المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌باب من اسمه عبد الماجد وعبد المالك ‌ ‌3296 - الشيخ الفاضل - البدور المضية في تراجم الحنفية - جـ ١٢

[محمد حفظ الرحمن الكملائي]

فهرس الكتاب

‌باب من اسمه عبد الماجد وعبد المالك

‌3296 - الشيخ الفاضل عبد الماجد بن عبد اللطيف العظيم آبادي، الندوي، عالم، لغوي

*

ولد سنة 1346 هـ.

تخرّج في دار العلوم بـ"الهند"، ندوة العلماء

(1)

، واشتغل بالتدريس فيها لمدّة عشرين عاما، متخصّصا في موادّ اللغة العربية، والأدب العربي.

* راجع: تتمة الأعلام للزكلي 2: 32،

والفيصل ع 101 (ذو القعدة 1405 هـ)، والبعث الإسلامي مج 30 ع 1 (رمضان 1405 هـ) ص 101.

(1)

تقع هذه الجامعة بمدينة "لكنو" عاصمة أترابراديش (الهند)، أسّسها نخبة من العلماء، وعلى رأسهم العالم الكبير المؤرّخ الشهير الشيخ شبلي النعماني، والشيخ محمد علي المونجيري، وذلك في 1312 هـ، الموافق 1895 م، ومن مميّزات هذه الجامعة: أنها أسّست كمعهد وسط بين الجامعات العصرية والمعاهد الدينية الأخرى، وكانت أولى الخطوات التى اتخذت بعد تأسيس هذه الجامعة مباشرة هى إدخال التعديلات على المنهج الدراسي القديم، فحذفت منه بعض الموادّ الغير الضرورية، كما أضيفت إليه من جانب آخر بعض العلوم العصرية الضرورية، مثل الاقتصاد، والسياسة، والتاريخ، والجغرافية، وغير ذلك، فالمنهاج الدراسي للجامعة جامع بين العلوم الدينية والعصرية، تدرّس فيها جميع الموادّ الإسلامية، التى تدرّس في جامعات مشايخ ديوبند الأخرى من التفسير =

ص: 5

وألّف كتبا متعدّدة في الإنشاء العربي، والنحو العربي، قرّرت في مناهج تعليم اللغة العربية في مدارس "الهند".

وقد انتقل إلى "الحجاز"، واشتغل في الإذاعة السعودية بـ"جدّة"، حتى وافاه الأجل المحتوم هناك، يوم الأربعاء 18 رجب سنة 1405 هـ.

* * *

‌3297 - الشيخ الفاضل العلامة الكبير عبد الماجد بن عبد القادر بن المفتي مظهر كريم الدريابادي

، رحمه الله تعالى*

مولده 16 شعبان سنة 1310 هـ في "درياباد" من أعمال "باره بنكي" من أرض "الهند".

كان من أهل بيت فضل وعلم.

أخرجت الحكومة الإنكليزية جدَّه المفتي مظهر كريم من أرض "الهند" إلى "جزيرة أنْدَامَن" لأجل توقيعه في فتوى على خلافها.

قرأ مبادئ العلم في داره على المولوي الحكيم على أطهر، ثم حصَّل العلوم والمعارف، ودأب، ونشأ.

وكان فاضلا نبيلا، أديبا بارعا، محققا مدققا، مفسّرا.

وكان من أعضاء تحريك الخلافة، وندوة العلماء لكنو، والجامعة الإسلامية عليكره.

= والحديث وأصولهما، والفقه وأصوله، والفرائض والعقائد، وعلم الكلام، وغير ذلك، بالإضافة إلى تدريس العلوم الجديدة.

* راجع: آب بيتي للعلامة الدريابادي.

ص: 6

بايع في الطريقة على يد شيخ الإسلام العلامة السيّد حسين أحمد المدني، مع هذا يتردّد إلى الخانقاه الإمدادية بإرشاد شيخه، ويختار صحبة حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، رحمهم الله تعالى رحمة واسعة.

‌من تصانيفه القيمة الممتعة:

(1)

تفسير القرآن، المعروف بالتفسير الماجدي.

(2)

تفسير القرآن باللغة الإنكليزية.

(3)

أرض القرآن.

(4)

أعلام القرأن.

(5)

بشرية الأنبياء.

(6)

تصوف الإسلام.

(7)

فلسفة الاجتماع.

(8)

فلسفة الجذبات.

(9)

حكيم الأمة.

(10)

آب بيتي.

توفي سنة 1397 هـ، وصلى على جنازته مفكّر الإسلام العلامة أبو الحسن علي الندوي في دار العلوم ندوة العلماء لكنو، ودفن في درياباد.

* * *

‌3298 - الشيخ الفاضل عبد الماجد الندوي العظيم آبادى

، من علماء "الهند"*

ولد سنه 1346 هـ بها، وتعلّم، وعلم بدار العلوم.

* راجع: إتمام الأعلام 266.

وترجمته في البعث الإسلامي مج 30، ع 1، ص 101.

ص: 7

واشتهر بتأليفه التي قرّرتْ في مناهج تعليم العربية ببلاده.

وانتقل إلى "الحجاز" فعمل بالإذاعة السعودية، وبقي هناك حتى وفاته.

توفي سنة 1405 هـ.

* * *

‌3299 - الشيخ الفاضل القارئ عبد المالك بن جِيوَن علي

بن محمد شمعون بن الحاج محمد هارون بن محمد شعيب بن محمد حبيب الله بن نعيم الدين بن فريد الدين الصدّيقي، يتصل نسبُه إلى أبي بكر الصدّيق، رضي الله عنه *

ولد سنة 1303 في بيت الشيخ جِيْون علي في "علي كره" من أرض "الهند"، وتوفي والده قبل ولادته.

قرأ مبادئ العلم على والدته، وشقيقه الأكبر محمد صدّيق، سافر للحجّ مع والدته، وهو ابن عشر سنين، والتحق بالمدرسة الصولتية

(1)

بـ"مكّة المكرّمة"، وقرأ فيها عدّة سنين.

* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت بنجاب 2: 240 - 252.

(1)

إنما قام بتأسيس المدرسة الصولتية بمكّة المكرمة الداعية الكبير الشيخ رحمة الله الكيرانوي رحمه الله، صاحب كتاب "إظهار الحق" على نفقة السيّدة صولت النساء، رئيسة سلطنة من كلكته في الهند، ولذا سمى الشيخ رحمه الله تعالى هذه المدرسة باسم الصولتية.

ص: 8

من أساتذته فيها: أستاذ القرّاء القارئ عبد الله المكّي وقرأْ فيها الفقه والتفسير والحديث، وبعد سبع سنين رجع إلى وطنه المألوف، والتحق بمدرسة تجويد القرآن سهارنبور، ثم درّس في عدّة مدارس، ثم التحق سنة 1326 هـ بشيخ القرّاء القارئ عبد الرحمن المكّي، وأكمل عنده القراءات السبع.

ثم التحق بالمدرسة العالية لكنو، ثم سافر إلى "باكستان" سنة 1369 هـ، والتحق بدار العلوم تندو الله يار بإرشاد العلامة احتشام الحق التهانوي، ثم التحق بدار العلوم الإسلامية بَرَاني أنارْكَلِي، وعيّن شيخ التجويد لها.

بايع في السلوك على يد حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، رحمه الله تعالى.

ثم أسَس مدرسة بـ"لاهور"، وسماها مركزي دار الترتيل.

وافاه الأجل المحتوم هناك 19 جمادى الأخرى سنة 1378 هـ، وصلى على جنازته مولانا أحمد علي اللاهوري، وحضرها ألوف من الناس.

* * *

‌3300 - الشيخ الفاضل المحدّث العلامة عبد المالك الفِينَوي

، رحمه الله تعالى *

ولد سنة 1314 هـ فى قرية "جَغْبَسْتا" من مضافات. "فُولْ غازي"، من أعمال "فيني" من أرض "بنغلاديش".

* راجع: مشايخ فيني 107 - 109.

ص: 9

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم سافر إلى مظاهر العلوم سهارنبور

(1)

، والتحق بها، وأتم الدراسة العليا فيها.

من زملائه: المفتي عزيز الحق الجاتجامي، وأمير الشريعة محمد الله الحافظجي، رحمهما الله تعالى.

وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه، والتحق محدّثا بالمدرسة العالية هيبت نغر، ثم التحق بالمدرسة الواقعة بـ"منشيرهات" من مضافات "فولْغازي"، وبعد مدّة عيّن رئيسا لها.

بايع في الطريقة على يد المفتي عزيز الحق الجاتجامي، وبعد وفاته على يد الحاج الشيخ محمد يونس، رئيس جامعة فتيه، وحصلت الإجازة له منه.

وافاه الأجل المحتوم سنة 1397 هـ.

* * *

(1)

تقع هذه الجامعة في مدينة "سهارنفور"، التى قام بتأسيسها الشيخ سعادت الله علي الفقيه السهارنفوري في غرّة رجب المرجّب عام 1283 هـ، الموافق للتاسع نوفمبر عام 1866 م. أسّست بعد أشهر من تأسيس دار العلوم بـ"ديوبند". وسلكت هذه الجامعة مثل دار العلوم ديوبند مسلد حجّة الإسلام الشيخ محمد قاسم النانوتوي، وزميله المحدّث الكبير الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، فلذا يلقّب كلّ من تلقّى العلوم من هاتين الجامعتين بأنه ديوبندي المسلك، وبدأ فيها دورة الحديث عام 1361 هـ.

أخذت هذه الجامعة أيضا نصيبا وافرا من حسن السمعة والقبول، وإقبال الطلاب إليها، فأنجبت رجالا نبغوا في العلوم النقلية والعقلية معا. فقاموا بالتدريس، ونشر العلوم الشرعية، لا سيّما علوم الحديث.

ص: 10

‌باب من اسمه عبد المتين

‌3301 - الشيخ الفاضل مولانا عبد المتين بن الحكيم مولانا عبد الصَّمد الفِيْنَوي

*

ولد يوم الجمعة سنة 1355 هـ في قرية "جغورغو" من مضافات "باسْغاسيه" من أعمال "فيني" من أرض "بنغلاديش".

قرأ العلوم العصرية إلى الصفّ الخامس في إسكول، ثم التحق بدار العلوم، وقرأ فيها "شرح الجامي"، ثم ارتحل إلى دار العلوم ديوبند، واتصل بها، وتخرّج على شيوخها.

بعد إتمام الدراسة رجع إلى "داكا"، والتحق بالمدرسة الطبّية الحبيبية، وتمهّر في علم الطبّ، وحصّل سند الطبّ منها.

وبعد الفراع اشتغل بالطبابة، وحجّ بيت الله الحرام، وزار "المدينة المنوّرة".

وافاه الأجل المحتوم يوم الأربعاء سنة 1422 هـ، ودفن في مقبرة بجوار دار العلوم فيني.

* * *

‌3302 - الشيخ الفاضل مولانا عبد المتين بن عبد العزيز الكُمِلائي

* *

* راجع: مشايخ فيني 174 - 176.

* * راجع: مشايخ كملا 1: 97 - 99.

ص: 11

ولد سنة 1297 هـ في قرية "دِيْغلْ غاون" من مضافات "بَرورا" من أعمال "كُمِلا".

قرأ مبادئ العلم في المدرسة الفرقانية المحلّية، ثم سافر إلى "جاتجام"، والتحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزارى، وأكمل فيها الدراسة العليا.

بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، والتحق مدرّسا بالمدرسة الحسَّمية الواقعة بمدينة "كُمِلا"، ثم التحق بالمدرسة التي بناها فخر البنغال العلامة تاج الإسلام، رحمه الله تعالى في مدينة "كُمِلا"، ثم بعد مدّة التحق بدار العلوم بَرُورا، ودرّس فيها إلى أن وافاه الأجل المحتوم، وكان يدرّس فيها الجزء الأول من "مشكاة المصابيح"، و"نور الأنوار"، و"ديوان الحماسة" و"كنز الدقائق"، وبعد برهة من الزمان عيّن نائب الرئيس لها، كان فائزا على هذه العهدة الجليلة إلى وفاته.

توفي 23 جمادى الأولى سنة 1411 هـ، ودفن بعد أن صلّى على جنازته في مقبرة آبائه.

* * *

‌3303 - الشيخ الفاضل المولى عبد المتين بن المنشئ علي نواب الكُمِلائي

*

ولد سنة 1352 هـ في قرية "مباركبور" من مضافات "نانْغلْكوت"، من أعمال "كُمِلا"، من أرض "بنغلاديش".

قرأ مبادئ العلم بمدرسة أيتْبَارا، من مضافات "نانْغَلْكُوت"، ثم سافر إلى "جاتجام"، والتحق بالمدرسة حامي السنّة، وقرأ فيها عدّة سنين،

* راجع: مشايخ كملا 2: 188 - 191.

ص: 12

ثم التحق بالجامعة الأهلية معين الإسلام هاتهزاري، وقرأْ فيها الصحاح الستّة وغيرهما.

وبعد الفراغ درّس في عدّة مدارس، ثم التحق محدّثا بالمدرسة الحسينية علماء بازار، ثم أسّس الجامعة الإسلامية بـ"فيني"، ودرس فيها تسع سنين، ثم أسّس دار العلوم الإسلامية في قريته "مباركبُور".

بايع في السلوك على يد المفتي الأعظم فيض الله، رحمه الله تعالى، وحصلت له الإجازة منه في السلوك.

توفي 14 شعبان سنة 1418 هـ، ودفن في مقبرة آبائه بعد صلاة الجنازة عليه.

* * *

‌3304 - الشيخ الفاضل المولوي عبد المتين بن المولى منير الدين بن سليمان الميانجي الكُمِلائي

*

ولد في قرية "فِنُوا" من مضافات "لكْسَام" من أعمال "كُمِلا" من أرض "بنغلاديش".

كان والده عالما نحريرا، فاضلا نبيلا، قرأ إلى "مشكاة المصابيح".

وبعد الفراغ استقرّ في داره، يدرّس القرآن الكريم البنين والبنات، قرأتُ عليه القرآن الكريم، و"كريما" للشيخ مصلح الدين الشيرازي، المعروف بسعدي، و"بهشتي زيور" للإمام أشرف علي التهانوي.

توفي سنة 1407 هـ، ودفن أمام داره بعد أن صلّى على جنازته الشيخ محب الرحمن الفِنُوَائي.

* * *

* راجع: مشايخ كملا 2: 129، 130.

ص: 13

‌3305 - الشيخ الفاضل عبد المتين الصودري السلهتي

، من أهل "بنغلاديش" *

ولد سنة 1333 هـ في قرية "فُولْباري" من مضافات "غولاب غنج" من أعمال "سلهت".

وتلقّى مبادئ العلم في قريته، ثم سافر إلى أزهر الهند دار العلوم ديوبند، وحصَّل العلوم الدينية من البداية إلى النهاية فيها، وأقام فيها اثنتي عشرة سنة متوالية، بايع في الطريقة والسلوك على يد أستاذه شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وبعد مدة حصلت له الإجازة منه.

صنّف رسالة في شأن الصحابة الكرام، رضي الله تعالى عنهم، سافر بسلسلة الدعوة والتبليغ مع الشيخ يعقوب إلى "يوربا".

توفي سنة 1401 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة آبائه.

وممن أجازه في الطريقة للإرشاد والتلقين: العلامة عبد الرب الفِنُوائي، والعلامة شرف الدين السلهتي.

* * *

‌3306 - الشيخ الفاضل مولانا عبد المتين خان بن مولانا عبد الحميد خان الكُمِلائي

* *

ولد سنة 1340 هـ في قرية"سيّدآباد" من مضافات "قَصْبه" من أعمال "كملا.

* من قلم مولانا الشيخ عبد الله بن سعيد الجلال آبادي.

* * راجع: مشايخ برهمنباريه ص 236 - 243.

ص: 14

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة اليونسية بـ"سيّدآباد"، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم التحق بالجامعة اليونسية برهمنْبَاريه، وقرأ فيها مدّة، ثم سافر إلى "داكا"، والتحق بأشرف العلوم بَرَاكَترا

(1)

، وقرأ فيها "مشكاة المصابيح"، وغيرها من الكتب، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند سنة 1360 هـ، والتحق بها، وقرأ فيها كتب الصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية.

من كبار أساتذته فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إعزاز على الأمروهوي، والعلامة إبراهيم البلياوي، والسيّد أصغر حسين الديوبندي، والمفتي الأعظم محمد شفيع الديوبندي، رحمهم الله تعالى.

وبعد فاتحة الفراغ رجع إلى وطنه المألوف، والتحق بالمدرسة اليونسية سيّدآباد، وعيّن عميد التعليم لها، ثم سافر للحجّ سنة 1387 هـ، وبعد رجوعه عيّن رئيسا لها.

بايع في الطريقة على يد العلامة ظفر أحمد العثماني، صاحب "إعلاء السنن".

توفي سنة 1425 هـ، وصلى على جنازته مولانا عبد الرشيد خان، ودفن في مقبرة آبائه.

* * *

(1)

الجامعة الحسينية أشرف العلوم براكترا داكا، أسّسها جماعة من العلماء الربّانيين سنة 1351 هـ، الموافق سنة 1931 م، منهم: الشيخ مولانا عبد الوهّاب، المعروف ببيرجي حضور، والشيخ مولانا شمس الحق الفريدفوري، ومولانا الشيخ محمد الله حافظجي حضور، والشيخ المفتي محمد الله، رحمهم الله تعالى، وبدأ فيه درس الحديث سنة 1354 هـ.

ص: 15

‌باب من اسمه عبد المجيد

‌3307 - الشيخ الفاضل المولوي عبد المجيد بن آفتاب الدين الكُمِلائي

*

ولد سنة 1297 هـ تقريبا في قرية "دلّائي" من مضافات "جاندِينَه" من أعمال "كُمِلا" من أرض "بنغلاديش".

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية برورا.

من أساتذته فيها: المولى الشيخ المولى ياسين، والمولى نواب علي، رحمهما الله تعالى، درّس في عدّة مدارس، ثم توفي سنة 1409 هـ.

ودفن بعد أن صلّي جنازته في مقبرة آبائه.

* * *

‌3308 - الشيخ الفاضل مولانا عبد المجيد بن أحمد علي الكُمِلائي

.

ولد سنة 1318 هـ في قرية "ديْبِيْبُور" من أعمال "كُمِلا" * *

تلقّى مبادئ العلم في مدَرسة كامْرانْغَا، ثم التحق بالمدرسة العالية كلكته

(1)

، وأكمل فيها الدراسة العليا سنة 1348 هـ.

* راجع: مشايخ كملا 2: 143، 144.

* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 237.

(1)

"كلكته": مدينة حديثة العهد، مصّرها الإنكليز على نهر "هوكلي" حيث الطول الشرقي 28 درجة و 88 دقيقة، والعرض الشمالي 22 درجة و 33 =

ص: 16

من أساتذته: "العلامة يحيى، والعلامة مشتاق أحمد، رحمهما الله تعالى.

وبعد إتمام الدراسة التحق بالمدرسة العالية فريدغنج، ثم بعد مدّة عيّن رئيسا للمدرسة العالية غازي مورا.

* * *

‌3309 - الشيخ الفاضل عبد المجيد بن إسماعيل بن محمد

، أبو سعد، القَيْسِيّ، الهَرَوِيّقاضي "بلاد الرُّوم" *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: مولِدُه بـ"أوْبَةَ"، من عَمَلِ "هَراةَ".

وتفقَّه بـ"ما وراء النهر" علَى جماعة؛ منهم السَّيِّد الأشْرف، والإمام البَزْدَوِيّ، وغيرهما.

وأخذ عنه الفِقه جماعة؛ منهم: ولداه أحمد قاضي "مَلَطْيَةَ"، وإسماعيل مُدَرِّس "قَيْسارِيَّة"، وقد تقَّدما، والفقيه أبو الحسن عليُّ بن محمد البِيكَنْدِيّ البَلْخِيّ، الآتي ذكرُه في مَحَلِّه، إن شاء الله تعالى.

= دقيقة، وبينها وبين البحر مائة ميل، فجعلوها قصبة بلاد "الهند"، يسكن بها الحاكم العام للهند من قبل إنكلترا منذ مائة سنة، وفي سنة 1330 هـ 1911 م قدم جورج الحكومة من "كلكته" إلى "دهلي"، فانتقل نائبه "لورد هاردنك" من ذاك إلى هذا، ولها تجارة واسعة برا وبحرا، وهي أكبر مدن الهند في هذا العصر.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 386.

وترجمته في تاج التراجم 38، وتاريخ دمشق لابن عسكر 10: 444، 445، والجواهر المضية برقم 861، وكتائب أعلام الأخيار برقم 359، ومعجم البلدان 1: 397، والنجوم الزاهرة 5: 272، وهدية العارفين 1:619. وكتبه في ن: "أبو سعيد".

ص: 17

وله مُصنَّفاتٌ في الأصول والفروع، ولهْ خُطَبٌ، ورسائل، وأشْعارُ، ورواياتِ.

وذكره الحافظُ أبو القاسم ابنُ عَساكِرَ في "تاريخه"، وقال: قَدِمَ "دِمَشق". وذكر عن الفقيه أبي محمد عبد الله بن سعد الله الحنفي البغداديّ، أنَّه أنْشَدَ من روايته سنة أربع وثلاثين وخمسمائة:

وإذا أتَيْتَ إلى الكريم خديعةً

فرأيتَه فيما تَرُومُ يُسارِع

فاعلم بأنَّكَ لم تُخادِع جاهلا

إنَّ الكريمَ بِفَضْلِه يَتَخادَعُ

قال: ودرَّس العلم بـ"بغداد"، و"البصرة"، وهَمَذان"، و"بلاد الرُّوم".

وتُوُفِّيَ بـ"قَيْسارِيَّة" في شهر رجب، سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، وقد أتى على الثمانين. رحمه الله تعالى.

* * *

‌3310 - الشيخ الفاضل مولانا عبد المجيد بن أفسر الدين الداكوي

*

ولد في قرية "كورْهاتي"، من أعمال "داكا".

قرأ مبادئ العلم في أشرف العلوم برَا كَتْرَا، داكا، ثم سافر إلى مظاهر العلوم سهارنبور، وقرأ فيها كتب الحديث والتفسير والفقه، ونال السند العالي منها.

من كبار أساتذته: العلامة عبد اللطيف، والعلامة عبد الرحمن الكاملبُورى، رحمهما الله تعالى.

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 237.

ص: 18

وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، والتحق مدرّسا بمدرسة خادم الإسلام غَوْهَرْدَانْغا

(1)

، ودرّس فيها تسع سنين، ثم التحق بالمدرسة أودَيْ بُور خُوْلْنا، ودرّس فيها ثلاث سنين، ثم التحق 1392 هـ بالجامعة القرَآنية لالْبَاغ، وكان يدرّس كتب الفنون والحديث.

كان عالما، فاضلا، جيّدا، مدقّقا. توفي سنة 1417 هـ.

