عطية، به نحو لفظ المصنِّف.
أخرجه أبو الشخ في "العظمة"(3 / 851 - 853 رقم 396) .
والبيهقي في "شعب الإيمان"(2 / 193 - 195 رقم 346) .
وأخرجه أيضًا أبو يعلى في مسند أبي هريرة كما في "النهاية" لابن كثير (1 / 212) ، لكن وقع خطأ طباعي، فبدلاً من قوله:((عن عمران، عن عطية)) ، جاء هكذا:((عن عمران بن عطية)) .
فالذي يظهر أن الأعمش لما تحصّل له الحديث من أكثر من طريق عن عطية، كان ينشط أحيانًا فيذكر الواسطة، ويكسل أحيانًا فلا يذكرها. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه محمد بن إبراهيم الجرجاني في "أماليه"(ل 120 / ب)، من طريق عبيد الله بن موسى، عن مالك بن مغول، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، به نحوه.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 105) من طريق الفريابي، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن قيس، عن عطية، به نحوه.
(2)
طريق أبي صالح ذكوان السَّمَّان، عن أبي سعيد، به نحوه.
أخرجه أبن أبي الدنيا في "كتاب الأهوال"(ل 4 / ب).
وأبو يعلى في "مسنده"(2/ 339 - 340 رقم 1084).
ومن طريق أبي يعلى، وطريق آخر أخرجه ابن حبان في "صحيحه"(3/ 105 - 106 رقم 823 / الإحسان).
أما ابن أبي الدنيا وأبو يعلى فعن عثمان بن أبي شيبة بلا واسطة، وأما ابن حبان فمن طريق عبد الله بن البخاري، عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، به.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(4/ 559) من طريق إسماعيل بن إبراهيم أبي يحيى التَّيْمي، عن الأعمش، به نحوه.
قال الحاكم: ((لم نكتبه من حديث الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، ولولا أن أبا يحيى التيمي على الطريق، لحكمت للحديث بالصحة على شرط الشيخين رضي الله عنهما) فتعقبه الذهبي بقوله: ((أبو يحيى واه)).
ولم ينفرد أبو يحيى بهذا الحديث، بل تابعه جرير كما سبق، وتابعه أيضًا أبو مسلم قائد الأعمش، عن الأعمش، به نحوه.
أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه"(3/ 363).
والطريق الأولى التي أخرجها ابن أبي الدنيا وأبو يعلى وابن حبان سندها صحيح.
فأبو صالح ذكوان السَّمَّان والأعمش وجرير بن عبد الحميد ثقات تقدمت تراجمهم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواية الأعمش عن أبي صالح صحيحة وإن كانت بالعنعنة كما تقدم بيانه في الحديث رقم [3] .
وعثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العَبْسي، أبو الحسن بن أبي شيبة الكوفي، يروي عن هشيم وعَبْدة بن سليمان وجرير بن عبد الحميد وغيرهم، روى عنه الجماعة الترمذي والنسائي، وروى عنه أيضًا ابنه محمد وأبو زرعة وأبو حاتم وابن أبي الدنيا وأبو يعلى وغيرهم، وهو ثقة حافظ شهير، قال فضلك الرازي: سألت ابن معين عن محمد بن حميد الرازي فقال: ((ثقة)) ، وسألته عن عثمان بن أبي شيبة فقال:((ثقة)) ، فقلت: من أحب إليك، ابن حميد، أو عثمان؟ فقال:((ثقتين أمينين مأمونين)) ، وقال أبو حاتم:((صدوق)) ، وقال أيضًا: سمعت رجلاً يسأل محمد بن عبد الله بن نمير عن عثمان، فقال: سبحان الله! ومثله يُسئل عنه؟ إنما يُسئل هو عنا)) ، وكانت ولادته سنة ست وخمسين ومائة، ووفاته سنة تسع وثلاثين ومائتين. أهـ. من "الجرح والتعديل"(2 / 166 - 167 رقم 913) ، و"التهذيب"(7 / 149 - 151 رقم 298) ، وانظر "التقريب"(ص386 رقم 4513) .
أقول: وقد جرح عثمان بن أبي شيبة بأمرين: أحدهما: أنه كان لا يحفظ القرآن، فكان يصحِّف، والآخر: تفرده بأحاديث انتقدت عليه.
أما الأول فلا يُعدُّ جارحًا إلا إذا كثر من المُحَدِّث، ولا أظنه إلا قد بولغ فيما نقل عنه، حتى قالوا: إنه قرأ قوله تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل} ، قالوا: قرأها: ألف، لام، ميم، يعني مثل فاتحة سورة البقرة. قال الذهبي معلقًا على هذه الحكاية:((لعله سبق لسان، وإلا فقطعًا كان يحفظ سورة الفيل، وهذا تفسيره قد حمله الناس عنه)) . اهـ.
وقال الخطيب: ((لم يُحْكَ عن أحد من المحدثين من التصحيف في القرآن أكثر مما حُكي عن عثمان بن أبي شيبة)) .
أقول: ومثل هذه الأمور لا أشك في أنه قد بولغ فيها لأنها مدعاة للتندُّر وإلا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فهل يعقل أنه كان لا يحفظ سورة الفيل؟! وإذا كان لم يحفظها، أما سمع أحدًا يقرأها في صلاة أو غير ذلك؟
وأما الجرح الثاني، وهو ما أُخذ عليه في تفرده بحديثين، حتى إن عبد الله بن الإمام أحمد ذكرهما لأبيه، قال:((فأنكر أبي هذه الأحاديث، مع أحاديث من هذا النحو أنكرها جدًّا وقال: هذه موضوعة، أو: كأنها موضوعة)) .
وقال أبو الفتح الأزدي: ((رأيت أصحابنا يذكرون أن عثمان روى أحاديث، لا يتابع عليها)) .
قال الذهبي: ((قلت: عثمان لا يحتاج إلى متابع، ولا ينكر له أن ينفرد بأحاديث لِسَعةِ ما روى، وقد يغلط، وقد اعتمده الشيخان في صحيحهما، وروى عنه أبو يعلى والبغوي والناس، وقد سئل عنه أحمد، فقال: ما علمت إلا خيرًا، وأثنى عليه، وقال يحيى: ثقة مأمون)) . انظر فيما سبق "ميزان الاعتدال"(3 / 36 - 37) .
وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء"(11 / 152) : ((لا ريب أنه كان في حافظًا متقنًا، وقد تفرد في سعة علمه بخبرين منكرين عن جرير الضَّبِّي، ذكرتهما في "ميزان الاعتدال"، غضب أحمد بن حنبل منه لكونه حدث بهما)) .
قلت: لكن هناك ما يمكن أن يستدل به على أن الحمل فيهما على غير عثمان؛ فإن الخطيب البغدادي رحمه الله ذكر الحديثين في "تاريخ بغداد"(11 / 284 - 286) ، أما الأول، فرواه عثمان، عن جرير، عن شيبة بن نعامة، عن فاطمة بنت حسين، عن فاطمة الكبرى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في العصبة.
فهذا ذكر الخطيب أن عثمان قد تُوبع عليه؛ قال الخطيب: ((أما حديث شيبة، فقد رواه عن جرير غير عثمان..)) ، ثم ساقه بإسنادين أحدهما عن أبي العوّام، والآخر، عن حسين الأشقر، كلاهما عن جرير به.
وأما الآخر، فرواه عثمان عن جرير، عن سفيان الثوري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ ابن عقيل، عن جابر قال: كان النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في أول الأمر يشهد مع المشركين =
545-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: إِنْ كَانَ أَبَوَاكِ مِنَ: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ} .
= أعيادهم حتى نُهي عنه.
فهذا الحديث قد تكون التَّبِعَةُ فيه على من فوق عثمان، وهذا ما بينه الخطيب البغدادي، فرواه من طريق أبى زرعة الرازي، عن عثمان بن أبى شيبة، عن جرير، عن سفيان بن عبد الله بن زياد بن حُدَير، عن ابن عقيل، به.
قال الخطيب: ((كذا قال: عن سفيان بن عبد الله بن زياد بن حُدَير بدل سفيان الثوري، وعندي أن هذا أشبه بالصواب، والله أعلم)) . اهـ.
فالذي يظهر أن عثمان حدث به عن جرير، عن سفيان ولم ينسبه، فظنه بعضهم سفيان الثوري، وحدث به أبا زرعة فنسبه له، فانتفت عنه شبهة هذا الحديث. وعليه يتضح أن عثمان رحمه الله ثقة حافظ؛ يقول عنه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (11 / 151) :((الإمام الحافظ الكبير المفسِّر)) .
وعليه يتضح أن الحديث بهذه المتابعة صحيح لغيره، والله أعلم.
[545]
سنده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما سيأتي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(1 / 386 - 387) وعزاه للمصنف وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في "الدلائل".
وقد أخرجه الحميدي في "مسنده"(1 / 128 رقم 263) عن سفيان، به بلفظ: يا ابن أختي، إن كان أبواك لمن الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بعدما أصابهم القرح: أبو بكر والزبير بن العوام.
ومن طريق الحميدي أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 89 / أ) .
وأخرجه ابن ماجه في "سننه"(1 / 46 رقم 124) في فضل الزبير رضي الله عنه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من باب فضائل أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من المقدمة.
وابن جرير الطبري في "تفسيره"(7 / 403 رقم 8241) .
وابن أبي داود في "مسند عائشة"(ص55 رقم 16) .
أما ابن ماجه فمن طريق هشام بن عمار وهديّة بن عبد الوهاب، وأما الطبري فمن طريق سعد بن الربيع، وأما ابن أبي داود فمن طريق المسيب بن واضح، جميعهم عن سفيان بن عيينة، به، ولفظ ابن أبي داود نحو لفظ المصنف، ولفظ ابن ماجه وابن جرير نحو لفظ الحميدي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات"(3 / 104) .
والبخاري في "صحيحه"(7 / 373 رقم 4077) في المغازي، باب:{الذين استجابوا لله والرسول} .
ومسلم في "صحيحه"(4 / 1880 - 1881 رقم 51) في فضل طلحة والزبير من كتاب فضائل الصحابة.
وابن جرير في "تفسيره"(7 / 402 رقم 8239) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 89 / أ) .
والحاكم في "المستدرك"(2 / 298) .
والبيهقي في "دلائل النبوة"(3 / 312) .
أما ابن سعد فمن طريق عبد الله بن نمير، وأما البخاري والبيهقي فمن طريق أبي معاوية، وأما مسلم فمن طريق عبد الله بن نمير وعبدة بن سليمان وأبي أسامة حماد بن أسامة، وأما ابن جرير والحاكم فمن طريق أبي سعيد محمد بن مسلم المؤدب، وأما ابن أبي حاتم فمن طريق عبدة بن سليمان، جميعهم عن هشام بن عروة، به نحو لفظ المصنف، إلا أن ابن جرير والحاكم وابن أبي حاتم زادوا أنها تعني أبا بكر والزبير.
وأما البخاري والبيهقي فأخرجاه من طريق أبي معاوية بلفظ: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}]
546 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مَعْشَر
(1)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ
(2)
قَالَ: الْمَوَتُ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ، ثُمَّ تَلَا: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ
(3)
إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا}، {وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} ، ثُمَّ (قَالَ)
(4)
: إِنَّ الْكَافِرَ مَا عَاشَ كَانَ أشَدَّ لِعَذَابِهِ يَوْمَ القيامة.
= منهم واتقوا أجر عظيم}، قالت لعروة: يا ابن أختي، كأن أبواك منهم: الزبير وأبو بكر؛ لما أصاب رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما أصاب يوم أحد، وانصرف عنه المشركون، خاف أن يرجعوا، قال: من يذهب في إثرهم؟ فانتدب منهم سبعون رجلاً، قال: كان فيهم أبو بكر والزبير. اهـ.، واللفظ للبخاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(12/ 94 رقم 12218).
ومسلم في الموضع السابق برقم (52).
والحاكم في "المستدرك"(3/ 363).
جميعهم من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عبد الله البَهِيّ، عن عروة، عن عائشة، به نحوه، إلا أن ابن أبي شيبة لم يذكر الأبوين، وإنما قال:((كان الزبير))، وأما الحاكم فقال:((إن أباك)).
(1)
هو نجيح بن عبد الرحمن السِّندي، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.
(2)
هو القُرَظي، تقدم في الحديث [4] أنه ثقة عالم.
(3)
في الأصل: ((خير لهم)).
(4)
ما بين القوسين ليس في الأصل، فأثبته من رواية ابن المنذر للحديث من طريق المصنف كما سيأتي. =
547 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا فَرَجُ بنُ فَضَالة
(1)
، عَنْ لُقْمان بْنِ عَامِرٍ
(2)
، عَنْ أَبِي الدَّرْداء قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا الْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ، وَمَا مِنْ كَافِرٍ إِلَّا الْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ، فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْنِي، فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ:{وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} ، {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} .
[546] سنده ضعيف لضعف أبي معشر.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 392) وعزاه للمصنف وابن المنذر.
وقد أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 192 / أ) من طريق المصنف، به مثله، إلا أنه لم يذكر قوله تعالى:{وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} ، ولا قول محمد بن كعب:((يوم القيامة)).
(1)
تقدم في الحديث [19] أنه ضعيف.
(2)
هو صدوق كما في الحديث رقم [19]، لكن روايته عن أبي الدرداء مرسلة كما في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (7/ 182 رقم 1034).
[547]
سنده ضعيف لضعف فرج بن فضالة، والانقطاع بين لقمان وأبي الدرداء.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 392) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر.
وقد أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 92 / أ) من طريق المصنف، به مختصرًا، ثم أخرجه بتمامه في (2 / ل 100 / أ) من طريق المصنف أيضًا بمثله سواء.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(7/ 496 رقم 8375) من طريق ابن أبي جعفر عن فرج بن فضالة، به نحوه.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}]
548 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ
(1)
، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّهُ قَرَأَ:{حَتَّى يَمِيزَ الخبيث من الطيب}
(2)
.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ}]
549 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا أَبُو الأحْوَص
(3)
، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلة
(4)
، عَنْ أَبِي وَائِل
(5)
، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ} ، قال: يُطَوَّق
(1)
تقدم في الحديث [166] أنه صدوق يخطئ.
(2)
لم تضبط في الأصل، وكذا في الموضع الآتي من "الدر المنثور"، وفي قوله تعالى:{يميز} قراءتان: الأولى: بضم الياء والتشديد: {يُمَيِّزَ} وبها قرأ الحسن البصري وقتادة وحمزة والكسائي وأهل الكوفة إلا عاصمًا، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم.
الثانية: بفتح الياء مخففًا: {يَمِيْزَ} ، وبها قرأ الباقون.
وفي معنى الفرق بين القراءتين قيل: يقال: مِزْتَ الشيء أمِيزُهُ مَيْزًا: إذا فرّقت بين شيئين، فإذا كانت أشياء قَلْتَ: مَيَّزْتُها تمييزًا. انظر "الكشف والبيان" للثعلبي (2 / ل 160 / أ)، و"حجة القراءات"(ص 182 - 183).
[548]
سنده ضعيف لضعف الحارث بن عبيد من قبل حفظه.
وذكر السيوطي قراءة مالك هذه في "الدر المنثور"(2/ 393) من رواية المصنف فقط، بمثل لفظه هنا سواء.
(3)
هو سَلام بن سُلَيْم.
(4)
تقدم في الحديث [17] أنه صدوق حسن الحديث. =
(شُجَاعًا)
(6)
أقْرَعَ
(7)
بِفِيهِ زَبِيْبَتَان
(8)
يَنْقُرُ رَأْسَهُ، فَيَقُولُ: مَا لِي وَلَكِ؟ فَيَقُولُ: أَنَا مَالُكَ الَّذِي بَخِلْتَ بي.
(5)
هو شقيق بن سلمة.
(6)
في الأصل: ((شجاع)).
والشُّجاع- بالضم والكسر -: الحيَّةُ الذكر، وقيل: الحيَّةُ مطلقًا. "النهاية في غريب الحديث"(2/ 447).
(7)
الأقْرعُ: هو الحيَّةُ الذي لا شعر على رأسه، قد تمعَّط جلد رأسه؛ لكثرة سُمِّه وطول عمره. المرجع السابق (4/ 44 - 45).
(8)
الزَّبِيْبَةُ: نكتة سوداء فوق عين الحيَّة، وقيل: هما نقطتان تكتنفان فاها، وقيل: هما زَبَدَتَان في شِدْقيها. المرجع السابق (2/ 292).
[549]
سنده حسن لذاته لأجل عاصم، ولم يتفرد به، فهو صحيح لغيره كما سيأتي، والحديث وإن كان موقوفًا على ابن مسعود، فله حكم الرفع؛ لأنه لا يقال بالرأي، وقد روي مرفوعًا بإسناد صحيح كما سيأتي.
وقد ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 394 - 395) وعزاه للمصنف والفريابي وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم.
وقد أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 93 / أ).
والطبراني في "معجمه الكبير"(9/ 262 رقم 9125).
كلاهما من طريق الحسن بن الربيع، عن أبي الأحوص، به مثله، إلا أنه قال:((بخلت به)).
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص 82 رقم 171) عن أبي إسحاق السبيعي، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ الله في قوله:{سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القيامة} قال: يجيء ماله ثعبانًا ينقر رأسه يقول: أَنَا مَالُكَ الَّذِي بَخِلْتَ بِي، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فينطوي على عنقه.
ومن طريق سفيان أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1 / 141) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبري في "تفسيره"(7 / 436 - 437 رقم 8288) .
وأخرجه ابن جرير الطبري أيضًا برقم (8285) .
وابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش الموضع السابق من "تفسير ابن أبي حاتم".
وابن أبي حاتم في الموضع السابق من "تفسيره" أيضًا.
والطبراني في "الكبير"(9 / 262 رقم 9124) .
والحاكم في "المستدرك"(2 / 299) .
جميعهم من طريق سفيان الثوري، به.
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)) ، ووافقه الذهبي.
قلت: سنده صحيح، وقد سمع سفيان الثوري من أبي إسحاق قبل الاختلاط، وصرح أبو إسحاق بالتحديث في رواية أبي بكر بن عياش الآتية، وروى هذا الحديث شعبة عن أبي إسحاق، وروايته عنه صحيحة كما سبق بيانه في الحديث [1] .
فقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" رقم (8286 و 8287) .
وابن أبي حاتم في الموضع السابق من "تفسيره".
كلاهما من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، به في هذه الآية بلفظ: شجاع أسود يلتوي برأس أحدهم.
وهذا لفظ ابن جرير، وأما ابن أبي حاتم فذكر أن لفظه نحو لفظ حديث سفيان السابق.
وأخرجه أبن أبي شيبة في "المصنف"(3 / 213) .
والحاكم في "المستدرك"(2 / 298 - 299) . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كلاهما من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، ثنا أبو وائل
…
، فذكره بنحو لفظ المصنف.
وأخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" كما في هامش الموضع السابق من "تفسير ابن أبي حاتم، فقال: ابنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:{سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القيامة} ، قال: يكون له المال، فيبخل في حياته، فإذا مات طُوِّق ثعبانًا يجعل ينقر رأسه حتى يخلص إلى دماغه: أَنَا مَالُكَ الَّذِي بَخِلْتَ بِي.
وأخرجه الطبراني في "معجمه الكبير" برقم (9123) من طريق شريك بن عبد الله القاضي، عن أبي إسحاق، به نحو لفظ المصنف.
وأخرجه الطبراني أيضًا برقم (9122) من طريق يزيد بن عطاء، عن أبي إسحاق، به نحو لفظ شعبة عند ابن جرير السابق.
وقد روى الحديث عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مسعود مرفوعًا.
فأحرجه الشافعي في "مسنده"(ص87) ، وهو في ترتيب السِّندي له (1 / 222 رقم 610)، فقال: أخبرنا سفيان بن عيينة، سمعت جامع بن أبي راشد وعبد الملك بن أعين، سمعا أبا وائل يخبر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((مَا من رجل لا يؤدّي زكاة ماله، إلا مُثِّل له يوم القيامة شجاعًا أقرع، يفرُّ منه وهو يتبعه حتى يطوِّقه في عنقه)) ، ثم قرأ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:{سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القيامة} .
وهذا إسناد صحيح، وجامع بن أبي راشد تقدم في الحديث [519] أنه ثقة فاضل.
ومن طريق الشافعي أخرجه ابن المنذر كما في هامش الموضع السابق من "تفسير ابن أبي حاتم".
والبيهقي في "سننه"(4 / 81) في الزكاة، باب ما ورد من الوعيد فيمن كنز مال زكاة ولم يؤدّ زكاته. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الترمذي في "سننه"(8 / 263 - 264 رقم 5000) في تفسير سورة آل عمران من كتاب التفسير.
وابن ماجه في "سننه"(1 / 568 - 569 رقم 1784) في الزكاة، باب ما جاء في منع الزكاة.
وابن جرير الطبري في "تفسيره" برقم (8289) .
وابن أبي حاتم في الموضع السابق من "تفسيره".
والثعلبي في "الكشف والبيان"(2 / ل 161 / ب) .
جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(1 / 377) .
والنسائي في "سننه"(5 / 11) ، وفي "التفسير"(1 / 346 - 347 رقم 104) .
وابن خزيمة في "صحيحه"(4 / 11 - 12رقم 2256) .
ثلاثتهم من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ وحده، به نحوه.
وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب"(1 / 268) وصحح سنده.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 394) وعزاه أيضًا لعبد بن حميد والحاكم.
وله طريق آخر عن ابن مسعود.
فأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7 / 438 رقم 8292) .
وابن أبي حاتم في الموضع السابق من "تفسيره".
والطبراني في "المعجم الكبير"(9 / 262 رقم 9126) .
ثلاثتهم من طريق إسرائيل، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ عن قوله: {سيطرقون مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ، قال: يطوَّق شجاعًا أقرع ينهش رأسه. اهـ.، واللفظ لابن جرير.
وأصل الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه"(3 / 268 رقم 1403) في الزكاة، باب إثم مانع الزكاة، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((من آتاه الله مالاً فلم يؤدّ زكاته مُثِّل له يوم القيامة شجاعًا أقرع =
550 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ
(1)
، قَالَ: نا أَبُو هَاشِمٍ
(2)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(3)
، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: هُوَ الرَّجُلُ يَرْزُقُهُ اللَّهُ الْمَالَ، فَيَمْنَعُ قَرَابَتَهُ الْحَقَّ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ فِي مَالِهِ، فيُجْعَل حَيَّةً، فَيُطَوَّقَها، فَيَقُولُ لِلْحَيَّةِ: مَا لِي وَمَا لَكِ؟ فتقول: أنا مالك.
= له زبيبتان يُطوِّقه يوم القيامة، ثم يأخذ بالهزمتيه - يعني شدقيه-، ثم يقول: أنا مالك، أنا كنزك))، ثُمَّ تَلَا: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يبخلون
…
} الآية.
(1)
تقدم في الحديث [76] أنه صدوق اختلط في الآخر.
(2)
هو الرُّمَّاني الواسطي، تقدم في الحديث [78] أنه ثقة.
(3)
هو شقيق بن سلمة.
[550]
سنده ضعيف لما تقدم عن حال خلف بن خليفة، ومعناه صحيح تقدم في الحديث الذي قبله.
وذكر السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 395) هذا الحديث وعزاه للمصنف وابن جرير وابن المنذر.
