المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ   تصنيف الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد - الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ ت الظفيري

[السخاوي]

فهرس الكتاب

الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ

تصنيف

الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي

(ت: 902 هـ)

تحقيق

سالم بن غتر بن سالم الظفيري

ص: 1

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ص: 2

(ح) دار الصميعي للنشر والتوزيع، 1438 هـ

فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر

الظفيري، سالم غتر سالم

الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ/ سالم غتر سالم- الرياض، 1438 هـ

ص: 805، سم: 17 × 24

ردمك: 3 - 80 - 8172 - 603 - 978

1 -

تاريخ

2 -

التاريخ - مصادر

3 -

التاريخ - فلسفة

أ. العنوان

ديوي: 907.2

2872/ 1438

رقم الإيداع: 2872/ 1438

ردمك: 3 - 80 - 8172 - 603 - 978

جميع الحقوق محفوظة

الطَّبْعَة الأولى

1438 هـ - 2017 م

دار الصميعي للنشر والتوزيع، المركز الرئيسي السويدي، شارع السويدي العام- الرياض

ص. ب: 4967/ الرمز البريدي: 11412، هاتف: 4262945، 4251459، فاكس: 4245341

فرع القصيم: عنيزة، بجوار مؤسسة الشيخ ابن عثيمين الخيرية

هاتف: 3624428، فاكس: 3621728 مدير التسويق: 0555169051

موزع المنطقة الجنوبية والغربية: 0530269070

المملكة العربية السعودية

البريد الإلكتروني: daralsomaie@hotmail.com

دار الصميعي للنشر والتوزيع

ص: 3

إهداء

أُهْدِي ثمرة جهدي هذا إلى والدَيَّ حَفِظَهما الله ووَعاهُما

ص: 4

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

[مُقَدِّمة المُحَقِّق]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فهذا تحقيقٌ لكتاب "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ" لمصنِّفه الحافظ السَّخَاويِّ، وتحتوي مقدمة التحقيق على مبحثين:

* المبحث الأول: ترجمة مختصرة للمصنِّف.

1 -

اسمه ولقبه وكنيته وولادته.

2 -

أصله ونسبته.

3 -

مذهبه الفقهي والعقدي.

4 -

نشأته وطلبه للعلم.

5 -

رحلاته ومجاوراته.

6 -

أعماله: التدريس، الإفتاء، الإملاء، القضاء، التصنيف.

7 -

شيوخه.

8 -

تلامذته.

9 -

خلافه مع السيوطي.

10 -

ثناء أهل العلم عليه.

11 -

وفاته.

ص: 5

* المبحث الثاني: دراسة مختصرة عن الكتاب المُحَقَّق.

1 -

توثيق نسبة الكتاب إلى مصنِّفه.

2 -

تحقيق اسم الكتاب.

3 -

سبب تأليف الكتاب.

4 -

تاريخ تأليف الكتاب.

5 -

منهجه العام في الكتاب.

6 -

مصادره في كتابه.

7 -

مزايا الكتاب.

8 -

الملاحظات على الكتاب.

9 -

ثناء أهل العلم على الكتاب.

10 -

النسخ المطبوعة والمآخذ عليها.

11 -

المخطوطات المعتمدة في التحقيق.

12 -

المنهج في تحقيق الكتاب.

13 -

الخاتمة.

* * *

ص: 6

‌المبحث الأول [ترجمة مختصرة للمصنِّف

(‌

‌1)]

* (1) اسمه ولقبه وكنيته وولادته:

هو: محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد. ويلقَّب بـ "شمس الدين"، ولقَّبه بعضهم بـ "ابن البارد" وهو لقب لجده

(2)

بين أناس مخصوصين، ولذا لم يشتهر به أبوه بين الجمهور، وكان السخاوي يكره ذلك، ولا يذكره به إلا من قصد التنقص منه. يكنى بـ "أبي الخير" وبـ "أبي عبد الله"

(3)

.

ولد في ربيع الأول (831 هـ)

(4)

بـ "حارة بهاء الدين"

(5)

في القاهرة.

(1)

انظر مصادر ترجمته: السخاوي -نفسه- الضوء اللامع، 8/ 2 - 32؛ السيوطي، نظم العقيان، ص 152 - 153؛ الغزي، الكواكب السائرة، 1/ 53 - 54؛ ابن العماد، شذرات، 10/ 23 - 25؛ الزبيدي، تاج العروس، 19/ 512 (مادة: سخى) الشوكاني، البدر الطالع، 2/ 184 - 187. كذلك تناولت دراسات موسّعة حياة السخاوي الشخصية وجهوده العلمية. انظر: عبد الله ناصر الشقاري، السخاوي مؤرخًا، وهي رسالة دكتوراه مطبوعة على الآلة الكاتبة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية -الرياض؛ بدر العماش، الحافظ السخاوي وجهوده في الحديث وعلومه؛ عبد الكريم الخضير وزميله في مقدمة تحقيق: السخاوي، فتح المغيث بشرح ألفية الحديث، 1/ 69 - 123؛ مشهور حسن وزميله، مؤلفات السخاوي.

(2)

انظر: السخاوي، الضوء، 7/ 176، 8/ 2.

(3)

انظر: الضوء، 8/ 2.

(4)

انظر: الضوء، 8/ 2؛ السيوطي، نظم العقيان، ص 152؛ الغزي، الكواكب السائرة، 1/ 53.

(5)

هي: إحدى حارات القاهرة، وهي نسبة إلى الأمير بهاء الدين قراقوش (ت 597 هـ) وتعرف أيضًا بـ "حارة الريحانية" و"الوزيرية" وهما من طوائف العسكر. انظر: المقريزي، الخطط، 3/ 3؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 4/ 4.

ص: 7

* ‌

(2) أصله ونسبته:

أما أصله فمن بغداد، حيث أشار إلى ذلك أثناء ترجمة جده لأبيه: محمد بن أبي بكر (ت بعد 718 هـ) فقال

(1)

: "البغدادي الأصل".

وأما نسبته فهو منسوب إلى "سَخًى" وهي كما قال الحموي

(2)

: "كورة بمصر، وقصبتها بأسفل مصر".

وأضاف الزبيدي

(3)

أنها: "من أعمال الغربية، تتبعها قرًى وكفور".

والنسبة إليها على القياس "سَخَويٌّ" ولكن السماع أطبق على "سخاوي"

(4)

.

ومن المرجَّح أن الحافظ السخاوي لم يَرَ "سَخًى" ولم يدخلها

(5)

.

هذا وقد اشْتَهَر جماعة من العلماء بهذه النسبة

(6)

.

* ‌

(3) مذهبه الفقهي والعقدي:

كان السخاوي من الناحية الفقهية على المذهب الشافعي، كما صرّح بنفسه

(7)

وذكر ذلك كل من ترجمه

(8)

.

(1)

انظر: الضوء، 7/ 175.

(2)

انظر: معجم البلدان، 3/ 196.

(3)

انظر: تاج العروس، 19/ 511 (مادة: سخى). وهي الآن قرية من قرى كفر الشيخ بالغربية. انظر: بدر العماش، الحافظ السخاوي وجهوده، 1/ 32.

(4)

انظر: تاج العروس، 19/ 511 (مادة: سخى).

(5)

انظر: بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 32.

(6)

انظر: على سبيل المثال: الضوء، 1/ 213، 294، 363، 2/ 91، 120، 254، 3/ 133.

(7)

انظر: الضوء، 8/ 2.

(8)

انظر: الغزي، الكواكب السائرة، 1/ 53؛ ابن العماد، الشذرات، 10/ 23؛ الشوكاني، البدر الطالع، 2/ 184.

ص: 8

أما من الناحية الاعتقادية فهو على المذهب الأشعري، وهو المنتشر خصوصًا في مصر ذلك الوقت، والدليل هو تأويله صفة الرحمة لله تعالى بقوله

(1)

: "

ومن الرحيم: إرادة الخير بعبيده".

كذلك دخله شيءٌ من التصوف، ولا أدل على ذلك من قوله

(2)

: "نعم، دخلت في إجازة خَلْق من المعتبرين هي إلى الخصوص أقرب، وهي الاستجازة لأبناء صوفية الخانقاه

(3)

البيبرسية

(4)

وكنت إذ ذاك منهم".

ويذهب عبد الكريم الخضير وزميله

(5)

إلى أنه من المحتمل أنه رجع عن مذهب التصوف بدلالة أمرين:

الأول: بقوله الآنف الذكر: "وكنت إذ ذاك منهم".

الثاني: ردُّه على الصوفي المنحرف ابن عربي في كتابه الذي سمَّاه "القول المُنْبِي في ترجمة ابن عربي"

(6)

.

ومهما يكن من أمر كان فيه بعض التصوف، لكنه لم يكن تصوفًا غاليًا مثل أرباب الطرق المنحرفة ونحوها، فالسخاوي لا يرى السماع والرقص ولا المنكرات التي

(1)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 1/ 13، مع تعليق المحقق على هذه المسألة؛ بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 141 - 143.

(2)

انظر: فتح المغيث، 2/ 421.

(3)

الخانقاه: مكان مُعَدٌّ لأتباع الطرق الصوفية. انظر: مصطفى الخطيب، معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص 158.

(4)

هي: خانقاه بالقاهرة بناها الظاهر بيبرس قبل تولي السلطنة. انظر: المقريزي، الخطط، 4/ 285.

(5)

انظر: مقدمة تحقيق: فتح المغيث، 1/ 74.

(6)

انظر: نسخه ومخطوطاته وتفصيل محتواه: مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 137 - 138؛ بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 306 - 308.

ص: 9

تقع من الصوفية وغيرها من بدعهم المحدثة

(1)

.

* ‌

(4) نشأته وطلبه العلم:

نشأ الحافظ في أسرة يغلب عليها الصلاح والعلم، ولا أدل على ذلك من اهتمام جده لأبيه محمد بن أبي بكر بمجالس العلم، حيث أخذ التردد عليها، وأكثر من سماع "السيرة النبوية" وغيرها من كتب الحديث، حتى صار يستحضر من المتون والمغازي وسورًا من القرآن، مع التحري في العبادة، والمداومة على التهجد والأوراد والأذكار

(2)

.

وكذلك والده عبد الرحمن بن محمد (ت 874 هـ) حيث حفظ القرآن ودرس الفقه وسمع بعض كتب الحديث مثل "صحيح مسلم"

(3)

.

وأيضًا عمه المَكْنِيُّ بـ أبي بكر بن محمد (ت 822 هـ) حيث حفظ القرآن و"العمدة" و"ألفية النحو" واعتنى بـ "جامع المختصرات" وأتقن الفرائض والحساب

(4)

.

وفي هذا الجو الأسري العلمي والإيماني أدخله والده، وهو لم يتجاوز الرابعة من عمره، عند مؤدِّب الأطفال الشرف عيسى بن أحمد القاهري (ت 865 هـ)

(5)

فأقام عنده يسيرًا، ثم نقله والده إلى الصالح البدر حسين بن أحمد الأزهري

(1)

انظر بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 146.

(2)

انظر: الضوء، 7/ 176.

(3)

المصدر نفسه، 4/ 124 - 125.

(4)

المصدر نفسه، 11/ 73. ولمزيد من التفاصيل عن أسرته واهتمامها بالعلم انظر: بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 34 - 38؛ عبد الكريم الخضير، مقدمة تحقيق: فتح المغيث، 1/ 75 - 76.

(5)

انظر: الضوء، 6/ 150.

ص: 10

(ت 878 هـ)

(1)

فقرأ عليه القرآن وختمه، وغيرهم

(2)

.

وهكذا ظل الحافظ ينتقل من شيخ إلى آخر، حتى التقى بشيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) وكان قريب المسكن من الحافظ السخاوي

(3)

فيذكر السخاوي

(4)

أنه أقبل عليه بكليته، فلازمه وقرأ عليه في المصطلح وعلم الرجال، بل حتى السيوطي يذكر

(5)

أن السخاوي كتب بخطه كثيرًا من مصنفات ابن حجر.

لذا فالسخاوي يُعَدُّ بحقٍّ وارثَ علم شيخه ابن حجر، ولعله لم يبالغ حيث يقول

(6)

: "وقد قرأت عليه الكثير جدًّا من تصانيفه ومروياته، بحيث لا أعلم من شاركني في مجموعها".

* ‌

(5) رحلاته ومجاوراته:

يُعد السخاوي من أوسع العلماء رحلةً وتجوالًا، حيث شملت رحلاته الديار المصرية، والشامية، والحجازية.

ولذلك وصفه الكافِيَجِيُّ (ت 879 هـ) بـ "الرُّحْلة"

(7)

.

وقال السيوطي

(8)

: "وسمع الكثير جدًّا على المُسْندِين بمصر والشام والحجاز".

(1)

المصدر نفسه، 3/ 135.

(2)

المصدر نفسه، 8/ 2 - 3.

(3)

المصدر نفسه، 8/ 2.

(4)

المصدر نفسه، 8/ 5 - 6.

(5)

انظر: السيوطي، نظم العقيان، ص 152.

(6)

انظر: الضوء، 2/ 40.

(7)

المصدر نفسه، 8/ 26.

(8)

انظر: نظم العقيان، ص 152.

ص: 11

وقال ابن العماد

(1)

(ت 1089 هـ): "ورحل إلى الآفاق، وجاب البلاد

".

وأول رحلة علمية قام بها هي بعد وفاة شيخه ابن حجر سنة (853 هـ) حيث توجه إلى دمياط، فسمع بها من بعض المُسْندِين، وكتب عن نفر من المتأدبين

(2)

. وكانت هذه الرحلة قصيرة، حيث عاد إلى القاهرة

(3)

.

ثم استأنف رحلته الثانية، حيث عزم على قضاء فريضة الحج، وبصحبته والدته، فمر بالطور وينبع وجدة، وأخذ عن غير واحد من العلماء، ثم وصل مكة في أوائل شعبان (856 هـ) فأقام بها إلى أن حَجَّ، وقرأ بها من الكتب الكبار والأجزاء القصار، وقد أخذ عن أكثر من (30) شيخًا في هذه الرحلة، وفي رجوعه مَرَّ بالمدينة المنورة، فقرأ على جمع من علمائها، ثم رجع إلى القاهرة

(4)

.

وقد أعانه في هذه الرحلة صاحبه النجم ابن فهد (ت 885 هـ)

(5)

حيث ساعده في الدلالة على الشيوخ، فضلًا عما قدَّمه مِن كتبه وكتب والده للسخاوي

(6)

.

ونظرًا لأهمية هذه الرحلة فقد ضمنها كتابه "الرحلة المكية"

(7)

.

كذلك رحل إلى الإسكندرية، حيث أخذ عن جمع من المُسْندِين والشعراء،

(1)

انظر: الشذرات، 10/ 23.

(2)

انظر: الضوء، 8/ 7.

(3)

انظر: بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 91.

(4)

انظر: الضوء، 8/ 7 - 8.

(5)

المصدر نفسه، 6/ 126 - 131.

(6)

المصدر نفسه، 8/ 8.

(7)

المصدر نفسه، 8/ 16؛ البغدادي، هدية العارفين، 6/ 220؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 99؛ بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 175.

ص: 12

ففي هذه الرحلة حصل على أشياء جليلة من الكتب والأجزاء والفوائد، عن نحو (50) نفسًا

(1)

.

ولأهمية هذه الرحلة صنّف كتابه "الرحلة السكندرية"

(2)

.

ثم رحل بعد ذلك إلى البلاد الشامية؛ دمشق وحلب وبيت المقدس وغيرها، حيث التقى بأكثر من (100) من أهل العلم

(3)

من أشهرهم الحافظ برهان الدين الحلبي المعروف بـ "سبط ابن العجمي"(ت 884 هـ)

(4)

ثم عاد من رحلته فوصل القاهرة في شعبان (859 هـ).

أيضًا قيدها بـ "الرحلة الحلبية"

(5)

.

هذا وقد أفاد بدر العماش

(6)

أن للسخاوي: "تراجم شيوخه الذين أخذ عنهم في الرحلة إلى البلاد المصرية والشامية"

(7)

.

وقال العماش: "ولم أقف على من ذكره

(8)

وقد وقفت عليه مخطوطًا موضوعه

(1)

انظر: الضوء، 8/ 8.

(2)

المصدر نفسه، 8/ 16؛ البغدادي، هدية العارفين، 6/ 220؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 99؛ بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 174.

(3)

انظر: الضوء، 8/ 8 - 9.

(4)

المصدر نفسه، 1/ 198 - 200.

(5)

المصدر نفسه، 8/ 16؛ البغدادي، هدية العارفين، 6/ 220؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 98 - 99؛ بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 174.

(6)

انظر: الحافظ السخاوي، 1/ 173.

(7)

توجد قطعة صغيرة في المكتبة الأزهرية (رقم: 48) وهي بخط السخاوي. انظر: بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 173.

(8)

لعل من المرجح أن تكون هي نفسها كتب الرحلات المذكورة: الإسكندرية والحلبية.

ص: 13

تراجم الشيوخ الذين اجتمع بهم في رحلته إلى البلاد المصرية والشامية، وقد سمع منهم وأجازوا له".

أما عن مجاوراته فكانت إلى الحرمين الشريفين:

أما المجاورة الأولى في (856 هـ)

(1)

.

والثانية في (870 هـ) حيث حج وجاور هو وأهله وأولاده، وحدَّث هناك بأشياء من تصانيفه وغيرها

(2)

.

والثالثة حينما حج في (885 هـ) حيث جاور في سنة (886 هـ) إلى (887 هـ) وأقام منها 3 أشهر بالمدينة

(3)

ثم عاد إلى القاهرة.

والرابعة في (892 هـ) وجاور في مكة حتى (894 هـ)

(4)

ثم عاد إلى القاهرة.

والخامسة في (896 هـ) حيث جاور في مكة إلى (898 هـ) ثم ذهب إلى المدينة فأقام بها أشهرًا، حيث صام فيها رمضان، ثم عاد في شوالها إلى مكة

(5)

ثم رجع إلى المدينة مرة أخرى، وجاور بها إلى أن توفي رحمه الله

(6)

.

هذا وقد استفاد الناس منه أثناء مجاوراته الشيء الكثير، حيث يقول

(7)

:

(1)

سبق الكلام عليها.

(2)

انظر: ابن العماد، الشذرات، 10/ 24؛ الشوكاني، البدر الطالع، 2/ 184.

(3)

انظر: الضوء، 8/ 14.

(4)

المصدر نفسه.

(5)

المصدر نفسه؛ ابن العماد، الشذرات، 10/ 24.

(6)

انظر: ابن العماد؛ الشذرات، 10/ 24.

(7)

انظر: الضوء، 8/ 14؛ ابن العماد، الشذرات، 10/ 24. ولمزيد من التفاصيل عن الكتب التي شرحها في مجاوراته انظر: بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 110 - 112.

ص: 14

"وحمل الناس من أهلهما والقادمين عليهما عنه الكثير جدًّا رواية ودراية، وحصلوا من تصانيفه جملة .... ".

* ‌

(6) أعماله:

إن مقدرة السخاوي العلمية، وتفوق موهبته، وقوة عزيمته، مكنته من تولي عدة أعمال مثل: التدريس، والإفتاء، والإملاء، والتصنيف، ولقد كان أهلًا لها، وقد وصفه ابن العماد بقوله

(1)

: "لازم الاشتغال

والتأليف، لم يفتر أبدًا".

*‌

‌ أما التدريس:

فقد أذن له شيوخه بالإقراء والإفادة، ومنهم شيخه ابن حجر

(2)

.

هذا وقد درَّس السخاوي في منزله وفي المدارس والمساجد.

ففي منزله يقول

(3)

: "

كل ذلك مع ملازمة الناس له في منزله للقراءة دراية ورواية

".

أيضًا في المدارس، فمثلًا تولى التدريس في المدرسة الفاضلية

(4)

على ما يُرجَّح ما قبل (870 هـ) بتقرير من شيخه شرف الدين المناوي (ت 871 هـ)

(5)

وتولى أيضًا

(1)

انظر: الشذرات، 10/ 23.

(2)

انظر: الضوء، 8/ 6.

(3)

المصدر نفسه، 8/ 15.

(4)

هي: إحدى مدارس القاهرة نسبة لبانيها القاضي الفاضل عبد الرحمن بن علي بن الحسن اللخمي البيساني العسقلاني ثم المصري (ت 596 هـ) بجوار داره في (580 هـ) وأوقفها على الشافعية والمالكية. انظر: المقريزي، الخطط، 4/ 204؛ النعيمي، الدارس في تاريخ المدارس، 1/ 89 - 90.

(5)

انظر: الضوء، 8/ 31، 10/ 254؛ بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 105.

ص: 15

التدريس في المدرسة الكاملية

(1)

(874 هـ)

(2)

وغيرهما من المدارس المصرية

(3)

.

*‌

‌ أما الإفتاء:

كان السخاوي مؤهَّلًا للفتوى، ولا أدل على ذلك من أمرين:

الأول: توجُّه كبار العلماء بالسؤال إليه فيما يعرض لهم من مسائل الحديث ومتعلقاته، وذلك مرة بالكتابة، ومرة باللفظ، ومرة بإرسال الرسائل

(4)

.

الثاني: رسائله ومصنفاته التي تدل بمحتواها أنه ألفها بسبب سؤال أو طلب فتوى، فمثلًا له كتاب بعنوان:"الأجوبة المرضية فيما سئل (السخاوي) عنه من الأحاديث النبوية"

(5)

و"أجوبة أسئلة ابن الحاكمي".

حيث يقول السخاوي

(6)

: "وسألني أسئلة أفردت أجوبتها في جزء".

و"الأجوبة العلية عن الأسئلة الدمياطية"

(7)

وغيرها من الرسائل والفتاوى

(8)

.

(1)

هي: إحدى أشهر مدارس الحديث في القاهرة نسبة لبانيها السلطان الكامل ناصر الدين محمد ابن الملك العادل (ت 635 هـ) وقد بناها (622 هـ). انظر: المقريزي، الخطط، 4/ 219.

(2)

انظر: الضوء 8/ 31.

(3)

انظر: تفاصيل تدريسه بالمدارس: الضوء، 8/ 31؛ بدر العماش، الحافظ السخاوي 1/ 104 - 109؛ عبد الكريم الخضير، مقدمة تحقيق: فتح المغيث، 1/ 94 - 96.

(4)

انظر: الضوء، 8/ 13.

(5)

طبع بتحقيق: محمد إسحاق، نشر: دار الراية، الرياض، ط 1، 1418 هـ.

(6)

انظر: الضوء، 9/ 135. وابن الحاكمي هو: محمد بن محمد المحلي القاهري، فقيه شافعي (ت 882 هـ). انظر: المصدر نفسه.

(7)

أورده ضمن مؤلفاته. انظر: الضوء، 8/ 19. وتوجد نسخة في جامعة (ييل) في أمريكا (رقم: 234)، انظر: مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 30؛ بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 314 - 315.

(8)

لمزيد من التفاصيل انظر: مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 29، 30، 31، 33، 40، 121؛ بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 312 - 318.

ص: 16

ومن الملاحظ أن السخاوي في أواخر حياته امتنع عن الإفتاء؛ لأنه يرى كما يقول

(1)

: "إنه التزم ترك الإفتاء مع الإلحاح عليه فيه حين تزاحم الصغار على ذلك، واستوى الماء والخشبة

وقد سبقه للاعتذار بنحو ذلك شيخ شيوخه الزين العراقي، وكفى به قدوة

".

*‌

‌ أما الإملاء

(2)

:

فكانت له جهود في هذا المجال، حيث شرع في إملاء تكملة تخريج شيخه للأذكار، ثم أملى تخريج "الأربعين النووية" وغيرها.

وقد بلغت مجالس إملائه ما يقارب (600) فأكثر، وقد حضرها لفيف من العلماء وأهل الفضل كـ"النجم ابن فهد"(ت 885 هـ) وغيره

(3)

.

ثم قطع مجالس الإملاء لمَّا عاد للقاهرة من مجاورته المكية (895 هـ) والسبب يعود إلى ما ذكره هو بقوله

(4)

: "

وامتنع من الإملاء لمزاحمة من لا يحسن فيها، وعدم التمييز من جل الناس أو كلهم بين العلمين

".

*‌

‌ أما القضاء:

فقد عُرض عليه لكنه اعتذر

(5)

.

(1)

انظر: الضوء، 8/ 14 - 15.

(2)

أو ما يُعرف بـ "الأمالي" وهي: أن يعقد العالم مجلسًا وحوله تلامذته بالمحابر والقراطيس،

فيتكلم العالم بما فتح الله سبحانه وتعالى عليه من العلم ويكتبه التلاميذ فيصير كتابًا. انظر:

حاجي، كشف الظنون، 1/ 161.

(3)

انظر: الضوء، 8/ 14.

(4)

المصدر نفسه. ولمزيد من التفاصيل عن موضوع الإملاء انظر: بدر العماش، الحافظ السخاوي،

1/ 113 - 120.

(5)

انظر: الضوء، 8/ 32.

ص: 17

ولعل السبب يعود لأمرين:

الأول: ما ورد في الأحاديث النبوية في الترهيب فيمن تولى القضاء، كقوله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ وَلِيَ القَضَاءَ" أَوْ "مَنْ جُعِلَ قَاضِيًا بَيْنَ النَّاسِ، فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ"

(1)

.

والثاني: هو ما رآه السخاوي عمليًّا من معاناة شيخه الحافظ ابن حجر، حيث يقول السخاوي

(2)

: "وكان مصممًا على عدم دخوله في القضاء

وصرَّح بأنه جنى على نفسه بتقليد أمرهم

وزهد في القضاء زهدًا تامًّا لكثرة ما توالى عليه من الأنكاد والمحن

".

*‌

‌ أما مصنفاته:

يعتبر السخاوي جديرًا بالتصنيف، خليقًا بالتأليف، وهو يُعدُّ من أبرز المكثرين من التصنيف في فنون الحديث والتراجم والتاريخ، وقد أذن له شيخه الحافظ ابن حجر بذلك

(3)

كشهادة من عالم متبحر خبير بفنون التصنيف.

شرع السخاوي في التصنيف في بداية حياته، وعمره إذ ذاك (حوالي 18 سنة) فقد ذكر أنه

(4)

"شرع في التصنيف والتخريج قبل الخمسين" أي قبل سنة 850 هـ.

وكانت مؤلفاته محط أنظار وثناء العلماء.

(1)

صحيح. أخرجه الترمذي في "سننه"(1325) عن أبي هريرة مرفوعًا. قال الترمذي "حسن غريب". وقال السخاوي: "وهو صحيح أو حسن". انظر: المقاصد الحسنة، رقم:1107.

(2)

انظر: الضوء، 2/ 38.

(3)

المصدر نفسه، 8/ 6.

(4)

المصدر نفسه، 8/ 15.

ص: 18

يقول البدر العيني

(1)

(ت 855 هـ) عن بعض مصنفاته: "إنه حوى فوائد كثيرة وزوائد غزيرة

".

وقال ابن فهد

(2)

: "ولا أعلم الآن من يعرف علوم الحديث مثله ولا أكثر تصنيفًا ولا أحسن".

وقال ابن العماد

(3)

: "وألف كتبًا إليها النهاية

".

وقال الزبيدي

(4)

: "وألَّف وأجاد، وهو أحد من انتفعت بمؤلفاته".

هذا وقد قرض له بعضَ مصنفاته جمعٌ من أهل العلم كشيخه سعد الدين ابن الدِّيري

(5)

(ت 867 هـ) وغيره.

كانت مصنفاته متنوعة فهناك: التصنيف المستقل كـ "الضوء اللامع" وغيره، أو تكملة أو تذييل لبعض المصنفات كـ "تكملة لتلخيص ابن حجر لكتاب المتفق والمفترق للخطيب"

(6)

أو شرح لبعض المؤلفات كـ"فتح المغيث بشرح ألفية الحديث" أو اختصار لبعضها كـ"تلخيص علل الدارقطني"

(7)

أو تجريد وجمع لبعض المتفرقات كـ"تجريد حواشي ابن حجر على الطبقات الوسطى للسبكي"

(8)

(1)

المصدر نفسه، 8/ 25.

(2)

انظر الشوكاني، البدر الطالع، 2/ 186.

(3)

انظر: الشذرات، 10/ 24.

(4)

انظر: تاج العروس، 19/ 512 (مادة: سخى).

(5)

انظر: الضوء، 8/ 25.

(6)

المصدر نفسه، 8/ 16؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 74.

(7)

انظر: الضوء، 8/ 16.

(8)

المصدر نفسه، 8/ 17، 9/ 119؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 62.

ص: 19

أو ترتيبها كـ"ترتيب شيوخ الطبراني"

(1)

أو استدراكات وتنبيهات وردود كـ"أحسن المساعي في إيضاح حوادث البقاعي"

(2)

وغيرها.

وهذا التنوع يدل على مهارة السخاوي الفائقة في التعامل مع أنماط مختلفة من التأليف.

على أنه من الملاحظ أن بعض المؤلفات لم يكمل كـ"شرح الشمائل للترمذي" حيث كتب منه مجلدًا

(3)

أو سوَّد بعضها ولم يبيضها كـ"شرح ألفية السيرة للعراقي"

(4)

حيث قال

(5)

: "في المسوَّدة ثم عدم".

هذا وقد تنوعت الموضوعات التي صنَّف فيها، فتجد له في الحديث وعلومه، وهو الأكثر بوصفه مُحدِّثًا؛ من تخريج وغيره، أو في السيرة والفضائل والمناقب ومتعلقاتها، أو في التاريخ والتراجم، أو في كتب الإجازات أو المشيخات وغيرها.

على أن هناك مصنفات نسبتها للسخاوي غير صحيحة أو فيها نظر

(6)

.

ومهما يكن من أمر فهذا التنوع في التصنيف وكثرته وغزارته وعمقه يدل على أننا أمام قامة علمية رائدة.

(1)

انظر: الضوء، 8/ 17؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 71.

(2)

انظر: الضوء، 8/ 17؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 33.

(3)

انظر: الضوء، 8/ 16.

(4)

انظر: مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 104.

(5)

انظر: الضوء، 8/ 16.

(6)

انظر: مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 246؛ بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 372 - 382.

ص: 20

* ‌

(7) شيوخه:

يلاحظ على شيوخه أنهم من بقاع مختلفة، ففيهم المصري والدمشقي والمكي والمدني، وغيرهم. كذا تنوع مذاهبهم الفقهية ففيهم الشافعي -مذهبه- والمالكي والحنفي والحنبلي. وهذا يدل أن السخاوي بعيد كل البعد عن التعصب المذهبي.

ولقد ذكرنا في ثنايا الحديث السابق بعض شيوخه، وهنا أزيد فأذكر بعضهم، وهم

(1)

:

* العز ابن الفرات (ت 851 هـ)

(2)

.

* ابن خِضْر (ت 852 هـ)

(3)

.

* الزين السَّنْدَبيسي (ت 852 هـ)

(4)

.

* الزين رضوان العُقبي (ت 852 هـ)

(5)

.

* عبد السلام البغدادي (ت 859 هـ)

(6)

.

* ابن البُلقيني (ت 868 هـ)

(7)

.

* ابن أسد (ت 872 هـ)

(8)

وغيرهم.

(1)

لمعرفة شيوخه انظر: عبد الكريم الخضير وزميله، مقدمة تحقيق: فتح المغيث، 1/ 81 - 88؛ بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 47 - 89.

(2)

انظر: الضوء، 4/ 186 - 188؛ السيوطي، نظم العقيان، ص 127 - 128.

(3)

انظر: الضوء، 1/ 43 - 47؛ نظم العقيان، ص 15 - 16.

(4)

انظر: الضوء، 4/ 150 - 152؛ نظم العقيان، ص 126 - 127.

(5)

انظر: الضوء، 3/ 226 - 228؛ نظم العقيان، ص 112.

(6)

انظر: الضوء، 4/ 198 - 203؛ نظم العقيان، ص 128 - 129.

(7)

انظر: الضوء، 3/ 312 - 314؛ نظم العقيان، ص 119.

(8)

انظر: الضوء، 1/ 227 - 231؛ نظم العقيان، ص 36.

ص: 21

* ‌

(8) تلامذته:

لقد أقبل الطلبة عليه بقصد الاستفادة من علمه، وتزايد عددهم حتى صار من الصعب جدًّا حصرهم والإحاطة بهم

(1)

حتى إنه نفسه قال

(2)

: "أخذ عنه من الخلائق من لا يحصى كثرة". نذكر أشهرهم، وهم

(3)

:

* القسطلاني (ت 923 هـ)

(4)

.

* ابن رجب الطوخي (ت 893 هـ)

(5)

.

* ابن عبد السلام (ت 931 هـ)

(6)

.

* جار الله ابن فَهْد (ت 954 هـ)

(7)

.

* عبد الباسط بن خليل (ت 920 هـ)

(8)

.

* عبد الرحمن بن الدَّيْبَع (ت 944 هـ)

(9)

.

* عبد العزيز ابن فهد (ت 921 هـ)

(10)

وغيرهم.

(1)

انظر: عبد الكريم الخضير وزميله، مقدمة تحقيق: فتح المغيث، 1/ 115.

(2)

انظر: الضوء، 8/ 15.

(3)

لمعرفة تلامذته انظر: عبد الكريم وزميله، مقدمة تحقيق: فتح المغيث، 1/ 115 - 121؛ بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 383 - 408.

(4)

انظر: الضوء، 2/ 103 - 104؛ الغزي، الكواكب السائرة، 1/ 128 - 129.

(5)

انظر: الضوء، 2/ 121 - 122.

(6)

المصدر نفسه، 2/ 181 - 182؛ كحالة، معجم المؤلفين، 2/ 150 - 151.

(7)

المصدر نفسه، 3/ 52؛ ابن العماد، الشذرات، 10/ 432 - 433.

(8)

انظر: الضوء، 4/ 27؛ البغدادي، هدية العارفين، 5/ 494.

(9)

انظر: الضوء، 4/ 104؛ ابن العماد، الشذرات، 10/ 362 - 363.

(10)

انظر: الضوء، 4/ 224 - 226؛ ابن العماد، الشذرات، 10/ 144 - 146.

ص: 22

* ‌

(9) خلافه مع السيوطي:

مهما كان يظل العالِم بشرًا يعتريه ما يعتري الإنسان من الخطأ وحظ النفس، ويتضح ذلك في ردود بعضهم على بعض.

قال الذهبي: "كلام الأقران بعضهم في بعض لا يُعْبَأُ به، لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد، ما ينجو منه إلا من عصم الله، وما علمت أنَّ عصرًا من الأعصار سَلِمَ أَهْلُه من ذلك سوى الأنبياء والصدِّيقين"

(1)

.

ولقد كان للسخاوي صولات وجولات علمية مع معاصريه خاصة السيوطي (ت 911 هـ) تميزت بشيء من الحدَّة

(2)

ولست بصدد البحث في هذا الموضوع، لكن أعدل الأقوال فيما بينهما ما قاله عبد الوهاب عبد اللطيف

(3)

:

"والحق أن السيوطي صاحب فنون وإمام في كثير منها، وهو أحفظ للمتون من السخاوي، وأبصر باستنباط الأحكام الشرعية، وله الباع الطويل في العربية، والتفسير بالمأثور

وقد وقع في بعض مؤلفاته الحديثية بعض التسامح والتناقض

(4)

وأما السخاوي فهو في علم الحديث وعلوم الإسناد وما يتعلق بالرجال والعلل

(1)

انظر: الذهبي، ميزان، 1/ 251؛ ابن عبد البر، جامع بيان العلم، 2/ 1087؛ اللكنوي، الرفع والتكميل، ص 431.

(2)

انظر ترجمة السيوطي عند: السخاوي، الضوء، 4/ 65 - 70، وترجمة السخاوي عند: السيوطي، نظم العقيان، ص 152. ولمزيد من التفاصيل عن موضوع الخلاف انظر: بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 132 - 140؛ عبد العال سالم مكرم، جلال الدين السيوطي، ص 144 - 162؛ عبد الله الشقاري، السخاوي مؤرخًا، ص 479 - 500.

(3)

انظر مقدمة التحقيق: السيوطي، تدريب الراوي، 1/ 27 - 28.

(4)

انظر: تساهل السيوطي في الحديث: الألباني، الضعيفة، 1/ 182، 273.

ص: 23

والتاريخ، إمام لا يشاركه فيها أحد، ويعتبر صاحب فن واحد، ولذا يُرَجَّح قوله في الحديث وعلومه على السيوطي، ومؤلفاته في ذلك مرجع المحققين".

* ‌

(10) ثناء أهل العلم عليه:

لقد نال السخاوي إعجاب كثير من العلماء، وعلى رأسهم شيخه ابن حجر، حيث كان ينوِّه بذكر السخاوي ويرجِّحه على سائر جماعته المنسوبين إلى الحديث وصناعته، وكان يقول عنه

(1)

: "إنه أَنْبَهُ طَلَبتي الآن" ويقول

(2)

أيضًا: "ليس في جماعتي مثله".

كذلك الكافيجي بقوله

(3)

: "الإمام العالم العلَّامة النسَّابة

".

حتى السيوطي قال عنه

(4)

: "المحدث المؤرخ

".

وقال البقاعي

(5)

على ما بينهما من مشاحنة: "المحدث البارع الأوحد المفيد".

وقال ابن فهد

(6)

: "لم أر في الحفاظ المتأخرين مثله".

وقال الغزي

(7)

: "العالم العلَّامة المسنِد الحافظ المتقن".

وقال ابن العماد

(8)

: "ولم يُخلَق بعد مثله، وانتهى إليه علم الجرح والتعديل

(1)

انظر: الضوء، 8/ 20.

(2)

المصدر نفسه، 2/ 40.

(3)

المصدر نفسه، 8/ 26.

(4)

انظر: نظم العقيان، ص 152.

(5)

انظر: الضوء، 8/ 21.

(6)

انظر: الشوكاني، البدر الطالع، 2/ 185 - 186.

(7)

انظر: الكواكب السائرة، 1/ 54.

(8)

انظر: الشذرات، 10/ 25.

ص: 24

حتى قيل: لم يكن بعد الذهبي أحدٌ سلك مسلكه".

وقال الشوكاني

(1)

: "وبالجملة فهو من الأئمة الأكابر".

* ‌

(11) وفاته:

توفي رحمه الله بعد حياة مليئة بالعطاء والإنجاز -على الراجح- في شهر شعبان (902 هـ)

(2)

بالمدينة النبوية، حيث دُفن بالبقيع بجوار الإمام مالك

(3)

رحمهما الله تعالى.

* * *

(1)

انظر: البدر الطالع، 2/ 185.

(2)

انظر: السيوطي، نظم العقيان، ص 153؛ ابن العماد، الشذرات، 10/ 25؛ الشوكاني، البدر الطالع، 2/ 186.

(3)

انظر: ابن العماد، الشذرات، 10/ 25.

ص: 25

‌المبحث الثاني {دراسة مختصرة عن الكتاب المحقَّق}

* ‌

(1) توثيق نسبة الكتاب إلى مصنِّفه:

تدل عدة أمور على صحة نسبة الكتاب إلى السخاوي، منها:

أ - ظهور شخصيته العلمية في كتابه من حيث المادة العلمية، والأسلوب، والآراء، والإحالات على كتبه الأخرى.

ب - أورده ضمن قائمة مؤلفاته كما في "الضوء"

(1)

و "وجيز الكلام"

(2)

وغيرهما

(3)

.

جـ - أن اسمه مثبت على غلاف المخطوطتين والمطبوعتين

(4)

.

د - نسبه إليه جمع من العلماء منهم: حاجي خليفة

(5)

وابن العماد

(6)

والبغدادي

(7)

وغيرهم

(8)

. وتعتبر هذه النسبة في نطاق التواتر أو الشهرة.

(1)

انظر: 8/ 17.

(2)

انظر: 3/ 218، 1294.

(3)

انظر: بدر العماش، الحافظ السخاوي وجهوده، 1/ 252.

(4)

انظر: نماذج من صور المخطوطات والمطبوعات.

(5)

انظر: كشف الظنون، 1/ 128.

(6)

انظر: شذرات، 10/ 24 - 25.

(7)

انظر: هدية العارفين، 6/ 219.

(8)

انظر: بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 253.

ص: 26

* ‌

(2) تحقيق اسم الكتاب:

وقع اختلاف في اسم الكتاب عند السخاوي من جهة، وعند العلماء المتأخرين من جهة أخرى. فأما عنده فقد ذكره في "الضوء"

(1)

كذا: "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التوريخ" وذكره في "وجيز الكلام"

(2)

في موضعين؛ الأول كذا: "الإعلام بالتوبيخ لمن ذم التوريخ" والثاني كذا: "التوبيخ لمن ذم التوريخ".

أما ما ذكره في "الإعلان" نفسه فهو كالآتي:

أ - في مخطوطة (أ) جاء على غلاف المخطوط كذا

(3)

: "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ" وفي مقدمة الكتاب كذا

(4)

: "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التواريخ".

ب - في مخطوطة (ب) جاء على غلاف المخطوط وفي مقدمة الكتاب كذا

(5)

: "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ".

جـ - وفي مطبوعة حسام الدين القدسي

(6)

جاء على الغلاف كذا

(7)

: "الإعلان

(1)

انظر: 8/ 17.

(2)

انظر: 3/ 218، 1294.

(3)

انظر: نماذج من صور المخطوطات.

(4)

(ورقة 3). انظر: نماذج من صور المخطوطات.

(5)

(ورقة 3/ أ). انظر: نماذج من صور المخطوطات.

(6)

هو: محمد حسام الدين بن محمد القدسي (1321 هـ - 1400 هـ = 1907 - 1980 م)، أديب، محقق، شاعر، ناشر، ولد في دمشق، عمل في نشر المخطوطات، توفي بالقاهرة ودفن بها. انظر: محمد خير رمضان، تتمة الأعلام، 2/ 144.

(7)

انظر: نماذج من صور المطبوعات.

ص: 27

بالتوبيخ لمن ذم التاريخ" وفي مقدمة الكتاب كذا

(1)

: "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ" وفي مطبوعة فرانز روزنثال

(2)

في التصدير كذا

(3)

: "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ" وفي مقدمة تحقيق الكتاب كذا

(4)

: "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التاريخ" وفي مقدمة "الإعلان" من تحقيقه كذا

(5)

: "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ".

ونظرًا لهذا التضارب في عنوان الطبعتين استغرب كثير من الباحثين هذا الصنيع، منهم عبد الفتاح أبو غدة حيث قال

(6)

: "

ولكن الدكتور فرانز غيَّر بعض الشيء في عنوان كتاب السخاوي

وأثبته في مطلع المقدمة من الطبعة المستقلة هكذا: "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التاريخ"! وهو عنده في صُلب النص الذي أمامه قد جاء كما ذكرته أولًا هكذا: "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ" فاقتضى صنيعه هذا التنبيه إليه".

وكذلك الشقاري بقوله

(7)

: "

وكان الأَوْلى ذكر عنوان الكتاب كما أورده مؤلفه في مقدمته، ولست أدري سببًا لتغيير العنوان، وإن كان هذا التغيير شكليًّا ولا يؤثر على مدلول الكتاب، إلا أن الأمانة العلمية تقتضي عدم التغيير

".

(1)

انظر: ص 6. وانظر: نماذج من صور المطبوعات.

(2)

فرانز روزنثال Franz Rosenthal (1914 - 2003) مستشرق يهودي من أصل ألماني، أستاذ في اللغات السامية في جامعة "ييل" الأمريكية وباحث في التاريخ الإسلامي. انظر:

http:\\news.yale.edu\2003\04\15\memoriam-franz-rosenthal-87

(3)

انظر: ص 2.

(4)

انظر: ص 371.

(5)

انظر: ص 382.

(6)

انظر: أربع رسائل في علوم الحديث، ص 14.

(7)

انظر: السخاوي مؤرخًا، ص 442.

ص: 28

أما عند المتأخرين فاختلفوا أيضًا فذكره حاجي

(1)

والبغدادي كذا

(2)

: "الإعلام بالتوبيخ لمن ذم أصحاب التاريخ" وابن العماد كذا

(3)

: "الإعلان بالتوبيخ على من ذم علم التاريخ".

ومهما يكن من أمر فعند المقارنة والتأمل يترجَّح لديَّ إثبات عنوان الكتاب كذا: "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ"، يدل على ذلك ما يلي:

أ - اتفاق مخطوطة (ب) مع المطبوعتين

(4)

.

ب - أن في إثبات لفظة: "أهل" دل عليها قول السخاوي في مقدمة "الإعلان"

(5)

: "

بحيث تطرق للتنقيص له ولأَهْلِهِ .... ".

جـ - أن في إثبات لفظة: "أهل" و"التوريخ" فيه إعمال للكلام، وهو أولى من إهماله، لا سيما أن ما طرأ على العنوان من حذف وتغيير عند السخاوي وغيره فهو محمول على الاختصار أو غيره من الاحتمالات، وحينئذٍ ليس هناك ما يدل دلالةً قاطعة على أن السخاوي أشار صراحة إلى تغيير العنوان حتى تُهمل لفظة:"أهل" و"التوريخ" من العنوان.

* ‌

(3) سبب تأليف الكتاب:

قال السخاوي في مقدمته مبينًا سبب تأليفه للكتاب

(6)

:

(1)

انظر: كشف، 1/ 128.

(2)

انظر: هدية العارفين، 6/ 219.

(3)

انظر: الشذرات، 10/ 24 - 25.

(4)

أي: في مقدمة السخاوي في "الإعلان" في الطبعتين وليس على الغلاف المختلف فيه.

(5)

انظر: ص 6.

(6)

المصدر نفسه.

ص: 29

"

فلما كان الاشتغال بفن التاريخ للعلماء من أَجَلِّ القربات، بل من العلوم الواجبات

لم أرَ في فضائله مؤَلَّفًا يشفي الغليل

فأردت إتحاف العلماء

وأن أُظْهِرَ ما فيه من الفوائد المأثورات، وأُشْهِرَ كونه من الأصول المعتبرات

".

فالسخاوي يفيد أنه صنفه ليسد نقصًا في المكتبة الإسلامية في هذا الفن من التأليف، حيث لم يجد من صنف في فضائل التاريخ وأهميته وفوائده مؤَلَّفًا يشفي الغليل ويفي بالغرض؛ خاصة أن هذا العلم قد تعرض للتنقيص من بعض أصحاب العلوم الأخرى الذين قالوا: إن التاريخ ليس له فائدة تذكر، فهو حوادث وحكايات تُروى للتسلية! فأراد السخاوي أن يرد هذه المقولة ويدافع عن هذا العلم، ويبين أنه من العلوم المفيدة التي يعول عليها في فهم الكثير من الأمور الشرعية أو غيرها

(1)

.

* ‌

(4) تاريخ تأليف الكتاب:

ذكر السخاوي في آخر "الإعلان"

(2)

أنه أتم تبييض الكتاب سنة (897 هـ) أي في أواخر حياته العلمية، ولكن الذي يُجْهَل هو: متى بدأ بتأليف كتابه؟

* ‌

(5) منهجه العام في الكتاب:

بدأ المؤلف بمقدمة أوضح فيها منهجه العام في ترتيب موضوعات وبحوث كتابه فقال

(3)

:

"فأبدأ بتعريفه: لغةً واصطلاحًا، وموضوعه، وفوائده المُعَبَّر عنها بالثمرات،

(1)

انظر: 95؛ الشقاري، السخاوي مؤرخًا، ص 443.

(2)

انظر: ص 380.

(3)

انظر: ص 6.

ص: 30

وغايته، وحكمه من الوجوب أو الاستحباب

وما استنبط في الأدلة له من الكتاب والسنة وغيرهما

وتقبيح من ذمه

وماذا على المعتني به من الشروط المقررات، وأول من أمر به، وابتداء وقته شهرًا وهجرةً

ثم ما علمته فيه من المصنفات على اختلاف المقاصد في الأشخاص والجهات، وغير ذلك من الفنون المتنوعات، ثم من صنف فيه، وكذا أئمة الجرح والتعديل مع عدم استيعابها

".

وبنظرة عامة نجده قد تناول كثيرًا من المباحث التاريخية المنهجية، حيث نقل نصوصًا كثيرةً على فضل التاريخ وربطه بمصطلح الحديث، وفوائد التاريخ واستشهد لها بالآيات والأحاديث، وذكر شروط المؤرخ وما يتبع ذلك من المسائل النقدية المهمة، وهذه المباحث بالجملة لم تخلُ من الملح والطرائف الأدبية في هذا المجال.

ثم ذيل بقائمة المؤلفات التاريخية بنظرته الشمولية في مختلف أنواع المعرفة الإنسانية، حيث ذكر من صنَّف في تاريخ المغازي والسيرة النبوية وما يتعلق بهما من: دلائل النبوة والشمائل والطب النبوي، قصص الأنبياء، معرفة الصحابة، الخلفاء والملوك، الوزراء، طبقات الفقهاء؛ الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة، طبقات القراء، طبقات الحفاظ والمحدثين، طبقات النحاة واللغويين، طبقات الشعراء، طبقات الصوفية، طبقات القضاة، أنساب الأشراف والكرماء والأجواد، الأذكياء والعقلاء، الأطباء، الأشاعرة، المبتدعة، الشيعة، البخلاء، الشجعان، الرهبان، قتلى القرآن، العشاق، الرواة الثقات والضعفاء، المعاجم والمشيخات، معاجم البلدان وما يتبعها من تطور في الحركة العلمية، قائمة

ص: 31

بالمؤرخين، الوفيات، الرحلات، أئمة الجرح والتعديل وطبقاتهم ومناهجهم

(1)

.

والملاحظ أن السخاوي استفاد هذه الخطة والمنهج من الحافظ الذهبي في "تاريخه الكبير المحيط"

(2)

.

ومهما يكن من أمر فقد وَفَّى السخاوي بشكل عام بهذا المنهج وأسهب وأطال، وإن كان قد اعتذر في آخر كتابه بقوله

(3)

: "

مع أنني لم أستوفِ فيه الغرض".

وبالنتيجة يعتبر عمله هذا فهرسًا لأصول وأمهات التاريخ الإسلامي بالمفهوم التاريخي الحضاري الشمولي في المجال السياسي والاجتماعي والفكري

إلخ.

* ‌

(6) مصادره في كتابه:

لقد بلغت مصادر السخاوي في كتابه ما يقارب من (80) كتابًا، ما بين مطبوع ومخطوط؛ محفوظ أو مفقود، وتعود هذه الغزارة إلى نوعية منهجية كتابه ومحتواه التاريخي الحضاري الشمولي، الذي يتطلب -بالنتيجة- الرجوع إلى مصادر كثيرة ومتنوعة لتغطية مباحث كتابه، هذا فضلًا عما تميز به السخاوي من سعة الاطلاع وكثرة النقولات، وهي ظاهرة عُرف بها حتى في كتبه الأخرى

(4)

.

(1)

ويلاحظ أنه أغفل بعض الفروع التاريخية مثل أيام العرب؛ قال حاجي خليفة منتقدًا طاشكبرى زاده: "وهو علم يبحث فيه عن الوقائع العظيمة والأهوال الشديدة بين قبائل العرب

والعلم المذكور ينبغي أن يجعل فرعًا من فروع التواريخ، وإن لم يذكره أبو الخير، مع أنه ذكر ما هو ليس بمثابة ذلك

". انظر: كشف الظنون، 1/ 204.

(2)

انظر: الإعلان، ص 161 - 165؛ بشار عواد، الذهبي ومنهجه، 60 - 61.

(3)

انظر: ص 380.

(4)

لمزيد من التفاصيل عن: موارد السخاوي في كتبه الأخرى. انظر: بدر العماش، الحافظ السخاوي وجهوده، 2/ 703 - 834.

ص: 32

ولست بصدد سرد قائمة مطولة بهذه المصادر؛ إذ من الأهمية بمكان معرفة توظيفه ولو بشكل إجمالي لهذه المصادر في صناعة كتابه.

ومهما يكن من أمر فإليك نماذج من المصادر والمراجع على حسب المباحث الآتية:

أ - في مبحث (ذكر التاريخ وتعداد فضائله وحكمه وفائدته) اعتمد على الكثير من المراجع التاريخية والأدبية المتنوعة، مثل:"تاريخ الأمم والملوك" لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ) و"الأنباء بأنباء الأنبياء وتواريخ الخلفاء والأمراء" لمحمد بن سلامة القضاعي (ت 454 هـ) و"تكملة تاريخ الطبري" لمحمد بن عبد الملك الهمذاني (ت 521 هـ) و"تاريخ بلخ" لمحمد بن يوسف المديني الحنفي (ت 556 هـ) وهو مفقود، و"المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (ت 597 هـ) و"الكامل في التاريخ" لابن الأثير (ت 630 هـ) و"أخبار الوزراء" لعلي بن أنجب ابن الساعي (ت 674 هـ) وهو مخطوط، و"السلوك في طبقات العلماء والملوك" للقاضي محمد بن يوسف الجندي (ت بين 730 - 732 هـ) و"مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان" لعبد الله بن أسعد اليافعي (ت 768 هـ) و"البداية والنهاية" لابن كثير (ت 774 هـ) و"المختصر في علم التاريخ" للكافِيَجِيِّ (ت 879 هـ)، و"إتحاف الورى" و"الدر الكمين" للنجم عمر بن فهد الهاشمي المكي (ت 885 هـ)، وغيرها الكثير.

ب - في مبحث (تواريخ البلدان) أفاد السخاوي من مقدمة "الوافي بالوفيات" للصفدي (ت 764 هـ) وأفاد فيما يتعلق ببلاد المغرب من مقدمة "الإحاطة في أخبار غرناطة" للسان الدين ابن الخطيب (ت 776 هـ) وأضاف عليهما.

ص: 33

ج - في مبحث (تطور الحركة العلمية في البلاد الإسلامية) اعتمد على رسالة: "الأمصار ذوات الآثار" للذهبي (ت 748 هـ) فنقلها السخاوي بأكملها وأضاف عليها.

د - في مبحث (قائمة المؤرخين) أفاد من مقدمة "مروج الذهب" للمسعودي (ت 346 هـ) وأضاف عليها.

هـ - في مبحث (طبقات المحدِّثين والرواة) اعتمد على رسالة: "ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل" للذهبي، وأضاف عليها.

و- في مبحث (طبقات الفقهاء المالكية) اعتمد على مقدمة "ترتيب المدارك" للقاضي عياض (ت 544 هـ).

ز - وقد أفاد من مؤلفات شيخه الحافظ ابن حجر (ت 852 هـ) الحديثية والتاريخية، مثل:"تهذيب التهذيب" و"لسان الميزان" و"الدرر الكامنة" وغيرها.

وعلى هذا استطاع السخاوي الاستفادة من هذه المصادر والتأليف بينها في نسيج واحد متكامل، وأن يبرز مفهوم الوعي التاريخي من خلال نظرته الشمولية.

* ‌

(7) مزايا الكتاب:

أ - الإشارة في الغالب إلى مصادره والنقل منها بدقة.

ب - حفظه لبعض النصوص المفقودة؛ فعلى سبيل المثال: حفظ لنا جزءًا من المقدمة المفقودة من كتاب "أدباء مالَقة" لابن خميس المالَقي (ت بعد 639 هـ)

(1)

وغيرها.

(1)

انظر: ص 45.

ص: 34

ج - تفرده، وهو الحافظ الثقة، بأمور لا توجد عند غيره؛ فعلى سبيل المثال: نقل لنا خطة الذهبي لكتابه "التاريخ المحيط الكبير" الذي لم يؤلفه الذهبي، وقد أفادتنا ذكر هذه الخطة في تفهم مفهوم التاريخ عند الذهبي

(1)

.

د - إضافته وزيادته على بعض مصادره؛ فمثلًا: حينما أفاد من رسالة الذهبي: "ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل" لم يكن ناقلًا فحسب، بل كان يزيد ويضيف.

ولذا قال عبد الفتاح أبو غدة

(2)

: "فكان صنيع الذهبي أشمل وأجمع، وصنيع السخاوي أقعد وأنفع".

هـ - محاولته إعطاء تفاصيل دقيقة عن الكتب والمؤلفات؛ فمثلًا يقول: "وقفت على مجلد منه" أو "رأيت قطعة مسوَّدة بخط فلان" أو يصف حجمه فيقول: "في جزء كبير" أو "في مجلدات" أو: يذكر أماكن وجوده، فيقول:"وقفت عليه بأوقاف كذا" أو "بمدرسة كذا" كما كان يهتم بذكر الأجزاء المفقودة من الكتاب، وينبه ما إذا كان الكتاب كاملًا أو ناقصًا، كما يعدد الذيول على الكتاب، وغير ذلك من الفوائد الدقيقة التفصيلية.

و- يعد كتابه من كتب الفهرسة وتوثيق الكتب لمؤلفيها.

* ‌

(8) الملاحظات على الكتاب:

أ - إغفاله الإشارة، وهو قليل، إلى المصدر والمؤلِّف معًا؛ فمثلًا: أفاد من مقدمة "الوافي بالوفيات" للصفدي، وأفاد من رسالة الذهبي: "ذكر من يعتمد قوله

(1)

انظر: ص 161 - 165؛ بشار عواد، الذهبي ومنهجه، 60 - 61.

(2)

انظر: أربع رسائل في علوم الحديث، ص 166.

ص: 35

في الجرح والتعديل".

ولذا تعقب عبد الفتاح أبو غدة هذا الصنيع بقوله

(1)

: "ويؤخذ على السخاوي رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى إغفاله الإشارة إلى أن هذا الجمع الذي ساقه

هي بحروفها وعباراتها مصطفاة من كلام الذهبي ورسالته هذه، فإن الواقف على كلامه يظن أنه هو قائله ومُنْشِئُهُ! والواقع أنه كلام الذهبي كما تراه

".

أفاد أيضًا من: "الدرر الكامنة" و"فتح الباري" و"تلخيص الحبير" لشيخه الحافظ ابن حجر، ولم يذكر المؤلف والمصدر.

ب - إغفاله الإشارة، وهو قليل، إلى مصادر أقوال العلماء، من أمثال: محمد ابن عمار المصري المالكي، والعز ابن جماعة، وابن الديري، وغيرهم.

وفي هذا الصنيع يقول بشار عواد

(2)

-بشكل إجمالي- "ولا شك أن ذكر اسم المؤلف وإغفال اسم كتابه يسبب الكثير من الإرباك للباحثين

".

على أنه من الملاحظ أن إغفال ذكر المؤلف أو المصدر عادة مطروقة عند العلماء في عرفهم قديمًا، يدل ذلك صنيعهم في مؤلفاتهم، وإن كان ذلك يُعَدُّ معيبًا في عرفنا.

ج - سكوته عن بعض الأحاديث الضعيفة -ولمو المختص بهذا المجال- مثل

(3)

: "من مات من أصحابي ببلدة فهو قائدهم وشورهم يوم القيامة" أيضًا

(4)

: "من أحب قوم حشر معهم".

(1)

انظر: أربع رسائل في علوم الحديث، ص 166.

(2)

انظر: الذهبي ومنهجه، ص 424.

(3)

انظر: ص 38.

(4)

انظر: ص 51.

ص: 36

د - يهتم السخاوي بختم بعض النقول المطولة بقوله: "انتهى كلامه" أو "إلى آخر كلامه" إلا أنه في بعض الأحيان لا يذكر هذا مما يسبب تداخلًا في بعض النصوص

(1)

.

هـ - إيراده لبعض النصوص في ذكر زيارة قبور الأولياء، وما يتبعها من التبرك بهم، وسكوته عليها

(2)

مما يدل أن مذهبه جواز التبرك بالصالحين، والذهاب إلى قبورهم واستجابة الدعاء عندهم، ذكره ذلك في كتبه الأخرى

(3)

وهذا مما لا يجوز اعتقاده في شريعة الإسلام، فمحبة الصالحين لا يعني تتبع آثارهم والتبرك بقبورهم

(4)

.

و- وجود البياض في بعض "المواطن حتى يتسنى له الوقوف على المصادر، وهذا يدل على أن كتابه في بعض أجزائه لا يزال يُعد عمليًّا في عداد عدم الجاهزية، ولذا اعتذر في آخر الكتاب بقوله: "لم أستوفِ فيه الغرض".

ز - ظهور بعض التكرار في كتابه؛ فعلى سبيل المثال: كرر قصة الذهبي مع ابن بصخان في موضعين

(5)

.

وفي هذا الصدد يقول روزنثال

(6)

: "إلا أن السخاوي أبدى أحيانًا جهدًا صادقًا

(1)

انظر: ص 50 - 52.

(2)

انظر: ص 37، 55 - 52.

(3)

انظر: بدر العماش، الحافظ السخاوي، ص 144 - 146؛ محمد إسحاق، مقدمة تحقيق: السخاوي، الأجوبة المرضية، 1/ 17 م - 18 م.

(4)

لمزيد من التفاصيل عن هذه المسألة انظر: فهد سعد، وقفات مع زيارة آثار الصالحين، نشر: وزارة الشؤون الإسلامية، الرياض، 1427 هـ.

(5)

انظر: ص 109، 145.

(6)

انظر: مقدمة تحقيقه، ص 375.

ص: 37

لتجنب التكرار".

ح - ظهور بعض الاستطراد؛ فعلى سبيل المثال: استطراده بالحديث عن نسب بني عُبيد أثناء سرده للمؤلفات في تاريخ الخلفاء

(1)

.

*‌

‌ تقييم بعض ملاحظات روزنثال على كتاب "الإعلان

":

أ - يذهب روزنثال

(2)

إلى أنه لولا كتاب "المختصر في علم التاريخ" للكافيجي، لما كان بالإمكان ظهور "الإعلان" معللًا بـ: "أن المسائل وعرضها إلى حدٍّ ما، هي نفسها في كلا الكتابين

".

لا شك أن للكافِيَجِيِّ فضل السبق في التأليف في هذا الجانب، وتأثر السخاوي برسالته تأثرًا كبيرًا، لكن في قول روزنثال مبالغة كبيرة جدًّا؛ فهناك اختلاف كبير بين مادتَي الكتابين، فالكافيجي قد اقتصر على تعريف ومناقشة جوانب محددة جدًّا من قضايا الفكر التاريخي الإسلامي وباختصار شديد، بينما نجد السخاوي أثار الكثير من جوانب هذا الفكر التي لَمْ يذكرها الكافيجي، وإذا اعتبرنا رسالة الكافيجي تعريفًا للتاريخ وبيان فضله وأهميته، فإن كتاب السخاوي يعتبر شاملًا لجوانب الفكر التاريخي عند المسلمين

(3)

.

ب - أثناء توجيهه بعض الملاحظات والانتقادات للسخاوي أوقع نفسه في أخطاء قد تشكك في فهمه لحقيقة علم التاريخ عند المسلمين حين يقول

(4)

: "لقد

(1)

انظر: ص 193 - 194.

(2)

انظر: علم التاريخ عند المسلمين، ص 320.

(3)

انظر: الشقاري، السخاوي مؤرخًا، ص 446 - 447.

(4)

انظر: مقدمة تحقيقه، ص 374.

ص: 38

كان السخاوي قوي الاقتناع بالأهمية الكبرى لكل ما يتعلق بالأحاديث النبوية والشريعة، لذلك كان يقوم في كل لحظة بالتطرق إلى هذه الموضوعات التي لها علاقة ضعيفة جدًّا، إن كانت هناك علاقة بمواضيع كتابه

".

وهذا قول غريب! فلعله يَجْهَل أن علم التاريخ عند المسلمين نشأ ملازمًا لعلم الحديث خادمًا لأغراضه

(1)

.

بل إن السخاوي نفسه يقول

(2)

: "إن علم التاريخ فن من فنون الحديث النبوي" وقد سيطرت هذه الفكرة عليه في كتابه سيطرة تامة

(3)

.

* ‌

(9) ثناء أهل العلم على الكتاب:

نال كتاب "الإعلان" إعجاب الكثيرين من العلماء والباحثين، منهم:

ابن العماد بقوله

(4)

: "وهو نفيس جدًّا".

ومحمود شاكر بقوله

(5)

: "وهو كتاب من أحسن الكتب".

ومحمد عبد الله عنان بقوله

(6)

: "وهو رسالة نقدية قيمة".

(1)

انظر: عبد العزيز الدوري، نشأة علم التاريخ عند العرب، ص 28، 53 وما بعدها، 80؛ سيدة إسماعيل، مصادر التاريخ الإسلامي، ص 20 - 39؛ شوقي الجمل، علم التاريخ نشأته وتطوره، ص 56، 58.

(2)

انظر: ص 83.

(3)

انظر: الشقاري، السخاوي مؤرخًا، ص 449.

(4)

انظر: الشذرات، 2/ 24 - 25.

(5)

انظر: مقدمة تحقيق: ابن سلام، طبقات فحول الشعراء، 1/ 119.

(6)

انظر: مؤرخو مصر الإسلامية، ص 139.

ص: 39

وعبد العزيز الدوري بقوله

(1)

: "ويتبين شمول التاريخ بوضوح عند السخاوي".

وشاكر مصطفى بقوله

(2)

: "أما أهم وأضخم كتاب تناول الموضوع فهو دون شك كتاب السخاوي

لم يظهر قبله ولا بعده كتاب مثله، تناول علم التاريخ الإسلامي كعلم

".

وعبد الفتاح أبو غدة بقوله

(3)

: "

كتابه النفيس

".

وبشار عواد بقوله

(4)

: "من أحسن المصادر المتأخرة".

ومحمود الأرناؤوط بقوله

(5)

: "وهو من خيرة كتبه".

والشقاري بقوله

(6)

: "ويعتبر هذا الكتاب أفضل الكتب التي تناولت هذه الجوانب".

* ‌

(10) النسخ المطبوعة والمآخد عليها:

أ - طبع الكتاب لأول مرّة بمطبعة الترقي، دمشق، 1349 هـ - 1930 م بعناية: حسام الدين المقدسي رحمه الله حيث اعتمد على نسختي خزانة الأستاذ: أحمد باشا تيمور، وأرقامها في فهرس دار الكتب المصرية (رقم: 704، 2047 - تاريخ/ تيمور). وقد رمزت لها بـ (ق).

(1)

انظر: كتابة التاريخ عند العرب الفكرة والمنهج، 8/ 202.

(2)

انظر: التاريخ العربي والمؤرخون، 1/ 17.

(3)

انظر: تعليقه على: اللكنوي، الرفع والتكميل، ص 57.

(4)

انظر: الذهبي ومنهجه، ص 60.

(5)

انظر: تعليقه على: ابن العماد، الشذرات، 10/ 25.

(6)

انظر: السخاوي مؤرخًا، ص 505.

ص: 40

والملاحظ إجمالًا على هذه النشرة:

1 -

عدم إثبات الفروق بين النسخ.

2 -

أنها خالية من التعليقات.

3 -

وقوع الكثير من التحريف والتصحيف والسقط فيها، على ما سيأتي بيانه لاحقًا.

ب - طبع للمرة الثانية بتحقيق المستشرق: فرانز روزنثال، وهو ضمن كتابه:"علم التاريخ عند المسلمين" ترجمة: د. صالح أحمد العلي رحمه الله وكتاب "الإعلان" فيه: من ص 381 - 725. ولقد وقفت على نشرة مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2، 1403 هـ - 1983 م. ولقد اعتمد على نسختين، الأولى: نسخة دار الكتب المصرية (رقم: 2346 - تاريخ)، والثانية: نسخة لايدن (رقم: 746). وقد رمزت لها بـ (ز).

والملاحظ إجمالًا على هذه النشرة:

1 -

إثبات الفروق بين النسخ بشكل نادر.

2 -

كثرة التعليقات المفيدة وغير المفيدة، على ما سيأتي بيانه لاحقًا.

3 -

متابعة (ق) على نفس التحريفات والتصحيفات والسقط! على ما سيأتي بيانه لاحقًا.

جـ - طبع للمرة الثالثة بمكتبة الساعي، الرياض، 1989 م. ولقد كُتب على الغلاف كذا:"دراسة وتحقيق: محمد عثمان الخشت"! والحقيقة ليس فيها من الدراسة والتحقيق ما يذكر، بل أوهم القراء أنه اعتمد على (3) نسخ خطية،

ص: 41

وزعم أنه خلَّص النص من التحريف والتصحيف! والواقع عند مقارنة نشرته بالمخطوطتين والمطبوعتين تبين بوضوح أنه اعتمد طبعة (ز) فقط بأخطائها وتحريفاتها وتصحيفاتها وسقطها! نسأل الله العافية! ومن هنا تعلم إهمال العلماء لهذه النشرة السيئة، فأغنت هذه الإشارة عن الإطالة في نقدها.

ومهما يكن من أمر فيعود فضل السبق في نشر هذا الكتاب إلى حسام القدسي، ومن هنا لم يُقَدِّر روزنثال هذا الفضل بقوله

(1)

عن نشرة القدسي: "وهذه طبعة رديئة جدًّا" ولذا تعقبه العلامة محمود شاكر رحمه الله بقوله

(2)

: "إذًا فما معنى "أن المطبوعة التي نشرت رديئة جدًّا! " معناه

أنه يستنكف أن يعطي لهذا المخلوق (حسام الدين القدسي) حقه من الفضل والسابقة، والذي هو جدير بالذكر والشكر

".

*‌

‌ تقييم تحقيق وتعليق روزنثال:

اخْتُلِفَ في تحقيق روزنثال وتعليقاته على قولين:

‌الأول: النقد والتجريح

.

ويمثله العلامة محمود شاكر، حيث يقول

(3)

: "

إني راجعت مطبوعة حسام القدسي على مطبوعة الأعجمي روزنتال

(4)

فإذا النص واحد ومتطابق، ومطابق للمخطوطة في بياضاتها وحذوفها، وأن طبعة حسام القدسي تفضل طبعة روزنتال بشيئين:

(1)

انظر: مقدمة تحقيقه، ص 379.

(2)

انظر: مقدمة تحقيق: ابن سلام، طبقات فحول الشعراء، 1/ 120.

(3)

المصدر نفسه، 1/ 122.

(4)

كذا عنده بالتاء.

ص: 42

أولًا: أنها خالية من التبجح بالتعليقات الكثيرة التي لا معنى لها في أكثر الأحيان.

الثاني: أن القدسي أشد أمانة وصدقًا وتواضعًا من هذه الاستشراقية العجماء

".

وقد دلل محمود شاكر على ذلك بأمثلة بين فيها بعض تعليقات روزنثال المطولة والسمجة

(1)

فيذهب إلى أن روزنثال

(2)

: "أساء في نشره [للكتاب] إساءة بالغة" ويختم نقده بقوله

(3)

: "وعسى أن تقول أيضًا أني كنت (حادًّا) مع البائس المسكين روزنتال مستهينًا به، لدرجة أني وصفته بالبائس المسكين. والقسم الثاني من هذا الكلام صحيح كل الصحة، أما مسألة (حادًّا) فليس الأمر كذلك، بل كنت (صريحًا مستقيمًا) لا ألتمس بنيات الطريق أروغ فيها بالتعريض والهمز واللمز والغمز وترميز الحواجب، وبالطبع هذا خلق أولئك لا خلقي ولا خلق أمتي إن شاء الله. وهذا البائس المسكين لو أنت قرأت كتابه (علم التاريخ عند المسلمين) لرأيته مسجورًا ضغنًا وخبثًا وجهلًا أيضًا، وسائر ما وصفت هنا وفي غير هذا الموضع من أخلاق الاستشراق".

‌الثاني: الثناء والتوثيق

.

ويمثله مترجم الكتاب د. صالح أحمد العلي، حيث يقول

(4)

: "غير أن النشرة الحالية تتميز على النشرة الأولى بميزات: فهي قد قورنت بمخطوطة ليدن التي لم يعتمد عليها الناشر الأول، وثبتت فيها الاختلافات في القراءات، وضبطت

(1)

انظر: مقدمة تحقيق: ابن سلام، طبقات فحول الشعراء، 1/ 120 - 126. وسأذكر أمثلة لذلك فيما سيأتي لاحقًا.

(2)

المصدر نفسه، 1/ 120.

(3)

المصدر نفسه، 1/ 126.

(4)

انظر: مقدمة ترجمته، علم التاريخ عند المسلمين، ص ز - ح.

ص: 43

أسماء الأعلام، سواء أسماء الأشخاص أم الكتب، ووضعت للنص الفوارز والنقاط مما جعلت النص أوضح وأقرب للفهم، والأهم من كل هذا هو أن هذه النشرة قد أرفقت بتعليقات غنية وهوامش وافرة ذكر فيها مظان ومواقع كثير من النصوص التي أوردها السخاوي، وتراجم أشخاص المؤرخين الذين أشار إليهم، والاقتباسات الكثيرة من الكتب التي ذكرها السخاوي

".

*‌

‌ تقييم الرأيين:

فها أنت ترى أن عمل روزنثال في الكتاب بين مُجَرِّح ومُعَدِّل، وللجمع بين الرأيين المعتبرين من عالمين متبحرين، يُحْمَل تجريح محمود شاكر له على ما أساء فيه، ويحمل تعديل صالح العلي له على ما أجاد فيه، وهذا هو الحق إن شاء الله، وإليك شيئًا من التوضيح:

1 -

قول محمود شاكر كما مر: "إني راجعت مطبوعة حسام القدسي على مطبوعة الأعجمي

" إلخ، هذا قول صحيح، بل أزيد على ما قاله الأستاذ أن روزنثال تابع القدسي على أكثر من (50) موضعًا بين تحريف وتصحيف وسقط -على ما سيأتي بيانه لاحقًا- ثم الغريب أن يقول روزنثال عن طبعة القدسي: "وهذه طبعة رديئة جدًّا"!

2 -

قول صالح العلي كما مر: "والأهم من كل هذا هو أن هذه النشرة قد أرفقت بتعليقات غنية وهوامش وافرة

" إلخ، وهذا قول صحيح، بل أجاد روزنثال في عزو بعض نصوص الكتاب إلى مصادرها الأصلية، بل أحيانًا يوثقها من مصادر مخطوطة، مما يظهر جهده الكبير في هذا الصنيع، وعلى هذا يحمل ثناء وتعديل صالح العلي.

ص: 44

ولقد استفدت من بعض التعليقات أثناء تحقيقي لهذا الكتاب، اعترافًا بفضل السابقة عليَّ.

3 -

قول محمود شاكر، كما مر، واصفًا بعض التعليقات بـ: "الكثيرة التي لا معنى لها في أكثر الأحيان

" وهذا قول صحيح بلا شك، وإليك بعض الأمثلة:

أ - الأخطاء في تخريج الأحاديث النبوية والتعليق عليها.

فيقول

(1)

: "لم يذكر هذا الحديث النبوي في مسند عائشة الذي أورده ابن حنبل

"! وهل كل حديث لعائشة رضي الله عنها لا بد من وروده في مسند أحمد!

أو يقول

(2)

: "لا يذكر هذا الحديث عند ابن الأثير"!

أو يقول

(3)

: "يشير الذهبي هنا إلى الحديث النبوي الشهير: المؤمن من ترك ما لا يعنيه" كذا ذكره روزنثال بمعناه من ذهنه، والحديث الصحيح بلفظ:"من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".

إلى غير ذلك من الأخطاء في التخريج تراها في تعليقاته.

ب - علق على ترجمة ابن بصخان بما لا حاجة له في تحقيق النص في (3) صفحات في (54) سطرًا

(4)

!

جـ - علق على مقولة

(5)

: "السعيد من عُدت غلطاته وما اشتدت سقطاته"

(1)

انظر: تحقيقه، ص 386.

(2)

المصدر نفسه، ص 416.

(3)

المصدر نفسه، ص 505.

(4)

المصدر نفسه، ص 470 - 472.

(5)

المصدر نفسه، ص 479.

ص: 45

ما يقارب من (14) سطرًا! بلا حاجة له في تحقيق النص.

د - علق على قول السخاوي: "النبي عليه السلام" كذا

(1)

: "أو هل نفهم أن المؤلف استعمل "عليه السلام" بدل أن يستعمل "صلى الله عليه وسلم" وهي العبارة التي تستعمل عادة للرسول! " كذا قال!

هـ - ذكر السخاوي أبيات شعر فيها إشارة إلى قول عمرو بن معد يكرب: "عذيرك من خليلك من مراد" فعلق على هذا الشطر بكلام طويل لا معنى له عند التحقيق

(2)

مما جعل محمود شاكر ينتقده بقوله

(3)

: "

حتى كتب تسعة عشر (19) سطرًا في تخريج هذا البيت من الكتب! ! ! ".

وغير ذلك من هذه التعليقات الركيكة والسمجة، فعلى هذا الصنيع يُحمل تجريح محمود شاكر.

* * *

(1)

المصدر نفسه، ص 684.

(2)

المصدر نفسه، ص 724.

(3)

انظر: مقدمة تحقيق: ابن سلام، طبقات، 1/ 126.

ص: 46

* نماذج من التحريفات والتصحيفات والسقط في المطبوعتين:

م

عندهما

طبعة (ق)

الصفحة

طبعة (ز)

الصفحة

الصواب

مطبوعتي

1

اختيارًا

9

390

اختبارًا

97

2

الحلبي

11

395

الخِلَعِي

105

3

الأوسي

12

396

الأُوَيْسِي

105

4

خافوم

20

411

خَافواهُم

124

5

أكتم

12

396

أكثم

105

6

فرغلي

25

418

قُزْغُلي

133

7

المحيوي وأبو محمد

31

428

المحيوي أبو محمد

146

8

فيخطئ

35

435

فيحظى

154

9

ينثر

36

436

ينشر

156

10

الأديب

36

436

الأريب

156

11

أيامه

43

448

إمامه

170

12

هيأته

49

458

هَنَّاتِه

183

13

رواه

51

461

ردّه

188

14

النخشي

52

462

النَّخْشَبِي

190

15

التعذير

55

466

التعزير

197

16

خير

55

468

خبر

199

17

أخير بينة

56

469

أخبر بنيته

200

18

الاستقرار

63

481

الاستقراء

214

19

المرتقية

63

483

المرتقبة

218

20

المسطرة

63

483

المنتظرة

218

21

جرى

64

484

جَرَّأ

219

ص: 47

م

عندهما

طبعة (ق)

الصفحة

طبعة (ز)

الصفحة

الصواب

مطبوعتي

22

حبان

65

485، 528

حَيَّان

222

23

عذر

65

486

عزّر

222

24

نكر

69

493

ذكر

231

25

يقلد

75

502

يَقْدر

243

26

فهد

83

515

نَهْد

260

27

الغداوية

86

521

الفداوية

266

28

تكرير

91

538

تكثير

290

29

الظن

95

546

الطب

303

30

الهيتمي

109

585

الهيثمي

357

31

الغارقي

113

593

الفارقي

367

32

الأيوبين

123

620

الأمويين

401

33

الفتح

124

623

الفرج

404

34

هدبة

125

626

هَدِيَّة

407

35

الأتاربي

125

628

الأثاربي

410

36

عبد الحميد

134

656

عبد الحميد

443

37

الحمال

141

665

الجَمَّال

460

* * *

ص: 48

وأما السقط:

م

سقط عندهما

طبعة (ق)

الصفحة

طبعة (ز)

الصفحة

وهي مثبتة في

مطبوعتي الصفحة

1

جمة

23

415

129

2

فقد كتب كتابًا إلى من

بعده بحديث دهره،

ومن قيد ما شهد

35 - 36

436

155

3

كما سمعه منه وراقه

52

463

192

4

الحنبلي

56

469

201

5

المهملة حتى

63

482

214

6

القائم

94

544

300

7

العبيدي صاحب المغرب

94

544

300

8

بل زعم أنه أفرد ذيلًا على التاج سماه:

"كشف المغطى عن الزوائد والتتمات على

الطبقات الوسطى" وقال إن غيره ذيَّل على

التاج، وإن خلقًا تولعوا بالتصنيف في هذا

النوع. قلت:

98

556

318

9

ورأيت في كلام أن له الاهتمام بمعرفة قضاة

الشام، في مجلد لطيف لم يبيضه، فالله أعلم.

106

575

346

10

فللجمال، العلامة، ظافر، المصري

108

581

352 - 353

والملاحظ أن روزنثال قد أقحم بعض الكلمات والجمل في نص الكتاب، ظنًّا منه أنه لا يستقيم المعنى إلا بها، لذا قمت بحذفها.

ونظرًا لهذه الملاحظات المذكورة ذهب بعض الباحثين والدارسين إلى

ص: 49

ضرورة إعادة نشر هذا الكتاب.

منهم محمود الأرناؤوط بقوله

(1)

: "

وقد طبع عدة مرات في بلدان مختلفة ولكنه لم يحظ بالتحقيق العلمي المتقن إلى الآن".

وبدر العماش بقوله

(2)

: "وما زال الكتاب يحتاج لمزيد عناية وإخراج وتعليق على الكتب التي ذكرها فيه وبيان المطبوع والمخطوط وأماكن وجودها".

ومهما يكن من أمر فنظرًا للأسباب المذكورة، فضلًا عن حاجة الدارسين إلى العناية بهذا الكتاب، عزمت على تحقيقه ونشره من جديد.

* ‌

(11) المخطوطات المعتمدة في التحقيق:

اعتمدت على (5) مخطوطات في تحقيق هذا الكتاب:

الأولى: وهي نسخة كاملة مصورة عن دار الكتب المصرية (رقم: 2448 - تاريخ) عدد الأوراق (206 ورقة) تعود إلى كتب وقف المرحوم محمد الكفوي على طلبة العلم بالجامع الأزهر، وهي بخط ابن أبي الشوارب إبراهيم بن حسين، وقد نسخت متأخرة في رمضان سنة 1318 هـ وقيمتها أنها نسخة منتسخة ومقابلة ومصححة على مخطوطة عتيقة للكتاب تعود إلى سنة 900 هـ في حياة السخاوي، وهي بخط الحافظ عبد العزيز بن عمر بن فهد الهاشمي المكي الشافعي (ت 921 هـ) وهذه المنتسخة خطها جميل جدًّا مقروء، وإن كان يشوبها بعض التحريفات والسقط والبياض، لكنها قليلة؛ ولذلك جعلتها الأصل، ورمزت لها بـ (أ).

(1)

انظر: تعليقه على: ابن العماد، الشذرات، 10/ 25.

(2)

انظر: الحافظ السخاوي وجهوده، 1/ 253.

ص: 50

ثم أثناء تجارب إخراج الكتاب وقفتُ على النسخة الأزهرية العتيقة النفيسة، وهي في (93 لوحة) في كل صفحة (19 سطرًا)، وهي ناقصة من أولها وقُبيل آخرها، ولا أدري هل النقص من المصدر أو أثناء التصوير! وهي نسخة خطها جميل ومتقن، وهي بخط ابن فهد المكيِّ كما يُظَنُّ.

فقمتُ بمقابلتها بـ (أ) مقابلة دقيقة، إلا أن ناسخ (أ) وقع في بعض الأوهام، كـ: القراءة الخاطئة، أو انتقال نظر، أو إسقاطه لبعض الأسطر أو الفقرات!

ومهما يكن من أمر فقمتُ بتصحيح نص الكتاب على هذه النسخة العتيقة، وحينئذ يصح كل الصحة أني اعتمدت هذه النسخة كأصل في إخراج هذا الكتاب.

الثانية: وهي نسخة كاملة مصورة بجامعة الكويت، عن مكتبة الأسد الوطنية، دمشق (أوقاف مدرسة الأحمدية- حلب) (رقم: 14536) عدد الأوراق (150 ورقة) المقاس: 10 × 15 سم، وهي نسخة كتبت بقلم معتاد حسن، كتبها: محمد ابن أحمد بن شيخ المحيا، تمت مقابلتها سنة 1079 هـ وهي نسخة مصححة، وعليها تعليقات كثيرة بالهامش، ووقع فيها الكثير من التحريف والسقط والبياض، وهذه النسخة لم يعتمد عليها القدسي وروزنثال، ولقد رمزت لهاب بـ (ب)

(1)

.

(1)

قال القدسي: "بعد طبع (الإعلان بالتوبيخ) كتب إليَّ الأستاذ البحاث الغيور الشيخ محمد راغب الطباخ -جزاه الله خيرًا- يقول: "كتاب الإعلان بالتوبيخ للسخاوي قابلت المطبوع على المخطوط في (الأحمدية) فوجدت ما بقي أبيض في المطبوعة هو كذلك تمامًا في المخطوطة، ولم أجد شيئًا سوى عبارة للناسخ حررها عن كتاب (الإصابة) فنقلتها لكم لعلها تلزم لكم فيما بعد". انظر: ق ص 175.

* قال القدسي معلقًا: "المرجح أن نسخة المصنف كانت كذلك لأننا اعتمدنا في المقابلة على نسخة منقولة من نسخة ابن فهد تلميذ المؤلف، وعارضنا قسمًا بنسخة ابن فهد نفسها".

ص: 51

الثالثة: وهي نسخة كاملة مصورة عن دار الكتب المصرية

(1)

، عدد الأوراق (92 لوحة) في كل صفحة (21 سطرًا) وهي بخط عبد الوهاب بن محيي الدين السلطي نسبةً الدمشقي وطنًا، وقد نسخت سنة 1115 هـ. وهي نسخة فيها سقط كثير وتحريف وبياض، وفيها صفحات كثيرة غير واضحة بسبب سوء التصوير، وهذه النسخة موافقة لمخطوطة (ب) في السقط وغيره.

الرابعة: وهي نسخة كاملة مصورة عن دار الكتب المصرية (رقم 704 تاريخ تيمور)، عدد الأوراق (117 لوحة) في كل صفحة (19 سطرًا) وهي بخط محمود حمدي، على ذمة حضرة الفاضل أحمد بيك تيمور. وقد نسخت سنة 1328 هـ. وهي نسخة فيها سقط قليل وبياض، وفيها صفحات كثيرة غير واضحة بسبب سوء التصوير، وهذه النسخة موافقة لمخطوطة (أ) في السقط وغيره.

الخامسة: وهي نسخة كاملة مصورة عن مكتبة الدولة بألمانيا (برلين رقم: 9364)، عدد الأوراق (199 ورقة) في كل صفحة (19 سطرًا)، وهي نسخة تعود إلى تملُّك محمد حسن ابن السيد محمد القوتلي سنة 1267 هـ، وقد نسخت سنة 1137 هـ، وهي نسخة بالخط الفارسي، وهذه النسخة موافقة لمخطوطة (ب) في السقط والتحريف. وهذه النسخة لم يعتمد عليها القدسي وروزنثال.

وتجدر الإشارة إلى أنني لم أرمز للنسخ الثالثة والرابعة والخامسة برمز لسببين:

الأول: أنني حصلت عليها أثناء الأطوار الأخيرة في إخراج هذا الكتاب، فلم أستحسن إثبات الرموز في الهوامش حتى لا تثقلها.

(1)

الرقم غير واضح بسبب سوء التصوير.

ص: 52

الثاني: ليس فيها شيء زائد على (أ) و (ب) إلا الشيء اليسير جدًّا.

ومهما يكن من أمر، فقد اعتمدت عليهما في مقابلة النص كاملًا وتصحيح بعض الألفاظ، وزيادة في ضبط النص.

* ‌

(12) المنهج في تحقيق الكتاب:

خدمة للنص، ومحاولة الوصول به إلى صورة هي أقرب إلى ما أراده مؤلفه، قمت بالآتي:

أ- اعتمدت مخطوطة (أ) وهي الأصل، ثم قارنتها بـ (ب) وبالنسخ الأخرى وبالمطبوعتين:(ق) و (ز).

ب- ذكرت الفروق بين النسخ، مع ترجيح الأصوب وإثباته في متن الكتاب، والإشارة إلى التحريف والتصحيف في الهامش؛ فإذا ترجَّح لديَّ أن الخطأ من السخاويِّ نفسه فإني أُثبِت الخطأ في المتن وأصححه في الهامش، أما إذا كان الخطأ لغويًّا فأثبته في المتن ولا أعلق عليه إلا نادرًا، أما إذا ترجَّح لديَّ أن الخطأ من الناسخ فإني أُثبِت الصواب في المتن وأذكر المحرَّف أو المصحَّف -في غالب الأحيان- في الهامش.

جـ - الساقط من الأصل، أو الزيادة عليه من المصادر والمراجع، أو وضع العناوين الجانبية للكتاب، وهي من صنيع النُّسَّاخ بلا شك -كما في نسخة (ب) - جعلته بين معكوفتين كذا [].

د- الساقط من النسخ الأخرى، أو التي لم توجد في مصادر ومراجع التوثيق،

ص: 53

جعلته بين قوسين كذا ().

هـ- تحقيق نص الكتاب وتوثيقه وتصحيحه وضبطه من مصادره الأصلية أو الفرعية.

و- عزو الآيات القرآنية إلى سورها، وتخريج الأحاديث النبوية والحكم عليها باختصار، والآثار، والأبيات الشعرية.

ز- الترجمة لكثير من أعلام الكتاب باختصار.

ح- التعليق على الكتب والمؤلفات، وذكر المخطوط والمطبوع منها.

ط- التعليق على الكتاب؛ من شرح مصطلح، أو توضيح غامض، أو استدراك، إلى غير ذلك.

ي- صنع فهارس علمية تشمل فهرس: الآيات، الأحاديث، الآثار، الأبيات الشعرية، الأعلام، الكتب والمؤلفات، الأماكن والبلدان، الموضوعات التفصيلية، الموضوعات العامة، قائمة المصادر والمراجع.

* ‌

(13) وقبل الختام:

فإني أتقدم بجزيل الشكر لجميع من ساعدني في عملي هذا من نصح، أو إرشاد، أو خدمة، وهم كالآتي:

* الدكتور: محمد عبد الله القدحات، أستاذ التاريخ الإسلامي، حفظه الله. حيث أفدت من ملحوظاته المنهجية والتاريخية، فله مني خالص الود والمحبة والتقدير.

ص: 54

* الدكتور: محمود سليمان، أستاذ الحديث وعلومه، حفظه الله. حيث أفدت من ملحوظاته اللغوية، فله مني خالص الود والمحبة والتقدير.

* الإخوة:

أحمد بن فهيد الشمري. حيث ساعدني في طباعة نسخة (أ) من القرص الإلكتروني إلى الأوراق، وطباعة جزء من المقدمة أثناء تجارب الكتاب، فضلًا عن استفادتي من مكتبته الخاصة.

مشعل بن قصيم الزراق. حيث أرشدني إلى نسخة (ب).

طلال بن محمد العنزي ويوسف بن محمد العنزي. حيث ساعداني في الحصول على نسخة (أ).

محمد المحيميد. حيث ساعدني في الحصول على نسختين مصورتين من دار الكتب المصرية.

محمد بن نغماش السعيدي أمين مكتبة الراجحي، فرع حفر الباطن. حيث استفدت من المكتبة، فضلًا عن مكتبته الخاصة.

عبد العزيز المد الله. حيث وفر لي مطبوعة القدسي.

أخي الأصغر عبد العزيز بن غتر الظفيري. حيث وفر لي بعض المراجع.

نواف بن عايد العنزي. حيث قام بطباعة جزء من المقدمة أثناء تجارب الكتاب.

* زوجتي أم عبد الله. حيث ساعدتني في مقابلة بعض أجزاء (ق) على المخطوطتين، فضلًا عن توفير الجو المناسب لي أثناء تحقيق هذا الكتاب.

ص: 55

فإلى هؤلاء جميعًا وغيرهم ممن لا يحضرني الآن، لهم مني خالص المحبة والتقدير والشكر، وكما قيل:"الإنسان قوي بغيره ضعيف بنفسه".

وأخيرًا: فإني أحمد الله سبحانه وتعالى وله الفضل أولًا وآخرًا، على ما مَنَّ به عليَّ من العمر والصحة فأتممتُ هذا العمل الذي هو جهد بشري قابل للخطأ والزلل، ومن ثم للتصحيح والتصويب.

قال الخطيب أبو زكريا

(1)

: "

غير أن القليل من الغلط الذي يقع في الكتب، إلى جنب الكثير الذي اجتهدوا فيه وأتعبوا نفوسهم في تصحيحه وتنقيحه، معفوٌّ عنه".

هذا، وأسأل الله الكريم أن أجد عملي هذا في صحيفة حسناتي يوم ألقاه، اللهم آمين.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المحقق

سالم بن غتر بن سالم الظفيري

ليلة الجمعة (13/ 5/ 1433 هـ)

المملكة العربية السعودية

(حفر الباطن)

(1)

انظر: السيوطي، المزهر في علوم اللغة، 1/ 98.

ص: 56

نماذج من صور المخطوطات والمطبوعتين

ص: 57

نماذج من صور مخطوطة الأزهرية

ص: 59

نماذج من صور مخطوطة الأزهرية

ص: 60

نماذج من صور مخطوطة الأزهرية

ص: 61

نماذج من صور مخطوطة (أ)

ص: 62

نماذج من صور مخطوطة (أ)

ص: 63

نماذج من صور مخطوطة (أ)

ص: 64

نماذج من صور مخطوطة (أ)

ص: 65

نماذج من صور مخطوطة (ب)

ص: 66

الصفحة الأولى من مخطوطة (ب)

ص: 67

نماذج من صور مخطوطة (ب)

ص: 68

نماذج من صور مخطوطة (ب)

ص: 69

نماذج من صور مخطوطة (ب)

ص: 70

نماذج من صور مخطوطة (ب)

ص: 71

نماذج من صور مخطوطة (ب)

ص: 72

نماذج من صور مخطوطة دار الكتب المصرية (المخطوطة الثالثة)

ص: 73

نماذج من صور مخطوطة دار الكتب المصرية (المخطوطة الثالثة)

ص: 74

نماذج من صور مخطوطة دار الكتب المصرية (المخطوطة الثالثة)

ص: 75

نماذج من صور مخطوطة دار الكتب المصرية (المخطوطة الرابعة)

ص: 76

نماذج من صور مخطوطة دار الكتب المصرية (المخطوطة الرابعة)

ص: 77

صورة من غلاف طبعة (ق)

ص: 78

نماذج من صور مخطوطة برلين

ص: 79

نماذج من صور مخطوطة برلين

ص: 80

نماذج من صور مخطوطة برلين

ص: 81

صورة من غلاف طبعة (ز)

يعتبر "هذا الكتاب" كتاريخ

للتاريخ في الاسلام.

المرحوم احمد باشا تيمور

الإعلان بالتوبيخ

لمن ذم التاريخ

تأليف الحافظ المؤرخ الحجة شمس الدين محمد عبد الرحمن

السخاوي

المتوفى عام 902

* * *

عن نسختي خزانة المرحوم فقيد العلم والاسلام الاستاذ المحقق احمد باشا تيمور

اعلى الله في الجنة منزلته

* * *

عني بنشره: القدسي

دمشق - صندوق البريد 207

(حقوق الطبع محفوظة)

مطبعة الترقي عام 1349 للهجرة

ص: 82

صورة من طبعة (ز)

2 -

السخاوي: الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ.

3 -

الفصول الخاصة عن علم التاريخ من كتاب مفتاح السعادة لطاشكبرى زادة.

يمثل الكتابان الاولان الابحاث الكاملة المنظمة الباقية التي قام بها عالمان مسلمان في علم التاريخ.

أما الفصول المأخوذة من مفتاح السعادة فتمثل الصدى المتأخر لهذه الابحاث كما ينعكس في موسوعة عامة.

وربما كان من المناسب أن أورد ترجمة لقائمة قديمة ثمينة جدا عن كتب التاريخ العربية، وهي القسم المخصص للمؤرخين في كتاب "الفهرست" لابن النديم (من رجال القرن العاشر)، مع معلوماته القيمة عن الادوار الاولى التي مر بها تأليف الكتب التاريخية في الاسلام. إن بامكان مثل هذه الترجمة أن تعين على المقارنة بين "الفهرست" وبين البحوث النظرية المتأخرهّ في علم التاريخ، وأن تقدم صورة واضحة لتطور التفكير التاريخي الاسلامي. غير اننا لم نورد هنا هذه الترجمة لانه من المأمول أن تظهر طبعة جديد لـ "الفهرست" فقد أعلن ج. فوك j-Fuck منذ أمد طويل أنه سيقوم بها وأنه سيترجم ويعلق على كل الكتاب بما في ذلك القسم الخاص بالمؤرخين

(1)

.

ونظرا لكثرة الاشارات خلال الكتب إلى المادة غير المطبوعة، فقد إرتؤى من الأفضل: نشر النص الأصلي لبعض هذه المادة على الأقل

(2)

. وهو "مختصر الكافيجي" وإني آمل أن تجد جميع الكتب الأخرى ناشرين لها.

(1)

لم تظهر الطبعة التي أشار إليها، المؤلف، لذلك قمنا بنشر القسم الخاص بالتاريخ من "فهرست" ابن النديم، مضافا إليه كتب التاريخ المذكورة في غير هذا القسم معتمدين على الطبعة المصرية. وقد صنفنا هذه الكتب حسب موضوعات بحثها لتكون متساوقة مع تصنيف المؤلف.

(2)

لقد أدخلت النصوص التي أشار إليها المؤلف والتي أوردها في آخر الكتاب ضمن البحث الذي خصصه لها. (المترجم)

ص: 83

صورة من طبعة (ز)

بسم الله الرحمن الرحيم

قال شيخنا الشيخ الإمام العلامة؛ شيخ الإسلام؛ حامل لواء سنة الأنام؛ خاتمة الحفاظ

(1)

والمحدثين؛ قامع المفسدين والمبتدعين، أبو الخير محمد شمس الدين بن الشيخ المفسر

(2)

المقريء زين الدين عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان السخاوي القاهري الشافعي، نفعنا الله والمسلمين بعلومه، وأفاض علينا من بركاته آمين الحمد لله مصرف الأيام والليالي، ومعرف العباد كثيرًا مما سلف في الأزمان الماضية والدهور الخوالي، ومشرف هذه الأمة في سائر الأشهر والأعوام بالضبط التام المتوالي، ومعلم من شاء من العلم العقلي والنقلي ما هو أنفس من الجواهر واللآلي، ومفهم الألباء في التعريف بالإنسان والزمان، الطريق المسند المدرج في العوالي بالعبارة الرائقة، والإشارة الفائقة المنعشة للرمم البوالي، والصلاة والسلام على أشرف الخلق المنزل عليه {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}

(3)

يعني الخالص للمحانب والموالي صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم من السادات والموالي.

(1)

لقد فصل السخاوي المقصود بكلمة "حافظ" في ترجمته لابن حجر في كتاب "الجواهر والدرر" (مخطوطة باريس

ar 2105 fal 8 b-13 a

(2)

مخطوطة ليدن غير واضحة.

(3)

القرآن: سورة هود: الآية 120.

ص: 84

وبعد فلما كان الإشتغال بفن التاريخ للعلماء من أجل القربات، بل من العلوم الواجبات المتنوعة للأحكام الخمسة بين أولي الإصابات، ولكن لم أر في فضائله مؤلفًا يشفي الغليل، ويزيل الكربات، بحيث تطرق للتنقيص له ولأهله بعض أولي البليات، ممن هو ممتحن بالجليات فضلًا عن الخفيات، فأردت إتحاف العارفين السادات وكذا التائقين للأمور المفادات بما لا غناء عنه في هذا الشأن من المهمات، وأن أظهر ما فيه من الفوائد المأثورات، وأشهر كونه من الأصول المعتبرات، فأبدأ بتعريفه (1) لغة و (2) اصطلاحًا و (3) موضوعه و (4) فوائده المعبر عنها بالثمرات و (5) غايته و (6) حكمه من الوجوب أو الإستحباب أو الإباحات و (7) ما استنبط في الأدلة له من الكتاب والسنة وغيرهما بالطرق الواضحات و (8) تقبيح من ذمه ممن قصر في الطاعات و (9) ماذا على المعتني به من الشروط المقررات و (10) أول من أمر به وابتدأ وقته شهرًا وهجرة بتكرر الساعات والأوقات، ثم (11) ما علمته فيه من المصنفات على اختلاف المقاصد في الأشخاص والجهات وغير ذلك من الفنون المتنوعات، ثم (12) من صنف فيه، وكذا (13) أئمة الجرح والتعديل مع عدم استيعابها وإن كنا أطلنا البحث عن ذلك والتفحصات فهذه عشرة فأزيد سد بها الباب المتطرف به للظلمات وسميته "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ" والله أسأل أن يحمينا جهل الجهال، ويكفينا سائر المهمات بالمغفرة في الماضي والحال والإستقبال، بمنه وكرمه.

1 -

تعريف التاريخ لغة:

فالأول التاريخ في اللغة الإعلام بالوقت. يقال أرخت الكتاب وورخته، أي بينت وقت كتابته.

قال الجوهري: التاريخ تعريف الوقت، والتوريخ مثله:

ص: 85

بسم الله الرحمن الرحيم

{وصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِه وَسَلَّمَ)

(1)

}

قَالَ شَيْخُنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلَّامَةُ (الحُجَّةُ الفَهَّامَةُ)

(2)

شَيْخُ الإِسْلَامِ، حَامِلُ لِوَاءِ سُنَّةِ [سَيِّدِ]

(3)

الأَنَامِ، خَاتِمَةُ الحُفَّاظِ وَالمُحَدِّثِينَ، قَامِعُ [المُفْسِدِينَ]

(4)

والمُبْتَدِعِينَ، أَبُو الخَيْرِ، مُحمَّدٌ شَمْسُ الدِّينِ ابْنُ الشَّيْخِ (المُفسِّرِ المُقْرِئِ)

(5)

زَيْنِ الدِّينِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ [بْنِ عُثْمَانَ]

(6)

السَّخَاوِيُّ القَاهِرِيُّ الشَّافِعِيُّ (نَفَعَنَا اللهُ وَالمُسْلِمِينَ بِعُلُومِهِ، وَأَفَاضَ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِهِ. آمِينَ)

(7)

:

الحَمْدُ للهِ مُصَرِّفِ الأَيَّامِ وَاللَّيَالِي، وَمُعَرِّفِ العِبَادِ كَثِيرًا مِمَّا سَلَفَ فِي الأَزْمَانِ المَاضِيَةِ وَالدُّهُورِ الخَوَالِي، وَمُشَرِّفِ هَذهِ الأُمَّةِ فِي سَائِرِ الأَشْهُرِ وَالأَعْوَامِ بِالضَّبْطِ التَّامِّ المُتَوَالِي، وَمُعَلِّمِ مَنْ شَاءَ مِنَ العِلْمِ العَقْلِيِّ وَالنَّقْلِيِّ مَا هُوَ أَنْفَسُ مِنَ الجَوَاهِرِ وَاللَّآلِي، وَمُفَهِّمِ الأَلِبَّاءِ فِي التَّعْرِيفِ بِالإِنْسَانِ وَالزَّمَانِ الطَّرِيقَ المُسْنَدَ المُدْرَجَ فِي العَوَالِي، بِالعِبَارَةِ الرَّائِقَةِ وَالإِشَارَةِ الفَائِقَةِ

(8)

المُنْعِشَةِ لِلرِّمَمِ البَوَالِي.

(1)

ليست في باقي النسخ.

(2)

ساقط من باقي النسخ.

(3)

ليست في أ، ز، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

في أ: المرحوم، والمثبت من باقي النسخ.

(6)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: ترجمته.

(7)

في أبلفظ مختصر: أدام الله النفع بعلومه، والمثبت من باقي النسخ.

(8)

في هامش أ: اللائقة.

ص: 86

وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الخَلْقِ المُنَزَّلِ عَلَيْهِ: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} [هود: 120] يَعْنِي: الخَالِصَ لِلْمُجَانِبِ وَالمُوَالِي. صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ مِنَ السَّادَاتِ وَالمَوَالِي.

وَبعْدُ: فَلَمَّا كَانَ الإِشْتِغَالُ بِفَنِّ التَّارِيخِ لِلْعُلَمَاءِ مِنْ أَجَلِّ القُرُبَاتِ، بَلْ مِنَ العُلُومِ الوَاجِبَاتِ، المُتنَوِّعَةِ لِلأَحْكَامِ الخَمْسَةِ بَيْنَ أُولِي

(1)

الإِصَابَاتِ، وَلَكِنْ لم أَرَ فِي فَضَائِلِهِ مُؤَلَّفًا يَشْفِي الغَلِيلَ وَيُزِيلُ الكُرُبَاتِ، بِحَيْثُ تَطَرَّقَ لِلتَّنْقِيصِ لَهُ وَلِأَهْلِهِ بَعْضُ أُولِي البَلِيَّاتِ، مِمَّنْ هُوَ مُمْتَحَنٌ بِالجَليَّاتِ فَضْلًا عَنِ الخَفِيَّاتِ

(2)

.

فَأَرَدْتُ إِتْحَافَ العُلَمَاءِ

(3)

[2] السَّادَاتِ، وَكَذَا التَّائِقِينَ لِلأُمُورِ المُستَفَادَاتِ

(4)

، بِمَا لَا غَنَاءَ عَنهُ فِي هَذَا الشَّأْنِ مِنَ المُهِمَّاتِ، وَأَن أُظْهِرَ مَا فِيهِ مِنَ الفَوَائِدِ المَأثُورَاتِ، وَأُشْهِرَ كَوْنَهُ مِنَ الأُصُولِ المُعْتَبَرَاتِ.

فَأَبْدَأُ بِتَعرِيفِهِ لُغَةً وَاصطِلَاحًا، وَمَوْضُوعِهِ، وَفَوَائِدِهِ المُعَبَّرِ عَنهَا بِالثَّمَرَاتِ، وَغَايَتِهِ، وَحُكْمِهِ مِنَ الوُجُوبِ أَوِ الإِستِحبَابِ أَوِ المُبَاحَاتِ

(5)

، وَمَا اسْتُنْبِطَ في الأَدِلَّةِ لَهُ مِنَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَغَيْرِهِمَا بِالطُّرُقِ الوَاضِحَاتِ.

وَتَقْبِيحِ

(6)

مَن ذَمَّهُ مِمَّنْ قَصَّرَ فِي الطَّاعَاتِ، وَمَاذَا عَلَى المُعْتَنِي بِهِ مِنَ الشُّرُوطِ المُقَرَّرَاتِ.

(1)

في أ: أول، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

في أ: الحقيات، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ.

(3)

في باقي النسخ: العارفين.

(4)

في ق، ز: المفادات.

(5)

في ق، ز: الإباحات.

(6)

في أ: ونقبح، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 87

وَأَوَّلِ مَن أَمَرَ بِهِ، وَابتِدَاءِ وَقْتِهِ شَهْرًا وَهِجْرَةً بِتكَرُّرِ السَّاعَاتِ وَالأَوقَاتِ.

ثُمَّ مَا عَلِمْتُهُ فِيهِ مِنَ المُصَنَّفَاتِ، عَلَى اختِلَافِ المَقَاصِدِ فِي الأَشخَاصِ وَالجِهَاتِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الفُنُونِ المُتنَوِّعَاتِ.

ثُمَّ مَن صَنَّفَ فِيهِ.

وَكَذَا أَئِمَّةِ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ، مَعَ عَدَمِ استِيعَابِهَا، وَإِنْ كُنَّا أَطَلْنَا [البَحْثَ]

(1)

عَنْ ذَلكَ وَالتَّفَحُّصَاتِ.

فَهَذِهِ عَشْرَةُ (أَبْوَابٍ)

(2)

فَأَزْيَدُ سُدَّ

(3)

بِهَا البَابُ المُتَطَرَّقُ بِهِ لِلظُّلُمَاتِ.

وَسَمَّيْتُهُ: "الإِعْلَانُ بِالتَّوْبِيخِ لِمَنْ ذَمَّ أَهْلَ التَّوْرِيخِ"

(4)

.

وَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يَحْمِيَنَا جَهْلَ الجُهَّالِ، وَيَكفِيَنَا سَائِرَ المُهِمَّاتِ، بِالمَغْفِرةِ فِي المَاضِي وَالحَالِ وَالإِستِقْبَالِ، بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ.

* * *

(1)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

ساقط من باقي النسخ.

(3)

في أ: شد، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ.

(4)

انظر: مقدمة التحقيق.

ص: 88

‌[تَعْرِيفُ التَّارِيِخِ

(1)

]

فَأَمَّا الأَوَّلُ

(2)

:

فَالتَّارِيخُ فِي اللُّغَةِ: الإِعْلَامُ بِالْوَقْتِ.

يُقَالُ: أَرَّخْتُ الْكِتَابَ وَوَرَّخْتُهُ (بِمَعْنًى)

(3)

أَي: بَيَّنْتُ وَقْتَ كِتَابَتِهِ.

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ

(4)

:

"التَّارِيخُ: تَعْرِيفُ الْوَقْتِ. وَالتَّورِيخُ مِثْلُهُ، يُقَالُ: أَرَّخْتُ وَوَرَّخْتُ. وَقِيلَ: اشْتِقَاقُهُ مِنَ الْأَرْخِ -يَعْنِي بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا- وَهُوَ [صِغَارُ]

(5)

الْأُنْثَى مِنْ بَقَرِ الْوَحْشِ. كَأَنَّهُ

(6)

شَئءٌ حَدَثَ كَمَا يَحْدُثُ الْوَلَدُ" انْتَهَى.

وَقَدْ فَرَّقَ الأَصْمَعِيُّ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ فَقَالَ:

"بَنُو تَمِيمٍ يَقُولُونَ: وَرَّخْتُ الْكِتَابَ تَوْرِيخًا. وَقَيْسٌ تَقُولُ: أَرَّخْتُهُ تَأْرِيخًا" وَهَذَا يُؤَيِّدُ كَوْنَهُ عَرَبِيًّا

(7)

.

(1)

في هامش ب. ولقد أفاد السخاوي في هذا المبحث من العَيْنِي. انظر: عمدة القاري، 17/ 66.

(2)

في باقي النسخ: فالأول.

(3)

ساقط من باقي النسخ.

(4)

انظر: الصحاح، 1/ 366، لكن لم أجد لفظة "صغار" وجملة: "كأنه

كما يحدث الولد".

(5)

زيادة من ز، ومن: الأزهري، تهذيب اللغة، 7/ 544. (مادة: أرخ).

(6)

في ق، ز: لأنه.

(7)

قال الصوليُّ: "وأما التأريخ بلغة قيس فهو الذي يستعمله الناس، وأما التوريخ لغة تميم فما استعمله كاتب قط، وإن كانت العرب تتكلم به". انظر: الصولي، أدب الكُتّاب، ص 187 - 189.

ص: 89

وَقِيلَ: إِنَّهُ [3] لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْضٍ، بَلْ هُوَ مُعَرَّبٌ مَأْخُوذٌ مِنْ (مَاهْ رُوزْ) بِالْفَارِسِيَّةِ (مَاهْ): الْقَمَرُ، وَ (رُوزُ): الْيَوْمُ. وَكَأَنَّ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ طَرَفَهُ.

قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ الْجَوَالِيقِيُّ فِي كِتَابِهِ "الْمُعَرَّبُ مِنَ الْكَلَامِ الْأَعْجَمِيِّ"

(1)

:

"يُقَالُ

(2)

إِنَّ التَّارِيخَ الَّذِي يُؤَرِّخُهُ النَّاسُ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْضٍ، وَإِنَّمَا أَخَذَهُ الْمُسْلِمُونَ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَتَارِيخُ الْمُسْلِمِينَ أُرِّخَ مِنْ سَنَةِ الْهِجْرَةِ [وَ]

(3)

كُتِبَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ [رضي الله عنه]

(4)

فَصَارَ تَارِيخًا إِلَى الْيَوْمِ" انْتَهَى.

قَالَ أَبُو الْفَرَجِ قُدَامَةُ بْنُ جَعْفَرٍ الْكَاتِبُ، فِي كِتَابِ "الْخَرَاجُ"

(5)

لَهُ:

"تَارِيخُ كُلِّ شَيءٍ آخِرُهُ، فَيُؤَرِّخُونَ بِالْوَقْتِ الَّذِي فِيهِ حَوَادِثُ مَشْهُورَةٌ".

وَنَحْوهُ قَوْلُ الصُّولِيِّ

(6)

:

"تَارِيخُ كُلِّ شَيءٍ غَايَتُهُ وَوَقْتُهُ الَّذِي يَنْتَهِي إِلَيْهِ زَمَنُهُ".

وَمِنْهُ قِيلَ لِفُلَانٍ: "تَارِيخُ قَوْمِهِ" إِمَّا

(7)

لِكَونِ إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي شَرَفِ قَوْمِهِ، كَمَا قَالَهُ الْمُطَرِّزِيُّ

(8)

وَذَلِكَ

(9)

بِالنَّظَرِ لإِضَافَةِ الْأُمُورِ الْجَلِيلَةِ، مِنْ كَرَمٍ أَوْ فَخْرٍ أَوْ

(1)

انظر: ص 49.

(2)

في ب: فقال.

(3)

زيادة من: المعرَّب.

(4)

ليست في أ، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

لم أجده في الجزء المطبوع من "الخراج"؛ لكن وقفت عليه عند: ابن عساكر، تاريخ، 1/ 24.

(6)

انظر: أدب الكُتّاب، ص 187.

(7)

في أ: وإما.

(8)

انظر: المطرزي، المغرّب في ترتيب المعرّب، ص 23.

(9)

في أ: وكذا، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 90

نَحْوِهِمَا، إِلَيْهِ، وَإِمَّا لِكَوْنِهِ ذَاكِرًا لِلْأَخْبَارِ وَمَا شَاكَلَهَا.

وَمِمَّنْ لُقِّبَ

(1)

بِذَلِكَ أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ البَغْدَادِيُّ الغَسَّالُ الْمُقْرِئُ الْحَنْبَلِيُّ، الْمُتَوَفَّى فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِ مِائَةٍ

(2)

.

وَفِي الإِصْطِلاحِ: التَّعْرِيفُ بِالْوَقْتِ الَّذِي تُضْبَطُ بهِ الأَحْوَالُ؛ مِنْ مَوْلِدِ الرُّوَاةِ وَالْأَئِمَّةِ، وَوَفَاةٍ، وَصِحَّةٍ، وَعَقْلٍ، وَبَدَنٍ، وَرِحْلَةٍ، وَحَجٍّ، وَحِفْظٍ، وَضَبْطٍ، وَتَوْثِيقٍ، وتَجرِيحٍ

(3)

ومَا أَشْبَهَ هَذَا مِمَّا مَرْجِعُهُ الفَحْصُ

(4)

عَنْ أَحْوَالِهِمْ في ابتِدَائِهِمْ وَحَالِهِمْ وَاسْتِقْبَالِهِمْ.

وَيَلْتَحِقُ بِهِ مَا يَتَّفِقُ مِنَ الْحَوَادِثِ وَالْوَقَائِعِ الْجَلِيلَةِ، مِنْ ظُهُورِ مِلَّةٍ

(5)

، وَتَجْدِيدِ فَرْضٍ، وَخَلِيفَةٍ، وَوَزِيرٍ، وَغَزْوَةٍ، وَمَلْحَمَةٍ، وَحَرْبٍ، وَفَتْحِ بَلَدٍ، وَانْتِزَاعِهِ مِنْ مُتَغَلِّبٍ عَلَيْهِ، وَانْتِقَالِ دَوْلَةٍ.

وَرُبَّمَا يُتَوَسَّعُ فِيهِ لِبِدْءِ الْخَلْقِ، وَقَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أُمُورِ الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ، وَأَحْوَالِ الْقِيَامَةِ وَمُقَدِّمَاتِهَا، مِمَّا سَيَأْتِي.

أَوْ دُونَهَا، كَبِنَاءِ [4] جَامِعٍ، أَوْ مَدْرَسَةٍ، أَوْ قَنْطَرَةٍ، أَوْ رَصِيفٍ، أَوْ نَحْوِهَا مِمَّا يَعُمُّ الإِنْتِفَاعُ بِهِ، مِمَّا هُوَ شَائِعٌ مُشَاهَدٌ، أَوْ خَفِيٌّ سَمَاوِيٌّ، كَجِرَادٍ وَكُسُوفٍ وَخُسُوفٍ، أَوْ أَرْضِيٌّ، كَزَلْزَلَةٍ، وَحَرِيقٍ، وَسَيْلٍ، وَطُوفَانٍ، وَقَحْطٍ، وَطَاعُونٍ، وَمُوتَانٍ

(6)

(1)

في ق، ز: يلقب. وانظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 363.

(2)

انظر: ابن رجب، ذيل، 1/ 263.

(3)

في ب: تخريج. وانظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 362.

(4)

في أ: يرجع للفحص، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

في باقي النسخ: ملمة.

(6)

وهو: موت يقع في المال والماشية. انظر: ابن منظور، لسان العرب، 13/ 218. (مادة: موت).

ص: 91

وَغَيْرِهَا

(1)

مِنَ الْآيَاتِ الْعِظَامِ

(2)

وَالْعَجَائِبِ الْجِسَامِ.

وَالْحَاصِلُ أنَّهُ فَنٌّ يُبْحَثُ فِيهِ عَنْ وَقَائِعِ الزَّمَانِ مِنْ حَيْثِيَّةِ التَّعْيِينِ وَالتَّوْقِيتِ، بَلْ عَمَّا كَانَ فِي الْعَالَمِ.

* * *

(1)

في أ: وغيرهما.

(2)

في أ: العظات، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 92

‌{[مَوْضُوعُ التَّارِيخِ وَفَائِدَتُهُ]

(1)

}

وَأَمَّا مَوْضُوعُهُ فَالْإِنْسَانُ وَالزَّمَانُ.

وَمَسَائِلُهُ: أَحْوَالُهُمَا الْمُفَصِّلَةُ لِلجُزْئِيَّاتِ، تَحْتَ دَائِرَةِ الْأَحْوَالِ الْعَارِضَةِ الْمَوْجُودَةِ لِلْإِنْسَانِ وَفِي الزَّمَانِ.

وَأَمَّا فَائِدَتُهُ فَمَعْرِفَةُ الْأُمُورِ عَلَى وَجْهِهَا.

وَمِنْ أَجَلِّ فَوَائِدِهِ أَنَّهُ أَحَدُ الطُّرُقِ الَّتِي يُعْلَمُ بِهَا النَّسْخُ فِي أَحَدِ الْخَبَرَيْنِ الْمُتَعَارِضَيْنِ الْمُتَعَذَّرِ الْجَمْعُ بَيْنَهُمَا.

إِمَّا بِالإِضَافَةِ لِوَقْتٍ مُتَأَخِّرٍ، كَـ: رَأَيْتُهُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتُ بِعَامٍ. أَوْ نَحْوِهِ.

أَوْ عَنْ صَحَابِيٍّ مُتَأَخِّرٍ.

وَقَدْ يَكُونُ بِتَصْرِيحِ الرَّاوِي:

كَقَوْلِهِ: "كَانَ آخِرُ الْأَمْرَيْنِ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَرْكَ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ"

(2)

.

وَقَوْلِ عَائِشَةَ: "أنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ إِذَا لم يُنْزِلْ لم يَغْتَسِلْ، ثُمَّ اغْتَسَلَ بَعْدُ وَأَمَرَ بِهِ"

(3)

إِلَى غَيْرِهَا.

(1)

في هامش ب.

(2)

صحيح. أخرجه أبو داود في "سننه"(192)، وابن خزيمة في "صحيحه"(43)، وابن الجارود (24 - غوث المكدود) عن جابر مرفوعًا. صححه ابن حزم، وابن التركماني، وأحمد شاكر، والألباني. انظر: الألباني، صحيح أبي داود، رقم:187.

(3)

حسن. أخرجه ابن حبان في "صحيحه"(1180 - الإحسان)، والدارقطني في "سننه" (457) عن عائشة بلفظ مقارب. وحَسّنه بشواهده الحازميُّ في "الاعتبار" 1/ 199. وانظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 368.

ص: 93

وَكَوْنِ المَرْوِيِّ مِنْ طَرِيقِ بَعْضِ المُخْتَلِطِينِ مِنْ قَدِيمِ حَدِيثِهِ أَوْ ضِدِّهِ

(1)

.

وَكَوْنِ الرَّاوِي لم يَلْقَ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ؛ إِمَّا لِكَوْنِهِ كَذَبَ أَوْ أَرْسَلَ.

وَذَلِكَ يَنْشَأُ عَنْهُ مَعْرِفَةُ مَا فِي السَّنَدِ مِنَ انْقِطَاعٍ، أَوْ عَضْلِ، أَوْ تَدْلِيسٍ، أَوْ إِرْسَالٍ ظَاهِرٍ أَوْ خَفِيٍّ؛ لِلوُقُوفِ

(2)

بِهِ عَلَى أَنَّ الرَّاوِيَ -مَثَلًا- لَمْ يُعَاصِرْ مَنْ رَوَى عَنْهُ، أَوْ عَاصَرَهُ وَلَكِنَّهُ لم يَلْقَهُ، لِكَوْنِهِمَا مِنْ بَلَدَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ، وَلَم يَدْخُلْ أَحَدُهُمَا بَلَدَ الْآخَرِ، وَلَا الْتَقَيَا فِي حَجٍّ وَنَحْوِهِ، مَعَ كَوْنِهِ لَيْسَتْ لَه

(3)

مِنْهُ [5] إِجَازَةٌ أَوْ نَحْوُهَا.

ولمَّا اسْتَشْكَلَ بَعْضُ الحُفَّاظِ رِوَايَةَ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّبِ

(4)

عَنْ اللَّيْثِ

(5)

لاخْتِلَافِ بَلَدَيْهِمَا، وَتَوَهَّمَ انْقِطَاعًا بَيْنَهُمَا، قَالَ الْمِزِّيُّ:"لَعَلَّهُ لَقِيَهُ فِي الْحَجِّ" ثُمَّ قَالَ: "بَلْ فِي بَغْدَادٍ، حِينَ دُخُولِ اللَّيْثِ لَهَا فِي الرُّسْلِيَّةِ"

(6)

.

وَمِنَ الْغَرِيبِ ذِكْرُ الْخَطِيبِ "عَبْدَ المَلِكِ بْنَ حَبِيبٍ" فِي "الرُّوَاةُ عَنْ مَالِكٍ"

(7)

مَعَ كَوْنِهِ لم يَرْحَلْ إِلَّا بَعْدَ مَوْتِهِ بِنَحْوٍ مِنْ ثَلَاثِينَ سَنَةً، بَلْ إِنَّمَا وُلِدَ بَعْدَهُ.

* * *

(1)

في ب: حديث أو مدة. وهو تحريف.

(2)

في ب: الوقوف.

(3)

في أ: ليستفاد، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ.

(4)

في ب: المؤذِّن، وهو تحريف (ت تقريبًا 207 هـ). انظر: المزي، تهذيب، 32/ 540.

(5)

هو: ابن سعد الفَهْمي، فقيه ومن رواة الحديث (ت 175 هـ). انظر: المزي، تهذيب، 24/ 255.

(6)

لم أجده بلفظه؛ لكن انظر: المزي، تهذيب، 24/ 266. والرسلية: هي السفارة. انظر: الذهبي، سير 21/ 59 (حاشية المحقق) وعن دخول الليث العراق، انظر: الذهبي، سير 8/ 146.

(7)

كتاب "الرواة عن مالك" للخطيب لم يصل إلينا؛ قال الكتاني: "ذكر فيه من روى عن مالك الإمام، فبلغ بهم ألفًا إلا سبعة" انظر: الرسالة المستطرفة، ص 113. لكن وصل إلينا مختصره للرشيد العطار. وترجمة "عبد الملك" المشار إليه برقم 492.

ص: 94

{[أَغَالِيطُ المُؤَرِّخِينَ]}

وَكذَا خَلَطَ ابْنُ النَّجَّارِ تَرْجَمَةَ "مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ السُّوسِيِّ" بِـ "مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ السَّامِيِّ"

(1)

وَأَسْنَدَ عَنْهُ قِصَّةً سَمِعَهَا مِنَ المُهْتَدِي بِاللهِ بْنِ الوَاثِقِ، أَنَّهُ حَضَرَ عِنْدَ أَبِيهِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ

(2)

.

قَالَ شَيْخُنَا

(3)

:

"وَهَذِهِ غَفْلَةٌ عَظِيمَةٌ؛ فَإِنَّ سَمَاعَ السَّامِيِّ لِهَذِهِ القِصَّةِ بَعْدَ مَوْتِ السُّوسِيِّ

(4)

بِنَحْوِ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَمَوْتَ الْوَاثِقِ وَالِدِ الْمُهْتَدِي كَانَ بَعْدَ وَفَاةِ السُّوسِيِّ بِنَحْوِ عِشْرِينَ سَنَةً".

وَوَقَعَ لابْنِ السَّمْعَانِيِّ فِي "الْقَدَّاحِيِّ" مِنْ "أَنْسَابِهِ"

(5)

أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ ادَّعَى بَعْدَ مَوْتِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ أَنَّهُ ابْنُهُ.

فَرَدَّ عَلَيْهِ ابْنُ الأَثِيرِ

(6)

"بِأَنَّ إِسْمَاعِيلَ مَاتَ فِي حَيَاةِ وَالِدِهِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، فكَيْفَ يُمْكِنُ القَدَّاحُ ادِّعَاءَ بُنُوَّتِهِ مَعَ وُجُودِ وَالِدِهِ! ".

وَلَمَّا خَطَّأَ الْمِزِّيُّ نَقْلَ الْحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ فِي "الْكَمَالُ" أَنَّ جَابِرَ بْنَ نُوحٍ الْحِمَّانِيَّ

(1)

في أ، ق: الشامي، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: لسان الميزان، 5/ 109.

(2)

لم أجده عند ابن النجار في: ذيله المطبوع، فلعله في الجزء المفقود. وانظر: لسان الميزان، 5/ 109.

(3)

انظر: ابن حجر، لسان الميزان، 5/ 109.

(4)

في أ: السنوسي، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ ومن: لسان الميزان، 5/ 110.

(5)

انظر: 4/ 458، وقال: "هذه النسبة لطائفة من الباطنية

".

(6)

انظر: اللباب، 3/ 18.

ص: 95

مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ، وَقَالَ: بَلْ سَنَة ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ

(1)

.

رَدَّهُ شَيْخُنَا وَقَالَ

(2)

: "إِنَّهُ مِنْ أَعْجَبِ مَا وَقَعَ لِلْمِزِّيِّ فِي كِتَابِهِ مِنَ الْخَطَأِ" وَأَيَّدَهُ بِقَوْلِ [الذَّهَبِيِّ: وَعَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ]

(3)

-أَحَدُ مَنْ رَوَى عَنِ الْحِمَّانِيِّ- أَنَّهُ لَمْ يَرْحَلْ إِلَّا بَعْدَ سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِينَ. وَكَذَلِكَ مِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلِ الْقَاضِي

(4)

وَمُحَمَّدُ بنُ طَرِيفٍ البَجَلِيُّ

(5)

وَهُمَا لم يَسْمَعَا إِلَّا بَعْدَ التِّسْعِينَ، وَبِهَذَاَ كُلِّهِ يَتَرَجَّحُ قَوْلُ صَاحِبِ "الْكَمَالُ"

(6)

. [6]

(وَقَدْ أَرَّخَ جَمَاعَةٌ وَفَاةَ "مُجَمِّعِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيِّ" سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، فَتَوَقَّفَ الذَّهَبِيُّ فِي ذَلِكَ

(7)

؛ لِأَنَّ قُتَيْبَةَ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ، وَرِحْلَتُهُ إِنَّمَا كَانَتْ بَعْدَ السَّبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَلَكِنْ يُحْتَاجُ إِلَى تَحْرِيرِ رِوَايَةِ قُتَيْبَةَ عَنْهُ)

(8)

.

(1)

انظر: المزي، تهذيب، 4/ 462.

(2)

انظر: تهذيب التهذيب، 2/ 46.

(3)

في أ: وأيده بقول أحمد بن حنبل، وفي باقي النسخ: الزهري وأحمد بن حنبل، وهو تحريف، والتصويب من: الذهبي، تذهيب، 2/ 108 - 109؛ ابن حجر، التهذيب، 2/ 46. وانظر نقد محمود شاكر لروزنثال -على هذا التحريف- في مقدمة تحقيق: ابن سلام، طبقات فحول الشعراء، 1/ 120 - 125.

(4)

محدث (ت 258 هـ). انظر: الذهبي، سير، 12/ 331.

(5)

من رواة الحديث. انظر: ابن حجر، تهذيب، 9/ 235.

(6)

انظر: تهذيب التهذيب، 2/ 46.

(7)

انظر: التذهيب، 8/ 382.

(8)

هذه الفقرة ساقطة من ب. ويقول مُغَلْطَاي ردًّا على من يرى مثل هذا التعليل: "ليس بشيء؛ لأن قتيبة على هذا تكون روايته عنه مرسلة، أو كتابة كتب إليه إذا لم يقل: حدثني مجمِّع. وعلى تقدير قوله: حدثني. يكون من مذهبه أن يقول في الإجازة أو الكتابة: حدثني. وهو قول قد قيل عن جماعة من القدماء

" انظر: إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال 11/ 86 - 87. وانظر: النسائي، السنن (699).

ص: 96

قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ

(1)

:

"لَمَّا اسْتَعْمَلَ الرّوَاةُ الْكَذِبَ، اسْتَعْمَلْنَا لَهُمُ التَّارِيخَ".

وعن حَسَّانِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ

(2)

:

"لم يُسْتَعَنْ عَلَى الْكَذَّابِينَ بِمِثْلِ التَّارِيخِ، يُقَالُ لِلشَّيْخِ: سَنَةَ كَمْ وُلِدْتَ؟ فَإِذَا أَقَرَّ بِمَوْلِدِهِ، مَعَ مَعْرِفَتِنَا بِوَفَاةِ الَّذِي انْتَمَى إِلَيْهِ، عَرَفْنَا صِدْقَهُ مِنْ كِذْبِهِ".

وَعَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ الْقَاضِي قَالَ

(3)

:

"إِذَا اتَّهَمْتُمُ الشَّيْخَ فَحَاسِبُوهُ بِالسِّنَّيْنَ".

بِفَتْحِ النُّونِ الْمُشَدَّدَةِ، تَثْنِيةُ "سِنٍّ" وَهُوَ الْعُمْرُ. يُرِيدُ: احْسِبُوا سِنَّهُ وَسِنَّ مَنْ كَتَبَ عَنْهُ.

وَسَأَلَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ رَجُلًا اخْتِبَارًا

(4)

:

"أَيَّ سَنَةٍ كَتَبْتَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ؟ فَقَالَ: سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. فَقَالَ: أَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ سَمِعْتَ مِنْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ بِسَبْعِ سِنِينَ! "

(5)

.

(1)

أخرجه الخطيب في "الكفاية" ص 193.

(2)

أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" 1/ 55، وقال: "

وأظنه حماد بن زيد

".

(3)

أخرجه الخطيب في "الكفاية" ص 193؛ ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" 1/ 54. وقال الجديع: "وإسناده لا بأس به". انظر: تحرير علوم الحديث، 2/ 1054.

(4)

في أ، ق، ز: اختيارًا، وذهب أحمد باشا تيمور إلى أن السخاوي استعمل لفظة (اختيار) بمعنى المتقدم في السن. انظر: فهرس نسخة ق، ص 171. بل هو تصحيف، والتصويب من ب ومن: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 365.

(5)

أخرجه ابن حبان في "المجروحين" 1/ 71. وقال الجديع: "إسناده جيد". انظر: تحرير علوم الحديث، 1/ 1054.

ص: 97

"وَرَوَى سُهَيْلُ بْنُ ذَكْوَانَ أَبُو السِّنْدِيِّ عَنْ عَائِشَةَ، وَزَعَمَ أَنَّهُ لَقِيَهَا بوَاسِطٍ

(1)

! وَهَكَذَا يَكُونُ الْكَذِبُ؛ فَمَوْتُ عَائِشَةَ كَانَ قَبْلَ أَنْ يَخُطَّ الْحَجَّاجُ مَدِينَةَ وَاسِطٍ بِدَهْرٍ"

(2)

.

وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ الْمُنَادِي

(3)

:

"أَنَّ الْأَعْمَشَ أَخَذَ بِرِكَابِ أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ"

(4)

.

قَالَ شَيْخُنَا

(5)

:

" (إِنَّهُ)

(6)

غَلَطٌ فَاحِشٌ؛ لَأَنَّ الْأَعْمَشَ وُلِدَ إِمَّا فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ، أَوْ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ، وَأَبُو بَكْرَةَ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ

(7)

وَخَمْسِينَ، فَكَيْفَ يَتَهَيَّأُ أَنْ يَأْخُذَ بِرِكَابِ مَنْ مَاتَ قَبْلَ مَوْلِدِهِ بِعَشْرِ سِنِينَ أَوْ نَحْوِهَا! قَالَ: وَكَأَنَّهُ كَانَ -وَاللهُ أَعْلَمُ- (أَخَذَ بِرِكَابِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ) فَسَقَطَتِ (ابْنُ) وَثَبَتَ الْبَاقِي، وَتَعَجَّبَ مِنَ المِزِّيِّ، مَعَ حَفِظِهِ وَنَقْدِهِ، كَيْفَ خَفِيَ عَلَيْهِ هَذَا! " [7]

(1)

واسط: مدينة بناها الحجّاج وسبب تسميتها؛ لأنها متوسطة بين البصرة والكوفة. انظر: الحموي، معجم البلدان، 5/ 347.

(2)

انظر: الميزان 3/ 338؛ لسان الميزان، 3/ 125.

(3)

هو: أحمد بن جعفر البغدادي، عالم بالأثر والعربية (ت 336 هـ). انظر: الذهبي، سير، 15/ 361. والنص مذكور عند: المزي، تهذيب الكمال، 12/ 84 (مع حاشية المحقق).

(4)

أبو بكرة: مولى النبي صلى الله عليه وسلم (ت 51 هـ)، وقيل:(ت 52 هـ). انظر: ابن الأثير، أسد الغابة، 4/ 391؛ الذهبي، سير، 3/ 5.

(5)

انظر: تهذيب التهذيب، 4/ 225. وانظر: المزي، تهذيب الكمال، 12/ 77 (مع حاشية المحقق).

(6)

ساقط من ز.

(7)

في ب: اثنين.

ص: 98

(وَفِي "مُقَدِّمَةِ مُسْلِمٍ"

(1)

أَنَّ الْمُعَلَّى بْنَ عُرْفَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو وَائِلٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا ابْنُ مَسْعُودٍ بصِفِّينَ

(2)

. فَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، يَعْنِي الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ حَاكِيَهُ عَنِ المُعَلَّى:"أَتُرَاهُ بُعِثَ بَعْدَ الْمَوْتِ! " يَعْنِي: لِأَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، قَبْلَ انْقِضَاءِ خِلَافَةِ عُثْمَانَ بِثَلَاثِ سِنِينَ، وَصِفِّينُ كَانَتْ فِي خِلَافَةِ [عَلِيٍّ]

(3)

بَعْدَ ذَلِكَ بِسَنَتَيْنِ؛ فَلَا يَكُونُ ابْنُ مَسْعُودٍ خَرَجَ عَلَيْهِمْ بِصِفِّينَ)

(4)

.

فِي أَشْبَاهٍ لِهَذَا كَنِسْبَةِ بَعْضِ الْحُفَّاظِ

(5)

"إِبْرَاهِيمَ بْنَ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيَّ" جَرِيرِيَّ الْمَذْهَبِ؛ لِمُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ! فَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ فِي طَبَقَةِ شُيُوخِ ابْنِ جَرِيرٍ، حَسْبَمَا

(6)

يُعْلَمُ ذَلِكَ مِنْ تَارِيخِ الْوَفَاةِ وَالْمَوْلِدِ، وَإِنَّمَا هُوَ بِالزَّاي الْمُعْجَمَةِ وَالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، لِـ "حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ"

(7)

.

وَكَوْنِهِ أَحَدَ الطُّرُقِ الَّتِي يُعْلَمُ بِهَا الْغَلَطُ فِي الْمُتَّفِقَيْنِ، بِإِضَافَةِ مَا لِوَاحِدٍ إِلَى آخَرَ، حَيْثُ يَكُونُ أَحَدُهُمَا وُلِدَ بَعْدَ مَوْتِ الآخَرِ.

كَأَحْمَدَ بْنِ نَصْرِ بْنِ زِيَادٍ الْهَوَّارِيِّ

(8)

المُتَوَفَّى سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلَاثِ مِائَةٍ؛

(1)

انظر: 1/ 58. والمُعَلَّى -الآتي- ضعفه الأئمة. انظر: الذهبي، ميزان، 6/ 475.

(2)

صفين: موضع بقرب الرّقة على شاطئ الفرات من الجانب الغربي. انظر: الحموي، معجم البلدان، 3/ 414. ويقصد هنا المعركة المشهورة.

(3)

ليست في أ، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

الفقرة ساقطة من ب.

(5)

يقصد السمعاني. انظر: الأنساب، 2/ 52.

(6)

في ب: وحسبما.

(7)

هو: الحمصيُّ، إمام مشهور ثقة، (ت 163 هـ). انظر: ابن حجر، تهذيب التهذيب، 2/ 237.

(8)

في جميع النسخ: الهمداني، وهو تحريف، والتصويب من مصادر ترجمته. انظر: الذهبي، تاريخ، 7/ 318، ابن فرحون، الديباج المذهب، 1/ 134 - 135.

ص: 99

حَيْثُ يُوهِمُ

(1)

أنَّهُ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الدَّاوُدِيُّ الْمُتَوَفَّى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ

(2)

.

وِلِذَلِكَ أَمْثِلَةٌ كَثِيرَةٌ.

وَطَالَما كَانَ طَرِيقًا لِلإطِّلَاعِ عَلَى التَّزْوِيرِ فِي الْمَكَاتِيبِ وَنَحْوِهَا، بِأَنْ يُعْلَمَ أَنَّ الْحَاكِمَ الَّذِي نُسِبَ إِلَيْهِ الثُّبُوتُ، أَوِ الشَّاهِدُ، أَوْ غَيْرُهُمَا مِنَ أَسْبَابِهِ، أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ، مَاتَ قَبْلَ تَارِيخِ الْمَكْتُوبِ.

* * *

(1)

في أ: توهم، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

هو: فقيه مالكي. انظر: الذهبي، تاريخ، 9/ 41، ابن فرحون، الديباج المذهب، 1/ 141 - 142.

ص: 100

[كِتَابُ اليَهُودِ وَإِسْقَاطُ الجِزْيَةِ]

(1)

وَمِنْ ثَمَّ لَمَّا أَظْهَرَ بَعْضُ اليَهُودِ كِتَابًا، وَادَّعَى أَنَّهُ كِتَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِإِسْقَاطِ الْجِزْيَةِ عَنْ أَهْلِ خَيْبَرَ

(2)

وَفِيهِ شَهَادَةُ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم وَذَكَرُوا أَنَّ خَطَّ عَلِيٍّ رضي الله عنه فِيهِ، وَحُمِلَ الْكِتَابُ (فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ)

(3)

إِلَى رَئِيسِ الرُّؤَسَاءِ (أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيٍّ وَزِيرِ الْقَائِمِ)

(4)

عَرَضَهُ عَلَى الْحَافِظِ الْحُجَّةِ أَبِي بَكْرٍ الْخَطِيبِ، فَتَأَمَّلَهُ ثُمَّ قَالَ:"هَذَا مُزَوَّرٌ. فَقِيلَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ: فِيهِ شَهَادَةُ مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ إِنَّمَا أَسْلَمَ عَامَ الْفَتْحِ، وَفَتْحُ خَيْبَرَ كَانَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ، وَفِيهِ شَهَادَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَهُوَ قَدْ مَاتَ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ، قَبْلَ فَتْحِ خَيْبَرَ بِسَنَتَيْنِ" فَاسْتَحْسَنَ ذَلِكَ مِنْهُ، وَاعْتَمَدَهُ وَأَمْضَاهُ، وَلَم يُجِزِ اليَهُودَ عَلَى مَا فِي الْكِتَابِ لِظُهُورِ تَزْوِيرِهِ

(5)

.

(وَفِي

(6)

الرَّافِعِيِّ

(7)

: سُئِلَ ابْنُ سُرَيْجٍ

(8)

عَمَّا يَدَّعُونَهُ -يَعْنِي يَهُودَ خَيْبَرَ- أَنَّ عَلِيًّا

(1)

في هامش ب.

(2)

خيبر: انظر: الحموي، بلدان، 2/ 409 - 411. هي قرية أو مجموعة قرى في واحة تُسمى باسمها، واقعة في حَرّة على مرتفع يبلغ (2800) قدم فوق سطح البحر، وهي على بعد 60 ميلًا شمالي المدينة المنورة. انظر: كحالة، جغرافية شبه جزيرة العرب، ص 127.

(3)

ساقط من ب.

(4)

ساقط من ب. الوزير (ت 450 هـ). انظر: الذهبي، سير، 18/ 216.

(5)

لمزيد من التفاصيل انظر: ابن القيم، أحكام أهل الذمة، 1/ 91.

(6)

من هنا يبدأ السقط من ب.

(7)

هو: أبو القاسم عبد الكريم بن العلّامة أبي الفضل محمد بن عبد الكريم القزويني، شيخ الشافعية (ت 623 هـ). انظر: الذهبي، سير، 22/ 252. والنص مذكور في: الشرح الكبير، 11/ 511.

(8)

في أ: شريح، وهو تصحيف. وهو: أحمد بن عمر بن سُريج البغدادي، فقيه شافعي (ت 306 هـ). انظر: ابن خلكان، وفيات، 1/ 66، الذهبي، سير 14/ 201 - 204.

ص: 101

كَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا بِإِسْقَاطِهَا، فَقَالَ: "لَمْ يُنْقَلْ ذَلِكَ [عَنْ]

(1)

أَحَدٍ مِنَ المُسْلِمِينَ" انْتَهَى.

وَلَمّا حَقَّقَ لَهُمُ الْخَطِيبُ مَا تَقَدَّمَ صَنَّفَ رَئِيسُ الرُّؤَسَاءِ الْمُشَارُ إِلَيْهِ فِي إِبْطَالِهِ جُزْءًا، وَكَتَبَ عَلَيْهِ الْأَئِمَةُ أَبُو الطِّيِّبِ الطَّبَرِيُّ

(2)

وَأَبُو نَصْر ابْنُ الصَّبَّاغِ

(3)

وَمُحَمَّدُ ابْنُ مُحَمَّدٍ البَيْضَاوِيُّ

(4)

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الدَّامَغَانِيُّ

(5)

وَغَيْرُهُمْ

(6)

.

وَأَخْرَجَ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا النَّهْرَوَانِيُّ فِي الْمَجْلِسِ الرَّابِعِ وَالسِّتِّينَ مِنَ: "الْجَلِيسُ"

(7)

لَهُ، مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرِ بْنِ شَبِيبِ بْنِ شَيْبَةَ

(8)

:

"أَنَّهُ سَمِعَ الْمَأْمُونَ يَقُولُ: امْتَحَنْتُ الشَّافِعِيَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ، فَوَجَدْتُهُ كَامِلًا، وَقَدْ بَقِيَتْ خَصْلَةٌ، وَهِيَ أَنْ أَسْقِيَهُ مِنَ النَّبِيذِ مَا يَغْلِبُ عَلَى الرَّجُلِ الْجَيِّدِ الْعَقْلِ، وَإِنَّهُ اسْتَدْعَى بِهِ وَسَقَاهُ، فَمَا تَغَيَّرَ عَقْلُهُ، وَلَا زَالَ عَنْ حُجَّتِهِ، وَقَالَ المُعَافَى عَقِبهَا: اللهُ أَعْلَمُ بِصِحَّتِهَا! ".

قَالَ شَيْخُنَا فِي "لِسَانِهِ"

(9)

: "لَا يَخْفَى عَلَى مَنْ لَهُ أَدْنَى مَعْرِفَةٍ بِالتَّارِيخِ أَنَّهَا كَذِبٌ؛ وَذَلِكَ أَنَّ الشَّافِعِيَّ دَخَلَ مِصْرَ عَلَى رَأْسِ الْمِائَتَيْنِ، وَالْمَأْمُونُ إِذْ ذَاكَ بِخُرَاسَانَ، ثُمَّ

(1)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

هو: طاهر بن عبد الله الشافعي، فقيه بغداد (ت 450 هـ). انظر: الذهبي، سير، 17/ 668.

(3)

هو: عبد السيد بن محمد البغدادي، فقيه شافعي، (ت 477 هـ). انظر: الذهبي، سير، 18/ 464.

(4)

فقيه شافعي، (ت 468 هـ). انظر: ابن الجوزي، المنتظم، 16/ 174 - 175، الذهبي، تاريخ، 10/ 269.

(5)

فقيه حنفي، مفتي العراق (ت 478 هـ). انظر: الذهبي، سير، 18/ 485.

(6)

أخذ المصنِّف هذه الفقرة من: ابن حجر، التلخيص الحبير، 6/ 2966.

(7)

انظر: المعافَى، الجليس الصالح، 3/ 131.

(8)

مَعْمر له روايات مُنكرة. انظر: لسان الميزان، 6/ 67.

(9)

انظر: 6/ 67.

ص: 102

مَاتَ الشَّافِعِيُّ بِمِصْرَ سَنَةَ دَخَلَ الْمَأْمُونُ مِنْ خُرَاسَانَ إِلَى الْعِرَاقِ، وَهِيَ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَمِائَتَيْنِ، فَمَا الْتَقَيَا قَطُّ وَالْمَأْمُونُ خَلِيفَةٌ! وَكَيْفَ يُعْتَقَدُ أَنَّ الشَّافِعِيَّ يَفْعَلُ هَذَا، وَهُوَ الْقَائِلُ: لَوْ أَنَّ الْمَاءَ الْبَارِدَ يُفْسِدُ مُرُوءَتِي مَا شَرِبْتُ المَاءَ إِلَّا حَارًّا!

(1)

")

(2)

.

* * *

(1)

في ق، ز: إلا ماء حارًّا، وإسناده صحيح عن الشافعي. انظر: ابن حجر، توالي التأسيس، ص 144.

(2)

هنا ينتهي السقط من ب.

ص: 103

[إِخْبَارُ الرَّجُلِ عَنْ سِنِّهِ]

(1)

وَقَدْ يَكُونُ طَرِيقًا لِلتَّوَصُّلِ بِهِ لِمَا الْمُتَأَهِّلُ يَسْتَحِقُّهُ.

كَمَا اتَّفَقَ لِلشَّيْخِ شَمْسِ الدِّينِ ابْنِ عَمَّارٍ الْمَالِكِيِّ

(2)

حِينَ اسْتَقَرَ فِي تَدْرِيسِ الْمَالِكِيَّةِ بِالْمَدْرَسَةِ الْمُسَلَّمَيَّةِ

(3)

بِخَطِّ السُّيُورِيِّينَ

(4)

مِنْ مِصْرَ، وَنُوزِعَ بِأَنَّ شَرْطَ الْوَاقِفِ أَنْ يَكُونَ الْمُدَرِّسُ فِي حُدُودِ الْأَرْبَعِينَ، فَأَثْبَتَ مَحْضَرًا بِأَنَّ سِنَّهُ إِذْ ذَاكَ خَمْسٌ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً.

وَكَذَا انْتَزَعَ الْبَدْرُ ابْنُ الْقَطَّانِ

(5)

مَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ابْنِ الشَرَفِيِّ المُنَاوِيِّ

(6)

فِي حَيَاةِ وَالِدِهِ، وَبَعْدَ انْفِصَالِهِ عَنِ القَضَاءِ فِي الْأَيَّامِ الْأَشْرَفِيَّةِ الْإِينَالِيَّةِ تَدْرِيسَ الْخَرُّوبِيَّةِ

(7)

لِكَونِ شَرْطِ الْوَاقِفِ فِي مُدَرِّسِهَا

(8)

أَنْ يَزِيدَ سِنُّهُ عَلَى الْأَرْبَعِينَ، وَزَيْنُ الْعَابِدِينَ لَمْ يَبْلُغْهَا إِذْ ذَاكَ.

(1)

في هامش ب.

(2)

هو: محمد بن عمّار القاهري المصري، فقيه مالكي (ت 844 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 8/ 232.

(3)

من مدارس القاهرة نسبة إلى أحد كبار التجار المدعو ناصر الدين محمد بن مُسَلَّم. انظر: المقريزي، الخطط، 4/ 260.

(4)

في أ: السوريين، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: الخطط.

(5)

هو: محمد بن محمد بن البهاء المصري القاهري، فقيه شافعي (ت 879 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 9/ 248.

(6)

هو: محمد بن الشرف يحيى بن محمد المناوي، فقيه شافعي (ت 873 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 11/ 173.

(7)

الخرُّوبية: هي مدرسة في القاهرة. انظر: المقريزي، الخطط 4/ 208، 210.

(8)

في أ: مدرستها، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 104

وَحِينَئِذٍ فَمَا رُوِّينَاهُ فِي الْجُزْءِ الْأَوَّلِ مِنْ "فَوَائِدِ الْخِلَعِيِّ

(1)

": "مِنْ طَرِيقِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيِّ

(2)

قَالَ: سَمِعْتُ الْبُوَيْطِيَّ

(3)

يَقُولُ: سُئِلَ الشَّافِعِيُّ [رضي الله عنه

(4)

]: كَمْ سِنُّكَ أَوْ مَوْلِدُكَ؟ قَالَ: لَيْسَ مِنَ الْمُرُوءَةِ أَنْ يُخْبِرَ الرَّجُلُ بِسِنِّهِ".

وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ أَيْضًا قَالَ: "سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ الْأُوَيْسِيُّ

(5)

يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِمَالِكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، كَمْ سِنُّكَ؟ قَالَ: أَقْبِلْ عَلَى شَأْنِكَ".

يُحْمَلُ عَلَى مَا إِذَا كَانَ عَبَثًا لَمْ تَدْعُ إِلَيْهِ حَاجَةٌ، خُصُوصًا مَنْ كَانَ مَعَ صِغَرِ سِنِّهِ حَصَّلَ فَضَائِلَ، لِكَوْنِ ذَوِي الْأَسْنَانِ الْجَامِدِينَ يَحْتَقِرُونَهُ

(6)

غَالِبًا بِالصِّغَرِ.

وَلِذَا لَمَّا اسْتَشْعَرَ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ

(7)

ذَلِكَ مِمَّنْ سَأَلَهُ حِينَ وَلِيَ الْقَضَاءَ عَنْ سِنِّهِ، وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ أَوْ نَحْوُهَا، أَجَابَهُ [بِقَوْلِهِ]

(8)

: أَنَا أَكْبَرُ مِنْ عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ حِينَ وَلَّاهُ

(1)

في جميع النسخ: الحلبي، وهو تحريف، والتصويب من: السخاوي، فتح المغيث، 3/ 358. والخِلَعِيات طبعت بتحقيق: صالح اللحام، نشر الدار العثمانية، الأردن، مؤسسة الريان، لبنان، ط 1، 1431 هـ 2010 م. والنص لم أجده فيه، وهو مذكور عند: ابن الجوزي، المنتظم، 18/ 13.

(2)

هو: محمد بن إسماعيل السُّلَمي، محدث (ت 280 هـ). انظر: تهذيب الكمال، 24/ 489؛ ابن حجر، التقريب، 5738.

(3)

هو: يوسف بن يحيى، صاحب الشافعي (ت 231 هـ). انظر: الذهبي، سير، 12/ 58 - 61.

(4)

ليست في أ، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

في ق، ز: الأوْسي، وهو تحريف، والمشار إليه هو: عبد العزيز بن عبد الله، محدث، قال الذهبيُّ:"لم أظفرْ له بوَفاةٍ، وبقي إلى حدود العشرين ومائتين". انظر: سير، 10/ 389. والنص مذكور عند: ابن الجوزي، المنتظم، 18/ 13.

(6)

في ق، ز: يحتقرون.

(7)

في جميع النسخ: أكتم، والتصويب من: مصادر ترجمته. انظر: ابن خلكان، وفيات، 6/ 147.

(8)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 105

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ -وَكَانَ سِنُّ عَتَّابٍ حِينَئِذٍ أَزْيَدَ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً، فِيمَا قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ

(1)

- وَمِنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ وَجَّهَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ قَاضِيًا، وَمِنْ كَعْبِ بْنِ سُورٍ

(2)

حِينَ وَجَّهَهُ عُمَرُ [رضي الله عنه]

(3)

إِلَى الْبَصْرَةِ قَاضِيًا.

وَكَذَا اتَّفَقَ لِشَيْخِنَا الْكَمَالِ ابْنِ الْهُمَامِ

(4)

حِينَ خَطَّبَهُ الْأَشْرَفُ بَرْسْبَايْ

(5)

لِمَشْيَخِةِ مَدْرَسَتِهِ، وَنُبِزَ

(6)

عِنْدَهُ بصِغَرِ سِنِّهِ، سَأَلَهُ حِينَ أَحْضَرَهُ لِإِلْبِاسِ خِلْعَتِهَا

(7)

- عَنْ سِنِّهِ، فَقَالَ: " [أَكْبَرُ]

(8)

مِنْ عَتَّابٍ وَمِنْ فُلَانٍ" أَوْ نَحْوَ هَذَا، وَلَمْ يُفْصِحْ لَهُ بمِقْدَارِ سِنِّهِ، وَإِلَّا فَقَدْ أَخْبَرَ كُلٌّ مِنْهُمَا بِمَوْلِدِهِ

(9)

.

بَلْ لَمَّا سُئِلَ العَبَّاسُ رضي الله عنه: أَأَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: "أَنَا أَسَنُّ مِنْهُ، وَهُوَ أَكَبْرُ مِنِّي"

(10)

.

(1)

انظر: الواقدي، مغازي، ص 6، 889، 959.

(2)

تولى القضاء لعمر وعثمان في البصرة وقُتل يوم الجمل. انظر: ابن سعد، الطبقات، 7/ 63؛ الذهبي، سير، 3/ 524.

(3)

ليست في أ، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

هو: كمال الدين محمد بن عبد الواحد، فقيه حنفي (ت 861 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 8/ 127؛ ابن العماد، الشذرات، 9/ 437.

(5)

هو السلطان الأشرف بَرْسْباي (ت 841 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 3/ 8.

(6)

وفي باقي النسخ: نبذ.

(7)

الخِلْعة: هو ما يخلعه الخليفة أو السلطان من الثياب على أحد من الناس سواء في المناسبات الرسمية أو الخاصة. انظر: إبراهيم السامرائي، التكملة للمعاجم العربية من الألفاظ العباسية، ص 19؛ مصطفى الخطيب، معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص 165.

(8)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(9)

ورد بهامش أكذا: "ووقع لغندر أنه جعل أُبيًّا في حديث جابر: رُمي أبي يوم الأحزاب على أكحله أبي بالإضافة، وأبو جابر كان استشهد قبل ذلك في أحد. هذا الهامش وجد هكذا بدون تعيين موقعه بالأصل ا. هـ ناسخ".

(10)

أخرجه الدّينوري في "المجالسة"(3391)، وابن عساكر في "تاريخه" 26/ 280.

ص: 106

وَتَبِعَهُ فِي جَوَابِهِ شَيْخُنَا الزَّيْنُ رِضْوَانُ

(1)

حِينَ قِيلَ لَهُ: أَأَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ حَجَرٍ؟ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى.

وَكَوْنُ التَّارِيخِ أَحَدَ الْأَدِلَّةِ لِضَبْطِ الرَّاوِي، حَيْثُ يَقُولُ فِي الْمَرْوِيِّ: وَهُوَ أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ. أَوْ: كَانَ فُلَانٌ آخِرَ مَنْ رَوَى عَنْ فُلَانٍ. أَوْ: رَأَيْتُهُ [فِي]

(2)

يَوْمِ الْخَمِيسِ يَفْعَل كَذَا. أَوْ: سَمِعْتُ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يُحْدِثَ مَا أَحْدَثَ. أَوْ: قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ.

وَفِي المُتُونِ مِنْ ذَلِكَ الكَثِيرُ:

كَـ "أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرُّؤيَا الصَّادِقَةُ"

(3)

.

وَ"أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ القُرْآنِ كَذَا".

وَ"أَوَّلُ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ؟ قَالَ: "الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، ثُمَّ الْأَقْصَى" وَحَدَّدَ الْمُدَّةَ الَّتِي بَيْنَهُمَا

(4)

.

وَ"أَوَّلُ مَوْلُودٍ فِي الْإسْلَامِ -أَي بِالمَدِينَةِ- عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبِيرِ".

وَ"آخِرُ مَا كَانَ كَذَا" كَمَا تَقَدَّمَ.

وَكَقَوْلِهِ عَنْ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ: "وَذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ"

(5)

الْحَدِيثِ.

(1)

هو: رِضْوَان بن محمد الشافعي المصري، محدث (ت 852 هـ). السخاوي، الضوء، 3/ 226؛ ابن العماد، الشذرات، 9/ 401.

(2)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(3 ومواضع أخرى/ فتح)، ومسلم في "صحيحه"(160) عن عائشة مرفوعًا.

(4)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(3366 ومواضع أخرى/ فتح)، ومسلم في "صحيحه"(520) عن أبي ذر مرفوعًا.

(5)

أخرجه مسلم في "صحيحه"(1162) عن أبي قتادة الأنصاري مرفوعًا.

ص: 107

وَ"كُنَّا نَفْعَلُ كَذَا حَتَّى قَدِمْنَا الْحَبَشَةَ".

وَ"نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ كَذَا"

(1)

وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، كَقَوْلِهِ:"قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ".

بِحَيْثُ أَفْرَدَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْقُدَمَاءِ فَمَنْ بَعْدَهُمْ "الْأوَائِلُ" وَأَبُو زَكَرِيَّا ابْنُ مَنْدَهْ "آخِرُ الصَّحَابَةِ مَوْتًا"

(2)

وَبَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ "الْأَوَاخِرُ" مُطْلَقًا

(3)

.

وَلِكَثْرَةِ مَا وَقَعَ فِي الْمُتُونِ مِنْ ذَلِكَ أَفْرَدَهُ

(4)

البُلْقِينِيُّ

(5)

بِنَوْعٍ مُسْتَقَلٍّ، وَكَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَجْعَلَ التَّارِيخَ عَلَى قِسْمَيْنِ: سَنَدِيٌّ وَمَتْنِيٌّ

(6)

مِمَّا قَدْ يَشْتَرِكَانِ فِيهِ، كَمَا فَعَلَ فِي المُضْطَرِبِ وَالْمَقْلُوبِ وَغَيْرِهِمَا.

وَمَمَّا وَقَعَ فِي المُتُونِ:

"إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا

(7)

عَشَرَ شَهْرًا"

(8)

.

(1)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(3155 ومواضع أخرى/ فتح)، ومسلم في "صحيحه"(561 ومواضع أخرى) عن ابن عمر.

(2)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 92؛ البغدادي، هدية العارفين، 6/ 520.

(3)

ومن أمثلة هؤلاء أحمد بن خليل بن أحمد الدمشقي. انظر: السخاوي، الضوء، 1/ 293.

(4)

في أ: فرده، والتصويب من باقي النسخ. وهذا النوع ذكره في كتابه: محاسن الاصطلاح، ص 366 - 381.

(5)

هو: السراج عمر بن رسلان البُلْقيني، فقيه شافعي، نحوي (ت 805 هـ). ابن حجر، إنباء الغمر، 2/ 245؛ السخاوي، الضوء، 6/ 85 - 90.

(6)

هنا زاد روزنثال في المتن كذا: "وقد ذكرنا أمثلةً على فوائد التاريخ في دراسة السند، وهناك أيضًا أحوال يُؤثِّرُ فيها التاريخ على السند والمتن في الأحاديث".

(7)

في أ: اثني.

(8)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(4406 ومواضع أخرى/ فتح)، ومسلم في "صحيحه"(1679) عن أبي بَكْرة مرفوعًا مطولًا.

ص: 108

وَ"مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ"

(1)

.

وَ"أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ [شَهْرُ اللهِ]

(2)

المُحَرَّمُ".

وَصَوْمُ تَاسُوعَاءَ

(3)

وَعَاشُورَاءَ

(4)

.

وَكَوْنُ ابنِ عَبَّاسٍ كَانَ تَاسُوعَاءُ عِنْدَهُ العَاشِرَ

(5)

.

وَ"الشَّهْرُ ثَلَاثُونَ، وَتِسْعٌ وَعِشْرُونَ"

(6)

.

وَ"الأَمْرُ بِصِيَامِ الأَيَّامِ البَيْضِ"

(7)

.

وَ"النَّهْيُ عَنْ صَوْمِ يَوْمَيِ

(8)

الْعِيدِ"

(9)

.

وَ"السَّبْتِ إِلَّا مَعَ يَوْمٍ مَعَهُ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ"

(10)

.

وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَنْحَصِرُ.

(1)

أخرجه مسلم في "صحيحه"(1164) عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعًا.

(2)

زيادة من مسلم وهي في "صحيحه"(1163) عن أبي هريرة مرفوعًا.

(3)

أخرجه مسلم في "صحيحه"(1134) عن ابن عباس مرفوعًا.

(4)

أخرجه مسلم في "صحيحه"(1162) عن أبي قتادة الأنصاري مرفوعًا.

(5)

انظر: صحيح مسلم (1133)؛ ابن الملقن، البدر المنير، 5/ 751.

(6)

ورد بمعناه في "الصحيحين" عن ابن عمر وعائشة وجابر وغيرهم بسياقات مختلفة.

(7)

صحيح. أخرجه الترمذي في "سننه"(761) وحسّنه من حديث أبي ذر مرفوعًا.

(8)

في باقي النسخ: يوم.

(9)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(1991/ فتح) من حديث أبي سعيد الخدري، ومسلم في "صحيحه"(1140) من حديث عائشة.

(10)

ضعيف مضطرب. أخرجه أبو داود في "سننه"(2421)، والترمذي في "سننه" (744) بلفظ:"لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم". وضعفه الحويني. انظر: أحمد الوكيل، المعجم المفهرس، رقم:12171.

ص: 109

كَـ "الْحَجُّ عَرَفَةُ"

(1)

.

وَ"خَلَقَ اللهُ الْأَرْضَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَالِجبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَالشَّجَرَ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ، وَالظُّلْمَةَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَالنُّورَ يَوْمَ الْأرْبِعَاءِ، وَالدَّوَابَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَآدَمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ"

(2)

.

وَقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَوَاخِرِ عُمْرِهِ: "إِنَّ [عَلَى]

(3)

رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ"

(4)

.

* * *

(1)

صحيح. أخرجه أبو داود في "سننه"(1949)، والترمذي في "سننه"(889)، والحاكم في "المستدرك"(3100) وصححه، وقال ابن الملقن:"هذا الحديث صحيح". انظر: البدر المنير، 6/ 230.

(2)

أخرجه مسلم في "صحيحه"(2789) بلفظ مقارب عن أبي هريرة مرفوعًا.

(3)

ليست في أ، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(116/ فتح) عن ابن عمر مرفوعًا.

ص: 110

[فَوَائِدُ الْتَّارِيخِ]

(1)

فَكُلُّ هَذَا مُرْشِدٌ إِلَى الإِفْتِقَارِ لِلتَّارِيخِ، أَوْ هُوَ مِنْ فَوَائِدِهِ.

وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ، كَمَا سَيَأْتِي قَرِيبًا، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ اللهَ عز وجل ذَكَرَهُ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ فَقَالَ:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة: 189].

وَعَنْ قَتَادَةَ: "جَعَلَهَا اللهُ مَوَاقِيتَ لِصَوْمِ الْمُسْلِمِينَ وَإِفْطَارِهِمْ، وَحَجِّهِمْ، وَعِدَدِ نِسَائِهِمْ"

(2)

.

وَأَمَّا مَا لَعَلَّهُ يُذْكَرُ فِيهِ مِنْ أَخْبَارِ الأَنْبِيَاءِ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ، وَسُنَّتِهِمْ، فَهُوَ -مَعَ أَخْبَارِ الْعُلَمَاءِ وَمَذَاهِبِهِمْ، وَالْحُكَمَاءِ وَكَلَامِهِمْ، وَالزُّهَّادِ وَالنُّسَّاكِ وَمَوَاعِظِهِمْ- عَظِيمُ الْغَنَاءِ، ظَاهِرُ الْمَنْفَعَةِ فِيمَا

(3)

يُصْلِحُ الْإِنْسَانُ بهِ أَمْرَ مِعَادِهِ، وَدِينَهُ، وَسَرِيرَتَهُ فِي اعْتِقَادَاتِهِ، وَسِيرَتَهُ فِي أُمُورِ الدِّينِ، وَمَا يُصْلِحُ

(4)

بِهِ أَمْرَ مُعَامَلَاتِهِ وَمَعَاشِهِ الدُّنْيَوِيِّ.

وَكَذَا مَا يُذْكَرُ فِيهِ مِنْ أَخْبَارِ الْمُلُوكِ وَسِيَاسَاتِهِمْ، وَأَسْبَابِ مَبَادِئِ الدُّوَلِ وَإِقْبَالِهَا، ثُمَّ سَبَبِ انْقِرَاضِهَا، وَتَدْبِيرِ أَصْحَابِ الْجُيُوشِ وَالْوُزَرَاءِ، وَمَا يَتَّصِلُ بِذَلِكَ مِنَ الْأَحْوَالِ الَّتِي يَتَكَرَّرُ مِثْلُهَا وَأَشْبَاهُهَا أَبَدًا فِي الْعَالَمِ، غَزِيرُ النَّفْعِ، كَثِيرُ الْفَائِدَةِ، بِحَيْثُ يَكُونُ مَنْ عَرَفَهُ كَمَنْ عَاشَ الدَّهْرَ كُلَّهُ، وَجَرَّبَ الْأُمُورَ بِأَسْرِهَا، وَبَاشَرَ تِلْكَ الْأَحْوَالَ بِنَفْسِهِ؛ فَيَغْزُرُ عَقْلُهُ، وَيَصِيرُ مُجَرِّبًا غَيْرَ غِرٍّ وَلَا غُمْرٍ، كَمَا سَيَأْتِي فِي نَظْمِ بَعْضِهِمْ.

(1)

في هامش ب.

(2)

أخرجه الطبريُّ في "تفسيره" 3/ 280 - 281.

(3)

في ز: فما، وهو خطأ.

(4)

في ب: تصلح.

ص: 111

وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ بَعْضِ السَّادَاتِ

(1)

:

[الْعَقْلُ عَقْلَانِ

مَطْبُوعٌ وَمَسْمُوعُ

وَلَا يَنْفَعُ مَسْمُوعٌ

مَا لَمْ يَكُنْ ثَمَّ مَطْبُوعُ

وَنَحْوُ هَذَا مَا يَقَعُ فِيهِ مِنْ ذِكْرِ ذَوِي الْمَرُوآتِ وَالْأَجْوَادِ، وَالْمُتَّصِفِينَ بِالوَفَاءِ وَمَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ، وَالْمَعْرُوفِينَ بِالشَّجَاعَةِ وَالْفُرُوسِيَّةِ.

وَإِنَّهُ

(2)

أَيْضًا جَمُّ الفَوَائِدِ، كَثِيرُ النَّفْعِ لِذَوِي الْهِمَمِ الْعَالِيَةِ، وَالْقَرَائِحِ [الصَّافِيَةِ]

(3)

لِمَا جُبِلَ عَلَيْهِ طِبَاعُهُمْ مِنَ الاِرْتِيَاحِ عِنْدَ سَمَاعِهِمْ

(4)

هَذِهِ الْأَخْبَارَ إِلَى التَّشَبُّهِ وَالإِقْتِدَاءِ بِأَرْبَابِهَا؛ لِيَصِيرَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنْ حُسْنِ الثَّنَاءِ، وَطِيبِ الذِكْرِ الَّذِي حَرَّضَ

(5)

عَلَيْهِ خُلَاصَةُ البَشَرِ.

وَأَخْبَرَ اللهُ تَعَالَى عَنْ إِمِامِ الْحُنَفَاءِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ، عليه الصلاة والسلام، أَنَّهُ قَالَ:{وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84)} [الشعراء: 84].

وَامْتَنَّ عَلَى غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ رُسُلِهِ، عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، بِقَوْلِهِ:{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78)} [الصافات: 78].

وَعَلَى خِيرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ -عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ-[بِقَوْلِهِ]

(6)

: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)} [الشرح: 4]، {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44].

(1)

في أ: العلماء، والمثبت مُصوَّب في هامش أ، ومن باقي النسخ. وانظر: ابن الأثير، الكامل، 1/ 10.

(2)

في أ: فإنه.

(3)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

في أ: سماع، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

في أ: حرص، والمثبت من باقي النسخ.

(6)

ليست في أ، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 112

وَلِمَزِيدِ رَغْبَةِ ذَوِي الْأَنْفُسِ الزَّكِيَّةِ فِي التَّارِيخِ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْبَنَّاءِ الْقُرَشِيُّ الْحَنْبَلِيُّ

(1)

صَاحِبُ "رِسَالَةُ السُّكُوتِ"

(2)

وَغَيْرِهَا: "لَيْتَ الْخَطِيبَ البَغْدَادِيَّ ذَكَرَنِي فِي "تَارِيخِهِ" وَلَو فِي الْكَذَّابِينَ"

(3)

.

وَنَحْوُهُ قَوْلُ بَعْضِهِمْ مِمَّنْ تَوَهَّمَ اقْتِصَارِي

(4)

عَلَى تَرَاجِمِ الأَمْوَاتِ: "لَيْتَنِي أَمُوتُ فِي حَيَاةِ السَّخَاوِيِّ حَتَّى يُتَرْجِمَنِي"

(5)

.

وَلِجُمْلَةٍ مِمَّا نَشَرْنَا مِنْ مَتِينِ فَوَائِدِهِ وَفَضْلِهِ، مِمَّا طَوَيْنَا مِنْ كَمِينِ

(6)

زَوَائِدِهِ، أَشَارَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الأَئِمَّةِ الأَعْلَامِ، وَاخْتَارَهُ

(7)

بِإِرْشَادِهِ إِلَيْهَا التَّنْوِيهُ بِهِ بَيْنَ الأَنَامِ؛ لَيَنْدَفِعَ مَنْ لَعَلَّهُ يُنْكِرُهُ مِنَ الْجُهَّالِ، وَيَنْتَفِعُ بِهِ الْفُحُولِ مِنَ الأَبْطَالِ.

وَقَالَ

(8)

الْإمَامُ الأعْظَمُ وَالْمُجْتَهِدُ الْمُقَدَّمُ، إِمَامُنَا الشَّافِعِيُّ [رضي الله عنه]

(9)

حَسْبَمَا نَقَلَهُ عَنْهُ الإِمَامُ الشَّمْسُ

(10)

مُحَمَّدُ بْنُ الشِّهَابِ الْبَاعُونِيُّ، مِمَّا سَيَأْتِي وَحَكَمَ بِصِحَّتِهِ:"أَنَّ مَنْ حَفِظَهُ زَادَ عَقْلُهُ وَأَيَّدَهُ".

(1)

محدث فقيه واعظ (ت 471). انظر: ابن رجب، ذيل، 1/ 67.

(2)

طُبعت في الكويت، نشر: دار إيلاف، 1418 هـ -1997 م.

(3)

انظر: القفطي، إنباه، 1/ 276.

(4)

في ب: اقتصادي.

(5)

انظر: الضوء، 1/ 6.

(6)

في ب: كميد، وهو تحريف. وكمين زوائده، أي: من خفي زوائده.

(7)

في ب: واختار.

(8)

في باقي النسخ: فذكر.

(9)

ليست في أ، والمثبت من باقي النسخ.

(10)

في باقي النسخ: الشمسي، وهو: محمد بن أحمد بن ناصر الباعوني الدمشقي، فقيه شافعي (ت 871 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 7/ 114.

ص: 113

وَقَالَ الْإِمَامُ أَبُو جَعْفَرِ ابْنُ جَرِيرِ الطَّبَرِيُّ

(1)

مَا حَاصِلُهُ: "إِنَّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا} [الإسراء: 12] الْإِرْشَادَ لِلتَّوَصُّلِ بهِ إِلَى الْعِلْمِ بِأَوْقَاتِ فُرُوضِهِمْ الَّتِي فَرَضَهَا عَلَيْهِمْ فِي سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَالشُّهُورِ وَالسِّنِينَ، مِنَ الصَّلَوَاتِ وَالزَّكَوَاتِ وَالْحَجِّ وَالصِّيَامِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ فُرُوضِهِمْ، وَحِينَ حَلِّ دُيُونِهِمْ وَحُقُوقِهِمْ. كَمَا قَالَ تَعَالَى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة: 189] وَقَالَ: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)} [يونس: 5 - 6] إِنْعَامًا مِنْهُ سُبْحَانَهُ بِكُلِّ ذَلِكَ عَلَى خَلْقِهِ، وَتَفَضُّلًا مِنْهُ بِهِ عَلَيْهِمْ وَتَطَوُّلًا

" إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ الْمُتَضَمِّنِ اسْتِنْبَاطَهُ وَفَائِدَتَهُ.

بَلْ يُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ قَالَ

(2)

: "ذَكَرَ اللهُ التَّارِيخَ فِي كِتَابِهِ؛ لِأَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلِ رضي الله عنه قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا بَالَ الْهِلَالِ يَبْدُو دَقِيقًا مِثْلَ الْخَطِّ، ثُمَّ يَزِيدُ حَتَّى يَعظُمَ وَيَسْتَوِيَ وَيَسْتَدِيرَ، ثُمَّ لَا يَزَالُ يَنْقُصُ وَيَدِقُّ حَتَّى يَعُودَ كَمَا كَانَ عَلَى حَالِهِ الْأَوَّلِ؟ فَنَزَلَ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ} [البقرة: 189]، وَهِيَ جَمْعُ هِلَالٍ {قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة: 189] أَي: فِي دِينِهِمْ، وَصَوْمِهِمْ، وَفِطْرِهِمْ، وَعِدَّةِ نِسَائِهِمْ، وَمُدَدِ حَوَامِلِهِمْ، وَمَحَلِّ دُيُونِهِمْ، وَأُجُورِ أُجَرَائِهِمْ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الشُّرُوطِ إِلَى أَنْ يَنْتَهِيَ إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ" حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ وَنِعَمٌ ظَاهِرَةٌ.

(1)

انظر: الطبري، تاريخ، 1/ 4 - 5.

(2)

إسناده ضعيف جدًّا. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(1707)، والطبري في "تفسيره" 3/ 282 بمتن مختصر وبإسنادٍ مسلسل بالضعفاء.

ص: 114

وَعَنْ قَتَادَةَ فِي تَفْسِيرِهَا:

"جَعَلَهَا اللهُ مَوَاقِيتَ لِصَوْمِ المُسْلِمِينَ وَإِفْطَارِهِمْ، وَحَجِّهِمْ وَمَنَاسِكِهِمْ، وَعِدَدِ نِسَائِهِمْ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُصْلِحُ خَلْقَهُ"

(1)

.

بَلْ ثَبَتَ فِي"الْصَحِيحَيْنِ"

(2)

عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: ذُكِرَ الهِلَالُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "لَا تَصُومُوا حَتَّى ترَوْهُ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا، ثُمَّ صُومُوا".

وَرَوَى بَعْضُ الْعُلَمَاءِ المُحَقِّقِين، مِمَّا حَكَاهُ الجَنَدِيُّ فِي مُقَدِّمَةِ "تَارِيخِهِ"

(3)

: "إِنَّ اللهُ تَعَالَى أَنْزَلَ فِي التَّوْرَاةِ سِفْرًا مِنْ أَسْفَارِهَا مُتَضَمِّنًا أَحْوَالَ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ وَمُدَدَ أَعْمَارِهَا

(4)

".

قَالَ الجَنَدِيُّ

(5)

:

"بَلْ قَصَّ

(6)

اللهُّ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ المُبِينِ كَثِيرًا مِنْ أَخْبَارِ الْأُمَمِ الْمَاضِينَ، كَقَوْمِ نُوحٍ وَهُودٍ، وَكَمَدْيَنَ وَثَمُودَ، وَمَا حَكَاهُ عَنْ مُوسَى وهَارُونَ، وَفِرْعَونَ وَقَارُونَ، وَعَنْ أَصْحَابِ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ، وَعَنِ النُّمْرُوذِ وَإِبْرَاهِيمَ. وَقَالَ تَعَالَى وَهُوَ أَصْدَقُ الْقَائِلِينَ:{وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)} [هود: 120] وَنُسِبَ لِبَعْضِ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّهُ اسْتَنْبَطَهُ

(1)

سبق تخريجه.

(2)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(1906/ فتح)، ومسلم في "صحيحه"(1080) عن ابن عمر مرفوعًا. وأخرجه البخاري أيضًا في "صحيحه"(1909/ فتح) عن أبي هريرة مرفوعًا.

(3)

انظر: الجندي، السلوك في طبقات العلماء والملوك، 1/ 60.

(4)

في أ: أعمارهم، والمثبت من باقي النسخ، ومن: السلوك.

(5)

لم أجده في: السلوك.

(6)

في أ، ب: نص، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 115

مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} [البقرة: 247] فَيُنْظَرُ

(1)

. وَكَفَى بِهَذَا دَلِيلًا عَلَى جَلَالَةِ عِلْمِ التَّارِيخِ وَفَضْلِهِ، وَفَخَامَةِ قَدْرِ صَاحِبِهِ وَنُبْلِهِ".

وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّعْلَبِيُّ

(2)

فِي الْحِكْمَةِ فِي قَصِّ اللهِ تَعَالَى عز وجل عَلَى المُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَخْبَارَ الْأَنْبِيَاءِ الْمَاضِينَ وَالْأُمَمِ السَّالِفِينَ أُمُورٌ:

مِنْهَا: إِظْهَارُ نُبُوَّتِهِ، وَالإِسْتِدْلَالُ بِذِكْرِهَا عَلَى رِسَالَتِهِ. لِأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ أُمِّيًّا، لم يَخْتَلِفْ إِلَى مُؤَدِّبٍ وَلَا مُعَلِّمٍ، وَلَا فَارَقَ وَطَنَهُ مُدَّةً يُمْكِنُهُ الإِنْقِطَاعُ فِيهَا إِلَى عَالِمٍ يَأْخُذُ ذَلِكَ عَنْهُ، فَإِذَا أَعْلَمَ بِهَا وَتَدَبَّرَ الْعَاقِلُ مِنْ قَوْمِهِ ذَلِكَ عَلِمَ أَنَّهُ بِوَحْي مِنْ اللهِ سبحانه وتعالى فَآمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ الدَّالَةِ عَلَى صِحَّةِ نُبُوَّتِهِ، وَقَدْ يُنْكِرُ وَيَجْحَدُ حَسَدًا وَعِنَادًا.

وَمِنْهَا: التَّأَسِّي بِهِمْ فِيمَا أَثْنَى اللهُ عَلَيْهِمْ بِهِ، وَالإِنْتِهَاءِ عَنْ ضِدِّهِ.