* * *

‌3311 - الشيخ الفاضل عبد المجيد بن عبد الحليم بن عبد الحكيم بن عبد الرب

بن بحر العلوم عبد العلي محمد الأنصاري اللكنوي، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ ببلدة "لكنو"، واشتغل أياما على عمّه الشيخ محمد نعيم، ثم لازم العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي، وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية.

ولما مات العلامة عبد الحي لازم صاحبه مولانا عين القضاة الحيدرآبادي، وأخذ عنه، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج، وزار، وأخذ القراءة والتجويد بـ"مكة المباركة"، ثم رجع إلى "الهند"، وولي التدريس في المدرسة الكلية "كيننك كالج" بـ"لكنو".

(1)

هي دار العلوم خادم الإسلام، غَوْهرْدَانكا، فريد فور، أسّس على إشراف مولانا الشيخ شمس الحق الفريد فوري سنة 1355 هـ، وبدأ فيها درس الحديث سنة 1368 هـ.

* راجع: نزهة الخواطر 8: 329، 330.

ص: 19

وله خبرة تامة بالفقه والأصول، وبعض العلوم الحكمية، مع التواضع، وحسن الأخلاق، ولذلك حبّب إلى الناس، وصار المرجع والمقصد ببلدته بعلم الفتوى، والخطابة في المصلّى.

ولقّبته الحكومة بشمس العلماء.

له مصنّفات.

مات لسبع بقين من جمادى الأولى سنة أربعين وثلاثمائة وألف بمدينة "لكنو".

* * *

‌3312 - الشيخ الفاضل عبد المجيد بن عبد القدّوس بن إسماعيل

، الشيخ حميد الدين الكنكوهي، أحد العلماء المتصوّفين *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ"كنكوه".

وسافر للعلم، فقرأ على مولانا قطب الدين السرهندي

(1)

، والشيخ أحمد الحسيني الملتاني، وعلى غيرهما من العلماء، وانتفع بأبيه، وأخذ عنه الطريقة، ولازمه مدّة حياته.

* راجع: نزهة الخواطر 4: 190.

(1)

"سرهند": بفتح السين، وسكون الراء المهملتين، معناها رأس "الهند".

ويقال لها: "سرهندا" بكسر السين المهملة، وفتح الراء، بعدها نون ساكنة، فدال مهملة، ومعناها: غابة الأسد، كانت بلدة عامرة في القديم، وإليها ينسب الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية رحمه الله تعالى.

ص: 20

له "رسالة في إثبات وحدة الوجود"، ذكره ركن الدين محمد في "اللطائف القدّوسية".

* * *

‌3313 - الشيخ الفاضل عبد المجيد بن علي بن إسماعيل العَدَوي

*

فاضل حنفي من أهل "القاهرة".

كان يكتب عن نفسه خادم المقام الزينبي.

له كتب مطبوعة، منها:"مطلع البدرين فيما يتعلق بالزوجين" رسالة، و"التحفة المرضية" أحاديث وعقائد وحكايات، و"التبشير" في فضل بناء المساجد وفرشها، رسالة، و"الدلالات في منفعة الطيور والهوام والحيوانات" رسالة مرتبة على الحروف.

توفي سنة 1303 هـ.

* * *

‌3314 - الشيخ الفاضل مولانا عبد المجيد بن المنشئ كرامة علي الكُملائي

* *

مات أبوه وهو ابن عشر سنين.

* راجع: الأعلام للزكلي 4: 149.

ترجمته فى الأزهرية 3: 669 و 6: 210، 280، ومعجم المطبوعات 1314.

* * راجع: مشايخ برهمنباريه ص 200 - 202.

ص: 21

ولد سنة 1323 هـ تقريبا في قرية "ألْجَابَاره" من مضافات "برهمَنْباريه" من أعمال "كُمِلا".

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالجامعة اليونسية برهمَنْباريه، وقرأ فيها مدّة، ثم التحق بمدرسة تحويد القرآن في "اقَصْوَا" من أعمال "جاندبور"، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم درّس فيها تسع سنين، ثم التحق سنة 1376 هـ بالجامعة اليونسية مدرّسا، ودرّس فيها 26 سنة، وبايع في السلوك على يد العلامة عبد الوهّاب، وبعده على شيخ التفسير سراج الإسلام، رحمهما الله تعالى.

من تلاميذه: العلامة المفتي نور الله، ومولانا عبد اللطيف، رحمهما الله تعالى.

توفي 29 رجب سنة 1407 هـ، وصلّى على جنازته العلامة سراج الإسلام.

* * *

‌3315 - الشيخ الفاضل عبد المجيد بن محرم بن محمد بن عارف الزيلي

، السيواسي (مجد الدين) *

صوفي، محدّث.

ولد سنة 971 هـ، ونشأ ببلدة "زيلة"، وانتقل إلى "القسطنطينية".

وتوفي بها سنة 1049 هـ.

* راجع: معجم المؤلفين 6: 170.

ترجمته في هدية العارفين 1: 620، كشف الظنون 1130، 1829، وإيضاح المكنون 2: 401، 403، وهدية العارفين 1:620.

ص: 22

من تصانيفه الكثيرة: "أربعون حديثا"، و"تلخيص خصائص النبي" صلى الله عليه وسلم، و"لطائف الأزهار في الصلاة على النبيّ المختار"، و"عدة المستعدين في التصريف"، و"لذائذ الأثمار في فضائل صلوات النبيّ المختار".

* * *

‌3316 - الشيخ الفاضل عبد المجيد بن محمد بن إسماعيل بن هبة الله

ابن محمد بن أبي الفضل بن هبة الله بن أبي جَرَادةَ نَجْم الدين *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِدَ بـ"دمشق"، سنة ثمان وثمانين وستمائة.

وأُسْمِعَ على الفَخْرِ ابن البُخاريِّ "جُزْءُ الأنْصارِيّ"، والأول والثاني من "حديث المزَكِّي"، والأول والثاني من "مَشْيخة القاضي أبي بكر"، ومجلسِ من "أمالي

(1)

أبي سعد"، و"الجزء" الذي انْتقاه الضِّياءُ لابن أخيه الفَخْر.

* * *

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 387.

وترجمته في الدرر الكامنة 3: 25.

(1)

في الدرر "إملاء".

ص: 23

‌3317 - الشيخ الفاضل عبد المجيد بن محمود عزيز المغربي

*

فقيه حنفي، فرضي.

من أهل "طرابلس الشام"،

ولد سنة 1284 هـ.

انتقل إليها أسلافه قبل القرن العاشر للهجرة من بلدة تسمى "درغوث" في "تونس".

له كتب، منها:"المنهل الفائض في علم الفرائض"، و"الفرائد الجمالية" في النفقات، ورسالة "وضع اليد في دعوى العقار"، وله نظم.

(1)

وتوفي بعد سنة 1348 هـ.

* * *

* راجع: الأعلام للزكلي 4: 150، 151.

(1)

مجلة العرفان 11: 141، وعلماء طرابلس 29 و 143، وفي الجزء الثالث من المجد الشامخ. للبناني، بترجمة له، جاء فيها أنه اجتمع به مرارا عند زيارته -أي البناني- لطرابلس الشام، وأن عبد المجيد أهدى إليه بعض تآليفه، ومنها: شرح صغرى الإمام السنوسي، وشرح المعلقات السبع، وكتب على كل منهما ما نصه: هدية من مؤلفه الفقير أحقر الطلبة المبتدئين عبد المجيد ابن محمود الشهير بالمغربي الطرابلسي الشامي، إلي حضرة مولانا إلخ، وأجازه فذكر أنه عبد المجيد ابن محمود بن حمد بن عبد القادر أبى الهدى الحسني، وينتهي نسبة إلى السيد محمد الدرغوثي من تونس الخضراء.

ص: 24

‌3318 - الشيخ الفاضل عبد المجيد بن نجف علي البرشدي بوري البريلوي

، أحد العلماء الصالحين *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "برشدي بور"(بالياء المجهول)، قرية جامعة من أعمال "رائي بريلي".

وسافر للعلم إلى "لكنو"، فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ تراب علي اللكنوي، وعلى غيره من العلماء، وحفظ القرآن.

وكان مفرط الذكاء، قويّ الحفظ.

مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف، كما في "مهر جهانتاب".

* * *

‌3319 - الشيخ الفاضل عبد المجيد بن نصوح بن إسرائيل، الرومي

* *

عالم، مفسّر، صوفي، مشارك في أنواع من العلوم.

من آثاره: "مختصر القسم الثالث من مفتاح العلوم" للسكّاكي، وسماه "مختصر المختصر"، و"رسالة في تذكرة أولي الألباب" في التفسير،

* راجع: نزهة الخواطر 7: 343.

* * راجع: معجم المؤلفين 6: 171.

ترجمته في كشف الظنون 566، 852، 863، 880، 881، 1767، وإيضاح المكنون 1: 90، وهدية العارفين 1:620.

ص: 25

و"الفوز العظيم"، و"الاصطفا في مناقب المصطفى"، و"الفلاح والهدى الواقعين في القرآن".

توفي سنة 996 هـ.

* * *

‌3320 - الشيخ الفاضل مولانا عبد المجيد بن وزير خان الفيصل آبادي

، البكستاني *

ولد في "فيصل آباد" من أرض "باكستان" سنة 1322 هـ.

وكان أعمى من بطن أهه،

قرأ مبادئ العلم فى قريته، وحفظ القرآن الكريم في صباه.

وقد تمهر في علم القراءة والتجويد.

ارتحل لطلب العلم إلى دارالعلوم ديوبند، وجامعة دابيل.

وتخرج عل العلامة أنور شاه الكشميري، صاحب "فيض الباري شرح صحيح البخاري".

توفي في 26 ذي الحجّة سنة 1391 هـ.

ودفن بعد صلي على جنازته في "مقبرة فيصل آباد".

* * *

* راجع: أكابر علماء ديوبند ص 331، 332.

ص: 26

باب من اسمه عبد المجيد فقط

‌3321 - الشيخ الفاضل عبد المجيد نديم البكستاني

الشيخ الفاضل الحكيم عبد المجيد الأعمى الفيصل آبادي *

ولد سنة 1327 هـ تقريبا في "فيصل آباد" في أسرة صودهري وزير خان راجبوت.

حفظ القرآن الكريم في صباه، ثم حصّل القراءات السبع، وحصل السند فيها، ثم التحق بأزهر الهند دار العلوم ديوبند

(1)

.

* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 377 - 380.

(1)

كانت مدرسة دار العلوم بمدينة "ديوبند" الواقعة على بعد مائة ميل من العاصمة "دهلي"، مركزا للحركات العلمية والدينية في شبه القارة الهندة البكستانية بأكملها، وكان يطبق نظامها التعليمي في جميع المدارس الدينية في ذلك الحين، اللّهم إلا القليل منها، ومدرسة دار العلوم هذه هي مدرسة تلاميذ الشيخ أحمد السرهندي، الملقّب بـ مجدّد الألف الثاني، وهي كذلك مدرسة تلاميذ الشاه ولي الله وأولاده، ومن كبار مؤسّسيها أمر المجاهدين حجّة الإسلام الشيخ محمد قاسم النانوتوي، والإمام الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، قائد حركة المجاهدين، وهي مدرسة مسئولة عن المجاهدين في ميدان القتال ضدّ قوى الكفر من السيخ والإنجليز، ومسؤلة عن الدعوة والإرشاد في "الهند"، والتصدّي لأيّ هجوم عدواني على الدين الحنيف، وكذلك فقد قامت بإعداد الشخصيّت الفذّة من أبنائها العلماء المجاهدين، الذين قهروا جيوش الأعداء، كما حفلت البلاد بكثرة =

ص: 27

من أساتذته فيها: العلامة السيّد أنور شاه الكشميري، رحمه الله تعالى.

وبعد إتمام الدراسة حصل سند الطبّ من منبع الطبّ بـ"لكنو"، ومن جامعة الطبّ بـ"لاهور"، وأسّس المستشفى النقشبندي بـ"فيصلآباد"، وانسلك بتحريك حرّية الهند.

توفي 26 ذى الحجّة سنة 1391 هـ.

* * *

‌3322 - الشيخ الفاضل مولانا عبد المجيد المرادآبادي

*

من أهل ثروة ومال.

قرأ العلوم الدينية، ثم بايع على يد فقيه الأمّة رشيد أحمد الكنكوهي، وبعد وفاته انسلك بحكيم الأمّة أشرف على التهانوي، وحصلت له الإجازة منه سنة 1325 هـ.

توفي سنة 1371 هـ.

* * *

= مؤلفاتهم ومصنّفاتهم، التي استضاءت بنورها بلاد الهند، فحاربوا البدع والخرافات، وأقاموا المناظرات والمجادلات المجابهة المفسدين والمضلّلين داخل البلاد وخارجها، وبذلك كسبت مدرسة دار العلوم كلّ احتياجات الدعوة بأهل البلاغ والإرشاد، مما أدّى إلى إبراز دورها الجديد في البلاد في تكوين الأسس الحاضرية والثقافية في جميع المجالات العلمية والمدنية للمسلمين، إذ أنها تشبه الأزهر الشريف في شبه القارّة، حيث لا نجد أيّ حركة من الحركات النضالية ضدّ الكفر، إلا وقد أقامها أبناء هذه المدرسة ومؤسّسها.

* راجع: بزم أشرف: 61 - 63.

ص: 28

‌3323 - الشيخ الفاضل المولى عبد المجيد سليم المصري، مفتى "الديار المصرية

" *

ولد سنة 1299 هـ.

تخرّج بـ "الأزهر"، وأخذ عن الشيخ محمد عبده، وتقلّب في مناصب التدريس والقضاء والإفتاء، وولي مشيخة الأزهر مرّتين، والإفتاء نحو عشرين عاما، ويقال: أصدر ما يقارب 15 ألف فتوى، بينها ما يرجع إليه الفقهاء والقانونيون.

توفي بـ"القاهرة" سنة 1374 هـ.

* * *

‌3324 - الشيخ الفاضل المولى عبد المجيد علي العدوي

* *

فاضل.

خدم المقام الزينبي.

* ترجمته فى الصحف المصرية 8/ 10/ 1954، والشخصيّات البارزة، طبعة سنة 1947 - 48 ص 495.

* * راجع: معجم المؤلفين 6: 169.

ترجمته في فهرس المؤلفين بالظاهرية، وإيضاح المكنون 1: 258، 2: 500: ومعجم المطبوعات 1314، وفهرست الخديوية 1: 281، 6: 198، 199، وفهرس الأزهرية 6: 210، وفهرس الحديث 10:747.

ص: 29

من آثاره: "التحفة المرضيّة في الأخبار القدسيّة"، و"الأحاديث النبوية"، و"العقائد التوحيدية"، و"الحكايات السنية"، و"الأشعار المرضيّة"، و"مطلع البدرين فيما يتعلّق بالزوجين"، و"الدلالات في منفعة الطيور والهوام والحيوانات".

توفي سنة 1303 هـ.

* * *

باب من اسمه عبد المحسن، وعبد المعز، وعبد المعطي.

‌3325 - الشيخ الفاضل عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن هبة الله

بن محمد بن أحمد بن يحيى بن أبي جَرَادةَ، الشيخ بهاء الدين العُقَيْلِيّ، الشَّهير بابن العَديم الحلبِيّ *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو إمامٌ، جمعَ بين العلم والعمل، وبلَغ من صُحْبةِ الفقراء غايةَ الأمل، وأعْرَض عن المناصب، ولم يلتفت إلى أرْباب المراتب، كان حسَن الشَّكل والخُلُق، سالكًا من الزهد والورَع وأوْضَح الطُّرق، لابسًا زِيَّ القوم، مُلاحظًا حِلْيَةَ أهل الصلاة والصوم، آنَس به الرّاحلُ من الطلبة والمقيم، وأضاء بنور بهائه بيتَ بني العديم، سمِع وحفِظَ وروَى، واسْتمرَّ يُعيد، ويتلطَّف المزيدَ إلى أن ثَوَى.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 388.

وترجمته في الدرر الكامنة 3: 26، 27.

ص: 30

وكانتْ وَفاتُهْ بـ "الرِّباط العَدِيمِيّ" ظاهر "القاهرة" عن اثنتين وسبعين سنة. كذا ذكره في "دُرَّة الأسْلاك"، في من تُوُفِّيَ سنة أربع وسبعمائة.

* * *

‌3326 - الشيخ الفاضل عبد المحسن القيصري *

قرأ العلوم على مجد الدين القيصري

، واطلع على فنون كثيرة من أقسام الفنون الأدبية، وأنواع العلوم الشرعية.

ثم ارتحل إلى البلاد الشامية، وقرأ على علمائها التفسير والحديث، ثم عاد إلى بلاده، وتوفي بها.

نظم كتابا في الفقه، وأجاد فيه كلّ الإجادة، ونظم أيضا علم الفرائض، وشرحه، وشرح "مختصر الأندلسي" في العروض، وضمنه فوائد كثيرة. كذا في "الشقائق النعمانية".

* * *

3327 -

الشيخ الفاضل عبد المحسن، مات، رحمه الله تعالى، سنة أربع وعشرين وستمائة، ذكره الذَّهبيُّ * *

كذا نَقَلَه في "الجواهر" من غير زيادةٍ.

قال التميمي: والذي رأيتُه في "العبر" للذهبي، في حوادث السنة المذكورة، يدُلُّ على أنَّ عبد المحسن المذكور، ليس بحنفي المذهب، فإنَّه قال:

* راجع: طرب الأماثل ص 281.

* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 388.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 862، والعبر 5: 99، 100.

ص: 31

وحُجَّة الدين الحقيقيّ أبو طالب عبد المحسن بن أبي العَميد الأبْهَرِيّ الشافِعيّ الصُّوفِيّ

(1)

إلى آخِره، وكأنَّ الحقيقيَّ تصَحَّفتْ على صاحب "الجواهر". والله تعالى أعلم.

* * *

‌3328 - الشيخ الفاضل عبد المحيي بن عبد الجليل بن يوسف، الآقحصاري، الرومي

*

أديب.

توفي في حدود سنة 1000 هـ.

من آثاره: "مطالع الأنوار في المنشئات والآثار".

* * *

‌3329 - الشيخ الفاضل عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب بن الحسين

بن أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح بن عليّ بن عبد الله بن عباس الحَلَبِيّ، الإمام، العلامة،

(1)

عبد المحسن هذا ترجمه المنذري في التكملة 5: 399 - 301، وابن السبكي في طبقات الشافعية الكبرى 8: 314، وانظر تحقيقا مفيدا عن نسبته، هل هي "الحقيقي"، أو "الحقيقي" أو "الخفيفي" في حاشية الطبقات.

* راجع: معجم المؤلفين 6: 174.

ترجمته في هدية العارفين 1: 622.

ص: 32

افْتِخارُ الدين *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو إمام أصحاب أبي حنيفة في وَقْتِه بـ"حلَب"، وفَقِيهها.

قال ابن العَديم: ذكَرَ أنَّ مَوْلِدَه بـ"بلخ"، في سادس جُمادَى الآخرة، سنة [تسع وعشرين]

(1)

وخمسمائة. سمِع، وحدَّث، ودرَّس، وناظَر، وكان رئيسا، صحيح السَّماع، عالِيَ الإسْناد.

صنّف "شَرْح الجامع الكبير".

ومات في جُمادَى الآخرة، سنة ستّ عشرةَ وستِمائة.

ووَلِيَ ابنُه الفضلُ التَّدْريس مكانه بـ"الحَلاوِيَّة" و"المقَدِّمِيَة". وسيأتي ذكرُ كلِّ من الفضل أبيه، والفضل والدِه في مَحَلِّه، إن شاء الله تعالى.

وذكره الذَّهبي، وقال: سمِع بـ "ما وراء النَهْر". من القاضي عمر بن علي المحْمُودِيّ، وأبي شُجاع البِسْطامِيّ، وجماعةٍ.

وبَرَع في المذهب، وصنَّف، وشرَح "الجامع الكبير"، وتخرَّج به الأصحاب.

وعاش ثمانين سنة. رحمه الله تعالى.

* * *

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 389.

وترجمته في تاج التراجم 26، والجواهر المضية برقم 863، ودول الإسلام 2: 120، وسير أعلام النبلاء 20: 99، 100، وشذرات الذهب 5: 69، والعبر 5: 62، كشف الظنون 1: 568، وهدية العارفين 1:622.

(1)

في الجواهر "ست وثلاثين".

ص: 33

‌3330 - الشيخ الفاضل عبد المعبود بن ضيف الله البستوي

*

أحد من الشعراء المعروفين.

ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد بمدينة "بستي" سنة 1359 هـ، أخذ مبادئ العلم في مختلف المدارس العربية، ثم التحق بجامعة مظاهر العلوم في شوّال سنة 1382 هـ، وتعلّم الصحاح الستة على كبار المحدّثين بها، وتخرّج فيها في شعبان سنة 1383 هـ، قرأ "صحيح البخاري" على الشيخ محمد زكريا، و"صحيح مسلم"، و"الموطأ" للإمام مالك على الشيخ منظور أحمد خان، و"سنن الترمذي"، و"شرح معاني الآثار" على الشيخ أمير أحمد، و"سنن النسائي"، و"سنن ابن ماجه"، و"الموطأ" للإمام مالك على الشيخ المفتي مظفّر حسين، و"سنن أبي دواد" على الشيخ أسعد الله.

وبعد أن تخرّج فيها تصدّر للتدريس والإفادة، عاكفا ومعنيا للغاية، وكانت له قدرة راسخة على النظم والنثر معا، فكان شعره موفور العواطف الإسلامية، وكان الله تعالى قد جعل أشعاره الهائمة في توحيد الله، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم، قويّ التأثير، وبليغ النفوذ، وقد تم طبع عدّة مجموعاته من كلامه مثل "جراغ حرم"، (سراج الحرم)، و"كلهاء مدينة""أزهار المدينة المنورة)، و"جمال حرم"، وكان متلقّبا بـ"نادان"، فظلّ يصدر كلامه في الصحف والمجلات الدينية المعروفة في البلاد باسم نادان بستوي، توفي إلى رحمة الله قبل أيام قليلة بعد أن مُني بالمرض لفترة عديدة.

* * *

* راجع: علماء مظاهر العلوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية للسيّد محمد شاهد الحسني 2: 441.

ص: 34

‌3331 - الشيخ الفاضل عبد المعزّ بن عبد الصمد الكانبوري

*

المؤسّس والأمين العام في مؤسّسة دعوة القرآن والسنة بـ"كانبور".

ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد بقرية "كرما خان" بمديرية "بستي" بولاية "يوبي"، كان أبوه رجلا متديّنا، وحسن السيرة، ومحبّا للعلم والمعرفة، ومواظبا على الصلوات الخمس، حتى صلاة التهجّد، لم أعرفه فاتته، وبما أنه كان بايع الشيخ شيخ الإسلام حسين أحمد المدني، ويكثر الحضور في مجالسه، فعلمه التعاليم الدينية، حيث أكمل "كتاب القاعدة البغدادية" بثمانية أيام، والقرآن الكريم نظرا لمدة ثلاثة أشهر، لكونه ذكيا فطنا للغاية منذ حداثة سنّه.