وقد أخرجه ابن المنذر من طريق المصنف كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 93 / أ) بمثل لفظه هنا؛ إلا أنه بعد قوله: ((عن مسروق)) زاد ذكر قوله تعالى: {ويبخلون بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(3/ 213).
وابن جرير في "تفسيره"(7/ 438 رقم 8291).
كلاهما من طريق خلف بن خليفة، به نحوه، إلا أن اسم خلف تصحف في المطبوع من "مصنف ابن أبي شيبة" إلى:((خالد))، وسقط من إسناد ابن جرير اسم مسروق، فجاء الحديث من كلام أبي وائل، وقد يكون الوهم من الراوي عن خلف عند ابن جرير، وهو الحسين بن داود الملقب بـ: سُنَيد، وهو ضعيف كما تقدم في الحديث [206].
551 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ
(1)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(2)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(3)
- فِي قَوْلِهِ عز وجل: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ} -، قال: طَوْقٌ من نار.
(1)
هو ابن عبد الحميد.
(2)
هو ابن المعتمر.
(3)
هو النخعي.
[551]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 395) وعزاه للمصنف وعبد الرزاق وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(3/ 213).
وابن جرير الطبري في "تفسيره"(7/ 439 رقم 8296).
كلاهما من طريق جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ منصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي به مثله، إلا أن الطبري قال في روايته:((طوقًا)).
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص 82 رقم 170) عن منصور، به بلفظ:((طوقًا من نار)).
ومن طريق الثوري أخرجه:
عباالرزاق في "تفسيره"(1/ 141).
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" برقم (8295).
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (8293).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 93 / ب).
كلاهما من طريق سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (8294) من طريق شعبة، عن منصور، به مثل لفظ سفيان الثوري.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}]
552 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَلَمَةَ
(1)
، رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ أُمِّ سَلَمَةَ
(2)
، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أَسْمَعُ اللَّهَ عز وجل ذَكَرَ النِّسَاءَ فِي الْهِجْرَةِ بِشَيْءٍ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ
(3)
أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى
…
} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، قَالَ: قَالَتِ الْأَنْصَارُ: هِيَ أَوَّلُ ظَعِينَةٍ
(4)
قَدِمَتْ علينا.
(1)
في الأصل: ((عن سلمة عن رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ أُمِّ سَلَمَةَ))، والتصويب من "تفسير ابن كثير"(1/ 441) حيث نقله بتمامه عن المؤلف.
(2)
هو سلمة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وربما نسب إلى جد أبيه، وأبي جده، وهو مقبول، ذكره البخاري في "تاريخه"(4/ 80 رقم 6026) وسكت عنه، وبيّض له ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"(4/ 166 رقم 731)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 399)، وروى عنه عمرو بن دينار وعطاء بن أبى رباح ومحمد بن عمرو بن علقمة وغيرهم وروى هو عن جده عمر بن أبي سلمة وله صحبة وعن جدة أبيه أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها. انظر "التهذيب"(4/ 148 - 149 رقم 258)، و"التقريب"(ص 248 رقم 2500).
(3)
قوله تعالى: {ربهم} سقط من الأصل.
(4)
أي امرأة، وأصل الظَّعِينَة: الراحلة التي يُرْحَل عليها ويُظْعَنُ عليها، أي: يُسار. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقيل للمرأة ظعينة: لأنها تَظْعَنُ مع الزوج حيثما ظَعَنَ، أو: لأنها تُحمل على الراحلة إذا ظعنت. انظر "النهاية في غريب الحديث"(3 / 157) .
[552]
سنده ضعيف لجهالة حال سلمة، وهو صحيح لغيره لمجيئه من طريق آخر صحيح، عدا قوله: قَالَتِ الْأَنْصَارُ: هِيَ أَوَّلُ ظَعِينَةٍ قدمت علينا، فهو حسن لغيره، ورواية المصنف هنا صورتها صورة الحديث المرسل، لكن جاء في بعض طرق الحديث ما ينفي ذلك، ومنها رواية الحميدي وفيها:((عن أم سلمة أنها قالت)) . والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 412) وعزاه للمصنف وعبد الرزاق والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم.
وأورده ابن كثير في "تفسيره"(1 / 441) من رواية المصنف، فقال:((قال سعيد ابن منصور: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن سلمة رجل من آل أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سلمة: يا رسول الله، لا نسمع الله ذَكَرَ النِّسَاءَ فِي الْهِجْرَةِ بِشَيْءٍ؟ فأنزل الله تَعَالَى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ من ذكر أو أنثى} إلى آخر الآية، وقالت الأنصار: هي أول ظعينة قامت علينا)) . اهـ.
وأخرجه عبد الرازق في "تفسيره"(1 / 144) .
والحميدي في "مسنده"(1 / 144 رقم 301) .
كلاهما عن سفيان بن عيينة، به نحوه، إلا أنهما لم يذكرا قوله:((وقالت الأنصار..)) ، الخ.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7 / 487 رقم 8368) .
ومن طريق عبد الله بن الزبير الحميدي أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 99 / ب) .
وأخرجه الترمذي في "سننه"(8 / 377 رقم 5012) في تفسير سورة النساء من كتاب التفسير. =
553 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
، عَنْ سَعِيدِ الجُرَيْري، عَنْ أَبِي عَطَّاف
(2)
، قَالَ: اسْمُ آلِ عِمْرَانَ فِي التَّوْرَاةِ: طيبة.
= والقاضي وكيع في "أخبار القضاة"(1/ 149).
وأبو يعلى في "مسنده"(12/ 391 - 392 رقم 6958).
وابن جرير برقم (8369).
والطبراني في "معجمه الكبير"(23/ 294 رقم 651).
والحاكم في "المستدرك"(2/ 300).
والواحدي في "أسباب النزول"(ص 133).
أما الترمذي فمن طريق ابن أبي عمر، وأما أبو يعلى فمن طريق داود بن عمرو، وأما وكيع فمن طريق عبد الله الأَذْرَمي، وأما ابن جرير فمن طريق أسد بن موسى، وأما الطبراني فمن طريق يحيى بن عبد الحميد الحمَّاني، وأما الحاكم فمن طريق يعقوب بن حميد، وأما الواحدي فمن طريق قتيبة بن سعيد، جميعهم عن سفيان، به نحو لفظ عبد الرزاق والحميدي.
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه))، ووافقه الذهبي.
وقد جاء الحديث من طريق مجاهد عن أم سلمة أنها قالت: لا نقاتل فنستشهد، ولا نقطع الْمِيرَاثِ، فَنَزَلَتْ:{وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وللنساء نصيب مما اكتسبن} ، ثم نزلت:{أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ منكم} ، وَنَزَلَتْ: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ والمؤمنات
…
} الآية وفيه يقول مجاهد: وكانت أم سلمة أول ظعينة قدمت المدينة مهاجرة، وهو الحديث الآتي برقم [624]، وهو حديث صحيح كما سيأتي بيانه، عدا قول مجاهد: وكانت أم سلمة أول ظعينة قدمت المدينة مهاجرة، فإنه ضعيف لأن مجاهدًا أرسله، وهو حسن لغيره برواية المصنف هنا، والله أعلم.
(1)
هو الواسطي.
(2)
هو أبو عَطَّاف الأزدي، البصري، يروي عن أبي هريرة، مجهول لم يرو عنه غير الجُريري، ذكر عباس الدوري في "تاريخ ابن معين" (2/ 716) أن ابن معين قال:((أبو عطاف بصري يروي عنه الجريري))، قال عباس: قلت له: فيروي عنه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= غير الجريري؟ قال: ((لا أعلمه)) ، وذكره الذهبى في "ميزان الاعتدال"(4 / 553 رقم 10423)، ونقل عن ابن المديني أنه قال:((ما أعلم أحدًا روى عنه غير الجريري)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات"(5 / 588) ، وانظر "الاستغناء" لابن عبد البر (3 / 1487 رقم 2260) .
[553]
سنده ضعيف لجهالة أبي عَطّاف، ومع ذلك فسعيد بن إياس الجُريري اختلط قبل موته بثلاث سنين، كما سبق بيانه في الحديث [23]، وتقدم في الحديث [104] أن ابن حجر قال:((أخرجه له - أي للجريري - البخاري أيضًا من رواية خالد الواسطي عنه، ولم يتحرر لي أمره إلى الآن، هل سمع منه قبل الاختلاط، أو بعد؟ لكن حديثه عنه بمتابعة بشر بن المفضل)) . اهـ.
وبشر بن المفضل تقدم في الحديث [23] أنه ممن روى عن سعيد الجريري قبل الاختلاط.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 140) من رواية المصنف فقط، بمثل لفظه هنا.
[تفسير سورة النساء]
(1)
(1)
العنوان ليس في الأصل
تَفْسِيرُ سُورَةِ النِّسَاءِ
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي اليَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}]
554 -
حدثنا [ل 123/أ] سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ
(1)
: بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ عَلَى أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ إِلَّا أَنْ يُؤْمَرُوا بِشَيْءٍ وَيُنْهَوْا عَنْهُ، فَكَانُوا يَسْأَلُونَ عَنِ الْيَتَامَى، وَلَمْ يَكُنْ لِلنِّسَاءِ عَدَدٌ وَلَا ذِكْرٌ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {وَإِنْ
(2)
خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي اليَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ}، وَكَانَ الرَّجُلُ يَتَزَّوَجُ مَا شَاءَ، فَقَالَ: كَمَا تَخَافُونَ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى، فَخَافُوا فِي النساء ألا تعدلوا فيهن.
(1)
أي أن أيوب السِّختياني سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ.
(2)
في الأصل: ((فإن)).
[554]
سنده ضعيف لإرساله، وهو صحيح إلى مُرْسِله سعيد بن جبير.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 428) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وابن المنذر أخرجه من طريق المصنف، به مثله كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 104 / أ)، إلا أنه قال:((أو ينهوا عنه))، وقال:(((فكما تخافون)).
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 537 رقم 8471).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 104 / ب - 105 / أ). =
555 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} - قَالَ: لَا تَمِيلُوا.
556 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا حُصَين
(1)
، عَنْ أَبِي مَالِكٍ
(2)
- فِي قَوْلِهِ عز وجل: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} -، قال: لا تجوروا.
= أما ابن جرير فمن طريق أبي النعمان عارم، وأما ابن أبي حاتم فمن طريق أحمد بن عبدة، كلاهما عن حماد بن زيد، به نحوه، إلا أن لفظ ابن أبي حاتم فيه شيء من الاختلاف.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 145 - 146) من طريق معمر، عن أيوب، به مختصرًا.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره" برقم (8469).
وأخرجه ابن جرير أيضًا (8466 و 8470) من طريق إسماعيل بن عليّة وحماد بن سلمة، كلاهما عن أيوب، به نحوه، إلا أن حماد بن سلمة لم يذكر من قوله: ((وكان الرجل يتزوج
…
)) الخ.
[555]
سنده ضعيف، فمغيرة بن مقسم تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، لكنه يدلس لا سيما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه، ولم يصرح بالسماع.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 550 - 551 رقم 8492 و 8493) من طريق يعقوب بن إبراهيم وعمرو بن عون، كلاهما عن هشيم، به مثله.
(1)
هو ابن عبد الرحمن السُّلَمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة، وهو إن كان تغير حفظه في الآخر، فإن الراوي عنه هنا هو هُشيم بن بشير، وتقدم في الحديث [91] أنه روى عنه قبل الاختلاط.
(2)
هو غزوان الغفاري، تقدم في الحديث [190] أنه ثقة.
[556]
سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(7/ 552 رقم 8502 و 8503) =
557 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا دَاوُدُ
(1)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ - فِي قَوْلِهِ عز وجل: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ لا تَعُولُوا} -: أَيْ لَا تَمِيلُوا، ثُمَّ أَنْشَدَنِي بَيْتًا قَالَهُ أَبُو طَالِبٍ: بِمِيزَانِ قِسْطٍ وَزْنُهُ غَيْرُ عَائِلِ
(2)
.
= من طريق يعقوب بن إبراهيم وعمرو بن عون وعارم أبي النعمان، ثلاثتهم عن هشيم، به مثله.
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص 86 - 87 رقم 184).
وابن أبي شيبة في "المصنف"(4/ 361).
وابن جرير في "تفسيره"(7/ 551 رقم 8495).
ثلاثتهم من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أبي مالك في قوله:{ذلك أدنى ألا تعولوا} قال: لا تميلوا.
(1)
هو ابن أبي هند، تقدم في الحديث [63] أنه ثقة حافظ.
(2)
كذا جاء شطر هذا البيت هنا، ورواه الزبير بن حُرَيث عن عكرمة بغير هذا اللفظ كما سيأتي، وهو بيت من قصيدة طويلة قالها أبو طالب لما رأى قريشًا اشتدّ أذاها لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فخشي أبو طالب دهْمَاء العرب أن يركبوه مع قومه، فقال هذه القصيدة يتودَّد فيها أشرافَ قومه، ويخبرهم مع ذلك أنه غيرُ مُسْلِمٍ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ولا تاركه لشيء أبدًا حتى يهلك دونه، وفي مطلعها يقول:
ولما رأيت القومَ لا وُدَّ فيهمُ
…
وقد قطعوا كلَّ العُرى والوسائلِ
وقد صارحونا بالعداوة والأذى
…
وقد طاوعوا أمر العدوّ المُزَايلِ
إلى أن قال:
أمُطْعِمُ إن القومَ سَامُوكَ خُطَّةً
…
وإني متى أُوْكَلْ فَلَسْتَ بِوَائِلِ
جزى الله عنّا عبد شمس ونَوْفلاً
…
عقوبةَ شرٍّ عاجلاً غيرَ آجلِ
بميزان قِسْطٍ لا يُخِسُّ شعيرةً
…
له شاهد من نفسه غيرُ عائلِ
558 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَيَان، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبي - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ لا تَعُولُوا} - قَالَ: أَنْ لَا تَمِيلُوا، أرَاهُ
(1)
قال: عن ابن عباس.
= انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (1/ 291 و 296).
ومعنى قوله: ((وائل)) أي: ناجٍ. "لسان العرب"(11/ 715).
ومعنى قوله: ((لا يُخِسُّ)) أي: لا يقلل ولا ينقص. المرجع السابق (6/ 64).
[557]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 430) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 549 - 550 رقم 8490) من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل، عن هشيم، قال: أخبرنا داود بن أبي هند
…
، به نحوه، وذكر الشعر بمثل ما هنا.
ثم أخرجه ابن جرير برقم (8491) من طريق الزبير بن حريث، عن عكرمة - في هذه الآية:{ألا تعولوا} قال: أن لا تميلوا، قال: وأنشد بيتًا من شعر زعم أن أبا طالب قاله:
بميزان قسط لا يخسُّ شعيرة
…
وَوَازِنِ صدقٍ وَزْنُهُ غيرُ عائلِ
قال ابن جرير: ويروى هذا البيت على غير هذه الرواية:
بميزان صدقٍ لا يَغُلّ شعيرةً
…
له شاهد من نفسه غير عائل
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 105 / أ).
وأبو شعيب الحرّاني في "الفوائد المنتخبة"(ل 5 / ب).
كلاهما من طريق الزبير بن حريث، عن عكرمة، به نحو سياق ابن جرير السابق، لكن تصحّف اسم الزبير عند أبي شعيب إلى:((أبو الزبير)).
(1)
الشك من المصنف أو من شيخه خالد بن عبد الله الطحّان الواسطي، وقد رواه ابن أبي شيبة كما سيأتي من طريق آخر عن بيان، عن الشعبي، عن ابن عباس =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا}]
559 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا سَيَّار
(1)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
(2)
- فِي قَوْلِهِ عز وجل: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} -، قَالَ: كَانَ الزَّوْجُ إِذَا زوَّج أيِّمَهُ
(3)
أَخَذَ صَدَاقَهَا، فَنُهُوا عَنْ ذلك.
= فلا داعي للشك.
[558]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 430) وعزاه للمصنف وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4/ 361) من طريق شيخه إسحاق ابن منصور، عن هريم، عن بيان، عن الشعبي، عن ابن عباس، به نحوه، من غير شك.
وقد وقع خطأ في المطبوع من "مصنف ابن أبي شيبة"، فجاء الإسناد هكذا:((عن هريم بن سفيان، عن الشعبي))، والتصويب من المخطوط (1 / ل 228 / ب).
وأخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 105 / أ)، من طريق بشار بن موسى الخفّاف، عن عبيد الله بن عمرو الرَّقِّي، عن عبد الكريم الجزري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس به مثل لفظ المصنف.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(7/ 551 رقم 8500 و 8501) من طريق علي بن أبي طلحة، وعطية بن سعد العَوْفي كلاهما عن ابن عباس، به نحوه.
(1)
هو أبو الحكم.
(2)
هو ذَكْوَان السَّمَّان.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(3)
الأيِّم من النساء: هي التي لا زوج لها، بكرًا كانت أو ثيِّبًا، ومن الرجال: الذي لا امرأة له، والمقصود هنا من النساء. انظر "لسان العرب"(12/ 39).
[559]
سنده ضعيف لإرساله، وهو صحيح إلى أبي صالح إن كان سيّار سمع منه، فإني لم أجد من نصَّ على ذلك كما في "تهذيب الكمال"(8/ 514) و (12/ 314)، لكن سماعه منه محتمل، فإن أبا صالح توفي سنة إحدى ومائة، وسيّار توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة. انظر "التهذيب"(3/ 220) و (4/ 292).
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 431) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 105 / ب)، من طريق المصنف، به مثله، إلا أنه قال:((تزوج)) بدل قوله: ((زوج))، ولم يذكر باقي الآية من قوله: {منه نفسًا
…
} الخ.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 556 - 557 رقم 8522).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 105 / ب).
أما ابن جرير فمن طريق يعقوب بن إبراهيم، وأما ابن أبي حاتم فمن طريق يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، كلاهما عن هشيم، به، ولفظ ابن جرير: كان الرجل إذا زوّج ابنته عمد إلى صداقها فأخذه، قال: فنزلت هذه الآية في الأولياء: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ منه نفسًا فكلوه هنيئًا مرئيًا} .
وأما لفظ ابن أبي حاتم فهو: كان الرجل إذا زوج ابنته أخذ صداقها دونها، فنهاهم الله عن ذلك ونزل:{وآتوا النساء صدقاتهن نحلة} .
ثم أخرجه ابن أبي حاتم أيضًا (2 / ل 105 ب - 106 / أ) من طريق يزيد بن عبد العزيز وعلي بن هاشم، كلاهما عن هشيم، به مثل لفظه السابق، إلا أنه لم يذكر قوله: ((ونزل
…
)) الخ.
560 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدة
(1)
، قَالَ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ: هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الْهَنِيءِ الْمَرِيءِ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قال: من مهر امرأتك.
(1)
هو عُبَيْدة بن مُعَتِّب - بكسر المثنّاة المثقَّلة، بعدها موحَّدة -، الضَّبِّي، أبو عبد الرحيم الكوفي الضرير، روى عن إبراهيم النخعي وعامر الشَّعْبي وأبي وائل شَقيق بن سلمة وغيرهم، روى عنه شعبة والثوري وهشيم وغيرهم، وهو ضعيف اختلط بأخَرَةٍ، من الطبقة الثامنة؛ قال شعبة:((أخبرني عبيدة قبل أن يتغيّر))، وذكر عمرو بن الفلاس أن يحيى بن سعيد القطّان وعبد الرحمن بن مهدي لم يحدثا عنه، قال عمرو:((ورآني يحيى بن سعيد أكتب حديث عبيدة بن معتب، فقال: لا تكتبه، لا تكتبه))، وقال عمرو أيضًا:((كان عبيدة الضبّي ضريرًا سيء الحفظ متروك الحديث))، وذكره ابن المبارك فيمن يترك حديثه، وقال الإمام أحمد:((ترك الناس حديثه))، وضعفه ابن معين في رواية، وفي أخرى قال:((ليس بشيء))، وقال أبو زرعة:((ليس بقوي))، وقال أبو حاتم:((ضعيف الحديث))، وقال النسائي:((ضعيف، وكان قد تغير))، وقال في موضع آخر:((ليس بثقة))، وقال الساجي:((صدوق سيء الحفظ، يضعّف عندهم، نهى عنه ابن المبارك))، وقال ابن حبان:((اختلط بآخره، فبطل الاحتجاج به)). اهـ. من "الجرح والتعديل"(6/ 94 رقم 487)، و"التهذيب"(7/ 86 - 88 رقم 189)، و"التقريب"(ص 379 رقم 4416).
[561]
سنده ضعيف لضعف عُبيدة.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 555 رقم 8515) من طريق عمر بن عون، عن هشيم، به نحوه.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا}]
561 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا أَبُو حُرَّة
(1)
، وَأَنَا
(2)
يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أموالكم} - قَالَ: السُّفَهاء: الصِّغار، وَالنِّسَاءُ مِنَ السفهاء.
(1)
هو واصل بن عبد الرحمن، تقدم في الحديث [465] أنه ثقه عابد، إلا أن حديثه عن الحسن البصري فيه ضعيف؛ لأنه لم يسمعه منه.
(2)
القائل: وأخبرنا هو هشيم، ويونس هو ابن عبيد.
[561]
سنده صحيح من طريق هشيم، عن يونس، عن الحسن، وأما من طريق أبي حُرَّة فضعيف لما تقدم عن سماع أبي حُرَّة من الحسن.
وذكره، السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 433) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر.
وقد أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 106 / ب)، من طريق المصنف، به مثله سواء.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 561 رقم 8524 و 8526) من طريق عمرو بن عون، عن هشيم، عن يونس، عن الحسن، به بلفظ:((لا تعطوا الصغار والنساء))، ومن طريق هشيم، عن أبى حرة، عن الحسن قال:((النساء والصغار، والنساء أسفه السفهاء))، لكن تصحّف اسم أبي حُرَّة إلى: أبي حمزة.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (7/ 563 رقم 8541) من طريق الحسين بن داود سُنَيد، عن هشيم، عن يونس، عن الحسن، به بلفظ:((لا تَنْحَلوا الصغار)).
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (8525) من طريق يزيد بن زُرَيع، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:((المرأة والصبي)).
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 106 / أ) من طريق حماد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن بلفظ:((لا تَنْحَلوا الصغار أموالكم)). =
562 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَوْن بْنُ مُوسَى
(1)
، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ (قُرَّة)
(2)
يَقُولُ: عُودُوا
(3)
النِّسَاءَ، فَإِنَّهَا سَفِيهَةٌ، إِنْ أَطَعْتَهَا أَهْلَكَتْكَ.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَابْتَلُوا اليَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ}]
563 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ
(4)
، عن منصور
(5)
، عن مجاهد
= وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 146) عن معمر، عن الحسن، به بلفظ:((السفهاء: ابنك السفيه، وامرأتك السفيهة)).
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره" برقم (8527).
(1)
تقدم في الحديث [484] أنه ثقة.
(2)
في الأصل: ((مرة))، وهو معاوية بن قرّة بن إياس، تقدم في الحديث [8] أنه ثقة، وهو الذي يروي عنه عون بن موسى كما في "الجرح والتعديل"(6/ 386 رقم 2151).
(3)
لم تضبط في الأصل، وقد تكون:((عوِّدوا)) بتشديد الواو، من العادة، يقال: عوَّدته فاعتاد وتعوَّد كما في "لسان العرب"(3/ 318)، وعلى هذا يكون المعنى - والله أعلم-: عوِّدوا النساء استعمال المال في وجهه المشروع المباح، أو: عوِّدوهن مراجعتكم ومشاورتكم في استعمال المال.