وَمِنْهَا: التَّثْبِيتُ لَهُ وَالإِعْلَامُ بِشَرَفِهِ وَشَرَفِ أُمَّتِهِ. حَيْثُ عُوفِيَ وَأُمَّتُهُ عَنْ كَثِيرٍ مِمَّا امْتَحَنَ اللهُ بِهِ مَنْ قَبْلَهُمْ، وَخَفَّفَ عَنْهُمْ فِي الشَّرَائِعِ، وَخَصَّهُمْ بِكَرَامَاتٍ انْفَرَدُوا بِهَا عَنْهُمْ.

وَقَد قِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20]، إِنَّ (الظَّاهِرَةَ) تَخْفِيفُ الشَّرَائِعِ، وَ (الْبَاطِنَةَ) هُنَا: تَضْعِيفُ الصَّنَائِعِ.

وَمِنْهَا: التَّهْذِيبُ وَالتَّأْدِيبُ لِأُمَّتِهِ. كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ تَعَالَى فِي قَوْله: {آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)} [يوسف: 7] وَ {عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [يوسف: 111] {وَمَوْعِظَةً

(1)

في ب: فلينظر.

(2)

انظر: الثعلبي، عرائس المجالس، ص 2 - 3.

ص: 116

لِلْمُتَّقِينَ (66)} [البقرة: 66].

وَلِذَا كَانَ الشِّبْليُّ

(1)

يَقُولُ [فِي هَذ الآيَاتِ]

(2)

: "فِيهَا اشَتَغَلَ الْعَامَّةُ بِذِكْرِ الْقَصَصِ، وَالْخَاصَّةُ بِاعْتِبَارٍ مِنَ الْقَصَصِ".

وَمِنْهَا: الإِحْيَاءُ لِذِكْرِهِمْ (وَآثَارِهِمْ)

(3)

لِيَكُونَ لِلْمُحْسِنِ سَبَبًا لِلإِجْتِهَادِ فِي الْعَمَلِ رَجَاءَ تَعْجِيلِ ثَوَابِهِ، وَبَقَاءً لِذِكْرِهِ وَآثَارِهِ الْحَسَنَةِ، كَمَا رَغِبَ خَلِيلُ اللهِ إِبْرَاهِيمُ عليه الصلاة والسلام إِذْ قَالَ:{وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84)} [الشعراء: 84].

وَالنَّاسُ أَحَادِيثُ، يُقَالُ: " [مَا]

(4)

مَاتَ مَيِّتٌ، وَالذِّكْرُ يُحْيِيهِ".

وَقِيلَ: "مَا أَنْفَقَ الْمُلُوكُ وَالْأَغْنِيَاءُ الْأَمْوَالَ عَلَى الْمَصَانِعِ وَالْحُصُونِ وَالْقُصُورِ إِلَّا لِبَقَاءِ الذِّكْرِ".

وَإِنَّمَا المَرْءُ حَدِيثٌ بَعْدَهُ

فكُنْ حَدِيثًا حَسَنًا لِمَنْ وَعَى

(5)

قُلْتُ: وَانْظُرْ إِلَى الْأَحَادِيثِ تَرَى فِيهَا الْكَثِيرَ مِنْ كَثِيرٍ مِمَّا أُشِيرَ إِلَيْهِ:

كَـ "رَحِمَ اللهُ مُوسَى؛ لَقَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا [فَصَبَرَ] "

(6)

.

وَفِي التَّسَلِّي وَنَحْوِهِ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كسِنِيِّ يُوسُفَ"

(7)

.

(1)

قيل اسمه: دُلَف بن جَحْدر، وقيل غير ذلك، فقيه مالكي (ت 334 هـ). انظر: السمعاني، الأنساب، 3/ 396؛ ابن خلكان، وفيات، 2/ 273؛ الذهبي، سير، 15/ 367.

(2)

زيادة من: الثعلبي، عرائس المجالس.

(3)

ساقط من ز.

(4)

زيادة من: الثعلبي، عرائس المجالس.

(5)

هذا البيت لابن دُريد في "مقصورته". انظر: الخطيب التبريزي، ديوان ابن دريد وشرح مقصورته، ص 230. وإلى هُنا انتهى النقل من: عرائس المجالس.

(6)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(4335/ فتح) عن ابن مسعود مرفوعًا.

(7)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(/ 6200 فتح)، ومسلم في "صحيحه"(675) عن أبي هريرة مرفوعًا.

ص: 117

"اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدَكَ وَخَلِيلَكَ دَعَاكَ

(1)

لِمَكَّةَ، وَإِنِّي أَدْعُوكَ لِلْمَدِينَةِ"

(2)

.

فِي الاقْتِفَاءِ وَالتَّأَسِّي: "وَلَوْلَا دَعْوَةُ أَخِي سُلَيْمَانَ"

(3)

.

فِي التَّأَدُّبِ مَعَ عُلُوِّ الْمَقَامِ، بَل قَالَ:"يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى؛ لَوْ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهِمَا"

(4)

.

وَكَذَا تَأَسَّتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها حَيْثُ قَالَتْ

(5)

: مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلَّا أَبَا يُوسُفَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)} [يوسف: 18].

وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَسْعُودِيُّ الشَّافِعِيُّ

(6)

:

"إِنَّهُ عِلْمٌ يَسْتَمْتِعُ

(7)

بِهِ الْعَالِمُ وَالْجَاهِلُ، وَيَسْتَعْذِبُ مَوْقِعَهُ الْأَحْمَقُ وَالْعَاقِلُ، فَكُلُّ غَرِيبَةٍ مِنْهُ تُعْرَفُ، وَكُلُّ أُعْجُوبَةٍ مِنْهُ تُسْتَظْرَفُ، وَمَكَارِمُ الْأَخْلَاقِ وَمَعَالِيهَا مِنْهُ تُقْتَبَسُ، وَآدَابُ سِيَاسَةِ الْمُلُوكِ وَغَيْرِهَا مِنْهُ تُلْتَمَسُ، يَجْمَعُ لَكَ الْأَوَّلَ وَالْآخِرَ، وَالنَّاقِصَ وَالْوَافِرَ، وَالْبَادِئَ وَالْحَاضِرَ، وَالْمَوْجُودَ وَالْغَابِرَ، وَعَلَيْهِ مَدَارُ كَثِيرٍ مِنَ

(1)

في ب: دعاء، وهو تحريف.

(2)

أخرجه مسلم في "صحيحه"(1373) عن أبي هريرة مرفوعًا.

(3)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(461 ومواضع أخرى/ فتح) عن أبي هريرة مرفوعًا به مُطَوَّلًا، ومسلم في "صحيحه"(542) عن أبي الدرداء مرفوعًا به مُطوَّلًا.

(4)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(122 ومواضع أخرى/ فتح)، ومسلم في "صحيحه"(2380) عن أُبيّ بن كعب مرفوعًا به مُطوَّلًا.

(5)

الحديث جزء من قصة الإفك. أخرجه البخاري في "صحيحه"(2637 ومواضع أخرى)، ومسلم في "صحيحه"(2770) عن عائشة به مُطوَّلًا.

(6)

لم أجده في المروج بطوله إلا من قوله: "محبة احتذاء" إلخ. انظر: المسعودي، مروج الذهب، 1/ 9.

(7)

في أ: يستمع، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 118

الْأَحْكَامِ، وَبِهِ يُتَزَيَّنُ فِي كُلِّ مَحْفَلٍ وَمَقَامٍ، وَأَنَّهُ حَمَلَهُ عَلَى التَّصْنِيفِ فِيهِ وَفِي أَخْبَارِ الْعَالَمِ مَحَبَّةُ احْتِذَاءِ الْمُشَاكَلَةِ الَّتِي قَصَدَهَا الْعُلَمَاءُ وَقَفَاهَا

(1)

الْحُكَمَاءُ، وَأَنْ يَبْقَى فِي العَالَمِ ذِكْرًا مَحْمُودًا وَعِلْمًا مَنْظُومًا عَتِيدًا".

وَقَالَ أَبُو الفَرَجِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ الْكَاتِبُ، فِي مُقَدِّمَةِ "الأَغَانِي"

(2)

:

"إِنَّ الْقَارِئَ إِذَا تَأَمَّلَ مَا فِيهِ مِنَ الْفِقَرِ وَنَحْوِهَا لَمْ يَزَلْ مُنْتَقِلًا بِهَا مِنْ فَائِدَةٍ إِلَى فَائِدَةٍ، وَمُتَصَرِّفًا مِنْهَا بَيْنَ جِدٍّ وَهَزْلٍ، وَآثَارٍ وَأَخْبَارٍ، وَسِيَرٍ وَأَشْعَارٍ مُتَّصِلَةٍ بِأَيَّامِ الْعَرَبِ الْمَشْهُورَةِ، وَأَخْبَارِهَا الْمَأْثُورَةِ، وَقَصَصِ الْمُلُوكِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْخُلَفَاءِ فِي الْإِسْلَامِ، يَجْمُلُ بِالْمُتَأَدِّبِينَ مَعْرِفَتُهَا، وَيَحْتَاجُ الْأَحْدَاثُ إِلَى دِرَاسَتِهَا، وَلَا يَرْتَفِعُ مَنْ فَوْقَهُمْ مِنَ الْكُهُولِ عَنِ الِاقْتِبَاسِ مِنْهَا؛ إِذْ كَانَتْ مُنْتَخَلَةً

(3)

مِنْ غُرَرِ الْأَخْبَارِ، وَمُنْتَقَاةً مِنْ عُيُونِهَا، وَمَأْخُوذَةً مِنْ مَظَانِّهَا، وَمَنْقُولَةً عَنْ أَهْلِ الْخِبْرَةِ بِهَا".

* * *

(1)

في هامش ب: قفاه.

(2)

انظر: 1/ 38.

(3)

في ب: منتحلة.

ص: 119

[غَرِيبَةٌ لَطِيفَةٌ]

(1)

وَمِنْ غَرَائِبِهِ أَنَّ شَخْصًا جُهَنِيًّا كَانَ مِنْ نُدَمَاءِ الْمُهَلَّبِيِّ

(2)

فَكَانَ يَأْتِي بِالطَّامَّاتِ، فَجَرَى مَرَّةً حَدِيثُ النُّعْنُعِ فَقَالَ:[إِنَّ]

(3)

فِي الْبَلَدِ الْفُلَانِيِّ نُعْنُعًا يَطُولُ حَتَّى يَصِيرَ شَجَرًا، وَيُعْمَلُ مِنْ خَشَبِهِ سَلَالِمُ! فَثَارَ مِنْهُ أَبُو الْفَرَجِ هَذَا فَقَالَ

(4)

: نَعَمْ، عَجَائِبُ الدُّنْيَا كَثِيرَةٌ، وَلَا يُنْكَرُ هَذَا، وَالْقُدْرَةُ صَالِحَةٌ، وَأَنَا عِنْدِي مَا هُوَ أَغْرَبُ مِنْ هَذَا؛ أَنَّ زَوْجَ حَمَامٍ يَبِيضُ بَيْضَتَيْنِ، فَآخُذُهَمَا وَأَضَعُ تَحْتَهُمَا سَنْجَةً

(5)

مِائَةً وَسَنْجَةً خَمْسِينَ، فَإِذَا فَرَغَ زَمَنُ

(6)

الْحِضَانِ انْفَقَسَتِ السَّنْجَتَانِ عَنْ طَسْتٍ

(7)

وَإِبْرِيقٍ! فَضَحِكَ أَهْلُ الْمَجْلِسِ، وَفَطِنَ الْجُهَنِيُّ لِمَا قَصَدَ بِهِ أَبُو الْفَرَجِ مِنَ الطَّنْزِ

(8)

وَانْقَبَضَ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ حِكَايَاتِهِ".

قُلْتُ: وَقَرِيبٌ مِنْ هَذَا أَنَّ بَعْضَ مَنِ اتَّهَمْنَاهُ بِالْمُجَازَفَةِ حَكَى، وَنَحْنُ بِحَضْرَةِ

(1)

في هامش ب. وانظر هذه الغريبة مُسْندةً ومطولة: الحموي، معجم الأدباء، 4/ 64 - 65.

(2)

هو: الوزير الحسن بن محمد الأزْدي، من ولد المُهَلَّب بن أبي صُفْرة (ت 352 هـ). انظر: ابن خلكان، وفيات، 2/ 124؛ الذهبي، سير، 16/ 197.

(3)

ساقط من أ، ق، ز، والمثبت من ب.

(4)

في أ: وقال، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

هي سنجة الميزان، أي وحدة وزن. انظر: ابن منظور، اللسان، 6/ 385؛ فالتر هنتس، المكاييل والأوزان، ص 9 - 10.

(6)

في أ: زمان، والمثبت من باقي النسخ.

(7)

في ب: طشت، وهي آنية الصُّفْر، قال الأزهري:"هي دخيلة في كلام العرب". انظر: الزبيدي، تاج العروس، 3/ 90. (مادة: طشش).

(8)

هي السخرية. انظر: الرازي، مختار الصحاح، ص 193. (مادة: طنز).

ص: 120

شَيْخِنَا، أَنَّ عِنْدَهُمْ (بِحَلَبَ مَنْ لَهُ أَرْبَعُونَ)

(1)

وَلَدًا ذَكَرًا، فَهُمْ يَرْكَبُونَ مَعَهُ فِي مُهِمَّاتِهِ وَنَحْوُهَا، وَكَانَ فِي الْمَجْلِسِ بَعْضُ أَصْحَابِنَا فَقَالَ: وَأَغْرَبُ مِنْ هَذَا! فَتَبَسَّمَ شَيْخُنَا وَقَطَعَ الْمَجْلِسَ وَشَرَعَ فِي الصَّلَاةِ.

وَمِنَ الْعَجِيبِ

(2)

أَنَّهُ كَثُرَ اجْتِمَاعِي بِالرَّجُلِ الثَّانِي، وَأَسْتَخْبِرُهُ عَنِ الَّذِي رَامَ يَقُولُهُ وَيَشْرَعُ فِي حِكَايَتِهِ، فَيَقْطَعُهُ عَارِضٌ! تَكَرَّرَ لِي ذَلِكَ مِنْهُ مِرَارًا.

وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ جَعْفَرٍ القُضَاعِيُّ الشَّافِعِيُّ، قَاضِي مِصْرَ إِنَّهُ

(3)

: "جَمَعَ جُمَلًا مِنْ أَنْبَاءِ الْأَنْبِيَاءِ، وَتَوَارِيخِ الْخُلَفَاءِ، وَوِلَايَاتِ الْمُلُوكِ وَالْأُمَرَاءِ، إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ

(4)

وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ

(5)

، عَلَى وَجْهِ الِاخْتِصَارِ؛ لِيَقْرُبَ حِفْظُهُ عَلَى مَنْ أَرَادَهُ، فَفِيهِ -يَعْنِي مِنْ فَائِدَتِهِ مَعَ حِفْظِهِ- كِفَايَةُ الْمُحَاضَرَةِ، وَبُلْغَةٌ مُقْنِعَةٌ

(6)

لِلِمُذَاكَرَةِ".

[

(7)

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَمَذَانِيُّ الْفَرَضِيُّ الشَّافِعِيُّ، فِي "ذَيْلِهِ"

(8)

لِتَارِيخِ ابْنِ جَرِيرٍ، أَنَّهُ:

"رَغِبَ فِي الِاطِّلَاعِ عَلَيْهِ سَادَةُ الْأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ، وَأَهْلُ الْمَحَامِدِ وَالْفَضَائِلِ، كَالْأَئِمَّةِ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ وَغَيْرِهِمْ بِدُونِ إِلْبَاسٍ" إِلَى أَنْ قَالَ: "فَمَا كَانَ فِي ذَلِكَ مِنَ

(1)

في أ: كلب ولد له أربعون، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ.

(2)

في ق، ز: العجب.

(3)

انظر: القضاعي، الإنباء بأنباء الأنبياء وتواريخ الخلفاء والأمراء، ص 43.

(4)

في أ: اثنتي، والتصويب من باقي النسخ.

(5)

أفاد محقق الإنباء أن القضاعي وصل إلى سنة 427 هـ. انظر: مقدمة تحقيقه.

(6)

في أ: متبعة، وفي باقي النسخ: منيعة، والمثبت من: الأنباء.

(7)

هنا يبدأ السقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(8)

انظر: الهمذاني، تكملة تاريخ الطبري، 11/ 187.

ص: 121

اسْتِقَامَةٍ فِي الْأَحْوَالِ، كَانَ بِالنِّعَمِ مُذَكِّرًا، وَمَا شَاهَدُوا فِيهِ مِنَ الإِخْتِلَالِ كَانَ مُنَبِّهًا وَمُنْذِرًا. وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ رحمه الله

(1)

: إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي مَنَامِي. فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا، إِنَّ اللهَ تَعَالَى بَعَثَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم بَشِيرًا وَنَذِيرًا، فَمَنْ كَانَ عَلَى خَيْرٍ بَشَّرَهُ وَأَمَرَهُ بِالزِّيَادَةِ، وَمَنْ كَانَ عَلَى شَرٍّ حَذَّرَهُ وَأَمَرَهُ بِالتَّوْبَةِ. وَالاِطِّلَاعُ فِي أَخْبَارِ النَّاسِ مِرْآةُ النَّاظِرِ، يَصْدُقُ، فَيُرَغِّبُ فِي الْمَحَاسِنِ، وَيُرَهِّبُ مِنَ الْقَبَائِحِ، وَيُهَذِّبُ

(2)

ذَوِي الْبَصَائِرِ وَالْقَرَائِحِ، وَبِهَا يُذَكِّرُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ مَنْ يَرَاهُ أَهْلًا لِذِكْرِهِ، وَمُسْتَوْجِبًا لِكَرِيمِ ثَوَابِهِ وَأَجْرِهِ"]

(3)

.

وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ المَدِينِيُّ

(4)

(الْحَنَفِيُّ)

(5)

نَزِيلُ بَلْخَ، وَمُؤَلِّفُ "النَّافِعُ"

(6)

فِي فِقْهِهِمْ، فِي"تَارِيخُ بَلْخَ"

(7)

الَّذِي أَلَّفَهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ

(8)

وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَجَعَلَهُ مُتَوَسِّطًا لِقِلِّةِ رَغْبَةِ النَّاسِ وَضَعْفِ هِمَّتِهِمْ إِنْزَالًا لَهُمْ مَنَازِلَهُمْ، وَتَكْلِيمًا مَعَهُمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ، وَخَتَمَهُ بِأَحْوَالِهِ وَتَصَانِيفِهِ فِيمَا ذَكَرَهُ مِنْ مَنَافِعِهِ، بِزِيَادَةِ بَعْضِ أَلْفَاظٍ فِي غَيْرِ مَحلٍّ مِنْ مَوَاضِعِهِ:

"فِيهِ إِحْيَاءُ ذِكْرِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ مِنْ عُلَمَائِهَا وَالطَّارِئِينَ عَلَيْهَا، فَإِنَّ ذِكْرَهُمْ

(9)

(1)

في أ، ق، ز: رضي الله عنه، والمثبت من ب.

(2)

في ق، ز: مهذب.

(3)

هنا ينتهي السقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

في ق، ز: المدني.

(5)

ساقط من ز. والمشار إليه: عالم بالتفسير والحديث (، 556 هـ). انظر: القرشي، الجواهر المضية، 3/ 409.

(6)

طُبع بتحقيق: إبراهيم العبود، نشر: مكتبة العبيكان، السعودية، ط 1، 1421 هـ 2000 م.

(7)

وهو مفقود، وسيورده السخاوي لاحقًا.

(8)

في أ: ثلاث وثمانين، وهو تحريف مقلوب، والتصويب من باقي النسخ ومن: ترجمته.

(9)

في ق: ذكر، وفي ز: ذكرها.

ص: 122

حَيَاةٌ جَدِيدَةٌ، وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا، وَتَصَوُّرُهُمْ فِي الْقُلُوبِ، وَمَعْرِفَةُ أَفْعَالِهِمْ، وَزُهْدِهِمْ وَوَرَعِهِمْ وَدِيَانَتِهِمْ، وَانْصِرَافِهِمْ عَنِ الدُّنْيَا وَاحْتِقَارِهِمْ لَهَا وَصَبْرِهِمْ عَلَى شَدَائِدِ الطَّاعَاتِ وَالْمَصَائِبِ فِي اللهِ، فَيَتَخَلَّقُ النَّاظِرُ بِأَخْلَاقِهِمْ، وَيَتَعَطَّرُ السَّامِعُ بِأَحْوَالِهِمْ، فَالطَّبْعُ مُنْقَادٌ، وَالْإنْسَانُ مُعْتَادٌ، وَالْأُذُنُ تَعْشَقُ قَبْلَ الْعَيْنِ أَحْيَانًا.

وَلَمَّا كَانَ سَبَبُ النَّجَاةِ الِاسْتِقَامَةَ فِي الْأَحْوَالِ وَالْأَفْعَالِ، وَلَا يَتِمُّ ذَلِكَ إِلَّا بِسَائِقٍ

(1)

وَقَائِدٍ، كَصُحْبَةِ الصَّالِحِينَ، أَوْ سَمَاعِ أَحْوَالِهِمْ وَالنَّظَرِ فِي آثَارِهِمْ عِنْدَ تَعَذُّرِ الْصُّحْبَةِ، حَيْثُ تَتَصَوَّرُ

(2)

النَّفْسُ أَعْيَانَهُمْ، وَتَتَخَيَّلُ مَذَاهِبَهُمْ؛ لِأَنَّكَ لَوْ أَبْصَرْتَ لَمْ يَبْقَ عِنْدَكَ إِلَّا التَّذَكُّرُ وَالتَّخَيُّلُ، وَكَانَ السَّمْعُ كَالْبَصَرِ، وَالْعَيَانُ كَالْخَبَرِ، وَإِنْ كَانَ بَيْنَهُمَا بَوْنٌ، وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ وَابِلٌ فَطَلٌّ، سِيَّمَا وَعِنْدَ ذِكْرِ الصَّالِحِينَ تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ. وَذِكْرٌ لِلَآخِرِينَ وَاعْتِبَارُهُمْ، فَلَوْلَا الْكُتُبُ لَنُسِيَ أَكْثَرُ الْأَخْبَارِ وَالْأَحْوَالِ، وَكَانَ بَعْدَ قُرْبٍ

(3)

لَمْ يُذْكَرِ الصَّادِرُ وَلَا الْوَارِدُ، وَلَا الطَّرِيفُ وَلَا التَّالِدُ.

وَالدُّرَّةُ الْمَكْنُونَةُ وَالْجَوْهَرَةُ الْمَخْزُونَةُ، عِلْمُ الْحَدِيثِ، الَّذِي هُوَ أَسَاسُ الْإِسْلَامِ، وَأَصْلُ الْأَحْكَامِ، وَمُبَيِّنُ الْحَلَالِ وَالحَرَامِ، وَمُقْتَدَى الْخَاصِّ وَالْعَامِّ، وَبَيَانُ مُجْمَلِ الْكِتَابِ، وَمَرْكَزُ الْحَقِيقَةِ وَالصَّوَابِ. يَعْنِي: وَهَذَا الْفَنُّ طَرِيقٌ إِلَيْهِ، وَتَحْقِيقٌ لِلْمُعَوَّلِ مِنْهُ عَلَيْهِ.

وَبَيَّنَ أَنَّ سَبَبَ تَصْنِيفِهِ لَهُ الاسْتِرْوَاحُ مِمَّا كَانَ فِيهِ مِنْ تَصْنِيفِ كِتَابِ "التَّحْقِيقُ" الْجَامِعِ أُصُولَ مَسَائِلِ الْفِقْهِ الْجَلِيلِ مِنْهُ وَالدَّقِيقِ إِلَى هَذَا الْعِلْمِ اللَّطِيفِ،

(1)

في ب: بسابق.

(2)

في ب: يتصور.

(3)

في باقي النسخ: قريب.

ص: 123

الْحُلْوِ النَّافِعِ الْمُنِيفِ، الَّذِي قِدَمًا اعْتَدْتُهُ فِي رَيْعَانِ الشَّبَابِ، وَاعْتَمَدْتُهُ فِي التَّوَصُّلِ إِلَى الصَّوَابِ، وَمُكَافَأَةً لِأَهْلِ بَلْخَ حَسْبَ الطَّاقَةِ، وَجُهْدُ الْمُقِلِّ لِإحْسَانِهِمْ عِنْدَ نُزُولِي عَلَيْهِمْ، وَتَعَصُّبًا لِعُلَمَاءِ الْمِلَّةِ

(1)

وَأُمَنَاءِ الأُمَّةِ، حَيْثُ يَدْرُسُ جُلُّ أَخْبَارِهِمْ، بَلْ تُعْدَمُ أَسْمَاؤُهُمْ وَشَرِيفُ آثَارِهِمْ.

وَأَنَّهُ اسْتَمَدَّ فِيهِ مِنْ كُتُبٍ ذَكَرَهَا، وَمِنْ مَشَايِخِ عَصْرِهِ وَفُضَلَائِهِمْ وَأَقْطَابِهِمْ مِمَّنْ عَلِمَهَا وَخَبَرَهَا، وَعَيَّنَ مِنْهُمْ جَمَاعَةً، وَأَنَّهُ ذِكْرُ الْفُتْيَانِ وَالشُبَّانِ؛ لِأَنَّهُمْ إِنْ كَانُوا صِغَارَ قَوْمٍ فَعَسَى أَنْ يَكُونُوا كِبَارَ قَوْمٍ آخَرِينَ.

وَبَادَرَ إِلَى تَأْلِيفِهِ خَوْفًا مِنْ طُرُوءِ الْمَوَانِعِ

(2)

وَشَفَقًا عَلَى العِلْمِ مِنَ الدُّرُوسِ وَالدُّثُورِ بِوَفَاةِ الحَمَلَةِ المُتَوَجِّهِينَ لِجَمْعِ

(3)

الجَوَامِعِ.

وَقَدْ كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ: "انْظُرُوا مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاكْتُبُوهُ؛ فَإِنِّي خِفْتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ وَذَهَابَ الْعُلَمَاءِ"

(4)

.

فِإِذَا خَافُوا هُمْ

(5)

ذَلِكَ، وَالإِسْلَامُ غَضٌّ رَطِيبٌ

(6)

، وَالْجِدُّ فِيهِ عَجِيبٌ، وَالزَّمَانُ مُنْجِبٌ وَنَجِيبٌ، أَفَلَا يُخَافُ فِي زَمَانِنَا! وَقَدْ تَقَهْقَرَ

(7)

في جِدِّنا وَأَنْبَائِنَا!

(8)

(1)

في أ: الأمة، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

في أ: المواقع، وهو تحريف.

(3)

في باقي النسخ: بجمع.

(4)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(99)، والدارمي في "سننه"(492).

(5)

في ق، ز: خافوهم، وهو تحريف.

(6)

في باقي النسخ: رطب.

(7)

في باقي النسخ: يقهقر.

(8)

في ب: أبنائنا.

ص: 124

وَكَذَا ذَكَرَ مَقَابِرَ الْأَئِمَّةِ وَمَوَاضِعَهُمْ وَمَضَاجِعَهُمْ؛ لِأَنَّ أَجْسَامَهُمْ وَقَوَالِبَهُمْ سَبَبُ دَفْعِ البَلَايَا وَالْأَوْصَابِ الْمُسَتَعَاذِ

(1)

مِنْهَا بِالتَّوَجُّهِ لِرَبِّ الْأَرْبَابِ، وَقَدْ جَعَلَ اللهُ فِي ذَلِكَ الْجَسَدِ مِنَ الْخَاصِيَّةِ مَا تُدْفَعُ بِهِ البَلَايَا، وَشَارَكَ فِي الْعَالَمِ بِسَبَبِهِ حَيًّا وَمَيِّتًا، وَذَلِكَ جَزِيلُ الْفَضْلِ وَالْعَطَايَا

(2)

.

وَاسْتَدَلَّ لِذَلِكَ بِحَدِيثِ بُرَيْدَةَ رَفَعَهُ: "مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِي بِبَلْدَةٍ فَهُوَ قَائِدُهُمْ وَنُورُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"

(3)

.

وَاللهَ نَسْأَلُ أَنْ يَحْفَظْنَا بِالْإِسْلَامِ وَقُوَّةِ الْيَقِينِ، وَأَنْ يُبْقِيَ لَنَا لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ، إِنَّهُ عَلَى مَا يَشَاءُ قَدِيرٌ وَبِالْإِجَابَةِ جَدِيرٌ"

(4)

.

وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو الفَرَجِ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي مُقَدِّمَةِ "الْمُنْتَظِمُ"

(5)

:

"وَللسِّيَرِ وَالتَّوَارِيخِ فَوَائِدُ كَثِيرَةٌ، أَهَمُّهَا فَائِدَتَانِ:

إِحْدَاهُمَا: أَنَّهُ إِنْ ذُكِرَتْ سِيرَةُ حَازِمٍ، وَوُصِفَتْ عَاقِبَةُ حَالِهِ، أَفَادَتْ حُسْنَ التَّدْبِيرِ، وَاسْتِعْمَالَ الْحَزْمِ، أَوْ [إِنْ ذُكِرَتْ]

(6)

سِيرَةُ مُفَرِّطٍ، وَوُصِفَتْ عَاقِبَتُهُ، أَفَادَتْ الْخَوْفَ مِنَ التَّفْرِيطِ؛ فَيَتَأَدَّبُ الْمُتَسَلِّطُ، وَيَعْتَبِرُ الْمُتَذَكِّرُ، وَيَتَضَمَّنُ ذَلِكَ شَحْذَ صَوَارِمِ الْعُقُولِ، وَيَكُونُ رَوْضَةً لِلْمُتَنَزِّهِ فِي الْمَنْقُولِ.

(1)

في ب: المستعان.

(2)

هذا اعتقاد مُخالف للشريعة. انظر: ابن تيمية، التوسل والوسيلة، ص 99.

(3)

ضعيف. وفي هامش ب، بلفظ:"من مات من الصحابة ببلدة فهو قائد أهلها". أخرجه الترمذي في "سننه"(3865)، والبغوي في "شرح السنة"(14/ 72)، وتمّام في "فوائده" (1528 - العروض البسّام) عن بُريدة به مرفوعًا. وانظر: الألباني، الضعيفة، رقم:4468.

(4)

الظاهر -إلى هُنا- انتهى النقل من: تاريخ بلخ.

(5)

انظر: 1/ 117.

(6)

زيادة من: المنتظم.

ص: 125

وَالثَّانِيَةُ: أَنْ يَطَّلِعَ بِذَلِكَ عَلَى عَجَائِبِ الْأُمُورِ، وَتَقَلُّبَاتِ الزَّمَنِ، وَتَصَارِيفِ الْقَدَرِ، وَسَمَاعِ الْأَخْبَارِ.

قَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ لِرَجُلٍ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ كَبِرَ حَتَّى ذَهَبَتْ مِنْهُ لَذَّةُ الْمَأْكَلِ وَالْمَشْرَبِ وَالنِّكَاحِ: "أَتُحِبُّ أَنْ تَمُوتَ؟ قَالَ: لَا. قِيلَ: فَمَا بَقِيَ مِنْ لَذَّتِكَ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: أَسْمَعُ الْعَجَائِبَ"

(1)

.

وَقَالَ أَيْضًا فِي أَوَّلِ "شُذُورُ الْعُقُودِ فِي تَارِيخِ الْعُهُودِ"

(2)

الَّذِي اخْتَصَرَهُ مِنْهُ: "إِنَّ التَّوَارِيخَ وَذِكْرَ السِّيَرِ رَاحَةُ الْقَلْبِ، وَجَلَاءُ الْهَمِّ، وَتَنْبِيهُ الْعَقْلِ، فَإِنَّهُ إِنْ ذُكِرَتْ عَجَائِبُ الْمَخْلُوقَاتِ دَلَّتْ عَلَى عَظَمَةِ الصَّانِعِ، وَإِنْ شُرِحَتْ سِيرَةُ حَازِمٍ عَلَّمَتْ حُسْنَ التَّدْبِيرِ، وَإِنْ قُصَّتْ قِصَّةُ مُفَرِّطٍ خَوَّفَتْ مِنْ إِهْمَالِ الْحَزْمِ، وَإِنْ وُصِفَتْ أَحْوَالٌ ظَرِيفَةٌ

(3)

أَوْجَبَتِ التَّعَجُّبَ مِنَ الْأَقْدَارِ، وَالتَّنَزُّهَ فِيمَا يُشْبِهُ الْأَسْمَارَ".

وَقَالَ العِمَادُ (مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ)

(4)

الْأَصْبَهَانِيُّ الشَّافِعِيُّ الْكَاتِبُ فِي "الْفَتْحُ الْقُدْسِيُّ"

(5)

عَلَى يَدِ الصَّلَاحِ أَبِي المُظَفَّرِ يُوسُفَ بْنِ أَيُّوبَ، الَّذِي ابْتَدَأَهُ بِسَنَةِ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ: وَقَالَ:

"إِنَّ عَادَةَ التَّوَارِيخ الِابْتِدَاءُ بِبَدْءِ الْخَلْقِ، أَوْ بِدَوْلَةٍ مِنَ الدُّوَلِ، فَلَيْسَتْ أُمَّةٌ أَوْ دَوْلَةٌ إِلَّا وَلَهَا تَارِيخٌ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ وَيُعَوِّلُونَ عَلَيْهِ، يَنْقُلُهُ خَلَفُهَا عَنْ سَلَفِهَا، وَحَاضِرُهَا عَنْ غَابِرِهَا تُقَيَّدُ بِهِ شَوَارِدُ الْأَيَّامِ، وتُنْصَبُ بِهِ مَعَالِمُ الْأَعْلَامِ؛

(1)

انظر: الزجاجي، الأمالي، ص 21.

(2)

انظر: ص 33 - 34.

(3)

في باقي النسخ: ظريف، وهو تحريف.

(4)

في ق، ز: ابن محمد بن حامد.

(5)

انظر: ص 43.

ص: 126

وَلَوْلَا ذَلِكَ لِانْقَطَعَتِ الْوُصَلُ، وَجُهِلَتِ الدُّوَلُ، وَمَاتَ فِي أَيَّام [الآخِرِ]

(1)

ذِكْرُ الأُوَلِ

(2)

، وَلَمْ يَعْلَمِ النَّاسُ أَنَّهُمْ لِعِرْقِ الثَّرَى، وَأَنَّهُم نُطَفٌ فِي ظُلُمَاتِ الْأَصْلَابِ طَوِيلَةُ السُّرَى، وَأَنَّ أَعْمَارَهُمْ مُبْتَدَأَةٌ مِنَ الْعَهْدِ الْقَدِيمِ لِآدَمَ، وَقَدْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَاتِهِمْ لِمَا أَرَادَهُ مِنْ ظُهُورِهِمْ وَتَقَادُمٍ.

فَيَعْلَمُ الْمَرْءُ أَنَّهُ قَبْلَ انْقِضَاءِ عُمْرِهِ، وَقَبْلَ نُزُولِ قَبْرِهِ، مَا اسْتَبْعَدَهُ أَهْلُ الطَّيِّ مِنْ حَقِيقَةِ النَّشْرِ

(3)

، وَلِيَقْبَلَ فِي وَاحِدَةٍ مِنَ الْأَطْوَارِ شَهَادَةَ (عَشْرٍ)

(4)

فَقَدْ قَطَعَ عُمْرًا بَعْدَ عُمْرٍ، وَسَارَ

(5)

دَهْرًا بَعْدَ دَهْرٍ [وَثَوَى وَأُنْشِرَ فِي أَلْفِ قَبْرٍ]

(6)

وَإِنَّمَا كَانَ مِنَ الظُّهُورِ فِي لَيْلٍ إِلَى أَنْ وَصَلَ مِنَ الْعُيُونِ إِلَى فَجْرٍ.

وَلَوْلَا التَّارِيخُ لَضَاعَتْ مَسَاعِي أَهْل السَّيَاسَاتِ الْفَاضِلَةِ، وَلَمْ تَكُنِ الْمَدَائِحُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمَذَامِّ هِيَ الْفَاصِلَةُ، وَتَعَذَّرَ

(7)

الِاعْتِبَارُ بِمُسَالَمَةِ الأَيَّامِ

(8)

وَعُقُوبَتِهَا، وَجُهِلَ مَا وَرَاءِ صُعُوبَةِ الأَيَّامِ مِنْ سُهُولَتِهَا، وَمَا وَرَاءَ سُهُولَتِهَا مِنْ صُعُوبَتِهَا.

ثُمَّ ذَكَرَ مَا كَانَ يُؤَرِّخُ كَثِيرُونَ مِمَّنْ مَضَى بِهِ، كَالطُّوفَانِ وَالسَّيْلِ، وَالْأَرْصَادِ الْقَصِيرِ

(9)

الذَّيْلِ، وَأَنَّ التَّارِيخَ بِالْهِجْرَةِ نَسَخَ كُلَّ تارِيخٍ مُتَقَدِّمٍ

(10)

وهَدَمَ كُلَّ مَا لَمْ

(1)

ساقط من أ، وفي باقي النسخ: الأواخر، والمثبت من: الفتح القسي.

(2)

في ز: الأوائل.

(3)

قال محقق الفتح القسي: الطي ضد النشر، والمقصود بأهل الطي: المنكرون للبعث والنشور. انظر: ص 44.

(4)

في باقي النسخ: عشرة.

(5)

في ب: ساد.

(6)

ساقط من أ، والمثبث من باقي النسخ، ومن: الفتح القسي.

(7)

في الفتح القسي: ولقل.

(8)

في الفتح القسي: العواقب.

(9)

في أ: والتقصير، والمثبت من باقي النسخ، والظاهر يقصد: المذنبات.

(10)

في ب: مقدم.

ص: 127

يَكُنْ مُرْتَكِبُهُ فِيهِ مُتَنَدِّمٌ، بِحَيْثُ آمَنَ

(1)

بِهِ بِيَقِينٍ، وَوُقُوعِ الْخُلْفِ الْوَاقِعِ فِي الْمَاضِينَ، وَاسْتَدَارَ الزَّمَانُ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَأَمَرَ اللهُ عِبَادَهُ بِبَذْلِ مَا عَيَّنَ لَهُمْ فِي الْأَمْوَالِ، بَلْ وَالْأَنْفُسِ، مِمَّا يُعِيدُهُ إِلَيْهِمْ مُضَاعَفًا مِنَ الْفَرْضِ" إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ الْحَسَنِ فِي انْتِظَامِهِ.

[وَقَالَ الْجَمَالُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْمَنْصُورِ ظَافرِ بْنِ حُسَيْنٍ الأَزْدِيُّ الْمِصْرِيُّ الْمَالِكِيُّ فِي "أَخْبَارُ الدُّوَلِ الْإِسْلَامِيَّةِ"

(2)

:

"إِنَّهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ فَوَائِدِهِ غَيْرُ وَعْظِهِ بَأَنَّ الدَّهْرَ لَا يَبْقَى عَلَى حَالِهِ، وَلَا يَلْزَمْ مِنْ أَخْلَافِهِ (غَيْرُ)

(3)

الإِسْتِحَالَةِ، لَكَانَ كَافِيًا وَلِغَرَضِ الْمُتَأَمِّلِ شَافِيًا، فَكَيْفَ وَفَوَائِدُهُ لَا تُحْصَى، وَفَرَائِدُهُ لَا تُسْتَقْصَى! وَالنَّاظِرُ فِيهِ جَامِعٌ بَيْنَ عَبْرَةٍ تُسِيلُهَا

(4)

عِبْرَةً، وَفَرْحَةٌ تُنِيلُهَا مِنْحَةً" ثُمَّ عَدَّ الدُّوَلَ وَأَطَالَ فِي الإِشَارَةِ إِلَيْهَا]

(5)

.

وَقَالَ إِمَامُ الدِّينِ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْكَرِيمِ [بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ]

(6)

الرَّافِعيُّ فِي "التَّدْوِينُ"

(7)

................................................... [22]

(1)

في ز: أمن.

(2)

طُبع بعنوان: أخبار الدول المنقطعة. أما ما نقله السخاوي فالظاهر في الجزء المفقود. انظر: مقدمة التحقيق، ص 2.

(3)

ساقط من ز.

(4)

كذا في ب، وفي باقي النسخ: تسلها.

(5)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(6)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(7)

بياض في جميع النسخ. قال ناسخ أفي الهامش: "هنا بياض بالأصل نحو خمسة سطور". والظاهر أن النص المراد نقله هو: "كُتب التاريخ ضربان: ضرب تقع العناية فيه بذكر الملوك، والسادات، والحروب، والغزوات، ونبأ البلدان وفتوحها، والحوادث العامة كالأسعار، والأمطار، والصواعق، والبوائق، والنوازل، والزلازل

وضَرْب يكون المقصد فيه بيان

ص: 128

وَقَالَ الْعِزُّ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، ابْنُ الأَثِيرِ، فِي "كَامِلِهِ"

(1)

: "إِنَّ فَوَائِدَهُ كَثِيرَةٌ، وَمَنَافِعَهُ الدُّنْيَوِيَّةَ وَالْأُخْرَوِيَّةَ (جَمَّةٌ)

(2)

غَزِيرَةٌ، وَهَا نَحْنُ نَذْكُرُ شَيْئًا مِمَّا ظَهَرَ

(3)

لَنَا فِيهَا، وَنَكِلُ إِلَى قَرِيحَةِ النَّاظِرِ فِيهِ مَعْرِفَةُ بَاقِيهَا.

فَأَمَّا الدُّنْيَوِيَّةُ فَمِنْهَا: أَنَّ الإِنْسَانَ لَا خَفَاءَ بِهِ (أَنَّهُ)

(4)

يُحِبُّ الْبَقَاءَ، وَيُؤْثِرُ أَنْ يَكُونَ فِي زُمْرَةِ الْأَحْيَاءِ، فَيَا لَيْتَ شِعْرِي؛ أَيُّ فَرْقٍ بَيْنَ مَا رَآهُ أَمْسِ أَوْ سَمِعَهُ، وَبَيْنَ مَا قَرَأَهُ فِي الْكُتُبِ الْمُتَضَمِّنَةِ أَخْبَارَ الْمَاضِينَ وَحَوَادِثَ الْمُتَقَدِّمِينَ، فَإِذَا طَالَعَهَا فَكَأَنَّهُ عَاصَرَهُمْ، وَإِذَا عَلِمَهَا فكَأَنَّهُ حَاضَرَهُمْ!

وَمِنْهَا: أَنَّ الْمُلُوكَ، وَمَنْ إِلَيْهِمِ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ، إِذَا وَقَفُوا عَلَى مَا فِيهَا مِنْ سِيرَةِ أَهْلِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوَانِ، وَرَأَوْهَا مُدَوَّنَةً فِي الْكُتُبِ يَتَنَاقَلُهَا النَّاسُ، فَيَرْوِيهَا خَلَفٌ عَنْ سَلَفٍ، وَنَظَرُوا إِلَى مَا أَعْقَبَتْ مِنْ سُوءِ الذِّكْرِ، وَقُبْحِ الْأُحْدُوثَةِ، وَخَرَابِ الْبِلَادِ، وَهَلَاكِ الْعِبَادِ، وَذَهَابِ الْأَمْوَالِ، وَفَسَادِ الْأَحْوَالِ، اسْتَقْبَحُوهَا، وَأَعْرَضُوا عَنْهَا، وَاطَّرَحُوهَا. فَإِذَا رَأَوْا سِيرَةَ الْوُلَاةِ الْعَارِفِينَ

(5)

وَحُسْنَهَا، وَمَا يَتْبَعُهُمْ مِنَ الذِّكْرِ الْجَمِيلِ بَعْدَ ذَهَابِهِمْ، وَأَنَّ بِلَادَهُمْ وَمَمَالِكَهُمْ عُمِّرَتْ، وَأَمْوَالَهَا دَرَّتِ، اسْتَحْسَنُوا ذَلِكَ وَرَغِبُوا فِيهِ، وَثَابَرُوا عَلَيْهِ وَتَرَكُوا مَا يُنَافِيهِ، هَذَا سِوَى مَا يَحْصُلُ لَهُمْ مِنْ مَعْرِفَةِ الْآرَاءِ الصَّائِبَةِ

= أحوال أهل العلم والقضاة، وفضلاء الرؤساء، والولاة

". انظر: الرافعي، التدوين في أخبار قزوين، 1/ 2.

(1)

انظر: 1/ 9 - 10.

(2)

ساقط من باقي النسخ.

(3)

في باقي النسخ: يظهر.

(4)

ساقط من ز.

(5)

في الكامل: العادلين.

ص: 129

الَّتِي دَفَعُوا بِهَا مَضَرَّاتِ الْأَعْدَاءِ، وَخَلَصُوا بِهَا مِنَ الْمَهَالِكِ، وَاسْتَضَافُوا

(1)

نَفَائِسَ الْمُدِنِ وَعَظِيمَ الْمَمَالِكِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْهَا غَيْرُ هَذَا لَكَفَى بِهِ فَخْرًا.

وَمِنْهَا: مَا يَحْصُلُ لِلإِنْسَانِ مِنَ التَّجَارِبِ، وَالْمَعْرِفَةِ بِالْحَوَادِثِ، وَمَا تُصِيرُ إِلَيْهِ

(2)

عَوَاقِبُهَا، وَإِنَّهُ لَا يَحْدُثُ أَمْرٌ إِلَّا وَقَدْ تَقَدَّمَ هُوَ أَوْ نَظِيرُهُ فَيَزْدَادُ (بِذَلِكَ)

(3)

عَقْلًا، وَيُصْبِحُ لِأَنْ يُقْتَدَى بِهِ أَهْلًا.

وَلَقَدْ أَحْسَنَ الْقَائِلُ حَيْثُ يَقُولُ

(4)

:

وَجَدْتُ

(5)

العَقْلَ عَقْلَيْنِ

فَمَطْبُوعٌ وَمَسْمُوعُ

وَلَا يَنْفَعُ مَسْمُوعٌ

إِذَا لَمْ يَكُ

(6)

مَطْبُوعُ

يَعْنِي بِالْمَطْبُوعِ الْعَقْلَ الْغَرِيزِيَّ الَّذِي خَلَقَهُ اللهُ تَعَالَى لِلْإِنْسَانِ، وَبِالْمَسْمُوعِ مَا يَزْدَادُ بِهِ الْعَقْلُ الْغَرِيزِيُّ مِنَ التَّجْرِبَةِ، وَجَعَلَهُ عَقْلًا ثَانِيًا

(7)

تَوَسُّعًا وَتَعْظِيمًا لَهُ، وَإِلَّا فَهُوَ زِيَادَةٌ فِي عَقْلِهِ الْأَوَّلِ" انتَهَى.

وَيُشِيرُ إِلَيْهِ الْمَرْوِيُّ فِي الْمَرْفُوعِ: "إِنْ حُدِّثْتَ

(8)

أَنَّ رَجُلًا تَحَوَّلَ عَنْ طِبَاعِهِ فَلا

(1)

في إحدى نسخ الكامل: استصانوا.

(2)

في أ: إليها، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

ساقط من ز.

(4)

نسب الغزالي هذا النظم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. انظر: الغزالي، إحياء، ص 110. ولم أجده في "ديوان علي" ط يوسف فرحات. وقد ورد النظم في أ، وفي الكامل، 1/ 10.

(5)

في الكامل: رأيت.

(6)

في ب: يكن.

(7)

في أ: ثابتًا، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: الكامل.

(8)

في أ: حَدَثَ، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 130

تُصَدِّقْ"

(1)

.

وَمِنْهَا: مَا يَتَجَمَّلُ بِهِ الإِنْسَانُ فِي الْمَجَالِسِ وَالْمَحَافِلِ، مِنْ ذِكْرِ شَيْءٍ مِنْ مَعَارِفِهَا، وَنَقْلِ طَرِيفَةٍ مِنْ طَرَائِفِهَا

(2)

فَتَرَى الْأَسْمَاعَ مُصْغِيَةً إِلَيْهِ، وَالْوُجُوهَ مُقْبِلَةً عَلَيْهِ، وَالقُلُوبَ مُتَأَمِّلَةً مَا يُورِدُهُ ويُصْدِرُهُ، مُسْتَحْسِنَةً مَا يَذْكُرُهُ.

وَأَمَّا الأُخْرَوِيَّةُ: فَمِنْهَا أَنَّ الْعَاقِلَ اللَّبِيبَ إِذَا تَفَكَّرَ فِيهَا، وَرَأَى تَقَلُّبَ الدُّنْيَا بِأَهَالِيهَا

(3)

وَتَتَابُعَ نَكَبَاتِهَا إِلَى أَعْيَانِ قَاطِنِيهَا، وَأَنَّهَا سَلَبَتْ نُفُوسَهُمْ وَذَخَائِرَهُمْ، وَأَعْدَمَتْ أَصَاغِرَهُمْ وَأَكَابِرَهُمْ، فَلَمْ تُبْقِ عَلَى جَلِيلٍ وَلَا حَقِيرٍ، وَلَمْ يَسْلَمْ مِنْ نَكَدِهَا غَنِيٌّ وَلَا فَقِيرٌ، زَهِدَ فِيهَا، وَأَعْرَضَ عَنْهَا، وَأَقْبلَ عَلَى التَّزَوُّدِ لِلآخِرَةِ مِنْهَا، وَرَغِبَ فِي دَارٍ تَنَزَّهَتْ عَنْ هَذِهِ الْخَصَائِصِ، وَسَلِمَ أَهْلُهَا مِنْ هَذِهِ النَّقَائِصِ.

وَلَعَلَّ قَائِلًا يَقُولُ: مَا نَرَى نَاظِرًا فِيهَا زَهِدَ فِي الدُّنْيَا وَأَقْبَلَ عَلَى الآخِرَةِ، وَرَغِبَ فِي دَرَجَاتِهَا العُلْيَا الْفَاخِرَةِ!

فَيَا لَيْتَ شِعْرِي؛ كَمْ رَأَى هَذَا الْقَائِلُ قَارِئًا لِلْقُرْآنِ الْعَزِيزِ، الَّذِي هُوَ سَيِّدُ الْمَوَاعِظِ وَأَفْصَحُ الْكَلَامِ، يُطْلَبُ بِهِ اليَسِيرُ مِنْ هَذَا الْحُطَامِ! فَإِنَّ الْقُلُوبَ مُولَعَةٌ بِحُبِّ الْعَاجِلِ.

وَمِنْهَا: التَّخَلُّقُ بِالصَّبْرِ وَالتَّأَسِّي، وَهُمَا مِنْ مَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ، فَإِنَّ العَاقِلَ إِذَا رَأَى أَنَّ شَرَّ الدُّنْيَا لَمْ يَسْلَمْ مِنْهُ نَبِيٌّ مُكَرَّمٌ، وَلَا مَلِكٌ مُعَظَّمٌ، بَلْ وَلَا وَاحِدٌ مِنَ

(1)

ضعيف. أخرجه أحمد في "المسند"(27499) عن أبي الدرداء مرفوعًا بلفظ مقارب. وضعفه الهيثمي والسخاوي والألباني. انظر: السخاوي، المقاصد الحسنة، ص 160؛ الألباني، الضعيفة، رقم:135.

(2)

في أ، ب: طريقة من طرائقها. والمثبت من ق، ز، ومن: الكامل.

(3)

في أ: بأهلها، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 131

البَشَرِ، عَلِمَ أَنَّهُ يُصِيبَهُ مَا أَصَابَهُمْ، وَيَنُوبُهُ مَا نَابَهُمْ.

وَهَلْ أَنَا إِلَّا مِنْ غَزِيَّةَ إِنْ غَوَتْ

غَويْتُ وَإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدِ

(1)

وَلِهَذِهِ الْحِكْمَةِ وَرَدَتِ الْقَصَصُ فِي القُرْآنِ الْمَجِيدِ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)} [ق: 37].

فَإِنْ ظَنَّ هَذَا الْقَائِلُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَرَادَ بِذِكْرِ الْحِكَايَاتِ الْإِسْمَارَ، فَقَدْ تَمَسَّكَ مِنْ أَقْوَالِ أَهْلِ الزَّيغِ الَّذِينَ عَلَى شَفَا جُرْفٍ هَارٍ بِمُحْكَمِ سَبَبِهَا، حَيْثُ قَالُوا: هَذِهِ {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا} [الفرقان: 5].

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ابْنُ خَمِيسٍ فِي مُقَدِّمَةِ "تَارِيخُ مَالَقَةَ"

(2)

:

"إِنَّ أَحْسَنَ مَا يَجِبُ أَنْ يُعْتَنَى بِهِ، وَيُلَمَّ بِجَانِبِهِ، بَعْدَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، مَعْرِفَةُ الْأَخْبَارِ، وَتَقْيِيدُ الْمَنَاقِبِ وَالآثَارِ؛ فَفِيهَا تَذْكِرَةٌ بِتَقَلُّبِ الدَّهْرِ بِأَبْنَائِهِ

(3)

وَإِعْلَامٌ بِمَا طَرَأَ فِي سَالِفِ الْأَزْمَانِ مِنْ عَجَائِبِهِ وَأَنْبَائِهِ، وَتَنْبِيهٌ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ الَّذِينَ

(4)

يَجِبُ أَنْ تُتَّبَعَ آثَارُهُمْ، وَتُدَّونَ مَنَاقِبُهُمْ وَأَخْبَارُهُمْ؛ لِيَكُونُوا كَأَنَّهُمْ مَاثِلُونَ بَيْنَ عَيْنَيكَ مَعَ الرِّجَالِ، وَمُتَصَرِّفُونَ وَمُخَاطِبُونَ لَكَ فِي كُلِّ حَالٍ، وَمَعْرُوفُونَ بِمَا هُمْ بِهِ مُتَصِفُّونَ، فَيَتْلُو

(5)

سُوَرَهُمْ مَنْ لَمْ يُعَايَنْ صُوَرَهُمْ، وَيُشَاهِدُ مَحَاسِنَهُمْ مَنْ لَمْ يَعْطِهِ السِّنُّ أَنْ يُعَايِنَهُمْ، فَيَعْرِفُ بِذَلِكَ مَرَاتِبَهُمْ وَمَنَاصِبَهُمْ، وَيَعْلَمُ الْمُتَصَرِّفَ مِنْهُمْ فِي الْمَنْقُولِ وَالْمَفْهُومِ،

(1)

هذا البيت المشهور لدُريد بن الصِّمَّة. انظر: ديوانه، ص 47.

(2)

طُبع بعنوان: أدباء مالقة، وحققه صلاح جَرَّار. أما مقدمة ابن خميس المذكورة فقال المحقق عنها ص 26: "ولكن هذه المقدمة غير موجودة في النسخة الخطية

". لذا قام المحقق بإثبات نقل السخاوي بتقديمه للكتاب.

(3)

في أ: بأنيابه، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ.

(4)

في ب: الذي.

(5)

في أ، ب: فيتلوا، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 132

وَالْمُتَمَيِّزَ فِي الْمَحْسُوسِ وَالْمَرْسُومِ

(1)

وَيَتَحَقَّقُ مِنْهُمْ مَنْ كَسَتْهُ الآدَابُ حُلِيَّهَا، وَأَرْضَعَتْهُ الرِّيَاسَةُ ثَدْيَهَا، فَيَجِدُّ فِي الطَّلَبِ لِيَلْحَقَ بِهِمْ وَيتَمَسَّكَ بِسَبَبِهِمْ".

وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ (عَبْدِ)

(2)

الْمُنْعِمِ، ابْنُ أَبِي الدَّمِ، الْفَقِيهُ الْقَاضِي الْحَمَويُّ الشَّافِعِيُّ:

"إِنَّمَا الفَائِدَةُ فِي التَّارِيخِ الْإِسْلَامِيِّ، مَعَ قُرْبِهِ مِنَ الصِّحَّةِ، ذِكْرُهُ لِعُلَمَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ، وَذِكْرُ مَحَاسِنِهِمْ، وَعُلُومِهِمْ، وَمَوَاعِظِهِمْ، وَحِكَمِهِمْ، وَسِيَرِهِمْ الَّتِي يَسْتَدِلُّ الْعَامِلُ بِهَا فِي أُمُورِهِ وَيَتَدَبَّرُهَا وَيَتَفَكَّرُ فِيهَا، فَيَنْتَفِعُ بِمَا قَالُوهُ وَعَانُوهُ

(3)

وَمَا يُنْقَلُ عَنْهُمْ مِنَ الْمَحَاسِنِ دُنْيَا وَأَخْرَى" [إِلَى]

(4)

أَنْ قَالَ: "وَإِنْ كَانَ هَذَا الْعِلْمُ كَالْعِلَاوَةِ عَلَى مَا نَعْتَمِدُهُ

(5)

مِنَ العُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ، وَنَتَوَخَّاهُ مِنَ الْفُنُونِ السَّمْعِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّةِ"

(6)

.

وَقَالَ الشَّمْسُ أَبُو الْمُظَفَّرِ يُوسُفُ بْنُ قُزْغُلِي

(7)

الْحَنَفِيُّ، سِبْطُ ابْنِ الْجَوْزِيِّ:

(1)

في أ: الرسوم، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

ساقط من ز.

(3)

في أ: عابوه، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

في ب: ما نعهده.

(6)

لم أجد النص في: التاريخ المظفري لابن أبي الدم، بتحقيق حامد زيان، نشر: دار الثقافة، مصر، 1989 م، والكتاب المطبوع يبدأ من البعثة النبوية إلى نهاية الأموية. فالظاهر -النص- في الأجزاء الأخرى التي لم تطبع، أو في كتابٍ آخر له.

(7)

في ب: قزعلى، وفي باقي النسخ: فرغلي، وهو تصحيف، والتصويب من مصادر ترجمته. انظر: الذهبي، سير، 23/ 297. وقال الزركلي:"قزأوغلي. . . لفظ تركي، ترجمته الحرفية "ابن البنت" أي "السبط" وفي الكُتّاب من يحذف الألف والواو تخفيفًا فيكتبها "قزغلي".

". انظر: الزركلي، الأعلام، 8/ 246.

ص: 133

"إِنَّ الْفِطَرَ السَّلِيمَةَ، وَالْفِكَرَ الْمُسْتَقِيمَةَ، تَسْتَشْرِفُ إِلَى مَعْرِفَةِ الْبِدَايَاتِ، وَتَشْرَئِبُّ إِلَى إِدْرَاكِ الْمُنْشَآتِ، وَمَنْ تَدَبَّرَ مَجَارِي الْأَقْدَارِ وَمَسَارِي

(1)

اللَّيْل وَالنَّهَارِ، صَارَ كَأَنَّهُ عَاصَرَ تِلْكَ العُصُورَ، وَبَاشَرَ تِلْكَ الأُمُورَ، وَإِلَيْهِ وَقَعَتِ الْإِشَارَةُ الإِلَهِيَّةُ وَالأَمَارَةُ الرَبَّانِيَّةُ إِلَى (سَيِّدِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ)

(2)

بِقَوْلِهِ تَعَالَى، وَهُوَ أَصْدَقُ القَائِلِينَ:{وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)} [هود: 120] وَقَالَ سُبْحَانَهُ فِي كِتَابِهِ المَجِيدِ: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100)} [هود: 100] فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ، وَآيَاتٍ عَزِيزَةٍ

(3)

.

فَاللهُ تَعَالَى مَنَّ عَلَى نَبِيِّهِ عليه الصلاة والسلام بِمَا قَصَّ (عَلَيْهِ)

(4)

مِنْ أَخْبَارِ الْأُمَمِ فِي سَالِفِ الدُّهُورِ وَالْأَعْوَامِ. وَمَقَاصِدُ النَّاسِ فِي ذَلِكَ تَخْتَلِفُ عَلَى مَا قَدْ أُلِفَ، مِنْهُمْ مَنْ يُؤْثِرُ مُطَالَعَةَ سِيَرِ الْقُدَمَاءِ وَالحُكَمَاءِ، أَوْ يَمِيلُ إِلَى سَمَاعِ أَنْبَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْخُلَفَاءِ، وَالْمُلُوكِ وَالْوُزَرَاءِ، وَالْأُدَبَاءِ وَالشُّعَرَاءِ، أَوْ يَخْتَارُ النَّظَرَ فِي سِيَرِ الْفُضَلَاءِ، وَالزُّهَّادِ، وَالصُّلَحَاءِ، وَالْعُبَّادِ، أَوْ مَقْصُودُهُ الوُقُوفُ عَلَى سِيرَةِ حَازِمٍ لِيَسْتَفِيدَ مِنْهَا حُسْنَ التَّدْبِيرِ، أَوْ عَلَى آثَارِ مُقَصِّرٍ لِيَحْذَرَ مِنْ مِثْلِهَا كُلُّ التَّحْذِيرِ. وَهَذَا حَرْفُ المَسْأَلَةِ فِي مَعْرِفَةِ السِّيَرِ لِمَنْ فَهِمَ (الْمَعْنَى)

(5)

وخَبَرَ الْخَبَرَ".

قَالَ: "وَلَمَّا كَانَ الغَالِبُ عَلَى التَّوَارِيخِ جَمْعَ الْغَثِّ وَالسَّمِينِ، وَالْوَاهِي

(1)

في أ: مباري، وفي باقي النسخ: مبادئ، وهو تحريف، والتصويب من: مرآة الزمان.

(2)

ليست في: مرآة الزمان؛ لكن فيها: "إلى مَنْ رَبَانيَّةً"، قال المحققُ إحسان عباس في تعليقه:"يبدو أن هذه العبارة غمضت على السخاوي فكتب بدلها: "إلى سيد الأولين والآخرين".

(3)

في باقي النسخ: غزيرة.

(4)

ساقط من ز.

(5)

ساقط من ب.

ص: 134

وَالْمَتِينِ، وَالتِّكرَارَ الْخَالِيَ عَنِ الفَوَائِدِ وَالْفَرَائِدِ الَّتِي يَعْجِزُ عَن جَمْعِهَا أَلْفُ رَائِدٍ، اسْتَخَرْتُ اللهَ

" إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ

(1)

.

وَقَالَ الْمُحْيَوِيُّ أَبُو زَكرِيَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ فِي أَوَّلِ "طَبَقَاتُ الفُقَهَاءِ"

(2)

الَّتِي بَيَّضَهَا مِنْ كِتَابِ ابْنِ الصَّلَاحِ، وَهِيَ عَلَى الْحُرُوفِ:

"إِنَّ مَعْرِفَةَ الْإِنْسَانِ بِأَحْوَالِ الْعُلَمَاءِ رِفْعَةٌ وَزينٌ، وَإِنَّ جَهْلَ طَلَبَةِ الْعِلْمِ وَأَهْلِهِ بِهِمْ لَوَصْمَةٌ وَشَيْنٌ، وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْأَيْقَاظُ أَنَّ الْعِلْمَ بِذَلِكَ جَمُّ الْمَصَالِحِ وَالْمَرَاشِدِ، وَأَنَّ الْجَهْلَ بِهَا إِحْدَى جَوَالِبِ الْمَنَاقِصِ وَالمَفَاسِدِ؛ مِنْ حَيْثُ كَوْنُهُمْ حَفَظَةَ الدِّينِ الَّذِي هُوَ أُسُّ السَّعَادَةِ البَاقِيَةِ، وَنَقَلَةَ الْعِلْمِ الَّذِي هُوَ الْمِرْقَاةُ إِلَى الرُّتَبِ الْعَالِيةِ، فَكَمَالُ أَحَدِهِمْ (يُكْسِبُ مَؤَدَّاهُ)

(3)

مِنَ الْعِلْمِ كَمَالًا، وَاخْتِلَالُهَا يُورِثُهُ خَلَلًا وَخَبَالًا، وَفِي الْمَعْرِفَةِ بِهِمْ مَعْرِفَةُ مَنْ هُوَ أَحْقُّ بِالاقْتِدَاءِ وَبِالاقْتِفَاءِ، وَالْجَاهِلُ بِهِمْ مِنْ مُقْتَبِسَةِ الْعِلْمِ مَسْؤُولٌ عَنْ حَالِهِمْ

(4)

عِنْدَ اخْتِلَافِهِمْ مِنَ الغَثِّ وَالسَّمِينِ، غَيْرَ مُمَيَّزٍ بَيْنَ الرَّتَبِ وَالدَّرِينِ

(5)

.

(1)

انظر: سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان في تاريخ الأعيان، 1/ 39 - 40.

(2)

انظر: 1/ 74 - 76.

(3)

في ب: بكسب مواده، قال محقق الطبقات محيي الدين علي: "في هامش (أ) تعليق هذا نصه: (مؤداه: يعني العلم الذي نقله فحمله إلينا، فرواه وأدّاه، وقوله: اختلالها، يعني اختلال العلماء يورث خللًا وخبالًا، أي فسادًا، فإنه يفسد بفساد العلماء). قُلْتُ: كذا قال، وفيه نظر

". انظر تعليق المحقق على الطبقات، 1/ 74.

(4)

في الطبقات: مُسوٍّ لا محالة.

(5)

الرتب هي: الصخور المتقاربة، وقيل: ما أشرف من الأرض. والدرين: يبيس الحشيش وكل حطام من حمض وشجر. انظر: لسان العرب، 1/ 410 (مادة: رتب)، 13/ 153 (مادة: درن). وفي الطبقات: الرث والوزين.

ص: 135

وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ مُسْلِمٍ صَاحِبِ "الصَّحِيحِ" أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يَجِبُ عَلَى مُبْتَغِي الْعِلْمِ وَطَالِبِيهِ أَنْ يَعْرِفَ مَقْدَارَ مَرَاتِبِ الْعُلَمَاءِ فِي الْعِلْمِ، وَرُجْحَانَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ؛ لِأَنَّ الْمَعْرِفَةَ بِالْخَوَاصِّ آصِرَةٌ ونَسَبٌ، وَهِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَصْلَةٌ إِلَى شَفَاعَتِهِمْ وَسَبَبٌ، وَلِأَنَّ الْعَالِمَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مُقْتَبِسِ

(1)

عِلْمِهِ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ، بَلْ أَفْضَلُ، وَإِذَا كَانَ جَاهِلًا بِهِ فَهُوَ كَالْجَاهِلِ بِوَالِدِهِ

(2)

بَلْ أَضَلُّ".

وَلَعَمْرِي [إِنَّ]

(3)

مَنْ يُسْأَلُ مِنَ الْفُقَهَاءِ عَنِ الْمُزَنِيِّ وَالْغَزَالِيِّ مَثَلًا، فَلَا يَهْتَدِي إِلَى بُعْدِ مَا بَيْنَهُمَا مِنَ الزَّمَانِ وَالْمَنْزِلَةِ، لَمَنْسُوبٌ مِنَ الْقُصُورِ إِلَى مَا يَسُوؤُهُ، وَمِنَ النَّقْصِ إِلَى مَا يَهِيضُهُ.

وَلَقَدْ قَامَ أَهْلُ الْحَدِيثِ فِي رُوَاتِهِ بِحَقِّ هَذَا الشَّأْنِ، فِيمَا أَوْدَعُوهُ فِي كُتُبِهِمْ فِي الْجَرْحِ

(4)

وَالتَّعْدِيلِ، وَفِيمَا دَوَّنُوهُ

(5)

فَي مُؤَلَّفَاتِهِم المَوْسُومَةِ بِالتَّوَارِيخِ

(6)

.

وَأَمَّا الْفُقَهَاءُ فَإِنَّهُمْ أَضَاعُوهُ، فَضَاعَ مَا اخْتُصُّوا

(7)

بِإِدْرَاكِهِ مِنْ تَفَاوُتِ مَرَاتِبِ أَئِمَّتِهِمْ فِي التَّحْقِيقِ، وَاخْتِلَافِ خُصُوصِهِمْ

(8)

مِنَ العِلْمِ بِتَوْفِيقٍ.

وَلَمْ أَزَلْ مُنْذُ زَمَنِ الْحَدَاثَةِ ذَا عِنَايَةٍ بِهَذَا الشَّأْنِ، أَتَطَلَّبُهُ

(9)

مِنْ مَظَانِّهِ وَغَيْرِ مَظَانِّهِ،

(1)

في ب، ق، ز: مكتسب.

(2)

في أ، ب: بوالد، والمثبت من باقي النسخ، ومن الطبقات.

(3)

زيادة من: الطبقات.

(4)

في ب، والطبقات: التجريح.

(5)

في أ: دونه، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الطبقات.

(6)

في ب: بالتاريخ.

(7)

في أ: ما خلصوا، والمثبت من باقي النسخ، ومن الطبقات.

(8)

في الطبقات: حظوظهم.

(9)

في ق، ز: أطلبه.

ص: 136

وَأَصِيدُ أَوَابِدَهُ، وَأُقَيِّدُ شَوَارِدَهُ، وَأُتْبِعُهُ بِمَا صَنَّفَهُ أَهْلُ الْحَدِيثِ فِي تَوَارِيخِ أُمَّهَاتِ الْأَمْصَارِ شَرْقًا وَغَرْبًا، الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى التَّعْرِيفِ بِخَوَاصِّ أَهْلِهَا وَوَارِدِيهَا، وَمِنْ مَعَاجِمَ كَثِيرَةٍ فِي أَسْمَاءِ شُيُوخِهِمْ، وَفَهَارِسَ وَتَوَارِيخَ

(1)

لَهُمْ قَلِيلَةٍ، وَمِنْ مُؤَلَّفَاتٍ فِي ذِكْرِ الفُقَهَاءِ [ألَّفَهَا]

(2)

شِرْذِمَةٌ قَلِيلَةٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ، قَلِيلَةُ الْمَضْمُونِ وَالْمَحْصُولِ، غَيْرُ قَلِيلٍ مَا فِيهَا مِمَّا لَا يَصِحُّ أَوْ (لَا)

(3)

يُوثَقُ بِهِ مِنَ الْمَنْقُولِ، وَمِمَّا عُنِيتُ بِهِ مِنْ مُصَنَّفَاتِ الْفِقْهِ الْمَبْسُوطَةِ، وَمِمَّا لَا أُحْصِيهِ مِنْ زَوَايَا وَخَبَايَا، وَبَقَايَا وَخَفَايَا" إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ.

* * *

(1)

في أ، ب: وتاريخ، وفي إحدى نسخ الطبقات: تخاريج، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

زيادة من: الطبقات.

(3)

ساقط من ب.

ص: 137

[زِيارَةُ الأَوْلِيَاءِ وتَرْجَمَتُهُمْ]

(1)

وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْمَيُورَقِيُّ

(2)

فِي "أَعْمَالُ الاحْتِمَالِ"

(3)

وَأَظُنُّهُ اسْمَ كِتَابٍ مِنْ كُتُبٍ [فِي]

(4)

التَّارِيخِ:

" (وَلِيًّا لِلَّهِ)

(5)

حُبًّا فِيهِ لِلَّه تَعَالَى كَانَ مَعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي دَرَجَتِهِ، وَمَنْ طَالَعَ اسْمَهُ فِي التَّارِيخِ حُبًّا لَهُ كَانَ كَمَنْ زَارَهُ، وَمَنْ زَارَ وَلِيًّا لِلَّهِ غَفَرَ اللهُ لَهُ جَمِيعَ ذُنُوبِهِ، مَا لَمْ يُؤْذِهِ بِزِيَارَتِهِ، أَوْ يُؤْذِ بِسَبَبِ زِيَارَتِهِ لَهُ مُسْلِمًا فِي طَرِيقِ إِتْيَانِهِ، فَالْأَذَى مُبْطَلٌ".

وَقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِهِ"

(6)

.

وَ"المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ"

(7)

.

وَ"مَنْ أَحَبَّ قَوْمًا حُشِرَ مَعَهُمْ"

(8)

.

(1)

في هامش ب.

(2)

في ب: الميوروقي، وهي نسبة إلى مَيُورقة، وهي جزيرة في شرقي الأندلس. انظر: الحموي، معجم البلدان، 5/ 246، والمشار إليه هو: العَبْدري الأندلسي، فقيه مالكي (ت حوالى 678 هـ). انظر: ابن فهد، إتحاف الورى، 3/ 112.

(3)

لم أجد عنه شيئًا.

(4)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

في أ: ولي الله، والمثبت من باقي النسخ، والعبارة مضطربة السياق، وكأن بداية العبارة كذا: من زار وليًّا لله. . إلخ.

(6)

ضعيف. انظر: الألباني، ضعيف الجامع، رقم:5341.

(7)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(6168 و 6169)، ومسلم في "صحيحه"(2640) عن ابن مسعود وغيره في مواضع أخرى من "الصحيحين" مرفوعًا.

(8)

موضوع. أخرجه ابن عدي في "كامله"(1/ 303) وغيره عن جابر مرفوعًا بلفظ مقارب ومُطوَّلًا. انظر: الألباني، الضعيفة، رقم:4536.

ص: 138

وَرِّخْهُمْ تَحْظَ بَأَجْرٍ وَافِرٍ

إِذْ ذِكْرُهُمْ دِينٌ وَتَقْوَى وَاعْتِصَامُ

الحُبُّ فِي المَوْلَى مُلَائِمُ سَعْدِنَا

وَالبُغْضُ فَيهِ مَحَكُّ أَحْكَامِ الأَنَامِ

وَعَنْهُ أَيْضًا: "مَنْ وَرَّخَ مُؤْمِنًا فَكَأَنَّمَا أَحْيَاهُ، وَمَنْ قَرَأَ تَارِيخَهُ فَكَأَنَّمَا زَارَهُ، وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا، وَمَنْ زَارَ [وَلِيَّ]

(1)

اللهِ فَقَدِ اسْتَوْجَبَ رِضْوَانَ الله فِي خُرْفَةِ

(2)

الجَنَّةِ، وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ".

وَعَنْهُ أَيْضًا: "ذِكْرُ الصَّالِحِينَ مِنَ الْأَمْوَاتِ رَحْمَةُ الْأَحْيَاءِ مِنْ أَهْلِ الْمَوَدَّاتِ، وَيُرْجَى لِمَنْ وَرَّخَ جَمَاعَةً أَنْ يَشْفَعَ السَّعِيدُ مِنْهُمْ فِي الشَّقِيِّ".

وَفِي الْخَبَرِ: "لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا نَوَى، وَالْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ"

(3)

.

وَفِي لَفْظٍ: "إِذَا ذُكِرَ اللهُ نَزَلَ الرِّضْوَانُ، وَإِذَا ذُكِرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَتِ الْمَحَبَّةُ، (وَإِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ نَزَلَتِ الرَّحْمَةُ)

(4)

وَهُمْ فِي السَّعَادَةِ جُلَسَاءُ مَنْ ذَكَرَهُمْ (وَمَنْ أَحَبَّ شَيْئًا أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِهِ، وَالْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ، وَلَهُ مَا نَوَى)

(5)

"

(6)

.

(1)

ليست في أ، والمثبت من باقي النسخ. والشطر الأول من هذا القول رفعه حاجي للنبي صلى الله عليه وسلم وهو مما لا أصل له. انظر: كشف، 1/ 3.

(2)

في باقي النسخ: غرف.

(3)

حديث مشهور أخرجه البخاري في "صحيحه"(1 ومواضع أخرى)، ومسلم في "صحيحه"(1907) عن عمر بن الخطاب مرفوعًا.

(4)

لا أصل له. قال الشوكانيُّ: "حديث: إنها تنزل الرحمة عند ذكر الصالحين"، قال العراقي وابنُ حجر:"لا أصل له". انظر: الشوكاني، الفوائد المجموعة، ص 231. لكن هو كلام لبعض السلف، فلقد أخرجه الثعلبيُّ في "قتلى القرآن" ص 55، بإسناده عن وكيع بن الجراح، ونسبه السخاوي، كما سيرد، لسفيان بن عُيينة.

(5)

سبق تخريجه.

(6)

الظاهر -إلى هُنا- ينتهى النقل من: أعمال الاحتمال للميورقي.

ص: 139

وَقَالَ التَّاجُ أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ أَنْجَبَ الْخَازِنُ

(1)

:

"أَرْوَحُ الْأَشْيَاءِ لِلْخَاطِرِ الْمَتْعُوبِ مُطَالَعَةً وَسَمَاعًا، وَأَنْفَى لِطَرْدِ الْهَمِّ الْمَجْلُوبِ فَائِدَةً وَانْتِفَاعًا، وَأَحْسَنُ الْأَسْمَارِ، وَأَطْيبُ

(2)

الْأَخْبَارِ مَا حَصَلَ بِهِ مَوْعِظَةٌ وَاعْتِبَارٌ، وَهُوَ عِلْمُ التَّوَارِيخِ وَالأَخْبَارِ. وَمِنْهُ أَيْضًا يُعْلَمُ تَقَلُّبُ الدُّوَلِ وَسُرْعَةُ انْتِقَالِهَا، وَتَصَرُّمُ

(3)

الْأَحْوَالِ بِانْقِضَائِهَا وَزَوَالِهَا".

وَقَالَ فِي كِتَابِهِ "أَخْبَارُ الْوُزَرَاءِ فِي دُوَلِ

(4)

الأَئِمَّةِ الخُلَفَاءِ"

(5)

:

"أَنَّهُ رَأَى ذَلِكَ أَوْفَى مُصَنَّفَاتِ التَّوَارِيخِ فَائِدَةً، وَأَكْثَرَهَا عَائِدَةً، وَأَجَلَّهَا

(6)

أَثَرًا، وَأَطْيَبَهَا خَبَرًا، وَأَحْسَنَهَا سَمَرًا، وَأَحْلَاهَا ثَمَرًا؛ لِأَنَّ فِيهَا مَا يَبْعَثُ عَلَى اجْتِلَابِ الْفَضَائِلِ، وَاجْتِنَابِ الرَّذَائِلِ

(7)

. وَفِي مَصَارِعِ الْأَعْيَانِ، وَمَنْ سَاعَدَهُ الزَّمَانُ وَمَلَكَ الْبَيَانَ

(8)

اعْتِبَارًا لِمَنِ اعْتَبَرَ، وَتَجْرِبَةً لِمَنْ تَفَكَّرَ؛ إِذِ اللَّبِيبُ يَرَى مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ فَيَسْتَحْسِنُهَا، وَرَذَائِلَ الْأَفْعَالِ فَيَسْتَهْجِنُهَا، وَعَوَائِدَ الْخَيْرِ فَيَطْلُبُهَا، وَعَوَاقِبَ الشَّرِّ فَيَجْتَنِبُهَا.

(1)

هذا النص لم أجده في الجزء المطبوع من: تاريخه، وهو الجزء التاسع، طُبع أخيرًا بتحقيق: محمد القدحات، نشر: دار الفاروق، عَمّان. فالظاهر أنه في مقدمة الكتاب المفقودة، أو في كتاب آخر له.

(2)

في ب: وأطنب.

(3)

في ب: تعرف، وفي ق، ز: تصرف.

(4)

في ب: دولة.

(5)

انظر: الذهبي، تاريخ، 15/ 280.

(6)

في أ: وأجملها، والمثبت من باقي النسخ.

(7)

في أ: الدزائل، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ.

(8)

في باقي النسخ: البنيان.

ص: 140

وَمَازَالَ أَرْبَابُ الْهِمَمِ الْعَلِيَّةِ وَالنُّفُوسِ الْأَبِيَّةِ يَتَطَلَّعُونَ إِلَى مَحَاسِنِ الْأَخْبَارِ؛ لِيَجْعَلُوهَا لِقَاحًا لِأَفْهَامِهِمْ، وَصِقَالًا لِأَذْهَانِهِمْ، وَتَذْكِرَةً لِقُلُوبِهِمْ، وَرِيَاضَةً لِعُقُولِهِمْ.

ثُمَّ إِنَّ تَأَمُّلَ ذَلِكَ يَبْعَثُ عَلَى التَّوْحِيدِ وَالِاعْتِرَافِ بِوَحْدَانِيَّةِ الْبَارِئِ جل جلاله إِذْ فِي تَدَبُّرِ مَجَارِي الْأَقْدَارِ، وَتَقَلُّبِ الْأَدْوَارِ، وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَتَوَالِي الْأُمَمِ وَتَعَاقُبِهَا، وَتَدَاوُلِ

(1)

الدُّوَلِ وَتَنَاوُبِهَا

(2)

عِظَةٌ لِلْمُتَّعِظِينَ وَتَنْبِيهٌ لِلْغَافِلِينَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:{وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140] وَلَو لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ إِلَّا مَا يَنْتَفِعُ بِهِ الْمُعْتَبِرُ، مِنْ قِلَّةِ الثِّقَةِ بِالدُّنْيَا الْفَانِيَةِ، وَكَثْرَةِ الرَّغْبَةِ فِي الْآخِرَةِ الْبَاقِيَةِ، لَكَفَى مَا تَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ البَصِيرَةُ مِنْ جَمِيلِ الْأَفْعَالِ، وَتَحثُّ

(3)

عَلِيهِ مِنْ مَصَالِحَ الأَعْمَالِ".

وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ الْقَيْرَوَانِيُّ فِي "تَارِيخِهَا"

(4)

"إِنَّهُ اقْتَصَرَ مِنْهُمْ عَلَى أَهْلِ العِلْمِ وَالدِّينِ وَعِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ؛ لِكَوْنِهِ

(5)

أَلْيَقَ وَأَجْمَلَ، وَأَشْرَفَ وَأَكْمَلَ، وَأَسْبَقَ إِلَى الْأَجْرِ الْجَلِيلِ وَالثَّوَابِ الْحَفِيلِ؛ لِمَا فِي ذِكْرِهِمْ مِنَ اسْتِنْزَالِ الْبَرَكَاتِ الْجَمَّةِ، وَاسْتِجْلَابِ الْقُرَبِ الْمُلِمَّةِ (فَعِنْدَ ذِكْرِ الصَّالِحِينَ تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ)

(6)

".

وَقَالَ الْبَهَاءُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْجَنَدِيُّ مَا أَدْرَجْنَاهُ فِي

(1)

في أ، ب: تدول، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

في باقي النسخ: تناوئها.

(3)

في أ: يحث، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

لم أقف عليه.

(5)

في باقي النسخ: وذلك.

(6)

سبق تخريجه.

ص: 141

حِكَايَةِ كَلَامِ ابْنِ جَرِيرٍ الْمَاضِي

(1)

.

وَقَالَ العَلَمُ أَبُو مُحَمَّدٍ القَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ البِرْزَالِيُّ

(2)

:

"هُوَ مِنْ أَحْسَنِ الْعُلُومِ وَأَشْهَاهَا، وَأَجَلِّ الْفَوَائِدِ وَأَبْهَاهَا، وَأَكْمَلِ الْمُحَاضَرَاتِ وَأَزْهَاهَا؛ لِأَنَّهُ سَبِيلٌ إِلَى الاِعْتِبَارِ، وَمِنْهَاجٌ يُعِينُ عَلَى الاِسْتِبْصَارِ، وَتُحْفَةٌ تُرِيكَ مَنْ مَضَى مِنَ الْأُمَمِ عَيَانًا، وَنُزْهَةٌ تَشْرَحُ لِلْمُطَالِعِ فِيهِ قَلْبًا، وَتَبْسُطُ لَهُ لِسَانًا".

وَقَالَ الْكَمَالُ جَعْفَر الأُدْفُوِيُّ فِي مُقَدِّمَةِ "الطَّالِعُ السَّعِيدُ"

(3)

:

"هُوَ فَنٌّ يُحْتَاجُ

(4)

إِلَيْهِ، وَتُشَدُّ يَدُ

(5)

الضَّنَانَةِ عَلَيْهِ؛ إِذْ بِهِ يَعْرِفُ

(6)

الخَلَفُ أَحْوَالَ السَّلَفِ، وَيَتَمَيَّزُ

(7)

مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَحِقُّ التَّعْظِيمَ وَالتَّبْجِيلَ مِمَّنْ هُوَ أَهْوَنُ مِنَ النَّقِيرِ وَأَحْقَرُ مِنَ الْفَتِيلِ، وَمَنْ وُسِمَ مِنْهُمْ بِالْجَرْحِ أَوْ بِالتَّعْدِيلِ، وَمَا سَلَكُوهُ

(8)

مِنَ الطَّرَائِقِ، وَاتَّصَفُوا بِهِ مِنَ الْخَلَائِقِ، وَأَبْرَزُوهُ

(9)

مِنَ الْحَقَائِقِ لِلْخَلَائِقِ.

وَهُوَ أَيْضًا مِنْ أَقْوَى الْأَسْبَابِ فِي حِفْظِ الْأَنْسَابِ أَنْ تَنْسَابَ، وَقَدْ وَضَعَ فِيهِ السَّادَةُ الْحُفَّاظُ، وَالْأَئِمَّةُ الْعُلَمَاءُ الْأَيْقَاظُ، كُتُبًا تُكَاثِرُ نُجُومَ السَّمَاءِ، ثُمَّ مِنْهُمْ بِيَقِينٍ مَنْ رَتَّبَ عَلَى السِّنِينَ، وَمِنْهُمْ مَنْ رَتَّبَ عَلَى الْأَسْمَاءِ؛ لِيَكُونَ أَسْنَى وَأَسْمَى، ثُمَّ

(1)

سبقت الإشارة إليه.

(2)

لم أجد النص.

(3)

انظر: ص 3.

(4)

في أ: محتاج، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

في ز: وتشديد، وهو تحريف.

(6)

في ب: تعرف.

(7)

في جميع النسخ: ويميزوا، وهو خطأ، والتصويب من: الطالع السعيد.

(8)

في الطالع السعيد: وما سلكوا.

(9)

في الطالع السعيد: وأبرزوا.

ص: 142

مِنْهُمْ مَنْ خَصَّ بَعْضَ الْبِلَادِ، وَمِنْهُمْ مَنْ عَمَّ كُلَّ قُطْرٍ وَنَادٍ

(1)

".

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَاعِدٍ ابْنُ الأكْفَانِيِّ، فِي "إِرْشَادُ الْقَاصِدِ إِلَى أَسْنَى الْمَقَاصِدِ"

(2)

وَهُوَ كِتَابٌ نَفِيسٌ، مَا نَصُّهُ:

"وَكُتُبُ التَّوَارِيخِ يُنْتَفَعُ بِهَا فِي الاطِّلَاعِ عَلَى أَخْبَارِ الْمُلُوكِ وَالْعُلَمَاءِ وَالْأَعْيَانِ، وَحَوَادِثِ الْحَدَثَانِ فِي الْمَاضِي مِنَ الزَّمَانِ، وَفِي ذَلِكَ تَرْوِيحٌ لِلْخَاطِرِ، وَعِبَرٌ لِأُولِي الْبَصَائِرِ. وَأَضْبَطُ التَّوَارِيخِ فِي زَمَانِنَا الَّذِي جَمَعَهُ ابْنُ الأَثِيرِ الْجَزَرِيُّ. وَقَد جُمِعَ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ بَيْنَ عُيُونِ الْأَخْبَارِ، وَمُسْتَحْسَنَاتِ الْأَشْعَارِ، فَجَاءَتْ حَسَنَةَ التَّأْلِيفِ كـ "التَّذْكِرَةُ الْحَمْدُونِيَّةُ"

(3)

وَ"رَيْحَانَةُ الْأَدَبِ" لِابْنِ سَعِيدٍ، وَ"العِقْدُ" لِابْنِ عَبْدِ رَبِّهِ، وَ"فَصْلُ الْخِطَابِ" لِلتِّيفَاشِيِّ

(4)

[وَ"نَثْرُ الدُّرَرِ" لِلآبِيِّ

(5)

] وَنَحْوِهَا".

بَلْ رَأَيْتُ مَنْ نَقَلَ

(6)

عَنْ ابْنِ الأَكْفَانِيِّ فِي كِتَابِهِ "الدُّرُّ النَّظِيمُ فِي العِلْمِ وَالتَّعْلِيمِ" مَا نَصُّهُ:

(1)

في الطالع السعيد: ووادٍ.

(2)

انظر: ص 101.

(3)

طبع بتحقيق إحسان عباس وزميله، نشر: دار صادر، 1996 م.

(4)

في أ، ب، ق: للسفاقسي، وهو تحريف، والتصويب من: ز، ومن: إرشاد القاصد، ومن: مصادر ترجمته. وانظر: ابن فرحون، الديباج المذهب، 1/ 216. وكتابه المشار إليه في 24 مجلدًا. انظر: حاجي، كشف، 2/ 1260؛ البغدادي، هدية العارفين، 5/ 94؛ كحالة، معجم المؤلفين، 1/ 326. ولقد هذّب الكتاب ابن منظور، وهو بعنوان: "سرور النفس بمدارك الحواس الخمس" طبع بتحقيق: إحسان عباس، نشر: المؤسسة العربية للدراسات، بيروت، ط 1، 1980 م.

(5)

في أ، ب، ق كذا: وهو درر اللآلي، وهو تحريف، والتصويب من: إرشاد القاصد ومن: مصادر ترجمته. وكتابه المشار إليه في 7 مجلدات. انظر حاجي، كشف، 2/ 1927؛ البغدادي، هدية العارفين، 6/ 473 وسيورده السخاوي لاحقًا.

(6)

يقصد ابن فهد في: الدر الكمين، 1/ 1.

ص: 143

"وَكُتُبُ التَّوَارِيخِ يُنْتَفَعُ بِهَا لِلاِطِّلَاعِ عَلَى أَخْبَارِ الْعُلَمَاءِ وَالْعُقَلَاءِ وَوَقَائِعِهِمْ، وَحَوَادِثِ الْحَدَثَانِ، وَسِيَرِ النَّاسِ، وَمَا أَبْقَى الدَّهْرُ مِنْ فَضَائِلِهِمْ وَرَذَائِلِهِمْ، بَعْدَ أَنْ أَبَادَهُمْ".

وسَمَّى

(1)

الْوَلِيُّ الشَّهِيرُ بِالْعَفِيفِ اليَافِعِيِّ تَارِيخَهُ الْمُرَتَّبِ عَلَى سِنِيِّ الْهِجْرَةِ: "مِرْآةُ الْجِنَانِ وَعِبْرَةُ

(2)

اليَقْظَانِ فِي مَعْرِفَةِ (مَا يُعْتَبَرُ بِهِ مِنْ)

(3)

حَوَادِثِ الزَّمَانِ وَتَقَلُّبِ أَحْوَالِ الْإِنْسَانِ، وَتَارِيخِ مَوْتِ بَعْضِ الْمَشْهُورِينَ الْأَعْيَانِ".

وَأَنْشَدَ فِي أَوَّلِهِ

(4)

:

أَيَا طَالبًا عِلْمَ التَوَارِيخِ لَمْ يُشَنْ

(5)

بِإِخْلَالِ تَفْرِيطِ وِإِمْلَالِ إِفْرَاطِ

تَلَقَّ كِتَابًا قَدْ أَتَى مُتَوَسِّطًا

وَخَيْرُ أُمُورٍ حَلَّ مِنْهَا بَأَوْسَاطِ

مُحَلَّى

(6)

بأشعارٍ زَهَتْ ونَوادِرَ

وما لاقَ من إثباتِ ذِكرٍ وإِسْقَاطِ

وَمِنْ دُرَرِ الأَلْفَاظِ غُرُّ مَعَانيَ

وَمِخْبَاتُ جَوْدَاتٍ

(7)

نَقَاوَةِ لَقَّاطِ

بِذَاكَ اعْتِبَارٌ وَاطِّلَاعُ مَطَالِعٍ

عَلَى عِلْمِ دَهْرٍ رَافِعِ الدَّهْرِ حَطَّاطِ

وَتَصْرِيفِ أَيَّامٍ حَكِيمٍ مُدَاوِلٍ

لَهَا مُقْسِطٌ فِي خَلْقِهِ غَيْرُ قَسَّاطِ

فَكَمْ فِي تَوَارِيخِ الوَقَائِعِ عِبْرةٌ

لِمُعتْبَرٍ خَاشِي العَوَاقِبِ مُحْتَاطِ

فَتًى مِنْ صُرُوفِ الدَّهْرِ حَزْمٌ مُجَانِبٌ

تَعَاطِي أُمَورٍ مُعْطَيَاتٍ لِمُعْتَاطِ

(1)

في أ: وقال، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

في ز، ق: عبرات.

(3)

ليست في: مرآة الجنان.

(4)

انظر: اليافعي، مرآة الجنان، 1/ 38 مع بعض الاختلاف.

(5)

في المرآة: تشن.

(6)

في المرآة: تحلى.

(7)

في أ، ز: ونخبات جودات، وفي ب: جوادات، وفي المرآة: خودات.

ص: 144

قَنُوعٌ بِمَا فِيهِ الخَبِيرُ أَقَامَهُ

وَقدَّرَهُ رَاضِي القَضَا غَيْرُ مِسْخَاطِ

أَجِرْ رَبِّ مِنْ كُلِّ البَلَايَا وَفِتْنَةٍ

بِدُنْيَا بِهَا كَمْ ذِي افْتِنَانٍ وَكَمْ خَاطِي

وَكَمْ غَارِقٍ فِي بَحْرِهَا جَا لِشَطِّهِ

فَكَيْفَ بِمَنْ لِلْبَحْرِ قَدْ جَاوَزَ الشَّاطِي

وَقَالَ الْبَدْرُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَرْحُونَ المَدَنِيُّ الْمَالِكِيُّ فِي: "نَصِيحَةُ الْمُشَاوِرِ وَتَعْزِيَةُ الْمُجَاوِرِ"

(1)

الَّذِي رَدَّ فِيهِ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ وَضْعَ حَجَرٍ أَوْ نَحْوَهُ بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ، عَلَمًا لِمَجْلِسِ حَاكِمٍ أَوْ مُفْتٍ أَوْ عَالِمٍ، وَاسْتَطْرَدَ فِيهِ لِذِكْرِ جَمَاعَةٍ مِنْ مُعَاصِرِيهِ وَشَيْءٍ مِنْ كَرَامَاتِهِمْ؛ لِيَحْيَى بِهَا ذِكْرُهُمْ، وَيَنْتَشِرَ

(2)

بِسَبَبِهَا عِلْمِهُمْ، وَأَلْحَقَ بِذَلِكَ أَشْيَاءَ حَسَنَةً مِنْ تَوَارِيخَ مَنْ قَبْلَهُ مِنَ الثِّقَاتِ، وَقَالَ:

"إِنَّهُ يَرْتَاحُ إِلَيْهَا مَنْ سَمِعَ بِهَا، وَلَم يَقِفْ عَلَى صِحَّةِ نَقْلِهَا فَيَجِدَهَا هُنَا، وَعَسَى أَنْ يَقِفَ عَلَى ذَلِكَ مُنْصِفٌ فَيَتَّصِفَ بِأَخْلَاقِهِمُ السَّنِيَّةِ، وَيَتَأَدَّبَ بِآدَابِهِمُ الْعَلِيَّةِ".

وَقَالَ: " (إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ عَظَّمَ لِلْعُلَمَاءِ الأَجْرَ

(3)

بِمَنْ تَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ مِنْ جَهَلَةِ النَّاسِ، سِيَّمَا مَنْ يَزْعُمُ فِي نَفْسِهِ الارْتِقَاءَ فِي دَفْعِ الإِلْبَاسِ مَعَ تَخَلُّفِهِ عَنْ هَذِهِ المَرْتَبَةِ)

(4)

وَللهِ دَرُّ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى حَيْثُ قَالَ: لَا خَيْرَ فِيمَنْ يَرَى نَفْسَهُ بِحَالَةٍ لَا يَرَاهُ

(5)

النَّاسُ لَهَا أَهْلًا، وَمَا جَلَسْتُ بِالْمَسْجِدِ حَتَّى شَهِدَ لِي سَبْعُونَ شَيْخًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالتَّأَهُّلِ. رحمه الله وَإِيَّانَا".

(1)

انظر: ص 13.

(2)

في أ: يتيسر، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

في باقي النسخ: أجرًا.

(4)

هذه الفقرة لم أجدها في: نصيحة المشاور.

(5)

في ب: لا يراها.

ص: 145

وَقَالَ الحَافِظُ (الْمُحْيَوِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ)

(1)

عَبْدُ الْقَادِرِ الْقُرَشِيُّ الْحَنَفِيُّ فِي "طَبَقَاتِهِمْ"

(2)

:

"إِنَّ فِي ذِكْرِ تَرَاجِمِ الْعُلَمَاءِ، مِنْ أَحَوْالِهِمْ وَمَنَاقِبِهِمْ، وَأَعْصَارِهِمْ وَمَرَاتِبِهِمْ، فَوَائِدَ نَفِيسَةً وَمُهَمَّاتٍ جَلِيلَةً، مِنْهَا: طُمَأْنِينَةُ الْقَلْبِ. فَقَدْ قَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ السَّلَفِ

(3)

فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]: هُوَ ذِكْرُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَكَيْفَ لَا وَهُمْ مُشَرَّفُونَ بِأُمُورٍ أَعْظَمُهَا رُؤْيَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَحُسْنُ اتِّبَاعِهِمْ لَهُ وَاكْتِسَابُهُمُ الْعِلْمِ. وَمِنْهَا: التَّأَدُّبُ بِآدَابِهِمْ وَالاِقْتِبَاسِ مِنْ مَحَاسِنِ آثَارِهِمْ. وَمِنْهَا: إِنْزَالُ كُلٍّ مِنْهُمْ مَنْزِلَتَهُ، فَلَا يُقَصَّرُ بِالْعَالِي فِي الْجَلَالَةِ عَنْ دَرَجَتِهِ، وَلَا يُرْفَعُ غَيْرُهُ عَنْ مَرْتَبَتِهِ، فَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ. وَأَشَارَ صلى الله عليه وسلم لِذَلِكَ بِقَوْلِهِ:"لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الأَحْلَامِ وَالنُّهَى"

(4)

. وَمِنْهَا: التَّرْجِيحُ عِنْدَ المُعَارَضَةِ بِالأَعْلَمِ

(5)

والأَوْرَعِ. وَمِنْهَا: بَيَانُ مَا لَهُمْ مِنَ الْمُصَنَّفَاتِ وَتَمْيِيزُ الْمُنْتَفَعِ بِهِ مِنْهَا. وَمِنْهَا: زَوَالُ الْوَسْمِ لَهُ بِجِهَالَتِهِمْ، وَالتَّعَرُّضُ مِنْ غَيْرِهِ لاِسْتِجْهَالِهِمْ" انْتَهَى مُلَخَّصًا.

وَقَدْ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: "عِنْدَ ذِكْرِ الصَّالِحِينَ تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ"

(6)

.

* * *

(1)

في ق، ز: المحيوى وأبو محمد، والواو مقحمة.

(2)

انظر: 1/ 4، 10 - 12. لكن ليس بالسياق الذي أورده السخاوي.

(3)

ورد هذا التفسير عن مجاهد وسفيان بن عُيينة. انظر: الطبري، تفسير، 13/ 519.

(4)

أخرجه مسلم في "صحيحه"(432) عن أبي مسعود مرفوعًا.

(5)

في ق، ز: للأعلم.

(6)

سبق تخريجه.

ص: 146

[مَطْلَبٌ في الحِكَايَاتِ]

(1)

وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ [رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى]

(2)

: "الحِكَايَاتُ عَنِ العُلَمَاءِ وَمَحَاسِنِهِمْ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ الفِقْهِ؛ لِأَنَّهَا آدَابُ القَوْمِ"

(3)

.

وَأَمَّا (مَا)

(4)

لَعَلَّهُ يُذْكَرُ مِنْ مِحَنِ مُمْتَحَنِهِمْ، فَفِيهِ مَسْلَاةٌ لِلْمُمْتَحَنِينَ، وَأَدِلَّةٌ عَلَى ثَبَاتِ قَدَمِهِمْ فِي الصَّالِحِينِ، وَكَذَا مَا يُذْكَرُ مِنْ بُلْدَانِهِمْ وَأَوْطَانِهِمْ فَوَائِدُ كَثِيرَةٌ.

وَقَالَ الْبُرْهَانُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَرْحُونَ -ابْنُ أَخِي الْمَاضِي- فِي خُطْبَةِ "طَبَقَاتُ الْمَالِكِيَّةِ"

(5)

لَهُ:

"شَرَفُ العِلْمِ لِهَذَا العِلْمِ

(6)

مَعْلُومٌ، وَالْجَهْلُ بهِ مَذْمُومٌ، وَلَيْسَ هُوَ مِمَّا قِيلَ فِيهِ:(عِلْمٌ لَا يَنْفَعُ، وَجَهَالَةٌ لَا تَضُرُّ) فَإِنَّ ذَلِكَ مَقُوَلٌ فِي عِلْمِ الْأَنْسَابِ، وَهُوَ فَنٌّ غَيْرُ هَذَا" انْتَهَى.

بَلْ الأنْسَابُ مِمَّا يَجِبُ الِاهْتِمَامُ بِهِ، وَفَوَائِدُهُ كَثِيرَةٌ قَدْ ذَكَرَهَا ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ

(7)

وَأَوْدَعَ الشِّهَابُ الْقَلْقَشَنْدِيُّ فِي كِتَابِهِ فِيهِ مِنْهَا الْكَثِيرَ

(8)

.

(1)

في هامش ب.

(2)

ليست في أ، ب، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

انظر: القاضي عياض، ترتيب المدارك، 1/ 14.

(4)

ساقط من ب.

(5)

انظر: الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب، 1/ 9.

(6)

في الديباج المذهب: بهذا الفن.

(7)

انظر: الإنباه على قبائل الرواة، ص 11 - 15.

(8)

هو: نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب. طبع مرارًا. وأيضًا تكلم في كتابه الآخر: صبح الأعشى عن معرفة أنساب الأمم من العرب والعجم. انظر: 1/ 306 - 371.

ص: 147

وَقَالَ الوَلَّوِيُّ

(1)

ابْنُ خَلْدُونَ المَالِكِيُّ فِي "تَارِيخِهِ": ....

(2)

.

وَقَالَ الْمُوفَّقُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْخَزْرَجِيُّ فِي مُقَدِّمَةِ "تَارِيخُ اليَمَنِ"

(3)

مَا نَصُّهُ:

"حَدَانِي عَلَى جَمْعِهِ مَا رَأَيْتُ مِنْ إِهْمَالِ

(4)

النَّاسِ لِفَنِّ التَّارِيخِ، مَعَ شِدَّةِ احْتِيَاجِهِمْ إِلَيْهِ، وَتَعْوِيلِهِمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأُمُورِ عَلَيْهِ، وَلِمَا يَنْدَرِجُ فِي ضِمْنِهِ مِنَ الْمَوَاعِظِ وَالْآدَابِ، وَتَفْصِيلِ شَوَابِكِ

(5)

الْأَرْحَامِ وَالْأَنْسَابِ".

قَالَ: "وَلَوْلَا مَعْرِفَةُ التَّارِيخِ مَا اتَّصَلَ أَحَدٌ مِنَ الْخَلَفِ بِشَيْءٍ مِنْ أَخْبَارِ السَّلَفِ، وَلَا عُرِفَ فَاضِلٌ مِنْ مَفْضُولٍ، وَلَا امْتَازَ مَعْرُوفٌ عَنْ مَجْهُولٍ".

وَقَالَ الشَّمْسُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْمِصْرِيُّ

(6)

المَالِكِيُّ:

"لَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ فَوَائِدِهِ إِلَّا رُؤْيَةُ الْحِكَايَاتِ السَّالِفَةِ، وَالرِّوَايَاتِ الْمُتَرَادِفَةِ؛ فَإِنَّ فِيهَا مَا يُسَلِّي الْوَجْدَ مِنْ سُوءِ هَذَا الزَّمَنِ الْأَلِيمِ، وَيُعْلَمُ مِنْهَا أَنَّ مِصْرَاعَ الْهَمِّ قَدِيمٌ"

(7)

.

(1)

في أ: المولوي، وفي ز: ولي الدين، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

بياض في جميع النسخ. والأظهر مراد السخاوي -حسب السياق- هو قول ابن خلدون: "وأما ما رَوَوه من أنَّ النسب علم لا ينفعُ وجهالة لا تضرُّ، فقد ضعَّفت الأئمة رفْعَهُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم مثل الجرجاني

". انظر: ابن خلدون، تاريخ، 1/ 515.

(3)

هو: طراز أعلام الزمن في طبقات أعيان اليمن. لكن لم أجد هذه المقدمة في المطبوع منه، نشر: دار الجيل، صنعاء، بتحقيق: عبد الله بن قائد العبّادي وجماعة؛ لكن وجدتها في نسخة مصورة منتسخة عن دار الكتب المصرية (رقم: 783، تاريخ، تيمور) ق 11 - 12.

(4)

في أ: أعمال، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: طراز أعلام الزمن.

(5)

في طراز أعلام: تفضيل شوائك، وهو تصحيف.

(6)

في أ: المعري، والمثبت من باقي النسخ ومن: السخاوي الضوء، 8/ 232.

(7)

في ب: لقديم.

ص: 148

[حِكَايَةٌ مُفِيدَةٌ]

(1)

فَحَكَى الأُسْتَاذُ أَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ الأَبَّارِ -أَدِيبُ الْأَنْدَلُسِ- فِي "التُّحْفَةُ"

(2)

:

"أَنَّ الْأَمِيرَ تَمِيمَ بْنَ يُوسُفَ بْنِ تَاشِفِينَ

(3)

خَرَجَ غَازِيًا فِي جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ مَيْمُونٌ الْهَوَّارِيُّ أَحَدُ فُقَهَاءِ قُرْطُبَةَ وَنُبَهَائِهَا، وَالْقَاضِي أَبُو الْوَلِيدِ ابْنُ رُشْدٍ

(4)

-وَكَانَ مَدَارُ أَمْرِهِمْ عَلَيْهِ، وَمَصْرَفُ حُكْمِهِمْ إِلَيْهِ- فَنَزَلُوا بِظَاهِرِ مُرْسِيَةَ

(5)

فَلَقِيَهُمْ أَبُو مُحَمَّدِ ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ هُنَالِكَ، وَدَارَ بَيْنَهُمْ فِي مُجْتَمَعِهِمْ مَا أَفْضَى إِلَى التَّفْضِيلِ بَيْنَ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) وَ (الْحَمْدُ لِلهِ) فَغَلَّبَ أَبُو الْوَلِيدِ (الهَيْلَلَةَ) وَأَبُو مُحَمَّدٍ (الْحَمْدَلَةَ)

(6)

فَقَالَ مَيْمُونٌ يُخَاطِبُهُ زَارِيًا عَلَيْهِ وَكَتَبَ بِهِ إِلَيْهِ:

أَعِدْ نَظَرًا فِيمَا كَتَبْتَ وَلَا تَكُنْ

بِغَيْر سِهَامٍ لِلنِّضَالِ مُسَارِعَا

فَدُونَكَ تَسْلِيمَ العُلُومِ لِأَهْلِهَا

وَحَسْبُكَ مِنْهَا أَنْ تَكُونَ مُتَابِعَا

أَخِلْتَ ابْنَ رُشْدٍ كَالذِينَ عَهِدْتَهُمْ

وَمَنْ دُونَهُ تَلْقَى الهِزَبْرَ المُدَافِعَا

(7)

(1)

في هامش ب.

(2)

انظر: ابن الأبَّار، المقتضب من كتاب تحفة القادم، ص 87.

(3)

هو: أبو الطاهر، أمير مرابط، وَلِي غرناطة. انظر: ابن عذاري المراكشي، البيان المغرب، 4/ 49 - 50.

(4)

في أ، ب: رشيد، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: المقتضب، ومن: مصادر ترجمته. انظر: الذهبي، تاريخ، 12/ 1039.

(5)

مُرْسية: هي من مدن الأندلس اختطها عبد الرحمن بن الحكم الأموي. انظر: الحموي، البلدان، 5/ 107.

(6)

في ب الذي غلّب (الهيللة) هو ابن أبي جعفر، وهو تحريف مقلوب، والتصويب من باقي النسخ، ومن: المقتضب.

(7)

في المقتضب: المُواقعا، وهذا البيت ساقط من ب.

ص: 149

فَأَجَابَهُ أَبُو جَعْفَرِ ابْنُ وَضَّاحٍ

(1)

مُنْتَصِرًا لِأَبِي مُحَمَّدٍ وَعَلَى لِسَانِهِ:

رُوَيْدَكَ

(2)

ما نَبَّهْتَ مِنِّي نائمًا

وَدُونَكَ فَاسْمَعْهَا إِذَا كُنْتَ سَامِعَا

فَلَو سَلِمَتْ تِلْكَ العُلُومُ لِأَهْلِهَا

لَمَا كُنْتَ فِيمَا تَدَّعِيهِ مُنَازِعَا

وَلَوْ ضَمَّنَا عِنْدَ التّنَاظُرِ

(3)

مَجْلِسٌ

سَقَيْنَاكَ فِيهِ السُّمَّ لَكِنَّ

(4)

نَاقِعَا

وَقَدْ حَكَى ابْنُ عَمَّارٍ هَذَا أَيْضًا فِي مَحَلٍّ غَيْرِ مَا نَحْنُ فِيهِ (وَلَكِنَّنِي أَرَدْتُ بِحِكَايَتِهِ تَمَامَ الاِسْتِشْهَادِ بِهِ لِلتَّسَلِّي، وَذَلِكَ أَنَّهُ قَالَ)

(5)

:

"وَلَا شَكَّ أَنَّ الْعِلْمَ قَدْ شَرَكَ فِيهِ غَيْرُ أَهْلِهِ قَدِيمًا، وَلَا أُرِيدُ بِالشَّرِكَةِ أَنَّهُمْ دَاخَلُوا الْعُلَمَاءَ بِالْحِرْصِ عَلَى الْجِدِّ فِي الطَّلَبِ لِلعِلْمِ حَتَّى يَنَالُوا مَرْتَبَتَهُمُ الْعَلِيَّةَ، وَإِنَّمَا شَرَكُوهُمْ بِسَيْفِ الْجَاهِ وَحَيْفِ الْمَالِ فِي مَرَاتِبِهِمُ الْمُسْتَحَقَّةِ لَهُمْ شَرْعًا وَقَهْرًا وَغَلَبَةً، وَالتَّلَبُّسِ بِخِرْقَةِ طَيْلَسَانِهِمْ وَعَذَبَتِهِمْ، وَإِذَا كُشِفَ الْغِطَاءُ عَنْهُمْ بِعَيْنِ الْحَقِّ وَالنُّورِ تَجِدُهُمْ تَشَبَّعُوا

(6)

بِمَا لَمْ يُعْطَوا، وَلَبِسُوا ثَوْبَيْ بُهْتَانٍ وَزُورٍ، وَانْقَلَبُوا هُزْأَةً لِلسَّاخِرِينَ وَضُحْكَةً لِلنَّاظِرِينَ

(7)

بَلْ صَارُوا تَارِيخًا يُعَادُ بِذِكْرِهِ وَيُبْدَأُ، وَيُرَادُ التَّنْوِيهُ بِهِ فِي دَفْعِ الْأَعْدَاءِ".

(1)

هو: أحمد بن مسلمة بن محمد بن وضَّاح القيسي، شاعر أندلسي (ت حوالى 530 هـ). انظر: ابن الأبار، التكملة لكتاب الصلة، ص 46 - 47.

(2)

في المقتضب: لعمرك.

(3)

في أ: التنازع، والمثبت من باقي النسخ، ومن: المقتضب.

(4)

في المقتضب: لا شك.

(5)

ساقط من ب.

(6)

في باقي النسخ: تشبهوا.

(7)

في أ، ب: للمناظرين، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 150

[قِصَّةُ سِيبَوَيْهِ مَعَ الكِسَائِيِّ]

(1)

قَالَ

(2)

:

"وَقَدْ غُبِنَ النَّاسُ قَدِيمًا وَحَدِيثًا، وَمَاتُوا حَقِيقَةً، وَإِنْ كَانُوا بِالعِلْمِ أَحْيَاءً تَصْنِيفًا وَتَحْدِيثًا

(3)

. فَسِيْبَوَيْهِ الَّذِي هُوَ إِمَامُ النَّحْوِ، وَأَخَذَهُ عَنِ الْعَرَبِ شِفَاهًا، وَالْفَائِقُ فِي تَعْبِيرِهِ عَنِ العُلُومِ الَّتِي حَقَّقَهَا وَاصْطَفَاهَا، قَدْ قَتَلَهُ الْغَبْنُ، وَخَصَمَهُ الْمُنَاظِرُ لَهُ الْكِسَائِيُّ لَمَّا أَحْضَرَهُ الْبَرَامِكَةُ مَعَهُ، وَسَأْلَهُ عَنْ مَسْأَلَةِ الزُّنْبُورِ

(4)

وَأَجَابَ سِيبَوَيْهِ بِالصَّوَابِ فِيهَا وَمَا تَقْتَضِيهِ طَبِيعَةُ الْعَرَبِ وَأَلْسِنَتُهُمْ، وَالْكِسَائِيُّ يَأْبَاهُ مُغَالَبَةً بِسَيْفِ التَّجَوُّهِ وَالْمَنْزِلَةِ عِنْدَ الرَّشِيدِ، حَتَّى أَحْضَرُوا الْعَرَبَ لِتُصَوِّبَ

(5)

أَحْدَهُمَا، فَوَافَقَتِ الكِسَائِيَّ بِمُجَرَّدِ الْقَوْلِ قَوْلُ الكِسَائِيِّ؛ لِمَنْزِلِهِ، أَوْ لِكَوْنِهِمْ فِيمَا قِيلَ أُرْشُوا عَلَى ذَلِكَ، مَعَ كَوْنِهِمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ النُّطْقَ بِهِ، وَسِيبَوَيْهِ يَقُولُ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ الْبَرْمَكِيِّ: مُرْهُمْ أَنْ يَنْطِقُوا بِذَلِكَ؛ فَإِنَّ أَلْسِنَتَهُمْ لَا تَنْهَضُ بِهِ. فَمَا وَسِعَ سِيبَوَيْهِ إِلَّا أَنْ خَرَجَ مِنَ البَصْرَةِ قَهْرًا وَغَبْنًا [إِلَى فَارِسَ]

(6)

وَأَقَامَ بِهَا حَتَّى مَات.

(1)

في هامش ب.

(2)

أي: ابن عَمّار.

(3)

في أ: حديثًا، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

قال القفطيُّ: " .... قال الكسائي: كيف: قد كنت أظن أن العقرب أشدُّ لَسعة من الزنبور، فإذا هو هي، أو فإذا هو إياها؟ فقال سيبويه: فإذا هو هي؛ ولا يجوز النصب. فقال الكسائي: لحنت

". انظر: القفطي، إنباه، 2/ 358.

(5)

في باقي النسخ: لتصويب.

(6)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: مصادر ترجمته. انظر: القفطي، إنباه، 2/ 358.

ص: 151

وَقَدْ ضَمَّنَ (ابْنُ) حَازِمٍ الْأَنْدَلُسِيُّ

(1)

الْوَاقِعَةَ، مَعَ الْإِشَارَةِ إِلَى المَسْأَلَةِ، مَنْظُومَتَهُ النَّحْوَيَّةَ، فَقَالَ. وَسَاقَ الْأَبْيَاتَ

(2)

.

وَمِمَّنْ مَاتَ بأَخَرَةٍ غَبْنًا (الإِمَامُ)

(3)

الْجَمَالُ ابْنُ مَالِكٍ، رَاوِيَةُ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ نَحْوًا وَلُغَةً، فَإِنَّه مَعَ أَوْصَافِهِ الْجَلِيلَةِ، وَكَوْنِهِ كَانَ عَلَى جَانِبٍ عَظِيمٍ مِنَ الاحْتِيَاجِ وَضِيقِ الْوَقْتِ، عُورِضَ فِيمَا اسْتَقَرَّ فِيهِ مِنْ خَطَابَةٍ بِبَعْضِ قُرَى دِمَشْقَ مِنْ بَعْضِ جَهَلَتِهَا، وَانْتُزِعَتُ مِنْهُ لَهُ، فَكَادَ أَنْ يَمُوتَ، سِيَّمَا وَقَدْ حَضَرَ الْجُمْعَةَ وَسَأَلَ الْجَاهِلَ الْمُشَارَ إِلَيْهِ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْخُطْبَةِ وَالصَّلَاةِ عَنْ مَخْرَجِ الْأَلِفِ، فَتَحَيَّرَ وَظَنَّ أَنَّهُ كَلَّمَهُ بِالْعَجَمِيَّةِ، ثُمَّ عَدَّدَ لَهُ حُرُوفَ الهِجَاءِ مُبْتَدِئًا بِالْأَلِفِ وَسَرَدَهَا، فَصَاحَ الْعَامَّةُ الَّذِينَ تَعَصَّبُوا لِهَذَا الْجَاهِلِ سُرُورًا؛ لِكَوْنِهِ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ بِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ! وَمَا وَجَدَ الْجَمَالُ نَاصِرًا، بَلِ اسْتَكَانَ، وَمَاتَ بَعْدَ أَيَّامٍ يَسِيرَةٍ".

وَأَطَالَ ابْنُ عَمَّارٍ فِي حِكَايَةِ

(4)

هَذَا وَأَشْبَاهِهِ وَقَالَ:

" (إِنَّ)

(5)

ابْنَ الرِّفْعَةِ

(6)

مَعَ جَلَالَتِهِ لَمْ يَصِلْ لِمَنْصِبِ الْإِعَادَةِ، فَضْلًا عَنِ التَّدْرِيسِ

(1)

هو: ابن محمد بن حسن، من أهل قُرْطاجَنَّة، أديب (ت 684 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 15/ 517. وذكر (ابن) في النص خطأ من السخاوي، والصواب: "وقد ضمن أبو الحسن حازم

".

(2)

منها قوله:

لذاك أعْيت على الأفهام مسألةٌ

أهْدَتْ إلى سيبويه الحتف والغَمَمَا

انظر الأبيات: ابن هشام، مغني اللبيب، 2/ 58 - 60.

(3)

ساقط من ق، ز. والقصة في غبن ابن مالك لم أجدها.

(4)

في باقي النسخ: حكايته.

(5)

ساقط من ب.

(6)

هو: أحمد بن محمد بن علي الأنصاري، فقيه شافعي (ت 710 هـ). انظر: الإسنوي، طبقات، 1/ 601؛ ابن حجر، الدرر الكامنة، 1/ 284.

ص: 152

الَّذِي ارْتَقَى إِلَيْهِ الْجُهَّالُ بِالْمَالِ، أَوْ بِالاخْتِلَاطِ بِالْمُتَجَوِّهِينَ

(1)

الْأَنْذَالِ، وَكَانَ غَايَةُ مَا وَصَلَ إِلَيْهِ ابْنُ الْحَاجِبِ

(2)

بِالْقَاهِرَةِ وَالإِسْكِنْدِرِيَّةِ عِنْدَ عَوْدِهِ مِنْ دِمَشْقَ أَنْ عَمَلُوهُ شَاهِدًا، مَعَ قَوْلِ ابْنِ خَلِّكَانَ فِي "تَارِيخِهِ"

(3)

أَنَّهُ: "جَاءَنِي مِرَارًا بِسَبَبِ أَدَاءِ شَهَادَاتٍ، وَسأَلْتُهُ عَنْ أَمَاكِنَ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ مُشْكِلَةٍ، فَأَجَابَ عَنْهَا وَأَبْلَغَ، مَعَ سُكُونٍ كَثِيرٍ وَتَثَبُّتٍ تَامٍّ".

وَسَرَدَ

(4)

شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ مِمَّا كُلُّهُ لَيْسَ مِنْ غَرَضِنَا هُنَا، وَلَكِنَّ الْحَدِيثَ شُجُونٌ، سِيَّمَا وَقَدْ بَسَطْتُهُ مَعَ أَشْبَاهِهِ فِي مُؤَلَّفٍ آخَرَ سَمَّيتُهُ "الفُرْجَةُ"

(5)

.

وَقَالَ التَّقِيُّ المَقْرِيزِيُّ

(6)

:

"الْعِلْمُ فِي الْجُمْلَةِ عَلَى قِسْمَيْنِ: عَقْلِيٌّ وَنَقْلِيٌّ، فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَفَرَّغَ [المَرْءُ]

(7)

بَعْدَ إِتْقَانِ مَا تَجِبُ مَعْرِفَتُهُ مِنْهُمَا

(8)

لِمُطَالَعَةِ التَّارِيخِ وَتَدَبُّرِ مَوَاعِظِهِ، فَإِنَّهُ يَحْصُلُ بِتَدَبُّرِهِ

(9)

لِمَنْ أَزَالَ اللهُ تَعَالَى أَكِنَّةَ قَلْبِهِ وَغِشَاوَةَ بَصَرِهِ، نَتِيجَةَ الْعِلْمِ بِمَا صَارَ إِلَيْهِ

(1)

من الجاه: وهو المنزلة عند السلطان. انظر: الأزهري، تهذيب اللغة، 6/ 350. (مادة: جاه).

(2)

هو: عثمان بن عمر المصري، فقيه مالكي، ونحوي (ت 646 هـ). انظر: ابن خلكان، وفيات، 3/ 248.

(3)

انظر: وفيات الأعيان، 3/ 250.

(4)

أي: ابن عَمّار.

(5)

عنوانه: الفُرْجة بكائنة الكاملية التي ليس فيها للمعارض حجة. ذكره السخاوي ضمن مؤلفاته. انظر: السخاوي، الضوء، 8/ 17؛ البغدادي، هدية العارفين، 5/ 221؛ بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 350 - 351.

(6)

انظر: المقريزي، الخطط، 1/ 9 - 10.

(7)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(8)

في أ: منها، والمثبت من باقي النسخ.

(9)

في باقي النسخ: بتدبيره.

ص: 153

أَبْنَاءُ جِنْسِهِ مِنَ الْفَنَاءِ وَالبُيُودِ، بَعْدَ التَّخَوُّلِ

(1)

فِي الْأَمْوَالِ وَالْجُنُودِ؛ فَيَحْظَى

(2)

بِالْعُزُوفِ عَنِ الدُّنْيَا، وَالرَّغَبْةِ فِي الآخِرَةِ".

ثُمَّ قَالَ

(3)

:

"فَمَا أَقْبَحَ مَنْ اتَّسَمَ

(4)

بِالعِلْمِ، وَزَعَمَ أَنَّهُ مِنْ ذَوِي الدِّرَايَةِ وَالْفَهْمِ، إِذَا سُئِلَ عَنْ رُسُلِ اللهِ تَعَالَى الَّذِينَ أُمِرَ بِالإِيمَانِ بِهِمْ، فَلَمْ يُجِبْ بِغَيْرِ سَرْدِ أَسْمَاءٍ يَجْهَلُ مُسَمَّيَاتِهَا

(5)

! وَمَا أَسْوَأَ مَنْ تَصَدَّى لِلتَّدْرِيسِ وَالْإِفْتَاءِ، وَتَصَدَّى لِلحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ وَفَصْلِ القَضَايَا، إِذَا جَهِلَ مِنْ أَحْوَالِ المُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَنَسَبِهِ وَجَمِيلِ سِيرَتِهِ وَرَفِيعِ

(6)

مَنْصِبِهِ، وَمَا كَانَ لَهُ مِنَ الْفَضَائِلِ الذَّاتِيَّةِ وَالْعَرَضِيَّةِ مَا لَا غَنَاءَ لِمَنْ آمَنَ بِهِ عَنْ مَعْرِفَتِهِ، وَلَا بُدَّ لِكُلِّ مَنِ اتَّسَمَ بِالعِلْمِ مِنْ دِرَايَتِهِ (فَمَا أَجْدَرَ مَنْ كَانَ كَذَلِكَ [أَنْ يُجِيبَ]

(7)

فَتَّانَيْ القَبْرِ إِذَا سَأَلَاهُ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ بِأَنْ يَقُولَ: لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ

(8)

! أَعَاذَنَا الله مِنْ ذَلِكَ")

(9)

.

(1)

الخَوَل: ما أعطى الله الإنسان من العبيد والنّعم. انظر: الأزهري، تهذيب اللغة، 7/ 564. (مادة: خال).

(2)

في ق، ز: فيخطئ، وهو تصحيف.

(3)

انظر: المقريزي، إمتاع الأسماع، 1/ 3.

(4)

في أ: أرسم، وفي ب: ارتسم، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: إمتاع الأسماع.

(5)

في أ، مسماتها، والمثبت من باقي النسخ.

(6)

في باقي النسخ: رفع، وهو تحريف.

(7)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(8)

حديث أخرجه البخاري في "صحيحه"(1374) مُطوَّلًا، ومسلم في "صحيحه"(2870) مختصرًا عن أنس مرفوعًا.

(9)

هذه الفقرة لم أجدها في: إمتاع الأسماع.

ص: 154

وَلِذَا قَالَ أَبُو الْحُسَينِ ابْنُ فَارِسٍ

(1)

أَحَدُ أَئِمَّةِ النُّحَاةِ وَاللُّغَوِيِّينَ:

"إِنَّ هَذَا بِخُصُوصِهِ مِمَّا تَحِقُّ

(2)

مَعْرِفَتُهُ عَلَى المُسْلِمِينَ، (وَ)

(3)

أُفٍّ عَلَى مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ عَالِمٌ وَلَا يَدْرِي مَنْ هُمُ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ مَنْ أَنْفَقَ

(4)

مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ، وَبَيْنَ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ، وَلَا يَعْرِفُ مَنْ أَهْلُ بَدْرٍ الَّذِينَ قِيلَ فِيهِم:"اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ"

(5)

وَلَا مَنْ أَهْلُ بَيْعَةِ الرِّضَوَانِ الَّذِينَ لَا تَمَسُّهُمُ النَّارُ

(6)

وَلَا يَعْرِفُ مَنِ الأَنْصَارُ الَّذِينَ أُمِرْنَا أَنْ نُحْسِنَ لِمُحْسِنِهِمْ وَنَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَحُبُّهُمْ إِيمَانٌ"

(7)

.

وَقَالَ المَقْرِيزِيُّ فِيمَا نَقَلَهُ النَّجْمُ ابْنُ فَهْدٍ عَنْ خَطِّهِ

(8)

:

"مَنْ أَرَّخَ فَقَدْ حَاسَبَ الْأَيَّامَ عَلَى عُمْرِهِ، وَمَنْ كَتَبَ حَوَادِثَ دَهْرِهِ (فَقَدْ كَتَبَ كِتَابًا إِلَى مَنْ بَعْدَهُ بِحَدِيثِ دَهْرِهِ، وَمَنْ قَيَّدَ مَا شَهِدَ)

(9)

فَقَدْ أَشْهَدَ عَصْرَهُ مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ عَصْرِهِ، فَهُوَ يُهْدِي إِلَى الْفُضَلَاءِ أَعْمَارًا، وَيُبَوِّئُ أَسْمَاعَهُمْ

(1)

لم أجد النص في كتابه: أوجز السير.

(2)

في باقي النسخ: يحق.

(3)

ساقط من باقي النسخ.

(4)

في أ: اتفق، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ.

(5)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(3983) واللفظ له، ومسلم في "صحيحه"(2494) في قصة حاطب بن أبي بلتعة الطويلة عن علي بن أبي طالب مرفوعًا.

(6)

أخرجه مسلم في "صحيحه"(2496) عن أم مُبَشِّر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة: "لا يدخل النار، إن شاء الله، من أصحاب الشجرة أحدٌ

" الحديث.

(7)

هناك أحاديث كثيرة في فضل الأنصار وحبهم، منها ما أخرجه البخاري في "صحيحه"(3784)، ومسلم في "صحيحه" (74) عن أنس مرفوعًا:"حبُّ الأنصار آية الإيمان وبُغضهم آية النفاق".

(8)

انظر: ابن فهد، إتحاف الورى، 1/ 4 - 5.

(9)

ساقط من ق، ز.

ص: 155

وَأَبْصَارَهُمْ دِيَارًا مَا كَانَتْ دِيَارًا.

عَزَّنِي أَنْ أَرَى الدِّيَارَ بِعَيْنِي

وَلَعَلِّي أَرَى الدِّيَارَ بِسَمْعِي

(1)

فَسُبْحَانَ مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ".

وَقَالَ فِي خُطْبَةِ كِتَابِهِ "الْعُقُودُ الْفَرِيدَةُ"

(2)

:

"إِنَّ اللهَ أَقَامَ الْخَلَائِقَ جِيلًا بَعْدَ جِيلٍ، وَاسْتَعْمَرَهُمْ قَبِيلًا فِي أَثَرِ قَبِيلَ

(3)

لَيُبْقِيَ الْأَوَّلَ لِلثَّانِي [مِنْ]

(4)

قَصَصِهِ مَوَاعِظَ وَعِبَرًا، وَيُحْيِيَ الْآخِرُ لِلْمُتَقَدِّمِ ذِكْرًا وَيَنْشُرَ

(5)

خَبَرًا؛ كَي يَرْعَوِيَ الْفَطِنُ عَنْ فِعْلِ مَا يُذَمُّ وَيُسْتَقْبَحُ، وَيَقْتَدِيَ الأَرِيبُ

(6)

بِمَا هُوَ الْأَحْسَنُ مِنَ الأَخْلَاقِ وَالْأَصْلَحُ

" إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ

(7)

.

وَقَالَ التَّقِيُّ ابْنُ قَاضِي شُهْبَةَ

(8)

:

"إِنَّ ذِكْرَهُ لِمَنْ يَكُونُ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ؛ لِيَتَشَرَّفَ بِسَمَاعِ أَخْبَارِهِمْ مَعَ عِزَّةِ وُجُودِ

(1)

هذا البيت للشريف الرَّضيِّ. انظر: الديوان، 1/ 658.

(2)

انظر: المقريزي، درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة، 1/ 93.

(3)

في أ: فتيلا في أثر فتيل، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: درر العقود.

(4)

زيادة من: درر العقود.

(5)

في أ، ق، ز: ينثر، وهو تحريف، والتصويب من ب، ومن: درر العقود.

(6)

في أ، ق، ز: الأديب، والمثبت من باقي النسخ.

(7)

في أ: الكلام، والمثبت من باقي النسخ.

(8)

لم أجده، لكن وقفت على قوله:"فإن علم التاريخ علم نافع جليل؛ وقد أرشد إلى الاحتياج إليه التنزيل، وفوائده كثيرة لا تنحصر، فمن أهمها: معرفة حال من مضى من رواة الأخبار ونقلة الآثار، والعلم بأخبار أصحاب العلوم الشرعية وغيرها، ليعلم الإنسان عمَّن يأخذ دينه، ويتمكن العالم من تقديم الأعلم والأَوْلَى عند التعارض. ومن فوائده: التأسّي بمحاسن الشّيم، والتحرز عما يلامُ الإنسانُ عليه ويذم، والاتِّعاظ بمن انقضى ومضى، إلى غير ذلك من الفوائد والعوائد" إلخ. انظر: ابن قاضي شهبة، تاريخ، 2/ 107.

ص: 156

تَرَاجِمِهِمْ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ هَذَا مِنْ جُمْلَةِ فَوَائِدِهِ".

وَقَالَ الْبَدْرُ حُسَيْنٌ الأَهْدَلُ فِي أَوَّلِ "تُحْفَةُ الزَّمَنِ فِي تَارِيخِ سَادَاتِ اليَمَنِ"

(1)

: "إِنَّهُ مِنَ العُلُومِ الْمُفِيدَةِ؛ إِذْ بِهِ يَحْصُلُ لِلخَلَفِ عِلْمُ أَحْوَالِ السَّلَفِ، وَيَتَمَيَّزُ بِهِ أَهْلُ الِاسْتِقَامَةِ عَنْ أَهْلِ الصَّلَفِ، وَيَسْتَفِيدُ بِهِ النَّاظِرُ الإِعْتِبَارَ وَمَعْرِفَةَ عُقُولِ الْأَوَائِلِ، وَيَتَبَيَّنُ بِهِ كَثِيرًا مِنَ الدَّلَائِلِ، وَلَوْلَاهُ لَجُهِلَتِ الْأَحْوَالُ وَالدُّوَلُ، وَالْأَنْسَابُ وَالْأَسْبَابُ، وَلَمَا عُرِفَ الفَرْقُ بَيْنَ الْجَهَلَةِ وَذَوِي الأَلْبَابِ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى أَنْزَلَ سِفْرًا مِنَ التَّوْرَاةِ مُفْرَدًا مُضَمَّنًا أَحْوَالَ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ وَمُدَدَ أَعْمَارِهَا وَبَيَانَ أَنْسَابِهَا".

وَلَقَدْ أَرْسَلَ إِلَيَّ العَالِمُ الْمُحْيَوِيُّ الْكَافِيَجِيُّ الْحَنَفِيُّ المُجَمِّلُ لِي بِقَوْلِهِ:

"أَنْتَ أَعْلَمُ أَهْلِ عَصْرِكَ بِالْمَعْقُولِ وَالْمَنْقُولِ [بِالِاتِّفَاقِ الْمُقَدَّمِ عَلَى الْكُلِّ، بِالِاسْتِحْقَاقِ فِي جَمِيعِ الْبُلْدَانِ وَالْآفَاقِ، أَحْسَنَ اللهُ تَعَالَى إِلَيْهِ وَنَفَعَنَا بِهِ وَبِبَرَكَاتِ عُلُومِهِ وَالمُسْلِمِينَ، آمِينَ آمِينَ، أَلْفُ آمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ]

(2)

بِمُؤَلَّفٍ لَهُ فِي ذَلِكَ انْتَهَى مِنْهُ فِي رَجَبٍ سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ [وَثَمَانِ مِائَةٍ] افْتَتَحَهُ بِأَنَّهُ

(3)

: "مِنْ جُمْلَةِ العُلُومِ النَّافِعَةِ فِي الْمَبْدَإِ وَالْمَعَادِ وَمَا بَيْنَهُمَا".

قَالَ:

"وَفَوَائِدُهُ وَغَرَائِبُهُ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى، وَهُوَ بَحْرُ الدُّرَرِ وَ

(4)

الْمَرْجَانِ، لَا يُحِيطُ بِمَنَافِعِهِ نِطَاقُ التَّحْدِيدِ وَالتِّبْيَانِ

(5)

وَفِيهِ عَجَائِبُ الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ، وَإِيصَالٌ إِلَى

(1)

انظر: 1/ 21 - 22.

(2)

بياض في ب، ق، والزيادة من: السخاوي، الضوء، 8/ 26.

(3)

انظر: الكافيجي، المختصر في علم التاريخ، ص 325، 326، 336، 367، 368، 369.

(4)

في ب، ق، ز: في، وهو تحريف.

(5)

في ق، ز: البيان.

ص: 157

جِنَابِ الْحَقِّ ذِي الْعَظَمَةِ وَالْجَبَرُوتِ. وَلَكِنْ لَمَّا كَانَ دُرَرًا مَنْثُورَةً فِي عَجَاجِ بَحْرِ الْعُمَانِ، غَيْرَ مُنْتَظِمٍ فِي سِلْكِ الْقَوَاعِدِ وَالبَيَانِ، دَعَانِي الْحَدَبُ عَلَى أَهْلِ الْأَرَبِ وَالأَدَبِ إِلَى جَمْعِهِ فِي قَوَانِينِ الضَّبْطِ وَالبَيَانِ، بِقَدْرِ الْوُسْعِ وَالْإِمْكَانِ، وَإِنْ كُنْتُ بِمَرَاحِلَ مِنْ جَانِبِ التَّصَدِّي لِهَذَا الْخَطْبِ الْعَظِيمِ الشَّانِ، وَلَكِنِّي

(1)

دَوَّنْتُ هَذَا الْمُخْتَصَرَ فِي عِلْمِ التَّارِيخِ تُحْفَةً مِنِّي إِلَى الْإِخْوَانِ تُحْفَةَ النَّمْلَةِ إِلَى سُلَيْمَانَ".

ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّهُ مُسْتَحِقٌّ لِلتَّدْوِينِ أَيَّ اسْتِحْقَاقٍ، يَعْنِي لإِنْتِشَارِ كُتُبِهِ فِي سَائِر الآفَاقِ، وَلِذَا

(2)

دَوَّنَهُ -كَمَا قَالَ- تَدْوِينًا حَسَنًا مَقْبُولًا قَبُولًا بَيِّنًا؛ لِيَكُونَ مَنْقُولًا إِلَى الصُّدُورِ وَالْأَقْوَامِ، بَاقِيًا عَلَى مَمَرِّ

(3)

الأَيَّامِ

(4)

وَالْأَعْوَامِ، مَذْكُورًا بِاللِّسَانِ، مَحْفُوظًا بِالْجَنَانِ، وَتَذْكِرَةً وَتَشْوِيقًا إِلَى الإِتْيَانِ بِمِثْلِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَزَمَانٍ، وَإِتْيَانًا

(5)

بِمُوجَبِ الْقَوْلِ الَّذِي قَدْ شَاعَ وَذَاعَ:

كُلُّ خَطٍّ لَيْسَ فِي الْقِرْطَاسِ ضَاعَ

كُلُّ شَيْءٍ

(6)

جَاوَزَ الاثْنَيْنَ شَاعَ

فَالتَّارِيخُ مِنَ المُهِمَّاتِ الْعِظَامِ، مَقْبُولٌ عِنْدَ الْأَنَامِ، مُشْتَمِلٌ عَلَى فِكَرٍ وَعِبَرٍ، وَمَنْطَوٍ عَلَى مَصَالِحَ وَمَحَاسِنَ عَلَى وَجْهٍ مُعْتَبَرٍ، وَلَوْلَاهُ لَمْ يَصِلْ إِلَيْنَا لَا خَبَرٌ وَلَا أَثَرٌ، وَهُوَ غِذَاءُ الْأَرْوَاحِ وَالْأَشْبَاحِ

(7)

، خِزَانَةُ أَخْبَارِ النَّاسِ وَالرِّجَالِ، مَعْدِنُ

(1)

في ب، ق، ز: ولكن.

(2)

في ب، ق، ز: وكذا.

(3)

في المختصر: مرور.

(4)

في أ: الليالي، والمثبت من باقي النسخ، ومن: المختصر.

(5)

في أ: إثباتًا، والمثبت من باقي النسخ، ومن: المختصر.

(6)

كذا في جميع النسخ، وفي المختصر: سِرٍّ.

(7)

الشَّبَح، وهو الشخص، سُمِّي بذلك لأن فيه امتدادًا وعُرضًا. انظر: ابن فارس، المقاييس، ص 525. فكأن المعنى الأجساد أو الأشخاص حسب السياق. (مادة: شبح).

ص: 158

الْعَجَائِبِ وَالْغَرَائِبِ وَالرِّوَايَاتِ وَالْأَمْثَالِ، زَيْنُ

(1)

الأَدِيبِ وَعُمْدَةُ اللَّبِيبِ، وَعَوْنُ الْمُحَدِّثِ وَذُخْرُ الْأَرِيبِ

(2)

، يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْمَلِكُ وَالْوَزِيرُ، وَالْقَائِدُ الْبَصِيرُ، وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ عَزَّ

(3)

أَمْرُهُمْ؛ أَمَّا الْمَلِكُ فَيَعْتَبِرُ بِمَا مَضَى مِنَ الدُّوَلِ وَمَنْ سَلَفَ مِنَ الْأُمَمِ، وَأَمَّا الْوَزِيرُ فَيَعْتَبِرُ بِفِعَالِ مَنْ تَقَدَّمَ مِمَّنْ حَازَ فَضْلَيْ السَّيْفِ وَالْقَلَمِ، وَأَمَّا قَائِدُ الْجُيُوشِ فَيَطَّلِعُ بِهِ عَلَى مَكَائِدِ الْحَرْبِ وَمَوَاقِفِ الطَّعْنِ وَالضَّرْبِ، وَأَمَّا غَيْرُهُمْ فَيَسْتَمِعُونَهُ عَلَى سَبِيلِ الْمُسَامَرَةِ، فَيَحْصُلُ لَهُمْ بِذَلِكَ الْمُبَادَرَةُ إِلَى أَنْوَاعِ الْخَيْرَاتِ، وَالِاجْتِنَابُ عَنِ الْمُنْكَرَاتِ.

وَلِأَجْلِ هَذَا قَالُوا: يَجِبُ عَلَى المَلِكِ أَنْ يَسْلُكَ طَرِيقَ الْمُلُوكِ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا، وَيَعْمَلَ عَمَلَهُمْ فِي الْخَيْرِ - (يَعْنِي)

(4)

لَا فِيمَا عَلَيْهِ تَنَدَّمُوا- وَأَنْ يَقْرَأَ كُتُبَ مَوَاعِظِهِمْ وَوَصَايَاهُمْ، وَيَنْظُرَ أَحْكَامَهُمْ وَقَضَايَاهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ أَكْثَرُ تَجْرِبَةً وَاعْتِبَارًا، وَأَبْصَرُ غَالِبًا مِمَّنْ بَعْدَهُمْ سِرًّا وَجِهَارًا

(5)

لِأَنَّهُمْ مِمَّنْ فَرَّقَ بَيْنَ الْجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ، وَعَرَفَ الْجَلِيَّ مِنَ الْخَفِيِّ. وَقَدْ كَانَ أَنُوشِرْوَانَ، مَعَ حُسْنِ سِيرَتِهِ، يَقْرَأَ كُتُبَ الْأَوَّلِينَ، وَيَطَلُبُ اسْتِمَاعَ حِكَايَاتِهِمْ، وَيَمْضِي عَلَى طَرِيقَتِهِمْ.

فَإِذًا لَا غَنَاءَ عَنِ التَّارِيخِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُعْتَنَى بِشَأْنِهِ، وَيُكْتَبَ وَيُنْقَلَ مَعَ الِاحْتِرَازِ عَنِ الْمُجَازَفَةِ وَالرَّجْمِ بِالْغَيْبِ، بَلْ عَلَى حَسَبِ مَا تَقَدَّمَ.

(1)

في المختصر: زينة.

(2)

في ق، ز: الأديب.

(3)

في ب: عَنَّ.

(4)

ساقط من باقي النسخ.

(5)

في أ: إجهارًا، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 159

وَانْظُرْ لِمَا نُقِلَ عَنْ

(1)

صُحُفِ بَعْضِ الأَنْبِيَاءِ

(2)

عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ مُقْبِلًا عَلَى شَأْنِهِ، عَارِفًا بِأَهْلِ زَمَانِهِ، حَافِظًا لِلِسَانِهِ".

وَلِمِثْلِ هَذَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا"

(3)

.

وَإِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)} [يوسف: 111].

كَمَا قَالَ تَعَالَى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)} [يوسف: 3].

وَقَوْلِهِ: {مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ} [غافر: 78].

وقَوْلِهِ: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} [هود: 120].

انْتَهَى بِمدَرَّجَاتٍ يَسِيرَةٍ.

وَقَالَ صَاحِبُنَا وَمُفِيدُنَا الْحَافِظُ العُمْدَةُ النَّجْمُ عُمَرُ بْنُ فَهْدٍ الْهَاشِمِيُّ الْمَكِّيُّ فِي مُقَدِّمَةِ كِتَابِهِ: "الدُّرُّ الْكَمِينُ بِذَيْلِ الْعِقْدِ الثَّمِينِ فِي تَارِيخِ البَلَدِ الأَمِينِ"

(4)

الَّذِي ذَيَّلَ بِهِ عَلَى كِتَابِ

(5)

شَيْخِهِ الحَافِظِ التَّقِيِّ الفَاسِيِّ، رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى، مَا نَصُّهُ:

(1)

في ب: من.

(2)

هو إبراهيم عليه السلام كما في: المختصر.

(3)

حسن. أخرجه الترمذي في "سننه"(2616)، وابن ماجه في "سننه" (3973) عن معاذ مرفوعًا مُطوَّلًا. وقال الترمذيُّ:"هذا حديث حسن صحيح". وحسنه الألباني. انظر: الإرواء، رقم:413.

(4)

انظر: 1/ 1.

(5)

في ب: كتابة، وهو تحريف.

ص: 160

"إنَّهُ مِنَ العُلُومِ الْحَسَنَةِ الْمُفِيدَةِ، والتَّنْبِيهَاتِ الْمُتَعَيِّنَةِ الْأَكِيدَةِ؛ إذْ بِهِ يحْصُلُ لِلْمُتَأَخِّرِينَ عِلْمُ أَحْوَالِ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَلَوْلَاهُ لَجُهِلَتِ الْأَحْوَالُ، وَلِمَا عُرِفَ الْفَرْقُ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ وَالْجُهَّالِ، وَقَدِ اتَّفَقَ النَّاسُ عَلَيْهِ فِي كُلِّ زَمَانٍ، وَصَنَّفُوا فِيهِ (كُلَّ)

(1)

أَنْوَاعٍ وَأَفْنَانٍ. وَقِيلَ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى أَنْزَلَ سِفْرًا مِنَ التَّوْرَاةِ مُفْرَدًا مُضَمَّنًا لِأَحْوَالِ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ، وَمُدَدِ أَعْمَارِهَا، وَبَيَانِ أَنْسَابِهَا".

ثُمَّ نَقَلَ كَلَامَ [ابْنِ]

(2)

الأَكْفَانِيِّ فِي "الدُّرُّ النَّظِيمِ"

(3)

وَكَلَامَ العِزِّ الحَنْبَلِيِّ فِي فَتْوَاهُ

(4)

.

وَقَالَ النَّجْمُ أَيْضًا فِي خُطْبَةِ كِتَابِهِ "حَوَادِثُ مَكَّةَ" الْمُسَمَّى "إِتْحَافُ الْوَرَى بِأَخْبَارِ أُمِّ الْقُرَى"

(5)

:

"إِنَّهُ لَا شَكَّ فِي جَلَالَةِ قَدْرِهِ، وَعِظَمِ مَوْقِعِهِ، يُنْتَفَعُ بِهِ لِلاِطِّلَاعِ عَلَى حَوَادِثِ الزَّمَانِ، وَسِيَرِ النَّاسِ، وَمَا أَبْقَى الدَّهْرُ مِنْ أَخْبَارِهِمْ بَعْدَ أَنْ أَبَادَهُمْ، مَعَ أَنَّهُ عِبْرَةٌ لِمَنِ اعْتَبَرَ، وَتَنْبِيهٌ لِمَنِ افْتَكَرَ، وَإِخْبَارُ

(6)

حَالِ مَنْ مَضَى وَغَبَرَ، وَإِعْلَامٌ بِأَنَّ سَاكِنَ الدُّنْيَا عَلَى سَفَرٍ. وَفِي ضَبْطِهِ بِالسِّنِينَ أُمُورٌ مُهِمَّةٌ، وَفَوَائِدُ جَمَّةٌ، لَحَظَهَا الْفَارُوقُ وَالصَّحَابَةُ رضي الله عنهم عِنْدَ وَضْعِ التَّارِيخِ".

ثُمَّ نَقَلَ عَنْ شَيْخِهِ الْمَقْرِيزِيِّ الْكَلَامَ الْمُخْتَصَرَ الَّذِي حَكَيْنَاهُ تِلْوَ كَلَامِهِ

(1)

ساقط من ب.

(2)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

سبق ذكره.

(4)

سيرد لاحقًا.

(5)

انظر: 1/ 4.

(6)

في إتحاف الورى: اختبار.

ص: 161

المَبْسُوطِ

(1)

فِي آخَرِينَ مِمَّنْ فِي غُضُونِ ذَلِكَ.

كأَبِي عَلِيٍّ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الرَّازِيِّ، مِسْكَوَيْهِ، فَإِنَّهُ قَالَ: إِنَّهُ لَمَّا تَصَفَّحَ أَخْبَارَ الْأُمَمِ وَسِيَرَ الْمُلُوكِ، وَقَرَأَ أَخْبَارَ الْبُلْدَانِ وَكُتُبَ التَّوَارِيخِ، وَجَدَ مِنْهَا مَا يُسْتَفَادُ تَجْرِبَةً

(2)

فِي أُمُورٍ لَا يَزَالُ التَّكَرُّرُ لِمِثْلِهَا

(3)

وَيُنْتَظَرُ حُدُوثُ أَشْبَاهِهَا وَشَكْلِهَا؛ بِحَيْثُ صَنَّفَ كِتَابَهُ "تَجَارِبُ الْأُمَمِ وَعَوَاقِبُ الْهِمَمِ"

(4)

فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتٍ، وَ [ذَيَّلَ]

(5)

عَلَيْهِ وَزِيرُ الْحَضْرَتَيْنِ

(6)

أَبُو شُجَاعٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَغْدَادِيُّ.

وَكأَبِي الْفَتْحِ أَحْمَدَ بْنِ مُطَرِّفٍ الْكِنَانِيِّ

(7)

فَإِنَّهُ قَالَ:

" (إِنَّهُ)

(8)

اقْتَنَصَ مِنْ تَصَانِيفِهِ كِتَابًا مُجَرَّدًا فِي التَّوَارِيخِ الْمُعَيَّنَةِ عَلَى الطُّرُقَاتِ الْمُبَيَّنَةِ، مِمَّا يَنْبَغِي لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَعْلَمُوهُ، وَيَسْتَيْقِنُوهُ وَلَا يَجْهَلُوهُ، وَمِمَّا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْأَدْيَانِ وَالسِّيَرِ، وَأَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِالأَيَّامِ وَالْغِيَرِ".

(1)

سبق ذكره.

(2)

في أ: جربه، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

في باقي النسخ: بمثلها.

(4)

طُبع من الكتاب أجزاء بعناية هـ. ف آمدروز، القاهرة، 1914 م. وطبع في إيران بتحقيق: إمامي، ط 2، 2000 م. والنص المذكور عن مسكويه في مقدمة تجارب الأمم. انظر: 1/ 47.

(5)

في أ: زّين، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ.

(6)

في ب: الحصريين، وهو تصحيف (ت 488 هـ) انظر: الذهبي، سير، 19/ 27 - 31. والذيل نشرته مطبعة التمدن، مصر، 1916 م.

(7)

لم أعرفه! وانظر: الحموي، معجم الأدباء، 2/ 34 - 35.

(8)

ساقط من باقي النسخ.

ص: 162

(

(1)

وَكَأَبِي الْحُسَيْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ السَّلَامِيِّ

(2)

، فَقَرَأَتُ بِخَطِّ الْحَافِظِ الْجَمَالِ أَبِي المَحَاسِنِ اليَغْمُورِيِّ

(3)

فِيمَا لَخَّصَهُ مِنْ "أَخْبَارُ وُلَاةِ خُرَاسَانَ"

(4)

لَهُ:

"إِنَّ صُنُوفَ الْمَعَارِفِ كَثِيرَةٌ، وَطُرُقَهَا مُتَشَعِّبَةٌ، وَأَنْوَاعَهَا مُتَفَنِّنَةٌ، وَيَجِبُ عَلَى كُلِّ مُتَّسِمٍ بِالْأَدَبِ وَمُنْتَسِبٍ إِلَيْهِ أَنْ يَجْتَنِيَ مِنْ أَجْنَاسِهَا نَصِيبًا، وَأَنْ يَضْرِبَ

(5)

مَعَ الْمُتَنَازِعِينَ فِيهَا بِسَهْمٍ، وَيَفُوزَ مِنْ زِينَتِهَا بِقِسْمٍ.

وَأَحَدُ رُؤُوسِ

(6)

الْمَعَارِفِ عِلْمُ التَّارِيخِ؛ لِأنَّهُ بَابٌ يَدُلُّ عَلَى أَعْلَامِ أَهْلِ كُلِّ زَمَنٍ، وَيُبَيِّنُ عَمَّا حَدَثَ فِيهِ مِنْ حَدَثٍ، وَتَجَدَّدَ مِنْ خَبَرٍ، وَعَرَضَ مِنْ سَبَبٍ، مُسْتَفِيدًا صَاحِبُهُ الْمَعْرِفَةَ بِأَوْقَاتِ الْأَكْوَانِ، وَأَحْوَالِ أَيَّامِ الْأَعْيَانِ، فِي كُلِّ حِينٍ وَزَمَانٍ، فَيَأْمَنُ عَيْبَ الْغَلَطِ وَالتَّغْلِيطِ فِيمَا يَقُولُهُ فِيهِمْ، وَيُورِدُهُ فِيمَا يُخْبِرُ

(1)

هُنا يبدأ السقط من ب.

(2)

اخْتُلف في اسمه؛ فابن خلكان ذكره كما أشار السخاوي. انظر: وفيات الأعيان، 3/ 88، 4/ 41. والحمويُّ ذكره مقلوبًا: أبو علي الحسين بن أحمد السَّلامي. انظر: معجم الأدباء، 1/ 347. ووهم حاجي وتبعه قحطان الحديثي حيث نسباه -أي كتاب: أخبار ولاة خراسان- لأبي الحسن محمد بن عبد الله بن محمد المخزومي الشاعر! انظر: حاجي، كشف، 1/ 292؛ الحديثي، التواريخ المحلية لإقليم خراسان، ص 31. ووقع في نفس الوهم أيضًا: آغا بزرك الطهراني. انظر تعليق يوسف هادي على: ابن فندق، تاريخ بيهق، ص 117.

(3)

هو: يوسف بن أحمد بن محمود، محدث (ت 673 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 15/ 270.

(4)

نسبه للسَّلامي ونقل منه: الحمويُّ، معجم الأدباء، 1/ 347؛ وابن خلكان، وفيات، 2/ 521، 3/ 84، 88، 4/ 41، 42، 88، 5/ 357، 6/ 420، 421، 423، 425، 426، 427؛ وابن فندق، تاريخ بيهق، ص 117. وانظر: سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 225؛ قحطان الحديثي، التواريخ المحلية لإقليم خراسان، ص 31.

(5)

في أ: وإن قلّ ليضرب، والمثبت من باقي النسخ.

(6)

في باقي النسخ: رؤساء.

ص: 163

عَنْهُمْ، فَإِنَّا نَرَى قَوْمًا يَحْكُونَ أَشْيَاءَ لَا يَعْرِفُونَ عُهُودَ حُدُوثِهَا وَوُقُوعِهَا، فَيُقَدِّمُونَ مَا تَأَخَّرَ، وَيُؤَخِّرُونَ مَا تَقَدَّمَ عَنْهُ مِنْهَا، سِيَّمَا مَنْ كَانَ مِنْ أَرْضِ خُرَاسَانَ، فَقَدْ جَرَى عَلَى أَيْدِي أَهْلِهَا مَا لَمْ يَجْرِ عَلَى أَيْدِي غَيْرِهِمْ مِنَ [الْحَوَادِثِ]

(1)

الْعِظَامِ.

وَالْوَاجِبُ عَلَى صَاحِبِ الْمَعْرِفَةِ مِنْ أَهْلِهَا أَنْ يَعْلَمَ جُمَلَ أَنْبَائِهَا، وَيَحْفَظَ أَيَّامَ أُمَرَائِهَا، لَا شَيْءَ أَزْرَى عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَجْهَلَ أَخْبَارَ أَرْضِهِ، وَلَعَلَّهُ يَتَطَلَّبُ أَخْبَارَ غَيْرِهَا فَيَكُونَ كَمَنْ تَرَكَ الْوَاجِبَ وَتَبِعَ النَّوَافِلَ.

كَمَا قَالَ الْقَائِلُ فِي رَجُلٍ كَانَ يَتَوَلَّى عَمَلَ الْبَرِيدِ، فَذَهَبَتْ جَارِيتُهُ بِعِلَّةِ الْحَمَّامِ إِلَى خِدْنٍ

(2)

لَهَا لَمْ يَعْلَمْ بِهِ، فَقِيلَ فِيهِ:

دَهَتْكَ بِعِلَّةِ الحَمَّامِ نُعْمُ

وَمَالَ بِهَا الطَّرِيقُ إِلَى سَعِيدِ

أَرَى أَخْبَارَ دَارِكَ عَنْكَ تَخْفَى

فَكَيْفَ وُلِّيتَ أَخْبَارَ البَرِيدِ

وَكَمَا قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ

(3)

:

وَإِنِّي وَتَرْكِي نَدَى الأكْرَمينَ

وقَدْحِي بِكَفَّيَّ زَنْدًا شَحَاحَا

كتارِكَةٍ بَيْضَهَا بِالعَرَاءِ

ومُلْبِسَةٍ بِيضَ أُخْرَى جَنَاحَا

وَهَذَا مَا وَصَفُوا بِهِ النَّعَامَةَ فِي شِدَّةِ حُمْقِهَا، حَتَى قَالُوا: "إِنَّهُ لِأَمْوَقُ

(4)

مِنْ نَعَامَةٍ" لِأَنَّهَا رُبَّمَا قَامَتْ عَنْ بَيْضِهَا تَطْلُبُ لِنَفْسِهَا مَرْعًى، فَتَنْتَهِي إِلَى بَيْضِ نَعَامَةٍ أُخْرَى، فَتَحَتَضِنُهَا وَتُهْمِلُ بَيْضَهَا حَتَّى يَفْسَدَ، وَإِيَّاهَا عَنُوا بِقَوْلِهِمْ: بَيْضَةُ الْبَلَدِ.

(1)

في جميع النسخ: الواجب، وهو تحريف.

(2)

أي صديقها. انظر: الأزهري، تهذيب اللغة، 7/ 280. وقائل البيتين هو ابن المُعَذَّل. انظر: الجاحظ، رسائل الجاحظ، 2/ 268 - 269، مع بعض الاختلاف.

(3)

انظر: ديوانه، ص 81؛ ابن قتيبة، الشعر والشعراء، ص 510.

(4)

حمق في غباوة. انظر: الأزهري، تهذيب اللغة 9/ 363. وانظر: العسكري، الأمثال 1/ 394.

ص: 164

وَالْبَلَدُ الْمَفَازَةُ.

قَالَ الرَّاعِي

(1)

:

تَأْبَى قُضَاعَةُ أَنْ تَعْرِفَ لَكُمْ نَسَبًا

وَابْنَا نِزَارٍ فأنتُمْ بَيْضَةُ البَلَدِ

فَقَوْلُهُ: فَأَنْتُمْ بَيْضَةُ الْبَلَدِ. أَي: أَنَّهُمْ لَا يُعْرَفُونَ، وَلَا يُعْرَفُ لَهُمْ وَالِدٌ، كَمَا لَا يُعْرَفُ بَيْضُ النَّعَامَةِ الَّتِي أَهْمَلَتْ فِي الْمَفَازَةِ. وَهَذِهِ الْبَيْضَةُ تُسَمَّى "التَّرِيكَةُ" وَالتَّرِيكَةُ هِيَ الْمَتْرُوكَةُ، وَجَمْعُهَا تَرَائِكُ.

قَالَ الْأَعْشَى

(2)

:

وَيَهْمَاءَ قَفْرٍ تَائِهِ العِيرِ وَسْطَهَا

وَيُلْقَى بِهَا البَيْضُ الحِسَانُ تَرَائِكَا)

(3)

وَكَالمِصْرِيِّ

(4)

صَاحِبِ كتَابِ "الدَّوْلَتَيْنِ" الْمُسَمَّى "زَهْرَةُ الْعُيُونِ وَجَلَاءُ الْقُلُوبِ"

(5)

فَإِنَّهُ قَالَ فِيهِ:

"إِنَّهُ وَمَا فِي مَعْنَاهُ دَالٌّ عَلَى مَعَالِي الْأُمُورِ، وَمُرْشِدٌ لِكَرَائِمِ الْأَخْلَاقِ وَالْأَفْعَالِ، وَزَاجِرٌ عَنِ الدَّنَاءَةِ وَالْقُبْحِ، وَبَاعِثٌ عَلَى صَوَابِ التَّدْبِيرِ، وَحُسْنِ التَّقْدِيرِ، وَرِفْقِ السِّيَاسَةِ، يَكُونُ لِلَأَدِيبِ تَبْصِرَةً، وَلِلْعَالِمِ الْأَرِيبِ

(6)

تَذْكِرَةً، وَلِسَائِرِ النَّاسِ مُؤَدِّبًا، وَلِلْمُلُوكِ اسْتِرَاحَةً، تُعْمَرُ بِهِ الْمَجَالِسُ فِي الْجَدِّ وَالْهَزْلِ، وَتَتَّضِحُ

(7)

بِأَمْثَالِهِ

(1)

انظر: ابن سلام، طبقات فحول الشعراء، 2/ 504.

(2)

انظر: ديوانه، ص 130، مع بعض الاختلاف.

(3)

هنا ينتهي السقط من ب والظاهر -إلى هنا- انتهى النقل من: أخبار ولاة خراسان.

(4)

في أ: وكالمعري، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

انظر: المسعودي، مروج الذهب، 1/ 11. وتوجد نسخة مخطوطة في لايدن (902). انظر: خزانة التراث (73032).

(6)

في أ، ب: الأديب، والمثبت من باقي النسخ.

(7)

في أ: يتضح، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 165

الْحُجَجُ، وَتُبْلَغُ بِهِ الْإِرَادَةُ بِأَخَفِّ مُؤْنَةٍ، وَيُسْتَوْلَى بِهِ عَلَى الْأُمُورِ كَأَنَّهَا مُشَاهَدَةٌ.

وَقَد قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: "إِنَّ هَذِهِ القُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانِ، فَابْتَغُوا لَهَا مِنْ طَرَائِفِ الْحِكْمَةِ"

(1)

. وَكَفَى بِالْكِتَابِ الْحَسَنِ أَنِيسًا وَمُحَدِّثًا وَجَلِيسًا، وَهُوَ عَوْنٌ لِلَّبِيبِ وَتَذْكِرَةٌ لِلْأَدِيبِ.

وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَفَاضَ مَنْ عِنْدَهُ بِالْحَدِيثِ بَعْدَ الْقُرآنِ وَالتَّفْسِيرِ: "أَحْمِضُوا". أَي: خُوضُوا فِي الشِّعْرِ وَغَيْرِهِ

(2)

.

وَعَنْ بَعْضِهِمْ: "الْقُلُوبُ تَصْدَأُ

(3)

كَمَا يَصْدَأُ الْحَدِيدُ، فَنَقُّوهَا بِالذِّكْرِ"

(4)

.

وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه[قَالَ]: "إِنِّي لَأَسْتَجِمُّ قَلْبِي بِالشَّيْءِ مِنَ اللَّهْوِ؛ لِأَقْوَى بِهِ عَلَى الْحَقِّ"

(5)

. انْتَهَى.

فَكَيْفَ بِمَا يَنْضَمُّ إِلَيْهِ مِمَّا حَكَيْنَاهُ مِنْ فَوَائِدِهِ.

وَكَبَعْضِ مَنْ يَثِقُ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَيُورَقِيُّ بِدِينِهِ وَعِلْمِهِ أَنَّهُ قَالَ:

"الاِشْتِغَالُ بِنَشْرِ أَخْبَارِ فُضَلَاءِ الْعَصْرِ

(6)

وَلَوْ بِتَوَارِيخِهِمْ مِنْ عَلَامَاتِ سَعَادَاتِ

(1)

ضعيف. أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(1399) بلفظ مقارب عن النجيب ابن السَّرِيّ عن علي موقوفًا. والنجيب عن علي منقطع. انظر: ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 8/ 509. وانظر: السخاوي، فتح المغيث، 3/ 276.

(2)

انظر: ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث، ص 233؛ السخاوي، فتح المغيث، 3/ 276.

(3)

في هامش أ: "بالأصل: تصدى، بالياء ألف مقصورة وهو خطأ. ناسخ".

(4)

أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(35536) عن أبي الدرداء موقوفًا بلفظ مقارب.

(5)

أخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء"(1941) عن أبي الدرداء موقوفًا.

(6)

في أ: العمر، وهو تحريف، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 166

الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَهُمْ شُهُودُ اللهِ فِي أَرْضِهِ، فَإِنْ بَغُضُوا فَعَنْ

(1)

بُغْضِهِ، وَحُبُّ اللهِ حُبُّهُمْ، وَبُغْضُ الْمُسِيءِ عَلَامَةُ بُغْضِ اللهِ [لَهُ]

(2)

. فَرَحْمَةُ اللهِ وَرِضْوَانُهُ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ عَلَى الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْهُمْ وَالْمُسْتَأْخِرِينَ

(3)

".

وَكَشُيُوخِنَا الْقَايَاتِيِّ

(4)

وَأُسْتَاذِنَا، وَالْعَيْنِيِّ، وَابْنِ الدَّيْرِيِّ

(5)

، وَالْعِزِّ الْحَنْبَلِيِّ

(6)

مِمَّنْ سَأَحْكِي كَلَامَهُمْ، فِيمَا سَيَأْتِي بَعْدُ بِتَرْجَمَةٍ.

بَلْ كُلُّ مَنْ صَنَّفَ فِيهِ، أَوْ تَكَلَّمَ فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ، مِمَّنْ سَأُلِمُّ بِجُمْلَةٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ، لَوْ لَمْ يَعْلَمْ مَا فِيهِ مِنَ الفَوَائِدِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَالْأُخْرَوِيَّةِ مَا وَجَّهَ عَزْمَهُ لِذَلِكَ، بَلْ قَدْ بَانَ لَكَ أَنَّهُ سَبِيلٌ إِلَى مَعْرِفَةِ أَكْثَرِ مَا يَضُرُّ وَيَنْفَعُ.

بَلْ قَالَ الْأُسْتَاذُ أَبُو الْقَاسِمِ الْجُنيْدُ

(7)

رحمه الله فِي الْحِكَايَاتِ: إِنَّهَا جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ اللهِ يُثَبِّتُ اللهُ عز وجل بِهَا قُلُوبَ أَوْلِيَائِهِ. فَقِيلَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا يَا أُسْتَاذُ؟ فَقَالَ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} [هود: 120].

(1)

في ق، ز: فمن.

(2)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

في باقي النسخ: المتأخرين.

(4)

هو: محمد بن علي بن محمد القاياتي، فقيه نَحْوي (ت 850 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 8/ 212 - 214.

(5)

هو: سعد بن محمد بن عبد الله الحنفي، فقيه مفسر (ت 867 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 3/ 249.

(6)

هو: أحمد بن إبراهيم بن نصر الكناني القاهري، فقيه (ت 876 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 1/ 205.

(7)

في أ: الجنيدي، والمثبت من باقي النسخ، ومن: مصادر ترجمته. انظر: الذهبي، سير، 20/ 272.

ص: 167

وَأَيْضًا فَمَا كَانَ عَلَى السِّنِينَ مِنْهُ مِنْ فَوَائِدِهِ، بَيَانُ

(1)

آجَالِ

(2)

الْحُقُوقِ، وَاخْتِلَافِ النُّقُودِ، وَوَقْفِ الأَوْقَافِ الْمُتَرَتِّبِ عَلَيْهَا الاِسْتِحْقَاقَاتُ.

وَكَذَا مَعْرِفَةُ الْقُرُونِ الْفَاضِلَةِ الْمُشَارِ إِلَيْهَا بِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ"

(3)

لِيَتَمَيَّزَ الْمُقْتَدَى بِهِ مِنْ غَيْرِهِ، وَإِنْ تَخَلَّفَ الْعَمَلُ بِمُقْتَضَى ذَلِكَ فِي أَفْرَادِ بِحَيْثُ تَكُونُ الْخَيْرِيَّةُ بِالنَّظَرِ لِلْمَجْمُوعِ عَلَى الْمَجْمُوعِ.

وَمَعْرِفَةُ انْقِضَاءِ الزَّمَنِ الْمُحَدَّدِ لِلْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الَّذِينَ أُمِرْنَا بِاقْتِفَاءِ سُنَّتِهِمْ.

وَبَيَانُ الْوَقْتِ الَّذِي ظَهَرَتْ فِيهِ الْبِدَعُ وَالْحَوَادِثُ.

وَمَا لَا يَدْخُلُ تَحْتَ الْحَصْرِ، بِحَيْثُ قَالَ الْعَيْنِي كَمَا سَيَأْتِي:"إِنَّ فَوَائِدَهُ تَحْتَاجُ لِمُجَلَّدَاتٍ".

وَحِينَئِذٍ فَثَمَرَتُهُ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ، وَالتَّنْشِيطُ وَالتَّثْبِيطُ

(4)

، وَالإِنْذَارُ وَالاِعْتِبَارُ، وَالتَّسَلِّي وَالتَّأَسِّي، وَالنُّصْحُ وَالنُّجْحُ وَالتَّمْرِيضُ وَالتَّنْهِيضُ.

وَلَا يَمْنَعُ هَذِهِ الثَّمَرَةَ قِلَّةُ الْمُعْتَبِرِينَ، وَإِنْشَادُ بَعْضِ الْمُتَقَدِّمِينَ

(5)

:

لَقَدْ أَسْمَعْتَ لَوْ نَادَيْتَ حَيًّا

وَلَكِنْ لَا حَيَاةَ لِمَنْ تُنَادِي

(1)

في ب: أو بيان، وفي باقي النسخ: وبيان.

(2)

في ب: آمال، وهو تحريف.

(3)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(3651/ الفتح)، ومسلم في "صحيحه"(2533) عن ابن مسعود مرفوعًا.

(4)

في ق، ز: التغبيط.

(5)

هذان البيتان لعمرو بن مَعْد يكرب الزبيدي. انظر: ديوانه، ص 99.

ص: 168

وَنَارٌ لَوْ

(1)

نَفَخْتَ بَهَا أَضَاءَتْ

وَلَكْنْ أَنْتَ تَنْفُخُ فِي الرَّمَادِ

(2)

فَلَا بُدَّ مِنْ وُجُودِ رَاغِبٍ وَمُعْتَبَرٍ، وَمُتَأَمِّلٍ

(3)

وَمُسْتَبْصِرٍ.

فَنَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا قَلْبًا عَقُولًا، وَلِسَانًا صَادِقًا عَنِ الْمُشْكِلَاتِ سَؤُولًا، وَيُوَفِّقَنَا لِلْسَّدَادِ فِي القَوْلِ وَالعَمَلِ، وَيَخْتُمَ لَنَا بِالْمُرَادِ عِنْدَ انْتِهَاءِ الْأَجَلِ.

إِذَا عُلِمَ هَذَا فَنَقُولُ:

إِنَّهُ لَمَّا كَانَتْ مَحَاسِنُهُ، مَعَ كَوْنِهَا لَيْسَتْ مُنْحَصِرَةً فِيمَا ذَكَرْنَاهُ، غَيْرَ مُخْتَصَّةٍ بِالْعُلَمَاءِ، وَمَعَادِنُهُ

(4)

يَشْتَرِكُ فِي اسْتِثَارَةِ

(5)

جَوَاهِرِهَا مِنَ الصَّيَارِفِ الْعُلَمَاءُ وَالْفُهَمَاءُ، كَانَتِ الرَّغْبَةُ فِيهِ مِنْهُمْ، بَلْ وَمَنْ غَيْرِهِمْ مِنْ الْمُلُوكِ وَالْمُبَاشِرِينَ، وَالصُّحْبَةُ لِأَهْلِهِ مَقْصُودَةً لِأَهْلِ السُّلُوكِ وَالْمُنَاظِرِينَ، فَتَوَجَّهُوا لِمُطَالَعَتِهِ أَوِ الْمُجَالَسَةُ لِأَهْلِهِ، وَنَوَّهُوا بِجُمْلَتِهِ بِالْمُرَاجَعَةِ حَتَّى فِي جَلِيِّ الْأَمْرِ وَسَهْلِهِ، بِحَيْثُ كَانَ الْعَلّامَةُ الْمُجْتَهِدُ التَّقِيُّ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ يَقُولُ لِتِلْمِيذِهِ الْحَافِظِ ابْنِ سَيِّدِ النَّاسِ، بَعْدَ تَعَبِهِ مِنْ إِلْقَاءِ الدَّرْسِ:"لَذِّذْنَا يَا شَيْخَ فَتْحِ الدِّينِ بِتَرَاجِمِ هَؤُلَاءِ السَّادَاتِ".

(وَحُكِيَ -مَا اللهُ أَعْلَمُ بِصِحَّتِهِ- إِنَّ الْقَاضِيَ أَبَا يُوسُفَ كَانَ مَعَ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنَ الْعِلْمِ يَحْفَظُ

(6)

الْمَغَازِيَ وَأَيَّامَ الْعَرَبِ وَنَحْوَهَا مِنَ التَّارِيخِ، فَمَضَّى وَقْتًا لِسَمَاعِ

(1)

في الديوان: ولو نار.

(2)

في الديوان: رماد.

(3)

في ب: متأهل، وهو تحريف.

(4)

في ب: معاونة.

(5)

في أ: استنارة، والمثبت من باقي النسخ.

(6)

في أ: بحفظ، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 169

المَغَازِي أَوْ لِاسْتِمَاعِهَا

(1)

وَأَخَلَّ بِمَجْلِسِ إِمَامِهِ

(2)

أَيَّامًا، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ كَانَ صَاحِبَ رَايَةِ جَالُوتَ؟ فَفَهِمَ أَنَّ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ الْمُدَاعَبَةِ أَوْ نَحْوِهَا، فَغَضِبَ وَقَالَ لَهُ: إِنْ لَمْ تُمْسِكْ عَنْ مِثْلِ هَذَا وَإِلَّا سَأَلْتُكَ عَلَى رُؤُوسِ النَّاسِ: أَيُّمَا كَانَ [أَوَّلَ]

(3)

وَقْعَةُ بَدْرٍ أَوْ أُحُدٍ؟ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي ذَلِكَ، وَهِيَ (مِنْ)

(4)

أَهْوَنِ مَسَائِلِ التَّارِيخِ! (فَأَمْسَكَ عَنْهُ)

(5)

(6)

.

بَلِ اتَّفَقَ أَنَّ الأمِيرَ سَنْجَرَ الدَّوَادَارِيَّ

(7)

سَأَلَ الْحَافِظَ الشَّرَفَ الدِّمْيَاطِيَّ -وَنَاهِيكَ بِجَلَالَتِهِ- عَنْ سَنَةِ وَفَاةِ البُخَارِيِّ

(8)

فَلَمْ يَتَّفِقْ لَهُ الْمُبَادَرَةُ لاِسْتِحْضَارِهَا، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُ سَيِّدِ النَّاسِ، فَسَأَلَهُ عَنْهَا، فَبَادَرَ لِذِكْرِهَا، فَحَظِيَ عِنْده بِذَلِكَ جِدًّا، وَزَادَ فِي إِكْرَامِهِ وَتَقْرِيبِهِ.

وَطَلَعَ الْقَاضِي جَلَالُ الدِّينِ الْبُلْقِينِيُّ يَوْمًا مِنْ بَيْتِهِ، فَأَمَرَ جِهَارًا بَعْضَ خَوَاصِّهِ بِالتَّوَجُّهِ لِلتَّقِيِّ الْمَقْرِيزِيِّ لِيَسْأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ تَعَلُّقَاتِ التَّارِيخِ، فَكَانَ فِي هَذَا

(1)

في باقي النسخ: لإسماعها.

(2)

في باقي النسخ: أيامه، وهو تحريف.

(3)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

ساقط من باقي النسخ.

(5)

ساقط من باقي النسخ.

(6)

الفقرة بكاملها ساقطة من ب. والقصة مذكورة عند: الخطيب، الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، ص 359.

(7)

الدوادار هو: الذي يحمل دواة السلطان أو الأمير، ويتولى أمرها من حكم وتنفيذ. انظر: محمد أحمد دهمان، معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي، ص 77؛ مصطفى الخطيب، معجم الألفاظ والمصطلحات التاريخية، ص 186. ويقصد الأمير علم الدين أبا موسى التركي الصالحي (ت 699 هـ). انظر الذهبي، تاريخ، 15/ 909.

(8)

(ت 256 هـ).

ص: 170

الْفَخْرِ لَهُ مِنْ مِثْلِهِ.

وَأَعْظَمُ مِنْ هَذَا فِي الْفَخْرِ لَهُ كَوْنُ شَيْخِنَا كَانَ يَقْصِدُهُ فِي بَيْتِهِ لِلْمُذَاكَرَةِ مَعَهُ، مَعَ كَثْرَةِ تَرَدُّدِ التَّقِيِّ لَهُ، وَلَهُمَا فِي ذَلِكَ مَقَاصِدُ.

وَحَكَى لَنَا شَيْخُنَا أَنَّ الظَّاهِرَ طَطَرْ

(1)

قَالَ لَهُ: إِنَّهُ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا الْمُؤَيَّدُ ضَاقَتْ يَدُهُ جِدًّا، حَتَّى أَنَّ شَخْصًا قَدَّمَ لَهُ مَأْكُولًا، فَلَمْ يَجِدْ فِي حَاصِلِهِ خَمْسَةَ دَنَانِيرَ يُكَافِئُهُ بِهَا، وَلَا مَنْ يَقْرُضُهَا لَهُ، وَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَسْرَعِ مِنَ اسْتِيلَائِهِ عَلَى الْمَمْلَكَةِ وَذَخَائِرِهَا، ثُمَّ أَمَرَهُ

(2)

بِكِتَابَتِهَا فِي تَارِيخِهِ، فَإِنَّهَا عَجِيبَةٌ

(3)

.

وَكَانَ شَيْخُنَا الْبَدْرُ الْعَيْنِيُّ يَقْرَأُ عِنْدَ الأَشْرَفِ بَرْسْبَاي وَغَيْرِهِ التَّارِيخَ وَنَحْوَهُ، بِحَيْثُ يَقُولُ الْأَشْرَفُ مَا مَعْنَاهُ:"إِنَّهُ مَا عَرَفَ الْإِسْلَامَ إِلَّا مِنْهُ".

وَجَمَعَ هُوَ وَغَيْرُهُ -كـ: ابْنِ نَاهِضٍ

(4)

وَغَيْرِهِ- لِلْمُلُوكِ سِيَرًا؛ لِعِلْمِهِمْ بِرَغْبَتِهِمْ فِي ذَلِكَ.

وَرَامَ مِنِّي الدَّوَادَارُ الْكَبِيرُ يَشْبَكُ الْمُؤَيِّدِيُّ الْفَقِيهُ -وَكَانَ مِنْ خِيَارِ الْأُمَرَاءِ وَأَجِلَّائِهِمْ

(5)

وَمِمَّنْ يَقْرَأُ عَلِيَّ مِنْهُمْ بِقَصْدِهِ الْجَمِيلِ -أَنْ أَفْعَلَ مَعَ الظَّاهِرِ خُشْقَدَمَ

(6)

نَظِيرَ الْعَيْنِيِّ، فَمَا وَافَقْتُهُ.

(1)

هو: الملك الظاهر أبو الفتح (ت 824 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 4/ 7 - 8.

(2)

في أ: أمرها، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ.

(3)

انظر: السخاوي، الضوء 4/ 8.

(4)

هو: محمد بن ناهض بن محمد الكردي الحلبي، نزيل القاهرة، أديب ناظم، له "سيرة المؤيد شيخ" (ت 841 هـ). انظر: السخاوي: الضوء، 10/ 67. وتوجد نسخة في معهد المخطوطات العربية. انظر: خزانة التراث (84829).

(5)

(ت 878 هـ)، انظر: السخاوي، الضوء، 10/ 272.

(6)

هو: أبو سعيد الرومي (ت 872 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 3/ 175.