وإثر أن قرأ العلم إلى "مشكاة المصابيح" في مدرسة هداية العلوم ببلدة "كرهي" توجّه إلى مظاهر العلوم، ليأخذ الصحاح الستة، وغيرها، وممن تلمّذ عليهم فيها المفتي مظفر حسن، والشيخ محمد يونس، والشيخ محمد عاقل، والشيخ محمد يحيى، والشيخ وقار علي، واستجاز في المسلسلات عن الشيخ محمد زكريا، وأيام التحصيل كثيرا ما يشارك مجلسه المنعقد بعد العصر، وأحيانا مجلس الشيخ محمد أسعد الله.

وبعد ما تخرّج فيها عين أستاذا في مدرسة مدينة العلوم ببلدة "سمدهن" بمديرية "فرخ آباد"، فدرّس بها الكتب إلى "الكافية"، و"شرح الجامي"، لثلاث سنوات، ثم ولي التدريس في أكتوبر 1398 هـ في مدرسة مظهر العلوم

* راجع: علماء مظاهر العلوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية للسيّد محمد شاهد الحسني 2: 468 - 470.

ص: 35

بـ"كانبور" وهي تسير تحت إشراف الشيخ منظور أحمد الكانبوري قاضي "كانبور"، وذلك على مرتب خمسين ومائة روبية شهرية، فدرّس الكتب الدرسية إلى "شرح الجامي" بجانب تقلّده منصب شؤون إدارتها، وقام بتدريس "الكافية"، و"شرح الجامي" في النحو بصفة خاصّة إلى عشرين سنة، وحظي ذلك بالقبول والشعبية، وبعد ذلك عمل مديرا لشؤون التعليم في جامعة الطيبات سنة، فسنحت له فرصة لتدريس "جامع البخاري"، و"صحيح مسلم"، و"سنن أبي داود"، وما إلى ذلك.

ثم ابتدأ بحياته الصحفية، وأنشأ مجلة "متاع آخرت" الشهرية عام 1409 هـ، هي التي حصل لها القبول لدى العامة والخاصّة بأسرع وقت، وأعجب بها الناس في أقصى جهات البلاد، واستصدرتها كثيرا من المكتبات في البلاد، وتصدّر اليوم أيضا بكلّ رونق وجمال وبهاء، كما أصدر منها مجلة "متاع آخرت" الأسبوعية عام 1412 هـ، فيها مواد وعناصر وتعليقات سياسية، ثم صحيفة "متاع آخرت" اليومية عام 1415 هـ، التي تحتل ذاتية مرموقة منذ أول يومها في سبيل بسالتها وجراءتها وخدماتها للاجتماع والبيئة، وإنما هي عون لأهالي البلاد في رفع أصواتهم إلى الحكومة في ثمان صفحات كالصحف الأخرى، وظهيرة لهم على إرشادهم إلى الأمور الدينية وترويج الائتلاف والتلاحم والوحدة فيما بينهم، إلى جانب ذلك قد أنشأ صحيفة "متاع آخرت" النصف الشهرية سنة 1417 هـ، وهي تعدّ في الصحف الأخرى الصادرة على المستوى العالي، وبعد ذلك أصدر الصحيفة اليومية بالاسم المذكور في أعلاه عن مدينة "لكنو" سنة 1420 هـ، وهي تتناول الأنباء الملكية والعالمية خاصة أنباء "أترابراديش" وأنحائها المجاورة من المديريات، كما سيتم صدورها عن "دهلي" و"بستي"، إن شاء الله تعالى.

ص: 36

‌شهاداته العلمية الأخرى:

أخذ عن المفتي منظور أحمد المظاهري، قاضي مدينة "كانبور" في قسم التدريب في الإفتاء، فأجازه في الإفتاء، ونال شهادته، كما نال شهادة الأديب الكامل، (وهي تعادل البكالوريوس)، وشهادة المعلم من جامعة عليكره الإسلامية، وشهادة المنشي، و (هى تعادل شهادة المدرسة الثانوية)، وشهادتي الكامل والعالم، (كل منهما تعادل شهادة الدرجة الثانوية)، وشادة التخصّص في الدراسات الدينية، وشهادة التخصّص في الأدب، وشهادة التخصّص في المعقولات، وشهادة التخصّص في الطب، (كل منها تعادل البكالوريوس) من هيئة "إله آباد" العربية والفارسية، وشهادة الماجستير من جامعة كانبور.

‌إنشاء مؤسّستين علميتين:

1 -

قد أنشا مؤسّسة دعوة القرآن والسنة عام 1414 هـ، وبرعايتها تم تكوين دار الإفتاء التي تقوم بوظيفتها في حسن وإجادة.

2 -

أقام مدرسة أشرف المدارس في حيّ "شيخ كلن والي كلي" بمدينة "كانبور" سنة 1402 هـ، وهي مما يفيد من فيضها إلى الآن.

كان متعلقا بالشيخ أبرار الحق الهردوئي، والشيخ صديق أحمد الباندوي، والشيخ السيّد محمد أسعد المدني، وبايع الشيخ صديق أحمد الباندوي على صفة منظّمة عام 1410 هـ ويعيش مكبّا ومتشبثا بما لقّنه من الأذكار والأوراد.

‌من مؤلفاته:

" ليلة البراءة وعملنا"، و"التعليم الإسلامي"، و"فضائل السواك"، و"توضيح مائة عامل"، وشرح على "شرح مائة عامل"، و"نافعة شرح الكافية".

* * *

ص: 37

‌3332 - الشيخ الفاضل الحاج مولانا المفتي عبد المعزّ بن مولانا عبد العزيز النواخالوي

*

ولد في قرية "بَتْ تَلِي" من مضافات "لكّيبُور" أعمال "نواخالي".

قرأ مبادئ العلم في المدرسة الواقعة أمام داره، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، وكتب الحديث الشريف.

من أساتذته: شيخ الإسلام العلامة شبير أحمد العثماني، وشيخ الإسلام العلامة السيّد حسين أحمد المدني، والمفتي محمد شفيع الديوبندي، والعلامة إدريس الكاندهلوي، رحمهم الله تعالى.

وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، والتحق بمدرسة أشرف العلوم براكترا، ثم التحق بالجامعة القرآنية لالْبَاغ

(1)

، وعيّن محدّثا ومفتيا لها.

* * *

‌3333 - الشيخ الفاضل عبد المعْطِي بن مُسافر بن يوسف بن الحَجَّاج، أبو محمد، الرَّشِيدِيّ

* *

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 238 - 339.

(1)

أسّسها جماعة من العلماء الربّانيين. منهم: الشيخ ظفر أحمد العثماني، والمفتي دين محمد خان، ومولانا الشيخ شمس الحق الفريدفوري، ومولانا الحافظ محمد الله حافظي حضور، رحمهم الله تعالى رحمة واسعة. وأسّسوها سنة 1370 هـ، الموافق سنة 1369 هـ، وبدأ فيها درس الحديث في السنة نفسها.

* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 389. وترجمته في الجواهر المضية برقم 864.

ص: 38

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان إماما.

سمع منه السِّلَفِيُّ بـ "الإسْكنْدرِيَّة"، وقال: سألتُه عن مَوْلِدِه، فقال: سنة ستِّين وأربعمائة.

وهو من أصحاب الفقيه أبي بكر محمد بن إبراهيم الرَّازِيّ الحنفيِّ، نزيل "الإسْكنْدَرِيَّة".

كذا في "الجواهر". والله تعالى أعلمُ.

* * *

‌3334 - الشيخ الفاضل عبد المعين بن أحمد، ابن البكاء البلخي

*

أديب، من فقهاء الحنفية.

له كتب، منها:"جمع المنشور من كل روض ممطور"من أماليه، في دار الكتب، و"رسالة" في الأدب صغيرة، في الأزهرية، و"الرسالة المعمّائية"، معمّيات في جامعة الرياض، و"الطرز الأسمى" في الأزهرية، شرح به "كنز الأسما في كشف المعمى" لمحمد بن علي المكِّي، المتوفى سنة 988 هـ، و"شرح القصيدة الخزرجية" في جامعة الرياض (الفيلم 63) 70 ورقة (2).

توفي سنة 1040 هـ.

* * *

* راجع: الأعلام للزكلي 4: 155.

ترجمته فى كشف 1513، وهدية 1: 623 ودار الكتب 7: 117، ومخطوطات الرياض، عن المدينة: القسم الثاني، ص 20، 32 والأزهرية 5: 123، 182.

ص: 39

‌3335 - الشيخ الفاضل عبد المقتدر بن عبد القادر بن فضل رسول العثماني

، البدايوني، أحد العلماء المشهورين *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف بمدينة "بَدَايون"، ونشأ بها.

وقرأ العلم على مولانا نور محمد البَدَايوني، وبعد وفاته قرأ "هداية الفقه"، و"تفسير البيضاوي"، والصحاح الستّة على والده، وفرغ من التحصيل سنة ثمان وتسعين.

وسافر للحجَ والزيارة مع أبيه، وجلس على مسند مشيخته بعده.

وكان على قدم أبيه وجدّه في التعصّب على مخالفيه والانتصار للرسوم المروّجة في المشايخ.

مات في بضع وعشرين من محرّم سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف بمدينة "بدايون".

* * *

‌3336 - الشيخ العالم المحدّث عبد المقتدر بن عبد النبي البِهَاري

، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والحديث * *

* راجع: نزهة الخواطر 8: 330، 331.

* * راجع: نزهة الخواطر 6: 176.

ص: 40

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: قرأ العلم على والده، وأخذ الحديث عنه، وهو أخذ عن الشيخ عبد الرزّاق، عن الشيخ ياسين المحدّث الحسيني.

ثم إنه أخذ الحديث عن الشيخ نور الحق بن عبد الحق البخاري الدهلوي، وأخذ عنه ابن أخيه محمد عتيق بن عبد السميع البهاري.

* * *

‌3337 - الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة عبد المقتدر بن محمود بن سليمان الشريحي الكندي

القاضى منهاج الدين بن القاضي ركن الدين، التهانيسري، ثم الدهلوي *

أحد الرجال المشهورين بالفضل والكمال.

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد ببلدة "تهانيسر"، ونشأ بدار الملك "دهلي" على الخير والصلاح.

وأخذ العربية، وسمع الكثير، وبرع في الأدب والإنشاء، وقرض الشعر، ولازم الشيخ شمس الدين محمد بن يحيى الأودى، وقرأ عليه الكتب الدرسيّة، وقرأ "الكشّاف"، و"البزدوي" على الشيخ نصير الدين محمود بن يحيى الأودي.

وكان يتردّد في أيام تحصيله إلى الشيخ نصير الدين محمود المذكور، ويذكر المطالب العلمية عنده، فكان يستحسن أبحاثه، ويحثّه على تشمير الذيل في تحصيل العلوم المتعارفة، ويحبّه.

* راجع: نزهة الخواطر 2: 73 - 78.

ص: 41

ثم لما فرغ القاضي عن البحث والاشتغال أخذ الطريقة عن الشيخ المذكور، وقضى أيامه في الدرس والإفادة.

أخذ عنه القاضي شهاب الدين الدولت آبادي

(1)

، وحفيده أبو الفتح بن عبد الحي بن عبد المقتدر الكندي، وخلق آخرون.

ومن شعره قوله في مدح النبي، صلى الله عليه وسلم:

يا سائق الظعن في الأسحار والأصل

سلّم على دار سلمى وأبك ثم سل.

عن الظباء التي من دابها أبدا

صيد الأسود بحسن الدل والنجل.

وعن ملوك كرام قد مضوا قددا

حتى يجيبك عنهم شاهد الطلل.

أضحت إذا بعدت عنها كواعبها

أطلالها مثل أجفان بلا مقل.

فدى فؤادى أعرابية سكنت

بيتا من القلب معمورا بلا حول.

بخيلة بوصال المستهام بها

والجود في الخود مثل البخل في الرجل.

كأنها ظبية لكن بينهما

فرقا جليا بعظم الساق والكفل.

خيالها عند من يهوي زيارتها

أحلى من الأمن عند الخائف الوجل.

كيف السبيل إليها بعد أن حفظت

بالبيض والسمر في أعلى ذرى الجبل.

(1)

دولت آباد: كانت مدينة ضخمة، عظيمة الشأن، موازية لحضرة "دهلي" في رفعة قدرها، واتساع خطتها، وكانت منقسمة على ثلاثة أقسام، أحدها:"دولت آباد"، وبها سكنى للسلاطين الخلجية والتغلقية وعسكرهم. والثاني:"الكتكة" بفتح الكافين، والتاء المعلوة بينهما، والقسم الثالث: القلعة التى لا نظير لها في الحصانة، وتسمى "ديوكير" بكسر الدال المهملة وسكون الياء والواو مدين، كسر الكاف الفارسية، وسكون التحتية، والراء المهملة، وتلك القلعة على جبل، ارتفاعه خمسمائة قدم، منها خمسون ومائة قدم عمودية تقريبا، ويدخل إليها من مدخل ضيق منحوت في الصخر، وهى من أبنية الهنادك، فتحها علاء الدين الخلجي، صلحا سنة 702 هـ، ثم فتحها قطب الدين بن علاء الدين المذكور عنوة سنة 718 هـ، ولم يبق من تلك الأقسام اليوم إلا القلعة.

ص: 42

طرقتها فجأة والليل في جدل

والذئب في كسل والقول في شغل.

قالت لك الويل هلا خفت من أسد

له براثن كالعسالة الذبل

فقلت إني مليك صيده أسد

وصيد غيري من ظبي ومن وعل.

قالت فما تبتغي لا منع قلت لها

كلا فإني عفيف القول والعمل.

وإنني رجل من معشر سحبوا

ذيل التبتّل والتقوّى على زحل.

لا يطمعون ولكن كان ديدنهم

إعطاء ما ملكوا كالعارض الهطل.

أسد إذا سخطوا أفنوا عدوهم

قوم إذا فرحوا أعطوا بلا ملل.

ما قال قائلهم يوما لواحدهم

لو كنت من مازن لم تستبح إبلي.

يا طالب الجاه فى الدنيا تكون غدا

على شفا حفرة النيران والشعل.

يا طالب العزّ في العقبي بلا عمل

هل تنفعنك فيها كثرة الأمل.

يا أيها الطفل أنت الطفل فى أمل

وشمس عمرك قد مالت إلى الطفل.

يا من تطاول في البنيان معتمدا

على القصور وخفض العيش والطول.

لأنت في غفلة والموت في أثر

يعدو وفي يده مستحكم الطول.

اقنع من العيش بالأدنى وكن ملكا

إن القناعة كنز عنك لم يزل.

ثم اغتنم فرصة من قبل أن ضعفت

قواك من سطوة الأمراض والعلل.

ولا تكن لمزيد الرزق مضطربا

واقنع بما قسم القسّام في الأزل.

لا تغترر أنت في الدنيا فإن بها

من عز بر فكن منها على وهل.

أكالة أكلت كالهر ما ولدت

حيالة قتلت من جاء بالحيل.

ولا مناص من الله العزيز وإن

فررت منه إلى الداماء والقلل.

يا أيها الناس إن العمر في سفر

وإن أوقاتكم والله كالظلل.

إن المنايا بلا شك لآتية

وأنتم في المنى والمين والكسل.

لله درّ فقير مالك أبدا

وذي خصاص بفضل الله مكتفل

ولم يكن فخره إلا بعزّة من

أعيى الأعاجم والأعراب بالدول.

محمد خير خلق الله قاطبة

هو الذى جلّ عن مثل و عن مثل.

ص: 43

له المزايا بلا نقص ولا شبه

له العطايا بلا منّ ولا بدل.

له المكارم أبهى من نجوم دجى

له العزائم أمضى من قنا البطل.

له الفضائل أجدى من عصا كسرت

له الشمائل أحلى من جنى العسل.

له الجمال إذا ما الشمس قد نظرت

إليه قالت ألا يا ليت ذلك لي.

النصر قادمه والفتح خادمه

كلاهما عن حماه غير مرتحل.

يا أعظم الناس من حاج ومعتمر

وأكرم الخلق من حاف ومنتعل.

أتيتنا بكتاب جلّ منفعة

وجئتنا بسبيل ناسخ السبل.

بعثت بالملّة البيضاء راسخة

عفا بها سائر الأديان والملل.

أفحمت كلّ بليغ بالكتاب كما

جادات بالسيف أهل الجدّ والجدل.

أضحى طلوعك بالشمس الضحى أبدا

وقد غنيت عن الميزان والحمل.

أم التمنى إذا جاءتك سائلة

أرجعتها وهي في عقر مع الحمل.

نداك أكثره لا ينتهي أبدا

لكن أدناه أدنى من ندى السبل.

وعرف طيبك للكفّار ضائرة .. مسيرة الشهر مثل الورد للجعل.

لصحبك الغرّ باق فضلهم أبدا

وفضل أمتك الزهراء لم يزل.

وأهل بيتك فينا رحمة نزلت

أهل الطهارة عن رجس وعن وحل.

يا سيّد المرسلين المكرمين أدم

شفاعة لعبيد ضارع وجل.

توفي لأربع بقين من محرّم سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، وله ثمان وثمانون سنة، كما في "أخبار الأخيار"، وغيره.

* * *

ص: 44

‌باب من اسمه عبد الملك

‌3338 - الشيخ الفاضل عبد الملك بن إبراهيم الهَمَذانِيّ

، والِدُ محمد، صاحبُ "الطَّبقات"، طبقات الحنفية والشافعية، الآتي في بابه، إن شاء الله تعالى *

قال الإمام التميمي: قرأ عليه إبراهيم بن محمد الدِّهِسْتانِيّ

(1)

الفرائضَ والحسابَ.

كذا ذكره في "الجواهر المضية"، وعَدَّه من أئمة الحنفية.

والذي يُفْهم من "تاريخ الصَّفَدِيّ"، وغيره، أنَّه شافعيُّ المذهب، وهو الظاهر، فلْيُعْلَم ذلك، وما ذكرتُه أنا إلا لأجْل التَنْبيه عليه.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 390.

وترجمته في البداية والنهاية 12: 153، والجواهر المضية برقم 865، وذيل تاريخ بغداد لابن النجّار 1: 8 - 14، وسير أعلام النبلاء 19: 31، 32، وطبقات الشافعية للإسْنوِى 2: 529، وطبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي 5: 152، 164، والفوائد البهية 112، والكامل لابن الأثير 10: 261، وكتائب أعلام الأخيار برقم 365، كشف الظنون 2: 1252، ولسان الميزان 4: 75، والمنتظم 9: 100، 101، ونكت الهميان 54.

(1)

ذكر اللكنوي أن الكفوي صرح في ترجمة إبراهيم بن محمد الدهستاني، بأن عبد الملك هذا هو صاحب الطبقات، واستدرك عليه ذلك، وتقدمت ترجمة إبراهيم برقم 89، في 1:238.

ص: 45

وقد كانتْ وَفاته سنة تسع وثمانين وأربعمائة. رحمه الله تعالى.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى "الفوائد"(ص 112): هذا وكلامه في ترجمة إبراهيم بن محمد الدهستاني، كما مرّ صريح في أن عبد الملك هذا هو المُصَنِّف للطبقات. لكن قال علي القارئ عبد الملك بن إبراهيم الهمداني والد محمد صاحب طبقات الحنفية والشافعية. انتهى.

وفي "كامل ابن الأثير" في، حوادث ستّ وعشرين وخمسمائة فيها في شوَّال توفي محمد بن عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد أبو الحسن بن أبي الفضل الهمداني الفرضي، صاحب التاريخ. انتهى.

وفي "الكشف" طبقات الفقهاء لمحمد بن عبد الملك الهمداني، المتوفى سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. انتهى.

* * *

‌3339 - الشيخ الفاضل عبد الملك بن بَكَّار بن قُتَيْبة، الإمام، ابن الإمام

*

تفقَّه على أبيه، وروَى عنه.

كذا في "الجواهر"، من غيرِ زيادة. والله تعالى أعلم.

* * *

‌3340 - الشيخ الفاضل عبد الملك بن الحُسين بن عليّ النِّسَفِيّ

الإمام المشهور

(1)

* *

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 390. وترجمته في الجواهر المضية برقم 866.

(1)

سقط من بعض النسخ.

* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 391 وترجمته في الجواهر المضية برقم 867.

ص: 46

في حُدود الأرْبعمائة.

كذا ذكره في "الجواهر" من غير زيادة.

* * *

‌3341 - الشيخ الفاضل عبد الملك بن رَوْح بن أحمد الحَدِيثِيّ الأصل، أبو المعالِي

، ابن قاضي القضاة أبي طالب الزَّيْنَيِّ، تقدَّم أبوه في مَحَلِّه *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: اسْتَنابه والدُه في

(1)

الحكم والقَضاء بـ "دار الخلافة"، فبقِىَ على ذلك مُدَّةَ ولاية أبيه، وجرَتُ أمورُه على السَّداد والاسْتقامة.

وكان عابدًا، ورِعًا، عفيفًا، مُتواضعا، تارك التَّكَلُّف.

عمن بعدِه أبا نصر أحمد، أبا القاسم

(2)

ابن الصَّبَّاغ.

ولما تُوُفي والدُه خُوطِب في أن يتَولَّى القضاء مكانه، فأبَي، وتردَّد الكلام في ذلك أيَّاما، ومرِض وتُوُفِّي، سنة سبعين وخمسمائة، وهي السنة التي مات فيها أبوه.

كذا نقلتُه من "الوافي بالوفيات" للصَّلاح الصَّفَدِىَ.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 391.

وترجمته في سير أعلام النبلاء 21: 51، 52، والمختصر المحتاج إليه 3:31. وانظر: حاشية السير.

(1)

في بعض النسخ "على".

(2)

أي: عليّ.

ص: 47

ولم يذكُرْه صاحب "الجواهر". والله تعالى أعلم.

* * *

‌3342 - الشيخ الفاضل عبد الملك بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد السَّرْخَسِى أبو سعد

*

تقدَّم أبوه، وابنُه عبد الملك تفقَّه بأبيه. وأقام بـ "بغداد"، وقَبِلَ شهادتَه قاضي القضاة عبد الله ابن ماكُولا.

قال ابنُ النَّجَّار: الفقيه، الحنفي، السَّرْخَسِيّ. أظُنُّه وُلِدَ بها، وكان والدُه مُقيما بها.

ووَلىَ قضاءَ "البصرة"، ومَضى إليها.

وحدَّث بها، وبـ "أصْبَهان".

ومات بها سنة سبعين وأربعمائة في شوَّال.

وسمع بـ "بغداد" هلال بن محمد الحَفَّار، وغيرَه، وبـ "نَيْسابور" أبا الحسن عليَّ بن محمد الطِرازِيّ. وحدَّث بـ "بغداد" عن والِده.