وقد تكون الكلمة هكذا: ((عُوْدُوا)) بضم العين وسكون الواو، بعدها دال مضمومة، فيكون المعنى: راجعوهن وحاسبوهن، حتى لا يحصل منها سفه في استعمال المال. انظر "لسان العرب"(3/ 315).
[562]
سنده صحيح.
(4)
هو ابن عبد الحميد.
(5)
هو ابن المعتمر.
قَالَ: لَا يُدْفَعُ إِلَى الْيَتِيمِ مَالُهُ وَإِنْ شَمِطَ
(6)
، حَتَّى يُؤْنَسَ مِنْهُ رُشْدًا.
564 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبي، قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيشْمِط وما يُؤْنَسُ منه (رُشْدٌ)
(1)
.
(6)
شَمَطَ الشيءَ يَشْمِطُه شَمْطًا: إذا خَلَطَهُ، وكل خليطين خلطتَهما فقد شَمَطْتَهما.
والشَمَطُ في الشَّعَر: اختلافُه بلونين من سواد وبياض، والمقصود هنا: بياض شعر الرأس واللحية يخالطه سوداه. انظر "لسان العرب"(7/ 335 - 336).
[563]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 435) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 576 رقم 8584).
وابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 107 / أ).
أما ابن جرير فمن طريق سفيان الثوري، وأما ابن المنذر فمن طريق زائدة، كلاهما عن منصور، به، ولفظ ابن المنذر مثله، ولفظ ابن جرير نحوه، وقال:((وإن أخذ بلحيته)) بدل قوله: ((شمط))، وقال:((حتى يؤنس منه رشده: العقل)).
(1)
في الأصل: ((رشدًا)).
[564]
سند المصنف هنا فيه مغيرة بن مقسم، وتقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن إلا أن يدلِّس، ولم يصرح بالسماع هنا، لكنه قد توبع كما سيأتي، فالحديث صحيح لغيره.
فقد أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 107 / أ)، من طريق المصنف وأبي عبيد، كلاهما عن جرير، به بلفظ:((إن الرجل ليشمط وما أونس منه رشدًا)).
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(7/ 577 رقم 8586) فقال: حدثنى يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا أبو شُبْرمة، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إن الرجل ليأخذ بلحيته وما بلغ رشده. =
565 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ
(1)
، عَنْ مَنْصُورٍ
(2)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
(3)
- فِي قَوْلِهِ عز وجل: {فَإِنْ آنَسْتُمْ منهم رشدًا} -، قَالَ: الْعَقْلَ.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالمَعْرُوفِ}]
566 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو
(4)
، عَنْ عَطَاءٍ، وَعِكْرِمَةَ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} -، قالا: يضع يده
(5)
.
= وسنده صحيح رجاله كلهم ثقات تقدمت تراجمهم، وأبو شُبْرُمة هو عبد الله بن شُبْرُمة.
(1)
هو ابن عبد الحميد.
(2)
هو ابن المعتمر.
(3)
هو النّخعي.
[565]
سنده صحيح.
(4)
هو ابن دينار.
(5)
يوضحه ما جاء في بعض الروايات: ((يضع يده مع أيديهم فيأكل معهم؛ كقدر خدمته وقدر عمله)).
[566]
سنده صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 148) عن سفيان بن عيينة، به مثله.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(7/ 587 رقم 8625)
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(6/ 382 رقم 1426) عن ابن عيينة، به نحوه. =
567 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: يَسْتَسْلِفُهُ، فَإِذَا (أَيْسَرَ)
(1)
رَدَّه.
= وأخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 109 / أ) من طريق محمد بن مسلم، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سمعت عكرمة يقول - في قوله: {من كان غنيًا فليستعفف} - قال: الوَصِيّ؟ إذا كان غنيًا فلا يأكل: {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} ، قال: يضع يده.
وأخرجه ابن جرير برقم (8624) من طريق شعبة، عن عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة - في مال اليتيم -: يَدُكَ مع أيديهم، ولا تتخذ منه قَلَنْسُوة.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (7/ 593 رقم 8650) من طريق ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ أنه قال: يضع يده مع أيديهم فيأكل معهم، كقدر خدمته وقدر عمله.
وهذا بنصه في "تفسير مجاهد"(ص 146) من رواية عبد الرحمن بن الحسن القاضي، عن إبراهيم بن الحسين الهمذاني، عن آدم بن أبي إياس، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
(1)
في الأصل: ((يسر)).
[567]
سنده صحيح، وانظر في رواية ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ الحديث [184].
والحديث أخرجه ابن النحاس في "الناسخ والمنسوخ"(ص 112 - 113) من طريق روح بن عبادة، عن سفيان بن عيينة، به نحوه.
وهو في "تفسير مجاهد"(ص 146) من رواية عبد الرحمن بن الحسن القاضي، عن إبراهيم بن الحسين الهمذاني، عن آدم بن أبي إياس، عن ورقاء، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد قال:{يأكل بالمعروف} يعني سلفًا من مال يتيمه.
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص 88 رقم 192) عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد:{وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} ، قال: القرض.
ومن طريق سفيان الثوري أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 147).
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (7/ 585 =
568-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:((إِنَّ الْمَعْرُوفَ لَيْسَ بِلُبْسِ الكِتَّانِ وَلَا الحُلَلِ، ولكنْ مَا سَدَّ الجوع وَوارَى العَوْرة)) .
= رقم 8615) .
وابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 108 / ب) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(6 / 381 رقم 1421) عن ابن عليّة، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد- في قوله:{وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كان فقيرًا فليأكل بالمعروف} -: يستسلف منه يتّجر فيه.
وأخرجه ابن جرير (7 / 585 رقم 8614) من طريق عيسى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد:{فليأكل بالمعروف} - قال: سلفًا من مال يتيمه.
وأخرجه أيضًا برقم (8612 و 8613) من طريق شعبة، عن ابن أبي نجيح - في قوله:{فليأكل بالمعروف} - قال: قرضًا.
وسيأتي برقم [575] من طريق حجاج بن أرطأة، عَنْ مُجَاهِدٍ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ.
[568]
سنده ضعيف؛ مغيرة بن مقسم الضبّي تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه يدلّس لا سيّما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه، ولم يصرِّح بالسماع.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7 / 587 رقم 8626) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، به مثله سواء.
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص89 رقم 194) عن مغيرة، به بلفظ:((مَا سَدَّ الْجُوعَ وَوَارَى الْعَوْرَةَ)) ، ولم يذكر باقي الحديث.
ومن طريق سفيان أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1 / 147) وزاده: ((ليس بلبس الكتان ولا الحلل)) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره" برقم (8628) .
والنحاس في "الناسخ والمنسوخ"(ص113) . =
569 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: إِنْ كَانَ وليَّ الْيَتِيمِ، أَكَلَ مَكَانَ قِيَامِهِ عَلَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ.
570 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ
(1)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْباني، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: يَضَعُ الْوَصِيُّ يَدَهُ مَعَ أَيْدِيهِمْ، وَلَا يَلْبَسُ الْعِمَامَةَ فما فوقها.
= وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (8627 و 8630) من طريقين آخرين عن سفيان، به نحو لفظ المصنف.
وأخرجه عبد بن حميد وابن المنذر في "تفسيريهما" كما هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 108 / ب و 109 / أ).
أما عبد فمن طريق زائدة، وأما ابن المنذر فمن طريق زهير، كلاهما عن مغيرة، به نحوه.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 109 / أ) من طريق أبي جعفر الرازي، عن مغيرة، به نحوه.
وأخرجه عبد الرحمن بن الحسن القاضي في "تفسير مجاهد"(ص 146) من طريق ورقاء، عن مغيرة، به نحوه.
[569]
سنده صحيح إن كان يعقوب بن عبد الرحمن سمع من هشام بن عروة، فإني لم أجد من نص على ذلك. / انظر "تهذيب الكمال" المخطوط (3/ 1443 و 1552).
(1)
هو ابن عبد الحميد.
[570]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 436) وعزاه للمصنف والفريابي وابن المنذر والبيهقي.
وقد أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 109 / أ). =
571 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
(1)
، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ قَالَ: إِنَّ فِي حِجْرِي يَتِيمًا، أفَأشْرَبُ مِنَ اللَّبَنِ؟ قَالَ: إِنْ كنتَ تَرُدُّ نَادَّتَها
(2)
، وتَلُوطُ
(3)
حَوْضَها، وتَهْنأ
(4)
جَرْبَاها، فَاشْرَبْ غَيْرَ مُضِرٍّ بِنَسْلٍ، ولا نَاهِكٍ
(5)
في حَلْب.
= والبيهقي في "سننه"(6/ 4) في البيوع، باب الولي يأكل من مال اليتيم.
كلاهما من طريق المصنف، به مثله سواء.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(6/ 381 رقم 1422) من طريق جرير، به نحوه.
وأخرجه البيهقي في الموضع السابق من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أبي إسحاق الشيباني، به نحوه، إلا أنه اشترط فقال:((إن كان فقيرًا)).
وأخرجه أيضًا من طريق إسماعيل السُّدِّي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: يأكل مال اليتيم بأصابعه لا يزيد على ذلك.
(1)
هو ابن قيس الأنصاري.
(2)
أي: الشارد منها، يقال: ندَّ البعير: إذا شَرَد وذهب على وجهه. انظر "النهاية في غريب الحديث"(5/ 35).
(3)
أي: تطيِّنُه وتُصلحه. المرجع السابق (4/ 277).
(4)
في الأصل: ((وتهنى))، وقد أخرجه البيهقي كما سيأتي من طريق المصنف على الصواب.
والمعنى: تعالج جَرَبَ إبله بالقَطِران، يقال: هَنَأتُ البعير أَهْنَؤُهُ: إذا طَلَيْتُهُ بالهِناء، وهو القَطِران. انظر "النهاية"(5/ 277).
(5)
أي غير مبالغ فيه. يقال: نَهَكْتُ الناقة حَلَبًا أَنْهَكُها: إذا لم تُبْقِ في ضرعها لبنًا. المرجع السابق (5/ 137).
[571]
سنده صحيح، وصحح سنده النحاس في "الناسخ والمنسوخ"(ص 113). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 437) وعزاه للمصنف والإمام مالك وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر والنحاس في "ناسخه".
وقد أخرجه البيهقي في "سننه"(6 / 4) في البيوع، باب الولي يأكل من مال اليتيم، من طريق المصنف، به مثله سواء.
وأخرجه الإمام مالك في "الموطأ"(2 / 934 رقم 33) في صفة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، عن شيخه يحيى بن سعيد به نحوه.
ومن طريق الإمام مالك أخرجه النحاس في "الناسخ والمنسوخ"(ص113) .
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص 91 رقم 202) عن شيخه يحيى بن سعيد، به نحوه.
ومن طريق سفيان الثوري أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1 / 147)
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7 / 588 - 589 رقم 8632) .
وأخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 108 / ب) من طريق حماد بن سلمة.
والبيهقي في "سننه"(6 / 284) في الوصايا، باب والي اليتيم يأكل من ماله إذا كان فقيرًا، من طريق جعفر بن عون.
والنحاس في الموضع السابق من طريق شعبة.
ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد، به، ولفظ ابن المنذر والبيهقي نحوه وفيه زيادة، وأما النحاس فقرنه برواية الإمام مالك السابقة.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1 / 146) من طريق معمر، عن الزهري، عن القاسم ابن محمد قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ العباس فقال: إن في حجري أموال يتامى، وهو يستأذنه أن يصيبه فيها. قال ابن عباس: ألست تبغي ضالّتها؟ قال: بلى، قال: ألست تهنأ جرباها؟ قال: بلى، قال: ألست تلوط حياضها؟ قال: بلى، قال: ألست تفرط عليها يوم وردها؟ قال: بلى، قال: فأصب من رسلها - يعني من لبنها -. اهـ.
ومعنى قوله: ((تفرط عليها يوم وردها)) ، أي: تتقدمها إلى الماء، يقال: فَرَط يَفْرِطُ، فهو =
572 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَسُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ العُرَنِيّ
(1)
، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِمَّ أَضْرِبُ يَتِيمِي؟ قَالَ:((مِمَّا كُنْتَ ضَارِبًا مِنْهُ وَلَدَكَ))، قَالَ: فَأُصِيبُ مِنْ مَالِهِ؟ قَالَ: ((غَيْرَ مُتَأثِّلٍ
(2)
مَالًا، وَلَا وَاقٍ مالك بماله)).
= فَارِطٌ وفَرَطٌ: إذا تقدَّم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء، ويُهِّئ لهم الدِّلاء والأَرْشِيَةَ. انظر "النهاية في غريب الحديث"(3/ 343).
(1)
هو الحسن بن عبد الله العُرَنِيِّ - بضم المهملة وفتح الراء بعدها نون -، البَجَليّ، الكوفي، روى عن ابن عباس ولم يدركه، وروى عن عمرو بن حريث وسعيد بن جبير وغيرهم، روى عنه الحكم بن عتيبة وسلمه بن كهيل ويحيى بن ميمون وغيرهم، وهو ثقة من الطبقة الرابعة؛ وثقه ابن سعد والعجلي وأبو زرعة وذكره ابن حبان في ثقات التابعين وقال:((يخطئ))، وقال ابن معين:((صدوق ليس به بأس، إنما يقال: إنه لم يسمع من ابن عباس))، وقال الإمام أحمد:((الحسن العرني لم يسمع من ابن عباس شيئًا))، وقال أبو حاتم:((لم يدركه)). اهـ. من "الجرح والتعديل"(3/ 45 رقم 194)، و"الثقات" لابن حبان (4/ 125)، و"التهذيب"(2/ 290 - 291 رقم 519)، و"التقريب"(ص 161 رقم 1252).
والراوي عن الحسن العُرَني هنا هو عمرو بن دينار، ولم أجد من نصّ على أنه روى عنه، وسماعه منه محتمل جدًّا، فكلاهما في طبقة واحدة، فالحسن تقدم أنه من الطبقة الرابعة، وعمرو من الرابعة أيضًا كما في "التقريب"(ص 421 رقم 5024)، واللقي بينهما ممكن؛ لأن عمرو بن دينار مكّي، فلو لم يكن بينهما تواصل في رحله علميه؛ لأمكن أن يكون هناك تواصل في حج أو عمرة، والله أعلم.
(2)
المُتَأَثِّلُ: هو الجامع، وكل شيء له أصل قديم أو جُمع حتى يصير له أصل، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فهو مؤثَّل. "غريب الحديث" لأبي عبيد (1 / 192) .
[572]
سنده ضعيف لإرساله، وهو صحيح لغيره بما سيأتي له من شواهد، لكن دون ذكر الضرب.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 437) وعزاه للمصنف وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي شيبة والنحاس في "ناسخه".
وقد أخرجه البيهقي في "سننه"(6 / 4) في البيوع، باب الولي يأكل من مال اليتيم، من طريق المصنف، به مثله، إلا أنه قال:((منه يتيمي)) ، و:((مما كنت منه ضاربًا ولدك)) ، و ((أفأصيب)) .
قال البيهقي عقبه: ((هذا مرسل)) .
وأخرجه عبد الرزاق في "التفسير"(1 / 148) .
وعبد بن حميد في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 108 / أ) .
كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو، به نحوه.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7 / 593 رقم 8648) .
والنحاس في "الناسخ والمنسوخ"(ص114) .
إلا أن اسم الحسن العرني تصحّف عندهما إلى: ((الحسن البصري)) .
وأخرجه عبد الرزاق في الموضع السابق.
وأبو عبيد في "غريب الحديث"(1 / 191 - 192) .
وابن أبي شيبة في "المصنف"(6 / 379 - 380 رقم 1418) .
أما عبد الرزاق فمن طريق معمر، وأما أبو عبيد وابن أبي شيبة فمن طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة، كلاهما عن أيوب، عن عمرو بن دينار، به نحوه.
وأخرجه عبد الرزاق أيضًا (1 / 149) من طريق الزبير بن موسى، عن الحسن العرني، به نحوه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير برقم (8649)، وتصحّف عنده اسم ((الحسن العرني)) إلى:((الحسن البصري)) أيضًا.
هكذا رواه الحفاظ: سفيان بن عيينة وحماد بن زيد وأيوب السختياني، عن عمرو بن دينار.
وخالفهم أبو عامر الخزَّاز صالح بن رُسْتُم، فرواه عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جابر بن عبد الله، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، به نحوه.
أخرجه ابن حبان في "صحيحه"(10 / 54 - 55 رقم 4244 / الإحسان) .
والطبراني في "المعجم الصغير"(1 / 89) .
وابن عدي في "الكامل"(4 /1390) .
ومن طريقه وطريق آخر أخرجه البيهقي في الموضع السابق من "سننه"، وفي "شعب الإيمان"(9 / 466 - 467 رقم 4882) .
وأخرجه ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(1 / 453) .
جميعهم من طريق مُعَلّى بن مهدي، عن جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعي، عَنْ أبي عامر، به.
قال الطبراني: ((لم يروه عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جابر إلا أبو عامر الخزَّاز، ولا عنه إلا جعفر بن سليمان، تفرد به معلى بن مهدي)) .
وقال ابن عدي: ((لا أعرفه إلا من هذا الطريق، وهو غريب، ولا أعلم يرويه عن أبي عامر غير جعفر بن سليمان)) .
وأعله البيهقي بقوله: ((كذا رواه، والمحفوظ ما أخبرنا
…
)) ، ثم ذكر الحديث من طريق المصنف عن ابن عيينة وحماد بن زيد.
وهذا يدل على إعلال هؤلاء الحفاظ لرواية أبي عامر لمخالفتها لما رواه ابن عيينة ومن معه.
وتقدم في الحديث [459] أن أبا عامر صالح بن رستم صدوق كثير الخطأ.
وللحديث شاهدان دون ذكر الضرب. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الأول: حديث هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أنه سمع عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ:{وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كان فقيرًا فليأكل بالمعروف} ، أنزلت في والي اليتيم الذي يُقيم عليه ويُصلحُ في ماله: إن كان فقيرًا أكل منه بالمعروف.
أخرجه البخاري في "صحيحه"(4 / 406 رقم 2212) في البيوع، باب من أجرى أمر الأمصار على ما يتعارفون بينهم في البيوع والإجارة والميكال والوزن، و (5 / 392 رقم 2765) في الوصايا، باب وما للوصيّ أن يعمل في مال اليتيم وما يأكل منه بقدر عمالته، و (8 / 241 رقم 4575) في تفسير سورة النساء من كتاب التفسير، باب:{وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} .
ومسلم في "صحيحه"(4 / 2315 - 2316 رقم 10، 11) في كتاب التفسير.
كلاهما من طريق هشام بن عروة، به، واللفظ للبخاري.
الثاني: حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رجلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني فقير ليس لي شيء، ولي يتيم، قال:((كل من مال يتيمك غير مسرف ولا مباذر ولا متأثِّل)) .
أخرجه النسائي في "سننه"(6 / 256) في الوصايا، باب ما للوصي من مال اليتيم إذا قام عليه، واللفظ له.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(2 / 186 و 215 - 216) .
وأبو داود في" سننه"(3 / 292 - 293 رقم 2872) في الوصايا، باب ما جاء في ما لولي اليتيم أن ينال من مال اليتيم.
ومن طريقه البيهقي في "سننه"(6 / 284) في الوصايا، باب والي اليتيم يأكل من ماله إذا كان فقيرًا.
وأخرجه ابن ماجه في "سننه"(2 / 907 رقم 2718) في الوصايا، باب قوله:{وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} .
وابن الجارود في "المنتقى"(3 / 218 - 219 رقم 952) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 108 / أوب) . =
573 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا يُونُسُ وَمَنْصُورٌ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي وَلِيِّ الْيَتِيمِ قَالَ: إِذَا كَانَ مُحْتَاجًا يَضَعُ يَدَهُ مَعَ يَدِ الْيَتِيمِ.
574 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبِيْدَةَ
(1)
عَنْ قَوْلِهِ عز وجل: {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بالمعروف} ، قَالَ: هُوَ قَرْضٌ، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ عز وجل:{فَإِذَا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا [ل 123/ب] عليهم} ؟
= جميعهم من طريق حسين المعلِّم، عن عمرو بن شعيب، به، زاد ابن ماجه:((قال: وأحسبه قال: ولا تقي مالك بماله)).
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(8/ 241): ((إسناده قوي)).
وعليه فالحديث بهذين الشاهدين صحيح لغيره، عدا ذكر الضرب فليس له ما يشهد له، والله أعلم.
[573]
سنده صحيح من طريق يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ البصري، وأما من طريق منصور بن زَاذَان عن الحسن فالخوف أن يكون هشيم دلَّسَه تدليس العطف الذي تقدم الكلام عنه في الحديث [380]، فإنه لم يصرح هنا بالسماع من منصور.
(1)
هو السَّلْماني.
[574]
سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 583 رقم 8602) من طريق يعقوب بن إبراهيم الدَّوْرَقي، عن هشيم، به نحوه.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(6/ 380 رقم 1420).
وابن جرير برقم (8600).
كلاهما من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عُلَيَّة، عن سلمة بن علقمة، به نحوه.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 147 - 148). =
575 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا حَجَّاج
(1)
، عَمَّنْ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، (وَمُجَاهِدًا)
(2)
، يَقُولَانِ ذلك.
= ومن طريق ابن جرير في "تفسيره" برقم (8601).
وأخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 108 / ب).
كلاهما من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، به، ولفظ عبد الرزاق نحوه، إلا أنه لم يذكر قوله: ((ألا ترى
…
)) الخ.
وأما ابن المنذر فلفظه: عن عبيدة قال: ولي اليتيم يأكل ويقضي.
وأخرجه عبد الرزاق أيضًا (1/ 148) من طريق أيوب عن ابن سيرين، به مثل لفظه السابق.
ومن طريقه أخرجه ابن جرير أيضًا برقم (8603).
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (8599) من طريق يُونُسُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ عبيدة، به بلفظ:((الذي ينفق من مال اليتيم يكون عليه قرضًا)).
(1)
هو ابن أَرْطَأة، تقدم في الحديث [170] أنه صدوق كثير الخطأ والتدليس.
(2)
في الأصل: ((ومجاهد)).
[575]
سنده ضعيف لضعف حجاج من قبل حفظه وإبهام الواسطة بينه وبين سعيد ومجاهد، وهو صحيح لغيره كما سيأتي.
وأخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 108 / ب) من طريق شجاع بن مخلد، عن هشيم، عن حجاج، عن مجاهد وسعيد أنهما قالا: هو القرض، ما أصاب منه من شيء قضاه إذا أيسر.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 584 رقم 8607)، من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، عن حجاج، عن سعيد بن جبير، به بمثل لفظ ابن المنذر.
ثم أخرجه ابن جرير أيضًا برقم (8616) من نفس الطريق، عن مجاهد، به مثل سابقه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد تصحّف اسم هشيم في إسناد ابن المنذر إلى: ((هشام)) .
وإسناد المصنف سعيد بن منصور يتبين منه أن حجاج بن أرطأة تلقى الحديث عن مجاهد وسعيد بواسطة أبهمها.
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص89 رقم 193) عن شيخه حماد بن أبي سليمان، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قوله تعالى:{وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قال: هو القرض.
وسنده صحيح.
حماد بن أبي سليمان تقدم في الحديث [514] أنه ثقة إمام مجتهد.
ومن طريق أبي سفيان أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1 / 147) .