ص: 171

نَعَمْ، سَأَلَنِي الدَّوَادَارُ بَعْدَهُ يَشْبَكُ من

(1)

مَهْدِيٍّ عَظِيمِ الدَّوْلَةِ

(2)

-وَكَانَ فِي الذَّوْقِ سِيَّمَا لِهَذَا المَعْنَى بِمَكَانٍ- أَنْ أُذَيِّلَ لَهُ عَلَى تَارِيخِ المَقْرِيزِيِّ "السُّلُوكُ" فَأَجَبْتُهُ بَعْدَ الاِسْتِخَارَةِ وَالاِسْتِشَارَةِ وَجَمَعْتُ "التِّبْرُ الْمَسْبُوكُ" وَاغْتَبَطَ بِذَلِكَ، بِحَيْثُ كَانَ يَسْتَصْحِبُ مَا حَصَّلَهُ مِنْهُ فِي أَسْفَارِهِ، وَيُوقِفُ عَلَيْهِ مَنْ يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْهِ، مُتَبَجِّحًا بِهِ إِلَى غَيْرِهِمْ مِنَ الْمُبَاشِرِينَ وَالرُّؤَسَاءِ، وَأَعْلَى مِنْهُمْ مِمَّنْ لَهُمْ تَلَفُّتٌ لِلثَّنَاءِ وَالذِّكْرِ الْجَمِيلِ، وَجَلْبٌ لِمَنْ يَتَوَهَّمُونَ ذِكْرَهُ لَهُمْ بِالتَّعْلِيلِ، وَلَكِنْ بَطَلَ ذَلِكَ كُلُّهُ، وَمَا بَقِيَ غَالِبًا سِوَى الْجَهْلِ وَقِلَّةِ الأَدَبِ وَالتَّلَفُّتِ لِلْحِطَامِ وَالسَّلَامِ.

وَكَانَ مِمَّا قُلْتُهُ فِي مُقَدِّمَةِ "التِّبْرُ"

(3)

:

"عِلْمُ التَّارِيخُ فَنٌّ مِنْ فُنُونِ الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ، وَزَيْنٌ تَقَرُّ بِهِ الْعُيُونُ، حَيْثُ سُلِكَ فِيهِ المَنْهَجُ الْقَوِيمُ الْمُسْتَوِي، بَلْ وَقْعُهُ مِنَ الدِّينِ عَظِيمٌ، وَنَفْعُهُ يَتَعَيَّنُ

(4)

فِي الشَّرْعِ لِشُهْرَتِهِ، غَنَيٌّ عَنْ مَزِيدِ البَيَانِ وَالتَّفْهِيمِ.

إِذْ بِهِ (يَعْلَمُ أَهْلُ الْجَلَالَةِ وَالرُّسُوخِ مَا يُفْهَمُ بِهِ النَّاسِخُ مِنَ الْمَنْسُوخِ)

(5)

وَيَظْهَرُ تَزْيِيفُ مُدَّعِي اللِّقَاءِ، وَيُشْهَرُ مَا

(6)

صَدَرَ مِنْهُ مِنَ التَّحْرِيفِ فِي الاِرْتِقَاءِ (لَمَّا تَبَيَّنَ أَنَّ الشَّيْخَ الَّذِي جَعَلَ رِوَايَتَهُ عَنْهُ مِنْ مَقْصِدِهِ كَانَ قَدْ مَاتَ قَبْلَ مَوْلدِهِ أَوْ)

(7)

كَانَ اخْتَلَّ عَقْلُهُ أَوْ اخْتَلَطَ، أَوْ لَمْ يُجَاوِزْ بَلْدَتَهُ الَّتِي لَمْ يَدْخُلْهَا الطَّالِبُ قَطْ.

(1)

في ق، ز: بن، وهو تحريف.

(2)

يُعْرف بالصغير (ت 885 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 10/ 272.

(3)

انظر: ص 2 - 3.

(4)

في التبر المسبوك: متين.

(5)

ليست في: التبر المسبوك.

(6)

في التبر المسبوك: بيان.

(7)

ليست في: التبر المسبوك.

ص: 172

وَتُحْفَظُ بِهِ الأَنْسَابُ المُتَرَتِّبُ عَلَيْهَا صِلَةُ الرَّحِمِ، وَالْمُتَسَبِّبُ عَنْهَا الْمِيرَاثُ وَالْكَفَاءَةُ (حَيْثُمَا قُرِّرَ فِي مَحَلِّهِ وَفُهِمَ. وَكَذَا تُعْلَمُ مِنْهُ آجَالُ الْحُقُوقِ

(1)

وَاخْتِلَافُ النُّقُودِ، وَالأَوْقَافِ)

(2)

الَّتِي يَنْشَأُ عَنْهَا مِنَ الاِسْتِحْقَاقِ مَا هُوَ مَعْهُودٌ.

وَيُنْتَفَعُ بهِ فِي الاِطِّلَاعِ عَلَى أَخْبَارِ الْعُلَمَاءِ وَالزُّهَّادِ وَالْفُضَلَاءِ، وَالْخُلَفَاءِ وَالْمُلُوكِ وَالأُمَرَاءِ وَالنُّبَلَاءِ، وَسِيَرِهِمْ وَمَآثِرِهِمْ فِي حَرْبِهِمْ وَسِلْمِهِمْ، وَمَا أَبْقَى الدَّهْرِ مِنْ فَضَائِلِهِمْ أَوْ رَذَائِلِهِمْ، بَعْدَ أَنْ أَبَادَهُمُ الْحَدَثَانِ

(3)

وَأَبْلَى جَدِيدَهُمُ الْمَلْوَان

(4)

. حَيْثُ تُتَبَّعُ الأُمُورُ الْحَسَنَةُ مِنْ آثَارِهِمْ، وَلَا يَسْمَعُ مِنْهُمْ فِيمَا تَنْفِرُ عَنْهُ الْعُقُوُل المُسْتَحْسِنَةُ مِنْ أَخْبَارِهِمْ.

وَيُعْتَبُرُ بِمَا فِيهِ مِنَ الْمَوَاعِظِ النَّافِعَةِ وَاللَّطَائِفِ الْمُفِيدَةِ؛ لِتَرْوِيحِ النُّفُوسِ الطَّامِعَةِ، مَعَ مَا يَلْتَحِقُ بهِ مِنَ المَسَائِلَ الْعِلْمِيَّةِ، وَالْمَبَاحِثِ النَّظَرِيَّةِ، وَالأَشْعَارِ الَّتِي هِيَ جُلُّ مَوَادِّ العُلُومِ الأَدَبِيَّةِ، كـ: اللُّغَةِ وَالْمَعَانِي وَالْعَرَبِيَّةِ".

* * *

(1)

في التبر المسبوك: الخيوف.

(2)

ساقط من ب.

(3)

الحَدَثان: أي حوادث الدهر. انظر: الأزهري، تهذيب اللغة، 4/ 405. (مادة: حدث).

(4)

المَلَوان: أي الليل والنهار. انظر: ابن منظور، لسان 13/ 190. (مادة: ملا).

ص: 173

[التَّارِيخُ فَرْضَ كِفَايَةٍ أَفْضَلُ مِن فَرْضِ عَيْنٍ]

(1)

وَلِهَذَا صَرَّحَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ (عُلَمَاءِ الْمَذَاهِبِ)

(2)

أُولِي

(3)

الْأَمَانَاتِ بِأَنَّهُ مِنْ فُرُوضِ الْكِفَايَاتِ (الرَّاجِحُ ارْتِقَاؤُهُ عَلَى فَرْضِ العَيْنِ، لِلانْدِفَاعِ بِقِيَامِهِ بِهِ عَنْ غَيْرِهِ التَّأْثِيمَاتُ، بَل رُبَّمَا انْحَصَرَ وَتَعَيَّنَ حَسْبَمَا يَعْلَمُهُ مَنِ اسْتَظْهَرَ وَتَبَيَّنَ. هَذَا مَعَ كَوْنِهِ فَرْدًا مِنْ أَفْرَادِ عُلُومِهِ، وَعِقْدًا مِنْ مَعْلُومَاتِهِ وَرُسُومِهِ)

(4)

.

وَمَا أَحْسَنَ مَا بَلَغَنِي مِنَ الشِّعْرِ فِي مَدْحِهِ، وَأَبْيَنَ مَا أَعْجَبَنِي، مِمَّا يُرَغِّبُ فِي الاعْتِنَاءِ بِهِ وَعَدَمِ طَرْحِهِ، قَوْلُ الْقَاضِي الْأَرْجَانِيِّ

(5)

الْبَدِيعُ الأَلْفَاظِ وَالْمَعَانِي:

إِذَا عَلِمَ الإِنْسَانُ أَخْبَارَ مَنْ مَضَى

تَوَهَّمْتَهُ قَدْ عَاشَ مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ

وَتَحْسَبُهُ قَدْ عَاشَ آخِرَ عُمْرِهِ

إِذَا كَانَ قَدْ أَبْقَى الجَمِيلَ مِنَ الذِّكْرِ

فَقَدْ عَاشَ كُلَّ الدَّهْرِ مَنْ كَانَ عَالِمًا

حَلِيمًا كَرِيمًا فَاغْتَنِمْ أَطْوَلَ العُمْرِ

(6)

(وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ شَرَفِ هَذَا الْفَنِّ إِلَّا أَنَّ البُخَارِيَّ رحمه الله صَنَّفَ "تَارِيخَهُ"

(7)

فِي الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ يَكْتُبُهُ فِي اللَّيَالِي الْمُقْمِرَةِ، وَسَوَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ "صحِيحِهِ" حَيْثُ حَوَّلَ تَرَاجِمَهُ بَيْنَ الْقَبْرِ النَّبَوِيِّ وَالْمِنْبَرِ

(1)

في هامش ب.

(2)

ليست في: التبر المسبوك.

(3)

في التبر المسبوك: أهل.

(4)

ليست في: التبر المسبوك.

(5)

هو: ناصح الدين أحمد بن محمد بن الحسين، أديب شاعر (ت 544 هـ). انظر: الإسنوي، طبقات الشافعية، 1/ 110. والأبيات المذكورة وردت بألفاظ مختلفة. انظر: ديوانه، 2/ 672.

(6)

إلى هُنا ينتهى النقل من: التبر المسبوك.

(7)

أي: التاريخ الكبير.

ص: 174

الشَّرِيفِ، وَكَانَ يُصَلِّي لِكُلِّ تَرْجَمَةٍ رَكْعَتَيْنِ

(1)

.

قُلْتُ: وَاسْتِوَاؤُهُمَا ظَاهِرٌ؛ فَإِنَّهُ لَا يُتَوَصَّلُ لِلْحُكْمِ عَلَى الحَدِيثِ إِلَّا بِهِ)

(2)

.

وَيُسْتَفَادُ مِنْ أَثْنَاءِ

(3)

هَذَا الْفَنِّ مَا لَعَلَّهُ مُنْدَرِجٌ فِي عُلُومِ أُخَرَ كَـ: السِّيَاسَةِ؛ الْعِلْمُ الَّذِي يُتَعَرَّفُ مِنْهُ أَنْوَاعُ الرِّيَاسَاتِ وَالسِّيَاسَاتِ، وَالاِجْتِمَاعَاتِ الْفَاضِلَةِ وَالْمُرْدِيَةِ، وَتَوَابِعُ ذَلِكَ.

وَكَـ: عِلْمِ الْأَخْلَاقِ الَّذِي يُعْلَمُ مِنْهُ أَنْوَاعُ الْفَضَائِلِ وَكَيْفِيَّةُ اكْتِسَابِهَا، وَأَنْوَاعُ الرَّذَائِلِ وَكَيْفِيَّةُ اجْتِنَابِهَا.

وَكَـ: عِلْمِ تَدْبِيرِ الْمَنْزِلِ الَّذِي يُعْلَمُ مِنْهُ الْأَحْوَالُ الْمُشْتَرِكَةُ بَيْنَ الْإِنْسَانِ، وَزَوْجِهِ، وَوَلَدِهِ، وَخَدَمِهِ، وَوَجْهُ الصَّوَابِ فِيهَا.

وَمِمَّا بَلَغَنَا أَنَّ بَعْضَ نُدَمَاءِ الأَشْرَفِ بَرْسْبَاي مَدَحَهُ بِكَوْنِهِ

(4)

أَغْنَى الْفُقَهَاءِ بِمَا انْفَرَدَ بِهِ عَنْ كَثِيرِينَ مِمَّنْ قَبْلِهِ -يَعْنِي فَإِنَّهُ

(5)

بَنَى مَدْرَسَةً بِالْقَاهِرَةِ وَبِالصَّحْرَاءِ وَبِالْخَانِقَاهْ

(6)

وَغَيْرِ ذَلِكَ- فَقَالَ: "إِنَّ مَنْ سَبَقَنَا كَانَ فُقَهَاؤُهُمْ غَيْرَ مُوَافِقِينَ لَهُمْ، فَقَصَّرُوا فِي جَانِبِهِمْ لِذَلِكَ، وَفُقَهَاؤُنَا لَا يُخَالِفُونَا، فَلَا أَقَلَّ مِنْ أَنْ نَسْمَحَ لَهُمْ بِحِطَامِ الدُّنْيَا".

(1)

انظر: الذهبي، سير، 12/ 400، 404.

(2)

هذه الفقرة ساقطة من ب.

(3)

في باقي النسخ: أنباء.

(4)

في ق، ز: بكون.

(5)

في ز: بأنه.

(6)

الخانقاه: هي كلمة فارسية تعني محلًّا للتعبد والتزهد والبعد عن الناس. انظر: محمد أحمد دهمان، معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي، ص 66؛ مصطفى الخطيب، معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص 158.

ص: 175

قُلْتُ: وَهَذَا قَدْ كَانَ، وَأَمَّا الْآنَ فَالْمُوَافَقَةُ حَاصِلَةٌ، وَالِانْقِيَادُ بِالْخِطَامِ

(1)

دُونَ الْحُطَامِ، بَلْ هُمْ مُزَاحَمُونَ فِي أَرْزَاقِهِمُ الْمُرْصَدَةِ لَهُمْ مِمَّنْ قَبْلَهُمْ! غَفَرَ اللهُ لَنَا وَلَهُمْ.

* * *

(1)

في أ: الحطام، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ.

ص: 176

تَتِمَّةٌ فِيهَا فَائِدَتَانِ:

[الفَرْقُ بَيْنَ التَّارِيخِ وَالطَّبَقَاتِ]

(1)

الأولَى: قَالَ الْعِزُّ ابْنُ جَمَاعَةَ

(2)

:

"وَمِمَّا يُشْكِلُ وَيُحْتَاجُ إِلَيْهِ، مَعْرِفَةُ التَّفْرِقَةِ بَيْنَ عِلْمِ التَّارِيخِ وَعِلْمِ الطَّبَقَاتِ، وَمَعْرِفَةُ الِافْتِرَاقِ بَيْنَ مَوْضُوعِهِمَا وَغَايَتِهِمَا".

قَالَ: "وَالحَقُّ عِنْدِي أَنَّهُمَا بِحَسَبِ الذَّاتِ يَرْجِعَانِ إِلَى شَيءٍ وَاحِدٍ، وَبِحَسَبِ الاعْتِبَارِ يَتَحَقَّقُ مَا بَيْنَهُمَا مِنَ التَّغَايُرِ".

قُلْتُ: بَيْنَهُمَا عُمُومٌ وَخُصُوصٌ وَجْهِيٌّ

(3)

، فَيَجْتَمِعَانِ فِي التَّعْرِيفِ بِالرُّوَاةِ، وَيَنْفَرِدُ التَّارِيخُ بِالحَوَادِثِ، وَالطَّبَقَاتُ بِمَا إِذَا كَانَ فِي البَدْرِيِّينَ -مَثَلًا- مَنْ تَأَخَّرَتْ وَفَاتُهُ عَمَّنْ لَمْ يَشْهَدْهَا؛ لاسْتِلْزَامِهِ تَقْدِيمَ مُتَأَخِّرِ

(4)

الْوَفَاةِ. هَذَا هُوَ الْأَصْلُ، وَإِنْ خَرَجَ غَالِبُ مَنْ صَنَّفَ بَعْدَ الْمُتَقَدِّمِينَ "طَبَقَاتُ الشَّافِعِيَّةِ" مَثَلًا عَنْهُ، لِمُرَاعَاتِهِمْ فِي الطَّبَقَةِ قُرْبَ الْوَفَيَاتِ. وَرُبَّمَا يَكُونُ الوَاحِدُ مِنْ طَبَقَةٍ تَلِي الْمَذْكُورَ فِيهَا لِقِدَمِ مَوْتِهِ، وَإِنْ كَانَ دُونَهُمْ فِي الْأَخْذِ.

(1)

في هامش ب.

(2)

لم أجد النص.

(3)

العام من وجه، والخاص من وجه: هما اللذان يوجد كل واحدٍ منهما مع الآخر أحيانًا، ويوجد كل منهما بدون الآخر أحيانًا أخرى، فيجتمعان في صورة، وينفرد كل واحدٍ منهما في صورة. انظر التعليق على: ابن النجار، شرح الكوكب المنير، 3/ 384.

(4)

في باقي النسخ: المتأخر.

ص: 177

وَقَدْ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ بِأَنَّ التَّارِيخَ يُنْظَرُ فِيهِ بِالذَّاتِ إِلَى الْمَوَالِيدِ وَالْوَفَيَاتِ، وَبِالْعَرَضِ إِلَى الأَحْوَالِ، وَالطَّبَقَاتِ يُنْظَرُ فِيهَا بِالذَّاتِ إِلَى الْأَحْوَالِ، وَبِالْعَرَضِ إِلَى الْمَوَالِيدِ وَالْوَفَيَاتِ.

وَلَكِنَّ الأَوَّلَ

(1)

أَشْبَهُ.

الثَّانِيَةُ: يَقَعُ فِي كَلَامِهِمْ: "فُلَانٌ الْمُتَوَفَّى" وَأَنْتَ

(2)

فِي فَتْحِ الْفَاءِ وَكَسْرِهَا بِالْخِيَارِ، وَالْكَسْرُ مُوَجَّهٌ بِالْمُسْتَوفِي لِمُدَّةِ حَيَاتِهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ} [البقرة: 234] عَلَى قِرَاءَةِ عَلِيٍّ رضي الله عنه فِي فَتْحِ اليَاءِ

(3)

؛ أَيْ: يَسْتَوْفُونَ آجَالَهُمْ. وَإِنْ حُكِيَ أَنَّ أَبَا الْأَسْودِ الدُّؤَلِيَّ كَانَ مَعَ جَنَازَةٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَنْ الْمُتَوَفِّي؟ بِكَسْرِ الْفَاءِ، فَقَالَ: اللهُ. وَأَنَّهَا كَانَتْ أَحَدَ الْأَسْبَابِ الْبَاعِثَةِ لِأَمْرِ عَلِيٍّ لَهُ بِالنَّحْوِ، فَقَدْ قِيلَ، يَعْنِي عَلَى تَقْدِيرِ صِحَّةِ الْحِكَايَةِ: إِنَّهُ اقْتَصَرَ عَلَى مَا يَحْتَمِلُهُ فَهْمُهُ وَيَتَعَقَّلُهُ

(4)

خُصُوصًا وَهُوَ الْقَائِلُ: "حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ"

(5)

.

وَأَمَّا غَايَتُهُ فَالتَّرَجِّي لِرِضَا اللهِ؛ فَإِنَّهُ لَا يُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا، وَالأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ.

* * *

(1)

في أ: الأولى، والمثبت من باقي النسخ. وانظر: فتح المغيث، 4/ 498.

(2)

في أ: وأتت، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

انظر: الزمخشري، الكشاف، 1/ 458.

(4)

في أ: أو تتغلقه، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(127) عن علي موقوفًا. وورد بألفاظ أخرى عن بعض الصحابة. انظر: السخاوي، الأجوبة المرضية، 1/ 294؛ المقاصد الحسنة، رقم 180.

ص: 178

[تَمْشِي الأَحْكَامُ الخَمْسَةُ فِي التَّارِيخِ]

(1)

وَأَمَّا حُكْمُهُ فَلَيْسَ بِمُطَّرِدٍ فِي وَاحِدٍ، بَلْ مِنْهُ مَا هُوَ وَاجِبٌ إِذَا تَعَيَّنَ طَرِيقًا لِلْوُقُوفِ عَلَى اتِّصَالِ الْخَبَرِ وَشِبْهِهِ، وَلِمَعْرِفَةِ النَّسْخِ، وَلِلْأَنْسَابِ الَّتِي يَنْشَأُ عَنْهَا التَّوَارُثُ وَالْكَفَاءَةُ.

وَمِنْ ثَمَّ صَرَّحَ بَعْضُهُمْ: بِأَنَّ عَلَيْهِ مَدَارَ الأَحْكَامِ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ: إِنَّهُ مِنْ فُرُوضِ الْكِفَايَاتِ، وَبَعْضُهُمْ: إِنَّهُ مِمَّا يَنْبَغِي، وَلَكِنَّهَا غَيْرُ مُتَمَحِّضَةٍ لِلْوُجُوبِ

(2)

بَلْ يَنْدَرِجُ تَحْتَهَا الْمُسْتَحَبُّ بِحَسَبِ الْمَقَامِ وَالسِّيَاقِ

(3)

وَرُبَّمَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْمُبَاحِ.

وَعَقَدَ

(4)

الْخَطِيبُ بَابًا لِوُجُوبِ بَيَانِ أَحْوَالِ الْكَذَّابِينَ، وَالنَّكِيرِ عَلَيْهِمْ، وَإِنْهَاءِ أَمْرِهِمْ إِلَى السَّلَاطِينَ

(5)

وَأَوْرَدَ عَنِ الإِمَامِ أَحْمَدَ أَنَّهُ لِشَدِّةِ اعْتِنَائِهِ بِهِ لَمَّا وَدَّعَ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ

(6)

قَعَدَ مَعَهُ، وَأَخْرَجَ أَلْوَاحَهُ، وَسَأَلَهُ أَنْ يُمْلِيَ عَلَيْهِ وَفَاةَ ابْنِ الْمُبَارَكِ، فَفَعَلَ، وَأَنَّهَا فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ [وَمِائَةٍ]

(7)

وَأَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَقْصِدِهِ بِهِ فَقَالَ: "أُرِيدُ أَتَعَرَّفُ بِهِ الْكَذَّابِينَ" أَوْ كَمَا قَالَ

(8)

.

(1)

في هامش ب.

(2)

في باقي النسخ: الوجوب.

(3)

في أ: السباق، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

في أ: وعند، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

انظر: الخطيب، الجامع لأخلاق الراوي، ص 341.

(6)

من رواة الأحاديث ثقة (ت 220 هـ): انظر: المزي، تهذيب الكمال، 6/ 151.

(7)

زيادة من: الجامع لأخلاق الراوي.

(8)

انظر: الخطيب، الجامع لأخلاق الراوي، ص 361.

ص: 179

وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ فَارِسٍ كَمَا مَضَى: إِنَّ السِّيرَةَ النَّبَوِيَّةَ بِخُصُوصِهَا مِنْهُ "مِمَّا يَحِقُّ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ حِفْظُهَا، وَيَجِبُ عَلَى ذِي الدِّينِ مَعْرِفَتُهَا"

(1)

.

وَيَتَأَيَّدُ بِقَوْلِ بَعْضِهِمْ: "إِنَّهُ يَخْشَى لِمَنْ جَهِلَهَا إِذَا قِيلَ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ أَنْ يَقُولَ: لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُوُلونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ! أَعَاذَنَا اللهُ مِنْ ذَلِكَ". وَنَحْوُهُ الْقَوْلُ بِعَدَمِ صِحَّةِ إِيمَانِ الْمُقَلِّدِ

(2)

.

وَقَدْ يُتَمَسَّكُ بِقَوْلِ أَبِي مُحَمَّدِ ابْنِ حَزْمٍ فِي كِتَابِهِ "مَرَاتِبُ الْعُلُومِ"

(3)

:

"العُلُومُ الْقَائِمَةُ اليَوْمَ سَبْعَةُ أَقْسَامٍ عِنْدَ كُلِّ أُمَّةٍ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ وَزَمَانٍ: عِلْمُ الشَّرِيعَةِ، وَعِلْمُ أَخْبَارِهَا -يَعْنِي الْمُتَضَمِّنَ لِفَنِّ التَّارِيخِ- وَعِلْمُ لُغَاتِهَا" وَذَكَرَ بَاقِيَهَا لِلْوُجُوبِ.

وَذَكرَ الْعِزُّ ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ فِي "قَوَاعِدِهِ"

(4)

مِنْ أَمْثِلَةِ الْبِدَعِ الْوَاجِبَةِ:

"الْكَلَامُ فِي الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ؛ لِيَتَمَيَّزَ الصَّحِيحُ مِنَ السَّقِيمِ، وَقَدْ دَلَّتْ قَوَاعِدُ الشَّرِيعَةِ عَلَى أَنَّ حِفْظَ الشَّرِيعَةِ فَرْضُ كِفَايَةٍ فِيمَا

(5)

زَادَ عَلَى الْقَدْرِ الْمُتَعَيِّنِ، وَلَا يَتَأَتَّى حِفْظُ الشَّرِيعَةِ إِلَّا بِمَا ذَكَرْنَاهُ" انْتَهَى.

وَإِدْرَاجُهُ لِذَلِكَ فِي الْبِدَعِ لَيْسَ بِجَيِّدٍ، فَقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم:"نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللهِ"

(6)

وَ"بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ"

(7)

فِي أَشْبَاهٍ لِذَلِكَ فِي الطَّرَفَيْنِ.

(1)

انظر: أوجز السير لخير البشر، ص 5.

(2)

انظر: عبد الكريم النملة، المهذب في علم أصول الفقه المقارن، 5/ 2389.

(3)

انظر: ص 78 - 79.

(4)

انظر: قواعد الأحكام في مصالح الأنام، 2/ 173.

(5)

في ز: فما.

(6)

سيأتي تخريجه.

(7)

سيأتي تخريجه.

ص: 180

(مِنْهَا مِمَّا أَوْرَدَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي "الْعِلَلُ"

(1)

مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ المُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ: "إِذَا عَلِمَ أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ خَيْرًا فَلْيُخْبِرْهُ بِهِ، فَإِنَّهُ تَزْدَادُ رَغْبَتُهُ فِي الْخَيْرِ"

(2)

وَقَالَ: "إِنَّهُ لَا يَصِحُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ المُسَيَّبِ مُرْسَلًا".

وَمِنْهَا مَا لِلطَّبَرَانِيِّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ مِنْ حَدِيثِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَفَعَهُ: "إِذَا مُدِحَ المُؤْمِنُ رَبَا الإِيمَانُ فِي قَلْبِهِ")

(3)

(4)

.

وَمِنْهُ مَا هُوَ حَرَامٌ كالْمَذْكُورِ مِمَّا وَقَعَ لِكَثِيرٍ مِنْ جُهَّالِ الْمُؤَرِّخِينَ الَّذِينَ مُعَوَّلُهُمْ غَالِبًا عَلَى النَّاقِلِينَ عَنْ كُتُبِ الأوَّلِينَ كَـ "مُبْتَدَأُ"

(5)

وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، الْقَائِلِ مُصَنِّفُهُ:"قَرَأْتُ ثَلَاثِينَ كِتَابًا نَزَلَتْ عَلَى ثَلَاثِينَ نَبِيًّا"

(6)

وَأَنْ كُلًّا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ ثُمَّ كَعْبِ الْأَحْبَارِ أَعْلَمُ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَأَنَّهُ جَمَعَ عِلْمَهُمَا.

وَكَذَا غَيْرُهُ مِنَ الأَخْبَارِ الَّتِي تَجْرِي مَجْرَى الْخُرَافَاتِ، حَيْثُ أَوْرَدَهُ

(7)

بِالْجَزْمِ مِنْ غَيْرِ بَيَانٍ لِبُطْلَانِهِ، وَلَا أَنَّهُ مِمَّا نُقِلَ عَنْ كُتُبِ الْأَوَائِلِ، سِيَّمَا الْمُضَافُ لِسِيَرِ الْأَنْبِيَاءِ، وَالْمَحْكِيُّ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ مِنَ الْأَخْبَارِيِّينَ

(8)

[إِذْ]

(9)

الْغَالِبُ

(1)

انظر: العلل الواردة في الأحاديث، 7/ 304.

(2)

انظر: الألباني، الضعيفة، رقم:1639.

(3)

انظر: الألباني، الضعيفة، رقم:1638.

(4)

هذه الفقرة ساقطة من ب.

(5)

هو كتاب: المبتدأ والسير. انظر: المسعودي، مروج، 1/ 46؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 124.

(6)

أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 71؛ وابن عساكر في "تاريخه" 63/ 377، من طريق الواقدي المتهم. وورد بلفظ آخر. انظر: الفريابي، القدر، رقم: 398؛ البيهقي، الأسماء والصفات، رقم: 374؛ والدينوري، المجالسة، 3/ 422.

(7)

في أ: أورد، والمثبت من باقي النسخ.

(8)

في أ: الأخبار بين، والتصويب من باقي النسخ، ومن: ابن الصلاح، علوم الحديث، ص 292.

(9)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 181

عَلَيْهِمُ الْإِكْثَارُ وَالتَّخْلِيطُ.

وَكَذَا مَا يُسْتَهْجَنُ ذِكْرُهُ عِنْدَ أَرْبَابِ الْعُقُولِ

(1)

مِنْ حَوَادِثَ لا مَعْنَى لَهَا وَلَا فَائِدَةَ، وَذِكْرُ أُنَاسٍ مِنَ الْمُلُوكِ وَالْأَكَابِرِ يُضَافُ إِلَيْهِمْ شُرْبُ الْخَمْرِ وَفِعْلُ الْفَوَاحِشِ

(2)

مِمَّا تَصْحِيحُهُ عَنْهُمْ عَزِيزٌ، وَهُوَ مُتَرَدِّدٌ بَيْنَ إِشَاعَةِ الْفَاحِشَةِ إِنْ صَحَّ، أَوِ الْقَذْفِ إِنْ لَمْ يَصِحَّ، سِيَّمَا وَقَدْ يَتَضَمَّنُ التَّهْوِينَ عَلَى أَبْنَاءِ جِنْسِهِمْ فِيمَا هُمْ (فِيهِ)

(3)

مِنَ الزَّلَلِ. عَلَى أَنَّ الْأَخْبَارَ لَا تَسْلَمُ مِنْ بَعْضِ هَذَا.

* * *

(1)

في أ: المعقول، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

في أ: الحوادث، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ.

(3)

ساقط من ز.

ص: 182

‌{[السِّيَاسَةُ]

(1)

}

(وَمِنْ أَعْظَمِ خَطَأِ السَّلَاطِينِ وَالأُمَرَاءِ نَظَرُهُمْ فِي سِيَاسَاتِ مُتَقَدِّمِيهِمْ، وَعَمَلُهُمْ بِمُقْتَضَاهَا، مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ فِيمَا وَرَدَ بِهِ الشَّرْعُ، ثُمَّ تَسْمِيَةُ أَفْعَالِهِمُ الْخَارِجَةِ عَنِ الشَّرْعِ سِيَاسَةً! فَإِنَّ الشَّرْعَ هُوَ السِّيَاسَةُ، لَا عَمَلُ السُّلْطَانِ بِهَوَاهُ وَرَأْيهِ. وَوَجْهُ خَطَئِهِمْ

(2)

فِي هَذَا أَنَّ مَضْمُونَ قَوْلِهِمْ يَقْتَضِي أَنَّ الشَّرْعَ لَمْ يَرِدْ بِمَا يَكْفِي فِي السِّيَاسَةِ، فَاحْتَجْنَا إِلَى تَتِمَّةٍ فِيمَا رَأَيْنَا!

(3)

فَهُمْ يَقْتُلُونَ مَنْ لَا يَجُوزُ قَتْلُهُ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يَحِلُّ فِعْلُهُ، وَيُسَمُّونَ ذَلِكَ سِيَاسَةً! ).

وَهَذَا تَعَاطٍ عَلَى الشَّرِيعَةِ يُشْبِهُ الْمُرَاغَمَةَ

(4)

وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23)} [الزخرف: 23].

وَمِنْهُ ذِكْرُ الْمَسَاوِئِ عَلَى الْوَجْهِ الْمَشْرُوحِ، مَنْ يُخْرِجُ مَسَاوِئَ الْكَبِيرِ وَهَنَّاتِهِ فِي هَيْئَةِ الْمَدْحِ وَالْمَكَارِمِ وَالْعَظَمَةِ غَيْرُ مُلْتَفِتٍ لِلتَّحْرِيمِ.

وَكَذَا مِنْ أَسْبَابِ [التَّحْرِيمِ]

(5)

الزِّيَادَةُ فِي الجَرْحِ عَلَى مَا يَحْصُلُ الْغَرَضُ وَالنَّقْصُ مِنَ المَدْحِ.

وَمِنْهُ مَا هُوَ مُسْتَحَبٌّ، حَيْثُ كَانَ طَرِيقًا لِلاِقْتِفَاءِ فِي الْمَحَاسِنِ، وَتَرْكِ مَا لَا يُنَاسِبُ مِنَ الْمَشَائِنِ، وَإِعْمَالِ الْفِكْرِ فِي تَدَبُّرِ الْعَوَاقِبِ، وَعَدَمِ الْوُثُوقِ بِدَوَامٍ قَرِيبٍ أَوْ صَاحِبٍ،

(1)

في هامش ب. والفقرة الآتية بين قوسين هي بنصها كلام ابن الجوزي. انظر: المنتظم 1/ 117.

(2)

في أ: خطابهم، والمثبت من باقي النسخ، ومن: المنتظم.

(3)

في ق، ز: رأيناه.

(4)

المُراغَمة: هي المنازعة. استعارة. انظر: الراغب الأصبهاني، المفردات، ص 359 (مادة: رغم).

(5)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 183

وَغَيْرِهَا

(1)

مِمَّا أَشَرْنَا إِلَيْهِ فِي فَوَائِدِهِ.

وَمِنْهُ مَا هُوَ مَكْرُوهٌ لِكَثِيرِينَ مِنْ تَسْوِيدِ كثِيرٍ مِنْهُمْ لِلأَوْرَاقِ -حَسْبَمَا ذَكَرَهُ ابْنُ الْأَثِيرِ

(2)

- بِصَغَائِرِ الْأُمُورِ الَّتِي الْإِعْرَاضُ عَنْهَا أَوْلَى، وَتَرْكُ تَسْطِيرِهَا أَحْرَى وَأَعْلَى، كَقَوْلِهِمْ: خُلِعَ عَلَى فُلَانٍ الذِّمِّيِّ، وَزِيدَ فِي السِّعْرِ الْيَوْمِيِّ، وَأُكْرِمَ فُلَانٌ، وَهُوَ مِنَ الْمُجْرِمِينَ، وَأُهِينَ فُلَانٌ، وَهُوَ مِنْ أَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ (وَ)

(3)

أَصْحَابِ الْهَيْئَاتِ الْمُعْتَبَرِينَ، لاِقْتِضَاءِ هَذَا التَّجَرِّيَ

(4)

عَلَى غَيْرِهِمْ، كَمَا سَيَأْتِي.

وَمِنْهُ مَا هُوَ مُبَاحٌ حَيْثُ لَا نَفْعَ فِيهِ، لَا دُنْيَوِيٌّ وَلَا أُخْرَوِيٌّ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ حُجَّةُ الإِسْلَامِ الغَزَالِيُّ فِي "الْإِحْيَاءُ"

(5)

فَإِنَّهُ قَالَ:

"وَأَمَّا الْمُبَاحُ مِنَ الْعِلْمِ فَالْعِلْمُ بِالْأَشْعَارِ الَّتِي لَا سُخْفَ فِيهَا، وَتَوَارِيخِ الأَخْبَارِ، وَمَا يَجْرِي مَجْرَاهُ".

بَل قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ

(6)

وَتَبِعَهُ النَّوَوِيُّ فِي قِسْمِ الصَّدَقَاتِ مِنَ "الرَّوْضَةُ"

(7)

:

"الْكِتَابُ يُحْتَاجُ إِلَيْهِ لِثَلَاثَةِ أَغْرَاضٍ: التَّعْلِيمِ، وَالتَّفَرُّجِ بِالْمُطَالَعَةِ، وَالاِسْتِفَادَة. فَالتَّفَرُّجُ لَا يُعَدُّ حَاجَةً، كَاقْتِنَاءِ كُتُبِ الشِّعْرِ وَالتَّوَارِيخِ وَنَحْوِهَا مِمَّا لَا يَنْفَعُ فِي الآخِرَةِ وَلَا فِي الدُّنْيَا، فَهَذَا يُبَاعُ فِي الكَفَّارَةِ وَزَكَاةِ الْفِطْرِ، وَيُمْنَعُ اسْمُ الْمَسْكَنَةِ".

(1)

في أ: وغيرهما، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

انظر: الكامل في التاريخ، 1/ 6.

(3)

ساقط من باقي النسخ.

(4)

في أ: التحري، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

انظر: ص 26.

(6)

انظر: الإحياء، ص 278.

(7)

انظر: النووي، روضة الطالبين وعمدة المفتين، 2/ 312.

ص: 184

وَنَحْوُهُ قَوْلُهُ فِي الْبَابِ الْأَوَّلِ مِنْ كِتَابِهِ "فَضَائِحُ الْبَاطِنِيَّةِ"

(1)

:

"إِنَّهُ طَالَعَ الكُتُبَ المُصَنَّفَةَ فِي هَذَا الفَنِّ فَصَادَفَهَا مَشْحُونَةً بِفَنَّيْنِ مِنَ الْكَلَامِ: فَنٌّ فِي تَوَارِيخِ أَخْبَارِهِمْ وَحِكَايةِ أَحْوَالِهِمْ، مِنْ مَبْدَأِ أَمْرِهِمْ إِلَى ظُهُورِ ضَلَالَتِهِمْ، وَتَسْمِيَةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ دُعَاتِهِمْ فِي كُلِّ قُطْرٍ مِنَ الْأَقْطَارِ، وَبَيَانِ وَقَائِعِهِمْ فِيمَا انْقَرَضَ مِنَ الأَعْصَارِ. فَهَذَا فَنٌّ أَرَى التَّشَاغُلَ بِهِ اشْتِغَالًا بِالْأَسْمَارِ، وَذَلِكَ أَلْيَقُ بِأَصْحَابِ التَّوَارِيخِ وَالأَخْبَارِ

" إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ، وَذَكَرَ الْفَنَّ الثَّانِيَ

(2)

وَصَرَّحَ بِأَنَّهُ "لَا يَرَى التَّشَاغُلَ بِهِ، فَاقْتَضَى إِبَاحَةَ الْأَوَّلِ مَعَ قَبُولِهِ لِلنِّزَاعِ".

وَأَمَّا مَا اسْتُنْبِطَ لَهُ مِنَ الأَدِلَّةِ فَيُؤْخَذُ مِمَّا تَقَدَّمَ فِي فَوَائِدِهِ وَمِمَّا سَيَأْتِي قَرِيبًا.

وَأَمَّا الذَّامُّونَ لَهُ؛ فَمِنْهُمْ مَنْ خَصَّصَ، وَمِنْهُمْ مَنْ عَمَّمَ.

فَالْمُخَصِّصُونَ اقْتَصَرُوا عَلَى مَنْ مَلَأَ مِنْهُمْ كُتُبَهُ بِمَا يُرْغَبُ عَنْ ذِكْرِهِ مِمَّا أَدْرَجْنَاهُ فِي التَّحْرِيمِ، وَمِنْهُمْ

(3)

مَنْ يَدَّعِي الْمَعْرِفَةَ وَالرَّزَانَةَ، وَيَظُنُّ بِنَفْسِهِ التَّبَحُّرَ فِي الْعِلْمِ وَالْأَمَانَةِ

(4)

يُعَمِّمُ فَيَحْتَقِرُ

(5)

التَّوَارِيخَ وَيَزْدَرِيهَا، وَيُعْرِضُ عَنْهَا وَيُلْغِيهَا؛ لِظَّنِّهِ أَنَّ غَايَةَ فَائِدَتِهَا إِنَّمَا هُوَ القَصَصُ وَالْأَخْبَارُ، وَنِهَايَةُ مَعْرِفَتِهَا الْأَحَادِيثُ وَالْأَسْمَارُ!

وَنَحْوُه

(6)

مَنْ نَسَبَ بَعْضَهُمْ إِلَى الْقُصُورِ حَيْثُ لَمْ يَتَعَرَّضْ لِلْجَرْحِ وَضِدِّهِ، مَعَ كَوْنِهِ أَعْظَمَ فَوَائِدِهِ، وَلَا عَلَى أَخْبَارِ الْأَئِمَّةِ وَالزُّهَّادِ وَالعُلَمَاءِ الَّذِينَ بِذِكْرِهِمْ تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ، وَلَا عَلَى شَرْحِ مَذَاهِبِ النَّاسِ مَعَ عُمُومِ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ، بَلِ اقْتَصَرَ عَلَى

(1)

انظر: الغزالي، فضائح الباطنية، ص 18 - 19.

(2)

في أ: الثالث، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: فضائح الباطنية.

(3)

في أ: وفيهم، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

وعند ابن الأثير: والرواية. انظر: الكامل 1/ 9.

(5)

في باقي النسخ: فيحقر.

(6)

في أ: وفيهم. والمثبت من باقي النسخ.

ص: 185

الْحُرُوبِ وَالْفُتُوحَاتِ وَنَحْوِهَا، مَعَ أَنَّ مَنْ أَنْصَفَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْعِلْمِ فَتْحُ الْبَلَدِ الْفُلَانِيِّ فِي سَنَةِ كَذَا، وَلَا أَنَّ عَدَدَ الْجَيْشِ كَانَ كَذَا.

* * *

ص: 186

‌{[مَطْلَبٌ في جَرْحِ بَعْضِ المُتَأَخِّرِيَنَ؛ أَجَائِزٌ أَمْ لَا

؟ ]

(1)

}

وَمِنْهُمْ مَنْ نَسَبَ الْمُتَعَرِّضَ مِنْهُمْ لِلتَّجْرِيحِ فِي الأَزْمَانِ الْمُتَأَخِّرَةِ إِلَى ارْتِكَابِ الْمُحَرَّمِ لِكَوْنِهِ غِيبَةً، وَأَنَّ الأَخْبَارَ الْمُرَخَّصَ لَهُ مِنْ أَجْلِهَا قَدْ دُوِّنَتْ وَمَا بَقَى لَهُ فَائِدَةٌ.

وَمِمَّنْ صَرَّحَ بِهَذَا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْمُرَابِطِ

(2)

وَقَالَ: "إِنَّ فَائِدَتَهُ انْقَطَعَتْ مِنْ رَأْسِ الْأَرْبَعِ مِائَةٍ".

وَدَنْدَنَ هُوَ وَغَيْرُهُ مِمَّنْ لَمْ يَتَدَبَّرْ مَقَالَهُ بِعَيْبِ الْمُحَدِّثِينَ بِذَلِكَ، وَصَرَّحَ بَعْضُهُمْ: بِأَنَّ مَا يَقَعَ فِي كَلَامِ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ الْقَائِمِينَ بِالتَّارِيخِ وَمَا أَشْبَهَهُ، كَالذَّهَبِيِّ ثُمَّ شَيْخِنَا، مِنْ ذِكْرِ الْمَعَايبِ وَلَوْ كَانَ الْمُعَابُ مِنْ أَهْلِ الرِّوَايَةِ، غِيبَةٌ مَحْضَةٌ.

وَنَحْوُهُ تَعَقُّبُ التَّقِيِّ ابْنِ دَقِيقِ الْعِيدِ ابْنَ السَّمْعَانِيِّ فِي ذِكْرِهِ بَعْضَ الشُّعَرَاءِ وَقَدَحَ فِيهِ بِقَوْلِهِ: "إِذَا لَمْ يُضْطَرَّ إِلَى الْقَدْحِ فِيهِ لِلرِّوَايَةِ لَمْ يَجُزْ"

(3)

.

وَمِنْهُمْ مَنْ نَسَبَ بَعْضَهُمْ إِلَى التَّقْصِيرِ وَالتَّعَصُّبِ، حَيْثُ لَمْ يَسْتَوْعِبِ الْقَوْلَ فِيمَنْ هُوَ مُنْحَرِفٌ عَنْهُمْ، بَلْ يَحْذِفُ كَثِيرًا مِمَّا يَرَاهُ مِنْ ثَنَاءِ النَّاسِ عَلَيْهِمْ، وَيَسْتَوْفِي الْكَلَامَ فِيمَنْ عَدَاهُمْ، غَيْرَ مُقْتَصِرٍ عَلَيْهِمْ.

وَمِنْهُمْ مَنِ الْحَامِلُ لَهُ عَلَى الذَّمِ مُجَرَّدُ الْجَهْلِ.

فَأَمَّا الأَوَّلُ: فَلَا شَكَّ فِي تَحْرِيمِ الاقْتِصَارِ عَلَيْهِ، حَسْبَمَا قَرَّرْنَاهُ.

(1)

في هامش ب.

(2)

هو: محمد بن عثمان الغرناطي (ت 752 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر الكامنة، 4/ 45.

(3)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 445.

ص: 187

وَأَمَّا الثَّانِي: فَقَدْ رَدَّهُّ

(1)

ابْنُ الأَثِيرِ

(2)

بِمَا حَاصِلُهُ: "أَنَّهُ ظَنَّ مَنِ اقْتَصَرَ عَلَى الْقِشْرِ دُونَ اللُّبِّ، وَاخْتَصَرَ فَلَمْ يَنْظُرْ مَا فِيهَا مِنَ الْجَوَاهِرِ لِمَا عِنْدَهُ مِنَ التَّعَصُّبِ. وَمَنْ رَزَقَهُ اللهُ تَعَالَى طَبْعًا سَلِيمًا، وَهَدَاهُ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، عَلِمَ أَنَّ فَوَائِدَهُ كَثِيرَةٌ، وَمَنَافِعَهُ الدُّنْيَوِيَّةَ وَالْأُخْرَوِيَّةَ -يَعْنِي كَمَا قَدَّمْنَا- جَمَّةٌ غَزِيرَةٌ".

وَأَمَّا الثَّالِثُ: "فَلَيْسَ مُجَرَّدُ الاِقْتِصَارِ عَلَى مَا ذُكِرَ نَقْصًا؛ فَالْمُؤَرِّخُونَ مَقَاصِدُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ، فَمِنْهُمْ مَنِ اقْتَصَرَ عَلَى ذِكْرِ الاِبْتِدَاءِ، أَوْ عَلَى الْمُلُوكِ وَالْخُلَفَاءِ، وَأَهْلُ الأَثَرِ يُؤْثِرُونَ ذِكْرَ الْعُلَمَاءِ، وَالزُّهَّادُ يُحِبُّونَ أَحَادِيثَ الصُّلَحَاءِ وَأَرْبَابُ الأَدَبِ يَمِيلُونَ إِلَى أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ وَالشُّعَرَاءِ"

(3)

.

وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْكُلَّ مَطْلُوبٌ، وَالْجَمِيعَ مَحْبُوبٌ وَفِيهِ مَرْغُوبٌ، وَكُلُّ مَنِ الْتَزَمَ شَيْئًا فَالْغَالِبُ عَدَمُ خُرُوجِهِ عَنْ مَوْضُوعِهِ

(4)

وَإِنْ لَمْ يُمْكِنْهُ الِاسْتِيفَاءُ لِمَجْمُوعِهِ، وَالسَّعِيدُ مَنْ جَمَعَهُ فِي دِيوَانٍ، وَأَوْدَعَهُ مِنْ غَيْرِ كَبِيرِ خَلَلٍ وَلَا نُقْصَانٍ، وَالكَمَالُ للهِ.

وَأَمَّا الرَّابِعُ: فَقَدْ أَجَبْنَاهُمْ بِأَنَّ الْمَلْحُوظَ فِي تَسْوِيغِ ذَلِكَ كَوْنُهُ نَصِيحَةً، وَلَا انْحِصَارَ لَهَا فِي الرِّوَايَةِ، فَقَدْ ذَكَرُوا مِنَ الأَمَاكِنِ الَّتِي يَجُوزُ فِيهَا ذِكْرُ الْمَرْءِ بمَا يَكْرَهُ وَلَا يُعَدُّ ذَلِكَ غِيبَةً، بَلْ [هُوَ]

(5)

نَصِيحَةٌ وَاجِبَةٌ -أَنْ تَكُونَ لِلْمَذْكُورِ وِلَايَةٌ لَا يَقُومُ بِهَا عَلَى وَجْهِهَا؛ إِمَّا بِأَلَّا يَكُونَ صَالِحًا لَهَا، وَإِمَّا بِأَنْ يَكُونَ فَاسِقًا أَوْ مُغَفَّلًا، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، فَيُذْكَرَ لِيُزَالَ بِغَيْرِهِ مِمَّنْ يَصْلُحُ، أَوْ يَكُونَ مُبْتَدِعًا مِنَ الْمُتَصَوِّفَةِ وَغَيْرِهِمْ، أَوْ

(1)

في ق، ز: رواه، وهو تحريف.

(2)

انظر: الكامل في التاريخ، 1/ 9.

(3)

انظر: ابن الجوزي، المنتظم، 1/ 115.

(4)

في ب: موضعه.

(5)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 188

فَاسِقًا وَيُرَى مَنْ يَتَرَدَّدُ إِلَيْهِ لِلْعِلْمِ أَوِ لِلإِرْشَادِ، وَيُخَافُ عَلَيْهِ عَوْدُ الضَّرَرِ مِنْ قِبَلِهِ؛ فَيُعْلِمَهُ بِبَيَانِ حَالِهِ.

وَيَلْتَحِقُ بِذَلِكَ الْمُتَسَاهِلُ فِي الفَتْوَى، أَوِ التَّصْنِيفِ، أَوِ الْأَحْكَامِ، أَوِ الشَّهَادَاتِ، أَوِ النَّقْلِ، أَوِ الْوَعْظِ؛ حَيْثُ يَذْكُرُ الأَكَاذِيبَ وَمَا (لَا)

(1)

أَصْلَ لَهُ عَلَى رُؤُوسِ الْعَوَامِّ.

أَوِ الْمُتَسَاهِلُ فِي ذِكْرِ الْعُلَمَاءِ، أَوْ فِي الرِّشَا أَوِ الِارْتِشَاءِ، إِمَّا بِتَعَاطِيهِ لَهُ، أَوْ بِإِقْرَارِهِ عَلَيْهِ، مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى مَنْعِهِ، وَأَكْلِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْحِيَلِ وَالافْتِرَاءِ.

أَوِ الْغَاصِبُ لِكُتُبِ الْعِلْمِ مِنْ أَرْبَابِهَا أَوِ الْمَسَاجِدِ، بِحَيْثُ تَصِيرُ مِلْكًا، فَضْلًا عَنِ الْأَوْقَافِ الَّتِي لَا حَقِيقَةَ لِلْمُسَوِّغِ فِيهَا، أَوْ غَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ، فَكُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ أَوْ وَاجِبٌ ذِكْرُهُ لِيُحْذَرَ ضَرَرَهُ.

* * *

(1)

ساقط من ز.

ص: 189

‌{[الْجَرْحُ نَصِيحَةٌ]

(1)

}

وَبِهذَا ظَهَرَ أَنَّ الجَرْحَ لَمْ يَنْقَطِعْ، وَأَنَّهُ وَالحَالَةُ هَذِهِ مِنْ النَّصِيحَةِ الوَاجِبَةِ المُثَابِ فَاعِلُهَا.

وَقَد قَالَ مَنْ لَمْ يُشَكَّ فِي وَرَعِهِ، الْإمَامُ أَحْمَدُ [رضي الله عنه]

(2)

لِأَبِي تُرَابٍ النَّخْشَبِيِّ

(3)

حِينَ عَذَلَهُ عَنِ الجَرْحِ بِقَوْلِهِ: (لَا تَغْتَبِ النَّاسَ): "وَيْحَكَ! هَذِهِ نَصِيحَةٌ وَلَيْسَتْ غِيبَةً"

(4)

بَل قَالَ: "إِنَّهُ أَفْضَلُ مِنَ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ"

(5)

.

وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ} [الكهف: 29].

وَأَوْجَبَ اللهُ الْكَشْفَ وَالتَّبْيِينَ عِنْدَ خَبَرِ الْفَاسِقِ بِقَوْيهِ: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6].

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الجَرْحِ: "بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ"

(6)

.

وَفِي التَّعْدِيلِ: "إِنَّ عَبْدَ اللهِ رَجُلٌ صَالِحٌ"

(7)

.

(1)

في هامش ب.

(2)

ليست في أ، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

في ق، ز: النخشي، وهو تصحيف، وهو: عَسْكر بن الحُصين الصوفي (ت 245 هـ). انظر: ابن الفرّاء، طبقات الحنابلة، 2/ 183، الذهبي، سير، 11/ 545 - 546.

(4)

انظر: الخطيب، الكفاية، ص 92، ووقعت هذه القصة لعبد الملك بن المبارك، ولابن عُلية. انظر: الخطيب، الكفاية، ص 89، 91.

(5)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 444.

(6)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(6131 ومواضع أخرى/ الفتح)، ومسلم في "صحيحه"(2591) عن عائشة مرفوعًا.

(7)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(3740 ومواضع أخرى/ الفتح) عن ابن عمر، عن أخته =

ص: 190

إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ فِي الطَّرَفَيْنِ.

وَلِذَا

(1)

كَانَ (هَذَا)

(2)

مُسْتَثْنًى مِنَ الْغِيبَةِ الْمُحَرَّمَةِ، بَلْ أَجْمَعَ المُسْلِمُونَ عَلَى جَوَازِهِ، بَلْ عُدَّ مِنَ الوَاجِبَاتِ لِلْحَاجَةِ إِلَيْهِ.

وَمِمَّنْ صَرَّحَ بِذَلِكَ النَّوَوِيُّ

(3)

وَالْعِزُّ ابْنُ عَبْدِ السَّلامِ كَمَا سَيَأْتِي كَلَامُهُ، بَلْ وَسَبَقَ أيْضًا.

وَتَكَلَّمَ فِيهِ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ مَنْ كَانَ فِي الْوَرَعِ بِمَكَانٍ، كَالْحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ المَقْدِسِيِّ، وَمنَ الْمُتَقَدِّمِينَ أَحْمَدُ، كَمَا سَلَفَ قَرِيبًا.

وَابْنُ الْمُبَارَكِ، فَإِنَّهُ قَالَ: "لَوْ خُيِّرْتُ بَيْنَ أَنْ أَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ أَنْ أَلْقَى عَبْدَ اللهِ ابْنَ الْمُحَرَّرِ

(4)

لَاخْتَرْتُ أَنْ أَلْقَاهُ ثُمَّ أَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ كَانَتْ بَعْرَةٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ! "

(5)

.

وَابْنُ مَعِينٍ مَعَ تَصْرِيحِهِ بِقَوْلِه: "إِنَّا لَنَتَكَلَّمُ فِي أُنَاسٍ قَدْ حَطُّوا رِحَالَهُمْ فِي الْجَنَّةِ".

(6)

= حفصة مرفوعًا. وفي ز: "مات اليوم عَبْدٌ لله صالحٌ [أَصْحَمة] ". أخرجه البخاري في "صحيحه"(1320/ الفتح)، ومسلم في "صحيحه"(952) عن جابر بن عبد الله مرفوعًا.

(1)

في باقي النسخ: ولهذا.

(2)

ساقط من باقي النسخ.

(3)

انظر: رياض الصالحين، باب ما يُباح من الغيبة، ص 432.

(4)

هو: الجزري، قال الدارقطني وجماعة:"متروك". انظر: الذهبي، الميزان، 4/ 193.

(5)

أخرجه ابن حبان في "المجروحين" 1/ 67.

(6)

انظر: الخطيب، الجامع لأخلاق الراوي، ص 363؛ الذهبي، سير، 11/ 95، 13/ 268.

ص: 191

وَالبُخَارِيُّ الْقَائِلُ (كَمَا سَمِعَهُ مِنْهُ وَرَّاقُهُ)

(1)

: "مَا اغْتَبْتُ أَحَدًا (قَطُّ)

(2)

مُنْذُ عَلِمْتُ

(3)

أنَّ الْغِيبَةَ حَرَامٌ)

(4)

".

(

(5)

وَرَوَى الخَطِيبُ فِي "تَارِيخِهِ"

(6)

مِنْ جِهَةِ بَكْرِ بْنِ مُنِيرٍ: "سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللهَ وَلَا يُحَاسِبَنِي أَنِّي

(7)

اغْتَبْتُ أَحَدًا"

(8)

.

وَلَمَّا قَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَرَّاقُهُ، حِينَ سَمِعَهُ يَقُولُ:"لَا يَكُونُ لِي خَصْمٌ فِي الآخِرَةِ! " مَا نَصُّهُ: إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَنْقِمُونَ عَلَيْكَ "التَّارِيخَ" يَقُولُونَ: فِيهِ اغْتِيَابُ النَّاسِ! [فَقَالَ]

(9)

: إِنَّمَا رَوَيْنَا ذَلِكَ وَلَمْ نَقُلْهُ مِنْ عِنْدَ أَنْفُسِنَا، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ"

(10)

انْتَهَى

(11)

.

وَسَيَأْتِي أَنَّهُ رضي الله عنه زَائِدُ التَّوَقِّي بَلِيغُ التَّحَرِّي فِي ذَلِكَ، أَكْثَرُ مَا يَقُولُ:"سَكَتُوا عَنْهُ، فِيهِ نَظَرٌ، تَرَكُوهُ" وَنَحْوَ هَذَا، وقَلَّ أَنْ يَقُولَ:"كَذَّابٌ، أَوْ وَضَّاعٌ" وَإِنَّمَا يَقُولُ: "كَذَّبَهُ فُلَانٌ، رَمَاهُ فُلَانٌ" يَعْنِي بِالْكَذِبِ

(12)

.

(1)

ساقط من باقي النسخ.

(2)

ساقط من باقي النسخ.

(3)

في باقي النسخ: سمعت.

(4)

في السير: تضُّر أهلها. انظر: الذهبي، سير، 12/ 441.

(5)

هنا يبدأ السقط من ب.

(6)

انظر: 2/ 13.

(7)

في باقي النسخ: أَنْ.

(8)

انظر: ابن الفرّاء، طبقات الحنابلة، 2/ 255، الذهبي، سير، 12/ 439.

(9)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(10)

سبق تخريجه.

(11)

انظر: الذهبي، سير، 12/ 441.

(12)

قال الذهبي: "صدق رحمه الله ومن نظر في كلامِهِ في الجرح والتعديل عَلِمَ ورعه في الكلام =

ص: 192

قُلْتُ: وَلِذَا قَالَ: "إِنَّمَا رَوَيْنَا ذَلِكَ وَلَم نَقُلْهُ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِنَا")

(1)

.

وَحُجَّتُهُمُ التَّوَصُّلُ بِذَلِكَ لِصَوْنِ الشَّرِيعَةِ، وَأَنَّ حَقَّ اللهِ وَرَسُولِهِ هُوَ الْمُقَدَّمُ.

وَمِمِّنَ صَرَّحَ بِذَلِكَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّانُ

(2)

حَيْثُ قَالَ لِمَنْ قَالَ لَهُ: أَمَا تَخْشَى أَنْ يَكُونَ هَؤُلَاءِ خُصَمَاءَكَ عِنْدَ اللهِ (يَوْمَ الْقِيَامَةِ)

(3)

؛ : "لَأَنْ يَكُونُوا خُصَمَائِي

(4)

أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ (أَنْ يَكُونَ)

(5)

خَصْمِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ لَمْ أَذُبَّ عَنْ حَدِيثِهِ"

(6)

.

وَرَأَى رَجُلٌ، عِنْدَ مَوْتِ ابْنِ مَعِينٍ، النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ مُجْتَمِعِينَ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ سَبَبِ اجْتِمَاعِهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: جِئْتُ لِأُصَلِّي عَلَى هَذَا الرَّجُلِ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَذُبُّ الْكَذِبَ عَنْ حَدِيثِي

(7)

.

وَنُودِيَ بَيْنَ يَدَيْ نَعْشِهِ: "هَذَا الَّذِي كَانَ يَنْفِي [الْكَذِبَ]

(8)

عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم"

(9)

.

ثُمَّ رُؤِيَ فِي النَّوْمِ، فَقِيل لَهُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ فَقَالَ: "غَفَرَ لِي، وَأَعْطَانِي

= في الناس" انظر: سير، 12/ 439، 441.

(1)

هنا ينتهي السقط من ب.

(2)

هو: إمام ثقة حجة (ت 198). انظر: الذهبي، سير، 9/ 175.

(3)

ليست في: الكفاية.

(4)

في باقي النسخ: خصماء لي.

(5)

في أ: كون، والمثبت من باقي النسخ.

(6)

انظر: الخطيب، الكفاية، ص 90.

(7)

انظر: ابن عساكر، تاريخ دمشق، 65/ 38. والمروي ليس بحديث، بل رؤيا منام كما هو ظاهر.

(8)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(9)

انظر: الذهبي، سير، 11/ 95.

ص: 193

وَحَبَانِي، وَزَوَّجَنِي ثَلَاثَ مِائَةِ حَوْرَاءَ، وَأَدْخَلَنِي عَلَيْهِ مَرْتَيْنِ"

(1)

.

وَقِيلَ فِيهِ

(2)

:

ذَهَبَ العَلِيمُ بِعَيْبِ كُلِّ مُحَدِّثٍ

وَبِكُلِّ مُخْتَلَفٍ مِنَ الإِسْنَادِ

وَبِكُلِّ وَهْمٍ فِي الحَدِيثِ وَمُشْكِلٍ

(يَعْنَى)

(3)

بِهِ عُلمَاءُ كُلِّ بِلَادِ

* * *

(1)

انظر: الذهبي، سير، 11/ 91.

(2)

انظر: الخطيب، تاريخ بغداد، 14/ 190، ابن عساكر، تاريخ دمشق، 65/ 43.

(3)

في تاريخ بغداد: يعيى.

ص: 194

[مَحَلُّ جَوَازِ غِيبَةِ الفَاسِقِ]

(1)

وَكَذَا يَجِبُ ذِكْرُ الْمُتَجَاهِرِ بِشَيْءٍ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ وَنَحْوِهِ مِنْ بَابٍ أَوْلَى؛ لِمَا يُرْوَى حَسْبَمَا بَيَّنَاهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ: "أَتَرِعُونَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ! اذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ يَحْذَرْهُ النَّاسُ"

(2)

وَ"لا غِيبَةَ لِفَاسِقٍ"

(3)

مَعَ شَوَاهِدِهِمَا.

وَلَكِنْ مَحَلُّهُ مَا إِذَا ظُنَّ انْكِفَافُهُ، أَوِ انْكِفَافُ مَنْ هُوَ نَظِيرُهُ، أَوْ نَحْوُهُ.

وَقَدِ اسْتَفْتَى بَعْضُ الأَئِمَّةِ مِنْ أَصْحَابِنَا غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ شُيُوخِنَا رحمهم الله فِيمَنْ عَابَ الْمُحَدِّثَ بِذَلِكَ؛ فَقَالَ شَيْخُنَا وَمُرْشِدُنَا:

"المُحَدِّثُ أَصْلُ وَضْعِ فَنِّهِ (بَيَانُ)

(4)

الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ، فَمَنْ عَابَهُ بِذِكْرِهِ لِعَيْبِ الْمُجَاهِرِ بِالفِسْقِ

(5)

أَوْ المُتَّصِفِ

(6)

بِشَيْءٍ مِمَّا ذُكِرَ، فَهُوَ جَاهِلٌ، أَوْ مُلَبِّسٌ، أَوْ مُشَارِكٌ لِلْمُجَاهِرِ فِي صِفَتِهِ، فَيُخْشَى أَنْ يَسْرِيَ إِلَيْهِ الوَصْفُ"

(7)

.

(1)

في هامش ب.

(2)

إسناده تالف. أخرجه ابن عدي في "كامله" 2/ 173، وابن حبان في "المجروحين" 1/ 220، والطبراني في "الكبير" 19/ 418، من طريق الجارود بن يزيد بإسناده مرفوعًا به. والجارود: هو العامري؛ قال النسائي والدارقطني: متروك، وقال أبو حاتم: كذاب. انظر: الذهبي، الميزان، 2/ 108. وقال الألباني:"موضوع". انظر: الضعيفة، رقم:583.

(3)

ورد مرفوعًا بلفظ: "ليس لفاسق غيبة" قال أبو حفص الموصلي: "فقد ورد من طرق وهو باطل". انظر الحويني، جُنة المرتاب، ص 497. وقال الألباني:"باطل". انظر: الضعيفة، رقم:584.

(4)

ساقط من باقي النسخ.

(5)

في أ: بالفسق يعني.

(6)

في ق. ز: لمتصف.

(7)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 446.

ص: 195

قُلْتُ: وَهَذَا مُشَاهَدٌ، فَغَالِبُ مَنْ يُنْكِرُ هَذَا وَشِبْهَهُ يَكُونُ مُتَلَوِّثًا بِالْقَاذُورَاتِ، أَوْ مُشْتَمِلًا عَلَى الضَّغِينَةِ وَالْحَسَدِ وَشِبْهِهِمَا مِنْ الْبَلِيَّاتِ، وَرُبَّمَا يَكُونُ غَافِلًا عَمَّا لِلْعُلَمَاءِ مِنَ الْمَقَالَاتِ، أَوْ عَنْ إِدْرَاجِهِ فِي النَّصَائِحِ الْعَامَّاتِ.

وَقَدْ رَدَّ شَيْخُنَا رحمه الله عَلَى مَنْ نَسَبَهُ إِلَى الْغِيبَةِ، حَيْثُ قَالَ فِي الصَّدْرِ ابْنِ الْأَدَمِيِّ

(1)

أَحَدِ خَوَاصِّهِ وَأَصْحَابِهِ مَا نَصُّهُ:

"وَكَانَ مُسْرِفًا عَلَى نَفْسِهِ، مُتَجَاهِرًا بِمَا لَا يَلِيقُ بِالْفُقَهَاءِ، وَقَدْ أُصِيبَ مِرَارًا، وَامْتُحِنَ، وَلَمَّا مَدَّ اللهُ تَعَالَى لَهُ العَطَاءَ وَأَسْبَغَ عَلَيْهِ النَّعْمَاءَ، لَمْ يُقَابِلْهَا بِالشُّكْرِ بِقَوْلِهِ: لَيْسَ ذِكْرُ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ مِنَ الغِيبَة! بَلْ قَالَ مَرَّةً: (إِنَّ الزَّاعِمَ أَنَّ هَذَا غِيبَةٌ)

(2)

إِنْ كَانَ جَاهِلًا فَلْيُعَلَّمْ، فَإِنْ أَصرَّ فَلْيُؤَدَّبْ بِمَا يَلِيقُ بِهِ مِنَ الزَّجْرِ، حَتَّى يَرْجِعَ عَنِ الطَّعْنِ فِي الْبَرِيءِ، وَالذَّبِّ عَنِ الْمُجْتَرِئِ، وَيُثَابُ وَلِيُّ الْأَمْرِ -أَيَّدَهُ اللهُ تَعَالَى- عَلَى ذَلِكَ" انْتَهَى.

وَهُوَ كَلَامٌ مُعْتَمَدٌ.

وَتَبِعَهُ فِي فَتْوَاهِ القَايَاتِيُّ، وَأَنَّهُ مِنَ النَّصِيحَةِ الَّتِي يُثَابُ مُرْتَكِبُهَا، وَيَكُونُ آتِيًا بِفَرْضِ كِفَايَةٍ، وَقَدْ قَامَ بِوَاجِبٍ أُسْقِطَ بِهِ الْحَرَجُ عَنْ غَيْرِهِ، قَالَ:

"وَمِنْ هُنَا قِيلَ: إِنَّ الْقِيَامَ بِفَرْضِ الْكِفَايَةِ يَفْضُلُ القِيَامَ بِفَرْضِ الْعَيْنِ".

وَقَالَ ابْنُ الدَّيْرِيِّ الْحَنَفِيُّ:

"مِنْهُمْ لَا يُنْكِرُ عَلَى مَنْ سلَكَ فِي ذَلِكَ مَسْلَكَ أَهْلِ الضَّبْطِ وَالْإِتْقَانِ، وَتَجَنَّبَ

(1)

هو: علي بن محمد بن محمد الدمشقي، أديب، فقيه (ت 816 هـ). انظر: ابن حجر، إنباء الغمر، 3/ 27؛ السخاوي، الضوء، 6/ 8.

(2)

في ق، ز: إن هذا الزاعم أنه غيبة.

ص: 196

الْمُجَازَفَةَ وَاحْتَاطَ لِنَفْسِهِ فِي ذَلِكَ، فَإِنَّ أَصْلَ ذَلِكَ مِنَ الْوَاجِبَاتِ الَّتِي لَا يَسَعُ الْإِخْلَالُ بِهَا، وَالْقَوَاعِدِ الَّتِي يَتَعَيَّنُ حِفْظُهَا وَرِعَايَتُهَا، فَإِنَّ خَطَرَ الدِّينِ أَعْظَمُ مِنْ خَطَرِ الدُّنْيَا، وَقَدْ شُرِطَ فِي الْحُقُوقِ الْمَالِيَّةِ رِعَايَةُ الْعَدَالَةِ وَثُبُوتُ الْأَهْلِيَّةِ، فَأَحْرَى أَنْ يَتَعَيَّنَ ذَلِكَ فِي الْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ؛ صَوْنًا لَهَا مِنَ

(1)

التَّغْيِيرِ وَالتَّحْرِيفِ، خُصُوصًا مِمَّنْ غَلَبَ عَلَيْهِ هَوَاهُ فَأَضَلَّهُ عَنْ هُدَاهُ، كَالْمُبْتَدِعَةِ وَالدُّعَاةِ إِلَى الضَّلَالِ. فَيَجِبُ الاحْتِيَاطُ بِكَشْفِ أَحْوَالِ نَقَلَةِ الأَخْبَارِ، وَالتَّفْرِقَةُ بَيْنَ مَنْ يُوثَقُ بِقَوْلِهِ وَيُرْكَنُ إِلَى رِوَايَتِهِ، وَبَيْنَ مَنْ يَجِبُ الإِعْلَامُ بِحَالِهِ، فَلَا يُنْكَرُ عَلَى مَنِ اعْتَمَدَ فِي قَوْلِهِ عَلَى أَقْوَالِ الْمَعْرُوفِينَ بِذَلِكَ الْمُجَانِبِينَ لِلْأَهْوَاءِ، بَلْ يَكُونُ فَاعِلُ ذَلِكَ مَحْمُودًا مُثَابًا إِذَا صَدَقَتْ نِيَّتُهُ، وَاسْتَقَامَتْ طَرِيقَتَهُ"

(2)

.

وَقَالَ الْعَيْنِيُّ، أَحَدُ الرُّؤُوسِ مِنَ الْمُؤَرِّخِينَ، بِوُجُوبِ التَّعْزِيزِ

(3)

عَلَى الْمُنْكَرِ، قَالَ:

"وَأَمَّا الْكَلَامُ فِي الْمُؤَرِّخِينَ الْمُتَأَخِّرِينِ الَّذِينَ كَتَبُوا التَّارِيخَ -مِثْلُ الْخَطِيبِ، وَابْنِ الْجَوْزِي وَسِبْطِهِ، وَابْنِ عَسَاكِرَ، وَأَمْثَالِهِمْ -فَإِنَّهُمْ لَمْ يُرِيدُوا بِهَذَا إِلَّا وُقُوفَ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى ذَلِكَ؛ لِيُمَيِّزُوا الْمُعَدَّلَ مِنَ الْمَجْرُوحِ. وَأَمَّا الَّذِي يَكْتُبُ التَّارِيخَ فِي زَمَانِنَا هَذَا، فَإِنْ كَانَ نَقْلُهُ عَنْ مُشَاهَدَةٍ وَعِيَانٍ أَوْ بِإِخْبَارِ ثِقَاتٍ، فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ فِيهِ فَوَائِدَ كَثِيرَةً لَا تَخْفَى عَلَى الْمُتَأَمِّلِ، وَتَحْتَاجُ إِلَى مُجَلَّدَاتٍ"

(4)

.

وَقَالَ الْعِزُّ الْكِنَانِيُّ الْحَنْبَلِيُّ، الْفَرِيدُ فِي زَمَانِهِ:

(1)

في ق، ز: عن.

(2)

لم أجد النص.

(3)

في ق، ز: التعذير، وهو تحريف.

(4)

لم أجد النص.

ص: 197

"

(1)

لَا شَكَّ فِي جَلَالَةِ عِلْمِ التَّارِيخِ، وَعِظَمِ مَوْقِعِهِ مِنَ الدِّينِ، وَشِدَّةِ الْحَاجَةِ الشَّرْعِيَّةِ إِلَيْهِ؛ لِأَنَّ الْأَحْكَامَ الاعْتِقَادِيَّةَ وَالمَسَائِلَ الْفِقْهِيَّةَ مَأْخُوذَةٌ مِنْ كَلَامِ الْهَادِي مِنَ الضَّلَالَةِ، وَالْمُبَصِّرِ مِنَ الْعَمَى وَالجَهَالَةِ، وَالنَّقَلَةُ لِذَلِكَ هُمُ الْوَاسِطَةُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ، فَوَجَبَ الْبَحْثُ عَنْهُمْ وَالْفَحْصُ عَنْ أَحْوَالِهِمْ، وَهَذَا أَمْرٌ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ. وَالْعِلْمُ الْمُتَكَفِّلُ بِذَلِكَ هُوَ عِلْمُ التَّارِيخِ، وَلِهَذَا قِيلَ إِنَّهُ مِنْ فُرُوضِ الْكِفَايَةِ. وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي فَرْضِ الكِفَايَةِ؛ هَلْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ فَرْضِ الْعَيْنِ لِسُقُوطِ التَّكْلِيفِ بِفِعْلِهِ عَنِ الْفَاعِلِ وَغَيْرِهِ، بِخِلَافِ الْعَيْنِ؟ ".

ثُمَّ ذَكَرَ جُمْلَةً مِنْ فَوَائِدِهِ، وَمَنْ صَنَّفَ فِيهِ مِنْ نُجُومِ الْهُدَى وَمَصَابِيحِ الظُّلَمِ، مِمَّنْ لا مَطْعَنَ فِيهِمْ وَلا قَدْحٌ، وَسَرَدَ جَمَاعَةً، خَتَمَهُمْ بِالذَّهَبِيِّ وَشَيْخِنَا ابْنِ حَجَرٍ وَالْعَيْنِيِّ

(2)

.

ثُمَّ رَدَّ عَلَى الْقَائِلِ بِأَنَّهُ غِيبَةٌ وَقَالَ: "وَعَلَى تَقْدِيرِ تَسْلِيمِهِ فَمَا كُلُّ غِيبَةٍ حَرَامٌ".

ثُمَّ سَرَدَ الْأَمَاكِنَ الَّتِي جَوَّزَتْ فِيهِ مِنْ كَلَامِ النَّوَوِيِّ فِي"رِيَاضِهِ"

(3)

وَابْنِ مُفْلِحٍ

(4)

وَغَيْرِهِمَا، مِمَّا أَصْلُهُ لِحُجَّةِ الْإسْلَامِ الْغَزَالِيِّ

(5)

وَقَوْلِ الْعِزِّ ابْنِ عَبْدِ السَّلَامِ فِي "الْقَوَاعِدُ"

(6)

:

(1)

انظر: ابن فهد، الدر الكمين، 1/ 1 - 2.

(2)

إلى هنا ينتهي من: الدر الكمين.

(3)

سبق توثيقه.

(4)

انظر: الآداب الشرعية، 2/ 101.

(5)

انظر: الإحياء، كتاب آفات اللسان، ص 1041.

(6)

انظر: قواعد الأحكام، 1/ 97.

ص: 198

"القَدْحُ فِي الرُّوَاةِ

(1)

وَاجِبٌ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ [دَفْعِ]

(2)

إِثْبَاتِ الشَّرْعِ [بِقَوْلِ مَنْ لَا يَجُوزُ إِثْبَاتُ الشَّرْعِ بِهِ]

(3)

وَلِمَا عَلَى النَّاسِ فِي تَرْكِ ذَلِكَ مِنَ الضَّرَرِ فِي التَّحْرِيمِ وَالتَّحْلِيلِ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْأَحْكَامِ. وَكَذَلِكَ كُلُّ خَبَرٍ

(4)

يُجَوِّزُ الشَّرْعُ الاعْتِمَادَ عَلَيْهِ وَالرُّجُوعَ إِلَيْهِ. وَجَرْحُ الشُّهُودِ وَاجِبٌ عِنْدَ الْحُكَّامِ عِنْدَ الْمَصْلَحَةِ؛ وَلِحِفْظِ الْحُقُوقِ مِنَ الدِّمَاءِ وَالْأَمْوَالِ وَالْأَعْرَاضِ وَالْأَبْضَاعِ وَالْأَنْسَابِ وَسَائِرِ الْحُقُوقِ أَعَمُّ وَأَعْظَمُ

(5)

.

وَالدِّلَالَةُ عَلَى النَّصِيحَةِ قَولهُ تَعَالَى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ} [الكهف: 29].

وَعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ رضي الله عنها

(6)

قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَا جَهْمٍ

(7)

وَمُعَاوِيَةَ خَطَبَانِي! فَقَالَ: "أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ، وَأَمَّا أَبُو الْجَهْمِ فَلَا يَضَعُ الْعَصَا عَنْ عَاتِقِهِ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ

(8)

.

وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ

(9)

"فَضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ".

(1)

في أ: الرواية، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: قواعد الأحكام.

(2)

زيادة من: قواعد الأحكام.

(3)

زيادة من: قواعد الأحكام.

(4)

في ق، ز: خير، وهو تصحيف.

(5)

في ب: وأطم.

(6)

في باقي النسخ: عنهما، وهو تحريف؛ لأن والدها لَمْ يُذْكَر إسلامه.

(7)

صحابي مختلف في اسمه، أسلم يوم الفتح، وتوفي في آخر خلافة معاوية. انظر: ابن حجر، الإصابة، 7/ 60؛ الذهبي، سير، 2/ 556.

(8)

أخرجه مسلم في "صحيحه"(1480) عن فاطمة بنت قيس به مرفوعًا. وقال الألباني متعقبًا أحد العلماء: "عزا المصنِّف الحديث للمتفق عليه، وإنما هو من أفراد مسلم، نعم روى البخاري منه من طرق أخرى

أحرفًا يسيرة جدًّا". انظر: الألباني، الإرواء، 6/ 210.

(9)

أخرجه مسلم في "صحيحه"(1480/ 47).

ص: 199

قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: فَهَذَا حُجَّةٌ لِقَوْلِ الْحَسَنِ الْبَصْرِي: "أَتَرِعُونَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ! اذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ لِيَحْذَرَهُ النَّاسِ"

(1)

فَإِنَّ النُّصْحَ فِي الدِّينِ أَعْظَمُ مِنَ النُّصْحِ فِي الدُّنْيَا، فَإِذَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَصَحَ الْمَرْأَةَ فِي دُنْيَاهَا، فَالنَّصِيحَةُ فِي الدِّينِ أَعْظَمُ.

ثُمَّ ذَكَرَ أَمَاكِنَ كثِيرَةً تَجُوزُ الْغِيبَةُ عِنْدَهَا، وَخَتَمَ مَا نَقَلَهُ عَنِ النَّوَوِيِّ بِقَوْلِهِ:

"فَيُحْمَلُ حَالُ هَذَا الْمُؤَرِّخِ عَلَى مَحْمَلٍ مِنَ الْمَحَامِلِ الْحَسَنَةِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَتَعَيَّنْ غَيْرُهُ فَيَجِبَ، وَحُسْنُ الظَّنِّ بِهِ مُتَعَيِّنٌ، وَهُوَ أَخْبَرُ بِنِيَّتِهِ

(2)

إِذْ لَا سَبِيلَ لَنَا إِلَى الإِطِّلَاعِ عَلَيْهَا إِلَّا مِنْ قِبَلِهِ، وَحِينَئِذٍ فَلَا اعْتِرَاضَ عَلَيْهِ؛ إِذْ أَدْنَى حَالَاتِهِ أَنْ يَكُونَ مُبَاحًا إِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحَبًّا وَلَا وَاجِبًا، وَهُوَ مُثَابٌ مَأْجُورٌ إِذَا كَانَ قَصْدُهُ النَّصِيحَةَ، وَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ. بَلْ [لَا]

(3)

يُلَائِمُ المُنَفِّرَ عَنْ هَذَا الْعِلْمِ وَالْعَائِبَ لَهُ، وَكَيْفَ يَلِيقُ عَيْبُ عِلْمٍ شَرْعِيٍّ اتَّفَقَ النَّاسُ عَلَيْهِ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ! كَمَا نَقَلَهُ ابْنُ حَزْمٍ، أَمْ كَيْفَ تُعَابُ أَئِمَّةُ الْهُدَى الْمُتَّفَقُ عَلَى عَدَالَتِهِمْ وَالإِقْتِدَاءِ بِهِمْ! " انْتَهَى.

* * *

(1)

ورد بهذا اللفظ مرفوعًا كما سبق تخريجه. أما عن الحسن بهذا اللفظ فلم أجده؛ لكن أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(225) وفي "الغيبة والنميمة"(88)، والبيهقي في "الشعب" (9227) عن الحسن موقوفًا بلفظ:"ليس لأهل البدع غيبة". قال السخاوي: "وأخرج في "الشعب" بسند جيد عن الحسن

". انظر: السخاوي، المقاصد الحسنة، رقم:921. وانظر: الدينوري، المجالسة، 4/ 196.

(2)

في ق، ز: أخير بينة، وهو تصحيف.

(3)

ساقط من أ، ق، ز، والمثبت من ب.

ص: 200

‌{[اعْتَرَاضُ السُّبْكِيِّ عَلَى الذَّهَبيِّ]

(1)

}

وَأَمَّا الخَامِسُ: فَالَّذِي نَسَبَ الذَّهَبِيِّ لِذَلِكَ هُوَ تِلْمِيذُهُ التَّاجُ السُّبْكِيُّ، وَهُوَ عَلَى تَقْدِيرِ تَسْلِيمِهِ إِنَّمَا هُوَ فِي أَفْرَادٍ مِمَّا وَقَعَ التَّاجُ فِي أَقْبَحَ مِنْهُ، حَيْثُ قَالَ فِيمَا قَرَأْتُهُ بِخَطِّهِ تِجَاهَ تَرْجَمَةِ "سَلَامَةُ الصَّيَّادُ الْمَنْبِجِيُّ الزَّاهِدُ" مَا نَصُّهُ

(2)

:

"يَا مُسْلِمُ، اسْتَحِ مِنَ اللهِ! كَمْ تُجَازِفُ! وَكَمْ تَضَعُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ الَّذِينَ هُمُ الْأَشْعَرِيَّةُ!

(3)

وَمَتَى كَانَتْ الْحَنَابِلَةُ! وَهَلِ ارْتَفَعَ لِلْحَنَابِلَةِ قَطُّ

(4)

رَأْسٌ! ".

وَهَذَا مِنْ أَعْجَبِ الْعُجَابِ وَأَصْحَبُ لِلتَّعَصُّبِ، بَلْ أَبْلَغُ فِي خَطَأِ الْخِطَابِ.

وَلِذَا

(5)

كَتَبَ تَحْتَ خَطِّهِ بَعْدَ مُدَّةٍ قَاضِي عَصْرِنَا وَشَيْخُ الْمَذْهَبِ (الْحَنْبَلِيِّ)

(6)

الْعِزُّ الْكِنَانِيُّ مَا نَصُّهُ

(7)

: "وَكَذَا، وَاللهِ، مَا ارْتَفَعَ لِلْمُعَطِّلَةِ

(8)

رَأْسٌ! ".

(1)

في هامش ب.

(2)

لم أجده. وسلامة الصياد (ت حوالي 580 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 653، الصفدي، الوافي، 15/ 206.

(3)

الأشعرية أو الأشاعرة: فرقة منسوبة إلى أبي الحسن الأشعري، وهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إنهم أقرب من غيرهم إلى معتقد أهل السنة والجماعة، وأن مذهبهم مركب من الوحي والفلسفة. والأشاعرة قد خالفوا أهل السنة والجماعة في مسائل الأسماء والصفات. انظر: عامر فالح، معجم ألفاظ العقيدة، ص 42 - 43.

(4)

في أ: قط للحنابلة، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

في ب: كذا.

(6)

ساقط من باقي النسخ.

(7)

لم أجد النص.

(8)

المُعَطِّلة: هم نفاة الأسماء والصفات، وظهرت في فرق الجهمية ومن وافقهم من أهل الكلام كالأشاعرة والماتُرِيدية، إلا أن أهل الكلام لا ينكرون الصفات ولا يردون نصوصها تكذيبًا، بل يتأولونها بما يقتضي التعطيل. انظر: ناصر العقل، دراسات في الأهواء والفرق والبدع، 1/ 258 - 259.

ص: 201

ثُمَّ وَصَفَ التَّاجَ بِقَوْلِهِ: "هُوَ رَجُلٌ قَلِيلُ الْأَدَبِ، عَدِيمُ الْإِنْصَافِ، جَاهِلٌ بِأَهْلِ السُّنَّةِ وَرُتَبِهِمْ، يَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ كَلَامُهُ" انْتَهَى.

وَأَمَّا السَّادِسُ: فَمَنْ جَهِلَ شَيْئًا عَادَاهُ، وَالْجَاهِلُونَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَعْدَاءٌ، عَلَى أنَّا رَأَيْنَا كَثِيرًا مِمَّنْ عَابَ ذَلِكَ لَمْ يَرْفَعِ اللهُ لَهُ رَأْسًا.

[وَ] انْتَقَدَ بَعْضُ الْمُعَاصَرِينَ لِشَيْخِنَا كَثِيرًا مِنْ ترَاجِمِ "مُعْجَمِهِ"

(1)

بِانْتِقَادَاتٍ سَاقِطَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ بِمَانِعٍ مِنَ التَّنَافِسِ فِي تَحْصِيلِ "الْمُعْجَمِ" وَالتَّنَاقُلِ عَنْهُ إِلَى وَقْتِنَا بَيْنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ؛ بَلْ كَانَ -وَللهِ الْحَمْدُ- سَبَبًا لِإِخْمَادِ الْقَائِمِ بِإِظْهَارِهِ وَنَشْرِهِ وَعَدَمِ اسْتِتَارِهِ، مَعَ إِطْفَاءِ ذِكْرِهِ وَإِخْفَاءِ فَخْرِهِ، بِحَيْثُ إِنَّهُ مَا مَاتَ حَتَّى صَارَ عِبْرَةً، وَصَارَ مَحْفُوفًا بِالنَّدَامَةِ وَالْحَسْرَةِ.

وَأَفْحَشَ أَبُو عَمْرِو ابْنُ الْمُرَابِطِ فِي حَقِّ الذَّهَبِيِّ بِسَبَبِ التَّارِيخِ وَنَحْوِهِ

(2)

حَيْثُ رَدَّ عَلَيْهِ إِجْمَالًا، وَلَمْ يَتْرُكْ فِي الْقُبْحِ مَقَالًا؛ فَلَمْ يُلْتَفَتْ إِلَيْهِ، بَل كَانَ سَبَبًا لِتَكْذِيبِهِ، وَالطَّعْنِ عَلَيْهِ، ونسْبَتِهِ إِلَى التَّحَامُلِ الْمُفْرِطِ الَّذِي هُوَ بِهِ لِلرَّبِّ مُسْخِطٌ، وَكَيْفَ لَا! وَيُقَالُ: إِنَّ الْحَامِلَ لَهُ عَلَى هَذَا كَوْنُهُ أَنْكَرَ عَلَيْهِ الدَّعْوَى لِأَمْرٍ نَسَبَهُ إِلَى أَنَّهُ فِيهِ هَذَى.

وَنَحْوُهُ غَضَبُ الشَّمْسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَصْخَانَ

(3)

الدِّمِشْقِيِّ الْمُقْرِئِ مِنْ الذَّهَبِيِّ: "لِكَوْنِهِ تَرْجَمَهُ بِبَعْضِ مَا فِيهِ، وَكَتَبَ [بِخَطٍّ]

(4)

غَلِيظٍ عَلَى الصَّفْحَةِ

(1)

هو: المجمع المؤسس للمعجم المفهرس. طبع بتحقيق: يوسف المرعشلي، نشر: دار المعرفة، بيروت، ط 1: 1413 هـ-1992 م.

(2)

انظر: ابن حجر، الدرر الكامنة، 4/ 45.

(3)

(ت 743 هـ) انظر: الذهبي، معرفة القرّاء الكبار، ص 397، ابن حجر، الدرر الكامنة، 3/ 309 - 311.

(4)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الدرر الكامنة.

ص: 202

الَّتِي بِخَطِّ الذَّهَبِيِّ كَلَامًا أَقْذَعَ فِيهِ فِي حَقِّ الذَّهَبِيِّ، بِحَيْثُ صَارَ خَطُّ الذَّهَبِيِّ لَا يُقْرَأُ غَالِبُهُ

(1)

فَلَمَّا رَأَى الذَّهَبِيُّ ذَلِكَ انْتَقَمَ مِنْهُ بِأَنْ تَرْجَمَهُ فِي "مُعْجَمِ شُيُوخِهِ"

(2)

وَوَصَفَ مَا وَقَعَ، إِلَى أَنْ قَالَ: فَمَحَا اسْمَهُ مِنْ دِيوَانِ الْقُرَّاءِ"

(3)

.

وَقَدْ قَالَ شَيْخُنَا فِي تَرْجَمَةِ ابْنِ الْمُرَابِطِ مِنَ "الدُّرَرُ"

(4)

إِنَّهُ وَقَفَ لَهُ عَلَى تَخْرِيجٍ غَيْرِ مُعْتَبَرٍ؛ لِكَثْرَةِ مَا فِيهِ مِنَ الْخَبْطِ النَّاشِئِ عَنْ عَدَمِ الْفَهْمِ وَالضَّبْطِ.

وَمَنْ يَكُونُ بِهَذِهِ الْمَثَابَةِ كَيْفَ يَتَعَرَّضُ لِمَنْ هُوَ الغَايَةُ فِي الإِتْقَانِ وَالْإِصَابَةِ! بِحَيْثُ إِنَّ شَيْخَنَا قَدْ شَرِبَ مَاءَ زَمْزَمَ لِنَيْلِ مَرْتَبَتِهِ وَالْكَيْلِ بِمِعْيَارِ فِطْنَتِهِ

(5)

.

وَتَقْسِيمُهُ تَارِيخَ الذَّهَبِيِّ لِأَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ: قِسْمٌ مِنْهَا مَحْضُ غِيبَةٍ، تَعَقَّبَهُ فِيهَا

(6)

الْعِزُّ الْكِنَانِيُّ فَقَالَ: "هَذِهِ الْأَقْسَامُ الْأَرْبَعَةُ لَا يَخْلُو عَنْهَا تَارِيخٌ غَالِبًا".

وَأَمَّا قَوْلُهُ: "قِسْمٌ مَحْضُ غِيبَةٍ" فَلَيْسَ الْأَمْرُ فِيهِ كَذَلِكَ، بَلْ فِيهِ فَوَائِدُ عَدِيدَةٌ؛ مِنْهَا: الاعْتِبَارُ بِأَحْوَالِهِمْ، وَالْوُثُوقُ بِفَضَائِلِهِمْ، وَالتَّحْذِيرُ مِنْ رَذَائِلِهِمْ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ.

[

(7)

وَأَفْرَدَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ الرَّدَّ عَلَى إِمِامِ الْحُفَّاظِ أَبِي بَكْرٍ الْخَطِيبِ لِأَمَاكِنَ

(1)

في أ: غالبًا، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الدرر الكامنة.

(2)

انظر: 2/ 140 - 141.

(3)

انظر: ابن حجر، الدرر الكامنة، 3/ 310 - 311.

(4)

انظر: 4/ 45.

(5)

ذكره ابن حجر في: جزء ماء زمزم لما شُرِب له، ص 45، اقتداءً بالحديث النبوي المرفوع:"ماء زمزم لما شُرب له" أخرجه ابن ماجه في "سننه"(3062) وغيره. قال ابن حجر: "فمرتبة هذا الحديث عند الحفاظ باجتماع هذه الطرق يصلح للاحتجاج به". انظر: جزء ماء زمزم، ص 42.

(6)

في أ: فيه، والمثبت من باقي النسخ.

(7)

هنا يبدأ السقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 203

مِنْ تَارِيخِهِ، فَلَمْ يَنْتَشِرْ، وَلَا رَأَى مَنْ يُوَافِقُهُ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَنْتَصِرْ، بَلْ كَانَ قَوْلًا مُطَّرَحًا، وَعَمَلًا مُسْتَقْبَحًا

(1)

.

* * *

(1)

جاء في حاشية ق: "في الحق إن في تاريخ بغداد أخبارًا مردودة تظهر لمن له إلمام بعلم أَحوال الرجال

". وقال الذهبي: "تناكد ابنُ الجوزي رحمه الله وغضَّ من الخطيب، ونسبه إلى أنه يتعصب على أصحابنا الحنابلة. قلت: ليت الخطيب ترك بعض الحطِّ على الكبار فلم يروه". انظر: سير، 18/ 289.

ص: 204

‌{ذَمُّ أَبِي حَيَّانَ لابْنِ مَعِينٍ]

(1)

}

وَقَالَ الْأُسْتَاذُ أَبُو حَيَّانَ

(2)

مِمَّا لَمْ يَأْتِ فِيهِ بِبُرْهَانٍ، فِي النَّاقِدِ الْمَتِينِ يَحْيىَ بْنِ مَعِينٍ:

وَيَحْيَى وَمَا يَحْيىَ وَمَا ذُو رِوَايَةٍ

وَمَا إِنْ لِيَحْيَى ذِكْرُ عِلْمٍ بِهِ يَحْيَا

سِوَى ثَلْبِ أَقْوَامٍ مَضَوا لِسَبِيلِهِمْ

سَيُسْألُ عَنْهَا حِينَ يُسْأَلُ عَنْ أَشْيَا

إِلَى غَيْرِ هَذَا مِمَّا يُمَلُّ إِيرَادُهُ وَيَقِلُّ مُفَادُهُ، مِمَّا لَمْ يَعْتَمِدْ أَحَدٌ عَلَى شَيْءٍ مِنْهُ قَدِيمًا وَلَا حَدِيثًا.

وَرُبَّمَا قَالَ الْمُؤَيَّدُ لِلْحَقِّ: إِذَا بَلَغَ المَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلْ خَبَثًا

(3)

وَالحَقُّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ، وَالدَّقُّ لِرَأْسِ المُبْطَلِ أَوْفَقُ إِنْ لَمْ يُقْطَعْ، وَالإِجْمَاعُ مُنْعَقَدٍ عَلَى الاعْتِنَاءِ بِهَذَا الْفَنِّ وَالانْثِنَاءِ عَمَّنْ فِي أَئِمَّتِهِ طَعَنَ"]

(4)

.

* * *

(1)

في هامش ب.

(2)

لم أجده في: ديوانه المطبوع.

(3)

هو حديث نبوي صحيح، ولفظه:"إذا كان الماء قُلَّتين لم يَحْمل الخبَث" أخرجه الترمذي في "سننه"(67) وغيره عن ابن عمرو مرفوعًا. انظر: الألباني، صحيح أبي داود، 1/ 104. وهو تشبيه لطيف سيق للدلالة على أن الغِيبة، وهي كالخبث، بمقابل مصلحة راجحة لا تضر.

(4)

هنا ينتهي السقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 205

‌{[عَيْبُ ابْنِ المُرَابِطِ]

(1)

}

وَلِذَا قَالَ الْعِزُّ تِلْوَ كَلَامِهِ السَّابِقِ فِي الرَّدِّ عَلَى ابْنِ الْمُرَابِطِ، وَقَدْ عَابَ ابْنُ الْمُرَابِطِ الذَّهَبِيَّ بِثَلْبِهِ النَّاسَ وَذِكْرِهِ لِمَسَاوِئِهِمْ، وَقَالَ: "إِنَّ ذَلِكَ غِيبَةٌ لَا تَجُوزُ، وَإِنَّ الجَرْحَ قَدِ انْقَطَعَتْ فَائِدَتُهُ مِنْ رَأْسِ الْأَرْبَعِ مِائَةٍ

(2)

فَمَا الْحَامِلُ لَهُ عَلَى الْمُسَاوَاةِ فِي هَذِهِ الْكَبِيرَةِ الَّتِي عَابَهَا مِنْ غَيْرِهِ! فَإِنِ اعْتَذَرَ بِشَيْءٍ فَلَعَلَّ الذَّهَبِيَّ يَعْتَذِرُ بِمِثْلِهِ".

وَنَحْوُهُ مِمَّا اعْتَمَدَهُ الْعِزُّ رحمه الله فِي الرَّدِّ مَا حَكَاهُ أَيْضًا لَنَا، قَالَ: "كُنْتُ جَالِسًا مَعَ شَخْصٍ، فَجَرَى ذِكْرُ بَعْضِ مَنْ يُعَادِينِي، فَتَظَلَّمْتُ عِنْدَهُ مِنْهُ، وَذَكَرْتُ لَهُ شَيْئًا مِنْ أَوْصَافِهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ بِأَنَّ هَذَا غِيبَةٌ، فَمَا وَسِعَنِي إِلَّا السُّكُوتُ، وَجَارَيْتُهُ الْحَدِيثَ، إِلَى أَنْ جَاءَ ذِكْرُ بَعْضِ مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ، فَأَخَذَ

(3)

فِي تَنْقِيصِهِ، فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ بِمَا رَدَّ بِهِ عَلَيَّ".

وَأَمَّا قَوْلُ بَعْضِ الأَئِمَّةِ: قَدِمَ أُنَاسٌ الْمَدِينَةَ، وَلَيْسَتْ لَهُمْ عُيُوبٌ، فَتَكَلَّمُوا فِي عُيُوبِ النَّاسِ، فَاخْتَلَقَ النَّاسُ لَهُمْ عُيُوبًا، وَأُنَاسٌ لَهُمْ عُيُوبٌ، فَسَكَتُوا، فَسَكَتَ النَّاسُ عَنْ عُيُوبِهِمْ، بِحَيْثُ قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:

(4)

كُفَّ عَنِ النَّاسِ إِذَا شِئْتَ أَنْ

تَسْلَمَ مِنْ قَوْلِ جَهُولٍ لسَفِيهِ

مَنْ قَذَفَ النَّاسَ بَمِا فِيهِمْ

يَقْذِفُهُ النَّاسُ بِمَا لَيْسَ فَيهِ

(1)

في هامش ب.

(2)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 445.

(3)

في ز: فأخذه، وهو تحريف.

(4)

هذان البيتان لعلي بن عثمان الصوفي، وهو من أعيان شعراء صلاح الدين. انظر: اليونيني، ذيل مرآة الزمان، 2/ 483.

ص: 206

(وَمِنَ الْعَجِيبِ إِيرَادُ الدَّيْلَمِيِّ بِسَنَدِهِ لَهُ فِي "مُسْنَدِهِ" عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: "كَانَ بِالمَدِينَةِ أَقْوَامٌ لَهُمْ عُيُوبٌ، فَسَكَتُوا عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ

"

(1)

الحَدِيثِ)

(2)

.

وَقَالَ الآخَرُ: "كُفَّ عَنِ الشَّرِّ يُكَفَّ الشَّرُّ عَنْكَ"

(3)

.

فَيَنْبَغِي حَمْلُهُ عَلَى مَا إِذَا كَانَ الذِّكْرُ عَبَثًا، لا بِقَصْدٍ صَحِيحٍ مُرَخَّصٍ [لَهُ]

(4)

أَوْ زِيدَ فِيهِ عَلَى مَا يَحْصُلُ الْقَصْدُ بِدُونِهِ.

وَكَذَا قَوْلُهُمْ: "لُحُومُ الْعُلَمَاءِ مَسْمُومَةٌ، وَعَادَةُ اللهِ فِي هَتْكِ أَسْتَارِ مُنْتَقِصِيهِمْ مَعْلُومَةٌ"

(5)

وَالمُتَعَرِّضُ

(6)

لَهُمْ بِالسَّبِّ يُخْشَى عَلَيْهِ مِنْ مَوْتِ الْقَلْبِ! لَيْسَ عَلَى إِطْلَاقِهِ.

وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ ابْنِ عَسَاكِرَ

(7)

: "الوَقِيعَةُ فِيهِمْ بِمَا هُمْ مِنْهُ بَرَاءٌ أَمْرٌ عَظِيمٌ، وَالتَّنَاوُلُ

(8)

لِأَعْرَاضِهِمْ بِالزُّورِ وَالافْتِرَاءِ مَرْتَعٌ وَخِيمٌ، وَالاِخْتِلَاقُ عَلَى مَنِ اخْتَارَهُ

(1)

إسناده موضوع. فيه: محمد بن عثمان القاضي النَّصيبي؛ كذاب متهم بالوضع. انظر: الديلمي، فردوس الأخبار، 3/ 326؛ الذهبي، الميزان، 6/ 255.

(2)

الفقرة ساقطة من ب.

(3)

انظر: الدينوري، المجالسة، 3/ 514؛ ابن عساكر، تاريخ، 17/ 341 - 342؛ السخاوي، المقاصد الحسنة، ص 319، في قصة رواها عبد الله بن جعفر الرقي، فيها العبارة المذكورة.

(4)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

قال الغَزيُّ: "ليس بحديث، وهو مأخوذ من الآية {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ}

[الحجرات: 12] وهو من كلام ابن عساكر". انظر: الجد الحثيث، ص 178. وانظر: ابن عساكر، تبيين كذب المفتري، ص 41.

(6)

وفي باقي النسخ: المعترض.

(7)

انظر: تبيين كذب المفتري، ص 41.

(8)

في ق، ز: المتناول.

ص: 207

اللهُ مِنْهُمْ لِنَعْشِ

(1)

الْعِلْمِ خُلُقٌ ذَمِيمٌ، وَالاِقْتِدَاءُ بِمَا مَدَحَ اللهُ بِهِ قَوْلَ الْمُتَّبِعِينَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ لِمَنْ سَبَقَهُمْ وَصْفٌ كَرِيمٌ؛ إِذْ قَالَ مُثْنِيًا عَلَيْهِمْ فِي كِتَابِهِ، وَهُوَ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَضِدِّهَا عَلِيمٌ:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)} [الحشر: 10] انْتَهَى.

وَقَدْ رَوَى أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ

(2)

الرُّويَانِيُّ -[شَيْخٌ]

(3)

لَا وُجُودَ لَهُ [اخْتَلَقَ اسْمَهُ بَعْضُ الْكَذَّابِينَ]

(4)

- عَنِ الأشَجِّ أَبِي الدُّنيَا

(5)

عَنْ عَلِيٍّ رَفَعَهُ: "إِذَا أَلِفَ الْقَلْبُ الإِعْرَاضَ عَنِ اللهِ ابْتَلَاهُ بِالْوَقِيعَةِ فِي الصَّالِحِينَ"

(6)

وَلَا يَصِحُّ، وَإِنْ صَحَّ فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا قُلْنَاهُ.

وَقَوْلُ ابْنِ دَقِيقِ الْعِيدِ

(7)

: "أَعْرَاضُ الْمُسْلِمِينَ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ، وَقَفَ عَلَى شَفِيرِهَا طَائِفَتَانِ مِنَ النَّاسِ؛ الْمُحَدِّثُونَ وَالْحُكَّامُ".

وَقَوْلُ غَيْرِهِ: "مَنْ أَرَادَ بِي سُوءًا جَعَلَهُ اللهُ مُحَدِّثًا أَوْ قَاضِيًا".

مِمَّا يَتَعَيَّنُ تَأْوِيلُهُ، وَإِلَّا فَحَيْثُ صَدَرَ عَنِ اجْتِهَادٍ مُعْتَبَرٍ وَتَحَرٍّ فَهُوَ فِيهِ مَأْجُورٌ لا مَأْزُورٌ، كَمَا قَدَّمْنَا حِكَايَتَهُ عَنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ.

(1)

في تبيين كذب المفترى: لإنعاش.

(2)

في ب: نصير، وهو تحريف.

(3)

زيادة من: ابن حجر، لسان الميزان، 1/ 318.

(4)

زيادة من: ابن حجر، لسان الميزان، 1/ 318.

(5)

الأشج: هو عثمان بن الخطاب؛ متهم بالكذب. انظر: الذهبي، الميزان، 5/ 44؛ ابن حجر، لسان الميزان، 4/ 134 - 140.

(6)

باطل لا أصل له، بل هو من كلام الصوفية. انظر: ابن عَرّاق، تنزيه الشريعة، 2/ 317.

(7)

انظر: الاقتراح، ص 344.

ص: 208

‌{إِطْلَاقُ لِسَانِ أَبِي شَامَةَ]

(1)

}

وَمِمَّنْ امْتُحِنَ بِسَبَبِ إِطْلَاقِ لِسَانِهِ بِغَيْرِ مُسْتَنَدٍ وَلَا شُبْهَةٍ الإِمَامُ أَبُو شَامَةَ، أَحَدُ شُيُوخِ النَّوَوِيِّ رَحَمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى، فَإِنَّهُ مَعَ كَوْنِهِ عَالِمًا رَاسِخًا فِي الْعِلْمِ، مُقْرِئًا، مُحَدِّثًا، نَحْوِيًّا، يَكْتُبُ الْخَطَّ الْمَلِيحَ الْمُتْقَنَ، مَعَ التَّوَاضُعِ وَالاِنْطِرَاحِ وَالتَّصَانِيفِ الْعِدَّةِ، كَانَ كَثِيرَ الوَقِيعَةِ فِي الْعُلَمَاءِ وَالصُّلَحَاءِ وَأَكَابِرِ النَّاسِ، وَالطَّعْنِ عَلَيْهِمْ، وَالتَّنَقُّصِ لَهُمْ، وَذِكْرِ مَسَاوِئِهِمْ، وَكَوْنِهِ عِنْدَ نَفْسِهِ عَظِيمًا، فَصَارَ سَاقِطًا مِنْ أَعْيُنِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ مِمَّنْ عَلِمَ مِنْهُ ذَلِكَ، وَتَكَلَّمُوا فِيهِ، وَأَدَّى ذَلِكَ إِلَى امْتِحَانِهِ بِدُخُولِ رَجُلَيْنِ جَلِيلَيْنِ

(2)

عَلَيْهِ دَارَهُ فِي صُورَةِ مُسْتَفْتِيَيْنِ، فَضَرَبَاهُ ضَرْبًا مُبَرِّحًا إِلَى أَنْ عِيلَ صَبْرُهُ وَلَمْ يُغِثْهُ أَحَدٌ، بِحَيْثُ أَنْشَدَ أَبْيَاتًا

(3)

يَسْتَغِيثُ فِيهَا بِاللهِ عز وجل.

وَذُكِرَ فِي تَرْجَمَةِ الْحَافِظِ الشَّمْسِ أَبِي العَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ سَنَدٍ

(4)

أَنَّهُ تَغَيَّرَ ذِهْنُهُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ، وَنَسِيَ غَالِبَ مَحْفُوظَاتِهِ، حَتَّى القُرْآنَ، وَأَنَّهُ قِيلَ: إِنَّ ذَلِكَ كَانَ عُقُوبَةً مِنَ اللهِ لَهُ؛ لِكِثْرَةِ وَقِيعَتِهِ فِي النَّاسِ.

عَلَى أَنَّ ذَلِكَ قَدْ وَقَعَ لِلْبُرْهَانِ الْحَلَبِيِّ

(5)

مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَتَعَرَّضُ لِأَحَدٍ، بَلْ كَانَ

(1)

في هامش ب.

(2)

في ب: خليلين، وفي الوافي بالوفيات كذا: "

دخل عليه اثنان جبليَّان

" والمثبت من باقي النسخ، ومن: فتح المغيث، 4/ 436، ومن: الإسنوي، طبقات. ولعل الصواب ما ذكره الصفدي. انظر: 18/ 68.

(3)

انظر: الإسنوي، طبقات، 2/ 119.

(4)

محدث (ت 792 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 4/ 270.

(5)

هو: إبراهيم بن محمد بن خليل سبط ابن العجمي، محدث (ت 841 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 1/ 138 - 145.

ص: 209

وَرِعًا زَاهِدًا، وَلَكِنَّهُ تَرَاجَعَ قَبْلَ مَوْتِهِ.

وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُمْ: إِنَّمَا يَخْرَفُ الْكَذَّابُونَ! فَإِنَّهُ قَدْ يَخْرَفُ مَنْ لَمْ يُوصَفْ بِذَلِكَ.

وَبَلَغَنِي عَنِ الْجَمَالِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ المِصْرِيِّ

(1)

أَنَّهُ شَاهَدَ الجَمَالَ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الرَّيْمِيِّ

(2)

اليَمَانِيَّ الْقَاضِيَ الشَّافِعِيَّ عِنْدَ مَوْتِهِ

(3)

وَقَدِ انْدَلَعَ لِسَانُهُ وَاسْوَدَّ

(4)

فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ بِسَبَبِ اعْتِرَاضِهِ وَكَثْرَةِ وَقِيعَتِهِ فِي النَّوَوِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.

وَأَعْلَى مِنْ هَذَا مَا حَكَاهُ ابْنُ النَّجَّارِ فِي "ذَيْلِ تَارِيخِهِ"

(5)

عَنِ الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ

(6)

أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاضِيَ أَبَا الطَّيِّبِ الطَّبَرِيَّ يَقُولُ:

"كُنَّا فِي حَلْقَةِ النَّظَرِ بِجَامِعِ الْمَنْصُورِ، فَجَاءَ شَابٌّ خُرَاسَانِيٌّ حَنَفِيٌّ، فَطَالَبَ بِالدَّلِيلِ فِي مَسْأَلَةِ الْمُصَرَّاةِ

(7)

فَأَوْرَدَهُ الْمُدَرِّسُ عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه فَقَالَ الشَّابُّ: إِنَّهُ غَيْرُ مَقْبُولِ الرِّوَايَةِ. قَالَ الْقَاضِي: فَمَا اسْتَتَمَّ كَلَامَهُ حَتَّى سَقَطَتْ عَلَيْهِ

(1)

(ت 820 هـ). انظر: ابن حجر، إنباء الغمر، 3/ 150؛ السخاوي، الضوء، 7/ 181.

(2)

في ق: الدعيمي، وهو تحريف.

(3)

(ت 792 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 486، إنباء 1/ 407 - 408.

(4)

تتمة الخبر: "

ثم جاءت هرَّة فخطفته، فكان ذلك آية للناظرين". انظر: ابن حجر، إنباء، 1/ 408.

(5)

لم أجده، فالظاهر في الجزء المفقود. وقد وردت هذه القصة مُسْنَدة عند الذهبي وقال:"إسنادها أئمة". انظر: سير، 2/ 618 - 619.

(6)

هو: إبراهيم بن علي بن يوسف، فقيه شافعي (ت 476 هـ). انظر: النووي، تهذيب الأسماء واللغات، ص 663، الذهبي، سير، 18/ 452 - 464.

(7)

المُصَرَّاة: هي ترك حلب بهيمة الأنعام لفترة حتى يُظَنَّ أنها حلوب. وفيها أحاديث كثيرة في النهي عن هذا، منها ما أخرجه مسلم في "صحيحه" (3810) عن أبي هريرة مرفوعًا: "من ابتاع مُصَرَّاة فهو بالخيار ثلاثة أيام

" الحديث.

ص: 210

حَيَّةٌ

(1)

عَظِيمَةٌ مِنْ سَقْفِ الْجَامِعِ، فَهَرَبَ مِنْهَا، فَتَبِعَتْهُ دُونَ غَيْرِهِ! فَقِيلَ لَهُ: تُبْ. فَقَالَ: تُبْتُ. فَغَابَتِ (الحَيَّةُ)

(2)

وَلَمْ يُرَ لَهَا بَعْدُ أَثْرٌ! ".

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ اليَمَانِيُّ، فِيمَا أَسْنَدَهُ عَنْهُ ابْنُ بَشْكُوَالَ

(3)

:

"كُنْتُ بِصَنْعَاءَ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا وَالنَّاسَ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: [هَذَا]

(4)

رَجُلٌ كَانَ يَؤُمُّ بِنَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، فَلَمَّا بَلَغَ:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 56] قَرَأَ (يُصَلُّونَ عَلَى عَلِيٍّ النَّبِيِّ)! فَخَرِسَ وَتَجَذَّمَ وَبَرِصَ وَعَمِيَ وَأُقْعِدَ، فَهَذَا مَكَانُهُ! " انْتَهَى.

وَالْأَخْبَارُ فِي هَذَا المَعْنَى كَثِيرَةٌ.

وَكَذَا مِمَّنْ حَصَلَ مِنْ بَعْضِ النَّاسِ مِنْهُمْ نَفْرَةٌ وَتَحَامٍ عَنِ الانْتِفَاعِ بِعِلْمِهِمْ، مَعَ جَلَالَتِهِمْ عِلْمًا وَوَرَعًا وَزُهْدًا؛ لِإِطْلَاقِ لِسَانِهِمْ وَعَدَمِ مَدَارَاتِهِمْ، بِحَيْثُ يَتَكَلَّمُونَ وَيُجَرِّحُونَ

(5)

بِمَا فِيهِ مُبَالَغَةٌ كَـ: ابْنِ حَزْمٍ

(6)

وَابْنِ تَيْمَيَّةَ

(7)

وَهُمَا مِمَّنْ امْتُحِنَ وَأُوذِيَ، وَكُلُّ أَحَدٍ مِنَ الْأُمَّةِ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ إِلَّا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

وَكَذَا مِمَّنْ تَعَطَّلَ لِغَيْرِ الْعَارِفِ الإِنْتِفَاعُ بِتَصَانِيفِهِمْ، لَا مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّةِ، بَلْ

(1)

في أ: حية عليه، والمثبت من باقي النسخ، ومن: فتح المغيث، 4/ 41.

(2)

ساقط من باقي النسخ.

(3)

أخرجه ابن بشكوال في "القربة"(103) به. وإسناده تالف، اليماني متروك. انظر: الذهبي، ميزان، 1/ 287.

(4)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

في ب: يخرجون.

(6)

قال الذهبي عنه: "وبسط لسانه وقلمه، ولم يتأدّب مع الأئمة في الخطاب، بل فجّج العبارة، وسَبَّ وجَدَّع، فكان جزاؤه من جنس فعله

". انظر: الذهبي، سير، 18/ 186.

(7)

من يتأمل منهج ابن تيمية النقدي يجده من المعتدلين والمنصفين، فكرًا ولفظًا.

ص: 211

لِمُبَالَغَتِهِمْ فِي الْقَصْدِ الَّذِي صَنَّفُوهُ، جَمَاعَةٌ:

كَـ: الْحَاكِمِ، فَإِنَّهُ تَسَاهَلَ فِي"مُسْتَدْرَكِهِ"(الَّذِي شَرَطَ فِيهِ الْمَشْيَ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ أَوْ أَحَدِهِمَا، حَتَّى أَدْرَجَ فِيهِ الْمَوْضُوعَ فَضْلًا)

(1)

عَنْ الضَّعِيفِ

(2)

.

وَكَـ: ابْنِ الْجَوْزِيِّ، فَإِنَّهُ تَوَسَّعَ فِي "مَوْضُوعَاتِهِ" حَتَّى أَدْرَجَ فِيهَا الصَّحِيحَ، فَضْلًا عَنِ الضَّعِيفِ

(3)

.

فَهُمَا طَرَفَا نَقِيضٍ، رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى وَإِيَّانَا وَنَفَعَنَا بِبَرَكَاتِهِمْ

(4)

.

وَبِالْجُمْلَةِ فَالْمُؤَرِّخُونَ كَغَيْرِهِمْ مِنْ سَائِرِ الْمُصَنِّفِينَ، فِي كَلَامِهِمُ الْخَمِيرُ وَالْعَفِينُ، وَالسَّعِيدُ مَنْ عُدَّتْ غَلَطَاتُهُ وَمَا اشْتَدَّتْ سَقَطَاتُهُ، فَكُلُّ إِنْسَانٍ -سِوَى مَا اسْتَدْرَكُوا - يُؤْخَذُ مِنْ كَلَامِهِ وَيُتْرَكُ، وَهِيَ الدُّنْيَا لَا يَكْمُلُ فِيهَا شَيْءٌ، وَلَا يَخْلُو مُصَنَّفٌ مِنْ نَشْرٍ وَطَيٍّ، وَقَدْ صَحَّ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"حَقٌّ عَلَى اللهِ أَلَّا يَرْفَعَ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ"

(5)

لَيْسَ المَعْنَى بِوَضْعِهِ إِعْدَامَهُ وَإِتْلَافَهُ، إِنَّمَا هُوَ نَقْصٌ فِيهِ.

نَعَمْ، قَدْ ظَهَرَ الكَثِيرُ مِنَ الْخَلَلِ، وَانْتَشَرَ مِنَ الْمَنَاكِيرِ مَا اشْتَملَ عَلَى أَقْبَحِ الْعِلَلِ، حَيْثُ انْتَدَبَ لِهَذَا الْفَنِّ الشَّرِيفِ مَنِ اشْتَمَلَ عَلَى التَّحْرِيفِ وَالتَّصْحِيفِ؛ لِعَدَمِ إِتْقَانِهِمْ شُرُوطَ الرِّوَايَةِ وَالنَّقْلِ، وَائْتِمَانِهِمْ مَنْ لَا يُوصَفُ بِأَمَانَةٍ وَلَا عَقْلٍ، بَلْ

(1)

ساقط من ب.

(2)

لمزيد من التفاصيل عن تساهل الحاكم في مستدركه انظر: السخاوي، فتح المغيث، 1/ 63؛ السيوطي، تدريب الراوي، 1/ 113.

(3)

انظر: ابن كثير، اختصار علوم الحديث، 1/ 240.

(4)

في ز: ببركاته، وهو تحريف.

(5)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(2872 ومواضع أخرى) عن أنس بن مالك مطولًا، وفيه المرفوع.

ص: 212

صَارُوا يَكْتُبُونَ السَّمِينَ مَعَ الْهَزِيلِ، وَالْمَكِينَ مَعَ الْمُزَلْزَلِ الْعَلِيلِ.

وَلَوْ سَرَدْتُ

(1)

لَكَ مَا وَقَعَ لِشَيْخِ الْمُؤَرِّخِينَ التَّقِيِّ الْمَقْرِيزِيِّ لَقَضَيْتَ الْعَجَبَ وَتَجَنَّبْتَ لِتَصَانِيفِهِ الطَّلَبَ، وَكَذَا لِغَيْرِهِ مِنْ شُيُوخِنَا أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ وَخُلَاصَةِ الْأَنَامِ، مِمَّا أَشَارَ أُسْتَاذُنَا فِي خُطْبَةِ "إِنْبَائِهِ"

(2)

لِبَعْضِهِ اكتِفَاءً بِإِيمَائِهِ.

وَيَا أَسَفَى عَلَيْهِمْ! فَقَدْ جَاءَ بَعْدَهُمْ مَنْ لَا يَصِلُ وَلَو بَالَغَ إِلَيْهِمْ، خُصُوصًا مَنْ نَدَبَ نَفْسَهُ فِي هَذَا العَصْرِ لِذَلِكَ، وَتَجَاسَرَ إِلَى الْخَوْضِ فِي غَمْرَةِ هَذِهِ الْمَسَالِكِ

(3)

وَرَأَى مَنْ يَمُدُّهُ بِسَبَبِهِ غَايَةَ الْإِمْدَادِ مِنَ النُّقُودِ وَالْأَقْمِشَةِ وَجُلِّ مَا يُرَادُ، مَعَ كَوْنِهِ لَمْ يَصِلْ وَلَا كَادَ، وَلَكِنْ لِكَوْنِهِ مِنْ نَمَطِهِمْ وَعَلَى شَرِيطَتِهِمْ، سِيَّمَا فِي الْعِبَارَاتِ، وَتِلْكَ الْإِشَارَاتِ الَّتِي لَا يَرْتَضِيهَا عَاقِلٌ، وَلَا يُمْضِيهَا إِلَّا مَنْ هُوَ غِمْرٌ عَاطِلٌ بِحَيْثُ يُمَيِّزُوا

(4)

كِتَابَتَهُ عَلَى كِتَابَةِ أُسْتَاذِنَا وَمَنْ عَلَيْهِ اعْتِمَادُنَا!

وَمَعَ ذَلِكَ فَكُنْتُ، لِكَثْرَةِ اخْتِصَاصِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ بِأَعْيَانِ الْمُلُوكِ وَالأُمَرَاءِ وَعُظَمَاءِ الدُّوَلِ وَالْوُزَرَاءِ، أَتَوَهَّمُ إِتْيَانَهُ بِأَخْبَارِهِمْ عَلَى الوَجْهِ الْمُعْتَبَرِ، مَعَ عِلْمِي بِتَقْصِيرِهِ فِيمَنْ عَدَاهُمْ وَإِتْيَانِهِ

(5)

بِالْعُجَرِ وَالْبُجَرِ، مِمَّا يَفُوقُ فِيهِ الْخُبْرُ الْخبَرَ، فَأَقْتَصِرُ عَلَى ضَبْطِ مَا أَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنَ الْوَفَيَاتِ، وَأَخْتَصِرُ الْحَوَادِثَ وَالْمَاجَرَيَاتِ، إِلَى أَنْ

(1)

في باقي النسخ: سودت.

(2)

قال ابن حجر، وهو ينتقد بدر الدين العَيْني: "وأعجب منه أن ابن دقماق يذكر في بعض الحادثات ما يدل على أنه شاهدها، فيكتب البدر كلامه بعينه بما تضمنه، وتكون تلك الحادثة وقعت بمصر، وهو بعيد

ولم أتشاغل بتتبع عثراته". انظر: ابن حجر، إنباء الغمر، 1/ 4 - 5.

(3)

لعله يقصد: المؤرِّخ ابن تَغْرِي بَرْدِي.

(4)

كذا في جميع النسخ! فلعلها: "لم يميزوا" أو "يميزون".

(5)

في ق، ز: إتيانهم.

ص: 213

رَأَيْتُ بَعْدَ مَوْتِهِ فِي ذَلِكَ أَيْضًا الْعَجَائِبَ

(1)

وَسَمِعْتُ مَنْ يُرْجَعُ إِلَيْهِ فِيهِ يَصِفُهُ بِمَزِيدِ الْمَعَائِبِ، فَنَدِمْتُ -وَمَاذَا يُفِيدُ النَّدَمُ! - حَيْثُ لَمْ أَتَفَحَّصْ عَنِ الْأَخْبَارِ فِي حَيَاتِهِ، وَإِنْ كَانَ مَا بِالْعَهْدِ

(2)

مِنْ قِدَمٍ.

وَلَعَلَّ الْخِيَرَةَ كَانَتْ فِي ذَلِكَ لِلتَّفَرُّغِ لِمَا هُوَ أَهَمُّ مِنْهُ، مِنْ عِلْمِ الْحَدِيثِ الْمُتَشَعِّبِ الْمَسَالِكِ؛ إِذْ هُوَ بَحْرٌ لَا سَاحِلَ لَهُ، وَأَمْرٌ لَا يَتَهَيَّأُ اسْتِيفَاءُ مَقَاصِدِهِ الْمُجْمَلَةِ فَضْلًا عَنِ الْمُفَصَّلَةِ.

وَلَيْتَ هَذَا أَيْضًا دَامَ! وَإِنْ كَانَ فِي الْفَنِّ مَا اسْتَقَامَ، فَقَدْ خَلَفَهُ بَعْضُ الْعَوَامِّ مِمَّنْ لَا يُذْكَرُ بغَيْرِ الْجَهْلِ وَالْإِقْدَامِ، فَيَصِفُ النَّاسَ بِمَا لَا يَلِيقُ بِالْأَلْفَاظِ الْمَكْذُوبَةِ

(3)

الْمُسْتَحَقَّةِ لِلتَّمْزِيقِ، وَيَحْكِي مِنَ الْحَوَادِثِ مَا يُلَعِّبُ النُّفُوسَ وَتَجِبُ إِزَالَتُهُ بِالْفُؤُوسِ.

وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ [بَعْضِ]

(4)

الْوَرِعِينَ، وَقَدْ وُصِفَ لَهُ بِأَنَّهُ لِلتَّارِيخِ مِنَ الْمُعْتَنِينَ: هُوَ وَاللهِ تَارِيخٌ مُبِينٌ، يُشِيرُ لِقُرْبِ مَا وَقَعَ لَهُ مِنَ الفُسَّاقِ وَالْمُتَلَوِّثِينَ، وَلَكِنْ قَدْ حَصَلَ الاسْتِقْرَاءُ بِأَنَّ مَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ لَا يَرْتَقِي مَعَ [المُتْقِنِينَ]

(5)

المُتَّقِينَ لِشَيءٍ مِنْ المَسَالِكِ، وَيَزُولُ سَرِيعًا (مَا)

(6)

عَمِلَهُ، وَلَا يَطُولُ لِلابْتِلَاءِ بِكَلِمَاتِهِ (المُهْمَلَةِ حَتَّى)

(7)

وَلَوْ كَانَتْ فِيهِ كَثْرَةٌ مِنْ فَضِيلَةٍ، فَضْلًا عَنْ شِرْذِمَةٍ قَلِيلَةٍ.

(1)

في ب: العجاب.

(2)

في أبحذف الباء، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

في ق، ز: المكذبة.

(4)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(6)

ساقط من باقي النسخ.

(7)

ساقط من ق، ز.

ص: 214

وَآخِرُ مَنْ

(1)

عَلِمْنَا

(2)

مِنْهُمْ بِيَقِينٍ بَعْضُ العَصْرِيِّينَ، فَإِنَّهُ أَكْثَرَ الوَقِيعَةَ فِي النَّاسِ بِدُونِ تَدَبُّرٍ وَلَا قِيَاسٍ، فَأُبْعِدَ عَنْ البَلَدِ، وَتَزَايَدَ

(3)

بِهِ الْأَلَمُ وَالنَّكَدُ، وَمَعَ ذَلِكَ فَمَا كَفَّ، حَتَّى ثَقُلَ عَلَى الْكَافَةِ وَمَا خَفَّ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ، وَمَا اشْتَفَى مِنْ تِلْكَ النِّكِّايَاتِ، فِي آخَرِينَ مِنَ الْمُؤَرِّخِينَ، كَـ: بَعْضِ الْمَقَادِسَةِ مِمَّنْ عُرِفَ بِالْمُدَارَسَةِ وَمُشَارَكَةِ الْأَبَالِسَةِ! وَاللهُ تَعَالَى يَقِينَا شُرُورَ أَنْفُسِنَا، وَحَصَائِدَ أَلْسِنَتِنَا.

* * *

(1)

في ز: ممن.

(2)

في باقي النسخ: علمناه.

(3)

في أ: زايد، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 215

[شَرْطُ المُعْتَنِي بِالتَّارِيخِ]

(1)

وَأَمَّا شَرْطُ المُعْتَنِى بِهِ:

فَالعَدَالَةُ مَعَ الضَّبْطِ التَّامِ النَاشِئِ عَنْهُ مَزِيدُ الإِتْقَانِ وَالتَّحَرِّي، سِيَّمَا فِيمَا يَرَاهُ فِي كَلَامِ كَثِيرٍ مِنْ جُمْلَةِ

(2)

الْمُعْتَنِينِ بِسِيَرِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِم الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.

* * *

(1)

في هامش ب.

(2)

في أ، ق، ز: جهلة، والمثبت من ب.

ص: 216

[الْمَلَاحِمُ]

(1)

وَقَدْ قَالَ الْخَطِيبُ فِي "جَامِعِهِ"

(2)

: "وَيَجْمَعُونَ -أَيْ أَهْلَ الْحَدِيثِ- أَيْضًا مَا رُوِيَ عَنْ سَلَفِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَخْبَارِ الْأُمَمِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَأَقَاصِيصِ الْأَنْبِيَاءِ وَسِيَرِهِمْ. وَالَّذِي نَسْتَحِبُّهُ أَلَّا يَتَعَرَّضَ لِجَمْعِ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ أَحَادِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم".

ثُمَّ سَاقَ عَنِ [ابْنِ]

(3)

عَيَّاشٍ القَطَّانِ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ: أَشْتَهِي أَنْ أَجْمَعَ حَدِيثَ

(4)

الْأَنْبِيَاءِ. فَقَالَ لِي: حَتَّى تَفْرُغَ مِنْ حَدِيثِ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم.

(وَ)

(5)

كَذَا صَرَّحَ هُوَ وَغَيْرُهُ بِأَنَّهُ يَنْبَغِي التَّحَرُّزُ فِيمَا يُكْتَبُ مِنْ أَخْبَارِ الْأَوَائِلِ وَالْكُتُبِ الْقَدِيمَةِ، وَمَا يَكُونُ مِنَ الْحَوَادِثِ وَالْمَلَاحِمِ؛ لِتَرَدُّدِ الْأَمْرِ

(6)

فِيهَا بَيْنَ تَجْوِيزِ الْإبْطَالِ أَوِ الْجَزْمِ (بِهِ)

(7)

كَالْكِتَابِ الْمَنْسُوبِ لِدَانْيَالَ

(8)

.

(1)

في هامش ب.

(2)

انظر: الخطيب، الجامع لأخلاق الراوي، ص 335 - 336.

(3)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ. وانظر: الذهبي، تاريخ الإسلام، 6/ 447.

(4)

في أ: أحاديث، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الجامع.

(5)

ساقط من باقي النسخ.

(6)

في أ: الأمراء، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ.

(7)

ساقط من باقي النسخ.

(8)

قال السخاوي: "وأما دانيال، فقد كان من أنبياء بني إسرائيل فيما مشى عليه غير واحد

". انظر: السخاوي، الأجوبة المرضية، 2/ 858. أما عن الكتاب المنسوب لدانيال فانظر: مشهور حسن، كتب حَذّر منها العلماء، 1/ 136 - 139.

ص: 217

بَلْ لَيْسَ يَصِحُّ فِي ذِكْرِ الْمَلَاحِمِ الْمُرْتَقَبَةِ

(1)

وَالفِتَنِ المُنْتَظَرَةِ

(2)

إِلَّا اليَسِيرُ مِمَّا اتَّصَلَ بِنَا أَسَانِيدُهُ إِلَى الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم.

وَسَأَلَ رَجُلٌ الْإِمَامَ مَالِكًا عَنْ زَبُورِ دَاوُدَ، فَقَالَ لَهُ:"مَا أَجْهَلَكَ! مَا أَفْرَغَكَ! أَمَا لَنَا فِي نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم مَا يَشْغَلُنَا بِصَحِيحِهِ عَمَّا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دَاوُدَ! ".

كَمَا بَسَطْتُ ذَلِكَ فِي كِتَابِي "الْأَصْلُ الْأَصِيلُ"

(3)

.

وَبِالْجُمْلَةِ فَأَكْثَرُ ذَلِكَ إِلَى الْوَهَاءِ أَقْرَبُ. بَلْ فِي كِتَابِ "التَّوَّابِينَ"

(4)

لِشَيْخِ الْإِسْلَامِ الْمُوَفَّقِ ابْنِ قُدَامَةَ أَشْيَاءُ مَا كُنْتُ أَحِبُّ لَهُ إِيرَادَهَا، خُصُوصًا وَأَسَانِيدُهَا مُخْتَلَّةٌ. وَكَذَا فِيمَا يَرَاهُ مِنَ الْوَقَائِعِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ أَعْيَانِ الصَّدْرِ الْأَوَّلِ مِنَ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم أُمِرْنَا بِهِ مِنَ الْإِمْسَاكِ عَمَّا كَانَ بَيْنَهُمْ، وَالتَّأْوِيلِ لَهُ بِمَا لَا يَحُطُّ مِنْ مِقْدَارِهِمْ.

وَرَحِمَ اللهُ مُنَقِّحَ الْمَذْهَبِ الْمَحْيَوِيَّ النَّوَوِيَّ، فَإِنَّهُ لَمَّا أَثْنَى عَلَى فَوَائِدِ "الْاسْتِيعَابُ" لِلْحَافِظِ الْحُجَّةِ أَبِي عُمَرَ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ قَالَ

(5)

: "لَوْلَا مَا شَانَهُ مِنْ ذِكْرِ

(1)

في ق، ز: المرتقية، وهو تصحيف.

(2)

في باقي النسخ: المسطرة، وهو تحريف.

(3)

الأصل الأصيل في تحريم النقل من التوراة والإنجيل، ذكره السخاوي ضمن مؤلفاته في: الضوء، 8/ 18؛ فتح المغيث، 3/ 273. وقد صنّفه السخاوي ردًّا على البقاعيِّ؛ لأنه يأخذ من التوراة والإنجيل في كتابه: نظم الدرر في تناسب الآيات والسور. وتوجد للأصل الأصيل نسخة خطية في دار الكتب المصرية (رقم: 101، حديث). انظر: بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 329.

(4)

انظر: ص 92 - 135.

(5)

انظر: ابن الصلاح، علوم الحديث، ص 292.

ص: 218

كَثِيرٍ مِمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ، وَحِكَايَتِهِ عَنِ الْأَخْبَارِيِّينَ، وَالْغَالِبُ عَلَيْهِمُ الْإِكْثَارُ وَالتَّخْلِيطُ" انْتَهَى.

وَيَتَأَكَّدُ تَجَنُّبُهُ إِلَّا مَعَ تَأْوِيلِهِ بِحَضْرَةِ مَنْ لَا يَفْهَمُ، كَمَا قَالُوهُ

(1)

فِي أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ وَشِبْهِهَا.

وَأَقُولُهُ

(2)

فِي قِصَّةِ الْإِفْكِ أَيْضًا، وَأَنَّ قَوْلَ عَلِيٍّ رضي الله عنه فِي ذَلِكَ مِمَّا يَتَعَيَّنُ [تَأْوِيلُهُ، كَمَا قَرَّرْتُهُ فِي بَعْضِ الْأَجْوِبَةِ.

وَكَذَا يَتَعَيَّنُ]

(3)

تَأْوِيلُ قَوْلِ القَائِلِ، كَمَا وَقَعَ قُبَيْلَ [كِتَابِ]

(4)

الْإِكْرَاهِ مِنْ "صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ": "لَقَدْ عَلِمْتُ الَّذِي جَرَّأَ

(5)

صَاحِبَكَ -يَعْنِي عَلِيًّا رضي الله عنه عَلَى الدِّمَاءِ"

(6)

مُشِيرًا لِكَوْنِهِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ الْمَغْفُورِ لَهُمْ، لِعُلُوِّ مَقَامِهِ عَنْ حَمْلِ الْكَلَامِ عَلَى ظَاهِرِهِ.

وَكَذَا قَوْلُ الْعَبَّاسِ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه حِينَ مَجِيئِهِمَا لِعُمَرَ رضي الله عنه فِي أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ، مَعَ أَشْيَاءَ وَقَعَتْ فِي الْقِصَّةِ

(7)

وَاجِبَةَ التَّأْوِيلِ إِلَّا مَقْرُونَةً بِالْبَيَانِ.

(1)

هنا يجب الإشارة إلى أن مسألة الأسماء والصفات، الأصل عند السلف إمرارها كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل. ولمزيد من التفاصيل انظر: ابن تيمية، مجموع الفتاوى، المجلد الثالث.

(2)

في باقي النسخ: أقول.

(3)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

زيادة من: صحيح البخاري.

(5)

في باقي النسخ: جرى، وهو تحريف.

(6)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(6939). وأقول: حاشاه رضي الله عنه فمن يقرأ سيرته الصحيحة يعلم أنه من أورع الناس في الدماء والأموال وغيرهما.

(7)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(4033 ومواضع أخرى) عن مالك بن أوس فذكرها بطولها.

ص: 219

كُلُّ ذَلِكَ عَمَلًا بِـ: "حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرَفُونَ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللهُ وَرَسُولُهُ"

(1)

"مَا مِنْ رَجُلٍ يُحَدِّثُ قَوْمًا بِحَدِيثٍ لا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً"

(2)

.

وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ الْإِمَامِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ: إِنَّهُ يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَ حَدِيثَ "لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ ابْنَةَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا"

(3)

أَنْ يَقُولَ: أَعَاذَهَا اللهُ مِنْ ذَلِكَ!

* * *

(1)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(127) عن عليّ موقوفًا.

(2)

أخرجه مسلم في "مقدمة صحيحه"(5) عن ابن مسعود موقوفًا.

(3)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(3475)، ومسلم في "صحيحه"(1688) عن عائشة مرفوعًا.

ص: 220

[الكَلَامُ فِي أَبَوَيْهِ صلى الله عليه وسلم]

(1)

وَكَذَا مَا أَحْسَنَ صَنِيعَ أَبِي دَاوُدَ، حَيْثُ كَنَّى حِينَ إِيرَادِ الْحَدِيثِ الَّذِي قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِابْنَتِهِ فَاطِمَةَ:"لَوْ فَعَلْتِ كَذَا مَا دَخَلْتِ الْجَنَّةَ حَتَّى يَرَاهَا جَدُّ أَبِيكِ"

(2)

بِقَوْلِهِ: فَذَكَرَ تَشْدِيدًا عَظِيمًا.

وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ: "لَيْسَ لَنَا أَنْ نَقُولَ نَحْنُ فِي أَبَوَيْهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ" وَعَلَّلَ ذَلِكَ

(3)

.

وَعِنْدِي أَنَّ الصَّوَابَ عَدَمُ التَّكَلُّمِ فِيهِمَا إِثْبَاتًا وَنَفْيًا، إِلَّا عِنْدَ الِاضْطِرَارِ إِلَيْهِ مَعَ ثَابِتِي الإِيمَانِ

(4)

.

وَانْظُرْ قَوْلَ عَائِشَةَ رضي الله عنها: "لَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ"

(5)

تَتَسَلَّطُ بِهِ عَلَى تَأْوِيلِ مَا تَرَاهُ فِي الهَجْرِ مِنْ بَعْضِهِمْ (لِبَعْضِ)

(6)

.

(1)

في هامش ب.

(2)

ضعيف في قصة مُطوَّلة عن عبد الله بن عمرو بن العاص، ملخصها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابنته فاطمة:"لو بلغت معهم الكُدى" فسأل ربيعة عن الكُدى، فقال: القبور فيما أحسب. أخرجه أبو داود في "سننه"(3123)، والحاكم في "المستدرك" (1382). وضعفه الحويني. انظر: الحويني، النافلة، ص 66 - 67.

(3)

انظر: السهيلي، الروض الأنف، 1/ 298 - 299. ولقد استدل بأدلة ضعيفة.

(4)

الصحيح أن والدَي النبي صلى الله عليه وسلم في النار كما أخبر به، عليه السلام، كما في "صحيح مسلم" (203) وغيره. وانظر: الألباني، صحيح السيرة النبوية، ص 24 - 27.

(5)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(5228 و 6078) واللفظ له، ومسلم في "صحيحه"(2439).

(6)

في أ: لبعضهم، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 221

وَيَلْتَحِقُ بِذَلِكَ مَا يَقُعُ

(1)

بَيْنَ الأَئِمَّةِ، سِيَّمَا الْمُتَخَالِفِينَ فِي الْمُنَاظَرَاتِ وَالْمُبَاحَثَاتِ.

وَأَمَّا مَا أَسْنَدَهُ الحَافِظُ أَبُو الشَّيْخِ ابْنُ حَيَّانَ

(2)

فِي كِتَاب "السُّنَّةُ"

(3)

لَهُ مِنَ الْكَلَامِ فِي حَقِّ بَعْضِ الْأئِمَّةِ الْمُقَلَّدِينَ، وَكَذَا الحَافِظُ أَبُو أَحْمَدَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي "كَامِلِهِ" وَالْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ فِي "تَارِيخِهِ" وَآخَرُونَ مِمَّنْ قَبْلَهُمْ، كَـ: ابْنِ أَبِي شَيْبَةِ فِي "مُصَنِّفِهِ" وَالبُخَارِيِّ وَالنَّسَائِيِّ، مِمَّا كُنْتُ أُنَزِّهُهُمْ عَنْ إِيرَادِهِ، مَعَ كَوْنِهِمْ مُجْتَهِدِينَ، وَمَقَاصِدُهُمْ جَمِيلَةٌ، فَيَنْبَغِي تَجَنُّبُ

(4)

اقْتِفَائِهِمْ فِيهِ.

وِلِذَا عَزَّرَ

(5)

بَعْضُ الْقُضَاةِ الْأَعْلَامَ مِنْ شُيُوخِنَا مَنْ نُسِبَ إِلَيْهِ التَّحَدُّثُ بِبَعْضِهِ، بَلْ مَنَعَنَا شَيْخُنَا حِينَ سَمِعْنَا عَلَيْهِ كِتَابَ "ذَمُّ الْكَلَامِ"

(6)

لِلْهَرَوِيِّ مِنَ الرِّوَايَةِ عَنْهُ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ ذَلِكَ.

وَلَمّا سَمِعَ بَعْضُ المُعْتَبَرِينَ قِصَّةَ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ

(7)

حَمَلَتْهُ الْغَيْرَةُ غَيْرَ مُلَاحِظٍ جَانِبَ الصَّحَابِيِّ رضي الله عنه إِلَى التَّكَلُّمَ بِمَا لَمْ يَتَدَبَّرْهُ، فَبَادَرَ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ لِتَقْبِيحِهِ، بِحَيْثُ كَانَ ذَلِكَ سَبَبًا لِاخْتِفَائِهِ شَهْرًا، وَكَانَ فِي هَذَا تَأْدِيبٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى لَهُ، فَإِنَّهُ أَنْكَرَ -فِيمَا سَبقَ- عَلَى بَعْضِ طَلَبَةِ شَيْخِنَا تَرْجَمَتَهُ لِقَرِيبٍ لَهُ، وَوَثَبَ عَلَيْهِ وَثْبَةً كَادَ يُهْلِكُهُ

(8)

فِيهَا، فَمَا وَسِعَهُ إِلَّا الإِخْتِفَاءُ بَجَامِعِ عَمْرٍو شَهْرًا كَامِلًا حَتَّى سَكَنَ الْأَمْرُ.

(1)

في باقي النسخ: وقع.

(2)

في باقي النسخ: حبان، وهو تصحيف.

(3)

هذا الكتاب في مجلد، وهو مفقود. انظر: الذهبي، سير، 16/ 278.

(4)

في ز: تجنيب.

(5)

في ق، ز: عذر، وهو تحريف.

(6)

طُبع بتحقيق: عبد الله الأنصاري، نشر: مكتبة الغرباء الأثرية، الرياض، 1419 هـ - 1998 م.

(7)

أخرجه مسلم في "صحيحه"(2494).

(8)

في باقي النسخ: يهلك.

ص: 222

ثُمَّ وَقَعَ الْمُنْكِرُ فِيمَا هُوَ أَشَدُّ، كُلُّ هَذَا مَعَ التَّحَرِي فِيمَنْ يُحِبُّهُ لِاقْتِفَائِهِ لَهُ، أَوْ لِصَدَاقَتِهِ مَعَهُ مِمَّا قَدْ تَكُونُ فِي اللهِ -تَعَالَى- أَوْ لإِحْسَانٍ وَنَحْوِهِ لِمَا جُبِلَتِ الْقُلُوبُ عَلَيْهِ مِنْ حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ، بِحَيْثُ قِيلَ:"اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلُ لِفَاجِرٍ عِنْدِي نِعْمَةً يَرْعَاهُ بِهَا قَلْبِي"

(1)

.

وَانْظُرْ لِشِدَّةِ تَحَرُّزِ ابْنِ مَعِينٍ، فَإِنَّه لَمَّا قَدِمَ حَرَّانَ طَمِعَ أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الضَّحَّاكِ البَابْلُتِّيُّ

(2)

أَنَّهُ يَجِيءُ إِلَيْهِ فَوَجَّهَ (إِلَيْهِ)

(3)

بِصُرَّةٍ فِيهَا ذَهَبٌ وَطَعَامٌ طَيِّبٌ، فَقَبِلَ الطَّعَامَ وَرَدَّ الصُرَّةَ، فَلَمَّا رَحَلَ سَأَلُوهُ عَنْهُ، فَقَالَ:"وَاللهِ إِنَّ صِلَتَهُ لَحَسَنَةٌ، وَإِنَّ طَعَامَهُ لَطيِّبٌ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْأَوْزَاعِي شَيْئًا"

(4)

!

وَأَمَّا مَا يُرْوَى عَنِ الْأعْمَشِ مِنْ أَنَّهُ لَمَّا بَلَغَهُ

(5)

وِلَايَةُ الحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ

(6)

مَظَالِمَ الْكُوفَةِ قَالَ: "ظَالِمُنَا وَابْنُ ظَالِمِنَا، وُلِّيَ مَظَالِمَنَا" ثُمَّ قَالَ بَعْدَ يَسِيرٍ وَقَدْ جَهَّزَ المُشَارُ إِلَيْهِ شَيْئًا: "صَالِحُنَا وَابْنُ صَالِحُنَا، وُلِّيَ مَصَالِحَنَا" وَأَنَّهُ قِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ

(1)

ضعيف. قال العراقي: " [أخرجه] ابن مَرْدويه في "التفسير" من رواية كثير بن عطية عن رجل لم يُسمَّ. ورواه أبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" من حديث معاذ، وأبو موسى المديني في كتاب "تَضْيع العمر والأيام" من طريق أهل البيت مُرْسلًا. وأسانيده كُلُّها ضعيفة". انظر: المغنى عن حمل الأسفار، رقم:1741.

(2)

هو: ابن امرأة الأوزاعي، ضعيف الحديث (ت 218 هـ). انظر: ابن حجر، التقريب، رقم:7585.

(3)

ساقط من باقي النسخ.

(4)

انظر: المزي، تهذيب الكمال، 31/ 411. وقال الذهبي:"هذه حكاية منقطعة السند". انظر: سير، 10/ 319.

(5)

في أ: بلغته، والمثبت من باقي النسخ. وانظر رواية الأعمش: تهذيب الكمال، 6/ 275.

(6)

هو: أبو محمد الكوفي، فقيه ضعيف الحديث، تولى قضاء بغداد أيام المنصور (ت 153 هـ). انظر: الذهبي، الكاشف، رقم: 1051؛ ابن حجر، التقريب، رقم: 1264؛ المزي، تهذيب الكمال، 6/ 265.

ص: 223

فَرَوَى

(1)

: "جُبِلَتِ القُلُوبُ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا"

(2)

. فَأَحْسَبَهُ غَيْرَ صَحِيحٍ، سِيَّمَا وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُ لَمْ يُرَ السَّلَاطِينُ وَالْمُلُوكُ وَالْأَغْنِيَاءُ فِي مَجْلِسٍ أَحْقَرَ مِنْهُمْ فِي مَجْلِسِ الْأَعْمَشِ، مَعَ شِدَّةِ حَاجَتِهِ وَفَقْرِهِ. وَهَبْ أَنَّهُ رَأَى بِتَوَجُّهِهِ إِلَى إِكْرَامِ أَهْلِ الْعِلْمِ تَغَيَّرَ وَصْفُهُ لَهُ، فَبِأَيِّ شَيْءٍ تَغَيَّرَ وَصْفُ أَبِيهِ!

(3)

[وَقَدْ يَكُونُ حُبُّهُ لَهُ قَرِيبًا لَهُ، كَأَبٍ أَوِ ابْنٍ، فَقَدْ قَالَ ابْنُ المَدِينِيِّ لِمَنْ سَأَلَهُ عَنْ أَبِيهِ:"سَلُوا عَنْهُ غَيْرِي" فَأَعَادُوا الَمَسْأَلةَ، فَأَطْرَقَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ:"هُوَ الدِّينُ؛ إِنَّهُ ضَعِيفٌ"

(4)

.

وَكَانَ وَكِيعُ بْنُ الجَرَّاحِ، لِكَوْنِ وَالِدِهِ كَانَ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ، يَقْرِنُ مَعَهُ آخَرَ إِذَا رَوَى عَنْهُ

(5)

.

وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ صَاحِبُ "السُّنَنُ": "ابْنِي عَبْدُ اللهِ كَذَّابٌ"

(6)

.

مَعَ تَأْوِيلِنَا لَهُ فِي "بَذْلُ المَجْهُودِ"

(7)

.

(1)

في أ: فقال، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

موضوع. أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(190) وغيره عن ابن مسعود مرفوعًا. قال الألباني: موضوع مرفوعًا وموقوفًا. انظر: الألباني، ضعيف الجامع، رقم: 2625؛ الضعيفة، رقم:600.

(3)

هنا يبدأ السقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

والده: عبد الله بن جعفر السَّعْدي. انظر: ابن حبان، المجروحين، 2/ 14؛ المزي، تهذيب الكمال، 14/ 383.

(5)

والده: الجرَّاح بن مَليح بن عدي الرؤاسي. انظر: المزي، تهذيب الكمال 4/ 517؛ ابن حجر، التقريب، رقم:908.

(6)

انظر: ابن عدي، الكامل، 4/ 265 - 266. وقال سليم الهلالي ملخصًا:"ينحصر توجيه تكذيب أبيه له -إن صَحَّ الخبر- في ثلاثة وجوه: أنه أراد الكذب في لهجته لا في الحديث النبوي، أو أنه أراد الكذب في دعوى التأهل للقضاء، أو أنه أراد المبالغة في ادعاء العلم أكثر من جهابذة العلم". انظر: سليم الهلالي، مقدمة تحقيق: المصاحف، لابن أبي داود، ص 21 - 24.

(7)

قال السخاوي: "والظاهر -والله أعلم- أنه قصد بإطلاق هذا الوصف الذي لم يُرِدْ فيما يظهر حقيقته؛ ليكف ولاة الأمر عن إجابته فيما طلب، لعدم ارتضائه القضاء لابنه، فإنه رحمه الله لم

ص: 224

وَنَحْوُهُ قَوْلُ الذَّهَبِيِّ فِي وَلَدِهِ أَبِي هُرَيْرَةَ

(1)

إِنَّهُ: "حَفِظَ الْقُرْآنَ ثُمَّ تَشَاغَلَ عَنْهُ حَتَّى نَسِيَهُ".

وَقَالَ زَيْدُ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ

(2)

كَمَا فِي مَقَدِّمَةِ "صَحِيحِ مُسْلِمٍ"

(3)

: "لَا تَأْخُذُوا عَنْ أَخِي يَحْيَى الْمَذْكُورِ بِالْكَذِبِ".

إِلَى غَيْرِ هَذَا مِمَّا يُنَافِيهِ مَا رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي "غَرَائِبِ مَالِكٍ"

(4)

مِنْ حَدِيثِ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْجُوزْجَانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عِيسَى بْنِ مَعْنٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: "مِمَّا يُصْفِي لَكَ وُدَّ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ أَنْ تَكُونَ لَهُ فِي غَيْبَتِهِ أَفْضَلَ مِمَّا تَكُونُ بِحَضْرَتِهِ

(5)

" سِيَّمَا وَقَدْ قَالَ: إِنَّهُ [حَدِيثٌ]

(6)

بَاطِلٌ، وَمَنْ دُونَ مَالِكٍ ضُعَفَاءُ]

(7)

.

يكن يحب الرئاسة فضلًا عن الولاية

وإلا فقد وثَّق ابنَ أبي داود الدارقطنيُّ، وقبله أصحاب الحديث

". انظر: بذل المجهود في ختم السنن لأبي داود، ص 104 - 108.

(1)

هو: شهاب الدين أبو هريرة عبد الرحمن، محدث (ت 799 هـ). انظر: ابن حجر، إنباء الغمر، 1/ 536؛ الدرر الكامنة، 2/ 341؛ ابن العماد، الشذرات، 8/ 613.

(2)

حافظ محدث (ت تقريبًا 124 هـ). انظر: المزي، تهذيب الكمال، 10/ 18، الذهبي، سير، 6/ 88 - 98.

(3)

انظر: ص 59. لكن ليس بهذا السياق. وانظر: الذهبي، الميزان، 7/ 163.

(4)

مفقود، ولقد وقف عليه ابن حجر. انظر: تهذيب التهذيب 6/ 249؛ لسان الميزان، 4/ 60، 73؛ نجم عبد الرحمن خلف، استدراكات على تاريخ التراث العربي، ص 561 - 562. وقام هيثم حمدان بجمع مرويات هذا الكتاب من المصادر، وهو بعنوان: جمع النقول عن كتاب غرائب مالك للدارقطني. مصدر الكتاب: ملف (word) وضعه المؤلف في ملتقى أهل الحديث.

(5)

في ب: بحضرة.

(6)

زيادة من: لسان الميزان، 1/ 352 - 353.

(7)

هنا ينتهي السقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 225

نَعَمْ، فِي الخُلَفَاءِ وَآبَائِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ، كَمَا قَالَهُ الذَّهَبِيُّ

(1)

: "قَوْمٌ أَعْرَضَ أَهْلُ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ عَنْ كَشْفِ حَالِهِمْ خَوْفًا مِنَ السَّيْفِ وَالضَّرْبِ" قَالَ: "وَمَا زَالَ هَذَا فِي كُلِّ دَوْلَةٍ قَائِمَةٍ يَصِفُ الْمُؤَرِّخُ مَحَاسِنَهَا وَيُغْضِي عَنْ مَسَاوِئِهَا، هَذَا إِذَا كَانَ الْمُؤَرِّخُ

(2)

ذَا دِينٍ وَخَيْرٍ، فَإِنْ كَانَ مَدَّاحًا مُدَاهِنًا لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى الوَرَعِ، بَلْ [رُبَّمَا]

(3)

أَخْرَجَ مَسَاوِئَ الكَبِيرِ

(4)

وَهَنَّاتِهِ فِي هَيْئَةِ المَدْحِ وَالمَكَارِمِ وَالعَظَمَةِ".

قُلْتُ: بَلْ رُبَّمَا يُخْفِي مِنْ تَرْجَمَتِهِ مَا يُظْهِرُ خِلَافَهُ، وَلا يَسْمَحُ بِتَرْجَمَتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ بِمَا تَرْجَمَهُ بِهِ فِي حَيَاتِهِ، وَأَحْسَنُ مِنْ هَذَا التَّحَرِّي فِي الْعِبَارَاتِ، وَالتَّبَرِّي مِنَ الصَّرِيحِ دُونَ خَفِيِّ الإِشَارَاتِ.

* * *

(1)

انظر: تاريخ الإسلام، 3/ 642.

(2)

في تاريخ الإسلام: المحدِّث.

(3)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

في أ: الكثير، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: تاريخ الإسلام.

ص: 226

[لَا يُقْبَلُ كَلَامُ المُتَعَاصِرِينَ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ]

(1)

وَكَذَا مَعَ التَّحَرِّي فِيمَنْ يَبْغَضُهُ لِعَدَاوَةٍ سَبَبُهَا الْمُنَافَسَةُ فِي الْمَرَاتِبِ، مِمَّا كَثُرَ الِاخْتِلَافُ بَيْنَ الْمُتَعَاصِرِينَ وَالتَّبَايُنُ لَهَا، بِحَيْثُ عَقَدَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي "جَامِعُ بَيَانِ الْعِلْمِ"

(2)

لَهُ بَابًا لِكَلَامِ الْأَقْرَانِ الْمُتَعَاصِرِينَ مِنَ العُلَمَاءِ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ، وَأَنَّهُ لَا يُقْبَلُ كَلَامُ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ، وَإِنْ كَانَ كُلٌّ مِنْهُمْ بِمُفْرَدِهِ ثِقَةً (وَ)

(3)

حُجَّةً.

وَرُبَّمَا يَكُونُ بَيْنَ الْمُتَعَاصِرِينَ الشَّيْءُ مِنْ غَيْرِ عَدَاوَةٍ، وَلِذَا

(4)

فَصَلَهُ بَعْضُهُمْ عَنْهَا، وَالْحُكْمُ كَذَلِكَ، فَإِنِ اجْتَمَعَا فَأَوْلَى بِعَدَمِ القَبُولِ.

وَقَدْ يَكُونُ سَبَبَ تِلْكَ العَدَاوَةِ ظَنٌّ فَاسِدٌ؛ بِأَنْ يُخَالِفَهُ فِي الِاعْتِقَادِ الَّذِي يَظُنُّ فَسَادَهُ، وَذَلِكَ أَحَدُ الْأَسْبَابِ الَّتِي تُدْخِلُ الْآفَةَ عَلَى الْمُجَرَّحِينَ مِنْهَا "لِأَنَّهَا أَوْجَبَتْ تَكْفِيرَ النَّاسِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، أَوْ تَبْدِيعَهُمْ، وَأَوْجَبَتْ عَصَبِيَّةً اعْتِقَدُوهَا دِينًا يَتَدَيَّنُونَ وَيَتَقَرَّبُونَ بِهِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَنَشَأَ مِنْ ذَلِكَ الطَّعْنُ بِالتَّكْفِيرِ أَوِ التَّبْدِيعِ".

أفَادَهُ التَّقِيُّ ابْنُ دَقيقِ العِيدِ

(5)

.

(وَذَلِكَ مَوْجُودٌ كَثِيرًا قَدِيمًا وَحَدِيثًا)

(6)

.

(1)

في هامش ب.

(2)

انظر: 2/ 1087.

(3)

ساقط من باقي النسخ.

(4)

في ق، ز: كذا.

(5)

انظر: الاقتراح، ص 333.

(6)

في: الاقتراح، ص 333:"وهذا موجود كثيرًا في الطبقة المتوسطة من المتقدمين".

ص: 227

"وَنَحْوُهُ الِاخْتِلَافُ الْوَاقِعُ بَيْنَ الْمُتَصَوِّفَة (وَأَصْحَابِ الفُرُوعِ)

(1)

فَقَدْ وَقَعَ بَيْنَهُمْ تَنَافُرٌ أَوْجَبَ كَلَامَ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ"

(2)

.

(قُلْتُ: وَمِن هُنَا تَكَلَّمَ ابْنُ خِرَاشٍ فِي أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ الضَّبِّيِّ

(3)

، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَلْتَفِتُوا لِذَلِكَ لِكَوْنِ ابْنِ خِرَاشٍ

(4)

رَافِضِيًّا أَوَ خُرَّمِيًّا)

(5)

.

وَإِذَا تَقَرَّرَ هَذَا فَلَا يَرْفَعُ مَنْ يُحِبُّهُ فَوْقَ مَرْتَبَتِهِ، بَلْ يَقْتَدِي بِمَنْ أَسْلَفْتُ الْحِكَايَةَ عَنْهُمْ، وَإِنْ كَانَ الغَالِبُ أَنَّهُ لَا قُدْرَةَ لِلْمَرْءِ عَلَى تَجَنُّبِهِ، فَـ "حُبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي وَيُصِمُّ".

وَعَيْنُ الرِّضَا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَلِيلَةٌ

كَمَا أَنَّ عَيْنَ السُّخْطِ تُبْدِي المَسَاوِيَا

(6)

وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ آفَاتِ الْمُبَالَغَةِ إِلَّا مَا أَشَارَ إِلَيْهِ إِمَامُنَا الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ

(7)

: "مَا رَفَعْتُ أَحَدًا فَوْقَ مِقْدَارِهِ إِلَّا وَاتَّضَعَ مِنْ قَدْرِي عِنْدَهُ بِقَدْرِ مَا رَفَعْتُهُ بِهِ أَوْ أَزْيَدَ".

(1)

في: الاقتراح، ص 338:"وأصحاب العلوم الظاهرة".

(2)

انظر: الاقتراح، ص 338.

(3)

(ت 245 هـ). انظر: الذهبي، الميزان، 1/ 259؛ المزي، تهذيب الكمال، 1/ 397.

(4)

هو: عبد الرحمن بن يوسف البغدادي، حافظ، فيه كلام (ت 283 هـ). انظر: ابن عساكر، تاريخ، 36/ 107؛ الذهبي، ميزان، 4/ 329، سير، 13/ 508 - 510.

(5)

ساقط من ب. والخُرَّميّة: هي فرقة دينية باطنية مارقة، تُنسب لبابك الخرمي، يعتقدون بالتناسخ والحلول، ويدعون إلى الإباحية. انظر: ابن الأثير، اللباب، 1/ 436، مصطفى الخطيب، معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص 160 - 161.

(6)

هذا البيت المشهور لعبد الله بن معاوية. انظر: ديوانه، ص 90. أما ما ذُكر أنه للشافعي فالصحيح أنه تمثّل به. انظر تعليق إحسان عباس على: ديوان الشافعي، ص 85.

(7)

انظر: السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 2/ 98، ابن مفلح، الآداب الشرعية، 4/ 235.

ص: 228

وَنَحْوُهُ

(1)

: "ثَلَاثَةٌ إِنْ أَكْرَمْتَهُمْ أَهَانُوكَ: الْمَرْأَةُ، وَالْفَلَّاحُ، وَالْعَبْدُ" قَالَهُ الشَّافِعِيُّ أَيْضًا

(2)

.

وَبِهِ يُقَيَّدُ كَلَامُهُ الْأَوَّلُ بِأَنْ يُحْمَلَ عَلَى الْأَنْذَالِ [وَ]

(3)

اللِّئَامِ غَيْرِ الكِرَامِ.

وَلْيُتَأَمَّلْ حَدِيثُ: "أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا"

(4)

.

وَلَا يَحْمِلُهُ الْبُغْضُ عَلَى سُلُوكِ غَيْرِ الْإِنْصَافِ، وَإِن كَانَ أَيْضًا فِي الغَالِبِ غَيْرَ مَأْمُونٍ، وَمِنْ ثَمَّ حَصَلَ التَّوَقُّفُ فِي القَبُولِ مِمَّنْ هَذَا سَبِيلُهُ.

وَرَحِمَ اللهُ التَّقِيَّ ابْنَ دَقيقِ الْعِيدِ، فَإِنَّهُ لَمَّا جِيءَ إِلَيْهِ بِالْمَحْضَرِ الْمُكْتَتَبِ فِي التَّقِيِّ ابْنِ بنْتِ الْأَعَزِّ

(5)

لِيَكْتُبَ فِيهِ، امْتَنَعَ مِنْهَا أَشَدَّ امْتِنَاعٍ، مَعَ مَا كَانَ بَيْنَهُمَا مِنَ الْعَدَاوَةِ الشَّدِيدَةِ، بَلْ وَأَغْلَظَ عَلَيْهِمْ فِي الكَلَامِ وَقَالَ:"مَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَكْتُبَ فِيهِ" وَرَدَّهُ، فَتَزَايَدَتْ جَلَالَتُهُ بِذَلِكَ وَعُدَّ فِي وُفُورِ دِيَانِتِهِ وَأَمَانَتِهِ، وَكَيْفَ لَا وَهُوَ الْقَائِلُ:"مَا تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ أَوْ فَعَلْتُ فِعْلًا إِلَّا وَأَعْدَدْتُ لِذَلِكَ جَوَابًا بَيْنَ يَدَيْ اللهِ سُبْحَانَهُ"

(6)

.

وَلَمَّا تَرْجَمَ شَيْخُنَا لِلْقَايَاتِيِّ

(7)

-بَعْدَ مَوْتِهِ- قَالَ: إِنَّهُ بَاشَرَ بِنَزَاهَةٍ وَعِفَّةٍ، وَلَمْ

(1)

في أبحذف الهاء، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

انظر: السخاوي، المقاصد الحسنة، رقم:958.

(3)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

حديث مختلف فيه ما بين الوقف والرفع. انظر: الألباني: غاية المرام، ص 215 - 219.

(5)

هو: عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن خلف المصري، فقيه شافعي (ت 695 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 15/ 816.

(6)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 1/ 167.

(7)

في أ: القاياتي، والمثبت من باقي النسخ. انظر: ابن حجر، إنباء 4/ 246، السخاوي، الضوء،

ص: 229

يَأْذَنْ لِأَحَدٍ مِنَ النُّوَّابِ إِلَّا لِعَدَدٍ قَلِيلٍ، وَتَثَبَّتَ فِي الْأَحْكَامِ جِدًّا، وَفِي جَمِيعِ أُمُورِهِ. هَذَا مَعَ مَا أَسْلَفَهُ مِنَ التَّقْصِيرِ فِي جَانِبِهِ، وَعَدَمِ رِعَايَةِ مَشْيَخَتِهِ. فَنَسْأَلُ اللهَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي السُّخْطِ وَالرِّضَا.

ثُمَّ إِنَّهُ لِلْخَوْفِ مِنْ عَدَمِ التَقَيُّدِ بِأَكْثَرَ مِمَّا تَقَدَّمَ

(1)

رَأَى

(2)

ابْنُ عَبْدِ البَرِّ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ لَا يُقْبَلُ الْجَرْحُ فِيهِمْ إِلَّا بِبَيَانٍ وَاضِحٍ، وَهُوَ وَاضِحٌ.

وَانْظُرْ صَنِيعَ إِمَامِنَا الشَّافِعِيِّ [رضي الله عنه]

(3)

فِي التَّحَرِّي حَيْثُ يَقُولُ: "ثَنَا إِسْمَاعِيلُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: ابْنُ عُلَيَّةَ"

(4)

لِعِلْمِهِ بِكَرَاهَتِهِ لِلإِنْتِسَابِ لِذَلِكَ

(5)

، مَعَ التَّرْخِيصِ فِيهِ إِذَا لَمْ يُعْرَفْ إِلَّا بِهِ.

وَلَا تَكُنْ كَمَنْ يَخْتَلِقُ لِلنَّاسِ أَلْقَابًا أَوْ نَحْوَها، كَقَوْلِهِ: ابْنِ الطَّرَّاقِ، أَوِ ابْنِ غُفَيْرِ

(6)

السَّمَاءِ، مِنْ غَيْرِ تَدَبُّرٍ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَلْقِي لَهَا بِالًا، يَهْوِي بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفًا"

(7)

.

وَإِذَا أَمْكَنَهُ الْجَرْحُ بِالإِشَارَةِ الْمُفْهِمَةِ أَوْ بِأَدْنَى تَصْرِيحٍ لَا تَجُوزُ

(8)

لَهُ الزِّيَادَةُ عَلَى

= 8/ 213.

(1)

في باقي النسخ: يقدم.

(2)

في أ: ورأي.

(3)

ليست في أ، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

انظر: الشافعي، المسند -شفاء العي، 1/ 491. وهناك مواضع قال:"ثنا ابن عُلية". انظر: المسند- شفاء العي، 1/ 104، 131، 137، 197، 308، 327، 347، 554.

(5)

في أ: كذلك، والمثبت من باقي النسخ.

(6)

في ب: عفير.

(7)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(6478)، ومسلم في "صحيحه"(2988) عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ مقارب.

(8)

في أ: لا يجوز، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 230

ذَلِكَ؛ فَالْأُمُورُ الْمُرَخَّصُ فِيهَا لِلْحَاجَةٍ لَا يَرْتَقِي فِيهَا إِلَى زَائِدٍ عَلَى مَا يَحْصُلُ الْغَرَضُ.

وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: "سَمِعَنِي الشَّافِعِيُّ يَوْمًا وَأَنَا أَقُولُ: فُلَانٌ كَذَّابٌ. فَقَالَ لِي: يَا أَبَا إِبْرَاهِيمَ، اكْسُ أَلْفَاظَكَ أَحْسَنَهَا، لَا تَقُلْ: كَذَّابٌ، وَلَكِنْ قُلْ: حَدِيثُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ"

(1)

.

وَنَحْوُهُ أَنَّ البُخَارِيَّ كَانَ لِمَزِيدِ وَرَعِهِ (وَتَحَرِّيهِ وَتَوَقِّيهِ)

(2)

قَلَّ أَنْ يَقُولَ: "كَذَّابٌ أَوْ وَضَّاعٌ"، (أَكْثَرُ مَا يَقُولُ:"سَكَتُوا عَنْهُ، فِيهِ نَظْرٌ، تَرَكُوهُ" وَنَحْوُ هَذَا)

(3)

. نَعَمْ رُبَّمَا يَقُولُ: "كَذَّبَهُ [فُلَانٌ]

(4)

، أَوْ رَمَاهُ فُلَانٌ بِالكَذِبِ"

(5)

.

(وَحَكَى مُسْلِمٌ فِي مُقَدِّمَةِ "صَحِيحِهِ"

(6)

أَنَّ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيَّ ذَكَرَ

(7)

رَجُلًا فَقَالَ: "هُوَ يَزِيدُ فِي الرَّقْمِ"

(8)

وَكَنَّى بِهَذَا اللَّفْظِ عَنْ الكَذِبِ)

(9)

.

وَإِذَا كَانَ الَّذِي بَلَغَهُ فِيهِ احْتِمَالٌ مُسْتَوِي الطَّرَفَيْنِ، لَا يَجْزِمُ بِأَحَدِهِمَا، بَلْ يَقِفُ وَيَحْتَاطُ فِيمَا يُمْكِنُ الْمَخْلَصُ عَنْهُ بِتَأْوِيلٍ صَحِيحٍ.

وَقَدِ اتَّفَقَ أَنَّ قَاضِيًا تَوَقَّفَ فِي شَهَادَةِ بَعْضِهِمْ، فَحَضَرَ إِلَيْهِ سِرًّا وَسَأَلَهُ عَنْ

(1)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 2/ 292.

(2)

ساقط من باقي النسخ.

(3)

ساقط من ب.

(4)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

انظر مثلًا: البخاري، الضعفاء، رقم: 53، 107، 139.

(6)

انظر: ص 56.

(7)

في ق، ز: نكر، وهو تحريف.

(8)

أي: يزيد في سِعْر ما يُكْتب من أسعار الثياب، فكنّى بذلك ممن يزيد في أصل الحديث من الكذب. انظر: المأربي، شفاء العليل بألفاظ الجرح والتعديل، ص 274.

(9)

ساقط من ب.

ص: 231

سَبَبِ تَوَقُّفِهِ، فَاحْتَجَّ بِأَنَّهُ رَآهُ بِأَرْضِ الطَبَّالَة

(1)

-الَّتِي هِيَ مَحَلُّ كَثِيرٍ مِنَ الْقَاذُورَاتِ - فَقَالَ: يَا مَوْلَانَا، قَدْ كُنْتُ بِهَا فِي ضَرُورَةٍ غَيْرِ قَادِحَةٍ، فَمَا بَالُكُمْ كُنْتُمْ بِهَا! فَبَادَرَ إِلَى قَبُولِهِ وَالرَّقْمِ لِشَهَادَتِهِ.

وَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا بِطَرِيقِ النَّقْلِ؛ حَتَّى لَا يَجْزُمَ إِلَا بِمَا يَتَحَقَّقُهُ.

فَإِنْ لَمْ يَحْصُلْ لَهُ مُسْتَنَدٌ مُعْتَمَدٌ فِي الرِّوَايَةِ لَمْ يَجُزْ لَهُ النَّقْلُ؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: "كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ"

(2)

وَلِيَكُونَ بِذَلِكَ مُتَحَرِّزًا عَنْ وُقُوعِ الْمُجَازَفَةِ وَالْبُهْتَانِ وَالِافْتِيَاتِ وَالْعُدْوَانِ، وَهُوَ لَا يَشْعُرُ وَلَا يُبْصِرُ، وَيَنْفِرُ عَنْ تَارِيخِهِ الْعُقَلاءُ وَالعُلَمَاءُ وَالنُّبَلَاءُ وَالْحُكَمَاءُ، وَلَا يَرْغَبُ فِيهِ إِلَّا مَنْ هُوَ مِثْلُهُ أَوْ أَفْحَشُ، بَلْ رُبَّمَا تَكُونُ مُجَازَفَتُهُ آيِلَةً مَعَهُ أَيْضًا إِلَى الْتَّرْكِ وَالسُّقُوطِ فِي الْحُشِّ.

وَلَا يَكْتَفِي

(3)

بِالنَّقْلِ الشَّائِعِ، خُصُوصًا إِنْ تَرَتَّبَتْ عَلَى ذَلِكَ مَفْسَدَةٌ مِنَ الطَّعْنِ فِي حَقِّ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالصَّلَاحِ. بَلْ إِنْ كَانَ فِي الوَاقِعَةِ أَمْرٌ قَادِحٌ فِي حَقِّ الْمَسْتُورِ فَيَنْبَغِي لَهُ أَلَّا يُبَالِغَ فِي إِفْشَائِهِ، وَيَكْتَفِيَ بِالإِشَارَةِ لِئَلَّا يَكُونَ الْمَذْكُورُ وَقَعَتْ مِنْهُ فَلْتَةٌ، فَإِذَا ضُبِطَتْ عَلَيْهِ لَزِمَهُ عَارُهَا أَبَدًا، وَإِلَى ذَلِكَ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِ الشَّارِعِ:"أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ [إِلَّا فِي الحُدُودِ] "

(4)

.

وَكَذَا يَتَجَنَّبُ التَّعَرُّضَ لِلْوَقَائِعِ الْمُنْقِصَةِ الصَّادِرَةِ فِي شُبُوبِيَّةِ مَنْ صَيَّرَهُ اللهُ

(1)

هي: أرض خارج القاهرة تُعْرف بذلك. انظر: الزبيدي، تاج العروس، 15/ 429.

(2)

صحيح. أخرجه مسلم في مقدمة "صحيحه"(8)، وأبو داود في "سننه" (4992) عن أبي هريرة مرفوعًا. وانظر: الألباني، الصحيحة، رقم:2025.

(3)

في ق، ز: يكفي.

(4)

أخرجه أبو داود في "سننه"(4375) وغيره عن عائشة مرفوعًا. وقواه الألباني بطرقه. انظر: الصحيحة، رقم:638. والزيادة من: السخاوي، المقاصد الحسنة، ص 98.

ص: 232

تَعَالَى بَعْدَ ذَلِكَ مُقْتَدًى بِهِ، فَمَنْ ذَا سَلِمَ

(1)

! وَقَدْ: "عَجِبَ الرَّبُّ عز وجل مِنْ شَابٍّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ"

(2)

وَالشَّبَابُ شُعْبَةٌ مِنَ الْجُنُونِ، وَالاِعْتِبَارُ بِحَالِهِ الْآنَ.

وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ سَعِيدِ بْنْ المُسَيَّبِ أَنَّهُ: "لَيْسَ مِنَ شَرِيفٍ وَلَا عَالِمٍ وَلَا ذِي فَضْلٍ

(3)

-يَعْنِي مِنْ غَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- إِلَّا وَفِيهِ عَيْبٌ، وَلَكِنْ مِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يَنْبَغِي أَنْ تُذْكَرَ عُيُوبُهُ، فَمَنْ كَانَ فَضْلُهُ أَكْثَرَ مِنْ نَقْصِهِ وُهِبَ نَقْصُهُ لِفَضْلِهِ"

(4)

.

وَمِنْ هُنَا يُشْتَرَطُ أَنْ يَكُونَ عَارِفًا بِمَقَادِيرِ النَّاسِ وَبِأَحْوَالِهِمْ وَبِمَنَازِلِهِمْ، فَلَا يَرْفَعُ الْوَضِيعَ، وَلَا يَضَعُ الرَّفِيعَ؛ لِيَكُونَ مُمْتَثِلًا لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم:"أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ"

(5)

يَعْنِي مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.

وَلَا يَحْكِي مِمَّا لَعَلَّهُ يَتَّفِقُ لِذَوِي الْوَجَاهَاتِ وَالْوِلَايَاتِ مِنْ أَرْبَابِ الدَّوْلَةِ؛ مِنَ الضَّرْبِ وَالسَّجْنِ وَالْإِهَانَةِ وَنَحْوِهَا، إِلَّا مَا يُضْطَرُّ لِإِيَرَادِهِ، وَإِنْ أَمْكَنَهُ الْإِشْعَارُ بِمَا يَقْتَضِي الْإِنْكَارَ فَعَلَ، حَتَّى لَا يَكُونَ ذَلِكَ تَطَرُّقًا لِمَنْ يَرُومُ فِعْلَ مِثْلِهِ، وَحُجَّةً يَحْتَجُّ بِهَا، كَمَا وَقَعَ لِلْحَجَّاجِ اللَّعِينِ فِي قِصَّةِ الْعُرَنِيِّينَ.

(1)

في أ: يسلم، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(1749) عن عقبة بن عامر مرفوعًا. حَسَّنه الهيثمي، وضعفه الألباني. انظر: الهيثمي، مجمع الزوائد، 10/ 270؛ الألباني، ضعيف الجامع، رقم:1658.

(3)

في الكفاية: سلطان.

(4)

انظر: الخطيب، الكفاية، ص 138.

(5)

صحيح. أخرجه مسلم في مقدمة "صحيحه" ص 64، مُعلَّقًا بصيغة التمريض. وأخرجه أبو داود في "سننه"(4842)، وأبو يعلى في "مسنده" (4826) عن عائشة مرفوعًا. صححه الحاكم وابن الصلاح وابن كثير. انظر: الحاكم، معرفة علوم الحديث، ص 49؛ ابن الصلاح، علوم الحديث، ص 307؛ ابن كثير، اختصار علوم الحديث، 2/ 535. وللحديث شواهد لا يُفْرح بها.

ص: 233

فَقَدْ قَالَ سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ كَمَا فِي الطِّبِّ مِنْ "صَحِيحِ البُخَارِيِّ"

(1)

: "بَلَغَنِي أَنَّ الْحَجَّاجَ -يَعْنِي ابْنَ يُوسُفَ الثَّقَفِيَّ- قَالَ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: حَدِّثْنِي بِأَشَدِّ عُقُوبَةٍ عَاقَبَ بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. فَحَدَّثَهُ بِهَا، فَلَمَّا بَلَغَ الْحَسَنُ -يَعْنِي البَصْرِي- ذَلِكَ قَالَ: "وَدِدْتُ أَنَّهُ لَمْ يُحَدِّثْهُ".

وَبِالْجُمْلَةِ فَالشَّرْطُ مَعَ الْعَدَالَةِ وَالضَّبْطِ، وَالتَّمْيِيزِ بَيْنَ الْمَقْبُولِ وَالْمَرْدُودِ مِمَّا يَصِلُ إِلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ، وَبَيْنَ الرَّفِيعِ وَالْوَضِيعِ، وَعَدَمِ العَدَاوَةِ الدُّنْيَوِيَّةِ، وَالْمُحَابَاةِ الْمُفْضِيةِ لِلْعَصَبِيَّةِ الْمُعَبِّرِ بَعْضُهُمْ عَنْهُ بِتَجْنِيبِ الْغَرَضِ وَالْهَوَى الْفَهْمَ

(2)

بِحَيْثُ لَا يَكُونُ جَاهِلًا بِمَرَاتِبِ الْعُلُومِ، سِيَّمَا الْفُرُوعُ وَالأُصُولُ، وَيَفْهَمُ الأَلْفَاظَ وَمَوَاقِعَهَا، خَوْفًا مِنْ إِطْلَاقِ أَلْفَاظٍ لَا تَلِيقُ بِالمُتَرْجِمِينَ، فَيَحْصُلُ التَّعَرُّضُ لَهُ بِالتَّنْقِيصِ وَالتَّعْزِيزِ

(3)

الَّذِي يَشِينُ.

