الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب
من اسمه عبد الله بن محمود
2569 - الشيخ الفاضل عبد الله بن محمود بن مَوْدود بن محمود بن بَلْدَجِي الموْصِلِيّ، أبو الفضل، الإمام الملَقَّب مجد الدين، الآتي ذِكرُ أبيه محمود، وإخوته: عبد الدائم، وعبد الكريم، وعبد العزيز
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال ابن حبيب في حقّه: عالم زمانه، فريد وقته، وأوانه، ومقدّم أعلام العلماء والحذّاق، وزعيم الطائفة الحنفية على الإطلاق، صاحب المصنّفات المشهورة، وصاحب أذيال المؤلّفات المأثورة، سارت أخبار فوائده إلى البلاد، سير المثل، ورحل الطلبة إليه، قائلين: لا يدرك المجد إلا فارس بطل. انتهى.
وقال أبو العلاء الفرضي: كانت ولادته بـ "الموصل" في يوم الجمعة سلخ شوّال سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 239.
وترجمته في تاج التراجم 31، وتاريخ علماء بغداد 75 - 77، والجواهر المضية برقم 738، والرسالة المستطرفة 141، والفوائد البهية 106، 107، وكتائب أعلام الأخيار برقم 475، وكشف الظنون 1: 570، 2: 1622، ومفتاح السعادة 2: 281، وهدية العارفين 1:462. وانظر: Le Dictoionnaire Des Autorites 37.
سمع بـ "الموصل" من أبي حفص عمر بن طبرزد، وسمع منه الحافظ الدمياطي، وذكره في "معجم شيوخه"، قال أبو العلاء: كان شيخا فقيها، عالما، فاضلا، مدرّسا، عارفا بالمذهب، وكان قد تولى القضاء بـ "الكوفة"، ثم عزل، ورجع إلى "بغداد"، ورتّب مدرّسا بمشهد الإمام، ولم يزل يفتي، ويدرّس إلى أن مات بـ "بغداد" بكرة يوم السبت، تاسع عشر المحرّم، سنة ثلاث وثمانين وستّمائة.
ومن تصانيفه: "المختار" للفتوى، و"كتاب الاختيار لتعليل المختار"، و"كتاب المشتمل على مسائل المختصر". انتهى.
قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية": الموصلي نسبة إلى "الموصل" بفتح الميم، وسكون الواو، وكسر الصاد المهملة، في آخره اللام، من بلاد الجزيرة، أي "جزيرة ابن عمر"، ذكره السمعاني، وقد طالعت "المختار"، و"الاختيار"، وهما كتابان معتبران عند الفقهاء، وقد كثر اعتماد
(1)
المتأخّرين على الكتب الأربعة، وسموها المتون الأربعة:"المختار"، و"الكنز"، و"الوقاية"، و"مجمع البحرين". ومنهم: من يعتمد على الثلاثة: "الوقاية"، و"الكنز"، و"مختصر القدوري"، وقد ذكرت تراجم مؤلّفيها، مع ذكر الكتب المعتمدة
(1)
قالوا: ما في المتون مقدّم على ما في الشروح، وما في الشروح مقدّم على ما في الفتاوى، إلا إذا وجد ما يدلّ على الفتوى في الشروح والفتاوى، فحينئذ يقدّم ما فيهما على ما في المتون، لأن التصحيح الصريحي أولى من التصحيح الالتزامي، ولم يريدوا بالمتون كلّ المتون، بل المتون التي مصنّفوها مميزون بين الراجح والمرجوح، والمقبول والمردود، والقويّ والضعيف، فلا يوردون في متونهم، إلا الراجح والمقبول والقويّ، وأصحاب هذه المتون كذلك، وهذا في عرف المتأخّرين. وأما في عرف المتقدّمين قبل أزمنة المصنّفين المذكورين، فحيث قالوا: ما في المتون مقدّم أرادوا به متون كبار مشايخنا، وأجلّة فقهائنا، كتصانيف الطحاوي، والكرخي، والجصّاص، والخصّاف، والحاكم، وغيرهم.
وغير المعتمدة، وطبقات الفقهاء، وغير ذلك من الفوائد النفيسة في رسالتي "النافع الكبير لمن يطالع الجامع الصغير".
* * *
2570 - الشيخ العلامة الكبير المحدّث الجليل عبد الله بن المولوي محمود الدَّرْخَواسْتي، رحمه الله تعالى
*
ولد يوم الجمعة في شهر المحرّم الحرام سنة 1324 هـ في قرية "دَرْخَواسْت" من مضافات "خان بور" من أعمال "رحيمْ يارْ خان"، من أرض "باكستان".
قرأ مبادئ العلم في داره، وحفظ القرآن الكريم عند أبيه، وعمره إذ ذاك إحدى عشرة سنة، وقرأ الفارسية والعربية على مولانا عبد الغفور الحاجي بوري، ومولانا محمد صديق الحاجي بوري، وقرأ كتب الصحاح الستّة على شيخ الحديث محمد صدّيق رحمه الله تعالى، وعمره إذ ذاك ثماني عشرة سنة.
وبعد إتمام الدراسة وصل إلى شيخ أبيه مولانا غلام أحمد الدينْبُوري، وبايع في الطريقة والسلوك على يده الكريمة، ثم بنى مدرسة في قرية "دَرْخَواسْت"، وسماها مخزن العلوم.
وكان يدرّس في شهر رمضان تفسير القرآن الكريم على نهج إمام الهند الشاه ولي الله الدهلوي.
من أولاده: مولانا فداء الرحمن الدرخواستي، ومولانا مطيع الرحمن الدرخواستي.
* راجع: أكابر علماء ديوبند ص 382.
توفي سنة 1414 هـ.
* * *
2571 - الشيخ الفاضل عبد الله بن محمود الرومي، المعروف بكجوك محمود زاده
*
فقيه، أديب، ناظم. ولي القضاء.
له "تخميس قصيدة البردة".
توفي سنة 1042 هـ.
* * *
2572 - الشيخ الفاضل عبد الله بن مسعود أبو يعقوب، الجُرْجانِيّ
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: تفقَّه بالصَّنْدَلِيّ.
ذكَره الهَمَذانِيّ، وقال: ابنُه قاضي "جُرْجان"، وله شعر جَيِّدٌ.
* * *
2573 - الشيخ الفاضل عبد الله بن مصطفى بن محمد الكوبريلي
،
* راجع: معجم المؤلفين 6: 146.
ترجمته في كشف الظنون 1333، وهدية العارفين 1:475.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 240. وترجمته في الجواهر المضية برقم 740.
الرومي *.
من الوزراء.
توفي في بعض الحروب مع الفرس سنة 1148 هـ.
من آثاره: "إرشاد المريد إلى معرفة الأسانيد"، و"ديوان شعر".
* * *
2574 - الشيخ الفاضل العلامة المحدّث مولانا أبو الحسنات السيّد عبد الله بن مولانا السيّد مظفّر حسين الحيدرآبادي
* *
كان محدّثا كبيرا، عالما جليلا، فاضلا مدقّقا.
صنّف "زجاجة المصابيح على منهاج مشكاة المصابيح"، جمع فيها أدلّة الأحناف والأحاديث، التي استدلّ بها الحنفية، على خمسة مجلّدات، وضع أبوابه وعناوينه كأبواب "مشكاة المصابيح".
قال المؤلف العلام رحمه الله تعالى في مبدأ كتابه: الحمد لله الذي هو نور السموات والأرض، مثل نوره كمشكاة، فيها مصباح، المصباح في زجاجة، وهو الهادي إلى سبل السّلام، وفجاجه، وملهمنا طريق الحق، ومنهاجه، والمعطي باتباع السنن البهّاجة، وبيده الكريمة إنجاح الحاجة، والصّلاة والسّلام على رسوله، الذي جعله الله للعالمين سراجا، وأنزل عليه الكتاب، ولم يجعل له اعوجاجا، وهو الذي دخل الناس في دينه أفواجا، وسمى
* راجع: معجم المؤلفين 6: 153.
ترجمته في هدية العارفين 1: 481، 482، وإيضاح المكنون 1:63.
* * راجع: مقدمة زجاجة المصابيح 1: 1 - 6.
الخلائق عام ولادته ابتهاجا، وعلى آله وأصحابه، الذين هم مصابيح الهدى، ونجوم الاقتداء، ما كان الزيت يضئ سراجا.
أما بعد! فيقول أفقر عباد الله إلى رحمة الله أبو الحسنات السيّد عبد الله بن مولانا السيّد مظفّر حسين الحيدرآبادي الحنفي، - عاملهما الله بلطفه الخفي، وتجاوز عنهما بكرمه الوفي -: إن التمسّك بهدي النبيّ صلى الله عليه وسلم، لا يستتبّ إلا بالاقتفاء لما صدر من مشكاة صدره، والاعتصام بحبل الله لا يتمّ إلا ببيان كشف أسراره، وكان كتاب "مشكاة المصابيح"، الذي ألّفه مولانا الحبر العلامة والبحر الفهّامة مظهر الحقائق وموضح الدقائق، الشيخ التقي النقى ولي الدين محمد بن عبد الله الخطيب التبريزى أجمع كتاب في الأحاديث النبوية، وأنفع لباب من الأسرار المصطفوية، وأجمع تأليف صنّف في بابه، وأضبط لشوارد الأحاديث وأوابدها، ولما سلك الخطيب - رفع الله درجته - في تصنيفه مسلك الإمام الشافعي، رضي الله عنه، كثيرا ما كان يختلج في قلبي أن أؤلف كتابا على منوال "المشكاة"، أسلك فيه مسلك إمامنا الأعظم أبي حنيفة النعمان، - عليه الرحمة والرضوان -، إلا أن ضيق باعي قد كان يثبُطني عن القيام في هذا المقام، حتى رأيت في المنام أن شمس الضحى وبدر الدجى، ونور الهدى ومصباح الظلم، حبيبنا النبيّ الأكرم، صلى الله عليه وسلم، طلع عليّ، وقال: سلاما، قلت: سلام، فضمّني، روحي فداه، إلى صدره، الذي هو منبع العلم والحكم، وعانقني، فلمّا استيقظت فرحا ومسرورا، حمدت الله على هذه النعمة، وشكرت له، فاصبحت هذه الرؤيا الصالحة شرحا لي صدري، وصار عسره عليّ بها يسري، فصممت عزمي بتأليفه، وشددت ميزري لكتابته، وما وضعت فيه حديثا، إلا وصلّيت على النبيّ، صلى الله عليه وسلم عند وضعه، وسميته "زجاجة المصابيح".
والله تعالى أسأل سؤال الضارع الخاشع، متوسّلا بحبيبه المشفّع الشافع أن يجعله خالصا لوجهه من فضله، وأن ينفع المسلمين به، كما ينفعهم بأصله، وأن يتقبّل هذا، ويجعله ذخيرا لمعادي، إنه بالإجابة جدير، وعلى كلّ شيء قدير. انتهى.
بذل المؤلّف العلام قصارى مجهوده بجمع تلك الأحاديث وترتيبها، التي منها تستنبط مسائل الفقه الحنفي، وبها تأيّد (وحذا في ذلك حذو مشكاة المصابيح)، وذلّل صعابها، وأنار غياهبها برؤيته الثاقبة، وفكرته الغامضة، حتى وجد ضالّته المنشودة على أحسن ما يرام، جعل الله أمنيته ضاحكة مستبشرة بأبهر نجاح.
ومما يزداد به القارئ بصيرة أن المؤلّف العلامة ألزم نفسه عدّة أمور في تأليفه هذا، وهي هذه:
الأول: قد جمع لكلّ موضوع كبير من موضوعات الكتب ما يتعلّق به من الآيات القرآنية، وقد تلا في ذلك تلو "صحيح البخاري".
الثاني: قد سلك المؤلّف في تبويب هذا الكتاب مسلك "المشكاة"، لأن غايته لم تكن إلا أن يدّخر ذخيرة جامعة على أسلوبها، توفي بمقصود أصحاب الفقه الحنفي، وتشفي غلّتهم.
الثالث: كما أن صاحب "المشكاة" رعا في التبويب وجهة الفقه الشافعي، ولاحظه ثقة به، وتأييدا إياه، فكذلك أقام الفاضل المؤلّف مقامه وجهة الفقه الحنفي تحقيقا إياه، وتأكيدا عليه.
الرابع: لا توجد مسألة في "المشكاة" إلا وقد انتشرت أحاديثها، التي يستدلّ بها في ثلاثة فصول، وذلك ما يشقّ على القرّاء التفحّص عنها والوقوف عليها، لأن القارئ في هذه الصورة لم يستطع أن يلمّ بما قصد إليه في نظرة خاطفة، ولكن الفاضل المؤلّف أجاد فيما أفاد من أنه جمع لكلّ مسأله كلّما ينوط به من الأحاديث النبوية في موضع واحد، لا ترى فيها عوجا، ولا فصلا.
الخامس: لا خفاء في أن الفقه الحنفي بحر، لا يرى ساحله، فما من مسألة من مسائله إلا وفيها أقوال يفوتها الحصر، فلذلك تسهيلا على القرّاء الكرام، وتقريبا إلى الأفهام، أخذ المؤلّف اللبيب أولا: قولا أفتي به، وثانيا: شفعها، وأتبعها بحديث من الأحاديث النبوية الذي يواقفه، ويوثّقه، وثالثا: مهّد السبيل إلى ردّ ما يرد عليه من القدح فيه، وقد ذيّل أكثر الأحاديث بالنقض على الرواة، لينقشع غمام الريب عمّا هو الحقّ.
السادس: لقد زيّن المؤلّف حواشي الكتاب بالأجوبة المؤيّدة بالحجج الدامغة، كشف القناع غن المقاصد الحنفية، بعد التعبير الصحيح عن الأحاديث، وكتب المسائل على أحوط طريق.
السابع: يشتمل هذ التأليف الجليل على خمسة أجزاء.
وفي صدر هذا الكتاب القيم تقريظ فقيه "هرات" مولانا أبو نصر محمد أعظم البرنابادي الهروي، وكتب إلى المؤلف العلام قائلا:
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزكم الله تعالى خير الجزاء، فقد فزت بما رجوت بعد دراسة الجزئين الأولين من وصول ثلاث نسخ من الجزء الثالث من أفضالكم وألطافكم، ففرحت فرحا بليغا، وحمدت الله تعالى، وتشكّرت لكم حمد العاجرين، بارك الله تعالى فيكم، فقلت: الحمد لله الذي أنشأ رجالا يحيون رسوم الدين، والصّلاة والسّلام على من بشرنا بظهور المجدّدين للدين في كلّ قرن وحين، وعلى آله الهادين المهتدين.
وبعد! فقد قرّت عيني بدراسة الجزئين الأولين من "زجاجة المصابيح"، ووسع قلبي، وشرح صدري بوصول الجزء الثالث من منبع الأصاحيح، فقد فزت في بحر زاخر، في بابه كاف، وبرهان باهر للأحناف، وقانون لسقام الجهل، والقدح في المذهب شاف، لا يستقصي فوائدها إلا من عمق النظر في عوائدها، وقد نبّه عليها نبذا في البدء ناشرها، ويظهر عليها إذا ألقى السمع شهيد القلب بالإنصاف ناظرها، جزى الله تعالى عنا مؤلّفها، ومن سعى فيها.
وأنا الفقير أبو نصر محمد أعظم البرنابادي الهروي،
غفر الله تعالى له ولمشايخه، آمين.
وفي الصفحة التالية تقريظ الفاضل الأجلّ مولانا عبد الفتّاح أبو غدّة، ونصّه ما يلي:
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمد وآله وصحبه والتابعين.
أما بعد! من الفقير إليه تعالى عبد الفتّاح أبو غدّة إلى السيّد الهمام أبي الحسنات والآثار الطيبات المباركات مولانا السيّد عبد الله ابن مولانا السيّد مظفّر حسين الحيدرآبادي، حفظه الله تعالى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد! فقد منّ الله تعالى عليّ هذا العام بأداء فريضة الحجّ وحجّة الإسلام، وسهَّل لي من فضله أن أشهد منافع ربطها سبحانه بهذا الركن العظيم، وكان من جملة تلك المنافع العظيمة: أن التقيت بالجزء الأول من كتابكم "زجاجة المصابيح"، فاستنار به بصري وبصيرتي، وشكرت الله تعالى على ما آتاكم، وسدّدكم، فجزاكم الله عن الإسلام والسادة الحنفية أفضل الجزاء.
وأنا الفقير إليه تعالى عبد الفتاح أبو غدّه
خادم طلبة العلم الشريف بمدينة "حلب" الشهباء،
حرسها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين.
يوم السبت 14 من المحرم 1377 هـ.
وقال المؤلّف في ختام هذا الكتاب: والحمد لله الذي جعلنا من خير الأمم، وعلى دين نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، ثم الحمد لله على الإتمام، والصلاة والسلام على خير الأنام، وقد فرغت من تسويد هذا التأليف أنامل العبد المفتقر إلى رحمة الله أبي الحسنات السيّد عبد الله بن مولانا السيّد مظفّر
حسين الحيدرآبادي الحنفي، عامله الله بلطفه الخفي، وكرمه الوافي، وعفا عما زلّ قدمه، أو خلّ قلمه، وختم له بالحسنى، وبلغه المقام الأسنى، مع الذين أنعم الله عليهم، من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، ذلك الفضل من الله، كفى بالله عليما، وذلك عشية نهار الجمعة، عاشر جمادى الأولى، عام ثمان وستين بعد ثلاثمائة، وألف، من الهجرة النبوية، على صاحبها ألوف من الصلاة وآلاف من التحية.
سند الحديث النبوى لمؤلّف هذا الكتاب:
أحمده على ما تفضل بمنح كرائم الأجور على أهل الطاعة، وفضل على فرق الإسلام، الفرق الناجية من أهل السنّة والجماعة، حتى كشف نقاب الارتياب عن وجوه مناقبهم، صاحب المقام المحمود، والعظمى من الشفاعة، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يزال طأئفة من أمتي منصورين، لا يضرّهم من خذلهم، حتى تقوم الساعة، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبارك على سيّدنا ونبينا محمد، الذي فرض الله على كافّة الأمم اتباعه، وجعل سدنة الحق وأئمة الهدى شياعه، ثم السّلام والتحية والرضوان على عترته، وأهل بيته، وكرام صحبه، أرباب النجدة والجود والشجاعة، الذين جعل الله موالاتهم في سوق الآخرة خير البضاعة، ما دام ذبّ الباطل عن حريم الحقّ أفضل عمل وخير صناعة.
أما بعد! فيقول العبد المفتقر إلى من هو إحسانه فوق كلّ إحسان، محمد عبد الرحمن الأنصاري السهارنفوري: إن أخي المولوي السيّد عبد الله المجدّدي النقشبندي القادري ابن المولوي السيّد مظفّر حسين النلدركي من مضافات "حيدرآباد"، صانه الله عن كلّ واهية وفساد، قد عرض عليّ "الصحيحين" للبخاري ومسلم، و"الجامع" للترمذي مع "شمائله"، و"السنن" لأبي داود، والنسائي، وابن ماجه القزويني، و"مشكاة المصابيح"، رحمهم الله أجمعين قراءة وسماعة تامة كاملة. قد أجزت له أن يدارس الكتب المذكورة،
ويعلم المستفيدين بها بالشروط المعتبرة عند أهل الحديث بهما أجازني والدي مولانا الحاج الحافظ المحدّث أحمد علي الأنصاري السهارنفوري رحمه الله تعالى، عن مولانا الشاه محمد إسحاق الدهلوي، عن الشيخ الأجلّ الحجّة حضرة الشاه عبد العزيز - نور الله مراقدهم - بالسند المذكور في الكتب المطبوعة في المطبع الأحمدي من "الجامع" للترمذي وغيرها، وآخر وصيتي أن يتمسّك بسنة النبيّ الرصين، ويحيى شرائع الإسلام، وشرائع الدين المتين، ويمحي آثار البدع، ويصدع بالكلمة الحقّ حقّ الصدع، حتى يأتيه اليقين، فإن التمسّك بالسنّة عند فساد الأمة طريق رشيد وأمم سديد، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تمسّك بسنّتي عند فساد أمتي، فله أجر مائة شهيد، وأرجو أن لا ينساني من دعاء الخير، والله المستعان، وعليه التكلان، وآخر دعوانا: أن الحمد لله، ربّ العالمين، والصلاة والسّلام على نبيه محمد وآله وأصحابه أجمعين.
* * *
2575 - الشيخ الفاضل عبد الله بن مُغُلْطاي بن قَليج، أبو محمد، جمال الدين ابنُ الإمام المحدّث عَلاء الدين
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ذكره في "الغُرَف العَلِيَّة"، وقال: وُلِد بـ "القاهرة"، في شهور سنة [تسع] عشرة وسبعمائة، وسمع وحدَّث، ورَوَى عنه أبو حامد ابنُ ظَهيرة بالإجازة، وكانت وفاتُه بـ "القاهرة" يوم الثلاثاء، ثاني عشر ربيع الأوَّل، سنة إحْدى وتسعين وسبعمائة.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 240.
وترجمته في الدرر الكامنة 2: 412، 413.
وذكره البُرْهان الحلبِيّ في "مَشْيخته"، وقال: سمع من يحيى بن المصْرِيّ "الغوامض والمهمات" لعبد الغنِيّ، وكان يتكسَّب بجلوسه في حانوتِ الشُّهود للشهادة، وسمع منه الفُضَلاء، إلى أن قال: وقرأتُ عليه كتاب "الغَوامض" المذكور. وأرَّخ وفاتَه كما ذكرْنا.
وساق صاحبُ "الغُرَف" في ترجمته أُعْجوبةً من أعاجِيب الزمان، لا بأس بذِكْرها لغَرابتِها، وأنا من صِحَّتِها في شُبْهةٍ، ولكن قدرة الله شاملة لكلّ شيء، وهي: أنَّه كان في سنة ستّ وسبعين وسبعمائة للأمير شرف الدين عيسى والِي الأشْمونَيْن بنتٌ راهقَتْ البُلوغَ، وأنَّها لما بلغَتْ خمسة عشرَ سنةً، اسْتَدَّ فَرْجُها، ونَبَتَ لها ذكرٌ وأنْثَيان، وبلغَ ذلك الأشرفَ شعبانَ بن قَلاوُون، فأرْسَلَ [في] طلبها، وأحْضَرها، وشاهَدها، ولما تحقَّق ذلك أمرَها أن تلْبَسَ ثيابَ الرِّجال، وسمّاها "محمد"، وأمرَه بالمشيِ في خِدْمته، وأقْطَعه إقْطاعا، والله تعالى أعلم.
* * *
2576 - الشيخ الفاضل مولانا المفتي عبد الله بن ميان بيران دتّه السليماني الكجراتي
*
ولد 9 جمادى الثانية سنة 1280 هـ في موضع "كنجاه" من أعمال "كُجْرَات".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها عدّة سنين، قرأ فيها كتب الصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية.
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت بنجاب 2: 329 - 333.
وبعد الفراغ اشتغل بالوعظ والإرشاد والدعوة والتبليغ.
توفي 27 ربيع الثاني سنة 1383 هـ، ودفن في مقبرة آبائه.
* * *
2577 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الله بن ميان نور محمد اللدهيانوي
*
ولد 22 رجب سنة 1322 هـ.
قرأ مبادئ العلم على والده، وقرأ العلوم العصرية عدّة سنين، ثم التحق سنة 1342 هـ بدار العلوم ديوبند، وقرأ أربع سنين فيها، وقرأ الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية فيها.
بايع في السلوك على يد المفتي عزيز الرحمن العثماني الديوبندي، ثم بعد وفاته على يد مولانا عبد الرسول رحمه الله تعالى، وحصلت له الإجازة من مولانا أبي السعد أحمد خان رحمه الله تعالى.
توفي يوم الخميس 27 شوّال سنة 1375 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة خانكاه سراجية عند بجوار شيخه.
* * *
2578 - الشيخ الفاضل عبد الله بن نُمَيْر، الإمام الحافظ، أبو هشام الهَمْدانِيّ
، ثم الخَارِفِيّ، الكُوفي،
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت بنجاب 2: 334 - 356.
والدُ الحافظ الكبير محمد *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: حدَّث عن هشام بن عُرْوَة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وغيرهم.
روَى عن أبي حنيفة مسألة: اللّعان تطْلِيقة بائنةٌ.
وحدَّث عنه ابنه، وأحمد، وابنُ مَعين، وإسحاق الكَوْسج، وأحمد بن الفُرات، خَلْق.
ووثَّقه يحيى بن مَعين، وغيره.
وكان من كبار أصحاب الحديث.
تُوُفِّيَ سنة تسع وتسعين ومائة، وله أربع وثمانون سنة. رحمه الله تعالى.
قال صاحب "إعلاء السنن": هو من رجال الجماعة، روى له الشيخان، وأصحاب السنن، كلّهم ذكره الذهبي في الحفّاظ، ووصفه بالحافظ الإمام والد الحافظ الكبير محمد، وثقه يحيى بن معين، وكان من كبار أصحاب الحديث، وقال ابن سعد: كان ثقة، كثير الحديث، صدوقا، وقال العجلي: ثقة، صالح الحديث، صاحب سنة. من التهذيب 6:58.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 241.
وترجمته في تاريخ خليفة بن خياط (بغداد) 507، والتاريخ الكبير للبخاري 3: 1: 216، والتاريخ لابن معين 2: 334، وتذكرة الحفاظ 1: 327، وتقريب التهذيب 1: 457، وتهذيب التهذيب 5: 57، 58، والجرح والتعديل 2: 2: 186، والجواهر المضية برقم 741، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 217، وسير أعلام النبلاء 9: 244، 245، وشذرات الذهب 1: 357، وطبقات الحفاظ 137، وطبقات خليفة بن خياط (دمشق) 404، والطبقات الكبرى لابن سعد 6: 274، والعبر 1: 330، والنجوم الزاهرة 2:165.
2579 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الله بن نور محمد بن ميان محمد السليم بُوري، رحمه الله تعالى
*
ولد سنة 1322 هـ من قرية "سليم بور" من أرض "الهند".
قرأ العلوم العصرية في إسكول عدّة سنين، ثم التحق بالشيخ مولانا محمد إبراهيم، وقرأ عليه مبادئ العلم، ثم التحق بالمدرسة العزيزية بـ "لدهيانه"، وقرأ فيها سنتين، ثم سافر إلى "أمرَتْسَر"، ثم إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وأتمّ فيها الدراسة العليا، ثم حصل علم الطبّ بـ "سَرْغُوْدَ".
بايع في الطريقة والسلوك على يد المفتي الأعظم عزيز الرحمن العثماني، رحمه الله تعالى، وحجّ، وزار عدّة مرّات.
توفي 27 شوّال سنة 1376 هـ، وصلّى على جنازته مولانا شاه محمد رحمه الله، ودفن في جوار الخانقاه السراجية.
* * *
2580 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الله بن مولانا نور محمد الأحمدبوري
* *
ولد 1347 هـ في قرية "نورمحمد بتواني" من مضافات "لياقتبُور" من أعمال "رحيم يار خان"، من أرض "باكستان".
* راجع: أكابر علماء ديوبند ص 295.
* * راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت بنجاب 2: 266 - 270.
قرأ مبادئ العلم في بيته عند والده، ثم قرأ العلوم العصرية إلى الصفّ السابع، ثم التحق بالجامعة العبّاسية بهاولبُور، أتم الدراسة سنة 1361 هـ.
من أساتذته فيها: مولانا غلام محمد الكوتوي، ومولانا محمد صادق البهاولبُوري، وغيرهم، رحمهم الله تعالى، ثم التحق بشيخ التفسير مولانا أحمد علي اللاهوري، وقرأ التفسير عليه، وقرأ عدّة أحاديث من "صحيح البخاري" على شيخ الإسلام شبير أحمد العثماني، وحصل الإجازة في رواية الحديث منه.
من تصانيفه: "إسلام اور مرزائيات"، و"عقيدة نزول عيسى"، عليه السلام، و"له دعوة الحق"، و"أكابر ديوبند"، و"مقام سيّدنا فاروق أعظم"، و"ديني مدارس كا ماضي وحال"، كلّها باللغة الأردية.
توفي سنة 1423 هـ، ودفن في مقبرة آبائه.
* * *
2581 - الشيخ الفاضل عبد الله أبو العبّاس المأمون ابن الخليفة هارون الرّشيد ابن الخليفة محمد المهْدِي ابن الخليفة عبد الله أبي جعفر المنْصور بن محمد بن على بن عبد الله بن عبّاس الهاشمِيّ العبّاسِيّ البَغْداديّ، أفضل خُلَفاء بني العبّاس على الإطْلاق
*
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 241.
وترجمته في الأخبار الطوال للدينوري 400، والبدء والتاريخ 6: 112، والبداية والنهاية 10: 274 - 280، وتاريخ بغداد 10: 183 - 192، =
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ذكره صاحبُ "النجوم الزاهرة"، وقال: كان نبيلا، قرأ القرآن في صغره، وسمع من هُشَيم، وعبّاد بن العَوّام، ويوسف بن أبي عَطِيَّة، وأبي مَعاوِية الضَّرير، وطبقتِهم، وبَرع في الفقه على مذهب أبي حنيفة، رضي الله تعالى عنه، والعربية، وأيّام الناس، ولما كَبِرَ عُنِيَ بالفلسفة وعُلوم الأوائل، ومهَر فيها، فَجرَّه ذلك لقوله بخَلْق القرآن، وكان من رجال بني العبّاس، حَزْما، وعَزْما، عِلْما، وحِلْما، ورأيا، دَهاءً، وهَيْبَةً، وشجاعةً، وسُؤْدَدا، وسمَاحةً، لولا أنَّه شان ذلك بقوله بخلْق القرآن. انتهى.
أقول: قد تقدّم في ترجمة ابن أبي دُوَاد ذكر شيءٍ من أخْبار المأمون وأوْصافِه على سبيل الاخْتصار، كُنّا سُقْناه على سبيل الاسْتِطْراد، قبلَ أن اطَّلَعْنا على كلام صاحب "النجوم الزاهرة" هذا، وأنَّه كان حنفيُّ المذهب، ولما عَلِمْنا ذلك وتحقَّقْناه، تَعَيَّن علينا ذكرُه في هذا المحلِّ إجْمالا وتفصيلا، فنقول، وبالله الإعانة، ومنه الهداية:
كانتْ ولادةُ المأمون، كما رواه الخطيبُ وغيرُه، سنة سبعين ومائة، في الليلة التي مَلَك فيها أبوه هارون في شهر ربيع الأوَّل، وقد مات في هذه الليلة خليفةٌ، ووُلِدَ خليفةٌ، وَوَلِيَ خليفةٌ، مات موسى، ووَلِيَ الرشيد، ووُلِدَ المأمون، وكثيرا ما يذكر المؤَرِّخون هذه الليلة في غرائب الاتِّفاق.
= وتاريخ الخلفاء 306 - 333، وتاريخ الخميس 2: 33، وتاريخ الطبري 8: 646 - 666، والذهب المسبوك 186، وسير أعلام النبلاء 10: 272 - 290، وشذرات الذهب 2: 39، وطبقات الشافعية الكبرى 2: 56، 57، والعبر 1: 375، وفوات الوفيات 2: 235 - 239، والفهرست 129، والكامل 6: 428 - 439، ومروج الذهب 3: 416 - 458، والمعارف 387، والنجوم الزاهرة 2: 225 - 228، وهدية العارفين 1:439.
وكان المأمون أبيض اللَّوْن، رَبْعَةً، حسن الوجه، قد وَخَطه الشَّيْبُ، تعْلُوه صُفْرةٌ، أعْيَنُ، طويلُ اللِّحْية رَقيقُها، ضَيِّق الجبين، على خَدِّه خالٌ، وكان ساقاه دون سائر جسده صَفْراوَيْن، حتى كأنَّهما طُلِيَتا بالزَّعْفَران.
وعن اليَزِيدِيّ، أنّه قال: كنتُ أُؤدِّبُ المأمون، فأتيتُه يوما، فوجدتُه داخل المنزل، فوجَّهْتُ إليه بعضَ خَدَمِه يُعْلِمُه بمكاني، فأبْطَأَ عليَّ، ثم وجَّهْتُ إليه آخر، فأبْطَأ وتأخَّر، فلما خرج أمَرْتُ بحَمْلِه، فضربتُه سَبْعَ دِرَرٍ. قال: فإنَّه ليَدْلُكُ عيْنَيْه من البُكاء، إذ قيل: هذا جعفر بن يحيى قد أقْبَل، فأخذ مِنْديلا، فمسَح عيْنَيْه من البُكاء، وجمع ثيابَه، وقال إلى فَرْشَةٍ، وقَعَدَ عليها مُتربِّعا. ثم قال: لِيَدْخُلْ. فدخل فقُمْتُ من المجلس، وخِفْتُ أن يَشْكُوَنِي إليه، فألْقى منه ما أكْرَهُ. قال: فأقْبَلَ عليه بوَجْهِه وحديثه حتى أضْحكَه، وضَحِكَ إليه، فلمّا همَّ بالحركة، دعا بدابَّته، وأمَر غِلْمانَه، فسَعَوْا بين يَدَيْه، ثم سأل عنِّي، فجئتُ، فقال: خُذْ علَيَّ ما بَقِيَ من جُزْئي. فقلتُ: أيّها الأميرُ، أطالَ اللهُ بقاك، لقد خِفْتُ أن تَشْكُوَنِي إلى جعفر بن يحيى، ولو فعلتَ ذلك لَتنَكَّر لي، فقال: أتُرانِي يا أبا محمد كنتُ أُطْلِع الرشيد على هذه، فكيف بجعفر بن يحيى حتى أُطْلِعَه؟ إنِّي أحْتاجُ إلى أدب، إذا يغفرُ الله لك بُعْدَ ظَّنِّك، ووَجِيبَ قلبِك، خُذْ في أمْرِك، فقد خطَر ببالك ما تراهُ أبدا، ولو عُدْتَ في كلِّ يوم مائة مرّةٍ.
وكانتْ ولايته الخلافةَ في المحرّم، لخمسٍ بَقينَ منه، بعدَ مَقْتلِ أخيه، سنة ثمان وتسعين ومائة، فاسْتمرَّ في الخلافة عشرين سنة وخمسةَ أشْهُرِ.
قال ابنُ كثير في "تاريخه": وقد بايَع في سنة إحدى ومائتين بولاية العَهْدِ من بعدِه لعليِّ الرِّضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصّادق بن محمد الباقر بن عليّ زين العابدين ابن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنهم أجمعين، وخلَع السَّواد، ولبِس الخُضْرَة، كما قدَّمنا، فأعْظَمَ ذلك العبّاسِيُّون من البَغْادِدَةِ وغيرِهم، وخلَعوا المأمون، وولَّوا عليهم
إبراهيم بن المهْدِيّ، ثم ظَفِر بهم المأمونُ، واسْتقام أمرُه في الخلافة، وذلك بعدَ مَوْتِ عليّ الرِّضا بـ "طُوسَ"، وعَفا عن عمِّه إبراهيم بن المْهدِيّ.
قال: وروَى الخطيبُ البغداديّ، عن القاسم بن محمد بن عبّاد، قال: لم يَحْفَظِ القرآن أحدٌ من الخلفاء غيرَ عثمان بن عفان، والمأمون، وهذا غريب جدًّا.
قالوا: وكان يتْلو في شهر رمضان ثلاثا وثلاثين ختمة.
وجلس يوما لإملاء الحديث، فاجْتَمَع حولَه القاضي يحيَى بن أكْتَم، وجماعةٌ، فأملَى عليهم من حِفْظِه ثلاثين حديثا.
وكانتْ له بَصيرةٌ بعلوم مُتَعدِّدة؛ من فقه، وطِبٍّ، وشعر، وفرائض، وكلام، ونحو، وعربية، وغريب، وعلوم النُّجوم، وإليه يُنْسَبُ "الزِّيجُ المأمُونِيّ".
ورَوَى ابنُ عساكر، أنَّ المأمون جلس يوما للناس، وفي، مجلسه العلماءُ والأمَراء، فجاءتْ امرأةٌ تتظَلَّم إليه، فذكرتْ أنَّ أخاها تُوُفِيّ، وترك سِتَّمائة دينار، فلم يحْصُلْ لها سِوَى دينار واحد. فقال لها على البديهة: قد وصَل إليك حقُّك؛ لأنّ أخاْك قد تَرَك بِنْتَيْن، وأمّا، وزوجةً، وأثْنَى عشر أخا، وأخْتا، وهي أنتِ. قال: نعم، يا أمير المؤمنين!. فقال: للبنتين الثُّلثان، أربعُمائة دينار، وللأُمِّ السُّدس، مائةُ دينار، وللزَّوجة الثُّمُن خمسة وسبعون دينارا، يبقى خمسة وعشرون دينارا، لكلّ أخٍ ديناران، ولك دينار واحدٌ. فتعجَّب الناس من فِطْنَتِه وسُرْعة جَوابِه.
وقد روينا هذه الحكاية أيضًا عن علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.
ودخل [بعض] الشُّعَراء على المأمون، وأنْشَدَه بيتا من شِعْره قالَه فيه، وكان الشاعر يُعْجَبُ به، فلم يقعْ من المأمون مَوْقِعا، ولا رفَع له رأسا، فلمّا خرَج من عِندِه لقيَهُ شاعرٌ آخَر، فشكا له حالَه، وعدمَ إقْبالِ المأمون على شِعْره، فقال له: ما هو؟ فقال:
أضْحَى إمام الهدى المأمونُ مُشْتَغِلا
…
بالدِّين والناسُ بالدُّنيا مَشاغِيلُ،
فقال له ذلك الشاعر: ما زِدْتَ على أن جعلتَه عَجوزًا في مِحْرابها، في يدِها سُبْحةٌ، فمن يقوم بأمْر الدُّنيا إذا كان مَشْغولا عنها، وهو المطَوِّق بها، فهلا قلتَ كما قال جَرِيرٌ في عبد العزيز بن الوليد، وهو:
فلا هو في الدنيا مُضيعٌ نَصيبَه
…
ولا غَرَضُ الدُّنيا عن الدين شاغِلهْ
روى ابنُ عَساكِر، من طريق النَّضْر بن شُمَيْل، قال: دخلتُ على المأمون، فقال: كيف أصْبَحْتَ يا نضر؟ قلتُ: بخيرٍ يا أمير المؤمنين! قال: ما الإرْجاءُ؟ فقلتُ: دينٌ يُوافقُ الملوك، يُصيبون به من دُنْياهم، ويَنْقُصون من دينهم. قال: صدَقْتَ. ثم قال: يا نضر، أتَدْري ما قلتُ صَبِيحة هذا اليوم؟ قلتُ: أنَّى لي بعلمِ الغيبِ. فقال:
أصْبَح ديني الذي أَدينُ به
…
ولستُ منه الغداةَ مُعتَذِرَا
حُبَّ عَليٍّ بعدَ النَّبِيّ ولا
…
أشْتُمُ صِدِّيقَنا ولا عُمَرَا
وابنُ عَفان في الجنان مع الأبـ
…
ــرار ذاك القَتيلُ مُصْطَبِرا
لا ولا أشْتُمُ الزُّبَيْرَ ولا
…
طَلْحَةَ إنْ قال قائلٌ غَدَرا
وعائشُ الأمُّ لستُ أشْتُمُها
…
مَن يَفْتَرِيها فنحنُ منه بَرَا
قال ابنُ كثير: وهذا المذهب ثاني مراتب التَّشَيُّع، وقبلَه تفضيلُ عليِّ على عثمان، رضي الله تعالى عنهما، وقد قال بعضُ السَّلف: مَن فضَّل عليًّا على عثمان، فقد أزْرَى بالمهاجرين والأنصار. يعني في اجْتهادِهم ثلاثةَ أيّام، ثم اتَّفقُوا على تقْديم عثمان على عليِّ بعدَ مَقْتلِ عُمَرَ، رضي الله تعالى عنه، وبعدَ ذلك سِتَّ عشْرَة مَرْتَبة في التَّشَيُّع، على ما ذكرَه صاحب كتاب "البلاغ الأكبر، والنّاموس الأعظم" تنْتَهِي [به] إلى كُفْرِ الكفر.
قال - أعني ابن كثير -: وقد رَوَيْنا عن أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه، أنَّه قال: لا أُوتَى بأحدٍ يُفَضِّلُنِي على أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، إلا جَلَدْتُه حَدّ المفْتَرِي. وتَواتَرَ عنه أنَّه قال:
خيرُ الناس بعدَ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، رضي الله تعالى عنهما. ثم خالَف المأمون في مَحَبَّته مذهبَ الصَّحابة كلِّهم، حتى عليِّ بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
قال: وقد أضاف المأمون إلى بِدْعته هذه التي أزْرَى فيها على المهاجرين والأنصار وخالفَهم، تلك البدعةَ الأخْرَى، والطَّامَّة العُظْمَى، وهي القولُ بخلق القرآن، مع ما فيه من الانهِماك على تَعاطِي المسْكِر، وغير ذلك من الأفعال التي تَعَدَّد فيها المنْكِرُ، ولكن كان فيه شهامةٌ عظيمةٌ، وقوةٌ جسيمةٌ، وله هِمَّةٌ في القتال، وحِصار الأعداء، ومُصادرة الرُّوم وحَصْرِهم في بُلْدانهِم، وقَتْلِ فُرْسانهِم، وأسْرِ ذَرارِيّهم ووِلْدانهِم.
وكان يقول: معاويةُ بعَمْره، وعبدُ الملك بِحَجّاجِه، وأنا بنفسى.
وكان يقصد العدل، ويتولى بنفسه بين الناس الفصل، جاءته امرأة ضعيفة، فتظلمت من العبّاس، وهو واقفٌ على رأسِه، فأمر الحاجبَ فأخذ بيده، فأجْلَسَه معها بين يديه، فادَّعتْ عليه أنَّه أخذ ضَيْعَةً لها، واسْتَحْوَذَ عليها، فتناظَرَا ساعةً، فجعل صَوْتُها يعْلُو على صوتِه، فزَجَرها بعضُ الحاضرين، فقال له المأمون: اسْكُتْ فإنَّ الحقَّ أنْطَقَها، والباطِلَ أسْكَتَه، ثم حكم لها بَحَقِّها، وألْزَمَ لها ولَدَه بعشرة آلاف درهم.
وكتب إلى بعض الأمَراء: ليس من المروءة أن يكونَ آنِيَتُك من ذهبٍ وفِضَّةٍ، وغَريمُك عارٍ، وجارُك طاوٍ.
ووقفَ رجلٌ بين يدَيْه، فقال له: والله لأقْتُلَنَّك. فقال: يا أمير المؤمنين! تأنَّ عليَّ، فإنّ الرِّفْقَ نصفُ العَفُو. فقال: وَيْحَك، كيف وقد حلفتُ لأقْتُلَنَّك؟ فقال: يا أمير المؤمنين! لأنْ تَلْقى الله حانثًا، خيرٌ من أن تلْقاه قاتلًا، فعفا عنه.
وكان يقول: ليتَ أهلَ الجرائم يَعْرفون مذهبي في العَفْو، حتى يذهَب الخوفُ عنهم، ويَدْخُلَ السُّرورُ على قلوبهم.
وحضَر عنده هُدْبةُ بن خالد يومًا، فتغدّى عنده، فلمّا رُفِعتِ المائدُة، جعل هُدْبَةُ يَلْتَقِطُ ما تناثَر منها، فقال له المأمون: أما شَبِعْتَ يا شيخ؟ فقال: بَلَى، ولكنْ حدَّثنِي حَمّاد بن سَلَمة، عن ثابت عن أنس، أنَّ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال:"مَنْ أكَلَ ما تَحْتَ مائدَتِه أمِنَ من الفَقْرِ". قال: أمَر له المأمون بألف دينار.
وروَى ابنُ عَساكِرَ، أنَّ المأمون قال يوما لمحمد بن عَبّاد بن المهلّب: يا أبا عبد الله! قد أعطَيْتُك ألفَ ألفٍ وألفَ ألفٍ وألفَ ألْفٍ، وإنَّ عليك دَيْنا، فقال: يا أمير المؤمنين! إنَّ منْع الموجود، سُوءُ ظَنٍّ بالمعْبود. فقال: أحْسَنْتَ يا أبا عبد الله! أعْطوه ألفَ ألْفٍ، وألفَ ألفٍ، وألفَ ألفٍ.
ولما أراد المأمون أن يدخل ببوران بنتِ الحسن بن سهل، جعل الناس يُهْدُون لأبيها الأشياءَ النفيسة، وكان من جُمْلةِ الناس رجلٌ من الأدباء، فأهْدى إليه مِزْوَدًا فيه مِلْح طَيِّب، ومِزْوَدا في أشْنان جَيِّد، كتب إليه: إنِّي كَرِهتُ أن تُطْوَى صحيفةُ أهْلِ البِرِّ ولا ذِكْرَ لي فيها، فوجَّهتُ إليك بالمبْتدإ به؛ لِيُمْنِه وبركتِه، وبالمخْتوم به، لطِيبِه ونَظافتِه، وكتب إليه:
بِضاعَتِي تقْصُرُ عن هِمَّتِي
…
وهِمَّتِي تَقْصِرُ عن مالِي
والملحُ والأُشْنانُ يا سيدِي
…
أحْسَنُ ما يُهْدِيه أمْثالِي
قال: فدخل بهما الحسن بن سهل على المأمون، فأعْجَبَه ذلك، وأمر بالمزْوَدَيْنِ، ففُرِّغا ومُلِئا دنانير، وبعث بهما إلى ذلك الأديب.
ووُلِد للمأمون ابنُه جعفر، وبه كان يُكْنَى، فدخل عليه الناسُ يُهَنُّونه بصنوفِ التَّهانِي، ودخل في جُمْلتِهم بعضُ الشعراء، وأنْشَده قولَه:
مَدَّ لك الله الحياةَ مَدّا
…
حتى يُرِيك ابْنَك هذا جدَّا
ثُم يُفَدَّى مِثْلَما تُفَدَّى
…
كأنَّه أنتَ إذا تَبَدَّى
أشْبَهَ منك قامةً وقَدَّا
…
مُؤزَّرًا بمَجدِه مُردَّى
فأمر له بعشرة آلاف درهم.
وقدم عليه، وهو "دمشق" مالٌ جزيل بعد ما كان قد أفْلس، وشكا إلى أخيه المعتصم ذلك، فورَد عليه خَزَائنُ من "خُراسانَ" فيها ثلاثون ألفَ ألفٍ، فخرج يسْتَعْرِضها، وقد زُيِّنت الجِمالُ والأجمال، ومعه يحيى بن أكْتَم القاضي، فلمّا دخلت البلدَ، قال: ليس من المروءة أن نَحُوزَ هذا كلَّه والناسُ ينْظُرون. ثم فرَّق منه أربعة وعشرين ألفَ ألْفِ درهم، ورِجْلُه في الركاب، لم يَنْزِلْ عن فرسِه.
ومن لطيف شعرِه:
لسانِي كَتومٌ لأسْراركمْ
…
ودَمعِي نَمُومٌ بِسِرِّ مُذِيعْ
فلولا دُمُوعِي كَتمْتُ الهوى
…
ولولا الهوَى لم يكُن لي دُموعْ
وقد بعثَ خادما له ليلة من الليالي، ليأتِيَه بجاريةٍ كان يهْواها، فأطال عندَها المكْثَ وتمنَّعت الجارية من المجيء إليه حتى يأتي إليها بنفسه، فأنْشأ المأمون يقولُ:
بعثْتُك مُشْتاقا ففُزْتَ بنَظْرةٍ
…
وأغْفَلْتني حتى أسأتُ بكَ الظَّنَّا
وناجَيْتَ مَن أهْوَى فكنتَ مُقرَّبا
…
فياليتَ شِعْرِي عن دُنُوِّكَ ما أغْنَى
ورَدَّدْتَ طَرْفا في مَحاسن وَجْهِها
…
ومَتَّعْتَ باسْتِمْتاعِ نَغْمَتِها أُذْنا
أرَى أثرًا في صَحْنِ خدِّك لم يكُن
…
لقد سَرَقتْ عَيْناكَ من حُسْنِها حُسْنا
ولما ابْتَدَع المأمون ما ابْتَدَع من التَّشَيُّع والاعْتِزال، فرِح بذلك بِشْرٌ المرِيسِيُّ، وكان شيخا للمأمون في ذلك، وأنْشَد:
قد قال مَولى الوَرى وسَيِّدُنا
…
قَوْلا له في الكتابِ تصْدِيق
إنَّ عليًّا أعْنِي أبا حسَنٍ
…
أفضلُ مَن أرْقَلَتْ به النُّوقُ
بعدَ نَبيّ الهُدَى وإنَّ لنا
…
أعْمالنا والقرآنَ مخْلوقُ
فأجابه بعضُ الشعراء من أهل السُّنة، فقال:
يا أيُّها الناس لا قَوْلٌ ولا عملٌ
…
لمن يقولُ كلامُ الله مخلوقُ
ما قال ذاك أبو بكر ولا عمرُ
…
ولا النبيُّ ولم يَذْكرْه صِدِّيقُ
ولم يقلْ ذاك إلا كلُّ مُبْتَدِعٍ
…
على الإله وعند الله زنْديقُ
أصيحُ يا قومُ عَقْلا من خَليفتِكم
…
يُمْسِي ويُصيحُ في الأغلال مَوْثوق
وقد سأل بشرٌ من المأمون أن يطْلُبَ قائلَ هذه الأبيات، فيؤدِّبَه على ذلك، فقال له: وَيْحَك، لو كان فقيها لأدَّبْتُه، ولكنَّه شاعرٌ، فلستُ أعْرِضُ له.
ولما تجهَّز المأمون للغَزْو، في آخر سَفْرةٍ سافَرها إلى "طَرَسوسَ" اسْتَدْعَى بجاريةٍ كان تُحِبُّها، وقد اشْتراها في آخر عمرِه، فضمَّها إليه، فبكتِ الجاريةُ، وقالتْ: قتلْتَنِي يا أميرَ المؤمنين! بسَفَرك هذا. ثم أنْشأتْ تقول:
سأدْعو دَعْوَة المضْطَرِّ رَبًّا
…
يُثيبُ على الدُّعاء ويسْتَجيبُ
لعلَّ اللهَ أن يَكْفِيكَ حَرْبًا
…
ويَجْمعَنا كما تَهْوَى القلوبُ
فضمَّها إليه، ثم أنْشأ مُتَمثِّلا يقول:
فيا حُسْنَها إذَ يَغْسِلُ الدَّمْعُ كُحْلَها
…
وإذ هِيَ تُذْرِي الدَّمْعَ منها الأنامِلُ
صَبيحةَ قالتْ في العِتاب قَتَلْتَنِي
…
وقَتْلِي بما قالتْ هناك تُحاوِلُ
ثم أمر الخادم: مُرُوا بالإحْسان إليها، والاحْتفاظ عليها حتى يرجعَ، ثم قال: نحن كما قال الأخْطَل:
قومٌ إذا حارَبوا شَدُّو مآزِرَهم
…
دُون النِّساء ولو باتَتْ بأطْهارِ
ثم ودَّعها وسافر، فمرِضت الجارية في غَيبته، ومات المأمون أيضًا.
وقيل: إنّه لما مات جاء نَعِيُّه إليها، تنفَّسَت الصُّعَداء، وحضرَها الموتُ، وأنْشأت تقول، وهي في السِّياق:
إنَّ الزمان سَقانا مِن مَرارتِه
…
بعدَ الحلاوَة أنْفاسا فأرْوانَها
أبْدَى لنا تارةً منه فأضحكَنا
…
ثم انْثَنَى تارةً أخرَى فأبْكَانا
إنا إلى الله فيما لا يزالُ لنا
…
من القضاء ومن تَلْوِينِ دُنْيانا
دُنيا نَراها تُرِينا مِن تَصَرُّمِها
…
ما لا يَدومُ مُصافاةً وأحْزانَا
ونحن فيها كأنَّا لا يُزايلُنا
…
عيشٌ فأحْياؤُنا يَبْكونَ مَوْتانا
وروى الخطيبُ في "تاريخه": أنّ هارون الرشيد كان له جارية غُلامِيَّة، تصبُّ على يدِه، وتقِفُ على رأسِه، وكان المأمونُ يُعْجَبُ بها وهو أمْرَدُ، فبينا هي تصُبُّ على هارونَ من إبْريقٍ معها، فأشار إليها المأمون بقُبْلةٍ، فزَبَرتْه بحاجبِها، وأبْطأتْ عن الصبِّ، فنظر إليها هارون، فقال: ما هذا؟ فتلَكَّأت عليه - ضَعي ما معك، عليَّ كذا إن لم تُخْبِريني لأقْتُلَنَّك. فقالتْ: أشار إليّ عبد الله بقُبْلةٍ، فالْتفَت إليه، وإذا هو قد نزَل به من الحياء والرُّعب ما رحمه منه، فاعْتنَقه، وقال: أتُحِبُها؟ قال: نعم، يا أمير المؤمنين! فقال: قُمْ فاخْلُ بها في تلك القُبَّة. فقام ففعل، فقال له هارون: قُلْ في هذا شِعرا. فأنْشأ يقول:
ظَبْيٌ كنَيْتُ بطَرْفِي
…
عن الضَّمير إليه
قبَّلْتُه من بعيدٍ
…
فاعْتلَّ مِن شَفَتَيْه
وردَّ أخْبَثَ رَدٍّ
…
بالكَسْرِ من حاجِبَيْه
فما بَرِحْتُ مَكانِي
…
حتى قَدَرْتُ عَلَيْه
وعن ابن أبي دُواد، أنه قال: دخل رجلٌ من الخَوارج على المأمون، فقال: ما حَمَلَك على خِلافِنا؟ قال: آية في كتاب الله تعالى. قال: وما هي؟ قال: قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} . فقال له المأمون: ألك علمٌ بأنَّها مُنَزَّلةٌ؟ قال: نعم. قال: وما دليلك؟ قال: إجْماعُ الأمة. قال: فكما رَضيتَ بإجمْاعِهم في التَنْزيل، فارْضَ بإجماعهم في التأويل. قال: صدَقْتَ يا أمير المؤمنين!
وكان المأمون يقول: غَلَبةُ الحُجَّة أحبُّ إلىَّ من غلبة القُّدرة؛ لأنَّ غلبة القدرة تزولُ بزَوالها، وغلبةَ الحُجَة لا يُزيلُها شيءٌ.
ومن مَكارِم أخْلاقه: ما حكاه يحيى بن أكْتَم، قال: بِتُّ ليلةً عند المأمون، فعَطِشْتُ في جَوْف الليل، فقمْتُ لأشْربَ ماء، فرآني المأمون، فقال: مالك لست تَنامُ يا يحيى؟ قلتُ: يا أمير المؤمنين! أنا والله عَطْشان.
قال: ارْجِع إلى مَوضعِك. فقام والله إلى البَرّادَة، فجاءنِي بكوز ماء، وقام على رأسي، فقال: اشربْ يا يحيى! فقلتُ: يا أمير المؤمنين! هلّا وَصيفٌ أو وَصيفةٌ يقومُ بذلك؟ فقال: إنَّهم نيامٌ. قلتُ: فأنا كنتُ أقومُ للشُّرب. فقال لي: لُؤْمٌ بالرجل أن يستَخْدِمَ ضَيْفَه. ثم قال: يا يحيى! فقلتُ: لبَّيْك يا أمير المؤمنين! قال: ألا أحَدِّثك؟ قلتُ: بلى يا أمير المؤمنين! قال: حدَّثني الرشيدُ، قال: حدَّثني المهْدِيُّ، قال: حدَّثني المنصور، عن أبيه، عن عِكْرِمة، عن ابن عبّاس، قال: حدَّثني جَريرُ بن عبد الله، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقول: "سَيّدُ القَوْمِ خادِمُهم".
وعن يحيى أيضًا: ما رأيتُ أكْرَمَ من المأمون، بِتُّ عندَه ليلةً، فعَطَش، وقد نِمْنا، فكَرِه أن يصيح بالغِلْمان، فأنْتَبَه وكنتُ مُنْتَبها، فرأيتُه قد قام يمشي قليلا قليلا إلى البرَّادة، وبينه وبينها بُعْدٌ، حتى شرِبَ، ورجَع. قال: يحيى: ثم بِتُّ عندَه ونحنُ بـ "الشام"، وما معي أحدٌ، فلم يَجِئْني النومُ، فأخذ المأمونَ سُعالٌ، فرأيتُه يسدُّ فاهُ بكُمِّ قميصِه كي لا أنْتَبِه، ثم حَمَلنِي آخرَ الليل النومُ، وكان له وقتٌ يقومُ فيه يسْتاكُ، فكَرِه أن يُنَبِّهنِي، فلمّا ضاق الوقت عليه تَحرَّكتُ، فقال: الله أكبر، يا غِلْمان، نَعْلُ أبي محمد.
وقال يحيى أيضًا: كنتُ أمشي يوما مع المأمون في بُستان موسى، في مَيْدان البُسْتان، والشمسُ عليَّ، وهو في الظِّلِّ، فلمّا رجعنا قال لي: كُنِ الآن أنتَ في الظِّلِّ. فأبَيْتُ عليه، فقال: أوَّلُ العدلِ أن يَعْدِل الملِكُ في بِطانتِه، ثم الذين يلونهم، حتى يَبْلُغَ إلى الطبقة السُّفْلى.
وعن عبد الله بن محمود المرْوَزِيّ، قال: سمعتُ يحيى بن أكْتَم القاضي يقول: ما رأيتُ أكْملَ آلةً من المأمون. وجعل يُحدِّث بأشياءَ اسْتَحْسنَها مَن كان في مجلسِه، ثم قال: كنتُ عندَه ليلةً أُذاكِرُه، ثم نام وانْتبَه، فقال: يا يحيى! انْظُرْ أيْش تحت رِجْلِي. فنظرتُ فلم أرَ شيئا، فقال: شَمْعةً. فتبادَر الفَرَّاشون، فقال: انْظروا. فنظروا، فإذا تحت فراشِه حَيَّةٌ بطُولِه، فقتلوها،
فقلتُ: قد انْضافَ إلى كمال أمير المؤمنين علمُ الغيب. فقال: مَعاذَ الله، ولكن هَتَف بي هاتفٌ السَّاعة وأنا نائمٌ، فقال:
يا راقد الليل انْتَبِه
…
إنّ الخُطوبَ لها سُرَى
ثِقَةُ الفتى بزَمانِه
…
ثِقةٌ مُحَلَّلةُ العُرَى
وعلمتُ أنَّه قد حدث أمْرٌ، إما قريبٌ، وإما بعيدٌ، فتأمَّلْتُ ما قَرُبَ، فكان ما رأيتَ.
* * *
2582 - الشيخ الفاضل عبد الله بن همة علي الجاندباري الأعظم كرهي، أحد العلماء الصالحين
*
ولد، ونشأ بـ "جاندبار" قرية من أعمال "أعظم كره".
وقرأ العلم على مولانا سلامة الله الجيراج بوري، ومولانا شكر الله السبرحدي، وغيرهما من العلماء.
ثم لازم دروس العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي، وأخذ عنه، وولي التدريس بـ "ويلور"، فدرّس بها مدّة من الزمان، وسعد بالحجّ والزيارة، وحفظ القرآن، وكان مفرط الذكاء، سريع الإدراك، قوي الحفظ.
مات لليلة بقيت من ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف.
* * *
2583 - الشيخ الفاضل عبد الله بن يوسف بن أحمد بن الحسين
بن
* راجع: نزهة الخواطر 8: 316.
سليمان بن فَزَارةَ بن بدر الدين بن محمد بن يوسف، أبو الفتح ابن قاضي القضاة جمال الدين أبي المحاسِن ابن قاضي القضاة شرف الدين، المعروف بابن الكفري *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ولد بـ "دمشق" وسمع جماعة من علمائها، وتفقَّه بوالده وغيره، وبرعَ في الفقه، والأصول، والعربية وغير ذلك.
وتَولَّى قضاءَ الحنفية بـ "دمشق"، هو وأبوه، وجدُّه، وأخوه، زين العابدين عبد الرحمن، المكَنَّى بأبي هُرَيْرَة.
وكان مَشْكورَ السِّيرة، محمودَ الطريقة في أحْكامِه، وكان من بيت علمٍ وفضلٍ ورياسة.
مات في ذي الحجّة، سنة ثلاث وثمانمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
2584 - الشيخ الفاضل عبد الله بن يوسف بن محمد الزَّيْلَعِيّ جمال الدين، أبو محمد
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: اشتغل، وسمع من أصحاب النَّجيبِ، وأخذ عن الفخر الزَّيْلَعيّ شارح "الكنز"، وعن القاضي علاء الدين
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 253.
وترجمته في إنباء الغمر 2: 166، والضوء اللامع 5:73.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 252.
وترجمته في البدر الطالع 402، وحسن المحاضرة 1: 359، والدر الكامنة 2: 417، وكشف الظنون 2: 1481، 2036.
ابن التُّركُمانِيّ، وغيرهما، ولازَم مُطالعتَه كُتُبَ الحديث، إلى أن خرَّج أحاديث "الهداية"، وأحاديث "الكشّاف"، فاسْتَوْعَب ذلك اسْتيعابا بالغا.
ومات بـ "القاهرة"، في المحرَّم سنة اثنتين وسبعمائة.
قال في "الدرر": ذكر لنا شيخنا العِراقِيّ، أنَّه كان يوافِقُه في مُطالعة الكتب الحديثيَّة، لتَخْريج أحاديث "الإحياء"، والأحاديث التي يُشير إليها التِّرْمِذِيُّ في الأبواب، والزَّيْلَعِيُّ لتَخْريج أحاديث "الهداية"، والكشَّاف"، فكان كلُّ منهما يُعينُ الآخَرَ، ومن كتاب الزَّيْلَعِيّ في تخْريج أحاديث "الهداية" اسْتِمْدادُ الزَّرْكَشِيّ في كثير ممّا كَتَبه من تَخْريج أحاديث "الرَّافِعيّ".
قال ابنُ العَديم: ومن خَطِّه نقلتُ: شاهدتُ بخطِّ شيخِ الإسلام، حافظِ الوقتِ شهاب الدين أبي الفضل أحمد ابن حَجَر العَسْقلانِيّ، ما صورتُه. فذكر غالبَ ما نَقلْناه هنا من "الدُرر"، ومنه: حتى جمَع تَخْريجَ أحاديث "الهداية"، فاسْتَوْعَبَ فيه ما ذكَره من الأحاديث والآثار في الأصل، وما أشار إليه إشارةً، ثم اعْتَمَد في كلِّ بابٍ أن يذكُرَ أدِلَّةَ المخالِفين، ثم هو في ذلك كثير الإنصاف، يحكِي ما وجده من غير اعْتراضٍ ولا تَعَقُّب غالبا، فكثُر إقْبالُ الطَّوائف عليه، واسْتَوْعَبَ أيضًا في تخْريج أحاديث "الكشّاف"، ما فيه من الأحاديث المرفوعة خاصَّةً، فأكْثَرَ من تَبْيينِ طُرُقِها، وتَسْميَةِ مُخَرِّجِها، على نَمَط ما في أحاديث "الهداية"، لكنَّه فاتَهُ كثيرُ من الأحاديث المرْفوعة، التي يذْكُرُها الزَّمَخْشَرِيّ بطريق الإشارة، ولم يتعرَّض غالبا لشيءٍ من الآثار الموقوفة، ورأيتُ بخطِّه كثيرا من الفوائد مُفَرَّقًا. انتهى.
قال الحافظ الناقد الإمام زاهد بن الحسن الكوثري رحمه الله تعالى في "تقدمته" على "نصب الراية": ما نصّه: فإن كتاب "نصب الراية لتخريج أحاديث الهداية" للإمام الحافظ الفقيه الناقد الشيخ عبد الله بن يوسف الزيلعي - أعلى الله سبحانه منزلته في الجنة - كتاب، لا نظير له في استقصاء أحاديث الأحكام، حيث كان مؤلّفه لا يفتر ساعة عن البحث، ولا يعوقه
عن التنقيب عائق، ولا يحول دون فحصه تواكل ولا تكاسل، ولا يزهده في الأخذ عن أقرانه عمّن هو دونه كبر النفس وسعته في العلم، بل طريقته الدأب ليل نهار على نشدان طلبته أينما وجد ضالّته.
وهذا الإخلاص العظيم وهذا البحث البالغ جعلا لكتابه من المنزلة في قلوب الحفّاظ ما لا تساميه منزلة كتاب من كتب التخريج.
والحق يقال: إنه لم يدع مطمعا لباحث وراء بحثه وتنقيبه، بل استوفى في الأبواب ذكر ما يمكن لطوائف الفقهاء أن يتمسّكوا به، على اختلاف مذاهبهم من أحاديث، قلّما يهتدي إلى جميع مصادرها أهل طبقته، ومن بعده، من محدّثي الطوائف، إلا من أجهد نفسه إجهاده، وسعى سعيه، لوجود كثير منها في غير مظانّها.
بل قلّ من ينصف إنصافه، فيدوّن أدلّة الخصوم تدوينه، غير مقتصر على أحاديث طائفة دون طائفة، مع بيان ما لها وما عليها بغاية النصفة، بخلاف كثير ممن ألّفوا في أحادث الأحكام في المذاهب، فإنك تراهم يغلب عليهم التقصير في البحث، أو السير وراء أهواء، فالتقصير في البحث يظهر المسألة القوية الحجّة بمظهر أنها لا تدلّ عليها حجّة، والسير وراء هوى تعصّب، يأباه أهل الدين.
وأخطر ما يغشي على بصيرة العالم عند النظر في الأدلّة هو التعصّب المذهبي، فإنه يلبس الضعيف لباسَ القوي، والقوىّ لباس الضعيف، ويجعل الناهض من الحجّة داحضا، وبالعكس، وليس ذلك شأن من يخاف الله في أمر دينه، ويتهيّب ذلك اليوم الرهيب، الذي يحاسب فيه كلّ امرئ على ما قدّمت يداه.
فإذا وجد المتفقّه من هو واسع العلم غواصّ، لا يتغلّب عليه الهوى بين حفّاظ الحديث، فليعضّ عليه بالنواجذ، فإن ذلك الكبريب الأحمر بينهم.
والحافظ الزيلعي هذا جامع لتلك الأوصاف حقّا، ولذلك أصبحت أصحاب التخاريج بعده عالة عليه.
فدونك كتب البدر الزركشي، وابن الملقّن، وابن حجر، وغيرهم من الذين يظنّ بهم أنهم يحلّقون في سماء الإعجاب، ويناطحون السحاب، وقارنها بكتب الزيلعي، حتى تتيقّن صدق ما قلنا، بل إذ فعلت ذلك ربما تزيد، وتقول إن سدى تلك الكتب ولحمتها كتب الزيلعي، إلا في التعصّب المذهبي.
وكتاب الزيلعي هذا يجد فيها الحنفي صفوة ما استدلّ به أئمة المذهب من أحاديث الأحكام، ويلقى المالكي فيها نقاوة ما خرّجه ابن عبد البر في "التمهيد"، و"لاستذكار"، وخلاصة ما بسطه عبد الحق في كتبه في أحاديث الأحكام، والشافعي يرى فيه غربلة ما خرّجه البيهقي في "السنن"، و"المعرفة"، غيرهما، وتمحيص ما ذكره النووي في "الخلاصة"، و"المجموع"، و"شرح مسلم"، واستعراض ما بينه ابن دقيق العيد في "الإلمام شرح العمدة"، كذلك الحنبلي يلاقي فيه وجوه النقد في "كتاب التحقيق" لابن الجوزي، و"تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي، وغير ذلك من الكتب المؤلّفة في أحاديث الأحكام.
بل يجد الباحث فيه سوى ما في الصحاح والسنن والمسانيد والآثار والمعاجم، من أدلّة الأحكام أحاديثَ في الأبواب، من "مصنف ابن أبي شيبة" أهمّ كتاب في نظر الفقيه، و"مصنف عبد الرزاق"، ونحوهما، مما ليس بمتناول يد كلّ باحث اليوم، مع استيفاء الكلام في كلّ حديث، من أقوال أئمة الجرح والتعديل، ومن كتب العلل المعروفة، وهذا مما جعل لهذا الكتاب ميزة عظمى بين كتب التخاريج.
ولا أريد بهذا الثناء على كتابه تثبيط العزائم وتخدير الهمم، ولا إنكار أنه لا نهاية لما يفيض الله سبحانه على أهل العزيمة الصادقة من خبايا
العلوم، ولا نفي أن في كتب من بعده بعض فوائد، يشكر مؤلّفوها عليها، ويزداد استقاء أمثالها من ينابيعها الصافية عند مضاعفة السعى، وصدق العزيمة، وإنما قلت: ما قلت إعطاء لكلّ ذي حقّ حقّه، وإجلالا للعلم، واستنهاضا للهمم، نحو محاولة الاستدراك على مثل هذا العالم الجليل.
وهذا حافظ واحد من حفّاظ الحنفية قام مثل هذا العمل العظيم، الذي وقع موقع الإعجاب الكلّي بين طوائف الفقهاء، كلّهم في عصره وبعد عصره، فمن قلّب صحائف هذا الكتاب، ودرس ما في الأبواب، من الأحاديث، تيقّن أن الحنفية في غاية التمسّك بالأحاديث والآثار في الأبواب كلّها.
لكن لا تخلو البسيطة من متعنّت، يتقوّل فيهم إما جهلا أو عصبية جاهلية، فمرة يتكلّمون في أخذهم بالرأى عند فقدان النص، مع أنه لا فقه بدون رأي، ومرة يرمونهم بقلّة الحديث، وقد امتلأت الأمصار بأحاديثهم، وأخرى يقولون: إنهم يستحسنون، ومن استحسن فقد شرّع. انتهى كلامه.
* * *
2585 - الشيخ الفاضل عبد الله بن يوسف بن محمد الكستلي
*
الرومي، الحنفي من القضاة ولي القضاء في بلدة "تيرة".
من آثاره: "مرقاة اللغات" في مجلّد كبير.
توفي سنة 1038 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 6: 166.
ترجمته قي هدية العارفين 1: 475.
2586 - الشيخ الفاضل عبد الله بن يونس الأرْمَنِيّ، وقال بعضهم: الأرْمَوِيّ، الشيخ الزاهد، القدوة، نزيلُ سَفْح "قاسِيون
" *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ذكرَه الذَهَبِيُّ "تاريخ الإسلام" وغيره، وأثْنَى عليه، وقال: إنَّه حفِظَ القرآن العظيم، و"كتاب القُدُورِيّ"، وجال في البلاد، ولَقِيَ الصُّلحاء والزُّهّاد، ووقع برجلٍ من الأولياء؛ فدلَّه على الطريق إلى الله تعالى، وصار صاحبَ أحْوالٍ ومُجاهَداتٍ.
وكان سَمْحا، لطيفا، مُتعفِّفا، ومُطَّرِح التَّكَلُّف، ساح مُدَّةً، وبَقِيَ يتَقَنَّعُ بالمباحات، وكان مُتواضعا، سيّدا، كبير القَدْرِ، له أصحابٌ ومُريدون، ولا يكادُ يَمْشي إلا وَحْدَه، ويشْتَرِي الحاجةَ بنفسه، ويَحْمِلُها.
وقد طوَّل أبو المظفَّر ابن الجَوْزِيُّ تَرْجمتَه.
وكانتْ وَفاتُه في التاسع والعشرين من شوَّال، سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة، وكانتْ له جنازةٌ مشهورةٌ، وزاويَتُه مُطِلَّةٌ على مقبرة الشيخ الموّفَّق. رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 253.
وترجمته في الدارس 2: 196، والعبر 5: 125، ومرآة الزمان 8: 2: 686 - 691.
باب من اسمه عبد الله
2587 - الشيخ الفاضل العلامة عبد الله الشهيد، رحمه الله تعالى
*
كان من خرّيجي جامعة العلوم الإسلامية علامة بنوري تاون كرتشي.
وبعد الفراغ اشتغل بأمور الجريدة الشهرية "بيّنات" مدّة، ثم وصل إلى "إسلام آباد"، وبنى فيها مدرسة كبيرة.
توفي شهيدا سنة 1418 هـ، كان رئيسا للجامعة الفريدية إسلام آباد.
* * *
2588 - الشيخ العارف بالله عبد الله، المشهور بحاجي خليفة
* *
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: كان أصله من ولاية "قسطموني"، واشتغل أولا بالعلوم الظاهرة، وأكملها، ثم اتصل إلى خدمة الشيخ تاج الدين إبراهيم بن بخشي فقيه، وحصل عنده طريقة الصوفية، وانكشف له المراتب العالية، حتى أجازه للإرشاد وأقامه مقامه بعد وفاته.
كان رحمه الله تعالى جامعا للعلوم والمعارف كلها، وكان متواضعا، متخشعا، صاحب أخلاق حميدة، وآثار سعيدة، وكانت له يد طولى في تعبير الواقعات، وكان مظهرا للخيرات والبركات، وصاحب عز وكرامات.
وكان مرجعا للعلماء والفضلاء، ومربيا للفقراء والصلحاء، وآية في المروات والفتوة والكرم والسخاوة، وكان بدنه الشريف جسيما، وخلقه عظيما، وكان له فم بسام ووجه بين الجلال والجمال قسام.
* راجع: مقالات يوسفي 1: 339 - 341، وبينات رجب 1419 هـ.
* * راجع: الشقائق النعمانية ص 147.
حكي عنه أنه قال: أتى إلى الشيخ محمد ابن المولى الفاضل خواجه زاده، وقال: رأيت في المنام أن واحدا من أولاد الأفرنج كان محبوسا في قلعة منذ سبع وعشرين سنة، قال الشيخ فحسبت سنه، فوافقت عدة سنه بعد بلوغه العدة المذكورة.
ومن جملة أحواله الشريفة أن المولى الفاضل علاء الدين الفناري لما عزل عن قضاء العسكر أراد أن يسلك مسلك التصوّف عند الشيخ المذكور، فقال له الشيخ: النهاية تابعة للبداية، فمن سلك المسلك المذكور بقطع جميع العوائق يكون سلوكه على ذلك في النهاية، ولكن يجوز أن يسلك على الاعتدال، ولا يلزم على المريد أن يعتقد في شيخه الكرامة والولاية، بل يكفي له أن يعتقده سالكا طريق الحقّ واصلا إليه، وجاريا على منهاج الطريقة والشريعة.
ثم قال: وكان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إذا أراد أن ينظر إلى شيء، كان لا يلوي عنقه إلى ذلك الجانب فقط، بل يتوجّه إليه بكليته، قال ففيه إشارة إلى أن الطالب ينبغي أن يتوجّه إلى مطلوبه بكليته، حتى يحصل له ذلك.
وحكي أن المولى المذكور لما طلب من الشيخ المذكور الإذن بالرياضة، وترك أكل الحيوانات، قال الشيخ: إني ما أكلت حيوانا، وما شربت ماء ستة أشهر في أوقات رياضة، وما انتفعت بذلك، بل بامتثال أمر الشيخ ومن كلامه الشريف أيضًا أن واحدا من المريدين قال له يوما: ربما يمرّ عليّ وقت لا أقدر على التلفّظ بكلمة الشهادة، ويخطر ببالي أن واحدا لو قال في حضور السلطان كلّ وقت لا سلطان أكبر منك يعد هذا سوء أدب ومن المعلوم أنه لا إله إلا الله، فذكره في حضوره كلّ وقت يكون بعيدا عن الأدب، فقال الشيخ هذا معنى الإحسان فمن وصل إليه يكفيه أن يلاحظ حضور الحقّ، وذلك الرجل قال: ربما لا أقدر على
ملاحظة معنى الذكر أيضًا، بل لا أقدر على الدعاء، فقال له الشيخ: قال الشيخ تاج الدين: ما قدرت أن أدعو الله تعالى مدّة ستة وشهر، وقال الشيخ عند ذلك الوقت يكل اللسان فيكفيه ملاحظة حضور الحق، قال الرجل وترتعد أعضائي، قال الشيخ: هذا ابتداء الحضور، ولو قدرت على الصيحة لكان أزيد.
وحكي أن الفاضل قاضي زاده كان قاضيا بـ "بروسه" في ذلك الوقت، وقد حضر يوما عند الشيخ المذكور، فسأله عن مذهب الجبرية، ومذهب أهل الحق، فقال له الشيخ: الجبر قسمان، جبر محقّق، وجبر مقلّد، أما جبر المحقّق فهو تفويض أموره جميعا إلى الله تعالى، وإسقاط اختياره بعد الامتثال بالأوامر، والاجتناب عن المناهي، وأما جبر المقلّد فهو تفويض أموره إلى هواه واتباع شهوات نفسه وإسقاط إرادته في الأوامر والنواهي، ويتمسّك بأنه ليس لي اختيار وقدرة، بل يجري على ما كتب في الأزل، قال الشيخ: وهذا كفر.
ثم قال الشيخ خرج صلى الله عليه وسلم يوما على أصحابه، وبيده كتابان، فقال للذي في يمينه: هذا كتاب من الله، وفيه أسماء أهل الجنة، وقد أجل على آخرها، وقال للذي في شماله: هذا كتاب من الله تعالى، وفيه أسماء أهل النار، وقد أجمل على آخرها، فقال الصحابة: إذن ندع العمل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعملوا، فكلّ ميسّر لما خلق له.
وقال الشيخ: أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لأهل الجنة علامة، فمن وجد فيه تلك العلامة فهو من أهلها، وإن لأهل النار علامة، فمن وجد فيه تلك العلامة فهو من أهلها، ثم قال ولا بدّ لك أن تحصل علامة أهل الجنة، كما فعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث اجتهدوا في العمل، ولم يتركوه اعتمادا على الكتاب، وإذا بلغت مبلغ أهل التحقيق باتباع شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم يصحّ لك
أن تقول ليس لي قدرة ولا اختيار، بل الكلّ من الله تعالى، أما تعرف أن السلف اجتهدوا في اتباع الشريعة والأعمال الشاقّة والرياضات الصعبة، فإذا كان حالهم كذلك فما بالنا لا نجتهد في العمل.
فلمّا قدّر الشيخ هذا الكلام قال المولى قاضي زاده: صدقتم كنت أنا والمولى الساميسوني يقول: لا نجاة إلا في متابعة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مات الشيخ المذكور قدّس سرّه العزيز في سلخ جمادى الآخرة من شهور سنة أربع وتسعين وثمانمائة، ودفن عند تربة شيخه، قدّس الله أسرارهم.
* * *
2589 - الشيخ الفاضل عبد الله، الجَمال، الأرْدُبِيلِيّ، ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو أحدُ الفُضلاء
*
أعاد، ودرَّس.
ومات سنة تسع وستين وثمانمائة.
وكان رجلا فاضلا. رحمه الله تعالى.
* * *
2590 - الشيخ الفاضل العلامة أبو اليمن نور الدين عبد الله الإسكداري
* *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 254.
وترجمته في الضوء اللامع 5: 74.
* * راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 176.
كان من مشاهير المحدّثين، والفقهاء، وأفاضل الأعيان، نزل "المدينة المنوّرة"، وكان شيخ الطائفة النقشبندية، واختصر "صحيح مسلم".
توفي سنة 1182 هـ، كذا في "حدائق الحنفية".
* * *
2591 - الشيخ العارف بالله تعالى الشيخ عبد الله الإلهي
*
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: كان مولده بقصبة "سماو" من ولاية "أناطولي" اشتغل في أول عمره بالعلم الشريف، وتوطّن مدّة بمدينة "قسطنطينية" في المدرسة المشهورة هناك بمدرسة زيرك، ولما ارتحل المولى علي الطوسي إلى بلاد العجم ارتحل هو معه أيضًا إلى بلاد العجم، ولقبه بقصبة "كرمان"، واشتغل عنده بالعلوم الظاهرة، وغلب عليه داعية الترك، فجمع كتبه، وقصد أن يحرقها بالنار.
ثم بدا له أن يغرقها بالماء، ولما كان هو في هذا التردّد إذ دخل عليه فقير، فعرض خاطرته عليه، فقال: بع الكتب، وتصدق بثمنها إلا هذا الكتاب فإنه يهمك، فإذا هو كتاب فيه رسائل المشايخ.
ثم عزم هو بمدينة "سمرقند"، ووصل هناك إلى خدمة الشيخ العارف بالله خواجه عبيد الله السمرقندي، وحصل عنده الطريقة، وتشرّف بتلقين من الشيخ، ثم ذهب بإشارة منه إلى "بخارا"، واعتكف هناك عند قبر الشيخ خواجه بهاء الدين النقشبندي، وتربى عنده من روحانيته، حتى أنه ربما ينشقّ القبر، ويتمّثل له خواجه بهاء الدين، ويعبر واقعته، ثم أتى مدينة "سمرقند" وصحب مع المولى عبيد الله مدّة أخرى، ثم ذهب بإشارته الشريفة إلى "بلاد
* راجع: الشقائق النعمانية ص 152.
الروم"، ومرّ ببلاد "هراة"، وصحب مع المولى عبد الرحمن الجامي، وغير ذلك من مشايخ "خراسان".
ثم أتى وطنه، وسكن به، واشتهر حاله في الآفاق، واجتمع عليه العلماء والطلاب، ووصلوا إلى مآربهم، وبلغ صيته إلى مدينة "قسطنطينية"، وطلبه علماؤها وأكابرها، فلم يلتفت إليهم إلى أن مات السلطان محمد خان، وظهرت الفتن في وطنه، فأتى مدينة "قسطنطينية"، وسكن هناك بجامع زيرك، واجتمع عليه الأكابر والأعيان، فتشوش الطلاب بمزاحمة الأكابر، ومال الشيخ إلى الارتحال منها، فبينما هو على ذلك إذ استدعاه الأمير أحمد بك الأورنوسي، وكان من محبيه بأن يشرف مقامه بولاية "روم إيلي" المسمّى بوارطار يكيجه سي، فقبل كلامه، وارتحل إليه، واجتمع عليه الطلاب، وانتفعوا به.
ومات هناك سنة ستّ وتسعين وثمانمائة، ودفن بذلك الموضع، وهناك جامع ومزار يزار، ويتبرك به، وكان قدّس سرّه العزيز في مجالسه الشريفة على الحضور التام، وكان إذا غلب على واحد من أهل المجلس فترة أو غلب عليه خاطرة، يلتفت إلى جانبه للدفع، ويتكلّم بما يدفعها. وكان متواضعا، صاحب خلق عظيم، بحيث لو دخل عليه أحد صغير أو كبير أو فقير أو غني، يقوم له من مجلسه، وذكر عنده انقطاع الشيخ ابن الوفاء عن الناس وخروجه إليهم مؤقّتا وعدم التفاته إلى الأصاغر والأكابر، فقال: اختار جانب الحضور على حسن الخلق.
ومن جملة مناقبه الشريفة: ما حكي عن الشيخ مصلح الدين الطويل، وكان هو من جملة أحبائه أنه قال: كنت مع سائر الطالبين عند حضور الشيخ بجامع زيرك، وعنده الشيخ عابد جلبي من أبناء جلال الدين الرومي، وكان قاضيا، ثم تركه، وصار ممن يلازم خدمة الشيخ، فأسره الشيخ بكلام إليه، فنظر هو إلى جانب وتبسم، قال: فتعجّبت من هذا الحال، فسألت
عابد جلبي عن هذا، فقال: قال لي الشيخ: انظر إلى بدر الدين خليفة، وكان إماما بالجامع المذكور، وكان رجلا صالحا من أهل الطريقة الخلوتية، قال: قال: فنظرت فإذا هو في زيّ راهب، فتبسّمت من هذا، قال الشيخ مصلح الدين رحمه الله تعالى: فازداد بهذا الكلام اضطرابي، فقلت في نفسي: كيف كشف الشيخ حال ذلك الإمام، مع أنه رجل صالح من أهل الطريقة، كيف خصّ هذا الكلام بعابد جلبي، ولم يكن ذلك من عادته، فغلب علي هذا الخاطر، حتى تكلّمت عند الشيخ، قال الشيخ: ذلك الزيّ صورة إنكاره عليّ لا صورة دينه، وتخصيص الكلام بعابد جلبي هو أن مشارب الناس مختلفة، مثلا صبيان العوام يعلمون بالضرب، وصبيان الأكابر يعلمون باللطف، ولو لم أتلطّف معه لتركني، وترك هذا الطريق.
ومن جملة مناقبه: أن عجوزا من إحبائه جاءت إليه يوما، فقالت: رأيت واقعة عجيبة، رأيتني في المنام ضفدعا، فقال الشيخ لا بأس بذلك، ولا ضرر فيه عليك، ولم تقنع العجوز بهذا الكلام، ولم تبرح من مكانها، ثم التفت إليها الشيخ، وقال لعلّك نويت الضيافة، فتركتها، قالت: نعم نويت ضيافة أحباء الشيخ، ثم تركتها لضيق مكاني عنهم، فراحت العجوز، وقنعت بهذا التعبير، قال: فسألناه عن هذا التعبير، قال: إن التعبير قد يؤخذ من اللفظ، وكلمة ضفدع مركّب من ضف، وهو من الضيافة، ومن دع وهو معنى الترك.
ونقل عن المولى عابد جلبي المزبور أنه قال: أقمت عند الشيخ مدّة، ولم ينفتح لي شيء، ونويت أن ننقل إلى خدمة الشيخ محي الدين الأسكليبي، قال: فصليت في الجامع يوما، وأنا على هذه الخاطرة، والشيخ يصلّي في العلوّ، وبعد الصلاة التفت إليّ الشيخ، قال رأيتك تصلّي، ولكنّني رأيتك في صورة الشيخ محي الدين الأسكليبي، قال: فاعتذرت إليه، وقبلت يده، ولازمت خدمته، قدّس الله تعالى سرّه العزيز.
واعلم أن الطريقة النقشبندية تنتهي إلى الشيخ العارف بالله الشيخ خواجه بهاء الدين النقشبندي، ولنذكر بعضا من مناقبه ومن مناقب بعض أحبائه رجاء أن ينفعنا الله تعالى بذكر مناقبهم الشريفة، وأوصافهم اللطيفة، نفعنا الله تعالى بهم في الدنيا والآخرة، فنقول أصل هذه الطريقة خواجه بهاء الدين النقشبندي قدّس سرّه العزيز، واسمه الشريف محمد بن محمد بن محمد البخاري، كان نسبته في الطريق إلى السيّد أمير كلال، وتلقّن منه الذكر، وتربى أيضًا من روحانية الشيخ عبد الخالق الفجدواني.
سئل هو عن طريقته وقيل: إنها مكتسبة أو موروثة، فقال: شرفت بمضمون جذبة من جذبات الحق، توازي عمل الثقلين، وسئل هو أيضًا عن معنى طريقته، فقال: الخلوة في الكثرة، وتوجّه الباطن إلى الحق والظاهر إلى الخلق، قال: وإليه يشير قول الله عز وجل {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} .
وكان لا يذكر علانية، ويعتذر في ذلك، يقول: أمرني عبد الخالق الفجدواني في الواقعة بالعمل بالعزيمة، فلهذا تركت الذكر في العلانية، ولم يكن له غلام، ولا جارية، فقيل له في ذلك، فقال: العبد لا يليق أن يكون سيّدا، وسئل أين منتهى سلسلتك؟ فقال: لا يصل أحد بالسلسلة إلى موضع، وكان يوصي باتهام النفس ومعرفة كيدها ومكرها.
وكان يقول لا يصل أحد إلى هذه الطريقة، إلا بمعرفة مكايد النفس، وقال في قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ} إشارة إلى أن المؤمن ينبغي أن ينفي وجوده الطبيعي في كلّ طرفة عين، ويثبت معبوده الحقيقي.
وكان يقول: نفى الوجود أقرب الطرق عندي، ولكن لا يحصل إلا بترك الاختيار، ورؤية قصور الأعمال، وكان يقول: التعلق بما سوى الله تعالى حجاب عظيم للسالك.
وكان يقول: طريقتنا الصحبة والخير في الجمعية بشرط نفي الأصحاب بعضهم بعضا، وفي الخلوة شهرة والشهرة آفة، وقال أيضًا: طريقتنا هي العروة
الوثقى، لأنها مبنية على المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة رضي الله تعالى عنهم ورضوا عنه وآدابهم.
وقال: لا بدّ للطالب أن يعرف أحواله أولا، فإذا صحب مع واحد من أهل الطريقة، فإن وجد في حاله زيادة يلازمه بحكم قوله عليه السلام أصبت، فالزم.
مات قدّس سرّه ليلة الاثنين الثالثة من شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.
* * *
2592 - الشيخ الفاضل عبد الله الأماسِيّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو أحدُ فُضَلاء "الدِّيار الرُّومِيّة" ومُدرِّسِيها، ووَلِيَ تدريسَ السُّلطان بايزيد خان بمدينة "أماسية". ومات وهو مُدَرِّسٌ بها.
وكان من عباد الله الصالحين، والعلماء العاملين، مفنِّنا في أكثر العلوم، مُقْبِلا على العبادة، غيرَ مُلْتَفِتٍ إلى أحْوال الدنيا، - تغمَّده الله تعالى برحمته -.
* * *
2593 - الشيخ العالم الكبير العلامة عبد الله الأميتهوي
،
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 254.
وترجمته في الشقائق النعمانية 1: 319. وهو من علماء دولة السلطان محمد خان ابن السلطان مراد خان، الذي بويع له بالسلطان سنة خمس وخمسين وثمانمائة.
أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول والكلام *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، فقال: أخذ عن الشيخ الأستاذ نظام الدين بن قطب الدين السهالوي، وشارك في الأخذ والقراءة عليه الشيخ حقّاني التاندوي.
ثم ولي التدريس، فدرّس، وأفاد مدّة عمره.
أخذ عنه السيّد محمد واضح بن محمد صابر، والسيّد أبو سعيد بن محمد ضياء، والسيّد محمد نعمان بن محمد نور، وجمع آخرون من أبناء السيّد السند علم الله بن فضيل الحسني البريلوي.
مات في أيام أحمد شاه الدهلوي، كما في "الرسالة القطبية".
* * *
2594 - الشيخ الفاضل عبد الله النقشبندي، البلخي، أحد كبار المشايخ
* *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، فقال: أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الله محمود النقشبندي، ثم سافر إلى "الحجاز"، فحجّ، وزار، وأقام بالحرمين سبع عشرة سنة، ثم قدم "الهند"، وسكن بـ "كشمير"، وحصل له القبول العظيم في تلك الناحية.
أخذ عنه الشيخ بهاء الدين صاحب "الكتاب النقشبندي"، وخلق آخرون.
* راجع: نزهة الخواطر 6: 173.
* * راجع: نزهة الخواطر 6: 174.
وفي سنة تسع وثلاثين ومائة وألف بـ "كشمير"
(1)
، وقبره مشهور ظاهر في البلدة، كما في "خزينة الأصفياء".
* * *
2595 - الشيخ العالم الكبير عبد الله الحسيني، البلكرامي، أحد الفقهاء الحنفية
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، فقال: ولد، ونشأ بـ "بلكرام"
(2)
، وقرأ القرآن وصغار الكتب في بلدته.
ثم سافر إلى "كجهندو"، وقرأ الكتب الدرسية على القاضي عليم الله الكجهندوي، ولازمه مدّة، ومهر في الكتابة على الأقلام السبعة، وفي الفنون الحربية والفنون الكثيرة.
(1)
"كشمير" بكسر الكاف، وفتحها، وسكون الشين المعجمة، والعرب يسمّونها "قشمير" بالقاف، وهي في جهة الشمال الغربي حيث العرض ثلاث وعشرون درجة، وثلاث وثلاثون دقيقة، وهي في جهة الشمال الشرقي حيث العرض سبع وأربعون درجة، وأربع وخمسون دقيقة. قال الحموى في "المعجم": إنها مجاورة لقوم من الترك، فاختلط نسلهم بهم، فهم أحسن خلق الله خلقة، يضرب بنسائهم المثل، لهن قامات تامة، وصورة سوية، وشعور أثيثة على غاية السباطة، والطول، تباع الجارية منهم بمائتي دينار وأكثر. انتهى.
* راجع: نزهة الخواطر 6: 174.
(2)
"بلكرام" بكسر الموحّدة، وإسكان اللام، كسر الكاف الفارسية، بعدها ألف وميم، وهي بلدة معروفة من بلاد "أوده"، قريبة من "قنّوج"، نشأ بها كثير من العلماء والمشايخ، كالسيّد غلام علي آزاد، والسيّد مرتضى صاحب "تاج العروس".
ثم تقرّب إلى نواب سربلند خان التوني، فولّاه ديوان المظالم في معسكره، ثم ولّاه الصدارة بـ "أحمدآباد" سنة أربع وعشرين ومائة وألف، وبها قرأ "شرح المواقف" على أسد الله العلوى، حفيد العلامة وجيه الدين، وقرأ "هداية الفقه" على الشيخ قوام الدين الكجراتي، وارتبط بالشيخ الفاضل نور الدين الأحمدآبادي.
توفي سنة اثنتين ثلاثين ومائة وألف بـ "بلكرام"، كما في "مآثر الكرام".
* * *
2596 - الشخ الفاضل الكبير عبد الله، البيانوي
*
أحد العلماء المشهورين في عصره.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، فقال: كان قاضيا بمدينة "بيانه"، يدرّس، ويفيد بها.
أخذ عنه الشيخ دانيال بن الحسن العبّاسي، العلوي، الستركي، وقرأ عليه الكتب الدرسية، وتزوّج بابنته، كما تقدّم.