وابن أبي شيبة في "المصنف"(6 / 381 رقم 1424) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7 / 585 رقم 8615) .
وابن المنذر في الموضع السابق.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" برقم (8606 و 8608 و 8609 و 8610) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 109 / أ) .
والنحاس في "الناسخ والمنسوخ"(ص113) .
أما ابن جرير فمن طريق إدريس بن يزيد والد عبد الله بن إدريس، ومن طريق هشام الدستوائي وشعبة، وأما ابن أبي حاتم فمن طريق هشام الدستوائي، وأما النحاس فمن طريق شعبة، ثلاثتهم عن حماد بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير، به، أي أنه قرض، لكن لفظ رواية ابن أبي حاتم - بعد أن ذكر الآية - هكذا:((قال: قرضًا)) وإذا حضرته الوفاة ولم يجد ما يؤدي فليستحلّه من اليتيم، فإن كان صغيرًا فليستحلّه من وليِّه)) .
وأخرجه أيضًا ابن أبي حاتم أيضًا (2 / ل 108 / ب) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير قوله:{وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} ، يعني في القرض قدر ما يبلغ قوتًا، فإن أيسر ردّ عليه، وإن لم =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذَا حَضَرَ القِسْمَةَ أُولُو القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا}]
576 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانة
(1)
، عَنْ أَبِي بِشْر
(2)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ قَدْ نُسِخَتْ: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} ، قَالَ: لَا وَاللَّهِ، مَا نُسِخَتْ، وَلَكِنَّهَا مِمَّا تَهَاوَنَ النَّاسُ بِهَا، وَهُمَا وَلِيَّانِ: وَلِيٌّ يَرِثُ، فَذَلِكَ الَّذِي يَرْزُق، وَوَلِيٌّ لَيْسَ بِوَارِثٍ، فَذَلِكَ الَّذِي يَقُولُ قَوْلًا مَعْرُوفًا: إِنَّهُ مَالُ يَتَامَى وَمَا لِي فيه شيء.
= يوسر حتى يموت فلا إثم عليه، ولم يُرخص في أموال اليتامى في غير هذا.
وقد مضى الحديث بإسناد صحيح برقم [567] عن مجاهد.
(1)
هو وَضَّاح بن عبد الله.
(2)
جعفر بن إياس.
[576]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 440) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد والبخاري وأبي داود في "الناسخ والمنسوخ" وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي، إلا أنه جعله عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس.
وقد أخرجه البيهقي في "سننه"(6/ 267) في الوصايا، باب ما جاء في قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ
…
} الآية، أخرجه من طريق المصنف، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس: إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ هَذِهِ الآية نسخت: {وإذا حضر القسمة أولوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} ، لَا وَاللَّهِ مَا نُسِخَتْ، وَلَكِنَّهَا مِمَّا تَهَاوَنَ النَّاسُ بِهَا، وَهُمَا واليان، وال يرث، فذلك الذي يرزق، ووالٍ ليس بوارث، فذاك الَّذِي يَقُولُ قَوْلًا مَعْرُوفًا: إِنَّهُ مال يتامى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وما لي فيه شيء. اهـ.
كذا رواه البيهقي من طريق المصنف على أنه من رواية سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس، بخلاف ما هنا في النسخة، ثم قال البيهقي بعد أن رواه: ((رواه البخاري في الصحيح عن أبي النعمان عارم، عن أبي عوانة بلا شك، والشك مني في إسنادي
…
، ورواه يحيى بن سعيد، عن أبي عوانة لم يجاوز به سعيد بن جبير، وكذلك رواه شعبة وهشيم عن أبي بشر)) . اهـ.
فهذا يدل على أن البيهقي شك في إسناده، وشكّه في محلّه، فإن رواية المصنف موافقة لرواية الأكثرين الذين رووه عن أبي عوانة ليس فيه ذكر لابن عباس، وخالفهم أبو النعمان عارم واسمه محمد بن الفضل السدوسي، فزاد في إسناده ابن عباس.
أخرجه البخاري في "صحيحه"(5 / 388 رقم 2759) في الوصايا، باب قول الله عز وجل: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ
…
} الآية، فقال: حدثنا محمد بن الفضل أبو النعمان، حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قال: إن ناسًا يزعمون أن هذه الآية نُسخت، ولا وَاللَّهِ مَا نُسِخَتْ، وَلَكِنَّهَا مِمَّا تهاون الناس، هما واليان: وال يرث، وذاك الذي يرزق، ووال لا يرث، فذاك الذي يقول بالمعروف؛ يقول: لا أملك لك أن أعطيك.
وخالف أبا النعمان جمع من الحفاظ، منهم يحيى بن سعيد القطان على ما ذكر البيهقي، وسعيد بن منصور، وأبو داود الطيالسي، وغيرهم، فرووه عن أبي عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سعيد بن جبير من قوله، وكذا رواه شعبة وهشيم عن أبي بشر.
فقد أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 110 / ب)، فقال: حدثنا يحيى بن محمد، ثنا أبو عمر، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: إن ناسًا يزعمون
…
، فذكره بنحو سياق البيهقي.
وأخرجه ابن أبي حاتم في الموضع السابق من "تفسيره"، فقال: حدثنا يونس بن حبيب، =
577-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{فارزقوهم منه} -، قَالَ: حَقٌّ وَاجِبٌ مِمَّا طَابَتْ به الأنفس.
= ثنا أبو داود - يعني الطيالسي -، ثنا شعبة وهشيم، وأبو عوانة، كلهم عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بن جبير - في قول الله عز وجل:{فارزقوهم منه} -، قال: هما واليان
…
، الحديث بنحوه.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(8 / 8 و 15 و 18 رقم 8665 و 8698 و 8606) ، من طريق هشيم وشعبة، كلاهما عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بن جبير قال
…
، فذكره بنحو لفظ المصنف من قول سعيد، إلا أن حديث شعبة إنما هو من قوله: ((هما وليّان
…
)) الخ.
[577]
سنده صحيح، وانظر الحديث [184] في رواية ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ.
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص89 رقم 196) عن ابن أبي نجيح، به نحوه.
ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1 / 149) .
ومن طريق عبد الرزاق وطريق أخرى عن سفيان أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(8 / 8 رقم 8664) .
وأخرجه أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ"(ص29 رقم 34) .
وابن جرير أيضًا برقم (8662) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / 110 / ب) .
والنحاس في "الناسخ والمنسوخ"(ص115) .
جميعهم من طريق سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" أيضًا (8 / 8 - 9 رقم 8670) من طريق عيسى بن ميمون، عن ابن أبي نجيح، به نحوه.
578 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا مَنْصُورٌ
(1)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَر
(2)
، قَالَ: ثَلَاثُ آيَاتٍ مَدَنِيَّاتٌ مُحْكَمَاتٌ ضَيَّعَهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} ، وَآيَةُ الَاسْتِئْذَانِ:{وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ}
(3)
(4)
.
(1)
هو ابن زَاذَان.
(2)
هو يحيى بن يَعْمَر - بفتح التحتانية والميم، بينهما مهملة-، القَيْسي، الجَدَلي، البصري نزيل مَرْو وقاضيها، روى عن عثمان وعلي وأبي ذر وأبي هريرة وغيرهم، روى عنه سليمان التَّيْمي وعبد الله بن بريدة وعكرمة وقتادة وغيرهم، وهو ثقة فصيح، روى له الجماعة، ووثقه ابن سعد وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:((كان من فصحاء أهل زمانه وأكثرهم علمًا باللغة مع الورع الشديد))، واختلف في وفاته، فقيل: توفي سنة تسع وثمانين للهجرة، وقيل: مات في حدود العشرين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(9/ 196 رقم 817)، و"التهذيب"(11/ 305 - 306 رقم 588)، و"التقريب"(ص 598 رقم 7678).
(3)
الآية (58) من سورة النور.
(4)
الآية (13) من سورة الحجرات.
[578]
سنده رجاله ثقات، لكنه ضعيف لأن قتادة مدلس كما تقدم بيانه في الحديث [14]، ولم يصرح هنا بالسماع.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 440) وعزاه للمصنف وابن جرير وابن المنذر. =
579 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ
(1)
، عَنِ الْحَسَنِ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وإذا حضر القسمة أولوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} -، قَالَ: فَغَيْرُ قَرَابَةِ الْمَيِّتِ يُرْضَخُ
(2)
لَهُمُ القَدَحُ أَوِ الشَّيْءُ، فَكَانَ يَقُولُ لَهُمْ: إِنَّهَا لَمْ تُنْسَخْ.
= وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(8/ 9 رقم 8672).
وابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 111 / أ).
أما ابن جرير فمن طريق حسين بن داود، وأما ابن المنذر فمن طريق علي بن حجر، كلاهما عن هشيم، به، ولفظ ابن المنذر مثل لفظ المصنف، ولفظ ابن جرير نحوه.
(1)
هو ابن عبيد.
(2)
الرَّضْخُ: هو العطيَّة القليلة. "النهاية في غريب الحديث"(2/ 228).
[579]
سنده صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 149) عن معمر، عن الحسن - في قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ
…
} - قال: هي محكمة، وذلك عند قسمة ميراث الميت.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه النحاس في "الناسخ والمنسوخ"(ص 116).
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(8/ 9 رقم 8671) من طريق أبي سفيان، عن معمر، عن الحسن، به بلفظ: هي محكمة.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (8667) من طريق مطرِّف، عن الحسن قال: هي ثابتة، ولكن الناس بخلوا وشحّوا.
وكذا أخرجه ابن الجوزي في "نواسخ القرآن"(ص 254)، إلا أن اسم مطرِّف. وقع في المطبوع هكذا:((مطر)).
580-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا يُونُسُ وَمَنْصُورٌ، عَنِ الْحَسَنِ، وَمُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُمَا قَالَا: هِيَ مُحْكَمَةٌ وَلَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ.
[580] سنده صحيح إلى الحسن البصري، لكن من طريق يونس بن عبيد، وأما من طريق منصور بن زاذان فالخوف أن يكون هشيم دلَّسه تدليس العطف الذي تقدم الكلام عنه في الحديث [380] ، فإنه لم يصرح هنا بالسماع من منصور، ولم يصرح أيضًا بالسماع من مغيرة بن مقسم، ومع ذلك فمغيرة أيضًا يدلّس لا سيّما عن إبراهيم النخعي كما سبق بيانه في الحديث [54] ، وهذا من روايته عنه ولم يصرح بالسماع، فالإسناد إلى إبراهيم ضعيف.
وأخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 111 / أ) من طريق المصنف، به مثله.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(8 / 8 رقم 8666) من طريق يعقوب بن إبراهيم، حدثنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم
…
، فذكره بمثله.
ثم أخرجه ابن جرير برقم (8668) من طريق الحسين بن داود سُنَيد، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا منصور والحسن قَالَا: هِيَ مُحْكَمَةٌ وَلَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ.
كذا قال!! وفي الإسناد خطأ بلا شك، فهشيم لا يروي عن الحسن البصري إلا بواسطة، والظاهر أنه رواه بمثل رواية المصنف هنا، فحصل تصحيف من النساخ، أو يكون حسين بن داود أخطأ فيه، فإنه ضعيف كما سبق في الحديث [206] .
وأخرجه ابن الجوزي في "نواسخ القرآن"(ص254) من طريق الإمام أحمد، عن هشيم، أبنا مغيرة، عن إبراهيم، فذكره بمثله.
ومضى الحديث برقم [579] بإسناد صحيح عن الحسن.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" برقم (8660 و 8663) .
581 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، عَنْ عَوْفٍ
(1)
، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: كَانُوا يَرْضَخُون
(2)
لَهُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدُهُمُ الْقِسْمَةَ.
582 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبر، عَنِ الضَّحّاك - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{فارزقوهم منه} - قَالَ: هِيَ مَنْسُوخَةٌ بِالْمِيرَاثِ
(3)
.
583 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا مُغِيرَةُ، عَنِ الشَّعْبي، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: لأحْيِيَنَّ الْيَوْمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عز وجل، وَلَوْ مِنْ نصيبي
(4)
.
= وابن الجوزي في "نواسخ القرآن"(ص 255).
كلاهما من طريق سفيان الثوري، عن مغيرة، عن إبراهيم، بمثله.
(1)
هو ابن جميلة الأعرابي.
(2)
أي للمذكورين في الآية: القرابة الذين لا يرثون واليتامى والمساكين، والرَّضْخُ: هو العطية القليلة. "النهاية في غريب الحديث"(2/ 228).
[581]
سنده رجاله ثقات، إلا أن هشيمًا مدلس، ولم يصرح هنا بالسماع، وصرّح به في رواية ابن جرير للحديث في "تفسيره"(8/ 13 - 14 رقم 8690) بنحوه، لكن الراوي عن هشيم عنده هو الحسين بن داود سُنَيد، وتقدم في الحديث [206] أنه ضعيف.
(3)
يعني بقوله تعالى: {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين
…
} الأية (11) من سورة النساء.
[582]
سنده ضعيف جدًّا لشدة ضعف جويبر كما في ترجمته في الحديث [93].
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(8/ 10 رقم 8680) من طريق حسين بن داود، عن هشيم، به بلفظ:((نسختها المواريث)).
(4)
يعني العمل بقوله تَعَالَى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} ، فيعطي من نصيبه، فيكون عمل بهذه الآية، وهو إحياء لها. =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}]
584 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا أَبُو إِسْحَاقَ
(1)
، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} -، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا حَضَرَ
(2)
فَقَالَ لَهُ: أوْصِ لِفُلَانٍ، أوْصِ لِفُلَانٍ، وَافْعَلْ كَذَا، وَافْعَلْ كَذَا، حَتَّى يضرَّ ذَلِكَ بِوَرَثَتِهِ، فَقَالَ اللَّهُ عز وجل:{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضعافًا خافوا عليهم} ، قَالَ: لِيَنْظُرُوا لِوَرَثَةِ هَذَا كَمَا يَنْظُرُ أَحَدُهُمْ لِوَرَثَةِ نَفْسِهِ، فَلْيَتَّقُوا الله، وليأمروه بالعدل والحق.
[583] سنده ضعيف؛ مغيرة بن مقسم تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه يدلّس، ولم يصرِّح هنا بالسماع.
(1)
أبو إسحاق الذي يروي عن مجاهد هو السَّبيعي، لكن هشيمًا هنا يقول: حدثنا أبو إسحاق، وهو لم يلقه، وإنما يروي عن أبي إسحاق الشيباني سيلمان بن أبي سليمان، لكن الشيباني لا يروي عن مجاهد، فالخوف أن يكون هشيم دلّس هنا تدليس الشيوخ الذي بينه العلماء، قال يحيى بن معين:((لم يلق أبا إسحاق السبيعي، وإنما كان يروي عن أبي إسحاق الكوفي وهو عبد الله بن ميسرة، وكنيته أبو عبد الجليل، فكنّاه هشيم كنية أخرى)). "التهذيب"(11/ 63)، وسبق بيان ذلك في الحديث [489] وأن عبد الله بن ميسرة هذا ضعيف.
(2)
أي حضر عند رجل يوصي.
[584]
سنده ضعيف لأن أبا إسحاق الذي يروي عنه هشيم هنا هو الكوفي عبد الله بن ميسرة كما سبق، وهو ضعيف، والحديث صحيح لغيره عن مجاهد كما سيأتي. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 442) وعزاه للمصنف وآدم والبيهقي.
وقد أخرجه آدم بن أبي إياس في "تفسير مجاهد"(ص147) من روايته عن ورقاء، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد - في قوله:{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خلفهم ذرية ضعافًا} - قال: هذا عند الوصية، فيقول له من حضره: أقللت فأوص لفلان، ولآل فلان، يقول الله عز وجل:{وليخش} أولئك، وليقولوا كما يحبون أن يقال لهم في ولده بعده:{وليقولوا قولاً سديدًا} ، يعني: عدلاً.
وسنده صحيح، فرواية ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ تقدم في الحديث [184] أنها صحيحة.
ووَرْقَاء بن عمر بن كليب اليَشْكُري، أبو بشر الكوفي نزيل المدائن، يروي عن أبي إسحاق السَّبيعي وزيد بن أسلم والأعمش ومنصور بن المعتمر وابن أبي نجيح وغيرهم، روى عن شعبة وابن المبارك وأبو نعيم وآدم بن أبي إياس وغيرهم، وهو ثقة، وفي حديثه عن منصور لين، روى له الجماعة، وقال أبو داود الطيالسي:((قال لي شعبة: عليك بورقاء، فإنك لن تلقى مثله حتى ترجع)) ، قال محمود بن غيلان: قلت لأبي داود: أي شيء عنى بذلك؟ قال: أفضل وأورع وخير منه، وقال شبابة:((قال لي شعبة: أكتب أحاديث ورقاء عن أبي الزناد)) ، وقال الإمام أحمد:((ثقة صاحب سنّة)) ، قيل له: كان مرجئًا؟ قال: لا أدري، وقال حرب: قلت لأحمد: ورقاء أحب إليك في تفسير ابن أبي نجيح أو شبل؟ قال: ((كلاهما ثقة، وورقاء أوثقهما، إلا أنهم يقولون: لم يسمع التفسير كله، يقولون: بعضه عرض)) ، وقال علي بن المديني عن يحيى بن سعيد القطان: قال معاذ: قال ورقاء: كتاب التفسير قرأت نصفه على ابن أبي نجيح، وقرأ عليَّ نصفه)) ، وقال الدوري: قلت لابن معين: أيما أحب إليك، تفسير ورقاء، أو تفسير شيبان وسعيد عن قتادة؟ قال:((تفسير ورقاء؛ لأنه عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مجاهد)) ، قلت: فأيما أحب إليك، تفسير ورقاء، أو ابن جريج؟ قال: ((ورقاء، لأن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن جريج لم يسمع من مجاهد إلا حرفًا)) ، وقا ابن أبي مريم، عن معين:((ورقاء ثقة)) ، وقال أبو حاتم:((كان شعبة يثني عليه، وكان صالح الحديث)) ، وقال عمرو بن علي الفلاّس:((سمعت معاذ بن معاذ، وذكر ورقاء، فأحسن عليه الثناء، ورضيه، وحدَّثَنا عنه)) ، وكانت وفاته سنة نَيْف وستين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(9 / 50 - 51 رقم 216) ، و"تذكرة الحفاظ"(1 / 230 - 231) ، و"التهذيب"(11 / 113 - 115 رقم 200)
وقد تكلم بعضهم في ورقاء لأمرين:
1-
ذكر الإمام أحمد أن بعضهم يقول: إنه لم يسمع التفسير كله من ابن أبي نجيح، وهذا مدفوع بما ذكره معاذ بن معاذ عنه أنه قرأ على ابن أبي نجيح نصفه، وقرأ عليه ابن أبي نجيح النصف الباقي.
2-
تكلم بعضهم في روايته عن منصور بن المعتمر، وهذا مقيد بروايته عنه، وماعدا ذلك فصحيح. قال معاذ بن معاذ ليحيى القطان: سمعتَ حديث منصور؟ قال: نعم، فقال: ممن؟ قال: من ورقاء، قال: لا يساوي شيئًا. وقال العقيلي: تكلموا في حديثه عن منصور. انظر الموضع السابق من "التهذيب".
وأخرجه البيهقي هذا الحديث في "سننه"(6 / 271) في الوصايا، باب ما جاء فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ} ، أخرجه من طريق آدم، عن ورقاء، به، ومنه صوبت بعض عبارات المتن في "تفسير مجاهد".
ولم ينفرد ورقاء بالحديث عن ابن أبي نجيح، بل تابعه عليه عيسى بن ميمون، بنحوه.
أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(8 / 21 - 22 رقم 8715) .
وأخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 111 / ب) ، من طريق ابن جريج، عن مجاهد به بمعناه.
وعليه فالحديث صحيح لغيره عن مجاهد بهذه المتابعات، والله أعلم.
585 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو شِهَابٍ
(1)
، عَنِ الأعْمش، عَنْ مُسْلِمٍ
(2)
، عَنْ مَسْروق، أَنَّهُ حَضَرَ رَجُلًا يُوصِي، فَآثَرَ بَعْضَ الْوَرَثَةِ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل قَدْ قَسَمَ بَيْنَكُمْ فَأَحْسِنِ القَسْمَ، وَإِنَّهُ مَنْ يَرْغَبْ بِرَأْيِهِ عَنْ رَأْيِ اللَّهِ تَعَالَى (يَضِلّ)
(3)
، فأوصِ لِذِي قرابةٍ (مِمَّنْ)
(4)
لَا يَرِثُ، ثُمَّ دَعِ الْمَالَ كما قسمه الله.
(1)
هو عبد ربه بن نافع، تقدم في الحديث [7] أنه صدوق.
(2)
هو أبو الضُّحى مسلم بن صُبَيْح.
(3)
ما بين القوسين سقط من الأصل، فاستدركته من المطبوع من "السنن" للمصنف، ومن "سنن البيهقي"، حيث روى الحديث من طريق المصنف.
(4)
في الأصل: ((من)) فاستدركته من المطبوع من "السنن" للمصنف ومن البيهقي.
[585]
سنده صحيح، وانظر الحديث رقم [3] فيما يتعلق بتدليس الأعمش.
وسبق أن أخرج المصنف هذا الحديث في كتاب الوصايا من "السنن" المطبوع (1/ 94 رقم 362)، فقال: نا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مسروق، في رجل وهب لأولاده فآثر بعضهم عَلَى بَعْضٍ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ الله قد قسم بينكم فأحسن القسمة، وَإِنَّهُ مَنْ يَرْغَبْ بِرَأْيِهِ عَنْ رأي الله يضل، فأوص لذي قرابتك ممن لا يرث، ودع المال على ما قسمه الله.
ومن طريق المصنف أخرجه البيهقي في "سننه"(6/ 271) في الوصايا، باب ما جاء فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ} ، بمثل لفظ المصنف هنا في التفسير، لكن وقع عنده خطأ في الإسناد، فقال:((ابن شهاب)) بدلاً من قوله: ((أبو شهاب))، ولعل الخطأ من الطباعة.
وأخرجه المصنف سعيد بن منصور في الموضع السابق من المطبوع من "السنن" برقم (360 و 361)، من طريق عيسى بن يونس وأبي معاوية، كلاهما عن =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}]
586 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا أَبُو إِسْحَاقَ
(1)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وسيصلون سعيرًا} ، اعْتَزَلَ النَّاسُ أَيْتَامَهُمْ، وَكَانُوا لَا يُخَالِطُونَهم، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلَتْ:{وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يعلم المفسد من المصلح}
(2)
، فعادوا فخالطوهم.
= الأعمش، به نحوه.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(11/ 222 رقم 11046) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به نحوه.
(1)
هو الشيباني سليمان بن أبي سليمان - إن شاء الله -، فهو الذي يروي عن عكرمة وعنه هشيم، وهو ثقة كما تقدم في الحديث [97]، إلا أن يكون أبا إسحاق الكوفي الذي يدلّسه هشيم تدليس الشيوخ كما تقدم بيانه في الحديث [489] والحديث [584]، واسمه عبد الله بن ميسرة، وهو ضعيف، لكن لم يذكروا عن هذا أنه روى عن عكرمة.
(2)
الآية (220) من سورة البقرة.