كَمَا اتَّفَقَ لِمُغَلْطَايْ مَعَ جَلَالَتِهِ

(4)

ثُمَّ لِابْنِ دُقْمَاقَ مَعَ وَجَاهَتِهِ، فَقَدْ كَانَ حَسَنَ الِاعْتِقَادِ غَيْرَ فَاحِشِ اللِّسَانِ وَلَا الْقَلَمِ

(5)

. وَكَذَا لِابْنِ أَبِي حَجَلَةَ

(6)

مَعَ كَوْنِهِ بِخُصُوصِهِ مَعْذُورًا، بَلْ كُلُّهُمْ مِمَّنْ تَعَصَّبَ الْعَدُوُّ عَلَيْهِمْ، وَنَصَبَ حَبَائِلَ الْحَسَدِ إِلَيْهِمْ.

(1)

رقم: 5685.

(2)

في أ: والفهم.

(3)

في أ: التغرير، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

انظر: ابن حجر، الدرر الكامنة، 4/ 352 - 353.

(5)

انظر: ابن حجر، إنباء الغمر، 2/ 234.

(6)

هو: أحمد بن يحيى بن أبي بكر التلمساني، أديب ناظم ناثر (ت 776 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 1/ 329 - 331.

ص: 234

وَقَدْ كَانَ الحَافِظُ الزَّاهِدُ النُّورُ الْهَيْثَمِيُّ

(1)

يُبَالِغُ فِي الْغَضِّ مِنَ (الْوَلَّوِيِّ)

(2)

ابْنِ خَلْدُونَ قَاضِي الْمَالِكِيَّةِ؛ لِكَوْنِهِ

(3)

بَلَغَهُ أَنَّهُ ذَكَرَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رضي الله عنهما فِي "تَارِيخِهِ" وَقَالَ: "قُتِلَ بِسَيْفِ جَدِّهِ".

قَالَ شَيْخُنَا: "وَلَمَّا نَطَقَ شَيْخُنَا -يَعْنِي الهَيْثَمِيَّ- بِهَذِهِ الكَلِمَةِ أَرْدَفَهَا بِلَعْنِ ابْنِ خَلْدُونَ، وَسَبَّهُ وَهُوَ يَبْكِي".

قَالَ شَيْخُنَا: "وَلَمْ تُوجَدْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ فِي التَّارِيخِ الْمَوْجُودِ الآنَ، وَكَأَنَّهُ كَانَ ذَكَرَهَا فِي النُّسْخَةِ الَّتِي رَجَعَ عَنْهَا"

(4)

.

وَسَأَذْكُرُ عَنِ ابْنِ خَلْدُونَ فِي ذِكْرِ الْخُلَفَاءِ مَا يَكَادُ أَنْ يَكُونَ شَاهِدًا لِصُدُورِ هَذَا مِنْهُ، نَسْأَلُ اللهَ السَّلَامَةَ

(5)

.

(1)

هو: علي بن أبي بكر بن سليمان الشافعي، محدث (ت 807 هـ) انظر: ابن حجر، إنباء الغمر، 2/ 309 - 310.

(2)

في ز: الولوى ولي الدين. وقد سبق تحقيقه.

(3)

في باقي النسخ: لكونه أنه.

(4)

انظر: ابن حجر، رفع الإصر عن قضاة مصر، ص 237، السخاوي، الضوء، 4/ 147. قال ابن خلدون:"وقد غَلِطَ القاضي أبو بكر ابن العربيِّ المالكيِّ في هذا فقال في كتابه الذي سَمّاه بالعواصم والقواصم ما معناه: أن الحسين قُتِلَ بشرْع جدِّه؛ وهو غلطٌ حملته عليه الغفلةُ عن اشتراط الإمام العادلِ، ومن أعدلُ من الحسين في زمانه في إمامته وعدالته في قتال أهل الآراء! ". انظر: ابن خلدون، تاريخ، 1/ 164. فأنت -كما ترى- أن ابن خلدون ينقل عن ابن العربي ويُغلِّطُهُ، فكيف يكون الكلام لابن خلدون حتى يُلْعَن عليه ويُسَب! هذا على أنني لم أجدها -هذه المقولة المنسوبة لابن العربي بلفظها- في كتابه "العواصم من القواصم" بعد البحث! لكن له كلام قد يُفهم منه ذلك، وهو تحميل لكلامه ما لا يحتمل. انظر: ابن العربي، العواصم من القواصم، ص 232. وانظر: أيضًا تعليق أحمد باشا تيمور في حاشية ق، ص 71 - 72؛ وانظر: بكر بن عبد الله أبو زيد، معجم المناهي، ص 436.

(5)

سيأتي لاحقًا.

ص: 235

(وَ)

(1)

مُصَاحَبَةُ الْوَرَعِ وَالتَّقْوَى؛ بِحَيْثُ لا يَأْخُذُ بِالتَّوَهُّمِ وَالْقَرَائِنِ الَّتِي قَدْ تَخْتَلِفُ، خَوْفًا مِنَ الدُّخُولِ تَحْتَ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم:"إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ"

(2)

وَمَتَّى لَمْ يَكُنْ وَرِعًا -مَعَ كَوْنِهِ مَعْرُوفًا بِالعِلْمِ- اشْتَدَّ البَلَاءُ [بِهِ]

(3)

بِخِلَافِ العَكْسِ، فَالوَرَعُ وَالتَّقْوَى

(4)

يَحْجُزُهُ، وَيُوجِبُ لَهُ الْفَحْصَ وَالِاجْتِهَادَ وَتَرْكَ الْمُجَازَفَةِ، كَمَا بَسَطْتُهُ فِي أَمَاكِنَ مِنْ تَصَانِيفِي.

وَقَدْ أَشَارَ لِبَعْضِ هَذِهِ الشُّرُوطِ التَّاجُ السُّبْكِيُّ، فَقَالَ فِي كِتَابِهِ "مُعِيدُ النِّعَمِ"

(5)

مِمَّا [هُوَ]

(6)

مُؤَاخَذٌ فِي إِطْلَاقِهِ مَا نَصُّهُ:

"وَهُمْ -أَي الْمُؤَرِّخُونَ- عَلَى شفَا جُرْفٍ هَارٍ؛ لأَنَّهُمْ يَتَسَلَّطُونَ عَلَى أَعْرَاضِ النَّاسِ، وَرُبَّمَا نَقَلُوا بِمُجَرَّدِ

(7)

مَا يَبْلُغُهُمْ مِنْ كَاذِبٍ أَوْ صَادِقٍ؛ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ المُؤَرِّخُ عَالِمًا عَدْلا

(8)

عَارِفًا بِحَالِ مَنْ يُتَرْجِمُهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ مِنَ الصَّدَاقَةِ مَا قَدْ يَحْمِلُهُ عَلَى التَّعَصُّبِ لَهُ، وَلَا مِنَ العَدَاوَةِ مَا قَدْ يَحْمِلُهُ عَلَى الْغَضِّ مِنْهُ، وَرُبَّمَا كَانَ الْبَاعِثُ لَهُ عَلَى الغَضِّ

(9)

مِنْ قَوْلِهِ

(10)

مُخَالَفَةَ الْعَقِيدَةِ، وَاعْتِقَادَ أَنَّهُمْ

(1)

ساقط من ز. وما زال السخاوي يتكلم عن شروط المؤرِّخ.

(2)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(6064/ الفتح)، ومسلم في "صحيحه"(2563) عن أبي هريرة مرفوعًا بألفاظ مختصرة ومطوّلة.

(3)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

في باقي النسخ: التقى.

(5)

انظر: ص 74.

(6)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(7)

في باقي النسخ بحذف الباء.

(8)

في باقي النسخ: عادلًا.

(9)

في معيد النعم: الضعة.

(10)

في معيد النعم: أقوام.

ص: 236

عَلَى ضَلَالٍ، فَيَقَعُ فِيهِمْ أَوْ يُقَصِّرُ فِي الثَّنَاءِ [عَلَيْهِمْ]

(1)

لِذَلِكَ".

إِلَى أَنْ قَالَ: "وَمِنْهُمْ مَنْ

(2)

تَأَخْذُهُ فِي الفُرُوعِ الْحَمِيَّةُ لِبَعْضِ الْمَذَاهِبِ، وَيَرْكَبُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ فِي الْعَصَبِيَّةِ، وَهَذَا مِنْ أَسْوَأِ

(3)

أَخْلَاقِهِمْ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ فِي طَوَائِفِ الْمَذَاهِبِ مَنْ يُبَالِغُ فِي الْعَصَبِيةِ بِحَيْثُ يَمْتَنِعُ بَعْضُهُمْ مِنَ الصَّلَاةِ خَلْفَ بَعْضٍ، إِلَى غَيْرِ هَذَا مِمَّا يُسْتَقْبَحُ ذِكْرُهُ، وَيَا وَيْحَ هَؤُلَاءِ! أَيْنَ هُمْ مِنَ اللهِ! وَلَوْ كَانَ الشَّافِعِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ حَيَّيْنِ لَشَدَّدَا النَّكِيرَ عَلَى هَذِهِ الطَّائِفَةِ" إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ.

* * *

(1)

زيادة من: معيد النعم.

(2)

في أ: ومن منهم، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

في أ: استواء، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ.

ص: 237

[اعْتِرَاضُ السُّبْكِيِّ عَلَى الذَّهَبِيِّ]

(1)

وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْمِصْرِيِّ مِنْ "طَبَقَاتِهِ الْكُبْرَى"

(2)

:

"أَهْلُ التَّارِيخِ رُبَّمَا وَضَعُوا مِنْ أُنَاسٍ أَوْ رَفَعُوا أُنَاسًا؛ إِمَّا لِتَعَصُّبٍ، أَوْ جَهْلٍ، أَوْ لِمُجَرَّدِ اعْتِمَادٍ عَلَى نَقْلِ مَنْ لَا يُوثَقُ بِهِ، أَوْ لِغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَسْبَابِ".

قَالَ: "وَالْجَهْلُ فِي الْمُؤَرِّخِينَ أَكْثَرُ مِنْهُ فِي أَهْلِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ، وَكَذَلِكَ التَّعَصُّبُ قَلَّ أَنْ رَأَيْتَ تَارِيخًا خَالِيًا مِنْهُ. وَأَمَّا تَارِيخُ شَيْخِنَا الذَّهَبِيِّ -غَفَرَ اللهُ لَهُ (وَلَا وَاخَذَهُ)

(3)

- فَإِنَّهُ عَلَى حُسْنِهِ وَجَمْعِهِ مَشْحُونٌ بِالتَّعَصُّبِ الْمُفْرِطِ [لَا وَاخَذَهُ اللهُ]

(4)

فَلَقَدْ أَكْثَرَ الْوَقِيعَةَ فِي أَهْلِ الدِّينِ، أَعْنِي الْفُقَرَاءَ الَّذِينَ هُمْ صَفْوَةُ الْخَلْقِ، وَاسْتَطَالَ بِلِسَانِهِ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ أَئِمَّةِ الشَّافِعِيِّينَ

(5)

وَالحَنَفِيِّينَ

(6)

".

[وَقَالَ]

(7)

: " (وَمَالَ)

(8)

فَأَفْرَطَ عَلَى الْأَشَاعِرَةِ وَمَدَحَ فَزَادَ

(9)

فِي الْمُجَسِّمَةِ. هَذَا وَهُوَ الحَافِظُ القُدْوَةُ

(10)

وَالإِمَامُ الْمُبَجَّلُ، فَمَا ظَنُّكَ بِعَوَامِّ الْمُؤَرِّخِينَ! فَالرَّأْيُ

(1)

في هامش ب.

(2)

انظر: السبكي، طبقات الشافعية، 2/ 22 - 24.

(3)

في باقي النسخ: ولا آخذه.

(4)

زيادة من: السبكي، طبقات.

(5)

وفي باقي النسخ: الشافعية.

(6)

في ز: الحنفية.

(7)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(8)

ساقط من ب، ق، ز.

(9)

في باقي النسخ: وزاد.

(10)

في الطبقات: المِدْرة.

ص: 238

عِنْدَنَا أَلَّا يُقْبَلَ مَدْحٌ وَلَا ذَمٌّ مِنْهُمْ إِلَّا بمَا اشْتَرَطَهُ -يَعْنِي وَالِدُهُ- فَإِنَّهُ قَالَ: يُشْترَطُ فِي الْمُؤَرِّخِ الصِّدْقُ، وَإِذَا نَقَلَ يَعْتَمِدُ اللَّفْظَ دُونَ الْمَعْنَى، وَأَلَّا يَكُونَ مَا نَقَلَهُ مِمَّا أَخَذَهُ فِي الْمُذَاكَرَةِ ثُمَّ كَتَبَهُ بَعْدَ [ذَلِكَ]

(1)

وَأَنْ يُسَمِّيَ الْمَنْقُولَ عَنْهُ، فَهَذِهِ شُرُوطٌ أَرْبَعَةٌ فِيمَا يَنْقُلُهُ.

(وَ)

(2)

أَمَّا مَا يَقُولُهُ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، وَمَا عَسَاهُ يُطَوِّلُ فِيهِ مِنَ الْمَنْقُولِ بَعْضَ التَّرَاجِمِ دُونَ بَعْضٍ، فَيُشْتَرَطُ فِيهِ أَنْ يَكُونَ عَارِفًا بِحَالِ الْمُتَرْجَمِ عِلْمًا وَدِينًا وَغَيْرِهِمَا مِنَ الصِّفَاتِ، وَهَذَا عَزِيزٌ جِدًّا، وَأَنْ يَكُونَ حَسَنَ الْعِبَارَةِ، عَارِفًا بِمَدْلُولَاتِ الْأَلْفَاظِ، حَسَنَ التَّصَوُّرِ، بِحَيْثُ يَتَصَوَّرُ حِينَ تَرْجَمَةِ

(3)

الشَّخْصِ جَمِيعَ حَالِهِ، وَيُعَبِّرُ عَنْهُ بِعِبَارَةٍ لَا تَزِيدُ عَلَيْهِ

(4)

وَلَا تَنْقُصُ [عَنْهُ]

(5)

، وَأَلَّا يَغْلِبَهُ الْهَوَى فَيُخَيِّلَ إِلَيْهِ هَوَاهُ الْإِطْنَابَ فِي مَدْحِ

(6)

مَنْ يُحِبُّهُ وَالتَّقْصِيرَ فِي غَيْرِهِ، وَذَلِكَ بِأَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ مِنَ الْعَدْلِ مَا يَقْهَرُ بِهِ هَوَاهُ، وَيَسَلُكُ مَعَهُ طَرِيقَ الْإِنْصَافِ، وَإِلَّا فَالتَّجَرُّدُ عَنْ الْهَوَى عَزِيزٌ، فَهَذِهِ أَرْبَعَةٌ أُخْرَى.

وَلَكَ أَنْ تَجْعَلَهَا خَمْسَةً؛ لِأَنَّ حُسْنَ تَصَوُّرِهِ وَعِلْمَهُ قَدْ لَا يَحْصُلُ مَعَهُمَا الِاسْتِحْضَارُ حِينَ التَّصْنِيفِ، فَيُجْعَلُ حُضُورُ التَّصَوُّرِ زَائِدًا عَلَى حُسْنِ التَّصَوُّرِ وَالْعِلْمِ، فَتَصِيرُ تِسْعَةَ شُرُوطٍ فِي الْمُؤَرِّخِ، وَأَصْعَبُهَا الِاطِّلَاعُ عَلَى حَالِ الشَّخْصِ فِي الْعِلْمِ، فَإِنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى الْمُشَارَكَةِ فِي الْعِلْمِ وَالْقُرْبِ مِنْهُ حَتَّى يَعْرِفَ مَرْتَبَتَهُ"

(1)

زيادة من: الطبقات.

(2)

ساقط من باقي النسخ.

(3)

وفي الطبقات: ترجمته.

(4)

في جميع النسخ: عنه، والمثبت من: الطبقات.

(5)

زيادة من: الطبقات.

(6)

في أ: ترجمة، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 239

انْتَهَى مَا حَكَاهُ عَنْ أَبِيهِ.

قَالَ: "وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَهُ: وَمَا عَسَاهُ [يُطَوِّلُ فِي التَّرَاجِمِ مِنَ النُّقُولِ وَيُقَصِّرُ]

(1)

فَإِنَّهُ أَشَارَ بِهِ لِفَائِدَةٍ جَلِيلَةٍ يَغْفُلُ عَنْهَا كَثِيرُونَ، وَيَحْتَرِزُ مِنْهَا الْمُوَفَّقُونَ، وَهِيَ تَطْوِيلُ التَّرَاجِمِ وَتَقْصِيرُهَا، فَرُبَّ مُحْتَاطٍ

(2)

لِنَفْسِهِ لَا يَذْكُرُ إِلَّا مَا وَجَدَهُ مَنْقُولًا، وَلَكِنَّهُ يَأْتِي إِلَى مَنْ يُبْغِضُهُ فَيَنْقُلُ جَمِيعَ مَا ذُكِرَ مِنْ مَذَامِّهِ، وَيَحْذِفُ كَثِيرًا مِمَّا يَرَاهُ

(3)

مِنْ مَمَادِحِهِ، وَيَعْكِسُ الْحَالَ فِيمَنْ يُحِبُّهُ، وَيَظُنُّ الْمِسْكِينُ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ بِذَنْبٍ، فَإِنَّهُ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ تَطْوِيلُ تَرْجَمَةِ أَحَدٍ، وَلَا اسْتِيفَاءُ مَا ذُكِرَ مِنْ مَمَادِحِهِ، وَلَا يَظُنُّ الْمُغْتَرُّ أَنَّ تَقْصِيرَهُ لِتَرْجَمَتِهِ بِهَذِهِ النِّيَّةِ اسْتِزْرَاءٌ بِهِ وَخِيَانَةٌ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَلِلْمُؤْمِنِينَ فِي تَأْدِيَةِ

(4)

مَا قِيلَ فِي حَقِّهِ مِنْ حَمْدٍ وَذَمٍّ".

قُلْتُ: وَهَذَا كَمَنْ يَسْمَعُ الْحِكْمَةَ وَغَيْرَهَا فَلَا يُحَدِّثُ إِلَّا بِشَرِّ مَا سَمِعَهُ

(5)

وَمَثَّلَهُ الشَّارِعُ كَـ: "مَنْ

(6)

يَأْتِي إِلَى رَاعٍ فَيَقُولُ لَهُ: اجْزُرْنَا مِنْ غَنَمِكَ. فَيَقُولُ لَهُ: خُذْ أَيَّهَا شِئْتَ. فَيَعْمِدُ إِلَى كَلْبِ الْغَنَمِ فَيَأَخُذُهُ"

(7)

انْتَهَى.

* * *

(1)

زيادة من: الطبقات.

(2)

في ب: محتاظ، وهو تصحيف.

(3)

في الطبقات: نقل.

(4)

في أ: لتأدية، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

في باقي النسخ: سمع.

(6)

في باقي النسخ: بمن.

(7)

ضعيف. أخرجه ابن ماجه في "سننه"(4172) عن أبي هريرة مرفوعًا. وضعفه الألباني. انظر: الضعيفة، رقم:1761.

ص: 240

[مَا يَحْصُلُ بِهِ الغِيبِةُ]

(1)

ثُمَ قَالَ التَّاجُ:

"إِنَّ مَنْ يَرْتَكِبُ مَا تَقَدَّمَ كَمَنْ يُذْكَرُ بَيْنَ يَدَيْهِ شَخْصٌ فَيَقُولُ: دَعُونَا مِنْهُ (أَوْ)

(2)

إِنَّهُ عَجِيبٌ، أَوْ اللهُ يُصْلِحُهُ، فَيَظُنُّ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَبْهُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، مَعَ أَنَّهُ مِنْ أَقْبَحِ الْغِيبَةِ".

قَالَ: "وَكَذَلِكَ مَا أَحْسَنَ قَوْلَهُ: وَأَلَّا يَغْلِبَهُ الهَوَى؛ فَإِنَّ الْهَوَى غَلَّابٌ إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللهُ، وَلَكِنْ قَدْ لَا يَتَجَرَّدُ عَنِ الْهَوَى بِأَنْ

(3)

لَا يَظُنَّهُ هَوًى، بَلْ يَظُنَّهُ لِجَهْلِهِ

(4)

أَوْ بِدْعَتِهِ حَقًّا، فَلَا يَتَطَلَّبُ حِينَئِذٍ مَا يَقْهَرُ بِهِ هَوَاهُ؛ لِأَنَّ الْمُسْتَقِرَّ فِي ذِهْنِهِ أَنَّهُ مُحِقٌّ، وَهَذَا كَمَا يَفْعَلُ كَثِيرٌ مِنَ الْمُتَخَالِفِينَ فِي الْعَقَائِدِ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُقْبَلَ قَوْلُ مُخَالِفٍ فِي الْعَقِيدَةِ عَلَى الْإِطْلَاقِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ ثِقَةً، وَقَدْ رَوَى شَيْئًا مَضْبُوطًا عَايَنَهُ أَوْ حَقَّقَهُ.

فَقَوْلُنَا: مَضْبُوطًا؛ احْتَرَزْنَا بِهِ عَنْ رِوَايَةِ مَا لَا يَضْبِطُ مِنَ التُرَّهَاتِ الَّتِي لَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا عِنْدَ

(5)

التَّأَمُّلِ وَالتَّحَقُّقِ شَيْءٌ.

وَقَوْلُنَا: عَايَنَهُ أَوْ حَقَّقَهُ؛ لِيَخْرُجَ مَا يَرْوِيهِ عَمَّنْ غَلَا أَوْ رَخَّصَ تَرْوِيجًا لِعَقِيدَتِهِ.

وَمَا أَحْسَنَ اشْتِرَاطَهُ الْعِلْمَ وَمَعْرِفَةَ مَدْلُولَاتِ الْأَلْفَاظِ، فَلَقَدْ وَقَعَ كَثِيرُونَ فِيمَا لَا يَقْتَضِي جَرْحًا لِجَهْلِهِمْ، بَلْ فِي كُتُبِ الْمُتَقَدِّمِينَ الْجَرْحُ لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ

(1)

في هامش ب.

(2)

في أ: و، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

في باقي النسخ: بأنه.

(4)

في ب: كجهلة.

(5)

في أ: عن، والتصويب من باقي النسخ.

ص: 241

الْمِصْرِيِّ

(1)

وَأَبِي حَاتِمٍ (الرَّازِيِّ)

(2)

وَغَيْرِهِمَا بِالْفَلْسَفَةِ؛ لِظَنِّهِمْ أَنَّ عِلْمَ الْكَلَامِ فَلْسَفَةٌ، بِحَيْثُ رُدَّ عَلَى الْمُجَرِّحِينَ بِعَدَمِ مَعْرِفَتِهِمَا

(3)

.

وَقَرِيبٌ مِنْهُ قَوْلُ الذَّهَبِيِّ فِي الْمِزِّيِّ: "إِنَّهُ يَعْرِفُ مَضَايِقَ الْمَعْقُولِ"

(4)

مَعَ كَوْنِ كُلٍّ مِنْهُمَا لَا يَدْرِي شَيْئًا مِنَ الْعَقْلِيَّاتِ.

ثُمَّ قَالَ: "إِنَّهُ لَا يَجُوزُ الِاعْتِمَادُ عَلَى شَيْخِهِ الذَّهَبِيِّ فِي ذَمِّ أَشْعَرِيٍّ وَلَا شُكْرِ حَنْبَلِيٍّ. بَلْ لَمَّا حَكَى عَنِ الْعَلَائِيِّ كَوْنَهُ بَعْدَ وَصْفِهِ لَهُ بِأَنَّهُ لَا يَشُكُّ فِي دِينِهِ وَوَرَعِهِ وَتَحَرِّيهِ فِيمَا يَقُولُهُ [فِي]

(5)

النَّاسِ، قَالَ: إِنَّهُ غَلَبَ عَلَيْهِ مَذْهَبُ الْإِثْبَاتِ وَمُنَافَرَةِ التَّأْوِيلِ وَالْغَفْلَةِ عَنِ التَّنْزِيهِ، حَتَّى أَثَّرَ ذَلِكَ فِي طَبْعِهِ انْحِرَافًا شَدِيدًا عَنْ أَهْلِ التَّنْزِيهِ، وَمَيْلًا قَوِيًّا إِلَى أَهْلِ الْإِثْبَاتِ، فَإِذَا تَرْجَمَ وَاحِدًا مِنْهُمْ يُطْنِبُ فِي وَصْفِهِ بِجَمِيعِ مَا قِيلَ فِيهِ مِنَ الْمَحَاسِنِ، وَيُبَالِغُ فِي وَصْفِهِ، وَيَتَغَافَلُ عَنْ غَلَطَاتِهِ، وَيَتَأَوَّلُ لَهُ مَا أَمْكَنَ، وَإِذَا ذَكَرَ أَحَدًا مِنَ الطَّرَفِ الْآخَرِ، كَإِمَامِ الْحَرَمَيْنِ وَالْغَزَالِيِّ وَنَحْوِهِمَا، لَا يُبَالِغُ فِي وَصْفِهِ،

(1)

قال ابن معين عنه: "كذاب يتفلسف". انظر: الذهبي، الميزان، 1/ 242. وهو ثقة حافظ.

(2)

كذا في جميع النسخ وفي الطبقات، وهو تحريف إما من التاج السبكي أو نُسّاخ كتابه، وتبعهم السخاوي على هذا الخطأ. فـ: محمد بن إدريس الرازي (ت 277 هـ) الإمام المشهور لم يُعرف عنه الدخول في الكلام والفلسفة. أما الصواب فهو: محمد بن حِبَّان؛ المعروف بـ: أبي حاتم البُسْتي (ت 354 هـ) حيث نُسب إلى الفلسفة والكلام. انظر: الذهبي، سير 16/ 92 - 104. ولمزيد من التفاصيل عن هذا التحريف وتصويبه انظر: عبد الفتاح أبو غدة، أربع رسائل في علوم الحديث، ص 74 - 75.

(3)

في أ: معرفتها، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

انظر: الذهبي، المعجم المختص، ص 299، ذيل تاريخ الإسلام، ص 486.

(5)

ساقط من أ، والطبقات، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 242

وَيُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ مَنْ طَعَنَ فِيهِ، وَيُعِيدُ ذَلِكَ

(1)

وَيُبْدِيهِ، وَيَعْتَقِدُهُ دِينًا وَهُوَ لَا يَشْعُرُ، وَيُعْرِضُ عَنْ مَحَاسِنِهِمْ الطَّافِحَةِ فَلَا يَسْتَوْعِبُهَا، وَإِذَا ظَفِرَ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ بِغَلْطَةٍ ذَكَرَهَا، وَكَذَلِكَ فِعْلُهُ فِي (أَهْلِ)

(2)

عَصْرِنَا إِذَا لَمْ يَقْدِرْ

(3)

[عَلَى أَحَدٍ]

(4)

مِنْهُمْ بِتَصْرِيحٍ يَقُولُ فِي تَرْجَمَتِهِ: "وَاللهُ يُصْلِحُهُ"

(5)

وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا سَبَبُهُ الْمُخَالَفَةُ فِي الْعَقَائِدِ".

فَقَالَ التَّاجُ: "إِنَّ الحَالَ فِي حَقِّهِ

(6)

أَزْيَدُ مِمَّا وَصَفَ -يَعْنِي الْعَلَائِيَّ- وَهُوَ شَيْخُنَا وَمُعَلِّمُنَا، غَيْرَ أَنَّ الْحَقَّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ. وَقَدْ وَصَلَ مِنَ التَّعَصُّبِ الْمُفْرِطِ إِلَى حَدٍّ يُسْخَرُ مِنْهُ، وَأَنَا أَخْشَى عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ غَالَبِ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ".

إِلَى أَنْ قَالَ: "وَالَّذِي أَدْرَكْنَا عَلَيْهِ الْمَشَايِخَ النَّهْيُ

(7)

عَنِ النَّظَرِ فِي كَلَامِهِ، وَعَدَمُ اعْتِبَارِ قَوْلِهِ، وَلَمْ يَكُنْ يَسْتَجْرِئُ أَنْ يُظْهِرَ كُتُبَهُ التَّارِيخِيَّةَ إِلَّا لِمَنْ يَغْلِبُ عَلَى ظَنِّهِ أَنَّهُ لَا يَنْقُلُ عَنْهُ مَا يُعَابُ عَلَيْهِ"

(8)

.

ثُمَّ شَاحَحَ الْعَلَائِيَّ

(9)

فِي وَصْفِهِ لَهُ بِالْوَرَعِ وَالتَّحَرِّي: "وَأَنَّهُ كَانَ أَيْضًا يَعْتَقِدُ ذَلِكَ، وَأَنَّهُ رُبَّمَا اعْتَقَدَهَا دِينًا، ثُمَّ تَوَقَّفَ فِيهِ حِينَ يَرَاهُ يَحْكِي مَا يَقْطَعُ بِأَنَّهُ يَعْرِفُ أَنَّهُ

(1)

في باقي النسخ: ذكره.

(2)

ساقط من ب.

(3)

في ق، ز: يقلد، وهو تحريف.

(4)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

في باقي النسخ: يعلم، وهو تحريف. وقال الذهبي هذه العبارة في موضعين. انظر: المعجم المختص بالمحدثين، ص 234، معجم الشيوخ، 1/ 401.

(6)

أي: في حق الذهبي، كما في: الطبقات.

(7)

في أ: انتهى، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ.

(8)

انظر: السبكي، طبقات، 2/ 13 - 14.

(9)

أي: نازع السبكيُّ العلائيَّ.

ص: 243

كَذِبٌ

(1)

وَأَنَّهُ لَا يَخْتَلِقُهُ، وَلَكِنَّهُ يُحِبُّ حِكَايَتَهُ، مَعَ قِلَّةِ مَعْرِفَتِهِ بِمَدْلُولَاتِ الْأَلْفَاظِ وَعَدَمِ مُمَارَسَتِهِ لِعُلُومِ الشَّرِيعَةِ"

(2)

.

* * *

(1)

في أ: كذاب، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

انظر: السبكي، طبقات، 2/ 14.

ص: 244

[الانْتِصَارُ لِلْذَهَبِيِّ]

(1)

إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ الَّذِي بَالَغَ فِيهِ، مَعَ أَنَّهُ عُمْدَتُهُ فِي جُلِّ التَّرَاجِمِ، وَكَوْنُهُ هُوَ قَدْ زَادَ فِي التَّعَصُّبِ عَلَى الْحَنَابِلَةِ -كَمَا أَسْلَفْتُهُ- مَقْرُونًا بِإِنْكَارِهِ، فَشَارَكَهُ فِيمَا زَعَمَهُ مِنَ التَّعَصُّبِ وَدَعْوَى الْغِيبَةِ، مَعَ أَنِّي لَا أُنَزِّهُ الذَّهَبِيَّ عَنْ بَعْضِ مَا نَسَبَهُ إِلَيْهِ. (وَقَدْ نَسَبَ ابْنَ الْجَوْزِيِّ -إِلَى أَنَّهُ- فِي كِتَابِهِ "الضُّعَفَاءُ"

(2)

يَذْكُرُ مَنْ طَعَنَ فِي الرَّاوِي وَلَا يَذْكُرُ مَنْ وَثَّقَهُ! قَالَهُ شَيْخُنَا فِي أَبَانَ بْنِ يَزِيدَ الْعَطَّارِ مِنْ "تَهْذِيبِهِ"

(3)

. وَعِنْدِي تَحْسِينًا لِلظَّنِّ بِهِ أَنَّهُ لَمْ يَقِفْ عَلَى التَّوْثِيقِ)

(4)

وَالْكَمَالُ لِلَّهِ.

وَيَكْفِينَا فِي جَلَالَتِهِ شُرْبُ شَيْخِنَا مَاءَ زَمْزَمَ لِنَيْلِ مَرْتَبَتِهِ -كَمَا سَبَقَ- وَهَلْ انْتَفَعَ النَّاسُ فِي هَذَا الْفَنِّ بَعْدَهُ وَإِلَى الْآنِ بِغَيْرِ تَصَانِيفِهِ! وَالسَّعِيدُ مَنْ عُدَّتْ غَلَطَاتُهُ!

(

(5)

وعلَى كُلِّ حَالٍ فَطَالَمَا نَالَ غَيْرُ الْمُوَفَّقِينَ مِنَ الذَّهَبِيِّ، قِيَامًا مَعَ حُظُوظِ أَنْفُسِهِمْ؛ إِمَّا لِكَوْنِهِ تَرْجَمَهُمْ بِمَا هُوَ دُونَ مَرْتَبَتِهِمْ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ، أَوْ لِغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُقَارِبُهُ.

وَمِنْ هُنَا لَمَّا ذَكَرَ الشَّمْسَ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ بَصْخَانَ الْمُقْرِئَ فِي "طَبَقَاتُ

(1)

في هامش ب. ولمزيد من التفاصيل عن نقد السبكي للذهبي والرد عليه انظر: بشار عواد، مقدمة تحقيق: سير أعلام النبلاء، 1/ 127 - 135.

(2)

الضعفاء والمتروكون، طبع بتحقيق: عبد الله القاضي، نشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1406 هـ.

(3)

انظر: 1/ 102.

(4)

هذه الفقرة ساقطة من ب.

(5)

هنا يبدأ السقط من ب.

ص: 245

الْقُرَّاءِ" وَوَقَفَ الْمُتَرْجَمُ عَلَى مَقَالِهِ، كَتَبَ بِخَطٍّ غَلِيظٍ

(1)

عَلَى الصَّفْحَةِ الَّتِي بِخَطِّ الذَّهَبِيِّ كَلَامًا أَقْذَعَ فِيهِ فِي حَقِّ الذَّهَبِيِّ، بِحَيْثُ صَارَ خَطُّ الذَّهَبِيِّ لَا يُقْرَأُ غَالِبُهُ، وَوَقَفَ الْمُصَنِّفُ عَلَى ذَلِكَ بِأَنْ تَرْجَمَهُ فِي "مُعْجَمِ شُيُوخِهِ" وَوَصَفَ مَا وَقَعَ مِنْهُ إِلَى أَنْ قَالَ:"فَمَحَا اسْمَهُ مِنْ دِيوَانِ الْقُرَّاءِ" انْتَهَى)

(2)

.

وَقَدْ رَأَيْتُ لَهُ عَقِيدَةً مَجِيدَةً، وَرِسَالَةً كَتَبَهَا لِابْنِ تَيْمِيَّةَ هِيَ لِدَفْعِ نِسْبَتِهِ لِمَزِيدِ تَعَصُّبِهِ مُفِيدَةً

(3)

، وَقَالَ مَرَّةً فِيهِ

(4)

مَعَ حَلْفِهِ بِأَنَّهُ: "مَا رَمَقَتْ عَيْنُهُ أَوْسَعَ مِنْهُ عِلْمًا، وَلَا أَقْوَى ذَكَاءً، مَعَ الزُّهْدِ فِي الْمَأْكَلِ وَالْمَلْبَسِ وَالنِّسَاءِ، وَمَعَ الْقِيَامِ فِي الْحَقِّ [وَالْجِهَادِ]

(5)

بِكُلِّ مُمْكِنٍ، وَأَنَّهُ تَعِبَ فِي وَزْنِهِ وَفَتْشِهِ سِنِينَ مُتَطَاوِلَةً، فَمَا وَجَدْ [تُ قَدْ]

(6)

أَخَّرَهُ بَيْنَ الْمِصْرِيِّينَ وَالشَّامِيِّينَ، وَمَقَتَتْهُ نُفُوسُهُمْ بِسَبَبِهِ، وَازْدَرَوْا بِهِ وَكَذَّبُوهُ، بَلْ كَفَّرُوهُ، إِلَّا الْكِبْرَ وَالْعُجْبَ وَالدَّعَاوَى، وَفَرْطَ الْغَرَامِ فِي رِيَاسَةِ الْمَشْيَخَةِ، وَالِازْدِرَاءَ بِالْكِبَارِ، وَمَحَبَّةَ الظُّهُورِ، بِحَيْثُ قَامَ عَلَيْهِ نَاسٌ لَيْسُوا بِأَوْرَعَ مِنْهُ وَلَا أَعْلَمَ وَلَا أَزْهَدَ، بَلْ يَتَجَاوَزُونَ عَنْ ذُنُوبِ أَصْحَابِهِمْ وَآثَامِ أَصْدِقَائِهِمْ، وَلَكِنْ مَا سَلَّطَهُمْ اللهُ عَلَيْهِ بِتَقْوَاهُمْ وَجَلَالَتِهِمْ، بَلْ بِذُنُوبِهِ، وَمَا دَفَعَ اللهُ عَنْهُ وَعَنْ أَتْبَاعِهِ أَكْثَرُ، وَمَا جَرَى عَلَيْهِمْ إِلَّا بَعْضُ مَا يَسْتَحِقُّونَ".

(1)

في أ: الغليظ، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

هنا ينتهي السقط من ب. وهذه الفقرة -موقف الذهبي مع ابن بَصْخَان- ذكرها السخاوي آنفًا.

(3)

الرسالة الذهبية لابن تيمية، وهي رسالة منحولة مكذوبة على الذهبي. انظر: صلاح الدين مقبول، دعوة شيخ الإسلام، 2/ 477 - 499؛ عبد الستار الشيخ، الحافظ الذهبي، ص 350 - 352.

(4)

انظر: الذهبي، زغل العلم، ص 38.

(5)

زيادة من: زغل العلم.

(6)

زيادة من: زغل العلم.

ص: 246

وَقَالَ عَنْ الْحَنَابِلَةِ

(1)

: "عِنْدَهُمْ عُلُومٌ نَافِعَةٌ، وَفِيهِمْ دِينٌ فِي الْجُمْلَةِ، وَلَهُمْ قِلَّةُ حَظٍّ فِي الدُّنْيَا، وَبَعْضُ الْعُلَمَاءِ

(2)

يَتَكَلَّمُونَ فِي عَقِيدَتِهِمْ، وَيَرْمُونَهُمْ بِالتَّجْسِيمِ، وَبِأَنَّهُ يَلْزَمُهُمْ، وَهُمْ بَرِيئُونَ مِنْ ذَلِكَ [إِلَّا النَّادِرَ]

(3)

وَاللهُ يَغْفِرُ لَهَمْ".

وَقَالَ فِي أُصُولِ الدِّينِ

(4)

: "إِنَّهُ مُنْطَبِقٌ عَلَى حِفْظِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَهُمَا أُصُولُ دِينِ الْإِسْلَامِ لَيْسَ إِلَّا، وَلَكِنَّ الْعُرْفَ فِي اسْمِهِ مُخْتَلِفٌ بِاخْتِلَافِ النِّحَلِ، فَالْأُصُولُ عِنْدَ

(5)

السَّلَفِ: الْإِيمَانُ بِاللهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَبِصِفَاتِهِ، وَبِالْقَدْرِ، وَ (بِأَنَّ الْقُرْآنَ)

(6)

الْمُنَزَّلَ كَلَامُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَالتَّرَضِّي عَنْ كُلِّ الصَّحَابَةِ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أُصُولِ السُّنَّةِ.

[وَأُصُولُ الدِّينِ]

(7)

عِنْدَ الْخَلَفِ هُوَ مَا صَنَّفُوا فِيهِ، وَبَنَوْهُ عَلَى الْعَقْلِ وَالْمَنْطِقِ مِمَّا

(8)

كَانَ السَّلَفُ يَحُطُّونَ عَلَى سَالِكِهِ وَيُبَدِّعُونَهُ، وَبَيْنَهُمْ اخْتِلَافٌ شَدِيدٌ فِي مَسَائِلَ [مُزْمِنَةٍ]

(9)

تَرْكُهَا مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْعَبْدِ، وَأَنَّهُ يُورِثُ أَمْرَاضًا فِي النُّفُوسِ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ يُجَرِّبْ؛ فَإِنَّ الْأُصُولِيَّةَ بَيْنَهُمْ السَّيْفُ، يُكَفِّرُ هَذَا هَذَا، وَيُضَلِّلُ (هَذَا

(1)

انظر: زغل العلم، ص 39.

(2)

في إحدى نسخ زغل العلم: الجهال.

(3)

زيادة من: زغل العلم.

(4)

انظر: زغل العلم، ص 41 - 43.

(5)

في زغل العلم: دين.

(6)

في باقي النسخ: بالقرآن.

(7)

زيادة من: زغل العلم.

(8)

في زغل العلم: فما.

(9)

زيادة من: زغل العلم.

ص: 247

هَذَا)

(1)

فَالْأصُولِيُّ الْوَاقِفُ مَعَ الظَّوَاهِرِ وَالْآثَارِ عِنْدَ خُصُومِهِ يَجْعَلُونَهُ مُجَسِّمًا

(2)

وَحَشْوِيًّا

(3)

وَمُبْتَدِعًا، وَالَّذِي طَرَدَ التَّأْوِيلَ عِنْدَ الْآخَرِينَ جَهْمِيًّا وَمُعْتَزَلِيًّا وَضَالًّا، وَالَّذِي أَثْبَتَ بَعْضَ الصِّفَاتِ وَنَفَى بَعْضَهَا وَتَأَوَّلَ فِي أَمَاكِنَ يَقُولُونَ: مُتَنَاقِضًا. وَالسَّلَامَةُ وَالْعَافِيَةُ أَوْلَى بِكَ.

فَإِنْ بَرَعْتَ فِي الْأُصُولِ وَتَوَابِعِهَا مِنَ الْمَنْطِقِ وَالْحِكْمَةِ الْفَلْسَفِيَّةِ وَآرَاءِ الْأَوَائِلِ وَمَجَازَاتِ الْعُقُولِ، وَاعْتَصَمْتَ مَعَ ذَلِكَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَأَصُولِ السَّلَفِ، وَلَفَّقْتَ بَيْنَ الْعَقْلِ وَالنَّقْلِ، فَمَا أَظُنُّكَ [فِي ذَلِكَ]

(4)

تَبْلُغُ رُتْبَةَ ابْنِ تَيْمِيَّةَ، وَلَا وَاللهِ تُقَارِبُهَا، وَقَدْ رَأَيْتَ

(5)

مَا آلَ أَمْرُهُ إِلَيْهِ مِنْ الحَطِّ عَلَيْهِ وَالهَجْرِ وَالتَّضْلِيلِ وَالتَّكْفِيرِ وَالتَّكْذِيبِ بِحَقٍّ وَبِبَاطِلٍ فَقَدْ كَانَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ [فَي]

(6)

هَذِهِ الصِّنَاعَةِ مُنَوَّرًا مُضِيئًا، عَلَى مُحَيَّاهُ سِيمَا السَّلَفِ، ثُمَّ صَارَ مُظْلِمًا مَكْسُوفًا

(7)

عَلَيْهِ قُتْمَةٌ عِنْدَ خَلَائِقَ مِنَ النَّاسِ، وَدَجَّالًا أَفَّاكًا كَافِرًا عِنْدَ أَعْدَائِهِ وَمُبْتَدِعًا، فَاضِلًا مُحَقِّقًا بَارِعًا عِنْدَ طَوَائِفَ

(1)

في أ: هذا وهذا، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

التجسيم: هو لفظ استعمله نفاة الصفات الذين قالوا بأن إثبات الصفات الذاتية مستلزمة للتجسيم والتحيز، وقد أطلقوا على أهل السنة والجماعة "المُجسِّمة"؛ لأنهم أثبتوا لله ما أثبته لنفسه. انظر: عامر فالح، معجم ألفاظ العقيدة، ص 80 - 81.

(3)

الحَشْوية: هو لفظ أطلقه المعطلة على أهل السُّنة والجماعة، ويعنون بذلك أنهم من حَشو الناس وسقطهم؛ لأنهم -بزعمهم- لم يتعمق أهل السنّة في التأويل، ولا ذهبوا مذاهبهم في الإنكار والتعطيل. انظر: محمد خليل هرّاس، شرح نونية ابن القيم، 1/ 364 - 365. وانظر: ابن تيمية، منهاج السنة، 2/ 520.

(4)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

في ب: مَرَّ.

(6)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(7)

في جميع النسخ: مكشوفًا، وهو تصحيف، والتصويب من: زغل العلم.

ص: 248

مِنْ عُقَلَاءِ الْفُضَلَاءِ، وَحَامِلَ رَايَةِ الْإِسْلَامِ وَحَامِي حَوْزَةِ الدِّينِ وَمُحْيِي السُّنَّةِ عِنْدَ عُمُومِ عَوَامِّ أَصْحَابِهِ".

* * *

ص: 249

[أَوَّلُ مَنْ أَرَّخَ التَّارِيخَ]

(1)

وَأَمَّا أَوَّلُ مَنْ أَرَّخَ التَّارِيخَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ:

فَرَوَى ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخُ دِمَشْقَ"

(2)

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "كَانَ التَّارِيخُ مِنْ مَقْدَمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ".

وَكَذَا قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: "إِنَّمَا أَرَّخُوا مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ شَهْرِ الْهِجْرَةِ".

وَرَوَى الْحَاكِمُ فِي "الْإِكْلِيلُ"

(3)

مِنْ طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ:"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ أَمَرَ بِالتَّارِيخِ، فَكُتِبَ فِي رَبِيعٍ الْأَوَلِ"

(4)

.

وَهَذَا مُعْضَلٌ، وَالْمَحْفُوظُ كَمَا قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: "إِنَّ الأَمْرَ بِهِ فِي زَمَنِ

(5)

عُمَرَ".

وَكَذَا صَحَّحَهُ الْجُمْهُورُ، بَلْ هُوَ الصَّحِيحُ الْمَشْهُورُ أَنَّهُ كَانَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ رضي الله عنه

(6)

وَأَنَّهُ ابْتَدَأَهُ بِالْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ وَبِالْمُحَرَّمِ مِنْهَا.

وَإِنْ كَانَ الْبُخَارِيُّ رَوَى عَنِ الْقَعْنَبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ

(1)

في هامش ب. ولقد أفاد السخاوي -في هذا المبحث- من ابن حجر. انظر: فتح الباري، 7/ 329 وما بعدها، العيني، عمدة القاري، 17/ 66 - 67.

(2)

انظر: 1/ 24.

(3)

قال الحاكم: "فقد ذكرت في كتاب الإكليل على الترتيب بعوث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه زيادة على المئة

". انظر: معرفة علوم الحديث، ص 239، حاجي، كشف 1/ 144.

(4)

انظر: ابن عساكر، تاريخ، 1/ 37.

(5)

وفي باقي النسخ: زمان، وفي تاريخ دمشق:"إن الآمر به عمر" انظر: 1/ 38.

(6)

ليست في باقي النسخ.

ص: 250

[أَبِيهِ]

(1)

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: "مَا عَدُّوا مِنْ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَا مِنْ وَفَاتِهِ، مَا عَدُّوا إِلَّا مِنْ مَقْدَمِهِ

(2)

الْمَدِينَةَ"

(3)

.

وَفِي رِوَايَةِ الْحَاكِمِ مِنْ طَرِيقِ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ:"أَخْطَأَ النَّاسُ الْعَدَدَ، لَمْ يَعُدُّوا مِنْ مَبْعَثِهِ وَلَا مِنْ قُدُومِهِ الْمَدِينَةَ، وَإِنَّمَا عَدُّوا مِنْ وَفَاتِهِ".

فَقَدْ قَالَ الْحَاكِمُ: "إِنَّهُ وَهَمٌ" ثُمَّ سَاقَهُ كَالْبُخَارِيِّ عَلَى الصَّوَابِ بِلَفْظِ: "وَلَا مِنْ وَفَاتِهِ، إِنَّمَا عَدُّوا مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ"

(4)

.

وَالْمُرَادُ بِقَوْلهِ: "أَخْطَأَ النَّاسُ الْعَدَدَ" أَيْ: أَغْفَلُوهُ وَتَرَكُوهُ ثُمَّ اسْتَدْرَكُوهُ. وَلَمْ يُرِدْ أَنَّ الصَّوَابَ خِلَافَ مَا عَمِلُوا، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَهُ، وَأَنَّهُ كَانَ يَرَى أَنَّ الْبَدَاءَةَ بِالْمَبْعَثِ أَوْ الْوَفَاةِ أَوْلَى، وَلَهُ اتِّجَاهٌ، لَكِنَّ الرَّاجِحَ خِلَافُهُ، وَالصَّحِيحُ أَنَّ التَّارِيخَ إِنَّمَا وَقَعَ مِنْ أَوَّلِ السَّنَةِ.

وَقَدْ أَبْدَى بَعْضُهُمْ لِلْبَدَاءَةِ

(5)

بِالْهِجْرَةِ مُنَاسَبَةً فَقَالَ: كَانَتِ الْقَضَايَا الَّتِي اتَّفَقَتْ لَهُ وَيُمْكِنُ أَنْ يُؤَرَّخَ بِهَا أَرْبَعٌ

(6)

: مَوْلِدُهُ، وَمَبْعَثُهُ، وَهِجْرَتُهُ، وَوَفَاتُهُ، فَرَجَحَ عِنْدَهُمْ

(1)

في جميع النسخ كذا: عبد العزيز بن أبي حازم، عن سلمة بن دينار، عن أبيه، عن سهل بن سعد الساعدي. وهو تحريف في السند، والتصويب من: صحيح البخاري

(2)

في ب: مقدم.

(3)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(3934).

(4)

أخرجه الحاكم في "المستدرك"(4285) وانظر: ابن حجر، فتح الباري، 8/ 228 - 229.

(5)

في أ: البداءة، والمثبت من باقي النسخ.

(6)

في الفتح: أربعة.

ص: 251

جَعْلُهَا مِنَ الْهِجْرَةِ لِأَنَّ الْمَوْلِدَ وَالْمَبْعَثَ لَا يَخْلُو وَاحِدٌ مِنْهُمَا مِنَ النِّزَاعِ فِي تَعْيِينِ سَنَتِهِ، وَأَمَّا وَقْتُ الْوَفَاةِ فَأَعْرَضُوا عَنْهُ لِمَا يُوقِعُ تَذَكُّرُهُ

(1)

مِنَ الْأَسَفِ عَلَيْهِ، فَانْحَصَرَ فِي الْهِجْرَةِ. وَإِنَّمَا أَخَّرُوهُ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ إِلَى الْمُحَرَّمِ لِأَنَّ ابْتِدَاءَ الْعَزْمِ عَلَى الْهِجْرَةِ كَانَ فِي الْمُحَرَّمِ؛ إِذِ الْبَيْعَةُ وَقَعَتْ فِي أَثْنَاءِ ذِي الْحِجَّةِ، وَهِيَ مُقَدِّمَةُ [الْهِجْرَةِ]

(2)

فَكَانَ أَوَّلَ هِلَالٍ اسْتَهَلَّ بَعْدَ الْبَيْعَةِ وَالْعَزْمِ عَلَى الْهِجْرَةِ هِلَالُ الْمُحَرَّمِ، فَنَاسَبَ أَنْ يُجْعَلَ مُبْتَدَأً.

قَالَ شَيْخُنَا: "وَهَذَا أَقْوَى مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ مُنَاسَبَةِ الِابْتِدَاءِ بِالْمُحَرَّمِ"

(3)

.

وَذَكَرُوا

(4)

فِي سَبَبِ عَمَلِ (عُمَرَ)

(5)

التَّارِيخَ أَشْيَاءَ:

مِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ الفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ فِي "تَارِيخِهِ"

(6)

وَمِنْ طَرِيقِهِ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ: "أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه: إِنَّهُ يَأْتِينَا مِنْكَ كُتُبٌ لَيْسَ لَهَا تَارِيخٌ. فَجَمَعَ عُمَرُ النَّاسَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَرِّخْ بِالْمَبْعَثِ. وَبَعْضُهُمْ: أَرِّخْ بِالْهِجْرَةِ. فَقَالَ عُمَرُ: الْهِجْرَةُ فَرَّقَتْ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ؛ فَأَرِّخُوا بِهَا. وَذَلِكَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، فَلَمَّا اتَّفَقُوا قَالَ بَعْضُهُمْ: ابْدَؤُوا بِرَمَضَانَ. فَقَالَ عُمَرُ:

(1)

وفي الفتح: بذكره.

(2)

ليست في أ، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

انظر: ابن حجر، فتح الباري، 7/ 330.

(4)

أيضًا أفاد السخاوي في هذا المبحث من: ابن حجر، فتح، 7/ 330 وما بعدها.

(5)

ليست في باقي النسخ.

(6)

قال سزكين: "اقتبس منه ابن حجر في الإصابة 2/ 830، وبعض هذه الاقتباسات موجود كذلك في طبقات ابن سعد، والتاريخ الكبير للبخاري وغيرهما". انظر: سزكين، تاريخ التراث العربي، 1/ القسم الأول، ص 189.

ص: 252

(بَلْ)

(1)

بِالْمُحَرَّمِ؛ فَإِنَّهُ مُنْصَرَفُ النَّاسِ مِنْ حَجِّهِمْ. فَاتَّفَقُوا عَلَيْهِ"

(2)

.

وَقِيلَ: أَوَّلُ مَنْ أَرَّخَ التَّارِيخَ يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ

(3)

حَيْثُ كَانَ بِالْيَمَنِ.

وَذَلِكَ: "أَنهُ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ كِتَابًا مِنَ الْيَمَنِ مُؤَرَّخًا، فَاسْتَحْسَنَهُ عُمَرُ، فَشَرَعَ فِي التَّارِيخِ". أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ؛ لَكِنْ فِيهِ انْقِطَاعٌ بَيْنَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَيَعْلَى

(4)

.

وَكَذَا قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ

(5)

: "أَوَّلُ مَنْ أَرَّخَ يَعْلَى"

(6)

.

وَرَوَى أَحْمَدُ، وَأَبُو عَرُوبَةَ فِي "الْأَوَائِلُ"، وَالْبُخَارِيُّ فِي "الأَدَبُ"، وَالْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ:"رُفِعَ لِعُمَرَ صَكٌّ مَحَلُّهُ شَعْبَانُ، فَقَالَ: أَيُّ شَعْبَانَ؟ الْمَاضِي، أَوِ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ، أَوِ الْآتِي؟ ضَعُوا لِلنَّاسِ شَيْئًا يَعْرِفُونَهُ"

(7)

فَذَكَرَ نَحْوَ الأَوَّلِ.

(وَكَذَا حَكَاهُ أَبُو اليَقْظَانِ

(8)

عَنْ عُمَرَ)

(9)

.

وَرَوَى الْحَاكِمُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: "جَمَعَ عُمَرُ النَّاسَ -يَعْنِي مِنَ

(1)

ساقط من ب، ز.

(2)

انظر: ابن عساكر، تاريخ، 1/ 42.

(3)

صحابي أسلم يوم الفتح، بقي إلى قريب (60 هـ). انظر: الذهبي، سير، 3/ 100.

(4)

كذا قال ابن حجر في الفتح. ولم أجده في المسند! لكن انظر إسناده عند: السيوطي، الشماريخ، ص 22.

(5)

هو: الكوفي المؤرخ، ضَعّفه جماعة (ت 207 هـ). انظر: الذهبي، سير، 10/ 103.

(6)

ورد من قول عمرو بن دينار. انظر: الحاكم، المستدرك (5790)، السخاوي، فتح المغيث، 4/ 364.

(7)

أخرجه أبو عروبة في "الأوائل"(127)، وابن عساكر في "تاريخه" 1/ 41 عن ميمون به مُطوَّلًا.

(8)

هو: النَّسَّابة المشهور (ت 190 هـ). انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 151.

(9)

انظر: العيني، عمدة القاري، 17/ 66.

ص: 253

الْمُهَاجِرِينَ وَغَيْرِهِمْ

(1)

-فَسَأَلَهُمْ عَنْ أَوَّلِ يَوْمٍ يَكْتُبُ التَّارِيخَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: مِنْ يَوْمَ هَاجَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (يَعْنِي إِلَى الْمَدِينَةِ)

(2)

-وَتَرَكَ أَرْضَ الشِّرْكِ. فَفَعَلَهُ عُمَرُ"

(3)

.

وَرَوَى ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: "قَدِمَ رَجُلٌ مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ: رَأَيْتُ بِالْيَمَنِ شَيْئًا يُسَمُّونَهُ التَّارِيخَ، يَكْتُبُونَهُ مِنْ عَامِ كَذَا وَبِشَهْرِ كَذَا. فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا حَسَنٌ، فَأَرِّخُوا. فَلَمَّا أُجْمِعَ عَلَى ذَلِكَ قَالَ قَوْمٌ: أَرِّخُوا لِلْمَوْلِدِ. وَقَالَ قَائِلٌ: لِلْمَبْعَثِ. وَقَالَ قَائِلٌ: مِنْ حِينِ خَرَجَ مُهَاجِرًا. وَقَالَ قَائِلٌ: مِنْ حِينِ تُوُفِّيَ. فَقَالَ عُمَرُ: أَرِّخُوا مِنْ خُرُوجِهِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ. ثُمَّ قَالَ: بِأَيِّ شَهْرٍ نَبْدَأُ؟ فَقَالَ قَوْمٌ: بِرَجَبٍ. وَقَالَ قَائِلٌ: بِرَمَضَانَ. فَقَالَ عُثْمَانُ: أَرِّخُوا مِنَ الْمُحَرَّمِ؛ فَإِنَّهُ شَهْرٌ حَرَامٌ، وَهُوَ أَوَّلُ السَّنَّةِ، وَمُنْصَرَفُ النَّاسِ مِنَ الْحَجِّ. قَالَ: وَكَانَ ذَلِكَ فِي سنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ

(4)

في رَبِيعٍ الأَوَّلِ"

(5)

.

فَاسْتَفَدْنَا مِنْ مَجْمُوعِ هَذِهِ الأثَارِ أَنَّ الَّذِي أَشَارَ بِالْمُحَرَّمِ عُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ رضي الله عنهم.

وَكَذَا رُوِّينَا عَنْ (عَمْرِو)

(6)

بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: "كَانَ التَّارِيخُ فِي السَّنَةِ الَّتِي قَدِمَ فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَفِيهَا وُلِدُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ

(1)

أي: الأنصار.

(2)

ليست في المستدرك.

(3)

أخرجه الحاكم في "المستدرك"(4287)، وابن عساكر في "تاريخه" 1/ 43 عن سعيد به. قال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وقال الذهبي في التلخيص: "صحيح".

(4)

وقيل: 16 هـ. انظر: ابن حجر، فتح الباري، 8/ 229، العيني، عمدة القاري، 17/ 66.

(5)

أخرجه ابن أبي خيثمة كما هو عند: السيوطي، الشماريخ، ص 23، بإسناده فذكره. وانظر: ابن عساكر، تاريخ، 1/ 44 - 45.

(6)

في أ: عمر، والتصويب من باقي النسخ، ومن: المستدرك.

ص: 254

-رضي الله عنهما"

(1)

.

وَكانَتِ الْعَرَبُ قَبْلَ ذَلِكَ تُؤَرِّخُ بِعَامِ الْفِيلِ، وَهُوَ الْعَامُ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

"فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ لِعُمَرَ: أَرِّخْ بِوَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ عَلِيٌّ: بَلْ أَرِّخْ بِهِجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهَا فَرَّقَتْ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَأَظْهَرَتِ الْإِسْلَامَ. فَاجْتَمَعَ رَأْيُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الِابْتِدَاءِ بِسَنَةِ الْهِجْرَةِ؛ إِذْ هِيَ السَّنَةُ الَّتِي عَزَّ فِيهَا الْإسْلَامُ وَأَهْلُهُ، ثُمَّ اخْتَلَفُوا فِي الشَّهْرِ؛ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَرِّخْ بِرَجَبٍ؛ فَإِنَّهُ أَوَّلُ الْأَشْهُرِ الْحُرُمٍ. فَقَالَ عَلِيٌّ: بِالْمُحَرَّمِ؛ فَإِنَّهُ أَوَّلُ السَّنَةِ، وَ [هُوَ]

(2)

مِنَ الأَشْهُرِ الْحُرُمِ. فَأَمَرَ عُمَرُ بِذلِكَ، فَانْتَشَرَ فِي سَائِرِ بِلَادِ الْإِسْلَامِ"

(3)

.

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

(4)

: "قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَلَيْسَ لَهُمْ تَارِيخٌ، فكَانُوا يُؤَرِّخُونَ بِالشَّهْرِ وَالشَّهْرَيْنِ مِنْ مَقْدَمِهِ، فَأَقَامُوا عَلَى ذَلِكَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَانْقَطَعَ التَّارِيخُ، وَمَضَتْ أَيَّامُ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى هَذَا وَأَرْبَعُ سِنِينَ مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ ثُمَّ وُضِعَ التَّارِيخُ".

وَقِيلَ: إِنَّ عُمَرَ رضي الله عنه لَمَّا

(5)

جَمَعَ وُجُوهَ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم قَالَ: "إِنَّ

(1)

أخرجه الحاكم في "المستدرك"(4286)، وابن عساكر في "تاريخه" 1/ 38 - 39 عن عمرو بن دينار به. قال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه". وقال الذهبي في التلخيص: "على شرط مسلم".

(2)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

انظر: العيني، عمدة القاري، 17/ 66 مع بعض الاختلاف.

(4)

انظر: العيني، نفسه.

(5)

في أ: كما، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 255

الْأَمْوَالَ (قَدْ)

(1)

كَثُرَتْ، وَمَا قَسَّمْنَاهُ غَيْرُ مُؤَقَّتٍ، فَكَيْفَ التَّوَصُّلُ إِلَى مَا يَضْبِطُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ الْهُرْمُزَانُ، وَهُوَ مَلِكُ الْأَهْوَازِ، وَكَانَ قَدْ أُسِرَ عِنْدَ فُتُوحِ فَارِسَ وَحُمِلَ إِلَى عُمَرَ فَأَسْلَمَ: إِنَّ لِلْعَجَمِ حِسَابًا يُسَمُّونَهُ (مَاهْ رُوزْ) وَيُسْنِدُونَهُ إِلَى مَنْ غَلَبَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْأَكَاسِرَةِ. فَعَرَّبُوا لَفْظَةَ (مَاهْ رُوزْ) بِمُؤَرِّخٍ وَجَعَلُوا مَصْدَرَهُ التَّارِيخَ، وَاسْتَعْمَلُوهُ فِي وُجُوهِ التَّصْرِيفِ، ثُمَّ شَرَحَ لَهُمُ الْهُرْمُزَانُ كَيْفِيَّةَ اسْتِعْمَالِ ذَلِكَ، فَقَالَ عُمَرُ: ضَعُوا لِلنَّاسِ تَارِيخًا يَتَعَامَلُونَ عَلَيْهِ، وَتَصِيرُ أَوْقَاتُهُمْ مَضْبُوطَةً فِيمَا يَتَعَاطَوْنَهُ مِنْ مُعَامَلَاتِهِمْ. فَقَالَ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ مِنْ مُسْلِمِي الْيَهُودِ: لَنَا حِسَابٌ مِثْلُهُ نُسْنِدُهُ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِ. فَمَا ارْتَضَاهُ الْآخَرُونَ لِمَا فِيهِ مِنَ الطُّولِ، وَقَالَ قَوْمٌ: نَكْتُبُ عَلَى تَارِيخِ الْفُرْسِ. فَقِيلَ: إِنْ تَارِيخَهُمْ غَيْرُ مُسْتَنِدٍ

(2)

إِلَى مَبْدَأٍ مُعَيَّنٍ، بَلْ كُلَّمَا قَامَ فِيهِمْ مَلِكٌ ابْتَدَؤُوا مِنْ لَدُنْ قِيَامِهِ وَطَرَحُوا مَا قَبْلُهُ، ثُمَّ اتَّفَقُوا عَلَى أَنْ يَجْعَلُوا تَارِيخَ دَوْلَةِ الْإِسْلَامِ مِنْ لَدُنْ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ؛ لِأَنَّ وَقْتَ الْهِجْرَةِ لَمْ يَخْتَلِفْ فِيهِ أَحَدٌ، بِخِلَافِ وَقْتِ مَبْعَثِهِ فَإِنَّهُ مُخْتَلَفٌ فِيهِ، وَكَذَا وَقْتُ وِلَادَتِهِ لَيْلَةً وَسَنَةً، وَأَمَّا وَقْتُ وَفَاتِهِ فَهُوَ وَإِنْ كَانَ مُعَيَّنًا فَلَا يَحْسُنُ عَقْلًا أَنْ يُجْعَلَ الْأَصْلَ لِمَبْدَأِ التَّارِيخِ، وَأَيْضًا فَوَقْتُ الْهِجْرَةِ وَقْتُ اسْتِقَامَةِ مِلَّةِ الْإِسْلَامِ، وَتَرَادُفِ الْوُفُودِ، وَاسْتِيلَاءِ الْمُسْلِمِينَ، فَهُوَ مِمَّا يُتَبَرَّكُ بِهِ، وَيَعْظُمُ وَقْعُهُ فِي النُّفُوسِ.

* * *

(1)

ساقط من ق، ز.

(2)

في أ: مسند، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 256

[تَارِيخُ الهِجْرَةِ]

(1)

وَكَانَتِ الْهِجْرَةُ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَأَوَّلُ السَّنَةِ -أَعْنِي الْمُحَرَّمَ- هُوَ يَوْمُ الْخَمِيسِ بِحَسَبِ أَمْرِهِ الْأَوْسَطِ

(2)

. وَلَمَّا كَانَ مُشْتَهِرًا عِنْدَ الْقَوْمِ اعْتَبَرُوهُ، وَأَمَّا بِحَسَبِ الرُّؤْيَةِ وَحِسَابِ الِاجْتِمَاعَاتِ فَهُوَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ.

وَقَالَ صَاحِبُ "نِهَايَةُ الإِدْرَاكِ"

(3)

: "إِنَّ الْعَمَلَ عَلَيْهِ".

وَأُرِّخَ مِنْهَا فِي مُسْتَأْنَفِ الزَّمَانِ.

وَكَانَ اتِّفَاقُهُمْ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَهِيَ السَّنَةُ الرَّابِعَةُ مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ، وَإِلَى هَذِهِ السَّنَةِ

(4)

كَانُوا يُسَمُّونَ

(5)

كُلَّ سَنَةٍ بِاسْمِ الْحَادِثَةِ الَّتِي وَقَعَتْ فِيهَا، وَيُؤَرِّخُونَ بِهَا.

(1)

في هامش ب.

(2)

قال ابن حجر: "وقال الحاكم: تواترت الأخبار أن خروجه يوم الاثنين، ودخوله المدينة كان يوم الاثنين، إلا أن محمد بن موسى الخوارزمي قال: إنه خرج من مكة يوم الخميس. قلت: يجمع بينهما بأن خروجه من مكة كان يوم الخميس، وخروجه من الغار كان ليلة الاثنين؛ لأنه أقام فيه ثلاث ليال، فهي ليلة الجمعة وليلة السبت وليلة الأحد، وخرج في أثناء ليلة الاثنين" انظر: فتح الباري، 8/ 201 (3905).

(3)

نهاية الإدراك في دراية الأفلاك. توجد نسخة أصلية في مكتبة جابر الأحمد المركزية بجامعة الكويت (رقم: 863). انظر: فهرس المخطوطات الأصلية، 3/ 1455. ومؤلفه هو: محمود ابن مسعود الشيرازي، فلكي (ت 710 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر الكامنة، 4/ 339. والنص لم أجده في: نهاية الإدراك.

(4)

في باقي النسخ: النسبة.

(5)

في أ: يسمونه، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 257

فَسُمَّيْتِ السَّنَةُ الْأُولَى مِنْ سِنِيِّ مَقَامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ: "الْإِذْنُ بِالرَّحِيلِ" أَيْ مِنْ مَكَّةَ إِلَى المَدِينَةِ، وَالثَّانِيَةُ: " (سَنَةُ)

(1)

الأَمْرِ

(2)

بِالقِتَالِ" وَالثَّالِثَةُ: "سَنَةُ التَّمْحِيصِ" وَعَلَى هَذَا ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَرَكُوا تَسْمِيَةَ السِّنِينَ بِالْحَوَادِثِ.

وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ

(3)

: "الْمُحَرَّمُ شَهْرُ الله، وَهُوَ رَأْسُ السَّنَةِ، فِيهِ يُؤَرَّخُ التَّارِيخُ، وَفِيهِ يُكْسَى الْبَيْتُ، وَيُضْرَبُ الْوَرِقُ، وَفِيهِ يَوْمٌ تَابَ فِيهِ قَوْمٌ فَتِيبَ عَلَيْهِمْ".

وَفِي كَوْنِ (أَوَّلِ)

(4)

السَّنَةِ [مِنْ]

(5)

الْمُحَرَّمِ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ أَوْرَدَهُ الدَّيْلَمِيُّ فِي "الْفِرْدَوْسُ"

(6)

وَتَبِعَهُ وَلَدُهُ، بِلَا سَنَدٍ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه.

* * *

(1)

ساقط من ب.

(2)

في أ: الإمرة، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

تابعي (ت 74 هـ). انظر: الذهبي، سير، 4/ 156. والنص مذكور عند: ابن كثير، بداية، 4/ 512.

(4)

ساقط من ب.

(5)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(6)

انظر: (78).

ص: 258

[التَّارِيخُ الجَاهِلِيُّ]

(1)

]

هَذَا الْكَلَامُ فِي التَّارِيخِ الإِسْلَامِيِّ.

وَأَمَّا الْجَاهِلِيُّ فَرَوَى ابْنُ الْجَوْزِيِّ مِنْ طَرِيقِ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ

(2)

قَالَ:

"لَمَّا كَثُرَ بَنُو آدَمَ عليه السلام فِي الْأَرْضِ وَانْتَشَرُوا، أَرَّخُوا مِنْ هُبُوطِ آدَمَ، فَكَانَ التَّارِيخُ إِلَى الطُّوفَانِ، ثُمَّ إِلَى نَارِ الْخَلِيلِ عليه الصلاة والسلام ثُمَّ إِلَى زَمَانِ يُوسُفَ عليه السلام ثُمَّ إِلَى خُرُوجِ مُوسَى عليه السلام مِنْ مِصْرَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ، ثُمَّ إِلَى زَمَانِ دَاوُدَ عليه السلام ثُمَّ إِلَى زَمَانِ سُلَيْمَانَ عليه السلام ثُمَّ إِلَى زَمَانِ عِيسَى عليه السلام".

وَقَدْ رَوَاهُ محَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

وَفِيهِ أَقْوَالٌ أُخَرُ، مِنْهَا أَنَّهُ: "كَانَ مِنْ آدَمَ إِلَى الطُّوفَانِ، ثُمَّ إِلَى [زَمَانِ]

(3)

نَارِ الْخَلِيلِ عليه السلام ثُمَّ أَرَّخَ بَنُو إِسْمَاعِيلَ مِنْ بِنَاءِ الْبَيْتِ، ثُمَّ إِلَى مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ، ثُمَّ إِلَى كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، ثُمَّ مِنْ كَعْبٍ إِلَى عَامِ الْفِيلِ"

(4)

. قَالَهُ الوَاقِدِيُّ.

وَعَنْ بَعْضِهِمْ: "كَانَ بَنُو إِبْرَاهِيمَ عليه السلام يُؤَرِّخُونَ مِنْ نَارِ إِبْرَاهِيمَ إِلَى بُنْيَانِ الْبَيْتِ حِينَ بَنَاهُ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ عليهما السلام ثُمَّ أَرَّخَ بَنُو إِسْمَاعِيلَ مَنْ بُنْيَانِ الَبيْتِ حَتَّى

(5)

تَفَرَّقُوا، فَكَانَ كُلَّمَا خَرَجَ قَوْمٌ مِنْ تِهَامَةَ أَرَّخُوا بِمَخْرَجِهِمْ، وَمَنْ

(1)

في هامش ب.

(2)

انظر: المنتظم، 4/ 226، العيني، عمدة القاري، 17/ 66، السيوطي، الشماريخ، ص 14 - 15.

(3)

ساقط من أ، ب، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

انظر: ابن عساكر، تاريخ، 1/ 35.

(5)

في أ: حين، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 259

بَقِيَ بِتِهَامَةَ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ يُؤَرِّخُونَ مِنْ خُرُوجِ سَعْدٍ وَنَهْدٍ

(1)

وَجُهَيْنَةَ بَنِي زَيْدٍ مِنْ تِهَامَةَ، حَتَّى مَاتَ كَعْبُ بْنُ لُؤَيٍّ فَأَرَّخُوا مِنْ مَوْتِهِ إِلَى الْفِيلِ، ثُمَّ كَانَ التَّارِيخُ مِنَ الْفِيلِ حَتَّى أَرَّخَ عُمَرُ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، أَوْ سَبْعَ عَشْرَةَ، أَوْ ثَمَانِ عَشْرَةَ"

(2)

.

وَمِنْهَا أَنَّ حِمْيَرَ كَانَتْ تُؤَرِّخُ بِالتَّبَابِعَةِ، وَغَسَّانًا بِالسَّدِّ

(3)

، وَأَهْلَ صَنْعَاءَ بِظُهُورِ الْحَبَشَةِ عَلَى الْيَمَنِ، ثُمَّ بِغَلَبَةِ الْفُرْسِ، ثُمَّ أَرَّخَتِ الْعَرَبُ بِالْأَيَّامِ الْمَشْهُورَةِ، كَحَرْبِ الْبَسُوسِ، وَدَاحِسٍ وَالْغَبْرَاءِ، وَبِيَوْمِ ذِي قَارٍ، وَالْفِجَارِ وَنَحْوِهِ. وَبَيْنَ حَرْبِ الْبَسُوسِ وَمَبْعَثِ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم سِتُّونَ سَنَةً" حَكَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ الكَلْبِيِّ.

* * *

(1)

في ق، ز: فهد، وهو تحريف.

(2)

انظر: ابن عساكر، تاريخ، 1/ 35؛ ابن الأثير، الكامل، 1/ 13.

(3)

في جميع النسخ: بالسند، وهو تحريف، والتصويب من: ز، ومن: العيني، عمدة القاري، 17/ 66.

ص: 260

[تَارِيخُ الفُرْسِ]

(1)

وَمِنْهَا: "أَنَّ الْفُرْسَ أَرَّخَتْ بِأَرْبَعِ طَبَقَاتٍ مِنْ مُلُوكِهَا:

فَالْأَوَّلُ: بِـ "كِيُومِرْتَ" وَقِيلَ "طِيُومِرْتَ"

(2)

بِالطَّاءِ بَدَلَ الْكَافِ، وُيقَالُ "كِلْ شَاهْ" وَمَعْنَاهُ: مَلِكُ الطِّينِ

(3)

. وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ آدَمُ

(4)

.

وَالثَّانِي بيَزْدَجِرْدَ

(5)

.

وَالثَّالِثُ بِأَرْدَشِيرَ بْنِ بَابَكَ

(6)

.

وَالرَّابِعُ بِأَنُوشِرْوَانَ الْعَادِلِ"

(7)

حَكَاهُ هِشَامُ بْنُ الكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ.

* * *

(1)

في هامش ب. وهذا المبحث عند: العماد الأصبهاني، الفتح القسي، ص 44 - 45. وقال ابن حزم: "وأما الفرس فلا يصح شيء من أخبارهم إلا ما كان من عهد دارا بن دارا

وأصح أخبارهم ما كان من عهد أردشير بن بابك". انظر: مراتب العلوم، ص 79. وانظر كذلك: التهانوي، كشاف اصطلاحات الفنون، 1/ 367.

(2)

في ب: طيومرث. انظر: ابن الأثير، الكامل، 1/ 57. وهو اسم الإنسان الأول من أولاد آدم. أول ملوك البيشداديين. انظر: محمد التونجي، المعجم الذهبي، ص 519.

(3)

انظر: التونجي، المعجم الذهبي، ص 508.

(4)

انظر: المصدر نفسه.

(5)

مُعرّب من يزدكَرد، وهو اسم أبي (بهرام الحمار) ويسمى: يزدجرد الأثيم، كان ظالمًا جدًّا، وهو لقب لعدد من ملوك الأسرة الساسانية. انظر: التونجي، المعجم الذهبي، ص 619. وانظر أيضًا: الطبري، تاريخ، 2/ 234؛ ابن عساكر، تاريخ 1/ 35 - 36.

(6)

انظر: الطبري، تاريخ، 2/ 37 - 43.

(7)

انظر: الطبري، تاريخ، 2/ 98.

ص: 261

[تَارِيخُ الرُّومِ وَالقِبْطِ وَالنَّصَارَى]

(1)

قَالَ: "وَأَمَّا الرُّومُ فَأَرَّخَتْ بِقَتْلِ (دَارَا بْنِ)

(2)

دَارَا إِلَى ظُهُورِ الفُرْسِ عَلَيْهِمْ. وَأَمَّا الْقِبْطُ فَأَرَّخَتْ بِبُخْتْنَصَّرَ

(3)

إِلَى قِلَابَطْرَة

(4)

صَاحِبَةِ مِصْرَ. وَأَمَّا الْيَهُودُ فَأَرَّخَتْ بِخَرَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ

(5)

. وَأَمَّا النَّصَارَى فَبِرَفْعِ عِيسَى الْمَسِيحِ عليه السلام"

(6)

.

وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ

(7)

: "التَّوَارِيخُ أَكْثَرُهَا مَدْخُولٌ وَالْفَسَادُ يَعْتَرِيهَا؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ يَأْتِي عَلَى سِنِيِّ أُمَّةٍ مِنَ الْأُمَمِ زَمَانٌ مِنَ الْأَزْمِنَةِ، وَتَطُولُ أَيَّامُهُ، فَإِذَا نَقَلُوهُ مِنْ كِتَابٍ إِلَى كِتَابٍ، أَوْ مِنْ لِسَانٍ إِلَى لِسَانٍ يَقَعُ فِيهِ الْغَلَطُ، إِمَّا بِالزِّيَادَةِ فِيهِ أَوِ النُّقْصَانِ مِنْهُ؛ كَالْغَلَطِ الَّذِي وَقَعَ بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ وَالْأَنْبِيَاءِ فِي السِّنِينَ، فَإِنَّ الْيَهُودَ اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ اخْتِلَافًا مُتَفَاوِتًا

(8)

. وَكَذَا مَا وَقَعَ فِي تَوَارِيخِ الْفُرْسِ -مَعَ اتِّصَالِ مُلْكِهِمْ إِلَى أَنْ زَالَ- فِي تَخْلِيطٍ كَثِيرٍ".

ثُمَّ إِنَّ الدَّلِيلَ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَكَرَهُ أَبُو مَعْشَرٍ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "لا تُجَاوِزُوا

(1)

في هامش ب. وهذا المبحث عند: العماد الأصبهاني، الفتح القسي، ص 45، العيني، عمدة القاري، 17/ 66. وانظر: التهانوي، كشاف اصطلاحات الفنون، 1/ 366، 369. وقال ابن حزم:"وأخبار الروم إنما تصح من عهد الإسكندر لا ما قبل ذلك". انظر: مراتب العلوم، ص 79.

(2)

في أ: دارين، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: التونجي، المعجم الذهبي، ص 252.

(3)

انظر: الطبري، تاريخ، 1/ 558.

(4)

هي: كليوبترا المعروفة. انظر: ابن الأثير، الكامل، 1/ 294.

(5)

انظر: ابن كثير، بداية، 2/ 361 - 374. وقال ابن حزم:"وأما تاريخ بني إسرائيل فأكثره صحيح وفي بعضه دَخَلٌ". انظر: مراتب العلوم، ص 79.

(6)

انظر: ابن كثير، بداية، 2/ 507 - 518.

(7)

انظر: حمزة الأصبهاني، تاريخ سني ملوك الأرض، ص 10.

(8)

في أ: متوافرًا، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 262

عَدْنَانَ، كَذَبَ النَّسَّابُونَ"

(1)

.

قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ

(2)

: "وقَدْ كَانَتْ كُلُّ طَائِفَةٍ مِنَ الْعَرَبِ تُؤَرِّخُ بِالْحَادِثِ الْمَشْهُورِ فِيهَا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ تَارِيخٌ يَجْمَعُهُمْ، وَيُشِيرُ إِلَى هَذَا قَوْلُ بَعْضِهِمْ

(3)

:

هَا أَنَا (ذا آمَلُ) الخُلُودَ وَقَدْ

أَدْرَكَ عَقْلِي وَمَوْلِدِي حُجُرَا

وَقَوْلُ الجَعْدِيِّ

(4)

:

وَمَنْ يَكُ سَائِلًا عَنّي فَإنّي

مِنَ الشُّبَّانِ إلّامَ الخُنَانِ

(5)

وَقَالَ آخَرُ

(6)

:

وَمَا هِيَ إِلَّا فِي إِزَارٍ وَعِلْقَةٍ

مَغَارَ ابْنِ هَمَّامٍ عَلَى حَيِّ خَثْعَمَا

فكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَرَّخَ بِحَادِثٍ مَشْهُورٍ [عِنْدَهُمْ]

(7)

فَلَوْ كَانَ لَهُمْ تَارِيخٌ يَجْمَعُهُمْ لَمْ يَخْتَلِفُوا فِي التَّارِيخِ".

* * *

(1)

موضوع. أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 47، عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس مرفوعًا. وهشام متروك، ووالده كذاب. انظر: الألباني، الضعيفة، رقم:111.

(2)

انظر: الكامل، 1/ 14.

(3)

هذا البيت لربيع بن ضبع الفزاري. انظر: القالي، الأمالي، 2/ 207؛ البغدادي، خزانة الأدب، 7/ 359 - 360، 9/ 151. وما بين القوسين في جميع النسخ: أؤمل، والتصويب من: ابن الأثير، الكامل، ومن: مصادر التخريج.

(4)

انظر: ابن سلام، طبقات، 1/ 124؛ ابن قتيبة، الشعر والشعراء، ص 184.

(5)

في هامش ب: "خُنَان كغُرَاب: داء يأخذ الطير في حلوقها، وماتت الإبل منه في عهد المنذر بن ماء السماء". وانظر: تعليق محمود شاكر، ابن سلام، طبقات، 1/ 124.

(6)

نسبه الزبيدي للطّمّاح العُقيلي. انظر: تاج العروس، 13/ 350 (مادة: علق).

(7)

زيادة من: ابن الأثير، الكامل.

ص: 263

[تَآلِيفُ التَّارِيخِ]

(1)

وَأَمَّا التَّصَانِيفُ فِي التَّارِيخِ فَكَثِيرَةٌ جِدًّا لَا تَدْخُلُ تَحْتَ الْحَصْرِ، بِحَيْثُ قَالَ الْحَافِظُ الْعَلَاءُ مُغَلْطَاي الْحَنَفِيُّ فِي كِتَابِ "إِصْلَاحُ ابْنِ الصَّلَاحِ"

(2)

لَهُ، فِيمَا قَرَأَتْهُ بِخَطِّهِ: "رَأَيْتُ مَنْ مَلَكَ

(3)

نَحْوًا مِنْ أَلْفِ تَصنِيفٍ فِيهِ".

وَرَأَيْتُ بِخَطِّ الْحَافِظِ الْمُؤَرِّخِ الْعُمْدَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الذَّهَبِيِّ مَا نَصُّهُ:

"فُنُونُ التَّوَارِيخِ الَّتِي تَدْخُلُ فِي "تَارِيخِي الْكَبِيرِ الْمُحِيطِ"

(4)

وَلَمْ أَنْهَضْ لَهُ، وَلَوْ عَمِلْتُهُ لَجَاءَ فِي سِتِّ مِئَةِ مُجَلَّدٍ: سِيرَةُ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم قَصَصُ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، تَارِيخُ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم تَارِيخُ الْخُلَفَاءِ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَمِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَبَنِي الْعَبَّاسِ، وَمَعَهُمُ الْمَرْوَانِيَّةُ بِالْأَنْدَلُسِ، وَالْعُبَيْدِيَّةُ بِالْمَغْرِبِ وَمِصْرَ، وَتَارِيخُ الْمُلُوكِ وَالدُّوَلِ وَالْأكَاسِرَةِ وَالْقَيَاصِرَةِ، وَمَعَهُمْ مُلُوكُ الإِسْلَامِ، كـ: ابْنِ طُولُونَ، وَالإْخْشِيدِ، وَابْنِ بُوَيْهِ، وَابْنِ سُلْجُوقَ وَنَحْوِهِمْ، وَمُلُوكُ خُوَارَزْمَ وَالشَّامِ، وَمُلُوكُ التَّتَارِ وَمَنْ لُقِّبَ بِالْمُلْكِ. تَارِيخُ الْوُزَرَاءِ، وَأَوَّلُهُمْ هَارُونُ عليه السلام وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَطَائِفَةٌ، وَبَعْضُهُمْ دَخَلَ فِي الْأَنْبِيَاءِ وَفِي الْخُلَفَاءِ وَفِي الْمُلُوكِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. تَارِيخُ الْأُمَرَاءِ، وَالْأَكَابِرِ، وَنُوَّابِ الْمَمَالِكِ، وَكِبَارِ الْكُتَّابِ، وَمِنْهُمْ خَلْقٌ مِنَ الْمُوَقِّعِينِ، وَبَعْضُهُمْ أُدَبَاءُ وَشُعَرَاءُ. تَارِيخُ الْفُقَهَاءِ وَأَصْحَابِ الْمَذَاهِبِ، وَأَئِمَّةِ [الْأَزْمِنَةِ]

(5)

وَالْفَرْضِيِّينَ.

(1)

في هامش ب.

(2)

انظر: ص 232.

(3)

وفي إصلاح ابن الصلاح: تلك. وانظر: فتح المغيث، 4/ 370.

(4)

انظر: بشار عواد، الذهبي ومنهجه، ص 351.

(5)

في أ: وأئمة المذاهب، والتصويب من باقي النسخ.

ص: 264

قُلْتُ: وَيَدْخُلُ فِيهِ أَهْلُ الِاجْتِهَادِ مِمَّنْ قُلِّدَ وَغَيْرُهُمْ.

تَارِيخُ الْقُرَّاءِ بِالسَّبْعِ. تَارِيخ الْحُفَّاظِ. تَارِيخُ مَشْيَخَةِ الْمُحَدِّثِينَ وَأَئِمَّتِهِمْ. تَارِيخُ الْمُؤَرِّخِينَ. تَارِيخُ النُّحَاةِ، وَالْأُدَبَاءِ، وَاللُّغَوِيِّينَ، وَالشُّعَرَاءِ، وَالْبُلَغَاءِ، وَالْعَرُوضِيِّينَ، وَالْحُسَّابِ. تَارِيخُ الْعُبَّادِ، وَالزُّهَّادِ، وَالْأَوْلِيَاءِ، وَالصُّوفِيَّةِ، وَالنُّسَّاكِ. تَارِيخُ الْقُضَاةِ، وَالْوُلَاةِ، وَمَعَهُمْ تَارِيخُ الشُّهُودِ وَالْأُمَنَاءِ. تَارِيخُ الْمُعَلِّمِينَ، وَالْوَرَّاقِينَ، وَالْقُصَّاصِ، والطُّرُقِيَّةِ

(1)

، وَالْغُرَبَاءِ. تَارِيخُ الْوُعَّاظِ، وَالْخُطَبَاءِ، وَقُرَّاءِ الْأَنْغَامِ، وَالنُّدَمَاءِ، وَالْمُطْرِبِينَ. تَارِيخُ الْأَشْرَافِ، وَالْأَجْوَادِ، وَالْعُقَلَاءِ، وَالْأَذْكِيَاءِ، وَالْحُكَمَاءِ. تَارِيخُ الْأَطِبَّاءِ، وَالْفَلَاسِفَةِ، وَالزَّنَادِقَةِ، وَالْمُهَنْدِسِينَ، وَنَحْوِ ذَلِكَ. تَارِيخُ الْمُتَكَلِّمِينَ، وَالْجَهْمِيَّةِ، وَالْمُعْتَزِلَةِ، وَالْأَشْعَرِيَّةِ، وَالْكَرَّامِيَّةِ، وَالْمُجَسِّمَةِ. تَارِيخُ أَنْوَاعِ الشِّيعَةِ مِنَ الْغُلَاةِ وَالرَّافِضَةِ (وَغَيْرِ ذَلِكَ. تَارِيخ فُنُونِ الْخَوَارِجِ، وَالنَّوَاصِبِ، وَأَنْوَاعِ الْمُبْتَدِعَةِ (وَأَهْل)

(2)

الأَهْوَاءِ)

(3)

. تَارِيخُ أَهْل السُّنَّةِ مِنْ عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ، وَصُوفِيَّتِهَا، وَفُقَهَائِهَا، وَمُحَدَّثِيهَا. تَارِيخُ الْبُخَلَاءِ، وَالطُّفَيْلِيَّةِ، وَالثُّقَلَاءِ، وَالْأَكَلَةِ، وَذَوِي الْحُمْقِ، وَالْخُيَلَاءِ، وَالسُّفَهَاءِ.

قُلْتُ: وَلَمْ يَتَعَرَّضْ لِضِدِّهِمْ مِنَ الْكُرَمَاءِ وَالْأَجْوَادِ؛ كَأَنَّهُ لِلِاكْتِفَاءِ بِالْأَجْوَادِ فِيمَا تَقَدَّمَ، وَقَدِ اجْتَمَعَ لِي مِنْهُمْ جُمْلَةٌ.

تَارِيخُ الْأَضِرَّاءِ، وَالزَّمْنَى

(4)

، وَالصُّمِّ، وَالْخُرْسِ، وَالْحُدْبَانِ. تَارِيخُ

(1)

يُقصد به أصحاب الطرق الصوفية الذين اشتهروا بسرد القصص وغيرها. انظر: ابن تيمية، منهاج السنة، 8/ 92، 116؛ ابن خلكان، وفيات، 6/ 253؛ ابن كثير، بداية، 14/ 642.

(2)

في أ: وأولي، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

هذه الفقرة ساقطة من ب.

(4)

هي: الأمراض والعاهات المزمنة التي تُقْعد الإنسان. انظر: ابن فارس، المقاييس، ص 238؛ الزبيدي، تاج العروس، 18/ 263 (مادة: زمن).

ص: 265

الْمُنَجِّمِينَ، وَالسَّحَرَةِ، وَالْكِيمَائِيِّينَ، وَالْمُطَالِبِينَ

(1)

وَالْمُشَعْوِذِينَ. تَارِيخُ النَّسَّابِينَ، وَالْأَخْبَارِيِّينَ، وَالْأَعْرَابِ. تَارِيخُ الشُّجْعَانِ، وَالْفُرْسَانِ، وَالشَّطَّارِ، وَالسُّعَاةِ

(2)

. تَارِيخُ التُّجَّارِ، وَعَجَائِبِ الْأَسْفَارِ وَالْبِحَارِ، وَغُرَبَاءِ الْبَحْرِيَّةِ، وَالْمُجَرِّدِينَ. تَارِيخُ أُولِي الصَّنَائِعِ الْعَجِيبَةِ، وَالرَّاشِقِينَ

(3)

فِي أَشْغَالِهِمْ وَاقْتِرَاحِهِمْ وَتَوْلِيدِهِمْ فُنُونَ الْأَعْمَالِ. تَارِيخُ الرُّهْبَانِ، وَأُولِي الصَّوَامِعِ، وَالْخَلْوَاتِ، وَالْأَحْوَالِ الْفَاسِدَةِ. تَارِيخُ الْأَئِمَّةِ، وَالْمُؤَذِّنِينَ، وَالْمُؤَقِّتِينَ، وَالْمُعَبِّرِينَ، وَالْعَامَّةِ. تَارِيخُ قُطَّاعِ الطَّرِيقِ، وَالْفِدَاوِيَّةِ

(4)

، وَلُعَّابِ الشِّطْرَنْجِ، وَالنَّرْدِ، وَالْقِمَارِ.

قُلْتُ: وَتَرَكَ الرَّمْيَ بِالنُّشَّابِ

(5)

.

تَارِيخُ المِلَاحِ

(6)

، وَالْعُشَّاقِ، وَالْمُتَيَّمِينَ، وَالرَّقَّاصِينَ، وَشَرَبَةِ الْخُمُورِ، والْعُرَرِ، وَأَهْلِ الْخَلَاعَةِ، وَالْقِيَادَةِ، وَالْكَذِبِ، وَالْأُبْنَةِ

(7)

. تَارِيخُ أُولِي الدَّهَاءِ،

(1)

مفردها مُطَالِب وهو: من يتتبع نبش الكنوز؛ لأن المطلوب هو الكنز. انظر: مصطفى الخطيب، معجم المصطلحات، ص 400؛ محمد دهمان، معجم الألفاظ التاريخية، ص 141.

(2)

هم: الفيج الذي يسير على قدميه وينقل البريد وما خَفَّ حمله. انظر: تعليق عبود الشالجي: التنوخي، نشوار المحاضرة، 1/ 7. وفي المعاجم أكثر ما يقال في سُعاة الصدقة. انظر (مادة: سعى).

(3)

في باقي النسخ: الرشقين. ورجل رشيق: أي حسن القدِّ لطيفه. انظر: الرازي، مختار الصحاح، (مادة: رشق).

(4)

في ق، ز: الغداوية، وهو تحريف. وهو لقب من ألقاب جماعة من الشيعة الإسماعيلية الباطنية عُرفوا بالحشاشين. انظر: مصطفى الخطيب، معجم مصطلحات، ص 144 - 145؛ محمد دهمان، معجم الألفاظ التاريخية، ص 117.

(5)

هو السهم الذي يعلق بالصيد لأنه سهل الدخول صعب الخروج. انظر: محمد دهمان، معجم الألفاظ التاريخية، ص 151.

(6)

وهم الظرفاء. انظر: تعليق الشالجي على: التنوخي، نشوار المحاضرة، 1/ 5.

(7)

هو: المأبون الذي تُفعَل معه الفاحشة. انظر: الزبيدي، تاج العروس، 34/ 149 (مادة: أبن).

ص: 266

وَالْحَزْمِ، وَالتَّدْبِيرِ، وَالرَّأْيِ، وَالْخِدَاعِ، وَالْحِيَلِ. تَارِيخُ الْمَنْدِيِّينَ

(1)

، وَالمُخَاتِلِينَ

(2)

، وَالمُصَانِعِينَ

(3)

، وَالفُرَيْشِيِّينَ

(4)

، وَالْمُخَنَّثِينَ، وَأَهْلِ الْمُجُونِ، وَالْمِزَاحِ، وَالتّجرِ، وَالتُّلَارِ

(5)

، وَالْكَذِبِ. تَارِيخُ عُقَلَاءِ الْمَجَانِينَ، وَالْمُوَسْوَسِينَ، وَالْمُقْمِرِينَ

(6)

، وَالمُدَمِّغِينَ

(7)

، وَالمَطْعُومِينَ

(8)

. تَارِيخُ السَّائِلَةِ

(9)

وَالشَّحَّاذِينَ، وَالْمُتَمَنِّينَ، وَالْحَرَافِشَةِ

(10)

وَالْجَمْرِيَّةِ. تَارِيخُ قَتْلَى الْقُرْآنِ، وَالْحُبِّ، وَالسَّمَاعِ، وَالْفَرْعِ، وَالْحَال

(11)

. تَارِيخُ الْكُهَّانِ، وَأُولِي الْخَوَارِقِ، وَالْكَشْفِ الَّذِي كَأَنَّهُ كَرَامَاتٌ مِنَ الْفَسَقَةِ

(12)

وَغَيْرِهِمْ".

(1)

لعلها: المتنبّئين، وهم الذين يتنبؤون بالنجوم. انظر: رفيق العجم، مصطلحات علم التاريخ، ص 173 - 175. وفي مخطوطة تيمور (المخطوطة الرابعة): المنَدِّبين. أو لعلها: المُكَدِّين. كما في هامش: ز.

(2)

في باقي النسخ: المخايلين. والخَتْل هو الخداع. ابن فارس، المقاييس، ص 323. (مادة: ختل).

(3)

في باقي النسخ: الصانعين. والمُصانعة هي كالرّشوة. ابن فارس، المقاييس، ص 554. (مادة: صنع).

(4)

في باقي النسخ: الفرشيين، وهم: من أهل العُري والخلاعة. انظر ابن خلكان، وفيات، 2/ 14.

(5)

في ب: التلاد.

(6)

في باقي النسخ: المتمرين.

(7)

هم: الحمقى انظر: الفيروزآبادي، قاموس، 2/ 1044 (مادة: دمغ).

(8)

هم: الأكلة كما هو ظاهر. انظر: قاموس، 2/ 1492 (مادة: طعم).

(9)

في أ: المنابلة. والمثبت من باقي النسخ.

(10)

مفردها الحرفوش وهو الفقير، وهم أحط طبقات الشعب. انظر: محمد دهمان، معجم الألفاظ التاريخية ص 60 - 61.

(11)

الفرع والحال من مصطلحات الصوفية، فالفرع هو: ما تزايد من الأصل. والحال هو: معنى يَرِدُ على القلب من غير تعمد. انظر: أنور فؤاد، معجم المصطلحات الصوفية، ص 72، 135.

(12)

في أ: الفلسفة، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 267

قَالَ: فَهِذِهِ أَرْبَعُونَ تَارِيخًا [إِنْ]

(1)

جُمِعَتْ فِي مُصَنَّفٍ وَاحِدٍ جَاءَ فِي غَايَةِ الطُّولِ، يَكُونُ وِقْرَ بِعِيرٍ، وَإِنْ أُفْرِدَتْ فَقَدْ أَفْرَدَ الْفُضَلَاءُ كَثِيرًا مِنْهَا، وَيَتَكَرَّرُ الرَّجُلُ فِي تَارِيخَيْنِ وَثَلَاثَةٍ فَأَكْثَرَ. وَإِذَا أَنْتَ ذَاكَرْتَ كُلَّ إِنْسَانٍ مِمَّنْ هُوَ مُقَدَّمٌ فِي فَنِّهِ مِنْ ذَلِكَ وَجَدْتَ عِنْدَهُ عَجَائِبَ وَنَوَادِرَ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ لَا تَكَادُ تُوجَدُ فِي تَارِيخٍ". انْتَهَى مَا قَرَأَتْهُ بِخَطِّ الذَّهَبِيِّ.

[وَقَوْلُهُ: "وِقْرَ بَعِيرٍ" يُنَافِي قَوْلَهُ أَوَّلًا: "سِتَّ مِئَةِ مُجَلَّدٍ" لِأَنَّ هَذَا الْعَدَدَ أَكْثَرُ مِنْ وِقْرِ بَعِيرَيْنِ. أَفَادَهُ شَيْخُنَا فِيمَا قَرَأَتْهُ بِخَطِّهِ.

وَقَرَأْتُ بِخَطِّ الذَّهَبِيِّ]

(2)

أَيْضًا فِي أَوَّلِ "تَارِيخُ الإِسْلَامِ"

(3)

لَهُ أَنَّهُ: "جَمَعَهُ، وَتَعِبَ فِيهِ، وَاسْتَخْرَجَهُ مِنْ عِدَّةِ تَصَانِيفَ، يَعْرِفُ بِهَا الْإِنْسَانُ مَا مَضَى مِنَ التَّارِيخِ، مِنْ أَوَّلِ تَارِيخِ الْإِسْلَامِ إِلَى عَصْرِنَا هَذَا، مِنْ وَفَيَاتِ الْكِبَارِ مِنَ الْخُلَفَاءِ، وَالْقُرَّاءِ، وَالزُّهَّادِ، وَالْفُقَهَاءِ، وَالْمُحَدِّثِينَ، وَالْعُلَمَاءِ، وَالسَّلَاطِينِ، وَالْوُزَرَاءِ، وَالنُّحَاةِ، وَالشُّعَرَاءِ، وَمَعْرِفَةِ طَبَقَاتِهِمْ وَأَوْقَاتِهِمْ وَشُيُوخِهِمْ وَبَعْضِ أَخْبَارِهِمْ، بِأَخْصَرِ عِبَارَةٍ وَأَلْخَصِ لَفْظٍ، وَمَا تَمَّ مِنَ الْفُتُوحَاتِ الْمَشْهُورَةِ، وَالْمَلَاحِمِ الْمَذْكُورَةِ، وَالْعَجَائِبِ الْمَسْطُورَةِ، مِنْ غَيْرِ تَطْوِيلٍ وَلَا إِكْثَارٍ وَلَا اسْتِيعَابٍ، وَلَكِنْ أَذْكُرُ الْمَشْهُورِينَ وَمَنْ يُشْبِهُهُمْ، وَأَتْرُكُ الْمَجْهُوَلِينَ وَمَنْ يُشْبِهُهُمْ، وَأُشِيرُ إِلَى الْوَقَائِعِ الْكِبَارِ، إِذْ لَوِ اسْتَوْعَبْتُ التَّرَاجِمَ وَالْوَقَائِعَ لَبَلَغَ الْكِتَابُ مِائَةَ مُجَلَّدَةٍ، بَلْ أَكْثَرَ؛ لَأَنَّ فِيهِ مِئَةَ نَفْسٍ يُمْكِنُنِي أَنْ أَذْكُرَ أَحْوَالَهُمْ فِي خمْسِينَ مُجَلَّدًا".

(1)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

انظر: 1/ 5.

ص: 268

قَال

(1)

: وَقَدْ طَالَعْتُ عَلَى هَذَا التَّأْلِيفِ مِنَ الْكُتُبِ مُصَنَّفَاتٍ كَثِيرَةً، وَمَادَّتُهُ مِنْ:"دَلائِلُ النُّبُوَّةِ" لِلْبَيْهَقِيِّ، وَ"السِّيرَةُ النَّبَوِيَّةُ" لِابْنِ إِسْحَاقَ، وَ"مَغَازِيهِ"

(2)

لِابْنِ عَائِذٍ الْكَاتِبِ، وَ"الطَّبَقَاتُ الْكُبْرَى" لابْنِ سَعْدٍ كَاتِبِ الْوَاقِدِيِّ، وَ"تَارِيخُ الْبُخَارِيِّ"

(3)

، وَالْبَعْضُ مِنْ "تَارِيخُ" أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ

(4)

، وَمِنْ "تَارِيخُ" يَعْقُوبَ الفَسَوِيِّ

(5)

، وَ"تَارِيخُ" مُحَمَّدِ بْنِ المُثَنَّى العَنَزِيِّ، وَهُوَ صَغِيرٌ

(6)

وَأَبِي حَفْصٍ الفَلّاسِ

(7)

، وَأَبِي بَكْرِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ

(8)

، وَالوَاقِدِيِّ

(9)

، وَالهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ

(10)

، وَخَلِيفَةَ

(1)

انظر: تاريخ الإسلام، 1/ 5 - 9.

(2)

انظر: سزكين، تاريخ، 1/ القسم الثاني، ص 114. وقام: عبد الرزاق إسماعيل بجمع مرويات هذا الكتاب من المصادر المختلفة، نشر: مجلة الشريعة، جامعة الكويت، مج 24، ع 78، 2009 م. وانظر: السويكت، محمد بن عائذ ومصنفاته التاريخية، مجلة الدارة، الرياض، ع 3، السنة 25 - 1420 هـ. ص 5 - 78.

(3)

التاريخ الكبير، طبع بتحقيق: عبد الرحمن المعلمي، نشر: دائرة المعارف - حيدر آباد بالهند.

(4)

التاريخ الكبير. طبع جُزءٌ منه مرةً بتحقيق: صلاح فتحي، نشر: دار الفاروق الحديثة، القاهرة، ط 1، 1427 هـ - 2006 م. ومرة بتحقيق: عادل سعد وزميله، نشر: غراس، الكويت، ط 1، 1425 هـ - 2004 م.

(5)

المعرفة والتاريخ. طُبع بتحقيق: أكرم ضياء العمري، نشر: رئاسة ديوان الأوقاف، بغداد، 1975 م.

(6)

تاريخه مفقود. وانظر: ابن حجر، المعجم المفهرس، 1/ 172.

(7)

تاريخه في (3) أجزاء وهو مفقود. انظر: ابن خير، فهرسته، ص 265؛ الذهبي، تاريخ، 7/ 95.

(8)

طُبع كتاب "المغازي" ضمن كتابه "المصنَّف" 7/ 327 وما بعدها. ثم نشره: عبد العزيز العمري مُفْردًا مُحققًا على مخطوطات أصلية. نشر: دار إشبيليا، السعودية، ط 2، 1422 هـ - 2001 م.

(9)

المغازي. نشره مارسدن جونس. وقال بشار عواد: "على أن له "التاريخ الكبير" و"الطبقات" الذي أفاد منه تلميذه ابن سعد، ولم يصلا إلينا". انظر تعليقه على: تاريخ الإسلام، 1/ 6.

(10)

انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 159 - 160؛ سزكين، تاريخ، 1/ القسم الثاني، ص 59.

ص: 269

ابْنِ خَيَّاطٍ، مَعَ "الطَّبَقَاتُ" لَهُ

(1)

، وَأَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيِّ

(2)

، وَ"الفُتُوحُ"

(3)

لِسَيْفِ ابْنِ عُمَرِ، وَ"النَّسَبُ"

(4)

لِلزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ، وَ"المُسْنَدُ" لِأَحْمَدَ، وَ"تَارِيخُ"

(5)

الْمُفَضَّلِ بْنِ غَسَّانَ الغَلَابِيِّ، وَ"الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ" عَنِ ابْنِ مَعِينٍ وَلِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَاتِمٍ.

وَطَالَعْتُ أَيْضًا [مُسَوَّدَةَ]

(6)

"تَهْذِيبُ الكَمَالِ" لِشَيْخِنَا الْمِزِّيِّ.

وَمِنَ التَّوَارِيخِ الَّتِي اخْتَصَرْتُهَا "تَارِيخُ"

(7)

أَبِي عَبْدِ اللهِ الْحَاكِمِ، وَابْنِ يُونُسَ

(8)

، وَالخَطِيبِ

(9)

، وَ"دِمَشْقَ" لِابْنِ عَسَاكِرَ، وَأَبِي سَعْدِ ابْنِ السَّمْعَانِيِّ مَعَ "الْأَنْسَابُ"

(1)

حققهما أكرم ضياء العمري.

(2)

طبع تاريخه بتحقيق: شكر الله قوجاني، نشر: مجمع اللغة العربية، دمشق، 1973 م.

(3)

تاريخه مفقود. انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 149؛ سزكين، تاريخ، 1/ القسم الثاني، ص 134.

(4)

وصلت إلينا قطعة منه، ونشر محمود شاكر مجلدًا منه سنة 1381 هـ. ثم طبع مؤخرًا بتحقيق: عباس هاني، نشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 2010 م.

(5)

تاريخه مفقود. ولقد أفاد منه الذهبي. انظر: تاريخ، 5/ 1261، 6/ 915؛ سير، 2/ 105، 465، 3/ 122، وغيرها من المواضع.

(6)

زيادة من: الذهبي، تاريخ، 1/ 7.

(7)

هذا الكتاب فُقد، ولم يصل إلينا مختصر الذهبي. ولكن بقي مختصر تاريخ الحاكم للخليفة النيسابوري. نشره: بهمن كريمي في طهران سنة 1339 هـ. انظر: بشار عواد في تعليقه على: تاريخ الإسلام، 1/ 8؛ الذهبي ومنهجه، ص 235.

(8)

لابن يونس (ت 347 هـ) تاريخان، أحدهما خاص بالمصريين، والآخر خاص بالغرباء الذين دخلوا مصر، ولم يصلا إلينا، لكن جمع نصوصه عبد الفتاح فتحي، ونشره في مجلدين ببيروت 2000 م وهو عمل جيد مستوعب. انظر: بشار عواد، المصدر نفسه؛ الذهبي ومنهجه، ص 234؛ سزكين، تاريخ، 1/ القسم الثاني، ص 238.

(9)

مختصره لم يصل إلينا. ولمزيد من التفاصيل عن مختصرات الذهبي لهذه المصادر انظر: بشار عواد، الذهبي ومنهجه، ص 231 - 234، 237، 239، 242.

ص: 270

لَهُ، وَ"تَارِيخُ" الْقَاضِي الشَّمْسِ ابْنِ خَلِّكَانَ، وَالْعَلَّامَةِ الشِّهَابِ أَبِي شَامَةَ، وَالشَّيْخِ الْقُطْبِ ابْنِ الْيُونِينِي

(1)

-الَّذِي ذَيَّلَ بِهِ عَلَى "مِرْآةُ الزَّمَانِ" لِلْوَاعِظِ الشَّمْسِ يُوسُفَ سِبْطِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ، وَهُمَا عَلَى الْحَوَادِثِ وَالسِّنِينَ- مَعَ كَثِيرٍ مِنَ الْأَصْلِ، وَكَثِيرًا مِنْ "تَارِيخُ" الطَّبَرِي، وَابْنِ الْأَثِيرِ، وَابْنِ الفَرَضِيِّ

(2)

، وَ"صِلَتِهِ"

(3)

لِابْنِ بَشْكُوَالَ، وَ"تَكْمِلَتِهَا

(4)

" لِابْنِ الأَبَّارِ، وَ"الْكَامِلُ" لِابْنِ عَدِيٍّ، وَكُتُبًا كَثِيرَةً، وَأَجْزَاءً عَدِيدَةً".

قُلْتُ: وَقَدْ تَتَبَّعْتُ تَفْصِيلَ كَثِيرٍ مِمَّا أَجْمَلَهُ، وَبَيَّنْتُ التَّصَانِيفَ الَّتِي فِيهِ لَا عَلَى وَجْهِ

(5)

الَحَصْرِ؛ لِعَدَم التَّمَكُّن مِنْ ذَلِكَ، عَلَى أَنَّ الْكَثِيرَ لَا وُجُودَ لتَارِيخٍ فِيهِ، وَلَكِنْ يُمْكِنُ أَخْذُهُ مِنَ التَّصَانِيفِ فِي ذَلِكَ الْعِلْمِ أَوِ الْوَصْفِ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ. وَفَاتَهُ أَخْبَارُ الْمُمْتَحَنِينَ.

* * *

(1)

هو: ذيل على تاريخ مرآة الزمان. طبع بحيدر آباد، سنة 1374 هـ.

(2)

هو: تاريخ علماء الأندلس. طبع في القاهرة، نشر: مكتبة الخانجي، 1373 هـ -1954 م.

(3)

طبع بتحقيق: بشار عواد، نشر دار الغرب الإسلامي، ط 1، 2010 م.

(4)

هو: التكملة لكتاب الصلة، ط الهراس، بيروت، 1995 م.

(5)

في أ: جهة، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 271

[مَنِ انْتَدَبَ لِلْمَغَازِي]

(1)

فَأَمَّا السِّيرَةُ النَّبَوِيَّةُ وَالْمَغَازِي فَقَدِ انْتَدَبَ لِجَمْعِهَا مَعَ سَائِرِ أَيَّامِهِ، مِمَّا يُرْشِدُ لِطَرِيقَتِهِ مَنْ فَاقَ كَثْرَةً، وَرَاقَ خِبْرَةً: مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ الْأَسَدِيِّ الْمَدَنِيِّ، أَحَدِ التَّابِعَيْنِ

(2)

وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُطَّلِبِيِّ، مَوْلَاهُمُ الْمَدَنِيِّ، أَحَدِ التَّابِعَيْنِ أَيْضًا؛ لِرُؤْيَتِهِ أَنَسًا

(3)

رضي الله عنه وَأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْأَسْلَمِيِّ، مَوْلَاهُمْ الْمَدَنِيِّ الْقَاضِي، الْوَاقِدِيِّ، نِسْبَةً لِجَدِّهِ وَاقَدٍ. وَفِي أَوَّلِ "الطَّبَقَاتُ الْكُبْرَى" لِكَاتِبِهِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ الْبَغْدَادِيِّ سِيرَةٌ مُطَوَّلَةٌ، وَأَبِي بَكْرٍ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ الْحِمْيَرِيِّ مَوْلَاهُمْ الصَّنْعَانِيِّ

(4)

وَأَبِي أَحْمَدَ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِذٍ

(5)

الْقُرَشِيِّ الدِّمَشْقِيِّ الْكَاتِبِ، وَأَبِي عُثْمَانَ سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى الْأَمَوِيِّ الْبَغْدَادِيِّ

(6)

وَأَبِي الْقَاسِمِ التَّيْمِيِّ الْأَصْبَهَانِيِّ

(7)

.

(1)

في هامش ب. ولقد ذكر السخاوي هذه المباحث: المغازي والسير وغيرهما في كتابه: الإلمام في ختم سيرة ابن هشام. انظر: ص 28 - 83. ولقد طبع الكتاب بتحقيق: الحسين الحدادي، نشر دار البشائر الإسلامية، ط 1، 1424 هـ 2003 م.

(2)

للقاضي شهبة: أحاديث منتخبة من مغازي موسى بن عقبة، طبع بتحقيق: مشهور حسن، نشر: دار ابن حزم، ط 1، 1991 م. أما مغازي موسى بن عقبة فمفقود، لكن جمع محمد باقشيش رواياته من المصادر، ونشر: في المغرب، جامعة ابن زهر، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 1994 م.

(3)

انظر: المزي، تهذيب، 24/ 405.

(4)

انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 377.

(5)

في ب عايد، وفي باقي النسخ: عابد، والتصويب من: مصادر ترجمته. انظر: ابن حجر، تبصير المنتبه، 3/ 888.

(6)

انظر: ابن خير، فهرسته، ص 293.

(7)

هو: المبعث والغازي. طبع بتحقيق: محمد خليفة، نشر: دار ابن حزم بالاشتراك مع دار الوليد، ط 1، 2010 م.

ص: 272

وَأَوَّلُهَا

(1)

أَصَحُّهَا كَمَا قَالَهُ تِلْمِيذُهُ الْإِمَامُ مَالِكٌ

(2)

وَغَيْرُهُ.

وَأَمَّا الثَّانِي وَهُوَ الْقَائِلُ فِيهِ الشَّافِعِيُّ [رضي الله عنه]

(3)

: "مَنْ أَرَادَ التَّبَحُّرَ فِي الْمَغَازِي فَهُوَ عِيَالٌ عَلَيْهِ" فَرَوَى الْمُبْتَدَأَ وَالْمَغَازِيَ عَنْهُ سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّازِيِّ

(4)

. وَالْمَغَازِيَ كُلٌّ مِنْ: جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ

(5)

وَيَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ هَانِئٍ

(6)

. [وَرَوَى]

(7)

كِتَابَهُ الشَّهِيرَ جَمَاعَةٌ، مِنْهُمْ: أَبُو مُحَمَّدٍ وَأَبُو زَيْدٍ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الطُّفَيْلِ الْبَكَّائِيُّ الْعَامِرِيُّ

(8)

وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ الشَّيْبَانِيُّ

(9)

الْكُوفِيَّانِ، وَأَوَّلُهُمَا أَوْثَقُهُمَا

(10)

.

وَأَخَذَ الْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ كِتَابَ ابْنِ إِسْحَاقَ، بَعْدَ أَنْ سَمِعَهُ مِنْ زِيَادٍ الْبَكَّائِيِّ عَنْهُ، فَهَذَّبَهُ وَنَقَّحَهُ، بِحَيْثُ صَارَ الْمُعَوَّلَ عَلَيْهِ، وَكَتَبَ عَلَيْهِ أَبُو الْقَاسِمِ السُّهَيْلِيُّ "الرَّوْضُ الْأُنُفُ" الَّذِي اخْتَصَرَهُ الذَّهَبِيُّ

(11)

وَغَيْرُهُ، بَلْ لِمُغَلْطَايْ عَلَى كُلٍّ

(1)

أي: مغازي موسى بن عقبة.

(2)

انظر: الذهبي، سير، 6/ 115.

(3)

ليست في أ، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

(ت 191 هـ) انظر: المزي، تهذيب، 24/ 426. وقال الذهبي:"كان قويًّا في المغازي". انظر: سير 9/ 50.

(5)

(ت 170 هـ) انظر: المزي، تهذيب، 24/ 426، الذهبي، سير، 7/ 98 - 103.

(6)

انظر: الذهبي، الميزان، 7/ 217 - 218.

(7)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(8)

انظر: المزي، تهذيب، 9/ 489؛ ابن حجر، تقريب، رقم:2085.

(9)

انظر: الذهبي، سير، 9/ 246؛ ابن حجر، تقريب، رقم:7900.

(10)

أي: البكائي. قال عبد الله بن إدريس: "ما أحد أثبت في ابن إسحاق من زياد البكائي؛ لأنه أملى عليه إملاءً مرتين". انظر: المزي، تهذيب، 9/ 489.

(11)

هو: بلبل العروض. توجد نسخة مخطوطة منه في برلين (رقم: 9565). انظر: سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 109. وذكره المنجد بعنوان: المنتقى من الروض الأنف. انظر: المنجد، معجم ما ألَّف، ص 128؛ بشار عواد، الذهبي ومنهجه، ص 217.

ص: 273

مِنَ "السِّيرَةُ" وَ"الرَّوْضُ": "الزَّهْرُ الْبَاسِمُ"

(1)

. وَلِشَيْخِنَا تَخْرِيجُ الْأَحَادِيثِ الْمُنْقَطِعَاتِ فِيهَا

(2)

وَشَرَحَ مِنْهَا قِطْعَةً كَبِيرَةً

(3)

شَيْخُنَا الْبَدْرُ الْعَيْنِيُّ

(4)

وَرَوَاهَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ حَسْبَمَا بَيَّنْتُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَاضِحًا فِي "جُزْءٍ"

(5)

عَمِلْتُهُ حِينَ خَتَمَ قِرَاءَتَهَا عَلَيَّ.

ثُمَّ إِنَّهُ قَدْ رَوَى ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ "الْمَغَازِي"

(6)

، وَكَذَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ

(7)

، وَحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(8)

. وَرَوَى يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ مَشَاهِدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الزُّهْرِيِّ

(9)

.

وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الْقُرَشِيُّ الدِّمَشْقِيُّ -الذِي قَالَ (فِيهِ)

(10)

أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: "إِنَّهُ أَعْلَمُ بِأَمْرِ الْمَغَازِي وَالسِّيَرِ"

(11)

- عَنْ الَأوْزَاعِيِّ

(12)

.

(1)

طبع بتحقيق: أحسن أحمد عبد الشكور، نشر: دار السلام، القاهرة، ط 1، 2012 م.

(2)

تخريج الأحاديث المنقطعة في السيرة الهاشمية. انظر: السيوطي، نظم العقيان، ص 47.

(3)

في ب: كثيرة، وهو تصحيف.

(4)

انظر: البغدادي، هدية العارفين، 6/ 421.

(5)

انظر: الإلمام في ختم سيرة ابن هشام، ص 42.

(6)

طُبع بهذه الرواية. جمعه وحققه: محمد مصطفى الأعظمي، نشر: مكتب التربية لدول الخليج، الرياض، ط 1، 1401 هـ - 1981 م.

(7)

لرواية عروة عن أبيه. انظر: الذهبي، سير، 4/ 421. وعن رواية الزهري عن عروة. انظر: الدوري، نشأة علم التاريخ عند العرب، ص 68 - 69.

(8)

طُبع بهذه الرواية بتحقيق: سهيل زكّار، نشر: دار الفكر، 1401 هـ - 1981 م. وانظر: الذهبي، سير، 10/ 354. وقام: محمد العواجي بجمع مرويات الزهري في المغازي، نشر: عمادة البحث العلمي، الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، ط 1، 1425 هـ - 2004 م.

(9)

يونس هو: الأيْليّ، ثقة. انظر: الذهبي، سير، 6/ 297 - 301؛ الميزان، 7/ 320.

(10)

ساقط من باقي النسخ.

(11)

ابن عساكر، تاريخ، 63/ 287.

(12)

انظر: ابن خير، فهرسته، ص 293.

ص: 274

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى "السِّيَرُ" عَنْ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ

(1)

.

وَعَبْدُ المَلِكِ بْنِ حَبِيبٍ

(2)

[وَ]

(3)

المُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ

(4)

وَأَبُو عَمْرٍو مُعَاوِيَةُ بِنُ عَمْرٍو

(5)

"السِّيَرُ" عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ

(6)

.

وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ "الْمَغَازِي"

(7)

.

وَلِكُلٍّ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ وَأَبِي الْقَاسِمِ ابْنِ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخَيْهِمَا"، وَكَذَا ابْنُ أَبِي الدَّمِ

(8)

وَأَبِي زَكَرِيَّا النَّوَوِيِّ فِي "تَهْذِيبُ الأسْمَاءِ وَاللُّغَاتِ"

(9)

وَأَبِي

(1)

انظر: ابن خير، فهرسته، ص 286 - 287.

(2)

هو: المصِّيصي، من أصحاب الفزاري القدامى. انظر: ابن خير، فهرسته، ص 293؛ الذهبي، سير، 12/ 108.

(3)

زيادة من: السخاوي، الإلمام، ص 59.

(4)

هو: أبو محمد السُّلَمي، حَدّث عن الفزاري (ت 246 هـ). انظر: ابن عساكر، تاريخ، 58/ 200؛ الذهبي، سير 11/ 403؛ ابن حجر، لسان الميزان، 6/ 40.

(5)

هو: ابن المهلّب الأزدي (ت 214 هـ). قال ابن سعد: "وروى عن أبي إسحاق الفزاري كتاب "السيرة" في دار الحرب". انظر: طبقات، 7/ 245؛ الذهبي، تاريخ، 5/ 459؛ المزي، تهذيب، 28/ 207.

(6)

هو: إبراهيم بن محمد (ت حوالي 186 هـ) انظر: الذهبي، سير، 8/ 539 - 543. وكتابه: السير في الأخبار والأحداث. انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 147؛ ابن خير، فهرسته، ص 292؛ الذهبي، سير، 10/ 215. ويوجد في مخطوط القرويين بفاس 2/ 139 (17 ورقة، 270 هـ). انظر: سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 96. وطبع بتحقيق: فاروق حمادة، نشر: مؤسسة الرسالة، ط 1، 1987 م.

(7)

سبق الإشارة. وانظر: عبد العزيز العمري، مقدمة تحقيق: ابن أبي شيبة، المغازي، ص 55، 58؛ الذهبي، سير، 14/ 158.

(8)

سبق الإشارة إليه.

(9)

السيرة فيه: ص 79 - 109.

ص: 275

الْحَجَّاجِ الْمِزِّيِّ فِي "تَهْذِيبُ الْكَمَالِ"

(1)

، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الذَّهَبِيِّ فِي "تَارِيخِهِ"، وَالْعِمَادِ ابْنِ كَثِيرٍ فِي مُقَدِّمَةِ "بِدَايَتِهِ"

(2)

، وَأَبِي الْحَسَنِ الْخَزْرَجِيِّ فِي مُقَدِّمَةِ "تَارِيخُ الْيَمَنِ"، وَالتَّقِيِّ الْفَاسِيِّ فِي"تَارِيخُ مَكَّةَ"

(3)

فِي آخَرِينَ -سِيرَةٌ مُطَوَّلَةٌ لِبَعْضِهِمْ كَابْنِ عَسَاكِرَ

(4)

أَوْ مُخْتَصَرَةٌ.

* * *

(1)

السيرة فيه: 1/ 174 - 244.

(2)

كتاب السيرة فيه: 3/ 353 - 9/ 412.

(3)

العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين. والسيرة النبوية فيه: 1/ 218 - 279.

(4)

السيرة فيه: المجلد 3، 4.

ص: 276

[مَنْ أَلَّفَ فِي سِيرَتِهَ صلى الله عليه وسلم]

(1)

وَأَفْرَدَهَا أَبُو الشَّيْخِ ابْنُ حَيَّانَ

(2)

، وَأَبُو الحُسَيْنِ

(3)

ابْنُ فَارِسٍ اللُّغَوِيُّ

(4)

، وَأَبُو عُمَرَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي "الدُّرَرُ فِي اخْتِصَارِ الْمَغَازِي والسِّيَرِ"

(5)

، وَأَبُو مُحَمَّدِ ابْنُ حَزْمٍ

(6)

، وَالشَّرَفُ أَبُو أَحْمَدَ الدِّمْيَاطِيُّ

(7)

، وَعَبْدُ الغَنِيِّ المَقْدِسِيُّ

(8)

-وَكَتَبَ عَلَى كِتَابِهِ الْقُطْبُ الْحَلَبِيُّ "الْمَوْرِدُ الْهَنِيُّ

(9)

" وَهُوَ نَافِعٌ جِدًّا- وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الذَّهَبِيُّ

(10)

، وَأَبُو الْفَتْحِ ابْنُ سَيِّدِ النَّاسِ فِي "عُيُونُ الْأَثَرِ

(11)

" وَمَا أَحْسَنَهُ، وَكَتَبَ عَلَيْهِ الْبُرْهَانُ الْحَلَبِيُّ تَعْلِيقًا فِي مُجَلَّدَيْنِ سَمَّاهُ "نُورُ النِّبْرَاسِ"

(12)

-يَعْنِي الْمِصْبَاحَ- وَفِي "نُورُ

(1)

في هامش ب.

(2)

في باقي النسخ: حبان، وهو تصحيف. وكتابه في "السيرة" مفقود. انظر: السخاوي، الجواهر والدرر، 3/ 1251.

(3)

في ز: الحسن، وهو تحريف.

(4)

له أوجز السِّير. وهي رسالة صغيرة مطبوعة.

(5)

هو مختصر "سيرة ابن هشام". طبع بتحقيق: شوقي ضيف. طُبع في القاهرة، 1386 هـ - 1966 م. وكذا طبع بتحقيق: مصطفى ديب البغا، نشر: مؤسسة علوم القرآن، دمشق، ط 2، 1404 هـ.

(6)

هو: جوامع السيرة. طبع بتحقيق: إحسان عباس وناصر الدين الأسد، نشر: إدارة إحياء السنة، باكستان. وطبع في مصر، نشر: دار المعارف، بمراجعة أحمد شاكر.

(7)

طبع بتحقيق: الأمين الجكني، نشر: دار البخاري، المدينة المنورة، بريدة.

(8)

هو: الدرّة المضيّة في السيرة النبوية. طبع بتحقيق: أحمد بن صالح الطويان، نشر دار طويق.

(9)

انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 128، وقام بتحقيقه: عبد الله القحطاني، وهي رسالة ماجستير، جامعة أم القرى، 1429 هـ.

(10)

انظر: بشار عواد، الذهبي ومنهجه، ص 209.

(11)

طبع في دار المعرفة، بيروت.

(12)

انظر: حاجي، كشف، 2/ 1183؛ قاسم السامرائي، الفهرس الوصفي، 1/ 210. وقام بتحقيقه: مرشد عالم وزميله: سامي أحمد، وهي رسالة دكتوراه، جامعة أم القرى، 1422 هـ - 1423 هـ.

ص: 277

الْعُيُونِ

(1)

" وَهُوَ مُخْتَصَرٌ، وَكَانَ

(2)

ابْنُ القَوْبَعِ

(3)

(يَقُولُ)

(4)

: إِنَّهُ أَوْقَفَهُ عَلَى "العُيُونُ" فَعَلَّمَ فِيهَا

(5)

عَلَى أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ مَوْضِعٍ أَوْهَامٍ وَأَبُو الرَّبِيعِ الْكَلَاعِيُّ، وَضَمَّ إِلَيْهَا (سِيَرَ)

(6)

الثَّلَاثَةِ الخُلَفَاءِ، وَسَمَّاهُ:"الاكْتِفَاءُ"

(7)

.

وَلِلْعَلَاءِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيِّ الْخَازِنِ صَاحِبِ "مَقْبُولُ الْمَنْقُولِ"

(8)

سِيرَةٌ مُطَوَّلَةٌ، وَكَذَا لِلظَّهِيرِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ الْكَازَرُونِيِّ ثُمَّ الْبَغْدَادِيِّ -وَهُوَ سَابِقٌ عَلَيْهِ- "سِيرَةٌ"

(9)

، والمُحِبِّ الطَّبَرِيِّ

(10)

، وَالْقَاضِي عِزِّ الدِّينِ ابْنِ جَمَاعَةَ فِي "تَصْنِيفَيْنِ"

(11)

، وَالشَّمْسِ البِرْمَاوِيِّ

(12)

كَذَلِكَ، وَلَهُ عَلَى أَحَدِهِمَا حَاشِيَةٌ

(13)

أَفْرَدَهَا مَضْمُومَةً لِلَأْصْلِ التَّقِيُّ ابْنُ فَهْدٍ، سِوَى "سِيرَةٍ" لَهُ، فِي

(1)

طبع بتحقيق: سعيد محمد وزميله، نشر دار المنهاج، جدة، ط 4، 1431 هـ - 2010 م.

(2)

في هامش ب: قال.

(3)

هو: محمد بن محمد المالكي، مفسر، أديب (ت 738 هـ) انظر: ابن حجر، الدرر، 4/ 181 - 184.

(4)

ساقط من باقي النسخ.

(5)

في باقي النسخ: عليها.

(6)

ساقط من ب.

(7)

طُبع بتحقيق: مصطفى عبد الواحد، نشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، 1387 هـ.

(8)

في (10) مجلدات، جمع فيه بين مسند الشافعي وأحمد والستة والموطأ والدارقطني. انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 97؛ حاجي، كشف، 2/ 1792؛ الزركلي، الأعلام، 5/ 5، خزانة التراث (46407).

(9)

توجد نسخة مصورة (170 ورقة) في إدارة المخطوطات والمكتبات الإسلامية، وزارة الأوقاف الكويتية (رقم 1549) وهي مصورة عن مكتبة الجامع الكبير في اليمن - صنعاء.

(10)

كتابه: خلاصة السِّير في أحوال سيد البشر. طُبع قديمًا في الهند، وطبع بتحقيق: زهير إبراهيم، نشر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قطر.

(11)

انظر: السخاوي، الجواهر والدرر، 3/ 1252؛ المنجد، معجم ما ألف، ص 118، 125، 126.

(12)

هو: محمد عبد الدائم، فقيه شافعي (ت 831 هـ). انظر: ابن حجر، إنباء الغمر، 3/ 414؛ السخاوي، الضوء، 7/ 280، الجواهر والدرر، 3/ 1252.

(13)

قال السخاويُّ: "وعمل مختصرًا في السيرة النبوية وكتب عليها حاشية". انظر: الضوء، 7/ 282.

ص: 278

مُجَلَّدَيْنِ.

وَالْعَلَاءُ عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ التُّرْكُمَانِيُّ الْحَنَفِيُّ

(1)

، وَأَبُو أُمَامَةَ ابْنُ النَّقَّاشِ

(2)

، وَالشَّمْسُ ابْنُ نَاصِرِ الدِّينِ فِي مُؤَلَّفٍ حَافِلٍ مُتْقَنٍ، وَالتَّقِيُّ الْمَقْرِيزِيُّ فِي كِتَابِهِ "الْإمْتَاعُ" -وَفِيهِ الْكَثِيرُ مِمَّا يُنْتَقَدُ- وَلِعُثْمَانَ بْنِ عِيسَى بْنِ دِرْبَاسٍ الْمَارَانِيُّ "الْفَوَائِدُ الْمُثِيرَةُ

(3)

فِي جَوَامِعِ السِّيرَةِ".

وَكَذَا لِلشِّهَابِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الإِبْشِيطِيِّ الشَّافِعِيِّ الْوَاعِظِ -الْمُتَوَفَّى فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانِ مِئَةٍ

(4)

- كِتَابٌ جَامِعٌ، كَتَبَ مِنْهُ نَحْوَ ثَلَاثِينَ سِفْرًا، يَحْتَوِي عَلَى:"سِيرَةُ ابْنِ إِسْحَاقَ" مَعَ مَا كَتَبَهُ السُّهَيْلِيُّ وَغَيْرُهُ عَلَيْهَا، وَمَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ "الْبِدَايَةُ" لِابْنِ كَثِيرٍ، وَعَلَى مَا احْتَوَتْ عَلَيْهِ "الْمَغَازِي" لِلْوَاقِدِيِّ، وَغَيْرِ ذَلِكَ؛ ضَابِطًا لِلْأَلْفَاظِ الْوَاقِعَةِ فِيهَا، وَكَانَ زَائِدَ اللَّهَجِ بِهَا

(5)

. وَنَظَمَهَا الْفَتْحُ ابْنُ مِسْمَارٍ

(6)

(1)

هو: علي بن عثمان المارديني، فقيه مشارك في بعض العلوم (ت 750 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر الكامنة، 3/ 84.

(2)

هو: محمد بن علي بن عبد الواحد، فقيه، مفسر (ت 763 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 4/ 71 - 74.

(3)

في ق، ز: المنيرة، والمثبت أيضًا من: السخاوي، الجواهر والدرر، 3/ 1252، الإلمام في ختم سيرة ابن هشام، ص 66. وانظر: خزانة التراث (72436). وابن درباس من كبار الشافعية (ت 602 هـ). انظر: الذهبي، سير، 22/ 291.

(4)

انظر: ابن حجر، إنباء الغمر، 3/ 482؛ السخاوي، الضوء، 1/ 244.

(5)

انظر: ابن حجر، إنباء، 3/ 482؛ السخاوي، الضوء، 1/ 244؛ البغدادي، هدية، 5/ 124.

(6)

كذا في جميع النسخ، وفي الجواهر والدرر. انظر: 3/ 1252. وفي: الإلمام في ختم سيرة ابن هشام، ص 67. وهو تحريف من السخاوي. وقد غيَّره محققه في متن الكتاب إلى: موسى! ولعله: فتح بن موسى الجزيري القصْري، فقيه شافعي (ت 663 هـ). انظر: الإسنوي، طبقات، 2/ 452. ومنظومته هي: الوصول إلى السول في نظم سيرة الرسول لابن هشام. توجد نسخ خطية في: دار الكتب المصرية (رقم: 12700 ب) وشستربتي، الأول (رقم: 3402)، البلدية بالإسكندرية (رقم: 3474 ح). انظر: =

ص: 279

وَالشِّهَابُ ابْنُ الْعِمَادِ الْأَقْفَهْسِيُّ

(1)

، وَالبِقَاعِيُّ

(2)

، وَشَرَحَ كُلٌّ نَظْمَهُ. وَكَذَا نَظَمَهَا الْعِزُّ الدِّيرِينِيُّ

(3)

، وَفَتْحُ الدِّينِ ابْنُ الشَّهِيدِ

(4)

فِي بِضْعَ عَشْرَةَ أَلْفَ (بَيْتٍ)

(5)

مَعَ زِيَادَاتٍ دَلَّتْ عَلَى سِعَةِ بَاعِهِ فِي الْعِلْمِ

(6)

. وَالزَّيْنُ الْعِرَاقِيُّ فِي "أَلْفِيَّتِهِ"

(7)

الَّتِي مَشَى فِيهَا عَلَى سِيرَةٍ مُخْتَصِرَةٍ لِلْعَلَاءِ مُغَلْطَايْ، كَتَبَ عَلَى هَذِهِ الْمُخْتَصَرَةِ فَوَائِدَ: الشَّمْسُ الْبِرْمَاوِيُّ

(8)

، وَالشَّرَفُ أَبُو الْفَتْحِ الْمَرَاغِيُّ

(9)

، وَجَرَّدَ ذَلِكَ فِي تَصْنِيفٍ

= المنجد، معجم ما ألف، ص 113، 132؛ فؤاد سيد، فهرست المخطوطات، 3/ 169.

(1)

هو: أحمد بن عماد القاهري، فقيه شافعي (ت 808 هـ). انظر: ابن حجر، إنباء، 2/ 332، السخاوي، الجواهر والدرر، 3/ 1252.

(2)

وهي: جواهر البحار في نظم سيرة المختار في (700) بيت. توجد نسخة مصورة في دار الكتب المصرية (رقم: 2143 وهي بخط المؤلف -تاريخ طلعت). انظر: محمد أجمل أيوب، فهرست مصنفات البقاعي، ص 133؛ المنجد، معجم ما ألف، ص 106. وشرح نظمه بعنوان: نثر الجواهر في سيرة سيد الأوائل والأواخر. ذكره البقاعي نفسه في كتابه: الدرر في تناسب الآيات والسور، 2/ 524. وانظر: السخاوي، الضوء، 1/ 101 - 111.

(3)

هو: عبد العزيز بن أحمد، فقيه شافعي (ت 694 هـ). انظر: السبكي، طبقات، 8/ 199. ومنظومته هي: الشجرة في ذكر النبي وأصحابه العشرة. توجد نسخة مخطوطة في الظاهرية (رقم: 5883) وفي دار الكتب المصرية (رقم: 21116 ب). انظر: المنجد، معجم ما ألف ص 119؛ فؤاد سيد، فهرست المخطوطات 2/ 3، خزانة التراث (34018).

(4)

هو: محمد بن إبراهيم الدمشقي، فقيه شافعي ومؤرخ (ت 793 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 296.

(5)

ساقط من ب.

(6)

منظومته في خمسة وعشرين ألف بيت. وهي: الفتح القريب في سيرة الحبيب. توجد نسخة مخطوطة في الظاهرية (رقم: 7938). انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 122، خزانة التراث (76811).

(7)

طبع بتحقيق: السيد الشريف محمد، نشر دار المنهاج، السعودية، ط 2، 1432 هـ - 2011 م.

(8)

انظر: الضوء، 7/ 282.

(9)

هو: محمد بن أبي بكر القاهري، فقيه شافعي (ت 859 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 7/ 161 - 162؛ السيوطي، نظم العقيان، ص 139.

ص: 280

مُفْرَدٍ التَّقِيُّ ابْنُ فَهْدٍ، وَشَرَحَ "النَّظْمُ" الشِّهَابُ ابْنُ أَرْسَلَانَ

(1)

، وَمِنْ قَبْلِهِ المُحِبُّ ابْنُ الهَائِمِ

(2)

الْفَرِيدُ فِي الذَّكَاءِ، وَهُوَ مُطَوَّلٌ؛ وَقَفْتُ عَلَى مُجَلَّدٍ مِنْهُ قَرَّضَهُ [لَهُ]

(3)

النَّاظِمُ وَغَيْرُهُ، وَكَذَا شَرَحَ شَيْخُنَا بَعْضَ أَبْيَاتٍ مِنْ أَوَّلِهِ

(4)

وَتَمَّمْتُ عَلَيْهِ، وَأَرْجُو تَحْرِيرَهُ وَإِبْرَازَهُ

(5)

.

وَنَظَمَ سِيرَةَ مُغَلْطَايْ أَيْضًا فِي زِيَادَةٍ عَلَى (أَلْفِ بَيْتٍ)

(6)

: الشَّمْسُ الْبَاعُونِيُّ الدِّمَشْقِيُّ -أَخُو الْأُسْتَاذِ الْبُرْهَانِ- وَسَمِعْتُ بَعْضَهُ مِنْهُ، وَسَمَّاهُ:"مِنْحَةُ اللَّبِيبِ فِي سِيرَةِ الْحَبِيبِ"

(7)

.

* * *

(1)

في باقي النسخ: رسلان، قال السخاوي:"بالهمزة كما بخطه وقد تحذف في الأكثر بل هو الذي على الألسنة". وهو: أحمد بن الحسين الرملي، فقيه شافعي (ت 844 هـ). انظر: ابن حجر، إنباء، 4/ 166؛ الضوء، 1/ 282.

(2)

هو: أحمد بن محمد بن عماد، فقيه شافعي (ت 815 هـ). انظر: ابن حجر، إنباء، 2/ 525. له: الغرر المضية في شرح نظم الدرر السنية. منه نسخة بخط المؤلف بدار الكتب المصرية (رقم 140).

(3)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

انظر: السيوطي، نظم العقيان، ص 49.

(5)

انظر: مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 44، 104؛ بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 272.

(6)

في ب: الترتيب، وهو تحريف.

(7)

انظر: الضوء، 7/ 114. توجد نسخة مخطوطة في دار الكتب المصرية (رقم: 7 ش تاريخ). انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 127، خزانة التراث (45243).

ص: 281

‌[تَآلِيفُ مَوْلِدِهِ صلى الله عليه وسلم

-]

(1)

وَأَفْرَدَ مَوْلِدَهُ بالتَّأْلِيفِ غَيْرُ وَاحِدٍ

(2)

كَـ: أَبِي الْقَاسِمِ السَّبْتِيِّ فِي "الدُّرُّ الْمُنَظَّمُ فِي الْمَوْلِدِ الْمُعَظَّمِ" فِي مُجَلَّدَيْنِ

(3)

، اسْتَطْرَدَ فِيهِ لِزَوَائِدَ

(4)

عَلَى مَوْضُوعِهِ، ثُمَّ الْعِرَاقِيُّ

(5)

، وَابْنُ الجَزَرِيِّ

(6)

، وَابْنُ نَاصِرِ الدِّينِ

(7)

.

(1)

في هامش ب.

(2)

انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 20 - 36. وللسخاوي: الفخر العَلَوي في المولد النبوي. ذكره في: الضوء، 8/ 18. وانظر: بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 350. وأفاد المنجد أن للسخاوي رسالةً في مولده صلى الله عليه وسلم. وتوجد نسخة مخطوطة في برلين (15/ 9547). انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 32.

(3)

انظر: السخاوي، الضوء، 8/ 142؛ الجواهر والدرر، 3/ 1253؛ المنجد، معجم ما ألف، ص 24؛ بدر العماش، الحافظ السخاوي، 2/ 770.

(4)

في ب: لزائد.

(5)

هو: المورد الهَني في المولد السَّني. طبع بتحقيق: عمر العربي، نشر دار السلام، مصر، ط 1، 1431 هـ - 2010 م.

(6)

في ق: ابن الجوزي، أما كتاب ابن الجزري فهو: عرف التعريف بالمولد الشريف، طبع بعناية: محمد الملقي، نشر: دار الحديث الكتانية، 1431 هـ. أما ابن الجوزي فنُسِب له: مولد العروس، طبع عدة مرات منها نشر: دار الحافظ، 2006 م. وهو كتاب مشكوك فيه.

(7)

هو: الدمشقي. وله 3 كتب في السير والمولد؛ فالأول: جامع الآثار في السير ومولد المختار، طبع بتحقيق: نشأت كمال، نشر: دار الفلاح، مصر، ط 1، 1431 هـ - 2010 م. وهو الذي قصده السخاوي آنفًا بقوله:"في مؤلف حافل متقن". والثاني: مورد الصادي بمولد الهادي، وهو مختصر للأول. نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 2009 م. والثالث: اللفظ الرائق في مولد خير الخلائق. توجد نسخة بمكتبة الحرم المكي (رقم: 106) وبرلين (12/ 9547). انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 28، خزانة التراث (54984).

ص: 282

وَأَسْلَافَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيِّبِيُّ.

(1)

وَأَسْمَاءَهُ: أَبُو الْخَطَّابِ ابْنُ دِحْيَةَ

(2)

وَالقُرْطُبِيُّ

(3)

وَغَيْرُهُمَا نَظْمًا وَنَثْرًا.

وَبُلْغَتُهَا نَحْوُ خَمْسِ مِئةٍ، وَهِيَ قَابِلَةٌ لِلزِّيَادَةِ، وَأَكْثَرُهَا أَوْصَافٌ.

وَخِتَانَهُ وَأَنَّهُ وُلِدَ مَخْتُونًا: الْكَمَالُ بْنُ طَلْحَةَ

(4)

. وَرَدَّ عَلَيْهِ فِي تَصْنِيفٍ أَيْضًا الْكَمَالُ أَبُو الْقَاسِمِ ابْنُ أَبِي جَرَادَةَ

(5)

.

وَلِأَبِي بَكْرٍ الْخَرَائِطِيِّ "هَوَاتِفُ الْجَانِّ وَعَجِيبُ مَا يُحْكَى عَنِ الْكُهَّانِ مِمَّنْ بَشَّرَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِوَاضِحِ الْبُرْهَانِ"

(6)

.

(1)

(ت 236 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ الإسلام، 5/ 908، سير، 11/ 36؛ المنجد، معجم ما ألف، ص 49.

(2)

هو: عمر بن حسن (ت 633 هـ). انظر: الذهبي، سير، 22/ 389. وكتابه: المستوفى في أسماء المصطفى. انظر: حاجي، كشف، 2/ 1675؛ البغدادي، هدية، 5/ 786؛ المنجد، معجم ما ألف، ص 39. وانظر مقدمة تحقيق: ابن دحية، الآيات البينات، ص 133 - 137.

(3)

أرجوزته توجد مخطوطة كما في فهرس برلين ص 114. انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 37.

(4)

هو: محمد بن طلحة، فقيه شافعي (ت 652 هـ). انظر: الذهبي، سير، 23/ 293. وكتابه: ختان النبي. توجد نسخة مخطوطة في الظاهرية (رقم: 28/ 1). انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 41.

(5)

هو: عمر بن أحمد ابن العديم، المؤرخ (ت 660 هـ). ورسالته هي: الكلام على ختان النبي. توجد نسخة مخطوطة في الظاهرية (1 - 5 ق). انظر: ياسين السواس، فهرس مجاميع المدرسة العمرية في دار الكتب الظاهرية، ص 145 - 146، خزانة التراث (71090). ووقف على الرسالتين ابن القيم. انظر: زاد المعاد، 1/ 81.

(6)

طُبع مرتان. الأولى: بتحقيق إبراهيم صالح، نشر: مؤسسة الرسالة، ط 2، 1407 هـ. الثانية: بتحقيق محمد أحمد، نشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1409 هـ.

ص: 283

وَكَذَا لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا "الْهَوَاتِفُ"

(1)

وَلِابْنِ دَرَسْتَوَيْهِ

(2)

"حَدِيثُ قَسِّ بْنِ سَاعِدَةَ"، وَلِهِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ "الْمَبْعَثُ"

(3)

، وَلأَبِي الخَطَّابِ (ابْنِ دِحْيَةَ)

(4)

وَغَيْرِهِ

(5)

"المِعْرَاجُ".

* * *

(1)

طُبع ضمن موسوعة ابن أبي الدنيا. انظر: 2/ 427، تحقيق: مصطفى عطا، نشر: المكتبة العصرية، ط 1، 1426 هـ.

(2)

هو: عبد الله بن جعفر النحوي (ت 347 هـ). انظر: الذهبي، سير، 15/ 531. أما عن كتابه فانظر: ابن النديم، فهرست، ص 100. وطبع بتحقيق: محمد عزيز شمس، ضمن كتاب روائع التراث، الهند، الدار السلفية، 1412 هـ.

(3)

وقف عليه ابن كثير. انظر: بداية، 9/ 59. 325، 336، 357، 364، ابن حجر، المعجم المفهرس، ص 78.

(4)

ساقط من ب. وكتابه: المنهاج في شرح حديث المعراج. انظر: السخاوي، الجواهر والدرر، 3/ 1253. وقد طبع بعنوان: الابتهاج في أحاديث المعراج، تحقيق: رفعت فوزي، نشر: مكتبة الخانجي، ط 1، 1417 هـ - 1996 م.

(5)

انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 78 - 83.

ص: 284

[مَنْ جَمَعَ دَلَائِلَ النُّبُوَّةِ وَنَحْوَهَا]

(1)

وَجَمَعَ دَلَائِلَ النُّبُوَّةِ كَثِيرُونَ، مِنْهُمْ: أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ

(2)

، وَثَابِتٌ السَّرَقُسْطِيُّ

(3)

، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرانِيُّ

(4)

، والتَّيْمِيُّ

(5)

، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ مَنْدَهْ

(6)

، وَأَبُو الشَّيْخِ ابْنُ حَيَّانَ

(7)

، وَأَبُو نُعَيْمٍ الأصْبَهَانِيُّ

(8)

، وَأَبُو بَكْرِ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا

(9)

، وَأَبُو أَحْمَدَ [ابْنُ]

(10)

الْعَسَّالِ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ المُفَسِّرُ

(11)

، وَأَبُو الْعَبَّاسِ الْمُسْتَغْفِرِيُّ

(12)

، وَأَبُو الأسْوَدِ

(1)

في هامش ب.

(2)

قال عنه ابن كثير: "وهو كتاب جليل". انظر: بداية، 6/ 462؛ الصفدي، الوافي، 1/ 7؛ السخاوي، الجواهر والدرر، 3/ 1252.

(3)

له: دلائل في الغريب وليس في النبوة! وقال ابن خير: "ويقال: إن قاسمًا وأباه ثابتًا اشتركا في تأليفه

". انظر: ابن خير، فهرسته، ص 241 - 244؛ الذهبي، سير، 14/ 563. وطبع في السعودية، نشر: دار العبيكان، تحقيق: محمد عبد الله القناص، ط 1، 1422 هـ - 2001 م.

(4)

في ب: الطبري، وهو تحريف. وللطبراني: دلائل النبوة، وهو في مجلد. انظر: الذهبي، سير، 16/ 128؛ الصفدي، الوافي، 1/ 7؛ السخاوي، الجواهر والدرر، 3/ 1252.

(5)

هو: إسماعيل بن محمد الأصبهاني، محدث (ت 535 هـ). انظر: الذهبي، سير، 20/ 80 - 88. وكتابه: الدلائل. طُبع في السعودية، نشر: دار العاصمة، بتحقيق: مساعد الراشد، ط 1، 1412 هـ.

(6)

انظر: السمعاني، المنتخب من معجم شيوخ، 2/ 766؛ ابن الأثير، أسد الغابة، 2/ 144.

(7)

في ب: حبان، وهو تصحيف. وكتابه في الدلائل مفقود.

(8)

طبع بتحقيق: محمد روَّاس وزميله، نشر: دار النفائس، ط 1، 1406 هـ.

(9)

انظر: الذهبي، سير، 13/ 402.

(10)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ. وهو: محمد بن أحمد القاضي الأصبهاني، محدث (ت 349 هـ). انظر: الذهبي، سير، 16/ 6 - 15.

(11)

انظر: ابن النديم، فهرست، ص 52؛ الحموي، معجم الأدباء، 5/ 308.

(12)

طبع عن نسخة باريس الناقصة، بتحقيق: أحمد فارس، نشر: دار النوادر، سوريا، ط 1، 1431 هـ - 2010 م.

ص: 285

عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ الْفَيْضِ

(1)

، وَأَبُو ذَرٍّ المَالِكِيُّ

(2)

، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ

(3)

وَهُوَ أَحْفَلُهَا

(4)

كَمَا بَيَّنْتُهُ فِي جُزْءٍ مُفْرَدٍ فِي خَتْمِهِ، وَكَذَا جَمَعَهَا مَعَ غَرَائِبِ الأحَادِيثِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلْدِيُّ

(5)

.

وَأَعْلامَ النُّبُوَّةِ: أَبُو مُحَمَّدِ ابْنُ قُتَيْبَةَ

(6)

، وَأَبُو دَاوُدَ

(7)

صَاحِبُ السُّنَنِ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ فَارِسٍ

(8)

، وَأَبُو الْحَسَنِ الْمَاوَرْدِيُّ الْفَقِيهُ

(9)

، وَقَاضِي الْجَمَاعَةِ أَبُو الْمُطَرِّفِ الْمَغْرِبِيُّ،

(10)

،

(1)

هو: شيخ ثقة (ت 321 هـ). انظر: ابن حيَّان، طبقات المحدثين بأصبهان، 4/ 280؛ الأصبهاني، تاريخ أصبهان، 2/ 79.

(2)

هو: مصعب بن محمد بن مسعود الأندلسي، نحوي (ت 604 هـ) انظر: الذهبي، سير، 21/ 477؛ الصفدي، الوافي، 1/ 7.

(3)

هو: دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة. طبع بتحقيق: عبد المعطي القلعجي، نشر: دار الكتب العلمية، 1405 هـ.

(4)

في جميع النسخ: أحفظها، والتصويب من: الإلمام في ختم السيرة. انظر: ص 75. والجزء هو: القول المرتقي في ختم دلائل النبوة للبيهقي. ذكره في: الضوء، 8/ 18، 9/ 109. وانظر: مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 135 - 136.

(5)

محدِّث (ت 278 هـ وقيل غير ذلك). انظر: ابن الجوزي، المنتظم، 12/ 300؛ الذهبي، سير، 13/ 411؛ ابن حجر، لسان، 1/ 123.

(6)

توجد نسخة مخطوطة في الظاهرية (رقم: 164 - حديث). انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 62. وانظر: الذهبي، سير، 13/ 297.

(7)

توجد نسخة مخطوطة في ألمانيا الشرقية في مكتبة دار العلوم الألمانية. انظر: عبد الله بن مساعد الزهراني في مقدمة تحقيق: المراسيل، لأبي داود، ص 21. وانظر: ابن حجر، تهذيب، 1/ 6؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 105.

(8)

ذكر الصفديُّ أنه في جزء لطيف. انظر: الوافي، 1/ 8.

(9)

طُبع بعناية: خالد العك، نشر: دار النفائس، ط 1، 1414 هـ -1994 م.

(10)

هو: عبد الرحمن بن محمد بن فُطَيْس، محدث (ت 402 هـ). وكتابه ذكره الذهبي. انظر: سير، 17/ 212؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 105.

ص: 286

وَالْعَلَاءُ مُغَلْطَايْ

(1)

.

وَالشَّمَائِلَ النَّبَوِيَّةَ: أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ

(2)

، وَأَبُو الْعَبَّاسِ المُسْتَغْفِرِيُّ

(3)

، وَأَبُو بَكْرِ ابْنُ طَرْخَانَ الْبَلْخِيُّ

(4)

.

وَكَتَبْتُ مِنْ شَرْحِ أَوَّلِهَا قِطْعَةً

(5)

وَرَأَيْتُ قِطْعَةً مِنْ مُسَوَّدَةٍ بِخَطِّ الْجَمَالِ ابْنِ (الظَّاهِرِيِّ)

(6)

كَالْمُسْتَخْرَجِ عَلَيْهَا.

وَالصِّفَةَ النَّبَوِيَّةَ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ

(7)

، وَأَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ

(8)

.

وَالأخْلَاقَ النَّبَوِيَّةَ: إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي

(9)

.

(1)

وقف عليه الصالحي. انظر: سبل الهدى والرشاد، 1/ 347.

(2)

طُبع بتحقيق: سيد عباس، نشر: دار الآرقم، بيروت.

(3)

انظر: الذهبي، سير، 17/ 564؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 51. 105، خزانة التراث (73883).

(4)

انظر: السخاوي، الإلمام، ص 77 ..

(5)

أي: شمائل الترمذي بعنوان: أقرب الوسائل في شرح الشمائل للترمذي. وقال: "كتب منه نحو مجلد". انظر: الضوء، 8/ 16؛ بدر العماش، الحافظ السخاوي، 1/ 236.

(6)

في ز: الظاهر. وهو: أحمد بن محمد الحلبي، محدث (ت 696 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ 15/ 834 - 835؛ السيوطي، طبقات الحفاظ، ص 512.

(7)

هو: وهب بن وهب، فقيه، أخباري، وهو متهم في الحديث (ت 200 هـ). وكتابه في صفة النبي صلى الله عليه وسلم نسبه له: ابن النديم، فهرست، ص 161؛ الحموي، معجم الأدباء، 5/ 577.

(8)

طبع بتحقيق: أحمد البزرة، نشر: دار المأمون، المدينة المنورة، ط 1.

(9)

هو: إسماعيل بن إسحاق الأزدي، قاضي بغداد (ت 282 هـ). انظر: الذهبي، سير، 13/ 339؛ ابن فرحون، الديباج المذهب، 1/ 248. وعن كتابه. انظر: الصفدي، الوافي، 1/ 8، ابن حجر، المعجم المفهرس، ص 80.

ص: 287

وَصِفَةَ نَعْلِهِ الشَّرِيفِ: أَبُو الْيُمْنِ ابْنُ عَسَاكِرَ

(1)

.

* * *

(1)

هو: عبد الصمد بن عبد الوهاب الدمشقي، محدث (ت 687 هـ). انظر: ابن شاكر الكتبي، فوات الوفيات، 1/ 665. وتوجد نسخة مخطوطة في الظاهرية (رقم: 4581). انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 233. وانظر: السخاوي، المقاصد الحسنة، ص 155.

ص: 288

[مَنْ أَلَّفَ في الطِّبِّ النَّبَوِيِّ]

(1)

وَالْهَدْيَ النَّبَوِيَّ (الشَّرِيفَ)

(2)

: ابْنُ الْقِيَمِ

(3)

وَغَيْرُهُ

(4)

، وَلِأَبِي نُعَيْمٍ

(5)

، وَالمُسْتَغْفِرِيِّ

(6)

، وَالضِّيَاءِ المَقْدِسِيِّ

(7)

"الطِّبُّ النَّبَوِيُّ".

وَلِلْقَاضِي عِيَاضٍ "الشِّفَا بِتَعْرِيفِ حُقُوقِ الْمُصْطَفَى"

(8)

وَقَدْ شَرَحْتُ شَأْنَهُ وَبَيَانَ مَنْ كَتَبَ عَلَيْهِ فِي مُؤَلَّفٍ لِي فِي خَتْمِهِ

(9)

.

وَلَأَبِي الرَّبِيعِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَبْعٍ السَّبْتِيِّ

(10)

"شِفَاءُ الصُّدُورِ"

(11)

فِي مُجَلَّدَاتٍ

(12)

، وَاخْتَصَرَهُ بَعْضُ الأَئِمَّةِ

(13)

، وَفِيهِ مَنَاكِيرُ كَثِيرَةٌ.

(1)

في هامش ب.

(2)

ليست في باقي النسخ.

(3)

انظر: زاد المعاد، المجلد الرابع كاملًا.

(4)

انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 298 - 300.

(5)

طبع بتحقيق: مصطفى خضر، نشر: دار ابن حزم، بيروت، ط 1، 1427 هـ -2006 م.

(6)

طبع في طهران 1293 هـ. انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 299. وتوجد نسخة مخطوطة المكتبة الوطنية الإيرانية (كتابخانة ملي) (رقم: 609/ م).

(7)

طبع بتحقيق: مجدي فتحي، نشر: دار الصحابة للتراث، مصر، ط 1، 1409 هـ - 1989 م.

(8)

طبع عدة مرات منها: طبعة مكتبة البابي الحلبي، القاهرة 1369 هـ.

(9)

للسخاوي: الانتهاض في ختم الشفا لعياض، طبع في: دار البشائر الإسلامية، 1421 هـ.

(10)

فقيه محدث. انظر: ابن الأبار؛ التكملة لكتاب الصلة، 2/ 160، البغدادي، هدية، 5/ 401.

(11)

انظر: حاجي، كشف 2/ 1050؛ البغدادي، هدية 5/ 401؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 106. والكتاب موسوعة في الحديث والسير وفقد أكثره، وتوجد قطعة من الجزء الأول في الخزانة العامة بالرباط (1383). انظر: مجلة دعوة الحق، المغرب، عدد 200. وانظر: خزانة التراث (77039).

(12)

في الجواهر والدرر: مجلد. انظر: 3/ 1253.

(13)

توجد نسخة من ورقتين (162 - 163 ق) لِمُخْتَصِر مجهول. انظر: ياسين السواس، فهرس =

ص: 289

وَلِأبِي الْفَرَجِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ "الْوَفَا بِالتَّعْرِيفِ بِالْمُصْطَفَى"

(1)

، وَلِابْنِ المُنيِّرِ

(2)

"الاقْتِفَا"

(3)

، وَلِأبِي سَعْدٍ النَّيْسَابُورِيِّ

(4)

"شَرَفُ المُصْطَفَى"

(5)

فِي مُجَلَّدَاتٍ، وَلِجَعْفَرٍ الْفِرْيَابِيِّ "الْمُعْجِزَاتُ

(6)

وَتَكْثِيرُ

(7)

الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ" وَكَذَا لِغَيْرِهِ "المُعْجِزَاتُ"

(8)

.

وَلِجَمَاعَةٍ: كَالمَاوَرْدِيِّ، وَابْنِ سَبْعٍ

(9)

، وَالجَلَالِ البُلْقِينِيِّ "الخَصَائِصُ"

(10)

.

وَلَأبِي أَحْمَدَ الْعَسَّالِ، وَأَبِي الشَّيْخِ ابْنِ حَيَّانَ "خُطَبُهُ صلى الله عليه وسلم"

(11)

.

وَأَفْرَدَ بَعْضُهُمْ خُطْبَةَ الْوَدَاعِ

(12)

وَهِيَ -فِيمَا قَالَ ابْنُ بَشْكُوَالَ- آخِرُ خُطَبِهِ.

= مجاميع المدرسة العمرية، ص 41. أما المنجد فجعل المُخْتَصِر سليمانَ السبتي! وأفاد أنه توجد نسخة في دار الكتب (رقم: 168). انظر: معجم ما ألف، ص 190.

(1)

طُبع بتحقيق: مصطفى عبد الواحد، نشر: دار الكتب الحديثة، القاهرة، 1966 م.

(2)

هو: أحمد بن محمد الإسكندراني، فقيه مالكي (ت 683 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 15/ 490؛ ابن فرحون، الديباج، 1/ 213.

(3)

الاقتفا في فضائل المصطفى. انظر: حاجي، كشف، 1/ 136؛ البغدادي، هدية، 5/ 99.

(4)

هو: عبد الملك بن محمد المعروف بالخَرْكُوْشي (ت 407 هـ). انظر: الذهبي، سير، 17/ 256.

(5)

طبع بتحقيق: نبيل هاشم، نشر: دار البشائر الإسلامية، ط 1، 2003 م.

(6)

انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 64، 77.

(7)

في باقي النسخ: تكرير، وهو تحريف. والكتاب هو: دلائل النبوة مما كان صلى الله عليه وسلم يدعو في الشيء القليل من الطعام فيحصل فيه البركة. توجد نسخة مخطوطة في دار الكتب الظاهرية (السيرة 27، ق 1 - 17). وطبع بتحقيق: عامر صبري، نشر: دار حراء، مكة المكرمة، ط 1، 1406 هـ.

(8)

انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 75 - 77.

(9)

انظر: فتح المغيث، 4/ 74، خزانة التراث (80069).

(10)

انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 187 - 188.

(11)

انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 292 - 293.

(12)

لابن حزم الظاهري حجة الوداع، نشر: بيت الأفكار الدولية، الرياض، ط 1، 1998 م. ولأبي العباس نصر بن خضر الإربلي الشافعي (ت 619 هـ). وقال حاجي: "قال الصغاني: إن من الكتب الموضوعة خطبة الوداع المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: كشف، 1/ 715، البغدادي، هدية، 6/ 491.

ص: 290

بَلْ لِبَعْضِهِمْ: "كَلِمَاتُهُ الْمُفْرَدَةُ".

وَلِلطَّبَرَانِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بْنِ مَنْدَهْ "كُتُبُ

(1)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم".

(وَكَذَا لِعُمَارَةَ بْنِ زَيْدِ

(2)

"مُكَاتَبَاتُهُ صلى الله عليه وسلم لِلْأَشْرَافِ وَالمُلُوكِ")

(3)

.

وَلِغَيْرِهِمْ

(4)

"الوَفَاةُ النَّبَوِيَّةُ"

(5)

. وَللْبَيْهَقِي "حَيَاةُ الأَنْبِيَاءِ فِي قُبُورِهِمْ"

(6)

.

وَلِآخَرِينَ

(7)

: "فَضْلُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" كَإِسْمَاعِيلَ القَاضِي

(8)

، وَأَبِي بَكْرِ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ

(9)

، وَمَنْ سَرَدْتُ أَسْمَاءَهُمْ فِي خَاتِمَةِ كِتَابِي

(10)

"الْقَوْلُ الْبَدِيعُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْحَبِيبِ [الشَّفِيعِ] "

(11)

.

وَلِخَلْقٍ كَمَا سَيَأْتِي: "أَصْحَابُهُ" مَعَ بَيَانِ مَنْ أَفْرَدَ مِنْهُمْ: "أَرْدَافُهُ"

(12)

وَ"أَزْوَاجُهُ"

(13)

(1)

في ق، ز: نسب، وهو تحريف.

(2)

انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 164 - 165.

(3)

ليست في ب.

(4)

في ب: ولغيرهما.

(5)

انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 236 - 237.

(6)

طُبع عدة مرات منها بتحقيق: سيد عباس، نشر: مكتبة السنة، القاهرة، 1419 هـ.

(7)

انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 303 - 311.

(8)

طُبع بتحقيق: الألباني، نشر: المكتب الإسلامي، دمشق، 1389 هـ.

(9)

انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 309. وطبع بتحقيق: حسين شكري، نشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 2010 م.

(10)

انظر: ص 367 - 369.

(11)

ليست في أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: عنوان الكتاب المطبوع.

(12)

الرِّدْف: الراكب خلف الراكب. انظر: الفيروزآبادي، قاموس، 2/ 1083 (مادة: ردف). ومنها: معرفة أسامي أرداف النبي عليه السلام لابن مَنْده يحيى بن عبد الوهاب (ت 511 هـ). طبع بعناية: يحيى مختار، نشر، مؤسسة الريان، ط 1، 1410 هـ - 1990 م.

(13)

انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 219 - 223.

ص: 291

- (مِمَّنْ جَمَعَهُنَّ الدِّمْيَاطِيُّ

(1)

- وَ "كُتَّابُهُ")

(2)

وَ"مَوَالِيهِ"

(3)

.

وَكُتَّابَهُ

(4)

: (مِمَّنْ جَمَعَهُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَدِيدَةَ؛ وَسَمَّاهُ: "الْمِصْبَاحُ الْمُضِيُّ فِي كُتَّابِ النَّبِيِّ")

(5)

.

إِلَى غَيْرِهَا مِمَّا لَوْ حَصَلَ التَّصَدِّي لِجَمْعِهِ كُلِّهِ فِي كِتَابٍ لَكَانَ فِي عِشْرِينَ مُجَلَّدًا فَأَكْثَرَ.

* * *

(1)

كتابه: نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاده

طبع بتحقيق: فهمي سعد، نشر: عالم الكتب، 1417 هـ - 1997 م.

(2)

ساقط من ب.

(3)

للسخاوي: الفخر المتوالي فيمن انتسب للنبي صلى الله عليه وسلم من الخدم والموالي، تحقيق: مشهور حسن، نشر: مكتبة المنار، الأردن، 1407 هـ - 1987 م.

(4)

انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 160.

(5)

هذه الفقرة ساقطة من ب. وقد طبع الكتاب، نشر: عالم الكتب، ط 2، 1405 هـ.

ص: 292

[قَصَصُ الأَنْبِيَاءِ]

(1)

وَأَمَّا قَصَصُ الأنْبِيَاءِ: فَفِي "الْمُبْتَدَأُ" لِمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ الْمُطَّلبِيِّ صَاحِبِ "السِّيرَةُ النَّبَوِيَّةُ"، وَلِأَبِي حُذَيْفَةَ إِسْحَاقَ بْنِ بِشْرٍ الْبُخَارِيِّ

(2)

، وَأَفْرَدَهَا وَثِيمَةُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفُرَاتِ

(3)

(فِي مُجَلَّدَيْنِ)

(4)

وَكَذَا أَفْرَدَهَا أَبُو إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيُّ

(5)

وَآخَرُونَ كَالكِسَائِيِّ أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ

(6)

. بَلْ وَفِي جُمْلَةِ "تَارِيخَيْ" ابْنِ جَرِيرٍ وَابْنِ عَسَاكِرَ، وَ"الْبِدَايَةُ" لِابْنِ كَثِيرٍ، وَلِلْجَمَالِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ (أَبِي)

(7)

المَنْصُورِ المَالِكِيِّ [صَاحِبِ]

(8)

"بَدَائِعُ البَدَائِهِ".

* * *

(1)

في هامش ب.

(2)

قَصَّاص تالف (ت 206 هـ). وكتابه: المبتدأ. قال الذهبيُّ: "وهو كتاب مشهور في مجلَّدتين، ينقل منه ابن جرير فَمَنْ دُونه، حَدَّث فيه ببلايا وموضوعات". انظر: سير، 9/ 478. والجزء الرابع منه في الظاهرية. انظر: ياسين السواس، فهرس مجاميع العمرية، ص 366؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 99، خزانة التراث (58109).

(3)

في ق: الفوات، وهو تحريف. وهو: الفارسي نزيل مصر، متهم بالكذب (ت 237 هـ). انظر: الذهبي، ميزان، 7/ 120. أما بروكلمان فقد نسب الكتاب لابنه عمارة (ت 289 هـ)، والجزء الأخير من كتابه: بدء الخلق وقصص الأنبياء، في الفاتيكان (ثالث 165). انظر: بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، 3/ 45.

(4)

ساقط من ب.

(5)

سبق الإشارة إليه.

(6)

كتابه: المبتدأ في قصص الأنبياء، حققه: بندر فيحان، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى، 1428 هـ. أما الكسائي فغير معروف لكنه عاش ما بين (250 - 350 هـ). هذا وقد توهم حاجي فظنه علي بن حمزة النحوي! وتبعه البغدادي. انظر: كشف، 2/ 1327؛ هدية، 5/ 668.

(7)

ساقط من ب، ق.

(8)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 293

‌{[الصَّحَابَةُ]

(1)

}

وَأَمَّا الصَّحَابَةُ: فِفِيهِ

(2)

تَوَالِيفُ جَمَّةٌ، كَعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ فِي كِتَابِهِ "مَعْرِفَةُ مَنْ نَزَلَ مِنَ الصَّحَابَةِ سَائِرَ الْبُلْدَانِ"

(3)

وَهُوَ فِي خَمْسَةِ أَجْزَاءٍ -فِيمَا قَالَهُ الْخَطِيبُ- يَعْنِي لَطِيفَةً، وَكَالْبُخَارِيِّ

(4)

.

وَقَالَ شَيْخُنَا

(5)

: "إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ فِيهِ فِيمَا عَلِمَ".

وَكَالتِّرْمِذِيِّ

(6)

، وَمُطَيَّنٍ

(7)

، وَأَبِي بَكْرِ ابْنِ أَبِي دَاوُدَ

(8)

، وَعَبْدَانَ

(9)

، وَأَبِي عَلِيِّ ابْنِ السَّكَنِ فِي "الْحُرُوفُ"

(10)

، وَأَبِي حَفْصِ ابْنِ شَاهِينَ

(11)

، وَأَبِي مَنْصُورٍ

(1)

في هامش ب. ولمزيد من التفاصيل انظر: محمد الشيباني، معجم ما ألف عن الصحابة وأمهات المؤمنين وآل البيت رضي الله عنهم.

(2)

في أ: ففي، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

انظر: الذهبي، سير 11/ 60؛ السخاوي، فتح المغيث، 4/ 5؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 127.

(4)

انظر: حاجي، كشف، 1/ 89.

(5)

انظر: الإصابة، 1/ 153.

(6)

هو: تسمية أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم؛ طبع بتحقيق: عماد الدين حيدر، نشر: دار الجنان، بيروت، 1406 هـ - 1986 م.

(7)

هو: محمد بن عبد الله الحَضْرَمي، محدث (ت 297 هـ). انظر: الذهبي، سير، 14/ 41. وعن كتابه انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 5؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الأول، ص 320.

(8)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 5.

(9)

هو: عَبْدان المروزي، محدث (ت 293 هـ). انظر: الذهبي، سير، 14/ 13؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة ص 126؛ السخاوي، فتح المغيث 4/ 5؛ بدر العماش، السخاوي وجهوده 2/ 779.

(10)

هو: الحروف في أسماء الصحابة. انظر: ابن عبد البر، الاستيعاب 1/ 23؛ ابن خير، فهرسته، ص 215؛ بدر العماش، السخاوي وجهوده، 2/ 779.

(11)

في أ: جاهين، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: ترجمته. وعن كتابه انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 5، ابن الملقن، البدر المنير، 6/ 233، 246.

ص: 294

البَاوَرْدِيِّ

(1)

، وَأَبِي حَاتِمِ ابْنِ حِبَّانَ

(2)

، وَأَبِي العَبَّاسِ الدَّغُولِيِّ

(3)

، وَأَبِي نُعَيْمٍ

(4)

، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ ابْنِ مَنْدَهْ

(5)

.

وَ"الذَّيْلُ"

(6)

عَلَيْهِ لِأبِي مُوسَى الْمَدِينِيِّ، وَكَأَبِي عُمَرَ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ فِي "الِاسْتِيعَابُ".

وَ"الذَّيْلُ" عَلَيْهِ لِجَمَاعَةٍ، كَأَبِي إِسْحَاقَ ابْنِ الأمِينِ

(7)

وَأَبِي بَكْرِ ابْنِ فَتْحُونَ

(8)

وَهُمَا مُتَعَاصِرَانِ، وَثَانِيهُمَا أَحْسَنُهُمَا

(9)

.

وَاخْتَصَرَ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْخَلِيلِيُّ "الِاسْتِيعَابُ"

(1)

في ق، ز: البارودي، وهو تحريف. انظر: ابن حجر، الإصابة، 1/ 3؛ السخاوي، فتح المغيث، 4/ 5.

(2)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 5. وتوجد نسخة مخطوطة في عارف حكمت (رقم: 239 - مجاميع). انظر: المنجد، معجم ما ألف، ص 145؛ سزكين، تاريخ التراث 1/ القسم الأول، ص 383. وقد طبع كتابه بعنوان: تاريخ الصحابة، تحقيق: بوران الضناوي، . نشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1408 هـ - 1988 م.

(3)

هو: محمد بن عبد الرحمن السَّرْخَسِي، محدث (ت 325 هـ). انظر: الذهبي، سير، 14/ 557، السخاوي، فتح المغيث، 4/ 5.

(4)

هو: معرفة الصحابة. تحقيق: محمد راضي، نشر: مكتبة الدار، المدينة المنورة، ط 1، 1408 هـ - 1988 م.

(5)

طبع بتحقيق: عامر صبري، نشر: مطبوعات جامعة الإمارات، ط 1، 1426 هـ - 2005 م.

(6)

انظر: ابن رجب، ذيل، 3/ 27؛ الذهبي، سير، 21/ 154، حاجي، كشف، 1/ 89.

(7)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 6.

(8)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 6، 17، 50، 53، 139، 233، 234؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 203.

(9)

في أ: أحسن، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 295

وَسمَّاهُ: "إِعْلَامُ الْإِصَابَةِ

(1)

بِأَعْلَامِ الصَّحَابَةِ"

(2)

.

فِي آخَرِينَ يَعْسُرُ حَصْرُهُمْ: كَأَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الطَّبَرِيِّ

(3)

، وَأَبَوَيِ الْقَاسِمِ: الْبَغَوِيِّ

(4)

وَالعُثْمَانِيِّ

(5)

، وَأَبِي الحُسَيْنِ ابْنِ قَانِعٍ

(6)

فِي "مَعَاجِيمِهِمْ". وَكَذَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ الْكَبِيرِ"[خَاصَّةً]

(7)

.

ثُمَّ الْعِزُّ أَبُو الْحَسَنِ ابْنُ الْأَثِيرِ -أَخُو صَاحِبِ "النِّهَايَةُ"- فِي كِتَابِهِ "أُسْدُ الْغَابَةِ" جَمَعَ فِيهِ بَيْنَ عِدَّةٍ مِنَ الْكُتُبِ السَّابِقَةِ: كَابْنِ مَنْدَهْ، وَأَبِي نُعَيْمٍ، وَابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ، وَ"ذَيْلُ" أَبِي مُوسَى، وَعَوَّلَ عَلَيْهِ مَنْ جَاءَ بَعْدَهُ، حَتَّى أَنَّ كُلًّا مِنَ النَّوَوِيِّ وَالْكَاشْغَرِيَّ اخْتَصَرَهُ

(8)

، وَاقْتَصَرَ الذَّهَبِيُّ عَلَى "تَجْرِيدِهِ"

(9)

، وَزَادَ عَلَيْهِ الْعِرَاقِيُّ عِدَّةَ أَسْمَاءٍ

(10)

.

وَكَذَا لِأَبِي الْعَبَّاسِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعْتَزِّ المُسْتَغْفِرِيِّ مُؤَلَّفٌ فِي

(1)

في ب: الصحابة، وهو تحريف.

(2)

في أ: الصحبة، والتصويب من باقي النسخ. وانظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 6؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 203. وتوجد نسخة في مركز المخطوطات والتراث والوثائق، الكويت، (عدد الأوراق 237). وانظر: الشيباني، معجم ما ألف عن الصحابة، ص 48، خزانة التراث (75764).

(3)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 6.

(4)

هو: معجم الصحابة. طُبع بتحقيق: محمد الأمين الجكني، نشر: دار البيان، الكويت، ط 1، 1421 هـ - 2000 م.

(5)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 6.

(6)

طبع بتحقيق: صلاح سالم، نشر: مكتبة الغرباء الأثرية، المدينة المنورة، ط 1، 1418 هـ - 1997 م.

(7)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(8)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 7؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 204.

(9)

طبع قديمًا في حيدرآباد، 1315 هـ - 1895 م.

(10)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 7.

ص: 296

"الصَّحَابَةُ"

(1)

.

وَلِأَبِي أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيِّ فِيهِ كِتَابٌ رَتَّبَهُ عَلَى الْقَبَائِلِ

(2)

.

وَلِأَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ سَعِيدِ الحِمْصِيِّ "مَنْ نَزَلَ مِنْهُمْ حِمْصَ"

(3)

خَاصَّةً، وَلِمُحَمَّدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْجِيزِيِّ "مَنْ نَزَلَ مِنْهُمْ مِصْرَ"

(4)

.

وَلِلْمُحِبِّ الطَّبَرِيِّ "الرِّيَاضُ النَّضِرَةُ فِي مَنَاقِبِ الْعَشْرَةِ"

(5)

.

وَلِأَبِي مُحَمَّدِ ابْنِ الْجَارُودِ "الْآحَادُ"

(6)

مِنْهُمْ.

وَلِأَبِي زَكَرِيَّا ابْنِ مَنْدَهْ "أَرْدَافُهُ"

(7)

مِنْهُمْ، وَكَذَا "مَنْ عَاشَ مِنْهُمْ مِئَةً وَعِشْرِينَ (سَنَةً) "

(8)

.

(1)

انظر: الذهبي، سير، 17/ 564؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 51؛ أحمد فارس، مقدمة تحقيق: المُسْتَغْفري، فضائل القرآن، 1/ 97 - 98.

(2)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 7؛ الكتاني، الرسالة، ص 126؛ بدر العماش، السخاوي وجهوده، 2/ 779.

(3)

انظر: ابن عساكر، تاريخ، 36/ 229 - 230؛ الذهبي، سير، 15/ 266 - 267؛ السخاوي، فتح المغيث، 4/ 7؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 212.

(4)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 7. وقام عبد الفتاح فتحي بجمع روايات الكتاب من المصادر ودراستها. انظر: التاريخ والمؤرخون في مصر والأندلس، 1/ 352 - 385.

(5)

طُبع بتحقيق: عيسى الحميري، نشر: دار الغرب الإسلامي، ط 1، 1996 م.

(6)

ذكر ابن عبد البر أنه من موارده. انظر: ابن عبد البر، الاستيعاب، 1/ 23؛ ابن خير، فهرسته، ص 268، السخاوي، فتح المغيث، 4/ 7؛ المنجد، معجم ما ألف، ص 141.

