الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب من اسمه عبد الرزاق
2940 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرزاق بن المولوي إدريس الفينوي
*
ولد سنة 1366 هـ في قرية "إسلام بورا" من مضافات "باسْغاسه" من أعمال "فيني".
قرأ مبادئ العلم فِى المدرسة الفرقانية في قريته، ثم التحق بمدرسة الإسلامية بِيْرُولي، وقرأ فيها إلى "شرح الجامي"، ثم التحق بدار العلوم سَرْسَدِي، ثم التحق بالمدرسة العالية فيني، وتخرّج على العلامة عُبيد الحق، رئيس المدرسة العالية فيني، درّس في عدّة مدارس، منها: المدرسة العالية فيني، درّس فيها مدّة مديدة.
توفي سنة 1411 هـ.
* * *
2941 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرزاق بن بادشاه ميان الكُمِلائي
* *
ولد سنة 1391 هـ في قرية "جِيْتَا" من مضافات "ناصرنغر" من أعمال "كملا". قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بمدرسة أنوار العلوم، وقرأ فيها
* راجع: مشايخ فيني 114 - 120.
* * راجع: مشايخ برهمنباريه ص 293 - 296.
إلى "مشكاة المصابيح"، ثم التحق بالجامعة اليونسية، وقرأ فيها سنة 1376 هـ كتب الصحاح الستة، وغيرها من الكتب الحديثية.
من أساتذته فيها: فخر البنغال العلامة تاج الإسلام وغيره، رحمهم الله تعالى.
بعد الفراغ التحق بأمر أستاذه بمدرسة تاج العلوم هَرَشْبُور، ودرّس فيها 45 سنة.
توفي يوم الأربعاء سنة 1421 هـ، وكانت جنازته حافلة.
* * *
2942 - الشيخ الفاضل المولى عبد الرزاق بن المولى تمييز الدين الكُمِلائي
*
ولد سنة 1325 هـ في قرية "أتّرْ حولا" من مضافات "لكسَام" من أعمال "كُمِلا" من أرض "بنغلاديش".
وكان أبوه من خرّيجي دار العلوم ديوبند، قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة الحميدية بَتُوكِرَام، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم التحق بدار العلوم برورا، "كُمِلا"، وقرأ فيها سبع سنين، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ "صحيح البخاري"، و"جامع الإمام الترمذي" على شيخ الإسلام السيّد حسين المدني، ومن شيوخه أيضا العلامة إعزاز علي، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة إدريس الكاندهلوي، رحمهم الله تعالى.
وبعد الفراغ رجع إلى وطنه، والتحق بالمدرسة الحميدية بَتُوكِرَام، ودرّس فيها عدّة سنين، ثم ترك الدرس والتدريس، واستقرّ في داره.
* راجع: مشايخ كملا 2: 67 - 69.
توفي سنة 1389 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة آبائه.
* * *
2943 - الشيخ الفاضل العالم الفقيه عبد الرزاق بن جمال الدين بن علاء الدين الأنصاري اللكنوي
*
أحد العلماء المشهورين.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد في سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف ببلدة "لكنو".
واشتغل بالعربية أياما على مولانا نور كريم الدريابادي، ثم قرأ بعض الكتب على المفتي محمد أصغر اللكنوي، وسائر الكتب الدراسيّة على ولده المفتي محمد يوسف، ثم أسند الحديث عن الشيخ حسين أحمد المليح آبادي، والشيخ محسن بن بدر المدني، وأخذ الطريقة القادرية عن خاله عبد الوالي بن أبي الكرم اللكنوي سنة أربع وخمسين ومائتين وألف، واشتغل مدّة من الزمان بالإفتاء والتدريس على طريقة أسلافه، ثم اعتزل، وقصّته: أن الشيخ الشهيد أمير علي الأميتهوي لما خرج على الهنادك الذين حرّقو المصحف، وهدموا المسجد، وقتلوا المسلمين ببلدة "أجودهيا" أفتى للخروج خلافا للوزير علي نقى الشيعي الخبيث، وكان الشيخ متفرّدا في الإفتاء بين أهل السنّة والجماعة، وكذلك السيّد محمد بن دلدار علي اللكنوي المجتهد كان متّفردا في إفتائه بين علماء الشيعة، وسائر العلماء مالوا إلى الوزير، ونالوا منه الصلات والجوائز، وكان المجتهد بعيدا من منال الوزير، والشيخ عبد الرزاق كان مسكينا، فخوّفه
* راجع: نزهة الخواطر 8: 267، 268.
الحكّام وقهروه بالأسر، فاختفى منهم، وترك الإفتاء من ذلك اليوم، وتصدّر للمشيخة، وعاش عمرا طويلا، أدركتُه ببلدة "لكنو"، وحضرتُ في مجلسه مرارا، وسمعتُ شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم اللكنوي يقول: إن هذا الرجل أول من عقد المجلس للسماع في الأعراس، وسمع الغناء بالآلات بمشهد من الناس.
وكان من أعداء الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي الشهيد الغازي في سبيل الله، ينتصر لما يخالفه من الرسوم والأهواء كلّ انتصار.
من مصنّفاته: "حاشية على شرح الوقاية"، و"منهج الرضوان"، و"كشف القناة عن أحوال الأموات"، و"الأنوار الغيبية"، وله رسالة في مقامات الصوفية، ورسالة في السعد والنحس، ورسالة في آداب المطالعة، ورسائل في مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ورسائل في ترجمة الشيخ عبد القادر الجيلاني، ورسائل في تراجم الخلفاء الراشدين، ورسالتان في تراجم السبطين، وله رسائل غير ذلك.
مات لخمس بقين من صفر سبع وثلاثمائة وألف بمدينة "لكنو"، فدفن بمقبرة أسلافه.
* * *
2944 - الشيخ الفاضل عبد الرزَّاق بن حمزة، أبو الصَّفا، الطَّرابُلُسِيّ، ثم القاهرِيّ
*
كان فاضلا، مُتقِنَ الكتابة، بليغا في التَّجْوِيد، جَميلَ الهَيْئة.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 332.
وترجمته في الضوء اللامع 4: 193.
أخذ القراءات عن الجَزَرِيّ، والكتابةَ عن ابن الصَّائغ.
وقرأ على ابنِ حَجَرٍ في "البُخارِيّ"
(1)
، ووصفَه: بالبارع الماهر، الفاضل الأوْحَد، المفَنِّن. وقال: إنّ قراءتَه قراءة فصيحةٌ، مُخَفِّفة، مُطْرِبة. وسأل الله تعالى دَوامَ النَّفْع به، وسمَّى والِدَه محمدًا. والصَّواب ما هنا. والله تعالى أعلمُ.
* * *
2945 - الشيخ الفاضل عبد الرزاق بن خليل جنيد الرومي الأصل، نزيل "دمشق
" *
فقيه.
توفي في حدود سنة 1200 هـ.
من آثاره: "منير الأفكار في شرح تنوير الأبصار" في فروع الفقه الحنفي في تسع مجلّدات.
* * *
2946 - الشيخ الفاضل عبد الرَّزَّاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خَلَف الرَّسْعَنِيّ
،
(1)
كان ذلك سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة
* راجع: معجم المؤلفين 5: 217.
وترجمته في سلك الدرر 3: 21، وإيضاح المكنون 2: 595، وهدية العارفين 2:568.
المتقِّدم ذِكْرُ وَلدِه إبراهيم، الملَقَّب عزّ الدين *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان إماما علامة، تفقَّه عليه ابنُه المذكور، وسمع منه.
كذا في "الجواهر" من غير زيادة.
وذَكرَه في "العبر"، فقال ما نَصُّه: وتُوُفّي الرَّسَّعَنِيُّ العلامة عِزُّ الدين عبد الرزَّاق بن رزق الله بن أبي بكر المحدِّث، المفَسِّر، الحَنْبَلِيّ.
وُلِد سنة تسع وثمانين، وسمع بـ "دمشق" من الكِنْدِيّ، وبـ "بغداد" من ابن مَنِينا. وصنَّف "تفسيرا" جيِّدًا.
وكان شيخَ "الجزيرة" فِى زمانه؛ عِلْما، وفَصْلا، وجَلالة.
توفي في ثاني عشرَ ربيع الآخِرِ. انتهى.
فقد صرَّح كما تراه بأنَّه حنبلِيُّ المذهب.
وكذا قالَه الصَّفَدِيّ في "تاريخِه"، ولم أقِفْ على ما يُوافقُهما أو يُخالفُهما عندَ كتابتي لهذه الترجمة الآن، وإن ظَفِرْتُ بمَزيد إيضاحٍ ألْحَقْتُه.
وقد ذكره ابنُ شاكر الكُتْبِيّ في "عيون التّواريخ"، ولم يتعرَّض لذكر مذهبه، فقال ما نَصُّه: ففيها -يعني سنة إحدَى وستين وستِّمائة- تُوُفِّي عزُّ
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 332.
وترجمته في البداية والنهاية 13: 241، وتذكرة الحفاظ 4: 1452، ودول الإسلام 2: 167، وذيل طبقات الحنابلة 2: 274 - 276، وذيل مرآة الزمان 2: 21، 220، والجواهر المضية برقم 808، وشذرات الذهب 5: 305، 306، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 505 و 506، وطبقات المفسّرين للداودِي 1: 293 - 295، وطبقات المفسّرين للسيوطي 66، 67، والعبر 5: 264، وكشف الظنون 1: 452، 913، 2: 1715، والنجوم الزاهرة 7: 211، 212.
الدين عبد الرَّزَّاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلَف الرَّسْعَنِيّ المحَدِّث. مَوْلِدُه بـ "رأس العَين" سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
وكانتْ وفاتهُ بـ "سِنْجارَ"، وسمع الحديثَ، وحدَّث.
وكان فاضلا، أديبا، شاعرا، صَدْرا، رئيسا، وله المكارمُ العَلِيَّةُ من الملوك.
ومن نَظْمِه قوله
(1)
:
يا مَن يُرِينها كلَّ وقتٍ وَجْهُه
…
بِشْرًا ويُبْدِي كَفّه مَعْروفَا
أصْبحْتَ في الدنيا ثَرِيَّا بعدما
…
أمْسَيْتَ فيها بالتُّقَى مَعروفا
وله أيضا
(2)
:
نَحَب الغرابُ فدَلّنا بنَحِيبِه
…
أنَّ الحبيبَ دنَا أوانُ مَغِيبه
(3)
يا سائلِي عن طِيبِ عيشي بعدَهم
…
جُدْ لي بعَيْشٍ ثم سَل عن طِيبه
وله أيضا
(4)
:
ولو أنَّ إنْسانا يُبَلِّغ لوْعَتِي
…
وشَوْقِي وأشْجانِي إلى ذلك الرَّشا
لأسْكَنْتُه عَيْنِي ولم أرْضَها له
…
ولولا خُفوقُ القلب أسْكَنْتُه الحَشَا
(5)
هكذا نَسَب ابنُ شاكر هذين البَيْتَيْن إلى صاحب التَّرْجمة، ثم نَسَبهما لولده شمس الدين محمد ابن عبد الرَّزَّاق، ولم أقِفْ لمحمدٍ هذا على تَرْجمةٍ في تَراجِم الحنفية، ثم بعدَ كتابتي لهذ الترجمة، وقفتُ على نُسْخةٍ من "الجواهر المضية" مكتوبٍ على هامشِها بخطِّ المولَى العلامة مفتي "الدِّيار الرُّومِية" في
(1)
البيتان في ذيل مرآة الزمان 2: 219.
(2)
ذيل مرآة الزمان 2: 219، 220.
(3)
في الذيل "نعب الغراب دلنا بنعيبه".
(4)
ذيل مرآة الزمان 2: 220، والنجوم الزاهرة 7: 211، 212.
(5)
في الذيل والنجوم: "ولولا لهيب القلب".
هذا العصر، وهو محمد بن الشيخ محمد بن إلياس، -أدام الله للوُجود وُجودَه-، ما صورتُه:
قلتُ: عبد الرَّزَّاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلَف بن أبي الهَيْجاءَ الرَّسْعَنِيّ، له تفسيرٌ، سَمَّاه "مَطالِعَ أنْوار التنزيل ومَفَاتح أسْرار التَّأويل" عندي منه الجِلْدُ الأوَّلُ والثالثُ بخطِّ مُصَنِّفِه،، لا أدْرِي أنَّه أكْمَله أو لا، وهو كتابٌ جليل، والظّاهر أنَّ هذا هو المذكور في الكتاب، لكنَّه حَنْبَلِيٌّ، فإنَّه ذكر في كتابه المذكور هكذا: نقلَ الجماعةُ عن إمامنا أحمدَ، رضي الله تعالى عنه، منهم ابنُ عَمِّه، وأحمد بن القاسم، أنَّ قراءَتَها -أي الفاتحة- واجبة في كلِّ ركعةٍ، فإنْ تركها لم تَصِحَّ صلاته. ورأيتُ في آخر الجِلْد الأوَّلِ منه سَماعا بخَطِّه، قال في آخره: وصحَّ ذلك في مجالسَ، آخِرُها يوم الخميس، ثاني ذي القَعْدَة، سنة تسع وأربعين وستِّمائة، بـ "دار الحديث المهاجِرِيَّة" بـ "الموْصِلِ". وكتب بعدَ ذلك اسمَه ونَسَبَه كما ذكرنا.
ثم إنه نقَلَ عن كتاب "دُرَّة الإسْلاك" أنَّه قال: في سَرْدِ نَسَبه الحَنْبَلِيّ. فاتَّضح من ذلك جميعه أنَّه كان حَنْبَلِيَّا بلا رَيْبٍ؛ اللَّهم إلا أن يكون تحنَّف بعدَ ذلك في أواخر عُمْرِه، وهو بعيدٌ جِدًّا؛ لأنَّه لم يُعْرَفْ في شيءٍ من كُتُب التَّواريخِ، ولا ذكرَه أحدٌ في وَفَياتِه، والأصْلُ عَدَمُه، وقد اسْتَبْعدَ المفْتِي، سَلَّمَه الله تعالى، أن يكون كلٌّ من صاحب التَّرْجمة ووالده إبراهيمَ يُلَقَّبُ بعِزِّ الدين، كما ذكره صاحبُ "الجواهر". والله تعالى أعلمُ.
* * *
2947 - الشيخ الفاضل عبد الرَّزَّاق بن عبد الرحمن الرُّومِيّ
*
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 334.
أحدُ أعْيان بني المؤَيَّدِ،
وهو ابن أخي حَجِّي جلَبي، المتقدِّمُ ذِكْرُه قريبا.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ذكَرَه البَدْرُ الغَزِّيُّ في "رحلته"، وأثْنَى عليه، وقال في حقِّه: الفاصلُ اللبيب، والعالِمُ الأديبُ، الباسقُ في شجرةٍ كريمة الأعْراق، ساطِعةِ الإشراق، طَيِّبةِ الإثْمار والإيراق، مُحْرِزًا في مَيْدان طَهارةٍ قَصَبَ السِّباق، مُتَمَيِّزًا في عُنْفُوانِ الشباب بحُسْنِ الخَلْقِ وإحْسان الأخلاق، انْقَصَف غُصْنُ أصْلِه في رَيْعانِه، وكَبا جَوادُ أملِه في مَيْدانِه، فلَبَّى داعِيَ رَبِّه إذْ دَعاه، وأجاب نِداهُ مُسارِعا لِلِقاه، فمات شهيدًا بالطَّاعون، في صَفَر، قبلَ ابن عَمِّه عبد الهادي الآتي بأيَّامٍ، سنة سبعٍ وثلاثين وتسعمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
2948 - الشيخ الفاضل عبد الرَّزَّاق بن عبد اللطيف بن محمد بن عبد الكريم بن عبد النُّورين مُنير بن عبد الكريم بن علي بن عبد الحق بن عبد الصمد بن عبد النور الحلبيّ القاهرِيّ، من أوْلاد أوْلاد القُطْب الحلبِيّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِدَ ليلةَ الرابع والعشرين من شهر رمضان، في حدود الثمانين وسَبْعمائة بـ "القاهرة"، ونشأ بها، فحَفِظَ القرآن،
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 334.
وترجمته في الضوء اللامع 4: 194.
و"العمدة"، و"الملْحَة"، وأكثَر "المخْتار"، وعرَض على جماعة، واشتغل، وحصَّل، وسمع من الفُضلاء، سمِعوا منه.
وكان خَيِّرًا، دَيِّنًا، مُحِبًّا في الحديث، مُتَعفِّفًا، صابرًا، ساكنا.
حجَّ غيرَ مَرَّةٍ، وجاوَرَ، وزار "بيتَ المقْدِس" مِرَارا.
وكُفَّ بصرُه بعد الخمسين، فانقطَع بمَنزلِه، حتى مات ليلة الجمع، خامس شهر ربيع الثاني، سنة ثمان وستين وثمانمائة، وصُلِّيَ عليه بعدَ صلاة الجمعة، بجامع الحاكم، رحمه الله تعالى.
* * *
2949 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرزاق بن الحاج القارئ مسلم الفينوي
*
ولد سنة 1332 هـ في قرية "دومْسَدَّا" من أعمال "فيني".
وكان والده من متعلّقي العلامة كرامت علي الجونبوري.
قرأ مبادئ العلم على والده، ثم التحق بالمدرسة العزيرية داغُنْ بويَّه، وقرأ فيها إلى "شرح الجامي"، ثم التحق بالمدرسة العالية فيني، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح"، ثم رحل إلى دار العلوم، واتّصل بها، وقرأ فيها سبع سنين، وتخرّج على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إدريس الكاندهلوي، وأستاذ العلماء العلامة رسول خان، والعلامة إبراهيم البلياوي.
وبعد الإتمام رجع إلى وطنه الأليف، درّس في عدّة مدارس، وأسّس سنة 1384 هـ مدرسة في قرية "دُومْسَدّا"، وسمّاها المدرسة الرشيدية الإسلامية.
* راجع: مشايخ فيني 136 - 139.
توفي سنة 1392 هـ، وعمره إذ ذاك 61 سنة، ودفن بجوار المسجد بعد أن صلّي على جنازته.
* * *
2950 - الشيخ الفاضل عبد الرزاق بن يوسف بن عبد الرَّزَّاق القاهرِيّ، الشَّاذلِيّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِدَ في المحرَّم سنة ثلاثين وثمانمائة، ونشأ، فحفَظ القرآن الكريم، وغيرَه.
وأخذ عن ابن الهُمام، وغيرِه. واشْتهر بالفضيلة، وكان [من المناوِيّ](1) والأمْشاطِيّ فيه حسنُ اعْتقادٍ، مُتَنَسِّكًا، وَرِعا، مُتعَفِّفا، كثيرَ المحْفوظ، خُصوصا في الشِّعْر، والتاريخ، والأدب، مُفيدَ المجالسة، يَغْلِبُ عليه الانجِماعُ من الناس.
مات في ليلة الحادى والعشرين من شهر رمضان، سنة تسعين وثمانمائة. -تغمَّده الله تعالى برحمته-.
* * *
2951 - الشيخ الفاضل العلامة عبد الرزّاق الكشميري
،
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 335.
وترجمته في الضوء اللامع 4: 196، ويعرف بابن عجين أمه.
أحد العلماء المبرّزين في المنطق والحكمة والكلام *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: قدم "الهند" في أيام شاهجهان بن جهانغير التيموري سلطان "الهند"، فولّاه التدريس بـ "كابل"، فدرّس، وأفاد بها مدّة من الزمان.
وصنّف كتابا في الردّ على "المحكمات"، فسهر ليالي متواصلة، فاختلّ دماغه، وضرب السكّين على حلقومه، فلمّا رآه تلامذته بذلك الحال ابتدروا إليه، وشدّوا الجراحة، وعالجوه، فشفاه الله سبحانه، فاستعفي عن الخدمة، ودخل "كشمير"، وسكن بها.
وله تعليقات على "شرح التجريد"، كما في "حدائق الحنفية".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 5: 238.
باب من اسمه عبد الرسول، وعبد الرشيد
2952 - الشيخ الفاضل عبد الرسول بن يوسف بن سليمان سعد الله الأنصاري، السهالوي، أحد الفقهاء الحنفية
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشا بقرية "سهالي"، ثم تردّد إلى "دهلي"، وقرأ العلم على من بها من العلماء.
ثم رجع إلى "أوده"، وأخذ الطريقة عن السيّد عبد الرزّاق بن عبد الرحيم الحسيني القادري البانسوي، ولازمه زمانا، ثم ولي القضاء بقرية "كونهيته" من أعمال "داكا"، فسافر إليها.
حصل له القبول العظيم في أرض "بنغاله"، كما في "أغصان الأنساب".
* * *
2953 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرشيد بن إسلام ميانجي النواخالوي
* *
ولد 1310 هـ في قرية "دُولَا كَنْدي" من مضافات "لكّيبُور" من أعمال "نواخالي". ثم انتقل منها إلى قرية. "تُوتَارْخيل"، وأقام فيها، قرأ مبادئ العلم على
* راجع: نزهة الخواطر 6: 156.
* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 234 - 235.
مولانا عبد العزيز في "بَتْتَلي"، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها كتب الصحاح السته وغيرها من الكتب الحديثية.
ومن كبار أساتذته: العلامة شيخ الهند محمود حسن الديوبندي، والعلامة أنور شاه الكشميري، والمفتي الأعظم عزيز الرحمن الديوبندي، رحمهم الله تعالى.
وبعد إكمال الدراسة وصل إلى وطنه الأليف سنة 1332 هـ، ودرّس في الجامعة الأهلية معين الإسلام هاتهزاري عدة سنين، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية نواخالي، ثم التحق بالمدرسة العالية الكرامتية، وكان يدرّس كتب الحديث والتفسير.
* * *
2954 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرشيد ابن الحاج محمد الصودهري الجالندهري
*
ولد 29 ربيع الثاني 1351 هـ في قرية "هَرِيْبُور" من مضافات "نِكُوْدَر" من أعمال "جالندَهر" من أرض "الهند".
قرأ مبادئ العلم في بيته، وقرأ العلوم العصرية عدّة سنين في إسكول، ثم التحق بالمدرسة الرشيدية رائيبُور من "جالندَهر"، وحفظ القرآن الكريم، ثم قرأ الكتب الفارسية والكتب الدرجة الابتدائية فيها، ثم سَافَرَ إلى "دهلي"، والتحق بالجامعة الملّية، ثم التحق بالجامعة الرشيدية ساهِيْوَال، وقرأ فيها "مشكاة المصابيح"، و"تفسير الجلالين" المحلّي والسيوطي، ثم سنة 1372 هـ التحق بخير المدارس ملتان، وأكمل فيها الدراسة العليا، وقرأ الصحاح الستة، وغيرها من الكتب الحديثية.
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 294 - 300.
توفي 17 ذى الحجة سنة 1426 هـ.
* * *
2955 - الشيخ الفاضل العلامة عبد الرَّشيد بن أبي حنيفة بن عبد الرَّزَّاق ابن عبد الله الوَلْوالجِيِّ، أبو الفتح، من أهل "وَلْوَالِجْ"؛ بلدة من "طَخارِسْتان بلْخ
"
(1)
*
سكن "سمرقند".
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال السَّمعانيُّ في حقِّه: إمامٌ فاضلٌ، حسَن السِّيرة.
وورَد "بَلْخَ"، وتفقَّه بها علَى أبى بكر القَزَّاز، ثم ورَد "بُخارَى"، وتفقَّه بها على البُرهان مُدَّةً، ثم ورَد "سَمَرْقَنْد، واخْتَصَّ بأبي محمد القَطَوانِيّ
(2)
.
وكتبَ "الأمالِي" عن جماعةٍ من الشيوخ.
وسكن "كَشَّ" مُدَّة، ثم انْتقلَ إلى "سَمَرْقَنْد". وكانتْ وِلادتُه بـ "وَلْوالِجْ"
(3)
.
(1)
طخارستان: ولاية واسعة كبيرة، وتشتمل على عدة بلاد، وهي من نواحي خراسان، وهي طخارستان العليا والسفلى، والمراد هنا العليا شرقي بلخ. انظر: معجم البلدان 3: 518.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 335.
وترجمته في تاج التراجم 34، 35، والتحبير 1: 445، 446، والجواهر المضية برقم 809، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده، صفحة 96، والفوائد البهية 94، ومعجم البلدان 4: 940، وهدية العارفين 1:568. واسم والدِه: "النعمان".
(2)
محمد بن محمد بن أيوب، وتأتي ترجمته.
(3)
في الجواهر "سنة سبع وستين وأربعمائة".
قال أبو المظَفَّر عبدُ الرحيم ابن السَّمْعانِيّ: لَقِيتُه، وسمعتُ منه، وكان إماما، فقيها، فاضلا، حنَفِيَّ المذهب، حسَن السِّيرة.
مات، رحمه الله تعالى، تقريبا بعدَ الأربعين وخمسمائة.
قال السمعاني: وذكرَ أنَّه سمع من أبي القاسم الخَلِيلِيِّ
(1)
كتاب "شَمائل رسول الله -صلى الله تعالى عليه وسلم-"، لأبي عيسى التِّرْمِذِيِّ، في سنة إحْدَى وتسعين وأربعمائة، بقراءة رجلٍ معروفٍ، يُقالُ له أبو المعالِي
(2)
، ومات الشيخ أبو القاسم، رحمه الله تعالى، بعدَ سِماعِنا منه بسبع أو ثمانية أشْهُر، فلمّا رجعنا إلى "سَمَرْقَنْد" سألْتُه يوما الحُضورَ عندَنا، لنقْرأَ عليه الكتابَ، فحضَر، وقرأْنا عليه جميع الكتاب في مجلسٍ واحدٍ. انتهى.
وليس الوَلْوَالِجِيُّ هذا بصاحب "الفتاوى" المشهورة، فإن ذاك اسمه إسحاق، كما تقدَّم.
قال قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية": قال صاحب "الكشف": "الفتاوى الولوالجية" لظهير الدين أبى المكارم إسحاق بن أبي بكر الحنفي، المتوفى سنة عشرة وسبعمائة، أولها: الحمد لله الذي جعل العلم حجّة الإسلام، ذكر فيها أن الشيخ الإمام حسام الدين الشهيد كان أشدّ الناس اهتماما بتحرير علم الأحكام، فقصر مسافة الطالبين إلى علم الدين بما لخّص من حقائقه، لا سيّما كتابه "الجامع" لنوازل الأحكام، فاتفق لخادمه المذكور أنه التزم أن يفصل ما أورده في كتابه، ويضمّ إليه ما سواه من الواقعات المهمّة، وما اشتملت عليه كتب الإمام محمد، مما لا بدّ من معرفته لأهل الفتوى، ليكون كتابه جامعا للفقه وقواعده. انتهى. وفيه خطأ ظاهر من وجوه عديدة.
* * *
(1)
هو أحمد بن محمد بن أحمد، كما في التحبير.
(2)
في التحبير زيادة "غلة جنين".
2956 - فضيلة العلامة البحّاثة الدرّاكة النقّاد، فخر الأحناف، مخدوم العلماء، الفاضل الأمجد، الأديب الممجَّد، العالم الصالح، المحدّث الجليل، المحقّق النبيل، الفقيه النبيه، الأصولي الكبير، الزكي الذكي، شيخنا وأستاذنا، محمد عبد الرشيد بن المنشئ محمد عبد الرحيم بن محمد بخش بن بلاقي بن جراغ محمد بن همت، النعماني مذهبا، والراجبوت نسبا، والجيبوري موطنا، والكراتشوي السندي نزيلا
.
ذكره الشيخ المفتي روح الأمين الفريدبوري في كتابه "الكلام المفيد في تحرير الأسانيد"، فقال: ولد في 18 ذى القعدة سنة 1333 هـ، المطابق 28 ستمبر سنة 1333 هـ في "جَيْبُور" من "راجِسْتَان"، من أرض "الهند".
قام بتربيته عمّه الأكبر الحافظ عبد الكريم، وكانت زوجته خالة شيخنا، ولم تكن لهما أولاد.
طلبه العلم:
ولما كان ابن أربع أخذ في القراءة على عمّه المذكور، وقرأ القرآن الكريم، وتعلّم الخطّ عن عمّه المذكور، وعن والده أيضا، وكانا من جياد الخطّاطين، وقرأ بعض الكتب الفارسيّة على والده أيضا، ثم التحق بمدرسة "أنوار محمدي"، وقرأ الكتب الابتدائية فيها، ولما كان ابن ثمان التحق بمدرسة تعليم الإسلام خارج "اْجيري دروازه"، وقرأ الكتب الفارسية النهائية على المنشئ إرشاد علي خان، والمنشئ ستّار علي، والمنشئ عبد القيّوم ناطق، والمنشئ سعيد حسين، وغيرهم.
وقرأ الكتب العربية من "ميزان الصرف" إلي "مشكاة المصابيح" على الشيخ العالم الفاضل قدير بخش البدايوني، وقرأ عليه شيئا من "صحيح
البخاري" أيضا من سنة 1346 هـ إلى سنة 1351 هـ، ثم رحل إلى ندوة العلماء لكنو، ولازم العلامة، مدرّس المعقول والمنقول شيخ الحديث الزاهد الورع حيدر حسن خان التونكي سنتين، وبه تخصّص في الحديث وعلومه، وعليه تخرّج، وقرأ عليه كتب الحديث بتحقيق وإتقان، و"السبع الشداد" في الهيئة، و"تفسير الجلالين"، وشيئا من "الميبذي".
ثم رحل إلى "حيدر آباد الدكن"، ولازم العلامة المؤرّخ محمود حسن خان التونكي، شقيق العلامة حيدر حسن خان أربع سنوات، وعمل تحت إشرافه في تدوين "معجم المصنّفين"، وبذلك حصلت له بصيرة تامة في تاريخ العلوم، ومعرفة واسعة بالمصنّفين والمؤلّفين في شتى العلوم.
وظائفه وخدماته:
ثم عّين عضوا لندوة المصنّفين بـ "دهلي" سنة 42 حتى 47، وأعضاءها من نجباء العلماء في "الهند"، كالمحدّث الكبير العلامة بدر عالم الميرتهي، صاحب "ترجمان السنة" في الحديث، ومؤلّف "فيض الباري شرح صحيح البخارى"، وهذه الإدارة لها ميزة خاصّة في تحقيق العلوم الإسلامية، وقد صنّف أغضاءها كتبا قيّمة في الأردية، ثم هاجر إلى "باكستان" بعد انقسام "الهند" 1366 هـ.
ولما أسّست دار العلوم تندو الله يار بـ "السند" بعناية شيخ الإسلام العلامة الفهّامة المحقّق المدقّق الخطيب المصقع شبير أحمد العثماني، صاحب "فتح الملهم شرح صحيح مسلم" سنة 1369 هـ، المطابق 1949 م، فدرّس هناك سنتين بعض كتب الفقه وأصوله، والنحو والمنطق، ومن أصول الحديث "مقدمة ابن الصلاح"، وكان إذ ذاك مدرّسوها من فحول العلماء، كالعلّامة المحدّث عبد الرحمن الكاملبوري، والعلامة المحدّث بدر عالم الميرتهي، والعلامة المحدّث محمد يوسف البنوري، وغيرهم.
ثم عيّن مدرّسا في جامعة العلوم الإسلامية علامة محمد يوسف بنوري تاؤن كراتشي رقم 5 سنة 1373 هـ، فدرّس فيها كتب الفقه وأصوله، والحديث وأصوله، ودرّس فيها جميع الكتب من الصحاح الستّة، خلا "صحيح البخاري"، ودرّس "مشكاة المصابيح"، و"الموطأ" للإمام مالك رواية يحيى بن يحيى، ورواية محمد بن الحسن، و"شرح معاني الآثار" للإمام الطحاوي، و"كتاب الآثار" للإمام الأعظم أبي حنيفة، رواية محمد بن الحسن.
ثم ذهب إلى الجامعة الإسلامية بـ "بهاولبُور"، وعيّن أستاذا مشاركا، ونائب الرئيس في قسم الحديث النبوي فيها سنة 1382 هـ، ودرّس فيها الحديث والمصطلح، ثم عيّن أستاذا ورئيسا في قسم التفسير، وعميدا بكلية العلوم الإسلامية فيها سنة 1394 هـ.
ثم رجع إلى "كراتشي" سنة 1396 هـ، فالتمس منه صديقه الكريم، ورفيقه في خدمة العلم والدين العلامة الفهّامة المحدّث الكبير محمد يوسف البنوري أن يكون عضوا لمجلس الدعوة والتحقيق الإسلامي، فصار مشرفا للباحثين، الذين يريدون التخصّص في العلوم الإسلامية من الحديث والفقه، وكذلك فوّض إليه الإشراف للدكتوراة في قسم العلوم الإسلامية في جامعة كراتشي، فهو إلى الآن يشرف طلبة التخصّص في الحديث النبوي، وهم على اختلاف موضوعاتهم، كلّ منهم يروى غلّته، ويشفي علّته من توجيهاته وإرشاداته، فطالب يكتب في أصول الحديث، وآخر في الجرح والتعديل، وواحد في علل الحديث وتصحيحه وتضعيفه، وآخر في الذبّ عن الأئمة المتبوعين، وآخر في أسماء الرجال المتقدّمين، وغيره في تراجم المحدّثين المتأخرّين، المشتغلين بالتصانيف الحديثية، تشريحا وتدريسا، ورواية، وقد رأينا عيانا أن جميع هؤلاء يرشدهم الشيخ إلى مراجعهم ومظانّهم، ويحلّ لهم مشكلاتهم، ويعينهم بمعارفه وعلومه في كلّ خطوة من خطوات بحوثهم.
وقد كان سابقا يشرف من كان يكتب المقالة من طلبة التخصّص في الفقه الإسلامى أيضا، وهو أطال الله تعالى بقاءه من أفذاذ العصر علما وفهما، وزهدا وتقيا، وله في التدريس وتنمية فهوم الطلبة وحضّهم على التحقيق والتدقيق وتشحيذ أذهانهم طريق أنيق، ورثها من شيخه العلامة الحبر البحر حيدر حسن خان التونكي، وشفقته على تلاميذه وصبره نفسه معهم، وعدم بخله في بذل ما عنده من العلوم والمعارف والكتب العلمية من أجلى ميزانه.
وقانع باليسير، زاهد في الكثير، مخلص في العمل، أوقاته معمورة ليلا ونهارا بذكر وتلاوة أو وعظ وإرشاد، أو تحقيق ومطالعة، أو تدريس وتعليم، أو تصنيف وتأليف، وأكبر شغله بالدرس والإفادة، والبحث والمطالعة، وهو منقطع إلى ذلك بقلبه وقالبه، لا يعرف اللذّة في غيره، ولا يتّصل بالدنيا وأسبابها، وإنما همّه ولذّته من العيش أن يعثر على كتاب جديد، أو بحث مفيد، أو أن يجد حجّة لمذهبه الذي ينصره، وهو متصلّب في المذهب الحنفي بدليل وبرهان، شديد الحبّ والإجلال للإمام الأعظم أبي حنيفة عن بصيرة وإيقان، ولك مع إجالال سائر أئمة الفقه والاجتهاد، واعتراف بفضل المحدّثين وخدماتهم.
ثناء العلماء الكبار عليه:
قد أثنى عليه في علمه وفضله وتحقيقه وصلاحه كثير من العلماء الكبار: منهم: العلامة المحقّق المفضال، صاحب الأيادي البيض على أهل العلم بتحقيق الكتب النافعة، ونشرها الشيخ أبو الوفاء الأفغاني، وصفه بالأخ الصالح والفتى الرابح المحدّث الفقيه، المولوي فيما أجازه به.
منهم: المحدّث الكبير العلامة الجليل الزاهد الورع الشيخ عبد الرحمن الكاملبوري، فقد قرأتُ في مكتوب له إلى شيخنا، كتبه 30 ذي القعدة سنة
1371 هـ إذ ترك التدريس في دار العلوم تندو الله يار، وارتحل منها، "ولقد ضرّ فراقكم بالجامعة ضرّا، لا ينجبر، ونظرا إلى ما فيكم من الكمالات متعذّر جدّا أن يوجد مثلكم.
ومنهم: العلامة المحدّث الكبير الزاهد، مؤلّف "فيض الباري" الشيخ بدر عالم الميرتهي، حيث قال في كوائف السنة الأولى لدار العلوم الإسلامية تندو الله يار بـ "سند" سنة 1337 هـ -1369 هـ، له ملكة راسخة في تاريخ الحديث والرجال، وبعض فنون أخرى، من علوم الحديث، عارفا بالكتب المخطوطة والمطبوعة في ذلك معرفة جيّدة، وهو الآن مشتغل بتصنيف كتابه "لغات القرآن" لحلّ مشكلات القرآن، لغاته وشواهده التاريخية تصنيف مفسّر مؤرّخ عالم، وقد طبع منه الجزءان الأوّلان، وقام يلقى المحاضرات في تاريخ الحديث والعلوم الأخر، وغير ذلك، التي لها أهمّيتها وإفاديتها، هذا إقدام جديد في الدرس النظامي.
ومنهم: العلامة المحقّق الباحث المدقّق الشيخ أبو علي حسن بن محمد مشّاط المكّي من كبار علماء الحرم المكّي.
فقد أهدى إلى شيخنا كتابه "إنارة الدجى في مغازي خير الورى" صلى الله عليه وسلم، وكتب عليه بيده الكريمة ما لفظه:
هدية إجلال وتقدير لصاحب الفضيلة العلامة محدّث الهند سيّدي الأستاذ محمد عبد الرشيد النعماني، حفظه الله، ونفع به الأنام.
من محبّه حافظ ودّه حسن مشاط
شوّال سنة 1386 هـ.
ومنهم: محدّث العصر العلامة المحقّق الأديب السيّد أبو محمد محمد يوسف بن زكريا البنوري، حيث كتب على شرح أبواب الوتر من "جامع الترمذي" جزء مفرز من كتاب "معارف السنن" من "سنن الترمذي" حين أهداه إلى شيخنا: أقدّم هذه الرسالة إلى رفيقي في خدمة العلم والدين، العالم
والصالح الشيخ عبد الرشيد، حفظه الله، إعجابا بفضله وعلمه في عدّة من علوم الحديث، تقديرا لمفاخره.
بقلم المؤلّف البنوري.
ومنهم: العلامة الشيخ محمد يحيي بن الشيخ أمان الكتبي، محدّث الحرم المكّي، حيث كتب على النسخة، التي أهداها إلى شيخنا من كتاب "نزهة المشتاق شرح اللمع" لأبي إسحاق الشيرازي.
هدية للأستاذ الجليل الفاضل الكامل النبيل الشيخ محمد عبد الرشيد النعماني، أيّده الله وفّقه لما يحبّه ويرضاه.
ومنهم: العلامة جامع المعقول المنقول، المفسّر الشيخ محمد إدريس الكاندهلوي، صاحب "التعليق الصبيح على مشكاة المصابيح"، حيث كتب على كتابه "عقائد الإسلام" حين أهداه إلى شيخنا، هدية مودّة بحضرة الفاضل المكرّم والمحبّ المحترم مولانا محمد عبد الرشيد النعماني، زيد مجدُهم.
محمد إدريس، كان الله له.
ومنهم: العلامة الشيخ مدرّس "حجة الله البالغة"، محمد نور مرشد المكّي الولي اللّهي، البنغلاديشي الأصل، مدرّس الحرم المكّى، فقد أهدى إلى شيخنا كتاب "الرسالة المستطرفة"، فكتب عليه ما يلي:
هدية منى إلى من لو قيل فيه: إنه أحد حفّاظ الوقت لكان صحيحا، الفاضل الشيخ عبد الرشيد المؤقّر.
المخلص محمد نور مرشد المكّى الولي اللّهى، 8 شوّال المكرّم سنة 1369 هـ.
منهم: العلامة المحقّق البحّاثة، المحدّث الكبير، الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، حيث وصفه فيما أجازه بالعلامة المحقّق الشيخ.
ومنهم: العلامة المحدّث جامع المنقول والمعقول الشيخ محمد موسى خان الروحاني البازي، أستاذ الحديث بالجامعة الأشرفية لاهور، فقد أهدى
إلى شيخنا كتابيه "فتح الله بخصائص الاسم الله"، و"بغية الكامل السامس شرح المحصول والحاصل" للجامي.
وكتب على الأول يقدّم بحضرة المحترم المقام مخدوم العلماء، مولانا عبد الرشيد النعماني، مدّ ظلّه.
محمد موسى عفي عنه.
14 ربيع الثاني 1403 هـ.
ومنهم: العلامة المحدّث الشيخ السيّد أحمد رضا البجنوري، تلميذ حافظ العصر الإمام أنور شاه الكشميري، وختنه، صاحب "أنوار البارى في شرح صحيح البخاري"، حيث قال في مقدمة كتابه قسم ترجم المحدّثين 2/ 279: العلامة المحدّث الأديب الفاضل مولانا عبد الرشيد النعماني، دام ظلّهم العالي، مصنّف شهير، صنّف تصانيف علمية مفيدة، محدّث محقّق، جامع المعقول والمنقول، ومن تصانيفه:"لغات القرآن"، و "إمام ابن ماجه اور علم حديث"، و"ما تمسّ إليه الحاجه"، و"التعقيبات على الدراسات".
ومنهم: العلامة المحدّث الناقد البصير المحقّق البحّاثة الورع الزاهد شيخنا عبد الفتّاح أبو غدة، صاحب تصانيف كثيرة وتعليقات حافلة بديعة ثمينة، حيث ذكره في ما زاد على طبقات محدّثي "الهند" للبنوري المطبوعة في "فقه أهل العراق وحديثهم" للكوثري، فقال برقم 40: العلامة الناقد الضليع الشيخ عبد الرشيد النعماني، صاحب التعليقات والتدقيقات، والجولات الظافرة في ميادين العلم، وكتابه "ما تمسّ إليه الحاجه لمن يطالع سنن ابن ماجه"، وتعليقاته على "دراسات اللبيب"، و"ذبّ ذبابات الدراسات"، و"مقدّمة كتاب التعليم" لمسعود بن شيبة السندي، تدلّ على فحولته في علوم الحديث، وهو قد قارب الخمسين أو جاوزها، أطال الله عمره في عافية وسرور، ونفع بجهوده.
ومنهم: العلامة الدكتور الشيخ نور الدين عتر، أستاذ التفسير والحديث في كلية الشرعية بجامعة "دمشق"، حيث كتب على كتابه "منهج النقد في علوم الحديث" حين أهداه إلى شيخنا: هدية تقدّم إلى فضيلة الشيخ عبد الرشيد النعماني، حفظه الله تعالى، ونفع الله به العلم والدين.
نور الدين عتر.
منهم: العلامة المؤرّخ الأديب الأريب الشيخ الداعي أبو الحسن علي الندوي اللكنوي، حيث كتب في "المصابيح القديمة" في ترجمة العلامة حيدر حسن خان الطونكي عند ذكر تلامذته:
ولكن أخصّ تلامذته الذى ورثه في فنّه وذوقه، هو صديقنا الفاضل مولانا عبد الرشيد النعماني الجيبوري، شيخ الحديث اليوم بجامعة "بهاولبور"، وخدماته العلمية لا يحتاج إلى التعريف عنها، ولا سيّما الأجزاء الأول من "لغات القرآن"، وكتابه "ما تمسّ إليه الحاجه لمن يطالع سنن ابن ماجه"، الذي هو شاهد صدق على سعة إطلاعه ودقّة نظره، وهو رأس أعماله العلمية المحقّقة، وقد لازم شيخنا في سفره وحضره زمن قيامه بدار العلوم ندوة العلماء و بـ "طونك" أيضا، واستفاد منه، وانتفع بتحقيقاته نفعا تاما، وكان شيخنا أيضا يحبّه، ويعتمد عليه.
ومنهم: العلامة المحقّق، الفاضل الجليل، مناظر أحسن الكيلاني، رئيس قسم الدينيات للجامعة العثمانية حيدر آباد الدكن، بـ "الهند"، حيث كتب لشيخنا شهادة سنة 1356 هـ، قال فيها: المولوي عبد الرشيد، أنا أعرفه معرفة جيّدة، وقد حصل شهادة "مولوي فاضل" و "منشئ فاضل" من جامعة بنجاب، وعلاوة على تلك قد حصل العلوم الإسلامية، ولا سيّما علم الحديث من الفاضل الشهير بـ "الهند" مولانا حيدر حسن خان، صدر المدرّسين بدار العلوم ندوة العلماء، ثم عمل بعده مع الشيخ مولانا محمود حسن المؤقّر في تدوين "معجم المصنّفين"، الذي يدوّن الآن تحت رياسة "الدولة الآصفية" بإنفاق أموال جزيلة، وطبعت منه أجزاء، فارتضاها علماء الشرق والغرب
للغاية، وقد تيسّرت له في تلك الفترة المطالعة، وسعة النظر (علىِ تاريخ الفنون والعلوم) بما يكفيه، وهو يستحقّ عندي، نظرا إلى ما فيه من الملكة والمعرفة، وما يرجى له من الكمال، في ما يأتي أن يؤدّي جميع الوظائف والمهامّ الدينية، كالتدريس والتصنيف، والإفتاء والقضاء، بأحسن ما يكون، فإنه قد جمع حظّا وافرا من العلوم، التي لا بدّ منها في هذه الأعمال.
منهم: الشيخ العلامة عمران خان الندوي، رئيس دار العلوم ندوة العلماء بـ "لكنو"، حيث كتب لشنيخنا شهادة سنة 1372 هـ ما لفظها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العلمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمد خاتم النبيّين، وعلى آله وأصحابه، أجمعين.
أما بعد! فيسرّنا أن نسجّل هنا أن الأستاذ عبد الرشيد بن الشيخ عبد الرحيم الجيبُوري المولود سنة 1336 هـ مكث في دار العلوم سنتين، ودرس علوم الحديث، وتوسّع فيها، وكان مثال المطالب المجتهد العاكف على المطالعة، والبحث والمذاكرة، والاطلاع على المراجع القديمة، وآثار العلماء والتحقيق، هذا مع صلاح ظاهر، وسمت حسن، والأخذ بآداب العلماء، وكان ملازما للعالم الكبير البحّاثة الشيخ حيدر حسن خان رحمه الله، شيخ الحديث في دار العلوم وخرّيجه ومساعده في البحث والتأليف.
نرجو الله أن ينفع به الطلبة والمسلمين، ويستعمله في خدمة العلم والدين، والله ولي التوفيق.
محمد عمران ندوي.
مبايعته في الطريقة:
بايع في الطريقة على شيخه الأجلّ الورع الزاهد العارف بالله حيدر حسن خان التونكي، واستفاض منه فيوضا كثيرة، فنال الإجازة منه، وهو شابّ عن شيخ المشايخ العارف بالله إمداد الله المهاجر المكّي
عن الشيخ ميانجي نور محمد الجهنجهانوي
عن الشيخ الحاج عبد الرحيم الولايتي الشهيد
عن الشيخ عبد الباري
عن الشيخ عبد الهادي
عن الشيخ عضد الدين
عن الشيخ شاه محمد المكّي
عن الشيخ محمدي
عن الشيخ محبّ الله
عن الشيخ شاه أبي سعيد الكنكوهي
عن الشيخ نظام الدين البلخي
عن الشيخ جلال الدين التهانيسري
عن قطب العالم شاه عبد القدّوس الكنكوهي
عن الشيخ محمد الفاروقي
عن الشيخ المخدوم عارف الفاروقي
عن الشيخ عبد الحق الردولوي
عن الشيخ جلال الدين الباني بتي
عن الشيخ شمس الدين التركي
عن الشيخ المخدوم علاء الدين الصابري
عن الشيخ فريد الدين مسعود شكر كنجي
عن الشيخ قطب الدين بختيار كاكي
عن الشيخ خواجه معين الدين الجشتي السجزي
عن الشيخ خواجه عثمان الهاروني
عن الشيخ خواجه شريف الترمذي
عن الشيخ خواجه قطب الدين المودود
عن الشيخ ناصر الدين أبي يوسف
عن الشيخ أبى محمد الجشتي
عن الشيخ أبي إسحاق الشامي
عن الشيخ ممشاد الدينيوري
عن الشيخ هبيره البصري
عن الشيخ حذيفة البصري
عن الشيخ إبراهيم بن أدهم البلخي
عن الشيخ فضيل بن عياض المكّي
عن الشيخ خواجه عبد الواحد بن زيد البصري
عن الشيخ فقيه الأمّة حسن البصري.
عن مرجع المشايخ باب دار الحكمة على بن أبى طالب، رضي الله تعالى عنهم
عن سيّد الكونين، فخر العالمين، خاتم الأنبياء والمرسلين، سيّدنا محمد، رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
ثم أخذ الطريقة عن الشيخ الكبير الزاهد الورع عبد القادر الرائبُوري، عن العارف بالله الزاهد الشيخ عبد الرحيم الرائبُوري.
ثم أخذ بعد وفاته عن الشيخ الكبير الورع الزاهد شيخ الحديث زكريا بن يحيي الكاندهلوي، عن الشيخ الأجلّ العارف بالله خليل أحمد السهارنبُوري.
وأجازه في الطريقة الشيخ الكبير الداعي أبو الحسن على الندوي اللكنوي، عن الشيخ الكبير عبد القادر الرائبُوري.
وأجازه أيضا الشيخ الصوفي محمد إقبال المهاجر المدني، عن الشيخ الكبير زكريا بن يحيي الكاندهلوي.
وحضر مجلس حكيم الأمّة العلامة الزاهد أشرف علي التهانوي.
وصحب الشيخ شيخ العرب والعجم العلامة المجاهد الزاهد حسين أحمد المدني أيضا يوما.
وصحب الشيخ العارف بالله الصوفي السيّد أصغر حسين الديوبندي أيضا.
وصحب العلامة العارف بالله الزاهد الورع رئيس الدعوة والتبليغ الشيخ إلياس الكاندهلوي، وابنه العلامة المحقّق رئيس الدعوة والتبليغ والزاهد الخطيب المِصْقَع محمد يوسف الكاندهلوي سنة وستة أشهر، وغيرهم من المشايخ، رحمهم الله الجميع، ورضي الله عنهم رضى الأبرار.
أسانيده في الحديث:
ولشيخنا أسانيد عالية كثيرة من المشايخ، الذين كانوا غرر عصرهم، ومسانيد وقتهم، أشهرها:
من طريق شيخه الجليل والعالم النبيل مولانا محمد قدير بخش البدايوني رحمه الله تعالى رحمة واسعة، عن شيخه ووالده الشيخ حافظ بخش البدايوني، والشيخ عبد المقتدر البدايوني، بروايتهما عن الشيخ أبي عبد المقتدر عبد القادر، عن أبيه العالم الشهير الشيخ فضل رسول الأموى البدايوني، والشيخ جمال عمر مفتي الحنفية بـ "مكّة المحمية، وهما يرويان عن شيخ الحرم محدّث القرن المنصرم، خاتمة الحفّاظ الملا محمد عابد الأنصاري الخزرجي السندي المدني بإسناده المذكور في ثبته المسمّى بـ "حصر الشارد فيما حواه أسانيد محمد عابد".
ح ويروي عن شيخه الأجلّ الزاهد القدوة العلّامة المحدّث، مدرّس المعقول والمنقول، حاوى الفروع والأصول، مولانا حيدر حسن خان التونكي، شيخ الحديث بدار العلوم لندوة العلماء، رحمه الله، ورضي عنه رضى الأبرار، عن الشيخ الجليل السيّد محمد نذير حسين الدهلوي، عن الشيخ الأجلّ المشتهر في الآفاق أبي سليمان إسحاق بن بنت عبد العزيز الدهلوي، عن الإمام الأوحد الرحلة، الشيخ عبد العزيز الدهلوي، عن أبيه الإمام الهمام حجّة الإسلام أبي عبد العزيز قطب الدين أحمد، المدعوّ بولي الله بن أبي
الفيض عبد الرحيم العمري الدهلوي بإسناده المذكور في "الإرشاد إلى مهمّات الإسناد".
ح ويروي عن شيخه العلّامة الزاهد المذكور، وعن أخيه الأكبر العلامة المحقّق والفهّامة المدقّق الإمام الحبر البحر المحدّث الفقية الأصولي المتكلّم المؤرّخ أعلم أهل عصره بالرجال مولانا محمود حسن خان التونكي، صاحب "معجم المصنّفين" رحمه الله تعالى، وهما يرويان عن المحدّث المتقن الشيخ القاضي حسين بن محسن الأنصاري الخزرجى السعدي اليماني، وهو عن شيخه المحدّث محمد بن ناصر الحازمي، عن شيخ المشايخ القاضي محمد بن على الشوكاني بإسناده المذكور في "إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر".
هذه الأسانيد الثلاثة متّصلة بالقراءة والسماع، وللشيخ محمود حسن خان التونكي إجازة عن العلامة المحدّث المقرئ عبد الرحمن الباني بتي، عن الإمام الهمام شيخ الأئمة الأعلام عبد العزيز بن الإمام حجّة الإسلام ولي الله العمري المحدّث الدهلوي.
ولشيخنا إجازات عن كثير من المشايخ:
منهم: الشيخ مدرّس المعقول والمنقول العلامة محمد ياسين البريلوي رحمه الله تعالى، وحصلت له الإجازة عن ولي عصره الإمام العلامة الزاهد مولانا فضل الرحمن المراد آبادي، عن الإمام عبد العزيز بن الإمام ولي الله العمري الدهلوي.
ومنهم: العلامة المحدّث المحقّق الفقيه النبيه الشيخ أبو الوفاء الأفغاني.
هذه صورة إجازته:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على خير خلقه، سيّدنا ومولانا محمد، وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد! فقد التمس منى الأخ الصالح والفتى الرابح المحدّث الفقيه المولوي محمد عبد الرشيد بن محمد عبد الرحيم النعماني، فأنا أجيزه برواية مسانيد الإمام الأجلّ فقيه الأمّة وسراجها الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي رضى الله عنه "شرح معاني الآثار" للإمام الحافظ الحجّة الفقيه المجتهد أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلمة بن سلامة الأزدي المصري الطحاوي، رحمه الله رحمة الأبرار، فأجزتُه بذلك، وبـ "موطأ الإمام الربّاني محمد بن الحسن الشيباني" رضى الله عنه، و بـ "آثاره" خصوصا، وإن كنتُ لستُ أهلا لذلك، وأوصيه بتقوى الله جلّ شأنه، وبالدعاء لهذا العاجر المذنب القاصر في خلواته وجلواته، فأقول، وبالله أحول.
أما مسانيد الإمام: فأجازني بها العلامة شيخنا الشيخ محمد بن أحمد، الشهير بأبو هاشم الفوتي التجاني المدني المالكي في المسجد النبويّ، عليه ألف ألف صلاة وتحيّة، وعلى آله وصحبه، وهو رواها عن شيخه الفالح الرابح الشيخ فالح المالكي، عن الشيخ محمد بن على السنوسي الخطّابي الشريف الحسني، عن المازوني عن إبراهيم الكردي الكوراني أبي إسحاق، عن الصفي أحمد المدني، عن أبي المواهب الشناوي، عن عبد الرحمن بن عبد القادر بن فهد، عن عمّه جار الله بن عبد العزيز بن فهد، عن أبي القاسم عبد الكريم بن الجلال أبي السعادات محمد بن ظهيرة القرشي المخزومي، عن القاضي حميد الدين الفرغاني، عن والده القاضى تاج الدين أحمد بن محمد الفرغاني، عن المشايخ الثلاثة: القاضي حميد الدين حيدر بن أبي الفداء العبّاس، وحسام الدين حامد بن أحمد، ونور الدين عبد الرحمن بن موسى، فالأولان عن صالح بن عبد الله الصبّاح، والثالث عن على بن أبي القاسم، عن الخطيب الخوارزمي أبي المؤيّد محمد بن محمود، جامع المسانيد الخمسة عَشَر، عن تاج الدين أحمد بن أبي الحسن بن أحمد، عن الشيوخ الثلاثة: أبي علي عبد السلام، وأبى بكر عتّاب بن الحسن، وأبى محمد عبد الله بن أحمد، عن محمد
بن عبد الباقي، عن أبي الخطيب البغدادي، عن أبي العلاء الواسطي، عن علي بن الحسن الجزري، عن محمد بن عمر، عن جعفر بن علي، عن أحمد بن محمد، عن ابن سماعة عن بشر بن الوليد، عن القاضي أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، عن الإمام أبي حنيفة.
قلت: وأسانيد باقي المسانيد مذكورة في "جامع المسانيد"، ذكرها أبو المؤيّد مفصّلة.
قلت: وأرويها أيضا عن الأستاذ العلامة الشيخ عبد القادر الحواري بن الشيخ محمد الحواري المدني الحنفي، عن الشيخ العلامة محمد علي ظاهر الوتري المدني، عن العلامة الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد المجدّدي الفاروقي النقشبندي الدهلوي ثم المدني، عن العلامة الحافظ الشيخ محمد عابد الأنصاري السندى المدني، وأسانيده مذكورة في ثبته "حصر الشارد".
قلت: وأجازني بها أيضا العلامة الإمام محمد زاهد الكوثري المصري رحمة الله عليه، قال: أما مسانيد أبي حنيفة السبعة عشر عند الشمس بن طولون في "الفهرست الأوسط"، وعند محمد بن يوسف الصالحي في "عقود الجمان"، فالأولى إلى صالح الجينيني، عن أبي المواهب، عن أيوب بن أحمد الخلوتي، عن إبراهيم بن محمد بن الأحدب، عن ابن طولون بأسانيده فيه. أهـ.
وأما الثاني فبالسند إلى صالح بن إبراهيم الجينيني، عن أبيه، عن خير الدين الرملي، عن محمد بن عمر الحانوتي، عن الصالح بأسانيده.
وأما "كتاب الآثار" للإمام محمد بن الحسن من طريق أبي حفص الكبير، فأجازني به إجازة الشيخ عبد القادر الحواري المدني، عن مدير مكتب شيخ الإسلام عارف حكمت آفندي، عن الشيخ علي ظاهر الوتري، عن الشيخ عبد الغني الدهلوي، عن الشيخ الأجلّ محمد عابد السندي، عن عمّه محمد حسين بن مراد الأنصاري، قال: أجازني به الشيخ عبد الخالق بن علي
المزجاجي قال: قرأتُه على الشيخ محمد بن علاء الدين المزجاجي، عن الشيخ أحمد بن محمد التملي، عن الشيخ محمد بن علاء الدين البابلي، عن أبي النجا سالم بن محمد السنهوري، عن النجم محمد بن أحمد بن علي الغيطي، عن زكريا بن محمد الأنصاري، عن الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، أنا بها أبو عبد الله الجريري محمد بن علي بن صلاح، أنا قوام الدين أمير كاتب بن أمير عمر بن غازي الإتقاني، أنا البرهان أحمد بن سعد بن محمد البخاري، والحسام حسين بن علي السغناقي، قالا: أنا فخر الحرمين حافظ الدين محمد بن محمد بن نصر البخاري، أنا الإمام محمد بن عبد الستّار الكردري، أنا عمر بن عبد الكريم الدرمكي، أنا عبد الرحمن محمد الكرماني، أنا أبو بكر الحسين بن محمد، أنا أبو عبد الله الزوزني، أنا أبو زيد الدبوسي، أنا أبو جعفر الأستروشني، أنا أبو علي الحسن بن حضر النسفي، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثى، أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد أبي حفص الكبير، أنا أبي، أنا محمد بن الحسن الشيباني، تلميذ الإمام أبي حنيفة، رضى الله عنهما.
وأما "موطأ الإمام محمد بن الحسن" رضي الله عنه: فأجازني به الشيخ عبد القادر بن محمد الحواري الزبيري المدني الحنفى، مدير مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت رحمه الله في ضمن "حصر الشارد" عن الشيخ علي بن ظاهر الوتري المدني، عن الشيخ عبد الغني المجدّدي الدهلوي، ثم المدني، عن الشيخ الأجلّ محمد عابد السندي، صاحب "حصر الشارد"، عن عمّه محمد حسين، عن الشيخ محمد بن محمد بن محمد عبد الغرب، عن الشيخ عبد الله بن سالم البصري، عن محمد بن علاء الدين البابلي، عن أحمد بن محمد الشلبي، عن السيّد يوسف بن عبد الله الأرميوي، عن الحافظ السيوطي، عن الحافظ بن حجر، عن شمس القرّاء محمد بن على بن صلاح، أنا قوام الدين أمير كاتب الإتقاني، عن أحمد بن أسعد بن محمد البخاري، عن محمد بن
محمد بن نصر البخاري، عن محمد بن عبد الستّار الكردري، عن أبي المكارم المطرزي، عن الخطيب الموفّق المكّي، عن أبي القاسم محمد الزمخشري، عن الحسين بن محمد بن خسرو البلخي.
ح وقال الحافظ ابن حجر، أنا به عاليا بخمس درجات تقى الدين عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله، عن أحمد بن أبي طالب الحجّار، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن عمر القطيعي، عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي، قال: هو وابن خسرو، أخبرنا الحافظ أحمد بن الحسن بن خيرون، وعلي بن الحسين بن أيوب، وقالا: أنا عبد الغفّار بن محمد المؤدّب، أنا أبو علي محمد بن أحمد الصوّاف، أنا أبو علي بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عنبرة الأسدي، أنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن مهران النسائي، أنا محمد بن الحسن الشيباني.
وأما "شرح معاني الآثار" للإمام أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي، فأجازني به الشيخ عبد القادر بن محمد القرشي الحواري المدني الحنفي، مدير مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت آفندي بـ "المدينة المنوّرة"، زادها الله شرفا وتعظيما، عن السيّد محمد علي بن ظاهر الوتري، عن الشيخ العلامة المحدّث عبد الغني المجدّدي الدهلوى المدني، عن الشيخ الأجلّ العلامة الإِمام محمد عابد السندي المدني في ضمن ثبته "حصر الشارد"، عن الشيخ يوسف المزجاجي، عن والده الشيخ محمد بن علاء الدين المزجاجي، عن أبيه الشيخ علاء الدين بن محمد المزجاجي، عن إبراهيم الكوراني، عن أحمد القشاشي، عن الشيخ أحمد بن محمد الرملي، عن القاضي زكريا الأنصاري، عن الحافظ ابن حجر.
ح قال الشيخ الأجلّ عابد السندي: وأرويه أيضا عن الشيخ يوسف بن محمد بن علاء الدين المزجاجي، عن أبيه، عن والده الشيخ علاء الدين بن محمد باقى المزجاجي، أنا عبد الهادي بن عبد الجبّار بن موسى جنيد
القرشي، أنا إبراهيم بن جعمان، أنا السيّد الطاهر بن حسين الأهدل، عن الحافظ عبد الرحمن بن علي بن الديبع، عن الشمس محمد بن عبد الرحمن السخاوى، عن الحافظ ابن حجر، ومستمليه أبي النعيم بن محمد المغربي، ومفخر العصر العز أبي محمد عبد الرحيم بن محمد القاضي، والإمام أبي السعادات بن أحمد السراوي، أولها أعلى الجميع سماعا على الثاني لجميعه، وقراءة عليه أيضا، وعلى الأول والأخير أيضا متفرّقين بعضه، وسماعا على الثالث لبعضه أيضا، وإجازة منه مع المناولة منه، ومن الأول، وقال الأخير: أنا الزين أبو المحاسن تعزي بن مش بن يوسف التركماني الحنفي سماعا لجلّه، وإجازة لسائره مع المناولة، أنا الجلال أبو الطاهر أحمد بن محمد الجندي الحنفي، والقاضى أبو حامد محمد بن عبد الرحمن المطري الشافعى المدنيان سماعا، على ثانيهما لجميعه، وعلى الأول من الأول إلى الأذان ومناولة مع الإجازة في سائره.
ح والشيخ عبد الله بن محمد باقي المزجاجي، قال: وأنا أيضا شيخنا العلامة عمّى رضي الدين الصدّيق بن الزين المزجاجي، ووالدي الشيخ العارف بالله محمد باقي بن الزين المزجاجي، قال: أنا به والدنا العلامة الزين الصديق المزجاجي، قال: أخبرنا به خالنا العلامة علي بن أحمد المزجاجي، أنا به العلامة والدى أحمد بن على المزجاجي، أنا به العارف يحيي النور الأشعري، أنا به العارف الكبير الشيخ إسماعيل بن أبي بكر الجبرتي، قال: أنا به شيخنا العارف بالله محمد بن محمد المزجاجي، عن أبي الفتح المراغي، عن أبي الطاهر أحمد بن محمد الجندي الحنفي، والقاضي أبي حامد محمد بن عبد الرحيم المطري الشافعى، قالا: أنا أبو السيارة، وأبو جعفر بن عبد الله بن محمد المطري، وهو عمّ ثانيهما، قال السخاوي: وهو ممن أنبأنا الزين أبو هريرة القباني عنه، وقال الأخير: وكل من الأولين، أنبأنا العلامة أبو الحسن على بن محمد الجزري مشافهةً، إن لم يكن سماعًا، ومحمد بن أبي اليمن السكندري،
قال الثاني سماعًا لجميعه قراءة لبعضه أيضا. وقال الأول والأخير مشافهةً إن لم يكن سماعًا، زاد الأوّلان فقط، وأبو الفداء بن أبي إسحاق البعلي مشافهةً، قال هو والعفيف: أنا التقي أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الولي البلداني، ثم الدمشقي، قال العفيف ساعًا ليسير من أوله، وإجازة لسائره، وقال البعلي إجازة إن لم يكن سماعا، ولو لبعضه زاد، فقال: وأنا البدر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جماعة شفاها، قال: أنا الرشيد أبو الفداء إسماعيل بن أحمد العراقي إذنا إن لم يكن سماعا.
ح وقال العلامة الجزري: أنا به أبو الفضل سليمان بن حمزة القاضي إذنا، قال هو والبلداني أيضا: أنا أيضا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي إذنا، زاد البلداني، والتاج أبو الحسن محمد بن أحمد القرطبي والركن أبو محمد عبد الله بن بركات القرشي إذن، وقال ابن أبي اليمن: وأنا أبو إسحاق إبراهيم بن بركات بن القرشية، وزينب بنت كمال إجازة، قال أولها: أنا التقي أبو عبد الله محمد بن الحسين اليونيني إذنا، إن لم يكن سماعا، ولو لبعضه، وهو آخر من حدّث عنه بالسماع، وقالت الأخرى، وكذلك البلداني أيضا، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الهادي المقدسي.
ح وقال السخاوي: وأنا شيخنا الثالث مفخر العصر العزّ عبد الرحيم بن محمد القاضي، وهو أعلى من كلّ من تقدم، أنا العزّ أبو عمر عبد العزيز بن البدر بن جماعة إجازة معينة، وقد قرأ عليه الجلال الجندي الماضي من أوله إلى آخر الحديث الثالث، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم الأنصاري، وأمّ محمد سيّدة ست العرب ابنة محمد بن الفخر إذنا برواية الأول، عن أيوب بن أبي بكر الأسدي، أنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل المقدسى سماعا، قال السبعة، وهم الرشيد والضياء، والقرطبي، والقرشي، واليونيني، وابن عبد الهادي، وابن إسماعيل: أنا أبو موسى محمد بن أبي بكر المديني في كتابه إلينا من "أصبهان".
ح وقالت سيّدة ست العرب: والذي قبلها أنا الفخر علي بن البخاري إذنا، وهو عن المرأة، عن أمّ هانئ عفيفة ابنة أحمد الفارقانية، كلاهما عن أبي الفتح إسماعيل بن المفضل الأخشيد، قال أولهما سماعا: أنا أبو الفتح منصور بن الحسين، التاثي بالمثنة قرية تسمّى تاثه من "أصبهان"، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ، عن مؤلّفه أبي جعفر الطحاوي رحمه الله.
ح وبرواية الفخر أيضا، لكن يهرول عن الذى قبله، عن أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي مشافهة إن لم يمكن سماعا، ولو لبعضه عن أبي عمرو عثمان بن محمد البلخي أنا أبو المظفّر منصور بن أحمد البسطامي، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن سعيد، وأبو الفضل محمد بن عمر الترمذي، قال: أنا أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي الحنفي.
ح قال الشيخ الأجلّ السندي: وأرويه عاليا عن الشيخ صالح الفلاني، عن محمد بن سنّة، عن مولاي الشريف محمد بن عبد الله، عن محمد بن أركماس الحنفي، عن الحافظ ابن حجر العسقلاني، عن الشرف أبي الطاهر بن الكويك، عن زينب بنت الكمال المقدسية، عن محمد بن عبد الهادي، عن الحافظ أبى موسى محمد بن أبي بكر المديني، عن أبي الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد السراج، عن أبي الفتح منصور بن الحسن التاثي، عن الحافظ أبي بكر محمد بن إبراهيم المقرئ، عن الطحاوي الإمام رحمه الله ورضي عنه رضى الأبرار، وصلى الله على خير خلقه سيّدنا ومولانا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين، دائما كثيرا إلى يوم الدين. آمين!
ها وأنا العبد الضعيف الفقير إلى الله تعالى أبو الوفا محمود بن المولوي العارف مبارك شاه الأفغاني الحيدر آبادي، مسكنا، الحنفى مذهبا، القادري طريقة.
ومنهم: العلامة المحدّث المحقّق الزاهد الورع المعروف بشيخ الحديث زكريا بن يحيي الكاندهلوي رحمه الله تعالى.
وهذه صورة إجازته:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي تواترت آلائه الشهيرة، واتصلت بنا نعمائه الغزيرة، والصلاة والسلام على من أرسل بجوامع الكلم بشيرا ونذيرا، وبمسلسل الفضل المبين رحمة للعالم منيرا، وعلى نوادر آله وصحبه الحملة لمبشّرات النبىّ الأمين، وعلى أتباعه الأوائل والأواخر، الحماة للدين المتين.
أما بعد! فيقول العبد المفتقر إلى رحمة ربّه القصوى محمد زكريا بن العلامة حافظ القرآن والحديث الشيخ محمد يحيي سامحه الله ما أظهر، وما أخفى، إن أخا لي في الدين مولانا محمد عبد الرشيد النعماني بن الشيخ محمد عبد الرحيم الجيبوري ثم الباكستاني قرأ عليّ، وسمع مني مما قرئ عليّ أوائل الرسالة الثلاثة، أولاها:"الفضل المبين من حديث النبي الأمين"، وثانيتها:"الدر الثمين في مبشّرات النبيّ الأمين"، وثالثتها "النوادر من أحاديث سيّد الأوائل والأواخر"، كلّها من مصنّفات حجّة الإسلام وقدوة الأنام الشاه ولي الله الدهلوي، وأيضا الحديث المسلسل بضيافة الأسودين: التمر والماء، والحديث المسلسل بإجابة الدعاء عند الملتزم، وأوائل الأمّهات الست المعروفة، وطلب مني إجازتها، فأجيزه أن يرويها عني، كما أجازني بها حافظ القرآن والحديث العلامة الأوحد سيّدى أبو إبراهيم حبيب الله خليل أحمد، شرّفه وكرّم يوم الغد بشرائطها المعتبرة عند أهل هذه الطريقة المثلى، وأوصيه بتقوى الله تعالى في العلن والنجوى، وأن يجتنب الإحداث في الدين، والتفريق بين المسلمين، وأن يحترز عن طلب لذّات الدنيا وحماتها، وعن إساءة الأدب بأكابر الأمّة وهداتها، وأن لا ينساني ومشايخي في صالح دعواته في خلواته وجلواته، وأسأل الله تعالى أن ينفعني بها وأياه، وأن يوفّقنا لما يحبّ ويرضاه، وصلى الله تبارك وتعالى على خير خلقه سيّدنا ومولانا
محمد، وآله وصحبه، وبارك وسلّم، كما يحبّ ربّنا ويرضاه بعدد ما يحبّ ويرضى.
محمد زكريا عفى عنه الكاندهلوي
16/ 4/ 1384 هـ.
ومنهم: العلامة المحدّث الشيخ الصالح المحتاط حسن بن محمد المشّاط رحمه الله تعالى: حيث أجازه في ضمن ثبته "الإرشاد بذكر بعض ما لي من الإجازة والإسناد"، كتب فيه بعد الحمد والصلاة، طلب منى الفاضل العلامة محدّث الهند الشيخ محمد عبد الرشيد النعماني بن الشيخ محمد عبد الرحيم، حفظه الله أمين، أن أجيزه بذكر بعض أسانيدي، فقلت له: أهلا، وإن لم أكن لذلك أهلا، وعلى المولى الكريم اعتمدتُ، وإليه استندتُ، فأقول: أجزتُ الطالب المذكور، رزقنا الله وإياه السعي المشكور، بجميع ما لي من مرويّات ومقروؤات ومسموعات ومجازات، من شيوخه لي بـ "الديار الحجازية"، وغيرها، ممن تشرفت بالقراءة عليهم أو الإجازة منهم.
ومنهم: العلامة محدّث العصر المحقّق محمد يوسف بن زكريا البنوري رحمه الله تعالى، فأجازه عن شيخه الأجلّ إمام العصر الحافظ أنور شاه الكشميري، والشيخة المحدّثة أمة الله بنت الإمام عبد الغنى المجدّدي، ثم المدني، عن الإمام العلامة البحّاثة الشيخ محمد زاهد بن الحسن الكوثري، وله أسانيد آخر كلّها مذكورة في "بينات"، عدد خاص.
ومنهم: العلامة المحدّث المحقّق الشيخ حبيب الرحمن بن المولوي محمد صابر المئوي الأعظمي، حفظه الله تعالى، ورعاه.
هذه صورة إجازته:
الحمد لله، كفى، وسلام على عباده، الذين اصطفى، خصوصا على سيّدنا محمد المصطفى، عليه وعلى آله وصحبه أطيب الصلوات.
أما بعد! فأن الأخ العلامة المحقّق الشيخ عبد الرشيد النعماني بارك الله في حياته، ونفعنا بعلومه، قد طلب مني الإجازة لعدّة كتب، فأنا أجيزه أن يروي عنى كلّ ما ثبت عنده أن لي روايته، من سائر كتب الحديث والجوامع والسنن والمسانيد والأجزاء والمشيخات والمستخرجات والمستدركات والمسلسلات، وبجميع الأوراد والأذكار، وغيرهما، كما أجازني بذلك شيخنا مولانا عبد الغفّار، وأجازه الشيخ عبد الحق المهاجر شيخ الدلائل، وأجازه الشيخ قطب الدين، والشيخ عبد الغنى المجدّدي، إلى آخر السند، وأوصيه ونفسى أولا بتقوى الله في السرّ والعلانية، واتباع السنة، والاقتداء بالأئمة، والحمد لله أولا وآخرا.
فكان ذلك في سبع خلون من جمادى الثانية، سنة ألف وأربعمائة من الهجرة النبوية، على صاحبها ألف صلاة وتحية.
وأنا الفقير إلى رحمة مولاه الغني
حبيب الرحمن بن صابر الأعظمي
منهم: العلامة المحدّث الشيخ فضل الله الجيلاني، عن الشيخ الكبير العلامة محمد علي المونكيري، عن العلامة المحدّث العارف بالله الشيخ فضل الرحمن الكنج مراد آبادي، عن الإمام الهمام الشيخ عبد العزيز الدهلوي.
ومنهم: العلامة الشيخ الفاضل محمد بن الشيخ أمان الكتبي.
وهذه صورة إجازته:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الداعي إلى الله بإذنه والسراج المنير، وعلى آله وأصحابه، الذين بلغوا شريعته بإذنه إلى الأمّة المحمّدية، فكانت ضياء باقيا، تهتدي به الأمّة إلى يوم الدين والتابعين وأتباعهم.
وبعد! فقد زارني فضيلة الشيخ محمد عبد الرشيد النعماني، من أفاضل علماء الهند، وطلب مني أن أجيز بما حصل لي في العلوم الشرعية والأدبية، عن مشايخي الكرام بوّأهم الله دار السّلام، من أجلّهم الشيخ محمد أبو حسين الرزوخ، فقد أجازني رحمه الله بما تضمّنه ثبت خاتمة المحقّقين العلامة محمد أمين بن عابدين، وشيخي المذكور قد أجازه بالثبت المذكور، شيخاه العلامة أمين بن عابدين، وشيخي المذكور، قد أجازه بالثبت المذكور شيخاه العلامة فقيه عصره وزمانه، وفريد عصره وأوانه، الشيخ صالح، وأخوه الشيخ علي كمال ابنا الشيخ صديق، كمال، وهما قد أجازهما بالثبت المذكور الشيخ علاء الدين بن الشيخ محمد أمين بن عابدين، وهو مجاز بالثبت المذكور بن قبل والده رحم الله الجميع رحمة واسعة، وأسكنهم في فسيح جنانه، وألحقنا بهم في خير وعافية.
وإني قد أجزتُ الشيخ محمد عبد الرشيد النعماني بما أجازني به شيخي المذكور، وهو الثبت المذكور، وما تضمّنه من العلوم كلّها بأسانيدها إلى أصحابها، ومؤلّفيها، وأوصى المجاز المذكور بتقوى الله تعالى، وكثرة الصّلاة والسّلام على النذير البشير، فإنها منيع الخير الكثير، وأوصيه بالدعاء له، أمدّ الله في حياته، وأحياه حياة طيّبة، ونفع المسلمين بعلومه ومؤلّفاته، أمين.
كتبه راجي عفو ربه الحنان
محمد بن الشيخ أمان الكتبي
20 شوال في عام 1386 هـ.
ومنهم: الشيخ المحدّث الفاضل محمد العربي بن التباني بن الحسين الحسني الإدريسي:
وهذه صورة إجازته:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أجاز أهل عكاظ وذى المجاز بالفضائل والفواضل، والإعزاز، ورفع بهم لواء الإِسلام على كلّ شرف ومجاز، والصّلاة والسّلام على سيّد الودود المؤيّد بالدلائل الباهرة والإعجاز، وعلى آله وأصحابه، الذين عزروه ونصروه، وأعزّ بهم دينه أيّ إعزاز.
أما بعد! فيقول العبد الفاني محمد العربى بن التباني بن الحسين الحسني الإدريسي الواحدى: إن لي إجازات عامّة وخاصّة في الصحاح والمسانيد والمعاجم و"موطأ الإِمام مالك"، وغيرها من تصانيف العلماء الأعلام، وقد أجزتُ الشيخ محمد عبد الرشيد بن محمد عبد الرحيم بجميع ذلك، راجيا منه أن لا ينساني من دعائه بظهر الغيب، وفي مظانّ الإجابة، وأتحفه بسند لي في "موطأ الإمام مالك"، وسند في "صحيح الإِمام البخاري"، أما "الموطأ" فحدّثني به شيخنا العلامة الفقيه المحدّث الصوفي الشيخ محمد بن محمد بن عبد القادر القرشي المالكي، المتوفى عام 1368 هـ إجازة فيما كتبه إليّ من مدينة "فاس" سنة 1352 هـ، قال رحمه الله: رويتُه عن شيخنا شيخ الإسلام خاتمة المحدّثين بـ "الديار المغربية" في وقته الشيخ الثبت المعمّر العلامة المحدّث المشارك المتفنّن أبي العبّاس سيّدي أحمد بن الطالب القرشى السودي، المتوفّى عام 1321 هـ سنة عن 81 سنة عن شيخه شيخ الجماعة العلامة المحدّث المشارك سيّدي بدر الدين الحموي المتوفى عام 1364 هـ، عن شيخه شيخ الجماعة شيخ الإسلام سيّدي التاودي بن سيّدي الطالب القرشي السودي المتوفى عام 1209 هـ عن شيخه شيخ الإسلام العلامة المحدّث سيّدي محمد بن عبد السّلام بناني، عن شيخه شيخ الإسلام العلامة المحقّق المشارك المحدّث سيّدي محمد قتحا بن عبد القادر الفاسي، المتوفى عام 1116 هـ، عن والده البحر الخضم شيخ الإسلام والجماعة سيّدي عبد القادر بن علي بن يوسف
الفاسي، المتوفى عام 1096 هـ، عن عمّه العارف الكبير أبي زيد سيّدي عبد الرحمن بن محمد الفاسي، المتوفى عام 1026 هـ، عن الإمام القصّار، المتوفى عام 1012 هـ، عن الجنوي، عن سُقّين العاصمي، عن الشيخ زكريا الأنصاري، عن ابن الفرات، عن ابن جماعة، عن أبي جعفر بن الزبير، عن أبي الخطّاب بن خليل، عن ابن زرقون، عن الخولاني، عن الطلنطي، عن أبي عيسى يحيي، عن عمّه الحافظ يحيي بن يحيي الليثى المغريى الأندلسي، عن الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه.
أما "صحيح الإمام البخاري" فقد قال شيخنا العلامة المذكور: له فيه روايتان: رواية سندها عال، والثانية سندها نازل، وذكرهما لي معا، وأني أقتصر له على التي سندها عال، فأقول: حدّثني به شيخنا المحدّث المحقّق الصوفي محمد بن محمد بن عبد القادر القرشى السودي فيما كتبه إليّ من مدينة "فاس" عام 1352 هـ إجازة، قال رحمه الله: أرويها عن شيخنا المعمّر الثبت شيخ الإسلام سيّدي أحمد بن سيّدي الطالب السودي القرشي المتقدّم ذكرُه، قرأتُ عليه "الصحيح"، وسردتُه له تسع سنوات بضريح مولانا إدريس بن إدريس بـ "فاس"، وبالزاوية الحراقية بالمخفية بـ "فاس"، قال: أخبرنا شيخنا شيخ الإسلام مصطفى بن محمد المالكي، معروف بالكبابطي الجزائري منشأ، الإسكندراني موطنا، المتوفى عام 1269 هـ بـ "الإسكندرية"، واجتمع به شيخنا هناك عند حجّته الأولى عام 1264 هـ، قال: أخبرنا شيخنا شيخ الإسلام الشيخ علي بن عبد القادر الجزائري المالكي، المشهور بابن الأمين، المتوفّى عام 1237 هـ، قال: أخبرنا شيخنا شيخ الإسلام علي العدوي الصعيدي المالكي المصري، المتوفى عام 1189 هـ، قال: أخبرنا شيخنا شيخ الإسلام الشيخ عقيلة المكّي، قال: أخبرنا شيخ الإسلام الشيخ حسن بن على العُجَيمي، قال: أخبرنا شيخنا شيخ الإسلام الشيخ أحمد بن محمد العجلى اليمني، وكان عاش 147 سنة، قال: أخبرنا شيخنا الحافظ أبو زكريا يحيي بن مكرّم الطبري،
قال: أخبرنا البرهان إبراهيم بن محمد بن صدقة الدمشقي، قال: أخبرها شيخنا الشيخ عبد الرحمن بن عبد الأول الفرغاني، وكان عاش 140 سنة، قال: أخبرنا شيخنا أبو عبد الرحمن محمد بن شاذبخت الفارسي الفرغاني، وكان عاش 130 سنة، قال: أخبرنا شيخنا أحد الأبدال بـ "سمرقند". الشيخ أبو لقمان يحيي بن عمّار بن مقبل بن شاهان الختلاني، وكان عاش 143 عاما، قال: أخبرنا شيخنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح الفربري، قال: أخبرنا شيخنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي رضي الله عنه،
صح العبد الفاني محمد العربي بن التباني الجزائري المكّي إقامة، تجاوز الله عن ذنوبه، كتب يوم الجمعة، الموافق 24 في شوّال 1386 هـ.
ومنهم: العلامة المحدّث الشيخ عبد العزيز بن محمد بن الصديق الغماري.
وهذه صورة إجازته:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والسّلام على سيّدنا رسول الله، وآله ومن والاه.
أما بعد: فقد سمع العلامة المحدّث المحقّق البارع المطلع فضيلة الشيخ محمد عبد الرشيد النعماني، متّع الله به المسلمين، مجلس ختم "موطأ إمام دار الهجرة" مالك بن أنس الأصبحي بروايتي يحيي بن يحيي الليثي، ومحمد بن الحسن الشيباني، وقد أجزتُه إجازة خاصّة بـ "الموطأ" بالروايتين المذكورتين، وهذا سندي إلى الإمام مالك من طريق يحيي بن يحيي الليثي، أروى "الموطأ" برواية يحيي الليثي عن جماعة، من أجلّهم شقيقنا الحافظ المتقن سيّدي أحمد بن محمد بن الصديق الغماري سماعا، عن سيّدي محمد بن جعفر الكتّاني، عن السيّد علي الوتري المدني، عن أحمد منّة الله، عن محمد الأمير الكبير، عن على السقاط الفاسي، عن شارحه محمد الزرقاني، عن والده، عن على الأجهوري، عن الشمس
الرملي، عن الشيخ زكريا الأنصاري، عن الحافظ ابن حجر العسقلاني، عن النجم البالسي، عن محمد بن علي المكّي، عن محمد بن الدلاصي، عن عبد العزيز بن عبد الوهّاب بن إسماعيل، عن جدّه إسماعيل بن الطاهر، عن محمد الطرطوشي، عن شارحه سليمان الباجي، عن يونس بن عبد الله بن مفيت عن أبي عيسى عن عمّ أبيه عبيد الله بن يحيي، عن أبيه يحيي بن يحيي الليثي الأندلسي، عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس.
وأما رواية الإمام محمد بن الحسن الشيباني، فلي فيها طرق متعدّدة، عن عدّة من العلماء الأحناف، وغيرهم.
من أجلّهم: مسند مصر العلامة المحقّق السيّد أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن رافع القاسمي الطهطاوي الحسيني الحنفي الأزهري، وهو عن شيخ الأزهر الشمس الأنبابي، عن مصطفى المبلط عن محمد الأمير الكبير، عن علي الصعيدي، عن محمد بن عقيلة المكّي، وهو يرويه مسلسلا بالفقهاء الحنفية، عن الحسن العُجَيمي، عن خير الدين الرملى، عن أحمد بن أمين الدين، عن والده، عن سري الدين بن عبد البر، عن والده محبّ الدين بن الشحنة، عن محمد البابرتي، عن محمد بن محمد السنجاري، عن حسام الدين السغناقي، عن حافظ الدين محمد البخاري النسفي، عن الكردري، عن أبي المكارم المطرزي، عن موفّق الدين المكّي، عن أبي القاسم الزمخشري، عن الحسين بن محمد بن خسرو، عن على بن الحسين بن أيوب، عن أبي طاهر المؤدّب، عن أبي علي محمد الصوّاف، عن أبي علي بشر بن موسى الأسدي، عن أحمد بن محمد بن مهران، عن محمد بن الحسن الشيباني الإمام المجتهد، عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس الأصبحي، وصلى الله وسلّم على سيّدنا محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلّم تسليما كثيرا.
عبد العزيز بن محمد بن الصديق غفر الله له
17 من ذي الحجة سنة 1403 هـ.
ومنهم: العلامة المحدّث الشيخ علوي بن عبّاس المالكي المكّي.
وهذه صورة إجازته:
الحمد لله الذي رفع لمن وقف ببابه قدرا، وأعلى لمن انتسب لعزيز جنابه ذكرا، والصّلاة والسّلام على الحبيب المحبوب نور العيون، وطيب القلوب، سيّدنا ومولانا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله المشهورين بالعزّة والكرامة، وأصحابه الواقفين على حدود الله، المتمسّكين بشريعته، وعلى أتباعهم، ومن بعدهم، الذين انقطعوا لخدمة سنته، وتعلّقوا بحفظها.
وبعد! فإن الحديث الشريف أشرف العلوم وأجلّها وأعلاها وأرفعها، وأهله هم أهل الرسول صلى الله عليه وسلم، أهل الحديث هم أهل النبيّ، فإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا، ولما كان الإسناد هو طريق الحديث وسبيله، وكان لهذه الغاية من الدين ورغبة في اتصال هذا السند وبقاؤه، وحصول الأخذ والعطاء ليتمّ، وثاق المحبّة على أساس شريف، طلب منى أخى حقّا، محبى في الله صدقا، العالم العلامة المحدّث الفهّامة شيخ الحديث الأستاذ البارع المحقّق الشيخ محمد عبد الرشيد النعماني، شيخ الحديث بالجامعة الإسلامية بهاولبور، وقد ظنّ بي حفظه الله ظنّا حسنا، مع أني لا أرى نفسي أهلا، ولا لطلبه محلا، ولكنّه ألح وشدّد، فرأيت أن ذلك قد يغتفر، لكونه ناشئا عن حسن النظر وخشية من إثم كتمان العمل، وعدم إباحته لأهله وأصحابه، فإن يسر الله الكريم بفضله، وصادفت أهلا للعلوم وللحكم بششت صفيدا، واستفدت ودادهم، وإلا فمخزون لدي مكتتم، فأقول وبالله التوفيق: إني قد أجزتُ الأخ المذكور في كلّما تجوز لي روايته، وتثبت درايته من معقول ومنقول، وفروع وأصول، خصوصا علمي التفسير والحديث، ومنه الصحاح الستّة، و"الموطأ"، والمسانيد والسنن، وكتب السنّة المشرفة جميعا أجازة عامة
تامة بشرطها المعتبر عند ذوي العلم والأثر والفقه والنطر، من التثبّت في الرواية، والفتيا بما يعلم، وجعل الله نصب عينيه، فإنها نصف العلم،
وأحيله في أسانيدي على الثبت الذي خرّجه لى ابني المبارك محمد الحسن، فإنه ترجم لكثير من مشايخي، وذكر جملة وافرة من الأثبات والمعاجم الإسنادية، وشيئا من المسلسلات، وذكر فيها من مشايخي نحو السبعين سماعا وإجازة.
فإني أجزتُ الأخ محمد عبد الرشيد به أيضا، وبجميع مؤلّفاتي، ومصنّفاتى في الحديث وأصول التفسير، وأتحفه بشيء يكون قربيا له من أسانيدي، التى عن شيوخي عن أجلّ شيوخي إجازة وقراءة، محدّث الحرمين الشريفين، الشيخ عمر حمدان المحرسي، وله ثبت مشهور مطبوع، ووالدي العلامة القاضي الشريف عبّاس المالكي، والعلامة الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي، وله أثبات مطبوعة.
ومن المغرب المحدّث المسند الشريف محمد عبد الحي الكتّاني، وله فهرس كبير، وأثبات أخر، وغيره من المغرب ومن الشام السيّد يوسف بن إسماعيل النبهاني، وله ثبت، وغيره ومن "حضرموت" السيّد عبد الرحمن بن عبيد الله السقّاف، الذي يروي عن السيّد أحمد دحلان إجازة، وغيره من "حضرموت" وسندنا إلى شيخ "الحجاز" إمام المسلمين ومفتيهم السيّد أحمد بن زينى دحلان، عن تلاميذه وشيوخنا، منهم شيخنا الشيخ عمر باجنيد، وشيخنا الشيخ المعمّر أبو بكر الملا الأحسائي إجازة وغيرهما والسيد دحلان يروي عن كثير.
منهم: الوجيه عبد الرحمن الكزبري.