[586]
سنده ضعيف لإرساله، وهو صحيح إلى مُرْسِله عكرمة.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ}]
587 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو
(1)
، عَنْ طاوُس، قَالَ: أَمَرَ (عُمَرُ)
(2)
حَفْصَةَ أَنْ تَسْأَلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ الكَلالَة، فأمْهَلَتْه حَتَّى إِذَا لَبِسَ ثِيَابَهُ، سَأَلَتْهُ عَنْهَا، فَأمْلاها عَلَيْهَا، وَقَالَ:((مَنْ أَمَرَكِ بِهَذَا، أعُمر؟ ما أظن أن يفهمهما، أوَ لَمْ تكْفِهِ آيةُ الصَّيْف؟)) قَالَ سُفْيَانُ: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً}
(3)
، فَلَمْ يَفْهَمْهَا، وَقَالَ: اللَّهُمَّ مَنْ فهمها فإني لم أفهمها.
(1)
هو ابن دينار.
(2)
ما بين القوسين سقط من الأصل، وهي زيادة يقتضيها السياق، وفي الموضع الآتي من "مصنف عبد الرزاق" و"الدر المنثور":((أن عمر أمر حفصة)).
(3)
كذا جاء في رواية المصنف أن هذه الآية هي آية الصيف! وقد روى عبد الرزاق الحديث كما سيأتي، عن سفيان بن عيينة، وعنده آية الصيف هي التي في آخر سورة النساء: {يستفنونك قل الله يفتيكم في الكلالة
…
} الآية، وهذا موافق لبقية الروايات في صحيح مسلم وغيره كما سيأتي.
[587]
رجاله ثقات، لكنه ضعيف لإرساله، فطاوس لم يشهد الحادثة، وهو صحيح لغيره كما سيأتي.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 754)، وعزاه للمصنف سعيد بن منصور وعبد الرزاق فقط.
وقد أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(10/ 305 رقم 19194) عن ابن عيينة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طاوس، أن عمر أمر حَفْصَةَ أَنْ تَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الْكَلَالَةِ، فَأَمْهَلَتْهُ حَتَّى إِذَا لَبِسَ ثيابه، فسألته، فأملَّها عليها في كتف، فقال:((أعمر أمرك بهذا؟ ما أظن أن يفهمها، أوَ لَمْ تكفه آية الصيف؟)) فأتت بها عمر، فقرأها، فلما قرأ:{يبين لكم أن تضلوا} قال: اللهم من بينت له فلم يتبيّن لي.
ثم أخرجه عبد الرزاق برقم (19195) من طريق معمر، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أن عمر أمر حَفْصَةَ أَنْ تَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْكَلَالَةِ.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية المسندة"(ل 54 / أوب)، فقال: أخبرنا جرير، عن الشيباني، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سعيد بن المسيّب قال: إن عمر رضي الله عنه سأل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: كيف نورث الكلالة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((أوَ ليس قد بيّن الله تعالى ذلك؟)) ثم قرأ: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً
…
} إلى آخرها، فكأن عمر رضي الله عنه لم يفهم، فأنزل الله تعالى: {يستفتونك في الكلالة
…
} إلى آخر الآية، فكأن عمر رضي الله عنه لم يفهم، فقال لحفصة رضي الله عنها: إذا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طيِّب نفسٍ فاسأليه عنها، فرأت منه طيب نفس فسألته عنها، فقال صلى الله عليه وسلم:((أبوك كتب لك هذا؟ ما أرى أباك يعلمها أبدًا)) ، فكان عمر رضي الله عنه يقول: ما أراني أعلمها أبدًا وقد قال صلى الله عليه وسلم مَا قال.
ومن طريق جرير أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(9 / 431 رقم 10866) ، إلا أنه مختصر.
قال الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية" بعد أن ساق الحديث: ((صحيح إن كان ابن المسيب سمعه من حفصة رضي الله عنها) ، وانظر "المطالب العالية" المطبوعة (1 / 440 - 441 رقم 1474) .
وأخرجه الإمام مالك في "الموطأ"(2 / 515 رقم 7) في الفرائض، باب ميراث الكلالة، من طريق شيخه زيد بن أسلم، أن عمر بن الخطاب سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الكلالة، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((يكفيك من ذلك الآية التي أنزلت =
588 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ
(1)
، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الْكَلَالَةِ، قَالَ: هُوَ مَا عَدَا الوَلَدَ والوَالِد. فَقُلْتُ لَهُ: {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ ليس له ولد} ؟ فغضب وانْتَهَرَنِي.
= في الصيف: آخر سورة النساء)).
وهذا مرسل أيضًا؛ فزيد بن أسلم تابعي، وتقدم في الحديث [398] أنه ثقة عالم وكان يرسل.
وأصل الحديث في "صحيح مسلم"(1/ 396 رقم 78) في المساجد، باب نهي من أكل ثومًا أو بصلاً أو كرّاثًا أو نحوها، و (3/ 1236 رقم 9) في الفرائض، باب ميراث الكلالة، من طريق هشام وسعيد بن أبي عروبة وشعبة، ثلاثتهم عن قتادة، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عن مَعْدان بن أبي طلحة، أن عمر بن الخطاب خطب يوم جمعة، فذكر نبيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وذكر أبا بكر، ثم قال: إني لا أدع بعدي شيئًا أهم عندي من الكلالة؛ ما راجعت رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة، وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه، حتى طعن بإصبعه في صدري وقال:((يا عمر، ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء؟))، وإني إن أعِشْ أقض فيها بقضيّة يقضي بها من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن.
(1)
هو الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو محمد المدني، وأبوه ابن الحنفية، روى عن أبيه وابن عباس وسلمة بن الأكوع وغيرهم، روى عنه عمرو بن دينار والزهري وعاصم بن عمر بن قتادة وغيرهم، وهو ثقة فقيه، روى له الجماعة، وقال الزهري:((ثنا الحسن وعبد الله ابنا محمد، وكان الحسن أرضاهما في أنفسنا))، وفي رواية:((وكان الحسن أوثقهما))، وقال الذهبي:((كان من علماء أهل البيت، وناهيك أن عمرو بن دينار يقول: ما رأيت أحدًا أعلم بما اختلف فيه الناس من الحسن بن محمد، ما كان زهريّكم إلا غلامًا من غلمانه))، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في ثقاته وقال: ((كان من علماء الناس =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بالاختلاف، وكان يقول: من خلع أبا بكر وعمر فقد خلع السنة)) ، وكانت وفاته سنة تسع وتسعين للهجرة، أو مائة. اهـ. من "تاريخ الثقات" للعجلي (ص117 رقم 286) ، و"الثقات" لابن حبان (4 / 122) ، و"سير أعلام النبلاء"(4 / 130) ، و"التهذيب"(2 / 320 - 321 رقم 555) ، و"التقريب"(ص164 رقم 1284) .
وقد رمي الحسن هذا بالإرجاء قال العجلي: ((قال أبو أسامة: كان مرجئًا، وهو أول من وضع في الإرجاء)) ، وكذا قال غير واحد.
وقد بين الحافظ ابن حجر في الموضع السابق من "التهذيب" أن الإرجاء الذي وضع فيه الحسن بن محمد كتابًا ليس الإرجاء المعهود، فقال: ((قلت: المراد بالإرجاء الذي تكلّم الحسن بن محمد فيه غير الإرجاء الذي يعيبه أهل السنة المتعلق بالإيمان؛ وذلك أني وقفت على كتاب الحسن بن محمد المذكور
…
قال في آخره: ونوالي أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، ونجاهد فيهما؛ لأنهما لم تقتتل عليهما الأمة، ولم تشكّ في أمرهما، ونرجئ من بعدها ممن دخل في الفتنة، فنكل أمرهم إلى الله، إلى آخر الكلام، فمعنى الذي تكلم فيه الحسن: أنه كان يرى عدم القطع على إحدى الطائفتين المقتتلتين في الفتنة بكونه مخطئًا أو مصيبًا، وكان يرى أنه يرجئ الأمر فيهما. وأما الإرجاء الذي يتعلق بالإيمان فلم يعرج عليه، فلا يلحقه بذلك عيب، والله أعلم)) . اهـ.
[588]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 756) وعزاه للمصنف وعبد الرزاق وابن أبي شيبة والدارمي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي.
وقد أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(10 / 303 رقم 19189) .
وابن جرير في "تفسيره"(8 / 55 رقم 8750) .
وابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 115 / ب) .
والبيهقي في "سننه"(6 / 225) في الفرائض، باب حجب الإخوة والأخوات =
589 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأحْوَل
(1)
، عَنْ طَاوُس، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كُنْتُ آخِرَ النَّاسِ عَهْدًا بِعُمَرَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: القَوْلُ مَا قُلْتَ، فَقُلْتُ: وَمَا قلتُ؟ قَالَ: الكَلالَةُ مَنْ لا ولد له [124/أ].
= من كانوا بالأب والابن وابن الابن.
جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، به نحوه، إلا أن لفظ ابن جرير وابن المنذر مختصر.
وأخرجه عبد الزراق مقرونًا برواية ابن عيينة السابقة.
وابن أبي شيبة في "المصنف"(11/ 416 رقم 11647).
وابن جرير في "تفسيره" برقم (8751).
ثلاثتهم من طريق ابن جريج، عن عمرو بن دينار، به نحوه، إلا أن ابن أبي شيبة وابن جرير لم يذكرا قوله: ((فقلت له
…
)) الخ.
وأخرجه الدارمي في "سننه"(2/ 264 رقم 2978).
وابن جرير برقم (8752).
كلاهما من طريق سفيان الثوري، عن عمرو بن دينار، به بلفظ:((الكلالة ما خلا الولد والوالد)).
(1)
هو ابن أبي مسلم الأحْول، تقدم في الحديث [47] أنه ثة ثقة.
[589]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 755) وعزاه للمصنف وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في "سننه".
وقد أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(10/ 303 رقم 19188).
وابن أبي شيبة في "المصنف"(11/ 415 رقم 11645).
وابن جرير في "تفسيره"(8/ 59 رقم 8767).
وابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 115 / أ). =
590 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، عَنْ زَكَرِيَّا
(1)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(2)
، عَنْ سَلِيم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
(3)
، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: الْكَلَالَةُ مَا عَدَا الْوَالِدَ وَالْوَلَدَ.
= وابن أبي حاتم في الموضع السابق من "تفسيره".
والحاكم في "المستدرك"(2/ 303 - 304).
والبيهقي في "سننه"(6/ 225) في الفرائض، باب حجب الإخوة والأخوات من كانوا بالأب والابن وابن الابن.
جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، به مثله، إلا عبد الرزاق، فلفظه نحوه، وزاد:((حسبت أنه قال: ولا والد))، وهذه جاءت في رواية ابن أبي حاتم جزمًا بدون شك، ولم يذكر ابن أبي شيبة قوله:((الْقَوْلُ مَا قُلْتَ، فَقُلْتُ: وَمَا قلت؟))
قال الحاكم: ((هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه))، ووافقه الذهبي.
وقال البيهقي: ((كذا في هذه الرواية! والذي روينا عن عمر وابن عباس في تفسير الكلالة أشبه بدلائل الكتاب والسنة من هذه الرواية، وأولى أن يكون صحيحًا؛ لانفراد هذه الرواية، وتظاهر الروايات عنهما بخلافها، والله أعلم)).
وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره"(1/ 460) بعد أن ذكر عن ابن عباس وغيره أن الْكَلَالَةُ مَنْ لَا وَلَدَ لَهُ ولا والد قال: ((قال أبو الحسين بن اللبّان: وقد روي عن ابن عباس ما يخالف ذلك، وهو: أنه من لا ولد له، والصحيح عنه الأول، ولعلّ الراوي ما فهم عنه ما أراد)). اهـ.
قلت: أما ابن عباس فالذي صحّ عنه أنه من لا ولد له ولا والد كما في الحديث السابق برقم [588]، وأما عمر فالذي صحّ عنه أنه لم يستقرّ له فيها رأي كما في الحديث المتقدم برقم [587]، وقد روي عنه أنه كان يقول:((الكلالة ما عدا الولد))، ثم رجع عن ذلك وقال:((الْكَلَالَةُ مَا عَدَا الْوَلَدَ وَالْوَالِدَ))، لكن هذا لم يصحّ عنه كما سيأتي برقم [591].
(1)
هو زكرّيا بن أبي زائدة: خالد - ويقال هُبَيْرة - ابن مَيْمون بن فَيْروز الهَمْداني =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الوَادِعي، أبو يحيى الكوفي، روى عن أبي إسحاق السبيعي وعامر الشَّعْبي وسماك بن حرب وغيرهم، روى عنه ابنه يحيى وسفيان الثوري وشعبة وابن المبارك وغيرهم وهو ثقة، وفي روايته عن الشعبي كلام إذا لم يصرِّح بالسماع منه، فإنه كان يدلِّس عنه، وسماعه من أبي إسحاق السبيعي بأَخَرَةٍ، وقد روى له الجماعة، ووثقه العجلي وأبو داود ويعقوب بن سفيان والنسائي والبزار وابن سعد وزاد:((كثير الحديث))، وقال الإمام أحمد:((ثقة حلو الحديث، ما أقربه من إسماعيل بن أبي خالد))، وقال يحيى بن سعيد القطان:((ليس به بأس)).
ووصفه بالتدليس أبو داود، وذلك مقيّد بروايته عن الشعبي؛ قال أبو زرعة:((صويلح يدلس كثيرًا عن الشعبي))، وقال أبو حاتم الرازي:((ليِّن الحديث، كان يدلس، وإسرئايل أحب إليّ منه، ويقال: إن المسائل التي كان يرويها عن الشعبي لم يسمعها منه، إنما أخذها عن أبي حريز))، وكانت وفاته سنة سبع أو ثمان أو تسع وأربعين ومائة.
وسماعه من أبي إسحاق السبيعي في الآخر، قال الإمام أحمد:((إذا اختلف زكريا وإسرائيل فإن زكريا أحبّ إليّ في أبي إسحاق، ثم قال: ما أقربهما، وحديثهما عن أبي إسحاق ليِّن؛ سمعا منه بأخرة))، وقال العجلي:((سماعه من أبي إسحاق بأخرة)). اهـ. من "الجرح والتعديل"(3/ 593 - 594 رقم 2685)، و"التهذيب"(3/ 329 - 330 رقم 616)، و"التقريب"(ص 216 رقم 2022)، و"طبقات المدلسين"(ص 62 رقم 47).
(2)
هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(3)
هو سَلِيم بن عَبْد، ويقال: ابن عبد الله السَّلُولي الكِنَاني، الكوفي، يروي عن حذيفة وابن عباس رضي الله عنهم، روى عنه أبو إسحاق السبيعي فقط، مجهول؛ قال الشافعي:((سألت عنه أهل العلم بالحديث، فقيل لي: إنه مجهول))، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:((شهد غزوة طبرستان))، وسكت عنه البخاري، وبيض له ابن أبي حاتم. انظر "التاريخ الكبير" للبخاري (4/ 126 =
591 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الأحْول
(1)
، عَنِ الشَّعْبي، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: الْكَلَالَةُ مَا عَدَا الْوَلَدَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: الْكَلَالَةُ مَا عَدَا الْوَلَدَ وَالْوَالِدَ، فَلَمَّا طُعن عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ: إِنِّي لَأَسْتَحِي اللَّهَ عز وجل أَنْ أُخَالِفَ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه: (الْكَلَالَةُ مَاعَدَا الْوَلَدَ والوالد)
(2)
.
= رقم 2193)، و"تاريخ الثقات" للعجلي (ص 199 رقم 601)، و"الجرح والتعديل"(4/ 212 رقم 915)، و"لسان الميزان"(3/ 110 رقم 366)، و"تعجيل المنفعة"(ص 110 رقم 406).
[590]
سنده ضعيف لجهالة سليم بن عبد الله، وهو صحيح لغيره بالطريق المتقدم برقم [588]، وأما زكريا فإنه قد تابعه عدد من الرواة، ومنهم سفيان الثوري، وهو ممن سمع من أبي إسحاق السبيعي قبل اختلاطه.
فالحديث أخرجه البيهقي في "سننه"(6/ 224) في الفرائض، باب حجب الإخوة والأخوات من كانوا، بالأب والابن وابن الابن، من طريق هشيم، به نحوه.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(11/ 417 رقم 11651).
وابن جرير الطبري في "تفسيره"(8/ 55 - 56 و 59 رقم 8753 و 8754 و 8768).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 115 / أ).
ثلاثتهم من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق السبيعي، به نحوه.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (8756 و 8757 و 8758 و 8759) من طريق أبي الأحوص وشريك وسفيان الثوري وأشعث، أربعتهم عن أبي إسحاق، به، ولفظ الثوري نحوه، وأما أبو الأحوص فلفظه:((ما رأيتهم إلا قد اتفقوا: أن من مات ولم يدع ولدًا ولا والدًا أنه كلالة)). اهـ. ولفظ شريك وأشعث نحو لفظ أبي الأحوص.
(1)
هو عاصم بن سليمان الأحْوَل، تقدم في الحديث [47] أنه ثقة.
(2)
ما بين القوسين ليس في الأصل، وقد روى البيهقي - كما سيأتي - هذا الحديث من طريق المصنف بهذه الزيادة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= [591] سنده رجاله ثقات، إلا أنه ضعيف للانقطاع بين الشعبي وبين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فالشعبي تقدم في الحديث [39] أنه ولد سنة تسع عشرة وقيل بعد ذلك، وأنه لم يدرك أبا بكر، وهذا يقتضي أن يكون صغيرًا أيام عمر وأنه لم يسمع منه.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 756) وعزاه للمصنِّف وعبد الرزاق وابن أبي شيبة والدارمي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في "سننه".
وقد أخرجه البيهقي من طريق المصنف (6 / 224) في الفرائض، باب حجب الإخوة والأخوات من كانوا بالأب والابن وابن الابن، ولفظه مثل لفظ المصنف إلا أنه لم يذكر قوله:((الله عز وجل) .
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(10 / 304 رقم 19191) عن ابن عيينة، به نحوه.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 115 / ب) .
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(8 / 54 رقم 8747) من طريق يونس بن عبد الأعلى، عن ابن عيينة، به بلفظ:((إن أبا بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما قالا: الكلالة من ولا ولد له ولا والد)) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(11 / 415 - 416 رقم 11646) من طريق أبي معاوية، عن عاصم، به بذكر قول أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فقط.
وأخرجه الدارمي في "سننه"(2 / 264 رقم 2976) من طريق يزيد بن هارون، عن عاصم، به بمعناه.
وأخرجه ابن جرير برقم (8745 و 8746) من طريق علي بن مُسْهِر وهشيم، كلاهما عن عاصم، به بمعناه.
592 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ قَانِف
(1)
، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ:{وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ مِنْ أم} .
(1)
تقدم في الحديث [208] أنه مقبول.
[592]
سنده ضعيف لجهالة حال القاسم وتفرّده بالحديث، وأما هشيم فإنه وإن لم يصرح بالسماع هنا، فقد صرح به في رواية أبي عبيد وغيره.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 448) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد والدارمي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في "سننه".
وقد أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 247 رقم 589).
وابن جرير الطبري في "تفسيره"(8/ 62 رقم 8775).
والبيهقي في "سننه"(6/ 231) في الفرائض، باب فرض الإخوة والأخوات للأم.
ثلاثتهم من طريق هشيم، عن يعلى، به مثله، إلا أن روايتي أبي عبيد وابن جرير فيهما:((من أمه))، وعندهما وقع تصريح هشيم بالسماع.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(11/ 416 - 417 رقم 11650).
والدارمي في "سننه"(2/ 264 رقم 2979).
وعبد بن حميد في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 115 / أ).
وابن جرير في "تفسيره"(8/ 61 - 62 رقم 8772).
وابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 115 / ب).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 115 / أ).
جميعهم من طريق سفيان الثوري، عن يعلى بن عطاء، به نحوه.
وأخرجه ابن جرير برقم (8773 و 8774).
وابن أبي حاتم في الموضع السابق. =
593 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(1)
قَالَ: نَا أَبُو حَيَّان التَّيْمي
(2)
، عَنِ الشَّعْبي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِ الْمَدِينَةِ: أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّهُ نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ يَوْمَ نَزَلَ وَهِيَ مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ: مِنَ الْعِنَبِ، والتَّمْرِ، والعَسَل، والحِنْطَة، والشَّعير، والخَمْرُ مَا خَامَر العَقْلَ، وَثَلَاثٌ أَيُّهَا النَّاسُ وَدِدْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُفَارِقْنَا حَتَّى يَعْهَدَ إِلَيْنَا عَهْدًا نَنْتَهِي إِلَيْهِ: الجَدُّ
(3)
، والكَلالَةُ، وَأَبْوَابٌ مِنْ أبواب الرِّبَا
(4)
.
= كلاهما من طريق شعبة، عن يعلى بن عطاء، به نحوه.
وهذه القراءة لو صحّت عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فتعتبر قراءة تفسيرية؛ لأني لم أجد من قرأ بها من القرّاء، وأما معناها فصحيح بالإجماع، قال القرطبي رحمه الله في "تفسيره" (5/ 78):((فأما هذه الآية فأجمع العلماء على أن الإخوة فيها عنى بها الإخوة للأم)). اهـ.
(1)
هو ابن عُلَيَّة.
(2)
هو يحيى بن سعيد بن حَيَّان.
(3)
أي في مقدار ما يرث؛ لأن الصحابة اختلفوا في ذلك اختلافًا كثيرًا، حتى إن عَبِيدة السَّلْماني رحمه الله قال: إني لأحفظ عن عمر في الجدّ مائة قضية كلها ينقض بعضها بعضًا. انظر تفصيل ذلك في "فتح الباري"(12/ 19 - 22).
(4)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري"(10/ 50) في تعليقه على قول عمر هذا: ((وأما أبواب الرِّبا، فلعلّه يشير إلى ربا الفضل؛ لأن ربا النسيئة متفق عليه بين الصحابة، وسياق عمر يدلّ على أنه كان عنده نصّ في بعضٍ من أبواب الربا دون بعض)). اهـ.
[593]
سنده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما سيأتي.
والحديث طريق المصنف أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن أبي حاتم (2 / ل 115 / أ)، لكن بلفظه الأخير هكذا: ((سمعت عمر يقول على منبر المدينة: وودت أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لم يفارقنا
…
)) الخ بمثله.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(8 / 106 رقم 3807) .
ومن طريقه مسلم في "صحيحه"(4 / 2322 رقم 33) في التفسير، باب في نزول تحريم الخمر.
وأخرجه الإمام أحمد في "الأشربة"(ص69 رقم 185) .
ومن طريقه أبو داود في "سننه"(4 / 78 - 79 رقم 3669) في الأشربة، باب في تحريم الخمر.
وأخرجه النسائي في "سننه"(8 / 295) في الأشربة، باب ذكر أنواع الأشياء التي كانت منها الخمر حين نزل تحريمها.
وابن جرير الطبري في "تفسيره"(9 / 439 رقم 10883) .
جميعهم من طريق إسماعيل بن عليّة، به نحوه، إلا أن ابن جرير إنما ذكر منه شطره الثاني: ((ثلاث أيها الناس
…
)) الخ، وهذا الجزء لم يذكره ابن أبي شيبة والنسائي.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(8 / 277 رقم 4619) في تفسير سورة المائدة من كتاب التفسير، باب:{إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رجس من عمل الشيطان} ، و (13 / 305 رقم 7337) في الاعتصام، باب ما ذكر النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وحضّ على اتفاق أهل العلم
…
ومسلم في الموضع السابق من "صحيحه".
والترمذي في "سننه"(5 / 621 رقم 1935) في الأشربة، باب ما جاء في الحبوب التي يتخذ منها الخمر.