(7)

سبق الإشارة.

(8)

ساقط من باقي النسخ. والكتاب طبع بتحقيق: مشهور حسن، نشر: مؤسسة الريان، بيروت، ط 1، 1413 هـ - 1992 م.

ص: 297

وَلِأبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بْنِ الْمُثَنَّى

(1)

وَزُهَيْرِ بْنِ الْعَلَاءِ الْعَبْسِيِّ

(2)

وَغَيْرِهِمَا "أَزْوَاجُهُ".

وَسَمَّى الْمُحِبُّ الطَّبَرِيُّ كِتَابَهُ فِيهِنَّ: "السِّمْطُ الثَّمِينُ فِى مَنَاقِبِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ"

(3)

.

وَلِغَيْرِهِمْ "مَوَالِيهِ"، وَكَذَا "كُتَّابُهُ".

وَلِلْخَطِيبِ "مَنْ رَوَى مِنْهُمْ عَنِ التَّابِعِينَ"

(4)

.

وَلَأَبِي الفَتْحِ الأَزْدِيِّ "مَنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ (مِنْهُمْ)

(5)

سِوَى وَاحِدٍ"

(6)

.

وَلِلْحَافِظِ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيِّ "الْإِصَابَةُ لِأَوْهَامٍ حَصَلَتْ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ لِأَبِي نُعَيْمٍ"

(7)

فِي جُزْءٍ كَبِيرٍ.

وَلِخَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ

(8)

، وَمُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ

(9)

، وَيَعْقُوبَ بْنِ سُفْيَانَ

(10)

، وَأَبِي بَكْرِ

(1)

له: تسمية أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأولاده، طبع بتحقيق: كمال يوسف الحوت، نشر: دار الجنان، بيروت، ط 2، 1410 هـ - 1990 م.

(2)

انظر: الذهبي، الميزان، 3/ 122؛ ابن حجر، لسان، 2/ 492.

(3)

طبع عدة مرات منها بعناية: محمد قطب، نشر دار الحديث، القاهرة، 1408 هـ - 1987 م.

(4)

أي: من روى من الصحابة عن التابعين. انظر: ابن كثير، بداية، 16/ 29؛ السخاوي، فتح المغيث، 4/ 127.

(5)

ساقط من ب.

(6)

هو: المخزون في علم الحديث، طبع بتحقيق: محمد إقبال، نشر: الدار العلمية، الهند، ط 1، 1408 هـ - 1988 م.

(7)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 7. وفي أ: ولأبي نُعيم، والواو خطأ ..

(8)

قال أكرم العمري: "ولم يصل إلينا من مصنفاته إلا كتاباه اللذان عرف بهما: "الطبقات" و"التأريخ". انظر: مقدمة تحقيق: ابن خياط، تاريخ، ص 13.

(9)

في كتابه: الطبقات.

(10)

هو: الفسوي، صاحب: المعرفة والتاريخ.

ص: 298

ابْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ

(1)

وَغَيْرِهِمْ، فِي كُتُبٍ لَمْ يَخُصَّهَا بِهِمْ، بَلْ يَضُمُّ مَنْ بَعْدَهُمْ إِلَيْهِمْ.

وَكِتَابُ شَيْخِنَا الْمُسَمَّى بِـ "الإِصَابَةُ" جَامِعٌ لِمَا تَفَرَّقَ مِنْهَا مَعَ تَحْقِيقٍ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يُكْمَلْ

(2)

.

* * *

(1)

يقصد كتابه: التاريخ الكبير.

(2)

في هامش ب ما نصّه مُطوَّلًا: "قوله: ولكنه لم يكمل، قال الشيخ [برهان] * الدين أبو الحسن إبراهيم بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي في كتابه "عنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران" في ترجمة شيخه الحافظ ابن حجر عند تعداده لمصنفاته: والإصابة في تمييز الصحابة في ثلاث مجلدات، كَمُل وبيض منه نحو النصف، وهو يشتمل على أربعة أقسام في كل حرف منه؛ الأول: من جاء ذكره أو روايته في حديث أو حكاية؛ الثاني: من له رؤية فقط؛ الثالث: من أدرك الجاهلية والإسلام ولم يرد في خبر أنه اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ الرابع: من ذُكر في كتب من صَنَّف في الصحابة أو خُرِّج في المسانيد على سبيل الغلط والذهول، وبيان ذلك وتحقيقه بما لم يُسْبق إليه. انتهى. أقول: وقد رأيت منها نسخة كاملة بخط الخيضري -تلميذ المؤلف- أيضًا عند شيخنا الشيخ إبراهيم الكردي [خليفة القشاشي] * بالمدينة المنورة نهار الجمعة [3] * من المحرم سنة [1084] * وهذا شاهد بإكماله، ولعل قوله: لم يكمل؛ أي التبيض ثم بيض". انتهى.

* غير مقروءة في هامش ب، والزيادة من: ق، ص 175. وما نقل عن البقاعي في كتابه:"عنوان الزمان" انظر: 1/ 143 - 144.

ص: 299

‌{[الخُلَفَاءُ]

(1)

}

وَأَمَّا تَارِيخُ الْخُلَفَاءِ: وَهُمْ مِنَ الصَّحَابَةِ سِتَّةٌ سِوَى ابْنِ الزُّبَيْرِ.

وَمِنْ بَنِي أُمَيَّةَ إِلَى مَرْوَانَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ، سِوَى عُثْمَانَ.

وَمِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ إِلَى وَقْتِنَا هَذَا بِضْعٌ وَخَمْسُونَ.

وَمِنَ الْمَرْوَانِيِّينَ بِالأَنْدَلُسِ جَمَاعَةٌ.

(وَ)

(2)

مِنَ العُبَيْدِيِّينَ الفَاطِمِيِّينَ

(3)

بِمِصْرَ أَحَدَ عَشَرَ، سِوَى ثَلَاثَةٍ بِالْمَغْرِبِ؛ أَوَّلُهُمْ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَهْدِيُّ، بُويِعَ لَهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِئَتَيْنِ، وَكَانَ خُرُوجُهُ مِنَ الْقَيْرَوَانِ، وَكَانَ ظُهُورُهُ إِذْ ذَاكَ فِي خِلَافَةِ الْمُقْتَدِرِ بِاللهِ الْعَبَّاسِيِّ -وَهُوَ بِبَغْدَادَ- فَأَقَامَ بِالْمَغْرِبِ دَوْلَتَهُ. ثُمَّ الْقَائِمُ بِاللهِ بَعْدَهُ، ثُمَّ الْمَنْصُورُ ابْنُهُ، وَأَقَامَ بَاقِيهِمْ بِمِصْرَ.

فَأَوَّلُهُمْ بِهَا: الْمُعِزُّ لِدِينِ اللهِ أَبُو تَمِيمٍ الْمَعَدُّ بْنُ (الْمَنْصُورِ)

(4)

إِسْمَاعِيلَ بْنِ (القَائِمِ)

(5)

مُحَمَّدٍ المَهْدَوِيِّ (العُبَيْدِيُّ صَاحِبُ المَغْرِبِ)

(6)

. بُويِعَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ بَعْدَ أَبِيهِ الْمَنْصُورِ بِالْمَهْدِيَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِ مِئَةٍ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مِصْرَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَثَلَاثِ مِئَةٍ وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، وَهُوَ الَّذِي بَنَى الْقَاهِرَةَ وَأُضِيفَتْ إِلَيْهِ؛

(1)

في هامش ب.

(2)

ساقط من ق، ز.

(3)

في ق، ز: والفاطميين، والواو خطأ. وعن بني عُبيد انظر: الذهبي، سير، 15/ 141 - 215.

(4)

ساقط من ب.

(5)

ساقط من باقي النسخ.

(6)

ساقط من باقي النسخ.

ص: 300

(فَيُقَالُ لَهَا الْقَاهِرَةُ الْمُعِزِّيَّةُ)

(1)

وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَثَلَاثِ مِئَةٍ، وَعَاشَ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ عَامًا وَتِسْعَةَ أَشْهُرٍ، وَمَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ فِي رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَثَلَاثِ مِئَةٍ، وَدُفِنَ بِقَرَافَةِ مِصْرَ

(2)

.

وَآخِرُ الْفَاطِمِيِّينَ: الْعَاضِدُ لِدِينِ اللهِ. مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِ مِئَةٍ، وَدُفِنَ [بِالْقَصْرِ]

(3)

-الْمَكَانِ الْمَعْرُوفِ بِدَارِ الضَّرْبِ

(4)

مِنَ الْقَاهِرَةِ- كَمَا أَشَرْتُ لِذَلِكَ فِي كُرَّاسَةٍ لَسْنَا بِصَدَدِ تَحْقِيقِهِ هُنَا.

* * *

(1)

ساقط من ب.

(2)

هي: مقبرة كانت محلة نزلها القرافة فعرفت بهم. انظر: ابن الأثير، اللباب، 3/ 22.

(3)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

دار الضَّرْب: هو المكان الذي كانت تصك فيه العملات المعدنية. انظر: مصطفى الخطيب، معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص 172 - 173. وعن تفاصيل هذه الدار انظر: المقريزي، الخطط، 2/ 286، 355.

ص: 301

[نَسَبُ بَنِي عُبَيْدٍ]

(1)

فَائِدَةٌ: كَانَ ابْنُ خَلْدُونَ يَجْزِمُ بِصِحَّةِ نَسَبِ بَنِي عُبَيْدٍ -الَّذِينَ كَانُوا خُلَفَاءَ بِمِصْرَ وَشُهِرُوا بِالْفَاطِمِيِّينَ- إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه وَيُخَالِفُ غَيْرَهُ فِي ذَلِكَ، وَيَدْفَعُ مَا نُقِلَ عَنِ الْأَئِمَّةِ مِنَ الطَّعْنِ فِي نَسَبِهِمْ، وَيَقُولُ

(2)

: "إِنَّمَا كَتَبُوا ذَلِكَ الْمَحْضَرَ مُرَاعَاةً لِلْخَلِيفَةِ الْعَبَّاسِيِّ".

قَالَ شَيْخُنَا

(3)

: "وَابْنُ خَلْدُونَ كَانَ لِانْحِرَافِهِ عَنْ آلِ عَلِيٍّ يُثْبِتُ نِسْبَةَ الْفَاطِمِيِّينَ إِلَيْهِمْ؛ لِمَا اشْتُهِرَ مِنْ سُوءِ مُعْتَقَدِ الْفَاطِمِيِّينَ، وَكَوْنِ بَعْضِهِمْ نُسِبَ إِلَى الزَّنْدَقَةِ وَادَّعَى الْإِلَهِيَّةَ كَالْحَاكِمِ، وَبَعْضِهِمْ فِي الْغَايَةِ مِنَ التَّعَصُّبِ لِمَذْهَبِ

(4)

الرَّفْضِ، حَتَّى قُتِلَ فِي زَمَانِهِمْ جَمْعٌ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ. وَكَانَ (يُصِرَّحُ)

(5)

بِسَبِّ الصَّحَابَةِ فِي جَوَامِعِهِمْ وَمَجَامِعِهِمْ. فَإِذَا كَانُوا بِهَذِهِ الْمَثَابَةِ، وَصَحَّ أَنَّهُمْ مِنْ آلِ عَلِيٍّ حَقِيقَةً، الْتَصَقَ بِآلِ عَلِيٍّ الْعَيْبُ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ أَسْبَابِ النُّفْرَةِ عَنْهُمْ، نَسْأَلُ اللهَ السَّلَامَةَ"

(6)

.

(1)

في هامش ب.

(2)

قال ابن خلدون: "وأولهم عُبيد الله المهدي

ابن جعفر الصادق، ولا عبرة بمن أنكر هذا النسب من أهل القيروان وغيرهم، وبالمَحْضر الذي ثبت ببغداد أيام القادر بالطعن في نسبهم، وشَهِدَ فيه أعلام الأئمة

". انظر: تاريخه، 1/ 1443.

(3)

انظر: رفع الإصر عن قضاة مصر، ص 237.

(4)

في ب: بمذهب.

(5)

كذا في جميع النسخ، وفي رفع الإصر: يُصرِّحون.

(6)

قال أحمد باشا تيمور: "وهو استنتاج غريب، فإن من يطالع تاريخ ابن خلدون لا يرى فيه انحرافًا عن آل عليٍّ، وإن كان خالف المؤرخين في إثبات نسب الفاطميين فقد خالفهم في كثير غيره

". إلخ كلامه. انظر: تعليقه على نسخة ق، ص 72.

ص: 302

وَلِأبِي

(1)

بِشْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الدُّولَابِيِّ

(2)

، وَأَبِي بَكْرِ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا

(3)

فِي آخَرِينَ: كَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الرَّازِيِّ

(4)

-صَاحِبِ "الْمَنْصُورِيُّ "

(5)

وَغَيْرِهِ فِي الطِّبِّ

(6)

- لَهُ "سِيَرُ الْخُلَفَاءِ"

(7)

.

وَمِنْهُمْ مَنِ الْمُتَأَخِّرِينَ: صَارِمُ (الدِّينِ)

(8)

ابْنُ دُقْمَاقَ

(9)

، ثُمَّ

(10)

التَّقِيُّ الْمَقْرِيزِيُّ فِي "اتِّعَاظُ

(11)

الْحُنَفَاءِ بِأَخْبَارِ الْخُلَفَاءِ" وَتَبِعَهُمَا بَعْضُ الْمُنْتَدَبِينَ لِلتَّارِيخِ.

(1)

في أ: فلأبي، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

محدث (ت 310 هـ). انظر: الذهبي، سير، 14/ 309. أما عن كتابه في الخلفاء فانظر: المسعودي، مروج، 1/ 10؛ ابن حجر، المعجم المفهرس، ص 173، حاجي، كشف، 1/ 26؛ البغدادي، هدية، 6/ 31.

(3)

انظر: الصفدي، الوافي، 1/ 51. وكتابه في تاريخ الخلفاء مفقود، وقد نقل ابن عساكر عنه في تاريخه ما يقارب من (141) نصًّا. انظر: طلال سعود، موارد ابن عساكر في تاريخ دمشق، 1/ 165.

(4)

طبيب مشهور (ت 311 هـ). انظر: الذهبي، سير، 14/ 354؛ الصفدي، الوافي، 1/ 51.

(5)

المنصوري في الطب. طبع قديمًا وترجم إلى اللاتينية، آخر طبعة بتحقيق: حازم البكري، نشر: معهد المخطوطات العربية، الكويت، 1987 م.

(6)

في جميع النسخ: الظن، وهو تحريف.

(7)

انظر: المسعودي، مروج، 1/ 10.

(8)

في أ، ب: ناصر الدين، والدين ساقطة من ز، والتصويب من: مصادر ترجمته.

(9)

كتابه: الجوهر الثمين في سير الخلفاء والملوك والسلاطين. طبع بتحقيق: سعيد عبد الفتاح عاشور، نشر: جامعة أم القرى، مركز البحث العلمي. وطبع أيضًا بتحقيق: محمد كمال الدين، نشر: عالم الكتب، 1985 م.

(10)

في باقي النسخ: والتقي، والواو مقحمة.

(11)

في أ: إيقاظ، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: عنوان الكتاب المطبوع. والكتاب طبع بتحقيق: الشيال، القاهرة، 1967 م.

ص: 303

وَلِأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي السُّرُورِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّوْحِيِّ

(1)

"بُلْغَةُ الظُّرَفَاءِ فِي تَارِيخِ الْخُلَفَاءِ"

(2)

وَلِبِيبَرْسَ الدَّوَادَارِ

(3)

"اللَّطَائِفُ فِي أَخْبَارِ الْخَلَائِفِ"

(4)

فِي مُجَلَّدَاتٍ، وَلِأَبِي الْفَضْلِ أَحْمَدَ ابْنِ أَبِي طَاهِرٍ المَرْوَزِيِّ الْكَاتِبِ "أَخْبَارُ الْخُلَفَاءِ"

(5)

، وَلِلصُّولِيِّ "الْأَوْرَاقُ فِي أَخْبَارِ خُلَفَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ وَأَشْعَارِهِمْ"

(6)

.

وَأَفْرَدَ غَيْرُ وَاحِدٍ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الْعَبَّاسِيِّينَ، وَكُنْتُ مِمَّنْ أَشَرْتُ إِلَيْهِمْ فِيمَا كَتَبْتُهُ مِنْ مَنَاقِبِ الْعَبَّاسِ

(7)

وَالمَأْمُونِ مِنْهُمْ

(8)

، وَكَذَا (أَبُو)

(9)

العَبَّاسِ المُعْتَضِدُ

(10)

فِي تَصْنِيفَيْنِ.

(1)

في أ، ق، ز: السروجي، والتصويب من: ب، ومن مقدمة تحقيق: بلغة الظرفاء، ص 14 - 26 ..

(2)

طبع عدة مرات منها: بتحقيق مجموعة من الباحثين بإشراف ومراجعة: أيمن فؤاد سيد، نشر: المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، 2003 م.

(3)

في أ: الداواداري، والمثبت من باقي النسخ ومن: ترجمته. وهو: المنصوري، مؤرخ من الأمراء بمصر (ت 725 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر الكامنة، 1/ 509 - 510.

(4)

قال عبد الحميد صالح: "كتاب اللطائف في أخبار الخلائف، الذي ربما كان هو نفسه كتاب مختار الأخبار

". انظر: مقدمة تحقيق: بيبرس المنصوري، مختار الأخبار، ص ي- ل.

(5)

انظر: ابن الساعي، الدر الثمين، ص 260؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص 41. وهو كتاب: تاريخ بغداد -نفسه- الذي سيأتي لاحقًا.

(6)

أخبار الشعراء من كتاب الأوراق. نشره ج. هيورث.

(7)

هو: عمدة الناس في مناقب سيدنا العباس. أورده السخاوي ضمن مؤلفاته. انظر: الضوء، 8/ 18. وتوجد نسخة في دار الكتب المصرية (رقم: 1569 - تاريخ). انظر: بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 304؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 51 - 52.

(8)

في الجواهر والدرر: "

منهم: المأمون، أفردها بعضهم". انظر: 3/ 1261.

(9)

ساقط من ب.

(10)

قال السخاويُّ: "جمع سيرته سنان بن ثابت". انظر: الجواهر والدرر، 3/ 1261.

ص: 304

وَنَظَمَهُمْ فِي أُرْجُوزَةٍ أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ السَّرَّاجُ

(1)

ثُمَّ الذَّهَبِيُّ فِي أَبْيَاتٍ.

وَكَذَا نَظَمَ الشَّمْسُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَاعُونِيُّ الدِّمَشْقِيُّ "تُحْفَةُ الظُّرَفَاءِ فِي تَوَارِيخِ الْمُلُوكِ وَالْخُلَفَاءِ"

(2)

وَقَفَ فِيهَا عِنْدَ الْأَشْرَفِ بَرْسِبَاي؛ قَالَ فِي أَوَّلِهَا:

وَبَعْدُ فَالتَّارِيخُ عِلْمٌ سَامِيَةٌ شُرُفُهُ

عَالِيَةٌ بَيْنَ الْأَنَامِ غُرَفُهُ

(3)

وَفِيهِ مَا فِيهِ مِنْ المَنَافِعِ

حَتَّى لَقَدْ قَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِي

فِي خَبَرٍ قَدْ صَحَّ عَنْهُ نَقْلُهُ

مَنْ حَفِظَ التَّارِيخَ زَادَ عَقْلُهُ

وَهُوَ كَلَامٌ ظَاهِرٌ لَاشَكَّ فِي

صِحَّتِهِ وَسِرُّهِ غَيْرُ خَفِي

وَذَيَّلَ عَلَيْهِ ابْنُ أَخِيهِ الْبَهَاءِ مُحَمَّدٍ ابْنِ الْقَاضِي الْجَمَالِ يُوسُفَ

(4)

وَأَطَالَ فِي مَآثِرِ سُلْطَانِ وَقْتِنَا، وَافْتَتَحَهُ

(5)

بِقَوْلِهِ:

وَبَعْدُ فَالتَّارِيخُ وَالأخْبَارُ

عِلْمٌ لَهُ فِي المِلَّةِ اعْتِبَارُ

وَقَدْ كَفَى فِيهِ مِنَ البُرْهَانِ

مَا جَاءَنَا مِنْ قَصَصِ القُرْآنِ

(1)

هو: مُحدث (ت 500 هـ). قال الذهبيُّ: "ونظم الكثير في الفقه، وفي المواعظ واللغة

". انظر: سير، 19/ 229.

(2)

انظر: السخاوي، الضوء، 7/ 114؛ حاجي، كشف، 1/ 369، 2/ 1243. ولقد نشر القسم الأول منها في مجلة المقتطف، ج 1، مج 23، 1908 م، وتوجد نسخ في باريس (615)، والمتحف البريطاني (487)، خزانة التراث (45242).

(3)

في هامش أ، ب.

(4)

هي: الإشارة الوفية. انظر: حاجي، كشف، 2/ 1243، هدية، 6/ 225، خزانة التراث (43750).

(5)

في باقي النسخ: وافتتح لها.

ص: 305

وَلِابْنِ أَبِي الْبَقَاءِ أُرْجُوزَةٌ فِي "الْخُلَفَاءُ" فِي مُجَيْلِيدٍ

(1)

، وَلِأَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمِصْرِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعْدٍ الْكَاتِبِ "أَخْبَارُ الْعَبَّاسِيِّينَ"

(2)

وَغَيْرِهِمْ.

وَكَذَا لِمُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ مِهْرَانَ بْنِ النَّطَّاحِ الْأَخْبَارِيِّ النَّسَّابَةِ "أَخْبَارُ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ" وَغَيْرِهَا، وَقِيلَ:"إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ فِي أَخْبَارِ الدَّوْلَةِ"

(3)

.

وَلِبَعْضِهِمْ "تَارِيخُ الْخُلَفَاءِ" وَ"أَخْبَارُ الدَّوْلَتَيْنِ بَنِي أُمَيَّةَ وَبَنِي الْعَبَّاسِ"، وَلِعَلِيِّ ابْنِ مُجَاهِدٍ

(4)

وَخَالِدِ بْنِ هِشَامٍ الْأُمَوِيِّ

(5)

"أَخْبَارُ الْأُمَوِيِّينَ" وَغَيْرِهِمْ.

وَأَفْرَدَ سِيرَةَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ غَيْرُ وَاحِدٍ

(6)

.

(وَجَمَعَ الْجَمَالُ مُحَمَّدُ بْنُ (عَلِيٍّ)

(7)

الْعِمْرَانِيُّ "الْإِنْبَاءُ فِي تَارِيخِ الْخُلُفَاءِ"

(8)

(1)

في ق، ز: مجلد.

(2)

انظر: المسعودي، مروج، 1/ 11؛ حاجي، كشف، 1/ 26، 283.

(3)

هذه مقولة ابن النديم في: الفهرست، ص 172. وانظر: المسعودي، مروج، 1/ 10؛ الصفدي، الوافي، 1/ 51؛ حاجي، كشف، 1/ 283؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 146 ويميل عبد العزيز الدوري وزميله عبد الجبار المطلبي إلى نسبة كتاب (أخبار الدولة العباسية) الذي حققاه إلى ابن النطاح. انظر: مقدمة تحقيق: أخبار الدولة العباسية لمجهول، ص 15 - 16. وانظر: شاكر مصطفى، التاريخ العربي والمؤرخون، 1/ 212.

(4)

هو: الكابُلي، محدث متروك متهم (ت 182 هـ). انظر: الرازي، الجرح والتعديل، 6/ 205؛ ابن حجر، تقريب، رقم:4790. وعن كتابه انظر: المسعودي، مروج، 1/ 10؛ الصفدي، الوافي، 1/ 51؛ حاجي، كشف، 1/ 289، البغدادي، هدية، 5/ 668؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 135.

(5)

انظر: المسعودي، مروج، 1/ 10؛ الصفدي، الوافي، 1/ 51، حاجي، كشف، 1/ 289.

(6)

منهم: عبد الله بن عبد الحكم، طبع بتحقيق، أحمد عبيد، نشر: عالم الكتب، ط 6، 1404 هـ - 1984 م. وابن الجوزي، طبع بتحقيق: محب الدين الخطيب، مكتبة المنار، 1331 هـ.

(7)

في أ: عمر بن محمد، والمثبت من باقي النسخ.

(8)

طُبع بتحقيق: قاسم السامرائي، ط 1، لايدن، 1973 م، ط 2، الرياض، 1982 م.

ص: 306

وَذَيَّلَ عَلَيْهِ وَلَدُهُ سَدِيدُ الدِّينِ يُوسُفُ بْنُ الْمُطَهَّرِ)

(1)

.

بَعْضُهُمْ خُلَفَاءُ الْفَاطِمِيِّينَ.

وَجَمَعَ "مَنَاقِبُ الْخُلَفَاءِ"

(2)

، وَكَذَا "تَارِيخُ نِسَاءِ الْخُلَفَاءِ"

(3)

، وَ"سِيرَةُ الْخَلِيفَةِ النَّاصِرِ"

(4)

أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ أَنْجَبَ الْبَغْدَادِيُّ الْخَازِنُ.

وَلِلْعِمَادِ الْكَاتِبِ "نُصْرَةُ الْفَتْرَةِ وَعُصْرَةُ الْفِطْرَةِ"

(5)

فِي أَخْبَارِ بَنِي سُلْجُوقَ وَدَوْلَتِهِمْ.

وَكَذَا لِأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْمَنْصُورِ الْأَزْدِيِّ الْمَالِكِيِّ "أَخْبَارُ الْمُلُوكِ

(1)

كذا وردت هذه الفقرة في جميع النسخ! هذا وقد اضطرب المحققون في تصويبها؛ فمصطفى جواد صححها كذا: "

وذيل عليه ولده (و) سديد الدين يوسف بن المطهر". أما العزاوي فيرى أن النص مبتور وصوابه كذا: " .... [والتذييل لظهير الدين الكازروني إلى آخر أيام المستعصم بالله] وذيل عليه ولده سديد الدين يوسف بن الظهير". أما روزنثال فيرى: "

وذيل عليه [إلى نهاية المستعصم بالله ظهير الدين الكازروني، وقد كتب ابن الكازروني] سديد الدين يوسف [ظهير الدين علي] ذيلًا عليه". ويرى قاسم السامرائي صوابه: "

وذيل عليه الظهير علي بن محمد الكازروني من أول خلافة المستنجد إلى آخر أيام المستعصم، وذيل ولده سديد الدين يوسف بن الظهير". انظر: قاسم السامرائي، مقدمة تحقيق: ابن العمراني، الإنباء في تاريخ الخلفاء، ص 22 - 25.

(2)

سبق الإشارة. وانظر: حاجي، كشف، 2/ 1841.

(3)

هو: جهات الأئمة الخلفاء من الحرائر والإماء. طبع بتحقيق: مصطفى جواد، نشر: دار المعارف، مصر.

(4)

هو: الروض الزاهر (أو الناضر) في أخبار الإمام الناصر. ذكره -منسوبًا لابن الساعي- الإربلي، وابن الفُوَطي، والذهبي. انظر: محمد القدحات، ابن الساعي، مج 29، ع 2، مجلة دراسات، ص 449.

(5)

في: الوافي بالوفيات: القطرة. انظر: 1/ 15، وكذا من العنوان المطبوع. والكتاب طبع قديمًا في ليدن، 1889 م، ثم طبع بمطبعة الموسوعات بمصر، 1900 م.

ص: 307

السُّلْجُوقِيَّةِ"

(1)

.

(وَ"تَارِيخُ الدَّوْلَةِ اللَّمْتُونِيَّةِ"

(2)

أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْأَنْصَارِيُّ الْغِرْنَاطِيُّ الشَّاعِرُ)

(3)

.

(وَ"أَخْبَارُ الدَّوْلَةِ الْفَاطِمِيَّةِ" أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِلَالٍ الصَّابِئُ، وَشَرَحَ الْمَقْرِيزِيُّ شَيْئًا مِنْ دَوْلَةِ بَنِي بُوَيْهِ الدَّيْلَمِ، الَّتِي انْتَهَتْ فِي سنَةِ اثْنَتَيْنِ

(4)

وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَدَوْلَةِ السُّلْجُوقِيَّةِ، وَانْتَهَتْ فِي سنَةِ تِسْعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ)

(5)

.

وَلِعَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُعْتَزِّ "أَشْعَارُ الْخُلَفَاءِ وَالْمُلُوكِ"

(6)

.

وَأَمَّا الْمُلُوكُ:

فَجَمَعَ تَارِيخَ الْمُلُوكِ وَالدُّوَلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْهَمَذَانِيُّ.

وَلِلْجَمَالِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْمَنْصُورِ (ظَافِرٍ)

(7)

الأَزْدِيِّ (المِصْرِيِّ

(1)

انظر: الذهبي، تاريخ، 13/ 376؛ سير، 22/ 61.

(2)

انظر: الذهبي، تاريخ، 12/ 135؛ البغدادي، إيضاح المكنون، 3/ 215، عبد الواحد ذنون، ابن عذاري، ص 116 - 119.

(3)

ساقط من ب.

(4)

في أ: اثنتي، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

كذا في جميع النسخ! والأقرب أن يكون النص كذا: "وَأَبُو إِسْحَاقَ بْنُ هِلَالٍ الصَّابِئُ شَرَحَ شَيْئًا مِنْ دَوْلَةِ بَنِي بُوَيْهِ الدَّيْلَمِ الَّتِي انْتَهَتْ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَشَرَحَ الْمَقْرِيزِيُّ أَخْبَارَ الدَّوْلَةِ الْفَاطِمِيَّةِ

وَدَوْلَةَ السُّلْجُوقِيَّةِ وَانْتَهَتْ فِي سَنَةِ تِسْعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ". وانظر: تعليق روزنثال على هذه الفقرة، ص 549 - 550.

(6)

انظر: حاجي، كشف، 1/ 104، خزانة التراث (55997).

(7)

ساقط من باقي النسخ.

ص: 308

المَالِكِيِّ)

(1)

"الدُّوَلُ الْمُنْقَطِعَةُ"

(2)

كِتَابٌ مُفِيدٌ جِدًّا فِي بَابِهِ (سِوَى مُصَنَّفَيْهِ: "بَدَائِعُ البَدَائِهِ"

(3)

وَ"أَسَاسُ السِّيَاسَةِ

(4)

" بَلْ لَهُ "أَخْبَارُ الْمُلُوكِ السُّلْجُوقِيَّةِ" كَمَا تَقَدَّمَ قَرِيبًا، وَ"أَخْبَارُ الشُّجْعَانِ" كَمَا سَيَأْتِي)

(5)

(6)

.

وَلِابْنِ هِشَامٍ "التِّيجَانُ فِي أَخْبَارِ مُلُوكِ الزَّمَانِ"

(7)

وَذَيَّلَ عَلَيْهِ أَيْضًا.

وَلِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الثَّعْلَبِيِّ

(8)

"أَخْلَاقُ الْمُلُوكِ"

(9)

أَلَّفَهُ لِلْفَتْحِ بْنِ خَاقَانَ

(10)

، وَلَهُ غَيْرُهُ.

وَ"أَخْبَارُ الدُّوَلِ الْإسْلَامِيَّةِ" لِظَافِرِ بْنِ حَسَنٍ الْأَزْدِيِّ.

وِلِلْغَرْنَاطِيِّ "الْإِخْبَارُ وَالْإِعْلَامُ فِي دُوَلِ الْإِسْلَامِ" فِي رِبَاطِ الْمُوَفَّقِ.

(1)

ساقط من باقي النسخ.

(2)

سبق الإشارة إليه في أول الكتاب.

(3)

طبع قديمًا بمطبعة بولاق، ثم طبع بتحقيق: مصطفى عطا، نشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1428 هـ - 2007 م.

(4)

في جميع النسخ: البلاغة، وهو خطأ، والتصويب من: الذهبي، سير، 22/ 61؛ حاجي، كشف، 1/ 74.

(5)

انظر: الذهبي، سير، 22/ 61، البغدادي، هدية، 5/ 706.

(6)

ساقط من ب.

(7)

طبع قديمًا في حيدرآباد 1347 هـ، ثم طبع بتحقيق: مركز الدراسات والأبحاث اليمنية، صنعاء، 1979 م.

(8)

في ز: التغلبي.

(9)

انظر: المسعودي، مروج، 1/ 10؛ ابن النديم، الفهرست، ص 239؛ البغدادي، هدية، 6/ 15. وسيأتي لاحقًا.

(10)

هو: أبو محمد التركي الأمير الكاتب، وزير المتوكل (ت 247 هـ). انظر: ابن عساكر، تاريخ، 48/ 222؛ الذهبي، سير، 12/ 82 - 83.

ص: 309

وَ"أَخْبَارُ الدَّوْلَةِ الْبُوَيْهِيَّةِ"

(1)

لِإبْرَاهِيمَ بْنِ هِلَالٍ الصَّابِئِ الْكَافِرِ، عَمَلَهُ لِعَضُدِ الدَّوْلَةِ.

وَ"سيرَةُ ابْنِ طُولُونَ" وَوَلَدِه "خَمَارَوَيْهِ"، أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ زُولَاقٍ الْمِصْرِيُّ فِي تَأْلِفَيْنِ

(2)

.

وَ"سِيرَةُ الْأخْشِيدِ مُحَمَّدِ بْنِ طُغْجَ"

(3)

وَ"الصَّلَاحُ يُوسُفُ بْنُ أَيُّوبَ" غَيْرُ وَاحِدٍ

(4)

.

وَ"الظَّاهِرُ بَيْبَرْسُ"

(5)

الْعِزُّ بْنُ شَدَّادٍ، وَكَاتِبُهُ الْمُحَيْوِيُّ ابْنُ عَبْدِ الظَّاهِرِ

(6)

.

بَلْ لِأبِي شَامَةَ "الرَّوْضَتَيْنِ فِي أَخْبَارِ الدَّوْلَتَيْنِ"، وَ"الظَّاهِرُ بَرْقُوقُ"

(7)

ابْنُ دُقْمَاقَ.

(1)

وهو كتاب: التاجي في أخبار بني بُويه. وهو مفقود. انظر: ابن خلكان، وفيات، 1/ 52؛ الذهبي، سير، 16/ 524. وقد وصلنا قطعة صغيرة من الكتاب وهي منتزعة من الأصل قام بها مجهول، وقد طبع بتحقيق: محمد الزبيدي، بغداد، نشر: وزارة الإعلام العراقية، 1977 م.

(2)

نسب الصفدي وحاجي سيرة ابن طولون وسيرة خمارويه لأحمد بن يوسف ابن الداية. انظر: الوافي، 1/ 52؛ كشف، 2/ 1015. وللبلوي "سيرة أحمد بن طولون" طبع بتحقيق: محمد كرد علي، نشر: مكتبة الثقافة الدينية. وابن زولاق هو: الحسن بن إبراهيم الليثي، مؤرخ (ت 387 هـ). انظر: الذهبي سير، 16/ 462. وانظر: إحسان عباس، شذرات من كتب مفقودة، ص 207 - 279، عبد الفتاح فتحي، التاريخ والمؤرخون في مصر والأندلس، 1/ 298 - 305.

(3)

وهو: العيون الدعج في حليّ دولة بني طغج. وهو لابن زولاق، وتوجد نسخة بالمكتبة الأهلية في باريس (رقم: 1817). وانظر: إحسان عباس، المرجع نفسه، ص 221 - 280.

(4)

انظر: حاجي، كشف، 2/ 1015.

(5)

هو: تاريخ الملك الظاهر. طبع بعناية: أحمد حطيط، نشر: المعهد الألماني للأبحاث الشرقية، فيسبادن 1983 م.

(6)

كتابه: الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر. تحقيق: عبد العزيز الخويطر، الرياض، ط 2، 1976 م.

(7)

هو: عقد الجواهر في سيرة الملك الظاهر برقوق. ذكره ابن دقماق في: الجوهر الثمين، =

ص: 310

وَ"المُؤَيَّدُ"

(1)

شَيْخُنَا الْعَيْنِيُّ وَغَيْرُهُ.

وَ"الظَّاهِرُ طَطَرُ"

(2)

، وَ"الْأشْرَفُ بَرْسْبَايْ"، وَ"الظَّاهِرُ

(3)

جَقْمَقُ" غَيْرُ وَاحِدٍ.

وَلِبَعْضِهِمْ "مَنَاقِبُ السَّلَاطِينِ وَخِصَالُهُمْ".

وَلِمُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ شَبَابَةَ "كِتَابُ الدَّوْلَةِ"

(4)

.

* * *

= ص 469. وانظر حاجي، كشف، 2/ 1151؛ البغدادي، هدية، 5/ 18.

(1)

انظر: حاجي، كشف، 2/ 1016.

(2)

هو: الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر ططر. طبع بتحقيق: هانس أرنست، نشر: دار إحياء الكتب العربية، 1962 م.

(3)

في ق، ز: الظاهري.

(4)

انظر: المسعودي، مروج، 1/ 9.

ص: 311

[مَنْ ألَّفَ فِي الوُزَرَاءِ]

(1)

وَأَمَّا الوُزَرَاءُ:

فَلَأَبِي بَكْرٍ الصُّولِيِّ

(2)

"

(3)

وَفِيهِ غَرَائِبٌ لِمْ تَقَعْ لِغَيْرِهِ، وَأَشْيَاءُ تَفَرَّدَ

(4)

بِهَا؛ لِأنَّهُ شَاهَدَهَا [بِنَفْسِه]

(5)

" ثُمَّ ذَيَّلَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْهَمَذَانِيُّ

(6)

.

وَلِأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ ابْنِ الْمَاشِطَةِ أَيْضًا "أَخْبَارُ الْوُزَرَاءِ"

(7)

انْتَهَى فِيهِ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ الرَّاضِي.

وَلِأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ ابْنِ الْفَتْحِ الْكَاتِبِ، عُرِفَ بِابْنِ الْمُطَوَّقِ

(8)

وَأَبِي الْحُسَيْنِ هِلَالِ بْنِ الْمُحَسِّنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّابِئِ

(9)

.

(1)

في هامش ب.

(2)

انظر: الصفدي، الوافي 1/ 52؛ حاجي، كشف 1/ 30، 2/ 1469؛ البغدادي، هدية، 6/ 38.

(3)

هذا كلام المسعودي في: المروج، 1/ 11.

(4)

في ق، ز: مفرد، وهو تحريف.

(5)

زيادة من: المسعودي، مروج.

(6)

انظر: حاجي، كشف، 1/ 30؛ البغدادي، هدية، 6/ 85.

(7)

انظر: المسعودي، مروج، 1/ 11؛ الصفدي، الوافي، 1/ 52؛ حاجي، كشف، 1/ 30؛ البغدادي، هدية، 5/ 680؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 276.

(8)

انظر: المسعودي، مروج، 1/ 11؛ ابن النديم، فهرست، ص 207؛ حاجي، كشف، 1/ 30؛ البغدادي، هدية، 5/ 684؛ سزكين، تاريخ، 1/ القسم الثاني، ص 277.

(9)

وكتابه: الوزراء أو تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء. طبع بتحقيق: عبد الستار فراج، نشر: دار إحياء التراث، القاهرة، 1958 م.

ص: 312

وَآخَرِينَ، مِنْهُمْ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْوَاسِطِيُّ

(1)

، عَارَضَ فِيهِ مُحَمَّدَ بْنَ دَاوُدَ ابْنِ الْجَرَّاحِ

(2)

فِيهِمْ

(3)

، بَلُ لِابْنِ المُطَوَّقِ

(4)

أَخْبَارٌ عِدَّةٌ مِنْ وُزَرَاءِ الْمُقْتَدِرِ.

* * *

(1)

انظر: ابن الساعي، الدر الثمين، ص 246، حاجي، كشف، 1/ 30؛ البغدادي، هدية، 5/ 13.

(2)

انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 206، ابن الساعي، الدر الثمين، ص 246، حاجي، كشف، 1/ 30؛ البغدادي، هدية، 6/ 22.

(3)

في باقي النسخ: منهم.

(4)

سبق الإشارة.

ص: 313

‌{[كَيْفَ كَانَتْ دَوَاوِينُ الْبِلَادِ

! ]

(1)

}

وَكَذَا عَمِلَ أَبُو طَالِبٍ ابْنُ أَنْجَبَ الْخَازِنُ "أَخْبَارُ الْوُزَرَاءِ فِي دُوَلِ

(2)

الأَئِمَّةِ

(3)

وَالْخُلَفَاءِ" وَهُوَ عِنْدَ الزَّيْنِيِّ ابْنِ ظَهِيرَةَ، وَقَالَ فِي أَوَّلِهِ: "إِنَّ الْخُلَفَاءَ الْعَبَّاسِيِّينَ أَوَّلُ مَنِ اسْتَوْزَرَ الْوُزَرَاءَ؛ لِأَنَّ بَنِي أُمَيَّةَ كَانُوا يُفَوِّضُونَ أَمْرَ الْأَمْوَالِ وَجِبَايَتِهَا

(4)

وَتَقْسِيطِهَا إِلَى كُتَّابِ الْبِلَادِ مِنْ قِبَلِ أُمَرَائِهِمْ فِي النَّوَاحِي. وَكَانَتْ دَوَاوِينُ الشَّامِ بِالرُّومِيَّةِ، وَدَوَاوِينُ مِصْرَ بِالْقِبْطِيَّةِ، وَدَوَاوِينُ الْعِرَاقِ بِالْفَارِسِيَّةِ، وَكَانُوا نَصَارَى وَمَجُوسًا لَا غَيْرَ؛ فَنَقَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَعْدٍ

(5)

القَضَاءَ

(6)

-دَوَاوِينَ الشَّامِ- إِلَى الْعَرَبِيَّةِ عَلَى عَهْدِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَكَانَ بَنُو أُمَيَّةَ لَا يَسْتَوْزِرُونَ، بَلْ يَتَّخِذُونَ أَدِيبًا مِنْ وُجُوهِ الْعَرَبِ مِمَّنْ يُرْجَعُ إِلَيْهِ فِي الرَّأْيِ وَالتَّدْبِيرِ" انْتَهَى.

وَلِأَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ مُنْجِبِ بْنِ الصَّيْرَفِيِّ

(7)

"الوُزَرَاءُ"

(8)

بِمِصْرَ خَاصَّةً.

(1)

في هامش ب. وانظر عن موضوع الدواوين وتعريبها: الماوردي، الأحكام السلطانية، ص 526 - 528.

(2)

في ب: دولة.

(3)

في ب: أئمة. وهذا سبق الإشارة إليه.

(4)

في باقي النسخ: جباياتها.

(5)

هو: الخُشَني مولاهم، كاتب عبد الملك بن مروان وغيره من الخلفاء والأمراء. انظر: ابن عساكر، تاريخ، 22/ 317 - 321.

(6)

في ق، ز: القضاة.

(7)

أديب (ت بعد 550 هـ). انظر: الحموي، معجم الأدباء، 4/ 329 - 330، الصفدي، الوافي، 22/ 143.

(8)

هو: الإشارة إلى من نال الوزارة. طبع بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية، القاهرة، 1924 م.

ص: 314

وَلِبَعْضِ الْمِصْرِيِّينَ "سِيرَةُ وَزِيرِ الْمُسْتَنْصِرِ" أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ اليَازُورِيِّ

(1)

.

وَلِابْنِ الْأَبَّارِ "الْكُتَّابُ"

(2)

.

وَأَمَّا الأُمَرَاءُ:

فَلِأَبِي عُمَرَ الْكِنْدِيِّ

(3)

"أُمَرَاءُ مِصْرَ"

(4)

خَاصَّةً.

وَلِبَعْضِ مَنْ أَخَذْتُ عَنْهُ "أَخْبَارُ الطَّاغِيَةِ تَيْمُورَ"

(5)

وَلِلْعِمَادِ ابْنِ كَثِيرٍ "سِيرَةُ مَنْكَلِي بُغَا"

(6)

.

* * *

(1)

في أ: الياروري، وفي ق: البازوري وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ ومن: الجواهر والدرر، 3/ 1262.

(2)

هو: إعْتاب الكُتّاب. طبع بتحقيق: صالح الأشتر، نشر: مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 1380 هـ - 1961 م.

(3)

هو: محمد بن يوسف التُّجِيبي، محدث، مؤرخ من القرن الرابع الهجري. انظر: حسين نصار، مقدمة تحقيق: ولاة مصر، ص 5 - 8.

(4)

طبع بتحقيق: كونج N. Koenig في نيويورك 1908 م، وجوست R. Guest في ليدن ولندن 1912، وصُوِّر في بغداد 1964، وطبع بتحقيق: حسين نصار ببيروت 1959 م. انظر: سزكين، تاريخ، 2/ القسم الثاني، ص 239.

(5)

هناك كتاب: عجائب المقدور في نوائب تيمور. لابن عربشاه (ت 854 هـ) طبع في ليدن قديمًا. ثم طبع بتحقيق: أحمد فايز الحمصي، نشر مؤسسة الرسالة، ط 1، 1407 هـ - 1986 م.

(6)

هو: ما ينتقى ويبتغى في سيرة المَقَرِّ السَّيْفي مَنْكلي بُغا. انظر: السخاوي، وجيز الكلام، 1/ 196؛ الجواهر والدرر، 3/ 1263.

ص: 315

[مَنْ أَلَّفَ فِي الْفُقَهَاءِ]

(1)

وَأَمَّا الْفُقَهَاءُ:

فَصَنَّفَ فِيهِمْ مُطْلَقًا:

الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ، وَهُوَ مُخْتَصَرٌ جِدًّا، وَكَذَا لِلْقَاضِي

(2)

أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشِّيرَازِيِّ "تَارِيخُ الفُقَهَاءِ"

(3)

، وَلِلبَاجِيِّ

(4)

وَآخَرِينَ. وَلِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْهَمَذَانِيِّ

(5)

الشَّافِعِيِّ "طَبَقَاتُ الفُقَهَاءِ"

(6)

.

وَمُقَيَّدًا بِالشَّافِعِيَّةِ خَلْقٌ:

أَوَّلُهُمْ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ المُطَوِّعِيُّ الْأَدِيبُ سَمَّاهُ: "الْمُذْهَبُ فِي ذِكْرِ شُيُوخِ الْمَذْهَبِ"

(7)

، ثُمَّ عَمِلَ القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ

(8)

مُخْتَصَرًا فِي مَوْلِدِ الشَّافِعِيِّ

(9)

،

(1)

في هامش ب.

(2)

في ب: القاضي.

(3)

انظر: حاجي، كشف، 2/ 1100.

(4)

كتابه: فرق الفقهاء. وهو مفقود. انظر: الذهبي، سير، 18/ 539؛ محمد أبو الأجفان في مقدمة تحقيق: الباجي، فصول الأحكام، ص 49.

(5)

في باقي النسخ: الهمداني، وهو تصحيف.

(6)

انظر: حاجي، كشف، 2/ 1105؛ البغدادي، هدية، 6/ 85.

(7)

انظر: السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 1/ 216، حاجي، كشف، 2/ 1645.

(8)

هو: سهل بن محمد الصُّعْلوكي (ت 404 هـ). انظر: الذهبي، سير، 17/ 207.

(9)

له: المذهب في ذكر شيوخ المذهب. كذا نسبه له حاجي، كشف، 2/ 1645؛ البغدادي، هدية، 5/ 412، وانظر: السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 1/ 216.

ص: 316

عَدَّ فِي آخِرِهِ جَمَاعَةً مِنَ الْأصْحَابِ، ثُمَّ أَبُو عَاصِمٍ الْعَبَّادِيُّ

(1)

عَمِلَ الطَّبَقَاتِ فِي مُؤَلَّفٍ مُخْتَصَرٍ جِدًّا كَرَارِيسَ

(2)

، ثُمَّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُرْجَانِيُّ الْحَافِظُ

(3)

، ثُمَّ الْمُحَدِّثُ أَبُو الْحَسَنِ ابْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَيْهَقِيُّ -عُرِفَ بِفُنْدُقَ- وَلَهُ "وَسَائِلُ الْأَلْمَعِيِّ فِي فَضَائِلِ (أَصْحَابِ)

(4)

الشَّافِعِيِّ"

(5)

، ثُمَّ أَبُو النَّجِيبِ السُّهْرَوَرْدِيُّ

(6)

لَهُ مَجْمُوعٌ فِي ذَلِكَ، ثُمَّ عَمِلَ أَبُو عَمْرٍو ابْنُ الصَّلَاحِ كِتَابًا وَمَاتَ قَبْلَ إِتْمَامِهِ، فَأَخَذَهُ النَّوَوِيُّ فَاخْتَصَرَهُ وَزَادَ بَعْضَ الْأَسْمَاءِ، وَمَاتَ قَبْلَ تَبْيِيضِهِ أَيْضًا، فَبَيَّضَهُ الْمِزِّيُّ، ثُمَّ أَلّفَ العِمَادُ ابْنُ بَاطِيشَ

(7)

كِتَابًا فِي ذَلِكَ

(8)

، ثُمَّ الْعِمَادُ ابْنُ كَثِيرٍ فِي مُجَلَّدٍ ضَخْمٍ

(9)

، وَذَيَّلَ عَلَيْهِ الْعَفِيفُ الْمَطَرِيُّ، وَعَمِلَ الْجَمَالُ الْإِسْنَوِيُّ كِتَابًا مُسْتَقِلًّا، وَذَكَرَ فِي أَوَّلِ الْمُهِمَّاتِ جُمْلَةً مِنْهُمْ، وَلِخَالِهِ مِنْ قَبْلِهِ سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ الْإسْنَوِيُّ "طَبَقَاتُ الشَّافِعِيَّةِ" مَاتَ عَنْهُ مُسَوَّدَةٌ، وَلِلتَّاجِ ابْنِ السُّبْكِيِّ فِي ذَلِكَ ثَلَاثَةُ تَصَانِيفَ:"كَبِيرٌ"، وَ "صَغِيرٌ"، وَ "مُتَوَسِّطُ"، وَالسِّرَاجُ ابْنُ الْمُلَقِّنِ فِي كِتَابٍ

(1)

هو: محمد بن أحمد، فقيه، محدث (ت 458 هـ). انظر: الذهبي، سير، 18/ 181.

(2)

كتابه طبع بعناية: Gosta vitestam، ليدن، 1964 م.

(3)

هو: محدث، فقيه، مؤرخ (ت 489 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 10/ 628، وكتابه ذكره السبكي، طبقات، 1/ 216، حاجي، كشف، 2/ 1105.

(4)

ساقط من باقي النسخ.

(5)

انظر: السبكي، طبقات، 1/ 217، حاجي، كشف، 2/ 2007.

(6)

هو: عبد القاهر بن عبد الله، محدث، مؤرخ (ت 563 هـ) انظر: الذهبي، سير، 20/ 475. وعن كتابه انظر: السبكي، طبقات، 1/ 217، حاجي، كشف، 2/ 1011.

(7)

هو: عماد الدين إسماعيل بن هبة الله، فقيه شافعي (ت 655 هـ). انظر: الذهبي، سير، 23/ 319.

(8)

انظر: الذهبي، سير، 23/ 319؛ الصفدي، الوافي، 1/ 53؛ حاجي، كشف، 2/ 1101. وانظر: ميسون ذنون، ابن باطيش وكتابه طبقات الفقهاء الشافعية. انظر: دراسات موصلية، ع (37) 2012 م.

(9)

طبع بتحقيق: عبد الحفيظ منصور، نشر: دار المدار الإسلامية، بيروت، ط 1، 2004 م.

ص: 317

مُسْتَقِلٍّ

(1)

، بَلْ أَفْرَدَ مِنْ طَبَقَاتِ ابنِ السُّبْكِيِّ ذَيْلًا عَلَى الْإِسْنَوِيِّ

(2)

.

(وَلِلْمَجْدِ اللُّغَوِيِّ "الْمَرْقَاةُ الْأَرْفَعِيَّةُ فِي طَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةِ"

(3)

مَا رَأَيْتُهُ، وَكَذَا لِلشَّمْسِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُثْمَانِيِّ -قَاضِي صَفَدَ- مُخْتَصَرٌ فِي مُجَلَّدٍ، وَلِلشِّهَابِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْحُسْبَانِيِّ

(4)

فِي آخَرِينَ)

(5)

.

وَأَفْرَدَهَا التَّقِيُّ ابْنُ قَاضِي شُهْبَةَ

(6)

، وَبَعْضُ الشَّامِيِّينَ.

وَأَلْحَقَ شَيْخُنَا بِهَوَامِشِ نُسْخَتِهِ مِنَ "الْوُسْطَى" لِابْنِ السُّبْكِيِّ زَوَائِدَ أَفْرَدْتُهَا

(7)

فِي مُجَلَّدٍ، وَأَخَذَهَا القُطْبُ الخَيْضَرِيُّ

(8)

مَضْمُومَةً لِلْأَصْلِ مَعَ زَوَائِدَ أَفْرَدَهَا بِالتَّأْلِيفِ

(9)

.

(بَلْ زَعَمَ أَنَّهُ أَفْرَدَ ذَيْلًا عَلَى التَّاجِ سَمَّاهُ: "كَشْفُ الْمُغَطَّى عَنِ الزَّوَائِدِ

(1)

هو: العقد المذهب في طبقات حملة المذهب. طبع بتحقيق: أيمن الأزهري وزميله، نشر: دار الكتب العلمية، 1417 هـ.

(2)

هو: الذيل على كتاب الإسنوي لابن الملقن. انظر: السخاوي، الضوء، 6/ 102. وتوجد نسخة في مكتبة عارف الموجودة بمكتبة الملك عبد العزيز العامة بالمدينة المنورة (رقم: 3896). انظر: مقدمة تحقيق، ابن الملقن، البدر المنير، 1/ 131.

(3)

انظر: حاجي، كشف، 2/ 1656؛ البغدادي، هدية، 6/ 181.

(4)

انظر: السخاوي، الضوء، 1/ 237؛ البغدادي، هدية، 5/ 120.

(5)

ساقط من باقي النسخ.

(6)

وكتابه: طبقات الشافعية. طُبع بتحقيق: عبد العليم خان، نشر: دار الندوة الجديدة، 1987 م.

(7)

في ز: أفردها، وهو تحريف. وللسخاوي تجريد حواشي ابن حجر على الطبقات الوسطى لابن السبكي. ذكره ضمن مؤلفاته. انظر: الضوء، 8/ 17، 9/ 119؛ بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 258؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 62.

(8)

هو: محمد بن محمد بن عبد الله الدمشقي، فقيه، مؤرخ (ت 894 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 9/ 117 - 124؛ السيوطي، نظم العقيان، ص 162.

(9)

هو: اللمع الألمعية لأعيان الشافعية. انظر: السخاوي، الضوء، 9/ 119؛ حاجي، كشف، 2/ 1102، 1561.

ص: 318

وَالتَّتِمَّاتِ عَلَى الطَّبَقَاتِ الْوُسْطَى" وَقَالَ: إِنَّ غَيْرَهُ ذَيَّلَ عَلَى التَّاجِ، وَإِنَّ خَلْقًا تَوَلَّعُوا بِالتَّصْنِيفِ فِي هَذَا النَّوْعِ.

قُلْتُ)

(1)

: وَاجْتَمَعَ عِنْدِي خَلْقٌ، لَوْ تَوَجَّهْتُ لإِفْرَادِهِمْ لَكَانَ غَايَةً، يَسَّرَ اللهُ ذَلِكَ.

* * *

(1)

ساقط من باقي النسخ.

ص: 319

‌{[رُوَاةُ الشَّافِعِيِّ رضي الله عنه

-]

(1)

}

فَائِدَةٌ:

رُوَاةُ الْقَدِيمِ عَنِ الشَّافِعِيِّ أَرْبَعَةٌ: الزَّعْفَرَانِيُّ، وَأَبُو ثَوْرٍ، وَأَحْمَدُ

(2)

، وَالْكَرَابِيسِيُّ. وَرُوَاةُ الْجَدِيدِ عَنْهُ سِتَّةٌ: الْمُزَنِيُّ، وَالرَّبِيعُ الْجِيزِيُّ، وَالرَّبِيعُ الْمُرَادِيُّ، وَالْبُوَيْطِيُّ، وَحَرْمَلَةُ، وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى.

وَأَوَّلُ مَنْ أَدْخَلَ مَذْهَبَهُ دِمَشْقَ: [أَبُو زُرْعَةَ]

(3)

مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، بَعْدَ أَنْ كَانَ الْغَالِبَ عَلَيْهَا مَذْهَبُ الْأَوْزَاعِيِّ، فَكَانَ أَبُو زُرْعَةَ يَهَبُ لِمَنْ يَحْفَظُ مُخْتَصَرَ الْمُزَنِيِّ مِئَةَ دِينَارٍ. وَوُلِّيَ (أَيْضًا)

(4)

مِصْرَ لِأَحْمَدَ ابْنِ طُولُونَ، ثُمَّ قَضَاءَ دِمَشْقَ، وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ

(5)

وَثَلَاثِ مِائَةٍ.

وَعَنِ الْإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْقَفَّالِ الْكَبِيرِ الشَّاشِيِّ انْتَشَرَ فِقْهُ الشَّافِعِيِّ فِيمَا وَرَاءَ النَّهْرِ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَثَلَاثِ مِائَةٍ

(6)

عَنْ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ.

وَعَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى أَبُو مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ الْحَافِظُ هُوَ الَّذِي أَظْهَرَ مَذْهَبَ الشَّافِعِيِّ بمَرْوَ وَخُرَاسَانَ بَعْدَ أَحْمَدَ بْنِ سَيَّارٍ، وَكَانَ السَّبَبُ فِي ذَلِكَ أَنَّ ابْنَ

(1)

في هامش ب.

(2)

في ز: أحمر، وهو تحريف.

(3)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: ترجمته.

(4)

ساقط من باقي النسخ.

(5)

في أ، ب: ستين، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الذهبي، سير، 14/ 231 - 233.

(6)

انظر: الذهبي، سير، 16/ 284.

ص: 320

سَيَّارٍ حَمَلَ كُتُبَ الشَّافِعِيِّ إِلَى مَرْوٍ، وَأُعْجِبَ بِهَا النَّاسُ، فَنَظَرَ عَبْدَانُ فِي بَعْضِهَا وَأَرَادَ أَنْ يَنْسَخَهَا، فَلَمْ يُمَكِّنْهُ ابْنُ سَيَّارٍ، فَبَاعَ ضَيْعَةً لَهُ وَخَرَجَ إِلَى مِصْرَ، فَأَدْرَكَ الرَّبِيعَ وَغَيْرَهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ، فَنَسَخَ كُتَبَ الشَّافِعِيِّ، وَرَجَعَ إِلَى مَرْوَ، وَابْنُ سَيَّارِ حَيٌّ. وَمَاتَ عَبْدَانُ فِي لَيْلَةِ عَرَفَةَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِئَتَيْنِ

(1)

.

وَأَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ

(2)

النَّيْسَابُورِيُّ الْإِسْفَرَايِينِيُّ

(3)

صَاحِبُ "الصَّحِيحُ الْمُسْتَخْرَجُ عَلَى مُسْلِمٍ" أَوَّلُ مَنْ أَدْخَلَ مَذْهَبَ الشَّافِعِيِّ وَتَصَانِيفَهُ إِلَى إِسْفَرَايِينَ، وَهُوَ مِمَّنْ أَخَذَ عَنِ الرَّبِيعِ وَالْمُزَنِيِّ، وَمَاتَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلَاثِ مِئَةٍ

(4)

.

وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ التِّرْمِذِيُّ هُوَ الَّذِي حَمَلَ كُتُبَ الشَّافِعِيِّ مِنْ مِصْرَ، فَانْتَسَخَهَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَصَنَّفَ عَلَيْهَا "الْجَامِعُ الْكَبِيرُ" لِنَفْسِهِ، وَهُوَ مِمَّنْ رَوَى عَنِ الْبُوَيْطِيِّ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِئَتَيْنِ

(5)

.

وَعَنِ ابْنِ سُرَيْجٍ انْتَشَرَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ فِي أَكْثَرِ الآفَاقِ.

وَحَجَّ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِئَتَيْنِ، فَالْتَقَى مَعَ (أَبِي عَلِيٍّ)

(6)

الْحَسَنِ ابْنِ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيِّ بِمَكَّةَ، فَسَلَّمَ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ فَقَالَ الرَّبِيعُ

(7)

: "يَا

(1)

وانظر تمام القصة: الذهبي، سير، 14/ 14.

(2)

في ق، ز: زيد.

(3)

انظر ضبطها: ابن الأثير، اللباب، 1/ 55.

(4)

انظر: الذهبي، سير، 14/ 419 - 420.

(5)

انظر: الذهبي، سير، 13/ 242 - 243.

(6)

ساقط من ب.

(7)

انظر: النووي، تهذيب الأسماء واللغات، ص 275 - 276.

ص: 321

أَبَا عَلِيٍّ، أَنْتَ بِالْمَشْرِقِ، وَأَنَا بِالْمَغْرِبِ، نَبُثُّ هَذَا الْعِلْمَ" يَعْنِي عِلْمَ الشَّافِعِيِّ.

وَقَالَ الرَّبِيعُ الْمُرَادِيُّ: "أَجَزْتُ كُتُبَ الشَّافِعِيِّ لِجَمِيعِ أَهْلِ خُرَاسَانَ".

وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْبَغَوِيُّ: "كَتَبْتُ كُتُبَ الشَّافِعِيِّ لِابْنِ طُولُونَ بِخَمْسِ مِئَةِ دِينَارٍ".

* * *

ص: 322

[طَبَقَاتُ الحَنَفِيَّةِ]

(1)

وَاعْتَنَى بِالفُقَهَاءِ -وَأَظُنُّهُمُ الحَنَفِيِّينَ

(2)

- أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَامِيُّ

(3)

؛ فَقَدْ نَقَلَ عَنْهُ

(4)

فِي تَرْجَمَةِ ابْنِ القُدُورِيّ الحَنَفِيِّ

(5)

.

وَجَمَعَ طَبَقَاتِ الحَنَفِيَّةِ

(6)

:

الْمُحْيَوِيُّ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرِ اللهِ الْقُرَشِيُّ الْحَنَفِيُّ وَسَمَّاهُ: "الْجَوَاهِرُ الْمُضِيَّةُ فِي طَبَقَاتِ الْحَنَفِيَّةِ"، سِوَى "الْوَفَيَاتُ"

(7)

الَّتِي لَهُ.

وَاخْتَصَرَ الطَبَقَاتِ المَجْدُ اللُّغَوِيُّ

(8)

صَاحِبُ "الْقَامُوسُ" وَجَمَعَهَا قَبْلَ

(1)

في هامش ب.

(2)

في ب: الحنفيون!

(3)

هو: الشِّيرازي، فقيه شافعي (ت 500 هـ). انظر: الذهبي، سير، 19/ 248. وله كتاب: طبقات الشافعية. انظر: الإسنوي، طبقات، 2/ 273.

(4)

أي: نقل القرشي قولًا عن الفامِي الشيرازي في القُدُوري. انظر: القرشي، الجواهر المضية، 1/ 248.

(5)

هو: أحمد بن محمد البغدادي، فقيه (ت 428 هـ). القرشي، الجواهر، 1/ 247 - 250.

(6)

للسخاوي طبقات الحنفية. ذكره ضمن مؤلفاته. انظر: الضوء، 8/ 17. والظاهر أن السخاوي لم يبيض الكتاب، بل هو مسوَّدة، فليس له مقدمة، بل بدأ بالأسماء مباشرة، وقد رتبه على حروف المعجم؛ وتوجد نسخة في المكتبة الأحمدية بحلب (رقم: 546) في (215 ق). انظر: بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 284 - 285.

(7)

انظر: ابن العماد، شذرات، 8/ 410.

(8)

هو: المرقاة الوفية في طبقات الحنفية. انظر: حاجي، كشف، 2/ 1657. وتوجد نسخة محفوظة في دار الكتب المصرية (رقم: 4647 تاريخ).

ص: 323

الْقُرَشِيِّ الْمُحَدِّثُ ابْنُ الْمُهَنْدِسِ

(1)

، وَبَعْدَهُ ابْنُ دُقْمَاقَ المُؤَرِّخُ

(2)

، ثُمَّ البَدْرُ العَيْنِيُّ

(3)

فِي آخَرِينَ، بَلْ لِلْقُرَشِيِّ "تَهْذِيبُ الْأَسْمَاءِ الْوَاقِعَةِ فِي الْهِدَايَةِ وَالْخُلَاصَةِ"

(4)

وَأَظُنُّهُ حَاكَى بِهِ النَّوَوِيَّ

(5)

، رَحِمَهُمَا

(6)

اللهُ تَعَالَى.

* * *

(1)

انظر: الصفدي، الوافي، 1/ 53؛ البغدادي، هدية، 5/ 466.

(2)

هو: نظم الجمان في طبقات أصحاب النعمان. انظر: البغدادي، هدية، 5/ 18. وهو في (3) أجزاء. وتوجد نسخة من الجزء الثاني بمكتبة أحمد الثالث (2832 ف 1081). كذلك توجد صورة لها بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة (رقم: 559 - تاريخ). انظر: سعيد عبد الفتاح عاشور، مقدمة تحقيق: ابن دقماق، الجوهر الثمين، ص 13.

(3)

انظر: السخاوي، الضوء، 10/ 134.

(4)

طبع بعناية: أيمن صالح، نشر: در الكتب العلمية، ط 1، 1419 هـ.

(5)

يقصد: في كتابه تهذيب الأسماء واللغات.

(6)

في باقي النسخ: رحمه.

ص: 324

[طَبَقَاتُ المَالِكِيَّةِ]

(1)

وَبِالْمَالِكِيَّةِ:

الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي "الْمَدَارِكُ" وَهُوَ حَافِلٌ، رَتَّبَهُ عَلَى الطَّبَقَاتِ وَقَالَ

(2)

:

"إِنَّهُ أَفْرَدَ الرُّوَاةَ عَنْ مَالِكٍ اقْتِدَاءً بِخَلْقٍ سَمَّاهُمْ؛ بِحَيْثُ اشْتَمَلَ كِتَابُهُ عَلَى أَزْيَدَ مِنْ أَلْفٍ وَثَلَاثِ مِئَةٍ، وَأَنَّهُ فَنٌّ لَمْ يَتَقَدَّمْ فِيهِ تَأْلِيفٌ جَامِعٌ، وَلَا اخْتَصَّ بِهِ تَصْنِيفٌ رَائِعٌ، يُوصِلُ الطَّالِبَ إِلَى الْغَرَضِ، وَيَقِفُ بِالرَّاغِبِ عَلَى الْبُغْيَةِ فِيمَا لَهُ عَرَضَ، مَعَ شَدَّةِ حَاجَةِ الْمُجْتَهِدِ وَالْمُقَلِّدِ إِلَيْهِ، وَضَرُورَةِ الْفَقِيهِ وَالْمُتَفَنِّنِ إِلَى مَا يَنْطَوِي

(3)

عَلَيْهِ، إِلَّا مَا جَمَعَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي دُلَيْمٍ مِنْ ذَلِكَ

(4)

، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَارِثٍ الْقَرَوِيُّ

(5)

-مَعَ تَقَدُّمِ زَمَانِهِمَا- وَمَا اقْتَضَبَهُ

(6)

الشَّيْخُ الْفَيْرُوزَآبَادِي فِي مَوْضِعِ ذِكْرِهِمْ فِي مُخْتَصَرِهِ؛ وَكُلُّهَا مَا شَفَتْ غَلِيلًا، وَلَا تَضَمَّنَتْ مِنَ الْكَثِيرِ

(7)

إِلَّا قَلِيلًا عَلَى أَنَّ ابْنَ (أَبِي)

(8)

دُلَيْمٍ اتَّسَعَ اتِّسَاعًا حَسَنًا فِيمَنْ ذَكَرَهُ

(9)

مِنَ المَغَارِبَةِ مِنْ أَتْبَاعِ

(10)

رُوَاةِ مَالِكٍ، مِنَ الْمِصْرِيِّينَ

(1)

في هامش ب.

(2)

انظر: المدارك، 1/ 8 - 16.

(3)

في باقي النسخ: ما انطوى.

(4)

هو: القرطبي، محدث (ت 351 هـ). وكتابه: طبقات الرواة عن مالك. انظر: الذهبي، تاريخ، 8/ 33.

(5)

الخُشَني القيرواني، فقيه، شاعر (ت حوالي 361 هـ). انظر: الذهبي، سير، 16/ 165.

(6)

في باقي النسخ: اقتنصه، والمثبت من ب، ومن: ترتيب المدارك.

(7)

في جميع النسخ: الكتب، وهو تحريف، والتصويب من: ترتيب المدارك.

(8)

ساقط من ب.

(9)

في جميع النسخ: يمكنه، وهو تحريف، والتصويب من: ترتيب المدارك.

(10)

في ب: ابتاع، وهو تصحيف.

ص: 325

وَالْأَنْدَلُسِيِّينَ وَطَائِفَةٍ مِنَ الْقَرَوِيِّينَ، وَاقْتَصَرَ عَلَى ذِكْرِ تَطْبِيقِهِمْ وَأَسْمَائِهِمْ، دُونَ شيْءٍ مِنْ أَخْبَارِهِمْ وَبَيَانِ أَحْوَالِهِمْ، وَلَمْ يُجْرِ

(1)

لِأَحَدٍ مِنَ الْحِجَازِيِّينَ وَالْمَشْرِقِيِّينَ ذِكْرًا؛ عَلَى جَلَالَةِ مَكَانِهِمْ، وَكَثْرَةِ أَعْلَامِهِمْ، وَإِنَّ الِاعْتِنَاءَ بِذَلِكَ كَمَا قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ النَّجِيرَمِيُّ

(2)

: "أَوْلَى الْأَشْيَاءِ بِالضَّبْطِ؛ لِأَنَّ أَسْمَاءَ النَّاسِ لَا مَدْخَلَ لِلْقِيَاسِ فِيهَا، وَلَيْسَ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا شَيْءٌ يَدُلُّ عَلَيْهِ".

وذَكَرَ فَصْلا

(3)

فِي نَحْوِ هَذَا، وَذَكَرَ كَثِيرًا مِنَ الْكُتُبِ الَّتِي طَالَعَهَا، وَمِنْهَا:

كِتَابُ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ الْقَاضِي، وَأَبِي بَكْرِ ابْنِ حَيَّانَ الْقَاضِي وَكِيعٍ فِي [تَارِيخِ]

(4)

القُضَاةِ، وَكِتَابُ

(5)

الطَّبَرِيِّ، وَالصُّولِيِّ، وَ (أَبِي)

(6)

كَامِلٍ، وَكُتُبُ أَبِي عُمَرَ الْكِنْدِيِّ، وَابْنِ يُونُسَ، وَ"تَارِيخُ" أَبِي عُمَرَ الصَّدَفِيِّ الْقُرْطُبِيِّ، وَكُتُبُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ابْنِ حَارِثٍ فِي "الْقَرَوِّيينَ وَالْأَنْدَلُسِيِّينَ" وَمِنْ كُتُبِ أَبِي الْعَرَبِ التَّمِيمِيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ [ابْنِ]

(7)

الرَّقِيقِ الكَاتِبِ

(8)

، وَأَبِي عَلِيٍّ ابْنِ الْبَصْرِيِّ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ [أَبِي]

(9)

عَبْدِ اللهِ الْمَالِكِيِّ فِي "الْقَرَوِيِّينَ".

(1)

في أ: يجز، والتصويب من باقي النسخ، ومن: ترتيب المدارك.

(2)

انظر: القاضي عياض، الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السَّماع، ص 154.

(3)

أي: القاضي عياض.

(4)

زيادة من: ترتيب المدارك.

(5)

في ترتيب المدارك: كتب.

(6)

كذا في جميع النسخ، وفي بعض نسخ ترتيب المدارك: ابن.

(7)

زيادة من: ترجمته.

(8)

هو: إبراهيم بن القاسم القيرواني، أخباري، كاتب (ت نحو 425 هـ) انظر: الحموي، معجم الأدباء، 1/ 137؛ الزركلي، الأعلام، 1/ 57.

(9)

ساقط من أ، ب، والمثبت من باقي النسخ، ومن: ترتيب المدارك.

ص: 326

وَمِنْ تَوَارِيخِ الْأَنْدَلُسِيِّينَ: كَكِتَابِ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ، وَ"الِاحْتِفَالُ" لأبي عُمَرَ ابْنِ عَفِيفٍ

(1)

وَ"الانْتِخَابُ" لِأَبِي القَاسِمِ ابْنِ مُفرِّجٍ

(2)

، وَكِتَابُ الْقَاضِي أَبِي الْوَلِيدِ ابْنِ الْفَرَضِيِّ، وَتَوَارِيخُ أَبِي مَرْوَانَ (ابْنِ حَيَّانَ)

(3)

وَالرَّازِيِّ

(4)

، وَكِتَابُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُطَاهِرٍ

(5)

فِي"الطُّلَيْطِلِيِّينَ" وَسَرَدَ

(6)

جُمْلَةً"

(7)

.

وَقَدْ عَوَّلَ عَلَى "الْمَدَارِكُ" كُلُّ مَنْ بَعْدَهُ، وَاخْتَصَرَهُ جَمَاعَةٌ:

مِنْهُمْ تِلْمِيذُهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ حَمَّادَةَ

(8)

السَّبْتِيُّ، وَرَتَّبَهَا عَلَى الْحُرُوفِ لِسُهُولَةِ الْكَشْفِ صَاحِبُنَا ابْنُ فَهْدٍ فِي نَحْوِ كُرَّاسَيْنِ، عَلَى قِسْمَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَصْحَابُ مَالِكٍ؛ وَثَانِيهُمَا مَنْ عَدَاهُ.

وَلِلْقَاضِي الْبُرْهَانِ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَرْحُونَ

(1)

انظر: البغدادي، إيضاح، 3/ 31. ولقد أفاد ابن بَشْكُوال من كتابه: فقهاء قرطبة. انظر: الصلة، 1/ 32، 76 - 77.

(2)

في جميع النسخ: مفرح، وهو تصحيف. والتصويب من: ترتيب المدارك. وسيذكره السخاوي لاحقًا.

(3)

ساقط من ب.

(4)

هو: أحمد بن محمد القرطبي، مؤرخ (ت 344 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 7/ 797. وكتابه: أخبار ملوك الأندلس. انظر: سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 250، عبد الواحد ذنون، ابن عذاري، ص 74 - 84.

(5)

في ق، ز: مظاهر، بالظاء، وهو تصحيف. ولقد ضبطها ابن حجر بالمهملة. انظر: تبصير المنتبه، 4/ 1296.

(6)

في باقي النسخ: سوّد.

(7)

إلى هُنا انتهى النقل من: القاضي عياض، ترتيب المدارك، 1/ 8 - 16.

(8)

في باقي النسخ: حماد. وانظر: الذهبي، سير، 20/ 214. وتوجد نسخة لهذا المختصر في المكتبة الأزهرية (208 - تاريخ خ / 6097 - عام). انظر: قاسم علي، جمهرة تراجم الفقهاء المالكية، 1/ 44 - 45.

ص: 327

[فِي]

(1)

"الدِّيبَاجُ

(2)

الْمُذَهَّبُ" اقْتَصَرَ فِيهِ عَلَى جَمْعٍ مِنْ أَعْيَانِهِمْ نَحْوِ سِتِّ مِئَةٍ، رَتَّبَهُمْ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ.

وَعَمِلْتُ لَهُمْ كِتَابًا حَافِلًا فِي الْمُسَوَّدَةِ؛ بَعْدَ أَنْ رَتَّبْتُ كِتَابَ ابْنِ فَرْحُونَ تَرْتِيبًا مُعْتَبَرًا، وَجَرَّدْتُ مِنَ "الْمَدَارِكُ" مَا لَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ فَرْحُونَ، كُلُّ وَاحِدٍ فِي مُجَلَّدٍ

(3)

.

وَلِأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَهْلٍ الْقُضَاعِيِّ "جُزْءٌ" فِيهِ جَمَاعَةٌ مِنْ مَشْهُورِي مَذْهَبِ مَالِكٍ

(4)

.

* * *

(1)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

في جميع النسخ: الطراز، وهو خطأ، وهو كتاب معروف، والتصويب من: السخاوي -نفسه، التحفة اللطيفة، 1/ 81.

(3)

الأول: ترتيب طبقات المالكية لابن فرحون.

والثاني: تجريد ما في المدارك لعياض مما لم يذكره ابن فرحون. ذكرهما السخاوي ضمن مؤلفاته. انظر: الضوء، 8/ 17؛ بدر العماش، السخاوي وجهوده، 2/ 259، 264؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 62، 71.

(4)

توجد نسخة مخطوطة في مكتبة جامعة برنستون، أمريكا (8540). انظر: قاسم علي، جمهرة تراجم الفقهاء المالكية، 1/ 61 - 63.

ص: 328

[طَبَقَاتُ الحَنَابِلَةِ]

(1)

وَبِالحَنَابِلَةِ:

أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَّاءِ

(2)

الْقَاضِي ابْنُ الْقَاضِي، وَأَبُو عَلِيٍّ ابْنُ الْبَنَّاءِ

(3)

، وَالْحَافِظُ أَبُو الْفَرَجِ ابْنُ الْجَوْزِيّ

(4)

.

وَعَمِلَ الْحَافِظُ الزَّيْنُ ابْنُ رَجَبٍ ذَيْلًا عَلَى ابْنِ الْفَرَّاءِ؛ وَهُوَ كَالْأَصْلِ عَلَى الطَّبَقَاتِ.

[وَ]

(5)

قَدْ رَتَّبَهُمَا عَلَى الْحُرُوفِ صَاحِبُنَا ابْنُ فَهْدٍ فِي تَصْنِيفَيْنِ

(6)

.

وَاعْتَنَى بِجَمْعِهِمْ شَيْخُ الْمَذْهَبِ الْعِزُّ الْكِنَانِيُّ؛ فَجَمَعَ لِلْحَنَابِلَةِ كِتَابًا حَافِلًا لَمْ يُكْمِلْهُ تَهْذِيبًا وَتَحْرِيرًا

(7)

.

* * *

(1)

في هامش ب.

(2)

في ز: القراء، وهو تصحيف.

(3)

كتابه: طبقات الفقهاء. انظر: ابن رجب، ذيل، 1/ 78.

(4)

قال ابن رجب: "

وابن الجوزي في طبقات الأصحاب في آخر المناقب". انظر: ذيل، 1/ 53. وكتاب المناقب طبع بتحقيق: عبد الله التركي، نشر: مكتبة الخانجي، مصر.

(5)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(6)

انظر: السخاوي، الضوء، 6/ 129.

(7)

انظر: السيوطي، نظم العقيان، ص 32.

ص: 329

[طَبقَاتُ القُرَّاءِ]

(1)

وأَمَّا الْقُرَّاءُ:

فَلِأَبِي عَمْرٍو الدَّانِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَاطِرْقَانِيِّ

(2)

، وَالذَّهَبِيِّ، وَهُوَ حَافِلٌ، وَذَيَّلَ عَلَيْهِ التَّاجُ ابْنُ مَكْتُومٍ فِي "جُزْءٍ"

(3)

اشْتَمَلَ عَلَى عِشْرِينَ نَفْسًا.

وَأَخَذَ ابْنُ الْجَزَرِيِّ كِتَابَ الذَّهَبِيِّ، وَضَمَّ إِلَيْهِ زِيَادَاتٍ كَثِيرَةً فِي التَّرَاجِمِ وَتَرَاجِمَ مُسْتَقِلَّةً

(4)

.

وَكَتَبْتُ عَلَيْهِ ذَيْلًا حَافِلًا

(5)

.

وَرَتَّبَ الذَّهَبِيَّ عَلَى المُعْجَمِ العِزِّيُّ ابنُ فَهْدٍ (بَقِيَّةَ بَيْتِهِمْ)

(6)

وَجَمَالُ الحَرمِ

(7)

.

(1)

في هامش ب.

(2)

(ت 460 هـ). وذكر كتابه: الذهبي، سير، 18/ 182؛ البغدادي، هديه، 5/ 73.

(3)

وهو: ما أغفله الذهبي من القرّاء. توجد نسخة بدار الكتب المصرية (12101 ح). وانظر: فؤاد سيد، فهرست المخطوطات، 3/ 1. وقد طبع في آخر معرفة القراء الكبار، بتحقيق: محمد السيد جاد الحق، القاهرة.

(4)

هو: غاية النهاية في طبقات القرّاء. طبع بتحقيق: ج. برجستراسر، القاهرة، 1351 هـ.

(5)

ذكره السخاوي ضمن مؤلفاته. انظر: الضوء، 8/ 17؛ الشوكاني، البدر الطالع، 2/ 185؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 97.

(6)

كذا في جميع النسخ! ولعلها: بقيتهم. وكتابه هو: ترتيب طبقات القرّاء. انظر: الغزي، الكواكب السائرة، 1/ 240؛ ابن العماد، الشذرات، 10/ 146.

(7)

قال روزنثال معلقًا: "يكون هو نفس عبد العزيز بن عمر المذكور

"! وتعقّبه بشار عواد بقوله: "وهو استنتاج غير صحيح؛ لأن عبد العزيز بن عمر هو العز بن فهد الذي ذكره السخاوي في النص السابق

". انظر: الذهبي ومنهجه، ص 189. أما عن جمال الحرم؛ فقال بشار: "ولم =

ص: 330

[طَبَقَاتُ الحُفَّاظِ وَغَيْرِهِمْ]

(1)

وَأَمَّا الحُفَّاظُ:

فَلِابْنِ الجَوْزِيِّ

(2)

وَأَبِي الوَلِيدِ ابْنِ الدَّبَّاغِ

(3)

.

وَكَذَا لابْنِ دَقِيقِ العِيدِ [لَكِنْ]

(4)

مُقْتَصِرًا عَلَى الْمُوَصَّفِينَ فِي الْأَسَانِيدِ بِذَلِكَ.

وَعَمِلَ الذَّهَبِيُّ كِتَابًا حَافِلًا بِالنِّسْبَةِ لِمَنْ تَقَدَّمَهُ؛ رَتَّبَهُ عَلَى الطَّبَقَاتِ

(5)

، وَالْتَقَطَ مِنْهُ شَيْخُنَا مَنْ لَيْسَ فِي "تَهْذِيبُ الْكَمَالِ" وَذَيَّلَ عَلَى الذَّهَبِيِّ الْحَافِظُ شَمْسُ الدِّينِ الْحُسَيْنِيُّ

(6)

، ثُمَّ عَلَى الْحُسَيْنِيِّ شَيْخُنَا التَّقِيُّ ابْنُ فَهْدٍ [الْمَكِّيُّ]

(7)

.

وَرَتَّبَ ذَلِكَ مَعَ الْأَصْلِ عَلَى الْمُعْجَمِ تَجْرِيدًا وَلَدُهُ النَّجْمُ عُمَرُ

(8)

، وَلِلْحَافِظِ ابْنُ نَاصِرِ الدِّينِ فِي ذَلِكَ مَنْظُومَةٌ سَمَّاهَا:"بَدِيعَةُ الْبَيَانِ فِي وَفَيَاتِ الْأَعْيَانِ"

(9)

= أعرف جمال الحرم هذا، ويبدو من نص السخاوي أنه ممن رتب طبقات الذهبي على حروف المعجم". انظر: الذهبي ومنهجه، ص 189. ولقد ذكره السخاوي عرضًا. انظر: الضوء، 7/ 86.

(1)

في هامش ب.

(2)

هو: الحث على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ. طبع بتحقيق: فؤاد عبد المنعم، نشر: مؤسسة شباب الجامعة، مصر، ط 2، 1412 هـ - 1993 م.

(3)

انظر: الذهبي، سير، 20/ 220؛ حاجي، كشف، 2/ 1097؛ البغدادي، هدية، 6/ 552.

(4)

ساقط من باقي النسخ، والمثبت من ب.

(5)

هو: تذكرة الحفاظ. مطبوع.

(6)

طُبع في دمشق 1347 هـ. مكتبة القدسِي.

(7)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ. وكتابه: لحظ الألحاظ. مطبوع.

(8)

انظر، السخاوي، الضوء، 6/ 129؛ كحالة، مؤلفين، 7/ 318.

(9)

طبعت بتحقيق: أكرم البوشي، نشر: دار ابن الأثير، الكويت، 1418 هـ.

ص: 331

وَشَرَحَهَا فِي مُجَلَّدٍ سَمَّاهُ: "التِّبْيَانُ لِبَدِيعَةِ الْبَيَانِ"

(1)

وَجُمْلَةُ مَنْ زَادَهُ عَلَى الذَّهَبِيِّ سِتَّةٌ وَعِشْرُونَ نَفْسًا.

وَذَيَّلَ عَلَيْهِ شَيْخُنَا بِكُرَّاسَةٍ فِيهَا ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ نَفْسًا، وَلِي زِيَادَاتٌ

(2)

.

وَأَمَّا الْمُحَدِّثِينَ

(3)

:

فَلِأَبِي الْوَلِيدِ يُوسُفَ بْنِ [عَبْدِ الْعَزِيزِ]

(4)

بْنِ الدَّبَّاغِ "طَبَقَاتُ الْمُحَدِّثِينَ"

(5)

وَلِلذَّهَبِيِّ "الْمُعْجَمُ الْمُخْتَصُّ" بِهِمْ

(6)

.

وَأَمَّا الْمُؤَرِّخِينَ

(7)

فَسَتَأْتِي الْإِشَارَةُ لِكَثِيرٍ مِنْهُمْ

(8)

.

* * *

(1)

طبع بتحقيق: مجموعة من الباحثين، نشر: دار النوادر، سوريا، ط 1، 1429 هـ - 2008 م.

(2)

انظر: بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 271.

(3)

كذا في جميع النسخ، والصواب: المحدثون.

(4)

في جميع النسخ: عبد الله، وهو خطأ، والتصويب من: الحموي، معجم البلدان، 1/ 264؛ الذهبي، سير، 20/ 220؛ تاريخ، 11/ 901.

(5)

انظر: الذهبي، سير، 20/ 220، ابن حجر، المعجم المفهرس، ص 175.

(6)

سيأتي لاحقًا.

(7)

كذا في جميع النسخ، والصواب: المؤرخون.

(8)

أي: سيأتي ذكر قائمة المؤرخين في آخر هذا الكتاب.

ص: 332

[طَبَقَاتُ النُّحَاةِ]

(1)

وَأَمَّا النُّحَاةُ:

فَلِأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ

(2)

، وَكَذَا لِأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقِفْطِيِّ -وَاخْتَصَرَهُ الذَّهَبِيُّ-

(3)

وَأَظُنُّ لِلسِّيرَافِيِّ فِيهِمْ كِتَابًا

(4)

(5)

.

وَلِأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ

(6)

بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَذْحِجٍ الزُّبَيْدِيِّ "طَبَقَاتُ النُّحَاةِ"

(7)

وَلِأَبِي الْمَحَاسِنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مِسْعَرِ

(8)

بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَعَرِّيِّ

(9)

النَّحْوِيِّ الْقَاضِي "أَخْبَارُ النُّحَاةِ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ وَالْكُوفِيِّينَ"

(10)

وَلَأبِي عُبَيْدِ

(11)

اللهِ

(1)

زيادة من المحقق.

(2)

انظر: حاجي، كشف، 2/ 1108؛ البغدادي، هدية، 6/ 58؛ كحالة، مؤلفين، 9/ 249.

(3)

انظر: بشار عواد، الذهبي ومنهجه، ص 231.

(4)

كذا في جميع النسخ، والصواب: كتاب.

(5)

هو: أخبار النحويين البصريين. طبع بتحقيق: محمد إبراهيم البنا، نشر: دار الاعتصام، مصر، ط 1، 1985 م.

(6)

في جميع النسخ: الحسين، وهو خطأ، والتصويب من: مصادر ترجمته. انظر: الذهبي، سير، 16/ 417.

(7)

طُبع بتحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، نشر: دار المعارف، مصر، 1392 هـ - 1973 م.

(8)

في أ، ب: مسعود، وهو تحريف، والتصويب من: ق، ز، ومن: مصادر ترجمته. انظر: ابن عساكر، 60/ 91؛ القرشي، الجواهر المضية، 3/ 495 - 496؛ الزركلي، الأعلام، 7/ 280.

(9)

في جميع النسخ: المغربي، وهو خطأ، والتصويب من: مصادر ترجمته.

(10)

انظر: حاجي، كشف، 2/ 1107. وطبع بتحقيق: محمد الحلو، نشر: دار هجر، القاهرة، ط 2، 1412 هـ - 1992 م.

(11)

في ب: عبد.

ص: 333

مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الْمَرْزُبَانِيِّ

(1)

"الْمُقْتَبِسُ فِي أَخْبَارِ النُّحَاةِ"

(2)

وَلِأَبِي الْمَحَاسِنِ يُوسُفَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ أَحْمَدَ الدِّمَشْقِيِّ "نُورُ الْقَبَسِ"

(3)

انْتَخَبَهُ مِنَ "القَبَسُ" الْمُنْتَخَبِ مِنَ "الْمُقْتَبِسُ".

وَلِلتَّاجِ ابْنِ مَكْتُومٍ الْحَنَفِيِّ

(4)

"الْجَمْعُ الْمُتَنَاهِ

(5)

فِي أَخْبَارِ اللُّغَوِيِّينَ وَالنُّحَاةِ"

(6)

وَهُوَ فِي عَشْرِ مُجَلَّدَاتٍ، وَقَفْتُ عَلَى عِدَّةِ أَجْزَاءٍ مِنْهَا بِخَطِّهِ، وَالْمُحَمَّدُونَ مِنْهُ فَقَطْ فِي مُجَلَّدٍ، بَلْ قَلَّ كِتَابٌ مِنْ كُتُبِ الْأَدَبِ، مِنْ شِعْرٍ وَتَارِيخٍ وَنَحْوِهِمَا، إِلَّا وَعَلَيْهِ تَرْجَمَةُ مُصَنِّفِهِ

(7)

بِخَطِّهِ

(8)

. وَاعْتَنَى بِجَمْعِهَا

(9)

بَعْضُ مَنْ أَكْثَرَ التَّرَدُّدَ إِلَيَّ لِلِاسْتِفَادَةِ؛ خُصُوصًا فِي هَذَا النَّوْعِ، مُسْتَكْثِرًا بِمَا يَلْتَقِطُهُ مِنْ أَثْنَاءِ تَصَانِيفِ الْمُتَرْجِمِينِ، أَوْ يَظْفَرُ بِهِ فِي تَعَالِيقِ الْأَئِمَّةِ الْمُعْتَبِرِينَ مِنْ فَوَائِدَ مُبْتَكَرَةٍ، أَوْ أَبْحَاثٍ غَرِيبَةً، زَاعِمًا أَنَّ ذَلِكَ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلَّا مَنْ جَمَعَ بَيْنَ الرِّوَايَةِ وَالْفَهْمِ! وَلَكِنَّهُ لَمْ يُبْرِزْ ذَلِكَ إِلَى الْآنِ؛

(1)

نَحْوي (ت 384 هـ). انظر: الذهبي، سير، 16/ 447 - 449.

(2)

انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 139، 213، ابن الساعي، الدر الثمين، ص 125، البغدادي، هدية، 6/ 54.

(3)

في أ: المقتبس، والمثبت من باقي النسخ، ومن عنوان الكتاب، وقد طبع بتحقيق: رودلف زلهايم، نشر: فرانش شتاينر، 1964 م.

(4)

هو: أحمد بن عبد القادر، لغوي، نَحْوي (ت 749 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر الكامنة، 1/ 175 - 176؛ كحالة، مؤلفين، 1/ 278.

(5)

في أ، ق، ز، وكشف الظنون: المثناة، والمثبت من: ب، ومن: ابن حجر، الدرر.

(6)

انظر: ابن حجر، الدرر، 1/ 175 - 176، حاجي، كشف، 1/ 599.

(7)

في ز. مصنفة، وهو تصحيف.

(8)

انظر هذه الفقرة عند: ابن حجر، الدرر، 1/ 175.

(9)

في أ: بجمعهما، والمثبت من باقي النسخ. ويقصد السيوطي كما في كتابه: بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة.

ص: 334

نَعَمْ أَظْهَرَ مُخْتَصَرًا فِي ذَلِكَ.

وَأَمَّا الأُدَبَاءُ: فَلِيَاقُوتٍ.

وَأَمَّا اللُّغَويِّينَ

(1)

سِوَى مَنْ تَقَدَّمَ، فَلِلْمَجْدِ اللُّغَوِيِّ صَاحِبِ "الْقَامُوسُ" جُزْءٌ لَطِيفٌ سَمَّاهُ:"الْبُلْغَةُ فِي أَئِمَّةِ اللُّغَةِ"

(2)

وَقَفْتُ عَلَيْهِ.

* * *

(1)

كذا في جميع النسخ، والصواب: اللغويون.

(2)

طبع بتحقيق: محمد المصري، نشر: وزارة الثقافة، دمشق، 1392 هـ -1972 م.

ص: 335

[طَبَقَاتُ الشُعَرَاءِ وَغَيْرِهِمْ]

(1)

وَأَمَّا الشُّعَرَاءُ:

فَلِأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ

(2)

، وَلِلثَّعَالِبِيِّ "يَتِيمَةُ الدَّهْرِ"

(3)

ذَكَرَ فِيهِ خَلْقًا كَثِيرًا مِنْهُمْ، وَذَيَّلَ عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاخَرْزِيُّ فِي "دُمْيَةُ الْقَصْرِ"

(4)

، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِهِ "وِشَاحُ الدُّمْيَةِ"

(5)

، أَوْ "الْعُمْدَةُ فِي كِتَابِ الْخَرِيدَةِ". وَكَذَا (لِلْكَمَالِ أَبِي الْبَرَكَاتِ)

(6)

الْمُبَارَكِ ابْنِ أَبِي بَكْرِ ابْنِ حَمْدَانَ ابْنِ الشَّعَّارِ (الْمَوْصِلِيِّ)

(7)

(المُؤَرِّخِ)

(8)

"عُقُودُ الْجُمَانِ فِي شُعَرَاءِ الزَّمَانِ"

(9)

، وَلِأَبِي الْمَعَالِي سَعْدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَظِيرِيِّ

(10)

الْكُتُبِيِّ "زِينَةُ الدَّهْرِ فِي ذِكْرِ شُعَرَاءِ

(1)

في هامش ب.

(2)

في أ: المرزباني، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: ترجمته. وعن كتابه في الشعراء. انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 241؛ سزكين، تاريخ التراث، 2/ القسم الأول، ص 154.

(3)

طبع بتحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، نشر: مطبعة السعادة، القاهرة، 1965 م.

(4)

طُبع بتحقيق: محمد التونجي، حلب، دار الجيل، ط 1، 1993 م.

(5)

انظر: الحموي، معجم الأدباء، 4/ 117. وتوجد نسخة ناقصة من أولها في معهد المخطوطات العربية، (894 أدب). وانظر: خزانة التراث (72382).

(6)

ساقط من باقي النسخ.

(7)

ساقط من ب.

(8)

ساقط من باقي النسخ.

(9)

انظر: حاجي، كشف، 2/ 1154. وطبع بتحقيق: كامل الجبوري، نشر: دار الكتب العلمية، 2005 م.

(10)

في ب، ق: الخطيري، وفي ز: الحضيري، وهو تحريف. والمشار إليه هو: المعروف بالورّاق دلّال الكتب (ت 568 هـ). انظر: الحموي، معجم الأدباء، 3/ 366؛ ابن خلكان، وفيات، 2/ 366 - 368.

ص: 336

الْعَصْرِ"

(1)

، وَلِلْعِمَادِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ الْأَصْبَهَانِيِّ الْكَاتِبِ "خَرِيدَةُ الْقَصْرِ فِي جَرِيدَةِ شُعَرَاءِ الْعَصْرِ"

(2)

، وَلِأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ الْجَرَّاحِ أَخْبَارُ الشُّعَرَاءِ الْمُحْدَثِينَ سَمَّاهُ:"الْوَرَقَةُ"

(3)

وَكَذَا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُعْتَزِّ "طَبَقَاتُ الشُّعَرَاءِ الْمُحْدَثِينَ"

(4)

.

(وَلِأَبِي عَبْدِ اللهِ هَارُونَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الْبَغْدَادِيِّ الأَخْبَارِيِّ "النَّدِيمُ الْبَارِعُ فِي أَخْبَارِ الشُّعَرَاءِ الْمُوَلَّدِينَ"

(5)

وَنَسَجَ عَلَى مِنْوَالِهِ الْعِمَادُ الْكَاتِبُ فِي "الْخَرِيدَةُ" وَكَذَا الْحَظِيرِيُّ وَالثَّعَالِبِيُّ وَالبَاخَرْزِيُّ فِي الشُّعَرَاءِ؛ وَكُلُّهُمْ فُرُوعٌ لَهُ، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِئَتَيْنِ)

(6)

.

وَلِلْمَرْزُبَانِيِّ

(7)

"الْمُعْجَمُ الصَّغِيرُ لِلشُّعَرَاءِ"

(8)

، وَلِعَبْدِ السَّلَامِ بْنِ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيِّ "أُنْمُوذَجُ الْأَعْيَانِ وَالشُّعَرَاءِ مِمَّنْ أُدْرِكَ بِالسَّمَاعِ أَوْ بِالْعَيَانِ"

(9)

، وَلِأَبِي

(1)

انظر: الحموي، معجم الأدباء، 3/ 366؛ حاجي، كشف، 1/ 701، 972.

(2)

طبع على أجزاء متفرقة في القاهرة، 1951 م، وفي دمشق، 1955 - 1964 م، وفي بغداد 1973 م، وفي تونس، 1971 م.

(3)

انظر: البغدادي، هدية، 6/ 22. وطبع بتحقيق: عبد الوهاب عزام، وعبد الستار أحمد فرَّاج، نشر: دار المعارف، مصر، ط 3.

(4)

طبع بتحقيق: عبد الستار فراج، القاهرة، 1956 م.

(5)

انظر: ابن النديم، فهرست، ص 232؛ الحموي، معجم الأدباء، 5/ 580؛ الذهبي، سير، 13/ 404؛ الصفدي، الوافي، 1/ 53.

(6)

هذه الفقرة ساقطة من باقي النسخ.

(7)

في باقي النسخ: للمرزبان، وهو تحريف. والمشار إليه: محمد بن عمران (ت 384 هـ). انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 211؛ ابن خلكان، وفيات، 4/ 354 - 356.

(8)

له: معجم الشعراء. طبع بتحقيق: كرنكو، نشر: مكتبة المقدسي، 1354 هـ. وانظر: سزكين، تاريخ التراث، 2/ القسم الأول، ص 155.

(9)

انظر: حاجي، كشف، 1/ 184؛ البغدادي، هدية، 5/ 571.

ص: 337

عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامِ بْنِ عُبَيْدِ

(1)

اللهِ الْجُمَحِيِّ، مَوْلَاهُمُ، الْبَصْرِيِّ الْأَخْبَارِيِّ، وَأَبِي سَعْدٍ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْوَزِيرِ "طَبَقَاتُ الشُّعَرَاءِ"

(2)

، وَلِأَبِي طَالِبٍ عَلِيِّ بْنِ أَنْجَبَ الْبَغْدَادِيِّ الْخَازِنِ "شُعَرَاءُ زَمَانِه"

(3)

، وَلِلْكَمَالِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ الْفُوَطِيِّ

(4)

"الدُّرَرُ النَّاصِعَةُ فِي شُعَرَاءِ الْمِئَةِ السَّابِعَةِ"

(5)

، وَلِلِسَانِ الدِّينِ ابْنِ الْخَطِيبِ "التَّاجُ الْمُحَلَّى

(6)

فِي أُدَبَاءِ الْمِئَةِ الثَّامِنَةِ"

(7)

، وَ"الْإِكْلِيلُ الزَّاهِرُ فِيمَنْ

(8)

فَضُلَ عِنْدَ نَظْمِ التَّاجِ مَنِ الْجَوَاهِرِ"

(9)

وَهُمَا يَشْتَمِلَانِ عَلَى تَرَاجِمِ الْأُدَبَاءِ بِالْمَغْرِبِ، وَجَمِيعُ مَا فِيهِمَا مِنَ الْكَلَامِ مَسْجُوعٌ.

وَلِلْعِزِّ أَبِي عُمَرَ ابْنِ جَمَاعَةَ "نُزْهَةُ الْأَلِبَّاءِ فِي مَعْرِفَةِ الْأُدَبَاءِ"

(10)

اقْتَصَرَ فِيهِ عَلَى

(1)

في باقي النسخ: عبد، وهو تحريف.

(2)

انظر: ابن خلكان، وفيات، 3/ 383؛ حاجي، كشف، 2/ 1102؛ البغدادي، هدية، 6/ 56.

(3)

انظر: ابن الساعي، الدر الثمين، ص 45 - 46؛ حاجي، كشف، 2/ 1048، 1554.

(4)

في ق: الغوطي، وهو تحريف.

(5)

انظر: ابن حجر، الدرر، 2/ 364؛ حاجي، كشف، 1/ 750.

(6)

في أ، ب، ق: المُعلّى، وهو تحريف، والتصويب من: ز، ومن: ابن حجر، الدرر، 3/ 472.

(7)

ولقد لفّق ابن حجر وتابعه السخاوي بين كتابين مختلفين للمؤلف! فالأول هو: التاج المحلى في مساجلة القدح المعلى، وهو في عداد المفقودات، والآخر هو: الكتيبة الكامنة في أدباء المئة الثامنة، أو: الكتيبة الكامنة فيمن لقيناه بالأندلس من شعراء المئة الثامنة، طبع بتحقيق: إحسان عباس، نشر: دار الثقافة، بيروت، 1963 م.

(8)

في باقي النسخ: فيما.

(9)

انظر: حاجي، كشف، 1/ 143 - 144. وهو تتمة لكتابه: التاج المحلى. وتوجد نسخة مخطوطة لكتاب: الإكليل، في مكتبة الإسكوريال (رقم: 554).

(10)

لم أجده ضمن مؤلفاته! بل وجدتُ: نزهة الألباب فيما لا يوجد في الكتاب. انظر: حاجي، كشف، 2/ 1940؛ البغدادي، هدية، 5/ 582. وذكر الزركلي أن لابن جماعة: المنتخب من نزهة الألباء، بخطه في دار الكتب المصرية (401 شعر، تيمور). انظر الأعلام، 4/ 26؛ خزانة التراث (99005).

ص: 338

تَرْجَمَةِ مَنِ اتَّصَلَتْ لَهُ رِوَايَةُ شِعْرِهِ بِالسَّمَاعِ أَوِ الْإِجَازَةِ، فِي مُجَلَّدَاتٍ، وَاخْتَصَرَهُ فِي مُجَلَّدٍ.

وَلِلْبَدْرِ البَشْتَكِيِّ

(1)

فِي الشُّعَرَاءِ "الْمَطَالِعُ الْبَدْرِيَّةُ"

(2)

وَهُوَ حَافِلٌ، رَتَّبَهُ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ، وَقَفْتُ عَلَى قِطْعَةٍ مِنْهُ.

وَلِأَبِي الْفَرَجِ صَاحِبِ الْأَغَانِي "أَخْبَارُ الْإِمَاءِ الشَّوَاعِرِ"

(3)

.

* * *

(1)

هو: محمد بن إبراهيم، أديب (ت 830 هـ). انظر: ابن حجر، إنباء الغمر، 3/ 392.

(2)

انظر: حاجي، كشف، 2/ 1103.

(3)

انظر: الذهبي، تاريخ، 8/ 101؛ سزكين، تاريخ التراث، 2/ القسم الأول، ص 163. وقد طبع بتحقيق: جليل العطية، نشر: دار النضال، بيروت، ط 1، 1404 هـ - 1984 م.

ص: 339

[طَبَقَاتُ الصُّوفِيَّةِ]

(1)

وَأَمَّا العُبَّادُ وَالصُّوفِيَّةُ:

فَلِأبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ

(2)

، وَأَبِي سَعِيدٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو النَّقَاشِ

(3)

، وَأَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ (مُحَمَّدٍ)

(4)

النَّسَوِيِّ

(5)

، وَعَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شَاهْ

(6)

الشِّيَرازِيِّ، وَأَبِي سَعِيدٍ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ

(7)

، وَالْأُسْتَاذِ أَبِي الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيِّ فِي كِتَابِهِ "الرِّسَالَةُ"

(8)

يَشْتَمِلُ عَلَى جُلِّ أَعْيَانِ الصُّوفِيَّةِ إِلَى زَمَانِهِ.

وَجَمَعَ عَبْدُ الْغَفَّارِ القُوْصِيُّ

(9)

كِتَابًا فِي مُجَلَّدَيْنِ ضَاهَاهُ

(10)

بِهِ فِي سَرْدِ مَنِ

(1)

في هامش ب.

(2)

هو: طبقات الصوفية. طبع بتحقيق: نور الدين شريبة، نشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، ط 2، 1406 هـ.

(3)

انظر: الذهبي، سير، 12/ 213؛ الصفدي، الوافي، 1/ 54؛ حاجي، كشف، 2/ 1104.

(4)

ساقط من ز.

(5)

في ب، ق: الفسوي. وكتابه: طبقات الصوفية. أفاد منه السلمي كثيرًا. وتوجد نسخة مخطوطة في آصفية (1/ 338 - تراجم). انظر: سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الرابع، ص 172.

(6)

في جميع النسخ: سياه، وهو تحريف، والتصويب من: مصادر ترجمته. انظر: ابن النجار، ذيل تاريخ بغداد، 16/ 197، 19/ 89، 20/ 35، ابن عساكر، تاريخ دمشق، 6/ 321، 7/ 194، الذهبي، تاريخ، 8/ 536، 575.

(7)

هو: أحمد بن محمد، صاحب المعجم (ت 341 هـ). وكتابه: طبقات النُّسَّاك. انظر: الذهبي، سير، 15/ 409؛ حاجي، كشف، 2/ 1108؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الرابع، ص 156؛ أحمد البلوشي، مقدمة تحقيق: ابن الأعرابي، المعجم، 1/ 81 - 82.

(8)

هي: الرسالة القشيرية. طُبعت قديمًا في بولاق، 1284 هـ.

(9)

(ت 708 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر الكامنة، 2/ 385.

(10)

أي: ضاهى به رسالة القشيري.

ص: 340

اجْتَمَعَ بِهِ مِنْهُمْ، وَسَمَّاهُ:"الْوَحِيدُ فِي سُلُوكِ أَهْلِ التَّوْحِيدِ"

(1)

وَكَذَا لِابْنِ أَبِي الْمَنْصُورِ رِسالَةٌ فِي ذَلِكَ، وَكَذَا لِأَبِي نُعَيْمٍ "حِلْيَةُ الْأَوْلِيَاءِ وَطَبَقَاتُ

(2)

الْأَصْفِيَاءِ" كِتَابٌ حَافِلٌ، وَهُوَ عُمْدَةُ كُلِّ مَنْ جَاءَ بَعْدَهُ.

وَالْتَقَطَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ مِنْهُ مَا أَوْدَعَهُ مَعَ زِيَادَاتٍ فِي كِتَابِهِ "صَفْوَةُ الصَّفْوَةِ"

(3)

فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتٍ، وَلَهُ "أَخْبَارُ الْأَخْيَارِ"

(4)

، وَ"أَخْبَارُ النِّسَاءِ"

(5)

كُلٌّ مِنْهُمَا فِي مُجَلَّدٍ.

وَلِلشَّرِيفِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنِيِّ

(6)

الدِّمَشْقِيِّ "مَجْمَعُ الأحْبَابِ"

(7)

فِي ثَلَاثِ مُجَلَّدَاتٍ، رَتَّبَهُ تَرْتِيبًا حَسَنًا، وَلِابْنِ الْمُلَقِّنِ [كِتَابُ]

(8)

" (طَبَقَاتُ)

(9)

الصُّوفِيَّةِ" فِي مُجَيلِيدٍ، قَالَ

(10)

: "إِنَّهُ جَمَعَ فِيهِ جُمْلَةً مِنْ طَبَقَاتِ الْأَعْلَامِ

(11)

الأعْيَانِ، وَأَوْتَادِ الأقْطَابِ فِي كُلِّ قُطْرٍ وَأَوَانٍ، لِيُهْتَدَى بِمَآثِرِهِمْ، وَيُقْتَفَى

(1)

انظر: ابن حجر، الدرر، 2/ 385. وتوجد نسخة قديمة، ناقصة من الأول والأثناء، في جامعة الملك سعود، الرياض (رقم: 5892). وانظر: خزانة التراث (46444).

(2)

في ب: طبقة.

(3)

طبع بتحقيق: محمود فاخوري وزميله، نشر: دار المعرفة، بيروت، ط 3، 1405 هـ.

(4)

انظر: ابن رجب، ذيل، 2/ 492.

(5)

طُبع في دمشق، 1347 هـ.

(6)

في جميع النسخ: الحسني، وهو خطأ، والتصويب من: مصادر ترجمته، وهو: فقيه شافعي، أخباري (ت 776 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر الكامنة، 3/ 420 - 421؛ الزركلي، الأعلام، 6/ 87.

(7)

وكتابه: مجمع الأحباب وتذكرة أولي الألباب. وهو مختصر للحلية. وقد طبع بتحقيق: مجموعة من الباحثين، نشر: دار المنهاج، 2008 م.

(8)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(9)

ساقط من باقي النسخ.

(10)

انظر: ابن الملقن، طبقات الأولياء، ص 3.

(11)

في باقي النسخ: العلماء.

ص: 341

بِآثَارِهِمْ، رَجَاءَ أَنْ يُحْشَرَ فِي سِلْكِهِمْ، فـ "الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ"

(1)

وَأَحْيَا بِذِكْرِهِمْ، وَيَزُولَ الْعَنَاءُ وَالنَّصَبُ". وَكَذَا لِلشَّرْجِيِّ اليَمَنِيِّ

(2)

"طَبَقَاتُ الصُّوفِيِّةِ"

(3)

، وَلِأَبِي مَنْصُورٍ مَعْمَرِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ زِيَادٍ الْعَارِفِ

(4)

"طَبَقَاتُ النُسَّاكِ".

وَاعْتَنَى صَاحِبُنَا الثِّقَةُ الْوَرعُ الْبُرْهَانُ الْقَادِرِيُّ

(5)

بِكِتَابٍ مَخْصُوصٍ لِلصُّوفِيَّةِ الْمَوْصُوفِينَ بِالزُّهْدِ، وَتَعِبَ فِيهِ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يُبَيِّضْهُ.

وَلِأَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ الْمَالِكِيِّ (عُبَّادُ أَهْلِ إِفْرِيقِيَّةَ) سَمَّاهُ: "رِيَاضُ النُّفوسِ"

(6)

، وَلِلنَّاصِحِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَجْمِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ ابْنِ الْحَنْبَلِيِّ "الاسْتِسْعَادُ بِمَنْ لَقِيَهُ

(7)

مِنْ صَالِحِي الْعِبَادِ فِي الْبِلَادِ"، وَلِابْنِ الْأَثِيرِ "الْمُخْتَارُ فِي مَنَاقِبِ الأخْيَارِ"

(8)

، وَلِأَبِي الحَسَنِ

(9)

ابْنِ جَهْضَمٍ "بَهْجَةُ الْأَسْرَارِ وَلَوَامِعُ الْأَنْوَارِ فِي

(1)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(6168، 6169) عن ابن مسعود مرفوعًا.

(2)

هو: أحمد بن أحمد الزبيدي الحنفي، أديب (ت 893 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 1/ 214 - 215؛ كحالة، مؤلفين، 1/ 96.

(3)

له: طبقات الخواص. هو طبقات الصوفية. وقد طبع في القاهرة، 1321 هـ.

(4)

هو: كبير الصوفية بأصبهان (ت 418 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 9/ 302؛ ابن العماد، شذرات، 5/ 92.

(5)

هو: إبراهيم بن علي (ت 880 هـ). وقال السخاوي: "

ولهج كثيرًا بجمع أخبار الصوفية فكتب من ذلك جملة في مجلدين". انظر: الضوء، 1/ 80 - 81.

(6)

طبع بتحقيق: بشير البكوش، نشر: دار الغرب الإسلامي، ط 2، 1414 هـ - 1994 م.

(7)

في بعض المصادر: لقيت، انظر: ابن رجب، ذيل، 3/ 423؛ ابن العماد، شذرات، 7/ 288. ولقد جمع إحسان عباس نصوصًا من هذا الكتاب المفقود. انظر: شذرات من كتب مفقودة في التاريخ، ص 175 - 205.

(8)

طبع بتحقيق: مأمون الصاغرجي وجماعة، نشر: مركز زايد للتراث والتاريخ، ط 1، 1424 هـ - 2003 م.

(9)

في ب، ق، ز: الحسين، وهو خطأ. والمشار إليه هو: علي بن عبد لله، أبو الحسن الصوفي، متهم بوضع الحديث (ت 414 هـ). انظر: ابن عساكر، تاريخ، 43/ 15 - 19؛ ابن حجر، لسان، 4/ 238.

ص: 342

حِكَايَاتِ الصَّالِحِينَ الْعُلَمَاءِ الْأخْيَارِ وَالصُّوفِيَّةِ الْحُكَمَاءِ الْأبْرَارِ"

(1)

وَلسَعِيدِ بْنِ أَسَدٍ الْأُمَوِيِّ "فَضَائِلُ التَّابِعِينَ وَأَخْلَاقُ الصَّالِحِينَ"

(2)

وَ"مُرْشِدُ الزُّوَّارِ إِلَى قُبُورِ الْأبْرَارِ"(وَهُوَ: الدُّرُّ المُنَظَّمُ فِي زِيَارَةِ المُقَطَّمِ)

(3)

لِلْمُوَفَّقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَكِّيِّ بْنِ عُثْمَانَ الشَّارِعِيِّ

(4)

، وَ" (مَحَجَّةُ)

(5)

النُّورِ فِي زِيَارَةِ القُبُورِ"

(6)

لِأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدِ بن الْمُتَوَّجِ الْمَارِينِيِّ

(7)

.

* * *

(1)

قال الذهبيُّ عن كتابه: "ولقد أتى بمصائب يشهد القلب ببُطْلانها

". انظر: تاريخ، 9/ 239. وتوجد نسخة مخطوطة بعنوان: بهجة الأسرار الكبرى. انظر: خزانة التراث (23038).

(2)

هو: أبو عثمان المصري (ت 229 هـ). وعن كتابه انظر: ابن خير، فهرسته، ص 334؛ ابن حجر، المعجم المفهرس، ص 92. قال الذهبيُّ:"وله مصنفات في فضائل التابعين رُويت عنه". انظر: تاريخ، 5/ 572.

(3)

ساقط من باقي النسخ. ولقد طبع بتحقيق: محمد الفتحي، نشر: الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط 1، 1415 هـ.

(4)

فقيه شافعي (ت 615 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 13/ 439.

(5)

بياض في ب.

(6)

لم أجده.

(7)

وفي ب: المارديني.

ص: 343

‌{[طَبَقَاتُ القُضَاة وَغَيْرِهِمْ]

(1)

}

وَأَمَّا الْقُضَاةُ:

فَلِأبِي عُبَيْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّبِيعِ الجِيزِيِّ "قُضَاةُ مِصْرَ"

(2)

، وَكَذَا لابْنِ مُيَسَّرٍ

(3)

وَأَبِي عُمَرَ الكِنْدِيِّ

(4)

، وَلِأبِي مُحَمَّدٍ ابْنِ زُولَاقَ

(5)

وَهُوَ ذَيْلٌ عَلَى الَّذِي قَبْلَهُ.

وَجَمَعَ الْقُضَاةَ:

إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى الْحُسَيْنِيُّ

(6)

، وَسلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ السَّمِيعِ

(7)

، وَعَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ الْحَافِظُ

(8)

.

وَلِأَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ بَخْتِيَارَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمَانْدَائِيِّ

(9)

الْوَاسِطِيِّ الْقَاضِي كِتَابٌ فِي "أَخْبَارُ الْقُضَاةِ وَالشُّهُودِ" وَمَا أَدْرِي أَهْوَ كِتَابُهُ الْمُسَمَّى بِـ "الْحُكَّامُ"

(10)

أَوْ غَيْرُهُ!

(1)

في هامش ب.

(2)

نقل عنه عياض في مواضع من: ترتيب المدارك. وانظر: الذهبي، تاريخ، 7/ 500، عبد الفتاح فتحي، التاريخ والمؤرخون، 1/ 347 - 351 ..

(3)

هو: محمد بن علي المصري المؤرخ (ت 677 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 15/ 353؛ الصفدي، الوافي، 1/ 52. وسيرد لاحقًا.

(4)

طبع بتحقيق: رفن كست، لندن، 1912 م.

(5)

انظر: عبد الفتاح فتحي، التاريخ والمؤرخون، 1/ 257.

(6)

انظر: ابن حجر، رفع الإصر، ص 73.

(7)

انظر: ابن حجر، رفع الإصر، ص 209، 355.

(8)

محدث (ت 409 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 9/ 140؛ سير، 17/ 268.

(9)

في جميع النسخ: المانداي، والتصويب من: ابن حجر، تبصير المنتبه، 4/ 1399.

(10)

نعم هو: تاريخ القضاة والحكام. انظر: ابن النجار، ذيل تاريخ بغداد، 16/ 24، 78؛ حاجي، كشف، 1/ 300.

ص: 344

وَلِأبِي الْحَسَنِ الْمُوسَوِيِّ الرَّضِيِّ، وَالْجَمَالِ عَبْدِ اللهِ الْبِشْبِيشِيِّ

(1)

فِي القُضَاةِ فَقَطْ

(2)

. وَعَلَى ثَانِيهِمَا اعْتَمَدَ شَيْخُنَا فِي "رَفْعُ الإِصْرِ عَنْ قُضَاةِ مِصْرَ"

(3)

وَهُوَ مُجَلَّدٌ، وَذَيَّلْتُ عَلَيْهِ فِي مُجَلَّدٍ

(4)

.

وَذَكَرَ الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي (خُطْبَةِ)

(5)

كِتَابِهِ "الْمَدَارِكُ": "تَارِيخُ الْقُضَاةَ"

(6)

لِلْقَاضِي أَبِي بَكْرِ ابْنِ حَيَّانَ وَكِيعٍ.

وَنَظَمَ الشَّمْسُ ابْنُ دَانْيَالَ الْمَوْصِلِيُّ الْحَكِيمُ

(7)

فِي قُضَاةِ مِصْرَ أُرْجُوزَةً سَمَّاهَا: "عُقُودُ النِّظَامِ فِيمَنْ وَلِيَ مِصْرَ مِنَ الْحُكَّامِ"

(8)

ثُمَّ تَمَّمَ عَلَيْهِ الْقَاضِي عِزُّ الدِّينِ الْكِنَانِيُّ الْحَنْبَلِيُّ، ثُمَّ بَعْضُ أَصْحَابِنَا.

وَكَذَا نَظَمَ الشِّهَابُ ابْنُ اللَّبُودِيِّ الدِّمَشْقِيُّ

(9)

أُرْجُوزَةً فِي قُضَاةِ دِمَشْقَ وَشَرَحَهَا.

(1)

في ز: البشبشي، وهو تحريف. وهي نسبة لبشبيش قرية من أعمال المحلة بالغربية في مصر. انظر: السخاوي، الضوء، 5/ 7.

(2)

انظر: السخاوي، ضوء، 5/ 7، البغدادي، هدية، 5/ 468.

(3)

طُبع بتحقيق: حامد عبد المجيد وزميله، نشر: المطبعة الأميرية، 1957 م.

(4)

انظر: السخاوي، الضوء، 8/ 17. وقد طبع بتحقيق: جودة هلال وزميله. قال بدر العماش: "وقد وقع في المطبوع كثير من التحريفات والسقط مما يستدعي الاهتمام بنشره مرة أخرى". انظر: السخاوي وجهوده، 1/ 267 - 269.

(5)

ساقط من ب.

(6)

طبع بتحقيق: المراغي، نشر: المكتبة التجارية الكبرى، 1366 هـ - 1947 م.

(7)

هو: محمد بن دانيال، أديب (ت 710 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 434 - 436.

(8)

انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 434؛ كحالة، مؤلفين، 3/ 283.

(9)

هو: أحمد بن خليل، مؤرخ، أديب (ت 896 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 1/ 293 - 294؛ الزركلي، الأعلام، 1/ 121.

ص: 345

(وَرَأَيْتُ فِي كَلَامِ الخَيْضِرِيِّ أَنَّ لَهُ الاهْتِمَامَ بِمَعْرِفَةِ قُضَاةِ الشَّامِ، فِي مُجَلَّدٍ لَطِيفٍ لَمْ يُبَيِّضْهُ؛ فَاللهُ أَعْلَمُ)

(1)

.

وَأَمَّا الْمُغَنِّينَ

(2)

:

فَلِأَبِي الْفَرَجِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ الْكَاتِبِ، وَكَذَا لَهُ "الْقِيَانُ"

(3)

فِي مُجَلَّدَيْنِ، وَ"أَخْبَارُ الْمُغَنِّينَ

(4)

المَمَالِيكِ"

(5)

، وَ"الْأَغَانِي" وَهُوَ حَافِلٌ مُتَّسِعٌ

(6)

فِي بَابَهِ، وَاخْتَصَرَهُ التَّاجُ عُثْمَانُ بْنُ عِيسَى البَلَطِيُّ أَبُو الفَتْحِ

(7)

، وَالْجَمَالُ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ مُكَرَّمٍ

(8)

كَمَا فَعَلَ فِي غَيْرِهِ مِنَ التَّوَارِيخِ الْكِبَارِ

(9)

.

وَبَيَّنَ أَبُو الْفَرَجِ بُطْلَانَ نِسْبَةِ الْكِتَابِ الْمَنْسُوبِ لِإسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيِّ فِي ذَلِكَ، وَأنَّهُ مِنْ جَمْعِ سِنْدِيٍّ الوَرَّاقِ

(10)

لِإسْحَاقَ

(11)

.

(1)

ساقط من باقي النسخ.

(2)

كذا في جميع النسخ، والصواب: المغنون.

(3)

طبع بتحقيق: جليل العطية، نشر: رياض الريس، لندن، 1989 م.

(4)

عند ابن النديم: أشعار الإماء والمماليك ..

(5)

انظر: ابن النديم، فهرست، ص 184. والقفطي ذكره بعنوان: كتاب الغلمان المغنين. انظر: إنباه، 2/ 252.

(6)

في أ: ممتع، والمثبت من باقي النسخ.

(7)

سترد ترجمته؛ لكن لم أجد شيئًا عن مختصره المذكور!

(8)

هو: ابن منظور، اللغوي المشهور (ت 711 هـ). ومختصره: مختار الأغاني في الأخبار والتهاني. انظر: حاجي، كشف، 1/ 130؛ البغدادي، هدية، 6/ 142؛ سزكين، 1/ القسم الثاني، ص 285. وهو مطبوع، نشر: المكتب الإسلامي، ط 1، 1383 هـ -1964 م.

(9)

انظر: ابن حجر، الدرر الكامنة، 4/ 263؛ فؤاد سيد، فهرست المخطوطات، 3/ 24، 29.

(10)

انظر: ابن حجر، لسان، 3/ 116 - 117.

(11)

انظر: الأصبهاني، الأغاني، 1/ 25 - 26، ابن النديم، فهرست، ص 228؛ الحموي، معجم الأدباء، 2/ 156.

ص: 346

وَلِابْنِ الجَوْزِيِّ "الظُّرَفَاءُ"

(1)

فِي مُجَلَّدٍ.

وَأمَّا الأَشْرَافُ:

فَلِلْحَسَنِ بْنِ عَتِيقِ بْنِ الْحَسَنِ فِي كِتَابٍ سَمَّاهُ "الْإِشْرَافُ عَلَى [مَنَاقِبِ] الْأَشْرَافِ". وَفِي فَضَائِلِهِمْ تَصَانِيفُ.

وَلِيَ "ارْتِقَاءُ الْغُرَفِ بِحُبِّ أَقْرِبَاءِ الرَّسُولِ وَذَوِي الشَّرَفِ"

(2)

.

وَأَمَّا الْكُرَمَاءُ:

فَلِعُثْمَانَ بْنِ عِيسَى الْبَلَطِيِّ

(3)

"أَخْبَارُ الَأجْوَادِ"

(4)

، وَكَذَا لِمُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيِّ "الْأَجْوَادُ"

(5)

، وَلِبَعْضِهِمْ "أَخْبَارُ الْبَرامِكَةِ"

(6)

فِي مُجَلَّدَينِ.

(1)

طبع في النجف، 1967 م، ثم أعيد نشره بعناية: بسام الجابي، نشر: دار ابن حزم، ط 1، 1418 هـ - 1997 م.

(2)

ذكره السخاوي ضمن مؤلفاته انظر: الضوء، 8/ 18، 3/ 147، 5/ 295، 10/ 154، 266. وتوجد نسخ خطية في مكتبة دار الكتب الوطنية، تونس (رقم: 6662)، ونسخة أخرى في المكتبة الشرقية في حيدر آباد (37 ق). انظر: مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 40 - 42؛ بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 325. وقد طبع بتحقيق: خالد بابطين، نشر: دار البشائر الإسلامية، ط 1.

(3)

في باقي النسخ: البليطي، وهو: أديب (ت 599 هـ). انظر: الحموي، معجم الأدباء، 3/ 494؛ كحالة، مؤلفين، 6/ 267.

(4)

انظر: البغدادي، هدية، 5/ 653.

(5)

الغَلَابي بصري شيعي مُتَكَلَّم فِيه (ت بعد 280 هـ). انظر الذهبي، ميزان، 6/ 151؛ ابن حجر، لسان، 5/ 168. وكتابه ذكره: المسعودي، مروج، 1/ 9؛ ابن النديم، فهرست، ص 174؛ البغدادي، هدية، 6/ 23.

(6)

منهم: محمد بن عمران المرزباني. انظر: ابن النديم، فهرست، ص 214. ولابن الجوزي. انظر: الصفدي، الوافي، 1/ 52؛ حاجي، كشف، 1/ 26. ولعبد الجليل بن نظام الدين؛ وهو بالفارسية. انظر: البغدادي، إيضاح، 3/ 41.

ص: 347

وَأَمَّا الأَذْكِيَاءُ:

فَلِابْنِ الْجَوْزِيِّ

(1)

، وَكَذَلِكَ لَهُ "أَخْبَارُ الْمُغَفَّلِينَ"

(2)

.

وَأَمَّا الْعُقَلَاءُ:

فَلِلْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ الْأنْصَارِيِّ "عُقَلَاءُ الْمَجَانِينِ"

(3)

.

وَأَمَّا الأَطِبَّاءُ:

فَلِابْنِ أَبِي أُصَيْبِعَةَ فِيهِمْ

(4)

كِتَابٌ حَافِلٌ

(5)

رَتَّبَهُ عَلَى الْمُعْجَمِ النَّجْمُ ابْنُ فَهْدٍ

(6)

.

وَأَمَّا الأَشَاعِرَةُ:

فَلِأبِي الْقَاسِمِ ابْنِ عَسَاكِرَ فِي "تَبْيِينُ كَذِبِ الْمُفْتَرِي عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ" وَأَخَذَهُ الكَمَالُ

(7)

إِمَامُ الكَامِلِيَّةِ، وَضَمَّ إِلِيْهِ زِيَادَاتٍ

(8)

، وَقَبْلَهُ الْعَفِيفُ الْيَافِعِيُّ فِي كِتَابِهِ "الْمَرْهَمُ"

(9)

.

(1)

طبع في بيروت، 1979 م.

(2)

طبع في دمشق، 1345 هـ.

(3)

انظر: الروداني، صلة الخلف بموصول السلف، ص 306.

(4)

في باقي النسخ: فهو.

(5)

مطبوع.

(6)

في هامش ب ما نَصُّهُ: "ولابن جلجل تاريخ الأطباء، ذكره ابن خلكان في ترجمة: أبو بكر بن زكريا الرازي الطبيب". انظر: وفيات، 5/ 157. وطبقات الأطباء لابن جلجل. طبع بتحقيق: فؤاد السيد، المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية، القاهرة، 1955 م.

(7)

هو: محمد بن محمد بن عبد الرحمن (ت 874 هـ). انظر: السخاوي، ضوء، 9/ 93 وفيه (ت 864 هـ)؛ السيوطي، نظم العقيان، ص 163؛ كحالة، مؤلفين، 11/ 231.

(8)

هو: طبقات الأشاعرة. انظر: البغدادي، هدية، 6/ 206.

(9)

هو: مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة بالبراهين الناطقة المفصلة. نُشر في: =

ص: 348

وَأَمَّا الْمُبْتَدِعَةُ:

فَلِلْأَهْدَلِ

(1)

"اللُّمْعَةُ الْمُقْنِعَةُ فِي مَعْرِفَةِ فِرَقِ الْمُبْتَدِعَةِ"

(2)

فِي نَحْوِ كُرَاسَّيْنِ، وَلِلْفَخْرِ أَبِي مُحَمَّدٍ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيِّ "الْفِرَقُ الْمُفْتَرِقَةُ بَيْنَ أَهْلِ الزَّيْغِ وَالزَّنْدَقَةِ"

(3)

.

وَلِلْأُسْتَاذِ أَبِي مَنْصُورٍ عَبْدِ الْقَاهِرِ بْنِ طَاهِرٍ التَّمِيمِيِّ الْبَغْدَادِيِّ

(4)

"الْفَرْقُ بَيْنَ الْفِرَقِ وَبَيَانُ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَة"

(5)

.

فِي آخَرِينَ اسْتِقْلَالًا: كَالفُورَانِيِّ

(6)

، وَابْنِ أَبِي الدَّمِّ فَلَهُ

(7)

مُؤلَّفٌ فِي الفِرَقِ الإِسْلَامِيَّةِ

(8)

.

وَضِمْنًا: كَالْوَاقِعِ فِي كُتُبِ "الْمِلَلُ وَالنِّحَلُ" لِلشَّهْرَسْتَانِيِّ، وَ (ابْنِ حَزْمٍ)

(9)

= كلكته، 1910 م. ونشر أيضًا في: دار الجيل، بيروت، ط 1، 1412 هـ - 1992 م.

(1)

هو: الحسين بن عبد الرحمن، مؤرخ، فقيه (ت 855 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 3/ 145؛ الشوكاني، البدر الطالع، 1/ 218؛ كحالة مؤلفين، 4/ 15 - 16.

(2)

انظر: السخاوي، الضوء، 3/ 146؛ الشوكاني، البدر الطالع، 1/ 219؛ البغدادي، هدية، 5/ 316. وتوجد نسخة مخطوطة في جامعة الكويت (رقم: 2954).

(3)

طبع بتحقيق: بشار قوتلواي، أنقرة، 1961 م.

(4)

نزيل خراسان، فقيه شافعي (ت 429 هـ). انظر: الذهبي، سير، 17/ 572.

(5)

طبع في مصر، 1328 هـ، ثم طبع بتحقيق: محمد محيى الدين عبد الحميد، ونشر في أكثر من دار.

(6)

هو: عبد الرحمن بن محمد بن فُوران المرْوزي، فقيه شافعي (ت 461 هـ). انظر: الذهبي، سير، 18/ 264.

(7)

في باقي النسخ: وله.

(8)

انظر: الذهبي، سير، 23/ 126؛ حاجي، كشف، 2/ 1255؛ البغدادي، هدية، 5/ 11.

(9)

ساقط من ب. وكتابه: الفِصل في الأهواء والملل والنحل. مطبوع عدة طبعات منها نشر: دار المعرفة، 1395 هـ.

ص: 349

[وَآخَرِينَ]

(1)

وَغَيْرِهِمَا.

وَ"المَرْهَمُ"

(2)

لِلْيَافِعِيِّ، وَفِي "إِرْشَادُ الْقَاصِدِ لَأسْنَى الْمَقَاصِدِ" لِابْنِ الْأَكْفَانِيِّ "الْمِنْخَلُ"

(3)

لِابْنِ عَرَبِيٍّ وَتَصَانِيفُهُ، وَلِذَا

(4)

أَثْبَتُّ اسْمَهُ فِيمَنْ جَرَّدْتُهُمْ

(5)

مِنْ مُعْتَقَدِيهِ؛ بِحَيْثُ يَصْلُحُ أَنْ يُضَمَّ إِلَيْهِ مَا يَصِيرُ بِهِ مُؤَلَّفًا.

وَلِأَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُودٍ الْكَعْبِيِّ الْبَلْخِيِّ رَأْسِ طَائِفَةٍ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ

(6)

"طَبقَاتُ المُعْتَزِلَةِ"

(7)

، وَلِلْغَزَالِيِّ "الْقَوَاصِمُ فِي الرَّدِّ عَلَى شُبَهٍ الْبَاطِنِيَّةِ"

(8)

، وَلِلْدَّارِمِيِّ "الرَّدُّ عَلَى الجَهْمِيَّةِ"

(9)

وَعَلَى الْمُعَارِضِ بِكَلَامِ بِشْرٍ المَرِيسِيِّ

(10)

، وَلِغَيْرِهِمَا "الرَّدُّ عَلَى الزَّيْدِيَّةِ"

(11)

، وَلِلْبُخَارِيِّ "خَلْقُ أَفْعَالِ الْعِبَادِ"

(12)

.

(1)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

سبق الإشارة.

(3)

في أ: المنجل، وفي النسخة الرابعة من دار الكتب: المُبَجَّل، والمثبت من باقي النسخ، ولعله: النِّحَل. انظر: عثمان يحيى، مؤلفات ابن عربي (930).

(4)

في ب: كذا.

(5)

للسخاوي: تجريد أسماء الآخذين عن ابن عربي. ذكره ضمن مؤلفاته. انظر: الضوء، 8/ 17.

(6)

(ت 319 هـ). انظر: ابن الجوزي، المنتظم، 13/ 301؛ ابن الأثير، اللباب، 3/ 101؛ الذهبي، سير، 14/ 313، 15/ 255.

(7)

هذا العنوان يُنسب لعبد الجبار القاضي، وقد طبع بتحقيق: فؤاد سيد، نشر: الدار التونسية، 1972 م. أما الكعبي فله مقالات. انظر: سزكين، تاريخ الترات، 1/ القسم الرابع، ص 77.

(8)

انظر: السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 6/ 226.

(9)

طبع عدة طبعات منها التي خَرَّجها: بدر البدر، نشر: دار ابن الأثير، الكويت، ط 2، 1416 هـ - 1995 م.

(10)

هو: نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد. طبع بتحقيق رشيد الألمعي، نشر: مكتبة الرشد، الرياض، ط 1، 1418 هـ - 1998 م.

(11)

انظر: البغدادي، هدية، 5/ 710، 6/ 106.

(12)

هو: خلق أفعال العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل. طبع بتحقيق: فهد سليمان، =

ص: 350

وَتَوَسَّعْنَا بِالْإِشَارَةِ لِهَؤُلَاءِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي أَكْثَرِهِ مَا هُوَ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ.

وَأَمَّا الشِّيعَةُ فَاعْتَنَى بِجَمْعِهِمْ، مِنْهُمْ:

الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالِ بْنِ أُنَيْسٍ التَّيْمِيُّ مَوْلَاهُمُ الْكُوفِيُّ

(1)

، وَابْنُهُ عَلِيٌّ

(2)

، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ

(3)

وَالِدُ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ، وَعَلِيُّ ابْنُ الْحَكَمِ

(4)

، وَأَبُو العَبَّاسِ ابْنُ عُقْدَةَ

(5)

، وَأَبُو الحَسَنِ ابْنُ بَابَوَيْهِ

(6)

، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي طَيٍّ

(7)

، وَيَحْيَى بْنُ الحَسَنِ

(8)

ابْنُ البِطْرِيقِ

(9)

، وَالشَّرِيفُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ

= نشر: دار أطلس الخضراء، السعودية، ط 1، 1425 هـ - 2005 م.

(1)

(ت 224 هـ). انظر: الطوسي، الفهرست (164)؛ ابن حجر، لسان، 2/ 225؛ البغدادي، هدية، 5/ 267؛ كحالة، مؤلفين، 3/ 257.

(2)

(ت 290 هـ). انظر: الطوسي، الفهرست (391)؛ البغدادي، هدية، 5/ 675؛ كحالة، مؤلفين، 7/ 66. ولقد وهم كحالة فذكر وفاته سنة 224 هـ! .

(3)

(ت 460 هـ). قال الذهبيُّ: "وأعرض الحفاظ لبدعته، وقد أُحرقت كتبه

واستر لما ظهر عنه من التنقُّص بالسلف

وكان يُعدُّ من الأذكياء لا الأزكياء

". انظر: سير، 18/ 335؛ تاريخ، 10/ 122. وقد ترجم الطوسي لنفسه في الفهرست (714).

(4)

انظر: الطوسي، الفهرست (376).

(5)

هو: أحمد بن محمد، ضعفه جمع وقوّاه جمع آخر (ت 332 هـ). انظر: ابن عدي، الكامل، 1/ 206؛ الذهبي، الميزان، 1/ 281؛ سير، 15/ 340؛ البغدادي، هدية، 5/ 60.

(6)

في باقي النسخ: بانويه، وهو تحريف، والتصويب من ز، ومن: ترجمته. وهو: علي بن الحسين (ت 329 هـ). انظر: الطوسي، الفهرست (392)؛ البغدادي، هدية، 5/ 678.

(7)

انظر: الذهبي، تاريخ، 13/ 949؛ ابن حجر، لسان، 6/ 263.

(8)

في باقي النسخ: الحسين، وهو اسم جده كما في ترجمته.

(9)

هو: الأسدي (ت 600 هـ). انظر: الحر العاملي، أمل الآمل (1067)؛ ابن حجر، لسان، 6/ 247؛ كحالة، مؤلفين، 13/ 190.

ص: 351

الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيُّ الْمُرْتَضَى، الْمُتَكَلِّمُ الرَّافِضِيُّ الْمُعْتَزِلِيُّ

(1)

، وَالرَّشِيدُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيُّ

(2)

، وَابْنُ النَّجَاشِيِّ

(3)

، وَأَبُو عَمْرٍو الكَشِّيِّ

(4)

، فِي آخَرِينَ؛ وَيَحْتَاجُ لِتَحْرِيرٍ فِي عَدَمِ تَدَاخُلِ بَعْضِهِمْ.

وَأَمَّا الْبُخَلَاءُ:

فَلِلْحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ الْخَطِيبُ

(5)

، وَكَذَا لَهُ "أَخْبَارُ الطُّفَيْلِيِّينَ"

(6)

وَهُمَا ظَرِيفَانِ، وَكَذَا لِأَبِي الْفَرَجِ الْأَصْبَهَانِيِّ "أَخْبَارُ الطُّفَيْلِيِّينَ"

(7)

.

(وَ)

(8)

أَمَّا الشُّجْعَانُ:

(فَلِلْجَمَالِ)

(9)

أَبِي الحَسَنِ عَلِيٍّ ابْنِ (العَلَّامَةِ)

(10)

أَبِي المَنْصُورِ (ظَافِرٍ)

(11)

(1)

(ت 436 هـ). انظر: الطوسي، الفهرست (431). قال الذهبيُّ:"وفي تواليفه سَبُّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنعوذ بالله من علم لا ينفع". انظر: سير، 17/ 590؛ كحالة، مؤلفين، 7/ 81 - 82.

(2)

(ت 301 هـ). انظر: الطوسي، الفهرست (316)؛ كحالة، مؤلفين، 4/ 211.

(3)

هو: أحمد بن علي المعروف بابن الكوفي (ت 450). انظر: الأبطحي، تهذيب المقال، 1/ 10 وما بعدها؛ كحالة، مؤلفين، 1/ 317.

(4)

هو: محمد بن عمر الكَشِّي (ت 340 هـ). وكتابه: الرجال. انظر: الطوسي، الفهرست (614)؛ كحالة، مؤلفين، 11/ 85؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الأول، ص 367.

(5)

طبع في بغداد، 1964 م.

(6)

طبع بتحقيق: عبد الله عسيلان، نشر: دار المدني، ط 1، 1406 هـ -1986 م.

(7)

انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 184.

(8)

ساقط من ب، ز.

(9)

ساقط من باقي النسخ.

(10)

ساقط من باقي النسخ.

(11)

ساقط من باقي النسخ.

ص: 352

الأزْدِيِّ (المِصْرِيِّ)

(1)

المَالِكِيِّ "أَخْبَارُهُمْ"

(2)

، وَلِلْخَلِيلِ بْنِ الْهَيْثَمِ "الْحِيَلُ وَالْمَكَائِدِ فِي الْحُرُوبِ"

(3)

.

وَأَمَّا العُورُ

(4)

وَالعُمْشُ

(5)

وَالعُمْيَانُ

(6)

وَالحُدْبَانُ

(7)

:

فَلِلصَّلَاحِ الصَّفَدِيِّ فِيهَا تَصَانِيفُ.

وَأَمَا أَخْبَارُ الرُهْبَانِ:

فَلِأَبِي القَاسِمِ تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيِّ

(8)

.

وَأَمَّا قَتْلَى الْقُرْآنِ:

فَلِلثَّعْلَبِيِّ الْمُفَسِّرِ

(9)

.

وَأَمَّا الْعُشَّاقُ:

(1)

ساقط من باقي النسخ.

(2)

كتابه: أخبار الشجعان. انظر: الحموي، معجم الأدباء، 4/ 136؛ الذهبي، سير، 22/ 60 - 61؛ كحالة، مؤلفين، 7/ 113.

(3)

انظر: المسعودي، مروج، 1/ 9. وسيذكره المؤلف لاحقًا.

(4)

للصفدي. وهو كتاب: الشعور بالعور، نشر: دار عمار، عمان، 1409 - 1988 م.

(5)

وهو: ضعف البصر مع سيلان الدمع في أكثر الأوقات. انظر: الفيروزآبادي، قاموس، 1/ 816 (مادة: عمش).

(6)

هو: نكت الهميان. للصفدي، طبع بتحقيق: أحمد زكي، القاهرة، 1911 م.

(7)

وللجاحظ: البرصان والعرجان والعميان والحولان. طبع بتحقيق: محمد مرسي الخولي، نشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، 1981 م.

(8)

انظر: ابن حجر، المعجم المفهرس، ص 91، حاجي، كشف، 1/ 27؛ جاسم الدوسري، الروض البسام، 1/ 50.

(9)

سبق الإشارة إليه.

ص: 353

فَلِجَعْفَرٍ السَّرَّاجِ "مَصَارِعُ الْعُشَّاقِ"

(1)

وَاخْتَصَرَه بَعْضُهُمْ

(2)

.

وَلِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا فِي الْمُتَيَّمِينَ

(3)

وَكَذَا لِمُحَمَّدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ

(4)

.

وَالْحَاصِلُ: أَنَّ مِنَ الْمُؤَرِّخِينَ مَنْ تَشَرَّفَ بِالِاقْتِصَارِ عَلَى الأَنْبِيَاءِ -عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- خُصُوصًا سَيِّدَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، ثُمَّ تَارَةً يُضِيفُ لِذَلِكَ بَدْءَ

(5)

الْخَلْقِ، أَوْ يَقْتَصِرُ عَلَى أَحَدِهِمَا.

أَوْ تَشرَّفَ

(6)

بِالِاقْتِصَارِ عَلَى الصَّحَابَةِ، كَمَا سَبَقَتِ الْإِشَارَة إِلَيْهَا.

أَوْ عَلَى [ذِي]

(7)

النَّسَبِ المُطْلَقِ، كَالشَّرَفِ

(8)

، وَلَيْسَ كِتَابُ "الْإِشْرَافُ عَلَى مَنَاقِبِ الْأشْرَافِ"

(9)

لِلْحَسَنِ بْنِ عَتِيقِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَسْطَلَانِيِّ فِي خُصُوصِهِمْ، وَ"مَعَالِمُ الْعِتْرَةِ النَّبَوِيَّةِ وَمَعَارِفُ أَهْلِ الْبَيْتِ الْفَاطِمِيَّةِ الْعَلَوِيَّةِ"

(10)

لِعَبْدِ العَزِيزِ

(11)

(1)

طبع، نشر: دار صادر.

(2)

منهم البقاعي. انظر: حاجي، كشف، 2/ 1703 - 1704. وانظر: خزانة التراث (13234) وغيرها من المواضع.

(3)

كذا في جميع النسخ! وهذا تحريف من السخاوي. والصواب: المتمنِّين. انظر: الذهبي، سير، 13/ 403. وكذا كتاب ابن أبي الدنيا مطبوع، نشر: المكتبة العصرية. وللقفطي: الدر الثمين في أخبار المتيّمين. انظر: الحموي، معجم الأدباء، 4/ 387.

(4)

له أيضًا: أخبار المتيّمين. انظر: الذهبي، سير، 14/ 264؛ البغدادي، هدية، 6/ 26.

(5)

في هامش أ: "ربما كانت سيد الخلق".

(6)

في ق، ز: يتشرف.

(7)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(8)

في ق، ز: كالأشراف.

(9)

ذكره السخاوي سابقًا.

(10)

انظر: حاجي، كشف، 2/ 1726.

(11)

في ب: لعبد الرحمن، وهو خطأ، وهو حافظ (ت 611 هـ). انظر: ابن العماد، الشذرات، 7/ 85.

ص: 354

ابْنِ الْأَخْضَرِ.

أَوِ الْمَخْصُوصِ: "كَالطَّالِبيِّينَ"

(1)

لِلْجِعَابِيِّ

(2)

، وَلِمُحَمَّدِ بْنِ أَسْعَدَ الْجَوَّانِيِّ

(3)

وَ"عُمْدَةُ الطَالِبِ فِي نَسَبِ آلِ أَبِي طَالِبٍ"

(4)

وَمُخْتَصَرُهُ؛ وَكَلَاهُمَا لِلشِّهَابِ أَحْمَدَ ابْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَنِيِّ، الشَّهِيرِ بِابْنِ عِنَبَةَ

(5)

، وَلِأَبِي الْفَرَجِ صَاحِبِ الْأَغَانِي "مَقَاتِلُ الطَّالِبِيِّينَ"

(6)

، وَ"نَسَبُ بَنِي شَيْبَانَ"

(7)

، وَ"نَسَبُ المَهَالِبَةِ"

(8)

؛ لِكَوْنِهِ كَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى الْوَزِيرِ الْمُهَلَّبِيِّ.

أَوِ "الْقُرَشِيِّينَ": لِلزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ، فِي مُجَلَّدَيْنِ

(9)

قَالَ بَعْضُهُمْ فِيهِ: "هُوَ كِتَابُ عَجَبٍ لَا كِتَابُ نَسَبٍ" يَعْنِي لِمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَحَاسِنِ.

أَوْ "النَّاشِرِيِّينَ"

(10)

لِلْعَفِيفِ (عُثْمَانَ)

(11)

ابْنِ [عُمَرَ]

(12)

النَّاشِرِيِّ، أَوْ

(1)

انظر: الذهبي، سير، 19/ 306؛ البغدادي، هدية، 6/ 46.

(2)

هو: محمد بن عمر (ت 355 هـ). انظر: الذهبي: سير، 16/ 88 - 92.

(3)

في ب، ق: الحرّاني، وهو تحريف. وهو: الحسيني المالكي تولّى نقابة الأشراف في مصر (ت 588 هـ). وكتابه: طبقات الطالبيين. انظر: ابن حجر، لسان، 5/ 74 - 75؛ كحالة، مؤلفين، 9/ 49.

(4)

طبع في النجف، 1961 م.

(5)

في باقي النسخ: عتبة، وهو تصحيف، والتصويب من: ز، ومن: مصادر ترجمته.

(6)

طبع بتحقيق: السيد أحمد صقر، القاهرة، 1949 م.

(7)

انظر: الذهبي، سير، 16/ 202؛ البغدادي، هدية، 5/ 681، وقد تحرّفت فيه إلى: شعبان!

(8)

انظر: الذهبي، سير، 16/ 202.

(9)

هو: جمهرة نسب قريش، وقد نشر الجزء الأول بتحقيق: محمود شاكر، 1381 هـ.

(10)

هو: البستان الزاهر في طبقات علماء بني ناشر. انظر: السخاوي، الضوء، 5/ 134؛ البغدادي، إيضاح، 3/ 181.

(11)

في باقي النسخ: عمر، وهو تحريف.

(12)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: مصادر ترجمته. انظر: السخاوي، الضوء، =

ص: 355

"الطَّبَرِيِّينَ"

(1)

، أَوْ "الظُّهَيْرِيِّينَ"

(2)

، أَوْ "النُّوَيْرِيِّينَ"

(3)

، أَوْ "القَسْطَلَانِيِّينَ"

(4)

، أَوْ "الفُهُودُ"

(5)

(لِصَاحِبِنَا النَّجْمِ ابْنِ فَهْدٍ)

(6)

فِي تَآلِيفَ خَمْسَةٍ.

بَلْ لِأُمِّ الهُدَى عَائِشَةَ

(7)

ابْنَةِ الْخَطِيبِ -التَّقِيِّ عَبْدِ اللهِ ابْنِ الْحَافِظِ الْمُحِبِّ أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الطَّبَرِيِّ- مُؤَلَّفٌ فِي "تَارِيخُ بَنِي الطَّبَرِيِّ" فِيهِ فَوَائِدُ.

وَلِلشِّهَابِ ابْنِ فَضْلِ اللهِ الْعُمَرِيِّ "فَوَاضِلُ السَّمَرِ فِي فَضَائِلِ آلِ عُمَرَ" فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتٍ

(8)

، وَلِلشِّهَابِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْقَلْقَشَنْدِيِّ الشَّافِعِيِّ "نِهَايَةُ الْأَرَبِ فِي مَعْرِفَةِ قَبَائِلِ الْعَرَبِ" فِي مُجَلَّدٍ، صَنَّفَهُ لِجَمَالِ الدِّينِ الأُسْتَادَارِ

(9)

.

(أَوْ)

(10)

المُقَيَّدِ بِالوَلاءِ: كَـ"المَوالِي"

(11)

لأبِي عُمَرَ الكِنْدِيِّ.

= 5/ 134 - 135.

(1)

هو: التبيين بتراجم الطبريين. لابن فهد. انظر: البغدادي، هدية، 5/ 794؛ محمد الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 150.

(2)

هو: المشارق المنيرة في ذكر بني ظهيرة. لابن فهد. انظر: السخاوي، الضوء، 6/ 128 - 129؛ الشوكاني، البدر الطالع، 1/ 513.

(3)

انظر: الضوء، 6/ 128 - 129.

(4)

في أ: المقصديين، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: الضوء. وهو: غاية الأماني في تراجم أولاد القسطلاني. لابن فهد أيضًا. انظر: الضوء، 6/ 128 - 129.

(5)

هو: بذل الجهد فيمن سُمي بفهد أو ابن فهد. انظر: البغدادي، هدية، 5/ 794.

(6)

في ب: لابن فهد.

(7)

محدثة ومؤرخة (ت بعد 760 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 2/ 236؛ كحالة، أعلام النساء، 3/ 155.

(8)

انظر: الصفدي، الوافي، 8/ 164، البغدادي، هدية، 5/ 110.

(9)

هو: الأمير يوسف بن أحمد الحلبي نزيل القاهرة (ت 812 هـ). انظر: ابن حجر، إنباء، 2/ 445 - 448.

(10)

في ق، ز بحذف الهمزة.

(11)

انظر: سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 239.

ص: 356

أَوْ عَلَى وَصْفٍ مَخْصُوصٍ: كَالْعَمَشِ، وَالْعَوَرِ، وَالْعَمَى، أَوْ

(1)

ذَكَاءٍ، وَ

(2)

غَفْلَةٍ، وَعَقْلٍ، وَغِنَاءٍ

(3)

، وَحُبٍّ مِنْ مُتَيَّمٍ وَعَاشِقٍ، وَمَقْتُولٍ بِالْقُرْآنِ، وَكَرَمٍ، وَبُخْلٍ، وَتَطْفِيلٍ.

وَثِقَةٍ:

كـ"الثِّقَاتِ" لِأَبِي حَاتِمِ ابْنِ حِبَّانَ، وَهُوَ أَحْفَلُهَا، وَهِيَ عَلَى الطَّبَقَاتِ، وَعَمِلَهَا

(4)

الهَيْثَمِيُّ

(5)

مُعْجَمًا وَاحِدًا، وَلِلْعِجْلِيِّ، وَابْنِ شَاهِينَ

(6)

، وَأَبِي الْعَرَبِ التَّمِيمِيِّ

(7)

، وَالشَّمْسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَيْبَكَ

(8)

السَّرُوجِيِّ، وَهُوَ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ، مَعَ أَنَّهُ لَمْ يُكْمَلْ، وَلَوْ تَمَّ لَكَانَ فِي أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مُجَلَّدَةً، بِخَطِّهِ الْمُتْقَنِ السَّرِيعِ

(9)

، وَأَسْمَاءُ الْأَحْمَدِينَ فَقَطْ مِنْهُ فِي مُجَلَّدٍ.

وَأَفْرَدَ شَيْخُنَا الثِّقَاتِ مِمَّنْ لَيْسَ فِي "التَّهْذِيبُ" وَمَا كَمَلَ أَيْضًا. وَكَذَا فَعَلَ بَعْضُ نُبَلَاءِ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا، وَكَتَبْتُ مِنْهُ غَيْرَ نُسْخَةٍ.

(1)

في باقي النسخ: و.

(2)

في أ: أو، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

في ق، ز: غنى.

(4)

في ب: عمل.

(5)

في باقي النسخ: الهيتمي، وهو تصحيف.

(6)

ثقاته. طبع بتحقيق: صبحي السامرائي، ط 1، نشر: الدار السلفية، الكويت، 1404 هـ.

(7)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 434. وهو: محمد بن أحمد المغربي، حافظ (ت 333 هـ). انظر: الذهبي، سير، 15/ 394؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 237.

(8)

بياض في ب، وفي أ: أيبا، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ ومن: مصادر ترجمته. وهو: حافظ (ت 744 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 4/ 58؛ السخاوي، فتح المغيث، 4/ 434.

(9)

في باقي النسخ: البديع، والمثبت أيضًا من: الدرر الكامنة.

ص: 357

وَضَعْفٍ:

كَـ"الضُّعَفَاءُ"

(1)

لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ وَأَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ

(2)

، وَلِلْبُخَارِيِّ فِي "كَبِيرٍ"

(3)

وَ"صَغِيرٍ"

(4)

، وَالنَّسَائيِّ

(5)

، وَأَبِي حَفْصٍ الفَلَّاسِ

(6)

.

وَلِأَبِي أَحْمَدَ ابْنِ عَدِيٍّ فِي "كَامِلِهِ" وَهُوَ أَكْمَلُ الْكُتُبِ الْمُصَنَّفَةِ قَبْلَهُ وَأَجَلُّهَا، وَلَكِنَّهُ تَوَسَّعَ لِذِكْرِ كُلِّ مَنْ تُكَلِّمُ فِيهِ وَإِنْ كَانَ ثِقَةً، مَعَ أَنَّهُ لَا يَحْسُنُ أَنْ يُقَالَ (الْكَامِلُ) لِلنَّاقِصِينَ.

وَذَيَّلَ عَلَيْهِ أَبُو الْفَضْلِ ابْنُ طَاهِرٍ فِي "تَكْمِلَةُ الْكَامِلِ"

(7)

.

وَلَأَبِي جَعْفَرَ العُقَيْلِيِّ

(8)

وَهُوَ مُقَيَّدٌ بِأَوْقَافِ سَعِيدِ السُّعَدَاءِ، وَكَانَ عِنْدَ المُحِبِّ

(1)

انظر: فتح المغيث، 4/ 431.

(2)

يوجد مخطوط في كوبريلي بتركيا (رقم: 40/ 3 - مجموع). انظر: نجم عبد الرحمن، استدراكات على تاريخ التراث، 4/ 350. وقد طبع بتحقيق: محمد الأزهري، نشر: دار الفاروق الحديثة، ط 1، 1430 هـ - 2009 م.

(3)

هو: الضعفاء الكبير. وقف عليه ونقل منه: المزي، تهذيب، 1/ 319؛ الذهبي، سير، 11/ 139؛ ابن حجر، لسان، 1/ 391؛ وانظر: تيسير سعد، مقدمة تحقيق: البخاري، التاريخ الأوسط، 1/ 43 - 44.

(4)

طبع بتحقيق: حافظ زبير، نشر: مكتبة إسلامية، لا هور.

(5)

طبع بتحقيق: بوران الضناوي وزميله، نشر: مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ط 1، 1405 هـ - 1985 م.

(6)

انظر: ابن خير، فهرسته، ص 265؛ الذهبي، الميزان، 1/ 111.

(7)

قال الذهبيُّ: "ولم أره". انظر: ميزان، 1/ 112، عبد الرحمن الفريوائي، مقدمة تحقيق: ذخيرة الحفاظ، لابن طاهر، ص 108 - 109.

(8)

طبع بتحقيق: مازن السرساوي وجماعة، نشر: دار مجد الإسلام، القاهرة، ط 1، 1429 هـ.

ص: 358

ابْنِ الشِّحْنَةِ بِهِ أَصْلٌ مُتْقَنٌ، وَأَبِي حَاتِمِ ابْنِ حِبَّانَ

(1)

، وَالدَّارَقُطْنِيِّ

(2)

، وَأَبِي [يَحْيَى] زَكَرِيَّا السَّاجِي

(3)

، وَالحَاكِمِ

(4)

، وَأَبِي الفَتْحِ الأزْدِيِّ

(5)

، وَأَبِي عَلِيِّ ابْنِ السَّكَنِ

(6)

، وَابْنِ الجَوْزِيِّ

(7)

وَاخْتَصَرَهُ الذَّهَبِيُّ

(8)

بَلْ وَذَيَّلَ عَلَيْهِ فِي تَصْنِيفَيْنِ

(9)

، وَجَمَعَ مُعْظَمَهَا فِي "مِيزَانِهِ" وَعَوَّلَ عَلَيْهِ مَنْ جَاءَ بَعْدَهُ، مَعَ أَنَّهُ تَبعَ ابْنَ عَدِيٍّ فِي إِيرَادِ كُلِّ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَلَوْ كَانَ ثِقَةً، وَلَكِنَّهُ الْتَزَمَ أَلَّا يَذْكُرَ أَحَدًا مِنَ الصَّحَابَةِ وَلَا الْأَئِمَّةِ الْمَتْبُوعِينَ

(10)

. وَقَدْ ذَيَّلَ عَلَيْهِ الزَّيْنُ الْعِرَاقِيُّ فِي مُجَلَّدٍ

(11)

[وَ]

(12)

الْتَقَطَ شَيْخُنَا مِنْهُ مَنْ لَيْسَ فِي "تَهْذِيبُ الْكَمَالِ" وَضَمَّ إِلَيْهِ مَا فَاتَهُ فِي الرُّوَاةِ وَتَرَاجِمَ مُسْتَقِلَّةً، مَعَ

(1)

هو: كتاب المجروحين. طبع بتحقيق: محمود إبراهيم زايد، تصوير: دار المعرفة، بيروت، 1412 هـ.

(2)

طُبع بتحقيق: موفق عبد الله، نشر: مكتبة المعارف، السعودية، ط 1، 1404 هـ.

(3)

الزيادة من: مصادر ترجمته، وانظر: ابن خير، فهرسته، ص 263. وكتابه في الضعفاء مفقود؛ لكن يمكن الوقوف على أقواله في كتب الضعفاء ومن أهمها: تعليقات الدارقطني على المجروحين. انظر: خليل العربي، مقدمة تحقيق: الدارقطني، تعليقات، ص 27 - 33.

(4)

هو: الحاكم صاحب المستدرك. انظر: الذهبي، ميزان، 1/ 112؛ ابن حجر، لسان، 5/ 233.

(5)

انظر: ابن خير، فهرسته، ص 263؛ الذهبي، ميزان، 1/ 112؛ سير، 16/ 348؛ السخاوي، فتح المغيث، 4/ 432؛ نجم عبد الرحمن، استدراكات على تاريخ التراث، 4/ 536.

(6)

انظر: ابن خير، فهرسته، ص 263 - 264. قال ابن عساكر:"ورأيت جزءًا من كتابٍ كبير صنّفه في معرفة أهل النقل، يدل على توسع في الرواية إلاّ أن فيه أغاليط". انظر: تاريخه، 21/ 219؛ الذهبي، سير، 16/ 117؛ السخاوي، فتح المغيث، 4/ 432.

(7)

سبق الإشارة.

(8)

انظر: الذهبي، ميزان، 1/ 113.

(9)

انظر: الذهبي، ميزان، 1/ 113؛ بشار عواد، الذهبي ومنهجه، ص 171.

(10)

انظر: الذهبي، ميزان، 1/ 113.

(11)

مطبوع في نهاية الميزان.

(12)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 359

انْتِقَادٍ وَتَحْقِيقٍ فِي كِتَابِهِ "لِسَانِ الْمِيزَانِ".

وَقَدْ حَقَّقْتُهُ عَلَيْهِ، وَلِي عَلَيْهِ بَعْضُ الزَّوَائِدِ

(1)

.

بَلْ وَلَهُ كِتَابَانِ آخَرَانِ هَمَّا: "تَقْوِيمُ اللِّسَانِ" وَ"تَحْرِيرُ الْمِيزَانِ"

(2)

كَمَا أَنَّ لِلذَّهَبِيِّ فِي الضُّعَفَاءِ مُخْتَصَرًا [سَمَّاهُ]

(3)

"المُغْنِي"

(4)

وَآخَرَ سَمَّاهُ: "الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ"

(5)

وَذَيَّلَ عَلَيْهِ

(6)

.

وَالْتَقَطَ بَعْضُهُمْ مِنَ الضُّعَفَاءِ الْوَضَّاعِينَ [فَقَطْ]

(7)

وَبَعْضُهُمْ الْمُدَلِّسِينَ، وَبَعْضُهُمْ الْمُخْتَلِطِينَ.

وَلِلذَّهَبِيِّ "مَعْرِفَةُ الرُّوَاةِ الْمُتَكَلَّمِ فِيهِمْ بِمَا لَا يُوجِبُ الرَّدَّ"

(8)

.

إِلَى غَيْرِهَا مِنَ الْكُتُبِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى الثِّقَاتِ وَالضُّعَفَاءِ جَمِيعًا، كَكِتَابِ ابْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَهُوَ كَثِيرُ الْفَوَائِد

(9)

وَ"الطَّبَقَاتُ" لِابْنِ سَعْدٍ، وَالْبُخَارِيِّ فِي تَوَارِيخِهِ الثَّلَاثَةِ:"الْكَبِيرُ" وَهُوَ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ، وَابْتَدَأَهُ بِالْمُحَمَّدِينَ، وَ"الْأَوْسَطُ"

(10)

وَهُوَ عَلَى السِّنِينَ، وَ"الصَّغِيرُ".

(1)

انظر: بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 228؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 101 - 102.

(2)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 433؛ السيوطي، نظم العقيان، ص 47.

(3)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

طبع بتحقيق: نور الدين عتر.

(5)

طبع بتحقيق: حماد الأنصاري، نشر: مكتبة النهضة الحديثة.

(6)

طبع أيضًا بتحقيق: حماد الأنصاري. نفس دار النشر.

(7)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(8)

نُشر مرةً بدار المعرفة، ومرة بدار البشائر.

(9)

سبق الإشارة إليه.

(10)

طبع بتحقيق: تيسير سعد ويحيى الثمالي، نشر: مكتبة الرشد، السعودية، ط 1، 1426 هـ.

ص: 360

وَلِمَسْلَمَةَ بْنِ قَاسِمٍ

(1)

"ذَيْلٌ" عَلَى "الْكَبِيرُ" فِي مُجَلَّدٍ سَمَّاهُ: "الصِّلَةُ"

(2)

كَذَا رَأَيْتُهُ فِي كَلَامِ شَيْخِنَا، وَكِتَابُ "الصِّلَةُ" عِنْدِي، وَهُوَ ذَيْلٌ عَلَى كِتَاب لِمُؤَلِّفِهَا سَمَّاهُ:"الزَّاهِرُ"

(3)

كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ فِي الْخُطْبَةِ.

وَذَيَّلَ عَلَى الْمُحَمَّدِينَ مِنْهُ خَاصَّةً: الدَّارَقُطْنِيُّ، ثُمَّ ابْنُ الْمُحِبِّ، وَتَعَقَّبَهُ الْخَطِيبُ فِي كِتَابِهِ "الْمُوَضِّحُ لِأَوْهَامِ الْجَمْعِ وَالتَّفْرِيقِ"

(4)

وَهُوَ فِي مُجَلَّدٍ.

وَلِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ قَبْلَهُ "جُزْءٌ"

(5)

كَبِيرٌ -عِنْدِي- انْتَقَدَ فِيهِ عَلَى الْبُخَارِيِّ، بَلْ لَهُ "الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ" فِي مُجَلَّدَاتٍ، مَاشٍ فِيهِ خَلَفَ الْبُخَارِيِّ، وَالْتَقَطَ مِنْهُ بَعْضَهُمْ

(6)

مَنْ لَيْسَ

(7)

فِي "تَهْذِيبُ الكَمَالِ" وَلِكِنَّهُ لَمْ يُكْمَلْ.

وَلِلْحُسَيْنِ بْنِ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيِّ الْهَرَوِيِّ

(8)

-وَيُعْرَفُ بِابْنِ خُرَّمٍ- "تَارِيخٌ"

(9)

(1)

في مصادر ترجمته: القاسم. وهو: القرطبي، محدث، مؤرخ (ت 353 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 8/ 63؛ ابن حجر، لسان، 6/ 35 - 36.

(2)

قال ابن حجر: "

جمع تاريخًا في الرجال شرط فيه ألا يذكر إلا من أغفله البخاري في "تاريخه" وهو كثير الفوائد في مجلد واحد

". انظر: لسان، 6/ 35؛ السخاوي، فتح المغيث، 2/ 136. ونقل عنه ابن حجر كثيرًا في: تهذيب التهذيب.

(3)

لعله: الزهرة، وهو لمؤلف مجهول. وقد نقل عنه ابن حجر كثيرًا في: تهذيب التهذيب.

(4)

طبع بتحقيق: عبد الرحمن المعلمي.

(5)

هو: بيان خطأ محمد بن إسماعيل البخاري في "تاريخه". طبع في آخر الجزء الثامن من "التاريخ الكبير" يلي "الكنى". وانظر: المعلمي، مقدمة تحقيق: الخطيب، الموضح لأوهام الجمع، 1/ 11 - 12.

(6)

في أ: بعضهم منه، والمثبت من باقي النسخ. وانظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 434.

(7)

في أ: له، والمثبت من باقي النسخ.

(8)

في ب: النمروي، وهو تحريف. وهو: ثقة حافظ (ت 301 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 7/ 33.

(9)

انظر: الذهبي، تاريخ، 7/ 33؛ ابن حجر، لسان، 2/ 273.

ص: 361

عَلَى نَحْوِ "التَّارِيخُ الْكَبِيرُ" لِلْبُخَارِيِّ. وَلِعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ "تَارِيخٌ"

(1)

فِي عَشْرَةِ أَجْزَاءٍ

(2)

حَدِيثِيَّةٍ، وَكَذَا لِابْنِ حِبَّانَ كِتَابٌ فِي "أَوْهَامُ أَصْحَابِ التَّوَارِيخِ"

(3)

فِي عَشَرَةٍ أَيْضًا. وَكَذَا لِأبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْجَارُودِ "الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ"

(4)

، وَلِمُسْلِمٍ "رُوَاةُ الاعْتِبَار"

(5)

، وَلِلنَّسَّائِيِّ "التَّمْيِيزُ"

(6)

، وَلِأبِي يَعْلَى الْخَلِيلِيِّ "الإرْشَادُ"

(7)

وَلِلْعِمَادِ ابْنِ كَثِيرٍ "التَّكِميلُ فِي مَعْرِفَةِ الثِّقَاتِ وَالضُّعَفَاءِ وَالْمَجَاهِيلِ"

(8)

جَمَعَ فِيهِ بَيْنَ "تَهْذِيبُ" الْمِزِّيِّ وَ"مِيزَانُ" الذَّهَبِيِّ، مَعَ زِيَادَاتٍ وَتَحْرِيرٍ عَلَيْهِمَا

(9)

فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ، وَقَالَ:"إِنَّهُ مِنْ أَنْفَعِ شَيْءٍ لِلْفَقِيهِ الْبَارِعِ، وَكَذَا الْمُحَدِّثِ"

(10)

. وَلِلصَّلاحِ الصَّفَدِيِّ "الْوَافِي بِالْوَفِيَاتِ"

(11)

فِي نَحْوِ ثَلَاثِينَ مُجَلَّدًا عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ، وَجَرَّدَهُ شَيْخُنَا فِي ابْتِدَاءِ أَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ مَاتَ وَهُوَ يَجْرِدُهُ مَرَّةً أُخْرَى.

(1)

انظر: الخطيب، الجامع، ص 431.

(2)

الجزء هو: ما يعادل (20) ورقة عند القدامى. انظر: الذهبي، سير، 20/ 558.

(3)

انظر: الخطيب، الجامع، ص 431.

(4)

انظر: ابن خير، فهرسته، ص 264، ابن حجر، المعجم المفهرس، ص 166.

(5)

انظر: نجم عبد الرحمن، استدراكات، 4/ 318.

(6)

انظر: المزي، تهذيب، 1/ 151؛ السخاوي، فتح المغيث، 4/ 434. وقام عبد القادر المحمدي بدراسة بعنوان: أقوال الإمام النسائي في كتابه أسماء الرواة والتمييز بينهم، نشر: دار ابن الجوزي.

(7)

طبع بتحقيق: محمد سعيد، نشر: مكتبة الرشد، ط 1، 1409 هـ.

(8)

طبع عن مخطوطة ناقصة، بتحقيق: شادي آل نعمان، نشر: مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية، اليمن، ط 1، 1432 هـ - 2011 م.

(9)

في باقي النسخ: عليها.

(10)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 434 - 435.

(11)

طبع بتحقيق: مجموعة من الباحثين، نشر: المعهد الألماني. وتجريد ابن حجر طبع بتحقيق: شادي آل نعمان، نشر: دار النعمان.

ص: 362

وَذَكَرَ شَيْخُنَا فِي تَرْجَمَةِ

(1)

: نَاصِرِ بْنِ أَحْمَدَ

(2)

بْنِ يُوسُفَ البَسْكَرِيِّ

(3)

أَحَدَ مَنْ لَقِيَهُ وَاسْتَفَادَ مِنْهُ، أَنَّهُ جَمَعَ تَارِيخَ الرُّوَاةِ فِي مِئَةِ مُجَلَّدَةٍ، وَأَنَّهُ تَفَرَّقَ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ، مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَنْهَاهُ.

وَجَمَعْتُ كِتَابًا حَافِلًا عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ، أَصَّلْتُهُ مِنْ "تَارِيخُ الْإِسْلَامِ" لِلذَّهَبِيِّ، وَزِدْتُ عَلَيْهِ خَلْقا أَغْفَلَهُمْ أَوْ تَجَدَّدُوا بَعْدَهُ، وَلَكِنْ لَمْ أَسْتَوْفِ فِيهِ غَرَضِي إِلَى الْآنِ

(4)

فَاسْتَوْفَيْتُ عَلَيْهِ "التَّهْذِيبُ" وَ"تَهْذِيبُهُ" وَ"الْمِيزَانُ" وَ"لِسَانُهُ" وَ"الْإِصَابَةُ" وَ"الدُّرَرُ" وَكَثِيرًا مِنَ الزَّائِدِ مِنْهَا عَلَى الْأَصْلِ كَتَبْتُهُ تَجْرِيدًا مُحِيلًا عَلَى أَمَاكِنِهِ.

وَكَذَا اسْتَوْفَيْتُ "ثِقَاتُ" الْعِجْلِيِّ مُرَاعِيًا تَرْتِيبَهَا لِلسُّبْكِيِّ، ثُمَّ لِلْهَيْثَمِيِّ

(5)

.

وَ"ثِقَاتُ" ابْنِ حِبَّانَ مِنْ تَرْتِيبِ الهَيثَمِيِّ

(6)

مَعَ سَقَمِهِ، وَلَكِنْ أَصْلُ "الثِّقَاتُ" عِنْدِي بِخَطِّ الْحَافِظِ أَبِي عَلِيٍّ الْبَكْرِيِّ

(7)

.

(1)

في باقي النسخ: تراجمه. وانظر: ابن حجر، إنباء، 3/ 235.

(2)

في أ: محمد، والتصويب من باقي النسخ، ومن: مصادر ترجمته. انظر: ابن حجر، إنباء، 3/ 235.

(3)

ضبطها ابن الأثير بكسر الباء. انظر: اللباب، 1/ 154. أما السخاوي بفتحها. انظر: الضوء، 10/ 195. وهو يُعْرف بابن مَزْني، مؤرخ (ت 823 هـ).

(4)

هو: التاريخ المحيط. ذكره ضمن مؤلفاته. انظر: الضوء، 8/ 17؛ فتح المغيث، 4/ 371؛ بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 255 - 256؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 59 - 60.

(5)

طبع بترتيب السبكي والهيثمي. تحقيق: عبد العليم البستوي، نشر: مكتبة الدار، المدينة المنورة، 1985 م.

(6)

توجد نسخة محفوظة بمكتبة شهيد علي بتركيا. انظر: إكرام الله إمداد الحق، تعليقه على: ابن حجر، تعجيل المنفعة، 2/ 784. ويعمل شادي آل نعمان على تحقيق الكتاب، كما ذكر ذلك على موقع: ملتقى أهل الحديث.

(7)

هو: الحسن بن محمد الدمشقي، محدث (ت 656 هـ). انظر: الذهبي، سير، 23/ 326؛ السيوطي، طبقات الحفاظ، ص 502.

ص: 363

وَمِنْ أَوَّلِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ إِلَى أَوَّل الْمُحَمَّدِينَ مِنَ "الضُّعَفَاءُ" لِأَبِي جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيِّ، مِنْ نُسْخَةِ سَعِيدِ السُّعَدَاءِ

(1)

، وَيَحْتَاجُ لِمُرَاجَعَةِ نُسْخَةِ ابْنِ الشِّحْنَةِ فِي تَرْجَمَةِ: شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ النَّخَعِيِّ، وَصَفْوَانَ الْأَصَمَّ

(2)

عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ زِيَادِ بْنِ سمْعَانَ

(3)

، وَتَحْرِيرُ

(4)

ذَلِكَ فِي كِتَابِي.

وَ"الضُّعَفَاءُ" لِابْنِ حِبَّانَ، وَالْيَسِيرَ مِنَ "الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ" لِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ، وَمِنَ "التَّارِيخُ الْكَبِيرُ" لِلْبُخَارِيِّ، وَجَمِيعَ "اسْتِدْرَاكُ"

(5)

الدَّارَقُطْنِيِّ عَلَيْهِ فِي الْمُحَمَّدِينَ، خَاصَّةً مِنْ نُسْخَةٍ فِي كُرَّاسَةٍ ذَهَبَ بَعْضُ أَطْرَافِهَا مِنَ الْحَذْفِ، ثُمَّ مَا اسْتَدْرَكَهُ ابْنُ الْمُحِبِّ عَلَى الدَّارَقُطْنِيِّ، وَهُوَ تَرَاجِمُ يَسِيرَةٌ.

وَالْيَسِيرَ مِنْ "تَارِيخُ بَغْدَادَ" لِلْخَطِيبِ، وَالْمُجَلَّدَ الثَّانِي وَالثَّالِثَ مِنَ "الذَّيْلُ" عَلَيْهِ لِابْنِ النَّجَّارِ، وَأَوَّلُهُمَا: مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَلِيٍّ، وَآخِرُهُمَا انْتِهَاءُ الْمُحَمَّدِينَ.

وَالْكِتَابُ كُلُّهُ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ مُجَلَّدًا مِنَ الْمَوْقُوفِ بِجَامِعِ الْحَاكِمِ

(6)

وَالْمَوْجُودُ مِنْهُ الْأَرْبَعَةُ الْأُوَلُ، وَانْتَهَتْ إِلَى: أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى، وَبَعْضُ السَّادِسُ وَأَوَّلُهُ

(1)

هي: خانقاه للصوفية في مصر. انظر: المقريزي، الخطط، 4/ 282.

(2)

انظر: ابن حجر، لسان، 3/ 191.

(3)

في أ: شمعان، وهو تصحيف. والتصويب من: مصادر ترجمته. وهو متروك. انظر: العقيلي، الضعفاء، 3/ 223.

(4)

في ب: ويحرر.

(5)

ذكره السخاوي ونقل عنه. انظر: التحفة اللطيفة، 2/ 483، 539، 550، 552، 569، 571.

(6)

جامع الحاكم: بدأ في إنشائه -في مصر- العزيز بالله بن المعز سنة 380 هـ، وتمَّ في عهد ابنه الحاكم سنة 403 هـ. انظر: المقريزي، الخطط، 4/ 58.

ص: 364

.................

(1)

وَالْمَفْقُودُ مِنْهُ مِنْ: جَعْفَرَ بْنِ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى، إِلَى: الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَيْمُونَ، وَالسَّابِعُ وَالثَّامِنُ، وَانْتَهَيَا إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ، وَالتَّاسِعُ، وَأَظُنُّهُ الَّذِي كَانَ عِنْدَ التَّقِيِّ (الْقَلْقَشَنْدِيِّ)

(2)

وَجَحَدَهُ ابْنُ أَخِيهِ، وَفِيهِ الشَّيْخُ عَبْدُ الْقَادِرِ، وَبَعْضُ الْحَادِي عَشَرَ، وَالْمَفْقُودُ مِنْهُ كَرَارِيسُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى الْهَاءِ ...........

(3)

وَآخِرُهَا ...........

(4)

وَالأَرْبَعَةُ الأَخِيرَةُ وَأَوَّلُهَا ..................

(5)

.

فَالْحَاصِلُ: أَنَّ الْمَفْقُودَ الْخَامِسُ، وَبَعْضُ السَّادِسِ، وَجَمِيعُ الْعَاشِرِ، وَبَعْضُ الْحَادِي عَشَر، وَكُنْتُ لَمَحْتُ مِنْهُ أَجْزَاءً فِي أَوْقَافِ الْجَمَالِيَّةِ

(6)

ثُمَّ لَمْ أَرَهَا.