* * *
2597 - الشيخ الفاضل عبد الله، جمَال الدين، الحُصْرِيّ، الشيخ، العالم، الفاضل
* *
* راجع: نزهة الخواطر 2: 72.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 255.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: تُوُفِّيَ سنة سبع وتسعين وثمانمائة - تغمَّده الله تعالى برحمته -.
كذا ذكرَه ابن الحِمْصِيّ، من غير زيادة.
* * *
2598 - الأمير الفاضل عبد الله الخراساني، نواب مير جمله معظم خان خانخانان بهادر مظفّر جنك
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، فقال: قدم "الهند" في أيام عالمغير بن شاهجهان الدهلوي، فولّاه القضاء بـ "داكا"، ونقل إلى "بتنه" بعد مدّة، ولما تولّى المملكة فرخ سير بن عظيم الشأن ابن شاه عالم، وجلس على سرير الملك بمدينة "بتنه"، وسار إلى "دهلي"، سافر معه، وتقرّب إليه، فلمّا وصل إلى "دهلي" لقبه فرخ سير "مير جمله معظم خان خانان بهادر مظفّر جنك"، وأعطاه سبعة آلاف لذاته وسبعة آلاف للخيل منصبا رفيعا، وجعله من أهل الحلّ والعقد، فلبث بـ "دهلي" زمانا صالحا، وكان يلازم فرخ سير آناءَ الليل والنهار، ويشير عليه بخلاف قطب الملك وأمير الأمراء، فطلبا منه أن يبعثه إلى أقطاع، فولّاه فرخ سير على إيالة "عظيم آباد"، فسار إليها، ومكث بها زمانا قليلا، ثم ورد "دهلي"، فلم يلتفت إليه فرخ سير، فتقرّب إلى قطب الملك، ثم إلى اعتماد الدولة محمد أمين السمرقندي، فبعثه إلى "بنجاب"
(1)
، ولما كمل فرخ سير جاء إلى "دهلي"، فولّاه قطب الملك الصدارة العظمى، فاستقلّ بها مدّة حياته.
* راجع: نزهة الخواطر 6: 174، 175.
(1)
"بنجاب" لفظ مركّب من "بنج" بفتح الباء العجمية، وسكون النون والجيم، معناه الخمس، ومن "آب"، وهو الماء، والمراد به بلاد، تسقيها =
ومات في أيام محمد شاه، كما في "مآثر الأمراء".
* * *
2599 - الشيخ الفاضل عبد الله الرومي
*
فقيه، من أهل "يكيشهر".
من آثاره: "بهجة الفتاوى".
توفي سنة 1156 هـ.
* * *
2600 - الشيخ الفاضل العلامة عبد الله الرومي المشهور بالجلبي
* *
= الأنهار الخمسة المشهورة، وهي "جهلم"، و"جناب"، و"راوي"، و"بياس"، و"ستلج"، وهي أول أرض وطئها المسلمون بعد أرض "السند"، أرض خصبة، أكثرها سهل، متّسع، منحدر إلى جهة الجنوب الغربي، من مرتفعات "كشمير"، وهي كثيرة القمح والرز، والحمص، والفواكه الطيبة، وفيها معدن الملح، وهو الذي يسمّونه الملح الحجري، والملح اللاهوري، ويستخرج بعد تعب عظيم كميات قليلة من الفضّة، ومن أهمّ حاصلاتها: الحنطة، والسكر، والرز، والشعير، والحمص، والخردل، والقنب والتبغ، وما أشبهها، وأهمّ منسوجات الولاية: القطن، والصوف، والحرير، وما أشبه ذلك.
* راجع: معجم المؤلفين 6: 74.
ترجمته في إيضاح المكنون 1: 202، والكشّاف 80.
* * راجع: نزهة الخواطر 5: 280، 281.
كان من كبار العلماء، يعرف اللغات المتنوعة من العربية والتركية والفارسية، ويحسنها، وله معرفة تامّة بمصطلحات القوم، واليد الطولى في الفقه والأصول.
قدم "الهند" في أيام شاهجهان، وسكن بـ "دهلي" في زيّ الفقراء، وكان يحسن إليه سعد الله خان الوزير، ويوظّفه، ثم وظّفه شاهجهان، وأعطاه اليومية، ولما تولّى المملكة عالمغير خصّه بأنظار العناية والقبول، وأمره بترجمة "الفتاوى العالمغيرية"، ذكره السهارنبوري، وقال: إنه كان نادرة من نوادر العصر في الفنون الغريبة.
له مصنّفات عديدة في الحكمة والتصوّف.
* * *
2601 - الشيخ الفاضل عبد الله العمري، الطرابلسي
*
متكلم. من آثاره: "قيس الأنوار في الرد على النصارى الكفار"، فرع من تأليفه 1186 هـ.
كان حيا 1186 هـ.
* * *
2602 - الشيخ العالم الفقيه القاضي عبد الله الكجراتي
، ثم البيجابوري،
* راجع: معجم المؤلفين 6: 98.
ترجمته في فهرست الخديوية 7: 271.
أحد العلماء المتمكّنين في الفقه والحديث *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، فقال: أخذ عن العلامة وجيه الدين بن نصر الله العلوي الكجراتي، ولازمه زمانا، ثم ذهب إلى "بيجابور"، وولي القضاء، فسكن بها، وقبره بمدينة "بيجابور"، كما في "روضة الأولياء" للبيجابوري.
* * *
2603 - الشيخ الفاضل المفتي عبد الله الملتاني، رحمه الله تعالى
* *
ولد في " دِرَا غازي" من أعمال "باكستان".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ على علمائها في وقته.
من شيوخه الكبار: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والمفتي الكبير محمد شفيع الديوبندي، والعلامة الأديب إعزاز على الأمروهوي، رحمهم الله تعالى.
بعد إتمام الدراسة درّس عدّة سنين في "مرادآباد"، وبعد تقسيم "الهند" التحق بخير المدارس ملتان سنة 1365 هـ.
توفي في جمادى الأولى سنة 1405 هـ، وصلَّى على جنازته مولانا شريف الكشميري، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 5: 279.
* * راجع: أكابر علماء ديوبند ص 391 - 392.
2604 - الشيخ العالم عبد الله الملتاني، أحد كبار المذكّرين
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، فقال: قدم "دهلي" في عهد فرخ سير بن عظيم الشأن سلطان "الهند"، وتعاهد الوعظ، والتذكير في كلّ جمعة في الجامع الكبير بمدينة "دهلي"، فحصل له القبول العظيم، وكان شديد النكير على الإمامية، أنكر على جعفر بن قاسم الدهلوي، وكان يستمع الغناء، ويغنّى لديه الأبيات في حمد الله سبحانه، وفي مدح النبي صلى الله عليه وسلم، ومدح أهل بيته، فاحتسب عليه عبد الله، واتّهمه بالرفض، وأنكر عليه.
ولما كان أصحاب جعفر يضعون جباههم على الأرض، ويقبّلونها بين يديه تعظيما له، قال: إنها سجدة، وهي لا تجوز ليغر الله سبحانه، فأجابه جعفر، إنهم يشاهدون الله سبحانه، فيسجدون له، وتبرّأ من الرفض، بأن المغنّين لا يحفظون غير منقبة الأئمة، فإن كانوا يحفظون غيرها مما يشتمل على مدح الصحابة لأمرتهم أن يغنّوا بها، وإني أكره أن أمنعهم من مدح أهل البيت، وعبد الله كان ينكر عليه في تذكيره في كلّ أسبوع يوم الجمعة.
فهمّ بعض الناس أن يسطوا بجعفر، ويهينوه، فدفعهم عنه أصحابه، وأرادوا أن يقتلوهم وحصلت بها هنالك ضوضاء، وقتل وثني في ذلك النزاع، فاجتمع العلماء، واستغاثوا إلى السلطان، فاستفتى السلطان شريعة خان قاضي قضاة "الهند"، فأجابه بأن جعفر صحيح العقيدة، وأن ما يقول عبد الله غير ثابت، ولكنّ المناسب لدفع الفساد أن ينتقل جعفر عن مكانه.
فأشار إليه صنوه نواب خان دوران خان أن ينتقل إلى حظيرة الشيخ نظام الدين البدايوني، وأمر عبد الله أن يذهب إلى "الملتان"، وأنجح حاجته،
* راجع: نزهة الخواطر 6: 175، 176.
فسار عبد الله إلى "الملتان"، وجادل بها عقيدت خان في أمور، فأخذه عقيدت خان، وبعثه إلى دار الملك، فحبسوه، وكان في السجن إلى عهد السادة، كما في "منتخب اللباب".
* * *
2605 - الشيخ الفاضل عبد الله الهندي
*
المكيّ.
فاضل، من أهل "مكة". توفي بها سنة 1260 هـ.
رحل إلى "الهند" سنة 1256 هـ، وأقام فيها مدّة، وكتب "رحلة" مسجّعة، ذكر فيها ما شاهده من الغرائب في سياحته، ومن اجتمع بهم من الأفاضل.
وله نظم.
* * *
2606 - عبد الله مركب الشيخ الفاضل عبد الله بري بن مصطفى الرومي من رؤساء الكتاب
* *
له "مورد العقود في العهود".
توفي سنة 1212 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 6: 161. ترجمته في الأعلام 4: 288.
* * راجع: معجم المؤلفين 6: 37. ترجمته في إيضاح المكنون 2: 605.
2607 - الشيخ الفاضل عبد الله خان
*
من أهل "بوفال"
(1)
.
بايع في الطريقة على يد حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، وحصلت له الإجازة منه.
* * *
2608 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الله خان الكرتبوري
* *
التحق بدار العلوم ديوبند الإسلامية.
وتخرّج على العلامة أنور شاه الكشميري، المتوفى سنة 1353 هـ، رحمه الله تعالى.
تمّهر في علوم الحديث وأسماء الرجال.
كان كثير المطالعة، دقيق النظر.
صّنف عدّة كتب في مختلف العلوم والفنون.
* * *
* راجع: بزم أشرف: 127.
(1)
ويقال لها: "بهوبال" بضم الباء الفارسية، وسكون الهاء والواو، وفتح الباء الهندية، بلدة كبيرة ذات أسواق، وجوامع وحدائق، يسكن بها أمير تلك الناحية، وفيه قال مولانا صديق حسن القنّوجي:
وصلت حمى بهوبال يا نفس فانزلي
…
فقد نلت مأمول الفؤاد المعول.
* * راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 255.
2609 - الشيخ الفاضل القارئ عبد الله الرحيمي بن إمام القرّاء القارئ رحيم بخش
*
قرأ القرآن على والده الماجد، وكان حافظا للقراءات العشرة، ثم التحق بخير المدارس ملتان، وقرأ فيها عدّة سنين، حتى أكمل الدراسة العليا فيها، وبايع في الطريقة على يد مولانا عبد العزيز، وبنى مدرسة تحفيظ القرآن بجامع ساهيوال، كان يدرّس القرآن الكريم بالتجويد.
توفي 17 ذي الحجّة 1417 هـ.
* * *
2610 - الشيخ العالم المعمّر عبد الله سعد اللاهوري، نزيل "المدينة المنوّرة
" * *
كان من أخيار الصوفية، اسم أبيه سعد الله، وقيل: سعد الدين.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، فقال: ولد سنة خمس وثمانين وتسعمائة، وتوفي سنة ثلاث وثمانين وألف.
وهو ممن أخذ عن مفتي "مكة" قطب الدين محمد النهروالي، يروي عنه "صحيح الإمام البخاري" بسند عال، لا أعلم في الدنيا سندا أعلى من هذا السند، أخذ عنه الشيخ إبراهيم بن حسن الكردي المدني، وعنه الشيخ سالم بن عبد الله البصري المكّي، حتى انتشر في "الحجاز".
* راجع: مقالات يوسفي 1: 221 - 224.
* * راجع: نزهة الخواطر 5: 274، 275.
وقد ذكره إبراهيم المذكور في "الأمم لإيقاظ الهمم"، وذكره عبد الله بن سالم في "الإمداد بعلوّ الإسناد"، والمزجاجي في "نزهة رياض الإجازة". وقال: هذه الطريقة لم تصل إلى الحرمين إلا مع أشياخ أشياخ مشايخنا، كالشيخ المعمّر عبد الله بن سعد اللاهوري. انتهى.
* * *
2611 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الله شاه اللدهيانوي النقشبندي المجدّدي
*
من أخصّ تلاميذ الإمام أنور شاه الكشميري، المتوفى سنة 1353 هـ.
ممن أجازه في السلوك مولانا أحمد خان، رحمه الله تعالى.
* * *
2612 - الشيخ الفاضل عبد الله الصَّفَّار
* *
* * *
2613 - الشيخ الفاضل عبد الله عاكف بن مرتضى بن بركات الرومي، الشهير بالحاج الصوفِي
* * *
* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 250.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 255.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 743. وانظر ما يأتي.
* * * راجع: معجم المؤلفين 6: 66. ترجمته في هدية العارفين 1: 489.
فقيه، صوفي. قدم "القسطنطينية.
له من الكتب: "زبدة الصلاة" في الفقه.
توفي سنة 1217 هـ.
* * *
2614 - الشيخ الفاضل عبد الله عبدي الرومي
*
مفسّر.
نصب واليا على "مرعش"، وتوفي بها سنة 1167 هـ.
من آثاره: "حاشية على أوائل تفسير سورة البقرة".
* * *
2615 - الشيخ الفاضل عبد الله علاء الدين البغدادي، الدهلوي، الصديقي
* *
صوفي، متكلّم، حكيم.
من تصانيفه: "الدرة السنية في الرد على المادية"، و"إثبات النواميس الشرعية بالأدلة العقلية"، طبعت بـ "القاهرة" سنة 1313 هـ في حياة المؤلف، و"مسالك العرفان فتوح الرحمن"، و"الإنصاف في رفع الاعتساف".
كان حيا 1313 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 6: 81. ترجمته في هدية العارفين 1: 483.
* * راجع: معجم المؤلفين 6: 84. ترجمته في فهرس الفلسفة 9.
2616 - الشيخ الفاضل عبد الله محمد بن الكليسي، الرومي، المعروف بمقعد
*
فاضل.
له: "تبعيد العلماء عن تقرب السلطان والأمراء".
توفي سنة 1179 هـ.
* * *
2617 - الشيخ الفاضل القاضي عبد الله نجيب العينتابي من القضاة
* *
توفي بـ "تبوك" راجعا عن "المدينة" سنة 1219 هـ.
من آثاره: "رسالة الوضعية" و"شرحها"، و"شرح الشفا" للقاضي عياض، و"شرح الشمائل"، و"شرح العرائس" للخادمي، و"شرح المجامع" للخادمي.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 6: 139. ترجمته في هدية العارفين 1: 484.
* * راجع: معجم المؤلفين 6: 159.
ترجمته في هدية العارفين 1: 488.
باب من اسمه عبد الباري
2618 - الشيخ الفاضل عبد الباري بن تلطّف حسين بن روشن علي بن حسين علي ابن لطف علي بن حبيب الله بن علي أكبر بن كمال الدين البكري النكرنهسوي، العظيم آبادي، أحد العلماء المبرّزين في العلوم العقلية
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، فقال: ولد في "نكرنهسه" قرية من أعمال "عظيم آباد"، ونشأ في مهد العلم، وقرأ المختصرات في بلاده، ثم قدم "لكنو"، وقرأ الكتب الدرسية على العلامة عبد الحي ابن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي.
وكان ذكيا، فطنا، حادّ الذهن، جيّد القريحة، سريع الحفظ، برع أقرانه في العلوم الحكمية، وتطبّب على الشيخ عبد العلي بن إبراهيم اللكنوي، ثم سافر إلى "دهلي"، وأخذ الحديث عن الشيخ السيّد نذير حسين الدهلوي المحدّث.
ثم رجع إلى بلاده، وتصدّر للمداواة ببلدة "عظيم آباد"، ورزق من حسن القبول ما لم يرزق أحد من الأطبّاء في بلاده، غير الشيخ عبد الحميد بن أحمد الله الصادقبوري.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 228، 229.
لقيتُه غير مرّة بـ "عظيم آباد"، فوجدتُه في أول رحلتي إلى تلك البلدة من المتنعّمين، لا يهمه إلا الأكل والنوم، ثم وجدته في المرّة الثانية والثالثة، كأنه انتبه من رقدة الغفلة، وكان يدرّس القرآن الكريم كلّ ليلة بعد صلاة المغرب، مائلا إلى الصلاح، حتى مرض بالاستسقاء، ولما أشرف على الموت استدعى السيّد محمد علي بن عبد العلي الكانبوري، قدومه إلى "عظيم آباد"، وكان حينئذ ببلدة "لكنو"، فذهب إليه، وأدخله في الطريقة، فتاب على يده، وأتاب، تاب الله عليه.
وكانت وفاته نحو سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف.
* * *
2619 - الشيخ الفاضل عبد الباري بن الشيخ سلطان البورمي
*
مدير وأستاذ المدرسة العربية الخليلية بـ "بورما".
ولد في "بورما" سنة 1352 هـ، أخذ مبادئ العلم في المدرسة المحمدية في موضع "ماندلي" عن غير واحد من العلماء، وأقبل إلى "الهند" عام 1375 هـ، والتحق بجامعة مظاهر العلوم "سهارنبور"، وابتدأ بالعلم من "شرح الجامي"، و"كنز الدقائق"، و"نور الأنوار"، وبعد أن اجتاز شتى المراحل التعليمية انتسب في دورة الحديث الشريف عام 1379 هـ، حيث قرأ "جامع الإمام البخاري" على الشيخ محمد زكريا، و"صحيح مسلم"، و"الموطأ" للإمام محمد على الشيخ منظور أحمد خان، و"سنن الترمذي"، و"الشمائل"، و"سنن النسائي"، و"الموطأ" للإمام مالك على الشيخ أمير أحمد الكاندهلوي، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي، و"سنن أبي داود" على الشيخ أسعد الله.
* راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور للشيخ السيد محمد شاهد الحسني 2: 430.
وبعد ما تخرّج فيها التحق بقسم التفسير لدار العلوم ديوبند، وقرأ "تفسير البيضاوي"، و"تفسر ابن كثير"، وما إلى ذلك، ثم تصدّر للتدريس والإفادة والتأليف والكتابة، حيث ألف كتابا ضخما بسيطا في أركان الإسلام الأصلية، وما يتعلق بها من الفرائض والواجبات والسنن والمستحبّات، إلى جانب ذلك قد ترجم كلا من "سوانح أبي بكر الصدّيق"، و"فضائل مسواك"، و"فضائل سلام"، و"فضائل طهارت"، و"إسلامي كلمات"، و"موت أور ميت"، و"حجيت حديث"، و"مزيل الغواشي شرح أصول الشاشي" إلى اللغة البرمية، مع تحشيتها، وقد طبع بعض منها.
بايع الشيخ محمد زكريا عام 1378 هـ، وهو مدير وأستاذ المدرسة الخليلية.
* * *
2620 - الشيخ الفاضل عبد الباري بن شمس الحق القاسمي، الأزهري، الهندي
*
من خرّيجي دار العلوم ديوبند، ومن أعزّ تلامذة العلامة وحيد الزمان الكيرانوي، صاحب "القاموس الجديد"، المتوفى سنة 1415 هـ.
ولد في قرية "تهائي مداري فور" من مضافات "مظفّرفور" من أعمال "بهار" من أرض "الهند".
وبعد إتمام الدراسة في دار العلوم ديوبند سافر إلى "مصر"، والتحق بجامعة الأزهر، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم رحل إلى "الرياض" من "المملكة العربية السعودية"، واختار الإقامة فيها مع الأهل والعيال.
* * *
* راجع: وه كوه كون كي بات ص 131.
2621 - الشيخ الفاضل عبد الباري بن طورخان بن طورمش السينوبي
*
واعظ.
له "حياة القلوب في الموعظة"، فرغ منها سنة 936 هـ.
بـ "أدرنة".
كان حيا سنة 936 هـ.
* * *
2622 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الباري بن الحكيم عبد الخالق الندوي
* *
ولد 14 ذى الحجّة 1306 هـ في "باره بنكي" من أرض "الهند"، ونشأ بها.
كان والده من مشاهير المشايخ، وقد أجازه في السلوك مولانا محمد نعيم الفرنكي محلّي.
التحق بندوة العلماء لكنو، ثم أرسله والده الماجد إلى "نكرام" ليقرأ على مولانا محمد إدريس، فاستفاد منه كثيرا، ثم التحق مرّة ثانية بندوة العلماء، وبايع في السلوك على يد حكيم الأمّة أشرف على التهانوي، رحمه الله تعالى، وأجازه بعد مدّة.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 57.
ترجمته في كشف الظنون 698، وهدية العارفين 1: 494، 654.
* * راجع: بزم أشرف 271 - 283.
2623 - الشيخ الفاضل عبد الباري بن عبد الوهّاب بن عبد الرزاق الأنصاري اللكنوي
*
أحد العلماء المشهورين.
ولد في سنة خمس وتسعين ومائتين وألف بمدينة "لكنو"، واشتغل بالعلم على مولانا عبد الباقي بن علي محمد الأنصاري اللكنوي، وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسيّة، وبعضها على مولانا عين القضاة بن محمد وزير الحسيني الحيدرآبادي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف.
وأسند الحديث عن المشايخ الأجلّاء، منهم: السيّد علي ظاهر الوتري المدني، والسيّد أمين رضوان، والسيّد أحمد البرزنجي، والسيّد عبد الرحمن الكيلاني نقيب الأشراف، وغيرهم.
واشتغل بالتدريس بقوّة وجدّ، ولما تأسّست المدرسة النطامية في "فرنكي محل" بسعيه بدأ يدرّس فيها، وفي خارجها، وكان أكثر اشتغاله في الأخير بالحديث والقرآن، وكان له درس في "المثنوي" للعارف الرومي في بيته، وتخرّج عليه عدد كبير من الفضلاء.
وكانت له عناية بالمؤسّسات العلمية، والمشاريع التعليمية، واتصال بالحياة العامة، وعطف على قضايا المسلمين، وانغماس زائد في الحركة السياسيّة، وكان من قادة حركة الخلافة، المتحمّسين، ومن كبار المؤيّدين لقضية الخلافة العثمانية، يحرض على تأييدها بكلّ وسيلة، ويجمع الإعانات، ويعقد الحفلات، ويقوم في سبيلها بالجولات والرحلات، ويهاجم الإنكليز والخلفاء مهاجمة عنيفة سافرة.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 230 - 232.
وحصل له القبول العظيم، وذاع صيتُه في الآفاق، وبايع محمد علي، وشوكت علي من زعماء حركة الخلافة، وأصبح منزله مركزًا كبيرًا للندوات السياسية، ومضيفا لكبار الزعماء والقادة، ومشاهير العلماء والعظماء، من المسلمين وغير المسلمين.
أسّس جمعية، سماها خدّام الكعبة لحماية المقدّسات الإسلامية، ولما نشبت الحرب العالمية الأولى، وأفتى بعض العلماء بعدم إعانة الأتراك رفض الشيخ عبد الباري أن يفتي بذلك، وكان من كبار أنصار جمعية الخلافة، ومن الدعاة إلى التعاون السياسيّ بين المسلمين والهندوس، واتحادهم لمحاربة العدوّ المشترك، وأيّد حركة مقاطعة البضائع الأجنبية، وأسّس جمعية العلماء سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف.
ولما دخل الملك عبد العزيز بن سعود في "الحجاز"، وأزال القباب والأبنية عن "البقيع" و"المعلّاة" وأيّدته لجنة الخلافة، وهاجمت الشريف حسين والي "الحجاز"، اعتزل الشيخ لجنة الخلافة، وخالفها، وأسّس في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف جمعية، سماها خدّام الحرمين لمعارضة الحكومة السعودية وتصرّفاتها، وعقد لذلك الحفلات العظيمة، وخطب فيها الخطب المثيرة، ودام على هذا النشاط السياسيّ والحركة الدائبة إحدى وعشرين سنة، لا يفتر، ولا يهدأ، والناس بين إقبال إليه وإدبار وإطراء وانتقاد، حتى أصيب بالفالج لليلتين خلتا من رجب سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف، وغشي عليه، وتوفي بعد يومين لأربع خلون من رجب سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف.
كان جسيما، وسيما، مربوع القامة، ضاربا إلى القصر، وردي اللون، قويّ البنية، مفتول الأعضاء، مواظبا على الرياضة البدنية، سريع السير، كان سخيا جوادا مضيفا، لا يخلو منزله من الضيوف، مبالغا في الإكرام، وكان شجاعا، جريئا، دموي المزاج، تعتريه الحدّة في أكثر الأحيان، ويغلب عليه الغضب، فيتجاوز حدّ الاعتدال، وكان وقورا، مهيبا، غيورا فيما يتّصل
بالإسلام والمسلمين، وبمس حرمة علماء الدين، وكان شديد المحافظة على الصلاة بالجمعة سفرا وحضرا، لا يسافر إلا مع اثنين من الرفاق، لئلا تفوته الجماعة، حتى في القطار، وكان مواظبا على الأوراد والرواتب.
له مصنّفات عديدة، منها:"آثار الأول من علماء فرنكي محل"، و"حسرة المسترشد بوصال المرشد"، و"التعليق المختار على كتاب الآثار"، وله رسالة في حلة الغناء، وتعليقات على "السراجية" في الفرائض، ورسالة في الهيئة القديمة والجديدة، ومؤلّفات في الفقه، منها:"التعليق المختار"، و"مجموع فتاوى"، وفي أصول الفقه "ملهم الملكوت شرح مسلّم الثبوت"، وفي الحديث "الآثار المحمدية"، و"الآثار المتصلة"، و"المذهب المؤيد بما ذهب إليه أحمد"، وله غير ذلك من الرسائل، وحواش على الكتب الدرسية.
* * *
2624 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الباري الجاتجامي، رحمه الله تعالى
*
ولد في قرية "جَلْدِي" من أعمال "جاتجام" من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في قريته، وأتم فيها "مشكاة المصابيح"، ثم ارتحل إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها من الكتب الحديثية.
وبعد إكمال الدراسة رجع إلى وطنه المألوف سنة 1379 هـ. والتحق بمدرسة خادم الإسلام غَوْهَرْدَانْغَا، وكان يدرّس "سنن النسائي"، و"سنن أبي داود".
* * *
* راجع تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 236.
2625 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الباري الجشتي، رحمه الله تعالى
*
ولد سنة 1274 هـ في قرية "نِيْجِنْتَا" من مضافات "ساغَلْنَيّا" من أعمال "فيني".
حجّ والده مرتين، ثم توفي في سفره الثالث للحجّ في "بومبئ".
قرأ مبادئ العلم في بيته، ثم سافر إلى "جاتجام"، والتحق سنة 1275 هـ بالمدرسة المحسنية في مدينة "جاتجام"، وفاز في الاختبار النهائي بدرجة الامتياز.
ثم رحل إلى مظاهر العلوم سهارنبور، والتحق بها، وقرأ فيها سبع سنين، وتمهّر في الفقه والحديث.
من زملائه: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، وكان بينهما مودّة بليغة، ثم بايعا على يد الشيخ إمداد الله المهاجر المكّي.
بنى مدرسة سنة 1304 هـ بـ "سراج غنج" من أرض "بنغلاديش"، وكان رئيسا لها مدّة مديدة، ثم غادرها، وكان يسافر إلى الأكناف، يعظ ويفيد.
بنى مدارس ومكاتب في نواحي "آسام"، وفي مختلف البقاع.
من تلاميذه: مولانا عبد الحميد خان باشاني.
حجّ سنة 1333 هـ، ولقي مع شيخه مولانا إمداد الله المهاجر المكّي، وأراد أن يقيم في "مكّة المباركة"، لكن أمر شيخه أن يرجع إلى وطنه، ويشتغل بالوعظ، فرجع سنة 1324 إلى وطنه.
صنّف عدّة كتب، منها:"سبيل الرشاد"، و"إثبات الحق"، و"قانون الإسلام"، و"دافع الفساد"، و"إظهار الحق"، و"آداب المريد"، و"حق اليقين".
* راجع: مشايخ فيني 21 - 24.
توفى سنة 1339 هـ.
* * *
2626 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الباري السلهتي
*
ولد 1349 هـ في قرية "رانْغَابازَار" من مضافات "شهادتبُور" من أعمال "سِلْهِت".
قرأ مبادئ العلم في مدرسة "رانْغَابازار"، ثم التحق بالمدرسة العالية سلهت، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها من الكتب الحديثية، ثم التحق بقسم التفسير في دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها سنة.
وبعد إتمام الدراسة التحق بالمدرسة العالية فانْغَاشِيَه، ثم سنة 1378 هـ التحق بالمدرسة العالية سلهت، وكان يدرّس كتب الحديث والفقه والتفسير.
* * *
2627 - الشيخ الفاضل مولانا قيام الدين عبد الباري الفِرِنْكِي مَحَلّي
* *
من أهل بيت العلم والفضل.
ولد في "فرنكي محل" سنة 1295 هـ.
قرأ سائر الفنون عند علماء أسرته، وقرأ علم الحديث على العلامة عبد الباقي الفرنكي المحلّي، ثم قرأ مرّة ثانية على الإمام عبد الحي اللكنوي، صاحب التصانيف الكثيرة الممتعة.
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 236.
* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 187.
أسّسَ المدرسة النظامية في "فرنكي محل"، ودرّس فيها علم الحديث والتفسير إلى سنة 1344 هـ، وله تضحية كبيرة في حرية "الهند"، وهو الصدر الأول لجمعية علماء الهند. وكان مولانا جمال الدين عبد الوهّاب الداكوي صاحب الثروة نجله.
صنّف كتبًا كثيرة مفيدة، يبلغ عددُها إلى المائة، وله أربعة عشر كتابا في علم الحديث. من مصنَّفاته:"الآثار المحمدية"، و"الآثار المتصلة"، و"الدرة الباهرة في الأحاديث المتواترة"، و"الإرشاد في الإسناد"، و"الهياكل المعنوية في الشمائل النبوية"، و"الأربعين الزاجرة في الحوادث الحاضرة"، و"آثار الإمامة"، و"الهدية الطيبة لصلة ابن أبي شيبة".
من تلاميذه: مولانا قطب ميان، ومولانا عبد القادر، ومولانا صبغة الله، رحمهم الله تعالى.
* * *
2628 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الباري الكشميري
*
تخرّج على العلامة أنور شاه الكشميري، المتوفى سنة 1353 هـ.
كان رئيسا للجامعة مدينة العلوم سِرِينَغَر من أرض "كشمير".
* * *
2629 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الباري الكُمِلّائي
* *
* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 258.
* * راجع: مشايخ برهمنباريه ص 166 - 178.
ولد سنة 1327 هـ في قرية "بائِكْبَارَه" من مضافات "بَرْهَمَنْبَارِيه" من أعمال "كملا"، من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في قريته، مات أبواه وعمره اثنتا عشرة سنة، ثم التحق بالجامعة اليونسية برهمنباريه، وأتم فيها الدراسة العليا، وقرأ فيها كتب الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية، وفاز في الاختبار النهائي بدرجة الامتياز، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها عدّة سنين، وقرأ فاتحة الفراغ سنة 1327 هـ.
من أساتذته: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وشيخ الإسلام شبير أحمد العثماني، والعلامة إعزاز علي الأمروهوي، وفخر البنغال العلامة تاج الإسلام، والعلامة محمد الله الحافظجي، رحمهم الله تعالى.
بعد إكمال الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، والتحق بالمدرسة اليونسية سيّدآباد، ثم التحق بمدرسة تالْشَهَر، وعيّن صدر المدرّسين فيها، وكان يفتي في مسائل مشكلة، وله خبرة تامة في العلوم والفنون والمسائل والواقعات، وكان يناظر، ويباحث مع الفرق الضالة المضلّة، صنّف رسالة في ترديد البدعة.
توفي 21 صفر 1400 هـ يوم الخميس، وصلّي على جنازته بعد صلاة الجمعة، وحضرها ألوف من الناس، ودفن في مقبرة آبائه.
* * *
2630 - الشيخ الفاضل مولانا أبو العمّار عبد الباري المِدِنِيْبُوري
*
ولد سنة 1337 هـ في قرية "سَرْبَاريه" من مضافات "نَنْدِيغِرَام" من أعمال "مِدِنيبُور" من أرض "الهند".
* راجع تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 236، 237.
وبعد تقسيم "الهند" انتقل منها، وأقام في "داكا"، قرأ مبادئ العلم في مدرسة عين العلوم من "جَوْبِيس بَرْغَانه"، ثم سافر إلى "دهلي"، والتحق بمدرسة فتحبُور، وقرأ فيها الفنون العالية، كتب الحديث الشريف، ثم التحق بالمدرسة النظامية بـ "لكنو"، وبدار العلوم بـ "ميرته"، ونال سند الحديث منها.
من أساتذته: مولانا أحمد علي، ومولانا قيام الدين عبد الباري، والعلامة أنور شاه الكشميري، رحمهم الله تعالى.
وبعد إتمام الدراسة العليا عيّن محدّثا بالمدرسة الحنفية بيربوم، ثم عيّن مدرّسا سنة 1357 هـ في المدرسة العالية كلكته، ثم عيّن محدّثا في المدرسة العالية داكا.
* * *
2631 - الشيخ الفاضل عبد الباري خان بن تراب خان الغازي البنغالي، رحمه الله تعالى
*
ولد في قرية "حكيمفُور" من مضافات "بشيرهات" من أعمال "جَوْبِيْس بَرْغَانه".
قرأ مبادئ العلم في بيته، وشارك في حرّية "الهند" مع أمير المجاهدين سيّد أحمد البريلوي، وقرأ العلوم على علماء زمرته، ثم قرأ على عالم كبير من علماء "لاهور".
* * *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 206.
باب مَن اسمه عبد الباسط
2632 - الشيخ الفاضل عبد الباسط بن أبي بكر الماتريدي، المعروف بابن ربيع الحموي
*
له "النصرة المولوية للعصابد السعدية".
توفي في حدود 987 هـ.
* * *
2633 - الشيخ الفاضل عبد الباسط بن خليل بن شاهين الملَطِيّ، ثم القاهِرِيّ، نَزيلُ "الشَّيْخونِيَّة
" * *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِدَ في رجب، سنة أربع وأربعين وثمانمائة، بـ "مَلَطْيَة"، ونشأ بها، وقدم "دمشق"، وقرأ بها القرآن الكريم ببعض
* راجع: معجم المؤلفين 5: 68.
ترجمته في هدية العارفين 1: 495، وإيضاح المكنون 2:651.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 256.
وترجمته في إيضاح المكنون 2: 139، والضوء اللامع 4: 27، وكشف الظنون 1: 298، 470، 747، 2: 1308، 1604، وهدية العارفين 1:494. ويعرف بابن الوزير، وكانت وفاته سنة عشرين وتسعمائة.
القراءات، ثم حَفِظ "مَنْظومة النَّسَفِيّ"، و"الكنزَ"، ونصف "المجْمَع"، وحضر دروسَ الشيخ قِوام الدين، والشيخ حمَيد الدين النُّعْمانِي، وغربها، وقرأ على جماعة من فُضَلاء "الرُّوم"؛ منهم: المولَى عَلاء الدين قاضي العَسْكَر، وغيره، وقَدِمَ إلى "مصرَ"، ولازم النَّجْمَ القَرْمِيَّ في العربية والمعانِي والبيان، وأخذ عن الشَّرَف يونس الرُّومِيّ، نَزيلِ "الشَّيْخونِيَّة"، علمَ الكلام، والمنطقَ والحكمة.
وأخذَ كثيرا عن الكافِيَجِيّ
(1)
، وحضرَ دروسَه في علومٍ جَمَّةٍ، وكُتُبٍ جليلةٍ. وأجاز له الشُّمُنِّيّ، وابنُ الدَّيْرِيَ، وآخرون، ورحَل إلى المغرب، وقرأ هناك في النحو، والكلام، والطبّ، وأتْقَنَه، غايَة الإتْقان.
وبَرَع في كثير من الفُنون، وشارَك في الفضائل.
وألَّف، ونظَم، ونثَر، وكان إنسانا حسنا، رحمه الله تعالى.
* * *
2634 - الشيخ العالم الكبير عبد الباسط بن رستم علي بن علي أصغر الصديقي القَنُّوجي، أحد العلماء المشهورين
*
كان من نسل الشيخ عماد الدين الكرماني، صاحب "الفصول العمادية".
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، فقال: ولد سنة تسع وخمسين ومائة وألف بـ "قَنُّوج"
(2)
، ونشأ، وقرأ على والده، ولازمه ملازمة طويلة، حتى برَز في الفقه والأصول والعربية وغيرها. ذكره صديق بن الحسن القَنُّوجي في "أبجد العلوم".
(1)
في الضوء "المحيوى الكافياجي".
* راجع: نزهة الخواطر 7: 260، 261.
(2)
"قنُّوج": كسنّور، كانت مدينة حسنة الأبنية حصينة، لها سور عظيم، وكانت قاعدة مملكة "الهند" في القديم، فتحها محمود بن سبكتكين =
وفي "إتحاف النبلاء"، وقال: إنه كان في زمانه أستاذ الأساتذة، وشيخ المشايخ، تشدّ إليه الرحال في طلب العلم من بلاد شاسعة، وتقصده الطلبة من كلّ فجّ عميق، كان في الفرائض آية باهرة، درّس، وأفاد، وألّف، وأجاد.
ومن مؤلّفاته: "زبدة الفرائض"، و"نظم اللآلي في شرح ثلاثيات البخاري"، و"انتخاب الحسنات في ترجمة أحاديث دلائل الخيرات"، و"أربعون حديثا ثنائيا"، وشرحه المسمى "بالحبل المتين في شرح الأربعين"، و"عجيب البيان في أسرار القرآن"، و"شفاء الشافية"، و"شرح تهذيب المنطق".
قال: وكان سريع الكتابة، جيّد الخطّ، يعظّمه أهل عصره تعظيمًا بليغا، ويكرمه علماء وقته إكراما جليلا. انتهى.
وإني رأيت له شرحا على "زبدة الصرف"، لظهير بن محمود بن مسعود العلوي بالفارسي، و"شفاء الشافية"، شرح على "شافية ابن الحاجب"، أوله: الحمد لله الذي خلق الورى، إلخ، و"شفاء الشافية"، اسم تاريخي لذلك، وله شرح على "خلاصة الحساب" للعاملي إلى باب المساحة، وشرح على "سلم العلوم" إلى آخر مبحث الشرطية، ومن أنفع مؤلّفاته:"المنازل الاثنا عشرية في طبقات الأولياء"، إلى آخر القرن الثاني عشر.
توفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف.
* * *
2635 - الشيخ الفاضل عبد الباسط بن عبد الرزّاق بن جمال الدين بن علاء الدين
بن
= الغزنوي، ثم قطب الدين أيبك، فصارت مقام الحكّام والولاة، وهي الآن بلدة صغيرة خاوية على عروشها، بينها وبين "دهلي" مسير عشرة أيام.
وترجمته في معجم المؤلفين 5: 69، وهدية العارفين 1: 494، وإيضاح المكنون 1: 391، 2: 94، 660.
أنوار الحق الأنصاري اللكنوي، أحد الفقهاء الحنفية *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، فقال: ولد، ونشأ ببلدة "لكنو"، وحفظ القرآن، وقرأ العلم على والده، ثم سافر إلى "حيدرآباد" للاسترزاق، وخدم الأمراء مدّة من الزمان.
مات في حياة والده لتسع بقين من ذي الحجّة سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، كما في "آثار الأول" لابن أخيه عبد الباري.
* * *
2636 - الشيخ الفاضل عبد الباسط بن علي الفاخوري، البيروتي
* *
فقيه، مشارك في بعض العلوم.
تولى الإفتاء بـ "بيروت".
من مؤلّفاته: "الكفاية لذوي العناية" في الفقه، و"المجالس السنيّة"، و"ذخيرة اللبيب في سيرة الحبيب" صلى الله عليه وسلم، و"تحفة الأنام في تاريخ الإسلام"، و"فرائد العقائد"، و"فوائد القواعد".
توفي سنة 1324 هـ.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 7: 261.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 69.
ترجمته في فهرس المؤلفين بالظاهرية ونفحة البشام 18، 19، فهرس دار الكتب المصرية 5: 127، 415، وهدية العارفين 1: 495، وإيضاح المكنون 1: 541، 2: 324، والأعلام 4:44.
باب من اسمه عبد الباقي
2637 - الشيخ الفاضل عبد الباقي بن إسماعيل بن محمود بن عبد الباقي وأبو المظَفَّر، القُرَشِيّ، العبّاسِيّ، الواسِطِيّ الموْلِد، البَغْداديّ المنْشأ، ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: تفقَّه، وسمِع، وحدَّث
*
وأنْشَد من روايتُه للحافظ أبي الفَرَج عبد الرحمن بن علي البغداديّ، بـ "بغداد"، قوله
(1)
.
يا حبيبَ القلبِ قُلْ لي
…
هل تُرَى تَرْحمُ ذُلِيّ
أم تُرَى تفُكُّ قَيْدِي
…
أم تُرَى تَفْتَحُ غُلِّي
(2)
قد صَدَا قلْبِي بِهَجْرِكْ
…
فاجْلُهُ لي بالتَّجَلِّي
واشْتَرِ النَّفْسَ فهذا
…
مَوْسِمُ العُمْرِ مُوَلَّى
(3)
أنتَ حَجِّي واعْتمارِي
…
أنْتَ إحْرامِي وحِلِّي
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 256.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 745، وهو من رجال القرن السادس.
(1)
الأبيات في الجواهر المضية 2: 354، 355.
(2)
لعلها "تفكك قيدي" ليستقيم الوزن.
(3)
في الجواهر "واستر النفس".
2638 - الشيخ الفاضل عبد الباقي بن عبد الرحيم بن حسام الدين العشّاقي، الرومي
*
من القضاة.
تولى قضاء "مكة"، وتوفي مسافرا بـ "قونية".
له حاشية على أوائل "تفسير البيضاوي".
توفي سنة 1090 هـ.
* * *
2639 - الشيخ الفاضل عبد الباقي بن طورسون الرومي، الملقّب ببقائي، من القضاة
* *
تولى القضاء بـ "مصر"، وتوفي بها.
من آثاره: "تحفة حسناء" في شرح مائة حديث من "المشارق"، ورسالة في قولهم: أكثر من أن يحصى.
توفي سنة 1015 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 73.
ترجمته في هدية العارفين 1: 496، وإيضاح المكنون 1:141.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 72.
ترجمته في هدية العارفين 1: 495، وكشف الظنون 847.
2640 - الشيخ الفاضل عبد الباقي بن عبد الرحمن بن علي بن محمد علي بن خليل بن محمد بن محمد بن إبراهيم الخزرجي المقدسي الأصل، المصري، إمام الأشرفية
*
فقيه مشارك في بعض العلوم.
من تصانيفه الكثيرة: "الرمز في شرح الكنز" أي "كنز الدقائق" في فروع الفقه الحنفي، وتذكرة سماها "روضة الآداب" في أربع مجلّدات، و"السيوف الصقال في رقبة من ينكر كرامات الأولياء بعد الانتقال".
توفي سنة 1078 هـ.
* * *
2641 - العالم الفاضل والنحرير الكامل المولى عبد الباقي ابن المولى علاء الدين العربي الحلبي
* *
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: انتقل أبوه، وهو صغير، ونشأ في حجر أخيه الكبير عبد الرحمن، الشهير ببابك جلبي، فلمّا انتبه من رقدة الصغر، وتفكّر في هذه المعالم، وافتكر، علم أن تفاوت الرتب بالفضل والأدب، فترك لذاته في تكميل ذاته، فصاحب الرؤوس والأهالي، حتى وصل
* راجع: معجم المؤلفين 5: 73.
ترجمته في خلاصة الأثر 2: 285 - 287، وهدية العارفين 1: 496، وإيضاح المكنون 1:583.
* * راجع: الشقائق النعمانية ص 360.
إلى مجلس المفتي علاء الدين الجمالي، فلمَّا صار ملازما منه تقلّد بمدرسة قره كوز باشا بقصبة "كوتاهيه" بخمسة وعشرين.
ثم مدرسة إسحاق باشا بقصبة "إينه كول" بثلاثين، ثم مدرسة قبلوجه بمدينة "بروسه" بأربعين، ونقل عنها إلى مدرسة محمود باشا بـ "قسطنطينية" بخمسين، ثم نقل إلى إحدى المدرستين المتجاورتين بـ "أدرنه"، ثم عاد إلى إحدى المدارس الثمان، ثم نقل إلى مدرسة السلطان بايزيدخان بـ "أدرنه"، ثم قلّد قضاء "حلب"، ثم نقل إلى قضاء "مكة" شرّفها الله تعالى، ثم عزل.
ثم قلد قضاء "بروسه"، ثم نقل إلى قضاء "القاهرة"، ثم عزل، ثم قلد قضاء "مكة" ثانيا، وقد تيسّر لي الحجّ وهو قاض بها، وذلك سنة تسع وستين وتسعمائة، ثم عزل بهذه السنة، فلما عاد إلى وطنه مات من الطاعون سنة إحدى وسبعين وتسعمائة، وقيل: بلغ عمره إلى ستّ وسبعين سنة، ولم يعقّب وليدا ولا وارثا رشيدا، فأوصى بثلث ماله لوجوه الخيرات، فبنوا به بعض الحجرات، يسكنها فقراء الملازمين.
وكان رحمه الله من أعلام العلماء، وأكابر الفضلاء، صاحب يد في العلوم، مربي أفاضل "الروم".
وكان في زمن تدريسه كثير العناية بالدرس وجمع الأماثل، فلذلك اشتغل عليه كثير من الأفاضل.
وكان رحمه الله نافذ الكلام، صاحب اشتهار تام، كثير الإفادة، مقبول الشهادة، يقال: إنه لم يبلغ أحد ممن درس بالمدارس الثمان مبلغه في الاشتهار والظهور من بين الأقران، وكان يلقى مدّة إقامته بالثمانية سبعة دروس أو ثمانية، وهو بهذا التعيين والاشتهار لم يكن صاحب الإحاطة والاستحضار، وكان رقيق الحاشية، لين الجانب، تطيب النفس بصحبته.
وكان رحمه الله في غاية ميل للرياسة والجاه، وقد بذل في تحصيل قضاء العسكر أموالا عظيمة، وقد بنى في زمن قضائه بمدينة "بروسه" على ماء حار حماما عاليا من غرائب الدنيا، يحصل منه مال عظيم في كلّ سنة، وهبه للوزير الكبير رستم باشا، ويذكره الناس بالظلمة.
وحكى بعض الثقات أني رأيته يومًا في باب الوزير المزبور، عليه أثر غم شديد، فسألته عنه فتاوه، ثم قال: قد بذلت لهذا الوزير ثلاثين ألف دينار، وقد دخلت عليه اليوم، وما نظر إليّ نظر القبول والاختيار، والحق أن ذلك الوزير بالغ في الإقدام، ولم يقصر في السعي والاهتمام، إلا أنه لم يساعده التقدير، فلم تنفع جلالة الظهير، ولم تثمر هذه الجسارة إلا النقص، وذاق المرحوم مذاق الحريص محروم.
* * *
2642 - الشيخ الفاضل عبد الباقي بن المولى العَلامة علي العَرَبِّي، الآتي ذكرُه في مَحَلِّه
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان من فُضَلاء القُضاة.
اشْتَغَل، وحصَّل، وصار مُدرِّسا بإحْدَى الثَّمان وغيرها، ووَلِيَ قضاء "حَلَب"، في سنة إحدى وخمسين وتسعمائة. وجاء في تاريخ ولايته قاضي "حلب". وهو من غَريب الاتفاق، ثم قضاء "مكة"، ثم عُزِل ثم وَلِيَ قضاء "بروسة"، ثم قضاءَ "مصر"، ولم تُحْمَدِ فيها سيرته، وهَجاء الفارِضِيّ وغيرهُ، ثم
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 257.
وترجمته في شذرات الذهب 8: 359، 360، والعقد المنظوم 2: 255 - 258. وفيهما: "ابن المولى علاء الدين".
عُزِل وأقامْ مُدَّةً مَعْزولا، ثم وَلي قضاءَ "مكة" مرة ثانية، ثم عُزِل، وسافَر إلى "الديار الرُّومِيَّة"، ولم يزَلْ معزولا إلى أن تُوُفِّيَ بالطَّاعون
(1)
، وهو في سِنِّ الثَّمانِين أو قارَبها
(2)
. رحمه الله تعالى.
* * *
2643 - الشيخ العالم الصالح عبد الباقي بن علي محمد بن محمد معين بن ملا محمد مبين الأنصاري اللكنوي، أحد العلماء المبرّزين في العلوم الآلية والعالية
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، فقال: ولد في سنة ست وثمانين ومائتين وألف بمدينة "لكنو".
وقرأ النحو والصرف على العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي، مشاركا لختنه محمد يوسف، وقرأ بعض الكتب على مولانا حفيظ الله البندوي، وبعضها على مولانا عين القضاة ابن محمد وزير الحيدرآبادي، وقرأ "شرح هداية الحكمة" للميبذي على مولانا فضل الله ابن نعمة الله، و"هداية الفقه" على شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم النظامي.
وكنت مشاركا له في القراءة، والسماع في "شرح هداية الحكمة"، و"هداية الفقه"، وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الرزاق بن جمال الدين اللكنوي.
(1)
سنة إحدى وسبعين وتسعمائة.
(2)
في العقد المنظوم"، وقيل: بلغ عمره إلى ست وسبعين سنة".
* راجع: نزهة الخواطر 8: 232، 233.
ودرّس، وأفاد مدة من الزمان ببلدته، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج، وزار، وأخذ الحديث عن المشايخ الأجلاء، ثم سكن بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم، مع عفة وقناعة، وتوكل على الله سبحانه، واشتغال بالتدريس ومطالعة الكتب.
وله مصنفات عديدة، منها:"حسرة الفحول بوفاة نائب الرسول"، و"المنح المدنية في مختارات الصوفية"، و"رسالة في مبحث الغناء"، و"رسالة في تحقيق علم الغيب"، وله غير ذلك من الرسائل.
توفي إلى رحمة الله لأربع بقين من ربيع الثاني سنة أربع وستين وثلاثمائة وألف، ودفن في "جنة البقيع".
* * *
2644 - الشيخ الفاضل عبد الباقي بن قانع بن مَرْزوق بن واثِق، أبو الحسين، الحافظ، الأُمَوِيّ مَوْلاهم
*
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 257.
وترجمته في البداية والنهاية 11: 242، وتاج التراجم 32، وتاريخ بغداد 11: 88، 89، وتذكرة الحفاظ 3: 883، 884، والجواهر المضية برقم 746، ودول الإسلام 1: 218، وسير أعلام النبلاء 5: 526، 527، وشذرات الذهب 3: 8، وطبقات الحفاظ للسيوطِي 361، والعبر 2: 292، ولسان الميزان 3: 383، 384، ومرآة الجنان 2: 3347، والمنتظم 7: 14، وميزان الاعتدال 2: 532، 533، والنجوم الزاهرة 3:333.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال الدَّارَقُطْنِيّ "كان يحفَظ ويعلم، إلا أنَّه كان يُخْطِئ، ويُصِرُّ على الخَطَأ.
وله خُصوصِيَّة بأبي بكر الرَّازِيّ، وأكْثَرَ أبو بكر في الرِّواية عنه في "أحكام القراءات"
(1)
.
قال البَرْقانِيّ: رأيتُ البَغْداديِّين يُوَثِّقُونه، وهو عندنا ضعيفٌ.
قال الخطيب: لا أدْرِي لأيِّ شيءٍ ضَعَّفه البَرْقَانِيُّ، وقد كان عبدُ الباقي من أهل العلم والدِّراية والفَهْم، ورأيتُ عامَّةَ شُيوخِنا يُوَثِّقونه، وقد كان تغيَّر في آخر عمرِه، انتهى.
وقال أبو الحسين ابنُ الفُرات: حدَث به اختلاط قبل مَوْتِه بسنَتَين.
وتُوُفِّيَ لسَبْعٍ خَلَوْنَ من شَوَّال، في سنة إحْدى وخمسين وثلاثمائة، وله سِتٌّ وثمانون سنة. رحمه الله تعالى.
وقد تقدَّم أخوه أحمد.
قال صاحب "إعلاء السنن": هو من رجال الجماعة، روى له الشيخان، وأصحاب السنن كلّهم، ذكره الذهبي في الحفّاظ، ووصفه بالحافظ الإمام والد الحافظ الكبير محمد، وثقه يحيى بن معين، وكان من كبار أصحاب الحديث، وقال ابن سعد: كان ثقة، كثير الحديث، صدوقا، وقال العجلي: ثقة، صالح الحديث، صاحب سنة. من "التهذيب" 6:58.
* * *
2645 - الشيخ الفاضل عبد الباقي بن محمود بن أبي سعيد
،
(1)
في الجواهر "القرآن".
السبزواري، ثم التتوي، السندي
(1)
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان أكبر أبناء والده، وأوفرهم في الفضل والكمال، وكان كثير الدرس والإفادة.
له اليد الطولى في الهيئة والهندسة وغيرهما من العلوم الحكمية، اخترع الأشكال الهندسية ما وراء أشكال "الأقليدس"، وكان الشيخ عبد الخالق الكيلاني مع علوّ كعبه في العلوم الحكمية يعترف بفضله وكماله، ويستفيد منه، ذكره النهاوندي في "المآثر".
توفي سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة.
* * *
2646 - الشيخ الفاضل عبد الباقي بن محمود بن عبد الله الآلوسي
،
(1)
نسبة إلى "السند" بكسر السين المهملة، وسكون النون، آخرها دال مهملة: بلاد بين "الهند"، و"كرمان" و"سجستان"، وهو أول بلاد، وطئها المسلمون، وملكوها، والعرب كانوا يسمّونه إقليم الذهب، وهو إقليم حار، وفيه مواضع معتدلة الهواء، والبحر يمتدّ مع أكثره، وبه أنهار عديدة، وفيه نخيل ونارجيل، وموز، وبعض العقاقير النافعة، وفي بعض المواضع منه الليمون الحامض، والأنبج، في بعضها الأرز الحسن، وفيه البختي، وهو نوع من الإبل، له سنامان، مليح، وأشهر أنهاره "نهر السند"، ويسمّونه "مهران"، وفيه تفيض الأنهار الخمسة المشهورة ببلاد "بنجاب"، و"نهر كابل" فيصب في البحر عند "ديبل". راجع: نزهة الخواطر 4: 150.
* راجع: نزهة الخواطر 4: 150.
البغدادي (سعد الدين) *
عالم مشارك في بعض العلوم.
قرأ الأصلين والتفسير والحديث وغيرها من العلوم، وولي الإفتاء بـ "بغداد"، وسافر إلى "الحجاز"، وتقلَّد مناصب سامية، منها: قضاء "كركوك".
وتوفي، ودفن بمقبرة الكرخي.
من تآليفه: "أوضح منهج إلى معرفة مناسك الحج"، و"الفوائد الآلوسية على الرسالة الأندلسية" في العروض، و"البهجة البهية في إعراب الآجرومية"، و"القول الماضي فيما يجب للمفتي والقاضي"، و"الفوائد السعدية في شرح العضدية".
* * *
2647 - الشيخ الفاضل عبد الباقي بن يوسف النَّرِيزيّ، بفتْح النُّون، وكسْر الرَّاء، وسُكون الياء، تحتها نُقْطتان، وفي آخرها زأيٌ، نِسْبة إلى "نريز"، قرية من قرى "أذربيجان
" * *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 75.
ترجمته في فهرس المؤلفين بالظاهرية، والمسك الأذفر 1: 46 - 51، وأعلام العراق 53 - 55، ومعجم المطبوعات 5 - 6، وهدية العارفين 1: 497، وفهرست الخديوية 3: 8، 7/ 2: 659، 660، وإيضاح المكنون 1: 79، 150، 2: 203، 206، 217، 251، وفهرس دار الكتب المصرية 2: 236، المكتبة البلدية: وفهرس الفقه الحنفي 8، وفهرس الأزهرية 2: 105، 789.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 258.
قال السمعاني: ينسب إليها الإمام أبو تراب عبد الباقي بن يوسف النريزي المراغي.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان من الأئمّة المتقنين، والفُضلاء المبَرِّزين، مع وَرَعٍ وزُهْدِ.
انْتَقَل إلى "نَيْسابور"، وسكَنها، ووَلِيَ الإمامة والتَّدْريس بمسجد عَقيل.
روَى عن عبد الله المَحَامِلِيّ، وأبي القاسم بن بِشْران، وغيرِهما.
وروَى عنه أبو البركات ابنُ الفُراوِيّ، وأبو منصور الشَّحَّامِيّ، وغيرِهما.
وتُوُفِّي سنة إحْدَى وتسعين وأربعمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
وترجمته في الأنساب 519 و 558، والبداية والنهاية 12: 57، والجواهر المضية برقم 747، وسير أعلام النبلاء 19: 170، 171، وشذرات الذهب 3: 398، وطبقات الشافعية للإسنوى 2: 415، وطبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي 5: 96، والعبر 3: 333، واللباب 3: 119، 222، ومرآة الجنان 3: 555، والمنتظم 9: 110، 111، والنجوم الزاهرة 5:164.
باب
من اسمه عبد البر
2648 - الشيخ الفاضل عبد البر بن عبد القادر بن محمد بن أحمد بن زين الدين المصري، الفيومي، العوفي
*
عالم، أديب.
ولد في "القاهرة"، وتعلّم بها، ورحل إلى "مكة" و"الشام"، ومكث بـ "دمشق" نحو سنتين، وتولى إفتاء الحنفية بـ "القدس"، وولي القضاء، وتوفي بـ "القسطنطينية".
من تصانيفه: "القول الوافي بشرح الكافي" لأحمد بن عباد القناوي في العروض والقوافي، و"اللطائف المنيفة في فضل الحرمين وما حولهما من الأماكن الشريفة"، و"بلوغ الأرب والسول بالتشّرف بذكر نسب الرسول"، و"حسن الصنيع في علم البديع"، و"منتزه العيون والألباب في بعض المتأخّرين من أهل الآداب".
* راجع: معجم المؤلفين 5: 76.
ترجمته في خلاصة الأثر 2: 291 - 298، وهدية العارفين 1: 498، وفهرست الخديوية 1: 276، 277، 4: 195، وفهرس التيمورية 2: 250، 415، وفهرس دار الكتب المصرية 2: 239، وكشف الظنون 1926، وإيضاح المكنون 1: 63، 195، 405، 543، 2: 256، 405، 406، 487، 569، والأعلام 4:46.
توفي سنة 1071 هـ.
* * *
2649 - الشيخ الفاضل عبد البَرِّ بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد - أربَع مُحَمَّدِين - بن محمود، أبو البَرَكات بن المحِبّ أبي الفضل ابن المحِبِّ أبي الوليد الحَلَبِيّ، ثم القاهرِيّ، ويُعْرَف كسَلَفِه بابن الشِّحْنَةِ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِدَ في تاسع ذي القَعْدَة سنة إحْدَى وخمسين ثمانمائة بـ "حلب"، وانتقل منها صُحْبَةَ أبيه إلى "القاهرة"، وحَفِظ القرآن الكريم، وكُتُبا من مُخْتَصَرات العلوم.
وسمع بـ "بَيْتِ المقْدِس" جمالَ الدين ابنَ جماعة، شيخَ "الصّالحية"، والحافظَ القَلْقَشَنْدِيّ، وغيرَهما.
وسمع بـ "مصر" جماعةً من الحُفَّاظ.
وأخذَ في الفقه عن العَلامة قاسم بن قَطْلوبُغا، والشُّمُنِّي، والكَافِيَجِيّ، وغيرهم.
وأجيزَ بالإفتاء والتَّدْريس، وأفتَى، ودرَّس، وناب في القضاء، وحجَّ مع والدِه.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 259.
وترجمته في إيضاح المكنون 1: 311، 602، وشذرات الذهب 8: 98 - 100، والضوء اللامع 4: 33 - 35، وكشف الظنون 1: 97، 150، 596، 821، 2: 960، 1515، 1865، 1866، والكواكب السائرة 1: 220، وكانت وفاته سنة إحدى وعشرين وتسعمائة.
وله النَّظْمُ والنَّثْر.
وقد أوْرَد له السَّخاوِيّ في "الضوء اللامع" من الشعر قولَه
(1)
:
أأنْصارَ الشَّريعة لم تُراعوا
…
سيُفْنِي الله قوما مُلْحِدِينا
ويُخْزِيهم وينْصُرُكم عليهم
…
ويَشْفِ صُدورَ قومٍ مُؤمِنينا
قال السَّخاوِيّ: وهو - يعني هذا الشِّعْرَ - عندي بخَطِّه.
والذي يظْهَرُ من كلام السَّخَاوِيِّ في تَرْجمة عبد البَرِّ هذا، أنَّه كان من المتَحامِلين عليه، المتَعصِّبين الكبار في إظهار مَساوِيه، وإخْفاء مَحاسِنه، كما هو دأبُه في حَقِّ أكثر العَصْرِيّ له، سَامَحَه الله تعالى.
ومن شِعْره الذي نسَبه إليه في "الضَّوء اللامع" أيضًا، قولُه في هَجْوِ البِقاعِيّ (1):
إنَّ البِقاعِيّ البَذِيَّ لِفُحْشِه
…
ولِكذْبِه ومِحالِه وعُقُوقِه
لو قال: إنَّ الشمسَ تظهر في السماء
…
وقَفتْ ذَوو الألْبابِ عن تَصْدِيقِه
والظّاهر أنَّه هو الذي هَجاهُ السَّلَمونِيّ
(2)
الشاعر المشهورُ، بالقصيدة المشْهورة.
* وما زالت الأشْرافُ تُهْجَى، وتُمْدَحُ *
وأوَّلُ القصيدة:
فشا الزُّورُ في مصرَ وفي جَنَاتِها
…
ولِمْ لا وعبدُ البَرِّ قاضي قُضاتِها
(1)
الضوء اللامع 4: 34.
(2)
هو عبيد بن عبد الله بن محمد السلموني، نسبة سلمون الغبار بالغربية، الأزهري الشافعي، ولد سنة أربع وخمسين وثمانمائة، وله في المدح والهجو شيء كثير. الضوء اللامع 5: 121، 122.
من اسمه عبد البصير
ومنها أيضًا قولُه:
فلو أمْكَنَتْه كعبةُ الله باعَها
…
وأبْطَلَ منها الحجَّ مَعْ عُمَرَاتِها
إلى أن قال:
وإسْلامُ عبد البَرِّ ليس يُرَى سِوَى
…
بعمِّته والكفرُ في سَنَماتِها
ولقد أفْحَشَ السَّلَمونِيّ في هَجْوه، وكوَى فأنْضَجَ، والله تعالى يُسامِحُه.
* * *
2650 - الشيخ الفاضل عبد البصير الحموي
*
فقيه.
ولي الإفتاء بـ "طرابلس الشام".
له "قلائد الأنحر في شرح ملتقى الأبحر".
توفي سنة 1090 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 89.
باب مَن اسمه عبد الجامع، عبد الجبّار
2651 - الشيخ الفاضل عبد الجامع بن عبد النافع بن عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري، اللكنوي، أحد الفقهاء الحنفية
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، فقال: ولد، ونشأ بمدينة "لكنو".
وقرأ العلم على عمّه عبد الربّ، وعلى الشيخ نور الحق، والشيخ قدرة علي، ولازمهم مدّة، حتى برّز في كثير من العلوم والفنون، ثم سافر للاسترزاق إلى "حيدرآباد".
ومات بها سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف.
* * *
2652 - الشيخ الفاضل عبد الجَبّار بن أحمد بن أحمد بن الحسن بن محمد، ابن اليَمَان بن الفَتْح، أبو يَعْلَى بن أبي عبد الله الدِّينارِيّ الفقيه
* *
* راجع: نزهة الخواطر 7: 262.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 261.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 749.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال ابنُ النَّجَّار: كانتْ ولادته سنة تسعٍ وخمسين وثلاثمائة.
وقال أبو سعد محمد بن الحُسين في كتاب "أخْبَار الشعراء"
(1)
: فيه فَضائلُ، مِن دَرْس القرَآن وتأوِيْلِه، والمعْرفةِ بالفقه، ورِوايةِ الأخْبَار، وحِفْظِ الأشْعار.
وكان يَميلُ إلى مذهب أبي حنيفة، ويعْتَمِدُ على أكثر أقْوالِه، إلا أنَّه كان يتخيَّرُ أقْوالَ الفقهاء، وينْحو نحوَ الاعْتزال. سامَحَه الله تعالى.
* * *
2653 - الشيخ الفاضل عبد الجبار بن أحمد، الملَقَّب زَيْن الدين مُفْتِي "مازنْدان
" *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وله كتاب "الخلاصة" في الفرائض، مُجَلَّد ضَخْم، أبْدَع فيه. وكان موجودا في حدودِ الخمسمائة.
وتفقَّه على أحمد بن محمد اللارِزِيّ
(2)
.
قال عبد الجبّار: سألتُ بـ "بغدادَ" إماما، عن مَعْنَى قَوْلِ الفَرَضِيّ في مسألة: بنتٌ وبنت ابنٍ: للبنتِ النِّصْفُ، ولبنتِ الابن السُّدُس تكْمِلةَ الثُّلثين. ما معنى تكملة الثلثين؟
(1)
أي المحدثين، كشف الظنون 1: 27، 2: 1102، وهو فيه لأبي سعيد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم الوزير، المتوفى سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 261.
وترجمته في تاج التراجم 32، والجواهر المضية برقم 748، وكشف الظنون 1: 720، وهدية العارفين 1:499.
(2)
في بعض النسخ: "الأزدي"، وترجمته في الطبقات السنية برقم 375.
فقال: لأجْلِ لَفْظِ الخَبَرِ، وهو ما رُوِيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنَّه سُئِل عن بنتٍ وبنتِ ابنٍ، فقال النَّبِي صلى الله عليه وسلم:"فاجْعَلوا لبِنْتِ الابن فَضْلَ ما بَيْنَهما، تكْمِلَةَ الثُّلُثين". وهكذا عن ابن مسعود، رضي الله تعالى عنه، هذا الخبرُ
(1)
.
* * *
2654 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الجبّار بن مولانا محمد شاكر
*
ولد سنة 1310 هـ في موضع "دربي سرسه" من أعمال "حصار".
كان والده من أخصّ تلاميذ الإمام رشيد أحمد الكنكوهي، رحمه الله تعالى.
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بمدرسة رائبُور كجران من أعمال "جالندهر"، وقرأ على العلامة فقير محمد، رحمه الله تعالى، ثم التحق بالمدرسة العالية عبد الرب بـ "دهلي"، وأكمل فيها الدراسة العليا، وحصَّل السند منها.
وبعد الفراغ بايع على يد شيخ الهند محمود حسن الديوبندي، واختار الإقامة بـ "فيروزبُور"، وبنى فيها مدرسة أشرف العلوم، وأومأ شيخ
(1)
أخرجه البخاري في باب ميراث ابنة ابن مع ابنة، من كتاب الفرائض، وصحيح البخاري 8: 118، والترمذي في باب ما جاء في ميراث ابنة الابن مع ابنة الصلب، من أبواب الفرائض، وعارضة الأحوذي 8: 244، 245، وابن ماجه في باب فرائض الصلب، من كتاب، الفرائض، وسنن ابن ماجه 2: 909، والإمام أحمد في المسند 1: 389، 464.
* راجع: بزم أشرف 215 - 221.
الهند عند وفاته أن يبايع على يد حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، فعمل بإيمائه، وبعد مدَّة حصلت له الإجازة منه.
كان واعظا بليغا، يقرأ القرآن الكريم بلحن سجي.
* * *
2655 - الشيخ الفاضل عبد الجبّار بن الحاج عبد الرشيد الأعظمي، رحمه الله تعالى
*
شيخ الحديث في الجامعة القاسمية بـ "مرادآباد"، ومؤسّس قاسم العلوم بـ "مرآدآباد".
ولد ببلدة "بوره" معروف بمديرية "أعظم كره" عام 1325 هـ.
أخذ الكتب الابتدائية والمتوسّطة عن الشيخ عبد الحي المئوي، والشيخ الشاه وصي الله الفتحبوري، والشيخ شكر الله المباركبوري، وغيرهم من العلماء في مختلف المدارس، ثم التحق بمظاهر العلوم عام 1347 هـ، وقرأ "ديوان الحماسة"، والمجلّدين الأخيرين من "الهداية"، و"ديوان المتنبي"، و"شرح العقائد النسفية"، و"مشكاة المصابيح"، و"الشاطبية"، و"تيسير القاري"، و"تفسير الجلالين"، و"مسلّم الثبوت"، و"التوضيح"، و"التلويح"، وأخذ الصحاح الستّة في شعبان 1349 هـ، حيث قرأ المجلّد الأول من "البخاري"، و"سنن أبي داود" على الشيخ محمد زكريا، والمجلَّد الثاني من "البخاري"، و"الشاطيبة"، و"تيسير القاري" على الشيخ عبد اللطيف، و"صحيح مسلم"، والمجلّدين الأخيرين من "الهداية"
* راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور للشيخ السيد محمد شاهد الحسني 2: 335 - 338.
على الشيخ منظور أحمد خان، و"سنن الترمذي"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على الشيخ عبد الرحمن، و"سنن أبي داود"، و"سنن ابن ماجه"، و"شرح العقائد النسفية"، و"مشكاة المصابيح" على الشيخ الشاه أسعد الله.
وبعد التخرّج تصدّر للتدريس والإفادة في كلّ من مدرسة قاسم العلوم بمدينة "كور كهبور"، وجامعة تعليم الدين بـ "دابيل"، ومدرسة إحياء العلوم في "مباركبور"، ثم ولي منصب شياخة الحديث في جامعة تعليم الإسلام في "آنن" بولاية "كجرات" في شوّال 1302 هـ.
ولما خلا منصب شيخ الحديث بمدرسة شاهي مرادآباد بأن ولي الشيخ فخر الدين المرادآبادى شياخة الحديث بجامعة دار العلوم بـ "ديوبند"، فانتقل إلى "شاهي" بفضل مساعي الشيخ حفظ الرحمن، وعلى أمر الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي في شوّال سنة 1379 هـ، وتولى فيها مهام رياسة هيئة التدريس وشياخة الحديث، فدرّس "البخاري" وغيره من دواوين الحديث، وبقي عليهما إلى آخر حياته زهاء ثلاثين سنة.
في زمن إقامته بـ "دابيل" بايع الشيخ محمد زكريا، وحصلت له الإجازة أيام كان يدرّس، ويفيد في جامعة تعليم الإسلام في "آنن""كجرات"، وذلك في ليلة يوم الخميس 27 رمضان المبارك 1377 هـ، ويقضي شهر رمضان المبارك في مدينة "سهارنبور" في اهتمام بالغ.
بينما أن الحفلة السنوية التي عقدتها جامعة قاسم العلوم تقطع مراحلها مع كلّ حسن ونظام إلى الإمام حضرها آلاف من الناس، إذ أصيب بوجع القلب، حتى اشتدّ، وفاضت روحه في مرأى ومسمع من الناس، وصلى عليه العارف الجليل، والشيخ محمد طلحة في جمع حاشد، أمّها تلبية لدعوته ونداءه، وذلك في 30 رجب 1409 هـ، الموافق 19، مارس 1989 م.
مؤلفاته:
له شغل في التأليف والكتابة مع التدريس والإفادة، فألّف كتبا حول شتى الموضوعات، منها:
1.
"شرح جامع البخاري"، ذلك في طليعة جميع مؤلّفاته، درس بجانب تدريس "البخاري"، و"سنن الترمذي" أعواما طوالا، فتناوله بدراسته وتعليقاته، ولم تظهر بعد، وقد ظهر "شرح البخاري" هذا باسم "إمداد الباري"، ويجري طبعه منذ عام 1401 هـ، يقول المرتّب تحت عنوان خصوصيات "إمداد الباري": قد تعقّب المؤلّف في مقدمته لمنكري الحديث ومعادي الإسلام والمسلمين حقا، وانتقد، وتصدّى لمن عابوا الوجه الواضح المشرق للحديث النبوى بشهواتهم وطبائعهم وأفكارهم الزائفة النفسية، وبزيغ ومرض في قلوبهم، وأشبع ذكر ما اهتمّ به أصحاب الصحاح الستّة، واعتنوا به ما صرّحوا من المصطلحات الخاصّة لما يتعلق بالحديث، وقام بإجابة مستفيضة عما وجّه إلى الإمام أبي حنيفة وفقه الحنفي، من الإشكالات، حتى إن ذكروا مصطلحا من مصطلحات الحديث في أيّ مكان كان، فوضح فحواه ومعناه، وبجانب تلك المزايا قد بين ألفاظ الرواية، وشرح معانيها بأسرها، والمسائل المستخرجة منها، وأوضح قواعد الصرف والنحو، كلّ ذلك بأسلوب علمي، كما قام بترجيح رأي من مختلفة الآراء والتوفيق بينها إن أمكن، وبآخرها رأيه، فذكر بجميعها بألفاظ جيّدة ممتعة بشكل تستقرّ المعاني في القلوب استقرارا كاملا.
2.
"تحفة المودودية": يتضمّن الكتاب بيان ما في تأليفات أبي الأعلى المودودي، زعيم الجماعة الإسلامية من الغواية، والضلالة، والبعد عن الصراط السويّ في أسلوب علمي وتحقيقي، لذا لم تنشر طبعاته المختلفة فحسب، بل قد نقل إلى العربية والبنغالية، وانتشر، والكتاب في 128 صفحة.
3.
"حقيقت مرزا": اسمه الكامل "معيار الحق المعروف بحقيقت مرزا"، قد جمع فيه تلبيسات كفريات، وتحريفات المرزا غلام أحمد القادياني، وذكر من حقيقتها عن كتبه.
4.
"جامع الدراري شرح جامع البخاري" إن من له إلمام بالحديث من العلماء المبرّزين في الحديث، يعرفون مكانة "إمداد الباري"، وأهميته، ويعترفون بهما، ولكنه كان ذا إطناب وإطالة زائدة، فلخّصه، صاحب الترجمة، ووضع ثلاثة مجلّدات في مجلّد باسم "جامع الدراري"، وحسب ما أفاد الشيخ حبيب الرحمن المعروفي إن هذين الكتابين لهما غاية الأهمية والدرجة المنفردة على مكانهما، فلذا قد ضبطا لغرض عن آخر، فـ "إمداد الباري" خزينة المعلومات الكثيرة، والدراسات الوافرة، و"جامع الدراري" يؤدي إلى إدراك معاني الروايات، أقصى ما يمكن هذا الكتاب، صدر أول مرة عام 1409 هـ، على 630 صفحة.
* * *
2656 - الشيخ الفاضل عبد الجَبَّار بن عبد الكريم الخُوارِيِّ، رحمه الله تعالى
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: أصْلُه من "الرَّيِّ"، وتفقَّه بـ "أصبهان" على الخَطِيبِيّ، قاضي "أصبهان".
سمع الحديث.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 263.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 750، والفوائد البهية 85، 86، وكتائب أعلام الأخيار برقم 319.
وذكره السِّلَفِيّ في "مُعْجَمْ شُيوخِه"، وذكر أنَّه لَقِيَه بـ "بغداد"، ولم يكن عندَه أصْلٌ فيه سماعه يَرْجِعُ إليه، وأخْرَج عنه حكاية. وذكر أنَّه اسْتَوْطَن "الكوفة"، ووَلِيَ الحِسْبَة بها. كذا في "الجواهر".
* * *
2657 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الجبَّار بن عليم الدين الكُمِلّائي
*
ولد سنة 1337 هـ في قرية "فِتُواجُورِي" من مضافات "بِيجَيْنَغَر" من أعمال "كملا".
قرأ مبادئ العلم في بيته على المولوي عبد العلي، ثم التحق بالجامعة اليونسية، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها سنة 1359 هـ، وقرأ فيها خمس سنين، وقرأ فاتحة الفراغ سنة 1364 هـ.
من أساتذته: شيخ الإسلام السيّد حصين أحمد المدني، والعلامة إعزاز علي الأمروهوي، وغيرهما، رحمهم الله تعالى.
بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه، وبنى مدرسة في "بِيْجَيْنَغَر"، وكان رئيسا لها، ثم التحق بالجامعة اليونسية، ودرّس فيها أربعين سنة، وكان يدرّس كتب الحديث، منها:"صحيح مسلم"، و"مشكاة المصابيح"، وبنى عدّة مدارس، ومكاتب.
توفي 13 رمضان سنة 1407 هـ، وكانت جنازته حافلة.
* * *
* راجع: مشايخ برهمنباريه ص 203 - 210.
2658 - الشيخ الفاضل عبد الجبار بن عليّ الخُوارِيّ، رحمه الله تعالى
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: تفقَّه بـ "أصبهان" عَلَى قاضيها أبي الحسن الخَطِيبِيّ.
وورَد "بغداد"، فتفقه على قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني.
وبنى ختلغ
(1)
أميرُ الحاجِّ مدرسةً عند قبرِ يونُس عليه الصلاة والسلام، ورَتَّبه للتَّدْرِيس بها، وأجْرَى عليه وعَلَى أصحابه جِرايَةً.
قال الهَمَذانِيّ: وكان صالحا، مُتَدَيِّنًا.
هكذا ذكرَه في "الطَّبقات" له.
قال في "الجواهر" بعدَ نَقْلِه ما هنا: ولا أدْرِي أهو الذي قَبْلَه أم لا؟ والله تعالى أعلمُ.
* * *
2659 - الشيخ الفاضل عبد الجبار بن نُعْمان المعْتَزِلِيّ، رحمه الله تعالى
* *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 263.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 751.
(1)
هو ختلغ بن كنتكين، أمير الكوفة والحاج، المتوفى سنة تسع وسبعين وأربعمائة، والمنتظم 9: 31، والنجوم الزاهرة 5: 123، فالمترجم على هذا من رجال القرن الخامس.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 262. =
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو أحدُ خَواصِّ تَيْمورُ، الذين طافوا معه البلادَ، وأهْلكوا العبادَ، وأظْهروا الظُّلْمَ والفسادَ.
ذكره القاضي علاءُ الدين في "تاريخ حلب"، وقال: اجْتَمَعتُ به، فوجَدْتُه ذكَيًّا فاضلًا، وسألتُه عن مولِدِه، فقال: يكونُ لي نحوُ الأربعين، وتكلَّم مع عُلَماء "حلب" بحَضْرِة اللَّنْك، وكان مُعَظَّما عندَه.
قال: ورأيتُ "شَرْح الهداية" لأكْمَلِ الدين، وقد طالَعَه عبدُ الجبار المذكور، وعلَّم على مَواضِعَ منه، ذكَر أنَّها غَلَطٌ.
وذكرَه ابنُ المبْرد
(1)
في "الرياض"، وقال: كان له مَعْرِفةٌ بالفقه، والعلوم العقلية، وكانَ يَمْتَحِنُ العلماءَ ويُنَاظِرُهم بين يَدَي اللَّنْك، وهو من قِلَّة الدّين على جانبٍ كبير، تُوُفِّيَ سنة ثمان وثمانمائة.
وذكره ابن عَرَب شاه في كتابه المتضمِّن لأخيار تَيْمور
(2)
، وقال في فصل منه: وهذا الرجلُ، أعْنِي عبدَ الجَبَّار، كان عالمَ "تَيْمور" وإمامه، وممن يخوضُ في دِماء المسلمين أمامَه، وكان عالمًا فاضلًا، فقيهًا كاملًا، بَحَّاثًا، مُحَقِّقًا، أُصُولِيًّا، جَدَليًّا، مُدقِّقًا.
وأبوه النُّعمان، في "سَمَرْقَنْدَ" كان، وهو في الفُرُع من أعْلَمِ أهْلِ الزَّمان، حتى كان يُقالُ له: النُّعمان الثاني، وكان من القائلين بعَدَمِ الرُّؤْيَة في الأُخْرَى،
= وترجمته في إنباء الغمر 2: 244، والسلوك للمقرِيزِيّ 3: 3: 1109، وشذرات الذهب 7: 50، والضوء اللامع 4: 35، وعجائب المقدور في نوائب تيمور 139، وما بعدها، وصفحة 334. وكانت وفاته سنة خمس وثمانمائة، واسمه في بعض المصادر: "عبد الجبار بن عبد الله".
(1)
هو يوسف بن الحسن، المتوفى سنة تسع وتسعمائة. انظر: معجم المؤلفين 13: 289.
(2)
المسمى: عجائب المقدور في نوائب تيمور.
فأعْمَى الله تعالى بَصَرَه كبَصِيرتِه في الدنيا، وأكْثَرُ عُلَماء عصرِه بـ "ما وراء النَّهْرِ" قرأ عليه الفُروع، ونقلَ عنه مسائل المشْروع، ولا خلافَ في الفُروع بين أهْل السنة والاعْتِزال، وإنَّما اختلافهم في أصول الدين في مسائلَ معدودةٍ، سلكوا فيها سبيلَ الضَّلال. انتهى.
* * *
2660 - الشيخ الفاضل عبد الجبَّار والدُ أبي عاصمٍ الإمام
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال في "الجواهر": يأتي له زيادَةُ ترجمة عند ذِكْر ابنه أبي عاصم في الكُنَى، والحالُ أنَّه لم يذْكُره في الكُنَى، لا هو، ولا ابْنُه
(1)
.
* * *
2661 - الشيخ الفاضل عبد الجبار
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو أحدُ مَن عَزَا إليه صاحبُ "القُنْية".
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 263.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 752، وكتائب أعلام الأخيار برقم 735.
(1)
بل ذكره في الكنى، انظر الجواهر ترجمته رقم 1939، ويتضح من تراجم أقرانه أنه كان من رجال القرن السادس.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 264.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 753.
قال في "الجواهر": لا أدْرِي أهو أحدُ المذكُورَيْنِ قبلَه أم غيرُهما
(1)
.
حكَى عنه في "القُنية": لو زَنَى بامْرأةٍ تَحْرُمُ عليه بِنْتُها من الرَّضاع، وهي مَنْصوصة. انتهى.
* * *
2662 - الشيخ العالم الفقيه عبد الجبار الشاهجهانبوري، أحد العلماء الصالحين
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بمدينة "شاهجهانبور"
(2)
.
وقرأ العلم على أساتذة عصره، ذكره المفتي ولي الله في "تاريخه"، وأثنى عليه.
* * *
(1)
في الجواهر "غيرهم".
* راجع: نزهة الخواطر 7: 264.
(2)
"شاهجهانبور": بلدة عامرة على نهر "كره"، وفيها قلعة، وجامع كبير، أسّسها نواب بهادرخان في أيام شاه جهان.
باب من اسمه عبد الجليل وعبد الجميل
2663 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الجليل بن القارئ رميز الدين الكُمِلّائي
*
ولد سنة 1319 هـ في قرية "أتلا" من مضافات "بَرْهَمَنْبَارِيه" من أعمال "كُمِلّا".
من أهل بيب العلم والفضل.
قرأ مبادئ العلم على أبيه، ثم التحق بالجامعة اليونسية بَرْهَمَنْبَارِيه، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وأتم الدراسة العليا فيها، وقرأ الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية على أساتذتها.
وبعد إتمام الدراسة وصل إلى وطنه المألوف، والتحق بالمدرسة اليونسية سيّد آباد، ودرّس فيها عدّة سنين، ثم التحق بالمدرسة اليونسية بَرْهَمَنْبَارِيه مَنْبَارِيه، ودرّس فيها إلى أن توفاه الأجل.
من أساتذته: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إبراهيم البلياوي، وفخر البنغال العلامة تاج الإسلام، وأمير الشريعة العلامة محمد الله الحافظجي، والعلامة شمس الحق الفريدبوري، والعلامة عبد الوهّاب البيرجي، رحمهم الله تعالى.
وتوفي يوم الجمعة سنة 1392 هـ، وصلّى على جنازته شيخ التفسير العلامة سراج الحق، رحمه الله تعالى، وحَضَرَها ألوف من الناس.
* * *
* راجع: مشايخ برهمنباريه ص 81 - 84.
2664 - الشيخ العالم الكبير عبد الجليل بن صدر الدين بن سراج الدين بن محمد يوسف بن سلطان محمد بن ملك محمد بن علي أحمد سعيد بن عبد المجيد بن فيض الله بن برهان الدين بن حسام الدين بن صدر الدين
*
وقيل: ابن حسن بن صدر الدين الحسيني، البخاري، الأجي، ثم المنداروي، الإله آبادي.
كان من كبار المشايخ الجشتية.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة بقرية "منداره" من أعمال "إله آباد"، ورحل في صباه إلى مؤ قاضي طيّب، وقرأ المختصرات على ملا محمد جيل الموي، وملا دان، وقرأ المطوّلات على غيرهما من الأساتذة في بلاد شتى، ثم دخل "دهلي"، وأخذ الحديث عن الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي، ثم سار إلى "كنكوه"، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد صادق الحنفي الكنكوهي، ولازمه اثنتين وثلاثين سنة، ثم رجع، وسكن بـ "إله آباد"، وحصل له القبول العظيم.
له مصنّفات عديدة في الحقائق والسلوك، منها:"جهار ده علمى"، و"هداية الصوفية"، و"معدن الدقائق"، و"حل المشكلات"، و"فيوضات"، و"علم الثقات"، و"علم النكات"، و"أسرار العاشقين"، "منظومة"، و"زاد المشايخ"، و"زاد لا زاد"، و"نغمات حالات"، قارب عمره مائة واثنتين وعشرين سنة.
توفي لستّ خلون من شعبان سنة أربع عشرة ومائة وألف، بـ "إله آباد"، كما في "بحر زخاسر".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 6: 145، 146.
2665 - الشيخ الفاضل عبد الجليل بن طه الأنصاري، الجونبوري، أحد الفقهاء الحنفية
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان من ذرّية الشيخ الكبير عبد الله الهروي، أخذ الطريقة عن الشيخ عبد العزيز بن الحسن العبّاسي الدهلوي، وكان من العلماء المبرّزين في الفقه والحديث، سافر إلى "مكّة المباركة" للحجّ، فقتله اللصوص بـ "دهلي" سنة تسعين وتسعمائة، فأرّخ لعام وفاته بعضهم "قتيل محبت"، كما في "كنج أرشدي".
* * *
2666 - الشيخ الفاضل عبد الجليل بن عبد الله بن علي بن صائن، تقدَّم نَسَبُه في تَرْجمة أبيهِ
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال ابنُ النَّجَّار: قَدِمَ علينا "بغداد" مع والِدِه، وهو صَبيٌّ، وسمع معنا من أصْحاب أبي الحُصَيْن، وأبي غالِب ابن البَنَّاء، وغيرِهم، وسمِعنا منه ومن أبيه شيئا.
وكان ذكيًّا فاضلًا، له مَعْرِفةٌ بالفِقْه والأدب، حسنَ الطَّرِيْقة، كامِلَ العَقْل.
وكان مولِدُه، كما ذكَر أبوه، في يوم الاثنين، ثامن ذى القَعْدَة، سنة ثمان وخمسمائة، بـ "سَمَرْقَنْدَ".
* راجع: نزهة الخواطر 4: 151.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 264.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 754، وفي نسبته:"الفرغانِي".
قال ابنُ النَّجَّار: وبَلَغَنِي في سنة إحْدَى وثلاثين وسِتِّمائة، أنَّه في "سَمَرْقَنْدَ"، يُفْتِي، ويُدَرِّسُ. والله تعالى أعلمُ.
* * *
2667 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الجليل بن المنشئ كرامت علي الجاتجامي
*
ولد في قرية "ساريه" من أعمال "جاتجام".
قرأ إلى "مشكاة المصابيح" في الجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، ثم في سنة 1349 هـ سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ كتب الفنون العالية، وأقام فيها خمس سنين، ثم رجع إلى وطنه المألوف، والتحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، ودرّس فيها عشر سنين، وبعد وفاة العلامة حبيب الله رحمه الله تعالى فارق منها، والتحق بالمدرسة القاسمية بـ "ساريه"، وكان يدرّس فيها كتب الحديث، ثم بعد مدّة عيّن رئيسا لها.
توفي سنة 1387 هـ.
* * *
2668 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الجليل البدربُوري، رحمه الله تعالى
* *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 236، وتاريخ دار العلوم هاتهزاري ص 230.
* * راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 267.
تخرّج على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، المتوفي سنة 1377 هـ.
كان شيخ الحديث في المدرسة العالية بدربُور من أعمال "آسام" من أرض "الهند".
* * *
2669 - الشيخ الفاضل مولانا الحكيم عبد الجليل الدهلوي، رحمه الله تعالى
*
كان من تلامذة العلامة أنور شاه الكشميري، المتوفى سنة 1353 هـ
وكان أستاذا بالجامعة الطبّية بـ "دهلي".
* * *
2670 - الشيخ الفاضل عبد الجميل التتوي السندي، أحد العلماء المشهورين في أيام شاهجهان بن جهانغير
* *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: سكن بـ "لاهري بندر"، وكان له ثلاثة أبناء: أبو الفتح، ومحمد شريف، ومحمد شفيع، كلّهم نبغوا في العلم، ونالوا الدرجة في أيام عالمغير، كما في "تحفة الكرام".
* * *
* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 257.
* * راجع: نزهة الخواطر 5: 219.
باب من اسمه عبد الحفيظ
2671 - الشيخ الفاضل عبد الحفيظ بن عبد الله العجيمي، المكّي
*
فقيه. ولي إفتاء "مكّة".
له "الفتاوى العجيمية".
توفي سنة 1235 هـ.
* * *
2672 - الشيخ الفاضل العلامة الكبير المحدث الجليل عبد الحفيظ بن الشيخ ملك عبد الحق المكّي
* *
ولد بمدينة "أمرتسر" بولاية "بنجاب" عام 1365 هـ، وغادرتها أسرته إلى مدينة "فيصل آباد" بـ "باكستان" لدى تقسيم "الهند"، وأدخل وهو ابن خمس سنوات في مدرسة تبشيرية، ليتلقّى الدراسة الإنكليزية، ولما هجر أبوه مع عياله
* راجع: معجم المؤلفين 5: 78.
ترجمته في هدية العارفين 1: 502.
* * راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور للشيخ السيد محمد شاهد الحسني 2: 442 - 447.
إلى "مكة المكرمة" في شوال 1373 هـ، فاشتغل بالعلم في المدارس بها، حيث تعلّم القرآن الكريم إلى مدة قليلة بالمدرسة الصولتية، وقطع المراحل التعليمية المختلفة في كلّ من المدرسة السعدية الابتدائية، والمدرسة الرحمانية، والمدرسة الفيصلية، والمدرسة الزاهر المتوسطة، والمدرسة العزيزية.
ثم شدّ الرحال إلى مدينة "سهارنبور" في شعبان 1388 هـ، وأقام لدى الشيخ محمد زكريا، يقرأ المجلّدين الأولين من "الهداية"، و"مشكاة المصابيح" عليه في خارج أوقات الدراسة، ثم أخذ الصحاح الستّة وغيرها من دواوين الحديث في شوّال 1388 هـ، حيث قرأ المجلّد الأول من "صحيح البخاري" على الشيخ محمد زكريا، والمجلد الثاني منه، و"سنن الترمذي" على الشيخ المفتي مظفر حسين، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على الشيخ أسعد الله، و"سنن أبى داود" على الشيخ محمد عاقل، و"صحيح مسلم"، و"سنن ابن ماجه"، و"الموطأ" للإمام مالك، و"الموطأ" للإمام محمد على الشيخ محمد يونس، وفاز في الامتحان بالدرجة الأولى.
وكان قام له الاتصال بالشيخ محمد زكريا، والشيخ محمد يوسف، والشيخ إنعام الحسن، لكون أبيه يتصف بالمزاج الديني، فابتدأ بالتنقّلات في جماعات الدعوة والتبليغ، ثم بايع الشيخ محمد زكريا، وحصلت له الإجازة منه يوم 27 رمضان المبارك 1386 هـ، وبعد ما قضى مدّة طويلة في جماعة الدعوة عاد إلى "مكة المكرمة"، واشتغل بالنهوض بالخدمات الدينية والتبليغية بجدّ ونشاط، ودرّس الحديث في المدرسة الصولتية لمدّة طويلة، وكان هنا "مشكاة المصابيح" تدريسا خاصّا له، وعلى أمنية شيخه، وأمر منه أقام مكتبة دينية علمية باسم المكتبة الإمدادية بها، لنشر علوم ومعارف رجال العلم والدين، حيث ظهر منها "بذل المجهود في حلّ سنن أبى داود" للشيخ خليل أحمد الأنبيتهوي، و"أوجز المسالك شرح موطأ الإمام مالك" للشيخ محمد زكريا في اهتمام كبير، كما أنشأ في ذي الحجة 1398 هـ مطبعة، سماها مطابع الرشيد، وصدرت منها آلاف مئات من الكتب بمدة قليلة،
كان له التقرّب الخاص والمكانة والثقة البالغة من شيخه الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي المهاجر المدني، فيصاحبه في رحلاته للدول الأجنبية أيام إقامته بالحرمين الشريفين.
كما يقوم بالخدمات الدينية في جهات مختلفة بأنواع متنوّعة في كلّ تيقظ وتدبّر وحزم، منذ فترات مديدة، حيث يشتغل، ويعكف على التدريس والإفادة والتأليف والكتابة، ويقوم بالرحلات الداخلية والخارجية بالكثرة إلى جانب ذلك، ينتفع الخلق به في مرحلة السلوك والإحسان والتزكية كما يبيد، ويستأصل الفتن والمشاغب الثائرة المعادية للإسلام عن أصولها، كالقاديانية، والبهائية، والبرويزية، يتواصل الجهود لأجله.