وروَى عنه أبو الفضل بنُ خَيْرون، وغيرهُ. [قاله السَّمْعانِيُّ]

(1)

.

* * *

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 392.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 868، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 1: 96 - 99.

(1)

هذا عن الجواهر، وليس عن ابن النجار.

ص: 48

‌3343 - الشيخ الفاضل عبد الملك بن عبد السَّلام بن إسماعيل بن عبد الرحمن

، أبو محمد ابن أبي محمد اللَّمْغانِيّ *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: أصْلُه منها، وأقام بـ "نَيْسَابور".

وسمع أبا نصْر الزَّيْنبِيّ.

وسمع منه الحافظ أبو القاسم.

ومات بـ "بغداد، سنة سبع وعشرين وخمسمائة، في رمضان.

وكان فقيها.

وولدُه محمد بن عبد الملك يأتي، إن شاء الله تعالى.

* * *

‌3344 - الشيخ الفاضل عبد الملك بن عبد السَّلام اللَّمْغانِيّ

،

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 392.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 869، 870، وقد جعلهما التميمي ترجمة واحدةً.

وانظر: Le dictionnaire des Autouites 48

والترجمة الأولى في الجواهر تضم الاسم الذى سبق، وقوله:"الفقيه. توفي ببغداد، سنة ثمان وأربعمائة وستمائة. ذكره الحافظ الدمياطِي في مشيختيه. والترجمة الثانية صدرها: "عبد الملك بن عبد السَّلام بن الحُسين اللمغاني. ثم ما ورد بعد ذلك في هذه الترجمة التى هي بين أيدينا".

ص: 49

أخو عبد الرحمن، وعَمُّ محمد بن عبد الرحمن اللَّمْغانِيّ *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ودرَّس بـ "مَشهَد أبي حنيفة".

وتُوُفّيَ سنة ثمان وأربعين وستِّمائة، ودُفِن بـ "مقبرة الخَيْزُران"، عند الإمام أبي حنيفة. رضي الله تعالى عنه.

كذا ذكره والذي قبلَه في "الجواهر". والعُهْدةُ عليه، والله تعالى أعلم.

* * *

‌3345 - الشيخ الفاضل العلامة عبد الملك بن عبد الغفور الباني بتي

، المشهور بالشيخ أمان الله * *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان من كبار العُلماء والمشايخ.

قرأ بعض الكتب الدرسية على أبيه الشيخ عبد الغفور، وبعضها على الشيخ محمد بن الحسن العبّاسي الجونبوري ثم الدهلوى.

وأخذ عنه الطريقة، ثم لازم الشيخ مودود اللاري، وقرأ عليه"فصوص الحكم" لابن عربي، ثم تصدّر للتدريس.

وكان على مذهب الشيخ محي الدين ابن عربي في التوحيد.

وله"رسالة" في إثبات الأحدية، وله"مرآة الحقيقة"، وله شرح بسيط على "اللوائح" للعارف الجامي، وله غير ذلك من الرسائل.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 392.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 871.

* * راجع: نزهة الخواطر 4: 194، 195.

ص: 50

ومن مختاراته في التوحيد: أن الواجب تعالى وتقدّس وراء الممكنات، ولكن المغائرة بحسب الحقيقة لا يمكن، فلا بدّ أن يكون بحسب التعيّن والتقيّد، فلا جرم أن يكون له سبحانه وتعالى تعيّن، ولأفراد العالم من الروحانيات والجسمانيات تعيّنات آخر.

وكان الشيخ عبد الرزّاق الجهجانوى يخالفه في ذلك، فإنه ذهب إلى العينية، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرًا! وكانت بينهما مطارحات.

مات لاثنتي عشرة خلون من ربيع الثاني سنة سبع وخمسين وتسعمائة بمدينة "باني بت"

(1)

، كما في "أخبار الأخيار".

* * *

‌3346 - الشيخ الفاضل عبد الملك بن عبد المنعم بن تاج الدين القلعي

*

فقيه.

أقام بـ "مكة"، وأفتى بها، وتوفي بها سنة 1229 هـ.

من آثاره: "الكواكب الدرية من فتاوى القلعية"، و "بلوغ القصد في تحقيق مباحث الحمد".

* * *

(1)

باني بت: بباء فارسية، فألف، فنون مكسورة، فياء تحتية، فباء فارسية مفتوحة، آخرها فوقية سكنة، بلدة بقرب "دهلي".

* راجع: معجم المؤلفين 6: 185.

ترجمته في إيضاح المكنون 1: 196، 2: 391، وهدية العارفين 1:628.

ص: 51

‌3347 - الشيخ الفاضل عبد الملك بن عبد الوهّاب بن صالح

الفتني الأصل، المكّي، المدني *

أديب، فقيه، فرضي، متكلّم.

أصله من "فتن" من بلاد. "كُجْرَات"

(1)

بـ "الهند".

وولد بـ "الطائف" سنة 1255 هـ، وتعلّم بـ "مكة".

وتوفي بـ "القاهرة". في أواخر ربيع الآخر سنة 1327 هـ.

من أثاره: "خلاصة الفرائض"، و "كمال المحاضرة في آداب البحث والمناظرة"، و "شرح عقد اللآلي في الوضع"، و "فيض الرحمن على المطالب الحسان" في أمور الدين، و "شعب الإيمان"، و"أرجوزة نتيجة الآداب خدمة الطلاب".

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 6: 186.

ترجمته في فهرست الخديوية 3: 309، 4: 158/، 7/ 2: 492، 552، واكتفاء القنوع 489، وإيضاح المكنون 2: 382، 622، 3: 225، وفهرس دار الكتب المصرية 7: 22، وهدية العارفين 1: 629، والأعلام 4:307.

(1)

كجرات: بضم الكاف الفارسي، وإسكان الجيم، وإهمال الراء المهملة، بعدها ألف، فمثناة من فوق، طولها اثنان وثلاثمائة ميل، وعرضها ستون ومائتا ميل، وفيها ثلاث عشرة فرضة، أشهرها:"كنباية"، و "سومنات"، و "جوناكره"، و "سورت". وفي العصر الحاضر "بمبئي"، وفيها كور صغيرة، يسمّونها بأسماء أخري، نحو "كوكن" أي: البلاد التي على ساحل البحر فيما بين "بمبئي" و "نيكاؤن"، ونحو "كاتهياوارا" التي ينسب إليها الأفراس الحصان الجياد.

ص: 52

‌3348 - الشيخ الفاضل عبد الملك بن عُبَيْد الله بن صاعد، أبو الفتح القاضي

، ابن القاضي أبي محمد بن صاعد *

ذكره التميمى في "طبقاته"، وقال: هو فقيه، فاضل، مُفْتٍ، مُدَرِّسٌ، من وُجوه "الصَّاعِدِيّة".

مات ليلةَ الأربعاء، سادس جمُادَى الآخرة، سنة إحْدَى وخمسمائة. رحمه الله تعالى.

* * *

‌3349 - الشيخ الفاضل العلامة عبد الملك العادل بن عماد الملك العمري

، الأدهمي، الجونبوري

(1)

* *

أحد العُلماء المشهورين في النحو والعربية.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 393.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 872. وانظر في اسم والدِه: حاشية الجواهر 2: 473.

(1)

"جون بور": مدينة عامرة على بضعة فراسخ من "بنارس"، وكانت قصبة بلاد الشرق في القديم، بناها فيروز شاه الدهلوي، وسماه باسم ابن عمّه محمد شاه تغلق "جه بور"، فتغيز على أفواه الرجال بـ "جونبور"، فيها أبنية رفيعة، ومدارس، وجوامع من أبنية السلاطين الشرقية، يدرس بها ملك العُلماء شهاب الدين الدولة آبادي.

* * راجع: نزهة الخواطر 3: 75.

ص: 53

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بمدينة "جونبور".

واشتغل بالعلم من صغر سنّه على القاضي شهاب الدين الدولت آبادي، ولازمه مدّة طويلة، وقرأ فاتحة الفراغ، وله نحو ثماني عشرة سنة.

ثم درّس، وأفتي، وصنّف التصانيف، وصار من أكابر العُلماء.

وانتهتْ إليه رياسة التدريس في مدرسة القاضي شهاب الدين المذكور.

أخذ عنه الشيخ إله داد الجونبوري شارع "الهداية"، و "البزدوي".

وله حاشية على "شرح كافية ابن الحاجب" للشهاب.

مات في ثاني عشر من ربيع الأول سنة سبع وتسعين وثمانمائة بـ "جونبور"، فدفن بمقبرة أبائه الكرام بـ "كنكهره"، كما في "تجلّي نور".

* * *

‌3350 - الشيخ الفاضل المفتى عبد الملك بن محمود بن عطاء الله الحسيني الأمروهوي

*

كان أعلم أبناء والده، ولي الإفتاء بمدينة "أمروه" بعد أن توفي والده سنة سبع عشرة وتسعمائة في عهد سكندر شاه اللودي، واستقلّ به مدّة حياته.

مات في سنة خمسين وتسعمائة أول مما يقرب ذلك، لأن ولده عبد الغفور ولي الإفتاء بعده في تلك السنة، كما في "النخبة".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 4: 194.

ص: 54

‌3351 - الشيخ الفاضل عبد الملك بن محي الدين الطوكي

، أحد العُلماء المشهورين *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ ببلدة "طوك"، وقرأ بعض الكتب الدرسية على أساتذة مصره وعصره، ثم سافر إلى "رامبور"، وقرأ على المفتي سعد الله بن نظام الدين المرادآبادي، ثم رجع إلى "طوك"، وتصدّر للدرس والإفادة.

وله مصنّفات.

مات، ودفن ببلدة "طوك".

* * *

‌3352 - الشيخ الفاضل عبد الملك النَّسَفِيّ

*

ذكره في "القُنْيَة" هكذا.

ونقَلَ في مَن اشْتَرى حمارًا [تعْلُوه الحميرُ]

(1)

: إن طاوَع فَغيبٌ.

قال في "الجواهر": لعلَّه عبد الملك بن الحُسين بن على النَّسَفِيّ، كان في حُدود الأربعمائة.

تقَدَّمَ أيضًا.

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 8: 331.

* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 393.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 873.

(1)

في الجواهر، "يعلوه الحمر".

ص: 55

‌باب من اسمه عبد المنان

‌3353 - الشيخ الفاضل مولانا عبد المنَّان بن جاند مِيَان سَوْدَاكَرْ

(التاجر) الجاتجامي *

ولد في قرية "شَمْشِيرْبَارا" من مضافات "جاندغاون" من أعمال "جاتجام".

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بدار العلوم بمدينة "جاتجام"، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح"، ثم سافر سنة 1339 هـ إليّ دار العلوم ديوبند، وأتمَّ فيها الدراسة العليا، والصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية.

من أساتذته: العلامة أنور شاه الكشميري، والعلامة شبير أحمد العثماني، والعلامة السيّد أصغر حسين الديوبندي، رحمهم الله تعالى.

وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، والتحق مدرّسا بدار العلوم جاتجام، وبعد مدّة عيّن نائب الرئيس لها.

* * *

‌3354 - الشيخ الفاضل مولانا عبد المنّان بن الحاج الشاه شفيق علي السلهتي

* *

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 237 - 238.

* * راجع مائة من مشاهير علماء بنغاله لمولانا أشرف على النظامبوري ص 336 - 338.

ص: 56

وهو من أسرة تاج الدين القُرَيشي من زملاء الشاه جلال اليمني.

ولد سنة 1340 هـ في قرية "غُوْنَاي" من مضافات "بَانيَا جُنْك" من أعمال "سلهت".

قرأ العلوم الابتدائية، وهو ابن عشر سنين، ثم التحق بالجامعة الإسلامية بَانِيَا جُنْك، وقرأ فيها سنتين، ثم التحق بجامعة العلوم غَاسْبَاري، ثم التحق بدار العلوم كَنَائي غَات، وقرأ فيها كتب الصحاح الستّة، وغيرها، من الكتب الحديثية، وفاز في الاختبار النهائي بدرجة الامتياز.

وثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها، وتخرّج على شيوخها الكبار، فمَهَر، وبَرَع، وتفنّن في أكثر العلوم.

بايع في الطريقة والسلوك على يد شيخ الإسلام السيَّد حسين أحمد المدني، رحمه الله تعالي، وحصلت له الاجازة منه سنة 1376 هـ.

وبعد الفراغ درّس في عدّة مدارس، وأسّس مدارس ومكاتب ومساجد كثيرة. حجّ، وزار بيت الله الحرام سبع مرّات.

* * *

‌3355 - الشيخ الفاضل مولانا عبد المنّان بن المنشئ عبد الرحيم البَرِيْسَالي

*

ولد سنة 1374 هـ في قرية "أحسن آباد". من أعمال "بَرِيْسَال"، من أرض "بنغلاديش".

تلقّى مبادئ العلم في "أحسن آباد"، ثم قرأ في عدّة مدارس، ثم التحق بالمدرسة العالية دار السنّة سَرْسِيْنه، وأكمل الدراسة العليا فيها، ونال منها سند الحديث.

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 237.

ص: 57

من أساتذته: مولانا نِيَاز مخدوم التركستاني، ومولانا عبد الأول، وغيرهما من المحدّثين الكبار.

وبعد إتمام الدراسة التحق بمدرسة في "أحسن آباد"، وكان يدرّس فيها كتب الحديث.

* * *

‌3356 - الشيخ الفاضل مولانا عبد المنّان بن المولوي عبد الغني الفِيْنَوي

*

ولد سنة 1333 هـ في قرية "بُواغ" من مضافات "سوناغازي" من أعمال "فيني".

كان والده من متعلّقي الشيخ عبد الرؤوف الجونبوري.

كان واعظا بليغا، خطيبا مصقعا.

قرأ مبادئ العلم في قريته، وقرأ الأردية والفارسية على والده.

التحق سنة 1351 هـ بمدرسة سوناغازي، وهو ابن ثماني عشرة سنة، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح"، وفاز في الاختبار النهائي بدرجة الامتياز.

بايع في الطريقة على يد نور بخش، الذي أجازه في السلوك حكيم الأمة أشرف على التهانوي.

سافر سنة 1366 هـ إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها عدّة سنين، وتخرّج على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة إعزاز على الأمروهوي، والعلامة القارئ محمد طيّب، رحمهم الله تعالى.

* راجع: مشايخ فيني ص 58 - 63.

ص: 58

وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، والتحق مدرّسا بالمدرسة

النورية دار السنّة، وأسّس سنة 1370 هـ مدرسة بـ "بَدَادِيه"، وسمّاها نور العلوم بَدَادِيه، وبعد وفاة شيخه نور بخش رحمه الله تعالي، بايع مرّة ثانية على يد أمير الشريعة مولانا محمد الله الحافظجي.

صنّف عدّة كتب، منها "نوراني تعليم الإسلام"، و "إصلاح المسلمين والسلاطين"، و "هداية المتعلمين".

حج، وزار سنة 1379 هـ، وتوفي يوم الجمعة رابع شوَّال، سنة 1399 هـ.

* * *

‌3357 - الشيخ الفاضل مولانا عبد المنّان بن عبد المجيد النواخالوي

، أحد من العُلماء الربّانيين في "بنغلاديش".

ولد سنة 1333 هـ في قرية "فُدُوَا" من أعمال "نواخالي". *

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة العالية فيني، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح"، وغيرها من الكتب الدراسية، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند سنة 1362 هـ، والتحق بها، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية.

من أساتذته فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وشيخ التفسير العلامة إدريس الكاندهلوي، وشيخ الأدب العلامة إعزاز علي

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 238، ومشايخ فيني ص 73 - 80.

ص: 59

الأمروهوي، والعلامة القارئ محمد طيّب الديوبندي، والعلامة شريف الكشميري، ومولانا بضير أحمد، ومولانا فخر الحسن المرادآبادي، رحمهم الله تعالى.

وكان من زملائه: مولانا محمد حامد، المدير الأعلى سابقا لدار العلوم هاتهزاري، وشيخ المعقولات العلامة أبو الحسن البابونغري، ومولانا محمد هارون، ومولانا أبو الحسن الجسري، وغيرهم من علماء "بنغلاديش".

وبعد إتمام الدراسة سنة 1366 هـ رجع إلى وطنه الأليف، والتحق محدّثا بالمدرسة العالية فيني، ثم عيّن شيخ الحديث لها.

بايع في السلوك على يد شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وبعد أن توفي شيخه المدني بايع مرّة ثانية على يد العلامة المحدّث دلاور حسين الفِنُوَائي، وحصلت له الإجازة منه في السلوك، ومن الشيخ معظّم خان النظامبُوري، رحمهم الله تعالى.

توفي سنة 1411 هـ بمدينة "فيني"، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة بجوار داره.

* * *

‌3358 - الشيخ الفاضل المحدّث الجليل العلامة عبد المنَّان بن المولوي الشيخ عرفان الدين الكشيانوي

*

ولد سنة 1353 هـ في قرية "بَتْرِيْدُولَا" من مضافات "كاشياني" من أعمال"غوفَالْغنج" من أرض "بنغلاديش".

* راجع: مائه من علماء بنغلاديش ص 367 - 369.

ص: 60

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة العالية مَاجَهرا، وقرأ فيها مدَّة، ثم التحق بمدرسة خادم العلوم غَوْهَردَانْغا

(1)

، وقرأ فيها مدَّة مديدة، وقرأ فيها فاتحة الفراغ سنة 1374 هـ، وفاز في الاختبار النهائي بتقدير الامتياز.

من أساتذته الكبار: العلامة أبو الحسن الجسري، والعلامة محب الرحمن، والعلامة عبد الحفيظ، والعلامة مظهر الإسلام الجاتجامي، والعلامة عبد الستّار الخولنوي، والعلامة عبد العزيز، رحمهم الله تعالى.

وبعد الفراغ عيّن مدرّسا بمدرسة خادم الإسلام، التي قرأ فيها مدَّة مديدة، درّس فيها عدّة سنين، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، بعد ما شاور مع أساتذته، والتحق بها، وقرأ فيها ثلاث سنين.

من أساتذته فيها: المحدّث الكبير العلامة فخر الحسن المرادآبادي، والعلامة إبراهيم البلياوي، وحكيم الإسلام العلامة القارئ محمد طيّب الديوبندي، رحمهم الله تعالى.

ثم رجع إلى وطنه المألوف، والتحق مدرّسا بالمدرسة السابق ذكرها، درّس فيها مدّة، وتزوّج ببنت العلامة شمس الحق الفريدبوري، ثم سافر سنة 1386 هـ إلى جامعة العلوم الإسلامية بنوري تاون كراتشي

(2)

، والتحق بها،

(1)

دار العلوم خادم الإسلام، كوهر دانكا، فريد فور، أسّس على إشراف مولانا الشيخ شمس الحق الفريد فوري سنة 1355 هـ، وبدأ فيها درس الحديث سنة 1368 هـ.

(2)

جامعة العلوم الاسلامية، بنوري تاون كراتشي

تعتبر هذه الجامعة من أكبر الجامعات الإسلامية العربية في "باكستان" في نشر وإشاعة العلوم الدينية، والثقافة الإسلامية العربية.

أسّسها المحدّث الجليل والداعية الكبير السيّد محمد يوسف البنورى رحمه الله في محرّم 1374 هـ، الموافق 1955 هـ، وسماها باسم المدرسة العربية الإسلامية، تواضعا لله جلّ وعلا، وتحرّزا عن الأسماء التى تدلّ على جلالته

ص: 61

وقرأ علوم الحديث على العلامة المحدّث الكبير محمد يوسف البنوري، صاحب "معارف السنن في شرح الجامع" للترمذي، والمفتي الأعظم ولي حسن خان الطونكي، والعلامة إدريس الميرتهي، رحمهم الله تعالي، وحينئد استفاد من العلامة ظفر أحمد العثماني، صاحب "إعلاء السنن"، وبايع في السلوك والطريقة على يده الكريمة.

توفي 16 صفر المظفّر سنة 1424 هـ، وصلى على جنازته شيخ الحديث العلامة عزيز الحق، ودفن بجوار خسره العلامة شمس الحق الفريدبوري، رحمهم الله تعالى.

* * *

ومكانة جامعته، وبعد أن توفي سميت باسم "جامعة العلوم الاسلامية"، وكانت حرية أن تسمّى بهذا الاسم، ومنذ إنشاءها تؤدّى عملها بنشاط كبير، بفضل أساتذتها الكرام، وتوجد بها جيع أقسام الدراسة من الإعدادي إلى العالي، والتخصّصات في الحديث والفقه والدعوة والإرشاد.

ص: 62

‌باب من اسمه عبد المنعم، عبد المولى

‌3359 - الشيخ الفاضل عبد المنعم بن محمد (تاج الدين)

ابن عبد المحسن بن سالم القلعي *

فقيه حنفي، من علماء "مكة". تولى بها الإفتاء، وسار سيرة حسنة.

وجمع "فتاواه"، وشرح "رمز الحقائق" للبدر العيني، وسماه "رفع العوائق عن فهم رمز الحقائق" في عدّة أجزاء في الرياض.

وكان أكثر ما يرويه عن والده، عن البصري.

توفي سنة 1174 هـ.

‌3360 - الشيخ الفاضل المولى عبد المنعم الجاتجامي

، من أهل "بنغلاديش"، أحد العُلماء المبرزّين في الفنون الأدبية * *

* راجع: الأعلام للزركلي 4: 168.

ترجمته فى الأزهار الطيبة النشر، وفيه: كان حيًّا سنة 1168، وجامعة الرياض 6: 35، وهدية العارفين 1:632.

ص: 63

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: قرأ العلم على أساتذة المدرسة العالية بـ "كلكته"، وولي التدريس في مدرسة "داكا"، ثم "جاتجام"، ثم جعل ناظور المدرسة المحسنية بـ "داكا".

وكان فاضلًا كبيرا، بارعا في النحو واللغة، والمعاني والبيان، والعروض والشعر.

له "تصويب البيان" في شرح الديوان، وهو شرح "ديوان المتنبي"، وله "ديوان الشعر العربي"، وبعض رسائل في الأخلاق بالفارسية.

فمن شعره قوله من قصيدة يمدح بها عبيد الله:

جرى دمعي المهراق شجوا بمنزل

رأينا به دارا ترأت كعوكل.

وروضا كوج الريح صارت غصونه

أيادي ندب فوق رأس لعيطل.

ذكرت بها سلمى أؤامل وصلها

كيف الرجا يا قلب لى في عقنقل.

فقلت لعيني سامحينى بعبرة

فلبت فجاءتني بدمع مسلسل.

رأينا بها عينا تولت فلم تعد

كدابك مذ هاجرتنى لم تحول.

فهل بعد صد زورة منك خفية

تداوي بها قلب الكئيب المذلل.

أعيني بسجع يال حمامة ضارعا

معنى وقد أعياه نوح التعزل.

تراكمت الأحزان والقلب واحد

تزاحمت الأثقال في كور محمل.