ومنهم: الشيخ ارتضا علي خان المدراسي العمري. هذا، وأوصى نفسي المجاز بتقوى الله في السرّ والعلن، والمحافظة على الآداب الإسلامية والشعائر المحمّدية، وعدم التعرّض للعلماء السابقين بذمّ أو قدح، فإن لحوم العلماء
مسمومة، وعادة الله في منتقصيهم معلومة، وهم قد قدموا على ربهّم، فأمرهم إليه، وعدم الاشتغال بهذه الأمور، التي لا يترتّب عليها حلال أو حرام، بل الجدال والنقاش والخصام والشحناء والبغصاء التفرّق والتباعد، فإن المصيبة عظيمة، والنازلة وخيمة، وما هي إلا فتن، كقطع الليل المظلم، اللّهم فالنجاة فالنجاة، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
صحيح خادم الحديث الشريف بمسجد الله الحرام
علو بن عباس المالكي مذهبا المكي وطنا
تحرر في 20 شوال سنة 1386 هـ.
ومنهم: العلامة الفهّامة المحقّق البحّاثة الناقد البصير الفاضل الجليل الدرّاكة النبيل شيخنا عبد الفتّاح أبو غدّة، حفظه الله تعالى، ورعاه، ونفعنا بعلومه، حيث كتب في مكتوب له إلى شيخنا النعماني.
أما طلبكم من العاجز الضعيف الإجازة، فهذا من تواضعكم الجمّ ونبلكم الرفيع، فمتى استقت البحار من الركايا، ولكن امتثالا لأمركم سأفعل، وسترد منا في ورقة خاصّة تكون معها إجازة للنجل العزيز محمد عبد الشهيد تبعا، لأمركم أيضا، والله يتولّانا وإياكم، بتوفيقه وعونه، وأستودعكم الله، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم عبد الفتاح أبو غدة
الرياض 23 من شعبان سنة 1399 هـ.
وله مشايخ كثيرون، كما قال في كتابه "كلمات في كشف أباطيل وافتراءت"، قد تلقّيتُ العلم عن نحو مائة عالم، والحمد لله، في بلدي "حلب"، وفي غيرها من بلاد "الشام"، و"مكّة المكرّمة"، و"المدينة المنوّرة"، و"مصر"، و"الهند" و"باكستان"، و"المغرب"، وغيرها، فلى من الشيوخ قرابة مائة شيخ تلقيت عنهم، وأخذت منهم.
ومنهم: العلامة المسند الشيخ علم الدين محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكّي الشافعي، حيث أجازه في ضمن ثبتيه:"إعلام القاصي والداني"، و"الفيض الرحماني"، هذه كلمته في "إعلام القاصي والداني".
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله عزّ شأنه، أما بعد! فقد أجزتُ بما تضمّنه الثبت المسمّى بـ "إعلام القاصى والداني" صاحب الفضيلة العلامة الجليل الدرّاكة النبيل المحدّث الشيخ محمد عبد الرشيد النعماني، وكذا أجزتُه بجميع مرويّاتي.
محمد ياسين عيسى فاداني 4/ 9/ 1401 هـ
أبوه:
وكان أبوه الشيخ المنشئ محمد عبد الرحيم بن محمد بخش جميل الوجه، واسع الجبين، وسيع الصدر، بارا بوالديه، مطيعا لهما، ولد سنة 1295 هـ تقريبا، قرأ القرآن الكريم، ومَهَرَ في أدب الأردو والفارسي، وكان ذكيا جيّد الحفظ، كثير التلاوة لكتاب الله المجيد، بصوت حسن، حافظا لسور كثيرة طويلة من كتاب الله، وكلمات حسنة من الأحاديث النبوية، وجملة وافرة من الأدعية المأثورة، وكان كاتبا جيّد الخطّ، كتب بخطّه كثيرا، وطبع الكتب الكثيرة في المطبع الرحيمية.
وكان شفيقا على أولاده، كثير الحنان بهم، صابرا على لاوائهم، شاكرا لربّه، راضيا بقضائه، مخلصا في أعماله، كثير التوقير للعلماء، جامعا لخصال الخير، من الإيثار والجود والسخاء، كثير الورد بما علّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيّدنا على بن أبي طالب، رضى الله تعالى عنه، اللّهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمَّن سواك.
وكان بايع في الطريقة على الشيخ إبراهيم الروحي التونكى، رحمه الله تعالى، فأجازه، ولكنّه لم يذع ذلك، بل أخفاه.
وكان من قوله: أصل التصوّف إيتاء الأوامر، وعدم الغفلة من ذكر الله، ولو لمحة، وكان يواظب على قيام الليل والصّلاة بالجماعة، كثير الاهتمام بالوظائف، كثير الذكر، معرضا عمّا لا يعنيه.
توفي رحمه الله تعالى، وأغدق عليه من سحائب غفرانه ورضوانه، 18 من جمادى الأولى سنة 1373 هـ، المطابق 24 من يناير سنة 1954 م، خلف أولادا صالحة تدعو له، منها شيخنا النعماني، والشيخ الفاضل عبد العليم الندوي، والشيخ العلامة عبد الحليم الجشتي، والشيخ عبد العظيم مظفّر لطيف، والشيخ الفاضل عبد الرحمن غصنفر، وعائشة، وهي كبرى منهم، غفر الله لهم، وأطال بقاءهم بكلّ خير وعافية.
وقد ترجم له ترجمة وافية ابنه العلامة عبد الحليم الجشتي مخطوطة، لم تطبع بعد.
أولاده:
وقد تزوّج شيخنا النعماني يوم الجمعة، سادس جمادى الأولى سنة 1359 هـ بالصالحة القانتة العابدة، المسمّاة أشرف جهان بنت شرف الدين، رحمة الله عليها، فرزقهما الله ابنين وثلاث بنات.
أما الابنان الكريمان، فالأكبر منهما عبد المعيد، توفي وهو شابّ، يقرأ "كنز الدقائق" وغيره بجامعة العلوم الإسلامية، علامة بنوري تاؤن كراتشي، وكان صالحا عابدا، خاشعا بارا بوالديه.
والثاني الشيخ محمد عبد الشهيد النعماني، عالم جيّد حافظ أديب فاضل، تخرّج في إيم إي عريى الماجسترية من جامعة كراتشي، ثم عيّن أستاذا في الشعبة العربية هناك، فهو يدرّس إلى الآن فيها، أبقاه الله تعالى بكلّ خير وعافية، وله مقالات ومضامين علمية طبعت في المجلّات من الشهيرة، وشاعت، من أهمّها:"إمام أبو حنيفة اور أن كي تابعيت"، و"فرامين نبوي" ترجمة مكاتب النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما بنات شيخنا فالكبرى منهم: أمة الرحمن عابدة صالحة، والثانية أمة الله حافظة مجوّدة عابدة صالحة، والثالثة أمة الرحيم حافظة مجودة صالحة قانتة، كلّهن صاحبة أولاد، بارك الله في ذرّيته، وجعلها ذرّية طيّبة طاهرة، آمين.
تلامذته:
وقد استفاد منه المآت منهم: ولا يمكن حصر طلّابه، حيث أنه استمرّ في التدريس والإفادة أكثر من نصف قرن، فرأى تلاميذه يدرسون، وكذا تلاميذهم، وهو يدرّس في نفس الوقت لآخرين، فعليه تخرّج ثلاث طبقات من العلماء، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فالأكثر منهم قرءوا عليه في "باكستان"، وبعض منهم في "الهند" قبل أن يهاجر إلى "باكستان"، وبعد ذلك لما سافر إلى ندوة العلماء لكنو بـ "الهند" على طلب من الشيخ العلامة أبي الحسن علي الندوي، وآخرون في "الحجاز" لما سَافَرَ للحجّ والزيارة.
وقد حجّ، وزار مرارا.
توفي سنة 1420 هـ.
* * *
2957 - الشيخ الفاضل المولى عبد الرشيد بن عبد الغفور الكُمِلائي
*.
ولد في قرية "شاخُوا" من مضافات "جاندبور" من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة المحسنية بـ "كُمِلا"، وقرأ فيها عدّة سنين، حتى قرأ فاتحة الفراغ فيها.
* راجع: مشايخ كملا 2: 51.
وبعد الفراغ أسّس مدرسة إسلامية بـ "بَهْرِيا" ودرّس فيها كتبا مع "مشكاة المصابيح".
توفي سنة 1378 هـ
* * *
2958 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرشيد بن عليم الدين الكُمِلائي
*.
ولد سنة 1351 هـ في موضع "مرادنَغَر" من أعمال "كُمِلا".
قرأ مبادئ العلم في المدرسة الفرقانية المحلية، ثم التحق بالجامعة الإسلامية مظفّر العلوم، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم التحق بالمدرسة القوميّة رامبُور، وقرأ فيها مدّة، ثم سافر إلى "جاتجام"، والتحق بالجامعة الأهلية دار العلوم هاتهزاري، وقرأ فيها عدّة سنين، وقرأ فيها كتب الصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها أربع سنين.
بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، والتحق مدرّسا بالجامعة الإمدادية كِشُورغَنْج، ثم التحق بأشرف العلوم بَراكَترا، وبعد مدّة عيّن صدر المدرّسين لها، كان يدرّس فيها "تفسير البيضاوي"، و"الصحيح" للإمام البخاري.
بايع في الطريقة على يد المفتي الأعظم فيض الله، رحمه الله تعالى، وبعد مدّة أجازه شيخه، وفي آخر عمره التحق شيخَ الحديث بالجامعة الإسلامية مراد نغر.
* راجع: مشايخ كملا 1: 149 - 152.
صنّف عدّة كتب، منها:"جزبه معرفت"، و"شرح البيضاوي"، "شرح كريما""كشف الأسرار شرح بند نامه"، و"صلاة التسبيح"، و"تحفة المزار"، و"تحفة المؤمنين"، كلّها باللغة الأردية.
توفي 23 محرّم الحرام سنة 1418 هـ، دفن بعد أن صلّى على جنازته في مقبرة آبائه.
* * *
2959 - الشيخ الفاضل عبد الرشيد بن مصطفى شمس الحق الجونفوري
*
فاضل حنفي هندي.
له "الرشيدية" شرح لرسالة الشريف الجرجاني في آداب البحث.
توفي سنة 1083 هـ
* * *
2960 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرشيد بن محمد نواب علي الكُمِلائي
* *.
ولد 1340 هـ في قرية "فِتُوَاجُوري" من مضافات "بَرْهَمَنْبَارِيه" من أعمال "كُمِلا". قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق الجامعة اليونسية
* راجع: الأعلام للزركلي 3: 353.
ترجمته في هدية العارفين 1: 568، والأزهرية 7:355.
* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 234.
بَرْهَمَنْبَارِيه، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم سافر سنة 1365 هـ إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية.
من أساتذته فيها: شيخ الإسلام السيّد حسن أحمد المدني، والعلامة إعزاز علي الأمروهوي، رحمهما الله تعالى.
وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، والتحق صدر المدرّسين بمدرسة آدمبُور، ثم التحق محدّثا بالمدرسة العالية هَيْبَت نَغَر، ثم التحق محدّثا بالمدرسة العالية كَتْلَاشِين.
* * *
2961 - الشيخ العالم الكبير العلامة عبد الرشيد الجونبوري، أحد العلماء المبرّزين في المنطق والحكمة والأصول وغيرها
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: أخذ عن الشيخ الأستاذ نظام الدين بن قطب الدين الأنصاري السهالوي.
وكان مفرط الذكاء، جيّد القريحة.
له حاشية على "العروة الوثقى" للشيخ كمال الدين الفتحبوري، وكان الشيخ نظام الدين المذكور يحبّه لفرط ذكائه، وفيه رغبة إلى الهجاء، فقتله الناس في حياة شيخه، فدعا عليهم الشيخ، فأخذهم الله سبحانه بنكاله، كما في "الرسالة القطبية".
وإني وجدت الناس يقولون: إنه كان يسكن بتل الشيخ بير محمد اللكنوي بمدينة "لكنو"، وقبره بها.
* راجع: نزهة الخواطر 6: 157، 158.
وكان رجلا صالحا، عفيفا، ديّنا، قنوعا، متوكّلا، كثير الاشتغال بالدرس والإفادة.
قرأ عليه القاضي نجم الدين علي خان الكاكوروي، وخلق كثير من العلماء.
* * *
2962 - الشيخ العالم الفقية القاضي عبد الرشيد الصوفي الدهلوي
*
كان من أحفاد الشيخ عبد العزيز بن الحسن الجشتي الدهلوي.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: أخذ العلم والطريقة عن الشيخ محبّ الله الإله آبادي، ولازمه ثلاث سنين بمدينة "إله آباد"، ثم ولي القضاء بـ "سنبهل".
وكان صاحب وجد وحالة، وكان يدرّس، ويفيد، ذكره السنبهلي في "الأسرارية"، وقال: ربما تغلب عليه الحالة عند درس الحديث، فيفضح باكيا. انتهى.
* * *
2963 - الشيخ العالم الكبير العلامة عبد الرشيد الكشميري، المشهور بـ "زركر" أي الصائغ
* *
* راجع: نزهة الخواطر 5: 241.
* * راجع: نزهة الخواطر 5: 240.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "كشمير"، وقرأ العلم على الشيخ محمد أفضل بن الحيدر الجرخي، وملا سلطان مانتجو، والقاضي عبد الرحيم، وعلى غيرهم من أساتذة "كشمير".
ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محمد على الكشميري، وتصدّر للدرس والإفادة، قرأ عليه خلق كثير من العلماء، وكان ارتحل في آخر عمره إلى معسكر السلطان عالمغير بن شاهجهان الدهلوي، فمات بمدينة "برهانبور"، ودفن بها، كما في "حدائق الحنفية".
* * *
2964 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرشيد الفيروزبُوري الهندي
*
ولد 10 ذي الحجّة سنة 1339 هـ في قرية "بَدُّوْوَال" من مضافات "ريزه" من أعمال "فيروزبور" من أرض "الهند".
قرأ مبادئ العلم في بيته، ثم قرأ العلوم العصرية عدّة سنين في إسكول، ثم التحق بالمدسة بـ "جكْرَانْوَان" من أعمال "لدهيانه"، ثم التحق بخير المدارس جالندهر، وقرأ فيها أربع سنين، وقرأ فيها الكتب الفارسية على مولانا غلام مصطفى، وكتب النحو والصرف إلى "شرح الجامي" على مولانا خير محمد الجالندهري، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها ثلاث سنين، وقرأ فيها "مشكاة المصابيح"، و"مقامات الحريري"، و"ديوان الحماسة"، و "ديوان المتنبي"، قرأ كتب الحديث على العلامة إعزاز علي الأمروهوي، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة القارئ محمد طيّب،
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 301 - 305.
والعلامة أصغر حسين الديوبندي، و"مشكاة المصابيح" على مولانا عبد السميع، وحصل السند من جامعة بنجاب.
بايع في الطريقة على يد شيخ الإسلام السيّد حسيّن أحمد المدني، وعيّن رئيسا للجامعة الرشيدية ساهِيْوال سنة 1414 هـ.
توفي 12 جمادى الثانية 1425 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في المقبرة بجوار الجامعة.
* * *
2965 - الشيخ الفاضل عبد الرشيد الأفغاني، الرامبوري، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول والكلام
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان يدرّس، ويفيد، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه "روز نامه".
* * *
2966 - الشيخ الفاضل المولى عبد الرشيد خان بن الحاج عبد الودود خان الكُمِلائي
* *
* راجع: نزهة الخواطر 7: 291.
* * راجع: مشايخ كملا 2: 181، 182.
ولد سنة 1324 هـ في قرية "رغوناتْبُور" من مضافات "جاندبور" من أعمال "كُمِلا".
قرأ مبادئ العلم في مدرسة مومنْبَاري، ثم سافر إلى "جاتجام"، والتحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وقرأ فيها الصحاح الستّة وغيرها، من الكتب الحديثية، وأتم الدراسة العليا فيها، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، ثم رجع إلى وطنه، واشتغل بالتجارة، ثم التحق بالمدرسة الحافظية، بـ "جعفر آباد"، ودرّس فيها إلى أن توفي سنة 1416 هـ، ودفن بعد أن صلّي جنازته في مقبرة آبائه.
* * *
2967 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الرشيد محمود بن مولانا الحكيم مسعود بن رشيد أحمد الكنكوهي، رحمه الله تعالى
*
من أهل "الهند".
ولد بعد خمس سنين تقريبا من وفاة فقيه "الهند" رشيد أحمد الكنكوهي.
قرأ الكتب الدراسيّة على والده، وبايع في الطريقة على يد حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، وحصلت له الإجازة للإرشاد والتلقين منه.
* * *
* راجع: بزم أشرف 225 - 235.
2968 - الشيخ الفاضل عبد الرشيد نسيم، المعروف بطالوت بن مولانا محمد بخش
*
ولد 7 محرم الحرام سنة 1327 هـ في قرية "جمال خان" من مضافات "ديره غازي خان"، ونشأ.
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة وغيرها من كتب الحديث، وحصّل سند "المولوي الفاضل" من جامعة بنجاب، وحصّل سند العالي في علم الطب أيضا.
كتب مقالات عديدة في علم الطب، وقد نشرت في جرائد مختلفة، وصنّف "تاريخ الأدب العربي"، وكان شاعرا مجيدا في اللغة الأردية والفارسية والعربية.
توفي خامس ذي القعدة سنة 1382 هـ.
* * *
2969 -
الشيخ الفاضل مولانا عبد الرؤوف بن عبد الرشيد الكُمِلائي * *
ولد سنة 1351 هـ قرية "مَايِنْدَه" من مضافات "سَرَائيل" من أعمال "كملا".
قرأ مبادئ العلم في بيته على القارئ سليم الله، ثم سافر إلى "داكا"، والتحق بأشرف العلوم برَاكَترا، ثم التحق بالجامعة القرآنية لالْبَاغ، قرأ فيها
* راجع: أكابر علماء ديوبند لمولانا أكبر شاه البخاري ص 333.
* * راجع: مشايخ برهمنباريه ص 316 - 319.
"هداية النحو" ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بمظاهر العلوم سهارنبور، وقرأ فيها إلى "شرح الوقاية" ثلاث سنين، ثم رجع إلى وطنه، والتحق في الجامعة الإمدادية في كشورغَنْج، وقرأ فيها ثلاث سنين، ثم التحق بالجامعة القرآنية لالْبَاغ سنة 1374 هـ، وقرأ فيها كتب الصحاح الستّة.
من أساتذته: العلامة شمس الحق الفريدبوري، والعلامة محمد الله الحافظجي، والمفتي دين محمد الداكوي، ومولانا عبد المعزّ، رحمهم الله تعالى.
وقرأ "صحيح البخاري" على شيخ الحديث العلامة عزيز الحق، رحمه الله تعالى.
وبعد الفراغ عيّن خطيبا لشاهي مسجد لالْمَاتِيَا، وبنى مدرسة تحفيظ القرآن سنة 1379 هـ بجوار المسجد، وارتقت المدرسة إلى الصفّ العالى، ودرّس فيها ستة وأربعين سنة، حجّ وزار اثنتين وعشرين مرّة.
توفي سنة 1423 هـ، وصلي على جنازته أمام مدرسته، أمّ عليها شيخ الحديث عزيز الحق، رحمه الله تعالى، ودفن بجوار المسجد.
* * *
باب من اسمه عبد السبحان، عبد الستّار
2970 - الشيخ الفاضل عبد السبحان بن إسماعيل البهاري، رحمه الله تعالى
*
أحد الفضلاء المبرّزين في العلوم الحكمية.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: اشتغل بالعربية مدّة من الزمان على أساتذة دار العلوم ببلدة "لكنو"، ثم سافر إلى "طوك"، وأخذ المنطق والحكمة عن المولوي بركات أحمد بن دائم علي الطوكي، ثم ولي التدريس ببلدة "كانبور"، فدرّس، وأفاد بها زمانا، ثم سار إليا "إله آباد"، درّس بها في مصباح العلوم مدّة، ثم ولي التدريس بدار العلوم
(1)
.
* * *
2971 - الشيخ الفاضل مولانا عبد السبحان بن عارف غازي الكُمِلائي
* *
ولد سنة 1315 هـ فى قرية "فِنُوا" من مضافات "بَرُورا"من أعمال "كملا".
* راجع: نزهة الخواطر 8: 269.
(1)
لم نعثر على سنة وفاته. (الندوي).
* * راجع: مشايخ كملا 1: 69 - 71.
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بدار العلوم بَرُورا.
وقرأ فيها عدّة سنين، ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بمظاهر العلوم سهارنبور، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها من الكتب الحديثية.
بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، والتحق بدار العلوم برورا، ودرّس فيها ثلاثين سنة، وكان يدرّس فيها "سلّم العلوم"، و"ملا حسن"، و"شرح العقائد"، و"تفسير الجلالين" المحلّي والسيوطي.
من أساتذته: العلامة أبو القاسم شيخجي، ومولانا سيّد خان.
بايع في الطريقة على يد العلامة دلاور حسين الفِنُوائي، رحمه الله تعالى.
توفي 23 محرّم سنة 1400 هـ.
* * *
2972 - الشيخ الفاضل مولانا عبد السبحان بن كليم الله الجاتجامي
*
ولد في قرية "جَلْدِي" من مضافات "بانسْخَالي" من أعمال "جاتجام".
تلقّى مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وقرأ من البداية إلى النهاية فيها، وقرأ كتب الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية.
من أساتذته الكبار: المفتى الأعظم فيض الله، والعلامة عبد القيّوم رحمها الله تعالى.
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 33.
درّس فِى عدّة مدارس، ثم التحق بمفتاح العلوم نِتْرُوكُونا، وكان يدرّس فيها كتب الحديث.
* * *
2973 - الشيخ العالم الفقيه عبد السبحان بن محمد محسن الناروي، الإله آبادى، أحد الفقهاء
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد بـ "ناره".، ويقال لها "أحمد آباد"، وهي قرية جامعة من أعمال "إله آباد".، نشأ بها، وتعلّم الخطّ والكتابة.
ثم سافر إلى "إله آباد"، وقرأ العلم على السيّد فخر الدين الحسيني الإله آبادي، وأخذ عنه الطريقة، ولازمه مدّة طويلة.
ثم تصدّر للتدريس، أخذ عنه المولوي عبد الكافى الناروي، وعبد الحميد بن حيدر حسين الجونبوري، وخلق آخرون.
وكان عفيفا، قانعا، دينا، شديد التصلّب في المذهب، شديد النكير على غيره.
له مصنّفات، منها:"التهديد في وجوب التقليد"، و"الدلائل القاطعة في تحقيق الفرقة الناجية"، و"خير المقالة في إزالة العُجالة"، و"رسالة في أسرار الصلاة".
مات بـ "إله آباد" يوم الجمعة لتسع بقين من محرّم سنة ثلاث وثلاثمائة وألف، وله ثلاث وستون سنة.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 8: 269، 270.
2974 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الستّار بن أكرم علي الكُمِلائي
*
ولد سنة 1349 هـ في قرية "نَرَايَنْبُور" من مضافات "مَطْلَب" من أعمال "كُمِلا".
وقرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة العالية شاه تلي، ثم التحق بالمدرسة العالية داكا، ونال سند "ممتاز المحدثين" سنة 1375 هـ.
من شيوخه: المفتي عميم الإحسان، صاحب "قواعد الفقه".
بعد إتمام الدراسة العليا عين رئيسا للمدرسة العالية سونا كندا.
* * *
2975 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الستّار بن محمد جان البهاري
* *
ولد في قرية "سَرَائي" من مضافات "فَتْنَه" من أعمال "بِهَار".
انتقل والده إلى "بنغاله الغربية"، وأقام في "جَوْبِيسْ بَرْغانه"، وقرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق سنة 1335 هـ بالمدرسة المحسنية هُغُلِي، ثم بالمدرسة العالية كلكته سنة 1338 هـ، ونال درحة "فخر المحدّثين". سنة 1346 هـ.
من أساتذته: العلامة ماجد علي الجونبوري، والعلامة يحيي السَّهْسَرَائي.
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 233.
* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 233.
وبعد إتمام الدراسة العليا التحق مدرّسا سنة 1346 هـ بالمدرسة العالية كلكته، ثم التحق بالمدرسة العالية داكا 1366 هـ، وكان يدرّس كتب الحديث.
من تصانيفه: "منتخبات أردو"، و"بهار أردو"، و"تاريخ مدرسة عاليه".
* * *
2976 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الستّار بن جسيم الدين الخولنوي
*
ولد في قرية "نورْ نَغَر" من مضافات "حَبِيْببُور" من أعلمال "خُولْنا".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، وكتب الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية.
من أساتذته: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إعزاز على الأمروهوي، والعلامة فخر الحسن، ومولانا جليل أحمد، وغيرهم، رحمهم الله تعالى.
بعد إكمال الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، واشتغل بالدراسة من سنة 1375 هـ إلى سنة 1383 هـ في مدرسة خادم الإسلام غَوْهَرْ دَانْغَا، ودرّس "صحيح البخاري"، و"جامع الترمذي"، وغيرهما.
كان عالما جيّدا، محدّثا جليلا، فاضلا نبيلا.
صنّف كتابا متعلقا بعلم التفسير.
* * *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 232.
2977 - الشيخ الفاضل عبد الستار بن عبد الله القريمى الأصل، ثم القسطنطيني
*
من القضاة.
ولد بـ "مكة"، ودرس بالحرم المكي، وتوفي بـ "مكة" سنة 1304 هـ.
من تآليفه: "فيض الملك المتعالي بأنباء أوائل القرن الثالث عشر والتوالي"، و"أعذب المواريد في برنامج كتب الأسانيد"، و"سرد النقول في تراجم الفحول"، و"نثر المآثر فيمن أدركته من الأكابر"، و"بغية الأديب الماهر".
* * *
2978 - الشيخ الفاضل عبد الستّار بن الحكيم عبد الرحمن البِهَاري
* *
ولد في قرية "جانْبَارَن" من "بِهَار" من أرض "الهند".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها عدّة سنين، وأتم فيها الدراسة العليا
وبعد إتمام الدراسة التحق محدّثا بالمدرسة دار السنّة سرسينة.
من مصنّفاته: "شرح كتاب التفسير من صحيح البخاري"، و"شرح" علي جامع الترمذي.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 221.
ترجمته في الأعلام 4: 127.
* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 232.
2979 - الشيخ الفاضل عبد الستّار بن عبد الكريم بن خواجه سالار الأنصاري، السهارنبوري
*
كان من المشايخ الجشتية.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بمدينة "سهارنبور"، وقرأ العلم على الشيخ نصير الدين بن سماء الدين الدهلوي بمدينة "دهلي"، ثم أخذ الطريقة الجشتية عن الشيخ عبد القدّوس بن إسماعيل الحنفي الكنكوهي، ولازمه مدّة طويلة، ولازم الرياضة والمجاهدة، وبشّره شيخه بالقطيبة.
وكان صاحب وجد وحالة، له أذواق صحيحة ومواجيد عالية.
مات يوم الجمعة لتسع خلون من رمضان سنة خمس وتسعمائة، كما في "مرآة جهان نما".
* * *
2980 - الشيخ الفاضل عبد الستّار بن عبد الوهّاب بن خدايار بن عظيم حسين يار بن أحمد يار المباركشاهوي البكري الصدّيقى الدهلوي، أبو الفيض وأبو الإسعاد
* *
* راجع: نزهة الخواطر 4: 158، 159.
* * راجع: الأعلام للزركلي 3: 354. =
عالم بالتراجم.
مولده سنة 1286، ووفاته بـ "مكة" سنة 1355 هـ.
كان من المدرّسين بالحرم المكيّ.
له تآليف، منها:"فيض الملك المتعالي بأبناء أوائل القرن الثالث عشر والتوالى"، و"أعذب المواريد في برنامج كتب الأسانيد"، و"سرد النقول في تراجم الفحول"، و"ولاة مكة بعد الفاسي" صغير، جعله ذيلا لـ "شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام" للتقيّ الفاسي، وطبع ملحقا به، فكملت فيه سلسلة من تولوا "مكة" من سنة 845 هـ (وهي السنة التى عزل فيها بركات بن حسن) إلى سنة 1373 هـ، التى ولي فيها الملك سعود بن عبد العزيز. و"الأزهار الطيبة النشر في ذكر الأعيان من كل عصر" مرتّب على الطبقات، و"بغية الأديب الماهر" ثبته، و"نثر المآثر فيمن أدركته من الأكابر")، وغير ذلك.
وكان قد جعل مكتبته وقفا قبل وفاته، ثم نقلت مع مؤلّفاته إلى مكتبة الحرم بـ "مكة".
قال الزركلي: ورأيت في صدر كتاب له سماه "أزهار البستان في طبقات الأعيان"، وهو جزء من كتابه "الأزهار الطيبة النشر" قوله بخطّه:(لجامعه -فلان- المكيّ وطنا وإقامة وإن شاء الله المدنيّ موتا!) ولكنه توفي بـ "مكة".
* * *
= وترجمته في من مذكرات الزركلي، ومجلة الحج 6: 787، قال الزركلي: أخذت نسبه عما جاء في صدر كتابه "فيض الملك المتعالي". وانظر الخزانة التيمورية 3: 193.
2981 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الستّار التونسوي
*
ولد في "تونسا" من أعمال "ديره غازي خان" من أرض "باكستان".
قرأ مبادئ العلم في قرية، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها من البداية إلى النهاية.
من كبار أساتذته: شيخ الإسلام السيد حسين أحمد المدني، ومولانا إعزاز علي، العلامة إبراهيم البلياوي، وغيرهم.
وبعد إتمام الدراسة ارتحل إلى "لكنو" والتحق بمولانا عبد الشكور اللكنوي، وحصّل منه طريق المناظرة والتحقيق، وسافر لتحقيق المضامين الخلافية إلى "إيران" و"طهران" و"نجف" و"العراق" و"الشام" و "مصر" و"الممكلة العربية السعودية" و"بنغلاديش" وغيرها من البلاد، طبعت كنبه العربية من المملكتة العربية السعودية، وكان صدر تنظيم أهل السنّة والجماعهَ بـ "باكستان".
* * *
2982 - الشيخ الفاضل عبد الستار الدوجي
* *
عالم، حنفي، فاضل.
* راجع: أكابر علماء ديوبند لمولانا أكبر شاه البخاري ص 501، 502.
* * راجع: تتمة الأعلام للزركلي 1: 289.
تاريخ علماء دمشق 2: 996، وبيان جمعية الهداية الإسلامية الصادر سنة 1381 هـ، من إعداد الأستاذ عمر النشوقاتي، مع إضافات وإفادات من والده.
حفظ القرآن الكريم على الشيخ محمد بشير الشلاح.
تولي إمامة جامع القاري قرب مكتب عنبرز، وكان عضوا عاملا في جمعية الهداية الإسلامية بـ "دمشق".
توفي مساء يوم الأربعاء في 16 ذى الحجّة سنة 1412 هـ، الموافق 17 حزيران، ودفن بمقبرة "الدحداح".
* * *
2983 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الستّار الفيصل آبادي
*
ولد سنة 1348 هـ في "فيصل آباد" من أرض "بنجاب".
قرأ مبادئ العلم في قريته، وحفظ القرآن في صباه، ثم التحق بمدرسة إشاعة العلوم فيصل آباد، وقرأ فيها الكتب الفارسية، و"كافية ابن الحاجب"، و"كنز الدقائق"، و"أصول الشاشي"، و"هداية الفقه"، و"شرح الوقاية"، و"مختصر المعاني"، و"ديوان الحماسة"، و"ديوان المتنبي"، ثم التحق بخير المدارس ملتان، وقرأ فيها "مشكاة المصابيح"، وغيرها من الكتب الدراسية.
من أساتذته: العلامة خير محمد الجالندهري، والعلامة عبد الرحمن الكاملبُوري.
ثم سافر إلى "السند"، والتحق بأشرف العلوم تندو الله يار، وقرأ الجزء الأول من "صحيح البخاري"، و"جامع الترمذي" على العلامة عبد الرحمن
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 304 - 312.
الكاملبُوري، و"صحيح مسلم" على العلامة يوسف البنوري، والجزء الثاني من "صحيح البخاري" على العلامة بدر عالم الميرتهي.
وبعد إتمام الدراسة قرأ الصحاح الستّة مرّة ثانية في خير المدارس ملتان، وبعد الفراغ التحق مدرّسا بها، ودرّس فيها سنين عديدة، وبعد مدّة كان يدرّس "صحيح البخاري"، وانسلك في هذه المدّة بدار الإفتاء فيها، وبعد مدّة عين رئيسا لها.
بايع في الطريقة على يد العلامة الشيخ محمد عبد الله البهلوي، وحصلت منه الإجازة، واستفاد من المفتي محمد حسن الأمرتسري، وشيخ الحديث محمد زكريا الكاندهلوي، رحمهما الله تعالى.
توفي 12 جمادى الأخرى 1427 هـ، وأمّ على جنازته مولانا السيّد جاويد حسين شاه، ثم دفن في مقبرة "ملتان".
باب من اسمه عبد السلام
2984 - الشيخ الفاضل عبد السَّلام بن أحمد بن عبد المنعم بن محمد بن أحمد القَيْلُويِيّ
*
نِسْبة إلى "قَيْلُويَه"، كَنَفْطُويَه
(1)
: قرية بـ "بغداد".
البغداديُّ، الإمام، العلامة عزُّ الدين.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِدَ سنة ثمانين وسبعمائة تقريبا. وقيلَ: سنة ستّ وسبعين.
وأخذ أنْواعَ العلم عن مَشايخِ "بغداد".
بَرع في الفقه؛ الحنفية، والشافعية، والحنابلة أيضا.
وكان يُقْرِئُ المذاهبَ الثلاثة، ويُقْرئُ في الأصول، والكلام، العربية، والمعاني، والبيان، والمنْطق، والجَدَال.
ودَخَل "القاهرة" سنة ستَّ عشرةَ وثمانمائة، فأخذَ علمَ الحديث عن الحافظ وَليّ الدين العِراقِيَ، وسمِع منه، ومن الشريف ابن الكوَيْك، الجَمال الحنْبَلِي، وغيرهم.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 337.
وترجمته في الضوء اللامع 4: 198 - 203، ونظم العقيان 128، 129.
(1)
المعروف: نفطويه بكسر النون، ولكن السخاوي نبه على فتحها، وضبطها ياقوت بكسر أوله، وسكون ثانيه، ولام مضمومة، وواو ساكنة، وقال: قرية من نواحي مطيراباذ قرب النيل. معجم البلدان 4: 217.
وكان معْ تَفَنُّنِه في العلوم خَيِّرًا، زاهدًا، قانعا، منْقطعا عن الناس، ذا عِفَّةٍ، وصبرٍ على اشْتغال الطلبة، واحْتمال جَفاهم، وطلاقة لسانٍ، ولم يعْتَنِ بالتَّصْنِيف.
مات في رمضان، سنة تسع وخمسين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
ومن شعره قوله:
شرابُك المخْتُومُ في آنِيَهْ
…
وخَمْرُ أعْدائكَ مِن آنِيَهْ
(1)
فليت أيَّامَك لي آنيِهْ
…
قبلَ انْقضاء العُمْرِ في آنِيَهْ
(2)
وقال في "الغُرَف العَلِيَّة": كان والِده حَنْبَلِيًّا، فلمَّا مات تحنَّف هو، وأخَذ فقْه الحنفية عن الضِّياء محمد الهَرَوِيّ
(3)
، والشيخ عبد الرحمن
(4)
خالِ علاء الدين البُخاريِّ، وبَحَث في الفقه على مذهب الإمامين: الشافعِيّ وأحمَدَ، رضي الله تعالى عنهما.
إلى أن قال: وقد أُشيرَ إليه في النحو، والتَّصْريف، والمعانِيّ، والبيان، والمنْطِق، والجَدَلِ، وآداب البحث، والأصْلَيْن، والطبِّ، الفقه، والقِراءات، والتفسير، التَّصَوُّف. وأقبلَ الناسُ عليه، وانْتفَع به خلائقُ.
ثم ذكَرَ من أخَذ عنهم الحديث، والكُتُبَ التي سمِعها، وعدَّد طائفةً منها.
وذكَرَ له السَّخاوِيُّ فِى "الضوء اللامع"، تَرْجِمةً واسعةً، خُلاصتُها نحوُ ما ذكرنا، ثم قال: ولم يُخَلِّفُ بعدَه في مَجموعِه مِثْلِه. والله تعالى أعلمُ.
* * *
(1)
آنية الثانية، من قولهم "أنى الحميم، انتهى حره، فهو آن، وهي آنية.
(2)
آنية الأولى، بمعنى قريبة، أو دانية، والثانية بمعنى الحين والأوان.
(3)
في بعض النسخ "البروي"، والمثبت من الضوء اللامع.
(4)
هو التشلاقي أو القشلاغي، بالقاف والشين والغين المعجمتين، كما في الضوء.
2985 - الشيخ الفاضل عبد السّلام بن إسماعيل بن عبد الرحمن ابن عبد السّلام بن الحسن اللَّمْغانِيّ، القاضي، أبو محمد، المتقدِّمُ ذِكرُ والدِه، وولده، والآتي ذِكْرُ أخيه يوسف في مَحَلِّه
*
تفقَّه عَلى والِدِه، وسمِع، وحدَّث، وناب في القضاء بـ "بغداد"، عن قاضى القضاة أبي طالب عليِّ ابن عليِّ البُخارِيّ، وعن قاضي القضاة أبي الحسن علي
(1)
ابن سَلْمان
(2)
.
ودرَّس بمدرسة "سُوق العَميد"
(3)
.
وكان فاضلا مُتَديِّنا، حسَن الأخلاق، مُتَواضعا، أحَدَ الفقهاء المعْتَبَرِين.
ولد بمَحلِّة أبي حنيفة، سنة عشرين وخسمائة.
ومات رحمه الله تعالى في مُسْتَهَلِّ رجب، يوم السبت، سنة خمس وستِّمائة، وصُلِّيَ عليه من الغَدِ بـ "المدرسة النِّظامية"، ودُفِنَ بـ"الخَيْزُرانِيَّة".
و "لَمْغانُ": مَواضِعُ من "جبال غَزْنَةَ"، بفتح اللام، وسُكون الميم، وفتح الغين المعْجَمة، وبعدَ الألف نون.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 338.
وترجمته في التكملة لوفيات النقلة 3: 247، 248، والجامع المختصر لابن الساعي 9: 276، 277، والجواهر المضية برقم 810، ومعجم البلدان 4:343.
(1)
أي: ابن عبد الله.
(2)
في بعض النسخ "سليمان".
(3)
في معجم البلدان 4: 343، المعروف بزيرك.
2986 - الشيخ الفاضل عبد السّلام بن أمين بن شمس الدين الداغستاني
*
فقيه حنفي، من العلماء بالحديث والتراجم.
ولد سنة 1130 في "شروان"، من بلاد "داغستان".
وهاجر إلى "المدينة المنوّرة" مع أخوين له سنة 1140 هـ، فاستكمل دراسة، وعكف على "صحيح البخاري"، فوضع عليه "حاشية" في أربعة مجلّدات، حوالي 850 صفحة بخطّ دقيق جميل ختمها في الروضة النبويّة سنة 1160 هـ، ورحل إلى "الآستانة" وغيرها.
وتصدّر للتدريس في الحرم النبوي.
وتوفي بـ "المدينة" سنة 1202 هـ.
ومن كتبه أيضا: "خلاصة الجواهر في طبقات الأئمة الحنفية الأكابر"، و "الجزء اللطيف من أنساب العرب"، و "حاشية على شرح الشمائل" للترمذي، و "حاشية على القدوري" في فقه الحنفية، وحواش أخرى.
وكتبه كلّها مكتوبة بخطّه الجميل الدقيق النسخي والفارسيّ، محفوظة (إلا ما ضاع منها) في منزل حفيده محمد بن عثمان الداغستاني بـ "المدينة".
* * *
* راجع: الأعلام للزركلي 4: 7.
ترجمته في الفوائد البهية 95، والجواهر المضية 1: 318، وسير النبلاء. وفيه: وفاته سنة 456 هـ.
ومثله في هدية العارفين 1: 577.
2987 - الشيخ الفاضل المحدّث الكبير الفقيه البارع المفتى عبد السّلام بن الشيخ خليل الرحمن بن الشيخ عبد الخالق بن الشيخ روشن على الجاتجامي
*
ولد سنة 1363 هـ في قرية "نَلْدِيَا" من مضافات "أنوارة" من أعمال "جاتجام" من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في داره، ثم التحق بالمدرسة العزيزية القاسمية الواقعة في قريته سنة 1367 هـ، وقرأ فيها ثلاث سنين، بعد ذا اشتغل مع أبيه في كسب الحلال، ثم التحق بمدرسة إحياء العلوم الحسينية الواقعة بـ "بُوَالِيَه" سنة 1375 هـ، وقرأ فيها ثلاث سنين، ثم اتصل بجامعة عزيز العلوم بـ "بابونغر" سنة 1378 هـ وقرأ فيها أربع سنين، ثم التحق بالجامعة العربية جيري سنة 1387 هـ، وقرأ فيها كنب الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية.
ثم سافر إلى "باكستان" سنة 1387 هـ، والتحق بجامعة العلوم الإسلامية علامة بنوري تاون بـ "كراتشي"، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة وغيرها، من الكتب الحديثية مرة ثانية، ثم التحق بقسم التخصّص في الفقه الإسلامي فيها، وقرأ فيها سنتين.
وبعد إكمال الدراسة التحق مدرّسا بقسم الإفتاء والإرشاد فيها، ثم عين بعد مدة رئيس دار الإفتاء.
من أساتذته الكبار في "باكستان": محدّث العصر السيّد محمد يوسف البنوري صاحب "معارف السنن"، والعلامة السيّد حامد ميان، والعلامة
* راجع: مقدمة جواهر الفتاوى للمفتى عبد السَّلام الجاتجامي.
إدريس الميرتهي، والعلامة فضل محمد السواتي، والشيخ بديع الزمان، والشيخ محمد إسحاق السنديلوي، والشيخ السيّد مصباح الله الهزاروي، رحمهم الله تعالى.
ومن أساتذته في "بنغلاديش": المحدّث الكبير العلامة عبد الودود السنديفي، والمفتي نور الحق الجاتجامي، والمفتي الأعظم أحمد الحق، والعلامة محمد هارون البابونغري، والعلامة الشيخ محمد يونس، العلامة علي أحمد البوالوي، ومولانا الشيخ نور الإسلام الجديد، ومولانا أحمد حسين البُرُومْجَرَابي، ومولانا محمد إسماعيل النلدوي، ومولانا عبد السبحان، ومولانا محمد علي، ومولانا أحمد حسن، ومولانا عبد الغني، ومولانا فرّوخ أحمد، ومولانا القاري أحمد الله، والشيخ عبد الجبّار، ومولانا كبير أحمد الروجاني، والشيخ صالح أحمد الجاتجامي.
وقد حصلت له الإجازة في رواية الحديث من أستاذ الكلّ العلامة رسول خان الهزاروي، وشيخ الحديث محمد زكريا الكاندهلوي صاحب "أوجز المسالك"، وحكيم الإسلام القاري محمد طيّب الديوبندي، والعلامة شمس الحق الأفغاني، والعلامة محمد إدريس الكاندهلوي، والعلامة عبد الحق الحقّاني، رحمهم الله تعالى.
بايع في الطريقة على يد الشاه عبد العزيز، الذي أجازه الشاه عبد القادر الرائبُوري، ثم بايع بعد أن وافاه الأجل على يد الشيخ الربّاني سلطان أحمد النانوبوري، وحصلت له الإجازة منه للإرشاد والتلقين، ثم حصلت له الإجازة في الطريقة عن الشيخ محمد يحيى البَهَاتَلْنَغَري.
ثم في سنة 1421 هـ وصل إلى وطنه "بنغلاديش"، والتحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وهو الآن رئيس دار الإفتاء فيها.
من تصانيفه: "جواهر الفتاوى" 1 - 6، و "آب كي سوالات أور أنكى حل أحاديث كي روشني مين"، و "إنساني أعضاء كي بيوندكاري أور أسكي شرعي أحكام"، و "إسلامي معيشت كي شرعي أصول"، و "إسلام مين خواتين كا شرعي مقام أور قانون شهادت"، و "تربيت أولاد أور أنكي حقوق"، و "عاقله بالغه لركي كي نكاح أور أسكي شرعي حكم"، و "تذكره مخلص"، مولانا مخلص الرحمن كي حالات زندكي، و "حياة شيخ الكل"، مولانا عبد الواحد الجاتجامي كى حياة زندكي، و "فضائل علم"، و "أحكام قرباني أور أنكى فضائل"، و "أحكام رمضان أور زكاة"، و "ووت كي شرعي حيثيت"، و "مقالات جاتجامي".
* * *
2988 - الشيخ العالم الكبير المفتي عبد السّلام بن أبي سعيد بن محبّ الله بن أحمد ابن عبد الرحيم بن أحمد الفيّاض بن محمد الأعظم الحسيني، الكرماني، الديوي، أحد العلماء المفرطين في الذكاء، الجامعين بين المعقول والمنقول
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد ونشأ بقرية "ديوه" قرية جامعة من أعمال "لكنو"، وقرأ العلم على أساتذة بلاده، ثم سافر إلى "لاهور"، ولازم المفتي عبد السّلام اللاهوري، وأخذ عنه، وفاق أقرانه في الفقه والأصول والكلام، ودرس زمانا طويلا بتلك المدينة، ثم ولي الإفتاء في معسكر السلطان شاهجهان بن جهانغير الدهلوي، فاستقلّ به مدّة، ثم اعتزل عنه، وسكن بـ "لاهور".
* راجع: نزهة الخواطر 5: 242، 243.
قال عبد الأعلى بن عبد العلى محمد اللكنوي في "الرسالة القطبية": إنه كان يفتي خلافا لمختارات الفقهاء في فتاواه، لأنها لا تنطبق على الأصول. انتهى.
ومن مصنّفاته: "حاشية على حاشية الخيالي" على "شرح العقائد"، و "شرح على منار الأصول"، و "حاشية على تفسير البيضاوي"، و "حاشية على شرح الصحائف" على التحقيق، كما في "ذيل الدرية".
قال القنّوجي في "الإكسير": إنه مات في سنة تسع وثلاثين وألف، وهذا لا يصحّ، لأنه كان حيّا سنة سبع وأربعين، كما يظهر من "بادشاه نامه".
* * *
2989 - الشيخ الفاضل مولانا عبد السّلام بن مولانا عبد الشكور اللكنوي
*
تخرّج على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، المتوفى سنة 1377 هـ.
كان أستاذا بمدرسة دار المبلّغين من أعمال "لكنو".
* * *
2990 - الشيخ الفاضل مولانا عبد السَّلام بن القاضي عصمة الله بن الشيخ أخ الدين، رحمه الله تعالى
*
* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 267.
* * راجع: بزم أشرف 370 - 373.
ولد يوم العاشوراء سنة 1321 هـ، ونشأ.
قرأ القرآن العظيم والفارسيّة والكتب الابتدائية من الصرف والنحو على والده الماجد، وعدّة كتب على جدّه، ثم سافر إلى "ديوبند" في شهر شوّال سنة 1324 هـ، وأمضى فيها سنة، وبعد مدّة التحق بالمدرسة الأحمدية بـ "بوبال"، ثم التحق بشيخ عبد العلي، ومولانا محمد شفيق في "دهلي"، وتخرّج عليهما، وقرأ الصحاح الستّة عندهما، ثم بايع على يد حكيم الأمَّة التهانوي، وبعد مدّة حصلت له الإجازة منه.
* * *
2991 - الشيخ الفاضل عبد السّلام بن عليّ والدُ عبد الرحيم، المتقدِّمُ ذكرُه
(1)
*
وحدَّث عنه ابنُه بـ "بغداد".
* * *
2992 - الشيخ الفاضل عبد السّلام بن عمر بن محمد المارديني، المفتي
* *
(1)
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1211 في صفحة 324، وهو من رجال القرن الخامس.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 339.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 811.
* * راجع: الأعلام للزركلي 4: 6.
وترجمته في هدية العارفين 1: 572، ودار الكتب 5:104.
من أهل "ماردين"، مولدا ووفاة.
ولد سنة 1200 هـ، وتوفي 1259 هـ.
له كتب كثيرة، منها:
"تاريخ ماردين" في دار الكتب، و "أسماء رجال الحديث"، و "القيراطية" في الفرائض، كبرى وصغري، و "مختصر معاهد التنصيص".
* * *
2993 - الشيخ العالم المحدّث عبد السّلام بن أبي القاسم بن مهدي الحسيني، الواسطي، الهسوي، الفتحبوري، أحد العلماء الراسخين في العلم
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد بقرية "هسوه" من أعمال "فتحبور" سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، واشتغل بالعلم على عمّه السيّد سراج الدين الحسيني الواسطي رحمه الله مدّة، ثم سافر إلى "لكنو"، وقرأ الكتب الدراسية على الشيخ معين الدين الكروي، والشيخ معين بن مبين اللكنوي، وعلى غيرهما من العلماء، ثم رجع إلى وطنه، وأخذ الطريقة عن والده، ولازمه مدّة، ولما توفي أبوه، رحل إلى "دهلي"، وأخذ الحديث والتفسير عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي، وأخذ الطريقة عن الشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد، ولازمه ثلاث سنوات، فلمّا بلغ رتبة المشيخة رجع إلى وطنه، ولبث بها مدّة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، وأسند الحديث عن الشيخ أحمد بن زيني دحلان الشافعي
* راجع: نزهة الخواطر 7: 292 - 294.
المكّي، وأسند "دلائل الخيرات" عن الشيخ علي بن يوسف ملك باشلي الحريري، ثم رجع إلى "الهند".
وكان رحمه الله ورعا، تقيّا، زاهدا، جمع العلم والعمل، والإقبال على الطاعة، والسداد في الرواية، وقلّة الكلام فيما لا يعنيه، وقلّة الخلاف على أصحابه، وحفظ اللسان عن الفلتات، التي لا يخلو عنها غالب أمثاله، وحسن سمت، وقناعة، وعفاف، وزهد، واستغناء، وإيثار، ومحاسن أوصاف، فتح الله عليه بالمعارف، وجعله من العلماء الراسخين في العلم.
ومن أخلاقه الزكية: أنه لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب، ولا يضيع ما استودع، ولا يحسد، ولا يطعن، ولا يلعن، ويعترف بالحقّ، وإن لم يشهد عليه، ولا يتنابز بالألقاب، ولا يجمع في الغيظ، ولا يغلبه الشحّ عن معروف يريده، وكان لا يستحي من الحقّ، ويقول فيما لا يعلم: إنه لا يدري.
وكان يقوم في جوف الليل، ويتهجّد، ويشتغل بالذكر والفكر، ثم يغدو إلى الجامع الكبير، ويترقّب الصلاة فيه، مشتغلا بالمراقبة، حتى يجتمع الناس، ويصلّي بالجماعة في الغلس، ثم يشتغل بالأذكار الراتبة إلى الإشراق، ثم يصلّي، ويتوجّه إلى أصحابه، ويلقي عليهم الذكر ساعة، ثم يقرأ القرآن إلى الضحوة، ثم يصلّي، ويرجع إلى بيته، ويدرّس الطلبة إلى الهاجرة، ثم يتغدّي، ويقيل ساعة، ثم ينهض، ويذهب إلى المسجد، ويصلّي الظهر بجماعة في أول وقته، ويشتغل ساعة بالأحزاب، ثم يرجع، ويدرّس إلى وقت العصر، ثم يذهب إلى المسجد، ويصلّي العصر بجماعة في أول وقته، ثم يرجع، ويجلس للناس فارغا بالظاهر، ومشتغلا بالباطن، ويتكلّم بقدر الضرورة، مع بشاشة الوجه، والتبسّم إلى وقت المغرب، ثم يصلّي المغرب بالجماعة في المسجد، ثم يشتغل بمطالعة الكتب والتصنيف والإفتاء إلى العشاء، ثم يصلّيه في المسجد، ويذهب إلى الحرم، ويتعشّي، وينام، ولا يشتغل بشيء بعد العشاء.
وكان رحمه الله يقول بإقامة الجمعة في البلاد والقري، وله في ذلك مباحثات لطيفة مع المفتي يوسف بن محمد الأصغر اللكنوي، والشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، ومحمد أمير بن عبد الله الفتحبوري، وغيرهم من العلماء، وله رسائل في هذا الباب كـ "تذكرة الجمعة"، و "إشاعة الجمعة"، و "تبصرة الجمعة"، وله رسالة في إثبات جواز التقليد، سماها بـ "التمهيد في إثبات التقليد"، وله رسائل عديدة في الردّ على الشيعة، كـ "تذكرة الاثني عشرية"، و "تفضيح الشيعة"، وله غير ذلك من الرسائل في الحظر والإباحة، وله فتاوى كثيرة.
مات لأربع خلون من شوّال سنة تسع وتسعين ومائتين وألف.
* * *
2994 - الشيخ الفاضل عبد السلام بن محمد بن يوسف بن بُنْدار، أبو يوسف، مِن أهْل "قَزْوِين
" *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 339.
وترجمته في البداية النهاية 12: 150، وتاريخ دمشق 10: 325، وتذكرة الحفاظ 4: 1208، والجواهر المضية برقم 812، ودول الإسلام 2: 17، وسير أعلام النبلاء 18: 616 - 620، وشذرات الذهب 3: 385، وطبقات المفسرين للداودي 1: 301، 302، وطبقات المفسرين للسيوطي 67، 68، العبر 3: 321، والكامل 10: 253، وكشف الظنون 1: 634، ولسان الميزان 4: 11، 12، ومرآة الجنان 3: 147، والمنتظم 9: 89، 90، والنجوم الزاهرة 5:156.
وترجمه السبكي، في طبقات الشافعية الكبرى 5: 121، 122.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال في "الجواهر" ذكرَه ابنُ النَّجَّار، وأطْنَبَ في ذكره، وقال: حنفيٌّ مُعْتَزِلِيٌّ.
قرأتُ في "كتاب أبي الوَفاء ابن عَقيل" الفقيه الحنْبَلِي، بخَطِّه: القاضي أبو يوسف القَزْوِيْنِيّ، قدِمَ علينا "مصرَ"، وكان شيخًا يفْتخرُ بالاعتزال، وكان طَوِيلَ اللِّسان، ولم يكُن مُحقِّقًا في عِلْمٍ من العلوم، إلا تفسير القرآن العظيم.
قال القاضي عِياض: رحمه الله تعالى في "الصَّلة" سمعتُ أبا عليِّ بنَ سُكَّرَةَ، يقول: أبو يوسف القَزْوِيْنِيّ، بلَغ في السِّنِّ مَبْلَغًا يكاد يَخْفَى في الموضع الذى يجلس فيه، وله لسانُ شابٍّ.
وذكر أنّه له "تفسير القرآن" في ثلاثمائة مجلَّد، سبعةٌ منها في الفاتحة، وحصَّل كُتُبًا لم يَمْلكْ أحد مثلَها، حصَّلها من "مصر" وغيرها، وبِيعَتْ كتُبه في سنين، وزادتْ على أربعين ألف مُجلَّد.
قال ابنُ النَّجَّار: حدَّثني بعضُ أهل العلم، أن أبا يوسف وردَ "بغداد" ومعه عشرةُ جِمالٍ تَحْمِل دَفاتِرَه، وأكثرها بالخُطوط المنْسوبة، ومن الأصول المحَرَّرة، في أنواع العلوم. وطاف البلاد؛ "أصْبهان" و "الرَّيِّ"، و "هَمَذان"، وسكن "طَرَابُلُسَ الشام"، وسكنَ "مصر"، وانْتقل [من"بغداد"، ثم عاد إليها. وذكرهُ ابن الأثير، فقال: مُصَنِّفُ]
(1)
"حَدائق ذات بَهْجة" في تفسير القرآن الكريم. ومات في ذي القَعْدَة، سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
وكانتْ ولادتُه سنة ثلاث وتسعين وثلائمائة.
وذكره ابنُ عساكرَ، في "تاريخ دمشق"، ورَوَى له حديثَيْن، أحدهما عن أبي مسعود الأنْصارِيِّ، رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم "لِيَؤُمَّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتابِ اللهِ، فإِنْ كانوا في القِراءةِ سَوَاءً، فأَعْلَمُهُمْ بالسُّنَّة، فإن كانوا في العلم والسنة سَوَاءً، فأَقْدَمُهم هِجْرَةً، فإن كانوا
(1)
سقط من بعض النسخ، واستكمل من الجواهر المضية.
في الهِجرة سَوَاءً، فأَكْبَرُهم سِنًّا، ولا يُؤَمّ الرَّجُلُ في بَيْتِه، ولا في سُلْطانِهِ، ولا يُجْلَسُ على تَكْرِمَتِه إلا بإذنه
(1)
".
قال ابنُ عَساكرَ: وسمعتُ أبا محمد ابن طاوُوسٍ يقول: اسْتأذَنْتُ على أبي يوسف بـ "بغداد"، فدخَلْتُ عليه، فقال: مِن أيِّ بَلَدٍ أنتَ؟ فقلتُ: من "دمشق". فقال: بلدُ النَّصْبِ. فسمعتُ منه شيئًا يَسيرًا، وكان قد أُقْعِدَ، وسمعتُ مَن يَحْكِيِ عنه أنَّه كان بـ "طَرابُلُسَ"، فقال له ابنُ البَرَّاج مُتَكلِّمُ الرَّافضة: ما تقول في الشَّيْخَيْن؟ فقال: سَفِلتان ساقِطان. فقال له ابنُ البَرَّاج: مَنْ تَعْنِي؟ قال: أنا وأنتَ. فقيل له في ذلك، فقال: ما كنتُ لِأُجيبَه عمَّا سأل، فيُقالُ: إنَّه تكلَّم في أبي بكرٍ وعمرَ، رضي الله تعالى عنهما.
ورَوَى ابنُ عَساكِر، عن أبي عبد الله الحسين بن محمد البَلْخِيّ، أنَّه كان يَحْكِي، أنّ أبا يوسفَ كان يقول: مَن قرأ عليَّ تفْسيري وهَبْتُ له النُّسْخَة. فلم يقْرَؤْه عليه أحدٌ.
* * *
2995 - الشيخ الفاضل عبد السلام بن محمد القَزْوِينِيّ، أبو يوسف
،
(1)
أخرجه مسلم في باب من أحق بالإمامة، من كتاب المساجد، صحيح مسلم 1: 465، وأبو داود، في باب من أحق بالإمامة، من كتاب الصلاة، وسنن أبي داود 1: 137، والترمذي فى باب من أحق بالإمامة من أبواب الصلاة، وعارضة الأحوذي 2: 34، والنسائي في باب من أحق بالإمامة، من كتاب الإمامة، والمجتبى 2: 59، وابن ماجه في باب من أحق بالإمامة، من كتاب إقامة الصلاة، وسنن ابن ماجه 1: 313، 314، والإمام أحمد في المسند 4: 118، 121، 5:272.
مِن أصحاب أبي الحُسين القُدُورِيّ *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال الهَمَذانِيُّ، في "الطبقات": رأيتُ من "تعْليق أبي يوسف" عِدَّةَ مُجَلَّداتٍ.
كذا ذكرَه في "الجواهر"، ثم قال: أظُنُّه الذي قبلَه.
قلتُ: يُؤَيِّدُ ظَنَّه، أنَّ أبا يوسف لَحِقَ زمن القُدورِيّ، وكان مُتأهِّلا للأخْذ عنه. والله تعالى أعلمُ.
* * *
2996 - الشيخ الصالح عبد السّلام بن نظام الدين بن عثمان بن عبد الكبير بن عبد القدّوس الكنكوهي، ثم الباني بتي، المشهور بالشيخ أعلى
* *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بمدينة "باني بت"، وأخذ عن أبيه، ثم عن الشيخ نظام الدين إله داد النارنولي، ولازمه زمانا، ثم تصدّر للإرشاد، أخذ عنه غير واحد من المشايخ.
توفي سنة ثلاث وثلاثين وألف بـ "باني بت"، فدفن بها، كما في "خزينة الأصفياء".
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 341.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 813.
* * راجع: نزهة الخواطر 5: 245.
2997 - الشيخ الفاضل عبد السَّلام بن المولوي أبو الهاشم الفريدبوري
*
ولد سنة 1344 هـ في "رامبُور" من أعمال "فريدبور" من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة العالية دار السنّة سرسينه، وقرأ فيها الفنون العالية، وكتب الحديث.
من أساتذته فيها مولانا تجمّل حسين، ومولانا نياز مخدوم التركستاني، كان يدرّس كتب الحديث بالمدرسة الأحمدية مَدَارِيبُور.
* * *
2998 - الشيخ الفاضل عبد السّلام البرهانبوري، أحد العلماء المبرّزين في الصناعة الطبية
* *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان يدرّس، ويفيد.
قرأ عليه السيّد أمير حيدر الحسيني البلكرامي، وخلق كثير.
وله "قرابادبن سلامي"، مجموع لطيف في معالجات الطبّ.
مات سنة اثنتين وتسعين ومائة وألف بمدينة "برهانبور"، فأرّخ لموته بعضهم من قوله:"آه حكيم از جهان رفت"، كما في "تاريخ برهانبور".
* * *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 232.
* * راجع: نزهة الخواطر 6: 159.
2999 - الشيخ الفاضل الكبير القاضي عبد السّلام السندي البرهانبوري
*.
أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول والعربية.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بأرض "السند"، وقرأ بعض الكتب الدراسية على الشيخ عبّاس بن الجلال السندي، وسائر الكتب الدراسية على الحكيم عثمان بن عيسى البولكاني البرهانبوري، ولما بلغ رتبة الكمال ولي القضاء بمدينة "برهانبور"، ولّاه عادل شاه البرهانبوري، فاستقلّ به مدّة، وكان يدرّس، ويفيد.
وله شرح على "مختصر الوقاية"، كما في "كلزار أبرار".
* * *
3000 - الشيخ الفاضل الكبير عبد السّلام اللاهوري
* *
أحد العلماء انتهت إليه رياسة التدريس بمدينة "لاهور".
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: واعترف بفضله علماء الآفاق، منهم: العلامة محمد سعيد التركستاني. قال فيه لما ورد في "الهند" سنة ستّ وستين وتسعمائة: إنه متفرّد في العلم بين علماء "الهند".
توفي بمدينة "لاهور" سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة. كما في "كلزار أبرار".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 5: 245.
* * راجع: نزهة الخواطر 4: 160.
3001 - الشيخ الفاضل العلامة المفتي عبد السّلام اللاهوري، أحد كبار العلماء
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: لم يكن له نظر في عصره في كثرة الدرس والإفادة وملازمة العلم مع الطريقة الظاهرة والصلاح.
قرأ الكتب الدراسية على الشيخ إسحاق بن كاكو، والشيخ سعد الله، والقاضي صدر الدين، وأخذ الفنون الحكمية عن العلامة فتح الله الشيرازي، ثم تصدّر للتدريس، ودرّس، وأفاد بمدينة "لاهور" خمسين سنة.
أخذ عنه الشيخ محبّ الله الإله آبادي، والمفتي عبد السّلام الديوي، والشيخ محمد مير بن القاضي سائين السيوستاني ثم اللاهوري، وخلق كثير من العلماء والمشايخ.
وله حاشية على "تفسير البيضاوي".
قال السيّد غلام علي الحسيني البلكرامي في "مآثر الكرام": إنه كان يقول: إني كنت لا أدخل في علم من العلوم في باب من أبوابه إلا ويفتح لي من ذلك الباب أبواب، واستدرك أشياء في ذلك العلم على حذاق أهله، لو شئت لقيدتها بالكتابة، ولكنى ما اعتنيت بالتصنيف لاشتغالي بالتدريس، فلمّا كبرت سنّي، واختلّتْ حواسّي ذهبت تلك الغرائب، فكان يتأسّف كثيرا في آخر عمره بعدم اعتنائه بالتصنيف. انتهى.
وقال شاهنواز خان في "مآثر الأمراء": إنه كان مفتيا في المعسكر، أقام بتلك الخدمة الجليلة مدّة من الزمان، ثم اعتزل عنه، واشتغل بالدرس والإفادة، ودرس خمسين سنة. انتهى.
توفي سنة سبع وثلاثين وألف، وله ثمانون سنة، كما في "بادشاه نامه"، وفي "مآثر الكرام": إنه عاشَ تسعين سنة.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 5: 243، 244.
باب من اسمه عبد السميع، وعبد السيّد
3002 - الشيخ العالم العلامة القاضي عبد السميع الأندجاني
*
أحد العلماء المشهورين في العلوم الحكمية.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: قرأ على مولانا أحمد جند.
وقدم "الهند" في أيام أكبر شاه التيموري، فولّاه القضاء الأكبر، وكان من أولاد الشيخ برهان الدين المرغيناني، صاحب "هداية الفقه"، وكان ممن يضرب به المثل في تدريس "شرح المواقف"، و "شرح المطالع"، وحواشيهما، ذكره الأمين ابن أحمد الرازي في "هفت إقليم".
* * *
3003 - الشيخ الفاضل مولانا عبد السميع السرونجي، رحمه الله تعالى
* *
تخرّج على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، المتوفى سنة 1377 هـ.
كان أستاذا للمدرسة العالية فتح بوري "دهلي".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 4: 160.
* * راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 267.
3004 - الشيخ الفاضل عبد السَّيِّد بن عليِّ بن محمد بن الطَّيِّب ابن مَهْدِيّ، أبو جعفر، المتَكلِّم، عُرِف بابن الزَّيْتُونِيّ، والدُ أبي نَصْر الآتي في الكُنَي، إن شاء الله تعالى
*
كان أوَّلا حَنْبَلِيًّا، من أصْحاب أبي الوَفاء ابن عَقيل، ثم انْتقلَ إلى مذهب أبي حنيفة.
وقرأ الكلام، الأصول، علَى خَلَف بن أحمد الضَّرير، المذكور فيما تقدّم، حتى برَع في ذلك.
وكان يذهبُ إلى مذهب الاعتزال، وكان له معرفةٌ تامَّةٌ بمذاهب المتَكلِّمين.
وسمع الحديث من ابن الطُّيورِيّ
(1)
، وغيره.
قال ابنُ النَّجَّار: وما أظُنُّه روَى شيئًا.
مات، رحمه الله تعالي، سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، ودُفِن بـ "مَقْبَرة أحمد"
(2)
.
وكان شيخًا يَعْرفُ علمَ الكلام، وصنَّف فيه مُصنَّفًا، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 341.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 814، والمنتظم 10: 128، وهدية العارفين 1:573.
(1)
المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، المتوفى سنة خمسمائة، والعبر 3:356.
(2)
في المنتظم "بباب حرب".
3005 - الشيخ الفاضل عبد السَّيِّد بن عليّ المطَرِّزِيّ والدُ ناصر، صاحبُ "المغْرب"، الآتي ذكره، إن شاء الله تعالى
*
تفقَّه عليه ابنُه ناصِر.
كذا في "الجواهر".
* * *
3006 - الشيخ الفاضل عبد السَّيِّد الخَطِيبِيّ
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: سُئِلَ عن مَن علَّق الطَّلاق الثَّلاث بتَزَوُّجِها، فقيل: لا يَحْنَثُ عَلَى قَوْلِ الشافعيِّ، رضي الله تعالى عنه، فاخْتاره علَى أنَّه مُجْتَهِدٌ، يُعْتَدُّ به، فهل يسَعه المقامُ معها؟ أم لا؟ فقال: على قول مَشايخِنا العِراقيِّين: نعم، وعلى قَوْلِ الخُراسانيِّين: لا.
ذكره هكذا في "القُنية".
نقله في "الجواهر".
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 342.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 815.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 342.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 816.
باب من اسمه عبد الشكور
3007 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الشّكور ابن مولانا عبد الله بن عبد القادر الدينبُوري
*
ولد سنة 1349 في موضع "خانبُور" من أعمال "رحيم يار خان" من أرض "باكستان".
قرأ مبادئ العلم في قريته، وقرأ القرآن الكريم على مولانا عبد الهادي، والكتب الفارسية على جدّه مولانا عبد القادر، ثم التحق بجامعة قاسم العلوم كوتكي، وقرأ فيها عدّة سنين.
من أساتذته فيها: مولانا المحدّث عبد الرحيم، وأكمل فيها الدراسة العليا، وقرأ الصحاح الستّة فيها، ثم التحق بحافظ الحديث العلامة عبد لله الدرْخَواسْتي، وقرأ عنده كتب التفسير سنة.
وبعد إكمال الدراسة التحق بجامعة خانبُور، ودرّس فيها أربع سنين، وسافر للحجّ سنة 1384 هـ.
كان واعظا بليغا، وخطيبا مصقعا، طبعت مواعظه في مجلّدين.
توفي يوم الجمعة 18 ذي الحجّة سنة 1407 هـ، وصلّى على جنازته العلامة عبد الله الدرْخَواسْتي، وحضرها ألوف من الناس، ودفن في "مقبرة خانبُور".
* * *
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 218 - 323.
3008 - الشيخ الفاضل عبد الشّكور بن عبد الله بن همَّت الرومي، ويعرف بهمَّت زاده
*
صوفي، واعظ.
ولي الوعظ بجامع أيا صوفية.
من آثاره "تفسير القرآن" على طريقة الموعظة.
توفي سنة 1180 هـ.
* * *
3009 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الشَّكور بن عبد الكريم بن الحكيم محمد غوث الترمذي
* *
ولد سنة 1367 هـ في "كمتهلا" من مضافات "كيتهل" من أعمال "كرنان".
وكان مفتيا بـ "خانقاه تهانه بهون".
تلقّى مبادئ العلم في "تهانه بهون"، ثم ارتحل إلى "سهارنبُور"، والتحق بمظاهر العلوم، ثم التحق بدار العلوم ديوبند، قرأ فيها الصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية.
* راجع: معجم المؤلفين 5: 233.
ترجمته في هدية العارفين 1: 573.
* * راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 313 - 313.
من كبار أساتذته: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، رحمه الله تعالى.
وبعد إتمام الدراسة التحق بمدرسة "تهانه بهون"، وكان يدرّس فيها، وبعد تقسيم "الهند" هاجر مع أبيه إلى "باكستان"، وأقام في "ساهيوال" من أعمال"سَرْغُودا"، وبعد مدّة أسّس الجامعة الحقّانية في "ساهيوال"، واشتغل بالتعليم والتدريس والإفتاء والإرشاد، كتب بيده خمسة آلاف فتوى.
وحصلت له الإجازة في السلوك من العلامة ظفر أحمد العثماني، صاحب "إعلاء السنن"، وبعد وفاته بايع على يد المفتي الأعظم محمد شفيع، رحمه الله تعالي، وحصلت منه الإجازة أيضا.
صنّف كتابا نفيسا على سوانح شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، ومن تصانيفه:"هداية الحيران في جواهر القرآن"، و "عقائد علماء ديوبند"، و "تذكرة الظفر"، و "السعي الشكور في أحكام العشور"، و "فيض روحاني أز أولياء رباني"، و "دعوة وتبليغ كي شرعي حيثيت".
توفي 5 شوّال المكرّم سنة 1421 هـ، صلّى على جنازته مولانا مشرّف علي التهانوي، ودفن في مقبرة الجامعة الحقّانية.
* * *
3010 - الشيخ الفاضل عبد الشكور بن الحكيم غلام رسول المرداني، خطيب المسجد الجامع المركزي في "كوئته" "باكستان
" * *
* راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 2: 344 - 346. =
ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد ببلدة "طورو" بمديرية "مردان" بـ "باكستان" يوم 18 شعبان 1337 هـ.
أخذ التعليم الابتدائى عن من بمنطقته من العلماء، والتحق بمظاهر العلوم في شوال سنة 1346 هـ، وابتدأ تلقي العلم بـ "تفسير الجلالين"، و "مشكاة المصابيح"، وغيرهما، وتدرّج في المراحل التعليمية، حتى دخل في الصف النهائي عام 1354 هـ، فأخذ "جامع الصحيح" للإمام البخاري عن الشيخ عبد اللطيف، و "صحيح مسلم" عن الشيخ منظور أحمد، و "سنن أبي داود" عن الشيخ محمد زكريا، و "شمائل الترمذي"، و "شرح معاني الآثار" للطحاوي عن الشيخ عبد الرحمن، ولا زال في الامتحانات السنوية بها بعلامات ممتازة، ونال الجوائز، ثم تصدّر للتدريس والإفادة والمطالعة والقراءة والتأليف والكتابة، وعكف عليها إلى آخر حياته، حيث يذكر الحافظ المقرئ فيوض الرحمن في كتابه "مشاهير علماء" قائلا عن اشتغاله بالعلم: قد انتسب في يوليو 1354 هـ إلى قسم المولوي الفاضل (شهادته تساوي شهادة البكالوريوس) التابع للمدرسة الفتحبورية، وأخذ عن الشيخ محبوب إلهي، والشيخ سعيد أحمد الأكبر آبادي، كما كان الشيخ السيّد كل بادشاه الطوروي ممن يتعلّمون فيها، واجتاز امتحان المولوي الفاضل من جامعة بنجاب في مايو 1355 هـ، ورجع إلى وطنه مع الشيخ السيّد كل بادشاه، ودرس العربية والفارسية في مدرسة "مردان" لمدة من الزمن، واجتاز امتحان المنشي الفاضل من الجامعة هذه عام 1356 هـ، كما تقرّر بصفته مدرّسا عربيا في المدرسة العالية الإسلامية في مدينة "كوئته" في 12 أبريل 1358 هـ، واجتاز امتحان "فاضل بشتو" بالدرجة الأولى من جامعة
= وترجمته في مشاهير علماء ج 2، والتقرير السنوي عن مظاهر علوم من عام 1346 هـ لعام 1354 هـ.
بنجاب بـ "كوئته" في مايو 1361 هـ، فامتحان الأديب الفاضل بالدرجة الثانية من جامعة هذه عام 1362 هـ، فامتحان الماجستير عام 1363 هـ، ثم شغل منصب الخطابة في المسجد الجامع المركزي بـ "كوئته" عاكفا على التدريس والإفادة لمدة طويلة، وبايع الشيخ أحمد علي اللاهوري في مايو 1379 هـ، ثم الشيخ عبد المالك الصديقي النقشبندي عام 1389 هـ بعد وفاته.
مؤلفاته:
1 -
" تفسير الم جزء أول من القرآن الكريم":
قد كان قام الشيخ المترجم بتفسير الجزء الأول من القرآن الكريم مع ترجمته إلى اللغة البشتوية، فهو مما تم اندراجه في المقرّرات التعليمية بـ "بشتو".
2 -
"كلمات في الدين":
هذا الكتاب في أربعة أجزاء ضخمة، الأول في الصلاة والمسائل الضرورية والأدعية، وغيرها، والثاني في التعاليم النبوية، وأركان الإسلام، والثالث في المعجزات النبوية، والرابع في غزوات النبي صلى الله عليه، فبين كلّها بأسلوب واضح.
3 -
"أحكام الإسلام":
ذلك يحتوي على ثلاثة أجزاء، قام بضبطها صاحب الترجمة لصالح طلاب الصفوف الابتدائية، وهى متبعة في المناهج الدراسية، بعد أن وافقت عليها مصلحة التعليم، لـ "بلوجستان" للصف الثالث والرابع والخامس من الصفوف الابتدائية.
4 -
"أنوار القواعد":
قد جاء ضبطه في القواعد الأردية، وكثر نشره.
* * *
3011 - الشيخ العالم الفقيه عبد الشكور بن ناظر علي بن فضل علي الكاكوروي، أحد العلماء المشهورين
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد (لستّ بقين من ذي الحجّة سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف بقرية "كاكوري")، ونشأ بـ "فتحبُور" حيث كان والده محصّلا للخراج من تلقاء الحكومة.
وقرأ المختصرات على مولانا نور محمد الفتحبوري، ثم سافر إلى "لكنو "، وقرأ سائر الكتب الدراسية على مولانا عي القضاة بن محمد وزير الحيدر آبادي، (بين سنة عشر وثلاثمائة وألف وسبع عشرة وثلاثمائة وألف)، ولازمه مدّة طويلة، ثم أخذ الصناعة الطبّية عن الحكيم عبد الولي المرحوم، ثم ولي التدريس بدار العلوم لندوة العلماء، فدرّس بها زمانا، ثم ذهب إلى "دهلي"، وأقام بها مدّة في دار الطباعة لمرزا حيرة، وترجم القرآن الكريم، و "صحيح البخاري" من قبل مرزا حيرة المذكور، ثم رجع إلى "لكنو"، وولي التدريس بالمدرسة الفرقانية لمولانا عين القضاة المذكور، فدرّس بها مدّة من الزمان، واعتزل عنه سنة أربع وثلاثين.
(وانقطع إلى التأليف والمناظرة، والردّ على الشيعة الإمامية، والانتصار لأهل السنّة، والدفاع عن الصحابة، والخلفاء الراشدين، وإثبات الحق، والفضل لهم، ونشر مناقبهم، وإعلان محاسنهم وفضلهم على الإسلام والمسلمين، والردّ على الأهواء والبدع، والعقائد، التي انتشرت في أهل السنّة
* راجع: نزهة الخواطر 8: 271 - 273.
بطول اختلاطهم بالشيعة وحكمهم، ونفوذهم في هذه البلاد مشمّرا في سبيل ذلك عن ساق الجدّ والاجتهاد، معتبرا ذلك أعظم قربة وأفضل جهاد.
يؤلّف، ويناظر، يخطب، ويحاضر، ويكشف اللثام عن عقائد الشيعة ومذاهبهم وآرائهم، وما ذهبوا إليه في كتبهم، التي لا يتوصّل إليها أفراد الناس وعامة العلماء، ولا يعلمها إلا خاصّة الخاصّة، حتى صار في ذلك المفرد في "الديار الهندية"، وفي غيرها.
وانتهت إليه الإمامة في هذا الشأن في عصره، لا يدانيه في الإحاطة بهذا الغرض أحد من معاصريه، إلا أن يكون عند الله علم بذلك.
نفع الله به خلائق لا يحصون بحدّ وعدّ، وأقلع من لا يحصيه إلا الله عن البدع والرسوم المنتشرة في "الهند" بتأثير الشيعة من صنع الضرائح من الورق، التي يسمّونها "تعزيه"، ومن سوء الظنّ بالصحابة، رضي الله عنهم، ومن بسط اللسان فيهم والوقوع في أعراضهم، وتمسّكوا بالعقيدة السنية الخالصة، ورسخ حبّهم والتعظيم لهم في قلوبهم، وأسّس لهذا الغرض مدرسة سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وألف، سماها دار المبلّغين.
هذا مع الورع، وحسن السمت، والتواضع، والاشتغال بخاصّة النفس، وإيثار الانقطاع، وترك التكلّف، ودوام الابتهال، والزهد، والتوكّل، والاشتغال بالذكر، والمراقبة.
كان متوسّط القامة، أقرب إلى القصر، على وجهه سيماء الصالحين، أسمر اللون، شديد السمرة، متخفّفا في اللباس، طارحا للتكلّف، نشيطا قويا في العمل والاشتغال، ودائم البشر، مهيبا، وقورا، لا يتكلّم إلا فيما يعنيه، كثير الصمت والحياء، وكان كلامه فصلا، لا فضول فيه، ولا مبالغة.
بايع الشيخ أبا أحمد البوبالي بن الشيخ خطيب أحمد بن الشيخ رؤوف أحمد المجدّدي، واختصّ به، وداوم على أشغال القوم.
وكان شديد الاعتقاد، عظيم الحبّ والإجلال لشيخ أبيه مولانا عبد السّلام الهنسوي، وهو خال المؤلّف، دائم الذكر، له الحديث عنه ولمشايخه وأئمته.
لا سيّما الإمام الربّاني الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي، وكان دائم الاشتغال برسائله، وقد يدرّسها للخاصّة، وكذلك الشيخ غلام علي النقشبندي الدهلوي، وكان قوىّ الرسخ، جيّد النظر في الفقه، دقيق الفهم للقرآن، دائم الاشتغال به، قد حفظه في كبر سنّه في مدّة قصيرة، وفي الأيام التي قضاها في السجن، وقد كان ذلك لقيامه بحركة مدح الصحابة علنا وجهارا، ومعارضته للحكومة في ذلك، والقانون الذي أصدرته.
ومن أحسن مصنّفاته: "علم الفقه"(في سبعة مجلّدات، وقد انتهى إلى كتاب النكاح، وهو كتاب عظيم، يمتاز بالدقّة والتنقيح) وله ترجمة "أسد الغابة"، وترجمة "تاريخ الطبري"، وترجمة "إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء" (انتهى إلى المقصد الأول، و "مجموعة تفسير آيات الإمامة والخلافة"، تشتمل على اثنتين وعشرين رسالة، وكتاب في سيرة الخلفاء الراشدين، وكتاب في السيرة النبوية، سمّاها "النفحة العنبرية"، و "سيرة الحبيب الشفيع من الكلام العزيز الرفيع".
توفي إلى رحمة الله في السابع عشرة من ذى القعدة سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة وألف.
* * *
3012 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الشكور، رحمه الله تعالى
*
* راجع: مقالات يوسفي 1: 350 - 351.
من خرّيجي خير المدارس بـ "ملتان"، ثم التحق بقسم التخصّص في الفقه الإسلامي بجامعة العلوم الإسلامية علامة بنوري تاون
(1)
، ثم انسلك بالعساكر الحكومية، وبعد مدّة عيّن خطيبا، ثم فارق منها، واشتغل بالتصنيف والتأليف. علماء ديوبند وخدماتهم في علم الحديث ص 343.
* * *
3013 - الشيخ الفاضل عبد الشكور الكشميري، المشهور بتلو كام، من كبار العلماء
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "كشمير"، وقرأ العلم على مولانا حيدر بن فيروز الجرخي، وعلى غيره من الأساتذة، ثم تصدّر للتدريس، فدرّس، وأفاد مدّة عمره.
أخذ عنه ملا محمد أشرف، وخلق آخرون.
(1)
تعتبر هذه الجامعة من أكبر الجامعات الإسلامية العربية في "باكستان" في نشر وإشاعة العلوم الدينية، والثقافة الإسلامية العربية. أسّسها المحدّث الجليل والداعية الكبير السيّد محمد يوسف البنوري رحمه الله في محرّم 1374 هـ، الموافق 1955 هـ، وسماها باسم المدرسة العربية الإسلامية، تواضعا لله جلّ وعلا، وتحرّزا عن الأسماء التي تدلّ على جلالته ومكانة جامعته، وبعد أن توفي سمّيت باسم "جامعة العلوم الإسلامية"، وكانت حرية أن تسمّى بهذا الاسم، ومنذ إنشاءها تؤدّي عملها بنشاط كبير، بفضل أساتذتها الكرام، وتوجد بها جميع أقسام الدراسة من الإعدادي إلى العالي، والتخصّصات في الحديث والفقه والدعوة والإرشاد.
* راجع: نزهة الخواطر 6: 159، 160.
وكان قانعا، عفيفا، لم يأخذ نصيبه من العطايا السلطانية، التى أرسلها عالمغير بن شاهجهان للعلماء إلى "كشمير"، فلم يقبل منها شيئا.
توفي سنة ثلاث عشرة ومائة وألف، كما في "حدائق الحنفية".
* * *
3014 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الشّكور الفينوي، رحمه الله تعالي
*
قرأ مبادئ العلم في المدرسة الفرقانية في قريته، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية، ثم التحق بدار العلوم الحسينية علماء بازار، وقرأ فيها عدّة سنين، وأكمل الدراسة فيها.
ومن زملائه: الأديب الأريب العلامة نور الإسلام، حفظه الله، وبعد إتمام الدراسة التحق بالمدرسة الحسينية، ودرّس بعد عدّة سنين "سنن أبي داود"، و "مشكاة المصابيح"، وغيرها، وبعد مدّة عيّن نائبا الرئيس لها، وعدد تلاميذه لا يحصى.
بايع في السلوك على يد مولانا عبد الحليم، وحصلت له الاجازة منه في الطريقة والسلوك، توفي سنة 2004 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في جوار مسجد الجامعة الحسينية.
* * *
3015 - الشيخ العالم الفقيه القاضي عبد الشكور اللاهوري
،
* راجع: مشايخ فيني ص 161 - 162.
أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول والعربية *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولي القضاء بمدينة "جونبور" في أيام السلطان محمد أكبر بن همايون الكوركاني، فاستقلّ به زمانا، ثم لما قصد السلطان المذكور "إله آباد"
(1)
حضر القاضي في معسكره، فعزله عن القضاء، ونصب مكانه قاضي زاده الرومي، فاعتزل القاضي عن الناس، وعكف على الدرس والإفادة.
وكانت أوقاته موزّعة لأداء النوافل، والأدعية، وتلاوة القرآن، وأمواله مصروفة على الفقراء والمساكين، كما في "منتخب التواريخ".
* * *
3016 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الشكور الديوبندي، المهاجر، المدني
* *
ممن تلمّذ على الإمام أنور شاه الكشميري، المتوفى سنة 1353 هـ.
بعد الفراغ هاجر إلى "المدينة المنوّرة"، وعيّن أستاذا لمدرسة العلوم الشرعية بـ "المدينة المنوّرة"، زادها الله عزا وشرفا.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 5: 246.
(1)
إله آباد: يحدّها من الشرق صوبة "بهار"، والغرب صوبة "آكره"، والشمال "آوده"، والجنوب "باندهو كده"، طولها ستون ومائة ميل، وعرضها عشرن ومائة ميل،
…
ولها عشرة "سركارات"، وسبع وأربعون عمالة. أما "سركاراتها" فهي "إله آباد"، "غازي بور"، "بنارس"، "جون بور"، "جنار كدة"، "كالنج"، "كورا"، "مانكبور". "كده"، "بهته".
* * راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 254.
باب من اسمه عبد الصبور، عبد الصمد
3017 - الشيخ الفاضل المنشئ عبد الصبور بن عبد الغفور
*
بايع على يد حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، رحمه الله تعالى.
وبعد مدّة أجازه في الطريقة والسلوك للإرشاد والتلقين، وذاك في سنة 1348 هـ.
* * *
3018 - الشيخ الفاضل عبد الصَّمد بن إبراهيم بن عبد الملك بن إبراهيم بن مسعود الهِنْدِيّ الدَّلَوِيّ، نِسْبةٌ إلى مدينة "دلو
" * *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو الشيخ الإمام، المحقِّق، المفَنِّن، العلامة، المدقِّق، العالم الكامل، والزاهد العامل، عَيْنُ أعْيان علماء "الهند"، زينُ الدين بن برهان الدين بن زين الدين بن برهان الدين.
اشتغل، وحصَّل، وبَرَع في الفنون، ودرَّس، وأخذ الحديث عن الشيخ افْتخار الدين الحنفي، وقرأ المعْقولات على غير واحدٍ من المحقِّقين.
* راجع: بزم أشرف 286 - 287.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 343.
وقدم "دمشق"، ونزل بـ "الجامع الأُموِيِّ"، وقرأ عليه صاحبُ "الغُرَف العَلِيّة"
(1)
، وحضر قراءَةً عليه جماعةٌ من أفاضل الشاميِّين. وتوجَّه بعد ذلك إلى "مكة المشرفَّة"، صُحْبَةَ الرَّكْب الشامِيّ، والله أعلمُ بعاقبة حالِه.
كذا لَخَّصْتُ هذه الترجمة من "الغُرَف العَلِيَّة".
* * *
3019 - الشيخ الفاضل عبد الصمد بن إسماعيل بن صفى بن نصير الصفوي، الردولوي
*
أحد العلماء المبرّزين في الفقه، والكلام، والعربية.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "ردولي"، وقرأ العلم على والده، وصحبه مدّة من الدهر، حتى برع، وفاق أقرانه.
وكان أكبر أبناء والده، مفرط الذكاء، جيّد القريحة، سريع الإدراك، ولصنوه الصغير عبد القدّوس الكنكوهي مراسلات إليه، يخاطبه بصدر العلماء، بدر الفضلاء، محقّق المعاني، مبيّن الفرقاني، نعمان الثاني، وغير ذلك من الألقاب الشريفة.
* * *
3020 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الصمد بن أحمد المومنْشاهوي
* *
(1)
فهو على هذا من رجال القرن العاشر.
* راجع: نزهة الخواطر 4: 161.
* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 232.
ولد في قرية "جُوكِيركُوبا" من أعمال "مومنْشاهي".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بمظاهر العلوم سهارنبور
(1)
، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، وكتب الحديث.
ومن أساتذته: عبد اللطيف، وغيرهم من المحدّثين العظام، رحمهم الله تعالى.
وبعد إكمال الدراسة العليا رجع إلى وطنه المألوف، والتحق بأشرف العلوم بَالِيَا، وكان يدرّس فيها كتب الحديث والتفسير والفقه.
* * *
3021 - الشيخ الفاضل عبد الصَّمد بن زُهير بن هارون بن موسى بن عيسى بن أبي جَرَادَةَ العُقَيْلِيّ الحلبِيّ
*
(1)
تقع هذه الجامعة في مدينة "سهارنفور"، التي قام بتأسيسها الشيخ سعادت الله علي الفقيه السهارنفوري في غرّة رجب المرجّب عام 1283 هـ، الموافق للتاسع نوفمبر عام 1866 م. أسّست بعد أشهر من تأسيس دار العلوم بـ "ديوبند". وسلكت هذه الجامعة مثل دار العلوم ديوبند مسلك حجّة الإسلام الشيخ محمد قاسم النانوتوي، وزميله المحدّث الكبير الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، فلذا يلقّب كلّ من تلقّى العلوم من هاتين الجامعتين بأنه ديوبندي المسلك، وبدأ فيها دورة الحديث عام 1361 هـ.
أخذت هذه الجامعة أيضا نصيبا وافرا من حسن السمعة والقبول، وإقبال الطلاب إليها، فأنجبت رجالا نبغوا في العلوم النقلية والعقلية معا. فقاموا بالتدريس، ونشر العلوم الشرعية، لا سيّما علوم الحديث.
* راجع: الطَّبَقات السَّنِيَّة 4: 343. وترجمته في الجواهر المضية برقم 817.
كانتْ وِلادتُه في حُدود العشرين وثلاثمائة.
ذكره التميمى في "طبقاته"، وقال: وكان حسنَ النَّقْل والضَّبْط، جَيِّدَ الفَهْم والخَطِّ، قَيِّمًا بمذهب أبي حنيفة، رضي الله تعالى عنه.
وقال في "تاريخ الإسلام"، سمع بـ "مكة" من أبي سعيد الأعْرابِيّ، وعاش دَهْرًا، أدْرَكَه أبو نَصْر السِّجْزِيّ بـ "حلب"، وأرَّخ وفاته، سنة اثنتين وأربعمائة، بـ "حلب". رحمه الله تعالى.
* * *
3022 - الشيخ الفاضل عبد الصمد بن محمد صفدر السلهتي، رحمه الله تعالى
*
ولد سنة 1293 هـ في قرية "بنى كرام" من مضافات "كَنَائ غَات" من أعمال "سلهت" من أرض "بنغلاديش".
تلقّى مبادئ العلم في مدرسة رائبُور، ثم التحق بمدرسة عبد الرب بـ "دهلي"، وقرأ على أساتذتها الكبار كتب العلوم والفنون الدراسية، وقرأ كتب الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية على العلامة عبد الجلى وغيره من المحدّثين الكبار.