هذا إلى أنه قد كوّن جبهة عظيمة ضدّ القاديانية، سماها حركة ختم النبوة العالمية، وتم إنشاء فروعها المختلفة في دول شتى، ومكتبها المركزي في لندن بـ "بريطانيا"، وإنما هى الحركة قد سجّلت بصفة منظّمة في "هانك كانك"، وتوكو في "إفريقيا الغربية"، وتحت رعايتها تصدر "مجلة أنوار ختم النبوة" الشهرية الأردية، و"مجلة ختم النبوة" الشهرية العربية اللتان تنشران تعاليم القرآن الكريم، والسنّة النبوية الطيبة، وتمثلان قضايا الأمة، وأفكارها ونظرياتها في أحسن وإجادة.
مأثرة علمية عظيمة:
من مآثره الجليلة: جمع وترتيب ونشر "الكنز المتواري في معادن لامع الدراري"، و"صحيح البخاري"، إن "لامع الدراري" للشيخ محمد زكريا، له مكان الصدارة في تأليف هذا الكتاب، وذلك ظهر أول مرة مع تمام نصوص "جامع الإمام البخاري"، فالأول متن "البخاري"، ثم تليه إفادات العلامة الكبير رشيد أحمد الكنكوهي، ثم تليها تعليقات الشيخ محمد زكريا، وبما أنه حامل المتن، فزيد على ما يتطلب الإيضاح والشرح، ولم يكن يوجد شئ عنه في "لامع الدراري" عن تأليفاته الأخرى من "أوجز المسالك"،
و"الكوكب الدري" و "الأبواب والتراجم"، و"تقرير بخاري" بالأردية، وميّز المزيد بـ "قال الجامع".
وفي طليعة من ساعدوه في التأليف هذا الشيخ عاشق إلهي البرني المهاجر المدني، والشيخ جميل أحمد المظاهري، والشيخ حبيب الله المظاهري المدني، لذا لم ينتسب إلى شخص واحد، وإنما ينتسب إلى لجنة من تلاميذ الإمام الكاندهلوي، قدّس الله سرّه.
عليه مقدمة أولى للشيخ عبد الحفيظ، ومقدمة ثانية للشيخ جميل أحمد بعنوان:"شيوع علم الحديث في الهند"، وثالثة للشيخ حبيب الله بعنوان:"ترجمة المؤلف".
مؤلفاته:
1 -
" الشريعة والطريقة"، كان الشيخ محمد زكريا قد ألّف كتاب "شريعت وطريقت" في جمادى الأولى 1397 هـ، فنقله صاحب الترجمة إلى العربية باسم "الشريعة والطريقة" أبحاث علمية قيمة محقّقة في ضوء الكتاب والسنّة جمادى الآخرة 1399 هـ، وتم طبعه من مكتبة دار الرشيد "بالقاهرة" بـ "مصر"، وذلك يحتوي على 200 صفحة.
2 -
"استحباب الدعاء بعد الفرائض": تم ضبطه حول الدعاء بعد الفرائض، ورفع الأيدي فيه، فطرح فيه الشيخ المترجم له حلول ذلك في ضوء الكتاب والسنة، وبما قاله العلماء، ويضمّ أبواب أهمية الدعاء، ورفع اليدين في الدعاء، والدعاء بعد الصلاة غير الفرائض، والدعاء بعد المكتوب، وأمثالها من الأبواب المفيدة الأخرى، وتم طبعه أول مرة من المكتبة الإمدادية بـ "مكة المكرّمة"، وذلك في 141 صفحة، ونشرت طبعته الجديدة أخيرا في طباعة جميلة من مكتبة الحرمين بدولة "دبئي"، وهو يشتمل على 197 صفحة.
3 -
"الشيخ محمد زكريا وفكره الديني": كان الشيخ محمد زكريا له العناية والاهتمام بكلّ ناحية من نواحي الدين، لذا كان يحثّ ويحضّض من
يتربى عليه من خدمه وأحبابه على مزاولة العمل في كلّ مجالات الدين والشريعة، فذكر ما ذكر في الكتاب لديك، وعلى رأس الكتاب مقدمة من الشيخ منظور أحمد الجنيوتي، وهو يتضمّن 47 صفحة.
4 -
"الذكر والدعاء يوم عرفة": قد أتاه صاحب الترجمة بأدعية مما روي في كتب الأحاديث عن يوم عرفة يحانب عدّة مرويات، جاءت عن أهمية الدعاء بهذا اليوم، ألّف عام 1418 هـ في 24 صفحة، وصدر عن المكتبة الإمدادية بـ "مكة المكرمة".
5 -
"تلخيص فضائل الصلاة على النبي": ذلك ملخّص من كتاب "فضائل درود شريف" للشيخ محمد زكريا، وهو يضمّ أربعة أبواب مع تراجمه بالعربية والإنكليزية والأردية، وتم نشره بأمتع طباعة وأجمل خطّ من سرور فاؤنديشن في برمنكهم إنكلترا، وله 55 صفحة.
6 -
"أعلام المحدّثين": ذلك ترجمة واضحة لـ "أعلام المحدثين" للشيخ تقي الدين الندوي المظاهري، ظهرت بقلم الشيخ المترجم له في رمضان المبارك 1401، الموافق يوليو 1981 على أمر الشيخ محمد زكريا، وصدرت باسم "جودهوين صدي هجري مين بلند بايه محدثين"(أعلام المحدّثين في القرن الرابع عشر للهجرة)، وذلك يشمل 28 صفحة بقطع 20/ 30/ 16.
7 -
"موقف أئمة الحركة السلفية": ذلك كتاب مفيد مؤثر للغاية بما فيه، قد جاء تأليفه حول قضية دقيقة لدى العرب، ويدلّ موضوع الكتاب على ما هو الموقف الواقعي الذي يقيمه للتصوّف، والصوفية كلّ من الشيخ محمد بن عبد الوهّاب، والعلامة الجوزي، والعلامة الذهبي، والعلامة ابن كثير، والشيخ ابن رجب، والعلامة ابن تيمية، والإمام ابن حنبل، رحمهم الله تعالى، وما هي المنزلة التي يحلّونهما محلّها.
حيث ذكر عن كتبهم اعتبارهم أن أولئك الصوفية من المحدّثين والفقهاء والمتكلّمين، والمؤرّخين، والمجاهدين، والكتاب في أربعين ومائتي صفحة، وأكمل تأليفه في ربيع الأول سنة 1407 هـ أيام مكوثه في دار العلوم بمدينة
"هول كمب" في بري "بريطانيا"، وظهرت طبعته الممتعة حديثا من مكتبة الحرمين في "دبئي"، وذلك يتضمّن 288 صفحة.
8 -
جامعة مظاهر العلوم سهارنبور من كبرى الجامعات الإسلامية بـ "الهند"، ذلك جامع، وموجز عن تاريخ جامعة مظاهر العلوم، ويجوز أن يقال: إنه بحر صعبّ في كأس، قد ابتدأه بذكر يوم تأسيسها، وهدف تأسيسها ومؤسّسيها بعنوان جامعة مظاهر العلوم قلعة حصينة للإسلام بـ "الهند"، ثم أتاه بأيامها التاريخية تحت عناوين عشرة شتى، مثل رسالة الجامعة، وأهداف الجامعة، والعناية بالحديث والسنّة المطهّرة، واختتمه بانطباعات وتأثرات علماء العرب، ومشايخها، عن الجامعة هذه.
9 -
"جماعة التبليغ أكبر حركة إصلاحية عالمية": ذلك تأليف علمي وتاريخي للشيخ عبد الحفيظ المكّي، قد أودعه تاريخ جماعة التبليغ، لا سيّما عصرها البدائي، كما أثبت فيه مما أعرب عنه علماء العرب وخاصته وأعيانه في انطباعاتهم عن الجماعة، هذه ورسائل كثير من أشراف الحكومة حولها اهتماما بالغا، تم طبع الطبعة الأولى من مكتبة الحرمين في "دبئي"، وطبعته الثانية من "باكستان"، وله غير ما ذكرناه مقدّمات بسيطة ودراسات وأبحاث وتعليقات، قد حلا بها كثيرا من الكتب العلمية.
توفي هذا العالم الجليل سنة 1438 هـ.
* * *
2673 - الشيخ الفاضل عبد الحفيظ بن محمد الوانجني، الجزائري، المالكى، الخلوتي
*
* راجع: معجم المؤلفين 5: 90.
ترجمته فى فهرس المؤلفين بالظاهرية، وإيضاح المكنون 2: 150، ومعجم المطبوعات 1272، وهدية العارفين 1:503.
من آثاره: "غنية القارى بترجمة ثلاثيات البخاري"، و"غاية البداية في حكم النهاية"، و"المجموع الفايق والدستور الرايق" المسمّى بـ "الجواهر المكنونة والعلوم المصونة"، و"التعريف بالإنسان الكامل"، و"غنيمة المريدين" في التصوّف، و"الحكم الحفيظية على منوال الحكم العطائية".
* * *
2674 - الشيخ الفاضل المحدّث الجليل عبد الحفيظ بن المنشئ ياسين الكُمِلائي
*
ولد سنة 1342 هـ في قرية "خِيرِيهَرْ" من مضافات "شاهْراسْتي" من أعمال "كُمِلا"، من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم على أبيه، ثم قرأ على الشيخ القارئ إبراهيم في قرية "جعفر نغر"، ثم التحق بالمدرسة العربية بقرية "بادَلْكُوت" من أعمال "نواخالي"، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها عدّة سنين، وقرأ "صحيح البخاري"، و"جامع الترمذي" على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني رحمه الله تعالى، وبعد الفراغ ارتحل إلى "كراتشي"، والتحق بالجامعة الفاروقية مدرّسا.
وبعد مدّة وصل إلى وطنه الأليف، والتحق محدّثا بالجامعة إمداد العلوم فريد آباد دبها، فأفاد، وأجاد، ثم عيّن شيخ الحديث لها، وكان يدرّس "صحيح البخاري" بالإتقان والإمعان.
توفي سنة 1420 هـ، ثم دفن بعد أن صلي على جنازته في مقبرة آبائه.
* * *
* راجع: مشايخ كملا 2: 230 - 235.
باب من اسمه عبد الحق
2675 - الشيخ الفاضل المفتي عبد الحق بن مولانا إسماعيل الجاتجامي
*
ولد في قرية "مَدَارْشَاه" من مضافات "هاتهزاري" من أعمال "جاتجام".
قرأ في دار العلوم ديوبند الصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية.
من أساتذته: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إعزاز علي الأمروهوي، والعلامة إبراهيم البلياوي، وغيرهم، من المحدّثين الكبار.
* * *
2676 - الشيخ العالم الكبير العلامة المفتي، ثم القاضي عبد الحق بن محمد أعظم الكابلي، نزيل "بوفال"، ودفينها
* *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بمدينة "كابل"، وقرأ القرآن، وتعلّم الخطّ، واشتغل بالعلم زمانا في بلدته، ثم سافر، وقرأ المنطق والحكمة وغيرها على ملا سريج، شارح "حاشية السلّم" للقاضي.
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 240، 241.
* * راجع: نزهة الخواطر 8: 240، 241.
ثم دخل "الهند"، ولقي الشيخ العلامة عبد الحق بن فضل حق الخير آبادي بـ "كلكته"، وقرأ عليه بضع دروس من "الأفق المبين"، ثم ترك الاشتغال عليه، ودخل "جونبور"، ولقي الشيخ هداية الله بن رفيع الله الرامبوري، ولم يقرأ عليه شيئا، ثم ذهب إلى "رامبور"، وأدرك بها الشيخ عبد العلي الفاضل المشهور، فقرأ عليه "لأفق المبين" للسيّد باقر داماد، و"كتاب الشفاء" لابن سينا.
ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، وساح أكثر بلاد "الشام" و"العراق"، ثم رجع إلى "الهند"، ودخل "بوبال"، وأخذ بعض الفنون الرياضية عن الشيخ فتح الله نائب المفتي بها، وقرأ الصحاح الستة على مولانا عبد القيّوم بن عبد الحي البكرى البرهانوي المفتي بها، وتزوّج بابنة الشيخ فتح الله المذكور، وولي التدريس في المدرسة الشاهجهانية، فدرّس، وأفاد مدّة مديدة، ولما توفي شيخه وصهره فتح الله ولي نيابة المفتي مكانه، وولي الإفتاء سنة اثنتين وثلاثمائة وألف، وقلّده بالقضاء سنة خمس وثلاثماثة، فاستقلّ به مدّة حياته.
وكان إماما بارعا في الفقه والأصول والكلام، عارفا بدقائق المنطق والحكمة والهيئة والحساب، مشاركا في الحديث، ملازما لأنواع الخير والعلوم، كثير الدرس والإفادة، مليح البحث، صحيح الدين، قويّ الفهم، كثير المطالعة لفنون العلم، حلوّ المذاكرة، طيّبا، بشوشا، كريم الأخلاق.
قرأت عليه أكثر الكتب الدراسية في المنطق والحكمة والهندسة والهيئة بمدينة "بوبال" حين كان مفتيا بها.
ومن مصنّفاته: "القول المسلّم على شرح السلّم" للقاضي، والحاشية على حاشية القاضي على "حاشية مير زاهد" على "شرح المواقف"، والحاشية على "التلويح شرح التوضيح" في أصول الفقه، والحاشية على خطبة "القاموس"، وله رسالة نفيسة في مبحث المثناة بالتكرير، ورسالة في الاصطرلاب، وله غير ذلك من الرسائل.
توفي بالطاعون في بلدة "بوبال"، ودفن بها لثمان بقين من رمضان المبارك سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف.
* * *
2677 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحق بن جان محمد ميان النواخالوي
*
ولد سنة 1332 هـ في قرية "عزّنبُور" من مضافات "فيني" من أعمال "نواخالي".
قرأ مبادئ العلم في المدرسة الصوفية النورية، ثم التحق بدار العلوم جاتجام، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح"، ثم التحق بالمدرسة العالية كلكته، ونال منها سند "ممتاز المحدثين".
من أساتذته: مولانا محمد حسين، رحمه الله تعالى.
درّس في عدّة مدارس، ثم التحق بالمدرسة العالية داكا، وكان يدرّس فيها كتب الحديث والتفسير والفقه.
* * *
2678 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحق بن حشمت علي الجاتجامي
* *
ولد في قرية "مَدَارْشاه" من مضافات "هاتهزاري" من أعمال "جاتجام".
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 240.
* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 240.
قرأ من البداية إلى النهاية في الجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الصحاح الستّه مرّة ثانية.
من أساتذته: العلامة إبراهيم البلياوي، والمفتي الأعظم فيض الله، والعلامة يعقوب، وغيرهم من المحدّثين الكبار.
وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، ودرّس في عدّة مدارس، ثم التحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وكان يدرّس فيها "شرح الوقاية" في الفقه، و"المييذي" في الحكمة، والجزء الثاني من "مشكاة المصابيح".
قلت: قرأت عليه الجزء الأول والثاني من "شرح الوقاية"، و"الميبذي"، والجزء الثاني من "مشكاة المصابيح".
* * *
2679 - الشيخ الفاضل عبد الحق بن خليل الرحمن بن عرفان اليوسفي، الرامبوري، ثم الطوكي، أحد الفقهاء الحنفية
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "رامبور".
وقرأ الكتب الدراسية على أبيه، وسافر معه إلى "طوك"، وسكن بها، ولما ذهب والده إلى "جاوره" تأخّر عنه، فلم يخرج عن بيته، حتى مات ببلدة "طوك".
وكان يدرّس، ويفيد، أخبرني بذلك محمود بن أحمد الطوكي.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 7: 266.
2680 - الشيخ الإمام العالم العلامة عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي المحدّث الفقيه شيخ الإسلام، وأعلم العلماء الأعلام، وحامل راية العلم والعمل في المشايخ الكرام، الشيخ عبد الحق بن سيف الدين بن سعد الله البخاري الدهلوي المحدث المشهور، أول من نشر علم الحديث بأرض "الهند" تصنيفا وتدريسا
*
ألّف الأستاذ خليق أحمد نظامي كتابا قيّما على حياته وآثاره باللغة الأردية، ونقله إلى العربية الدكتور محمد أكرم الندوي، وقال: ما نصّه:
أسرة الشيخ المحدّث عبد الحق الدهلوي:
أول من دخل "الهند" من آباء الشيخ عبد الحق المحدّث الدهلوي هو آغا محمد ترك، كان آغا محمد من سكّان "بخارى"، فلمّا أحدث المغول الخراب والدمار والتقتيل والإحرإق في "آسية الوسطى" في القرن السابع الهجري ساءته أوضاع بلاده، وهاجر في جماعة كبيرة من الأتراك إلى "الهند"، يقول الشيخ المحدّث عبد الحق الدهلوي: وهاجرت جماعة كبيرة من الأتراك ممن كانت لهم وشائج القرابة معه، أو البيعة، والإرادة من موطنها الأصلي إلى هذه البلاد.
كان هذا في عهد السلطان علاء الدين الخلجي، وكان المسلمون في "الهند" قد بلغوا ذروتهم في السياسة والثقافة، فساعد السلطان آغا محمد ترك، وأكرمه بالوظائف العالية، والمناصب الرفيعة، وكان السلطان في تلك الأيام يستعدّ للحملة على "كجرات"، فأرسله إلى "كجرات" يكتب
* راجع: نزهة الخواطر 5: 219 - 229.
الشيخ: تم تعيينه في جماعة من الأمراء الرفيعي المنزلة لغزو بلاد "كجرات"، وافتتاح بنادرها، وأقام بها بأمر من السلطان بعد الانتهاء من تلك الحملة.
أقام آغا محمد في "كجرات" بعد افتتاحها، وكان الله قد أنعم عليه بكثرة الأولاد، كان له مائة ابن وابن، ويقضي معهم أيام حياته في أبّهة وكرامة، وهدوء وسلام، حتى حدث له حادث، ومات مائة ابن له، وإنما بقي له ابن واحد، يسمّى معز الدين، وكأنما وقعت صاعقة على رأس آغا محمد ترك وقلبه، وسئمت نفسه من الدنيا وأهلها، فالذي دخل "كجرات" في جيش قاهر للسلطان علاء الدين الخلجي فاتحا منصورا، رجع إلى "دهلي"، آخذا بيد ابنه الوحيد في أسى وحزن، ولزم زاوية الشيخ صلاح الدين السهروردي، يقول الشيخ المحدّث: فترك خيله وحشمه، ولبس الثياب السمود، واعتكف في زاوية الشيخ صلاح الدين السهروردي.
والد الشيخ المحدّث عبد الحق الدهلوي:
وُلد الشيخ سيف الدين والد الشيخ عبد الحق سنة 920 هـ في "دهلي"، ورزقه الله العلم والعمل والفضائل، وكان شيخا صاحب قلب، شاعرا مجيدا، ورجلا ظريفا، اعترف الناس بظرافته ولطافته وفهمه وتودّده، يقول الشيخ المحدث: كان وحيد عصره، وحديث بلاده، في الشعر والفضل والذوق والشوق والمحبة والظرافة واللطافة والانقطاع وطيب القلب والحضور وذكر اللطائف والنكات وفهم الدقائق والإشارات. كان الشيخ سيف الدين معروفا بين الناس بشعره وكلامه، ولكنه كان في الواقع شيخا صالحا، مقرّبا إلى الله، صاحب باطن، يقول الشيخ المحدث في "رسالة الوصية": كان والدي الشيخ سيف الدين قد أوتي حظّا كبيرا من عالم العدم والفقر والفناء في الله والتوحيد والتجريد والتفريد، ولم يكن مجال للتكلّف والتصنّع في حياته، وكان لنظرته تأثير كبير، كلّما نظر إلى أحد بعين المحبّة أثر فيه
حسب صلاحيته واستعداده، وقد ذكر الشيخ المحدّث تأثير نظرة والده في "أخبار الأخيار"، وقال: وقد وقع منه هذا المعنى غير مرة.
وكان في نظرة واحدة يطلع على استعدادات من لقيه من الناس، وكان يقول: قد صارت نفسي من أجل صفاء صحبة الفقراء وطول ملازمتهم أني أعرف حقيقة أحوال المرء
…
إن لقيت أحدا في الليل المظلم أرجو أن أستكشف حاله.
مولد الشيخ المحدث وبداية طلبه:
ولد في المحرّم سنة 958 هـ في "دهلي" في عهد الملك إسلام شاه السوري، وكانت الحركة المهدوية قد بلغت ذروتها، وكان العلماء قد بالغوا في تكفير المهدويين وتضليلهم، كان مؤسّس الطائفة المهدوية السيّد محمد الجونفوري قد أكثر أعداؤه ومعارضوه الكتابة عنه، وحاولوا إبطال معتقداته، لكن كما قال مولانا أبو الكلام آزاد: كان السيّد محمد نفسه والطبقة الأولى من أتباعه رجالا صالحين أتقياء، فإن مثل هذه الأمور تبدأ على نمط، ثم تختلف في الأخير
…
هذا ما حدث لهذه الجماعة، حتى غاب صدقها الأساسي في غلوّ أخلافها ومحدثاتهم.
كانت الحركة المهدوية في الواقع حركة إحياء الشريعة والقيام بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وكان السيّد محمد الجونفوري وأصحابه يشكون شكوى كبيرة من حبّ الدنيا، الذي وقع فيه علماء السوء والبدع، والمنكرات، التي أحدثها الجهلة من الصوفية، وكانوا يريدون أن يطهّروا المجتمع الإسلامي من هذه العناصر الفاسدة، ويقيموا أحكام الشرع فيه، فلمّا بدؤوا نضالهم ثارت موجة من المعاداة والمعارضة من قبل علماء ومشايخ الهوى والدنيا، ولا مجال هنا لسرد تاريخ هذه الحركة، وينبغي الرجوع إلى مصادر أخرى للتفصيل.
في أحضان والده:
كان لوالد الشيخ المحدّث إسهام خاص في تعليم الشيخ البدائي وتربيته، وتطوّر أفكاره، فقد عني بتربية ابنه منذ صغره، يقول الشيخ المحدّث عبد الحق: نشأت ليلا ونهارا في حضن رحمته، وجوار عنايته.
انظروا إلى الوليد هو في الثالثة أو الرابعة من عمره واعتناء أبيه به، واهتمامه ليل نهار بتربيته في أحضانه، واضطرابه، لنقل أحواله القلبية والفكرية، التي اكتسبها خلال مجاهداته طوال سنين إليه، يريد أن يعرف هذا الطفل بأسرار مسألة وحدة الوجود، وحينما يعجز الولد عن إدراك نكتة يسلّيه أبوه، قائلا: سينكشف الستار إن شاء الله عن وجه المقصود تدريجيا، ويتجلّى جمال اليقين، ويتبعه، قائلا: لكن ينبغى أن تدوم على هذه الفكرة، وتسعى لها ما أمكنك.
التعليم الأوَّلي:
تلقّى الشيخ المحدّث عبد الحق دروسه العلمية الأولية من والده، افتتح ذلك بتعليم القرآن الكريم، في أسلوب بديع، لم ينته الشيخ المحدّث من تعلم قواعد الهجاء، حتى أخذ والده يكنب له سورا من القرآن الكريم، يحفظه إياها، وأمّ قراءة القرآن الكريم خلال شهرين أو ثلاثة، يقول الشيخ المحدّث: علّمني أولا جزأين أو ثلاثة أجزاء، أو أقلّ من القرآن الكريم، من دون تعليم قواعد الهجاء، كما يفعله الأطفال، كان يكتب درسا درسا، فكنت أتابع قراءته، تعلّمت من القرآن الكريم هذا القدر وحده، وبعد ذلك استطعت بفضل تربيته وعطفه أن أقرأ كلّ يوم شيئا من القرآن الكريم، وكلّ ما قرأته عرضته عليه، فختمت القرآن في شهرين أو ثلاثة، ثم اتّجه إلى تعلّم الكتابة، وتمكّن منها خلال شهر. يقول الشيخ: وخلال وقت قليل لا أكذب إذا حددته بشهر نشأت في مهارة الكتابة وسليقة الإنشاء. إن تعلّم القراءة
والكتابة في هذه المدّة القليلة من الوقت ليس إلا ثمرة من عبقرية الشيخ، وردَّ الشيخ المحدّث الفضل في نجاحه هذا إلى والده، يقول: كلّ ما حصل كان من عنايته واهتمامه.
لم يتقيّد الشيخ سيف الدين في تعليم ابنه بمقرّرات عهده الدراسية ومنهاجه التعليمي، بل علّمه ما استحسنه وفق حاله ومستواه، كان كثير من الكتب الشعرية جزءا من المقرّرات في ذلك العهد، ولكنه لم يعلم ولده غير "بستان"، وأجزاء من "ديوان حافظ"، وبعد الانتهاء من قراءة القرآن بدأ بـ "ميزان الصرف"، وعلّمه بنفسه إلى مرحلة "المصباح"، و"الكافية".
يقول الشيخ المحدّث: إن كتب النظم والشعر التي تعارف الناس على تعليمها في هذه البلاد لم يعلّمني منها إلا أجزاء من "بستان"، و"كلستان"، و"ديوان خواجه حافظ"، وبعد الانتهاء من قراءة القرآن الكريم، حفّظني "ميزان الصرف"، وعلّمني بنفسه إلى مستوى "المصباح"، و"الكافية". وكان يقول له دائما: ستصبح عالما إن شاء الله قريبا.
كان الشيخ سيف الدين قلقا جدا لتعليم ابنه تحت إشرافه ورعايته، وكان يودّ أن ينقل إلى ابنه العلوم، التي اكتسبها بعد نضال طويل في حياته، ولكنه كان قد طعن في السن، فكان يعدّ الكتب أحيانا، كان يقول: أعلم هذه كذلك، ثم يقول: لقد أبلغ من السرور مبلغه إذا تصورت أن الله سيمكنك من النبوغ، الذي تخيلته لك.
كان الشيخ المحدّث ذكيا جدا، مع طلب صادق للعلم، إذا اتّجه إلى علم تيسّرت له سبيله، وكان أبوه الشيخ يسرّ بذكاء ابنه، ونضاله المتواصل، وتصوّر مستقبله العلمي الرائع.
يقصّ الشيخ المحدّث ما حدث له يوما: أتذكّر أني كنت عنده أقرّر أشياء علمية، وكان ناظرا إليّ بعينه، فأخذته حالة غريبة، وعلاه الصياح والبكاء، وفي هذه الحال مدّ يديه إلى هذا الفقير، ودعا بدعوات، وبعد زوال
تلك الحال، قال لي: قد تجلّى لي من مشاهدتك نور، لا يمكن التعبير عنه، ما أعجب هذه الحال.
وانتهى من دراسة "شرح الشمسية"، و"شرح العقائد"، وهو ابن اثني عشر أو ثلاثة عشر عاما، ومن دراسة "المختصر"، و"المطول"، وهو ابن خمسة عشر أو ستة عشر عاما، ولما بلغ الثامنة عشرة من عمره، لم يبق جانب من جوانب العلوم العقلية والنقلية، إلا نال حظّه منه، يقصّ بنفسه قصّة هذه الأيام:
وكان والدي يقول: تعلّم في كلّ فن مختصرا من مختصراته يكفك، وتفتح عليك إن شاء الله أبواب البركة والسعادة، وتنل حظّك من جميع العلوم من دون كلفة، فكان من فضل توجيهه أن حصلتْ لي في اكتساب العلم شرعة، يعبّر عنها بطيّ الزمان وطيّ المكان، وحصل لي كلّ علم، أي كنت أحفظ جزءا أو أكثر من المختصرات في النحو، مثل "الكافية"، و"اللب"، و"الإرشاد"، وكنت مضطربا لإتمام دراستي، إلى أن تيسّر لي جزء مشروح أو محشّى من هذه المختصرات، طالعته بنفسي، ولم أحتج إلى دراسته على شيخ أو استفهامه منه، فإن كان البحث سهلا ميسورا، أو كنت على معرفة منه من قبل لم تطب نفسي به، لا أدري ما الذي كنت أفهم في تلك الأيام، وما الذي كنت أطالع؟! ولكن كنت أنتفع انتفاعا تاما بمتن كل كتاب، وحاشيته، وكلماته، وإذا وقع في يدي كتاب أو جزء منه مقروءا أو غير مقروء ألزمت نفسي بمطالعته، ولم أتقيّد بمفتتح الكتاب أو خاتمته، بل كان هدفي هو اكتساب العلم مهما تيسّر ذلك.
ما الذي كان يهدف إليه من اكتساب العلم في ذلك الزمان؟.
ذكر في "أخبار الأخيار" قصّة من أيام طلبه تدلّ على مقاصده وميوله واتجاهاته، تحدّث زملاؤه يوما عن الغرض، الذي يهدفون إليه من اكتساب العلم، فذكر بعضهم أن الحامل له وراء الطلب، هو المعرفة الإلهية، وزعم
بعضهم أنه يطلب العلم ليعالج به المشاغل الدنيوية، حتى وصلت النوبة إليه، فقال: لا أدري أصلا إذا كان اكتساب العلم يؤدّي إلى المعرفة الإلهية أو أسباب الملاهي، إنما رغبتي في هذه المرحلة أنه قد مضى هذا العدد الكبير من العلماء والعقلاء، فما الذي رأوه، وما نظموه من الدرر في سبيل الكشف عن الحقائق، ولا أدري ماذا يؤول إليه أمري بعد ذلك هوى النفس، وملذاتها، أو محبة المولى، أو اكتساب الدنيا.
الشيخ المحدث عبد الحق طالب علم:
كتب الشيخ المحدّث عبد الحق الدهلوي في كبر سنّه إلى الأمير مرتضى خان الشيخ فريد خان يفيده معنى الطلب الصادق: فلا يأخذ نفسا، ولا يخطو خطوة، إلا وبين يديه تحصيل طلبته، والظفر بحبيبه. وكانت هذه هي حاله أيام الطلب، وكان منهوما به ليل نهار، وغلبته روج الطلب، حتى صارت له الحياة، ومتعها لا تعني، إلا إياه، يقول منذ أيام الطلب: لم أعرف ما هو اللعب؟ وما هو النوم؟ وما هى الصحبة؟ وما هى الاستراحة؟ وأين الدعة والتفرج؟ ولم آكل طعاما قط في وقته من أجل شوقي في الطلب، ولم أنم في مكان النوم.
فالجهد الذي بذله في سبيل الطلب والتضحية، التي قدمها من أجله يصعب نظيره في ذلك العهد، فإن كان أبو الفضل قد يبس دماغه من كثرة المطالعات في الليل، فإن الشيخ المحدّث أحرق مرارا عمامته وشعره بالمصباح، ولم يشعر باشتعال النار في ثيابه وجسده.
ذكر الشيخ المحدّث برنامجه من الصباح إلى آخر اليوم، والحق أن الشيخ لم يأل جهدا في الرياضة، التي تطلبها رياسة دنيا العلم، كان يشعر منذ صغره أن جنّتك مختفية في دماء كبدك، فضحى براحة جسده في سبيل العلم، يخرج إلى المدرسة قبل طلوع الشمس، وكانت المدرسة على
مسافة ميلين من بيته، ثم يأتي للغداء إلى بيته لوقت قليل، ثم يخرج مرة أخرى إلى المدرسة، ويشتغل بالمطالعة، ولم يشعر بتعب، وقد قطع ستة أميال مشيا على الأقدام، وكان يعتكف على المطالعة في المدرسة، حتى الليل في شوق وذوق، وإذا رجع إلى البيت في الليل لم يسترح، بل كان يجلس للدراسة، والنظر في الكتب، وكان أبواه يهتمّان لجهده واشتغاله، ويقولان له: ينبغي أن تستريح قليلا، لكنه كان قد ولِهَ في حبّ العلم، كان يستمع إلى نصائح الجميع، لكنه كان مغلوب الحال.
حفظ القرآن الكريم:
كان الشيخ المحدّث قد حفظ القرآن الكريم في بداية عهده، واجتهد في ذلك سنة أو أكثر، يقول: ووفّقت بعد ذلك لحفظ القرآن الكريم، فالتجأت إليه سبحانه، واكتسبت هذه النعمة خلال مدّة سنة أو أكثر.
التلمذ على علماء ما وراء النهرين:
تتلمّذ الشيخ المحدّث على علماء "ما وراء النهرين" بعد التمكّن من اللغة العربية والكلام والمنطق، لم يسمّ الشيخ أولئك العلماء، ولكنه ظلّ مهتما باكتساب هذه العلوم اهتماما تاما، فلم يكن عنده شيء من الفراغ، لا في الليل ولا في النهار، ويقول في "أخبار الأخيار" في حسرة: لو حصل لي في ذلك الشوق والذوق في طلب المولى، ورياضة الباطن، لكان أمري غير الذي أنا فيه.
كان الشيخ قد بلغ من الذكاء مبلغه، فكلما اعتنى بعلم نبغ فيه بذكائه وجهده، فتمكّن من علم الكلام والفلسفة تمكّنا كبيرا، أثنى عليه شيوخه، بل واعترفوا بفضله: نستفيد منك، ولا منّة لنا عليك.
بداية العبادة والرياضة:
يقول الشاعر محمد إقبال: الهدف من العلم طهارة العقل والفهم والغرض من الفقر عفة القلب والنظر. اعتنى الشيخ المحدّث إلى جانب طهارة العقل والفهم بعفّة القلب والنظر، وكان له منذ طفولته اهتمام بالعبادة والرياضة، وكان أبوه قد أوصاه لا تكن عالما مجدبا عقيما، فقضى حياته جامعا بين الشريعة والطريقة، وكان الشيخ سيف الدين قد نفخ فيه تلك الروح من الحبّ الحقيقي، الذي أشعل الشوق في قلبه وكبده إلى آخر أيام حياته، كان في بداية عهده يقوم في الليل، ويقبل على العبادة، يقول: ومع الشوق والاشتغال باكتساب العلم والمذاكرة، وكنت أعني بالطفولة بكثرة الصلوات والأوراد وقيام الليل والمناجاة، فالشوق والذوق اللذان كانا يغلبانه في ذلك العهد في الدعاء، يتمتّع بذكرهما في كبره، يقول: لا أزال أستمتع باللذّة، التي كنت أنعم بها في الأسحار وأوقات العبادة.
وكان للشيخ المحدّث في ذلك العهد حرص كبير على صحبة المشايخ والاستفادة منهم، وكان مركزا لعناياتهم وألطافهم، من أجل عواطفه الدينية وإخلاصه، وكان الشيخ إسحاق المتوفى 989 هـ شيخا كبيرا في الطريقة السهروردية، وكان قد هاجر من "ملتان" إلى "دهلي"، وأقام بها، وكان يديم السكوت، وقلما يكلّم أحدا، ولما حضره الشيخ المحدث اعتنى به، وأفضل عليه، وتحدّث مع الفقير طويلا.
بعد إكمال مرحلة الطلب:
كان الشيخ المحدث قد انتهى من الطلب في سنّ مبكرة، ما الذي اشتغل به بعده إلى سنة 996 هـ حينما ارتحل إلى الحرمين الشريفين؟ لا تلقي مؤلفاتُه ضوءا على ذلك، ويظهر من تصريحٍ لعبد الحميد اللاهوري أنه اشتغل بالإفادة والتدريس بعد التخرّج في العلم، أي قبل الخروج لحجّ بيت الله الحرام،
يقول: لما بلغ العشرين من عمره خرج من مرحلة التحصيل إلى التدريس، وأقبل على الإفادة، حتى خرج في رحلة "الحجاز". ويقول الشيخ المحدّث في "أخبار الأخيار" بعد ذكر دراسته: طلبني مولى المساكين وهادي الضالّين إليه، وألقى سلسلة الشوق في عنق هذا الغريب، وجذبني إلى بيته، وأوصلني إلى منزل المراد، أي أحلّني في مدينة حبيبه. ويقول في "زاد المتقين" في سنة ستّ وتسعين وتسعمائة: وصلت جاذبةٌ من الغيب، وظهرت وحشة في القلب، ولم يكن بد من الاصطلام، وعقد زاد الهمة بفكرة السفر.
لماذا كان يرى نفسه غريبا في "الهند"، ولماذا كان يشعر بالوحشة التي ذكرها في "زاد المتقين"؟
لما وصل إلى الشيخ عبد الوهّاب المتقي كشف النقاب عن هذه الوحشة، قائلا: يا سيدي أنا امرؤ نشأت من زمن صغري في الرياضة للتعلّم والتعبّد، ولم أعتد صحبة الناس، والاختلاط معهم، والدخول فيهم، ولما حصل لي بفضل الله طرف صالح من ذلك، وقضيت وطري وحاجتي، مما هنالك، دعاني بعض أهل الحقوق إلى الخروج إلى أرباب الدنيا، فأدركت سلطان الوقت والأمراء اعتنوا بشأني، ورفعوا مكاني، وأرادوا أن يكثروا بي سوادهم، ويحكموا، ويعدُّوا بهذا الضعيف صورهم وموادهم، فحماني الله، ولم يتركني معهم، وأوجد في قلب عبده جذبة، هداها إلى هذا المقام الشريف.
الشيخ المحدث يتجه إلى الحجاز:
اتّجه الشيخ المحدّث عبد الحق الدهلوي سنة 996 هـ، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة إلى "الحجاز"، كتب محمد غوثي في "كلزار أبرار": أن الشيخ وصل إلى "كجرات" سنة 995 هـ مارا بـ "مالوه"، وعلم بها أن موسم السفر قد مضى، فأقام بها سنة، وارتحل إلى "الحجاز" سنة 996 هـ.
وكان المرزا كوكه عزيز حاكم "مالوه" آنذاك أقام الشيخ عنده قليلا، ثم سافر منها إلى "ماندو"، حيث حضر عنده مؤلّف "كلزار أبرار"، واكتسب منه فوائد الفلاح والسعادة، ثم ارتحل منها إلى "كجرات"، وكان بها تلك الأيام المرزا نظام الدين أحمد، مؤلّف "طبقات أكبري" على منصب بخشي (أمين بيت المال"، واستقبل الشيخ، ورحّب به ترحيبا حارا، استنزله بها بإلحاح إلى الموسم القادم، وحضر الشيخ المحدّث عبد الحق الدهلوي في "أحمد آباد" لدى الشيخ وجيه الدين العلوى، واسفاض من صحبته، يقول في "أخبار الأخيار": ولما وصل كاتب هذه السطور إلى "كجرات" في رحلته إلى زيارة سيّد الكون صلى الله عليه وسلم سَعَد من بين مشايخها المتأخّرين بزيارة الشيخ وجيه الدين المعمّر والمرتاض، جامع الكمالات والبركات، والمشتغل بتدريس العلوم وتأليف الكتب وتدوينها، وإرشاد الطالبين، وتشرّف بالاشتغال ببعض الأذكار والأشغال لديه في الطريقة القادرية العالية.
في حضرة الشيخ عبد الوهّاب المتقي:
وصل الشيخ المحدّث عبد الحق الدهلوي إلى "الحجاز" سنة 996 هـ، وأقام بها إلى سنة 999 هـ، وقضى هذه المدّة كلّها تقريبا في جوار الشيخ عبد الوهّاب المتقي، فأتم دراساته العلمية عليه، وأخذ منه طرف الإحسان والتزكية والسلوك.
يواجه العالم الناشئ بعد إتمام دراسته الرسمية مرحلة صعبة في حياته، إنه يحتاج إلى مرشد يوجّه كنوزه العلمية نحو الأمور البناءة، يثقل قلبه وعقله، بعبء من العلم، ولا يتخفّف، حتى يتعين طريق مستقيم لاستعماله، وإن زلّة صغيرة في هذه المرحلة تلغي جميع مجاهداته طول حياته، كان الشيخ المحدّث عبد الحق الدهلوي سعيدا أن ظفر بمرشد كامل وجّه كفاءاته العلمية، وصلاحياته العملية التوجيه الصحيح.
تربية الشيخ عبد الحق تحت رعاية الشيخ المتقي:
حضر الشيخ عبد الحق الدهلوي لدى الشيخ عبد الوهّاب المتقي في شهر رمضان سنة 996 هـ، وقرأ عليه "مشكاة المصابيح"، واعتكف معه في العشر الأواخر من شهر رمضان، وأدّى فريضة الحجّ معه، واستفاد منه في "عرفات" و"المزدلفة"، ثم اشتغل بالدرس، وخرج إلى "المدينة المنوّرة" في 23 من شهر ربيع الثاني سنة 997 هـ بإذن الشيخ عبد الوهّاب، وأقام بها إلى آخر شهر رجب سنة 998 هـ، ثم رجع إلى "مكّة المكرّمة"، وأتم على الشيخ عبد الوهّاب "مشكاة المصابيح"، فلمّا انتهى قال له الشيخ: الحمد الله، فقد حصلت لكم نسبة بهذا العلم الشريف في وجه أتم، وهذا القدر يكفيكم لأداء خدمة هذا العلم، ينبغي الآن أن تشتغلوا أياما في أمور أخرى، وتحصلوا على لذّات الخلوة، وذكر الله أيضا، وعلّمه الآداب، وأوضاع الذكر، وتقليل الطعام، ودرّسه بعض كتب التصوّف.
في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم:
كان للشيخ عبد الحق الدهلوي محبة عميقة للرسول صلى الله عليه وسلم، إذا دخل "مدينته" دخلها حافيا، ورد في "تحفة الكرام": كان يمشي في "المدينة" حافيا. قدّم مرّة قصيدة باللغة الفارسية إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، كانت القصيدة كتبت في "الهند"، ففيها إعراب عن الأسف والحزن على أوضاعها، والقصيدة طويلة جدا، ومليئة بعواطف المحبّة والعشق. جاء في "زاد المتقين" أنه لما وصل إلى البيت الذي معناه: قد تلفت همّا وحزنا على فراق جمالك يا رسول الله، أرني جمالك، وترحّم على نفس العاشق النحيل، لم يملك نفسه، وكما قال نفسه: أخذ في البكاء والنحيب المتواصل. لقي طلبه الحافل بالمحبة والإخلاص القبول، وتشرّف بزيارة النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا.
ذكر الشيخ المحدّث عبد الحق الدهلوي في "زاد المتقين" أربع رؤى، رأى فيها النبي صلى الله عليه وسلم، رأى رؤيا في 21 من ذي الحجّة سنة 998 هـ في "مكة المكرمة" يستذكرها، قائلا: رأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم جالسا على سرير، يدرّس الحديث الشريف، وتتلألأ أنوارُ الجمال والجلال في وجهه الشريف، ومتحلّيا بأحسن صورة، لا يتصوّر فوقها.
كما رأى في الليلة نفسها أن الحسين بن علي رضى الله عنهما يجهّز جيشا لقتال أعداء الله، كانت حياة الشيخ عبد الحق كلّها عبارة عن تعبير هذه الرؤيا، فقد قضاها كلّها إلى نفسه الأخير في نشر الحديث الشريف، وتعليمه، ومحاربة البدع، والمحدثات.
العودة من الحجاز:
بعد قطع أودية العلم والعمل بأسرها أمر الشيخ عبد الوهّاب المتقي تلميذه الشيخ عبد الحق بالعودة إلى "الهند"، وقال: ينبغي أن ترجع إلى وطنك، فإن أمّك وأهلك وأولادك يقلقون عليك، وينتظرون مقدمك، كان الشيخ المحدث قد ملّ العيش في "الهند"، وتبرّم به، فلم يرض بالرجوع إليها، فقال لشيخه: للفقير نية قوية في الإقامة بهذه البقعة الشريفة المباركة، ثم ينوى زيارة "بغداد"، وزيارة ضريح الشيخ عبد القادر الجيلاني، وجرى بينهما الحوار.
الشيخ المحدّث في الهند:
رجع الشيخ المحدث عبد الحق الدهلوي إلى "الهند" سنة 1000 هـ، يقول في رسالة له: ولعل المملوك قد تشرّف بكم في ذلك المقام، بل قد يظنّ أنه جاء معكم في المراكب الهندية سنة ألف، هذا هو العهد الذي اتّخذت فيه أفكار الملك أكبر المنحرفة صورة الدين الإلهي، وكانت بيئة البلاد الدينية كلّها قد فسدت، وعمّ الإعراض عن الشريعة، والسنّة،
وصار بلاط الملك يسخر فيه من شعائر الدين سرا وجهرا، وإذا رددنا تصريحات الملا عبد القادر البدايوني على أنها من عالم متزمّت، فإن هناك شواهد قطعية على أن حرمة الإسلام وعظمته وكرامته كانت قد زالت عن نفس الملك أكبر، وقد جمع أبو الفضل أقواله في "آئين أكبري"، فقد ورد فيه في غير موضع كلمة كيش أحمدي الملة الأحمدية في سياق السخرية من الفقه الإسلامي، وما أصدق من قال: الناس على دين ملوكهم، فقد أثر ضلال الملك في حياة عامة الناس، حتى إن المدارس والزوايا لم تسلم من تأثيراته السامة، ففصل الصوفيةُ الشريعةَ عن الطريقة، وأوجدوا مبرّرات لأفعالهم غير الشرعية، واتخذ علماء السوء الفقه عرضة لأهوائهم المتوجّهة إلى الاحتيال، وبدأ عهد من الاحتيالات، حتى قال البدايوني: تخجّل منها حيل بني إسرائيل.
رجع الشيخ المحدّث في هذا الوضع المؤلم من "الحجاز" إلى "الهند"، وكان قبل أربع سنوات ودّع "الهند" متبرّما ومستاء من الوضع نفسه، لكن حاله تغيّرت الآن، فما كان يقدر آنذاك على مدافعة هذه الضلالات، فتملّكه اليأس والتبرّم، ولكن الآن تحدّد منهج عمله، وكان صدره الآن يحتوى على ثروة، لا تفني من العلوم الدينية، فجعلها سلاحا للقضاء على هذه الفوضى الدينية.
رجع الشيخ عبد الحق من "الحجاز"، فجلس للتدريس، وكانت هذه هى المدرسة الأولى في شمالي "الهند" في ذلك العهد، ارتفع منها صوت الشرع والسنّة، وكان منهجها التعليمي مختلفا عن المدارس الأخرى اختلافا تاما، فكان القرآن والحديث في هذه المدرسة قطب الرحى، الذي تدور حوله سائر العلوم الدينية، وكان ينشد البيت الفارسي الشهير، الذي معناه: أنا عبد للشمس، فلا أتحدّث إلا عن الشمس، لست بليل، ولا عابد ليل، حتى أتحدّث عن المنام والرؤيا.
مرشد الشيخ المحدّث عبد الحق في الطريقة:
كان التصوّف هي اللون الغالب على البيئة، التي فتح فيها الشيخ المحدث عينيه، والجوّ الذي نشأ فيه، وتربى، وكان من المستحيل أن لا يتأثر بهذه البيئة نشأ فيه شوق للعبادة والرياضة، وهو طفل صغير، وقد مرّ في الصفحات السابقة، كيف أن الشيخ كان يقضي أيامه في عبادة الله، وتطوّرت روحه الدينية هذه مع نموّه، حتى اصطبغ بصبغة التصوّف اصطباغا، يقول نظام الدين البخشي: إنه في "دهلي" هذه الأيام
…
ويعيش في ملابس الصوفية.
ويقول الملا عبد القادر البدايوني: يحتلّ في التصوّف مكانة رفيعة، بل يرى الملا البدايوني أنه اشتغل بالإفادة والتدريس، حتى يراه الناس صاحب العلوم الظاهرة، ولا يتردّد الناس إليه لأخذ علوم الباطن، يقول "يستر نفسه في ستار إفادة العلوم الرسمية وتعليمها.
بيعة والده:
بايع الشيخ عبد الحق على يد والده الشيخ سيف الدين، وتلقّن منه الطريقة، يقول في "رسالة الوصية": اجتمعت لوالدى على حقوق الأبوة، والشياخة، والصداقة، والإرشاد. كان الشيخ سيف الدين يحتضن ابنه، ويجلسه في جنبه طوال ساعات، وكان يهمّه أن يعمر صدر ابنه بالعلوم القلبية، كان الشيخ عبد الحق أخذ الدرس الأول في باب المحبة والعشق من أبيه، ثم أمره أبوه أن ينضمّ إلى حلقة أصحاب السيّد موسى الكيلاني، فامتثل أمر أبيه، يقول: دخلت في إرادة سيّدي وسندي الشيخ موسى الكيلاني بأمر من والدي.
الشيخ المحدّث وملوك عصره:
ولد الشيخ عبد الحق الدهلوي في عهد الملك سليم شاه السوري، وتوفي في سنة تولي شاه جهان عرش المملكة، وخلال هذه الفترة، تبوأ عرش "دهلي" الملوك التالية أسماؤهم:
إسلام شاه، ومبارز خان، وإبراهيم شاه، وأحمد خان إسكندر شاه، وهمايون، وأكبر، وجهانكير، وشاه جهان.
قضى حياة الرشد في عهود الملوك الثلاثة الأخيرين، وكان قد درس أوضاعها دراسة عميقة، لكنه لم يحب قط أن يتصل بالسلاطين والأمراء.
عاش حياته كلّها في زهد وقناعة، وكان لانزوائه هذا أسباب عديدة:
السبب الأول: أن علماء السوء أهانوا علم الدين في بلاط أكبر إهانة كبيرة، فكره علماء الحق هذا الوضع كراهية شديدة، ورأوا صلاح العلم والدين في الانعزال عن البلاط.
السبب الثاني: أن الشيخ المحدّث كان يرى أن التردّد إلى البلاط الملكي يخلّ بالشؤون العلمية، فلا يتساير النشاط العلمي، وحضور البلاط في رفق.
السبب الثالث: أن نفسه الأبية كانت تنكر المبالغات الشعرية، والتملّق بالمدح والثناء، كتب في رسالة إلى الشيخ فريد: من الصعب جدا الثبات على جادة التوسّط والاعتدال، والاستقامة على الحق، والواقع في حفظ مراسم المدح والتعظيم، وبيان الشوق والمحبة، فإن لم يبالغ في المدح والثناء خرج عن العرف والعادة، وإن بالغ أضرّ بدينه وإيمانه، يا ليت هذه المراسم لم توجد في العالم.
وفاة الشيخ المحدث عبد الحق الدهلوي:
غربت شمس العلم والمعرفة، التي أضاءت أجواء "الهند" أربعا وتسعين سنة في الحادى والعشرين، من شهر ربيع الأول سنة 1052 هـ، إنا لله وإنا إليه راجعون. كتب الشيخ المحدّث في "وصيته"، يدعو هذا الفقير، ويتمنى: اللّهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي ببلد رسولك، إن استجاب اله دعوتي هذه، فلا حاجة إلى وصية، وإن وافاني الأجل في هذا البلد، فليدفنوني في عوالي الحوض الشمسي، الذي هو مدفن الصالحين المغفور لهم، فدفن في ناحية من الحوض الشمسي، وأوصى عن قبره: أن يوسّعوا القبر، ولا يتجاوزوا حدّ الاعتدال، ولا يجصّصوا داخل القبر، ولا يرفعوا جداره، إلا بالآجر، وكتب إن رأوا من المصلحة أقاموا لوحا، يكتبون عليه تاريخ الولادة والوفاة، ونبذة من أخبار طلب العمل، والرحلات في اختصار، وحسب الوصية صلى عليه الشيخ نور الحق، وكتب هذه اللوحة على الضريح.
بيت الشيخ المحدّث ومدرسته ومكتبته:
بيته: كان بيت الشيخ المحدّث وزاويته ومسجده قدام بوابة "دهلي"، قريبا من "باغ مهديان"، وقد أشار الشيخ نفسه إلى زاويته، في "شرح مشكاة المصابيح"، قائلا: تم في الخانقاه القادري، وهذا الفقير يخدمه، ويكنسه، ويوقد سراجه، كأنما تم في مجلس واحد.
كانت بعض نواحي زاوية الشيخ باقية إلى آخر القرن التاسع عشر، زارها المنشئ بركة على الحقي، صاحب "مرآة الحقائق"، وكان المسجد قد عمل. على ترميمه في ذلك الوقت، كان بعض أفراد أسرة الشيخ المحدّث يحافظ على مساحة أراضى بيته، والتي بلغت ستة أفدنة تقريبا، وظلّت ملكا لأهل بيته.
مدرسته: المدرسة التي تعلّم فيها الشيخ المحدّث، والتي كتب عنها في "أخبار الأخيار"، قائلا: كنت أختلف كلّ يوم مرتين إلى مدرسة "دهلي" رغم برد الشتاء القارس، وشدّة حرّ الصيف، لعلّها كانت على مسافة ميلين من منزلنا، كانت المدرسة واقعة قريبا من القلعة القديمة، ورد في "مرآة الحقائق" عنها، تقع هذه المدرسة ذات المبنى المجصّص وذات الطابقين مع المسجد، مقابل القلعة القديمة على جانب طريق "دهلي" و"آكره "، أي إن باب القلعة في جهة الغرب، وباب المدرسة في جهة الشرق، ولا يزال مبنى المدرسة هذا قائما على وضعه، يرى مسجدها من الباب الأمامي، وتحيط بفنائها من جهاتها الأربع بيوت.
مكتبته: في عهد لم تتوافر فيه خزائن الكتب الشخصية، كان من الواجب على كلّ مؤلّف أن يطوّر مكتبة شخصية له، قضى الشيخ المحدث معظم أيام حياته في الكتابة والتأليف، وجمع في هذا النصف قرن من الزمان النوادر العلمية من بلاد العرب والعجم في خزانته، يظهر من مؤلّفاته أنه كانت لديه ذخيرة كافية من الكتب، ذات المستوى الرفيع، لما ألّف "شرح سفر السعادة" كان عنده كنز كبير من مصادر الحديث والتفسير والفقه، ولما ألّف "أخبار الأخيار" سبر كتابات "الهند" الإسلامية.
وكان قد أحرز كتبا كثيرة خلال إقامته بـ "الحجاز"، فكانت خزانته تحتوي على الكنوز العلمية الغالية في "الهند"، وكلّ كتاب من خزانة الشيخ رأيتُه، وجدت عليه آثارا بخط يده من تصحيح ومقابلة، ويزيد ذلك في قيمة خزانته العلمية، ونفعها.
وظلّت خزانته هذه في الوضع نفسه إلى فترة طويلة بعد حياته، كان ولده الشيخ نور الحق وأولاده يحملون الذوق العلمي، فحافظوا عليها، وعلى خصائصها العلمية، ولما تغيرّ جوّ "دهلي" السياسي في القرن الثامن عشر المسيحي، وشنّ عليها المرهتة والسيخ والجت غارت متعاقبة متواصلة، نهبت منها هذه الكنوز المعنوية كذلك.
يقول شيخ الإسلام حفيد الشيخ نور الحق على نهاية المجلّد الثاني من "شرح البخاري"، وهو يقصّ نهب خزانة الشيخ: انتهى في زمن تشتّت البال، واضطراب الحال، من نهب الدار والغارات عليها في هجمة على "دهلي القديمة" باستيلاء الكفّار العتاة باتفاق الطغاة والبغاة وذهاب المكتبة القديمة، والجديدة، التي اشتملت على كتب يندر معظمها في هذه الديار، وكان بعضها متحلّيا بتصحيح وتحشية شيخ المحدّثين الشيخ الأجلّ المحقّق الدهلوي، وكانت تحت يده في دراسته وتدريسه
…
لم تبق في البيت إلا كتب ملقاة في جوانب متهدّمة.
عاش الشيخ المحدّث عبد الحق الدهلوي أربعا وتسعين سنة، قضى معظم أيام حياته في الكتابة والتأليف، فالحماس الذي بدأ به العمل في مقتبل عمره دام عليه إلى آخر أيام حياته، يقول عبد الحميد اللاهوري: يشتغل بالتعليم، والتأليف، والتصحيح، كما كان في أيام شبابه.
أوصل عبد الحميد اللاهوري ومحمد صالح كنبوه وخافي خان عدد مؤلّفات الشيخ إلى مائة أو فوق المائة بقليل، وقد أخطأ المؤرخّون في التقدير، فقد أفردوا المقالات والرسائل، التي هى أجزاء كتاب واحد، وقد ذكر الشيخ المحدّث قائمة مؤلّفاته في رسالة، سماها "تأليف القلب الأليف" بذكر فهرس التواليف، وظلّ مشتغلا بالتأليف عند إعداد هذه القائمة، فيقول في نهاية هذه القائمة، وتطول سلسلة الكلام الآن، وباب الفيض الإلهي مفتوح إلى أين يصل، وإلى أين يوصل.
تحتوي هذه القائمة على أسماء 49 كتابا، وفي كتاب منها أي "كتاب المكاتيب والرسائل" ثمان وستون رسالة، فإن أفردت هذه الرسائل كما فعل عبد الحميد اللاهوري، ومحمد صالح كنبوه، بلغ عدد المؤلّفات (116)، لكن هذه الرسائل ينبغي أن تعتبر أجزاء كتاب واحد، كما أمر الشيخ المحدّث نفسه بذلك: اجعلوا هذه الرسائل كلّها صحيفة واحدة، وأجمعوها في مجلّدة واحدة.
بعد إعداد فهرس التواليف ألّف الشيخ المحدّث أحد عشر كتابا آخر، فيبلغ عدد مؤلفاته ستين كتابا في مواضيع مختلفة، يجمعها هدف واحد، وكما صرّح بنفسه في "كتاب المكاتيت والرسائل" أنه أمر أن لا يتكلّم إلا في أمر السنّة والشريعة، فتدور جهوده العلمية والأدبية كلّها حول محور الشريعة والسنّة.
تندرج مؤلفات الشيخ المحدث في المواضيع التالية:
التفسير، والحديث الشريف، والفقه، والأخلاق، والفلسفة، والمنطق، والسير، والسيرة الذاتية، والرسائل، والتجويد، والعقائد، والتصوف، والأعمال، والتاريخ، والنحو، والخطب، والشعر.
وإذا نظرنا إلى أن هذه المؤلفات المختلفة صدرت من قلم واحد، وأنها جميعها على مستوى رفيع وعال، فإن هذا دليل على نبوغ الشيخ المحدّث.
والمؤرّخ الكبير العلامة عبد الحي الحسني ذكر ترجمة المحدّث الدهلوي حافلة في كتابه الممتع "نزهة الخواطر" وذكر تصانيفه، فقال: منها: "تأليف القلب الأليف بكتابة فهرست التواليف"، أوله الحمد لله، منزل الكتب السماوية. إلخ. عدّد فيه كتبه زهاء ثلاثين مجلّدا، منها:"لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح"، وهو أجلّ وأعظم وأطول وأكبر تصنيفاته. قال في "تأليف القلب الأليف" في حقّ ذلك الكتاب: وقد جاء بتوفيق الله وتأييده كتابا حافلا شاملا مفيدا نافعا في شرح الأحاديث النبوية، على مصدرها الصلاة والتحية، ومشتملة على تحقيقات مفيدة، وتدقيقات بديعة، وفوائد شريفة، ونكات لطيفة.
ومنها: "أسماء الرجال والرواة المذكورين في المشكاة"، ومنها:"أشعّة اللمعات في شرح المشكاة" شرح فارسي في أربع مجلّدات. قال في "تأليف الأليف"، إنه تلو لأخته "لمعات التنقيح في شرح المشكاة"، وأرجح منها في التنقيح والتهذيب والضبط والربط، وأكبر منها في الحجم والضخامة،
ومنها: "جامع البركات في منتخب شرح المشكاة"، وهوِ يشتمل على فوائد كثيرة وعوائد غزيرة، ومنها:"مدارج النبوة ومراتب الفتوة" في سير النبي صلى الله عليه وسلم وأخباره بالفارسية في مجلّدين، ومنها:"مطلع الأنوار البهية في الحلية الجلية النبوية"، ومنها:"ذكر إجازات الحديث في القديم والحديث".
ومنها: "أسماء الأساتذة" -رحمة الله عليهم أجمعين- ومنها: "فصول الخطب لنيل أعالي الرتب"، ومنها:"تنبيه العارف بما وقع العوارف" في باب إخلاص الصوفية -قدّس الله أسرارهم الصفية- من الحكم على ما صدر من أخبارهم عن أحوالهم تحدّثا بنعمة الله أنها من باب الشكر وغلبة الحال، ومنها:"طريق الإفادة في شرح سفر السعادة" للفيروز آبادي، وسمّاه "الطريق القويم شرح الصراط المستقيم".
ومنها: "جذب القلوب إلى ديار المحبوب"، وهو تاريخ "المدينة المنوّرة" بالفارسية، ومنها:"أحوال الأئمة الأثني عشر"، وهو ملخّص من فصل الخطاب، ومنها:"زبدة الآثار منتخب بهجة الأسرار" في مناقب الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني.
ومنها: "شرح فتوح الغيب" للشيخ عبد القادر الجيلاني، واسمه "مفتاح الفتوح لفتح أبواب النصوص"، ومنها:"الأنوار الجلية في أحوال المشايخ الشاذلية"، ذكر فيه ثماينة رجال من عظمائهم وعلمائهم، ومنها:"زاد المتقين في سلوك طريق اليقين " في سيرة الشيخ علي بن حسام الدين المتقي المكّي، وصاحبه الشيخ عبد الوهّاب بن ولي الله المندوي البرهانبوري ومشايخ أخر من أهل العرب والعجم، ومنها:"أخبار الأخيار في أحوال الأبرار من أهل هذه الديار"، قال في "تأليف الأليف": إنه أول مصنّفاته.
ومنها: "ذكر الملوك في أخبار سلاطين الهند"، واسمه متضمن لتاريخ التصنيف، ومنها:"تحقيق الإشارة إلى تعميم البشارة" في إثبات البشارة بالجنة
لغير الأصحاب المشتهرين بالعشرة المبشّرة، وعدم اختصاصهم، وبيان سبب اشتهارهم بذلك، ومنها:"جمع الأحاديث الأربعين في أبواب علوم الدين، ومنها: ترجمة الأحاديث الأربعين في نصيحة الملوك والسلاطين، ومنها: "المطلب الأعلى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى".
ومنها: "ترغيب أهل السعادات على تكثير الصلاة على سيد الكائنات" صلى الله عليه وسلم، ومنها:"الأجوبة الاثنا عشر في توجيه الصلاة على سيد البشر"، رسالة حوت توجيهات التشبيه الواقع في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها:"تحقيق ما ثبت بالسنة من الأعمال في أيام السنة".
ومنها: "الرسالة النورية السلطانية في بيان قواعد السلطنة وأحكامها وأركانها وأسبابها وآلاتها"، صنّف للسلطان نور الدين جهانغير بن أكبر شاه، ومنها:"آداب الصالحين"، وهو ملخّص من "إحياء العلوم" للغزالي في آداب الأكل والشرب والمنام والمعاشرة وغيرها، ومنها:"مرج البحرين في الجمع بين الطريقين"، وهي رسالة حسنة مفيدة في توفيق الشريعة والطريقة. ومنها:"تكميل الإيمان وتقوية الإيقان" في العقائد، القول فيها في مبحث الخلافة، ومنها:"تحصيل التعرّف في معرفة الفقه والتصوّف"، ومنها:"توصيل المريد إلى المراد ببيان أحكام الأحزاب والأوراد"، رسالة مفيدة في بابها، ومنها:"تسلية المصاب لنيل الأجر والثواب" في الصبر، ومنها:"شرح الصدور بتفسير آية النور"، ومنها:"الدر الفريد في بيان قواعد التجريد"، ومنها:"البناء المرفوع في ترصيص مباحث الموضوع" في المنطق، ومنها:"الدرة البهية في اختصار الرسالة الشمسية" في المنطق، ومنها:"شرح الشمسية"، قال في "تأليف الأليف": إنه قد وقع على طريق البسط والتحقيق إلى قوله بحث تقديم مباحث الموصل إلى التصوّر على مباحث الموصل إلى التصديق.
ومنها: حاشية "الفوائد الضيائية واتباع الهوى الصبائية"، من الأول إلى وجه حصر الكلمة في الأقسام، ومن بحث الفعل إلى آخر الكتاب.
قال في "أليف الأليف": التزمت فيه الأدب عن المخدوم المكين الأمين في اعتراضات مولانا وأستاذنا مولانا عصام الدين، ومنها:"الأفكار الصافية في ترجمة كتاب الكافية"، صنّفها وهو ابن خمس عشرة سنة، ومنها:"منظومة" في آداب المطالعة، والمناظرة لمن يطالع الكتاب وناظره، ومنها:"نكات العشق والمحبة في تطييب قلوب الأحبّة"، ومنها:"نكات الحق الحقيقة من باب معارف الطريقة"، ومنها:"صحيفة المودّة" أرجوزة في المكاتبات إلى أقاربه وأحبّائه، ومنها:"منتخب المثنوي المعنوي"، ومنها:"حسن الأشعار في جمع الأشعار"، ومنها:"إرسال المكاتيب والفضائل إلى أرباب الكمال والفضائل".
وفي ذلك الكتاب رسائل عديدة، ذات أسماء، يربو عددُها على ستين رسالة.
الأولى: "سلوك طريقة الفلاح عند فقد التربية بالاصطلاح"، والثانية:"ذكر أصول الطريقة لكشف الحقيقة"، والثالثة: تعيين الطريق لأهل الإرادة بالتزام وظائف الخير والعبادة، والرابعة "تنبيه أهل العلوم والنهى بتفاوت حال الابتداء والانتهاء"، والخامسة:"تحصيل الكمال الأبدي باختيار الفقر المحمدي"، والسادسة:"قرع الأسماع باختلاف أقوال المشايخ وأحوالهم في السماع"، والسابعة:"ورود الإمداد بالاستقامة على الأوراد"، والثامنة:"رعاية الإنصاف والاعتدال في اعتقاد الصوفية من أرباب الأحوال"، والتاسعة:"إيراد العبارات الفصيحة في شرح قال النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة"، والعاشرة:"إقامة المراسم في أحوال المواسم".
والحادية عشرة: "تطريب الألحان بمناصحة الإخوان"، والثانية عشرة:"ختيار الانفراد والتخلّي لانتظار الكشف والتجلّي"، والثالثة عشرة:
"تحصيل المطلوب بانتظار حضور المحبوب"، والرابعة عشرة:"تذكير أولي الأحلام بأن لذّات الدنيا كلّها آلام"، والخامسة عشرة:"رفع صوت النحيب بإتمام ضعف المشيب"، والسادسة عشرة:"تقسيم الأنام على أربعة أقسام"، والسابعة عشرة:"تنبيه الغافلين بفناء الدنيا وأربابها واغترار الجاهلين بزخارفها وأسبابها"، والثامنة عشرة:"سلوك أقرب السبل بالتوجّه إلى سيّد الرسل"، والتاسعة عشرة:"صدق التعطّش والأوام في طلب المقصد والمرام"، والعشرون:"تثبيت القدم في الاصطبار بترك صحبة الأضداد والأغيار".
والحادية والعشرون: "تجديد الذكر في بيان حقيقة الشكر"، والثانية والعشرون:"إتحاف الأحبّة ببيان حديث المحبّة"، والثالثة والعشرون:"حفظ الوقت بترك الاختلاط مع الأضداد والأخلاط"، والرابعة والعشرون:"التزام التمسّك واللجاء بالوقوف بين الخوف والرجاء"، والخامسة والعشرون:"كشف أستار الظلم من وجه لسان الحال والقلم"، والسادسة والعشرون:"سلوك طريق الفجاج بالاجتناب عن الانحراف والاعوجاج"، والسابعة والعشرون:"كشف الأستار عن تحقيق معنى الكسب والاختيار"، والثامنة والعشرون:"ترك الاختيار والتدبير بالاكتفاء بتدبير العليم الخبير"، والتاسعة والعشرون:"تحقيق اليأس عن قول إيمان البأس"، والثلاثون:"وجوه الفناء في أحدية الذات بالغيبة من جميع النسب والجهات".
والحادية والثلاثون: "هداية طريق التربية والتعليم ببيان حقيقة الرضاء والتسليم"، والثانية والثلاثون:"التعظيم لأمر الله والشفقة على خلق الله"، والثالثه والثلاثون:"مشاهدة الأبرار بين التجلّي والاستتار"، والرابعة والثلاثون:"هداية الأنام إلى التمسّك بالشرائع والأحكام"، والخامسة والثلاثون:"تنبيه أولي الألباب على ملازمة الأدعية والأحزاب"، والسادسة والثلاثون:"استئناس أنوار القبس في شرح دعاء أنس"، والسابعة والثلاثون:"تحلية القلوب لقدس الملكوت بشرح دعاء القنوت"، والثامنة والثلاثون:
"تحصيل البركات والطيبات بمعنى التحيّات"، والتاسعة والثلاثون:"تثبيت الفؤاد بتصور عظمة ربّ العباد"، والأربعون:"ذم الكسل في المواظبة والمداومة على العمل".
والحادية والأربعون: "تنوير القمر ليلة البدر في تصوير معنى شرح الصدر"، والثانية والأربعون:"تدقيق البيان في إيجاب الشكر المزيد واستلزامه حصول المحبة والتوحيد"، والثالثة والأربعون:"تحقيق الدعاء والاستمداد بلسان القال والحال والاستعداد"، والرابعة والأربعون:"طي لسان القلم ببيان معنى قولهم لا راحة إلا في القدم والعدم"، والخامسة والأربعون:"إظهار الحسرة والاستبعاد بتقصير النفس في إصلاح المبدأ والمعاد"، والسادسة والأربعون:"حرقة الجنان بتمني الكشف والعيان"، السابعة والأربعون:"طيب المذاق ببيان الذوق في مقام الإطلاق"، والثامنة والأربعون:"حراسة الإيمان من مكايد الشيطان"، والتاسعة والأربعون:"توصية الأصحاب بالصبر في جميع الأبواب"، والخمسون:"تنبيه أهل الفكر على رعاية آداب الذكر".
والحادية والخمسون: "تذكرة أهل الذكر ببيان فضيلة الذكر على الفكر"، والثانية الخمسون:"الاعتصام بحبل الصبر والثبات عند اجتماع أسباب اللذّات والشهوات"، والثالثة والخمسون:"تسوية الأداني والأعالي بالخوف والسكوت في حضرة لا أبالي"، والرابعة والخمسون:"تبصرة الأغنياء بأن الفقر مرآة جمال الغناء"، والخامسة والخمسون:"إسقاط اعتبار الأجساد والأشباح عند ملاقاة القلوب والأرواح"، والسادسة والخمسون:"تحصيل الغنائم والبركات بتفسير سورة العاديات"، والسابعة والخمسون:"ترجمة مكتوب النبي الأجلّ في تعزية ولد معاذ بن جبل"، والثامنة والخمسون:"إيراد العبارات بلسان أهل الإرشادات"، والتاسعة والخمسون:"طلاقة اللسان بشكاية حال الفراق والهجران"، والستون:"إظهار القلق والاضطراب في حصول المطلوب بلا ارتياب".
والحادية والستون: "توصية الإخوان بالصبر على جفاء أهل الزمان"، والثانية والستون:"طلب النور في ذكر باعث سفر لاهور"، والثالثة والستون:"سلوك الطريقة على نهج المجاز قنطرة الحقيقة"، والرابعة والستون:"تسلية السائل ببيان المسائل"، والخامسة والستون:"وجدان البرد باستشمام الورد"، والسادسة والستون:"جمع كلمات العارفين من أهل الصدق واليقين"، والسابعة والستون:"الرد على الدعاوي الباطلة التي صدرت لبعض النفوس العاطلة".
وأما مصنّفاته التي صنّفها بعد "تأليف الأليف" أو قبله، ولم يذكرها فيه، فمنها:"فتح المنّان في تأييد مذهب النعمان"، كتاب ضخم له في الفقه والحديث، ومنها:"ترجمة زبدة الآثار المنتخبة من بهجة الأسرار"، ترجمه بأمر دارا شكوه من العربي إلى الفارسي، ومنها: رسالة في أقسام الحديث، ومنها: رسالة في ليلة البراءة، ومنها: رسالة في أسرار الصلاة، ومنها: رسالة في عقد الأنامل، ومنها: رسالة في آداب اللباس، ومنها: رسالة في الردّ على بعض أقوال الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي، ومنها: رسالة في مبحث الوجود، ومنها: رسالة في الوظائف، ومنها: رسالة في وصاياه.
وكلّها مقبولة عند العلماء، محبوبة إليهم، يتنافسون فيها، وهي حقيقة بذلك، وفي عباراته قوة وفصاحة وسلاسة، تعشقها الأسماع، وتلتذّ بها القلوب.
ومن فوائده:
حقيقت عبادت امتثال أمر وموافقت سنت است، وقيلوله از وقتش بموافقت سنت فاضل تراست از ذكر ونماز دران وقت باوجود ولع بدان
(1)
.
(1)
معناه بالعربية: حقيقة العبادة امتثال الأمر، وموافقة السنة، والقيلولة في وقتها أفضل من الذكر والتطوّع في ذلك الوقت، مع الولوع به لموافقتها السنة. (الندوي).
ومنها: نصيحت اينست از متقشفه فقهاء وجهله صوفيه بر كناره باشي سلامت درين طريقه است باقي محل خوف وخطر
(1)
.
توفي يوم الاثنين لسبع بقين من ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وألف بدار الملك "دهلي"، فدفن بها قريبا من "الحوض الشمسي".
* * *
2681 - الشيخ العالم الكبير عبد الحق بن شاه محمد بن يار محمد البكزي الإله آبادي، المهاجر إلى "مكة المباركة
" *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بأرض "الهند" في قرية "نيوان" في ضواحي "إله آباد".
واشتغل بالعلم من صغره، وقرأ على مولانا تراب علي اللكنوي، وبايع مولانا عبد الله الكوكهبوري، وسافر إلى "دهلي"، وقرأ على الشيخ قطب الدين الحنفي الدهلوي المحدّث، وعلى غيره، من العلماء.
ثم هاجر إلى "مكة المباركة"، سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف، وأخذ عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي، وحصلت له الإجازة منه في الحديث والطريق، وتصدّر للتدريس، ومكث بـ "مكة المكرمة" خمسين سنة يدرّس، ويفيد، ويربّي، ويجيز.
(1)
وترجمته بالعربية: وصيتي (للقارئ) أن يكون على حذر من صحبة الفقهاء المتقشّفين والصوفية الجهلة، في ذلك السلامة والعافية، وفي غير ذلك خطر وضرر. (الندوي).
* راجع: نزهة الخواطر 8: 236.
واشتهر بشيخ الدلائل، أخذ عنه الشيخ أبو الخير عبد الله بن عمر الدهلوي، والمولوي عبد الأول الجونبوري، وخلق كثير من العلماء.
وله "نهاية الأمل في مسائل الحج البدل"، و "تعليقات على الدر المختار"، و"الإكليل على مدارك التنزيل" للنسفى في سبعة مجلّدات كبار.
كانت وفاته لتسع عشرة خلون من شوال سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف، ودفن بـ "المعلاة" عند الشيخ رحمة الله الكيرانوي.
* * *
2682 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحق بن ظهور الحق السلهتي
.
ولد سنة 1348 هـ في "بار تاكوري" من أعمال "سلهت" *
قرأ مبادئ العلم على والده، ثم قرأ في مدرسة محمد بور من أعمال "كَسَار" من "آسام".
ثم قرأ في عدّة مدارس، ثم سافر سنة 1368 هـ إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها خمس سنين، وفي هذه المدّة قرأ كتب الفقه والحديث.
من كبار أساتذته: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إعزاز على الأمروهوي، والقارئ محمد طيّب، والعلامة إبراهيم البلياوي، رحمهم الله تعالى.
وبعد إتمام الدراسة درّس ثماني سنين في الجامعة الإمدادية كشورغَنْج، ثم التحق محدّثا بالمدرسة العالية بـ "فانْغَاشِيه" سنة 1381 هـ.
* * *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 239 - 240.
2683 - الشيخ الفاضل عبد الحق بن الشيخ عبد السّلام النقشبندي المدني
*
أستاذ الحديث في مدرسة العلوم الشرعية بـ "المدينة المنوّرة"، ومحامي الوزارة المالية بـ "المملكة العربية السعودية".
ولد في "المدينة المنوّرة" عام 1321 هـ، تلقّى العلم في المدارس الابتدائية والثانوية فيها، فشدّ الرحال إلى "الهند"، والتحق بمظاهر العلوم، وقرأ هذا العام "ديوان الحماسة"، و"المعلّقات السبع"، و"تاريخ الخلفاء"، و"أصول الشاشي"، و"كتر الدقائق"، و"العروض باقافية"، ثم قرأ عام 1343 هـ المجلّدين الأولين من "الهداية"، و"مختصر المعاني"، و"شرح العقائد النسفية"، و"مشكاة المصابيح"، و"نخبة الفكر"، و"نور الأنوار"، و"السراجي"، و"تفسير الجلالين"، و"المقامات الحريرية".
ثم أخذ الصحاح عمن فيها من كبار المحدّثين إلى جانب ذلك، قرأ "تفسير البيضاوي"، و "تفسير المدارك"، و"الشاطبية"، و "تيسير الوصول"، وأدّى الامتحان، فنال 252 رقما في أربعة عشر كتابا، فاعطي "بذل المجهود في حلّ سنن أبي داود" جائزة، وبعد تخرّجه فيها أكرم بالشهادة العالية، مع توقيعات الشيخ خليل أحمد، والشيخ عبد اللطيف، والشيخ عنايت إلهي، والشيخ محمد زكريا، والشيخ عبد الرحمن، والشيخ منظور أحمد، والشيخ صديق أحمد، والشيخ أسعد الله، والشيخ عبد الشكور، كما تكرم عليه الشيخ خليل أحمد بشهادة خاصّة منه، فها إليكم يمنة (قد ترك البياض في شتى المواضع فيها، لكون الألفاظ فيها لا يمكننا أن نقرأ فيها لرثاثتها).
* راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور للشيخ السيد محمد شاهد الحسني 2: 327 - 330.
الحمد لله الذي جعل علم الرواية من محاسن الإسلام، وعلوّ الأسانيد من
…
حتى قيل للإمام أحمد: ما تشتهي، فقال: السند العالي، البيت الخالي، والصّلاة والسّلام على من اختصّ بجوامع الكلم، وتحلّى بمحاسن الشيم، واتصف بمآثر الكرم، وعلى آله وصحبه، الذين تمسّكوا من
…
الدين بالسبب القوي، وسلكوا عبادة الهداية، حتى بلغوا الغاية القصوى
…
من اتبعه، وإياهم في الأقوال والأفعال إلى يوم المآل.
وبعد! فيقول المفتقر إلى رحمة الله الصمد عبده المدعو بخليل أحمد، وفّقه الله لمزيد التزوّد لغد: إن أخانا في الدين المولوي عبد الحق بن الشيخ عبد السّلام المهاجر المدني قد قرأ عليّ أول حديث "صحيح البخاري"، وقد قرأ عليّ وهو يسمع أوائل بقيّة الكتب الصحاح الستّة الشهيرة به "صحيح مسلم"، و"أبى داود"، و"الترمذي"، و"النسائي"، و"ابن ماجه"، وأوائل "الموطأين" للإمامين الهمامين: إمام دار الهجرة مالك ابن أنس الأصبحي صاحب المذهب، وإمام أهل الفقه محمد بن الحسن الشيباني، صاحب أبي حنيفة، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي، و"المستدرك" للحاكم، و"أوائل المسندين"، مسند الإمام أحمد بن حنبل، صاحب المذهب، ومسند الإمام أبي داود الطيالسي، و"السنن" للدارمي، و"السنن الكبير" للبيهقي، و"السنن" للدارقطني، و"مجمع الزوائد"، و"الحصن الحصين".
وسمع مني أيضا "الأحاديث المسلسلة": "المسلسل" بالأولية، و"المسلسل" بضيافة الأسودين: التمر والماء، و"المسلسل" بإجابة الدعاء عند الملتزم، وطلب مني إجازتها، فأجزته بها، وبكلّ ما يجوز لي روايته بشرائطه المعتبرة عند أهله.
زاد الله تعالى إياه وإياي من فضله، وأوصيه بتقوى الله عز وجل في علانية وسرة، وأن لا ينسانا في دعواته الصالحة.
والله الموفّق لما يحبّ، ويرضى.
خليل أحمد عفي عنه
بعد التخرّج عاد إلى "المدينة المنوّرة"، وتصدّر للتدريس والإفادة في مدرسة العلوم الشرعية بصفة أستاذ الحديث، ثم ولي رياسة هيئة تدريس المدارس للمملكة العربية السعودية بعد أربع سنوات، وظلّ مدير دار الصناعة لمدة ثلاث عشرة سنة أو أربع عشرة سنة، ثم عين محامي الوزارة المالية، وقام بزيارات رسمية وغير رسمية في دولة "تركيا"، و"إفريقيا"، و"أمريكا"، والدول الشرقية والغربية، ووضع وقائعها في اللغة العربية، وأحيل إلى المعاش عام 1382 هـ، وكان هو في السبعين من عمره.
ولما رجع الشيخ عبد الكريم المدني، والشيخ عبد الحق النقشبندي إلى "المدينة المنوّرة"، ووليا تدريس الحديث في مدرسة العلوم الشرقية، فسجلت مظاهر العلوم في تقريرها شكرا لهما بألفاظ، كما يلي:
بشرى لكم
ما أسعد مظاهر العلوم بأن المولوي الشيخ عبد الحق المدني والمولوي السيّد عبد الكريم حفيد الشيخ الشاه عبد الغني المهاجر المدني من المتخرّجين فيها عام 1344 هـ يدرّسان الحديث، ويفيدانها في مدرسة قد أنشأها الشيخ السيّد أحمد أخو الشيخ حسين أحمد المدني، فهنيئا لمن أنفقوا أموالهم فيها أيام دراستهما، لكونهم يجزون اليوم بكلّ من أحسن أعمالهما، ثم يدرّسان في "المدينة المنوّرة"، التي يثاب فيها نصف مائة ألف بكلّ حسنة.
فانظروا ما هو الذى يسجّل اليوم في كتاب الأعمال، وسيظلّ ثم بأي تلامذتها.
مؤلّفاته:
1 -
" رحلتي للبلاد العربية"
2 -
"رحلتي لإفريقيا الشمالية"
3 -
"رحلتي لأندلس"
4 -
"رحلتي لأوربا الغربية"
5 -
"رحلتي للتركية"
6 -
"رحلتي للولات المتحدة"
فهذه الرسائل قد ضبط فيها وقائع الرحلات، وما شاهد فيها بأسلوب حسن.
* * *
2684 - الشيخ الفاضل عبد الحق بن عبد العزيز الدينا نكري الأمرتسري
*
أحد العلماء المشهورين.
ولد بـ "خواصبُور" من أعمال "أمرتسر" سنة خمس وثمانين ومائتين وألف، وحفظ القرآن، واشتغل على والده زمانا، ثم دخل "أمرتسر" وقرأ مدّة في مدرسة تأييد الإسلام، ثم سافر إلى "سهارنبور"، وقرأ على أساتذة مظاهر العلوم زمانا صالحا، ثم سار إلى "كانبور"، ولازم دروس الشيخ أحمد حسن الكانبوري، ثم ذهب إلى "دهلي"، وأخذ الحديث عن السيّد نذير حسين الدهلوي المحدّث.
وقرأ الكتب الطبّية على الحكيم أجل خان، وصنوه واصل خان، ثم تطبّب على نور محمد الطبيب الدهلوي، ثم رجع إلى "أمرتسر"، واشتغل بالمداواة والتدريس، وأصدر صحيفة أسبوعية بأسم أهل السنّة والجماعة، وأسّس كلّية طبّية في "أمرتسر".
مات لأربع بقين من ذى القعدة، سنة سبعين وثلاثمائة وألف في "لاهور".
* * *
* راجع نزهة الخواطر 8: 237.
2685 - الشيخ الفاضل عبد الحق بن القاري المنشئ عبد الغني بن بشير الدين بن شمس الدين الكُمِلائي
*
ولد سنة 1348 هـ في قرية "كَامِدّا من مضافات "برورا" من أعمال "كُمِلا" من أرض "بنغلاديش".
قرأ العلوم العصرية إلى الصفّ التاسع، ثم التحق بدار العلوم برورا، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم سافر إلى دار العلوم هاتهزاري، وقرأ فيها ستّ سنين، وقرأ فاتحة الفراغ سنة 1378 هـ، وبعد الفراغ رجع إلى وطنه الأليف، ودرّس في عدّة مدارس.
توفي سنة 1411 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة قريبة من دار العلوم برورا.
* * *
2686 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحق بن عبد القادر السلهتي
* *
ولد في قرية "جِنْغَابَاري" من مضافات "كَنَائي غَات" من أعمال "سلهت".
قرأ مبادئ العلم على أبيه، ثم قرأ عدّة سنين في مدرسة جِنْغَابَاري، ثم التحق بالمدرسة العالية سلهت، ونال منها سند "ممتاز المحدثين".
* راجع: مشايخ كملا 2: 148 - 150.
* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 240.
وبعد إتمام الدراسة التحق مدرّسا بالمدرسة العالية جِنْغَاباري، ثم بالمدرسة العالية سلهت، وكان يدرّس فيها كتب الحديث والتفسير والفقه.
* * *
2687 - العالم الكبير المحدّث الجليل عبد الحق بن الشيخ عمر الأعظمي
*
ولد يوم الاثنين ستا من رجب المرجّب سنة 1346 هـ في "كوجك ديشبُور" من أعمال "أعظم ذكره" من أرض "الهند".
توفي والده وهو ابن ستّ، وكفل تعليمه وتربيته الشيخ أبو الحسن محمد مسلم، الذي أخذ الحديث عن الشيخ ماجد علي، تلميذ الفقيه الكبير المحدّث الجليل العارف بالله رشيد أحمد الكنكوهي، رحمه الله تعالى، ودرس الحديث خمس عشرة سنة في رياسة "رامبُور" وغيرها.
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بمدرسة بيت العلوم سراي مير، وقرأ فيها كتب الفارسية، والكتب الابتدائية من العربية، ثم التحق بدار العلوم مئوناته بهنجن، وقرأ كتب الفنون، و"مشكاة المصابيح"، ثم رحل إلى دار العلوم الديوبندية، وقرأ "صحيح البخاري"، والنصف الأول من "صحيح الترمذي" على شيخ الإسلام العلامة الفهّامة السيّد حسين أحمد المدني، والنصف الثاني من "صحيح الترمذي"، و"شمائله"، و"سنن الإمام أبي داود" على شيخ الأدب والفقه المحدّث إعزاز علي الأمروهوي، و "الصحيح" للإمام مسلم على العلامة إبراهيم البلياوى، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي، و"سنن النسائي"، و"موطأ الإمام مالك" على الشيخ فخر الحسن المراد آبادي،
* راجع: الكلام المفيد في تحرير الأسانيد ص 509. 510.
و"سنن ابن ماجه" على الشيخ ظهور أحمد الديوبندي، و"موطأ الإمام محمد" على الشيخ جليل أحمد، رحمهم الله تعالى، وتخرّج منها سنة 1366 هـ.
ثم عين شيخ الحديث في مطلع العلوم بنارس، ثم في الجامعة الحسنية، ثم في دار العلوم مئو، ثم عين مدرّسا في دار العلوم الديوبندية سنة 1402 هـ، فيدرّس إلى الآن النصف الثاني من "صحيح البخاري"، و"مشكاة المصابيح"، والجزء الرابع من "الهداية"، حفظه الله تعالى، وعمّ نفعه.
أجازه الشيخ المحدّث الكبير حبيب الرحمن الأعظمي للصحاح الستّة، و"أوائل سعيد بن سنبل" عن الشيخ عبد الغفّار، عن الإمام الرباني رشيد أحمد الكنكوهي، والشيخ عبد الحق "شيخ الدلائل"، الأول عن الإمام عبد الغنى المجدّدي الدهلوي المدني، والثاني عن الأمير الإمام قطب الدين الدهلوي، صاحب "مظاهر حق"، كلاهما عن الإمام المشتهر في الآفاق أبى سليمان إسحاق الدهلوي المكّي.
وله إجازة عن شيخ الإسلام المدني، وشيخ الحديث العلامة زكريا بن يحيى الكاندهلوي المدني، صاحب "أوجز المسالك"، وتاج الخطباء الشيخ العلام القاري محمد طيّب، حفيد الإمام العلام حجّة الإسلام قاسم العلوم النانوتوي، مدير دار العلوم الديوبندية لـ "لمسلسلات" أيضا.
وهو عالم كبير، ذكي فطن، ورع زاهد، وله في التدريس مزية، قلّ ما يفوت عنه حديث، إلا يبين فيه شيئا من الفوائد والتوضيح.
قلت: هو شيخى وسندي، حصلت لي إجازة رواية الحديث عنه، وحضرت في مجلسه الذي قرئت فيه "رسالة الأوائل" للمحدّث سعيد بن سنبل، ورسالة "المسلسلات" للإمام ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي، فأجاز من حضر هناك. توفي سنة 1438 هـ.
* * *
2688 - عبد الحق بن فضل حق بن فضل إمام العمري الخير آبادي، أحد العلماء المبرّزين في المنطق والحكمة
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: لم يكن مثله في زمانه، تخرّج على والده، ولازمه مدّة طويلة، ثم قرّبه نواب كلب علي خان الرامبُوري إلى نفسه، ولم يتركه يذهب إلى بلاد أخرى، ولما توفي الأمير المذكور قام مقامه ولده مشتاق علي خان، وكان معتوها، فصار الحلّ والعقد بيد وزيره أعظم الدين خان، فخرج عبد الحق من "رامبور"، وأقام ببلدته زمانا، ثم سافر إلى "حيدر آباد"، وتقرّب إلى بعض الأمراء، فنال المنصب، وصار راتبه الشهري مائتين من النقود المروّجة بـ "حيدر آباد" بدون شرط الخدمة، فرجع إلى بلدته، وأقام بها إلى أن توفي مشتاق علي خان المذكور، وقتل أعظم الدين خان، واستقلّ بالملك حامد علي خان بن مشتاق علي خان، فاستقدمه حامد علي خان المذكور إلى "رامبور"، وخصّه بالعناية، فأقام بـ "رامبور" إلى أن توفي إلى الله سبحانه.
وكان إماما جوّالا في المنطق والحكمة، عارفا بالنحو واللغة، ذا سكينة، ووقار، ووفور ذكاء، وحسن تعبير، وخبرة بمسالك الاستدلال، ولطف الطبع، وحسن المحاضرة، وملاحة النادرة إلى حدّ لا يمكن الإحاطة بوصفه، ومجالسته هى نزهة الأذهان والعقول، بما لديه من الأخبار، التي تشنف الأسماع، والأشعار المهذّبة للطباع، والحكايات عن الأقطار البعيدة وأهلها وعجائبها، حتى كان من سحر بيانه يؤلّف بين الماء والنار، ويجمع بين الضبّ والنون، وكان مداعبا مزاحا، ذا نفوذ عجيب على جلسائه، فلا
* راجع: نزهة الخواطر 8: 238 - 240.
يباحثه أحد في موضوع، إلا شعر بالانقياد إلى برهانه، وإن كان البرهان في حدّ ذاته غير مقنع.
وكان حسن الصورة، جميل الوجه، كثير الإعجاب بنفسه، شديد التعصّب على من خالفه، بسيط اللسان على غيره من العلماء، لم يزل يشنّع عليهم بشقشقة اللسان، ويقول: لم يكن في بلاد "الهند" علماء، بل كانوا معلّمي الصبيان، لا يتجاوزون عن الضمير والمرجع، وأنهم ما شمّوا روائح العلوم، وكان يستثني من هؤلاء الشيخ نظام الدين محمد السهالوي، والشيخ كمال الدين الفتحبوري، وبحر العلوم عبد العلي محمد اللكنوي، ويقول: إنهم كانوا بحور العلم، وأذكياء العالم، وكانوا أمثال الدوّاني، والسيّد الشريف، ويقول: إن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي كان متبحّرا في العلوم الدينية، عارفا بالمنطق والحكمة، وإن أباه الشيخ ولي الله كان ناصبيا، ويقول: إن قطعة من أقطاع "الهند" نهض منها رجال العلم في كل قرن، وهي تبتدئ من "دهلي"، وتنتهي إلى "بهار"، لا يتجاوز العلم عنها، ويقول: إني حين أتذكّر الشيخ عبد الحكيم السيالكوتي، يتمثّل لي في عالم الخيال رجل طويل القامة، بقميص عريض، مع قصر في الطول وسعة في الكمين، ومئزر أسود، وعمامة كبيرة على الرأس ولحية مغبرة، فحين يتمثل لي هذا الشكل أقول: أين هذا من العلم؟ سمعت تلك الأقاويل وأمثالها من فمه بمدينة "لكنو".
وله مؤلّفات مقبولة عند العلماء، في عباراته قوة وفصاحة، وسلاسة، تعشقها الأسماع، وتلتذّ بها القلوب، ولكلامه وقع في الأذهان، فمن مصنّفاته المشهورة:"تسهيل الكافية" معرب من "شرح الكافية" للسيّد شريف، و"شرح هداية الحكمة" للأبهري، وحاشية على "حاشية غلام يحيى على مير زاهد رسالة"، وحاشية على "حاشية مير زاهد" على "شرح
المواقف"، وحاشية على "شرح السلّم" لحمد الله، وحاشية على "شرح السلّم" للقاضي، وشرح على "مسلّم الثبوت"، وله غير ذلك من المصنّفات.