والنسائي في الموضع السابق.
جميعهم من طريق عبد الله بن إدريس، عن أبي حيّان التيمي، به، ولفظ مسلم نحوه، وأما النسائي والبخاري في الموضع الأول فأخرجا منه ما يتعلق بالخمر ولم يذكرا باقيه، وأما الترمذي والبخاري في الموضع الثاني فاختصراه جدًّا. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه البخاري أيضًا مقرونًا برواية ابن إدريس في الموضعين.
ومسلم في الموضع السابق.
كلاهما من طريق عيسى بن يونس، عن أبي حيّان، به.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(10 / 35 و 45 - 46 رقم 5581 و 5588) في الأشربة، باب الخمر من العنب وغيره، وباب ما جاء في أن الخمر ما خامر العقل من الشراب.
والبيهقي في "سننه"(8 / 288 - 289) في الأشربة، باب ما جاء في تفسير الخمر الذي نزل تحريمها.
كلاهما من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن أبي حيان، به نحوه، وفي بعض طرقه عن يحيى زيادة عندهما.
وأخرجه البخاري أيضًا (13 / 305 رقم 7337) ، في الاعتصام، باب ما ذكر النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وحضّ على اتفاق أهل العلم، من طريق ابن أبي غَنِيَّة، عن أبي حيان، به مختصرًا، مقتصرًا منه على موضع الشاهد وهو قول عبد الله بن عمر:((سمعت عمر على منبر النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم)) .
وأخرجه مسلم في الموضع السابق من "صحيحه" برقم (32) من طريق علي بن مسهر، عن أبي حيان، به نحوه.
وأخرجه البيهقي في الموضع السابق من طريق سفيان الثوري، عن أبي حيان، به نحوه مقتصرًا على ما يتعلق بالخمر فقط، ولم يذكر باقيه.
وعلقه البخاري عقب الحديث رقم (5588) فقال: ((وقال حجاج، عن حماد، عن أبي حيان، مكان العنب: الزبيب)) .
وحماد هذا هو ابن سلمة.
وأخرجه البخاري أيضًا برقم (5589) .
والنسائي في الأشربة من "سننه الكبرى"(4 / 181 رقم 6784) .
كلاهما من طريق شعبة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السفر، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي البُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ المَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا}]
594 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا مَنْصُورٌ
(1)
، عَنِ الْحَسَنِ
(2)
، قَالَ: نَا حِطَّان بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِي
(3)
، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((خُذُوا عَنِّي، فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلَا، البِكْر بالبِكْر جَلْدُ مِائَةٍ وتَغْريب عَامٍ، والثَّيِّب
(4)
بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مائة ثم الرَّجْم)).
= عن عمر قال: الخمر تُصنع من خمسة: من الزبيب والتمر والحنطة والشعير والعسل.
هذا لفظ البخاري.
وأخرجه النسائي في "سننه"(8/ 295) في الأشربة، باب ذكر أنواع الأشياء التي كانت منها الخمر حين نزل تحريمها، من طريق زكريا وأبي حَصين، كلاهما عن عامر الشعبي، به بمثل لفظ البخاري السابق، إلا أنه ذكر بدل الزبيب: العنب.
وأخرج النسائي أيضًا في الموضع السابق من "سننه الكبرى" برقم (6785) من طريق محمد بن قيس، عن عامر الشعبي، عن ابن عمر، عن عمر قال: الخمر من خمس: من التمر والزبيب والحنطة والشعير والعسل.
(1)
هو ابن زاذان، تقدم في الحديث [57] أنه ثقة ثبت عابد.
(2)
هو البصري.
(3)
هو حِطَّان بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشي، البصري، روى عن علي وأبي الدرداء وأبي موسى وعبادة بن الصامت، روى عنه الحسن البصري وأبو مجلز ويونس بن جبير وغيرهم، وهو ثقة من الطبقة الثانية، روى له الجماعة إلا البخاري، وقال =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن المديني: ((ثبت))، وقال ابن سعد:((كان ثقة قليل الحديث))، وقال العجلي:((بصري تابعي ثقة، وكان رجلاً صالحًا)). اهـ. من "تاريخ الثقات" للعجلي (ص 124 رقم 305)، و"الجرح والتعديل"(3/ 303 - 304 رقم 1354)، و"التهذيب"(2/ 396 رقم 692)، و"التقريب"(ص 171 رقم 1399).
(4)
الثَّيِّبُ: من ليس ببكر، ويقع على الذكر والأنثى. "النهاية في غريب الحديث"(1/ 231).
[594]
سنده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه كما سيأتي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 457) وعزاه لعبد الرزاق والشافعي والطيالسي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والدارمي ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن الجارود والطحاوي وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس وابن حبان.
وقد أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3/ 138)، وفي "مشكل الآثار"(1/ 92)، في كلا الموضعين من طريق المصنف، به مثله، إلا أنه قال:((جلد مائة والرجم)).
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(5/ 313).
والدارمي في "سننه"(2/ 102 رقم 2333).
ومسلم في "صحيحه"(3/ 1316 رقم 12) في الحدود، باب حد الزنى.
وأبو داود في "سننه"(4/ 571 رقم 4416) في الحدود، باب في الرجم.
والترمذي في "سننه"(4/ 705 رقم 1458) في الحدود، باب ما جاء في الرجم على الثيب.
وابن الجارود في "المنتقى"(3/ 111 رقم 810).
والنحاس في "الناسخ والمنسوخ"(ص 118).
وابن حبان في "صحيحه"(6/ 301 رقم 4408 و 4409 / الإحسان بتحقيق الحوت).
والبيهقي في "سننه"(8/ 221 - 222) في الحدود، باب ما جاء في نفي البكر. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= جميعهم من طريق هشيم، به نحوه.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(5/ 318 و 320 - 321).
ومسلم في الموضع السابق من "صحيحه" برقم (13).
وأبو داود في الموضع السابق برقم (4415).
والنسائي في "التفسير"(1/ 366 رقم 113)، وفي "فضائل القرآن"(ص 51 رقم 5).
وابن ماجه في "سننه"(2/ 852 رقم 2550) في الحدود، باب حد الزنا.
وابن جرير الطبري في "تفسيره"(8/ 77 رقم 8806 و 8807).
والبيهقي في "سننه"(8/ 210) في الحدود، باب ما يستدّل على أن السبيل هو جلد الزانيين ورجم الثيب.
وابن عبد البر في "التمهيد"(9/ 87 - 88).
جميعهم من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةٍ، عَنْ قتادة، عن الحسن البصري، عن حطان بن عبد الله، عن عبادة، به نحوه، وعند بعضهم زيادة في أوله في صفة رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي.
وأما ابن ماجه فإنه رواه من طريق شيخه بكر بن خلف، عن يحيى بن سعيد القطان، عن ابن أبي عروبة، وذكر يونس بن جبير بدلاً من الحسن البصري، وقد نصّ الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" (4/ 247) على أن هذا وهم؛ ويدل على أن الوهم من شيخ ابن ماجه: أن أبا داود أخرجه من طريق مسدَّد، والنسائي في التفسير من طريق شعيب بن يوسف، وابن عبد البر في "التمهيد" من طريق مسدد وزهير بن حرب، ثلاثتهم عن يحيى القطان، به بذكر الحسن البصري بدل يونس بن جبير، وهو موافق لرواية الآخرين الذين رووه عن ابن أبي عروبة، والذين رووه عن قتادة كما سيأتي، فتبين بهذا أن الوهم من شيخ ابن ماجه بكر بن خلف.
وأخرجه علي بن الجعد في "مسنده"(1/ 513 رقم 1018) فقال: أنا شعبة، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن قتادة، عن الحسن، عن حطان بن عبد الله، عن عبادة بن الصامت، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:((خذوا عني، قد جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلَا، الْبِكْرُ بالبكر، والثيب بالثيب، البكر يجلد وينفى، والثيب يجلد ويرجم)) .
ومن طريق ابن الجعد أخرجه:
الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3 / 134) ، و"في مشكل الآثار"(1 / 92) .
وابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 117 / ب) .
وابن حبان في "صحيحه"(6 / 301 رقم 4410 / الإحسان بتحقيق الحوت) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(10 / 80 رقم 8835) و (14 / 171 رقم 17973) .
والإمام أحمد في "المسند"(5 / 320) .
ومسلم في الموضع السابق من "صحيحه" برقم (14) .
وابن جرير في "تفسيره"(8 / 78 رقم 8810) .
والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3 / 138) .
جميعهم من طريق شعبة، به مثل لفظ ابن الجعد، إلا أن بعضهم قال:((تجلد وتنفى)) ، و ((تجلد وترجم)) .
وأخرجه مسلم في الموضع السابق مقرونًا برواية شعبة.
وابن جرير في "تفسيره"(8 / 76 رقم 8805) .
كلاهما من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، به نحو لفظ ابن الجعد السابق، إلا أن في أوله زيادة صفة رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(5 / 317) .
والدارمي في "سننه"(2 / 101 رقم 2332) .
وابن المنذر في الموضع السابق من "تفسيره".
ثلاثتهم من طريق حماد بن سلمة، عن قتادة، به نحو سابقه.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(7 / 329 رقم 13360) عن شيخه معمر، عن قتادة، به نحو اللفظ السابق. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 117 / ب) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(5 / 371) .
وابن المنذر في الموضع السابق من "تفسيره".
كلاهما من طريق حماد بن سلمة عن حميد الطويل، عن الحسن، به مقرونًا برواية حماد للحديث عن قتادة فيما سبق.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده"(ص79 رقم 584) من طريق شيخه مبارك بن فضالة، عن الحسن البصري، به نحو اللفظ المتقدم.
ومن طريق الطيالسي أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 117 / أوب) .
وأخرجه الطيالسي في الموضع السابق من طريق جرير بن حازم، عن الحسن، عن عبادة، به ليس في ذكر لحِطّان بن عبد الله.
ومن هذا الوجه أخرجه أحمد في "المسند"(5 / 327) .
وأخرجه الشافعي في "الرسالة"(ص129 - 130 رقم 379) فقال: أخبرنا الثقة من أهل العلم، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الحسن، عن حطان الرَّقَاشِيُّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، به نحو لفظ المصنف.
وأخرجه الشافعي أيضًا (ص129 و 247 رقم 686) وفي "اختلاف الحديث"(ص213)، فقال: أخبرنا عبد الوهاب، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الحسن، عن عبادة بن الصامت
…
، فذكر الحديث بنحو لفظ المصنف.
ومن طريق الشافعي هنا أخرجه البغوي في "شرح السنة"(10 / 276 رقم 2580) ، وفي "التفسير"(1 / 405) .
قال الشافعي رحمه الله في الموضع السابق من "اختلاف الحديث": ((وقد حدثني الثقة أن الحسن كان يدخل بينه وبين عبادة حِطّان الرقاشي، ولا أدري، أدخله عبد الوهاب بينهما، فزال من كتابي حين حوّلته من الأصل، أم لا؟ والأصل يوم كتبت هذا الكتاب غائب عني)) .
595 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا شَريك
(1)
، عَنْ فِرَاس
(2)
، عَنِ الشَّعْبي، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ أبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: البِكْرَان إِذَا زَنَيَا يُجْلَدان ويُنْفَيَان، والثَّيِّبَان يُرْجَمان، والشَّيْخَان يُجْلَدان ويُرْجَمان.
= وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على الحديث في "حاشية الرسالة"(ص 130): ((والظاهر أن الحسن البصري روى هذا الحديث عن حطان الرقاشي، عن عبادة، وكان في بعض أحيانه يرسل عن عبادة ويحذف شيخه فيه، ولكنه لم يسمعه من عبادة)).
وأخرجه البيهقي في الموضع السابق من طريق يزيد بن زريع، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ عبادة، به نحوه، ليس فيه ذكر لحطّان.
وكذا أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(8/ 79 رقم 8811) من طريق إسماعيل بن مسلم البصري، عن الحسن، عن عبادة، به، وهو يؤكد ما قاله الشيخ أحمد شاكر رحمه الله؛ من أن الحسن كان يذكر حطان أحيانًا، ولا يذكره أحيانًا أخرى.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(7/ 329 رقم 13359) عن عبد الله بن محرّر، عن حطّان بن عبد الله، عن عبادة، به، وفي أوله زيادة صفة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي.
(1)
هو ابن عبد الله القاضي، تقدم في الحديث [4] أنه صدوق يخطئ كثيرًا.
(2)
هو فِرَاس - بكسر أوله ومهملة - ابن يحيى الهَمْداني، الخَارفي - بمعجمة وفاء -، أبو يحيى الكوفي، المُكْتبِ، روى عن عامر الشَّعْبي وعطية العوفي وأبي صالح السَّمَّان وغيرهم، روى عنه شعبة والثوري وشريك وغيرهم، وهو ثقة، روى له الجماعة، ووثقه الإمام أحمد وابن معين والنسائي وابن عمار والعجلي وزاد:((من أصحاب الشعبي، في عداد الشيوخ، ليس بكثير الحديث))، وقال يحيى بن سعيد القطان:((ما بلغني عنه شيء ولا أنكرت من حديثه إلا حديث الاستبراء))، وقال أبو حاتم:((شيخ، كان معلِّمًا ثقة، ما بحديثه بأس))، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال عثمان بن أبي شيبة: ((صدوق)) ، قيل له:((ثبت؟)) قال: ((لا)) ، وقال يعقوب بن شيبة:((كان مكتبًا، وفي حديثه لين، وهو ثقة)) ، وكانت وفاته سنة تسع وعشرين ومائة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(7 / 91 رقم 514) ، و"التهذيب"(8 / 259 رقم 482) .
وكلام يعقوب وعثمان في فراس محمول على قول القطان؛ من أنه أنكر عليه حديث الاستبراء، وليس هناك بشر يسلم من الوهم إلا الأنبياء، فإذا عُرف ما وهم فيه اجتنبناه ولم يُخرجه ذلك عن حد الاحتجاج.
[595]
سنده ضعيف لضعف شريك من قبل حفظه.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(10 / 81 رقم 8836) من طريق شريك، به بلفظ:((إذا زنى البكران يجلدان وينفيان، وإذا زنى الثيبان يجلدان ويرجمان)) .
وأخرجه البيهقي في "سننه"(8 / 223) في الحدود، باب ما جاء في نفي البكر، من طريق أبي عوانة، ثنا فراس
…
، فذكره بنحو لفظ المصنف، إلا أنه لم يذكر قوله:((والشيخان يجلدان ويرجمان)) .
وذكر الحافظ في "فتح الباري"(12 / 157) رواية ابن أبي شيبة، ثم قال:((وأخرج ابن المنذر الزيادة بلفظ: والثيبان يرجمان، واللذان بلغا سنًا يجلدان ثم يرجمان)) . والذي يظهر أن ابن المنذر أخرجه من طريق شريك أيضًا كما هو ظاهر صنيع الحافظ ابن حجر، فشريك هو الذي تفرد بزيادة التفريق بين الثيب والشيخ، فالثيب عليه الرجم فقط، والشيخ عليه الجلد والرجم، وهو مذهب غريب استغربه جمع من العلماء؛ قال الحافظ في "الفتح" (12 / 120) : ((ومن المذاهب المستغربة: ما حكاه ابن المنذر وابن حزم عن أبي بن كعب - زاد ابن حزم: وأبي ذر - وابن عبد البر عن مسروق: أن الجمع بين الجلد والرجم خاص بالشيخ والشيخة، وأما الشاب فيجلد إن لم يحصن، ويرجم إن أحصن فقط، وحجتهم في ذلك: حديث: الشيخ والشيخة إذا زنيا =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} ]
596-
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاك بْنَ مُزَاحم يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: {يتوبون من قريب} ، قَالَ: كُلُّ تَوْبَةٍ قَبْلَ الْمَوْتِ فهو من قريب.
= فارجموهما البتّة
…
، وقال عياض: شَذّت فرقة من أهل الحديث فقالت: الجمع على الشيخ الثيب دون الشاب، ولا أصل له، وقال النووي: هو مذهب باطل)) . اه. وردّ عليه الحافظ ابن حجر بقول: ((كذا قاله ونفى أصله! ووصفُه بالبطلان إن كان المراد به طريقه فليس بجيِّد؛ لأنه ثابت كما سأبينه في باب: البكران يجلدان، وإن كان المراد دليله ففيه نظر أيضًا؛ لأن الآية وردت بلفظ: الشيخ، ففهم هؤلاء من تخصيص الشيخ بذلك: أن الشاب أعذر منه في الجملة، فهو معنى مناسب، وفيه جمع بين الأدلة، فيكيف يوصف بالبطلان؟)) . اهـ. وقول الحافظ: ((لأنه ثبت
…
)) ، قصد به ثبوت القول عن بعض السلف؛ فإنه أحال على باب:((البكران يجلدان)) ، وقال هناك (12 / 157) :((وأخرج عبد الرزاق، عن الثوري، عن الأعمش، عن مسروق: البكران يجلدان وينفيان، والثيبان يرجمان ولا يجلدان، والشيخان يجلدان ثم يرجمان، ورجاله رجال الصحيح)) . اهـ.
[596]
سنده ضعيف لإبهام شيخ إسماعيل بن زكريا، وهو صحيح لغيره كما سيأتي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 459) وعزاه للمصنف وعبد بن حميد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن جرير والبيهقي في "شعب الإيمان".
وقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(5 / 4000 رقم 7074 / تحقيق زغلول) من طريق المصنف، به مثله.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1 / 151) فقال: أنا الثوري، عن رجل، عن الضحاك قال:{ثم يتوبون من قريب} قال: كل شيء قبل الموت فهو قريب.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(8 / 94 رقم 8850) .
وهذا إسناد ضعيف أيضًا لإبهام شيخ سفيان الثوري، وقد يكون هو شيخ إسماعيل بن زكريا المبهم، والذي يظهر أنه النضر بن طهمان.
فقد أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 118 / ب)، فقال: حدثنا موسى، ثنا يحيى، ثنا وكيع، عن أبي لينة، قال: سمعت الضحاك يقول - في قوله: {ثم يتوبون من قريب} - قال: كل شيء دون الموت فهو قريب.
وأخرجه ابن أبي حاتم في الموضع السابق من "تفسيره"، فقال: حدثنا أبو سعيد الأشجّ، ثنا يونس - يعني ابن بكير -، عن النضر بن طهمان، قال: سمعت الضحاك: {ثم يتوبون من قريب} ، قال: ما كان دون الموت فهو قريب.
قلت: النَّضْر بن أبي مريم طَهْمَان هو أبو لِيْنَة، الكوفي، روى عن سعيد بن جبير والقاسم بن عبد الرحمن والضحّاك بن مزاحم، روى عنه إسماعيل بن زكريا ووكيع وأبو نعيم وغيرهم، وهو ثقة؛ وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم:((صالح الحديث)) . انظر "الجرح والتعديل"(8 / 476 و 477 رقم 2183 و 2185) ، و"المقتنى" للذهبي (2 / 38 رقم 5274) .
وقد قال الساجي عن أبي لينة: ((ليس حديثه بشيء، كان رديء اللسان)) ، وهذا إنما هو النضر بن مطرف، قال الحافظ ابن حجر جوابًا عن ذلك: ((يشير إلى الحكاية التي حكاها البخاري عن يحيى بن سعيد في حق النضر بن مطرف، فقد جعلهما =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= غير واحد واحدًا، وقيل: هما اثنان)) .
قلت: ممن فرق بينهما يحيى بن معين وأبو حاتم، فعدَّلا ابن طهمان، وجرحا ابن مطرف. انظر "لسان الميزان"(6 / 165 رقم 577 و 578) .
والراوي عن النضر عند ابن المنذر هو وكيع بن الجراح، وتقدم في الحديث [47] أنه ثقة حافظ عابد.
والراوي عن وكيع هو يحيى بن معين بن عَوْن الغَطَفاني مولاهم، أبو زكريا البغدادي، إمام الجرح والتعديل، روى عن عبد السلام بن حرب وعبد الله بن المبارك وحفص بن غياث وجرير بن عبد الحميد وعبد الرزاق وابن عيينة ووكيع وغيرهم، روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وأبو حاتم وأبو زرعة وعبد الله بن الإمام أحمد وغيرهم، وهو ثقة حافظ مشهور، روى له الجماعة، وكان ابن المديني يقول:((انتهى العلم إلى ابن معين)) ، وقال الإمام أحمد:((كان ابن معين أعلمنا بالرجال)) ، وقال أيضًا:((السماع مع يحيى بن معين شفاء لما في الصدور)) ، وقال ابن الرومي:((كنت أنا وأحمد نختلف إلى يعقوب بن إبراهيم في المغازي، فقال أحمد: ليت أن يحيى هنا، قلت: وما تصنع به؟ قال: يعرف الخطأ)) ، وقال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه، فقال:((إمام)) وكانت ولادته سنة ثمان وخمسين ومائة، وتوفي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. اهـ. من "الجرح والتعديل"(1 / 314 - 318) و (9 / 192 رقم 800) ، و"التهذيب"(11 / 280 - 288 رقم 561) ، و"التقريب"(ص597 رقم 7651) .
والراوي عن ابن معين هو شيخ ابن المنذر: موسى بن هارون بن عبد الله بن مروان، أبو عمران البزّاز المعروف والده بالحمّال، روى عن علي بن الجعد وأحمد بن حنبل وابن أبي شيبة ويحيى بن معين وغيرهم، روى عنه هنا ابن المنذر، وروى عنه أيضًا جعفر الخُلْدي ودَعْلَج السِّجْزِي والطبراني وغيرهم، وهو ثقة حافظ؛ قال عنه الصِّبغي:((ما رأينا في حفاظ الحديث أهيب ولا أورع من موسى بن هارون)) ، وقال عبد الغني بن سعيد: ((أحسن الناس كلامًا على =
597 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (بْنِ)
(2)
البَيْلَماني
(3)
، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَتُوبُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِيَوْمٍ إِلَّا قَبِلَ اللَّهُ عز وجل تَوْبَتَهُ))، قَالَ: فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْهُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَشْهَدُ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَتُوبُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِنِصْفِ يَوْمٍ إلا قبل الله توبته))،
= حديث رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: علي بن المديني في وقته، وموسى بن هارون في وقته، وعلي بن عمر الدارقطني في وقته))، وقال ابن المنادي:((كان أحد المشهورين بالحفظ والثقة ومعرفة الرجال))، وقال الخطيب:((كان ثقة عالمًا حافظًا))، وقال الذهبي:((الإمام الحافظ الكبير الحجة الناقد، محدث العراق))، وكانت ولادته سنة أربع عشرة ومائتين، ووفاته سنة أربع وتسعين ومائتين. اهـ. من "تاريخ بغداد"(13/ 50 - 51 رقم 7019)، و"سير أعلام النبلاء"(12/ 116 - 117 رقم 39).
وعليه فهذا الإسناد صحيح، والله أعلم.
(1)
هو الدَّرَاوَرْدي، تقدم في الحديث [69] أنه صدوق، إلا في حديثه عن عبيد الله العمري، فإنه منكر.
(2)
ما بين القوسين سقط من الأصل، وقد روى البيهقي هذا الحديث من طريق المصنف كما سيأتي بإثبات ذلك، وانظر ترجمته الآتية.