وبايع في الطريقة والسلوك على يد حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، ثم رجع إلى وطنه الأليف، ودرّس في عدّة مدارس، ثم التحق بالمدرسة العالية سلهت، ثم عيّن صدر المدرّسين في مدرسة غاسْبَاري من أعمال "سلهت".
توفي سنة 1371 هـ، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 217.
3023 - الشيخ الفاضل عبد الصمد بن عبد الربّ البيشاوري، أحد أذكياء العصر
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: قرأ الكتب الدراسية، ومارس في العلوم، وبرع في الأدب والحديث والفقه والأصول والمنطق، وسافر إلى "بوبال"، فاستخدمه نواب صدّيق حسن القَنُّوجي لتصحيح الكتب المصنّفة له.
مات لعشر خلون من شوّال سنة سبع وتسعين ومائتين وألف في "بوبال"، وله نحو أربعين سنة.
* * *
3024 - الشيخ الفاضل المولى عبد الصمد بن عبد المجيد الكُمِلائي
* *
ولد سنة 1300 هـ في قرية "جَنْغِيني" من مُضَافَات "قصوا" من أعمال "جاندبور" من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم على أبويه، ثم سَافَر إلى دار العلوم ديوبند
(1)
، والتحق بها.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 295، 296.
* * راجع: مشايخ كملا 2: 44.
(1)
كانت مدرسة دار العلوم بمدينة "ديوبند" الواقعة على بعد مائة ميل من العاصمة "دهلي"، مركزا للحركات العلمية والدينية في شبه القارة الهندة الباكستانية بأكملها، وكان يطبق نظامها التعليمي في جميع المدارس الدينية في == ذلك
وبعد فاتحة الفراغ رجع إلى وطنه الأليف، وأسّس مدرسة دار العلوم في فَيِلْ غَاسا.
من تلاميذه: المولى عبد الغني، والمولى ظهير الإسلام، رحمهما الله تعالى. توفي سنة 1373 هـ.
* * *
3025 - الشيخ الفاضل عبد الصمد بن عبد الملك بن عليّ بن أحمد بن موسي
،
= الحين، اللّهم إلا القليل منها، ومدرسة دار العلوم هذه هي مدرسة تلاميذ الشيخ أحمد السرهندي، الملقّب بـ مجدّد الألف الثاني، وهي كذلك مدرسة تلاميذ الشاة ولي الله وأولاده، ومن كبار مؤسّسيها أمير المجاهدين حجّة الإسلام الشيخ محمد قاسم النانوتوي، والإمام الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، قائد حركة المجاهدين، وهي مدرسة مسئولة عن المجاهدين في ميدان القتال ضدّ قوى الكفر من السيخ والإنجليز، ومسؤلة عن الدعوة والإرشاد في "الهند"، والتصدّى لأيّ هجوم عدواني على الدين الحنيف، وكذلك فقد قامت بإعداد الشخصيّات الفذّة من أبنائها العلماء المجاهدين، الذين قهروا جيوش الأعداء، كما حفلت البلاد بكثرة مؤلّفاتهم ومصنّفاتهم، التي استضاءت بنورها بلاد الهند، فحاربوا البدع والخرافات، وأقاموا المناظرات والمجادلات المجابهة المفسدين والمضلّلين داخل البلاد وخارجها، وبذلك كسبت مدرسة دار العلوم كلّ احتياجات الدعوة بأهل البلاغ والإرشاد، مما أدّى إلى إبراز دورها الجديد في البلاد في تكوين الأسس الحاضرية والثقافية في جميع المجالات العلمية والمدنية للمسلمين، إذ أنها تشبه الأزهر الشريف في شبه القارّة، حيث لا نجد أيّ حركة من الحركات النضالية ضدّ الكفر، إلا وقد أقامها أبناء هذه المدرسة ومؤسّسها.
أبو سعيد *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو من أهل "نَيْسابور"، سمع بها، وحدَّث بشيء يسيرٍ.
قال السَّمعانِيّ في حَقِّه: رجل مشهور، نَبيلٌ، ثِقةٌ، من أصحاب أبي حنيفة.
ورَد "بغداد"، حاجًا، فمرِض، ومات بها قبلَ خُروجه إلى الحجّ، في تاسع عشر شوَّال، سنة خمس وثمانين وأربعمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
3026 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الصمد بن عبد الواحد المومنشاهوي
* *
ولد سنة 1340 هـ في قرية "كَتْلاشِن" من أعمال "مومنْشَاهي".
قرأ مبادئ العلم على والده، ثم التحق بالمدرسة العالية بـ "كَتْلاشِن"، ثم بالمدرسة العالية كلكته، وقرأ فيها الصحاح الستّه، وغيرها من الكتب الحديثية، وقرأ فاتحة الفراغ سنة 1366 هـ.
وبعد إتمام الدراسة التحق مدرّسا بالمدرسة العالية كَتْلاشِن، ثم عيّن رئيسا لها.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 344.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 818.
* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 232.
3027 - الشيخ الفاضل عبد الصمد بن عليّ، أبو نُعَيْم، الشِّيائِيّ، نِسبةٌ إلى "شِيا"، قَرية من قُرَى "بُخارَى"، لا إلى القبيلة المشهورة
*
قال السَّمعانِيّ: كان فقيها، صالحا.
سمِع أبا شُعَيْبْ صالح بن محمد السِّنْجارِيّ، وأبا القاسم علي بن أحمد الخُزاعِيّ.
وذكره الذَّهبي، في باب الشِّيائِيّ، وقال: شيخُ الحنفية.
مات، رحمه الله تعالى سنة أربع وأربعمائة
(1)
.
* * *
3028 - الشيخ العالم الفقيه عبد الصمد بن غالب حسين الحسيني السهسواني، أحد الفقهاء الحنفية
* *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 344.
وترجمته في الأنساب 342، والجواهر المضية برقم 819، واللباب 2: 36، والمشتبه 346، ومعجم البلدان 3:345.
وفي النسخ خطأ: "الشيباني، نسبة إلى شيبان". ولعلّه وهم من المؤلّف، حيث قال بعد ذلك:"لا إلى القبيلة المشهورة".
(1)
انظر: الجواهر المضية 2: 247، وحاشيته.
* * راجع: نزهة الخواطر 8: 273.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "سهسوان"، وسافر للعلم إلى "بدايون"، وقرأ أكثر الكتب الدراسية على الشيخ عبد القادر بن فضل رسول العثماني، وبعضها على غيره من العلماء، وكان حفظ القرآن الكريم، ثم اشتغل بحفظ "صحيح البخاري"، فحفظ معظمه، ولم يزل باذلا جهده في ذلك إلى أن توفي.
وكان على مسلك شيخه في الخلافيات، شديد التعصبّ على مخالفيه، ولكنّه قليل البذاءة عليهم، حسن المعاشرة، ذا بشاشة للناس، ليّن الكنف، رأيته غير مرّة ببلدة "فتحبور"، يأتى على مسترشديه، وكان يسكن في "بهبوند" من أعمال "إتاوه".
مات بها سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف.
* * *
3029 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الصمد البنكلوري، رحمه الله تعالى
*
تخرّج على العلامة أنور شاه الكشميري، المتوفى سنة 1353 هـ.
* * *
3030 - الشيخ الفاضل عبد الصمد العثماني، الجونبوري، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول
* *
* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 258.
* * راجع: نزهة الخواطر 6: 160.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: قرأ على عمّه محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري، ولازمه زمانا، حتى برع، وفاق في كثير من العلوم والفنون، ثم سار إلى "دهلي"، وشارك العلماء في تصنيف "الفتاوى الهندية"، ثم ولي القضاء في بلدة من بلاد "الدكن"، واستقلّ به زمانا، ثم نقل إلى "لكنو"، وأقام بها ثماني سنوات، وأقطعه السلطان قرى متعددة.
مات لثلاث بقين من رجب في بلاد "الدكن"، فنقل جسده إلى قرية "سوكلاي"، ودفن بها في حديقة القاضي، كما في "باغ بهار".
* * *
3031 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الصمد المومنشاهوي
*
ولد في "كِشُورْغَنْج" من أعمال "مومنْشَاهي" من أرض "بنغلاديش"
(1)
.
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 215.
(1)
ويقال لها بنكاله، بفتح الموحّدة، وسكون النون، وكاف فارسية، وألف ولام مفتوحة، بلاد متسّعة من أرض "الهند"، يحدّها من الشرق سلسلة الجبال، ومن الغرب "بهار" و "أريسه"، ومن الشمال أيضا سلسلة الجبال، ومن الجنوب البحر الملح، وطولها أربعمائة ميل، وعرضها مائتا ميل، والأنهار المشهورة بها:"كنكا" و "برهم بتر"، وهي إقليم الأرز، والعقاقير، والفانيذ، والموز، والأنبج، وورق التنبول، ومن غرائبه رخص، وسعة، ومنافع ومتاجر، قد جاور البحر، وشقّه النهر، وله سهل، وزرع، ويزرعون الأرز فيه في السنة ثلاث مرّات، إلا أن مائه ردي، وهواءه رطب، وأكلهم الأرز، ولبسهم الأرز، شتاء خسيس، وصيف بغيض. قال ابن بطوطة المغربي في "كتاب الرحلة": إنها بلاد مظلمة، =
قرأ مبادئ العلم في مدرسة تُوْتِيرصَرْ، ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، وكتب الصحاح الستة، وغيرها من الكتب الحديثية.
من كبار أساتذته: الإمام أنور شاه الكشميري، صاحب "فيض الباري في شرح صحيح البخاري".
درّس في الجامعة الإسلامية كِشُوركَنْج، ثم في المدرسة العالية هَيْبَتْ نَغَر.
كان عالما كبيرا، ورعا، تقيا، نقيا، له خبرة تامة في كتب العلوم والفنون.
توفي سنة 1364 هـ.
* * *
= يسمّونها أهل "خراسان". دوزخ بُر نعم، أي جهنم ملأي بالنعم. قال: رأيتُ الأرزّ يباع في أسواقها خمسة وعشرين رطلا دهلية بدينار فضّي، والدينار الفضّي هو ثمانية دراهم، ودرهمهم كدرهم النقرة سواء، والرطل الدهلي عشرون رطلا مغربية، وسمعتهم يقولون: إن ذلك غلاء عندهم.
باب من اسمه عبد العزيز
3032 - عبد العزيز بن أحمد بن محمد البُخارِيّ، الإمام العلامة
*
كان إماما بارعا في الفقه والأصول.
تفقَّه على الإمام محمد المايْمَرْغِيّ.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وله مُصَنَّفاتٌ مفيدة، منها:"شرح أصول الفقه" للبَزْدَوِيّ، و "شرحُ أصول الأخْسِيكَثِيّ"، وصنع كتابا على "الهداية" بسُؤال قِوام الدين الكاكِيّ له، حين اجْتمع به في "تِرْمِذَ"، وتفقَّه عليه، على ما يأتي في ترجمة قِوام الدين
(1)
، وصلَ فيه إلى النِّكاح، واخْتَرَمَتْه المنِيَّةُ
(2)
دُونَ بلوغ الأُمْنِيَّة. رحمه الله تعالى.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 345.
وترجمته في تاج التراجم 35، والجواهر المضية برقم 820، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده، صفحة 120، والفوائد البهية 94، 95، وكتائب أعلام الأخيار برقم 507، وكشف الظنون 1: 112، 395، 2:1849.
(1)
أي: في الكاكي، من الأنساب.
(2)
سنة ثلاثين وسبعمائة.
قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية": قد طالعت شرحه لـ "أصول البزدوي"، أوله: الحمد لله مصوّر النسم في شبكات الأرحام، ذكر صاحب "الكشف" أنه أعظم الشروح، وأكثرها إفادة وبيانا، وسماه "كشف الأسرار"، وهو كما قال، فإنه مشتمل على فوائد، خلت عنها الزبر المتداولة، ومتضمّن لتحقيقات وتفريعات، لا توجد في الشروح المتطاولة، وطالعت أيضا "شرح المنتخب الحسامي"، واسمه "غاية التحقيق"، أوله: الحمد لله الذي مهّد مباني الإسلام، صنّفه بعد الفراغ عن "الكشف"، وهما كتابان معتبران عند الأصوليين، وعليهما اعتماد أكثر المتأخّرين، وأرّخ صاحب "الكشف" وفاته عند ذكر شروح "المنتخب" سنة ثلاثين وسبعمائة.
* * *
3033 - الشيخ الفاضل عبد العزيز
(1)
بن أحمد بن نصر بن صالح الحَلْوانِيّ
*
الملقَّب شمس الأئمة،
من أهل "بُخارَى"، إمامُ أصحاب أبي حنيفة في وقْتِه.
(1)
في تاريخ وفاته خلاف. انظره في حاشية الجواهر المضية 2: 430.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 345.
وترجمته في الأنساب 173 ظ، وتاج التراجم (ح ل و) 10، 96، وتبصير المنتبه 2: 511، والجواهر المضية برقم 821، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده، صفحة 70 والفوائد البهية 95 - 97، والقاموس (ح ل و)، وكتائب أعلام الأخيار برقم 241، وكشف الظنون 1: 46، 568، 2: 1224، 1580، 1999، واللباب 1: 311، والمشتبه 244، وهدية العارفين 1: 577، 578. وانظر: الإكمال 3: 30، 111، وتعليم المتعلم 17، 39.
حدَّث عن أبي عبد الله غُنْجار البُخارِيّ.
وتفقّه على القاضي أبي على الحسين بن الخَضرِ النِّسفِيّ.
روَى عنه أصحابه؛ مثل أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس الأئمة السَّرْخَسِيّ، وبه تفقَّه، وعليه تخرَّج وانْتفع، وأبي بكر محمد بن الحسن بن منصور النَّسَفِي، وأبي الفضل بكر بن محمد بن على الزَّرَنْجَرِيّ، وهو آخر مَن روَى عنه، وتفقَّه عليه أيضا عبد الكريم بن أبي حنيفة الأنْدَقِيّ.
وحدَّث بـ "شرح الآثار" عن الطَّحاوِيّ، فسمِعه منه تلميذُه بكر بن محمد الزَّرَنْجَرِيّ، وحدَّث به عنه.
ومن تصانِيفه: "المبسوط".
تُوُفِّي، رحمه الله تعالي، سنة ثمان أو تسع وأربعين وأربعمائة
(1)
، بـ "كَشَّ". وحُمِل إلى "بُخارَى"، فدُفِنَ بها.
قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية": أرّخ القارئ وفاته سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، وقال: حدّث عن أبي شعيب صالح بن محمد بن صالح بن شعيب. ومن تصانيفه: "المبسوط"، وله "كتاب النوادر"، نقل منها في
(1)
عدّه ابن كمال باشا أحمد بن سليمان الرومي في رسالة وقف البنات من المجتهدين في المسائل، التي لا رواية فيها عن صاحب المذهب، الذين لا يخالفون صاحب المذهب، لا في الفروع، ولا في الأصول، وإنما يستنبطون الأحكام في المسائل، التي لا نصّ فيها، وتبعه كثير ممن جاء بعده، وذكر أخي جلبي يوسف بن جنيد التوقاني الرومي في حواشي "شرح الوقاية" المسمّاة بـ "ذخيرة العقبي" أنه من المجتهدين، ثم اعترض بأنه لو كان من المجتهدين لما جاز له تبعية غيره، ثم أجاب عنه بأن عدم الجواز ممنوع، كيف؟ وقد روي عن الإمام الأعظم جواز تقليد المجتهد لمن هو أعلم منه، ولإنْ سلم فإنما هو في المجتهد المطلق كالشافعي، ومالك، وشمس الأئمة ليس كذلك، كذا ذكره الأستاذ. انتهى.
"الفتاوى الصغرى". انتهى. وفي "الإكمال في أسماء الرجال" للحافظ
(1)
على بن هبة الله الشهير بابن مكولا: أما الحلاوي بالحاء المهملة، فهو أبو أحمد عبد العزيز بن أحمد الحلاوي، إمام أهل الرأي في وقته بـ "بخارى"، وأخرج إلى "كش" في آخر عمره، فمات بها، وأعيد إلى "بخارى"، ودفن بها، حدّث عن الحجازي، وأبي سهل أحمد بن محمد بن مكّى الأنماطي، وغيرهم، وسمع منه جماعة. وفي "أنساب السمعاني": الحلواني بفتح الحاء، نسبته إلى عمل الحلواء وبيعه، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن نصر الملقّب بشمس الأئمة، تفقّه على القاضي الحسين بن خضر النسفي، وروى عنه أصحابه، مثل أبي بكر محمد ابن أحمد بن أبي سهل السرخسي، وأبي بكر محمد بن الحسين بن منصور النسفي، وأبي الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري، وهو آخر من روى عنه، وتوفي سنة ثمان أو تسع وأربعين بـ "كش"، ودفن بـ "كلاباذ"، وزرت قبره، وذكره أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ في "معجم شيوخه"، فقال: ومنهم: شمس الأئمة أبو محمد الحلواني، شيخ عالم بأنواع العلوم، معظم للحديث وأهله، ولم أشكّ أنه صاحب حديث في الباطن، إن شاء الله تعالي، من تعظيمه للحديث، غير أنه يفتي على
(1)
هو الإمام الأمير أبو نصر علي بن هبة الله علي بن جعفر البغدادي، مولده في شعبان سنة 422 هـ بقرية "عكبرا"، وسمع بـ "دمشق"، و "خراسان"، و "ما وراء النهر"، و "الجزيرة"، و "السواحل"، ولقي الحفاظ والأئمة، وحدّث عنه جماعة، منهم: شيخه أبو بكر الخطيب البغدادي، قال الديلمي في "الطبقات": كان حافظا متقنا، لم يكن في زمانه بعد الخطيب في علوم الحديث أفضل منه، وكان قد سافر نحو "كرمان"، ومعه مماليكه الأتراك، فقتلوه، وأخذوا ماله سنة 475 هـ. وقيل: في سنة 486 هـ، وقيل: سنة 487 هـ، وقيل: سنة 489 هـ. له "كتاب الإكمال"، و "كتاب الوهم"، وغير ذلك، كذا في "سير النبلاء" للذهبي، وفيه بسط في ترجمته، فمن شاء الاطلاع عليه، فليرجع إليه.
مذهب الكوفيين، سمع أبا إسحاق الرازي، وإسماعيل بن محمد الزاهد، وعبد الله بن محمد الكلاباذي، وجماعة، ومات بـ "كش" في شعبان سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، غير أنه يتساهل في الرواية، كان أخرج إليّ أصوله، وكان من جملة ما دفع إليّ أمالي بخطّ القاضي أبي علي النسفي، مما أملاها بـ "بخارى"، لم يكن فيها سماعه، فأمرني أن أخرج له منها، وقد سمعت أماليه كلّها، فالتزمت أن لا أخرج له منها، إلا أن أرى سماعه فيها، أو يكون مكتوبا عن شيوخه. انتهى ملخّصا. وفي "سير أعلام النبلاء" للذهبي: الشيخ الإمام العلامة، رئيس الحنفية، شمس الأئمة الأكبر، أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن نصر بن صالح البخاري الحلواني، بفتح الحاء وبالمدّ، إمام أهل الرأي بتلك الديار، تفقّه على أبي على الحسين ابن خضر النسفي، وحدّث عن عبد الله بن الحسين الكتاب، وأبي سهل أحمد بن محمد بن مكّي الأنماطي، ومحمد ابن أحمد غنجار الحافظ وجماعة، وصنّف التصانيف، وتخرّج به الأعلام، أخذ عنه شمس الأئمة السرخسي، وفخر الإسلام علي بن محمد بن الحسين البزدوي، وأخوه صدر الإسلام أبو اليسر محمد بن محمد بن محمد، والقاضي جمال الدين أبو نصر أحمد بن عبد الرحمن، وشمس الأئمة أبو بكر محمد بن على الزرنجري، وآخرون، سماهم أبو العلاء. وقال: مات بـ "بخارى" في شعبان سنة ستّ وخمسين وأربعمائة. انتهى. وفي "تعليم المتعلّم" لبرهان الإسلام الزرنوجي
(1)
كان أحمد بن نصر بن صالح والد
(1)
هذا صريح في أن نسبة الحلواني إلى الحلواء، وعلم مما مرّ أنه سواء كان بالنون، أو بالهمزة، مفتوح الحاء، نسبة إلى بيع الحلواء. وما قال أخي جلبي في منهيات "ذخيرة العقبي": الحلواني بضم الحاء المهملة، وسكون اللام، آخره نون بعد الألف، اسم بلدة، وقد أورده المصنّف، وصاحب "الهداية" في أول باب الوظائف، حيث قال إلى عقبة حلوان، وصرّح شارحها بأنه اسم بلدة. انتهى. ففيه نظر، أما أولا: فلأن ضبط النسب ليس مما يسمع بالعقل، بل لا بدّ فيه من النقل، =
.......................................................................
= ولم يذكر هو على ما ضبطه سندا، فلا يكون معتمدا. وأما ثانيا: فلأنهم اختلفوا في ضبط نسبة صاحب الترجمة على مسلكين، فمنهم: من ضبط الحلوائي بالهمزة، ومنهم: من ضبط الحلواني النون، لكن نصّ كلّ منهما على فتح الحاء، فالضبط بضمّها مع النون خارج عن البين. وأما ثالثا: فلأن حلوان بالضمّ الذي ذكره صاحب "الوقاية" وصاحب "الهداية" في باب الوظائف إنما ذكراه في تحديد سواد عراق العرب، حيث قال: صاحب "الوقاية": أرض العرب وما أسلم أهله أو فتح عنوة، وقسم بين جيشنا و "البصرة" عشرية. والسواد، وما فتح عنوة، وأقرّ أهله عليه، أو صالحهم خراجية. قال شارحها صدر الشريعة أرض العرب ما بين "العذيب" إلى أقصى "حجر" باليمين بمهرة إلى حدّ "الشام"، و "سواد عراق العرب"، ما بين "العذيب" إلى "عقبة حلوان"، ومن الثعلبية. ويقال: من "العلث" إلى "عبادان". انتهى. وقال صاحب "الهداية": أرض العرب كلّها أرض عشر، وهي ما بين "العذيب" إلى أقصى "حجر" باليمين بمهرة إلى حدّ "الشام"، والسواد أرض خراج، وهو ما بين "العذيب" إلى "عقبة حلوان"، ومن"الثعلبية". ويقال: من "العلث" إلى "عبدان". انتهى. وقال العيني في "شرحها": السواد أرض خراج، أى أرض "سواد العراق"، أي قراها، به صرّح التمرتاشي، وهو أي السواد ما بين "العذيب" إلى "عقبة حلوان"، بضمّ الحاء اسم بلد. قال الأنزاري: المراد من السواد المذكور هو "سواد الكوفة"، هو "سواد العراق"، وحدّه من"العذيب" إلى "عقبة حلوان" عرضا، ومن "العلث" إلى "عبادان" طولا. انتهى. وفي "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي "حلوان" مذكور في حدّ "سواد العراق" بضم الحاء، وإسكان اللام، قال الإمام الجازمي في "المؤتلف والمختلف": حلوان البلد المعروف، هو آخر جهة السواد، مما يلي المشرق، نسب إلى حلوان بن عمران بن قضاعة، لأنه بناه. انتهى. فهذا كلّه يشهد بأن حلوان المذكور في باب الوظائف بلدة من بلاد "سواد العراق"، ومن المعلوم أن شمس الأئمة الحلواني ليس من العراق والعرب، بل هو معدود عند الكلّ من فقهاء "بخارى"، فلا يمكن أن تكون نسبته إلى البلدة المذكورة، وبه ظهر خطأه في باب الوظائف، حيث ذكر أن "حلوان" اسم بلد، =
الشيخ الأجلّ شمس الأئمة الحلواني فقيرا، يبيع الحلواء، وكان يعطي الفقهاء من الحلواء، ويقول: ادعوا لابني، فببركة جوده واعتقاده وشفقته وتضرّعه لله نال ابنه ما نال. انتهى.
* * *
3034 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن إسماعيل بن يعقوب اللكنوي، أحد الأفاضل الماهرين في الصناعة الطبّية
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: قرأ الكتب الدراسية على شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم الأنصاري اللكنوي، وعلى غيره من الأساتذة، وقرأ الكتب الطبّية على جدّه الحكيم يعقوب، وعمّه إبراهيم، ثم صرف عمره في
= ثم كتب عليه منهيته، ينسب إليه شمس الأئمة الحلواني من المجتهدين انتهت. وبالجملة فكون حلوان بضم اسم بلد مسلّم، لكن نسبة شمس الأئمة الحلواني إليه خصوصا إلى حلوان المذكور في باب الوظائف غير مسلّم، ويكفي في هذا الباب كلام صاحب "الأنساب"، فإنه ذكر أولا الحلواني، وقال: إنه بضمّ الحاء المهملة وسكون اللام، في آخره نون، نسبة إلى بلدة "حلوان"، هي آخر "سواد العراق" مما يلي الجبال، ثم ذكر جماعة من المنتسبين إليها، ثم قال: وحلوان قرية من أعمال "مصر"، قيل لها: حلوان، لأنه بناها حلوان بن عمران، ثم ذكر الحلواني بفتح الحاء المهملة، وسكون اللام، هذه النسبة إلى عمل الحلواء وبيعه، المشهور بهذه النسبة أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن نصر بن صالح الحلواني، شمس الأئمة، من أهل "بخارى"، إمام أهل الرأي بها في وقته. انتهى. فاحفظه، واغتنم.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 274 - 275.
الدرس والإفادة، حتى اشتهر ذكرُه، وبعد صيتُه، وفاق الأقران في الفنون النظرية، قرأت عليه طرفا من "كليات القانون" للشيخ الرئيس، وكان صالحا، ملازما للصوم والصلاة، ووفّقه الله سبحانه بالحجّ والزيارة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف.
وله رسالة في إبطال حس جوهر الدماغ، ردّ فيها على معاصره الحكيم عبد المجيد بن محمود الدهلوي، وله رسالة في مبحث الطاعون، عزاها إلى ولده عبد الرشيد.
مات بالفالج ليلة الجمعة لإحدى عشرة بقين من شوّال سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف بـ "لكنو"، فدفن بمقبرة أسلافه.
* * *
3035 - الشيخ الفاضل مولانا عبد العزيز بن الحاج إسماعيل الفيصل آبادي
*
ولد ثالث ذي القعدة سنة 1348 هـ في قرية "أوغي". من مضافات "فيصل آباد" من أرض "باكستان".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بمدرسة قاسم العلوم بَهاوَلْنَغَر، ثم بالمدرسة العربية رائبُور، ثم بخير المدارس جالندهر، ثم التحق بمدرسة خير العلوم خيربُور، ثم اتصل بخير المدارس بـ "ملتان"
(1)
، وقرأ فيها فاتحة الفراغ سنة 1366 هـ.
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 330 - 333.
(1)
تقع هذه الجامعة في مدينة "ملتان"، أسّسها المحدّث الشهير العلامة الكبير الشيخ خير محمد الجالندهري، قدَّس سرّه في 1349 هـ بـ "جالندر" قبل انقسام =
من أساتذته: العلامة خير محمد الجالندهري، رحمه الله تعالى.
بايع في الطريقة على يد أستاذه العلامة خير محمد الجالندهري، وحصلت له الإجازة منه، وبعد وفاته اكتسب الفيوض والبركات من العلامة شمس الحق الأفغاني، رحمه الله تعالي، وحصّل منه الإجازة أيضا، والتحق بمدرسة إشاعة العلوم بَهاوَلْنَغَر، ودرّس فيها إلى أن وافاه الأجل المحتوم.
توفي ليلة يوم الخميس 15 صفر 1424 هـ، وصلَّي على جنازته يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة، ودفن في مقبرة "بهاولْنَغَر".
* * *
3036 - الشيخ المفتي عبد العزيز بن الشيخ بشير أحمد الرائبوري
*
مدير جامعة مظاهر العلوم سهارنبور سابقا.
ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: كان أبوه الشيخ بشير أحمد من أخصّ خدم الشيخ عبد القادر الرائبوري.
قد استوطن بلدة "رائبور" للسعادة بالإقامة في الزاوية الرحيمية، وكان إماما وخطيبا في المسجد الجامع بـ "رائبور".
= "الهند"، وبعد أن انقسمت "الهند" إلى دولتين، وأسّست "باكستان" نقلت الجامعة إلى مدينة "ملتان" باكستان، وبدأ فيه القسم العالي (دورة الحديث) في 1366 هـ.
* راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 2: 409 - 414.
ولد الشيخ عبد العزيز في ذي الحجّة 1347 هـ، حفظ القرآن الكريم، وأخذ مبادئ العلم من أبيه، وقدم جامعة مظاهر العلوم في شوال 1367 هـ، والتحق بها، وشرع في تلقي العلم بـ "الكافية"، و"هداية النحو"، و"بحث فعل"، وتدرج فى إكمال المنهج النظامي، حتى تخرّج فيها في شعبان 1373 هـ، فقرأ "جامع البخاري" على الشيخ محمد زكريا، و"صحيح مسلم" على الشيخ منظور أحمد خان، و"جامع الترمذي" على الشيخ المفتي سعيد أحمد، و"سنن أبي داود"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على الشيخ أسعد الله.
وبعد التخرّج ذهب إلى "كانبور" سنة 1374 هـ على مشورة الشيخ محمد زكريا، ومكث هنا سنة، يدرس بها "شرح الوقاية"، و"نور الأنوار"، و"هداية النحو"، وغيرها من الكتب الدراسية، ويطالع الكتب الفقهية المبدئية برعاية الشيخ المفتى عمود الحسن الكنكوهي، كما انتسب إلى جامعة مظاهر العلوم مرة ثانية في شوّال 1375 هـ، وقرأ كتب الفنون، ثم ولي التدريس بها على مرتب أربعين روبية شهريا في شوال 1376 هـ، وحدّدت له أوقات الفراغ من التدريس لدار الإفتاء بها، وقضى طول سنة 1381 هـ في زاوية "رائبور"، يشتغل بالأذكار والأوراد تحت ظلال تربية الشيخ عبد القادر الرائبوري، وبعد ما عاد منها عام 1382 هـ تصدّر كالسابق للتدريس والإفادة وتسجيل الفتيا، حيث درس عام 1383 هـ "تفسير الجلالين" أول مرة، وبعد أن قام بتدريسه لأعوام طويلة درس "تفسير البيضاوي" مرة أولى سنة 1390 هـ، ثم عين أستاذ الحديث عام 1391 هـ، وأسند إليه تدريس "مشكاة المصابيح" في المرة الأولى، فظلّ يدرّسه لمدة خمس سنين متواصلة، ثم انتخب أستاذ دورة الحديث الشريف في شوّال 1396 هـ، وأسند إليه تدريس "سنن النسائي"، وغيرها من الصحاح.
كما مرّ أنه أنشأ علاقته الروحانية بالشيخ الشاه عبد القادر الرائبوري، ولكنه بعد أن توفي يوم 14 ربيع الأول 1382 هـ قد سلّم نفسه إلى الشيخ محمد زكريا كلّيا، ووضع يده في يده في سبيل الإصلاح والتزكية والإرشاد، فرعاه الشيخ محمد زكريا كلّ الرعاية، وعني به غاية العناية إكراما لانتسابه إلى الشيخ الرائبوري، ولا زال يقول له مؤكّدا بالاقتفاء على آثار المشايخ والتمسّك بهديهم.
حيث اشتكى له مرة من إدارة مظاهر العلوم في تقسيم الدروس، فرفعه إلى الشيخ محمد زكريا، فقال له فِى توجيهاته الذهبية: إنما تتمتع به نفس الشيخ عبد القادر ومعاصريه أيضا، ويعترف به الناس جميعا هو التواضع، ونكران الذات، فليهتمّ من تتعلق قلوبهم بـ "رائبور" علاقة ودية وصلة خاصّة بهذه الصفة الحميدة، وليعنوا بها فائق العناية، فانا أقول لكما المفتي عبد العزيز والمفتي عبد القيّوم مؤكّدا لكوني أتصل بـ "رائبور" كلّ الاتصال، أحلّوا لحديث: من تواضع لله رفعه الله محلا في بواطنكما، وإنما هو على ألسنتنا جميعا، (مكتوب الشيخ تحريرا: غرة ذي القعدة في 1388 هـ)، كما أنه رآه مرجعا، وقدوة له دائما، ورجع إليه في جميع قضاياه من الفردية أو الجماعية ومن المدرسية أو الشخصية، وحظي بإرشاده وتوجيهه، فذات مرة بدا له أن يهاجر إلى "باكستان" ببعض دوافع عائلية حملته إلى ما رام، فاستشاره عاجلا، وأعرب عما في نفسه برسالة منه بألفاظ آتية: لا تميل قريحتي شيئا إلى أن أغادرها إلى "باكستان"، فإذن تقع الفرقة بيني وبين مشايخي للدوام، وذلك لن أتحمله أبدا، فإني سررت جدا من إشارتكم، بأنها توافق ما في نفسي، وإلا فإنما عليّ بالانقياد لها، ولن أرضى بالمغادرة إلى "باكستان"، بل أريد وأتمنى كما قال شاعر أردي:
يليتني كنت أموت وأنا تحت قدميك.
فمن المعلوم من أحواله الأخيرة أن الشيخ محمد زكريا لم يسمح له بالارتحال إلى "باكستان"، فعمل به الشيخ المترجم له، هو وإن بايع الشيخ محمد زكريا، لكن حصلت له الإجازة في المبايعة بالإحسان والتزكية من الشيخ افتخار الحسن الكاندهلوي، والشيخ أبى الحسن علي الندوي، كما ذكر أعلاه أنه ولي التدريس عام 1376 هـ، فمنذ آنذاك إلى آخر حياته ظل ينتسب إليها، يقوم بخدمتها بالنهوض بأعباء المناصب الجليلة المختلفة، فبينما هاجر الشيخ محمد زكريا إلى "المدينة المنورة"، وعانت مظاهر العلوم أزمة عنيفة، وصراعات شديدة، وبعد أن استعرضها مجلس الشوري للجامعة عزل الشيخ المفتي مظفّر حسين عن منصب إدارتها، وولي الشيخ عبد العزيز هذا المنصب، فكأنه شهادة ناطقة بغاية الثقة والاعتماد على شخصيته من قبل طائفة من نخبة العلماء بطول "الهند"، وعرضها المسماة بمجلس الشوري.
كانت هذه الأيام ذا ابتلاءات ومشكلات عصيبة لمظاهر العلوم، حيث ظلّ يواجهها صاحب الترجمة ببالغ الثبات والاستقامة والمثابرة، ويجمتع بأعيان المدينة والزعماء والحكّام السياسيين في سبيل مهمّة المدرسة، فكان العوام والخواص والحكّام يتأثرون بوجاهته ومهابته الربانية وطول قامته وجادة محادثته عن هذه المهمّة.
ثم طالب أشراف بلدة "رائبور" بعد سنة القائمين على أمور مظاهر العلوم يلحّون على أن يمنحوا المفتي عبد العزيز الذى قد كان تولى منصب إدارة مظاهر العلوم بصفة موقتة الإجازة الكاملة مع الإكرام والتحية، ليمكن له أن يتولى بالرعاية التامة كلا من المدارس والكتاتيب، لا سيّما مدرسة فيض هدايت رحيمي، التي يبلغ عددها أربعين، وهي التي قد أسّسها بمجهودات مضنية بذلها في ولاية "هريانه". و"بنجاب" و"مسروالا"، و"هماجل براديش"، وما إلى ذلك، يتعلّم فيها آلاف من طلاب العلوم الدينية، غير أنهم لم يقبلوا هذا الطلب معتذرين إليهم.
تأسيس المدارس الدينية والكتاتيب القرآنية:
كان الشيخ الشاه عبد الرحيم الرائبوي والشيخ الشاه عبد القادر الرائبوري ممن لهم غاية اللهف والشغف والحبّ الشديد في القرآن الكريم، فتأسّست الكتاتيب القرآنية بشتى الأماكن بعدد لا بأس به، ثم توارث مريدوهما والمنتسبون إليها هذه العاطفة الصادقة وفق ظروفهم من الأهليات والكفاءات، فمن بينهم المفتي عبد العزيز الذي زاده الشعور الودي هذا حسنا وجمالا وبهاءا، حيث قد كان جعل غاية حياته الغالية إقامة الكتاتيب القرآنية في الجهات المتدهورة والمناطق المصابة بالبدعات والخرافات والضلالات، فأصبح مؤسّسا لنحو أربعين مدرسة ومديرا ومشرفا عليها، ولأن ينظم هذه المدارس في سلك، ولأن يروج التعاليم الدينية، قد أنشأ لجنة باسم دعوة القرآن، يوم 13 ربيع الأول 1400 هـ، وهي اليوم تمضي قدما على خطة وضعها مؤسّسها.
إن مدرسة فيض هدايت رحيمي كانت كتيبا صغيرا في ابتداء تأسيسها، فعين رئيسا لها في 6 شعبان 1390 هـ، وهي اليوم بناء فخم عريض الجنبات ذو طبقتين، وتعرف في المنطقة اعتبارا للمدرسة المركزية، ويتعلّم فيها مئات من الطلاب، كما أقام ببلدة "مسروالا" في ولاية "هماجل براديش" مدرسة دينية باسم المدرسة القادرية، في شوال 1399 هـ، وهي أصبحت كدار علوم بهذه المنطقة في هذه الأيام.
لا زال فضيلته قويا صحيحا، موفور الصحة والعافية دائما، وكان قد كلّله الله بالصحة المغبوطة، ولكن ابتلي بشتى الأمراض المؤلمة إلى سنتين من آخر حياته، فبعد أن دبّت الصحة والعافية في جسمه في جمادى الآخرة 1411 هـ، عاد إلى مظاهر العلوم، وأكبّ على القيام بالشؤون الإدارية كالسابق، ثم احتال عليه الداء في رجب 1411 هـ مرة ثانية، فارتحل إلى "دهلي" للمداواة، كما ظلّت له المداواة المحلية وغير المحلية، حتى ازداد ضعفه
وضناه كثيرا قبل وفاته بأسبوعين، فسافر إلى "دهلي" مرة ثانية للمعالجة، ولم ينفعه دواء ولا علاج على ما قدر له، ولبث مغشيا عليه في 17/ 18 جمادى الآخرة، حتى لم يتكلم خلالهما أحدا، ولكن فتح عينيه مفاجأة بعد المغرب في ليلة 18 من شهر جمادى الآخرة 1412 هـ، ولم يلبث إلا قال لابنه الشيخ عبد الرحيم: كفّر عن صلواتي، ثم قال ثلاث مرات بصوت عال: الله، وفاضت روحه في نفس الليلة في الساعة الثامنة وعشر دقائق، فإنا لله وإنا إليه راجعون، بلغ نعيه جامعة مظاهر العلوم في اليوم القادم بعد صلاة الفجر، فوصل جميع أساتذتها وموظّفيها وعدد كبير من الطلاب إلى "رائبور"، كما شرفها بالقدوم كلّ من الشيخ السيّد محمد أسعد المدني والشيخ مرغوب الرحمن، رئيس جامعة دار العلوم ديوبند، والشيخ السيّد محمد أرشد المدني، فصلّى عليه مرة أولى الشيخ محمد أسعد المدني في مدرسة فيض هدايت رحيمي في الساعة الواحدة والنصف ظهيرة نفس اليوم، وصلى عليه ثانية الشيخ محمد طلحة في الزاوية الرحيمية في الساعة الثانية والنصف، وورّي جثمانه في يسار الشيخ عبد الرحيم على بعد أزرع، رحمه الله رحمة واسعة.
* * *
3037 - الشيخ الكبير عبد العزيز بن الحسن بن الطاهر العبّاسي الدهلوي
*
أحد كبار المشايخ الجشتية.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد سنة ثمان وتسعين وثمانمائة بمدينة "جونبور"، ومات والده في صغر سنّه، فتربّى في حجر أمّه العفيفة.
* راجع: نزهة الخواطر 4: 163 - 165.
وقرأ العلم على الشيخ محمد بن عبد الوهّاب الحسينى البخاري الدهلوي، وعلى الشيخ إبراهيم بن معين الحسيني الإيرجي، وقرأ "الفصوص" وغيره من كتب القوم على الشيخ عبد الوهّاب، وأخذ الطريقة السهروردية عنه، والطريقة القادرية
(1)
على الشيخ إبراهيم المذكور، ثم سافر إلى "ظفر آباد"، ولازم الشيخ قاضى خان بن يوسف الناصحي ثلاث سنين.
وأخذ عنه الطريقة الجشتية، وكان قاضى خان من كبار أصحاب والده، ثم أجازه في الطريقة الجشتية الشيخ تاج محمود الجونبوري أيضا، فرجع إلى "دهلي" حائزا لمزيد الفضيلة، وتولّى الشياخة بها.
(1)
أما الطريقة القادرية فهي للسيّد الإمام عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه، ومدارها على التقرّب بالنوافل ودوام الذكر، بحيث يتحقّق الحضور مع الله سبحانه في جميع تقلّباته في الأشغال، ولهذه الطريقة شعب كثيرة وأشغال متنوّعة، وأما رجال هذه الطريقة من أهل الهند فهم كثيرون، منهم: الشيخ محمد بن شاه مير بن علي بن مسعود بن أحمد بن صفي بن عبد الوهاب ابن الشيخ عبد القادر الجيلاني المشهور بمحمد غوث المتوفى سنة 923 هـ. أخذ عن أبيه عن جدّه، وهلمّ جرا، وقدم الهند، وسكن بمدينة أج، ومنهم: الشيخ بهاء الدين الجنيدي المتوفى عنه 921 هـ، وهو أخذ عن أبي العبّاس أحمد بن الحسن بن موسى بن علي بن محمد بن الحسن بن محمد بن أبى النضر ابن أبي صالح بن عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر المذكور، عن أبيه عن جدّه، وهلمّ جرا، ومنهم: الشيخ قميص المتوفى سنة 992 هـ، ابن أبي الحياة ابن محمود بن محمد بن أحمد بن داود بن علي بن أبي صالح النضر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر المذكور، عن أبيه عن جدّه، وهلمّ جرا، ومنهم: الشيخ كمال الدين الكيتهلي المتوفى سنة 971 هـ، أخذ عن فضيل عن كدا رحمن عن شمس الدين العارف عن كدا رحمن بن أبي الحسن عن شمس الدين الصحرائي عن عقيل عن بهاء الدين عن عبد الوهاب عن شرف الدين القتّال عن عبد الرزاق عن أبي الشيخ عبد القادر الجيلاني المذكور.
وكان كثير العبادة، والتألّه، والمراقبة، والوجد والحالة، والفناء، والانكسار، والاستغناء عن الناس مع البشاشة، وطيب النفس، كان يتحمّل الأذى عن الناس، حتى إن أحدا منهم تواجد في مجلس السماع، ووقع عليه في حالة الوجد، فصرعه على الأرض، فتألمّ به، ولم يتغيّر عنه، وأعذره الناس لتواجده، ثم وقع عليه في مجلس آخر، وصرعه، فأراد الحاكم أن يضربه، فحال بينه وبين الحاكم، ولم يدعه أن يتعرّض به أحد، وكان كثيرا ما يتجشّم الشدائد لشفاعة الناس، فيذهب إلى بيوت الأمراء بشقّ النفس، ولو كان في اعتكاف الأربعين، وربما يقعد على أبوابهم إن لم يقبلوا الشفاعة من الصباح إلى المساء، ويتردّد إليهم غير مرّة مع انقطاعه إلى الزهد، والعبادة، والاشتغال بالله سبحانه، والتجرّد عن الأسباب، واختيار الفقر والتقلّل.
وكان يدرّس، ويفيد في التفسير، والتصوّف، لا سيّما "عرائس البيان"، و"عوارف المعارف"، و"فصوص الحكم"، وشروحها.
وله مصنّفات يبلغ عددها إلى اثنين وعشرين كتابا، منها:"شرح الحقيقة المحمدية" للشيخ وجيه الدين العلوي الكجراتي، و"الرسالة العينية" في الردّ على الغيرية للشيخ عبد الملك بن عبد الغفور الباني بتي، و"الرسالة العزيرية" في الأذكار والأشغال، و"عمدة الإسلام" في الفقه الحنفي بالفارسي في مجلّد.
توفي بمدينة "دهلي" يوم الاثنين لستّ خلون من جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وتسعمائة، ومن غرائب الاتفاق أنه كان يكتب في الرسائل قبل اسمه (ذرّه ناجيز)، فلمّا أحصي عدد ذلك اللفظ بعد موته علم أنه تاريخ لوفاته
3038 - الشيخ الفاضل مولانا عبد العزيز بن المنشئ حيدر على خان الكُمِلائي
*
ولد سنة 1328 هـ في قرية "آدمبُور" من مضافات "برهمنْباريه" من أعمال "كُمِلا".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالجامعة اليونسية، وبعد إتمام الدراسة سافر إلى دار العلوم ديوبند، قرأ فيها كتب الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية.
من أساتذته: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وفخر البنغال العلامة تا الإسلام، والعلامة سراج الإسلام، رحمهم الله تعالى.
بعد إتمام الدراسة وصل إلى وطنه الأليف، وبنى مدرسة في قرية "آدمبُور"، وعيّن رئيسا لها، ودرّس فيها إلى أن توفّاه الأجل 11 ذي الحجّة سنة 1411 هـ.
بايع في السلوك على يد السيّد حسين أحمد المدني، وأجازه بعد مدة.
* * *
3039 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن خالد اليَزِيدِيّ، من أصحاب الإمام، أخذ عنه الفِقهَ
* *
* راجع: مشايخ برهمنباريه ص 183 - 186.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 346. وترجمته في الجواهر المضية برقم 822.
وهو من أقْران نوح بن أبي مريم
(1)
.
حكاه صاحبُ "التعليم".
كذا في "الجواهر".
3040 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن (حفيد) زين الدين بن علي المليباري، المعبري، نزيل "مكة
" *
فاضل.
من آثاره: "مسلك الأتقياء ومنهج الأصفياء على هداية الأذكياء إلى طريق الأولياء" لجدّه.
فرغ منه في المحرّم سنة 993 هـ.
كان حيا 993 هـ.
* * *
3041 - الشيخ الفاضل مولانا عبد العزيز بن مولانا صالح محمد الرائبُوري
* *
(1)
كانت وفاة نوح سنة ثلاث وسبعين ومائة.
* راجع: معجم المؤلفين 5: 246.
ترجمته في هدية العارفين 1: 584.
* * راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 334 - 342، ومقالات يوسفي 1: 233 - 236.
ولد سنة 1316 هـ في قرية "رائبُور" من مضافات "نكودر" من أعمال "جالندهر" من أرض "الهند".
قرأ مبادئ العلم على والده، ثم التحق بالمدرسة الرشيدية بـ "رائبُور".
من أساتذته فيها: المفتي فقير الله الرائبوري، ومولانا فضل أحمد، رحمهما الله تعالى، ثم التحق بأزهر الهند دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها الصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية.
من أساتذته فيها: العلامة أنور شاه الكشميري، وبعد إتمام الدراسة التحق بالمدرسة الرشيدية رائبُور، ودرّس فيها إلى تقسيم "الهند".
بايع على يد أبيه، وبعد وفاته التحق بالشاه عبد القادر الرائبُوري، وبايع على يده مرّة ثانية، وحصلت له لألإجازة منه، وبعد تقسيم "الهند" هاجر إلى "باكستان"، وأقام في "سَاهِيْوَال"، وبنى المدرسة القرآنية أمام داره.
توفي خامس صفر المظفّر سنة 1405 هـ، فصلّى على جنازته المفتي زين العابدين.
* * *
3042 - الشيخ الفاضل المولوي عبد العزيز بن ظهير الدين الملا
*
ولد 1292 هـ في قرية "فِنُوَا" من مضافات "لكسَام" من أعمال "كملا".
* تذكرة العلامة محب الرحمن الكملائي ص 537.
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة الحساميّة بمدينة "كملا"، ثم سافر إلى مظاهر العلوم سهارنبور
(1)
، وقرأ فيها فاتحة الفراغ.
من أساتذته: المحدّث الكبير خليل أحمد السهارنبوي، رحمه الله تعالى، وبعد الفراغ رجع إلى وطنه الأليف، واشتغل بأمور دينية.
توفي سنة 1366 هـ، ودفن في بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة آبائه.
* * *
3043 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن عبد الله البَهائِيّ عَتيقُ الشيخ بهاء الدين أيُّوب بن النَّحَّاس الحلبيّ، مُدرِّسِ "القَلِيجِيَّة
" *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان فيه مُروءةٌ، وخَيْرٌ، ودِيانةٌ، ومَحَبَّةٌ للصالحين، وكفاءةٌ فيما يتوَلّاه، وأمانةٌ فيه.
وتقدَّم له اشْتغالٌ بالفقه وغيره، وكتب الخطَّ المنْسوب.
وتُوُفِّي بالمدرسة المذكورة بـ "دمشق"، ودُفِن بمقَابر "باب الصغير" في سنة خمس وعشرين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
كذا ذكره ابنُ شاكر الكُتْبِيّ.
* * *
(1)
"سهارنبور": فتح السين المهملة، والهاء، بعدها ألف، وراء مفتوحة، ونون ساكنة، مدينة عامرة ذات جوامع ومدارس.
"كليري": بفتح الكاف، وإسكان اللام، وفتح التحتية، بعدها راء مهملة، كانت بلدة كبيرة ذات جوامع وزوايا، وإليها ينسب الشيخ علاء الدين على أحمد الصابر الكليري، وهى اليوم خاوية على عروشها.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 346.
3044 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن عبد الجبَّار الكُوفِيّ، أبو ثابت، الفَرَضِيّ، الإمام، الملَقَّب فخر الدين
*
كذا ذكره في "الجواهر" من غير زيادة.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وذكرَه الصَّلاح الصَّفَدِيُّ في "الوافي بالوفيات" بأبْسَطَ من ذلك، فقال: عبد العزيز بن عبد الجبّار بن عمر، العلامة فخر الدين الخِلاطِيّ الحكيم، شيخٌ مُعَمَّر شهيرٌ، اسْتدْعاه هُولاكُو لِعمارةِ المرْصَد، اشْتغل بـ "الموْصِل" على المهذَّب بن هِنْدُو، وصَحِب أوحَدَ الدين الكَرْمانِيّ.
قال ابن الفُوَطِيّ: رأيتُ سَماعَه لجميع "جامع الأصول" من مُصنِّفه مجدِ الدين، ونَيَّف على المائة، وأجاز لي مُصَنَّفاتِه.
ومات في شَوَّال، سنة اثنتين
(1)
وستِّمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
3045 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن عبد الرحمن بن إبراهيم ابن محمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن هِبة الله، أبو البركات
،
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 347.
وترجمته في تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي 4: 3: 215 - 217، والجواهر المضية برقم 823.
(1)
في التلخيص "ثمانين"، قال: ومولده سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
والدُ كمال الدين عمر الآتي *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ويُعرفُ كسلَفِه بابن العديم، ولابن أبي جَرَادةَ.
وُلِد في أحد الرَّبِيعَين سنة أحدَ عشرَ وثمانمائة، بـ "القاهرة"، ونشأ بها، فحفِظ القرآن الكريم، و"العُمْدة"، و"ألفيَّة الحديث"، و"ألفيَّة النَّحْو"، و"المختار"، و"المنظمومة"، و"الأخْسِيكَثِيّ" في الأصول، وعرَض على جماعة، منهم: ابنُ حَجَرٍ، وأجاز له الحافظُ وَلِيُّ الدين العِراقِيُّ في آخَرِين، وسمع على جماعةٍ، منهم: ابنُ حَجَرٍ، وغيره، وقرأ الفقه على السَّعد ابن الدَّيْرِيّ، وقاسم بن قَطْلوبُغا، وقرأ في العربية على الشُّمُنِّي وغيره.
وحجَّ، وزار "بيتَ المقدس".
وباشَر تَدْريسَ "الحَلاوِيَّة" بـ "حلَب"، وهي في الشُّهرة هناك كـ "الشَّيْخونِيَّة" بـ "مصر"، وحدَّث باليسير.
وكان إنسانا حسَنا، مُتواضِعا، لطيفَ العِشْرة، كريمَ النَّفْس، مع رياسةٍ وحشْمةٍ وأصالةٍ وفضيلةٍ، وكان إلى فَنِّ الأدب قريبا منه إلى غيرِه.
ومات سنة [اثنتين ثمانين وثمانمائة]
(1)
. رحمه الله تعالى.
* * *
3046 - الشيخ العالم الفقيه عبد العزيز بن عبد الرحيم بن
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 347.
وترجمته في الضوء اللامع 4: 218، 219.
(1)
في بعض النسخ "فحسب"، واستكمل من الضوء اللامع.
عبد السّلام بن عبد القدّوس، الأنصاري، اللكنوي، أحد الفقهاء الحنفية *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: قرأ أكثر الكتب الدراسيّة على العلامة عبد الحى بن عبد الحليم اللكنوي، وبعضها على غيره من العلماء.
ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الرزّاق بن جمال الدين اللكنوي، وولي التدريس في المدرسة الإنكليزية "كالون إسكول" ببلدة "لكنو".
ومن مصنّفاته: تعليقات على "تخريج الهداية" للزيلعي، وحاشية على المجلّد الرابع من "شرح الوقاية".
مات لأربع بقين من صفر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف.
* * *
3047 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن عبد الرَّزَّاق بن أبي نصر بن جعفر بن سليمان، الإمام، المرْغِينَانِيّ
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: سمِع أبا الحسن نَصْرَ بن المَحسِّن
(1)
الإمام المرْغِنانِيّ. روَى عنه أولادُه.
قال أبو سعد: كان له سِتُّ بَنين، كلُّهم يصْلُح للتَّدْريس والفَتْوَى؛ منهم: محمود، وعليّ، والمعَلَّى، فإذا خَرج مع أولادِه قالوا: سَبْعةٌ من المفْتين خَرَجوا من دار واحدةٍ.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 275.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 348.
وترجمته في الأنساب 522، والجواهر المضية برقم 826، والفوائد البهية 97.
(1)
في الأنساب "الحسن"، المثبت في بعض النسخ، والجواهر.
مات، رحمه الله تعالى، بِـ "مَرْغِينان"، سنة سبع وسبعين وأربعمائة، وهو ابنُ ثمان وستين سنة.
قلت: يأتي ذكر ابنه عن قريب، وابنه محمود الأوزجندي جدّ قاضيخان حسن بن منصور بن محمود في حرف الميم، إن شاء الله تعالى.
* * *
3048 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن عبد السَّيِّد بن عبد العزيز ابن محمد، أبو حنيفة، الخُوارَزْمِيّ
*.
وُلِد سنة سبع وعشرين وستِّمائة.
ذكره التميمي في "طبقاته "، وقال: وكان إماما فاضلا، فقيها، زاهدًا، مُتَبحِّرًا في العلوم.
مات بـ "القُدْس الشريف"، سنة أربع وثمانين وستِّمائة. رحمه الله تعالى.
قلت: أرّخ القارئ وفاته سنة أربع وثمانين وستمائة.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 348.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 812، والفوائد البهية 98، وكتائب أعلام الأخيار 487.
وفي نسخة من الجواهر، والفوائد، والكتائب:"ابن محمود" مكان: "ابن محمد"، وكنيته في هذه المصادر ك "أبو حنيفة".
3049 - الشيخ الفاضل عبد العزير بن عبد المجيد، المعروف بجناب والا، النواخالوي
*
أحد من العلماء الربّانيين بـ "بنغلاديش".
ولد سنة 1299 هـ في قرية "بَتْتَلِي" من مضافات "لكّي بور" من أعمال "نواخالي".
قرأ مبادئ العلم في المدرسة المحلّية في قريته، ثم سافر إلى "جاتجام"، والتحق بدار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وقرأ فيها كتب الصفوف الابتدائية والمتوسطة، وبعد عدة سنين سافر إلى "كانبور" من أرض "الهند"، والتحق بالمدرسة الشهيرة فيها بجامع العلوم، وأكمل الدراسة العليا فيها، وعمره إذ ذاك 22 سنة.
وبايع في الطريقة والسلوك على يد حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، ثم بعد مدة أجازه للإرشاد والتلقين.
ثم عاد إلى وطنه الأليف، وأسّس مدرسة، وسماها أشرف العلوم، وكان يدرّس فيها وحده كتب الصفّ البدائي إلى "مشكاة المصابيح" مدة ستين سنة، وذلك أمر فريد، لا نظير له في الزمان الراهن في علمنا.
توفي سنة 1395 هـ، وعمره إذ ذاك 94 سنة.
* * *
3050 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن عثمان بن على بن إبراهيم بن
* راجع: مائة من رجال بنغال للنظامبوري ص 64، 65.
محمد بن أحمد بن أبي بكر بن محمد بنِ الفضل بن جعفر بن رجاء بن زُرْعة، أبو محمد، الأسَدِيّ *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو الإمام، العالم العلامة، الفقيه، البُخارِيّ، الفَضْلِيّ، الكُوفِيّ، إمام الدُّنيا في وقْتِه، المعروف بالقاضي النَّسفِيّ.
تفقَّه بـ "بُخارَى" على أبي المفاخِر عبد العزيز بن عمر البُرْهان، وسمع منه، ومن أبي بكر محمد بن عبد الله بن فاعل السَّرْخَكْتِىّ، وأبي طاهر أحمد الكُلاباذِيّ.
ورَوى عنه إمام الحرمَين أبو القاسم محمود بن عُبَيْد الله بن صاعد السَّرْخَسِيّ.
ومن تَصانيفه: "المنْقِذ من الزَّلَل في مسائل الجَدَل " في مجلَّد، و"كِفاية الفُحول في علم الأصول " في مُجلَّد، و"تعْليق الخلاف" في أربع مُجلَّداتٍ.
قال أبو سعد: لقيتُه بـ "نَيْسابور غيرَ مَرَّه، وبـ "مَرْوَ"، ولم يتَّفِق أنِّي سمعتُ منه شيئا، وكتبَ عنه أصحابنا. ودخل "بغداد"، وخرج منها إلى "خُراسان"، و"ما وَرَاء النَّهر".
وبَرع في علم النَّظَر، واتصل بالقُضاة الصَّاعِدِيَّة، ووَلِيَ النِّيابةَ عنهم. وطال عُمُرهُ، ومات أقْرانُه، فصار مَرْجوعًا إليه في الفَتاوَى، والوقائع، وكان قاضيا بـ "بُخارَى"، محمود السِّيرة.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 349.
وترجمته في الأنساب 429، وتاج التراجم 35، 36، والفوائد البهية 98، والكامل 11: 71، 72، وكتائب أعلام الأخيار برقم 324، وكشف الظنون 1: 424، 2: 1497، 1869، واللباب 2: 217، والمنتظم 10: 80، وهدية العارفين 1: 578، 579.
ورَوَى الحديث عن أبيه، وعن أبي سعد
(1)
أحمد الطُّيورِيّ، وغيره.
وروَى عنه أبو بكر محمد بن عمر القَلانِسِيّ، وغيرُه.
وتُوُفِّي في شهر ربيع الأول، سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. رحمه الله تعالى.
وسيأتي أخوه عثمان في محلِّه، إن شاء الله تعالى.
قلت: أرّخ القارئ وفاته سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وهو كتاب كبير في أربع مجلّدات، وكذا أرّخه عند ذكر "المنقذ من الزلل"، و"كفاية الفحول"، ومرّ ضبط النسفي عند ذكر الحسين بن خضر.
* * *
3051 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن عليّ بن أبي سعيد الخُوارَزْمِيّ، الفقيه
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: سكَن "بغداد"، وكان ينْزِلُ بـ "مَشْهد أبي حنيفة"، ويتولَّى خِزانةَ الكتب هناك.
وحدَّث بـ "شَرح الآثار" للطَّحاوِيّ، عن القاضي إسماعيل بن صاعِد البُخارِي.
وسمع منه مسعود بن أحمد، سِبْطُ المقْدِسِيّ في سنة ثمان وستِّين وخمسمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
(1)
في بعض النسخ "أبي سعيد"، والتصويب من الأنساب، واللباب.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 349.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 829.
3052 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن قاضي القضاة علاء الدين علي بن عثمان
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال في "الجواهر": من بَيتِ علمٍ وفضلٍ، ودرَّس بـ "المهْمَنْدارِيَّة"، وغيرها، وحصَّل وأفاد، وسمع الحديث، وكتب بخطِّه الكثير.
وكان فاضلا، عاقلا.
مات سنة تسع وأربعين وسبعمائة، في حياة أبيه. انتهى.
وذكره الحافظ زين الدين العِراقِيُّ في "ذَيْلِه على العِبر"، فقال بعدَ ذِكْر أبيه العلامة فخر الدين، والثَّناء عليه بما يليقُ به: وابْنه الإمام العالم عِزُّ الدين عبد العزيز، أحدُ الفُضلاء، قرأ، وكتَب، وأفاد، وسمع معنا من جماعة من شُيوخنا، وغيرهم، وكان فقيها، أصوليا، نحوِيًّا.
وأرَّخ وَفاتَه ووَفاةَ والِدِه في سنة واحدة، وهي السنة المذكورة. رحمه الله تعالى.
قلت: وصفه السيوطى في "حسن المحاضرة" بقوله: كان فقيها فاضلا، درّس بعدّة أماكن، مات في الطاعون سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 350.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 828، وحسن المحاضرة 1: 469، والدرر الكامنة 2: 487، والفوائد البهية 98. وهو:"الماردِيني التركماني".
3053 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن عمر، ابن مازَه، المعروف ببُرهان
(1)
الأئمة، أو محمد، ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ويُعرف بالصَّدْر الماضي
*
والدُ عمرَ الملَقَّب بالصَّدر الشَّهيد، الآتي ذكرُه، إن شاء الله تعالى، قريبا، وجدُّ محمد الآتي ذكرُه أيضا.
قال في "المحيط": حَكَى أستاذنا الإمام الأجلُّ حسامُ الدين عمر بن عبد العزيز، عن والِده بُرْهان الدين، أنَّ طريقة حساب الخَطَأيْن
(2)
عُرِفَتْ بالوَحْيِ.
كذا في "الجواهر".
(1)
ذكر بعض الفضلاء أن السلطان سنجر بن ملك شاه السلجوقي كان بعثه إلى "بخارى" في مهمّ، وسمّاه صدرا سنة 495 هـ، فعرف بالصدر، وهو المعروف بالصدر الماضي، والصدر الكبير، وبرهان الدين الكبير، وبرهان الأئمة، وهو أبو الصدور، هذه الأوصاف بهذه الأوصاف لم تقع إلا عليه، وأما التعبير بالصدر، وبرهان الأئمة، وبرهان الدين فقد وقع على جماعة من أولاده، وغيرهم.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 350.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 830، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده، صفحة 82، والفوائد البهية 98، وكتائب أعلام الأخيار برقم 298.
(2)
حساب الخطأين: علم يتعرف منه استخراج المجهولات العددية، إذا أمكن صيرورتها في أربعة أعداد متناسبة، ومنفعته نحو منفعة الجبر والمقابلة، إلا أنه أقلّ عموما منه، وأسهل عملا. وانظر لمزيد من الإيضاح: جامع العلوم 2: 88، مفتاح السعادة 1:392.
قلت: تفقّه عليه
(1)
. ولداه الصدر السعيد تاج الدين أحمد، والصدر الشهيد حسام الدين عمر، وظهير الدين الكبير علي بن عبد العزيز المرغيناني، وغيرهم.
* * *
3054 - الشيخ العالم الفقيه القاضي عبد العزيز بن فتح عالم بن محمد بن محمود الشريف الحسني، النصير آبادي
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان من ذرّية الأمير الكبير بدر الملة المنير شيخ الإسلام قطب الدين محمد بن أحمد المدني الكروي.
ولد، ونشأ بـ "نصير آباد" من أعمال "رأى بريلي"، وتلقّى العلم، وتأهّل للفتوى والتدريس، فولي القضاء في بلدته نيابة عن صنوه الكبير أبي محمد بن محمد بن محمود النصير آبادي في أيام شاهجهان بن جهانغير التيموري، وهو خال العارف الكبير علم الله بن فضيل النقشبندي
(2)
البريلوي.
(1)
حكى برهان الإسلام الزرنوجي في "تعليم المتعلم" عن شيخه صاحب "الهداية" أنه قال: كان الصدر الأجلّ برهان الأئمة جعل وقت السبق لابنيه الصدر السعيد تاج الدين، والصدر الشهيد حسام الدين وقت الضحوة الكبرى بعد جميع الأسباق، وكانا يقولان: طبيعتنا تكلّ، وتملّ في ذلك الوقت، فيقول: إن الغرباء وأولاد الأمراء يأتونني من أقطار الأرض، فلا بدّ من أن أقدم أسباقهم، فببركة شفقته فاق أبناؤه على أكثر فقهاء الأرض في الفقه. انتهى.
* راجع: نزهة الخواطر 5: 248.
(2)
أما الطريقة النقشبندية فهي للشيخ بهاء الدين محمد نقشبند البخاري، مدارها على تصحيح العقائد ودوام العبودية، ودوام الحضور مع الحقّ سبحانه. =
3055 - الشيخ الفاضل مولانا عبد العزيز بن لال ميان السلهتي
*
ولد سنة 1333 هـ في "جِنْغَاباري" من مضافات "كَنَائيغَات" من أعمال "سلهت".
قرأ في المدرسة العالية بـ "سلهت"، ثم التحق بالمدرسة العالية بـ "كلكته"
(1)
، وأكمل الدراسة العليا فيها، وفاز في الاختبار النهائي بدرجة الامتياز.
= وقالوا: إن طرق الوصول إلى الله سبحانه ثلاث، الذكر والمراقبة والرابطة بالشيخ، الذي سلوكه بطريقة الجذبة، أما الذكر فمنه النفي والإثبات بحبس النفس، وهو المأثور من متقدّميهم، ومنه الإثبات المجرّد، كأنه لم يكن عند المتقدّمين، وإنما استخرجه الشيخ عبد الباقي أو ممن يقرب منه في الزمان، وأما المراقبة وهى التوجّه بمجامع الأدراك إلى المعنى المجرد البسيط، الذي يتصوّره كلّ أحد عند إطلاق اسم الله تعالى، ولكن قلّ من يجرّده عن اللفظ، فينبغي للمراقب أن يجرّد هذا المعنى عن الألفاظ، ويتوجّه إليه من غير مزاحمة الخطرات، والتوجّه إلى الغير، وأما الرابطة بالشيخ إذا صحبه خلي نفسه عن كلّ شيء إلا محبته، وينتظر لما تفيض منه، فإذا أفاض شئ فليتبعه بمجامع قلبه، وإذا غاب عنه الشيخ يتخيّل صورته بين عينيه بوصف المحبّة والتعظيم، فتفيد صورته ما تفيد صحبته.
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 227.
(1)
" كلكته": مدينة حديثة العهد، مصّرها الإنكليز على نهر "هوكلي" حيث الطول الشرقي 28 درجة و 88 دقيقة، والعرض الشمالي 22 درجة و 33 دقيقة، وبينها وبين البحر مائة ميل، فجعلوها قصبة بلاد "الهند"، يسكن بها الحاكم العام للهند من قبل إنكلترا منذ مائة سنة، وفي سنة 1330 هـ 1911 م =
من أساتذته: مولانا ماجد علي، ومولانا يحيى، وغيرهما، رحمهم الله تعالى.
بعد إتمام الدراسة التحق بمدينة العلوم كوريبُور من أكناف "آسام" من أرض "الهند"، ثم التحق بالمدرسة العالية جِنْغاباري، ودرّس فيها 12 سنة، ثم عيّن سنة 1368 هـ مدرّسا بالمدرسة العالية بـ "سلهت" ثم التحق سنة 1374 هـ بالمدرسة العالية بـ "داكا"، ودرّس فيها "سنن أبي داود"، وغيرها من الكتب الدراسية.
* * *
3056 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن الحاج المنشئ محسن الدين ملا الخولناوي
*
ولد في قرية "جالِيتَابُنْيَا" من أعمال "خولنا"، من أعمال "بنغلاديش".
قرأ من "مشكاة المصابيح" إلى تكميل الحديث الشريف في المدرسة العالية دار السنّة بـ "سَرْسِينه".
وبعد إتمام الدراسة عيّن مدرّسا فيها، درس كتب الحديث والفقه، فأفاد، وأجاد.
من تصانيفه: ترجمة "كيميائى سعادة" للإمام حجّة الإسلام أبي حامد الغزالي باللغة البنغالية.
* * *
= قدم جورج الحكومة من "كلكته" إلى "دهلي"، فانتقل نائبه "لوربر هاردنك" من ذاك إلى هذا، ولها تجارة واسعة برا وبحرا، وهي أكبر مدن الهند في هذا العصر.
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 227.
3057 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الرازي، الموْصِلِي، أبو القاسم، الآتي ذِكْرُ والِده
(1)
. كذا في "الجواهر" أيضا
*
* * *
3058 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن محمد بن قاضي القضاة أبي الحسن أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أبي جَرَادَة، المعروف بابن العَديم، الإمام عِزُّ الدين، قاضي القُضاة بـ "حمَاة
" * *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: مولدُه سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.
ووفاته في شهر ربيع الآخر سنة إحْدَى عشرة وسبعمائة بـ "حَماة".
وكانت له معرفة بـ "الكَشَّاف".
كذا في "الجواهر".
(1)
كانت وفاته سنة خمس عشرة وستمائة، المترجم من رجال القرن السابع.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 351. وترجمته في الجواهر المضية برقم 831.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 351.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 832، والدرر الكامنة 2: 492، وشذرات الذهب 6: 28، ومن ذيول العبر (ذيل الذهبي)60.
وذكره ابنُ حجرٍ، وقال في حَقِّه: سمِع من يوسفَ بن خَليل، وأخَوَيْه يونس وإبراهيم، ومن الضِّياء صفَر، وأبي طالب ابن العَجَمِيّ، وغيرهم.
وأجاز له جماعة من "بغداد"، وكانت له عِناية بـ "الكشّاف".
ودرَّس بأماكن، وأثْنَى عليه ابن الزَّمْلَكانِيّ بالمشاركة في كثير من العلوم، وحدَّث. وذكره في "دُرَّة الأسْلاك"، فقال: إمام علامة، جَرِيُّ اللِّسان والزَّعامة، زَكِيُّ الغُروس، مُعظَّم في النُّفوس، مُلْتَحفٌ بالوَقار والسِّكينة والسُّكون، عارفٌ بعِدَّةٍ من الفنون، كان سَمْحا بفَيض فَضْلِه، مُحِبًّا للحديث النَّبَوِيّ وأهْلِه، رفيع البيت والمنزِلة، ملتحيا بِعقود الإنْصاف والمعْدَلَة، سمعه كثيرٌ من الحُفَّاظ بـ "حَلَب"، وفاز بالرِّيِّ من رِوايته أهلُ الاجتهاد والطَّلب، حكَم بـ "حمَاةَ" أوْفىَ من أربعين سنة، فاسْتمَرَّ إلى أن جاوَزَ مَن لا تَحْصُرُ وَصْفَه الألْسِنَة.
وكانتْ وفاته بها عن سبع وسبعين سنة. رحمه الله تعالى.
* * *
3059 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن محمد بن رُكْن الدين بن جلال الدين الهِنْدِيّ، الكجراتِيّ، ثم المكِّيُّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو الإمام، العالم العلامة، المحقِّق، آصف خان أبو القاسم ابن حميد الملْك مَوْلانا وزير السُّلْطان بَهادِرْ شاه.
مَوْلِدُه في "محمد آباد"، مدينة "التَّخْتِ الكجرات"، ثاني عشرَ شهر ربيع الأول، سنة ثمان وتسعمائة. كذا ذكره ابنُ طُولُون في "الغُرف العَلِيَّة"، ووَصَفه بالإمام العالم العلامة، المحقِّق. إلخ.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 353.
ثم قال: قَدِمْ علينا "دمشق" راجعا من "الرُّوم" اجْتَمَع في يوم الاثنين، ثاني شوَّال، سنة أربع وأربعين وتسعمائة، بالعمارة السَّلِيْمِيَّة، بـ "صالِحِيَّة دمشق"، وسمع لَفْظِي "المسَلْسَلَ بالأوَّلِيَّة"، وسمع عليَّ بقراءة السَّيِّد نَجْم الدين البُخارِيّ المكِّيّ "ثُلاثِيَّات الصَّحيح"، وأجَزْتُ له، ثم لأولادِه، وهم: الشيخ محمد، وشقيقه جمال الدين محمد، وأخوه لأبيه قطب الدين محمد، وصدرُ الدين محمد، وأخْبرني والدُهم الوزيرُ، أنَّ اثنين معه بـ "مكة"، والآخَرَيْن بـ "الهند"، ثم تَذاكَرْتُ معه، ورام مِنِّي عارِيَّةَ الجزءِ الأوّل من "شرحى على الهداية"، فمنعتُه خوفًا من انْخِرام النُّسْخة، ثم سافر مع الحاجِّ في هذا العام.
وتذاكَرْتُ معه فيما نَقَله في "الكافي"، وهو تَرَك صلاةً عَمْدًا، لم يُقْتَلْ عندَنا، خلافا للشافعِيّ، رضي الله تعالى عنه؛ لأنَّ الشَّرائع من الإيمان عندَه، وعندَنا لا. انتهى.
ولم أقِفْ لصاحب هذه الترجمة على خيرٍ سِوَى ما نقلتُه من "الغُرف العَلِيَّة". والعمدةُ عليه
(1)
.
* * *
3060 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن محمد بن عمر بن عبد العزيز عمر بن مازَه، كذا في "الجواهر" من غير زيادة
*
* * *
(1)
سقط من بعض النسخ.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 354.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 833 وهو من رجال القرن السادس.
3061 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن محمد بن محمد، أبو القاسم ابن أبي عبد الله بن محمد بن يوسف
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: حدَّث باليَسِير.
وكان فقيها، فاضلا.
مَوْلِدُه سنة سِتّ وتسعين وأربعمائة.
وَوفاتُه يوم الأحد، سنة إحدى وسبعين وخمسمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
3062 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن محمد بن محمود السَّدِيدِيّ، الزُّوزَنِيّ، الإمام، أبو المفاخِر
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو والدُ القاضي عِماد الإسلام عبد الرحيم، والمتَقدِّم ذِكرُه.
ولدُ الإمام صاحب "مُلْتَقَى البحار" الآتي في مَحَلِّه، إن شاء الله تعالى.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 354.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 834، وهي هناك أبسط مما هنا. ويقالُ له:"البزاز، الفقيه".
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 354.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 836.
3063 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن محمد بن محمود الخُتَنِيّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ذكره ابنُ شاكرٍ في "تاريخه"، وقال: كان مَوْصوفا بالفضيلة، والزُّهد، والانقطاع، والتَّقَلُّل من الدنيا، وكان يكْتُبُ خَطَّا جَيِّدًا، وكان مُتْقِنًا لما يكْتُبُه.
تُوُفِّيَ، رحمه الله تعالى، سنة سبع وتسعين وستِّمائة، بـ "خانْقاه السُّمَيْسَاطِيِّ
(1)
، ودُفِن بـ "مقابر الصُّوفِيَّة"، وحضره جمعٌ كثيرٌ.
* * *
3064 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن محمد الرحبيّ البغدادي
* *
فقيه حنفي.
له علم بالهندسة.
صنّف "البرهان المحرّر لمعرفة مسافة الحوض المربّع والمدوّر"، و"فقه الملوك ومفتاح الرتاج الموصد على خزانة كتاب الخراج"، بخطّه، في أوقاف "بغداد"
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 355.
(1)
سميساط: مدينة على شاطئ الفُرات في طرف بلاد الروم على غربي لفرات. وانظر: ما ذكره ياقوت عن دار الصوفية بها. معجم البلدان 3: 151، 152.
* * راجع: الأعلام للزركلي 4: 27.
ترجمته في خزائن الأوقاف 235، وفيه عن بروكلمن وجود عدة نسخ من الكتاب في القاهرة وإستانبول.
(4134 - 4144) جزآن في مجلّد، آخره: اتفق الفراغ من نقله إلى البياض سنة 1184 هـ.
توفي بعد 1184 هـ.
* * *
3065 - الشيخ الفاضل مولانا عبد العزيز بن مولانا محمد دين الميلسيانوي
*
ولد في سنة 1316 هـ، قرأ الكتب الابتدائية في وطنه في مدرسة جكراون من أعمال "لدهيانه" من أرض "الهند"، ثم التحق بالمدرسة الأمينية في "دهلي"
(1)
، (وقرأ كتب الطبّ عند الحكيم محمد أجمل خان الدهلوي، رحمه الله تعالى.
بايع في الطريقة على يد شيخ الهند محمود حسن الديوبندي، رحمه الله تعالى، وبعد وفاته التحق بالشاه عبد القادر الرائبوري، وحصلت له الإجازة منه في السلوك، وبعد تقسيم "الهند" اختار الإقامة في "باكستان"، وأقام في "ساهيوَال".
توفي 2 شعبان المعظّم سنة 1401 هـ.
* * *
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 343 - 350.
(1)
تقع هذه الجامعة في مدينة "دهلي"، كشميري دروازه، أسّسها الشيخ الكبير أمين الدين الدهلوي في ربيع الآخر 1315 هـ. بـ "سنهري مسجد" لروشن الدولة، ثم نقل إلى مسجد لطف الله الصادق الباني بتى في "كشميري دروازه"، وبنى الأبنية الفاخرة بفناء المسجد.
باب من اسمه عبد العزيز بن محمود
3066 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن محمود بن مَودود القاضي
*
كذا ذكرَه صاحبُ "الجواهر" من غيرِ زيادة. والله تعالى أعلم.
* * *
3067 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن مسعود بن عبد العزيز ابن محمد الرَّازِيّ، أبو القاسم ابن أبى ثابت الفقيه، البغدادِيّ الموْلِد والدَّار
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: سمِع أبا الحسين بن النَّقُور، وحدَّث بشيءٍ يسير، وسمع منه أبو بكر الخَفَّاف، وأخْرج عنه حديثًا في "معجم شُيوخِه".
سيأتي أبو مسعود في بابه، إن شاء الله تعالى.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 355. وترجمته في الجواهر المضية برقم 825.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 355.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 835.
3068 - الشيخ الفاضل العلامة الكبير المحدّث البارع عبد العزيز بن الشيخ نجب علي الجاتجامي، شيخ الحديث للجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري
*
أحد من المبرّزين وفحول العلماء.
ولد سنة 1333 هـ في قرية "دَرْمُوبُور" من مضافات "فَتِكْسَرِي من أعمال "جاتجام" من أرض "بنغلاديش".
نشأ في صغره في مهد الأمانة، وحجر الصيانة، وملازمة القراءة أولا في القرآن الكريم.
شرع مبادئ العلم وعمره أربع سنين، وابتدأ تحصيل العلوم العصرية عام 1337 هـ، وعمره ستّ سنين، وأتم الصفّ الخامس عام 1342 هـ، حتى أتم الصف الثامن سنة 1345 هـ.
ثم التحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وقرأ فيها ستّ سنين، وأكمل كتب الدرجة الابتدائية والمتوسّطة فيها.
من أساتذته فيها: شيخ الإسلام العلامة حبيب الله القُريشي، والعلامة ضمير الدين، والمفتي الأعظم فيض الله، والعلامة يعقوب، والعلامة عبد الوهَّاب، والخطيب الأعظم مولانا صديق أحمد، ومولانا خليل الرحمن، ومولانا إبراهيم الوليبُوري، ومولانا ذاكر، رحمهم الله تعالى، وقرأ "كافية ابن الحاجب على مولانا الحكيم عبيد الرحمن، وقد حفظها إلى آخرها.
ثم سافر إلى أزهر الهند دار العلوم ديوبند عام 1351 هـ، والتحق بها، وأقام بها ستّ سنين متوالية، وفي أثناء هذه المدة سنة 1354 هـ توفي والده
* راجع: مائة رجال بنغال للنظامبوري ص 235 - 238، وتاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد 227.
الحنين، رحمه الله تعالي، وقرأ في هذه المدة المديدة الكتب المعتبرة، والمتون المحرّرة، والشروح المشهورة بالتحقيق، والحواشي المعروفة بالتدقيق، وكان لا يملّ من المطالعة والمراجعة، والاشتغال والإشغال، وكانت أيامه كلّها في إقبال وبلوغ آمال، وتخدمه السعود، وتعينه الجدود، إلى أن بلغ مبالغ الرجال، وفاق الأقران والأمثال، حتى كان الإمام العلامة والقدوة الفهَّامة، وفاز فى الاختبار النهائي بدرجة الامتياز، وكتب في سنده "ذكي من أذكياء الأمة المحمدية، على صاحبها ألف صلاة وتحية.
من كبار شيوخه في "ديوبند": شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة السيّد أصغر حسين الديوبندي، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة إعزاز علي الأمروهوي، والمفتي الأعظم محمد شفيع الديوبندي، والعلامة القاري محمد طيّب الديوبندي، والعلامة شمس الحق الأفغاني، والعلامة عبد الحق نافع غُلْ، والعلامة عبد السميع، والعلامة جليل أحمد، ومولانا رياض الدين، تغمَّدهم الله بالرحمة والرضوان.
بعد إكمال الدراسة العليا عاد إلى وطنه الأليف سنة 1356 هـ، وتزوّج في هذه السنة بامرأة ذات ثروة وجمال في قرية "جهانبور" من مضافات "فَتِكْسَري"، وبعد وفاته تزوّج مرة ثانية.
وبعد أن حصَّل من الفضائل ما حصَّل، وأنعم الله عليه ما أمّلَ التحق مدرّسا بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري عام 1357 هـ، ثم التحق سنة 1358 هـ بمدرسة في "أكياب" من "بورما"، ثم عاد إلى "جاتجام" سنة 1360 هـ، ثم التحق سنة 1362 هـ بمدرسة في "روجان"، وبعد سنة التحق بالمدرسة الكبيرة بـ "ناظر هات"، وأقام فيها خمس سنين، ثم التحق مدرّسا سنة 1365 هـ بالجامعة الأهلية دار العلوم هاتهزاري، وعين شيخ الحديث، وصدر المدرسين لها سنة 1401 هـ، وأقام على هذا المنصب الجليل إلى أن توفاه الأجل المحتوم، وكان عميد التعليم لها
مدة مديدة، سافر إلى بيت الله الحرام سنة 1389 هـ، فحجّ، وزار مدينة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم.
بايع في الطريقة والسلوك على يد العلامة الشاه ضمير الدين رحمه الله تعالى، وبعد وفاته بايع مرة ثانية على يد العلامة الشاه عبد الوهّاب رحمه الله تعالى، وبعد مدّة حصلت له الإجازة والخلافة منه، وحصلت له صحبة الأجلاء من كبار العلماء، منهم: حكيم الأمة الإمام أشرف علي التهانوي، صاحب التصانيف الكثيرة، والإمام أنور شاه الكشميري، صاحب "فيض الباري شرح صحيح البخاري"، وشيخ الإسلام العلامة شبير أحمد العثماني، صاحب "فتح الملهم في شرح صحيح مسلم"، والعلامة ظفر أحمد العثماني، صاحب "إعلاء السنن"، وغيرهم.
كان مواظبا على الطاعات والعبادات، وكان يدرّس، ويعظ الناس، ويذكرهم، وكانت له مشاركة في العلوم كلّها، وكان يكتب الخطّ الحسن المليح، وكانت له معرفة بالأردية والعربية والفارسية.
وكان لذيذ الصحبة، وكان وسيما بسيما، سخيا وفيا، وبالجملة كان من محاسن الأيام.
توفي يوم السبت 9 محرم الحرام سنة 1421 هـ في "نِرَامَيْ المستشفى" بمدينة "جاتجام "، وصلى على جنازته صباح يوم الأحد المفتي الأعظم العلامة أحمد الحق، وكانت جنازته حافلة، حضرها ألوف من أفاضل العلماء وأماثل الفضلاء.
* * *
3069 - الشيخ الفاضل مولانا عبد العزيز بن مولانا نور الله السهالي
*
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 324 - 329.
ولد سنة 1301 هـ في موضع "سِهَال" من أعمال "أتَك" من أرض "باكستان".
قرأ مبادئ العلم في مدرسة الأستاذ الشهير العلامة غلام رسول، المعروف بـ "بابا أنّهي" في موضع "نتهين" من أعمال "أتَك"، ثم التحق بدار العلوم ديوبند.
من أساتذته: شيخ الهند العلامة محمود حسن الديوبندي، والعلامة خليل أحمد السهارنبوري، والعلامة أنور شاه الكشميري، رحمهم الله تعالى.
وبعد إتمام المدراسة التحق بالمدرسة النعمانية، ثم التحق بالمدرسة الحميدية. وبايع في الطريقة على يد شيخ التفسير مولانا حسين علي، رحمه الله تعالى.
أسّس مدرسة أنوار العلوم بـ "كُجْرَانْوَاله" باسم أستاذه الكشميري، وكان منسلكا بجمعية علماء الهند.
صنّف كتبا كثيرة، منها:"إظهار الحق" في ترك القراءة خلف الإمام، "بغية الألمعي"، و"حاشية على الطحاوي"، لم تطبع، و"حاشية نصب الراية" إلى كتاب الحجّ، و"فهرست مسند الإمام أحمد بن حنبل"، لم تطبع، و"مسألة التقليد"، و"أطراف البخاري".
توفي في رمضان المبارك سنة 1359 هـ.
* * *
3070 - الشيخ الصالح عبد العزيز بن نور كريم الدريابادي، أحد الأطبّاء المشهورين
*
* راجع: نزهة الخواطر 8: 277.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد بـ "لكنو" سنة إحدى وستين ومائتين وألف، وقرأ العلم على شيخنا محمّد نعيم، ووالده عبد الحكيم اللكنوي، والمفتي سعد الله المراد آبادي، والمولوي مظهر علي الرامبوري، والكتب الطبّية على الحكيم إبراهيم بن يعقوب، ووالده يعقوب الحنفي، ومرزا مظفّر حسين الشيعي، ثم ولي التدريس بالمدرسة الكلّية "كيننك كالج" مقام والده المرحوم، وكان يدرّس الكتب الطبّية في بيته، أخذ عنه غير واحد من الأطبّاء.
وكان وجيها، مشكلا، منوّر الشبيه، أبيض اللون.
مات في رجب سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف.
* * *
3071 - الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة المحدّث عبد العزيز بن ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي، سيّد علمائنا في زمانه وابن سيّدهم
*
لقّبه بعضهم "سراج الهند"، وبعضهم "حجّة الله".
* راجع: نزهة الخواطر 7: 297 - 306.
وترجمته في معجم المؤلفين 5: 243، والأعلام للزركلي 4: 14، واليانع الجني 73، وإيضاح المكنون 1: 182، وحديقة الأفراح 231، 232، وفهرس الفهارس 2: 244، 245، والعناقيد الغالية من الأسانيد العالية 24 - 26، وبستان المحدثين ص 350 - 352، والكلام المفيد في تحرير الأسانيد ص 308 - 314، حدائق الحنفية ص 470، وتذكره علماء هند 202 - 204، وتاريخ دعوت وعزيمت 5: 346 - 372.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد ليلة الخميس لخمس ليال بقين من رمضان سنة تسع وخمسين ومائة وألف، كما يدلّ عليه لقبه المؤرّخ لمولده:"غلام حليم".
حفظ القرآن، وأخذ العلم عن والده، فقرأ عليه بعضا، وسمع بعضا آخر بالتحقيق والدراية، والفحص والعناية، حتى حصلت له ملكة راسخة في العلوم، ولما توفي أبوه إلى جوار رحمة الله تعالى ورضوانه، وله ستّ عشرة سنة عند وفاة والده، أخذ عن الشيخ نور الله البرهانوي، والشيخ محمد أمين الكشميري، وأجازه الشيخ محمد عاشق بن عبيد الله البهلتي، كانوا من أجلّة أصحاب والده، فاستفاد منهم ما فاته على أبيه.
وله رسالة فصّل فيها ما قرأ على والده وعلى غيره من العلماء، فقال: إنه أخذ بعض كتب الحديث مثل أحاديث "الموطأ" في ضمن "المسوّى"، و"مشكاة المصابيح" بتمامها قراءة على والده، و"الحصن الحصين"، و"شمائل الترمذي" سماعا عليه بقراءة أخيه الشيخ محمد، و"صحيح البخاري" من أوله إلى كتاب الحجّ سماعا عليه بقراءة السيّد غلام حسين المكّي، و"جامع الترمذي"، و"سنن أبي داود" سماعا عليه بقراءة المولوي ظهور الله المراد آبادي، و"مقدمة صحيح مسلم" وبعض أحاديثه، وبعض "سنن ابن ماجه" سماعا عليه بقراءة محمد جواد البهلتي، و"المسلسلات"، وشيئا من مقاصد "جامع الأصول" بقراءة مولوي جار الله نزيل "مكّة"، وشيئا من "سنن النسائي" سماعا عليه، وبقية هذا الكتاب من الصحاح الستة، قرأها سماعا على خلفاء والده، كالشيخ نور الله، وخواجه محمد أمين، وأخذ غير ذلك من الكتب إجازة عامة من أفضل خلفائه وابن خاله الشيخ محمد عاشق البهلتي، وخواجه محمد أمين.
وإجازة والده لهما مكتوبة في "التفهيمات الإلهية"، و"شفاء العليل"، وهؤلاء قرءوا على والده مع أن الشيخ محمد عاشق كان شريكا في السماع
والقراءة والإجازة لوالده عن شيخه أبي طاهر المدني، وأسانيده مذكورة في كتابه "الإرشاد في مهمّات الإسناد"، وفي غير ذلك من الرسائل.
وكان طويل القامة، نحيف البدن، أسمر اللون، أنجل العينين، كثّ اللحية، وكان يكتب النسخ والرقاع بغاية الجودة، وكان له مهارة في الرمي والفروسية والموسيقي.
وقد قرأ عليه إخوته: عبد القادر، ورفيع الدين، وعبد الغني، وختنه عبد الحي ابن هبة الله البرهانوي، وقرأ عليه المفتى إلهي بخش الكاندهلوي، والسيّد قمر الدين السوني بتي، مشاركا لإخوته في القراءة والسماع، وقرأ عليه الشيخ غلام علي بن عبد اللطيف الدهلوي "صحيح البخاري" قراءة عليه، وقرأ عليه السيّد قطب الهدى بن محمد واضح البريلوي الصحاح الستة.
وأما غيرهم من أصحابه، فإنهم قرءوا على إخوته، وأسندوا عنه، وحضروا في مجالسه، وسمعوا كلامه في دروس القرآن، واستفادوا منه إلا ما شاء الله.
وأما سبطه إسحاق بن أفضل العمري، فإنه كان مقرئه، يقرأ عليه كلّ يوم ركوعا من القرآن، وهو يفسّره، وهذه الطريقة كانت مأثورة من أبيه الشيخ ولي الله، وكان أخر دروس الشيخ ولي الله المذكور {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} ، ومن هناك شرع عبد العزيز، وآخر دروسه كان {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} ، ومن هناك شرع سبطه إسحاق ابن أفضل، كما في "مقالات الطريقة".