توفي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف.
* * *
2689 - الشيخ الفاضل مولانا الحكيم عبد الحق بن الحاج فضل الرحمن بن الحاج وزير علي بن الحاج لامع تجّار الفينوي
*
ولد سنة 1320 هـ في موضع "صَرْ درويش" من مضافات "سموناغازي" من أعمال "فيني".
قرأ مبادئ العلم في بيته، ثم التحق بمدرسة قاضيرهات، ثم سافر إلى "كلكته"، والتحق بالمدرسة العالية فيها، وأتم الدراسة فيها، ثم سافر إلى "دهلي"، والتحق بالجامعة الطبّية، وقرأ فاتحة الفراغ سنة 1352 هـ.
بايع في السلوك على يد شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وبنى الجامعة الحسينية بـ "علماء بازار".
توفي سنة 1403 هـ.
* * *
2690 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحق بن المنشئ كرامت علي السلهتي
* *
* راجع: مشايخ فيني 81 - 84.
* * راجع: من قلم مولانا روح الأمين النغري.
ولد 20 صفر 1347 هـ في قرية "غازي نغر" من مضافات "سُنَامْ غَنْج" من أعمال "سلهت".
ماتتْ أمّه في صباه.
قرأ مبادئ العلم على جدّه من الأمّ، ثم التحق بمدرسة دَرْكَاه بور، ثم التحق بالمدرسة العالية سلهت سنة 1366 هـ، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم التحق بالجامعة اليونسية، وقرأ فيها مدّة، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها كتب الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية سنة 1375 هـ، وفاز في الاختبار النهائي بدرجة الامتياز.
بعد إتمام الدراسة التحق مدرّسا بالجامعة اليونسية بإيماء فخر البنغال تاج الإسلام، ثم وصل إلى وطنه الأليف، وبنى فيها مدرسة، وسمّاها دار العلوم دركاه بور، وذلك بإيماء شيخه السيّد حسين أحمد المدني، وعيّن رئيسا لها.
بايع في الطريقة على يد شيخ الإسلام المدني، وحصلت له الإجازة منه، وكان منسلكا بجمعية علماء الإسلام.
من أساتذته: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إعزاز علي الأمروهوي، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة فخر الحسن، والعلامة حكيم الإسلام القارئ محمّد طيّب الديوبندي، رحمهم الله تعالى.
درّس في مَدَارس كثيرة، وحج أربع مرّات، وفي المرّة الرابعة توفّاه الأجل، وذلك في سنة 1429 هـ، وهو يتلفظ كلمة طيّبة، ويشرب ماء زمزم، وصلّى عليه الشيخ فيصل الغزاوي إمام بيت الله الحرام في حرم الله، ودفن في "المعلّاة".
* * *
2691 - الشيخ العالم الفقيه عبد الحق بن محمد مير الدهلوي المفسّر المشهور
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: أصله كان من "كمتهله" بفتح الكاف العجمي، قربة من أعمال "أنباله" من أرض "بنجاب".
ولد بها في السابع والعشرين من رجب سنة سبع وستين ومائتين وألف، واشتغل أياما في بلاده.
ثم سافر إلى "كانبور"، وقرأ بعض الكتب الدراسية على مولانا عبد الحق بن غلام رسول الحسيني الكانبوري، ومعظمها على مولانا لطف الله بن أسد الله الكوئلي، ثم سار إلى "مراد آباد"، وقرأ بعض الكتب من الصحاح الستة على مولانا عالم علي النكينوي، ثم سافر إلى "دهلي"، وأخذ عن الشيخ السيّد نذير حسين الدهلوي المحدّث، ولي التدريس بـ "دهلي" في المدرسة الفتحبورية، فدرّس، وأفاد بها زمانا، وسكن بـ "دهلي"، وتزوّج بها، وتدير، ثم ترك المدرسة، واشتغل بالتصنيف، وجدّ في استحصال الوظيفة من "حيدر آباد"، وظفر بها بدون شرط الخدمة، فصنّف الكتب، وطار صيته في بلاد "الهند".
وكان قويّ المباحثة، شديد الرغبة، مليح البحث، حلوّ المذاكرة، مداعبا، مزاحا، بشوشا، طيب النفس، استقدمته أعضاء المدرسة العالية بـ "كلكته" في آخر عمره، ورتّبوا له خمسمائة ربية شهرية، ولقّبته الدولة الإنكليزية بشمس العلماء.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 241، 242.
ومن مصنّفاته: "التعليق النامي على الحسامي" في أصول الفقه، و"عقائد الإسلام" بالأردو في أصول الدين، و"البرهان في علوم القرآن" بالأردو، و "فتح المنان في تفسير القرآن" في مجلّدات كبار بالأردو، وهو معروف بـ "التفسير الحقّاني".
مات في الثاني عشر من جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف.
* * *
2692 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحق، رحمه الله تعالى
*
من أخصّ تلامذة العلامة أنور شاه الكشميري، المتوفى سنة 1353 هـ، رحمه الله تعالي.
بعد إتمام الدراسة التحق مدرّسا بدار العلوم ديوبند، ثم بجامعة العلوم الإسلامية علامة بنوري تاون كراتشي.
كان علامة محقّقا، وفاضلا مدقّقا، صاحب المعقولات والمنقولات، وكان له خبرة تامة في سائر الفنون والكتب.
* * *
2693 - الشيخ الفاضل المحدث الكبير مولانا عبد الحق الباكستاني، رحمه الله تعالى
*
من أعزّ تلامذة شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني.
* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 235.
* * راجع: مقالات يوسفي 1: 335 - 336، والبينات، صفر الخير 1409 هـ.
بعد تقسيم "الهند" بنى دار العلوم الحقّانية في موضع "أكوره ختك".
درّس كتب الحديث خمسين سنة تقريبا، واستفاد منه جمّ غفير من العلماء والفضلاء، لا يحصى عددهم.
كان ذا هيبة ووقار.
توفي يوم الأربعاء 24 محرّم الحرام 1409 هـ.
* * *
2694 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحق ديوان بن سعيد ديوان الكُمِلائي
*
من أهل بيت العلم والفضل.
ولد في قرية "هَزْرَابُور" سنة 1339 هـ.
قرأ مبادئ العلم في بيته، ثم التحق بالمدرسة العالية كلكته، وبعد تقسيم "الهند" التحق بالمدرسة العالية دار السنّة سَرْسِيْنَه، وقرأ الصحاح الستّة فيها.
بعد إتمام الدراسة التحق مدرّسا بمدرسة حكومية بـ "مَدَاريبُور"، ودرّس فيها عدّة سنين، ثم التحق بالمدرسة العثمانية جاندبور، ثم عيّن إماما للمسجد الجامع في السوق القديم من مدينة "جاندبور"، ثم عيّن رئيسا للمدرسة الحافظية بـ "جعفر آباد" من "جاندبور".
توفي سنة 1418 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة آبائه.
* * *
* راجع: مشايخ كملا 1: 153.
باب من اسمه عبد الحكيم
2695 - الشيخ الصالح الفقيه عبد الحكيم بن بهاء الدين بن معزّ الدين البرهانبوري، أحد المشايخ المشهورين
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ في مهد العلم والمعرفة، وأخذ عن أبيه، ولازمه ملازمة طويلة.
أخذ عنه الشيخ علي بن حسام الدين المتّقي البرهانبوري، المهاجر إلى "مكّة المباركة".
وكان منقطعا إلى الزهد والعبادة.
* * *
2696 - الشيخ الإمام العلامة الكبير، الفاضل صاحب التصانيف الفائقة، والتآليف الرائقة الشيخ عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي، أحد مشاهير "الهند
" * *
* راجع: نزهة الخواطر 4: 151.
* * راجع: نزهة الخواطر 5: 229 - 231.
اتفق على فضله علماء الآفاق، وسارت بمصنّفاته الرفاق.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "سيالكوت" من بلاد "بنجاب"، واشتغل على الشيخ كمال الدين الكشميري، ولازمه مدّة، وتخرّج عليه، وصار عجبا في استحضار المسائل، وقوة العارضة، وكثرة الدرس والإفادة.
وزنه شاهجهان بن جهانغير التيموري صاحب "الهند" مرّتين بالفضّة في الميزان، ومنحه ما جاء في الوزن، وهو كلّ مرّة ستة آلاف من النقود، وأنعم عليه بقرى متعددة، يعيش بها في النعم، ويدرّس، ويصنّف.
وتصانيفه كلّها مقبولة عند العلماء، محبوبة إليهم، ولا سيّما عند علماء بلاد "الروم"، يتنافسون فيها، وهي جديرة بذلك.
قال الشيخ محمد بن فضل الله المحبي في "خلاصة الأثر": إنه كان من كبار العلماء وخيارهم، مستقيم العقيدة، صحيح الطريقة، صادعا بالحقّ، مجاهرا به الأمراء الأعيان، وكان رئيس العلماء عند سلطان "الهند" خرم شاهجهان، لا يصدر إلا عن رأيه، لم ييلغ أحد من علماء "الهند" في وقته ما بلغ من الشأن والرفعة، ولا انتهى واحد منهم إلى ما انتهى إليه.
جمع الفضائل عن يد، وحاز العلوم وانفرد، وأفنى كهولته وشيخوخته في الانهماك في العلوم، وحلّ دقائقها، ومضى من جليها، وغامضها على حقائقها، وألّف مؤلّفات عديدة. انتهى.
وقال محمد صالح في "عمل صالح": إنه كان من كبار الأساتذة، لم يدرك شأوه أحد من العلماء في غزارة العلم، وكثرة الدرس والإفادة.
= ترجمته في معجم المؤلفين 5: 95، وفهرس مخطوطات الظاهرية، وخلاصة الأثر 2: 318، 319، وهدية العارفين 1: 504، وفهرست الخديوية 1:166.2: 18، 19، 261، 4: 43، 6: 55، وكشف الظنون 1148، 1894، فهرس التيمورية 3: 150، وفهرس الأزهرية 1: 221، وفهرس البلاغة 9، طلس: الكشاف 25، 116، 178، 196، 205، وفهرس دار الكتب المصرية 2: 98، 190، 7: 35، 66، 67، وإيضاح المكنون 1: 140، 319.
درّس، وأفاد ستين سنة.
ومن مصنّفاته: "حاشية على تفسير البيضاوي"، و"حاشية على المقدّمات الأربعة من التلويح" في الأصول، و"حاشية على المطوّل" في البلاغة، وعلى "شرح المواقف"، وعلى "شرح العقائد" للتفتازاني، وعلى حاشية للخيالي، وعلى "شرح العقائد" الدوّاني -كلّها في علم الكلام- وحاشية على "شرح الشمسية"، وعلى حاشيته للسيّد الشريف، وعلى "شرح المطالع" كلّها في المنطق، وحاشيته على "شرح الكافية" للجامي، وعلى حاشيته لعبد الغفور اللاري، كلاهما في النحو، و "حاشية على مراح الأرواح" في الصرف، وله "الدرر الثمينة في إثبات علم الواجب"، و"حاشية على شرح حكمه العين"، وعلى "شرح هداية الحكمة" في الحكمة، وله غير ذلك من الحواشي، والرسائل. انتهى.
توفي في الثامن عشر من ربيع الأول سنة سبع وستين وألف بمدينة "سيالكوت"، فدفن بها.
* * *
2697 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحكيم بن عبد الجبار الكُمِلائي
*
ولد في سنة 1333 هـ "جُوْكْتِيخُولا" من أعمال "كُمِلّا".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية نواخالي، وقرأ فيها "مشكاة المصابيح"، وغيرها من الكتب الدراسية، ثم التحق بالمدرسة العالية داكا، وأكمل الدراسة العليا فيها.
من أساتذته: المفتي عميم الإحسان البركتي، صاحب "قواعد الفقه". درّس في المدرسة العالية فريد غنج.
* * *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 241.
2698 - الشيخ الفاضل العلامة عبد الحكيم بن عبد الربّ بن عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري اللكنوي، أحد العلماء المشهورين
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد بـ "لكنو"، وقرأ بعض الكتب الدراسية على مولانا محمد دائم، ثم لازم الشيخ نور الحق بن أنوار الحق اللكنوي، وقرأ عليه سائر الكلنب الدراسية، حتى تأهّل للفتوى والتدريس.
فدرّس، وأفاد، وشمّر عن ساق الجدّ في ذلك، مع عمارة الأوقات بالعبادة بأنواعها والإيثار، يدرّس الطلبة، ويحسن إليهم.
وله مصنّفات كثيرة. منها: "حاشية على شرح السلّم" لحمد الله، و"حاشية على مير زاهد ملا جلال"، و"حاشية على العروة الوثقى"، وله "شرح على دائر الأصول" المسمّى بـ "مسير الدائر".
رأيتها عند ولده شيخنا المرحوم محمد نعيم اللكنوي.
مات لستّ بقين من صفر، سنة ستّ وثمانين ومائتين وألف، كما في "الأغصان الأربعة".
* * *
2699 - الشيخ الفاضل المفتي عبد الحكيم بن مولانا عبد العزيز السكّهروي، رحمه الله تعالى
* *
ولد 15 محرّم الحرام سنة 1332 هـ.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 273.
* * راجع: علماء ديوبند وخدماتهم في علم الحديث ص 239.
ترجمته في أكابر علماء ديوبند لمولانا أكبر شاه البخاري ص 370، 371.
كان أحد العلماء الصالحين، الذين أقبلوا على الآخرة بقلب وقالب، والذين ابتعدوا عن زينة الدنيا وزخارفها، وكان من أبعد الناس عن زيّ الشهرة، إذا رأيته أحببته مجالسته، وإذا فارقته تألّمت بفراقه، وذلك لما تجد في مجالسه طمأنينة ومكنية، من ذكر الله والإقبال على الآخرة.
ولد في سنة 1332 هـ تعلّم أولا في بعض المدارس العصرية، وأشرف جدّه على تربيته وتعليمه، ثم سافر إلى "سهارنفور"، والتحق بجامعة مظاهر علوم، وبعد أن تعلّم فيها سنة واحدة سافر إلى "ديوبند"، والتحق بجامعة ديوبند الإسلامية، فأكمل الدراسة فيها، وأخذ الحديث عن مشايخها، أشهرهم شيخ الإسلام حسين أحمد المدني، وتخرّج عليه.
بعد ما تضلّع من العلوم الإسلامية والمعارف الدينية المتداولة أن ذاك جعل يدرّس شتّى الكتب الدراسية في وطنه بمدرسة كبيرة، وبعد ما انقسم "الهند" إلى دولتين مستقلّتين:"الهند" و"باكستان" هاجر إلى "باكستان"، يفيد عامّة المسلمين من الرجال والنساء والشيوخ والشبّان بالتدريس والوعظ والدعوة والتبليغ، ثم عيّن مدرّسا في المدرسة الأشرفية بمدينة "سكهر" بولاية "السند" باكستان، وأصبح رئيسا لدار الإفتاء بها.
له مؤلّفات نافعة، منها:"عليكم بسنّتي"، و"شأن الرسالة"، و"ريحان الجنة"، و"النصيحة للإقبال على الآخرة"، وله رسالة ذكر فيها أحكام الحجّ.
كان -رحمه الله تعالى وجعل الجنة مثواه- قد اعتاد أن يكثر السفر إلى الحرمين الشرفين، -زادهما الله شرفا وإجلالا-، وكان يحضر للعمرة والزيارة، مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلّم، ثم يرجع إلى "باكستان"، ثم يشدّ الرحال مرّة أخرى إلى الحرمين الشريفين، في أيام الحجّ، هكذا كانت عادته في كلّ سنة.
توفي في "كراتشي، ودفن في مقبرة جامعة دار العلوم كرتشي مقبرة العلماء والصالحين، -رحمهم الله تعالى أجمعين-.
* * *
2700 - الشيخ الفاضل عبد الحكيم بن كرامة حسين بن ثناء الله الشيخبوري، أحد الفقهاء الحنفية
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كانت له يد بيضاء في النحو والمنطق والكلام، وأصول الفقه.
أخذ عنه غير واحد من العلماء.
مات لأربع عشرة خلون من ذي الحجّة سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، كما في "تذكرة النبلاء".
* * *
2701 - الشيخ الفاضل عبد الحكيم بن ولي محمد بن مرزا بن حبيب الهزاروي
* *
ولد 15 رجب المرجب سنة 1338 هـ في "بتكرام" من أعمال "مانْسَهرَه" من أرض "باكستان".
قرأ مبادئ العلم في قريته على مولانا نور، وعبد الرحمن، وإسرائيل، ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بمدرسة الإمداد الإسلامية ميرته، وقرأ فيها أربع سنين.
ومن أساتذته فيها: مولانا عبد الرحمن، ومولانا أبرار شاه، ثم التحق بمدرسة مطلع العلوم سنة 1365 هـ، وقرأ فيها سنة واحدة، وقرأ فيها الجزئين من "هداية الفقه"، و"مختصر المعاني"، و"التوضيح والتلويح".
من أساتذته الكبار فيها: مولانا خليل أحمد، ومولانا سيّد أحمد الهزاوي، ثم التحق بالمدرسة الأمينية بـ "دهلي"، قرأ فيها سنة، ومن شيوخه فيها: مولانا
* راجع: نزهة الخواطر 7: 274، 275.
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب: 1: 219 - 226.
عبد الرزاق السواتي، ومولانا محمد صديق ومولانا عبد السميع، ثم التحق بمدرسة عبد الرب سنة 1366 هـ، وأكمل الدراسة العليا فيها.
وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، والتحق بدار العلوم الحنفية العثمانية، ثم بالجامعة الفرقانية عدّة سنين، وكان منسلكا بمجلس الأحرار، وبايع في الطريقة على يد العلامة عبد الله اللدهيانوي، وحجّ، وزار في آخر عمره.
* * *
2702 - الشيخ الفاضل عبد الحكيم الأفغاني القندهاري
*
فقيه، حنفى، ورع، من الزهّاد.
ولد سنة 1251 هـ، وسكن بـ "دمشق"، وتوفي بها سنة 1326 هـ.
كان يأكل من عمله، ولا يقبل من أحد شيئا.
وعرف الناس فضله، فأقبلوا على تلقّي الفقه والحديث عنه.
له شروح وحواش تدلّ على علم وتحقيق، منها:"كشف الحقائق"، شرح به "الكنز" في فقه الحنفية، جزآن، و"شرح الشاطبية"، و"حاشية على شرح البخاري"، وحواش وتعليقات على "الهداية"، وعلى "حاشية ابن عابدين"، و"شرح المنار"، وحاشية على "تفسير النسفي"
(1)
.
* * *
* راجع: الأعلام للزركلي 3: 283.
ترجمته فى منتخبات التواريخ لدمشق 751 و 2: 3267 Brock S.
(1)
وفي تعليقات عبيد أن كتبه، ابتداءا من "شرح الشاطبية" إلى آخر الترجمة، مخطوطة في دمشق.
2703 - الشيخ الصالح عبد الحكيم الصوفي الموهاني
*
أحد المشايخ المتورّعين.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "موهان" قرية جامعة من بلاد "أوده"، وسافر للعلم، وأخذ.
وقرأ، ثم لازم السيّد محمد بن أبي سعيد الحسيني الترمذي الكالبوي، وأخذ عنه الطريقة، وأجازه السيّد محمد المذكور للإرشاد والتلقين، ورخّصه إلى وطنه، وكان صالحا، متورّعا، مرزوق القبول.
مات في سنة خمس وعشرين ومائة وألف ببلدة "موهان"، فدفن بها، كما في "تبصرة الناظرين".
* * *
2704 - الشيخ الفاضل عبد الحكيم، المتلقّب بسرمد الميانوالي
* *
حامل شهادتي الأديب الفاضل والمشئ الفاضل.
ولد يوم 9 محرّم الحرام 1340 هـ ببلدة "كنييديان" بمديرية "ميانوالي".
قبل أن أخذ العلوم الدينية أدّى الامتحانات إيف، إي، والأديب الفاضل، والمنشئ الفاصل، والمولوي الفاصل، وفاز فيهما بنجاح كبير، ثم
* راجع: نزهة الخواطر 6: 149.
* * راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور للشيخ السيد محمد شاهد الحسني 2: 402 - 404.
رغب في التعليم الديني، فانتسب إلى مظاهر العلوم، وأخذ العلم، حتى تخرّج فيها سنة 1366 هـ.
وبعد أن تخرّج فيها قد انساقت إليه مناصب متنوّعة من مدارس "دهلي"، و"مراد آباد"، و"ديوبند" على مرتبات كثيرة، فلم يقبلها، كان ذا الاتصال القلبي بالشيخ السيّد فخر الدين شاه الكالا باغوي، فيتعاونه، قد أقام مدرسة دينية في منطفة "كالا باغ"، واشتغل بالدرس والإفادة للدرس النظامي.
وكان حامل للفكرتين المليتين، فظلّ يعتنق بالعصبة الإسلامية، ولما ثارت نار الحرب في ولاية "كشمير" بعد استقلال "باكستان"، فأنشأ مكتبا لتجنيد الفدائيين في الجيش، وبعث زهاء ألفين من الفدائيين المسلمين المتدرّبين في ميدان الحرب، وكان حليفا للجماعة الإسلامية الباكستانية على أنه لا زال مكتئبا حزينا غير راض بقيادتها وسيادتها، لكون فاطمة جناح قد مدّت يدها التعاونية والتأييدية إليها في انتخابات عامة جرت عام 1946، ووافاه الأجل في 19 أكتوبر عام 1972 م 18 شعبان 1390 هـ.
كان كثير المطالعة، وهي متنوّعة الموضوعات الشاملة، وعميق النظر في العلوم الإسلامية، والتاريخ، والفلسفة، والأدب، وكان متذوّق الشعر، غير أنه لم يعترف بالشعر، ويقول الشعر بنفسه، ويتلقّب بسرمد، وبعد أن توفي قد ضبط شعره ابناه يحيى أمجد، وأسلم قاسم، وسمّياه "واردات سرمد"، وطبع عام 1392 هـ في اهتمام كبير، كما وصفه تعريفا موجزا بسطور، فرادي كتيب، تم نشره بمناسبة عقدت في تعريف كتابه، "واردات سرمد"، وهو على النحو الآتي الاسم الشيخ عبد الحكيم عليه الرحمة اللقب سرمد المظاهري.
والولادة 12/ سبتمبر 1339 هـ
التعليم إيف إي سي تي، الأديب الفاضل بالأردية، المنشئ الفاضل بالفارسية، المولوي الفاضل بالعربية، المتخرّج في مدرسة مظاهر العلوم، موضوعات
المطالعة: الفلسفة، والمنطق، ومذاهب أمم العالم، والأدب، والتاريخ بصفة خاصة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، وأساطير أمم العالم بصفة عامة.
الاشغال في الطفولة وأوائل العمر باللعب، والصولجان، وكرة القدم، كرة اليد، والمصارعة، والرياضة البدنية، وفي الحياة العملية التصوّف، والسياسة، والتدريس.
الوفاة 19، أكتوبر 1392 هـ، والمدفون بجوار الشيخ السيّد عطاء الله شاه البخاري، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
مؤلّفاته: "واردات سرمد"، إنه يعتبر من أهمّ خدمات الأدب الأردي، قد رتّبه نجله يحيى أمجد بعد وفاته، وصدر بقطع 18/ 22/ 8 عن مكتبة إدارة فروع أردو بشارع أيبك بمدينة "لاهور"، وإن كلا من الطبيب الشيخ السيّد عبد الله أحمد نديم القاسمي، والأستاذ حميد أحمد خان، وظهير الكشميري، والطبيب فرمان الفتحبوري، وسجّاد باقر الرضوي، وسليم أختر، وأمثالهم من أبرز كتّاب "باكستان" استحسنوه، وأثنوا عليه، وعلى صاحبه بأساليب شتى.
2 -
"ترجمة القرآن الكريم منظوما".
كان الشيخ عبد الحكيم أحد فحول الشعراء في عصره، فأخذ في ترجمة القرآن الكريم بأسلوب مكشوف ممتع، بتحقيق مواهبه الربّانية لترويج الشريعة الإسلامية، وتبليغ التعاليم الدينية، حتى أكمل ترجمة ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم في الشعر، بمحاولات بذلها ليل نهار، ولكنه قد حرم عن مسودتها، وفاتته، كما فاتته أمتعة البيت الأخرى بسرقة، وقعت في بيته بما قدر الله له، ولكن لم يضع جهده وكدّه في الآخرة، ولو ضاع في الدنيا.
* * *
باب من اسمه عبد الحليم
2705 - الشيخ العالم الصالح عبد الحليم إسماعيل بن الحسين بن إمام الدين بن بن نور الدين، الويلوري، المدراسي، أبو إسماعيل
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد سنة سبع وخمسين ومائتين وألف ببلدة "ويلور"، ونشأ بها.
وقرأ في بلده على الشيخ عبد القادر البرياكيمي، وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدراسية على العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي حين إقامته بـ "حيدر آباد"، ثم سافر إلى "الحجاز"، فحجّ، وزار.
وأخذ الحديث عن الشيخ محمد بن عبد الرحمن الأنصاري السهارنبوري المهاجر، والشيخ صالح بن عبد اللى السناري، والسيّد محمد علي بن ظاهر الوتري المدني، والشيخ حسين بن محسن اليماني، نزيل "بوبال"، ودفينها.
وكان عالما كبيرا، له رسوخ في العربية، وقدرة على التحرير، والإنشاء، وغوص في المسائل الكلامية.
مات سنة ستّ وثلاثين وثلاثمائة وألف.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 8: 243.
2706 - الشيخ الفاضل العلامة عبد الحليم بن أمين الله بن محمد أكبر بن أحمد بن يعقوب الأنصاري اللكنوي، أحد العلماء المشهورين
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد لتسع بقين من شعبان سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف بمدينة "لكنو".
وحفظ القرآن، وقرأ النحو والتصريف على والده، ثم اشتغل على عمّه المفتي يوسف بن محمد أصغر اللكنوي، وعلى خاله المفتي نعمة الله، ولازمهما مدّة من الزمان، وقرأ شيئا نزرا على جدّ أبيه المفتي ظهور الله، وعمّ أبيه المفتي محمد أصغر، ثم أسند الحديث عن الشيخ حسين أحمد المليح آبادي، وسافر إلى "باندا" سنة ستين، وولي التدريس، فدرّس بها أربع سنين، ثم رجع إلى بلدته، وأقام بها سنة كاملة، ثم ذهب إلى "جونبور"، وولي التدريس في المدرسة الإمامية الحنفية، فدرّس بها تسع سنين، ورجع إلى بلدته سنة ستّ وسبعين، وأقام بها سنة، ثم سافر إلى "حيدر آباد"، وولي التدريس بدار العلوم، فدرّس بها زمانا.
ثم سافر إلى الحرمين الشريفين سنة تسع وسبعين، فحجّ، وزار، وأسند الحديث عن الشيخ جمال بن عبد الله الحنفي المكّي، والشيخ أحمد بن زيني دحلان الشافعي، والشيخ محمد بن محمد الغرب الشافعي المدني، والشيخ عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي، المهاجر إلى "المدينة المنوّرة".
وأسند "دلائل الخيرات" عن الشيخ علي بن يوسف ملك باشلي الحريري، وأخذ بعض أشغال المشايخ النقشبندية عن الشيخ عبد الرشيد بن
* راجع: نزهة الخواطر 7: 275، 276.
أحمد سعيد العمري الدهلوي، ثم رجع إلى "حيدر آباد"، وولي العدل والقضاء سنة اثنتين وثمانين، فاستقلّ بها مدّة حياته.
وكان رحمه الله عالما كبيرا، بارعا في المنطق والكلام وأصول الفقه، مشاركا في الفقه والحديث، مدرّسا محسنا إلى طلبة العلم.
له مصنّفات كثيرة، منها:"التحقيقات المرضيّة لحلّ حاشية السيّد الزاهد على الرسالة القطبية"، صنّفها في "باندا" سنة ثلاث وستين، ومنها:"القول الأسلم لحلّ شرح السلّم" لملا حسن، ومنها:"كشف المكتوم في حاشية بحر العلوم" المتعلّقة بحاشية السيّد الزاهد على "الرسالة القطبية"، ومنها:"القول المحيط فيما يتعلّق بالجعل المؤلّف والبسيط".
ومنها: "حلّ المعاقد في شرح العقائد" للجلال الدوّاني، ومنها:"التعليق الفاصل في مسألة الطهر المتخلّل"، ومنها:"معين الغائصين في ردّ المغالطين"، ومنها:"الإيضاحات لمبحث المختلطات"، ومنها:"كشف الانتباه في شرح السلّم" لحمد الله، ومنها:"البيان العجيب في شرح ضابطة التهذيب"، ومنها:"كاشف الظلمة في بيان أقسام الحكمة"، ومنها:"العرفان" متن متين في المنطق.
ومنها: "نظم الدرر في سلك شق القمر"، ومنها:"التخلية في شرح التسوية"، للشيخ محبّ الله الإله آبادي، ومنها:"نور الإيمان في آثار حبيب الرحمن"، ومنها:"قمر الأقمار حاشية نور الأنوار" في أصول الفقه، ومنها:"حلّ النفيسي" حاشية على "شرح الموجز" للنفيس، ومنها:"الأقوال الأربعة"، وله غير ذلك من المؤلّفات النافعة، وأنفعها تعليقات له على "هداية الفقه" للمرغيناني.
توفي يوم الاثنين لليلة بقيت من شعبان سنة خمس وثمانين ومائتين وألف بـ "حيدر آباد، كما في "حسن العالم".
* * *
2707 - الشيخ الفاضل عبد الحليم بن برهان الدين بن محمد البهنسي، الدمشقي
*
فقيه، نحوي، شاعر.
توفي في حدود سنة 1090 هـ.
من آثاره: "شرح على ألفية ابن مالك"، و"نظم مغني اللبيب" لابن هشام وكلاهما في النحو، ولم يكملهما.
* * *
2708 - الشيخ الفاضل عبد الحليم بن بير قدم بن نصوح بن موسى بن مصطفى بن عبد الكريم بن حمزة الرومي
* *
فقيه، أصولي، نحوي. ولي القضاء بـ "دمشق".
من تصانيفه: "كشف رموز الأحكام وتنوير درر الحكّام" لمنلا خسرو في الفقه، "حاشية على الزهراوين"، و"حاشية على شرح الكافية" للجامي، و"حاشية على المنار".
توفي سنة 1088 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 96. ترجمته في خلاصة الأثر 2: 319.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 96.
ترجمته في فهرس المؤلفين بالظاهرية، وهدية العارفين 1: 505، وفهرست الخديوية 3: 103، وإيضاح المكنون 2:360.
2709 - الشيخ الفاضل عبد الحليم بن تفضّل حسين بن محمد بن نظام الدين بن معز الدين العبّاسي الكرسوي، ثم اللكنوي، المتلقّب في الشعر بشرر، أحد العلماء المشهورين في الفنون الأدبية
*.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد في شهر رجب سنة ست وسبعين ومائتين وألف ببلدة "لكنو".
وسافر إلى "كلكته" سنة خمس وثمانين، وقرأ المختصرات على والده، ثم لازم المرزا محمد على الشيعي اللكنوي، وقرأ عليه الكتب الدراسية إلى "شرح السلّم" لحمد الله، ثم رجع إلى "لكنو"، وقرأ سائر الكتب على العلامة عبد الحي ابن عبد الحليم اللكنوي، وأخذ الفنون الأدبية عن المفتي عباس بن علي الشيعي التستري، ثم سافر إلى "دهلي"، وأخذ الحديث عن السيّد المحدّث نذير حسين الحسيني الدهلوي، وصحبه سنتين.
ثم رجع إلى "لكنو"، واشغل مدّة بالتحرير في "أوده" أخبار الجريدة الأسبوعية بـ "لكنو"، ثم أنشأ صحيفة أسبوعية بنفقته، وسماها "المحشر"، وصنّف "رواية غرامية"، فتلقّيتْ بالقبول، واشتغل بالتصنيف، وظهر تقدّمه في الروايات، وصنّف حتى اليوم زهاء تسع وعشرين، وأنشأ جريدة أخرى، سماها "المهذّب"، وأنشأ "دلكداز"، مجلة شهرية تختصّ للمباحث الأدبية، وهي مستمرّة في الظهور، وسافر إلى "حيدر آباد" غير مرّة.
وبعثه نواب وقار الأمراء وزير الدولة الآصفية مع ولده ولي الدين إلى "إنكلترا" سنة 1311 هـ، فأقام بها سنتين، وتعلّم اللغة الإنكليزية، وصنّف بأمره "تاريخ السند"، فأعطاه خمسة آلاف من النقود صلة، وصنّف لأمره "تاريخ الأرض المقدّسة"، ومات الوزير، فرجع إلى "لكنو" سنة 1323 هـ،
* راجع: نزهة الخواطر 8: 244، 245.
وبعد ثلاث سنين طلبه المولوي عزيز مرزا أحد أركان الدولة إلى "حيدر آباد"، فأقام بها سنة.
ثم رجع إلى "لكنو"، وأقام بها زمانا، ثم طلبه سنة 1336 هـ صاحب "الدكن" إلى "حيدر آباد"، وأمره بتصنيف "تاريخ الإسلام"، ووظّفه بخمسمائة ربية شهرية، ورجع بأمره إلى "لكنو"، واشتغل بـ "تاريخ الإسلام".
له مصنفات كثيرة، كـ "سيرة جنيد"، و "سيرة شبلي"، و "سيرة معين الدين الجشتي"، و "سيرة سكينة بنت الحسين"، و "سيرة حسن بن الصباح"، و "سيرة قرة العين"، و "سيرة الملكة زنوبيا"، و "سيرة قيس العامري"، و"تذكرة المشاهير"، وأما "تاريخ السند" فهو في مجلّدين، و "تاريخ الأرض المقدّسة" يشتمل على خمسة أجزاء: الأول في تاريخ الأمم السالفة قبل المسيح، والثاني: في المسيح والمسيحية، والثالث: في تاريخ العرب قبل الإسلام، والرابع: في تاريخ الهنود، والخامس: في سيرة سيّدنا محمد النبي الأمين، صلى الله عليه وسلم.
مات سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وألف.
* * *
2710 - الشيخ العالم الصالح عبد الحليم بن حاتم السنبهلي، أحد كبار العلماء
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بمدينة "سنبهل"، وتخرّج على أبيه، ولازمه مدّة حياته، ثم تصدّر للتدريس، وكان على قدم أبيه في الاشتغال بالعلم وصلاح الظاهر والقناعة والتوكّل.
مات سنة تسع وثمانين وتسعمائة.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 4: 152.
2711 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحليم بن المنشئ سراج الحق النواخالوي
*
ولد سنة 1332 هـ في قرية "موسى بور" من مضافات "كمفانيكنج" من أعمال "نواخالي"، ثم انتقل منها، وأقام بـ "صَرْ دنيه".
تلقّي مبادئ العلم في قريته، وفي مدرسة بَشُيورْهَات، ثم سافر إلى "كلكته"، والتحق بالمدرسة العالية بها، ونال سند "ممتاز المحدثين" سنة 1359 هـ.
من أساتذته: مولانا يحيى وغيره.
بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، والتحق بمدرسة بشورهات، ودرّس فيها ستّ سنين، ثم التحق بالمدرسة الحسينية، وعيّن رئيسا لها.
بايع في الطريقة والسلوك على يد مولانا نور بخش رحمه الله تعالى، وأجازه بالإرشاد والتلقين.
* * *
2712 - الشيخ الفاضل عبد الحليم بن محمد شفيع الجونبوري، من أعضاء مجلس الشورى لدار العلوم ديوبند، ومظاهر العلوم سهارنبور، ومؤسّس جامعة رياض العلوم في "كوريني" "جونبور
" * *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 241 - 242.
* * راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور للشيخ السيد محمد شاهد الحسني 2: 330 - 332.
ولد عام 1327 هـ، أدخل في مدرسة إنكليزية في صباه، فلم تمل قريحته، ولم ترغب نفسه، فانقطع عنها إلى التعليم الديني، وتلقّى الدراسة الابتدائية في مدرسة عين العلوم في "تانده" بمديرية "فيض آباد".
ثم التحق بمظاهر العلوم في شوّال 1346 هـ، وتعلّم الصحاح الستّة، حيث قرأ المجلّد الأول من "البخاري"، و"سنن أبي داود"، و"شمائل الترمذي" على الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي، والمجلد الثاني من "البخاري" على الشيخ عبد اللطيف، و"صحيح مسلم"، و"سنن الترمذي"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على الشيخ عبد الرحمن الكاملفوري، و"سنن النسائي"، و"سنن ابن ماجه" على الشيخ منظور أحمد، كما قرأ مع الصحاح "تفسير البيضاوي"، و"تفسر المدارك"، و"الشاطبية"، و"موطأ الإمام مالك"، و"موطأ الإمام محمد"، وتخرّج فيها عام 1347 هـ.
ثم ولي التدريس فيها عام 1348 هـ، فدرّس الكتب الابتدائية، ثم عاد إلى وطنه بعد مدة بمرض أصيب به، وبعد أن تمتع بالصحة والعافية اشتغل فيها بالدرس والإفادة، فظلّ يدرّس في مدرسة ضياء العلوم في بلدة "معاني كلان" بمديرية "جونبور" لمدة ثلاثين سنة، كما استفاض من الشيخ الشاه وصي الله، والشيخ محمد زكريا، استفاضا روحانيا، وتشرب معطياتهما كثيرا، فأجازه أولا الشيخ الشاه وصي الله في الإحسان والتزكية، ثم الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي في رمضان المبارك 1392 هـ، وقال مرة في مجلس خاص له: إن المولوي عبد الحليم من رفقتي، الذين رزقوا بمرتبة الحضور.
كان عضوا من أعضاء مجالس الشورى لكلّ من دار العلوم بـ "ديوبند"، وندوة العلماء بـ "لكنو"، والمدارس والجامعات الأخرى، كما عين عضو مجلس الشورى لمظاهر العلوم عام 1400 هـ فيشرف بالقدوم إلى هذه المدارس في اهتمام، ويمدّها بإشاراته المفيدة.
هذا إلى أنه أسّس في قرية "كوريني" مدرسة باسم رياض العلوم، فدرّس، وأفاد، وراجت فيها سوق التربية والتزكية والإصلاح، فأمها العلماء والمشايخ والعوام من الأماكن القاصية والدانية، واستفادوا منه، وخاصة انتفع منه أهل "أترابراديش الشرقية" وأهل "بومبائ".
له مؤلّفة "ما نسينا" في تفسير آية، و"لا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم"، قد ذكر فيها للأمة الإسلامية ما أنسوه من الدرس، الذي فيه سرّ فلاح كلّ مؤمن، قد ألّفة أيام إقامته بـ "ماني كلان"، له 32 صفحة.
* * *
2713 - الشيخ الفاضل عبد الحليم بن مولانا عبد الحكيم بن مولانا مهر محمد القاسمي
*
قرأ في قرية من أعمال "سرغوده" قريبا من سنة 1328 هـ.
وحضر في المسجد الجامع لتحصيل العلوم سنة 1344 هـ، وكان والده الماجد خطيبا له، وقرأ مبادئ العلم، وكتب الدرجة الابتدائية الفارسية، وكتب النحو والصرف، و"نور الإيضاح"، و"مختصر القدوري" عند والده الكريم، ثم سافر إلى مظاهر العلوم سهارنبور سنة 1355 هـ، والتحق بها، وقرأ فيها ثلاث سنين، ومن كبار أساتذته: العلامة عبد الرحمن الكاملبوري، والعلامة عبد الشكور الكاملبوري.
ثم ارتحل إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها على الشيوخ، منهم: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وشيخ الإسلام شبير أحمد العثماني، والعلامة إعزاز علي، والعلامة إبراهيم البلياوي، والمفتي محمد شفيع الديوبندي، رحمهم الله تعالى، وقرأ فيها فاتحة الفراغ سنة 1358 هـ.
* راجع: أكابر علماء ديوبند لمولانا أكبر شاه البخاري ص 406، 408.
بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، ودرّس في عدّة مدارس، وأسس المدرسة الحنفية سنة 1367 هـ، وأسّس الجامعة القاسمية بـ "لاهور" سنة 1376 هـ.
صنّف عدّة كتب، منها:"إقامة الصلاة"، و"مسائل قرباني"، و"الحجاب الإسلامي"، و"أشرف الملفوظات"، و "إرشادات رسول"، و "إرشادات شير أحمد العثماني".
توفي سنة 1403 هـ، ودفن في جوار دار العلوم الحنفية.
من أولاده: مولانا حسين أحمد، والقاري محمود الحسن القاسمي.
* * *
2714 - العالم العامل والفاضل الكامل المولى عبد الحليم بن علي، رحمه الله تعالى
*
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: ولد رحمه الله ببلدة "قسطموني"، ثم اشتغل بالعلم، وقرأ على علماء عصره، حتى وصل إلى خدمة المولى علاء الدين علي العربي، ولما توفي المولى المذكور ارتحل هو إلى "بلاد العرب"، وقرأ على علمائها، وحجّ.
ثم سافر إلى "بلاد العجم"، وقرأ على علمائها، والتحق بطائفة الصوفية، وتربى عند شيخ يقال له: الشيخ المخدومي، ثم أتى إلى "بلاد الروم"، وسكن ببلدة "قسطموني" مدّة، ثم إن السلطان سليم خان قبل جلوسه على سرير السلطنة طلبه، وجعله إماما لنفسه، وصاحب معه، فوجده متفنّنا في العلوم، متحلّيا بالمعارف.
* راجع: الشقائق النعمانيه ص 228.
وكان لذيذ الصحبة، طيب المحاورة، ولما جلس على سرير السلطنة جعله معلّما لنفسه، وعين له كلّ يوم مائة درهم، وأعطاه قرى كثيرة، وصاحب معه ليلا ونهارا، وتقرّب عنده، وحصلت له الحشمة الوافرة، والجاه العظيم.
توفي رحمه الله تعالى سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة بمدينة "دمشق" بعد قفول السلطان سليم خان من "مصر" إلى "الشام".
كان رحمه الله تعالى عالما صالحا، صاحب المعارف الجزيلة، والأخلاق الحميدة، كثر الإحسان، معينا للضعفاء والفقراء، وبالجملة كانت أيامه بكثرة إحسانه تواريخ الأيام. رحمه الله الملك العلام.
* * *
2715 - الشيخ الفاضل عبد الحليم بن علي الرُّومِيّ القَسْطَمونِّي الموْلِد
*
كان من فُضلاء تلك الدِّيار.
قرأ على المولَى علاء الدين العربيّ،
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: رحَلَ إلى "ديار العرب"، وأخذ عن فُضلائها، وحَجَّ، ثم سافَر إلى "بلاد العَجَم"، وقرأ على عُلمائها، ثم خَدم أهلَ التَّصَوُّف، وتَرَبَّى عندَهم، ثم عاد إلى "الدِّيار الرُّومية"، وصار إماما ومُعَلِّمًا
* راجع: الطَّبَقات السَنِيِّة 4: 274.
وترجمته في شذرات الذهب 8: 124، 125، والشقائق النعمانِية 1: 598 - 600. ويقال له المولَى حليمي. ولعلّ هذا هو الذي جعل المؤلّف يؤخّره في الترتيب.
للسُّلْطان سليم خان، وهو سليم الأوَّل، وحصَّل عنده الجاهَ العظيم، والقَبُول التّامَّ، وكان لا يكاد يُفارِقُه في غالب الأحْيان.
وكانتْ وفاتُه بـ "دِمَشْقَ"، وهو قافلٌ من "الدِّيار المصرِيَّة"، في صُحْبَةِ مَخْدُومِه السُّلطان سليم، سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة. -تغمَّده الله تعالى برحمته-.
* * *
2716 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحليم بن مولانا قيم الله بن الشيخ سمير بن محمد قربان الله بن الشيخ سعد الله اليمني الحسينبُوري
*
ولد سنة 1329 هـ في قرية "تَارَاكَنْدي" من مضافات "باكُنْدِيه" من أعمال "كِشُورغَنج" من أرض "بنغلاديش".
قرأ القرآن الكريم عند أمّه، ثم التحق بالمدرسة الفرقانية في قريته، ثم التحق 1337 هـ بالمدرسة العالية تَارَاكَنْدي، وقرأ فيها مدّة، ثم سافر إلى "داكا"، والتحق بالمدرسة الحمّادية، ثم التحق بالمدرسة العالية كلكته، وقرأ فيها "مشكاة المصابيح"، وغيرها، ثم سافر سنة 1348 هـ إلى دار العلوم، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية، ثم التحق بقسم التفسير فيها، قرأ فيها سنة.
ثم بايع علي يد شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وقرأ عليه "صحيح البخاري" مرّة ثانية.
* راجع: مائة من علماء بنغلاديش ص 215 - 221.
وبعد الفراغ رجع إلى وطنه، والتحق بالمدرسة العالية تَارَاكَنْدِي، ودرّس فيها ثلاث سنين، ثم التحق بالمدرسة الحميدية إشَّرْغَنْج، ودرّس فيها أربع سنين، ثم التحق بالمدرسة أولِيَابَارَا من مضافات "كشورغنج"، ودرّس فيها ستّ سنين، ثم بمدرسة جهانكيربور، ودرّس فيها أربع سنين، وبنى مدرسة في قريته سنة 1381 هـ، وعيّن رئيسا لها، سماها باسم شيخه الجامعة الحسينية، وكان منسلكا بجمعية علماء الإسلام.
توفي في بيته في ليلة بعد يوم الجمعة 8 محرّم الحرام سنة 1407 هـ، وصلّى على جنازته مولانا الشيخ مصلح الدين، وحضرها ألوف من الناس، ودفن في مقبرة الجامعة الحسينية.
* * *
2717 - الشيخ الفاضل عبد الحليم بن محمد بن نُور الله، المعروف هو ووالده بأخي زاده
(1)
*
وسببُ اشْتِهارِهما بذلك.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وهو ممن يُشارُ بالأنامِل إليه، وتُعْقَدُ الخَناصِرُ عليه، ما تَرَك عِلْما من العلوم إلا وصار فيه ذا باعٍ طويلٍ وحَظٍّ جَزيلٍ، قَلَّما يَمْضِي له وَقْتٌ من الأوقات بغيرِ اشْتغال، أو مُناظرة رجال، أو بلوغ آمال، لا يَشْغَلُه عن تَحْصيل العلوم وإفادَتِها، واسْتِفادَتها
(1)
كذا وفي ترجمة والده في العقد المنظوم 2: 553، والنسبة المزبورة إلى جده من جهة أمه المولى أخي يوسف التوقاتي محشي صدر الشريعة.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 264.
وترجمته في خلاصة الأثر 2: 319 - 322.
مَنْصِبٌ من المناصب، ولا مَكْسَبٌ من المكاسب، ولا يَحْتقِرُ أحدًا من الأفاضل. انتهى.
* * *
2718 - الشيخ الفاضل عبد الحليم بن محمد القسطنطيني، المعروف بأخي زاده
*
فقيه، مشارك في بعض العلوم.
ولد سنة 963 هـ بـ "القسطنطينية"، ونشأ بها، وولي قضاء الجيش بـ "الروم إيلي".
وتوفي سنة 1013 هـ بـ "القسطنطينية" في 24 المحرم.
من آثاره: "رياض السادات في إثبات الكرات للأولياء حال الحياة وبعد المماة"، و"شرح الهداية" للمرغيناني في فروع الفقه الحنفي، و "تعليقة على الأشباه والنظائر" لابن نُجيم، و"حاشية على جامع الفصولين"، و"حاشية على الدرر والغرر".
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 97.
ترجمته في خلاصة الأثر 2: 322، وهدية العارفين 1: 504، وفهرست الخديوية 2: 87، وكشف الظنون 99، 855، 2037، وإيضاح المكنون 1: 601، والكشاف 63.
باب من اسمه عبد الحميد
2719 - الشيخ الفاضل عبد الحميد بن أحمد بن موسى بن عمرو بن المعافى
، اليمني، السودي *
فقيه، نحوي، شاعر.
توفي بالسودة في نيّف وخمسين وألف.
من آثاره: "شرح ملحة الإعراب"، و"شرح الهداية" للمرغيناني في فروع الفقه، "شرح الأزهار"، وله شعر.
* * *
2720 - الشيخ الفاضل عبد الحميد بن إسماعيل زائد الرحماني
* *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 99.
ترجمته في خلاصة الأثر 2: 325 - 327، وملحق البدر الطالع 112 - 114، وهدية العارفين 1:507.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 99.
ترجمته في اكتفاء القنوع 461، وفهرست الخديوية 2: 571، وإيضاح المكنون 2:571.
له "منتهى الإرادات لسالك سبيل علم الميقات".
كان حيا 1307 هـ.
* * *
2721 - الشيخ الفاضل العلامة عبد الحميد ابن أمجد علي الكُمِلائي
*
ولد في قرية "بتوكرام" من مضافات "كُتُوالي" من أعمال "كُمِلّا" من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم على المولى جمال الدين الحاجي غنجي، ثم التحق بمدرسة في "سوق جورا"، وبعد أيام التحق بالمدرسة الواقعة بـ "مغول تلي" من "كُمِلا"، قرأ فيها عند الحافظ صغير أحمد، والحافظ كبير أحمد، ثم سافر إلى "جاتجام"، والتحق بمدرسة بـ "حالي شهر" من "جاتجام"، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها عدّة سنين، وأكمل فيها الدراسة العليا، وقرأ الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية.
وبعد فاتحة الفراغ بايع في السلوك والطريقة على يد الإمام حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، ثم رجع سنة 1318 هـ إلى وطنه، وبإرشاد شيخه التهانوى أسّس مدرسة إسلامية أمام داره، وسماها المدرسة الحميدية بتوكرام، وممن نصروه في بناء المدرسة المولى عزّت علي.
توفي سنة 1382 هـ، ودفن بعد أن صلّي جنازته في مقبرة آبائه، وحضر في جنازته ألوف من العلماء والفضلاء وعوام الناس.
* * *
* راجع: مشايخ كملا 1: 22، 23.
2722 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحميد بن الحاج حسن علي النواخالوي
*
ولد في "رائ بور" من أعمال "نواخالي".
قرأ الدراسة العليا وكتب الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية في المدرسة العالية كلكته، ثم سافر إلى "الهند"، وحصَّل الإجازة في رواية الحديث من علمائها.
توفي سنة 1346 هـ.
* * *
2723 - الشيخ الفاضل العلامة الكبير مجاهد الملّة مولانا عبد الحميد بن الشيخ رستم علي المدَارْشَاهي الجاتجامي
* *
ولد سنة 1287 هـ في قرية "مَدَارْشَاه" من مضافات "هَاتْهَزَاري" من أعمال "جاتجام".
وكان الشيخ حفيظ العربي، الذي جاء للدعوة والتبليغ إلى "جاتجام" هو من أسرته، والشيخ مراد تعلّقدار من أسرة صاحب الترجمة هذا.
قرأ مبادئ العلم في المدرسة الفرقانية في قريته، ثم التحق بالمدرسة المحسنية جاتجام، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح"، وفاز في الاختبار النهائي بتقدير الامتياز.
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 211.
* * راجع: مائة من علماء بنغلاديش ص 47 - 51.
بعد الفراغ التحق بالمدرسة الفرقانية، ودرّس في المدرسة الواقعة في قريته ثلاث سنين، ثم لقي الشيخ مولانا حبيب الله، ثم بنى الجامعة الأهلية معين الإسلام هاتهازاري.
كان يعظ، ويرشد الناس، ليلا ونهارا.
من أولاده: العلامة محمد إسماعيل، والعلامة المفتي محمد يوسف، رحمهما الله تعالى.
ثم بنى في آخر عمره المدرسة الإسلامية فتحبُور، وكان يناظر ويباحث مع الفرق الباطلة، ولقّبه أهل الحق بـ "فخر الإسلام".
توفي تاسع رجب المرجّب 1338 هـ، ودفن بعد أن صلي على جنازته، وحضرها ألوف من الناس، وجم غفير من العلماء والفضلاء، وعمره ذاك إحدى وخمسين سنة، ودفن في مقبرة بجوار المدرسة، التي بناها بـ "فتحبُور" بن أعمال "هاتهزاري".
* * *
2724 - العالم الفاضل الكامل العامل عبد الحميد ابن شرف، رحمه الله تعالى
*
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: ولد رحمه الله تعالى بولاية "قسطموني"، وقرأ على علماء عصره، ثم رغب في التصوّف، وصحب مع الشيخ مصلح الدين الطويل من الطائفة النقشبندية، وبعد وفاته اختار طريق الوعظ، وعين له كلّ يوم ثلاثون درهما، وكان يعظ في مدينة "قسطنطينية"، وكانت له يد طولى في التفسير، وكان يفسّر تقريرات واضحة بليغة وعبارات فصيحة.
* راجع: الشقائق النعمانيه ص 250.
وكان يدرّس في بيته علم التفسير، واستفاد منه كثير من الناس.
وكان زاهدا، معتزلا عن الناس، فارغ الهمّ عن أشغال الدنيا، مقبلا على إصلاح نفسه، وكان طويل الصمت، كثير الفكرة، أديبا، وقورا، صاحب مهابة.
توفي رحمه الله تعالى في سنة ثمان وأربعين وتسعمائة.
* * *
2725 - الشيخ الفاضل عبد الحميد بن عبد الله بن محمد شريف الأحمد آبادي الكجراتي، أحد العلماء المعروفين بالفضل والصلاح
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بمدينة "أحمد آباد"، وولي القضاء في معسكر محمد أعظم بن عالمغير مكان والده، فاستقلّ به زمانا، وسافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، ورجع إلى "الهند"، لعلّه سنة ثمان ومائة وألف، فولي على ديوان الخراج بـ "كجرات"، فاستقلّ به مدّة طويلة.
ثم ولّاه شاه عالم بن عالمغير القضاء الأكبر في معسكره، فصار قاضي قضاة "الهند" سنة إحدى وعشرين ومائة وألف، وولي مكانه صنوه شريعة خان على ديوان الخراج بـ "كجرات"، فاستقلّ به ثلاث سنوات.
ثم أراد أن يعتزل عن القضاء، فلم يسمح له شاه عالم بذلك، فأحرق خيمه، وتزيا بزيّ الفقراء، ودخل المسجد، فجلس به، فلما رأى شاه عالم إصراره قبل استقالته، وولي مكانه شريعة خان، ومكان شريعة خان متشرّع خان بن شريعة خان نيابة عن والده، فرجع عبد الحميد إلى "كجرات"،
* راجع: نزهة الخواطر 6: 149، 150.
واعتزل بها زمانا، ثم ولّوه على مدينة "سورت"، فاستقلّ بمهمّاتها مدّة، ثم اعتزل عنها، فجعلوه قيّما على قبر الشيخ أحمد المغربي بـ "أحمد آباد"، كما في "مرآة أحمدي"، ولم أقف على سنة وفاته.
* * *
2726 - الشيخ الفاضل عبد الحميد بن عبد الله الرحبي، البغدادي
*
ففيه، أصولي.
تولى قضاء "البصرة"، وتوفي بها سنة 1247 هـ.
له من التصانيف: "الرد على الشيعة" في مجلد كبير، و"نظم تنوير الأبصار" في فروع الفقه في أربع مجلّدات، و"نظم منار الأنوار" في الأصول، و"شرح منظومة المنار".
* * *
2727 - الشيخ العالم الفقيه عبد الحميد بن عبد الحليم بن عبد الحكيم بن عبد الربّ ابن بحر العلوم عبد العلي محمد الأنصاري اللكنوي، أحد العلماء المشهورين
* *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ ببلدة "لكنو"، واشتغل أياما على صنوه عبد المجيد، ثم لازم عمّه شيخنا محمد نعيم النظامي
* راجع: معجم المؤلفين 5: 102. ترجمته في هدية العارفين 1: 506.
* * راجع: نزهة الخواطر 8: 247، 248.
اللكنوي، وتفقّه عليه، ودرّس مدّة طويلة، وصنّف، وذكر، حتى حصلت له الوجاهة العظيمة في عوام أهل البلدة، ولقّبته الدولة الإنكليزية بشمس العلماء.
ومن مصنّفاته: "الكلام القدسى في تفسير آية الكرسي"، و"الحلّ الضروري حاشية القدوري"، وله حاشية على المجلّد الثالث من "شرح الوقاية"، وهو تكملة "عمدة الرعاية" للعلامة عبد الحي اللكنوي، وله "ضمين الصرف"، ورسائل عديدة بالأردو.
مات في الخامس عشر من شوّال سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وألف.
* * *
2728 - الشيخ الفاضل عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أحمد العَبْدانِيّ، أبو القاسم المعروف بخُواهَرْزادَه ابنُ أختِ القاضي أبي الحسن على بن الحسين
(1)
الدِّهْقان
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: تفقَّه على خالِه المذكور. وسمع الحديث منه، ومن أبي محمد مَكِّيِّ بن عبد الرزّاق.
(1)
في بعض النسخ، والأنساب "الحسين"، وانظر: الجواهر 2: 2: 365، وحاشيته.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 266.
وترجمته في الأنساب 8: 348، والجواهر المضية برقم 756، ومعجم البلدان 3:603. وكانت وفاة ولده محمد الآتية ترجمته في سنة أربع وتسعين وأربعمائة، المترجم من رجال القرن الخامس.
قال السَّمْعانيِّ: كان إماما، فاضلا، عالما.
ويأتي ابنُه محمد عبد الحميد في مَحَلِّه، إن شاء الله تعالى.
* * *
2729 - الشيخ الفاضل عبد الحميد بن عبد الرحمن بن الحسين، أبو الحسين القاضي النَّيْسابورِيّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال الخطيبُ في "تاريخه": ذكر ابنُ الثَّلّاج أنَّه قدِم "بَغْداد" حاجًّا، في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. وحدَّثهم عن حَمْدُويه، وحاتم بن مَحْبوبِ، المرْوَزِيِّيْن.
* * *
2730 - الشيخ الفاضل عبد الحميد بن عبد الرحمن الكُوفِيّ، الحِمَّانِيّ وحِمَّان من تَميم
* *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 266.
وترجمته في تاريخ بغداد 11: 68، والجواهر المضية برقم 757.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 265.
وترجمته في الأنساب 175 و، والتاريخ الكبير 3:2: 45، وتقريب التهذيب 1: 269، وتهذيب التهذيب 6: 120، والجرح والتعديل 3: 2: 16، والجواهر المضية برقم 755، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 222، وذيل الجواهر المضية 2: 548، وشذرات الذهب 2: 3: وطبقات خليفة بن خياط =
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: سمِع حنيفة، رضي الله تعالى عنه، والأعمش، والثَّورِيَ.
قال عبد الحميد: سمعتُ أبا حنيفة يحْكِي عن حَمَّاد، قال: بَشَّرْتُ إبراهيم النَّخَعِيّ بمَوْتِ الحَجَّاج، فسجد.
قال حَمّاد: ما كنتُ أرى أحدًا يبكِي من الفَرَح، حتى رأيتُ إبراهيم بكَى مِن الفَرَج.
وَثَّقَه يحيى بن مَعين، ومات سنة عشرين ومائتين.
وروَى له البُخارِيّ.
وحكَى عن أبي حنيفة، قال: فَيؤُه الجِماعُ
(1)
، إلا أن يكونَ له عُذْرٌ. وحَكاه عن حَمّاد، عن إبراهيم.
* * *
2731 - الشيخ الفاضل عبد الحميد بن عبد الرحيم بن علي بن عثمان ابن إبراهيم بن مصطفى بن سليمان المارِدانِيّ ثم المصْرِيّ، المعروف بابن التُّرْكُمانِيّ، المحدِّث، حَمِيد الدين، أبو الثَّناء بن جمال الدين بن قاضى القضاة علاء الدين بن العَلامة فخر الدين
*
= (دمشق) 1: 403، وطبقات ابن سعد 6: 279، والعبر 1: 338، واللباب 1: 316، وميزان الاعتدال 2:542.
(1)
أي: فئ المولِى.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 266. =
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِدَ في شهر رمضان، سنة خمس وأربعين وسبعمائة.
وأُسْمِعَ من مَشايخ عصرِه، وطلَب الحديثَ بنفسِه، وسمع من جماعة كثيرة، وأجاز له الذَهَبِيّ وغيرُه، وكتَّب الطِّباق، ولازَم البُرْهانَ القِيراطِيَّ، وكَتَب عنه أكْثَرَ شِعْرِه.
وكان أوَّلا كثيرَ الوظائف، ثم نزَل عنها شيئا فشيئا إلى أن افْتَقَر، وساءتْ حالُه، وهو مع ذلك عزيزُ النَّفْس، لا يتردَّدُ إلى القُضاة، ولا أرْباب الدُّولِ؛ لأجْلِ دُنْياهم، وقد أحْسَنَ إليه الجلالُ البُلْقِينِيّ إحْسانا كثيرا، فما تَوَجَّه إلى بابه أصْلا، وكان يتكسَّب بالنَّسْخ، وكان خَطُّه كثيرَ السِّقَم، بغيرِ نَقْطٍ ولا شَكْلٍ، لسُرْعة يَدِه في الكتابة، وكان قد رأَس في الناس مُدَّةً، ثم انْحَطَّتْ مَرْتَبَتُه، ومات مُقِلا جدًّا، وكان شديد المحَبَّة للحديث وأهْلِه، وأضَرَّ بأخَرَةٍ، ومات في الطَّاعون، سنة تسع عشرة وثمانمائة، بـ "القاهرة". رحمه الله تعالى.
* * *
2732 - الشيخ الفاضل عبد الحميد بن عبد العزيز، أبو خازِم بالخْاء المعْجَمَة والزَّاي
*
= وترجمته في الضوء اللامع 3: 162، 163. وسماه "حمّاد"، وذكر أن شيخَه ابن حجر أوردَه في "مُعجمه" دون "إنبائه"، وقال: وذكره المقريزي في عقوده.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 267.
وترجمته في أخبار أبي حنيفة وأصحابه 159، والبداية والنهاية 11: 99، 100، وتاج التراجم 33، وتاريخ بغدد 11: 62 - 67، وتبصير المنتبه 1: 387، وتذكرة الحفاظ 2: 654، والجواهر المضية برقم 758، ودول الإسلام =
القاضي، الإمام، العالم، العامل، البَصْريُّ الأصْلِ، البَغْداديّ.
أحدث قُضاة "الدِّيار الشَّامية"، وغيرها.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: حدَّث عن محمد بن بَشَّار، وغيره.
وروَى عنه مُكَرَّم بن أحمد القاضي، وغيرهُ.
وكان ثِقَةً، ووَلِيَ القضاء بـ "الشام"، و"الكوفة"، و"الكَرْخ" من "مدينة السّلام".
رُوِيَ أنَّ عبيد الله بن سليمان خاطَبَه في بَيْع ضَيْعَةٍ ليتيم تُجاوِرُ بعضَ ضِياعِه فكتب إليه: إن رَأَى الوزيرُ -أعَزه الله- أن يجْعَلَنِي أحدَ رَجُلَيْنِ؛ إمّا
(1)
رَجُلًا صِينَ الحُكْمُ أو صِينَ الحُكْمُ عنه، والسَّلام.
وقال طلحةُ بن محمد بن جعفر: اسْتقْضَى المعْتَضِدُ بالله على "الشَّرْقِيّة" سنة ثلاث وثمانين ومائتين أبا خازم عبدَ الحميد بن عبد العزيز، وكان رجلا دَيِّنا، وَرِعًا، عالما بمَذْهب أهل "العراق"، والفرائض، الحساب، والذَّرْعِ، القِسْمَة، حسنَ العلم، بالجَبْر، والمقابَلة، وحساب الدُّور، وغامِض الوصايا والمناسَخات، قُدْوَةً في العلم بصناعة الحُكْم، ومُباشرة الخُصوم، وأحْذَقَ الناسِ بعملِ المحاضِرِ والسِّجِلات والإقرارات.
أخذ العلم عن هلال الرَّأْي بن يحيى، وكان هذا أحدَ فُقَهاء الدنيا من أهل "العراق"، وأخذ عن بكر العَمِّيّ، ومحمود الأنْصارِيّ، ثم صَحِبَ عبد
= 1: 177، وسير أعلام النبلاء 13: 539 - 541، وشذرات الذهب 2: 210، وطبقات الفقهاء للشيرازِي 141، والعبر 2: 93، 94، والفهرست 292، 293، والفوائد البهية 86، والكامل 7: 537، وكتائب أعلام الأخيار برقم 144، وكشف الظنون 1: 46، 164، 569، 2: 1541، ومرآة الجنان 2: 220، 221، والمشتبه 201، والمنتظم 6: 52 - 56.
(1)
تكملة من أخبار أبي حنيفة، وتاريخ بغداد، والجواهر.
الرحمن بن نائل بن نَجيح، ومحمد بن شُجاع، حتى كان جماعةْ يُفَضِّلونه على هؤلاء، فأما عقلُه، فلا يُعْلَمُ أحدٌ رآه، فقال: إنَّه رأى أعْقلَ منه.
وعن عبيد الله بن سليمان بن وَهْب، قال: ما رأيتُ رجلا أعْقَلَ من الموَفَّق، وأبي خازِم القاضي.
وقال أبو بَرْزَةَ الحاسب: لا أعرفُ في الدنيا أحْسَبَ من أبي خازِم.
وقال ابنُ حَبيب الذَّارعِ
(1)
: كنَّا ونحن أحْدَاثٌ مع أبي خازم، وكنَّا نُقْعِدُه
(2)
قاضيا، ونتقدَّم إليه في الخُصومات، فما مضت الأيام والليالي حتى صار قاضيا، وصِرْنا ذُرّاعَه.
وقال أبو الحسين عبدُ الواحد بن محمد الخَصِيبِيّ: وبلغ في شِدِّتِه في الحكم، أنَّ المعْتَضِدَ وَجَّه إليه بَطريفٍ المخلَدِيّ، فقال: إن عليًّا الضَّبْعِيّ
(3)
-وهو بَيِّعٌ كان للمُعْتَضِد ولغيره عليه مالٌ- قد بلغنِي أن غُرماءَه أثْبتوا عندَك مالَهم، وقد قَسَّطْتَ لهم من ماله، فاجْعَلْنا كأحِدِهم. فقال أبو خازِم: قُلْ لأمير المؤمنين، إنِّي ذاكرٌ لما قال لي وَقْتَ قَلَّدَنِي، إنَّه قد أخْرج الأمْرَ من عُنُقِه، وجَعَله في عُنُقِي، ولا يجوز لي أنْ أحْكُمَ في مالِ رجلٍ لمدَّعٍ إلا ببَيِّنةٍ. فرجع إليه طَريفٌ فأخْبَرَه، فقال: قُلْ له: فلان وفلان يَشْهدان. يعنِي لرجلين جَليلين كانا في ذلك الوقت. فقال: يشْهدان عندِي، وأسْألُ عنهما، فإن زُكِّيا قبِلْتُ شَهادتَهما، وإلا أمْضَيْتُ ما قد ثَبَتَ عندِي، فامْتَنَع أولئك من الشهادة فَزَعًا، ولم يَدْفَعْ إلى المعْتَضِدِ شيئا.
وقال كيعٌ القاضي: كنتُ أتقلَّدُ لأبي خازم وُقوفا في أيّام المعْتَضِد، منها وقوفُ الحسن بن سَهْل، فلمَّا اسْتَكْثَرَ المعْتَضِدُ من عمارة القصر المعروف
(1)
في تاريخ بغداد 11: 63 "الزارع".
(2)
في تاريخ بغداد "نتعمده".
(3)
في تاريخ بغداد 11: 63 "الضيعي".
بالحَسَنِيّ، أدْخَلَ إليه بعضَ وُقوف الحسن بن سَهْلِ، التي كانتْ فيِ يَدِي ومُجاوِرةً للقَصْر، وبلَغَتِ السَّنَةُ آخرَها، وقد جَبَيْتُ مالَها، إلا ما أخَذَه المعْتَضِدُ، فجئتُ إلى أبي خازم، فعرَّفْتُه اجْتماعَ مال السنة، واسْتأذَنْتُه في قِسْمَتِه في سَبِيله، وعلى أهل الوقف، فقال لي: فهل جبيت ما على أمير المؤمنين، فقلت له: ومن يجسر على مطالبة الخليفة، فقال: والله لا قَسَمْتَ الارتفاعَ أو تأخذَ ما عليه، والله إن لم يَزِنْ ما عليه لا وَلِيتُ له عملا. ثم قال: امْضِ إليه السَّاعَة وطالِبْه. فقلتُ: مَن يُوَصِّلُنِي؟ فقال: امْضِ إلى صافِي الحَرَمِيّ، وقُلْ له: إنَّك رسولٌ أنْفَذْتُك في مُهِمِّ، فإذا وصلتَ عَرِّفْه ما قلتُ لك. فجئتُ، فقلتُ لصافِي ذلك، فأوْصَلَنِي، وكان آخر النهار، فلما مَثُلْتُ بين يَدَي الخليفة، ظَنَّ أنّ أمْرًا عظيما قد حدثَ، وقال: هِيهِ، قُلْ كأنَّه مُتَشَوِّفٌ، فقلتُ: إنِّي ألِي لعبد الحميد قاضي أمير المؤمنين وُقوفَ الحسن بن سهل، وفيها ما قد أدْخَلَه أمير المؤمنين إلى قصْرِه، ولما جَبَيْتُ مالَ هذه السَّنة، امْتَنَع من تَفْرِيقِه إلى أن أَجْبِيَ ما على أمير المؤمنين، وأنْفَذَنِي السَّاعة قاصدا بهذا السبب، وأمَرَنِي أن أقولَ: إنِّي حَضَرْتُ في مُهِمٍّ لأَصِلَ. قال: فسكتَ ساعةً مُتَفَكِّرًا، ثم قال: أصاب عبدُ الحميد، يا صافي، هاتِ الصُّندوق. قال: فأحْضَرَ صُنْدوقا لطيفا، فقال: كم يجبُ لك؟ فقلتُ: الذي جَبَيْتُ عامَ أوَّل من ارْتفاعِ هذه الأوقاف العَقاراتِ أربعمائة دينارٍ. قال: كيف حِذْقُك بالنَّقْد والوزن؟ قلتُ: أعْرِفُهما. قال: هاتوا ميزانًا. فجاءوا بميزانٍ حسَنٍ
(1)
، عليه حِلْيَةُ ذهبٍ، وأخْرَجَ من الصُّنْدوق دنانِيرَ عَيْنا، فوزن لي منها أربعمائة دينارٍ، فوزَنْتُها بالميزان، وقبَضْتُها، وانْصرَفتُ إلى أبي خازِم بالخبر، فقال: أضِفْها إلى ما اجْتَمَع للوقف عندك، وفَرِّقْه في غَدٍ، ولا تُؤَخِّرْ ذلك، ففعلت، فكثر شكر الناس لأبي خازم بهذا السبب، وإقدامه على الخليفة بمثل ذلك، وكَثُرَ شُكْرُهم للمُعْتَضِد في إنْصافِه، رحمة الله تعالى عليهما.
(1)
في تاريخ بغداد 11: 65 زيادة "حراني".
وروَىِ الخطيبُ
(1)
، بسنَدِه إلى القاضي أبي طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نَصْر، أنَّه قال: بَلَغني أنَّ أبا خازِم القاضي جلَس في الشَّرْقِيَّة، وهو قاضيها للحُكْم، فارْتفَع إليه خَصْمان، فأجْرَى أحدُهما بحَضْرتِه ما أوْجَبَ التَّأْديبَ، فأمَر بتأْدِيبِه، فأُدِّب، فمات في الحال، فكتب إلى المعْتَضِد من المجلس: إعْلَم يا أمير المؤمنين، أطالَ الله بقاك، أنَّ خَصْمان حضرانِي، فأجْرَى أحدُهما ما أوْجَبَ عليه الأدب عندِي، فأمَرْتُ بتأدِيبه، فأُدِّب فمات، فإن رأى أمير المؤمنين، أطال الله بَقاءَك، أن يأمُر بحَمْلِ الدِّيَةِ لأحْمِلَها إلى وَرثَتِه فَعَلَ. قال فعاد الجواب إليه، بأنّا قد أمَرْنا بحمْلِ الدِّية إليك. وحملَ إليه عشرة آلاف درهم، فأحْضَرَ ورثةَ المتَوَفَّى، ودفَعها إليهم.
قلتُ: إن صحَّ هذا النَّقْلُ عن أبي خازِم، فهو رأيٌ انْفَرَد به عن أبي حنيفة، رضى الله تعالى عنه، فإنّ مذهبه أنَّ مَن عَزَّرَه الإمامُ، فدَمُه هَدْرٌ؛ لأنَّه فعَل ما فعلَ بأمْرِ الشَّرْع، وفِعْلُ المأمورِ لا يتقَيَّدُ بشَرط السّلامة، كالفَصّاد، والبَزَّاغ
(2)
. وهو قولُ مالك، وأحمد، رضى الله تعالى عنهما.
وقال الشافعِيُّ، رضى الله تعالى عنه: تجبُ الدِّيةُ في بيت المال؛ لأنَّه نَفْعٌ عَمَلُه يرْجِع إلى العامة، فيكون الغُرْمُ في مالِه.
وأجاب أئمَّتنا، رحمهم الله تعالى، بأنَّه لما اسْتَوْفَى حَقَّ الله بأمْره، صار كأنَّ الله تعالى أماتَه من غيرِ واسطَةٍ، فلا يجبُ الضَّمانُ.
وحدَّث مُكَرَّمُ بن بَكْرٍ
(3)
، وكان من فُضَلاء الرجال وعُلمائهم، قال: كنتُ في مجلس أبي خازم، فتقدَّم إليه رجلٌ شيخٌ، ومعه غلامٌ حَدَثٌ، فادَّعَى الشيخُ عليه ألفَ دينار عَيْنا دَيْنا، فقال له: ما تقول؟ فأقَرَّ، فقال
(1)
تاريخ بغداد 11: 65.
(2)
بزغ الحاجم والبيطار: شرط.
(3)
تاريخ بغداد 11: 65، 66.
للشيخِ ما تشاءُ؟ قال: حَبْسُه. فقال للغلام: قد سمِعْتَ، فهل لك أن تَنْقُدَ البعضَ، ونَسْألُه إنْظارَك؟ فقال: لا. فقال الشيخُ: إن رأى القاضي أن يَحْبِسَه. قال: فتفرَّس أبو خازم فيهما ساعةً، ثم قال: تلازَما إلى أنْ أنْظُرَ بينكما في مجلسٍ آخَرَ. قال: فقلتُ لأبي خازم، وكانت بيننا أنَسَةٌ
(1)
، لم أخَّرَ القاضي حَبْسَه؟ فقال: وَيْحكَ، إنِّي أعْرِف في الأحوال من الخُصومةِ وَجْهَ المحِقِّ من المبْطِلِ، وقد صارتْ لي بذلك دُرْبَةٌ لا تكادُ تُخْطِئُ، وقد وقَع لي أنَّ سَماحَة هذا بالإقرار هي عن بَليَّة، وأمْرٍ يَبْعُدُ عن الحقِّ، وليس في تَلازُمِهما بُطْلانٌ، ولعلَّه ينْكَشِفُ لي مِن أمْرِهما ما أكونُ معه على وثيقةٍ مما أحْكُمُ به بينهما، أما رأيْتَ قِلَّةَ تَعاصِيهما
(2)
في المناظَرة، وقِلَّةَ اختلافِهما، وسُكونَ طِباعِهما، مع عِظَمِ المالِ، وما جَرَتْ عادةُ الأحْداثِ بفَرْطِ التَّوَرُّعِ، حتّى يُقِرَّ مثلُ هذا طوعا عَجِلا بمثل هذا المال.
قال: فبَيْنا نحن كذلك نتحدَّثُ، إذ اسْتُؤْذِن على أبي خازِم لبعضِ وُجوهِ الكَرْخِ من مَياسِير التُّجَّار، فأذِنَ له، فدخَل، فسَلَّم، وسبَّب لكلامِه، فأحْسَنَ، ثم قال: قد بُلِيتُ بابْنٍ لي حَدَث يتقَايَن
(3)
، ويُتْلِفُ كلَّ ما يَظْفرُ به من مالي في القِيان عندَ فلان المقَيِّنُ، فإذا مَنَعْتُه مالي احْتالَ بحِيَلٍ تضْطَرُّني إلى الْتِزام غُرْمٍ له، وإن عَدَدْتُ ذلك طال، وأقْرَبُه أنَّه قد نصب المقَيِّنَ اليومَ يُطالِبُه بألف دينار عَيْنا دَيْنا حالّا، وبَلَغَني أنَّه تقدَّم إلى القاضي ليُقرَّ له بها، فيُحْبَسَ، وأقَعُ مع أُمِّه فيما يُنَغِض عَيْشِي، إلى أن أزِنَ ذلك عنه للمُقَيِّن، فإذا قبضه المقَيِّنُ حاسَبَه به من الجُذُورِ، ولما سمعتُ بذلك، بادَرْتُ إلى القاضي لأشْرَح له الأمرَ، فيُداوِيَه بما يَشْكُرُه الله له، فجئتُ فوَجَدْتُهما على الباب
(1)
الأنسة: ضدّ الوحشة.
(2)
في بعض النسخ "تقاضيهما".
(3)
يتقاين: يلهو مع القيان أو بهن، والقينة: الجارية المغنية.
قال: فحين سمع أبو خازم ذلك تبسَّم، وقال لي: كيف رأيتَ؟ قلتُ: بهذا ومثلِه فضَّل القاضي. وجعلتُ أدْعو له، فقال: عليَّ بالغُلام والشيخ. فأرْهَبَ أبو خازم الشيخَ، ووعَظ الغُلام، قال: فأقَرَّ الشيخُ بأنَّ الصورةَ كما بلغَ القاضيَ، وأنَّه لا شئَ له عليه
(1)
، وأخذَ الرجل بيد ابْنِه، وانْصرَفوا.
ومن شعرِ أبي خازم في مَمْلوكة له:
(2)
أذَلَّ فأكْرِم به مِنْ مُذِلِّ
…
ومِنْ شادِنٍ لِدَمِ مُسْتَحِلّ
(3)
إذا ما تعزَّرَ قابَلْتُه
…
بِذُلِّ وذلك جُهدُ المقِلّ
وأسْلَمْتُ خَدِّي له خاضِعا
…
ولولا مَلاحَتُه لم أذِلّ
وعن أبي عبد الله الصيْمَرِيّ، قال: حُكِيَ أنَّ عُبَيْدَ الله بن سليمان الوزيرَ وجَّه بأبي إسحاق الزَّجَّاج إلى أبي خازم القاضي، وأبي عمرَ محمد بن يوسف، يسألهما في رجلٍ مَحْبوسٍ بدَيْنٍ ثابتٍ عندَهما، فبدأ أبو إسحاق بأبي خازم، فجاء إليه، وقد علا النهارُ، ودخل دارَه، فلم يُمَكِّنْه البَوّابُ من الدُخولِ، وقال: لو جاء الوزير السَّاعة لم يُسْتأذَن عليه.
فانْصَرَف أبو إسحاق، وقعدَ في المسجد مُغْتاظا إلى وقت العصر، فقال: له البَوَّاب: القاضي قد جلسَ، فدخل الزَّجَّاجُ عليه، فلم يُقْبِلْ عليه أبو خازم الإقْبالَ الذي اعْتَقَده الزَجّاج،
وفأدَّى أبو إسحاق الرسالةَ، فقال أبو خازم: تقْرأ على الوزير، أعَزَّه الله، السلام، وتقولُ له: إنَّ هذا الرجلَ محبوسٌ لخَصْمِه في دَيْنِه، وليس بمَحْبوسٍ لي، فإن أراد الوزيرُ إطْلاقَه؛ فإمَّا أنْ يسْأَلَ خَصْمَه إطْلاقَه، أو يقْضِيَ دَيْنَه، فإنَّ الوزيرَ لا يُعْجِزُه ذلك.
(1)
أي من أصل ما عليه.
(2)
الأبيات في تاريخ بغداد 11: 67، والأولان في الجواهر المضية 2:368.
(3)
في الجواهر "ومن طالب لدمى".
فقال الزَّجَّاج: جئتُ إلى هنا قبلَ الظهر، فامْتَنَع البَوَّابُ من الاسْتِئْذانِ على القاضي، فجلستُ إلى الآن للدُّخول عليه. وهو يقْصِد بهذا أن يُنْكِرَ القاضي على البَوّاب، فقال: نعم، هكذا عادتي، إذا قمتُ من مجلسي، دخلتُ إلى داري، اشْتَغَلْتُ ببعْض الحوائج التى تخُصُّنِي، فإنَّ القاضي لا بُدَّ له من خَلْوَةٍ وتَوَدُّعٍ. فأغْتاظ أبو إسحاق من ذلك أكْثَر، وقال مُبَكِّتا له: كنتُ بحضْرة الوزير في بعض الأيام، فأُنِشدَ بين يَدَيه:
أذَلَّ فيا حَبَّذا مِن مُذِلّ
…
.......................
الأبيات السّابقة، فسأل عن ذلك، فقيل: إنَّها للقاضي، أعَزَّه الله تعالى. فقال: أبو خازم: نعم، هذه أبياتٌ قُلْتُها في والدة هذا الصَبِيّ -لغلام قاعد بين يَدَيْه، في يَدِه كتابٌ من الفقه، يقرأ عليه، وهو ابنُه- فإنِّي كنتُ ضعيفَ الحال أوَّل ما عَرَفْتُها، وكنتُ مائلا إليها، ولم يُمْكِنْ إرْضاؤُها بالمالِ، فكنتُ أطَيِّبُ قَلْبَها بالبيت والبَيْتَين.
فقام أبو إسحاق، ومضى إلى أبي عمرَ، فاسْتقْبَله حُجَّابُه من باب الدار، وأدْخلوه إلى الدار، فاسْتَقْبَله القاضي من مجلسه خُطُواتٍ، وأكْرَمَه كما يُكْرَمُ مَن يكون خَصيصا بوزيرٍ، فأدَّي إليه رسالة الوزير، فقال: السَّمْع والطاعةُ، أنا أسألُ صاحبَ الحقِّ حتى يُفْرِجَ عنه، فإن فعل وإلا أدَّيْتُ الدين من مالي، إجابة لمسألة الوزير.
فأنْصرف أبو إسحاق، فأخْبَرَ الوزيرَ، فقال الوزيرُ: أيُّ الرَجُلين أفضلُ عندك يا أبا إسحاق؟ فقال: أبو عمر، في عقلِه، وسَدادِه، وحُسْنِ عِشْرتِه، ومَعْرِفته بحُقوق الوزير. يُغْرِيه بأبي خازم، فقال الوزير: دَعْ هذا عنك، أبو خازم دينٌ كلُّه، وأبو عمر عقْلٌ كلُّه.
ومن تَصانيف أبي خازم: "كتاب المحاضِر والسِّجِلّات"، و"كتاب أدب القاضي"، و"كتاب الفرائض".
وكانتْ وفاتُه، رحمه الله تعالى، في جمادَى الأولى، سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية": أرّخ القارئ وفاته سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وقال: وتفقّه عليه الطحاوي، ولقية أبو الحسن الكرخي، وحضر مجلسه، وله "كتاب المحاضر والسجلات"، و"كتاب أدب القاضي"، و"كتاب الفرائض". انتهى. ثم ذكر بعض أخباره في القضاء، وتشدّده على الأمراء، وذكر أيضا أن كنيته أبو خازم بالخاء المعجمة، وكذا أرّخ ابن الأثير في "الكامل" وفاته، وقال: كان موته بـ "بغداد"، وكان من أفاضل القضاة، وذكر ابن الأثير في "جامع الأصول" في ترجمة الطحاوي أن كنيته عبد الحميد أبو حازم بالحاء المهملة والزاي، والله أعلم. وفي "غاية البيان" كان قاضيا حنفيا، أصله من "البصرة"، وسكن "بغداد"، وكان ثقة، ورعا، عالما بفنون الحساب والفرائض، حاذقا في عمل المحاضر والسجلات. وقد كان أخذ العلم عن هلال بن يحيى البصري، وولي القضاء بـ "الكوفة" وغيرها. وتوفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين ومائتين. انتهى ملخّصا.
* * *
2733 - الشيخ الفاضل عبد الحميد بن عبد الكريم بن عبد الحميد بن على بن أبي الفتح بن إسماعيل، أبو شُكْر، ويُقالُ: أبو زُرْعة
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ذكره أبو القاسم الرَّافِعِيّ في "تاريخ قَزْوِين"، وقال: كان أحَدَ فُقَهاء أصْحاب الرَّأيِ المعْتَبَرين فيما بينهم، يَعِظُ، ويُناظِرُ، ويَرْجِعُ أصْحابُه إلى قوْلِه في البلد.
وكان إليه إمامة مَسْجدِهم الجامع.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 272.
وسمع الحديث من الأستاذ الشافعِيِّ بنِ داودَ المقْرِي، سنة إحْدى وخمسين
(1)
.
وله عَقِبٌ من أهل الفقه والمعرفة، انتهى.
ولم يذكُرْه صاحبُ "الجواهر".
* * *
2734 - الشيخ الفاضل مولانا المفتى عبد الحميد بن محمد علي خان السِّنتَابُوْرِي
*
ولد سنة 1337 هـ في قرية "سبدلبُور" من مضافات "بسوان" من أعمال "سِيْتَابور" من أرض "الهند".
قرأ العلوم العصرية عدّة سنين في إسْكُول، ثم قرأ العلوم الدينية في عدّة مدارس، من "رامبُور"، و"تونك" و"دهلي"، ثم التحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها أربع سنين. من أساتذته: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إعزاز على الأمروهوي، والعلامة إبراهيم البلياوي.
وبعد قراءة الصحاح الستّة التحق بقسم التفسير فيها، وقرأ فيها سنة.
وبعد إتمام الدراسة التحق مدرّسا بمدرسة في "فيصل آباد" من "باكستان"، ودرّس فيها عدّة سنين، ثم التحق مدرّسا بالجامعة الرشيدية ساهيوال، ودرّس فيها عدّة سنين، ثم اتّصل بالجامعة المدنية بـ "لاهور" سنة 1382 هـ، وعيّن عميد التعليم لها، ثم عيّن مفتيا لها، وبعد وفاة السيّد حامد ميان عيّن شيخ الحديث لها.
(1)
لعلها: وخمسمائة، فإن الرافعي توفي سنة ثلاث وعشرين وستمائة.
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت بنجاب 1: 240 - 251.
توفي سنه 1425 هـ.
* * *
2735 - الشيخ الفاضل عبد الحميد بن عمر نعيمي بن أحمد بن محمد سعيد، الخربوتي، الرومي
*
ولد سنة 1245 هـ.
عالم، أديب، مشارك في أنواع من العلوم.
درس، وتوفي في صفر سنة 1320 هـ.
من تصانيفه: "السمط العبقري في شرح العقد الجوهري"، و"صفوة أفكار العلماء" في إثبات علم نبينا بالأسماء، و"نسائج الأبكار في حاشية نتائج الأفكار"، و"تخميس قصيدة المنفرجة"، و"الحل المكمل على الحواشي السيالكوتية على المطوّل".
* * *
2736 - الشيخ الفاضل عبد الحميد بن غفران الرامبوري، أحد العلماء الصالحين
* *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 103.
ترجمته في هدية العارفين 1: 507، وإيضاح المكنون 1: 180، 189، 373، 389، 418، 2: 68، 107، 214، 550، 635، 644، 651.
* * راجع: نزهة الخواطر 8: 248.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "رامبور"، وقرأ العلم على صنوه محمد عمران، وعلى مولانا إرشاد حسين الحنفي الرامبوري، ثم تصدّر للتدريس.
* * *
2737 - الشيخ الفاضل عبد الحميد بن القاضي غلام محمد، رحمه الله تعالى
*
ولد سنة 1353 هـ في قرية "وَرْوَال" من مضافات "جكوال" من أرض "باكستان".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم حفظ القرآن العظيم على مولانا سلطان محمود، ومولانا عبد الله، رحمهما الله تعالى، وقرأ "كلستان"، و"بوستان" على مولانا غلام محي الدين، ثم ارتحل إلى "شيخْبُوره"، وقرأ فيها سائر الكتب الدراسية.
من كبار أساتذته: مولانا المفتي شفيع السرغودهوي، ومولانا سيّد أحمد شاه البخاري الأجنالوي.
توفي يوم الجمعة 10 شوّال المعظّم سنة 1424 هـ.
* * *
2738 - الشيخ الفاضل عبد الحميد بن قره ملا العينتابي، النقشبندي
* *
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 227 - 234.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 104. وترجمته في هدية العارفين 1: 507.
صوفي.
له "آداب الذاكرين ونجاة السالكين".
توفي سنه 1277 هـ.
* * *
2739 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحميد بن المنشئ واحد علي الداكوي
*
ولد سنة 1310 هـ في "نَرْسِنْدي" من أعمال "داكا".
قرأ مبادئ العلم في المدرسة دُيْ آني، ثم التحق بالمدرسة العالية كلكته، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها ستّ سنين، وقرأ في هذه المدّة المديدة كتب الفنون العالية، وكتب الصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية.
من أساتذته فيها: العلامة أنور شاه الكشميري، وشيخ الإسلام شبير أحمد العثماني، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة إعزاز علي الأمروهوي، وأستاذ العلماء العلامة رسول خان، رحمهم الله تعالى.
وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، والتحق بقاسم العلوم مولوي بازار داكا، ودرّس فيها ثلاث سنين، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية نَوْغَا من أعمال "مومنشاهي"، ودرّس فيها أربع سنين، ثم التحق بالمدرسة الحمّادية داكا، ودرّس فيها عدّة سنين، ثم التحق بالمدرسة الشريعتية بـ "فريدبور"، وعيّن صدر المدرّسين لها، ثم التحق بالمدرسة الإسلامة داكا، كان يدرّس فيها كتب الحديث والفقه والتفسير.
* * *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 241.
2740 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحميد بن القارئ ياسين الكُمِلائي
*
ولد 1347 هـ في "خِيْرِيهَرْ" من مضافات "حاجِيْغَنْج" من أعمال "كُمِلا".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، والصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية.
من أساتذته فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إعزاز علي الأمروهوي، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة فخر الحسن، رحمهم الله تعالى.
وبعد إتمام الدراسة سنة 1374 هـ سافر إلى "كَرَاتِشِي"، والتحق بدار العلوم فيها، ودرّس فيها سنة واحدة، ثم التحق بمدرسة خادم الإسلام غَوْهَرْدَانْغَا، وعيّن صدر المدرّسين لها.
* * *
2741 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحميد الفنيوي، رحمه الله تعالى
* *
ولد في قرية "دَلِيَا" من أعمال "فيني" من أرض "بنغلاديش".
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 241.
* * راجع: مشايخ فيني 141 - 142.
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم قرأ في عدّة مدارس، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها عدّة سنين، وقرأ الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية فيها، وتخرّج على العلامة يعقوب النانوتوي، ثم رجع إلى وطنه الأليف، وبنى مساجد، ومكاتب في مختلف البقاع.
توفي سنة 1400 هـ، ودفن في مقبرة آبائه.
* * *
2742 - الشيخ الفاضل عبد الحميد اللاهوري، أحد العلماء المبرّزين في التاريخ والإنشاء والشعر
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بمدينة "لاهور"، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم تفنّن بالفضائل على أبى الفضل بن المبارك الناكوري، وصحب الملوك والأمراء مدّة مديدة، ثم لازم الترك والتجريد، واعتزل بمدينة "عظيم آباد"، واستقام على الطريقة زمانا.
ثم استقدمه شاهجهان بن جهانغير التيمورى صاحب "الهند"، وأمره أن يصنّف كتابا في سيرته، فصنّف كتابا حافلا في أيامه، وسمّاه "بادشاه نامه"، وهو مشهور بـ "شاهجهان نامه" أيضا.
توفي سنة خمس وستين وألف.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 5: 231.
باب من اسمه عبد الحنان
2743 - الشيخ الفاضل المحدّث الكبير عبد الحنّان الكيمبلبُوري، رحمه الله تعالى
*
كان من تلامذة المحدّث الكبير خليل أحمد السهارنبوري المهاجر المدني، والإمام أنور شاه الكشميري، والمحدّث الكبير محمد زكريا الكاندهلوي، والعلامة قطب الدين، تلميذ الإمام عبد الحي اللكنوي.
ومن تلامذته: المحدّث الكبير مولانا عبد الحق شيخ "أكوره ختك"، والعلامة غلام الله خان، والعلامة عبد القدير الكيمبلبُوري.
بعد الفراغ بنى مدرسة، وسماها جامع الحنفية الأنوارية، ودرّس فيها مدّة مديدة، ثم هاجر إلى "المدينة الطيّبة"، وأقام قرب "جبل أحد"، وتوفي فيها 6 جمادى الثانية 1406، ودفن فيها.
* * *
2744 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحنان الهزاروي، رحمه الله تعالى
* *
من تلامذة العلامة أنور شاه الكشميري، المتوفى سنة 1353 هـ، وتخرّج عليه، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: مقالات يوسفي 1: 290 - 291، وبينات، رمضان 1406.
* * راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 257.
باب من اسمه عبد الحي
2745 - الشيخ الفاضل عبد الحي بن أبي بكر البعلي، الدمشقي، المعروف بطرز الريحان
*
أديب، شاعر.
أصله من "بعلبك"، وولد سنة 1034 هـ، وتوفي بـ "دمشق" سنة 1099 هـ.
من آثاره: "ديوان شعر"، و"الدرة الخطيرة في مهم السيرة".