وَكَذَا اسْتَوْفَيْتُ عَلَيْهِ مُطَالَعَةَ مُسَوَّدَةِ "الذَّيْلُ"

(7)

الَّذِي لِلتَّقِيِّ ابْنِ رَافِعٍ

(8)

عَلَى ابْنِ النَّجَّارِ مِنْ خَطِّهِ، وَهِيَ فِي مُجَلَّدٍ

(9)

وَلَكِنْ حَصَلَ فِيهَا مَحْوٌ لِكَثِيرٍ مِنْ تَرَاجِمِهِ، وَكَذَا بَعْضُ الْمَقُولِ فِي بَعْضِهَا، مَعَ أَنَّهُ كَتَبَ عَلَيْهَا مَا نَصُّهُ: "فِيهِ نَقْصٌ كَبِيرٌ

(10)

(1)

بياض في جميع النسخ.

(2)

غير مقروءة في أ، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

بياض في جميع النسخ.

(4)

بياض في أ، ب، ق.

(5)

بياض في جميع النسخ.

(6)

تُنسب إلى بانيها الوزير علاء الدين الجمالي وجعلها مدرسة للحنفية وكان بناؤها سنة 730 هـ. انظر: المقريزي، الخطط، 4/ 246.

(7)

وقد اختصره التقي الفاسي بعنوان: منتخب المختار. طبع بتحقيق: عباس العزاوي، بغداد، 1938 م. وانظر: ابن حجر، إنباء، 1/ 48؛ الدرر الكامنة، 3/ 439.

(8)

هو: محمد بن رافع، محدث (ت 774 هـ). انظر: مصادر ترجمته في الهامش السابق.

(9)

قال ابن حجر: "في ثلاث مجلدات أو أربع رأيت بعضه بخطه". انظر: الدرر، 3/ 439.

(10)

في باقي النسخ: كثير.

ص: 365

عَنِ الْمُبَيَّضَةِ، وَفِيهِ زِيَادَاتٌ قَلِيلَةٌ. قَالَ: وَالْمُبَيَّضَةُ فِي ثَلَاثِ

(1)

مُجَلَّدَاتٍ. وَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: أَذْكُرُ فِيهِ مَنْ دَخَلَ بَغْدَادَ مِنَ الْعُلَمَاءِ، وَالْفُقَهَاءِ، وَالْمُحَدِّثِينَ، وَالْوُزَرَاءِ، وَالْأُدَبَاءِ، وَمَنْ فَاتَهُمَا -يَعْنِي الْخَطِيبَ وَابْن النَّجَّارِ- أَوْ أَحَدَهُمَا ذِكْرُهُ ذَكَرْتُهُ، وَعَلَى الْمُسَوَّدَةِ بِخَطِّ الذَّهَبِيِّ مَا نَصُّهُ: كِتَابُ "التَّذْيِيلُ وَالصِّلَةُ" عَلَى "تَارِيخُ بَغْدَادَ" أَلَّفَهُ وَتَلَقُّفَهُ الْفَقِيرُ إِلَى اللهِ -تَعَالَى- الْإِمَامُ الْحَافِظُ، مُفِيدُ الطَّلَبَةِ، عُمْدَةُ النَّقَلَةِ، تَقِيُّ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ الشَّافِعِيُّ، وَوَصَلَ بِهِ "التَّارِيخُ الْكَبِيرُ" الَّذِي جَمَعَهُ حَافِظُ الْعِرَاقِ مُحِبُّ

(2)

الدِّينِ ابْنُ النَّجَّارِ، الَّذِي عَمِلَ كِتَابَهُ ذَيْلًا وَاسْتِدْرَاكًا عَلَى "تَارِيخُ" الْحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ الْخَطِيبِ، غَفَرَ اللهُ لَهُمْ وَلَنَا". انْتَهَى.

وَقَدْ أَخْبَرَنِي صَاحِبُنَا النَّجْمُ ابْنُ فَهْدٍ أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى الْمُبَيَّضَةِ وَلَمْ يَسْتَحْضِرْ مَحَلَّهَا.

وَالْيَسِيرَ

(3)

مِنْ "تَارِيخُ أَصْبَهَانَ" لِأبِي نُعَيْمٍ، وَ"دِمَشْقَ" لِابْنِ عَسَاكِرَ، وَ"الْمِصْرِيِّينَ"

(4)

لِابْنِ يُونُسَ، وَ"تَارِيخُ الْفَاسِيِّ" الْمُتَرْجِمِ، وَالْأَوَّلَ مِنَ "الْإِحَاطَةُ"، وَالْخَمْسَةَ الْأوَلَ مِنْ تِسْعَةٍ مِنَ "التَّكْمِلَةُ" لِابْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، إِلَى قَوْلِهِ فِي السَّادِسِ: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْقَيْسِيُّ. وَ"الطَّالِعُ السَّعِيدُ" لِلْأُدْفُوِيِّ، وَ"مُعْجَمُ السَّفَرِ"

(5)

لِلسِّلَفِيِّ؛ وَهُوَ فِي مُجَلَّدٍ كَثِيرِ الْفَوَائِدِ بِخَطِّ مُحَمَّدِ ابْنِ الْمُنْذِرِيِّ، قَالَ عَنْ أَبِيهِ الزَّكِيِّ: إِنَّهُ وَقَعَ لَهُ بِخَطٍّ السِّلَفِيِّ فِي جُزَازَاتٍ، كُلُّ تَرْجَمَةٍ فِي جُزَازَةٍ، فَبَيَّضَهَا

(1)

في ق، ز: ثلاثة.

(2)

في ز كذا: "جمعه حافظ العراق ومُحب الدين

"!

(3)

في أ: السير، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ.

(4)

سبق الإشارة إليه. وانظر: السخاوي، فتح المغيث، 2/ 122، 3/ 322، 326؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 238.

(5)

طبع بتحقيق: شير محمد زمان، باكستان، 1988 م.

ص: 366

وَرَتَّبَهَا كَمَا تَجِيءُ لَا كَمَا يَجِبُ. وَلِذَا

(1)

لَمْ يَكُنْ تَرْتِيبُهُ كَمَا يَنْبَغِي، وَلَمْ يَكْتُبْ فِيهِ مِنَ الْأَصْبَهَانِيِّينَ أَحَدًا.

وَ"مُعْجَمُ الدِّمْيَاطِيِّ"

(2)

وَهُوَ فِي أَرْبَعَةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا حَدِيثيَّةٍ

(3)

، فَنِصْفُهُ الثَّانِي مِنْ نُسْخَةٍ بِخَطِّ التَّاجِ ابْنِ مَكْتُومٍ بِالصَّرْغَتِمْشِيةِ

(4)

، وَبَاقِيهِ مِنْ غَيْرِهَا.

وَ"مُعْجَمُ"

(5)

البَدْرِ الفَارِقِيِّ

(6)

مِنْ نُسْخَةٍ بِخَطِّهِ؛ وَهُوَ تَخْرِيجُ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ الْقُطْبِ الْحَلَبِيِّ، وَبِهِ تَرَاجِمُ كَثِيرَةٌ مَعَ قِطْعَةٍ مِنَ الْمُحَمَّدِينَ مِنْ "تَارِيخُ مِصْرَ"

(7)

لِأَبِيهِ الْقَطْبِ، وَالْأَوَّلُ مِنْ تَارِيخِهَا لِلْمَقْرِيزِيَ.

وَ"مُعْجَمُ"

(8)

الْمَجْدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللهِ بْنِ الْعَدِيمِ

(9)

تَخْرِيجُ الْحَافِظِ الْجَمَالِ أَبِي الْعَبَّاسِ ابْنِ الظَّاهِرِيِّ.

(1)

في باقي النسخ: وكذا.

(2)

انظر: الذهبي، سير، 23/ 250، 372، 381؛ ابن حجر، الدرر، 2/ 417؛ حاجي، كشف، 2/ 1735؛ البغدادي، هدية، 5/ 631. وحقق معجم الدمياطي (قسم المحمدين) الحسن بلعيد، جامعة عبد المالك السعدي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية -تطوان، 2008 م. ونشر أيضًا في برنامج جوامع الكلم (المكتبة الشاملة الألكترونية).

(3)

قال ابن حجر: "في أربع مجلدات". انظر: الدرر، 2/ 417.

(4)

هي: مدرسة منسوبة للأمير سيف الدين صرغتمش الناصري، وتقع خارج القاهرة مجاورة لمسجد ابن طولون. انظر: المقريزي، الخطط، 4/ 264.

(5)

انظر: ابن حجر، الدرر، 4/ 23.

(6)

في ق، ز: الغارقي، وهو تحريف، وفي الدرر: الفاروقي.

(7)

انظر: ابن حجر، الدرر، 4/ 23؛ السخاوي، فتح المغيث، 2/ 449.

(8)

انظر: الذهبي، تاريخ، 15/ 342. وقال القرشيُّ:"في عشرة أجزاء". انظر: الجواهر المضية، 2/ 386.

(9)

قاضٍ حنفي (ت 677 هـ). انظر: القرشي، الجواهر، 2/ 386؛ ابن كثير، بداية، 17/ 547.

ص: 367

وَ"مُعْجَمُ"

(1)

أَبِي المَعَالِي الأبَرْقُوهِيِّ

(2)

تَخْرِيجُ سَعِدَ الدِّينِ مَسْعُودٍ الْحَارثيِّ مِنْ نُسْخَةٍ بِخَطِّ ابْنِ الظَّاهِرِيِّ، وَ"الْمُعْجَمُ الْكَبِيرُ"

(3)

لِلذَّهَبِيِّ مِنْ خَطِّهِ بِالْمَحْمُودِيَّةِ

(4)

وَ"مُعْجَمُ"

(5)

التَّاجِ السُّبْكِيِّ -تَخْرِيجُ (مُحَمَّدٍ بنِ يَحْيَى بْنِ)

(6)

مُحَمَّدٍ بنِ سَعْدٍ المَقْدِسِيِّ

(7)

بِخَطِّهِ بِالمَحْمُودِيَّةِ

(8)

(أَيْضًا)

(9)

فِي مُجَلَّدَيْنِ لِطَافٍ- اشْتَمَلَ عَلَى مِئَةٍ وَاثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ شَيْخًا بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَةِ. وَالتَّرَاجِمَ الَّتِي انْتَقَاهَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ أَيْبَكَ الدِّمْيَاطِيُّ

(10)

مِنْ "مُعْجَمُ"

(11)

ابْنِ مَسْدِيِّ

(12)

وَهِيَ فِي

(1)

طبع بتحقيق: محمد عثمان، نشر: مكتبة الثقافة الدينية، مصر، ط 1، 1430 هـ - 2009 م.

(2)

هو: أحمد بن إسحاق بن محمد، مُسْنِد (ت 701 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 1/ 102.

(3)

انظر: بشار عواد، الذهبي ومنهجه، ص 62 - 66؛ عبد الستار الشيخ، الحافظ الذهبي، ص 431. وقد طبع معجم الشيوخ بتحقيق: محمد الحبيب الهيلة، نشر: مكتبة الصديق، السعودية، 1988 م. وطبع بتحقيق: روحية السُّيّوفي، نشر: دار الكتب العلمية، 1990 م. وسيأتي الكلام على باقي معاجمه.

(4)

في ب: المحمدية. وهو تحريف. وهي: مدرسة خارج باب زويلة أنشأها الأمير جمال الدين محمود الأستادار سنة 797 هـ. انظر: المقريزي، الخطط، 4/ 250.

(5)

توجد نسخة -وعليها خط السخاوي-، في دار الكتب المصرية (رقم: 12543 ح). انظر: فؤاد سيد، فهرست المخطوطات، 3/ 75. هذا وقد طبع: معجم شيوخه. بتحقيق: بشار عواد وجماعة، بيروت، دار الغرب الإسلامي، 2004 م.

(6)

في باقي النسخ مكررة.

(7)

انظر ترجمته: ابن حجر، الدرر، 4/ 283.

(8)

في ب: المحمدية، وهو تحريف.

(9)

ساقط من باقي النسخ.

(10)

انظر: ابن حجر، الدرر، 1/ 108.

(11)

انظر: الذهبي، تاريخ، 15/ 92؛ ابن حجر، لسان، 5/ 437؛ السيوطي، طبقات الحفاظ، ص 505.

(12)

هو: محمد بن يوسف الأزدي، حافظ (ت 663 هـ). انظر: الهامش السابق.

ص: 368

نَحْوِ أَرْبَعَةِ كَرَارِيسَ ضَخْمَةٍ فِيهَا جَمْعٌ.

وَ"طَبَقَاتُ الشَّافِعِيَّةِ الوُسْطَى"

(1)

لِلْتَّاجِ ابْنِ السُّبْكِيِّ، وَمَا عَلَيْهَا مِنَ الحَوَاشِي مِنَ التَّرَاجِمِ الَّتِي

(2)

ذَكَرَهَا الإسْنَوِيُّ. وَكَذَا العَفيفُ عَبْدُ اللهِ

(3)

بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ المَدَنِيُّ المَطَرِيُّ

(4)

الْمُسْتَدْرِكُ هُوَ لَهَا عَلَى الْعِمَادِ ابْنِ كَثِيرٍ.

وَتَرَاجِمَ مِنْ غَيْرِهِمَا مِمَّا كُلُّهُ بِخَطِّ الصَّلَاحِ الْأَقْفَهْسِيِّ

(5)

وَمَا عَلَيْهَا -أَعْنِي طَبَقَاتِ ابْنِ السُّبْكِيِّ أَيْضًا- مِنْ تَرَاجِمَ وَتَتِمَّاتٍ بِخَطِّ الْجَمَّالِ ابْنِ مُوسَى الْمَرَّاكُشِيِّ

(6)

وَهِيَ أَقَلُّ مِمَّا لِلْأَقْفَهْسِيِّ، وَمَا عَلَيْهَا بِخَطِّ شَيْخِنَا، وَلَمْ أَدْرِ أَذَلِكَ بِخَطِّهِ بِالنُّسْخَةِ الَّتِي بِالْقَاهِرَةِ أَمْ لَا، مَعَ عَزْوِ كُلِّ شَيْءٍ لِصَاحِبِهِ.

وَقَدْ كَتَبَ الْبُرْهَانُ الْقِيرَاطِيُّ

(7)

عَلَيْهَا:

طَبَقَاتُ التّاجِ مِنْهَا

يَرْتَقِي لِلْغُرُفَاتِ

بِالطِّبَاقِ السَّبْعِ عَوِّذْ

حُسْنُ تِلْكَ الطَّبَقَاتِ

وَ"طَبَقَاتُ الْحَنَابِلَةِ" لِابْنِ رَجَبٍ -الَّتِي هِيَ ذَيْلٌ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ ابْنِ الْفَرَّاءِ-

(1)

توجد نسخة محفوظة بدار الكتب المصرية. انظر مقدمة تحقيق: السبكي، الطبقات الكبرى 1/ 32 - 34. وتوجد نسخة في الأزهرية (رقم: 311034). وانظر: خزانة التراث (52711).

(2)

في ق، ز: الذي.

(3)

في باقي النسخ: العفيف بن عبد الله، وهو خطأ.

(4)

حافظ (ت 765 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 2/ 284.

(5)

هو: خليل بن محمد المصري، محدث (ت 821 هـ). انظر: ابن حجر، إنباء، 3/ 179؛ السخاوي، الضوء، 3/ 202.

(6)

هو: محمد بن موسى المرَّاكُشي الأصل المكي الشافعي (ت 823 هـ) انظر: ابن حجر، إنباء، 3/ 234؛ السخاوي، الضوء، 10/ 56.

(7)

هو: إبراهيم بن عبد الله، شاعر (ت 781 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر الكامنة، 1/ 31.

ص: 369

وَ"طَبَقَاتُ الْحَنَفِيَّةِ" لِلْمُحْيَوِيِّ عَبْدِ الْقَادِرِ الْقُرَشِيِّ، وَهِيَ

(1)

"الْجَوَاهِرُ الْمُضِيَّةُ فِي طَبَقَاتِ الْحَنَفِيَّةِ" مَعَ مَا عَلَيْهَا مِنَ الْحَوَاشِي وَالتَّرَاجِمِ بِخَطِّ الْجَمَالِ مُحَمَّدِ ابْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُرْشِدِيِّ الْمَكِّيِّ

(2)

.

وَالنِّصْفَ الْأَوَّلَ مِنْ "تَارِيخُ الْيَمَنِ"

(3)

لِلْمُوَفَّقِ الْخَزْرَجِيِّ مِنْ نُسْخَةٍ بِخَطِّهِ، وَانْتَهَى إِلَى الْعَلَاءِ، وَهُوَ فِي مُجَلَّدَيْنِ، ابْتَدَأَهُ بِسِيرَةٍ، ثُمَّ بِالْخُلَفَاءِ إِلَى الْمُسْتَعْصِمِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُسْتَنْصِرِ الْعَبَّاسِيِّ، ثُمَّ بِمَنْ بَعْدَهُ إِلَى الظَّاهِرِ بَرْقُوقَ، وَيُلِمُّ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَوَادِثِ وَالْوَفَيَاتِ، وَكَتَبَ عَلَيْهِ مُؤَلِّفُهُ [رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى قَوْلَهُ]

(4)

:

هَذَا كِتَابٌ حَسَنٌ وَضْعُهُ

مُسْتَوْعِبٌ أَعْيَانَ أَهْلِ اليَمَنِ

دُرٌّ وَيَاقُوتٌ إِذَا خِلْتَهُ

تَخَالُ عِقْدًا زَانَ جِيدَ الزَّمَنِ

جَمَعْتُهُ أَرْجُو بِهِ دَعْوَةً

مَقْبُولَةً فِي السِّرِّ أَوْ فِي العَلَنِ

مِنْ مُسْتَفِيدٍ مِنْهُ أَوْ نَاظِرٍ

فَلْيَدْعُوَنْ لِي وَلَهُ مَنْ وَمَنْ

يَقُولُ: يَا رَبِّ اعْفُ وَاغْفِرْ وَجُدْ

وَالْطُفْ وَسَامِحْ وَارْضَ عَنِّي وَعَنْ

وَعِدَّةَ مُجَلَّدَاتٍ مِنْ "تَارِيخُ حَلَبٍ" لِلْكَمَالِ أَبِي حَفْصٍ عُمْرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْعَدِيمِ، وَسَمَّاهُ:"بُغْيَةُ الطَّلَبِ"

(5)

كَانَتْ عِنْدَ صَاحِبِنَا

(6)

الْجَمَالِ ابْنِ السَّابِقِ الْحَمَوِيِّ

(7)

-بِخَطِّ مُؤَلِّفِهِ- وَنَقَلَهَا مِنْهُ صَاحِبَنَا ابْنُ فَهْدٍ؛ أَوَّلُهَا مِنْ: أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ

(1)

في ق، ز: وهو.

(2)

فقيه حنفي (ت 839 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 6/ 241.

(3)

سبق الإشارة إليه.

(4)

ليست في أ، ب، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

طبع بتحقيق: سهيل زكّار، نشر: في دمشق، 1408 هـ.

(6)

في أ: صاحب، والمثبت من باقي النسخ. قال السخاويُّ:"وقد صحبته قديمًا". وانظر: مقدمة تحقيق: ابن العديم، بغية الطلب، ص 16 - 18.

(7)

هو: محمد بن محمد بن محمد المعري، فقيه حنفي (ت 877 هـ). انظر: السخاوي، الضوء 9/ 305.

ص: 370

ابْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُنَادِي

(1)

إِلَى آخِرِ: أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ خَلِيفَةَ، وَثَانِيهَا

(2)

: وَلَيْسَ تِلْوَهُ مَعَ الَّذِي يَلِيهِ، وَأَوَّلُهُمَا: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَتُّوَيْهِ

(3)

وَآخِرُهُمَا

(4)

فِي أَثْنَاءِ

(5)

تَرْجَمَةِ: أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، وَرَابِعُهَا: مِنَ الْحَجَّاجِ بْنِ هِشَامٍ إِلَى آخِرِ: الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَوَّاشٍ

(6)

. وَخَامِسُهَا وَالَّذِي يَلِيهِ وَهُمَا مِنَ: الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ

(7)

الخَادِمِ إِلَى أَثْنَاءِ

(8)

دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ

(9)

. وَسَابِعُهَا (وَ)

(10)

الَّذِي يَلِيهِ، وَهُمَا مِنْ أَثْنَاءِ

(11)

رَاجِحِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الَأْسَدِيِّ إِلَى: سَعِيدِ بْنِ سَلَامٍ. وَتَاسِعُهَا مِنْ مُشْرِقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَلَبِيِّ

(12)

إِلَى أَثْنَاءِ

(13)

الْوَلِيدِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبَانَ

(14)

. وَلَكِنْ لَيْسَ فِيهِ حَرْفُ الْهَاءِ جَرْيًا عَلَى عَادَةِ كَثِيرِينَ فِي تَأْخِيرِهِ عَنِ الْوَاوِ.

(1)

في ب، ق: المناوي، وهو تحريف، وقد سبقت ترجمته. وانظر: ابن العديم، بغية الطلب، ص 595.

(2)

في ز: وثانيهما.

(3)

انظر: ابن العديم، بغية الطلب، ص 1027؛ الذهبي، سير، 15/ 377.

(4)

في ق، ز: آخرها.

(5)

في أ: أنباء، والمثبت من باقي النسخ.

(6)

في ب، ز: سواس، وفي ق: شواس، وهو تصحيف. انظر ابن العديم، بغية، ص 1746؛ ابن عساكر، تاريخ، 13/ 150؛ الذهبي، تاريخ، 9/ 581.

(7)

في بغية الطلب: عبد الله. انظر: ص 2511.

(8)

في أ: أنباء، والمثبت من باقي النسخ.

(9)

محدث (ت 351 هـ). انظر: الذهبي، سير، 16/ 30.

(10)

ساقط من ز.

(11)

في أ: أنباء، والمثبت من باقي النسخ.

(12)

في بغية الطلب: الحنفي. انظر: ص 2284.

(13)

في أ: انتهاء، والمثبت من باقي النسخ.

(14)

في ق: أمان، وهو تحريف. وانظر: ابن العديم، بغية الطلب، ص 1746.

ص: 371

وَوَقَفْتُ عَلَى الْمُسَوَّدَةِ الَّتِي بِخَطِّ الْمُؤَلِّفِ مِنْ هَذَا الْجُزْءِ بِخُصُوصِهِ عِنْدَ ابْنِ فَهْدٍ، وَعَلَيْهَا بِخَطِّ الْمُؤَلِّفِ تَلْقِيبُهُ بِالرَّابِعَ عَشَرَ، وَعَاشَرُهَا الْكُنَى، إِلَى آخِرِ الْأَنْسَابِ.

وَرَأَيْتُ مُجَلَّدًا آخَرَ مِنْهُ فِيهِ بَعْضُ الْبُلْدَانِ، وَكَانَ عِنْدَ الْمُحِبِّ ابْنِ

(1)

الشِّحْنَةِ مِنْهُ بِخَطِّ الْمُؤَلِّفِ بَعْضُ الْأَجْزَاءِ مِمَّا لَمْ أُطَالِعْه.

وَكَذَا اسْتَوْفَيْتُ "ذَيْلُهُ"

(2)

لِلْعَلَاءِ ابْنِ خَطِيبِ النَّاصِرِيَّةِ

(3)

وَهُوَ فِي أَرْبَعَةِ أَسْفَارٍ.

وَاستَوْفَيْتُ عَلَيْهِ تَصَانِيفَ ابْنِ فَهْدٍ فِي: "الظَّهِيرِيِّينَ"، وَ"النُّوَيْرِيِّينَ"، وَ"الطَّبَرِيِّينَ"، وَ"القَسْطَلَانِيِّينَ"، وَ"الْفُهُودِ" إِلَى غَيْرِهَا

(4)

مِمَّا لَمْ أَسْتَحْضِرْهُ الآنَ.

وَقَدْ سَقَطَ مِنْ آخِرِ الطَّبَقَةِ الثَّلَاثِينَ، وَهِيَ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِئَتَيْنِ إِلَى آخِرِ الْقَرْنِ، وَهُوَ آخِرُ الْمُجَلَّدِ الْعَاشِرِ، مِنْ ذِكْرِ

(5)

: مَحْمُودِ بْنِ أَحْمَدَ

(6)

بْنِ الفَرَجِ

(7)

إِلَى آخِرِ الطَّبَقَةِ. وَلَمْ يُثْبِتْهُ الْبَدْرُ الْبَشْتَكِيُّ فِي النُّسْخَةِ الَّتِي بِخَطِّهِ بِالبَّاسِطِيَّةِ

(8)

، فَكَأَنَّهُ سَقَطَ قَبْلَ كِتَابَتِهِ، فَيُرَاجَعُ مِنْ نُسْخَةٍ أُخْرَى. وَبَيَّضَ لَهُ نَاسِخُ (نُسْخَةِ)

(9)

(1)

في أ: المحب بن المحب.

(2)

انظر: السخاوي، الضوء، 5/ 306.

(3)

هو: علي بن محمد بن سعد الحلبي، مؤرخ محدث (ت 843 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 5/ 303؛ كحالة، مؤلفين، 2/ 505.

(4)

في أغيرهما، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

في ب: ذكره.

(6)

في أ: ابن إبراهيم بن أحمد. وإبراهيم ليس في: مصادر ترجمته.

(7)

انظر: ابن العديم، بغية الطلب، ص 2639.

(8)

هو: جامع في بولاق خارج القاهرة. انظر: المقريزي، الخطط، 4/ 140.

(9)

ساقط من ز.

ص: 372

مَدْرَسَتِهِ السُّلْطَانِ بِمَكَّةَ.

(وَكَذَا)

(1)

يُرَاجَعُ نُسْخَةٌ أُخْرَى مِنَ "الْجَرْحُ" لِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ، مِنَ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ مِنْ أَجْدَادِ الْمُحَمَّدِينَ، لِتَحْرِيرِ:"مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْعَطَّارِ؛ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ ذَلِكَ"

(2)

.

وَيُحَرَّرُ مِنْ "طَبَقَاتُ الْحَنَفِيَّةِ" مَا بَيْنَ: الْمُؤَمَّلِ بْنِ مَسْرُورٍ، وَمَيْمُونِ بْنِ أَحْمَدَ ابْنِ الْحَسَنِ.

وَهَذَا الْفَصْلُ تَذْكِرَةٌ لِي وَمَنْ لَعَلَّهُ يَقِفُ عَلَى كِتَابِي.

وَمِنَ الأُصُولِ فِي الرِّجَالِ:

كِتَابٌ فِي "الْأَسْمَاءُ وَالْكُنَى"

(3)

لِلإمَامِ أَحْمَدَ، رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُهُ صَالِحٌ.

وَ"تَارِيخٌ" عَلَى الرِّجَالِ لِيَحْيىَ بْنِ مَعِينٍ، رَوَاهُ عَنْهُ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ

(4)

، وَأَسْئِلَةٌ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْجُنيدِ عَنْهُ

(5)

، وَكَذَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الدَّارِمِيِّ.

وَأَسْئِلَةٌ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ [أَبِي]

(6)

شَيْبَةَ لِعَلِيِّ بْنِ

(1)

ساقط من باقي النسخ.

(2)

في الجرح والتعديل كذا: "محمد بن عبد الله بن سلام بن الحارث الخزرجي الأنصاري، له رؤية للنبي صلى الله عليه وسلم روى عنه شهر بن حوشب، ويحيى بن أبي الهيثم العطار، سمعت أبي يقول ذلك". انظر: 7/ 297.

(3)

طبع بتحقيق: عبد الله يوسف الجديع، 1406 هـ.

(4)

طبع بتحقيق: أحمد نور سيف، نشر: مركز البحث العلمي، 1399 هـ.

(5)

طبع بتحقيق: أحمد نور سيف، نشر: مكتبة دار المدينة المنورة، 1408 هـ. وبرواية الدارمي بتحقيقه أيضًا.

(6)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 373

المَدِينِيِّ

(1)

.

وَمِنْ أَبِي عُبَيْدٍ الْآجُرِّيِّ لِأَبِي دَاوُدَ

(2)

، وَمِنَ الْبَغْدَادِيِّينَ.

وَكَذَا مِنْ مَسْعُودٍ السِّجْزِيِّ

(3)

لِلْحَاكِمِ.

وَمِنْ أَبِي الْقَاسِمِ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ السَّهْمِيِّ لِلدَّارِقُطْنِيِّ

(4)

، وَكَذَا لِلْحُفَّاظِ عَنْ جَمْعٍ مِنَ الرِّجَالِ مِنَ الْبَرْقَانِيِّ لِلدَّارَقُطْنِيِّ فِي الرِّجَالِ، وَهُوَ غَيْرُ أَسْئِلَتِهِ لَهُ الْمَسْمُوعَةِ عِنْدَنَا

(5)

.

أَوِ اقْتصرَ عَلَى أَهْلِ عِلْمٍ مَخْصُوصٍ:

كَالتَّفْسِيرِ، وَالْقِرَاءَاتِ، وَالْحَدِيثِ مِنَ الْحُفَّاظِ وَغَيْرِهِمْ، وَالْفِقْهِ مِنْ أَرْبَابِ الْمَذَاهِبِ الْمَتْبُوعَة

(6)

وَغَيْرِهِمْ، وَالتَّصَوُّفِ مِنَ: الْعُبَّادِ، وَالنُّسَّاكِ، وَالزُّهَّادِ، وَاللُّغَةِ، وَالنَّحْوِ، وَالشِّعْرِ مِنَ: الْقُدَمَاءِ وَالْمُحْدَثِينَ، وَالطِّبِّ، وَالْكِتَابَةِ.

أَوْ وَظِيفَةٍ مَخْصُوصَةٍ:

كَالْخِلَافَةِ مِنَ: الْعَبَّاسِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ، وَالْقَضَاءِ، وَالْحُكْمِ، وَالْإِمَارَةِ، وَالْوِزَارَةِ.

(1)

طبع بتحقيق: موفق بن عبد الله، نشر: مكتبة المعارف، الرياض، ط 1، 1404 هـ.

(2)

طبع بتحقيق: محمد علي العمري، نشر: الجامعة الإسلامية، ط 1، 1399 هـ.

(3)

في أ: الشجري، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: ترجمته. وكتابه: سؤالات مسعود بن علي السجزي مع أسئلة البغداديين. طبع بتحقيق: موفق عبد الله، نشر: دار الغرب الإسلامي، 1408 هـ.

(4)

طبع بتحقيق: موفق عبد الله، نشر: مكتبة المعارف، الرياض، ط 1، 1404 هـ.

(5)

طبع بتحقيق: عبد الرحيم محمد، نشر: في باكستان، 1404 هـ. وأفاد محفوظ الرحمن السلفي أن: حسن حمادي قام بتحقيقه في جامعة الإمام محمد بن سعود لنيل درجة الماجستير. انظر: مقدمة تحقيق: الدارقطني، العلل، 1/ 19. وانظر: نجم عبد الرحمن، استدراكات، 4/ 559.

(6)

في أ: المتنوعة، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 374

أَوْ عَلَى رُوَاةِ كُتُبٍ مَخْصُوصَةٍ:

كَـ "رِجَالُ الْمُوَطَّأِ"

(1)

[لابْنِ الحَذَّاءِ

(2)

، وَلِلأَكْفَانِيِّ هِبَةِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ

(3)

، وَكَذَا لَهُ "تَسْمِيَةُ مَنْ رَوَى الْمُوَطَّأَ عَنْ مَالِكٍ"]

(4)

وَ"رِجَالُ الْبُخَارِيِّ" لِأَبِي نَصْرٍ الْكَلَابَاذِيِّ، وَسَمَّاهُ:"الْإرْشَادُ"

(5)

، وَ"مُسْلِمٍ"

(6)

لِأَبِي بَكْرِ ابْنِ مَنْجَوَيْهِ، وَ"رِجَالُهُمَا مَعًا"

(7)

لِهِبَةِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ اللَّالَكَائِيِّ وَأَبِي الْفَضْلِ ابْنِ طَاهِرٍ

(8)

. وَكَذَا لِلْحَاكِمِ، عَلَى مَا يُشْعِرُ بِهِ كَلَامُ ابْنِ نُقْطَةَ فِي "التَّقْيِيدُ"

(9)

.

وَ"رِجَالُ أَبِي دَاوُدَ" لِأَبِي عَلِيٍّ الْجَيَّانِيِّ

(10)

.

وَكَذَا رِجَالُ التِّرْمِذِيِّ

(11)

وَرِجَالِ النَّسَائِيِّ؛ لِجَمَاعَةٍ مِنَ الْمَغَارِبَةِ

(12)

.

(1)

في أ: رجال الموطأ عن مالك. وانظر: ابن خير، فهرسته، ص 130؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 209. وقد طبع بعنوان: التعريف بمن ذكر في الموطأ من النساء والرجال، بتحقيق: محمد عز الدين الإدريسي، نشر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المغرب.

(2)

انظر: الذهبي، سير، 8/ 86.

(3)

محدث (ت 524 هـ). انظر: الذهبي، سير، 19/ 576؛ تاريخ، 11/ 424.

(4)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ. وانظر: ابن حجر، المعجم المفهرس، ص 399.

(5)

طبع بتحقيق: عبد الله الليثي، ط 1، 1407 هـ.

(6)

أيضًا طبع بتحقيق: عبد الله الليثي، ط 1، 1407 هـ.

(7)

انظر: الذهبي، تاريخ، 9/ 303؛ الإسنوي، طبقات، 2/ 366.

(8)

طبع بعنوان: الجمع بين رجال الصحيحين لكتابي الكلاباذي والأصبهاني. نشر: دار الباز، مكة، ط مصورة، 1405 هـ.

(9)

انظر: 1/ 2.

(10)

في ز: الجَبَايني، والمثبت من باقي النسخ. وكتاب الجياني هو: تسمية شيوخ أبي داود. طبع بتحقيق: محمد السعيد، نشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1418 هـ - 1998 م.

(11)

انظر: الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 208.

(12)

انظر: الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 208؛ محمد النورستاني، المدخل إلى سنن النسائي، ص 106.

ص: 375

وَ"رِجَالُ السِّتَّةِ" لِعَبْدِ الْغَنِيِّ الْمَقْدِسِيِّ فِي كِتَابِهِ "الْكَمَالُ"

(1)

، وَهَذَّبَهُ الْمِزِّيُّ فِي "تَهْذِيبُ الْكَمَالِ"، وَلَخَّصَهُ جَمَاعَةٌ، مِنْهُمُ الذَّهَبِيٌّ فِي "التَّذْهِيبُ" وَ"الْكَاشِفُ" وَشَيْخُنَا فِي "التَّهْذِيبُ" وَ"التَّقْرِيبُ".

وَذَيَّلَ عَلَى الْمِزِّيِّ: مُغَلْطَايْ

(2)

وَجَمَعَ بَيْنَ الْمِزِّيِّ وَشَيْخِنَا بِنَصِّهِمَا -مَعَ زِيَادَاتٍ- التَّقِيُّ بْنُ فَهْدٍ، وَسَمَّاهُ:"نِهَايَةُ التَّقْرِيبِ وَتَكْمِيلُ التَّهْذِيبِ بِالتَّذْهِيبِ"

(3)

.

وَجَمَعَ ابْنُ كَثِيرٍ بَيْنَ "التَّهْذِيبُ" وَ"الْمِيزَانُ" كَمَا تَقَدَّمَ.

وَلِابْنِ عَسَاكِرَ شُيُوخُ الْأَئِمَّةِ السِّتَّةِ، سَمَّاهُ:"الشُّيُوخُ النُّبْلُ"

(4)

.

وَلِلذَّهَبِيِّ أَسْمَاءُ مَنْ أَخْرَجَ لَهُمْ أَصْحَابُ الْكُتُبِ السِّتَّةِ فِي تَوَالِيفِهِمْ سِوَاهَا، مِمَّنْ لَمْ يَذْكُرْهُمْ فِي "الْكَاشِفُ"

(5)

.

وَأَفْرَدَ الزَّيْنُ الْعِرَاقِيُّ رِجَالَ ابْنِ حِبَّانَ، وَكَذَا رِجَالَ الدَّارَقُطْنِيِّ

(6)

، وَعَبْدُ الْقَادِرِ الْحَنَفِيُّ رِجَالَ الْعُمْدَةِ، وَسَمَّاهُ:"الْإِلْمَامُ".

وَلِبَعْضِهِمْ أَسْمَاءُ مَنْ لَهُ ذِكْرٌ أَوْ رِوَايَةٌ فِي "الْمِشْكَاةُ"

(7)

.

(1)

انظر: نُسخه ومخطوطاته، نجم عبد الرحمن، استدراكات، 4/ 435 - 436؛ محمد عبد الله عنان، فهارس الخزانه الملكية، 1/ 255. خزانة التراث (51151).

(2)

هو: إكمال تهذيب الكمال. طبع بتحقيق: عادل محمد وزميله، نشر: دار الفاروق، مصر، 1422 هـ - 2001 م.

(3)

انظر: البغدادي، هدية، 6/ 205، نجم عبد الرحمن، استدراكات، 4/ 454.

(4)

طبع بتحقيق: سكينة الشهابي، نشر: دار الفكر، دمشق، 1980 م.

(5)

هو: المقتضب من تهذيب الكمال للمزي. انظر: البغدادي، هدية، 6/ 154؛ بشار عواد، الذهبي ومنهجه، ص 253.

(6)

انظر: مقدمة تحقيق، فتح المغيث، 1/ 48.

(7)

انظر: الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 210، خزانة التراث (75665).

ص: 376

وَلِلنَّوَوِيِّ "تَهْذِيبُ الْأَسْمَاءِ وَاللُّغَاتِ" الْوَاقِعَةِ فِي كُتُبٍ مَخْصُوصَةٍ مِنْ كُتُبِ الْمَذْهَبِ؛ قَالَ

(1)

: "إِنَّهُ اسْتَمَدَّ فِيهِ

(2)

مِنْ كُتُبِ الْأَئِمَّةِ الْحُفَّاظِ الْأَعْلَامَ الْمَشْهُورِينَ بِالإْمَامَةِ فِي ذَلِكَ وَالْمُعْتَمَدِينَ عِنْدَ جَمِيعِ الْعُلَمَاءِ كَـ "تَارِيخُ" الْبُخَارِيِّ، وَابْنِ أَبِي خَيْثَمَةِ، وَخَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ -الْمَعْرُوفِ بِشَبَّابٍ- وَ"الطَّبَقَاتُ الصُّغْرَى"

(3)

وَ"الْكُبْرَى" لِمُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ كَاتِبِ الْوَاقِدِيِّ -وَهُوَ ثِقَةٌ، وَإِنْ كَانَ شَيْخُهُ الْوَاقِدِيُّ ضَعِيفًا

(4)

- وَمِنَ "الجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ" لابْن أَبِي حَاتِمٍ، وَ"الثِّقَاتُ" لِابْن حبَّانَ، بِكَسْرِ الحَاءِ، وَ"تَارِيخُ نَيْسَابُورَ" لِلْحَاكِمِ، وَ"بَغْدَادَ" لِلْخَطِيبِ، وَ"هَمَذَانَ"

(5)

- وَلَمْ يُعَيِّنْ مُؤَلِّفَهُ- وَ"دِمَشْقَ" لِابْنِ عَسَاكِرَ، وَغَيْرِهَا مِنْ كُتُبِ التَّوَارِيخِ الْكِبَارِ. وَمِنْ كُتُبِ أَسْمَاءِ الصَّحَابَةِ كَـ "الِاسْتِيعَابُ" لابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ، وَكُتُبِ

(6)

ابْنِ مَنْدَهْ، وَأَبِي نُعَيْمٍ، وَأَبِي مُوسَى، وَابْنِ الْأَثِيرِ، وَغَيْرِهَا. وَمِنْ كُتُبِ الْمَغَازِي وَالسِّيَرِ، وَمِنْ كُتُبِ ضَبْطِ الْأَسْمَاءِ كَـ "الْمُؤْتَلِفُ وَالْمُخْتَلِفُ"

(7)

لِلدَّارَقُطْنِيِّ، وَعَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ

(8)

، وَالْخَطِيبِ، وَابْنِ مَاكُولَا، وَغَيْرِهَا. وَمِنْ كُتُبِ "طَبَقَاتُ الْفُقَهَاءِ" لِأَبِي عَاصِمٍ الْعَبَّادِيِّ، وَلِأبِي إِسْحَاقَ، وَلِأَبِي عَمْرٍو ابْنِ الصَّلَاحِ، وَهُوَ مُقَطَّعَاتٌ، وَقَدْ شَرَعْتُ فِي تَهْذِيبِهَا وَتَرْتِيبِهَا، وَهُوَ نَفِيسٌ وَلَمْ يُصَنَّفْ مَثَلُهُ، وَلَا قَرِيبٌ مِنْهُ، وَلَا يُغْنِي عَنْهُ

(1)

انظر: النووي، تهذيب، ص 63 - 64.

(2)

في باقي النسخ: فيها.

(3)

طبع بعنوان: الطبقات الصغير، بتحقيق: بشار عواد وزميله، نشر: دار الغرب الإسلامي، ط 1، 2009 م.

(4)

قال الذهبيُّ عنه: "وقد تقرَّر أن الواقديَّ ضعيفٌ، يُحتاج إليه في الغَزَوات والتاريخ، ونورد آثاره من غير احتجاجٍ، أما في الفرائض فلا ينبغي أن يُذْكر

". انظر: سير، 9/ 469.

(5)

في جميع النسخ، وفي: تهذيب الأسماء: همدان، وهو تصحيف.

(6)

في تهذيب الأسماء: كتاب.

(7)

طبع بتحقيق: موفق عبد الله، نشر: دار الغرب الإسلامي، 1406 هـ.

(8)

طبع قديمًا بالهند، 1327 هـ.

ص: 377

فِي مَعْرِفَةِ الْفُقَهَاءِ غَيْرُهُ، وَيُقْبُحُ بِالْمُنْتَسِبِ إِلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ رضي الله عنه جَهْلُهُ".

وَلِلْبَدْرِ الْعَيْنِيِّ "رِجَالُ شَرْحِ مَعَانِي الْآثَارِ" لِلطَّحَاوِيِّ

(1)

، وَلِلزَّيْنِ قَاسِمٍ الْحَنَفِيِّ

(2)

رِجَالُ كُلٍّ مِنَ: "الطَّحَاوِيِّ"

(3)

وَ"المُوَطَّأِ"

(4)

لِمُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ وَ"الآثَارُ"

(5)

لَهُ، وَ"مُسْنَدُ" أَبِي حَنِيفَةَ

(6)

لِابْنِ الْمُقْرِئِ، وَزَوَائِدُ رِجَالِ كُلٍّ مِنَ:"الْمُوَطَّأُ"

(7)

، وَ"مُسْنَدُ" الشَّافِعِيِّ

(8)

، وَ"سُنَنُ" الدَّارَقُطْنِيِّ

(9)

عَلَى السِّتَّةِ، وَلِأَبِي إِسْحَاقَ الصَّرِيفِينِيِّ

(10)

رِجَالُ كُتُبِ الْعِشْرَةِ، وَكَذَا لِابْنِ الْمُلَقِّنِ

(11)

.

وَلِلْمُعِينِ أَبِي بَكْرِ ابْنِ نُقْطَةَ تَرَاجِمُ الرُّوَاةِ الَّذِينَ اتَّصَلَتْ مِنْ طَرِيقِهِمُ الْكُتُبُ

(1)

طبع بتحقيق: محمد حسن محمد، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت ط 1، 1427 هـ - 2006 م.

(2)

هو: ابن قُطْلُوبُغا، محدث مشهور (ت 879 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 6/ 184.

(3)

انظر: السخاوي، الضوء، 6/ 186؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 210.

(4)

انظر: السخاوي، الضوء، 6/ 186. وموطأ مالك برواية محمد الحسن الشيباني. نشرته: مؤسسة الرسالة، ناشرون، ط 1، 1432 هـ - 2011 م. مع روايات أخرى.

(5)

انظر: ابن حجر، تعجيل المنفعة، 1/ 239؛ السخاوي، الضوء، 6/ 186؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 42.

(6)

انظر: ابن حجر، تعجيل المنفعة، 1/ 240؛ السخاوي، الضوء، 6/ 186؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 95.

(7)

انظر: السخاوي، الضوء، 6/ 187.

(8)

الضوء، 6/ 187.

(9)

الضوء: 6/ 187.

(10)

هو: إبراهيم بن محمد العراقي، حافظ (ت 641 هـ). انظر: الذهبي، سير، 23/ 89.

(11)

له: إكمال تهذيب الكمال. حيث اختصر تهذيب المزي مع التذييل عليه. وتوجد نسخة مخطوطة في دار الكتب المصرية (رقم: 15 - مصطلح). انظر: مقدمة تحقيق، ابن الملقن، البدر المنير، 1/ 109.

ص: 378

السِّتَّةُ وَغَيْرُهَا مِنَ الْكُتُبِ وَالْمَسَانِيدِ

(1)

وَسَمّاهُ: "التَّقْيِيدُ"

(2)

وَذَيّلَ

(3)

عَلَيْهِ التَّقِيُّ الْفَاسِيُّ الْمَكِّيُّ؛ وَكُلٌّ مِنْهُمَا فِي مُجَلَّدٍ.

وَلِشَيْخِنَا "تَعْجِيلُ الْمَنْفَعَةِ بِزَوَائِدِ رِجَالِ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ" فِي مُجَلَّدٍ، وَسَبَقَهُ الشَّمْسُ الْحُسَيْنِيُّ فَجَمَعَ "التَّذْكِرَةُ فِي رِجَالِ الْعَشَرَةِ"

(4)

وَاخْتَصَرَ "التَّهْذِيبُ" وَحَذَفَ مِنْهُ مَنْ لَيْسَ فِي السِّتَّةِ، وَأَضَافَ إِلَيْهِمْ مَنْ فِي "الْمُوَطَّأُ"، وَ"الْمُسَنْدُ" لِأحْمَدَ، وَ"مُسْنَدُ" الشَّافِعِيِّ، وَ"مُسْنَدُ" أَبِي حَنِيفَةَ لِلْحَارِثِيِّ، إِلَى غَيْرِهَا

(5)

مِمَّا يَطُولُ ذِكْرُهُ وَيَعْسُرُ حَصْرُهُ.

(وَ)

(6)

قَالَ الخَطِيبُ فِي "جَامِعِهِ"

(7)

: "وَمِنْ جُمْلَةِ مَا يَهْتَمُّ بِهِ الطَّالِبُ سَمَاعُ تَوَارِيخِ الْمُحَدَّثِينَ، وَكَلامِهِمْ فِي أَحْوَالِ الرُّوَاةِ، مِثْلُ كُتُبِ

(8)

ابْنِ مَعِينٍ -رِوَايَةِ الْحُسَيْنِ بْنِ حِبَّانَ

(9)

الْبَغْدَادِيِّ، وَعَبَّاسٍ الدُّورِيِّ، وَالْمُفَضَّلِ الغَلَابِيِّ- وَتَارِيخِ ابْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَحَنْبَلِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَخَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السَّرَّاجِ، وَأَبِي حَسَّانٍ الزِّيَادِيِّ

(10)

، وَأَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيِّ، وَكِتَابِ "الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ" لِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ. قَالَ:

(1)

في ز: المساند، وهو تحريف.

(2)

طبع في دائرة المعارف العثمانية -بحيدر آباد- الهند.

(3)

طبع بتحقيق: كمال يوسف، نشر: دار الكتب العلمية، 1410 هـ.

(4)

طبع بتحقيق: رفعت فوزي عبد المطلب، نشر: مكتبة الخانجي، 1418 هـ.

(5)

في أ: غيرهما، والمثبت من باقي النسخ.

(6)

ساقط من باقي النسخ.

(7)

انظر: الجامع لأخلاق الراوي، ص 353.

(8)

في الجامع: كتاب.

(9)

في ب: حيان، وهو تصحيف. وهو: صاحب ابن معين (ت 232 هـ). له كتاب: سؤالات؛ عن ابن معين غزير الفوائد. انظر: الذهبي، تاريخ، 5/ 812.

(10)

في ب: الزنادي، وهو تصحيف. وهو: الحسن بن عثمان، قاضي (ت 242 هـ). انظر: الذهبي، =

ص: 379

وَيُرْبِي عَلَى هَذِهِ كُلِّهَا "تَارِيخُ" الْبُخَارِيِّ. ثُمَّ سَاقَ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ ابْنِ عُقْدَةَ قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا كَتَبَ ثَلَاثِينَ [أَلْفَ]

(1)

حَدِيثٍ لَمَا اسْتَغْنَى عَنْهُ". انْتَهَى.

أَوْ عَلَى أَهْلِ فَنٍّ مَخْصُوصٍ:

كَالْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ، أَوِ الْمُتَّفِقِ وَالْمُفْتَرِقِ، أَوِ الْكُنَى، أَوِ الْأَنْسَابِ، أَوِ الْأَلْقَابِ، أَوِ الْمُبْهَمَاتِ، أَوِ الْمُهْمَلَاتِ، أَوْ مَنْ عُرِفَ بِأَبِيهِ، أَوْ أُمِّهِ، أَوِ الْإِخْوَةِ (وَالْأَخَوَاتِ)

(2)

أَوِ السَّابِقِ، أَوِ اللَّاحِقِ، أَوِ الْوُحْدَانِ، أَوْ مَنْ رَوَى

(3)

عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أَوْ عَنْ شَخْصٍ مَخْصُوصٍ؛ كَالرُّوَاةِ عَنِ الزَّهْرِيِّ.

وَكَذَا "مَنْ رَوَى مِنَ

(4)

التَّابِعِينَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبِ" لِعَبْدِ الْغِنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ

(5)

، وَمِنَ الصَّحَابَةِ عَنِ التَّابِعِينَ -كَمَا تَقَدَّمَ- وَعَنْ مَالِكٍ لِلدَّارَقُطْنِيِّ، وَالْخَطِيبِ -وَهُوَ أَحْفَلُهَا-

(6)

وَابْنِ فِهْرٍ

(7)

، وَأَبِي سَعِيدِ ابْنِ يُونُسَ، وَأَبَوَيْ الْقَاسِمِ: ابْنِ شَعْبَانَ وَابْنِ الطَّحَّانِ، وَلِأَبِي الْقَاسِمِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِيسَى اللَّخْمِيِّ

(8)

فِي "الْمَسَالِكُ

= تاريخ، 5/ 1118.

(1)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ ومن: الجامع لأخلاق الراوي. وانظر: ابن حجر، تهذيب، 9/ 48.

(2)

ساقط من ب.

(3)

في باقي النسخ: يروي.

(4)

في أ: عن، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: فتح المغيث.

(5)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 166.

(6)

في ق، ز: أحفظها. وكتاب الدارقطني هو: أحاديث الموطأ وذكر اتفاق الرواة عن مالك .. ، طبع بتحقيق: هشام علي، نشر: مكتبة أهل الحديث، الشارقة.

(7)

هو: علي بن الحسن بن محمد ابن فِهْر الفِهْري، فقيه مالكي. انظر: ابن فرحون، الديباج المذهب، 2/ 94؛ الجواهر والدرر، 3/ 1257.

(8)

(ت 629 هـ). انظر: الذهبي، سير، 22/ 315؛ تاريخ، 13/ 899؛ ابن حجر، لسان، 4/ 401.

ص: 380

فِي أَسْمَاءِ أَصْحَابِ الْإِمَامِ مَالِكٍ" -فِي كُرَّاسَةٍ- وَلِلرَّشِيدِ الْعَطَّارِ فِي "الْأَعْلَامُ"

(1)

، وَعَنِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ فِي "تَصْنِيفَيْنِ" لِلضِّيَاءِ.

* * *

(1)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 126؛ الجواهر والدرر، 3/ 1257. وللرشيد العطار: مجرد أسماء الرواة عن مالك، طبع بتحقيق: سالم السلفي، نشر: مكتبة الغرباء الأثرية، ط 1، 1418 هـ - 1997 م.

ص: 381

{[مَنْ أَلَّفَ فِي الْمَعَاجِمِ]}

أَوْ ضِدَّهُ، كَشُيُوخٍ لِشَخْصٍ مَخْصُوصٍ:

وَيُسَمَّى مُعْجَمًا، وَهُوَ: مَا يَكُونُ عَلَى الْحُرُوفِ، أَوْ مَشْيَخَةٍ، وَهُوَ أَعَمُّ مِنْ ذَلِكَ، أَوْ عَلَى الْبُلْدَانِ، وَهُوَ قَلِيلٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْأَوَّلِينَ. ثُمَّ تَارَةً يَكُونُ هُوَ الْجَامِعَ لِشُيُوخِهِ، وَتَارَةً غَيْرَهُ، وَلَا أَسْتَبْعِدُ زِيَادَتَهُمْ عَلَى الْأَلْفِ، وَلَمْ أَرَ فِي اسْتِيفَائِهِمْ فَائِدةً، سِيَّمَا وَجُلُّهُمْ لَمْ يُتَرْجِمِ الشُّيُوخَ؛ كَكَثِيرِينَ مِمَّنْ جَمَعَ عَلَى الْفُنُونِ مَعَ اسْتِيفَائِي لِجُلِّهِمْ فِي "فَتْحُ الْمُغِيثِ"

(1)

.

وَمِنْهُمُ: السِّلَفِيُّ لَهُ "مُعْجَمُ بَغْدَادَ"

(2)

، وَ"مُعْجَمُ أَصْبَهَانَ"

(3)

، وَ"مُعْجَمُ السَّفَرِ"، وَعِيَاضٌ

(4)

، وَأَبُو سَعْدٍ

(5)

ابْنُ السَّمْعَانِيِّ فِي "التَّحْبِيرُ"

(6)

وَمِنْ قَبْلِهِ أَبُوهُ أَبُو المُظَفَّرِ

(7)

،

(1)

انظر مثلًا: 1/ 54، 411، 2/ 261، 414، 421، 3/ 231، 339، 4/ 6، 139، 490.

(2)

انظر: ابن رجب ذيل، 2/ 537؛ السيوطي، طبقات الحفاظ، ص 468؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 137. وأفادت: بهيجة الحسيني أنه توجد نسخة في الإسكوريال (رقم: 1783). انظر: مقدمة تحقيق: السلفي، معجم السفر، 1/ 76 - 82. وهناك أجزاء كثيرة منه في: المكتبة الشاملة الألكترونية.

(3)

انظر: الذهبي، سير، 21/ 8 - 10، 19/ 42؛ تاريخ، 10/ 737، 11/ 108، 12/ 571؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 137. وانظر: بهيجة الحسيني، مقدمة تحقيق: السلفي، معجم السفر، 1/ 82 - 83.

(4)

له: الغُنْية في شيوخه. طبع بتحقيق: محمد بن عبد الكريم، نشر: الدار العربية للكتاب، 1398 هـ.

(5)

في ب: سعيد، وهو تحريف.

(6)

هو: التحبير في المعجم الكبير. تحقيق: منيرة ناجي، نشر: وزارة الأوقاف، بغداد، 1395 هـ.

(7)

هو: محمد بن منصور (ت 510). انظر: السمعاني، الأنساب، 3/ 300؛ الذهبي، تاريخ، 11/ 144؛ ابن كثير، بداية، 16/ 230. هذا وقد وهم روزنثال فترجم لجدّه!

ص: 382

وَأَبُو المَوَاهِبِ ابْنُ صَصْرَى

(1)

، وَابْنُ عَسَاكِرٍ

(2)

، بَلْ لَهُ "مُعْجَمُ النِّسْوَانِ"

(3)

أَيْضًا، وَابْنُ النَّجَّارِ لِبَغْدَادَ خَاصَّةً وَلِغَيْرِهَا، وَالْحَافِظُ عِزُّ الدِّينِ ابْنُ الْحَاجِبِ الْأَمِينِيُّ

(4)

وَالمُنْذِرِيُّ

(5)

، والرَّشِيدُ العَطَّارُّ

(6)

، وَابْنُ مَسْدِيُّ

(7)

، والدِّمْيَاطِيُّ، وَالْقُطْبُ الْحَلَبِيُّ، وَالْبِرْزَالِيُّ، وَأَبُو حَيَّانَ

(8)

، وَالذَّهَبِيُّ فِي ثَلَاثَةٍ:"كَبِيرٌ"، وَ"لَطِيفٌ"، وَ"مُخْتَصٌّ"

(9)

وَخَرَّجَهُ

(10)

لِلْعَلَاءِ

(11)

عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ الْعَطَّار.

(1)

هو: الحسن بن هبة الله الدمشقي، محدث (ت 586 هـ). وعن كتابه: معجم الشيوخ. انظر: الذهبي، سير، 21/ 265؛ تاريخ، 12/ 584، 815.

(2)

معجم شيوخه. طبع بتحقيق: وفاء تقي الدين، نشر: دار البشائر الإسلامية، 1421 هـ.

(3)

انظر: الحموي، معجم الأدباء، 4/ 42؛ حاجي، كشف، 2/ 1737؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 136.

(4)

هو: عمر بن محمد الدمشقي، محدث (ت 630 هـ). له: المعجم الكبير. انظر: الذهبي، سير، 22/ 371؛ تاريخ 13/ 556؛ البغدادي، هدية، 5/ 578.

(5)

انظر: الذهبي، سير، 22/ 300، 23/ 26، 321؛ حاجي، كشف، 2/ 1735؛ البغدادي، هدية، 5/ 586.

(6)

انظر: الذهبي، تاريخ، 15/ 66؛ البغدادي، هدية، 6/ 524.

(7)

انظر: الذهبي، سير، 20/ 202، 22/ 392، 23/ 44؛ حاجي، كشف، 2/ 1735.

(8)

له: المنتخب من حديث شيوخ بغداد. لأبي العلاء محمود البخاري (ت 700 هـ) تخريج: ابن الظَّاهري (ت 696 هـ) انتخاب: أبي حيان الأندلسي (ت 745 هـ). طبع بتحقيق: رياض الطائي، نشر: دار النوادر، دمشق، ط 1، 1433 هـ - 2012 م.

(9)

في باقي النسخ: مختصر. وهو تحريف، والتصويب من: السخاوي نفسه في: الإعلان. وقد طبع الكتاب بتحقيق: محمد الهيلة.

(10)

أي: "خرّج له أخوه لأمه من الرضاعة الشيخ شمس الدين الذهبي معجمًا

". انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 6.

(11)

في باقي النسخ: العلاء، وهو خطأ.

ص: 383

وَ"مُعْجَمُ" ابْنِ حَبيبٍ

(1)

-وَهُوَ بِخَطِّ الذَّهَبِيِّ فِي الْمُؤَيِّدِيَّةِ-

(2)

وَابْنُ الْعَدِيمِ

(3)

، وَالتَّقِيُّ ابْنُ رَافِعٍ

(4)

، وَالْمَجْدُ إِسْمَاعِيلُ الْحَنَفِيُّ

(5)

، وَالْجَمَالُ ابْنُ ظَهِيرَةَ

(6)

تَخْرِيجَ الْأَقْفَهْسِي، وَالْبُرْهَانُ الْحَلَبِيُّ، جَمْعَ شَيْخِنَا

(7)

وَابْنُ فَهْدٍ

(8)

، وَشيْخُنَا لِنَفْسِهِ

(9)

، وَلِلْتَنُّوخِيِّ

(10)

، وَلِلْقِبَابِيِّ

(11)

، وَمَرْيَمَ الَأْذْرَعِيَّةِ

(12)

، وَغَيْرِهِمْ.

(1)

هو: عمر بن حسن بن عمر بن حبيب الدمشقي (ت 726 هـ). قال ابن حجر: "وعمل لنفسه فهرسًا حافلًا وخَرّج له الذهبي معجمًا

". انظر: الدرر، 3/ 158؛ السيوطي، طبقات الحفاظ، ص 526. هذا وقد وهم روزنثال فظنه الحسن بن عمر (ت 779 هـ)!

(2)

هي: إحدى مدارس القاهرة. انظر: النعيمي، الدارس في تاريخ المدارس، 2/ 370.

(3)

قال الذهبيُّ: "وخَرّج له شيخنا ابن الظَّاهري مُعْجمًا في مجلدة

". انظر: تاريخ، 15/ 342.

(4)

قال ابن حجر: "وجمع معجمه في أربع مجلدات". انظر: الدرر، 3/ 439. وقد نقل ابن حجر عنه كثيرًا.

(5)

هو: إسماعيل بن إبراهيم البلبيسي، قاضي (ت 802 هـ). انظر: ابن حجر، إنباء، 2/ 117؛ السخاوي، الضوء، 2/ 286.

(6)

هو: محمد بن عبد الله بن ظهيرة (ت 817 هـ). وأفاد ابن حجر أنه معجمه في مجلد. انظر: إنباء، 3/ 46؛ السخاوي، الضوء، 8/ 93. ومعجمه هو: إرشاد الطالبين إلى شيوخ قاضي القضاة ابن ظهيرة جمال الدين، طبع بتحقيق: محمد الزاهي، نشر: دار الغرب الإسلامي، 1999 م.

(7)

في ب: لشيخنا، وهو تحريف. انظر: السخاوي، الضوء، 1/ 140.

(8)

انظر: الضوء، 1/ 140.

(9)

سبق الإشارة.

(10)

هو: إبراهيم بن أحمد الدمشقي (ت 800 هـ). وعن معجمه. انظر: ابن حجر، الدرر، 1/ 11؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 138.

(11)

هو: عبد الرحمن بن نجم المقدسي، فقيه حنبلي (ت 838 هـ). قال ابن حجر:"خرّجْتُ له عنهم مشيخة". انظر: إنباء، 3/ 558 - 559.

(12)

هي: مريم بنت أحمد الأذرعي (ت 805 هـ). قال ابن حجر: "خرّجت لها معجما في مجلدة". انظر: إنباء، 2/ 254.

ص: 384

وَالْجَمَالُ ابْنُ مُوسَى، لِلزَّيْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمَرَاغِي

(1)

، وَابْنُ فَهْدٍ لِنَفْسِهِ

(2)

وَلِأَبِيهِ، وَلِابْنَي

(3)

المَرَاغيِّ، وَخَلْقٌ، وَالْمُصَنِّفُ لِنَفْسِهِ -وَهُوَ فِي ثَلَاثِ مُجَلَّدَاتِ

(4)

- وَلِلرَّشِيدِيِّ

(5)

، وَالشِّهَابِ الْعُقْبِيِّ

(6)

، وَالتَّقِيُّ الشُّمُنِّيِّ

(7)

، وَغَيْرُهُمْ.

وَمِنَ الْقُدَمَاءِ فِي ذَلِكَ: أَبُو [يُوسُفَ]

(8)

يَعْقُوبٌ الفَسَوِيُّ

(9)

رَتَّبَهُمْ عَلَى

(1)

المراغي، فقيه شافعي (ت 816 هـ). وعن معجمه. انظر: ابن حجر، إنباء، 3/ 23؛ السخاوي، الضوء، 7/ 161. ومشيخة أبي بكر المراغي، طبع بتحقيق: محمد صالح، نشر: جامعة أم القرى، ط 1، 1422 هـ - 2001 م.

(2)

له: معجم الشيوخ. طبع بتحقيق: محمد الزاهي، نشر: المطابع الأهلية، السعودية، 1402 هـ.

(3)

في باقي النسخ: لابن. أولهم ما ذُكر؛ أما الآخر فيقول السخاوي: "محمد الكمال أبو الفضل أخو الذي قبله

روى عنه النجم بن فهد وذكره في معجمه

". (ت 843 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 7/ 162.

(4)

ذكره ضمن مؤلفاته. انظر: الضوء، 8/ 17؛ فتح المغيث، 2/ 421. وتوجد نسخة في المكتبة الأحمدية بحلب تأليف أحد تلاميذه، بعنوان: ثبت السخاوي، ضمن مجموع (1/ 75). ونسخة في مكتبة تشستربتي (رقم: 3664/ 3). انظر: مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 54 - 56؛ بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 171 - 172.

(5)

هو: محمد بن عبد الله الخطيب الرشيدي (ت 854 هـ). قال السخاويُّ: "وخَرّجْتُ له مشيخة في مجلد قرضها شيخنا والعيني والعلاء القلقشندي وغيرهم". انظر: الضوء، 8/ 101 - 102. ومعجمه: العقد الثمين في مشيخة خطيب المسلمين الرشيدي. انظر: مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 112.

(6)

هو: أحمد بن محمد بن يوسف المعروف بالعقبي (ت 861 هـ). انظر: الضوء، 2/ 212. ومشيخته: الفتح القربى في مشيخة الشهاب العقبي. ذكره ضمن مؤلفاته. انظر: الضوء؛ 8/ 15؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 117.

(7)

في أ: السمني، وهو تصحيف. وهو: أحمد بن محمد المالكي ثم الحنفي (ت 872 هـ). انظر: الضوء، 2/ 174 - 178. ومشيخته ذكرها في: الضوء، 8/ 15. انظر: مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 146.

(8)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: ترجمته.

(9)

طبع بتحقيق: محمد عبد الله، نشر: دار العاصمة، الرياض، ط 1، 1431 هـ.

ص: 385

الْبُلْدَانِ الَّتِي دَخَلَهَا، ثُمَّ الْحَافِظُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ

(1)

، ثُمَّ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ الْأصْبَهَانِيُّ

(2)

، ثُمَّ الطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمَيْهِ:"الْأَوْسَطُ"، وَ"الصَّغِيرُ"، وَأَبُو أَحْمَدَ ابْنُ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ

(3)

، وَأَبُو بَكْرٍ الإسْمَاعِيلِيُّ

(4)

، وَأَبُو الشَّيْخِ

(5)

، وَأَبُو أَحْمَدَ الْعَسَّالُ

(6)

، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنُ الْمُقْرِئِ

(7)

، وَغَيْرُهُمْ مِنْ طَبَقَتِهِمْ.

وَمِنْ بَعْدِهِمْ: أَبُو نُعَيْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ

(8)

، وَأَبُو الحُسَيْنِ

(9)

ابْنُ جُمَيْعٍ، وَأَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ

(10)

، وَأَبُو عَلِيِّ ابْنُ شَاذَانَ

(11)

، وَأَبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ الْمُهْتَدِي بِاللهِ

(12)

، وَأَبُو

(1)

طبع بتحقيق: حسين سليم أسد وزميله، نشر: دار المأمون للتراث، بيروت، ط 1، 1410 هـ - 1989 م.

(2)

انظر: الذهبي، سير، 16/ 84.

(3)

انظر: الذهبي، سير، 16/ 155.

(4)

هو: أحمد بن إبراهيم (ت 371 هـ). وكتابه طبع بتحقيق: عبد الله عمر البارودي، 1414 هـ.

(5)

معجمه لم يصل إلينا.

(6)

انظر: الذهبي، سير، 16/ 11، 14؛ السيوطي، طبقات الحفاظ، ص 362.

(7)

معجمه طبع بتحقيق: عادل سعد، نشر: مكتبة المرشد، السعودية، ط 1، 1419 هـ.

(8)

انظر: الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 136.

(9)

في أ: حسين، والمثبت من باقي النسخ، ومن: ترجمته. ومعجمه طبع بتحقيق: عمر عبد السلام تدمري، نشر: مؤسسة الرسالة، ودار الإيمان، بيروت، 1405 هـ.

(10)

هو: عَبْد بن أحمد المعروف بابن السَّمَّاك، محدث (ت 434 هـ). وعن معجمه. انظر: الذهبي، سير، 17/ 555.

(11)

في أ: شادان، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: ترجمته. وله مشيخة كبرى، وهي عواليه عن الكبار، ومشيخة صغرى، وهي عن كل شيخ محدث. وتوجد للصغرى نسخة في الظاهرية (رقم: 347 - حديث). انظر: الذهبي، سير، 17/ 417؛ تاريخ، 10/ 622؛ حاجي، كشف، 2/ 1696؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الأول، ص 476؛ نجم عبد الرحمن، استدراكات، 4/ 601 - 602. وقد طبعت الصغرى بتحقيق: عصام موسى، نشر: مكتبة الغرباء الأثرية، السعودية، ط 1، 1419 هـ - 1998 م.

(12)

هو: محمد بن علي، المعروف بابن الغَريق، محدث (ت 465 هـ). وقال الذهبيُّ: "ومشيخته =

ص: 386

عَبْدِ اللهِ الْقُضَاعِيُّ

(1)

.

أَوْ المُسَمَّوْنَ

(2)

بِاسْمٍ خَاصٍ:

كَمَنِ اسْمُهُ "عَطَاءٌ"

(3)

لِلطَّبَرَانِيِّ، أَوْ "عَبْدُ الْمُؤْمِنُ"

(4)

لِلدِّمْيَاطِيِّ، أَوْ "عِوَضٌ" وَسَمَّاهُ مُؤَلِّفُهُ عِوَضٌ

(5)

: "شِفَاءُ الْمَرَضِ فِيمَنْ تَسَمَّى

(6)

بِعِوَضٍ"، أَوْ "أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ" لِشَيْخِنَا فِي آخَرِينَ

(7)

.

أَوْ عَلَى الْمُعَمَّرِينَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَصَدْرِ الإِسْلَامِ:

وَهُمْ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْأخْبَارِيِّينَ

(8)

، أَوْ فِي الإسْلَامِ كَالذَّهَبِيِّ فِي كُرَّاسَةِ

(9)

، وَشَيْخِنَا

(10)

. أَوْ عَلَى "الشُّبَّانِ"

(11)

كَابْنِ عَسَاكِرَ فِي جُزْءٍ.

= في جزئين مروية". انظر: سير، 18/ 241 - 244؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 141، خزانة التراث (74981).

(1)

انظر: الذهبي، سير، 18/ 93.

(2)

في أ: المسمى، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

طبع بتحقيق: هشام إسماعيل، نشر: دار عالم الكتب، 1985 م.

(4)

هو: العقد المثمن فيمن يسمى بعبد المؤمن. انظر: حاجي، كشف، 2/ 1152.

(5)

هو: عوض بن نصر المصري، فقيه حنفي (ت 747 هـ). وعن كتابه. انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 200.

(6)

في ق، ز: سمى.

(7)

هو: القصد الأحمد فيمن كنيته أبو الفضل واسمه أحمد. انظر: السيوطي، نظم العقيان، ص 49.

(8)

ألّف ابن الكلبي والهيثم بن عدي في: المُعَمَّرِين. انظر: ابن النديم، فهرست، ص 159. ولأبي حاتم السجستاني كتاب المعمَّرين، طبع قديمًا بتصحيح وتعليق: محمد الخانجي، نشر: مطبعة السعادة، مصر، 1323 هـ 1905 م.

(9)

له: أهل المئة فصاعدًا. طبع بتحقيق: بشار عواد، ونشرت: 1973 م. انظر: بشار عواد، الذهبي ومنهجه، ص 159.

(10)

له: الفئة بمن عاش من هذه الأمة مئة. انظر: السيوطي، نظم العقيان، ص 47.

(11)

هو: مناقب الشُّبّان. وهو في (15) جزءًا. انظر: الذهبي، سير، 20/ 559؛ تاريخ، 12/ 495؛ =

ص: 387

أَوْ عَلَى وَقْتٍ مَخْصُوصٍ:

كَـ "عُنْوَانُ أَوْ أَعْوَانُ النَّصْرِ فِي أَعْيَانِ الْعَصْرِ"

(1)

لِلصَّلَاحِ الصَّفَدِيِّ فِي سِتِّ مُجَلَّدَاتٍ، و "مُجَّانِي الْهَصْرِ فِي أَعْيَانِ الْعَصْر"

(2)

لِأَبِي حَيَّانَ

(3)

؛ بَلْ لَهُ "النُّضَارُ فِي الْمَسْلَاةِ عَنِ (ابْنَتِهِ)

(4)

نُضَارٍ"

(5)

مُفِيدٌ، وَهُوَ شِبْهُ "الرِّحْلَةِ"

(6)

و "ذَهَبِيَّةُ الْقَصْرِ فِي أَعْيَانِ الْعَصْر"

(7)

لِلشِّهَابِ ابْنِ فَضلِ اللهِ، وَالتَّقِيِّ الْمَقْرِيزِيِّ فِي "الْعُقُودُ الْفَرِيدَةُ" فِي مُجَلَّدَيْنِ، و "الدُّرَرُ الْكَامِنَةِ فِي أَعْيَانِ الْمِئَةِ الثَّامِنَةِ" لِشَيْخِنَا، وَ"الضَّوْءُ اللَّامِعُ لِأَهْلِ الْقَرْنِ التَّاسِعِ" لِكَاتِبِهِ.

وَنَحْوهُ مَنْ جَمَعَ عَلَى دَوْلَةٍ مَخْصُوصَةٍ:

كَـ "الرَّوْضَتَيْنِ فِي أَخْبَارِ الدَّوْلَتَيْنِ" لِأَبِي شَامَةَ، وَ "الذَّيْلُ"

(8)

عَلَيْهِ

(9)

لَهُ، وَهُمَا مُشْتَمِلَانِ عَلَى الْحَوَادِثِ أَيْضًا.

وَلِلِسَانِ الدِّينِ ابْنِ الْخَطِيبِ "طُرْفَةُ الْعَصْرِ فِي دَوْلَةِ بَنِي نَصْرٍ"

(10)

ثَلَاثُ

= السيوطي، طبقات، ص 474.

(1)

طبع بتحقيق: جماعة من الباحثين، نشر: دار الفكر، دمشق، 1418 هـ - 1998 م.

(2)

نقل عنه ابن حجر انظر: الدرر، 2/ 411، 3/ 209، 440، 441؛ حاجي، كشف، 2/ 1591.

(3)

هو: الأندلسي (ت 745 هـ).

(4)

ليست في: الدرر.

(5)

وهو في مجلد ضخم. انظر: ابن حجر، الدرر، 4/ 307؛ حاجي، كشف، 2/ 1958.

(6)

سيذكره لاحقًا.

(7)

نقل عنه ابن حجر انظر: الدرر، 1/ 71، 259، 346، 475؛ حاجي، كشف، 1/ 829؛ البغدادي، هدية، 1/ 110.

(8)

طبع بعناية: الكوثري، نشر: عزت العطار، ط 2، 1974 م.

(9)

في ب، ق: عليها.

(10)

هو تاريخ آخر للدولة النصرية، ولقد أشار إليه ابن الخطيب في كتابه: الإحاطة. ويقول محمد =

ص: 388

مُجَلَّدَاتٍ، وَ "رَقْمُ الْحُلَل فِي نَظْمِ الدُّوَلِ" أُرْجُوزَةٌ

(1)

، وَلِأَبِي بَكْرِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ أَيْبَكَ الدَّوَادَارِيِّ "النُّكَتُ الْمُلُوكِيَّةُ إِلَى الدَّوْلَةِ التُّرْكِيَّةِ"

(2)

فِي مُجَلَّدٍ بِخَطِّهِ فِي الْكُتُبِ الْفَهْدِيَّةِ، وَلِلْبَدْرِ حَسَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ "دُرَّةُ الْأَسْلَاكِ فِي دَوْلَةِ الأتْرَاكِ"

(3)

سَجْعٌ كُلُّهُ، وَذَيَّلَ عَلَيْهِ وَلَدُهُ طَاهِرٌ، وَلِلْمِقْرِيزِيِّ "السُّلُوكُ" فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتٍ، اقْتَصَرَ فِيهِ عَلَى مَنْ مَلَكَ مِصْرَ بَعْدَ زَوَالِ الدَّوْلَةِ الْفَاطِمِيَّةِ وَانْقِرَاضِهَا مِنَ الْمُلُوكِ الْأَكرَادِ الْأَيُّوبِيَّةِ، وَالسَّلَاطِينِ الْمَمَالِيكِ التُّرْكِيَّةِ وَالْجَرْكَسِيَّةِ، وَمَا وَقَعَ فِي أَيَّامِهِمْ مِنَ الْحَوَادِثِ بِاخْتِصَارٍ

(4)

، وَيَذْكُرُ فِي كُلّ سَنَةٍ مَا شَاءَ اللهُ مِنَ الْوَفَيَاتِ، وَانْتَهَى إِلَى سَنَةِ وَفَاتِهِ. وَ "ذَيَّلْتُ" عَلَيْهِ فِي "التِّبْرُ الْمَسْبُوكُ" وَكَذَا ذَيَّلَ عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمُهْمَلِينَ (وَ)

(5)

مِمَّنْ لَا يُوثِقُ بِهِمْ وَلَا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِمْ.

أَوِ اقْتَصَرَ عَلَى إِفْرَادِ شَخْصٍ مَخْصُوصٍ.

= عبد الله عنان: "ولم نعثر على أية نسخة مخطوطة من هذا الكتاب

". انظر: محمد عبد الله عنان، مقدمة تحقيق: لسان الدين ابن الخطيب، الإحاطة، 1/ 58؛ حاجي، كشف، 2/ 1110. وله كتاب آخر وهو: اللمحة البدرية في الدولة النصرية. وهو مختصر لتاريخ بنى نصر، طبع بالقاهرة 1347 هـ، بعناية: محب الدين الخطيب.

(1)

نشر: المطبعة العمومية، تونس، 1316 هـ.

(2)

لم أقف على هذا الكتاب؛ لكن له كتاب آخر وهو: كنز الدرر وجامع الغرر. حقق بعض أجزائه مجموعة من الباحثين. نشر: مكتبة الخانجي، القاهرة. والجزء الثامن هو: الدرة الزكية في أخبار الدولة التركية.

(3)

توجد نسخة في دار الكتب المصرية (رقم: 6170 ح). انظر: فؤاد سيد، فهرست المخطوطات، 1/ 308 - 309. طبع مع التكملة لابنه زين الدين طاهر، 1846 م. وقد طبع جزء منه بتحقيق: عفراء بنت هزاع، ماجستير، من (656 هـ) إلى (677 هـ)، نشر جامعة الرياض، كلية التربية، 1428 هـ - 2007 م.

(4)

في باقي النسخ: بالاختصار.

(5)

ساقط من باقي النسخ. ولعلّه يقصد هنا: ابن تَغْرِي بَرْدِي وذيله: حوادث الدهور.

ص: 389

وَقَدْ عَقَدْتُ آخَرَ "الْجَوَاهِرُ وَالدُّرَرُ"

(1)

لِذَلِكَ خَاتِمَةً لَمْ أُسْبَقْ إِلَيْهَا، اشْتَمَلَتْ عَلَى مَنْ [أَفْرَدَ]

(2)

السِّيرَةَ النَّبوِيَّةَ، وَغَيْرَ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْبِيَاءِ -عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- وَمِنَ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم وَمِنَ الْخُلَفَاءِ، وَمِنَ الْأَئِمَّةِ الْمَتْبُوعِينَ، وَمِنَ الْمُلُوكِ، وَمِنْ غَيْرِهِمْ مِنَ الْعُلَمَاءِ، وَالْحُفَّاظِ، وَالْمُحَدِّثِينَ، وَالزُّهَّادِ، وَالشُّعَرَاءِ، فَلْيُرَاجَعْ مِنْ ثَمَّ.

* * *

(1)

انظر: 3/ 1251 - 1278.

(2)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 390

[تَصَانِيفُ المُؤَلِّفِ]

(1)

وَمِنَ التَّصَانِيفِ: [وَ]

(2)

وَلِي فِي ذَلِكَ لِأَصْحَابِ الْكُتُبِ السِّتَّةِ عِنْدَ خَتْمِ كُلٍّ مِنْهُمْ

(3)

، وَلِابْنِ هِشَامٍ عِنْدَ خَتْمِ "سِيرَتُهُ"

(4)

(وَكَذَا لِابْنِ سَيِّدِ النَّاسِ أَيْضًا)

(5)

وَلِلْبَيْهَقِي عِنْدَ خَتْمِ "الدَّلَائِلُ"

(6)

، وَلِعِيَاضٍ عِنْدَ خَتْمِ "الشِّفَاءُ"

(7)

، وَلِلنَّوَوِيِّ -وَهِيَ حَافِلَةٌ

(8)

- وَلِلْعَضُدِ

(9)

، وَلِابْنِ هِشَامٍ النَّحْوِيِّ

(10)

، وَلِشَيْخِنَا

(11)

وَهِيَ فِي

(1)

في هامش ب.

(2)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

انظر: بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 241، 242، 244، 245، 246، 248، 249.

(4)

انظر: بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 239؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 45. وطبع في: دار البشائر الإسلامية. بتحقيق: الحدادي، 2003 م.

(5)

ساقط من ب. وانظر: بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 243؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 100.

(6)

انظر: بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 248؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 135.

(7)

انظر: بدر العماش، السخاوي وجهوده 1/ 244؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 101. وطبع في: دار البشائر الإسلامية.

(8)

هو: المنهل العَذْب الروي في ترجمة قطب الأولياء النووي، طبع بتحقيق: أحمد فريد المزيدي، نشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1426 هـ - 2005 م.

(9)

هو: عبدالرحمن بن أحمد الِإيجي (ت 756 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 2/ 322؛ بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 305؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 134.

(10)

انظر: بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 295 - 296؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 49.

(11)

الجواهر والدرر. مطبوع.

ص: 391

مُجَلَّدَيْنِ أَوْ مُجَلَّدٍ نَفِيسَةٍ جِدًّا، وَالْخَاتِمَةُ الْمُشَارُ إِلَيْهَا

(1)

فِي آخَرِينَ، بَلْ أَفْرَدْتُ فِي ابْنِ عَرَبِيٍّ مُجَلَّدًا، وَحَاصِلُهُ فِي كُرَّاسَةٍ

(2)

، وَغَيْرُ ذَلِكَ.

كُلُّ هَذَا سِوَى تَصَانِيفِي فِي هَذَا السَّبِيلِ مِمَّا أَشَرْتُ إِلَيْهَا مُفَرَّقَةً: كَـ "التِّبْرُ الْمَسْبُوكُ فِي الذَّيْلِ عَلَى السُّلُوكِ" الْمُشْتَمِلِ عَلَى الْوَفَيَاتِ وَالْحَوَادِثِ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَمَانِ مِئَةٍ وَإِلَى آخِرِ الْوَقْتِ فِي مُجَلَّدَاتٍ، وَ"وَجِيزُ

(3)

الْكَلَامِ فِي الذَّيْلِ عَلَى دُوَلِ الْإِسْلَامِ" اشْتَمَلَ عَلَيْهِمَا بِاخْتِصَارٍ جِدًّا إِلَّا فِي السِّنِينَ الْمُتَأَخِّرَةِ، وَهُوَ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَسَبْعِ مِئَةٍ إِلَى الْآنَ، فِي مُجَلَّدٍ أَوِ اثْنَيْنِ. وَ"الذَّيْلُ"

(4)

عَلَى الْقُرَّاءِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ، وَعَلَى "قُضَاةُ مِصْرَ"

(5)

لِشَيْخِنَا، كُلٍّ مِنْهُمَا فِي مُجَلَّدٍ، وَ"الضَّوْءُ اللَّامِعُ لِأَهْلِ الْقَرْنِ التَّاسِعِ" فِي خَمْسِ مُجَلَّدَاتٍ، وَ"الشِّفَاءُ مِنَ الْأَلَمِ فِي وَفَيَاتِ هَذَيْنِ الْقَرْنَيْنِ الْأَخِيرَيْنِ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ"

(6)

، وَ"مُعْجَمُ مَنْ حَمَلْتُ عَنْهُ"

(7)

فِي ثَلَاثِ مُجَلَّدَاتٍ ضَخْمَةٍ، وَجُمْلَةٌ كَـ "الْكُنَى"

(8)

(1)

في ب: إليها لها.

(2)

وموضوع كتابه كلام أهل العلم في ابن عربي، وإيراد عبارات من كتبه التي صنفها لبيان الحق والصواب فيه. انظر: بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 306 - 308. وقد قام: خالد بن العربي بتحقيقه كرسالة ماجستير، جامعة أم القرى، 1421 هـ 1422 هـ.

(3)

في أ: خير، والمثبت من باقي النسخ، ومن: عنوانه المطبوع.

(4)

انظر: بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 267؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 97.

(5)

طبع الذيل بتحقيق: جودة هلال وزميله، نشر: الدار المصرية للتأليف والترجمة، 1966 م. انظر: بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 267 - 269؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 56 - 57.

(6)

انظر: بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 271 - 272؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 103.

(7)

سبق الإشارة.

(8)

قال السخاوي: "ولي فيها أيضًا تصنيفٌ لَمْ أُبَيِّضْه إلى الآن". انظر: فتح المغيث، 4/ 202؛ بدر =

ص: 392

وَ"الأَلْقَابُ"

(1)

كُلٍّ مِنْهُمَا فِي مُجَلَّدٍ.

وَأَرْجُو مِنَ اللهِ -تَعَالَى- خَاتِمَةَ خَيْرٍ وَإِصْلَاحَ فَسَادِ الْقَلْبِ.

* * *

= العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 231.

(1)

هو: عمدة الأصحاب في معرفة الألقاب. ذكره ضمن مؤلفاته. انظر: الضوء، 8/ 17. وتوجد نسخة في دار الكتب المصرية (رقم: 8046 - حديث). انظر: بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 288 - 231؛ مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 112.

ص: 393

[مَعَاجِمُ الْبُلْدَانِ]

(1)

أَوْ عَلَى أَهْلِ بَلَدٍ مَخْصُوصٍ:

وَقَدْ رَتَّبْتُ مَنْ عَلِمْتُهُ صَنَّفَ فِي ذَلِكَ عَلَى تَرْتِيبِ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ فِي الْبِلَادِ.

كَـ "أَبِيوَرْدُ"

(2)

: لِأَبِي الْمُظَفَّرِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ إِسْحَاقَ الْأَبِيوَرْدِيِّ الْأَدِيبِ

(3)

فِي كِتَابٍ [لَطِيفٍ]

(4)

سَمَّاهُ: "نُهْزَةُ

(5)

الحُفَّاظِ".

وَضُمَّ إِلَيْهَا: "نَسَا"

(6)

وَ"كُوفَنُ"

(7)

وَ"غَازْيَانُ"

(8)

وَغَيْرُهَا مِنْ أُمَّهَاتِ تِلْكَ النَّاحِيَةِ؛ قَالَهُ ابْنُ الْعَدِيمِ. وَلَعَلَّهُ الْمُشَارُ إِلَيْهِ فِي خُرَاسَانَ.

(1)

في هامش ب. وهذا مبحث عن: التواريخ المحلية.

(2)

وهي: بلدة من بلاد خُراسان. انظر: السمعاني، الأنساب، 1/ 79؛ قحطان الحديثي، التواريخ المحلية، ص 42 - 44.

(3)

(ت 507). انظر: الذهبي، تاريخ، 11/ 99؛ ابن كثير، بداية، 16/ 221.

(4)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

في أ: نهرة، وفي ب: بهزة، وفي باقي النسخ: بهرة، وفي معجم الأدباء: نهزة، وقال البغدادي:"نهزة الحفاظ، وقيل: نزهة الحفاظ". انظر: معجم الأدباء، 5/ 165، هدية العارفين، 5/ 82.

(6)

وهي: من بلاد خُراسان. انظر: السمعاني، الأنساب، 5/ 483، 487؛ قحطان الحديثي، التواريخ المحلية، ص 69 - 70. وكتابه: تاريخ نسا. نسبه له الذهبي، تاريخ، 11/ 99؛ حاجي، كشف، 1/ 308.

(7)

وهي: بُليدة صغيرة من بلاد خُراسان. انظر: السمعاني، الأنساب، 6/ 108؛ قحطان الحديثي، التواريخ المحلية، ص 65.

(8)

وجدتُ: غَزْنَيَان. وهي من قرى كِش الخُراسانية. انظر: الحموي، البلدان، 4/ 201. وعند السبكي:"جَيْران". انظر: طبقات الشافعية، 4/ 43. وجَيْران هي: قرية بينها وبين أصبهان فرسخان. انظر: الحموي، البلدان، 2/ 197 - 198.

ص: 394

وَ"أَذْرَبِيجَانُ"

(1)

: لِابْنِ أَبِي الْهَيْجَاءِ

(2)

.........

(3)

الرَّوَّادِيِّ

(4)

.

وَ"أَرَّانُ"

(5)

: لِلْبَرْذَعِيِّ

(6)

.

وَ"إِرْبِلُ"

(7)

: لِلْبَهَاءِ أَبِي الْبَرَكَاتِ الْمُبَارَكِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُبَارَكِ بْنِ مَوْهُوبِ بْنِ الْمُسْتَوْفِي

(8)

(وَهُوَ بِخَطِّهِ فِي خَمْسِ مُجَلَّدَاتٍ، وَأَكْثَرُ مَنْ فِيهِ مِنْ أُدَبَاءَ وَمُلُوكٍ)

(9)

وَاخْتَصَرَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّيْحَانِيُّ

(10)

الْمَكِّيُّ.

وَ"إِسْتِرَابَاذُ"

(11)

: لَأبِي سَعْدٍ

(12)

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ إِدْرِيسَ الْإدْرِيسِيِّ الْإسْتِرَابَاذِيِّ

(13)

، وَلَأبِي الْقَاسِمِ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ السَّهْمِيِّ

(1)

انظر: الحموي، البلدان، 1/ 128.

(2)

انظر: حاجي، كشف، 1/ 281.

(3)

بياض في أ. وكُتب فوقها: "كذا".

(4)

في أ، ب، ق: الرواري، وفي ز: الرواد، والمثبت من: الصفدي، الوافي، 1/ 48؛ حاجي، كشف، 1/ 281.

(5)

انظر: الحموي، البلدان، 1/ 136.

(6)

في أ: للروعي، وهو تحريف، وفي باقي النسخ: للبردعي، والمثبت من: الصفدي، الوافي، 1/ 48.

(7)

هي: مدينة كبيرة، تُعد من أعمال الموصل. انظر: الحموي، البلدان، 1/ 138.

(8)

كتابه: تاريخ إرْبل. لم يصل الكتاب كاملًا. طبع بتحقيق: سامي الصقار، نشر: دار الرشيد، العراق، 1980 م.

(9)

ساقط من ب.

(10)

في جميع النسخ: الزنجاني، وهو تصحيف، والتصويب من: السخاوي، نفسه، التحفة اللطيفة، 1/ 375، ابن ناصر الدين، توضيح المشتبه، 4/ 231، ابن حجر، تبصير المنتبه، 2/ 662.

(11)

بلد كبير من أعمال طبرستان. انظر: الحموي، البلدان، 1/ 174.

(12)

في كشف الظنون: سعيد، وهو تحريف.

(13)

هو: حافظ ثقة (ت 405 هـ). وعن كتابه: تاريخ إسْتراباذ. انظر: السمعاني، الأنساب، 1/ 130؛ =

ص: 395

تَكْمِلَةُ تَارِيخِهَا

(1)

.

وَ"إِسْكَنْدَرِيَّةُ": لِأَبِي الْمُظَفَّرِ مَنْصُورِ بْنِ سَلِيمٍ

(2)

(فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتٍ)

(3)

وَلِأبِي الْفَضَائِلِ ..........

(4)

وَجَمَعَ "فَضَائِلَهَا" أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّبَّاغُ

(5)

.

وَلِمُحَمَّدِ بْنِ قَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ النُّوَيْرِيِّ السَّكَنْدَرِيِّ الْمَالِكِيِّ "صِفَةُ الْكَائِنَةِ الْعُظْمَى"

(6)

الَّتِي وَقَعَتْ لِلْفِرِنْجِ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ [وَسَبْعِ مِئَةٍ] حِينِ مَلَكُوهَا وَنَهَبُوا أَمْوَالَهَا، وَأَسَرُوا نِسَاءَهَا وَرِجَالَهَا، فِي ثَلَاثِ مُجَلَّدَاتٍ، وَلَكِنَّهُ اسْتَطْرَدَ فِيهَا مِنْ شَيْءٍ إِلَى شَيءٍ؛ فَإِنَّهُ ابْتَدَأَهُ بِصِفَةِ فَتْحِهَا، وَاسْتَمَرَّ بِحَيْثُ كَانَتِ الْوَقْعَةُ

= الذهبي، سير، 17/ 226؛ السيوطي، طبقات الحفاظ، ص 415؛ حاجي، كشف، 1/ 281.

(1)

انظر: حاجي، كشف، 1/ 281. وقد طبع هذا المختصر في آخر تاريخ جرجان، بتحقيق: محمد عبد المعيد خان، نشر: عالم الكتب، 2012 م.

(2)

هو: وجيه الدين الشافعي، محدث (ت 673 هـ). قال الذهبيُّ:"وصنّف تاريخًا للإسكندرية في مجلدتين". انظر: تاريخ، 15/ 269؛ حاجي، كشف، 1/ 282، البغدادي، إيضاح، 3/ 458، هدية، 6/ 474. وتوجد نسخة في خزانة آياصوفيا (رقم: 3003، 304). انظر: تذكرة النوادر من المخطوطات العربية، ص 87.

(3)

ساقط من ب.

(4)

بياض في جميع النسخ.

(5)

توجد نسخة مخطوطة في المكتبة الظاهرية (حديث 163 ق 28 - 38). انظر: الألباني، المنتخب من مخطوطات كتب الحديث، ص 93. وتوجد نسخة مصورة بجامعة الإسكندرية (رقم: 779). انظر: السيد عبد العزيز سالم، تاريخ الإسكندرية، ص 599.

(6)

طبع بعنوان: الإلمام بالإعلام فيما جرت به الأحكام والأمور المقتضية في وقعة الإسكندرية. طبع بتحقيق: عزيز سوريال عطية، نشر: مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - حيدر آباد الهند، 1390 هـ - 1970 م.

ص: 396

فِي جَانِبِ مَا ذُكِرَ كَالشَّامَة

(1)

!

وَ"إشْبِيلِيَةُ": فَلِأَبِي [بَكْرٍ]

(2)

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَسُّومٍ الْإِشْبِيلِيِّ "مَجَالِسُ الْأَبْرَارِ فِي مُعَامَلَةٍ الْخِيَارِ"

(3)

يَشْتَمِلُ عَلَى أَخْبَارِ

(4)

صُلَحَائِهَا.

وَ"أَصْبَهَانُ": لِأبِي عَبْدِ اللهِ حَمْزَةَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُؤَدِّبِ

(5)

، وَلِأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ ابْنِ مُوسَى بْنِ مَرْدَوَيْهِ

(6)

، وَلِأَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو

(7)

عَبْدِ الْوَهَّابِ ابْنِ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ، هُوَ وَجَدُّهُ

(8)

، وَأَبِي الشَّيْخِ ابْنِ حَيَّانَ

(9)

، وَأَبِي نُعَيْمٍ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ -وَهُوَ أَجْمَعُهَا- عَلَى الْحُرُوفِ، فِي مُجَلَّدَيْنِ

(10)

، وَلَأبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1)

هذه الفقرة -بكاملها- في: الدرر الكامنة، 4/ 142.

(2)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الذهبي، تاريخ، 14/ 300.

(3)

في تاريخ الإسلام: الجَبّار.

(4)

في ب: أخيار، وهو تصحيف.

(5)

انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 224، السمعاني، الأنساب، 1/ 175؛ ابن الساعي، الدر الثمين في أسماء المصنفين، ص 364، حاجي، كشف، 1/ 282.

(6)

محدث أصبهان (ت 410 هـ). انظر: الذهبي، سير، 17/ 308؛ تاريخ الإسلام، 7/ 316، 358، 834، 9/ 148، حاجي، كشف، 1/ 282.

(7)

انظر: حاجي، كشف، 1/ 282. ويحيى -المذكور- حافظ محدث (ت حوالي 511 هـ). انظر: الذهبي، سير، 19/ 395.

(8)

انظر: ابن خلكان، وفيات، 4/ 289؛ الذهبي، تاريخ، 8/ 756، 9/ 755، 10/ 57، 115، 11/ 94، 100، 628.

(9)

هو: طبقات المحدثين بأصبهان. طبع بتحقيق: عبد الغفور البلوشي، نشر: مؤسسة الرسالة، 1407 هـ.

(10)

طبع بتحقيق: سيد كسروي حسن، نشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1410 هـ.

ص: 397

الْمُعَدِّلِ

(1)

.

وَ"إِصْطَبُونَةُ"

(2)

: لِابْنِ إِدْرِيسَ.

وَ"إِفْرِيقيَّةُ"

(3)

: لِأَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّقِيقِ الْقَيْرَوَانِيِّ الْكَاتِبِ، فِي عِدَّةِ مُجَلَّدَاتٍ

(4)

(وَمُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْوَرَّاقِ

(5)

وَابْنِ الدَّبَّاغِ الْأَنْصَارِيِّ

(6)

، وَكَانَ فِي الْمِئَةِ السَّابِعَةِ مِنْ طَبَقَةِ الْمُنْذِرِيِّ)

(7)

وَلِأَبِي الْعَرَبِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ابْنِ تَمِيمٍ التَّمِيمِيِّ الْقَيْرَوَانِيِّ الْحَافِظِ "طَبَقَاتُ"

(8)

أَهْلِهَا، وَعَمِلَ أَبُو بَكْرٍ الْمَالِكِيُّ

(1)

محدث ثقة (ت 419 هـ). انظر: الأصبهاني، تاريخ أصبهان، 2/ 283؛ الذهبي، سير، 17/ 433 - 434.

(2)

في أ: إصطنبولة، وفي ب: اصطيبونه، وفي ق، ز: أشبونة، وهو تحريف، والتصويب من: مصادر ترجمة ابن إدريس، وهو: محمد بن محمد بن إدريس، (ت 707 هـ). وكتابه: الدرة المكنونة في محاسن إسطبونة (كذا بالسين). انظر: ابن الخطيب، الإحاطة، 3/ 53، الكتيبة الكامنة، 1/ 72.

(3)

هو: اسم لبلاد واسعة قبالة جزيرة صقلية، وينتهي آخرها إلى قبالة جزيرة الأندلس. انظر: الحموي، البلدان، 1/ 228.

(4)

هو: تاريخ إفريقية والمغرب. حقق: المنجي الكعبي قطعة منه، ونشر في: تونس، 1968 م. وحققه أيضًا: محمد عزب، نشر: دار الفرجاني، 1414 هـ - 1994 م.

(5)

هو: أبو عبد الله التّاريخي (ت 363 هـ). وقال الضبيُّ: "ألّف بالأندلس للحكم المستنصر كتابًا ضخمًا في "مسالك إفريقية وممالكها"

". انظر: بغية الملتمس، ص 122. وهذا الكتاب مفقود. وانظر: عبد الواحد ذنون، ابن عذاري، ص 196 - 199.

(6)

كتابه: معالم الإيمان وروضة الرضوان في مناقب المشهورين من صلحاء القيروان. طبع بتحقيق: إبراهيم شبوح، نشر: مكتبة الخانجي، مصر، ط 2، 1968 م. وسيورده السخاوي لاحقًا مع اختلاف في اسم الكتاب.

(7)

ساقط من ب.

(8)

هو: طبقات علماء إفريقية وتونس. طبع بتحقيق: علي الشابي وزميله، نشر: الدار التونسية، 1968 م.

ص: 398

"عُلَمَاءَهَا"

(1)

وَكَذَا أَفْرَدَ "عُبَّادَهَا"

(2)

.

وَ"الأَنْدَلُسُ": لِأبِي غَالِبٍ الْغَرْنَاطِيِّ

(3)

، وَلِأَبِي عَبْدِ الله الْحُمَيْدِيِّ وَسَمَّاهُ:"جَذْوَةُ الْمُقْتَبِسِ"

(4)

، وَلِأَبِي الْوَلِيدِ ابْنِ الْفَرَضِيِّ ("الِاحْتِفَالُ فِي تَرَاجِمِ الرِّجَالِ"

(5)

-يَعْنِي مِنْ أَهْلِهِ وَالْوَارِدِينَ عَلَيْهِ- ابْتَدَأَهُ مِنْ أَوَّلِ الْمِئَةِ الثَّانِيَةِ إِلَى آخِرِ الْأَرْبَعِ مِئَةٍ)

(6)

(وَذَيَّلَ عَلَيْهِ أَبُو الْقَاسِمِ خَلَفُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ بَشْكُوَالَ، وَسَمَّاهُ)

(7)

بِـ "الصِّلَةُ"

(8)

،

(1)

هو: رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية وزهادهم. طبع بتحقيق: بشير البكوش، نشر: دار الغرب الإسلامي.

(2)

انظر: الهامش السابق.

(3)

هو: فرحة الأنفس في أخبار الأندلس. طبع بتحقيق: لطفي عبد البديع، نشر: مجلة معهد المخطوطات العربية، القاهرة، 1955 م.

(4)

طبع بتحقيق: محمد بن تاويت الطنجي، القاهرة، 1372 هـ -1952 م.

(5)

المعروف أن أبا الوليد ابن الفَرَضي القرطبي (ت 403 هـ) كتابه مطبوع ومتداول، وهو: تاريخ علماء الأندلس. لكن ذكر ابن الخطيب هذا الكتاب بعنوان: الاحتفال في أعلام الرجال. ونسبه: لأبي بكر الحسن بن محمد بن مُفَرِّج. انظر: الإحاطة، 1/ 83، ابن بشكوال، الصلة 1/ 195. فلا أدري هل هذه الفقرة الساقطة من (ب) مقحمة هنا! وعليه تكون كذا:"ولأبي الوليد ابن الفرضي، وذيوله: لابن بشكوال المسمّى بـ "الصلة"

"إلخ. وعند ذكر ابن مفَرِّج تكون كذا: "ولابن مفَرِّج الاحتفال في تراجم الرجال "يعني من أهله

". إلخ. وقال بشار عواد، معلقًا: "

فضلًا عن أن أحدًا ممن ترجم لابن الفرضي أو نقل من كتابه لم يذكر له مثل هذا العنوان، مما يقوي الحكم بوهم السخاوي في ذكر هذا العنوان". انظر: مقدمة تحقيق: ابن الفرضي، تاريخ علماء الأندلس، 1/ 17.

(6)

ساقط من ب.

(7)

في باقي النسخ كذا: وذيوله لابن بشكوال المسمّى.

(8)

نشر: الدار المصرية للتأليف والترجمة، 1966 م. ثم طبع بتحقيق: بشار عواد، نشر: دار الغرب الإسلامية، ط 1، 2010 م.

ص: 399

ثُمَّ عَلَيْهَا

(1)

لِأبِي جَعْفَرِ ابْنِ الزُّبَيْرِ

(2)

، وَ"التَّكْمِلَةُ" لِأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْأَبَّارِ الْقُضَاعِيِّ الْأَنْدَلُسِيِّ، (وَ)

(3)

"الذَّيْلُ وَالتَّكْمِلَةُ لِكِتَابَيِ الْمَوْصُولِ وَالصِّلَةِ"

(4)

لِقَاضِي الْجَمَاعَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَنْصَارِيِّ الْمَرَّاكُشِيِّ

(5)

وَهُوَ حَافِلٌ فِي مُجَلَّدَاتٍ.

(وَلِأَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ الْقُرْطُبِيِّ لِلْأَنْدَلُسِ تَارِيخٌ عَظِيمٌ -فِي مُجَلَّدٍ- ذَيَّلَ عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَفِيفٍ الْقُرْطُبِيُّ، وَابْنُ مُفَرِّجٍ، وَانْتَهَى إِلَى رَأْسِ الْأَرْبَعِ مِئَةٍ)

(6)

.

وَلِأَبِي [مَرْوَانَ]

(7)

حَيَّانَ بْنِ خَلَفِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ حَيَّانَ الْأَنْدَلُسِيِّ، وَهُوَ فِي تَصْنِيفَيْنِ، أَكْبَرُهُمَا يُسَمَّى "الْمُبِينُ"

(8)

فِي سِتِّينَ مُجَلَّدًا، وَالْآخَرُ "المُقْتَبِسُ"

(9)

فِي

(1)

في أ: وعليها، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

وهو: صلة الصلة. نشر بعضه ليفي بروفنسال، الرباط، 1938 م.

(3)

في باقي النسخ: ثم.

(4)

طبع بتحقيق: إحسان عباس، محمد بن شريفة، نشر: دار الثقافة، بيروت.

(5)

مؤرخ، أديب (ت 703 هـ). انظر: ابن فرحون، الديباج المذهب، 2/ 305.

(6)

هذه الفقرة ساقطة من باقي النسخ. وهي في: ترتيب المدارك.

(7)

في جميع النسخ: سرور، وهو خطأ، والتصويب من: القاضي عياض، ترتيب المدارك؛ ابن خلكان، وفيات، 2/ 218؛ الذهبي، تاريخ، 10/ 276.

(8)

في وفيات الأعيان وتاريخ الذهبي: المتين. وفي كشف الظنون كما أثبته السخاوي. وقال محمود علي مكي في مقدمة تحقيق: القرطبي، المقتبس، ص 68:"وقد ضاع هذا الكتاب". وقد قام: عبد الله محمد جمال بجمع نصوص الكتاب (المتين) المفقود من كتاب الذخيرة لابن بَسَّام، نشر: المجلس الأعلى للثقافة، 2002 م.

(9)

نُشر: من كتابه "المقتبس" قطعتان، إحداهما بعناية: ملشور انطوانية (باريس 1937)، والثانية بعناية: عبد الرحمن الحجي (بيروت 1965)، والثالثة بعناية: محمود مكي.

ص: 400

عَشْرِ مُجَلَّدَاتٍ، وَلِأَبِي عُمَرَ ابْنِ عَاتٍ "رَيْحَانَةُ التَّنَفُّسِ

(1)

فِي عُلَمَاءِ الْأَنْدَلُسِ"

(2)

، وَلِأَبِي عَامِرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرِ الْبَلَوِيِّ الطُّرْطُوشِيِّ

(3)

"دُرَرُ الْقَلَائِدِ وَغُرَرُ الْفَوَائِدِ فِي أَخْبَارِ الْأنْدَلُسِ وَأُمَرَائِهَا وَطَبَقَاتِ عُلَمَائِهَا وَشُعَرَائِهَا"

(4)

وَأَبُو حَيَّانَ وَزَادَ فِيهَا

(5)

.

وَجَمَعَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ حَارِثٍ فِي الْأَنْدَلُسِيِّينَ

(6)

(وَأَوَّلُ مَنْ تَمَلَّكَ الْأَنْدَلُسَ مِنَ الْأُمَوِيِّينَ

(7)

الْمَرْوَانِيِّينَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الْأُمَوِيُّ الْمَرْوَانِيُّ، فَأَقَامَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَقَامَ

(8)

بَعْدَهُ ابْنُهُ هِشَامٌ، وَاسْتَمَرَّ الْمُلْكُ فِي أَوْلَادِهِ إِلَى رَأْسِ الْأَرْبَعِ مِئَةٍ)

(9)

.

(1)

في كشف الظنون: النفس.

(2)

انظر: حاجي، كشف، 1/ 940. وابن عات هو: أحمد بن هارون، حافظ (ت 609 هـ). انظر: الذهبي، سير، 22/ 13 - 14.

(3)

في ب: الطرسوسي، وفي باقي النسخ: الطرطوسي، والمثبت من: مصادر ترجمته. انظر: الذهبي، تاريخ، 12/ 161.

(4)

انظر: الزركلي، الأعلام، 5/ 318. وانظر عن الكتاب ومحتواه: عبد الواحد ذنون، ابن عذاري المراكشي، ص 111 - 116.

(5)

في باقي النسخ: وزنادقتها، وهو تحريف، لأني لم أجد أحدًا نسب له هذا العنوان، أو أنه ألَّف عن الزنادقة، والتصويب من: ب ..

(6)

هو: محمد بن حارث الخُشَنى (ت 361 هـ). وكتابه: أخبار الفقهاء والمحدثين. طبع بتحقيق: ماريا لويسا، ولويس مولينا، مدريد، 1992 م. ويرى عبد الفتاح فتحي أن هذا الكتاب هو نفسه كتابه الآخر: تاريخ علماء الأندلس. انظر: التاريخ والمؤرخون، 1/ 408 - 440. وله: قضاة قرطبة، نشر: الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة، 1966 م. وسيورده السخاوي لاحقًا.

(7)

في باقي النسخ: الأيوبين، وهو تحريف.

(8)

في باقي النسخ: وأقام.

(9)

هذه الفقرة بكاملها ساقطة من ب.

ص: 401

وَ "بَابُ الْأبْوَابِ"

(1)

: لِمَمُّوسٍ

(2)

الدَّرْبَنْدِيِّ.

وَ ["بِجَايَةُ"]

(3)

لِابْنِ الْحَاجِّ، وَفُضَلَاؤُهَا خَاصَّةً لِلْغِبْرِينِيِّ

(4)

.

وَ "بُخَارَى": لِغُنْجَارٍ (أَبِي عَبْدِ الله)

(5)

مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبُخَارِيِّ الْحَافِظِ

(6)

، ([وَاخْتَصَرَهُ

(7)

]، السِّلَفِيُّ، وَالأَصْلُ عِنْدِي)

(8)

.

وَ "الْبَصْرَةُ": لِابْنِ دَهْجَانَ

(9)

، وَلِعُمَرَ بْنِ شَبَّةَ

(10)

وَهُوَ فِي كُتُبِ [الْمُحِبِّ]

(11)

ابْنِ الشِّحْنَةَ.

(1)

هي: مدينة على بحر الخزر، وهي مدينة الدَرْبَنْد. انظر: الحموي، البلدان، 1/ 303.

(2)

في باقي النسخ: لممسوس! وانظر: ابن النجار، ذيل تاريخ بغداد، 20/ 159، ابن خير، فهرسته، ص 239، الصفدي، الوافي بالوفيات، 26/ 42.

(3)

بياض في أ، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

في ب: للغريني، وهو تحريف. وكتابه: عنوان الدراية فيمن عُرف من العلماء في المئة السابعة ببجاية. طبع بتحقيق: عادل نويهض، نشر: دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1979.

(5)

ساقط من باقي النسخ.

(6)

وعن كتابه انظر: الحموي، معجم الأدباء، 5/ 146؛ الذهبي، تاريخ، 9/ 206؛ سير، 17/ 304؛ ابن كثير، بداية، 14/ 648؛ الصفدي، الوافي، 1/ 48؛ حاجي، كشف، 1/ 286.

(7)

بياض في أ، والمثبت من ق، ز.

(8)

ساقط من ب. وقال ابن حجر: "والموجود من هذا الكتاب هو انتقاء السِّلفي منه". انظر: المعجم المفهرس، ص 180.

(9)

انظر: الصفدي، الوافي، 1/ 47. وهو: عمر بن دهجان البصري (ت 656 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ الإسلام، 14/ 673. وقد نقل عنه ابن العديم في مواضع. انظر: بغية الطلب، ص 764، 788، 1931، 1932، 2737، 3881، 4271، 4275.

(10)

انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 180؛ الذهبي، تاريخ، 6/ 376.

(11)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 402

وَ "بَغْدَادُ": لَأِحْمَدَ ابْنِ أَبِي طَاهِرٍ

(1)

، وَلِابْنِ إِسْفَنْدِيَارَ

(2)

، وَلِلْخَطِيبِ أَبِي بَكْرٍ، وَهُوَ أَوْسَعُهَا (فِي عَشْرِ مُجَلَّدَاتِ)

(3)

وَعَلَيْهِ مُعَوَّلُ مَنْ بَعْدَهُ، وَذُيُولُهُ لِأَبِي سَعْدٍ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّمْعَانِيِّ [الْمَرْوَزِيِّ (فِي عَشْرِ مُجَلَّدَاتٍ فَأَقَلَّ)]

(4)

ثُمَّ ذَيَّلَ عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَلِيٍّ الدُّبَيْثِيِّ، وَهُوَ عِنْدَ السِّبْطِ، وَبِمَكَّةَ نُسْخَتَانِ، وَلِلْقَطِيعِيِّ

(5)

، وَلِابْنِ النَّجَّارِ، وَهُوَ أَحْفَلُهَا (أَدْخَلَ فِيهِ مَا فِي كِتَابِ ابْنِ السَّمْعَانِيِّ وَابْنِ الدُّبَيْثِيِّ، وَزَادَ وَأَفَادَ؛ بِحَيْثُ كَانَ فِي سَبْعَةَ عَشَرَ مُجَلَّدًا، بِخَطِّ الْجَمَالِ ابْنِ الظَّاهِرِيِّ -فِي الْأوْقَافِ الَّتِي بِجَامِعِ الْحَاكِمِ وَفُقِدَ بَعْضُهُ- وَذَيَّلَ

(6)

عَلَيْهِ التَّاجُ عَلِيُّ ابْنُ أَنْجَبَ ابْنُ السَّاعِي خَازِنُ كُتُبِ الْمُسْتَنْصِرِيَّةِ بِبَغْدَادَ، يُقَالُ إِنَّهُ فِي نَحْوِ ثَلَاثِينَ مُجَلَّدًا، وَكَذَا)

(7)

ذَيَّلَ عَلَيْهِ التَّقِيُّ ابْنُ رَافِعٍ، وَهُوَ فِي ثَلَاثِ مُجَلَّدَاتٍ

(8)

وَلِأَبِي سَعْدٍ أَيْضًا مِمَّا فِيهِ تَرَاجِمُ الْأَنْسَابِ وَالْمُعْجَمِ، وَلِابْنِ رَافِعٍ أَيْضًا "الْمُعْجَمُ" وَ "الْوَفَيَاتُ".

(1)

طبع بتحقيق: إحسان الثامري، نشر: دار صادر، بيروت. وهو كتاب: أخبار الخلفاء -نفسه- الذي مَرّ سابقًا.

(2)

انظر: الصفدي، الوافي، 1/ 47؛ حاجي، كشف، 1/ 298.

(3)

ساقط من ب.

(4)

ساقط من أ، وما بين الأقواس ساقط من ب، والمثبت من باقي النسخ. وقال بشار عواد:"لم يصل إلينا، ولا وصل مختصر الذهبي، ووصلت قطعة من مختصر ابن منظور". انظر تعليقه على: الذهبي، تاريخ، 1/ 8. هذا وقد نقل الذهبيُّ في تاريخه عن ذيل السمعاني كثيرًا انظر مثلًا: 11/ 432، 521، 575، 594، 686، 816، 844، 992، 1011. وتوجد نسخة مخطوطة من مختصر ابن منظور لذيل تاريخ بغداد للسمعاني في جامعة كمبردج، إنجلترا. انظر: خزانة التراث (72464).

(5)

انظر: ابن رجب، ذيل، 3/ 456؛ حاجي، كشف، 1/ 288. وهو: درة الإكليل في تتمة التذييل. وجدير بالذكر أن الدكتور محمد القدحات قد جمع هذا الذيل المفقود من المصادر المختلفة.

(6)

انظر: محمد القدحات، ابن الساعي، مج 29، ع 2، مجلة دراسات، ص 447 - 448.

(7)

هذه الفقرة بكاملها ساقطة من ب.

(8)

انظر: حاجي، كشف، 1/ 288. وقد سبق الإشارة إلى المنتخب.

ص: 403

وَكَذَا لَأَبِي (بَكْرٍ)

(1)

عُبَيْدِ اللهِ

(2)

ابْنِ أَبِي الفَرَجِ

(3)

المَارَسْتَانِيِّ

(4)

تَارِيخٌ سَمَّاهُ: "دِيوَانُ الْإِسْلَامِ الْأَعْظَمِ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ"

(5)

لَكِنَّهُ مَا تَمَّمَهُ؛ مَعَ قَوْلِ ابْنِ الدُّبَيْثِيِّ: "إِنَّ مُصَنَّفَهُ لَا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ"

(6)

وَقَدِ اخْتَصَرَ "تَارِيخَ" الْخَطِيبِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ كَـ: ابْنِ مُكَرَّمٍ

(7)

وَالذَّهَبِيِّ.

"بَلْخُ"

(8)

: طَبَقَاتُهَا لِأَبِي

(9)

إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ ابْنِ دَاوُدَ الْمُسْتَمْلِيِّ

(10)

وَعَمِلَ لَهَا تَارِيخًا فِي مُجَلَّدٍ نَاصِرُ الدِّينِ أَبُو الْقَاسِمِ مُحَمَّدُ ابْنُ يُوسُفَ الْمَدِينِيِّ الْحَنَفِيُّ مُؤَلِّفُ "النَّافِعُ"

(11)

فِي فِقْهِهِمْ، وَهُوَ فِي كُتُبِ ابْنِ فَهْدٍ؛ رَتَّبَهُ عَلَى الْحُرُوفِ، وَبَدَأَ بِالْمُحَمَّدِينَ، ثُمَّ بِالْأَحْمَدِينَ، ثُمَّ بِإِبْرَاهِيمَ، وَذَكَرَ

(1)

ساقط من ب.

(2)

في ب: عبد الله.

(3)

في جميع النسخ: الفتح، وهو تحريف، والتصويب من: الذهبي، المختصر المحتاج إليه، 15/ 230.

(4)

أديب، طبيب متهم بالكذب (ت 599 هـ). انظر: الذهبي، سير، 21/ 397. والمشهور بـ: ابن المارَسْتانية.

(5)

انظر: ابن الساعي، تاريخ، ص 118؛ ابن أبي أصيبعة، طبقات الأطباء، ص 373؛ الصفدي، الوافي، 1/ 47؛ ابن مفلح، المقصد الأرشد، 2/ 71، البغدادي، هدية، 5/ 649.

(6)

وقال أيضًا: "وكان سوّد تاريخًا لبغداد". انظر: الذهبي، المختصر المحتاج إليه، 15/ 230.

(7)

في ق، ز: سكرم، وهو تحريف. وابن مكرم هو: ابن منظور -صاحب لسان العرب- (ت 711 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 4/ 262 - 264.

(8)

هي: مدينة مشهورة بخُراسان، وهي الآن في أفغانستان. انظر: الحموي، البلدان، 1/ 479؛ ماليز، الأطلس التاريخي، ص 178.

(9)

في ق، ز: لابن، وهو تحريف.

(10)

هو: محدث (ت 376 هـ). انظر: السمعاني، الأنساب، 5/ 287؛ الذهبي، تاريخ، 8/ 424؛ سير، 16/ 492. وعن كتابه انظر: قحطان الحديثي، التواريخ المحلية، ص 29.

(11)

سبق الإشارة إليه.

ص: 404

الْكُنَى مَعَ الْأَسْمَاءِ، وَأَفْرَدَ لِشُعَرَائِهَا مُؤَلَّفًا وَقَالَ: إِنَّهُ اسْتَمَدَّ فِي تَأْلِيفِ

(1)

تَارِيخِهِ مِنْ "الطَّبَقَاتُ"

(2)

لِأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجُوبِيَارِيِّ

(3)

الْوَرَّاقِ الَّذِي عَمِلَهُ تَارِيخًا لَهَا وَرَتَّبَهُ عَلَى الْأعْصَارِ لَا عَلَى الْحُرُوفِ. وَمِنْ أَخْبَارِ عُلَمَائِهَا لِأَبِي إِسْحَاقَ الْمُبْدَأُ بِهِ، (وَأَنَّهُ)

(4)

رَتَّبَهُ عَلَى الحُرُوفِ

(5)

(وَرَوَى فِيهِ بَعْضَ مَا لَا يَنْبَغِي. وَمِنْ ذِكْرِ عُلَمَائِهَا لِعَلِيِّ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ طَاهِرٍ الْبَلْخِيِّ

(6)

الْقَرِيبِ الْعَصْرِ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْمَذْكُورِ، وَرَتَّبَهُ عَلَى الطَّبَقَاتِ)

(7)

.

وَمِنْ كِتَابِ "البَهْجَةُ" الْمَوْضُوعِ لِأبي حَنِيفَةَ وَصَاحِبَيْهِ أَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدٍ، وَبَعْضِ أَصْحَابِهِمْ؛ لِأَنَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْ بَلْخٍ. وَفِيهِمْ مَنْ شَرْطُ كِتَابِهِ قَرِيبُ الثَّلَاثِينَ، وَآخِرُ مَنْ فِيهِ: أَبُو اللَّيْثِ الزَّاهِدُ السَّمَرْقَنْدِيُّ، وَاسْتُمِدَّ فِيهِ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَيْضًا.

وَمِنْ كِتَابِ "الكَشْفُ"

(8)

لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْحَارِثِيِّ

(9)

؛ فَإِنَّ فِيهِ جَمَاعَةً مِنْ بَلْخَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَوْرَدَ أَسَانِيدَهُ بِهَا.

(1)

في أ: تأليفه، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

انظر: الحموي، البلدان، 5/ 208؛ قحطان الحديثي، التواريخ المحلية، ص 29.

(3)

في أ: الجويباري، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

ساقط من باقي النسخ.

(5)

في ب: الطبقات.

(6)

حافظ ثقة (ت 323 هـ). انظر: ابن الجوزي، المنتظم، 13/ 354؛ الذهبي، تاريخ، 7/ 479؛ سير، 15/ 69. وعن كتابه انظر: قحطان الحديثي، التواريخ المحلية، ص 29.

(7)

ساقط من ب.

(8)

هو: كشف الآثار في مناقب أبي حنيفة. انظر: الذهبي، سير، 15/ 424؛ القرشي، الجواهر المضية، 2/ 345؛ حاجي، كشف، 2/ 1837. وفي الجواهر والدرر: كشف الأسرار. انظر: 3/ 1255. وتوجد نسخة في مكتبة معهد البيروني، طشقند (3105). انظر: خزانة التراث (111663).

(9)

مشهور بالأستاذ، ضعفه جماعة (ت 340 هـ). انظر الهامش السابق.

ص: 405

"بَلَنْسِيَةُ"

(1)

لِابْنِ عَلْقَمَةَ

(2)

.

"بَيْتُ الْمَقْدِسِ": جَمَعَ "تَارِيخَهُ وَفَضَائِلَهُ"

(3)

أَبُو الْقَاسِمِ مَكِّيُّ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ ابْنِ الرُّمَيْلِيِّ الْمَقْدِسِيُّ الْحَافِظُ

(4)

وَمَا أَكْمَلَهُ، وَ "فَضَائِلَهُ"(فِي كُرَّاسَةٍ)

(5)

أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ (الْخَطِيبُ)

(6)

وَالصَّلَاحُ أَبُو سَعِيدٍ خَلِيلُ ابْنُ كَيْكَلْدِي الْعَلَائِيِّ

(7)

وَأَبُو مَنْصُورٍ

(8)

.

وَلِلْعِمَادِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ الْأَصْبَهَانِيِّ الْكَاتِبِ "الْفَتْحُ الْقِسِيُّ فِي الْفَتْحِ الْقُدْسِيِّ" فِي مُجَلَّدَيْنِ، وَلِلْحَافِظِ أَبِي بَكْرِ ابْنِ الْمُحِبِّ "تَجْرِيدُ مَنْ نَزَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ"

(9)

.

(وَلِلْبُرْهَانِ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ التَّاجِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سِبَاعٍ الفَزَارِيِّ ابْن

(1)

هي: مدينة مشهورة بالأندلس. انظر: الحموي، البلدان، 1/ 490.

(2)

هو: محمد بن الخلف (ت 509 هـ). قال الذهبيُّ: "صَنّف "تاريخ بَلَنْسِية"، وحمله الناسُ عنه على سوء رصفه". انظر: تاريخ، 11/ 125؛ الصفدي، الوافي، 1/ 49؛ ابن الخطيب، الإحاطة، 1/ 83؛ حاجي، كشف، 1/ 289؛ عبد الواحد ذنون، ابن عذاري المراكشي، ص 123 - 127.

(3)

انظر: الذهبي، تاريخ، 10/ 729؛ البغدادي، هدية، 6/ 471؛ شهاب الله بهادر، معجم ما ألف في فضائل وتاريخ المسجد الأقصى، ص 37 - 38.

(4)

فقيه شافعي (ت 492 هـ). انظر: ابن عساكر، تاريخ، 60/ 254؛ الحموي، البلدان، 3/ 73، الذهبي، سير 19/ 178 - 179.

(5)

ساقط من ب.

(6)

ساقط من ب. وانظر عن كتابه الفضائل: شهاب الله بهادر، معجم ما ألف في فضائل وتاريخ المسجد الأقصى، ص 33 - 34.

(7)

انظر: شهاب الله بهادر، معجم ما ألف في فضائل وتاريخ المسجد الأقصى، ص 96.

(8)

بياض في أ، ق، ز.

(9)

انظر: بهادر، معجم ما ألف في فضائل الأقصى، ص 105.

ص: 406

الْفِرْكَاحِ

(1)

"بَاعِثُ النُّفُوسِ عَلَى زِيَارَةِ الْقُدْسِ الْمَحْرُوسِ"

(2)

فِي كُرَّاسَةٍ"

(3)

"إِلْبِيرَةُ"

(4)

: لِلْغَافِقِيِّ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحُسَيْنِ

(5)

.

"بَيْهَقُ"

(6)

: لِعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ.

"تَكْرِيتُ"

(7)

: جَمَعَ شُيُوخَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سُوَيْدَةَ

(8)

التَّكْرِيتِيُّ.

"تِلْمِسَانُ" وَهِيَ بَيْنَ بِجَايَةَ وَفَاسَ: لِابْنِ الأصْفَرِ

(9)

وَلِابْنِ هَدِيَّةَ

(10)

.

(1)

هو: فقيه شافعي (ت 729 هـ). انظر: الإسنوي، طبقات، 2/ 290؛ ابن حجر، الدرر، 1/ 34.

(2)

انظر عن مخطوطاته وطبعاته: شهاب الله بهادر، معجم ما ألف في فضائل وتاريخ المسجد الأقصى، ص 85 - 93.

(3)

ساقط من ب.

(4)

هي: من بلاد الأندلس. انظر: الحموي، البلدان، 1/ 244.

(5)

وهناك تاريخ في علماء إلبيرة. لمحمد بن عبد الواحد المَلّاحي. انظر: الذهبي، تاريخ، 13/ 585؛ سير، 22/ 162؛ ابن الخطيب، الإحاطة، 1/ 83.

(6)

هي: ناحية كبيرة، كثيرة البلدان والعمارة من نواحي نيسابور. انظر: الحموي، البلدان، 1/ 537. وعلي ابن زيد المعروف بـ: ابن فندق، وكتابه: تاريخ بيهق، طبع، نشر: دار اقرأ، دمشق، ط 1، 1425 هـ.

(7)

هي: بلدة مشهورة بين بغداد والموصل، وهي إلى بغداد أقرب. انظر: الحموي، البلدان، 2/ 38.

(8)

في ز: سويد، وهو خطأ. والمشار إليه هو: عبد الله بن علي بن عبد الله، محدث ضعيف (ت 584 هـ) وقيل غير ذلك. قال ابن النجّار:"كان مجازفًا مُخلِّطًا في الرواية، ضعيفًا لا يُوثق به، وكان قد جمع مجلدين تاريخًا لتكريت فطالعته فوجدت فيه من التخليط والغلط الفاحش ما يدلُّ على كَذِب مصنِّفه وجَهْله". انظر: ابن حجر، لسان، 3/ 319؛ حاجي، كشف، 1/ 289. وقال ابن الدُّبيثي:"كان فيه تساهل في الرواية". انظر: الذهبي، تاريخ، 12/ 779.

(9)

هو: سعيد بن عيسى ابن الأصفر (ت 462 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 10/ 164؛ ابن الخطيب، الإحاطة، 1/ 83؛ حاجي، كشف، 1/ 289.

(10)

في جميع النسخ: هدبة، وهو تصحيف، والتصويب من: مصادر ترجمته. والمشار إليه: محمد ابن =

ص: 407

"تِنِّيسُ"

(1)

: عَمِلَ فَضَائِلَهَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمُحْسِنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ غَانِمٍ

(2)

الْخَطِيبُ فِي كِتَابٍ سَمَّاهُ: "الْعَرُوسُ فِي فَضَائِلِ تِنِّيسَ"

(3)

.

"تِهَامَةُ وَالْحِجَازُ": أَخْبَارُهُمَا لِابْنِ

(4)

غالب.

"تُونُسُ" مَدِينَةٌ بِالْغَرْبِ مِنْ بِلَادِ إِفْرِيِقيَّةَ: "فُقَهَاؤُهَا"

(5)

للتَّمِيمِيِّ.

"جُرْجَانُ"

(6)

: لِحَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ السَّهْمِيِّ

(7)

.

(وَهُوَ عِنْدِي، وَاخْتَصَرَهُ الضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ)

(8)

.

"الجَزِيرَةُ"

(9)

: لِأَبِي عَرُوبَةَ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ الْحَرَّانِيِّ

(10)

،

= منصور بن علي بن هَدِيَّة القرشي (ت 735 هـ). انظر: ابن الخطيب، الإحاطة، 1/ 83، حاجي، كشف، 1/ 289؛ البغدادي، هدية، 6/ 149؛ الزركلي، الأعلام 7/ 112، كحالة، مؤلفين، 12/ 52.

(1)

هي: جزيرة في بحر مصر (المتوسط). انظر: الحموي، البلدان، 2/ 51.

(2)

في جميع النسخ: غنائم، وهو تحريف، والتصويب من: ابن عساكر، تاريخ دمشق، 16/ 154، 19/ 371، مغلطاي، إكمال تهذيب الكمال، 2/ 19.

(3)

نقل عنه ابن العديم. انظر: بغية الطلب، 5/ 2475، مغلطاي، إكمال تهذيب الكمال، 2/ 19، 10/ 183، 12/ 296.

(4)

في الوافي بالوفيات: لأبي. انظر: 1/ 49. ولعله هو: تمام بن غالب القرطبي (ت 436 هـ). ولقد نسب له البغدادي: أخبار تهامة. انظر: هدية، 5/ 245.

(5)

هو: طبقات علماء تونس. مطبوع.

(6)

هي: مدينة مشهورة بين طبرستان وخُراسان. انظر: الحموي، البلدان، 2/ 119.

(7)

طبع بتحقيق: عبد الرحمن المعلمي، نشر: حيدر آباد.

(8)

ساقط من ب.

(9)

وهي: بلاد بين دجلة والفرات. انظر: الحموي، البلدان، 2/ 134.

(10)

حافظ (ت 318 هـ). وعن كتابه انظر: السمعاني، الأنساب، 2/ 55؛ الذهبي، سير، 14/ 511.

ص: 408

وَكَذَا لِتِلْمِيذِهِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلَّانَ الْحَرَّانِيِّ الْحَافِظِ "تَارِيخُهَا"

(1)

.

"الْجَزِيرَةُ الْخَضْرَاءُ" بِالْأَنْدَلُسِ: لِابْنِ خَمِيسٍ

(2)

، وَ "شُعَرَاؤُهَا"

(3)

لِابْنِ الْقَطَّاعِ

(4)

، وَلِأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ بَسَّامٍ "الذَّخِيرَةُ فِي مَحَاسِنِ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ"

(5)

عَوَّلَ فِيهِ عَلَى تَارِيخِ أَبِي مَرْوَانَ ابْنِ حَيَّانَ

(6)

فِي مُجَلَّدَاتٍ.

"حَرَّانُ": عَمِلَ تَارِيخَهَا أَبُو الثَّنَاءِ حَمَّادُ بْنُ هِبَةَ اللهِ بْنِ حَمَّادِ بْنِ الْفَضْلِ

(7)

الحَرَّانِيُّ

(8)

، وَكَمَّلَ عَلَيْهِ أَبُو الْمَحَاسِنِ ابْنُ سَلَامَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْحَرَّانِيُّ

(9)

، وَكَتَبَهُ السَّيْفُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ تَيْمِيَّةَ الْحَرَّانِيُّ

(10)

بِخَطِّهِ.

"حَلَبُ": جَمَعَ (لَهَا)

(11)

تَارِيخًا -مِنْ سَنَةِ تِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِئَةٍ؛ يَتَضَمَّنُ أَخْبَارَ

(1)

انظر: الذهبي، سير، 16/ 20.

(2)

في ز: خَمِس، وهو تحريف. وفي الإحاطة: خمسين. انظر: 1/ 83. وفي كشف الظنون: ابن حمد يس. انظر: 1/ 290.

(3)

هو: الدرة الخطيرة في المختار من شعراء الجزيرة. انظر: القفطي، إنباه، 2/ 237؛ الذهبي، تاريخ، 11/ 241. وطبع بتحقيق: بشير البكوش، نشر: دار الغرب الإسلامي، 2005 م.

(4)

هو: علي بن جعفر الأغلبي الصقلي، لغوي كاتب، (ت 515 هـ). انظر: القفطي، إنباه، 2/ 236 - 239؛ الذهبي، تاريخ، 11/ 241.

(5)

طبع بتحقيق: إحسان عباس، بيروت، 1978 م.

(6)

في ب: حبان، وهو تصحيف.

(7)

في تاريخ الإسلام: الفضيل.

(8)

هو: محدث، مؤرخ (ت 598 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 12/ 1140؛ حاجي، كشف، 1/ 291.

(9)

انظر: الصفدي، الوافي، 1/ 47؛ حاجي، كشف، 1/ 291. ولقد جمع إحسان عباس نصوصًا منه. انظر: شذرات من كتب مفقودة، ص 167 - 174.

(10)

هو: خطيب حَرّان (ت 639 هـ). انظر: ابن رجب، ذيل، 3/ 480.

(11)

ساقط من باقي النسخ.

ص: 409

الْفِرِنْجِ وَأَيَّامَهُمْ، وَخُرُوجَهُمْ إِلَى الشَّامِ مِنَ السَّنَةِ الْمَذْكُورَةِ وَمَا بَعْدَهَا -أَبُو الْفَوَارِسِ حَمْدَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ حَمْدَانَ التَّمِيمِيُّ الْأَثَارِبِيُّ

(1)

ثُمَّ الْحَلَبِيُّ؛ سَمَّاهُ: "الْقُوتُ"

(2)

.

وَلِلْكَمَالِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْعَدِيمِ فِي تَارِيخِهَا كِتَابٌ حَافِلٌ سَمَّاهُ: "بُغْيَةُ الطَّلَبِ" وَقَفْتُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْهُ.

وَذَيَّلَ عَلَيْهِ الْعَلَاءُ ابْنُ خَطِيبِ النَّاصِرِيَّةِ فِي مُجَلَّدَاتٍ

(3)

، وَمِنْ قَبْلِهِ ابْنُ عَشَائِرَ

(4)

.

"حِمْصُ": لِأحْمَدَ بْنِ عِيسَى

(5)

، وَ "مَنْ نَزَلَهَا مِنَ الصَّحَابَةِ"

(6)

لِعَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَلِأَبِي بَكْرِ ابْنِ صَدَقَةَ (وَيُنْظَرُ إِنْ كَانَ غَيْرَ الْأَوَّلِ)

(7)

.

(1)

في أ: الأباربي، وفي ق، ز: الأتاربي، وهو تصحيف، والتصويب من: مصادر ترجمته. انظر: ابن عساكر، تاريخ 15/ 161. والأثاربي: هي نسبة إلى أثارب، وهي قلعة حصينة بين حلب وأنطاكية. انظر: السمعاني، الأنساب، 1/ 82.

(2)

وعند ابن العديم: "المفوف". انظر: 6/ 2926 - 2927.

(3)

انظر: ابن حجر، إنباء، 1/ 5؛ حاجي، كشف، 1/ 291 - 292، وحقق الجزء الأول منه: صالح السلمي، في رسالة ماجستير، جامعة أم القرى، مكة، 1433 هـ.

(4)

في ب: ابن عساكر، وهو تحريف. والمشار إليه هو: محمد بن علي ابن أبي العشائر، حافظ، مؤرخ (ت 789 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 4/ 85. وذيله في (4) أسفار. انظر: ابن حجر، إنباء، 1/ 345.

(5)

هو: أحمد بن محمد بن عيسى الحِمْصي (ت بعد 300 هـ). وعن كتابه انظر: الذهبي، تاريخ، 3/ 20، 4/ 329، 7/ 172؛ حاجي، كشف، 1/ 292؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 211 - 212.

(6)

سبق الإشارة إليه.

(7)

ساقط من باقي النسخ.

ص: 410

"خُرَاسَانُ"

(1)

: لِلْأَبِيوَرْدِيِّ

(2)

، وَلِلْحَاكِمِ

(3)

"أَخْبَارُ عُلَمَائِهَا"

(4)

، وَلِأَبِي زَيْدٍ الْبَلْخِيِّ "مَحَاسِنُ أَهْلِهَا"

(5)

(وَلِأَبِي الْحُسَيْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ السَّلَامِيِّ "أَخْبَارُ وُلَاتِهَا"

(6)

وَقَفْتُ عَلَى تَلْخِيصِهِ لِلْحَافِظِ الْجَمَالِ أَبِي الْمَحَاسِنِ يُوسُفَ ابْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُودٍ اليَغْمُورِيِّ بِخَطِّهِ فِي كَرَارِيسَ)

(7)

.

"الْخَلِيلُ": زِيَارَتُهُ

(8)

لِمَكِّيِّ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ الرُّمَيْلِيِّ.

"خُوارَزْمُ"

(9)

: لِلْإِمامِ الْحَافِظِ (الرَّحَّالِ)

(10)

أَبِي مُحَمَّدٍ مَحْمُودِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ

(1)

هي: بلاد واسعة، وتشتمل على أمهات من البلاد. انظر: الحموي، البلدان 2/ 350؛ قحطان الحديثي، التواريخ المحلية، ص 56.

(2)

انظر: الصفدي، الوافي، 1/ 48؛ حاجي، كشف، 1/ 292.

(3)

هو: الحاكم صاحب المستدرك (ت 405 هـ).

(4)

انظر: الصفدي، الوافي، 1/ 48؛ حاجي، كشف، 1/ 292؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الأول، ص 457.

(5)

سرد ابن النديم في: الفهرست، ص 223 - 224، قائمة مطوّلة بكتب البَلْخي ولم يذكر هذا الكتاب! لكن أشار في موضع آخر بقوله: "قال البلخي في كتاب فضائل خراسان

". انظر: ص 82. وقال أيضًا: "قال البلخي في كتاب محاسن خراسان". انظر: ص 301. على أن الحموي يذكر لأبي زيد البَلْخي: فضائل بَلْخ. انظر: معجم الأدباء، 1/ 375.

(6)

سبق الإشارة إليه.

(7)

هذه الفقرة بكاملها ساقطة من ب.

(8)

لإسحاق بن إبراهيم التدمري: مثير الغرام إلى زيارة قبر الخليل عليه السلام. انظر: السخاوي، الضوء، 2/ 276؛ حاجي، كشف، 2/ 1589. وانظر عن نسخه: الزركلي، الأعلام، 1/ 293؛ وانظر عن كتاب الرميلي: بهادر، معجم ما ألف في فضائل الأقصى، ص 38.

(9)

ليست مدينة بل هي ناحية بجملتها. انظر: الحموي، البلدان، 2/ 395؛ قحطان الحديثي، التواريخ المحلية؛ ص 57 - 61.

(10)

ساقط من باقي النسخ.

ص: 411

عَبَّاسِ بْنِ أَرْسَلَانَ الْخُوارَزْمِيِّ

(1)

(صَاحِبِ كِتَابِ "الْكَافِي فِي الْفِقْهِ")

(2)

وَعَصْرِيِّ أَبِي الْقَاسِمِ ابْنِ عَسَاكِرَ، وَهُوَ فِي نَحْوِ ثَمَانِ مُجَلَّدَاتٍ (كِبَارٍ)

(3)

انْتَقَى مِنْهُ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ

(4)

لِمُطَهَّرِ

(5)

الدِّينِ الْكَاشِيِّ

(6)

.

"دَارَيَّا"

(7)

: لِعَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَبْدِ الله أَبِي عَلِيٍّ الْخَوْلَانِيِّ

(8)

.

"دِمَشْقُ": لِابْنِ عَسَاكِرَ -فِي ثَمَانِينَ مُجَلَّدًا، وَنُسْخَةُ الْمَحْمُودِيَّةِ فِي سَبْعَةٍ وَخَمْسِينَ- افْتَتَحَهُ بِأَخْبَارِهَا، ثُمَّ بِسِيرَةٍ نَبَوِيَّةٍ، خَتَمَهَا بِبَابٍ فِي الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَمَلَ ذَلِكَ فِي ثَلَاثِ مُجَلَّدَاتٍ وَشَيْءٍ، ثُمَّ دَخَلَ فِي الْأَسْمَاءِ، وَافْتَتَحَ بِالْأَحْمَدِينَ، وَ"ذَيْلُهُ"

(9)

لِوَلَدِهِ القَاسِمِ

(10)

، وَقَدِ اخْتَصَرَ الْفَاضِلِيُّ

(11)

"تَارِيخَ" ابْنَ

(1)

(ت 568 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 12/ 398. وعن تاريخه. انظر: الحموي، البلدان، 3/ 377، الذهبي، تاريخ، 12/ 399؛ سير 16/ 194، 196، 17/ 218، 219، 20/ 288، 336، 510؛ الحديثي، التواريخ المحلية، ص 32 - 33.

(2)

ساقط من ب. وعن كتابه الكافي انظر: البغدادي، هدية، 6/ 404.

(3)

ساقط من باقي النسخ.

(4)

انظر: حاجي، كشف 1/ 294؛ بشار عواد، الذهبي ومنهجه، ص 256.

(5)

في باقي النسخ: لمظهر، والتصويب من: الصفدي، الوافي.

(6)

في أ: الكاسي، وفي ب، ق: الكاشني، وفي ز: الكاساني، والتصويب من: الصفدي، الوافي، 1/ 58.

(7)

هي: قرية من قرى دمشق بالغوطة. انظر: الحموي، البلدان، 2/ 431.

(8)

كتابه: تاريخ داريا. طبع بتحقيق: سعيد الأفغاني، نشر في دمشق، 1975 م.

(9)

قال الصفدي: "ولم يكمل". انظر: الوافي، 1/ 48؛ حاجي، كشف، 1/ 294.

(10)

محدث كأبيه (ت 600 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 12/ 1224؛ سير، 21/ 405 - 411. وتوجد نسخة مخطوطة في الظاهرية. انظر: طلال سعود، موارد ابن عساكر في تاريخ دمشق، 1/ 92.

(11)

لم أعرفه! ولعلها محرّفة عن (أبي الفضل) وهو ابن منظور اللغوي (ت 711 هـ). فله مختصر تاريخ دمشق، وقد طبع بتحقيق: جماعة من الباحثين، نشر: دار الفكر، دمشق، 1404 هـ.

ص: 412

عَسَاكِرِ، وَكَذَا أَبْو شَامَةَ فِي اثْنَيْنِ

(1)

"كَبِيرٌ" وَ"صَغِيرٌ"، بَلْ ذَيَّلَ

(2)

عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْحَاجِبِ فِي خَمْسَةٍ، وُجِدَ مِنْهُ الْأخِيرُ، وَهُوَ ضَخْمٌ

(3)

، وَالذَّهَبِيُّ -وَهُوَ بِخَطِّهِ- فِي عَشَرَةِ أَجْزَاءٍ

(4)

.

وَ"فُتُوحُهَا": لِأبِي إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله الأزْدِيِّ البَصْرِيِّ

(5)

، وَلِلوَاقِدِيِّ

(6)

.

وَ"فَضَائِلُهَا": لِلرَّبَعِيِّ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُجَاعٍ

(7)

، وَلِإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الفَزَارِيِّ

(8)

.

وَلِأَبِي حُذَيْفَةَ إِسْحَاقَ بْنِ بِشْرٍ الْقُرَشِيِّ

(9)

"فُتُوحُ الشَّامِ وَالرُّومِ وَمِصْرَ وَالْعِرَاقِ

(1)

انظر: حاجي، كشف 1/ 294، وأفاد أن الكبير في (15) مجلدًا. وقد وصلت بعض الأجزاء، توجد مخطوطة في مكتبة برنستن في برلين. انظر: طلال سعود، موارد ابن عساكر في تاريخ دمشق، 1/ 93.

(2)

انظر: الصفدي، الوافي، 1/ 48؛ حاجي، كشف، 1/ 294.

(3)

انظر: طلال سعود، موارد ابن عساكر، 1/ 92.

(4)

انظر: بشار عواد، الذهبي ومنهجه، ص 233 - 234.

(5)

في أ: المعري، وفي باقي النسخ: المصري، وهو تحريف، والتصويب من: مصادر ترجمته. انظر: الذهبي، تاريخ، 3/ 952. وكتابه: فتوح الشام. طبع بتحقيق: وليم ناسوليس الإرلندي، كلكته، 1854 م. انظر: سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 97.

(6)

انظر مخطوطاته ومطبوعاته: سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 103.

(7)

مؤرخ (ت 444 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 9/ 661، وكتابه فضائل الشام. طبع بتحقيق الألباني، نشر: مكتبة المعارف، الرياض، ط 1، 1420 هـ - 2000 م.

(8)

كتابه: الإعلام بفضائل الشام. ولقد اختصره من فضائل الشام للربعي. وتوجد نسخة خطية في دار الكتب المصرية (رقم: 7733. ح)(3551 ج). انظر: فؤاد سيد، فهرست المخطوطات، 1/ 62.

(9)

هو: مؤرخ ضعيف (ت 206 هـ). انظر: الحموي، أدباء، 2/ 162؛ الذهبي، تاريخ، 5/ 27؛ سير، 9/ 477 - 479.

ص: 413

وَالْمَغْرِب"

(1)

. وَلِأَحْمَدَ بْنِ الْمُعَلَّى

(2)

الدِّمَشْقِيِّ "جُزْءٌ" فِي خَبَرِ الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِدِمَشْقَ وَبِنَائِهِ

(3)

.

وَ"دُنَيْسِرُ"

(4)

: لِأَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الْخَضِرِ التُّرْكِيِّ الْمُتَطَبِّبِ الدُّنَيْسِرِيِّ

(5)

، سَمَّاهُ: "حِلْيَةُ السِّرِّيَّيْنِ مِنْ خَوَاصِّ

(6)

الدُّنَيْسِرِيِّينَ".

"الرَّقَّةُ"

(7)

: لِأَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن القُشَيْرِيِّ الْحَرَّانِيِّ

(8)

، وَلِأَبِي عَرُوبَةَ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُودٍ الْحَرَّانِيِّ.

"الرَّيُّ"

(9)

: لِأبِي الْحَسَنِ ابْنِ بَابَوَيْهِ

(10)

، وَلَأبِي [سَعْدٍ]

(11)

مَنْصُورٍ الآبِيِّ

(12)

.

(1)

انظر: ابن النديم، فهرست، ص 150؛ ابن الساعي، الدر الثمين، ص 301؛ حاجي، كشف، 2/ 1237.

(2)

في أ: المعلى بن المعلى، وهو وهم. وانظر ترجمته: الذهبي، تاريخ، 6/ 694.

(3)

انظر: صلاح الدين المنجد، المؤرخون الدمشقيون وآثارهم المخطوطة، ص 68.

(4)

هي: بلدة عظيمة من نواحي الجزيرة قرب ماردين. انظر: الحموي، البلدان، 2/ 478.

(5)

في ق: الدينسري، وهو تصحيف.

(6)

في أ: أخبار، والمثبت من باقي النسخ. وقد طبع بتحقيق: إبراهيم صالح، نشر: مجمع اللغة العربية، ط 1، 1986 م، وط 2، نشر: دار البشائر، 1992 م.

(7)

هي: مدينة مشهورة على الفرات. انظر: الحموي، البلدان، 3/ 58.

(8)

هو: نزيل الرَّقة ومؤرخها (ت 334 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 7/ 683. ولتاريخ الرقة نسخة خطية في دار الكتب الظاهرية. انظر: ياسين السوّاس، فهرس مجاميع المدرسة العمرية، ص 177. وطبع بتحقيق: إبراهيم صالح، نشر: دار البشائر، ط 1، 1419 هـ - 1998 م.

(9)

انظر: الحموي، البلدان 3/ 116 - 122.

(10)

في أ، ق: بانويه، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: مصادر ترجمته. وهو: علي بن الحسين بن موسى، فقيه شيعي (ت 329 هـ). انظر: ابن النديم، فهرست، ص 335. وقد مرَّ سابقًا.

(11)

زيادة من: مصادر ترجمته.

(12)

هو: أديب شاعر (ت 421 هـ). وكتابه ذكره ونقل عنه: الحموي، أدباء، 2/ 251؛ البلدان، =

ص: 414

"زَبِيدُ"

(1)

: لِعُمَارَة بْنِ [أَبِي]

(2)

الْحَسَنِ الْحَكَمِيِّ الْيَمَنِيِّ الشَّافِعِيِّ الْفَرَضِيِّ الشَّاعِرِ؛ سَمَّاهُ: "الْمُفِيدُ فِي أَخْبَارِ زَبِيدَ"

(3)

.

["سَامَرَّاءُ"]

(4)

: لِابْنِ أَبِي الْبَرَكَاتِ

(5)

.

["سَبْتَةُ"]

(6)

: لِعِيَاضٍ.

"سَمَرْقَنْدُ"

(7)

: (لِأبِي الْعَبَّاسِ الْمُسْتَغْفِرِيِّ

(8)

، وَ)

(9)

لِأَبِي

(10)

سَعْدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ مُحَمَّدِ بْنِ (مُحَمَّدِ)

(11)

بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيسَ الْإِدْرِيسِيِّ

(12)

الِإسْتِرَابَاذِيِّ

(13)

= 1/ 51؛ الذهبي، تاريخ، 8/ 717؛ الصفدي، الوافي، 1/ 48؛ حاجي، كشف، 1/ 295؛ البغدادي، هدية، 6/ 473.

(1)

هي: مدينة في اليمن. انظر: الحموي، البلدان، 3/ 131.

(2)

زيادة من: مصادر ترجمته. انظر: ابن خلكان، وفيات، 3/ 431.

(3)

طبع بتحقيق: محمد بن علي الأكوع، نشر: طبعة العلم، 1979 م.

(4)

بياض في أ، والمثبت من باقي النسخ، وسامرّاء هي: بلدة على دجلة فوق بغداد. انظر: الحموي، البلدان، 3/ 173 - 178.

(5)

انظر: الصفدي، الوافي، 1/ 48؛ حاجي، كشف، 1/ 295؛ البغدادي، هدية، 5/ 506.

(6)

بياض في أ، والمثبت من باقي النسخ. وهي: بلدة من قواعد بلاد المغرب. انظر: الحموي، البلدان، 3/ 182. وكتاب القاضي عياض هو: العيون الستة في أخبار سبتة. انظر: ابن الخطيب، الإحاطة، 1/ 83؛ حاجي، كشف 1/ 295.

(7)

يقال لها بالعربية: سُمْران. انظر: الحموي، البلدان، 3/ 246 - 250؛ الحديثي، التواريخ المحلية، ص 61 - 63.

(8)

انظر: حاجي، كشف، 1/ 296؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 229.

(9)

ساقط من ب.

(10)

في أ: وأبي، والمثبت من باقي النسخ.

(11)

ليست في باقي النسخ.

(12)

في ب: الضريسي، وهو تحريف.

(13)

في أ، ق: الأردستاني، وفي ب: الأرُستاني، وفي ز: الأسترابادي، وهو تحريف. وعن كتابه انظر: =

ص: 415

الْحَافِظِ، وَ (لِأَبِي حَفْصٍ)

(1)

عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ النَّسَفِيِّ "الْقَنْدُ فِي ذِكْرِ عُلَمَاءِ سَمَرْقَنْدَ"

(2)

(وَقَدْ اخْتَصَرَهُ

(3)

الضِّيَاءُ المَقْدِسِيُّ)

(4)

.

"شَقُورَةُ" نَاحِيَةٌ بِقُرْطُبَةَ مِنْ بِلَادِ الْأنْدَلُسِ

(5)

: لِابْنِ إِدْرِيسَ

(6)

.

"شِيرَازُ"

(7)

: لِأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيرَازِيِّ الْقَصَّارِ

(8)

، وَكَذَا لِأَبِي الْقَاسِمِ الشِّيرَازِيِّ

(9)

وَجَمَعَ مَعَهَا

(10)

فَارِسَ.

"الصَّعِيدُ": لِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْكَاتِبِ

(11)

، وَلِلْكَمَالِ جَعْفَرٍ الْأدْفُوِيِّ "الطَّالِعُ السَّعِيدُ الْجَامِعُ (أَسْمَاءَ)

(12)

الفُضَلَاءِ

(13)

وَالرُّوَاةِ بِأَعْلَى الصَّعِيدِ" رَتَّبَهُ

= الذهبي، سير 17/ 226؛ الصفدي، الوافي، 1/ 48؛ الحديثي، التواريخ المحلية، ص 33؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 227.

(1)

ساقط من باقي النسخ.

(2)

انظر: الصفدي، الوافي، 1/ 48؛ حاجي، كشف، 1/ 296. وطبع بتحقيق: نظر الفاريابي، نشر مكتبة الكوثر، ط 1، 1412 هـ - 1991 م.

(3)

انظر: الحديثي، التواريخ المحلية، ص 33.

(4)

ساقط من ب.

(5)

انظر: الحموي، البلدان 3/ 355.

(6)

انظر: ابن الخطيب، الإحاطة، 1/ 83.

(7)

هو: بلد عظيم من بلاد فارس. انظر: الحموي، البلدان، 3/ 380.

(8)

انظر: الصفدي، الوافي، 1/ 48؛ حاجي، كشف، 1/ 296.

(9)

هو: هبة الله بن عبد الوارث، ثقة حافظ (ت 485 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 10/ 554؛ ابن كثير، بداية، 16/ 134، وقال:"له تاريخ حسن"؛ الصفدي، الوافي، 1/ 48؛ حاجي، كشف، 1/ 296.

(10)

في أ: معه، والمثبت من باقي النسخ.

(11)

انظر: حاجي، كشف، 1/ 297.

(12)

ساقط من باقي النسخ.

(13)

في باقي النسخ: للفضلاء. وعن اختلاف اسم الكتاب انظر: سعد محمد، مقدمة تحقيق: =

ص: 416

عَلَى الْحُرُوفِ فِي مُجَلَّدٍ.

"صَفَدُ"

(1)

: لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُثْمَانِيِّ، قَاضِيهَا

(2)

.

"صَقَلِّيَةُ"

(3)

: لِأَبِي زَيْدٍ الْغَمْرِيِّ

(4)

.

"صَنْعَاءُ"(لِإِسْحَاقَ ابْنِ جَرِيرٍ الزُّهْرِيِّ، وَهُوَ لَطِيفُ الْحَجْمِ مُفِيدٌ)

(5)

[سَيَأْتِي فِي اليَمَنِ]

(6)

.

["صَنْهَاجَةُ"]

(7)

: ..............................................

(8)

.

["صُورُ"

(9)

]: لِغَيْثٍ الْأَرْمَنَازِيِّ

(10)

.

= الأدفوي، الطالع السعيد، ص ع.

(1)

هي: مدينة في جبال عاملة المطلة على حمص بالشام. انظر: الحموي، البلدان، 3/ 412.

(2)

(ت بعد 780 هـ). قال حاجي: "قال ابن حجّي: لا ينبغي أن يُعتمد على نقله؛ لغفلة فيه". انظر: كشف، 1/ 297. وقد طبع بتحقيق: سهيل زكار، نشر: دار التكوين، دمشق، 2009 م.

(3)

هي: من جزائر بحر المغرب. انظر: الحموي، البلدان، 3/ 416.

(4)

في أ: العمري، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: الصفدي، الوافي، 1/ 49؛ حاجي، كشف، 1/ 297.

(5)

ساقط من: ب.

(6)

ساقط من باقي النسخ، والمثبت من: ب. انظر: الجندي، السلوك، 1/ 67، حاجي، كشف، 1/ 297 ..

(7)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(8)

بياض في جميع النسخ. قال روزنثال: "إن الفراغ الموجود هنا، وكذلك عند "لمتونة" و"المصامدة" قد يرجع أصله إلى أن الصفدي يذكر "تاريخ القبائل البربرية الثلاثة" دون اسم مؤلِّفها". انظر: الصفدي، الوافي، 1/ 49؛ وتبعهما حاجي، كشف، 1/ 303. وهناك كتاب: الديباجة في مفاخر صنهاجة. لأمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت (ت 529 هـ). لمزيد من التفاصيل انظر: عبد الواحد ذنون، ابن عذاري، ص 177 - 180.

(9)

بياض في أ، والمثبت من باقي النسخ. وصُور هي: مدينة مشرفة على بحر الشام داخلة في البحر. انظر: الحموي، البلدان، 3/ 433.

(10)

هو: غيث بن علي بن عبد السلام المعروف بابن الأرْمَنَازي، مؤرخ، وخطيب صور (ت 509 هـ).

ص: 417

"طَابَةُ": هِيَ الْمَدِينَةُ النَّبَوِيَّةُ.

"طَرَابُلُسُ"

(1)

: قَالَ السِّلَفِيُّ فِي "مُعْجَمُ السَّفَرِ": "صَنَّفَ لَهَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَحْبُوبٍ الطَّرَابُلُسِيُّ

(2)

تُوَيْرِيخًا

(3)

وَقَفْتُ عَلَيْهِ وَانْتَخَبْتُ مِنْهُ مَا اسْتَغْرَبْتُهُ، وَقَدْ كَتَبَ عَنِّي مُؤَلِّفُهُ كَثِيرًا وَحَدَّثَنِي بِهِ".

"طُلَيْطِلَةُ"

(4)

: لِابْنِ مُطَاهِرٍ

(5)

.

"العِرَاقُ" لاِبْنِ القَاطُولِيِّ

(6)

، وَلِأحْمَدَ ابْنِ [أَبِي] طَاهِرٍ

(7)

، وَلِلْصُّولِيِّ

(8)

.

= انظر: ابن عساكر، تاريخ، 48/ 124؛ الحموي، البلدان، 1/ 158. وعن كتابه: تاريخ صور قال ابن عساكر: "وجمع تاريخًا لصور إلا أنه لم يتمه". أما روزنثال فقال معلقًا: "عنبسة بن علي

وهو غير غيث بن علي

"! وهذا حشو لا فائدة منه.

(1)

ويقال: أَطْرابُلُس. وهي: مدينة على ساحل بحر الشام بين اللاذقية وعكّا. انظر: الحموي، البلدان، 1/ 216، 4/ 25.

(2)

(ت 521 هـ) وقال الحمويُّ: "كان له اهتمام بالتواريخ، وصنّف تاريخًا لطرابلس". انظر: البلدان 4/ 26؛ الذهبي، تاريخ، 11/ 371.

(3)

في أ: توريخًا، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الذهبي، تاريخ، 11/ 371.

(4)

هي: من مدائن الأندلس. انظر: الحموي، البلدان، 4/ 39.

(5)

هو: أحمد بن عبد الرحمن بن مطاهر الطُّلَيطلي، مؤرخ (ت 489 هـ). وكتابه: تاريخ فقهاء طليطلة. انظر: الذهبي، تاريخ، 10/ 623؛ ابن الخطيب، الإحاطة، 1/ 83. وقد مَرّ سابقًا.

(6)

في أ: العاطولي، وفي هامش ب: العاقولي، وفي ق: العاطوي، والمثبت من: ز، ومن: الصفدي، الوافي، 1/ 47؛ حاجي، كشف، 1/ 298. والقَاطُولي نسبة إلى قَاطُول وهو: اسم نهر كأنه مقطوع من دجلة. انظر: الحموي، البلدان، 4/ 297.

(7)

سبق الإشارة إليه. وانظر: سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 216.

(8)

انظر: سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 172؛ محمد القدحات، اتجاهات الكتابة التاريخية في العراق، ص 76 - 83.

ص: 418

"عَسْقَلَانُ"

(1)

: فَضَائِلُهَا لِأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ آدَمَ أَبِي مُحَمَّدٍ

(2)

.

"عَسْكَرُ مُكْرَمٍ"

(3)

: لِأَبِي أَحْمَدَ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيِّ

(4)

.

"غَازِيَانُ": فِي أَبِيوَرْدَ.

"غَرْنَاطَةُ": لِابْنِ الْخَطِيبِ (لِسَانِ الدِّينِ)

(5)

(أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ سَعِيدٍ)

(6)

فِي "الْإِحَاطَةُ"(وَهُوَ كِتَابٌ نَفِيسٌ، بِخَطِّهِ، فِي أَوْقَافِ سَعِيدِ السُّعَدَاءِ)

(7)

وَلَخَّصَ مِنْهُ الْبَدْرُ الْبَشْتَكِيُّ "مَرْكَزُ الْإِحَاطَةِ فِي أُدَبَاءِ غَرْنَاطَةَ"

(8)

. وَلِأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُزَيٍّ الْغَرْنَاطِيِّ الْأَدِيبِ، الْمُتَوَفَّى سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَسَبْعِ مِئَةٍ "تَارِيخُهَا"

(9)

فَحَصَلَ مِنْهُ جُمْلَةٌ مُسْتَكْثَرَةٌ، وَهُوَ قَبْلَ ابْنِ الْخَطِيبِ.

"فَارِسُ": تَقَدَّمَ فِي شِيرَازَ.

(1)

هي: مدينة في فلسطين. انظر: الحموي، البلدان، 4/ 122. ولابن عساكر: فضل عسقلان. انظر: الذهبي، سير، 20/ 561.

(2)

لم أقف على ترجمته! لكن يبدو أنه من القرن الرابع. انظر: شهاب الله بهادر، معجم ما ألف في فضائل وتاريخ المسجد الأقصى، ص 27.

(3)

هي: بلد من كور الأهواز. انظر: السمعاني الأنساب، 4/ 193.

(4)

هو: محدث، أديب (ت 382 هـ). انظر: السمعاني، الأنساب، 4/ 193؛ الذهبي، سير، 16/ 413 - 415.

(5)

ساقط من ب.

(6)

ساقط من باقي النسخ.

(7)

ساقط من ب.

(8)

انظر البغدادي، هدية، 6/ 186. وتوجد قطعة كبيرة منه بالمتحف البريطاني. انظر: محمد عبد الله عنان، مقدمة تحقيق: ابن الخطيب، الإحاطة؛ 1/ 17.

(9)

انظر: ابن حجر، الدرر، 4/ 165.

ص: 419

"فَاسُ"

(1)

: لابْنِ عَبْدِ الكَرِيمِ

(2)

، وَلِابْنِ أَبِي زَرْعٍ

(3)

، وَلِلزَّلَيْحِيِّ

(4)

.

"القَاهِرَةُ": .....................................

(5)

.

"قُرْطُبَةُ"

(6)

: لِلْزَّهْرَاوِيِّ

(7)

، وَلِابْنِ مُفَرِّجٍ

(8)

.

وَيُحَرَّرُ إِنْ كَانَ غَيْرَ الأَوَّلِ

(9)

وَ"فُقَهَاؤُهَا" لِابْنِ حَيَّانَ

(10)

.

(1)

هي: مدينة مشهورة كبيرة على بَرّ المغرب من بلاد البربر. انظر: الحموي، البلدان، 4/ 230.

(2)

انظر: ابن الخطيب، الإحاطة، 1/ 83؛ حاجي، كشف، 1/ 299. وقد طبع بعنوان: المستفاد في مناقب العباد بمدينة فاس وما يليها من البلاد. نشر: جامعة عبد المالك السعدي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تطوان، 2002 م.

(3)

في أ: درع، وفي ق: ذرع، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: مصادر ترجمته. وهو: علي بن محمد، مؤرخ (كان حيًّا قبل 726 هـ). انظر: حاجي، كشف، 1/ 299؛ البغدادي، هدية، 5/ 717؛ كحالة، مؤلفين، 7/ 181. وكتابه: الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب ومدينة فاس. طبع قديمًا بتصحيح كارل، مع الاختلاف في صاحب الكتاب.

(4)

في أغير مقروءة، وعند ابن الخطيب: للقونجي. انظر: الإحاطة: 1/ 83. والمثبت من باقي النسخ.

(5)

بياض في جميع النسخ، وفي هامش أ:"بياض ومحو بالأصل"، وفي هامش ب:"كذا"، وفي هامش ق:"وكذا في الأصل".

(6)

هي: مدينة عظيمة في وسط الأندلس. انظر: الحموي، البلدان، 4/ 324.

(7)

هو: عمر بن عبيد الله بن يوسف، محدّث (ت 454 هـ). انظر: الذهبي، سير 18/ 219؛ تاريخ، 10/ 52؛ حاجي، كشف، 1/ 300.

(8)

في جميع النسخ: مفرح، والمثبت من: السخاوي -كما سبق- ومن: ترتيب المدارك.

(9)

يعني: هل هو المذكور آنفًا -في موضعين- عند السخاوي!

(10)

في أ: حبان، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ.

ص: 420

["الْقَرَوِيُّونَ"

(1)

]: لِأَبِي عَبْدِ اللهِ ابْنِ حَارِثٍ

(2)

.

["قَزْوِينُ"

(3)

، : لِإمَامِ الدِّينِ أَبِي الْقَاسِمِ الرَّافِعِيِّ، الْمُسَمَّى بِـ "التَّدْوِينُ" وَالْأَصْلُ الْمُعْتَمَدُ مِنْهُ كَانَ (فِي كُتُبِ الْعَلَاءِ ابْنِ خَطِيبِ النَّاصِرِيَّةِ، وَانْتَخَبَهُ شَيْخُنَا بِحَلَبَ سَنَةَ آمِدَ

(4)

فِي كَرَارِيسَ، ثُمَّ صَارَ)

(5)

عِنْدَ الْمُحِبِّ ابْنِ الشِّحْنَةِ، وَكُتِبَتْ

(6)

مِنْهُ نُسَخٌ. وَمِنْ قَبْلِهِ لِأَبِي يَعْلَى الْخَلِيلِ بْنِ عَبْدِ الله الْخَلِيلِيِّ

(7)

.

"قَلْعَةُ يَحْصُبَ"

(8)

: لِابْنِ سَعِيدٍ

(9)

.......

(10)

وَيُحَرَّرُ مَعَ "الطَّالِعُ السَّعِيدُ فِي

(1)

بياض في أ، وفي ب، ق: القريون، وهو تحريف، وفي ز: القيروانيون. والمثبت من: مخطوطة ليدن -كما في ز- ومن: ترتيب المدارك. وقد سبق أن السخاوي ذكر ذلك عن القاضي عياض آنفًا.

(2)

له: تاريخ الإفريقييَن، و: كتاب قضاة قرطبة. انظر: الذهبي، سير 16/ 166؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 251 - 252. وقد سبق الإشارة إليه. وكان من المناسب أن تكون العبارة كذا: "

وفقهاؤها لابن حيّان، وقضاتها لأبي عبد الله ابن حارث".

(3)

بياض في أ، والمثبت من باقي النسخ. وهي: إحدى المدائن بأصبهان. انظر: السمعاني، الأنساب 4/ 493؛ الحموي، البلدان، 4/ 342.

(4)

وهي سنة: 836 هـ حيث حاصر الأشرف برسباي مدينة آمد. انظر: الضوء 3/ 9. ويقول الحموي: "وهي أعظم مدن ديار بكر

" انظر: معجم البلدان، 1/ 56 - 57.

(5)

ساقط من ب.

(6)

في باقي النسخ: وكتب.

(7)

انظر: حاجي، كشف، 1/ 70، البغدادي، هدية، 5/ 351.

(8)

هي: بالأندلس. انظر: الحموي، البلدان، 4/ 391.

(9)

هو: علي بن سعيد الغرناطي، مؤرخ، أديب (ت حوالي 685 هـ). انظر: ابن الخطيب، الإحاطة، 1/ 83؛ الذهبي، تاريخ، 15/ 264، كحالة، مؤلفين، 7/ 249.

(10)

بياض في ب، وفي هامش ق:"كذا في الأصل".

ص: 421

تَارِيخِ قَلْعَةِ بَنِي سَعِيدٍ"

(1)

.

"القَيْرَوَانُ": لِأبِي الْعَرَبِ الصِّنْهَاجِيِّ

(2)

، وَلِإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْقَاسِمِ الْقَيْرَوَانِيِّ

(3)

، وَلِأَبِي زَيْدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ "مَعَالِمُ الْإِيمَانِ وَرَوْضَاتُ الرِّضْوَانِ مِنْ عُلَمَاءِ الْقَيْرَوَانِ" وَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: إِنَّهُ صَنَّفَ مِنْ أَهْلِهَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِكِيُّ "رِيَاضُ

(4)

النُّفُوسِ" وَأَبُو بَكْرٍ عَتِيقُ بْنُ خَلَفٍ التُّجِيبِيُّ

(5)

"الِافْتِخَارُ" وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَشِيقٍ

(6)

، وَغَيْرُهُمْ كَأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدُونَ

(7)

.

"كِشُّ"

(8)

: لِأَبِي الْعَبَّاسِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعْتَزِّ الْمُسْتَغْفِرِيِّ الْحَافِظِ

(9)

.

(1)

لابن سعيد المذكور انظر: ابن الخطيب، الإحاطة، 1/ 83؛ البغدادي، إيضاح، 4/ 77. ولقد ذكر ابنَ سعيد الطالع السعيد أيضًا ضمن كتابه: المغرب في حلي المغرب. انظر: 2/ 160 - 186.

(2)

انظر ضبطها: الأنساب، 3/ 560. له: طبقات أهل القيروان. قال سزكين: "أفاد منه ابن حجر في الإصابة 1/ 766، ولسان الميزان 3/ 233، وابن خلكان في وفيات الأعيان 1/ 123". انظر: تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 236.

(3)

انظر: سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 243 - 244. وقد سبقت الإشارة إليه.

(4)

في أ: رياضة، والمثبت من باقي النسخ، ومن: عنوان الكتاب المطبوع.

(5)

هو: نزيل القيروان، مؤرخ (ت 422 هـ). وعن كتابه انظر: ابن الأبار، الحلة السيراء، ص 152؛ البغدادي، هدية، 5/ 651.

(6)

هو: مؤرخ، فقيه (ت نحو 380 هـ). انظر: الزركلي، الأعلام، 3/ 325.

(7)

هو: ففيه (ت 485 هـ). انظر: ابن بشكوال، الصلة، 2/ 240. وكتابه: تأسي أهل الإيمان بما طرأ على مدينة القيروان. انظر: البغدادي، هدية، 6/ 77، عبد الواحد ذنون، ابن عذاري، ص 182 - 184.

(8)

وردت في أبالسين المهملة، والمثبت من باقي النسخ. انظر: الحموي، البلدان، 4/ 460، 462، قحطان الحديثي، التواريخ، ص 64.

(9)

انظر: الذهبي، سير، 17/ 564؛ تاريخ، 9/ 516؛ حاجي، كشف، 1/ 308.

ص: 422

"كُوفَنُ": فِي أَبِيوَرْدَ.

"الْكُوفَةُ": لِابْنٍ مُجَالِدٍ

(1)

، وَلِعُمَرَ بْنِ شَبَّةَ

(2)

، وَلِأَبِي الْحَسَنِ

(3)

مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ [هَارُونَ بْنِ]

(4)

فَرْوَةَ التَّمِيمِيِّ الكُوفِيِّ النَّحْوِيِّ ابْنِ النَّجَّارِ

(5)

.

"لَمْتُونَةُ"

(6)

....................................................

(7)

"مَازَنْدَرَانُ"

(8)

: لِابْنِ أَبِي مُسْلِمٍ

(9)

.

"مَالَقَةُ"

(10)

: وَأَعْلَامُهَا وَأُدَبَاؤُهَا لَأِبِي الْعَبَّاسِ أَصْبَغَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ

(11)

.

(1)

انظر: الصفدي، الوافي، 1/ 47.

(2)

انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 180؛ الذهبي، سير، 12/ 371.

(3)

في أ، ب، ق: الحسين، وهو خطأ، والتصويب من: ز، ومن: مصادر ترجمته. انظر: الذهبي، سير، 17/ 100.

(4)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: مصادر ترجمته.

(5)

كتابه: تاريخ الكوفة. وقف عليه: الحموي، الأدباء، 4/ 7، 236، 5/ 280؛ حاجي، كشف، 1/ 302؛ البغدادي، هدية، 6/ 58؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 220.

(6)

هي: إحدى قبائل البربر. ولقد أفاد الذهبيُّ أن يحيى بن محمد المعروف بابن الصَّيْرفي (ت 557 هـ) له: تاريخ الدولة اللَّمْتُونية. انظر: تاريخ، 12/ 135.

(7)

بياض في جميع النسخ، في هامش ب:"كذا"، وفي هامش ق:"كذا في الأصل". وانظر التعليق على: صنهاجة.

(8)

في أ، ق: مارندار، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: الحموي، البلدان؛ حيث يقول عنها:"اسم لولاية طبرستان". انظر: 5/ 41.

(9)

انظر: الصفدي، الوافي، 1/ 57، حاجي، كشف، 1/ 302.

(10)

هي: مدينة بالأندلس. انظر: الحموي، البلدان، 5/ 43.

(11)

(ت 592 هـ). وكتابه: الإعلام بمحاسن الأعلام من أهل مالقة الكرام. انظر: عبد الله المرابط، =

ص: 423

وَعَمِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَضِرِ بْنِ عَسْكَرٍ الْغَسَّانِيُّ

(1)

لَهَا "تَارِيخًا"

(2)

لَمْ يُكْمِلْهُ، فَأَكْمَلَهُ ابْنُ أُخْتِهِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ خَمِيسٍ، وَسَمَّاهُ:"مَطْلَعُ الْأَنْوَارِ وَنُزْهَةُ الْبَصَائِرِ وَالْأَبْصَارِ فِيمَا احْتَوَتْ عَلَيْهِ مَالَقَةُ مِنَ الْأَعْلَامِ وَالرُّؤَسَاءِ وَالْأَخْيَارِ، وَتَقْيِيدُ مَا لَهُمْ مِنَ الْمَنَاقِبِ وَالْآثَارِ" وَاسْتَمَدَّ فِيهِ مِنْ تَارِيخِ ابْنِ الْفَرَضِيِّ، وَصِلَةِ ابْنِ بَشْكُوَالَ، وَتَارِيخِ الْحُمَيْدِيِّ وَالرَّازِيِّ وَابْنِ حَيَّانَ، بَلْ وَ"رِجَالُ مَالَقَةَ"

(3)

المُؤَلَّفُ، لِلْحَكَمِ

(4)

الْمُسْتَنْصِرِ، وَانْتَهَى كِتَابُ ابْنِ خَمِيسٍ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَسِتِّ مِئَةٍ، وَهُوَ فِي مُجَلَّدٍ لَطِيفٍ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ

(5)

. [وَ]

(6)

لِأَبِي زَيْدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ كِتَابٌ فِي الْمَشْهُورِينَ مِنْ عُلَمَاءِ مَالَقَةَ، رَتَّبَهُ عَلَى الطَّبَقَاتِ وَقَالَ: إِنَّ الْكُتُبَ الَّتِي لِأهْلِ الْقَيْرَوَانِ غَيْرُ مُخْتَصَّةٍ بِهِمْ: "رِيَاضُ

(7)

النُّفُوسِ" لِأَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ

= مقدمة تحقيق: مطلع الأنوار، نشر: دار الغرب، ط 1، 1420 هـ.

(1)

هو: فقيه مالكي تولّى القضاء (ت 636 هـ). انظر: الذهبي، سير، 23/ 65 - 66.

(2)

انظر: ابن الخطيب، الإحاطة، 1/ 83، حاجي، كشف، 1/ 302.

(3)

لإسحاق بن سلمة القَيْني (ت 368 هـ) كتاب في أخبار أهل الأندلس. أمر بجمعه المستنصر. انظر: الحموي، البلدان، 3/ 116؛ البغدادي، هدية، 5/ 200. أما السمعاني فنسبه لأبي إسحاق إبراهيم بن سلمة. انظر: الأنساب، 4/ 580.

(4)

في ب: للحكيم، وهو تحريف وهو: الحكم بن عبد الرحمن الأموي المرواني، أمير أندلسي مهتم بالثقافة والعلم (ت 366 هـ). انظر: ابن الأبار، الحلة السيراء، ص 116 - 120؛ الذهبي، سير، 8/ 269 - 271.

(5)

انظر: صلاح جرار، مقدمة تحقيق: ابن خميس، أدباء مالقة، ص 25.

(6)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(7)

في أ، ب، ق: رياضة، والمثبت من ز، ومن عنوان الكتاب المطبوع.

ص: 424

الْمَالِكِيِّ، وَ"الِافْتِخَارُ"

(1)

لِأَبِي بَكْرٍ عَتِيقِ بْنِ خَلَفٍ التُّجِيبِيِّ، وَ"تَارِيخُ" أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَشِيقٍ، وَ"تَارِيخُ" أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدُونَ.

"الْمَدِينَةُ النَّبَوِيَّةُ": لِعُمَرَ بْنِ شَبَّةَ

(2)

كَمَا فِي تَرْجَمَتِهِ، وَهُوَ عِنْدُ صَاحِبِنَا ابْنِ فَهْدٍ، نَقَلَهُ مِنْ نُسْخَةٍ بِخَطِّ شَيْخِنَا كَانَتْ عِنْدَ ابْنِ السَّيِّدِ عَفِيفِ الدِّينِ

(3)

.

وَلِلزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ

(4)

، وَلِمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيِّ فِي مُجَلَّدٍ لَطِيفٍ، وَأَظُنُّهُ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ السِّلَفِيُّ فِي آخِرِ فَهْرَسَتِهِ، وَكَذَا الشَّرِيفُ النَّسَّابَةُ، وَلِأَبِي بَكْرٍ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ الْفِرْيَابِيِّ

(5)

؛ ذَكَرَهُ أَبُو الْقَاسِمِ ابْنُ مَنْدَهْ

(6)

فِي "الْوَصِيَّةُ" لَهُ، وَلِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زَبَالَةَ فِي مُجَلَّدٍ ضَخْمٍ

(7)

.

وَجَمَعَ "فَضَائِلَهَا" الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَنَدِيُّ

(8)

[وَ] الشَّرِيفُ يَحْيَى بْنُ

(1)

انظر: البغدادي، هدية، 5/ 651. وقد سبق ذكره.

(2)

هو: أخبار المدينة المنوّرة. طبع بتحقيق: فهيم شلتوت، نشر: دار الأصفهاني، جدة، 1402 هـ.

(3)

هو: فقيه شافعي، صاحب عبادة (ت 880 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 9/ 232.

(4)

له: كتاب العقيق وأخباره. انظر: الحموي، أدباء، 3/ 350. البغدادي، هدية، 5/ 372. وأضاف سزكين له: أخبار المدينة. انظر: تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 149؛ الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 19 - 20.

(5)

في ب: الفرباني، وهو تصحيف. وهو: محدث (ت 301 هـ). انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 382؛ الذهبي، سير، 14/ 96 - 101.

(6)

هو: عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق، محدث (ت 470 هـ). انظر: الذهبي، سير، 18/ 349 - 354. وكتابه: الوصية، ذكره ابن حجر. انظر: تهذيب التهذيب، 4/ 87.

(7)

توجد قطعة منه عند: السَّمْهُودي، وفاء الوفا. وقد نشره وستنفلد بعنوان: أخبار المدينة؛ وفي (ط) طهران بعنوان: المدينة وأخبارها. انظر: عبد الله عسيلان، المدينة النبوية في آثار المؤلفين والباحثين قديمًا وحديثًا، ص 30 - 31؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 202.