وكان رحمه الله أحد أفراد الدنيا بفضله وآدابه وعلمه وذكائه وفهمه وسرعة حفظه.
اشتغل بالدرس والإفادة، وله خمس عشرة سنة، فدرّس، وأفاد، حتى صار في "الهند" العلم المفرد، وتخرّج عليه الفضلاء وقصدته الطلبة من أغلب
الأرجاء، وتهافتوا عليه تهافت الظمآن على الماء، هذا وقد اعترته الأمراض المؤلمة، وهو ابن خمس وعشرين، فأدّت إلى المراق والجذام والبرص والعمى، ونحو ذلك، حتى عدّ منها أربعة عشر مرضا مفجعا، ومن ذلك السبب فوّض تولية التدريس في مدرسته إلى صنويه: رفيع الدين وعبد القادر، ومع ذلك كان يدرّس بنفسه النفيسة أيضا، ويصنّف، ويفتي، ويعظ.
ومواعظه كانت مقصورة على حقائق التنزيل في كلّ أسبوع يوم الثلاثاء، وكان في آخر عمره لا يقدر أن يقعد في مجلس ساعة، فيمشي بين مدرستيه: القديمة والجديدة، ويشتغل عليه خلق كثير في ذلك الوقت، فيدرّس، ويفتي، ويرشد الناس إلى طريق الحق، وكذلك يمشي بين العصر والمغرب، ويذهب إلى الشارع الذى بين المدرسة وبين الجامع الكبير، فيتهادى بين الرجلين يمينا وشمالا، ويترقّب الناس قدومه في الطريق، ويستفيدون منه في مشكلاتهم، ومن تلك الأمراض المولمة فقدان الاشتهاء إلى حدّ يقضي أياما وليالي، لا يذوق طعم الغذاء، حتى صار الأكل غبا بطريق النوبة، كالحمى، صرّح به في تقريظه على "المناقب الحيدرية".
قال فيه: ويعتذر من التقصير في التقريظ بأعذار صادقة وأمراض سابقة ولاحقة، حتى أدّت إلى فقدان الغذاء بالمرّة، وصار الأكل غبا بطريق النوبة، كالحمّى لغلبة المرة، وتساقطت القوى، واختلّت الحواسّ وتهاترت الأعضاء، والعظام، والأضراس، إلى غير ذلك.
وقال في كتابه إلى أمير حيدر بن نور الحسنين البلكرامي: وإن سألتم عن حال هذا المحبّ فهو في سقم واصب ليلا ونهارا، وكرب يزعجه سرا وجهارا، وقرار زائل، وقلق حاصل، وذلك لاجتماع أمراض، كلّ منها بانفراده يكفي لإزعاج الرجل وإكماده، منها: قبض البواسير، واحتباس الرياح في المعدة والأمعاء، ومنها: فقدان الاشتهاء إلى حدّ يقضي أياما وليالي، لا يذوق طعم الغذاء، ومنها: صعود الأبخرة إلى القلب، فيحاكي حالته الانزهاق
والاختناق، وربما تصعد إلى الدماغ، فتحدث شقيقة ثاقبة، وصداعا لذاعا، كأنها ضربات الدقاق، وإلى الله المشتكى، وهو المستعان.
فهذه لا يسع النطق ببنت شفة، فضلا عن إملاء كتاب أو إنشاء صحيفة خطاب إلى غير ذلك.
ولعلّك تتعجّب أنه كان مع هذه الأمراض المؤلمة والأسقام المفجعة لطيف الطبع، حسن المحاضرة، جميل المذاكرة، فصيح المنطق، مليح الكلام، ذا تواضع، وبشاشة، وتودّد، لا يمكن الإحاطة بوصفه ومجالسته هى نزهة الأذهان، والعقول بما لديه من الأخبار، التي تنشف الأسماع، والأشعار المهذّبة للطباع، والحكايات عن الأقطار البعيدة وأهلها وعجائبها، بحيث يظنّ السامع أنه قد عرفها بالمشاهدة، ولم يكن الأمر كذلك، فإنه لم يعرف غير "كلكته"، ولكنّه كان باهر الذكاء، قويّ التصوّر، كثير البحث عن الحقائق، فاستفاد ذلك بوفود أهل الأقطار البعيدة، إلى حضرة "دهلي"، ولأنه قد صنّف الناس في الأخبار مصنّفات، يستفيد بها مما يقرب من المشاهدة.
وكان الناسُ يقصدونه ليستفيدوا من علمه، والأدباء ليأخذوا من أدبه، ويعرضوا عليه أشعارهم، والمحاويج يأتونه ليشفع لهم عند أرباب الدنيا، ويواسيهم بما يمكنه، وكرمه كلمة إجماع، والمرضى يلوذون به لمداواتهم، وأهل الجذب والسلوك يأتونه، ليقتبسوا من أشعّة أنواره، وغرباء الديار من أهل العلم والمشيخة ينزلهم في منزله، ويفضل عليه بما يحتاجون إليه، ويسعى في قضاء أغراضهم، ونيل مطالبهم، وإذا جالسه منحرف الأخلاق أو من له في المسائل الدينية بعض شقاق جاء من سحر بيانه بما يؤلّف بين الماء والنار، ويجمع بين الضبّ والنون، فلا يفارقه إلا وهو عنه راض.
قال الشيخ محسن بن يحيى الترهتي في "اليانع الجني": إنه قد بلغ من الكمال والشهرة، بحيث ترى الناس في مدن أقطار "الهند"، يفتخرون باعتزائهم إليه، بل بانسلاكهم في سمط من ينتمى إلى أصحابه.
قال: ومن سجاياه الفاضلة الجميلة، التي لا يدانيه عامة أهل زمانه قوة عارضته، لم يناضل أحدا، إلا أصحاب غرضه، وأصمى رميته، وأحرز خصله.
ومن ذلك: براعته في تحسين العبارة، وتحبيرها، والتأنّق فيها، وتحريرها، حتى عدّه أقرانه مقدّما من بين حلبة رهانه، وسلموها له قصبات السبق في ميدانه.
ومنها: فراسته التي أقدره الله بها على تأويل الرؤيا، فكان لا يعبّر شيئا منها، إلا جاءت كما أخبر به، كأنما قد رآها، وهذا لا يكون إلا لأصحاب النفوس الزاكيات المطهّرة عن أدناس الشهوات الرديئه وأرجاسها، وكم له من خصال محمودة وفضائل مشهودة.
وجملة القول فيه: إن الله تبارك وتعالى قد جمع فيه من صنوف الفضل وشتاته، التى فرّقها بين أبناء عصره في أرضه، ما لو رآه الشاعر الذي يقول:
ولم أر أمثال الرجال تفاوتا
…
لدى المجد حتى عدّ ألف بواحد
استبان له مثل ضوء النهار، أنه وإن كان عنده أنه قد بالغ فيه، فإنه قد قصر، فكيف الظنّ بأمثاله أن يحسن عدّ مفاخره، التي أكثر من حصى الحصباء، ومن نجوم السماء؟ انتهى.
قلت: ولي اعتزاء إليه بطرق متعدّدة في العلم والطريقة، أعلاها طريق الشيخ الإمام الحجّة الرحلة مولانا فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي، سمعت منه "الحديث المسلسل" بالأولية، و"المسلسل" بالمحّبة، وطرفا صالحا من "الجامع الصحيحح" للإمام البخاري، وهو سمع منه جميع ما ذكر، كما أخبرني بلفظه، وإني رأيت الشيخ عبد العزيز في المنام في أيام الطلب والتحصيل، وكنت إذ ذاك في "كانبور"، كأني طفل صغير في حجر شيخ كبير، نقيّ اللون والثياب، مهاب، رفيع القدر، كأنه أحد الأئمة من أجدادي، فألعب في حجره، تارة أقعد على ركبته، ومرة أجلس بين يديه، وهو يلاطفني، كما
يلاطف الآباء الأبناء، حتى جاء رجل آخر، وهو بين الكهولة والشيخوخة، فألقى في روعي أنه عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، فخاطبه الشيخ الذي كنت في حجره، كأنه يرقب قدوم الشيخ القادم، يا عبد العزيز! هذا ولدي، أفوّضه إليك للتعليم، فذهب عنى الشيخ الأول، وبقيت أنا والشيخ القادم، أحتظّ منه، وأستفيد، وأقرأ عليه، حتى أخذت عنه العلوم المتعارفة في ذلك المنام، ثم استيقظت، وحمدت الله على ذلك، وذكرت الرؤيا لبعض العظماء، فأوّلها: بأن الله سبحانه سيمنحني النسبة الخاصّة بالشيخ عبد العزيز، فإني مترقّب من ذلك الوقت لحصول تلك المبشّرة.
وللشيخ عبد العزيز مؤلّفات، كلّها مقبولة عند العلماء، محبوبة إليهم، يتنافسون فيها، ويحتجّون بترجيحاته، وهو حقيق بذلك، وفي عبارته قوة وفصاحة، وسلاسة، تعشقها الأسماع، وتلتذّ بها القلوب، ولكلامه وقع في الأذهان، قلّ أن يمعن في مطالعته من له فهم، فيبقى على التقليد بعد ذلك، وإذا رأى كلاما متهافتا، زيفه ومزقه بعبارات عذبة حلوة، وقد أكثر الحطّ على الشيعة في المسائل الكلامية، وله حجّة قاطعة عليهم، لا يستطيعون أن ينطقوا في جواب "تحفته" ببنت شفة.
وأما مصنّفاته، فأشهرها: تفسير القرآن المسمّى بـ "فتح العزيز"، صنّفه في شدّة المرض ولحوق الضعف إملاء، وهو في مجلّدات كبار، ضاع معظمها في ثورة "الهند"، وما بقى منها إلا مجلّدان من أول وآخر، ومنها:"الفتاوى في المسائل المشكلة" إن جمعت ما تحويها ضخام الدفاتر، والميسّر منها أيضا في مجلّدين، ومنها:"تحفة اثنا عشرية" في الكلام على مذهب الشيعة، كتاب لم يسبق مثله، ومنها: كتابه "بستان المحدّثين"، هو فهرس كتب الحديث، وتراجم أهلها ببسط وتفصيل، ولكنّه لم يتمّ، ومنها:"العجالة النافعة"، رسالة له بالفارسية في أصول الحديث، ومنها: رسالة فيما يجب حفظه لطالبي الحديث، ومنها:"ميزان البلاغة"، متن متين له في علم البلاغة، ومنها:"ميزان الكلام"،
متن متين له في علم الكلام، ومنها:"السرّ الجليل في مسألة التفضيل"، رسالة له في تفضيل الخلفاء بعضهم على بعض، ومنها:"سرّ الشهادتين"، رسالة نفيسة له في شهادة الحسنين عليهما السلام، ومنها: رسالة له في الأنساب، ومنها: رسالة عجيبة له في الرؤيا، وله غير ذلك من الرسائل.
وأما مصنّفاته في المنطق والحكمة، فمنها: حاشية على "مير زاهد رسالة"، وحاشية على "مير زاهد ملا جلال"، وحاشية على "مير زاهد شرح المواقف"، وحاشية على "حاشية ملا كوسج"، المعروفة بـ "العزيزية"، وحاشية على "شرح هداية الحكمة" للصدر الشيرازي.
وله شرح على "أرجوزة الأصمعي"، وله مراسلات إلى العلماء والأدباء، وتخميس نفيس على قصيدتي والده:"البائية" و"الهمزية".
وكان نسيج وحده في النظم والنثر، وقوة التحرير وغزارة الإملاء، وجزالة التعبير، وكلامه عفو الساعة، وفيض القريحة، ومسارعة القلم، ومسابقة اليد، وعندى بفضل الله حملة صالحة منها، وإن كان يسعها هذا المختصر، لأوردت شيئا كثيرا ها هنا.
وأما القليل من ذلك الكثر، فقوله:
يا سائرا نحو بان الحى والأسل
…
سلم على سادة الأوطان ثم قل
ما زلت في بعدكم كالنار في شعل
…
والأرض في كسل والماء في ملل
أريد لمحة وصل أستضئ بها
…
في ظلمة الهجر ضاقت دونها حيلي
إني صليت على أنس وتذكرة
…
لأهل ودي وخلق المرء لم يحل
فلا أزال بأبكاري أسائركم
…
وإن خدمت كرام الخيل والإبل
ما العيش إلا خيالات أوجهها
…
إلى ذراكم لدى الأسحار والأصل
أعلل النفس بالآمال أرقبها
…
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
لعل إلمامكم بالدار ثانية
…
يدبّ منه نسيم البرء في العلل
أرجو اللقاء بميعاد وعدت به
…
والخلف في الوعد منكم غير محتمل
فإن عزمتم على إنجاز وعدكم
…
سعيت في طلب الأسباب والوصل
أردت تفصيل أمالي فعارضي
…
خوف السآمة في الإكثار والملل
لا زال مجدكم في الدهر منبسطا
…
وظلكم فيه عنا غير منتقل
وقوله في مدح النبى صلى الكه عليه وسلم:
ألا يا عاذلي دم في ملامي
…
فإني لا أحول عن الغرام
فجفني ساهر ما دمت حيا
…
وقلبي هائم والدمع هامي
فيا ريح الصبا! عطفا ورفقا
…
إلى ذاك الحمى بلغ سلامي
وقل يا أهل ودى في هواكم
…
مضى شهري وأيامي وعامي
وصرت ببعدكم كالعود جسمى
…
على نار ودمعي في انسجام
إلام تظاهرون على كئيب
…
كسير القلب صب مستهام
إلام الهجر والإعراض عني
…
وحتام التمادي فى الخصام
غرامي ثابت غض طري
…
وحبّكم على طرف الثمام
نسيتم عهدكم يا أهل ودى
…
كأنا ما التقينا في مقام
فإن عدتم لوصل والتئام
…
فأهلا بالعناق وباللزام
وإن جرتم على فلي غياث
…
بباب المصطفى خير الأنام
إليه توجّهي وله استنادي
…
وفيه مطامعي وبه اعتصامي
أجرني سيّدي من ضيم سقم
…
أشدّ علي من وقع الحسام
صبرت عليه حتى عيل صبري
…
وكاد يذيقني طعم الحمام
فمدحك رقيتي وشفاء دائى
…
إذا ما خضت في لجج السقام
وذكرك سيدي حرزي وحصني
…
آتيه به على الجيش اللهام
مواهبك التي لا نقض فيها
…
بها ربيت من قبل الفطام
فمن لي بعد ما وهنت عظامي
…
إذا اشتدّ البلاء سواك حامي
وإن أك ظالما عظمت ذنوبي
…
فحبّك سيّدي ماحي الأثام
فقد أعطيت ما لم يعط خلق
…
عليك صلاة ربك بالسّلام
توفي بعد صلاة الفجر يوم الأحد لسبع خلون من شوّال سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف، وله ثمانون سنة، وقبره بـ "دهلي" عند قبر والده خارج البلدة.
* * *
3072 - الشيخ الفاضل عبد العزيز بن يوسف بن قِزْأُوغْلِي، الآتي ذِكْرُ أبيه، إن شاء الله تعالى في محلِّه
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وكان مولدُه بـ "دمشق".
وتفقَّه على أبيه، وبَرَع، وكان ذَكِيًّا، وله فَهْمٌ جَيِّدٌ، دَرَّس بعدَ أبيه بـ "المدرسة العِزِّيَّة"
(1)
، التي تُعْرَف بـ "الميْدان الكبير".
ومات، رحمه الله تعالى، في سَلْخ شَوَّال، سنة سِتِّ وسِتِّين وسِتِّمائة، ودُفِن عند أبيه.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 355.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 837، والدارس 1:552.
ومعنى "قزأوغلي" ابن البنت، وانظر: حاشيته الجواهر 2: 441.
(1)
أي: العزية البرانية: إحدى مدارس الحنفية بدمشق. الدارس 1: 550.
باب من اسمه عبد العزيز فقط
3073 - الشيخ الفاضل عبد العزيز *
ذكره التميمي في "طبقاته
"، وقال: ويُقال له: عزيز فقط، من غيرِ ذكر عبد وذِكر أداة التَّعريف، كما جَرَتْ به عادةُ "الدِّيار الرُّومِيَّة " في قولهم مثلا لبعد الكريم: كَريم، وكَرِيمي، ولعبد القادر: قادر وقادري، ولعبد الباقي: باقي اخْتصارا للكلام، وقَطْعا لمسافة التَّطْوِيل.
وعبد العزيز هذا هو ابنُ شيخ الإسلام، وقُدْوة الأنام، مُنْلا سعد الدين، مُعلِّمِ حضرة السلطان مُراد خان، عليه الرحمة والرِّضوان، ابن حسن الحافظ بن محمد الحافظ، الأصْبهانِي الأصل، الرُّومِيّ الدَّار والمنْشأ، أحدُ أعْيان الأفاضلِ من أبْناء الموالِي بـ "الدِّيار الرُّومية"، بل هو من أفْضل فُضلائهم، وأكْملِ المفْتخرين بأجْدادِهم وآبائهم.
وُلِد في أواسط شهر ربيع الأول، سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة، وقد أرَّخه بعضُهم بقوله: يا خيرُ
(1)
…
، وإن شاء الله تعالى يكونُ ذلك فالا مُباركا، ويُحَقِّق الله تعالى فيه هذه الخَيْرِيَّة، فإنَّ بَشائرَ أوْصافِه، ومَكارمَ أخْلاقه، ومَحَبَّتِه في تحصيل الفضائل تَدُلُّ على ذلك، وتزيدُ قُوَّة الرَّجاء فيه.
قرأ في مُقَدِّمات العلوم على أخيه الأكبر، وهو محمد أفندِي، قاضي العَسْكر المنصور بوَلاية "أناطولِي"، الآتي ذِكْره في المحمدين، وقرأ على غيره
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 351.
(1)
بياض في النسخ.
أيضا من أفاضل عَصْره، وأكابر دَهْره، ولكن جُلُّ انْتفاعِهِ بالقراءة على والِده، ومنه صار مُلازِما، وعندَه ذكاءٌ مُفْرِطٌ، ومَيْلٌ إلى الاشتغال بالعلوم، وتَحْصيل الكمالات، ومَن كان مِثْلَه، مُسْتَوْفِيًا شُروط التَّحْصيل من العِزَّة، والدَّوْلَة، والسَّعادة، وكَثْرة الكُتُب، وسُرْعة الفَهْم، وعَدَم الاحْتياج إلى أحدٍ من الناس، كيف لا يَفوقُ أبْناءَ دهرِه، ولا يتقدَّم فُضلاءَ عصره! خُصوصًا إذا كان ذلك مع صِيانة العِرْض، والدين المتين، وتَرْكِ المعاصِي، ويَدُلُّ لذلك ما نُسِبَ إلى الإمام الشافعي، رضي الله تعالى عنه، حيث يقول:
شَكَوْتُ إلى وَكيعٍ سوءَ حِفْظِي
…
فأرْشَدَني إلى تَرْك المعاصِي
وقال العِلْمُ نورٌ من إلهٍ
…
ونورُ الله لا يُؤْتَى لِعاصِي
وقد وَليَ من المناصب العَلِيَّة، تَدْريسَ المدرسة الجديدة التي أنْشأها مَفْخَرُ الأغَوات المقَرَّبين غَضَنْفَرُ أغا، وهو الذى كان قابو أغا، عندَ حضرة السلطان، محمد خان الغازي، -نصره الله تعالى، وأدام أيَّام دَوْلَتِه، وخلَّد أوْقاتَ سعادَته، بمنِّه وكَرَمِه-، وهو أوَّلُ مَن درَّس بها، ثم وَلِيَ منها تَدريسَ إحْدَى المدارس الثَّمان، وهو الآن مُدَرِسٌ بالمدرسة المذكورة، لا يتْرُكُ الاشْتغال والإشْغال، والمطالعةَ والمراجعة، يوما واحدًا، وله هِمَّة عَلِيَّةٌ في مُساعدة أصْحابه وأتْباعه وإخْوانه، تارةً بماله، وتارةً بجاهه، -أدام الله تعالى النَّفْع بوُجودِه، آمين-.
ومن جمُلة من أحْسَن إليه بجاهه، وشفَع له عند أخيه قاضى القضاة مِرارًا عَديدةً، من غيرِ نَقْدٍ قدَّمْتُه إليه، لا وعْدٍ اعْتَمَد في شَفاعته عليه، بل الله تعالى، وهو الذي كان من أكْبَر الأسباب في حُصول مُراد الفقير من حضرة أخيه المشار إليه، رحمهما الله.
* * *
3074 - الشيخ الفاضل عبد العزيز الرامبوري، المعروف بعلم المنطق
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان من أهل "أمبيتها" من أعمال "سهارنبور".
تعلّم أولا من بعض العلماء، ثم لازم دروس العلامة عبد الحق بن فضل حق الخير آبادى، أظنّه خمس عشرة سنة، حتى ضبظ أكثر تقاريره، ولا يعرف له في غير المنطق والحكمة أثر.
وقد دخل في زمرة المعتقدين للمشايخ والقبور، حتى أنه ربما يسجد، وقلمّا يفوته سفر زيارة لعرس قبر من قبور المشايخ، وله شغف بالسماع ونحوه.
وكان تصدّر بالمدرسة العالية بـ "رامبور"
(1)
زمانا، (وتتلمّذ عليه أمير تلك البلدة النواب حامد علي خان في المنطق)، ثم استقال. لعلّه مات في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف، ولم يعرف له تأليف.
* * *
3075 - الشيخ الفاضل عبد العزيز الأفغاني، الرامبوري، أحد العلماء المبرّزين في العلوم الحكمية
* *
* راجع: نزهة الخواطر 8: 277.
(1)
"رام بور": بلدة عامرة قرب "مراد آباد"، وهى مقام الأمراء من أولاد علي محمد خان، لهم سلطة قوية تحت حكم الإنكليز.
* * راجع: نزهة الخواطر 7: 306.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: درس، وأفاد مدّة طويلة بـ "رامبور"، ثم ترك البحث والاشتغال، وصرف عمره فى الزهد والمجاهدة. أدركه عبد القادر بن محمده أكرم الرامبوري، وذكره في كتابه "روز نامه".
3076 - الشيخ الفاضل عبد العزيز الرومي
*
من القضاة. له "در الصكوك في علامات الشرعية".
توفي سنة 1290 هـ.
* * *
3077 - الشيخ الفاضل عبد العزيز السهالوي
* *
ولد في سنة 1301 هـ في بلدة "سهال" مديرية "راولبندي".
تعلّم الكتب الابتدائية في منزله، ثم وفّق له بعض العلماء في بلدة "توشهره"، فدرّس عليه بعض الكتب، ثم رحل إلى "كجرات"
(1)
، وأكبّ على
* راجع: معجم المؤلفين 5: 246.
ترجمته في إيضاح المكنون 1: 446.
* * راجع: علماء ديوبند وخدماتهم في علم الحديث ص 227.
(1)
"كجرات": بضم الكاف الفارسي، وإسكان الجيم، وإهمال الراء المهملة، بعدها ألف، فمثناة من فوق، طولها اثنان وثلاثمائة ميل، وعرضها ستون ومائتا ميل، وفيها ثلاث عشرة فرضة، أشهرها:"كنباية"، و"سومنات"، و "جونا كره"، و"سورت". وفي العصر الحاضر" بمبئي"، وفيها كور صغيرة، يسمّونها بأسماء أخرى، نحو "كوكن" أي: البلاد التي على ساحل البحر فيما بين "بمبئي" و"نياكاؤن"، ونحو "كاتهياوار" التي ينسب إليها الأفراس الحصان الجياد.
تعلّم العلم عند الشيخ غلام رسول، فدرّس عليه كتبا كثيرة مقرّرة في مدارس الهند الإسلامية، ثم رحل إلى جامعة ديوبند الإسلامية، والتحق بها في سنة 1327 هـ، وقرأ الحديث على شيح الهند العلامة المحدّث محمود حسن رحمه الله تعالى، وتخرّج على يديه.
بعد تخرّجه من جامعة ديوبند الإسلامية شرع في التدريس، درّس أولا في المدرسة النعمانية بـ "لاهور"، ثم درّس العربية في بعض المدارس الحكومية، ثم عيّن إماما وخطيبا في المسجد الجامع بـ "كجرانواله".
ثم وضع الحجر الأساسي لمدرسة أنوار العلوم، واشتغل بتدريس الحديث بها، فرحمه لله تعالى.
له عدة مؤلّفات في علم الحديث، تدلّ على سعة اطّلاعه فيه، وهي كما تلي:"بغية الألمعي حاشية نصب الراية" للزيلعي إلى كتاب الحجّ، و"نبراس الساري في أطراف البخاري" في المجلّدين، و"تبويب مسند أحمد"، و"رجال الطحاوي"، و"حاشية على شرح معاني الآثار"، و"فهرس مسند الإمام أحمد بن حنبل"، رحمه الله تعالى، وألّف بعض الرسائل حول موضوع تقليد الأئمة المتبوعين، وحول موضوع مسألة القراءة خلف الإمام، وله غير ذلك.
انتقل إلى رحمة مولاه في ثالث رمضان سنة 1359 هـ، الموافق 4 أكتوبر 1940، يوم السبت وقت صلاة الضحى ببلدة "سهال"، ودفن بها بجوار والده، رحمهما الله تعالى.
* * *
3078 - الشيخ الفاضل مولانا عبد العزيز الكاملبوري، رحمه الله تعالى
*
* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 255.
من تلامذة العلامة أنور شاه الكشميري، المتوفى سنة 1353 هـ، رحمه الله تعالى.
وكان من أفاحل الأعيان، وأماثل الفضلاء.
درّس في جامعة دابيل مدّة طويلة، فأفاد، وأجاد، واستفاد منه جمّ غفير من العلماء والفضلاء.
* * *
3079 - الشيخ الفاضل عبد العزيز الرُّومِيّ، حَفيدُ الموْلَى المشهور بأمِّ وَلَد
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قرأ على فَضَلاء تلك الدِّيار.
ودَرَّس بعِدَّة مدارسَ.
وَوَلَيَ القضاءَ بعِدَّة بلادٍ، منها مدينة "حلَب"، ثم صار مُدَرِّسًا ومُفْتيًا بـ "مدينة أماسِيَة"، ثم ترك التَّدريس، وعُيِّن له كلَّ يوم سبعون درهما عُثْمانِيًّا بطريق التَّقاعُد.
وتُوُفّيَ في حُدود خمسين وتسْعمائة.
وكان من خيار الناس، عِلْما وعَمَلا، لا يذْكُرُ أحَدًا بسوءٍ. رحمه الله تعالى.
وسيأتي ابنُه على جلَبي في مَحَلِّه، إن شاء الله تعالى.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 356.
3080 - الشيخ الفاضل القاري عبد العزيز الشوقي، من سكّان "أنباله" من أرض "الهند
" *
بعد حفظ القرآن الكريم حصّل العلوم الابتدائية في الخانقاه الإمدادية الأشرافية، ثم اتصل بمظاهر العلوم سهارنبور، وقرأ فيها كتب الدرجة المتوسّطة، ثم التحق بدار العلوم ديوبند، وأكمل الدراسة العليا فيها، قرأ كتب الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية على شيوخها.
من أساتيذه: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة إعزاز علي الأمروهوي، والعلامة القاري محمد طيب الديوبندي، والعلامة المفتي محمد شفيع الديوبندي، والعلامة شمس الحق الأفغاني، وغيرهم.
حصّل علم القراءة والتجويد من القاري حفظ الرحمن، وبايع في السلوك على يد حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، وحصّل السند العالي من جامعة بنجاب، وكان شاعرا مجيدا، وأديبا أريبا في العربية والفارسية والأردية.
توفي 9 شعبان 1391 هـ.
* * *
* راجع: أكابر علماء ديوبند للشيخ أكبر شاه البخاري ص 305، 306.
باب من اسمه عبد العلي
3081 - الشيخ الفاضل عبد العلي بن إبراهيم بن يعقوب اللكنوي، أحد العلماء المبرّزين في الصناعة الطبّية
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ ببلدة "لكنو".
وحفظ القرآن، ثم اشتغل بالعلم، وقرأ على العلامة عبد الحي بن عبد الحليم الأنصارى اللكنوي، وعلى شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم الأنصاري، وقرأ الكتب الطبية على جدّه وأبيه، ولازمهما مدّة من الزمان، حتى برع، وفاق الأقران في الفنون، العلمية والعملية، سيّما المعالجات، فاشتهر اسمه، وبعد صِيتُه.
وجعله نواب كلب على خان الرامبوري طبيبا خاصّا له مقام والده المرحوم، ولم يزل مجتهدا في إكرامه، ويحبّه حبّا مفرطا، فأقام بـ "رامبور" إلى وفاة الأمير المذكور.
ثم رجع إلى بلدته، ومكث بها برهة من الزمان، ثم استقدمه واجد علي شاه اللكنوي إلى "كلكته"، فذهب إليه، ومكث عنده إلى وفاته.
ثم رجع إلى "لكنو"، وأقام به زمانا، ثم استقدمته نواب شاهجهان بيغم ملكة "بوبال"، فقرأت عليه بعض الكتب الطبية، وتطبّبت عليه.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 278، 279.
وكان حسن الصورة، مشكلا، ضخما، سميا، ذا بشاشة للناس، وتواضع، كثير الاعتناء بالمساكين، وكان لا يرجّح الغنيّ على الفقير في المعالجة.
توفي بمدينة "لكنو" في ضعف المعدة يوم وضع حجر أساس كلية الطبّ الحديث (مديكل كالج) بـ "لكنو" على يد جورج الخامس ملك "جزائر بريطانيا"، و"الهند" وما وراء البحار.
وكنت إذ ذاك في ذلك المجلس، فسمعت أنه توفي الآن، فظننت أن الطبّ اليوناني قد مات بوفاته، حتى قام مقامه الطبّ الغربي، وكان ذلك سلخ شوّال سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف.
* * *
3082 - الشيخ العالم الصالح عبد العلي بن بير علي بن غلام إمام الهند النكرامي، أحد الفقهاء الحنفية
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف.
وقرأ العلم على خاله عليم الله، والسيّد أنور على المراد آبادي، والشيخ أوحد الدين البلكرامي، والشيخ عبد الحكيم بن عبد الربّ اللكنوي، وعلى غيرهم من العلماء.
وأخذ الطريقة عن القاضي عبد الكريم النكرامي، ثم لازم خليفته كلزار على الكشنوي، وأخذ عنه.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 309، 310.
وله الإجازة عن الشيخ بناه عطاء السلوني، وخواجه أحمد بن ياسين النصير آبادي.
وكان ورعا، تقيا، صالحا، عفيفا، متوكّلا، انتفع به خلق كثير، وهدى الله به عباده.
وله مصنّفات عديدة، أشهرها:"تفسير آيات الأحكام" في مجلّد، ومنها:"تحقيق الأمور في حدوث الفاتحة والنذور"، ومنها: رسالة في تحقيق المولد والقيام بالعربية، ومنها:"اليواقيت اللطيفة في تأييد مذهب أبي حنفية"، ومنها:"التحرير في حرمة المزامير"، وله غير ذلك من الرسائل.
مات ليلة الأربعاء لليلتين بقيتا من شوّال سنة ستّ وتسعين ومائتين وألف.
أخبرني بها ولده إدريس بن عبد العلي، رحمه الله.
* * *
3083 - الشيخ الفاضل عبد العلي بن تراب على بن مبارز علي الحسيني، النقوي، السهسواني، أحد كبار العلماء
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "سهسوان"، وسافر للعلم إلى "مراد آباد"، و"رامبور"، فقرأ العلم على أساتذة عصره، وبرز في الفنون الحكمية.
ثم سار إلى "دهلي"، وأخذ عن أبناء الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي المحدّث، وفاق أقرانه في كثير من العلوم، ثم سافر إلى "الحجاز"، فحج، وزار، وأقام ببلدة "طوك" بعد رجوعه عن الحج لسابق معرفة
* راجع: نزهة الخواطر 7: 310.
بالعلامة حيدر علي الحسيني الرامبوري، فجعله نواب وزير الدولة بهادر أمير "طوك" عاملا على ناحية "سرونج"(بكسر السين المهملة)، فاستقلّ بها زمانا، ثم سافر إلى "الحجاز" مرة ثانية، مهاجرا إلى الله سبحانه، فمات بـ "مكة المباركة".
وكان رحمه الله متواضعا، حليما، بشوشا، طيب النفس، كريم الأخلاق.
له مصنفات.
توفي سنة ستين ومائتين وألف، كما في "حياة العلماء".
* * *
3084 - الشيخ الفاضل المولى عبد العلي بن الحاج المنشئ رجب علي سَرْكار الكُمِلائي
*
ولد سنة 1410 هـ في قرية "سائِتْ سَاله" من أعمال "كُمِلّا" من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في المدرسة الأفسرية الواقعة في قريته، ثم التحق بالجامعة اليونسية، بـ "بَرْهَمَنْبَارِيه" وقرأ فيها "مشكاة المصابيح"، وغيرها.
من أساتذته فيها: فخبر البنغال العلامة تاج الإسلام، رحمه الله تعالى.
ثم سافر إلى أزهر الهند دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية.
من أساتذته فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، رحمه الله تعالى.
* راجع: مشايخ كملا 2: 177، 178.
وبعد الفراغ رجع إلى وطنه المألوف، وبايع في السلوك على يد السيّد مصطفى المدني، رحمه الله تعالى، وحصلت له الإجازة في السلوك منه، سافر إلى بيت الله الحرام سنة 1384 هـ، فحجّ، وزار، ثم حجّ إحدى عشرة مرّة.
توفي سنة 1415 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة آبائه.
* * *
3085 - الشيخ الفاضل مولانا عبد العلي بن ضياء الله الكُمِلائي
*
ولد سنة 1328 هـ في قرية "مَالِيهَاتَا" من مضافات "سُهَيلْبُور" من أعمال "كملا" من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في بيته، ثم التحق بمدرسة سَرَائيل، التي بناها مولانا عثمان خان، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم اتّصل بالمدرسة اليونسية بَرْهَمَنْبَارِيه.
وبعد إتمام الدراسة ههنا سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية، وفاز في الاختبار النهائي بدرجة الامتياز.
وبعد الفراغ رجع إلى وطنه المألوف، ودرّس في عدّة مدارس، ثم بنى مدرسة سنة 1353 هـ بعد ما شاورَ مع فخر البنغال العلامة تاج الإسلام، رحمه الله تعالى، وسماها الجامعة الإسلامية تاج العلوم مَالِيهَاتَا.
توفي سنة 1383 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة بجوار مدرسته.
* * *
* راجع: مشايخ برهمنباريه ص 134 - 137.
3086 - الشيخ الفاضل العلامة الكبير السيّد عبد العلي بن عبد الحي الحسني اللكنوي
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف بـ"هنسوه" قرية جامعة من أعمال "فتحبُور" في بيت جدّه لأمّه السيّد عبد العزيز بن سراج الدين الحسيني الواسطي.
وقرأ في علم الآلات على شيخه السيّد علي الزينبي، والمولوي شبلي الجيراجبُوري، وأخذ الهيئة عن المولوي سلطان محمد الكابلي، والهندسة عن العلامة شير علي الحيدر آبادي، وحضر الدروس في دار العلوم لندوة العلماء، وقرأ عليّ بعض الكتب الدراسية، ولازمني مدّة، وأخذ عى الصناعة الطبّية، وقرأ على شيخنا العلامة حسين بن محسن الأنصارى اليماني حين وفد عليّ من "بوبال""كتاب الأوليات" للشيخ محمد سعيد سنبل، وأجازه شيخنا المذكور، ثم سافر إلى "ديوبند" سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف، وقرأ الصحاح والسنن على السيّد أنور شاه الكشميري، وعلى العلامة محمود حسن الديوبندي المحدّث، ولازمهما سنة كاملة، ثم رجع إلى مدينة "لكنو"، فزوّجتُه بابنة خاله السيّد أبي القاسم بن عبد العزيز الحسيني الواسطي، وأقبل على دراسة اللغة الإنكليزية والعلوم العصرية، وانتسب إلى إحدى مدارسها الرسمية، وخرج ناجحا، ودخل في كلّيه لكنو، وجدّ في البحث والاشتغال، حتى نال الفضيلةْ بتفوّق في علم الكيمياء، وعلم الحيوان، وعلم النبات، وغيرها، وذلك سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف، وحصلت له وسامتان عاليتان، إحداهما من الذهب المسكوك مع الكتب النفيسة من جامعة إله آباد على يد الحاكم العام للولايات الشمالية المتّحدة.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 279 - 283، ومقدمة أنوار الباري 2:225.
وقرأ الطبّ القديم على مؤلّف هذا الكتاب، وسافر في هذه السنة إلى "دهلي"، ومكث عند طبيب الهند المشهور وزعيمها حاذق الملك الحكيم أجمل خان، ومكث عنده ستة أشهر، يرافقه، ويستفيد منه، ثم التحق بكلّية الطبّ الحكومية في "لكنو" سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف، واستقام على طريقته وشارته، محافظا على الشعائر الدينية والآداب الإسلامية، متقشّفا في اللباس والوضع، جادّا في البحث والدراسة، حتى نال إعجاب أساتذته وثقتهم، وتقدير زملائه واحترامهم، وتوفي والده مؤلّف هذا الكتاب سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف، وأكمل المترجم دراسته في كلّية الطبّ، وأخذ الشهادة من جامعة لكنو سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وألف، ثم بدأ حياته المستقلّة كطبيب ليكفل أسرته، وكان زاهدا في الوظائف الحكومية.
وانتخب عضوا في لجنة ندوة العلماء التنفيذية سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف، وانتخب نائب المدير سنة ستّ وأربعين وثلاثمائة وألف، مديرا أو الأمين العام سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف، وقد قطعت ندوة العلماء ودار العلوم التابعة لها أشواطا بعيدة زمن إدارته وإشرافه، وجلب لها بعض الأساتذة الكبار، وفاقت في تحسين طريقة تعليم اللغة العربية وإصلاح مناهج الدرس، وحجّ وزار سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف على جناح شوق وحبّ، وطابت له الأيام في الحرمين الشريفين، وظلّ مشتغلا ثلاثين سنة بإدارة ندوة العلماء وخدمة الناس عن طريق المداواة والبرّ والمؤاساة، مهتمّا بأمور المسلمين، مساهما في تأييد القضايا الإسلامية، والمشاريع الإصلاحية، بقدر الإمكان، مشتغلا بذات نفسه، معتزلا في بيته، قليل الحديث إلا فيما ينفعه، وينفع الناس، زاهدا في الجاه والشهرة والظهور.
وكان رحمه الله مثالا نادرا للجمع بين محاسن القديم والجديد، وفضائل الدين والدنيا، رسوخ في العقيدة، واستقامة في الدين، وتضلّع في العلوم القديمة والحديثة، وسعة آفاق الفكر، وتصلّب في المبادئ والغايات، وتوسّع في
الوسائل والآلات، وقد اجتمع فيه حبّ الواقعية وعدم التعصّب مع الإتقان والتعمّق، متوسّطا بين الجمود والتجدّد، وبين التقليد ورفض التقليد، وكانت له فطرة سليمة بعيدة عن الإفراط والتفريط.
كان متقشّفا في حياته الشخصية، زاهدا في معيشته، ولكنه كان واسع النظر، رحب الصدر في العلم والدراسة، متتبعا للحديث الأحدث من العلوم والتجارب، وكان حريصا على اتباع السنّة، بعيدا عن الإسراف عن تقليد العادات الهندية، وكان حادّا في كلّ أعماله، متقنا لكلّ ما درسه من قديم وجديد، إماما في مسجد الحيّ، عالما، فقيه النفس، قد بايع مولانا حسين أحمد الفيض آبادي، وكان شديد الحبّ، كثير الإجلال له، وكان بيته منزله الدائم في البلد، وكان أثيرا، كبير المنزلة عنده، وكان قويّ الحمية للإسلام، مقدرا للجهاد أينما كان، حريصا على المساهمة فيه، واسع الاطلاع على شؤون العالم الإسلامي، شديد التعلّق بجزيرة العرب والحجاز والحرمين الشريفين، عميق الحبّ، شديد التعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأهل بيته، شديد الحبّ للعرب، يسوؤه، ويؤلمه ذمّهم، وانتقاص حقّهم وفضلهم، خبيرا بجغرافية الجزيرة العربية، ألّف كتابا بالعربية في هذا الموضوع في شبابه، كبير الاعتناء بالحديث النبويّ الشريف.
وكان له شغف بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة ابن قيّم الجوزية، حسن الاعتقاد، شديد الإجلال للشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي، والشيخ ولي الله الدهلوي، والسيد أحمد بن عرفان الشهيد.
وكان له شغف عظيم واهتمام كبير بالدعوة إلى الإسلام، ونشر الدين والعلم، في الطبقات المتخلفة، وأصحاب الحرف والمهن، وكان واسع الذراع، رحيب الصدر، لإخوته الصغار، وأهل بيته.
وكان قد غلب عليه الاحتساب، لا يتكلّم إلا فيما يعنيه، ويكتفي بقدر ما يلزمه، ولا ينفق إلا فيما يرجو ثوابه، مقتصدا فيما يتفاخر به
الناس، منبسطا فيما يدّخره عند الله، رزقه الله القبول العام وقد بلغ الغاية في برّ والده وطاعته، ونال رضاه وأدعيته الوافرة، وقد ختم رحمه الله ترجمته في هذا الكتاب بقوله: وهو حسن الفهم، جيّد التصوّر، قويّ الإدراك، قد أخذ العلوم الآلية والعالية بنصيب وافر، فتح الله سبحانه عليه أبواب معارفه، وجعله من العلماء العاملين، ورفع شأنه، وبارك فيه، وجعله لي قرّة عين بحوله وطوله، وإني أجزتُه بجميع ما تجوز لي روايته، وتصحّ عنى درايته بحقّ ما أجازني جمع من المشايخ الأجلّاء، وأرجو الله تعالى أن ينفعه، وينفع به، ويجعله من عباده الصالحين، ومن العلماء الناشرين للدين القويم بحقّ النبي الكريم.
كان مربوع القامة، مائلا إلى القصر، أبيض اللون والبشرة، جميلا، وسيما، من رآه أحبّه وأجلّه، طلق الوجه، وفورا، ضحكه التبسّم في غالب الأحوال، وإذا ضحك دمعت عيناه، عريض الجبهه، واسع العينين، نظيف الأثواب، في غير تكلّف وإسراف، يحبّ النطافة والنظام في كلّ شئ، يؤثر من اللباس والطعام، ما خفّ وعمّ، وكان جيّد الخطّ، بارعا في الكتابة، متقنا للحساب، يجيد اللغة الفارسيّة والعربية والإنكليزية، وإذا كتب باللغة الأردية أوجز، وأجاد، وكان يباشر أموره بنفسه، وكان يحسن شيئا كثيرا من الأمور المنزلية، ويعرف الخياطة والطبخ، وكان صبورا دؤوبا في المداواة والتمريض، ناصحا مخلصا للمرضى، لا يستحيي من قوله ما فهمت، ولا يصرّ على خطاء، ويحبّ الفقراء والمساكين، ويؤثر مساكنتهم ومجالستهم، ويكره المبالغة في كلّ شيئ، قد فطر على الاقتصاد والتوسّط في أمور الدين والدنيا.
ولم يزل على ذلك، حتى انحرفت صحته في الزمن الأخير، وأصيب بضغط الدم، وأمراض القلب، حتى وافاه الأجل المحتوم لتسمع ليال بقين من ذى القعدة سنة ثمانين وثلاثمائة وألف، وصلى عليه مولانا عبد الشكور
اللكنوي في جمع حاشد، ونقل جثمانُه إلى وطنه "رائ بريلى" حيث دفن بجوار والده وأجداده بمقبرة شيخ المشايخ الشيخ علم الله النقشبندي رحمه الله تعالى.
قلت: قرأ صاحب الترجمة كتب الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية سنة 1329 هـ في دار العلوم ديوبند، وتخرّج على شيخ الهند العلامة محمود حسن الديوبندي، والعلامة أنور شاه الكشميري.
قرأ "سنن أبي داود"، وحصّة من "صحيح مسلم" على العلامة أنور شاه الكشميري، كتب تقريراته في الدروس بيده، وكان يقدّمها عليه، وهو يصحّحه بقلمه.
* * *
3087 - الشيخ الفاضل عبد العلي بن عبد الرحمن بن محمد سعيد الأفغاني، الرامبوري، أحد العلماء الحنفية
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد بـ "رامبور" سنة ثلاث ومائتين وألف، ونشأ بها.
وسافر للعلم إلى بلدة "بريلي"
(1)
، وقرأ أكثر الكتب الدراسية على الشيخ مجد الدين الحسيني الشاهجهانبوري، ثم رجع إلى "رامبور"، وقرأ على
* راجع: نزهة الخواطر 7: 311.
(1)
"بريلي": مدينة كبيرة على فرع من نهر "كنك"، تبعد عن "دهلي" اثنين وعشرين ومائة ميل، وفيها تصنع السيوف، والخناجر، والزرابي، والسروج، وأغشيتها، والأقمشة المطرزة والآنية النحاسية، وأما اليوم فلها شهرة في أعمال الخشب.
المفتي شرف الدين، وعمّه عبد الرحيم بن محمد سعيد، ثم تصدّر للتدريس ببلدته، وأخذ عنه جمع كثير.
مات لإحدى عشرة خلون من شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف بمدينة "رامبور"، أخبرني بها حفيدُه نجمُ الغني.
* * *
3088 - الشيخ العالم الفقيه عبد العلي بن علي أصغر البكري، القَنُّوجي، أحد العلماء الصالحين
*
ذكره صاجب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ ببلدة "قَنُّوج"
(1)
.
وقرأ العلم على صنوه الكبير رستم علي بن علي أصغر، ولازمه مدّة، حتى برع في الفقه والأصول، وتأهّل للفتوى والتدريس.
له مصنّفات، منها: حاشية على "شرح المنار".
مات بقرية "بندكي"(بكسر الموحّدة) من توابع "كوره جهان آباد"، كما في "أبحد العلوم".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 311: 7.
(1)
"قنُّوج": كسنّور، كانت مدينة حسنة الأبنية حصينة، لها سور عظيم، وكانت قاعدة مملكة "الهند" في القديم، فتحها محمود بن سبكتكين الغزنوي، ثم قطب الدين أبيك، فصارت مقام الحكام والولاة، وهي الآن بلدة صغيرة خاوية على عروشها، بينها وبين "دهلي" مسير عشرة أيام.
3089 - الشيخ الفاضل عبد العلي بن عمران بن غفران الأفغاني، الرامبوري، أحد الأفاضل المشهورين في عصره
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "رامبور"، وقرأ العلم على جدّه وأبيه.
وحفظ القرآن، وجوّده، ثم درّس، وأفاد.
مات سنة سبع وتسعين ومائتين وألف، كما في "تذكرة العلماء" للناروي.
* * *
3090 - الشيخ الفاضل عبد العلي بن مصطفى الجتوري، المدراسي، ثم اللكنوي، أحد العلماء المبرّزين في النحو واللغة
* *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ ببلدة "جتور" -بكسر الجيم المعقود وتشديد التاء الفوقية-.
قدم "لكنو" في شبابه، قرأ معظم الكتب الدراسية على مولانا إلهي بخش الفيض آبادي، وبعضها على العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي، ثم استخدمه عبد الرحمن خان، صاحب المطبعة النظامية لتصحيح الكتب، وكان له يد بيضاء في التصحيح، والتحشية، والإنشاء، والشعر.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 313.
* * راجع: نزهة الخواطر 8: 283، 284.
له مصنّفات، منها:"التبصرة النظامية في الرؤس الثمانية"، و"تبصرة الحكمة في حفظ الصحة"، و"تكملة واجب الحفظ"، و"حلّ التصاريف المشكلة"، و"ميزان اللسان"، و"تنبيه الوهّابيين"، وله غير ذلك من الرسائل.
وأسّس مطبعة في "لكنو"، كان لها فضل كبير في نشر الكتب العربية والدينية.
مات في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وألف.
* * *
3091 - الشيخ العالم الفقيه عبد العلي بن نصيب علي الميرتهي، أحد العلماء المشهورين
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بقرية "عبد الله بور" من أعمال "ميرته".
وقرأ العلم على العلامة محمد قاسم النانوتوي، ومولانا أحمد على السهارنبوري، والشيخ فيض الحسن السهارنبوري، وعلى غيره، من العلماء.
درّس في المدرسة العربية بـ "ديوبند"، ثم تصدّر للتدريس في مدرسة المرحوم حسين بـ "دهلي" في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف، لقيته ببلدة "دهلي"، (سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف).
(كان كثير التواضع، طارحا للتكلّف، أليفا، ودودا، كثير الضيافة، موسرا.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 285.
تخرّجت عليه جماعة من العلماء الكبار، وقرا عليه الشيخ محمد أشرف علي التهانوي، والشيخ أنور شاه الكشميري، والشيخ حسين أحمد الفيض آبادي (المدني)، وغيرهم.
توفي لاثنتي عشرة خلون من جمادى الأولى سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وألف، ودفن في مقبرة الشيخ ولي الله الدهلوي).
* * *
3092 - الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة عبد العلي بن نظام الدين بن قطب الدين ابن عبد الحليم الأنصاري، السهالوي، اللكنوي، بحر العلوم، ملك العلماء
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان معدوم النظير في زمانه، رأسا في الفقه والأصول، إماما جوالا في المنطق والحكمة والكلام.
ولد، ونشأ بمدينة "لكنو".
وقرأ العلم على والده، وفرغ منه، وله سبع عشرة سنة، فحينئذ زوّجه والده بقرية "كاكوري"، ومات بعد ستة أشهر من فراغه، فاشتغل عبد العلي بمطالعة الكتب، وانقطع إلى البحث والاشتغال بمراجعته على الشيخ كمال الدين الفتحبوري، وكان أجلّ تلامذة والده وأسنّهم، فكان يباحثه بحثا دقيقا في المسائل، طلبا للحقّ وإدراكا للصواب، وهو يرشده إلى إفادات والده وإفادته المخصوصة، وكان لا يشمئزّ عن مباحثته إياه.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 313 - 318.
قال الشيخ ولي الله في "الأغصان الأربعة": إن الناس قالوا للشيخ كمال الدين: إن هذا الطفل يباحثك غاية البحث، ويكلّمك غير مبال للأدب، وأنتم لا تؤدّبونه، ولا تسخطون عليه، فأجابهم بأن له وجوها:
الأول: أن والده نظام الدين كان أستاذي، ومن الله استنادي، فلست أن أكافئ ما أحسن إليّ والده، فكيف أن أحسن إليه؟
والثاني: أن هذا الفتى حصل في حداثة سنّه بمقاساة التعب ومكابدة المحن ما لم يكن حاصلا لأبيه في تلك السنّ.
والثالث: أن ما تيسّر له في هذه السنّ من سعة النظر على تحقيقات القدماء ومصنّفات المتأخّرين لا يتيسّر للعلماء في مدّة أعمارهم، فإنه وإن كان صغير السنّ ولكنّه يساوي في البحث والعلم العلامة صدر الدين الشيرازي، والمحقّق جلال الدين الدوّاني.
قال الشيخ ولي الله المذكور: إنه أحرز قصبات السبق عن كبار العلماء، وسبق في حلبة الرهان على أكابر الأساتذة، لأنه كان مواظبا على مطالعة أسفار القدماء، التى هي مأخذ المتأخّرين من العلماء وعمدتهم، ليلا ونهارا، وأما غيره من العلماء فمناط معلوماتهم ما كان مسموعا عن أساتذتهم، ومأخوذا من أقوال المتأخّرين، وأين هذا من ذلك؟ انتهى.
وقد درس العلامة عبد العلي بمدينة "لكنو" زمانا، ثم سنحت له في بلدته سانحة عظيمة، فاضطرّ إلى الخروج من بلدة "لكنو"، وقصّتها على ما ذكرها ولده عبد الأعلى في "رسالة قطبية": إن نور الحسن الشيعي البلكرامي وفد إلى "لكنو"، ومرض، فسكن بدار الشيخ محبّ الله بن عبد الحق اللكنوي في "فرنكي محل"، وكان رهين الفراش، لا يستطيع أن يذهب إلى إحدى الحسينيات لزيارة الضرائح المتّخذة من القضبان والثياب على دأبهم في شهر المحرّم، فطلب الضريح في دار الشيخ محبّ الله المذكور، حيث كان مقيما
للتبرّك به، وكانت مدرسة الشيخ العلي في أثناء الطريق، فجاءوا بالضريح إلى المدرسة المذكورة، فظنّ الشيخ العلامة أنهم ضلّوا الطريق، وكان مشتغلا بتلاوة القرآن في تلك الساعة، فأومأ بيده إلى أصحابه، أن يصرفوهم عن هذا الطريق، فمنعوهم، ثم كسروها، ظنّا منهم أن العلامة أمرهم أن يمحقوا هذه البدعة، فارتفع الصخب والضوضاء، وهجم الناس عليه، وأمر القاضي غلام مصطفى الشيعي اللكنوى أن يقتلوه، ودافعهم العلامة بأصحابه وتلامذته، فلمّا رأوا أنهم لا يقدرون على قتاله صالحوه، ثم أرادوا به كيدا ليقتلوه عيلة، فاستشار العلامة بني أعمامه في هذا الأمر، فقالوا: نحن لا نستطيع أن نمنعك، وندافع عنك، وأشاروا عليه بأن يخرج من "لكنو" ويذهب إلى بلدة أخرى، وأشار عليه أصحابه وأصحاب والده المرحوم أن يثبت في مدرسة أبيه، ولا يهجر وطنه.
فلمّا رأى العلامة أن بني أعمامه لا يرضون قيامَه في "لكنو" خرج من هذه البلدة الظالم أهلها، وذهب إلى "شاهجهانبور"، فلم يرجع إلى "لكنو" بعد ذلك، ولم يدخلها قطّ، ولما دخل "شاهجهانبور" استقبله نواب حافظ الملك أمير تلك الناحية، وجعل له ولأصحابه الأرزاق السنية، فأقام بقلعة "شاهجهانبور" عند نواب عبد الله خان، وعكف على التدريس والتصنيف بجمع الهمّة وفراغ الخاطر، وانتفع جمع كثير من العلماء، فأقام بـ "شاهجهانبور" عشرين سنة.
ثم لما استشهد حافظ الملك المذكور، واستولى شجاع الدولة أمير بلاد "أوده"
(1)
على ملكه ذهب إلى "رامبور"، فاغتنم قدومه نواب فيض الله خان
(1)
"أوده": يحدّها من الشرق صوبة "بهار"، ومن الغرب "قنّوج"، ومن الشمال سلسلة الجبال، ومن الجنوب متصرفية "مانكبور"، طولها مائة وثلاثون ميلا، وعرضها خمسة عشر ومائة ميل، وأنهارها "كهاكهره"، و"سرجو"، =
أمير تلك الناحية، ورتّب الوظائف له ولأصحابه من طلبة العلم فأقام بها أربع سنين، ودرّس، وصنّف الكتب، وصحّح ما كتب بـ "لكنو" من الحواشي والتعليقات، واشتغل عليه خلق كثير من قاص ودان.
وتخرّج عليه جماعات من الفضلاء من سائر البلدان، وقصدته الطلبة من أغلب الأرجاء، وتهافتوا عليه تهافت الظمآن على الماء، حتى عجز فيض الله خان المذكور عن مؤنتهم، فأراد أن يذهب إلى غير هذه البلدة. فاستقدمه صدر الدين البردواني إلى "بهار"(بضم الموحدة) قرية من أعمال "بردوان"، وهى غير "بهار"(بكسر الموحدة)، وبعث ولاة الإنكليز رسائل إلى فيض الله خان، ليبعثه إلى "بهار"، وكان صدر الدين المذكور بنى بها مدرسة عالية بإشارة الولاة، كما في "رسالة قطبية"، فأجابه، ونهض إليها مع من كان معه من الطلبة والعلماء، ومرّ على بلدتنا "رائ بريلي" في ذلك السفر.
فمكث في زاوية السيّد محمد عدل بن محمد بن علم الله النقشبندي عدّة أيام، واستصحب معه ختنه أزهار الحق مع ابنى أخيه نور الحق وعلاء الدين، فلما وصل إلى "بهار"، استقبله صدر الدين المذكور، ورتّب له خمسمائة ربية في كلّ شهر أربعمائة لنفسه ومائة ربية لختنه أزهار الحق، ووظّف لمائة رجل من المحصّلين عليه، فأقام بتلك القرية مدّة من الزمان، ودرّس، وأفاد، ثم تكدّرت صحبته بصدر الدين، فأراد أن يخرج من تلك القرية، فبينما هو في ذلك إذ استقدمه نواب والا جاه محمد علي خان الكوباموي إلى "مدراس"، فسافر إليها مع ستمائة نفس من رجال العلم، فلمّا قرب من "مدراس" بعث إليه الأمير بعض أبنائه وأقاربه للاستقبال، ولما دخل "مدراس" ووصل إلى باب القصر استقبله الأمير بسائر أقاربه، وأركان دولته
= "كومتي" و"سى"، ولها خمسة سركارات، وتسعون ومائة عمالة، أما سركاراتها فهي "أوده"، "كور كهبور"، "بهرائج"، "خير آباد"، "لكنو".
راجلا، فأراد العلامة أن ينزل من المحفة، فمنعه الأمير عن ذلك، وحمل المحفة على عاتقه، ودخل دار الإمارة، وأنزلة في قصر من قصورها، وأجلسه على الوسادة، وقبل قدميه، ثم تعود أن يحضر لديه كلّ يوم، ويرسل إليه المائدة من الأطعمة اللذيذة غداءا عشاءا، وكلّما يذهب العلامة إلى قصره يستقبله استقبالا حسنا، كاستقباله يوم قدومه إلى "مدراس"، ثم بنى الأمير مدرسة عالية له، ورتّب الوظائف لرفقائه وتلامذته، ولمن كان معه من المحصّلين، فانتقل العلامة إلى تلك المدرسة، واشتغل بالتدريس، حتى صار المرجع والمآب للمحصلين، واجتمع لديه جمع كثير من كلّ ناحية من نواحي "الهند"، واستمرّ على ذلك زمانا طويلا، ولما مات محمد علي خان المذكور، قام مقامه ابنه عمدة الأمراء، فبالغ في تعظيمه، وأضاف إلى ما كان مرسوما له من عهد أبيه من الصلات والجوائز، وكذلك ابنه تاج الأمراء علي حسين خان في عهده إلى أن خلع، وقام مقامه عظيم الدولة ابن أمير الأمراء بن محمد علي خان المذكور، وانقرضت الدولة الإسلامية في عهده من "مدراس"، فقرّرت له الدولة الأنكليزية نذورا معينة في كلّ شهر وعظيم الدولة أيضا كان لا يقصر عمّا كانت مرسومة له في العهد السالف الرواتب الشهرية ولغفيره من العلماء والطلبة.
وكان عبد العلي بحرا زاخرا من بحور العلم، إماما جوالا في المنطق والحكمة والأصول والكلام، مجتهدا في الفروع، ماهرا في التصوّف والفقه، ذا نجدة وجرأة، وسخاء وإيثار، وزهد واستغناء، يبذل الأموال الطائلة على رجال العلم والطلبة، قلّما يبقى له ولعياله إلا يسير، ولذلك كان أبناؤه يسخطون عليه.
وجملة القول فيه: إنه كان من عجائب الزمن، ومحاسن "الهند"، يرجع إليه أهل كلّ فنّ في فنّهم الذي لا يحسنون سواه، فيفيدهم، ثم ينفرد عن
الناس بفنون، لا يعرفون أسمائها، فضلا عن زيادة على ذلك، وله في حسن التعليم صناعة، لا يقدر عليها غيره، فأنه يجذب إلى محبّته وإلى العمل بالأدلة من طبعه، لم تر العيون مثله في كمالاته، وما وجد الناس أحدا يساويه في مجموع علومه، ولم يكن في الديار الهندية في آخر مدّته له نظير.
وله مصنّفات جليلة، منها:"شرح سلّم العلوم مع المنهيات"، ومنها: حاشية على "مير زاهد رسالة"، ومنها حاشية على "مير زاهد ملا جلال"، ومنها: ثلاث حواش له على "مير زاهد شرح المواقف": القديمة، والجديدة، والأجدّ، ومنها:"العجالة النافعة" في الإلهيات مع منهياته، ومنها: حاشية على "شرح هداية الحكمة" للصدر الشيرازي، ومنها:"فواتح الرحموت في شرح مسلّم الثبوت"، ومنها:"تكملة شرح تحرير الأصول" لابن الهمام لوالده، ومنها:"تنوير المنار شرح منار الأصول" بالفارسي، ومنها:"الأركان الأربعة" في الفقه، ومنها:"شرح المثنوي المعنوي" وله غير ذلك من الرسائل.
ومن فوائده:
ما قال في "شرح مسلّم الثبوت" تحت قوله: ولو التزم مذهبا معينا إلخ، فهل يلزم الاستمرار عليه أم لا؟ فقيل: نعم، يجب الاستمرار، ويحرم الانتقال من مذهب إلى آخر، حتى شدّد بعض المتأخّرين المتكلّفين، وقالوا: الحنفي إذا صار شافعيا يعزر، وهذا تشريع من عند أنفسهم، لأن الالتزام لا يخلو عن اعتقاد عليه بالحقية، فلا يترك، قلنا: لا نسلّم ذلك، فإن الشخص قد يلتزم من المتساويين أمرا للتفقّه له في الحال، ودفع الحرج عن نفسه، ولو سلّم، فهذا الاعتقاد لم ينشأ بدليل شرعي، بل هو هوس من هوسات المعتقد، ولا يجب الاستمرار على هوسه، فافهم، وتثبّت.
وقيل: لا يجب الاستمرار، ويصحّ الانتقال، وهذا هو الحق الذي ينبغي أن يؤمن، ويعتقد به، لكن لا ينبغي الانتقال للتلهّي، فإن التلهّى حرام قطعا في المذهب كان أو غيره، إذ لا واجب إلا ما أوجب الله تعالى، والحكم له، ولم يوجب على أحد أن يتمذهب بمذهب رجل من الأئمة، فإيجابه تشريع شرع جديد، ولك أن تستدلّ عليه بأن "اختلاف العلماء رحمة" بالنصّ وترفيه في حق الخلق، فلو ألزم العمل بمذهب كان هذا نقمة وشدّة. انتهى.
وكانت وفاته لاثنتي عشرة من رجب سنة خمس وعشرين ومائتين وألف بـ "مدراس"، فدفن بفناء المسجد الوالاجاهي.
* * *
3093 - الشيخ الفاضل العلامة عبد العلي الرامبوري، أحد الأفاضل المشهورين في المنطق والحكمة وسائر الفنون الرياضية
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: درّس، وأفاد مدّة عمره.
وأخذ عنه غير واحد من العلماء، منهم: القاضي عبد الحق بن محمد أعظم الكابلي، صاحب "القول المسلّم".
توفي سنة ثلاث وثلاثمائة وألف ببلدة "رامبور".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 8: 284.
3094 - الشيخ الصالح عبد العليم بن جان محمد بن خان بهادر النقشبندي، اللوهاروي، أحد عباد الله الصالحين
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بقرية "لوهاري" من أعمال "سهارنبور".
وسافر مع أبيه إلى "دهلي" في صباه، ودخل في زاوية الشيخ غلام علي الدهلوي.
وقرأ بعض الكتب الدراسية على المولوي محمد صادق، وأقام بها إلى الخامس والعشرين من عمره، ثم رجع إلى "لوهاري"، ولقي الشيخ إحسان علي الأجودهني، فانجذب إليه، ولازمه، وأخذ عنه الطريقة، ودار البلاد مدّة مديدة.
ثم سافر إلى "الحجاز"، وركب الفلك، وسار في البحر، ولبث بها ثمانية أشهر، لم يصل إلى "جدّة"، فرجع من باب "الإسكندر"، إلى "بومبائ"، ومرض بها بكثرة العرق، فسار إلى "بوبال".
وتوفي بها لثلاث عشرة خلون محرّم سنة ستّ وستين ومائتين وألف، فدفن بـ "جهانغير آباد"، كما في "شرح الرباعيات" لنصر الله خان.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 7: 319.
3095 - الشيخ الفاضل عبد العليم عفيف الدين بن أبي القاسم بن عثمان بن إقبال القربتي
، الفقيه الصالح *
توفي بـ "زبيد" صبح بوم الخميس، الخامس من ذى الحجّة سنة 907 هـ، ومولده في 822. كذا في "النور السافر في أخبار القرن العاشر".
* * *
3096 - الشيخ الفاضل مولانا عبد العليم البردواني
* *
قرأ مبادئ العلم على أبيه، ثم التحق بجامع العلوم بـ "كانبُور"
(1)
، وقرأ فاتحة الفراغ فيها.
بايع في الطريقة على يد حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، وبعد مدّة حصلت له الإجازة منه.
* * *
* راجع: طرب الأماثل بتراجم الأفاضل ص 281.
* * راجع: بزم أشرف: 44.
(1)
"كانبور" كانت معسكر الإنكليز، فتدرجت في العمارة، حتى صارت بلدة كبيرة، على شاطئ نهر "كنك" وهي اليوم مركز لتجارة متّسعة في الأديم، والثياب، وغيرها.
باب من اسمه عبد الغفار
3097 - الشيخ العالم الفقيه عبد الغفّار بن أحمد حسن الخير آبادي، ثم الكواليري، أحد الفقهاء الحنفية
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ ببلدة "كواليار"
(1)
.
وحفظ القرآن فى صغر سنّه، ثم اشتغل بالعلم على جدّه لأمّه الشيخ بهادر علي الكواليري، فقرأ عليه الكتب الدراسية، وسافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، ورجع إلى "الهند"، وولي الإفتاء بـ "كواليار".
له مصنّفات، منها:"تبصره حق نما"، و"فضائل القرآن"، و"الباقيات الصالحات"، و"مرج البحرين في فضائل الحرمين"، و"نور العينين في تقبيل الإبهامين"، و"كنز الفرائض".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 8: 285، 286.
(1)
"كواليار" بفتح الكاف الفارسية والواو، وكسر اللام، وفتح الياء من تحت، بعدها ألف، وراء مهملة، ويقال لها:"والير" بدون الألف بعد التحتية، حصن منيع على قامة جبل شاهق، كأنه منحوت من الصخر، لا يحاذيه جبل، وبداخله برك الماء، وأسفل الحصن مدينة حسنية مبنية كلّها من الحجارة المنحوتة، ومساجدها ودورها، وهي الآن في أيدي "مرهته" تحت سلطة الإنكليز، ومدينة "كواليار" قاعدة بلادهم، يسكن بها ملوك "سيندهيا"، وفيها قبر الشيخ محمد الغوث الكواليري رحمه الله تعالى.
3098 - الشيخ العالم المفتي ثم القاضي عبد الغفّار ابن جهوتي خان الطوكي، أحد العلماء المشهورين ببلدة "طوك
" *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان من الهنادك، أسلم والده، وقرأ عبد الغفّار على مولانا حيدر علي بن عناية علي الحسينى الرامبوري ثم الطوكي، وعلى تلميذه القاضي إمام الدين، ثم خدم الحكومة، حتى صار أكبر قضاتها.
مات لتسع خلون من صفر سنة سبع وثلاثمائة وألف.
* * *
3099 - الشيخ الفاضل عبد الغَفَّار بن داود بن مِهْران بن زياد بن ردَّاد بن ربيعة بن سُلَيم بن عُمَيْر البَكْرِيّ الحَرَّانِيّ الأفْرِيقِيّ، أبو صالح
* *
* راجع: نزهة الخواطر 8: 287.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 356.
وترجمته في الإكمال 3: 55، والتاريخ الكبير للبخاري 3: 2: 121، وتقريب التهذيب 1: 144، وتهذيب التهذيب 6: 365، 366، والجرح والتعديل 3: 54، والجواهر المضية برقم 838، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 241، وسير أعلام النبلاء 10: 438، 439.
وفي تهذيب التهذيب: "بن رواد بن ربيعة بن سليمان".
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ساق نَسَبه كذلك ابنُ ماكولا.
مَولِدُه بـ"أفْرِيقِيَّة"، سنة أربعين ومائة.
وخرج به والدُه وهو طفل سنة إحْدَى وخمسين
(1)
إلى "البصرة" فنشأ، وكتب الحديث والفقه، وسار
(2)
إلى "مصر" مع أبيه سنة إحدى وستين ومائة، وخرَج إلى الغَرْب، وكتَب بها.
قال ابنُ ماكُولا: وكان ثقَةً، ثَبْتًا، فقيها على مذهب أبي حنيفة. رضي الله تعالى عنه.
قال: ولم يكُن حَرَّانيًّا، وإنَّما كان مولد إخْوته بها.
وتُوُفِيّ في شعبان، سنة أربع وعشرين ومائتين
(3)
.
قال الصَّلاح الصَّفَدِيُّ: روَى عنه البُخارِيّ، ورَوَى أبو داود، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجَه، عن رجلٍ عنه، وأبو زُرْعة الدِّمَشقِيُّ، وخَلْقٌ كثيرٌ.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
* * *
3100 - الشيخ العالم الفقيه عبد الغفّار بن عالم علي بن غلام مخدوم الصدّيقي، اللكنوي، ثم الكانبوري، أحد الفقهاء الحنفية
*
(1)
في الجواهر "وأربعين".
(2)
في الجواهر "وسافر".
(3)
على الصحيح، كما جاء في تهذيب التهذيب، وقيل: سنة خمس وعشرين، وقيل: سنة ثمان وعشرين.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 286.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد في سنة سبع وأربعين ومائتين وألف بمدينة "لكنو"، واشتغل بالعلم على مولانا محمد على بن عبد العزيز اللكنوي، ثم على الشيخ سراج الدين السنبهلي، والمفتي سعد الله المراد آبادى، ثم حفظ القرآن الكريم، وقرأ فاتحة الفراغ، وله خمس وعشرون سنة، فدرّس، وأفاد بـ "لكنو" مدّة من الزمان.
ثم ذهب إلى "كانبور" سنة أربع وسبعين، وقدم بها في المطبعة النظامية مدّة عمره، وكان حسن الأخلاق، كثير الصمت، مديم الاشتغال بالدرس والإفادة، شديد التعبّد.
له "هداية العباد إلى آداب محفل الميلاد"، و"بدر الكمال"، و"فتاوى بى نظير"، ومنظومة في الدعاء.
مات لعشر ليال خلون من ذي الحجّة الحرام سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف، ببلدة "كانبور".
* * *
3101 - الشيخ الفاضل عبد الغفّار بن عبد الله الموي الأعظم كرهي، أحد العلماء المشهورين
*
ولد سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: قرأ العلم على المولوي فيض الله الموي، والمولوي عبد الأحد الإله آبادي، وعلى غيرهما من العلماء، ثم تأدّب على السيّد مهدي بن نوروز علي المصطفى آبادي، وتطبّب على الحكيم باقر
* راجع: نزهة الخواطر 8: 287، 288.
حسين اللكنوي، ثم سافر إلى "كنكوه"
(1)
، وأخذ الحديث من الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، ثم ولي التدريس بـ "سراج كنج" من بلاد "بنغاله"، فدرّس بها زمانا، ثم ولي التدريس بمدرسة أنوار العلوم في "نوانكر" من أعمال "بليا".
وسعد بالحجّ والزيارة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف، فأجازه الشيخ عبد الحق الإله آبادي المهاجر بـ "مكّة المشرّفة".
ومن مؤلّفاته المطبوعة: "غرائب البيان في مناقب النعمان"، و"مسلك البردة في منسك الحجّ والعمرة"، و"قصوى الذرى لمن تمسّك بأوثق العرى" في عدم إقامة الجمعة في القرى، وخمس رسائل، منها:"طيب الأقاحي في مسائل الأضاحي"، و"كشف الحقيقة في مسائل العقيقة"، و"تحقيق قول الطرفين في الكلام بين الخطبتين"، و"كشف المكنون في الخروج من الطاعون"، وغير ذلك مما لم يطبع بعد، و"إلجام المتعنتين في الذبّ عن الإمام أبي حنفية والردّ على جارحيه".
توفي في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف.
* * *
3102 - الشيخ الفاضل عبد الغَفَّار بن عبد السّلام بن علي بن أحمد بن
(1)
ويقال لها: جنجوه، سميت قرية "جنجوه) " باسم الأمير الهندي "جنج"، وتقع هذه القرية في الطرف الجنوبي من "سهارنفور" على بعد ثلاثة وثلاثين ميلا، وقد اشتهرت نسبتها إلى العارف بالله الشيخ عبد القدّوس الجنجوهي، المتوفى سنة 945 هـ. راجع تاريخ دار العلوم ص 52 وما بعدها.
محمد بن عبد الله، المتَقَدِّم ذِكْرُ أبيه عبد السّلام، وأخيه عبد الرحيم، والآتي ذِكْرُ ابنِه محمد بن عبد الغَفّار، رحمهم الله تعالى *
* * *
3103 - الشيخ الفاضل عبد الغَفَّار بن فاخر بن شَريف، أبو سعد البُسْتِيّ، الكاتب
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ورَد إلى "بغداد" رسولا، سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، للأمير أبي الفتح مَوْدود بن مسعود بن محمود، يَلْتَمِس أن يُخْرِجَ إليه من الألْقاب والخِلَج والعَهْدِ بولاية ما كان لأبيه من الأعمال.
وكان جميلَ المنْظَر، حسَن الصُّورة.
وكان يتفقَّه لأبي حنيفة، كما ذكرَه الصَّفَدِيُّ في "الوافي بالوفيات"، وساق من شِعْرِه شيئا يسيرًا، وهو شعرٌ مُتَوَسِّطٌ، لا نُطيلُ بذكْرِه.
ولم يذكُرْ عبدَ الغفَّار هذا صاحبُ "الجواهر" أصْلا.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 357.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 839، ونسبته:"الغياثي".
وانظر الحديث عن: عبد الله و عبيد الله في نسبه، في حاشية الجواهر 2:413.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 357.
3104 - الشيخ الفاضل عبد الغَفَّار بن لُقْمان بن محمد، أبو المفاخر، الكَرْدَرِيّ، الملَقَّب تاج الدين، ذكره التميمى في "طبقاته"، وقال: كان إمام الحنفية في زمنه
*
له التَّصانيفُ المفيدة في الفقه والأصول.
تفقَّه على أبي الفضل عبد الرحمن بن محمد الكَرْمانِيّ، ويُلَقَّبُ شمس الأئمة. وكان على غايةٍ من الزُّهد.
وتوَلَّى قضاءَ "حَلَب" للسُّلطان العادل نور الدين الشَّهيد.
ومات بها سنة اثنتين وستِّين وخمسمائة.
وله تصنيف
(1)
في أصول الفقه، وكتاب في شَرْح "التَّجْريد"
(2)
، اسْمُه "المفيد والمزيد"، و"شرح الجامع الصغير"، نَحا فيه نَحوَ "الجامع الكبير"، يذكُر لكلِّ باب أصلا، يُخرّجُ عليه المسائل.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 358.
وترجمته في إيضاح المكنون 1: 425، وتاج التراجم 37، والجواهر المضية برقم 840، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده، صفحة 108، والفوائد البهية 98، 99، وكشف الظنون 1: 114، 345، 346، 562، وهدية العارفين 1:587. ويقال له: "ابن لقمان"، ونسبته إلى كردر؛ قرية بخوارزم.
وورد في الجواهر: عبد الغفور. وفي "الفوائد البهية" سماه القاري تبعا لصاحب الجواهر: عبد الغفار. وورد كذلك عبد الغفار عند طاش كبري زاده.
(1)
في الجواهر "تصانيف".
(2)
أي: التجريد الركني، وهو في الفروع، للكرماني السابق ذكره.
3105 - الشيخ الفاضل عبد الغَفَّار بن محمد بن عبد الواحد بن علي الفُرْسانِي المعروف بالأعْلم الهَمَذَانِيّ، أبو سعد، الملَقَّب بسِراج الدين، إمامٌ، فقيهٌ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: تفقَّه علَى العَقِيلِيّ
(1)
.
* * *
3106 - الشيخ الفاضل عبد الغفّار بن نعيم الله البستوي
* *
أستاذ الحديث في المدرسة الأمينية بـ "دهلي".
ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد نحو سنة 1371 هـ، التحق بمدرسة كاشف العلوم في نظام الدين بـ "دهلي" في شوّال 1384 هـ، وبعد أن تلقّى العلوم الفارسية والعربية إلى المتوسّطة دخل في مظاهر العلوم عام 1390 هـ، وأخذ "مختصر المعاني"، والمجلّدين الأولين من "الهداية"، و"المقامات الحريرية"، وغيرها، ثم تدرّج
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 358.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 841.
(1)
عمر بن محمد بن عمر، المتوفى سنة ستّ وسبعين وخسمائة.
* * راجع: علماء مظاهر العلوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية للسيّد محمد شاهد الحسنى 2: 447 - 450.
حتى أكمل الصحاح الستة عام 1392 هـ، فقرأ "جامع الإمام البخاري"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على الشيخ محمد يونس، و"سنن الترمذي" على الشيخ المفتي مظفّر حسين، و"سنن أبي داود"، و"صحيح مسلم"، و"الموطأ" للإمام محمد على الشيخ محمد عاقل، و"سنن النسائي"، و"سنن ابن ماجه"، و"الموطأ" للإمام مالك على المفتي محمد يحيى.
وبعد أن تخرّج فيها عين أستاذا في دار العلوم ببلدة "جهابي" بمديرية "بالن بور" سنة 1392 هـ، ودرّس "سنن الترمذي" مع الكتب الابتدائية، ثم انتقل إلى مدرسة كنز مرغوب بمدينة "بتن"، وبعد أن أقام بها سنتين ولي التدريس في جامعة إمداد العلوم ببلدة "ودالي" في "سابر كانتها""كجرات"، ودرّس بها "صحيح مسلم"، و"سنن الترمذي"، و"سنن النسائي"، و"سنن ابن ماجه"، وغيرها من الكتب لثلاثة أعوام، ثم اختير مدرّسا في شوّال سنة 1411 هـ في المدرسة الأمينية من المدارس القديمة المشهورة بـ "دهلي"، واشتغل بها عاكفا على تدريس وإفادة كتب الأحاديث المتداولة، والتأليف والكتابة والوعظ والتذكير في حقول الدين المختلفة.
مؤلفاته:
(1)
" الطيب الذكي":
ذلك من خدماته الممتازة في علم الحديث، فقام بترجمة "الكوكب الدري" للشيخ محمد زكريا، وتشريح معانيه بالاسم المذكور، أعلاه بأمتع أسلوب وأسهل ألفاظ باللغة الأردية، فهي مأثرة علمية دقيقة له، تبقى تذكارا خالدا في تاريخ خدمة الحديث.
بما أنه أستاذ الحديث في المدرسة الأمينية وذو العلاقة والارتباط الكثيرة بأبناء العلم والمعرفة والدين، فضمّ إلى الترجمة هذه أبحاثا علمية رقيقة للعلامة رشيد أحمد الكنكوهي في أسلوب سهل جذاب، ليحظى بها عاطشو العلم حقا، وابتدأه بمقدمة دبجتها يراعته، وعقيبها بتأثرات، قد سمح
بها قلم الشيخ المحدّث زين العابدين الأعظمي، رئيس قسم التخصّص في الحديث الشريف، التابع لجامعة مظاهر العلوم سهارنبور، كما تناولته شتى المجلات العلمية بالتعليقات اللائقة به، أمثال مجلة "الفرقان" الشهرية الصادرة عن "لكنو". بعددها الصادر في أغسطس عام 2003 م، ومجلة "تعمير حيات" الأسبوعية الصادرة عن "لكنو" بعددها الصادر في أكتوبر عام 2003 م، ومجلة "نقوش حيات" الصادرة عن مدينة "بستي"، ومجلة "الإسلام" الشهرية الصادرة عن بلدة "شيخوبوره" بعددها الصادر في أبريل عام 2004 م، ومجلة "مظاهر علوم" الشهرية بعددها الصادر في يناير 2004 م، ومجلة "نداء شاهي" الشهرية الصادرة عن مدينة "مراد آباد" بعددها الصادر في ديسمبر 2003 هـ.
(2)
"شرح كتاب العلل" للترمذي:
ذلك ترجمة وشرح محاضرات العلامة رشيد أحمد الكنكوهي في "الكوكب الدري" الملقاة في "كتاب العلل" للترمذي، كما استفاد لذلك من أبحاث وعلوم الشيخ زين العابدين، رئيس قسم التخصّص لمظاهر العلوم، والشيخ المفتي سعيد أحمد البالنبوري، أستاذ الحديث بدار العلوم ديوبند في مختلف مواضعه، منهجه في الضبط المتن العربي بأعلاه، فتليه الترجمة والإيضاح، وترجمة تعليقات الشيخ محمد زكريا بالأردية، وكلّ ذلك بأسلوب واضح ممتع، وبعبارة خلابة، وتمت الترجمة يوم 19 شوال سنة 1424 هـ، وذلك يحتوي على أربعمائة صفحة.
(3)
"تذكرة الشيخ عبد السميع الدهلوي":
جاء تأليفه في محامد ومحاسن وفضائل الشيخ عبد السميع، رئيس هيئة التدريس وشيخ الحديث بالمدرسة الأمينية بـ "دهلي"، وهو كان من أخصّ خدم الشيخ حبيب الرحمن العثماني، من أبرز تلامذة الشيخ حسين أحمد المدني، والكتاب في الواقع مجموع من رسائل وبحوث، ظهرت من أقلام كثير
من الكتاب، فقام صاحب الترجمة يضبطها مع رسالته التفصيلية، ونشر في محرّم الحرام سنة 1426 هـ في ثمانين صفحة.
* * *
3107 - العارف بالله تعالى الشيخ عبد الغفّار
*
كان أصله من ولاية "مدرني".
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: وكان والده الشيخ العارف بالله تعالى محمد شاه ابن الشيخ أحمد منتسبا إلى طريقة الزينية.
وتوفي والده وهو شابّ، ورغب هو في تحصيل العلم، قرأ على علماء عصره، منهم: المولى عبد الرحيم بن علاء الدين العربي، والمولى الفاضل سيّدي محمد القوجوي، والعالم الفاضل المولى سيّدي محمد القراماني.
وكان في عصر شبابه تابعا لهوى نفسه، ورأى ليلة في منامه بمدينة "أدرنه" أن والده قد ضربه ضربا شديدا، ووبّخه على ما فعله من الأفعال القبيحة، ولما أصبح ذهب إلى الشيخ رمضان المتوطّن بمدينة "أدرنه"، وأناب إلى الله تعالى، وتاب على يده، وأدخله الخلوة، وارتاض، وجاهد مجاهدة عظيمة.
ونال ما نال من الكرامات العليّة والمقامات السنيّة، حتى أجاز له شيخه بالإرشاد، ثم رجع إلى وطنه، وأقام هناك مدّة عمره، وشاهدت منه مجاهدة عظيمة، بحيث لا يقدر عليه كثير من الناس.
وكان مواظبا على الطاعات والعبادات، وكان يدرّس، ويعظ الناس، ويذكرهم، وكانت له مشاركة في العلوم كلّها، وكان يكتب الخطّ الحسن المليح، وكانت له معرفة بالنظم والنثر بالعربية والفارسية والتركية، وكانت له منشآت وأشعار في غاية الحسن.
* راجع: الشقائق النعمانيه ص 320.
وكان لذيذ الصحبة، وكان وسيما بسيما، سخيا وفيا، وبالجملة كان من محاسن الأيام.
توفي رحمه الله تعالى في سنة أربع وثلاثين وتسعمائة، قدّس الله سرّه العزيز.
* * *
3108 - الشيخ الفاضل عبد الغَفَّار
*
قال في "الجواهر": سُئِل عن رجلٍ حلَف بطلاق امْرأتِه، أن لا يَشْرَبَ مُسْكِرًا مع فلان، وتزَوَّج أخْرَى قبلَ وجود الشَّرْط، ثم وُجِدَ الشَّرْطُ، على أيُّهما يقع الطلاق؟ فقال: لا أبَرَّ الله قَسَمَه، لا سَعَى قَدَمُه، فقد حَنِثَ في الأولى.
* * *
3109 - الشيخ العالم الفقيه عبد الغفّار الرامبوري، أحد العلماء المشهورين
* *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: أخذ عن الشيخ إرشاد حسين الأحمدي الرامبوري، ولازمه مدّة مديدة، ودرّس، وأفاد.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 359.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 842.
* * راجع: نزهة الخواطر 8: 286، 287.
ولما توفي شيخه إرشاد حسين صار خليفة له في العلم والطريقة، وهو الذي قرأ عليه الشيخ محمد طيّب المكّي أول ما نزل "رامبور" شيئا من المعقول.
وإني سمعت محمد بن يوسف السورتي يقول: إني كلّمته، فوجدته غير ضابط لما يقول، وسمعت عنه أخبارا تدلّ على أنه قليل المعرفة، قال: وشيخنا محمد طيّب يصفه بذلك أيضا. انتهى.
* * *
باب من اسمه عبد الغفور
3110 - الشيخ الفاضل القارئ عبد الغفور بن الشيخ أشرف علي الكُمِلائي
*
ولد سنة 1299 هـ في قرية "راجه بور" من مضافات "برورا" من أعمال "كُمِلا" من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بدار العلوم برورا، وقرأ على الشيخ القارئ عبد القادر علم القراءة والتجويد، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح"، و"تفسير الجلالين" المحلّي والسيوطي، ثم فرغ منها.
وبعد الفراغ التحق بمدرسة جَشْبُور، ثم بعد سنين التحق بدار العلوم برورا، ودرّس فيها إلى أن توفّاه الله تعالى سنة 1366 هـ، وعمره إذ ذاك خمس وستون سنة.
* راجع: مشايخ كملا 1: 11 - 13.
ودفن بعد أن صلّي جنازته في مقبرة آبائه.
* * *
3111 - الشيخ الفاضل الحكيم عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُوري
*
من أخصّ تلامذة الشيخ العلامة عبد الحي اللكنوي، والمحدّث الجليل الشيخ أحمد علي السهارنبُوري.
ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد ببلدة "رمضانبُور" بمديرية "مونكير" فى ولاية "بهار" سنة 1270 هـ، أخذ الدراسة الابتدائية عن شتى العلماء بمنطقته، ثم سار إلى "سهارنبُور" فى شوّال 1292 هـ، وقرأ الصحاح الستة على الشيخ أحمد علي السهارنبُوري، وبعد أن تخرّج في مظاهر العلوم قدم "لكنو"، وأخذ عن العلامة عبد الحي الفرنكي محلّي، كما قرأ بها الكتب الطبّية المختلفة.
وعلى ما أفاد الدكتور السيّد مظهر إقبال: كان عالما بارعا، وطبيبا حاذقا، وكان داعيا، بليغا، كبيرا للمذهب الحنفي، قادرا، مؤهّلا، لائقا لما يعبّر عمّا يجول، ويدور في قلبه وذهنه، بالفارسية والأردية والعربية كلّها، وله المؤلّفات بها.
وبعد أن أكمل العلوم رجع إلى وطنه، وتصدّر للدرس والإفادة والتأليف والكتابة، ونفق فيه عمره، وانتفع الخلق بطبّه انتفاعا كبيرا، وسعد
* راجع: علماء مظاهر العلوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية للسيّد محمد شاهد الحسني 2: 281 - 285.
بالحجّ والزيارة عام 1343 هـ، فأقام بـ "المدينة المنوّرة" أكثر من ثلاثة شهور.
وصرف حياته كلّها في نشر العلم والفضل والأدب، كان صالحا، ورعا، تقيا، ومجتهدا، قويا، نشيطا لإحياء السنّة النبوية، ومحو البدع، والخرافات المتداولة، وكان مكرما، ومحترما، عظيما لأستاذه العلامة عبد الحي، فإذا جرى ذكره يذكر اسمه فى أبلغ تكريم، وكانت لأستاذه ألفة قلبية به، فبأمره ألّف كثيرا من الكتب.
لاقاه الأجل يوم 22 جمادى الأولى سنة 1348 هـ، ودفن ببلدته.
مؤلّفاته:
1 -
" هداية الحجّاج":
بعد ما تشرّف بالحج والزيارة عام 1343 هـ إذا عاد إلى وطنه وضع هذا الكتاب لتزويد الحجّاج بالخفّة والسهولة، وإمدادهم بالمعلومات، فتناوله بالذكر للتوجيهات والنصائح الضرورية بشأن الرحلة للحجّ، وأتاه بما يتعرّضون له فى "منى"، و"عرفات"، و"المزدلفة"، والزيارة لـ "لمدينة المنوّرة". وطبع ذلك من المطبعة الفاروقية بـ "دهلي" عام 1324 هـ، كما صدر في صحيفة "بيسه" بـ "لاهور" عام 1345 هـ.
2 -
"مفيد الأحناف":
الغرض منه إيجاد سبيل الوحدة والعدل بين الأمة الإسلامية، واسترعاء انتباهها، لئلا يقعوا فى الجدل والنقاش والخصام بتنوع الآراء في المسائل الفروعية، فأورد فيه صاحب الترجمة من المسائل التي لم يختلف فيها الفقهاء، إلا بالأولوية، وهي تبلغ خمسا وثلاثين، ولكن العامة جعلوها فارقة بين الكفر والإسلام، والكتاب كان نادرا منذ زمان، فأخيرا نشرته المكتبة الفهيمية بمدينة "مئوناته بهنجن""يوبي".
3 -
"شفاء المتململ في مسألة الطهر المتخلل":
تم طبع الكتاب الذي وضع في مسألة الطهر المتخلل بالعربية من المطبعة العزيزية بـ "مصر".
4 -
"تسهيل المنهج إلى الحج":
ألّف فى بيان الحج، وما يتعلّق به في العربية، ظهر طبعه من مدينة "لكنو"، و"بنارس".
5 -
"تحفة المقام في الدعاء بعد التشهّد والسّلام":
ذلك مما ألّفه في العربية، وطبع سنة 1345 هـ من مطبعة "فيض" بولاية "بهار".
6 -
"إسعاف حاشية إنصاف":
هى حاشية باسم "إسعاف" على "إنصاف" من أشهر مؤلّفات الشيخ الشاه ولي الله المحدّث الدهلوي.
7 -
"تحفة الحاج":
هذا مما وضعه بصدد النصائح والتعليمات اللازمة للحجّاج بالأردية، قد صدر من "المطبعة الصديقية""بمدينة "بنارس".