وما عيش من قد بات بيكي تقطعا

بناب جديد انشبت أم رنقل.

كيف التذاذ الراح ممن تصادمت

عليه مراز لم يطق صدر أعبل.

صعود العلي هي وما كنت خائبا

تنفس صعدائى ترى غير أسفل.

تقلبنى الأيام تقيلب قلب

تحولنى الأحوال تحويل حول.

أيا دهر هل منك لطف تداركا

لبلبال بال المستهام المقتل.

فاما تدارك أو أشد مراجعا

زمامي إلى باب النبيل المبجل.

* راجع: نزهة الخواطر 8: 332 - 334.

ص: 64

وقوله من قصيدة يمدح بها النبي صلى الله عليه وسلم:

إليك رسول الله أهدى ثنائيا

وأبغي به قربا وإن كنت نائيا.

أقر بنفسي من جنابك سيدى

عسى أن أرى روحا على البعد دانيا.

عسى تكشف البلوى وكم بك فرجت

غوائل إذ نوديت أدرك غياثيا.

أومل منك العطف عطف عواطف

وإن كنت عما يجلب العطف قاصيا.

فإنك شمس يستضاء بنورها

وما كل شئ يقبس الضوء صافيا

أتيتك أرجو من نوالك رشحة

وما خاب مستسق أتى البحر صاديا.

ومن قصيدة آخرى:

يا ليت لي بمراتع الآرام

من نزلة تطفى اضطرام غرامي.

كانوا الضياء وفارقوا فبقاعهم

بعد الضياء تبرقعت بظلام.

رحلوا وقد رحل الحبيب لظعنهم

وخلف الأكباد بالآلام.

رحلوا وقد سلبوا العقول وأضرموا

نار الجوى بجوانحي وعطام.

لهفي على دار ترى بقطابهم

قطبت بعيد تهلل بسام.

لا خير في عيش الفتى وحبيبه

مستنكر لمودة الأحلام.

لاموا المشوق وأشفقوا من حبيبه

لضنى به وكآبة وسقام.

أوكل من عشق استحقّ ملامة

لا والذي بيديه كلّ زمام.

ما لي ألام على الهوى ووددت لو

أفحمت فيه عواذلي وندامي.

أألام فيه على الحمام وإنني

أحببت لو لاقيت فيه حمامي.

لو يعلمون من الذي أحببته

ما لامني على الهوى لوامي.

مات في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف.

* * *

ص: 65

‌3361 - الشيخ الفاضل عبد المنعم المليجي، النقيب

*

من رجال التربية والتعليم.

درس اللغة العربية بمدرسة الصنائع الخديوية بـ "مصر".

من آثاره: "مجمع البدائع في الفنون والصنائع"، طبع ببولاق سنة 1313 هـ في حياة المؤلف، و "منتهى المنافع في أنواع الصنائع".

كان حيا 1313 هـ.

* * *

‌3362 - الشيخ الفاضل عبد المولى بن عبد الله بن عبد القادر المغربي

، الدمياطي * *

فقيه.

من أثاره: "تعاليق الأنوار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار"، في الفقه الحنفي، فرغ من تأليفها سنة 1236 هـ.

كان حيا 1236 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 6: 196.

ترجمته في فهرس الرياضيات 74، وفهرس دار الكتب المصرية 6:155.

* * راجع: معجم المؤلفين 6: 196.

ترجمته في فهرس الأزهرية 2: 122، وايضاح المكنون 1: 294، وهدية العارفين 1:630.

ص: 66

‌باب من اسمه عبد المؤمن

‌3363 - الشيخ العالم الفقيه المفتي عبد المؤمن بن أحسن الله الكشميري

، كان من طائفة البج *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "كشمير"

(1)

.

وقرأ العلم على عبد الله بن محمد فاضل البسوي، والشيخ عبد السّلام الحاج القلندر.

وولي الإفتاء بـ "كشمير" في أيام كريم داد خان.

مات سنة سبع وتسعين ومائة وألف، كما في "روضة الأبرار".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 6: 176.

(1)

كشمير: بكسر الكاف، وفتحها، وسكون الشين المعجمة، والعرب يسمّونها "قشمير" بالقاف، وهي في جهة الشمال الغربي حيث العرض ثلاث وعشرون درجة، وثلاث وثلاثون دقيقة، وهى في جهة الشمال الشرقي حيث العرض سبع وأربعون درجة، وأربع وخمسون دقيقة. قال الحموي في "المعجم": إنها مجاورة لقوم من الترك، فاختلط نسلهم بهم، فهم أحسن خلق الله خلقة، يضرب بنسائهم المثل، لهن قامات تامة، وصورة سوية، وشعور أثيثة على غاية السباطة، والطول، تباع الجارية منهم بمائتي دينار وأكثر. انتهى.

ص: 67

‌3364 - الشيخ الفاضل عبد المؤمن بن رمضان بن محمد الكابِيّ

*

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: له "غُنْية المفْتِي الحاوي أكثرَ الفتاوى"، وله "بِنْيةُ الغُنْية"، انْفرد بترتيبه، قال في ديباجته: وبَنَيْتُه على اثْنَى عشر قسما، كلّ قسم يشْتملُ على كتب، إذ أصولُ الدين في سماء الشريعة كالشمس، وأصول الفقه كالقمر، وإنَّهما يدُوران على البُروج الاثْنَيْ عشرَ، وبلغ عددُ كتبه أربعين، عددَ ميقات {كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}

(1)

، وتَمَّ عددُ فصول الكتب ستين، وهو أكْملُ مَخارج الأجزاء. انتهى نقْلا من خط المولى الفاضل محمد بن إلياس، مفتى "الدِّيار الرومية".

ثم قال: وأظُنُّه من بلدة "تَوْقات" بـ "الرّوم"، فإنه ذكره غيرَ مرّةٍ في أثناء المسائل.

* * *

‌3365 - الشيخ الفاضل عبد المؤمن بن عبد الله العَيْنَتابِيّ

، المعروف بؤمن * *

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 394.

وترجمته في كشف الظنون 2: 1212، وهدية العارفين 1:631.

ويقال له أيضًا: "الكافي". وورد في الكشف أيضًا: "الكافي".

(1)

سورة النساء 164.

* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 394.

وترجمته في إنباء الغمر 2: 213، وشذرات الذهب 7: 44، والضوء اللامع 5:90. وليس فيها اسم أبيه "عبد الله".

ص: 68

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان فاضلا في عِدَّة علوم، منها الفقه على مذهب أبي حنيفة. وكان حسَن الوجه، مليحَ الشَّكْل.

درَّس بـ "عَيْنَتاب"، ثم تحوَّل إلى "حلَب"، فأقام بها إلى أن مات سنة أربع وثمانمائة. كذا في "الغُرَف العَلِيَّة".

وقال السَّخاوِيُّ: إنَّه كان لطيفا ظريفا، أدْرَك الكبارَ، وأخذ عنهم. رحمه الله تعالى.

* * *

‌3366 - الشيخ الفاضل عبد المؤمن بن فهيم الدين العثماني الديوبندي

، أحد العُلماء الصالحين *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "ديوبند".

وقرأ العلم على أساتذة المدرسة العربية بها، منهم: الشيخ يعقوب بن مملوك العلى النانوتوي، وجدّ في البحث والاشتغال، حتى برع في العلم.

وتأهّل للفتوى والتدريس، (وقرأ فاتحة الفراغ، ومنح الشهادة، ونيطت على رأسه العمامة في رهط من العُلماء والمتخرّجين، منهم: الشيخ أشرف علي التهانوي، والشيخ ناظر حسن الديوبندي، وكان ذلك سنة إحدى وثلاثمائة وألف).

فولوه في المدرسة القومية ببلدة "ميرته"، ومكث بها زمانا، يدرّس، ويفيد، وتخرّجتْ عليه جماعة من الفضلاء، منهم: مولانا عاشق إلهي الميرتهي، والشيخ إعزاز علي الديوبندي، ثم انتقل إلى مدرسة إمداد الإسلام، وولي رياسة التدريس بها، وبقي يدرّس التفسير. والحديث فيها مدّة.

* راجع: نزهة الخواطر 8: 334، 335.

ص: 69

وكان جيّد التدريس، موجز العبارة، قانعا بالكفاف، محتسبا في تعليمه.

مات في سنة سبع وأربعين في "دهلي"، ودفن في مقبرة العارف الكبير الشيخ عبد الباقي النقشبندي

(1)

.

* * *

‌3367 - الشيخ الفاضل عبد المؤمن بن محمد بن عبد المؤمن

، أبو حنيفة التَّيْمِيّ، القاضي شرف الدين، ابن نور الدين * ذكره في "الجواهر".

(1)

أما الطريقة النقشبندية فهي للشيخ بهاء الدين محمد نقشبند البخاري، مدارها على تصحيح العقائد ودوام العبودية، ودوام الحضور مع الحقّ سبحانه. وقالوا: إن طرق الوصول إلى الله سبحانه ثلاث، الذكر والمراقبة والرابطة بالشيخ، الذي سلوكه بطريقة الجذبة، أما الذكر فمنه النفي والاثبات بحبس النفس، وهو المأثور من متقدّميهم، ومنه الاثبات المجرّد، كأنه لم يكن عند المتقدّمين، وإنما استخرجه الشيخ عبد الباقي أو ممن يقرب منه في الزمان، وأما المراقبة وهي التوخه بمجامع الادراك إلى المعنى المجرد البسيط، الذى يتصوّره كلّ أحد عند إطلاق اسم الله تعالي، ولكن قلّ من يجرّده عن اللفظ، فينبغي للمراقب أن يجرّد هذا المعنى عن الألفاظ، ويتوجّه إليه من غير مزاحمة الخطرات، والتوجّه إلى الغير، وأما الرابطة بالشيخ إذا صحبه خلي نفسه عن كلّ شيء إلا محبته، وينتظر لما تفيض منه، فإذا أفاض شيء فليتبعه بجامع قلبه، وإذا غاب عنه الشيخ يتخيّل صورته بين عينيه بوصف المحبّة والتعظيم، فتفيد صورته ما تفيد صحبته.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 395.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 874.

ص: 70

وروَى بسنَدِه إليه، إلى موسى بن أبي كثير، قال: أخرَج علينا ابنُ عمر، رضى الله تعالى عنهما، شاةً له، فقال لرجل: اذْبَحْها. فأخذ الشَّفْرة ليذبَحها، فقال: أمؤمن أنت؟ فقال: أنا مؤمن إن شاء الله تعالى.

فقال ابن عمر: ناوِلْنِى الشَّفْرة، وامْضِ حيث شاء الله أن تكون مؤمِنا. قال: فمرَّ رجلٌ آخر، فقال له: اذْبَح لنا هذه الشاةَ.

فأخذ الشَّفْرة ليذبحَها، فقال: أمؤمن أنت؟ قال: أنا مؤمن، إن شاء الله تعالى.

قال: فأخذ الشَّفْرة، وقال: امْضِ.

ثم قال لرجل آخرَ: اذْبح لنا هذه الشاة، فأخذ الشَّفْرة ليذبحها، فقال له: أمؤمن أنتَ؟ قال: نعم، أنا مؤمن في السِرِّ، ومؤمن في العَلانِية.

فقال له: اذْبحْ اذْبح.

ثم قال له: الحمد لله، ما ذبح لنا رجل يشُكُّ في إيمانه.

ثم قال -أعني صاحب "الجواهر"-: موسى بن أبي كَثير مجهولٌ

(1)

.

* * *

‌3368 - الشيخ الفاضل عبد المؤمن بن محمد بن محمد بن أحمد بن عيسي

،

(1)

موسى بن أبي كثير الأنصاري الكوفي أبو الصباح، يروي عن سالم بن عبد الله بن عمر، عدّه ابن سعد في الطبقة الرابعة من الكوفيين، وقال: كان ثقة في الحديث، تهذيب التهذيب 10: 367، 368، وطبقات ابن سعد 6: 236، وميزان الاعتدال 4:218.

ص: 71

أبو الفضل، العاصِمِيّ *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: روَى "الفِقه الأكبر" للإمام الأعْظم، عن أبي مُطيع الحَكَم بن عبد الله البَلْخِي، عن الإمام، رضي الله تعالى عنه.

* * *

‌3369 - الشيخ الفاضل عبد المؤمن بن ولي محمد الدهلوي

، المشهور بملا دوبِيَازه * *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان من نوادر عصره في معرفة اللغة التركية والمحاضرة.

له "أتراك عالمغيرى" كتاب في اللغة، وله "ألنامه"، (بفتح الهمزة وسكون اللام)، والمراد له (ال) التعريف.

قد بيّن فيه معاني المصطلحات العرفية على رأيه، وخلط الجدّ بالهزل.

وكان رجلًا ماهرا بالعلوم العقلية والنقلية، نشيطا، بشوشا، حسن المحاضرة، لطيف المعاشرة، طيّب النفس، سليم الذهن، يحبّه الأمراء، ويشتهون مصاحبته، لا سيّما أصف جاه.

وكانتْ وفاته بقرية "هنديا" من أرض "مالوه"

(1)

.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 395.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 875.

* * راجع: نزهة الخواطر 6: 177.

(1)

"مالوه": ولاية فسيحة من أرض "الهند" في الأقليم الثاني، طولها من ولاية "كوته" إلى "سودر" 245 ميلا، وعرضها من عمالة "جنديري" إلى

ص: 72

ومن فوائده في "ألمنامه":

الخدا: خوان يغما. الرسول: خير خواه دشمنان. البادشاه: كاهل زمان. الوزير: هدف تير آه بيجاركان. النواب: مجموعة تغافل. البيكم: فساد در برده. الكوتوال: نمونة ملك الموت. القاضي: ميخ در كل.

* * *

‌3370 - الشيخ الفاضل عبد المؤمن بن هِبة الله بن حمزة، المعروف بشوروه

، الواعظ *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قدِم "دمشق"، سنة تسعٍ وستِّين وخمسمائة، وجلَس للوعْظ والتَّذْكِير، وله "النُّكَت الحسنَة".

قال في بعض مجالسه، وقد أسْلَم على يَدَيْه نَصْرانِيٌّ، ومعه ابنٌ صغيرٌ: نَصَبْنا فَخًّا، فأصَبْنا فَرْخًا.

قَدِمَ ديارَ "مِصرَ"، واردَا على الملك الناصر صلاح الدين، فأجازه، ونال منه ما أمَّلَه، وعاد إلى "دمشق".

"ندريار" 230 ميلا، وهي أرض قبيلة من قبائل الوثنيين، ضخام الأجسام، عظام الخلق، حسان الصور، لنسائهم الجمال الفائق.

ومن أشهر بلادها في القديم كان "جنديري" و "مندو" و "دهان" و "أجين" و "سرونج" و "رائيسين" و "فيلسه" و "أشته". وكان جنديرى دار ملكها في القديم، ثم انتقلوا إلى "أجين"، وأعظم ملوكها كان "بكر ماجيت" الذى ينسب إليه السنين البكرمية.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 395.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 876. وفيه: "عبد المؤمن بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن حمزة".

ص: 73

ويأتي والدُه هبة الله، إن شاء الله تعالى.

* * *

‌3371 - العارف بالله تعالى الشيخ عبد المؤمن

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، فقال: من طريقة السيّد علي بن ميمون المغربي، صاحب معه مدّة، ثم صحب مع بعض من خلفائه، المشهور بابن الصوفي، ثم انقطع في مدينة "بروسه"، واشتغل بالوعظ والتذكير، فافترق الناس في حقّه فرقتين، منهم من يمدحه، ومنهم من يذمّه.

وشهد بعض من أتقياء العلماء بصحة طريقته، وحسن سيرته، فاعتقدته بالخير بشهادته، وإن المفترين عليه كذبوا عليه لغرض من الأغراض الدنيوية، روّج الله تعالى روحه، ونوّر ضريحه.

* * *

‌باب

من اسمه عبد النافع، عبد النبي، عبد النور

‌3372 - الشيخ الفاضل عبد النافع بن عمر الحموي

، نزيل "طرابلس الشام" * *

* راجع: الشقائق النعمانيه ص 322.

* * راجع: معجم المؤلفين 6: 199. =

ص: 74

أديب، مشارك في التفسير والحديث والكلام.

توفي بـ "ادلب" سنة 1016 هـ.

من آثاره: "الرسالة الهادية إلى اعتقاد الفرقة الناجية"، و "تفسير سورة الإخلاص"، و "تحرير الأبحاث في الكلام على حديث حبّب إليّ من دنياكم ثلاث".

* * *

‌3373 - الشيخ الفاضل عبد النبي بن آدم الهندي

، أحد العُلماء الصالحين *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: وجدت بخطّه "الشمائل" للترمذي، كتبه لابنيه: عبد الرؤف، وعبد الحميد.

وفرغ من كنابته سنة 1118 هـ، والكناب مكتوب بخطّ جميل، عجيب مجدول، ومملوء بالحواشي النادرة، واللطائف الغريبة من شرح ملا عصام، وغيره.

* * *

‌3374 - الشيخ العالم المحدّث عبد النبي بن أحمد بن عبد القدّوس الكنكوهي

* *

= ترجمته في خلاصة الأثر 3: 90 - 93، وهدية العارفين 1: 632، وفهرست الخدوية 1: 280، وإيضاح المكنون 1: 231، 305، 521.

* راجع: نزهة الخواطر 6: 179.

* * راجع: نزهة الخواطر 4: 196 - 198.

ص: 75

أحد العلماء المشهورين في أرض "الهند".

ذكره صاحب"نزهة الخواطر"، وقال: ولد بـ "كنكوه".

وقرأ القرآن، والفقه، والعربية، وسائر العلوم في بلده، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، وسمع الحديث بها عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر المكي، وعن غيره من المحدّثين.

وتردّد إلى "الحجاز" غير مرّة، وصحب المشايخ مدّة طويلة، حتى رسخ فيه مذهب المحدّثين، فرجع إلى الأهل والوطن، وخالفهم في مسألة السماع والتواجد ووحدة الوجود والأعراس وأكثر رسوم المشايخ الصوفية، ونصر السنّة المحضة، والطريقة السلفية، واحتجّ ببراهين ومقدّمات، فخالفه والده وأعمامه، فأوذي في ذات الله من المخالفين، وأخيف في نصر السنّة، حتى أنهم أخرجوه من الأهل والوطن.

ولكنّه لما قيّض الله له صدارة "الهند" طلبه أكبر شاه التيموري سلطان "الهند"، وولّاه الصدارة في أرض "الهند" بعرضها وطولها سنة إحدى وسبعين وتسعمائة، فاستقلّ بها زمانا، وأعطي من الأرض والأموال ما لم يعط أحد قبله من الصدور، وحصل له القبول التامّ عند الخاص والعام، وكان أكبر شاه يذهب إلى بيته لاستماع الحديث الشريف، ويضع نعليه قدّامه بيده، ويتلقّى إشاراته بالقبول.

قال البدايوني: إنه استمرّ على ذلك سنين، ثم دخل في الحضرة ابنا المبارك فدسَّا في قلب أكبر شاه ما رغب به عن أهل الصلاح والمشايخ، نزله عن منزلته، وصار يتدبّر حيلة لعزله، إذ حدّث أمر عظيم بمدينة "متهرا"، وهو أن القاضي عبد الرحيم كان يريد أن يبني مسجدا فيها، فغصب عمارته أحد البراهمة، وجعلها هيكلا، فلمّا تعرّض له القاضي المذكور سبّ النبي صلى الله عليه وسلم على رؤوس الأشهاد، وهتك حرمة الإسلام، فرفع

ص: 76

القاضي تلك القضيّة إلى الشيخ عبد النبي، فطلبه الشيخ فلم يأت، فبعث أكبر شاه أبا الفضل ابن المبارك وبيربر الوثني إلى "متهرا" ليأتيا به.

وقال الشيخ أبو الفضل: إن أهل متهراكلهم متفقون على أنه سبّ النبي صلى الله عليه وسلم، فصار العُلماء على قسمين: طائفة منهم تفتي بقتله، وطائفة تفتي بالتشهير والمصادرة! فاستصوب عبد النبي من أكبر شاه قتله، فأعرض السلطان عن القول به، فتأخّر الشيخ عن ذلك، وسأله مرة ثانية وثالثة، وكلّما كان يسأله يقول له: لا تسألوني عنه، فإن السياسات الشرعية تتعلّق بكم، وكانت في حرم السلطان طائفة من بنات الكفّار تشفع لذلك الكافر، ولكن السلطان يضمره في قلبه، فلمّا استيأس عن ذلك عبد النبي قضى بقتله، فغضب عليه السلطان غضبا شديدا، ورفع الشكوى إلى مبارك بن خضر النكوري.

فقال له المبارك: إن السلطان أعدل الأئمة، وأعقلهم، وأعلمهم بالله سبحانه، لا ينبغي له أن يقلّد أحدا من الفقهاء والمجتهدين، ورتّب محضرا فى ذلك، وبعث السلطان إلى عبد النبي وعبد الله، فحضرا في مجلسه، فلم يقم أحد لتعظيمهما، فجلسا في صفّ النعال، وأثبتا توقيعهما على ذلك المحضر كرها.

ثم أمر السلطان لإخراجهما إلى الحرمين الشريفين، فسافر عبد النبي إلى "الحجاز"، وأقام بها زمانا، ثم رجع إلى "الهند"، وطلب العفو والمسامحة من السلطان، فأمر وزيره راجه تودرمل أن يحاسبه، فقبض عليه ذلك الكافر، ونقمه أشدّ نقمة، حتى مات. انتهى.

وفي "مآثر الأمراء": أن السلطان حبسه للمحاسبة، وفوّض أمره إلى أبي الفضل بن المبارك النكوري، فقتله مخنوقا. انتهى.

قال الشيخ عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوى في "طرب الأماثل": إني رأيتُ في نسخة من مصنّفاته أن مولانا عبد النبي صدر السلطان أكبر وصل

ص: 77

إلى "مكّة" بعطايا السلطان في سنة ثمان وثمانين وتسعمائة، وقسمها على دفتر كان معه بتوقيعات السلطان بمعرفة مولانا شيخ الإسلام القاضي حسين على أهل الحرمين، وتوجّه إلى "الهند" في رجب سنة تسع وثمانين وتسعمائة، وكان من أهل الخير والصلاح. انتهى.

* * *

‌3375 - الشيخ الفاضل عبد النبي بن الشيخ عبد الله الشطاري عماد الدين

محمد عارف العثماني السنديلوي، ثم الأكبر آبادي *

أحد العُلماء المبرّزين في المعارف الإلهية، له مصنّفات كثيرة، ذكره الشيخ عبد الحي بن عبد الحليم الأنماري اللكنوي في "طرب الأمائل"، قال: له "فوائح الأنوار شرح لوائح الأسرار"، رأيته مكتوبا بخطّه في سنة 1287 هـ أوله: اللهم لك الحمد، حمدت به نفسك إلخ

وفي آخره: وقد وقع الفراغ يوم الجمعة من ثامنثاني عشر من عشرين من حادي عشر من الهجرة تجاه مرقد الشيخ الوالد الواقع ببلدة "اكره"، صانها الله عن جميع ما يكره، وتاريخ إتمامه افضال حق. انتهى ملخّصا.