(8)

طبع بتحقيق: محمد مطيع الحافظ وزميله، نشر: دار الفكر، دمشق، ط 1، 1405 هـ - 1985 م.

ص: 425

الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ الْعَلَوِيُّ

(1)

.

وَفِي "فَضَائِلِهَا وَمَآثِرِهَا وَمَعَالِمِهَا" الْمُحِبُّ ابْنِ النَّجَّارِ وَسَمَّاهُ: "الدُّرَّةُ الثَّمِينَةُ فِي أَخْبَاْرِ الْمَدِينَةِ"

(2)

وَذَيَّلَ عَلَيْهِ أَبُو الْعَبَّاسِ الْغَرَّافِيِّ

(3)

فِي كُرَّاسَةٍ.

وَلِأبِي الْيُمْنِ ابْنِ عَسَاكِرَ "إِتْحَافُ الزَّائِرِ"

(4)

، وَلِأَبِي مُحَمَّدٍ الْقَاسِمِ ابْنِ عَسَاكِرَ:"الْأنْبَاءُ الْمُبِينَةُ فِي فَضْلِ الْمَدِينَةِ"

(5)

. وَلِلْجَمَالِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفٍ الْمَطَرِيِّ

(6)

وَهُوَ مُفِيدٌ، وَلِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ

(7)

الْمَلِكِ الْمَرْجَانِيِّ، وَلِمُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ

(8)

، وَلِرَزِينٍ

(9)

.

وَلِلزَّيْنِ أَبِي بَكْرٍ ابْنِ الْحُسَيْنِ الْمَرَاغِي "تَحْقِيقُ النُّصْرَةِ بِتَلْخِيصِ مَعَالِمِ دَارِ

(1)

(ت تقريبًا 277 هـ). وكتابه مفقود، وقد أشار إليه السمهودي، وفاء الوفا، 1/ 352. انظر: عبد الله عسيلان، المدينة المنورة، ص 32 - 33.

(2)

طبع عدة مرات منها بتحقيق: حسين محمد شكري، نشر: دار المدينة المنورة، 1996 م.

(3)

في أ: أبو الحسن العراقي، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

نقل عنه السَّمْهُودي كثيرًا. انظر: عبد الله عسيلان، المدينة المنورة، ص 23؛ الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 50. وقد طبع بتحقيق: حسين شكري، نشر: دار الأرقم، بيروت.

(5)

انظر: حاجي، كشف، 1/ 171، 2/ 1278.

(6)

(ت 741 هـ). وكتابه هو: التعريف بما آنست الهجرة من معالم دار الهجرة، طبع عدة مرات منها بتحقيق: محمد عبد المحسن الخيال، 1372 هـ.

(7)

في ز، ق: عبيد، وهو تحريف. وعند حاجي كذا:"تاريخ المدينة لأبي محمد عبد الله بن أبي عبد الله المرجاني"! انظر: كشف، 1/ 302، وله أخ هو: عبد الله بن عبد الملك المرجاني له: بهجة النفوس والأسرار في تاريخ دار هجرة المختار. انظر نسخه ومخطوطاته: الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 71 - 72.

(8)

يذهب روزنثال -في تعليقه- أنه النّطاح! مع تردد روزنثال في الترجيح فإني لم أجد للنّطاح كتابًا في: فضل المدينة!

(9)

(ت 535 هـ) وقيل (ت 524 هـ) انظر: ابن بشكوال، الصلة 1/ 261، الذهبي، سير، 20/ 205. نقل عنه السمهودي. انظر: عسيلان، المدينة، ص 28؛ الهيلة، التلويخ والمؤرخون بمكة، ص 33.

ص: 426

الْهِجْرَةِ"

(1)

. وَلِلْمَجْدِ الفِيرُوزَآبَادِيِّ اللُّغَوِيِّ كِتَابٌ سَمَّاهُ: "الْمَغَانِمُ

(2)

الْمُطَابَةُ فِي فَضَائِلِ طَابَةَ"

(3)

.

وَلِلْبَدْرِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ ابْنِ فَرْحُونَ "نَصِيحَةُ الْمُشَاوِرِ وَتَعْزِيَةُ الْمُجَاوِرِ" يَشْتَمِلُ عَلَى تَرَاجِمَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فِي مُجَلَّدٍ، وَسَبَقَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَمِينٍ الْآقْشِهْرِيُّ

(4)

فَعَمِلَ كِتَابًا سَمَّاهُ: "الرَّوْضَةُ"

(5)

فِيهِ أَسْمَاءُ مَنْ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ، تَنَاوَلَهُ الْقُطْبُ الْحَلَبِيُّ

(6)

.

وَلِلْعَفِيفِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ الْجَمَالِ مُحَمَّدِ بْنِ (أَحْمَدَ بْنِ)

(7)

خَلَفٍ الْمَطَرِيِّ "الإِعْلَامُ فِيمَنْ دَخَلَ الْمَدِينَةَ مِنَ الْأعْلَامِ"

(8)

وَلِلسَّيَدِ نُورِ الدِّينِ السَّمْهُودِيِّ فِي تَارِيخِهَا مُؤَلَّفٌ حَافِلٌ (مُفْتَقِرٌ إِلَى تَحْرِيرٍ وَنَظَرٍ)

(9)

.

(1)

طبع بتحقيق: محمد عبد الجواد، نشر: المكتبة العلمية، المدينة المنورة، ط 1، 1374 هـ - 1955 م. وقد لخّص فيه المؤلف كتابَي ابن النجار وكتاب المطري. انظر: عسيلان، المدينة، ص 57.

(2)

في ب، ق: المعالم.

(3)

طبع بتحقيق: حمد الجاسر فيما يتعلق بذكر أماكن المدينة المنورة، نشر: دار اليمامة للبحث والترجمة، الرياض، ط 1، 1389 هـ - 1969 م. انظر: عسيلان، المدينة، ص 161؛ الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 95.

(4)

منسوب إلى آقشهر بقونية. انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 309.

(5)

هو: الروضة الفردوسية. نقل عنه السَّمهودي في مواضع، وتوجد في ألمانيا نسخة نفيسة وعليها قراءات. انظر: عسيلان، المدينة ص 97 - 98؛ الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 63 - 64. وطبع الكتاب في مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن، 1430 هـ.

(6)

عند عسيلان: الحنفي! وكتابه: تاريخ المدينة. توجد منه نسخة خطية مصوّرة في دارة الملك عبد العزيز. انظر: عسيلان، المدينة، ص 50.

(7)

ساقط من ب، ق.

(8)

انظر: ابن حجر، الدرر 2/ 285.

(9)

ساقط من ب.

ص: 427

وَكَذَا جَمَعْتُ لَأُنَاسِهَا مُؤَلَّفًا

(1)

فِي الْمُسَوَّدَةِ، وَبَيَّضْتُ

(2)

بَعْضَهُ (وَقَلَّ مَنْ عَلِمْتُهُ خَصَّهُمْ بِالْإِفْرَادِ)

(3)

وَمَا رَقَمْتُ عَلَيْهِ بُتَّ

(4)

عِنْدَ صَاحِبِنَا ابْنِ فَهْدٍ.

"مَرَاغَةُ"

(5)

: لِابْنِ المُثَنَّى

(6)

.

"مَرْوُ"

(7)

: حَدَّثَ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنْ أَبِي عِصْمَةَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبَّادٍ الْمَرْوَزِيِّ، عَنْ أَبِي رَجَاءَ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَوَيْه

(8)

السِّنْجِيِّ

(9)

الهُورْقَانيِّ

(10)

بِكِتَابِ "تَارِيخُ الْمَرَاوَزَةِ"

(11)

لَهُ، قَالَهُ الْخَطِيبُ

(12)

.

(1)

هو: التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة. طبع عدة مرات عن نسخة ناقصة. انظر: مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص 66 - 67؛ بدر العماش، السخاوي وجهوده، 1/ 259 - 263؛ عسيلان، المدينة المنورة، ص 55.

(2)

في باقي النسخ: بيض.

(3)

ساقط من ب.

(4)

كذا في جميع النسخ دون ضبط، أما روزنثال فيري -كما في تعليقه- أنها: رأيت.

(5)

هي: من بلدان أذربيجان. انظر: الحموي، البلدان، 5/ 93 - 94.

(6)

انظر: الصفدي، الوافي، 1/ 57، حاجي، كشف، 1/ 303.

(7)

هي: مَرْو الشاهجان، وهي أشهر مُدن خُراسان، وهي الآن في تركمنستان. انظر: الحموي، البلدان، 5/ 112 - 116؛ الحديثي، التواريخ المحلية، ص 65؛ ماليز، الأطلس التاريخي، ص 178.

(8)

في أ، ب: حمودية، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: مصادر ترجمته.

(9)

في أ: الشيخي، وفي ق: الشنجي، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: السمعاني، الأنساب.

(10)

كذا ضبطها السمعاني. انظر: الأنساب، 5/ 656. أما ابن الأثير فضبطها بفتح الراء والقاف. انظر: اللباب، 3/ 395.

(11)

انظر: السمعاني، الأنساب، 3/ 233، 5/ 656؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 224.

(12)

انظر: تاريخ بغداد، 3/ 79، السمعاني، الأنساب، 5/ 656.

ص: 428

وَلِأَبِي الْفَضْلِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ بِشْرٍ "تَارِيخُهَا"

(1)

أَيْضًا، وَلِأَبِي صَالِحٍ الْمُؤَذِّنِ

(2)

. قَالَ أَبُو سَعْدٍ

(3)

السَّمْعَانِيُّ: "مُسَوَّدَتُهُ عِنْدَنَا". وَلِأَحْمَدَ ابْنِ سَيَّارٍ

(4)

، وَلِلسَّمْعَانِيِّ أَبِي سَعْدٍ، وَهُوَ يَزِيدُ عَلَى عِشْرِينَ مُجَلَّدًا

(5)

وَعَلَى الْمُعْجَمِ لِأَبِي الْعَبَّاسِ [أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَعْدَانِيِّ]

(6)

.

"المَرِيَّةُ"

(7)

: لِابْنِ خَاتِمَةِ

(8)

(وَ)

(9)

لِابْنِ الحَاجِّ

(10)

.

(1)

هو: تاريخ أهل مرو من أهل العلم. انظر: السهمي، تاريخ جرجان، ص 383؛ ابن فندق، تاريخ بيهق، ص 113؛ الذهبي، سير، 8/ 381.

(2)

هو: أحمد بن عبد الملك المؤذن، حافظ (ت 470 هـ). وعن كتابه انظر: الحموي، الأدباء، 1/ 464؛ الذهبي، سير، 18/ 420؛ الحديثي، التواريخ المحلية، ص 35 - 36.

(3)

في أ: السعد.

(4)

انظر: ابن فندق، تاريخ بيهق، ص 113 - 114؛ الصفدي، الوافي، 1/ 48؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 223؛ الحديثي، التواريخ المحلية، ص 35.

(5)

انظر: ابن الأثير، اللباب، 1/ 14؛ الذهبي، سير، 20/ 460؛ الصفدي، الوافي، 1/ 48؛ حاجي، كشف، 1/ 303؛ الحديثي، التواريخ المحلية، ص 36.

(6)

بياض في أ، وكُتب بهامشها:"بياض بالأصل"، وفي ق: المقداني، والمثبت من باقي النسخ. والمشار إليه: محدث (ت 375). انظر: السمعاني، الأنساب، 5/ 339. وعن كتابه. انظر: ابن فندق، تاريخ بيهق، ص 114؛ حاجي، كشف، 1/ 303؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 226؛ الحديثي، التواريخ المحلية، ص 35، ووقع عنده: الحمداني! فليصحح.

(7)

هي: من بلاد الأندلس. انظر: الحموي، البلدان، 5/ 119.

(8)

في أ: حاتمة، والتصويب من باقي النسخ. وهو: أحمد بن علي بن محمد الأنصاري، مؤرخ وشاعر (ت 770 هـ) انظر: ابن الخطيب، الكتيبة الكامنة، 1/ 239؛ كحالة، مؤلفين، 2/ 19 - 20. وكتابه: مزية المرية على غيرها من البلاد الأندلسية. انظر: المقري، نفح الطيب، 1/ 163؛ البغدادي، إيضاح، 4/ 472.، هدية، 5/ 113.

(9)

ساقط من ب.

(10)

هو: محمد بن محمد بن إبراهيم، أديب مؤرخ (ت 771 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 4/ 155 =

ص: 429

["المُصَامِدَةُ]

(1)

................................

(2)

"مِصْرُ": لِأَبِي سَعِيدِ ابْنِ يُونُسَ "تَارِيخُهَا" وَ"الْغُرَبَاءُ" أَيْضًا، وَ"ذَيَّلَ"

(3)

عَلَيْهِ أَبُو الْقَاسِمِ (يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْحَضْرَمِيُّ)

(4)

ابْنُ الطَّحَّانِ فِيهِمَا مَعًا. وَ"فُتُوحُهَا" لِابْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ

(5)

. وَ"الْبُغْيَةُ وَالِاغْتِبَاطُ فِيمَنْ وَلِيَ مِصْرَ الْفُسْطَاطَ"

(6)

لِأَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَعِيدٍ الْهَاشِمِيِّ الأخْبَارِيِّ. وَ"أَخْبَارُهَا وَفَضَائِلُهَا"

(7)

لِابْنِ زُولَاقَ.

= -157، حاجي، كشف، 1/ 303، الزركلي، الأعلام، 7/ 39.

(1)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ. ومصمودة، وهي قبيلة من البربر من أهل المغرب. انظر: السمعاني، الأنساب، 5/ 315. ويقول روزنثال معلقًا:"والمقصود هنا هو تاريخ الموحدين". وانظر: حسن علي، الحضارة في المغرب والأندلس، ص 299 - 306.

(2)

بياض في جميع النسخ، وفي هامش ق:"كذا في الأصل".

(3)

طبع بتحقيق: محمود الحداد، نشر: دار العاصمة، الرياض، ط 1، 1408 هـ.

(4)

ساقط من باقي النسخ.

(5)

في أ: عبد الملك، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن مصادر ترجمته. وكتابه: فتوح مصر. طبع عدة مرات منها بتحقيق: توري، ليدن، 1922 م. وبتحقيق: عبد المنعم عامر، نشر: الذخائر، مصر، 1961 م، وبتحقيق: محمد الحجيري، نشر: دار الفكر، بيروت، 1416 هـ - 1996 م.

(6)

انظر: الذهبي، تاريخ، 12/ 851. والمشار إليه: أخباري فقيه مالكي (ت 588 هـ). وسيذكر المؤلف هذا الكتاب وصاحبه في آخر البحث، وهذا من أوهامه في التكرار. وهناك دراسة عن هذا الكتاب ومؤلفه انظر: ياسر نور، مجلة اتحاد الجامعات العربية للآداب، جامعة اليرموك، الأردن، مج 8، ع 1، ص 261 - 281، 2011 م.

(7)

انظر: نسخه ومخطوطاته. سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 242. والعجيب أن السخاوي سيعيد هذه المعلومة بعد سطر! وقد طبع الكتاب بتحقيق: علي محمد عمر، نشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، 1999 م.

ص: 430

وَصَنَّفَ أَبُو عُمَرَ الْكِنْدِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْفَرْغَانِيُّ

(1)

، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زُولَاقَ "فَضَائِلُ مِصْرَ وَأَخْبَارُهَا". (وَلِشَيْخِنَا "رَفْعُ الْإصْرِ عَنْ قُضَاةِ مِصْرَ" ذَيَّلْتُ عَلَيْهِ)

(2)

وَمِنْ قَبِلِهِمْ سَعِيدُ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ

(3)

، وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ

(4)

، وَغَيْرُهُمْ "تَارِيخُهَا".

وَجَمَعَهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ المُسَبِّحِيُّ

(5)

فِي "تَارِيخٍ"

(6)

كَبِيرٍ، "وَذَيَّلَ"

(7)

عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مُيَسَّرٍ، وَهُوَ فِي مُجَلَّدَيْنِ، عِنْدَ الْمُحِبِّ ابْنِ الْأَمَانَةِ

(8)

أَوَّلُهُمَا، وَعِنْدَ الْبَدْرِ الشَّاذِلِيِّ

(9)

ثَانِيهُمَا.

وَجَمَعَ الْقُطْبُ الْحَلَبِيُّ لِلْمِصْرِيِّينَ "تَارِيخًا" حَافِلًا (عِنْدِي مِنْ مُسَوَّدَتِهِ بِخَطِّهِ

(1)

هو: عبد الله بن أحمد، مؤرخ (ت 362 هـ). له: الذيل على تاريخ الطبري. انظر: الذهبي، سير، 16/ 132 - 133، البغدادي، هدية، 5/ 449.

(2)

ساقط من ب.

(3)

هو: محدث (ت 224 هـ). انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 152؛ الذهبي، سير، 10/ 327 - 330؛ البغدادي، هدية، 5/ 388.

(4)

هو: محدث، مؤرخ (ت 226 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ 5/ 577؛ سزكين، تاريخ، 1/ القسم الثاني، ص 247 - 248.

(5)

في ز: المسيحي، وهو تصحيف. وهو: رافضي مؤرخ، أديب (ت 420 هـ). انظر: الذهبي، سير، 17/ 361.

(6)

له: أخبار مصر. طبع بتحقيق: وليم ميلورد، نشر: الهيئة المصرية العامة، 1980 م.

(7)

طبع المنتقى منه بتحقيق: أيمن فؤاد سيد، نشر: المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية، 1981 م.

(8)

هو: محمد بن محمد بن أحمد القاهري، فقيه شافعي. انظر: السخاوي، الضوء، 9/ 7 - 8.

(9)

هو: حسين بن علي القاهري الشافعي، كان يتكسب بسوق الكتب (ت 891 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 3/ 149 - 150.

ص: 431

مُجَلَّدَاتٍ تَزِيدُ عَلَى الْعَشْرَةِ

(1)

، وَهُوَ عَلَى الحُرُوفِ)

(2)

وَمَا أَكْمَلَهُ، بَيَّضَ مِنْهُ مَنِ اسمُهُ مُحَمَّدٌ (كَمَا عِنْدِي أَيْضًا)

(3)

فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتٍ.

وَلِوَلَدِهِ التَّقِيِّ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ فِيهِ زَوَائِدُ كَثِيرَةٌ، وَكَذَا لِلتَّقِيِّ الْمَقْرِيزِيِّ كِتَابٌ حَافِلٌ (عَلَى الْحُرُوفِ أَيْضًا)

(4)

فِي ذَلِكَ، فِي خَمْسَةَ عَشَرَ مُجَلَّدًا فَأَكْثَرَ، بَلْ قَالَ: إِنَّهُ لَوْ تَوَجَّهَ لَهُ لَجَاءَ فِي ثَمَانِينَ، أَوْ كَمَا قَالَ.

وَلَهُ أَيْضًا "عَقْدُ جَوَاهِرِ الْأَسْفَاطِ فِي ذِكْرِ مُلُوكِ مِصْرَ وَالْفُسْطَاطِ"

(5)

وَهُوَ مَعَ كِتَابِهِ "اتِّعَاظُ

(6)

الْحُنَفَاءِ بِأَخْبَارِ الْأَئِمَّةِ الْفَاطِمِيِّينَ الْخُلَفَاءِ" يَشْتَمِلَانِ عَلَى ذِكْرِ مَنْ مَلَكَ مِصْرَ مِنَ الْأُمَرَاءِ وَالْخُلَفَاءِ، وَمَا كَانَ فِي أَيَّامِهِمْ مِنَ الْحَوَادِثِ وَالْأَنْبَاءِ، مُنْذُ فُتِحَتْ وَإِلَى أَنِ انْقَرَضَتِ الدَّوْلَةُ الْفَاطِمِيَّةُ، ثُمَّ وَصَلَهُ بِكِتَابِهِ "السُّلُوكُ" كَمَا تَقَدَّمَ.

وَجَمَعَ خِطَطَهَا وَشَيْئًا مِنْ أَخْبَارِ مَنْ دَخَلَهَا مِنَ الصَّحَابَةِ، وَمَنْ مَاتَ مِنْهُمْ بِهَا، وَأَسْمَاءِ الصَّالِحِينَ، وَأَمَاكِنِ قُبُورِهِمْ وَآثَارِهِمْ [وَعَجَائِبِهَا وَمَا يُنْسَبُ إِلَيْهَا]

(7)

: الْقُضَاعِيُّ

(8)

، وَأَبُو عُمَرَ الْكِنْدِيُّ

(9)

، وَلِمُحَمَّدِ بْنِ أَسْعَدَ الْجَوَّانِيِّ الشَّرِيفِ "النُّقَطُ

(1)

في أ: عشرة، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

ساقط من ب.

(3)

ساقط من ب. وانظر: ابن حجر، تبصير المنتبه، 1/ 217، 468؛ الدرر، 1/ 9.

(4)

ساقط من باقي النسخ. وهو كتاب: المقفى الكبير، تحقيق: محمد اليعلاوي، نشر: دار الغرب الإسلامي، ط 1، 1987 م.

(5)

في ز، ق: عقد جواهر الأسفاط من أخبار مدينة الفسطاط. ذكره المقريزي في كتابه: اتعاظ الحنفا، 1/ 4.

(6)

في أ، ب، ق: إيقاظ، وهو تحريف، والتصويب من: ز، ومن عنوان الكتاب المطبوع.

(7)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(8)

انظر: حاجي، كشف، 1/ 715، 2/ 1622، البغدادي، هدية، 6/ 71.

(9)

انظر: حاجي، كشف، 1/ 715.

ص: 432

عَلَى الْخِطَطِ"

(1)

.

وَكَذَا جَمَعَ خُطَطَهَا الْمَقْرِيزِيُّ، وَهُوَ مُفِيدٌ؛ قَالَ لَنَا شَيْخُنَا: إِنَّهُ ظَفِرَ بِهِ مُسَوَّدَةً لِجَارِهِ الشِّهَابِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَوْحَدِيِّ، بَلْ كَانَ بَيِّضْ بَعْضَهُ، فَأَخَذَهَا وَزَادَ عَلَيْهِ زِيَادَاتٍ وَنَسَبَهَا لِنَفْسِهِ

(2)

.

وَلإِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَعِيدٍ "الْبُغْيَةُ وَالِاغْتِبَاطُ فِي أَخْبَارِ مِصْرَ وَالْفُسْطَاطِ".

"المَغْرِبُ": "تَارِيخُ"

(3)

عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حَبِيبٍ، وَطَبَقَاتِ الْفُقَهَاءِ وَفَضَائِلِهِمْ، وَالدَّوْلَةُ الْغَرْبِيَّةُ تَتِمَّةُ دَوْلَةِ بَنِي أُمَيَّةَ بِالْمَغْرِبِ، وَ"الْمُغْرِبُ فِي حُلِيِّ الْمَغْرِبِ"

(4)

لِابْنِ سَعِيدٍ، و"الْمُغْرِبُ فِي مَحَاسِنِ الْمَغْرِبِ"

(5)

(لَهُ أَيْضًا، وَبَعْضُهَا بِالمُؤَيَّدِيَّةِ، بَلْ لَهُ أَيْضًا "المُشْرِقُ فِي [أَخْبَارِ]

(6)

المَشْرِقِ")

(7)

(8)

.

"مَكَّةُ": جَمَعَ فَضَائِلهَا -عَلَى نَمَطِ الْأَزْرَقِيِّ وَالْفَاكِهِيِّ- الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(1)

انظر: المقريزي، الخطط 1/ 12، 2/ 69، ابن حجر، لسان 5/ 74.

(2)

انظر: ابن حجر، إنباء 2/ 406؛ السخاوي، الضوء، 1/ 358 - 359. والملاحظ أني لم أجد تصريح ابن حجر المذكورَ في كتبه، إلا أن نقل السخاوي عنه مشافهة حجة؛ فهو تلميذه ووارث علمه.

(3)

طبع بتحقيق: خورخي أغوادي، مدريد، المجلس الأعلى للأبحاث العلمية، معهد التعاون مع العالم العربي، 1991 م.

(4)

طبع بتحقيق: شوقي ضيف، نشر: دار المعارف، القاهرة، 1955 م.

(5)

انظر: حاجي، كشف، 2/ 1747.

(6)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(7)

انظر: حاجي، كشف، 2/ 1693. وطبع مع المغرب في إحدى نشراته.

(8)

ساقط من ب.

ص: 433

أَبُو سَعِيدٍ الْجَنَدِيُّ

(1)

، وَأَبُو سَعِيدٍ الشَّعْبِيُّ -وَيُحَرَّرُ مَعَ الْأوَّلِ

(2)

- وَأَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ

(3)

، ثُمَّ الْحَافِظُ الضِّيَاءُ الْمَقَدِسِيُّ

(4)

.

وَلِأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ

(5)

ابْنِ القَيِّمِ "تَفْضِيلُ

(6)

مَكَّةَ"

(7)

. وَتَفَاخَرَ شَاعِرَانِ بِالْحَرَمَيْنِ فَحَكَمَ بَيْنَهُمَا شاعِرٌ عِجْلِيٌّ

(8)

بِقَصِيدَةٍ مِنْهَا:

يَا أَيُّهَا المَدَنِيُّ أَرْضُكَ [فَضْلُهَا]

فَوْقَ البِلَادِ وَفَضْلُ مَكَّةَ أَفْضَلُ

وَ"تَارِيخُهَا"

(9)

أَبُو الْوَلِيدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ

(1)

له: فضائل مكة. توجد قطعة صغيرة بالمكتبة الظاهرية بدمشق (رقم: 1121 - حديث). انظر: السنيدي، معجم ما ألف عن مكة، ص 205. وقال سزكين: "منه نص مقتبس في معجم البلدان

". انظر: تاريخ التراث 1/ القسم الثاني، ص 208؛ الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 23 - 24.

(2)

هو: الجَنَدِي كما هو ظاهر (ت 308 هـ). انظر: السمعاني، الأنساب، 2/ 96؛ الذهبي، سير، 14/ 257.

(3)

قال محققو العلل: "فتكنية عبد الرحمن بـ "أبي الفرج" توحي بأنه شخص آخر غير أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، أو يكون هناك خطأ في هذه الكنية". انظر: مقدمة تحقيق، ابن أبي حاتم، العلل، ص 117. وسيورده السخاوي لاحقًا.

(4)

انظر: السنيدي، معجم ما ألف عن مكة، ص 17.

(5)

في ق، ز: لأبي عبد الله بن محمد، وهو خطأ. والتصويب من: ابن رجب، ذيل، 5/ 170؛ ابن حجر، الدرر، 3/ 400 - 403.

(6)

في ب: تفضل، وهو تحريف.

(7)

انظر: السنيدي، معجم ما ألف عن مكة، ص 115.

(8)

نسبه ابن عساكر إلى رجل من بني عِجْل وقال: "ناسكٌ كان مقيمًا بجدة مرابطًا". وما بين المعكوفتين في الشطر الأول ساقط من جميع النسخ، وهي زيادة من: ابن عساكر، تاريخ دمشق، 17/ 179.

(9)

طبع بتحقيق: رشدي الصالح، نشر: مطابع دار الثقافة، مكة المكرمة، 1403 هـ - 1983 م.

ص: 434

عُقْبَةَ بْنِ الْأَزْرَقِ الْأَزْرَقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْفَاكِهِيُّ

(1)

-وَكَانَا فِى الْمِئَةِ الثَّالِثَةِ- وَالْفَاكِهِيُّ مُتَأَخِّرٌ عَنِ الْأَوَّلِ قَلِيلًا -ظَنًّا- وَكِتَابُهُ فِي مُجَلَّدَيْنِ.

وَأَبُو زَيْدٍ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ النُّمَيْرِيُّ

(2)

لَكِنْ لَمْ يَقِفْ عَلَيْهِ الْفَاسِيُّ، وَكَتَبَهُ صَاحِبُنَا ابْنُ فَهْدٍ بِخَطِّهِ -فِي مُجَلَّدٍ- قَالَ:"وَهُوَ عَلَى نَمَطِ كِتَابَيِ الْأَزْرَقِيِّ وَالْفَاكِهِيِّ".

وَالزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، وَرَزِينُ بْنُ مُعَاوِيَةَ السَّرَقُسْطِيُّ

(3)

-لَخَّصَهُ مِنْ "تَارِيخِ" الْأزْرَقِيِّ (وَلِسَعْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ الْإِسْفَرايِينِيِّ "زُبْدَةُ الْأَعْمَالِ وَخُلَاصَةُ الْأَفْعَالِ"

(4)

فِي فَضَائِلِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، اخْتَصَرَهُ مِنْ "تَارِيخُ" الْأَزْرَقِيِّ -كَمَا ذَكَرَهُ فِي خُطْبَةِ كِتَابِهِ- وَهُوَ عِنْدُ كَاتِبِهِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ فَهْدٍ، لَطَفَ اللهُ بِهِمْ)

(5)

.

وَالْمُحِبُّ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ النَّجَّارِ الْبَغْدَادِيُّ، سَمَّاهُ:"نُزْهَةُ الْوَرَى فِي ذِكْرِ أُمِّ الْقُرَى"

(6)

.

(1)

طبع بتحقيق: عبد الملك بن دهيش، مكة المكرمة، 1407 هـ - 1986 م. ولعبد الله بن حمد الحقيل دراسة تحليلية للكتاب في مجلة الدارة، ع 3، 1409 هـ، ص 228 - 232. انظر: السنيدي، معجم ما ألف عن مكة، ص 59.

(2)

انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 180. وقال سزكين: "توجد منه قطع في الإصابة

". انظر: تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 206؛ السنيدي، معجم ما ألف عن مكة، ص 79، 222.

(3)

له: أخبار مكة والمدينة وفضلهما. انظر: ابن خير، فهرسته، ص 346؛ الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 33 - 34.

(4)

طبع بتحقيق: مركز الدراسات والبحوث، نشر: مكتبة نزار مصطفى الباز، م ط 1، 1418 هـ - 1997 م. وانظر: الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 74 - 80.

(5)

ساقط من ب.

(6)

انظر: حاجي، كشف، 2/ 1950؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 59.

ص: 435

وَلِلْجَمَالِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْمُحِبِّ الطَّبَرِيِّ الْمَكِّيِّ الشَّافِعِيِّ "التَّشْوِيقُ إِلَى زِيَارَةِ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ"

(1)

.

وَالْجَمَالُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّبِيدِيُّ النَّاسِخُ -عُرِفَ بِابْنِ الْمُؤَذِّنِ- وَسَمَّاهُ: "مُثِيرُ الْغَرَامِ إِلَى الْبَلَدِ الْحَرَامِ"(وَلِلْهَادِي بْنِ إِبْرَاهِيمَ)

(2)

ابْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُرْتَضَى الْحَسَنِيِّ الزَّيْدِيِّ

(3)

أَحَدِ شُيُوخِ التَّقِيِّ ابْنِ فَهْدٍ "زَهْرَةُ الْخُزَامِ فِي فَضَائِلِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ" وَلِزَيْدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُرْتَضَى الْحَسَنِيِّ وَزِيرِ الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ "تَارِيخُهَا"

(4)

.

وَلِابْنِ الْجَوْزِيِّ "مُثِيرُ الْعَزْمِ السَّاكِنِ لِأشْرَفِ الْأمَاكِنِ"

(5)

وَلِعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ "كِتَابُ مَكَّةَ"، وَكَذَا لِأَبِي سَعِيدِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ

(6)

وَأَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بْنِ مَنْدَهْ -كَمَا أَثْبَتَ الثَّلَاثَةَ أَبُو الْقَاسِمِ الْمَذْكُورُ فِي "الْوَصِيَّةُ" لَهُ- وَلِلْمَجْدِ الْفَيْرُوزَآبَادِيِّ "مُهِيجُ الْغَرَامِ إِلَى الْبَلَدِ الْحَرَامِ"

(7)

(وَ"إِثَارَةُ

(1)

طبع بتحقيق: محمد حسن إسماعيل، نشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1419 هـ - 1998 م. وانظر: الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 58 - 59.

(2)

في باقي النسخ: والهادي إبراهيم، وهو خطأ.

(3)

في أ، ق: الزبيدي، والمثبت من باقي النسخ، ومن: ابن حجر، إنباء، 3/ 210؛ السخاوي، الضوء، 10/ 206.

(4)

انظر: حاجي، كشف، 1/ 306؛ السنيدي، معجم ما ألف عن مكة، ص 99.

(5)

طبع بتحقيق: مرزوق علي، نشر: دار الراية، الرياض، ط 1، 1415 هـ - 1995 م.

(6)

انظر: الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 26.

(7)

انظر: حاجي، كشف، 2/ 1916؛ السنيدي، معجم ما ألف عن مكة، ص 268؛ الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 95.

ص: 436

الْحَجُونِ إِلَى زِيَارَةِ الْحُجُونِ")

(1)

(2)

.

وَلِلتَّقِيِّ الْفَاسِيِّ "شِفَاءُ الْغَرَامِ بِأَخْبَارِ الْبَلَدِ الْحَرَامِ"

(3)

وَهُوَ أَوْسَعُهَا، وَ"تُحْفَةُ الْكِرَامِ"

(4)

كُلٌّ مِنْهُمَا فِي مُجَلَّدٍ.

وَاخْتَصَرَ أَوَّلَهُمَا وَسَمَّاهُ: "تُحْفَةُ الْكِرَامِ" أَيْضًا، وَاخْتَصَرَهُ فِي "تَحْصِيلُ الْمَرَامِ"

(5)

ثُمَّ فِي "هَادِي ذَوِي الْأَفْهَامِ"

(6)

ثُمَّ فِي "الزُّهُورُ الْمُقْتَطَفَةُ مِنْ تَارِيخِ مَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ"

(7)

ثُمَّ فِي "تَرْوِيحُ الصُّدُورِ بِاخْتِصَارٍ الزُّهُورِ"

(8)

ثُمَّ فِي آخَرَ، وَلَهُ فِي الرِّجَالِ (مِمَّا قَلَّ أَنْ يُسْبَقَ إِلَى اخْتِصَاصِهِمْ بِالْإِفْرَادِ)

(9)

"الْعِقْدُ الثَّمِينُ فِي تَارِيخِ الْبَلَدِ الْأَمِينِ" أَرْبَعَةُ أَسْفَارٍ، وَاخْتَصَرَهُ فِي "عُجَالَةُ الْقِرَى لِلرَّاغِبِ فِي تَارِيخِ أُمِّ

(1)

طبع قديمًا، نشر: مطبعة الترقي الماجدية، مكة، 1332 هـ. انظر: السنيدي، معجم ما ألف عن مكة، ص 55.

(2)

ساقط من ب.

(3)

طبع بتحقيق: عمر عبد السلام تدمري، نشر: دار الكتاب العربي، بيروت، ط 1، 1405 هـ.

(4)

توجد نسخة مخطوطة في مكتبة الأوقاف ببغداد، وفي دار الكتب المصرية (رقم: 1646)، وتوجد مصورة في جامعة أم القرى (رقم: 208 - تاريخ)، وفي الجامعة الإسلامية (رقم: 1018، 195). انظر: السنيدي، معجم ما ألف عن مكة، ص 107 - 108؛ فؤاد سيد، فهرست المخطوطات، 1/ 139؛ الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 118.

(5)

توجد نسخة مخطوطة في مكتبة الحرم المكي (رقم: 3458)، وفي غيرها. انظر: السنيدي، معجم ما ألف عن مكة، ص 105؛ الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 117.

(6)

انظر: السنيدي، معجم ما ألف عن مكة، ص 295؛ الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 125.

(7)

طبع بتحقيق: مصطفى الذهبي، نشر: مكتبة الباز، مكة، ط 1، 1418 هـ -1997 م. وانظر نسخه ومخطوطاته: الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 120.

(8)

انظر: السنيدي، معجم ما ألف عن مكة، ص 118؛ الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 118.

(9)

ساقط من ب.

ص: 437

الْقُرَى"

(1)

، وَلَهُ مُخْتَصَرَانِ [آخَرَانِ]

(2)

(3)

وَلِلْفَاسِيِّ أَيْضًا "وُلَاةُ مَكَّةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ"

(4)

.

وَلِلْجَمَالِ الشَّيْبِيِّ

(5)

"الشَّرَفُ الْأَعْلَى فِي ذِكْرِ مَقْبَرَةِ بَابِ الْمَعْلَى"

(6)

.

(وَلِصَاحِبِنَا النَّجْمِ ابْنِ فَهْدٍ "الدُّرُّ الْكَمِينُ بِذَيْلِ الْعِقْدِ الثَّمِينِ" وَ"إِتْحَافُ الْوَرَى بِأَخْبَارِ أُمِّ الْقُرَى" وَذَيَّلَ عَلَيْهِمَا وَلَدُهُ الْعِزُّ ابْنُ فَهْدٍ بِمُؤَلَّفَيْنِ)

(7)

.

"المَوْصِلُ": لِابْنِ بَاطِيشَ

(8)

، وَلإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْمَوْصِلِيِّ، وَلِأَبِي زَكَرِيَّا يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسٍ الْأَزْدِيِّ مُحَدِّثُوهَا وَحُفَّاظُهَا

(9)

.

وَشَرَعَ الْعِزُّ ابْنُ الْأَثِيرِ صَاحِبُ "الْكَامِلُ" فِي "تَارِيخٍ"

(10)

لَهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُكْمِلَهُ.

(1)

توجد نسخة خطية في مكتبة الحرم المكي (رقم: 3128 ف)، وفي مكتبة عارف حكمت بالمدينة (رقم: 148/ 900). انظر: السنيدي، معجم ما ألف عن مكة، ص 194.

(2)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

بياض في جميع النسخ، وفي هامش، أ، ق:"كذا بياض بالأصل"، وفي هامش ب:"كذا".

(4)

انظر: السنيدي، معجم ما ألف عن مكة، ص 303.

(5)

هو: محمد بن علي، قاضي مكة (ت 837 هـ). انظر: ابن حجر، إنباء، 3/ 530.

(6)

توجد نسخة مخطوطة في المكتبة الوطنية في تونس (رقم: 18325)، وفي مكتبة عارف حكمت بالمدينة (رقم: 130). انظر: السنيدي، معجم ما ألف عن مكة، ص 185؛ الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 126 - 128. وقد طبع بتحقيق: الشريف منصور، 1421 هـ.

(7)

ساقط من ب.

(8)

انظر: الصفدي، الوافي، 1/ 48؛ حاجي، كشف، 1/ 307.

(9)

له: تاريخ الموصل. طُبع جزءٌ منه بتحقيق: علي حبيبة، القاهرة، 1967 م.

(10)

انظر: الذهبي، سير، 22/ 354؛ تاريخ، 12/ 430. وممن صنَّف في أخبار الموصل محمد وسعيد. انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 278؛ ابن الساعي، الدر الثمين، ص 141.

ص: 438

"مَيَّافَارِقِينُ"

(1)

لِأَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْأَزْرَقِ الْقَاضِي

(2)

.

"نَسَا": فِي أَبِيوَرْدَ.

"نَسَفُ"

(3)

: لِأَبِي الْعَبَّاسِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعْتَزِّ الْمُسْتَغْفِرِيِّ الْحَنَفِيِّ الْحَافِظِ

(4)

.

("نَصِيبِينُ"

(5)

: أَفْرَدَهُ بَعْضُهُمْ مِمَّنْ لَمْ أَسْتَحْضِرْهُ)

(6)

"نَفْزَةُ"

(7)

: لِابْنِ المُؤَدِّبِ

(8)

.

(1)

هي: مدينة بديار بكر. انظر: الحموي، البلدان، 5/ 235 - 238.

(2)

كتابه بعنوان: تاريخ الفارقي. طبع بتحقيق: بدوي عبد اللطيف، نشر: دار الكتاب العربي، بيروت، 1974 م.

(3)

هي: مدينة كبيرة بين جيحون وسمرقند. انظر: الحموي، البلدان، 5/ 285؛ الحديثي، التواريخ المحلية، ص 71 - 72.

(4)

انظر: الذهبي، سير، 17/ 564، 15/ 33، 255؛ تاريخ، 6/ 147، 8/ 619، 775؛ حاجي، كشف، 1/ 308؛ الحديثي، التواريخ المحلية، ص 37.

(5)

هي: مدينة من بلاد الجزيرة على طريق القوافل من الموصل إلى الشام. انظر: الحموي، البلدان، 5/ 288.

(6)

ساقط من ب. ولابن العماد شهاب الدين أحمد بن عماد الأقفهسي الشافعي (ت 808 هـ) أرجوزة: الفتح المبين في أخبار نصيبين. توجد نسخة في مكة المكرمة (ق: 5 س 23، 1365، 69 تاريخ). انظر: فقيهي، جهود العلماء في تصنيف السيرة النبوية، ص 63. وهناك دراسة معاصرة لـ: يوسف نعيم، نصيبين من الفتح الإسلامي حتى الفتح العثماني، نشر: جامعة القديس يوسف، بيروت، 1996 م.

(7)

في أ: نغرة، وفي ب: نِفَّر، والمثبت من باقي النسخ. وهي: مدينة بالمغرب وبالأندلس. انظر: الحموي، البلدان، 5/ 296. وتوجد نفزة الآن في تونس.

(8)

لم أعرفه! .

ص: 439

"نَيْسَابُورُ"

(1)

: لِلْحَاكِمِ، وَ"الذَّيْلُ" لِعَبْدِ الغَافِرِ

(2)

(وَكِلَاهُمَا عِنْدِي، [الأَوَّلُ]

(3)

فِي سِتِّ مُجَلَّدَاتٍ، وَالثَّانِي فِي وَاحِدٍ ضَخْمٍ)

(4)

.

"هَرَاةُ"

(5)

: لِشِيْرَوَيْهِ

(6)

(وَلِأبِي نَضْرٍ

(7)

الفَامِيِّ وَاخْتَصَرَهُ الضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ)

(8)

وَلِأَبِي إِسْحَاقَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَاسِينَ الْهَرَوِيِّ الْحَدَّادِ

(9)

فِي تَصْنِيفَيْنِ، أَحَدُهُمَا عَلَى الْمُعْجَمِ، وَآخَرُ

(10)

لَأبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنِ

(11)

بْنِ مُحَمَّدٍ الكُتُبِيِّ،

(1)

قال الحمويُّ: "وهي مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة، معدن الفضلاء ومنبع العلماء، لم أرَ فيما طوّفْتُ من البلاد مدينة كانت مثلها". وهي الآن في إيران. انظر: البلدان، 5/ 331 - 333؛ الحديثي، التواريخ المحلية، ص 72 - 76، ماليز، الأطلس التاريخي، ص 178. وتاريخ نيسابور: طبقة شيوخ الحاكم، طبع بتحقيق: مازن عبد الرحمن، نشر: دار البشائر، بيروت، 1427 هـ -2006 م.

(2)

هو: عبد الغافر بن إسماعيل، محدث (ت 529 هـ) وقيل غير ذلك. انظر: الذهبي، سير، 20/ 16. وذيله هو: السياق لتاريخ نيسابور، انتخبه الصريفيني، وطبع الأخير أكثر من مرة.

(3)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

ساقط من ب.

(5)

هي: مدينة من مدن خُراسان، وهي الآن في أفغانستان. انظر: الحموي، البلدان، 5/ 396؛ الحديثي، التواريخ المحلية، ص 76 - 78؛ ماليز، الأطلس التاريخي، ص 178.

(6)

انظر: فتح المغيث، 4/ 442.

(7)

في ق، ز: نصر. وانظر: الذهبي، سير، 20/ 297 - 299؛ ابن رجب، ذيل، 1/ 141.

(8)

ساقط من ب. وممن صنّف في تاريخ هَرَاة محمد بن المنذر بن سعيد الهَرَوي (ت 303 هـ). انظر: ابن الساعي، الدر الثمين، ص 139؛ الذهِبي، تاريخ، 7/ 72.

(9)

هو: محدث، مؤرخ (ت 334 هـ). انظر: الذهبي، سير، 15/ 339.

(10)

في ب، ق، ز: والآخر. وقال الحديثيُّ معلقًا: "ويتضح أنه قد وقع خطأ أو اضطراب عندما ذكر كتابين لابن ياسين الهروي

". انظر: التواريخ المحلية، ص 39. وانظر: ابن فندق، تاريخ بيهق، ص 114؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 224.

(11)

في جميع النسخ: الحسن، والتصويب من: مصادر ترجمته (ت 496 هـ). انظر: ابن رجب، ذيل، 1/ 115، 130، 137؛ الذهبي، سير، 19/ 152؛ الحديثي، التواريخ المحلية، ص 40.

ص: 440

[أَظُنُّهُ]

(1)

.

"هَمَذَانُ"

(2)

: (لِأبِي مَنْصُورٍ

(3)

شَهْرَدَارَ بْنِ شِيرَويْهِ)

(4)

[وَلشِيرَوَيْهِ بْنِ شَهْرَدَارَ ابْنِ شِيرَوَيْهِ]

(5)

الدَّيْلَمِيِّ.

وَلِأَبِي الْفَضْلِ صَالِحِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْهَمَذَانِيِّ

(6)

الْحَافِظِ، وَعِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمْرَانَ الْهَمَذَانِيِّ

(7)

"طَبَقَاتُ أَهْلِ هَمَذَانَ

(8)

".

"وَاسِطُ": لِلْدُّبَيْثِيِّ

(9)

أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى الْحَافِظِ الْمُؤَرِّخِ،

(1)

ساقط من أ، وفي ق، ز: أظن، والمثبت من ب.

(2)

في أ، ب: همدان، والتصويب من باقي النسخ، ومن: الحموي، البلدان، 5/ 410.

(3)

في جميع النسخ: لابن منصور، وابن تحريف. وهو: حافظ، مؤرخ (ت 558 هـ). انظر: الذهبي، سير، 20/ 375.

(4)

ساقط من ب.

(5)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ. وهو: محدث، مؤرخ (ت 509 هـ). وعن تاريخه انظر: ابن الساعي، الدر الثمين، ص 256؛ الذهبي، سير، 19/ 294؛ تاريخ، 4/ 69، 6/ 22، 349، 7/ 398، 549؛ حاجي، كشف، 1/ 310.

(6)

في ب: الهمداني، وهو تصحيف. وكتابه: طبقات الهَمَذَانيين. أفاد منه الخطيب البغدادي في تاريخه، وابن حجر في لسانه. انظر: حاجي، كشف، 1/ 310؛ سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الأول، ص 226.

(7)

في أ، ب: الهمداني، والتصويب من باقي النسخ. وانظر: مغلطاي، إكمال تهذيب الكمال، 9/ 222، 235، 10/ 142، 305.

(8)

في أ، ب: همدان، والتصويب من باقي النسخ.

(9)

قال الذهبيُّ: "وصنّف تاريخًا كبيرًا لواسط". انظر: سير، 23/ 68؛ الصفدي، الوافي، 1/ 47؛ حاجي، كشف، 1/ 309.

ص: 441

وَمِنْ قَبْلِهِ لِأَبِي الْحَسَنِ أَسْلَمَ بْنِ سَهْلِ بَحْشَلٍ

(1)

الْوَاسِطِيِّ، وَذَيَّلَ عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّيِّبِ الْجُلَّابِيُّ

(2)

.

"اليَمَنُ": [لِلْحِمْيَرِيِّ]

(3)

وَلِلْبَهَاءِ أَبِي عَبْدِ اللهِ

(4)

مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْجَنَدِيِّ (كِتَابِهِ "السُّلُوكُ" رَتَّبَهُ عَلَى الطَّبَقَاتِ، وَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ

(5)

: إِنَّهُ يَعْتَمِدُ فِي تَرَاجِمَ الْمُتَقَدِّمِينَ عَلَى كِتَابِ الْفَقِيهِ أَبِي حَفْصٍ)

(6)

عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَمُرَةَ فِي ("فُقَهَاءُ الْيَمَنِ")

(7)

(8)

(فَإِنَّهُ ذَكَرَ غَالِبَهُمْ"

(9)

مُنْذُ ظَهَرَ بِهِ الْإِسْلَامُ إِلَى بِضْعٍ وَثَمَانِينَ وَخَمْسِ مِئَةٍ، وَعَلَى "تَارِيخُ الْيَمَنِ" أَوْ "صَنْعَاءَ"

(10)

لَأبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِيِّ الصَّنْعَانِيِّ، وَقَدِ انْتَهَى فِيهِ إِلَى السِّتِّينَ وَأَرْبَعِ مِئَةٍ تَقْرِيبًا، وَعَلَى "تَارِيخُ صَنْعَاءَ" لِإسْحَاقَ بْنِ جَرِيرٍ الزُّهْرِيِّ الصَّنْعَانِيِّ، إِلَى غَيْرِهَا، وَانْتَهَى إِلَى بَعْدِ

(1)

في أ: بَحْصل، وفي ق: بحثل، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: مصادر ترجمته. وتاريخه طبع بتحقيق: كوركيس عواد، نشر: مطبعة المعارف، بغداد، 1387 هـ.

(2)

هو: مؤرخ (ت 483 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 10/ 524. وعن ذيله انظر: الذهبي، تاريخ، 8/ 390؛ سير، 16/ 352، 20/ 173؛ الصفدي، الوافي، 1/ 47؛ حاجي، كشف، 1/ 309.

(3)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ. وانظر: الصفدي، الوافي 1/ 49؛ حاجي، كشف 1/ 311.

(4)

في أ: عبيد، والتصويب من باقي النسخ، ومن: مصادر ترجمته.

(5)

انظر: 1/ 67، مع بعض الاختلاف.

(6)

في ب: اعتنى به بعد كتاب.

(7)

ليست في هذا الموضع من: السلوك. والكتاب طبع بعنوان: طبقات فقهاء اليمن. طبع بتحقيق: فؤاد سيد، نشر: مطبعة السنة المحَمدية، القاهرة، ط 1، 1957.

(8)

من هنا يبدأ السقط من ب.

(9)

أي: فقهاء اليمن. كما في: السلوك.

(10)

طبع بتحقيق: حسين العمري، صنعاء، 1401 هـ. ونشر: دار الفكر، بيروت، ط 3، 1409 هـ - 1989 م.

ص: 442

الثَّلَاثِينَ وَسَبْعِ مِئَةٍ، وَلَمْ يَعْتَنِ بِتَرْتِيبِهِ، بِحَيْثُ عَسُرَ الْكَشْفُ مِنْهُ، وَعَلَيْهِ مُعَوَّلُ مَنْ بَعْدَهُ [ثُمَّ اعْتَنَى بِهِ بَعْدَ كِتَابِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَمُرَةَ فِي "فُقَهَاءُ الْيَمَنِ"])

(1)

(2)

.

ثُمَّ لِلْمُوَفَّقِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْخَزْرَجِيِّ [وَهُوَ]

(3)

فِي مُجَلَّدَيْنِ (رَتَّبَهُ عَلَى الحُرُوفِ)

(4)

وَسَمَّاهُ: "الْعِقْدُ الْفَاخِرُ الْحَسَنُ فِي طَبَقَاتِ أَكَابِرِ الْيَمَنِ"

(5)

(وَهُوَ حَسَنٌ، مَعَ إِغْفَالِهِ جَمَاعَةً مِنَ الْجَنَدِيِّ)

(6)

وَلِلْبَدْرِ حُسَيْنٍ الْأَهْدَلِ وَسَمَّاهُ: "تُحْفَةُ الزَّمَنِ فِي تَارِيخِ سَادَاتِ الْيَمَنِ"(وَهُوَ مُفِيدٌ أَيْضًا)

(7)

فِي مُجَلَّدَيْنِ أَوْ وَاحِدٍ ضَخْمٍ، وَلِعَبْدِ الْبَاقِي بْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ

(8)

الْقُرَشِيِّ "بَهْجَةُ الزَّمَنِ فِي تَارِيخِ الْيَمَنِ"

(9)

، وَلِلْأَفْضَلِ عَبَّاسِ بْنِ الْمُجَاهِدِ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ رَسُولٍ، صَاحِبِ الْيَمَنِ وَابْنِ أَصْحَابِهَا

(10)

مُخْتَصَرُ تَارِيخِ ابْنِ

(1)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

هذه الفقرة بطولها ساقطة من ب.

(3)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

ساقط من باقي النسخ.

(5)

طبع بتحقيق: جماعة من الباحثين نشر: دار الجيل الجديد، اليمن، 2009 م.

(6)

ساقط من ب.

(7)

ساقط من باقي النسخ.

(8)

في جميع النسخ: عبد الحميد، والتصويب من: ابن حجر، الدرر، 2/ 315. وسيذكره السخاوي على الصواب لاحقًا. والمشار إليه: مؤرخ، أديب (ت 743 هـ).

(9)

طبع بتحقيق: مصطفى حجازي، دار العودة، بيروت، 1985 م، وكذا بتحقيق: عبد الله الحبشي وزميله، دار الحكمة اليمانية، صنعاء، ط 1، 1408 هـ - 1988 م.

(10)

هو: ملك يماني صاحب زبيد وتعزّ، مهتم بالثقافة والعلم (ت 778 هـ). انظر: ابن حجر، إنباء، 1/ 140.

ص: 443

خَلِّكَانَ

(1)

، وَصَاحِبِ "نُزْهَةُ الْعُيُونِ فِي تَارِيخِ طَوَائِفِ الْقُرُونِ"

(2)

وَ"بُغْيَةُ ذَوِي الْهِمَمِ فِي أَنْسَابِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ"

(3)

وَكِتَاب "العَطَايَا

(4)

السَّنِيَّةِ"

(5)

يَتَضَمَّنُ ذِكْرَ أَعْيَانِ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَيُقَالُ: إِنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ بِعِنَايَةِ الرِّضَا أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَاضِي تَعِزَ

(6)

.

(فِي آخَرِينَ اعْتَنَوْا بِعُلَمَاءِ الْيَمَنِ، كَالْقُطْبِ الْقَسْطَلَانِيِّ، وَالْعَفِيفِ الْيَافِعِيِّ

(7)

، وَالجَمَالِ مُحَمَّدِ

(8)

بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الخَيَّاطِ)

(9)

.

(1)

انظر: حاجي، كشف، 2/ 2018.

(2)

وهو ذيل على كتابه: العطايا السنية. وتوجد نسخة مصورة في دار الكتب المصرية (رقم: 12976 ح). انظر: فؤاد سيد، فهرست المخطوطات، 3/ 158.

(3)

انظر: حاجي، كشف، 1/ 248.

(4)

في ب: الخطايا، وهو تحريف.

(5)

توجد نسخة مصورة في دار الكتب المصرية (رقم: 12975 ح). انظر: فؤاد سيد، فهرست المخطوطات، 2/ 126. ونشرته: هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، 2009 م.

(6)

انظر: ابن حجر، الدرر، 4/ 310.

(7)

له: نشر المحاسن اليمانية في خصائص اليمن ونسب القحطانية. توجد نسخة خطية في دار الكتب المصرية (رقم: 4650). انظر: عبد الله الجبوري، مقدمة تحقيق: اليافعي، مرآة الجنان، 1/ 12. ولقد طبع الكتاب منسوبًا لابن الدَّيبع. لكن السخاوي يقصد قصيدته: باهية (نهاية) المحيّا في مدح شيوخ اليمن الأصفيا. وهي منظومة طويلة، أورد اليافعي منها أبياتًا. انظر: مرآة الجنان، 4/ 328.

(8)

هو: محدث (ت 839 هـ). انظر: ابن حجر، إنباء، 4/ 34 - 35؛ السخاوي، الضوء، 7/ 194 - 195؛ 10/ 223.

(9)

ساقط من ب.

ص: 444

وَلِأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي الصَّيْفِ

(1)

"الْمَيْمُونُ الْمُضَمَّنُ لِبَعْضِ فَضَائِلِ

(2)

أَهْلِ اليَمَنِ"

(3)

.

وَجَمَعَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَلَفٍ الْقُرَشِيُّ الْمِصْرِيُّ

(4)

فِي فَضْلِهِ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا.

[وَلِأَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِيِّ "تَارِيخُ صَنْعَاءَ"]

(5)

وَلِعُمَارَةَ كَمَا تَقَدَّمَ "الْمُفِيدُ فِي أَخْبَارِ زَبِيدٍ" وَلِغَيْرِهِ كَمَا سَلَفَ قَرِيبًا "تَارِيخُ صَنْعَاءَ" وَلِبَعْضِهِمْ "دَوْلَةُ الْمُظَفرِ" صَاحِبِ الْيَمَنِ، وَلِلْخَزْرَجِيِّ أَيْضًا "الْعُقُودُ اللُّؤْلُؤِيَّةُ فِي أَخْبَارِ الدَّوْلَةِ الرَّسُولِيَّةِ"

(6)

وَكَذَا لِلْتَّقِيِّ

(7)

الْفَاسِيِّ "تَقْرِيبُ الْأَمَلِ وَالسُّولِ مِنْ أَخْبَارِ سَلَاطِينِ بَنِي رَسُولٍ" ثُمَّ اخْتَصَرَهُ فِي آخَرِينَ مِمَّنِ اقْتَصَرَ عَلَى صُلَحَاءِ الْيَمَنِ وَنَحْوِهِمْ.

* * *

(1)

هو: فقيه (ت 609). انظر: ابن الأثير، الكامل، 10/ 284؛ ابن كثير، البداية والنهاية، 17/ 33.

(2)

في ق، ز: الفضلاء، وفي السلوك: فضل.

(3)

انظر: الجندي، السلوك، 1/ 60؛ حاجي، كشف، 2/ 1919. وتوجد نسخة في مؤسسة الإمام زيد بن علي، اليمن (50 ورقة).

(4)

هو: محدث (ت 693 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 15/ 775 - 776.

(5)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(6)

طبع قديمًا بالقاهرة، مطبعة الهلال، 1911 م.

(7)

في باقي النسخ: التقي.

ص: 445

[تَصَانِيفُ فِي البُلْدَانِ]

(1)

وَوَرَاءَ هَذَا تَصَانِيفُ فِي الْبُلْدَانِ وَالتَّعْرِيفِ بِهَا، وَذِكْرِ مَآثِرِهَا وَفُتُوحِهَا خَاصَّةً، بِدُونِ تَرَاجِمِ أَهْلِهَا غَالِبًا، وَهِيَ كَثِيرَةٌ جِدًّا.

أَحْفَلُهَا "مُعْجَمُ الْبُلْدَانِ" لِيَاقُوتَ، وَ"الْمَسَالِكُ وَالْمَمَالِكُ"

(2)

لِلْبَكْرِيِّ، وَلِعُبَيْدِ اللهِ بْنِ (عَبْدِ اللهِ بْنِ)

(3)

خُرْدَاذْبَهْ

(4)

وَهُوَ غَيْرُ "تَارِيخِهِ".

وَكَذَا عَمِلَ الشِّهَابُ ابْنُ فَضْلِ اللهِ "مَسَالِكُ الْأَبْصَارِ فِي الْأَقْطَارِ وَالْأَمْصَارِ"

(5)

أَزْيَدَ مِنْ عِشْرِينَ مُجَلَّدًا، وَهُوَ بِالْمُؤَيَّدِيَّةِ وَبِمَدْرَسَةِ سُلْطَانِنَا بمكَّة.

وَكَذَا لِأَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الْبَلَاذُرِيِّ "أَخْبَارُ الْبُلْدَانِ"

(6)

وَفُتُوحُهَا بِالصُّلْحِ أَوِ الْعَنْوَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَمَا فُتِحَ فِي أَيَّامِهِ وَعَلَى الْخُلَفَاءِ بَعْدَهُ، وَمَا كَانَ مِنَ الْأَخْبَارِ فِي ذَلِكَ، وَوَصْفُ الْبُلْدَانَ فِي الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ [وَالشَّمَالِ وَالْجَنُوبِ]

(7)

قَالَ

(1)

زيادة من المحقق.

(2)

لم يصل إلينا كاملًا؛ لكن طُبع منه بعض الأجزاء. نشر البارون دي سلان Deslana جزءًا منه، وكذلك عبد الرَّحمن الحجي. وتوجد له نسخة مخطوطة في: المتحف البريطاني (رقم: 9577)، وفي مكتبة مدريد (رقم: 13) وغيرها. انظر: الحجي، جغرافية الأندلس، ص 35 - 41.

(3)

ليست في ق، ز. وهي كذا عند: ابن حجر، لسان، 4/ 96. وفي مصادر ترجمته: أحمد. انظر: ابن النديم، فهرست، ص 239؛ كحالة، مؤلفين، 6/ 236.

(4)

كتابه: المسالك والممالك: طبع قديمًا في ليدن، 1889 م.

(5)

حقق على أجزاء متفرقه، منها ما حققه: مجموعة من الباحثين، نشر: المجمع الثقافي، أبو ظبي، ط 1، 1423 هـ -2002 م.

(6)

هو فتوح البلدان. طبع عدة طبعات منها في مصر، 1959 م.

(7)

في أ: والتيمن والخوفي، وفي الهامش: ناحية من بلاد عُمان. والخوفي تحريف، والصواب: الجَرْبِي، والتيمن: ناحية بالجنوب، والجربي: ناحية بالشمال. انظر: المسعودي، التنبيه =

ص: 446

الْمَسْعُودِيُّ: "وَلَا نَعْلَمُ فِي الْبُلْدَانِ أَحْسَنَ مِنْهُ"

(1)

.

قُلْتُ: كَانَ ذَلِكَ قَبْلَ يَاقُوتَ.

وَكَذَا عَمِلَ غَيْرُهُمْ "الرَّوْضُ الْمِعْطَارُ فِي أَخْبَارِ

(2)

الأَقْطَارِ"

(3)

فِي مُجَلَّدَيْنِ، وَلِلْعُذْرِيِّ

(4)

"تَرْصِيعُ الْأَخْبَارِ فِي الْبُلْدَانِ" وَلِغَيْرِهِ "نَظْمُ الْمَرْجَانِ فِي الْبُلْدَانِ" وَلِلْمُؤَيَّدِ صَاحِبِ حَمَاةَ

(5)

"تَقْوِيمُ الْبُلْدَانِ"

(6)

مَجْدُولٌ فِي مُجَلَّدٍ نَفِيسٍ جِدًّا، وَلِلْبَكْرِيِّ أَيْضًا "مُعْجَمُ مَا اسْتَعْجَمَ"

(7)

وَلِيَاقُوتَ الْحَمَوِيِّ وَغَيْرِهِ "الْمُشْتَرِكُ وَضْعًا وَالْمُفْتَرِقُ صُقْعًا"

(8)

وَنَحْوُهُ مَا اتَّفَقَ لَفْظُهُ فِي الْبُلْدَانِ.

* * *

= والإشراف، 1/ 16، 21، 55، 72. والمثبت من باقي النسخ، ومن: المروج، 1/ 10.

(1)

انظر: مروج، 1/ 10.

(2)

في أ: خبر، والمثبت من باقي النسخ، ومن: عنوان الكتاب المطبوع. وهو للحميري.

(3)

طبع بتحقيق: إحسان عباس، نشر: مكتبة لبنان، ط 2، 1984 م.

(4)

هو: أحمد بن عمر بن أنس، محدث (ت 478 هـ). وكتابه: نظام المرجان في المسالك والممالك. ولعله الآتي ذكره. انظر: الحموي، البلدان، 2/ 460، 5/ 119؛ الذهبي، سير، 18/ 568 - 567. وحقق عبد العزيز الأهواني للعذري -المذكور- كتابًا بعنوان:"نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار وتنويع الآثار والبستان في غرائب البلدان والمسالك إلى جميع الممالك". نشر في مدريد، 1965 م.

(5)

هو: إسماعيل بن علي، مؤرخ، أديب (ت 732 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 1/ 371 - 373.

(6)

طبع قديمًا في باريس، 1840 م.

(7)

طبع بتحقيق: مصطفى السقّا، نشر: في القاهرة، 1945 م.

(8)

طبع بتحقيق: فرديناند وستنفلد، نشر: عالم الكتب، 1406 هـ مصورًا عن ط 1846 م.

ص: 447

[عُلَمَاءُ الْمَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ وَغَيْرِهَا]

(1)

فَأَمَّا

(2)

"المَدِينَةُ" دَارُ

(3)

الْهِجْرَةِ

فَكَانَ الْعِلْمُ وَافِرًا بِهَا فِي زَمَنِ الصَّحَابَةِ مِنَ الْقُرْآنِ وَالسُّنَنِ، وَفِي زَمَنِ التَّابِعِينَ كَالْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ

(4)

، وَزَمَنِ صِغَارِ

(5)

التَّابِعِينَ كَـ: عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ

(6)

، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَابْنِ عَجْلانَ، وَجَعْفَرٍ الصَّادِقِ، ثُمَّ مَالِكٍ الْإِمَامِ، وَمُقْرِئِهَا نَافِعٍ، وَإِبْرَاهِيمَ ابْنِ سَعْدٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ. ثُمَّ تَنَاقَصَ الْعِلْمُ جِدًّا بِهَا فِي الطَّبَقَةِ الَّتِي بَعْدَهُمْ، ثُمَّ تَلَاشَى.

(1)

في هامش ب.

(2)

من هنا بدأ السخاوي النقل عن جزء بأكمله، وهو: الأمصار ذوات الآثار، للذهبي. طبع بتحقيق: محمود الأرناؤوط. وقال صالح العلي -مُترْجم ط روزنثال- في الحاشية ص 659: "إنّ القسم التالي حتى السطر الثالث قبل الأخير من ص 668 من هذه الطبعة لم يترجمها روزنثال أو يعلّق عليها، باعتبارها كتابًا للذهبي أقحمه السخاوي على هذا الكتاب. ولكننا آثرنا إثباته هنا كما جاء في نص الكتاب المطبوع (المترجم) ".

(3)

في أ: ذات، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: الأمصار.

(4)

قال النوويُّ: "ومن فضلاء التابعين الفقهاء السبعة فقهاء المدينة: سعيد بن المسيّب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد، وسليمان ابن يسار. وفي السابع ثلاثة أقوال؛ هل هو أبو سلمة بن عبد الرَّحمن بن عوف، أو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أو أبو بكر بن عبد الرَّحمن بن الحارث بن هشام؟ ". انظر: تهذيب الأسماء، ص 75.

(5)

في الأمصار كذا: "وزمن صغار التابعين، كزيد بن أسلم، وربيعة الرأي، ويحيى بن سعيد، وأبي الزناد. ثم في زمن تابعي التابعين، كعبيد الله بن عمر

" الخ.

(6)

في جميع النسخ والأمصار: عبد الله بن عمر، وهو تحريف، والتصويب من: مصادر ترجمته. انظر: الذهبي، سير، 6/ 304.

ص: 448

(قُلْتُ

(1)

: سِيَّمَا وَقَدْ سَكَنَهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الرَّوَافِضِ، وَتَحَكَّمُوا بِهَا، وَغَلَبَ أَمْرُهُمْ عَلَيْهَا، وَلَكِنْ نَشَأَ بِهَا فِي الْقَرْنَيْنِ الثَّامِنِ وَالتَّاسِعِ أَفْرَادٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ فِي غَالِبِ الْمَذَاهِبِ وَالْفُنُونِ، انْتَفَعَ بِهِمْ أَهْلُ السُّنَّةِ، وَفِيهِمْ مِمَّنْ صَنَّفَ عَدَدٌ يَسِيرٌ، وَالسُّنَّةُ بِحَمْدِ اللهِ الْآنَ مُعْتَضَدَةٌ بِمَنْ شَاءَ اللهُ مِنْ فُضَلَاءِ أَهْلِهَا، منْ قُضَاتِهَا وَغَيْرِهِمْ. نَفَعَنِي اللهُ بِبَرَكَاتِهِمْ)

(2)

.

وَ"مَكَّةُ" كَانَ الْعِلْمُ بِهَا يَسِيرًا فِي زَمَنِ الصَّحَابَةِ، ثُمَّ كَثُرَ فِي أَوَاخِرِ عَصْرِ الصَّحَابَةِ، وَكَذَلِكَ فِي أَيَّامِ التَّابِعِينَ [كَـ]

(3)

: مُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ. وَزَمَنِ أَصْحَابِهِمْ كَـ: عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، وَابْنِ كَثِيرٍ الْمُقْرِئِ، وَحَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَنَحْوِهِمْ.

وَفِي زَمَنِ الرَّشِيدِ كَـ: مُسْلِمٍ الزَّنْجِيِّ، وَالْفُضَيْلِ [بْنِ عِيَاضٍ]

(4)

، وَابْنِ عُيَيْنَةَ.

ثُمَّ

(5)

أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ، وَالْأَزْرَقِيِّ، وَالْحُمَيْدِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ.

ثُمَّ فِي أثنَاءِ

(6)

الْمِئَةِ الثَّالِثَةِ تَنَاقَصَ عِلْمُ الْحَرَمَيْنِ، وَكَثُرَ بِغَيْرِهِمَا

(7)

.

(1)

أي: السخاوي.

(2)

هذه الفقرة -بكاملها- ساقطة من ب.

(3)

زيادة من: الأمصار.

(4)

زيادة من: الأمصار، ومن: ترجمته.

(5)

في باقي النسخ: و.

(6)

في أ: أنباء، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الأمصار.

(7)

في أ: تغيرهما، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الأمصار.

ص: 449

(قُلْتُ

(1)

: وَكَانَ لِلْحَرَمِ الْمَكِّيِّ الْجَمَالُ، بِأَفْرَادٍ مُنْتَدَبِينَ

(2)

لِلْعِلْمِ وَالتَّصْنِيفِ، مِنْ أَهْلِهِ وَالْوَارِدَيْنِ عَلَيْهِ، فِي سَائِرِ الْمَذَاهِبِ وَغَالِبِ الْفُنُونِ، بِحَيْثُ كَانَ حَقِيقًا بِالِارْتِحَالِ إِلَيْهِ لِذَلِكَ، فَضْلًا عَنْ كَوْنِهِ مَحَلًّا لِلنُّسُكِ)

(3)

.

وَ"بَيْتُ الْمَقْدِسِ" نَزَلَهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ كَـ: عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَشَدَّادِ ابْنِ أَوْسٍ، وَمَا زَالَ بِهَا عِلْمٌ لَيْسَ بِالْكَثِيرِ، ثُمَّ نَقَصَ جِدًّا، ثُمَّ مَلَكَهَا النَّصَارَى تِسْعِينَ عَامًا، ثُمَّ أُخِذَتْ.

(4)

(وَيُرْوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -كَمَا فِي أَوَائِلِ "تَارِيخِ"

(5)

ابْنِ عَسَاكِرَ- أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: "أَطْلَبُ النَّاسِ لِفِتْنَةٍ، وَأَعْجَزُهُمْ عَنْهَا" وَهُوَ مَنْقُولٌ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْقِرِّيَّةِ

(6)

وَلَكِنْ فِي: "أَهْل الْحِجَازِ، وَأَنَّهُمْ أَسْرَعُ النَّاسِ إِلَى فِتْنَةٍ، وَأَعْجَزُهُمْ عَنْهَا"

(7)

وَلَكِنْ عَنْهُ فِي الْمَدِينَةِ أَنَّهُ رَسَخَ الْعِلْمُ فِيهَا

(8)

وَظَهَرَ مِنْهَا، وَرَوَى أَنَّهُ مُنْطَبِقٌ عَلَيْهِمْ قَوْلُهُ تَعَالَى:{يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الحشر: 9].

(1)

أي: السخاوي.

(2)

في باقي النسخ: مبتدئين.

(3)

هذه الفقرة بكاملها ساقط من ب.

(4)

من هنا ليست في: الأمصار. فإما أنها من زيادات السخاوي، أو أنها ساقطة من: الأمصار.

(5)

انظر: 1/ 358. وهو أثر ضعيف الإسناد. ضعفه ابن عساكر لعلتين؛ رِشْدين: وهو ابن سعد؛ ضعيف كما في التقريب: رقم: 1942. وبكير لم يدرك ابن العاص. ورُوي عن عمرو بن العاص من طريق آخر وهو ضعيف؛ قال ابن عساكرَ، تاريخ، 1/ 358:"وهذا منقطع".

(6)

هو: الهلالي الأعرابي، كان رأسًا في البلاغة والبيان، قتله الحجَّاج (84 هـ). انظر: الذهبي، سير، 4/ 197.

(7)

وورد أيضًا عن عمرو بن العاص. أخرجه ابن عساكر وضعفه. انظر: تاريخ، 1/ 357.

(8)

في باقي النسخ: عنها. وانظر: ابن خلكان، وفيات، 1/ 253.

ص: 450

وَجَاءَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَمَا فِي "الطَّبَرَانِيِّ"

(1)

: "مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنْ مَكَّةَ مِنْ غَيْرِ حَقِّهِ، فكَأَنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ تَحْتِ قَدَمِ الرَّحْمَنِ".

وَقَالَ رَجُلٌ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: "إِنِّي قَدْ عَزَمْتُ عَلَى الْمُجَاوَرَةِ بِمَكَّةَ فَأَوْصِنِي؛ قَالَ: أُوصِيكَ بِثَلَاثٍ: لَا تُصَلِّيَنَّ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ -كَأَنَّهُ لِمَا فِيهِ مِنَ التَّعَرُّضِ لِلتَّزْكِيَةِ وَالرِّيَاءِ- وَلَا تَصْحَبَنَّ قُرَشِيًّا

(2)

، وَلَا تُظْهِرَنَّ صَدَقَةً".

وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ كَمَا فِي أَوَائِلِ "تَارِيخُ"

(3)

ابْنِ عَسَاكِرَ: "إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ أَعْظَمُ النَّاسِ فِي أَنْفُسِهِمْ، وَأَحْقَرُهُمْ (عِنْدَ النَّاسِ يَعْنِي)

(4)

عِنْدَ أَسَاقِطِهِمْ فِيمَا يَظْهَرُ، وَإِلَّا فَهُمْ مُعْتَقَدُونَ مُبَجَّلُونَ، وَإِنْ كَانَ فِيهِمْ كَغَيْرِهِمِ الصَّالِحُ وَالطَّالِحُ".

وَقَدْ قَالَ ابْنُ الْقِرِّيَّةِ عَنْ أَهْلِهَا: "رِجَالُهَا عُلَمَاءٌ جُفَاةٌ، وَنِسَاؤُهَا كُسَاةٌ عُرَاةٌ"

(5)

.

وَعِنْدَ "أَحْمَدَ" وَغَيْرِهِ: "إِنَّ الدَّجَّالَ لَا يَطَأُ أَرْبَعَةَ أَمَاكِنَ: مَكَّةَ، وَالْمَدِينَةَ، وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَالطُّورَ"

(6)

.

(1)

أخرجه في "الكبير"(12921) من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن زيد العمِّي عن معاوية ابن قرّة عن ابن عباس مرفوعًا. وإسناده تالف. محمد بن الفضل، قال الحافظ في: التقريب، رقم: 6225: "كذبوه". وبه أعلّه الهيثمي في: المجمع، 4/ 175. وزيد العمِّي؛ ضعيف. انظر: التقريب، رقم:2131.

(2)

في باقي النسخ: قريشًا. وقول سفيان ذكره الغزالي. انظر: الإحياء، ص 307 - 308.

(3)

انظر: ابن عساكر، تاريخ، 1/ 358. بلفظ مختصر، وهو ضعيف الإسناد.

(4)

ساقط من ز.

(5)

انظر: ابن خلكان، وفيات، 1/ 253.

(6)

أخرجه أحمد في "المسند"(23090، 3683) وورد مطوّلًا وفيه المرفوع بلفظ: "

وإنه لا يقرب أربعة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد المقدس والطور

". خَرّجه =

ص: 451

وَكَوْنُ عِيسَى عليه الصلاة والسلام يَقْتُلُهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ -بَلَدٍ قَرِيبٍ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ

(1)

- يُؤَيِّدُ عَدَمَ دُخُولِهِ.

وَعِنْدَ "الطَّبَرَانِيِّ" فِي أَحَدِ "مَعَاجِيمِهِ"

(2)

: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي وَلَا بِالْكَعْبَةِ".

وَيُذْكَرُ

(3)

عَنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ طَسْتٌ مِنْ ذَهَبٍ حَوْلَهُ عَقَارِبُ. وَإِنَّمَا كَتَبْتُ هَذَا لِأَبيِّنَ مَا فِيهِ مِنْ نَكَارَةٍ عِنْدَ النَّشَاطِ)

(4)

.

* * *

= الألباني وقال: "إسناده صحيح". انظر: الصحيحة، رقم:2934.

(1)

انظر: الحموي، البلدان، 5/ 15. والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (2137) عن النوّاس ابن سَمْعان مرفوعًا -في قصة طويلة- وفيه قصة نزول عيسى وقتله للدجال بباب لُدّ.

(2)

أخرجه في "الصغير"(278) عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا. والحديث صحيح؛ له شواهد في "الصحيحين" وغيره. أما لفظة "ولا بالكعبة"؛ فقال الطبرانيُّ: "ولا يُحفظ في حديث ولا بالكعبة إلَّا في هذا الحديث".

(3)

أي: في التوراة. انظر: الحموي، البلدان، 5/ 169.

(4)

إلى هنا ليست في: الأمصار.

ص: 452

[عُلَمَاءُ دِمَشْقَ وَغَيْرُهُمْ]

(1)

(وَ)

(2)

"دِمَشْقُ": (مِنْ بِلَادِ الشَّامِ، القُطْرُ المُتَّسِعُ المُشْتَمِلُ عَلَى عِدَّةِ بِلَادٍ وَمُدُنٍ وَقُرَى)

(3)

نَزَلَهَا عِدَّةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَكَثُرَ بِهَا الْعِلْمُ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ، ثُمَّ فِي زَمَنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَوْلَادِهِ.

وَمَا زَالَ بِهَا فُقَهَاءُ، وَمُحَدِّثُونَ، وَمُقْرِئُونَ فِي زَمَنِ التَّابِعِينَ

(4)

وَتَابِعِيهِمْ، ثُمَّ إِلَى أَيَّامِ أَبِي مُسْهِرٍ، وَمَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيِّ، وَهِشَامٍ، وَدُحَيْمٍ، وَسُلَيْمَانَ ابْنِ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ، ثُمَّ أَصْحَابِهِمْ وَعَصْرِهِمْ. وَهِيَ دَارُ قُرْآنٍ، وَحَدِيثٍ، وَفِقْهٍ.

وَتَنَاقَصَ بِهَا الْعِلْمُ فِي الْمِئَةِ

(5)

الرَّابِعَةِ، وَالْخَامِسَةِ، وَكَثُرَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَا سِيَّمَا فِي دَوْلَةِ نُورِ الدِّينِ، وَأَيَّامَ مُحَدِّثِهَا ابْنِ عَسَاكِرَ، وَالْمَقَادِسَةِ النَّازِلِينَ بِسَفْحِهَا.

ثُمَّ كَثُرَ بَعْدَ ذَلِكَ بِـ: ابْنِ تَيْمِيَّةَ، وَالْمِزِّيِّ وَأَصْحَابِهِمَا.

(قُلْتُ

(6)

: ثُمَّ تَنَاقَصَ شَيْئًا فَشَيْئًا؛ وَلَكِنْ فِيهَا الْآنَ -بِحَمْدِ اللهِ- بَقِيَّةٌ يَفْهَمُونَ الْعِلْمَ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِهِ، بَارَكَ اللهُ فِيهِمْ)

(7)

.

وَ"مِصْرُ" (وَهِيَ بَلَدٌ عَظِيمٌ، وَقُطْرٌ مُتَّسِعٌ، شَرْقِيٌّ وَغَرْبِيٌّ، وَصَعِيدٌ أَعْلَى

(1)

في هامش ب.

(2)

ساقط من ب، ق، ز.

(3)

ساقط من ب. وليست في: الأمصار.

(4)

في الأمصار: الصحابة. وأثبت محقق الأمصار ما جاء هنا.

(5)

في ز: المئتين.

(6)

أي: السخاوي.

(7)

هذه الفقرة ليست في ب.

ص: 453

وَأَدْنَى)

(1)

افْتَتَحَهَا عَمْرٌو فِي زَمَنِ عُمَرَ رضي الله عنهما وَسَكَنَهَا خَلْقٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَكَثُرَ الْعِلْمُ بِهَا (فِي)

(2)

زَمَنِ التَّابِعِينَ، ثُمَّ ازْدَادَ فِي زَمَنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، وَيَحْيَى بْنِ أيُّوبَ، وَحَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَابْنِ لَهِيعَةَ، وَإِلَى زَمَنِ ابْنِ وَهْبٍ، وَالشَّافِعِيِّ، وَابْنِ الْقَاسِمِ وَأَصْحَابِهِمْ.

وَمَا زَالَ بِهَا عِلْمٌ جَمٌّ إِلَى أَنْ ضَعُفَ ذَلِكَ بِاستِيلَاءِ الْعُبَيْدِيِّينَ الرَّافِضَةِ عَلَيْهَا سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَثَلَاثِ مِئَةٍ، وَبَنَوُا الْقَاهِرَةَ (وَكَانَ قَاضِيَهَا إِذْ ذَاكَ أَبُو الطَّاهِرِ الذُّهْلِيُّ الْبَغْدَادِيُّ الْمَالِكِيُّ، فَأَقَرُّوهُ حَتَّى مَاتَ، ثُمَّ وَلَّوْهُ لِلْإِسْمَاعِيلِيَّةِ الْمُتَشَيِّعِينَ)

(3)

وَشَاعَ التَّشَيُّعُ، فَقَلَّ بِهَا الْحَدِيثُ وَالسُّنَّةُ، إِلَى أَنْ وَلِيَهَا أُمَرَاءُ السُّنَّةِ (بَعْدَ

(4)

مِئَتَي سَنَةٍ، (وَأَنْقَذَهَا

(5)

اللهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ عَلَى يَدِ النَّاصِرِ صَلَاحِ الدِّينِ يُوسُفَ بْنِ أَيُّوبَ رحمه الله فَتَرَاجَعَ الْعِلْمُ إِلَيْهَا) وَضَعُفَ الرَّوَافِضُ، ولِلَّهِ الْحَمْدُ (وَهِيَ الْآنَ أَكْثَرُ الْبِلَادِ عِمَارَةً بِالْفُضَلَاءِ مِنْ سَائِرِ الْمَذَاهِبِ وَالْفُنُونِ، وَفَّقَهُمُ اللهُ)

(6)

.

وَ"الإسْكَنْدَرِيَّةُ" فَتَبَعٌ لِمِصْرَ، مَا زَالَ بِهَا الْحَدِيثُ قَلِيلًا، حَتَّى سَكَنَهَا السِّلَفِيُّ، فَصَارَتْ مَرْحُولًا إِلَيْهَا فِي الْحَدِيثِ وَالْقِرَاءَاتِ، ثُمَّ نَقَصَ بَعْدَ ذَلِكَ.

(قُلْتُ

(7)

: الآنَ

(8)

عُدِمَ إِلَّا مِنْ بَعْضِ الْغُرَبَاءِ، وَغَالِبُهُمْ مَالِكِيُّونَ، عَلَى أَنَّهُ قَدْ

(1)

ساقط من ب. وليست في: الأمصار.

(2)

ساقط من ز.

(3)

ساقط من ب. وليست في: الأمصار.

(4)

من هنا إلى قوله: فتراجع العلم إليها. ليست في: الأمصار.

(5)

من هنا إلى قوله: رحمه الله. ليست في ب.

(6)

ليست في ب، والأمصار.

(7)

أي: السخاوي.

(8)

في أ: إلى أن.

ص: 454

وَلِيَ قَضَاءَهَا عِدَّةٌ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ)

(1)

.

* * *

(1)

ساقط من ب.

ص: 455

[أَوَّلُ مَنْ بَثَّ الْحَديِثَ بِبَغْدَادَ]

(1)

وَ"بَغْدَادُ"(وَهِيَ أَعْظَمُ بِلَادِ الْعِرَاقِ)

(2)

بُنِيَتْ فِي آخِرِ أَيَّامِ التَّابِعِينَ.

وَأَوَّلُ مَنْ بَثَّ بِهَا الْحَدِيثَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَبَعْدَهُ شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ.

وَكَثُرَ بِهَا هَذَا الشَّأْنُ، فَلَمْ تَزَلْ مَعْمُورَةً بِالْأثَرِ وَالْخَبَرِ

(3)

وَإِلَى زَمَنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ ثُمَّ أَصْحَابِهِ.

وَهِيَ دَارُ الْإِسْنَادِ الْعَالِي وَالْحِفْظِ (وَمَنْزِلِ الْخِلَافَةِ وَالْعِلْمِ)

(4)

إِلَى أَنِ اسْتُؤْصِلَتْ فِي كَائِنَةِ التَّتَارِ الْكَفَرَةِ، فَبَقِيَتْ عَلَى نَحْوِ الرُّبْعِ.

(ثُمَّ تَزَايَدَ خَرَابُهَا حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِيهَا مَنْ يَعْرِفُ شَيْئًا مِنَ الْعِلْمِ، وَالْأَمْرُ لِلَّهِ)

(5)

.

وَ"حِمْصُ" نَزَلَهَا خَلْقٌ مِنَ الصَّحَابَة، وَانْتَشَرَ بِهَا الْحَدِيثُ زَمَنِ التَّابِعِينَ، وَإِلَى أَيَّامِ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، وَشُعَيْبَ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، ثُمَّ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ

(6)

، وَبَقِيَّةَ، وَأَبِي الْمُغِيرَةَ، وَأَبِي الْيَمَانِ، ثُمَّ أَصْحَابِهِمْ.

ثُمَّ تَنَاقَصَ

(7)

ذَلِكَ فِي الْمِئَةِ الرَّابِعَةِ وَتَلَاشَى (ثُمَّ عُدِمَ بِالْكُلِّيَّةِ)

(8)

.

(1)

في هامش ب.

(2)

ساقط من ب، وليست في: الأمصار.

(3)

في ب: الخير.

(4)

ساقط من ب، وليست في: الأمصار.

(5)

ليست في ب، والأمصار.

(6)

في أ: عباس، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: الأمصار.

(7)

في ب: تناقض، وهو تصحيف.

(8)

ليست في: الأمصار.

ص: 456

وَ"الكُوفَةُ" نَزَلَهَا [جَمَاعَةٌ مِنْ الصَّحَابَةِ]

(1)

مِثْلُ: ابْنِ مَسْعُود، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَخَلْقٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، ثُمَّ كَانَ بِهَا أَئِمَّةُ التَّابِعِينَ كَـ: عَلْقَمَةَ، وَمَسْرُوقٍ، وَعَبِيدَةَ، وَالْأسْوَدِ، ثُمَّ الشَّعْبِيِّ، والنَّخَعَيِّ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ

(2)

، وَحَمَّادٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَمَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشِ، وَأَصْحَابِهِمْ، وَمَا زَالَ الْعِلْمُ بِهَا مُتَوَفِّرًا إِلَى زَمَانِ ابْنِ عُقْدَةَ، ثُمَّ تَنَاقَصَ شَيْئًا فَشَيْئًا [وَتَلَاشَى]

(3)

وَهِيَ دَارُ الرَّفْضِ

(4)

.

(و)

(5)

"الْبَصْرَةُ" نَزَلَهَا أَبُو مُوسَى الأشْعَرِيُّ، وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَعِدَّةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، فكَانَ خَاتِمَتَهُمْ خَادِمُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصُوَيْحِبُهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه ثُمَّ الْحَسَنُ، وَابْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو الْعَالِيَةِ، ثُمَّ قَتَادَةُ، وَأَيُّوبُ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، ويُونُسُ، وَابْنُ عَوْنٍ

(6)

، ثُمَّ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَصْحَابُهُمَا.

وَمَا زَالَ بِهَا هَذَا الشَّأْنُ وَافِرًا إِلَى رَأْسِ الْمِئَةِ الثَّالِثَةِ، وَتَنَاقَصَ

(7)

جِدًّا إِلَى أَنْ تَلَاشَى.

وَ"اليَمَنُ" حَلَّهَا

(8)

مُعَاذٌ، وَأَبُو مُوسَى، وَخَرَجَ مِنْهَا أَئِمَّةُ التَّابِعِينَ، وَتَفَرَّقُوا فِي الْأَرْضِ. وَكَانَ بِهَا جَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعَيْنِ كَـ: ابْنَيْ مُنَبِّهٍ، وَطَاوُوسٍ، وَابْنِهِ، ثُمَّ مَعْمَرٍ

(1)

زيادة من: الأمصار.

(2)

في ق، ز: عتبة، وهو تحريف.

(3)

زيادة من: الأمصار.

(4)

في الأمصار: الروافض.

(5)

ساقط من ق، ز.

(6)

في ب: وأبو عون.

(7)

في ب: تناقض، وهو تصحيف.

(8)

في الأمصار: دخلها.

ص: 457

وَأَصْحَابِهِ، ثُمَّ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَأَصْحَابِهِ [وَعُدِمَ]

(1)

مِنْهَا بَعْدَهُمُ الإِسْنَادُ.

(قُلْتُ

(2)

: وَهُوَ قُطْرٌ مُتَّسِعٌ، يَشْتَمِلُ عَلَى تِهَامَةَ وَنَجْدٍ، فِيهِ مُدُنٍ وَقُرًى وَشِعَابٌ وَجِبَالٌ. وَلَمْ يَزَلِ الْعُلَمَاءُ بِهِ فِي عَصْرِ الصَّحَابَةِ يَتَوَفَّرُونَ

(3)

وَالْأَئِمَّةُ إِلَيْهَا يَرْحَلُونَ، بَلْ هِيَ فِي كُلِّ عَصْرٍ فِي ازْدِيَادٍ مِنَ الْعِلْمِ. وَلَمَّا ظَهَرَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ وَاشْتَهَرَ بِهِ رَجَعُوا إِلَى تَقْلِيدِهِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي الْمِئَةِ الثَّالِثَةِ كَمَا ذَكَرَهُ الْجَنَدِيُّ

(4)

. ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ، لَاسِيَّمَا فِي الدُّوَلِ الْأَيُّوبِيَّةِ وَمَا بَعْدَهَا حَتَّى الْآنَ، وَيُوجَدُ فِي عُلَمَائِهِ الْحَنَفِيَّةُ وَكَثِيرٌ مِنَ الزَّيْدِيَّةِ، وَهُمْ بِصَنْعَاءَ وَنَحْوِهَا، وَمِنَ الْعُثْمَانِيَّةِ، وَهُمْ بِحَضْرَ مَوْتَ، وَمِنَ الْإِسْمَاعِيلِيَّةَ، وَهُمْ بِالْجِبَالِ، وَغَيْرُهُمْ مِنَ الطَّوَائِفِ)

(5)

.

وَ"الْأَنْدَلُسُ" كَقُرْطُبَةَ، وَإِشْبِيلِيَةَ، وَغَرْنَاطَةَ، وَبَلَنْسِيَةَ. فُتِحَتْ فِي أَيَّامِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَجَلَبَ إِلَيْهَا الْعِلْمَ؛ لَكِنِ اشْتَهَرَ بِهَا الْعِلْمُ وَالْحَدِيثُ فِي الْمِئَةِ الثَّالِثَةِ بِابْنِ حَبِيبٍ، وَيَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَأَصْحَابِهِمَا، ثُمَّ بِبَقِيِّ

(6)

بْنِ مَخْلَدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ وَضَّاحٍ.

وَخَرَجَ مِنْهَا مِثْلُ: ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ، وَأَبِي عَمْرٍو الدَّانِيِّ، وَابْنِ حَزْمٍ، وَأَبِي الْوَلِيدِ الْبَاجِيِّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الْغَسَّانِيِّ، وَلَمْ يَزَلْ بِهَا أَثَارَةٌ مِنْ عِلْمٍ إِلَى أَنِ اسْتَوْلَى عَلَى قُرْطُبَةَ وَإِشْبِيلِيَةَ النَّصَارَى، فَتَنَاقَصَ بِهَا الْعِلْمُ.

(1)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الأمصار.

(2)

أي: السخاوي.

(3)

في أ: متنافرون، وهو تحريف، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

انظر: السلوك، 1/ 149.

(5)

هذه الفقرة بكاملها ساقطة من ب.

(6)

في ز: يبقى، وهو تصحيف.

ص: 458

وَ"إِقْلِيمُ الْمَغْرِبِ" فَأَدْنَاهُ إِقْلِيمُ إِفْرِيقيَّةَ، وَأُمُّهَا هِيَ مَدِينَةُ الْقَيْرَوَانِ، كَانَ بِهَا سُحْنُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ (صَاحِبُ ابْنِ الْقَاسِمِ)

(1)

.

وَأَمَّا بِجَايَةُ، وَتِلْمِسَانُ، وَفَاسُ، وَمَرَّاكُشُ، وَغَالِبُ مَدَائِنِ [الْمَغْرِبِ]

(2)

فَالْحَدِيثُ بِهَا قَلِيلٌ، وَبِهَا الْمَسَائِلُ.

(قُلْتُ

(3)

: وَكُلُّهُمْ مُقَلِّدُونَ لِمَالِكٍ رحمه الله وَطَائِفَةٌ ظَاهِرِيُّونَ، وَفِيهِ بَقِيَّةٌ مِنْ عِلْمٍ)

(4)

.

وَ"الْجَزِيرَةُ" أَكْبَرُ مَدَائِنِهَا [الْمَوْصِلُ]

(5)

(يَعْنِي كَـ: مَنْبجَ، وَبَالِسَ، والرُّهَا)

(6)

خَرَجَ مِنْهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ.

وَحَرَّانُ، وَالرَّقَّةُ -وَغَيْرُ ذَلِكَ- خَرَجَ مِنْهَا حُفَّاظٌ وَأَئِمَّةٌ، ثُمَّ تَنَاقَصَ، ثُمَّ انْطَوَى الْبِسَاطُ.

وَ"الدِّينَوَرُ"

(7)

خَرَجَ مِنْهَا حُفَّاظٌ كَـ: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَبِي مُحَمَّدِ ابْنِ قُتَيْبَة، وَعَبْدِ اللهِ بْن مُحَمَّدٍ، وَعُمَرَ بْن سَهْلِ بْن إسْمَاعِيلَ -الْمُتَوَفَّى سَنَةَ

(8)

ثَلَاثِينَ وَثَلَاثِ مِئَةٍ- وَأَبِيَ بَكْرِ ابْنِ السُّنِّيِّ.

(1)

ليست في: الأمصار.

(2)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الأمصار.

(3)

أي: السخاوي.

(4)

ليست في ب.

(5)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ ومن: الأمصار.

(6)

ساقط من ب، وليست في: الأمصار.

(7)

هي: بلدة من بلاد الجبل عند قرميسين. انظر: السمعاني، الأنساب، 2/ 531.

(8)

بعدها بياض في ب، وكُتب بهامشها:"كذا".

ص: 459

وَ"هَمَذَانُ"

(1)

دَارُ السُّنَّةِ، صَارَ بِهَا عُلَمَاءُ مِنْ سَنَةِ مِئَتَيْنِ

(2)

وَهَلُمَّ جَرًّا وَخُتِمَتْ بِالْحَافِظِ

(3)

أَبِي الْعَلَاءِ الْعَطَّارِ وَأَوْلَادِهِ. ثُمَّ اسْتبَاحَهَا التَّتَارُ وَالْجِنْكِزْخَانِيَّةُ.

وَ"الرَّيُّ" صَارَتْ دَارَ عِلْمٍ بِجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَأَمْثَالِهِ، ثُمَّ بِـ: ابْنِ حُمَيْدٍ، وَابْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ

(4)

، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى، وَسَهْلِ بْنِ زَنْجَلَةَ، ثُمَّ بِـ: ابْنِ وَارَةَ، وَأَبِي زُرْعَةَ، وَأَبِي حَاتِمٍ، وَابْنِهِ، وَإِلَى أَثْنَاءِ

(5)

الْمِئَةِ الرَّابِعَةِ، وَذَهَبَ ذَلِكَ.

وَ"قَزْوِينُ" ذُكِرَتْ فِي الْمِئَةِ الثَّالِثَةِ

(6)

، وَخَرَجَ مِنْهَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ

(7)

بْنِ سَابِقٍ الرَّازِيُّ ثُمَّ الْقَزْوِينِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافُسِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ رَافِعِ (وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُ تَوْبَةَ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ)

(8)

وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ

(9)

وَخَلْقٌ بَعْدَهُمْ، ثمَّ ابْنُ مَاجَهْ، وَصَاحِبُهُ أَبُو

(10)

الحَسَنِ

(11)

القَطَّانُ.

(1)

في أ، ب: همدان، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: الأمصار، ومن: السمعاني، الأنساب، 5/ 649.

(2)

في الأمصار: 255 هـ.

(3)

في ق، ز: بالحفاظ.

(4)

في جميع النسخ والأمصار: الحمال، وهو تصحيف، والتصويب من: الذهبي، سير، 11/ 143؛ ابن حجر، تبصير المنتبه، 1/ 347.

(5)

في أ: أنباء، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الأمصار.

(6)

في الأمصار: الثانية.

(7)

في جميع النسخ: سعد، وهو خطأ، والتصويب من: الأمصار، ومن: مصادر ترجمته. انظر: السمعاني، الأنساب، 4/ 494.

(8)

في أ، ق، ز: وإسماعيل بن يحيى، وتوبة بن عبدك. وفي ق، ز: عبدل، وهو تحريف، والتصويب من ب، ومن: الأمصار، ومن: مصادر ترجمتهما. انظر: الذهبي، سير، 12/ 509؛ المزي، تهذيب، 3/ 54.

(9)

كذا في جميع النسخ، وفي الأمصار، وهو خطأ، والصواب: شهاب، انظر: الذهبي، سير، 13/ 158.

(10)

في أ، ب: أبي، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الأمصار.

(11)

في ق، ز: حسن. وانظر: الذهبي، سير، 15/ 463.

ص: 460

وَ"جُرْجَانُ" صَارَ بِهَا حَدِيثٌ كَثِيرٌ فِي الْمِئَةِ الثَّالِثَةِ، بِـ: إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطَّلَقِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الدَّامَغَانِيِّ. ثُمَّ بِـ: أَبِي نُعَيْمِ ابْنِ عَدِيِّ، وَإِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ

(1)

البَحْرِيِّ

(2)

، وَأَبِي أَحْمَدَ ابْنِ عَدِيٍّ، وَأَبِي بَكْرٍ الْإسْمَاعِيلِيِّ، وَالْغِطْرِيفِيِّ، وَأَصْحَابِهِمْ، ثُمَّ أُغْلِقَ الْبَابُ.

وَ"نَيْسَابُورُ" دَارُ السُّنَّةِ وَالْعَوَالِي، صَارَتْ بِـ: إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، وَحَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، ثُمَّ بـ: يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَابْنِ رَاهَوَيْهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ رَافِع، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرٍ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ هَاشِمٍ، والذُّهْلِيِّ، وَأَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ، وَمُسْلِمٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبِي عَبْدِ الله البُوشَنْجِيِّ، ثُمَّ بِـ: ابْنِ خُزَيْمَةَ، وَأَبِي الْعَبَّاسِ السَّرَّاجِ، وَابْنِ الشَّرْقِيِّ

(3)

(وَخَلَائِقَ)

(4)

. وَمَا زَالَ يُرْحَلُ إِلَيْهَا إِلَى

(5)

ظُهُورِ

(6)

التَّتَارِ.

وَآخِرُ شُيُوخِهَا الْمُؤَيَّدُ الطُّوسِيُّ، ثُمَّ مَضَتْ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ.

وَ"طُوسُ" صَارَتْ دَارَ عِلْمٍ بَعْدَ الْمِئَتَيْنِ، كَانَ بِهَا مُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ الطُّوسِيُّ وَأَصْحَاُبهُ، وَهِيَ بِقَدْرِ حَمَاةَ ظَنًّا.

وَ"هَرَاةُ" مِنْهَا أَبُو رَجَاءٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ وَاقَدٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْهَرَوِيُّ، وَأَحْمَدُ

(1)

في ب مقلوبًا: وإبراهيم بن إسحاق، وهو خطأ.

(2)

في ب، ق، ز: السجزي، وهو تحريف، والتصويب أيضًا من: مصادر ترجمته: انظر: السهمي، تاريخ جرجان، ص 164؛ الذهبي، سير، 15/ 471.

(3)

في جميع النسخ: الشرفي، وهو تصحيف، والتصويب من: الأمصار، ومن: مصادر ترجمته. انظر: الذهبي، سير، 15/ 37.

(4)

ليست في: الأمصار.

(5)

في أ: في، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الأمصار.

(6)

في الأمصار: أن دخلها.

ص: 461

ابْنُ نَجْدَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيِّ

(1)

[وَالحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ]

(2)

وَمُحَمَّدُ ابْنُ الْمُنْذِرِ [وَمَا زَالَ بِهَا عِلْمٌ، وَحَدِيثٌ، وَعَالِي إِسْنَادٍ]

(3)

إِلَى أَنْ خُتِمَتْ بِأَبِي رَوْحٍ عَبْدِ المُعِزِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَدَثَرَتْ.

وَ"مَرْوُ" بَلدٌ كَبِيرٌ مَنَّ أَقَاصِي خُرَاسَانَ، خَرَجَ مِنْهَا أَئِمَّةٌ، وَكَانَ بِهَا بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَطَائِفَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، ثُمَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، وَيَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ، وَعِدَّةٌ مِنَ التَّابِعِينَ، ثُمَّ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، وَأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو تُمَيْلَةَ

(4)

، وَعَلِيُّ بْنُ الحَسَنِ

(5)

ابْنِ شَقِيقٍ، وَعَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَصْحَابُهُمْ.

ثُمَّ نَقَصَ ذَلِكَ فِي الْمِئَةِ الرَّابِعَةِ، وَلَمْ يَنْقَطِعْ إِلَى خُرُوجِ التَّتَارِ، فَفَرَغَ ذَلِكَ.

وَ"بَلْخُ" صَارَ بِهَا عُلَمَاءُ فِي أَوَاخِرِ الْمِئَةِ الثَّانِيَةِ

(6)

كـ: عُمَرَ بْنِ هَارُونَ، وَمَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَخَلَفِ بْنِ أَيُّوبَ، وَقُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، وَخَتَّ

(7)

، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ، وَعِيسَى

(1)

في جميع النسخ: الشامي، وهو تصحيف، والتصويب من: مصادر ترجمته. انظر: الذهبي، سير، 14/ 114؛ ابن حجر، تبصير المنتبه، 2/ 802.

(2)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الأمصار.

(3)

زيادة من: الأمصار.

(4)

في ق، ز: ثميلة، وهو تصحيف. وانظر: ابن حجر، تبصير المنتبه، 1/ 203.

(5)

في أ: الحسين، وهو خطأ، والتصويب من باقي النسخ، ومن: الأمصار، ومن: مصادر ترجمته. انظر: الذهبي، سير، 10/ 349.

(6)

في ب: الثالثة، وهو تحريف.

(7)

هو: يحيى بن موسى الخَتّي البلخي، محدث ثقة. انظر: السمعاني، الأنساب، 2/ 325. ولقد أخطأ أحمد باشا تيمور حينما رجّح تصويبها بقوله:"كذا في الأصل ولعلها (وابن نوبخت) "! انظر: ق، ص 142. وانظر: ابن حجر، تبصير المنتبه، 1/ 303 - 304، 2/ 525. وهي ليست في: الأمصار.

ص: 462

ابْنِ أَحْمَدَ الْعَسْقَلَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ طَرْخَانَ، ثُمَّ تَنَاقَصَ ذَلِكَ وَتَلَاشَى.

وَ"بُخَارَى"[نَزَلَهَا]

(1)

عِيسَى بْنُ مُوسَى غُنْجَارُ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ الْفَقِيهُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ الْبِيكَنْدِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِيُّ

(2)

، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الْبُخَارِيُّ، وَصَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ، وَأَصْحَابُهُمْ. وَمَا زَالَ بِهَا صُبَابَةٌ حَتَّى دَخَلَهَا الْعَدُوُّ بِالسَّيْفِ.

وَ"سَمَرْقَنْدُ" بِهَا أَبُو مُحَمَّدٍ

(3)

عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُجَيْرٍ

(4)

، وَآخَرُونَ.

وَ"الشَّاشُ"

(5)

وَهِيَ آخَرُ بِلَادِ الإسْلَامِ الَّتِي [بِهَا الْحَدِيثُ]

(6)

مِنْهَا الْحَسَنُ ابْنُ (صَاحِبِ الشَّاشِيِّ)

(7)

وَالْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو بَكْرٍ الْقَفَّالُ، ثُمَّ فَرَغَ ذَلِكَ وَعُدِمَ.

وَ"فِرْيَابُ" خَرَجَ مِنْهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ، أَقْدَمُهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، صَاحِبُ الثَّوْرِيِّ، وَمِنْهُمُ الْقَاضِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيفِ،

(1)

زيادة من: الأمصار.

(2)

في ق، ز: السندي، وهو تحريف. وانظر: ابن حجر: تبصير المنتبه، 4/ 1363.

(3)

في جميع النسخ: أبو عبد الله، وهو خطأ، والتصويب من: الذهبي، سير، 12/ 224.

(4)

في باقي النسخ: بحير، وهو تصحيف. انظر: الذهبي، سير، 14/ 402 - 404.

(5)

في أ: الساس، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: الأمصار، ومن: الحموي، البلدان، 3/ 308.

(6)

ليست في أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الأمصار.

(7)

في جميع النسخ: الحاجب، وهو تحريف، والتصويب من: الأمصار، ومن: مصادر ترجمته. انظر: الذهبي، سير، 14/ 431.

ص: 463

سَمِعَ بِفِرْيَابَ فِي سَنَةِ [سِتٍّ]

(1)

وَعِشْرِينَ وَمِئَتَيْنِ.

وَ"خُوارِزْمُ" بَلَدٌ كَبِيرٌ، خَرَجَ مِنْهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ، مِنْ أَقْدَمِهِمُ الْحَافِظُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبَيٍّ.

وَ"شِيرَازُ" خَرَجَ مِنْهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ، وَحَدِيثُهَا قَلِيلٌ، وَقَلَّ مَنِ ارْتَحَلَ إِلَيهَا. وَ"كَرْمَانُ"

(2)

وَ "سِجسْتَانُ" وَ"الأَهْوَازُ" وَ"تُسْتَرُ" وَ" قُوْمَسُ"

(3)

إِقْلِيمٌ وَاسِعٌ، خَرَجَ مِنْهُ مُحَدِّثُونَ.

وَ"الدَّامَغَانُ"

(4)

مَدِينَةٌ كَبِيرَةٌ.

[وَ"سِمْنَانُ"]

(5)

مَدِينَةٌ صَغِيرَةٌ.

[وَ"بِسْطَامُ

(6)

"] مَدِينَةٌ مُتَوَسِّطَةٌ.

وَهَذ الْمَدَائِنُ أَوَائِلُ مُدُنِ خُرَاسَانَ مِنَ الْجِهَةِ الْغَرْبِيَّةِ.

(1)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الأمصار.

(2)

قال الحموي: "وربما كسرت [أي الكاف] والفتح أشهر بالصحة". انظر: البلدان، 4/ 454.

(3)

في ق: وقوس، وهو خطأ.

(4)

انظر: السمعاني، الأنساب، 2/ 446؛ الحموي، البلدان، 2/ 433.

(5)

بياض في أ، وفي هامشها:"أسماء المدائن التي ترك مكانها خاليًا بين الأقواس مُحيت من الأصل"، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الأمصار. وانظر: الحموي، البلدان، 3/ 251.

(6)

بياض في أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الأمصار. وانظر: الحموي، البلدان، 1/ 421.

ص: 464

[وَ"قُهُسْتَانُ"

(1)

مَدِينَةٌ]

(2)

أَكْبَرُ

(3)

مَدَائِنِ هَذَا الإِقْلِيمِ [الرَّيُّ]

(4)

ثُمَّ زَنْجَانُ

(5)

[وَأَبْهَرُ]

(6)

.

وَإِقْلِيمُ قُهَسْتَانَ مُلَاصِقٌ لِإقْلِيمِ قُومَسَ

(7)

وَهُوَ غَرْبِيُّ قُومَسَ، وَهُوَ شَرْقِيٌّ

(8)

مُتَشَامِلٌ عَنِ العِرَاقِ

(9)

مُتَاخِمٌ لِقَزْوِينَ.

فَالْأَقَالِيمُ الَّتِي لَا حَدِيثَ بِهَا يُرْوَى وَلَا عُرِفَتْ بِذَلِكَ: الصِّينُ، أُغْلِقَ الْبَابُ، وَالْهِنْدُ، وَالسِّنْدُ، وَالْخِطَا، وَبُلْغَارُ

(10)

، وَصَحَرَاءُ

(11)

القَفْجَاقَ

(12)

، وَسَرَايْ

(13)

،

(1)

انظر: الحموي، البلدان، 4/ 416.

(2)

بياض في أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الأمصار. إلا كلمة (مدينة) ليست في: الأمصار.

(3)

في أ: أكثر، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: الأمصار.

(4)

بياض في أ، وليست في: الأمصار، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

هي: بلد من نواحي الجبال بين أذربيجان وبينها. انظر: الحموي، البلدان، 3/ 152.

(6)

بياض في أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الأمصار. وهي: مدينة بين قزوين وزنجان وهمذان. وهناك أبهر من نواحي أصبهان: انظر: الحموي، البلدان، 1/ 82 - 83.

(7)

هو: إقليم كبير يشتمل على مدن وقرى ومزارع وهي في ذيل جبال طبرستان. انظر: الحموي، البلدان، 4/ 414.

(8)

في ب، والأمصار: شرق.

(9)

في ب: القرآن، وهو تحريف.

(10)

هي: مدينة الصقالبة في الشمال. انظر: الحموي، البلدان، 1/ 485.

(11)

في بعض النسخ: صخر، وهو تحريف، والتصويب من: الأمصار.

(12)

في أ: القفجان، والمثبت من باقي النسخ. وفي الأمصار: القفحاق، وهو تصحيف. ويقال: القبجاق، وهي: واقعة ما بين البحر الأسود وبحر خوارزم شمال بلاد الروم. انظر: العمري، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، 3/ 24 (حاشية المحقق).

(13)

في جميع النسخ: سراة، وهو تحريف، والتصويب من: الأمصار، ومن: معاجم البلدان.

ص: 465

وَقِرِمُ

(1)

، وَبِلَادُ التَّكْرُورِ

(2)

، وَالْحَبَشَةُ، وَالنُّوبَةُ، وَالْبُجَاهْ

(3)

، وَالزِّنْجُ. وَإِلَى أُسْوَانَ، وَحَضْرَ مَوْتَ، وَالْبَحْرِينِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.

* * *

(1)

هي: موضع الآن في الجنوب الغربي للاتحاد السوفيتي سابقًا. انظر: الأمصار، ص 112. (حاشية المحقق).

(2)

هي: من بلاد السودان. انظر: الحموي، البلدان، 2/ 38.

(3)

هي: أرض بالنوبة. انظر الحموي، البلدان، 1/ 339.

ص: 466

[قِلَّةُ العِلْمِ بِبَعْضِ البِلَادِ]

(1)

وَأَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ كَادَ يُعْدَمُ عِلْمُ الْأَثَرِ مِنَ الْعِرَاقِ وَفَارِسَ وَأَذْرَبِيجَانَ، بَلْ لَا يُوجَدُ بأَرَّانَ

(2)

، وَجِيلَانَ

(3)

، وَإرْمِينِيةَ

(4)

، وَالجِبَالِ

(5)

، وَخُرَاسَانَ الَّتِي كَانَتْ دَارَ الْآثَارِ، بَلْ وَأَصْبَهَانَ الَّتِي كَانَتْ تُضَاهِي بَغْدَادَ فِي الْعُلُوِّ

(6)

وَالْكَثْرَةِ.

وَالْبَاقِي مِنْ ذَلِكَ فَفِي مِصْرَ وَدِمَشْقَ -حَرَسَهُمَا اللهُ تَعَالَى- وَمَا تَاخَمَهُمَا، وَشَيْءٌ يَسِيرٌ بِمَكَّةَ، وَشَيْءٌ بِغَرْنَاطَةَ وَمَالَقَةَ، وَشَيْءٌ بِسَبْتَةَ، وَشَيْءٌ بِتُونُسَ. نَسْأَلُ اللهَ حُسْنَ الْخَاتِمَةِ.

لَكِنَّ الْقُرْآنَ وَفُرُوعَ الْفِقْهِ مَوْجُودٌ كَثِيرٌ شَرْقًا وَغَرْبًا، لَكِنَّ ذَلِكَ مُكَدَّرٌ فِي الْمَشْرِقِ وَغَيْرِهِ بِعُلُومِ الْأَوَائِلِ وَآرَاءِ الْمُتكَلِّمِينَ وَالْمُعْتَزِلَةِ، فَالْأَمْرُ لِلَّهِ تَعَالَى. وَهَذَا تَصْدِيقٌ لِقَوْلِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقِلَّ الْعِلْمُ، وَيَكْثُرَ الْجَهْلُ"

(7)

فَنَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى العَظِيمَ عِلْمًا نَافِعًا.

(1)

في هامش ب.

(2)

هي: ولاية واسعة قريبة من أذربيجان. انظر: الحموي، البلدان، 1/ 136.

(3)

هي: اسم لبلاد كثيرة من وراء بلاد طبرستان. انظر: الحموي، البلدان، 2/ 201.

(4)

هي: اسم لصُقع واسع في الشمال. انظر: الحموي، البلدان، 1/ 160. وأرمينية اليوم في الاتحاد السوفيتي سابقًا. انظر: الأمصار، ص 115 (حاشية المحقق).

(5)

هي: "اسم علم للبلاد المعروفة اليوم باصطلاح العجم العراق، وهي ما بين أصبهان إلى زنجان وقزوين وهمذان

، وتسمية العجم له بالعراق غلط لا أعرف سببه، وهو اصطلاح محدث لا يعرف في القديم". انظر: الحموي، البلدان، 2/ 99.

(6)

في أ: العلوم، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: الأمصار.

(7)

أخرجه البخاري في "صحيحه"(80)، ومسلم في "صحيحه"(2671) عن أنس بن مالك مرفوعًا بلفظ "إن من أشراط الساعة أن يُرْفَع العلم ويَثْبُتَ الجهلُ

" الحديث.

ص: 467

قُلْتُ: وَهَذَا الْفَصْلُ كُلُّهُ "جُزْءٌ" أَفْرَدَهُ الذَّهَبِيُّ، وَصَدَّرَهُ

(1)

بِالْأَمْصَارِ ذَوَاتِ الْآثَارِ، وَهُوَ مُفْتَقِرٌ لِقَلِيلِ تَذْيِيلٍ (سِوَى مَا أَلْحَقَتُهُ فِي أَثْنَائِهِ إِمَّا مُمَيَّزًا، أَوْ مُدْرَجًا. ومن مَمَالِكِ الرُّومِ الَّتِي كُرْسِيُّ مَلِكِهِ

(2)

إِصْطَنْبُولُ

(3)

وَمِنْهُ أَذَنَةُ

(4)

وَبُرْصَةُ

(5)

وَغَيْرُهَا مِنْ مُجَاوَرِيهَا، فَفِيهَا عُلَمَاءُ وَفُضلَاءُ بِالْعَقْلِيَّاتِ، وَغَالِبُهُمْ بَلْ كُلُّهُمْ حَنَفِيُّونَ، وَقَلَّ أَنْ تَصِلَ إِلَيْنَا أَخْبَارُهُمْ)

(6)

.

أَوْ عَلَى مُطْلَقِ التَّارِيخِ، غَيْرَ مُقَيَّدٍ بِوَصْفٍ وَلا جِنْسٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَهُوَ عَلَى أَقْسَامٍ:

مِنْهُمْ مَنْ يَقْتَصِرُ عَلَى الْحَوَادِثِ كـ: الْقُطْبِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَسْطَلَانِيِّ؛ حَيْثُ صَنَّفَ "جُمَلُ الْإِيجَازِ فِي الْإِعْجَازِ بِنَارِ الْحِجَازِ"

(7)

فِي مُجَلَّدٍ لَطِيفٍ. [و] كَغَيْرِهِ فِي الزَّلَازِلِ

(8)

وَالفِتَنِ.

* * *

(1)

في ز، ب: وصدر.

(2)

في أ: مملكة، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

في ب: إسطنبول.

(4)

قال الحمويُّ: "قال السكوني: بحذاء توز جبل يقال له الغمر شرقي توز

وأذنة أيضا بلد من الثغور قرب المصّيصة مشهور". انظر: البلدان، 1/ 132 - 133.

(5)

أي: بورصة، وهي: مدينة بآسيا الصغرى.

(6)

هذه الفقرة بكاملها ساقطة من ب.

(7)

انظر: السخاوي، التحفة اللطيفة، 2/ 426، وذكره حاجي بعنوان: عروة التوثيق في النار والحريق. وقال: "صنّف في حريق المسجد النبوي والنار الظاهرة في الحجاز، ذكر فيه البدائع". انظر: كشف، 2/ 1133؛ كحالة، مؤلفين، 8/ 299.

(8)

لابن عساكر مثلًا. انظر: الذهبي، سير، 20/ 562؛ تاريخ، 12/ 496.

ص: 468

[تَارِيخُ الطَّبَرِيِّ وَغَيْرِهِ]

(1)

وَنَحْوُهُ التَّارِيخُ الْجَلِيلُ، الْمُعَوَّلُ عَلَيْهِ فِي مَعْنَاهُ لِكُلِّ مَنْ بَعْدَهُ؛ لِلْإمَامِ أَبِي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيِّ، أَحَدِ أَئِمَّةِ الِاجْتِهَادِ، الْجَامِعِ مِنَ الْعِلْمِ لِمَا لَمْ يُشَارِكْهُ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ مُعَاصِرِيهِ الْأَمْجَادِ، وَهُوَ جَامِعٌ لِطُرُقِ الرِّوَايَاتِ وَأَخْبَارِ الْعَالَمِ؛ لَكِنَّهُ مَقْصُورٌ عَلَى مَا وَضَعَهُ لِأَجْلِهِ مِنْ عِلْمِ التَّارِيخِ وَالْحُرُوبِ وَالْفُتُوحَاتِ، قَلَّ أَنْ يُلِمَّ بِجَرْحٍ وَتَعْدِيلٍ وَنَحْوِهِ، بِحَيْثُ لَمْ يَسْتَوْفِ أَخْبَارَ أَحَدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ، إِنَّمَا كَانَتْ عِنَايَتُهُ فِيهِ بِذِكْرِ الْحُرُوبِ مُفَصَّلَةً، وَالْفُتُوحَاتِ مُبِينَةً لَا مُجْمَلَةً، وَأَخْبَارِ الْأَنْبِيَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَالْمُلُوكِ الْمَاضِينَ، وَالطَّوَائِفِ السَّالِفَةِ، وَالْقُرُونِ الْمَاضِيَةِ، بِالطُّرُقِ الْمُتَنَوِّعَةِ، وَالْأَسَانِيدِ الْمُتَعَدِّدَةِ، فَقَدْ كَانَ بَحْرًا فِيهَا وَفِي غَيْرِهَا، اكْتِفَاءً بِتَارِيخِهِ فِي الرِّجَالِ.

وَلَهُ عَلَى "تَارِيخِهِ" الْمَذْكُورِ ذَيْلٌ، بَلْ ذَيَّلَ عَلَى الذَّيْلِ أَيْضًا، وَذَيَّلَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ ابْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْهَمَذَانِيُّ مِنَ الأيَّامِ الْمُقْتَدِرِيَّةِ إِلَى عَضُدِ الدَّوْلَةِ أَبِي شُجَاعٍ، فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتِّينَ وَثَلَاثِ مِئَةٍ.

بَلْ لِلْهَمَذَانِيِّ أَيْضًا "عُنْوَانُ السِّيَرِ"

(2)

وَذَيْلٌ ذَيَّلَ بِهِ عَلَى تَارِيخِ الْوَزِيرِ

(3)

أَبِي شُجَاعٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيِّ الَّذِي سَمَّاهُ: "أَخْبَارُ السِّيَرِ التَّالِيَةِ عَلَى تَجَارِبِ الْأُمَمِ الْخَالِيةِ" هُوَ ذَيْلٌ عَلَى كِتَابِ "تَجَارِبُ الْأُمَمِ"

(1)

في هامش ب.

(2)

في ز: السيرة، وهو تحريف. وانظر: ابن الساعي، الدر الثمين، ص 153؛ حاجي، كشف، 2/ 1175، إحسان عباس، شذرات من كتب مفقودة في التاريخ، ص 81 - 90. وقد طبع: قطع تاريخية من كتاب عنوان السير في محاسن أهل البدو والحضر. نشر: دار الغرب الإسلامي، 2008 م.

(3)

في أ: للوزير، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 469

لِمَسْكَوَيْهِ، وَذَيَّلَ عَلَى الطَّبَرِيِّ بَعْضُهُمْ مِمَّا لَخَّصَهُ الصَّالِحُ نَجْمُ الدِّين ابْنُ الْكَامِلِ الْأَيُّوبِيِّ

(1)

.

وَلِأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَسْعُودِيِّ كِتَاب كَبِيرٌ سَمَّاهُ: "أَخْبَارُ الزَّمَانِ"

(2)

انْتَهَى عِنْدَ خِلَافَةِ الْمُتَّقِي لِلَّهِ، وَهُوَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ

(3)

وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثَ مِئَةٍ، وَآخَرُ سَمَّاهُ:"ذَخَائِرُ الْعُلُومِ وَمَا كَانَ فِي سَالِفِ الدَّهْرِ"

(4)

وَ"الاسْتِذْكَارُ لِمَا مَرَّ فِي

(5)

الأَعْصَارِ"

(6)

وَ"التَّارِيخُ فِي أَخْبَارِ الأُمَمِ"

(7)

كُلُّ هَذ غَيْرُ كِتَابِهِ الشَّهِيرِ "مُرُوجُ الذَّهَب وَمَعَادِنُ الْجَوْهَرِ فِي تُحَفِ الْأَشْرَافِ مِنَ الْمُلُوكِ وَأَهْلِ الدِّرَايَاتِ" وَكُلُّهَا بَدِيعَةٌ، وَالْأَخِيرُ هُوَ الْمُتَدَاوَلُ.

وَذَكَرَ فِي "مُقَدِّمَتِهِ"

(8)

مِنْ كُتُبِ التَّوَارِيخِ جُمْلَةً كَثِيرَةً ثُمَّ قَالَ: "وَلَمْ نَذْكُرْ

(9)

مِنْ كُتُبِ التَّوَارِيخ وَالسِّيَرِ وَالْآثَارِ إِلَّا مَا اشْتَهَرَ مُصَنِّفُوهَا وَعُرِفَ مُؤَلِّفُوهَا، وَلَمْ نَعْرِضْ

(1)

هو: السلطان أيوب بن محمد (ت 647 هـ). انظر: الذهبي، سير، 23/ 187؛ المقريزي، الخطط، 3/ 410، شاكر مصطفى، التاريخ العربي، 2/ 299.

(2)

طبع الجزء الأول في القاهرة، 1938 م. وتوجد نسخة مصورة في دار الكتب المصرية (رقم: 879 - تاريخ) (7054 ح). انظر: فؤاد سيد، فهرست المخطوطات، 1/ 25.

(3)

في ب: اثنين.

(4)

ذكره المسعودي وابن النديم بـ: الدهور. انظر: التنبيه والإشراف، ص 1، 85، 347؛ الفهرست، ص 248؛ حاجي، كشف، 1/ 822؛ الزركلي، الأعلام، 4/ 277.

(5)

ذكره المسعودي كذا: الاستذكار لما جرى في سالف الأعصار. انظر: التنبيه والإشراف، ص 1، 4، 72، 73.

(6)

انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 248؛ حاجي، كشف، 1/ 78؛ الزركلي، الأعلام، 4/ 277.

(7)

عند ابن النديم: أخبار الأمم من العرب والعجم. انظر: الفهرست، ص 248؛ الزركلي، الأعلام، 4/ 277.

(8)

انظر: المروج، 1/ 12.

(9)

في ب، ق: يذكر.

ص: 470

لِذِكْرِ كُتُبِ تَوَارِيخِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، وَمَعْرِفَةِ أَسْمَاءِ الرِّجَالِ، وَأَعْصَارِهِمْ، وَطَبَقَاتِهِمْ؛ إِذْ كَانَ ذَلِكَ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ آتِيَ عَلَى ذِكْرِهِ فِي هَذَا الْكِتَابِ".

"وَاعْتَذَرَ عَنْ تَقْصِيرِ إِنْ كَانَ، وَتَنَصَّلَ مِنْ إِغْفَالٍ إِنْ عَرَضَ، بِطُولِ رِحْلَتِهِ الَّتِي شَرَحَهَا، وَمُصَاحَبَتِهِ لِلْمُلُوكِ الَّتِي أَوْضَحَهَا. وَأَنَّ التَّصَانِيفَ فِي رُتْبَتَيْنِ: مُجِيدٍ وَمُقَصِّرٍ، وَمُسْهِبٍ وَمُخْتَصِرٍ

(1)

، وَالْأَخْبَارَ زَائِدَةٌ مَعَ زِيادَةِ الأَيَّامِ، حَادِثَةٌ مَعَ حُدُوثِ الزَّمَانِ، وَرُبَّمَا غَابَ

(2)

الْبَارِعُ منها عَلَى (الفَطِن الذَّكِيِّ)

(3)

وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قِسْطٌ يَخُصُّهُ بِمِقْدَارِ عِنَايَتِهِ، وَلِكُلِّ إِقْلِيمٍ عَجَائِبُ يَقْتَصِرُ عَلَى عِلْمِهَا أَهْلُهُ، وَلَيْسَ مَنْ لَزِمَ جَمَرَاتِ وَطَنِهِ بِمَا نُمِيَ إِلَيْهِ مِنْ أَخْبَارِ إِقْلِيمِهِ كَمَنْ قَسَمَ عُمْرَهُ عَلَى قَطْعِ الْأَقْطَارِ، وَوَزَّعَ أَيَّامَهُ بَيْن تَقَاذُفِ الْأَسْفَارِ، وَاسْتَخْرَجَ كُلَّ دَقِيقٍ مِنْ مَعْدِنِهِ، وَأَثَارَ كُلَّ نَفِيسٍ مِنْ مَعْطِنِهِ".

قَالَ: "عَلَى أَنَّ الْعَالَمَ

(4)

قَدْ بَادَتْ آثَارُهُ، وَطُمِسَ مَنَارُهُ، وَكَثُرَ فِيهِ الْغُثَاءُ

(5)

، وَقَل الْفُهَمَاءُ، فَلَا تُعَايِنُ إِلَّا مُمَوِّهًا جَاهِلًا، أَوْ مُتَعَاطِيًا نَاقِصًا، قَدْ قَنِعَ بِالظُّنُونِ، وَعَمِيَ عَنِ الْيَقِينِ"

(6)

.

(1)

في جميع النسخ: مقصر، وهو تحريف، والتصويب من: المروج. والملاحظ أن السخاوي اختصر العبارة خطأ؛ إذ أن: المجيد والمقصر والمسهب والمختصر، هي وصف للمصنفين وليس للمصنفات. قال المسعودي: "فإنا وجدنا مصنفي الكتب في ذلك مجيدًا ومقصرًا

" ..

(2)

في جميع النسخ: عاب، والمثبت من: المروج.

(3)

ساقط من ب. وفي أ: على الطيف الذكي، وفي ق، ز: على لطيف الطبق الذكي الذكاء، والتصويب من: المروج.

(4)

وفي المروج: العلم.

(5)

في أ: الغناء، وهو تحريف، وفي المروج: العناء، والمثبت من باقي النسخ.

(6)

انظر: المروج، 1/ 8 - 9. مع تصرف السخاوي.

ص: 471

وَلِلْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ جَعْفَرٍ الْقُضَاعِيِّ "تَارِيخٌ" مُخْتَصَرٌ فِي خَمْسَةِ كَرَارِيسَ، مِنْ مُبْتَدَأِ الْخَلْقِ إِلَى أَيَّامِهِ.

* * *

ص: 472

[تَوَارِيخُ ابْنِ الجَوْزِيِّ وَسِبْطِهِ وَغَيْرِهِمَا]

(1)

وَمِنْهُمْ مَنْ يَضُمُّ إِلَى الْحَوَادِثِ الْوَفَيَاتِ، مُجَرِّدًا لَهَا أَوْ مُتَرْجِمًا.

كَأَبِي الْفَرَجِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ فِي "الْمُنْتَظِمُ" وَهُوَ فِي عَشْرِ مُجَلَّدَاتٍ كِبَارٍ، وَاخْتَصَرَ مِنْهُ مُجَيْلِيدًا سَمَّاهُ:"شُذُورُ الْعُقُودِ فِي تَارِيخِ الْعُهُودِ" وَقَفْتُ عَلَيْهِ بِخَطِّهِ، ثُمَّ ذَيَّلَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَادِسِيُّ

(2)

فِي كِتَابٍ سَمَّاهُ: "الْفَاخِرُ فِي ذِكْرِ حَوَادِثِ أَيَّامِ الْإِمَامِ النَّاصِرِ"

(3)

وَهُوَ فِي مُجَلَّدَاتٍ، وَكَذَا ذَيَّلَ عَلَى "الْمُنْتَظِمُ" الْإِمَامُ الْعِزُّ أَبُو بَكْرٍ مَحْفُوظُ بْنُ مَعْتُوقِ بْنِ الْبُزُورِيِّ

(4)

.

وَعَمِلَ سِبْطُهُ أَبُو الْمُظَفَّرِ يُوسُفُ بْنُ قُزْغُلي تَارِيخَهُ الْمُسَمَّى: "مِرْآةُ الزَّمَانِ فِي تَوَارِيخِ الْأَعْيَانِ" فكَانَتِ التَّسْمِيَةُ فِي الْمُطَابَقَةِ بِمَكَانٍ، وَلِذَا قَالَ هُوَ:"لِيَكُونَ اسْمًا يُوَافِقُ مُسَمَّاهُ وَلَفْظًا يُطَابِقُ مَعْنَاهُ".

وَذَيَّلَ عَلَيْهِ بَعْدَ أَنِ اخْتَصَرَهُ فِي نَحْوِ نِصْفِهِ: الْقُطْبُ مُوسَى ابْنُ الْفَقِيهِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى الْيُونِينِيِّ، أَخُو الْحَافِظِ أَبِي الْحُسَيْنِ

(1)

في هامش ب.

(2)

في جميع النسخ: الفارسي، وهو تحريف. (ت 632 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 14/ 84.

(3)

لم أقف على أحد نسب هذا الكتاب بعنوانه للقادسي بل نُسب لابن الجوزي كما في: الذهبي، تاريخ، 12/ 1104؛ سير، 21/ 374؛ ابن رجب، ذيل، 2/ 496. هذا وقد نقل ابن رجب كثيرا عن القادسي. انظر: ذيل، 2/ 440، 486، 3/ 107، 144، 149، 440، وغيرها من المواضع.

(4)

هو: مؤرخ (ت 694 هـ). وعن ذَيْله. انظر: الذهبي، تاريخ، 15/ 797؛ ابن العماد، الشذرات، 7/ 745؛ كحالة، مؤلفين، 3/ 23.

ص: 473

عَلِيٍّ، وَهُوَ بِالْمَحْمُودِيَّةِ فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتٍ، وَمَاتَ فِي سَنَةِ [سِتٍّ]

(1)

وَعِشْرِينَ وَسَبْعِ مِئَةٍ.

وَلِابْنِ الْجَوْزِيِّ أَيْضًا فِي التَّارِيخِ "دُرَّةُ الْإِكْلِيلِ"

(2)

أَرْبَعُ مُجَلَّدَاتٍ.

وَلِلْأُسْتَاذِ الْحَافِظِ الْعَلَّامَةِ الْعِزِّ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْكَرَمِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الشَّيْبَانِيِّ الْجَزَرِيِّ ابْنِ الْأَثِيرِ صاحِبِ "مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ" وَ"الْأَنْسَابُ" وَغَيْرِهِمَا، وَأَخِي الْعَلَّامَةِ الْمَجْدِ صاحِبِ "جَامِعُ الْأُصُولِ" وَالْوَزِيرِ الضِّيَاءِ نَصْرِ اللهِ صاحِبِ "الْمَثَلُ السَّائِرُ" التَّارِيخُ الْمُسَمَّى بِـ "الْكَامِلُ" وَهُوَ كَاسْمِهِ.

بِحَيْثُ قَالَ شَيْخُنَا: "إِنَّهُ أَحْسَنُ التَّوَارِيخِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى إِيرَادِهِ الْوَقَائِعَ مُوَضَّحَةً مُبَيَّنَةً، حَتَّى كَأَنَّ السَّامِعَ فِي الْغَالِبِ حَاضَرَهَا، مَعَ حُسْنِ التَّصَرُّفِ، وَجَوْدَةِ الْإِيرَادِ" قَالَ: "بِحَيْثُ خَطَرَ لِي أَنْ أُذَيِّلَ عَلَيْهِ مِنْ سَنَةِ وَقَفَ" وَهِيَ سَنَةُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَسِتِّ مِئَةٍ، يَعْنِي قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَتَيْنِ، وَلَكِنْ لَمْ يَتَيَسَّرْ لِشَيْخِنَا ذَلِكَ.

نَعَمْ "ذَيَّلَ" عَلَيْهِ أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ أَنْجَبَ الْبَغْدَادِيُّ الْخَازِنُ الْمُتَوَفَّى فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَسِتِّ مِئَةٍ، بَلْ لِابْنِ الْخَازِنِ أَيْضًا "الْجَامِعُ الْمُخْتَصَرُ فِي عُنْوَانِ التَّوَارِيخِ وَعُيُونِ السِّيَرِ"

(3)

كَبِيرٌ.

(1)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: مصادر ترجمته. انظر: ابن حجر، الدرر، 4/ 382.

(2)

نقل عنه: الذهبي، تاريخ، 12/ 1104، 13/ 794؛ سير، 21/ 370؛ ابن رجب، ذيل، 2/ 496.

(3)

قال محمد القدحات: "

ما طُبع تحت عنوان: "الجامع المختصر في عنوان التواريخ وعيون السّير" ما هو إلا جزء من تاريخ ابن السّاعي. فلم يذكر أحد ممن ترجم لابن السّاعي كتابًا بهذا الاسم سوى السخاوي .. ولعل ذلك كان من إضافة النسّاخ، وهذا ليس غريبًا .. ". انظر: مجلة دراسات، ص 446؛ مقدمة تحقيق، تاريخ ابن السّاعي، ص ق.

ص: 474

وَلِلْجَمَالِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى الْكُتُبِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالْوَطْوَاطِ

(1)

عَلَى "الكَامِلُ" حَوَاشٍ مُفِيدَةٌ

(2)

.

وَلِلْعَلَّامَةِ الْمُجْتَهِدِ ذِي الْفُنُونِ أَبِي شَامَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيِّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيِّ الشَّافِعِيِّ، كِتَابُ "الرَّوْضَتَيْنِ فِي أَخْبَارِ الدَّوْلَتَيْنِ النُّورِيَّةِ وَالصَّلَاحِيَّةِ" وَذَيَّلَ هُوَ عَلَيْهِ، وَافْتَتَحَهُ بِسَنَةِ تِسْعِينَ وَخَمْسِ مِئَةٍ، وَمَاتَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّ مِئَةٍ، وَهِيَ سَنَةُ مَوْلِدِ الْحَافِظِ الْعَلَمِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ الْبِرْزَالِيِّ، فَكَانَ كِتَابُهُ الَّذِي افْتَتَحَهُ بِهَا ذَيْلًا عَلَيْهِ، وَسَمَّاهُ:"الْمُقْتَفِي"

(3)

وَانْتَهَى إِلَى أَثْنَاءِ سَنَةِ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِئَةٍ، بَلْ كَتَبَ بَعْدَهَا

(4)

قَلِيلًا. وَذَيَّلَ عَلَيْهِ التَّقِيُّ أَبُو بَكْرِ ابْنُ قَاضِي شُهْبَةَ فَقِيهُ الشَّامِ، وَمَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَثَمَانِ مِئَةٍ، وَكُلٌّ مِنْهَا فِي مُجَلَّدَاتِ، وَلِلْبِرْزَالِيِّ "مُعْجَمٌ" حَافِلٌ.

وَلِلْكَمَالِ أَبِي الْفَضَائِل عَبْدِ الرَّزَّاقِ ابْنِ الْفُوَطِيِّ "تَارِيخٌ"

(5)

كَبِيرٌ، لَمْ يُبَيِّضْهُ، وَآخَرُ دُونَهُ سَمَّاهُ:"مَجْمَعُ الْآدَابِ وَمُعْجَمُ الْأَسْمَاءِ عَلَى الْأَلْقَابِ"

(6)

وَ"دُرَرُ الْأَصْدَافِ فِي غُرَرِ الْأَوْصَافِ"

(7)

وَهُوَ كَبِيرٌ جدًّا، فِي خَمْسِينَ مُجَلَّدًا، ذَكَرَ أَنَّهُ "جَمَعَهُ مِنْ أَلْفِ مُصَنَّفٍ مِنَ التَّوَارِيخِ، وَالدَّوَاوِينِ، وَالْأَنْسَابِ، وَالْمَجَامِيعِ".

(1)

هو: أديب (ت 718 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 298.

(2)

انظر: الدرر، 3/ 299؛ حاجي، كشف، 2/ 1380؛ البغدادي، هدية، 6/ 144.

(3)

طبع بتحقيق: عمر عبد السلام تدمري، نشر: المكتبة العصرية، بيروت، 2006 م.

(4)

في أ: بعد، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

انظر: ابن رجب، ذيل، 4/ 450؛ ابن العماد، الشذرات، 8/ 109.

(6)

طبع بعنوان: تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب. بتحقيق: مصطفى جواد، دمشق 1962 - 1965 م. بتحقيق أيضًا: محمد الكاظم، إيران، 1416 هـ.

(7)

انظر: ابن رجب، ذيل، 4/ 450؛ ابن حجر، الدرر، 2/ 364؛ ابن العماد، الشذرات، 8/ 109.

ص: 475

وَكَذَا لَهُ "تَارِيخٌ" عَلَى الْحَوَادِثِ أَيْضًا.

وَلِلْقَاضِي الْفَقِيهِ الشِّهَابِ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ أَبِي الدَّمِ، عَصْرِيِّ ابْنِ الصَّلَاحِ، كِتَابٌ مُفِيدٌ، بَلْ لَهُ آخَرُ عَلَى الْحُرُوفِ، ابْتَدَأَهُ بِـ: سِيرَةٍ نَبَوِيَّةٍ، ثُمَّ بِالْخُلَفَاءِ، ثُمَّ بِالْفُقَهَاءِ، ثُمَّ بِالْمُتَكَلِّمِينَ، ثُمَّ بِالْمُحَدِّثِينَ، ثُمَّ بِالزُّهَّادِ، ثُمَّ بِالنُّحَاةِ، وَاللُّغَوِيِّينَ، وَالْمُفَسِّرِينَ، وَالْوُزَرَاءِ (وَالقُضَاةِ)

(1)

وَالْمُقَدَّمِينَ

(2)

ثُمَّ الشُّعَرَاءِ، كُلُّ هَؤُلَاءِ مِنَ الْمُحَمَّدِينَ، ثُمَّ سَرَدَ الْكِتَابَ

(3)

عَلَى الْحُرُوفِ مُبْتَدِئًا بِالصَّحَابَةِ، ثُمَّ بِالْخُلَفَاءِ عَلَى التَّرْتِيبِ الْمَذْكُورِ، وَخَتَمَ بِالنِّسَاءِ فِي كُلِّ حَرْفٍ، وَسَمَّاهُ:"التَّارِيخُ الْمُقَفَّى"

(4)

وَقَفْتُ مِنْهُ عَلَى مُجَلَّدٍ، وَكَانَ عِنْدَ الْجَمَالِ ابْنِ سَابِقٍ مِنْهُ ثَلَاثُ مُجَلَّدَاتٍ، بَلْ عِنْدَهُ التَّارِيخُ الْآخَرُ.

وَكَذَا لِلْمُؤَيَّدِ صَاحِبِ حَمَاةَ "تَارِيخٌ"

(5)

انْتَقَى مِنْهُ الذَّهَبِيُّ.

وَلِلْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الذَّهَبِيِّ: "تَارِيخُ الْإِسْلَامِ" فِي زِيَادَةٍ عَلَى عِشْرِينَ

(1)

ساقط من باقي النسخ.

(2)

المقدم: هي مرتبة وظيفية مرموقة، ظهرت منذ العصر الأيوبي، قد يكون صاحبها من العسكريين، أو من الموظفين الكبار. انظر: مصطفى الخطيب، معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص 403.

(3)

في ق، ز الكاتب.

(4)

قال روزنثال معلقًا: "إن كلمة (المقفى) المذكورة هنا و (المقتفى) في (الإعلان ص 421) هي خطأ، ويجب أن تقرأ (المظفري) ". انظر: ص 674. وانظر: شاكر مصطفى، التاريخ العربي، 2/ 256.

(5)

هو: المختصر في أخبار البشر. طبع بإستانبول قديمًا، 1286 هـ؛ وفي مصر، 1325 هـ. وطبع بتحقيق: مجموعة من الباحثين بإشراف: حسين مؤنس، نشر: دار المعارف، مصر، 1998 م. وقال بشار عواد عن منتقى الذهبي:"ولم يصل إلينا انتقاء الذهبي". انظر: الذهبي ومنهجه، ص 255.

ص: 476

مُجَلَّدَا بِخَطِّهِ، وَ"سِيَرُ النُّبَلَاءِ" فِي مُجَلَّدَاتٍ، وَ"دُوَلُ الْإِسْلَامِ"

(1)

فِي مُجَيْلِيدٍ، وَ"الْإِشَارَةُ"

(2)

دُونَهُ، وَلَهُ "ذَيْلٌ" عَلَى كُلٍّ مِنْهَا

(3)

.

بَلْ لِلتَّقِيِّ الْفَاسِيِّ عَلَى كُل مِنَ "النُّبَلَاءُ"

(4)

وَ"الإِشَارَةُ"

(5)

ذَيْلٌ

(6)

.

وَلِي عَلَى "الدُّوَلُ": "وَجِيزُ الْكَلَامِ".

وَكَذَا مِنْ تَصَانِيفِ الذَّهَبِيِّ أَيْضًا: "الْإِعْلَامُ بِوَفَيَاتِ الْأَعْلَامِ"

(7)

وَيُقَالُ: لَهُ "دُرَّةُ التَّارِيخِ" وَوَرَقَةٌ فِي أَصْحَابِ التَّقِيِّ ابْنِ تَيْمِيَّةَ سَمَّاهَا: "الْقَبَّانُ".

وَلِلْعَدْلِ الشَّمْسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيِّ ابْنِ الْجَزَرِيِّ "تَارِيخٌ"

(8)

كَبِيرٌ شَهِيرٌ بِخَطِّهِ فِي الْمَحْمُودِيَّةِ، فِيهِ عَجَائِبُ وَغَرَائِبُ،

(1)

طبع بتحقيق: حسن إسماعيل، نشر: دار صادر، بيروت، 1999 م.

(2)

هو: الإشارة إلى وفيات الأعيان. طبع بتحقيق: إبراهيم صالح، نشر دار ابن الأثير، بيروت، ط 1، 1411 هـ -1991 م.

(3)

قال بشار عواد عن ذيل دول الإسلام: "على أن المطبوع من "دول الإسلام" في حيدر آباد يشمل الأصل والذيل، وهو ما لم ينتبه إليه ناشرو الكتاب

". انظر: الذهبي ومنهجه، ص 169 - 170. ولقد طبع: ذيل تاريخ الإسلام للذهبي، نشر: دار المغني، 1998 م. على أن بعض الباحثين يرجِّح أنه ذيل على سير النبلاء وليس لتاريخ الإسلام.

(4)

هو: تعريف ذوي العلاء لمن لم يذكره الذهبي من النبلاء. توجد نسخة في برلين (رقم: 9837). انظر: بشار عواد، الذهبي ومنهجه، ص 170. وقد طبع بتحقيق: محمود الأرناؤوط وأكرم البوشي، نشر: دار صادر، 2006 م.

(5)

هو: إيضاح بغية أهل البصارة في ذيل الإشارة، طبع بتحقيق: أحمد عبد الستار، نشر: دار الكتب والوثائق القومية، 2012 م.

(6)

في أ: ذيلًا، والمثبت من باقي النسخ.

(7)

طبع بتحقيق: رياض عبد الحميد وزميله، نشر: دار الفكر، دمشق، بيروت، 1990 م.

(8)

هو: حوادث الزمان وأنبائه ووفيات الأكابر والأعيان من أبنائه. طبع بتحقيق: عمر عبد السلام تدمري، عن نسخة مختصرة من أصل المؤلف، نشر: المكتبة العصرية، بيروت، ط 1، =

ص: 477

وَمَاتَ فِي وَسَطِ سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِئَةٍ.

(وَلِمُحَمَّدِ بْنِ مَحْفُوظِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْجُهَنِيِّ الشَّبِيكِيِّ الْمَكِّيِّ "تَارِيخٌ" يَسِيرٌ مِنَ انْقِضَاءِ دَوْلَةِ الْهَوَاشِمِ إِلَى بَعْدِ التِّسْعِينَ وَسِتِّ مِئَةٍ، إِلَّا أَنَّهُ تَخَلَّلَ فِي أَثْنَائِهِ سِنِينَ لَمْ يَذْكُرْ فِيهَا شَيْئًا؛ لِمَا عَلِمَ مِنْ عَدَمِ اعْتِنَاءِ مَنْ قَبْلَهُ بِذَلِكَ. بَلْ لَهُ "تَارِيخٌ" مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَسَبع مِئَةٍ إِلَى آخَرِ عَشْرِ السِّتِّينَ وَسَبْعِ مِئَةٍ، انْتَفَعَ بِهِ التَّقِيُّ الْفَاسِيُّ، مَعَ مَا فِيهِ مِنَ اللَّحْنِ الْفَاحِشِ، وَالْعِبَارَاتِ الْعَامِّيَّةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ)

(1)

.

وَلِلْحَافِظِ الْعِمَادِ ابْنِ كَثِيرٍ "الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ" فِي مُجَلَّدَاتٍ، قَالَ فِي أَوَّلِهِ إِنَّهُ

(2)

"يَذْكُرُ مَا يَسَّرَهُ اللهُ لَهُ فِي بَدْءِ الْمَخْلُوقَاتِ، مِنْ خَلْقِ الْعَرْشِ، وَالْكُرْسِيِّ، وَالسَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَمَا فِيهِنَّ، وَمَا بَيْنَهُنَّ، مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالْجَانِّ وَالشَّيَاطِينَ، وَكَيْفِيَّةِ خَلْقِ آدَمَ عليه الصلاة والسلام وَقَصَصِ النَّبِيِّينَ -عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- وَمَا جَرَى مَجْرَى ذَلِكَ إِلَى أَيَّامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَأَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ، حَتَّى تَنْتَهِيَ النُّبُوَّةُ

(3)

إِلَى أَيَّامِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَنَذْكُرُ سِيرَتَهُ كَمَا يَنْبَغِي، فَنَشْفِي الصُّدُورَ وَالْغَلِيلَ، وَنُزِيحُ الدَّاءَ عَنِ الْعَلِيلِ، ثُمَّ نَذْكُرُ مَا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى زَمَانِنَا، وَنَذْكُرُ الْفِتَنَ وَالْمَلَاحِمَ، وَأَشْرَاطَ السَّاعَةِ، ثُمَّ الْبَعْثَ وَالنُّشُورَ، وَأَهْوَالَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ صِفَةَ ذَلِكَ، وَمَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَمَا يَقَعُ فِيهِ مِنَ الْأُمُورِ الْعِظَامِ الْهَائِلَةِ، ثُمَّ صِفَةَ النَّارِ، ثُمَّ صِفَةَ الْجِنَانِ وَمَا فِيهَا مِنَ الْخَيْرَاتِ الْحِسَانِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِهِ، وَمَا وَرَدَ فِي ذَلِكَ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْآثَارِ وَالْأَخْبَارِ الْمَنْقُولَةِ الْمَقْبُولَةِ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ، وَوَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ، الْآخِذِينَ مِنْ مِشْكَاةِ

= 1419 هـ - 1998 م.

(1)

ساقط من ب.

(2)

انظر: 1/ 6 - 8.

(3)

في جميع النسخ: النوبة، والتصويب من: البداية والنهاية.

ص: 478

النُّبُوَّةِ الْمُصْطَفَويَّةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ، عَلَى مَنْ جَاءَ بِهَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ.

وَلَسْنَا نَذْكُرُ مِنَ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ إِلَّا مَا أَذِنَ الشَّارِعُ فِي نَقْلِهِ، مِمَّا لَا يُخَالِفُ كِتَابَ اللهِ تَعَالَى وَسُنَّةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الْقِسْمُ الَّذِي لَا يُصَدَّقُ وَلَا يُكَذَّبُ، مِمَّا فِيهِ بَسْطٌ لِمُخْتَصَرٍ عِنْدَنَا، أَوْ تَسْمِيَةٌ لِمُبْهَمٍ وَرَدَ بِهِ شَرْعُنَا، مِمَّا لَا فَائِدَةَ فِي تَعْيِينِهِ لَنَا، فَنَذْكُرُهُ عَلَى سَبِيلِ التَّحَلِّي بِهِ، لَا عَلَى سَبِيلِ الِاحْتِيَاجِ

(1)

إِلَيْهِ وَالِاعْتِمَادِ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا الْعُمْدَةُ وَالِاسْتِنَادُ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، مِمَّا صَحَّ نَقْلُهُ أَوْ حَسُنَ، وَمَا كَانَ فِيهِ ضَعْفٌ نُبَيِّنُهُ، فَقَدْ قَالَ اللهُ -تَعَالَى- فِي كِتَابِهِ:{كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا} [طه: 99].

وَقَدْ قَصَّ اللهُ عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم خَبَرَ مَا مَضَى مِنْ خَلْقِ الْمَخْلُوقَاتِ، وَذِكْرِ الْأُمَمِ الْمَاضِينَ، وَكَيْفَ فَعَلَ بِأَوْلِيَائِهِ، وَمَاذَا أَحَلَّ بِأَعْدَائِهِ، وَبَيَّنَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأُمَّتِهِ بَيَانًا شَافِيًا، سَنُورِدُ عِنْدَ كُلِّ فَصْلٍ مَا وَصَلَ إِلَيْنَا عَنْهُ فِي ذَلِكَ، تِلْوَ الْآيَاتِ الْوَارِدَاتِ فِي ذَلِكَ، فَأَخْبَرَنَا بِمَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ، وَتَرَكَ مَا لَا فَائِدَةَ فِيهِ، مِمَّا قَدْ يَتَزَاحَمُ عَلَى عِلْمِهِ وَيَتَرَاجَمُ فِي فَهْمِهِ طَوَائِفُ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْكِتَابِ، مِمَّا لَا فَائِدَةَ لِكَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ إِلَيْهِ، وَقَدْ يَسْتَوْعِبُ نَقْلَهُ طَائِفَةٌ مِنْ عُلَمَائِنَا أَيْضًا، وَلَسْنَا نَحْذُو حَذْوَهُمْ وَلَا نَنْحُو نَحْوَهُمْ، وَلَا نَذْكُرُ مِنْهَا إِلَّا الْقَلِيلَ عَلَى سَبِيلِ الِاخْتِصَارِ، وَنُبَيِّنُ مَا فِيهِ حَقٌّ، مِنْهَا مَا وَافَقَ مَا عِنْدَنَا مِمَّا خَالَفَهُ فَوَقَعَ فِيهِ الْإِنْكَارُ.

فَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "صَحِيحِهِ"

(2)

عَنْ [عَبْدِ اللهِ بْنِ]

(3)

عَمْرِو

(1)

في أ: الاحتجاج، والمثبت من باقي النسخ، ومن: البداية والنهاية.

(2)

(3461)، وأحمد في "المسند"(6486، 6888، 7006) عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا. وأخرجه أحمد أيضًا في "المسند"(11536) عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا.

(3)

زيادة من: مصادر التخريج. فابن كثير في جميع نسخ تاريخه ذكره عن عمرو بن العاص! وهذا =

ص: 479

ابْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا حَرَجَ، وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمَّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ الْمَسْكُوتِ عَنْهَا عِنْدَنَا، فَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا يُصَدِّقُهَا وَلَا [مَا]

(1)

يُكَذِّبُها، فَيَجُوزُ رِوَايَتُهَا لِلِاعْتِبَارِ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي نَسْتَعْمِلُهُ فِي كِتَابِنَا هَذَا، فَأَمَّا مَا شَهِدَ لَهُ شَرْعُنَا بِالصِّدْقِ فَلَا حَاجَةَ بِنَا إِلَيْهِ؛ اسْتِغْنَاءً بِمَا عِنْدَنَا وَمَا شَهِدَ لَهُ شَرْعُنَا مِنْهَا بِالْبُطْلَانِ، فَذَلِكَ مَرْدُودٌ وَلَا يَجُوزُ حِكَايَتُهُ إِلَّا عَلَى سَبِيلِ الْإِنْكَارِ وَالْإِبْطَالِ، فَإِذَا كَانَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَلَهُ الْحَمْدُ قَدْ أَغْنَانَا بِرَسُولِنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم عَنْ سَائِرِ الشَّرَائِعِ، وَبِكِتَابِهِ عَنْ سَائِرِ الْكُتُبِ، فَلَسْنَا نَتَرَامَى عَلَى مَا بِأَيْدِيهمْ مِمَّا قَدْ وَقَعَ فِيهِ خَبْطٌ وَغَلَطٌ

(2)

، وَكَذِبٌ وَوَضْعٌ، وَتَحْرِيفٌ وَتَبْدِيلٌ، وَبَعْدَ ذَلِكَ كُلِّهِ نَسْخٌ

(3)

وَتَغْيِيرٌ، فَالْمُحْتَاجُ إِلَيْهِ قَدْ بَيَّنَهُ لَنَا رَسُولُنَا، وَشَرَحَهُ وَأَوْضَحَهُ، عَرَفَهُ مَنْ عَرَفَهُ، وَجَهِلَهُ مِنْ جَهِله" إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ.

وَلِلَّهِ دَرُّهُ فِيمَا صَرَّحَ بِهِ مِنَ النَّقْلِ مِنَ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ، مِمَّا هُوَ الْحَقُّ الْمُقَرَّرُ الَّذِي حَكَيْنَاهُ وَاعْتَمَدْنَاهُ، وَأَطَلْنَا فِي تَحْقِيقِهِ وَنَقْلِهِ فِي كِتَابِنَا "الْأَصْلُ الْأَصِيلُ فِي تَحْرِيمِ النَّقْلِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ" وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ.

وَلِوَلَدِ الْحَافِظِ عِمَادِ الدِّينِ عَلَيْهِ "ذَيْلٌ" فِي مُجَلَّدٍ

(4)

بَلْ كِتَابُ شَيْخِنَا "إِنْبَاءُ الْغُمْرِ فِي أَنْبَاءِ الْعُمْرِ" وَهُوَ فِي مُجَلَّدَيْنِ، يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ ذَيْلَهُ، فَإِنَّهُ افْتَتَحَهُ بِسَنَةِ

= وهم منه، وتبعه على ذلك السخاوي هنا!

(1)

ساقط من أ، ب، ق، والمثبت من ز ومن: ابن كثير، بداية.

(2)

عند ابن كثير: خَلْط.

(3)

في جميع النسخ: تقبيح، وهو تحريف، والتصويب من: ابن كثير، بداية، 1/ 8.

(4)

هو: عبد الرحمن بن إسماعيل، ابن الحافظ ابن كثير (ت 792 هـ)، قال ابن حجر: "كتب بخطه من تصانيف أبيه

وذيَّل على تاريخ أبيه قليلًا". انظر: إنباء، 1/ 404.

ص: 480

مَوْلِدِهِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَسَبْعِ مِئَةٍ. (وَكَذَا "ذَيَّلَ" عَلَى ابْنِ كَثِيرٍ: الشِّهَابُ ابْنُ حِجِّيٍّ

(1)

وَمَاتَ عَنْهُ مُسَوَّدَةً، فَأَخْذَهُ التَّقِيُّ ابْنُ قَاضِي شُهْبَةَ فَبَيَّضَهُ

(2)

وَزَادَ عَلَيْهِ)

(3)

فِي آخَرِينَ كَـ: الصَّلَاحِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ الْكُتُبِيِّ الدِّمَشْقِيِّ الْمُؤَرِّخِ، فَلَهُ "عُيُونُ التَّوَارِيخِ"

(4)

الْقَائِلُ فِيهِ الصَّدْرُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْعَلَاءِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْعِزِّ الْحَنَفِيِّ قَاضِي دِمَشْقَ وَمِصْرَ

(5)

:

عُيُونُ التَّوارِيخِ الشَّرِيفَةِ قَدْ حَوَى

عُيُونَ المَعَانِيَ وَالفَوَائِدَ وَالفَضْلا

فَمَا مِنْ سَوَادٍ فِي بَيَاضٍ رَأَيْتُهُ

بِأَحْسَنَ مِنْ هَذِي العُيُونِ وَلَا أَحْلَى

بَلْ لَهُ (ذَيْلٌ عَلَى تَارِيخِ ابْنِ خَلِّكَانَ سَمَّاهُ: "فَوَاتُ)

(6)

الْوَفَيَاتِ" فِي مُجَلَّدَاتٍ، وَمَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ [وَسَبْعِ مِئَةٍ]

(7)

.

وَبَيْبَرْسُ الْمَنْصُورِيُّ الدَّوَادَارُ

(8)

لَهُ "تَارِيخٌ" فِي خَمْسَةٍ

(9)

وَعِشْرِينَ مُجَلَّدًا

(1)

انظر: السخاوي، الضوء، 1/ 270. وطغ تاريخه بتحقيق: عبد الله الكندري، نشر: ابن حزم، بيروت، ط 1، 1424 هـ - 2003 م. والكتاب لم يصل كاملًا؛ إذ المطبوع يمثل الجزء الثاني فقط، وفيه حوادث ووفيات (796 هـ - 815 هـ).

(2)

انظر: ابن العماد، الشذرات، 9/ 174.

(3)

ساقط من ب.

(4)

طبع أجزاء منه في: مصر، والعراق. منها بتحقيق: فيصل السامر، ونبيلة عبد المنعم، نشر: وزارة الإعلام، كتب التراث، بغداد، 1977، 1980، 1984 م. وانظر: حاجي، كشف، 2/ 1185 - 1186.

(5)

(ت 792 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 87.

(6)

ساقط من ب.

(7)

انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 451. والزيادة منه.

(8)

هو: الأمير ركن الدين، حنفي المذهب (ت 725 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 1/ 509 - 510؛ ابن العماد، الشذرات، 8/ 120.

(9)

في باقي النسخ: خمس.

ص: 481

بِالْمُؤَيَّدِيَّةِ، وَبَعْضُهُ فِي الْكُتُبِ الْفَهْدِيَّةِ، سَمَّاهُ:"زُبْدَةُ الْفِكْرَةِ فِي تَارِيخِ الْهِجْرَةِ"

(1)

انْفَرَدَ الصَّفَدِيُّ بِقَوْلِهِ

(2)

: "أَعَانَهُ عَلَيْهِ كَاتِبٌ لَهُ نَصْرَانِيٌّ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ كُبْرٍ"

(3)

مَعَ تَرْجَمَةِ غَيْرِ وَاحِدٍ لَهُ بِفَضْلٍ وَخَيْرٍ وَتَهَجُّدٍ وَتِلَاوَةٍ وَغَيْرِهَا مِمَّا يَمْنَعُ اعْتِمَادَهُ إِيَّاهُ.

وَالظَّهِيرُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ الْكَازَرُونِيُّ

(4)

لَهُ "رَوْضَةُ الأَرِيبِ"

(5)

فِي سَبْعَةٍ وَعِشْرِينَ

(6)

سِفْرًا، وَالشِّهَابُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدٍ النُّوَيْرِيُّ لَهُ "نِهَايَةُ الْأَرَبِ

(7)

" فِي ثَلَاثِينَ مُجَلَّدَةٍ، حَافِلٌ، وَمَعَ ذَلِكَ بَاعَهُ بِخَطِّهِ بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ

(8)

، وَاخْتَصَرَهُ هُوَ أَوْ غَيْرُهُ، وَالْعَفِيفُ الْيَافِعِيُّ، وَسَمَّاهُ كَمَا تَقَدَّمَ "مِرآة الْجِنَانِ" وَهُوَ نَافِعٌ، فِي مُجَلَّدَيْنِ، وَنَاصِرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْفُرَاتِ

(9)

هُوَ مَبْسُوطٌ، بَيَّضَ مِنْهُ الْمِئَاتِ

(10)

الثَّلَاثَةَ الَأخِيرَةَ

(11)

فِي نَحْوِ عِشْرِينَ مُجَلَّدًا، وَانْتَهَتْ

(1)

انظر: ابن حجر، الدرر، 1/ 510؛ ابن تغري، النجوم الزاهرة، 9/ 263 - 264؛ حاجي، كشف، 2/ 952. وقد طبع بتحقيق: دونالدسْ. ريتشَاردز، نشر: الشركة المتحدة، بيروت، ط 1، 1998 م.

(2)

انظر: الوافي بالوفيات، 10/ 219؛ ابن حجر، الدرر، 1/ 510.

(3)

هو: أبو البركات ابن الأسعد القبطي، كاتب الأمير بيبرس (ت 764 هـ). انظر: كحالة، مؤلفين، 3/ 41.

(4)

هو: مؤرخ فقيه (ت 697 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 119.

(5)

انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 119؛ حاجي، كشف، 1/ 923.

(6)

في الدرر: سبعة عشر سفرًا.

(7)

في أ: الأريب، والمثبت من باقي النسخ، ومن: عنوان الكتاب المطبوع.

(8)

انظر: ابن حجر، الدرر، 1/ 197.

(9)

هو: مؤرخ (ت 807 هـ). انظر: ابن حجر، إنباء، 2/ 313؛ السخاوي، الضوء، 8/ 51.

(10)

في ب: المئين.

(11)

في أ: الأخيرين، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 482

كِتَابَتُهُ إِلَى انْتِهَاءِ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَثَمَانِ مِئَةٍ، وَأَظُنُّ لَوْ أَكْمَلَهُ لَكَانَ

(1)

سِتِّينَ.

وَكِتَابَتُهُ كَثِيرَةُ الْفَائِدَةِ مِنْ حَيْثيَّةِ الْفَنِّ الَّذِي هُوَ بِصَدَدِهِ؛ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُحْسِنُ الْإِعْرَابَ، فَيَقَعُ لَهُ اللَّحْنُ الْفَاحِشِ وَالْعِبَارَةُ الْعَامِّيَّةُ جِدًّا

(2)

. وَبِيعَ مُسَوَّدَةً وَتَفَرَّقَ [لِعَدَمِ اشْتِغَالِ وَلَدِهِ بِذَلِكَ]

(3)

.

وَالْقَاضِي وَلِيُّ الدِّينِ ابْنُ خَلْدُونَ، وَهُوَ فِي الْبَاسِطِيَّةِ، وَلَهُ "مُقَدِّمَةٌ" نَفِيسَةٌ، وَسَمَّاهُ:"الْعِبَرُ فِي تَارِيخِ الْمُلُوكِ وَالْأُمَمِ وَالْبَرْبَرِ"

(4)

وَهُوَ فِي سَبْعِ مُجَلَّدَاتٍ ضَخْمَةٍ، بَالَغَ أَحَدُ الْآخِذِينَ عَنْهُ -ابْنُ عَمَّارٍ- فِي تَقْرِيظِهِ فَقَالَ

(5)

: "حَوَتْ مُقَدِّمَتُهُ جَمِيعَ الْعُلُومِ، وَجَلَتْ عَنْ مَحَجَّتِهَا أَلْسِنَةُ الْفُصَحَاءِ فَلَا تَرُومُ

(6)

وَلَا تَحُومُ، وَلَعَمْرِي إِنْ هُوَ إِلَّا مِنَ الْمُصَنَّفَاتِ الَّتِي سَارَتْ أَلْقَابُهَا بِخِلَافِ مَضْمُونِهَا كَـ "الْأَغَانِي" سَمَّاهُ مُؤَلِّفُهُ بِذَلِكَ، وَفِيهِ مِنْ كُلِّ شَيءٍ، وَ"التَّارِيخُ" لِلْخَطِيبِ سَمَّاهُ "تَارِيخُ بَغْدَادَ" وَهُوَ تَارِيخُ الْعَالَمِ، وَ"حِلْيَةُ الْأَوْلِيَاءِ" لِأَبِي نُعَيْمٍ سَمَّاهُ بِذَلِكَ، وَفِيهِ أَشْيَاءُ جَمَّةٌ كَثِيرَةٌ؛ بِحَيْثُ كَانَ الْإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُونِيُّ يَقُوُل: كُلُّ بَيْتٍ فِيهِ الْحِلْيَةُ لَا يَدْخُلُهُ الشَّيْطَانُ".

(1)

في أ: كان، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

قال حسن محمد محقق تاريخ ابن الفرات: "وأما أسلوب الكتابة، وفنها فلم يشغل فكره

فهو لا يلتزم في الغالب بالقواعد النحوية، وهكذا جاءت العبارة مهلهلة ركيكة، ضعيفة البناء، غير متناسقة، عامية في الغالب، ساذجة

". انظر: مقدمة تحقيقه، 4/ القسم الأول، ص ع. وانظر: أيضًا عن أسلوبه، أحمد الشامي، مجلة الدارة، ع 2، السنة العاشرة، ص 72 - 73.

(3)

زيادة من: السخاوي، الضوء، 8/ 51.

(4)

طبع قديمًا في بولاق 1284 هـ بعنوان كذا: كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر. وهو العنوان نفسه عند: حاجي، كشف، 1/ 278، 2/ 1124.

(5)

انظر: السخاوي، الضوء، 4/ 149.

(6)

في الضوء: تروح.

ص: 483

وَكَذَا مَدَحَ تَارِيخَ ابْنِ خَلْدُونَ صَاحِبُهُ التَّقِيُّ الْمَقْرِيزِيُّ وَقَالَ عَنْ مُقَدِّمَتِهِ: "لَمْ يُعْمَلْ مِثَالُهَا، وَإِنَّهُ لَعَزِيزٌ أَنْ يَنَالَ مُجْتَهِدٌ مَنَالَهَا"

(7)

وَاسْتَمَرَّ يُبَالِغُ، وَلَمْ يُوَافِقْهُ شَيْخُنَا إِلَّا فِي بَعْضٍ دُونِ بَعْضٍ، وَحَقَّقَ

(8)

"أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُطَّلِعًا عَلَى الْأَخْبَارِ عَلَى جَلِيَّتِهَا، لَاسِيَّمَا أَخْبَارُ الْمَشْرِقِ، وَهُوَ بَيِّنٌ

(9)

لِمَنْ نَظَرَ فِي كَلَامِهِ".

وَكَذَا جَمَعَهُ قَبْلَهُ الشَّرَفُ عِيسَى

(10)

بْنُ مَسْعُودٍ الْمَغْرِبِيُّ الزَّوَاوِيُّ

(11)

شَارِحُ مُسْلِمٍ

(12)

ابْتَدَأَهُ مِنَ الْمُبْتَدَأِ، فَكَتَبَ مِنْهُ عَشْرَةَ أَسْفَارٍ

(13)

.

وَصَارِمُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دُقْمَاقَ الْمُؤَرِّخُ، وَهُوَ فِي الْمُؤَيَّدِيَّةِ، لَهُ "تَارِيخُ الْإِسْلَامِ"

(14)

وَ"تَارِيخُ الَأعْيَانِ"

(15)

وَاحِدٌ عَلَى السِّنِينَ، وَآخَرُ

(16)

عَلَى

(7)

انظر: الضوء، 4/ 147، 149.

(8)

انظر: ابن حجر، إنباء، 2/ 340.

(9)

في ب: هين، وهو تحريف.

(10)

في أ: وعيسى، وهو خطأ.

(11)

هو: فقيه مالكي، محدث (ت 743 هـ). انظر: ابن فرحون، الديباج المذهب، 2/ 67؛ ابن حجر، الدرر، 3/ 210.

(12)

أي: صحيح مسلم. وهو بعنوان: إكمال الإكمال. انظر: ابن فرحون، الديباج، 2/ 67؛ الدرر، 3/ 211؛ الزركلي، الأعلام، 5/ 109. خزانة التراث (60276) ..

(13)

انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 211.

(14)

هو: نزهة الأنام في تاريخ الإسلام. طبع بتحقيق: سمير طبارة، نشر: المكتبة العصرية، بيروت، ط 1، 1420 هـ - 1999 م.

(15)

هو: ترجمان الزمان في تراجم الأعيان. انظر نسخه ومخطوطاته: سعيد عبد الفتاح عاشور، مقدمة تحقيق: ابن دقماق، الجوهر الثمين، ص 14، خزانة التراث (45813).

(16)

في باقي النسخ: والآخر.

ص: 484

الْحُرُوفِ، وَ"أَخْبَارُ الدَّوْلَةِ التُّرْكِيَّةِ"

(1)

فِي مُجَلَّدَيْنِ، وَ"سِيرَةُ الظَّاهِرِ بَرْقُوقَ"

(2)

وَ"طَبَقَاتُ الحَنَفِيَّةِ"

(3)

وَامْتُحِنَ بِسَبَبِهَا، وَتَصَانِيفُهُ مُفِيدَةٌ؛ لَكِنَّهُ عَامِّيُّ الْعِبَارَةِ

(4)

وَقَدْ كَتَبَ فِيهِ نَحْوَ مِئَتَيْ سِفْرٍ مِنْ تَأْلِيفِهِ وَغَيْرِهِ

(5)

.

وَالتَّقِيُّ الْمَقْرِيزِيُّ فِي "السُّلُوكُ" وَهُوَ أَرْبَعُ مُجَلَّدَاتٍ كَمَا تَقَدَّمَ، وَأَنِّي ذَيَّلْتُ عَلَيْهِ "التِّبْرُ الْمَسْبُوكُ" فِي مُجَلَّدَاتٍ.

وَكَذَا ذَيَّلَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ، مِنْهُمْ يُوسُفُ بْنُ تَغْرِي بَرْدِي، فِي مُجَلَّدَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ

(6)

فِي آخَرِينَ، كَالْيُوسُفِيِّ

(7)

وَالْفَيُّومِيِّ

(8)

وَهُوَ فِي مُجَلَّدَيْنِ

(9)

كَانَ عِنْدَ الْبَدْرِ الشَّاذِلِيِّ الْكُتُبِيِّ.

(1)

انظر: السخاوي، الضوء، 1/ 146. وطبع بعنوان: النفحة المسكية في الدولة التركية. بتحقيق: عمر تدمري، نشر: المكتبة العصرية، بيروت، 1999 م.

(2)

سبق ذكره.

(3)

سبق ذكره.

(4)

انظر: سعيد عبد الفتاح عاشور، مقدمة تحقيق: ابن دقماق، الجوهر الثمين، ص 11 - 12.

(5)

انظر: السخاوي، الضوء، 1/ 145 - 146.

(6)

هو: حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور. طبع بتحقيق: محمد كمال الدين، نشر: عالم الكتب، ط 1، 1410 هـ - 1990 م.

(7)

هو: موسى بن محمد بن يحيى -المعروف بابن الشيخ- مؤرخ (ت 759 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 4/ 381. له: نزهة الناظر في سيرة الملك الناصر. لم يصل كاملًا. طبع بتحقيق: أحمد حطيط، نشر: عالم الكتب، بيروت، ط 1، 1406 هـ -1986 م.

(8)

يذهب البعض إلى أنه: أحمد بن محمد بن علي الفيومي صاحب المصباح المنير (ت بعد 770 هـ). وكتابه: نثر الجمان في تراجم الأعيان. انظر: الزركلي، الأعلام، 1/ 224؛ خزانة التراث (36206). وهناك من يذهب إلى أنه: علي بن محمد بن علي (ت 770 هـ). انظر: كحالة، مؤلفين، 7/ 223، شاكر مصطفى، التاريخ العربي، 3/ 220.

(9)

في باقي النسخ: مجلد.

ص: 485

وَكَذَا لِهِلَالِ بْنِ الْمُحَسِّنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِلَالٍ، الصَّابِئِ الْمُنْفَرِدِ بِالْإِسْلَامِ عَنْ أَبِيهِ وَجَدِّهِ "تَارِيخٌ" فِي أَرْبَعِينَ مُجَلَّدًا.

أَوْ يَقْتَصِرُ عَلَى التَّرَاجِمِ، وَهُمْ كَثِيرُونَ.

كَـ: ابْنِ أَبِي الدَّمِ في تَارِيخِهِ "الْمُقَفَّى"

(1)

الْمَاضِي شَرْحُهُ.

وَالْقَاضِي الشَّمْسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ [بْنِ إِبْرَاهِيمَ]

(2)

بْنِ أَبِي بَكْرِ ابْنِ خَلِّكَانَ فِي كِتَابِهِ "وَفَيَاتُ الْأَعْيَانِ" وَهُوَ خَمْسُ مُجَلَّدَاتٍ، كَثُرَ تَدَاوُلُ النَّاسِ لَهُ وَانْتِفَاعُهُمْ بِهِ، وَقَالَ

(3)

: "إِنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ أَحَدًا مِنَ الصَّحَابَةِ، وَلَا مِنَ التَّابِعَيْنِ إِلَّا الْيَسِيرَ، وَكَذَا الْخُلَفَاءُ لَمْ يَذْكُرْ مِنْهُمْ أَحَدًا اكْتِفَاءً بِالتَّصَانِيفِ الْكَثِيرَةِ فِي هَذَا الْبَابِ، لَكِنْ ذَكَرَ جَمَاعَةً مِنَ الْأَفاضِلِ الَّذِينَ شَاهَدَهُمْ وَنَقَلَ عَنْهُمْ، أَوْ كَانُوا فِي زَمَنِهِ وَلَمْ يَرَهُمْ، وَلَمْ يَقْصُرْهُ عَلَى طَائِفَةٍ مَخْصُوصَةِ، مِثْلُ: الْعُلَمَاءِ، أَوِ الْمُلُوكِ، أَوِ الْأُمَرَاءِ، أَوِ الْوُزَرَاءِ، أَوِ الشُّعَرَاءِ، بَلْ كُلَّ مَنْ لَهُ شُهْرَةٌ بَيْنَ النَّاسِ" وَرَتَّبَهُ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ مُبْتَدِئًا فِي كُلِّ اسْمٍ مِنْ ذَلِكَ الْحَرْفِ بِالْفُقَهَاءِ، ثُمَّ بِالْخُلَفَاءِ، ثُمَّ بِالنُّدَمَاءِ، وَالشُّعَرَاءِ، وَالْأُدَبَاءِ، وَالْكُتَّابِ، وَأَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ الشُّعَرَاءِ وَنَحْوِهِمْ. وَقَدْ ذَيَّلَ عَلَيْهِ بَعْضُ الْمُؤَرِّخِينَ

(4)

.

وَكَذَا فَضْلُ اللهِ النَّصْرَانِيُّ

(5)

وَهُوَ بِخَطِّهِ فِي كُتُبِ ابْنِ فَهْدٍ.

(1)

في ز: المقتفى. وقد سبقت الإشارة إليه.

(2)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: مصادر ترجمته.

(3)

انظر: وفيات، 1/ 20. مع بعض الحذف والاختصار.

(4)

منهم: البدر الزركشي في ذيله: عقود الجمان على وفيات الأعيان. انظر: محمد كمال الدين، البدر الزركشي مؤرخًا، ص 38 - 62.

(5)

هو: فضل الله بن أبي الفخر الكاتب (ت 726 هـ). انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 233؛ ابن العماد، الشذرات، 8/ 134. وكتابه: تالي كتاب وفيات الأعيان. طبع بتحقيق: جاكلين سوبْلة، نشر: المعهد الفرنسي، دمشق، 1974 م.

ص: 486

(بَلْ لِبَعْضِ النَّصَارَى "تَارِيخٌ" عَلَى الْحَوَادِثِ؛ ابْتَدَأَهُ بِالْمَبْدَأِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَى بِعِبَارَةٍ تَحَامَى فِيهَا [لَهُمْ]

(1)

ثُمَّ اسْتَمَرَّ إِلَى زَمَنِهِ. وَبَلَغَنِي أَنَّ عَلَى النُّسْخَةِ خَطَّ شَيْخِنَا بِالِاسْتِفَادَةِ الْمُشْعِرَةِ بِالثَّنَاءِ)

(2)

.

وَاخْتَصَرَ الْأصْلَ: التَّاجُ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْيَمَانِيُّ، وَسَمَّاهُ: "لُقْطَةُ

(3)

الْعَجْلَانِ الْمُلَخَّصُ مِنْ وَفَيَاتِ الأعْيَانِ"

(4)

وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ يَحْيَى اللَّوْرِيِّ

(5)

الْمُتَوَفَّى سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَسِتِّ مِئَةٍ بِدِمَشْقَ، الْكَاتِبُ، فِي ثَلَاثِ مُجَلَّدَاتٍ، ثَالِثُهَا بِخَطِّهِ فِي الْكُتُبِ الْفَهْدِيَّةِ.

وَلِأَبِي الْخَيْرِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الدِّهْلِيِّ

(6)

الْبَغْدَادِيِّ تَرَاجِمُ كَثِيرَةٌ

(7)

مِنْ أَعْيَانِ الدِّمَشْقِيِّينَ وَالْبَغْدَادِيِّينَ

(8)

.

وَاشْتَرَكَ

(9)

الْكُلُّ فِي تَسْمِيَةِ ذَلِكَ بِالتَّارِيخِ.

(1)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

هذه الفقرة ساقطة من ب. ووجودها هنا غير مناسب كما يظهر! أما روزنثال فقال معلقًا: "هذا إذ لم نعتبر أن حذف هذه الفقرة مع الملاحظة عن كتاب النصراني في مخطوطة ليدن هو أمر متعمد". كذا قال!

(3)

في ب: لفظة، وهو تصحيف.

(4)

انظر: البغدادي، هدية، 5/ 495. وتوجد نسخة في مكتبة الإسكندرية (رقم: 920). وأيضًا نسخة في مكتبة أكسفورد. انظر: الزركلي، الأعلام، 3/ 272؛ خزانة التراث (80820).

(5)

في أ: اللوريني، والمثبت من باقي النسخ، ومن: الذهبي، تاريخ، 15/ 587.

(6)

في باقي النسخ: الذهلي، وهو تصحيف، والتصويب من: ابن حجر، الدرر، 2/ 134؛ تبصير المنتبه، 2/ 583. والدِّهْلي: نسبة إلى مدينة في بلاد الهند. والمشار إليه: حافظ (ت 749 هـ).