وله مؤلّفات غير ما ذكر، وهي في الآتية:
8 -
"سفر نامه حج"
9 -
"كاشف الغوامض عن علاج الذحير"
10 -
"عقيدة محمدية"
11 -
"زبدة المقاصد في أذان الجمعة على أبواب المساجد"
12 -
"مرغوب المقبول في المأكول والمشروب"
13 -
"تنبيه الإنسان"
14 -
"منهاج الموحّدين"
15 -
"الحصن الماعون لمن يقتدى بالصحابة في أمر الطاعون"
16 -
"صرف الماعون في علاج الطاعون"
17 -
"ضروريات عرب"
18 -
"رساله بيجش"
19 -
"نافع الأحناف"(الجزء الثاني من مفيد الأحناف)
20 -
"تاريخ رمضان بور"
21 -
"اللمعة على توحد الجمعة"
22 -
"كانونجه ترجمة قانونجه"
23 -
"ترجمة رسالة تبرية"
24 -
"رسالة في سجدة السهو"
25 -
"تسهيل المتأمل في شرح التهذيب"
* * *
3112 - الشيخ الفاضل عبد الغفور بن المنشئ حفيظ الدين الكُمِلائي
*
ولد في قرية "شَايِتْ سَاله" من أعمال "كُمِلا" من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في المدرسة الأفسرية الإسلامية على مولانا عبد الرزاق، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد وغيره من العلماء الأفذاذ، ثم بايع في الطريقة على يد شيخ الإسلام المدني، وبعد وفاته على يد السيّد مصطفى المدني رحمهما الله تعالى.
وبعد الفراغ رجع إلى وطنه الأليف، والتحق بالمدرسة الإسلامية بـ "فَنْغَايِش"، ودرّس فيها عدّة سنين، ثم التحق بالمدرسة الأفسرية في "شايت ساله".
* راجع: مشايخ كملا 2: 141، 142.
توفي سنة 1408 هـ، وعمره إذ ذاك سبع وسبعون سنة، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة آبائه.
* * *
3113 - الشيخ الفاضل المولى عبد الغفور بن المنشي فيض الدين الكُمِلائي
*
ولد في قرية "غَانِشْبُور" من مضافات "دبيدار" من أعمال "كُمِلا" من أرض "بنغلاديش".
قرأ العلوم العصرية إلى الصفّ العاشر، ثم قرأ في مدرسة سنتين، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية بـ "نواخالي"، وقرأ فيها إلى "شرح الوقاية" في الفقه.
ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها فاتحة الفراغ، ثم بايع في السلوك على يد شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، رحمه الله تعالى.
وبعد الفراغ رجع إلى وطنه، والتحق بالمدرسة العالية دَامْتِي، وأقام فيها ستة أشهر، ثم فارق منها، ثم أسّس مدرسة، وسماها قاسم العلوم.
توفي سنة 1392 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة آبائه.
* * *
3114 - الشيخ الفاضل عبد الغفور بن لقمان بن محمد شرف القضاة
* راجع: مشايخ كملا 2: 65 - 93.
تاج الدين أبو المفاخر الكردري *
نسبته إلى "كردر" على وزن جعفر، قرية بـ "خوارزم" إمام الحنفية، ويلقّب بشمس الأئمة.
تفقّه على أبي الفضل عبد الرحمن بن محمد الكرماني، وتولى قضاء "حلب" لنور الدين محمود بن زنكي، ومات بها سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
وله تصنيف في أصول الفقه، و"شرح التجريد"، وشروح "الجامع الصغير"، و"الجامع الكبير"، و"الزيادات"، و"كتاب حيرة الفقهاء"، جمع فيه المسائل التي تحيّر في حلّها العلماء.
قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية": سماه القارئ تبعا لصاحب "الجواهر المضية" عبد الغفّار، حيث قال: عبد الغفّار بن لقمان الكردري، و"كردر" قرية بـ "خوارزم"، مات سنة اثنتين وستين وخمسمائة، وله تصنيف في أصول الفقه، وكتاب سماه "المفيد والمزيد"، وشرح "التجريد" لشيخه أبي الفضل الكرماني، وله "شرح الجامع الصغير"، نحا فيه نحو "شرح الجامع الكبير"، يذكر لكلّ باب أصلا، ثم يخرج عليه المسائل، وله كتاب في بيان ألفاظ، تجري على ألسنة العوام، فيكفّرون بها، لطيف نفيس. انتهى. وسماه صاحب "الكشف" عند ذكر شرّاح "التجريد" عبد الغفّار، وأرّخ وفاته نحو ما مرّ. وكذا عند شرّاح "الجامع"، وسماه قاسم
(1)
بن قطلوبغا في "تاج التراجم" عبد الغفور، وقال:
* راجع: الفوائد البهية ص 98، 99.
(1)
هو أبو العدل زين الدين قاسم بن قطلوبغا الحنفي، ولد سنة 802 هـ بـ "القاهرة"، ومات أبوه وهو صغير، فحفظ القرآن، وكتبا، عرضها على العزّ بن جماعة، وتكسَّب مدّة بالخياطة، ثم أقبل على الاشتغال، وأخذ عن التاج أحمد الفرغاني النعماني، قاضي "بغداد"، والحافظ ابن حجر، والسراج قارئ الهداية، = = والعز بن عبد السلام البغدادي، وعبد اللطيف الكرماني، واشتدّت عنايته بملازمة
صنّف شرحا على الأخسيكثي، وشرحا لـ "لتجريد"، سماه "المفيد والمزيد"، و"شرح الجامع الصغير"، وكان على غاية من الزهد. انتهى. وتعقّبه الكفوي بأن الأخسيكثي أبو نصر أحمد بن محمد بن أبي بكر، الملقّب بجمال الدين، ولد سنة إحدى عشرة وستمائة، ومات سنة سبعين وستمائة، ذكره عبد القادر في باب أحمد ومحمد بن محمد أبو عبد الله الحسام، صاحب "المختصر"، المعروف في الأصول، مات يوم الاثنين، الثاني والعشرين من ذي القعدة سنة أربع وأربعين وستمائة، ذكره ابن قطلوبغا، فلا يكاد يصحّ أن يصنّف أبو المفاخر علي الأخسيكثي شرحا على تقدير صحة التواريخ.
* * *
3115 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الغفور بن المولوي محمد علي الجنكي
*
جاءت أسرته من "إيران"، وأقام في موضع "جنك".
ابن الهمام، بحيث سمع عليه غالب ما كان يقرأ عنده، وكان إماما علامة، قوي المشاركة في فنون، واسع الباع في اسحضار مذهبه، متقدّما في هذا الفن، طلق اللسان، قادرا على المناظرة وإفحام الخصم، وكانت وفاته بحارة الديلم، رابع ربيع الآخر سنة 879 هـ، كذا ذكره تلميذه السخاوي في "الضوء اللامع"، وذكر له تصانيف كثيرة، منها:"شرح المجمع"، و"شرح مختصر المنار"، و"شرح المصابيح"، و"شرح درر البحار"، وغيرها من الرسائل بالتخريجات في الفقه والحديث، وقد طالعت من تصانيفه:"فتاواه"، و"شرح مختصر المنار"، ورسائل كثيرة، كلّها مفيدة شاهدة على تبحّره في فنّ الفقه والحديث وغيرهما.
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 351 - 354.
قرأ مبادئ العلم على والده، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية فيها.
من أساتذته: العلامة أنور شاه الكشميري المتوفى 1353 هـ، صاحب "فيض الباري في شرح صحيح البخاري".
ومن تلامذته: حافظ الحديث العلامة عبد الله الدرْخَواسْتي، رحمهما الله تعالى.
بنى مدرسة دينية في موضع "حاجيبُور" من أعمال "راجنبُور".
وكان شاعرا مجيدا، يقول الأشعار بالأردية والفارسية.
* * *
3116 - الشيخ العالم الفقيه عبد الغفور الرامضانبوري، البهاري، أحد العلماء المشهورين
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد في سنة سبعين ومائتين وألف بقرية "رمضانبُور" من أعمال "مونغير"، واشتغل أياما على المولوي إسماعيل الرمضانبوري، والشيخ محمد أحسن الكيلاني.
ثم سافر إلى "لكنو"، وأخذ عن العلامة عبد الحي ابن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي، ثم سار إلى "سهارنبور"، وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري المحدّث، ثم رجع إلى بلاده.
وله مصنّفات، منها:"الإسعاف حاشية الإنصاف"، و"تسهيل المتأمّل"، و"شرح التهذيب"، و"عمدة المقاصد"، و"مفيد الأحناف" في مبحث
* راجع: نزهة الخواطر 8: 289.
السّلام، ورسالة في سجود السهو، و"خلاصة المفردات" وله غير ذلك من الرسائل.
* * *
3117 - الشيخ الفاضل عبد الغفور الصودهري
*
ولد في "جوده بور" من أرض "الهند"، ونشأ بها.
مات أبوه وهو ابن إحدى عثرة سنة.
قرأ مبادئ العلم في قريته، وقرأ الكتب الدينية على بعض العلماء، ثم التحق بحكيم الأمة أشرف علي التهانوي، وبايع على يده، وبعد مدّة حصلت له الإجازة منه.
سافر مع أمه سنة 1341 هـ لحجّ بيت الله الحرام.
* * *
3118 - الشيخ العالم الفقيه القاضي عبد الغفور الباني بتي
* *
أحد الفقهاء المشهورين في عصره.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ناظر الشيخ عبد القدّوس بن إسماعيل الحنفي الكنكوهي في مسألة وحدة الوجود، ذكره الشيخ ركن الدين محمد بن عبد القدّوس في "اللطائف القدوسية"، وقال: إن القاضي سكت في آخر الأمر، ولم يأت بالجواب. انتهى.
* * *
* راجع: بزم أشرف 414 - 424.
* * راجع: نزهة الخواطر 4: 174.
3119 - الشيخ الصالح الفقيه عبد الغفور الصوفي، الأعظم بوري
*
أحد كبار المشايخ الجشتية
(1)
.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: قرأ الكتب الدراسيّة على الشيخ نظام الدين العلوي الكاكوروي، ولازمه ملازمة طويلة، ثم لازم الشيخ عبد القدّوس بن إسماعيل الكنكوهي، وأخذ عنه الطريقة.
وكان حسن المنظر والمخبر، له صحبة مؤثرة، انتفع به خلق كثير من العلماء والمشايخ، ذكره التميمي في "أخبار الأصفياء"، وقال البدايوني في "تاريخه": إنه كان من العلماء الربّانيّين، يدرّس العلوم الشرعية، ويذكر في كلّ أسبوع يوم الجمعة، ويأخذ البيعة عن الناس، ويلقّنهم.
وله مصنّفات في الحقائق، وشعر رقيق رائق بالفارسي.
مات سنة خمس وثمانين وتسعمائة، وله اثنان وثمانون سنة، وقبره في "أعظم بور" قرية من أعمال "سنبهل".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 4: 175.
(1)
أما الطريقة الجشتية فهي لإمام الطريقة الشيخ معين الدين حسن السنجري المتوفى سنة 627 هـ، وجِشْت قرية شيوخه، ومدارها على الذكر الجلي بحفظ الأنفاس، وربط القلب بالشيخ على وصف المحبة والتعظيم، والدخول في الأربعينات، مع دوام الصيام والقيام، وتقليل الكلام والطعام والمنام، والمواظبة على الوضوء، وربط القلب بالشيخ، وترك الغفلة رأسا، ولهم أشغال غير ما ذكرناه.
3120 - الشيخ الفاضل عبد الغفور البلكرامي
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان تلو أخيه الشيخ عبد الكريم الصدّيقي، الحنفي في الفضل والكمال، غير أنه مال في بداية حاله إلى مذهب الحكماء، لتوغّله في الحكمة، لكثرة المطالعة في كتبهم، حتى شرّفه الله ليلة في رؤيا صادقة برؤية النبيّ صلى الله عليه وسلم، فتشرّف بلذيذ خطابه، فأنقذه الله سبحانه من تلك المهلكة.
وكان منقوشا على خاتمه: وإنك الغفور ذو الرحمة.
أخذ عنه خلق كثير، منهم: الشيخ طفيل محمد الأترولوي، قرأ عليه "أصول البزدوي"، كما في "مآثر الكرام".
* * *
3121 - الشيخ الفاضل عبد الغفور الطوكي، كان أصله من "بنغاله
" * *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بها.
وسافر للعلم، فقرأ على أساتذة عصره، ثم قدم "طوك"، ودرّس، وأفاد بها مدّة حياته.
وكان فاضلا كبيرا بارعا في النحو والعربية.
* راجع: نزهة الخواطر 6: 162.
* * راجع: نزهة الخواطر 8: 289.
أخذ عنه السيّد مصطفى بن يوسف الطوكي، وصنوه السيّد محمد عرفان، وخلق كثير من العلماء.
مات، ودفن ببلدة "طوك".
* * *
3122 - الشيخ الفاضل عبد الغفور اللاري
*
نحوي.
أخذ عن عبد الرحمن الجامي.
من تصانيفه: "الاختصار والذيل على نفحات الأنس" للجامي، و"حاشية على شرح الجامى" لـ "لكافية" في النحو.
توفي سنة 912 هـ.
* * *
3123 - الشيخ الصالح عبد الغفور النقشبندي الخورجوي
* *
أحد المشايخ النقشبندية.
أخذ عن الشيخ غلام علي الدهلوي، ولازمه مدّة طويلة، ووصل إلى أقصى مقامات السلوك.
أخذ عنه الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي، وخلق آخرون.
مات في سلخ شوّال سنة تسع وخمسين ومائتين وألف. كما في "خزينة الأصفياء"،
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 269. ترجمته في هدية العارفين 1: 588.
* * راجع: نزهة الخواطر 7: 319، 320.
باب من اسمه عبد الغني
3124 - الشيخ الفاضل عبد الغَنيّ بن أحمد بن عمر المحَلِّيّ، ثم القاهرِيّ، يُعْرَف بابن شَدَّاد
*.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ولد سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة.
وحفِظ القرآن العظيم، وقرأ على الزَّيْن قاسم، حضرَ دَرْسَه، ودَخَلَ "دمشق"، وغيرها، وحجَّ غيرَ مرة، وجاوَر.
ونظَم الشِّعْرَ، وكان الغالب عليه المجون، وكثْرةُ المزاح.
ومن شِعْره في بعض أهل العلم، وقد عاد مريضا، فحصلتْ له العافية، قوله
(1)
:
يا عُمْدَةً للطَّالبين وبَهْجَةً
…
للسَّامعين وبَحْرَ عِلْمٍ قد صَفَا
ما زُرْت يومًا مسلمًا مُتَمَرِّضا
…
ورَقَيْتَهُ إلا ونالَ بكَ الشِّفا
هذا هو السِّرُّ الإلهيّ الذي
…
عُرِفَتْ به أهلُ الوِلايةِ والْوَفَا
ومنه قوله
(2)
:
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 359.
وترجمته في الضوء اللامع 4: 245، 246.
(1)
الضوء اللامع 4: 246.
(2)
رسم عجز البيت في الضوء "قلت بلى قال بلى"، وبلا الأولى من: البلاء، الثانية جواب الاستفهام.
شَكَا إلىَّ سُفْلَهُ
…
وأنّ فيه دُمَّلا
وفيه ما يأكُلُه
…
قلتُ بَلا قال بَلَى
ومنه في موتِ شخصٍ يُعْرَفُ بابن طاهر
(1)
:
دامتْ عليكَ رَحمْة
…
من الكريم الغافرِ
يا حسَنا من حَسَنٍ
…
وطاهرًا من طاهرٍ
* * *
3125 - الشيخ الفاضل عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي، شاعر، عالم بالدين والأدب، مكثر من التصنيف، متصوف
*
(1)
الضوء اللامع 4: 246، وفيه: ابن الظاهر، خطأ، انظر البيت الثاني.
* راجع: الأعلام للزركلي 4: 32.
ترجمته في معجم المؤلفين 5: 271، ونفحة الريحانة 127/ 2 - 131/ 2، ودفتر الكتب التي صنفها عبد الغني النابلسي 87/ 2 - 91/ 2، عام 5952، ظاهرية، وخلاصة تحقيق الظنون 91، وحوادث الزمان 6/ 2 - 9/ 1، وكتاب في التراجم 11/ 2، عام 7522، ظاهرية، والحقيقة والمجاز 52/ 2، 53/ 2، والسر المصون 41، ثبت أحمد المنيني 50/ 1 - 52/ 1، وثبت محمد الغزي 36/ 2، 49/ 1 - 52/ 1، وتنقيح حوادث البديري 38/ 1، وترجمة عبد الغني النابلسي 83/ 2 - 85/ 2، ومجاميع معجم المؤلفين (5/ 272)، ظاهرية، وفهرست أسماء الكتب التي صنفها عبد الغني النابلسي، عام 5952، ظاهرية، وكتاب في التراجم 137، عام 4324، ظاهرية، ومجموعة متنوعة 36/ 2، عام 4668، ظاهرية، وفهرس المؤلفين بالظاهرية، =
= وسلك الدرر 3: 30 - 38، وعجائب الآثار 1: 154 - 156، وتراجم بعض أعيان دمشق: 67 - 83، وهدية العارفين 1: 590 - 594، والأعلام 4: 158، 159، واكتفاء القنوع 231، ومخطوطات الموصل 140، 151، وكتبخانه أسعد أفندي 26، حميديه كتبخانه 60، وعقود الجوهر 46 - 69، وفهرس الفهارس 2: 150 - 152، ومعجم المطبوعات 1832 - 1834، وجامع كرامات الأولياء 2: 85 - 89، وهدية العارفين 1: 590 - 594، وتاريخ آداب اللغة العربية 3: 324، 325، والكشاف 59، 60، 142، 158،159،161،277، 287، 291، 336.
وفهرست الخديوية 1: 389، 2: 5، 48، 66، 73، 79، 80، 83: 116، 125، 126، 136، 137، 141، 209، 3: 77، 78، 4: 156، 244، 5: 43، 6: 128، 7/ 1: 20، 21، 125، 223، 293، 333، 349، 365 - 368، 386، 387، 7/ 2: 434، 435، 558، 650، وفهرس التيمورية 1: 40، 158، 229، 3: 299، 4: 71، 113، 114، 129، المكتبة البلدية: وفهرس الأدب 40، وفهرس الجغرافيا 9، فهرس الأزهرية 1: 469، 544، 2: 176، 238، 6: 388، 448، وفهرس دار الكتب المصرية 2: 180، 222، 227، 3: 126، 127، 245، 246، 301، 319، الملحق الأول للجزء الثالث: 41، 5: 128، 6: 105، 176، 177،7: 120، 189، وإيضاح المكنون 1: 8، 9، 13، 19، 20، 26، 29، 31، 63، 65، 69، 86، 87، 95، 132، 137، 144، 154، 158، 169، 174، 178، 182، 191، 198، 231، 232، 235، 248، 260، 264، 265، 267، 268، 269، 289، 290، 294، 297، 312، 313، 317، 323، 327، 328، 340، 348، 366، 371، 373، 380، 383، 389، 411، 412، 415، 420، 421، 424، 431، 434، 473، 474، 498، 503، 529، 547، 548، 552، 556، 557، 573، 576، 579، 582، 584، 587، 590، 612، 617، 621، 2: 11، 13، 26، 55، 65 - 68، 70، 87، 90، 92، 97، 111، 119.
ولد سنة 1050 هـ، ونشأ في "دمشق".
ورحل إلى "بغداد"، وعاد إلى "سورية"، فتنقل في "فلسطين" و"لبنان"، وسافر إلى "مصر" و "الحجاز"، واستقرّ في "دمشق"، وتوفي سنة 1143 هـ بها.
له مصنفات كثيرة جدا.
منها: "الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية"، و"تعطير الأنام في تعبير المنام"، و "ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأحاديث"، و"فهرس لكتب الحديث الستة"، "علم الفلاحة"، و"نفحات الأزهار على نسمات الأسحار"، و"إيضاح الدلالات في سماع الآلات"، و "ذيل نفحة الريحانة"، و"حلة الذهب الإبريز في الرحلة إلى بعلبكّ وبقاع العزيز"، و"الحقيقة والمجاز في رحله الشام ومصر والحجاز"، و "قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان"، و "رسالة"، و "جواهر النصوص" جزآن، في شرح "فصوص الحكم" لابن عربي، و"شرح أنوار التنزيل" للبيضاوي، و"كفاية المستفيد في علم التجويد"، و"الاقتصاد في النطق بالضاد" تجويد، و"مناجاة الحكيم ومناغاة القديم" تصوف، و "خمرة الحان"، و"شرح رسالة الشيخ أرسلان"، و "خمرة بابل وغناء البلابل" من شعره، في الظاهرية، و "ديوان الحقائق" من شعره، و"الرحلة الحجازية والرياض الأنسية"، و"كنز الحق المبين في أحاديث سيّد المرسلين"، و"الصلح بين الإخوان في حكم إباحة الدخان"، و"شرح المقدمة السنوسية"، و "رشحات الأقلام في شرح كفاية الغلام" في فقه الحنفية، و"ديوان الدواوين"، و"مجموع شعره"، و"كشف الستر عن فرضية الوتر" رسالة، و"لمعات (أو لمعان؟) الأنوار في المقطوع لهم بالجنة والمقطوع لهم بالنار" رسالة، وخمس مجموعات، فيها 32 رسالة، ذكر الزيات أسماءها في خزائن الكتب.
قال الإمام عبد الحي اللكنوي رحمه الله تعالى في "طرب الأماثل بتراجم الأفاضل": والشيخ الفاضل عبد الغني بن إسماعيل صاحب "الأحكام" ابن عبد الغني بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم ابن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سعد الدين بن جماعة النابلسي الدمشقي الحنفي المتوفى سنة 1144 هـ، كما في "الكشف"،
…
وله أشعار كثيرة، وذكر في موضع من الشرح المذكور، قد ابتليت ببعض الشافعية من المتفقّهة القاصرين، يذكرونني بسوء في غيبتي، ويقولون: لا غيبة لفاسق، ويطعنون في عرضي بما أنا برئ منه، فقلت في ذلك: هذين البيتين:
سمعت بقوم علّلوا حلّ غيبتي
…
بفهم ركيك في الحديث من الطبع
فقلت: ولا عتب فقد حلّ عندهم
…
بهم أكل إنسان بواسطة الضبع
فإن أكل لحم الضبع يجوز عند الشافعية، والضبع يأكل لحم الإنسان، فإذا أكلته الشافعية، فقد أكلوا لحم الإنسان، وذلك حلال عندهم، فلا عتب عليهم إذا حلّلوا غيبتي. انتهى. وهذا من اللطائف.
وفي موضع آخر منه كنت مرة في درسى العام بجامع بنى أمية في "دمشق الشام"، والناس حولي يتكلّمون في أمر الدنيا،. ويضحكون، فرفعت صوتي بنصيحة على وجه العموم، ذكرت لهم أمثال قوله عليه الصلاة والسلام: سيكون في آخر الزمان ناس يكون حديثهم في مساجدهم، حتى قلت لهم في جملة كلامي: انظروا يا عباد الله! في كنائس اليهود والنصارى، فإنهم رفعواها عنا كلام الدنيا، مع أنها مأوى الشياطين، فكيف أنتم يا أمة الإسلام! لا ترفعوا مساجدكم عن كلام الدنيا، وأنتم تقرؤون قوله تعالى:{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ} الآية، فأعرضوا عني، ولم يجيبوا إلى الامتثال، وخرجوا
إلى الأذبة من جهالهم، حتى تركت الدرس، وأنا الآن أدرّس في بيتي بقرب الجامع المذكور، ولا أدخل إليه إلا في مثل الجمع والأعياد. انتهى كلامه.
* * *
3126 - الشيخ الفاضل المولى عبد الغني بن مولانا أشرف علي بن وسيم الدين الميانجي الكُمِلائي
*
كان والده عالما جليلا، من خرّيجي دار العلوم ديوبند.
ولد سنة 1331 هـ في "فيرول" من مضافات "برورا" من أعمال "كُمِلا" من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة التي أسّسها والده، وقرأ فيها خمس سنين، ثم ارتحل إلى المدرسة الإسلامية بـ "نواخالي"، والتحق بها، وقرأ فيها عدّة سنين.
ومن أساتذته فيها: العلامة غياث الدين، ومولانا أبو الخير، وغيرهما.
وقرأ فيها "مشكاة المصابيح"، وغيرها من الكتب سنة 1362 هـ.
ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، واستقرّ فيها خمس سنين، وأكمل فيها الدراسة العليا، وقرأ فيها الصحاح الستة، وغيرها من الكتب الحديثية.
من أساتذته فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وقرأ خاتمة الفراغ سنة 1367 هـ.
وبعد الفراغ رجع إلى وطنه الأليف، ودرّس في عدّة مدارس، وبايع في الطريقة على يد الشيخ نور بخش، رحمه الله تعالى.
* راجع: مشايخ كملا 2: 254 - 260.
توفي في يوم السبت 27 ربيع الأول سنة 1418 هـ، ودفن بعد أن صلي على جنازته في مقبرة آبائه، وحضر فيها ألوف من الناس.
* * *
3127 - الشيخ الفاضل عبد الغني بن أميرشاه بن محمود البلوي، الرومي
*
من القضاة.
ولي القضاء بـ "الشام" و "مصر"، وتوفي راجعا من "مصر" في "بروسه".
من آثاره: "حاشية على شرح تجريد الكلام"، و"رسالة في فضائل الشام".
توفي سنة 991 هـ.
* * *
3128 - الشيخ الفاضل عبد الغَنيّ بن أبى بكر بن عبد الغنيّ ابن عبد الواحد، نَسيم الدين، أبو اللُّطْف المرْشِدِي الأصْلِ، المكِّيّ
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو من بيت المرْشِدِين في "مَكَة" بالعلم والفضل، نَشأ بها، فحَفِظ القرآن الكريم، و"الأربعين النَّوويَّة"، و"ألفية
* راجع: معجم المؤلفين 5: 273. ترجمته في كشف الظنون 348، 1275.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 360.
وترجمته في الضوء اللامع 4: 267، 248.
الحديث"، و"المْجمَع"، و"التَّنْقيح"، و"الطَّوالِع"، و"عقيدة الطَّحاوِيّ"، و"عُمدة النَّسَفِيّ"، و"التَّلْخيص"، و"ألْفيَّة ابن مالك"، و"تصريف العِزِّيِّ".
وعرَض على جماعة كثيرين من الأفاضل، وأجازُوه.
وسمِع من السَّخاوِيّ.
ودأَب وحصَّل، وصار من جُمْلة الأفاضِل.
* * *
3129 - الشيخ الإمام العالم المحدّث عبد الغني بن أبي سعيد بن الصفي، العمري، الدهلوي، أحد العلماء الربّانيين
*
كان من ذرية الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي، إمام الطريقة المجدّدية رحمه الله.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد في شهر شعبان سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف بمدينة "دهلي".
وحفظ القرآن، وقرأ النحو والعربية على مولانا حبيب الله الدهلوي، ثم أقبل على الفقه والحديث إقبالا كلّيا، وسمع الحديث عن الشيخ إسحاق بن
* راجع: نزهة الخواطر 7: 320، 321.
ترجمته في الأعلام للزركلي 4: 33، انظر: عبد الوهّاب الدهلوي، في مجلّة الحج 11: 578، وهادي المسترشدين 69، الكلام المفيد في تحرير الأسانيد ص 244، 503، والعناقيد العالية من الأسانيد العالية ص 34، 35، ومقدمة أوجز المناسك، ومعجم المؤلفين 5: 274، وفهرس الفهارس 2: 152 - 155، وهدية العارفين 1: 595، وإيضاح المكنون 1: 131، والحج 11: 578، 579، السادات (1200 (1) - 1265 هـ) (1786 - 1849 م).
أفضل الدهلوي، سبط الشيخ عبد العزيز، وقرأ على والده كتاب "الموطأ" لمحمد بن الحسن الشيباني، وقرأ "مشكاة المصابيح" على مخصوص الله بن رفيع الدين الدهلوي، وأخذ الطريقة عن أبيه.
وسافر معه إلى الحرمين الشريفين سنة تسع وأربعين، فحجّ، وزار، وأسند الحديث عن الشيخ محمد عابد السندي، وأبي زاهد إسماعيل بن إدريس الرومي، ثم رجع إلى "الهند"، واشتغل بالحديث، وأخذ عنه خلق كثير من العلماء.
ولما وقعت الفتنة الهائلة في "الهند" سنة ثلاث وسبعين، وتسلّط الإنكليز على دار الملك، وتحكما في أهلها، توجّه هو في رهطه تلقاء أرض "الحجاز"، فقدم "مكّة"، وجدّد عهده بالركن والحطيم، ثم شدّ رحله إلى "المدينة"، حتى حلّ بها حزامه، وأصبح بعض أهلها عاكفا على الإفادة والعبادة.
قد انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل، والزهد والحلم والأناة، مع الصدق والأمانة والعفّة والصيانة، وحسن القصد والإخلاص، والابتهال إلى الله سبحانه، وشدّة الخوف منه، ودوام المراقبة له، والتمسّك بالأثر، والدعاء إلى الله تعالى، وحسن الأخلاق، ونفع الخلق والإحسان إليهم، والتقلّل في الدنيا، والتجرّد عن أسبابها، انتفع بمجلسه وبركة دعائه وطهارة أنفاسه وصدق نيته خلق كثير من العلماء والمشايخ، واتفق الناس من أهل "الهند" والعرب على ولايته وجلالته.
وله ذيل نفيس على "سنن ابن ماجه"، سماه "إنجاح الحاجة".
توفي يوم الثلاثاء لستّ خلون من محرّم سنة ستّ وتسعين ومائتين وألف بـ "المدينة المنوّرة".
قال عمر رضا كحَّاله: من تصانيفه: حاشية على "سنن ابن ماجه"، سماها "إنجاح الحاجة"، و"رسالة في تخريج أحاديث مكتوبات الإمام الرباني".
* * *
3130 - الشيخ الفاضل عبد الغني بن شاكر بن محمد السادات
*
فقيه حنفي، فاضل، من أهل "دمشق".
ولد سنة 1210 هـ، وتوفي سنة 1265 هـ.
له مؤلّفات، منها: كتاب "الفتاوى"، و"الدر اليتيم في حكم مال اليتيم" رسالة، و"سناء النيرين في إعجاز الآية والآيتين" رسالة.
وله نظم.
* * *
3131 - الشيخ الفاضل عبد الغني بن طالب بن حماءة بن إبراهيم ابن سليمان الغنيمي، الدمشقي، الشهير بالميداني
* *
فقيه، أصولي، مشارك في بعض العلوم.
* راجع: الأعلام للزركلي 4: 33.
ترجمته في فهرس مخطوطات الظاهرية، ومنتخبات التواريخ لدمشق 2: 670، 671، وروض البشر 150 - 152.
ترجمته في منتخبات التواريخ 670، وروض البشر 150.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 274.
ترجمته في الأعلام للزركلي 4: 33، وفهرس المؤلفين بالظاهرية، ومنتخبات التواريخ لدمشق 2: 670، وروض البشر 152، 153، ومعجم المطبوعات 1288، 1420، وحسر اللثام عن نكبات الشام، وهدية العارفين 1: 594، وفهرس التيمورية 2: 151، 228، 4: 83، 163.
ولد بـ "دمشق" سنة 1222 هـ، وأخذ عن ابن عابدين، صاحب "رد المختار"، وأخذ عنه طاهر الجزائري، وساعد على تهدئة الحالة في حوادث "الشام" سنة 1276 هـ، وتوفي بـ "دمشق".
من آثاره: "شرح على القدوري"، سماه "اللباب" في فرع الفقه الحنفي، و"شرح على المراح" في الصرف، و"كشف الالتباس فيما أورده البخاري على بعض الناس"، و "إسعاف المريد في إقامة فرائض الدين"، و"شرح على عقيدة الطحاوي".
توفي سنة 1298 هـ
* * *
3132 - الشيخ الفاضل العالم الكبير مولانا عبد الغني بن عبد الرحمن النواخالوي
*
ولد في قرية غُوفِيناتْبُور من مضافات "لكّيبُور" من أعمال "نواخالي". تلقّى مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية بـ "نواخالي"، والمدرسة العالية الكرامتية بها، ثم التحق بالمدرسة العالية كَلْكَته، وقرأ عدّة سنين فيها، وقرأ كتب الصحاح الستّة سنة 1351 هـ.
من أساتذته: العلامة يحيى رحمه الله تعالى، قرأ عليه "صحيح البخاري".
بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، ودرّس في عدّة مدارس، منها: المدرسة العثمانية بـ "جاندبور"، والمدرسة العالية بـ "فريدغنج".
* * *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 232.
3133 - الشيخ الفاضل عبد الغني بن عبد العلي بن عبد الرحمن بن محمد سعيد الرامبوري، أحد العلماء المبرّزين على العلوم الأدبية
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد بـ "رامبُور" سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف.
وقرأ العلم على والده، وعلى المفتي شرف الدين، والمولوي محمد غفران، والمولوي غلام فرح، والمولوي محمد علي، والمولوي جلال الدين، والعلامة عبد العلي، والعلامة عبد الحق بن فضل حق الخير آبادي، وعلى غيرهم من العلماء بـ "رامبور".
وقرأ فاتحة الفراغ سنة ثلاث وستين ومائتين وألف، وأقام بـ "رامبور" زمانا.
ثم سافر للاسترزاق، فولي التدريس في المدرسة الإنكليزية بـ "مين بورى" -بفتح الميم- وأقام بها مدة، ثم سافر إلى "أودببور"، وخدم الحكومة مدّة عمره.
له مصنّفات، منها: شرح على "مجموع الصيغ"، وشرح على "شرح الميزان" للمفتي شرف الدين، وشرح على "تشريح الأفلاك".
توفي بـ "رامبور" لعشرة ليال بقين من ذي القعدة سنة ستّ عشرة وثلاثمائة وألف. أخبر بها ولده نجم الغني.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 8: 291.
3134 - الشيخ الفاضل عبد الغنيّ بن عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهَّاب نَسيم الدين، وتقيُّ الدين، أبو محمد، ابن الجَلال الفُوِّيّ الأصْل، والمكِّي، سِبْطُ الكمال الدَّمِيرِيّ، وشَقيقُ إبراهيم، ويُعْرَف بابن المرْشِدِيّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِد بـ "مكة" سنة أربع وثمانمائة، ونشأ بها، فحفِظ القرآن الكريم، وكُتُبا، واشْتغل في النحو، والفقه، وغيرهما، وأقْبَل على الحديث، وطلَب بنفسه، فسمع الكثيرَ على شيوخ بلدِه، وتدرَّب فيه بالتَّقِيّ الفاسِيّ، والجَمال ابن موسى، وغيرهما.
ورحَل إلى "القاهرة"، و"القُدُس"، و "الخَليل"، و"دمشق"، ودَخلَ قبلَ ذلك "بلاد اليمن"، صُحْبةَ ابن الجَزَرِيّ. وقرأ "مُعْجم الطَّبَرانِيّ الصَّغير"، على ظَهْر البحر في حال المسير إلى "زَبِيدَ"، وكتبَ له إجازةً، وصفَه فيها بالشيخ العلامة المحدِّث المفيد، ولقَّبه تقيّ الدين.
وروَى عن المجْد اللُّغَوِيِّ، وغيره.
وجمَع، وخرَّج لبعض مَشايِخه، وعملَ أطْراف "صحيح ابنِ حِبَّان"، في مُجلَّد ضَخْمٍ.
وأخذ عن الحافظ ابن حَجَرٍ، قرأ عليه من تَصانِيفه وغيرها جُمْلةً، ووَصَفه بالشيخ الإمام، الفاضل، البارع الأصل، الماهر، المفيد حالَ الطلبة، رأس المهَرَة، مَفْخَرِ الحُفَّاظ، وذكر أنَّه لازَمه في مجالس الحديث ودُروسِه،
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 361.
وترجمته في إنباء الغمر 3: 447، وشذرات الذهب 7: 203، والضوء اللامع 4: 251 - 253.
ومجالس الإملاء، وتَحْرِير "شَرْح البُخاري"، قال: وهو في كلِّ ذلك يُفيدُ فيُجيدُ، ويسْتَشْكلُ ما يُشْكلُ، بحيثُ بَهَرتِ الجماعة فَضائلُه، وشهِدَتْ بحَقِّ الإجادة في الفَنِّ دلائلُه. وقال عن قراءته: إنَّها قراءة حسنةٌ، فصيحة، يظهَرُ في غُضونِها ما يشْهَدُ له بحُسْنِ الاسْتحضار، ويلين في أثْنائها ما يُثْبِتُ له في هذا الفَنِّ مَزيدَ الإكثار. وأذن له في إفادة علوم الحديث كلِّها، وإقرائها.
ومات بـ "القاهرة"، في حياة والِده، سنة ثلاث وثلاثين ثمانمائة، ودُفِن عندَ جدِّه لأمِّه، الكمال الدَّمِيرِيّ، بتُرْبَة "سَعيد السُّعداء".
وكان ابنُ حَجَرٍ يقول بعد مَوْتِه: كنتُ أرْجو أن يكون خَلَفًا لبلاد "الحجاز" عن التَّقِيّ الفاسِيّ.
وذكره جماعةٌ كثيرة، وأثْنَوا عليه بالعلم والفهم والحِفْظ. رحمه الله تعالى.
* * *
3135 - الشيخ الفاضل العلامة عبد الغني بن عبد الوهَّاب الأعظم كرهي، الفولبُوري
*
ولد سنة 1293 هـ في "أعظم كره"، وأقام أكثر عمره في "فولبور"، وقد اشتهر بـ "فولبوري".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم قرأ على مولانا أبي الخير المكّي في "جونبور"
(1)
، وقرأ فيها سنتين، ثم قرأ على مولانا أمير الدين النصير آبادى، ثم
* راجع: بزم أشرف ص 104 - 107، وأكابر علماء ديوبند للشيخ أكبر شاه البخاري ص 149، 152.
(1)
"جون بور": مدينة عامرة على بضعة فراسخ من "بنارس"، وكانت قصبة بلاد الشرق في القديم، بناها فيروز شاه الدهلوي، وسماه باسم ابن عمّه == محمد شاه تغلق "جه بور"، فتغيّر على أفواه الرجال بـ "جونبور"، فيها أبنية
التحق بجامعِ العلوم بـ "كانبُور"، وقرأ "مشكاة المصابيح"، ثم التحق بالمدرسة العالية رامبُور، وقرأ فيها فاتحة الفراغ.
ثم درّس مدّة في المدرسة العربية بـ "جيتابور"، ثم ارتحل إلى "جونبُور"، ودرّس فيها خمس سنين، وكان صدر المدرّسين فيها، وفي هذه المدّة سنة 1338 هـ بايع على يد حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، بعد مدّة حصلت له الإجازة منه، وبنى مدرسة روضة العلوم سنة 1323 هـ في "فولبُور"، ثم بنى مدرسة بيت العلوم في "سَرَائى مِير" سنة 1349 هـ.
من تصانيفه: "معرفة إلهية"، و"معية إلهية"، و"صراط مستقيم"، و"ملفوظات".
توفي سنة 1344 هـ، ودفن بعد أن صلي على جنازته في مقبرة "كراتشي"، وكانت جنازته حافلة، حضرها جم غفير من العلماء والفضلاء.
* * *
3136 - الشيخ الفاضل العالم الجليل الشيخ الفاضل عبد الغني بن علم الدين سركار
*
ولد سنة 1324 هـ أو 1325 هـ في قرية "لانْغَل مورا" من أعمال "فابْنا"، ثم انتقل والده منها، وأقام في قرية "رشيدبُور" من أعمال "تانْغَائِل" من أرض "بنغلاديش".
رفيعة، ومدارس، وجوامع من أبنية السلاطين الشرقية، يدرس بها ملك العلماء شهاب الدين الدولة آبادي.
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 231.
تلقّى العلوم في مدارس مختلفة من "مومنشاهي"، ثم سافر إلى "داكا" سنة 1346 هـ، والتحق بالمدرسة الحمَّادية، وقرأ فيها "شرح الوقاية"، و"نور الأنوار"، وغيرهما من الكتب الدراسية، ثم سافر إلى "كلكته"، والتحق بالمدرسة العالية بها، وأكمل فيها الدراسة العليا، وقرأ الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الدراسية، وقرأ كتب الحديث على مولانا يحيى، ومولانا مشتاق أحمد، وغيرهما من العلماء الكبار، رحمهم الله تعالى.
بعد إتمام الدراسة درّس في عدّة مدارس.
* * *
3137 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الغني بن علي الدين صودري الجاتجامي
*
ولد سنة 1292 هـ في قرية "غهيره" من أعمال "روجان" من أرض "جاتجام".
قرأ مبادئ العمل في قريته، ثم قرأ العلوم العصرية مدّة مديدة، ثم التحق بدار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وقرأ فيه مدّة، ثم التحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية.
بعد إتمام الدراسة التحق مدرّسا بدار العلوم معين الإسلام، ودرّس فيها، وكان في ذمته أمر المحاسبة، وفارق من دار العلوم سنة 1343 هـ، واشتغل بأمر التجارة، ثم التحق بها مرة ثانية بأمر مولانا الشيخ ضمير الدين، رحمه الله تعالى، واشتغل بها مدّة حياته، حتى وافاه الأجل المحتوم يوم الجمعة 1395 هـ، وهو يتلو القرآن في حجرته، وكان عمره مائة سنة.
* * *
* راجع: تاريخ دار العلوم هاتهزاري ص 223 - 224.
3138 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الغني بن الشيخ غلام محمد خان الجَزَوي الباكستاني
*
ولد في 15 شعبان سنة 1342 هـ في قرية "جازيه" من أعمال "رحيم يار خان" من أرض "باكستان".
قرأ العلوم والفنون على أفاحل العلماء وأماثل الفضلاء، منهم: العلامة شيخ التفسير أحمد على اللاهوري، والعلامة غلام الله خان، والعلامة عبد الله الدرخواستي، ومولانا عبد الرحيم، ومولانا قادر بخش، وغيرهم، رحمهم الله تعالى.
بعد إكمال الدراسة اشتغل بالدرس والتدريس، وبنى مدرسة، سماها مدرسة مفتاح العلوم، بايع في الطريقة والسلوك على يد مولانا حماد الله الحاليجي. توفي 8 جمادى الأولى سنة 1411 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة آبائه، وكانت جنازته حافلة.
* * *
3139 - الشيخ الفاضل عبد الغني بن محمد بخش الرسولوي الباره بنكوي، رئيس هيئة تدريس المدرسة الكريمية مدينة العلوم في "باره بنكي
" * *
كان من أحبّ أشغال أبيه تعليم القرآن الكريم متطوّعا.
* راجع: أكابر علماء ديوبند للشيخ أكبر شاه البخاري ص 419، 420.
* * راجع: علماء مظاهر العلوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية للسيّد محمد شاهد الحسني 2: 310 - 314.
ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد الشيخ عبد الغني على الأغلب عام 1310 هـ ببلدة "رسولي" بمديرية "باره بنكي" بولاية "أترابراديش".
أخذ العلم عن أبيه، ثم التحق بمظاهر العلوم عام 1331 هـ، وكان الشيخ خليل أحمد مربّيا خاصّا له، فقرأ في العام الأول "حسامي"، و"نور الأنوار"، و"شرح الوقاية"، و"الميبذي"، و"القطبي"، و"ديوان المتنبي"، و"المقامات الحريرية"، وقرأ عام 1332 هـ المجلّدين الأولين من "الهداية"، و"ديوان الحماسة"، و"المعلقات السبع"، و"المطوّل"، و"الملا حسن"، و"المير زاهد"، و"الرشيدية"، وعام 1333 هـ "مشكاة المصابيح"، و"تفسير الجلالين"، و"الأقليدس"، و"الشمس البازغة"، و"نخبة الفكر".
كان الشيخ عبد اللطيف كثير العطف والحبّ والعناية به بعد الشيخ خليل أحمد الذي كان مسجونا في سجن "نيني تال" عند ما دخل في الصفّ النهائي، فانتقل إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها في الصفّ النهائي، ولم يبتدأ في الدراسة بها، حتى عاد إلى مظاهر العلوم، وقرأ الصحاح الستّة على العلامة محمد يحيى، ولما أطلق سراح الشيخ خليل أحمد في العام المقبل، فقرأ عليه الصحاح مرة ثانية، والكتب الأخرى من "البيضاوي"، والمجلدين الأخيرين من "الهداية"، و"التوضيح" و"التلويح"، و"شرح نخبة الفكر"، ثم دخل بقسم الفنون عام 1335 هـ، وقرأ "التوضيح والتلويح"، و"السراجي"، و"المير زاهد"، و"الأمور العامة"، و"حمد الله"، و"مسلّم الثبوت"، و"التصريح"، و"السبع الشداد"، و"خلاصة الحساب"، و"شرح الجغميني"، و"القاضي مبارك"، و"تحفة الأطفال"، و"الجزري"، و"خلاصة البيان".
بعد تخرّجه فيها أمر شيخه الشيخ خليل أحمد بالتدريس فيها، فدرّس سنة يشغل منصب الأستاذ الثاني للدراسة الابتدائية على مرتب
خمس عشرة روبية شهرية، ويبذل المجهود، ويعني بتلامذته عناية خاصّة، كان يصرف أكثر أوقاته يسجّل الفتاوى لدى شيخه السهارنبوري، ثم عاد إلى وطنه بعد سنة، وعكف على إحياء السنّة وخدمات الدين، وشمّر عن ساق الجدّ والجهد، فأقلع البدعات والخرافات الكثيرة الرائجة عن أصولها، ونقى الجوّ عن الأمور المتضادّة للشرع، حتى قام بالخدمات العلمية المهمّة في كلّ من مدرسة في "زيدبور"، ومدرسة في "باره بنكي"، ومدرسة جامع العلوم بـ "كانبور"، وقضى مدّة عشرين أو خمس عشرين سنة في آخر حياته، يدرّس، ويفيد المدرسة الكريمة مدينة العلوم، حتى فاضت روحه عام 1404 هـ.
كان أحد خلفاء الشيخ الشاه محمد ياسين النكينوي، ومبايعي الشيخ أشرف علي التهانوي، ونال شهادة "المولوي العالم"(هى تساوي شهادة بكالوريوس) من جامعة الله آباد.
مؤلفاته:
(1)
" أصول الحديث":
ذلك شرح أردي لـ "نخبة الفكر" الكتاب المشهور للعلامة الحافظ ابن حجر العسقلاني، كما زاد عليه عن "سلعة القربة" في شتى مواضعه، وألحق به مختصرا من حياة العلامة ابن حجر العسقلاني، ابتدأ به صاحب الترجمة في 3 رمضان المبارك 1349 هـ، وانتهى منه في 13 رمضان.
(2)
"شرح الترمذي":
قد ضمّ إليه أولا محاضرات الشيخ العلامة الكبير رشيد أحمد الكنكوهي، مما ألقاه خلال درس "الترمذي"، وزاد عليه ما أفاده العلامة محمد يحيى الكاندهلوي عند ما أخذ عنه "الترمذي" أولا، ثم أضاف إليه بمواضعه المختلفة حينما أخذه ثانيا عن الشيخ خليل أحمد، فصار هذا الشرح ذا ثلاثة أنوار.
يقول الشيخ عبد الغني يكتب كتابا إلى كاتب السطور: كثيرا ما شرعت فيه بعد العشاء بزمن تأليفه، فأوقفت القلم إلى أن أذّن لصلاة الفجر، لكن استعاره أحد مني، ولم يجئ به بعد.
(3)
"شرح كافيه":
تم ضبطه عن كل ما دوّن في "شرح الكافية"، ومنهجه فيه أنه ترجم نصوصه أولا إلى الأردية، ثم شرّح معانيها بأسلوب واضح، ثم أجاب عن الإشكالات العارضة على المتن والشرح بعد أن عنون بالإشكالات والإجابات، والكتاب لم يطبع بعد.
(4)
"شرح قال أقول":
ذلك أيضا شرح "قال أقول" من المؤلّفات المشهورة في المنطق، فعني صاحب الترجمة بحلّ مغلقاته عناية خاصّة، ذلك غير مطبوع.
(5)
"زبدة النحو":
يتضمّن الكتاب تعريفات أصول النحو ومصطلحاته.
(6)
"أشرف القواعد":
تحقق ضبطه بعد تجربة مستمرّة إلى ثلاثين سنة، وتم طبعه في إبريل 1356 هـ أول مرة باسم "تبشير المبتدي"، وقد ظهر الآن مع زيادات جديدة وإيضاحات ضرورية باسم "أشرف القواعد"، فيضمّ مبادئ قواعد الفارسية والنحو والصرف للطلاب الناشئين، وهو مندرج في المقرّرات التعليمية لأكثر المدارس اعتبارا لإفادته ونفعه.
* * *
3140 - الشيخ الفاضل عبد الغنيّ بن ميرشاه بن محمود بن بايَزيد الرُّوميّ
،
قاضي العَسْكَر بولاية "أناطولِي" *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان أبوه ميرشاه، من أعْيان قُضاة القُضاة بـ "الدِّيار الشامِيَّة"، وغيرها، وكان من جُمْلة ما وَلِيَه بها "أطْرابُلُسُ الشام"، حين كان من تَوابِعها "حمَاة"، و"حِمْص".
وأما محمود فكان من أعْيان جُنْد السُّلطان سليم خان فاتح "الدِّيار المِصْرِيَّة".
وأما بايَزيد فكان كاتبَ السِّرِّ عندَ بعضِ الملوك من أوْلاد إسْفَنْديار.
اشْتغل، وحصَّل، وأخذَ عن بعض فُضلاء "الدِّيار الرُّومية"، وصار مُدرِّسا بإحْدَى المدارس الثَّمان، ثم صار مُدرِّسّا بإحْدَى المدارس السُّلَيْمانيَّة، ثم وَلِيَ قضاء "الشام"، ثم قضاء "مِصْر"، ثم بعدَ مُدَّةٍ وَلِيَ قضاء "إصْطَنْبول"، ثم قضاء العسكر بولاية "أناطولِي"، وكان في هذه الولايات كلّها عفيفًا عن أمْوال الناس، فيه مَيْلٌ إلى مُساعدة الفقراء، ومُمالأةٍ على طائفة الظَّلَمة.
وهو في علم الكلام أحسن منه في بقيَّة العلوم.
وربما اعْتراهُ حِدَّةٌ فيْ الخُلُق وسرْعةٌ في الغَصَب، ولذلك لم تطُلْ مُدَّتُه في سائر هذه المناصِب لِعَدَم المداراة.
وله بعضُ تآليف، ورسائل، وتعاليق على هوامش بعض الكتب.
وقد رأيْتُه، واجْتمعتُ به مِرارًا، وهو في غاية ما يكون من التَّواضع، وعَدَمِ التَّكَبُّر، وهو الآن حَيٌّ يُرْزَق
(1)
. والله أعلمُ.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 360.
وترجمته في شذرات الذهب 8: 440، وكشف الظنون 1: 348، 2: 1275، والكواكب السائرة 3: 168، وهدية العارفين 1:590.
(1)
في الكواكب: أنه مات قبل الألف، وفي حاشيته سنة خمس وتسعين، وفي الشذرات سنة تسع وتسعين وتسعمائة.
3141 - الشيخ الفاضل عبد الغني، رحمه الله تعالى
*
تخرّج على العلامة أنور شاه الكشميري، المتوفى سنة 1353 هـ، رحمه الله تعالى.
كان شيخ الحديث بمدرسة تعليم القرآن بـ "كوهات".
* * *
3142 - الشيخ العالم الصالح عبد الغني الصوفي البدايوني، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح
* *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بمدينة "بدايون"، واشتغل بالعلم من صباه، فاعترته حالة عجيبة، فكان كلما يستمع النغم يسقط سكرانا، ولا يزال على ذلك إلى ساعة نجومية، فكاد أن يحرم من العلم، فألجأه الناس إلى النكاح، فتزوّج، وسافر إلى "دهلي" للاسترزاق، فأدرك بها الشيخ عبد العزيز بن الحسن الجونبُوري، فلازمه، وقرأ عليه الكتب الدراسية، واشتغل بالتدريس، فدرّس بها مدّة من الزمان، ثم انقطع إليه، وأخذ عنه الطريقة، وصحبه زمانا، ثم خرج من "دهلي"، وأقام خارج البلدة في مسجد خانجهان خان، ولزم الإفادة والعبادة.
وكان مرزوق القبول، مليح الشمائل، حسن الأخلاق، شديد التوكّل، جوادا، من حسنات عصره، كما في "منتخب التواريخ".
* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 257.
* * راجع: نزهة الخواطر 5: 251.
مات في تاسع جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وألف، كما في "مهر جهانتاب".
* * *
3143 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الغني الجالندهري
*
ولد سنة 1326 هـ في قرية "دهوكري" من أعمال "جالنْدهر" من أرض "الهند".
قرأ القرآن الكريم في قريته، ثم التحق لقراءة العلوم العصرية بإسكول، وقرأ فيه أربع سنين، ثم التحق بإسكول آخر، وقرأ فيها إلى الصفّ العاشر، وبعد تقسيم "الهند" اختار الإقامة بـ "باكستان"، ثم بعد مدّة التحق بالمدرسة المدنية بـ "لاهور"، وابتدأ تحصيل العلوم الدينية، وأتم قراءة كتب الصحاح الستّة سنة 1396 هـ.
من أساتذته: السيّد حامد ميان، ومولانا محمد كريم الله الدامادي، ومولانا المفتي عبد الحميد الجيتابوري، ومولانا عبد الرشيد الكشميري. وبعد إتمام الدراسة اشتغل بالدرس والتدريس في الجامعة التي أتم الدراسة فيها، ثم درّس في عدّة مدارس، فأفاد، وأجاد.
بايع في السلوك على يد شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وبعد وفاته على يد أستاذه مولانا السيّد حامد ميان، وأجازه بعد مدّة.
صنّف "تخريج الأربعين" في الصلاة على النبيّ الكريم عليه الصلاة والسلام للشيخ زكريا الكاندهلوي، و"تسهيل مسألة طهور متخلّل".
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 2: 229 - 239.
حجّ بيت الله الحرام ثلاث مرّات، وتوفي سادس ذي القعدة سنة 1426 هـ، ودفن في "مقبرة مِيَاني" من مضافات "لاهور" بجوار شيخ التفسير أحمد علي اللاهوري.
* * *
3144 - الشيخ الفاضل عبد الغني المندوي
*
أحد العلماء المبرّزين في الفقه، والأصول، والعربية.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: تولى الصدارة في عهد أحمد شاه البهمني بأرض "برارا"، وكان شيخا صدوقا، كبير المنزلة عند الملوك والأمراء، كما في "تاريخ فرشته".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 3: 71، 72.
باب من اسمه عبد الفتاح
3145 - الشيخ الفاضل عبد الفتاح بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن الحسني، الإدريسي، الرشيدي
*
فقيه، أديب.
ولد سنة 1240 هـ، وتوفي سنة 1300 هـ.
من آثاره: "شرح لامية ابن الوردي"، و"الإيضاحات الجلية فيما تصح به الدعاوي الشرعية".
* * *
3146 - العالم الفاضل الكامل المولى عبد الفتّاح ابن أحمد بن عادل باشا
* *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 278.
ترجمته في فهرس مخطوطات الظاهرية، وفهرس الأزهرية 2: 105، ومعجم المطبوعات 1288.
* * راجع: الشقائق النعمانيه ص 270.
وترجمته في الطّبَقات السَنِيَّة 4: 362، وشذرات الذهب 8: 125، والشقائق النعمانية 2: 55، وفي الشذرات:"العجمي".
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: قرأ على علماء عصره، منهم: المولى العالم العامل والفاضل الشيخ محي الدين الأسكليني، والمولى العالم الفاضل مؤيد زاده.
ثم صار مدرّسا بمدرسة المولى يكان بـ "بروسه"، ثم صار مدرّسا بمدرسة أحمد باشا ابن ولي الدين بالمدينة المزبورة، ثم صار مدرّسا بمدرسة الوزير إبراهيم باشا بمدينة "قسطنطينية".
ومات مدرّسا بها في سنة أربع أو ثلاث وعشرين وتسعمائة.
كان رحمه الله تعالى عالما فاضلا، محقّقا مدقّقا، كريم النفس، سليم الطبع، لذيذ الصحبة، حسن المحاورة.
* * *
3147 - الشيخ الفاضل عبد الفتّاح بن درويش التميمي، النابلسي
*
فقيه، سكن "القدس"، وتوفي سنة 1138 هـ.
له "الفوائد الفتاحية في فقه الحنفية" في دار الكتب، و"كتاب فتاوى".
* * *
3148 - الشيخ الفاضل عبد الفتّاح بن سعيد البغدادي، الشهير بالشوّاف
* *
* راجع: الأعلام للزركلي 4: 36.
وترجمته في سلك الدرر 3: 41، ودار الكتب 1:449.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 279. =
أديب، ناثر، ناظم، مؤرخ.
توفي سنة 1262 هـ، ولم يبلغ من العمر الثلاثين عاما.
من آثاره: "حديقة الورد في مدائح شيخه أبي الثناء شهاب الدين الآلوسي" في جزئين.
* * *
3149 - الشيخ العالم الفقيه عبد الفتّاح بن عبد الله الحسيني النقوي، الكلشن آبادي، أحد الفقهاء المشهورين
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ العلم على الشيخ سيّد ميان السورتي، والشيخ شان عالم البرودوي، والشيخ بشارة الله الكابلي، والشيخ عبد القيّوم الكابلي، والمفتي عبد القادر التهانوي، والشيخ خليل الرحمن الرامبوري، والشيخ فضل رسول العثماني البدايوني، وعلى خلق آخرين، وحصل سند الإفتاء سنة أربع وستين ومائتين وألف، فولي الإفتاء بـ "خانديس"، واستقام به مدّة، ثم ولي التدريس بالمدرسة الكلّية الفنستن كالج بمعمورة "بومبائ" سنة أربع وثمانين ومائتين وألف، فدرّس بها مدّة طويلة، حتى أحيل على معاش تقاعد، ولقبّته الحكومة الإنكليزية خان بهادر، فاعتزل في بيته بـ "كلشن آباد""ناسك".
= ترجمته في المسك الأذفر 1: 134 - 136، وهدية العارفين 1: 595، وإيضاح المكنون 399.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 292، 293.
وله مصنّفات كثيرة، منها:"جامع الفتاوى" في أربعة مجلّدات، و"خزينة العلوم" في مجلّدين، و"تاريخ الأولياء" في مجلّدين، و"التحفة المحمّدية في ردّ الفرقة المرتدية"، و"تأييد الحق"، و"أشرف الإنشاء"، و"كليد دانش"، و"صد حكاية"، و"ديوان شعر".
* * *
3150 - الشيخ الفاضل عبد الفتّاح بن المبارك العبّاسي الجرياكوتي، أحد الفقهاء الحنفية
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد سنة أربع وتسعين وتسعمائة بقرية "جرياكوت"، وقرأ العلم على أساتذة عصره.
له "ميراث نامه" منظومة بالفارسية، منها قوله:
خدا را شكر كز تحرير خامه
…
مهذب كشت اين ميراث نامه
مات في ربيع الأول سنة سبع وخمسين وألف، كما في "تاريخ مكرم".
* * *
3151 - الإمام الفقيد العلامة المحدّث الكبير الفقيه البارع الناقد المحقّق المدقّق أبو زاهد، وأبو الفتوح عبد الفتّاح بن محمد بن
* راجع: نزهة الخواطر 5: 252.
بشير بن حسين أبو غدّة الحلبي بلدا، الحنفي مذهبا، القرشي، المخزومي، الخالدي نسبا، المنسوب إلى سيّدنا خالد بن الوليد المخزرمي، رضى الله عنه، ونفعنا بحبّه والسير على نهجه ودربه *
وذلك كما جاء في شجرة نسبه التي تحفظ نسب الأسرة.
ذكره ولده العلامة مولانا الشيخ محمد سلمان حفظه الله تعالى في مقدمة كتاب "صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل"، فقال:
ميلاده:
ولد رحمه الله في منتصف رجب عام 1336 هـ، كما سمع من والدته، رحمهما الله تعالى، وذلك بمدينة "حلب الشهباء".
أسرته:
كانت أسرته متوسّطة الحال، ذات بروز في محيطها، وكان والده وجدّه رحمهم الله تعالى يحترفان التجارة بصنع المنسوجات الغزلية، التي كانت تسمّى الصايات، وهي قماش، ينسج بالنول اليدوي، تارة لحمته وسداه غزل، وتارة لحمته وسداه حرير.
وكانت منتوجاتهما أعلى المنتوجات جودة، وإتقانا، ورونقا، ومتانة، فكانت تطلب من السوق بعينها لذاتها، ويصدر منها المئات إلى "تركيا" في "الأناضول"، فكان أهل بر "الأناضول" رجالا ونساء يلبسون منها.
كان والده وجدّه يتّجران بهذه الصناعة والتجارة، وكانا يعدّان من أهل اليسر المحدود، لا الغني الطافح المشهود، وكانا من أهل الستر والعفاف، وأهل
* راجع: مقدمة صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل، الطبعة السادسة، مكتب المطبوعات الإسلامية ص 9 - 36.
التمسّك بالدين وشعائره، والمواظبة على الذكر، وقراءة القرآن، ونشَّأوا أبناءهم على ذلك، فجزاهم الله عنهم خير الجزاء، وبعد كساد صناعة الصايات بسبب تحوّل اللباس عند الأتراك من الثياب إلى (البدلة) الإفرنجية تحوّل والده إلى متجر في سوق الزهر بـ "حلب" المتفرع من "شارع بانقوسا" كان يبيع فيه الأقمشة المختلفة مما يلبسه أهل الريف الحلبي.
ومن الطريف: أنه يوم ولد والدي رحمه الله باع جدّه ووالده ألف صاية درجة، ففرحا كثيرا، وأطلقا على المولود اسم عبد الفتّاح، لما فتح الله عليهما به يوم مولده.
وقد كان أساس سكنى العائلة بحيّ الجُبَيلة، وقد كانت هناك أرض عليها دار متواضعة، وهي بالأصل لآل غدّة، وبعض أقاربهم وِرْثةً، فأخذ جدّه بشير، وقد كان من الوجهاء العقلاء الفصحاء النبلاء الفطينين الرزينين هذه الأرض مراضاة، حيث أتى بكاتب شرعي من المحاكم الشرعية، وبعض الوجهاء، ثم دعا من له حصّة في هذه الأرض، وأعطاهم ما طلبوا، حتى أرضاهم، واستملك الأرض.
ثم جدّد هذا البيت، وعمّره عمارة جميلة، فأصبح فيه سبع غرف، وأربعة أقباء (جمع قبو)، (وهو الغرفة التي تكون تحت مستوى الأرض)، وكان واسعا رحبا جميلا، حتى إن بعض الناس كان يقيم الأعراس فيه لجماله ورحابته، وقد أدرك والدي عملية التملّك هذه، وهو بين 6 - 8 سنين.
وقد قال والدي عن جدّه بشير: إنه كان أبعد نظرا من ابنه محمد، وقد توفي جدّه عن قرابة 85 سنة، وكان عمر والدي قرابة عشرين سنة، كان برا بجدّه يحمله إلى حيث يريد، بعد ما أقعد، ولما توفي كان والدي في مبدأ طلبه العلم، وقد طلب والدي العلم متأخّرا، وعمره 19 سنة تقريبا.
وتوفي والده رحمهم الله جميعا ليلة الامتحان، هو في المدرسة الخسروية قبل ذهابه إلى "الأزهر" بسنتين، وعمره قرابة 25 سنة أي سنة 1361 هـ.
وكان لجدّي رحمه الله خمسة أولاد، ثلاثة أبناء، وابتنان، فأما الأبناء فهم عبد الكريم، وهو أكبرهم وكان ممن قاوم الفرنسيين ودوَّخهم، ومن أولاده: الدكتور عبد الستّار، له مؤلّفات ومشاركات في العلم الشرعي، وبخاصة في قضايا المعاملات، والبنوك الإسلامية.
وعبد الغني، ومن أولاده: الدكتور حسن، صاحب "كتاب أحكام السجن ومعاملة السجناء في الإسلام"، وأول مؤلّف في هذا الباب، وغيره من الكتب.
ووالدي رحمهم الله جميعا:
وأما البنات فهما شريفة، وزوجها الحاج محمد سالم بيرقدار رحمه الله، ونعيمة، وزوجها الحاج على خياطة، متّعهم الله بالصحّة والعافية.
نشأته وتحصيله العلمي:
نشأ والدي في حجر والده، الذى كان كثير تلاوة القرآن، والمحافظة على قراءته في المصحف، والمحبّ للعلماء المتقصد لحضور مجالسهم، ودروسهم، والاقتباس من علمهم، وإرشادهم، ثم لما دخل في السنة الثامنة من العمر أدخله جدّه رحمه الله المدرسة العربية الإسلامية الخاصّة، وكانت ذات تكالف وأقساط مرتفعة، كما كانت ذات سمت عال، وإدارة حازمة ومتانة في التعليم والأخلاق، فكان لا يدخلها إلا عِلية القوم، ووجهاؤهم.
فدرس فيها من الصفّ الأول، حتى الرابع دراسة حسنة، وتعلّم فيها ما محا منه الأمية، وأكسبه صحة القراءة والكتابة، مع ضعف الخطّ عنده.
وكان لحسن قراءته وسدادها الفطري يدعوه كبار أهل الحىّ ووجهاؤه إلى سهراتهم الأسبوعية الدورية، ليقرأ لهم من كتاب "تاريخ فتوح الشام" المنسوب للواقدي، وغيره من الكتب، التي كان الناس يسمرون على قراءتها، فحظى بصحبة الكبار الوجهاء والنخبة العقلاء الفضلاء، وهو في سنّ العاشرة وما بعدها يعدّ من صغار أولاد الحي.
فكان يجلس في مجلس سمر كبارهم لحسن قراءته وخفّة ظلّه (لصغر سنّه) ورفعة مقام جدّه ووالده في الحيّ.
وبعد ما ترك المدرسة توجّه إلى تعلّم الخطّ الحسن، فدخل مدرسة الشيخ محمد علي الخطيب. "بحلب"، وكان شيخا، صاحب مدرسة خاصة، تعلّم القرآن، والفقه، وحسن الخطّ فقط، فتحسّن خطّه بعض الشيء، لكنه لم يصبر على الاستمرار في تعلّم تحسين الخطّ طويلا، فترك المدرسة بعد أشهر.
فرأى جدّه ووالده وكان قد صلُب عودُه أن يتعلّم حرفة أو صنعة، وقال له: صنعة أو حرفة في اليد أمان من الفقر، لم يكن في ذلك الوقت فقيرا، ليسر أسرته، ولله الحمد، لكن جدّه ووالده أراد أن يكون بيده حرفة خشية تحوّل الأيام، وتقلّبها على الكرام، فتعلّم حرفة الحياكة النول اليدوي، ولم يكن هناك نول آلي، وأحسن المعرفة بهذه الحرفة، قد تعلّمها أخواه: عبد الكريم، وعبد الغني من قبله رحم الله الجميع، وكانت هذه الحرفة تُدِرّ موردا حسنا، يفرح به، فتعلّمها رحمه الله، وادّخر بعض الليرات الذهبية العثمانية، فكانت له خاصّة ونفقته وعيشه متكفّل به أبوه تمام التكفّل، رحمه الله الجميع، وبقي في هذه الحرفة عاملا ناجحا، لنحو سنتين أو ثلاث.
ثم بدا لجدّه ووالده أن يتعلّم التجارة، فاختارا له أن يتعلّم التجارة والبيع والشراء عند صديقيهما التاجر (عبد السلام قدو) التاجر في سوق الطيبة، قرب باب الجامع الكبير الشمالي، فجلس عنده، وكان تاجرا يبيع القمصان والملابس المصنوعة بالجملة والمفرّق، وأمضى عنده نحو سنتين وزيادة عليها، وكان رجلا ديّنا، مستقيما، عفيفا، يشتري من عنده النساء والرجال، فاستملح وجود والدي عنده لصغر سنّه، فكان والدي رحمه الله يراقب حال بعض المشترين أو المشتريات، الذين يخشى أن تكون منهم أو منهنّ سرقة لما يستعرضنه للشراء.
ثم انتقل من عنده إلى تاجر آخر من أصدقاء جدّه ووالده وبعض أرحامه، وهو (الحاج حسن التبان)، رحمه الله الجميع، وأسكنهم فسيح الجنان، وكان تاجرا بالجملة والمفرّق في متجره في (سوق الجوخ العريض) من أسواق مدينة "حلب" المسقوفة، فتعلّم منه ما زاده معرفة بالتجارة، وعرضها للمشتري من الرجال أو النساء، وبقي عنده ثلاث سنين، ثم رأى جدّه ووالده أن يستقلّ بالتجارة، وقد قارب السادسة عشرة، فأدخلاه شريكا في العمل دون المال، مع التاجر (الحاج محمد دنيا) الذي كان تاجرا بسوق الزهر المتفرّع من "شارع (بانقوسا)، فشاركه نحو سنتين، وكان يتولى عنه البيع أكثر النهار، ويقوم بشراء ما نفد من البضاعة من متاجر الجملة من تجّار المدينة في (خان الكمرك) وغيره.
ثم لما بلغ والدي التاسعة عشرة أراد طلب العلم بالدخول في المدرسة الخسروية، التي أنشأها الوزير العثماني الصدر خسرو باشا رحمه الله، والتي سمّيت بعد ما ضعف شأنها: الثانوية الشرعية.
فلم يرض جدّي في بدء الأمر، فشفع والدي عنده بعض معارفه من الوجهاء، فقالوا لجدّي: ينبغي أن تشجّعه لشرف هذا الأمر، فسمح له، ثم إن والدى لما أراد الدخول في المدرسة الخسروية قبلوه أول الأمر، ثم رفضوه، لأن عمره 19 سنة، فشفّع صهره الحاج محمد سالم بيرقدار رحمه الله لدى بعض أصدقائه، وكان مدير الأوقاف في حينه، فكلّم المسؤولين في لجنة القبول، فقبلوه، وكان الوالد والشيخ عبد الوهّاب جذبة رحمهما الله يتنافسان على القبول، فمن يقبل يبقى الآخر إلى السنة التالية، فقبل والدي، وكان بينهما مودّة، وكان الشيخ عبد الوهّاب يلقّب والدي بالأصمعي، لما يراه من اشتغاله بعلم اللغة، وكان هناك رجل فاضل في الحيّ، اسمه محمود سلحدار يحرص على إقراء القرآن في المنزل، وختمه كلّ يوم، وتسمى (ربعة)، ويعطي من يفعل ذلك ليرة ذهبية، فكان والدي في أثناء دراسته في الخسروية يشارك في
هذه القراءة، وقد درس والدي رحمه الله في الخسروية ستّ سنين عن سنة 1355 هـ - 1361 هـ، وكان متفوقا على أقرانه في تلك السنوات الست.
ثم انتقل إلى الدراسة في الأزهر الشريف، فدخل كلية الشريعة في الجامع الأزهر بـ "مصر" في عام 1363 هـ، وتخرج في عام 1367 هـ حائزا على شهادة العالمية من كلية الشريعة.
ثم درس في تخصّص أصول التدريس في كلية اللغة العربية بالجامع الأزهر أيضا لمدة سنتين، وتخرّج سنة 1369 هـ مع حصوله على إجازة في علم النفس، ثم عاد بعد ذلك إلى موطنه، وقد أملق والدي بعد وفاة والده رحمه الله تعالى، حتى مرّ به يوم، وهو لا يملك إلا اللباس الذي عليه، كما أنه منع نفسه في أثناء الطلب بـ "مصر" من الفاكهة، حتى يشتري بثمنها كتبا عوضا عنها.
مذهبه:
كان رحمه الله حنفيا، متقنا للمذهب الحنفي، الذي نشأ عليه، ودرسه على عدد من المشايخ، ولا سيّما الفقيهان: الشيخ مصطفى الزرقا، والشيخ المفتي أحمد الحجّي الكردي الحنفي، مفتي الأحتاف في "حلب"، كما كانت له قراءات ومطالعات فردية كثيرة، يغوص فيها في أعماق الكتب، ويوشّي على صفحاتها ملاحظاته وآراءه، وكانت له مشاركة قوية، واطلاع جيد على المذهب الشافعي، وهما المذهبان السائدان في "بلاد الشام".
قال تلميذه الكبير الشيخ محمد عوّامة، حفظه الله، في "الأثنينية": وأحفظ لفضيلته مواقف عديدة، كان ينبّه فيها السائل إلى فروع دقيقة في زوايا حواشي الفقه الشافعي.
ثم إنه شارك مشاركة قوية في الفقه الإسلامي عامة، ورفد ذلك منه اشتغاله الطويل بتدريس أحاديث الأحكام، ولذلك يرى القريب منه سعة
صدر في الأحكام، وسماحة، لا تساهلا في الفتوى، والتطبيق، لكنة يكرة تتبّع الرخص والأخذ بشواذّ الأقوال.
قلت: كان الوالد رحمه الله يكره تتبّع الرخص والأخذ بشواذ الأقوال، كما ذكر الشيخ محمد عوامة حفظه الله، كما أنه لم يكن حرفيا متعصّبا للمذهب الحنفي، بل كان يكره ذلك جدّا، ويعيبه، وله في ذلك مواقف عديدة في خروجه عن المذهب الحنفي، منها: ما كان بيني وبينه، ومنها ما حصل أمامي، وقد أخرج رحمه الله في ذلك رسالتين، و"رسالة الألفة بين المسلمين" لابن تيمية، و"رسالة الإمامة" لابن حزم في موضوع الاختلافات الفقهية.
وقد سئل رحمه الله في "الأثنينية" السؤال التالي: إن هناك دائما خلافات بين العلماء على مسائل فقهية، وكلّ واحد منهم ينتمي إلى مذهب من المذاهب الأربعة، ولا يريد أن يحيد عن فتوى مذهبه إلى درجة التشبّث به، مما جعل الأمور الفقهية والفتاوى فيها أكثر تعقيدا، فما رأى فضيلتكم في ذلك؟
فأجاب: أولا التشبّث بالمذاهب الفقهية، والتعلّق بها، هذا واجب على كلّ من لم يكن من أهل الاجتهاد والمعرفة التامة بحكم الشريعة وفروعها وأصولها، فهذا ما أوجه الله عز وجل، {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} .
أما التشبّث والتيبّس في أمر المذهب الواحد فهذا ليس واجب في الشرع، فيسوغ لي أن أتعلّم هذه المسئلة، أو أعمل في هذه المسألة بالمذهب الحنبلي، وإذا وجدت مسألة أخرى أعمل بالمذهب الشافعي، وإذا وجدت في هذه المسئلة شدّة أو صعوبة في المذهب الحنبلي أن أنتقل وأعمل بها في المذهب الحنفي، كلّ هذا معناه أخذها بهدي الله عز وجل، وبهدي نبيّه صلى الله عليه وسلم، وما كان هناك افتراق بين هؤلاء الأئمة، فكلّ واحد من هؤلاء الأئمة
حرص كلّ الحرص أن يكون اجتهاده أقرب إلى كلام الله وكلام رسوله، ما قدروا على ذلك، فلذلك نجدهم إذا وصل الواحد منهم إلى حكم من الأحكام في هذا اليوم، ثم وجد الحكم بعد أيام أو شهور أو سنين، ولاح له وجه آخر في المسئلة ووجد المسئلة على وجه آخر، يتحوّل عنها، ولا غضاضة، وإذا لم يعلمها يقول: لا أعلمها، ولا غضاضة لماذا، لأن الشريعة عنده أغلى من وجوده.
فالإمام مالك رضي الله عنه جاء إليه رجل من "العراق" بأربعين مسئلة، فقدّمها إليه، وسأله عنها، فأجابه الإمام مالك رضي الله عنه بستّ مسائل، فقال له الرجل: يا أبا عبد الله! أنا طويت الأرض ومشيت الفيافي والقفار إليك، وأنت عالم "المدينة"، أريد أن أعرف هذه المسائل كلّها، فبماذا أرجع للناس، وأقول لهم، قال: قل لهم: قال مالك: لا أدري، لا يضيره أن يقال عنه، قال: لا أدري، لأن الدين عنده أغلى من أن يخجل في سبيله.
فالتمسّك بالمذهب من حيث هو إذا كان على عصبية أو غير معرفة، فهذا من النقص في الإنسان، ولا يصح للإنسان أن يعتقد أنه إذا كان والده حنبليا ينبغي أن يكون حنبليا، أو شافعيا أن يكون شافعيا، يمكن أن يكون هكذا، وهكذا، وهكذا، وهذا من سعة الإسلام، لأن اتباع أيّ مذهب هو اتباع للكتاب والسنّة، وهذا الاجتهاد ظني، فيجوز للإنسان أن يأخذ به من قول هذا العالم، أو قول هذا العالم.
أما التعصّب والتحزّب فهذا ليس من مبدأ المسلمين، ليس من مبدأ الإسلام، وليس من مبدأ الفقه، لذلك الإمام أبو حنيفة رحمه الله خالفه أصحابه، ودوّنوا خلافاتهم بوجوده، ولا حرج، لأن هذا دين الله، ينبغي الاجتهاد في تحصيل الأصحّ منه، فلذلك هذا الذي يقال فيه تعصّب أو تحزّب أو تمسّك ببعض المذاهب، ولا يحيد الإنسان عنها، هذا من النقص النفسي، فينبغي للإنسان أن يعدل عنه، ويكون واسع الصدر، واسع الرأي،
واسع القلب، يقدر كلّ إمام بفضله وكرمه وعلمه ومقامه العظيم، فليس أحد من الأئمة أفضل من الآخر، وكلّهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتبس وملتمس، والله أعلم. أهـ كلامه رحمه الله تعالى.
رحلاته:
رحل والدى رحمه الله إلى بلدان عديدة ومدن كثيرة، فبالإضافة إلى مدن بلده "الشام" زار "الأردن"، و"فلسطين" قبل احتلالها، و"العراق"، و"السعودية"، و"الكويت"، و "قطر"، و"الإمارات"، و "البحرين"، و"اليمن"، و"مصر"، و"السودان"، و "الصومال"، و"تونس"، و"الجزائر"، و"المغرب"، و"جنوب إفريقيا"، و"إندونيسيا"، و "بروناي"، و"الهند"، و"باكستان"، و"أفغانستان"، و "أزبكستان"، و"تركيا"، وبلدان كثيرة في "أوروبا"، و"أمريكا".
ورحلاته هذه إما أن تكون علمية لرؤية المشايخ، والالتقاء بالعلماء، وتحصيل العلم، وزيارة المكتبات، ودور المخطوطات، وإما دعوية لحضور المؤتمرات، وإلقاء الخطب، والمحاضرات، والدعوة إلى الله، وكثيرا ما كان يجمع بين الأمرين، رحمه الله، وغفر له.
وظائفه ومحاضراته ودروسه:
بعد عودة والدي رحمه الله من "مصر" إلى موطنه تقدّم لمسابقة اختيار مدرّسي الديانة والثقافة الإسلامية في وزارة المعارف لعام 1370 هـ، فكان الناجح الأول فيها.
فدرّس لمدة 11 سنة في ثانويات "حلب" مادة التربية الإسلامية، كما درّس علوم الشريعة المختلفة في المدرسة الشعبانية، والثانوية الشرعية، التي تخرّج منها.
كما أنه زاول في تلك الفترة الخطابة في جامع الحموي، ثم في جامع الثانوي الشرعية بـ "حلب" كما كان له درس بعد صلاة الجمعة نحو ساعة سمّاه
(جلسة التفقه في الدين). كان مهوى أفئدة الشباب المسلم، واستفاد منه أمم من الناس، وكان يقصد من أطراف مدينة "حلب" وضواحيها، بل كان يأتيه أناس من محافظة اللاذقية، التي تبعد عن مدينة "حلب" 180 كم بطريق وعر، وكان له درس ثان للفقه ليلة الاثنين، ودرس ثالث يوم الخمس في الحديث، والتربية والأخلاق، هذا سوى الدروس الخاصّة، التي كان يقوم بها للنبهاء من طلاب العلم الشرعي.
كما كان يلقى بعض المحاضرات العامة في دار الأرقم.
ثم انتخب عضوا في المجلس النيابي بـ "سورية" في سنة 1381 هـ للمدّة التي سمحت الظروف السياسية فيها ببقاء المجلس النيابي، وكان انتخابه نائبا عن مدينة "حلب" بأكثرية كبيرة على الرغم من تآلب الخصوم عليه من كلّ الاتجاهات والملل، ثم انتدب للتدريس في كلية الشريعة بجامعة "دمشق" في نفس السنة، ودرس في كلية الشريعة بجامعة "دمشق" لمدّة ثلاث سنوات 1381 هـ - 1384 هـ الفقه الحنفي، وأصول الفقه، والفقه المقارن بين المذاهب.
في سنة 1385 هـ تعاقد مع كلية الشريعة بـ "الرياض"، التي غدت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لاحقا، ودرس فيها وفي المعهد العالي للقضاء، ثم درّس نحو عشر سنوات في الدراسات العليا في كلية أصول الدين من الجامعة نفسها الحديث الشريف وعلومه، وبقى يعمل مع جامعة الإمام مدة 23 سنة إلى عام 1408 هـ، ولقى فيها من إدارة الجامعة ومنسوبيها كلّ تكريم وتقدير، ثم تعاقد مع جامعة الملك سعود بـ "الرياض"، فدرّس علوم الحديث في كلية التربية لمدة سنتين في السنة الأخيرة من الكلية، وفي الدراسات العليا، ثم تقاعد عن التدريس في سنة 1411 هـ.
وكان ينتدب للتدريس في أثناء تدريسه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فقد انتدب أستاذا زائرا للتدريس في جامعة أمّ درمان
الإسلامية في "السودان" عام 1396 هـ، وأستاذا زئرا لليمن عام 1398 هـ وأستاذا زائرا عام 1399 هـ لجامعة ندوة العلماء في "لكنو" بـ "الهند"، التي يرأسها سماحة الشيخ أبو الحسن الندوي، رحمه الله تعالى، وغفر له.
واختير عضوا في المجلس العلمي في جامعة الإمام محمد بن سعود، والمجمع العلمي بـ "العراق"، والمجلس التأسيسي برابطة العالم الإسلامية بـ "مكة المكرّمة"، وشارك في مؤتمرات وندوات كثيرة جدّا في "سورية"، و"العراق"، و "اليمن"، و"قطر"، و"السودان"، و"الصومال"، و"المغرب"، و"الهند"، و"باكستان"، و"أفغانستان"، و"تركيا"، و"جنوب إفريقيا"، وفي "أوروبا"، و "أمريكا"، وغيرهما.
كما انتخب مراقبا عاما (رئيسا) للإخوان المسلمين في "سورية" مرتين من عام 1392 هـ إلى عام 1396 هـ، ومن عام 1406 هـ إلى عام 1410 هـ، وكان ذلك في ظروف صعبة وخاصة، فقبل الوالد رحمه الله القيام بذلك المنصب بعد إلحاح شديد ودون رغبة أو تطلّع، لاجئا إلى الاستقالة في أول فرصة ممكنة، وذلك أن الوالد رحمه الله كان يؤثر العلم والبحث على أيّ أمر آخر، فكان أحبّ وقت إليه وقت يقضيه في تحقيق مسألة أو شرح معضلة، أو مذاكرة علم، رحمه الله، غفر له.
ومما درّسه والدي في كلية الشريعة مادة أصول الفقه، وقد كان متقنا في تدريسه لها، مفهما إياها لطلابه، رغم صعوبتها المعروفة، يشهد له بذلك تلاميذه، كما درّس في كلية أصول الدين، لعموم الطلاب وطلاب الدراسات العليا علوم الحديث بأنواعها، كمصطلح الحديث والحديث التحليلي، وغير ذلك.
صفاته:
إذا كان بعض الأدباء يجعل (مفتاحا) لكلّ شخصية يدرّسها، ويترجم لها، فإن مفتاح شخصية الوالد رحمه الله حبّه الكمال في كلّ شؤونه، والترقّي من الحسن إلى الأحسن.
فكان رحمه الله مجمع الفضائل والشمائل، كريما غاية في الكرم، يحرص على إكرام ضيفه، بما يستطيع، ويبذل في ذلك جهده وغايته، وكان رحمه الله حليما، كثير ما يعفو، ويصفح.
وكان أديبا خلوقا، لا يؤذي أحدا بكلامه، يحترمه، ويثني عليه، ويختار في ذلك الألفاظ الراقية، وكان عاقلا حصيفا أريبا، لا تخرج الكلمة منه إلا بوزن، وفي موضعها المناسب، ولا يقوم بأمر إلا ويزنه بعقله، وطالما قال لي استعمل عقلك في كلّ ما تقوم به.
وكان ظريفا، خفيف الروح، يمازح جلساءه بالقدر المناسب، ويضفي على مجلسه العلمي والطبعي روح اللطافة والظرافة، بما يناسب مقام المجلس، ويخفّف من وطأة الوقار، لكن في ظلّ التأدّب والاحترام.
وكان ذوّاقة جدا في ملبسه ومشربه ومسكنه وكتبه، ترتيبا وكتابة وتأليفا، حتى في صفه لحذاءه وتنعلّه، وهكذا تراه في كلّ حركة وسكنة عاقلا ذوّاقا.
وكان عفيف اللسان، لا يشتم أحدا، ولا أذكر أني سمعت منه كلمة نابية، إلا من أندر النادر، وحينما يغضب جدا، وأكثر غضبه لله سبحانه وتعالى.
وكان عفيف النفس، لا يطلب من مسؤول أمرا لذاته، وإنما لأحبابه وإخوانه.
وكان صبورا على الطاعة والابتلاء، حريصا على الصلاة، حرصا شديدا، مؤدّيا لها في أول وقتها في الحضر والسفر والتعب والمرض، غارسا
ذلك في أولاده وأحفاده، فإذا كان نائما أو متعبا، ونبّه إلى الصلاة انتفض، وقام مسرعا، وطالما ذكر قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في وفاته، وقوله (لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة).
وكان خِدْنا للقرآن، له ورد صباحيّ يوميّ، لا يدعه إلا مضطرا، مع إكثاره من الأذكار والأوراد، فلا تجده جالسا بدون عمل علمي، من تأليف أو تحقيق أو تعليم أو مذاكرة أو إفتاء، إلا وجدته يسبّح، ويحمد، ويهلّل، ويكبّر.
وكان رقيق القلب، سريع الدمعة، كثير العبرة، يفيض دمعه عند قراءة القرآن، وذكر الله، وقصص السلف والصالحين، وفي المواقف الروحانية، وعلى مآسي المسلمين وآلامهم، وعندما يمدح، ومن حضر حفل تكريمه عند الشيخ عبد المقصود خوجه المسمّى "الأثنينية" رآه كيف قطع الحفل كلّه بالبكاء.
وكان يألم ويحترق على مآسي هذه الأمة وأحوالها، وقد فقد سمعه بأذنه اليمني بعد أن زاره شخص، وحكى له عن مآسي المسلمين في بلد من البلدان، فحزن حزنا شديدا، وباتت ليلته حزينا مهموما، وفي اليوم التالي شعر بدم يسيل من أذنه، ثم ذهب سمعه.
وكم وكم أرق الليالي حزنا
…
وتفكيرا بأحوال المسلمين.
ولقد ابتلاه الله بعد فقد سمعه في أذنه اليمنى بضعف بصره في عام 1410 هـ، فما رأيته شكى أو تشكّى، ولا ثناه ذلك عن الإنتاج العلمي، بل تجمّل بالصبر والتسليم والمثابرة على التأليف والتحقيق، مخافة أن يدركه الأجل، لم يخرج ما في صدره من الكتب.
ثم في آخر حياته قبل أربعة أشهر من وفاته أصيب بانفصال الشبكية في عينه اليمنى، وفقد بصره فيها، ثم أجرى لها عملية جراحية، لم تكلّل بالنجاح، وإنما أعقبته ألما شديدا في عينه ورأسه، وصفه كرمي السهام، فما
سمعته صرخ أو تأوّه، وإنما كان يقول إذا اشتدّ الألم كثيرا جدا: يا الله! لا إله إلا الله.
وكان جَلْدا على العلم قراءة ومطالعة وتأليفا، لا يغادره القلم والقمطر في حلّه وسفره وصحته ومرضه، وقد ألّف، وأنهى بعض كتبه في أسفاره الكثيرة، كما دوّن في مقدّمات بعض كتبه، وقبل دخوله المستشفى بيوم كان وهو يعارك الآلام يضيف في كتابه الماتع "الرسول المعلّم صلى الله عليه وسلم وأساليبه في التعليم"، كما كان يكثر السؤال، وهو في المستشفى عن كتاب "لسان الميزان"، كما أنه كتب مقدّمة "لسان الميزان" قبل عشرين يوما من وفاته.
وكان قليل النوم، يستكثر ساعات نومه، مع قلتها، وإن في شبابه يواصل اليوم واليومين، كما ذكر لي عدّة مرّات.
وهاتان الصفتان الأخيرتان تدلان على صفة أخرى، هى حرصه على الوقت، فهو حريص على وقته أشدّ من حرصه على ماله، كما تدلّ الأخيرة على نهمه العلمي الشديد.
وكان لا يأمر بأمر إلا ويأتيه، ولا ينهى عن شيء إلا ويجتنبه.
وكان رحمه الله ذكيا ألمعيا، ذا حافظة قوية، وذهن متقد، مع عمل بالعلم، وعبادة، وتقوى، وصلاح، وورع، وتواضع جم لطلابه وتلاميذه عوضا عن مشايخه، وعلماء الإسلام، فلا يرى نفسه في جنبهم شيئا يذكر، ولما مدحه شاعر طيبة الأستاذ محمد ضياء الدين الصابون سدّده الله في "الأثنينية" بقوله:
أبو حنيفة في رأى وفي جدل
…
يسمو بهمته لأرفع الرتب
عقّب على ذلك والدي رحمه الله بقوله: وكذلك الإخوة الذين تكلّموا، وتفضلوا بهذه الكلمات عني، فقد أغدقوا، ولكنهم أوسعوا وأرهقوا، حتى دخلت مع أبي حنيفة رضي الله عنه بالمواجهة، كما قال أخي الشاعر ضياء
الدين الصابوني، فهذا شيء لا يبلغ من قدري أن أكون ذرة رمل أو تراب في جنب أبي حنيفة، من أبو حنيفة؟ أبو حنفية رحمة من رحمات الله عز وجل، أهداها الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة، كما أهدى الإمام مالكا، والإمام أحمد، والإمام الشافعي رضى الله عنهم، والإمام ابن جرير، فهؤلاء الأئمة، فإن صلحت أن أكون رملة صغيرة في جنب هؤلاء فهذا وسام عظيم وفضل كريم، لا أستطيع الشكر عليه، فأعتذر عن مثل هذه الكلمات، التي وجهت في جنب الحديث عني، فإنها لا تستطيع نفسي سماعها ولا قبولها، وإن صدرت من أخ محبّ صادق في نية حسنة، ولكن الحق أحقّ أن يتبع. اهـ.
وكانت له نظرة في الرجال وفراسة، فما رأيتُه وصف شخصا بوصف أو مدح أو قدح إلا وجدتُه فيه، ولو بعد حين.
وكذا نظرته في الأمور تجدها مسدّدة ولو بعد حين، وظنّي أنه مسدّد بتقواه وعقله، كما كان يصف الإمام حسن البنا، رحم الله الجميع.