* * *
2746 - الشيخ العالم الصالح عبد الحي بن خواجه جاكر الحصاري، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح
* *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان أصله من "حصار شادمان"، قرية -من أعمال "أصفهان"-، قدم "الهند"، وأخذ الطريقة عن
* راجع: معجم المؤلفين 5: 107.
وخلاصة الأثر 2: 328 - 340، وهدية العارفين 1: 508، 509، وفهرس دار الكتب المصرية 3: 138، وإيضاح المكنون 1:515.
* * راجع: نزهة الخواطر 5: 232.
الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجدّدية، وصحبه مدّة من الزمان.
وكان عالما كبيرا، صاحب المقامات العالية، لم يكن له نظير في زمانه في التقوى، والتورّع، والاستقامة على الطريقة، سكن في آخر عمره بمدينة "بتنة".
له "نور الخلائق" مجمع لطيف، جمع فيه مكاتيب شيخه زهاء تسع وتسعين، وهو المجلّد الثاني من مكتوبات الشيخ أحمد المذكور، جمعه سنة ثمان وعشرين وألف.
توفي سنة سبعين وألف، كما في "خزينة الأصفياء".
* * *
2747 - الشيخ الفاضل عبد الحي بن الجلال بن الفضل الدهلوي
*
أحد الأفاضل المشهورين في عصره.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "دهلي"، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ولازم أباه، وأخذ عنه.
وكان فاضلا كريما، حسن الأخلاق، كثير التواضع، عميم الإحسان، مجيد الشعر.
مات سنة تسع وخمسين وتسعمائة.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 4: 152.
2748 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحي بن مولانا محمد عبد الله بن مولانا محمد مسلم البهلوي
*
من علماء الفحول، ومن أكابر العلماء النقشبنية.
ولد في قرية "بهلي" من مضافات "شجاع آباد" من أرض "باكستان".
قرأ مبادئ العلم، وكتب الدرجة الابتدائية إلى "كافية ابن الحاجب" على أبيه، وقرأ "شرح الجامي"، و"نور الأنوار"، و"مشكاة المصابيح" على العلامة غلام رسول، وقرأ كتب الصحاح الستّة سنة 1415 هـ على حافظ الحديث العلامة عبد الله الدرْخَواسْتي، رحمهما الله تعالى.
وبعد الفراغ التحق مدرّسا بأشرف العلوم شُجاع آباد، ثم بنى مدرسة على شارع "ملتان"، وسماها بالجامعة البهلوية، واشتغل بالتعليم والتدريس فيها، وبايع في الطريقة على يد أبيه، وبعد مدّة أجازه للإرشاد، والإصلاح، التلقين.
سافر للحجّ إلى بيت الله الحرام سنة 1398 هـ، فحجّ، وزار المدينة المنوّرة، ولقى فيها شيخ الحديث العلامة محمد زكريا الكاندهلوي، صاحب "أوجز المسالك في شرح موطأ الإمام مالك"، فبايع على يده مرّة ثانية، وحصلت له الإجازة منه.
توفي سنة 1420 هـ، وصلّي يوم الجمعة على جنازته في "شجاع آباد"، وشارك فيها ألوف من الناس، ودفن في مقبرة بجوار الجامعة البهلوية.
* * *
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 252 - 256.
2749 - الشيخ العالم الكبير العلامة عبد الحي بن عبد الحليم بن أمين الله ابن محمد أكبر بن أبي الرحم بن محمد يعقوب بن عبد العزيز بن محمد سعيد بن الشيخ الشهيد قطب الدين الأنصاري، السهالوي، اللكنوي
*
العالم الفاضل النحرير أفضل من بثّ العلوم، فأروى كلّ ظمآن.
ذكره الشيخ عبد الحي الحسني في كتابه "نزهة الخواطر"، فقال: ولد في سنة أربع وستين ومائتين وألف ببلدة "باندا".
وحفظ القرآن، واشتغل بالعلم على والده، وقرأ عليه الكتب الدراسيّة، معقولا ومنقولا، ثم قرأ بعض كتب الهيئة على خال أبيه المفتي نعمة الله بن نور الله اللكنوى، وفرغ من التحصيل في السابع عشر من سنّه، ولازم الدرس والإفادة ببلدة "حيدر آباد" مدّة من الزمان، ووفّقه الله سبحانه وتعالى للحجّ والزيارة مرّتين: مرّة في سنة تسع وسبعين مع والده، ومرّة في سنة ثلاث وتسعين بعد وفاته.
وحصلت له الإجازة عن السيّد أحمد بن زيني دحلان الشافعي، والمفتي محمد بن عبد الله بن حميد الحنبلى بـ "مكّة المباركة"، وعن الشيخ محمد بن محمد الغربي الشافعي، والشيخ عبد الغني بن أبي سعيد العمري الحنفي
* راجع: نزهة الخواطر 8: 250 - 256، والفوائد البهية 25 - 30.
قال شيخنا الدكتور عبد الحليم الجشتي: قد ألّف الشيخ أبو حامد محمد عبد المجيد كتابا مستقلا في حياة العلامة عبد الحي اللكنوي رحمه الله تعالى، وحياة أبيه بالأردية، وسماه بروضة النعيم في خوارق عبد الحليم، وقد طبع بالمطبعة المينائية بلكنو الهند، سنة 1305 هـ.
الدهلوي بـ "المدينةْ المنوّرة"، ثم إنه أخذ الرخصة من الولاة بـ "حيدر آباد"، وقنع بمائتين وخمسين ربية بدون شرط الخدمة، وقدم بلدته "لكنو"، فأقام بها مدّة عمره، درّس، وأفاد، وصنّف، وذكر.
وإني حضرت كجلسه غير مرّة، فألفيته صبيح الوجه، أسود العينين، نافذ اللحظ، خفيف العارضين، مسترسل الشعر، ذكيا، فطنا، حادّ الذهن، عفيف النفس، ورقيق الجانب، خطيبا مصقعا، متبحّرا في العلوم، معقولا ومنقولا، مطلعا على دقائق الشرع وغوامضه، تبحّر في العلوم، وتحرّى في نقل الأحكام، وحرّر المسائل، وانفرد في "الهند" بعلم الفتوى، فسارت بذكره الركبان، بحيث أن علماء كلّ إقليم يشيرون إلى جلالته.
وله في الأصول والفروع قوة كاملة، وقدرة شاملة، وفضيلة تامة، وإحاطة عامة، وفي حسن التعليم صناعة، لا يقدر عليها غيره، وكان إذا اجتمع بأهل العلم، وجرت المباحثة في فنّ من فنون العلم، لا يتكلّم قطّ، بل ينظر إليهم ساكتا، فيرجعون إليه، بعد ذلك، فيتكلّم بكلام يقبله الجميع، ويقنعه كلّ سامع، وكان هذا دأبه على مرور الأيام، لا يعتريه الطيش، والحفة في شيء، كائنا ما كان.
والحاصل أنه كان من عجائب الزمن، ومن محاسن "الهند"، وكان الثناء عليه كلمة إجماع، والاعتراف بفضله ليس فيه نزاع.
وكان على مذهب أبي حنيفة في الفروع والأصول، ولكنه كان غير متعصّب في المذهب، يتتبّع الدليل، ويترك التقليد إذا وجد في مسألة نصّا صريحا، مخالفا للمذهب.
قال في كتابه "النافع الكبير" ومن منحه (أي منح الله سبحانه): أني رزقت التوجّه إلى فنّ الحديث، وفقه الحديث، ولا أعتمد على مسألة ما لم يوجد أصلها من حديث أو آية، وما كان خلاف الحديث الصحيح الصريح أتركه، وأظنّ المجتهد فيه معذورا، بل مأجورا، ولكني لست ممن
يشوّش العوام، الذين هم كالأنعام، بل أتكلّم الناس على قدر عقولهم، انتهي.
وقال بعيد ذلك: ومن منحه: أنه جعلني سالكا بين الإفراط والتفريط، لا تأتي مسألة معركة الآراء بين يديَّ، إلا ألهمت الطريق الوسط فيها، ولست ممن يختار التقليد البحت، بحيث لا يترك قول الفقهاء، وإن خالفته الأدلة الشرعية، ولا ممن يطعن عليهم، ويهجر الفقه بالكلّية. انتهي.
وقال في "الفوائد البهية" في ترجمة عصام بن يوسف: ويعلم أيضا أن الحنفيّ لو ترك في مسألة مذهب إمامه بقوة دليل خلافا لا يخرج به عن ربقة التقليد، بل هو عين التقليد في صورة ترك التقليد، ألا ترى أن عصام بن يوسف ترك مذهب أبي حنيفة في عدم الرفع، ومع ذلك هو معدود في الحنفية، ويؤيّده ما حكاه أصحاب الفتاوى المعتمدة من أصحابنا من تقليد أبي يوسف يوما الشافعي في طهارة القلّتين، وإلى الله المشتكى من جهلة زماننا، حيث يطعنون على من ترك تقليد إمامه في مسألة واحدة لقوّة دليلها، ويخرجونه عن مقلّديه، ولا عجب منهم، فأنهم من العوامّ، إنما العجب ممن يتشبّه بالعلماء، ويمشي مشيَهم، كالأنعام. انتهى.
وكان مع تقدّمه في علم الأثر وبصيرته في الفقه له بسطة كثيرة في علم النسب والأخبار وفنون الحكمية، وكان ذا عناية تامة بالمناظرة، ينبّه كثيرا في مصنّفاته على أغلاط العلماء، ولذلك وجرت بينه وبين العلامة عبد الحق بن فضل حق الخير آبادي مباحثات في تعليقات حاشية الشيخ غلام يحيى على "مير زاهد رساله"، وكان الشيخ عبد الحق يأنف من مناظرته، ويريد أن لا يذاع ردّه عليه، وكذلك جرت بينه وبين السيّد صدّيق حسن الحسيني القَنُّوجى فيما ضبط السيّد في "إتحاف النبلاء" وغيره من "وفيات الأعلام"، نقلا عن "كشف الظنون" وغيره، وانجرتْ إلى ما تأباه الفطرة السليمة، ومع ذلك لما توفي الشيخ عبد الحي المترجم له تأسّف
بموته تأسّفا شديدا، وما أكل الطعام في تلك الليلة، وصلّى عليه صلاة الغيبة، نظرا إلى سعة اطلاعه في العلوم والمسائل، وكذلك جرتْ بينه وبين العلامة محمد بشير السهسواني في مسألة شدّ الرحال لزيارة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن مصنّفاته: في علم الصرف "التبيان شرح الميزان"، و "تكملة الميزان"، و"شرحه"، و"امتحان الطلبة في الصيغ المشكلة"، ورسالة أخرى، سماها "جار كل"، وفي النحو "خير الكلام في تصحيح كلام الملوك ملوك الكلام"، و "إزالة الجمد عن إعراب أكمل الحمد"، وفي المناظرة "الهدية المختارية شرح الرسالة العضدية".
وفي المنطق والحكمة "هداية الورى إلى سواء الهدى"، و"مصباح الدجى في لواء الهدى"، و"علم الهدى" كلّها حواش على "حاشية غلام يحيى على مير زاهد رساله"، و"التعليق العجيب بحلّ حاشية الجلال على التهذيب"، و"حل المغلق في بحث المجهول المطلق"، و"الكلام المتين في تحرير البراهين"، و"ميسّر العسير في بحث المثناة بالتكرير"، و"الإفادة الخطيرة في بحث سبع عرض شعيرة"، و"دفع الكلال عن طلاب تعليقات الكمال"، و"المعارف لما في حواشي شرح الموافق"، و"تعليق الحمائل على حواشي الزاهدية على شرح الهياكل"، و"حاشية بديع الميزان"، ولم تتمّ هذه الأربعة، و"الكلام الوهبي المتعلّق بالقطبي"، و"تكملة حاشية النفيسي" لوالده.
وفي النسب والأخبار: "حسرة العالم لوفاة مرجع العالم"، و"الفوئد البهيّة في تراجم الحنفية"، و"التعليقاب السنيّة على الفوائد البهيّة"، و"مقدمة الهداية"، وذيله المسمّى بـ "مذيلة الدراية"، و"النافع الكبير لمن يطالع الجامع الصغير"، و"مقدمة السعاية"، و"مقدمة التعليق الممجد"، و"مقدمة عمدة الرعاية" و "إبراز الغيّ الواقع في شفاء العيّ"، و "تذكرة الراشد في ردّ تبصرة الناقد"، و"خير العمل بذكر تراجم علماء فرنكي محل"، لم تتمّ، و"النصيب الأوفر في
تراجم علماء المائة الثالثة عشر" لم تتم، ورسالة أخرى في تراجم السابقين من علماء الهند، لم تتمّ.
وفي الفقه والحديث: "السعاية في كشف ما في شرح الوقاية"، لم تتمّ، و"عمدة الرعاية حاشية شرح الوقاية"، و"التعليق الممجّد على موطّأ محمّد"، و"جمع الغرر في الردّ على نثر الدرر"، و"القول الأشرف في الفتح عن المصحف"، و"القول المنشور في هلال خير الشهور"، وتعليقه "القول المنثور"، و"زجر أرباب الربان عن شرب الدخان"، و"ترويح الجنان بتشريح حكم شرب الدخان"، و"الإنصاف في حكم الاعتكاف"، و"الإفصاح عن حكم شهادة المرأة في الإرضاع"، و"تحفة الطلبة في مسح الرقبة"، وتعليقه "تحفة الكملة"، و"سباحة الفكر في الجهر بالذكر"، و"إحكام القنطرة في أحكام البسملة"، و"غاية المقال فيما يتعلّق بالنعال"، وتعليقه "ظفر الأنفال"، و"الهسْهَسَة بنقض الوضوء بالقَهْقَهَة"، و"خير الخبر بأذان خير البشر"، و"رفع الستر عن كيفية إدخال الميت وتوجيهه في القبر"، و"قوت المغتذين بفتح المقتدين"، و"إفادة الخير في الاستياك بسواك الغير"، و"التحقيق العجيب في التثويب"، و"الكلام الجليل فيما يتعلّق بالمنديل"، و"تحفة الأخيار في إحياء سنّة سيّد الأبرار"، و "تعليقه نخبة الأنظار"، و "إقامة الحجّة على أن الإكثار في التعبّد ليس ببدعة"، و"تحفة النبلاء فيما يتعلّق بجماعة النساء"، و"زجر الناس على إنكار أثر ابن عباس"، و"الفلك الدوّار فيما يتعلّق برؤية الهلال بالنهار"، و"الفلك المشحون في انتفاع الراهن والمرتهن بالمرهون"، و"الأجوبة الكاملة للأسئلة العشرة الكاملة"، و"ظفر الأماني بشرح المختصر المنسوب إلى الجرجاني"، و"إمام الكلام فيما يتعلّق بالقراة خلف الإمام"، وتعليقه "الفوائد العظام"، و "تدوير الفلك في حصول الجماعة بالجن والملك"، و"نزهة الفكر في سبحة الذكر"، وتعليقه "النفحة"، و"القول الجازم في سقوط الحد بنكاح المحارم"، و"آكام النفائس في أداء الأذكار بلسان الفارس"، و"تحفة الثقات في تفاضل
اللغات"، لم تتم، و"ردع الإخوان عما أحدثوه في آخر جمعة رمضان"، و"زجر الشبّان والشيبة عن ارتكاب الغيبة"، و"الآثار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة"، و"تبصرة البصائر في معرفة الأواخر" لم تتم، وجمع المواعظ الحسنة لخطب شهور السنة"، و"الآيات البينات على وجود الأنبياء في الطبقات"، و"دافع الوسواس في أثر ابن عباس"، و"السعي المشكور في ردّ المذهب المأثور"، و"الكلام المبرور في رد القول المنصور"، و"الكلام المبرم في رد القول المحكم"، و"نفع المفتي والسائل لجمع متفرّقات المسائل"، و "مجموعة الفتاوى" في ثلاثة مجلّدات.
وكانت وفاته لليلة بقيتْ من ربيع الأول سنة أربع وثلاثمائة وألف، وله من العمر تسع وثلاثون سنة، ودفن بمقبرة أسلافه، وكنت حاضرا في ذلك المشهد، وكان ذلك اليوم من أنحس الأيام، اجتمع الناس في المدفن من كلّ طائفة وفرقة أكثر من أن يحصر، وفد صلّوا عليه ثلاث مرّات.
قال الأسي الآسي محمد عبد العلي المدارسي، تجاوز عن ذنبه ربّ الأناسي: أنشدت تاريخات لعام وفاته من حال حياته ومماته، أولها مرثية، وهي هذه:
أي عيش هنا وعيش أيش
…
إنما العيش عيشة الجنات
فاتركوا كل ما به شر
…
بل خذوا جلّ ما به خيرات
أي حي حياته أبد
…
أي نفس مماتها لم يات
نبّهوا النفس أيّها الخلان
…
بخُفَات النفوس والنسَمَات
وهو هذا الحديث موزونا
…
أكثروا ذكر هاذم اللذّات
فاعلموا أنكم من الموتى
…
نفيكم قطّ ليس بالإثبات
إن أنفاسكم مصيّرة
…
إنها بالعداد معدودات
كل يوم تمرّ أعمار
…
من مرور الشهور والسنهات
أيها الغافلون قد نمتم
…
أيقظوا نفسكم من الغفلات
وا ثبوراه ثم يا أسفاه
…
أوْهِ قال الإناس والجنات
لم يؤخّره موته أجلا
…
لم يزد ساعة من الساعات
يومه كان ليلة ليلا
…
ليله كان ظلمةَ الحسرات
سبّحت نفسُه بيا الله
…
هيهلتْ عند شدة الدورات
الذي جاء موته فجأ
…
فبدأ أنه شهيدا مات
كم من آت يجيئ في المحيا
…
كان يوم الممات كم من آت
كم من ألف عليه قد صلّوا
…
مرّة بعد مرّة مرّات
لهف الناسُ كلّهم لهفا
…
وجرت من عيونهم عبرات
أيّ مَنْ مثله قد أعطاهم
…
كلّ وقت من الضروريات
فلذا كان لدنَه يأتي
…
كلّ مَنْ في البلاد والقريات
إن للجاهلين نازلة
…
إن أهل العلوم في العاهات
أين من يختم الفتوى
…
أيّ مَن كان يدفع الشبهات
أين من في العلوم مجتهد
…
أيّ مَن في الفنون ذو الملكات
أيّ شخص كمثله حيّ
…
أيّ حيّ كمثله قد مات
أين من كان مثله علما
…
صاحب البيّنات والآيات
أين علامة يعلّمنا من
…
جواب السؤال في الخدشات
أيّ من جاء مثله بالخير
…
كان يعطي بخفية صدقات
فاح مسك الختام في فيه
…
لاح بدر الجمال في الوجنات
مكرَم من مكارم الأخلاق
…
محسن من محاسن الكلمات
أوتي الفضل والتقى طرا
…
ذلك فضل الإله من نعمات
علم فحواه غاية التحقيق
…
فهم معناه غاية الغايات
فاهتدى الخلق من هدايته
…
واستنارت بنوره الظلمات
صدره شرح متن علم الدين
…
فيه ضاءت أشعّة اللَّمعات
كان بالعلم شغله أبدا
…
لم يُضِع وقته من الأوقات
أيّ من مثل ذلك العلام
…
بعلوم الرجال والطبقات
من أتى بالجحود نعمته
…
فهو من منكري البدهيّات
فهو ثاني المعلّم الأول
…
واحتوى طبعه طبيعيات
كيف أوصاف علمه تحصى
…
هذه جملة من الجملات
لم ترى العين شبهَه عينا
…
في إقام الأجور والطاعات
إن خير الأمور أوسطها
…
ذلك وسط الطريق في الحسنات
طبعه بالجلاء كالبيضا
…
قلبه بالصفاء كالمرآت
إنه نعمة من النَّعما
…
إنه آية من الآيات
ما رأينا كمثله أحدا
…
دفع الشكّ باليقينيات
ناصر الشرع مقتدى الإسلام
…
ناصر الدين جميع الأشتات
خرستْ عن بيانه لسن
…
عجزت عن مديحه أثبات
رضى الله عنه إيمانا
…
قال أيضا له من الدعوات
ربّ أدخله جنةَ المأوى
…
خالدا في القصور والغرفات
موته كان ثلمة في الدين
…
إنه قال شافع لعصات
* * *
2750 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحي بن الحكيم الحاج عبد الغفور الجامبُوري
*
ولد خامس رمضان المبارك سنة 1319 هـ في موضع من "ديره غازي خان"، ونشأ.
قرأ مبادئ العلم في داره، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وأتم الدراسة العليا فيها سنة 1360 هـ.
* راجع: أكابر علماء ديوبند لمولانا أكبر شاه البخاري ص 510.
من أساتذته: شيخ الإسلام شبير أحمد العثماني، العلامة إبراهيم البلياوي، والمفتي محمد شفيع، والشيخ القاري محمد طيّب القاسمي، رحمهم الله تعالى.
وبعد الفراغ رجع إلى وطنه الأليف، والتحق مدرّسا بالمدرسة الإسلامية بـ "ديره غازي خان"، ثم التحق بمدرسة معين الإسلام بـ "ملتان"، ودرّس فيها خمس سنين، ثم التحق بالمدرسة المحمودية بـ "جوتيجرني" من مضافات "ديره غازي خان"، ودرّس فيها ستّ سنين، ودرس أكثر الكتب الدراسية مدة حياته. بايع في السلوك على يد السّيد حسين أحمد المدني، وحصل طريق المناظرة من العلامة عبد الشكور اللكنوي، وصنّف عدّة كتب.
* * *
2751 - الشيخ الفاضل عبد الحيِّ بن عبد الكريم بن علي بن المؤَيَّد، وهو ابنُ أخي خوجا جلَبِي
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ذكره العَلامة بدرُ الدين الغَزِّيّ في "رحلته" إلى الدِّيار الرُّوميَّة، وقال في حَقِّه: الشيخُ الإمامُ العلامة، والقُدْوة العُمْدة الفَهّامة، فَرْعُ الحسب الصميم، ومَنْبَعُ الأصلِ الكريم، وطَبْع الفضل العميم، وطَوْعُ الخُلُق العظيم، قُدْوةُ الأئمة، وواحدُ أساتِيذ الأُمَّة، قاضي القُضاة، وإمام الفقهاء والنُّحاة، رَوْضُ العلم الوارِفُ الظِّلال والفَي، والوافِرُ الرَّيْعِ والرِّيِّ، قاضي "أماسِيَة" وما معها.
ثم قال: اجْتَمَع بى وبوالدِي بـ "الشام"، عند قُدومه إليها قاصدا بيتَ الله الحرامَ، فصار بيننا وبينه صُحْبةٌ ومَوَدةٌ ومحبَّةٌ. انتهى.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 273.
وترجمته في الشقائق النعمانية 2: 129، 130.
وذكره في "الشَّقائق"، وأثْنَى عليه، وقال في حقِّه: كان كريم الطَّبْع، سَخِيَّ النَّفْس، مُحِبًّا للخير وأهْله.
وكانتْ له معرفةٌ بالعربية، والفقه، والحديث، والتفسير، وكان يكتُبُ الخَطَّ المليح، وكان حَسَن العقيدة، مَقْبول الطريقة، مَرْضِيَّ السِّيرة.
ولم تؤرَّخْ وفاتُه
(1)
. رحمه الله تعالى.
* * *
2752 - الشيخ الفاضل عبد الحي بن علي بن محمد بن محمود الطالوي الدمشقي، الشهير بالخال وبابن الطويل
*
أديب، شاعر. ولد، وتوفي بـ "دمشق" سنة 1117 هـ.
من آثاره: "ديوان شعر"، وكتاب في الأدب، سماه "مرور الصبا والشمول".
* * *
2753 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحي بن المنشئ علي رجاء الفينوي
* *
(1)
هو من علماء دولة السلطان سليمان خان بن سليم خان، الذي بويع له سنة ستّ وعشرين وتسعمائة.
* راجع: معجم المؤلفين 5: 108. ترجمته في سلك الدرر 2: 244 - 253، وهدية العارفين 1: 509، والأعلام 4: 61، وإيضاح المكنون 1: 500.
* * راجع: مشايخ فيني 146 - 157.
ولد سنة 1350 هـ تقريبا في قرية "رحمت بور" من أعمال "فيني".
قرأ مبادئ العلم في بيته، ثم سنة 1356 هـ التحق بمدرسة منشيرهات، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح"، ثم سافر إلى "جاتجام"، والتحق بالمفتي الأعظم فيض الله، رحمه الله تعالى، وأقام عنده ثلاث سنين، وتخرّج عليه ثم سافر إلى دار العلوم سنة 1400 هـ.
بايع في الطريقة على يد المفتي الأعظم فيض الله رحمه الله تعالى، وحصل له الإجازة منه.
وتوفي سنة 1428 هـ، ودفن في المقبرة الفيضية بجوار مدرسة معين العلوم بـ "كاتْكَر".
* * *
2754 - الشيخ الفاضل عبد الحي بن فيض الله بن أحمد بن مصطفى، القسطنطيني، الرومي، الملقّب بفائضي، والشهير بابن القاف
*
شاعر.
ولد بـ "القسطنطينية" سنة 982 هـ، ونشأ بها، وولي القضاء بـ "الشام"، وتوفي بـ "القسطنطينية" سنة 1031 هـ.
من آثاره: "زبدة الأشعار في منتخبات الشعر"، و"أسماء الشعراء".
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 109.
وترجمته في خلاصة الأثر 2: 342، وهدية العارفين 1:508.
2755 - الشيخ الفاضل عبد الحَيّ بن مُبارك الخُوارَزْمِيّ، القاهِرِيّ القَلْعِيّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ولد في شهر رجب، سنة ثلاث عشرة وثمانمائة.
واشْتغَل كثيرا في الفقه والأصْلَيْن والعربية.
وأخذ عن سعد الدين الدَّيْرِيّ، وابن الأقْصُرائيّ، والعلامة قاسم بن قَطْلوبُغا. برع، وأقْرأ الطَّلبةَ، وكان خيِّرًا.
مات في شعبان، سنة ثمانين ثمانمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
2756 - الشيخ الفاضل عبد الحي بن مخلص الرحمن الصوفي، الجاتجامي، أحد الأفاضل المشهورين
* *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "جاتجام"، وسافر للعلم، فقرأ أياما في مدرسة جشمه رحمت بـ "غازيبور"، ثم قدم "لكنو"، ولازم العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي، وقرأ عليه أكثر الكتب الدراسية، ولما مات شيخه عبد الحي لازم شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم اللكنوي، وقرأ عليه "هداية الفقه"، و "تفسير البيضاوي"، و"مسلّم الثبوت"، و"الفرائض الشريفية"، و "العقائد العضدية"، وغيرها، وكنت مشاركا له في الآخيرين.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 273. وترجمته في الضوء اللامع 4: 40.
* * راجع: نزهة الخواطر 8: 256، 257.
ثم تصدّر للتدريس، فدرّس، وأفاد مدّة طويلة ببلدة "لكنو"، ثم سافر إلى بلاده، وتولّى الشياخة مكان والده، وكان والده أخذ الطريقة عن الشيخ إمداد علي، عن الشيخ مهدي حسن، عن الشيخ مظهر حسين، عن الشيخ فرحة الله، عن الشيخ حسن علي، عن الشيخ محمد منعم القادري، المتوفى سنة 1185 هـ.
مات لستّ عشرة خلون من ذى الحجّة الحرام سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف، كما في "سيرة فخر العارفين" للسيّد سكندر شاه.
* * *
2757 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحي بن المنشئ ولايت علي الكُمِلائي
*
ولد في قرية "جاندبور" من مضافات "برهمنْبَاريه" من أعمال "كملا" من أرض "بنغلاديش".
مات أبوه وهو ابن عشر سنين، قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالجامعة اليونسية بَرْهَمَنْبَارِيه، وقرأ فيها سبع سنين.
من أساتذته فيها: العلامة محمد الله الحافظجي، والعلامة شمس الحق الفريدبوري، والعلامة عبد الوهّاب البِيرْجِي، ثم التحق بأشرف العلوم بَرَاكَترا، وأتم فيها الدراسة العليا.
وبعد إتمام الدراسة التحق بمدرسة مظفّر العلوم مرادنَغَر، ودرّس فيها ثماني سنين، ثم بنى في قريته مدرسة، سمّاها مفتاح العلوم.
توفي 1 رمضان المبارك سنة 1414 هـ، وصلّى على جنازته شيخ التفسير سراج الإسلام، ودفن بجوار مدرسته.
* * *
* راجع: مشايخ برهمنباريه ص 138 - 144.
2758 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحي، رحمه الله تعالى
*
تخرّج على العلامة أنور شاه الكشميري، المتوفى سنة 1353 هـ، رحمه الله تعالى.
كان أستاذ التفيسير والدينيات بالجامعة الملية بـ "دهلي".
* * *
2759 - الشيخ الفاضل العلامة عبد الحي البنغالي، رحمه الله تعالى
* *
ولد في قرية "باونْبُور" من أعمال "هُغُلِي".
أقام في "كلكته"، والتحق بالمدرسة العالية بها، وعيّن رئيس المدرّسين فيها من سنة 1291 هـ إلى سنة 1308 هـ.
صحّح "الإصابة في أحوال الصحابة" للإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني، رحمه الله تعالى.
كان فاضلا، عابدا، ورعا، تقيا، نقيا، وكان ممن عاصر العالم الكبير الإمام الهمام عبد الحي اللكنوي، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 257.
* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 207.
2760 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحي الجَسَري، رحمه الله تعالى
*
ولد سنة 1315 هـ في قرية "بُرُودِيا" من أعمال "جَسَر" من أرض "بنغلاديش".
سافر مع عمّه إلى "كلكته" لتحصيل العلم، وهو ابن عشر سنين، فاتّصل بمدرسة فيها، وقرأ سنتين، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها اثنتي عشرة سنة، وفي هذه المدّة لم يرجع إلى وطنه أصلا، وفاز في الاختبار النهائي بدرجة الامتياز.
من معاصريه في دار العلوم ديوبند: حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، ومن أساتذته: حجّة الإسلام العلامة قاسم النانوتوي رحمهم الله تعالى.
وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه، ودرس في مدرسة إسلامية، وقد تمهّر في اللغة العربية والأردية والفارسية، حجّ بيت الله الحرام سنة 1382 هـ، وتوفي سنة 1403 هـ.
* * *
2761 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الحي الحقّاني، رحمه الله تعالى
* *
تخرّج علي العلامة أنور شاه الكشميري، المتوفى سنة 1353 هـ.
* * *
* راجع: مائة من علماء بنغلاديش لمولانا أمين الإسلام ص 210 - 222.
* * راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 257.
2762 - الشيخ الفاضل الكبير المفتي عبد الحي السنبهلي
*
كان من كبار العلماء.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولي الإفتاء بـ "سنبهل"، وأقام به مدّة عمره.
وله مصنّفات مفيدة في العلوم الدينية، ذكره كمال محمد السنبهلي في "الأسرارية".
* * *
2763 - الشيخ الفاضل عبد الحي السهارنبُوري
* *
قرأ من البداية إلى النهاية في "حيدر آباد" على والده الماجد، ثم التحق سنة 1331 هـ بدار العلوم في "حيدر آباد" مدرّسا، وبعد بناء الجامعة العثمانية عيّن أستاذا فيها، وأفاد فيها إلى آخر عمره، والتحق بحكيم الأمة أشرف علي التهانوي سنة 1336 هـ تقريبا.
وجاء ذكره في ملفوظاته في مواضع مختلفة، ويقول في شأن شيخه: هو غزالي العصر، ورازي الوقت، حفظ القرآن الكريم، وهو ابن خمس وأتمَّ في سنة واحدة فقط.
توفي بالطاعون في 27 رمضان المبارك سنة 1348 هـ.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 5: 232.
* * راجع: بزم أشرف 246 - 248.
2764 - الشيخ الفاضل الدكتور عبد الحي الباكستاني
*
من أهل "باكستان".
ولد سنة 1315 هـ.
من أجداده المنشئ نادر حُسَين، صاحب علم وأدب، وكان ذا وجاهة وحشمة، ورعا، خاشعا، متخشّعا، ممن بايع على الشاه غلام رسول رسول نما الكانبُوري، وكانت بنته جدّة لصاحب الترجمة.
بعد أن تلقّى العلوم الابتدائية قرأ النحو والصرف تحت إشراف المولوي كاظم حسين، ثم تعلّم اللغة الإنكلزية في "كانبُور"، وحصّل السند العالي من جامعة عليكره، ثم حضر في خانقاه "تهانه بهون" سنة 1345 هـ، وبايع على يد حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، وكان وكيلا في دار القضاء، فتركها بإيماء شيخه، واشتغل بالطبّ.
توفي يوم الخميس 15 رجب المرجّب 1406 هـ.
* * *
* راجع: بزم أشرف: 23 - 29، ومقالات يوسفي 1: 292 - 309، وبينات شعبان 1409.
باب من اسمه عبد الخالق
2765 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الخالق بن مولانا أحمد بن مولانا محمد أمين بن محمد إسلام الشيركوتي
*
ولد 23 ذي القعدة سنة 1313 هـ في "شيركوت" من أعمال "جنك" من أرض "باكستان".
من أهل بيت علم وفضل.
وقرأ مبادئ العلم في داره، وقرأ الكتب الدراسية على أبيه، وشقيقه مولانا نور الحق، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، حتى أكمل الدراسة العليا فيها، ثم عين مدرّسا لها سنة 1363 هـ.
بعد تقسيم "الهند" رجع إلى وطنه المألوف، ودرّس في مدارس مختلفة، وعين شيخ الحديث للجامعة العباسية بـ "بهاوَلْبُور"، وأقام فيها ثلاث سنين، ثم التحق بالمدرسة النعمانية بـ "ملتان"، وأقام فيها خمس سنين، ثم التحق بالمدرسة المحمدية بـ "ترحال"، ودرّس فيها اثنتي عشرة سنة، ثم التحق بقاسم العلوم بـ "ملتان"، ودرّس فيها ستّ سنين.
وفي آخر عمره التحق بدار العلوم كبيروالا، وبايع في الطريقة على يد مولانا أبي سعد أحمد خان، ثم بايع بعد وفاته على يد مولانا عبد الله، رحمه الله تعالى، وحصلت له الإجازة منه.
* راجع: أكابر علماء ديوبند لمولانا أكبر شاه البخاري ص 340.
توفي في مستهلّ شعبان سنة 1386 هـ، ودفن في مقبرة بجوار دار العلوم كبيروالا.
* * *
2766 - الشيخ الفاضل عبد الخالق بن أسد بن ثابت، أبو محمد، الحافظ، تاج الدين
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان أبوه من أهل "طَرابُلُس".
ووُلِدَ عبد الخالق بـ "دِمشق"، ورحَل في طَلَبِ الحديث والفقْه إلى "بغداد" و"هَمَذان"، و"أصبَهان".
وكتب بخطِّه، وتفقَّه على البَلْخِيّ، وعلَى القاضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الهِيتيِّ، في آخَرين، يجْمَعُهم "مُعْجَم شُيوخِه"، الذي جَمَعَه.
قال ابنُ النَّجَّار: قرأتُ في كتاب "زِيْنة الدَّهْر" لأبي المعالِي سعد بن عليّ الحَظِيرِيّ، أنْشَدَنِي عبد الخالق بن أسد بن ثابت، لنفسِه بـ "بغداد"
(1)
.
قَلَّ الحِفاظُ فذُو العاهات مُحْتَرَمٌ
…
والشَّهْمُ ذُو الفَضْلِ يُؤْذَى مَعْ سَلامَتِه
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 274.
وترجمته في تاج التراجم 37، وتذكرة الحفاظ 4: 1320، والجواهر المضية برقم 759، والدارس 1: 538، وسير أعلام النبلاء 20: 497، 498، وشذرات الذهب 4: 212، والعبر 4: 187، وكشف الظنون 1: 172، 2: 1564، 1735، والمختصر المحتاج إليه للذهبي 260، وهدية العارفين 1:509. وفي تاريخ التراجم أنَّه يعرف بالجوال.
(1)
البيتان في الجواهر المضية 2: 369، وسير أعلام النبلاء 20: 498، والمختصر المحتاج إليه 260.
كالقَوْسِ يُحْفَظُ عَمْدًا وهْوَ ذو عِوَجٍ
…
ويُنْبَذُ السَّهْمُ قَصْدًا لاسْتِقامَتِه
(1)
كتب إليَّ غالبُ بن عبد الخالق بن أسد بن ثابت، قال: أنشدنِي والدي لنفسه
(2)
:
قال العَواذِلُ ما اسمُ مَنْ
…
أضْنَى فُؤادَك قلتُ أحْمَدْ
قالوا أتَحْمَدُه وقد
…
أضنَى فُؤادَكَ قلتُ أحْمَدْ
وتولَّى التَّدْريس بـ "المدرسة الصّادرية"، "دمشق"، وكان له مجلسُ التَّذْكِير.
مات بـ "دِمَشق"، سنة أربع وستين وخمسمائة.
وسيأتي ابنُه غالبُ، في مَحَلِّه، إن شاء الله تعالى.
* * *
2767 - الشيخ الفاضل عبد الخالق بن مولانا محمد أمين بن محمد إسلام المنكيروي
*
ولد 22 ذي القعدة سنة 1313 هـ في "منكيره" من مضافات "ميانوالي" من أعمال "جنك" من أرض "باكستان".
قرأ مبادئ العلم على والده، وشقيقه نور الحق، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند سنة 1341 هـ، وقرأ فيها كتب الصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية.
من أساتذته: العلامة السيّد محمد أنور شاه الكشميري، والمفتي عزيز الرحمن الديوبندي، ومولانا محمد حَسَن، ومولانا أحمد شِيْر، ومولانا محمد رسول خان.
(1)
في الجواهر "وينفذ".
(2)
البيتان في الجواهر المضية 2: 370، وشذرات الذهب 4:212.
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 257 - 261.
بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، والتحق مدرّسا بمدرسة من مدارس "ملتان"، ثم درّس ثلاث سنين في الجامعة العبّاسية بهاولْبُور، ثم درّس خمس سنين في المدرسة النعمانية بـ "ملتان"، ثم درس اثنتي عشرة سنة في المدرسة المحمدية نرهال، ثم درّس ستّ سنين في مدرسة قاسم العلوم ملتان، وعيّن شيخ الحديث فيها، وأسّس مدرسة دار العلوم كبيروالا من "خَانِيْوال" سنة 1374 هـ، وبايع في الطريقة على يد مولانا أبي السعد أحمد خان، ثم بعد وفاته على يد مولانا محمد عبد الله اللدهيانوي، وحصلت له الإجازة منه.
توفي سنة 1 شعبان المعظّم سنة 1386 هـ بعد صلاة الفجر.
* * *
2768 - الشيخ الفاضل عبد الخالق بن محمد أنور النواخالوي
*
ولد سنة 1319 هـ في قرية "نورْبُور" من أعمال "نواخالي" من أرض "بنغلاديش".
تلقّى مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بمدرسة نظامبُور، وقرأ فيها "هداية الفقه" للإمام المرغيناني سنة 1338 هـ، ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بمظاهر العلوم سهارنبور، وقرأ فيها خمس سنين، قرأ فيها كتب الفنون العالية، والصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية، وقرأ فاتحة الفراغ سنة 1343 هـ.
من أساتذته: العلامة عبد اللطيف، العلامة عبد الرحمن الكاملبوري، رحمهما الله تعالى.
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 231.
وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، ثم سافر إلى "بورما"، وعيّن إماما في مسجد بـ "رِنْغُوْن"، وأقام فيها سنتين، ثم رجع إلى وطنه، والتحق مدرّسا بالمدرسة الإسلامية كِشُورْغَنْج، ثم عيّن مدرّسا سنة 1352 هـ بالمدرسة العالية هَيْبَتْ نَغَر، ثم عّين رئيسا لها.
* * *
2769 - الشيخ الفاضل عبد الخالق بن عبد الحميد بن عبد الله أبو الفضائل، الوَبَرِيّ، الخُوارَزْمِيّ، الضّرير، الفقيه
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال أبو بكر ابن الشَّعَّار في "عقود الجمان": كان من رُؤَساء أصحاب أبي حنيفة وأئمَّتهم، رضي الله تعالى عنهم، عالما، مُناظرا، مُتكلِّما، أصوليًّا.
وإليه كانت الفَتْوَى والتَّدْريس بـ "خُوارَزْم"، حافظا للفِقْه والأشْعار، أُسْتاذا، يُشار إليه فى الفُنون الأدبية
(1)
. رحمه الله تعالى.
* * *
2770 - الشيخ العالم الفقيه عبد الخالق بن عبد الستّار بن عبد الكريم الأنصاري السهارنفوري
،
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 275. وترجمته في الجواهر المضية برقم 760، وعقود الجنان، الجزء الرابع، لوحة 100 - 102.
(1)
لم يذكر المؤلف وفاته، كما لم يذكرها ابن الشعار، وتراجم عقود الجمان، تقع بين النصف الثاني من القرن السادس، والنصف الأول من القرن السابع.
أحد العلماء المبرّزين في القراءة والتجويد *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بمدينة "سهارنبور"، ثم قرأ العلم، وحفظ القرآن، وجوّده على الشيخ ركن الدين بن عبد القدّوس الحنفي الكنكوهي، ثم قرأ العلم، ولبس الخرقة منه.
توفي في سابع رجب سنة عشرين وألف، كما في "مرآة جهان نما".
* * *
2771 - الشيخ الفاضل عبد الخالق القدوسي بن عبد العزيز بن عبد العزيز الحفار، رحمه الله تعالى
* *
ففيه حنفي، فرضي.
ولد في "دمشق" سنة 1213 هـ.
ونشأ بها، وتلقّى العلم عن مشايخها، وخاصّهة مفتي بلاد "الشام" الشيخ محمد عطا الكسم.
تناوب على إمامة وخطابة جوامع بـ "دمشق" مثل: جامع النورية، وجامع البصوري وجامع خالد بن الوليد، وجامع بلبغا، وجامع بعيرة.
وكما يعرف اللغة التركية، لذا علم الأتراك في المدارس والمعاهد الشرعية الخاصّة، وكان ورعا زاهدا تقيّا منعزلا، لم يخلفْ من الحياة الدنيا إلا الذكر الصالح، وكان يعمل بالتجارة في دكان له صغيرة في السوق الطويل بـ "دمشق" في الأقمشة، ثم ترك ذلك في أخريات أيامه.
* راجع: نزهة الخواطر 5: 232.
* * راجع: تتمة الأعلام للزركلي 1: 286.
أعلام دمشق في القرن الرابع عشر الهجري ص 177.
له من المؤلّفات كتاب: "مناسك الحجّ المختصرة"، و "كتاب التوحيد"، و"كتاب في أصول الفقه".
توفي بـ "دمشق" سنة 1397 هـ، ودفن في مقبرة الباب الصغير.
* * *
2772 - الشيخ الفاضل عبد الخالق بن علي بن محمد باقي المزجاجى، الزبيدي، اليمنى، الأشعري، النقشبندي
، *
مقرئ، مشارك في بعض العلوم.
ولد بـ "زبيد" سنة 1100 هـ، وتوفي بـ "مكة" سنة 1181 هـ.
من تصانيفه: "إتحاف البشر في القراءات الأربع عشرة"، و"نصائح الجنان"، و"روائح الجنان من مواهب المنان على صلاة شيخنا القطب السمان"، و "ثبت".
* * *
2773 - الشيخ الفاضل عبد الخالق بن فَيْروز الجَوْهَرِيّ، رحمة الله تعالى
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال في "الجواهر": كذا رأيتُ بخَطِّي في المسَوَّدة، وما أدْرِي عَن مَن نَقَلْتُه؟! ولا أعرفُه.
* راجع: معجم المؤلفين 5: 110. وترجمته في هدية العارفين 1: 510، وفهرس الفهارس 2: 130، وإيضاح المكنون 1: 16، 2: 649، 668.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 275. وترجمته في الجواهر المضية برقم 761، والمختصر المحتاج إليه للذهبي 260، وميزان الاعتدال 2: 543.
ورأيتُ الذَّهبيَّ ذكَر عبد الخالق بن فَيْروز الجَوْهَرِيّ في "الميزان"، وقال: حدَّثنِي عنه السَّخاوِيّ، وغيرُه.
وقال الحافظ عليُّ بن المفَضَّل: لم يكُن مَوْثوقا به.
وقال الحافظ ضياءُ الدين السَّخاوِيُّ: تكلَّموا في سمَاعِه
(1)
. فلا أدْري هو أم غيره؟ انتهى.
* * *
2774 - الشيخ الفاضل عبد الخالق بن محمد بن سعيد بن عليّ الشِّكانِيّ، الحاكم، أبو بكر
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو والدُ القاضي محمد بن عبد الخالق. قال السَمْعانِيّ في "الأنساب": كان مُسْتَمْلِي شمس الأئمة أبي محمد بن عبد العزيز بن أحمد الحَلْوانِيّ، فيما أمْلاه بـ "كَشَّ".
مات بـ "كَشَّ". بعدَ
(2)
سنة ثمانين وأربعمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
2775 - الشيخ الفاضل عبد الخالق بن محمد بن عبد الرحمن، محي الدين
(1)
آخر النقل عن الذهبي.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 277.
وترجمته في الأنساب 337، والجواهر المضية برقم 762.
(2)
في الأنساب "قبل".
الصَّالحِيِّ، ويُعْرف بابن العُقاب *
بضمِّ المهْمَلَة، وتخْفِيف القاف، وآخرُه مُوَحَّدة، وهو لقب جَدِّه.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِد في ذي القَعْدَة، سنة ثلاث وخمسين ثمانمائة.
ونشأ، فحفِظ القرآن الكريم، و"العُمْدَة"، و"الهداية" لابن الجَزَرِي، و"الكنْز" في الفقه، و"المنار" في الأصول، و"ألْفِيَّة النحو"، وغيرها.
وعَرَض على جماعةٍ، ولازَم العلامة قاسم بن قَطْلوبُغا في الفقه والأصول والحديث.
وأخذ في العربية عن عبد الخالق السُّنْبَاطِيّ، وغيره.
وأخذ في المنطق عن العلاء الحِصْنيِّ.
وكتب المنْسوبَ، وشارَك في كثير من الفضائل، وحَجَّ وجاوَرَ.
وكان عندَه عقلٌ وسُكونٌ وأدبٌ. رحمه الله تعالى.
* * *
2776 - الشيخ الفاضل عبد الخالق بن محمد بن محمد الخافِيّ الأصْلِ، الهَرَوِيّ
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو من أماثل الفُضلاء، وفُضلاء الأماثِل.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 276.
وترجمته في الضوء اللامع 4: 41.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 276.
وترجمته في الضوء اللامع 4: 41.
دخَلَ "القاهِرَة"، وأخذ عن بعض الأفاضل بها، وحَجَّ
وكان من أهل المائة التّاسعة
(1)
. رحمه الله تعالى.
* * *
2777 - الشيخ الفاضل مولانا الحكيم عبد الخالق بن ميان غلام نقشبند الهوشياربوري
*
ولد سنة 1313 هـ في "تَانْدَه" من أعمال "هوشيَارْبُور".
قرأ مبادئ العلم على الشيخ المفتي محمد حسن، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وتخرّج على العلامة السيّد أنور شاه الكشميري، وشيخ الإسلام شبير أحمد العثماني، ومولانا أصغر حسين الديوبندي، ثم التحق بالجامعة الطبّية بـ "لكنو"، وقرأ فيها عدّة سنين، وفاز في الاختبار النهائي بدرجة الامتياز، ثم بنى المستشفى في "أمرتسر"، وكان غرضه فيه خدمة الخلق.
ثم بايع في الطريقة على يد حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، وكان يحضر في شهر رمضان في الخانقاه الإمدادية كلّ سنة، وبعد مدّة حصلت له الإجازة منه.
توفي 1364 هـ.
* * *
(1)
ذكر السخاوي أنه لقيه بمكة سنة سبع وثمانين وثمانمائة.
* راجع: بزم أشرف: 56 - 57.
2778 - الشيخ الفاضل العلامة عبد الخالق البشاوري، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول والكلام
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: سافر إلى "حيدر آباد"، وطابت له الإقامة بها.
مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف، كما في "مهر جهانتاب".
* * *
2779 - الشيخ الفاضل العالم الجليل الأديب عبد الخالق المدراسي
* *
أستاذ الحديث، ونائب المدير الأعلى لدار العلوم ديوبند.
ولد سنة 1371 هـ في قرية "جدوال" من "آركات الشمالي"(تامل نادو)، قرأ الكتب الفارسية الابتدائية في مدرسة الباقيات الصالحات بـ "ويلور""مدراس" سنتين، وقرأ الكتب العربية الابتدائية في دار العلوم سبيل الرشاد بـ "بنكلور""كرناتك" ثلاث سنين.
ثم قرأ في المدرسة الداودية بـ "إيرود""مدراس" ثلاث سنين، ثم التحق بدار العلوم ديوبند سنة 1388 هـ، وقرأ كتب الحديث سنة 1389 هـ فيها، ثم التحق بقسم الأدب العربي، وقرأ سنة، ثم التحق بقسم المعقولات، وقرأ سنة، ثم التحق بقسم التخصّص في الفقه الإسلامي، وتخرّج منها، وحصّل شهادة التخصّصات منها، ثم عين مدرّسا فيها سنة 1395 هـ.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 279.
* * راجع: الكلام المفيد في تحرير الأسانيد ص 531 - 533.
ومن مشايخه: الشيخ لقمان الحق الفاروقي البجنوري، قرأ عليه "مشكاة المصابيح"، وفخر المحدّثين السيّد فخر الدين أحمد المراد آبادي، قرأ عليه "صحيح الإمام البخاري"، والشيخ المفتي محمود حسن الكنكوهي، قرأ عليه النصف الثاني من "صحيح الإمام البخاري"، والشيخ شريف الحسن الديوبندي، قرأ عليه "صحيح مسلم"، والشيخ السيّد فخر الحسن المراد آبادي، قرأ عليه "جامع الترمذي"، و"الشمائل" له، والشيخ عبد الأحد الديوبندي، قرأ عليه "سنن أبي داود"، والشيخ إسلام الحق الأعظمي، قرأ عليه "سنن ابن ماجه"، والشيخ نصير أحمد خان البرني، قرأ عليه "موطأ الإمام مالك"، والشيخ يعقوب المدراسي، عضو المجلس الشورى لدار العلوم بـ "ديوبند"، والشيخ أبو السعود أحمد المدراسي، والشيخ محمد إسماعيل المدراسي، والشيخ نيّر ربّاني المدراسي، والشيخ محمد ميران المدراسي، والشيخ محمد يوسف بت المدراسي، والشيخ عمر فاروق الإيرودوي، والشيخ نثار أحمد الندوي المدراسي، والشيخ عبد الجبار المدراسي، والشيخ محمد رئيس الإسلام المدراسي، والشيخ صديق علي، والشيخ محمد المدراسي، والشيخ محمد نعيم الديوبندي، والشيخ محمد حسين البهاري، والشيخ الأديب وحيد الزمان الكيرانوي، والشيخ المقرئ إنعام الحسن الميرتهي، والشيخ المقرئ محمد حسن الأمروهوي، والشيخ المفتي نظام الدين الأعظمي، والشيخ محمد حسن الكيرانوي.
هو اليوم يدرّس "شمائل النبي" صلى الله عليه وسلم للإمام الترمذي، و"مشكاة المصابيح"، و "ديوان المتنبي" فيها.
وهو عالم فاضل، أديب بليغ، فصيح اللسان، ذكي، فطن، ودرسه مشهود مشهور.
* * *
باب من اسمه عبد الدائم
2780 - الشيخ الفاضل عبد الدائم بن محمود بن مودود بن محمود ابن بَلْدَجِي، أبو الحسين، الموْصِلِيّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: سمِع، وحدَّث بـ "الموْصِل".
وتفقَّه بـ "دِمَشْق" على الحَصِيرِيّ.
مَوْلِدُه يوم الثلاثاء، سادسَ عشرَ جُمادَى الآخرة، سنة أربع وستمائة، بـ "الموْصِل".
وتُوُفِّيَ بها يوم الاثنين، ثالث شعبان، سنة ثمانين وستمائة، ودُفِن بمَقْبرة "قَضيبِ البان"، ظاهر "الموْصِل".
أسْمَعَه والدُه الكثيرَ مع إخْوَتِه.
سمع منه أبو العلاء الفَرَضِيَّ، وذكَره في "مُعْجَم شُيوخِه"، وقال: كان فقيها، عالما، فاضلا، مُفَنِّنا
(1)
، مُدّرِسا، عارفًا بالمذهب، مُكْثِرًا، زاهدا، عابدا، من بيت الحديث والرِّياسة، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 277.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 763.
(1)
في الجواهر "مفتيا".
باب من اسمه عبد الرب
2781 - الشيخ الفاضل العلامة عبد الرب بن عبد الرزاق الكُمِلائي
*
ولد سنة 1333 هـ في قرية "فِنُوا" من مضافات "لكْسَام" من أعمال "كُمِلا".
قرأ مبادئ العلم في قريته على الشيخ آفتاب الدين، ثم التحق بالمدرسة الحميدية بتوكرام، ومن أساتذته فيها: مولانا عبد الحميد، والمفتي عبد الرحمن، ومولانا عبد العليم السلهتي، ومولانا عزت الله، رحمهم الله تعالى.
ثم التحق بالمدرسة الإسلامية نواخالي، وقرأ فيها مدّة، من أساتذته فيها: العلامة غياث الدين، ومولانا فضل الكريم، ومولانا عزير غول أسير "ملطة"، ومولانا عبد السبحان، رحمهم الله تعالى.
وقرأ "مشكاة المصابيح" فيها على العلامة غياث الدين، وقرأ الفرائض على مولانا عزير غول، وكان العلامة غياث الدين حينئذ رئيسا لها، ثم رحل إلى "جاتجام"، وقرأ فيها مدّة في دار العلوم بمدينة "جاتجام".
ومن أساتذته فيها: مولانا فضل الرحمن، ومولانا نذير أحمد، ومولانا أمين، ثم التحق بدار العلوم ديوبند، وأقام فيها سبع سنين، وقرأ فيها كتب
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 233، وتذكرة العلامة محبّ الرحمن الكملائي ص 549 - 550.
الفنون العالية، وكتب الصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية، كان حينئذ أماما في المسجد المدني.
من شيوخه فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، قرأ عليه "صحيح البخاري"، والجزء الأول من "جامع الترمذي"، والعلامة إعزاز علي الأمروهوي، قرأ عليه "شمائل الترمذي"، والعلامة إبراهيم البلياوي، قرأ عليه "صحيح مسلم"، والسيّد أصغر حسين الديوبندي، قرأ عليه الجزء الأول من "سنن أبي داود"، والقاري محمد طيّب، قرأ عليه "سنن ابن ماجه"، والمفتي محمد شفيع الديوبندي، قرأ عليه الجزء الثاني من "سنن أبي داود"، و"موطأ الإمام مالك"، ومولانا نافع غول، قرأ عليه "موطأ الإمام محمد"، هو شقيق مولانا عزير غول، ومولانا رياض الدين، قرأ عليه "سنن النسائي"، رحمهم الله تعالى.
وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، والتحق بأشرف العلوم بَالِيَه، ودرّس فيها "صحيح البخاري"، وغيره من الكتب الدراسية، ثم درّس في عدّة مدارس، منها: دار العلوم نَرَاينْكَرَه، ودار الهدى فورشا، والجامعة الإبراهيمية أجاني.
بايع في الطريقة على يد شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وبعد وفاته حصلت له الإجازة من مجازه مولانا عبد المتين الصودري السلهتي، وعند قيامه في "ديوبند" لقى مع الحكيم الأمة أشرف علي التهانوي مرّتين.
توفي يوم الأربعاء سنة 1427 هـ، ودفن بعد أن صلّى على جنازته في مقبرة آبائه.
* * *
2782 - الشيخ الفاضل عبد الرب بن مولانا عبد الغني النواخالوي
*
ولد سنة 1332 هـ في قرية "سُوْنَابُور" من مضافات "رائبُور" من أعمال "نواخالي".
تلقّى مبادئ العلم على والده، ثم التحق بالمدرسة العالية الكرامتية، وقرأ فيها "مشكاة المصابيح"، وغيرها من الكتب الدراسية، ثم التحق بالمدرسة العالية كلكته، ونال درجة "ممتاز المحدثين".
ومن أساتذته: مولانا محمد يحيى السَّهْسَرَامي، ومولانا ولاية حسين، رحمهما الله تعالى.
وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، والتحق مدرّسا بالمدرسة العالية رائبُور. كان يدرّس فيها كتب الحديث والفقه والتفسير.
* * *
2783 - الشيخ الفاضل عبد الرب بن الشيخ عبد الوهّاب الريواروي
* *
إمام وخطيب المسجد الجامع "رشيد آباد""ملتان".
ولد ببلدة "ريواري" بمديرية "كور كاوان" سنة 1343 هـ، تلقّى التعليم البدائي ببلدته، وحفظ القرآن الكريم بها، ولما سعد الداعية الكبير الشيخ محمد
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 234.
* * راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور للشيخ السيد محمد شاهد الحسني 2: 348 - 350.
إلياس الكاندهلوي بالقدوم إليها يختبر طلاب المدرسة بها، من بينهم الشيخ عبد الرب صاحب الترجمة، أخذ الفارسي، والنحو، والصرف، و"شرح الجامي"، و"نور الأنوار"، و"مختصر المعاني"، وما إلى ذلك عن الشيخ محمد صابر الأمروهوي، والشيخ الله بخش المظاهري المعروف ببادشاه ميانوالي، والشيخ محمد هادي الهزاروي المظاهري، ثم التحق بجامعة مظاهر العلوم عام 1358 هـ، وابتدأ تلقّي العلم بـ "ديوان المتنبى"، و"ديوان الحماسة"، و"مشكاة المصابيح"، والمجلّدين الأولين من "الهداية"، و"تفسير البيضاوي"، و"تفسير الكشّاف"، و "الميبذي"، و"أخلاق جلالي"، وترجمة وتفسير القرآن الكريم.
حتى انتسب في الصفّ النهائي في شوّال 1359 هـ، حيث قرأ المجلد الأول من "صحيح البخاري"، و"سنن أبي داود" على الشيخ محمد زكريا، والمجلد الثاني من "البخاري" على الشيخ عبد اللطيف، و"صحيح مسلم" على الشيخ منظور أحمد خان، و"سنن الترمذي"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على الشيخ عبد الرحمن الكاملبوري، و"سنن النسائي" على الشيخ أسعد الله.
وبعد أن أخذ الصحاح تلقّى كتب الفنون عام 1360 هـ، ثم اجتاز امتحان المولوي الفاضل من جامعة بنجاب عام 1362 هـ، ثم درس، وأفاد في المدرسة النظامية بمنطقة "سوني بت" لمدة ستة أشهر، بجانب ذلك درّس بمدرسة عالية ببلدة "ريواري" لمدة من الزمن، كما أدّى امتحان المنشئ الفاضل، والأديب الفاضل عام 1364 هـ، وغادر "الهند" إلى "باكستان" بعد تقسيمها، فبقي على منصب الأستاذ العربي بالمدرسة العالية الإسلامية كورنمنت في "ملتان" مكبّا على ذلك إلى خمس وعشرين سنة بالتوالي إلى جانب توليه منصب الإمام والخطيب في المسجد الجامع بـ "رشيد آباد" على شارع خان والى في "ملتان".
مؤلفاته:
1 -
" انتخاب خليق"، هذا انتخاب مما انتخبته قريحته، وقرائح الشعراء الآخرين من الشعر والغزل والأمدوحة، وذلك في 64 صفحة على قطع الجيب.
2 -
"رسالة إلى سيّدنا سعد"، رضي الله عنه: إن صاحب الترجمة قد صاغ قصص حياة سيّدنا سعد رضي الله عنه في بوتقة الأشعار، وهو يتضمّن خمسين وسبعمائة شعر.
3 -
"مجلس الأدب"، و"متاع الطرب": هما رسالتان مفصّلتان، جاء ضبطهما في وجود الباري تعالى، والأخلاق المحمدية، وفضيلة العلم وأمثالها، من الموضوعات، فحقَّق صاحب الترجمة كلا منها يقيم عليه الأدلة والواقعات.
4 -
"تفسير سورة الفيل": قد جاء في تفسير سورة الفيل في مائتي شعر، فذكر الشيخ المترجم كلّ ما فيها من تاريخ الملك أبرهه، وما بناه من الكعبة الزائفة، وقدومه إلى "مكة المكرمة" لهدم بيت الله الحرام، وتقويضه وهلاكه مع أصحابه بأبيل، كلّ ذلك قاله في الشعر.
* * *
2784 - الشيخ الفاضل عبد الرَّبِّ بن منصور بن إسماعيل بن إبراهيم، أبو المعالِي، الغَزْنَوِيّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كانتْ وَفاتُه في حُدود الخمسمائة.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 278.
وترجمته في تاريخ التراجم 37، والجواهر المضية برقم 764، وكشف الظنون 2:1632.
شَرَحْ "مُخْتصر القُدُوريِّ" في مُجلَّدين، وسمَّاه "مُلْتَمَسْ الإخْوان". رحمه الله تعالى.
* * *
2785 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرب القاسمي السلهتي
*
ولد 1326 هـ في قرية "فِلّاكَنْدِي" من مضافات "كَنَائ غات" من أعمال "سلهت".
تلقّى مبادئ العلم في المدرسة المنصورية كَنَائ غَات، ثم التحق سنة 1349 هـ بالمدرسة العالية غاسْبَاري، وقرأ فيها "مشكاة المصابيح"، وغيرها من الكتب الدراسية. ثم سافر إلى مظاهر العلوم سهارنبور، والتحق بها، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، ثم التحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية، وقرأ "صحيح البخاري"، و"جامع الترمذي" على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، رحمه الله تعالى.
وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، والتحق بالمدرسة المنصورية، ثم بعد مدّة عّين رئيسا لها، ثم بعد مدّة عيّن محدّثا لها.
من تصانيفه: "دروس الأصول"، و"المذاهب والدلائل".
* * *
2786 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرب خان بن سراج الدين خان البَرِيْسَالي
* *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 233 - 234.
* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 234.
ولد سنة 1338 هـ في قرية "خُدَابَخْشْكَاتي" من مضافات "باقرغَنْج" من أعمال "بَرِيسَال" من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة الواقعة بـ "كَيْرَا"، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح"، والتحق سنة 1372 هـ بالمدرسة العالية دار السنّة سَرْسِيْنَه، ونال درجة "ممتاز المحدّثين" منها.
من أساتذته: مولانا نياز مخدوم التركستاني، ومولانا عبد الستّار، غيرهما.
وبعد إتمام الدراسة العليا التحق بالمدرسة العالية فَنْغَاشِيَه، ثم عيّن رئيسا لها.
* * *
2787 - الشيخ الفاضل عبد الرؤوف بن الشيخ عبد اللطيف
*
مرتّب مخطوطات مكتبة دار العلوم، وعضو مجلس معارف القرآن بدار العلوم بـ "ديوبند".
كان أبوه الشيخ عبد اللطيف مدير مدرسة مظاهر العلوم سهارنبور سابقا، ولد الشيخ المترجم بمدينة "سهارنبور" عام 1350 هـ، وسماه الشيخ أشرف علي التهانوي، حفظ القرآن الكريم بموطنه الأم "بور قاضي" بمديرية "مظفّرنكر" ثم التحق بمظاهر العلوم سنة 1361 هـ، واشتغل بالعلم، وبعد أن تلقّى المنهج النظامي لستّ سنين انتسب في الصفّ النهائي عام 1368 هـ، فقرأ المجلّد الأول من "جامع الإمام البخاري"، و"سنن أبي داود" على الشيخ
* راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور للشيخ السيد محمد شاهد الحسني 2: 404 - 409
محمد زكريا، والمجلد الثاني من "البخاري" على الشيخ عبد اللطيف، و"صحيح مسلم" على الشيخ منظور أحمد خان، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي، و"سنن النسائي"، و"سنن ابن ماجه" على الشيخ أسعد الله، و"سنن الترمذي" على الشيخ المقرئ سعيد أحمد.
قال في انطباعاته عن أساتذته بألفاظ آتية: ما ارتسم في ذهني، وارتسخ في قلبي من الآثار عن أساتذتي الكرام أيام عهد الطلب فهو بين يديك:
إن تقوى الشيخ ظهور الحق وورعه وظرافته، وإخلاص الشيخ محمد زكريا القدوسي وجراءته ومجونه، وطول باع الشيخ العلامة صديق أحمد ومهارته في الفن، وطراز المفتي سعيد أحمد للتدريس وتحفّظه وتمسّكه بالسلوك والهيئة الخاصّة، وخشية الشيخ عبد الرحمن الكاملبوري، ومخافته من الله جلّ وعلا، وجلالته في العلم، وعناية الشيخ عبد الشكور، وعطفه الودي، ورحمته الغير العادي، وجدّ الشيخ أمير أحمد في سبيل العلم، وأسلوب تفهيمه، وظرافة الشيخ ظريف أحمد ودقّة نظره، وكثرة اعتناءه، برعاية الطلاب ومراقبتهم، وقوة حفظ الشيخ المفتي محمود الحسن الكنكوهي، وصلابة إدراكه، وشمول خطبه، وحلوّ خطابة الشيخ أكبر علي، وذكاوة الشيخ أسعد الله، وارتجاله، وقوة لسانه، واتصال الشيخ جميل أحمد التهانوي بالفن، وثقوب فكره، وإثارته النكات والدقائق، وعلوّ كعبه في الأدب العربي، وفطانة الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي، ونباهته، وتعمّق نظره، وشخصيته الجذابة، وإدراكه في الشؤون المهمة، وارتباط والدي الشيخ عبد اللطيف، واتصاله القلبي بالمدرسة وغناءه عن نفسه، وخاصة أسلوب تربيته وتزكيته، والروعة، والهيبة الربانية له، وغاية رحمته وكرمه وعطفه وعلاقته بكلّ كتب العلوم والفنون في الدرس النظامي، وشرحه
مرتجلا، فهذه التأثرات أظلال لمن تشكل وجودي العلمي بفيضهم وتربيتهم وعنايتهم، وتحقّقت بوتقتي الذهنية والفكرية، فإن كان في الوعاء هذا شئ من المحاسن يبدو، فليس هو إلا لمعة من الأسرجة هذه، التى قد زينت محراب العلم وطلته بطلاء المعرفة.
وبعد أن أخذ الصحاح قد تمرّن على الإفتاء بها لمدة من الدهور إلى جانب ذلك طالع الكتب الفقهية الأصلية، ثم تصدّر للتدريس والإفادة في مختلف الأماكن، حيث أقام في الجامعة الإسلامية الملية عام 1375 هـ، لأيام طوالا، وتلقّى خلالها التدريب على ممارسة التدريس من الحافظ نبي أحمد مدير مكتبة الجامعة، وحظي في باب الأدب العربي الجديد بالشيخ مأمون الممشقي، الذي كان مقيما بها في هذه الأيام، ثم قدم إلى دار العلوم بـ "ديوبند" عام 1377 هـ، وتعلّم على الشيخ عبد المنعم النمر، كما عمل في نفس السنة مجلا بها، وقام بترتيب وتنسيق المخطوطات في مكتبتها منذ عام 1378، لعام 1380 هـ، فرتّب خلالهما، وهذّب ألفين من المخطوطات بجدّ وجهد بليغ، وكمل المهمة هذه الشيخ ظفير الدين مدير المكتبة خير التكميل.
ثم تعين مساعدا في مجلس معارف القرآن لدار العلوم ديوبند سنة 1384 هـ، وسكن بها نحو ثلاث عشرة سنة، وعاون الشيخ محمد سالم القاسمي في إنشاء الجامعة الدينية الأردية عام 1386 هـ، وتولى منصب السكرتير الخاص في مكتب رياسة دار العلوم بصفته مراقبا عام 1398 هـ.
كان سديد القلم، ومتذوّق الكتابة والإنشاء، حيث ظلّت تصدر كثيرا موادّه العلمية الأدبية التاريخية في "مجلة همدرد صحت" بـ "دهلي"، و"بيباك الأسبوعية" في "سهارنبور"، و"تذكره ديوبند"، و"القاسم"، و"دار العلوم"، و"توحيد"، و"ميقات" النصف الشهرية في "ديوبند"، و"مجلة برهان الشهرية" بـ "دهلي" وغيرها من المجلات.
وبعد أن تأسّست دار العلوم وقف اشتغل فيها، ودرس الكتب المختلفة بوصفه أستاذا للعربية، وعمل سكريترا خاصّا لمكتب رياستها في سنوات أخيرة.
مؤلّفاته:
1 -
" معارف المشكاة"، إن "مظاهر حق" من أقدم شروح "مشكاة المصابيح" الأردية، يقوم صاحب الترجمة بترتيبه وتسهيله من جديد، مع تشكيل النصوص، كما قد ضبط عليه مقدمة شاملة جامعة مشتملة على ستّ وتسعين صفحة، وأتاها بعناصر غالية كثيرة، تحت عناوين الرسالة، منزلتها، وضرورة الحديث، وابتداء الحديث، وخزينة الحديث في عهد النبوة، ومرتبة الصحابة الكرام في ضبط الحديث، وذخيرة الحديث بعهد الخلافة الراشدة، وغيرها من العناوين، كما جاءها بأحوال رواة "المشكاة"، وقام بتخريج رواياته وتحقيقها.
2 -
"موسوعة في القرآن"، قد وصف فيه صاحب الترجمة خدمات القرآن الكريم التى يستغرقها ألف وأربعمائة سنة، والكتاب يتضمّن ستة عشر بابا، وتسعمائة عنوان، وذلك لم يتمّ طبعه بعد.
3 -
"اليهود ونبوءات القرآن عنهم": موضوع الكتاب ظهر باسمه، وذلك يضمّ ما جاء به القرآن الكريم عن اليهود.
4 -
"استعراض تراجم القرآن الكريم": جاء الكتاب في تعريف تراجم القرآن الكريم، التى تبلغ أربعين ومائة إلى خمسين لغة في العالم، بجانب نموذج لكل منها، كما ساعد صاحب الترجمة الشيخ محمد سالم القاسمي، والشيخ السيّد محبوب الرضوي على ضبطه وترتيبه، نشر أولا في يوليو من مجلس معارف القرآن لدار العلوم بـ "ديوبند"، وذلك في 188 صفحة.
5 -
"قصص تاريخ الإسلام التى لا تنسى": قد رتّب الشيخ المترجم له كتاب "تاريخ حريت إسلام" للشيخ محمد الدين فوق المؤرّخ، المعروف
مستأنفا، وحشّاه، ونشر سنة 1394 هـ من مجلس معارف القرآن، والكتاب يحتوي على ثمان وثمانين وستّمائة صفحة.
6 -
"مشعل الطريق": ألّف آخذا عن دواوين الحديث، وهذا متبع في المقررة التعليمية للجامعة، ويبلغ عدد صفحاته 325 صفحة، ونشر من المكتبة الإمدادية بـ "ديوبند" عام 1387 هـ.
7 -
"لطائف علمية": ذلك ترجمة أردية لـ "كتاب الأذكياء" من أشهر مؤلّفات العلامة ابن الجوزي، فقام بذلك صاحب الترجمة بألفاظ واضحة في ثلاثة وثلاثين بابا، ذكرت فيها فراسة الطبقات الإنسانية المختلفة وفطانتها، وأعمال البهائم مختلفة الأنواع ما يشبه الأفعال الإنسانية عجائبها وغرائبها من القصص، وتم نشره عام 1419 هـ، وذلك يشمل ثلاثا وعشرين وأربعمائة صفحة.
8 -
"الشعر المبارك": إن أشعار النبيّ صلى الله عليه وسلم المباركة توجد في شتى الأماكن والمواضع، حيث أودعه صاحب الترجمة مكانتها التاريخية والشرعية، كما أوضح أصول الشرع للسعادة بزيادتها، والتيمّن بها، وذلك في مائتي صفحة.
9 -
"نجوم مكة المكرمة والمدينة المنورة": جاء ضبطه في حياة الصحابة الكرام، الذين وريت جثاهم بجنة "المعلّى" أو "البقيع"، قد ألّفه عن المآخذ المعتبرة في جهد ونشاط كبير.
* * *
باب من اسمه عبد الرحمن
2788 - الشيخ الفاضل المولى عبد الرحمن بن آفتاب الدين الكُمِلائي
*
ولد في قرية "غلّائي" من مضافات "جاندينه" من أعمال "كُمِلا" من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم قرأ في المدرسة الإسلامية بـ "رامبور" من "كُمِلا"، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها عدّة سنين، حتى أكمل الدراسة العليا فيها، وبعد أن رجع من ديوبند التحق بالمدرسة الإسلامية بـ "رامبور"، ثم التحق بالمدرسة الإبراهيمية أجاني، ثم أسّس مدرسة في قرية غَلّائي، ودرّس فيها اثنتين وعشرين سنة، حتى ارتقت المدرسة إلى الصفّ، الذي يدرّس فيها "مشكاة المصابيح" وغيرها من الكتب الدينية.
توفي سنة 1395 هـ، ودفن بعد أن صلَّي جنازته في مقبرة آبائه.
* * *
2789 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد الدمشقي
،
* راجع: مشايخ كملا 2: 100 - 102.
الشهير بابن عبد الرزاق *
فقيه، فرضي، أديب.
أخذ عن عبد الغني النابلسي، وأبي المواهب الحنبلي، ومحمد الكاملي، وولي الخطابة في جامع السنانية بـ "دمشق".
من آثاره: "قلائد المنظوم في منتقي فرائض العلوم"، و"شرحها"، و"ديوان خطب"، و"ديوان شعر"، و"مفاتيح الأسرار ولوائح الأفكار في شرح الدر المختار" في فرع الفقه الحنفي، و"حدايق الإنعام في فضايل الشام".
ولد سنة 1075 هـ، وتوفي سنة 1138 هـ.
* * *
2790 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن إبراهيم بن يوسف بن مَيْمون بن قُدامَةَ الباهِلِيّ، الماكِيانِيّ، البَلْخِيّ
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو شيخُ العلم بها، ومن بيت العلم والفضل.
تقدَّم والِدُه
(1)
، ويأتي عمُّيه عصام، وعمُّيه محمد، كلُّ واحدٍ في مَحَلِّه، إن شاء الله تعالى.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 111.
ترجمته في فهرس مخطوطات الظاهرية، وسلك الدرر 2: 266 - 274، وهدية العارفين 1: 552، وإيضاح المكنون 1: 486، 2:239.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 278. وترجمته في الجواهر المضية برقم 765.
(1)
كانت وفاته سنة إحدى وأربعين ومائتين
2791 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن إبراهيم السهراني الآمدي، هو المفتي بـ "أمِد"، والمدرّس بالمدرسة المسعودية بها، محقّق كبير، كان يجلّه شيخه، وكان آية في العلوم الرياضية
*
توفي سنة 1065 هـ، وقيل: سنة ستّ، عام وفاة شيخه، وقد أشرنا إلى أحواله في المقال السابق، وهو من أنجب تلاميذ ملّا جلي.
* * *
2792 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن إبراهيم القونوي، القرماني الرومي
* *
مفسّر.
توفي بـ "قونية" في ذى الحجّة سنة 972 هـ.
من تصانيفه: "بحر العلوم في تفسير القرآن".
* * *
* راجع: التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز ص 33.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 114.
ترجمته إيضاح المكنون 1: 165، وهدية العارفين 1:545.
باب من اسمه عبد الرحمن بن أحمد
2793 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد بن محمود ابن موسى الزَّيْن، المقْدِسيّ الدِمَشْقِيّ، نَزيلُ "القاهرة"، ثم "مكة
" *
ويُعْرَف بالهُمامِيِّ؛ نِسْبَة إلى العَلامة ابن الهُمام، فإنّه لازَمَه كثيرا، أخذ عنه، وانْتفع به.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِد في شهر ربيع الأوَّل، سنة ثمان وعشرين وثمانمائة، بمدينة "دمشق"، ونشأ بها، فحفِظ القرآن الكريم، وصَلَّى به على العادة قبلَ اسْتِكْمالِ تِسْعِ سِنِين، وتَلاه بالعَشْرِ على أبيه وغيره، وتفقَّه بالقِوام الإتْقانِيّ، ويوسف الرُّومِيّ، وشمس الدين الصَّفَدِيّ، وغيرهم.
وكان يحفظ كتبا كثيرةً؛ منها: "الشاطبية"، و"ألْفِيَّة العراق"، و "المختار"، و "منظومة النَّسَفِي"، و "مختصر ابن الحاجب"، و"الإخْسِيكَثِيّ"، و "عُمْدة النَّسَفِيّ"، و"ألْفِيَّة ابن مالك"، و"التَّلْخيص في المعاني والبيان"، وغيرُ ذلك.
وأجازَه بالإقرار العَلامة ابن الهُمام، وابنُ الدَّيْرِيّ، وغيرُهما.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 278.
وترجمته في الضوء اللامع 4: 44، 45.
وقدِم "القاهرَة" مِرارًا، وحَجَّ مِرارا، ثم اسْتَوْطَن "مكَّة" من سنة أربع وستين، وشرع في شَرْحٍ لـ "تحْرير ابنِ الهُمام".
قال السَّخاوِيُّ: وصلَ فيه إلى الاسْتِدْلال على حُجّيَّتِه المفاهِيم، وأثْنَى عليه بالفضل، والدين، والعبادة، والاشتغال بما يَعْنِيه.
وذكَر أنَّه مات في يوم الجمعة، ثالث شهر رمضان، سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
2794 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك أو بتقْديم عبد الملك -الشَّكُّ من السَّخاوِيّ- وَجيهُ الدين بن عُمْدَة الدين، القُرَشِيّ، العُمَرِيّ، الهِنْدِيّ، نَزيلُ "مكة"، ويُعْرَف براجة، براء مهملة، وجيم، بينهما ألف
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان ذا خيرٍ ودِينٍ، وسُكونٍ، وعنايةٍ بالفقه، واجتهاد في عمَل العَمَر
(1)
.
وجاوَر بـ "مكة" نحو خمسين سنةً، وبها مات، سنة سبع وعشرين وثمانمائة، ودُفِن بـ "المعلاةِ".
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 279.
وترجمته في الضوء اللامع 4: 53، والعقد الثمين 5: 339، 340، ونزهة الخواطر 3: 70، 71.
(1)
العمر: بالتحريك: المنديل أو غيره، تغطي به الحرة رأسها.
وكان نَعْمَ الرجلُ دِينا، وفضلا، عبادةً. رحمه الله تعالى
* * *
2795 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الرومي، الشهير بصبري
*
من القضاة.
ولي قضاء "القدس".
من آثاره: "ليها الأخ في شرح ليها الولد" للغزالي، "الرشاد في شرح الإرشاد".
توفي سنة 1139 هـ.
* * *
2796 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن أحمد البشيكطاشي، القسطنطيني، الرومي
* *
فاضل.
جاور بـ "مكة"، وتوفي بها سنة 1170 هـ.
من آثاره: "الرسالة الهادية إلى جادة الفرقة الناجية".
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 121.
ترجمته في هدية العارفين 1: 553، وإيضاح المكنون 1: 161، 572.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 115.
ترجمته في هدية العارفين 1: 554.
2797 - الشيخ العارف بالله عبد الرحمن بن أحمد الجامي
*
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: ولد رحمه الله بـ "جام" من قصبة "خراسان"، واشتغل أولا بالعلم الشريف، وصار من أفاضل عصره في العلم، ثم صحب مشايخ الصوفية، وتلقّن كلمة التوحيد من الشيخ العارف بالله تعالى سعد الدين كاشغري، وصحب مع خواجه عبيد الله السمرقندي، وانتسب إليه، أتم الانتساب، وكان يذكر في كثير من تصانيفه أوصاف خواجه عبيد الله، ويذكر محبته له.
وكان مشتهرا بالعلم والفضل، وبلغ صيت فضله إلى الآفاق، حتى دعاه السلطان بايزيدخان إلى مملكته، وأرسل إليه جوائز سنية، وكان يحكي من أوصلها إليه أنه جهز آلات السفر، وسافر من "خراسان" متوجّها إلى "بلاد الروم"، ولما انتهى إلى "همذان"، قال للذي أوصله الجائزة: إني امتثلت أمره الشريف، حتى وصلت إلى "همذان"، وبعد ذلك أتشبّث بذيل الاعتذار، وأرجو العفو منه، إني لا أقدر على الدخول إلى "بلاد الروم" لما أسمع فيها من مرض الطاعون.
وحكى المولى الأعظم سيّدي محي الدين الفناري عن والده المولى علي الفناري أنه قال والده، وكان هو قاضيا بالعسكر المنصور للسلطان محمد خان: إن السلطان قال لي يوما: إن الباحثين عن علوم الحقيقة المتكلّمون والصوفية والحكماء، ولا بدّ من المحاكمة بين هؤلاء الطوائف، قال: قال
* راجع: الشقائق النعمانية ص 159.
وترجمته في الفوائد البهية ص 86.
والدي: قلت للسلطان محمد خان: لا يقدر على المحاكمة بين هؤلاء، إلا المولى عبد الرحمن الجامي، قال: قال: فأرسل السلطان محمد خان إليه رسولا مع جوائز سنية، والتمس منه المحاكمة المذكورة، فكتب رسالة حاكم فيها بين هؤلاء الطوائف في مسائل ستّ، منها: مسئلة الوجود، وأرسلها إلى السلطان محمد خان، وقال: إن كانت الرسالة مقبولة يلحقها بباقي بيان المسائل، وإلا فلا فائدة في تضييع الأوقات، فوصلت الرسالة إلى "الروم" بعد وفاة السلطان محمد خان، قال المولى محي الدين الفناري، وبقيت تلك الرسالة عند والدي، وأظنّ أنه قال: إنها عندي الآن.
وله نظم بالفارسية يرجّحونه على نظم بعض السلف، وله منشآت لطيفة بالفارسية، وهى في غاية الحسن والقبول عند أهل الإنشاء، وله مصنّفات أخر منظومة ومنثورة، منها:"شرح الكافية"، وقد لخّص فيه ما في شروح "الكافية" من الفوائد على أحسن الوجوه، وأكملها، مع زيادات من عنده، وقد كتب على أوائل القرآن العظيم تفسير، أبرز فيه بعضا من بطون القرآن العظيم.
وله كتاب "شواهد النبوة" بالفارسية، وله كتاب "نفحات الأنس" بالفارسية أيضا، وكتاب "سلسلة الذهب"، وقد طعن فيها على طوائف الرافضية، وله غير ذلك من التصانيف، كرسالة المعمّى والعروض والقافية، كل تصانيفه مقبولة عند العلماء الفضلاء.
وتوفي قدّس سرّه بـ "هراة" سنة ثمان وتسعين وثمانمائة.
وقال المؤرّخ في تاريخه: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} . قيل لما توجّه الطائفة الطاغية الأردبيلية إلى "خراسان" أخذ ابنه ميتا من قبره، ودفنه في ولاية أخرى، ولما تسلّط عليها الطائفة المذكورة، نبشوا قبره، فلم يجدوه، وأحرقوا ما فيه من الأخشاب.
قال الإمام عبد الحي اللكنوي: طالعتُ من تصانيفه: "الفوائد الضيائية"، و "نفحات الأنس"، وغير ذلك، وقد بسط ترجمته العارف بالله علاء الدين الواعظ الكاشفي، الشهير بالمولى الصفي في كتابه، الذي ألّفه في مناقب السادات النقشبندية بالفارسيّة، وسمّاه بـ "رشحات
(1)
عين الحياة"، فقال: ما معرّبه: إن الجامي كان من نسل الإمام محمد، ولد في الثالث والعشرين من شعبان سنة سبع عشرة وثمانمائة، ووالده شمس الدين أحمد كان من مشاهير العلم والتقوى، وكان قد انتقل من "أصفهان"، وهو وطنه المألوف إلى "جام" بوقرع حوادث الأيام، ثم انتقل إلى "هراة"، وأقام بالمدرسة النظامية، وحضر نور الدين الجامي هناك درس مولانا جند الأصولي، وكانت الطلبة يقرؤن "شرح الفتاح" عنده، وهو يفهمه، مع أنه كان إذ ذاك صغير السنّ، ثم حضر درس خواجه علي السمرقندي، تلميذ السيّد الشريف، ثم حضر درس مولانا شهاب الدين محمد تلميذ التفتازاني، وبرع في المعقول والمنقول، ثم انتقل إلى "سمرقند"، وحضر درس القاضي موسى الرومى، شارح "ملخّص الهيئة"،
(1)
قال صاحب "كشف الظنون": "رشحات عين الحياة" فارسيّ، في مناقب المشايخ النقشبندية، لحسين بن علي الواعظ الكاشفي، المشتهر بالصفي. انتهى. وفي "حبيب السير": مولانا كمال الدين حسين الواعظ لم يكن له نظير في النجوم، والإنشاء، وله مشاركة في سائر العلوم مع الفضلاء، كان يشتغل بالوعظ في دار السيادة، وغيرها بـ "هراة"، وله تصانيف كثيرة، منها:"جواهر التفسير"، و "المواهب العلية"، و "روضة الشهداء"، و "أنوار السهيلي"، و "مخزن الإنشاء"، و "أخلاق المحسنين"، وغير ذلك، مات سنة 910 هـ، وله ولد اسمه فخر الدين علي، قائم مقام أبيه في الوعظ والكمال، مقيم بـ "هراة" بالعزّ والإقبال. انتهى معرّبا ملخّصا. وفي "كشف الظنون" أيضا:"جواهر التفسير" فارسي لحسين بن علي الكاشفي، المعروف بالواعظ، البيهقي، المتوفى سنة 910 هـ. انتهى.
وباحث معه في أول الملاقاة، فغلب عليه، وحكى مولانا فتحِ الله التبريزي
(1)
صدر الصدور من حضرة ألغ بيك أن القاضي الرومي كان يمدح الجامي، ويقول: لم يأت في "سمرقند" مذ قام بناؤه مثل عبد الرحمن الجامي في جودة الطبع، وحكى مولانا أبو يوسف السمرقندي، تلميذ القاضي
(2)
الرومي أنه لما جاء الجامي بـ "سمرقند" اشتغل بحضرة القاضي الرومي بشرح "التذكرة"، فكان يباحث معه، ويناقش كثيرا فيما علّق الرومي على "شرح التذكرة" تعليقات متفرّقة، وكان الرومي يصلحها، وعرض الرومي شرحه لـ "ملخّص الهيئة" على الجامي، فتصرّف فيه تصرّفات لم يصل إليها ذهن الرومي، وحين ما كان الجامي بـ "هراة" باحث يوما مع ملا علي القوشجي
(3)
شارح "التجريد"،
(1)
ذكره صاحب "حبيب السير" من علماء عصر السلطان أبي سعيد ابن السلطان محمد بن ميرانْشَاه بن تيمور، الذي جلس على سرير السلطنة بعد انقضاء دولة الغبيك بن شاه رخ بن تيمور، وابنه عبد اللطيف، وقال: كان ماهرا في صنوف علوم المعقول والمنقول، ممتاز المناصب الصدارة من السلطان أبي سعيد، مشتغلا بمراسم الدرس والإفادة. مات بـ "هراة" في ثالث ربيع الآخر من شهور سنة 867 هـ.
(2)
هو موسى باشا بن محمد بن محمود، المشهور بقاضي زاده، الرومي، شارح "ملخّص الجغميني"، وقد ذكرناه عند ذكر جدّه محمود قوجه آفندي في حرف الميم.
(3)
هو علاء الدين علي القوشجي، شارح "التجريد الجديد"، وستطلع على ترجمته في هذه التعليقات عند ترجمة خواجه زاده مصطفى البرسوي، وهناك يعلم معنى القوشجي، وقد ذكره صاحب "حبيب السير" في علماء عصر الغبيك، وقال: كان أعلم علماء زمانه وأفضل علماء دورانه، وكان في صباه منظور نظر الأمير الغبيك، ووصل بيمن تربيته إلى الدرجات العلية، وكان
فغلب عليه، فقال: القوشجي لطلبته: علمت أن النفس القدسي موجود في هذا العالم، ولما حصل له الفراغ من العلوم رأى في المنام بعض الأكابر يقول له: اتخذ حبيبا يهديك، فلمّا استيقظ حصل له التأثر، فانتقل من "سمرقند" إلى "خراسان"، وخدم خواجه عُبيد الله النقشبندي، وصار ببركة صحبته من أعيان الصوفية، ولقي كثيرا من المشايخ العظام، وحجّ سنة سبع وسبعين وثمانمائة، وطاف "دمشق" و "حلب" وغيرهما من بلاد "الشام"، فوقّره علماؤها، وكانت وفاته يوم الجمعة، الثامن عشر من المحرّم، سنة ثمان وتسعين وثمانمائة. انتهى.
وذكر عبد الغفور بن علي اللاري تلميذ الجامي في آخر حواشيه على "نفحات الأنس" بعد ما مدحه بكلمات رشيقة، وأورد كثيرا من إشاراته اللطيفة، وذكر أساتذته ومشايخه أن له تصانيف كثيرة، فرغ من تأليفها من مدّة يسيرة، منها:"نفحات الأنس"، و "تفسير آية فارهبون"، و "شواهد النبوة"، و "نقد النصوص"، و "أشعّة اللمعات"، و "شرح فصوص الحكم"، و"شرح بعض أبيات ابن الفارض"، ورسالة طريقة السادات النقشبندية، و"شرح رباعيات اللوائح"، و "شرح أبيات خسرو الدهلوي"، و "شرح حديث أبي رزين العقيلي"، و "شرح كلمات خواجه محمد بارسا"، و "مناقب مولانا رومي" مؤلّف "المثنوي"، و "مناقب خواجه عبيد الله الأنصاري"، و "تحقيق
الغبيك يقول بكمال شفقته: إنه يطئ وربما يقعد ظئرا من يده على يده بكمال خصوصية، وهو معنى القوشجي، فاشتهر به، وبعد وفاة الغبيك ارتحل القوشجي إلى "ديار الروم"، ومات هناك. انتهى معرَبا ملخّصا. وبهذا مع ما سيأتي نقله عن "الشقائق" يعلم أن ما ذكره بعض أفاضل عصرنا في رسالته المسمّاة بـ "الإكسير في أصول التفسير" أنه منسوب إلى "قوشج"، اسم موضع انتهى لا أصل له.
مذهب الصوفية"، و "رسالة في الوجود"، و "رسالة في مناسك الحج"، و "رسالة في كلمة لا إله إلا الله"، و "رسالة في العروض"، و "رسالة في الموسيقي"، و "الفوائد الضيائية"، وغير ذلك من الدواوين المنظومة والمنثورة. انتهى.
* * *
2798 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن أحمد الحسبانِيّ، الدِمَشْقِيّ، الصَّالِحِيّ، العلامة زَين الدين، قاضي قُضاة الحنفية بـ "دمشق
" *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: اشْتغل، وحصَّل، وبَرع، ودرَّس بـ "الشِّبْلِيَّة البَرَّانِيَّة"، وغيرها.
وأفْتَى، وأخذ عن القاضي حمَيد الدين النُّعْمانِيّ، وجماعةٍ من الدِّمَشْقِيِّين والمكِّيِّين والمصْرِيِّين.
وَوَلي قضاء الحنفية، واسْتَمرَّ إلى أن تُوُفِّي بـ "صالِحِيَّة دمشقَ"، يوم الخميس، تاسع عِشْرِي جُمادى الآخرة، سنة تسعمائة، عن نحو ستين سنةً. رحمه الله تعالى.
* * *
2799 - الشيخ العالم الكبير عبد الرحمن بن أحمد علي بن لطف الله الأنصاري
،
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 280.
وترجمته في الدارس في تاريخ المدارس 1: 642 - 645.
السهارنبوري، ثم الحيدر آبادى، أحد كبار العلماء *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "سهارنبور"، (وقرأ الحديث على والده، واللغة والأدب على الشيخ فيض الحسن السهارنبوري، وبايع الشيخ الكبير الحاج إمداد الله التهانوي المهاجر، رحمه الله تعالى.
ودرّس، وأفاد مدّة بمدينة "سهارنبُور"، واشتغل بالمداواة مدّة في "إتاوه"، وتعرف هنا بالسيّد مهدي علي، المعروف بمحسن الملك، فحثّه على الرحلة إلى "حيدر آباد"، حيث كان معتمدا للمالية، فسافر إلى "حيدر آباد"، وعيّن طبيبا خاصا للأمير الكبير خورشيد جاه، ثم اعتزل عن ذلك، واشتغل بمداواة المرضى، وصار مرزوق القبول فيها، ورتّب له المير عثمان علي خان صاحب "الدكن" مائتى ربية شهرية، وألّف كتابا، سمّاه "الطبّ العثماني"، وقدمه إلى سمو النظام، فمنح عليه مكافأة عشرة آلاف ربية.
كان بارعا في الحديث والأدب والطبّ، سلس القريحة في الشعر العربي.
له "التحفة العثمانية" منظومة بالعربية، ذكر فيها أخباره، وما جرى له.
مات في سنة ستّ وأربعين وثلاثمائة وألف.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 8: 265.