(3)
هو عبد الرحمن بن البَيْلَماني مولى عمر، مدني نزل حَرّان، روى عن ابن عباس وابن عمر وابن عمرو وغيرهم، روى عنه ابنه محمد وربيعة بن أبي عبد الرحمن وهمّام والد عبد الرزاق وزيد بن أسلم وغيرهم، وهو ضعيف، قال أبو حاتم:((ليِّن))، =
= (قَالَ: فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ ذَاكَ مِنْهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَتُوبُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بضَحْوة إِلَّا قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ)))
(4)
، فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ ذَلِكَ (مِنْهُ)
(5)
؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَتُوبُ قَبْلَ أَنْ تُغرْغِرَ
(6)
نَفْسُهُ فِي شِدْقِهِ
(7)
، إِلَّا قَبِلَ اللَّهُ توبته)).
= وقال صالح جزرة: ((حديثه منكر، ولا يُعرف أنه سمع من أحد من الصحابة إلا من سُرَّق))، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:((لا يجب أن يعتبر بشيء من حديثه إذا كان من رواية ابنه؛ لأن ابنه محمد بن عبد الرحمن يضع على أبيه العجائب))، وقال الدارقطني:((ضعيف لا تقوم به حجة))، وقال الأزدي:((منكر الحديث، يروي عن ابن عمر بواطيل)). اهـ. من "الجرح والتعديل"(5/ 266 رقم 1018)، و"الثقات" لابن حبان (5/ 91 - 92)، و"تهذيب الكمال" المخطوط (2/ 778)، و"التهذيب"(6/ 149 - 150 رقم 303)، و"التقريب"(ص 337 رقم 3819).
(4)
،
(5)
ما بين القوسين من الأصل فاستدركته من رواية البيهقي الآتية في "شعب الإيمان" حيث روى الحديث من طريق المصنف.
(6)
الغَرْغَرَةُ: أن يُجعل المشروب في الفم ويُردَّد إلى أصل الحلق ولا يُبْلَع، والمعنى هنا: أي ما لم تبلغ روحُه حلقومَه، فيكون بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به المريض. اهـ. من "النهاية في غريب الحديث"(3/ 360).
(7)
الشِّدْقُ: هو جانب الفم. انظر المرجع السابق (2/ 453).
[597]
سنده ضعيف لضعف ابن البَيْلَماني، ومعناه صحيح كما سيأتي. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وذكره الحافظ ابن كثير في "تفسيره"(1 / 463 - 464) من رواية الإمام أحمد في "المسند"، ثم قال:((وقد رواه سعيد بن منصور عن الدراوردي، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عبد الرحمن بن البيلماني، فذكر قريبًا منه)) .
وقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(5 / 398 - 399 رقم 7069 / تحقيق زغلول) ، من طريق المصنف، به مثله، إلا أنه قال:((لسمعت)) بدل قوله: ((لقد سمعت)) ، وقال:((قبل أن يغرغر نفسه)) .
وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(4 / 258) من طريق إبراهيم بن حمزة، عن عبد العزيز بن محمد، به نحوه.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند"(3 / 425) من طريق محمد بن مطرف، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عبد الرحمن بن البيلماني قال: اجتمع أربعة مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال أحدهم: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول
…
، فذكره بنحوه.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10 / 197) : ((رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير عبد الرحمن وهو ثقة)) .
قلت: لم يوثق عبد الرحمن أحد، سوى أن ابن حبان ذكره في الثقات، فالذي يظهر أن الهيثمي اعتمد عليه.
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (5 / 362) .
والحاكم في "المستدرك"(4 / 257) .
والبيهقي في الموضع السابق برقم (7068) .
أما الإمام أحمد فمن طريق أسباط، وأما الحاكم والبيهقي فمن طريق جعفر بن عون، كلاهما عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زيد بن أسلم
…
، به نحو لفظ المصنف.
وخالفهما عبد الله بن نافع، فرواه عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن البيلماني، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عمرو رضي الله عنهما يقول: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((من تاب قبل موته بعام تيب عليه
…
)) ، حتى قال بشهر، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حتى قال بجمعة، حتى قال بيوم، حتى قال بساعة، حتى قال بِفُوَاق، فقلت: سبحان الله! أو لم يقل الله عز وجل: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ} ؟ فقال عبد الله: إنما أحدثك بما سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الحاكم في "المستدرك"(4 / 258 - 259) مستدلاً به على تسمية الصحابي المبهم راوي الحديث، فقال بعد أن أخرج الحديث بإبهام صحابيه:((وقد شفى عبد الله بن نافع المديني، فبين في روايته عن هشام بن سعد أن الصحابي: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العاص رضي الله عنهما) .
قلت: عبد الله بن نافع خالف أسباطًا وجعفر بن عون عن هشام، وخالف عبد العزيز الدراوردي ومحمد بن مطرف عن زيد، فإنهم رووا الحديث ولم يذكروا صحابيّه، ومع ذلك فقد خالفهم في متن الحديث، فمتن الحديث مروي عن أربعة من الصحابة، فجعلهم عبد الله بن نافع واحدًا.
وأخرجه الحاكم في الموضع السابق من طريق مؤمل بن إسماعيل، ثنا سفيان الثوري، قال: كتبت إلى عبد الرحمن بين البيلماني أسأله عن حديث يحدث به عن أبيه، فكتب إلي أن أباه حدثه أنه جلس إلى نفر مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال أحدهم: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول، فذكره بنحو لفظ المصنف، إلا أنه قال:((قبل موته بساعة)) بدل قوله: ((قبل أن يموت بضحوة)) .
وقال الحاكم عقبه: ((سفيان بن سعيد رضي الله عنه وإن كان أحفظ من الدراوردي وهشام بن سعد، فإنه لم يذكر سماعه في هذا الحديث من ابن البيلماني، ولا زيد بن أسلم، إنما ذكر إجازة ومكاتبة، فالقول فيه قول من قال: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ ابن الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم)) . اهـ.
قلت: ليس الخطأ من سفيان الثوري ولا من روايته إجازة ومكاتبة، وإنما الخطأ ممن دونه؛ وذلك أنه روى الحديث من غير طريق زيد بن أسلم، فقد أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 119 / أ) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من طريق شيخه علي بن الحسن بن موسى الهلالي، عن عبد الله بن الوليد العدني، عن سفيان الثوري، قال: كتب إليّ محمد بن عبد الرحمن - قال: هو عندي البيلماني -، قال: حدثني أبي، قال: جلست إلى نفر مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالمدينة، قال: فقال رجل منهم: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول
…
، فذكر الحديث بنحو لفظ المصنف، مع الفرق الذي سبق ذكره في رواية الحاكم للحديث.
فمدار الحديث إذًا على عبد الرحمن بن البيلماني، ورواه عنه ابنه محمد وزيد بن أسلم، وعبد الرحمن ضعيف كما سبق.
وله شاهد أخرجه الإمام أحمد في "المسند"(2 / 206) فقال: ثنا عفان، ثنا شعبة، قال: إبراهيم بن ميمون أخبرني، قال: سمعت رجلاً من بني الحارث، قال: سمعت رجلاً منا يقال له أيوب، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عمرو يقول: ((من تاب قبل موته عامًا تيب عليه، ومن تاب قبل موته بشهر تيب عليه)) ، حتى قال يومًا حتى قال ساعة، حتى قال فُواقًا، قال: قال الرجل: أرأيت إن كان مشركًا أسلم؟
قال: إنما أحدثكم كما سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول.
وأخرجه أيضًا أبو داود الطيالسي في "مسنده"(ص301 رقم 2284) .
وابن جرير الطبري في "تفسيره"(8 / 99 - 100 رقم 8863) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 119 / أ) .
ثلاثتهم من طريق شعبة، به نحوه، إلا أنه سقط بعض إسناد الطيالسي في المطبوع من "مسنده"، وقد أخرجه ابن أبي حاتم في الموضع السابق من طريق علي الصواب.
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في حاشيته على "مسند الإمام أحمد": ((إسناده ضعيف لإبهام الرجل من بني الحارث)) .
وله شاهد آخر من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:((إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)) . =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}]
598 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا فُضيل بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ لَيْث
(1)
، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: القِنْطار سَبْعُونَ أَلْفَ دينار.
= أخرجه الإمام في "المسند"(2/ 132 و 153).
والترمذي في "سننه"(9/ 521 رقم 3603 و 3604) في الدعوات، باب منه.
وابن ماجه (2/ 1420 رقم 4253) في الزهد، باب ذكر التوبة.
والحاكم في "المستدرك"(4/ 257).
جميعهم من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جُبير بن نُفير، عن ابن عمر، به.
قال الترمذي: ((حسن غريب)).
وقال الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه))، ووافقه الذهبي.
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في حاشيته على "المسند"(9/ 17): ((إسناده صحيح)).
وحسنه الألباني في "صحيح الجامع"(2/ 151 رقم 1899).
ويشهد لمعناه ما أخرجه مسلم في "صحيحه"(4/ 2076 رقم 43) في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه)).
وعليه يتضح أن معنى الحديث صحيح بهذه الشواهد، والله أعلم.
(1)
هو ابن أبي سُلَيم، تقدم في الحديث [9] أنه صدوق اختلط جدًّا، فلم يتميز حديثه فتُرك.
[598]
سنده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وهو صحيح لغيره كما سيأتي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 162) وعزاه لعبد بن حميد فقط. =
599 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَوْفٍ
(1)
، عَنِ الْحَسَنِ
(2)
قَالَ: القِنْطَار: دِيَةُ الحُرِّ
(3)
.
= وأخرجه أبو شعيب الحَرَّاني في "الفوائد المنتخبة"(ل 5 / ب) من طريق جرير، عن ليث، به مثله.
والحديث في "تفسير مجاهد"(ص 123) من رواية ورقاء، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: الْقِنْطَارُ سَبْعُونَ أَلْفَ دينار.
وسنده صحيح.
ورقاء بن عمر تقدم في الحديث [584] أنه ثقة.
وابن أبي نجيح تقدم في الحديث [184] أن روايته للتفسير عن مجاهد صحيحة.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(6/ 248 رقم 6719 و 6720) من طريق عيسى بن ميمون وشبل، كلاهما عن ابن أبي نجيح، به مثله.
(1)
هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
(2)
أي البصري.
(3)
وهي ألف دينار كما سيأتي، أو ألف ومائتان، وهو ما يعادل اثني عشر ألف درهم.
[599]
سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(6/ 247 رقم 6712) من طريق هشيم، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: القنطار ألف دينار دية أحدكم.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (6703) من طريق يزيد بن زريع، عن عوف، عن الحسن: القنطار ألف ومائتا دينار.
وأخرجه برقم (6709) من نفس الطريق السابق بلفظ: القنطار اثنا عشر ألفًا.
وأخرجه أيضًا برقم (6708 و 6711) من طريق يزيد بن زريع وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، كلاهما عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةٍ، عن قتادة، عن الحسن أن القنطار اثنا عشر ألفًا. =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}]
600 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(1)
، عَنْ سَعِيدٍ الجُرَيْرِي
(2)
، عَنْ حَيَّان بْنِ عُمير
(3)
قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَبْعٌ صِهْرٌ، وسبعٌ نسبٌ، وَيَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعة مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَب.
= وليس هناك تناقض بين الروايات، فدية الحر مقدارها ألف ومائتا دينار، وتعادل اثني عشر ألف درهم، وهو قريب مما جاء في رواية هشيم للحديث عن عوف، عن الحسن أن القنطار ألف دينار، وأظن العدد جاء على التقريب لا على التحديد.
وقد روى ابن جرير في الموضع السابق برقم (6706) عن ابن عباس قال: القنطار اثنا عشر ألف درهم، أو ألف دينار.
وروى برقم (6707) عن الضحاك قال: القنطار ألف دينار، ومن الورق اثنا عشر ألف درهم.
(1)
هو ابن عُلَيَّة.
(2)
هو سعيد بن إياس الجُرَيْري، تقدم في الحديث [23] أنه ثقة اختلط قبل موته بثلاث سنين، والراوي عنه هنا هو إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة، وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط.
(3)
هو حَيَّان بن عُمير القَيْسي الجُرَيْري - بضم الجيم -، أبو العلاء البصري، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= روى عن عبد الرحمن بن سمرة، وابن عباس وسمرة بن جندب وغيرهم، روى عنه سليمان التيمي وسعيد الجُرَيْري وقتادة وغيرهم، وهو ثقة؛ وثقه النسائي وابن سعد وزاد:((قليل الحديث)) ، وذكره ابن حبان في الثقات، وذكره البخاري في "التاريخ الأوسط" في فصل من مات بين التسعين والمائة للهجرة. اهـ. من "طبقات ابن سعد"(7 / 189) ، و"التهذيب"(3 / 67 - 68 رقم 130) ، و"التقريب"(ص184 رقم 1597) .
[600]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 471) وعزاه للمصنف وابن أبي شيبة والبيهقي.
وسبق أن أخرجه المصنف في المطبوع من "سننه"، في كتاب النكاح، باب ما جاء في ابنة الأخ من الرضاعة (1 / 236 رقم 971) بمثل ما هنا سواء، إلا أنه قال:((الرضاع)) بدل: ((الرضاعة)) .
ومن طريق المصنف أخرجه البيهقي في "سننه"(7 / 158) في النكاح، باب ما يحرم من نكاح القرابة والرضاع وغيرهما، بمثل لفظ المصنف في كتاب النكاح.
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص93 رقم 210) عن شيخه الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء الأسدي، عن عمير مولى ابن عباس، عن ابن عباس قال: يحرم من النسب سبع، ومن الصهر سبع، ثم قرأ:{ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء} ، و {حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم} .
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(6 / 272 رقم 10808) من طريق الثوري.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه: الطبراني في "معجمه الكبير"(11 / 431 رقم 1222) .
ومن طريق سفيان الثوري أيضًا أخرجه:
ابن جرير في "تفسيره"(8 / 141 - 142 رقم 8944 و 8945 و 8946) . =
601 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حُديج بنُ مُعَاوِيَةَ
(1)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(2)
، عَنْ (سَعْدِ)
(3)
بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي
= وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 123 / ب).
والحاكم في "المستدرك"(2/ 304).
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه))، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(9/ 153 رقم 5105) في النكاح، باب ما يحل من النساء وما يحرم.
وابن جرير الطبري في "تفسيره" برقم (8948).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 123 / أ).
والإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "فتح الباري"(9/ 154).
والبيهقي في الموضع السابق من "سننه".
جميعهم من طريق سفيان الثوري، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، به نحو لفظ سفيان السابق.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4/ 289) من طريق حسن بن عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: يحرم مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النسب.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(7/ 476 رقم 13951) من طريق إسرائيل بن يونس، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس، به مثل لفظ ابن أبي شيبة السابق.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" برقم (8949).
والطبراني في "معجمه الكبير"(11/ 291 رقم 11772).
كلاهما من طريق علي بن صالح، عن سماك بن حرب، به نحو لفظ سفيان الثوري السابق.
(1)
تقدم في الحديث [1] أنه صدوق يخطئ. =
= شَمَخ
(4)
، فَرَأَى بعدُ أمَّها، فَأَعْجَبَتْهُ، فَذَهَبَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً، وَلَمْ أَدْخُلْ بِهَا، ثُمَّ أَعَجَبَتْنِي أُمَّهَا، فَأطَلِّقُ الْمَرْأَةَ وَأَتَزَوَّجُ أُمَّهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، (فطلَّقها)
(5)
، وَتَزَوَّجَ أُمَّهَا، فَأَتَى عبدُ اللَّهِ الْمَدِينَةَ، فَسَأَلَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: لَا يَصْلُحُ، ثُمَّ قَدِمَ، فَأَتَى بَنِي شَمَخ، فَقَالَ: أَيْنَ الرَّجُلُ الَّذِي تَزَوَّجَ أُمَّ الْمَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ تَحْتَهُ؟ قَالُوا: هَاهُنَا، قَالَ: فَلْيُفَارِقْها، قَالُوا: وَقَدْ نَثَرَتْ لَهُ بَطْنَها
(6)
؟! قَالَ: فَلْيُفَارِقْهَا، فَإِنَّهَا حَرَامٌ من الله عز وجل.
(2)
هو عمرو بن عبد الله السبيعي، تقدم في الحديث [1] أنه ثقة، إلا أنه يدلِّس واختلط بأخَرَةٍ.
(3)
في الأصل: ((سعيد)) وهو خطأ، والذي يظهر أنه خطأ قديم؛ لأن المصنف روى هذا الحديث أيضًا في كتاب النكاح من "سننه" المطبوع (1/ 227 رقم 936) هكذا:((سعيد))، وصوبه المحقق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي كما هنا، وكذا رواه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"(1/ 439) من طريق المصنف، وأما البيهقي والخطيب فروياه كما سيأتي من طريق المصنف على الصواب، فكأنهما صوّباه، فلعله اشتبه عليه بسعيد بن إياس الجُرَيْري، وأما سعد بن إياس فهو أبو عمرو الشيباني مشهور بكنيته، تقدم في الحديث [408] أنه ثقة مخضرم.
(4)
هم بطن من فَزَارَة كما سيأتي في بعض الروايات، وكما في "الأنساب" للسمعاني (8/ 146).
(5)
في الأصل: ((طلقها)) والتصويب من الموضع السابق من المطبوع من "السنن" للمصنف وغيره.
(6)
أي ولدت له.
[601]
سنده فيه حديج بن معاوية وتقدم أنه صدوق يخطئ، لكنه لم ينفرد به، وفيه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس، واختلط، ولم ينفرد به أيضًا، بل تابعه عليه أبو فروة عروة بن الحارث، فالحديث صحيح لغيره، وقد أخطأ حديج هنا أيضًا فقال: ((عَنْ سَعْدِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ رجل
…
)) ، ورواه إسرائيل كما سيأتي - وهو أوثق منه -، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ ابن مسعود.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثورط (2 / 473) وعزاه للمصنف وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي في "سننه".
وأخرجه المصنف في كتاب النكاح من "سننه" المطبوع (1 / 227 رقم 936)، ولفظه: عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بني شمخ، ثم أبصر أُمَّهَا فَأَعْجَبَتْهُ، فَذَهَبَ إِلَى ابْنِ مسعود، فقال: إني تزوجت بامرأة، فلم أَدْخُلْ بِهَا، ثُمَّ أَعَجَبَتْنِي أُمَّهَا، فأطلِّق الْمَرْأَةَ وَأَتَزَوَّجُ أُمَّهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَطَلَّقَهَا وَتَزَوَّجَ أُمَّهَا، فَأَتَى عَبْدُ اللَّهِ الْمَدِينَةَ، فَسَأَلَ أَصْحَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: لَا يَصْلُحُ، ثُمَّ قَدِمَ فَأَتَى بَنِي شَمَخٍ، فَقَالَ: أَيْنَ الرَّجُلُ الَّذِي تَزَوَّجَ أُمَّ المرأة التي كانت عنده؟ قالوا: ها هنا، قال: فليفارقها، قالوا: كيف وَقَدْ نَثَرَتْ لَهُ بَطْنُهَا؟ قَالَ: وإن كانت فعلت، فَلْيُفَارِقْهَا، فَإِنَّهَا حَرَامٌ مِنَ اللَّهِ عز وجل.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"(1 / 439) عن المصنف، به مثل لفظه هنا في التفسير سواء.
ومن طريق يعقوب بن سفيان أخرجه البيهقي في "سننه"(7 / 159) في النكاح، باب ما جاء في قوله الله تعالى:{وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بهن} الآية.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه"(2 / 201) من طريق المصنف، بنحو لفظه في كتاب النكاح.
وأخرجه يعقوب بن سفيان أيضًا (1 / 440) من طريق حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن أبي عمرو الشيباني أن رجلاً سأل ابن مسعود عن رجل طلق امرأته قبل أن يدخل بها، أيتزوج أمها؟ قال: نعم، فتزوجها، فولدت له، فقدم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= على عمر، فسأله، فقال: فرق بينهما، قال: إنها ولدت، قال: وإن ولدت عشرة، ففرق بينهما.
ومن طريق يعقوب بن سفيان أخرجه البيهقي في الموضع السابق.
وفي سنده أيضًا حجاج بن أرطأة، وتقدم في الحديث [170] أنه صدوق كثير الخطأ والتدليس.
وأخرجه يعقوب بن سفيان أيضًا (1 / 441) من طريق إسرائيل بن يونس، عن جده أبي إسحاق السبيعي، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ عبد الله بن مسعود، أن رجلاً من بني شمخ بن قَزَارة سأله عن رجل تزوج امرأة
…
، الحديث بنحو سياق المصنف، وفيه زيادة.
ولم ينفرد أبو إسحاق بالحديث، بل تابعه عليه أبو فَرْوَة عروة بن الحارث الهَمْداني.
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(6 / 273 رقم 10811) عن شيخه سفيان الثوري، عن أبي فروة، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ ابن مسعود، أن رجلاً من بني شمخ بن فزارة تزوّج امرأة، ثم رأى أمها فأعجبته، فاستفتى ابن مسعود، فأمره أن يفارقها ثم يتزوج أمها، فتزوجها وولدت له أولادًا، ثم أتى ابن مسعود المدينة، فسأل عن ذلك، فأُخبر أنه لا تحلّ له، فلما رجع إلى الكوفة قال للرجل: إنها عليك حرام، إنها لا تنبغي لك، ففارقها.
وهذا سند صحيح.
سفيان الثوري وأبو عمرو الشيباني سعد بن إياس تقدم أنهما ثقتان.
وأما عروة بن الحارث الهَمْداني الكوفي، أبو فروة الأكبر، فهو ثقة من الطبقة الخامسة، يروي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى وأبي عمرو الشيباني وغيرهما، ويروي عن شعبة والسفيانان: الثوري وابن عيينة وغيرهم، قال ابن معين:((ثقة)) ، وذكره ابن حبان في ثقاته. "الجرح والتعديل"(6 / 398 رقم 3224) ، و"التهذيب"(7 / 178 - 179 رقم 349) ، و"التقريب"(ص389 رقم 4559) . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومن طريق عبد الرزاق أخرجه: يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"(1 / 438 - 439) .
ومن طريق يعقوب أخرجه: البيهقي في الموضع السابق.
والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(2 / 202) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4 / 172) من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، به نحوه، ولفظ عبد الرزاق أتم.
ورواه شعبة عن أبي فروة، فخالف سفيان في بعض لفظه.
أخرجه يعقوب بن سفيان في الموضع السابق، فقال: حدثنا أبو بشر، حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني أبو فروة، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: تزوج رجل من بني فزارة، فماتت قبل أن يدخل بها، فرخّص عبد الله أن يتزوج أمها، ورخّص في الصرف، فلما أتى المدينة فرجع، أخذ بيدي، فأتى أهل البيت الذين أمرهم فنهاهم، وأتى الصيارفة فنهاهم.
وأخرجه البيهقي في الموضع المتقدم من طريق هاشم بن القاسم: ثنا شعبة، عن أبي فروة الهمداني، قال: سمعت أبا عمرو الشيباني قال: كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يرخص في رجل تزوج امرأة، فماتت قبل أن يدخل بها: أن يتزوج أمها. قال: فأتى المدينة، فكأنه لقي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قال: فرجع.
قال البيهقي: ((كذا رواه شعبة عن أبي فروة في الموت! وخالفه سفيان الثوري، فرواه عن أبي فروة في الطلاق، وإذا اختلف سفيان وشعبة، فالحكم لرواية سفيان؛ لأنه أحفظ وأفقه، ومع رواية سفيان رواية أبي إسحاق عن أبي عمرو)) . اهـ.