كان محبّبا إلى زوجه وأولاده وأحفاده، موجّها مربّيا لهم باللطف والذوق والحكمة والحُنكة، فما رحل عنهم إلا وهو عزيز وغال يودون لو يفدونه بأرواحهم وأولادهم وأموالهم.
هذا حال كثير من محبّيه، الذين بكوه بكاء الشّكالي في أنحاء المعمورة.
أسُكّان بطن الأرض لو يقبل الفِدَى
…
فدينا وأعطينا بكم ساكن الظَّهر!
فهو كما يقال مجمع الفضائل، ويصدق عليه قول القائل:
وتوجز في قارورة العطر روضة
…
ويوجز في كأس الرحيق كروم
كتبه ومشاركاته العلمية:
صدر لوالدي رحمه الله 67 كتابا ما بين مؤلّف ومحقّق، وما بين صغير وكبير، وغلاف ومجلّد، ولن أطوّل المقام بذكرها كلّها، فهي معروفة لدى طلاب العلم، ومحبي الشيخ، وهي مذكورة في آخر كلّ كتاب من كتبه رحمه
الله، وغفرله. وإنما سأذكر أولا بعض مؤلّفاته ومشاركته العلمية المغفول عنها، ثم أذكر منهجه في الكتابة والتأليف بإيجاز.
ألّف رحمه الله خلال تدريسه لمادة الديانة في "حلب" ابتداء من عام 1370 هـ، وما بعده ستة كتب دراسية للمرحلة الثانية بالاشتراك مع خليله الحميم الأستاذ الشيخ أحمد عزّ الدين البيانوني رحمه الله، وكذلك اشتركا رحمهما الله بتأليف كتاب لطيف الحجم، يعدّ من أول ما ألّفه سيّدي الوالد رحمه الله تعالى، سمياه "قبسات من نور النبوة"، كتباه في تلك الآونة، ردا على رجل يدعى أبو شلباية، ذكر في سياق الازدراء بالنبيّ الكريم أنه كان راعي غنم، كما أنه أتم وأنجز كتاب "معجم فقه المحلّي" لابن حزم الظاهري في أثناء انتدابه للتدريس في كلية الشرعية بـ "دمشق"، وكان قد سبقه إلى العمل فيه أستاذان، ولم يتمّاه، فأتمه، ونسّقه، وأنهى خدمته على الوجه المطلوب، وطبعته جامعة "دمشق" ضمن مطبوعاتها في مجلّدين كبيرين.
كما أنه شارك في وضع مناهج وخطط دراسية في "سوريا"، ثم مناهج المعهد العالي للقضاء وكلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم مناهج الدراسات العليا في كلية التربية، قسم الدراسات الإسلامية، من جامعة الملك سعود، وقد توفي رحمه الله عن عدد من الكتب في المطبعة، كتب أخرى لم تدفع إليها، وكتب كانت في صدره، ولم يقم بها كاملة رحمه الله، وأقرّ عينه بخروجها، وهو القائل: يندر أن يموت العالم دون أن تكون في صدره حسرة على كتب لم يخرجها!
أما منهجه في التأليف والتحقيق فيتمثل في عدة نقاط:
1 -
الغيرة على الكلمة والسعي وراءها: أي جودة متانة التحقيق والتأليف، فقلّ أن تجد في ما يحقّقه أو يؤلّفه إغلاقا لم يحلّ، أو غامضا لم يبيّن، أو ضعيفا في سنده أو في قبول معناه، لم يعلّق عليه، وكم وكم أخذ تحقيق كلمة واحدة منه أوقاتا وأزمانا، وكان ربما تذاكر فيها مع غيره من أهل العلم
والاختصاص، كلّ ذلك برحابة صدر وسعادة وهناء، ولا عجب، فشأنه وديدنه خدمة العلم وأهله.
2 -
الحرص على تشكيل وضبط الكلمات والألفاظ المشكللة في عموم كتبه: مع توسُّعه في ذلك في الكتب العامة أكثر من الكتب العامة (الثقافية) أكثر من الكتب الخاصة (الشخصية)، ككتاب "صفحات من صبر العلماء"، "كتاب قيمة الزمن عند العلماء"، ونحوهما، رغم أن ذلك يتعِبه، ويأخذ وقته وجهده!
قال في مقدمته لهذا الكتاب اليتيم العظيم "صفحات من صبر العلماء": وربما يرى بعض الفضلاء أني قد توسّعت بعض الشئ في شَكْل بعض الكلمات، وهذا أمر قصدته رعاية لبعض القرّاء، الذين لا يتقنون العربية، ليكون ذلك عونا لهم على القراءة الصحيحة الضبط السليم للعبارة ومفرداتها، وعونا على سرعة الفهم أيضا.
قال: وضبطت بالشكل: أسماء الأعلام والبلدان والأماكن، وكل لفظ قدّرت يمكن أن يغلط فيه غالط، أو يتردّد في قراءته متردّد، ليستمرّ ذهن القارئ في قراءة الخبر دون تلكؤ فيفهمه، أو خطأ في لفظه إن شاء الله تعالى.
3 -
الزيادة في كلّ طبعة: فالكتاب دائما بين يديه يزيد فيه، وينقّح، ويوضّح، حتى قيل: إن كلّ طبعة لكتاب من كتبه تعدّ بمثابة كتاب جديد.
إلا أني أشير إلى أمر، وهو أنه في الآونة الأخيرة لما كثرت عليه الكتب مع ضعف الجسم وكبر السنّ، صار يصدر بعض الكتب النافدة مما سبق خروجه تصويرا، لئلا تفقد بن أيدي طلبة العلم، وإن كان الكتاب المصوّر قد زاد عليه، وأضاف، ونقّح، لكنه لم يتفرّغ لإخراجه مزيدا في طبعة جديدة، لانشغاله بغيره، مما لم يخرج سابقا، فهو وإن طبع تصويرا، إلا أنه في حقيقة الأمر مزيد بين يديه رحمه الله، وغفرله، وسأسعى لنشر ما تركه، وما كان ينوي القيام به بمشية الله وعونه.
4 -
الإفادات النادرة واللفتات اللطيفة: فربما تجده علّق على كلمة ما بسطر، لكن هذا السطر كلّفه ثلاث ليال، بل أسبوعا من البحث والتمحيص، كما أن هذا السطر جاء ثمرة مطالعة، واطلاع سنين طوال، وحصيلة تنقيب مستمرّ دائم، كما يتجلّى ذلك أيضا في إيراده بعض النقول من غير مظانّها، ومن مصادر لا يتوقّع أنها فيها، ثم إن له ذوقا رفيعا، وفهما ثاقبا في انتقاء النصوص، وطريقة إيرادها، ومواضع تعليقها، فليس هو من هواة تكبير الكتب، ونفخ الحواشي، وملء الفراغات.
5 -
الجمع قطرة قطرة: وهذا يتجلّى واضحا فيما يؤلّفه، فمثلا كتاب "صفحات من صبر العلماء"، جمعه في أكثر من عشرين سنة، كلّما وجد شيئا يناسب الموضوع كتبه في قصاصة وجمَعه، حتى غدا كتابا جميلا ممتعا للقارئ والمستمع، وكذا كتاب "قيمة الزمن عند العلماء"، وهكذا سائر مؤلّفاته ومحقّقاته.
6 -
اهتمامه بالفهارس وإتقانه لها: وشرطه في ذلك أن تزيد صفحات الكتاب علي مائة صفحة، فإن تحقّق ذلك جعل للكتاب فهارس عامة، تربو على خمسة فهارس، وقد تزيد، وذلك ليكون الراجع إليه، والباحث عن طلبته فيه سريع الوصول إلى مبتغاه منه بأيسر الطرق وأقصر الوقت، مع أن في ذلك جهدا كبيرا، ومشقة عسيرة، شكى منهما الوالد رحمه الله في مقدمة فهارس كتاب "الانتقاء"، ومع كون الفهرسة غدت ضربا من التأليف المستقل، قل من يخلص فيه، ويتقنه.
7 -
الإخراج الفنّي الجميل في الطباعة والغلاف: ففي كلّ ذلك له ذوق، وبصمة مميزة، وساعده في ذلك إخوة أكارم لماحون ذوّاقون، كان يطبع عندهم كتبه، ويعدّ الوالد رحمه الله مثالا فريدا، ومدرسة مستقلّة في فنّ الطباعة والفهرسة، وانظر في ذلك كتابه "تصحيح الكتب وصنع الفهارس المعجمة".
8 -
الذوق في كل ما سبق: وله في كلّ ما ذكرت قصص، أعرضت عن ذكرها لضيق المقام.
9 -
توجّهه للتحقيق أكثر منه للتأليف: لتواضعه وهضمه لنفسه، ولأنه يرى أن إتمام بناء الآباء خير مائه مرة من إنشاء البناء من الأبناء، فضلا عن أنه جزء من الحق الذي لهم علينا والوفاء، فهم الأصل الأصيل، والنور الدليل، والفهم المستقيم، والعلم القويم، وما تركوا في آثارهم من بقايا فجوات طفيفة، لا يقتضي منا تخطّيهم والإعراض عن آثارهم النفسية، كما صرّح به في مقدمة أول كتاب أخرجه، وهو كتاب "الرفع والتكميل في الجرح والتعديل" للإمام اللكنوي، فهذا منهجه من أول أمره.
مع العلم أن تحقيق النصوص كثيرا ما يكون أشقّ من التأليف المستأنف الجديد، كما ذكر في نفس المقدّمة المذكورة، ويتّضح ذلك في أن له واحدا وخمسين كتابا محقّقا مقابل ثلاثة عشر كتابا مؤلّفا، فلم يكن يرى التأليف استقلالا، إلا لأمر مستجد، لم يجد فيه للسابقين تصنيفا، وإلا فإنه يتّجه إليه، ويخرجه بدلا من إخراجه كتابا من تلقاء نفسه.
تفنّنه في العلوم:
بدأ الوالد رحمه الله طلب العلم بهمّه عالية متوثّبة، ونهمة شديدة، وذهن متقد، وذكاء ألمعي، فنهل من مختلف العلوم والفنون.
وكان له في بدء الطلب اهتمام بالنحو واللغة، حتى إن بعض أقرانه كان يسمّيه الأصمعيّ، وآخر كان يسمّيه قاموس ناطق، كما اهتمّ بالفقه والأصول والسيرة والحديث الشريف.
ثم لما انتقل إلى "مصر" درّس في "الأزهر" الأصول، والفقه، والحديث، وغير ذلك من الفنون بتوسّع، فغدا رحمه الله محدّثا، فقيها، أصوليا، نحويا، لغويا، أديبا، مورّخا، رحمه الله، وغفر له.
وأضرب مثالا لعلمه بالعربية أن الوالد أخرج ملاحظات لغوية على العلامة أبي فِهْر محمود شاكر في تعليقه على "طبقات فحول الشعراء" لابن سلام، ومحمود شاكر يعدّ من أفراد هذا العلم في هذا العصر، رحمهما الله، وغفر لهما، وتعليقات الوالد رحمه الله المنثورة في كتبه خير شاهد على تفنّنه في العلوم السابقة الذكر.
مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:
بناء على ما سبق من تفنّنه في العلوم رحمه الله، وجودته، وإتقانه في خدمة كتب العلم، مع الذوق الرفيع، والعمل، والصلاح تبوأ رحمه الله مكانة رفيعة عند علماء عصره، حتى عند بعض من كان يخالفه الرأي، وسأسوق طائفة من ثناء العلماء عليه.
1 -
قال الشيخ العلامة المتفنن المحقّق الكبير مفتي "الديار المصرية" حسنين مخلوف رحمه الله في تقريظه للطبعة الأولى من كتاب "رسالة المسترشدين": الأستاذ العلامة المحقّق
…
وبعد! فإني أحمد الله تعالى إليكم إذ وفّقكم لنشر "رسالة المسترشدين" للإمام المحاسبي بتحقيقكم القيم الذي ألممتم فيه بما ينبئ عن غزير علمكم، ودقيق بحثكم، وازدانت به الرسالة رُواء وجمالا، وازدادت به نفعا وكمالا.
كما وصف رحمه الله الوالد في رسالة، بعث بها إليه في 4/ جمادى الأولى 1389 هـ بأنه أحد العلماء النابهين الصالحين.
2 -
ووصفه الشيخ العلامة المحدّث المدقّق حبيب الرحمن الأعظمي رحمه الله في رسالة أرسلها إليه: بالعلامة النحرير، كما أنه رحمه الله نظم بيتين في مدحه، وهما:
أهلا بمَقْدَمك الهنيّ ومرحبا
…
يا عالم الشهبا إمام الشام.
لم يَحْوِ علم الفقه والآثار شا
…
مى كجمعك بعد ذاك الشامي.
ويريد (بالشامي) الثاني العلامة ابن عابدين صاحب "الحاشية"، فإن أهل "الهند" قاطبة يطلقون على ابن عابدين العلامة الشامي، أو الشامي.
كما أنه قال له ذات مرة: يا شيخ! إني أجلّك إجلال الشيوخ، أي كما يجلّ مشايخه رحمه الله الجميع، وأسكنهم فسيح جناته.
3 -
وقال الشيخ العلامة الفقيه محمد أبو زهرة، في رسالة أرسلها للوالد رحمهما الله: أخي العزيز الأستاذ
…
الأكرم.
بعد! فإن الأيام السعيدة التي قضيتها بصحبتك الطيبة الخالصة، التي رأيت فيها إخلاص المتقين، وظرف المؤمنين، واصطبار الأصدقاء، على بلاغة الأولياء
…
، وإن هذه أيام لا أنس ما بدا منها فيك من طبع سليم، ولطف مودّة وحسن صحبة.
4 -
وكتب إليه العلامة المحدّث عبد الله بن الصدّيق الغماري رحمه الله رسالة، يثني فيها على بحث الوالد رحمه الله من ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، وسكت عنه مع شيء من ملاحظاته، وصفه فيها بالعلامة المحدّث، وقال: أظهرت فيه (في البحث المذكور) اطلاعا ومعرفة.
5 -
أما شيخه ومحبّه القديم العلامة الأفيق الفقيه المحقّق الأديب المنقّح الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله، وبارك في أثره وعلمه، فقال في تقريظه لكتاب "صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل": وأخي الأثير الحبيب الذي له في قلبي محبّة أكبر من قلبي، وله في نفسي وقار، وإن كان أصغر منى سنا
…
، وقال في ترشيحه للوالد رحمه الله لجائزة سلطان بروناي حسن البلقيا العالمية في الحديث الشريف وعلومه: وقد وازنت بين هؤلاء الجديرين الذين أعرفهم، فترجّح في نظري صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل العلامة الثبت المحقّق المدقّق الثقة، الذي لا يجاريه في تحقيقاته ودقته فيها مجار، وهو الشيخ عبد الفتّاح أبو غدّة، وبالإضافة إلى مؤهَّلاته العلمية يتمتع
بأخلاق إسلامية عالية المستوى وبمكانة محترمة، وتتوافر في شخصه أخلاق العلماء من التواضع والمتانة في الدين دون تساهل
…
قال لما زارنا معزيا: إنه لا يعلم له مثيلا في هذا العصر.
6 -
وقال العلامة المحقّق الشيخ السيدّ أحمد صقر رحمه الله: لو قيل للأخلاق تجسّدى لكانت عبد الفتّاح.
7 -
وقال الشيخ العلامة محمد الشاذلي النيفر رحمه الله في رسالة أرسل بها معزيا: إن نبأ نعي العلامة الإمام الفقيد العزيز الشيخ عبد الفتّاح أبو غدة وقع علينا كالصاعقة. لما له من دين وفضل وعلم جمّ ....
وقال عنه: إنه من الأفذاذ، الذين يفتخر بهم عصرهم.
8 -
وقال الأستاذ العلامة الفقيه المحقّق محمد الحبيب ابن الخوجه نفع الله به، في رسالة أرسلها للوالد رحمه الله سماحة الشيخ الأستاذ العلامة حافظ السنّة
…
، وقال في رسالة العزاء: تلقّينا بغاية الأسى والحزن نعي شيخنا الجليل الفقيه المحدثّ
…
9 -
وقال الأستاذ العالم الربّاني والداعية المربّي الفاضل العاقل الشيخ أبو الحسن علي الندوي الحسني رحمه الله في تقريظه للطبعة الثانية من "صفحات من صبر العلماء": وبعد فيسعدني أن أكتب سطورا في انطباعي عن كتاب "صفحات
…
" في طبعته الثانية للعالم الربّاني المربّي تذكار علماء السلف في سموّ الهمّة وعلوّ النظر والتفنّن في العلوم والإتقان فيها.
وقال رحمه الله لأحد تلامذته، وهو يقدّمه ويعرّفه على الوالد رحمه الله: إنك في مستقبل الأيام ستذكر العلماء الذين لقيتهم وستعتز بهذه اللقيا، وستقول في يوم من الأيام لقيت فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة.
10 -
قال الشيخ العلامة المحدّث الفقيه محمد عبد الرشيد النعماني رحمه الله في رسالة أرسلها للوالد رحمه لله: الشيخ العالم البحر زين "الديار الحلبية" المحقّق العلامة النقّادة المحدّث الناقد
…
11 -
وقال الشيخ العلامة المقرئ المتقن الورع الفقيه عبد الوهّاب الحافظ المشهور بعبد الوهّاب دبس وزيت الدمشقي رحمه الله: لو كان انتخاب المفتي بالاختبار لاستحقّ الإفتاء الشيخ عبد الفتّاح أبو غدّة.
12 -
ووصفه الشيخ المقرئ كريم سعيد راجح حفظه الله شيخ القرّاء في "دمشق" في رسالة العزاء: بالعلامة.
13 -
ووصفه علامة "دمشق" الشيخ أحمد نصيب المحاميد رحمه الله في رسالة العزاء: بالعلامة المحقّق المدقّق المسند.
وقال عنه هو علم من أعلام المحدّثين والأصوليين والأدباء، لا يزال عالما ومتعلّما، ومعلّما، وقد تخلّق بخلق ابن المبارك من المحبرة إلى المقبرة.
14 -
وقال عنه الشيخ العلامة المحدّث المربّي عبد الله بن عبد القادر التليدي المغربي: العلامة الكبير المحدّث المحقّق المطلع من محاسن العصر وأفراده ونوادره علما واطلاعا وتحقيقا وفضلا وصلاحا.
15 -
ونعته الشيخ الفقيه الأصولي الدكتور عبد الوهّاب بن إبراهيم أبو سليمان المكّي، عضو هيئة كبار العلماء بـ "المملكة العربية السعودية" بالعلامة المحدّث الفقيه، وقال عنه: كان رحمه الله طرازا فريدا، من العلماء الذين يجمعون بين علم الحديث رواية ودراية، وعلم الفقه تأصيلا وتفريعا في معاصرة واعية ومرونة ملتزمة.
16 -
وقال عنه الشيخ الفقيه عبد الفتّاح بن حسين راوه المكّي: العلامة المحدّث مما يتعجّب منه علما وعملا، وأدبا وتواضعا، ورواية ودراية، وتحقيقا وإتقانا، وسمتا وهديا.
عوامل نبوغه وبروزه:
1 -
أسرته المتدينة.
2 -
استقامته وتقواه وصلاحه.
3 -
ذكاؤه الفطري.
4 -
ذوقه الفطري.
5 -
أدبه الفطري.
6 -
لطفه وظرافته.
7 -
خلقه الحسن.
8 -
تواضعه الجم.
9 -
تعقله وحصافته وعدم تعصّبه.
10 -
حبّه للعلم ونهمه في التحصيل.
11 -
الهمة العالية المتوثبة.
12 -
تلقيه ومخالطته لكبار علماء عصره في بلدان كثيرة.
13 -
نباهته وانتخابه من كلّ شيخ أحسن ما عنده.
14 -
رحلاته الكثيرة والمتنوعة.
15 -
اشتغاله بالتصنيف والتحقيق.
16 -
اشتغاله بالتدريس والتعليم.
17 -
اشتغاله بالدعوة ممّا أعطاه صبغة محلّية وعالمية.
18 -
حسن شكله ومظهره.
ركائز شخصيته:
1 -
الصلاح والتقوى.
2 -
الإحساس المرهف بالجمال.
3 -
الرغبة والمحبة الشديدة للكمال.
4 -
الذوق.
5 -
الأدب والخلق الحسن.
6 -
الحرص على الوقت.
7 -
الشغف بالعلم تحصيلا وقراءة وتأليفا.
8 -
الذكاء الحادّ.
9 -
الذاكرة القوية.
10 -
العقلانية المنوّرة بنور الشرع.
13 -
الحس الحار النيراني.
من أقواله:
الإسلام ذوق.
الكتاب لا يعطيك سرّه إلا إذا قرأته كلّه.
ما جمع الله الخير كلّه لأحد إلا للنبيّ صلى الله عليه وسلم.
مزية العالم أن يوقظ العقل بظلّ الشرع.
درهم مال يحتاج قنطار عقل، ودرهم علم يحتاج قنطاري عقل.
العلم يتعشّق بالفهم.
وفاته:
انتقل رحمه الله إلى جوار ربّه الكريم، ورحمة خالقه الرحيم في سحر يوم الأحد 9 شوال 1417 هـ بمدينة "رياض" عن إحدى وثمانين سنة وثلاثة أشهر إلا ستة أيام، رحمه الله، وغفر له، وقدّس روحه، ونوّر ضريحه، وبرّد مضجعه، وطيّب ثراه.
وصلّى عليه يوم الاثنين بعد صلاة الظهر في مسجد الراجحي بمدينة "الرياض"، ثم نقل بالطائرة إلى "المدينة المنوّرة" حيث صلّى عليه بالمسجد النبوي، عقب صلاة العشاء، ثم دفن في "البقيع الشريف"، وكانت جنازته مشهودة، حضرها نحو ألف شخص، ضاق بهم "البقيع"، وازدحم كلّهم يثنون عليه خيرا، ويبكون، ويترحّمون عليه.
وقد صلّى عليه صلاة الغائب في عدد من مساجد "تركيا"، و"الهند"، و"قطر"، و"المغرب".
جسد لفّف في أكفانه
…
رحمة الله على ذلك الجسد.
وقد صحّ في الحديث الشريف عن عائشة وأنس رضي لله عنهما مرفوعا: (ما من ميت تصلى عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلّهم يشفعون له، إلا شفّعوا فيه). وعن ابن عبّاس رضي الله عنهما مرفوعا: (ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا، لا يشركون بالله شيئا إلا شفّعهم الله فيه).
مبشراته:
دخل الوالد رحمه الله في شبه غيبوبة قبل وفاته بأربعة أيام، لعلة في بطنه سبّبت وفاته، وقد جاء في الحديث الصحيح: المبطون شهيد، وكان قبل دخوله أجريت له عملية غسيل كلوي، ولما دخلت عليه بعد عملية الغسيل كان لسانه يلهج بالشهادة كثيرا دون فتور، ثم إنه عندما فاضت روحه الشريفة إلى بارئها نطق بكلمة التوحيد مختتما بها عمرا، قضاه في خدمة الإسلام والمسلمين. و (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة).
وكانت أصبعه السبّابة مرتكزة على الوسطى كحال المرء لما يتشّهد، وبقيت على ذلك إلى حين تغسيله ودفنه.
خاتمة:
أذكر فيها وقائع سامية، حصلت منه في أواخر أيامه رحمه الله، فمن ذلك: أنه قبل دخوله المستشفى بأيام زاره أحد الأدباء، وتداول الحديث، فذكر له ذلك الأديب أن هناك بحثا عن "كتاب الاعتبار" لأسامة بن منقذ، وكان الوالد رحمه الله قد اعتنى بهذا الكتاب، لكن لم يدفعه للطبع، فطلب رحمه الله منه نسخة من ذلك البحث، وهو على فراش المرض، يطارح الآلام والأسقام، قدّس الله روحه.
ومن ذلك: أن إحدى أخواتي وفَّقهن الله كانت بجانب سرير الوالد رحمه الله، هو في مرضه الأخير الشديد، فأرادت أن تشرب، وأمسكت الكأس بيدها اليسرى من ذهولها بحاله ومرضه، فأشار إليها الوالد، فلم
تفهم مراده لذهولها وحزنها عليه، فأمسك بيدها، وهزّها لكونه لا يستطيع الكلام، ففهمت مراده، وأمسكت الكأس بيدها اليمنى، فللّه درّه كم أتعب من بعده.
ومن ذلك: أن من أواخر ما قرأته عليه ترجمة الإمام القدوة الفذّ عبد الله بن المبارك رحمه الله من كتاب "سير أعلام النبلاء" للحافظ الذهبي، رحمه الله، وهو على فراش المرض في مستشفى العيون، فلمّا شرعت في أولها ورأى طولها، أحالني على آخرها، وطلب مني قراءة أبيات، قالها بعضهم في رثاء ابن المبارك، وتوقَّف عندها رحمه الله وقدّس روحه. وفي هذه الأبيات موعظة لأولي الألباب، وهي:
مررت بقبر ابن المبارك غدوة
…
فأوسعني وعظا وليس بناطق.
وقد كنت بالعلم الذي في جوانحي
…
غنيا وبالشيب الذي في مفارقي.
ولكن أرى الذكرى تنبّه غافلا
…
إذا هي جاءت من رجال الحقائق.
نعم! أيها الحبيب تنبّه غافلا، إذا هي جاءت من رجال الحقائق. رحمك الله وجعل موتك ذكرى لقلوبنا الغافلة، وجمعنا وإياك في علّيين في مقعد صدق عنده مع النبيين والصدّيقين، اللّهم لا تحرّمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله، إن العين لتجود وتدمع، وإن القلب ليحزن ويكلم، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا على فراقك يا قرة العين لمحزونون.
* * *
3152 - الشيخ الفاضل عبد الفتّاح بن محمد السباعي، الحمصي
*
* راجع: معجم المؤلفين 5: 280.
ترجمته في سلك الدرر 3: 46، وهدية العارفين 1:595.
فقيه، متكلّم، نحوي. توفي بـ "القسطنطينية سنة 1111 هـ."
من آثاره: "فتاوى"، وغير ذلك من الشروح، والحواشي.
* * *
3153 - الشيخ الفاضل عبد الفتّاح بن محمود اللارندي، الرومي
*
فاضل. من آثاره: "سفر الأدعية المأثورة وخواص الآيات المسطورة".
توفي سنة 946 هـ.
* * *
3154 - الشيخ العالم الفقيه أبو الفرح عبد الفتّاح بن هاشم الحسيني الصمداني، أحد الفقهاء المشهورين
* *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: قرأ العلم بمدينة "جونبور" على السيّد محمد الجونبوري، ثم سار إلى "دهلي".
وأخذ عن السيّد محمد زاهد بن محمد أسلم الحنفي الهروي، وشارك العلماء في تصنيف "الفتاوى الهندية"، وبذل جهده فيه، كما في "عزيز التواريخ".
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 281.
ترجمته في كشف الظنون 702، وإيضاح المكنون 2:16.
* * راجع: نزهة الخواطر 6: 164.
باب من اسمه عبد القادر
3155 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن أحمد بن علي بن ميمي البصري
*
فلكي، من فقهاء الحنفية، من أهل "الموصل".
تعلّم بها وبـ "المدينة المنوّرة"، وتوفي بـ "البصرة" سنة 1085 هـ.
له كتب منها: "يتيمة العصر في المد والجزر" فلك، في أوقاف "بغداد"، وفي "الهند" و"المدينة"(مكتبة عارف حكمت - 12 فلك)، ورسالة في المنطق، وأخرى في العروض، وفي التصريف، وحاشية على "تلويح السعد"، و"السيف المخذم"، رسالة في الذبّ عن مذهب الإمام أبي حنيفة، في مخطوطات الأنكرلي.
* * *
3156 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن إدريس بن محمد محمود بن
* راجع: الأعلام للزركلي 4: 36.
ترجمته في خلاصة الأثر 2: 469، والمستدرك على الكشّاف 318، ومكتبة الأوقات 178، ومجلة مجمع اللغة 48: 896، قلت: وفي تذكرة النوادر 181: كتاب يتيمة العصر في المد والجزر لعبد القادر بن أحمد بن علي بن ميمي، كتبت نسخته في القرن الثامن.
محمد كليم العمري السلهتي، أحد العلماء المشهورين بأرض "بنغاله" *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، "ونشأ ببلدة "سلهت" -بكسر السين المهملة وسكون اللام، آخرها تاء عجمية- قرأ العلم على المولوي رمضان الله، تلميذ القاضي فضل الرحمن، ثم تصدّر للدرس والإفادة.
له مصنّفات كثيرة في الفقه والعقائد، منها:"الدر الأزهر شرح الفقه الأكبر"، و"الفوائد القادرية في شرح العقائد النسفية"، و"الرّد المعقول على النهج المقبول"، و"الجوامع القادرية".
* * *
3157 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن أكرم بن أسلم بن أحمد بن إسحاق الهروي الدهلوي، ثم الرامبوري، أحد العلماء المبرّزين في الفنون الرياضية
* *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد سنة سبع وتسعين ومائة وألف بـ "رامبور"، وقرأ الكتب الدراسية على المفتي شرف الدين الرامبوري، وعلى غيره من العلماء، ثم سافر للاسترزاق، وولي الخدمات العديدة وقتا بعد وقت، حتى نال الصدارة بمدينة "سهارنبُور"، فاستقلّ بها زمانا، ثم استقدمه نواب محمد سعيد خان الرامبُوري، وولاه القضاء الأكبر.
له مصنّفات عديدة، منها: كتاب ضخم في أخباره بالفارسي، ومنها: كتاب في أخبار ملوك "الهند" من عهد الهنادك إلى آخر عهد الإسلام مجملا،
* راجع: نزهة الخواطر 8: 296، وتاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 204.
* * راجع: نزهة الخواطر 7: 325، 326.
ومنها: تعليقات على "جامع البركات" للشيخ عبد الحق المحدّث، ومنها:"شرح الحكم المرتضوية" في منافع الأمر والنهي، الذي يتعلّق بالشريعة المصطفوية، ومنها: كتاب في سهو أقلام العلماء، ومنها:"ترجمة حسن العقيدة" للشيخ ولي الله المحدّث، ومنها:"شرح العقيدة" للشيخ عبد العزيز بن ولي الله، ومنها: كتاب في رموز أسماء أصنام الهنادك، ومنها:"شرح ميزان البلاغة" للشيخ عبد العزيز المذكور، ومنها: تعليقات على "شمائل الترمذي"، ومنها: رسالة في حقيقة الدعاء والإجابة، ومنها:"قبله نما" رسالة له في المذاهب، ومنها: رسالة مختصرة في العروض، ومنها: رسالة في نحو اللغة الهندية، ومنها: رسالة في الأمثال الهندية، ومنها: رسالة في الحكايات، ومنها: كتاب في تاريخ "أجمير"، و "ماروارا"، ومنها: رسالة في فضل الصوم، ومنها: رسالة في إبطال الرمل والنجوم والجفر والسحر وغيرها، وفي حقيقة السحر، ومنها: رسالة في إمكان خرق العوائد، ومنها: رسالة في أحكام النكاح وأسراره، ومنها: رسالة في التعليم والتربية، ومنها: رسالة في تحريض الشاطر على تحصيل العلوم وملكاتها، ومنها: رسالة في سياسة المدن، ومنها: رسالة في الإنشاء، وله غير ذلك من المصنّفات.
توفي لسبع خلون من رجب سنة خمس وستين ومائتين وألف بمدينة "رامبور"، كما في "يادكار انتخاب".
* * *
3158 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن أمير كيسودار، المعروف بيلانجق
*
* راجع: معجم المؤلفين 5: 284.
ترجمته في كشف الظنون 1057، وهدية العارفين 1:599.
من القضاة.
تولى القضاء في بلدة "يكيشهر".
من آثاره: "ذيل على الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية".
توفي سنة 1000 هـ.
* * *
3159 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن أبي بكر الصديقي
*
فقيه.
ولي الإفتاء بـ "مكة".
من آثاره: "الفتاوى" في أربع مجلّدات، و"مجموعة المنشآت"، و"تبيان الحكم بالنصوص الدالة على الشرف من الأم".
توفي سنة 1138 هـ.
* * *
3160 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن توفيق الشلبي
، * *
فقيه، شاعر.
* راجع: معجم المؤلفين 5: 285.
ترجمته في سبحة المرجان 44، وسلك الدرر 3: 49، وهدية العارفين 1: 603، وإيضاح المكنون 1:223.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 285. ترجمته في الأعلام 4: 163.
ولد سنة 1295 هـ، ونشأ بـ "طرابلس الشام"، وانتقل إلى "المدينة"، فاشتغل بالتدريس، ثم عين بها رئيسا لجماعة التنقيب عن الآثار في أواخر زمن الترك، فمعتمدا للمعارف بعدهم، وتوفي بـ "المدينة" سنة 1369 هـ، ودفن بـ "البقيع".
من آثاره: "ديوان شعر"، و"قصائد في المديح النبوي"، و"رسالة في حكم استعمال الأدوية الأفرنجية على قواعد المذاهب الأربعة"، و"ثبت"، سماه "الإجازات الفاخرة".
* * *
3161 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن جميل الدين بن أظهر علي بن أصغر علي بن حمد الله الصدّيقي، السنديلوي، أحد رجال العلم والطريقة
*
ولد لتسع عشرة خلون من محرّم سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف بـ "سنديله".
وقرأ العلم على الشيخ تراب علي، والشيخ عبد الحكيم علي، وغيرهما من العلماء، وأخذ الطريقة عن والده، ورحل إلى "ناكود"، و"جهانسي"، وغيرهما من البلاد.
وكان يدرّس، ويفيد.
مات لتسع عشرة خلون من ذي الحجّة سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف بـ "سنديله"، كما في "تذكرة العلماء" للناروي.
* * *
* راجع نزهة الخواطر: 7: 322، 323.
3162 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن حافظ أحمد الرائبوري
*
أحد من العلماء الربانيين، من أهل بيت علم وفضل.
ولد سنة 1295 هـ في "سرغودا" من مضافات "بانديا"، من أرض "الهند"، ونشأ فيها.
حفظ القرآن الكريم، وعدّة من الكتب الفارسية عند عمّه الكريم مولانا حليم الله، وقرأ كتب النحو والصرف على مولانا محمد رفيق، الذي هو تلميذ فقيه "الهند" الإمام رشيد أحمد الكنكوهي رحمه الله تعالى، ثم سافر إلى مدن شتى من أرض "الهند" من "باني بت"، و "دهلي"، و"سهارنبور"، وتمهّر في المنطق والفلسفة.
وقرأ كتب الحديث على العلامة عبد العلي، تلميذ الإمام محمد قاسم النانوتوي في مدرسة عبد الرب بـ "دهلي"، وحضر في عدة دروس للإمام أنور شاه الكشميري لـ "لترمذي" عند إقامته بـ "دهلي".
قرأ كتب الطبّ، واشتغل مدّة بالطبابة في "أفضل نغر" من أعمال "بجنور"، ثم درّس مدّة كتب التفسير والحديث في أمكن شتى من "بريلي"، فأفاد، وأجاد، واستفاد منه خلق لا يعدّ، ولا يحصى.
ثم حضر عند الشيخ العلامة مولانا عبد الرحيم الرائبوري، وبايع على يده الكريمة، وبعد مدة حصلت له الإجازة منه، وبعد وفاة شيخه أقام في زاوية "رائبور" خمسة وأربعين سنة.
* راجع: تذكرة الشيخ عبد القادر الرائبوري للعلامة أبي الحسن علي الندوي رحمه الله تعالى، وأكابر علماء ديوبند للشيخ أكبر شاه البخاري ص 132 - 135.
بايع على يده الكريمة ألوف من العلماء والفضلاء. وممن أجازه في الطريقة والسلوك: العلامة الشيخ عبد العزيز الغمتهلوي، وشيخ الحديث العلامة زكريا الكاندهلوي، والشيخ مولانا خليل السرغودوي، ومولانا محمد عبد الله الساهيوالي، ومولانا عبد العزيز الرائبوري، ومولانا السيّد أنوار حسين نفيس اللاهوري، ومولانا عبد المنعم أبو ذر البخاري الملتاني، والعلامة مولانا منظور النعماني، وأمير الشريعة السيّد عطاء الله شاه البخاري، ومولانا محمد أنوار الفيصل آبادي، ومولانا نياز أحمد الكيلاني، رحمهم الله تعالى رحمة واسعة.
توفي يوم الخميس، 14 ربيع الأول سنة 1382 هـ، وهو ابن التسعين، ودفن في مقبرة آبائه بـ "سوغودا" بجوار المسجد.
* * *
3163 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن أبي حامد [محمد بن] علي بن غالِب، أبو محمد، الإسْتِراباذِيِّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ذكره الهَمَذانِيّ في "الطَّبقات"، وقال: حدَّثَنِي، وهو مُدَرِّسٌ بـ "تُسْتَرَ"، أنَّ مَوْلِدَ أبيه سنة إحْدَى وأربعين وأربعمائة.
وأخوه إبراهيم بن محمد، تقدَّم في بابه، ويأتي أبوه محمد. كذا في "الجواهر".
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 366.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 847، وما بين المعقوفين منها.
3164 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن خليل بن عبد الله الرومي الأصل، المدني، المعروف بكدك زاده
*
محدّث، حافظ، أديب، ناظم، ناثر، مؤرّخ، مقرئ.
ولد بـ "المدينة" سنة 1140 هـ، وبها نشأ، وولي الخطابة بها، وجال البلاد شرقا وغربا، ولقي المشايخ المسندين.
توفي بـ "نابلس" سنة 1189 هـ.
من آثاره: "السرّ المؤتمن في شرح الرحلة إلى اليمن"، و"كيد الصروف عن أهل المعروف"، و"المطرب المعرب الجامع لأهل المشرق والمغرب" في التاريخ والتراجم.
* * *
3165 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن درويش بن محمد بن حسين ابن يحيى بن حسن بن عبد الكريم الحسيني، الدمشقي، الشهير بابن حمزة
* *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 287.
ترجمته في عجائب الآثار 1: 378، 379، وهدية العارفين 1: 604، والتاج المكلّل 352، 353، وإيضاح المكنون 2: 12، 395، 498، وفهرس الفهارس 2: 163، 164، وسلك الدرر 3: 56، 57.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 288. وترجمته في روض البشر 157، 158.
متكلّم.
ولد سنة 1235 هـ، وتوفي بـ "دمشق" سنة 1279 هـ.
من تصانيفه: "الرسالة الحمزاوية في التوفيق بين الماتريدية والأشعرية".
* * *
3166 - الشيخ الفاضل مولانا عبد القادر بن مولانا سعيد النقشبندي
*
ولد 24 ذي الحجّة 135 هـ في قرية "كوهانه" من أعمال" روهتك" من "الهند".
قرأ مبادئ العلم في "روهتك"، وقرأ العلوم العصرية إلى الصفّ العاشر، ثم التحق بالمدرسة العربية إحياء العلوم بـ "مظفرّ كره"، وأكمل الدراسة العليا بجامعة قاسم العلوم "ملتان"
(1)
.
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 262 - 266.
(1)
تقع هذه الجامعة في "ملتان" بولاية "فنجاب"، في حارة كلكشت كالوني. أسّست هذه الجامعة في 8 أكتوبر 1365 هـ على يد العالم الصالح المجاهد الباسل شيخ الإسلام السيد حسين أحمد المدني نوّر الله تعالى مرقده، وقد حضره مئات العلماء، كان أول مدير لهذه الجامعة وبانيها الشيخ محمد شفيع المفتي، وكان من أرشد تلاميذ الشيخ المفتي كفاية الله الدهلوي، رحمه الله تعالى، فجمع في الجامعة العلماء الأفاضل أصحاب الخبرة في العلوم الإسلامية، فازدهرت الجامعة بجهوده المتواصلة المباركة، فأصبحت من الجامعات الممتازة في البلاد.
وقد تخرّج من هذه الجامعة عدد كبير من أهل العلم، وهم يشتغلون الآن في ميادين التعليم والدعوة والإرشاد، ومن أشهرهم: الشيخ محمد موسى =
من أساتذته: العلامة المفتي محمود، صدر جمعية علماء إسلام باكستان، وأمير الشريعة الشاه عطاء الله البخاري.
وحصّل السند من جامعة بنجاب
(1)
، وصنّف مقالة على حياة حكيم الأمة الإمام أشرف علي التهانوي، وكانت له خبرة تامة باللغة الأردية والعربية والفارسية والإنكليزية، وقرأ التفسير على شيخ التفسير أحمد علي اللاهوري، وحافظ الحديث العلامة عبد الله الدرخواستي، ودرّس في عدّة مدارس، فأفاد، وأجاد، وأسّس" إدارة إسلامي مِشَن" في "بهاولبُور"، وعيّن خطيبا بشاهي مسجد "لاهور".
توفي عاشر ذي القعدة 1323 هـ، ودفن بعد صلّي على جنازته في مقبرة "كبيروالا" من أعمال "خانيوَال".
= شيخ الحديث بالجامعة الأشرفية في "لاهور"، والشيخ ضياء القسمي الأمين العام لتنظيم أهل السنة، والشيخ عبد القادر آزاد خطيب "مسجد شاهي" في "لاهور"، والخطيب المصقع القارئ محمد حنيف، والشيخ عبد القادر مدير المدرسة العبيدية بـ "ملتان".
(1)
بنجاب لفظ مركّب من "بنج" بفتح الباء العجمية، وسكون النون والجيم، معناه الخمس، ومن "آب"، وهو الماء، والمراد به بلاد، تسقيها الأنهار الخمسة المشهورة، وهي "جهلم"، و"جناب"، و"راوي"، و"بياس"، و"ستلج"، وهي أول أرض وطئها المسلمون بعد أرض "السند"، أرض خصبة، أكثرها سهل، متّسع، منحدر إلى جهة الجنوب الغربي، من مرتفعات "كشمير"، وهي كثيرة القمح والرز، والحمص، والفواكه الطيبة، وفيها معدن الملح، وهو الذي يسمّونه الملح الحجري، والملح اللاهوري، ويستخرج بعد تعب عظيم كميات قليلة من الفضّة، ومن أهمّ حاصلاتها: الحنطة، والسكر، والرز والشعير، والحمص، والخردل، والقنب والتبغ، وما أشبهها، وأهمّ منسوجات الولاية: القطن، والصوف، والحرير، وما أشبه ذلك.
من تصانيفه: "حاصل مطالعة بَيْبِل"، و"راه حق كا متلاشي"، و"سب كا برا راهْنُما"، و"إسلام دين فطرت"، و"إسلام مين مزدور كي حقوق"، و"قرآن سى بَيْبِل كي طرف"، و"باكستان حكّام كي لئى شرعي ضابطة"، و"اسلام اور كميونزم كا تقابلي مطالعة".
* * *
3167 - الشيخ الفاضل العلامة عبد القادر بن سلطان بن إله داد بن لاد بن فريد بن عبد القادر المحدّث بن قطب الدين المحدّث بن خضر المحدّث بن حسن بن مبارك بن عثمان بن محي الدين بن عماد الدين بن أبي بكر بن الحسين بن معزّ الدين بن عبد الكريم بن إبراهيم بن أدهم، العمري، البلخي، ثم الهندي، اللكنوي
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان من فحول العلماء، ولد بـ "لكنو" سنة ستّ وتسعين وتسعمائة.
وقيل: إنه ولد بـ "كسمندي" -قرية من أعمال "لكنو"- سنة أربع وتسعين وتسعمائة من بطن بوبوجيا بنت عبد الواحد بن لاد صنو القاضي ضياء الدين النيوتيني.
وحفظ القرآن، وسافر للعلم إلى "لاهور" وإلى بلاد أخرى، ثم تصدّر للدرس والإفادة بمدينة "لكنو".
* راجع: نزهة الخواطر 5: 254، 255.
أخذ عنه الشيخ بير محمد اللكنوي، والسيّد محمد شفيع الدهلوي، والسيّد محمد القَنُّوجي، والشيخ قطب الدين السهالوي، والسيّد غلام مصطفى الأشرفي الجائسي، والشيخ محمد زمان الكاكوروي، والشيخ مجتبى القلندر اللاهربوري، والسيّد حسن رسول نما الدهلوي، والقاضي معين الدين المهونوي، والقاضي شرف الدين اللكنوي، والقاضي عبد اللطيف البهرائجي، والقاضي حبيب الله السنديلوي، ومولانا عبد الله السنديلوي، ومولانا ركن الدين المحدّث الدهلوي، والشيخ فتح الله القَنُّوجي، ومولانا جعفر الصدربوري، ومولانا عليم الله الكجندوي، ومولانا أبو سعيد اللكنوي، والشيخ صدر الدين اللكنوي، والشيخ مرتضى، ونواب مختار خان أمير "بنغالة"، وخلق آخرون، كما في "راحة الأرواح".
وتوفي في السابع والعشرين من شعبان سنة ستّ وسبعين وألف، وله اثنتان وثمانون سنة، فأرّخ لوفاته بعضهم من "رضي الله"، وقبره بـ "لكنو"، كما في رسالة ألّفوها في ترجمة الشيخ رفيع الدين المراد آبادي.
* * *
3168 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن صالح بن عبد الرحمن الحلبي البانقوسي
*
فقيه حنفي، فاضل، من أهل "حلب".
ولد سنة 1142 هـ.
له "سلك النضار" شرح به "الدر المختار" للحصكفي، ولم يتمّه، و "تعليق على أوائل صحيح البخاري"، وشروح أخرى، ونظم.
* راجع: الأعلام للزركلي 4: 39.
ترجمته في سلك الدرر 3: 49، وإعلام النبلاء 7:116.
توفي سنة 1199 هـ.
* * *
3169 الشيخ الفاضل عبد القادر بن عبد الله بن عبد القادر الكنغراوي الأصل الإستانبولي، أبو طلحة، صدر الدين
*
قاض حنفي، له اشتغال بالتاريخ والنحو.
مولده ووفاته في "الآستانة"، وتوفي سنة 1349 هـ عن نحو سبعين عاما.
ولي عدّة مناصب قضائية في "بيروت"، و "جدّة"، و"قره حصار"، و"دمشق" و "بغداد"، و"طرابزون"، و "مناستر".
وصنّف كتبا بالعربية والتركية، منها:"الموفي في النحو الكوفي"، رسالة نشرت في مجلة المجمع العلمي العربيّ، و"تاريخ دول الإسلام"، انتهى فيه إلى سنة 1349 هـ، و"طبقات المصنفين"، و"كشف الغمّه عن افتراق الأمّة".
* * *
3170 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن عبد الخالق بن عبد الرحمن بن حاسم بن الفضل، أبو الفضائل، النَّوْقَدِيّ
* *
* راجع: الأعلام للزركلي 4: 40.
وترجمته في محمد بهجة البيطار، في مجلة المجمع العلمي العربيّ 24:421.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 363. =
بفَتْح النُّون وسكون الواو وفتح القاف وفي آخرها دالٌّ مُهْمَلةٌ؛ هذه النِّسْبة إلى "نَوْقَد"، من قُرَى "نَسَف"
(1)
.
قال السمعانيُّ: كان إماما، فاضلا.
سمع بـ "بخارَى" السَّيِد أبا بكر محمد بن عليِّ بن حَيْدَرَةَ
(2)
الجَعْفَرِيّ، وبـ "مكَّة" أبا عبد الله الحسين
(3)
بن علي
(4)
الطَّبَرِيّ، وغيرهما.
وسمع منه أبو حَفْص عمر بن محمد بن أحمد النَّسَفِيّ.
وكانتْ وِلادتُه سنة خمسين وأربعمائة.
ووفاتُه سنة سبع وعشرين وخمسمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
3171 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن عبد الخالق بن وَحْشِيّ المسْكِيّ
،
= وترجمته في الأنساب 571، والجواهر المضية برقم 843، واللباب 3: 244، 245، ومعجم البلدان 4:825.
وفي الأنساب واللباب: "بن كاسم بن الفضل"، وفي معجم البلدان:"بن قاسم بن الفضل"، ولعلّ الصواب:"كَاسم"، والحرف الأول فارسي، ينطق كالجيم القاهرة.
(1)
المترجم منسوب إلى نوقد قريش، كما نص السمعاني.
(2)
في الأنساب، ومعجم البلدان "حيدر".
(3)
في بعض النسخ، ومعجم البلدان "الحسن"، والتصويب من الأنساب، واللباب. وهو شافعي توفي سنة خمس وتسعين وأربعمائة. انظر: طبقات الشافعية الكبرى 4: 339 - 351، والعقد الثمين 4: 200 - 202.
(4)
سقط من بعض النسخ.
الكَتَّانِيّ، الفقيه، أبو القاسم، من أهل "مصر" *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: سمع بها وبـ "بغداد"، ورحل إلى "أصْبهان"، و"نَيْسابور".
وكان فقيها، فاضلا، حسنَ الكلام في مسائل الخِلاف، مُناظِرا، أديبا، شاعرًا، له معرفة بالحديث، وكان صَدوقا.
قرأ بنفْسه كثيرًا.
قال ابنُ النَّجَّار: وسمعتُ بقراءتِه ومعه، كان يلْبَس الطَّيْلَسان، ألْبَسَه إيَّاه القاضي أبو القاسم الدَّامَغانِيّ.
ومات بـ "بخارَى"، سنة اثنتين وسِتِّمائة، وقد جاوَز الخمسين.
وذكره المنْذِريُّ وقال: تفقَّه على مَذْهب أبي حنيفة. رحمه الله تعالى.
* * *
3172 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن عبد العزيز، الملك المغيث ابن الملك المعظَّم عيسى ابن الملك العادل أبي بكر محمد بن أيَّوب بن شادي بن مَرْران، أسدُ الدين، أبو محمد، ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان شيخا يَقِظا
،
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 363.
وترجمته في التكملة لوفيات النقلة 3: 145، 146، والجواهر المضية برقم 848، وحسن المحاضرة 1: 145، 146.
وهو في هذه المصادر باسم: "عبد القوي"، وفي التكلملة أن كنيته "أبو محمد"، وينعت بالصائن، ويعرف بالمصري.
وحَنَفِيًّا، عندَه نَباهةٌ *
سمِع "سيرة ابن هشام" من أبى عبد الله محمد بن إسماعيل المقْدِسِيّ.
وكانتْ ولادتُه بـ"الكَرَك"
(1)
، سنة اثنتين وأربعين وستمائة.
ووفاتُه بـ "الرَّمْلَة"
(2)
، سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، وحُمِل إلى "بيت المقْدِس".
قال الصَّلاح الصَّفَدِيّ: وله إجازةٌ من محمد بن عبد الهادي، والصَّدْر البَكْرِيّ.
وكان مَليحَ الشَّكْلِ، صحيحَ البِنْيَة، حسنَ الأخْلاق، قيلَ: إنَّه لم يتزوَّجْ، ولا تَسَرَّى، وله هِمَّةٌ وجَلادَةٌ.
ثم قال: أجاز لي بـ "القاهرة" بخَطِّه، سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، واجْتَمَعتُ به غيرَ مرَّةٍ.
* * *
3173 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن عبد القادر الحسيني الأدهمي الطرابلسي
،
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 364.
وترجمته في البداية والنهاية 14: 179، والجواهر المضية برقم 844، والدرر الكامنة 3: 3، والسلوك 2: 5: 426، وشذرات الذهب 6: 115، ومرآة الجنان 4: 296، من ذيول العبر (ذيل الذهبي)199.
(1)
الكرك: قلعة حصينة جدا في طرف الشام، من نواحي البلقاء، في جبالها، بين أيلة وبحر القلزم والبيت المقدس. معجم البلدان 4:262.
(2)
الرملة: مدينة عظيمة بفلسطين. معجم البلدان 2: 817.
نزيل "المدينة المنورة"، وخادم الحجرة النبويّة فيها *
أديب مشارك في علوم عصره.
حنفي من أهل "طرابلس الشام".
له كتب صغيرة، منها:"عزائم السياسة في علم الفراسة"، و"بشائر الابتهاج في أشاير الاختلاج"، وأربع رسائل في الكواكب والبروج، و"ترجمة القارقجي الحسنى"، و"غرر الائتناس ودرر الاقتباس"، ومقطعات من نظمه، و"هدية الناسك"، و"مجموع" صغير، أوله: رسالة في فن التصريف، ثم رسائل، ومنظومات في العروض، و"ميزان العدل في أحكام الرمل".
* * *
3174 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن عثمان القاهري، الشهير بالطوري
* *
مفتي الحنفية بـ "مصر".
كان فاضلا، له علم بالأدب، يفتي، ويدرّس في "الأزهر".
من كتبه: "تكملة شرح الكنز" في الفقه، أكمل به "البحر الرائق" لابن نجيم، وله "الفواكه الطورية" في الأدب.
توفي في "القاهرة" سنة نحو 1030 هـ.
* * *
* راجع: الأعلام للزركلي 4: 39.
ترجمته في نموذج 449، وسركيس 417، 773، 1291.
* * راجع: الأعلام للزركلي 4: 41.
ترجمته في خلاصة الأثر 2: 442.
3175 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن علي بن أبي جَرادَةَ، الأمير مُخْلِص الدين، العُقَيْلِيّ، الحلبِيّ، ناظرُ خِزانة الملك العادل نور الدين الشهيد، بـ "حَلَبَ
" *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان خَيِّرًا، كاتبا، بليغا، له نظمٌ ونثرٌ، يتوقَّد ذكاءً.
تُوفي سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
وذكره العماد الكاتب في "الخَريدة"، وأوْرَد له شيئا من شِعْره.
فمن ذلك ما وجَده في ديوان أخيه الحسن بن علي المتقَدِّمُ ذكره، من قصيدة كتبها إليه بـ "مصر"، وهي هذه
(1)
:
يَمينا بما ضَمَّت غَداةَ المحَصَّب
…
جُنُوبُ مِنًى من ذي بِطاحِ وأخْشَبِ
ومنه أيضا:
وشُعْثٍ على شُعْثٍ كأنَّ وُجوهَهم
…
شُمُوسُ نهارٍ أر أهِلَّةُ غَيْهَبِ
فهُم يقْصِدون البِرَّ من كلِّ وِجْهَةٍ
…
ويَجْتَلِبون الأجْرَ من كلِّ مَجْلَبِ
لَبَرَّحَ بي شَوْقٌ على إثْرِ ظاعِنٍ
…
مُقيمٍ على حكم القِلَى والتَّجَنُّبِ
ومنها أيضا:
أسُكَّان مصرَ هل إليكم لذي هَوًى
…
ولو في مَنام العَيْن وَجْهُ تَقَرُّبِ
سَقَى جانِب الوادِي الذي عُقِدَتْ به
…
قِبابُكم صَوْب الحَيَا المتَهَدِّب
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 370.
وترجمته في خريدة القصر، قسم الشام 2: 219 - 223، ومعجم الأدباء 16: 16 - 19.
(1)
خريدة القصر 2: 219، 220.
فرَوَّض مِن مَغْناكمُ كلَّ تَلْعَةٍ
…
وطفَّح مِن بَطْحائكم كلُّ مِذنَب
(1)
وهَبَّتْ لكم ريحُ الصَّبا بتَحِيَّةٍ
…
أرَقَّ من الشِّكْوَى إليكم وأعْذب
ومنها أيضا:
خَليلَيَّ مِن عَلْيا رَبيعةَ مالنا
…
عَقَقْنا وكُنَّا مِن أبَرِّ بَنى أَبِ
رَحَلْنا وخَلَّيْنَا أعِزَّةَ أهْلِنا
…
يُراعون مَسْرَى الطَّارِق المتأوِّبِ
وصَرْعَى بأكْنافِ الخِيامِ كأنَّهم
…
سُكارَى ولم تُتْرَعْ كُؤُوسٌ بأكْؤُبِ
(2)
يئِنُّون ممَّا أثْخَنَ البَيْنُ فيهم
…
أنينَ أسيرِ السَّائرين المعَذّب
لهم بقُدومِ الرَّكْب أُنْسٌ وغِبْطةٌ
…
وإن لم يكُنْ من نَحْوِنا شَدُّ أرْكُبِ
فإن آنَسوا ذِكْرًا رَمَوْا بأكُفِّهمْ
…
إلى كلِّ قَلبٍ في لظًى مُتَقَلِّبِ
فإن عايَنوا مِنَّا كتابا تَطالَعَتْ
…
بوادِرُ دَمْعٍ بالدِّماءِ مُخَضَّبِ
قَصَدْنا لهم ضِدَّ الذي قَصَدوا له
…
لقد عاقَبَتْ آراؤُنا غيرَ مُذْنِبِ
إلى أيِّ حَيٍّ غيرهم أنا راحلٌ
…
ومِن أيّ أهلٍ بعدَهم مُتَطلَّبِي
أعاتِبُ نفسي في اصْطباِرِيَ عنْهم
…
وأذهبُ في تأنيبِها كلَّ مَذهبِ
وإمّا رأى الأقْوام مِنِّي تَجَلُّدًا
…
فما الشَّأنُ إلا في الضَّميرِ المغَيَّبِ
فكتب جوابَه إليه من "مصر" إلى "حَلَب"
(3)
:
أتاني ومَن طابَتْ به أرْض يَثْرِبِ
…
على شِدَّةِ البَلْوَى وطُول التَّرَقُّبِ
أمينٌ إذا ما اسْتُودِع السِّرَّ صانَهُ
…
وإن خان فيه كلُّ خِلٍّ مُهَذَبِ
فاكْرِمْ به من زائِرٍ مُتَعَمِّدٍ
…
وأحْسِنْ به مِن واصلٍ مُتَعَتِّبِ
سَرَرْتُ به نفسي وأقْررْتُ ناظِرِي
…
وأكْثَرْتُ إعْجابي به وتَعَجُّبِي
وقَبَّلْتُه في الحال ثم وضعْتُه
…
على كَبِدٍ حَرَّى وقلبٍ مُعَذَّبِ
(1)
المذنب: مسيل الماء، والجدول إذا لم يكن واسعا.
(2)
في الخريدة: ولم تقرع، وهو أصح.
(3)
خريدة القصر 2: 221، 222.
وقابَلْتُ ما وافَى به مِن تَحِيَّةٍ
…
بما شئتَ منِ أهلٍ وسَهْلٍ ومَرْحَبِ
وأمَّلْتُ منه أن يُسَكِّنَ لوْعَتِي
…
فهَيَّج بَلْبالِي وزاد تَلَهُّبِي
ومنها أيضا:
أأحْبابَ قلبِي والذين أودُّهمْ
…
وأشْتاقُهم في كلِّ صُبْحٍ وغَيْهَبِ
بغيرِ اخْتيارِي فاعْلَموا أو إرادَتي
…
نَزَلْتُ على حُكم القِلَى والتَّجَنُّبِ
رَحَلْتُ بقلبٍ عنكم غيرَ راحِلٍ
…
وعِشْتُ بعَيْشٍ بعدَكم غيرَ عائب
(1)
لقد فَلَّ عَزْمي غُربَتِي عن بلادكم
…
وأجْرَى دُموعَ العَيْنِ مِنِّي تَغَرُّبيِ
وما زلتُ أصْفِيكُم على القُرب والنَّوى
…
هَواكُم وأُرْضِيكم بعلم المغَيَّب
(2)
فلا تَحْسَبوا أنَّى تَسَلَّيْتُ عنكم
…
فما العُذْرُ من شأني ولا الغَدْرُ مَذْهَبي
(3)
ومنها أيضا:
سَعَيْتُ لكم سَعْيَ الكريم لأهْلِه
…
وما كلُّ ساعٍ في الأنام يمُنْجِبِ
لَعَمْرِي لقد أبْلَغْتُ نفسِيَ عُذْرَها
…
وإن كنتُ لم أظْفَرْ بغايةِ مَطْلَبِي
وصاحَبْتُ أيَّامي على السُّخْط والرِّضَى
…
بعَزْمَة مَصقول الغِرارَيْن مَقْضَبِ
ومنها أيضا:
سَقَى حَلَبًا جَوْدُ الغَوادِي وجادَها
…
وحَيَّى ثَراها بالحَيا المتَحَلِّب
بكلُّ مُلِثِّ وَدْقُه غيرُ مُقْلِعٍ
…
وكلِّ مُلِبّ بَرْقُه غيرُ خُلَّبِ
(4)
منها أيضا:
وقد كنتُ قبلَ اليومِ جَلْدًا على النَّوَى
…
فهَدَّ الأسَى رُكْنِي وضَعْضَعَ مَنْكِبيِ
فما وَجْدُ مِقْلاتِ تُذَكَّرُ بالضُّحَى
…
طَلاها ولا وَحْشِيَّةٍ أُمِّ تَوْلَبِ
(5)
(1)
في الخريدة "غير طيب"، وهو أصح.
(2)
في الخريدة "وأرضاكم بظهر المغيب".
(3)
في الخريدة "في الهجر من شأني".
(4)
اللث: دوام المطر، والملب: اللازم المقيم.
(5)
المقلات: قليلة الولد، والتولب: الجحش.
ولا ذاتِ طَوْقٍ ما تَمَلُّ هَدِيلَها
…
رَقُوبٍ إذا لم تَذْرُفِ الدَّمْعَ تَنْدُبِ
كوَجْدِي إذا ما جَنَّنِي الليلُ وانْتَفَى
…
رُقادِي وصَبْرِي واسْتَمَرَّ تكَرُّبِي
لَحَى الله دهرًا فرَّقتنا صُرُوفُه
…
فشعَّبَ مِنَّا الشَّمْلَ كلَّ مُشَعَّبِ
(1)
خُلِقتُ على رَيْب الحوادث صابِرًا
…
كأنِّي على الأيّام قُنَّةُ مَرْقَبِ
ولكنَّنِي أرْجو من الله أنَّه
…
سَيُنْعِمُ بالي منكم بالتَّقَرُّبِ
قال العماد الكتاب: ووجدتُ أيضا في "ديوان أبي علي الحسن بن أبي جَرادَة" أنَّه وصَلَتْه من والِده رقْعةٌ فيها شعرٌ، بخَطِّ أخيه، ومن جُمْلَتِه
(2)
:
أمالِكَ ناظِرِي والقلبِ حَقَّا
…
يقينا في الدُّنُوِّ وفي البِعادِ
قَنَعتُ بأن أراكَ بعَيْن سَمْعِي
…
على أنَّ اشْتياقِي في اتّقادِ
وكنتُ أُطيلُ في الشَّكْوَى اجْتهادًا
…
فلم تُغْنِ الإطالةُ باجْتهادِي
ولما لم أفُزْ ببُلوغِ قَصْدِي
…
عَدَلْتُ إلى اقْتصارٍ واقْتصادِ
فلا تَبْخَلْ عليَّ بفَضْلِ طِرْسٍ
…
عليه رَقْشُ كَفُّكَ بالمِدادِ
فلا بَرِحَتْ تَخُصُّكَ كلَّ يوم
…
تحيَّاتي وإن شَطَّتْ بلادي
أحِنُّ إلى اللقاء وأنتَ عندِي
…
مُقيمٌ في السُّوَيْدَا والسَّوادِ
فأجابه عن ذلك بقصيدة، منها
(3)
:
أطَعْتُ ولم أكُنْ طَوع القِيادِ
…
وغالَبَنِي الزَّمان على مُرادِي
وباعَدْتُ الأحِبَّة بعدَ قُرْبٍ
…
وقاربْتُ النَّوَى بعدَ البِعاد
ومنها أيضا:
فبِتُّ كأنَّنِي في عَقْدِ عَشْرٍ
…
وأفْكارِي تُطَوِّفُ في البلاد
(1)
في الخريدة "في كل مشعب".
(2)
خريدة القصر 2: 222، 223.
(3)
خريدة القصر 2: 223.
أسيرَ صبابةٍ ونَجِيَّ شكْوَى
…
وحِلْفَ كآبَةٍ وأخا سُهادِ
غَريبَ الدار أصْحَبُ غيرَ أهْلِي
…
وأُصْبِحُ ساكِنًا بسِوَى بلادِي
وما اسْتأخَرْتُ سُلْوانًا ولكن
…
عَدَتْنِي عن زيارَتِك العَوادِي
* * *
3176 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن عمر بن صالح الزبيري الحبال
*
فقيه، من أهل "حلب".
من كتبه: "نتيجة الأفكار نظم تنوير الأبصار" في فقه الحنفية.
توفي سنة 1300 هـ.
* * *
3177 - الشيخ الفاضل القاري المقرئ عبد القادر بن عين الدين الكُمِلائي
* *
ولد في قرية "بُوسُوا" من مضافات "حاجي غنج" من أعمال "كُمِلا" من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم على القارئ محمد إسماعيل، ثم التحق بدار العلوم برورا، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم التحق مدرّسا بهذه المدرسة، يعلّم الطلبة القرآن الكريم بالتجويد.
توفي في شهر ربيع الأول سنة 1381 هـ.
* راجع: الأعلام للزركلي 4: 42.
* * راجع: مشايخ كملا 1: 47، 48.
بايع في الطريقة على يد شيخ القرّاء الشيخ إبراهيم الأجانوي، ثم سافر للحجّ سنة 1380 هـ، فحجّ بيت الله الحرام، وزار "المدينة المنوّرة".
* * *
3178 - الشيخ العالم الفقيه عبد القادر بن فضل الله بن محمد علي بن عبد القادر، البكري، الحيدر آبادي، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد لتسع خلون من ربيع الثاني سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف ببلدة "حيدر آباد"، واشتغل أياما على والده، ثم قرأ على مولانا محمد زمان الشاهجهانبُوري، والشيخ نياز محمد البدخشي، والشيخ محمد حسن علي الحيدر آبادي، والشيخ فضل رسول العثماني البدايوني، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، وأسند الحديث عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوى المهاجر، وولي خدمات جليلة بـ "حيدر آباد"، فاستقلّ بها مدّة، ثم اعتزل عنها.
وله مصنّفات كثيرة، منها:"تبليغ الأحكام في آداب الطعام"، و"سوط الرحمن على ظهر الشيطان"، و"تحفة العاشقين"، و"التذكرة القادرية"، و"نور الهدى"، و"بدر الدجى"، و"شمس الضحى"، و"نور الإيمان"، و"كوهر مقصود"، وغير ذلك.
توفي لليلتين خلتا من ذي الحجّة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 8: 295.
3179 - الشيخ العالم الفقيه عبد القادر بن فضل رسول العثماني، الماتريدي البدايوني، أحد العلماء المشهورين في بلاد "الهند
" *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد ببلدة "بدايون" سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف، ونشأ بها.
وقرأ العلم على مولانا نور أحمد البدايوني، والعلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادى، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، وأسند الحديث عن الشيخ جمال عمر المكّي، ثم رجع إلى "الهند".
وكان فقيها، أصوليا، جدليا، ذا عناية تامّة بالبحث والمناظرة.
وكان على قدم والده في إثبات نذور الأولياء، وأعراس المشايخ، والستور على القبور، وإيقاد السرج عليها، وإثبات عمل المولد بالهيئة المروّجة، والقيام عند ذكر الولادة والمبادرة إلى تكفير المسلمين، وتبديعهم، وتفسيقهم، أعاذنا الله من ذلك.
وله مصنّفات، منها:"سيف الإسلام المسلول على المناع لعمل المولد والقيام"، و"أحسن الكلام في تحقيق عقائد الإسلام"، و"حقيقة الشفاعة على أهل السنّة والجماعة"، و"شفاعة السائل بتحقيق المسائل".
مات سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف ببلدة "بدايون".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 8: 294.
باب من اسمه عبد القادر بن محمد
3180 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن بَقاء بن عَرْفَجَة، أبو محمد، الفقيه، من أهل باب "البصرة
" *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: سكَن الجانبَ الشرْقيِّ بـ "المدرسة التُّتَشِيَّة"
(1)
.
وقرأ المذهب والخلاف، وناظَر، وأفْتَى، وأعاد بالمدرسة المذكورة.
وكان قد سمع كثيرًا بإفادة والِدِه في صِباهُ.
وكان فاضلا، حسن الطريقة، مُتديِّنًا.
ذكره ابنُ النَّجَّار، وقال: سألتُه عن مَوْلِده، قال: سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
وتُوُفّي يوم السبت، الحادى عشر من شهر رجب، سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 364، 365.
وترجمته في التكملة لوفيات النقلة 4: 229، 230، والجواهر المضية برقم 845.
(1)
المدرسة التتشية: إحدى مدارس الحنفية ببغداد الشرقية، تنسب إلي خمارتكين مملوك السلطان تتش بن ألب أرسلان، وكان وفاته سنة ثمان وخمسمائة، وتقع المدرسة بمشرعة درب دينار على دجلة، قبالة جامع الآصفية الحالي، تاريخ علماء المستنصرية 1:189.
قال ابن النَّجَّار: كتبتُ عنه حديثًا واحدًا، ثم ساق بسَنَده، عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنهما: "لا يَزَال هذا الأمرُ في قُرَيْشٍ، ما بَقِىَ من
(1)
الناس اثْنان"
(2)
.
* * *
3181 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن محمد بن أبي الكَرَم عبد الرحمن بن عَلَوِيّ بن المعَلَّى بن عَلَوِيّ بن جعفر بن الحسن بن أبي الفضل السِّنْجارِيّ، تاج الدين، العُقَيْلِيّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال ابنُ حَبيب: حاكمٌ علتْ مَراتبُه، وجَلَّتْ أوْصافُه ومَناقبُه، وحسُنتْ طرائقُه ومَذاهبُه، وطلَعتٍ في آفاق الفضل كَواكِبُه.
كان عالما فاضلا، مُحْسِنا عاملا، جميل الهَيْئَة والسِّيرة، مُتطلِّعًا رَقَى الدَّرجاتِ الأثيرة، وَلِيَ الحُكْمَ بـ "حلب" نحو عامٍ ونصْفِه ثم انْصرف مشكورًا في قَبْضِه وصَرْفِه، وكانتْ وفاتُه عن ثلاث وسبعين. انتهى.
وقال غيرُ ابنِ حَبيب: أخذَ عن
(3)
الحَصِيريّ، وتفقَّه عليه، وسمِع من ابن الصَّلاح، وابن الزَّبِيدِيّ.
(1)
في الجواهر "في".
(2)
أخرجه البخاري في باب الأمراء من قريش، من كتاب الأحكام، صحيح البخاري 9: 78، والإمام أحمد، في المسند 2:128.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 365. وترجمته في الجواهر المضية برقم 846.
(3)
في الجواهر "عنه" خطأ، فإن محمود بن أحمد بن عبد السيد الحصيري توفي سنة ستّ وثلاثين وستمائة.
وتولَّى قَضاءَ "حلَب" لطائفة الحنفية، ونظرَ الأوْقاف، و"المدرسة العَصْرونِيَّة". وحدَّث مَوْلِدُه في رجب، سنة ثلاث وعشرين وستِّمائة.
ومات في ثامن عِشْري شَعْبان، سنة سِتِّ وسبعين
(1)
وستِّمائة.
ويأتي ذكرُ والِده، إن شاء الله تعالى.
* * *
3182 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن محمد بن محمد بن نصر الله بن سالم بن أبي الوَفاء، أبو محمد، مُحْيى الدين القُرَشِيّ، صاحب "الجواهر المضية
" *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِدَ في شعبان، سنة سِتِّ وتسعين وستِّمائة.
وعُنِيَ بالفقه حتى مَهَرَ، ودَرَّس، وأفْتَى، وأجازَ له الدِّمْياطِيُّ، وغيرُه، وسمِع بـ "مكة" من الرَّضِيّ الطَّبَرِيِّ، وسمع أبى الحسن ابن الصَّوَّاف، وحسن
(1)
في الجواهر "وتسعين"، ولعله الصواب.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 361.
وترجمته في إنباء الغمر 1: 66، وإيضاح المكنون 1: 469، 470، 2: 505، وتاج التراجم 37، 38، وحسن المحاضرة 1: 471، والدرر الكامنة 6: 3، وذيول طبقات الحفاظ (لحظ الألحاظ لابن فهد)، 157، 158، وشذرات الذهب 6: 238، طبقات الفقهاء لطاش كبري زاده، صفحة 128، والفوائد البهية 99، 100، وكتائب أعلام الأخيار برقم 598، وكشف الظنون 1: 244، 616، 750، 2: 1097، 1629، 1630، 1632، 1837، 2034، وهدية العارفين 1: 596، 597.
بن عمر الكُرْدِيّ، والرَّشيد ابن المعلِّم، والشريف عليّ بن عبد العظيم الزَّيْنَبِيّ، وعبد الله بن علي الصِّنْهاجِيّ، وجَمْعٍ كَثِيرٍ. وعُنِيَ بالطَّلب، وكَتب الكثيرَ.
قال ابنُ حَجَرٍ فِى "الدُّرر": ولم يكُن بالماهر، وجمَع "طبقات الحنفية"، وخرَّج أحاديث "الهداية"، وغيرَ ذلك، وخطُّه حُسْنٌ جِدًّا.
مات في شهر ربيع الأول، سنة خمس وسبعين وسبعمائة.
قال: سمع منه الكبار، وحدثَّ عنه الحافظُ أبو الفضل، ومَن بَعْدَه. انتهى.
وقال في "إنباء الغُمر": سمع وهو كبير، وأقْدَم سماعٍ له على ابن الصَّوَّاف، سمِع منه مَسْموعَه من "النسائي"، ومن الرشيد ابن المعَلِّم "ثُلاثيات البُخاري"، ومن حسَن الكَرْدِيّ "الموَطَّأ"، ومن عبد الله بن علي الصَّنْهاجِيّ، وزينب بنت أحمد بن شُكْر، وغيرهم، ولازَم الاشْتغال، فبَرع في الفقه، ودرَّس، وأفاد، وصنَّف شرحَ "الهداية"، سَمّاه "العناية"، وشرَح "معاني الآثار" للطَّحاوي، وعمِل "الوفيات"، من سنةِ مَوْلِدِه إلى سنة ستين، وصنَّف "البُسْتان في فَضائل النُّعْمان"، و"الجواهر المضية في طبقات الحنفية"، وغيرَ ذلك. ومات بعد أن تغَيَّر، وأضَرَّ.
قال ابنُ طُولُون: وليس "العناية" شَرْحا على "الهداية"، وإنما هو تخْريج أحاديثها، يعني الكتاب المتقدِّم.
قلتُ: وله أيضا "الدُّرَر المنِيفة، في الرَّدِّ على ابن أبي شَيْبَة عن الإمام أبي حنيفة"، وكتاب "تَرْتيب تَهْذيب الأسْماء واللُّغات"، و"مُختصَرٌ في علوم الحديث"، وقِطْعةٌ من "شرح الخُلاصة" في مُجلَّدين، وتفْسيرات، ومسائلُ مَجْموعةٌ في الفقه. والله تعالى أعلم.
قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية": قال السيوطى في "حسن المحاضرة": عبد القادر بن محمد بن محمد بن نصر الله بن سلام محي الدين أبو
محمد القرشي، درّس، وأفتى، وصنّف "شرح معاني الآثار"، و"طبقات الحنفية"، و"شرح الخلاصة"، و"تخريج أحاديث الهداية"، وغير ذلك. ولد سنة ستّ وسبعين وستمائة، ومات سنة خمس وسبعين وسبعمائة في ربيع الأول. انتهى. وفي "المجمع المؤسّس للمعجم المفهرس" للحافظ أحمد بن علي، الشهير بابن حجر العسقلاني: عبد القادر بن محمد ابن محمد بن نصر الله بن سالم محي الدين القرشي، ولد سنة 696 هـ، ولازم الاشتغال، و"شرح الهداية"، وخرّج أحاديثها، وصنّف مناقب أبي حنيفة، وطبقات الحنفية، ومات في ربيع الأول سنة 765 هـ بعد أن تغيّر وأضرّ. انتهى. وفي "طبقات القارئ" قد وقع في كتاب "الهداية" أوهام كثيرة، قد نقلها العلامة الفهّامة الشيخ عبد القادر القرشي الحنفي في كتابه المسمّى بـ "العناية في تخريج أحاديث الهداية"، وله "كتاب تهذيب الأسماء" الواقعة في "الهداية"، و"الخلاصة"، وله "كتاب في مناقب النعمان"، و"الطرق والوسائل في تخريج أحاديث خلاصة الدلائل"، وكتاب في المؤلّفة قلوبهم، و"شرح خلاصة الدلائل"، و"الاعتماد في شرح الاعتقاد"، وهو شرح "عمدة النسفي"، و"كتاب أوهام الهداية"، و"الجواهر المضية". انتهى.
* * *
3183 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن محمد القادِرِيّ المعروف بابن الدَّهَّانة
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِد سنة أربع وأربعين.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 367.
وترجمته في الضوء اللامع 4: 298.
وحفِظ القرآن الكريم، و"الكنْزَ"، و"المنار"، ولازَمْ الأمين الأقْصُرائي، والقاضي سعدَ الدين ابن الدَّيْرِيّ، والتَّقِيَّ الشُّمُنِّيَ، وغيرَهم، في الفقه وأصوله والعربية وغيرهما، وتمَيَّزَ في الفضيلة.
وحَجَّ في سنة ثمانين، وناب في القضاء عن المحِبِّ ابن الشِّحْنة، واسْتقَرَّ في مَشْيخَة المؤَيَّدِيَّة، وتصدَّر للتَّدْريس بـ "الجامع الأزْهر"، وصار من أعْيان المفْتين، ورُبمَّا ذُكِر لقضاء الحنفية بـ "الدِّيار المِصْريَّة".
ذكره السَّخاوِيُّ.
* * *
3184 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن محي الدين، الصديقي، الإربلي
*
متصرّف، من أهل "إربل"، وفاته بـ "أورفة" سنة 1315 هـ. له كتب، منها:"تفريج الخاطر" في مناقب الشيخ عبد القادر الجيلاني، منه مخطوطة في الرباط (18 ك)، و"محبة الذاكرين ورد المفكرين".
* * *
3185 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن مصطفى بن عبد القادر البيساري الرافعي
* *
فقيه حنفي، من علماء الأزهر،
* راجع: الأعلام للزركلي 4: 46.
* * راجع: الأعلام للزركلي 4: 46.
وترجمته في تراجم علماء طرابلس 88 و 259، والمكتبة الأزهرية 2:115.
ولد في "طرابلس الشام"، وتعلّم بـ "الأزهر".
وعلت شهرتُه في فقه الحنفية، حتى كان يلقّب بأبي حنيفة الصغير.
وترأس المجلس العلمي في المحكمة الشرعية بـ "القاهرة".
وولي إفتاء "الديار المصرية" قبل وفاته بثلاثة أيام.
وتوفي بـ "القاهرة".
من كتبه: "تقرير على الدر المختار" فقه، و"تقرير على الأشباه والنظائر" أصول، و"جدول الأغلاط الواقعة في كتاب قرّة عيون الأخيار تكملة رد المحتار على الدر المختار". وقد جمع ابنه محمد رشيد الرافعي سيرته، وما قيل فيه، في كتاب "ترجمة حياة الشيخ عبد القادر الرافعي".
* * *
3186 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن ملوك شاه البدايوني
*
أحد العلماء المبرّزين في التاريخ، والإنشاء، والشعر، وكثير من الفنون الحكمية.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد سنة سبع وأربعين وتسعمائة ببلدة "بساور"، بفتح الموحّدة والسين المهملة، في عهد شير شاه العادل.
وقرأ القرآن على السيّد محمد المكّي بمدينة "سنبهل"، وقرأ المختصرات وبعض العلوم العربية على جدّه لأمه بمخدوم أشرف البساوري، وقرأ في ذلك الزمان "قصيدة البردة"، ودروسا من "كنز الدقائق" في الفقه على الشيخ حاتم السنبهلي تبرّكا، ثم دخل "آكره"، وأخذ العلم بعضه عن المفتي أبي الفتح بن
* راجع: نزهة الخواطر 5: 258 - 261.
عبد الغفور التهانيسري، وأكثره عن الشيخ مبارك بن خضر الناكوري، وقرأ بعض كتب على القاضي أبي المعالي الحنفي، وقرأ "بست باب" في الاصطرلاب على مير تقى ابن فارغي الشيرازي، وأخذ الشعر والألغاز، والنجوم، والحساب، والموسيقي، والشطرنج، الصغير، والكبير، وضرب البين (نوع من العود)، وكثيرا من الفنون.
وصحب أبا الفيض، وأبا الفضل ابني الشيخ مبارك ابن خضر المذكور أربعين سنة، وصحب نظام الدين بن محمد مقيم الهروي، وغياث الدين بن عبد اللطيف القزوبني، وكمال الدين حسين بن حسن الشيرازي، وخلقا آخرين من العلماء.
ولازم الأمير حسين خان أحد ولاة "أوده" مدّة طويلة، وكان الأمير يحسن إليه، ويمنحه الصلات، والجوائز، ثم تركه سنة إحدى وثمانين، وتسعمائة، ودخل "آكره"، فشفع له جلال خان القورجي، وعيّن الملك الشيرازي إلى أكبر شاه بن همايون السلطان، فقرّبه إليه، وخاطبه، وأدخله في صفّ العلماء، ففاق الأقران في زمان يسير في القرب والمنزلة، واتّخذه السلطان إماما لصلواته، وأعطاه ألف فدّادين من الأرض الخراجية، وأمره بنقل الكتب الهندية إلى اللغة الفارسية، فألَّفَ كتبا عديدة:
1 -
فأول ما أمره به نقل "اتهرين ويد"، رابع الكتب المقدّسة في زعم الهنادك، وهو في لغة سنسكرت، يزعمون أن بعض أحكامه موافق للشريعة الإسلامية، فكان البدايوني يكتبه في الفارسية بعد ما يفهمه الشيخ بهاون الدكني، الذي كان من أحبار الهنادك، ثم أسلم، ولكنه لما كان ذلك الكتاب في غاية الدقّة، والغموض كان الشيخ بهاون يعجز عن إفهامه، فرفع البدايوني تلك القصّة إلى السلطان، فأمر أبا الفيض بن المبارك الناكوري، بنقله إلى الفارسية، ثم أمر الحاج إبراهيم السرهندي لذلك، حتى تم الكتاب، ولكنه بقيتْ خبايا في الزوايا.
2 -
ثم أمره بنقل "مها بهارت"، أحد الكتب التاريخية، للهنادك، وهو في زعمهم كتاب مقدّس، مشتمل على أنواع القصص، والمواعظ، والمصالح، والأخلاق، والآداب، وتدبير المعاش، وفيه بيان المذاهب وطريق العبادة وغيرها من الأمور النظرية والعملية، أسّست تلك المباحث على حرب عظيمة، دارت بين "كوران" و"بندوان" طائفتين من ملوك "الهند"، و"مها بهارت"مركّب من لفظين في لغتهم:"مها" عبارة عن العظيم، و "بهارت" عبارة عن الحرب، فجمع أكبر شاه السلطان طائفة من أحبار الهنادك، وأمرهم بتعبيرها في اللغة المروّجة، ليعبرها البدايوني مشاركا لغياث الدين القزويني في الفارسية، فلمّا تم ذلك الكتاب سماه السلطان، "رزمنامه".
3 -
ثم أمره بنقل "رامائن"، أحد الكتب السابقة على "مها بهارت"، وفيه خمسة آلاف وعشرون أشلوكا، وكل أشلوك منها يشتمل على خمسة وستين حرفا، فنقله إلى الفارسية فى أربعة أعوام، وفرغ من تصنيفه سنة سبع وتسعين وتسعمائة.
4 -
ثم أمره أن ينتخب "الجامع الرشيدي"، وهو كتاب مفيد في تراجم الخلفاء العبّاسية في "بغداد"، وبقيتهم في "مصر" والخلفاء الأموية إلى رسول الله صلى الله وسلم، ومنه إلى آدم عليه السلام بالبسط والتفصيل، فلخّصه، ونقله من العربية إلى الفارسية.
5 -
ثم أمره أن يكمل "بحر الأسماء"، الذي صنّف بأمر السلطان زين العابدين الكشميري، وهو كتاب مؤلّف في القصص الهندية، وقد بقي طرف من القصص المفيدة، فألفه البدايوني في ستين كراسة، وجعله المجلّد الثاني من ذلك الكتاب، وقد فرغ من تصنيفه في خمسة أشهر.
6 -
ثم أمره أن يلخّص "تاريخ كشمير"، الذي ألّفه مولانا شاه محمد الشاه آبادي، فانتخبه في شهرين بعبارة رائقة.
7 -
ثم أمره بترجمة "معجم البلدان" من العربية إلى الفارسية، فقسّم أجزاءه على اثني عشر رجلا من أهل العلم، فناول البدايوني منها عشرة أجزاء، فكتبها بالفارسية في شهر واحد.
8 -
ومن تلك المصنّفات: "التاريخ الألفي"، أمر السلطان بتصنيفه خاصّة، واصطفى منهم سبعة رجال، منهم: عبد القادر البدايوني، ليكتب كلّ واحد في أسبوع أخبار سنة، فامتثلوا أمره، حتى حرّرت من ذلك أخبار خمس وثلاثين سنة.
9 -
ومن مصنّفات البدايوني: "الأربعون" في فضل الجهاد في سبيل الله.
10 -
ومنها: "نجاة الرشيد في الكبائر والصغائر من المعاصي وآفات النفوس"، صنفه سنة تسع وتسعين وتسعمائة.
11 -
ومنها: "منتخب التواريخ"، وهو أحسن مؤلّفاته، رتّبه على ثلاثة مجلّدات: الأول: في تراجم ملوك "الهند" من سبكتغين إلى همايون، وهو ما بين الإيجاز والإطناب.
والثاني: في أخبار أكبر شاه السلطان من بدء جلوسه على سرير الملك إلى سنة أربعين.
والثالث: في ذكر من عاصره من المشايخ والعلماء والأطبّاء والشعراء، فرغ من تصنيفه يوم الجمعة الثالث والعشرين من جمادى الآخرة، سنة أربع بعد الألف، وكتابه هذا مما لا نظير له في صحة الرواية، نقد فيها أخلاق الناس بعين البصيرة، فنقد الغشّ من الخالص، وذكر المناقب والمعايب، وما قصر في انتقاد الرجال، حتى أنه لم يبال بصاحبه أكبر شاه، وكشف القناع عن حسنه وقبحه وخيره وشره وصوابه وخطائه وعدله وظلمه، كأنه متحنط، لا يبالي بموته.
توفي في سنة أربع بعد الألف، وله سبع وخمسون سنة، كما في "دربار أكبري".
* * *
3187 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن موسى بن عبد الله ابن يحيى بن محمد الكيلاني الحسني (محي الدين)
*
صوفي تنسب إليه الطريقة القادرية.
ولد بـ "كيلان" في ربيع الثاني، ودخل "بغداد"، فسمع الحديث وتفقّه.
وتوفي بها في 8 ربيع الآخر، ودفن بمدرسة بباب الأزج.
* ترجمته في فهرس المؤلفين بالظاهرية، مناقب عبد القادر الجيلاني 52/ 1 - 59/ 2، عام 4656، نبذة من مناقب عبد القادر الجيلاني 105/ 1 - 110/ 2، عام 1367، ظاهرية، مناقب عبد القادر الجيلاني 74 تاريخ، ظاهرية، بهجة الأسرار ومعدن الأنوار، عام 3972، ظاهرية، وذيل طبقات الحنابلة 217 - 219، وكنوز الأولياء 34، 35، ومناقب الشيخ عبد القادر الجيلاني، والبداية 12: 252، ومرآة الجنان 3: 347 - 366، والكواكب الدرية في المناقب القادرية، وجامع الكرامات 79، وكشف الظنون 662، 879، 1240، 1738، 2053، وهدية العارفين 1: 596، وتاريخ السليمانية 611، وبهجة الأسرار ومعدن الأنوار في بعض مناقب عبد القادر الجيلاني، وقلائد الجواهر في مناقب عبد القادر الجيلاني، ونزهة الخاطر الفاتر في ترجمة سيدي الشريف عبد القادر، وإيضاح المكنون 1: 257، 376، 2: 163، 260.
من مصنفاته: "جلاء الخاطر في الباطن والظاهر"، و"الفتح الرباني"، و"الفيض الرحماني"، و"الغنية الطالبي طريق الحق"، و"سر الأسرار"، و"مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار"، و"آداب السلوك"، و"التوصل إلى منازل الملوك".
* * *
3188 - الشيخ الفاضل مولانا القاضي عبد القادر بن القاضي نور الدين بن القاضي غلام محمود السرغودوي
*
جاء آبائه من "الحجاز المقدّس" إلى "خراسان"، ثم انتقل منها إلى "السند"
(1)
، ثم جاء الشيخ عبد الرحمن من أسرته القديمة منها إلى "بنجاب"، وأقام فيها.
ولد القاضي غلام محمود في رمضان المبارك سنة 1334 هـ في موضع "جهاوريان" من أعمال "سَرْغُوْدا".
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 354 - 362.
(1)
"السند" بكسر السين المهملة، وسكون النون، آخرها دال مهملة: بلاد بين "الهند"، و"كرمان" و"سجستان"، وهو أول بلاد، وطئها المسلمون، وملكوها، والعرب كانوا يسمّونه إقليم الذهب، وهو إقليم حار، وفيه مواضع معتدلة الهواء، والبحر يمتدّ مع أكثره، وبه أنهار عديدة، وفيه نخيل ونارجيل، وموز، وبعض العقاقير النافعة، وفي بعض المواضع منه الليمون الحامض، والأنبج، في بعضها الأرز الحسن، وفيه البختي، وهو نوع من الإبل، له سنامان، مليح، وأشهر أنهاره "نهر السند"، ويسمونه "مهران"، وفيه تفيض الأنهار الخمسة المشهورة ببلاد "بنجاب"، و"نهر كابل" فيصب في البحر عند "ديبل".
تلقّى مبادئ العلم من أبيه، ثم التحق بالمولوي قائم الدين، وقرأ العلوم العصرية إلى الصف الثامن في إسكول، وفي ذلك الحين قرأ النحو والصرف والأدب والفقه والتفسير في المدرسة العزيزية بهيره من أعمال "سَرْغُودَا"، ثم سافر للدراسة العليا إلى "دهلي"، والتحق بالمدرسة الأمينية، وقرأ على المفتي الأعظم كفاية الله الدهلوي، ومولانا خدا بخش، رحمهما الله تعالى.
وبعد الفراغ التحق بالدعوة والتبليغ، وسافر ثلاثين مرّة إلى المملكة العربية السعودية للحجّ والزيارة.
توفي سادس شعبان المعظّم سنة 1406 هـ، وصلّى المفتي ولي حسن على جنازته، بـ "رائيوند"، ودفن بمقبرة "جهاوريان".
* * *
3189 - الشيخ الإمام العالم الكبير العارف عبد القادر بن ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي، أحد العلماء المبرّزين في المعارف الإلهية
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: اتفق الناس على ولايته وجلالته.
وتوفي والده في صغر سنّه، فقرأ العلم على صنوه الكبير عبد العزيز بن ولي الله.
وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد العدل الدهلوي، وجمع العلم والعمل والزهد والتواضع وحسن السلوك، ووضع الله سبحانه له المحبّة في قلوب عباده،
* راجع: نزهة الخواطر 7: 326 - 328.