باب من اسمه عبد الرحمن بن إدريس، وإسحاق
2800 - الشيخ العالم الفقيه عبد الرحمن بن محمد إدريس بن محمد محمود بن محمد كليم العمري السلهتي، أحد العلماء المشهورين بأرض "بنغاله
" *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ ببلدة "سلهت" - بكسر السين المهملة وسكون اللام بعدها تاء عجمية، قرأ العلم على صنوه الكبير عبد القادر، ثم تصدّر للتصنيف والتدريس.
ومن مصنّفاته: "أحسن العقائد" رسالة بالأردو، و "سيف الأبرار المسلول على الفجّار" رسالة بالفارسية، وهي في الردّ على "ثبوت الحق الحقيق"، أثبت فيها وجوب تقليد الشخص المعيّن على الناس، وشنّع فيها تشنيعا بالغا على السيّد المحدّث نذير حسين الدهلوي صاحب "ثبوت الحق الحقيق"، وعلى الشيخ الشهيد المجاهد الغازي في سبيل الله إسماعيل بن عبد الغني بن ولي الله العمري الدهلوي، صاحب "تقوية الإيمان"، وكفّر الشيخ الشهيد، رحمه الله تعالى.
* * *
2801 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن سَلَمَة الضَّبِّيّ مولاهم
،
* راجع: نزهة الخواطر 8: 263، 264.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: تَوَلَّى
(1)
القضاءَ على "الرِّقَّة"، ثم وَلِيَ القضاء بـ "مدينة المنصور" وبـ "الشَّرْقِيَّة" *
قال طَلْحةُ بن محمد بن جعفر: عُزِل إسماعيل بن حَمّاد بن أبي حنيفة، فاسْتُقْضِيَ مكانَه عبدُ الرحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن سلمة، مولى بني ضبَّة، وكان جَدُّه من أصحاب الدَّوْلَة، وكان هو من أصْحاب أبي حنيفة، حسنَ الفِقْه.
وتقلَّد الحُكْم فى أيَّام المأمون، وما زال إلى أيّام المعْتصِم.
ولما عزَل المأمون بِشْرَ بن الوليد، ضَمَّ عَمَلَه إلى عبد الرحمن بن إسحاق، وكان علَى قضاء "الشَّرْقِيَّة"، فصار على الحُكْم بالجانب الغَرْبِيّ بأسْرِه. انتهى.
قال الخطيبُ: قول طلحة: "وكان من أصحاب أبي حنيفة"، يعني به أنَّه كان يَنْتَحِلُ في الفقه مذهَبَ أبي حنيفة، ولم يَرَ أبا حنيفة ولا أدْرَكَه.
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ في حَقِّه: عبد الرحمن بن إسحاق كان على قضاء مدينة الشَّرْقِيَّة، وكان من أصحاب الرَّأْي، وكان مُثْرِيًا
(2)
، وكان جَمّاعا للمال، وكان قد وَلِي قبلَ ذلك قضاء "الرَّقَّة"، ثم قدِم "بغداد"، فوَلّاه المأمونُ قضاءَ الجانب الغربيِّ، وكان عبدُ الله بن طاهر سببَ وِلايَتِه، فوَلَّي عبدَ الرحمن، وكتَب له كُتُبَ أصْحاب الرَّأْي، وعُنِيَ بعدَ ذلك بحفظ الحديث، فحفِظ منه شيئا صالحا، إلى أن عُزِل في صفر، سنة ثمان وعشرين ومائتين.
(1)
فى بعض النسخ "يتولى"، وفي بعض نسخ الجواهر "متولى".
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 281.
وترجمته في تاريخ بغداد 10: 260، 261، والجواهر المضية برقم 767.
(2)
في تاريخ بغداد وبعض نسخ الجواهر "مترفا".
وتُوُفِّيَ سنة اثنتَيْن وثلاثين ومائتين، بِـ "فَيْدَ"
(1)
، في تَوَجُّهِه إلي "مكة"، في ذي القَعْدَة، ودُفِنَ بها. رحمه الله تعالى.
* * *
2802 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن إسحاق بن محمد بن مَعْمَر بن حَبيب ابن المنْهال السَّدوسِيّ، أبو علي، الجَوْهَرِيّ، من المائة الرَّابعة
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كذا ذكره سِبْطُ ابن حَجَرٍ في كتابه "النُّجوم الزاهرة بتَلْخيص أخْبار قُضاة مصر والقاهرة" تبَعًا لجدِّه ابن حَجَر، وقال في حَقِّه: الحنفي، كما ذكرْناه.
وعدَّه صاحبُ "الغُرَف العَلِيَّة" من جُمْلَة السَّادة الحنفية.
ولم يذكرْه في "الجواهر المضية"، ولا ذكَره صاحبُ "تاج التَّراجم"، وأنا من كَوْنِه حنفيّا في شُبْهةٍ، ولكن يتعَيَّن ذِكْرُه احْتياطا، فنقول: قال ابنُ زُولاق: وُلِد سنة خمس وخمسين ومائتين.
وقال ابنُ يُونُسَ: سنة إحْدى وخمسين بـ "سامَرَّا"
(2)
، كتب بـ "العراق"، وحدَّث عنهم بـ "مصر"، وكان مُكْثِرًا عن عليٍّ بن حَرْب، وكان ثِقَةً.
(1)
فيد: بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة. معجم البلدان 3: 927.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 282.
وترجمته في رفع الإصر عن قضاة مصر 2: 314 - 316، والولاة والقضاة 482، 483، 535 - 537.
(2)
سامرا: مدينة بين بغداد وتكريت، على شرقي دجلة. معجم البلدان 3:14.
وقال ابنُ زُولاق: وسمع على عليِّ بن حَرْب الطّائيّ نحوَ ستِّين جزءًا، وأخَذ عن الرَّبيع بن سليمان أكثَرَ كُتُب الشافعيِّ، رضي الله عنه، وحدَّث أيضا عن محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَمِ.
روَى عنه أبو بكر ابن المقْرِي، والطَّبَرانِيّ، في آخرين.
ووَلِي قضاء "مصر" بعدَ صَرْفِ إبراهيم محمد الكُرَيْزِيّ
(1)
، خِلافةً عن هارون بن إبراهيم بن حَمَّاد.
ثم ذكر ابنُ حَجَرٍ وحَفِيده خِلافًا في تَوْلِيَتِه القضاءَ، هل هو اسْتقْلال أو خِلافةٌ.
ثم نَقلا عن ابن زُولاق أنَّه قال: كان عبد الرحمن بن إسحاق عاقلا، فقيها، حاسبا، فِهما، له في الحساب تَصْنِيفٌ، وكان عفيفًا، يُقالُ: إنّ المودَعَ بَقى في ثمانون ألفَ دينارٍ مما كان أبو عُبيدٍ خَلَّفه، وطال العهدُ بها، ولم يأتِ لها طالبٌ، فلم يتعرَّضْ لها عبد الرحمن، وأدَّي بها للذي
(2)
يَعْهَدُه.
وكان كثيرَ الأدب مع الطَّحاوِيّ جِدًّا؛ بحيث لا يركبُ حتى يركبَ، ويقولُ: هو عالمنا وقُدْوتُنا. يقول: هو أسَنُّ مِنِّي بإحْدَى عشرةَ سنةً، والقضاء أقَلُّ من أن أفْتَخِرَ به على أبي جعفرٍ.
ولم يَزَلْ عبدُ الرحمن يَنْظُر في الحُكْم إلى شهر ربيع الآخِر، سنة أربع عشرةَ، فكانتْ مدّةُ وِلايَتِه سنةً واحدةً وشَهرين، وعاش بعدَ ذلك إلى سنة عشرين وثلاثمائة.
* * *
(1)
انظر: الولاة والقضاة 534.
(2)
في بعض النسخ "الذي".
2803 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن إسحاق، أبو أحمد الرِّيغْذَمونِيّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: روَى عنه [ابنُه]
(1)
أحمد المتَقدِّمُ ذِكْرُه في حرف الهمزة. وتقدَّم أيضا ابنُ ابنِه أحمد ابن محمد بن أحمد.
ويأتي ابنُ ابنِه محمد، إن شاء الله تعالى.
* * *
2804 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرحمن بن أكرم الدين الكُمِلائي
* *
ولد في قرية "نِشْجِنْتُو بُور" من أطراف "فَيَالْ غَاسَه" من مضافات "بَرُورا" من أعمال "كُمِلا".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية نواخالي، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح"، والجزئين الأخيرين من "هداية الفقه" للمَرْغِيْنَاني، وكان ماهرا في النحو والصرف والمنطق والبلاغة والحديث والتفسير.
بعد إتمام الدراسة أسّس مدرسة "إحياء العلوم رحمتْغَنج" في سوق "مظفّرغنج" من أعمال "كملا"، درّس عدّة سنين في الجامعة الإبراهيمية أجاني.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 283.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 768، وهو من رجال القرن الخامس.
(1)
تكملة من الجواهر.
* * راجع: مشايخ كملا 1: 178 - 179.
باب من اسمه عبد الرحمن بن أبي بكر
2805 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن أبي بكر [بن أبي بكر] بن محمد بن محمود البِسْطامِيّ، وأبو القاسم، كمال الدين، نَزيلُ "القاهرة
" *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: مولِدُه بـ "حلب"، سنة ثلاثٍ وخمسين وستِّمائة.
وسمع من النجيب عبد اللطيف، بإفادة خالِه أبي العبّاس أحمد بن موسى بن محمود الحَنَفِيّ.
وناب في الحكم، فدَرَّس بـ "الفَارَقانِيَّة".
وكان دَيِّنًا، خَيِّرًا، عفيفًا، فاضلا، يحفظ "الهداية"
مات في رجب، سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.
وهو والد القاضي زَيْن الدين عمر بن عبد الرحمن، الذي وَلِيَ القضاءَ بعدَ الحُسام الغُورِيّ، وسيأتي في مَحَلِّه، إن شاء الله تعالى.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 281.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 766، والدرر الكامنة 2:434.
2806 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر الدِّمَشْقِيّ، الصَّالِحِيّ، الشيخ الإمام، المحَقِّق العَلامة، زَينُ الدين ابن الخَواجا تَقِيّ الدين، الشَّهير بابن العَيْنِيّ؛ نسبةً إلى رأس العَين
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: مَوْلِدُه بـ "صالحِية دمشق"، سنة سبع وثلاثين وثمانمائة. قرأ "المختار"، و "المنار"، و "ألفيَّة ابن مالك"، واشْتغل، وحصَّل، وبرع في الفُنون، ودرَّس وأفْتَى، ورأس في زمنه على أهل مذهبه، وأخذ عن الشيخ أمين الدين الأقْصُرائي، والكَافِيَجِيّ، والشُّمُنِّي.
ووَلِيَ إفْتاءَ دار العَدْل، ودرَّس بمدارس مُتعدِّدة.
وصنَّف كُتُبًا مُفيدةً، منها:"شرح الدُرَر" للقُونَوِيّ، وأجاد فيه، و "شرح البُخارِيّ" في ثلاث مُجلَّداتٍ، وكتب الصَّىحيح على هامشه، و "شرح النِّقاية، مُخْتصر الوِقاية"، و "شرح الوِشاح في المعاني والبيان"، و "شرح ألْفيَّة ابن مالك" مَزْجا، و "شرح تَهذيب الكلام"
(1)
للتَّفْتازانِي، و "شرح الخَزْرَجِيَّة" في العَروض، و "شرح ألْفيَّة العراق" في علم الحديث مَزْجا، و "شرح الشمْسِيَّة" في المنطق، و "شرح المقصود" في الصَّرْف،
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 279.
وترجمته في الضوء اللامع 4: 71. وكشف الظنون 1: 153، 156. 478. 516. 548. 744. 746. 2: 1064. 1641. 1807. 1825. 1971. 2011.
(1)
يعني تهذيب المنطق والكلام.
و"شرح فرائض المختار، والمنار" مَزْجا، واخْتَصَر "تَلْخيصِ المِفْتاح"، وسمَّاه "تُحْفة المغاني لشرح المعاني"، واخْتصَر "تفسير القرآن" للشيخ حافظ الدين النَّسَفِيّ المسَمَّى "المدارك"، وزاد فيه، ونظَم "الدُّرَّةَ المضِيَّة في اللغة التُّرْكِيّة". وكتب بخَطِّه الكثير.
وولَي قضاء "دمشق" للسّادة الحنفية، واسْتَمَرَّ فيه ثمانيةَ عشرَ يوما، ثم اسْتَعْفَى منه.
وانتفع به خَلْقٌ كثير، ورأستْ تَلامِذَتُه في حياتِه.
وكان يَميلُ إلى التَّنَزُّهات والبَساتين، ومُصاحَبة الإخْوان، والإفْضال عليهم.
واعْتَنَى في آخر عُمْره بمطالعة كتبِ الطِّبِّ.
وكانت وَفاتُه في ليلة السَّبْت، تاسع عشر صفر، سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
2807 - الشيخ المحدّث الجليل الفقيه النبيل المفتي عبد الرحمن بن جان ميان الجاتجامي، رحمه الله تعالى
*
ولد سنة 1343 هـ في قرية "إمامْنَغر" من مضافات "فَتِكْسَرِي" من أعمال "جاتجام".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة الواقعة بـ "ناظرهات"، ثم التحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وقرأ فيها عدّة سنين، وأكمل في هاتين المدرستين قراءة كتب الدرجة الابتدائية والمتوسّطة.
* راجع: رحماني بيغام، عدد صفر الخير، سنة 1437 هـ.
ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها سنين عديدة، وقرأ فاتحة الفراغ فيها سنة 1369 هـ. ثم التحق بقسم التخصّص في الفقه الإسلامي، وأتم المنهج المقرر فيها بجدّ واجتهاد، وحصّل السند العالي منها.
من أساتذته الكبار: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، رحمه الله تعالى.
بايع في الطريقة على يد محي السنّة الشاه أبرار الحق الهردوئي، رحمه الله تعالى، وحصلت له الإجازة منه.
وبعد الفراغ التحق مدرّسا بجامعة فتيه من أعمال "جاتجام"، وذا بإرشاد المفتي الأكبر العلامة عزيز الحق الجاتجامي، رحمه الله تعالى، وأقام فيها مدّة طويلة، فدرّس، وأفاد وأجاد، ثم غادرها، واتصل سنة 1381 هـ بالجامعة الإسلامية قاسم العلوم "جيل مدرسة) بـ "بغورا"، وأقام فيها ستّ سنين، وفي هذه المدة كان مديرا أعلى لها، ثم رجع سنة 1387 هـ مرة ثانية إلى الجامعة الإسلامية فتيه، وأقام فيها إلى 1409 هـ سنة، وجاء إلى "داكا"، عاصمة "بنغلاديش" سنة 1411 هـ، وبنى فيها مدرسة كبيرة، وسماها مركز الفكر الإسلامي، وعين مديرا لها، وأقام في هذه العهدة الجليلة حتى وافاه الأجل المحتوم يوم الثلاثاء، تاسع المحرم الحرام، سنة 1437 هـ، ودفن في جوار مدرسته التي بناها.
من مصنفاته: "الاعتدال في رؤية الهلال"، و "دعوة النظر في تقدير المهر"، و "الاختلاف عن أحكام الاعتكاف"، و "رهنماء حجاج"، و "الطريق إلى مكة والمدينة".
* * *
باب من اسمه عبد الرحمن بن حسام الدين، والحسن
2808 - العارف بالله الشيخ عبد الرحمن جلبي بن المولى حسام الدين، كانت أمّه بنت الشيخ بير إلياس المذكور
*
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: وأخذ طريقة التصوّف من الشيخ زكريا، وقام بعده مقامه، وكان يلقّب بابن كمشلو، لكون والده من قصبة "كمش".
وكان عاشقا، ومحبّا للسماع، وكان له مهارة في تعبير المنامات.
وكان له نظم كثير بالتركية، متعلق بالعشق والوجد والحال.
وكان يلقّب نفسه في أشعاره بالحسامي، نسبة إلى أبيه، وقبره بزواية يعقوب باشا، بسواد "أماسيه".
* * *
2809 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن الحسن بن إبراهيم بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الجبرتي الزيلعي، العقيلي، المصري
* *
* راجع: الشقائق النعمانيه ص 46.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 133. =
مؤرخ مشارك في بعض العلوم.
ولد بـ "القاهرة" سنة 1167 هـ، وتعلم بالجامع الأزهر.
وجعله نابليون حين احتلاله "مصر".
من كتبة: "الديوان"، وولي إفتاء الحنفية في عهد الخديوي محمد على الكبير.
وتوفي مخنوقا بطريق شبرا في رمضان سنة 1237 هـ.
من مؤلفاته: "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" في أربعة أجزاء، ويعرف بـ "تاريخ الجبرتي"، و "مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس"، و "دستور تقويم الكواكب السبعة"، و "مختصر تذكرة داود الإنطاكي".
* * *
2810 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن حسن الأدرنوي، الشهير بالحبري
*
مؤرّخ.
توفي في "سيروز" سنة 1087 هـ.
= ترجمته في تاريخ سورية 8: 699، 700، وتاريخ آداب اللغة العربية 4: 283، 284، ومعجم المطبوعات 675، 676، وهدية العارفين 1: 556، واكنفاء القنوع 88، والمصريون المحدثون في القرن التاسع عشر 149، والمخطوطات التاريخيه 63، وفهرست الخديوية 5، 83، 84، 153، 246، 6: 39، وفهرست الأزهرية 6:130.
* راجع: معجم المؤلفين 5: 134.
ترجمته في هدية العارفين 1: 549.
من آثاره: "أنيس المسامرين" في التاريخ، و "فتح بغداد"، و "فتح روان".
* * *
2811 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن الحسن اللَّمْغانِيّ
*
والِدُ إسماعيل، المتَقدِّم ذِكْرُه في حرف الهمزة. وجَدُّ عبد الرحمن المذكور فيها يأتي.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: تفقَّه عليه ولدُه محمد بن عبد الرحمن، الآتي في مَحَلِّه.
والصَّحيحُ أنَّ اسمَ والِد صاحبِ التَّرْجمَة الحسنُ، كما ذكرْنا، لا عبدُ السَّلام، كما ذكرَه في "الجواهر"، ولا إبراهيمُ، كما ذكَره صاحبُ "دُرَّة الأسْلاك". والله تعالى أعلمُ.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 283، 284.
باب من اسمه عبد الرحمن بن الحسين
2812 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن الحسين بن أحمد والدُ منصور، الآتي ذِكْرُه، والرَّاوِي عنه
(1)
*
* * *
2813 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن الحسين بن خالد، أبو سعيد، النَّيْسابورِيّ، القاضي، شيخُ الحنفية في زمنِه
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: سمِع أبا زُرْعَةَ عُبيد الله بن عبد الكريم الرَّازِيِّ الحافظ الكبير، ومحمد بن رافع.
روَى عنه ابنُه عبد الحميد القاضي، وأبو العبّاس أحمد بن هارون.
(1)
منصور هذا أخرجه أبوه في طلب العلم، سنة تسع وثلاثمائة.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 284.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 769.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 284.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 770.
قال الحاكمِ: سمعتُ عبدَ الحميد، ويقول: كثيرًا ما كنتِ أسمع أبي يقول
(1)
:
واخطُ مع الدَّهْرِ إذا ما خَطا
…
واجْرِ مع الدَّهْر كما يَجْرِي
وقال الحاكمُ أيضا: سمعتُ عبد الحميد يقول: تُوُفِّيَ أبو سعيد يومَ النِّصْفِ من جُمادَى الأولَى، سنة تسع وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
وقد كان بينه وبين ابن خُزَيْمَة مُنافَرَةً، فلمَّا مات أظْهَرَ ابنُ خُزَيْمَةَ السُّرورَ، وعمِلَ دَعْوةً، سامَحه الله تعالى.
* * *
2814 - الشيخ الفاضل المولى عبد الرحمن بن الشيخ حسين علي بن الشيخ محمود على بن الشيخ محمد حنيف الكُمِلائي
*
ولد سنة 1297 هـ في قرية "لكّيبور" من مضافات "شاخُوَا" من أعمال "جاندبور" من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في دار خاله، ثم التحق بالمدرسة المحسنية بـ "جاتجام"، ثم التحق بدار العلوم العالية بـ "جاتجام"، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها فاتحة الفراغ، وبايع على يد شيخ الإسلام شبير أحمد العثماني، صاحب "فتح الملهم"، وأجازه شيخه في السلوك والطريقة.
وبعد الفراغ رجع إلى وطنه، وأسّس مدرسة عند قريته في "فاتْوَاري هات"، ودرّس فيها عدّة سنين، ثم ترك الدرس والتدريس، واشتغل بالدعوة والإرشاد.
(1)
البيت في الجواهر المضية 2: 378.
* راجع: مشايخ كملا 2: 61، 62.
توفي سنه 1384 هـ، ودفن بعد صلّي على جنازته في مقبرة آبائه.
* * *
2815 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن رجاء بن القاسم الفقيه، البُزْدِيغَرِيّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو مِن أهل "نَيْسابورَ"، أحدُ الفُقَهاء الكبارِ، ومن كبار أصحاب أيُّوب بن الحسن، وأحمد بن حَرْب.
ذكَره الحاكمُ في "تاريخ نَيْسابور"، وقال: سمِع ابنَ زُرارَةَ، ومحمد بن رافع. روَى عنه أبو العبّاس أحمد بن هارون الفقيه، وأبو جعفر محمد بن سليمان.
وتُوُفِّيَ سنة تسع ومائتين، رحمه الله تعالى.
* * *
2816 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد سعيد الفتني الأصل، ثم المكي، المعروف بجستنية
* *
مؤرخ ولد بـ "مكة"، ودرس بالمسجد الحرام،
وتوفي بـ "مكة" نحو سنة 1215 هـ.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 285.
وترجمته في الأنساب 79، والجواهر المضية برقم 771.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 174.
ترجمته في الأعلام 4: 109.
من آثاره: "تاريخ في ذكر حوادث مكة وأمرائها"، عرف بـ "تاريخ جستنية".
* * *
2817 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن سُلْطان بن جامع بن عُوَيْش بن شَدَّاد بن مُزاحِم، أبو بكر، التَّمِيمِيّ، الدِّمَشْقِيّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: مَوْلِدُه سنة، سبعٍ وسبعين وأربعمائة.
ومات بـ "دمشق"، سنة أربع، وأربعين وستِّمائة.
وكان فقيها، ومُحَدِّثا.
سمِع، وحدَّث عن أبي طاهر بَركَات بن إبراهيم الخُشوعِيّ، وغيره. رحمه الله تعالى.
* * *
2818 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن شُجَاع بن الحسن بن الفضل، أبو الفَرَج
* *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 285.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 773.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 285.
وترجمته في التكملة لوفيات النقلة للمنذرِي 4: 32، 33، وتلخيص مجمع الآداب، لابن الفوطِي 4: 1: 197، والجواهر المضية برقم 772، =
درَّس بمَشْهَدِ أبي حنيفة، رضى الله تعالى عنه، رَفيقا لأحمد بن مسعود التُّركستانِي، في حُدود السِّتِّمائة.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: تفقَّه علىَ والِده، وسمع من ابن ناصِر.
وحدَّث، وأفتَى، ودَرَّس.
قال ابنُ النَّجَّار: وكان فاضلا، جليلا، ظاهر السُّكون، مُتَدَيِّنا، أضرَّ في آخر عُمْرِه.
سمع منه الإمام بَكْبرسُ النّاصِرِيّ، سنة ثمان وسِتِّمائة.
قال ابنُ النَّجَّار: سألْتُ عبد الرحمن عن مَوْلِده، فقال: في ذي القَعْدَة، سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، بـ "باب الطّاق".
وتُوُفِّيَ يوم الاثنين، سادسَ عشرَ شعبان، سنة تسعٍ وستِّمائة، ودُفِن من الغَدِ بـ "الخَيْزُرانِيَّة". رحمه الله تعالى.
وقد تقدَّم والِدُه في محَلِّه
(1)
.
* * *
= والفوائد البهية 88، وكتائب أعلام الأخيار برقم 394، والمختصر المحتاج إليه للذهبي 236.
(1)
هكذا نقل المؤلف عن الجواهر، وليس في الجواهر.
باب من اسمه عبد الرحمن بن عبد الله
2819 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عبد الله بن سراج المكي، المعروف بالسراج
*
فقيه.
ولي الإفتاء ورياسة العلماء بـ "مكة".
من تصانيفه: "ضوء السراج على جواب المحتاج" في الفتاوى، و "مجموعة" في الفقه، تشتمل على غرائب المسائل.
توفي سنة 1314 هـ.
* * *
2820 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الخَشَّاب
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: اشْتغَل بالعلم بـ "الشام"، ثم قدِم "القاهِرَة"، وناب في الحُكْم عن ابن العَديم، ثم وَلِيَ قضاء "الشّام"، سنة تسع
* راجع: معجم المؤلفين 5: 149.
ترجمته في هدية العارفين 1: 558، وإيضاح المكنون 2:74.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 288.
وترجمته في إنباء الغمر 2: 368، والضوء اللامع 4:88.
وثمانمائة، وباشَرْ يومَين، ثم سَعَى عليه ابنُ الكَفْرِيّ
(1)
، ووَلِيَ مكانَه، ثم ماتا جميعا في شهر ربيع الآخِر من هذه السَّنَة، وبينهما في الوَفاة يومٌ واحدٌ.
قال ابنُ حَجَر، في حَقِّ صاحب التَّرْجِمة: ورأيْتُه بـ "القاهِرة"، ولم يكُنْ ماهِرًا في العلم.
كذا قالَه في "الغُرَف العَلِيَّة". وحَمِدَ الله تعالى.
* * *
2821 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن الدِّمَشْقِيّ، الشَّهير بابن الرَّضِيّ
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال الوَلِيّ العِراقِيُّ: سمع مُتأخِّرا من محمد بن محمد ابن عَرَبْشاه. من أصْحاب ابن عبد الدائم، حُضورًا، ولا أعْلَمُه حدَّث. ونابَ في الحُكْم بـ "دمشق"، وكانتْ فيه دِيانَةٌ، وخَيْرٌ، وتِلاوَةٌ للقرآن.
وأرَّخ وَفاتَه سادِسَ المحَرَّم، سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة.
* * *
2822 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عبد الله البرسوي
،
(1)
هو عبد الرحمن بن يوسف الحنفي. انظر: الضوء اللامع.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 288.
الشهير بموج زاده، رحمه الله تعالى *
مفسّر، مشارك في بعض العلوم.
من تصانيفه: حاشية على "أنوار التنزيل" للبيضاوي، "شرح البهائية" في الحساب، و "شرح مفتاح الغيب".
توفي سنة 1161 هـ.
* * *
2823 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عبد الباقي بن الخَضِر، المعروف بابن النَّجَّار، وكان يلقَّب تاجَ الدين
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو أحدُ الشُّهود بباب الجامع الأُمَوِيِّ، وأحدُ مُدَرِّسي الحنفية بـ "دمشق".
تُوُفِّيَ سنة ستِّين وستِّمائة، وصلَّى عليه أبو شَامَة إماما ظاهرَ باب الفَرادِيس، ودُفِن بـ "سَفْح قاسِيون". رحمه الله تعالى.
ذكره في "الغُرف العَلِيَّة".
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 148.
ترجمته في هدية العارفين 1: 553.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 286.
وترجمته في ذيل الروضتين لأبي شامة 217.
2824 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عبد الرحيم المرْوَزِي، رحمه الله تعالى
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو أستاذ محمد بن محمد بن عبد الرحمن الصَّفَّار المرْوَزِيّ، سمِع منه الحديثَ، وتفقَّه به.
* * *
2825 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عبد السّلام بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن الحسن، أبو الفضل اللَّمْغانِيّ
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: درَّس بـ "المسْتَنْصِرِيَّة"، يوم الخميس، الثالث، العشرون من شهر صَفَر، سنة خمس وثلاثين وستِّمائة، بعدَ أحمد بن يوسف الأنْصارِيّ، وأحمد بن يوسف بعدَ عمر بن محمد الفَرْغانِيِّ، وعمر بن محمد هذا أوَّل مَن درَّس بها حين فُتِحَتْ.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 286.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 774.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 286.
وترجمته في البداية والنهاية 13: 181، 182، وتلخيص مجمع الآداب لابن الفوطِي 5: 195، والجواهر المضية برقم 775، والحوادث الجامعة 157، وخلاصة الذهب المسبوك 289، وسير أعلام النبلاء 23:250.
وانظر: تاريخ علماء المستنصرية للدكتور تاجي معروف، صفحة 88. وانظر أيضا Le Dictoionnaire Des Autorites 52.
قال ابنُ النَّجَّار: قرأ الفِقْه والخِلاف، وناظَر، ودرَّس بـ "مدرسة الزَّيْرَكِيَّة" بـ "سوق العَميد"
(1)
بعدَ وَفاة أبيه.
وناب في الحُكْم والقضاء عن القاضي محمود بن أحمد الزَرَنِجانِيّ
(2)
، ثم عن قاضي القضاة محمد بن يحيى بن فَضْلان، وبعدَه عن قاضي القُضاة أبي صالح الجِيلِيّ، وعن قاضي القضاة عبد الرحمن بن نُفيلٍ
(3)
.
ثم وَليَ التَّدْريسَ بجامع السُّلطان، ثم بمَشْهَدِ أبي حنيفة، ثم وُلِيَ قضاء "بغداد"، وخُوطِب بأقْضى القُضاة، في سَلْخ سنة ثلاث وثلاثين، واستناب نُوَّابا في الحُكْم والتَّدْريس بـ "المدرسة المسْتَنْصِرِيّة"، في سنة أربع وثلاثين.
وقد حدَّث عن والِدِه، وغيره.
وبخَطِّ الدِّمْياطِيّ، أنَّه تُوُفِّيَ فِى يوم الجمعة، نهار الثالث عشر من رجب، سنة أربعين وستمائة.
وبخَطِّ الشريف عِزِّ الدين، في "وفَياتِه"
(4)
: سنة تسع وأربعين وستِّمائة. وصُلِّي عليه من يومه بجامع القَصْر، بعد صلاة العصر
(5)
، ودُفِن بمقابر أبي حنيفة، رضي الله تعالى عنه.
وذكر أنَّ مَوْلِدَه في المحرَّم، سنة أربعٍ وستين وخمسمائة. كذا تَرْجَمَ له في "الجواهر".
(1)
في بعض النسخ "الحميد"، والمثبت من الجواهر.
(2)
في الجواهر "الزنجاني".
(3)
كذا في بعض النسخ، وترجمته في الطبقات السنية برقم 1198، وانظر الكلام على نفيل ومقبل فيها.
(4)
في بعض النسخ "وفاته". وانظر: الجواهر المضية 2: 382.
(5)
في الجواهر "الجمعة".
وذكره ابنُ حَبيبٍ في "دُرَّة الأسْلاك"، فقال ومن خَطِّه نقلْت: قاضي القُضاة كمال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن عبد السّلام بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن إبراهيم الدَّامَغانِيّ الحنفيّ، الحاكم بـ "بغداد"، إمامٌ، ظهر كمالُه، وتضاعَف جَلالُه، وعلَتْ أنْجُمُ وَجاهته، ونَمتْ رياض حُرْمتِه ونَباهِتِه، كان سَديدَ الأحْكام، شامخَ الجبال والآكام، ذا بيت معروف بالقضاء والعلم، آهِلٍ بأهْلِ الفضل والحِلْم، درَّس بـ "المسْتَنْصِرِيَّة"، ومَشْهَد الإمام أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه، وناب عن جماعة من حُكّام "بغداد"، ثم اسْتقَلَّ بالوظيفة، واسْتَمرَّ ماضيا حُكْمُه وقَضاؤُه، إلى أن عزَّ على أصحابِه وأحْبابِه عَزاؤُه.
قلتُ: قولُه: "الدامغاني" سَبْقُ قلمٍ منه، أو من الكاتب. والله أعلمُ.
* * *
2826 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عبد الكريم بن يوسف الأنصاري، الخزرجي المدني، المعروف بالأنصاري
*
مؤرّخ المدينة في عصره.
ولد سنة 1124 هـ، وتوفي فيها بعد 1197 هـ.
* راجع: الأعلام للزركلي 3: 311.
ترجمته في معجم المؤلفين 5: 146، وهدية العارفين 1: 555، وإيضاح المكنون 1: 213، والأعلام 4: 83، وسلك الدرر 2: 303، ومجلة المنهل، السنة 39 المجلد 34 ص 80.
قال الدفتر دار: أقام بـ "مكة" 17 عاما، وقام برحلات إلى "اليمن" و "المغرب" و "إستانبول" و "مصر" و "الشام".
له كتاب في أنساب أهل "المدينة"، سماه "تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من الأنساب"، حقّقه محمد العروسي المطوي بـ "تونس".
وله خطب، ونظم.
* * *
2827 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عبد الكريم القونوي، الآمدي
*
عالم، مشارك في بعض العلوم.
قدم "القسطنطينية"، وتوفي بها سنة 1190 هـ.
من آثاره: "شرح السراجية" في الفرائض، و "شرح الولدية" في المنطق.
* * *
2828 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عبد الكريم المصراتي، الطرابلسي
* *
من رجال القرن الثالث عشر الهجري.
عالم.
* راجع: معجم المؤلفين 5: 146.
ترجمته في هدية العارفين 1: 553، وإيضاح المكنون 2:715.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 146.
ترجمته في فهرست الخديوية 7/ 1: 62.
له خاتمة على "شرح ابن تركي" على "العشماوية".
* * *
2829 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عبد الواحد بن أحمد ابن محمد الثَّقَفِيّ، القاضي، المتَقدِّم ذِكْرُ أخوَيْه القاضي جعفر، والقاضي عبد الله، وذكرُ جَدِّه
*
ويأتي ذِكْرُ أبيه في مَحَلِّه.
والجميع كانوا فُقَهاءَ قُضاةً، كُوفِيِّين، حَنَفِيِّين.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال ابنُ النَّجَّار: وتَوَلَّى القضاءَ، وما أظُنُّه روَى شيئا.
وقال المنْذِرِيُّ في "التَّكْملة": سمع من والِدِه.
وتوفِّيَ، رحمه الله تعالى، في ليلة سابع عشر المحرَّم، سنة سبع وتسعين وخمسمائة، ودُفِن من الغَدِ عند والِدِه. رحمهما الله تعالى.
* * *
2830 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عَلْقَمةَ، أبو يَزيد، السَّعْدِيّ، المرْوَزِيّ
* *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 288.
وترجمته في التكملة لوفيات النقلة 2: 260، والجامع المختصر لابن الساعي 9: 56، والجواهر المضية برقم 777.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 289. =
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: أحدُ أصْحاب محمد بن الحسن، وأخَذَ عنه الفِقْه.
وسمِع من نُوح بن أبي مَرْيَم الجامع، وشَريك بن عبد الله القاضي، وحَمَّاد بن زيد.
قال الخطيبُ: قدِم "بغداد"، وحدّث بها، فَرَوَى عنه
(1)
أحمدُ ابنُ حَنْبَلٍ، وزُهَيْرُ بن حَرْب، وأبو بكر
(2)
بن أبي شَيْبةَ، وإسحاق بن راهُويَه.
وقال الحاكم في "تاريخ نَيْسابور": وكان من أصحاب محمد بن الحسن، بَصيرًا بالرَّأْيِ والحديث، رجلٌ صالحٌ
(3)
.
وكان عالما بالحساب والدّور.
وكان أُكْرِه علىَ قضاء "سَرْخَسَ"، وأُخْرِج إليه مُكْرَهًا، فلمَّا دخلَها أقام بها يَحْكُمُ، ثم هرب، ولم يَظْهر. رحمه الله تعالى.
* * *
وترجمته في تاريخ بغداد 10: 254، 255، والجواهر المضية برقم 778.
(1)
في بعض النسخ والجواهر "عن"، والمثبت من تاريخ بغداد.
(2)
في بعض النسخ والجواهر "وأبي بكر".
(3)
أي: هو رجل صالح.
باب من اسمه عبد الرحمن بن علي
2831 - الشيخ العارف بالله عبد الرحمن بن علي بن أحمد البسطامي مشربا، والحنفي مذهبا، والإنطاكي مولدا
*
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: كان رحمه الله عالما بالحديث والتفسير والفقه، عارفا بخواصّ الحروف وعلم الوفق والتكسير.
وله يد طولى في معرفة الجفر والجامعة، والوقوف على التواريخ.
ولما رغب في الاطلاع على العلوم الغريية طاف البلاد، ورحل إلى البلاد الشامية، ودخل "القاهرة"، وطاف البلاد الغربية، حتى نال بغيته.
وكان له تصرّف عظيم بخواصّ الحروف، وتأثير عظيم بالاشتغال بأسماء الله تعالى، وكان له في ذلك حكايات غريبة، لا يفي بذكرها هذا المختصر.
ثم إنه دخل مدينة "بروسا"، واجتمع معه المولى الفناري، واستفاد منه كثيرا من العلوم الغريبة.
وله تصانيف في علم الجفر، وعلم الوفق، وخواص أسماء الله تعالى، وفي علم التواريخ، لا يمكن تعدادها.
ورأيت أكثرها بخطّه، وكان خطّه في غاية الإحكام والإتقان، وجميع مصنّفاته محرّرة متقنة، يعتمد عليها.
* راجع: الشقائق النعمانيه ص: 31.
وأجلّ مصنَّفاته: كتاب "الفوائح المسكية في الفواتح المكية"، أدرج فيه ما يفوق مائة علم، وكتاب "شمس الآفاق في علم الحروف والأوفاق" ولما دخل مدينة "بروسا" استأنس بها، وتوطّن فيها، وقبره هناك.
قال رحمه الله في بعض أبياته:
فقير غريب قد أتى روم زائرا.
دعي عبد الرحمن المقيم بـ "بروسا"، روّح الله روحه، ونوّر ضريحه.
* * *
2832 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن ابن علي بن هاشم، قاضي القضاة، زين الدين التَّفِهْنيِّ
*
بفتح المثَنَّاة الفَوْقِيَّة، وكسْرِ الفاء، وسُكون الهاء، بعدَها نون؛ نِسْبةً إلى قرية من أسْفَلِ الأرض، بالقرْب من "دِمْياط"
(1)
.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِدَ سنة ثمان وستِين، ونشأ يتيما، فكفَله أخوه شمسُ الدين محمد، وكان الأكْبرَ، وهو شافعِيّ المذهب، ثم قدِم به "القاهِرَة"، فنزل في "الصَّرْغَتْمَشِيَّةِ، وكان أوَّلا عَرِّيفٌ مكتب الأيْتام بها،
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 290.
وترجمته في إنباء الغمر 3: 486، وبغية الوعاة 2: 84، والدليل الشافي على المنهل الصافي 1: 401، 402، والسلوك للمقريزي 4: 2: 877، وشذرات الذهب 7: 214، والضوء اللامع 4: 98 - 100، والنجوم الزاهرة 15:175.
(1)
ذكر ياقوت أنها بليدة بمصر، من ناحية جزيرة قوسنيا (قويسنا). معجم البلدان 8591.
واشتغل بفِقْه الحنفية حتى تمَهَّر، وحُبِّبَ إليه الاشْتغالُ، فقرأْ العربية، والأصول، والمنطق، وكتبَ الخَطَّ الحسَن، وفاق الأقْران.
فلما وَلِيَ القاضي بدرُ الدين الكلسْتانِيّ مشيخَة "الصَّرْغَتْمَشِيَّة"، صَحِبَه، واخْتَصَّ به، فنفَعه لما وَلِيَ كتابةَ السِّرِّ، ونوَّه به، وناب عن أمين الدين الطَّرابُلُسِيّ ومَن بعدَه، ثم صَحِب ابنَ العَديم، وواظَبَ دَرْسَه بـ "الشَّيْخونِيَّة"، ونزل في طَلَبتِها حتى صار ثاني من يَجْلِسُ عن يمين الشيخِ في حُضورِ الدَّرْس والتَّصَرُّف.
ووَلِيَ تدريسَ "الصَّرْغَتْمَشِيَّة"، وخَطبَ بالجامع الأقْمر، ولم يزلْ يترقَّى، حتى وَلِيَ قضاء الحنفية بعدَ انْفصالِ ابن الدَّيْرِيّ بتَقْرِيرِه في "المدرسة المؤَيَّديَّة" لما فُتِحت، وخُلِعَ عليه، فسار فيه سيرةً محمودةً، وخالَق الناسَ بخُلُقٍ حسَن، مع الصِّيانة والإفضال والشّهامة، الإكْبابِ على العلم والتصوُّف.
قال القاضي علاء الدين في "تاريخه": كان مُعَظَّما عندَ الملك الظَّاهر، واجْتَمَعت به، فوجدته عالما دَيِّنا، مُنْصِفا في البحث، مُحقِّقًا للفقه والأصول، كَيِّسَ الأخْلاق.
وقال الشيخُ تقيُّ الدين ابنُ المقْرِيزيّ: حلَف مرةً أنَّه لم يَرْتَشِ في الحُكْم قَطُّ.
وذكر الحافظ جلالُ الدين السُّيوطِيّ في "طبقات النُّحاة"، وأثْنَى عليه، وقال: قرأ عليه شيخُنا الشيخ سيف الدين الحنفيُّ، وغيرُه، وكان مشهورا بإتْقانِ "المغْنِي" في الأصول، وتَحْقيقه.
وكانتْ وفاتُه ثامِنَ شوَّال، سنة خمسٍ وثمانمائة. رحمه الله تعالى.
قال الإمام اللكنوي: ذكر السخاوي في "الضوء اللامع" عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن على بن هاشم الزين أبو هريرة التفهني ثم القاهري الحنفي، ولد سنة أربع وستين وسبعمائة بـ "تفهنا" بفتح المثناة
والفاء، وسكون الهاء، بعدها نون، قرية من أسفل الأرض من قرب "دمياط"، ومات أبوه، وكان طحّانا، وهو صغير، فقدم مع أمّه "القاهرة"، وكان أخوه بها، فنزل بعنايته في مكتب الأيتام بـ "صرغتمشية"، ثم ترقى إلى عرافتهم، وأقرأ بعض بني أتراك تلك الخطة، ونزل في طلبتها، وحفظ "القدوري" وغيره، ولازم الاشتغال، ودار على الشيوخ، ومن شيوخه: خير الدين العينتابي إمام الشيخونية والبدر محمود الكلستاني، فمهر في الفقه وأصوله والتفسير وأصول الدين والعربية والمعاني والمنطق وغيرها، وتصدّى للتدريس والإفتاء سنين، وناب في الحكم عن الأمين الطرابلسي، ثم عن الكمال ابن العديم، وصار من أفاضل طلبة الشيخونية حين كان الكمال شيخها، ولم يلبث أن ولي بعنايته مشيخة الصرغتمشية بعد أن تنازع فيها هو، والشرف التباني، وكان يذكر أنه بحث مع الجلال التباني، والد الشرف هذا في درس الفقه بها، فغضب منه، فخرج منكسر الخاطر منه، فدعا الله أن يولّيه التدريس بها، فحصل له ذلك، بل وأخرج ابنه لذلك، ثم لما استقرّ الشمس ابن الديري في مشيخة المؤيدية استقرّ هذا عوضه، فباشرها مباشرة حسنة إلى أن صرف بالعيني سنة تسع وعشرين وثمانمائة، وقرّر في مشيخة الشيخونية بعد السراج قارئ الهداية، ثم أعيد في سنة ثلاث وثلاثين، وصرف عن الشيخونية بالصدر بن العجمي، واستمرّ قاضيا إلى أن مات في شوال سنة خمس وثلاثين وثمانمائة، ويقال: إن أمّ ولده دسّت عليه سما، قال شيخنا: كان حسن العشرة، كثير العصبية لأصحابه، عارفا بأمور الدنيا، وقد انتهت إليه رياسة أهل مذهبه. قلت: وجلالته مستفيضة، وقد أخذ عنه الجمّ الغفير من شيوخنا، فمن دونهم كابن الهمام، وتلميذه سيف الدين، كلّهم يذكرون من أوصافه، وأما العيني فإنه قال: ما فيه تحامل. انتهى ملخّصا.
* * *
2833 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن على بن عبد الرحمن العمادي
*
مفتي "الشام"، دمشقي المولد والوفاة من فقهاء الحنفية.
له "الأغلاط التسعة" في مخطوطات الأنكرلي، رسالة صغيرة في النقد اللغوي، و "الروضة الريّا فيمن دفن بداريّا".
توفي سنة 1223 هـ.
* * *
2834 - الشيخ الفاضل العالم الجليل الفقيه النبيل المفتي عبد الرحمن بن المنشئ علي بن فناء الله بن محمد بخش على الميانجي الكُمِلائي
* *
ولد سنة 1307 هـ في قرية "بانْدُوَيِن" من مضافات "لكْسَام" من أعمال "كُمِلا".
قرأ القرآن الكريم في المدرسة الفرقانية بقريته، وقرأ فيها ثلاث سنين إلى سنة 1315 هـ، ثم التحق بالمدرسة الفيضية بـ "بَجِّمْغاون" سنة 1316 هـ، قرأ فيها عدّة سنين، ثم ارتحل إلى المدرسة الإسلامية بـ "نواخالي"، قرأ فيها من "شرح الجامي" إلى "مشكاة المصابيح".
* راجع: الأعلام للزركلي 3: 318.
ترجمته في حلية البشر 840، ومخطوطات الأنكرلي 275، ودار الكتب 5:208.
* * راجع: مشايخ كملا 1: 55 - 57.
من شيوخه فيها: العلامة عزير غل، تلميذ شيخ الهند محمود حسن الديوبندي، والعلامة غياث الدين، والعلامة إدريس، وغيرهم.
بايع في الطريقة والسلوك على يد حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، وبعد وفاته بايع على يد المولى نذير أحمد الشهيد، رئيس دار العلوم سَرْسَدِي سابقا.
بعد الفراغ التحق مدرّسا بالمدرسة الحميدية "بتُوكرام"، ودرّس فيها سبع عشرة سنة، ثم التحق بقاسم العلوم "كُمِلا"، ودرَّس فيها ثلاث سنين، ثم التحق بالجامعة الإسلامية كاشيبُور، ودرَّس فيها 26 سنة، وفي آخر هذه المدة عيّن رئيسا لها.
توفي سنة 1394 هـ، في شهر شوّال، وترك أربعة بنين وبنتين.
* * *
2835 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن علي بن محمد، الشريف، ركنُ الدين، الحلبِيّ، المعروف بالدُّخان
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ذكره ابنُ حَجَرٍ في "إنْباء الغُمِر"، وقال: كان ماهرًا في فُروع مذهبه.
وذكره ابنُ طُولُونَ في "الغُرَف العَلِيَّة"، وقال: اشْتغَل بـ "دمشق"، وناب في الحُكم مُدَّةً لابن الكَشْكِ، ثم وَلِيَ القضاء اسْتقْلالا بعدَ موتِه، وكان ماهرا في فُروع المذهب، مشاركا في عِدَّة فُنُون.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 291.
وترجمته في الدليل الشافي على المنهل الصافي 1: 402، وشذرات الذهب 7: 231، والضوء اللامع 4: 103، 104، والنجوم الزاهرة 15:198.
ومات يوم الأحد، سابعَ المحرَّم، سنة تسع وثلاثين وثمانمائة.
قال: وذكرَه في "المنْهَل"، فقال: مولدُه في حدود الثَّمانين وسبعمائة تخْمينا، وولّاه الأشْرفُ بَرْسبايُ القضاءَ بغير رِشْوَةٍ، فحُمِدَتْ سيرتُه، واسْتمرَّ قاضيا إلى أن مات، وكان عندَه دين.
وذكره ابنُ المبْرَد في "الرِّياض". وقال: ناب لابن الكَشْفِ، وفيه يقول القائل:
وقد كنتُ قبلَ اليوم للكَشْكِ كارِها
…
فكيف به إذ صار كَشْكا مُدَحَّنا
* * *
2836 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن على
(1)
بن المؤَيَّد الأماسِيّ
،
(1)
ذكر في "الشقائق" أن ولادته سنة 820 هـ، وسفره إلى البلاد الحلبية، وكانت في تلك الأيام بأيدي الجراكسة سنة 886 هـ، ثم ارتحل إلى العجم، وأقام عند الدوّاني سبع سنين، ثم أتى "الروم" سنة 888 هـ، وأعطي مدرسة قلندرخانة بـ "قسطنطينية"، ثم تزوّج بنت مصطفى القسطلاني سنة 891 هـ، وأعطي إحدى المدارس الثمان، ثم أعطي سنة 899 هـ قضاء "أدرنة"، ثم قضاء العسكر في "أناطولي" سنة 907 هـ، ثم قضاء العسكر بـ "روم إيلي" سنة 911 هـ، ثم عزل عنه في رجب سنة 917 هـ، وعين له كلّ يوم مائة وخمسون درهما، فلم يقبل، حتى جلس سليم خان ابن بايزيد خان على السلطنة، فأعاده إلى قضاء العسكر سنة 919 هـ، وسافر معه إلى بلاد العجم عند محاربة الشاه إسماعيل، ثم عزل لسبب اختلال في عقله سنة 920 هـ، وعين له كلّ يوم مائتا درهم، وأتى "قسطنطينية" معزولا، ومات هناك سنة 932 هـ، وكان بالغا إلى الأقصى في العلوم العقلية، منهيا إلى الغاية القصوى من الفنون النقلية، ماهرا في التفسير والحديث وسائر ما دون من العلوم في القديم والحديث.
أحدُ فُضَلاء "الدِّيار الرُّومِيَّة" *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان ماهرًا في أكثر الفُنُون، وله يَدٌ طُولَى في النَّظْم بالفارسيَّة والتُّرْكيَّة، ويُقالُ: وبالعَرَبِيّة أيضا.
وكان حسَنَ الخَطِّ جِدًّا، ورحَل إلى "الدّيار الحَلَبِيَّة"، وقرأ على بعض عُلَمائها كتاب "المفَصَّل" للزَّمَخْشَريّ، وغيره، ثم رحَل إلى "ديار العَجَم".
أخذَ عن الجلال
(1)
الدَّوَّانِيّ، ولازَمَه مُدَّةً كبيرةً، نحو سبع سنَواتٍ، ثم قدِم إلى "الديار الرُّومِيَّة"، واجْتَمع به أفاضلُها، واشْتَهَرتْ بينهم فَضائلُه،
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 292.
وترجمته في شذرات الذهب 8: 109، 110، والشقائق النعمانية 1: 430 - 437، وكشف الظنون 1: 450، 857، 861، 886، 2: 1308، 1606، 1607، 2030، والكوكب السائرة 1: 232، 233، وهدية العارفين 1:544.
(1)
هو محمد بن أسعد الدوّاني الصدّيقي الشافعي، له قدم راسخ في العلوم العقلية، ومشاركة في العلوم الشرعية، تصانيفه دلّت على أنه البحر بلا منازع، والحبر بلا نازع، له حواش على "شرح التجريد" للقوشجي القديمة والجديدة، وحواش على "شرح المطالع" القديمة والجديدة، تنازع فيها مع معاصره الصدر، وصار في أكثر المباحث هو الصدر، وحواش على "شرح الشمسية" القطبي، ورسالة في إيمان فرعون، قد رد عليها علي القارئ المكّي في رسالة، سماها "فر العون من مدعي إيمان فرعون"، ورسالة مسمّاة بـ "أنموذج العلوم"، أورد فيها مسائل معركة الآراء من علوم مختلفة وفنون متفرّقة، وقد طالعتها كلّها، وانتفعت بها، وقد أخذ العلوم عن جماعة كثيرة من أصحاب العلوم على ما أورده في بدأ رسالته "أنموذج العلوم"، منهم: وهو أول شيوخه والده سعد الدين أسعد المدرس بالجامع المرشدي بـ "كازرون"، أخذ عنه العلوم الآلية، والفنون الأدبية، والفقه والتفسير، والعلوم العقلية، وأخذ والده الحديث والتفسير عن المحدّث شرف الدين عبد الرحيم الجرهي الصديقي، تلميذ خواجه شيخ
وصار مُدرِّسًا بمدرسة "قَلَنْدرخانه" وبإحْدَى المدارس الثَّمان، ثم وَلِيَ قضاءَ "أدِرْنَة"، ثم قضاء العَسْكر بولاية "أناطولِي"، ثم بولاية "روم أيْلي"، ثم عُزِل، ثم وَلِيَ أيضا في زمن السلطان سليم خان، وسافَر معه إلى ديار العَجَم، لمحاربةِ
علي بن مبارك شاه الصدّيقي، وأيضا أخذ والده قدرا من الحديث عن شمس الدين محمد الجزري، صاحب "الحصن الحصين"، وأخذ الفقه عن جماعة، منهم: أفقه زمانه جمال الدين محمود بن أبي الفتح، عن لسان الدين نوح السمناني، عن جلال الدين محمد القزويني، عن والده عبد الغفّار القزويني، صاحب "الحاوي الصغير"، عن محمد بن عبد الكريم الرافعي، وكلّهم شافعية. وأما العقليات، فأخذها والده عن أئمة، أجلّهم: السيّد الشريف علي الجرجاني، ومن مشايخه غير والده السيّد صفي الدين عبد الرحمن الإيجي، سمع عليه "الأربعين النووية". ومنهم. أبو المجد عبد الله بن ميمون الكرماني، سمع عليه "المسلسل بالأولية". ومنهم: مظهر الدين محمد الكازروني، تلميذ السيّد في العقليات، والمجد الفيروز آبادي محمد بن يعقوب، صاحب "القاموس"، والشمس الجزري في النقليات. ومن مشايخه: ركن الدين روزبهان العمري الشيرازي. ومن مشايخه: محي الدين محمد الأنصاري الكوشكناري، وهو كان يروى عن عفيف الدين إبراهيم، وعن شهاب الدين الحافظ ابن حجر، هذا ما ذكره هو في "أنموذج العلوم"، وذكر أيضا أن الشهاب ابن حجر أجاز أهالي "شيراز" مطلقا، كنت أنا من جملتهم، ولي الرواية عنه بغير واسطة. انتهى. وقد ترجمه شمس الدين السخاوي في "الضوء اللامع"، حيث قال: محمد بن أسعد مولانا جلال الدين الدوّاني، بفتح المهملة، وتخفيف النون، نسبته لقرية بـ "كازرون"، الشافعي القاضي بإقليم "فارس"، والمذكور بالعلم الكثير ممن أخذ عن المحبوبي اللاري، وحسن البقّال تقدم في العلوم، سيّما في العقليات، وأخذ عنه أهل تلك النواحي، وارتحلوا إليه من "الروم"، و "خراسان"، و "ما وراء النهر"، وسمعت الثناء عليه من جماعة ممن أخذ عني، وصنّف الكثير، من ذلك: شرح على "شرح التجريد"، عمّ الانتفاع به، وكذا كتب على "العضد"، مع فصاحة وبلاغة وصلاح وتواضع، وهو الآن سنة 897 حي ابن بضع وتسعين. انتهى.
شاه إسماعيل الأرْدُبِيلِيّ، وعزَلَه وهو قافِلٌ في أثناء الطريق، لخَلَلٍ حصَل في عقْلِه، وعيَّن له كلَّ يوم مائتي درهمٍ، وقدِم إلى مدينة "إسْتَانْبول" مَعْزولا، ومات بها، في خامس عشرَ شعبان، سنة اثنين، عشرين وتسعمائة. رحمه الله تعالى.
وله تعاليق كثيرةٌ، ورسائل مُتعَدِّدة، مات عنها وهي في المسَوَّدات لم تبَيَّضْ، لانْشغالِه بالمناصب، ومن جُملة ذلك:"رسالة لطيفة"، أوْرَد فيها بعضَ مواضِعَ مُشْكِلةٍ في علم الكلام، و "رسالة في تَحْقيق الكُرَة المدَحْرَجَة"، وله غير ذلك.
وكان كثيرَ الكُتُب، يُقالُ: إنَّه خلَّف سبعةَ آلاف مُجلَّدٍ سِوَى المكرَّرات.
* * *
2837 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن علي بن يوسف بن الحسن ابن محمود الزَّرَنْدِيّ، زَيْن الدين المدَنِيّ، ابن القاضي نور الدين
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ذكرَه ابنُ حَجَرٍ في "إنْباء الغُمر"، وقال: وُلِدَ قَبْلَ سنة خمسين، واشْتغَل، وسمِع من القلَّائيّ، ووَلِيَ قضاء "المدينة المنوَّرة" بعدَ أخيه أبي الفَتْح، سنة أربع وثمانين إلى أن مات، إلا أنَّه عُزِلَ مَرَّةً
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 292.
وترجمته في إنباء الغمر 3: 44، 335، والدليل على المنهل الصافي 1: 402، وشذرات الذهب 7: 197، والضوء اللامع 4: 105، 106، والزرندي: نسبة إلى زرند، من أصفهان. بلدان الخلافة الشرقية 346، 347.
سنة أربع وثمانمائة، ثم أعيد، ووَلِيَ حِسْبَةَ "المدينة المنوَّرة"، أيضا. وقد حدَّثنا بـ "مُسَلْسَلِ التَّمْر" بـ "المدينة"، ولم أضْبِطْ ذلك عنه، وتفرَّد بالإجازة من الزُّبير بن عليِّ
(1)
الأُسْوانِيّ، راوِي "الشِّفا".
مات في ربيع الأوَّل، سنة سبع عشرة وثمانمائة.
(2)
رحمه الله تعالى.
* * *
2838 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن على الأماسي، الرومي، المعروف بقزل ملا
*
فقيه، لغوي.
من آثاره: حاشية على "القاموس المحيط" للفيروز آبادي، و "شرح الهداية" في فروع الفقه.
توفي سنة 983 هـ.
* * *
(1)
تكملة من إنباء الغمر.
(2)
أعاد ابن حجر ترجمته في وفيات سنة سبع وعشرين وثمانمائة. وانظر المصادر الأخرى للترجمة.
* راجع: معجم المؤلفين 5: 155.
ترجمته في هدية العارفين 1: 517.
باب من اسمه عبد الرحمن بن عمر
2839 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن عبد الله، مجد الدين، أبو المجد ابن الصّاحب كمال الدين، المعروف كبقيَّة أقاربِه بابن العديم
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو من البيت المشْهور بالعلم والرِّياسة.
وُلِد في مُسْتهَلِّ جُمادَى الأولَى، سنة أربع عشرة وستمائة، وأجاز له جماعة، واشْتغَل، وبَرع في فُنون، ونظَم الشِّعْر الحسَن، ودرَّس وخَطَب.
ولما ملكَتِ التَّتارُ "حلب"، رحَل إلى "الدِّيار المصرِيَّة"، وتولَّى خطابَةَ جامع عمرو بن العاص، رضى الله تعالى عنه، وكان أوَّلَ حنفيٍّ وَلِيَها، ثم وَلِيَ قضاءَ "الشام" بعدَ موتِ القاضي شرف الدين ابن عَطاء، سنة ثلاثٍ وسبعين وستمائة.
قال الذّهبيُّ في "تاريخه": كان قاضي القُضاة مجدُ الدين ابن العَديم مَهيبًا، مُحْتَشمًا، ذا دِينٍ وتَعَبُّدٍ، وأورادٍ يَسِيرةٍ حَمِيدةٍ، بارعا في المذهب، عارفا
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 293.
وترجمته في تاريخ ابن الوردِي 2: 226، والجواهر المضية برقم 779، ودول الإسلام 2: 179، وذيل مرآة الزمان 3: 306 - 320، وشذرات الذهب 5: 358، والعبر 5: 315، وعيون التواريخ 21: 174 - 181، والنجوم الزاهرة 7:281. وهو "العقيلي الحلبي".
بالأدب، وكان والدُه الصاحبُ كمالُ الدين إذا حضر مجلسَ الملِكِ الناصر، لا يحْضر أحدٌ فَوْقَه، وكذلك في المحافِل، فإذا غاب والِدُه، وحصلَ عائقٌ، حضر مجدُ الدين، فقعَد مَكانَه، لا يترفَّعُ عليه أحدٌ من صُدورِ الحلبِيِّين والدِّمشقِيِّين.
ولما بَنَى الملِكُ الظاهر مدرسته التي بين القَصْرَيْن، رتَّبوا مجدَ الدين لتَدْريس الحنفية بها، ولما حضرَ السلطانُ المدرسة المذكورة، كان هو لم يأتِ، فطلَبه السُلطان، فقيل: حتى يَقْضِيَ وِرْد الضُّحَى، ثم جاء وقد تكامَل الناس، فقاموا كلُّهم له، ولم يقُم هو في ذلك المجلس لأحَدٍ، ولما قَدِمَ على قضاءِ "الشام" قدِمَ بِزِيّ الفقراء والرُّؤساء، ولم يَعْبأ بالمنْصَبِ، ولا غيَّرَ لُبْسَه، ولا وَسَّع أكْمامَه، وكان كثير الصَّلاح والعبادة، له أوْرادٌ لا يقْطعُها.
حُكِيَ عنه أنَّه مَرَّ بـ "وادى الرَّبيعة"
(1)
، وهو مَخُوفٌ جدًّا، فنَزَل وصلَّى، وقرأ ورْدَه بين العِشاءَيْن، والغِلْمانُ ينْتظرونه بالخَيْلِ، فلمَّا فرغ رَكِبَ وسار، وكان يتواضَع للصالحين، ويعْتقد فيهم، وإذا حضرَ الدرسَ يكونُ في مدرسته مَمْلوكان تُرْكيَّان بكَلَّاواتٍ
(2)
.
كذا نَقَلَه في "الرَّوْض البَسَّام"، عن "تاريخ الحافظ الذَّهبي".
ومن نَظْمِ مجد الدين قولُه
(3)
:
أحِنُّ إلى قلبي ومَن فيه نازِلُ
…
ومن أجْلِ مَنْ فيها تُحَبُّ المنازِلُ
وأشْتاقُ لَمْعَ البَرْقِ مِن نَحْوِ أرْضِكم
…
ففي البَرْقِ مِن تلك الثُّغورِ رسائلُ
وإنْ مال بانُ الدَّوْحِ مِلْتُ صَبابَةً
…
فبين غُصون البان منك شَمائلُ
ولي أرَب أن ينْزِلَ الرُّكْبُ بالحِمَى
…
لسَيَّالِ دَمْعِي وهوَ لِلرَّكْبِ سائلُ
وبي أنَّه لا تَنْقَضِي أو أراكُمُ
…
وأُبْصِرُ نجْدًا وهوَ بالحَيّ آهِلُ
(1)
في عيون التواريخ 21: 181 "التربيعة".
(2)
الكلاوات: جع الكلّوتة، وهي غطاء للرأس. انظر: حاشية السلوك 1: 493.
(3)
ذيل مرآة الزمان 3: 312، 313، وعيون التواريخ 21:176.
تُرَى هلْ أراكمْ أو أرَى مَن يَراكُمُ
…
وأبْلُغُ منكمِ بعضَ ماْ أنا آملُ
وأحْظَى بقُرْب الطَّيْف منكم وإنَّه
…
ليُقْنِعَنِي مِن وَصْلِكُم وهْوَ باطِلُ
أُطالِبُ جَفْنِي بالمنام وقد غَدَا
…
يُواعِدُكمْ أن يَلْتَقِي وهْوَ ماطِلُ
وقوله، في وَداعِ الملِك النّاصر
(1)
:
أقولُ لصَحْبِي حِينَ سارُوا تَوقَّفوا
…
لعلِّي أرى مَن بالجْناب الممَنَّعِ
وألْثَمُ أرْضًا يُنْبِتُ العِزَّ تُرْبُها
…
وأسْقِي ثَراها مِن سحائبِ أدْمُعِي
ويَنْظُرُ طَرْفِي أيْنَ أتْرُكُ مُهْجَتِي
…
كما أقْسمتْ أن لا تَسِيرَ غدًا مَعِي
وما أنا إن خَلَّفْتُها مُتأسِّفًا
…
عليها وقد حَلَّتْ بأكْرَمَ مَوْضِع
ولكنْ أخافُ العُمْرَ في البين ينْقضِي
…
على ما أرَى والشَّمْلُ ليس بمُجْمَعِ
(2)
يَمينًا بمَنْ وَدَّعْتُه ومَدامِعي
…
تَفِيضُ وقلبي للفراقِ مُوَدِّعِي
لئن عادَ لي يومًا بمُنْعَرَجِ اللَّوَى
…
وأصْبَح سِرْبِي فيه غَيْرَ مَرَوَّعِ
غَفَرْتُ ذُنوبا أسْلَفَتْها يد النَّوَى
…
ولم أشْكُ مِن جَوْر الزَّمانِ المضَيِّع
وبَشَّرْتُ آمالِي بيومِ لقائنا
…
ومَتعْتُ طَرْفِي بالحديث ومَسْمَعِي
(3)
وفارَقْتُ أيَّاما توَلَّتْ ذَمِيمةً
…
وقلتُ لأيّام السرور ألا ارْجِعِي
ومنه دوبيت
(4)
:
أهْوَى قمرًا مَشَى إلى الشَّمْعِ وقطُّ
…
ما أنْعَمَ خَدَّه وما أنْعَمَ قَطُّ
قد خَطَّ عِذارُه وما يَعْرِفُ خَطّ
…
ما أعْشَقَنِي فيه إذا نام وخَطّ
(5)
كذا أوْرَدَ له ابنُ شاكِر الكُتْبِيُّ في "تاريخه" هذا الدوبيت، مع كثير من شعره.
(1)
ذيل مرآة الزمان 3: 311، 312، وعيون التواريخ 21:178.
(2)
في الذيل والعيون: "والشمل غير مجمع".
(3)
في الذيل "طرفي بالحبيب".
(4)
عيون التواريخ 21: 178.
(5)
خط الأخيرة بمعنى: وغط في نومه.
وحكي عنه
(1)
أنَّه قال: رأيتُ في المنام، كأنِّي قاصدٌ الدُّخولَ إلى بلدة صغيرة، فقيلَ لي: إنَّ نجمَ الدين ابن إسْرائيل
(2)
قد صار كاتبا عندَ الوالي بها. فقلتُ في النوم:
إلى كم ذا تُغَيِّرُك اللَّيالِي
…
وتُبْدِي منك حالا بعدَ حالِ
فطَورًا شيخَ زاوِيةٍ وفَقْرٍ
…
وطَوْرًا كاتبا في دار والِي
وكتب إلى ابنِ عمِّه بدر الدين عبد الواحد من الرَّبْوة يسْتدْعِيه، ويلْتمِسُ منه اصْطِحابَ نور الدين بن سعيد المغْرِبيّ، وفخر الدين بن الجنَّان الشّاطِبِيّ معه، قولَه، رضي الله تعالى عنه:
رَبْوَتُنا أصْبحتْ عَرُوسًا
…
أثْوابُها لا تزالُ خُضْرا
قدْ كُلِّلتْ بالنَّدَى وِشاحا
…
تَخالُه في العيون دُرًّا
والظِّلُّ فيها ضُحًى كَلَيْلٍ
…
والزَّهْرُ قد عاد فيه زُهْرا
والسَّعدُ يَقْضِي بأنَّ طَرْفِي
…
يَشْهدُ فيه سَناكَ بَدْرَا
فأصْحِب النُّورَ مِنْك فَخْرًا
…
يَطْلُع منه الغَمام فَجْرا
يهُزُّ عِطْفَيْه في ذَراها
…
وينْثَنِي نَشْوةً وسُكْرَا
فإنَّ قلبي أسَرَّ نُورًا
…
فاشْتاق طَرْفِي إليه جَهْرَا
فبادِرُوا بالرُّكوبِ واتْلوا
…
سبحانَ مَن بالنَّهار أسْرَى
إذا رأيتَ الرِّياضَ جَهْرًا
…
شاهدْتَ صُنْعَ الإله سرَّا
كأنَّما الدَّوْحُ فيه جَيْشٌ
…
على خيُولِ النَّسِيم كَرَّا
(1)
عيون التواريخ 21: 180، وذكره اليونيني أيضا في الذيل 3:317.
(2)
هو محمد بن سوار بن إسرائيل الشيباني الدمشقي، المتوفى سنة سبع وسبعين وستمائة. انظر: ذيل مرآة الزمان 3: 405.
والنَّهْرُ في الرَّوْض مثلُ إيمٍ
…
يطْلُبُ مِن خَوْفِه مَفَرَّا
(1)
والماءُ فيه جَرَى بَرِيدًا
…
أراه يُنْهِي إليك أمْرَا
مُسابِقًا للنَّسِيم كَيْما
…
يَلْثَمُ من راحتَيْك عَشْرا
رسائلٌ للنَّسيم راقَتْ
…
تُحيلُ نَظْمَ الرِّياض نَثْبَرا
بَقيتَ في راحةٍ وعِزٍّ
…
ونِعْمَةٍ لا تزالُ تَتْرَى
فأجاب بقوله
(2)
:
لا غَرْوَ لي إن طَلَبْتُ عُذْرًا
…
عن أُفُقٍ صِرْتَ فيه بَدْرَا
(3)
لا سِيَّما والرِّياضُ أضْحَتْ
…
تُهْدِي لنا من ثَناكَ نَشْرَا
وسائلُ النَّهْرِ مَدَّ كَفًّا
…
ألْقَتْ إليه الغُصونُ دُرَّا
(4)
لكنَّه خاف حينَ مالَتْ
…
عليه من سَلْبِه ففَرَّا
برَبْوَةٍ أصْبَحَتْ عَرُوسًا
…
تُهْدَى إليها النُّفوسُ مَهْرَا
بِتَّ على نَهْرِها فأضْحَى
…
يزيدُ بالجود منك بَحْرَا
(5)
لله كم من سُطورِ دَوْحٍ
…
يوما إذا ما ذُكِرْتَ سَطْرَى
بها مُقِرٌّ ولسْت ممَّن
…
يَرْضَى بَديلا عنها بمقْرَى
سَطرَى؛ بفتح السِّين، وسُكون الطَّاء، وراء مفتوحة، وألفٍ مقصورةٍ، ومقرى؛ على ما ضبَطه أبو الحسن علي بن عُبَيْد الكُوفِيّ المتْقِنُ الخَطِّ والضَّبْط، وعلى ما نقَله ابنُ عَدِيٍّ، بالفتح، ثم السكون، وراء، وألف مقصورة، وتُكْتَبُ ياءً لمجيئها رابعةً.
(1)
الإيم: الحية الأبيض اللطيف، وفي عيون التواريخ "من خوفه مقرا".
(2)
عيون التواريخ 21: 177، 178.
(3)
في العيون "حرت فيه".
(4)
في بعض النسخ "وسائل العز".
(5)
في بعض النسخ "منك مهرا".
قال ياقوتُ
(1)
: وأمّا المحْدثون وأهل "دمشق"، على ضَمِّ الميم: قريبا من نَواحِي "دمشق"، ومن مُتَنزَّهاتها الحسنة الكثيرة المياه، الملْتفَّة الأشجار.
قال عَرْقَلة فيها
(2)
:
سقَى الله من سَطْرَى ومَقْرَى مَنازِلا
…
بها للنُّدامَى مَنْظَرٌ وسُرورُ
وقال في مَقْرَى توفيقُ بن محمد النَّحْوِيُّ
(3)
:
سقَى الحيا أرْبُعًا تَحْيَى النُّفوس بها
…
ما بين مَقْرَى إلى باب الفرادِيسِ
رجع إلى تَمام الأبيات:
لو لم يكنْ دَوْحُها سماءً
…
لم يطْلَعِ الزَّهْرُ منه زُهْرَا
فالنّهْرُ قد سَلَّ منه سيفًا
…
به على الرَّوْضِ قد تَجَرَّا
وَافَى نَسِيمُ الضَّبا رسولا
…
يُهْدِي ويُبْدِي نَشْرًا وبِشْرَا
دعا فلَبَّاه كلُّ داعٍ
…
قد ملأَ الأرضَ فيكَ شُكْرَا (3)
طَلَعْتَ شمسًا فحُزْتَ نُورًا
…
وكنتَ مَجْدًا فزِدْتَ فَخْرَا
وقُلْتَ في ساعةٍ قَريضًا
…
يُتْعِبُنِي في الجواب دَهْرَا
ما العُمْرُ إلا لَدَيْكَ يَصْفُو
…
أوْلا فلا أرْتَضيه عُمْرَا
وكتب القاضي مجدُ الدين إلى الإسعَرْدِيِّ
(4)
صُحْبَةَ طَبَقِ فاكِهةَ
(5)
:
(1)
معجم البلدان 4: 604.
(2)
معجم البلدان 3: 90.
(3)
لم يرد هذا البيت في عيون التواريخ.
(4)
في بعض النسخ "السعردي".
وهو نور الدين محمد بن محمد بن عبد العزيز الإسعردي، شاعر غلب عليه المجون، وتوفي سنة ست وخمسين وستمائة. البداية والنهاية 13: 212، 213، وشذرات الذهب 5: 283، والوافي بالوفيات 1: 188 - 192، وفوات الوفيات 3: 271 - 276.
(5)
الرجز في عيون التواريخ 21: 179، وذيل مرآة الزمان 3:317.
يا أيَّها النُّور الذي يجْلُوا الغَسَقْ
وَجْهُك هذا قمرٌ إذا اتَّسَقْ
عساك أن تَدْنُو دُنُوَّ مَن وَمِقْ
نَحوَ غلامٍ وكتابٍ وطبَقْ
وإن تشأْ فاقْرأْ أوائلَ الفَلَقْ
فأجابه النُّور الإسْعَرْدِيّ، بقوله
(1)
:
يا مَجْدًا إلى ذُرَى الفضلِ سَبَقْ
ومَن سَمَا نَحْوَ المعالِي وسَمَقْ
(2)
يا حبَّذا منكَ كتابٌ وطَبَقْ
وحبَّذا الغلامُ لو كان يَقَقْ
(3)
وكتبَ سعد الدين ابنُ عَرَبِيّ
(4)
إلى القاضي مجد الدين، وقد عَزَموا على الخُروج لملْتَقَى والِده الصاحب كمال الدين وقد عاد من "الموْصِل"، سنة ثلاث وخمسين وستِّمائة، ويَطْلُبُ لرَفِيقِه النَّجْم ابن أبى الطَّيّب دَابَّةً، قولَه:
النَّجْمُ مُصاحبِيِ قَوِيُّ العَزْمِ
…
ما عندِي ما يَرْكَبُه للعُدْمِ
والعبد يُرَجِّي إن أتَى صُحْتَنا
…
أن نُسْرِعَ إذ سِرْنا بِسَيْرِ النّجْمِ
فسيَّر إليه القاضي مجد الدين بَغْلةً وكتب إليه يقول:
البَغْلَة قد أصْغَتْ لحُسْنِ النَّظْمِ
…
سَمْعا وأتَتْ مُطيعةً للرَّسْمِ
(1)
عيون التواريخ 21: 179، 180، وذيل مرآة الزمان 3:317.
(2)
سمق: علا، وطال.
(3)
اليقق: الشديد البياض.
(4)
ذكره ابن كثير في البداية والنهاية 13: 217، في وفيات سنة سبع وخمسين وستمائة، وهو سعد الدين محمد بن محي الدين محمد ابن عربي.
والقصة في عيون التواريخ 21: 179 - 180، وذيل مرآة الزمان 3: 313، 314.
بُشْرايَ إذًا بصُحبَةِ النَّجْمِ لنا
…
فالسَّعْدُ مُقارِنٌ لهذا النَّجْمِ
ومن نَظْمِ القاضي مجد الدين أيضا، في لاعبِ كُرَةٍ، قولُه
(1)
:
لله ما أحْلَى شمائلَ أغْيَدٍ
…
أجْرَى الدُّموعَ له عِذارٌ واقفُ
وكأنما الكرة التي يسطو بها
…
قلب لديه من جفاه واجف
وكأنها إنسانُ عَيْنِ مُحِبِّه
…
وكأنما الجوكان بَرْقٌ خاطِفُ
(2)
قال في "الرَّوض البَسَّام": ولم يزَلْ على القضاء إلى أن مات بـ "جَوْسَقَة"
(3)
بـ "دمشق"، في سادس عشرَ ربيع الآخِر، سنة سبع وسبعين وستمائة، وصُلِّيَ عليه بعدَ العصر بالجامع الأُمَوِيِّ، ودُفِنَ بتُرْبتِه التى أنشأها بـ "الشَّرَف القِبْلِيّ"، جوار زاوية الجَرِيرِيّ، غرِبِيّ الزَّيْتون، رحمه الله تعالى.
ورثاه أبو الثَّناء محمود بن سليمان بن فَهْد الحلبيُّ، بقوله
(4)
:
أقِمْ يا سارِيَ الخَطْبِ الذَّميمِ
…
فقد أدْرَكْتَ مَجْدَ بني العَديم
هَدَمْتَ وكنتَ تقْصُرُ عنه بَيْتا
…
له شَرَفٌ يطولُ على النُّجومِ
قصَدْتَ ذَوِي الكمال فعاجلَتْهم
…
يدَاكَ بحَلِّ عِقْدِهم النَّظيم
وأنت بكَفِّ بأسِهم الرَّزايا
…
حَلَلْتَ مِن المعالِي في الصَّمِيمِ
أتَدْرِي مَن أصَبْتَ وكيف أمْسَتْ
…
بك العَلْياءُ دامِيَةَ الكُلومِ
(5)
وكيف رَفَعْتَ قَدْرَ الجهلِ لما
…
خَفَضْتَ مَنارَ أعْلامِ العلوم
(6)
(1)
الأبيات في عيون التواريخ 21: 179، وذيل مرآة الزمان 3:314.
(2)
الجوكان (الجيم مثلثة النقاط): العود المعوج، المعروف بالصولج أو الصولجان. الألفاظ الفارسية المعربة 109.
(3)
جوسقة: الجوسق في الأصل: القصر، وعدة قرى تنسب إلى أماكن، ذكرها ياقوت.
(4)
عيون التواريخ 21: 174 - 176، وذيل مرآة الزمان 3: 318، 319.
(5)
في الذيل "دائمة الكلوم".
(6)
في الذيل "حفظت منار".
عَثَرْتَ وقدْ ضَلِلْتَ بطَوْدِ عِلْمٍ
…
أما تَمْشِي على السَّنَنِ القَويم
(1)
بمَن بسَط النَّدَى وأنارَ عَدْلا
…
يكُفُّ اللَّيْثَ عن ظُلْمِ الظَّليم
(2)
صحيح الزُّهْدِ غادَرَهُ تُقاهُ
…
وخَوْفُ اللهِ كالنضْوِ السَّقيمِ
(3)
مَضَى وسِراجُ مَنْزِلِه الثُّرَيَّا
…
ومَوْرِدُ بَيْتِه قَلْبُ الغُيومِ
(4)
ووَدَّعَ والثَّناءُ على عُلاهُ
…
يفوقُ مُضاعَفَ الغيثِ العَميمِ
(5)
وسارَ وكان للفُضَلاءِ منه
…
حُنُوُّ المرْضِعاتِ على الفَطِيمِ
(6)
وغاب فأعْدَمَ الأسْماعَ لَفْظًا
…
أرَقَّ من المدامَةِ للنَّدِيمِ
قلتُ: هذه الأبيات الثَّلاثة، ضمَّنها ابنُ فَهْدٍ مع تَغْييرٍ يسيرٍ، ثلاثةَ أعْجازٍ من مَقْطوع، قاله المنازِيُّ
(7)
الشاعر المشهورُ، يَصِف وادِيًا كثيرَ الأشجار، طيَّب التُّرْبة، حسَن المنْظَرِ، يُقالُ له "وادى يُزاعة"
(8)
، من نَواحِي "حلب"، وهو:
وَاقانا لَفْحَةَ الرَّمْضاء وادٍ
…
سَقاه مُضاعَفُ الغيث العميمِ
نَزَلْنا دَوْحَهُ فحَنا علينا
…
حُنُوَّ المرْضِعاتِ على الفَطيم
(1)
في الذيل "عبرت وقد ضللت".
(2)
في الذيل "فأفاض عدلا".
(3)
النضو "الهزيل".
(4)
في الذيل. "منزله البرايا"، وفي بعض النسخ "ومورد قلبه".
(5)
في عيون التواريخ، والذيل "مضاعف البيت تحريف".
(6)
في الذيل "وساد وكان".
(7)
أبو نصر أحمد بن يوسف المنازي، شاعر وزر لأحمد بن مروان، صاحب ميافارقين، توفي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة. معجم البلدان 4: 648، ووفيات الأعيان 1: 143 - 145.
(8)
ذكر ياقوت أنه سمع من أهل حلب من يقوله بالضم والكسر، ومنهم عن يقول: بزاعي. بالقصر، وهي بلدة من أعمال حلب، في وادي بطنان، بين منبج وحلب. معجم البلدان 1:603.
وأرْشَفَنا على ظَمَأ زُلالا
…
ألَذَّ مِن المدامةِ للنَّديمِ
يُراعِي الشمسَ أنَّى واجَهَتْنا
…
فَيَحْجُبُها ويَأذَنُ للنَّسِيمِ
يَرُوعُ حَصاهُ حالِيَةَ العَذارَى
…
فتَلْمَسُ جانِبَ العِقْدِ النَّظيمِ
وللْمَنازِيّ أيضا مقْطوعٌ غيرُ هذا في غاية الحُسْنِ، مِن قَبيلِ المطْرِب والمرَقَّص، لا بأس بإيرادِه هنا عندَ أخيه، ولم يشْتهرِ للمَنازِيّ غيرُ هذين المقْطوعَيْن، وله "ديوان شعر"، تطَلَّبَه القاضي الفاضلُ من أقاصي البلاد وأدَانِيها، فلم يظْفَرْ به
(1)
، والمقْطوعُ الثاني هو قولُه
(2)
:
إذا صَدَع الحمامُ لنا بسَجْعٍ
…
وأصغى نَحْوَه وَطْبٌ تَلاحَى
(3)
شَجَى قَلبَ الخَلِيّ فقيلَ غَنَّى
…
وبَرَّحَ بالشَّجيِّ فقيل نَاحَا
وكم للشَّوْقِ في أَحْشاءِ صَبٍّ
…
إذا انْدَمَلَتْ أجَدَّ له جِراحا
ضعيفُ الصَّبرِ عَنْكَ وإن تَنَاءَى
…
وسَكْرانُ الفُؤادِ وإن تَصَاحَى
كذاك بنو الهَوَى سَكْرَى صُحاة
…
كأحْداقِ الظُّبَى مَرْضَى صِحاحا
والعُذرُ في إيراد هذين المقْطوعَين بتَمامهما واضحٌ بَيِّنٌ، وهو قِلَّةُ وُجود مِثْلِهما رِقَّةً، ولَطافةً، وانْسِجامًا، وحُسْنَ سَبْكٍ، وخُصوصًا بعدَ حُصولِ المناسبة، وقولهم: الشيءُ بالشيءِ يُذْكَرُ. ويكْفِي لنا في مَدْح هذين المقْطوعين حُجَّةً شهادَةُ أبي العلاء المعَرِّيِّ، إمام الفَنِّ وقائد زِمام البلاغة، وفارسِ مَيْدان الفصاحة، وذلك فيما رُوِىَ من أنَّ المنازِيَّ قَدِمَ يومًا على أبي العلاء بـ "الشام"، فوجدَه جالسا، والناس يقرأون عليه، فأنْشَدَه أحدَ هذين المقْطوعَين، فقال له وهو لا يعْرِفُه: أنتَ أشْعَرُ من بـ "الشام.
(1)
الأبيات في وفيات الأعيان 1: 143، 144، ونفح الطيب 4: 288، وطراز المجالس 4، ومعاهد التنصيص 1: 248، وتنسب الأبيات إلى حمدة أو حمدونة بنت زياد المؤدب. انظر: نفح الطيب.
(2)
ذكر هذا ابن خلكان، في وفيات الأعيان 1:144.
(3)
الوطب: سقاء اللبن.
ثمْ مَضَىِ على ذلك بُرْهةٌ من الزمن، ثم اجتَمع به في "العراق"، وهو مُتصدِّرٌ في أحَدِ جوامع "بغداد" للإقْراء، فأنشَدَه المقْطوعَ الآخَرَ
(1)
، فلمَّا فرغ من إنْشادِه، قال له: ومَن بـ "العراق".
وعُدَّتْ هذه من فضائل أبي العلاء، ومن أكْبرِ الدَّلائل على قُوَّةِ حِفْظِه وفَهْمِه، حيث عطَف جملةً على جملةٍ تخلَّل بينهما فيما يُقالُ عِدَّةُ سنَوات، وهو لا ينْظُرُ قائلَهما، ولا يعْرفُه، وإنَّما عرَف أنّ قائل الشِّعْرِ الأوَّل هو قائل الشعر الثاني، وأنَّ النَّفَسَيْن لرجلٍ واحد، بقُوَّةِ الحافظة، وفَرْطِ الذَّكاء، وهذا من أعْجَبِ العجائب.
ويُحْكَى عنه ما هو أعْجَبُ من ذلك، ولوكان مَحَلَّه لأوْرَدْنا منه شيئا كثيرًا.
رجع إلى تَمام القصيدة:
أمَجْدَ الدين دَعْوةُ مُسْتَهامٍ
…
لأنْواعِ الكآبةِ مُسْتديمِ
(2)
حَلَلْتَ من الجِنانِ أجَلَّ دارٍ
…
وقلبي حَلَّ بعدَك في جَحِيمِ
فمالي غيرُ حُزْنِي مِن صديقٍ
…
ولا لي غيرُ دمعي مِن حَميمِ
إذا ما شامَ نَوْءُ الأُنْسِ طَرْفِي
…
ليمطرني هما لي بالهموم
قاك من الجنان رحيق لطف
…
يُدارُ عليكَ مَفْصومَ الخُتومِ
(3)
ولا بَرِحَتْ رِكابُ المزْنِ تَسْرِي
…
إلى مَثْواكَ دائِمةَ الرُّسومِ
(4)
* * *
2840 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن بن ثابت
،
(1)
في بعض النسخ "الثاني".
(2)
ي الذيل "دعوة مستنيم"، وفي بعض النسخ "في أنواع النكاية".
(3)
في عيون التواريخ "وساق من الجنان"، وفيه وفي الذيل "مفضوض الختوم".
(4)
في الذيل "مطلقة الرسوم".
أبو مُسْلِم، التَّيْمِيّ، تَيْم عَدِيّ، ابن بنْت القاضي أبي جعفر السِّمْنانِيّ، من أهل "سِمْنان"
(1)
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قَدِمَ "بَغداد" وهو صغير، ابن ثمان سنين. سمع بها أبا عليِّ الحسن بن شَاذَان، وغيرَه.
وروَى عن جعفر الدَّامَغانِي في آخرين. وكان يقول: أنا حَنَفِيٌّ، أشْعَرِيٌّ.
وأقام بـ "الموصل" أربعين سنة، ووَلِيَ بها القضاء خمسةَ عشرَ سنةً، ثم تركَه، وتاب عنه، كما حكاه هو عن نفسه، قال: رأيتُ في النوم قائلا يقول لي: الله قاضٍ وأنتَ قاضٍ!!
ومات، رحمه الله تعالى، يومَ الثلاثاء، تاسعَ المحرَّم، سنة سبعِ وتسْعين وأربعمائة، ودُفِنَ بـ "مَقْبَرة الشُّونِيزِيِّ".
* * *
2841 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عمر العريشي، الأزهري
* *
فقيه. ولد بـ "قلعة العريش" من أعمال "غزة"، وبها نشأ.
من آثاره: "رسالة في سر الكنى". توفي سنة 1193 هـ.
* * *
(1)
أي سمنان العراق، كما ورد في ترجمة جده لأمه. انظر: الأنساب 310، واللباب 1: 565، ومعجم البلدان 3:141.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 301. و وترجمته في الجواهر المضية برقم 780، وشذرات الذهب 3: 406، والعبر 3: 348، والمنتظم 9: 140.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 161. وترجمته في عجائب الآثار 2: 52 - 54.
باب من اسمه عبد الرحمن بن عناية الله وعواد
2842 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عناية الله البمبوي، الأمروهوي، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والحديث
*
(وأصله من "سنديله" من أسرة ينتهى نسبها إلى سيّدنا أبي بكر الصدّيق، رضي الله تعالى عنه).
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بمعمورة "بومبئ"، (وحفظ القرآن بـ "مكّة")، وتفقّه على والده وعلى أساتذة "مكّة المباركة" و"ديوبند"، (وأدرك بها الإمام محمد قاسم بن أسد علي النانوتوي، وقرأ عليه "سنن الترمذي"، وكان من آخر تلاميذه، وقرأ الحديث على العلامة أحمد حسن المحدّث الأمروهوي في "مراد آباد"، ثم على الإمام رشيد أحمد الكنكوهي، وأسند الحديث عن الشيخ العلامة حسين بن محسن الأنصاري اليماني)، ثم ولي التدريس بـ "مراد آباد" في المسجد الشاهي، فدرّس بها مدّة من الزمان، ثم استقدمه أهل "بمبئ" بمدرسة كمو سيته -بفتح الكاف وتشديد الميم- فدرّس بها زمانا، (ثم ولي رياسة التدريس وشياخة الحديث في المدرسة الإسلامية بجامع "أمروهه"، واشتغل بضع سنين بتدريس الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية بـ "دابيل".
* راجع: نزهة الخواطر 8: 260، 261.
له حاشية على "تفسير البيضاوي"، وحواش على "المطوّل"، و"مختصر المعاني"، وكان على قدم الصلاح والعفاف، مقتديا بأساتذته وسلفه، بايع الشيخ الأجلّ إمداد الله المهاجر المكّي، وحصلت له الإجازة منه، كثير الدرس والإفادة.
مات لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة سبع وستين وثلاثمائة وألف بـ "أمروهه"، ودفن بجوار شيخه العلامة أحمد حسن الأمروهوي في المسجد الجامع بـ "أمروهه".
* * *
2843 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عناية الله السنديلوي
*
ولد سنة 1277 هـ، ويصل نسبه بخليفة الرسول أبي بكر الصدّيق، رضى الله عنه.
سافر إلى بيت الله الحرام مع أخته، وهو ابن خمس سنين، وقرأ هناك عند الحافظ عبد الرحمن القرآن المجيد، وتلاه في محراب مسجد الحرام، ثم رجع سنة 1290 هـ إلى بومبائي"، والتحق سنة 1292 هـ بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها إلى سنة 1417 هـ، وقرأ "جامع الإمام الترمذي" على الإمام الحافظ الحجة محمد قاسم النانوتوي، وبعد انتقاله إلى جوار الله تعالى ارتحل إلى "مراد آباد"، والتحق سنة 1301 هـ بالعلامة مولانا أحمد حسن الأمروهوي، وقرأ عليه فاتحة الفراغ، ثم ارتحل مع محمد أحمد القاسمي وحبيب الرحمن العثماني إلى "كنكوه"، وقرأ كتب الحديث على الإمام الهمام رشيد أحمد
* راجع: أكابر علماء ديوبند لمولانا أكبر شاه البخاري ص 71: 72.
الكنكوهي وحصّل سند الحديث من العلامة القاري محمد أيوب، والعلامة حسين بن محسن اليمني، تلميذ الإمام الشوكاني.
بعد إتمام الدراسة التحق بمدرسة شاهي مراد آباد، وبعد وفاة شيخه العلامة أحمد حسن الأمروهوي سنة 1330 هـ عين صدر المدرّسين لها، وبعد عدة أشهر درّس في جامعة دابيل، ودار العلوم ديوبند أيضا، ثم أقام بـ "أمروهه"، ودرّس كتب الحديث والتفسير إلى آخر حياته، وخدم العلوم ستين سنة تقريبا.
ألّف حاشية على "المطوّل"، و"مختصر المعاني"، و"تفسير البيضاوي"، وكان ممن أجازه الشيخ الكبير إمداد الله، رحمه الله تعالى.
توفي 23 جمادى الأخرى سنة 1367 هـ، ودفن في جوار أستاذه مولانا أحمد حسن في مقبرة "أمروهه".
من أولاده: مولانا عبد القيّوم شفق، ومولانا عبد الحي، ومولانا عبد القدّوس، ومولانا عبد السّلام، ومولانا عبد المؤمن، رحمهم الله تعالى.
* * *
2844 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عواد، قاض حجازي، مولده ووفاته في "ينبع
" *
تعلّم بـ "الأزهر"، وتفقّه بالحنفيه، ورحل إلى "جغبوب".
* راجع: الأعلام للزركلي 3: 321.
ترجمته في خلاصة الأثر 2: 380 - 389، وجامعة الرياض 6:36.
وولي قضاء "ينبع" سنة 1280 هـ، واستمرّ إلى أن توفي سنة 1293 هـ.
قال الزركلي: بلغني من بعض آل عواد في "الحجاز" أن له مؤلّفات.
* * *
2845 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عيسى بن مرشد العمري، المعروف بالمرشدي، (أبو الوجاهة)
*
عالم، أديب، مشارك في أنواع من العلوم.
ولد بـ "مكة" في 5 جمادى الأولى، وولي إفتاء الحرم المكي، وقتل بـ "مكة" في 9 ذى الحجة.
من آثاره: "شرح عقود الجمان" للسيوطي في المعاني والبيان، و"الوافي شرح الكافي" في العروض والقوافي، و"حاشية على تفسير البيضاوي"، و"مناهل السمر في منازل القمر"، و"جامع الفتاوى"، وله نثر وشعر.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 164.