وأخرجه مالك في "الموطأ"(2 /533 رقم 23) في النكاح، باب ما لا يجوز من نكاح الرجل أم امرأته، بلا إسناد، فقال: عن غير واحد، أن عبد الله بن مسعود استُفْتي وهو بالكوفة عن نكاح الأم بعد الابنة إذا لم تكن الابنة مُسَّتْ، فأرخص في ذلك. ثم إن ابن مسعود قدم المدينة، فسأل عن ذلك، فأخبر أنه ليس كما قال، وإنما الشرط في الربائب، فرجع ابن مسعود إلى الكوفة، فلم يصل إلى منزله حتى أتى الرجل الذي أفتاه بذلك، فأمره أن يفارق امرأته.
602 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، [ل 124/ب] عَنْ شُرَيْح أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، (فَقَالَ)
(1)
: ائْتُوا بَنِي شَمَخ، فَسَلُوهم
(2)
.
603 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(3)
، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ أَبِي نَجيح
(4)
، عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَطَلَّقَها قَبْلَ أَنْ يَدخل بِهَا حَتَّى مَاتَتْ، أَوْ طَلَّقَها، أيَتَزَوَّجُ بِهَا ابنُه؟ قَالَ: فِيهِ قَتَلَ دَاوُدُ ابْنَهُ أَدِينَ
(5)
.
(1)
في الأصل: فقالوا.
(2)
يشير إلى قصة الرجل الذي من بني شمخ، وتقدمت في الحديث السابق.
[602]
سنده صحيح، ومغيرة بن مقسم تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه يدلس، لا سيما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه، ولم يصرح بالسماع، لكن تقدم في الحديث [500] أن رواية شعبة عنه محمولة على الاتصال وإن لم يصرح فيها مغيرة بالسماع، وقد روى شعبة عنه هذا الحديث كما سيأتي.
والحديث اختصره المصنف هنا، وكان قد رواه في كتاب النكاح من "سننه" المطبوع (1/ 227 رقم 935) في باب ما جاء في الرجل يتزوج المرأة فتموت قبل أن يدخل بها، أو يطلقها، هل يصلح له أن يتزوج أمها، فقال: نا هُشَيْمٌ وَخَالِدٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عن إبراهيم في الرجل يتزوج المرأة، فيموت قبل - أراه قال: - أن يدخل بها، أيتزوج أمها؟ فقال: كان شريح إذا أتي في ذلك يقول: إيتوا بني شمخ، فسلوهم عن ذلك.
وأخرجه وكيع القاضي في "أخبار القضاة"(2/ 278) من طريق محمد بن جعفر غندر، قال: حدثنا شعبة، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كان شريح إذا سئل عن الرجل يتزوج أم امرأته ولم يدخل بها، قال: سلوا عن ذلك بني شمخ.
(3)
هو ابن عُلَيَّة.
(4)
هو عبد الله بن أبي نجيح.
(5)
كذا في الأصل! وفي "الإكمال" لابن ماكولا (1/ 4) قال: ((وآذين ورد في حكاية أنه ابن داود النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم)). =
604 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنِ الشَّعْبي، عَنْ مَسْروق أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ:{أُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ} ، قَالَ: هِيَ مُبْهَمَةٌ، فَأرْسِلوا مَا أَرْسَلَ اللَّهُ، واتَّبِعُوا مَا بَيَّنَ اللَّهُ، ورَخَّصَ فِي الرَّبِيْبَة
(1)
إِذَا لَمْ يَكُنْ دَخَلَ بأمِّها، وكَرِه الأمَّ على كل حال.
[603] سنده صحيح، والحديث سبق أن أخرجه المصنف في كتاب النكاح، باب ما جاء في الرجل يتزوج المرأة فتموت قبل أن يدخل بها أو يطلقها، هل يصلح له أن يتزووج أمها (1/ 228 رقم 939)، من غير هذا الطريق، فقال: نا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عن صدقة بن يسار، قال: سئل عكرمة عن رجل تزوج امرأة فلم يدخل بها حتى مات أو طلقها، أيتزوجها ابْنُهُ؟ قَالَ: فِيهِ قَتَلَ دَاوُدُ ابنه ادين. اهـ.
فلست أدري، هل هذه طريق أخرى لهذا الأثر، أو في أحد الإسنادين خطأ؟.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4/ 173) فقال: نا ابن عليّة، قال: قلت لابن أبي نجيح: الرجل يتزوج المرأة ثم يطلقها قبل أن يدخل بها، أيتزوج أمها؟ فقال: سمعت عكرمة ينهى عنها وعطاء.
(1)
الرَّبيبة: هي بنت الزوجة من غير زوجها الذي معها. انظر "النهاية في غريب الحديث"(2/ 180).
[604]
سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 473) وعزاه للمصنف وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبيهقي.
وسبق أن أخرجه المصنف في كتاب النكاح من "سننه" المطبوع (1/ 228 رقم 937)، باب ما جاء في الرجل يتزج المرأة فتموت قبل أن يدخل بها، أو يطلقها، هل يصلح له أن يتزوج أمها؟ لكن جاء عنده الحديث من قول ابن عباس، مع أنه من نفس الطريق، وهذا سياقه: حدثنا سعيد، نا هشيم، أنا داواد، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّهُ سئل عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل:{وأمهات نسائكم} ، فقال ابن عباس: هِيَ مُبْهَمَةٌ، فَأَرْسِلُوا مَا أَرْسَلَ اللَّهُ، وَاتَّبِعُوا مَا بَيَّنَ اللَّهُ عز وجل.
قال: رخّص فِي الرَّبِيبَةِ إِذَا لَمْ يَكُنْ دَخَلَ بِأُمِّهَا، وَكَرِهَ الْأُمَّ عَلَى كل حال.
والصواب رواية المصنف للحديث هنا في كتاب التفسير عن مسروق من =
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {[وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}]
605 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، (عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ)
(1)
- فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا ملكت أيمانكم} -، قَالَ: كُلُّ ذَاتِ زَوْجٍ عَلَيْكَ حَرَامٌ، إِلَّا أَنْ تَشْتَرِيَهَا، أَوْ ما مَلَكَتْ يَمينُك.
= قوله، فإنه موافق لرواية ابن علية ويزيد بن هارون للحديث عن داود.
فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4/ 172 - 173) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مسروق - في:{أمهات نسائكم} - قال: ما أرسل الله فأرسلوا، وما بيّن فاتبعوا.
وأخرجه البيهقي في "سننه"(7/ 160) في النكاح، باب ما جاء في قول الله تعالى:{وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بهن} الآية، أخرجه من طريق يزيد بن هارون، أنبأ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ الشعبي، عن مسروق - في قول الله عز وجل {وأمهات نسائكم} - قال: ما أرسل الله فأرسلوه، وما بين فاتبعوه، ثم قرأ:{وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بهن فلا جناح عليكم} ، قال: فأرسلوا هذه، وبين هذه.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(6/ 274 رقم 10813) عن معمر، عن قتادة، قال: سئل عنها عمران بن حصين فقال: هي مما حُرِّم، قال: وسئل عنها مسروق ابن الأجدع، فقال: هي مبهمة فدعها.
(1)
في الأصل: ((عن إبراهيم، عن الأعمش)) قدَّم وأخّر في الإسناد، وسقط منه عبد الله بن مسعود، فصوبته من مصادر التخريج، ومنها "مصنف ابن أبي شيبة" الذي تابع المصنِّف سعيد بن منصور على روايته عن أبي معاوية، وابن جرير الطبري الذي أخرجه من طريق سلم بن جنادة عن أبي معاوية، به مثل ما هنا سواء.
[605]
سنده صحيح، ورواية الأعمش عن إبراهيم النخعي محمولة الاتصال وإن كانت =
606 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ الصَّلْت بْنِ بَهْرام
(1)
، عَنِ إِبْرَاهِيمَ
(2)
- فِي قَوْلِهِ عز وجل: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا ملكت أيمانكم} -، قَالَ: إِلَّا السَّبَايا مِنْ أَهْلِ الحرب.
= بالعنعنة، وراوية إبراهيم عن ابن مسعود مرسلة، لكن مراسيله عن ابن مسعود صحيحة، وتقدم ببيان ذلك في الحديث رقم [3]، وسنده مثل هذا الإسناد.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 479) وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4/ 267) عن أبي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - فِي قَوْلِهِ:{والمحصنات من النساء} - قَالَ: كُلُّ ذَاتِ زَوْجٍ عليك حرام، إلا ما ملكت يمينك أو تشتريها.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(8/ 155 رقم 8972) من طريق سَلْم بن جنادة، عن أبي معاوية، به مثل لفظ المصنف.
وأخرجه ابن جرير الطبري أيضًا برقم (8974).
وابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 125 / ب).
أما ابن جرير فمن طريق جرير بن عبد الحميد، وأما ابن المنذر فمن طريق أبي عوانة، كلاهما عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ عبد الله - في قوله:{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا ملكت أيمانكم} - قَالَ: كُلُّ ذَاتِ زَوْجٍ عَلَيْكَ حرام، إلا ما اشتريت بمالك، وكان يقول: بيع الأمة طلاقها.
(1)
تقدم في الحديث [135] أنه ثقة.
(2)
هو النخعي.
[606]
سنده صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4/ 266) عن شيخه عبد الله بن إدريس، عن الصلت، عن إبراهيم، قَالَ: كُلُّ ذَاتِ زَوْجٍ عَلَيْكَ حرام، إلا ما أصبت من السبايا. =
607 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّاب، (أَنَّهُ كَانَ)
(1)
يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: {والمُحْصِنات
(2)
مِنَ النِّسَاءِ إلا ما ملكت أيمانكم}.
= وأخرج ابن جرير الطبري في "تفسيره"(8/ 162 رقم 9005) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ: {والمحصنات من النساء} - قَالَ: كُلُّ ذَاتِ زَوْجٍ عليك حرام.
ثم أخرج هذا الحديث برقم (9007) من طريق شريك، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ، عَنِ إبراهيم نحوه؛ عطفه على لفظ حديث ابن عباس.
(1)
في الأصل: ((قال: سمعت الأعمش)) - وهو خطأ ظاهر؛ لأن الأعمش هنا يروي عن يحيى بن وثاب، فكيف يقول يحيى: سمعت الأعمش؟! وقد عزا السيوطي هذه القراءة ليحيى بن وثاب كما سيأتي، وتقدم مثل هذا الإسناد برقم [173]، ومنه صوبت الخطأ هنا.
(2)
قَرَأَ عَامَّةُ القُرَّاء: (والمحصَنات) بفتح الصاد، يعني ذوات الأزواج أحْصَنَهُنَّ أزواجهن: وقرأ بعضهم: {والمحصِنات} بكسر الصاد، وممن قرأ كذلك علقمة، واستدلّ بأن معناها: العفائف كما قال عمر بن الخطاب وغيره. انظر "الكشف والبيان" للثعلبي (4 / ل 36 / ب).
وقوله تعالى: {والمحصنات} لم يضبط هنا، وإنما ضبطته بكسر الصاد لأن السيوطي عزاه كذلك ليحيى بن وثاب كما سيأتي.
[607]
سنده صحيح، والأعمش قد أخذ القراءة عن يحيى بن وثاب كما تقدم في الحديث [173].
وذكر السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 482) أن عبد بن حميد أخرج في "تفسيره" عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ أَنَّهُ كان يقرأ: {والمحصِنات} بكسر الصاد.
608 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانة
(1)
، عَنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبي - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا ما ملكت أيمانكم} -، قَالَ: إِحْصَان الأمَةِ: دُخُولُها فِي الْإِسْلَامِ وَإِقْرَارُهَا بِهِ، إِذَا دَخَلَتْ فِي الْإِسْلَامِ وأقرَّت بِهِ، ثُمَّ زَنَتْ، فَعَلَيْهَا جَلْدُ خَمْسِينَ.
609 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا مُطَرِّف
(2)
، عَنِ الشَّعْبي - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ}
(3)
-، قَالَ: إِحْصَانُهَا: أَنْ تُحْصِنَ فَرْجَها مِنَ الفُجُور، وَأَنْ تَغْتَسِلَ مِنَ الجنابة.
(1)
هو وَضَّاح بن عبد الله.
[608]
سنده صحيح.
وأخرجه البيهقي في "سننه"(8/ 243) في الحدود، باب ما جاء في حد المماليك، من طريق المصنف، به مثله، إلا أنه لم يذكر الآية، ولم يذكر قوله:((به)) في قوله: ((وإقرارها به)).
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(8/ 200 رقم 9093) من طريق هشيم، قال: أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أن تلا هذه الآية:{فإذا أحصنّ} ، قال: يقول: إذا أسلمن.
ثم أخرجه ابن جرير أيضًا برقم (9096) من طريق أشعث، عن الشعبي، قال: الإحصان: الإسلام.
(2)
هو ابن طَريف.
(3)
هذه الآية ليست من سورة النساء، وإنما هي الآية:
(5)
من سورة المائدة، أتى المصنِّف بقول الشعبي فيها هنا لمناسبته الكلام عن الإحصان فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النساء} . =
610 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي أُمُيَّةَ
(1)
، وحُمِيْد، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ يَقْرأ
(2)
كُلَّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ: {والمُحْصِنات}
(3)
، إِلَّا الَّتِي فِي النِّسَاءِ: {والمُحْصَنات
(3)
مِنَ النساء}.
[609] سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(9/ 585 رقم 11273) من طريق عمرو بن عون، عن هشيم، به نحوه.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(6/ 80 رقم 10066) و (7/ 182 رقم 12695)، من طريق سفيان بن عيينة، عن مطرف، به نحوه.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4/ 359 - 360).
وابن جرير الطبري برقم (11271).
كلاهما من طريق محمد بن فضيل، عن مطرف، به نحوه.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (11270 و 11272 و 11274) من طريق جرير بن عبد الحميد وعنبسة بن سعيد وخالد بن عبد الله الطحان، ثلاثتهم عن مطرف، به نحوه، إلا أن عنبسة خالف باقي الرواة، فقال في روايته:((عن مطرف، عن رجل، عن الشعبي)).
(1)
هو عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي المُخَارِق، تقدم في الحديث [28] أنه ضعيف، لكن تابعه هنا حميد بن أبي حميد الطويل، وتقدم في الحديث [43] أنه ثقة كثير التدليس عن أنس بن مالك، ولم أجد المزِّي نصّ على أنه روى عن مجاهد كما في "تهذيب الكمال" المطبوع (7/ 355)، لكن سماعه منه محتمل؛ لأن مجاهدًا توفي بين سنة مائة وأربع ومائة، وولادة حميد كانت قريبًا من سنة سبع وستين كما يتضح من ترجمتيهما في "التهذيب"(3/ 40) و (10/ 43)، ومجاهد مَكِّيٌّ، فَلُقِيُّ حميد له محتمل؛ إما في حج، أو عمرة، أو غير ذلك.
(2)
أي مجاهد. =
611 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَتَّاب بْنُ بَشِيرٍ
(1)
، عَنْ خُصَيْف
(2)
، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قوله عز وجل:{والمحصنات} -، قَالَ: العَفِيفة العاقِلَة مِنْ مُسْلِمَةٍ، أو من أهل الكتاب.
(3)
راجع التعليق على الحديث [607].
[610]
سنده أقل أحواله أنه حسن لغيره، فعبد الكريم بن أبي المخارق وإن كان ضعيفًا، إلا أنه قد توبع من حميد، فإن كان حميد سمعه من مجاهد فهو صحيح من طريقه، وإن كان لم يسمعه فهو حسن لغيره.
وذكر السيوطي قول مجاهد هذا في "الدر المنثور"(2/ 482) فقال: وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حُمَيْدٍ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ: {والمحصِنات} بكسر الصاد، إِلَّا الَّتِي فِي النِّسَاءِ:{والمحصَنات من النساء} بالنصب.
(1)
تقدم في الحديث [204] أنه لا بأس به إلا في روايته عن خصيف، فإنها منكرة.
(2)
تقدم في الحديث المشار إليه أنه صدوق سيء الحفظ.
[611]
سنده ضعيف لضعف خصيف من قبل حفظه.
وذكر السيوطي هذا الحديث في "الدر المنثور"(2/ 481) وعزاه للمصنف وابن جرير وابن المنذر.
وقد أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 125 / أ) من طريق المصنف، به مثله، إلا أنه وقع في النسخة:((عتاب عن بشير))، وهو خطأ ظاهر.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(8/ 160 رقم 8998) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، عن عتاب، به مثله.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ المُؤْمِنَاتِ} إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ العَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}]
612 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا مُغِيرَةُ
(1)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ:{فَإِذَا أحْصِنَّ} ، قَالَ: إِذَا أَسْلَمْنَ، وَكَانَ مُجَاهِدٌ يقرأ:{فإذا أحصِنّ} ، يَقُولُ: إِذَا تَزَوَّجْنَ، (مَا لَمْ)
(2)
تَزَوَّج، فَلَا حَدَّ عَلَيْهَا.
613 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ - أَوْ غَيْرِهِ، شَكَّ دَاوُدُ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى عَلَى الْأَمَةِ حَدًّا حَتَّى تَزَوَّج زَوْجًا حُرًّا.
(1)
تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه يدلس لا سيما عن إبراهيم النخعي.
(2)
في الأصل: ((مما لم))، والتصويب من "الدر المنثور"(2/ 491).
[612]
سنده ضعيف لأن مغيرة لم يصرح بالسماع من إبراهيم.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 491) بمثل ما هنا، وعزاه للمصنف وعبد ابن حميد.
وقد أخرجه البيهقي في "سننه"(8/ 243) في الحدود، باب ما جاء في حد المماليك، من طريق المصنف، به مثله، إلا أنه قال:((فإذا لم تتزوج الأمة)).
[613]
سنده صحيح إن كان شيخ داود هو عكرمة، وقد صح عن ابن عباس من غير طريقه كما سيأتي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 491) وعزاه للمصنف وعبد الرزاق.
ولم أجده عند عبد الرزاق بهذا اللفظ ولا من هذا الطريق، وإنما بلفظ آخر من =
614 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ
(1)
، قَالَ: شَهِدْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَضْرِبُ إِمَاءهُ الحَدَّ إِذَا زَنَيْنَ، تَزَوَّجْنَ، أو لم يتزوجن.
= طريق آخر سيأتي في تخريج الحديث رقم [615].
وقد أخرج البيهقي هذا الحديث من طريق المصنف: ثنا هشيم، أبنا حصين، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ:{فَإِذَا أُحْصِنَّ} ، قال: إذا تزوجن. انظر "سنن البيهقي"(8/ 243) كتاب الحدود، باب ما جاء في حد المماليك.
وكذا أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4/ 394).
وابن جرير الطبري في "تفسيره"(8/ 201 - 202 رقم 9101).
كلاهما من طريق هشيم، عن حصين، به مثله.
وهذا سند صحيح، وحصين هو ابن عبد الرحمن السُّلمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة، إلا أنه تغير في الآخر، لكن الراوي عنه هو هشيم بن بشير، وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط كما في الحديث [91].
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (9102) من طريق مغيرة، عن عكرمة، به نحو سابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(9/ 518 رقم 8343) من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عن ابن عباس قال: لَيْسَ عَلَى الْأَمَةِ حَدٌّ حَتَّى تزوج.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(8/ 201 رقم 9100).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2 / ل 128 / أ).
كلاهما من طريق عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابن عباس، قوله:{فإذا أحصن} يعني: إذا تزوجن حرًّا.
هذا لفظ ابن جرير، ولفظ ابن أبي حاتم: يعني إذا تزوجت حرًّا ثم زنت.
(1)
هو ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أنس بن مالك الأنصاري، البصري، قاضيها، ثقة؛ روى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن جده أنس والبراء بن عازب وأرسل عن أبي هريرة، وروى عنه هنا داود بن أبي هند مصرحًا بأنه حدثه، وروى عنه أيضًا ابن أخيه عبد الله بن المثنى وحميد الطويل وقتادة وغيرهم، عزل عن القضاء سنة عشر ومائة، ومات بعد ذلك بمدة، وروى له الجماعة ووثقه الإمام أحمد والعجلي والنسائي، وذكره ابن حبان وابن شاهين في ثقاتيهما، وذكره ابن عدي في "الكامل" وروى عن أبي يعلى أن ابن معين أشار إلى تضعيفه، ثم قال ابن عدي:((أرجوا أنه لا بأس به، وأحاديثه قريبة من غيره، وهو صالح فيما يروي عن أنس عندي)) ، ولما ذكر الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" ما تقدم عن ابن معين قال:((قلت: قد بيّن غيره السبب في ذلك - يعني تضعيفه -، وهو من أجل حديث أنس في الصدقات، الذي قدمناه في الفصل الذي قبل هذا، لكون ثمامة قيل إنه لم يأخذه عن أنس سماعًا، وقد بينا أن ذلك لا يقدح في صحته، احتجّ به الجماعة)) ، يعني بثمامة. اهـ. من "الجرح والتعديل"(2 / 466 رقم 1893) ، و"تاريخ أسماء الثقات" لابن شاهين (ص53 رقم 153) ، و"هدي الساري"(ص394) ، و"التهذيب"(2 / 28 - 29 رقم 49) .
[614]
سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(2 / 491) للمصنف وابن المنذر.
وقد أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم"(2 / ل 128 / أ) .
والبيهقي في "سننه"(8 / 243) في الحدود، باب ما جاء في حد المماليك.
كلاهما من طريق المصنف، به مثله.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(9 / 513 رقم 8323) .
والبيهقي في "سننه"(8 / 245) في الحدود، باب حد الرجل أمته إذا زنت.
كلاهما من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةٍ، عَنْ ثمامة، أن أنس بن مالك كان إذا زنى مملوكة ضربة الحدّ. =
615 -
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَيْسَ عَلَى الأمَةِ حَدٌّ حَتَّى تَحَصَّن
(1)
.
= هذا لفظ ابن أبي شيبة، وأما البيهقي فلفظه: أن أنس بن مالك كان إذا زنى مملوكه أمر بعض بنيه فأقام عليه الحدّ.
(1)
ضبطت الكلمة في الأصل بالصاد المشددة.
[615]
سنده صحيح.
وقد أخرجه البيهقي في "سننه"(8/ 243) في الحدود، باب ما جاء في حد المماليك، من طريق المصنف، به مثله.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(9/ 518 - 519 رقم 8346) من طريق سفيان بن عيينة، به مثله، إلا أنه قال:((حتى تحصين بزوج)).
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(7/ 396 - 397 رقم 13615) من طريق شيخه ابن جريج، قال: أخبرني عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن ابن عباس، كان لا يرى على عبد ولا على أهل الذمة - اليهود والنصارى - حدًّا.
وأخرجه عبد الرزاق أيضًا عقبه برقم (13616) من طريق شيخه سفيان الثوري، عن عمرو بن دينار، به مثل سابقه.
وأخرجه أيضًا برقم (13617) من طريق شيخه معمر، عن أيوب، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: لا حدّ على عبد ولا على معاهد.
وأخرجه أيضًا برقم (13619) عن شيخه سفيان بن عيينة، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد، عن ابن عباس، به بمثل لفظ المصنِّف.
وأخرجه أيضًا برقم (13618) من طريق شيخه ابن جريج قال: أخبرني عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كان لا يرى على عبد حدًّا، إلا أن تحصن الأمة بنكاح، فيكون عليها شطر العذاب، فكان ذلك قوله.
وهذا سند صحيح، وابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز، وعطاء هو ابن أبي رباح.