لما اجتمع فيه من خصال الخير، فصار مرجوعا إليه في بلدته ومرجوعا إليه بعلم الرواية والدراية وتهذيب النفوس والدلالة على معالم الرشد وطرائق الحق.
وكان يدرّس، ويفيد، ويسكن بالمسجد الأكبر آبادي في "دهلي"، قرأ عليه الشيخ عبد الحي بن هبة الله البرهانوي، والشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، والشيخ فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، ومرزا حسن علي الشافعي اللكنوي، والشيخ إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي المدفون بـ "مكة المباركة"، والسيّد محبوب علي الجعفري، والسيّد إسحاق بن عرفان البريلوي، وخلق كثير من العلماء.
ومن أعظم ما منّ الله سبحانه عليه أنه وفّقه لترجمة القرآن الكريم وتفسيره في لغة أهل "الهند"، قد اعتنى بها العلماء، واتفقوا على أنه معجزة من معجزات النبي، صلى الله عليه وسلم.
قال السيّد الوالد في "مهر جهانتاب": إن الشيخ عبد القادر رأى في المنام قبل أن يوفّق لها أن القرآن نزل عليه، فحكاه لصنوه عبد العزيز، فقال له صنوه المذكور: إن الرؤيا حق، ولكن الوحي قد انقطع من زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وتأويله: أن الله سبحانه يوفّقك من خدمة القرآن بما لم تسبق إليه، فحصلت له تلك المبشرة على صورة "موضح القرآن".
ومن خصائصه: أنه اختار لغة بحذاء لغة قاربت بما حازت في العموم والخصوص والإطلاق والتقييد، حتى إنها لا تتجاوز عنها في موارد الاستعمال، وظك موهبة إلهية وكرامة ربانية، يختصّ بها من يشاء.
قال الحسني: إني سمعت ورويت "موضح القرآن" عن جدتي لأمي السيّدة حميراء بنت علم الهدى الحسني النصير آبادي عن بنت الشيخ عبد القادر عن أبيها المصنّف، رحمه الله.
وكانت وفاته يوم الأربعاء لتسع عشرة خلون من رجب سنة ثلاثين ومائتين وألف بـ "دهلي"، فدفن عند والده، وكان الشيخ عبد العزيز ورفيع الدين لا يزالان بقيد الحياة، فكان يوم موته من أنحس الأيام عليهما، وكانا يقولان عند دفنه: إنا لا ندفن الإنسان، بل ندفن العلم والعرفان.
ومن عجائب الدهر: أنه كان للشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي أربعة أبناء من بطن إرادة بنت السيّد ثناء الله: أكبرهم عبد العزيز، ثم رفيع الدين، ثم عبد القادر، وأصغرهم عبد الغني، والد الشيخ إسماعيل الشهيد، فمات أصغرهم عبد الغني أولا، ثم عبد القادر، ثم رفيع الدين، ثم أكبرهم عبد العزيز، وكانوا كلّهم من أجلّاء العصر علما وعملا، وإفادة وإفاضة، إلا الشيخ عبد الغني، فإنه توفي في عنفوان شبابه، فوفّق الله سبحانه ولده إسماعيل المذكور أن يتدارك ما فات والده.
* * *
3190 - الشيخ الفاضل عبد القادر بن يوسف النقيب الحلبي
*
ويقال له: نقيب زاده.
فقيه حنفي. ولد، ونشأ بـ "حلب".
وسكن "المدينة" سنة 1060 هـ، وتوفي فيها سنة 1107 هـ.
له كتب، منها:"لسان الحكام" فقه، و"معرفة الرمي بالسهام"، و"شرح شواهد الرضيّ على الكافية".
* * *
* راجع: الأعلام للزركلي 4: 48.
وترجمته في سلك الدرر 3: 61، وهدية العارفين 1:603.
باب من اسمه عبد القادر ققط
3191 - الشيخ الفاضل عبد القادر مفتي "الديار الرُّومِيَّة، الشهير بقادِرِي أفندي
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان، رحمه الله تعالى، إماما عَلامة، جامعا مُفْرَدًا، له باعٌ طويلٌ في كلِّ علم، ومعرفة تامَّةٌ في كلِّ فَنٍّ.
نشأ بـ "الديار الرُّومِيَّة"، وأخذ عن علمائها، وأخذوا عنه، وتنقَّل في المناصب السَّنِيَّة، وصار مشارًا إليه في الممَالك الإسلامية، ووَلِيَ الإفتاءَ بدار السَّلْطنةِ السَّنِيَّة "قُسْطَنْطِينِيَّة المحْمِة"، ونال العِزَّ الوافرَ، والجاهَ العريضَ.
ذكره العلامة بدر الدين الغَزَّيُّ في "رحلته"، فقال: المقرُّ الكريم العالي، جامع أشْتات المعالي، حسَنةُ الأيام واللَّيالي، علامةُ الزمان، ووَحيدُ الأقْران، والمشار إليه بالبَنان في البَيان، زَيْن الأكابر والأماثل، ورأس الأعيان والأفاضل، ومَقْصِدُ الملْتَمِس والسائل، ومَحَطُّ رَحْلِ أمَل الآمِل، ذو السِّيرة الحسنة المشْكورة، قادِرِي جلبي قاضي العساكر الأناطولِيَّة المنصورة، أدام الله تعالى بَهْجةَ الدُّنيا ببَهْجة سُلْطانِه، ووالَى تَمْهيدَ رُبوعِه وتَشْيِيد أرْكانِه، وضاعَف السَّعْدَ في أمْرِه وشانِه.
قال: وقد اعْتَنَى بأمْرِي غايةَ العِناية، وحصَّل لي كلَّ تَعْظيم ورعاية، وقرَّرني في تَدْريس، حسنٍ جليل نَفيسٍ، ابْتداءً منه من غير سُؤال، ولا طَلَبٍ
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 368.
وترجمته في الشقائق النعمانية 2: 42، 43.
ولا الْتماسٍ بحال، هذا مع نُدْرة اجْتماعِي عليه، وعَدَمِ مُلازَمَتِي له، وقِلَّة تردُّدِي إليه. انتهى.
وذكره صاحبُ "الشقائق"، فقال ما مُلَخَّصُه: إنَّه أخذ من علماء عصرِه، كالموْلَى الحُمَيْدِيِّ، والمولى رُكْن الدين الشهير بزَيْرَك زاده، وصار مُعيدًا له، ثم صار مُدرِّسًا بمدارس عَديدةً، ثم صار قاضيا بمدينة "بَرُوسة"، ثم بـ "قُسْطَنْطِينِيَّة"، ثم صار قاضيا بالعسكر المنصور، بولاية "أناطولِي"، واسْتَمَرَّ مُدَّةً مَديدةً، ثم حصَل في عَقْلِه بعضُ الخَلَل، ففُرّغ عن المناصب باخْتياره، أو عُزِل منه بغير اخْتيار، ثم توجَّه إلى مدينة "بَرَوسة"، وجعلها دارَ إقامته، وبَنَى بها مسجدا ومدرسة، ومات سنة تسع
(1)
وخمسين وتسعمائة.
وكان حسَنَ الأخلاق، حَليمَ النَّفْس، يلْتَذُّ بالعَفْو عن الزَّلَّة، كما يلْتَذُّ الأحْمَقُ بالعقاب عليها.
وله تعْليقاتٌ وحَواشٍ ورسائل، ضاعتْ جميعها، ولم يظهَر منها شيء؛ لما ذكرناه من اخْتلالِ عقلِه، رحمه الله تعالى.
* * *
3192 - الشيخ الفاضل القاضي عبد القادر، رحمه الله تعالى
*
ممن أجازه في السلوك الشاه عبد القادر الرائبوري، رحمه الله تعالى.
توفي يوم الأربعاء، سابع شعبان المعظَّم، سنة 1406 هـ.
كان منسلكا بالدعوة والتبليغ، فكان عمل الدعوى شعاره، ودثاره، يصبح عليه، ويمسى، ويعيش على زاده وغذائه، لم يكن له أيّ
(1)
في الشقائق "خمس".
* راجع: مقالات يوسفي 1: 310.
اهتمام بشيء آخر، لأنه كان يرى أن الدعوة إلى الله تعالى وظيفته الأصلية، التي أكرمه الله بها.
* * *
3193 - العالم العامل والفاضل الكامل المولى عبد القادر
*
كان أصله من قصبة "أسبارته" من ولاية "حميد".
قرأ على علماء عصره، حتى وصل إلى خدمة المولى العالم الفاضل المولى علي الطوسي، روي أنه كان شريكا مع المولى الفاضل الخيالي، ثم تولى بعض المناصب، حتى صار معلّما للسلطان محمد خان، وتقرّب عنده، حتى حسد عليه الوزير محمود باشا، وفي بعض الأيام استدعاه السلطان محمد خان ليصاحبه، وكان في مزاجه فتور، فتعلل بذلك، وقال له بعض أصحابه: إن في الحديقة الفلانية جمعا كثيرا من الظرفاء، ونلتمس منك أن تذهب إليهم، حتى يتفرّج خاطرك يتخفف مزاجك، ومال المولى المزبور إلى قوله، فذهب معه إلى تلك الحديقة.
يروى أن ذلك الترغيب من ذلك البعض في الذهاب إلى ذلك المجلس، كان بمباشرة الوزير محمود باشا، فقال الوزير المزبور للسلطان محمد خان: إنه تعلّل في صحبتك، وذهب مع الظرفاء إلى الحديقة الفلانية، فتفحص عنه السلطان، فتحقّق عنده ما قال الوزير، فعزله في ذلك اليوم، وأبعده عن حضرته، وذهب إلى وطنه، فلم يلبث إلا قليلا، حتى مرض، ومات من ذلك المرض في وطنه.
روي أنه كان ذاهبا مع السلطان محمد خان إلى محاربة بعض ملوك العجم، ولعله الأمير حسن الطويل، ولما اجتاز بـ "قونية" استقبله علماؤها،
* راجع: الشقائق النعمانيه ص 110.
فقال السلطان محمد خان للمولى المذكور، وكان راكبا معه: قد أضناك السفر، انظر إلى هؤلاء العلماء، وقوة مزاجهم، فأنشد المولى المذكور عند ذلك بيتا بالفارسية:
اسب تازي اكر ضعيف بود
…
همجنان از طويلة خر به.
* * *
3194 - العالم الفاضل المولى عبد القادر، الشهير بمناد عبدي
*
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: قرأ على علماء عصره، حتى وصل إلى خدمة المولى الفاضل حسام جلبي، ثم صار مدرّسا بمدرسة المولى الفاضل خسرو بمدينة "بروسه".
ثم صار مدرّسا بالمدرسة الفرهادية فيها، ثم صار مدرّسا بمدرسة قراحصار.
ثم صار مدرّسا بمدرسة مناستر بـ "بروسه"، ثم صار مدرّسا بسلطانية "بروسه"، ثم صار مدرّسا بسلطانية "مغنيسا".
ثم صار مدرّسا بمدرسة السلطان مراد خان بمدينة "بروسه"، ثم صار قاضيا بـ "مكّة المشرفة"، ثم صار قاضيا بـ "مصر" المحروسة.
وتوفي وهو قاض بها في سنة أربع وخمسين وتسعمائة.
كان رحمه الله عالما فاضلا، وقورا صبورا، سليم الطبع، صحيح العقيدة، ثابتا على الحقّ، لا يخاف في الله لومة لائم، وكان في قضائه مرضيّ السيرة، محمود الطريقة. روّح الله تعالى روحه، ونوّر ضريحه.
* * *
* راجع: الشقائق النعمانيه ص 299. وترجمته في الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 370.
3195 - الشيخ الفاضل مولانا الحكيم عبد القادر، رحمه الله تعالى. من تلامذة العلامة أنور شاه الكشميري، المتوفى سنة 1353 هـ
*
* * *
3196 - الشيخ العالم الفقيه عبد القادر الحيدر آبادي، أحد عباد الله الصالحين
* *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: أخذ الطريقة القادرية عن غير واحد من المشايخ. ثم سافر إلى "دهلي"، وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي نسبة أهل البيت ونسبة يسمّونها "بيرنغي"، وسمع منه كثيرا من آداب السلوك، وتأدّب عليه، فأجازه الشيخ سنة ثمان وعشرين.
وكانت وفاته في سلخ ذي الحجّة سنة تسع وستين ومائتين وألف بـ "حيدر آباد"، كما في "مقالات الطريقة".
* * *
3197 - الشيخ الفاضل عبد القادر الصديقي، البغدادي
، * * *
* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 256.
* * راجع: نزهة الخواطر 7: 328.
* * * راجع: معجم المؤلفين 5: 289.
ترجمته في سلك الدرر 3: 61، 62، وهدية العارفين 1:603.
صوفي. توفي بـ "القدس" سنة 1148 هـ.
من آثاره: "شرح على قصيدة عبد الغني النابلسي"، التي مطلعها، ومن أعجب الأمر هذا الخفا، و"رسالة في وحدة الوجود".
* * *
3198 - الشيخ العالم الفقيه عبد القادر الرامبوري، مفتي المحكمة حالا
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: يعرف بمعرفة جزئيات الفقه والفتاوى. وهو رجل معمر، يذكره الناس بكلّ خير وصلاح من عدم قبول الرشوة والتداهن في الحكم.
قال صاحب "نزهة الخواطر": ولكني سمعت محمد بن يوسف السورتي يقول: إنه لا رأي له، وهو لا يزال يتتبّع الخلاف، ولو من جانب بعض أعوانه، فانه قد أفتى غلطا في أحكام شتى، ثم روجع فلم يزل يصرّ عليه، حتى أفحم. انتهى.
* * *
3199 - الشيخ الفاضل عبد القادر ملّا جامي، مفتي اللاذقية، ونقيب أشرافها
* *
قضى نحو نصف قرن في منصب الإفتاء.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 296.
* * راجع: الأعلام للزركلي 4: 47.
ترجمته في جريدة "المفيد" الدمشقية 16/ 6 / 1924.
من كتبه "منحة المنان" في فقه الحنفية.
وتوفي بـ "اللاذقية" سنة 1342 هـ.
* * *
3200 - الشيخ الفاضل العلامة عبد القادر السرهندي
*
أحد الأساتذة المشهورين في "الهند".
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: قرأ العلم على الشيخ إله داد بن الصالح السرهندي، ولازمه ملازمة طويلة، ثم تصدّر للتدريس، فدرّس، وأفاد مدّة حياته، وانتهتْ إليه الرياسة العلمية في عصره ومصره.
وقد أخذ عنه الشيخ عبد الله بن شمس الدين السلطانبوري، وخلق آخرون.
له تعليقات على شرح "الكافية" للشيخ إله داد الجونبوري، استحسنها العلامة عصام الدين الإسفرائيني، وأتحف إليه كتابه "الأطول"، ولما وفد "الهند" الشيخ حسن الجلبي صاحب حاشية "المطوّل" تجشّم لزيارته إلى "سرهند"
(1)
، وصحبه، واعترف بفضله وكماله، ذكره بختاور خان في "مرآة العالم"، ومحمد بن الحسن في "كلزار أبرار".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 4: 177.
(1)
سرهند: بفتح السين، وسكون الراء المهملتين، معناها رأس "الهند". ويقال لها:"سهرند" بكسر السين المهملة، وفتح الراء، بعدها نون ساكنة، فدال مهملة، ومعناها: غابة الأسد، كانت بلدة عامرة في القديم، وإليها ينسب الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية رحمه الله تعالى.
3201 - الشيخ الفاضل عبد القادر الرُّومِيُّ الحُمَيْدِيُّ الاستازنليّ، أحدُ فُضلاء "الدِّيار الرُّومية
" *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قرأ على الموْلَى علي الطُّوسِيِّ، وكان شريكا عنده للمولى الخيالِيّ، وصار مُعلِّما للسلطان محمد خان، وتقرَّب عندَه غايةَ التقَرُّب، حتى حسدَه الوزيرُ محمود باشا، فاتَّفق في بعض الأيام أنَّه حصلَ في مِزاج المولى عبد القادر ضَعْفٌ وفُتورٌ، وأرْسَلَ إليه السلطان محمد يطْلُبُه لأجْل مُصاحَبَته، فتعلَّل بالمرض، ولم يحْضُرْ إليه، ثم إنَّ بعضَ أتْباع المولى المذكور حسَّن له السَّيْرَ إلى بعض البَساتين، والتَّنَزُّه بها، وقال له: إنَّ هواها يعْدِلُ المزاج، ويُغْنِي عن العِلاج. فتوجَّه إلى الأماكن النزِهَة، وصحِب معه جماعة من ظُرفاء بلاده، فأنْهَى الوزيرُ الأمرَ في ذلك إلى السلطان، وقال: إنَّه يترفَّع عن مُصاحَبَتِك، ويميلُ إلى مُصاحبة العامَّة والسُّوقة. فسأل السلطان عن ذلك، فوجد الأمرَ صحيحا، فعزله من ساعته، وأبْعَدَه عن ساحته.
ويُقالُ: إن هذا الأمر كان ابْتداؤه بتَدْبير الوزير، ليَصِلَ إلى غَرَضه، على أن المولى المذكورَ توَجَّه إلى وطنه، وأقام به قليلا، ومرض، ومات
(1)
، رحمه الله تعالى.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 366. وترجمته في الشقائق النعمانية 1: 277 - 279، وهكذا ورد في النسخ: "الاستازنلي". ولعلّ صوابه: "الاسبارتي".
فقد جاء في الشقائق أن أصله من قصبة اسبارته.
(1)
كان ذلك بعد سنة خمس وخمسين وثمانمائة، حيث تولي السلطان محمد خان في هذه السنة. انظر: الشقائق النعمانية 1: 181.
وكان كثيرًا ما يتَبَجَّحُ عندَ السلطان محمد، ويقولُ: إنَّ السَّيِّد والتَّفْتازانِيَّ لو كانا حَيَّيْن في زمنِه، لحَمَلا غاشيةَ سَرْجه. وكان السُّلطان يشْمَئِزُّ من قولِه هذا، ولا يُعْجِبُه، فجَمع بينه وبين المولى خواجا زاده، وأمَرهما بأن يتناظَرا بحَضْرته، فامْتثلا أمْرَه، وانْقطع صاحب الترجمة، وأُفْحِمَ.
قلتُ: كذا جَرَتْ عادةُ الله تعالى مع كلِّ مُدَّعٍ يطْعَنُ على من تقدَّمه من أهل العلم، ويزعُمُ أنَّه أعْطِيَ من الذّكاء والفَهْم ما لا يصلِ المتقدِّمون إليه، يُقَيِّضُ الله تعالى له مَن يُظْهِرُ عَجْزَه، ويُبَيِّن قُصورَه. انتهى.
* * *
3202 - الشيخ الفاضل عبد القادر التميمي، المصري (تقى الدين)
*
نحوي.
ولي القضاء.
من آثاره: "حاشية على ألفية ابن مالك" في النحو، و"مختصر كتاب ابن الأنباري في الأضداد".
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 285.
ترجمته في كشف الظنون 116، وهدية العارفين 1:599.
باب من اسمه عبد القدوس
3203 - الشيخ الأجلّ عبد القدّوس بن إسماعيل بن صفى بن نصير الردولوي، ثم الكنكوهي، أحد المشايخ المشهورين في بلاد "الهند
" *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "ردولي".
وقرأ بعض الكتب في النحو والصرف على ملّا فتح الله المشهور بـ "جكنه" -بضم الجيم المعقودة- ثم ترك البحث والاشتغال، وجاور قبر الشيخ الصالح أحمد بن داود العمري الردولوي، واستمرّ على مجاورته زمانا، ثم سنح له أن التصوّف بدون العلم، كالطعام بغير الملح، فاشتغل بالبحث والمطالعة مرّة ثانية، وجدّ فيه، حتى فتح الله سبحانه عليه أبواب العلم والمعرفة، واستفاض من روحانية الشيخ المذكور فيوضا كثيرة، ثم لبس الخرقة من حفيده الشيخ محمد بن أحمد بن أحمد الردولوي، وانتقل إلى "شاه آباد"، ثم إلى "كنكوه"، وسكن بها.
وكان صاحب المقامات العليّة، والكرامات المشرقة الجليّة، والأذواق الصحيحة، والمواجيد الصادقة، وكان يستمع الغناء، يفرط فيه، ويفشي أسرار التوحيد على عامّة الناس، ويستغرق في بحار الجذبات والسكر، ومع ذلك كان لا يقصر في اتباع السنّة والتزام العزائم، وكان متخلّقا بدوام الذلّ،
* راجع: نزهة الخواطر 4: 177، 178.
والافتقار، والتبتّل إلى الله سبحانه، والتوكّل عليه، وكان شديد التعبّد، كثير البكاء، كثير الذكر للموت والخواتم.
وله مصنّفات عديدة، منها: تعليقات على "شرح الصحائف" في الكلام، وشرح بسيط على "عوارف المعارف"، وحاشية على "التعرّف"، وكتابه "أنوار العيون وأسرار المكنون" المشتمل على سبعة فنون، كتاب مبسوط في المقامات، وله رسائل إلى أصحابه، جمعوها في مجلّد كبير.
توفي لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وتسعمائة ببلدة "كنكوه".
* * *
3204 - الشيخ الفاضل مولانا عبد القدّوس بن المنشئ زبيد علي الجاتجامي
*
ولد سنة 1349 هـ في قرية "كُدَالَا" من مضافات "رانكونيه" من أعمال "جاتجام"، من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالجامعة الإسلامية فتيه
(1)
، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، وكتب الحديث، وبعد فاتحة الفراغ التحق مدرّسا بقاسم العلوم.
كان يدرّس فيها كتب الحديث والفقه والتفسير.
* * *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 230.
(1)
هي الجامعة الإسلامية الضميرية قاسم العلوم فتية، بجاتجام، أسّسها مولانا الشيخ المفتى عزيز الحق، رحمه الله تعالى سنة 1357 هـ، وبدأ فيها درس الكتب الستة سنة 1366 هـ، الموافق عام 1946 م.
3205 - الشيخ الفاضل المفتي عبد القدّوس الرومي بن الشيخ سراج الحق الإله آبادي مفتي مدينة "آكراه
" *
ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد يوم السبت 2 شوال 1341 هـ.
حفظ القرآن الكريم، ثم التحق سنة 1355 هـ بالمدرسة العربية ببلدة "فتحبور هنسوه"، وقرأ "الميزان"، و "المنشعب"، و "بنج كنج"، و"كلستان"، و"بوستان"، و"دروس الأدب".
ثم توجّه إلى جامعة مظاهر العلوم سنة 1356 هـ، والتحق بها، وأخذ الكتب العربية والفارسية الابتدائية عن الشيخ الشاه أسعد الله، والشيخ ظهور الحسن، والشيخ عبد الشكور الكاملبوري، وتدرّج، حتى قرأ عام 1361 هـ "تفسير البيضاوي" على الشيخ المفتى سعيد أحمد، و "الملا حسن" على العلامة صديق أحمد، و "شرح العقائد النسفية"، و "مشكاة المصابيح" على الشيخ عبد الشكور.
ثم أقبل إلى دار العلوم ديوبند في هذا العام بعد عطلة عيد الأضحي، وانضمّ إلى من يتعلم "المشكاة"، وكان الشيخ عبد السميع أستاذ "مشكاة المصابيح"، و "الشيخ فخر الدين على منصب شيخ الحديث بصفة موقّتة، فهو الذي درس آخر الحديث من "المشكاة"، وبعد أن أقام بها سنة دخل في مظاهر العلوم مرة ثانية في شوال سنة 1363 هـ، وقرأ الصحاح الستة، حيث أخذ المجلد الأول من "جامع البخاري" عن الشيخ عبد اللطيف، والمجلد الثاني
* راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية التأليفية 2: 386 - 395.
من "البخاري" و "سنن أبي داود"، و "المسلسلات" للشاه ولي الله المحدّث الدهلوي عن الشيخ محمد زكريا، و "جامع الترمذي"، و "شرح معاني الآثار" للطحاوي عن الشيخ عبد الرحمن الكاملبوري، و "صحيح مسلم" عن الشيخ أسعد الله، و "سنن النسائي"، و "سنن ابن ماجه"، و "موطأ الإمام مالك"، و "موطأ الإمام محمد" عن الشيخ منظور أحمد خان.
وأفاد في انطباعاته عن أساتذته بمظاهر العلوم: إني قضيت فيها مدّة زهاء سبع سنوات، وحظيت خلالها بنحو خمسة عشر أستاذا، ولو ببعضهم قليلا، فإن أثراتهم التي قد استولت وسادت ذهني وقلبي وعقلي هي من جهات متنوّعة، فلئن كانت فطنة الشيخ أسعد الله وذكاءه، وحضور بديهته وارتجاله في الكلام أثرت عليّ في جانب، فإن قلة حديث الشيخ رئيس هيئة التدريس وسكوته وصمته كلّها أثرت عليّ بجانب آخر، وكان كثير المحافظة على الأوقات، فإن أردت تضبط أوقات الساعة عند هبوبه من النوم في الليلة، ويقيل بوقت معين، ويتوضأ قبل الظهر خارج حجرته، فكذا يرى كلّ يوم، كما كانت هذه الحالة في الليل عند التهجّد.
وأما ما يتجلى خلال درسه من الرزانة والمتانة والوقار فيندر مثاله، لأن من الأمور الصعبة أن يدرس أحد الحديث، ويتكلم أثناء كلماته على شارحي الحديث الآخرين، ومع ذلك لا يسمح شائبة من الإعجاب بنفسه، والثناء على رأيه بالدخول فيها.
كما سمعت بعض أساتذتي يقول: إن العلامة الكبير الكنكوهي قد طالع "رد المحتار"، المعروف بالشامي ثلاثين مرة، وقال بعض تلامذة العلامة الجليل أنور شاه الكشميري فيه: إنه غاية في الاعتقاد الودي والاتصال القلبي بصاحب "الهداية"، وكان لا يذكر شيخى الكاملبوري، كما يذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني شارح "جامع البخاري"، والعلامة ابن الهمام صاحب "فتح القدير" خلال درسه لـ "جامع الترمذي" بل إني كلّما رائته يطالع فما وجدته
إلا يطالع "فتح القدير"، إنه شديد الحبّ والرغبة فيه، وليس من عادته أن يضيع أوقات الفراغ سدي، جالسا أو قاعدا أو مضطجعا أو نائما، وإنما يظلّ يشتغل بالمطالعة.
وكان من أحبّ من تلمَّذت عليهم الشيخ أمير أحمد الكاندهلوي، فهو الذى كان يدرس الكتب المتعلقة به، كما كان حقّه، فلما قرأت عليه "مختصر المعاني" الذى لعلّه أسند إليه تدريسه بنفس العام أول مرة، هكذا "كنز الدقائق"، وذلك أسند إليه تدريسه بنفس العام أول مرة حتما، فأحسن التدريس، وأجاد، يواظب عليه كلّ المواظبة، وأكمل كلا منها.
وبعد أن تخرّج فيها أدى امتحاني الفاضل الأدب، والدبير الكامل، وفاز فيهما بالدرجة الأولي، كما أدّى امتحان أعلى القابلية، وفاز بالدرجة الأولي، وسعد بمراسلة الشيخ أشرف على التهانوي أيام التحصيل، وأقام به العلاقة الإصلاحية منذ ساعته.
وتصدّر للتدريس والإفادة في كلّ من المدرسة الإمدادية بمدينة "مراد آباد"، والمدرسة القرآنية بمدينة "إله آباد"، والجامعة الإسلامية تعليم الدين بمدينة "دابيل"، واستقل في الإقامة بمدينة "آكره" منذ عام 1389 هـ إلى اليوم، وهو يعرف بمفتي مدينة "آكره".، وبقي يحوز منصب إمامة العيدين، ويعظ، ويخطب الناس بعد صلاة الجمعة قليلا، ويكتب الإجابات عن الاستفتاءات القادمة يوميا، وكلّ ذلك من أهمّ أشغاله.
وكانت قد بدأت حياته الكتابية والصحفية منذ عهد الطلب بمظاهر العلوم، فكانت أول مادة من مواده قد ظهرت حول نقد وجرح في بعض كتاب "حقوق الزوجين" لأبي الأعلى المودودي، حسبما أشار عليه الأستاذ المفتي محمود الحسن الكنكوهي، وذلك أيام يتعلّم "تفسير الجلالين"، وغيره من الكتب، كما صدرت المادة هذه في مجلة "صدق جديد" بـ "لكنو"، وظلّ يصدر مجلة "الإحسان" إحدى المجلات الدينية الشهرية منذ عام 1372 هـ لعام
1375 هـ، فهي التى لا زالت برزت فيها مواعظ الشيخ حكيم الأمة أشرف علي التهانوي وتعاليمه، بجانب تعاليم وتوجيهات وإرشادات مصلح الأمة الشيخ الشاه وصي الله باسم "تعليمات شيخ"، كما تم طبع بعض منها فيما بعد بشكل الكتاب باسم "ديباجة معرفت"(مقدمة المعرفة).
مؤلفاته:
1 -
" رحمة للعالم":
قالت مجلة "الفرقان" الشهرية الصادرة عن "لكنو" معرّفا بهذا الكتاب بألفاظ كما يلي: إنه رفض كامل ورد قوي على ما تروّجه اليوم مصلح التعليم الحكومية وتدوّله وتعمّه من كتب المقرّرات التعليمية للأطفال في ملكنا، حتى في ولايتنا خاصّة، فعلى المسلمين أن يضمّوا مثل هذا الكتاب إلى المقرّرات التعليمية للمدارس الأهلية التى يديرونها ويتولونها بالرعاية والنظارة لإنقاذهم من النفور عن الإسلام والتباعد عن الإيمان والأجنبية عن مبادئ الدين.
2 -
"المودودية والتقرير عن فحصها بالأشعّة":
يقول المؤلّف يعرّف بكتابه هذا: بما أن في ابتداء تأسيس حركة المودودية لم يكن يتجلّى جليا وجه زعيمها الأصلي وتصويره الحقيقي، ولم تنكشف أسرارها واضحا، فكان عديد العلماء الأجلاء متصلا ومرتبطا به قلبيا، ومتأثرا للغاية، لكونهم قد أساءت أفهامهم، وأخطأت أذهانهم، ولكن كلَّما اتضحت حقيقتها، وظهرت هويتها، وانكشف أمرها أعلن كلّ منهم موقفه تجاهها، وأبدى عن عدم الاتصال بها وقلة الاعتناء بها، فسنذكر بالأوراق التالية ما قدّموه من التقرير عن فحص حركة المودودية أو مؤسّسها بالأشعة.
تم طبعه أول مرة في يناير 1979 م، وثانيا في أبريل 1979 م، وثالثا في نوفمبر 1979 م، والكتاب في جزئين على أربع وأربعين ومائة صفحة.
3 -
"ثلاثة تضليلات في كتب المودودية":
قد أوضح فيه صاحب الترجمة بان المودودى كيف كوّن الأذهان والأفكار، ومهّد الآراء بصدد إنكار الحديث والسنة والمعجزات في مؤّلفاته، كيف نقل فكرة الإنكار، ووجّهها إلى القارئين باستخدامه ذكاءه وحدّة ذهنه وتدبيره، ظهر تأليفه في مايو 1400 هـ، وذلك يحتوي 80 صفحة.
4 -
"من ديوبند إلى بريلي":
ألّف عام 1384 هـ، نشرته أول مرة مكتبة "إداره تاج المعارف" بـ "ديوبند"، وبعد ذلك طبعته عدّة مكتبات، وصدرت طبعته الخامسة في نوفمبر 1399 هـ من مكتبة صهيب برادران بمدينة "آكره".، وعرفه المؤلف في مقدمة الكتاب بألفاظ كما يلي: إني قمت بواجب المدافعة عن بعض عباد الله المقبولين، وسفرت عن وجوههم الاتهامات الملصقة بهم، التي لا أساس لها، والكتاب في ثلاثة أجزاء 280 صفحة.
5 -
"أليس منكم رجل رشيد":
جاء ضبطه حول عرض ونقد في كتاب "يا ليت قومي يعلمون" لأبي الأعلى المودودي، فلقّن فيه على ما وصف مؤلّفه رجال جماعة المودودية على أن يستعادوا الإخلاص، وعاطفة التضحية والفداء إلى ذاكراتهم ومخيّلاتهم، ويستقيموا، ويعضّوا بالنواجذ على مواقفهم الحقة مع قول الحق والسعي الثابت الدائم، والكتاب تم طبعه في يناير 1400 هـ أول مرة، وهو يشتمل على 136 صفحة.
6 -
"الحكومة الإسلامية وقصتها بألفاظ العلامة الخميني":
ذلك ترجمة وتلخيص كتاب "الحكومة الإسلامية" للعلامة الخميني، ذكرت فيه عقائد الخميني وأفكاره، تم ضبطه في رجب سنة 1400 هـ، وله أربع وأربعون صفحة.
7 -
"تفهيم القرآن وسعي فهمه":
ذلك استعراض شامل لـ "تفهيم القرآن" للعلامة المودودي، قد قُيمت فيه أفكار ونظريات المودودي، التي يرد عليها عند أهل الحق من العلماء، طبع جزءه الأول في رمضان المبارك 1400 هـ، فاستعرض فيه صاحب الترجمة مقدمة "تفهيم القرآن"، صدر جزءه الثاني في محرّم الحرام سنة 1405 هـ، وجزءه الثالث في محرم سنة 1423 هـ، حيث انتهى من الملاحظة والانتقاد إلى ختم سورة البقرة بمدة زهاء خمس وعشرين سنة، وظهر طبع جزءه الثالث من مكتبة صهيب برادران بمدينة "إله آباد"، كما عليه مقدمة للشيخ محمد إسحاق السنديلوي، وذلك في خمس وعشرين ومائتي صفحة.
8 -
"جهة الصورة الثانية":
يقول المؤلّف في تعريفه: إن "صحيفة الدعوة" لا تزال تصدر بعددها الصادر ثلاثة أيام موادا حياتية حينا لآخر، تهدف من وراء الستار التحرر بصفة إيجابية من الرفض والنفى والتبرّء عن الاعتراضات والمواد الكثيرة، التي تظهر تحت عناوين شتى بأشكال متنوّعة، فانطلاقا من ذلك قد تصدر "صحيفة الدعوة" مادة حول عبقرية الشيخ الإمام محمد قاسم النانوتوي، أو مقالة في حياة شيخ المشايخ الحاج إمداد الله المهاجر المكّي، ليطلع قارؤوها على أن إدارة الدعوة تعتبرهما من قادتها ومشايخها، فيعدّونها من أهل مشربهما ومسلكهما.
فالكتاب هذا عرض ونقد في بعض العناصر، التي تصدر لهذا الغرض، تم طبعه أول مرة في أبريل 1401 هـ وذلك في أربع وستين صفحة.
9 -
"سفور المودودية":
قد ظهر وضعه حول حياة الرجال المبرزين الخمس من الطائفة المودودية: هم الذين اعتنقوا بها بكلّ ثقة واعتماد، ثم انفصلوا عنها بغاية الحزن والكأبة والتكدّر، من بينهم: شمس الحسن الصدّيقي، والحكيم عبد الرحيم أشرف، والدكتور أسرار أحمد، والحكيم عبيد الله خان، ووحيد الدين خان،
طبع ذلك في المرة الأولى في مايو 1399 هـ، وثانية في نوفمبر 1399 هـ، وذلك يضم 112 صفحة.
10 -
"ضوء الحقيقة":
قد أفاد فيه صاحب الترجمة ما هى الأسباب والدفوع، التى تزيد هذه الحركة تقدّما وتطورا وشيوعا، ولو في بعض الأوساط فيما ببدو، ألف في محرّم الحرام 1401 هـ، على أربع وستين صفحة.
11 -
"مناسبات عيد ميلاد النبي في ضوء الدين والعقل":
ابتدأ صاحب الترجمة بكتيب لعالم مصري، ثم زاد عليه بزيادات، اكتمل ذلك عام 1410 هـ، وله 16 صفحة.
12 -
"ثلاثة وجوه في مرآة":
كيف قد اختلطت منشورات هذه الطائفة ورسائلها بالقاديانية بجانب الشيعية والاعتزال، فتناوله صاحب الترجمة بالذكر فيه، له أربع وأربعون صفحة.
13 -
"حجية القرآن"، ذلك رسالة تلاها صاحب الترجمة على أساتذة القسم الديني والمسؤولين الآخرين عن جامعة همدرد بـ "دهلي" في مناسبة عقدها الجامعة، كما صدرت في مجلة "ترجمان دار العلوم" بـ "دهلي"، وظهر بشكل الكتاب فيما بعد من مدرسة تعليم القرآن في "وزير بور""آكره"، وذلك في 16 صفحة.
14 -
"نداء الرحمن":
ذلك ترجمة كتاب "ندءات الرحمن لأهل الإيمان" للشيخ أبي بكر جابر الجزائري، الأستاذ في المسجد النبوي، وذلك بأسلوب واضح بألفاظ تعبيرية، فأتاه الشيخ الجزائري بتسعين آية من القرآن الكريم، قد نادى الله تعالى فيها المؤمنين بـ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} ، وشرح معانيها، اكتملت هذه الترجمة سنة 1416 هـ. وهى تتضمّن أربعمائة وخمسين صفحة، وعليه مقدمة للشيخ أبي الحسن على الندوي
15 -
"المنهج الدراسي الديني":
هو ترجمة أردية لكتاب "المسجد وبيت المسلم" للشيخ أبي بكر الجزائري، يضمّ التأليف هذا الدروس اليومية لكلّ يوم من أيام جميع الشهور، التي تحيط بها السنّة، ولكلّ يوم درس من القرآن الكريم، ودرس من السنة، وطبع سنة 1420 هـ، وذلك في أربع وعشرين ومائتي صفحة.
16 -
"نشر الإسلام":
هذا الكتاب ترجمة منظومة لكتاب "تعليم الإسلام" للمفتي كفايت الله الدهلوي، وقد أشاد الشيخ أبو الحسن علي الندوي في انطباعته بهذه الترجمة وصاحبها، وقدم له التهنئة على قيامه بهذا الواجب، قد ظهر جزءان منه.
17 -
"نظم المفتي" تسهيل وتفهيم عقود رسم المفتي:
كما ذلك ترجمة منظومة "رسم المفتي" من أشهر مؤّلفات العلامة الشامي في أصول الإفتاء، تمت في ذى الحجّة 1422 هـ، وصدرت من دار الإفتاء لمظاهر العلوم بـ "سهارنبور"، وهي في 24 صفحة.
18 -
"دليل الصلاة المعتبرة":
أتى ضبطه في الأدلة المعتبرة في الصلاة لأبي حنيفة وأتباعه، هي التي تعتمد على عمل الصحابة والتابعين المتوارث المحكم، الذى لا يرد إلى جانب الإجابة عن الرسالة التي تلقّاها صاحب الترجمة من الشيخ عبد الوهّاب الخلجي، المدير العام لجمعية أهل الحديث المركزية، وذلك بمناسبة مؤتمر صيانة السنّة النبوية، الذي عقدته جمعية علماء الهند في 7/ 8 صفر 1422 هـ، والكتاب يحتوي على 34 صفحة.
19 -
"التغيير في القانون الإسلامي":
قد أرسل إيس إيم عمران على الضابط القانوني للجنة النساء الوطنية للحكومة الهندية إلى المفتي عبد القدّوس الرومي رسالة في تبديل القوانين العائلية وتعديلها في يناير 2001 م، فالكتاب هذا إجابة جادة عنها، تناوله الشيخ أبرار الحق الهردوئي بالتوثيق والتأييد، وأشار على صاحب الترجمة بالطباعة، فقام بطبعه
المحامي نور الدين، رئيس البعثة الإسلامية المحلية للمسجد الجامع بمدينة "أكره"، ومحمد آفاق القريشي سكريترها، له 10 صفحة.
20 -
"السيرة التاريخية مرآة ذكر حبيب":
هذا الكتاب شاهد بارز بما امتلكه من غاية التفوّق والتمهّر ووفرة الاطلاع على التاريخ، تم تأليفه في ربيع الأول سنة 1415 هـ، حيث أودعه صاحب الترجمة أحوال وقصص النبي صلى الله عليه وسلم سنة بعد أخرى بجمل قصيرة، استخرجت منها التواريخ وفق السنة الميلادية، مثلا ما قاله في توصيف مولد النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ عدد حروفه أحدا وسبعين وخمسمائة، وهو السنة الميلادية لمولده صلى الله عليه وسلم، فضبطه تماما على هذا المنوال، وذكر من أهمّ قصصه، حتى وفاته بجمل توصل إلى الوقوف على تاريخها، فقال في بيان وفاته: هادى الأنام، يبلغ عدد حروفه ثلاثة وثلاثين وستّمائة، وليس ذلك إلا سنة وفاته. والكتاب في 20 صفحة.
21 -
"قصة الشيخ صديق أحمد الباندوي على ألفاظ صديقه":
ذكر فيه صاحب الترجمة الشيخ المقرئ صديق أحمد الباندوي باعتباره رفيقا وزميلا قديما له في الدرس، فقد صنّف عام 1424 هـ، وظهر من قسم النشر والتوزيع لمدرسة تعليم القرآن في "وزير بور" بمدينة "آكره"، وذلك في 132 صفحة.
له مؤلفات غير ما ذكرنا كما يأتي:
22 -
"رسائل الأحباء"
23 -
"مقدمة المعرفة"
24 -
"عليها تسعة عشر"
25 -
"محاكمتان وسوالان"
26 -
"المستشهد في كربلا والملاحظة في يزيد"
27 -
"الفرقة الأحمدية أو الجماعة الأحمدية بضوء رسائلها"
28 -
"الإسلام دستور حياة الكامل"
* * *
3206 - الشيخ الفاضل عبد القدّوس بن المنشئ صفير الدين البريسالي
*
ولد في قرية "وَطَنْ" من أعمال "بريسال" من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم سافر إلى "نواخالي"، وقرأ في مدرسة منها "مشكاة المصابيح"، وغيرها من الكتب الدراسية، ثم التحق بالمدرسة العالية كلكته، وقرأ فيها كتب الحديث والتفسير.
وبعد الفراغ رجع إلى وطنه الأليف، والتحق بالمدرسة العالية دار السنّة سَرْسِيْنَه.
كان يدرّس فيها كتب الحديث والتفسير والفقه.
من تصانيفه: "لباب التواريخ"، و "مفصّل"، ترجمة أردية لـ "فصول أكبري"، و "ميزان" باللغة الأردية، و"متاع الآخرة"، و"الحجّ والزيارة".
* * *
3207 - الشيخ الفاضل مولانا عبد القدّوس بن عبد القادر بن محمد بخش علي الكُمِلائي، رحمه الله تعالى
* *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 230.
* * راجع: مشايخ كملا: 1: 91 - 92.
ولد سنة 1365 هـ في قرية "نَرِينْد" من مضافات "بَرُورا" من أعمال "كُملا".
قرأ مبادئ العلم في المدرسة الفرقانية نَرِيند، والعلوم العصرية إلى الصفّ الخامس، ثم التحق سنة 1377 هـ بدار العلوم برورا، وقرأ عدّة سنين، ثم سافر إلى "جاتجام"، والتحق بمدرسة حامي السنّة مِيْخَل، ثم التحق بالجامعة الأهلية دار العلوم مَعين الإسلام هاتهزاري، وقرأ فيها عدّة سنين، وقرأ فيها كتب الصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية.
من أساتذته: المفتي الأعظم فيض الله، والمحدّث الكبير العلامة عبد القيّوم، والمفتي أحمد الحق، والعلامة عبد العزيز، وغيرهم، رحمهم الله تعالى.
وبعد إتمام الدراسة التحق مدرّسا بدار العلوم برورا، ثم بعد مدّة عيّن عميد التعليم لها، وكان يدرّس فيها "سنن أبي داود"، والجزء الثاني من "جامع الترمذي"، و "شرح معاني الآثار"، و "تفسير الجلالين" المحلّي والسيوطي.
وتوفي سنة 1409 هـ يوم الجمعة، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة آبائه.
* * *
3208 - الشيخ الفاضل المولى عبد القدّوس بن عقيل محمد الكُمِلائي
*
ولد سنة 1340 هـ في قرية "باغْمَارا" من مضافات "دِبِيْدَار" من أعمال "كُمِلا"، من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في قريته عند المنشئ علي أحمد، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية رامبور، وقرأ فيها إلى "هداية الفقه" للإمام المرغيناني، ثم سافر سنة
* راجع: مشايخ كملا 2: 169 - 171.
1373 هـ إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية.
وبايع على يد شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، ثم رجع إلى وطنه الأليف، والتحق بإرشاد شيخه بالمدرسة الإسلامية عاشورا، من مضافات "دِبِيْدَار"، وبعد مدّة ترك الدرس والتدريس، وسافر إلى بيت الله الحرام سنة 1383 هـ، فحجّ، وزار.
وتوفي سنة 1415 هـ، ودفن بعد أن صلّي عليه في مقبرة آبائه.
* * *
3209 - الشيخ الفاضل المولى عبد القدّوس خان بن أسلم خان الكُمِلائي
*
ولد سنة 1342 هـ في قرية "رغوناتْ بور" من مضافات "جاندبور" من أعمال "كُمِلا" من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في المدرسة الواقعة بـ "مومن باري"، ثم سافر إلى "جاتجام"، والتحق بالجامعة الأهلية معين الإسلام هاتهزاري، وقرأ فيها الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية، ثم رجع إلى وطنه، ودرّس في عدّة مدارس.
وتوفي سنة 1418 هـ، ودفن بعد أن صلّي جنازته في مقبرة آبائه.
* * *
* راجع: مشايخ كملا 2: 205.
باب
من اسمه عبد القدير
3210 - الشيخ الفاضل عبد القدير الديوبندي، رئيس جامعة دار العلوم ديوبند بالنيابة
*
ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: كان من ذرّية الشاه رمز الدين، الذى كان أحد المشايخ المعروفين في الطريقة القادرية بـ "ديوبند".
التحق بدار العلوم ديوبند سنة 1287 هـ، وأخذ العلم عن الشيخ محمد يعقوب النانوتوي، والشيخ سيّد أحمد الدهلوي، والشيخ محمود حسن الديوبندي، ودخل في مظاهر العلوم عام 1292 هـ، وأخذ الصحاح الستة، و "موطأ الإمام محمد"، و"جامع الصغير" عن الشيخ أحمد علي السهارنبوري، وذلك على ما قاله التقرير السنوى عن مظاهر العلوم عام 1293 هـ.
قد انصرف طول عمره في التدريس والإفادة، وعين رئيس دار العلوم ديوبند بالنيابة عام 1307 هـ، وبقي على المنصب هذا إلى ربيع الأول 1309 هـ، ثم قدم "لكنو"، وولي خدمة التصحيح والتحقيق في دار الطباعة للمنشي نول كشور، حتى انتقل بها إلى رحمة الله سنة 1347 هـ، المطابق 1918 م، ودفن بها.
* راجع: علماء مظاهر العلوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية للسيّد محمد شاهد الحسني 2: 285، 286، ونزهة الخواطر 8: 297، 298.
نقل كتاب "حياة الحيوان" للعلامة الدميري إلى الأردية، وصدر ذلك في جزئين من دار الطباعة للمنشي نول كشور.
* * *
3211 - الشيخ الفاضل مولانا عبد القدير
*
من أرشد تلامذة العلامة أنور شاه الكشميري، المتوفى سنة 1353 هـ.
كان عالما محقّقا، فاضلا مدقّقا، جامع المعقول والمنقول.
درّس مدّة بجامعة دابيل، ثم عيّن شيخ الحديث في المدرسة العربية بهاولبُور.
* * *
3212 - الشيخ العالم الكبير عبد القوي البرهانبووي، أحد العلماء المشهورين
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: لقّبه عالمغير بن شاهجهان التيموري اعتماد خان، ورقاه درجة بعد درجة، حتى نال خمسة آلاف منصبا رفيعا، وأذن له عالمغير أن يجلس بين يديه في الخلوة، وصار يعتمد عليه في مهمّات الأمور.
قال شاهنواز خان في "مآثر الأمراء": إنه كان شديد التعصّب، كثير الإعجاب بنفسه، احتسب على سعيد سرمد الأرمني، وكلّفه اللباس فلم يقبله، ثم ادّعى عليه أنه ينكر معراج النبيّ، صلى الله عليه وسلم، فأفتى بقتله. انتهى.
* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 255.
* * راجع: نزهة الخواطر 5: 262، 263.
وقال خوافي خان في "منتخب اللباب": إنه كان صالحا، تقيا، ديّنا، صدوقا، محتظيا عند السلطان، وكان السلطان ومن دونه يعظّمونه، ويتلقّون إشاراته بالقبول، ولكنّه كان لا يفوه بشفاعة لأرباب الحوائج، ويشدّد على الناس في القضايا، حتى إنه قتل لذلك.
وقصّته: أن رجلا قلندر الزيّ من أهل "إيران" قدم "الهند"، وأقام ببلدة "سورت"
(1)
، وبمدينة "برهانبور" أياما عديدة، ثم جاء إلى "دهلي"، فمال إليه الأمراء من أهل "إيران"، واجتمع لديه القلندرون، فلم يزل يعيش في الحدائق والبساتين، ويشتغل بالمعازف والمزامير، ويبذل الأموال الطائلة، حتى قيل: إن مصارفه كانت أكثر من مداخله، فظنّ السلطان أنه جاسوس، بعثه ملك "إيران"، فأمر العسس أن يقبض عليه، وأمر عبد القوي أن يفحصه، فأحضره العسس لديه، فتكلّم معه الشيخ في الخلوة، فجحد كلّ ما رموه به، فلما شدّد عليه، قال: إذا شددت عليّ فإني لا أخبرك إلا همسا في أذنك، وأبى إلا أن يهمس إليه، فأدناه، فوثب عليه، وأخذ سيفه الذي بين يديه، وضربه، فلم يرتث، ولم يتحرّك، ومات من ساعته، وكان ذلك في سنة ستّ وسبعين وألف.
قال السهارنبُوري في "مرآة جهان نما": إن ابنيه: محمد مظفّر، وأبا الفتع نقلا جسده إلى "برهانبُور"، ودفناه بها.
* * *
(1)
سورت: هي على مصب نهر، يسمّى باسمها، وهي ذات سور محيط نحو ستة أميال، وهذه المدينة من أقدم مدن الهند، لكن ليس عدد سكّانها في نمو في هذه الأيام، وقلعتها كانت من أبنية خواجه صقر الرومي، بناها بأمر بهادر شاه الكجراتي.
"رانديرا": ويسمّونها "رانير"، كانت بلدة كبيرة في القديم، وهى اليوم صغيرة من أعمال "سورت"، وكانت من أشهر الفرض في القديم.
باب من اسمه عبد القيوم
3213 - الشيخ الفاضل عبد القيّوم بن محمد شفيع الكانبوري، مدير إدارة القضاء الشرعي بـ "كانبور
" *
ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد يوم 2 أكتوبر 1353 هـ، تعلّم مبادئ التعليم الأردية، والقرآن الكريم نظرا في المدرسة الإسلامية بموطنه، ثم التحق بالجامعة الإسلامية بـ "كانبور"، وأخذ الدراسة العربية الابتدائية والمتوسّطة، ثم قدم مظاهر العلوم سنة 1371 هـ، وبدأ تلقّي العلم بـ "مختصر المعاني"، والمجلّدين الأولين من "الهداية"، و "مير قطبي"، و "المقامات الحريرية"، ودخل في الصفّ النهائي عام 1374 هـ، حيث قرأ "جامع البخاري"، و"سنن أبي داود" على الشيخ محمد زكريا، و "جامع الترمذي" على الشيخ المقرئ سعيد أحمد، و "صحيح مسلم" على الشيخ منظور أحمد خان، و "سنن ابن ماجه"، و "سنن النسائي"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على الشيخ أسعد الله، و "موطأ الإمام مالك" على الشيخ أمير أحمد.
وبعد التخرّج فيها أعاد افتتاح مدرسة بمنطقته، كانت مغلقة منذ مدّة، وروّجها، ورقّاها تعليما، وإدارة، وهي التي تسير إلى الآن في اتّجاه الرقي والازدهار، كما عين لها الأساتذة بالمزيد، وتولى الإدارة بنفسه، ولما صلحت حالة المدرسة بعد ما مضت عليها سنتان أو سنتان ونصف، فانتقل إلى
* راجع: علماء مظاهر العلوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية للسيّد محمد شاهد الحسني 2: 414 - 416.
الجامعة الإسلامية في "كانبور"، واختير مدرّسا مساعدا على مرتب خمس عشرة روبية، فظلّ يعبر مراحل التقدّم شيئا فشيئا، حتى يدرّس اليوم "جامع الترمذي"، والمجلّد الثالث من "الهداية"، وأمثالهما من الكتب العالية، إلى جانب ذلك يقوم بمهامّ منصب الإفتاء بالنيابة، وإدارة شؤون التعليم، كما ابتدأ بأمور الدعوة والتبليغ بجدّ ونشاط، وقام برحلات كثيرة في جماعة الدعوة والتبليغ، وذلك أيام إقامته بموطنه.
وبقي مديرا مساعدا لـ "مجلة نظام" الشهرية الصادرة عن "كانبور" لمدة مديدة، ودبجت يراعته عددا كبيرا من البحوث والموادّ المختلفة، ومن مآثره التاريخية في دنيا العلم إنشاء مؤسّسة إدارة معارف ملّي "كانبور" عام 1385 هـ، هي تهدف نشر كتاب قيّم في كلّ ثلاثة أشهر فيما يلى تأثّراته عن أساتذته:
إن أساتذة مظاهر العلوم كانوا نموذجا مرموقا يقتدى به في الزهد والرغبة عن الدنيا وخدمة الدين، فانطبعت بكلّ منهم، وبالشيخ محمد زكريا خاصّة، ولكني بسوء الحظّ كنت محروما عن التقرّب إليه، والمثول لديه، لأجل كوني لا أرى نفسي أهلا، لأن أدخل على مجلسه، وبما أن رجلا صالحا كان قد عرّف بي الشيخ أسعد الله، فحظيت بشرف الحضور بين يديه كثيرا.
وأيام يأخذ الحديث بايع الشيخ محمد زكريا، ثم الشيخ محمد أحمد البرتاب كرهي بعد وفاته يكثر التردّد إليه، ويتشرّب بفيضه، ويعمل عاكفا على ما لقّنه من الأذكار والأوراد في اهتمام كبير، إلى أن أجازه المبايعة في الإحسان والتزكية.
مؤلّفاته:
1 -
" الإمام الشاه ولي الله المحدّث الدهلوي":
ذلك أول عرض من مؤسّسة المعارف الملية بـ "كانبور"، وأول المحاولات الكتابية لشيخه التي جاءت في حياة الإمام الشاه ولي الله المحدّث الدهلوي،
وما قام به من الخدمات الدينية، ذلك أتاه به بأسلوب تحقيقي، فحظي الكتاب بالقبول الفائق من الأوساط العلمية، التي تناولته بالثناء والتشجيع، ونشر ذلك في يناير 1386 هـ.
2 -
"تاريخ مشايخ النقشبندية":
ظهر وضعه في بيان تاريخ الطريقة النقشبندية، وأحوال مشايخها التفصيلية، والكتاب لم يطبع بعد.
* * *
3214 - الشيخ الفاضل عبد القيّوم بن عبد الباسط بن محمد مهدي الصدّيقي، الحيدر آبادي، أحد العلماء المشهورين
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "حيدر آباد".
وقرأ العلم على حياة خان المدراسي، والمولوي حنيف الحيدر آبادي، ومولانا علي عبّاس الجريا كوتي، والمولوي شجاعة حسين الكوركهبوري، والسيّد معين الدين بن خيرات على الكاظمي الكروي.
وسافر إلى البلاد، وصرف شطرا من عمره في البحث والاشتغال، حتى صار بارعا في كثير من الفنون، ثم رجع إلى "حيدر آباد"، وخدم "الدولة الآصفية" مدّة من الزمان، وأحيل إلى المعاش.
وكان شهما، حازما، سخيا، ذا جرأة ونجدة، فصيح اللسان، حسن المحاضرة، كثير المحفوظ بالأدبيات.
له رسالة في التعليم الإلزامي، وأبيات بالعربية والفارسية.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 298، 299.
مات في رمضان المبارك سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف بـ "حيدر آباد"، فنقلوا جسده إلى "كلبركه"، ودفنوه في مقبرة المشايخ الجنيدية المعروفة بـ "روضة الشيخ".
* * *
3215 - الشيخ الإمام العالم الكبير المحدّث المفتي عبد القيّوم بن عبد الحي بن هبة الله ابن نور الله الصدّيقي البرهانوي
*
أحد كبار الفقهاء الحنفية.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف.
وحفظ القرآن، وبايع السيّد أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي في صغر سنّه، وقرأ الرسائل المختصرة في الصرف والنحو على الشيخ نصير الدين الشافعي الدهلوي، سبط الشيخ رفيع الدين، وقرأ بعض الكتب الدراسية على مولانا نصير الدين اللكنوي النزيل بـ "دهلي".
وأخذ الفنون الرياضية عن خواجه نصير الحسيني الدهلوي. وأخذ الفرائض عن الشيخ يعقوب بن أفضل، والفقه والحديث عن الشيخ إسحاق بن أفضل، سبطي الشيخ عبد العزيز، وتزوّج بابنة الشيخ إسحاق المذكور.
وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد عظيم أحد أصحاب السيّد أحمد المذكور، ولازمه مدّة ببلدة "طوك"، وأخذ عن الشيخ يعقوب بن أفضل المذكور.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 329، 330.
ثم إنه لما رجع عن "الحجاز" مع عياله ومرّ على "بوبال" في أيام سكندر بيغم، كلّفته الإقامة في "بوبال"، وولّته الإفتاء، وأقطعته الإقطاعات من الأرض، فسكن بها.
وكان على قدم أسلافه في العلم، والحلم، والتواضع، وبشاشة الوجه، والإفادة، والتدريس، والتذكير، وقول الحق، ولسان الصدق.
لم يزل مشتغلا بتدريس القرآن والحديث، انتفع به خلق كثير من العلماء.
وكان رحمه الله صادق الفراسة، حسن التوسّم، ربما ألهم بالمغيب.
قال الحسني: حدّثنى الثقات ببعض ما أكرمه الله تعالى به من ذلك من خرق العوائد، ومن تأويل الرؤيا، فكان لا يعبّر شيئا منها إلا جاءت كما أخبر بها، كأنما قد رآها، وهذا لا يكون إلا لأصحاب النفوس الزاكيات المطهّرة من أدناس الشهوات الرديئة وأرجاسها، وكم له من خصال محمودة وفضائل مشهودة.
وجملة القول فيه: أنه كان بقية رهط الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، رضى الله عنا، وعنهم أجمعين.
وكانت وفاته بمولده "برهانه" سنة تسع وتسعين ومائتين وألف، وله سبعون سنة.
* * *
3216 - الشيخ الفاضل مولانا عبد القيّوم بن المولوي عبد الرزاق السلهتي
*
* راجع: مائة من مشاهير العلماء ص 317 - 321.
ولد سنة 1365 هـ في سِرِيْمَتْبُور من مضافات "نَبِيْغَنْجِ" من أعمال "سِلْهِت".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بمدرسة مولانا رميز الدين، ثم التحق بمدرسة إمام باري، وقرأ على مولانا عبد الرحمن شيخ دُوْلِيَا، ومولانا عبد المؤمن شيخ "بران كاؤن"، وقرأ فيها إلى "شرح الجامي"، ثم سافر إلى "باكستان"، والتحق بمدرسة العلامة المحدّث عبد الله الدرخواستي، قرأ فيها ثلاث سنين، وتخرّج على العلامة الدرخواستي، وعلى غيره من أفاحل الأعيان، فتمَهَّر، وبَرَع، وتفنّن في أكثر العلوم، وفاز في الاختبار النهائي بدرجة الامتياز، وحصّل العَمَامة من يد العلامة الدرخواستي، رحمه الله تعالى.
وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف سنة 1392 هـ، والتحق بمدرسة إمام باري، ثم درّس في عدّة مدارس، ثم التحق بالمدرسة السابقة.
* * *
3217 - الشيخ الفاضل المحدّث الكبير العلامة عبد القيّوم بن مظاهر الله الصودري الجاتجامي
*
أحد فحول العلماء.
ولد سنة 1329 هـ في قرية "غَهِيرا" من مضافات "رَوْجَان" من أعمال "جاتجام".
وقرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وهو ابن ثمان سنين، وقرأ فيها من البداية إلى "مشكاة المصابيح".
* راجع: مائة رجال بنغال للنظامبوري ص 227 - 230، وتاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 231.
ومن شيوخه فيها: شيخ الإسلام العلامة حبيب الله القريشي، وقطب العالم العلامة ضمير الدين، والمفتي الأعظم مولانا فيض الله، والعلامة الشاه عبد الوهّاب، والخطيب الأعظم مولانا صديق أحمد، رحمهم الله تعالى.
ثم سافر سنة 1352 هـ إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها عدّة سنين، قرأ في السنة الأولى كتب الفنون العالية مثل "القاضي مبارك شرح سلّم العلوم" في المنطق، و "الصدرا" في الفلسفة، وغيرها من كتب الفنون، وقرأ في السنة الثانية كتب الصحاح الستّة، وغيرها من كتب الحديثية على أساتذتها الكبار. وبعد تكميل قراءة كتب الصحاح الستة وغيرها قرأ الكتب المختلفة في شتى العلوم والفنون عدّة سنين فيها.
من كبار شيوخه فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وشيخ الإسلام العلامة شبير أحمد العثماني، شيخ التفسير العلامة إدريس الكاندهلوي، وشيخ الأدب العلامة إعزاز علي الأمروهوي، وحكيم الإسلام القاري محمّد طيّب، والمفتى الأعظم محمد شفيع، رحمهم الله تعالى.
وبعد إكمال الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، والتحق مدرّسا بمدرسة ناصر الإسلام ناظر هات، درس فيه مدّة، ثم التحق مدرّسا بدار العلوم معين الإسلام هاتهزاري بإرشاد أستاذه العلامة حبيب الله رحمه الله تعالي، فدرّس، وأفاد بها مدّة عمره، حتى ظهر تقدّمه في فنون، منها: المنطق، والحكمة، والكلام، كانت له يد بيضاء في سائر الفنون، لا سيّما في علوم الحديث، وكان مفرط الذكاء، سريع الحفظ، محسنا إلى طلبة العلم، وكثير الاستغراق في مطالعة الكتب، وتدريسها، وفي سنة 1377 هـ عيّن شيخ الحديث لها، وأقام على هذا المنصب الجليل إلى سنة 1401 هـ، بايع في السلوك والطريقة على يد الشاه ضمير الدين الهاتهزاروي، وحصلت له الإجازة في السلوك منه، ومن المفتي الأعظم مولانا فيض الله، رحمه الله تعالى.
وتزوّج ببنت العلامة حبيب الله المذكور، ثم تزوج بامرأة أخرى بعد وفاتها، وله من الزوجة الأولى ثماني بنات، وثلاث بنين، ومن الزوجة الثانية ابن وبنت فقط.
توفي يوم الأربعاء، 26 رمضان المبارك، سنة 1401 هـ، ودفن بعد أن صلى على جنازته في المقبرة الحبيبية في جوار نور مسجد، وكانت جنازته حافلة، وحضرها جم غفير من أفاضل العلماء وأماثل الفضلاء.
* * *
3218 - الشيخ الفاضل مولانا عبد القيّوم، رحمه الله تعالى
*
تخرّج على العلامة أنور شاه الكشميري، المتوفى سنة 1353 هـ.
كان خطيبا بالمسجد الجامع علامة بنوري تاون كراتشي من أرض "باكستان".
* * *
3219 - الشيخ الفاضل مولانا عبد القيّوم الأعظمي، رحمه الله تعالى
* *
تخرّج على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، المتوفى سنة 1377 هـ.
* راجع: مقدمة أنوار الباري 3: 257.
* * راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 267.
كان يدرّس في المدرسة العربية بيت العلوم "سَرَاي مِير" من أعمال "أعظم كره".
* * *
3220 - الشيخ الفاضل مولانا عبد القيّوم، الرّنْغبُوري، رحمه الله تعالى
*
من أهل "بنغلاديش".
ولد في "سيّدبور"، من أعمال "رنكبُور" من أرض "بنغلاديش".
تخرّج على العلامة أنور شاه الكشميري، المتوفى سنة 1353 هـ.
* * *
3221 - الشيخ الفاضل مولانا عبد القيّوم الهزاروي، رحمه الله تعالى
* *
تخرّج على العلامة أنوار شاه الكشميري، المتوفى سنة 1353 هـ.
وكان خطيبا في المسجد الجامع في "هريبُور" من أرض "هزاره".
* * *
3222 - الشيخ الفاضل عبد القيّوم شاكر بن محمد نعيم البستوي
* * *
* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 257.
* * راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 258.
* * راجع: علماء مظاهر العلوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية للسيّد محمد شاهد الحسني 2: 416، 417.
رئيس المدرسة العربية إصلاح المسلمين، جمدا شاهي بمديرية "بستي".
ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد في 24 رمضان المبارك، الموافق مستهلّ يناير 1353 هـ.
تلقّى القرآن الكريم، وأخذ مبادئ العلم من الفارسية والعربية في المدرسة الجعفرية هداية العلوم ببلدة "كرهي"، ثم التحق بمظاهر العلوم في شوّال سنة 1370 هـ وابتدأ العلم بـ "شرح الجامي"، و "شرح الوقاية"، و "نور الإيضاح"، وغيرها من الكتب، وأكمل المنهج النظامي تدريجيا، حتى تخرّج في الصفّ النهائي بها في شعبان سنة 1374 هـ، حيث قرأ "جامع الإمام البخاري"، و "سنن أبي داود" على الشيخ محمد زكريا، و "جامع الترمذي" على الشيخ سعيد أحمد، و "صحيح مسلم" على الشيخ منظور أحمد خان، و "شرح معاني الآثار" للطحاوي على الشيخ أسعد الله.
وبعد أن تخرّج فيها قد جعل مدرسة إصلاح المسلمين بجمدا شاهي مركزا لجدّه العلمي وكدّه الديني، وقضى بها خمسين سنة، يدرّس، ويفيد، ويصعّد، ويطوّر، ويدعّم، فإنما ذلك ثمرة لعنايات مشايخه، وأثر أدعية أسلافه، ونتيجة من إخلاصه وسعيه.
وفي أيام التحصيل بمظاهر العلوم بايع الشيخ أسعد الله، وحصلت له الإجازة في جمادى الأولى سنة 1391 هـ.
ليس له تأليف، وإنما ظلّت تصدر له الموادّ والبحوث القيّمة الفكرية في الرسائل والمجلات الدينية، ونشأ له ذوق الشعر بفضل صحبة شيخه، فقرض عدة أشعار وأمدوحات، يبلغ عددها مئات، وقد طبع كثير منها.
* * *
باب من اسمه عبد الكافي، عبد الكبير
3223 - الشيخ العالم الفقيه عبد الكافي بن عبد الرحمن الناروي الإله آبادي، أحد عباد الله الصالحين
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "ناره"، بفتح النون، قرية جامعة من أعمال "إله آباد".
وقرأ العلم على الشيخ عبد السبحان بن محمد محسن الحنفي الناروي.
ثم تصدّر للتدريس، وأسّس مدرسة للعلوم العربية بمدينة "إله آباد". وسمّاها السبحانية على اسم شيخه المذكور.
كان رجلا شيخا، صالحا، منوّرا، متعبّدا، على وجهه سيماء الصالحين.
مات لتسع بقين من شعبان سنة خمسين وثلاثمائة وألف.
* * *
3224 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الكبير بن مولانا عبد العزيز بن عبد المجيد بن أحمد علي بن محمد شاعر بن
* راجع: نزهة الخواطر 8: 299.
محمد أنور أخونْد بن محمد سيّد أخونْد النواخالوي.
ولد في يوم الاثنين 30 ذي القعدة سنة 1351 هـ في قرية "بَتْ تَلِي" من مضافات "لكّيبُور" من أعمال "نواخالي"، من أرض "بنغلاديش".
وكان أبوه العلامة عبد العزيز المعروف بجناب والا ممن أجازه حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، وبعد ولادة صاحب الترجمة كتب إلى شيخه التهانوى ليسمّيه، فسمّاه بعبد الكبير.
قرأ مبادئ العلم في أشرف المدارس، وهي المدرسة الواقعة أمام داره، وقرأ فيها إلى "كافية ابن الحاجب"، ومن أساتيذه فيها: أبوه الكريم، وأخوه مولانا عبد الحفيظ، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها سبع سنين متوالية، قرأ فيها كتب الفنون العالية، وكتب الحديث والتفسير.
من أساتذته فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة فخر الحسن، والعلامة القارئ محمد طيّب الديوبندي، رحمهم الله تعالى.
بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، والتحق بالجامعة القرآنية لالْباغ بـ "داكا"، ودرّس كتب الحديث والتفسير فيها، درس فيها "الهداية" للإمام المرغيناني، و "مشكاة المصابيح"، و "صحيح الإمام مسلم ابن الحجَّاج القشيري".
كان غاية في الإخلاص والحبّ الصادق، وعاش في الجامعة عيش البساطة والسذاجة مع أساتذتها وطلابها، وكان ماهرا بارعا في تدريس الكتب من كلّ فن، له دراية تامة في الحديث.
بايع في الطريقة على يد أستاذه شيخ الإسلام المدني، وحصلت له الإجازة من أمير الشريعة العلامة محمد الله الحافظجي، رحمهما الله تعالى.
عيّن سنة 1392 هـ مديرا أعلى لأشرف المدارس "بت تلي" التي أسّسها أبوه، وذلك بعد أن توفي أخوه مولانا عبد الحفيظ، وكان مديرا أعلى
لها بعد وفاة أبيه الشيخ عبد العزيز، وفاز على هذه المنصب الجليل مدة ثلاثين سنة إلى عام 1428 هـ.
توفي في الساعة العاشرة من النهار يوم الخميس 7 / يونيو سنة 1428 هـ. أدخله الله في الفردوس الأعلي، ورحمه رحمة واسعة
(1)
.
* * *
3225 - الشيخ الفاضل عبد الكبير بن عبد المجيد، أبو بكر البَصْرِيّ، أخو أبي عليّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وَثَّقَه أحمد، وغيرُه، وروَى له الجماعة.
وتُوُفِّيَ سنة أربع ومائتين.
كذا في "الوافي بالوفيات" للصَّفَدِيّ، ولا أعلم هل مُرادُه بالحنفي النِّسْبةَ إلى القبيلة المعروفة أو إلى المذهب.
ولم يذكُرْ صاحبُ "الجواهر"، فذكَرتُه احْتياطا. والله تعالى أعلم.
* * *
(1)
من قلم ولد صاحب الترجمة الشيخ مولانا محمد هارون، أستاذ الحديث بالجامعة الإسلامية لال ماتيا، داكا، وراجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 231.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 374.
وترجمته في التاريخ الكبير 3: 2: 126، وتقريب التهذيب 1: 515، وتهذيب التهذيب 6: 370، 371، والجرح والتعديل 3: 62، 63، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 305، وسير أعلام النبلاء 9: 489، 490، وشذرات الذهب 2: 12، الطبقات الكبرى لابن سعد 7: 2: 52، والعبر 1:346.
3226 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الكريم بن الحاج آفتاب الدين الكُمِلائي
*
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بالمدرسة العالية رامبُور، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، ثم التحق بمدرسة مطلع العلوم، وقرأ فيها كتب الحديث.
وبعد إتمام الدراسة العليا رجع إلى وطنه الأليف، والتحق مدرّسا المدرسة العالية سرسينه.
كان يدرّس فيها كتب الحديث والتفسير والفقه.
* * *
3227 - الشيخ الفاضل عبد الكريم بن أكمل الدين بن عبد الكريم ابن محب الدين بن أحمد بن محمد قاضيخان العدني، النهرواني، القطبي
، * *
صوفي.
ولد بـ "مكّة"، وتوفي بها سنة 1055 هـ.
من آثاره: "شرح على الفصوص" لصدر الدين القونوي.
* * *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 230.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 314.
ترجمته في خلاصة الأثر 2: 474، وهدية العارفين 1:612.
3228 - الشيخ الفاضل عبد الكريم بن بركة علي الحسيني الواسطي الظفر آبادي، أحد العلماء الحنفية
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد سنة ستّ وأربعين ومائتين وألف.
وقرأ الرسائل المختصرة في النحو، والصرف، والمنطق على خاله ساجد علي المحمد آبادي، وقرأ "شرح الكافية" للجامي، و "شرح الوقاية" على ولي محمد، وقرأ سائر الكتب الدراسية على فقير شاه الكابلي، والشيخ سخاوة علي الجونبُوري، ولازمهم مدّة، حتى برّز في الفضائل الكثيرة، وفاق أقرانه في براعة التحرير، والإنشاء، والشعر، والخطّ، والتجويد، وفي بعض الصنائع الغريبة.
وكان يدرّس، ويفيد.
مات لثمان خلون من محرّم سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، كما في "تجلّي نور".
* * *
3229 - الشيخ الفاضل عبد الكريم بن حسين الأماسي، منطقي، حنفي، رومي
،
* راجع: نزهة الخواطر 7: 326 - 328.
يقال له: خواجه كريم *
كان من أعضاء مجلس المعارف في "إستانبول".
له تآليف، منها:"حاشية على شرح الشمسية" في المنطق، و"رسالة الروح"، و "رسالة في حركة الزمان والقضاء والقدر"، و "حاشية" على شرح كتاب له، سماه "ميزان العدل" في المنطق، وله بالتركية "قصة سلامان وأبسال".
* * *
3230 - الشيخ الفاضل عبد الكريم بن أبي حنيفة بن العَبَّاس، أبو المظَفَّر، الأنْدَقِيّ
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان فقيها، فاضلا، زاهدًا، وَرِعًا، حسن السِّيرة.
تفقَّه على شمس الأئمة الحَلْوانِيّ، وبَرَع في الفقه.
وورَد "بغداد" حاجًّا مُسْتتِرًا، بحيثُ لا يعرفُه أحدٌ، ولما انْصرف سأله الناس الإمْلاءَ، فأجاب، وأمْلَى بـ "بُخَارَى".
وكانتْ ولادتُه بعدَ الأربعمائة.
ووفاته سنة إحدى وأربعين وأربعمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الأعلام 4: 51. وترجمته في هدية العارفين 1: 614.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 374.
وترجمته في الأنساب 50، والجواهر المضية برقم 857، والفوائد البهية 100، وكتائب أعلام الأخيار برقم 270، واللباب 1: 71، ومعجم البلدان 1:374.
3231 - الشيخ العالم الفقيه عبد الكريم بن درويزه البشاوري، أحد العلماء المذكرين
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: أخذ الطريقة عن الشيخ علي الغوّاص الترمذي عن الشيخ نظام الدين الجشتي التهانيسري.
وله مصنّف في الأفغانية، يسمّى بـ "مخزن الإسلام".
توفي سنة اثنتين وسبعين وألف، وقبره بحدود "يوسف زئي" من أرض "ياغستان"، كما في "حدائق الحنفية".
* * *
3232 - الشيخ الفاضل عبد الكريم بن سنان الآقحصاري
*
من آثاره: "ذيل الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية".
ولد سنة 970 هـ، وتوفي سنة 1038 هـ.
* * *
3233 - الشيخ الفاضل العلامة مولانا عبد الكريم بن مولانا السيّد عبّاس علي
* راجع: نزهة الخواطر 5: 263.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 316.
ترجمته في كشف الظنون 1058، وهدية العارفين 1:612.
شيخ كُوْرِيَا السلهتي *
من أسرة الشاه السيّد تَبارك من أصحاب الشاه جلال المجرّد اليمني السلهتي فاتح "سلهت".
أحد من العلماء الربانيين في "بنغلاديش".
ولد سنة 1318 هـ في قرية "غمرا غول" من مضافات "بشُّوْنَاتْ" من أعمال "سلهت" من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في المدرسة الواقعة بـ "حاجي غنج"، والمدرسة الواقعة بـ "فولباريه"، والمدرسة الواقعة بـ "زكي غنج"، ثم سافر إلى "أمروهه" من أرض "الهند"، والتحق بالمدرسة الإسلامية العربية فيها، وأكمل فيها الدراسة العليا، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها من الكتب الحديثية، ثم التحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية في السنة الأولي، وفي السنة الثانية قرأ كتب التفسير وأصوله.
من كبار أساتذته: شيخ الإسلام العلامة السيّد حسين أحمد المدني، ومن عاصره من الشيوخ الأجلاء الكرام، بايع في الطريقة والسلوك على يده الكريمة، واختار صحبته مدة مديدة، واستفاد منه فيوضا كثيرة، وبعد مدة أجازه شيخه للإرشاد والتلقين.
ثم عاد إلى وطنه الأليف، والتحق بالمدرسة الواقعة بـ "راجه غنج" من أعمال "كنائي غات"، وبعد برهة من الزمان أسّس مدرسة في أرض مملوكة لأبيه، وسمّاها المدرسة العبّاسية، وكان مديرا أعلى لها مدة حياته، وعين سنة 1366 هـ صدر هيئة إدارة التعليم، وكان فائزا على هذه العهدة الجليلة مدة حياته، وانتخب صدرا لوفاق المدارس العربية بنغلاديش، وعين سنة 1384 هـ صدرا لجمعية علماء إسلام "مشرقي باكستان" سابقا، كان فائزا على هذه العهدة إلى وفاته، وكان منشغلا مدة سبعين سنة بأمور مختلفة دينية، سافر
* راجع: حياة مائة من علماء بنغلاديش الشيخ أمين الإسلام ص 358، 359.
بلادا شتى من "باكستان"، و"الهند"، و"بريطانيا"، و "أمريكا"، و"المملكة العربية السعودية".
توفي 25 شعبان سنة 1421 هـ، رحمه الله تعالي، ومدة عمره 103 سنة، وهو والد ستّ بنين، وخمس عشرة بنتا، ودفن بعد صلي على جنازته في مقبرة آبائه، وكانت جنازته حافلة، حضرها آلاف من العلماء والفضلا.
* * *
3234 - الشيخ الفاضل عبد الكريم بن عبد الله السيواسي
*
واعظ. من آثاره: "إلجام النفوس" في المواعظ.
توفي سنة 1049 هـ.
* * *
3235 - الشيخ الفاضل عبد الكريم بن عبد الله العبّاسي، الخليفتي
* *
عالم، فقيه، شاعر.
ولد سنة 1070 هـ، ونشأ، وتوفي بـ "المدينة" سنة 1133 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 5: 318.
ترجمته في هدية العارفين 1: 612، وكشف الظنون 148.
* * راجع: معجم المؤلفين 5: 318.
وترجمته في سلك الدرر 3: 66، وإيضاح المكنون 2:157.
من تأليفه: "رسالة"، اختار فيها ترجيح قول الإمامين: أبي يوسف ومحمد في حرمة توسّد الحرير وافتراشه، و"الفتاوى الكريمية"، وله شعر.
* * *
3236 - الشيخ الفاضل عبد الكريم بن عبد الرزاق بن كمال الدين بن كرم مير العلوي الهزاروي
*
أحد العلماء المبرّزين في المعقول والمنقول.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ في "لبركوت" بفتح اللام والموحّدة وسكون الراء قرية من أعمال "هزاره".
قرأ بعض الكتب من النحو والعربية على المولوي نور عالم الهزاروي، ثم سافر إلى "ديوبند"، وقرأ في المدرسة العربية بها الفقه والحديث والأصول والكلام، وشيئا من المنطق والحكمة.
ثم سافر إلى "رامبور"، وقرأ على العلامة عبد الحق بن فضل حق الخير آبادي، وصاحبه مولانا فضل حق بن عبد الحق الرامبوري، وجدّ في البحث والاشتغال، حتى برّز في العلوم، وتأهّل للفتوى والتدريس، فدرّس مدّة بـ "رامبُور"، ثم ولي التدريس بـ "شاهجهانبُور"
(1)
، فدرّس بها بضع سنين.
ثم ولي التدريس في المدرسة المحمودية بـ "حيدر آباد"، فدرّس بها مدّة، ثم ولي التدريس بدار العلوم لندوة العلماء في بلدة "لكنو".
* راجع: نزهة الخواطر 8: 299، 300.
(1)
شاهجهانبور: بلدة عامرة على نهر "كره"، وفيها قلعة، وجامع كبير، أسّسها نواب بهادرخان في أيام شاه جهان.
وكان من العلماء المبرّزين في العلوم، عقليا كان أو نقليا، سليم الذهن، جيّد القريحة، صالحا، عفيفا، ديّنا، جوادا، كريما، صاحب غيرة دينية وحمية إسلامية.
له اليد الطولى في المناظرة، وله رسالة في إبطال حركة الأرض، ورسائل أخرى.
مات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف ببلدة "لكنو"، ولم يجاوز ستّا وثلاثين سنة.
* * *
3237 - الشيخ الفاضل عبد الكريم بن عبد النُّور بن مُنير بن عبد الكريم بن علي بن عبد الحق بن عبد الصمد بن عبد النُّور الحلبي الأصل والموْلِد، والمِصْرِيّ
*
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 375.
وترجمته في إيضاح المكنون 2: 719، والبداية والنهاية 14: 171، 172، وتاج التراجم 38، وتذكرة الحفّاظ 4: 1502، والجواهر المضية برقم 85، وحسن المحاضرة 1: 385، والدرر الكامنة 3: 12، 13، ودول الإسلام 2: 242، وذيول تذكرة الحفاظ (الحسيني) 13 - 15، وذيول دول الإسلام للسخاوي 2: 187، والسلوك 2: 2: 388، وشذرات الذهب 6: 110، 111، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده، ص 125، والفوائد البهية ص 100، وكتائب أعلام الأخيار برقم 560، وكشف الظنون 1: 158، 301، 304، 546، 2: 1013، 1316، 2029، ومرآة الجنان 4: 291، من ذيول العبر (ذيل الذهبي) 186، 187، والنجوم الزاهرة 9: 306، وهدية العارفين 1:610.
الإمام العارف، القُدْوَة، الحافظ، المحدِّث، وقُطْب الدين.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كتب بخَطِّه، وسمِع الكثيرَ، وحدَّث، وأفاد، ودرَّس لطائفة المحَدِّثين بالجامع الحاكِمِيّ، وأعاد بـ "القُبَّة المنْصورِيَّة"، وصنَّف، وجمع. وكان سَمْحًا بعاريَّة الكُتُب والأجْزاء.
وُلِدَ في
(1)
سنة ثلاث وستين، وقيل: أربع وستين وستّمائة.
ومات في سَلْخ رجب، سنة خمس وثلاثين وسبعمائة، بمَنْزله، خارج "باب النَّصر"، بجوار زاوية خالِه نصر المنْبِجِيّ، ودُفِن بها.
قال ابنُ شاكر في "عُيون التَّواريخ": وكان كثير الاشْتغال والمطالَعة، حسَن الأخلاق، مُطَّرِح التَّكَلُّف، من أرْباب المرؤات، طاهرَ اللسان، أوقاتُه مَعْمورةٌ.
شرَح مُعْظَم "صحيح البخاري"، وشرَح "السيرة النَّبَوِيَّة"، للحافظ عبد الغنيّ، وصنَّف "تاريخا" بـ "مصر"، ولم يُتِمَّه، وكان مُدَرِّس الحديث بـ "جامع الحاكم"، ومُعيدًا في أماكنَ، وكان حنفيَّ المذهب.
* * *
وكتبه: "وأبو محمد"، كما جاء في تاج التراجم.
(1)
ذكر شيخ الإسلام أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي في "المعجم المختص" ولادته سنة 664 هـ، وذكر أنه حجّ مرّات، وجمع، وخرج، وألّف تآليف متقنة، مع التواضع، والدين، والسكينة، وملازمة العلم، والمطالعة، ومعرفة الرجال، ونقد الحديث، وقد أجازني بمرويّاته، توفي في رجب سنة 735 هـ. وقال السيوطي في "حسن المحاضرة" عند ذكر حفاظ الحديث: القطب الحلبي، مفيد "الديار المصرية"، وشيخها قطب الدين أبو على عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحنفي، ولد في رجب سنة 664 هـ، وعني بالفن، وبرع، وألّف "شرح البخاري"، و "شرح سيرة عبد الغني"، و "تاريخ مصر" في بضع عشر مجلَّدا، وغير ذلك. مات في رجب سنة 735 هـ.
3238 - العالم الفاضل المولى عبد الكريم بن عبد الوهّاب ابن المولى العالم الفاضل عبد الكريم
*
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: قرأ رحمه الد على علماء عصره، ثم وصل إلى خدمهَ المولى الفاضل سعد الله ابن عيسى القاضي بمدينة "قسطنطينية" أولا، ثم المفتي بها.
كان رحمه الله عالما فاضلا، وكان له اشتغال عظيم بالعلوم، واهتمام تام بتحصيل المعارف، وكانت له مشاركة في العلوم، وكان ماهرا في العلوم الأدبية والتفسير والعقلية، وكان صالحا، نشأ على العفّة والصلاح.
وتوفي وهو شابّ في سنة ستّ وأربعين وتسعمائة، ولو عاش لكان له شأن عظيم في العلوم. نوّر الله تعالى قبره.
* * *
3239 - الشيخ الفاضل مولانا المفتي عبد الكريم بن الحكيم محمد غوث
* *
ولد 15 محرّم سنة 1315 هـ في "كيتهل" من أعمال "كرنال".
قرأ مبادئ العلم في قريته، وماتت أمّه وهو ابن خمس سنين.
ثم سافر إلى مظاهر العلوم سهارنبور، والتحق بها، وقرأ على المحدّث الكبير العلامة خليل أحمد السهارنبُوري، صاحب "بذل المجهود"، وفي هذه
* راجع: الشقائق النعمانيه ص 308.
* * راجع: بزم أشرف: 181 - 203، وأكابر علماء ديوبند للشيخ أكبر شاه البخاري ص 262 - 265.
المدّة قرأ عدّة دروس على مولانا أنوار الحق الأمروهوي، والسيّد أحمد حَسَن السنبهلي، واستفاد كثيرا من العلامة ظفر أحمد العثماني، صاحب "إعلاء السنن"، رحمهم الله تعالي، وأجازه الشيخ السهارنبُوري لرواية الحديث، كتب السند بيده، وهو ما يلي:
أما بعد! فقد قرأ عليّ أوائلَ الصحاح الستّة، و"الموطّئين" لإمام دار الهجرة مالك، رحمه الله تعالي، ومحمد بن الحسن رحمه الله تعالي، أخي في الدين المولوي السيّد عبد الكريم الكيتهلوي، واستجازني على حسن ظنّه بي، ما أجازني المشايخ الكرام أجزتُه بما يجوز لي روايته من المنقول والمعقول، إلخ.
بعد الفراغ التحق بمدرسة "ميرته" مدرّسا بإيماء شيخه السهارنبُوري، ثم درّس في عدّة مدارس، ثم صنّف، وأفتى تحت إشراف حكيم الأمة، رحمه الله تعالى.
توفي تاسع رجب المرجّب سنة 1368 هـ في "سَاهِيْوال" من أعمال "سَرْغُوْدَا"، ودفن في مقبرتها.
* * *
3240 - الشيخ الفاضل عبد الكريم بن المبارك بن محمد بن عبد الكريم البَلَدِيّ، أبو الفضل
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال ابن النَّجَّار: الحنفي، عُرِف بابن الصَّيْرَفِيّ.
قرأ الفقه على مسعود اليَزِيدِيّ
(1)
، حتَّى برَع فيه، وصارتْ له معرفة جَيِّدَةٌ.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 375. وترجمته في الجواهر المضية برقم 851.
(1)
مسعود بن الحسين بن سعد، تأتي ترجمته.
وسمع الحديث الكثيرَ بنفْسِه، وكَتَب، وتوَلَّى التَّدْريس بـ "المدرسة المغيثِيَّة"، على شاطئ "دِجْلَةَ"، واسْتنابَه قاضي القُضاة ابنُ الشَّهرَزُورِيّ
(1)
على القضاء بحَريم دار الخلافة وما يَليها، وسمع الأنْماطِيّ وغيرَه.
وكان صَدوقًا، حسن الأخْلاق، مُتواضِعا.
وكانتْ ولادتُه سنة خمس وعشرين خمسمائة.
ووفاته سنة ستّ وتسعين وخمسمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
3241 - الشيخ الفاضل عبد الكريم بن محب الدين بن أحمد بن محمد العدني، الهندي، المعروف بالقطبي
(بهاء الدين، أبو الفضائل) *
مؤرّخ، محدّث. ولد بـ "أحمد آباد" من بلاد "الهند"، وتوفي بـ "مكة".
من مؤلّفاته: "شرح على صحيح البخاري"، و"سماء النهر الجاري على الجامع الصحيح للبخاري"، لم يكملْ، و"إعلام العلماء الأعلام ببناء المسجد الحرام".
* * *
(1)
في الجواهر "ابن السهروردي".
* راجع: معجم المؤلفين 5: 320.
وترجمته في فهرس مخطوطات التاريخ بالظاهرية، وخلاصة الأثر 3: 8، 9، وهدية العارفين 1: 611، وفهرس دار الكتب المصرية 5: 32، وإيضاح المكنون 1: 103، 2: 696، وكشف الظنون 306.
باب من اسمه عبد الكريم بن محمد
3242 - الشيخ الفاضل عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن الصَبَّاغِيّ، أبو المكارم، المدِينِي، الإمام، ركنُ الأئمة، ومُفْتِي الأمَّة
*
تفقَّه على أبي اليُسْر محمد بن محمد البَزْدَوِيّ.
قال الإمام اللكنوي: صاحب الترجمة صنَّف "طلبة الطلبة" في اللغة على ألفاظ كتب الأصحاب الحنفية، نسبه صاحب "الكشف" إلى الشيخ
(1)
نجم الدين عمر بن محمد النسفي، ثم قال: وذكر صاحب "الجواهر المضية" في الكنى في ترجمة أبي اليسر البزدوي أنه لركن الأئمة عبد الكريم بن محمد بن أحمد المديني. انتهى.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 376.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 752، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده، صفحة 95، والفوائد البهية ص 101، وكتائب أعلام الأخيار برقم 310، وانظر فيما يأتي:"ركن الأئمة" في الألقاب، و"الصباغي" في الأنساب. وبعض ترجمته في ترجمة أبي اليسر البزدوي الآتية.
وانظر: كشف الظنون 2: 1634، وما قاله اللكنوي، في الفوائد البهية 101، عن نسبة "طلبة الطلبة" إليه.
(1)
وكذا نسبه إليه شمس الدين بن أمر حاج الحلبي في "حلية المحلي شرح منية المصلي".
3243 - الشيخ الفاضل عبد الكريم بن محمد بن محمد بن عُبادة بن عبد الغنيّ الدِّمَشْقِيّ، الصَّالِحِي، المعروف بابن عُبادة
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِد في سنة أربع وتسعين وسبعمائة، بـ "دمشق"، وحفِظ القرآن الكريم، و "المخْتار"، و"عَقيدة الطَّحاوِي"، و "الأخْسِيكَثِيّ"، وعرَضها علي الشمس الدَّيْرِي، وحضَر دَرْسَه في الفقه وغيره.