قال: من تآليفه على ما رأيته مكتوبا على ظهر نسخة "الفوائح" بخطّه، "ذريعة النجاة شرح المشكاة"، و "شرح الفصوص"، و "شرح ترجمة الفصوص "، و "مختصر الفواتح" المسمّى بـ "روائح شرح اللوائح"، و "شوارق اللمعات شرح اللمعات"، و "شرح خلاصة العشق"، و "شرح جام جهان نما"، و "شرح اللطيفة الغيبية"، و "شرح شرح نخبة الفكر"، و "شرح معمّى المير

* راجع: طرب الأمائل بتراجم الأفاضل ص 287، 288.

ص: 78

حسين"، و "شرح الجواهر الخمسة"، و "شرح كليد مخازن"، و "شرح تحفة حل الودود"، و "شرح على حاشية السيّد على العضدي" المسمّى بـ "فيض الخبير"، و "رسالة في تعريف الفقر"، و "رسالة كشف الجواهر"، و "رسالة في اسم الذات"، و "رسالة لطائف العشمر في حقيقة البشر"، و "رساله في المعراج"، و "رسالة فيشرح حديث خير الأسماء عبد الله وعبد الرحمن"، و "رسالة كنوز الأسرار في أشعار الشطار"، و "جوامع كلم الصوفي"، و "مقامات العارفين"، و "فتوحات المغيبة"، و "حدائق الأنشاء"، و "رسالة في الناسخ والمنسوخ"، المسمى "دستور المفسرين"، و "بحر الكرم شرح عين العلم"، و "حاشية شرح الجامي" من مبحث الحال إلى المجرورات، و "سواطع الإلهام شرح تهذيب الكلام"، و "شرح حديث الصلاة معراج المؤمنين"، و "شرح حديث كنت كنزا مخفيا"، و "رسالة دستور السعادة في بيان الولاية"، و "فيض القدوس منتخب نقد النصوص"، و "مطالع الأنوار"، "الخفي شرح أجوبة الولي"، و "جواهر الأسرار"، و "شرح فصوص الفارابي"، و "فيض الملك المبين شرح حق اليقين"، و "حاشية على نقد النصوص"، و "لوامع الأنوار في مناقب السادة الأطهار"، و "رسالة في السماع"، و "رسالة في جواب أسئلة الفاضل النارنولي"، و "شرح جواب الشيخ ابن سينا" لمكتوب أبي الخير مولانا أبي سعيد، و "مواهب إلهيهشرح أصول إبراهيم شاهي"، و "شرح إرشاد النحو" للقاضي شهاب الدين، و "روح الأرواح شرح الحكمة الإشراقية"، و "رسالة في إيمان فرعون"، و "رسالة في خلوات الوجود"، و "رسالة ناسخ التناسخ"، و "شرح حضرات الخمس"، وغيرها.

وأول رسالته في شرح أجوبة ابن سينا: الحمد لله الأحد، والصلاة على النبي السرمد، وآله وأصحابه في الأزل والأبد. إلخ. رأيته بخطه.

* * *

ص: 79

‌3376 - الشيخ الفاضل القاضي عبد النبي بن عبد الرسول بن أبي محمد بن عبد الوارث

، العثماني، الأحمد نكري، أحد العُلماء المشهورين *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "أحمد نكر"، وقرأ المختصرات على أبيه، وبعد وفاته على عبد الله الأحمد نكري، وسيّد بخش الحسيني الكرماني الخيرآبادى.

ثم سافر إلى "كجرات"، وقرأ "الحاشية القديمة"، وغيرها من الكتب الدرسية على الشيخ قطب الدين العثماني الكجراتي، وأكثرها على الشيخ محمد محسن بن عبد الرحمن الصدّيقي الكجراقي، ولازمه مدّة، حتى صار أبدع أبناء العصر في النحو والمنطق.

ولي القضاء بـ "أحمد نكر"، وكان يدرّس، ويفيد.

أخذ عنه خلق كثير

ومن مصنّفاته: "جامع الغموض ومنبع الفيوض"، شرح بسيط على "كافية ابن الحاجب"، و "دستور العُلماء" في اصطلاحات العلوم والفنون في أربعة مجلّدات، وحاشية بسيطة على "شرح التهذيب" لليزدي، وحاشية على "مير زاهد ملا جلال"، وحاشية على "دستور المبتدي" في الصرف، وحاشية على "خلاصة الحساب" للعاملي، وحاشية على "أصول الحسامي"، وحاشية على "المطوّل"، وحاشية على "شرح العقائد" للتفتازاني، و "حاشية على حاشية الخيالي على شرح العقائد"، وحاشية على "الرشيدية"، "شرح الشريفية" في آداب البحث، وله "لأنموذج" المسمّى بـ "التحقيقات"، وله "سيف المبتدين في قتل المفرورين".

* راجع: نزهة الخواطر 6: 179، 180.

ص: 80

لم نعثر على سنة وفاته، وقد تمّ تأليف كتابه "دستور العُلماء" في سنة 1183 هـ.

* * *

3377 -

الشيخ الفاضل عبد النبي *

مؤلّف رسالة في ردّ طعن الإمام القفّال المروزى الشافعي على الإمام أبي حنيفة النعمان من أولاد الإمام أبي حنيفة نعمان بن ثابت الحنفي نسبا، ومذهبا الحنفي، أولها: الحمد لله الذى اصطفى حبيبه وخليله سيّدنا ومولانا وقرّة أعيننا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم صلاة وسلاما عليه، دائمتين بدوامه، باقيتين ببقائه، لشرع شرائع الأحكام، وإيضاح سبيل الرشاد والسداد، وبعثه بالملة الحنفية السمحة.

أما بعد! فيقول العبد الضعيف الراجي عفو ربّه الغفور الرحيم، الملجتئ إليه بلطفه الجلي والخفي، كثير التقصير عبد النبي ابن أحمد بن عبد القدّوس النعماني: لما وقع لي الاطلاع على القصّة المسطورة في كتاب "مرآة الجنان في فضائل الإمام الشافعي" نقلًا عن الإمام أبي المعالي، المعروف بإمام الحرمين المفصحة المصرّحة بكمال الجور عن الانصاف وإظهار غاية التعسّف والاعتساف، المملوّة بالتعرّض على الإمام المطلق أبي حنيفة، فأزعجني، وحملني حمية الدين، فشرعت مستعينا بالله في كشف الغطا، كنت في سفر الحرمين الشريفين، وما كان معي إلا كتب معدودة، إلا أن الله تعالى بمحض عونه ومنّه أتم الأمر، وأظهرها، أنا أدكر تلك القضة أولا، ثم نتكلّم على كلمة كلمة منها، وكان من أجلّ علماء عصره، كان في عهد سلطان الهند جلال الدين محمد أكبر الجالس على تخت السلطنة في سنه ثلاث وستين وتسعمائة،

* راجع: طرب الأماثل بزاجم الأفاضل ص 283، 284.

ص: 81

ورأيت على نسخة من الرسالة المذكورة أن مولانا عبد النبي صدر السلطان أكبر وصل إلى "مكة" بخيرات السلطان في سنة ثمان وثمانين وتسعمائة، وقسَّمها على دفتر كان معه بمهور السلطان بمعرفة مولانا شيخ الإسلام القاضي حسين على أهل الحرمين، وتوجّه إلى "الهند" في رجب سنة تسع وثمانين وتسعمائة، وكان من أهل الخير والصلاح، انتهى.

وذكر مولانا عبد القادر البدايوني من أفاضل ذلك العهد في كتابه "منتخب التواريخ": أن جدّ مولانا عبد النبي كان مشتهرا في "الهند"، ومن كبار مشايخه، وأصله من البلدة المعروفة بـ "كنكوه" بالكافين الفارسيتين، بينهما نون سكنة، وبعد الواو هاء، طلب السلطان أكبر مولانا عبد النبي في سنة اثنين وسبعين بعد تسعمائة، وجعله صدر الصدور، وكان يعظمه غاية التعظيم، وبجضر في مجلس درسه، ويرفع نعليه، كيف لا، وقد كان مولانا عبد النبي من العُلماء الصالحين والفضلاء العاملين، دخل في الحرمين الشريفين مرات، وأخذ علم الحديث وغيره من مشايخهما، وكان يسلك على مسلك المحدّثين، ولما رأى الحاسدون هذه المرتبة حسدوا، وما زادهم الحسد إلا القلق، وكفاهم سورة الفلق، فاختاروا صنعة النميمة، وزادوا في العتوّ وشدة الشكيمة، وحين ما كان السلطان مقيما بلدة "فتح بور"، وقعت واقعة صارت سببا لتنزل الشيخ عبد النبي، وهي أن القاضي عبد الرحيم حضر عنده، وقال: إني كنت أردت تعمير مسجد في القصبة المعروفة بـ "متهرا" بفتح الميم وسكون التاء، بعدها هاء سكنة، بعدها راء مهملة، فعرضني كافر، وعمّر هناك معبده، فطلب مولانا عبد النبي ذلك الكافر، فسبّ ذلك الكافر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فاختلف العُلماء في قتله، فقيل: هو واجب القتل، وإليه مال مولانا، وقيل: لا، فاستجاز مولانا من السلطان لقتله، فلم يجزه صراحة، لكنه أجازه خفية، فقتل مولانا ذلك الكافر، فوقعت الفتنة العظيمة بقتله، وفاز الحسّاد بمطلوبهم، فعرضوا حضرة السلطان أن الحدود والقتل مما

ص: 82

تندرئ بالشبهات، والعجب من مولانا عبد النبي مع كونه من نسل أبي حنيفة كيف ترك مشرب جدّه في هذا الأمر، سألني السلطان عن هذه المسألة، فقلت: نعم! الحدود تندرئ بالشبهات، إلا أنه يجوز قتل المتمرّد سياسة، كما صرّح به القاضي عياض في "كتاب الشفا"، فقال بعض الحضار من الحسّاد: لا عبرة بقول عياض، فإنه مالكي، وعبد النبي حنفي، كيف عمل بخلاف مذهبه، فمن ذلك الوقت تنزل أمر مولانا، وتوفي سنة إحدى وتسعين وتسعمائة. رحمه الله تعالى.

* * *

‌3378 - الشيخ الفاضل عبد النصير بن إبراهيم القورصاوي البلغاري

، القازاني (أبو النصر) *

متكلم.

ولد سنة 1190 هـ.

تعلم في "بخارا"، وعاد إلى بلده مدرّسا، وتوفي بـ "القسطنطينية" سنة 1227 هـ.

من آثاره: "شرح العقائد النسفية"، و "اللوائح في عقائد أهل السنة الحقة"، وغيرها.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 6: 201.

ترجمته في هدية العارفين 1: 632، والأعلام 4:321.

ص: 83

باب من اسمه عبد النور

‌3379 - الشيخ الفاضل مولانا عبد النور بن المنشئ جواد علي الكُمِلائي

*

ولد سنة 1342 هـ في قرية "سيّدآباد" من مضافات". قَصْبه".

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة اليونسية، وقرأ فيها مدّة، ثم التحق بالجامعة اليونسية برهمنباريه، وقرأ فيها الصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية.

من أساتذته فيها: فخر البنغال العلامة تاج الإسلام، ومولانا صفي الله الجاندبوري، رحمهما الله تعالى.

وبعد الفراغ التحق لالجامعة اليونحمية، ودرّس فيها إحدى وخمسين سنة.

توفي في بيته يوم الخميس سنة 1422 هـ، وكانت جنازته حافلة، ودفن في "مقبرة كَاوْتَلِي" من مضافات "سيّدآباد".

* * *

‌3380 - الشيخ الفاضل مولانا عبد النور بن الحاج مَهَر علي الكُمِلائي

* *

* راجع: مشايخ برهمنباريه ص 251 - 256.

ص: 84

ولد سنة 1352 هـ في قرية "بَاتُورِيَا" من مضافات "برهمنباريه" من أعمالا "كملا".

قرأ مبادئ العلم على والده، ثم التحق بقاسم العلوم في "نبي نغر"، وقرأ فيها مدَّة، ثم التحق بالجامعة الأمدادية كشورغنج، وقرأ فيها من "هداية النحو" إلى "مشكاة المصابيح"، ثم سافر إلى "باكستان"، والتحق بجامعة العلوم الإسلامية كراتشي سنة 1379 هـ، وقرأ فيها كتب الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية، ثم التحق بالجامعة الأشرفية لاهور

(1)

، وقرأ

* * راجع: مشايخ برهمنباريه ص 331 - 333.

(1)

تقع هذه الجامعة في "لاهور". عاصمة فنجاب الغربية شارع فيروز فور.

أسّسها الشيخ الكبير المفتي محمد حسن، نوَّر الله مرقده، في حيّ قديم، يسمّى بـ "نِيْلَا كنبد" أى القبة الزرقاء، من أحياء "لاهور" في وسطها، وكان ذلك في 8 من ذى القعدة 1366 هـ. ونسبها إلى شيخه الداعية الإسلامي الكبير حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، نور الله مرقده، ولكن لم تمض عليها سنوات عديدة إلا ضاق بناء الجامعة بسبب محمرة كاثرة من الطلاب، الذين أتوا إليها من كلّ درب وفجّ، واضطرّ أصحاب الجامعة إلى بناء جديد أوسع وأكبر من البناء القديم. فاختار المؤسّس رحمه الله تعالى ساحة كبيرة، تقع على شارع فيروز فور، بالقرب من شاطئ جدول، جميل تبلغ مساحتها 125 (كينال باكستاني)، ووضع الحجر الأساسي في هذه الساحة الواسعة لبناء الجامعة الجديدة يوم الجمعة المبارك في تاريخ 14 من شعبان 1374 هـ، وبمناسبة وضع الحجر الأساسي انعقدت حفلة دينية كبيرة، اشترك فيها عدد كبير من العُلماء والزهَّاد وأهل الفضل والمتقين.

فكان من مشيئة الله تعالى أن تترقى هذه الجامعة، وتؤدّي رسالتها، كما نوى مؤسّسوها المخلصون، فتدرّجت مع الزمان، وترعرعت، واشتهرت بجهادها الديني المستمرّ، وجهودها العلمية المباركة، حتى أصبحت أكبر الجامعة وأوسعها، يأتي إليها الطلَّاب من كلّ جانب، وينتهلون من مناهلها، ويستنيرون بعلمائها، ليتفقَّهوا في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلَّهم يحذرون.

ص: 85

الحديث مرة ثانية، ثم حصَّل مسند الإفتاء من المفتى الأعظم محمد شفيع، رحمه الله تعالى.

من أساتذته: محدّث العصر العلامة يوسف البنوري، صاحب "معارف السنن"، والعلامة إدريس الكاندهلوي، صاحب "التعليق الصبيح"، وأستاذ العُلماء العلامة رسول خان، وحافظ الحديث العلامة عبد الله الدرخَواسْتي، والمفتي محمد شفيع، رحمهم الله تعالى.

وبعد الفراغ رجع إلى وطنه الأليف، والتحق بالمدرسة الكريمية تالْشَهَر، ودرّس فيها خمس سنين، ثم التحق في مدرسة نَارُوئي في "نبي نغر"، ودرّس فيها مدّة مديدة، حجّ، واعتمر سنة 1401 هـ.

توفي 13 ربيع الأول سنة 1433 هـ، ودفن في مقبرة آبائه.

* * *

‌3381 - الشيخ الفاضل عبد النور الندوي

*

أديب، إسلامي، نشيط،

أستاذ بكلّية اللغة العربية في دار العلوم (ندوة العلماة)"لكنو" بـ "الهند".

تخرّج من دار العلوم، ندوة العُلماء بامتياز.

وبعد تخرّجه من مرحلة الفضيلة عيّن أستاذا في دار العلوم أحمدية سلفية بـ "دربهنكة" لمدّة سنتين، وبعد ذلك بمدّة سافر إلى "القاهرة" لتلقِّي العلوم الأدبية في "الأزهر"، حيث مكث أكثر من خمسة أعوام.

* راجع: تتمة الأعلام للزكلي 2: 38،

والداعي (الهند) ص 16 ع 13، 14، 15، 16 تاريخ 15، 9، 29، 10، 1413 هـ نقلًا عن مجلّة البعث الإسلامي.

ص: 86

وأحرز شهادة الماجستير بامتياز من قسم الأدب والنقد بكلّية اللغة العربية في "الأزهر".

وأعدّ رسالة لنيل هذه الشهادة بعنوان "الذوق الأدبي".

وفي أوائل الثمانينات انتدبته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بـ "الرياض" التدريس اللغة العربية في المعهد، ولكنّه رجع إلى جامعة ندوة العُلماء على حساب رابطة العالم الإسلامي كأستاذ.

وتابع نشاطه العلمى والأدبي بالندوة.

وشارك في جميع البرامج الأدبية والعلميه، حتى إذا قامت رابطة الأدب الإسلامي العالمية أسهم في برامجها وأنشطتها بحماس وإخلاص، وعيّن سكرتير الرابطة في مكتب الرابطة بندوة العُلماء، وأدّى مسئوليته بعناية بالغة.

وشارك في مؤتمر رابطة الأدب الإسلامي العالمية في "إستانبول" عام 1409 هـ مع وفد ندوة العُلماء برياسة العلامة الشيخ أبي الحسن على الحسنى الندوي، رئيس الرابطة.

وقام قبل مدَّة من وفاته يحولة أدبية برفقه وفد رابطة الأدب الإسلامي إلى مدن "الهند" الكبرى برياسة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي الأمين العامل للرابطة، ونائب الرئيس العام.

توفي في 7 شعبان سنة 1413 هـ، الموافق 21 كانون الثاني (يناير)، وصلّى عليه الشيخ أبو الحسن الندوي في جمع عظيم من طلبة دار العلوم وأساتذتها.

* * *

ص: 87

‌باب من اسمه عبد الواحد

‌3382 - الشيخ الفاضل عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهَّاب الفُوِّيّ

الأصل ثم المكِّي العلامة النحوِيّ، جلال الدين، أبو المحامِد، الشهير بالمرْشِدِي *

من البيت المشهور بالفضيلة، بـ "الدِّيار المكية".

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِد في جمُادَى الآخرة، سنة ثمانين، بـ "مكة".

وأُسْمِع على النَّشاوِرِيّ

(1)

، والأُمْيُوطِيّ

(2)

، والشِّهاب ابن ظهيرة وغيرهم.

ورحَل إلى "القاهرة"، فسمع بها من بعض شُيوخ ابن حَجَرٍ، ومَهر في العربية، وقرأ الأصول، والمعانِي، الفقه.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 398.

وترجمته في إنباء الغمر 3: 559، والضوء اللامع 5: 93، 94.

وفي الشذرات 7: 228، وردت ترجمته نقلًا عن ابن حجر، وورد في اسمه "عبد الرحمن".

(1)

في بعض النسخ "النشادري"، وفي الشذرات "الشاوردي"، والمثبت في الإنباه والضوء.

(2)

أميوط: بلدة في كورة الغربية، من أعمال مصر. معجم البلدان 1:366.

ص: 88

وكان نعم الرجلُ. مُروءةً وصِيانةً.

مات في يوم الجمعة، رابع عِشْري شعبان، وكثُر الأسفُ عليه. كذا أفادَه ابن حَجَرٍ في "إنباء الغُمَر".

وذكره في "الغرف العَلِيّة"، أثْنَى عليه.

وذكره السَّخاوِىّ في "الضوء اللامع"، وقال: إنَّه وُلِدَ بـ "مكة"، ونشأ بها، فحفِظ "الشاطِبِيَّة"، و"عقيدة النَّسَفِيّ"، و "المجْمع"، و"المنار"، وغيرها.

واشْتغل بالفقه، وأصوله، والعربية، والمعاني، والبيان، وغيرها، على غير واحدٍ، منهم؛ سراج الدين قارئ "الهداية"، والعِزُّ ابن جماعة، وأذِن له الثاني بالتَّدريس والفَتْوَي، في الأصول والمعاني والبيان.

ومن شُيوخه محمد إسماعيل الخَوافِيّ.

وكان إماما علامة، نحْوِيّا، انْتهب إليه رياسة العربية بـ "مكة"، ودرَّس بها وبغيرها، وأفتَي، وانتفع به خَلْقٌ

(1)

، وصار حسنةً من حسنات الدهر، وزينةً لأهل "مكة".

وأرَّخ وفاته سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة. رحمه الله تعالى.

* * *

‌3383 - الشيخ الفاضل عبد الواحد بن أحمد بن محمد

بن [أحمد بن] حمزة، ابن الثَّففِيّ، قاضى "الكوفة" *

(1)

في بعض النسخ "الخلق".

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 399. =

ص: 89

المتقدِّم ذكرُ والِده، وولدِه، وأخيه.

قال أبو سعد: سألتُه عن مَوْلِده، فقال: في صفر، سنة تسع وسبعين وأربعمائة، بـ "الكوفة".

سمع بها من والدِه، وغيره.

وقدِم "بغداد" حاجًّا، وسمع بها.

قال ابن النَّجَّار: وشَهِدَ بها عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ الدَّامَغانِيّ، سنة ثلاثٍ وخمسمائة، فقبِلَ شهادتَه. وتولَّى القضاء بـ "الكوفة" سنة اثنتين وعشرين

(1)

، ثم ولَّاه الزَّيْنَبِيُّ القضاءَ بـ"بغداد"

(2)

، للإمام المسْتَنْجد بالله، في ربيع الأول، سنة خمسٍ وخمسين، فأقام قاضيًا إلى أن عُزِلَ عليُّ

(3)

ابن الدَّامَغانِيّ عن قضاء القُضاة، ثم قُلِّد ما كان إليه من قضاء القضاة، في جُمادَى الآخرة، فأقام يسيرًا.

وتُوُفِّي، رحمه الله تعالي، سنة خمس وخمسين وخمسمائة

(4)

، وقد ناهَزَ الثمانين.

= وترجمته في البداية والنهاية 2: 243، والجواهر المضية برقم 877، وذيل تاريخ بغداد لابن النجّار 1: 210، 211، وشذرات الذهب 4: 175، والعبر 4: 157، ومرآة الجنان 3: 308، والمنتظم 10:196.

كنيته "أبو جعفر". وما بين المعقوفين من ترجمة والده.

(1)

في ذيل تاريخ بغداد أنه تولى القضاء بالكوفة إلى أن عزله الزينبي عن القضاء والشهادة سنة عشرين وخمسمائة.

(2)

في ذيل تاريخ بغداد أن الزينبي ولاه القضاء بباب الأزج وطريق خراسان ومدينة المنصور سنة أربعين، ثم ولي قضاء بغداد للمستنجد سنة خمس وخمسين.

(3)

أي: ابن أحمد.

(4)

آخر كلام ابن النجار.