(7)

في أ: كثيرين، والمثبت من باقي النسخ.

(8)

انظر: ابن حجر، الدرر، 2/ 135.

(9)

في باقي النسخ: اشتراك.

ص: 487

بَلْ مِنْهُمْ مَنْ يُسَمِّي كِتَابَهُ بـ "الطَّبَقَاتُ" كَـ "الطَّبَقَاتُ"

(1)

لِمُسْلِمٍ (وَاقْتَصَرَ فِيهَا عَلَى الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينِ، وَبَدَأَ كُلَّ قِسْمٍ مِنْهُمَا بِالْمَدَنِيِّينَ، ثُمَّ بِالْمَكِّيِّينَ، ثُمَّ بِالْكُوفِيِّينَ، ثُمَّ بِالْبَصْرِيِّينَ، ثُمَّ بِالشَّامِيِّينَ وَالْمِصْرِيِّينَ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَلَمْ يُتَرْجِمْهُمْ، بَلِ اقْتَصَرَ عَلَى تَجْرِيدِهِمْ)

(2)

.

وَلِخَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ، فِي غَيْرِ تَصْنِيفِهِ الْمَاضِي.

(وَلِأبِي حَيَّوَيْهِ)

(3)

وَأَبِي بَكْرِ ابنِ الْبَرْقِيِّ

(4)

وَأَبِي الحَسَن ابْنِ سُمَيْعٍ

(5)

.

وَ"طَبَقَاتُ الْمُحَدِّثِينَ" لِأبِي الْوَلِيدِ ابْنِ الدَّبَّاغِ، وَ"التَّارِيخُ" لِلْوَاقِدِيِّ.

وَلِأَبِي بَكْرِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ الْمِصْرِيِّ، وَأَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى الْبَصْرِيِّ الزَّمِنِ

(6)

، وَعَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ الْفَلَّاسِ

(7)

، وَيَعْقُوبَ بْنِ سُفْيَانَ الْفَسَوِيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيِّ النَّصْرِيِّ

(8)

، وَأَبِي

(1)

طبقات مسلم. طبع بتحقيق: مشهور حسن، نشر: دار الهجرة، ط 1، 1411 هـ - 1991 م.

(2)

ساقط من ب.

(3)

ساقط من ب. وهو: محمد بن العباس بن محمد الخَزَّاز، محدث ثقة (ت 382 هـ). قال ابن الجوزي:"كتب الكتب الكبار بيده كالطبقات والمغازي". انظر: المنتظم، 14/ 364؛ الذهبي، تاريخ، 8/ 537؛ سير، 16/ 409.

(4)

هو: أحمد بن عبد الله، حافظ (ت 270 هـ). انظر: الذهبي، سير، 13/ 47.

(5)

هو محمود بن إبراهيم، محدث (ت 259 هـ). وقال الذهبي:"مؤلِّف كتاب: الطبقات". انظر: الرازي، الجرح والتعديل، 8/ 292؛ سير، 13/ 55.

(6)

هو: محدث (ت 252 هـ). انظر: الذهبي، سير، 12/ 123.

(7)

في باقي النسخ: الفلّاسي. وهو: حافظ (ت 249 هـ). انظر: السمعاني، الأنساب، 4/ 414؛ الذهبي، سير، 11/ 470.

(8)

في ب، ق: البصري، وهو تصحيف. وهو: محدث (ت 281 هـ). انظر: الرازي، الجرح والتعديل، 5/ 267؛ الذهبي، سير، 13/ 311 - 316؛ ابن حجر، تبصير المنتبه، 1/ 157؛ طلال سعود، موارد ابن عساكر، 3/ 1646 - 1651.

ص: 488

الشَّيْخِ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بْنِ مَنْدَهْ

(1)

.

* * *

(1)

قال الذهبي: "ومن تصانيفه

كتاب "التاريخ" كبير جدًّا". انظر: سير، 17/ 33.

ص: 489

[قَائِمَةٌ بالْمُؤَرِّخِينَ]

(1)

فِي آخَرِينَ مِمَّنْ صَنَّفَ فِي التَّارِيخِ وَنَحْوِهِ، أَحْبَبْتُ سَرْدَهُمْ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ، وَبَعْضُهُمْ مِمَّنْ عَيَّنْتُ تَصْنِيفَهُ -فِيمَا تَقَدَّمَ- لِيَكُونَ ذَلِكَ أَحَدَ طَرِيقَيْنِ لِمَنْ يَرُومُ جَمْعَ الْمُؤَرِّخِينَ:

إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ يَحْيَى الْكَاتِبُ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ ابْنِ أَبِي الدَّمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبِقَاعِيُّ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَاهَوَيْهِ الْفَارِسِيُّ

(2)

عَارَضَ الْمُبَرَّدَ فِي "كَامِلِهِ" كَمَا سَيَأْتِي قَرِيبًا فِي "جَعْفَرٍ" إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دُقْمَاقَ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ الَوَاسِطِيُّ النَّحْوِيُّ نِفْطَوَيْهِ (قَالَ الْمَسْعُودِيُّ

(3)

عَنْ "تَارِيخِهِ"

(4)

: "مَحْشُوٌّ مِنْ مُلَاحَاتِ كُتُبِ الْخَاصَّةِ، مَمْلُوءٌ مِنْ فَوَائِدِ السَّادَةِ" قَالَ: "وَكَانَ مُصَنِّفُهُ أَحْسَنَ أَهْلِ (دَهْرِهِ بِالنَّقْدِ)

(5)

وَأَمْلَحَهُمْ تَصْنِيفًا")

(6)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْوَاسِطِيُّ الْكَاتِبُ.

(1)

زيادة من المحقق. هذا وقد اعتمد السخاويُّ في سرد هذه القائمة على ما ذكره المسعودي -مع بعض الاختلاف والزيادة-. انظر: المروج، 1/ 9 - 11.

(2)

هو: لغوي (القرن الرابع هـ). انظر: الحموي، الأدباء، 1/ 133؛ كحالة، مؤلفين، 1/ 79.

(3)

انظر: مروج، 1/ 11.

(4)

انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 131؛ الذهبي، سير، 15/ 76؛ حاجي، كشف، 1/ 308؛ البغدادي، هدية، 5/ 5.

(5)

في المروج: عصره تأليفًا.

(6)

ساقط من ب.

ص: 490

أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَزْمٍ الْمُنْتَجِيلِيُّ

(1)

، أَحْمَدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ شَافِعٍ الْجِيلِيُّ

(2)

، أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَبُو الْفَضْلِ الْكَاتِبُ الْمَرْوَزِيُّ أَحَدُ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ وَأَعْيَانِ الْبُلَغَاءِ، الْقَائِلُ

(3)

:

حَسْبُ الفَتَى أَنْ يَكُونَ ذَا حَسَبٍ

مِنْ نَفْسِهِ لَيْسَ حَسْبَهُ حَسَبُهْ

لَيْسَ الَّذِي يَبْتَدِي بِهِ نَسَبٌ

مِثْلَ الَّذِي يَنْتَهِي بِهِ نَسَبُهْ

أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدٍ النُّوَيْرِيُّ، أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ الْمَقْرِيزِيُّ، أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ابْنِ خَلِّكَانَ، أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الخُزَاعِيُّ الأنْطَاكِيُّ، وَيُعْرَفُ بِالْخَانِقَانِيِّ

(4)

، أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الْبَلَاذُرِيُّ، لَهُ "التَّارِيخُ" وَ"البُلْدَانُ" وَ"أَنْسَابُ الْأشْرَافِ". أَحْمَدُ بْنِ (أَبِي)

(5)

يَعْقُوبَ الْمِصْرِيُّ أَوِ ابْنُ يَعْقُوبَ.

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ أَبُو بَكْرِ ابْنُ الْحُسَيْنِ الْمَرَاغِيُّ

(6)

.

(1)

في أغير مقروءة، في ب، ق: المسيحلي، وفي ز: المنتجلي، وهو تحريف، والتصويب من: ابن خير، فهرسته، ص 282. وهو: أبو عمر الصَّدفي، حافظ (ت 350 هـ). انظر: الذهبي، سير، 16/ 104.

(2)

هو: محدث (ت 565 هـ). قال الذهبيُّ: "عَلّق تاريخًا على السنين ما بيَّضه". انظر: سير، 20/ 572 - 573؛ ابن رجب، ذيل، 2/ 231.

(3)

انظر: ابن عساكر، تاريخ دمشق، 8/ 258؛ الذهبي، تاريخ، 6/ 483.

(4)

(ت 399 هـ). وله تاريخ يُعرف بـ: تاريخ الخانقاني. انظر: ابن العديم، بغية الطلب، ص 1109، وفيه:"الخاقاني"؛ حاجي، كشف، 1/ 292؛ البغدادي، هدية، 5/ 69.

(5)

ساقط من ب.

(6)

في أ: المراعي، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: مصادر ترجمته. انظر: ابن حجر، إنباء، 3/ 23؛ السخاوي، الضوء، 11/ 28 - 31.

ص: 491

بَيْبَرْسُ الْمَنْصُورِيُّ الدَّوَادَارُ، ثَابِتُ بْنُ سِنَانٍ الصَّابِئُ

(1)

، جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الْمَوْصِلَيُّ الْفَقِيهُ، لَهُ كِتَابٌ فِي "الْأَخْبَارُ" عَارَضَ (بِه)

(2)

الْمُبَرَّدَ فِي كِتَابِهِ "الرَّوْضَةُ"

(3)

وَسمَّاهُ: "البَاهِرُ"

(4)

وَكَذَا عَارِضَ الْمُبَرَّدَ لَكِنْ فِي "كَامِلِهِ" إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَاهَوَيْهِ

(5)

الْمَاضِي.

الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنُ زُولَاقَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْكُتُبِيُّ، حَمَّادُ بْنُ أَبِي لَيْلَى أَبُو الْقَاسِمِ الرَّاوِيَةُ

(6)

كَانَ أَخْبَارِيًّا، عَلَّامَةً، خَبِيرًا بِأَيَّامِ الْعَرَبِ وَأَنْسَابِهَا، وَوَقَائِعِهَا، وَلُغَاتِهَا، وَشِعْرِهَا. حَمَّادٌ عَجْرَدٌ مِنْ كِبَارِ الْأَخْبَارِيِّينَ

(7)

.

خَالِدُ بْنُ هِشَامٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأُمَوِيُّ، أَثْنَى عَلَيْهِ الْمَسْعُودِيُّ

(8)

(خَلِيفَةُ ابْنُ خَيَّاطٍ)

(9)

الْخَلِيلُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْهَرْثَمِيُّ صَاحِبُ كِتَابِ "الْحِيَلُ وَالْمَكَائِدُ فِي الْحُرُوبِ"

(10)

وَغَيْرِهِ.

(1)

في ق: العتابي، وهو تحريف.

(2)

ساقط من ز.

(3)

انظر: البغدادي، هدية، 6/ 21.

(4)

انظر: ابن الساعي، الدر الثمين، ص 316؛ حاجي، كشف، 1/ 219؛ البغدادي، هدية، 5/ 252.

(5)

في ب: راهويه، وهو تحريف.

(6)

هو: ابن سابُور (ت 156 هـ). انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 146؛ الذهبي، سير، 7/ 157.

(7)

هو: ابن عمر السُّوائي، شاعر أيضًا (ت 161 هـ). انظر: الذهبي، سير، 7/ 156.

(8)

ذكره المسعودي؛ لكن لم أجد الثناء! انظر: مروج، 1/ 10.

(9)

ساقط من ب.

(10)

انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 490. وقد مَرَّ سابقًا.

ص: 492

دَاوُدُ بْنُ الْجَرَّاحِ، جَدُّ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْوَزِيرِ، أَثْنَى الْمَسْعُودِيُّ عَلَى "تَارِيخِهِ"

(1)

بِأَنَّهُ: "الْجَامِعُ لِكَثِيرٍ مِنْ أَخْبَارِ الْفُرْسِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْأُمَمِ"

(2)

وَوَالِدُ مُحَمَّدٍ الْآتِي

(3)

.

الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ الْقُرَشِيُّ الْمَكِّيُّ، أَحَدُ الْحُفَّاظِ، الْعَالِمُ بِالنَّسَبِ وَأَخْبَارِ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَصَاحِبُ "نَسَبُ قُرَيْشٍ".

سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ أَبُو زَيْدٍ الأنْصَارِيُّ

(4)

، سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو الْخَيْرِ الدِّهْلِيِّ

(5)

، سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ

(6)

، سِنَانُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ قُرَّةَ الْحَرَّانِيُّ

(7)

، سَهْلُ

(8)

بْنُ هَارُونَ، شَرْقِيُّ بْنُ قَطَامِيٍّ

(9)

، صَدَقَةُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَرَضِيُّ

(10)

، الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ

(1)

انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 206؛ ابن الساعي، الدر الثمين، ص 368؛ البغدادي، هدية، 5/ 359.

(2)

انظر: مروج، 1/ 10.

(3)

يقصد: محمد بن داود بن الجرّاح، سيأتي لاحقًا.

(4)

هو: نَحْوي (ت 215 هـ). انظر: السِّيرافي، أخبار النحويين، ص 68 - 72؛ الذهبي، سير، 9/ 494.

(5)

في باقي النسخ: الذهلي، وهو تصحيف. وقد سبق تصويبه.

(6)

هو: محدث (ت 249 هـ). انظر: ابن حجر، التقريب، رقم:2415. وله المغازي. انظر: الذهبي، السير، 9/ 139.

(7)

هو: طبيب، مؤرخ، فلكي (ت 331 هـ). انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 473؛ الحموي، أدباء، 3/ 402.

(8)

في ب: سهيل، وهو تحريف. والمشار إليه: فارسي الأصل، أديب (ت 215 هـ). انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 192؛ الحموي، أدباء، 3/ 404؛ ابن السا عي، الدر الثمين، ص 390.

(9)

هو: الوليد بن الحصين. والشرقي لقب. نسّابة ضعيف الحديث. انظر: ابن عدي، الكامل، 4/ 35؛ ابن النديم، الفهرست، ص 144؛ الذهبي، ميزان، 3/ 369.

(10)

هو: البغدادي الحنبلي الناسخ، متكلم، متهم في دينه (ت 573 هـ). انظر: الذهبي، سير، 21/ 66؛ ابن كثير، بداية، 16/ 525؛ ابن رجب، ذيل، 2/ 304.

ص: 493

الرِّيَاشِيُّ النَّحْوِيُّ اللُّغَوِيُّ

(1)

(الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأنْدَلُسِيُّ، جَمَعَ لِلْمُعْتَصِمِ بْنِ صُمَادِحَ

(2)

"تَارِيخًا"

(3)

افْتَتَحَهُ بِتَرْجَمَةٍ نَبَوِيَّةٍ)

(4)

.

عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْيَمَانِيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأعْلَى أَبُو سَعِيدٍ الْمِصْرِيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ أَبُو شَامَةَ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ (عَبْدِ الله)

(5)

بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَبُو الْقَاسِمِ الْمِصْرِيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْوَلَّوِيِّ بْنِ خَلْدُونَ، عَبْدُ الرَّزَّاقِ ابْنُ الْفُوَطِيِّ.

عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ

(6)

بْنِ يُوسُفَ أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ الفَرَضِيِّ، عَبْدُ اللهِ بْنِ الْحُسَيْنِ ابْنِ سَعْدٍ الْكَاتِبِ، عَبْدُ اللهِ بْنِ لِهِيعَةَ الْمِصْرِيُّ، عَبْدُ الله بْنِ [مُحَمَّدِ بْنِ]

(7)

مَحْفُوظٍ الْأَنْصَارِيُّ الْبَلَوِيُّ -صَاحِبُ أَبِي زَيْدٍ عُمَارَةَ بْنِ زَيْدٍ الْمَدَنِيِّ- عَبْدُ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفٍ الْعَفِيفِ الْمَطَرِيِّ

(8)

، عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ أَبُو بَكْرٍ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، مُؤَدِّبُ الْمُكْتَفِي بِاللهِ، وَأَحَدُ الْحُفَّاظِ، عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ أَبُو

(1)

(ت 257 هـ). انظر: السِّيرافي، أخبار النحويين، ص 98 - 102؛ الذهبي، سير، 12/ 372 - 376.

(2)

هو: محمد بن معن، سلطان أندلسي (ت 484 هـ). انظر: ابن الأبار، الحلة السيراء، ص 218؛ الذهبي، سير، 18/ 592.

(3)

في أ: تاريخه، والمثبت من باقي النسخ.

(4)

ساقط من ب. وكتابه في التاريخ نقل منه ابن حجر. انظر: الإصابة، 2/ 80.

(5)

ليست في ق، ز.

(6)

في جميع النسخ: أحمد، والتصويب من: مصادر ترجمته. انظر: الذهبي، سير، 17/ 177؛ ابن كثير، بداية، 15/ 551.

(7)

زيادة من: المسعودي، مروج، 1/ 10.

(8)

في ق، ز: المصري، وهو تحريف.

ص: 494

مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ، صَاحِبُ "الْمَعَارِفُ"

(1)

وَغَيْرِهِ، مِمَّنْ كَثُرَتْ كُتُبُهُ وَاتَّسَعَ تَصْنِيفُهُ.

عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُقَفَّعِ -بِقَافٍ ثُمَّ فَاءٍ كَـ"مُحَمَّدٍ" عَلَى الصَّحِيحِ، وَقِيلَ بِكَسْرِ الْفَاءِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَعْمَلُ الْقِفَاعَ

(2)

وَيَبِيعُهَا، وَهِيَ قِفَافُ

(3)

الْخَوْصِ الْقَائِلُ: "مَنْ وَضَعَ كِتَابًا فَقَدِ اسْتَهْدَفَ، فَإِنْ أَجَادَ فَقَدِ اسْتَشْرَفَ، وَإِنْ أَسَاءَ فَقَدَ اسْتَقْذَفَ"

(4)

وَلَهُ "الدُّرَّةُ الْيَتِيمَةُ"

(5)

الَّتِي لَمْ يُصَنَّفُ فِي فَنِّهَا مِثْلُهَا

(6)

بَلْ يُقَالُ إِنَّهُ الْوَاضِعُ لِكِتَابِ "كَلَيْلَةُ وَدِمْنَةُ" وَلَكِنَّ الصَّحِيحَ أَنَّهُ عَرَّبَهُ مِنَ الْفَارِسِيَّةِ لَا أَنَّهُ وَاضِعُهُ

(7)

.

عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُرَيْبٍ الْأَصْمَعِيُّ، عُبَيْدُ اللهِ

(8)

بْنُ عَائِشَةَ، عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ خُرْدَاذْبَهْ أَبُو الْقَاسِمِ، وَهُوَ فِي "اللِّسَانُ"

(9)

فِي "عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ" قَالَ فِيهِ الْمَسْعُودِيُّ

(10)

: "كَانَ إِمَامًا فِي التَّأْلِيفِ، مُبْدِعًا فِي حَلَاوَةِ التَّصْنِيفِ، اتَّبَعَهُ مَنْ بَعْدَهُ، وَأَخَذَ مِنْهُ وَوَطِئَ عَلَى عَقِبِهِ، وَقَفَا أَثَرَهُ، وَكِتَاُبهُ فِي التَّارِيخِ أَجْمَعُهَا خَبَرًا

(11)

،

(1)

طبع بتحقيق: ثروت عكاشة، نشر: دار الكتب المصرية، القاهرة، 1960 م.

(2)

من القَفْعة وهي: شيء يتخذ من خوص يُجتَنى فيه الرطُّب. انظر: ابن فارس، المقاييس (مادة: قفع) ص 868.

(3)

في أ: قفاص، وهو تحريف، والمثبت من باقي النسخ، والقفاف من القُفَّة وهي: شيء كهيئة اليقطينة تُتخذ من خوص. انظر: ابن فارس، المقاييس (مادة: قفّ) ص 827.

(4)

انظر: المسعودي، مروج، 1/ 12.

(5)

انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 190. وقد طبع بعناية: شكيب أرسلان، نشر: المكتبة المحمودية التجارية، مصر، سنة؟

(6)

هذا ثناء الأصمعي على الكتاب. انظر: الذهبي، سير، 6/ 209.

(7)

انظر: الذهبي، تاريخ، 3/ 910.

(8)

في أوالمروج: عبد الله، وفي ق، ز: عبد الملك، والمثبت من ب ومن: نسخة أخرى للمروج.

(9)

أي: لسان الميزان. انظر: 4/ 96 - 97.

(10)

انظر: مروج، 1/ 10.

(11)

في باقي النسخ: جزاء، وهو تحريف، وفي المروج: جدًّا.

ص: 495

وَأَبْدَعُهَا نَظْمًا، وَأَكْثَرُهَا عِلْمًا، وَأَحْوَى لِأَخْبَارِ الْأُمَمِ وَمُلُوكِهَا، وَسِيَرِهَا مِنَ الْأَعَاجِمِ، وَغَيْرِهَا" قَالَ

(1)

: "وَمِنْ كُتُبِهِ النَّفِيسَةِ كِتَابُهُ فِي الْمَسَالِكِ وَالْمَمَالِكِ".

عَلِيُّ بْنُ أَنْجَبَ أَبُو طَالِبٍ الْبَغْدَادِيُّ الْخَازِنُ، أَحَدُ الْحُفَّاظِ، عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ أَبُو الْحَسَنِ ابْنِ الْمَاشِطَةَ، عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَتْحِ أَبُو الْحَسَنِ الْكَاتِبُ -وَيُعْرَفُ بِابْنِ الْمُطَوَّقِ- عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَسْعُودِيُّ، عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيُّ

(2)

، عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ ابْنُ الْأَثِيرِ، عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ الْكَازَرُونِيُّ، عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الْمَدَائِنِيُّ

(3)

، عُمَارَةُ بْنُ وَثِيمَةَ الْمِصْرِيُّ

(4)

.

عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ أَبُو عُثْمَانَ الْجَاحِظُ

(5)

، عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرَيُّ الْبَصْرِيُّ، أَحَدُ الْحُفَّاظِ الْأَخْبَارِيِّينَ، وَصَاحِبُ التَّصَانِيفِ، لَهُ تَارِيخٌ لِلْبَصْرَةِ، وَآخَرُ لِلْكُوفَةِ، وَآخَرُ لِمَكَّةَ، وَآخَرُ لِلْمَدِينَةِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ.

عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَهْدٍ، عِيسَى بْنُ مَسْعُودٍ الزَّوَاوِيُّ الْمَغْرِبِيُّ. الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ أَبُو عُبَيْدٍ الْبَغْدَادِيُّ، أَحَدُ الْأئِمَّةِ، قُدَامَةُ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو الْفَرَجِ

(1)

في أ: قاله، والمثبت من باقي النسخ.

(2)

هو: أحد الذين اعتمد عليهم الطبري في أخباره. انظر: تاريخه، 8/ 7، 20، 61، 80، 83، 86، 110، 112، 154.

(3)

هو: أخباري ثقة (ت 224 هـ). انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 161 - 162؛ الذهبي، سير، 10/ 400.

(4)

في أ، ب، ق: البصري، وهو تحريف، والتصويب من مصادر ترجمته. انظر: الذهبي، تاريخ، 6/ 785.

(5)

في أ: الحافظ، وهو تحريف، والمثبت من باقي النسخ، ومن: مصادر ترجمته.

ص: 496

الْكَاتِبُ، قَالَ فِيهِ الْمَسْعُودِيُّ

(1)

: "إِنَّهُ كَانَ حَسَنَ التَّأْلِيفِ، بَارِعَ التَّصْنِيفِ، مُوجِزَ الْأَلْفَاظِ، مُقَرِّبًا لِلْمَعَانِي، وَانْظُرْ لِكِتَابَيْهِ

(2)

"زَهْرُ الرَّبِيعِ"

(3)

وَ"الْخَرَاجُ" تُحَقِّقُ هَذَا".

لُوطُ بْنُ يَحْيَى أَبُو مِخْنَفٍ الْعَامِرِيُّ

(4)

.

مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْن إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ الْحَرِيرِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى الْكُتُبِيُّ -عُرِفَ بِالْوَطْوَاطِ- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ أَبُو بشْرٍ الدُّولَابِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، وَفِيهِ أَسْمَاءُ الْمُحَدِّثِينَ وَكُنَاهُمْ

(5)

، مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبُخَارِيُّ الْحَافِظُ، غُنْجَارُ، مُحَمَّدُ ابْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَادِسِيُّ

(6)

، مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَهْدِيِّ الشَّاهِدُ

(7)

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْأَزْهَرِ

(8)

لَهُ كِتَابَانِ فِي التَّارِيخِ، سَمَّى أَحَدَهُمَا:"الْهَرْجُ وَالْأَحْدَاثُ"

(9)

.

(1)

انظر: مروج، 1/ 11.

(2)

في باقي النسخ: لكتابه.

(3)

انظر: حاجي، كشف، 2/ 959.

(4)

هو: صاحب تصانيف وتواريخ، أخباري تالف لا يوثق به. انظر: ابن عدي، الكامل، 6/ 93؛ ابن النديم، الفهرست، ص 148؛ الذهبي، سير، 7/ 301؛ الميزان، 5/ 508.

(5)

التاريخ وأسماء المحدِّثين وكُناهم. طبع بتحقيق: محمد اللحيدان، نشر: دار الكتاب والسنة، باكستان، ط 1، 1415 هـ - 1994 م.

(6)

في جميع النسخ: الفارسي، وهو تحريف، والتصويب من: تاريخ الإسلام، 14/ 84.

(7)

وقف على تاريخه ونقل عنه ابن النجار. انظر: ذيل تاريخ بغداد، 16/ 126، 19/ 203، 20/ 40.

(8)

هو: محمد بن أحمد بن مزيد البوشنجي -المعروف بابن أبي الأزهر- أديب، نَحْوي، أَخْباري متهم بالكذب (ت 325 هـ). انظر: ابن النديم، فهرست، ص 238؛ الذهبي، الميزان، 6/ 330.

(9)

انظر: المسعودي، مروج، 1/ 11. أما ابن النديم فذكره بعنوان: الهرج والمرج في أخبار المستعين والمعتز. انظر: الفهرست، ص 238. وقال حاجي:"وقيل فيه أكاذيب". انظر: كشف، 2/ 2043. ولمزيد من التفاصيل عن المؤلف والكتاب انظر: إحسان عباص، شذرات من كتب مفقودة في التاريخ، ص 21 - 25.

ص: 497

قَالَ فِيهِ سِنَانُ بْنُ ثَابِتٍ الْمَاضِي

(1)

: "إِنَّهُ انْتَحَلَ مَا لَيْسَ مِنْ صِنَاعَةِ عِلْمِهِ، وَاسْتَنْهَجَ

(2)

مَا لَيْسَ مِنْ طَرِيقَتِهِ، فَأَلَّفَ كِتَابًا جَعَلَهُ رِسَالَةً لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ مِنَ الْكُتَّابِ، وَاسْتَفْتَحَهُ بِجَوَامِعَ مِنَ الْكَلَامِ فِي أَخْلَاقِ النُّفُوسِ وَأَقْسَامِهَا مِنَ النَّاطِقَةِ وَالْغَضَبِيَّةِ وَالشَّهْوَانِيَّةِ، وَذَكَرَ لُمَعًا مِنَ السِّيَاسَاتِ الْمَدَنِيَّةِ مِمَّا ذَكَرَهُ أَفْلَاطُونُ فِي كِتَابِهِ [فِي السِّيَاسَةِ الْمَدَنِيَّةِ]

(3)

فِيهَا مِنَ الْعَشْرِ مَقَالَاتِ

(4)

وَلُمَعٌ مِمَّا يَجِبُ عَلَى الْمُلُوكِ وَالْوُزَرَاءِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَخْبَارٍ زَعَمَ أَنَّهَا صَحَّتْ عِنْدَهُ وَلَمْ يُشَاهِدْهَا، وَوَصَلَ ذَلِكَ بِأَخْبَارِ الْمُعْتَضِدِ بِاللهِ، وَذَكَرَ صُحْبَتَهُ إِيَّاهُ، وَأَيَّامَهُ السَّالِفَةَ مَعَهُ، ثُمَّ تَرْقَى إِلَى (خَلِيفَةٍ خَلِيفَةٍ)

(5)

فِي التَّصْنِيفِ، مُضَّادَةً لِرَسْمِ الْأَخْبَارِ وَالتَّوَارِيخِ

(6)

، وَخُرُوجًا عَنْ عَمَلِ أَهْلِ التَّصْنِيفِ.

وَهُوَ وَإِنْ أَحْسَنَ فِيهِ، وَلَمْ يُخْرِجْهُ عَنْ مَعَانِيهِ، فَإِنَّمَا عِيبَ

(7)

لِأَنَّهُ خَرَجَ مِنْ صِنَاعَتِهِ، وَتَكَلَّفَ مَا لَيْسَ مِنْ مِهْنَتِهِ

(8)

، وَلَوْ أَقْبَلَ عَلَى عِلْمِهِ الَّذِي انْفَرَدَ بِهِ مِنْ عِلْمِ إِقْلِيدِسَ وَالْمُقَطِّعَاتِ وَالْمِجَسْطَى وَالْمُدَوَّرَاتِ، وَلَوِ اسْتَفْتَحَ آرَاءَ أَبُقْرَاطَ

(9)

(1)

هنا جُعل الكلام لسنان في ابن الأزهر! أما في المروج جُعل الكلام للمسعودي في سنان؛ قال المسعوديُّ كذا: "ورأيتُ سِنان بن ثابت بن قُرّة الحَرَّانِي حين انتحل ما ليس من صناعته

". إلخ كلامه. انظر مروج، 1/ 11 - 12.

(2)

في باقي النسخ: وانتهج.

(3)

زيادة من: المروج.

(4)

في أ: مقامات، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: المروج.

(5)

كذا مكررة في جميع النسخ، وفي: المروج.

(6)

في ق: التوريخ.

(7)

في المروج: عيبه.

(8)

في جميع النسخ: معانيه، والمثبت من: المروج.

(9)

في باقي النسخ: بقراط، وفي المروج: سُقراط. وانظر: ابن النديم، فهرست، ص 455.

ص: 498

وَأَفْلَاطُونَ وَأَرِسْطَاطَالِيسَ، فَأَخْبَرَ

(1)

عَنِ الْأَشْيَاءِ الْفَلَكِيَّةِ، وَالْآثَارِ الْعُلْوِيَّةِ، وَالْمِزَاجَاتِ الطَّبِيعِيَّةِ، وَالسَّبَبِ

(2)

، وَالتَّأْلِيفِ، وَالنَّتَائِجِ، وَالْمُقَدِّمَاتِ، وَالصَّنَائِعِ، وَالْمُرَكَّبَاتِ، وَمَعْرِفَةِ الطَّبِيعِيَّاتِ مِنَ الْإِلَهِيَّاتِ وَالْجَوَاهِرِ وَالْهَيْئَاتِ وَمَقَادِيرِ الْأَشْكَالِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْفَلْسَفَةِ، لَكَانَ قَدْ سَلِمَ مِمَّا تَكَلَّفَهُ، وَأَتَى بِمَا هُوَ أَلْيَقُ بِصَنْعَتِهِ، وَلَكِنَّ الْعَارِفَ بِقَدْرِهِ مَعْدُومٌ

(3)

، وَالْعَالِمِ بِمَوَاضِعِ الْخَلَلِ مَفْقُودٌ".

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْعَبَّاسِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْفَاكِهِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ الْمُحَسِّنِ الصَّابِئُ الْكَاتِبُ

(4)

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ صَاحِبُ "الْمَغَازِي" مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ.

قَالَ الْمَسْعُودِيُّ

(5)

فِي "تَارِيخِهِ": "إِنَّهُ الزَّاهِي عَلَى الْمُؤَلَّفَاتِ، وَالزَّائِدُ عَلَى الْكُتُبِ الْمُصَنَّفَاتِ، قَدْ جَمَعَ أَنْوَاعَ الْأَخْبَارِ، وَحَوَى فُنُونَ الْآثَارِ، وَاشْتَمَلَ عَلَى ضُرُوبِ الْعِلْمِ، وَهُوَ تَكْثُرُ فَائِدَتُهُ، وَتَنْفَعُ عَائِدَتُهُ".

[وَقَالَ]

(6)

: "وَكَيْفَ لَا يَكُونُ كَذَلِكَ وَمُؤَلِّفُهُ فَقِيهُ عَصْرِهِ، وَنَاسِكُ دَهْرِهِ، وَإِلَيْهِ انْتَهَتْ عُلُومُ فُقَهَاءِ الْأَمْصَارِ، وَحَمَلَةُ

(7)

السُّنَنِ وَالْآثَارِ! ".

مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الثَّعْلَبِيُّ

(8)

لَهُ "أَخْلَاقُ الْمُلُوكِ" وَغَيْرُهُ، مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ

(1)

في باقي النسخ: مخبرا.

(2)

في المروج: النسب.

(3)

في المروج: مُعْوِز.

(4)

هو: مؤرخ من أهل بغداد (ت 563 هـ). انظر: الذهبي، تاريخ، 12/ 306.

(5)

انظر: المروج، 1/ 11.

(6)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(7)

في ق، ز، ب: جُمْلة، وهو تصحيف.

(8)

وفي نسخة أخرى للمروج، وفي ز: التغلبي، وكتابه: أخلاق الملوك (المنسوب للجاحظ سابقًا) =

ص: 499

ابْنِ سَوَّارٍ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ أُخْتِ عِيسَى بْنِ فَرُّخَانْ شَاهْ

(1)

.

أَثْنَى عَلَيْهِ الْمَسْعُودِيُّ بِأَنَّهُ

(2)

: " [كِتَابُ التَّارِيخِ]

(3)

الْجَامِعِ لِكَثِيرٍ مِنَ الْأَخْبَارِ وَالْكَوَائِنِ فِي الْأَعْصَارِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ وَبَعْدَهُ، وَانْتَهَى إِلَى سَنَةِ عِشْرِينَ وَثَلَاثِ مِئَةٍ".

مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَبُو شُجَاعٍ الْبَغْدَادِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ صَدَقَةَ أَبُو بَكْرٍ الضَّبِّيُّ الْقَاضِي -وَيُعْرَفُ بِوَكِيعٍ- مِنْ تَصَانِيفِهِ:"أَخْبَارُ الْقُضَاةِ"

(4)

، وَ"الرَّمْيُ وَالنِّضَالُ"

(5)

وَ"الْمَكَايِيلُ وَالْمَوَازِينُ"

(6)

.

وَمِنْ نَظْمِهِ

(7)

:

إِذَا مَا غَدَتْ طِلَّابَةُ العِلْمِ تَبْتَغِي

مِنْ العِلْمِ يَوْمًا مَا يُخَلَّدُ فِي الكُتُبِ

غَدَوْتُ بِتَشْمِيرٍ وَجِدٍّ عَلَيْهِمُ

وَمِحْبَرَتِي أُذُنِي وَدَفْتَرُهَا قَلْبِي

مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانَ أَبُو بَكْرٍ صَاحِبُ "فَضْلُ الْكِلَابِ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ لَبِسَ الثِّيَابَ"

(8)

وَ"الْحَاوِي فِي عُلُومِ الْقُرْآنِ"

(9)

وَغَيْرِهِمَا مِمَّا تَقَدَّمَ، كَـ"الْمُتَيَّمِينَ"

= طبع بتحقيق: جليل العطية، نشر: دار الطليعة، 2002 م.

(1)

هو: شاعر كاتب. انظر: الطبري، تاريخ، 9/ 216، 264، 344، 349، 361، 369، 463؛ ابن النديم، فهرست، ص 275.

(2)

انظر: مروج، 1/ 11.

(3)

الزيادة من: المروج.

(4)

طبع بتحقيق: عبد العزيز مصطفى المراغي، نُشِر: في القاهرة، 1947 - 1950 م. انظر: سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 275 - 276.

(5)

في أ: النصال، والمثبت من باقي النسخ. انظر: البغدادي، هدية 6/ 25.

(6)

انظر: البغدادي، هدية، 6/ 25.

(7)

نظر: ابن الجوزي، المنتظم، 13/ 186؛ ابن كثير، البداية، 14/ 810.

(8)

طبع بعناية: حمدي زمزم، نشر: دار الإيمان، ط 1، 1411 هـ - 1990 م.

(9)

وأفاد ابن النديم أنه في (27) جزءًا. انظر: الفهرست، ص 241؛ الذهبي، سير، 14/ 264؛ =

ص: 500

وَ"الشُّعَرَاءُ". مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ

(1)

الْهَاشِمِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْجَرَّاحِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْكَاتِبُ

(2)

عَمُّ الْوَزِيرِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى. كَانَ كَمَا قَالَ الْخَطِيبُ

(3)

: "عَارِفًا بِأَيَّامِ النَّاسِ، وَأَخْبَارِ الْخُلَفَاءِ وَالْوُزَرَاءِ، وَلَهُ فِيهَا مُصَنَّفَاتٌ مَعْرُوفَةٌ".

مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا أَبُو بَكْرٍ الرَّازِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيُّ الْبَصْرِيُّ، مُحَمَّدُ ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ أَبُو جَعْفَرٍ

(4)

، مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ جَعْفَرٍ الْقُضَاعِيُّ، مُحَمَّدُ ابْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيُّ الْجَوْهَرِيُّ

(5)

، مُحَمَّدُ بْنُ شَاكِرٍ الصَّلَاحُ الدِّمَشْقِيُّ الْكُتُبِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ ابْنُ النَّطَّاحِ

(6)

، مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ

(7)

القُرَشِيُّ الْدِّمَشْقِيُّ الْكَاتِبُ، مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْفُرَاتِ، مُحَمَّدُ

= تاريخ، 7/ 148.

(1)

كذا في أ، ب، مروج، 1/ 10 وفي ق، ز: خلف. وهو يَروي عن مالك يُقال له: ابن أمِّه؛ وهو: متهم بالكذب. انظر: الذهبي، الميزان، 6/ 132. وله كتاب صفين نقل عنه ابن العديم. انظر: بغية الطلب، 1/ 281، 290، 303، 310، 5/ 2140، 10/ 4716.

(2)

في ق، ز كذا: "محمد بن داود بن الجراح قال أبو عبدالله

"، وهو خطأ.

(3)

انظر: تاريخ بغداد، 2/ 320.

(4)

هو: يروي عن ابن الكلبي تصانيفه. انظر: الذهبي، تاريخ، 5/ 1227.

(5)

انظر: المسعودي، مروج، 1/ 9؛ الذهبي، تاريخ، 6/ 608.

(6)

في أ: البطاح، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: مصادر ترجمته. انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 172؛ ابن حجر، تبصير المنتبه، 4/ 1423.

(7)

في أ: عابد، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: مصادر ترجمته. انظر: الذهبي، سير، 11/ 104.

ص: 501

ابْنُ عَبْدِ الله

(1)

بْنِ عَمْرِ

(2)

بْنِ عُتْبَةَ الْعُتْبِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْهَمَذَانيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحَسَنِ (الْحُسَيْنِيُّ)

(3)

الْعَلَوِيُّ الدِّينَوَرِيُّ "وَانْتَهَى إِلَى خِلَافَةِ الْمُعْتَضِدِ، وَهُوَ مِنَ الْمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ إِلَى الْوَفَاةِ، ثُمَّ إِلَى خِلَافَةِ الْمُعْتَضِدِ بِاللهِ، وَمَا كَانَ مِنَ الْأَحْدَاثِ وَالْكَوَائِنِ فِي أَيَّامِهِمْ"

(4)

.

مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو شُجَاعٍ الدَّهَّانُ

(5)

، مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودِ الْمُحِبِّ ابْنِ النَّجَّارِ، مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ شَبَابَةَ

(6)

الْخُرَاسَانِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ الصُّولِيُّ.

قَالَ فِيهِ الْمَسْعُودِيُّ إِنَّهُ

(7)

: "كَانَ مَحْظُوظًا مِنَ الْعِلْمِ، مَجْدُودًا

(8)

مِنَ الْمَعْرِفَةِ، مَرْزُوقًا مِنَ التَّصْنِيفِ وَحَسَنُ الْتَّأْلِيفِ".

مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الأَزْدِيُّ الْمُبَرَّدُ، مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَبُو عُمَرَ الْكِنْدِيُّ، مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو عُبَيْدَةَ، مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيُونِينِيُّ النَّضْرُ ابْنُ شُمَيْلٍ

(9)

. هِلَالُ بْنُ الْمُحَسِّنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِلَالٍ أَبُو الْحُسَيْنِ الصَّابِئُ، الْهَيْثَمُ

(1)

كذا في جميع النسخ. وانظر: ابن الأثير، اللباب، 2/ 320. وفي مصادر ترجمته: عبد الله. انظر: الذهبي، سير، 11/ 96.

(2)

كذا في جميع النسخ. وانظر: اللباب، 2/ 320. وفي مصادر ترجمته: عمرو. انظر: الذهبي، سير، 11/ 96.

(3)

ساقط من باقي النسخ، والحسن ليست في: المروج.

(4)

يقصد كتابه في التاريخ. وانظر: -هذه الفقرة- مروج، 1/ 10.

(5)

هو: مؤرخ، فقيه (ت 590 هـ). انظر: ابن خلكان، وفيات، 5/ 12 - 13؛ الذهبي، تاريخ، 12/ 918.

(6)

في ب: سيّابة، وهو تصحيف.

(7)

انظر: مروج، 1/ 11.

(8)

كذا في جميع النسخ، وهي في نسخة أخرى للمروج، والمثبت في المروج كذا: ممدودًا.

(9)

هو: نزيل مرو وعالمها، نَحْوي (ت 203 هـ). انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 81؛ الذهبي، سير، 9/ 328.

ص: 502

ابْنُ عَدِيٍّ الطَّائِيُّ. وَثِيمَةُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفُرَاتِ بْنِ الْوَشَّاءِ، وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ. يَحْيَى بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْيَزِيدِيُّ

(1)

(يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ)

(2)

.

يُوسُفُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ صَاحِبُ "أَخْبَارُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ"

(3)

وَغَيْرِهَا، يُوسُفُ ابْنُ تَغْرِي بَرْدِي، يُوسُفُ بْنُ قُزْغُلي، سِبْطُ ابْنِ الْجَوْزِيِّ.

أَبُو إِسْحَاقَ ابْنُ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيُّ

(4)

، أَبُو بِشْرٍ الدُّولَابِيُّ فِي "مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ابْنِ حَمَّادٍ" أَبُو بَكْرِ ابْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْمَالِكِيُّ، أَبُو بَكْرٍ ابْنُ حَيَّانَ هُوَ "مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ" أَبُو بَكْرِ بْنُ (أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ)

(5)

التَّقِيُّ ابْنُ قَاضِي شُهْبَةَ، أَبُو حَسَّانٍ

(6)

الزِّيَادِيُّ، أَبُو السَّائِبِ الْمَخْزُومِيُّ

(7)

، أَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ حَارِثِ الرَّقِيقِ الْكَاتِبُ، أَبُو عَلِيٍّ ابْنُ الْبَصْرِيِّ، أَبُو عُمَرَ الصَّدَفِيُّ الْقُرْطُبِيُّ

(8)

، أَبُو عُمَرَ الْكِنْدِيُّ هُوَ "مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ" أَبُو عِيسَى ابْنُ الْمُنَجِّمِ

(9)

.

(1)

هو: البصْري النَّحْوي (ت 202 هـ). انظر: السيرافي، أخبار النحويين، ص 56؛ الذهبي، سير، 9/ 562.

(2)

ساقط من ب.

(3)

انظر: المسعودي، مروج، 1/ 10. أما ابن الساعي فنسبه لـ: أحمد بن يوسف بن إبراهيم (ت 330 هـ). انظر: الدر الثمين، ص 296.

(4)

انظر: المسعودي، مروج، 1/ 10.

(5)

بياض في ب، وكُتب بهامشها:"كذا".

(6)

في ب: حيان، وهو تحريف. وعن كتابه "التاريخ" انظر: سزكين، تاريخ التراث، 1/ القسم الثاني، ص 144.

(7)

انظر: المسعودي، مروج، 1/ 9.

(8)

هو: أحمد بن سعيد بن حَزْم. سبق الإشارة إليه.

(9)

هو: أحمد بن علي، مؤرخ (ت تقريبًا 320 هـ). انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 233؛ الحموي، أدباء، 1/ 474.

ص: 503

قَالَ المَسْعُودِيُّ

(1)

: "إِنَّ تَارِيخَهُ عَلَى مَا أَنْبَأَتْ بِهِ التَّوْرَاةُ، وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ تَارِيخِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُلُوكِ".

أَبُو كَامِلٍ (ابْنُ أَبِي الْأَزْهَرِ)

(2)

فِي "مُحَمَّدٌ".

ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي "عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ"، ابْنُ عَائِذٍ فِي "مُحَمَّدٌ"، ابْنُ عَبَّاسٍ

(3)

فِي: .........

(4)

، (ابْنُ قَانِعٍ)

(5)

، ابْنُ الكَلْبِيِّ فِي: .........

(6)

، ابْنُ مِسْكَوَيْهِ، ابْنُ الْمُقَفَّعِ فِي "عَبْدُ اللهِ"، ابْنُ وَاضِحٍ فِي: ..................

(7)

، ابْنُ الْوَشَّاءِ -أَظُنُّهُ وثيمَةَ- ابْنُ يُونُسَ فِي "عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ

(8)

بْنِ يُونُسَ".

الأَصْمَعِيُّ فِي "عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُرَيْبٍ" الأمَوِيُّ هُوَ "سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى"، الرِّيَاشِيُّ فِي "الْعَبَّاسُ بْنُ الفَرَجٍ"، الصُّولِيُّ فِي "مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى"، الْعُتْبِيُّ فِي "مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُتْبَةَ"، الفَسَوِيُّ فِي "يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ"، الْفَيُّومِيُّ هُوَ: ..............

(9)

، الْمِصْرِيُّ صَاحِبُ "زَهْرَةُ الْعُيُونِ وَجَلَاءُ الْقُلُوبِ"، الْيَزِيدِيُّ فِي "يَحْيَى بْنُ الْمُبَارَكِ

(1)

انظر: مروج، 1/ 10.

(2)

في أ: ابن أبي المرهمي، وفي ق: ابن أبي الدهر، وبياض في ب، وكُتب بهامشها:"كذا"، والمثبت من ز.

(3)

لم أعرفه! والظاهر أنه محرّف.

(4)

بياض في أ، ب، ز.

(5)

بياض في ب، وكُتب بهامشها:"كذا".

(6)

بياض في جميع النسخ. ولم يذكره في قائمة المؤرخين!

(7)

بياض في أ، ب، ق. وذكره في: أحمد بن أبي يعقوب المعروف باليعقوبي، وعُرف -أيضًا- بابن الواضح.

(8)

في ب، ق: حامد.

(9)

بياض في جميع النسخ. وسبق الإشارة إليه.

ص: 504

ابْنِ الْمُغَيَّرَةِ"، الْيُوسُفِيُّ هُوَ: ..............

(1)

.

وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْتَصِرُ عَلَى الْوَفَيَاتِ.

وَقَدْ قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي مُقَدِّمَةِ "تَارِيخِهِ"

(2)

: "إِنَّهُ لَمْ يَعْتَنِ الْقُدَمَاءُ بِضَبْطِهَا كَمَا يَنْبَغِي، بَلِ اتَّكَلُوا عَلَى حِفْظِهِمْ، فَذَهَبَتْ وَفَيَاتُ خَلْقٍ مِنَ الْأَعْيَانِ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ إِلَى قَرِيبِ زَمَانِ الشَّافِعِيِّ. ثُمَّ اعْتَنَى الْمُتَأَخِّرُونَ بِضَبْطِ وَفَيَاتِ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرِهِمْ حَتَّى ضَبَطُوا جَمَاعَةً فِيهِمْ جَهَالَةٌ بِالنِّسْبَةِ لِمَعْرِفَتِنَا لَهُمْ. فَلِهَذَا حُفِظَتْ وَفَيَاتُ خَلْقٍ مِنَ الْمَجْهُولِينَ، وَجُهِلَتْ وَفَيَاتُ أَئِمَّةٍ مِنَ الْمَعْرُوفِينَ" انْتَهَى.

وَمِمَّنْ صَنَّفَ فِيهَا: أَبُو الْحُسَيْنِ

(3)

عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْبَغْدَادِيُّ الْحَافِظُ -وَانْتَهَتْ كِتَابَتُهُ لِسَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِ مِئَةٍ- وَأَبُو [مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ]

(4)

بْنُ

(1)

بياض في جميع النسخ. والظاهر أنه: موسى بن محمد المعروف بابن الشيخ -سبق ذكره-.

(2)

انظر: 1/ 10.

(3)

في أ: الحسن، والمثبت من باقي النسخ، ومن: مصادر ترجمته. انظر: الذهبي، سير، 15/ 526.

(4)

هنا وقع اضطراب من المؤلف من جهة، ومن النسّاخ من جهة أخرى. ففي أ، ق، ز كذا:"وأبو محمد وأبو سليمان"! وفي ب، وفي نسخة ليدن -كما في ز- وفي: فتح المغيث للمؤلف، 4/ 374:"وأبو محمد عبد الله"! وهو المثبت، وهو خطأ من السخاوي.

فإن كان الصواب الأول فالظاهر تصويبه -إن صَحَّ- كذا: "وأبو محمد (أو) أبو سليمان" فيُحمل على أن السخاوي تردد هل الكتاب للابن أو الأب! أو يحمل على أنهما ألّفا معًا في الوفيات، وهو بعيد.

وإن كان الصواب الثاني -وهو الراجح- فيُحمل على أن السخاوي يرى أن الكتاب للأب! وهو وهم منه.

وعلى أية حال فهو خطأ -بلا شك- فإن الكتاب للابن: محمد بن عبد الله (ت 379 هـ) وليس لوالده: عبد الله بن أحمد (ت 329 هـ) فيكون الصحيح كذا: "وأبو سليمان محمد بن عبد الله" =

ص: 505

أَحْمَدَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ زَبْرٍ الْبَغْدَادِيُّ الدِّمَشْقِيُّ (قَاضِي مِصْرَ، ابْتَدَأَ كِتَابَهُ مِنْ سَنَةِ الْهِجْرَةِ، وَانْتَهَى إِلَى سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِ مِئَةٍ)

(1)

وَهُمَا

(2)

مِمَّنْ تُكُلِّمَ فِيهِمَا

(3)

.

وَذَيَّلَ عَلَى ثَانِيهِمَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكَتَّانِيُّ

(4)

ثُمَّ عَلَى الْكَتَّانِيِّ أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ الْأَكْفَانِيُّ

(5)

فَعَمِلَ نَحْوَ عِشْرِينَ سَنَةً، ثُمَّ عَلَيْهِ الْحَافِظُ

= يدل على ذلك عدة أمور:

1 -

أن الأب لم تُذكر ضمن مؤلفاته: الوفيات. وأن المذكور بتأليف الوفيات هو ابنه. وقد طُبع الكتاب بتحقيق: عبد الله الحمد، نشر: دار العاصمة، الرياض، ط 1، 1410 هـ.

2 -

أن السخاوي أرّخ وفاة الأب بـ (329 هـ) -كما في فتح المغيث، 4/ 372 - والكتاب وصل به مؤلفه إلى سنة (338 هـ) -كما ذكره هنا- فتأكد أنه للابن (ت 379 هـ).

3 -

أن السخاوي سيذكر بعد قليل أن الكتاني ذيَّل عليه. والكتاني ذيل من سنة (338 هـ).

ولمزيد من التفاصيل انظر: تعليق المحقق على: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 372؛ عبد الله الحمد، مقدمة تحقيق: ابن زَبْر، تاريخ مولد العلماء ووفياتهم، 1/ 36 - 38.

(1)

ساقط من ب.

(2)

في ب: وغيرهما، وهو تحريف. وفي فتح المغيث: وكلاهما. انظر: 4/ 373.

(3)

أما ابن قانع فقد تُكلِّم فيه. انظر: الذهبي، الميزان، 4/ 238؛ سير، 15/ 526. أما الابن محمد فثقة مأمون. انظر: الذهبي، سير، 16/ 441. أما إن كان يقصد الأب -وهو الراجح كما في فتح المغيث، 4/ 373، فذلك صحيح فقد تُكلِّم فيه. انظر: الذهبي، سير، 15/ 315؛ الميزان، 4/ 59.

(4)

في جميع النسخ: الكناني، وهو تصحيف، والتصويب من: فتح المغيث، 4/ 373، ومن: مصادر ترجمته. والمشار إليه: محدث (ت 466 هـ). وذيله -وصل به إلى سنة (462 هـ) - طُبع بتحقيق: عبد الله الحمد. انظر: عبد الله الحمد، مقدمة تحقيق: ابن زبر، الوفيات، 1/ 35.

(5)

وهو: ذيل ذيل تاريخ مولد العلماء ووفياتهم -ووصل إلى سنة (485 هـ) طُبع أيضًا بتحقيق: عبد الله الحمد. انظر: الحمد، مقدمة تحقيق: ابن زبر، الوفيات، 1/ 35. وقد طبع كتاب ابن زبر وذيوله أيضًا بتحقيق: محمد المصري، نشر: مركز المخطوطات والتراث والوثائق، الكويت، ط 1، 1410 هـ - 1990 م.

ص: 506

أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُفَضَّلِ

(1)

ثُمَّ عَلَيْهِ تِلْمِيذُهُ الْحَافِظُ الزَّكِيُّ الْمُنْذِرِيُّ (فِي كِتَابِهِ "التَّكْمِلَةُ لِوَفَيَاتِ النَّقَلَةِ

(2)

")

(3)

وَهُوَ كَبِيرٌ مُتْقَنٌ كَثِيرُ الْفَائِدَةِ، ثُمَّ عَلَيْهِ الشَّرِيفُ الْعِزُّ أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُسَيْنِيُّ

(4)

، ثُمَّ عَلَيْهِ الْمُحَدِّثُ الشِّهَابُ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ أَيْبَكَ الدِّمْيَاطِيُّ

(5)

وَانْتَهَى إِلَى سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَسَبْعِ مِئَةٍ، فَذَيَّلَ عَلَيْهِ مِنْ ثَمَّ الزَّيْنُ الْعِرَاقِيُّ

(6)

إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ

(7)

وَسِتِّينَ (فَذَيَّلَ عَلَيْهِ وَلَدُهُ الْوَلِيُّ أَبُو زُرْعَةَ مِنْهَا، وَهِيَ سَنَةُ مَوْلِدِهِ إِلَى أَنْ مَاتَ)

(8)

وَلَكِنَّ الَّذِي وَقَفْتُ عَلَيْهِ بِخَطِّهِ إِلَى

(9)

سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ [وَسَبْعِ مِئَةٍ]

(10)

وَوُرَيْقَاتٌ مُفَرَّقَةٌ بَعْدَ ذَلِكَ.

وَلِلْحَافِظِ التَّقِيِّ ابْنُ رَافِعٍ فِي "الْوَفَيَاتُ"

(11)

كِتَابٌ كَثِيرُ الْفَائِدَةِ رَتَّبْتُهُ

(12)

وَهُوَ ذَيْلٌ عَلَى وَفَيَاتِ "تَارِيخُ" الْعَلَمِ الْبِرْزَالِيِّ الْحَافِظِ، بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهَا، وَانْتَهَتْ إِلَى

(1)

هو: محدث (ت 611 هـ). انظر: الذهبي، سير، 22/ 66. وكتابه: وفيات النقلة. وصل به إلى سنة 581 هـ. انظر: حاجي، كشف، 2/ 2020.

(2)

طبع بتحقيق: بشار عواد، نشر: مؤسسة الرسالة، 1401 هـ.

(3)

ساقط من ب.

(4)

(ت 695 هـ)، وانتهى إلى سنة (674 هـ) وسمّاه: صلة التكملة لوفيات النقلة. وقد طُبع بتحقيق: بشار عواد، نشر: دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1428 هـ - 2007 م.

(5)

انظر: فتح المغيث، 4/ 373؛ حاجي، كشف، 2/ 2020.

(6)

انظر: فتح المغيث، 4/ 373؛ حاجي، كشف، 2/ 2020.

(7)

في ب: اثنين.

(8)

قال السخاويُّ: "فذيّل عليه ولده الولي العراقي إلى أن مات سنة ست وعشرين وثمان مئة". انظر: فتح المغيث، 4/ 373 - 374.

(9)

في أ: وهو في، والمثبت من باقي النسخ، ومن: فتح المغيث، 4/ 374.

(10)

زيادة من: فتح المغيث، 4/ 374.

(11)

طبع بتحقيق: صالح مهدي عباس، نشر: مؤسسة الرسالة، ط 1، 1402 هـ.

(12)

في ق، ز: رتبه.

ص: 507

أَوَّلِ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ [وَسَبْعِ مِئَةٍ].

وَذَيَّلَ عَلَيْهِ الشِّهَابُ ابْنُ حِجِّيٍّ، بَلْ تَارِيخُ شَيْخِنَا "إِنْبَاءُ الْغُمَرِ" الَّذِي ابْتَدَأَهُ بِهَا، وَهِيَ سَنَةُ مَوْلِدِهِ، يَصْلُحُ كَمَا قَالَ:"مِنْ جِهَةِ الْوَفَيَاتِ أَنْ يَكُونَ ذَيْلًا عَلَيْهِ"

(13)

.

وَقَدْ كَتَبْتُ فِيهَا كِتَابًا حَافِلًا اشتَمَلَ عَلَى الْقَرْنَيْنِ الثَّامِنِ وَالتَّاسِعِ، سَمَّيْتُهُ:"الشِّفَاءُ مِنَ الْأَلَمِ" يَسَّرَ اللهُ تَحْرِيرَهُ.

(وَكِتَابُ "الْتِقَاطُ الْجَوَاهِرِ وَالدُّرَرِ مِنْ مَعَادِنِ التَّوَارِيخِ وَالسِّيَرِ" وَهُوَ فِي مُجَلَّدَيْنِ، مُعْظَمُهُ وَفَيَاتٌ، لِأَبِي عَبْدِ الله مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْجُودِ

(14)

قَيْصَرَ الْمِصْرِيِّ الْقَطَّانِ)

(15)

.

وَمِمَّنْ صَنَّفَ (فِي الْوَفَيَاتِ)

(16)

أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَنْدَهْ

(17)

.

قَالَ الذَّهَبِيُّ

(18)

: "وَلَمْ أَرَ أَكْثَرَ اسْتِيعَابًا مِنْهُ".

وَبِالْجُمْلَةِ فَالذُّيُولُ الْمُتَأَخِّرَةُ أَبْسَطُ مِنَ الْمُتَقَدِّمَةِ وَأَفْوَدُ، وَكِتَابُ ابْنِ زَبْرٍ أَشَدُّهَا إِجْحَافًا

(19)

بِحَيْثُ قَالَ أَبُو بَكْرِ ابْنُ طَرْخَانَ

(20)

: "سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي

(13)

انظر: ابن حجر، إنباء، 1/ 5.

(14)

في باقي النسخ: الجواد، وهو مؤرخ كان حيًّا (892 هـ). انظر: السخاوي، الضوء، 8/ 294؛ البغدادي، إيضاح، 3/ 117.

(15)

هذه الفقرة ساقطة من ب.

(16)

في باقي النسخ: فيها.

(17)

انظر: فتح المغيث، 4/ 375؛ الكتاني، الرسالة المستطرفة، ص 211.

(18)

انظر: السخاوي، فتح المغيث، 4/ 375.

(19)

في ب: إزحافًا، وهو تحريف.

(20)

هو: محمد بن طَرْخان التُّركي، محدث نَحْوي (ت 513 هـ). انظر: الذهبي، سير، 19/ 423. -وقد سبق أن ذكره السخاوي- ونسبه بـ: البلْخي!

ص: 508

نَصْرٍ فُتُوحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيَّ -يَعْنِي مُصَنِّفَ "الْجَمْعُ بَيْنَ الصَّحِيحَيْنِ"

(1)

- يَقُولُ

(2)

: "ثَلَاثَةُ كُتُبٍ مِنْ عُلُومِ الْحَدِيثِ يَجِبُ التَّهَمُّمُ بِهَا: كِتَابُ "الْعِلَلُ" وَأَحْسَنُ كِتَابٍ وُضِعَ فِيهِ كِتَابُ الدَّارَقُطْنِيِّ، وَكِتَابُ "الْمُؤْتَلِفُ وَالْمُخْتَلِفُ" وَأَحْسَنُ كِتَابٍ وُضِعَ فِيهِ كِتَابُ الْأَمِيرِ ابْنِ مَاكُولَا، وَكِتَابُ "وَفَيَاتُ الشُّيُوخِ"

(3)

وَلَيْسَ فِيهِ كِتَابٌ. (يَعْنِي: عَلَى الاسْتِقْصَاءِ)

(4)

.

وَقَدْ كُنْتُ

(5)

أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ فِيهِ كِتَابًا، فَقَالَ لِيَ الْأَمِيرُ: رَتِّبْهُ عَلَى الْحُرُوفِ بَعْدَ أَنْ تُرَتِّبَهُ عَلَى السِّنِينَ

(6)

-يَعْنِي: فِي تَصْنِيفَيْنِ مُسْتَقِلَّيْنِ- يَسْتَوْفِي

(7)

الْغَرَضَ فِي كُلٍّ مِنْهُمَا، أَوْ فِي وَاحِدٍ فَقَطْ، وَيَكُونُ عَلَى قِسْمَيْنِ، أَحَدُهُمَا مُسْتَوْفِيًا، وَالْآخَرُ حَوَالَةً، بِأَنْ يَقُولَ

(8)

فِي حَرْفِ الْعَيْنِ مَثَلًا: عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الطَّبَقَةِ الْفُلَانِيَّةِ مِنَ التَّابِعَيْنِ؛ لِيَتَيَسَّرَ بِذَلِكَ لِلطَّالِبِ الْإِحَاطَةُ بِالرَّاوِي، سَوَاءً عَرَفَ طَبَقَتَهُ أَوِ اسْمَهُ.

وَإِنْ كَانَ صَنِيعُ الذَّهَبِيِّ يُشْعِرُ بِأَنَّ الْمُرَادَ أَنْ يَجْعَلَ كُلَّ طَبَقَةٍ عَلَى قَسَمَيْنِ: قَسَمٌ فِيهِ الْأَسْمَاءُ مَرْتَبَةٌ عَلَى الْحُرُوفِ، وَالْآخَرُ فِيهِ الْحَوَادِثُ، وَذَلِكَ أنَّهُ قَالَ عَقِبَ كَلَامِ الْحُمَيْدِيِّ فِي تَرْجَمَتِهِ مِنْ "تَارِيخُ الإِسْلَامِ"

(9)

لَهُ: "وَاسْتِحْضَارُ قَوْلِ ابْنِ طَرْخَانَ

(1)

طبع بتحقيق: علي حسين البواب، نشر: دار ابن حزم، بيروت، دار الصميعي، الرياض.

(2)

انظر: ابن بشكوال، الصلة، 2/ 193 - 194؛ الذهبي، سير، 19/ 124؛ تاريخ، 10/ 619.

(3)

في السير: المشايخ.

(4)

في السير: "يُريدُ: أنه لم يُعمل فيه كتاب عامٌّ".

(5)

ما زال الكلام للحميدي.

(6)

إلى هنا في: السير، 19/ 125.

(7)

في ق، ز: مستوفي.

(8)

في أ: تقول، والمثبت من باقي النسخ.

(9)

انظر: 10/ 619.

ص: 509

أَنَّ شَيْخَهُ الْحُمَيْدِيَّ شُغِلَ عَمَّا أَرَادَهُ وَهَمَّ بِهِ بِالْجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيحَيْنِ، إِلَى أَنْ مَاتَ مَا نَصُّهُ

(1)

: "قَدْ فَتَحَ اللهُ بِكِتَابِنَا هَذَا" فَإِنَّ الظَّاهِرَ مَا قَدَّمْتُهُ، رحمهم الله وَإِيَّانَا.

وَقَدِ اخْتَصَرَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فَقَالَ: "صَنَّفَ التَّارِيخَ فِي [الْمِئَةِ]

(2)

الثَّانِيَةِ اللَّيْثُ، وَقَبْلَهُ ابْنُ سعْدٍ فِي "الطَّبَقَاتُ" وَالثَّالِثَةِ: أَحْمَدُ، وَ

(3)

الشَّيْخَانِ، وَالنَّسَائِيُّ، وَمِن الرَّابِعَةِ: الطَّبَرِيُّ، وَابْنُ عَدِيٍّ، وَمِن الخَامِسَةِ: الخَطِيبُ، وَالشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ، وَمِنَ السَّادِسَةِ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُ الْجَوْزِيِّ، وَمِنَ السَّابِعَةِ:(ابْنُ خَلِّكَانَ، وَالْمُنْذِرِيُّ، وَمِنَ الثَّامِنَةِ: الْمِزِّيُّ، وَالذَّهَبِيُّ، وَمِنَ التَّاسعَةِ)

(4)

: ابْنُ حَجَرٍ، وَالْعَيْنِيُّ. وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ لَا يُحْصَى.

وَمِمَّنْ

(5)

خُصَّ بالتَّصْنِيفِ فِى الضُّعَفَاءِ وَالْمَتْرُوكِينَ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَالْبُخَارِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ عَدِيٍّ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَجَمَاعَةٌ كَثِيرُونَ آخِرُهُمِ الذَّهَبِيُّ فِي "مِيزَانُ الاِعْتِدَالِ" ثُمَّ ابْنُ حَجَرٍ فِي "لِسَانُ الْمِيزَانِ".

* * *

(1)

انظر: الذهبي، تاريخ، 10/ 619.

(2)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ.

(3)

في ق، ز: أو، وهو خطأ.

(4)

ساقط من ب.

(5)

في أ، ب: من، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 510

[الْمُؤَرِّخُونَ وَمَقَاصِدُهُمْ]

(1)

وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ

(2)

: "رَأَيْتُ الْمُؤَرِّخِينَ تَخْتَلِفُ مَقَاصِدُهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقْتَصِرُ عَلَى ذِكْرِ الِابْتِدَاءِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْتَصِرُ

(3)

عَلَى ذِكْرِ الْمُلُوكِ وَالْخُلَفَاءِ، وَأَهْلُ الأَثَرِ يُؤثِرُونَ ذِكْرَ الْعُلَمَاءِ، وَالزُّهَّادُ يُحِبُّونَ أَحَادِيثَ الصُّلَحَاءِ، وَأَرْبَابُ الْأَدَبِ يَمِيلُونَ إِلَى أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ وَالشُّعَرَاءِ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْكُلَّ مَطْلُوبٌ، وَالْمَحْذُوفَ مِنْ ذَلِكَ مَرْغُوبٌ".

وَأَشَارَ ابْنُ أَبِي الدَّمِ لِنَحْوِ ذَلِكَ، وَسَمَّى مِنَ الْكُتُبِ:"مَغَازِي" ابْنِ عُقْبَةَ، وَ"تَارِيخُ" أَبِي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيِّ، وَالْخَطِيبِ، وَسَيْفٍ، وَابْنِ وَاضِحٍ، وَ"الْكَامِلُ" لِأَبِي الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدِ، وَ"الْعِقْدُ" لابْنِ عَبْدِ رَبِّهِ، وَ"مَعَارِفُ"

(4)

ابْنِ قُتَيْبَةَ، وَ"الْحِلْيَةُ" لِأَبِي نُعَيْمٍ، وَكُلٌّ مِنْهُمْ لَيْسَ يَتَعَدَّى الْمَوْضُوعَ الَّذِي قَصَدَهُ، مَعَ أنَّهَا انْقَطَعَتْ بِمَوْتِ مُصَنِّفِيهَا مِنْ سِنِينَ، يَعْنِي وَتَجَدَّدَ بَعْدَهُمْ مِنْ مَقَاصِدِهِمْ جُمْلَةٌ.

قُلْتُ: بَلْ فَاتَهُمْ مِمَّا لَمْ يَذْكُرُوهُ الكَثِيرَ

(5)

.

وَفِي كُتُبِ التَّوَارِيخِ مَنْ يَجْمَعُ بَيْنَ عُيُونِ الْأَخْبَارِ وَمُسْتَحْسَنَاتِ الْأَشْعَارِ، كَـ:"التَّذْكِرَةُ الْحَمْدُونِيَّةُ"، وَ"رَيْحَانَةُ الْأَدَبِ" لِابْنِ سَعِيدٍ، وَ"الْعِقْدُ" لِابْنِ عَبْدِ رَبِّهِ،

(1)

زيادة من المحقق.

(2)

انظر: المنتظم، 1/ 115.

(3)

في أ، ب: يختصر، والمثبت من باقي النسخ، ومن: المنتظم.

(4)

في أ: معاني، والمثبت من باقي النسخ. وكتابه المعارف طبع مرارًا، وله -كما في أ- المعاني وهو: المعاني الكبير في أبيات المعاني، طبع في مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد- الهند، سنة 1368 هـ - 1949.

(5)

في أ: مما لم يذكره الكثير، وفي ق، ز: مما لم يذكروه بجمع كثير.

ص: 511

وَ"فَصْلُ الْخِطَابِ" لِلتِّيفَاشِيِّ

(1)

[وَ"نَثْرُ الدُّرُرِ"

(2)

لِلْآبِيِّ]

(3)

.

* * *

(1)

في باقي النسخ: للسفاقسي، والمثبت من: ز.

(2)

طبع بتحقيق: محمد علي قرنة، نشر: الهيئة المصرية، مصر، 1980 م.

(3)

في أ، ب، ق: وهو درر اللآلئ، وهو تحريف، والتصويب من: إرشاد القاصد.

ص: 512

[بَعْضُ كُتُبِ الرِّحْلَاتِ]

(1)

وَيُسْتَفَادُ فِي هَذَا الْبَابِ مِنَ: "الرِّحْلَةُ" لِأَبِي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جُبَيْرٍ الْكِنَانِيِّ

(2)

، وَلِأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ (مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ)

(3)

بْنِ رُشَيْدٍ، وَنَحْوُهَا "النُّضَارُ" لِأبِي حَيَّانَ، وَلِلْعَلَمِ الْقَاسِمِ بْنِ يُوسُفَ التُّجِيبِيِّ

(4)

(وَهِيَ فِي ثَلَاثِ مُجَلَّدَاتٍ، حَذَا فِيهَا حَذْوَ الَّذِي قَبْلَهُ، وَكَانَ رَحَلَ قَبْلَهُ بِنَحْوِ عَشْرِ سِنِينَ، وَزَادَ هُوَ عَلَى ابْنِ رُشَيْدٍ)

(5)

تَرَاجِمَ شُيُوخِهِ الْمَشْرِقِيَّةَ، وَهِيَ فِي سِتِّ مُجَلَّدَاتٍ، فِيهَا مِنَ الْفَوَائِدِ الْكَثِيرُ، طَالَعْتُهَا وَاسْتَفَدْتُ مِنْهَا.

* * *

(1)

زيادة من المحقق.

(2)

رحلته. طُبعت عدة مرات آخرها بتحقيق: حسين نصار، القاهرة، نشر: مكتبة مصر، ط 2، 1992 م.

(3)

ليست في باقي النسخ. انظر: ابن حجر، الدرر، 4/ 111. وكتابه هو: ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة. طبع بتحقيق: محمد الحبيب الخوجة، نشر: الشركة التونسية للتوزيع، تونس، 1981 م.

(4)

هو: محدث (كان حيًّا 730 هـ). وعن ترجمته انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 240. وعن كتابه: انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 200، 263؛ حاجي، كشف، 1/ 836.

(5)

هذه عبارة ابن حجر بنصها. انظر: الدرر، 3/ 240.

ص: 513

[الْمُتَكَلَّمُونَ في الرِّجَالِ]

(1)

وَأَمَّا الْمُتَكَلَّمُونَ فِي الرِّجَالِ فَخَلْقٌ مِنْ نُجُومِ الْهُدَى وَمَصَابِيحِ الظُّلَمِ، الْمُسْتَضَاءِ بِهِمْ فِي دَفْعِ الرَّدَى، لَا يَتَهَيَّأُ حَصْرُهُمْ مِن

(2)

زَمَنِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم وَهَلُمَّ جَرًّا، سَرَدَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي مُقَدِّمَةِ "كَامِلِهِ"

(3)

مِنْهُمْ خَلْقًا إِلَى زَمَنِهِ.

فَالصَّحَابَةُ الَّذِينَ أَوْرَدَهُمْ: عُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ، وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَأَنَسٌ، وَعَائِشَةُ رضي الله عنهم.

وَتَصْرِيحُ كُلٍّ مِنْهُمْ بِتكْذِيبِ مَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُ فِيمَا قَالَهُ.

وَسَرَدَ مِنَ التَّابِعَيْنِ عَدَدًا

(4)

كَـ: الشَّعْبِيِّ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَالسَّعِيدَيْنِ

(5)

ابْنِ الْمُسَيَّبِ، وَابْنِ جُبَيْرٍ.

وَلَكِنَّهُمْ فِيهِمْ قَلِيلٌ بِالنِّسْبَةِ لِمَنْ بَعْدَهُمْ؛ لِقِلَّةِ الضَّعْفِ فِي مَتْبُوعِهِمْ

(6)

إِذْ أَكْثَرُهُمْ صَحَابَةٌ عُدُولٌ، وَغَيْرُ الصَّحَابَةِ مِنَ الْمَتْبُوعِينَ أَكْثَرُهُمْ ثِقَاتٌ.

(1)

زيادة من المحقق. وأصل هذا المبحث مأخوذ من رسالة الذهبي: ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل، ص 171 - 227. طبعت بعناية: عبد الفتاح أبو غدة. وكذلك قام أبو غدة بإفراد هذا المبحث والتعليق عليه، وطبعه بعنوان: المتكلمون في الرجال. وهما من نشر: دار البشائر. هذا وقد ذكر السخاوي هذا المبحث في كتابه: فتح المغيث، 4/ 438 - 443.

(2)

في باقي النسخ: في.

(3)

انظر: 1/ 47 - 49.

(4)

أي: ابن عدي. انظر: الكامل، 1/ 50 - 57.

(5)

في أ: السعيد، والمثبت من باقي النسخ.

(6)

كذا في جميع النسخ، وفي فتح المغيث. انظر: 4/ 438. وصوَّبها عبد الفتاح كذا: متبوعيهم. انظر: المتكلمون في الرجال، ص 96.

ص: 514

وَلَا يَكَادُ يُوجَدُ فِي الْقَرْنِ الْأَوَّلِ الَّذِي انْقَرَضَ في

(1)

الصَّحَابَةُ وَكِبَارُ التَّابِعِينَ ضَعِيفٌ، إِلَّا الْوَاحِدَ بَعْدَ الْوَاحِدِ، كَالْحَارِثِ الْأَعْوَرِ، وَالْمُخْتَارِ الْكَذَّابِ.

فَلَمَّا مَضَى الْقَرْنُ الْأَوَّلُ وَدَخَلَ الثَّانِي، كَانَ فِي أَوَائِلِهِ مِنْ أَوْسَاطِ التَّابِعِينَ جَمَاعَةٌ مِنَ الضُّعَفَاءِ الَّذِينَ ضُعِّفُوا غَالِبًا مِنْ قِبَلِ تَحَمُّلِهِمْ وَضَبْطِهِمْ لِلْحَدِيثِ، فَتَرَاهُمْ يَرْفَعُونَ الْمَوْقُوفَ، وَيُرْسِلُونَ كَثِيرًا، وَلَهُمْ غَلَطٌ، كَأَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ.

فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ آخَرِ

(2)

عَصْرِ التَّابِعِينَ، وَهُوَ حُدُودُ الْخَمْسِينَ وَمِئَةٍ، تَكَلَّمَ فِي التَّوْثِيقِ وَالتَّجْرِيحِ

(3)

طَائِفَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ.

فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ

(4)

: "مَا رَأَيْتُ أَكْذَبَ مِنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ".

وَضَعَّفَ الْأَعْمَشُ جَمَاعَةً وَوَثَّقَ آخَرِينَ.

وَنَظَرَ فِي الرِّجَالِ شُعْبَةُ، وَكَانَ مُتَثَبِّتًا لَا يَكَادُ يَرْوِي إِلَّا عَنْ ثِقَةٍ، وَكَذَا كَانَ مَالِكٌ.

وَمِمَّنْ إِذَا قَالَ فِي هَذَا الْعَصْرِ قُبِلَ قَوْلُهُ: مَعْمَرٌ، وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَالْأَوْزَاعِيُّ، وَالثَّوْرِيُّ، وَابْنُ الْمَاجِشُونِ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُمْ.

ثُمَّ طَبَقَةٌ أُخْرَى بَعْدَ هَؤُلَاءِ كَابْنِ الْمُبَارَكِ، وَهُشَيْمٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، وَالْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ الْمَوْصِلِيِّ، وَبِشْرِ بْنِ الْمُفَضِّلِ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ، وَغَيْرِهِمْ.

(1)

كذا في جميع النسخ، وفي فتح المغيث. انظر: 4/ 438. وصوَّبها عبد الفتاح: فيه. انظر: المتكلمون، ص 96.

(2)

في باقي النسخ: آخرهم.

(3)

في فتح المغيث: والتضعيف.

(4)

انظر: ابن حبان، المجروحين، 1/ 209؛ المزي، تهذيب، 4/ 468.

ص: 515

ثُمَّ طَبَقَةٌ أُخْرَى فِي زَمَانِهِمْ كَابْنِ عُلَيَّةَ، وَابْنِ وَهْبٍ وَوَكِيعٍ.

ثُمَّ انْتَدَبَ فِي زَمَانِهِمْ أَيْضًا لِنَقْدِ الرِّجَالِ الْحَافِظَانِ الْحُجَّتَانِ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَابْنُ مَهْدِيٍّ؛ فَمَنْ جَرَحَاهُ

(1)

لَا يَكَادُ يَنْدَمِلُ جُرْحُهُ، وَمَنْ وَثَّقَاهُ فَهُوَ الْمَقْبُولُ، وَمَنِ اخْتَلَفَا فِيهِ -وَذَلِكَ قَلِيلٌ- اجْتُهِدَ فِي أَمْرِهِ.

ثُمَّ كَانَ بَعْدَهُمْ مِمَّنْ إِذَا قَالَ سُمِعَ مِنْهُ: إِمَامُنَا الشَّافِعِيُّ رضي الله عنه وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَأَبُو

(2)

عَاصِمٍ النَّبِيلُ، وَغَيْرِهِمْ.

وَبَعْدَهُمْ طَبَقَةٌ أُخْرَى كَالْحُمَيْدِيِّ، وَالْقَعْنَبِيِّ، وَأَبِي

(3)

عُبَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَأَبِي الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ.

ثُمَّ صُنِّفَتِ الْكُتُبُ وَدُوِّنَتْ فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ وَالْعِلَلِ، وَبُيِّنَ مَنْ هُوَ فِي الثِّقَةِ وَالتَّثَبُّتِ

(4)

كَالسَّارِيَةِ، وَمَنْ هُوَ فِي الثِّقَةِ كَالشَّابِّ الصَّحِيحِ الْجِسْمِ، وَمَنْ هُوَ لَيِّنٌ كَمَنْ يَوْجِعُهُ رَأْسُهُ وَهُوَ مُتَمَاسِكٌ يُعَدُّ مِنْ أَهْلِ الْعَافِيَةِ، وَمِنْ صِفَتُهُ كَمَحْمُومٍ تَرَجَّحَ

(5)

إِلَى السَّلَامَةِ، وَمِنْ صِفَتُهُ كَمَرِيضٍ شَبْعَانَ مِنَ الْمَرَضِ، وَآخَرَ كَمَنْ سَقَطَتْ قُوَاهُ وَأَشْرَفَ عَلَى التَّلَفِ، وَهُوَ الَّذِي يَسْقُطُ حَدِيثُهُ.

(1)

في أ: خرّجاه، وهو تصحيف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: فتح المغيث. انظر: 4/ 439.

(2)

في ق، ز: وأبي، وهو خطأ.

(3)

في ب، ق، ز: وأبو، وهو خطأ.

(4)

في أ، ب: الثبت، والمثبت من باقي النسخ، ومن: فتح المغيث. انظر: 4/ 439.

(5)

كذا في جميع النسخ، وفتح المغيث. أما عبد الفتاح فضبطها كذا: يَرْجح. وقال في تعليقه: "أي يميلُ إلى السلامة، ووقع في الأصول: (ترجع إلى السلامة). فصوَّبتُه إلى ما أثبتُه". كذا قال! انظر: المتكلمون، ص 102.

ص: 516

وَوُلَاةُ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ بَعْدَ مَنْ ذَكَرْنَا: يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ؛ وَقَدْ سَأَلَهُ عَنِ الرّجَالِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْحُفَّاظِ، وَمِنْ ثَمَّ اخْتَلَفَتْ آرَاؤُهُ وَعِبَارَتُهُ فِي بَعْضِ الرِّجَالِ، كَمَا اخْتَلَفَ اجْتِهَادُ الْفُقَهَاءِ، وَصَارَتْ لَهُمُ الْأَقْوَالُ وَالْوُجُوهُ، فَاجْتَهَدُوا فِي الْمَسَائِلِ كَمَا اجْتَهَدَ ابْنُ مَعِينٍ فِي الرِّجَالِ.

وَمِنْ طَبَقَتِهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ؛ سَأَلَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ تَلَامِذَتِهِ عَنِ الرِّجَالِ، وَكَلَامُهُ فِيهِمْ بِاعْتِدَالٍ وَإِنْصَافٍ وَأَدَبٍ وَوَرَعٍ.

* * *

ص: 517

[مَنْ جَرَّحَ وعَدَّلَ]

(1)

وَكَذَا تَكَلَّمُ فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ

(2)

كَاتِبُ الْوَاقِدِيِّ فِي "طَبَقَاتُهُ" بِكَلَامٍ جَيِّدٍ مَقْبُولٍ.

وَأَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، لَهُ كَلَامٌ كَثِير رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.

وَأَبُو جَعْفَرٍ عَبَيْدُ اللهِ

(3)

بْنُ مُحَمَّدٍ النَّبِيلُ

(4)

حَافِظُ الْجَزِيرَةِ، الَّذِي قَالَ فِيهِ أَبُو دَاوُدَ

(5)

: "لَمْ أَرَ أَحْفَظَ مِنْهَ".

وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَلَهُ التَّصَانِيفُ الْكَثِيرَةُ فِي الْعِلَلِ وَالرِّجَالِ.

وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ الَّذِي قَالَ فِيهِ أَحْمَدُ

(6)

: "هُوَ دُرَّةُ الْعِرَاقِ".

وَأَبُو بَكْرِ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ صَاحِبُ "الْمُسْنَدِ" وَكَانَ آيَةً فِي الْحِفْظِ، يُشَبَّهُ بِأَحْمَدَ فِي الْمَعْرِفَةِ.

وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ الَّذِي قَالَ فِيهِ صَالِحٌ جَزَرَةُ

(7)

: "هُوَ أَعْلَمُ مَنْ

(1)

في هامش ب.

(2)

في أ: سعيد، وهو تحريف.

(3)

كذا في أ، ب، وفتح المغيث. انظر: 4/ 440. وهو وهم من السخاوي نفسه. وفي ق، ز مصححة: عبد الله. وهو الصواب. انظر: المزي، تهذيب الكمال، 16/ 88، الذهبي، سير، 10/ 634.

(4)

كذا في أ، ب، ق، وفتح المغيث. انظر: 4/ 440. وهو وهم من السخاوي نفسه. وفي ز مصححة: النُّفَيْلي. وهو الصواب. فأحد أجداده: نُفيل. انظر: السمعاني، الأنساب، 5/ 516.

(5)

انظر: الذهبي، سير، 10/ 635.

(6)

انظر: ابن أبي حاتم، الجرح، 7/ 307.

(7)

انظر: المزي، تهذيب، 19/ 133 - 134.

ص: 518

رَأَيْتُ بِحَدِيثِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ".

وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ إِمَامُ خُرَاسَانَ.

وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلَيُّ الْحَافِظُ، وَلَهُ كَلَامٌ جَيِّدٌ فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ.

وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الطَّبَرِيُّ، حَافَظُ مِصْرَ، وَكَانَ قَلِيلَ الْمِثْلِ.

وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَمَّالُ.

وَكُلُّهُمْ مِنْ أَئِمَّةِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ.

ثُمَّ خَلَفَهُمْ طَبَقَةٌ أُخْرَى مُتَّصِلَةٌ بِهِمْ، مِنْهُمْ: إِسْحَاقُ الْكَوْسَجُ، وَالدَّارِمِيُّ، والذُّهْلِيُّ، وَالْبُخَارِيُّ، وَالْعِجْلِيُّ الْحَافِظُ نَزِيلُ الْمَغْرِبِ.

ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِمْ: أَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيَّانِ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، وَبَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.

ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خِرَاشٍ الْبَغْدَادِيُّ، لَهُ مُصَنَّفٌ فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ قَوِيُّ النَّفَسِ كَأَبِي حَاتِمٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ

(1)

، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ الَأْنْدَلُسِيُّ حَافِظُ قُرْطُبَةَ، وَأَبُو

(2)

بَكْرِ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَعَبْدُ اللهِ ابْنُ أَحْمَدَ، وَصَالِحٌ جَزَرَةُ، وَأَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ؛ لَكِنَّهُ مِنْ أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ

(3)

، وَمُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ.

(1)

في فتح المغيث كذا: إسحاق بن إبراهيم الحربي، وهو خطأ مقلوب. انظر: 4/ 440.

(2)

في أ: وأبي، وهو خطأ.

(3)

انظر: أقوال أهل الجرح والتعديل فيه: ابن عدي، الكامل، 6/ 295؛ الذهبي، الميزان، 6/ 254 - 255؛ سير، 14/ 21.

ص: 519

ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِمْ: أَبُو بَكْرٍ الْفِرْيَابِيُّ، وَالْبَرْدِيجِيُّ

(1)

، وَالنَّسَائِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى، وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، والدُّوْلَابِيُّ، وَأَبُو عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ جُوصَا، وَأَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ.

(ثُمَّ)

(2)

طَبَقَةٌ أُخْرَى، مِنْهُمُ: ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَأَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الْبَغْدَادِيُّ الْحَافِظُ شَيْخُ الدَّارَقُطْنِيِّ، وَابْنُ عُقْدَةَ، وَعَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ.

ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِمْ: أَبُو سَعِيدِ ابْنُ يُونُسَ، وَأَبُو حَاتِمِ ابْنُ حِبَّانَ الْبُسْتِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ، وَمُصَنَّفُهُ فِي الرِّجَالِ إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي الْجَرْحِ.

ثُمَّ بَعْدَهُمْ: أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ الْمَاسَرْجِسِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ، وَلَهُ "مُسْنَدٌ" مُعَلَّلٌ فِي أَلْفٍ وَثَلَاثِ مِئَةِ جُزْءٍ، وَأَبُو الشَّيْخِ ابْنُ حَيَّانَ

(3)

، وَأَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ، والدَّارَقُطْنِيُّ، وَبِهِ خُتِمَ مَعْرِفَةُ الْعِلَلِ.

ثُمَّ بَعْدَهُمْ: أَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَاكِمُ، وَأَبُو نَصْرٍ الْكَلَابَاذِيُّ، وَأَبُو الْمُطَرِّفِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ فُطَيْسٍ قَاضِي قُرْطُبَةَ، وَلَهُ:"دَلَائِلُ السُّنَّةِ" خَمْسُ مُجَلَّدَاتٍ، (وَ)

(4)

"فَضَائِلُ الصَّحَابَةِ" وَعَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو بَكْرِ ابْنُ

(5)

مَرْدَوَيْهِ الْأصْبَهَانِيُّ، وَتَمَّامٌ الرَّازِيُّ.

ثُمَّ بَعْدَهُمْ: أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ الْبَغْدَادِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ،

(1)

في ب، ق: البردنجي، وهو تصحيف.

(2)

ساقط من ز.

(3)

في ز: حبان، وهو تصحيف.

(4)

وفي جميع النسخ: في، والتصويب من: فتح المغيث. انظر: 4/ 64، 441. وانظر: الذهبي، سير، 17/ 211 - 212.

(5)

في ز: من، وهو تحريف.

ص: 520

وَأَبُو حَازِمٍ

(1)

الْعَبْدَوِيُّ

(2)

وَقَدْ كَتَبَ عَنْه

(3)

عَشَرَةُ أَنْفُسٍ عَشْرَةَ آلَافِ جُزْءٍ، وَخَلَفُ ابْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، وَأَبُو مَسْعُودٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ الْفَلَكِيُّ، وَلَهُ كِتَابُ "الطَّبَقَاتُ"

(4)

فِي أَلْفِ جُزْءٍ، وَأَبُو الْقَاسِمِ [حَمْزَةُ]

(5)

السَّهْمِيُّ، وَأَبُو يَعْقُوبَ الْقَرَّابُ وَأَبُو ذَرٍّ الْهَرَوِيَّانِ.

ثُمَّ بَعْدَهُمْ: أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلَّالُ الْبَغْدَادِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّورِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمَّانُ، وَأَبُو يَعْلَى الْخَلِيلِيُّ.

ثُمَّ بَعَّدَهُمُ: ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَابْنُ حَزْمٍ الْأَنْدَلُسِيَّانِ، وَالْبَيْهَقِيُّ، وَالْخَطِيبُ، ثُمَّ أَبُو الْقَاسِمِ سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّنْجَانِيُّ، وَشَيْخُ الْإِسْلَامِ الْأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ، وَابْنُ مَاكُولَا، وَأَبُو الْوَلِيدِ الْبَاجِيُّ -وَقَدْ صَنَّفَ فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ، وَكَانَ عَلَّامَةً حُجَّةً- وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الْحُمَيْدِيُّ، وَابْنُ مُفَوِّزٍ الْمَعَافِرِيُّ الشَّاطِبِيُّ، ثُمَّ أَبُو الْفَضْلِ ابْنُ طَاهِرٍ الْمَقْدِسِيُّ، وَشُجَاعُ بْنُ فَارِسٍ الذُّهْلِيُّ، وَالْمُؤْتَمَنُ بْنُ أَحْمَدَ

(1)

في جميع النسخ: حاتم، وهو تحريف، والتصويب من: فتح المغيث. انظر: 4/ 441، ومن: مصادر ترجمته. انظر: السمعاني، الأنساب، 4/ 134؛ الذهبي، سير، 17/ 333.

(2)

قال السمعانيُّ: "وهذه النسبة إلى "عبدويه" فإن قيل كما يقول النحويون: "عبدَوَيه" فالنسبة إليه "عَبْدَوِي" بفتح الدال، وإن قيل كما يقول المحدثون: "عَبْدُويه" بضم الدال فالنسبة إليه "عَبْدُويي". انظر: الأنساب، 4/ 133.

(3)

كذا في جميع النسخ، وكذا في فتح المغيث، وهو تحريف من السخاوي نفسه. والصواب: عن. قال أبو حازم نفسه: "كتبتُ بخطّي عن عشرة من شيوخي عشرة آلاف جُزء، عن كُلَّ واحد ألف جزء". انظر: الذهبي، سير، 17/ 335.

(4)

هو: منتهى الكمال في معرفة الرجال. انظر: السمعاني، الأنساب، 4/ 399؛ الذهبي، سير، 17/ 503؛ حاجي، كشف، 2/ 1858.

(5)

ساقط من أ، والمثبت من باقي النسخ، ومن: فتح المغيث، ومن: مصادر ترجمته. انظر: الذهبي، سير، 17/ 469.

ص: 521

بْنِ عَلِيٍّ السَّاجِيُّ، وَشِيرَوَيْهُ

(1)

الدَّيْلَمِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْغَسَّانِيُّ.

ثُمَّ بَعْدَهُمْ: أَبُو الْفَضْلِ ابْنُ نَاصِرٍ السَّلَامِيُّ، وَالْقَاضِي عِيَاضٌ، والسِّلَفِيُّ، وَأَبُو

(2)

مُوسَى الْمَدِينِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُ بَشْكُوَالَ.

ثُمَّ بَعْدَهُمْ: عَبْدُ الْحَقِّ الْإِشْبِيلِيُّ، وَابْنُ الْجَوْزِيِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ الْفَخَّارِ الْمَالَقِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ السُّهَيْلِيُّ.

ثُمَّ: أَبُو بَكْرٍ الْحَازِمِيُّ، وَعَبْدُ الْغَنِيِّ الْمَقْدِسِيُّ، والرُّهَاوِيُّ، وَابْنُ الْمُفَضَّلِ

(3)

المَقْدِسِيُّ.

ثُمَّ بَعْدَهُمْ: أَبُو الْحَسَنِ ابْنُ الْقَطَّانِ، وَابْنُ الْأَنْمَاطِيِّ، وَابْنُ نُقْطَةَ، وَابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَابْنُ خَلِيلٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ ابْنُ خَلْفُونَ الْأزْدِيُّ، وَابْنُ النَّجَّارِ.

ثُمَّ: الزَّكِيُّ الْمُنْذِرِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الْبِرْزَالِيُّ، وَالصَّرِيفِينِيُّ، وَالرَّشِيدُ الْعَطَّارُ، وَابْنُ الصَّلَاحِ، وَابْنُ الْأبَّارِ، وَابْنُ الْعَدِيمِ، وَأَبُو شَامَةَ، وَأَبُو الْبَقَاءِ خَالِدُ بْنُ يُوسُفَ النَّابُلُسِيُّ، وَابْنُ الصَّابُونِيِّ.

ثُمَّ بَعْدَهُمُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَابْنُ الظَّاهِرِيِّ، وَالشَّرَفُ الْمَيْدُومِيُّ، وَابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ، وَابْنُ فَرَحٍ، وَعُبَيْدٌ الْإسْعَرْدِيُّ، وَسَعْدُ الدِّينِ الْحَارِثِيُّ، وَابْنُ تَيْمِيَّةَ، وَالْمِزِّيُّ، وَالْقُطْبُ الْحَلَبِيُّ، وَابْنُ سَيِّدِ النَّاسِ، وَالتَّاجُ ابْنُ مَكْتُومٍ، وَابْنُ الْبِرْزَالِيِّ

(4)

،

(1)

في أ: شهرويه، وهو خطأ، والتصويب من باقي النسخ، ومن: فتح المغيث، 4/ 442، ومن: مصادر ترجمته. انظر: الذهبي، سير، 19/ 294.

(2)

في أ: ابن، والمثبت من باقي النسخ، ومن: فتح المغيث، 4/ 442.

(3)

في باقي النسخ: مفضل.

(4)

إلى هنا انتهى ما أخذه السخاوي -ما عدا ابن مكتوم- من رسالة الذهبي: ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل. انظر: ص 227. طبع بتحقيق وتعليق: عبد الفتاح أبو غدة.

ص: 522

وَالشَّمْسُ الْجَزَرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ أَيْبَكَ السُّرُوجِيُّ، وَالْكَمَالُ جَعْفَرٌ الْأُدْفُوِيُّ، وَالذَّهَبِيُّ

(1)

، وَأَبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ أَيْبَكَ الدِّمْيَاطِيُّ، وَالشِّهَابُ ابْنُ فَضْلِ اللهِ، وَالنَّجْمُ أَبُو الْخَيْرِ الدِّهْلِيُّ

(2)

الْبَغْدَادِيُّ، وَالْعَلَائِيُّ، وَمُغَلْطَايْ، وَالصَّفَدِيُّ، وَالشَّرِيفُ الْحُسَيْنِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، وَالتَّقِيُّ ابْنُ رَافِعٍ، وَلِسَانُ الدِّينِ ابْنُ الْخَطِيبِ، وَأَبُو الْأَصْبَغِ ابْنُ سَهْلٍ، وَالزَّيْنُ الْعِرَاقِيُّ، وَالشِّهَابُ ابْنُ حِجِّيٍّ، وَالصَّلَاحُ الْأَقْفَهْسِيُّ، وَالْوَلِيُّ الْعِرَاقِيُّ، وَالشَّرِيفُ التَّقِيُّ الْفَاسِيُّ، وَالْبُرْهَانُ الْحَلَبِيُّ، وَالْعَلَاءُ ابْنُ خَطِيبِ النَّاصِرِيَّةِ، وَشَيْخُنَا، وَالْعَيْنِيُّ، وَالْعِزُّ الْكِنَانِيُّ، وَالنَّجْمُ ابْنُ فَهْدٍ، وَابْنُ أَبِي عُذَيْبَةَ، وَالْبِقَاعِيُّ، وَهُمَا قَرِينَانِ

(3)

(وَدُونَهُمَا مَمنْ هُوَ)

(4)

مُنْحَطٌّ جِدًّا.

وَآخَرُونَ مِنْ كُلِّ عَصْر، مِمَّنْ عَدَّلَ وَجَرَّحَ، وَوَهَّنَ وَصَحَّحَ، وَالْمُتَقَدِّمُونَ

(5)

أَقْرَبُ إِلَى الِاسْتِقَامَةِ، وَأَبْعَدُ مِنَ الْمَلَامَةِ مِمَّنْ تَأَخَّرَ، وَمَا خَفِيَ أَكْثَرُ.

وَلِلْمُصَنِّفِ فِي الْفَنِّ كُتُبٌ كَثِيرَةٌ، مَعَ كَوْنِهِ غَيْرَ مُتَوَجِّهٍ بِكُلِّيَّتِهِ، وَلَا مُنَبِّهٍ عَلَى جَمِيعِ مَا عَلِمَهُ مِنْ تَقْصِيرِ أَهْلِهِ وَحَمَلَتِهِ.

* * *

(1)

في فتح المغيث كذا: "والذهبي، وصفي الدين القَرَافي". انظر: 4/ 443.

(2)

في جميع النسخ: الذهلي، وهو تصحيف، وقد سبق تصويبه.

(3)

في ب: قريبان.

(4)

في باقي النسخ: ودونهما من هو. وقال أبو غدة مُعلقًا: "كذا جاء

وأراه محرَّفًا عن (ودُونَهُمْ من هو

) بلفظ الجمع، بقلب ألف التثنية إلى أسفل، إذ لا معنى لجعل هذين الاثنين بالذات منتهى الحدِّ ومن عندِهما يبدأُ انحطاطُ الآخرين، فتأمل". انظر: المتكلمون، ص 136.

(5)

في باقي النسخ: الأقدمون.

ص: 523

[تَقْسِيمُ الْمُتَكَلِّمِينَ فِي الرِّجَالِ]

(1)

]

وَقَدْ قَسَّمَ الذَّهَبِيُّ

(2)

مَنْ تَكَلَّمَ فِي الرِّجَالِ أَقْسَامًا:

فَقِسْمٌ تَكَلَّمُوا فِي (سَائِرِ الرُّوَاةِ)

(3)

كَـ: ابْنِ مَعِينٍ، وَأَبِي حَاتِمٍ.

وَقِسْمٌ تَكَلَّمُوا فِي كَثِيرٍ مِنَ الرُّوَاةِ كَـ: مَالِكٍ، وَشُعْبَةَ.

وَقِسْمٌ تَكَلَّمُوا فِي الرَّجُلِ بَعْدَ الرَّجُلِ كَـ: ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَالشَّافِعِيِّ.

قَالَ: "وَهُمْ الْكُلُّ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ أَيْضًا:

قِسْمٌ مِنْهُمْ مُتَعَنِّتٌ فِي التَّوْثِيقِ، مُتَثَبِّتٌ فِي التَّعْدِيلِ، يَغْمِزُ الرَّاوِيَ بِالْغَلْطَتَيْنِ وَالثَّلَاثِ.

فَهَذَا إِذَا وَثَّقَ شَخْصًا فَعَضَّ عَلَى قَوْلِهِ بِنَوَاجِذِكَ، وَتَمَسَّكْ بِتَوْثِيقِهِ، وَإِذَا ضَعَّفَ رَجُلًا فَانْظُرْ: هَلْ وَافَقَهُ غَيْرُهُ عَلَى تَضْعِيفِهِ؟ فَإِنْ وافَقَهُ، وَلَمْ يُوَثِّقْ ذَاكَ الرَّجُلَ أَحَدٌ مِنَ الْحُذَّاقِ فَهُوَ ضَعِيفٌ، وَإِنْ وَثَّقَهُ أَحَدٌ فَهَذَا هُوَ الَّذِي قَالُوا: لَا يُقْبَلُ فِيهِ الْجَرْحُ إِلَّا مُفَسَّرًا، يَعْنِي: لَا يَكْفِي فِيهِ قَوْلُ ابْنِ مَعِينٍ مَثَلًا: "هُوَ ضَعِيفٌ" مِنْ غَيْرِ بَيَانٍ لِسَبَبِ ضَعْفِهِ (ثُمَّ يَجِئُ الْبُخَارِيُّ)

(4)

وَغَيْرُهُ يُوَثِّقُهُ. وَمِثْلُ هَذَا يُخْتَلَفُ فِي تَصْحِيحِ حَدِيثِهِ وَتَضْعِيفِهِ".

(1)

في هامش ب.

(2)

انظر: الذهبي، ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل، ص 171. وذكره السخاوي عنه في: فتح المغيث، 4/ 447.

(3)

عند الذهبي: أكثر الرواة. انظر: ذكر من يعتمد، ص 171.

(4)

ليست في: ذكر من يعتمد، ص 172.

ص: 524

وَمِنْ ثَمَّ قَالَ الذَّهَبِيُّ

(1)

وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الِاسْتِقْرَاءِ التَّامِّ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ

(2)

: "لَمْ يَجْتَمِعِ اثْنَانِ (أَيْ: مِنْ طَبَقَةٍ وَاحِدَةٍ)

(3)

مِنْ عُلَمَاءِ هَذَا الشَّأْنِ قَطُّ عَلَى تَوْثِيقِ ضَعِيفٍ، وَلَا عَلَى تَضْعِيفِ ثِقَةٍ"

(4)

انْتَهَى

(5)

.

وَلِهَذَا كَانَ مَذْهَبُ النَّسَّائِيِّ أَلَّا يُتْرَكَ حَدِيثُ الرَّجُلِ حَتَّى يَجْتَمِعَ الْجَمِيعُ عَلَى تَرْكِهِ.

بِمَعْنَى أَنَّ كُلَّ طَبَقَةٍ مِنْ نُقَّادِ الرِّجَالِ لَا تَخْلُو مِنْ مُتَشَدِّدٍ وَمُتَوَسِّطٍ.

فَمِنَ الْأُولَى

(6)

: شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ، وَشُعْبَةُ أَشَدُّهُمَا.

(1)

انظر: الموقظة، ص 84، وعبارته كذا:"ولكنّ هذا الدين مؤيَّد محفوظ من الله -تعالى- لم يجتمع علماؤه على ضلالة، لا عمْدًا ولا خطأ؛ فلا يجتمع اثنان على توثيق ضعيف، ولا على تضعيف ثقة".

(2)

هذا ثناء ابن حجر وليس السخاوي. انظر: نزهة النظر، ص 73.

(3)

هذا تفسير السخاوي لعبارة الذهبي.

(4)

جاء في هامش ب، ق:"سألت شيخنا العلامة الرحلة الفهّامة الشيخ يحيى بن محمد بن عبد الله ابن عيسى بن أبي البركات الشّاوي الجزائري -حين اجتماعي به بالرملة في 20 من رمضان سنة 1081 - عن قول الذهبي: "لم يجتمع اثنان على توثيق ضعيف ولا على تضعيف ثقة" ما المراد به؟ فأجابني بأنَّ المراد لم يجتمع اثنان من غير مخالف، ونظير ذلك قولهم: "لم يختلف فيه اثنان" بأنّ المراد به الاتفاقُ لا العدَدُ. ثم ذكرت له ما قاله المؤلف هنا من قوله: "من طبقة واحدة" فقال: لا حاجة إلى هذا التكلف. انتهى كلامه. الفقير إبراهيم".

وجاء في ق في نهايتها كذا: "انتهى. نُقِل من خط

". ويحيى بن محمد الشّاوي هو: فقيه مالكي (ت 1096 هـ) انظر: المحبي، خلاصة الأثر، 4/ 486؛ كحالة، مؤلفين، 13/ 227. ولمزيد من التفاصيل عن عبارة الذهبي وشرحها انظر: تعليق عبد الفتاح أبو غدة، على: المتكلمون، ص 141 - 144؛ وفي تعليقه أيضًا على: اللكنوي، الرفع والتكميل، ص 286 - 290.

(5)

انظر: ابن حجر، نزهة النظر، ص 73.

(6)

في أ: الأول والمثبت من باقي النسخ.

ص: 525

وَمِنَ الثَّانِيَةِ: يَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى أَشَدُّهُمَا.

وَمِنَ الثَّالِثَةِ: ابْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ أَشَدُّهُمَا.

وَمِنَ الرَّابِعَةِ: أَبُو حَاتِمٍ وَالْبُخَارِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ أَشَدُّهُمَا.

فَقَالَ النَّسَائِيُّ: "لَا يُتْرَكُ الرَّجُلُ عِنْدِي حَتَّى يَجْتَمِعَ الْجَمِيعُ عَلَى تَرْكِهِ. فَأَمَّا إِذَا وَثَّقَهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ (وَضَعَّفَهُ الْقَطَّانُ -مَثَلًا- فَإِنَّهُ لَا يُتْرَكُ؛ لِمَا عُرِفَ مِنْ تَشْدِيدِ يَحْيَى)

(1)

وَمَنْ هُوَ مِثْلُهُ فِي النَّقْدِ" انْتَهَى مَا حَقَّقَهُ شَيْخُنَا.

وَقِسْمٌ منهم مُتَسَمِّحٌ، كَالتِّرْمِذِيِّ وَالْحَاكِمِ.

قُلْتُ: وَكَابْنِ حَزْمٍ فَإِنَّهُ قَالَ فِي كُلٍّ مِنَ التِّرْمِذِيِّ صَاحب "الْجَامِعُ" وَأَبِي الْقَاسِمِ الْبَغَوِيِّ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارِ، وَأَبِي الْعَبَّاسِ الْأَصَمِّ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْمَشْهُورِينَ:"إِنَّهُ مَجْهُولٌ"

(2)

.

وَقِسْمٌ مُعْتَدِلٌ، كَأَحْمَدَ، والدَّارَقُطْنِيِّ، وَابْنِ عَدِيٍّ.

فَجَزَى اللهُ كُلًّا مِنْهُمْ عَنِ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، فَهُمْ مَأْجُورُونَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

(1)

ساقط من ب.

(2)

قال الذهبيُّ عن الترمذي: "

صاحب الجامع ثقة مُجْمع عليه، ولا التفات إلى قول أبي محمد بن حَزْم فيه في الفرائض من كتاب الإيصال: إنه مجهول، فإنه ما عرفه ولا دَرَى بوجود الجامع ولا العلل اللذين له". انظر: الميزان، 6/ 289. وأما عن تجهيل ابن حزم: لأبي القاسم البغوي، وابن الصفّار، والأصم وغيرهم انظر: تعليق عبد الفتاح أبو غدة على: اللكنوي، الرفع والتكميل، ص 294 - 305.

ص: 526

(1)

(تَتِمَّةٌ: قَدْ قِيلَ لِبَعْضِ مَنِ اعْتَنَى بِالْوَفَيَاتِ

(2)

:

مَا زَالَ يَلْهَجُ بِالأَمْوَاتِ يَكْتُبهَا

حَتَّى غَدَا وَهُوَ فِي الأَمْوَاتِ مَكْتُوبًا

وَقَالَ الذَّهَبِيُّ

(3)

:

إِذَا قَرَأَ الحَدِيثَ عَلَيَّ شَخْصٌ

وَأَخْلَى مَوْضِعًا لِوَفَاةِ مِثْلِي

فَمَا جَازَى بِإِحْسَانٍ لَأنّي

أُرِيدُ حَيَاتَهُ وَيُرِيدُ قَتْلِي

وَضَمَّنَهُ الزَّيْنُ الْعِرَاقِيُّ فَقَالَ

(4)

:

إِذَا قَرَأَ الحَدِيثَ عَلَيَّ شَخْصٌ

وَأمَّلَ مَيْتَتِي لِيَرُوِّجَ بَعْدِي

(فَمَاذَا مِنْهُ إِنْصَافٌ)

(5)

لِأَنّي

أُرِيدُ بَقَاءَهُ وَيُرِيدُ فَقْدِي

وَلَمَّا وَقَفَ الصَّلَاحُ خَلِيلٌ الصَّفَدَيُّ عَلَى بَيْتَي شَيْخِهِ الذَّهَبِيِّ قَالَ مُخَاطِبًا لَهُ

(6)

وَكَأَنَّهُ رَآهُمَا بِخَطِّ الذَّهَبِيِّ عَلَى شَيْءٍ لَهُ:

خَلِيلُكَ مَالَهُ فِي ذَا مُرَادِ

فَدُمْ كَالشَّمْسِ فِي عَليَا

(7)

مَحْلِ

وَحَظِّي أَنْ تَعِيشَ مَدَى اللّيَالِي

وَأَنَّكَ لَا تَمَلُّ وَأنْتَ تُمْلِي

قَالَ:

(8)

"فَأَعْجَبَهُ قَوْلِي: خَلِيلُكَ؛ لِأَنَّ فِيهِ إِشَارَةً إِلَى بَقِيَّةِ الْبَيْتِ الَّذِي ضَمَّنَهُ،

(1)

من هنا يبدأ السقط من ب.

(2)

هذا البيت لأبي عيسى عبد الرحمن بن إسماعيل. انظر: ابن خلكان، وفيات، 3/ 138؛ ابن كثير، بداية، 16/ 707 مع بعض الاختلاف.

(3)

انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 337.

(4)

انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 337؛ السخاوي، الضوء، 4/ 177.

(5)

في ب، ق، ز: فما هذا بإنصاف.

(6)

انظر: ابن حجر، الدرر، 3/ 337.

(7)

في الدرر: أعلى.

(8)

انظر هذه الفقرة: ابن حجر، الدرر، 3/ 337 - 338.

ص: 527

يَعْنِي وَهُوَ: "عَذِيرَكَ مِنْ خَلِيلِكَ مِنْ مُرَادٍ"

(1)

مَعَ الِاتِّفَاقِ فِي اسْمِ خَلِيلٍ".

وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ الْإِمَامِ الْبَدْرِ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَمَوِيِّ الْفَقِيهِ الشَّافِعِيِّ

(2)

مِمَّا سَمِعَهُ الْبِرْزَالِيُّ مِنْهُ:

إِذَا سَمِعَ الحَدِيثَ عَلَيَّ شَخْصٌ

لِيَرْوِيَهُ إِذَا مَا كَانَ فَوْتِي

سُرِرْتُ بِهِ لِيَدْعُوَ لِي وَإِنّي

أَوَدُّ حَيَاتَهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِي

فَإِنْ يَسْمَحْ وَيَدْعُو لِي تُجِبْهُ

مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ بِغَيْرِ صَوْتِ)

(3)

وَاللهَ أَسْأَلُ أَنَّ يَقِيَنَا شُرُورَ أَنْفُسِنَا وَحَصَائِدَ أَلْسِنَتِنَا، وَيُرْضِيَ عَنَّا أَخْصَامَنَا، وَيُصْلِحَ فَسَادَ قُلُوبِنَا وَنِيَّاتِنَا، وَيُحْسِنَ أَعْمَالَنَا إِلَى انْتِهَاءِ عَاقِبَتِنَا، سِيَّمَا بِحُسْنِ‌

‌ الْخَاتِمَةِ

، وَكَوْنِ الْحَوَاسِّ سَالِمَةً، آمِينَ.

[قَالَ مُؤَلِّفُهُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى وَرَضِيَ عَنْهُ]

(4)

آخِرَهُ:

وَانْتَهَى تَبْيِيضُهُ، مَعَ أَنَّنِي لَمْ أَسْتَوْفِ فِيهِ الْغَرَضَ، فِي أَحَدِ الرَّبِيعَيْنِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَثَمَانِ مِئَةٍ، بِمَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ.

قَالَهُ وَكَتَبَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّخَاوِيُّ الشَّافِعِيُّ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسلَّمَ تَسْلِيمًا

(5)

.

(1)

هذا عجز بيت، وصدره: أريد حِباءَه ويريد قتلي. وهو لعمرو بن معد يكرب الزبيدي. انظر: ديوانه، ص 920.

(2)

هو: مشتغل بالحديث (ت 710 هـ) انظر: ابن حجر، الدرر، 2/ 409.

(3)

هنا ينتهي السقط من ب.

(4)

ليست في أ، والمثبت من باقي النسخ.

(5)

جاء في نهاية النسخة الأزهرية: "آخر كتاب الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التوريخ لشيخنا شيخ الإسلام، خاتمة الحفاظ الأعلام، شمس الدين أبي الخير محمد بن الزين عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر السخاوي القاهري، أدام الله النفع بعلومه، وانتهى

" ثم ذكره كما في نهاية =

ص: 528

* * *

= نسخة أ، وجاء في نهاية نسخة أ:"وانتهى إلى هُنا في يوم الخميس ثالث عشري جمادى الأولى سنة تسع مئة، بمنزل كاتبه، من مكة المشرفة، المفتقر إلى لطف الله وعونه: أبي الخير وأبي فارس محمد المدعو عبد العزيز بن عمر بن محمد بن فهد الهاشمي المكي الشافعي الأثري، عاملهم الله بلطفه الخفي".

وفي هامش أ: "نقل لدار الكتب العربية بقاهرة مصر

من كتب وقف المرحوم محمد الكفوي على طلبة العلم بالجامع الأزهر العامر. أضعف الكُتّاب المفتقر لعفو ربه ابن أبي الشوارب إبراهيم بن حسين. في رمضان سنة 1318".

وجاء في نهاية نسخة ب: "وقد تمت هذه النسخة على يد أحقر عباد الله -تعالى- محمد بن أحمد ابن شيخ المحيا، غفر الله له ولوالديه وللمسلمين آمين".

وفي هامش ب: "بلغ مقابلة على أصله المنقول منه في مجالس آخر

الثلاثاء من رمضان سنة 1079".

وجاء في نهاية نسخة ق، ز:"وقد تمت كتابة هذه النسخة على يد الفقير عبد الوهاب بن محيى الدين السلطي نسبة، والدمشقي وطنًا ومولدًا، غفر الله له ولوالديه ولسائر المسلمين أجمعين. في يوم الخميس ثالث عشري شهر جمادى الأولى سنة خمس عشرة ومئة وألف. وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين".

وأخيرًا: قام بتحقيقه وضبطه والتعليق عليه: سالم بن غتر بن سالم الظفيري، وذلك ليلة الخميس من شهر جمادى الآخرة سنة 1432 هـ وأعاد النظر فيه من ذلك التاريخ إلى ليلة الاثنين من شهر ربيع الآخر سنة 1435 هـ في منزلي الكائن بحفر الباطن. والحمد لله رب العالمين.

ص: 529

‌قائمة المصادر والمراجع

1 -

ابن الأبَّار، محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي (ت 658 هـ).

* التكملة لكتاب الصلة. (أ) نشر: مطبعة الشرفية، الجزائر، 1337 هـ - 1919 م. (ب) تحقيق: عبد السلام الهرّاس، نشر: دار الفكر، لبنان، 1415 هـ - 1995 م.

* الحلة السيراء، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1429 هـ - 2008 م.

* المقتضب من كتاب تحفة القادم، تحقيق: إبراهيم الأبياري، نشر: دار الكتاب المصري، القاهرة، ط 3، 1410 هـ - 1989 م.

2 -

إبراهيم السامرائي (ت 1422 هـ).

* التكملة للمعاجم العربية من الألفاظ العباسية، نشر: دار الفرقان، عمَّان، 1407 هـ - 1986.

3 -

الأبطحي، محمد علي.

* تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي، نشر: قم، ط مصححة، 1417 هـ.

4 -

ابن الأثير، أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد الشيباني (ت 630 هـ).

* أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: خليل مأمون، نشر: دار المعرفة، بيروت، ط 1، 1418 هـ - 1997 م.

* الكامل في التاريخ، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، نشر: دار الكتاب العربي، بيروت، 1431 هـ - 2010 م.

ص: 530

* اللباب في تهذيب الأنساب، نشر: دار صادر، بيروت، ط 3، 1414 هـ - 1994 م.

5 -

ابن الأثير، أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري (ت 606 هـ).

* النهاية في غريب الحديث والأثر، نشر: دار ابن الجوزي، ط 3، 1425 هـ - 2004 م.

6 -

إحسان عباس (ت 1424 هـ).

* شذرات من كتب مفقودة في التاريخ، نشر: دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط 3، 1988 م.

7 -

أحمد الشامي.

* (بحث عن ابن الفرات) مجلة الدارة، الرياض، ع 2، السنة العاشرة.

8 -

أحمد الوكيل.

* المعجم الفهرس للأحاديث النبوية والآثار السلفية التي خرّجها فضيلة الشيخ/ أبو إسحاق الحويني، نشر: دار ابن عمر، مصر، ط 1، 1427 هـ -2006 م.

9 -

الأُدْفُوي، جعفر بن ثعلب الشافعي (ت 748 هـ).

* الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد، تحقيق: سعد محمد حسن، نشر: الدار المصرية للتأليف والترجمة، 1966 م.

10 -

الأَرْجَاني، ناصح الدين أحمد بن محمد (ت 544 هـ).

* ديوان، تحقيق: محمد قاسم مصطفى، نشر: وزارة الثقافة والإعلام، العراق، 1400 هـ - 1979 م.

ص: 531

11 -

الإسنوي، أبو محمد عبد الرحيم بن الحسن (ت 772 هـ).

* طبقات الشافعية، تحقيق: عبد الله الجبوري، نشر: دار العلوم، الرياض، 1400 هـ - 1981 م.

12 -

الأصبهاني، أبو نعيم أحمد بن عبد الله (ت 430 هـ).

* تاريخ أصبهان أخبار أصبهان، تحقيق: سيد كسروي، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1410 هـ - 1990 م.

13 -

الأصبهاني، حمزة بن الحسن (ت 360 هـ).

* تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء، نشر: دار مكتبة الحياة، بيروت.

14 -

الأصبهاني، أبو الفرج علي بن الحسين الأموي (ت 356 هـ).

* الأغاني، (أ) نشر: دار إحياء التراث العربي. (ب) نشر: دار صادر.

15 -

الأصبهاني، عماد الدين محمد بن محمد الشافعي (ت 597 هـ).

* الفتح القسي في الفتح القدسي، تحقيق: محمد محمود صبح. (دون معلومات).

16 -

ابن الأعرابي، أحمد بن محمد (ت 340 هـ).

* المعجم، تحقيق: أحمد البلوشي، نشر: مكتبة الكوثر، الرياض، ط 2، 1419 هـ -1999 م.

17 -

الأعشى، ميمون بن قيس (ت 7 هـ).

* ديوان، نشر: دار صادر، بيروت.

18 -

ابن الأكفاني، محمد بن إبراهيم (ت 749 هـ).

* إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد، تحقيق: عبد المنعم محمد، نشر:

ص: 532

دار الفكر.

19 -

الألباني، محمد ناصر الدين (ت 1420 هـ).

* إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، نشر: المكتب الإسلامي، ط 2، 1405 هـ - 1985 م.

* سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، نشر: مكتبة المعارف، الرياض، 1415 هـ - 1995 م.

* سلسلة الأحاديث الضعيفة وأثرها السيئ في الأمة، نشر: مكتبة المعارف، الرياض، ط 3، 1420 هـ - 2000 م.

* صحيح سنن أبي داود، نشر: دار غراس، الكويت، ط 1، 1423 هـ - 2002 م.

* صحيح السيرة النبوية، نشر: المكتبة الإسلامية، عَمَّان، ط 1، 1421 هـ - 2000 م.

* ضعيف الجامع الصغير وزيادته (الفتح الكبير) نشر: المكتب الإسلامي، بيروت، ط 3، 1410 هـ - 1990 م.

* غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام، نشر: المكتب الإسلامي، بيروت، ط 4، 1414 هـ - 1994 م.

* فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (المنتخب من مخطوطات الحديث) عناية: مشهور حسن، نشر: مكتبة المعارف، الرياض، ط 1، 1422 هـ -2001 م.

20 -

أنور فؤاد.

* - معجم مصطلحات الصوفية، نشر: مكتبة لبنان، ناشرون، 1993 م.

ص: 533

21 -

الأهدل، أبو عبد الله الحسين بن عبد الرحمن اليمني (ت 855 هـ).

* تحفة الزمن في تاريخ سادات اليمن، تحقيق: عبد الله محمد الحبشي، نشر: مكتبة الإرشاد، صنعاء، ط 1، 1433 هـ -2012 م.

22 -

الباجي، أبو الوليد سليمان بن خلف (ت 474 هـ).

* فصول الأحكام، تحقيق: محمد أبو الأجفان، نشر: دار ابن حزم، بيروت، ط 1، 1422 هـ - 2002 م.

23 -

البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل (ت 256 هـ).

* التاريخ الأوسط، تحقيق: مجموعة من الباحثين، نشر: دار الرشد ناشرون، الرياض، ط 1، 1426 هـ - 2005 م.

* الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله وسننه وأيامه، عناية: مجموعة من الباحثين، نشر: مؤسسة الرسالة ناشرون، ط 1، 1429 هـ - 2008 م.

* الضعفاء، تحقيق: حافظ زبير، نشر: مكتبة الحديث لاهور.

24 -

بدر العماش.

* الحافظ السخاوي وجهوده في الحديث وعلومه، نشر: مكتبة الرشد، الرياض، ط 1، 1421 هـ - 2000 م.

25 -

بروكلمان.

* تاريخ الأدب العربي، ترجمة: عبد الحليم النجار، نشر: دار المعارف.

26 -

بشار عواد معروف.

* الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام، نشر: مطبعة عيسى البابي

ص: 534

الحلبي، القاهرة، ط 1، 1976 م.

27 -

ابن بَشْكُوال، أبو القاسم خلف بن عبد الملك (ت 578 هـ).

* الصلة، تحقيق: بشار عواد معروف، نشر: دار الغرب الإسلامي، تونس، ط 2010، 1 م.

* القربة إلى رب العالمين بالصلاة على محمد سيد المرسلين، تحقيق: سيد محمد وزميله، نشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1420 هـ، 1999 م.

28 -

البغدادي، إسماعيل بن محمد (ت 1339 هـ).

* إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون، ج 3 - 4، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، 1413 هـ - 1992 م.

* هدية العارفين -أسماء المؤلفين وآثارهم المصنفين من كشف الظنون، ج 5 - 6، نشر، دار الكتب العلمية بيروت، 1413 هـ - 1992 م.

29 -

البغدادي، عبد القادر بن عمر (ت 1093 هـ).

* خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1418 هـ - 1998 م.

30 -

البغوي، أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء (ت 516 هـ).

* شرح السنة، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وزميله، نشر: المكتب الإسلامي، بيروت، ط 2، 1403 هـ - 1983 م.

31 -

البقاعي، إبراهيم بن عمر (ت 885 هـ).

* نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، تخريج: عبد الرزاق غالب، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1415 هـ - 1995 م.

ص: 535

32 -

بكر بن عبد الله، أبو زيد (ت 1429 هـ).

* معجم المناهي اللفظية، نشر: دار العاصمة، الرياض، ط 3، 1417 هـ - 1996 م.

33 -

البلقيني، سراج الدين عمر بن رسلان (ت 805 هـ).

* محاسن الاصطلاح في تضمين ابن الصلاح، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، 1420 هـ - 1999 م.

34 -

البيهقي، أبو بكر أحمد بن الحسين (ت 458 هـ).

* - الأسماء والصفات، تحقيق وتخريج: عبد الله محمد، نشر: مكتبة السوادي، جدة، ط 2، 1422 هـ -2002 م.

* شعب الإيمان، نشر: دار الرشد، الرياض، ط 2، 1425 هـ - 2004 م.

35 -

الترمذي، محمد بن عيسى (ت 279 هـ).

* الجامع المختصر من السُّنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه العمل جامع الترمذي، عناية: مشهور حسن، نشر: مكتبة المعارف، الرياض، ط 1.

36 -

ابن تغري بردي، أبو المحاسن يوسف الأتابكي (ت 874 هـ).

* النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، نشر: وزارة الثقافة والإرشاد القومي، مصر.

37 -

التنوخي، أبو علي المحسن بن علي (ت 384 هـ).

* نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة، تحقيق: عبود الشالجي، نشر: دار صادر، بيروت، 1971 م.

ص: 536

38 -

التهانوي، محمد بن علي الحنفي (ت بعد 1158 هـ).

* كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، ترجمة وتحقيق: مجموعة من الباحثين، نشر: مكتبة لبنان ناشرون، 1996 م.

39 -

ابن تيمية، أبو العباس أحمد بن عبد الحليم الحراني الحنبلي (ت 728 هـ).

* قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة، تحقيق: ربيع هادي، نشر: مكتبة لينة، دمنهور، ط 1، 1412 هـ - 1992 م.

* مجموع الفتاوى، ج 3، جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، ط 1، 1398 هـ.

* منهاج السنة النبوية في نقص كلام الشيعة القدرية، تحقيق: محمد رشاد، ط 1، 1406 هـ - 1986 م.

40 -

الثعلبي، أبو إسحاق أحمد بن محمد (ت 427 هـ).

* عرائس المجالس، نشر: دار المعرفة، بيروت.

* قتلى القرآن، نشر: مكتبة العبيكان، الرياض، 1429 هـ - 2008 م.

41 -

الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر (ت 255 هـ).

* رسائل الجاحظ، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، نشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، ط 1، 1399 هـ - 1979 م.

42 -

جاسم فهيد الدوسري.

* الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمَّام، نشر: دار البشائر الإسلامية، ط 1، 1408 هـ - 1987 م.

43 -

الجديع، عبد الله بن يوسف.

ص: 537

* تحرير علوم الحديث، نشر: مؤسسة الريان، بيروت، ط 1، 1424 هـ - 2003 م.

44 -

الجندي، أبو عبد الله محمد بن يوسف (ت 730 - 732 هـ).

* السلوك في طبقات العلماء والملوك، تحقيق: محمد علي الأكوع، نشر: مكتبة الإرشاد، صنعاء، ط 1، 1414 هـ - 1993 م.

45 -

ابن الجوزي، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي (ت 597 هـ).

* شذور العقود في تاريخ العهود، تحقيق: أحمد عبد الكريم وزميله، نشر: مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التر اث، ط 1، 1428 هـ - 2007 م.

* المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، تحقيق: مصطفى عبد القادر وزميله، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2، 1415 هـ - 1995 م.

46 -

ابن أبي حاتم، عبد الرحمن بن محمد الرازي (ت 327 هـ).

* تفسير القرآن العظيم مسندًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، تحقيق: أسعد محمد الطيب، نشر: المكتبة العصرية، بيروت، ط 3، 1424 هـ - 2003 م.

* الجرح والتعديل، تحقيق: عبد الرحمن المعلمي، نشر: دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، مصورة عن: مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية- حيدرآباد الدكن، الهند، ط 1، 1371 هـ - 1952 م.

* العلل، تحقيق: مجموعة من الباحثين، الرياض، ط 1، 1427 هـ - 2006 م.

47 -

حاجي، مصطفى بن عبد الله الرومي الحنفي (ت 1067 هـ).

* كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، 1413 هـ - 1992 م.

ص: 538

48 -

الحازمي، أبو بكر محمد بن موسى (ت 584 هـ).

* الاعتبار في الناسخ والمنسوخ في الحديث، تحقيق: أحمد طنطاوي، نشر: دار ابن حزم، بيروت، ط 1، 1422 هـ - 2001 م.

49 -

الحاكم، أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري (ت 405 هـ).

* المستدرك على الصحيحين، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1411 هـ - 1990 م.

* معرفة علوم الحديث، تحقيق: السيد معظم، نشر: المكتبة العلمية، المدينة المنورة، ط 2، 1397 هـ - 1977 م.

50 -

ابن حبان، أبو حاتم محمد بن حبان البُسْتي (ت 354 هـ).

* الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان، بترتيب: علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (ت 739 هـ)، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، نشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 3، 1418 هـ - 1997 م.

* المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، نشر: دار المعرفة، بيروت، 1412 هـ - 1992 م.

51 -

ابن حجر، أحمد بن علي العسقلاني (ت 852 هـ).

* الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد وزميله، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1415 هـ - 1995 م.

* إنباء الغمر بأنباء العمر، تحقيق: حسن حبشي، نشر: المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القاهرة، 1418 هـ - 1998 م.

* تبصير المنتبه بتحرير المشتبه، تحقيق: علي محمد البجاوي، نشر: المكتبة العلمية، بيروت.

ص: 539

* تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة، تحقيق: إكرام الله إمداد الحق، نشر: دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط 1، 1416 هـ - 1996 م.

* تقريب التهذيب، تحقيق: محمد عوامة، نشر: دار الرشيد، سوريا، ط 4، 1418 هـ - 1997 م.

* التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، تحقيق: محمد الثاني بن عمر، نشر: أضواء السلف، الرياض، ط 1، 1428 هـ - 2007 م.

* تهذيب التهذيب، نشر: دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، ط 1، 1414 هـ - 1993 م (ط مصورة).

* توالي التأسيس لمعالي محمد بن إدريس، تحقيق: عبد الله القاضي، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1406 هـ - 1986 م.

* جزء ماء زمزم لما شُرب له، تحقيق: أيمن عبد الفتاح، نشر: دار علي بن

المديني، ط 1، 1428 هـ - 2007 م.

* الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة، تحقيق: سالم الكرنكوي الألماني، نشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت (ط مصورة).

* رفع الإصر عن قضاة مصر، تحقيق: علي محمد عمر، نشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، ط 1، 1418 هـ - 1998 م.

* فتح الباري بشرح صحيح البخاري (أ) نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1425 هـ - 2004 م. (ب) نشر: دار الحديث، القاهرة، ط 1، 1419 هـ - 1998 م.

* لسان الميزان، نشر: دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، ط 1، (ط مصورة).

* المعجم المفهرس، أو تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة، تحقيق: محمد شكور، نشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1،

ص: 540

1418 هـ - 1998 م.

* نزهة النظر شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر، 1406 هـ (بدون معلومات).

52 -

الحجي، عبد الرحمن.

* جغرافية الأندلس وأوروبا من كتاب "المسالك والممالك" لأبي عبيد البكري (ت 487 هـ) نشر: دار الإرشاد، بيروت، ط 1، 1387 هـ - 1968 م.

53 -

الحر العاملي، محمد بن الحسن (ت 1104 هـ).

* أمل الآمل في ذكر علماء جبل عامل، نشر: الهند، 1885 م.

54 -

ابن حزم، أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد (ت 456 هـ).

* مراتب العلوم (منشور ضمن رسائل ابن حزم الأندلسي- الجزء الرابع) تحقيق: إحسان عباس، نشر: المؤسسة العربية، بيروت.

55 -

حسن علي حسن.

* الحضارة في المغرب والأندلس- عصر المرابطين والموحدين، نشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، ط 1، 1980 م.

56 -

الحموي، أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي (ت 626 هـ).

* معجم الأدباء إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1411 هـ - 1991 م.

* معجم البلدان، نشر: دار صادر، بيروت، ط 2، 1995 م.

57 -

ابن حنبل، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت 241 هـ).

ص: 541

* المسند، تحقيق: مجموعة من الباحثين، نشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1414 هـ - 1994 م.

58 -

الحويني، أبو إسحاق.

* جنة المرتاب بنقد المغني عن الحفظ والكتاب، لأبي حفص عمر بن بدر الموصلي، نشر: دار الكتاب العربي، ط 1، 1407 هـ - 1987 م.

* غوث المكدود بتخريج منتقى ابن الجارود، نشر: دار الكتاب العربي، بيروت، 1423 هـ - 2002 م.

* النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة، نشر: دار الصحابة للتراث، مصر، ط 2، 1410 هـ - 1990 م.

59 -

ابن حيان، أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر (ت 369 هـ).

* طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها، تحقيق: عبد الغفور البلوشي، نشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2، 1412 هـ - 1992 م.

60 -

ابن خزيمة، أبو بكر محمد بن إسحاق (ت 311 هـ).

* الصحيح، تحقيق: محمد مصطفى الأعظمي، نشر: المكتب الإسلامي، بيروت، ط 3، 1424 هـ - 2003 م.

61 -

الخطيب، أبو بكر أحمد بن علي (ت 463 هـ).

* تاريخ بغداد وذيوله، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1417 هـ.

* الجامع للأخلاق الراوي وآداب السامع، تعليق صلاح محمد، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2، 1424 هـ - 2003 م.

* الكفاية في علم الرواية، مراجعة: عبد الحليم محمد وزميله، نشر: دار

ص: 542

الكتب الحديثة، القاهرة ط 2.

* الموضح لأوهام الجمع والتفريق، تحقيق: عبد الرحمن يحيى المعلمي، نشر: دار الفكر الإسلامي، ط 2، 1405 هـ - 1985 م.

62 -

ابن الخطيب، أبو عبد الله محمد بن عبد الله لسان الدين (ت 776 هـ).

* الإحاطة في أخبار غرناطة، (أ) تحقيق: محمد عبد الله عنان، نشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، ط 2. (ب) نشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1424 هـ.

* الكتيبة الكامنة فيمن لقيناه بالأندلس من شعراء المئة الثامنة، تحقيق: إحسان عباس، نشر: دار الثقافة، بيروت، ط 1، 1963 م.

63 -

الخطيب التبريزي، يحيى بن علي الشيباني (ت 502 هـ).

* ديوان ابن دريد وشرح مقصورته، عناية: راجي الأسمر، نشر: دار الكتاب العربي، بيروت، ط 1، 1415 هـ - 1995 م.

64 -

ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد (ت 808 هـ).

* العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر تاريخ ابن خلدون، نشر: دار ابن حزم، بيروت، ط 1، 1424 هـ - 2003 م.

65 -

ابن خلكان، أبو العباس أحمد بن محمد (ت 681 هـ).

* وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس، نشر: دار صادر، بيروت، ط 4، 1426 هـ - 2005 م.

66 -

ابن خميس، أبو بكر محمد بن محمد المالقي (ت بعد 639 هـ).

* أدباء مالقة، تحقيق: صلاح جرار، نشر: دار البشير، عمَّان، ط 1،

ص: 543

1419 هـ - 1999 م.

67 -

ابن خياط، خليفة بن خياط العصفري (ت 240 هـ).

* في تاريخ، تحقيق: أكرم ضياء العمري، نشر: دار طيبة، الرياض، ط 2، 1405 هـ - 1985 م.

68 -

ابن خير، محمد بن خير بن عمر الإشبيلي (ت 575 هـ).

* فهرسة ابن خير الإشبيلي، تحقيق: بشار عواد معروف، وابنه محمود، نشر: دار الغرب، الإسلامي، تونس، ط 1، 2009 م.

69 -

الدارقطني، علي بن عمر (ت 385 هـ).

* تعليقات الدارقطني على المجروحين، تحقيق: خليل محمد العربي، نشر: دار الفاروق الحديثة، القاهرة، ط 3، 1424 هـ - 2003 م.

* السنن، تحقيق: مجموعة من الباحثين، نشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1424 هـ - 2004 م.

* العلل الواردة في الأحاديث النبوية، تحقيق: محفوظ الرحمن زين الله، نشر: دار طيبة، الرياض، ط 1.

70 -

الدارمي، أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن (ت 255 هـ).

* السنن، تحقيق: محمود أحمد عبد المحسن، نشر: دار المعرفة، بيروت، ط 1، 1421 هـ - 2000 م.

71 -

أبو داود، سليمان بن الأشعث السجستاني (ت 275 هـ).

* السنن، عناية: مشهور حسن، نشر: مكتبة المعارف، الرياض، ط 2، 1427 هـ - 2007 م.

ص: 544

* المراسيل، تحقيق: عبد الله بن مساعد الزهراني، نشر: دار الصميعي، الرياض، ط 1، 1422 هـ - 2001 م.

72 -

ابن أبي داود، أبو بكر عبد الله بن سليمان (ت 316 هـ).

* كتاب المصاحف، تحقيق: سليم عيد الهلالي، نشر: دار غراس، الكويت، ط 1، 1427 هـ - 2006 م.

73 -

درين بن الصمة (ت 8 هـ).

* الديوان، تحقيق: محمد خير البقاعي، نشر: دار قتيبة، ط 1، 1401 هـ - 1981 م.

74 -

ابن دقيق العيد، تقي الدين محمد بن علي (ت 702 هـ).

* الاقتراح في بيان الاصطلاح، تحقيق: قحطان الدوري، نشر: مطبعة الإرشاد، بغداد، 1402 هـ - 1982 م.

75 -

ابن أبي الدنيا، أبو بكر عبد الله بن محمد (ت 281 هـ).

* الصمت، الغيبة والنميمة (ضمن موسوعة ابن أبي الدنيا) نشر: المكتبة العصرية، بيروت، ط 1، 1426 هـ - 2006 م.

76 -

دهمان، محمد أحمد (ت 1409 هـ).

* معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي، نشر: دار الفكر، دمشق.

77 -

الدوري، عبد العزيز (ت 1431 هـ).

* نشأة علم التاريخ عند العرب، نشر: مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 2007 م.

* بحث: كتابه التاريخ عند العرب؛ الفكرة والمنهج؛ ضمن (الأعمال

ص: 545

الكاملة للدكتور) نشر: دراسات الوحدة العربية.

78 -

الدولابي، أبو بشر محمد بن أحمد (ت 310 هـ).

* الكنى والأسماء، تحقيق: انظر محمد الفاريابي، نشر: دار ابن حزم، بيروت، ط 1، 1421 هـ - 2000 م.

79 -

الديلمي، شيرويه بن شهردار (ت 509 هـ).

* فردوس الأخبار، تحقيق: فواز زمرلي وزميله، نشر: دار الكتاب العربي، بيروت، ط 1، 1407 هـ - 1987 م.

80 -

الدينوري، أبو بكر أحمد بن مروان المالكي (ت 333 هـ).

* المجالسة وجواهر العلم، تحقيق: مشهور حسن، نشر: دار ابن حزم، بيروت، ط 1، 1419 هـ - 1998 م.

81 -

الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748 هـ).

* الأمصار ذوات الآثار، (أ) تحقيق: محمود الأرناؤوط، نشر: دار ابن كثير، دمشق، ط 1، 1405 هـ - 1985 م. (ب) تحقيق: قاسم علي سعد، نشر: دار البشائر، ط 1، 1406 هـ - 1986 م.

* تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق: بشار عواد معروف، نشر: دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1424 هـ - 2003 م.

* تذهيب تهذيب الكمال، تحقيق: غنيم عباس وزميله نشر: دار الفاروق الحديثة، القاهرة، ط 1، 1425 هـ - 2004 م.

* ذيل تاريخ الإسلام، عناية: مازن سالم، نشر: دار المغني، الرياض، ط 1، 1419 هـ - 1998 م.

* زغل العلم، تحقيق: محمد ناصر، نشر: مكتبة الصحوة الإسلامية.

ص: 546

* سير أعلام النبلاء، تحقيق: مجموعة من الباحثين، نشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 11، 1422 هـ - 2001 م.

* الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، تحقيق: محمد عوامة وزميله، نشر: دار القبلة للثقافة الإسلامية، جدة، ط 1، 1413 هـ - 1992 م.

* المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2، 1425 هـ - 2004 م.

* معجم الشيوخ المعجم الكبير، تحقيق: محمد الحبيب الهيلة، نشر: مكتبة الصديق، الطائف، ط 1، 1408 هـ - 1988 م.

* المعجم المختص بالمحدثين، تحقيق: محمد الهيلة، نشر: مكتبة الصديق، الطائف، ط 1، 1408 هـ - 1988 م.

* معرفة القراء الكبار، تحقيق: محمد حسن الشافعي، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1417 هـ.

* ميزان الاعتدال في نقد الرجال، تحقيق: مجموعة من الباحثين، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1416 هـ - 1995 م.

82 -

الرازي، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر (ت بعد 666 هـ).

* مختار الصحاح، تحقيق: يوسف الشيخ، نشر: المكتبة العصرية، بيروت، ط 5، 1420 هـ - 1999 م.

83 -

الراغب الأصبهاني، أبو القاسم الحسين بن محمد (ت نحو 425 هـ).

* مفردات ألفاظ القرآن، تحقيق: صفوان عدنان، نشر: دار القلم، دمشق، ط 3، 1423 هـ - 2002 م.

ص: 547

84 -

الرافعي، أبو القاسم عبد الكريم بن محمد القزويني (ت 623 هـ).

* التدوين في أخبار قزوين، تحقيق: عزيز الله العطاردي، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، 1408 هـ - 1987 م.

* فتح العزيز بشرح الوجيز الشرح الكبير، تحقيق: علي محمد وزميله، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1417 هـ - 1997 م.

85 -

ابن رجب، زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب البغدادي (ت 795 هـ).

* ذيل طبقات الحنابلة، تحقيق: عبد الرحمن العثيمين، نشر: مكتبة العبيكان، الرياض، ط 1، 1425 هـ - 2005 م. د

86 -

الرشيد العطار، يحيي بن علي (662 هـ).

- مجرد أسماء الرواة عن مالك، تحقيق: سالم السلفي، نشر: مكتبة الغرباء الأثرية، ط 1، 1418 هـ - 1997 م.

87 -

رفيق العجم.

* موسوعة مصطلحات علم التاريخ العربي والإسلامي، نشر: مكتبة لبنان ناشرون، ط 1، 2000 م.

88 -

الروداني، أبو عبد الله محمد بن سليمان المالكي (ت 1094 هـ).

- صلة الخلف بموصول السلف، تحقيق: محمد الحجي، نشر: دار الغرب الإسلامي، ط 1، 1408 هـ - 1988 م.

89 -

ابن زبر، أبو سليمان محمد بن عبد الله الربعي (ت 379 هـ).

* تاريخ مولد العلماء ووفياتهم، تحقيق: عبد الله الحمد، نشر: دار العاصمة، الرياض، ط 1، 1410 هـ.

ص: 548

90 -

الزبيدي، عمرو بن مَعْد يكرب (ت 21 هـ).

* الديوان، جمع وتحقيق: مطاع الطرابيشي، نشر: مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق، 1394 هـ - 1974 م.

91 -

الزبيدي، أبو الفيض محمد بن محمد الحسيني (ت 1205 هـ).

* تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق: علي شيري، نشر: دار الفكر، دمشق، ط 2، 1414 هـ - 1994 م.

92 -

الزجاجي، أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق البغدادي (ت 337 هـ).

* الأمالي، نشر: مطبعة السعادة، مصر.

93 -

الزركلي، خير الدين بن محمود (ت 1396 هـ).

* الأعلام، نشر: دار العلم للملايين، ط 12، 1418 هـ - 1997 م.

94 -

الزمخشري، أبو القاسم محمود بن عمر (ت 538 هـ).

* الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، تحقيق: عادل عبد الموجود وزميله، نشر: مكتبة العبيكان، الرياض، ط 1، 1418 هـ - 1998 م.

95 -

ابن الساعي، علي بن أنجب الخازن (ت 674 هـ).

* الدر الثمين في أسماء المصنفين، تحقيق: أحمد شوقي وزميله، نشر: دار الغرب الإسلامي، تونس، ط 1، 1430 هـ - 2009 م.

96 -

سبط ابن الجوزي، أبو المظفر يوسف بن قُزْغُلى الحنفي (ت 654 هـ).

* مرآة الزمان في تاريخ الأعيان، تحقيق: إحسان عباس، نشر: دار الشروق، بيروت، ط 1، 1405 هـ - 1985 م.

ص: 549

97 -

السبكي، تاج الدين عبد الوهاب بن علي (ت 771 هـ).

* طبقات الشافعية الكبرى، تحقيق: عبد الفتاح الحلو وزميله، نشر: دار هجر، القاهرة، ط 2، 1413 هـ - 1992 م.

* معيد النعم ومبيد النقم، عناية، أحمد عبيدلي، نشر: دار الحداثة، بيروت، ط 2، 1406 هـ - 1985 م.

98 -

السخاوي، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ).

* الأجوبة المرضية فيما سئل (السخاوي) عنه من الأحاديث النبوية، تحقيق: محمد إسحاق، نشر: دار الراية، الرياض، ط 1، 1418 هـ - 1997 م.

* بذل المجهود في ختم السنن لأبي داود، تحقيق: عبد اللطيف الجيلاني، نشر: أضواء السلف، ط 1: 1424 هـ - 2003 م.

* التبر المسبوك، نشر: مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة.

* التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، نشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1414 هـ - 1993 م.

* الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر، تحقيق: إبراهيم باجس، نشر: دار ابن حزم، بيروت، ط 1، 1999 م.

* الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، نشر: دار الجيل، بيروت.

* فتح المغيث بشرح ألفية الحديث، تحقيق: عبد الكريم الخضير وزميله، نشر: مكتبة دار المنهاج، الرياض، ط 1، 1426 هـ - 2005 م.

* المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة (أ) تحقيق: عبد الله محمد الصديق وزميله، نشر: مكتبة الخانجي، القاهرة،

ص: 550

ط 2، 1412 هـ - 1991 م. (ب) تحقيق: محمد عثمان، نشر: دار الكتاب العربي، بيروت، ط 2، 1414 هـ - 1994 م.

99 -

سزكين، فؤاد.

* تاريخ التراث العربي، نقله إلى العربية: محمود فهمي حجازي، نشر: إدارة الثقافة والنشر، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض.

100 -

ابن سعد، أبو عبد الله محمد بن سعد البصري (ت 230 هـ).

* الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1410 هـ - 1990 م.

101 -

ابن سعيد المغربي، علي بن موسى بن سعيد (ت 685 هـ).

* المُغرِب في حُلِيِّ المَغرِب، تحقيق: شوقي ضيف، نشر: دار المعارف، القاهرة، ط 3، 1955 م.

102 -

ابن سلام، محمد بن سلام الجمحي (ت 231 هـ).

* طبقات فحول الشعراء، قرأه وشرحه: محمود محمد شاكر، نشر: دار المدني، جدة.

103 -

السِّلفي، أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني (ت 576 هـ).

* معجم السَّفر، تحقيق: بهيجة الحسينِي، نشر: وزارة الثقافة، العراق، 1398 هـ - 1978 م.

104 -

السمعاني، أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي (ت 562 هـ).

* الأنساب، تقديم وتعليق: عبد الله عمر البارودي، نشر: مؤسسة الكتب الثقافة، دار الجنان، بيروت، ط 1، 1408 هـ - 1988 م.

ص: 551

* المنتخب من معجم شيوخ السمعاني، تحقيق: موفق عبد الله، نشر: عالم الكتب، الرياض، ط 1، 1417 هـ - 1996 م.

105 -

السنيدي، عبد العزيز.

* معجم ما ألف عن مكة، ط 1، 1425 هـ - 1999 م.

106 -

السهيلي، أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله (ت 581 هـ).

* الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام، تعليق، مجدي منصور، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1418 هـ - 1997 م.

107 -

السيد عبد العزيز سالم (ت 1424 هـ).

* تاريخ الإسكندرية، نشر: مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية، 1982 م.

108 -

سيدة إسماعيل كاشف.

* مصادر التاريخ الإسلامي ومناهج البحث فيه، نشر مكتبة الخانجي، القاهرة، ط 4، 1421 هـ - 2001 م.

109 -

السيرافي، الحسن بن عبد الله (ت 368 هـ).

* أخبار النحويين البصريين، تحقيق: محمد إبراهيم، نشر: دار الاعتصام، ط 1، 1405 هـ - 1985 م.

110 -

السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي السيوطي (ت 911 هـ).

* تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، (أ) تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2، 1399 هـ - 1979 م. (ب) تحقيق: نظر الفاريابي، نشر: مكتبة الكوثر، الرياض، ط 1418، 4 هـ.

ص: 552

* الشماريخ في علم التاريخ، تحقيق: محمد إبراهيم، نشر: الدار السلفية، الكويت.

* طبقات الحفاظ، تحقيق: علي عمر، نشر: مكتبة وهبة، مصر، ط 1، 1393 هـ - 1973 م.

* نظم العقيان في أعيان الأعيان، تحقيق: فيليب حتى، نشر: المكتبة العلمية، بيروت، 1927 م.

111 -

الشافعي، محمد بن إدريس القرشي (ت 204 هـ).

* الديوان، تقديم ومراجعة: إحسان عباس، نشر: دار صادر، بيروت، 2004 م.

* المسند (شفاء العي) تخريج وتحقيق: مجدي عرفات، نشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة، 1426 هـ - 2006 م.

112 -

شاكر مصطفى (ت 1417 هـ).

* التاريخ العربي والمؤرخون، نشر: دار العلم للملايين، بيروت، ط 3، 1983 م.

113 -

الشريف الرِّضى، محمد بن الحسين العلوي الحسيني (ت 406 هـ).

* الديوان، تحقيق: فهيم محمد شلتوت، نشر: مكتبة الخانجي، القاهرة.

114 -

شهاب الله بهادر.

* معجم ما ألف في فضائل وتاريخ المسجد الأقصى، نشر: مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، دبي، ط 1، 1430 هـ - 2009 م.

115 -

شوقي الجمل (ت 1434 هـ).

ص: 553

* علم التاريخ نشأته وتطوره ووضعه بين العلوم الأخرى ومناهج البحث فيه، نشر: دار المعارف، مصر، ط 2، 1987 م.

116 -

الشوكاني، محمد بن علي بن محمد (ت 1250 هـ).

* البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، نشر: دار الكتاب الإسلامي، القاهرة.

* الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، تحقيق: عبد الرحمن يحيى المعلمي، نشر: دار الآثار، القاهرة، ط 1، 1423 هـ - 2002 م.

117 -

ابن أبي شيبة، أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة (ت 235 هـ).

* المصنف في الأحاديث والآثار، ضبطه وصححه: محمد عبد السلام شاهين، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1416 هـ - 1995 م.

* المغازي، تحقيق: عبد العزيز العمري، نشر: دار إشبيليا، الرياض، ط 2، 1422 هـ - 2001 م.

118 -

الصفدي، صلاح الدين خليل بن أبيك (ت 764 هـ).

* الوافي بالوفيات، (أ) تحقيق: مجموعة من الباحثين، نشر: جمعية المستشرقين الألمانية، ط 2، 1381 هـ - 1962 م. (ب) نشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1420 هـ.

119 -

صلاح الدين مقبول أحمد.

* دعوة شيخ الإسلام ابن تيمية وأثرها على الحركات الإسلامية وموقف الخصوم منها، نشر: دار ابن الأثير، الكويت، ط 2، 1416 هـ - 1996 م.

120 -

ابن الصلاح، أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن (ت 643 هـ).

ص: 554

* طبقات الفقهاء الشافعية، هذبه ورتبه واستدرك عليه: شرف الدين النووي، وبيض أصوله ونقحه: المزي، تحقيق: محي الدين علي نجيب، نشر: دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط 1، 1413 هـ - 1992 م.

* علوم الحديث، تحقيق: نور الدين عتر، نشر: دار الفكر، دمشق، ط 3، 1418 هـ - 1998 م.

121 -

الصولي، أبو بكر محمد بن يحيى (ت 335 هـ).

* أدب الكتاب، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت.

122 -

الضبي، أحمد بن يحيى (ت 599 هـ).

* بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس، تحقيق: روحية عبد الرحمن، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1417 هـ - 1997 م.

123 -

ابن طاهر، محمد بن طاهر المقدسي (ت 507 هـ).

* ذخيرة الحفاظ، تحقيق: عبد الرحمن الفريوائي، نشر، دار السلف، الرياض، ط 1، 1416 هـ - 1996 م.

124 -

الطبراني، أبو القاسم سليمان بن أحمد (ت 360 هـ).

* المعجم الصغير، تحقيق: محمد سليم، نشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت.

* المعجم الكبير، تحقيق: حمدي عبد المجيد، نشر: مطبعة الزهراء الحديثة، الموصل، ط 2.

125 -

الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير (ت 310 هـ).

* تاريخ الأمم والملوك تاريخ الطبري، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم،

ص: 555

نشر: روائع التراث العربي، بيروت.

* جامع البيان عن تأويل آي القرآن تفسير الطبري، تحقيق: عبد الله عبد المحسن، نشر: دار عالم الكتب، الرياض، ط 1، 1424 هـ - 2003 م.

126 -

طلال سعود.

* موارد ابن عساكر في تاريخ دمشق، نشر: الجامعة الإسلامية المدينة المنورة (بدون تاريخ).

127 -

الطوسي، أبو جعفر محمد بن الحسن (ت 460 هـ).

* الفهرست، تحقيق: جواد القيومي، نشر: مؤسسة نشر الفقاهة، ط 1، 1417 هـ.

128 -

ابن ظافر، أبو الحسن علي بن أبي المنصور الأزدي (ت 613 هـ).

* أخبار الدول المنقطعة، تحقيق: علي عمر، نشر: مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط 1، 1422 هـ - 2001 م.

129 -

عامر عبد الله فالح.

* معجم ألفاظ العقيدة، نشر: مكتبة العبيكان، الرياض، ط 1، 1417 هـ - 1997 م.

130 -

عبد الله بن معاوية.

* الديوان، جمعه: عبد الحميد الراضي، نشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1396 هـ - 1976 م.

131 -

عبد الله ناصر الشقاري.

ص: 556

* السخاوي مؤرخًا، رسالة مطبوعة على الآلة الكاتبة، جامعة الإمام محمد بن سعود، الرياض.

132 -

ابن عبد البر، أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري (ت 463 هـ).

* الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، نشر: دار الجيل، بيروت، ط 1، 1412 هـ - 1992 م.

* جامع بيان العلم وفضله، تحقيق: الزهيري، نشر: دار ابن الجوزي، السعودية، ط 5، 1422 هـ - 2001 م.

133 -

عبد الحميد علي فقيهي.

* جهود العلماء في تصنيف السيرة النبوية في القرنين الثامن والتاسع الهجريين، نشر: مجمع الملك فهد للطباعة - المدينة المنورة.

134 -

عثمان يحيى.

* مؤلفات ابن عربي تاريخها وتصنيفها، دار الصابوني، 1992 م.

135 -

أبو عروبة، الحسين بن محمد الحرَّاني (ت 318 هـ).

* الأوائل، تحقيق: مشعل باني، نشر: دار ابن حزم، بيروت، ط 1، 1424 هـ - 2003 م.

136 -

عبد الستار الشيخ.

* الحافظ الذهبي، نشر: دار القلم، دمشق، ط 1، 1414 هـ - 1994 م.

137 -

عبد العال سالم مكرم.

* جلال الدين السيوطي وأثره في الدراسات اللغوية، نشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1409 هـ - 1989 م.

ص: 557

138 -

عبد الفتاح، أبو غدة (ت 1417 هـ).

* أربع رسائل في علوم الحديث، نشر: دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط 7، 1428 هـ - 2007 م.

139 -

عبد الفتاح فتحي.

* التاريخ والمؤرخون في مصر والأندلس، نشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1424 هـ - 2004 م.

140 -

عبد الكريم النملة.

* المهذب في علم أصول الفقه المقارن، نشر: مكتبة الرشد ناشرون، الرياض، ط 3، 1424 هـ - 2004 م.

141 -

عبد الواحد ذنون.

* ابن عذاري المراكشي، نشر: دار المدار الإسلامي، ليبيا، ط 1، 2004 م.

142 -

ابن عدي، أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني (ت 365 هـ).

* الكامل في ضعفاء الرجال، تحقيق: سهيل زكار، وقرأها ودققها على المخطوطات: يحيى مختار، نشر: دار الفكر، بيروت، ط 3، 1409 هـ - 1988 م.

143 -

ابن العديم، عمر بن أحمد ابن أبي جرادة (ت 660 هـ).

* بغية الطلب في تاريخ حلب، تحقيق: سهيل زكار، نشر: دار الفكر، بيروت، 1988 م.

144 -

ابن عذاري، أبو عبد الله محمد بن محمد المراكشي (ت نحو 695 هـ).

* البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب (بدون معلومات).

ص: 558

145 -

ابن عرّاق، أبو الحسن علي بن محمد (ت 963 هـ).

* تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف وزميله، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2، 1401 هـ - 1981 م.

146 -

العراقي، أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسن (ت 806 هـ).

* المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار، عناية: أشرف عبد المقصود، نشر: مكتبة دار طبرية، الرياض، ط 1، 1415 هـ - 1995 م.

147 -

ابن العربي، أبو بكر محمد بن عبد الله المالكي (ت 543 هـ).

* العواصم من القواصم، تحقيق: محب الدين الخطيب، نشر: المكتبة العلمية، بيروت.

148 -

العز بن عبد السلام، عبد العزيز بن عبد السلام الدمشقي (ت 660 هـ).

* قواعد الأحكام في مصالح الأنام، نشر: دار المعرفة، بيروت.

149 -

ابن عساكر، أبو القاسم علي بن الحسن (ت 571 هـ).

* تاريخ دمشق، تحقيق: عمرو بن غرامة العمروي، نشر: دار الفكر، بيروت، 1415 هـ - 1995 م.

* تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري، تحقيق: أحمد حجازي، نشر: دار الجيل، بيروت، ط 1، 1416 هـ - 1995 م.

150 -

العسكري، أبو هلال الحسن بن عبد الله (ت بعد 395 هـ).

ص: 559

* جمهرة الأمثال، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم وزميله، نشر: دار الجيل، بيروت، ط 2.

151 -

عسيلان، عبد الله عبد الرحيم.

* المدينة المنورة في آثار المؤلفين والباحثين قديمًا وحديثًا، المدينة المنورة، ط 1، 1418 هـ - 1997 م.

152 -

العقيلي، أبو جعفر محمد بن عمرو (ت 322 هـ).

* الضعفاء، تحقيق: مازن السرساوي ومجموعة من الباحثين، نشر: دار مجد الإسلام، دار ابن عباس، مصر، ط 1، 1429 هـ - 2008 م.

153 -

ابن العماد، أبو الفلاح عبد الحي بن أحمد الحنبلي (ت 1089 هـ).

* شذرات الذهب في أخبار من ذهب، تحقيق: محمود الأرناؤوط، نشر: دار ابن كثير، دمشق - بيروت، ط 1، 1406 هـ - 1986 م.

154 -

عنان، محمد عبد الله (ت 1406 هـ).

* فهارس الخزانة الملكية (فهرس قسم التاريخ وكتب الرحلات) الرباط، 1400 هـ - 1980 م.

* مؤرخو مصر الإسلامية ومصادر التاريخ المصري، نشر: مؤسسة مختار، القاهرة، 1991 م.

155 -

العَيني، أبو محمد محمود بن أحمد (ت 855 هـ).

* عمدة القاري شرح صحيح البخاري، نشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت.

156 -

الغزالي، أبو حامد محمد بن محمد الطوسي (ت 505 هـ).

ص: 560

* إحياء علوم الدين، عناية: أحمد عناية وزميله، نشر: دار الكتاب العربي، ط 1، 1425 هـ - 2005 م.

* فضائح الباطنية، عناية، محمد قطب، نشر: المكتبة العصرية، بيروت، 1422 هـ - 2001 م.

157 -

الغزي، أحمد عبد الكريم العامري (ت 1143 هـ).

* الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث، تحقيق: فواز زمرلي، نشر: دار ابن حزم، بيروت، ط 1، 1418 هـ - 1997 م.

158 -

الغزي، نجم الدين محمد بن محمد (ت 1061 هـ).

* الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة، وضع حواشيه: خليل المنصور، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1418 هـ - 1997 م.

159 -

ابن فارس، أبو الحسين أحمد بن فارس (ت 395 هـ).

* أوجز السير لخير البشر، تحقيق: محمد محمود حمدان، نشر، دار الرشاد، 1993 م.

* معجم مقاييس اللغة، عناية: محمد عوض، نشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 1، 1422 هـ - 2001 م.

160 -

فالتر هنتس.

* المكاييل والأوزان الإسلامية وما يعادلها في النظام المتري، ترجمة: كامل العسلي، نشر: الجامعة الأردنية، عمَّان، 1970 م.

161 -

ابن الفراء، أبو الحسين محمد ابن أبي يعلى (ت 526 هـ).

* طبقات الحنابلة، تحقيق: عبد الرحمن العثيمين، نشر، مكتبة العبيكان،

ص: 561

الرياض، ط 1، 1425 هـ - 2005 م.

162 -

ابن الفرات، ناصر الدين محمد بن عبد الرحيم (ت 807 هـ).

* تاريخ، تحقيق: حسن محمد الشماع، نشر: المطبعة الأمريكية، بيروت.

163 -

ابن فرحون، إبراهيم بن علي بن محمد (ت 799 هـ).

* الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، تحقيق: علي عمر، نشر: مكتبة الثقافة الدينية، ط 1، 1423 هـ - 2003 م.

164 -

ابن فرحون، عبد الله بن محمد (ت 769 هـ).

* نصيحة المشاور وتعزية المجاور تاريخ المدينة المنورة، تحقيق: حسين شكري، نشر: دار الأرقم، بيروت.

165 -

ابن الفرضي، أبو الوليد عبد الله بن محمد (ت 403 هـ).

* تاريخ علماء الأندلس، تحقيق: بشار عواد، نشر: دار الغرب الإسلامي.

166 -

الفريابي، أبو بكر جعفر بن محمد (ت 301 هـ).

* القدر، تحقيق: عبد الله المنصور، نشر: أضواء السلف، الرياض، ط 1، 1418 هـ - 1997 م.

167 -

ابن فندق، علي بن زيد البيهقي (ت 565 هـ).

* تاريخ بيهق، ترجمة عن الفارسية: يوسف الهادي، نشر: دار اقرأ، دمشق، ط 1، 1425 هـ - 2004 م.

168 -

ابن فهد، النجم عمر بن محمد ابن فهد الهاشمي المكي (ت 885 هـ).

* إتحاف الورى بأخبار أم القرى، تحقيق: فهيم محمد شلتوت، نشر: مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، مكة، ط 1، 1404 هـ -

ص: 562

1983 م.

* الدر الكمين بذيل العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، تحقيق: عبد الملك دهيش، نشر: دار خضر، بيروت، ط 1، 1421 هـ - 2000 م.

169 -

فؤاد سيد (ت 1387 هـ).

* فهرست المخطوطات (دار الكتب المصرية)، نشر: دار الكتب المصرية، القاهرة، 1380 هـ - 1961 م.

170 -

الفيروزآبادي، أبو طاهر مجد الدين محمد بن يعقوب (ت 817 هـ).

* القاموس المحيط، نشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 1، 1417 هـ - 1997 م.

171 -

قاسم السامرائي.

* الفهرس الوصفي لمخطوطات السيرة النبوية ومتعلقاتها، نشر: عمادة شؤون المكتبات، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، 1416 هـ - 1995 م.

172 -

قاسم علي.

* جمهرة تراجم الفقهاء المالكية، نشر: دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث، دبي، ط 1، 1423 هـ -2002 م.

173 -

ابن قاضي شهبة، أحمد بن محمد بن عمر الأسدي (ت 851 هـ).

* تاريخ، تحقيق: عدنان درويش، نشر: المعهد الفرنسي للدراسات العربية، دمشق، 1994 م.

174 -

القاضي عياض، أبو الفضل عياض بن موسى اليحصبي (ت 544 هـ).

ص: 563

* الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع، تحقيق: السيد أحمد صقر، نشر: دار التراث، القاهرة، ط 1، 1379 هـ - 1970 م.

* ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مالك، ضبطه: محمد سالم، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1418 هـ - 1998 م.

175 -

القالي، أبو علي إسماعيل بن القاسم البغدادي (ت 356 هـ).

* الأمالي، نشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1975 م.

176 -

ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم الدينوري (ت 276 هـ).

* الشعر والشعراء، نشر: دار إحياء العلوم، بيروت، ط 6، 1417 هـ - 1997 م.

177 -

قحطان الحديثي.

* التواريخ المحلية لإقليم خراسان، نشر: دار الحكمة، بغداد.

178 -

ابن قدامة، أبو محمد عبد الله بن أحمد المقدسي (ت 620 هـ).

* التوابين، تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، نشر: دار الكتب العلمية، 1403 هـ - 1983 م.

179 -

القدحات، محمد عبد الله.

* اتجاهات الكتابة التاريخية في العراق في القرن الرابع الهجري، نشر: دار ورد الأردنية، ط 1، 2008 م.

* تاريخ ابن الساعي (مقدمة التحقيق) نشر: دار الفاروق، عمَّان، ط 1، 1431 هـ - 2010 م.

* المؤرخ علي بن أنجب ابن الساعي (ت 674 هـ)، مجلة دراسات، مج

ص: 564

29، ع 2، حزيران 2002، ربيع الأول 1423 هـ.

180 -

القرشي، أبو محمد عبد القادر بن محمد الحنفي (ت 775 هـ).

* الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية، تحقيق: عبد الفتاح محمد الحلو، نشر: مطبعة عيسى البابي الحلبي، 1398 هـ - 1978 م.

181 -

القرطبي، حيان بن خلف (ت 469 هـ).

* المقتبس من أنباء الأندلس، تحقيق: محمود مكي، نشر: لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة، 1415 هـ - 1994 م.

182 -

القضاعي، أبو عبد الله محمد بن سلامة (ت 454 هـ).

* الأنباء بأنباء الأنبياء وتواريخ الخلفاء والأمراء، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، نشر: المكتبة العصرية، ط 1، 1418 هـ - 1998 م.

183 -

القفطي، أبو الحسن علي بن يوسف (ت 646 هـ).

* إنباء الرواة على أنباه النحاة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، نشر: دار الكتب والوثائق، القاهرة، ط 2، 1426 هـ - 2005 م.

184 -

القلقشندي، أحمد بن علي بن أحمد (ت 821 هـ).

* صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، 1987 م.

185 -

ابن القيم، أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الجوزية (ت 751 هـ).

* أحكام أهل الذمة، تحقيق: يوسف أحمد وزميله، نشر، دار رمادي، الدمام، ط 1، 1418 هـ - 1997 م.

* زاد المعاد في هدي خير العباد، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وزميله، نشر:

ص: 565

مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 4، 1425 هـ - 2005 م.

186 -

الكافيجي، محمد بن سليمان (ت 879 هـ).

* المختصر في علم التاريخ (منشور ضمن علم التاريخ عند المسلمين، تأليف: فرانز روزنثال) ترجمة: صالح العلي، نشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2، 1403 هـ - 1983 م.

187 -

الكتاني، محمد بن جعفر (ت 1345 هـ).

* الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة، نشر: دار البشائر الإسلامية، ط 8، 1430 هـ - 2009 م.

188 -

ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 هـ).

* اختصار علوم الحديث (الباعث الحثيث) شرح: أحمد شاكر، تعليق: الألباني، تحقيق: علي حسن، نشر: مكتبة المعارف، الرياض، ط 1، 1417 هـ - 1996 م.

* البداية والنهاية، تحقيق: عبد الله عبد المحسن، نشر: دار هجر، مصر، ط 1، 1420 هـ - 1999 م.

* جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن، تحقيق: عبد الملك دهيش، نشر: مكتبة الأسدي، مكة، ط 3، 1425 هـ.

189 -

كحاله، عمر رضا (ت 1408 هـ).

* أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام، نشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 3، 1397 هـ - 1977 م.

* جغرافية شبه جزيرة العرب، نشر: مكتبة النهضة الحديثة، مكة، ط 2، 1384 هـ - 1964 م.

ص: 566

* معجم المؤلفين -تراجم مصنفي الكتب العربية، نشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت.

190 -

الكندي، محمد بن يوسف (القرن الرابع الهجري).

* ولاة مصر، تحقيق: حسين نصار، نشر: دار صادر، بيروت.

191 -

اللكنوي، أبو الحسنات محمد عبد الحي الهندي (ت 1304 هـ).

* الرفع والتكميل في الجرح والتعديل، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، نشر: مكتب المطبوعات الإسلامية، ط 6، 1421 هـ - 2000 م.

192 -

ابن ماجه، أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني (ت 273 هـ).

* السنن، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت.

193 -

المأربي، مصطفى بن إسماعيل.

* شفاء العليل بألفاظ وقواعد الجرح والتعديل، نشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط 1، 1411 هـ - 1991 م.

194 -

ماليز روثفن.

* الأطلس التاريخي للعالم الإسلامي، بمشاركة: عظيم ناجي، ترجمة: سامي كعكي، نشر: أكاديميا انترناشيونال، 2007 م.

195 -

الماوردي، أبو الحسن علي بن محمد (ت 450 هـ).

* الأحكام السلطانية والولايات الدينية، تحقيق: محمد جاسم، نشر: المجمع العلمي العراقي، 1422 هـ - 2001 م.

196 -

مجهول.

* أخبار الدولة العباسية، تحقيق: عبد العزيز الدوري وزميله، نشر: دار

ص: 567

الطليعة، بيروت.

197 -

المحبي، محمد أمين بن فضل الله الدمشقي (ت 1111 هـ).

* خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، نشر: دار صادر، بيروت.

198 -

محمد أجمل.

* فهرست مصنفات البقاعي، نشر: مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض، 1426 هـ - 2005 م.

199 -

محمد التونجي.

* المعجم الذهبي، نشر: دار العلم للملايين، بيروت، ط 2، 1980.

200 -

محمد خليل هراس (ت 1395 هـ).

* شرح نونية ابن القيم، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1425 هـ - 2004 م.

201 -

محمد خير رمضان.

* تتمة الأعلام للزركلي، نشر: دار ابن حزم، بيروت، ط 2، 1422 هـ.

202 -

محمد الشيباني.

* معجم ما ألف عن الصحابة وأمهات المؤمنين وآل البيت، نشر: مركز المخطوطات والتراث والوثائق، الكويت 1414 هـ - 1993 م.

203 -

محمد كمال الدين.

* البدر الزركشي مؤرخا، نشر: عالم الكتب، بيروت، ط 1، 1409 هـ - 1989 م.

ص: 568

204 -

محمد النور ستاني.

* المدخل إلى سنن الإمام النسائي، نشر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الكويت، 1429 هـ - 2008 م.

205 -

المزي، أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن (ت 742 هـ).

* تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تحقيق: بشار عواد معروف، نشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 6، 1415 هـ - 1994 م.

206 -

المستغفري، أبو العباس جعفر بن محمد (ت 432 هـ).

* فضائل القرآن، تحقيق: أحمد فارس، نشر: دار ابن حزم، ط 1، 1427 هـ - 2006 م.

207 -

المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين (ت 346 هـ).

* التنبيه والإشراف، تصحيح: الصاوي، نشر: دار الصاوي، القاهرة.

* مروج الذهب ومعادن الجوهر، عناية: يوسف البقاعي، نشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 1.

208 -

مسلم، ابن الحجاج النيسابوري (ت 261 هـ).

* الصحيح، تحقيق: خليل مأمون، نشر: دار المعرفة، بيروت، ط 1، 1426 هـ - 2005 م.

209 -

مشهور حسن.

* كتب حذر منها العلماء، نشر: دار الصميعي، الرياض، ط 1، 1415 هـ - 1995 م.

* مؤلفات السخاوي، بالمشاركة مع: أحمد الشقيرات، نشر: دار ابن

ص: 569

حزم، بيروت، ط 1، 1419 هـ - 1998 م.

210 -

مصطفى الخطيب.

* معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، نشر: مؤسسة الرسالة، ط 1، 1416 هـ - 1996 م.

211 -

المُطرِّزي، أبو الفتح ناصر بن عبد السيد بن علي الخوارزمي (ت 610 هـ).

* المغرب في ترتيب المعرب، نشر: دار الكتاب العربي، بيروت.

212 -

المعافى، أبو الفرج معافى بن زكريا الجريري (ت 390 هـ).

* الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي، تحقيق: محمد مرسي الخولي، نشر: عالم الكتب، بيروت، ط 1، 1981 م.

213 -

مُغَلْطاي، أبو عبد الله علاء الدين ابن قليج الحنفي (ت 762 هـ).

* إصلاح كتاب ابن الصلاح، تحقيق: محي الدين جمال، نشر: المكتبة الإسلامية، القاهرة، ط 1، 1428 هـ.

* إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تحقيق: عادل محمد وزميله، نشر: دار الفاروق الحديثة، القاهرة، ط 1، 1422 هـ 2001 م.

214 -

ابن مفلح، إبراهيم بن محمد (ت 884 هـ).

* المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد، تحقيق: عبد الرحمن العثيمين، نشر: مكتبة الرشد، الرياض، ط 1، 1410 هـ - 1990 م.

215 -

ابن مفلح، أبو عبد الله محمد بن مفلح المقدسي (ت 763 هـ).

* الآداب الشرعية والمنح المرعية (أ) تعليق: أيمن عارف، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1417 هـ - 1996 م. (ب) تحقيق:

ص: 570

شعيب الأرناؤوط وزميله، نشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 4، 1426 هـ - 2005 م.

216 -

المقري، أحمد بن محمد التلمساني (ت 1041 هـ).

* نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، وذكر وزيرها لسان الدين ابن الخطيب، تحقيق: إحسان عباس، نشر: دار صادر، بيروت.

217 -

المقريزي، أحمد بن علي بن عبد القادر (ت 845 هـ).

* إمتاع الأسماع بما للنبي صلى الله عليه وسلم من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، تحقيق: محمد عبد الحميد النميسي، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1420 هـ - 1999 م.

* درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة، تحقيق: محمد كمال الدين، نشر: عالم الكتب، ط 1، 1412 هـ - 1992 م.

* المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار = الخطط المقريزية، وضع حواشيه: خليل المنصور، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1418 هـ - 1998 م.

218 -

ابن الملقن، أبو حفص عمر بن علي الشافعي (ت 804 هـ).

* البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير، تحقيق: مجموعة من الباحثين، نشر: دار الهجرة، الرياض، ط 1، 1425 هـ - 2004 م.

* طبقات الأولياء، تحقيق: نور الدين شريبة، نشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، ط 2، 1415 هـ - 1994 م.

219 -

المنجد، صلاح الدين (ت 1431 هـ).

ص: 571

* معجم ما ألف عن رسول الله، نشر: دار الكتاب الجديد، بيروت، ط 1، 1402 هـ -1982 م.

* المؤرخون الدمشقيون وآثارهم المخطوطة (بدون معلومات).

220 -

ابن منظور، أبو الفضل محمد بن مكرم بن علي (ت 711 هـ).

* لسان العرب، عناية: أمين محمد وزميله، نشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 2، 1417 هـ - 1997 م.

221 -

ناصر عبد الكريم العقل.

* دراسات في الأهواء والفرق والبدع وموقف السلف منها، نشر: دار إشبيليا، الرياض، ط 2، 1424 هـ - 2003 م.

222 -

ابن النجار، محمد بن أحمد الحنبلي (ت 972 هـ).

* شرح الكوكب المنير، تحقيق: محمد الزحيلي وزميله، نشر: مكتبة العبيكان، الرياض، 1418 هـ - 1997 م.

223 -

نجم عبد الرحمن خلف.

* استدراكات على تاريخ التراث العربي (قسم الحديث) نشر: دار ابن الجوزي، السعودية، ط 1، 1422 هـ.

224 -

ابن النديم، محمد بن أبي يعقوب.

* الفهرست، ضبطه: يوسف علي، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1422، 2 هـ - 2002 م.

225 -

النسائي، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي (ت 303 هـ).

* السنن (المجتبى)، عناية: مشهور حسن، نشر: مكتبة المعارف، الرياض،

ص: 572

ط 1.

226 -

النعيمي، عبد القادر بن محمد الدمشقي (ت 927 هـ).

* الدارس في تاريخ المدارس، تحقيق: جعفر الحسني، نشر: مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط 2، 1427 هـ - 2006 م.

227 -

ابن نقطة، أبو بكر محمد بن عبد الغني (ت 629 هـ).

* التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد، نشر: مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد الدكن، الهند، ط 1، 1403 هـ - 1983 م.

228 -

النووي، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف (ت 676 هـ).

* تهذيب الأسماء واللغات، تحقيق: علي محمد معوض وزميله، نشر: دار النفائس، بيروت، ط 1، 1426 هـ - 2005 م.

* روضة الطالبين وعمدة المفتين، نشر: المكتب الإسلامي، بيروت، ط 3، 1412 هـ - 1991 م.

* رياض الصالحين، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، نشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 3، 1422 هـ -2001 م.

* شرح صحيح مسلم، نشر: دار الريان، القاهرة.

229 -

ابن هَرْمة، إبراهيم بن علي الفهري (ت بعد 150 هـ).

* الديوان، تحقيق: محمد جبار المعيبد، نشر: مطبعة الآداب، النجف، 1389 هـ - 1969 م.

230 -

ابن هشام، أبو محمد عبد الله بن يوسف (ت 761 هـ).

* مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، تحقيق: عبد اللطيف محمد الخطيب،

ص: 573

نشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 1421 هـ - 2000 م.

231 -

الهَمَذَاني، أبو الحسن محمد بن عبد الملك بن إبراهيم (ت 521 هـ).

* تكملة تاريخ الطبري (منشور مع تاريخ الطبري).

232 -

الهيثمي، أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر (ت 807 هـ).

* مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، 1408 هـ - 1988 م.

233 -

الهيلة، محمد الحبيب.

* التاريخ والمؤرخون بمكة، نشر: مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، مكة، ط 1، 1994 م.

234 -

الواقدي، محمد بن عمر (ت 207 هـ).

* المغازي، تحقيق: مارسدن جونس، نشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت.

235 -

ياسين السواس.

* فهرس مجاميع المدرسة العمرية في دار الكتب الظاهرية بدمشق، نشر: معهد المخطوطات العربية، الكويت، ط 1، 1408 هـ - 1987 م.

236 -

اليافعي، عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليمني (ت 768 هـ).

* مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان (أ) تحقيق: عبد الله الجبوري، نشر: مؤسسة الرسالة، ط 1، 1405 هـ - 1984 م. (ب) نشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت.

ص: 574

237 -

أبو يعلى، أحمد بن علي الموصلي (ت 307 هـ).

* المسند، تحقيق وتخريج: حسين أسد، نشر: دار الثقافة العربية، دمشق، ط 1، 1412 هـ - 1992 م.

238 -

اليونيني، أبو الفتح موسى بن محمد (ت 726 هـ).

* ذيل مرآة الزمان، نشر: دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، ط 2، 1413 هـ - 1992 م.

* * *

ص: 575