ترجمته في مخطوطات الظاهرية، وخلاصة الأثر 2: 369 - 376، ابن معصوم سلافة العصر 65 - 92، ونزهة الجليس 2: 183 - 193، وكشف الظنون 238، 1233، 1516، واكنفاء القنوع 309، وهدية العارفين 1: 548، وحديقة الأفراح 63 - 67، والكشّاف 199، وفهرست الخديوية 4: 2، 5: 229، وفهرس التيمورية 3: 278، وإيضاح المكنون 1: 282، 299، 373، 2: 69، 112، 168، 170، 564، 700، 714، وفهرس دار الكتب المصرية 2: 52، 209، 245، 7: 24، ويكي جامع كتبخانه سنده 52.
2846 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرحمن بن المولوي فضل الدين الميانوي
*
ولد 19 ذي الحجّة سنة 1327 هـ في قرية "مِيَاني" من مضافات "بِهيرَه" من أعمال "سَرْغُوْدا" من أرض "باكستان".
قرأ مبادئ العلم على والده، ثم قرأ في عدّة مدارس، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها.
من أساتذته. فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني.
وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، والتحق بالمدرسة العزيزية بهيره، واشتغل بالتعليم والتدريس، وبقي مدّة عمره بالدعوة والتبليغ.
توفي 5 ربيع الأول سنة 1403 هـ.
* * *
2847 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرحمن بن قطب الدين الجكوالي
* *
ولد سنة 1342 هـ في قرية "كهوكهر" من أعمال "جَكْوَال" من أرض "بنجاب".
قرأ مبادئ العلم في قريته، وحفظ القرآن الكريم في صباه، ثم قرأ الكتب على مولانا ظفر علي خان، ثم التحق بالمدرسة العالية فتحبور من "دهلي"، وحصل العلوم والفنون تحت إشراف المفتي الأعظم كفاية الله، صاحب "كفاية
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 290 - 293.
* * راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 262 - 267.
المفتي"، ثم التحق بالجامعة الطبّية في "دهلي"، وحصل علم الطبّ منها، ورجع بعد عشرين سنة من "دهلي" إلى "كُجْرَانْوَاله"، واشتغل بالطبابة والمداواة، وعيّن خطيبا سنة 1388 هـ لشاهي مسجد لاهور، وأسّس مدرسة "أساس العلوم الرحمانية" بـ "كجرانواله"، سافر للحجّ سنة 1376 هـ.
وتوفي 29 جمادى الأولى سنة 1392 هـ.
* * *
2848 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرحمن بن الشيخ كاظم السلهتي
*
ولد سنة 1343 هـ في قرية دُوِلِيَا (مَدَني نغر) من مضافات "بَانِيَاجَنْك" من أعمال "سلهت".
قرأ مبادئ العلم في قرية "غاتوا"، ثم التحق بالمدرسة السعدية العربية أشْيَه باره، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم التحق بالمدرسة اليونسية بَرْهَمَنْبَاريه، وقرأ فيها إلى "شرح الجامي"، ثم سافر إلى "دار العلوم ديوبند"، والتحق بها، وقرأ فيه خمس سنين، وقرأ كتب الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية سنة 1375 هـ، وفاز في الاختبار النهائي بتقدير الامتياز.
من أساتذته فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة نصير خان، والعلامة محمد حسين البهاري، والعلامة عبد الجليل الديوبندي، وفخر البنغال العلامة تاج الإسلام، رحمهم الله تعالى.
بايع في السلوك على يد شيخ الإسلام حسين أحمد المدني، رحمه الله تعالى.
* راجع: مائة من علماء بنغلاديش ص 412 - 414.
بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه، والتحق بالجامعة اليونسية، ثم درّس في عدّة مدارس، وكان منسلكا بجمعية علماء إسلام.
توفي 21 رمضان المبارك سنة 1428 هـ في بيته.
* * *
2849 - العالم الكبير المحدّث الجليل العلامة عبد الرحمن بن كل أحمد الكاملبوري
*
كان رحمه الله من العلماء الربانيين، الذين خدموا الدين الحنيف طول أعمارهم، وكان جامعا بين العلوم النقلية والعقلية، وقد جمع الله في حياته أصنافا من العلم والفضل والكمال، وكان مصلحا ومتواضعا، وماهرا في الأصول وعلم الكلام، وكان قليل الكلام.
أسرته الكريمة: كانت أسرته أسرة صالحة، وكان والده الشيخ كل أحمد عالما تقيا، ورعا، وطبيبا، وكان من أجداده من جاهد مع الملك سلطان محمود الغزنوي، وكانت هذه الأسرة ممتازة في النجابة الباهرة.
ولادته ودراسته: ولد رحمه الله تعالى في 27 أغسطس 1299 هـ ببلدة "بهودي" بمديرية "كيمبل بور" بـ "بنجاب الغربي" من أرض "باكستان".
قرأ القرآن الكريم في وطنه، ثم غادر وطنه، وتعلّم الكتب الابتدائية، وكتب المنطق والفلسفة في البلاد المختلفة لدى العلماء الكبار، ثم عزم الرحلة
* راجع: علماء ديوبند وخدماتهم في علم الحديث للدكتور عبد الرحمن البرني ص 148 - 152.
وترجمته في أكابر علماء ديوبند ص 198، وتجليات رحماني ص 460، وتذكرة علماء بنجاب 1: 282، وعلماء مظاهر علوم وخدماتهم العلمية والتصنيفية 2:210.
إلى جامعة مظاهر العلوم بـ "سهارنبور"، وذلك في سنة 1330 هـ، والتحق بدورة الحديث، وأخذ الحديث عن المشايخ الكبار، فـ "صحيح البخاري" و"سنن الترمذي" عن شيخ المشايخ خليل أحمد السهارنبوري، و"سنن أبي داود"، و"النسائي"، و"ابن ماجه" عن الشيخ الكبير محمد يحيى الكاندهلوي، وقرأ أيضا على الشيخ السهارنبوري "التوضيح"، و"التلويح"، و"تفسير البيضاوي"، والمجلدين الآخرين من "الهداية"، ونجح في الاختبار بتقدير ممتاز، وقرأ الكتب العربية بعد فراغه من الدراسة العليا، أعني دراسة الحديث الشريف، ثم استأذن من شيخه السهارنبوري للرحلة إلى جامعة ديوبند الإسلامية، فأذن له، وشرط عليه أن يرجع بعد فراغه عن الدراسة إلى جامعة مظاهر العلوم.
وكان شيخ الهند محمود حسن الديوبندي مدارا بدار العلوم الإسلامية دار العلوم بـ "ديوبند"، وكانت شمسه العلمية بازغة، كالشمس في نصف النهار، فارتحل الشيخ الكاملبوري إليها، والتحق بها، وقرأ الحديث مرة أخرى، فقرأ "صحيح البخاري"، و"سنن الترمذي" على شيخ الهند، و"سنن أبي داود" على الشيخ السيّد أنور شاه الكشميري، و"صحيح مسلم" على الشيخ محمد أحمد، رئيس الجامعةْ في ذلك الوقت.
التدريس والإفادة: وبعد أن فرغ عن دراسة الحديث الشريف في جامعة ديوبند رجع إلى جامعة مظاهر العلوم، وعين مدرّسا بها، وكان أهلا للتدريس والإفادة من قبل، حيث أنه كان يدرّس الطلبة في أيام تعلّمه في جامعة مظاهر العلوم، وكان أساتذته بحبّونه غاية الحبّ، لأنهم آنسوا فيه العلوم والمعارف، وتفرّسوا فيه مخائل النجابة الباهرة، وعلامات النبوغ والذكاء.
وسافر رحمه الله تعالى إلى "تونسه" الواقع بـ "باكستان" حاليا، وذلك بعد ما ألحّ عليه بعض العلماء، فدرس هناك مدة يسيرة، ثم رجع إلى مألفه ومهواه، أعني جامعة مظاهر العلوم، فاشتغل بالتدريس بها مرة ثانية.
ولما سافر شيخ المشايخ السهارنبوري إلى "الحجاز المقدّس" فوّض إليه رياسة التدريس، (فودع الأمانة إلى أهلها، وأعطى القوس باريها، وأسكن الديار بانيها) درّس رحمه الله تعالى في جامعة مظاهر العلوم خمسا وثلاثين سنة تقريبا، ورأس الأساتذة والمدرّسين ثلاثا وعشرين سنة، ودرّس في الجامعة العلوم المتنوعة، ففي الحديث درّس "صحيح مسلم"، و"سنن الترمذي"، و"سنن النسائي"، و"سنن ابن ماجه"، و"شرح معاني الآثار" للإمام الطحاوي، و"الشمائل" للترمذي، و"موطأ الإمام محمد"، و"مشكاة المصابيح"، ودرّس في التفسير "تفسير البيضاوي"، ودرّس في الفقه المجلّد الرابع من "الهداية"، وفي أصول الفقه درّس "التوضيح"، و"التلويح"، كما درّس في المنطق والفلسفة كتبا كثيرة، وكان له ملكة تامة في تدريس "سنن الترمذي"، واتفق العلماء على أنه ليس له مثيل في تدريس "سنن الترمذي" في عصره في شبه "القارة الهندية".
أفاد، وأجاد في جامعة خير المدارس بـ "ملتان باكستان" ثلاث سنين، وتخرّج عليه جمع كبير من طلبة الحديث الشريف، وبلغه دعوة من الجامعة العبّاسية بـ "بهاولبور"، فردّها لمصلحة دينية.
هذا، ولما أسّس دار العلوم الإسلامية بـ "تندو الله يار السند" وكان عضوا من أعضاء المجلس الاستشاري، فوّض إليه رياسة التدريس، وقد أوصى بذلك شيخ الإسلام شبير أحمد العثماني، صاحب "فتح الملهم"، رحمة الله عليه، وفوّض إليه شياخة الحديث أيضا، وذلك في سنة 1369 هـ، فبقي هناك إلى سنة 1372 هـ، وقد بلغته دعوات كثيرة من أصحاب، لكنه لم يقبلها، واعتذر إليهم اعتذارا جميلا، وفي آخر الأمر ناداه أرباب الجامعة الإسلامية بـ "أكوره ختك"، وألحّوا عليه، وأتوا إليه بشفاعات من العلماء، فرضي بالذهاب إليهم لعام واحد، ففي العام القابل ألحّ عليه شيخ التفسير شمس الحق الأفغاني على بقائه في الجامعة، فأقام بـ "أكوره ختك" أربع سنين، وانتفع به خلق كثير.
مؤلفاته الممتعة: لم يدم رحمه الله تعالى على التصنيف والتأليف على أن أماليه على "سنن الترمذي" طبعت، التي تشتمل أبحاثا دقيقة للحديث والفقه، وكذلك طبع تحقيقاته على المواضع المشكلة في الطحاوي، وسميت باسم "الحاوي على مشكلات الطحاوي"، وفيه تحقيقات لشيخ الحديث محمد زكريا الكاندهلوي، والشيخ محمد أسعد الرامبوري، والشيخ عبد اللطيف، أمين جامعة مظاهر العلوم في عصره، والشيخ سعيد أحمد المفتي الأكبر للجامعة أيضا، فهذا الكتاب تأليف مشترك، فهذه خدمة جليلة لهؤلاء العلماء العظام، إذ فيه حلّ لمسائل فقهية.
الحج والزيارة: حج رحمه الله تعالى أثناء إقامته بجامعة مظاهر العلوم في سنة 1355 هـ ورافقه في هذا السفر المبارك تلميذه البار الشيخ محمد داود يوسف، وكان خادما له، وكان رحمه الله تعالى يمضي أوقاته في الباخرة في تلاوة القرآن الكريم، وفي تحقيق المسائل، والخوض فيها، وكان يكثر من مطالعة "إرشاد الساري لمناسك ملا على القاري"، كما كان يكثر من مطالعة كتاب شيخ المشايخ الكنكوهي، المعروف بـ "زبدة المناسك".
وأما في "مكة المباركة" فكان يستيقظ حينما كان يبقى ثلث الليل الآخر، فيدخل في المسجد الحرام، ويصلي صلاة التهجّد، ثم يشتغل في طواف البيت إلى أن يدخل وقت صلاة الفجر.
وقد دعاه السلطان لتناول الطعام، فلم يقبل دعوته، خوفا على فوات صلاة في المسجد الحرام، وزار بعض كبار العلماء في "مكة المكرّمة"، ولما عزم الرحلة إلى "المدينة المنورة" أكثر الصلاة على الحبيب المختار، فداه أبي وأمي، صلوات الله وسلامه عليه، فلم يزل يصلّي عليه، ويسلّم طول سفره إلى "طيبة"، وكذلك أكثر رفقائه الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وزار بعض كبار المشايخ في "المدينة المنورة"، كما زار في "مكة المكرمة".
تلاميذه: تلمّذ عليه أساطين العلماء وكبار المشايخ وشموس العلم والمعرفة، كالمحدّث الجليل محمد إدريس الكاندهلوي، والشيخ المحدّث بدر عالم
الميرتهي، والشيخ عبد الشكور الكاملبوري، والشيخ أسعد الله السهارنبوري، والشيخ شمس الحق الفريدفوري، والمحدّث الداعية محمد يوسف الكاندهلوي، والشيخ غلام غوث الهزاروي، والشيخ الجليل أبرار الحق الهردوئي، والشيخ المفتي جميل أحمد التهانوي، والشيخ الفقيه محمد عاشق إلهي البرني ثم المهاجر المدني. فهؤلاء المشايخ كلهم شموس العلم والمعرفة واليقين والرشد والهداية.
ذكر بعض أوصافه: كان رحمه الله حسن الوجه، أبيض اللون، يغلب الحمرة، لا نحيف ولا سمين، معتدل الأعضاء، وكانت لحيته بين الكثّة والخفّة، ينجذب إليه القلوب بعد رؤيته، وكان إذا رؤي ذكر الله.
وفاته: توفي رحمه الله تعالى في ثلاث بقين من شعبان سنة 1385 هـ، ودفن ببلدة "بهودي"، وصلى عليه جم غفير، وكثر عدد العلماء في صلاة الجنازة، ورؤيت له رؤيا صالحة بعد وفاته.
* * *
2850 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن أحمد ابن أبي بكر بن عبد الوهَّاب المرْشِدِيّ المكِّيّ، وَجِيه الدين، أبو الجُود
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: مَوْلِدُه سنة سبعٍ وثمانمائة.
وسمع على الزَّيْنِ المرَاغِيّ، "المسَلْسَل بالأوَّلِيَّة"، و"ثُلاثِيَّات البُخارِيّ"، وبعض "عَوارف المعارف"، وبعض "رسالة القُشَيْرِيِّ"، وسمع عليه أيضا "الصَّحيحين" و"سُنَن أبي داودَ"، و"ابن حِبَّان"، وأجازه جمعٌ كثيرٌ.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 302.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 780، وشذرات الذهب 3: 406، والعبر 3: 348، والمنتظم 9:140.
وكانتْ وفاتُه بـ "مكة"، سنة اثنتين وثمانين
(1)
وثمانمائة، ودُفِن بـ "المعلاةِ". رحمه الله تعالى.
* * *
2851 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد بن أميروَيْه بن محمد ابن إبراهيم الكِرْمانِيّ، رُكْن الدين، أبو الفضل
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال السَّمْعانِيُّ في "مُعْجَمِ شيوخِه": إمامُ أصحاب أبي حنيفة بـ "خُراسان". قَدِمَ "مَرْوَ"، وتفقَّه على القاضي محمد بن الحسين الأرْدَسْيتانِيّ فَخْرِ القضاة، وكان قد فرَغ قبلَ قُدُومِه من تَعْلِيقِه المذْهَبَ بـ "بَلْخَ" على عمر الحَلْجِيّ، ولازَمَه إلى أن صار أنْظَرَ أصْحابِه.
ولم يزلْ يرتفعُ حالُه؛ لاشْتغالِه بالعلم ونَشْرِه، وتَكاثُرِ الفُقهاء لَدَيْه، وتَزاحُم الطَّلَبَة عليه، إلى أن سُلِّم له التَّقَدُّم بـ "مَرْوَ"، وصار مَقْبولا عند الخاصِّ والعامِّ. وانْتَشَر أصحابُه في الآفاق، وظهرتْ تصانِيفُه بـ "خُراسان"،
(1)
تكملة من الضوء اللامع.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 302.
وترجمته في الأنساب 480، وتاج التراجم 33، والتحبير 1: 405، 406، والجواهر المضية برقم 781، وطبقات المفسرين للداودِي 1: 281، 282، وطبقات المفسرين للسيوطي 64، والفوائد البهية 91، 92، وكشف الظنون 1: 96، 211، 345، 569، 2: 1220، 1414، 1635، واللباب 3: 37، ومفتاح السعادة 2: 283، 284. وورد اسمه في مفتاح السعادة:"عبد الله". ونبَّه إلى ذلك الزركلي، في الأعلام 4:103.
و"العراق"، ودَرَسَ عليه العلماء، وكانوا يقرؤون عليه التفسيرَ والحديث في شهر رمضان.
سمِع بِـ "كَرْمانَ والِدَه، وبـ "مَرْوَ" أُسْتاذه الأردستاني.
تفقَّه عليه بـ "مَرْوَ" أبو الفتح محمد بن يوسف بن أحمد القَنْطَرِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ.
ومن تصانِيفه: "الجامع الكبير"، و"التَّجريد" في الفقه، في مُجَلَّد، وشَرَحَه في ثلاث مُجَلدَات، سمَّاه "الإيضاح".
قال السَمْعانِيّ: سمعتُ منه. وكانتْ ولادتُه بـ "كَرْمانَ" في شوَّل، سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
وتُوُفِّيَ رحمه الله تعالى بـ "مَرْوَ"، عَشِيَّة الجمعة، لعَشرٍ بَقينَ من ذي القَعْدَة، سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، بـ "مدرسة القاضى الشَّهيد"، بأعْلَى [ماجان]
(1)
.
وسيأتي أبوه محمد في بابه، إن شاء الله تعالى.
كذا ذكره صاحب "الجواهر". وذكره الحافظُ جلال الدين السُّوطِيُّ، وأثْنَى عليه بنَحْوِ ما هنا.
قال قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية": ذكر السمعاني أن الكرماني نسبة إلى "كرمان" بكسر الكاف. وقيل: بفتحها، وسكون الراء المهملة، في آخره نون، نسبة إلى بلدان شتى، يقال لجميعها:"كرمان". وقيل، بفتح الكاف، وهو الصحيح، غير أنه اشتهر بالكسر. انتهى. ثم ذكر أن من جملة المنتسبين إليه: أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه بن محمد
(1)
تكملة من الجواهر المضية، وماجان: نهر كان يشق مدينة مرو، وماخان بالخاء المعجمة: من قرى مرو. معجم البلدان 4: 378. وقد وردت الكلمة في أصل الجواهر دون إعجام.
الكرماني، نزيل "مرو"، روى لنا عن أستاذه القاضي أبي بكر محمد بن الحسين الأرسابندي، وأبي الفتح عبيد الله بن محمد الشامي، مات في ذي القعدة سنة أربع وأربعين وخمسمائة بـ "مرو"، وكانت ولادته سنة سبع وخمسين وأربعمائة. انتهى. وذكر علي القارئ عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه الكرماني، مات سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة بـ "مرو". ومن تصانيفه:"الجامع الكبير"، و "التجريد" في الفقه في مجلّد، و"شرحه" في ثلاث مجلّدات، و"شرح التجريد" أيضا تلميذه عبد الغفور، وزاد على أبوابه في ثلاث مجلّدات، سماه "المفيد والمزيد في شرح التجريد"، انتهى. ومثله في "كشف الظنون": أن "التجريد" لركن الدين عبد الرحمن بن محمد، المعروف بابن أميرويه الكرماني الحنفي، المتوفى سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وشرحه، وسماه "الإيضاح"، وفيه عند ذكر شروح "الجامع الكبير"، وشرح الإمام ركن الدين أبي الفضل عبد الرحمن محمد الكرماني، المتوفى سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، ومثله عند ذكر الفتاوى، وقد خبط صاحب "مدينة العلوم" في اسمه وتاريخ ولادته، حيث قال عند ذكر كتب الفقه: ومنها: "فتاوى أبي الفضل الكرماني"، وهو عبد الله بن محمد ركن الدين، ولد بـ "كرمان" سنة سبع وتسعين وأربعمائة، وتفقّه، وبرع، حتى صار إمام الحنفية بـ "خراسان"، وله "شرح الجامع الكبير"، و "التجريد"، وشرحه المسمّى بـ "الإيضاح"، وتوفي بـ "مرو" سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. انتهى.
واللباب والفوائد البهية: الأرسابندي. وانظر: الحاشية على الجواهر المضية 2: 389.
* * *
2852 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن موسى ابن عبد الولي، البعلي، ثم الدمشقي، المعروف بالتاجي
*
أديب، شاعر.
توفي بـ "بعلبك" سنة 1111 هـ.
من آثاره: "ديوان شعر".
* * *
2853 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد بن حَسَكان، أبو سعد، الحاكم، الفُزِّيِّ، قاضي "تِرْمِذَ"، سَكَن بـ "نَيْسَابورَ" مُدَّةً
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: رَوَى عنه الحاكم في "تاريخ نَيْسابور"، وقال: لم يكن في أصحاب أبي حنيفة أسْنَدَ منه.
* راجع: معجم المؤلفين 5: 172.
ترجمته في هدية العارفين 1: 550، 551، وإيضاح المكنون 1:494.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 303.
وترجمته في الأنساب 247، 428، وإيضاح المكنون 1: 354، 355، وتاج التراجم 33، والجواهر المضية برقم 782، وشذرات الذهب 3: 83، والعبر 2: 368، واللباب 2: 214، ومرآة الجنان 2: 403، ومعجم البلدان 3:891. وذكر التيمي أن نسبته "القري". كما سيأتي. وهو خطأ تابع في بعضه صاحب الجواهر. انظر الحاشية على الجواهر 2: 390، 391.
وتُوُفِّيَ، رحمه الله تعالى، سنة أربعٍ وسبعين وثلاثمائة، وهو ابن اثنتين وتسعين سنةً.
ومن تَصانِيفه: "الجامع الصغير".
[والفُزِّي؛ بضم الفاء وتشديد الزَّاي]
(1)
: نسبةً إلى "فُزّ" محلَّةٌ بـ "نَيْسابورَ"، ويُقالُ لها:"بوز".
سمع أبا يَعْلَى الموْصِلِيِّ، وأبا القاسم البَغَوِي، وغيرَهما.
* * *
2854 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد بن زياد، أبو محمد، المحارِبِيّ، الكوفيّ، الإمام، الحافظ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: حدَّث عن عبد الملك بن عُمَيْر، ولَيْث بن أبي سُلَيْم، وإسماعيل بن أبي خالد، وفُضيْل بن غَزْوان، وغيرهم.
وعنه أحمد ابن حنبل، وأبو كُرَيْب، وأبو سعيد الأشجُّ، وعلي بن حَرْب، والحسن بن عَرَفة؛ وخَلْقٌ كثيرٌ.
قال وكيعٌ: ما كان أحْفَظَه للطِّوالِ.
(1)
في بعض النسخ "والقزي"، بضم القاف وتشديد الزاي: نسبة إلى قز.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 304.
وترجمته في تاريخ خليفة بن خياط (بغداد) 503، 504، والتاريخ الكبير للبخاري 3: 1: 347، وتذكرة الحفاظ 1: 312، 313، وتقريب التهذيب 1: 497، وتهذيب التهذيب 6: 265، 266، والجرح والتعديل 2: 2: 282، والجواهر المضية برقم 783، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 234، وشذرات الذهب 1: 343، والعبر 1: 319، وميزان الاعتدال 2: 585، 586.
وقال يحيى بنُ مَعين: ثقَةٌ.
وقال أبو حاتم: صَدوقٌ، يَرْوِي عن المجهولين مَناكيرَ، فيَفْسُدُ حديثُه بذلك.
وقال عبد الله بن أحمد كان يُدَلِّسُ.
قال الذهبيُّ: تُوُفِّيَ سنةَ خمْسٍ وتسعين ومائةٍ.
وذكرَه في "الجواهر".
وحكَى أنَّه رَوَى عن أبي حنيفة، والأعْمَش، ويحيَى بن سعيد الأنْصارِيّ، والليثْ بن سعد، رَضي الله تعالى عنهم.
وذكر عنه أنَّه قال: سمعتُ أبا حنيفةَ، يقولُ: إذا كَبَّر على الجنازة خَمْسا، فانْصَرِفْ مِنْ أرْبَعٍ.
* * *
2855 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد بن سليمان، المعروف بشيخي زاده، ويقال له: الدّاماد
*
فقيه حنفي، من أهل "كليبولي"(بتركيا) من قضاة الجيش.
له "مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر" مجلدان، فرغ من تأليفه ببلدة "أدرنه"، و"نظم الفرائد" في مسائل الخلاف بين الماتريدية والأشعرية.
توفي سنة 1078 هـ.
* * *
* راجع: الأعلام للزركلي 3: 332.
ترجمته في فهرست الكتبخانه 3: 109، وكشف الظنون 1815، وهدية العارفين 1: 549، ومعجم المطبوعات 1170.
2856 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن الحسين النَّيْسابورِيّ، الخَرَقِيّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال السَّمْعانِيّ: كان فقيها، واعظا، حَسَنَ الأخْلاق
(1)
.
خرَج إلى "بُخارَى" مُتَفَقِّهًا، وأقام بها مُدَّة، وكتب عنهم الأمالِيّ.
سمع القاضي أبا اليُسْر محمد بن محمد بن الحسين البَزْدَوِيّ، والقاضي أبا نصر أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق الرِّيغْذَمُونِيّ. كتبتُ عنه شيئا يَسيرًا
(2)
. وكانتْ ولادته تَقْدِيرًا، سنة تسع وستين وأربعمائة.
وتُوُفِّيَ في السادس عشر من ذي الحِجَّة، سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، بـ "خَرَقَ". رحمه الله تعالى.
قال قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهيّة": هكذا ذكر السمعاني في ضبط الخرقي أنه بفتح الخاء والراء، نسبة إلى "خرق"، قرية على ثلاث فراسخ من "مرو"، ثم ذكر أن الخرقي بكسر الخاء، وفتح الراء، نسبة إلى بيع الثياب، والخرق، منهم: أبو القاسم عمر
(3)
بن الحسين بن عبد الله
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 305.
وترجمته في التحبير 1: 407، والجواهر المضية برقم 784، والفوائد البهية 92، 93، وكتائب أعلام الأخيار برقم 306.
(1)
بعد هذا في التحبير "متواضعا".
(2)
بعد هذا في التحبير "بقريته".
(3)
كان من علماء الحنابلة، فقيها، صالحا، شديد الورع، له مصنّفات كثيرة، وتخريجات في المذهب، وكانت وفاته بـ "دمشق" سنة 334 هـ، كذا ذكره السمعاني.
الخرقي من أهل "بغداد"، صاحب "المختصر" في الفقه على مذهب أحمد. انتهى ملخّصا. وبه يظهر سخافة كلام صاحب "الكشف"، حيث قال عند ذكر
(1)
"التبصرة" في الهيئة هو لأبي بكر محمد بن أحمد بن أبي بشر المروزي،
(1)
هو كتاب لطيف في الهيئة، أوله: الحمد لله حقّ حمده إلخ، وهو ملخّصا من كتابه الكبير في الهيئة المسمّى بـ "منتهى الإدراك في تقاسيم الأفلاك"، أوله: الحمد لله المنفرد بالخلق والإبداع إلخ، وقد طالعت "التبصرة"، وانتفعت بها، وقد اختلف في ضبط لفظ الخرق، الذي اشتهر به مؤلّفهما، فذكر إمام الدين بن لطف الله المهندس اللاهوري الدهلوي في حواشيه على "شرح الجغميني" عند قول الشارح في بحث النطاقات، كما ذهب إليه الحرقي أنه بالحاء المهملة، والقاف، اسم صاحب "التبصرة". انتهى. وقال الفصيح في حواشيه عليه: بالحاء المهملة، والزاء المعجمة، والقاف، صاحب "التبصرة". انتهي. وقال عبد الخالق بن محمد في حواشيه عليه: بالحاء المهملة، والزاء المعجمة، صاحب "التبصرة"، ونقل عن الشارح أنه يمكن أن يكون هو الخرقي من الخرقة، وكان صاحب "التبصرة" لابس الخرقة. انتهى. وقال أبو العصمة معصوم السمرقندي ثم البلخي في حواشيه: بفتح الحاء المهملة، وفتح الزاء المعجمة، والقاف المكسورة، على ما سمعنا عن بعض أستاذنا، والمصرّح به في بعض الكتب أيضا اسم صاحب "التبصرة"، ونقل عن الشارح أنه يمكن أن يكون بالخاء المعجمة من الخرقة، وكان صاحب "التبصرة" لابس الخرقة. انتهى. وإذا كان كذلك، فجاز أن تكون الخاء المعجمة مكسورة، كما هو الظاهر، وأن تكون مفتوحة، كما قالوا في تفسر النسب. انتهى. أقول: انظر إلى هولاء كيف يتردّدون، ويتحيّرون، ويقولون: ما لا يعلمون، ويتفوّهون بما لا يتحقّقون، أما علموا أن الأنساب وضبطها ليس مما تهتدي إليه العقول، ما لم تطلع على منقول، أما فهموا أن ضبط العرف المشهور بمجرّد الاحتمال أمر مهجور، وإنما يعتمد فيه على الأمر المأثور، أين هؤلاء عن كلام السمعاني، حيث ضبط الخرقي بفتح الخاء المعجمة، والراء في آخره قاف، وقال: إنه نسبة إلى "خرق"، قرية على ثلاثة فراسخ من =
المعروف بالخرقي، بكسر الخاء المعجمة، وفتح الراء المهملة، وبعدها قاف، منسوب إلى خرق، قرية من قرى "مرو"، المتوفى بها سنة 533 هـ.
* * *
2857 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن سعد ابن أبي بكر مُصْلِح الدين الدَّيْرِيّ، العَبْسِيّ، القُدْسِيّ، الشيخ أمين الدين، ويُلَقَّبُ أيضا بزَين الدين
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِدَ سنة عشر، وقيل: سبعَ عشرةَ وثمانمائة، بـ"القُدْسِ الشريف"، ونشأ به، وحَفِظ القرآن العظيم في حال صِغَرِه، وحفِظَ "الكَنْز"، و"الحاجِبيَّة"، "المنار"، و"تلخيص المفْتاح".
وأخذَ عن أخيه شيخ الإسلام السَّعْدِ قاضي القُضاة، والعِزِّ عبد السّلام البَغْدادِيّ، وغيرِهما، حتى برَع وفَضُلَ، وشارَك في فُنونٍ، وكَتبَ الخَطَّ المنْسوبَ.
= "مرو"، بها سوق قائمة، وجامع كبير حسن، ثم قال: وجماعة كثيرة من أهل هذه القرية سمعت منهم. منهم: أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي بشر الخرقي، فقيه فاضل متكلم، يعرف الأصول، إمام "نيسابور"، سمع أبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، وأبا الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني، وسمعت منه بقرية "خرق"، توفي سنة نيّف وثلاثين وخمسمائة. انتهى. أين هؤلاء عن كلام صاحب "كشف الظنون"، حيث قال في حرف الميم "منتهى الإدراك"، للإمام محمد بن أحمد الحسيني الخرقي المتكلم، المتوفى سنة 533 هـ.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 305. ووترجمته في الدليل الشافي على المنهل الصافي 1: 406، 407، والضوء اللامع 4: 134، 135، ونظم العقبان 126.
وقَدِمَ "القاهرَة"، فأقام بها، ووَلِيَ تدريس "الفَخْرِيَّة" بينَ السُّورَييْن، برَغْبةِ أخيه له عنها، ثم رَغِبَ هو عنها للشَّمْس الأمْشاطِيّ، وَوَلِيَ مَشْيَخَة "المدرسة المهْمَنْدارِيَّة"
(1)
أيضا وبالقرب من "المارِدانِيّ"، ووَلِيَ غيرَ ذلك من المناصب الجليلة.
وكان من الفُضلاء النُّبلاء، زَكِيًّا، فَطِنًا، يَقِظًا، قَوِيَّ الحافظة، فصيحا، بَليغا، أديبا.
له ذَوْقٌ تامٌّ في الأدب، وحُسْن المعاشرة والمحاضرة، ذا هَيئةٍ بَهِيَّةٍ، وشكلٍ حسَن، ومَكارمَ أخْلاقٍ.
وله نَظْمٌ، منه
(2)
:
لا تَعْجبُوا من خالِه إذ بَدا
…
وازْداد لُطْفُ الخَدِّ مِن أجْلِه
فكاتِبُ الحُسْنِ غَدَا حاذِقا
…
قد جَوَّدَ النُّقْطَة في شَكْلِهِ
ومنه أيضا
(3)
:
عُودِيَّةٌ تلْبَسُ العُودِي فقُلْتُ لها
…
خافِي الإلهَ ورَاعِي حالَ مَجْهُودِ
فلَحْظُكِ السَّيْفُ أصْمَتْنا ظُباهُ وما
…
كَفَاكِ ذاك إلى أن جِئْتِ بالعُود
وله غيرُ ذلك.
وكانتْ وفاتُه، سنة ستّ وخمسين وثمانمائة.
* * *
(1)
خارج باب زويلة، فيما بين جامع الصالح وقلعة الجبل، بخط جامع المارداني، خارج الدرب الأحمر. على يمنة من سلك من الدرب الأحمر، طالبا جامع المارداني، ولها باب آخر في حارة اليانسية، بناها الأمير بهاء الدين أحمد بن أقوش العزيزي المهمندار للحنفية، سنة خمس وعشرين وسبعمائة. خطط المقريزي 2:398.
(2)
البيتان في الضوء اللامع 4: 134.
(3)
البيتان في نظم العقيان 126.
2858 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد بن عبد العزيز بن سليمان، أبو القاسم، الفقيه، المقْرِي، المنْعوت بالوَجيهِ، القُوصِيّ الموْلِد
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ذَكرَه أبو الفضل جعفر الأُدْفُوِيِّ، في "الطَّالِع السَّعيد الجامع لأسماء فُضلاء الصَّعيد"، فقال: تفقَّه على مذهب أبي حنيفة، وسمع من أبي محمد ابن بَرِّيّ النَّحْوِيّ، وأبي الحسن علي ابن هِبَة الله الكامِلِيّ، وأبي الفتح محمود بن أحمد الصَّابونِيّ، وأبي المظَفَّر عبد الخالق بن فَيْرُوز الجَوْهَرِيّ، وأبي الغَنائم المسْلِم بن عَلّان، والحافظ أبي محمد القاسم بن علي الدِّمَشقيّ، وأبي الطّاهر إسماعيل بن صالح بن ياسين، وجماعة.
قال الدِّمْياطِيُّ: كان شيخا فاضلا، شاعرًا، مع ما فيه من التَّبَحُّر في مذهب أبى حنيفة، رضي الله تعالى عنه، فإنَّه درَّس وناظَر، وطال عمرُه، ودرَّس بـ "المدرسة الحنفية" بـ "حارة زُوَيْلَة" إلى أن مات.
وله تصانيف في فُنون، نَظْما ونَثْرا في المذاهب الأربعة، واللغة، والتفسير، والوعظ، والإنشاء، له خَطٌّ حسَن.
وكانتْ ولادتُه بـ "قُوص"، في إحدَى الجُمادَيْن، سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 306.
وترجمته في تاج التراجم 34، والجواهر المضية برقم 785، وحسن المحاضرة 1: 465، 466، والطالع السعيد 295، 296، وطبقات المفسرين للداودي 1: 284، 285، وانظر: Le Dictionnaire des Autorites 55.
ووفاتُه بـ "القاهرة"، سابعَ ذي القَعْدة، سنة ثلاث وأربعين وستِّمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
2859 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد بن عبد العزيز بن سليمان اللخمي، القوصي (أبو وجيه الدين، أبو القاسم)
*
فقيه، نحوي، ناظم، ناثر، مشارك في اللغة والتفسير والوعظ.
ولد بـ "قوص"، وتوفي بـ "القاهرة".
له عدّة تصانيف.
* * *
2860 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد بن عزيز بن محمد ابن زيد بن محمد، أبو سعد، الحاكم، الإمام، المعروف بابن دُوسْت، لَقَبُ جدّه محمد بن عزيز
* *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 180.
ترجمته في الطالع السعيد 154، 155، وحسن المحاضرة 1: 265، وتاج التراجم 25، والجواهر المضية 1: 305، 306.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 309.
وترجمته في إنباه الرواة 2: 167، وتاج التراجم 34، والجواهر المضية برقم 791، ودمية القصر (المعاني) 2: 230 - 232، وفوات الوفيات 2: 298، ويتيمة الدهر 4: 425 - 428. =
الأديب، النَّيْسابُورِيّ، الفقيه.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو أحد أئمة العصر في الأدب، [ورواية الكُتُب]
(1)
، والمعْتَمَد عليه، والمرْجوع إليه.
ذكره الحافظ الذَّهبي في "تاريخ الإسلام"، فقال: أحدُ أعْيان الأئمة بـ "خراسان الغَرْبِية"، وسمع الدَّواوين، وحصَّلها، وصَنَّف التَّصانيف المفيدَة، وأقْرأ الناس الأدب والنَّحوَ، وله "ديوان شعر"، وكان أصمَّ لا يسمعُ شيئا.
أخذ اللغة والعربية عن الجَوْهَرِيّ.
وله "رَدٌّ على الزَّجَّاجِيّ" فيما اسْتدْركَه على ابن السِّكِّيتْ في "إصلاح المنطق".
وكان زاهدا، ورعا، فاضلا، وعنه أخذ اللغة أبو الحسن الواحدِيُّ المفَسِّرُ.
وسمع الكثير من أبي عمرو بن حَمْدان، وأبي أحمد الحافظ، وبشْر بن أحمد الإسْفَرايِنِيّ، وجماعةٍ.
وولد في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
ورَوَى عنه جماعةٌ.
ومن شعْرِه
(2)
:
ألا يا رِيمُ أخْبِرْنِي
…
عن التُفَّاح مَن عَضَّه
وحدِّث بأبي عن حُسْـ
…
ـنِك البِكْرِ مَنْ افتَضَّهْ
= وفي الجواهر: "المعروف بابن درست". واعتمده الزركلي في الأعلام 4: 102، وخطَّأ ما وقع في المصادر الأخرى، وضبط "درست" بضم الدال والراء وسكون السين. وضبط الذهبي "دوست" بضم الدال، وسكون الواو، والسين. المشتبه 284، 285.
(1)
في الدمية "ورواية كتبه".
(2)
فوات الوفيات 2: 297، ويتيمة الدهر 4:426.
وخِتْمُ الله بالوَرْدِ
…
على خَدِّكَ مَنْ فَضَّهْ
لقد أثَّرَتِ العَضَّـ
…
ـةُ في وَجْنَتِكَ الغَضَّهْ
(1)
كما يُكْتَبُ بالعَنْبَـ
…
رِ في جامٍ من الفِضَّهْ
ومنه أيضا
(2)
:
وشادِنٍ نادَمْتُ في مجلِسٍ
…
قد مَطَّرتْ راحا أبارِيقُه
(3)
طَلَبْتُ وَرْدًا فأبَى خَدُّه
…
ورُمْتُ راحًا فأبَى رِيقُه
وذِكْرُه أيضا الأديبُ الباخَرْزِيُّ، في "دُمْيَة القَصْر"، وقال في حَقِّه: ليس اليوم بـ "خُراسان" أدبٌ مَسْموعٌ إلا وهو مَنْسوبٌ إليه، مُتَّفَق بالإجماع عليه.
ثم قال: ومن شعرِه أيضا
(4)
:
لما رأيتُ فؤادِي
…
يَهيمُ في كلِّ وادِ
عجَبْتُ مِن شَيْبِ فَوْدِي
…
ومِنْ شبابِ فُؤادِي
قال، أعْنِي الباخَرْزِيّ
(5)
: ولم أسْمَعْ في الكناية عن مَقيلٍ المتَوَفَّى بدِهْلِيزِ الآخرة، أمْلَحَ من قولِه في الأمير أحمد الميكالِيّ، لما بَنَى المشْهَد بـ "باب مَعْمَر":
حسَدوه إذ لم يُدْركوا مَسْعاتَه
…
لما ابْتَنَى دِهْلِيْزَ باب الآخِرَهْ
(1)
مكان هذا البيت والذي يليه في اليتيمة:
ولاح الدر إذ بض
…
على جلدتك البضه.
كلون العنبر الوردي
…
إذا فض من الفضة.
وفي نسخة من اليتيمة "ولاح الدم" وهى أولى.
(2)
فوات الوفيات 2: 297، 298، ويتيمة الدهر 4:426.
(3)
في فوات الوفيات "قد عطلت فيه أباريقه".
(4)
دمية القصر 2: 231.
(5)
دمية القصر 2: 231.
وتَيَقَّنوا عِلْما بأنَّ وراءَه
…
من جَنَّة الفِرْدَوْسِ دارًا فاخِرَهْ
ومن شِعْرِه يرْثِي أبا منصور الثَّعْلَبِيّ
(1)
:
كان أبو منصورٍ الثَّعْلَبِي
…
أبْرَع في الآداب مِن ثَعْلَبِ
(2)
ليتَ الرَّدَى قَدَّمَنِي قبْلَهُ
…
لكنَّه أرْوَغُ مِن ثَعْلَبِ
يَطْعُنُ مَنْ شاءَ من الناس بال
…
ـمَوْتِ كطَعْنِ الرُّمْحِ بالثَّعْلَبِ
(3)
ومن شِعْرِه يَهْجُو من تَعَذّر:
إن سعيدا قد أسَنّ
…
وما بعَيْنَيْهِ وَسَنْ
يُفْتَلُ مِن عِذارِه
…
ألْفٌ عِذارِ ورَسَنْ
(4)
وكان دهرًا حسنا
…
فصار مَعْكوسَ حَسَنْ
ومنه قولُه
(5)
:
وشادِنٍ قلتُ له
…
هل لك في المنادَمَهْ
فقال كم مِن عاشقٍ
…
سَفَكْتَ بالمنَى دَمَهْ
(6)
ومنه قولُه (5):
عليكَ بالحِفْظِ دُونَ الكُتْبِ تَجْمُعُها
…
فإن للكُتْبِ آفاتٍ تُفرِّقُها
(7)
(1)
دمية القصر 2: 231، 232.
وذكره هكذا الثعلبي متابعة لما في الشعر، والثعالبي والثعلبي بمعنى.
(2)
في الدمية " (العاني) الثعالبي"، والرواية كما هنا.
ويعنى بثعلب أبا العباس أحمد بن يحيى المشهور.
(3)
في الدمية "من ساء" تحريف.
(4)
العذار الأخير: هو من اللجام ما سال على خد الفرس، والرسن: ما كان من زمام على أنف.
(5)
فوات الوفيات 2: 298، ويتيمة الدهر 4:427.
(6)
في اليتيمة "فقال رب عاشق".
(7)
في بعض النسخ "تخرقها" تحريف.
الماء يُغْرِقُها واسلنارُ تَحْرِقُها
…
والفارُ يَخْرِقُها واللِّصُّ يسْرِقُهاِ
ومن شعرِه الذي تضمَّنه كتاب "اليتيمة" قوله
(1)
:
ولقد مَرَرْتُ على الظِّباء فصادَنِي
…
ظَبْيٌ وعَهْدِي بالظِّباءِ تُصادُ
نَفَذَتْ لواحظُه إلىَّ بأسْهُمٍ
…
أغْراضُها الأرْواحُ والأجْسادُ
وله أيضا
(2)
:
جعلتُ هَديَّتي لكم سِواكا
…
ولم أقْصِدْ به أحدًا سِواكًا
بعَثْتُ إليك عُودًا مِن أراكٍ
…
رَجاءً أن أعودَ وأنْ أراكَا
وله أيضا (2):
ومُهَفْهَفٍ ملَك القلوبَ وحازَا
…
خَطَّ الجمال بعارضَيْه طِرَازا
شَبَّهْتُه قمرًا فكان حقيقةً
…
وغَدا له قمرُ السماء مجازَا
ما باعَ بَزَّا قَطُّ إلا أنَّه
…
بَزَّ القلوبَ فلُقِّبَ البَزَّازَا
وله أيضا:
يَغيبُ البدرُ يوما ثم يبْدو
…
فما لَكَ غِبْتَ عن عَيْنِي ثلاثا
فإن لم تَطْلُع الاثنَيْنِ عَصْرا
…
فلستَ بواجِدِي يومَ الثُلاثا
وله أيضا
(3)
:
الدهرُ دهرُ الجاهليـ
…
ـنَ وأمْرُ أهلِ العلم فاتِرْ
لا سوقُ أكْسَدُ فيه مِن
…
سُوق المحابِرِ والدَّفاتِرْ
وله أيضا
(4)
:
قُلْ للأمير الأرْيَحِيّ الذي
…
نَفْدِيه بالأنْفُسِ إن جازَا
جُودُك قد أوْرَقَ لي مَوْعِدًا
…
فكيف لا يُثْمِرُ إنجازا
(1)
يتيمة الدهر 4: 426.
(2)
يتيمة الدهر 4: 427.
(3)
يتيمة الدهر 4: 427.
(4)
يتيمة الدهر 4: 428.
وله في طريقِة أبي الفَتْح
(1)
أيضا
(2)
:
أيُّها البدرُ الذي يجْلوا الدُّجَى
…
قُلْ لنَجْمِي في الهوى كم تَحْتَرِقْ
أنا مِن جُمْلة أحرارِ الهَوى
…
غيرَ أنِّي مِن هَواكمْ تحْتَ رِق
* * *
2861 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن [بن محمد] بن علي بن أحمد البِسْطامِيّ مَشْرَبًا، الحنَفِيّ مذهبًا
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان عالما بالحديث، والتفسير، الفقه.
وله يَدٌ طُوْلى في معرفة خَواصِّ الحروف، وعلم الوَفْق، والجَفْرَ، وما أشْبه ذلك.
ودخل إلى "الدِّيار الشَّاميَّة"، و"المصرِيَّة"، وغيرها.
(1)
أي: البستي.
(2)
يتيمة الدهر 4: 428.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 289.
وترجمته في إيضاح المكنون 1: 461، 2: 10، 55، 396، 423، والشقائق النعمانِية 1: 108، 109، وكشف الظنون 1: 50، 72، 506، 507، 514، 614، 701، 738، 744، 745، 748، 2: 903، 923، 927، 1033، 1061، 1153، 1293، 1493، 1496، 1533، 1566، 1568، 1705، 1706، 1755، 1758، 1759، 1845، 1846، 1905، 1923، وهدية العارفين 1: 531، 532. وما بين المعقوفين من مصادر الترجمة.
وقيّد كحّالة وفاته سنة ثمان وخمسين وثمانمائة. معجم المؤلفين 5: 184.
واشْتَغل بالعلوم العربية، ومهر فيها، حتى إنّ المولى شمس الدين الفَنَارِيّ كان يسْتفيدُ منه فيها، لكنَّه غلَب عليه الاشتهارُ بتلك العلوم التي ذكرناها، وألَّف فيها مُؤلَّفات.
ومن أجْمَلِ تَصانِيفِه: "الفوائح المسْكيَّة في الفواتح الملَكِيَّة"، وكتاب "شمس الآفاق في علم الحروف والأوفاق"، وله غيرُ ذلك.
واسْتَوْطَن في آخِر عمره مدينة "بَرُوسَة" ومات بها، وقَبرُه معروف هناك. -تغَمَّده الله برحمته-.
* * *
2862 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد بن علي بن محمد بن يَعِيش، أبو الفرَج الكاتب
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو سِبْطُ قاضي القضاة أبي الحسين علي بن محمد الدَّامَغَانِيّ.
سمع الأنْماطِيَّ، وابنَ ناصِر.
وكتب عنه ابنُ النَّجَّار، قال: كان شيخًا جليلا، حسنَ الأخْلاق، جميلَ السِّيرة.
وكان يُسَمِّي نفسَه عبد الله، ويكتبُ بيدِه في الإجازات: وكتبَه عبد الرحمن، ويُدْعَى عبد الله.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 307.
وترجمته في التكملة لوفيات النقلة 4: 403، 404، والجواهر المضية برقم 786، وشذرات الذهب 5: 69، والعبر 5: 62، والنجوم الزاهرة 6:247.
وكان مولدهْ مُسْتَهلَّ ربيع الآخِر
(1)
، سنة سبعٍ وعشرين وخمسمائة.
ووَفاتُه ثانِيَ عِشْرِي شَعْبان، سنة ستَّ عشرةَ وستِّمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
2863 - العالم الفاضل الكامل المولى عبد الرحمن بن محمد بن عمر الحلبي
*
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: قرأ على علماء عصره، ثم وصل إلى خدمة المولى الفاضل سنان باشا، واشتهر بين أقرانه بالفضل والذكاء، وصاحب مع السلطان محمد خان، ونال عنده القبول التام، وصار مشارا إليه بين الأنام، ثم وقع منه سوء الأدب عند حضرته، فأبعده من جنابه، وقال: لولا أنه ابن أستاذي لدمرته، ولهذا اختار منصب القضاء، وداوم على ذلك إلى آخر عمره.
كان رحمه الله تعالى جريئ الجنان، طليق اللسان، صاحب الطبع الوقّاد، والذهن النقّاد، وكان لطيف الطبع، لذيذ الصحبة، عالي الهمة، نشيط النفس، محمود السيرة في القضاء.
توفي وهو قاض ببلدة "كوتاهية".
وله تعليقات على حاشية "شرح المطالع"، وكان مشتهرا بإتقان مباحث الحمد من الحاشية المذكورة. نوّر الله تعالى قبره، وضاعف أجره.
* * *
(1)
في بعض النسخ "الأول".
* راجع: الشقائق النعمانيه ص 195.
وترجمته في الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 308.
2864 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد بن عمْران بن عُلْوان، أبو محمد العراقِيّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قَدِمَ "دِمَشق"، ورَوَى بها عن أبي عبد الله محمد بن يحيى الزَّبِيدِيّ الواعظ، وغيره.
وروَى عنه أبو الموَاهِب بن صَرصْرَى في "مُعْجَم شُيوخِه".
ومن شعره
(1)
:
ما بالُ قلبي لا يُفيقُ لِدائِه
…
كم ذا التّمادِي منه في عَمْيائِه
يَصِف الرَّشادَ ولا يُصيخُ لِمُرْشِدٍ
…
ويَظَلُّ يَخْبِطُ في دُجَى ظَلْمائِهِ
يَعْشو إذا بَرَقَتْ صَواعِقُ هُلْكِهِ
…
ويظُنُّ أن طلعَتْ شُموسُ رَجائِهِ
حَسْبُ المنافقِ أن يكونَ مُخالِفًا
…
في فِعْلِه عن قولِه بريائه
ما عُذْرُ مَن قطَع الزمانَ تَشَوُّقا
…
في طاعة الرَّحمن يومَ لِقائه
(2)
* * *
2865 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن رِضْوان، أبو محمد، البُخارِيّ
* *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 308.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 787.
(1)
الأبيات في الجواهر 2: 396، 397.
(2)
رجحت في الجواهر أن يكون الصواب: "مسوفا".
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 309.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 789، والفوائد البهية ص 93، وكتائب أعلام الأخيار برقم 212.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قَدِم "بغداد" حاجا، في شوّال، سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وحدَّث بها.
روَى عنه القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السَّعْدِيِّ، قال: سمعتُ أبا جعفر أحمد [بن أحمد]
(1)
بن أحْيَد بن حَمْدان الفقيه، يقول: سمعتُ عليَّ بن موسى القُمِّيّ، يقول: سمعتُ محمد بن شُجاع، يقول: بعث معروفٌ الكَرْخِيّ، وكان مَوْصوفا بالعبادة، رجلا من أصحابه إلى دار أبي يوسف القاضي، وكان عليلا، فقال له: أظُنُّه قد مات، فإن أُخْرج ليُدْفَنَ فأعْلِمْنِي، لأحْضُرَ جنازتَه. قال: فذهب الرجلُ، فاسْتقبلَتْه جِنازةُ أبي يوسف على باب داره، وصُلِّي عليه في مَسْجِده، ودُفِن بقُرْب دارِه، فلم يَلْحَقِ الرجل أن يرْجِع إلى مَعْرُوفٍ قبلَ أن يُصَلِّي عليه، فلما فُرِغ من دَفْنِه، صار إلى معروف، فأخبره الخبرَ، فجعل معروفٌ يتوجَّع لِما فاته من الصلاة عليه، ويُظْهِر الغَمَّ لذلك، فقال له الرجل: يا أبا مَحْفوظ: أنت آسف على رجل من أصحاب السلطان، يَلِيَ القضاءَ، ويرغَبُ في الدنيا، أنْ لم تحْضُرْ جنازتَه؟! فقال له معروف: رأيتُ البارحةَ [كأنِيّ]
(2)
دخلتُ الجنة، فرأيتُ قصْرًا قد فُرِشتْ مَجالسُه، وأُرْخِيَتْ سُتُورُه، وقام وِلْدانُه، فقُلْتُ: لمن هذا القصر؟ قالوا: ليعقوب بن إبراهيم الأنصاري أبي يوسف. فقلتُ: يا سبحان الله! بم استَحَقَّ هذا من الله تعالى؟ فقالوا: بِتَعْلِيمه الناس العلم، وصَبْره على أذاهم. رضي الله تعالى عنه.
* * *
(1)
لم يرد في الجواهر.
(2)
تكملة من الجواهر.
2866 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد ابن عماد الدين العمادي، الدمشقي
*
فقيه، مفسّر، أديب.
ولي الإفتاء بـ "دمشق"، وتوفي في 17 جمادى الأولى سنة 1051 هـ.
من تصانيفه: "تحرير التأويل على ما في معاني بعض آي التنزيل"، و"الروضة الريا فيمن دفن بداريا"، و"المستطاع من الزاد في المناسك"، و"هدية ابن العماد لعباد العباد" في الصلاة، وله شعر.
* * *
2867 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد، أبو بكر، السَّرْخَسِيّ مِن طبقة أبي عبد الله، قاضي القضاة، الدَّامَغانيّ
* *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 191.
ترجمته في فهرس المؤلفين بالظاهرية، وخلاصة الأثر 2: 380 - 389، وهدية العارفين 1: 549، وحديقة الأفراح 132، وسلافة العصر 372، 375، والكشّاف 77، وفهرست الخديوية 7/ 1: 156، 7/ 2: 569، وكشف الظنون 1829، 1830، وإيضاح المكنون 1: 594، 2: 724، 727، وفهرس دار الكتب المصرية 5: 208، 8:151.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 313.
وترجمته في تاج التراجم 32، والجواهر المضية برقم 788، وكشف الظنون 1: 346، وهدية العارفين 1:516.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: تفقَّه بأبي الحسين القُدُورِّي.
وقصد بلادَ "خُوزسْتان"
(1)
، فاسْتنابَه أبو الحسين عبد الوهّاب بن منصور ابن المشْتَرِي
(2)
، على قضاء "البصرة"، وكان ابنُ المشْتَري عظيمَ النِّعْمة، كثيرَ الإفْضال على أهل العلم، شافعيّ المذهب، فلما وصل السّرْخَسيّ إلى "البصرة"، وبها الوزير أبو الفَرَج ابن فَسانْجَس، ولقَبُه ذو السعادات
(3)
، وكان فاضلا أديبا، فكتب إلى القاضي أبي الحسين ابن المشُتري مُظْهِرا للتَّعَجُّب من اسْتخْلافه، يقول: ولَّيْتَ رجلا غريبا فقيرا، في بَلَدٍ فيه ذَوو الأنساب والأموال والعلوم! فلمّا ورَد الكتابُ إلى ابن المشْتري، قرأه وأمسك، فقال الحاضرون: ينبغي أن تكتبَ إلى الوزير، وتُعَرِّفَه بموضِعِه من العلم والدين. فقال: ما يحْتاج إلى هذا، وما يتأخَّرُ كتابُه بشُكْرِى على ولايته، وإن كان ما عرَفه فسيعْرفُه. فلمَّا كان من الغد، جاء كتابٌ يعْتَذِرُ عما كتب به، يعْتَدُّ له باستِخْلافِه، فقال ابنُ المشْتَرِي: رآه في أوَّل اجْتماعهما نَحِيفَ الجسم، مُنْقَطِعَ الكلام، فلمَّا ازْداره كتب ذلك الكتاب، ثم تَعَرَّفه
(4)
، فعرف هَدْيَه وعِلْمَه، وما خَفِيَ عليه من ذلك في بُكْرَةِ [يومِه وعَشِيَّتِه]
(5)
.
(1)
خوزستان كور الأهواز، وهي بلاد بين فارس والبصرة، وانظر اللباب 1:394.
(2)
توفي سنة ست وثلاثين وأربعمائة، وطبقات الشافعية الكبرى 5:230.
(3)
وهو محمد بن جعفر بن محمد وزر لأبي كاليجار البويهي صاحب فارس، وكان صاحب مكاتبات حسنة وشعر جيد، توفي في سجنه سنة أربعين وأربعمائة. دمية القصر (تحقيقي) 1: 271: 272، والكامل 9: 542: 543، والمنتظم 8: 138: 139.
(4)
في الجواهر "اعترفه".
(5)
في الجواهر "يوم وعشية".
وكان ذو السعادات [يُنْفِقُ على]
(1)
العُلماء والفُضلاء، وبالفضل تقدَّم عنده رئيس الرُّؤساء أبو القاسم علي بن الحسن بن المسْلِمة، حتى سَعى له في وَزارة الخليفة. وسأل ذو السعادات يوما أبا بكر السَّرْخَسِيّ، فقال: ما تقول في رجل شَوَّه باسم الله الأعظم؟ فكتب في أوَّل كتابه ما هذه صورتُه: "مع"
(2)
. فقال له في الجواب: يُكْرَه للناس أنْ يكتبوا في أوَّل الرِّقاع الاسمَ المحَقَّق؛ لأنَّ الأيْدِيَ تَتَداوَلُه، والناس يَبْتذِلونه ويُطَرِّحونه، وكرِهوا أن يخْلوا الموضعُ من شيء، فكُتِب
(3)
، ليُعْلَمَ أنَّه أولُ الحساب. فاستَحْسَن ذلك الوزيرُ.
فقال الهمذاني: وحكى أبو عمر محمد بن أحمد النهاوندي أحد المعدلين
(4)
بـ "البصرة"، قال: ولي أبو بكر السرخسي قضاء بلدنا نوبتين، عزل نفسه عن إحداهما، ومضى إلى "مرو"
(5)
، وقصد أبا الفضل الجواليقي، شيخا كان بها، فأعطاه خمسمائة دينار.
وكان يُداوِم الصومَ، وعُرِف بالزُّهْد، وكَسْر النفْسِ.
وغاب بمسجد طَلْحَة بن عُبَيْد الله رضى الله تعالى عنه، في ليلة النِّصف من الشهر، وصَلَّى طُولَ ليلتِه، وصلَّى الفَجْرَ بوُضوء العِشاء، [وجُمِعَ له الآلاتُ]
(6)
. والصُّنَّاعُ، ففرغوا
(7)
منه في تلك الليلة.
(1)
في الجواهر "ينفق عليه".
(2)
كذا في بعض النسخ، وفي الجواهر "بع" دون نقط، ولعله الصحيح، والحرف الأول يعني الباء من "بسم"، والثاني يعني العين من الأعظم.
(3)
في الجواهر "يكتب".
(4)
المعدل بالبناء للمجهول من عدل، وزكي، وقبلت شهادته. اللباب 3:157.
(5)
كذا في بعض النسخ، وفي الجواهر "رامهرمز".
(6)
في بعض النسخ "وسمع له الآيات".
(7)
لعل الضمير عائد على المسجد، وفي بعض نسخ الجواهر "ففزعوا".
وتُوُفِّيَ رحمه الله تعالى، في ثالث عِشْرِي شهررمضان، سنة تسع وثلاثين وأربعمائه.
ومن تَصانِيفه: "تكْملة التجريد"، وكتاب "مُخْتصر المخْتصرَيْن"
(1)
في مجلَّدٍ. قاله في "الجواهر".
* * *
2868 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد الكاتب، الحاكم، الإمام
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: تفقَّه على أبي بكر محمد بن الفضل الكَمارِيّ
(2)
.
كذا في "الجواهر" من غير زيادة.
* * *
2869 - الشيخ العالم الفقيه المجوّد عبد الرحمن بن محمد الأنصاري، الباني بتي، المشهور بالقارئ
*
(1)
في بعض النسخ "المختصر". وانظر الجواهر وحاشيته.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 315.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 789، والفوائد البهية ص 93، وكتائب أعلام الأخيار برقم 212.
(2)
كانت وفاته سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
* * راجع: نزهة الخواطر 8: 262، 263.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان أفضل عصره في الفقه وأعرفهم بطرقه، أخذ القراءة والتجويد عن السيّد إمام الدين الأمروهوي، وقرأ عليه "الشاطبي"، و"المشكاة"، و"الطريقة المحمدية"، و"الفرائض" وأخذ عنه السبعة، وقرأ على والده الرسائل المختصرة في النحو والعربية، وقرأ شيئا منها على العلامة رشيد الدين الدهلوي، وقرأ "شرح العقائد" للتفتازاني مع "حاشيته" للفاضل الخيالي على السيّد محمد الدهلوي.
وقرأ سائر الكتب الدراسية من المعقول والمنقول على مولانا مملوك العلي النانوتوي، ثم لازم دروس الشيخ المحدّث أبي سليمان إسحاق بن محمد أفضل الدهلوي، سبط الشيخ عبد العزيز بن ولي الله، وخصّه الشيخ بأنظار العناية والقبول، حتى صار صاحب سرّه، وتأهّل للإفتاء والتدريس، ودخل "باندا" بلدة مشهورة من أرض "بنديلكهند"، فوظّف له نواب ذو الفقار الدولة أمير تلك الناحية، فأقام بها إلى سنة ثلاث وسبعين، ثم رجع إلى بلدته، واعتزل بها عاكفا على الدرس والإفادة، وانتهت إليه رياسة المذهب الحنفي.
وكان ورعا، تقيا، قانعا، فصيحا، مستحضر الفروع للمذهب، مع الخبرة التامّة بالفقه والأصول، صارفا جميع أوقاته بخدمة القرآن والحديث، عمّ نفعه لأهل العلم، ما من عالم من علماء الحنفية في عصره إلا أخذ عنه.
رحلت سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف، وسمعت "المسلسل بالأولية" منه، وقرأت عليه "أوليات الشيخ محمد سعيد سنبل" في نسخة عليها خاتم الشيخ المحدّث إسحاق بن محمد أفضل الدهلوي، فأجازني بجميع مروياته من مقروءاته ومسموعاته إجازة عامة تامة، ودعا لي بالبركة -نفعنا الله ببركاته- أمين.
وله رسائل في الخلاف والمذهب.
توفي بخمس ليال خلون من ربيع الثاني سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف بـ "باني بت".
* * *
2870 - الشيخ الفاضل مولانا القارئ عبد الرحمن بن القارئ محمدي الباني بتي
*
كان محدّثا كبيرا، قرأ مبادئ العلم على والده الماجد، ثم التحق بمولانا سيّد حاجي قاسم، ومولانا رشيد الدين خان، ومملوك علي، رحمهم الله تعالى.
وقرأ عليه كتب الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية، وتخرّج عليهم، وحصّل سند الحديث من العلامة الشاه محمد إسحاق.
ثم سافر إلى "أمروهه"، وتعلّم القراءة على القارئ إمام الدين، وحصّل آداب السلوك منه، وكان يدرّس الصحاح الستّة بالاحتياط التام، عدد تلاميذه لا يحصى.
توفي 6 ربيع الثاني 1314 هـ، وهو ابن تسعين، رحمه الله تعالى.
* * *
2871 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمود بن أبي سعيد التتوي، السندي
* *
أحد فحول العلماء.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان ممن تبحّر في العلوم، ودرّس، وأفاد، وأخذ عنه خلق كثير.
مات سنة إحدى وتسعين وتسعمائة، كما في "المآثر".
* * *
* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 223، وتذكره علماء هند ص 577.
* * راجع: نزهة الخواطر 4: 154.
2872 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمود بن أبي منصور النُّصولِيّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: سمع بـ "بغداد" من أبي
(1)
القاسم ذاكر بن كامل الخَفَّاف، ويحيى بن أسعد في آخَرِين، وسمع بـ "دمشق" من أبي طاهر [بركات]
(2)
بن إبراهيم الخُشُوعِيّ، وسمع بـ "مصر" من أبي عبد الله محمد ابن أحمد الأرْتاحيّ، وفاطمة بنت سَعْد الخَيْر، وحدَّث.
ومات بـ"دِمَشق" سنة أربع وثلاثين ستِّمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
2873 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرحمن بن مولانا محمود حسن الأمرتسري
* *
ولد في "أمرتسر" سنة 1355 هـ، ونشأ، وقرأ مبادئ العلم في المدرسة النعمانية على والده، ثم التحق بالجامعة الأشرفية، وأتم فيها الدراسة العليا.
من كبار أساتذته: المفتي أحمد حسن، وأستاذ العلماء رسول خان الهزاروي، والعلامة إدريس الكاندهلوي، والعلامة جميل أحمد التهانوي، رحمهم الله تعالى.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 315.
وترجمته في التكملة لوفيات النقلة 6: 213، 214، والجواهر المضية برقم 792.
(1)
في الجواهر 2: 404 "أبوي".
(2)
تكملة من الجواهر.
* * راجع: أكابر علماء ديوبند لمولانا أكبر شاه البخاري ص 504، 505.
وبعد إتمام الدارسة عين مدرّسا للجامعة الأشرفية سنة 1371 هـ، درّس "مشكاة المصابيح"، و"صحيح مسلم" في بداية مراحله.
وكان خطيبا مصقعا في مسجد الجامعة الأشرفية، وكان أبوه إذ ذاك حيا، وعين شيخ الحديث بعد وفاة العلامة مالك الكاندهلوي.
بايع على يد أستاذ العلماء رسول خان، وحصلت له الإجازة منه، وبعد وفاته حصلت له الإجازة من العلامة القاري محمد طيّب، ثم حصلت له الإجازة من الشيخ فقر محمد البشاوري، رحمهم الله تعالى.
صنّف عدة كتب مفيدة ممتعة، منها:"تفسير نكت القرآن".
* * *
2874 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن، أخو عليّ والحسن ابْنَي مُسْهِرٍ
*
وقد تقدَّم الحسن
(1)
، ويأتي الآخَرُ، إن شاء الله تعالى.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وعبد الرحمن هذا كان من أصحاب أبي يوسف، ولّاه قضاء "جَبُّل"
(2)
، وكان فيه خِفَّةٌ. قال
(3)
: وَلّاني أبو يوسف
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 315.
وترجمته في تاريخ بغداد 10: 238، 23، والتاريخ الكبير للبخاري 3: 2: 351، والجرح والتعديل 2: 2: 291، 202، والجواهر المضية برقم 793، والضعفاء والمتروكين للنسائي 68.
(1)
في بعض النسخ "أحد"، وفي بعضها "أحمد"، والصواب في الجواهر.
(2)
جبل: بليدة بين النعمانية وواسط، في الجانب الشرق. معجم البلدان 2:23.
(3)
القصة في تاريخ بغداد 10: 239، والجواهر المضية 2: 405، 406، ورواها الذهبي في الميزان 2: 590، 591، عن أبي الفرج صاحب الأغاني. وانظر: ثمار القلوب 236، ومعجم البلدان، الموضع السابق.
قضاءَ "جَبُّل"، فانْحَدَر الرَّشيدُ إلى "البصرة"، فسألتُ أهلَ "جَبُّل" أن يُثْنوا عليَّ، فوعَدوني أن يفعلوا، فلما قَرُبَ تفرَّقوا، وأيِسْتُ منهم، فسَرَّحْتُ لِحْيَتِي، وخرجتُ، فوقفْتُ، فوافَى أبو يوسف مع الرشيد في الحَرَّاقة
(1)
، فقلتُ "يا أمير المؤمنين! نِعْمَ القاضي قاضي جَبُّل، قد عدَل فينا، وفعل. وجعلتُ أثْنِي على نفسي. فطأْطَا أبو يوسف رأسَه، وضَحِكَ، فقال له هارون: مِمَّ ضِحَكْتَ؟ فأخْبره، فضحك حتى فَحَص برِجْلِه الأرض، ثم قال: هذا شيخٌ سَخيفٌ سِفْلَةٌ، فاعْزِلْه. فعزلني، فلما رجع، جعلْتُ أختلف إليه، وأسألْه قضاءَ ناحِيَةٍ، فلم يفعل، فحدَّثْتُ الناس عن مُجالدٍ، عن الشعبي، أنَّ كُنْيَة الدَّجَّالِ أبو يوسف، فبلغه ذلك، فقال: هذه بتلك، فحَسْبك، تَصيرُ إليَّ حتى أُوَلّيَكَ
(2)
، ففعل، وأمْسَكْتُ عنه.
وكان ابنُ مَعين يقولُ: ليس بشيءٍ. وقال البُخارِيُّ: فيه نَظْرٌ.
وقد نُقِمَ عليه
(3)
الهِنْدِباءُ مِن الجَنَّة
(4)
، وتعَشُّوا، فإنَّ تَرْكَ العشاء مَهْرَمَةٌ
(5)
.
قال ابنُ عَدِيّ
(6)
: لعلَّ هذا إنَّما أُتِيَ من قِبَلِ عَنْبَسَة
(7)
بن عبد الرحمن، شيخ عبد الرحمن ابن مُسْهِر.
(1)
الحراقات: سفن بالبصرة.
(2)
في المصادر بعد هذا "ناحية".
(3)
انظر: ميزان الاعتدال 2: 291، وفي الجواهر زيادة "حديث".
(4)
ذكر ابن عراق في تنزيه الشريعة المرفوعة 2: 247، أن سنده واه.
(5)
أخرجه الترمذي في باب ما جاء في فضل العشاء، من أبواب الأطعمة، وعارضة الأحوذي 8:45. وقال: منكر.
(6)
في الكامل في الضعفاء 4: 1604.
(7)
في بعض النسخ "عقبة"، وفي الجواهر 2: 407: "عتبة"، والتصويب من الكامل، وميزان الاعتدال 2:591. وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 8: 160، 161.
ونُقِم عليه حديثُ خَوَّات بن جُبَيْر، قال كنتُ أُصَلِّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: خَفِّفْ، فإنَّ بِنا إليك حاجةٌ
(1)
.
* * *
2875 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرحمن بن معين الدين النوري الكُمِلّائي
*
ولد سنة 1338 هـ في قرية "كَسَيت" من مضافات "برهمنباريه" من أعمال "كملا".
وقرأ من البداية إلى "مشكاة المصابيح" في الجامعة اليونسية.
من أساتذته فيها: فخر البنغال العلامة تاج الإسلام، والعلامة شمس الحق الفريدبوري، والعلامة سراج الإسلام، ثم التحق بمدرسة "هَيْبت نغر" في "كشوغنج"، وأتمّ فيها الدراسة العليا سنة 1341 هـ، بايع في الطريقة على يد العلامة دلاور حسين الفِنُوَائي، وبعد الفراغ اتّصل بمدرسة في "بَاجِيتْبُور" من أعمال "كشورغنج"، وانسلك بالدعوة والإرشاد.
توفي يوم الخميس سنة 1422 هـ، ودفن في مقبرة آبائه.
* * *
2876 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن الموَفَّق أبي الفضل الدِّيرقانِي
،
(1)
ذكره ابن عدي، في الكامل، الموضع السابق.
* راجع: مشايخ برهمنباريه ص 232 - 235.
والدُ رَحمةِ الله، المذكور في حرف الرَّاء *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال السَّمْعانِي: ثَبْثٌ معروف، سمعتُ منه.
ومات في التاسع عشر من شوَّال، سنة نَيِّفٍ
(1)
وأربعين وخمسمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
2877 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن نصر بن عبيد السَّوادِيّ الأصْلِ، الصّالحِيّ، المفتي، الإمام، زين الدين العَدِيمِيّ
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِدَ سنة ثمان وأربعين وستمائة.
وسَمِع من الرشيد العِراقِيّ، والمرْسِي، وسِبْطُ ابنِ الجَوْزِيّ، والبَلْدَانِيّ، غيرهم.
وتفقَّه، ومهر في الشروط، وكان يُجيدُ تَعْبيرَ الرُّؤْيا.
وقال الذهبي: كان ساكنا وقورا، كثيرا التِّلاوة، بَصيرًا بالفقه، عالَجَ الشهادة، وكتَب الشُّروط دَهْرا، ثم عجز، وانْقطَع.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 317.
وترجمته في التحبير 1: 413، والجواهر المضية برقم 795، ومعجم البلدان 2: 715، وكنيته في التحبير:"أبو الفضل". ونسبته فيه وفي معجم البلدان: "الديوان". وانظر" ما تقدم في 3: 244.
(1)
انظر: الجواهر المضية 2: 408، وحاشتيه.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 317.
وترجمته في الدرر الكامنة 2: 458.
ومن مَسْموعِه على المرْسِيّ: "كتاب الأربعين" للحسن بن سفيان، والرابع والخامس من "فوائد عَبْدان"
(1)
.
ومات في ذى الحِجَّة، سنة أربع عشرين وسبعمائة.
وذكره الصَّلاح الصَّفَدِيُّ في "أعيان العصر"، وقال: سمع المرْسِيّ، وسِبْط ابن الجَوْزيّ، وخطيب "مَرَدَا"، وإبراهيم البَطائِحِيّ، والرَّشيدَ العِراقِيَّ، اليَلْدانِيّ، وغيرَه، كان له في الفقه بَصَرٌ حديد، وفي الشُّروط نظرٌ مالَحْظُه عنه محيدُ، شَهِد تحت السّاعات، وأنْفَقَ عُمرَه في الطَّاعات، إلى أن عجَز، وانْقطَع، ولمعَ بَرْق ضَعْفِه، وسطَع، وكان يُعَبِّرُ الرُّؤْيا، ويأتى في كلامه بما هو الغاية القُصُوَي، ولم يزلْ إلى أن جَفَّ عُودُه، وَزمْجَرت بالنِّزاع رُعودُه.
ثم أرَّخ وفاته كما نقلنا آنفا. -تغمَّده الله برحمته-.
* * *
2878 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن نُفَيْل القاضي
(2)
*
(1)
في بعض النسخ "عبديان".
وعبدان هو عبد الله بن أحمد بن موسى الجواليقي، من علماء الحديث، صاحب تصانيف، توفي سنة تسعين ومائتين. انظر: الأعلام 4: 189.
(2)
كذا ذكر المؤلف أنه ابن نفيل، ويؤكده موضعه من الترتيب، وهو كذلك في شذرات الذهب 5: 204، وقد ترجمه ابن أبي الوفا في الجواهر المضية برقم 794، باسم: عبد الرحمن بن مقبل، وذكر في حاشيته أنه شافعي. انظر: الجواهر المضية 2: 382، 407، وانظر أيضا: سير أعلام النبلاء 23: 104.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 318.
كذا ذكره في "الجواهر المضية"، من غير زيادة.
* * *
2879 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرحمن بن المنشئ نيكبر علي الجامي المومنشاهوي
*
ولد سنة 1335 هـ في قرية "باكَلْجُورا" من مضافات "درغافور" من أعمال "مومنشاهي".
قرأ مبادئ العلم في قريته، وقرأ العلوم العصرية إلى الصفّ العاشر، ودرّس مدّة في إسكول، ثم التحق بالجامعة الإمدادية، وقرأ فيها من البداية إلى النهاية، وقرأ فيها كتب الصحاح الستّه، وغيرها من الكتب الحديثية.
من أساتذته: العلامة أطهر علي السلهتي، والعلامة أحمد علي خان، رحمهما الله تعالى.
بعد الفراغ من الدراسة اشتغل بالوعظ والنصيحة والدعوة والتبليغ والإرشاد والإصلاح.
توفي سنة 1418 هـ، وصلّى على جنازته خطيب المسجد الشاهي جوك بازار القارئ مولانا عبيد الله الجاتجامي، ثم دفن في مقبرة بجوار مسجد خان باري كشورغنج.
* * *
* راجع: مائة من علماء بنغلاديش ص 338 - 341.
باب من اسمه عبد الرحمن بن يحيى
2880 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الله بن الحسين القاضي، أبو سعيد، النَّاصِحِيّ، النَّبْسابورِيّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: رَوَى عن أبي بكر بن خَلَف، وأبى عمر المحْمِيّ.
وروَى عنه عبدُ الرحيم السَّمْعانيّ، أبوه عبد الكريم.
مات في عشرْ الخَمْسِين وخمسمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
2881 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن يحيى بن محمد الملاح المصري
* *
أديب ظريف، له شعر.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 318.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 796.
* * راجع: الأعلام للزركلي 3: 341، 342.
وترجمته في قرة العين، قال الزركلي: أطلعنى عليها السيّد أحمد عبيد بدمشق، ثم انتقلت منه إلى الظاهرية الرقم 9258، وانظر خلاصة الأثر 2:404.
كان كاتب يد الشيخ زين العابدين بن محمد البكري، فأخيه أبي المواهب، فأحمد بن زين العابدين.
قال الزركلي: رأيت له منظومة في 23 ورقة، بخطّه، سماها "قرة العين في فرح الزين"، وصف بها بعض عادات "مصر" في أيامه، وصفا بديعا، على أبواب: في الكسوة، والبهلوان، والمصابيح، والحراقة، والسماع، والحلاوة، والأشربة، والأسمطة والطعام، والإصرافة، وزفّة الليل، وزفة الطهور.
توفي بـ "القاهرة" سنة 1044 هـ.
* * *
2882 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن يحيى بن يوسف بن محمد ابن عيسي، شيخ الشيوخ، عَضُد الدين ابن شيخ الشيوخ العلامة سَيْف الدين السِّيرامِيّ
*
شيخ الظاهرية.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: مات سنة ثمانين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
كذا ذكرَه الحافظُ جلال الدين السُّيوطِيّ في "أعْيان الأعْيان".
وذكره ابنُ طُولون في "الغُرَف العَلِيَّة"، وقال: وُلد في أوائل شوّال، سنة ثلاثَ عشرة ثمانمائة تقريبا، وتفقَّه بوالده وبالعلامة تقيِّ الدين الشمني، وغيرهما، وحفِظ القرآن العزيز، واشْتغل، وحصَّل، وتولَّى المشيخَة المذكورة بعدَ وفاة والدِه، وتصدَّر للتدْريس بها.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 318.
وترجمته في الضوء اللامع 4: 158، 159، ونظم العقيان 127.
وبَرَعِ في الفقه، والأصول، والعربية، والمعاني، والبيان، وانْتفَع به كثيرٌ من الطلبة، هذا مع الذّكاء المفْرِط، والقريحة الوَقَّادة، والحافظة الجَيِّدة إلى الغاية، والبَشاشة والاتِّضاع، وطلاقة الوَجْه.
وكان خيِّرًا، دَيِّنًا، قليلَ الاجتماع بأكابر الدَّولة إلا لضرورةٍ أكيدةٍ، مع الكراهة، وصار من أعْيان السادة الحنفية، وأفْتَى سِنِين، وأخذَ عنه الأكابر.
ومات فَجْأةً في التاريخ المذكور.
* * *
2883 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن يوسف بن إبراهيم بن علي التَّوْقاتِيّ
(1)
الأصْل، الشيخ زَيْن الدين
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: اشتغل، وحصَّل، وحَلَّ "مَجْمَع البَحْرَيْن" على الشمس ابن رمضان.
وأخذ الحديث عن قريبه القاضي نور الدين ابن مَنَعَة، وتعانَى الشَّهادة، وكان ضابطا عَدْلا.
قال ابنُ طُوْلونَ: وحضَر معنا الدُّروس في مدارس الحنفية.
وكانتْ وفاته سنة أربعِ وثلاثين وتسْعمائة.
وكان عندهُ سُكونٌ وتَواضُعٌ، وحِشْمةٌ. رحمه الله تعالي.
* * *
(1)
توقات: بلدة في أرض الروم بين قونية وسيواس، بينها وبين سيواس يومان. معجم البلدان 1:895.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 319.
2884 - العالم العامل والفاضل الكامل المولى عبد الرحمن ابن السيّد يوسف بن حسين الحسيني، وهو خال هذا العبد الفقير، جامع هذه المناقب
*
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: قرأ رحمه الله تعالى في شبابه على المولى محمد السامسوني، ثم قرأ على المولى قطب الدين المزبور، ثم على المولى الفاضل على الفناري، ثم على المولى على البكاني.
وكان مقبولا عند هؤلاء الأفاضل، وكان من أعلى طبقات طلبتهم، ثم صار مدرّسا بمدرسة ببلدة "بولي" في ولاية "أناطولي"، ثم صار مدرّسا بمدرسة جنديك بك بمدينة "بروسه"، ثم غلب عليه جانب الفراغة والانقطاع عن الخلق إلى الخالق، فترك التدريس، وعين له كلّ يوم خمسة عشر درهما، ولم يقبل الزيادة عليها، ولازم بيته بمدينة "بروسه"، مشتغلا بالعبادة، متلذّذا بالانقطاع إلى الله تعالى.
وقد لحقته الجذبة في أوان صباه، وكان يخلو بالجبال مدّة أشهر بلا زاد، وسمعت منه أنه قال: غلب عليّ في ذلك الوقت محبة الحقّ عز وجل، وكنت أجد في الجبال ما يسدّ جوعي، وربما أجد الخبز في خلال الأشجار، قال: وكان يحرسنى السباع حولي بالخضوع والتذلّل، ثم بعد ذلك خالط الناس، وجمع بين الجذبة والاختلاط، وكان يختلط بأولياء الله تعالى.
وكان يحكي عنهم الكرامات العظيمة، قال: وقد مرضت في مدينة "أدرنه" وأنا سكن في بيت وحدي، وليس عندي أحد، وفي كلّ ليلة ينشقّ الجدار، ويجيء إليّ رجل يخدمني إلى الصبح، ويأتينى بالطعام والشراب، ثم
* راجع: الشقائق النعمانيه ص 135.
وترجمته في الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 319، وشذرات الذهب 8: 302، 303، والكواكب السائرة 2: 159، 160.
ينشقّ الجدار، ويذهب، قال: ولما برئت من المرض، قال الرجل: لا أجيء بعد هذا، فقلت: من أنت؟
قال: إن أردت أن تعرفني، فاخرجْ من المدينة، واذهب مع المسافرين، وأنت تجدني، قال: وبعد أيام خرجت من المدينة، وذهبت مع بعض من أهل القري، فقال بعضهم في الطريق: إن ههنا قرية لطيفة الهواء، وهناك رجل يدعى بالعالم الأسود، فعرفت أن الرجل هو ذاك، فتوجّهت إلى تلك القرية.
ولما وصلت إليها تلقّاني ذلك الرجل، وهو يضحك، فإذا هو الرجل الذي جاء إليّ في مرضي، وأقمت عنده ذلك اليوم، ولما جاء وقت العصر أردنا أن نصلّي العصر، قال: نصلّى العصر هناك، وأشار إلى مكان مرتفع، فلمّا علوناه، قال: كيف هذا المكان؟ قلت: في غاية اللطافة، قال: ننظر من هنا إلى الكعبة، قلت: هكذا، قال: نعم، قال: انظر، فنظرت، فإذا الكعبة قدّامنا، فصلّينا العصر هناك، ولم تغب الكعبة عن أعيننا إلى أن أتممنا الصلاة.
وحكى لي ثقة عن ثقة أنه قال: رأيت المولى المذكور في المنام بعد وفاته، قال لي: إن في عمارة السيّد البخاري بمدينة "بروسه"رجلا مسافرا، يريد أن يزورني، فدلّه على قبري، قال: قال: فذهبت صبيحة تلك الليلة إلى المقام المذكور، فوجدت هناك رجلا مسافرا، قال: فقلت له: ماذا تريد؟ قال: أريد زيارة المولى عبد الرحمن، فذهبت به إلى قبره، قال: فلمّا جلس فهمت منه أنه استثقلني، فدخلت المسجد، فاستمعت أنهما يتحدّثان، وسمعت صوت المولى المذكور كما هو في حياته، فلمّا انقطع كلامهما، خرجت من المسجد، ولم أر أحدا عند قبره، قال: فطلبت أطراف ذلك المكان، فلم أجد أثرا من ذلك الرجل.
وكان له حكايات مع المشايخ الكبار تركناها خوفا من الإطناب، وهذا حاله مع المشايخ، وأما حاله في العلم فإنه كان محقّقا مدقّقا، لا يمكن لأحد أن يتكلّم معه، وكان يقدر على تقرير الفنّ الواحد في مدّة يسيرة، مع وجازة تقرير ووضوح، بحيث يفهمه كلّ أحد، وكانت له في المحاورة يد طولى
بحيث ما حاوره أحد إلا ويعرف عجزه، ويعترف بفضله إلا أنه كان يغلب على طبعه العلوم العقلية.
وكان فائقا في تلك العلوم أهل عصره، وكان في سائر العلوم مشاركا للناس، وأما زهده وورعه فعلى جانب عظيم، بحيث لم يخلف شيئا من الدنيا، وكان راضيا من العيش بالقليل، وكان يستوي عنده الخشن واللين والخسيس والنفيس، وكان محترزا عن حقوق العباد.
وكان صدوقا، بارا، قوّالا بالحق، لا يخاف في الله لومة لائم، ولد رحمه الله تعالى سنة أربع وسبعين وثمانمائة.
وتوفي سنة أربع وخمسين وتسعمائة، ودفن عند قبر والده بمدينة "بروسه". روّح الله تعالى روحه.
* * *
2885 - العالم الفاضل المولى عبد الرحمن بن يونس الإمام
*
ذكره صاحب "الشقائق"، وقال: قرأ على علماء عصره، حتى وصل إلى خدمة المولى الفاضل سيّدى محي الدين القوجوي، ثم صار مدرّسا ببعض المدارس.
وتوفي في سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة.
كان عالما ذكيا، قويّ الفطنة، جيّد القريحة.
وكانت له نسبة خاصّة بعلم الكلام، وكان قد حلّ غوامضه، وحقّق مطالعته، فلما رأيت في هذه العلوم من وصل إلى تحقيقه.
وكان لذيذ الصحبة، حسن المحاورة، لطيف المحاضرة، وقد قتل شهيدا. نوّر الله تعالى مضجعه.
* * *
* راجع: الشقائق النعمانيه ص 302. وترجمته في الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 320.
باب من اسمه عبد الرحمن فقط
2886 - المولى عبد الرحمن، المشتهر ببالدار زاده
*
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: توفي أبوه مدرّسا بسلطانية "بروسه".
ولما توجّه المرحوم نحو تحصيل المعارف والعلوم صاحب الأهالي والأعالي، حتى صار ملازما من المفتي علاء الدين علي الجمالي، ثم تولى بعض المدارس، وجعل يزاول العلوم، ويمارس، حتى قلّد مدرسة أورج باشا بقصبة "ديموتوقه" بخمسة وعشرين.
ثم مدرسة المولى المشتهر بابن الحاج حسن بثلاثين، ثم مدرسة المولى عرب بقصبة "ثيره" بأربعين، ثم القلندرية بالوظيفة الأولي، ثم المدرسة الحلبية بخمسين، ثم مدرسة أبي أيوب الأنصاري، ثم إحدى المدارس الثمان، ثم مدرسة السلطان بايزيد خان بـ "أدرنه".
ثم قلّد قضاء المدينة على ساكنها أفضل الصلوات ما تعاقب النور والظلمات، ثم عزل، ثم قلد قضاء "حلب"، ثم عزل، وتوفي سنة سبع وسبعين وتسعمائة.
وكان رحمه الله معروفا بالعلم، وجمع الأماثل في زمن تدريسه، فصيحا، حازما، جيّد الخاضرة، مقبول المناظرة، محمود السيرة في قضائه، وقد رأيت أهل "المدينة" يبالغون في ثنائه، رحمه الله تعالي، وأحسن إليه يوم جزائه.
* * *
* راجع: الشقائق النعمانيه ص 394.
2887 - الشيخ العارف بالله الشيخ عبد الرحمن الأرزنجاني، قدّس سرّه
*
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: كان رحمه الله من خلفاء الشيخ صفي الدين الأردبيلي، ثم أتى "بلاد الروم"، وتوطّن قريبا من "أماسيه".
وكان منقطعا عن الناس، ساكنا في الجبال، قال يوما لبعض مريديه يجيء إلينا يوما جماعة من الأحبّاء، فهيّئوا لهم الطعام، قالوا: ليس عندنا شيء، فخرج الشيخ من صومعته، فنظر، فإذا قطيع من الظباء جئن إليه، فقال الشيخ: أيتكن تفدي بنفسها لقرى الأضياف، فتقدّمت واحدة منهن، فذبحوها، فعند ذلك قدم الأضياف، فطبخوها لهم.
حكي أن الشيخ المذكور أصبح يوما حزينا كئيبا، فسالوه عن سبب حزنه، فقال: إن الطائفة الأردبيلية كانوا على تقوى وحسن عقيدة، واليوم تداخلهم الشيطان، فأضلّهم عن طريقة أسلافهم، فلم يمض إلا أيام قلائل، حتى جاء سلوك الشيخ حيدر طريقة الضلال، وتغيير آداب أسلافه، وتبديل أحوالهم، وعقائدهم، قبّحه الله تعالى.
* * *
2888 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن الأشموني
* *
فاضل.
* راجع: الشقائق النعمانيه ص 36.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 127
ترجمته في فهرس الأزهرية 1: 317.
له"رسالة" في أسماء الرجال. فرغ منها سنة 1089 هـ.
كان حيا 1089 هـ.
* * *
2889 - الشيخ الفاضل العلامة المحدث مولانا عبد الرحمن الأمروهوي
*
من تلامذة العلامة أحمد حَسَن الأمروهي، رحمه الله تعالى.
كان محدّثا كبيرا، ومفسّرا بليغا.
درّس في المدرسة العربية بـ "أمروهه"، وجامعة دابيل، ودار العلوم ديوبند.
كان نظيرا للسلف الصالحين، رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
* * *
2890 - الشيخ مولانا المفتي عبد الرحمن البهاولبوري
* *
من تلامذة العلامة أنور شاه الكشميري، المتوفى سنة 1353 هـ.
كان قاضيا لمحكمة الأمور المذهبية بـ "بهاولبور".
* * *
2891 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن، الأفغاني، الرامبوري
،
* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 269.
* * راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 256.
أحد العلماء المبرّزين في العلوم الحكمية *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان يدرّس، ويفيد، ذكره عبد القادر في "روز نامه".
* * *
2892 - الشيخ العالم الكبير المفتي عبد الرحمن السندي
* *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان مفتي المعسكر في عهد عالمغير بن شاهجهان سلطان "الهند".
سافر إلى "الحجاز" نحو سنة ستّ ومائة وألف، فحجّ، وزار.
* * *
2893 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن السويسي
* * *
فقيه.
ولي عضوية المحكمة الشرعية الكبرى بـ "مصر".
من تصانيفه: "تلخيص النصوص البهية"، و "الفتاوى المهدية"، و "مختصر الفتاوى المهدية في الشريعة المحمدية".
توفي سنة 1331 هـ.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 7: 285.
* * راجع: نزهة الخواطر 6: 151.
* * * راجع: معجم المؤلفين 5: 104. ترجمته في معجم المطبوعات 1279.
2894 - الشيخ العالم الكبير المفتي عبد الرحمن الكابلي، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول والعربية
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان مفتي المعسكر بمدينة "آكره" في عهد شاهجهان بن جهانغير الدهلوي سلطان "الهند".
وكان صادقا، ديّنا، متورّعا، صاحب عقل، ووداعة.
أخذ الطريقة عن الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي لما قدم "آكره"، وكان الشيخ إذا دخل "آكره" يتردّد إليه، كما في "زبدة المقامات".
* * *
2895 - الشيخ الفاضل مولانا العلامة اللغوي عبد الرحمن الكاشْغَري، رحمه الله تعالى
* *
ولد سنة 1330 هـ في "كاشْغَر" من أعمال"تركستان" حالا من "بلاد الصين".
قرأ مبادئ العلم على علماء وطنه، ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بندوة العلماء لكنو، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، والأدب العربي، والتفسير، وحصل السند العالي منها سنة 1349 هـ.
من أساتذته: السيّد عبد الحي البريلوي، ونال السند العالي من جامعة لكنو، وسند القراءات السبع من المدرسة القرآنية.
* راجع: نزهة الخواطر 5: 234.
* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 235، وروئداد إجلاس سوم، ندوة العلماء، لكنو، جمادى الأولى 1346 هـ.
بعد إكمال الدراسة التحق مدرّسا بندوة العلماء لكنو، ثم في سنة 1356 هـ التحق بالمدرسة العالية كلكته، وكان يدرّس كتب الفقه وأصوله، ثم التحق بالمدرسة العالية داكا، وفي سنة 1375 هـ عيّن نائب صدر المدرّسين، وكان عالما جيّدا، وشاعرا مجيدا.
من أشعاره:
ألا دأبي الوفاء لذي الوفاء
…
وشيمتي الجفاء على الجفاء
إذ انصرمت حبالك يا صديقي
…
محوتك من فهارس أصدقائي
فلست بنادم بفراق خل
…
ويندم كلّ مندمة سوائي
يقيس الناس بالحصباء درّا
…
كما قاسوا الدجنة بالضياء
وزين لمرء عندهمو بفضل
…
لا ردأ من زيانك بالثراء
من تصانيفه: "محك النقد"، و "المحبر في المذكر والمؤنث"، و "المفيد"، و "الشذرات"، و "ديوان الزهرات".