ص: 90

"ذكره الصَّفَدِيُّ في "الوافي بالوفيات"، وأثْنَى عليه بالعلم والدِّيانة.

* * *

‌3384 - الشيخ الفاضل عبد الواحد بن الحُسين، أبو القاسم، الصَّيْمَرِيّ

*

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو عالمٌ من فُقهاء "خُراسان".

سكن "البصرة".

وله تَصانيف، رحمه الله.

* * *

‌3385 - الشيخ الفاضل العلامة عبد الواحد بن الشيخ المولوي زينت علي الجاتجامي

، رحمه الله تعالى * *

ولد سنة 1268 هـ في قرية "حَوْلَه" من مضافات "خَرَنْدِيف" من أعمال "جَاتْجَام" من أرض "بنغلاديش".

كان أبوه العطوف ماهرا في الأردية والفارسية والعربية والإنكليزية، وكان صاحب ثروة وكمال.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 400.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 878.

وهو شافعي، انظر: طبقات الشافعية الكبرى 3: 339، وسير أعلام النبلاء 17: 14، وحواشيهما.

* * راجع: حياة شيخ الكل لمولانا شفيق الإسلام الرنغونوي، ومشايخ جاتجام، وتاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 207 - 208.

ص: 91

قرأ مبادئ العلم والكنب الابتدائية على أبيه، ثم التحق بالمدرسة المحسنية بمدينة "جاتجام"، وقرأ فيها مدَّة، ثم سافر سنة 1283 هـ إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وحصّل فيها العلوم والفنون من البداية إلى النهاية، لا سيّما النحو والصرف والبلاغة والبيان والبديع والمنطق والفلسفة والفقه وأصوله والتفسير وأصوله وعلم الحديث من شيوخه فيها، خصوصًا على قاسم العلوم والخيرات الإمام محمد قاسم النانوتوي، والعلامة يعقوب النانوتوي، وقرأ فاتحة الفراغ سنة 1297 هـ.

وبعد إتمام الدراسة بايع على يد سيّد الطائفة الحاج إمداد الله المهاجر المكّي، وبعد مدَّة أجازه في الطريقة والسلوك، وعند هجرته إلى "مكة المكرمة" أرشده أن يلحق بالشيخ مولانا فضل الرحمن الكنج مرادآبادي، وفذهب إليه، وانسلك به، وأقام عنده سنتين، واستفاد من أنفاسه المباركة، وحصلت له الإجازة منه في الطريقة والسلوك أيضًا.

ثم رجع إلى وطنه المألوف، واشتغل بمدينة "جاتجام" بتجارة القلنسوة، ثم شارك في تأسيس الجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري سنة 1320 هـ مع العلامة حبيب الله القريشي، والعلامة عبد الحميد المدَرْشَاهي، والصوفي عزيز الرحمن البابونغري، رحمهم الله تعالي، وأشار إلى هذا المفتى عزيز الحق، مؤسّس جامعة فتيه

(1)

رحمه الله تعالى في أشعاره:

معين الإسلام ودار علومه .... أبو عذرها شمس الهدى عبد واحد

فعبد الحميد الحصن للدين سيّد

مجاهد إسلام خطيب المشاهد

كساها حبيب الله ثوب كمالها

وشمّر عن ساق اهتمام المقاصد

(1)

الجامعة الإسلامية الضميرية قاسم العلوم فتية، شيتاغونغ، أسّسها مولانا الشيخ المفتي عزيز الحق، رحمه الله تعالى سنة 1357 هـ، وبدأ فيها درس الكتب الستة سنة 1366 هـ، الموافق عام 1946 م.

ص: 92

ودرس فيها الجهبذان أبو الحسن

عزيز لرحمن سراج المساجد

أتاها ضمير الدين صدرا لجمعها

إماما رشيدا قائدا أى قائد

تلاهم أفاض والسعيد محدّثا

ملاذا لطلاب وعذب الموارد

وأصحاب علم غيرهم درسوا هنا

مصابيح تدريس مناهل وارد

لقد أيتمونا بالممات وإنهم

خيار أناس في خيار المراقد

فوسّعْ ونوّرْ يا إلهي قبورهم

ترحّمْ عليهم في جميع الشدائد

جزى الله عنا كاملا من ذكرتهم

وكانو لنا ذخرا عميم الفوائد.

ودرّس في الجامعة المذكورة كتبا مختلفة، فأفاد وأجاد، واستفاد منه خلق لا يحصي، ولا يعد.

من أشهر تلامذته: مولانا الصوفي عزيز الرحمن البابونغري، والعلامة عبد الحميد المدَرْشاهي، والمحدّث الكبير مولانا أحمد حسن الجيروي، وغيرهم، رحمهم الله تعالى رحمة واسعة.

توفي سنة 1328 هـ، رحمه الله تعالي، وصلى على جنازته العلامة حبيب الله القريشي، وكانت جنازته حافلة، ودفن في المقبرة الواحدية الواقعة في قريته، المشهورة باسمه.

* * *

‌3386 - الشيخ الفاضل مولانا المفتي عبد الواحد بن القاضي ضياء الدين السهالي

*

ولد في قرية "سهال" من أعمال "أتَك"، سنة 1332 هـ.

* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 381 - 383.

ص: 93

وقرأ مبادئ العلم في بيته، ثم سافر إلى الجامعة الإسلامية دابيل، والتحق بها، وقرأ على العلامة أنور شاه الكشميري، رحمه الله تعالى.

وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، وانسلك بمدرسة أنوار العلوم كجرانْوالا، وكان يدرّس فيها، وعين خطيبا للمسجد الجامع بـ"شيرانْوالا باغ"، وبعد مدَّة عيّن رئيسا لهذه المدرسة، وانسلك يسمعية علماء الإسلام، وتحريك ختم النبوّة.

توفي 24 صفر سنة 1303 هـ.

* * *

‌3387 - الشيخ الفاضل عبد الواحد بن عبد الله بن عبد الصمد بن هبة الله بن محمد

، أبو محمد، ابن أبي جَرَادة، الفقيه الشاعر *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: مَوْلِدُه بـ "حَلَب"، سنة اثنتين وعشرين وستِّمائة.

وقُتِلَ بها في وَقْعة التاتار، في صفر، سنة ثمان وخمسين وستِّمائة.

* * *

‌3388 - الشيخ الفاضل عبد الواجد

(بالجيم المعجمة) بن عبد الأعلى بن

* راجع: الطَّبَقات السَنِيُّة 4: 400.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 879.

ص: 94

عبد العلى الأنصاري اللكنوي، أحد العلماء الحنفية *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد بـ "الكنو".

وسافر في صغر سنّه إلى "مدراس"، حيث كان جدّه عبد العلي، فقرأ المختصرات على عمّه عبد الربّ، والمطوّلات على جدّه عبد العلي، ورجع إلى بلدته، ولبث بها زمانا.

ولما توفي جدّه سافر إلى "مدراس". مرّة ثانية مع عمّه عبد الربّ المذكور، وقد ولي التدريس في مدرسة جدّه وختنه علاء الدين قبل وصولهما إلى "مدراس"، فقسّم الأمير رواتب عبد العلي على علاء الدين، وبنى له مدرسة أخرى، وعلى عبد الربّ، وفوّض إليه المدرسة القديمة، فترك عبد الربّ تلك المدرسة لابن أخيه عبد الواجد، ورجع إلى "لكنو"، فاشتغل عبد الواجد بالدرس والإفادة مدّة حياته، كما في "الأغصان الأربعة".

توفي لثلاث عشرة خلون من محرّم سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف، كما في "حديقة المرام".

* * *

‌3389 - الشيخ الفاضل عبد الواحد بن عليّ بن عمر بن إسحاق بن إبراهيم ابن بَرْهان

، بفتح الباء، أبو القاسم الأسَدِيّ، العُكْبَرِيّ، النحوِيّ * *

* راجع: نزهة الخواطر 7: 345.

* * راجع: الطبَقات السَنِيَّة 4: 400. =

ص: 95

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو صاحب العربية، واللُّغة، والتَّواريخ، وأيَّام العرب.

وكان من أصحاب أبي الحُسين القُدُورِيّ.

عمن ابن بَطَّةَ كثيرًا، ومن غيره.

وكان أوَّلَ أمرِه مُنَجّمًا فصار نحويًّا، وكان حنبليًّا فصار حنفيا.

قال ابن مكولا: ذهب بمَوْتِه علمُ العربية من "بغداد".

وكان فقيها، حنفيًّا.

وقرأ الفقه، وأخذ الكلام، عن أبي الحُسين البصرِيّ، وصار صاحبَ اخْتيارٍ في علم الكلام.

وكان أحدَ من يعرِفُ الأنساب.

ودكره القِفْطِيُّ في "تاريخ النُّحاة"، وقال: كان من العُلماء القائمين بعلوم كثيرة؛ منها: النحو، واللغة، ومعرفة النَّسَب، والحِفْظ لأيَّام العرب وأخبارِ المتقدِّمين، وله أُنْسٌ شديدٌ بعلْمٍ الحديث. انتهى.

= وترجمته في الإكمال لابن مكولا 1: 246، 247، وإنباء الرواة 2: 213 - 215، والبداية والنهاية 12: 92، وبغية الوعاة 1: 120، 121، وتاريخ بغداد 11: 17، والجواهر المضية برقم 880، ودمية القصر (العاني) 2: 503، 504، دول الإسلام 1: 268، وسير أعلام النبلاء 18: 124 - 127، وشذرات الذهب 3: 27، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده، صفحة 91، والعبر 3: 237، وفوات الوفيات 2: 414 - 416، والفوائد البهية 113، والكامل 10: 42، 43، وكتائب أعلام الأخيار برقم 283، كشف الظنون 1: 114، ولسان الميزان 4: 82، والمختصر لأبى الفدا 2: 185، ومرآة الجنان 3: 78، والمنتظم 8: 236، 237، وميزان الاعتدال 2: 675، والنجوم الزاهرة 4: 75، ونزهة الألبا 356، 357، وهدية العارفين 1:634. وضبط "برهان" عن ابن مكولا.

ص: 96

وكان في أخْلاقه شَراسةٌ على مَن يقرءون عليه، ولم يكُن يلْبَسُ سَراوِيلَ، ولا على رأسه غِطاءٌ، وكان زاهدًا في الدنيا، وعرف الناس منه ذلك، وإلا كانوا يَرْمونه بالحجارة لهيئته، وكان يتكبَّر على أولادِ الأغنياء، وإذا رأى الطالبَ غريبًا أقْبَلَ عليه.

وكان متعصِّبًا لأبى حنيفة، محترمًا بين أصحابه.

وفى وردَ الوزيرُ عميدُ الدين إلى "بغداد"، اسْتَحْضَرَه، فاعْجَبَه كلامُه، فعرَض عليه مالا، فلم يقْبَله، فأعْطاه مُصْحَفًا بخَطِّ ابنِ البَوَّاب، وعُكَّازًا حمُلَتْ إليه من "الرُّوم" مَليحةً، فأخذهما، فقال له أبو علي بن الوليد المتكلم: أنتَ تحفظ القرآن، وبيدك عَصًا تتوكَّأ عليها، فلِمَ تأخُذُ شيئًا فيه. فيه شبهةٌ؟ فنَهض ابن بَرْهان في الحال إلى قاضي القضاة ابن الدَّامَغانيِّ، وقال له: لقد كِدْتُ أهْلِكُ حتى نَبَّهني أبو علي بن الوليد، وهو أصْغَر سِنًّا مِنِّي، وأريدُ أن تُعيدَ العُكَّازَةَ والمصحفَ إلى عميد الدين، فما يصْحَباني. فأخذهما، وأعادهما إليه.

وكان مع ذلك يُحِبُّ مُشاهدةَ المليح، وتحْضُرُه أولادُ الأمراء والرؤساء، فيُقَبِّلُهم بحضرة آبائهم، ولا يُنْكررن عليه ذلك؛ لعِلْمهم بدينه وورعِه.

مات في جُمادَى الآخِرة، سنة ست وخمسين وأربعمائهَ، رحمه الله تعالى. ومن شعره قوله

(1)

:

أحِبَّتَنا بأبى أنْتُمُ

وسَقْيًا لكمْ أيْنما كنتمُ

أطَلَلْتُم عَذابي بمِيعادِكمْ

وقلتُم تَزُورُوا وما زُرْتُمُ

(2)

(1)

الأبيات في إنباه الرواة 2: 215، ودمية القصر 2: 504، وفوات الوفيات 2:412.

(2)

كذا في النسخ، وفوات الوفيات، والمؤلف ينقل عنه، وفي الإنباه والدمية "وقلتم نزور".

ص: 97

فإن لم تَجُودُوا على عَبْدِكُم

فإنَّ المعَزَّى به أنتمُ

قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى "الفوائد"(ص 113): نسبه السيوطي في "بغية الوعاة" بأنه عبد الواحد ابن علي بن عمر بن إسحاق بن إبراهيم بن برهان، بفتح الباء أبو القاسم الأسدي العكبري. وقال: صاحب العربية واللغة والتواريخ وأيام العرب: قرأ على عبد السَّلام البصري، وأبي الحسن السمسمي، وكان أول أمره منجما، فصار نحويا، وكان حنبليا، فصار حنفيا، وسمع من ابن بطة وغيره، ولم يكن يلبس السراويل، ولا على رأسه غطاء، وكان متعصبا لأبي حنيفة، محترما بين أصحابه، مات في جمادى الآخرة سنة ستّ وخمسين وأربعمائة. انتهى. والعكبري نسبة إلى "عكبرا" بضم العين، وسكون الكاف، وفتح الباء الموحَّدة، هو الصحيح. وقيل: بفتح العين، بعدها راء مهملة، بعدها ألف: بلدة على "الدجلة"، فوق "بغداد" بعشرة فراسخ من الشرق، ذكره السمعاني بفتح العين، بعدها راء مهملة، بعدها ألف: بلدة على "الدجلة".

* * *

‌3390 - العالم العامل والفاضل الكامل المولى عبد الواجد بن محمد بن محمد

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، فقال: أتى رحمه الله من بلاد العجم، وصار مدرّسا في مدرسة كوتاهية، وتلك. المدرسة تنسب إليه في عصرنا أيضًا.

وكان عالما فاضلًا عالما بالعلوم الأدبية، بارعا في الفنون الشرعية والعقلية، عالما بالتفسير والحديث.

* راجع: الشقائق النعمانيه ص 30.

ص: 98

شرح "كتاب النُّقاية"

(1)

شرحا حسنا، وأتى فيه بمسائل كثيرة مهمّة، فرغ من تأليفه في جادي الأولى سنة ستّ وثمانمائة.

ورأيت له كتابا منظوما في علم الإسطرلاب، صنّفه لأجل حفظ مولانا محمد شاه بن المولى الفناري.

وكان نظمه نظما بليغا في غاية الحسن، رأيته بخطّه المليح.

* * *

‌3391 - الشيخ الفاضل عبد الواحد بن محمد العَجَمِيّ

، ثم الرومِيّ *

كان رجلًا عالما، عارفًا بالعلوم الأدبية، بارعًا في العلوم العقلِيَّة والنقْلِيَّة.

قدِم من "ديار العَجَم"، وصار مدرّسًا بـ "مدينة كُوتاهِيَة"، في المدرسة المنْسوبة إليه الآن.

وشرح "كتاب النُّقاية" شرْحا حسنا، وفرَغ من تأليفه، في جُمادَى الأولَي، سنة ستٍّ وثمانمائة، ونظَمَ في علم الاسْطُرْلاب كتابا برَسْمِ المولى العلامة محمد شاه ابن العلامة شمس الدين الفَنَرِيّ، -تغمَّده الله تعالى برحمته، آمين-.

* * *

(1)

انظر: الاختلاف في تعيين النقاية في الفوائد والكشف.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 401.

وترجمته في الفوائد البهية 113، وكتائب أعلام الأخيار برقم 629، وكشف الظنون 2:1971. واسمه فيه: "عبد الواجد"، وفي حاشيته أنه توفي سنة ثمان وثمانمائة، ونسبته في الفوائد: "السيرامي".

ص: 99

‌3392 - الشيخ الفاضل عبد الواحد بن محمد السيرامي

*

كان أحد المتبحرين.

أصله من بلاد العجم، اشتغل هناك، وبلغ رتبة الكمال.

ثم أتى بلاد الروم، وباحث العُلماء، وناظر الفضلاء، فشهدوا له بالفضل عند السلطان، فاعطاه مدرسة ببلدة "كوتاهية"، واشتهرت بالواحدية.

وشرح فيها "النقاية" في الفقه.

فرغ من تصنيفه سنة ست وثمانمائة.

وكان شرحا لطيفا، تصنيفا نفيسا.

أتى فيه بمهمات المسائل، وحل معضلاتها بأوضح الدلائل.

وصنف كتابا منظوما في الاسطرلاب لأجل محمد شاه بن شمس الدين محمد الفناري.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى في "الفوائد"(ص 113): اختلف في هده "النقاية" التى شرحها عبد الواحد، فقيل: هي "نفاية صدر الشريعة".

وقيل: هي "النقاية في علم الهداية" لقاضيخان، كذا في "الكشف".

* * *

‌3393 - الشيخ الفاضل عبد الواحد بن معظم مِيَان السلهتي

، رحمه الله تعالى * *

* راجع: الفوائد البهية ص 113. راجع: الفوائد البهية ص 113.

* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 229.

ص: 100

ولد سنة 1325 في قرية "رَجَارْغاون" من أعمال "سلهت".

قرأ مبادئ العلم في مدرسة إمداد الإسلام، ثم قرأ في مدرسة جِنْغاباري، ثم في المدرسة العالية سلهت، قرأ فيهما كتب الفنون، ثم التحق بالمدرسة العالية كلكته، وحصّل منها مسند "فخر المحدّثين".

من أساتذته: العلامة يحيى السهسرامي، ومولانا محمد حسين السلهتي، وحصّل إجازة رواية الحديث الشريف من شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، درّس في المدرسة العالية كتب الحديث والفقه والتفسير.

* * *

‌3394 - الشيخ الحافظ القاري مولانا عبد الواحد بن المنشئ ممروض علي المومِنْشَاهوي

*

ولد في قرية "دِيْتْبُور" من أعمال "مومِنْشاهي".

قرأ مبادئ إلعلم في قريته، ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بمظاهر العلوم، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، والصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية.

من أساتذته: العلامة السيّد عبد اللطيف، والعلامة زكريا شيخ الحديث، مصنّف الكتب الكثيرة.

بعد الفراغ رجع إلى وطنه المألوف، والتحق محدّثا بالجامعة الأشرفية باليا الواقعة بـ "مومِنْشاهي".

* * *

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 229.

ص: 101

‌3395 - عبد الواحد الخلجي، أحد علماء "الهند" الدعاة

*

قضى عمره في خدمة الدعوة الإسلامية، وتعليم أبناء المسلمين، في ولاية "بنجاب الهندية".

توفي سنة 1415 عن أكثر من سبعين عاما في الرابع من شهر آب (أغسطس).

* * *

باب من اسمه عبد الواحد فقط

‌3396 - الشيخ الفاضل الكبير المفتي عبد الواجد (بالجيم) الخيرآبادي

، أحد فحول العُلماء * *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان ابن أخت الشيخ محمد أعلم بن محمد شاكر السنديلوي وصاحبه، قرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، وقرأ بعض الكتب على القاضي وهّاج الدين ابن قطب الدين الكوباموي، وقرأ شطرا من "شرح هداية الحكمة" للشيرازي على شيخ أحمد الله بن صفة

* راجع: تتمة الأعلام للزكلي 2: 38.

* * راجع: نزهة الخواطر 7: 345، 346.

ص: 102

الله الحسيني الخيرآبادي، ثم تصدّر للتدريس، فدرّس زمانا طويلا ببلدته "خيرآباد"، ثم ولي الإفتاء ببلدة "لكنو"، ولّاه راجه تكيت رائ، وكان يدرّس مع اشتغاله بالإفتاء، أخذ عنه الشيخ فضل إمام الخيرآبادي، وخلق كثير.

مات يوم الجمعة لأربع ليال خلون من شوّال سنة ستّ عشرة ومائتين وألف، كما في "آمد نامه".

* * *

‌3397 - الشيخ الفاضل عبد الواحد الشَّيْبانِيّ الإمام الملَقَّب بالشَّهيد

*

* * *

‌3398 - الشيخ الصالح عبد الواحد الكجراتي

، أحد عباد الله الصالحين * *

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 402.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 881، والفوائد البهية 113، وكتائب أعلام الأخيار برقم 291.

وذكر الكفوي اللكنوي، أنه كان من كبار فقهاء ما وراء النهر، وكان يرجع إليه في أكثر الوقائع والنوازل.

* * راجع: نزهة الخواطر 6: 180، 181.

ص: 103

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: جمع بين الفضل، وصالح الطريقة، وشهامة النفس، وصلابة في الدين.

وقع مع أهل بلدته من الهنود قلاقل وزلازل في سنة خمس وعشرين ومائة وألف، فسافر إلى "دهلي" للاستغاثة، فحبسه راجه رتن جند الوثنى ديوان قطب الملك، فلبث في السجن زمانا، وأطلق من الأسر، فرجع إلى "أحمدآباد"، كما في "مرآة أحمدي".

* * *

‌3399 - الشيخ الفاضل عبد الواحد خطيب الجامع بـ "كُجْرَانْوَاله

" *

من أخصّ تلاميذ الإمام أنور الشاه الكشميري، المتوفى سنة 1353 هـ.

ممن عاصر مولانا عبد العزيز، مؤلف "نبراس الساري"، و "تعليقات نصب الراية"

من أفاحل العُلماء، وأماثل الفضلاء.

* * *

‌3400 - الشيخ الفاضل عبد الواحد، من "دَرْب حديد

" * *

ذكره الخْاصِيّ.

* * *

* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 251.

* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 402. وترجمته في الجواهر المضية برقم 882.

ص: 104

‌3401 - الشيخ الفاضل عبد الواحد

*

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال في "القُنية": قال عبد الواحد، في صلاته إذا علِمَ أيَّ صلاةٍ يُصَلِّي، قال محمد بن سَلَمَة

(1)

: هذا القَدْرُ نِيَّةٌ، وكذا في الصَّوْم.

والأصَحُّ أنه لا يكون نِيَّةً؛ لأنَّ النِّيَّة غيرُ العلم بها، ألا تَرى أنَّ مَن عَلِمَ الكُفْرَ لا يَكْفُرُ، ومَن نَواهُ لا يكفُرُ، والمسافر إذا علم الإقامة لا يصر مُقيما.

كذا نقله في "الجواهر"، ثم قال: لا أدري أهو أحدُ الجماعة المذكورين قبلَه، أو غيرهم؟ والله تعالى أعلم.

* * *

‌باب

من اسمه عبد الوارث، عبد الواسع

‌3402 - الشيخ الفاضل عبد الوارث بن سعيد العَنْبَرِيّ البَصْرِي، الحافظ الثَّبْتُ

* *

* راجع: الطَّبَقات السَّنِيَّة 4: 402.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 883.