وسمع، وحدَّث، وسمِع منه الفُضلاء. وناب في القضاء.
وكان شيخًا حسَنا، مُتواضِعا، رئيسا.
ومات في جُمَادَى الآخرة، سنة ستين وثمانمائة، ودُفِن بتُرْبتهم بـ "سَفْح قاسِيون". رحمه الله تعالى.
* * *
3244 - الشيخ الفاضل عبد الكريم بن محمد بن موسي، أبو محمد الميغِيّ، نِسْبةٌ إلى "مِيغ": قرية من قُرَى "بُخارَي
" * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 376. وترجمته في الضوء اللامع 4: 319.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 377.
وترجمته في الأنساب 548 ط، والجواهر المضية برقم 853، والفوائد البهية 101، وكتائب أعلام الأخيار برقم 186، واللباب 3: 201، ومعجم البلدان 4: 717، وهدية العارفين 1:607.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال السَّمْعانِيّ: كان إماما، زاهدًا، ورِعًا، ومُفْتيا
(1)
، لم يكُن في عصرِه بـ "سَمَرْقَنْد" مثلُه.
روَى عنه أبو سعد الإدْريسِيّ، وتفقَّه على أبي نصر منصور بن جعفر المهَلَّبِيّ.
وقيل: إنَّه أخذ الفقه عن الأستاذ عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارِثِيّ الفقيه.
وكانتْ وفاتُه سنة ثمان وسبعين
(2)
وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
3245 - الشيخ الفاضل عبد الكريم بن محمد، وصفَه السَّمْعانِيُّ بالفقيه
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: تفقَّه على منصور بن جعفر المهَلَّبِيّ، والآتي ذكرُه.
كذا في "الجواهر"، والظاهر أنَّه الذى قبلَه. والله تعالى أعلمُ.
* * *
3246 - الشيخ الفاضل عبد الكريم بن محمود بن مَوْدود بن بَلْدَجي الموْصِلِيّ
،
(1)
في بعض النسخ "مفننا".
(2)
في الجواهر "وتسعين"، وما في الطبقات السنية موافق للأنساب، واللباب، ومعجم البلدان.
* راجع: الطَّبَقَات السَنِيَّة 4: 377 وترجمته في الجواهر المضية برقم 854.
أبو الفضل الفقيه، الإمام، المفَسِّرُ *.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِد سنة اثنتين وثلاثين وستِّمائة بـ "الموْصِل".
ودرَّس بـ "المشْهَدِ" بعدَ محمود
(1)
.
وكان فقيهًا، فَرَضِيًا، عالما بالتفسير.
قال في "الغُرف العَلِيّة": ومن أحْسَنِ ما مُدِح به عبد الكريم، قول الشَّرف المقْدِسِّيّ:
إذا ما بات فَضْلُكَ عندَ قَوْمٍ
…
قصَدْتَهم ولم تَظْفَرْ بطائِلْ
فخَلِّهِمُ خَلاكَ الذَّم واقْصِدْ
…
كريمَ الدين [ذاك] أبو الفضائل
(2)
.
* * *
3247 - الشيخ الفاضل عبد الكريم بن موسى ابن عيسي، أبو محمد، الفقيه البَزْدَوِيّ النَّسَفِيّ
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: تفقَّه على الإمام أبي منصور الماتُرِيْدِيّ.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 377.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 849، وطبقات المفسرين للداودِي 1:338.
(1)
أي: بعد والده، وكانت وفاة والده سنة ثلاث وعشرين وستمائة.
(2)
ما بين القوسين ساقط من النسخ، وهو تكملة يتم بها الوزن.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 378.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 855، والفوائد البهية 101، وكتائب أعلام الأخيار برقم 192.
وسمِع من منصور أبي طَلْحَة البَزْدَوِيّ، صاحب البُخاريّ، وبـ "البصرة" من أبي علي اللُّؤْلُؤِيّ.
وحدَّث.
وكان زاهدًا، مُفْتيًا.
روَى عنه أهلُ "سَمَرْقَنْد".
ومات في شهر رمضان، سنة تسعين ثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
3248 - الشيخ الفاضل عبد الكريم بن يوسف بن محمد بن العبَّاس، أبو نصر، الدِّينارِيّ
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال ابنُ النَجَّار: الفقيه، الحنفي. عُمِّرَ حتى أدركْنا، وسمع منه أصحابُنَا، ولم يتفق لنا لقاؤُه.
وسمع أبا القاسم بن الحُصَيْن، وغيرَه. وحدَّث باليَسير.
وسمع منه القاضي أبو المحاسِن عمر بن علي القُرَشِيّ، وأخْرَج عنه حديثًا في "مُعْجم شُيوخه".
وكانتْ ولادتُه سنة سبعَ عشرةَ وخمسمائة، ووفاتُه في ثالث عشر جمُادَى الأولي، سنة ثلاث وتسعين وخَمْسمائة، ودُفِن بـ "مَقْبرة الخَيْزُران". رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 378.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 856، والفوائد البهية ص 101، وكتائب أعلام الأخيار برقم 398، وهدية العارفين 1:609. ولقبه: "علاء الدين".
باب من اسمه عبد الكريم فقط
3249 - العالم العامل الكامل الفاضل المولى عبد الكريم
*
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، فقال: كان هو والوزير محمود باشا، والمولى إياس عبيدا لمحمد أغا من أمراء السلطان مراد خان الغازي، وقد أتى بهم من بلادهم، وهم صغار، والمولى عبد الكريم والوزير محمود باشا كانا عدلا، والمولى إياس لكونه أكبر منهما، كان هو عدلا لهما، وكان يقول لهما تلطّفا: كما كنت عدلكما على الدابة، فالآن أعدل لكما في الفضيلة.
ثم نصب لهم محمد آغا المذكور معلّما، فأقرأهم، وأرسل محمود إلى السلطان مراد خان، ووهبه السلطان مراد خان لابنه السلطان محمد خان، ونشأ هو معه، ولما انتهت نوبة السلطنة إليه جعله وزيرا، والمولى عبد الكريم قرأ العلوم بأسرها، واشتهر بالفضيلة، وقرأ على المولى على الطوسي، وقرأ أيضا على المولى سنان العجمي من تلامذة المولى الفاضل محمد شاه الفناري.
ثم صار مدرّسا ببعض المدارس، ثم صار مدرّسا بإحدى المدارس الثمان، التي أحدثها السلطان محمد خان عند فتح "قسطنطينية"، ثم جعله قاضيا بالعسكر، ثم عزله، وجعله مفتيا.
ثم مات في أيام سلطنة السلطان بايزيد خان، وله حواش على أوائل "التلويح".
* راجع: الشقائق النعمانيه ص 95.
حكى لي بعض من حضر مجلس محمود باشا أن المولى الشهير بولدان قال يوما للوزير محمود باشا: إني أحبّك محبّة عظيمة، ومن العجب أنك تحبّ عبد الكريم أكثر مني، قال: صدقت، قال: إن عبد الكريم يأخذ بيدك، ويدخلك الجنة، قال: أرجو ذلك منه، قال: كيف؟
قال: كنت رئيس البوّابين عند السلطان محمد خان، كنت مبتلى بشرب الخمر، وأفرطت منها ليلة، فجاء في وقت الصبح المولى عبد الكريم، فطهرت بيتى وأزلت عنه آلات الخمر، وبخرت البيت، حتى لا يطلع عليه، فتكلّمت معه ساعة، ثم قام.
فلمّا وصل إلى الباب وقف، وقال: أكلّمك شيئا، فقال: إنك بحمد الله تعالى من أهل العلم، ولك منزلة عند السلطان، وعن قريب من الزمان تكون وزيرا له، فلا يليق بك أن تصب في باطنك هذا الخبيث، قال فتعرّقت استحياء منه، حتى ترشح العرق من ثوبي، وكان يوما باردا، كنت ألبس الثوب المحشوّ، فكان المولى عبد الكريم سببا لتوبتي، فهل أحبّه أم لا، فقال المولى ولدان: وجبت عليك محبتُه في صميم القلب.
* * *
3250 - الشيخ الفاضل عبد الكريم الصدّيقي، البلكرامي
، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول*
دكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "بلكرام"
(1)
.
* راجع: نزهة الخواطر 6: 168.
(1)
بلكرام بكسر الموحّدة، وإسكان اللام، كسر الكاف الفارسية، بعدها ألف وميم، وهي بلدة معروفة من بلاد "أوده"، قريبة من "قنّوج"،= = نشأ
وحفظ القرآن، وقرأ العلم على من بها من العلماء.
ثم تصدّر للدرس والإفادة.
له شرح على "المقامات الحريرية" بالفارسية، ومقامات عديدة على منوالها، وله شرح على "الشمسية"، صنّفه للشيخ طفيل محمد الأترولوي في ثلاثة أيام، وله غير ذلك من المصنفات.
مات في أوائل القرن الثاني عشر، كما في "مآثر الكرام".
* * *
3251 - الشيخ العالم الفقيه الشهيد عبد الكريم السني الحيدرآبادي
*
دكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المبرّزين في النحو والعربية والكلام وسائر الفنون الحكمية.
أخذ عن القاضي يوسف الشاهجهانبوري، ودرّس مدّة طويلة بـ"حيدرآباد"، فصار المرجع والمقصد للمحصّلين، قتله ياسين المهدوي غرّة محرّم الحرام سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف بـ"حيدرآباد" في أيام سكندر جاه، كما في "تاريخ خورشيد جاهي".
* * *
بها كثير من العلماء والمشايخ، كالسيّد غلام على آزاد، والسيّد مرتضى صاحب "تاج العروس".
* راجع: نزهة الخواطر 7: 332.
3252 - الشيخ الفاضل عبد الكريم الدهلوي، أحد العلماء الصالحين
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: أخذ الحديث عن الشيخ رشيد أحمد بن هداية أحمد الحنفي الكنكوهي، وصحبه مدّة.
ثم سكن بـ"دهلي" عاكفا على الدرس والإفادة، وحصل له القبول العظيم من أهل تلك البلدة.
* * *
3253 - الشيخ الفاضل عبد الكريم الرُّوميّ أحدُ فُضلاء "الدِّيارَ الرُّومية
".
دكره التميمي في "طبقاته"، وقال كان مَملوكًا لبعضِ أمراء السلطان مُراد خان، فعلَّمه وأَدَّبَه.
واشْتغل هو بنفْسِه أيضا، فقرأ على المولَى على الطُّوسِىّ، وغيره.
وصار مُدرّسًا بعِدَّة مدارسَ. ثم وَليَ قضاءَ العَسْكر، ثم مَنْصِبَ الإفتاء.
ومات في أَيام السلطان بايَزيد خان
(1)
.
وكان من العلم والعمل على جانب عظيمٍ.
وله "حَواشٍ" على أوائل "التَّلْوِيح". رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 8: 301.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيُّة 4: 379.
(1)
بويع بالسلطنة لبايزيد خان سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.
3254 - الشيخ الفاضل عبد الكريم الرُّومِيّ، أحدُ فُضلاء "الدِّيار الرُّومية" العُثْمانية السُّلَيْمانِيّة
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال. أخذ عن المولىَ العلامهَ أحمد بن كمال باشا، وغيره. وكانتْ عندَه مشاركةٌ جَيِّدة في فُنونٍ مُتَعدِّدة.
ومات وهو مُدَرِّسٌ بسُلطانيَّة "مَغيسا"، سنة إحدَى وستين وتسعمائة.
-تغمَّده الله برحمته-. انتهى.
* * *
3255 - الشيخ الفاضل عبد الكريم الرُّوميِّ القادِرِيّ الملَقَّب بمُفتي شيخ
* *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قرأ على المولَى بالي، المعروف بِقَرَابالِي، وعلى غيره من فُضلاء تلك الديار.
ودأب، وحصَّل، وصار له في الفقه بَدٌ طُولَى، ومَهارةٌ زائدة.
وجعله السُّلطان سليمان مُفْتيا بتلك الدِّيار.
ثم اشْتغل بالعبادة، والوَعْظ، وغيره من أفْعالِ الخَير.
وذكره في "الشقائق"، وبالَغ في الثَّناء عليه.
وكانتْ وَفاتُه بعد الخمسين والتِّسعمائة
(1)
. رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 380.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِية 4: 380. وترجمته في شذرات الذهب 8: 310، والشقائق النعمانية 2: 150 - 152.
(1)
في الشقائق "سنة خمسين وتسعمائة"، وفي الشذرات "سنة ست وخمسين وتسعمائة".
3256 - الشيخ الفاضل عبد الكريم الزَّيْلَعيّ، أبو حنيفة
*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان فقيها، فاضلا، يتوقَّدُ ذكاةً، وكُنِيَ بأبي حنيفة، لكَثْرة عِنايَتِه بالفُروع.
وكان فصيحا مع كَوْنه زَيْلَعِيًّا. رحمه الله تعالى.
* * *
3257 - الشيخ الفاضل العلامة عبد الكريم الشرواني
* *
أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان يدرّس، ويفيد بـ"دهلي" إلى أيام غياث الدين تغلق شاه الدهلوي، قرأ عليه الشيخ نصير الدين محمود بن يحيى الأودي الكتب الدرسية إلى "هداية الفقه"، و"أصول البزدوي".
* * *
3258 - الشيخ الفاضل عبد الكريم الطوكي، الخطّاط
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 379.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 1920، كشف الظنون 1:497.
* * راجع: نزهة الخواطر 2: 73.
* * * راجع: نزهة الخواطر 8: 300.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان من العلماء المبرّزين في العربية وقرض الشعر.
له مصنّفات عديدة، منها: شرح على رسالة الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي في أصول الفقه، وله منظومة في البلاغة.
* * *
3259 - الشيخ الفاضل عبد الكريم العمروسي
*
شاعر.
من آثاره: "ديوان شعر".
توفي سنة 1020 هـ.
* * *
3260 - الشيخ العالم الفقيه عبد الكريم الكشميري، كان ابن بنت الشيخ يوسف
* *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "كشمير"
(1)
.
* راجع: معجم المؤلفين 5: 320.
ترجمته في هدية العارفين 1: 611.
* * راجع: نزهة الخواطر 6: 169.
(1)
كشمير بكسر الكاف، وفتحها، وسكون الشين المعجمة، والعرب يسمّونها "قشمير" بالقاف، وهي في جهة الشمال الغرب حيث العرض ثلاث وعشرون درجة، وثلاث وثلاثون دقيقة، وهي في جهة الشمال الشرقي=
وقرأ العلم على المفتي أبي الفتح الكشميرى وأمثاله.
ثم رحل إلى معسكر السلطان عالمغير بن شاهجهان، فأقام به زمانا، ثم ولي القضاء بـ"كشمير"، فاستقام عليه أربعا وعشرين سنة، وعزل في آخر أيام عالمغير المذكور، كما في "روضة الأبرار".
* * *
3261 - الشيخ العالم المحدّث عبد الكريم الكنج مرادآبادي
*
أحد المشايخ الأعلام.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: أصله من "بنجاب"، ولد، ونشأ بها.
وقرأ العلم على مولانا أمير أحمد بن أمير حَسَن السَّهْسَواني، وعلى غيره من العلماء، ثم دخل "كنج مرادآباد" حوالي سنة سبع وتسعين ومائتين وألف، وصحب الشيخ العارف فضل الرحمن بن أهل الله البكري الكنج مرادآبادى المحدّث.
وأخذ عنه الحديث، وتففه عليه، وسكن "كنج مرادآباد"، وتزوّج بها ببنت بنت الشيخ.
حيث العرض سبع وأربعون درجة، وأربع وخمسون دقيقة. قال الحموى في "المعجم": إنها مجاورة لقوم من الترك، فاختلط نسلهم بهم، فهم أحسن خلق الله خلقة، يضرب بنسائهم المثل، لهن قامات تامة، وصورة سوية، وشعور أثيثة على غاية السباطة، والطول، تباع الجارية منهم بمائتي دينار وأكثر. انتهى.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 301، 302.
له أرجوزة في لغة أهل "الهند"، سماها "منكايتي"، استقام على الشياخة مدّة، مشغولا بالذكر والإفادة والتربية والإرشاد، بعيدا عن البدع، وما تقيّد به المشايخ من الرسوم، والأعياد، والأعراس.
مات لليلتين بقيتا من ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وألف، وله من العمر ثمانون سنة.
* * *
3262 - الشيخ الفاضل عبد الكريم القونوي الآمدي
*
تخرّج في العلوم بعثمان الدوركي، وبمحمد اليماني الأزهري.
فشاع ذكره، وولي إفتاء. "أمد"، وقصده الطلبة من بلاد بعيدة، وبه تخرّج كثيرون من أمثال ولي الدين الآمدي، وعمر بن الحسين بن علي الحامدي الآمدي، شارح "الوجيز"، وأبي بكر بن أحمد الآمدى، وإسماعيل بن محمد القونوي، محشّي "البيضاوي"، وعلى بن صادق الداغستاني، وغيرهم.
توفي في حدود سنة 1150 هـ، كما في "المجموع في المشهود والمسموع"، وشيخه محمد اليماني توفي بـ "قونية" في حدود سنة 1135 هـ، رحمهم الله تعالى.
* * *
3263 - الشيخ الفاضل العلامة عبد الكريم المدني
* *
* راجع: التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجير ص 35.
* * راجع: تذكرة حياتي للعلامة سلطان ذوق 1: 306.
خطيب شاهي مسجد، أندر قلعة في مدينة "جاتجام" من أرض "بنغلاديش".
وكانت له مودّة ومحبّة مع المفتي عزيز الحق الجاتجامي، مؤسّس جامعة فتيه.
توفي سنة 1388 هـ، رحمه الله تعالى.
* * *
3264 - الشيخ الفاضل عبد الكريم الوارداري مفتي الحنفية بـ "الشام
"*
كان من علماء الدولة العثمانية.
قدم "دمشق"، وأقام بها عدّة سنين.
وحجّ، وعزل عن فتوى "الشام"، فرحل الى "إستانبول".
وأقام يدرس في مدرسة، بناها سنان باشا، إلى أن توفي سنة 1003 هـ.
له "فصل الخطاب في تفسير أم الكتاب".
* * *
3265 - العالم الفاضل المولى عبد الكريم الويزوي
* *
* راجع: الأعلام للزكلي 4: 57.
وترجمته في خلاصة الأثر 3: 13، والخزانة التيمورية 3:312.
* * راجع: الشقائق النعمانيه ص 302.
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، فقال: قرأ على علماء عصره، ثم وصل إلى خدمة المولى الفاضل ابن كمال باشا المفتي.
ثم صار مدرسًا ببعض المدارس، ثم صار مدرسًا بمدرسة جورلي، ثم صار مدرسًا ومفتيا بسلطانية "مغنيسا".
وتوفي وهو مدرّس بها في سنة إحدى وستين وتسعمائة.
كان رحمه الله تعالى عالما فاضلا، قويّ الطبع، شديد الذكاء، لطيف المحاورة، حسن المحاضرة، لذيذ الصحبة، وكانت له مشاركة في العلوم كلّها. نوّر الله تعالى قبره.
* * *
باب من اسمه عبد اللطيف
3266 - الشيخ الفاضل المولى عبد اللطيف بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد المكّي
، نجم الدين بن القاضي شهاب الدين بن العلامة ضياء الدين الهندي *
ذكره الفاسي في "العقد"، قال: سمع من شيخنا إبراهيم بن صدّيق، وغيره من شيوخنا بـ "مكّة"، وسكن بـ"مصر" مدّة، وبها مات سنة ثمان عشرة وثمانمائة في أحد الربيعين فيما أظنّ، وهو في أثناء عشر الأربعين. انتهى. من "طرب الأماثل".
* * *
3267 - الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن أبي الفتح أحمد بن يوسف بن عبد الواحد الأنْصارِىّ
، السَّعْدِيّ، الحلبِيّ، الإمام، نَجْم الدين* *
* راجع: نزهة الخواطر 3: 72، 73.
وترجمته في طرب الأماثل ص 280.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 381. وترجمته في الجواهر المضية برقم 858.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قُتِلَ في وَقْعةِ "حَلَب"
(1)
، في العَشْر الأوْسَط من صفر الخير، سنة ثمان وخمسين وستِّمائة، وقُتِل معه في الوَقْعة، أخوه شيخُ الإسلام فخر الدين يوسف أبو الفضل، الآتي ذكره في محلِّه، إن شاء الله تعالى.
* * *
3268 - الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن إسحاق السنبلهي
، أحد العلماء المشهورين *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بقرية "أفضل كره".
واشتغل بالعلم أياما على والده، ثم سافر إلى "كانبور".
وقرأ الكتب الدرسية على مولانا أحمد حسن الكانبوري، وبعض الكتب على المفتى لطف الله الكوئلى، ثم ولي التدريس بـ"دلمئو"- بفتح الدال المهملة- بلدة من أعمال "رائ بريلى"
(2)
، فدرّس بها زمانا طويلا، ثم ولي الإفتاء بندوة العلماء، فاشتغل به زمانا.
(1)
يعني وقعة التتار بحلب. انظر خبرها في البداية والنهاية 13: 218، والعبر 5:241.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 302، 303.
(2)
رائي بريلي: بلدة عامرة على نهر "سي"، وفيها قلعة من أبنية السلطان حسين الشرقي، وفيها قبر عادل الملك الجونبوري، والشيخ عبد الشكور الأبدال، ونشأ فيها كثير من العلماء والمشايخ، أجلهم السيّد علم الله رحمه الله تعالى، وابنه السيّد محمد، وحفيده محمد عدل، والسيّد أحمد الشهيد=
ثم ولي التدريس بدار العلوم في "لكنو"، فدرّس بها مدّة مديدة.
ثم سافر إلى "الحجاز"، فحجٌ، وزار، وأقام بها ثلاث سنين، ثم رجع، وسكن مدّة طويلة بزاوية الشيخ محمد علي بن عبد العلي الحسيني الكانبوري ببلدة "مونغير".
وكان يدرّس، ويفيد بها، ثم سافر إلى "حيدرآباد"، وولي التدريس بالجامعة العثمانية سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف، (ومكث بها مدّة طويلة يدرّس، ويفيد، حتى آلت إليه رياسة القسم الديني في الجامعة.
ثم أحيل إلى المعاش، وانتخب رئيسا للقسم الديني في جامعة عليكره الإسلامية حوالي سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وألف، ومكث نحو عشر سنوات، حتى أحيل إلى المعاش مرّة ثانية في سنة سبع وستين وثلاثمائة وألف، فاعتزل في بيته يدرّس في الحديث، ويشتغل بالمطالعة والتأليف.
كان ذكيًا، حادّ الذهن، له مشاركة جيّدة في الفقه والحديث، وعناية بالتجارة وتنمية الأموال، وكان من العلماء الذين بسط الله لهم في الرزق، ووسع لهم، وكان ذا خبرة وإطلاع، وممارسة للأمور، لطيف العشرة، فكه المحاضرة.
له شرح على "جامع الترمذي"، سماه "شرح اللطيف"، إذا طبع كان في عدة مجلّدات كبار، وله "لطف الباري في شرح تراجم أبواب البخاري"، وله رسالة في أصول الحديث، كلّها بالعربية، وله "مشكلات القرآن"، و"تاريخ القرآن"، و"تذكره أعظم" في سيرة الإمام أبي حنيفة، و"صرف لطيف"، و"نحو لطيف"، كلّها في أردو، وبعض رسائل علمية.
مات لاثني عشر خلون من جمادى الآخرة، سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وألف بـ"عليكره"، ودفن بها.
* * *
= المجاهد، والسيّد المحدّث قطب الهدى، والسيّد أبو سعيد، والسيّد محمد ظاهر، وخلق آخرون.
3269 - الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن أبي بكر بن أحمد بنعمر الشَّرْجِيّ
، بفتح المعْجَمة وسُكون الرّاء بعدَها جيم، الزَّبيدِيّ، الفقيه، النَّحْوِيّ، سراج الدين*
دكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِدْ سنة أربعين، أو بعدَها.
ومهر في العربية.
وشرح "الملْحَة"، ونظَم "مُقدِّمة ابن بابشاذ"، وله غيرُ ذلك من التَّآليف.
وكان مُشاركا في عِدَّة علومٍ.
قال ابنُ حَجَرٍ: وقد سمع عليّ بـ "زَبيدَ" شيئًا من الحديث، في سنة ثمانمائة.
وكان الملك الأشْرَفُ إسمْاعيلُ قد اشْتغل عليه بالعربية.
مات في سنة اثنتين وثمانمائة. رحمه الله تعالى.
ذكره ابنُ طُولُونَ في "الغُرَف العَلِيّة". وذكرَه الجلالُ السُّيوطِيّ، في "طبقات النُّحاة".
ونقلَ عن الخزرَجيّ، أنَّه قال في حقِّه: شيخُ نُحاة "مصر"، وإمامُهم في عصره، أخذ العربية عن محمد بن أبي بكر الرُّوكِيّ
(1)
، ولازَم ابن بَصِيص
(2)
في
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 381.
وترجمته في إنباء الغمر 2: 121، 122، وبغية الوعاة 2: 107، وشذرات الذهب 7: 17، والضوء اللامع 4: 325، وكشف الظنون 1: 127، 1631، 1795، 1817، وهدية العارفين 1:616.
(1)
في بعض النسخ "الزوكي"، والمثبت من الضوء.
(2)
في بعض النسخ "نصيص"، والمثبت من الضوء.
النحو والأدب، وجلَس بعدَه مكانه، وعكَفَ عليه الطَّلَبة، ووَلي مَوضِعَه تَدْريس النحو بـ"الصَّلاحِيَّة"، ورَحل إليه الناس، وانْتشَر ذِكرُه في البلاد، ودرَّس الفقه بـ"الرَّحمْانِيَّة بـ "زَبيدَ".
وذكر أنَّه صنَّف غير ما ذكر "نَظْم مُخْتصر الحسن بن أبي عَبّاد" في النَحو، و"الإعْلام كواضع اللام في الكلام".
* * *
3270 - الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن بَهاء الدين بن عبد الباقي البهائي
*
أديب باحث، من فقهاء الحنفية.
من أهل "بعلبك".
تعلم بها، وبـ "دمشق".
ورحل إلى "القسطنطينية"، فولي قضاء "طرابلس الشام"، فقضاء "بلغراد"، ثم قضاء "فلبه"، فتوفي بها سنة 1082 هـ.
له كتب، منها:"شرح فصوص الحكم" لابن عربي، و"قرة عين الطالب"، و"نظم متن المنار" في الأصول، 903 أبيات، و"شرح ديوان أبي فراس" بخطه سنة 1075 هـ، كما في معهد المخطوطات.
قال المحبي: أبدع فيه كلّ الإبداع، وله نظم حسن.
* * *
* راجع: الأعلام للزكلى 4: 58.
ترجمته في خلاصة الأثر 3: 14، والكتبخانه 2: 91، وهدية العارفين 1: 617، ومجلة معهد المخطوطات 3:21.
3271 - الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن الشيخ جمعيت علي
*
المدير العام وأستاذ الحديث بجامعة مظاهر العلوم.
ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد ببلدة "بورقاضي" بمديرية "مظفّرنكر" عام 1299 هـ على ما أظنّه.
وبعد أن حفظ القرآن الكريم التحق بمظاهر العلوم عام 1315 هـ، وهو في السادس عشرة سنة من عمره، وابتدأ تلقّي العلم بكتب:"ميزان الصرف"، و"قال أقول"، و"بوستان"، وأكمل المنهج النظامي تدريجيا، ثم دخل في قسم الفنون عام 1323 هـ.
وقرأ الصحيحين: "البخاري"، و"مسلم"، و"سنن أبي داود"، و"الترمذي"، و"ابن ماجه" على الشيخ خليل أحمد، و"سنن النسائي" على الشيخ عنايت إلهي، و"مشكاة المصابيح" على الشيخ ثابت علي، ونجح في الامتحان السنوي للصفّ النهائي بعلامات ممتازة، فحصل له "تفسير البيضاوى"، و"المسامرة"، و"شرح المسايرة"، و"تاريخ تيموري"، و"فتوح الشام" على طريق جائزة.
وبعد أن تخرّج فيها عين أستاذا عام 1323 هـ، وأسند تدريس "شرح الوقاية"، و"شرح التهذيب"، و"المير قطبي"، و"الهدية السعيدية"، و"فصول أكبري"، و"أصول الشاشي"، ثم انتخب أستاذ الحديث في شوّال 1339 هـ،
* راجع: علماء مظاهر العلوم سهارنبور وإنجازاتم العلمية والتأليفية للسيد محمد شاهد الحسني 2: 297 - 301، وعلماء ديوبند وخدماتهم ص 125 - 127.
وبما أن الشيخ خليل أحمد كان عاكفا على تأليف كتابه "بذل المجهود"، فقسمت عدّة دروسه على شتى الشيوخ، فأسند إليه تدريس "البخاري"، و"الترمذي"، فعلى هذا النحو ولي تدريس الحديث أول مرة، كان عالما جيّدا، يدرّس كلّ فن دون كلفة، ماهرا، متضلّعا في كتب المنهج النظامي، فدرّس "البخاري" لأعوام طوالا، إلى جانب ذلك درّس "شرح معاني الآثار" للطحاوي، و"الشاطبية"، و"المطوّل"، و"الملا حسن"، و"التهذيب"، و"تلخيص المفتاح"، و"منية المصلّي"، و"تفسير ابن كثير"، و"رسم المفتي"، وما إلى ذلك عدّة مرات.
ولما سافر الشيخ خليل أحمد إلى "الحجاز" للسعادة بالحجّ والزيارة عام 1333 هـ ولي مديرا موقّتا، فقام بمسؤولياته بكلّ قوة وتيقّظ، وحزم ونشاط، مما دفع المسؤولين عنها إلى أن يعترفوا يجدارته وأهليته وصلاحيته، كما تدلّ على ذلك ألفاظ آتية للتقرير عن المدرسة: إن المولوي عبد اللطيف قد أنهى المراحل التعليمية بهذه المدرسة من البداية إلى النهاية بقصوى الجدّ والجهد والنشاط، وهو سليم الطبع، وجيّد المزاج والمذاق، وحدة الذهن والعقل، وغاية الذكاء والفطنة، هو ذو الجدّ والكدّ الوافر، ومكبّ على التدريس والإفادة منذ عهد الطلب، ومما وهبه الله خاصّة المهارة في الفنون العربية إلى حدّ يستطيع بها أن يدرّس الكتاب في كلّ فنّ دون كلفة، قهذه نعمة من نعم الله، يعرف تقديرها رجال العلم والدين حقّ المعرفة، كما بقى يدرّس ويفيد كلّ فن منذ إحدى عشرة سنة.
له القدم الراسخة في الحديث والفقه، فظلّ يعلّم هذا العام بكلّ عناية واهتمام، ويقوم بالشؤون التعليمية بمساعدة رئيس المدرسة بأحسن القيام، فلم يحدث فيها شئ من النقص الانخفاض، كما عاون رئيسها في إدارة وتنظيم ما يتعلّق بها من أمور أخرى.
فجملة القول فيه: إن من يجيد ويحسن في القيام بالشؤون التعليمية والإدارية منذ ما فوّض إليه المنصب، فيرجى منه أنه لسيكون خلفا صالحا لكبار مشايخه في المستقبل، فزاد الله تعالى المولوي عبد اللطيف علما وعملا، يوما فيوما، آمين ياربّ العالمين!
وكان عهده عهدا زاهرا واضحا جليا بكلّ اعتبار، فارسخت دعائم مظاهر العلوم، وثبتت وتقوّت بالنسبة إلى المال والتنظيم والتنسيق، وتأثر به كلّ من ورد وزار وشاهد تأثرا غير عادي، ورجع معربا عن انفعالاته وانطباعاته، ومعترفا بما فيها من حسن التنظيم، حيث كان يقول الشيخ المقرئ محمد طيّب، رئيس دار العلوم ديوبند: إن دار العلوم عظيمة بالنسبة لمبانيها، ومظاهر العلوم بالنسبة لنظامها وإدارتها، لكونها تسير برياسة الشيخ عبد اللطيف.
رحلتان إلى بورما:
قد سافر إلى "رنكون" /"بورما" مرتين ليعرّف المدرسة بأهلها، ويجمع التبرّعات لها، فرحل مرة أولى مع الشيخ خليل أحمد، والشيخ منظور أحمد خان، والشيخ محمد زكريا القدّوسي في شعبان 1323 هـ، فعاد مع الشيخ محمد زكريا القدوسي، والشيخ منظور أحمد خان في رمضان المبارك لأجل النهوض بشؤون المدرسة الإدارية، ورجع الشيخ خليل أحمد في شوال.
وارتحل مرة ثانية مع الشيخ أمير أحمد الكاندهلوي، والشيخ المفتي مظفّر حسين الأجراروي عام 1373 هـ حيث سافر من "دهلي" إلى "كلكته" في 24 صفر، وأقام بها لمدة أسبوع، ثم سافر إلى "رنكون" على متن طائرة بغرة ربيع الأول 1372 هـ، فاستقبلهم علماء "رنكون"، وتجّارها وجهاءها بمطارها، فنشرت الصحف والجرائد في "بورما" نبأ قدومهم بخطّ بارز بأعلى من الصفحات، وذلك في 9 نوفمبر 1372 هـ، وأعلنوا انعقاد احتفالات، وأعربوا عن الفرح والسرور بقدومهم الميمون، حتى أصدرت
صحيفة "دور جديد" اليومية نظام أوقاته، ومختارات من مواعظه ومفهوم رحلاته، بصفة خاصة، كما قد نشرت أهمّ مواعظه في كتيبات منفردة، ثم عادوا منها صباح السبت 20 جمادى الثانية 1373 هـ، ووصلوا إلى "جاتجام" على متن طائرة، فساروا من هنا إلى "داكا" فيمكن لنا أن نقسّم مجموع ما قاموا به من خدمات الدين خلال هذه الرحلات الطويلة المستغرقة لأربعة أشهر على خمسة عناوين آتية:
1 -
نشر المذهب القيّم
2 -
إنشاء المدارس الجديدة
3 -
توفير المدارس القديمة إشارات وتوجيهات مهمة ضرورية
4 -
زيارة المؤسسات والجامعات العليمة
5 -
الاجتماع برجال العلم والدين وتوجيه التعلميات الضرورية إليهم على ما تتطلبه الحال لبقاء الإسلام وصيانته.
بايع الشيخ خليل أحمد السهارنفوري، وعمل مما لقَّنه من الأوراد والأذكار، وعند ما وقعت له رحلة "بورما" عام 1373 هـ، أجازه الشيخ محمد زكريا المرحوم بألفاظ متواضعة للغاية، يقول: إنك أستاذ كبير من كباري، ولكن أرجو منك مدفوعا إليه بأن "بورما" في أمس الحاجة إلى نشر الطريقة والسلوك، فإذا سألك أحد فبايعه منى.
كان مصابًا بمرض منذ مدة طويلة، لم يتمتع بشيء من الصحّة خلالها، حتى ظهرت له رحلة طويلة لـ "بورما" بعد عودته اشتدّ مرضه شيئا فشيئا، حتى وافاه الأجل صباح يوم الاثنين 2 ذي الحجّة. 1373 هـ، ودفن في الثانية والنصف مساءا بمقبرة الحاج شاه كمال الدين رحمه الله رحمة واسعة، كانت كتاباته ذات أدلة قوية راسخة، لما وجّه إليه سؤال أياما يردّ عليه ردا قويا مفحما.
* * *
3272 - الشيخ الفاضل مولانا الحاج عبد اللطيف بن جَنْدُو مِيَان الكُمِلائي
*
ولد سنة 1345 هـ في قرية "دَابِرغَر" من مضافات "قَصْبه" من أعمال "كملا".
قرأ مبادئ العلم على أمّه، ثم التحق بالمدرسة الفرقانية في قريته، وقرأ عدّة سنين العلوم العصرية في إسكول، ثم التحق بالجامعة اليونسية، وقرأ فيها العلوم الدينية من البداية إلى النهاية، وقرأ كتب الصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية فيها.
وبعد الفراغ التحق مدرسا بالجامعة اليونسية بأمر أستاذه فخر البنغال العلامة تاح الإسلام، رحمه الله تعالى، كان يدرّس كتب الحديث والتفسير، فأفاد، وأجاد.
توفي 1426 هـ، ودفن في "مقبرة مُؤرَائيل" في مدينة "برهمنْباريه".
* * *
3273 - الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن حبيب شاه البهتي، السندي
* *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح.
سكن بقرية "بهت" على ثلاثة أميال من "هاله كندي".
* راجع: مشايخ برهمنباريه ص 281 - 284.
* * راجع: نزهة الخواطر 6: 169.
مات سنة خمس وستين ومائة وألف، فارّخ لموته بعضهم "من رضوان حق"، كما في "تحفة الكرام".
* * *
3274 - الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن حسن الجالقي، الدمشقي، المعروف بالقزديري
*
عالم، فقيه، شاعر. ولد سنة 986 هـ.
توفي بـ "دمشق" سنة 1043 هـ.
من آثاره: "منظومة في العادات"، وله شعر كثير.
* * *
3275 - الشيخ الفاضل مولانا عبد اللطيف، المعروف ببِيْرجِي بن مولانا صالح محمد الجالندهري
* *
ولد سنة 1328 هـ في "رائبُور كُجْرَان" من أرض "الهند".
قرأ مبادئ العلم على والده، ثم التحق بالمدرسة الرشيدية بـ "رائبُور".
من كبار أساتذته فيها: المفتى فقير الله الرائبُوري، ومولانا فضل أحمد الرائبُورى، رحمهما الله تعالى.
* راجع: معجم المؤلفين 6: 9.
ترجمته في خلاصة الأثر 3: 16، 17، وهدية العارفين 1:617.
* * راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 373 - 376.
بايع في الطريقة على يد الشاه عبد القادر الرائبُوري، ولقّبه ببيْرجي، وحصلت له الإجازة للإرشاد والتلقين منه.
وبعد تقسيم "الهند" هاجر إلى "باكستان"، واختارء الإقامة في "جيزه" من أعمال "ساهيوال"، وبنى مدرسة تجويد القرآن في "جيزه"، وانسلك بتحريك ختم النبوّة في قيادة أمير الشريعة العلامة السيّد عطاء الله شاه البخاري، رحمه الله تعالى.
توفي ثاني جمادى الآخرة سنة 1393 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبره "جيزه".
* * *
3276 - الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن عبد الحق الطرابلسي، الشهير بالمغربي
*
من القضاة.
له "الرسالة المخلصة لمن ابتلي بكيّ الحمصة".
توفي سنة 1143 هـ.
3277 - الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن أحمد بن عمر، المدعو بصيري
* *
* راجع: معجم المؤلفين 6: 10. وترجمته في هدية العارفين 1: 619.
* * راجع: معجم المؤلفين 6: 10.
ترجمته في هدية العارفين 1: 619.
متكلّم. توفي في حدود سنة 1145 هـ.
من آثاره: "الرشاد الهادي إلى الإرشاد" في العقائد والكلام.
* * *
3278 - الشيخ الفاضل مولانا عبد اللطيف بن عبد الغني النواخالوي
*
ولد سنة 1343 هـ في قرية "سونابور" من مضافات "رائبور" من أعمال "نواخالي".
قرأ مبادئ العلم على أبيه، ثم ارتحل إلى "دكا"، والتحق بالمدرسة العالية دكا، وقرأ فيها كتب الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية، وقرأ فاتحة الفراغ سنة 1372 هـ.
من أساتذته: العلامة ظفر أحمد العثماني، صاحب "إعلاء السنن"، ومولانا نذير الدين، رحمهما الله تعالى.
وبعد إكمال الدراسة التحق بالمدرسة العالية الكرامتية، وكان يدرّس فيها كتب الحديث والتفسير.
* * *
3279 - الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن على البروتي
(نور الدين، فتح الله) * *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 239.
* * راجع: معجم المؤلفين 6: 13. ترجمته في فهرس الفهارس 2: 148.
فقيه. ولي الإفتاء بـ"بيروت"، وبـ"دمشق"، وتوفي سنة نيّف وخمسين ومائتين وألف. له "ثبت".
* * *
3280 - الشيخ الفاضل مولانا عبد اللطيف بن غلام ربَّاني بن مِيَان جمال الدين البالاكوتي
*
ولد سنة 1338 هـ في قرية "مِيَان جمالآباد" من مضافات "بالاكوت" من أعمال "مانْسَهرَه"، من أرض "باكستان".
مات أبوه وهو ابن ثلاث سنين.
قرأ مبادئ العلم، و"كلستان"، و"بوستان" للشيخ مصلح الدين السعدي الشيرازي على جدّه، ثم التحق في حلقة الدرس لمولانا ولي الله بـ "بالاكوت"، وقرأ عليه سبع سنين، ثم سافر إلى "لاهور"، والتحق بمدرسة حزب الأحناف، وقرأ فيها مدّة، ثم قرأ في عدّة مدارس في بقاع شتى، ثم سافر إلى أزهر الهند دار العلوم. ديوبند، والتحق بها، وقرأ "صحيح البخاري" على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، و"جامع الترمذي" على السيّد فخر الدين المرادآبادي، و"سنن أبي داود" على العلامة محمد إدريس الكاندهلوي، و"سنن النسائي" على مولانا بشير أحمد البلندشهري، و"سنن ابن ماجه" على مولانا عبد الحق الأكروي، وقرأ "الموطأ" على مولانا عبد الخالق، رحمهم الله تعالى.
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 10: 367 - 373.
وبعد إكمال الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، والتحق بمدرسة في رَاوَلْفِنْدِي، ثم حجّ بيت الله الحرام سنة 1392 هـ، ثم مرة ثانية سنة 1399 هـ، وانسلك بجمعية علماء إسلام "باكستان".
توفي سادس رجب سنة 1414 هـ، وصلّى على جنازته نجلُه السعيد مولانا سعيد أحمد، ودفن في مقبرة آبائه.
من تصانيفه: "قانونجه فارسي".
* * *
3281 - الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن الفضل الهاشِمِيّ
، أسْتاذ محمد بن إبراهيم [بن محمد]
(1)
بن عثمان المهْدَوِيّ،
الآتي ذكرُه، إن شاء الله تعالى*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: تفقَّه عليه بـ "حلَب".
قالَه في "الجواهر" من غيرِ زيادة.
* * *
3282 - الشيخ الفاضل مولانا عبد اللطيف بن المولوي مجيب الرحمن الكُمِلائي
* *
(1)
تكملة من ترجمته الآتية في موضعها.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 382.
وترجمته في الجواهر المضية برقم 859.
* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 219.
حصّل مشد الفاضل من جامعة إلهآباد
(1)
.
ثم تلقّى الحديث من مدرسة رامبُور، وعيّن محدّثا في المدرسة العالية سَرسِيْنَه، ودرّس فيها كتب الأدب والتفسير والحديث اثنتي عشرة سنة.
* * *
باب من اسمه عبد اللطيف بن محمد
3283 - الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن محمد بن أحمد، ابن الغزي
، فقيه، حنفي، متأدّب، من أهل "بروسة" يعرف بغزّي زاده*
له كتب، منها:"حاشية على الدرر" فقه، مجلّد كبير، في أوقاف "بغداد"، و"زبدة البيان في تفسير بعض سور القرآن"، و"الواقعات" في التصوّف، و"المنتخب من لغة العرب".
(1)
إله آباد: يحدّها من الشرق صوبة "بهار"، والغرب صوبة "آكره"، والشمال "آوده"، والجنوب "باندهو كده"، طولها ستون ومائة ميل، وعرضها عشرن ومائة ميل،
…
ولها عشرة "سركارات"، وسبع وأربعون عمالة. أما "سركاراتها" فهى "إله آباد"، "غازي بور"، "بنارس"، "جون بورا"، "جنار كدة"، "كالنج"، "كورا"، "ما نكبور". "كده"، "بهته".
* راجع: الأعلام للزكلي 4: 61.
وترجمته في المستدرك على الكشاف 82، وهدية العارفين 1:618.
توفي سنه 1247 هـ.
* * *
3284 - الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن محمد
، ثلاث محمَّدينَ، بن محمود، أوْحَد الدين بن أبي الفضل ابن الشِّحْنَة، أخو محبّ الدين محمد*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة.
وتفقَّه بأبيه، والبدر ابن سَلامة.
ودَخل "القاهرة"، وأخذَ بها عن قارئ "الهداية"، والعِزِ عبد السّلام البغْدادِيّ.
ووَليَ قضاءَ "صَفَدَ". مِرَارًا، ونابَ في "القاهرة" عن التَّفَهْنِيّ.
ومات بها في الطَّاعون، سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة. رحمه الله تعالى.
* * *
3285 - الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن محمد بن مصطفى المتخلّص بلطفي
، الشهير برياض زاده* *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 382.
وترجمته في الضوء اللامع 4: 338.
* * راجع: الأعلام للزكلي 4: 60.
وترجمته في هدية 1: 617، ودار الكتب 2:1.
فقيه، حنفي، لغويّ، من علماء "الروم".
كان قاضيا في "أسكدار".
له "أبكار الأبكار" فيما يغلط به اللغويون، ألّفه للسلطان محمد الرابع العثماني، مرتّبا على الحروف، وكتاب في أسماء الكتب على نسق "كشف الظنون"، في مجلّد صغير.
توفي سنة 1078 هـ.
* * *
3286 - الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن محمد بن يوسف بن الحسن
بن محمد بن محمود بن يوسف الزَّرَنْدِيّ، سِراج الدين، أبو أحمد*
قال ابنُ حَجَرٍ: كان عفيفًا، فاضلا، رأس بعدَ والدِه، وسمع من الجَمال المطَرِيّ في "تاريخ المدينة" له، وحدَّث به، وسمعه منه أبو حامد ابن ظهيرة.
مات سنة
…
(1)
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 383.
وترجمته في الدرر الكامنة 3: 24.
وفيه: "الرندي" مكان: "الزرندى". وفي النسخ: "الزيدي".
والتصحيح من ترجمة والِده في الدرر الكامنة 5: 63. وكانتْ وفاة والِده سنة سبع أو ثمان وأربعين وسبعمائة.
(1)
بياض في النسخ، وفي الدرر.
3287 - الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن محمد البرسوي، المعروف بغزي زاده
*
فقيه، صوفي.
من تصانيفه الكثيرة: "حاشية على درر الحكّام شرح غرر الأحكام" في فروع الفقه الحنفي، و"مجمع الفروق هاديا إلى أصوب الطروق"، و"روح القدس"، و"عندليب العشّاق"، و"الدرة البيضاء في بيان شرف المصطفى". توفي سنة 1247 هـ.
* * *
3288 -
الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن الملك، الإمام، العالم، الفاضل، البليغ، الكامل، الذي انْتفع الناس بتآليفه، واسْتفادوا من تصانيفه، عِزُّ الدين، الشّهير بابن فرشته
(1)
* *
* راجع: معجم المؤلفين 6: 14. ووترجمته في هدية العارفين 1: 618، وإيضاح المكنون 1: 465، 2: 435، 526.
(1)
فرشتا أو فرشته: هو الملك.
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 383.
وترجمته في البدر الطالع 1: 374، وشذرات الذهب 7: 342، والشقائق النعمانية 1: 108، والضوء اللامع 4: 329، والفوائد البهية 107، 108، وكتائب أعلام الأخيار برقم 630، كشف الظنون 1: 231، 375، 853، 2: 1601، 1689، 1825، 2021، وهدية العارفين 1:617. وهو عبد اللطيف بن عبد العزيز بن أمين الدين.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وكان إمامًا فاضلا فقيها، أصوليًّا، وكان مُؤدِّبا للأمير محمد بن أيدين، ووَليَ تدْريس المدرسة المنْسوبة إليه بمدينة "بتره". وكان ماهرا في أكثر العلوم.
ومن تَصانيفه: "مجمع البحرين"، و"شرح مَشارق الأنْوار"، و"شرح المنار"، و"شَرح الوِقاية"، وله غيرُ ذلك. رحمه الله تعالى.
قلت: في الشقائق "ورأيت له رسالة لطيفة من علم التصوّف، تدلّ تلك الرسالة على أن له حظّا عظيما من معارف الصوفية المتشرّعة، وكان للمولى المذكور أخ من أصحاب فضل الله التبريزي، رئيس الطائفة الضالّة الحروفية، ويا سبحان الله! هذا ملح أجاج، وذاك عذب فرات.
قال الإمام اللكنوى رحمه الله تعالى: هذا يدلّ على أن "شرح الوقاية" لمحمد بن عبد اللطيف، لا لعبد اللطيف، لكن دكر صاحب "الكشف" أن له شرحا على "الوقاية"، ذكر في شرحه أنه شرحه حين أقرأه ابنه جعفر، لكنه بقي في المسودة، فبيّضه ابنه محمد. وقال في الديباجة: كان أبي قد ألّف شرحا لـ"لوقاية"، لكن لما ضاعت النسخة التي بيّضها قبل الانتشار، وخفت ضياع التصنيف بالكلية، كتبت من مسودتها، مع بعض الإلحاقات شرحا آخر، إلخ. ولذلك ترى شرحين لـ"لوقاية" منسوبين إلى ابن ملك، أول شرح ابنه محمد: الحمد لله الذى جعل العلم أربح المتاجر، إلخ. انتهى. وقد طالعت من تصانيفه "شرح مجمع البحرين"، و"شرح مشارق الأنوار"، و"شرح المنار"، كلها مفيدة، وقد ذكر السخاوى أيضا أن له شرحا على "الوقاية"، لكن لم يقف على ترجمته، حيث قال في "الضوء اللامع": عبد اللطيف بن عبد العزيز بن أمين الدين بن فرشتا الحنفي، وفرشتا هو الملك، ولذا كان يكتب بخطّه ابن ملك متأخّر، لم أقف له على ترجمة، وله تصانيف، منها:"شرح المشارق" للصفائي، و"شرح المجمع"، و"شرح المنار"، و"الوقاية".
* * *
3289 - الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن نصر الله بن عليّ بن منصور بن عليّ بن الحسين بن الكَيَّال
، أبو المحاسن بن أبى الفتح، ذكره التميمى في "طبقاته"، وقال: هو من أهل. "واسط"*
قال ابنُ النَّجَّار: كان فقيها، فاضلا، حسَن المعرفة بمذهب أبي حنيفة.
وتوَلَّى قضاءَ "واسط"، بعدَ وفاة أبيه، من ذي الحجّة، سنة ستِّ وثمانين وخمسمائة، إلى أن عُزِل عنها، في شَوَّال، سنة سبع وثمانين وخمسمائة، فبَقِي مَعْزولا إلى أن أُعيدَ إلى القضاء ثانيا، في ربيع الأول، سنة تسعين، ثم إنَّه استناب على القضاء بمشهد أبي حنيفة في سنة أربع وتسعين، ثم أُعيدَ إلى قضاء "واسط"، مضافا إلى القضاء، إلى أن عُزِل عنهما، واعْتُقِلَ بديوان "واسط"، واسْتَمرَّ في الاعتقال إلى أن تُوُفِّيَ في نصف شعبان سنة خمس وستِّمائة.
وذكره المنْذِرِيُّ في "التَّكملة في وَفَيات النَّقَلة"، وذكر أنَّ مولدَه سنة أربعين وخمسمائة، وأنَّه تفقَّه على والِدِه.
وسيأتي والِدُه في مَحلِّه إن شاء الله تعالى. وتقدَّم أخوه عبد الرحيم.
* * *
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 384.
وترجمته في التكملة لوفيات النقلة 3: 255، 256، والجامع المختصر لابن الساعي 9: 280، 281، والجواهر المضية برقم 860. وانظر:"ابن الكيال" في الأبناء.
باب من اسمه عبد اللطيف فقط
3290 - الشيخ الصالح عبد اللطيف الأمروهوي
، المهاجر إلى "مكّة المشرّفة*، والمدفون بها، من نسل الشيخ عبد الله الرضوي الأمروهوي*
دكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال-: ولد، ونشأ بـ "أمروهه".
وسافر للعلم إلى "بلكرام"، و "قَنُّوج"، وقرأ على السيّد نعمة الله الحسيني البلكرامي، ثم لازم، لشيخ حبيب الله القَنُّوجي، وأخذ عنه الطريقة.
وسافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، وأقام بـ "مكّة المباركة" زمانا، ثم عاد إلى "الهند"، ليذهب بوالدته العفيفة إلى "الحجاز"، ويسكن بها، وكانت توفّيت قبل أن يصل إلى "أمروهه"، فرجع إلى "مكّة"، وعاش بها خمسين سنة، وحجّ في كلّ سنة، وسافر إلى "المدينة المنوّرة"، وزار ثلاثين مرّة.
وكان لطيف الطبع، رقيق القلب، ذا سخاء وإيثار ومروءة، ذكره البلكرامي في "مآثر الكرام". قال: ولما سمع بقدومي من "طيبة الطيبة" استقبلني، وأنزلنى في داره، فلبثت بها خمسة أشهر.
مات سنة سبع وخمسين ومائة وألف بـ "مكّة"، فدفن في "المعلاّة".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 6: 169، 170.
3291 - الشيْخ العالم الصالح عبد اللطيف البرهانبوري
، الشيخ المشهور المتفق على ولايته وجلالته*
دكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان يعتقد بفضله وكماله عالمغير بن شاهجهان سلطان "الهند"، يكرمه. غاية الإكرام، ويذكره في كثير من رسائله، ويتواضع له، ويتردّد إليه، وإِن يستطع يبعث إليه الرسائل، قلّما يخلو أسبوع أو شهر من ذلك، كما في "منتخب اللباب".
وكان يشدّد في الأمر والنهي، ويحتسب على الناس، ولا يخاف في الله أحدا، وكان يتّجر، ويسترزق بها على وجه الحلال، وما كانت له خادم غير صاحبته، وكان لا يأذن لعامة الناس أن يدخلوا عليه، ولا يفتح بابه لهم في كثير من الأحيان، ولا يقبل النذور والفتوحات، ولا يدع أحدا يبايعه.
وكان ناسكا، صوّاما، قوّاما، ذاكرا لله سبحانه في كلّ أمر، رجّاعا إليه في سائر الأحوال، وقّافا عند حدوده وأوامره ونواهيه، أمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، وكان يحتسب على الشيخ برهان الدين الشطاري البرهانبوري، ويقول: إنه مبتدع، لاستماعه الغناء، ولتواجده في ذلك.
توفي سنة ستّ وستين وألف بمدينة "برهانبور"، فأرّخ لوفاته بعض الناس من "ستون دين افتادا"، كما في "تأليف محمدي"، وفي "مرآة عالم": إنه توفي سنة ستنِن وألف، وتاريخه "آه زان شيخ كامل".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 5: 268.
3292 - الشيخ الفاضل العلامة عبد اللطيف السلطانبوري
، أحد العلماء المبرّزين في العلوم الحكمية*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: قرأ الكتب الدرسيّة على الشيخ جمال الدين اللاهوري، وأخذ المنطق والحكمة عن العلامة فتح الله الشيرازي.
ثم درّس، وأفاد، وظهر فضله بين العلماء، فجعله شاهجهان بن جهانغير معلّما لولده دارا شكوه في حياة والده جهانغير، فلم يزل يعلّمه، وكان شاهجهان يجزل عليه الصلات والجوائز، فلمّا كفّ بصره رخصه إلى بلدته، وأعطاه قرى عديدة، فرجع إلى بلدته، والتزم التفسير والموعظة، مع الطريقة الظاهرة والصلاح، كما في "بادشاه نامه"، و"عمل صالح".
وفي "مرآة عالم": إن شاهجهان جعله معلّما لولده عالمغير.
وقد سمع بختاور خان صاحب "المرأة" من عالمغير أنه كان يقول: إن له حقّا عظيما عليّ، لأني كلّ ما أخذت من العلوم والفنون أخذته عنه، لأنه كان يجتهد في الإفادة، ولا يتساهل في ذلك، خلافا لغيره من الأساتذة، فإنهم كانوا يراعون جانبي، ويلاحظونني، فيتساهلون في تعليمي. انتهى.
توفي سنة اثنتين وأربعين وألف، فأرّخ لوفاته بعض أصحابه من قوله:"آفتاب علم را آمد كسوف"، كما في "مرآة عالم"، فما في "تذكرة العلماء": إنه مات سنة ستّ وثلاثين وألف، لا ينبغي أن يعتمد عليه.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 5: 268، 269.
3293 - الشيخ الفاضل عبد اللطيف القَسْطَمُونِيّ
، أحدُ فُضلاء "الدِّيار الرُّومية"*
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قرأ على المولَى شيخ محمود القاضي بالعسكر في ولاية "أناطولِي"، وغيره.
ودرَّسَ بعِدَّة مَدارسَ؛ منها: إحدَى الثَّمان.
ووَليَ قضاءَ "أدِرْنَةِ"، ثم عُزِلَ عنه.
ومات سنة تسع وثلاثين
(1)
وتسعمائة.
وكان مِن خِيار الناس؛ عِلْمًا، وعملا. رحمه الله تعالى.
* * *
3294 - الشيخ الفاضل عبد اللطيف، الإمام العالم العلامة القُدوة، افْتخار الدين الكَرْمانِي
* *
دكره السَّخاوِيُّ في "الضوء اللامع"، وقال: قَدِمَ "القاهرة" مرَّتين؛ الأولى في سنة ثمان وثلاثين، ونزَل بـ"قاعة الشافعية"، من "الصَّالحية"، وتَصَدَّى للإقْراء، وأخذ عنه العلامة قاسم بن قَطْلوبُغا، والشمس الأمْشاطِيّ.
وحكى عنه، أنَّة كان يقول: طالعتُ "المحيط البُرْهانِيّ" مائة مَرَّة.
* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 384.
وترجمته في الشقائق النعمانية 2: 63 - 65.
(1)
في الشقائق "وأربعين".
* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 385.
وترجمته في الضوء اللامع 4: 340، ومعجم المؤلفين 6:13.
وكانْ فصيحا، مُستحضِرًا لفروع المذهب مع الخِبْرة التَّامة بالمعاني والبيان والمنطق وغيرها، بحيث كان يقول: في تَلامذتي مَن هو أفضلُ من الشِّرْوانِيّ. وبَحَث مع عَلاء الدين البُخاريِّ، وظهرَ عليه.
وكان يقول: أحْفظُ أُلوفًا من الأسئلة التَّفْسِيرِيَّة.
وله حواش كثيرة على كثر من الكتب العَقْلِيَّة والنَّقْلِيَّة.
وحجَّ، وعاد إلى "مصر"، ونزل بزاوية تقيّ الدين عند المصْنَعِ تحت القَلْعة، وسافَر بعد مُدَّةٍ إلى بلاده. ويُقالُ: إنَّه تُوُفيّ يوم وُصولِه.
وكان مَوصوفًا بالعلم والصَّلاح، مَشْهورًا بهما عند الخاص والعام.
قال العلامة عمر رضا كحاله: إنهمن رجال القرن التاسع الهجري، له تصنيف في دلالة التمانع، و"شرح البيان" للطيبي.
* * *
3295 - العالم العامل الفاضل الكامل المولى عبد اللطيف
*
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، فقال: كان رحمه الله تعالى من ولاية "قسطموني"، وقرأ على علماء عصره، حتى وصل إلى خدمة المولى الفاضل مصلح الدين اليارحصارى، ثم انتسب إلى المولى الشيخ محمود القاضي بالعسكر المنصور في ولاية "أناطولي".
ثم صار مدرّسا بمدرسة ديمه توقه، ثم صار مدرّسا بمدرسة على بك بـ"أدرنه"، ثم صار مدرّسا بمدرسة الوزير إبراهيم باشا بـ"قسطنطينية"، ثم صار
* راجع: الشقائق النعمانيه ص 274.
مدرّسا بمدرسة قلندر خان بالمدينة المزبورة، ثم صار مدرّسا بمدرسة أبي أيوب الأنصاري، عليه رحمة الملك الباري.
ثم صار مدرّسا بمدرسة الوزير محمود باشا بمدينة "قسطنطينية"، ثم صار مدرّسا بإحدى المدرستين المتجاورتين بمدينة "أدرنه"، ثم صار مدرّسا بمدرسة "مغنيسا"، ثم صار مدرّسا بإحدى المدارس الثمان، وعين له كلّ يوم ستون درهما، ثم صار مدرّسا بمدرسة السلطان بايزيدخان بمدينة "أدرنه"، وعين له كلّ يوم سبعون درهما، ثم صار قاضيا بالمدينة المزبورة.
ثم ترك القضاء، وعين له كلّ يوم ثمانون درهما، ومات على تلك الحال في سنة تسع وأربعين وتسعمائة.
كانت له مشاركة في العلوم كلّها، وكان رحمه الله تعالى عالما عاملا، زاهدا، صالحا، تقيا، مشتغلا بالعبادة والمطالعة والأوراد والأذكار، وملازما للمساجد في الصلوات الخمس.
وكان يعتكف في "أكثر الأوقات بالمساجد، وكان مجاب الدعوة، صحيح العقيدة، مقبول الطريقة، حسن السمت، وكان خاضعا، خاشعا، متأدّبا، وكان لا يذكر أحدا إلا بخير، وكان أكثر اهتمامه بأمور الآخرة، ولم يكن له همّ في أمر الدنيا، روّح الله تعالى روحه، ونوّر ضريحه.
* * *
آخر الجزء الحادي عشر ويليه الجزء الثاني عشر، وأوله: باب من اسمه عبد الماجد وعبد المالك والحمد لله حق حمده
الكتب ومؤلفوها
(حرف الألف)
آبادي سفور المودودية: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله آبادي
آداب السلوك: عبد القادر بن موسى الكيلاني الحسني
أحسن الكلام في تحقيق عقائد الإسلام: عبد القادر العثماني
أحكام الإسلام: عبد الشكور بن الحكيم غلام رسول المرداني
أخبار الأصفياء: التميمي
الاختصار والذيل على نفحات الأنس: عبد الغفور اللاري
إداره تاج المعارف: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله أبادي
الأركان الأربعة: عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري
إسعاف حاشية إنصاف: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُورى
إسعاف المريد في إقامة فرائض الدين: عبد الغني بن طالب الغنيمى الدمشقي
الإسلام دستور حياة الكامل: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله آبادي
إسلام دين فطرت: عبد القادر بن سعيد النقشبدي
إسلام مين مزدور كي حقوق: عبد القادر بن سعيد النقشبدي
اسلام اور كميونزم كا تقابلي مطالعة: عبد القادر بن سعيد النقشبدي
أشرف الإنشاء: عبد الفتّاح بن عبد الله الكلشن أبادي
أشرف القواعد: عبد الغني بن محمد بخش الباره بنكوي
أصول البزدوى: العلامة البزدوي
أصول الحديث: عبد الغني بن محمد بخش الباره بنكوى
أطراف البخارى: الشاه عبد العزيز الدهلوى
إظهار الحق في ترك القراءة خلف الإمام: الشاه عبد العزيز الدهلوي
إعلام العلماء الأعلام ببناء المسجد الحرام: عبد الكريم بن محب الدين العدني
إعلاء السنن: العلامة ظفر أحمد العثماني
الاقتصاد في النطق بالضاد: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
أليس منكم رجل رشيد: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله أبادي
إلجام المتعنتين في الذبّ عن الإمام أبى حنفية: عبد الغفّار بن عبد الله الموي الأعظم كرهي إلجام النفوس: عبد الكريم بن عبد الله السيواسي
الانتقاء: الإمام ابن عبد البر
إنجاح الحاجة: العلامة عبد الغني الدهلوي
الأنساب: الإمام السمعاني
أنوار العيون وأسرار المكنون: عبد القدّوس بن إسماعيل الردولوي
أنوار القواعد: عبد الشكور بن الحكيم غلام رسول المرداني
إيضاح الدلالات في سماع الآلات: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
الإيضاحات فيما تصح به الشرعية: عبد الفتاح الإدريسي
(حرف الباء)
باكستان حكّام كي لئى شرعي ضابطة: عبد القادر بن سعيد النقشبدي
بدر الدجى: عبد القادر بن فضل الله البكري
بدر الكمال: عبد الغفار بن عالم علي اللكنوى
البُسْتان في فَضائل النُّعْمان: عبد القادر بن محمد أبى الوَفاء القُرَشِي
بستان المحدّثين: الشاه عبد العزيز الدهلوي
بشائر الابتهاج في أشاير الاختلاج: عبد القادر بن عبد القادر الطرابلسي بغيهَ الألمعى حاشية نصب الراية: عبد العزيز السهالوي
(حرف التاء)
تاريخ الأولياء: عبد الفتّاح بن عبد الله الكلشن آبادي
تأييد الحق: عبد الفتاح بن عبد الله الكلشن آبادي
تاريخ دول الإسلام: عبد القادر بن عبد الله الإستانبولي
تاريخ رمضان بور: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُورى
تاريخ فتوح الشام: العلامة لواقدي
تبصره حق نما: عبد الغفّار بن أحمد حسن الخيرآبادي
تبصرة الحكمة في حفظ الصحة: عبد العلي بن مصطفى المدراسي
التبصرة النظامية في الرؤس الثمانية: عبد العلي بن مصطفى المدراسي
تبليغ الأحكام في آداب الطعام: عبد القادر بن فضل الله البكري
تبويب مسند أحمد: عبد العزيز السهالوي
تبيان الحكم بالنصوص الدالة على الشرف من الأم: عبد القادر بن أبي بكر الصديقي
تحقيق قول الطرفين في الكلام بين الخطبتين: عبد الغفار بن عبد
تحفة اثنا عشرية: الشاه عبد العزيز الدهلوي
تحفة الحاج: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُوري
تحفة العاشقين: عبد القادر بن فضل الله البكري
التحفة المحمّدية في ردّ الفرقة المرتدية: عبد الفتّاح بن عبد الله الكلشن آبادي
تحفة المقام فى الدعاء بعد التشهّد والسّلام: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُوري
تخريج أحاديث الهداية: عبد القادر بن محمد أبي الوَفاء القُرَشِيّ
تخريج الأربعين في الصلاة: مولانا عبد الغني الجالندهري
تذكرة الشيخ عبد السميع الدهلوى: عبد الغفّار بن نعيم الله البستوي
تذكرة الظفر: عبد الشَّكور بن عبد الكريم غوث الترمذي
التذكرة القادرية: عبد القادر بن فضل الله البكري
تَرْتيب تَهْذيب الأسْماء واللُّغات: عبد القادر بن محمد أبي الوَفاء القُرَشِي
ترجمة إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء: عبد الشكور بن ناظر علي الحنفي الكاكوروي
ترجمة أسد الغابة: عبد الشكور بن ناظر علي الحنفي الكاكوروي
ترجمة تاريخ الطبري: عبد الشكور بن ناظر علي الحنفي الكاكوروي
ترجمة رسالة تبرية: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُورى
ترجمة القاوقجي الحسنى: عبد القادر بن عبد القادر الطرابلسى
ترجمة الكوكب الدري: عبد الغفّار بن نعيم الله البستوي
ترجمة كيميائى سعادة: عبد العزيز بن محسن الدين ملا الخولناوي
تسهيل المتأمل في شرح التهذيب: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُورى
تسهيل مسألة طهور متخلّل: مولانا عبد الغني الجالندهري
تسهيل المنهج إلى الحج: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُورى
تعطير الأنام في تعبير المنام: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
تعليق على أوائل صحيح البخارى: عبد القادر بن صالح الحلبى البانقوسي
تعليقه على طبقات فحول الشعراء لابن سلام: العلامة أبي فِهْر محمود شاكر
تعليقات على شرح الصحائف: عبد القدّوس بن إسماعيل الردولوي
تعليقات على تخريج الهداية للزيلعي: عبد العزيز بن عبد الرحيم الأنصارى اللكنوي
تعليقات على جامع البركات: عبد القادر بن أكرم الدهلوي
تعليقات على شمائل الترمذى: عبد القادر بن أكرم الدهلوي
تعليم المتعلّم: برهان الإسلام الزرنوجي
التغيير في القانون الإسلامي: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله أبادي
تفسير الم جزء أول من القرآن الكريم: عبد الشكور بن الحكيم غلام رسول المرداني
تفسير البيضاوي: القاضي البيضاوي
تفسير القرآن على طريقة الموعظة: عبد الشكور بن عبد الله بن همَّت الرومي
تفريج الخاطر: عبد القادر بن محي الدين الإربلي
تفهيم القرآن وسعي فهمه: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله أبادي
تقرير على الدر المختار: عبد القادر بن مصطفى البيساري الرافعي
تقيرير على الأشباه والنظائر: عبد القادر بن مصطفى البيساري الرافعي
تكملة شرح تحرير الأصول: عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري
تكملة شرح الكنز: عبد القادر بن عثمان الطوري
تكملة واجب الحفظ: عبد العلي بن مصطفى المدراسي
تنبيه الإنسان: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُورى
تنبيه الوهّابيين: عبد العلي بن مصطفى المدراسي
تنوير المنار شرح منار الأصول: عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري
التوصل إلى منازل الملوك: عبد القادر بن موسى الكيلاني الحسني
(حرف الثاء)
ثلاثة تضليلات في كتب المودودية: عبد القدّوس بن سراج
ثلاثة وجوه في مرآة: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله آبادي
(حرف الجيم)
الجرح والتعديل: الإمام ابن أبى حاتم
جلاء الخاطر في الباطن والظاهر: عبد القادر بن موسى الكيلاني الحسني
الجواهر المضية في طبقات الحنفية: عبد القادر بن محمد أبي الوَفاء القُرَشِي
الجوامع القادرية: عبد القادر بن إدريس السلهتي
جهة الصورة الثانية: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله
(حرف الحاء)
حاشية على الطحاوي: الشاه عبد العزيز الدهلوي
حاشية نصب الراية: الشاه عبد العزيز الدهلوي
حاشية على مير زاهد رسالة: الشاه عبد العزيز الدهلوي
حاشية على مير زاهد ملا جلال: الشاه عبد العزيز الدهلوي
حاشية على مير زاهد شرح المواقف: الشاه عبد العزيز الدهلوي
حاشية على حاشية ملا كوسج: عبد العزيز بن مولانا نور الله السهالي
حاشية على شرح هداية الحكمة للصدر الشيرازي: الشاه عبد العزيز الدهلوي
حاشية على شرح معاني الآثار: عبد العزيز السهالوي
حاشية على مير زاهد رسالة: عبد العلى بن نظام الدين الأنصاري
حاشية على مير زاهد ملا جلال: عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري
حاشية على شرح هداية الحكمة: عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري
حاشية على ألفية ابن مالك: عبد القادر التميمي المصري
حاشية على شرح الجامى للكافية: عبد الغفور اللاري
حاشية على شرح تجريد الكلام: عبد الغني بن أميرشاه البلوي
حاشية على تلويح السعد: عبد القادر بن أحمد ميمي البصري
حاشية على التعرّف: عبد القدّوس بن إسماعيل الردولوي
حاشية على شرح الشمسية: عبد الكريم بن حسين الأماسي
حاشية على المجلّد الرابع من شرح الوقاية: عبد العزيز بن عبد الرحيم اللكنوي
حاصل مطالعة بَيْبِل: عبد القادر بن سعيد النقشبدي
حدائق الحنفية: عبد الشكور بن ناظر علي الحنفي الكاكوروي
حديقة الورد في المدائح: عبد الفتاح بن سعيد الشوّاف
حسن المحاضرة: الإمام السيوطي
الحصن الماعون لمن يقتدي بالصحابة في أمر الطاعون: عبد الغقور الرمضانبُورى
الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
الحقيقة والمجاز في رحلة الشام ومصر والحجاز: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
حقيقة الشفاعة على أهل السنّة والجماعة: عبد القادر بن فضل رسول العثماني
حلّ التصاريف المشكلة: عبد العلي بن مصطفى المدراسي
حلة الذهب الابريز في الرحلة: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
(حرف الخاء)
خزينة العلوم: عبد الفتاح بن عبد الله الكلشن آبادي
خلاصة المفردات: عبد الغفور الرامضانبوري البهاري
خمرة بابل وغناء البلابل: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
خمرة الحان: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
(حرف الدال)
الدر الأزهر شرح الفقه الأكبر: عبد القادر بن إدريس السلهتي
الدر المختار: عبد القادر بن مصطفى البيساري الرافعي
الدر اليتيم في حكم مال اليتيم: عبد الغني بن شاكر بن محمد السادات
دعوة وتبليغ كي شرعي حيثيت: عبد الشَّكور بن عبد الكريم غوث الترمذي
دليل الصلاة المعتبرة: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله آبادي
ديوان الحقائق: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
ديوان الدواوين: عبد الغنى بن إسماعيل النابلسي
ديوان الشعر: عبد الفتّاح بن عبد الله الكلشن آبادي
ديوان الشعر: عبد القادر بن توفيق الشلبي
(حرف الذال)
الذَيْلِ على العِبر: الحافظ زين الدين العِراقِي
ذيل الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية: عبد الكريم
ذيل نفحة الريحانة: عبد الغنى بن إسماعيل النابلسي
ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأحاديث: عبد الغني النابلسي
(حرف الراء)
راه حق كا متلاشى: عبد القادر بن سعيد النقشبدي
رجال الطحاوي: عبد العزيز السهالوي
الرحلة الحجازية والرياض الأنسية: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
رحمة للعالم: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله أبادي
الردّ المعقول على النهج المقبول: عبد القادر بن إدريس السلهتي
رسالة في نحو اللغة الهندية: عبد القادر بن أكرم الدهلوي
رسالة في فضل الصوم: عبد القادر بن أكرم الدهلوي
رسالة في إبطال الرمل والنجوم: عبد القادر بن أكرم الدهلوي
رسالة في إمكان خرق العوائد: عبد القادر بن أكرم الدهلوي
رسالة في أحكام النكاح وأسراره: عبد القادر بن أكرم الدهلوي
رسالة في التعليم والتربية: عبد القادر بن أكرم الدهلوي
رسالة في تحريض الشاطر على تحصيل العلوم: عبد القادر بن أكرم الدهلوي
رسالة في سياسة المدن: عبد القادر بن أكرم الدهلوي
رسالة في الإنشاء: عبد القادر بن أكرم الدهلوي
رسالة في حكم استعمال الأدوية الأفرنجية: عبد القادر بن توفيق الشلبي
رسالة في الأمثال الهندية: عبد القادر بن أكرم الدهلوي
رسالة في الحكايات: عبد القادر بن أكرم الدهلوي
رسالة في سجدة السهو: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُورى
رسالة في تخريج أحاديث مكتوبات الإمام الرباني: العلامة عبد الغني الدهلوي
رسالة الروح: عبد الكريم بن حسين الأماسي
رسالة في حركة الزمان والقضاء والقدر: عبد الكريم بن حسين الأماسي
رسالة في وحدة الوجود: عبد القادر الصديقي البغدادي
رسالة الألفة بين المسلمين: الإمام ابن تيمية
رسالة الإمامة: الإمام ابن حزم
رساله بيجش: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُورى
الرسالة الحمزاوية في التوفيق بين الماتريدية والأشعرية: عبد القادر الدمشقي
الرسالة العزيزية: عبد العزيز بن الحسن العبّاسي الدهلوي
الرسالة العينية: عبد العزيز بن الحسن العبّاسي الدهلوي
رسالة مختصرة في العروض: عبد القادر بن أكرم الدهلوي
رسالة المسترشدين: الإمام المحاسبي
رسائل الأحباء: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله آبادي
رشحات الأقلام في شرح كفاية الغلام: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
الرفع والتكميل في الجرح والتعديل: الإمام اللكنوي
(حرف الزاي)
زبدة المقاصد في أذان الجمعة: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُورى
زبدة النحو: عبد الغني بن محمد بخش الباره بنكوي
(حرف السين)
سب كا برا راهْنُما: عبد القادر بن سعيد النقشبدي
سراج الحق الإله آبادي: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله آبادي
سر الأسرار: عبد القادر بن موسى الكيلاني الحسني
السرّ الجليل في مسألة التفضيل: الشاه عبد العزيز الدهلوي
سرّ الشهادتين: الشاه عبد العزيز الدهلوي
السرّ المؤتمن في شرح الرحلة إلى اليمن: عبد القادر كدك زاده
السعي الشكور في أحكام العشور: عبد الشَّكور بن عبد الكريم غوث الترمذي
سفر نامه حج: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُورى
سلك النضار: عبد القادر بن صالح الحلبى البانقوسي
سناء النيرين في إعجاز الآية والآيتين: عبد الغني بن شاكر بن محمد السادات
سنن أبي داود: عبد الشكور بن ناظر على الحنفى الكاكوروي
سوط الرحمن على ظهر الشيطان: عبد القادر بن فضل الله البكري
سير أعلام النبلاء: الإمام شمس الدين الذهبي
السيرة التاربخية مرآة ذكر حبيب: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله آبادي
سيف الإسلام المسلول: عبد القادر بن فضل رسول العثماني
السيف المخذم: عبد القادر بن أحمد ميمي البصري
(حرف الشين)
شرح على أرجوزة الأصمعي: الشاه عبد العزيز الدهلوي
شرح على المراح: عبد الغني بن طالب الغنيمي الدمشقي
شرح على قصيدة عبد الغني النابلسي: عبد القادر الصديقي البغدادي
شرح على عقيدة الطحاوي: عبد الغني بن طالب الغنيمي
شرح على شرح الميزان: عبد الغني بن عبد العلي الرامبوري
شرح على تشريح الأفلاك: عبد الغني بن عبد العلي الرامبوري
شرحُ أصول الأخْسِيكَثِي: عبد العزيز بن أحمد بن محمد البُخارِي
شرح أصول الفقه للبَزْدَوِي: عبد العزيز بن أحمد بن محمد البُخارِي
شرح أنوار التنزيل للبيضاوي: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
شرح التجريد: عبد الغفور بن لقمان أبو المفاخر الكردري
شرح الترمذي: عبد الغني بن محمد بخش الباره بنكوي
شرح التهذيب: عبد الغفور الرامضانبوري البهاري
شرح الجامع الصغير: عبد الغفور بن لقمان أبو المفاخر الكردري
شرح الجامع الكبير: عبد الغفور بن لقمان أبو المفاخر الكردري
شرح الحقيقة المحمدية: عبد العزيز بن الحسن العبّاسي الدهلوي
شرح الحكم المرتضوية: عبد القادر بن أكرم الدهلوي
شرح الخُلاصة: عبد القادر بن محمد أبي الوَفاء القُرَشِي
شرح الزيادات: عبد الغفور بن لقمان أبو المفاخر الكردري
شرح رسالة الشيخ أرسلان: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
شرح سلّم العلوم مع المنهيات: عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري
شرح شواهد الرضيّ على الكافية: عبد القادر بن يوسف الحلبي
شرح العقيدة للشيخ عبد العزيز: عبد القادر بن أكرم الدهلوي
شرح عوارف المعارف: عبد القدّوس بن إسماعيل الردولوي
شرح قال أقول: عبد الغنى بن محمد بخش الباره بنكوي
شرح كافيه: عبد الغنى بن محمد بخش الباره بنكوي
شرح كتاب العلل للترمذى: عبد الغفّار بن نعيم الله البستوي
شرح لامية ابن الوردى: عبد الفتاح بن إبراهيم الإدريسي
شرح المثنوي المعنوي: عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري
شرح مسلّم الثبوت: عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري
شرح المقدمة السنوسية: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
شرح ميزان البلاغة: عبد القادر بن أكرم الدهلوي
شرح الوقاية: صدر الشريعة
شفاء المتململ في مسألة الطهر المتخلل: عبد الغفور الرمضانبُورى
الشقائق النعمانية: العلامة طاشكبري زاده
الشمس البازغة: الملا محمود الجونيوري
شمس الضحى: عبد القادر بن فضل الله البكري
(حرف الصاد)
الصحيح: الإمام ابنِ حِبَّان
صحيح مسلم: الإمام مسلم بن الحجاج القشيري
صد حكاية: عبد الفتّاح بن عبد الله الكلشن آبادي
صراط مستقيم: عبد الغني بن عبد الوهَّاب الأعظم كرهي
صرف الماعون في علاج الطاعون: عبد الغفور الرمضانبُورى
الصلح بين الإخوان في حكم إباحة الدخان: عبد الغنى النابلسي
(حرف الضاد)
ضروريات عرب: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُورى
ضوء الحقيقة: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله آبادي
(حرف الطاء)
طبقات السنية: التميمي
طبقات المصنفين: عبد القادر بن عبد الله الإستانبولي
طرب الأماثل بتراجم الأفاضل: الإمام عبد الحي اللكنوي
طيب الأقاحي في مسائل الأضاحي: عبد الغفّار بن عبد الله الموي الأعظم كرهي
(حرف العين)
العجالة النافعة: الشاه عبد العزيز الدهلوي
العجالة النافعة في الإلهيات مع منهياته: عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري
عزائم السياسة في علم الفراسة: عبد القادر بن عبد القادر الطرابلسي
عقائد علماء ديوبند: عبد الشَّكور بن عبد الكريم غوث الترمذي
عقيدة محمدية: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُورى
علماء مظاهر علوم سهارنبور: السيّد محمد شاهد الحسني
علم الفقه: عبد الشكور بن ناظر على الحنفي الكاكوروي
علم الفلاحة: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
عليها تسعة عشر: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله آبادي
عمدة الإسلام: عبد العزيز بن الحسن العبّاسي الدهلوي
عمدة المقاصد: عبد الغفور الرامضانبوري البهاري
عمدة المقاصد: عبد الغفور الرامضانبورى البهاري
علم الفلاحة: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
(حرف الغين)
غرائب البيان في مناقب النعمان: عبد الغفّار بن عبد الله الموي الأعظم كرهي
غرر الائتناس ودرر الاقتباس: عبد القادر بن عبد القادر الطرابلسي
الغُرف العَلِيّة: الإمام ابنُ طُولُون
الغنية الطالبي طريق الحق: عبد القادر بن موسى الكيلاني الحسني
(حرف الفاء)
الفتاوى: عبد الغني بن شكر بن محمد السادات
الفتاوى في المسائل المشكلة: الشاه عبد العزيز الدهلوي
فتاوى بى نظير: عبد الغفّار بن عالم علي اللكنوي
الفتاوى الصغرى: عبد العزيز بن أحمد بن نصر بن صالح الحَلْوانِي
الفتاوى الهندية: الملك عالمكير
الفتح الرباني: عبد القادر بن موسى الكيلاني الحسني
فتح العزيز: الشاه عبد العزيز الدهلوي
فتح الملهم في شرح صحيح مسلم: العلامة شبير أحمد العثماني
الفرقة الأحمدية أو الجماعة الأحمدية بضوء رسائلها: عبد القدّوس الإله آبادي
فصوص الحكم: ابن عربي
فضائل القرآن: عبد الغفّار بن أحمد حسن الخير آبادي
فقه الملوك ومفتاح الرتاج الموصد: عبد العزيز بن محمد الرحبيّ البغدادي
فواتح الرحموت في شرح مسلّم الثبوت: عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري
الفوائد البهية: عبد القادر بن محمد أبي الوَفاء القُرَشِي
الفوائد الفتاحية في فقه الحنفية: عبد الفتّاح بن درويش النابلسي
الفوائد القادرية في شرح العقائد النسفية: عبد القادر بن إدريس السلهتي
الفواكه الطورية في الأدب: عبد القادر بن عثمان الطوري
فهرس لكتب الحديث الستة: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
فهرس مسند الإمام أحمد بن حنبل: عبد العزيز السهالوي
فيض البارى في شرح صحيح البخاري: الإمام أنور شاه الكشميري
الفيض الرحماني: عبد القادر بن موسى الكيلاني الحسني
فيض روحاني أز أولياء رباني: عبد الشَّكور بن عبد الكريم غوث الترمذي
(حرف القاف)
قبله نما: عبد القادر بن أكرم الدهلوي
قرآن سى بَيْبِل كي طرف: عبد القادر بن سعيد النقشبدي
قصائد في المديح النبوي: عبد القادر بن توفيق الشلبي
قصوى الذرى لمن تمسّك بأوثق العرى: عبد الغفّار بن عبد الله الموي الأعظم كرهي
قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
القول المسلّم: عبد العلي الحنفي الرامبوري
قيمة الزمن عند العلماء: عبد الفتّاح أبو غدّة الحلبي
(حرف الكاف)
كاشف الغوامض عن علاج الذحير: عبد الغفور الرمضانبُورى
كانونجه ترجمة قانونجه: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُورى
كتاب في تاريخ أجمير وماروار: عبد القادر بن أكرم الدهلوي
كتاب الاعتبار: أسامة بن منقذ
كتاب الأوليات: الشيخ محمد سعيد سنبل
كتاب حيرة الفقهاء: عبد الغفور بن لقمان أبو المفاخر الكردري
كتاب النوادر: عبد العزيز بن أحمد بن نصر بن صالح الحَلْوانِي
كشف الالتباس فيما أورده البخاري على بعض الناس: عبد الغني الدمشقي
كشف الحقيقة في مسائل العقيقة: عبد الغفّار الموي الأعظم كرهي
كشف الستر عن فرضية الوتر: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
كشف الغمّة عن افتراق الأمّة: عبد القادر بن عبد الله الإستانبولي
كشف المكنون في الخروج من الطاعون: عبد الغفّار الموي الأعظم كرهي
كفاية المستفيد في علم التجويد: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
كلزار أبرار: محمد بن الحسن
كليات القانون: الشيخ الرئيس ابن سينا
كليد دانش: عبد الفتاح بن عبد الله الكلشن آبادي
كنز الحق المبين في أحاديث سيّد المرسلين: عبد الغني النابلسي
كنز الفرائض: عبد الغفّار بن أحمد حسن الخيرآبادي
كوهر مقصود: عبد القادر بن فضل الله البكري
كيد الصروف عن أهل المعروف: عبد القادر بن خليل كدك زاده
(حرف اللام)
اللباب: عبد الغني بن طالب الغنيمي الدمشقي
لسان الحكام: عبد القادر بن يوسف الحلبي
اللمعة على توحد الجمعة: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُورى
(حرف الميم)
المبسوط: عبد العزيز بن أحمد بن نصر بن صالح الحَلْوانِيّ
المجمع المؤسّس للمعجم المفهرس: الحافظ أحمد بن علي العسقلاني
مجموع الصيغ: عبد الغني بن عبد العلي الرامبورى
مجموعة تفسير آيات الإمامة والخلافة: عبد الشكور بن ناظر علي الكاكوروي
مجموعة المنشآت: عبد القادر بن أبي بكر الصديقي
محاكمتان وسوالان: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله آبادي
محبة الذاكرين ورد المفكرين: عبد القادر بن محي الدين الإربلي
مُختصَر في علوم الحديث: عبد القادر بن محمد أبى الوَفاء القَرَشِي
مختصر كتاب ابن الأنباري في الأضداد: عبد القادر التميمي المصري
مخزن الإسلام: عبد الكريم بن درويزه الحنفي البشاوري
مرج البحرين في فضائل الحرمين: عبد الغفّار بن أحمد حسن الخيرآبادي
مرغوب المقبول في المأكول والمشروب: عبد الغفور الرمضانبُورى
مرآة العالم: بختاور خان
المستشهد في كربلا والملاحظة في يزيد: عبد القدّوس الإله آبادى
مسلك الأتقياء ومنهج الأصفياء: عبد العزيز بن زين الدين المليباري
مسلك البردة في منسك الحجّ والعمرة: عبد الغفّار الموي الأعظم كرهي
مسألة التقليد: الشاه عبد العزيز الدهلوي
المطرب المعرب الجامع لأهل المشرق والمغرب: عبد القادر بن خليل كدك زاده
مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار: عبد القادر بن موسى الكيلاني الحسني
معجم البلدان: ياقوت الحموي
معجم الشيوخ: أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي
معجم فقه المحلّى: الإمام ابن حزم الظاهري
معرفة إلهية: عبد الغني بن عبد الوهَّاب الأعظم كرهي
معرفة الرمي بالسهام: عبد القادر بن يوسف الحلبي
مفيد الأحناف: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُورى
المفيد والمزيد: عبد الغَفَّار بن لُقْمان الكَرْدَرِيّ
المقامات الحريرية: العلامة السروجي
مقدمة المعرفة: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله آبادى
المقرئ فيوض الرحمن في كتابه مشاهير علماء
ملفوظات: عبد الغني بن عبد الوهَّاب الأعظم كرهي
من ديوبند إلى بريلي: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله آبادي
مناجاة الحكيم ومناغاة القديم: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
منتخب التواريخ: البدايوني
منحة المنان: عبد القادر ملّا جامي
منهاج الموحّدين: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُورى
المنهج الدراسي الديني: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله آبادي
المودودية والتقرير عن فحصها بالأشعّة: عبد القدّوس
الموطأ: الإمام محمد بن الحسن الشيباني
الموفي في النحو الكوفي: عبد القادر بن عبد الله الإستانبولي
ميراث نامه: عبد الفتّاح بن المبارك الجرياكوتي
ميزان البلاغة: الشاه عبد العزيز الدهلوي
ميزان العدل في أحكام الرمل: عبد القادر بن عبد القادر الطرابلسي
ميزان العدل في المنطق: عبد الكريم بن حسين الأماسي
ميزان اللسان: عبد العلي بن مصطفى المدراسي
ميزان الكلام: الشاه عبد العزيز الدهلوي
(حرف النون)
نافع الأحناف: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُورى
نبراس الساري في أطراف البخاري: عبد العزيز السهالوي
نتيجة الأفكار نظم تنوير الأبصار: عبد القادر بن عمر الزبيري
نجاة الرشيد في الكبائر والصغائر: البدايوني
نخبة الفكر: الإمام ابن حجر العسقلاني
نداء الرحمن: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله آبادي
نزهة الخواطر: العلامة عبد الحي الحسني
نشر الإسلام: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله آبادي
نظم المفتي: عبد القدّوس بن سراج الحق الإله آبادي
نفحات الأزهار على نسمات الأسحار: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
النفحة العنبرية: عبد الشكور بن ناظر علي الحنفي الكاكوروي
نور الأنوار: الملا جيون
نور الإيمان: عبد القادر بن فضل الله البكري
نور العينين في تقبيل الإبهامين: عبد الغفّار بن أحمد حسن الخيرآبادي
نور الهدى: عبد القادر بن فضل الله البكري
النهر الجاري على الجامع الصجيح للبخاري: عبد الكريم بن محب الدين العدني
(حرف الواو)
الوافي بالوفيات: العلامة الصَّلاح الصَّفَدِي
(حرف الهاء)
هداية الحجّاج: عبد الغفور بن محمد حسين الرمضانبُورى
هداية الحيران في جواهر القرآن: عبد الشَّكور بن عبد الكريم غوث الترمذي
هداية العباد إلى آداب محفل الميلاد: عبد الغفّار بن عالم علي اللكنوي
هدية الناسك: عبد القادر بن عبد القادر الطرابلسي
(حرف الياء)
يتيمة العصر في المد والجزر: عبد القادر بن أحمد ميمي البصري
* * *