* * *
2896 - الشيخ الفاضل الكبير عبد الرحمن الكجراتي، كان من عشيرة الشيخ محمد بن طاهر الفتني، صاحب "مجمع البحار
" *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "كجرات".
وأخذ العلم، لعلّه عن الشيخ وجيه الدين العلامة، ثم انقطع إلى الدرس والإفادة.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 5: 235.
2897 - الشيخ العالم الصالح عبد الرحمن المرزابوري، أحد عباد الله الصالحين
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: قرأ العلم على المفتي تفضّل حسين العمري المرزابوري، وعلى غيره من العلماء.
ثم سافر إلى الحرمين الشريفين مهاجرا إلى الله ورسوله، فحجّ، وزار، وأقام بـ "مكّة المشرّفة" مدّة من الزمان.
ثم أخرجه حسيب باشا أحد ولاة "مكّة" بسعاية الحسّاد، فعاد إلى "الهند"، واعتزل في الجامع الكبير بـ "مرزابور"، ولبث بها عمره.
قال صاحب"النزهة": كان من علماء الآخرة، قوي العمل، قصير الأمل، لقيه السيّد الوالد بـ "مرزابور"، وذكره في كتابه "مهر جهانتاب"، وأثنى عليه.
توفي سنة خمس وثمانين ومائتين وألف بـ "مرزابور"، أخبرني بها ولده أحمد بن عبد الرحمن.
* * *
2898 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرحمن المومنشاهوي
* *
ولد سنة 1295 هـ في قرية "غوناري تلا" من مضافات "جَنْغَالِيَه" من أعمال"مؤمنشاهي".
* راجع: نزهة الخواطر 7: 285، 286.
* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 212.
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم سافر إلى "سهارنبور" والتحق بمظاهر العلوم، وقرأ فيها الفنون العالية وكتب الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية، وحصلت له الإجازة في رواية الحديث من السيّد نذير حسين الدهلوي، ثم رجع إلى وطنه المألوف، واشتغل بالدعوة والتبليغ والإرشاد والتلقين.
صنّف عدّة كتب في اللغة البنغالية.
توفي سنة 1348 هـ.
* * *
2899 - الشيخ الفاضل المولى عبد الرحمن البحراوي، المصري، الأزهري
*
عالم مشارك في بعض العلوم. ولد سنة 1235 هـ بكفر العيص على شطّ النيل بمديرية "البحيرة"، وتوفي في المحرّم سنة 1322 هـ.
من تصانيفه: "تقرير على شرح العيني"، و "حاشية على شرح الطائي".
* * *
2900 - الشيخ الفاضل صباح الدين عبد الرحمن الهندي، رحمه الله تعالى
* *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 127.
ترجمته في الخطط التوفيقية 15: 11، وكنز الجوهر في تاريخ الأزهر 171، 172، والأعلام الشرقية 2: 121، 122.
* * راجع: تتمة الأعلام للزركلي 1: 241، والبعث الإسلامى مج 32 ع 9 (جمادى الآخرة 1408 هـ ص 97 - 98).
مدير المجمع العلمي المعروف بـ "درا المصنفين" في مدينة "أعظم كره" بـ "الهند". قضى فيه جلّ حياته، واستطاع أن يؤلّف كتبا ذات قيّمة كبيرة حول الموضوعات التاريخية والأدبية.
وكان متخصّصا في تاريخ "الهند" الإسلامي، والفترة المغولية بالذات، فقد درس الموضوع بغاية من التدقيق والتحقيق، وألّف ما يربو على عشرين كتابا، عدا مؤلّفاته الأخرى.
ومن جهوده في المجمع إشرافه على ندوة عقدت عن الاستشراق والمستشرقين سنة 1401 هـ. فكانت أول ندوة علمية بموضوعها، وحضرها عدد وجيه من العلماء والمحقّقين من "الهند" وخارجها، وأسهموا فيها ببحوث علمية هادفة وذات أهمّية.
توفي إثر حادث اصطدام، بعد حضوره إلى "لكنو " للمشاركة في ندوة أدبية عقدتها رابطة الأدب الإسلامي حول "حركة الإمام السيّد أحمد بن عرفان الشهيد الجهادية وأثرها على اللغة الأردية وآدابها"، وذلك في 25 ربيع الأول سنة 1408 هـ.
* * *
2901 - الشيخ الفاضل المولى عبد الرحمن أشرف بن علي المرزيفوني، الرومي، المعروف بقبرس منلاسي
*
أديب.
* راجع: معجم المؤلفين 5: 127.
ترجمته في هدية العارفين 1: 553.
من آثاره: "شرح المعمي الصغير" للجامي، و "عيون العلوم".
توفي سنة 1151 هـ.
* * *
2902 - الشيخ الفاضل المولى عبد الرحمن باجه جي زاده
*
له "الفارق بين المخلوق والخالق"، "وذيل الفارق".
كان حيا قبل 1322 هـ.
* * *
2903 - الشيخ الفاضل عبد الرحمن المجلد، الدمشقي
* *
عالم.
ولد بعد سنة 1030 هـ، وتوفي بـ "دمشق" سنة 1140 هـ.
من آثاره: "ثبت".
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 127.
ترجمته في فهرس التوحيد 39.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 166.
ترجمته في فهرس الفهارس 2: 134.
باب من اسمه عبد الرحيم
* * *
2904 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن أحمد بن إسماعيل الكَرْمِينِيّ، المنْعوت سيف الدين، الملَقَّب بالإمام
*
وذكره صاحبُ "الجواهر"، وقال: رأى الإمام أبا حنيفة في النوم، وسأله عن كَراهة أكْلِ لحم الخَيْلِ، أهِيَ كراهة تحْريمٍ أم تنزيهٍ؟
فقال: كراهة تحريم، يا عبد الرحيم!
ورأيتُ بخطِّ الشيخ زين الدين ابن نُجَيْم، نَقْلا عن الكَرابِيْسِيّ، أن صاحب التَّرْجمة لما رأى هذه الرُّؤْيا، وأخْبَرَ بها الحاضرين عندَه إذ ذاك، وكان هناك فقيهٌ يُسَمَّى صلاحا، فتنَوَّم ساعةً، ثم قال: رأيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، وسألتُه عن أكْلِها، فقال: مُباح، يا صلاح! فقال الشيخ: الأمرُ سَهْلٌ، تَعارَض المحرِّمُ والمبيح، فقُدِّمَ المَحرِّمُ على المبيح، لن تُفْلِح أبدًا، فمَرِض من ساعته، ثم رُفِعت جِنازته قبلَ ثلاثة أيام. انْتهى.
وتُوُفِّيَ، رحمه الله تعالي، في سنة سبعٍ وستين وأربعمائة، ودُفِن بـ "هِسْتان"
(1)
.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 321.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 797، والفوائد البهية ص 93، وكتائب أعلام الأخيار برقم 258.
(1)
هستان: قلعة مشهورة، من نواحي قزوين. معجم البلدان 1:769.
والكَرْمِينِيّ؛ بفَتْح الكاف، وسُكون الرَّاء، وكسْر الميم، وسكون الياء، تحتها نُقْطتان، وفي آخرها نونُ: هذه النِّسبة إلى "كَرْمينِية"، بلدةٌ بين "بُخارَى" و "سمَرْقَنْدَ".
وصفَه الكَرابِيسِيّ بأنَّه سُلطان المحقِّقين.
* * *
2905 - الشيخ الفاضل الفقيه التقي عبد الرحيم بن أحمد بن عُرْوة، أبو الحسين
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو الفقيه، الوَرِع، الزاهد، العابد، سِبْطُ الإمام أبي محمد النَّاصِحِيّ.
لَزِمَ مسجدَه، وكان يُفْتِي، ويُدَرِّسُ، وسمع الحديث، وعاش في سِيرةٍ مَرْضِيةٍ، وطريقةٍ محمودةٍ.
مات في شعبان، سنة عشرٍ وخمسمائة، ودُفِن بـ "باب مَعْمَر".
ذَكَره السَّمْعانِيّ في "مُعْجَم شُيوخِه"، وقال: سمع جَدَّه أبا محمد عبد الله بن الحسين
(1)
الناصحيِّ.
قال: وكتب إليّ بالإجازة بجميع مَسْموعاته، وقال: أجَزْتُ لهم أن يَرْوُوا عنِّى جميعَ مَسْموعاتي، إن جازت الإجازة.
وهو والد أبي جعفر محمد، الآتي ذكْرُه، إن شاء الله تعالى.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 321.
وترجمته في التحبير 1: 417، 418، والجواهر المضية برقم 798.
(1)
هو عبد الله بن الحسين.
2906 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن أحمد بن علي بن عثمان بن أحمد بن إبراهيم الفَصيح الهَمَذَانِيّ الأصل، ثم الكُوفِيّ ثم الدِّمَشْقِي
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قدم "القاهرةَ" في سنة خمس وتسعين وسبعمائة.
وحدّث بها عن ابن المرابط بـ "السنن الكبرى" للنَّسائي.
قال ابنُ حَجَرٍ: وسمع منه غالبُ أصْحابنا، ثم رجَع إلى "دمشق"، فمات بها في شوّال سنة خمس المذكورة.
وهو والدُ صاحبنا شهاب الدين بن فخر الدين بن تاج الدين.
وُلِدَ سنة ثلاث وسبعمائة.
وسمع من أبي عمرو بن المرابط، في سنة ست وثلاثين "السنن الكبرى" للنَّسائي، روايةَ ابن الأحْمَر، وحدَّث به بـ "القاهرة" و "دِمَشْق"، سمعْتُ عليه قطعةً منه.
وذكره أبو الفتح المراغِيّ في "مشيخته"، وزاد: أنَّه سمع من التاج عبد الرحمن بن إبراهيم ابن أبي اليُسْر، ومحمد بن إسماعيل بن الخَبَّاز "مُسْند أحمد"، وسمعتُ عليه من"النَّسائي الكبير". انتهى.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 322.
وترجمته في إنباء الغمر 1: 461، والدرر الكامنة 2: 463، وشذرات الذهب 6:340.
2907 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، أبو سعد، القاضي المختار، الإسْماعِيلِيّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: تولَّى القضاءَ مُدَّة باختيار المشايخ إياه، فلذلك قيل له: المخُتار.
وسمع من أبي الحسن السرّاج
(1)
، وأبي بكر أحمد بن محمد بن شاهُويَه القاضي.
وعُقِد له مجلسُ الإمْلاء، بُكْرةَ يوم السبت، وكان يحْضُره المشايخُ والفقهاءُ.
وُلد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
وتُوُفِّيَ ثالثَ شعبان، من سنة سبعٍ وعشرين وأربعمائة.
* * *
2908 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن إسحاق بن محمد الحسيني، ابن أبي اللطف
* *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 323. وترجمته في الجواهر المضية برقم 799.
(1)
هو محمد بن الحسن بن أحمد النيسابوري، المقرئ، المتوفى سنة ستّ وستين وثلاثمائة. العبر 2:342.
* * راجع: الأعلام للزركلي 3: 343. =
فقيه حنفي من أهل "القدس".
مات في "أدرنة" سنة 1104 هـ، ودفن على قارعة الطريق.
له "الفتاوى الرحيمية في واقعات السادة الحنفية" في الأزهرية، وفي أوقاف "بغداد"، جمعها ابنه محمد بن عبد الرحيم.
* * *
2909 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن إِسْكَنْدَر
*
وقد اشتهر بذلك في زمنه، فمتى قيل: إسكندر زاده. لا ينْصَرِفُ إلا إليه. والله تعالى أعلمُ.
* * *
2910 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن إسماعيل بن مصطفى عاكف ابن بايرام المرزيفوني ثم الأماسي
* *
فقيه حنفي.
= ترجمته في سلك الدرر 3: 2 - 5، والأزهرية 2: 218، والكشّاف لطلس 72، وفيه وفاته (1014) من خطأ الطبع.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 323.
وترجمته في خلاصة الأثر 2: 407، ولطف السمر 2:5082. وكانتْ وفاته سنة تسع بعد الألف.
* * راجع: الأعلام للزركلي 3: 343.
ترجمته في هدية العارفين 1: 565، والأزهرية 3:604.
ولد سنة 1177 هـ.
له اشتغال بالتراجم، من أهل "أماسية"(بتركيا).
من كتبه: "المجموع في المشهود والمسموع" في تراجم العلماء، و "مهمات الصوفية"، و "شعلة اليقين"، و "عنوان المشايخ الصوفية" في الأزهر.
توفي سنة 1232 هـ
* * *
2911 - الشيخ الفاضل العالم الرباني الشاه عبد الرحيم بن أشرف علي خان الرائبُوري
*
ولد في قرية "تاغري" من مضافات "أنباله" من أعمال "بَنْجَاب الشرقي" من أرض "الهند".
وكان أبوه صاحب جاه وثروة، أقام في "رائبور" قريبا من "سهارنبور" على مسافة عشرين ميلا.
قرأ الشاه عبد الرحيم مبادئ العلم في قريته، ثم قرأ الكتب الفارسية والعربية في "رائبور"، ثم التحق بمظاهر العلوم سهارنبور، وقرأ فيها عدّة سنين، وقرأ عدّة كتب على المحدّث الجليل العلامة خليل أحمد، صاحب "بذل المجهود على سنن أبي داود"، وكان عمره ثلاث سنين عند مهاجرة الشيخ الكبير إمداد الله المهاجر المكّي إلى بيت الله الحرام، وكان أبوه أشرف علي خان من أخصّ خدّامه، وله حبّ شديد بالقرآن العظيم في تعلّمه وتعليمه، فبنى مدرسة، وكان أساسها على التوكّل والتقوى.
وكان صاحب كشوف وكرامات.
* راجع: أكابر علماء ديوبند لمولانا أكبر شاه البخاري ص 62 - 64.
توفي سنة 1337 هـ، ودفن بعد أن صلّى على جنازته في مقبرة آبائه.
من أخصّ خلفائه: الشيخ عبد القادر الرائبوري، رحمه الله تعالى.
* * *
2912 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن أبي بكر بن سليمان المرعشي
*
مدرّس. توفي في حدود سنة 1098 هـ.
له "شرح البهائية" في الحساب، "شرح خلاصة الحساب"، و "المعادل في شرح ملتقى الأبحر" في فروع الفقه الحنفي، و "المفيد للمستفيد"، و "شرح بدء الأمالي".
* * *
2913 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم أبو الفتح زين الدين بن أبي بكر عماد الدين ابن أبي الحسن علي، صاحب "الهداية"، مؤلّف "الفصول العمادية
". * *
تفقّه على أبيه، وعلى حسام الدين العليابادي، تلميذ مجد الدين محمد الأستروشني، صاحب "الفصول الأستروشنية"، وفرغ من تأليف "الفصول العمادية" في شعبان سنة إحدى وخمسين وستمائة بـ "سمرقند".
* راجع: معجم المؤلفين 5: 203.
ترجمته في فهرس مخطوطات الظاهرية، وهدية العارفين 1: 563، وفهرس الأزهرية 2: 288، وفهرست الخديوية 3: 132، وإيضاح المكنون 2:551.
* * راجع: الفوائد البهية ص 93، 94.
قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية": قد طالعتُ "الفصول العمادية"، فوجدته مجموعا نفيسا، شاملا لأحكام متفرّقة، ومتضّمنا لفوائد ملتقطة، وكثيرا ما يذكر صاحب "الهداية" بلفظ جدّى برهان الدين المرغيناني، وابنه عمر بلفظ عمّي نظام الدين، لكن الذي رأيته في آخره هذه العبارة يقول جالب هذه الخصائل النفيسة، وكاتب هذه المسائل الأنيسة أبو الفتح بن أبي بكر بن عبد الجليل بن خليل المرغيناني منسبا، والسمرقندى منصبا، إلخ. فعلى هذا يكون هو أخا لصاحب "الهداية"، لأنهم ذكروا في اسم صاحب"الهداية"، ونسبه أنه على بن أبي بكر بن عبد الجليل المرغيناني، كما سيأتي في ترجمته وترجمة أبنائه، والظنّ أنه سقط شيء من العبارة، أو يكون المراد بأبي بكر هو عماد الدين ابن صاحب "الهداية"، لا أبوه، وتكون نسبته إلى عبد الجليل نسبته إلى أبي جدّه.
* * *
2914 - الشيخ الفاضل العالم الكبير عبد الرحيم بن الحاج خبير الدين الفيروزبوري
*
ولد سنة 1336 هـ في قرية "سِيَالْكَاتي" من مضافات "كَاؤخَالي" من أعمال"فيروزْبُور" من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في قريته، وقرأ القرآن الكريم على المنشئ عريف الدين، ومولانا مفيض الرحمن، ثم التحق سنة 1353 هـ بالمدرسة العالية دار السنّة سَرْسِينه، وقرأ فيها إلى "شرح الوقاية" في الفقه.
ثم سافر إلى "كلكته"، والتحق بالمدرسة العالية فيها سنة 1357 هـ، وفاز في الاختبار النهائي بتقدير الامتياز، وقرأ فيها كتب الصحاح الستّة سنة
* راجع: مائة من مشاهر العلماء ص 186 - 190.
1360 هـ، وحصَّل سندَ "ممتاز المحدّثين"، والتحق مدرّسا في هذه المدرسة، ودرّس فيها مدّة.
صنّف كتبا كثيرة، منها:"الكلمة الطيّبة"، و "الحديث الشريف"، و "تاريخ تدوين الحديث"، و "الشرك والتوحيد على ضوء القرآن الكريم"، و "النبوّة والرسالة في القرآن"، و "دعوة الرسول"، و "أساس الشريعة الإسلامية"، و "الاقتصاد في الإسلام"، و "الجهاد في الإسلام"، وغيرها من الكتب والرسائل. كلّها باللغة البنغالية.
توفي سنة 1407 هـ.
* * *
2915 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن داود السِّمْنانِيّ، أبو محمد
*
روَى عن إسماعيل بن تَوْبَةَ القَزْوِينِي، عن محمد بن الحسن، كتاب "السير الكبير".
روَى عنه عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارِثِيّ.
* * *
2916 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن عبد السلام بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سَعْدويَه
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 324.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 800.
ابن بِشْر بن إسحاق بن إبراهيم بن غِياث، أبو زيد، الغِياثِي *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو من أهل "مَرْوَ".
قال ابنُ النَّجَّار: الحنفيُّ، أحدُ القُضاة، الأعيان، الفُضلاء.
قدِم "بغداد" حاجًّا، في سنة خمس وستِّين وأربعمائة، وحدَّث بها عن أبيه، وغيره، وسمع منه من أهْلِها عليُّ بن الحسن ابنُ مَلِيح البَزَّار، وغيرهُ.
قال السَّمعاني: كان إماما مُبَرِّزًا، فاضلا عالما.
تُوُفِّيَ، رحمه الله تعالي، بـ "مَرْوَ" في جُمَادَى الأولي، سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
وأبوه عبد السلام يأتي، وأخوه عبد الغفَّار أيضا، وابنُ أخيه محمد بن عبد الغفَّار أيضا، إن شاء الله تعالى.
* * *
2917 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن عبد العزيز بن محمد ابن محمود بن محمد السَّدِيديّ، الزُّوزَنِيّ القاضي، المعروف بعماد الإسلام
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو سِبْطُ الإمام فضل الله النوهريستيّ.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 324.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 802.
وفيه: عبيد الله مكان "عبد الله". وانظر: حاشية الجواهر 2: 413.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 324.
وترجمته في تاج التراجم 34، والجواهر المضية برقم 801.
وجدُّه لأبيه محمد الزُّوزَنِيّ، هو صاحب "مُلْتقى البحار".
تفقَّه على جدَّيْه
(1)
، الآتي ذكرُ كلِّ منهما في بابه.
سمع "معاني الآثار" للطحاويِّ، من محمد بن محمد بن مُؤيَّد الخُجَنْدِيّ، الفقيه الحنفيِّ وحدّث به بـ "بغداد"، فسمعه عليه جماعةٌ من فُضلاء الحنفية.
وكان إماما فاضلا، عالما، زاهدا، قَوَّاما، عارفا بالفقه وفُنُونِه، إماما في السنة والذَّبِّ عنها، أديبا، شاعرا، قُدْوَةً. رحمه الله تعالى.
* * *
2918 - الشيخ الفاضل القاري المفتي السيّد عبد الرحيم بن عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد الرحيم بن محمد فقير الله بن عابد ميان بن درويش بن فقير الله اللاجبوري
*
وينتهى نسبُه إلى الإمام مرشد الأنام سلطان الأولياء محي الدين عبد القادر الجيلاني الحسني الحسيني.
ولد في شهر شوّال سنة 1321 هـ في قرية "نوساري" من مضافات "سورت" من أرض "الهند".
بدأ القراءة سنة 1329 هـ على جدّه، وبعد مدّة قليلة توفاه الأجل، ثم قرأ مبادئ العلم على والده، وعمّه السيّد حسام الدين، المتوفى سنة 1342 هـ، وحفظ القرآن الكريم عليه، وفي هذه المدّة قرأ كتب الصفّ الأول من العلوم العصرية في إسكول بـ "كجرات".
(1)
جده لأمه هو فضل الله النوهريستي.
* راجع: مقدمة فتاوى رحيميه.
وقرأ الكتب الفارسية في المدرسة المحمدية، وأكمل الدراسة العليا فيها سنة 1349 هـ، وحصل عمامة الفضيلة من يد الإمام أنور شاه الكشميري في المحفل السنوي للجامعة. توفي سنة 1422 هـ.
من تصانيفه: "فتاوى رحيمية"، وهي باللغة الأردية، تشتمل على عشر مجلّدات كبار.
* * *
2919 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرحيم بن عبد الكريم القاسمي
*
ولد سنة 1323 هـ في "تِيْلِيْ نغر" من مضافات "برهمنباريه" من أعمال "كملا".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية، وقرأ فيها من البداية إلى "كافية ابن الحاجب"، ثم قرأ سنة في مدرسة ناصرنغر، ثم التحق بالجامعة اليونسية، وقرأ فيها "الهداية"، ثم سافر 1353 هـ إلى دار العلوم ديوبند، وأتم الدراسة العليا فيها، وقرأ كتب الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية فيها، ورجع سنة 1375 هـ إلى وطنه المألوف.
من أساتذته: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إعزاز على الأمروهوي، والعلامة محمد حَسَن البهاري، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة القارئ محمد طيّب، رحمهم الله تعالى.
وبعد الفراغ اتّصل بالمدرسة الإسلامية بَاهُوْبَل، في "حبي غنج "، ثم التحق بقاسم العلوم دركاه في "سلهت" سنة 1395 هـ، ودرّس فيها إحدى وعشرين سنة، حجّ واعتمر مرّتين.
* راجع: مشايخ برهمنباريه ص 326 - 330.
توفي سنة 1418 هـ، صلّى على جنازته مولانا على أكبر، رحمه الله تعالى.
* * *
2920 - الشيخ العالم الفقيه المفتى عبد الرحيم بن عثمان بن يوسف بن صالح البُدَيني -بضم الموحّدة- السندي
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان مفتيا ببلدة "تته"، من بلاد "السند". في أيام شاهجهان بن جهانغير الدهلوي، كما في "تحفة الكرام".
* * *
2921 - العارف بالله الشيخ عبد الرحيم بن الأمير عزيز المرزيفوني
* *
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: ولد رحمه الله بـ "مرزيفون".
ثم سافر إلى "البلاد المصرية"، ولقى هناك الشيخ العارف بالله الشيخ زين الدين الخاقي، وصاحب معه، ثم أحبّه محبّة عظيمة، وسافر معه إلى "خاق"، واختلى عنده خلوات كثيرة، وتلقّن منه ذكر لا إله إلا الله، ولبس
* راجع: نزهة الخواطر 5: 238.
* * راجع: الشقائق النعمانيه ص 43.
منه الخرقة المباركة، ونال عنده المقامات العالية، ووصل إلى ما وصل، وحصل ما حصل.
ثم أجازه الشيخ زين الدين الخاقي إجازة الإرشاد، وأجاز له أن يروي عنه كتاب "عوارف المعارف"، و "كتاب أعلام الهدى" للشيخ شهاب الدين السهروردي، وأجاز له أن يروى عنه تصنيفه الموسوم بـ "الوصايا القدسية"، وسائر مؤلّفاته ومرويّاته، وأرسله إلى وطنه "مرزيفون" من "بلاد الروم"، وقال بعد ذهابه إليه: أرسلت إلى "بلاد الروم" نار العشق، ولما وصل إلى وطنه عيّن له السلطان مراد خان من أوقاف عمارته بـ "مرزيفون" خمسة دراهم كلّ يوم، ثم زاد عليها ثلاثة، وعين له كلّ سنة عشرة أمداد من الغلة، ولما سئل الشيخ عن قبوله هذه الدراهم، قال: لا بأس حصرنا الأيادى المختلفة في اليد الواحدة، وسدّدنا بتلك اللقمة فم النفس.
مات قدّس سرّه بوطنه "مرزيفون"، ودفن هناك، وقبره مشهور هناك يزار، ويتبرّك به.
وله كرامات عيانية ومعنوية، خارجة عن العدّ والإحصاء.
وله نظم بالتركية، مشتمل على أحوال العشق، يلقّب نفسه في نظمه بالرومي، قدّس الله روحه.
وللشيخ زين الدين الخاقي خليفة آخر اسمه عبد المعطي، وكان سمى هؤلاء الثلاثة بالعبادلة، ولد رحمه الله بالبلاد الغربية، وكان مالكي المذهب، ثم وصل إلى خدمة الشيخ العارف بالله زين الدين الخاقي، وكمل عنده الطريقة، وأجازه للإرشاد.
ثم توطّن بـ "مكة الشريفة" زادها الله تعالى تشريفا وتكريما، ولقّب بشيخ الحرم.
وله كرامات عيانية ومعنوية مشهورة في الآفاق، نقل عن المولى محمود السندى الذي قد نيف سنه على مائة وعشرين، ولم يظهر في محاسنه بياض،
وقد صاحب الشيخ زين الدين الخاقي والخواجه عبيد الله السمرقندي والسيّد قاسم الأنوك أنه قال: حججت في بعض السنين، ولقيت بـ "مكة" الشيخ عبد المعطي، ورأيته على الرياضة القوية، والانقطاع عن الناس، وأحببته محبة عظيمة، فقال لي يوما: سمعت أنك رأيت الخواجه عبيد الله السمرقندي، وهل تعرفه إذا رأيته اليوم؟ قال: قلت: نعم، قال: وها هو في الطواف، فذهبت المطاف، فرأيته يطوف بالبيت، واشتغلت أنا أيضا بالطواف، وقبل فراغي من الطواف ذهب هو إلى مقام إبراهيم، واشتغل بالصلاة، فلما أتممت الطواف ذهبت إلى مقام إبراهيم، وشرعت في الصلاة، فلما سلّمت، لم أر أثرا من الخواجه عبيد الله، قال: وبعد فأتيت الشيخ عبد المعطي، فقال: عرفت أنك تعرف الخواجه عبيد الله، قال: وبعد مدّة سافرت إلى "سمرقند"، وذهبت إلى خدمة الخواجه عبيد الله، فلما رآني، قال لي: أكتم ما جري، قال: ثم ذهبت إلى "مكة"، فوجدت الشيخ عبد المعطي اشتهر بين الناس، واجتمع عليه جماعة عظيمة، قال: ولما ذهبت إلى خدمته، قال لي: شهرت الخواجه عبيد الله عندك، وهو شهرني عند الناس، وهؤلاء المشايخ الأعلام من خلفاء الشيخ العارف بالله زين الدين الخاقي.
* * *
2922 - العالم الفاضل الكامل المولى عبد الرحيم ابن المولى علاء الدين العربي
*
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: وقد لقبه والده ببابك، واشتهر بذلك اللقب.
* راجع: الشقائق النعمانيه ص 183.
قرأ علي والده، وعلى المولى خطيب زاده، ثم صار مدرّسا ببعض المدارس، ثم صار مدرّسا بإحدى المدارس الثمان، ثم صار قاضيا بمدينة "قسطنطينية"، ثم صار مدرّسا لإحدى المدارس الثمان ثانيا، وعين له كلّ يوم مائة درهم.
مات وهو مدرّس بها في سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة.
كان رحمه الله تعالى عارفا بالعلوم، أصولها وفروعها معقولها ومنقولها، إلا أنه لقوّة ذهنه، كان لا يشتغل بالعلم، إلا في بعض الأوقات، ومع ذلك كان حسن المحاورة، كثير النادرة، طليق اللسان، جريء الجنان. روّح الله روحه.
* * *
2923 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن على بن الحسين ابن الفُرات الإمام، عِزُّ الدين
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِد سنةَ ثلاث وسبعمائة.
واشْتغل بالفقه، فمَهَر فيه.
وتفقَّه على مُحْي الدين الدِّمَشْقِيّ، وشمس الدين الحرِيريّ، وغيرهما.
وسمع من بدر الدين ابن جماعة، وغيره.
ودرَّس بـ "الحُسامية"، وأعاد بـ "المنْصوريَّة".
وناب في الحكم، فأجاد، ومَهَر في الشروط، ودرّس، وأفْتَي، وأعاد.
ومات في ذي الحِجَّة، سنة إحْدَى وأربعين وسبعمائة.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 325.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 803، والدرر الكامنة 2: 468، والنجوم الزاهرة 9:326. وكنيته: "أبو محمد".
قال ابنُ حَجَرٍ: وهو والدُ شيخِنا ناصر الدين محمد المؤرّخ.
وذكره الصَّفَدِيُّ في "أعيان القصْر"، وقال: اجْتهد في مذهبه، واشتغل، ودخل في مَضايقِه، ووَغَل
(1)
، وبَرَع في الفقه، وأفْتَي، وسلَك طريقا {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا}
(2)
، وانْتهبْ إليه رياسةُ الإفتاء والاشتغال، ودرَّس، وأعاد، وأتَى بكلِّ نفيس، غال. إلى أن قال: وبّطَل ذلك إلى أن أصْبح ابنُ الفُرات رُفاتا، فأمْسَى شَخْصُه تحت الأرض كِفاتا. ثم أرَّخْ وَفاتَه كما ذكرنا. رحمه الله تعالى.
* * *
2924 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن علي، المشهور بابن المؤَيَّد، والمعروف بحاجبي جلبي، الرّومي
*
ذكره الشيخ العلامة بدرُ الدين بن رَضى الدين الغَزِّيُّ، في "رحلته" إلى الديار الرُّومِيَّة، وأثْنَى عليه، فقال، عند ذِكر مَن اجتمع به من عُلمائها: فأوَّلُهم وأوْلاهم، وأعْلَمُهم وأعْلاهم، الشيخ الأوْحَدُ، والإمام الأمجدُ، المقرُّ الكريم،
(1)
وغلّ يغلّ: أبعد.
(2)
سورة طه 107.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 326.
وترجمته في شذرات الذهب 8: 256، والشقائق النعمانية 2: 29، 30. والكواكب السائرة 2: 165 - 167، ومعجم المؤلفين 5: 209، وفهرس المؤلفين بالظاهرية، وإيضاح المكنون 2: 103، 659، وفهرست الخديوية 7/ 1:143.
مولانا عبد الرحيم، المعروف بحاجي جلبي بن المؤَيَّد، هو صَدْرٌ من صُدورِ أئمة الدين، وكبيرٌ من كُبراء الأوْلياء المهتدين، وقُدْوة في أفْراد العلماء الزَّاهدين، حاملُ لواء المعارف، ومُحْرزُ التّالِد منها والطَّارِف، مُحافظٌ على الكتاب والسُّنَّة، قائم بآراء الفَرْضِ والسُّنَّة، حامل الأعْباء، صلاح الأُمَّة، باسطٌ للضعفاء وذَوِي الحاجات جَناح الرَّأْفة والرَّحمْة، ذو أورادٍ وأذْكار، كان يُعَمِّرُ بها مَجالِسَه، وجِدٍّ في العبادة، وجُهْدٍ في الزَّهادة، ومُواظبة صِيامه، ومُلازَمة قيامِه.
يُقَضِّي بنَفْع الناس سائرَ يَوْمِه
…
وتَجْفوه في جُنْح الظلام مَضاجِعُ
فيَنْفَكُّ عنه يومُه وهْوَ ذاكرٌ
…
وينْفَكُّ عنه لَيْلُه وهْوَ راكِعُ
وبالَغ في مَدْحِه والثَّناء عليه. قال: اسْتفَدْتُ منه، واسْتفادَ مِنِّي، وأخذْتُ عنه، وأخذَ عنِّي، واسْتَجَزْتُه لولدي أحمد، ولمن سيَحدُث لي من الأولاد ويُوجدُ، على مذهب مَن يَرى ذلك، ويَسْلُكُ هذه المسالك، فممَّا أخذ عنِّى مُؤلَّفِيَ المسَمَّى بـ "الزُّبْدَة في شرح البُرْدَة"، و "تفسير آية الكُرْسِي"، و "بحث وتَدْقيق وتحقيق، أوْضَحْتُه في معنى الكلام النَّفْسِيِّ"، وقَصيدتي"القافيَّة القافية التي هي ببعض مَناقب شيخ الإسلام
(1)
. وافية"، وقصيدتي"الخائِيَّة المعْجَمة، وحَلُّ بعض طَلاسم الكُنوز المعظَّمة"، وأن كتابَه "خَلاق عليم" وحَمْلَها ينْفع من الطاعون، وأنَّه مُجَرَّب كما رواه لنا الأئمة الواعون. [وأنشدتُه لنفْسِي]
(2)
:
مَن رامَ أنْ يَبْلُغَ أقْصَى المنَى
…
في الحشر مع تقْصِيره في القُرب
فلْيُخلِصِ الحُبَّ لِمَوْلَى الوَرَى
…
والمصْطفَى فالمرءُ مَع مَن أَحَبَّ
(1)
يعني والده، كما جاء في الكواكب.
(2)
في بعض النسخ "وأنشدني لنفسه شعرا".
والتصحيح من بعض النسخ، والكواكب 2:167.
قال: ومما أفادني إياهُ، نَقْلا عن بعض العارفين، أنَّ الإنسان إذا قال: رَبَّنا. خَمْسَ مَرَّات، ودَعا، اسْتُجيبَ له، واحْتَجَّ بقوله تعالي، حِكايةً عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} إلى قوله {رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} . {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}
(1)
. فاستحضرتُ في الحال دليلا آخَر ببَرَكته، وهو قوله تعالى:{رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} إلى قوله: {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ}
(2)
. وهي التمام الخَمْس، ثم عَقَّبها بقوله تعالى:{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ}
(3)
. فسُرَّ بذلك كثيرا، وشكر ودعا.
وذكره في "الشقائق"، أثْنَى عليه، وأرَّخ وفاته سنة أربع وأربعين وتسعمائة.
* * *
2925 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن علاء الدين علي العربيّ، الآتي في مَحَلِّه
*
أحدُ فُضلاء "الدِّيار الرُّومية".
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: أخذ عن أبيه، وعن المولى خطيب زاده.
(1)
سورة إبراهيم 37 - 41.
(2)
سورة آل عمران 191 - 194.
(3)
سورة آل عمران 195.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 327.
وترجمته في الكوكب السائرة 1: 236، وذكر الغزّي أن والِده لقبه ببلك.
وصار مُدَرِّسا بإحْدَى الثّمان
(1)
، ثم وَلِيَ قضاءَ "قُسْطَنْطِيْنيَّة"، ثم صار مُدَرِّسا بإحْدَى الثَّمان ثانيا.
ومات وهو مُدَرِّس بها، سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة.
وكان من فُضلاء "الديار الرُّومية"، المعروفين بالذَّكاء والفَهْمِ، وكانا ربما يَحْمِلانه على التَّكاسُلِ وتَرْك الاشتغال، ويَعْتَمِدُ في الجواب عليهما، ويَلْجَأُ عندَ المضايَقَة إليهما، فربما أصاب، وربما زَلَّ عن طريق الصَّواب، رحمه الله تعالى.
* * *
2926 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن غُلام الله بن مجد الدين المنْشاوِيّ، ثم المصرِيّ القاهرِيّ، ويعرف بابن المنْشاوِيِّ
*
(1)
المدارس الثمان بإستانبول، بناها السلطان محمد خان بن مراد خان، بعد فتحه الإستانبول سنة سبع وخمسين وثمانمائة، وسميت بالثمان، لأن لها ثمانية أبواب. شذرات الذهب 7: 344، 345.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 328.
وترجمته في الضوء اللامع 4: 183.
وفي النسخ: "المنياوي" في الموضعين، والصواب من الضوء، و"منشأة المهراني" بين النيل والخليج الكبير، وذكر المقرِيزي أن موضعها يعرف بالكوم الأحمر، وقد أنشأ بها الأمير سيف الدين بلبان المهراني دارا وسكنها، وبنى مسجدا بجوارها، وتتابع الناس في البناء بها، وتقع اليوم بين سيالة جزيرة الروضة والخليج المصري، بأوله من جهة فم الخليج. انظر: حاشية النجوم الزاهرة 9: 184.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِدَ في سنة ثمانية وثلاثين وثمانمائة، بـ" مُنْشاة
(1)
المهْرانِيّ"، ونشأ بها، فحفظ القرآن الكريم، و "المَجْمَع"، و "المغني"، في الأصول، و "ألْفِية ابن مُعْطِي"، و "ألفية ابن مالك"، و "الكافية الشافية"، و "التَّلخيص"، وعرَض على العَيْنِيّ، وتفقَّه لابن الهمامي، وخير الدين خضر الرومي، وابن الديري، والتفهني.
وأخذ في الأصول عن أبي العبّاس الحنفي، وحضر في العربية عند ابن قُدَيْد، وجَوَّد القرآن على الشمس الحكرِيّ، وكتَب بخَطِّه الكثيرَ، وناب في القضاء عن ابن الدَّيْرِيّ، فمَن بعدَه، ثم أعْرَض عن ذلك، وحَجَّ وجاوَرَ غيرَ مَرَّةٍ، وسمِع هناك على أبي الفتْح المراغيّ، وبـ "المدينة" على أخيه أبي الفَرَج بـ "القابنتهية"، وغيرها.
ومات سنة ستّ وتسعين وثمانمائة
(2)
. رحمه الله تعالى.
* * * *
2927 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن أبي القاسم بن يوسف بن موسى بن موقا الإمام، سمع من العلامة أبي اليُمِن الكِنْدِيّ، وحدَّث
*
ومات سنة سِتٍّ وخمسين وستمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
(1)
في بعض النسخ "منية"، وترسم منشأة أيضا هكذا: منشية.
(2)
في الضوء أنه كان ممن فرّ، ومعه ولده لمكة بحرا حين طاعون سنة ست وتسعين، فدام بها حتى مات.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 323. وترجمته في الجواهر المضية برقم 805.
2928 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن أبي اللطف بن إسحاق بن محمد بن أبي اللطف المقدسي، الحسيني، نزيل "القسطنطينية
" *
فقيه، شاعر.
ولي الإفتاء بـ "القدس"، وتوفي بـ "أدرنة" في صفر سنة 1104 هـ.
من تصانيفه: "خلاصة الاشتقاق"، و "شرحها"، و "ديوان شعر"، و "الفتاوى الرحيمية في الواقعات السادة الحنفية".
* * *
2929 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن أبي بكر الطَّرَابُلُسِيّ، القاضي، تاج الدين، أبو محمد، ابن قاضي القُضاة شمسُ الدين
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: اشْتغل، وحصَّل، وناب في الحكم عن أخيه الشيخ أمين الدين، وغيره.
* راجع: معجم المؤلفين 5: 211.
ترجمته في سلك الدرر 3: 2 - 5، وهدية العارفين 1: 564، وفهرست الخديوية 3: 90، وإيضاح المكنون 433، 484، 2: 156 - 648.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 328.
وترجمته في شذرات الذهب 7: 240، 241، والضوء اللامع 4: 183، 184.
ووَلِيَ إفْتاءَ دارْ العَدْلِ، وكانْ يُصَمِّمُ في الأحكام، ولا يستاهَلُ كغيرِهِ.
ورافَقَ ابنَ حَجَرٍ في السَّماعِ على البُرْهَان الشامِيّ، وغيره.
وحدًث قليلا قبلَ مَوْتِه.
وكانتْ وفاته سنة إحدى وأربعين وثمانمائة.
كذا ذكره ابنُ حَجَرٍ.
وذكره السَّخاوِيُّ في "الضوء اللامع" بما هذا خلاصته. رحمه الله تعالى.
* * *
2930 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن محمد بن أبي بكر الرُّوميّ، الشيخ زَيْن الدين، أحدُ نُوّاب الحُكْمِ بـ "القاهرة
" *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كذا ذكره ابنُ خليل في "تاريخه"، ثم قال: وسماه البَدْرُ العَيْنِيُّ عبد الرحمن، وهو وَهَم منه.
وُلِدَ في سنة خمس وسبعين وسبعمائة، ونشأ نشأةً حسنةً، مُشْتغِلا بالعلم، وأخذ عن جماعةٍ من أعْيانِ عصره، وكان بيده عِدَّةُ وظائفَ، ووَلِيَ نيابةَ الحُكْمِ، فدامَ بها مُدَّة، حُمِدَت قضاياهُ، وشُكِرَتْ سيرتُه، وكان يُقْرئُ بعضَ الطلبة.
وذكره الحافظ السَّخاوِيُّ، في "تاريخه"، وقال: عبد الرحيم ابن الإمام الحنفي، ولم يذكر اسم أبيه، ولا اسمَ جَدِّه، ونَقَل ما قالَه الحافظُ ابنُ حَجرٍ في تَرْجمتِه بنحوِ ما ذكره، ثم قال: وما أظُنُّ هذا إلا ابنَ الإمام، وإلا فليس
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 329.
وترجمته في الضوء اللامع 4: 185، 191.
في بني الرُّوميِّ في هذا الوقت من يُسمَّى عبد الرحيم، حَسْبَما أَخْبَرَنِي به بعضُهم. هذا ما قالَه.
وذكر العَيْنِيّ في "تاريخه" ترجمة الرُّومِيّ هذا، وسمَّاه عبد الرحيم.
قال الحافظ السَّخاوِيُّ: وهو وَهَمٌ منه.
تُوُفِّيَ سنة خَمْسٍ وأربعين وثمانمائة. انتهى.
* * *
2931 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن محمد بن الرحيم بن علي بن الحسين بن محمد بن عبد العزيز بن محمد القاهرِيّ، القاضي عِزُّ الدين، ابن المؤرّخ ناصر الدين، ابن عِزِّ الدين
*
المسْنِد، مَفْخَرُ عصرِه، المعروف بابن الفُرات، المتَقدِّم ذِكْرُ جَدِّه عبد الرحيم بن علي.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِد بـ "القاهرة"، سنة تسع وخمسين وسبعمائة، وبها نشأ، فحفِظ القرآن العظيم، وعِدَّةَ مُتُونٍ، منها:"البداية متن الهداية"، و "العُمْدة"، وعرَض على جماعة من كبار علماء المذهب، كالسِّراج الهِنْدِيّ، والشيخ أكْمَل الدين، وغيرهما.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 329.
وترجمته في التبر المسبوك 192 - 194، والدليل الشافي على المنهل الصافي 1: 410، 411، وشذرات الذهب 7: 269، 270، والضوء اللامع 4: 186 - 188، وكشف الظنون 1: 385، 2: 1865، والنجوم الزاهرة 15: 524، ونظم العقيان 127، 128، وهدية العارفين 1:562.
وأخَذَ عن جماعة، منهم؛ الصَّدْر ابن منصور، الجمال الملَطِيّ، وغيرُهما.
وأجاز له جماعةٌ كثيرون من عُلماء المذاهب الأربعة، وصار مُسْنِدَ "الدِّيار المِصْرِيّة".
وذكرَه الحافظُ السَّخاوِيُّ في "تاريخة"، فأثْنَى عليه، وقال: إنَّ الحافظَ ابنَ حَجَرٍ شَهِدَ له بأنَّه مُسْنِدُ الوقت.
وكان إماما عالما فاضلا، من بيتٍ مشهورٍ، ناب في القضاء عن الطَّرَابُلُسِيِّ فمَن بعدَه، وصنَّف كتابا في تَرْك الفيام، سمَّاه "تَذْكرة الأنام في النَّهْي عن القِيام"، ولخَّصَ مسائل "شَرْح مَنْظومة ابن وَهبان".
وله تَصانيف أُخر، وفضائلُ جَمَّة، ودِينٌ، وصلاحٌ، وخَيْرٌ، وعِفَّةٌ وسُكون، انِجِماعٌ عن الناس، وذِكْرُه مَشْهور، وصيتُه مَنْشورٌ.
تُوُفِّيَ نهارَ السبت، سادسَ عشرَ ذي الحجّة، سنةَ إحْدَى وخمسين وثمانمائة. رحمه الله تعالى.
كذا تَرْجَمَه في "الرَّوض الباسم".
* * *
2932 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن محمد الدمشقي، الميداني، المعروف بالطواقي
*
فقيه، فرضي، نحوي، عروضي.
توفي بـ "القسطنطينية" سنة 1123 هـ.
* راجع: معجم المؤلفين 5: 212.
ترجمته في المرادي: سلك الدرر 3: 10، وهدية العارفين 1:564.
من تصانيفه: "حاشية على الدرر"، و"المختار شرح تنوير الأبصار"، و"نظم شرح أرجوزة القليبي" في العروض، و "نظم مسوغات الابتداء بالنكرة"، و "شرحها".
* * *
2933 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن محمود بن أحمد العَيْنِيّ، القاضي، زين الدين، ابن قاضي القضاة بدر الدين ناظرُ الأحباس، وأحَدُ نُوَّاب الحُكْم بـ "القاهرة
" *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان عندَه فضلٌ ومَحَبَّةٌ في العلم وأهْلِه. وكانتْ له ثَرْوَةٌ زائدةٌ، وجاهٌ كبيرٌ.
وكان من أهْل الحَلِّ والعَقْدِ، وممَّن انْتهتْ الرِّياسة إليه، وعُقِدَ فيها بالخَناصرِ عليه.
وكانتْ وفاتُه سنة أربع ستين ثمانمائة. -تغمَّدَه الله تعالى برَحمْته-.
* * * *
2934 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن نصر الله بن علي بن منصور ابن الحسين الكَيَّال، الآتي ذِكْرُ أبيه وأخيه عبد اللطيف أيضا
* *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 330. وترجمته في النجوم الزاهرة 16: 215.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 330. وترجمته في الجواهر المضية برقم 804.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان نائبا في القضاء بـ "واسط"، عن أخيه عبد اللطيف، في سنة تسعين وخمسمائة.
تفقَّه علَى والِده أبي الفتح نصر الله، وحصَّل طَرَفًا صالحًا مِن المذهب.
* * *
2935 - الشيخَ الفاضل عبد الرحيم بن يعقوب المرشد آبادي البنغالي
*
ولد سنة 1321 هـ في قرية "جَنْكِيْبُور" من أعمال "مرشد آباد" من بنغالة الغربية.
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم قرأ على مولانا محمد إسحاق البردواني، ومولانا ولايت حسين البيربومي، وقرأ على شمس العلماء منوّر على الرامبُوري مواضع منتخبة من كتب الصحاح الستّة، ثم سافر سنة 1358 هـ إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها ثلاث سنين، وقرأ كتب الفقه والحديث والتفسير.
من أساتذته: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة إعزاز علي الأمروهوي، والمفتي الأعظم محمد شفيع الديوبندي، والعلامة إدريس الكاندهلوي، والعلامة السيّد أصغر حسين الديوبندي، رحمهم الله تعالى.
وبعد إتمام الدراسة درّس في عدّة مدارس، ثم التحق بجامعة داكا.
* * *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 235 - 236.
2936 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم الجُوَيْنيِّ أحدُ من عَزَا إليه صاحبُ "القُنْية
" *
* * *
2937 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم الجِيني
* *
ذكَره في "القنية".
قال في "الجواهر": فلا أدْرِي أهو بالجيم أم بالخاء المعْجَمة، ويأتي النِّسْبتان
(1)
. والله تعالى أعلم.
* * *
2938 - العالم العامل الفاضل الكامل الشريف عبد الرحيم العبّاسي
* * *
ذكره في "الشقائق النعمانية"، وقال: ولد بـ "مصر"، وقرأ على علماء عصره، وحصل العلوم الأدبية وعلم البلاغة والحديث والتفسير.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 331.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 806.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 331.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 807.
(1)
ذكر صاحب الجواهر في الأنساب، في الخيني فحسب.
* * * راجع: الشقائق النعمانيه ص 146.
وأخذ من علماء الحديث هناك، وحصل سندا عاليا، وأتى مدينة "قسطنطينية" في زمن السلطان بايزيد خان مع رسول أتاه من قبل السلطان الغوري ملك "مصر"، وكان القاضي بالعسكر وقتئذ ابن المؤيّد الفاضل، فزاره الشريف المزبور، وأكرمه غاية الإكرام.
وكان له شرح للبخاري، أهداه إلى السلطان بايزيد خان، فأعطاه السلطان جائزة سنية، وأعطاه المدرسة التي بناها بـ "القسطنطينية" ليقرئ فيها الحديث، فلم يرض الشريف، ورغب في الذهاب إلى الوطن، ولما انقرضت دولة السلطان الغوري بـ "مصر" أتى إلى مدينة "قسطنطينية" ثانيا، وعين له كلّ يوم خمسون درهما بطريق التقاعد، وأقام في "قسطنطينية" مدّة كثيرة إلى أن توفي في سنة ثلاث وستين وتسعمائة، وقد قرب سنة من مائة.
كان رحمه الله تعالى عالما بالعلوم الأدبية كلّها، والحديث والتفسير، وكانت له يد طولى وسند عال في علم الحديث، وكانت له معرفة تامة بالتواريخ والمحاضرات والقصائد العربية، وكان له إنشاء بليغ ونظم حسن وخطّ مليح، ومن نظمه رحمه الله تعالى:
ما لي أرى أحبابنا في الناس
…
صاروا كمثل حبابنا في الكاس
صور تروقك عند أول نظرة
…
كاللؤلؤ المتناسق الأجناس
وإذا أعدت الطرف فيهم لم تجد
…
شيئا وصار رخاؤهم للياس
ومن نظمه رحمه الله تعالى أيضا عند شيبه:
أرعشني الدهر أيّ رعش
…
والدهر ذو قوة وبطش
قد كنت أمشي ولست أعيا
…
فاليوم أعيا ولست أمشي
وبالجملة كان رحمه الله تعالى صاحب خلق عظيم، وصاحب بشاشة، ووجه بسام بين الجمال والجلال، قسام.
وكان لطيف المحاورة، حلو المحاضرة، عجيب النادرة، متواضعا، متخشّعا، أديبا لبيبا، يبجل الصغير، كما يوقر الكبير، وكان كريم الطبع، سخي النفس، مباركا مقبولا.
وجملة القول فيه: إنه كان بركة من بركات الله تعالى في الأرض، وله من القصائد العربية والمنشآت ما لا يحصي، وله "شرح" للبخاري، مختصر مفيد، وله "شرح شواهد التخليص"، سماه بـ "معاهد التنصيص في شرح شواهد التلخيص"، وقد استدرك في كثير من المواضع على الشراح. روّح الله روحه، وزاد في أعلى غرف الجنان فتوحه.
* * *
2939 - الشيخ الفاضل عبد الرحيم الكشميري، المشهور بففو
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان من كبار العلماء، تقرّب إلى ولاة الأمور لـ "كشمير"، وخدمهم زمانا.
ثم سافر إلى "بخارى" بصحبة يكه تاز خان المير توزك، فقرأ على السيّد محمد شريف الكجكسي، أعلم العلماء بها في ذلك العصر، ثم رجع إلى "كشمير"، وقصر همّته على الدرس والإفادة.
توفي سنة سبع بعد المائة والألف، كما في "روضة الأبرار".
* * *
آخر الجزء العاشر
ويليه الجزء الحادى عشر، وأوله: باب من اسمه عبد الرزاق
والحمد لله حق حمده
* راجع: نزهة الخواطر 6: 153.
الكتب ومؤلفوها
(حرف الألف)
آثار الإمامة: قيام الدين عبد البارى الفِرِنْكِي مَحَلّي
آثار الأول من علماء فرنكي محل: عبد البارى بن عبد الوهّاب اللكنوي
الآثار المتصلة: عبد الباري بن عبد الوهّاب اللكنوي
الآثار المحمدية: عبد البارى ين عبد الوهّاب اللكنوي
الآثار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
آداب الذاكرين ونجاة السالكين: عبد الحميد بن قره ملا العينتابي النقشبندي
آداب المريد: عبد البارى الجشتي
آكام النفائس في أداء الأذكار بلسان الفارس: عبد الحي السهالوي اللكنوي
الآيات البينات على وجود الأنبياء في الطبقات: عبد الحى اللكنوي
أبجد العلوم: صديق بن الحسن القَنُّوجي
إبراز الغيّ الواقع في شفاء العيّ: عبد الحى بن عبد الحليم اللكنوي
إتحاف البشر في القراءات الأربع عشرة: عبد الخالق بن علي المزجاجي الزبيدي
إثبات الحق: عبد البارى الجشتي
إثبات النواميس الشرعية بالأدلة العقلية: عبد الله علاء الدين البغدادي
الأجوبة الكاملة للأسئلة العشرة الكاملة: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
أحسن العقائد: عبد الرحمن بن محمد إدريس العمري السلهتي
أحكام رمضان أور زكاة: عبد السّلام بن خليل الرحمن الجاتجامي
أحكام قرباني أور أنكي فضائل: عبد السّلام بن خليل الرحمن الجاتجامي
إحكام القنطرة في أحكام البسملة: عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري
إحكام القنطرة في أحكام البسملة: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
أخبار الأخيار: عبد الحق الدهلوي
أخْبار الشعراء: أبو سعد محمد بن الحُسين
الاختلاف عن أحكام الاعتكاف: عبد الرحمن بن جان ميان الجاتجامي
الأخشاب: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
الأربعين الزاجرة في الحوادث الحاضرة: قيام الدين عبد البارى الفِرنْكِي مَحَلّي
أربعون حديثا ثنائيا: عبد الباسط بن رستم علي الصديقي القَنُوجي
إرشادات شبير أحمد العثماني: عبد الحليم بن عبد الحكيم القاسمي
إرشاد الساري لمناسك ملا علي القاري
إرشاد المريد إلى معرفة الأسانيد: عبد الله بن مصطفى بن محمد الكوبريلي
إرشادات رسول: عبد الحليم بن عبد الحكيم القاسمي
إزالة الجمد عن إعراب أكمل الحمد: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
أزهار البستان في طبقات الأعيان: عبد الستّار بن عبد الوهّاب المباركشاهوي
استحباب الدعاء بعد الفرائض: عبد الحفيظ بن ملك عبد الحق المكّي
أساس الشريعة الإسلامية: عبد الرحيم بن خبير الدين الفيروزبوري
استعراض تراجم القرآن الكريم: عبد الرؤوف بن الشيخ عبد اللطيف
أسرار العاشقين: عبد الجليل بن صدر الدين البخاري الأجي الإله آبادي
إسقاط اعتبار الأجساد والأشباح عند ملاقاة القلوب والأرواح
إسلام مين خواتين كا شرعي مقام أور قانون شهادت: عبد السّلام بن خليل
إسلامي معيشت كي شرعي أصول: عبد السّلام بن خليل الرحمن الجاتجامي
أسماء رجال الحديث: عبد السّلام بن عمر المارديني
أسماء الشعراء: عبد الحي بن فيض الله القسطنطيني الرومي
إشاعة الجمعة: عبد السّلام بن أبي القاسم الحسيني الواسطي الفتحبوري
أشرف الملفوظات: عبد الحليم بن عبد الحكيم القاسمي
أشعّة اللمعات: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
إظهار الحق: عبد الباري الجشتي
الاعتدال في رؤية الهلال: عبد الرحمن بن جان ميان الجاتجامي
أعذب المواريد في برنامج كتب الأسانيد: عبد الستار بن عبد الله القريمي
أعلام المحدّثين: عبد الحفيظ بن ملك عبد الحق المكّي
أعلام المحدثين: الشيخ تقي الدين الندوي المظاهري
أعْيان الأعْيان: جلال الدين السُّيوطِي
أعيان القصْر: الصَّفَدِي
الأغلاط التسعة: عبد الرحمن بن علي العمادي
الإفادة الخطيرة فى بحث سبع عرض شعيرة: عبد الحي اللكنوي
إفادة الخير في الاستياك بسواك الغير: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
الإفصاح عن حكم شهادة المرأة في الإرضاع: عبد الحي اللكنوي
إقامة الحجّة على أن الإكثار في التعبّد ليس ببدعة: عبد الحي اللكنوي
إقامة الصلاة: عبد الحليم بن عبد الحكيم القاسمي
الاقتصاد في الإسلام: عبد الرحيم بن خبير الدين الفيروزبوري
الأقوال الأربعة: عبد الحليم بن إسماعيل الويلوري المدراسي
أكابر ديوبند: عبد الله بن نور محمد الأحمدبوري
ألْفِية ابن مُعْطِي: الصَّفَدِي
الإلمام شرح العمدة: الإمام ابن دقيق العيد
إمام ابن ماجه اور علم حديث: عبد الرشيد النعماني
إمام أبو حنيفة اور أن كي تابعيت: عبد الشهيد النعماني
إمام الكلام فيما يتعلّق بالقراة خلف الإمام: عبد الحي اللكنوي
امتحان الطلبة في الصيغ المشكلة: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
إمداد الباري: عبد الجبّار بن عبد الرشيد الأعظمي
الإمداد بعلوّ الإسناد: عبد الله بن سالم
الأمم لإيقاظ الهمم: إبراهيم بن حسن الكردي المدني
إنارة الدجى في مغازي خير الورى: أبو علي حسن بن محمد مشّاط المكّي
انتخاب الحسنات في ترجمة أحاديث دلائل الخيرات: عبد الباسط بن رستم علي
الإنصاف في رفع الاعتساف: عبد الله علاء الدين البغدادي
الأنوار الغيبية: عبد الرزاق بن جمال الدين الأنصاري اللكنوي
أنيس المسامرين: عبد الرحمن بن حسن الأدرنوي الحبري
أوجز المسالك شرح موطأ الإمام مالك: الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي
أوضح منهج إلى معرفة مناسك الحج: عبد الباقي بن محمود الآلوسي البغدادي
الإنصاف في حكم الاعتكاف: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
الإيضاح: عبد الرحمن بن محمد بن الكِرْمانِي
(حرف الباء)
بادشاه نامه: عبد الحميد اللاهوري
بحر العلوم في تفسير القرآن: عبد الرحمن بن إبراهيم القونوي القرماني الرومي
بذل المجهود في حلّ سنن أبي داود: الشيخ خليل أحمد الأنبيتهوي
بغية الأديب الماهر: عبد الستار بن عبد الله القريمي القسطنطيني
بغية الكامل السامس شرح المحصول والحاصل: الجامي
البهجة البهية في إعراب الآجرومية: عبد الباقى بن محمود الآلوسي البغدادي
(حرف التاء)
التاريخ: ابنُ كثير
التاريخ: الخطيبُ
تاريخ في ذكر حوادث مكة وأمرائها: عبد الرحمن بن محمد سعيد الفتني المكي
تاريخ الأدب العربي: عبد الرشيد نسيم
تاريخ الأرض المقدّسة: عبد الحليم بن تفضّل حسين العبّاسي الكرسوي اللكنوي
تاريخ الإسلام: عبد الحليم بن تفضّل حسين العبّاسي الكرسوي اللكنوي
تاريخ الإسلام: الذَهَبِي
تاريخ جستنية: عبد الرحمن بن محمد سعيد الفتني المكي
تاريخ حريت إسلام للشيخ محمد الدين: عبد الرؤوف بن عبد اللطيف
تاريخ حلب: علاءُ الدين تاريخ السند: عبد الحليم اللكنوي
التاريخ عبد الحميد بن عبد العزيز أبو خازِم البَصْري البَغْدادي
تاريخ السند: عبد الحليم بن تفضّل حسين الكرسوي اللكنوي
تاريخ قَزْوِين: أبو القاسم الرَّافِعِي
تاريخ ماردين: عبد السّلام بن عمر المارديني
تاريخ الجبرتي: عبد الرحمن بن الحسن الجبرتي الزيلعي العقيلي المصري
تاريخ مدرسة عاليه: عبد الستّار بن محمد جان البهاري
تاريخ نَيْسابور: الحاكمُ النيسابوري
تبصرة البصائر في معرفة الأواخر: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
تبعيد العلماء عن تقرب السلطان والأمراء: عبد الله محمد بن الكليسي الرومي
التبيان شرح الميزان: عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي
التحفة العثمانية: عبد الرحمن بن أحمد علي السهارنبوري الحيدر آبادي
التحقيقات المرضيّة لحلّ حاشية السيّد الزاهد: عبد الحليم اللكنوي
التحقيق العجيب في التثويب: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
تحقيق مذهب الصوفية: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
التخلية في شرح التسوية: عبد الحليم الويلوري المدراسي
تخميس قصيدة المنفرجة: عبد الحميد بن عمر نعيمي الخربوتي الرومي
تخميس قصيدة البردة: عبد الله بن محمود الرومي المعروف بكجوك
تدوير الفلك في حصول الجماعة بالجن والملك: عبد الحي اللكنوي
تذكرة الاثني عشرية: عبد السّلام بن أبى القاسم الواسطي الهسوي
تذكرة الجمعة: عبد السّلام بن أبي القاسم الهسوي الفتحبوري
تذكرة الراشد في ردّ تبصرة الناقد: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
تذكرة المشاهير: عبد الحليم بن تفضّل حسين العبّاسي الكرسوي اللكنوي
ترويح الجنان بتشريح حكم شرب الدخان: عبد الحي اللكنوي
التعريف بالإنسان الكامل: عبد الحفيظ بن محمد الجزائري المالكي الخلوتي
تعليقات على الدر المختار: عبد الحق بن شاه محمد الإله آبادي
تعليقات على السراجية في الفرائض: عبد الباري اللكنوي
التعليق الممجّد على موطّأ محمّد: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
تعليقه نخبة الأنظار: عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي
التعليقات على شرح التذكرة: الرومي
تعليقات على حاشية شرح المطالع: عبد الرحمن ابن محمد الحلبي
تعليقات على شرح التجريد: عبد الرزّاق الكشميري
التعليق الصبيح على مشكاة المصابيح: محمد إدريس الكاندهلوي
تعليقات على دراسات اللبيب: عبد الرشيد النعماني
تعليقات على هداية الفقه: عبد الحليم بن إسماعيل الويلوري المدراسي
التعليق العجيب بحلّ حاشية الجلال: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
التعليق الفاصل في مسألة الطهر المتخلّل: عبد الحليم الويلوري المدراسي
التعليق المختار: عبد الباري بن عبد الوهّاب الأنصاري اللكنوي
التعليق النامي على الحسامي: عبد الحق بن محمد مير الدهلوي
تعليقة على الأشباه والنظائر لابن نُجيم: عبد الحليم بن محمد القسطنطيني
التعليقات السنيّة على الفوائد البهيّة: عبد الحي الأنصاري اللكنوي
تعليق الحمائل على حواشي الزاهدية: عبد الحي اللكنوي
تلخيص فضائل الصلاة على النبي: عبد الحفيظ بن ملك عبد الحق المكّي
تفسير آية فارهبون: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
التفسير الحقّاني: عبد الحق بن محمد مير الدهلوي
تفسير سورة الفيل: عبد الرب بن عبد الوهّاب الريواروي
تفسير النسفي: عبد الحكيم الأفغاني القندهاري
تفسير القرآن للشيخ حافظ الدين النَّسَفِي: عبد الرحمن الدِّمَشْقِيّ الصَّالِحِي
تفسير القرآن: عبد السلام بن محمد بُنْدار
تفسير نكت القرآن: عبد الرحمن بن محمود الأمرتسري
تكملة حاشية النفيسي: عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي
تكْملة التجريد: عبد الرحمن بن محمد السَّرْخسِي الدَّامَغاني
التمهيد: ابن عبد البر
التمهيد في إثبات التقليد: عبد السّلام بن أبي القاسم الواسطي الهسوي
تنقيح التحقيق: ابن عبد الهادي تحفة الأخيار: عبد الحي السهالوي اللكنوي
(حرف الثاء)
الثبت: عبد الرحمن الدمشقي
ثبوت الحق الحقيق: عبد الرحمن بن محمد إدريس العمري السلهتي
(حرف الجيم)
جار كل: عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي
جامع الأصول: ابن الأثير
جامع الدراري شرح جامع البخاري: عبد الجبّار بن عبد الرشيد الأعظمي
جامع الفتاوى: عبد الرحمن بن عيسى العمري
جامعة مظاهر العلوم سهارنبور: عبد الحفيظ بن ملك عبد الحق المكّي
جزبه معرفت: عبد الرشيد بن عليم الدين الكُمِلّائي
جماعة التبليغ أكبر حركة إصلاحية عالمية: عبد الحفيظ بن ملك عبد الحق المكّي
جع الغرر في الردّ على نثر الدرر: عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري
جواهر الفتاوى: عبد السّلام بن خليل الرحمن الجاتجامي
جهار ده علمى: عبد الجليل بن صدر الدين الحسيني البخاري الأجي
(حرف الحاء)
حاشية ابن عابدين: عبد الحكيم الأفغاني القندهاري
حاشية بديع الميزان: عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي
حاشية على أوائل تفسير سورة البقرة: عبد الله عبدي الرومي
حاشية على تفسير البيضاوي: عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي
حاشية على تفسير البيضاوي: عبد الرحمن بن عيسى العمري
حاشية على تفسير البيضاوي: عبد السّلام بن أبي سعيد الكرماني الديوي
حاشية على جامع الفصولين: عبد الحليم بن محمد القسطنطيني
حاشية على حاشية الخيالي: عبد السّلام بن أبي سعيد الكرماني الديوي
حاشية على الدرر: عبد الرحيم بن محمد الدمشقي الميداني
حاشية على الدرر والغرر: عبد الحليم بن محمد القسطنطيني
حاشية على الزهراوين: عبد الحليم بن بير قدم الرومي
حاشية على شرح البخاري: عبد الحكيم الأفغاني القندهاري
حاشية على شرح حكمة العين: عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي
حاشية على شرح السلّم لحمد الله: عبد الحكيم الأنصاري اللكنوي
حاشية على شرح الشمائل للترمذي: عبد السّلام بن أمين الداغستاني
حاشية على شرح الصحائف: عبد السّلام بن أبي سعيد الكرماني الديوي
حاشية على شرح الطائي: عبد الرحمن البحراوي المصري الأزهري
حاشية على شرح الكافية للجامي: عبد الحليم بن بير قدم الرومي
حاشية على شرح الموجز للنفيس: عبد الحليم بن إسماعيل الويلوري المدراسي
حاشية على شرح الوقاية: عبد الرزاق بن جمال الدين الأنصاري اللكنوي
حاشية على العروة الوثقى: عبد الحكيم بن عبد الربّ الأنصاري اللكنوي
حاشية على العروة الوثقى للشيخ كمال الدين: عبد الرشيد الجونبوري
حاشية على القاموس المحيط للفيروز آبادي: عبد الرحمن بن علي الأماسي الرومي
حاشية على القدوري: عبد السّلام بن أمين الداغستاني
حاشية على مراح الأرواح: عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي
حاشية على المطوّل: عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي
حاشية على المقدّمات الأربعة من التلويح: عبد الحكيم بن شمس الدين
حاشية على المنار: عبد الحليم بن بير قدم الرومي
حاشية على مير زاهد ملا جلال: عبد الحكيم بن عبد الربّ اللكنوي
حاشية غلام يحيى على مير زاهد رساله: عبد الحي السهالوي اللكنوي
حاشية مير زاهد: عبد الحق بن محمد أعظم الكابلي
حاشية غلام يحيى على مير زاهد رساله: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
حسرة العالم لوفاة مرجع العالم: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
حسرة الفحول بوفاة نائب الرسول: عبد الباقي بن علي محمد اللكنوي
حسرة المسترشد بوصال المرشد: عبد الباري بن عبد الوهّاب اللكنوي
حسن الصنيع في علم البديع: عبد البر بن عبد القادر الآلوسي الفيومي
حق اليقين: عبد الباري الجشتي
حقيقت مرزا: عبد الجبّار بن عبد الرشيد الأعظمي
حلّ المعاقد في شرح العقائد للجلال الدوّاني: عبد الحليم الويلوري المدراسي
حل المغلق في بحث المجهول المطلق: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
حل المشكلات: عبد الجليل بن صدر الدين البخاري الأجي الإله آبادي
حلّ النفيسي: عبد الحليم بن إسماعيل الويلوري المدراسي
حواش وتعليقات على الهداية: عبد الحكيم الأفغاني القندهاري
حياة القلوب في الموعظة: عبد الباري بن طورخان الرومي
(حرف الخاء)
خلاصة الاشتقاق: عبد الرحيم بن أبي اللطف المقدسي الحسيني
خلاصة الأثر: محمد بن فضل الله المحبي
خلاصة الجواهر في طبقات الأئمة الحنفية الأكابر: عبد السّلام الداغستاني
خلاصة الحساب: العاملى
خير الخبر بأذان خير البشر: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
خير العمل بذكر تراجم علماء فرنكي محل: عبد الحي بن عبد الحليم
خير الكلام في تصحيح كلام الملوك ملوك الكلام: عبد الحي اللكنوي
خير المقالة فى إزالة العُجالة: عبد السبحان بن محسن الناروي الإله آبادي
(حرف الدال)
دافع الفساد: عبد الباري الجشتي
دافع الوسواس في أثر ابن عباس: عبد الحى بن عبد الحليم اللكنوي
دُرَّة الأسْلاك: ابنُ حَبيب
دروس الأصول: عبد الرب القاسمي السلهتي
دستور تقويم الكواكب السبعة: عبد الرحمن بن الحسن الجبرتي الزيلعي العقيلي
دعوة النظر في تقدير المهر: عبد الرحمن بن جان ميان الجاتجامي
دفع الكلال عن طلاب تعليقات الكمال: عبد الحي السهالوي اللكنوي
دلكداز: عبد الحليم بن تفضّل حسين العبّاسي الكرسوي اللكنوي
ديني مدارس كا ماضي وحال: عبد الله بن مولانا نور محمد الأحمدبوري
ديوان خطب: عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي
ديوان الزهرات: عبد الرحمن الكاشْغَري
ديوان شعر: عبد الحي بن أبي بكر البعلي الدمشقي
ديوان شعر: عبد الحي بن على الطالوي الدمشقي
ديوان شعر: عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي
ديوان شعر: عبد الرحمن بن محمد ابن دُوسْت
ديوان شعر: عبد الرحمن بن محمد البعلي الدمشقي التاجي
ديوان شعر: عبد الرحيم بن أبي اللطف المقدسي الحسيني
ديوان شعر: عبد الله بن مصطفى بن محمد الكويريلي
(حرف الذال)
تعليقات على: ذبّ ذبابات الدراسات: عبد الرشيد النعماني
ذخيرة اللبيب في سيرة الحبيب: عبد الباسط بن علي الفاخوري البيروتي
ذيل الدراية: عبد السّلام بن أبي سعيد الكرماني الديوي
(حرف الراء)
رائح الجنان من مواهب المنان: عبد الخالق بن على المزجاجي النقشبندي
رحلتي لإفريقيا الشمالية: عبد الحق بن عبد السّلام النقشبندي المدني
رحلتي لأندلس: عبد الحق بن عبد السّلام النقشبندي المدني
رحلتي لأوربا الغربية: عبد الحق بن عبد السّلام النقشبندي المدني
رحلتي للبلاد العربية: عبد الحق بن عبد السّلام النقشبندي المدني
رحلتي للتركية: عبد الحق بن عبد السّلام النقشبندي المدني
رحلتي للولات المتحدة: عبد الحق بن عبد السّلام النقشبندي المدني
ردع الإخوان عما أحدثوه في آخر جمعة رمضان: عبد الحي اللكنوي
رسالة إلى سيّدنا سعد: عبد الرب بن عبد الوهّاب الريواروي
رسالة في أسرار الصلاة: عبد السبحان بن محسن الناروي الإله آبادي
رسالة في تَحْقيق الكُرَة المدَحْرَجَة: عبد الرحمن بن علي الأماسِي
رسالة في حلة الغناء: عبد الباري بن عبد الوهّاب الأنصاري اللكنوي
رسالة في العروض: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
رسالة في كلمة لا إله إلا الله: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
رسالة في مبحث الغناء: عبد الباقي بن علي محمد الأنصاري اللكنوي
رسالة في مناسك الحج: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
رسالة في الموسيقي: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
رسالة في الوجود: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
رسالة في الهيئة القديمة والجديدة: عبد الباري بن عبد الوهّاب اللكنوي
رسالة لطيفة: عبد الرحمن بن علي الأماسِي
رسالة الوصية: عبد الحق الدهلوي
رسالة الوضعية: عبد الله نجيب العينتابي
رشحات عين الحياة: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
رفع الستر عن كيفية إدخال الميت وتوجيهه في القبر: عبد الحي اللكنوي
روز نامه: عبد القادر
روضة الآداب: عبد الرحمن الخزرجي المقدسي المصري
روضة الأولياء: البيجابوري
رهنماء حجاج: عبد الرحمن بن جان ميان الجاتجامي
رياض السادات في إثبات الكرمات: عبد الحليم بن محمد القسطنطيني
ريحان الجنة: عبد الحكيم بن عبد العزيز السكّهروي
(حرف الزاي)
زاد المتقين: عبد الحق الدهلوي
زاد لا زاد: عبد الجليل بن صدر الدين البخاري الأجي المنداروي
زاد المشايخ: عبد الجليل بن صدر الدين البخاري الأجي المنداروي الإله آبادي
زبدة الأشعار في منتخبات الشعر: عبد الحي بن فيض الله القسطنطيني الرومي
زبدة الصرف: ظهير بن محمود العلوي
زبدة الصلاة: عبد الله عاكف بن مرتضى بن بركات الرومي الإله آبادي
زبدة الفرائض: عبد الباسط بن رستم علي الصديقي القَنُّوجي
زجاجة المصابيح على منهاج مشكاة المصابيح: عبد الله بن مولانا السيّد
زجر أرباب الربان عن شرب الدخان: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
زجر الشبّان والشيبة عن ارتكاب الغيبة: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
زجر الناس على إنكار أثر ابن عباس: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
(حرف السين)
سرد النقول في تراجم الفحول: عبد الستار بن عبد الله القريمي الأصل القسطنطيني
سرد النقول في تراجم الفحول: عبد الستّار المباركشاهوي البكري
سبيل الرشاد: عبد الباري الجشتي
سلسلة الذهب: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
سيرة جنيد: عبد الحليم بن تفضّل حسين العبّاسي الكرسوي اللكنوي
سيرة حسن بن الصباح: عبد الحليم بن تفضّل حسين العبّاسي اللكنوي
سيرة سكينة بنت الحسين: عبد الحليم بن تفضّل حسين العبّاسي اللكنوي
سيرة شبلي: عبد الحليم بن تفضّل حسين العبّاسي الكرسوي اللكنوي
سيرة قرة العين: عبد الحليم بن تفضّل حسين العبّاسي الكرسوي اللكنوي
سيرة قيس العامري: عبد الحليم بن تفضّل حسين العبّاسي الكرسوي اللكنوي
سيرة معين الدين الجشتي: عبد الحليم بن تفضّل حسين العبّاسي اللكنوي
سيرة الملكة زنوبيا: عبد الحليم بن تفضّل حسين العبّاسي الكرسوي اللكنوي
سيف الأبرار المسلول على الفجّار: عبد الرحمن بن محمد إدريس السلهتي
(حرف الشين)
شاهجهان نامه: عبد الحميد اللاهوري
شأن الرسالة: عبد الحكيم بن عبد العزيز السكّهروي
شرح أبيات خسرو الدهلوي: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
شرح الأزهار: عبد الحميد بن أحمد اليمني السودي
شرح ألْفيَّة ابن مالك: عبد الرحمن بن أبي بكر الدِّمَشْقِيّ الصَّالِحِي
شرح ألْفيَّة العراق: عبد الرحمن بن أبى بكر الدِّمَشْقِيّ الصَّالِحِي
شرح البُخارِيّ: عبد الرحمن بن أبى بكر الدِّمَشْقِيّ الصَّالِحِي
شرح بدء الأمالي: عبد الرحيم بن أبى بكر المرعشي
شرح بعض أبيات ابن الفارض: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
شرح البهائية: عبد الرحمن بن عبد الله البرسوي موج زاده
شرح البهائية: عبد الرحيم بن أبى بكر المرعشي
شرح البيضاوي: عبد الرشيد بن عليم الدين الكُمِلّائي
شرح التجريد: عبد الرحمن بن محمد بن الكِرْمانِي
شرح التجريد: ملا علي القوشجي
شرح تكملة الميزان: عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي
شرح تَهذيب الكلام للتَّفْتازانِي: عبد الرحمن بن أبي بكر الدِّمَشْقِيّ الصَّالِحِي
شرح تهذيب المنطق: عبد الباسط بن رستم علي الصديقي القَنُّوجي
شرح حديث أبىِ رزين العقيلي: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
شرح الخَزْرَجِيَّة: عبد الرحمن بن أبي بكر الدِّمَشْقِيّ الصَّالِحِي
شرح خلاصة الاشتقاق: عبد الرحيم بن أبى اللطف المقدسي الحسيني
شرح خلاصة الحساب: عبد الرحيم بن أبى بكر المرعشي
شرح الدُرَر للقُونَوِي: عبد الرحمن بن أبى بكر الدِّمَشْقِيّ الصَّالِحِي
شرح رباعيات اللوائح: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
شرح السراجية: عبد الرحمن بن عبد الكريم القونوي الآمدي
شرح سفر السعادة: عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي
شرح سفر السعادة: الفيروز آبادي
شرح السلّم: حمد الله
شرح السلّم: القاضي مبارك
شرح الشاطبية: عبد الحكيم الأفغاني القندهاري
شرح الشفا للقاضى عياض: عبد الله نجيب العينتابي
شرح الشمائل: عبد الله نجيب العينتابي
شرح الشمْسِيَّة: عبد الرحمن بن أبي بكر الدِّمَشْقِيّ الصَّالِحِي
شرح العرائس للخادمي: عبد الله نجيب العينتابي
شرح العقائد: عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي
شرح عقود الجمان للسيوطي: عبد الرحمن بن عيسى العمري
شرح على ألفية ابن مالك: عبد الحليم بن برهان الدين البهنسي الدمشقي
شرح علي جامع الترمذي: عبد الستّار بن عبد الرحمن البِهَاري
شرح على دائر الأصول: عبد الحكيم بن عبد الربّ الأنصاري اللكنوي
شرح كتاب التفسير من صحيح البخاري: عبد الستّار بن عبد الرحمن البِهَاري
شرح فتوح الغيب: الشيخ عبد القادر الجيلاني
شرح فرائض المختار والمنار: عبد الرحمن بن أبي بكر الدِمَشْقِي الصَّالِحِي
شرح فصوص الحكم: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
شرح قلائد المنظوم في منتقى فرائض العلوم: عبد الرحمن الدمشقي
شرح الكافية: السيّد شريف
شرح الكافية: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
شرح الكنز: عبد الحكيم الأفغاني القندهاري
شرح الكنز: الفخر الزَّيْلَعي
شرح كلمات خواجه محمد بارسا: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
شرح كريما: عبد الرشيد بن عليم الدين الكُمِلّائي
شرح المجامع للخادمي: عبد الله نجيب العينتابي
شرح مسلم: الإمام محي السنة النووي
شرح المطالع: عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي
شرح المطالع: عبد السميع الأندجاني
شرح معاني الآثار: الطحاوي
شرح المعمي الصغير للجامي: عبد الرحمن أشرف بن على الرومي قبرس
شرح مفتاح الغيب: عبد الرحمن بن عبد الله البرسوي موج زاده
شرح المقصود: عبد الرحمن بن أبي بكر الدِمَشْقِي الصَّالِحِي
شرح ملحة الإعراب: عبد الحميد بن أحمد اليمني السودي
شرح المنار: عبد الحكيم الأفغاني القندهاري
شرح منظومة المنار: عبد الحميد بن إسماعيل زائد الرحماني اللكنوي
شرح المواقف: الشيخ بهاء الدين
شرح المواقف: عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي
شرح نظم مسوغات الابتداء بالنكرة: عبد الرحيم بن محمد الدمشقي الميداني
شرح الوِشاح في المعاني والبيان: عبد الرحمن بن أبي بكر الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي
شرح الوقاية: عبد الحميد بن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي اللكنوي
شرح الولدية: عبد الرحمن بن عبد الكريم القونوي الآمدي
شرح الهداية: عبد الحميد بن أحمد اليمني السودي
شرح الهداية للمرغيناني: عبد الحليم بن محمد القسطنطيني
شرح الهداية: عبد الرحمن بن على الأماسي الرومي
شرح هداية الحكمة: عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي
شرح هداية الحكمة: الأبهري
شرح هداية الحكمة: الميبذي
شريعت وطريقت: محمد زكريا
شعلة اليقين: عبد الرحيم بن إسماعيل المرزيفوني الأماسي
شفاء الشافية: عبد الباسط بن رستم علي الصديقي القَنُّوجي
شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام للتقي الفاسي: عبد الستّار البكري الدهلوي
شمس الآفاق في علم الحروف والأوفاق: عبد الرحمن بن علي البِسْطامِي
شمس الآفاق في علم الحروف والأوفاق: عبد الرحمن بن علي البسطامي الإنطاكي
شواهد النبوة: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
(حرف الصاد)
صفوة أفكار العلماء: عبد الحميد بن عمر نعيمي الخربوتي الرومي
صلاة التسبيح: عبد الرشيد بن عليم الدين الكُمِلّائي
(حرف الضاد)
ضمين الصرف: عبد الحميد بن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي
ضوء السراج على جواب المحتاج: عبد الرحمن بن عبد الله المكي
(حرف الطاء)
طبقات: التميمي
طبقات أكبري: المرزا نظام الدين أحمد
طبقات النُّحاة: جلالُ الدين السُّيوطِي
(حرف الظاء)
ظفر الأماني بشرح المختصر المنسوب إلى الجرجاني: عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي
ظفر الأنفال: عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري السهالوي اللكنوي
(حرف العين)
عاقله بالغه لركي كي نكاح أور أسكي شرعي حكم: عبد السّلام بن خليل الرحمن
عبد الحميد بن عبد الله الرحبي البغدادي: عبد الحميد بن إسماعيل زائد الرحماني
عجائب الآثار في التراجم والأخبار: عبد الرحمن بن الحسن العقيلي المصري
عجيب البيان في أسرار القرآن: عبد الباسط بن رستم على الصديقي القَنُّوجي
عبد القادر الآلوسي البغدادي المصري الفيومي العوفي
عقائد الإسلام: عبد الحق بن محمد مير الدهلوي
عقود الجمان: محمد بن يوسف الصالحي
عقيدة نزول عيسى: عبد الله بن مولانا نور محمد الأحمدبوري
علم الثقات: عبد الجليل بن صدر الدين البخاري الأجي المنداروي الإله آبادي
علم النكات: عبد الجليل بن صدر الدين البخاري الأجى المنداروي الإله آبادي
علم الهدى: عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي
عليكم بسنّتي: عبد الحكيم بن عبد العزيز السكّهروي
عمدة الرعاية: العلامة عبد الحي اللكنوي
عمل صالح: محمد صالح
عيون العلوم: عبد الرحمن أشرف بن على المرزيفوني الرومي
(حرف الغين)
غاية البداية في حكم النهاية: عبد الحفيظ بن محمد الجزائري المالكي الخلوتي
غاية المقال فيما يتعلّق بالنعال: عبد الحى بن عبد الحليم السهالوي اللكنوي
غنيمة المريدين: عبد الحفيظ بن محمد الوانجني الجزائري المالكي الخلوتي
غنية القارى بترجمة ثلاثيات البخاري: عبد الحفيظ بن محمد الخلوتي
(حرف الفاء)
فتح الملهم: شبير أحمد العثماني
فرائد العقائد: عبد الباسط بن علي الفاخوري البيروتي
فرامين نبوي: محمد عبد الشهيد النعماني
فضائل درود شريف: الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي
الفوائد البهية: الإمام اللكنوي
فوائد القواعد: عبد الباسط بن علي الفاخوري البيروتي
فيض الملك المتعالي بأنباء أوائل القرن الثالث عشر والتوالي: عبد الستار بن عبد الله
(حرف القاف)
قانون الإسلام: عبد الباري الجشتي
قصص تاريخ الإسلام التي لا تنسى: عبد الرؤوف بن الشيخ عبد اللطيف
قمر الأقمار حاشية نور الأنوار: عبد الحليم بن إسماعيل الويلوري المدراسي
قلائد الأنحر في شرح ملتقى الأبحر: عبد البصير الحموي
قلائد المنظوم في منتقى فرائض العلوم: عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي
قوت المغتذين بفتح المقتدين: عبد الحى بن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي
قيس الأنوار في الرد على النصارى الكفار: عبد الله الرومي الجلبي
(حرف الكاف)
كاشف الظلمة في بيان أقسام الحكمة: عبد الحليم بن إسماعيل المدراسي
كتاب أبي الوَفاء ابن عَقيل: أبو يوسف القَزْوِيْنِي
كتاب الاختيار لتعليل المختار: عبد الله بن محمود بن بَلْدَجِي الموْصِلِي
كتاب أدب القاضي: الإمام اللكنوي
كتاب الأذكياء: ابن الجوزي
كتاب أعلام الهدى: الشيخ شهاب الدين السهروردي
كتاب التحقيق: ابن الجوزي
كتاب التوحيد: عبد الخالق القدوسي بن عبد العزيز
كتاب الشفاء: ابن سينا
كتاب الفرائض: عبد الحميد بن عبد العزيز أبو خازِم البَصْري البَغْدادي
كتاب الفرائض: الإمام اللكنوي
كتاب المحاضِر والسِّجِلّات: عبد الحميد بن عبد العزيز أبو خازِم البَغْدادي
كتاب المحاضر والسجلات: الإمام اللكنوي
كشف الأسرار شرح بند نامه: عبد الرشيد بن عليم الدين الكُمِلّائي
كشف الانتباه في شرح السلّم لحمد الله: عبد الحليم بن إسماعيل المدراسي
كشف الحقائق: عبد الحكيم الأفغاني القندهاري
كشف رموز الأحكام وتنوير درر الحكّام لمنلا خسرو: عبد الحليم الرومي
كشف الظنون: ملا كاتب جلبي
كشف المكتوم في حاشية بحر العلوم: عبد الحليم بن إسماعيل الويلوري المدراسي
كلزار أبرار: محمد غوثي
(حرف اللام)
لغات القرآن: بدر عالم الميرتهي
لغات القرآن: عبد الرشيد النعماني
له دعوة الحق: عبد الله بن نور محمد الأحمدبوري
(حرف الميم)
ما تمسّ إليه الحاجه لمن يطالع سنن ابن ماجه: عبد الرشيد النعماني
ما نسينا: عبد الحليم بن محمد شفيع الجونبوري
مآثر الأمراء: شاهنواز خان
متاع الطرب: عبد الرب بن عبد الوهّاب الريواروي
مجلس الأدب: عبد الرب بن عبد الوهّاب الريواروي
مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر: عبد الرحمن بن محمد شيخي زاده
مجموع فتاوى: عبد الباري بن عبد الوهّاب الأنصاري اللكنوي
مختصر تذكرة داود الإنطاكي: عبد الرحمن بن الحسن الجبرتي الزيلعي المصري
مختصر الفتاوى المهدية في الشريعة المحمدية: عبد الرحمن السويسي
مختصر معاهد التنصيص: عبد السّلام بن عمر المارديني
مختصر الوقاية: عبد السّلام الحنفي السندي البرهانبوري
محك النقد: عبد الرحمن الكاشْغَري
مدارج النبوة ومراتب الفتوة: عبد الحق الدهلوي
مذيلة الدراية: عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي
مرقاة اللغات: عبد الله بن يوسف بن محمد الكستلي
مرور الصبا والشمول: عبد الحي بن على الطالوي الدمشقي
مسائل قرباني: عبد الحليم بن عبد الحكيم القاسمي
مسالك العرفان فتوح الرحمن: عبد الله علاء الدين البغدادي
مسير الدائر: عبد الحكيم بن عبد الربّ الأنصاري اللكنوي
مشعل الطريق: عبد الرؤوف بن الشيخ عبد اللطيف
مصباح الدجى في لواء الهدى: عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري
مظاهر حق: عبد الرؤوف بن الشيخ عبد اللطيف
مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس: عبد الرحمن بن الحسن الجبرتي الزيلعي
معارف السنن: أبو محمد يوسف بن زكريا البنوري
معارف المشكاة: عبد الرؤوف بن الشيخ عبد اللطيف
معجم الشيوخ: الدمياطي
مُعْجَم الشُيوخِ: السِّلَفِي
معدن الدقائق: عبد الجليل بن صدر الدين البخاري الأجي المنداروي
معيار الحق: عبد الجبّار بن عبد الرشيد الأعظمي
معين الغائصين في ردّ المغالطين: عبد الحليم بن إسماعيل الويلوري المدراسي
مفاتيح الأسرار ولوائح الأفكار فى شرح الدر المختار: عبد الرحمن بن إبراهيم
مقام سيّدنا فاروق أعظم: عبد الله بن مولانا نور محمد الأحمدبوري
مقدمة التعليق الممجد: عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي
مقدّمة السعاية: عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي
مقدمة عمدة الرعاية: عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي
مقدّمة كتاب التعليم: مسعود بن شيبة السندي
مقدمة الهداية: عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي
مُلْتقى البحار: محمد الزُّوزَنِي
مُلْتَمّس الإخْوان: عبد الرَّبِّ بن منصور الغَزْنَوِي
ملخّص الهيئة: القاضى موسى الرومي
ملهم الملكوت شرح مسلّم الثبوت: عبد الباري بن عبد الوهّاب الأنصاري اللكنوي
مناسك الحجّ المختصرة: عبد الخالق القدوسي بن عبد العزيز
مناقب خواجه عبيد الله الأنصاري: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
مناقب مولانا رومي: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
مناهل السمر في منازل القمر: عبد الرحمن بن عيسى العمري
منتخبات أردو: عبد الستّار بن محمد جان البهاري
منتزه العيون والألباب: عبد البر بن عبد القادر الآلوسي البغدادي
منتهى الإرادات لسالك سبيل علم الميقات: عبد الحميد بن إسماعيل زائد الرحماني
منظومة: عبد الجليل بن صدر الدين البخاري الأجي المنداروي الإله آبادي
منهج الرضوان: عبد الرزاق بن جمال الدين الأنصاري اللكنوي
منهج النقد في علوم الحديث: نور الدين عتر
منير الأفكار في شرح تنوير الأبصار: عبد الرزاق بن خليل جنيد الرومي
مورد العقود في العهود: عبد الله بري بن مصطفى الرومي
موسوعة في القرآن: عبد الرؤوف بن الشيخ عبد اللطيف
مهمات الصوفية: عبد الرحيم بن إسماعيل المرزيفوني الأماسي
ميسّر العسير في بحث المثناة بالتكرير: عبد الحي بن عبد الحليم السهالوي اللكنوي
(حرف النون)
نثر المآثر فيمن أدركته من الأكابر: عبد الستار بن عبد الله القريمي القسطنطيني
نثر المآثر فيمن أدركته: عبد الستّار بن عبد الوهّاب البكري الصدّيقي الدهلوي
نجوم مكة المكرمة والمدينة المنورة: عبد الرؤوف بن الشيخ عبد اللطيف
نزهة رياض الإجازة: المزجاجي
نزهة الفكر في سبحة الذكر: عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري السهالوي اللكنوي
نزهة المشتاق شرح اللمع لأبي إسحاق الشيرازي: محمد يحىي
نسائج الأبكار في حاشية نتائج الأفكار: عبد الحميد بن عمر نعيمي الخربوتي الرومي
نصائح الجنان: عبد الخالق بن على المزجاجي الزبيدي اليمني النقشبندي
نصب الراية لتخريج أحاديث الهداية: عبد الله بن يوسف الزيلعي
نظم تنوير الأبصار نظم منار الأنوار: عبد الحميد بن إسماعيل اللكنوي
نظم الدرر في سلك شق القمر: عبد الحليم بن إسماعيل الويلوري المدراسي
نظم شرح أرجوزة القليبي: عبد الرحيم بن محمد الدمشقي الميداني
نظم الفرائد: عبد الرحمن بن محمد شيخي زاده الدّاماد
نظم اللآلي في شرح ثلاثيات البخاري: عبد الباسط بن رستم علي الصديقي القَنُّوجي
نظم مسوغات الابتداء بالنكرة: عبد الرحيم بن محمد الدمشقي الميداني
نغمات حالات: عبد الجليل بن صدر الدين الحسيني البخاري الإله آبادي
نفحات الأنس: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
نفع المفتي والسائل: عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري السهالوي اللكنوي
نقد النصوص: عبد الرحمن بن أحمد الجامي
نور الخلائق: عبد الحي بن خواجه جاكر الحصاري الأنصاري السهالوي اللكنوي
(حرف الواو)
ووت كي شرعي حيثيت: عبد السّلام بن خليل الرحمن الجاتجامي
* * *