(1)

في بعض النسخ "سالم". وانظر حاشية الجواهر 2: 483.

* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 403.

وترجمته في الأنساب 111، والبداية والنهاية 10: 176، والتاريخ الكبير للبخاري 3: 2: 118، وتذكرة الحُفَّاظ 1: 257، 258، وتقريب =

ص: 105

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: حدَّث عنْ أيوب السَّخْتِيانيّ، والجَعْد بن عثمان، و [أيَّوب بن موسى]

(1)

، وطائفة.

وعنه مُسَدَّد، وقُتَيْبة، وبِشْر بن هلال، وحُمَيْد بن مَسْعَدة، وابنُه عبد الصَّمَد بن عبد الوارث، وخلقٌ.

قال الذَّهبيُّ في "طبقات الحُفَّاظ": وكان من أئمة هذا الشَّأْن، على بِدْعةٍ فيه.

قال الحسن ابن الرَّبيع: كُنَّا نَسْمَع من عبد الوارث، فإذا أُقيمتْ الصلاة، ذهبنا، فلم نُصَلِّ خلفَه.

قال الذَّهع أيضًا: لم يتأخَّرْ عنه أحدٌ لأتْقانِه ودِينه، وتركُوه وبِدْعتَه، قيل لابن المبارك: لم رَوَيْتَ عن عبد الوارث، وتركتَ عمرو بن عبيْد؟ قال: إن عمرًا كان داعيَةً.

وقال أبو عمر الجَرْمِيُّ: ما رأيتُ فقيهًا أفْصَحَ من عبد الوارث، وكان حَمَّادُ بن سلمةَ أفْصَحَ منه.

وكان مولدُه سنة اثنتين ومائة.

= الهذيب 1: 527، وتهذيب التهذيب 6: 441 - 443، والجرح والتعديل 3: 75، 76، والجواهر المضية برقم 884، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 247، ودول الإسلام 1: 116، وسير أعلام النبلاء 8: 267 - 270، وشذرات الذهب 1: 293، وطبقات الحُفَّاظ للسيوطي 110، وطبقات خليفة بن خياط (دمشق) 1: 541، والطبقات الكبرى لابن سعد 7: 2: 44، والعبر 1: 276، والكامل لابن الأثر 6: 153، ومرآة الجنان 1: 378، ومشاهير علماء الأمصار 160، والمعرفة والتاريخ 1: 171، وميزان الاعتدال 1:677. ويقال له: "التنوري"، كنيته: "أبو عبيدة".

(1)

في بعض النسخ "وأبو أيوب موسى" خطأ.

ص: 106

حدَّث عن يونس، عن الحسن، عن أبي هُرَيْرة، رضى الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لُعِنَ عَبدُ الدِّينار، لُعِنَ عَبْدُ الدِّرْهم"

(1)

.

* * *

‌3403 - العالم العامل الفاضل الكامل المولى عبد الواسع بن خضر

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، فقال: ولد رحمه الله تعالى ببلدة "ديمه توقه".

وكان والده من الأمراء، وهو اشتغل بالعلم الشريف، وقرأ وهو شابٌ على المولى شجاع الدين الرومى حين كان مدرّسا بمدرسة ديمه توقه، ثم قرأ على المولى لطفي التوقاتي.

ثم قرأ على المولى العذاري، ثم وصل إلى خدمه المولى الفاضل أفضل زاده، ثم ارتحل إلى بلاد العجم، ووصل إلى بلدة "هراة". من بلاد "خراسان"،

(1)

أخرجه الترمذي في باب حدّثنا بشر بن هلال الصواف، من أبواب الزهد، وعارضة الأحوذى 9: 222، وبلفظ: تعس أخرجه البخاري، في باب الحراسة في الغزو في سبيل الله، من كتاب الجهاد، وصحيح البخاري 4: 41، وابن ماجة في باب في المكثرين، من كتاب الزهد، وسنن ابن ماجه 2:1386.

* راجع: الشقائق النعمانيه ص 134.

وترجمته في الطَّبَقات السَّنِيَّة 4: 403، وشذرات الذهب 8: 257، 258، والكواكب السائرة 2: 185، 186.

وفي الشذرات نسبته: "الديمتوقي"، وفي الكواكب:"الديمتوفي".

ص: 107

وقرأ هناك علي العلامة شيخ الإسلام حافد العلامة سعد الدين التفتازاني حواشي "شرح المطالع"، و "حواشي شرح العضد" للسيّد الشريف وغير ذلك.

ثم أتى بلاد الروم في أواخر سلطنة السلطان بايزيدخان، وحين جلس السلطان سليم خان على سرير السلطنة أعطاه مدرسة علي بيك بمدينة "أدرنه"، ثم أعطاه المدرسة الحجرية بالمدينة المذكورة، ثم أعطاه مدرسة الوزير محمود باشا بمدينة "قسطنطينية".

ثم أعطاه إحدى المدرستين المتجاورتين بـ "أدرنه"، ثم أعطاه إحدى المدارس الثمان، وقبل وصوله إليها أعطاه مدرسة السلطان بارزيدخان بمدينة "أدرنه"، ثم أعطاه قضاء "بروسه"، ولما جلس السلطان سلطاننا الأعظم سلمه الله تعالي، وأبقاه على سرير السلطنة أعطاه قضاء "قسطنطينية"، وبعد يومين جعله قاضيا بالعسكر المنصور في ولاية "أناطولي".

ثم جعله قاضيا بالعسكر المنصور في ولاية "روم إيلي"، ثم عزله عن ذلك، وعين له كلّ يوم مائة درهم بطريق التقاعد، ثم صرف جميع ما في يده من المال إلى وجوه الخيرات، وبنى مكتبين ومدرسة، ووقف جميع كتبه على العُلماء بمدينة "أدرنه"، ثم فرق ما عنده من الطلبة، وأمر السلطان أن يعطوا المناصب عند تيسرها، وكانت عنده جارية أعتقها، وزوّجها لرجل صالح، ثم ارتحل منفردا عن الأهل والمال والجاه إلى "مكّة المشرّفة"

(1)

، واعتزل هناك عن الناس، واشتغل بالعبادة، إلى أن توفي في سنة أربع أو خمس وأربعين وتسعمائة، قذس الله تعالى روحه، ونوّر ضريحه.

(1)

كذا في بعض النسخ، والذى في المصادر أنه ارتحل إلى مكة المشرفة، وجاور بها.

ص: 108

‌3404 - الشيخ الفاضل عبد الواسع بن يوسف على بن يعقوب على الأميتهوي

، أحد العُلماء المبرّزين في المنطق والحكمة *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد لسبع خلون من ذى القعدة سنة تسعين ومائتين وألف بمدينة "بوبال"، ونشأ بها.

وقرأ المنطق والحكمة والكلام والأصول على الشيخ القاضي عبد الحق الكابلي، والفنون الأدبية على مولانا ذو الفقار أحمد المالوي، والفقه والحديث على الشيخ يوسف بن عيد الفيوم البكرى البرهانوي، وقرأ على غيرهم من العُلماء.

ثم سار إلى "حيدرآبادا"، وولي التدريس بدار العلوم ثم في الجامعة العثمانية.

وله مصنّفات: منها "شرح على عروض المفتاح"، وتعليقات على "شرح السلّم" المسمّى بـ "حمد الله"، وكتاب في الهيئة القديمة والجديدة، وكتاب مبسوط في المنطق القديم والجديد، و "معيار الأوقات لأداء الصيام والصلوات"، ثلاثتها باللغة الأردية.

* * *

‌3405 - الشيخ الفاضل عبد الوحيد بن المفتي عبد الواحد بالحاء المهملة بن عبد الأعلى

بن عبد العلي الأنصاري اللكنوي،

* راجع: نزهة الخواطر 8: 335، 336.

ص: 109

أحد العُلماء المبرزين في: الفقه والأصول *

ولد و نشأ بـ "لكنو"، وقرأ العلم على عمّه عبد الواجد بالجيم، وعلى الشيخ قدرة علي اللكنوي، وبرّز في الفقه والأصول والفرائض.

مات لأربع خلون من شعبان سنة سبع وتسعين مائتين وألف، كما في "آثار الأول".

* * *

‌3406 - الشيخ الفاضل عبد الوحيد بن ملك عبد الحق المكّي

* *

أستاذ التفسير والفقه في المدرسة الصولتية بـ "مكة المكرمة"، ومؤسّس دار العلوم تعليم القرآن والسنة بـ "المدينة المنوّرة".

ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد بمدينة "فيصل آباد" بـ "باكستان" في غرّة شوّال سنة 1372 هـ.

أخذ التعليم الابتدائي في مدرسة علي بن أبي طالب بـ "مكة المكرّمة"، ثم التحق بالمدرسة العربية الإسلامية العلامة محمد يوسف البنوري بـ"كراتشي" عام 1389 هـ، وتعلّم بها "نحومير" إلى "شرح الكافية" للجامي، و "القطبي"، و "نور الأنوار" لمدّة ثلاث سنين، وأخذ الجزء الأول من"مشكاة المصابيح" عن الشيخ محمد زكريا بـ "مكّة المكرّمة" في الفترة ما بين عام 1393 هـ وبين

* راجع: نزهة الخواطر 7: 347.

* * راجع: علماء مظاهر العلوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية للسيّد محمد شاهد الحسني 2: 458 - 463.

ص: 110

1394 هـ، ثم انتسب إلى جامعة رشيدية بمدينة "ساهيوال" بـ "باكستان" عام 1395 هـ، وقرأ "المشكاة"، و "تفسير الجلالين"، و "مختصر المعاني"، والمجلّدين الأولين من "الهداية"، وغيرها من الكتب، ثم أقبل إلى جامعة مظاهر العلوم سنة 1396 هـ، وأكمل الصحاح الستة فيها، حيث تعلّم "صحيح البخاري"، و "مسلم"، و "سنن أبي داود"، و "سنن ابن ماجه"، و "الموطأ" للإمام محمد على الشيخ محمد يونس، و "سنن أبي داود"، و "الموطأ" للإمام مالك على الشيخ محمد عاقل، و "سنن الترمذي"، و "الشمائل" على المفتي مظفّر حسين، و "شرح معاني الآثار" للطحاوي على الشيخ المفتي محمد يحيى.

وبعد التخرّج فيها رجع إلى "مكّة المكرّمة"، فعين أستاذ التفسير والفقه في المدرسة الصولتية، وبعد أن درّس بها مدّة انتقل إلى "المدينة المنوّرة"، ويعيش اليوم هنا مشتغلا ومكبّا على الأعمال الدينية والخيرية.

كما بعد أن أنهى العلوم في مظاهر العلوم تعلّم الإفتاء وفق المنهج الدارسي لمظاهر العلوم على الشيخ عاشق إلهي، وذلك في "المدينة المنوّرة" لسنتين، وبايع الشيخ محمد زكريا، وظلّ منشغلا بما لقَّنه من الأوراد والأذكار، وبعد وفاته ارتبط بالشيخ محمد طلحة، وصار مجازا منه.

* * *

ص: 111

باب من اسمه عبد الودود

‌3407 - الشيخ الفاضل المحدّث الكبير الفقيه الضليع العلامة مولانا عبد الودود بن الغازي

أفسر الدين سَرْدَار السنديفي، الجاتجامي *

ولد سنة 1305 هـ في قرية "صَرْرَحيم" من مضافات "سَنْدِيف" من أعمال "جاتجام" من أرض "بنغلاديش".

قرأ مبادئ العلم في قريته على مولانا وجيه الله، وقرأ كتب الدرجة الابتدائية على مولانا عمر، ثم التحق بالجامعة الأهلية دار العلوم مَعين الإسلام هاتهزاري سنة 1319 هـ تقريبًا، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ كتب الفنون العالية، كتب الحديث والتفسير فيها خمس سنين.

من كبار شيوخه: شيخ الهند العلامة محمود حسن الديوبندي، والعلامة أنور شاه الكشميري، رحمهما الله تعالي، ثم اختار صحبة حكيم الأمة التهانوي، وأقام عنده ستة أشهر، ثم رجع إلى وطنه الأليف.

وبعد إتمام الدراسة التحق بالجامعة الاسلامية جيري

(1)

، درّس فيها من سنة 1327 هـ إلى سنة 1388 هـ، وفي هذه المدّة المديدة درّس "صحيح البخاري"، و "جامع الإمام الترمذي" إحدى وخمسين سنة.

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 230، ومائة من علماء بنغلاديش ص 113 - 115، ومشايخ جاتجام.

(1)

أسّسها مبلّغ الإسلام مولانا الشيخ أحمد حسن سنة 1329 هـ. الموافق سنة 1911 م، وبدأ فيها درس الحديث سنة 1338 هـ.

ص: 112

بايع في السلوك على يد حكيم الأمة أشرف علي التهانوي رحمه الله تعالي، وبعد وفاته أجازه مولانا القاضي معظم حسين خان، رحمه الله.

من تلاميذه: العلامة المفتي عزيز الحق، والعلامة المفتي نور الحق، ومولانا عبد القدّوس، الذي كان يدرّس "مشكاة المصابيح" في المسجد النبوي.

وهو عالم جليل، محدّث كبير، له خبرة تامة في كتب العلوم والفنون.

توفي يوم الاثنين سنة 1388 هـ، ودفن في مقبرة آبائه.

* * *

‌3408 - الشيخ الفاضل عبد الودود بن مولانا ريحان القريشي البِشَاوَري

*

ولد سنة 1331 هـ في موضع "دِكْرِي" من أعمال"بشاور" من أرض "باكستان".

قرأ مبادئ العلم على أبيه.

ثم التحق بمدرسة رفيع الإسلام بـ "باناماري" من "بِشَاوَر".

من أساتذته فيها: الشيخ الفاضل مولانا نقيب أحمد الديوبندى.

ثم ارتحل إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها.

وتخرّج على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، رحمه الله تعالى.

وبعد إتمام الدراسة اشتغل بالتعليم والتدريس مدة طويلة.

ثم أسّس الجامعة الأشرفية بشاور.

صنّف كتابا، وسماه "يار ودود بر سينه مردود".

توفي سنة 1384 هـ.

* * *

* راجع: أكابر علماء ديوبند ص 309، 310.

ص: 113

‌3409 - الشيخ الفاضل المولوي عبد الودود بن القارئ المقري سمير الدين بن الشيخ سليمان الميانجي الكُمِلائي

*

ولد سنة 1320 هـ في قرية "فِنُوا" من مضافات "لكْسَام" من أعمال "كُمِلا" من أرض "بنغلاديش".

قرأ مبادئ العلم على أبويه، ثم التحق بالمدرسة الحميدية الواقعة في موضع "بَتُوكِرَام"، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم بالمدرسة الإسلامية نَاتِرْ فِتُوَا، وقرأ فيها "مشكاة المصابيح"، وغيرها، درّس في عدّة مدارس.

توفي سنة 1420 هـ في شهر جمادى الأولى.

قلت: هو عمّي، وشقيق أبي، وهو صغير منه، قرأت عليه القرآن الكريم، يقرأ بلحن سجي، وقرأت عليه عدّة دروس من الكتب الفارسية.

* * *

‌3410 - الشيخ الفاضل المولوي عبد الودود بن المولوي عبّاس علي بن فصيح الدين بن وسيع الدين بن أحسن الله الكُمِلّائي

* *

أحد من العُلماء الصالحين في "بنغلاديش".

ولد 2 شعبان عند صبيحة يوم الجمعة سنة 1341 هـ تقريبًا في قرية "أُولُو بَارَه" من مضافات "لكْسَام" من أعمال "كملا".

* راجع: مشايخ كملا 2: 209، 210.

* * راجع: تذكرة العلامة محب الرحمن الكملائي ص 559 - 560.

ص: 114

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية ناتِرْبتُوا، وقرأ فيها إلى "شرح الملا الجامي"، من أساتذته فيها: مولانا نور الرحمن، رحمه الله تعالى.

ثم التحق بالمدرسة الإسلامية نواخالي، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح"، وفاز في الاختبار النهائي بدرجة الامتياز، من كبار أساتذته فيها: العلامة غياث الدين الفِنُوائي، والعلامة عُزور غول أسير "مالطه"، ومولانا عبد السبحان، ومولانا محمد قاسم، ومولانا نور الله، ومولانا ولاية حسين، رحمهم الله تعالي، وحصَّل علم التجويد والقراءة من شيخ القراء القاري إبراهيم الجاندبُورى.

وبعد إتمام الدراسة التحق مدرّسا بالمدرسة الإسلامية آمْتلى من مضافات "خولنا"، وكان يدرّس فيها "هداية الفقه"، و "تفسير الجلالين"، و "كافية ابن الحاجب"، وغيرها من كتب المنطق، والبلاغة.

ثم درّس في عدّة مدارس، منها: دار العلوم سرسدي، والجامعة الإسلامية كاشيبُور، والمدرسة الحسينية منشرهات.

وكان عالما محققا، فاضلًا مدققا، وإماما في النحو والصرف.

بايع في الطريقة والسلوك على يد مولانا الشيخ عبد الحليم الفينوي، وبعد مدة أجازه للإرشاد والتلقين.

توفي سنة 1423 هـ يوم الجمعة، ثم دفن بعد أن صلّى على جنازته في مقبرة آبائه، وكانت جنازته حافلة، حضرها كثير من أفاضل العُلماء وأماثل الفضلاء.

* * *

ص: 115

‌3411 - الشيخ الفاضل عبد الودود بن عبد الرحمن

*

ولد سنة 1307 هـ في "سرحد" من أرض "باكستان".

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم سافر إلى "شهباز كره"، وقرأ على علمائها الكبار، ثم التحق كدرسة إشاعة العلوم، وقرأ فيها عدّة سنين، وبعد إكمال الدراسة سافر إلى دار العلوم ديوبند، وبايع في السلوك على يد حكيم الأمة، وأقام عنده إحدى عشرة سنة، ثم حصلت له الإجازة منه في الطريقة، ووصل إلى قريته، وعيّن قاضيا، ومفتيا فيها.

سافر إلى بيت الله الحرام، فحجّ، واعتمر مرتين.

توفي سنة 1371 هـ.

* * *

‌3412 - الشيخ الفاضل المولى عبد الودود بن المولى عبد الرشيد الكُمِلائي

* *

ولد في قرية "شاخوا" من مضافات "جاندبور" من أعمال "كُمِلا".

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة الواقعة بـ "مومنْبَاري"، ثم التحق بالمدرسة العثمانية بـ "جاندبورا"، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم التحق بالمدرسة العالية داكا، وأتمَّ فيها الدراسة العليا.

وبعد الفراغ من تحصيل العلوم والفنون بايع على يد المحدّث الجليل ظفر أحمد العثماني، صاحب "إعلاء السنن"، وحصل له الإجازة منه في السلوك.

* راجع: بزم أشرف 171 - 172.

* * راجع: مشايخ كملا 2: 172.

ص: 116

والتحق مدرّسا بالمدرسة العثمانية في مدينة "جاندبور"، ثم بالمدرسة الرشيدية، ثم التحق بالمدرسة العثمانية رئيسا لها.

توفي سنة 1414 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة آبائه.

* * *

‌3413 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الودود بن عبد المجيد الكُمِلائي

*

ولد سنة 1356 هـ في قرية "بدرْبُور" من مضافات "مَطْلَب" من أعمال "كُمِلا".

قرأ مبادئ العلم في مدارس مختلفة، ثم سافر إلى "جاتجام"، والتحق بالجامعة الأهلية مَعين الإسلام هاتهزاري، وقرأ فيها سنة 1383 هـ الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية.

من أساتذته: المفتي الأعظم فيض الله، والمحدّث الجليل عبد القيّوم، وغيرهما، رحمهما الله تعالى.

بعد إتمام الدراسة التحق مدرّسا بالمدرسة القومية الواقعة في محطّة القطار بـ "جَسَر"، ودرّس فيها كتب الحديث والفقه والتفسير.

* * *

‌3414 - الشيخ الفاضل عبد الولي بن عبد العلي بن إبراهيم بن يعقوب اللكنوي

، كان من الأطبّاء المشهورين * *

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 230.

* * راجع: نزهة الخواطر 8: 336، 337.

ص: 117

ولد، ونشأ ببلدة "لكنو".

وحفظ القرآن، ثم اشتغل بالعربية أياما على السيّد محمد مقيم بن محمد معين الحسني البريلوي.

قال صاحب "النزهة": وكان من بني أعمام السيّد الوالد.

ثم أخذ المنطق والحكمة عن المولوي إفهام الله اللكنوي، وقرأ الكتب على عمّه الحكيم عبد العزيز وتطبّب عليه وعلى جدّه.

ثم تصدّر للدرس والإفادة. أخذ عنه غير واحد من الأعلام.

وقال صاحب "النزهة": إني قرأت عليه "حميات القانون"، وصحبته قريبا من سنة ببلدة "لكنو".

مات في الرابع عشر من ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف، وله ثمان وأربعون سنة.

* * *

‌3415 - الشيخ الفاضل عبد الولي بن عبد الغني، المُظفر نكري

، رحمه الله تعالى *

من أهل "الهند".

ولد في موضع "بدهانه" من أعمال "مظفّر نغر"، ونشأ بها.

قرأ اللغة الفارسيّة والإنكليزية والأردية.

حضر في الخانقاه الإمدادية سنة 1325 هـ، وبايع على يد حكيم الأمة أشرف على التهانوي، وبعد مدّة أجازه للإشاد والتلقين.

* * *

* راجع: بزم أشرف 291 - 293.

ص: 118

‌باب من اسمه عبد الوهّاب

‌3416 - الشيخ الفاضل عبد الوَهَّاب بن إبراهيم، قاضى القُضاة بـ "الدِّيار المصرِيَّة

" *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان والِدُه، رحمه الله تعالي، مُفْتِيًا بولاية "أماسِيَة"، وكانتْ ولادةُ ولدِه هذا في أوائل شهر رمضان، سنة إحدَى وخمسين وتسعمائة.

ومات سنة

(1)

، رحمه الله تعالى.

ولما وَليَ القضاءَ بـ "الدِّيار المصرية"، أكْثَرَ هِمَّتَه في التَّفْتِيْش والتَّفَحُّص على أوْقاف المساجد، ووُجوه الخَيْرات، فعُمِّرَتْ في أيَّامه، كثُر رَيْعُها، وعَمَّ نَفْعُها، وزادت الرَّغَباتُ في استئْجارِ أراضِيها ومُسَقَّفاتِها، وغير ذلك ممَّا تركتْه القضاةُ السابقةُ لقُصور همَّتِهم عنه، أو لطمعِهم في الدنيا، التي كانتْ تصل إليهم من جانب النُّظَّار، أو جانب بعضِ مَن يُقالُ له مُسْتَحِقٌّ ظاهرًا، أو لمعارَضَة أمَرائِهم لهم في ذلك.

وأمَّا صاحبُ الترجمة، فإنَّ الله تعالى طهَّره من دَنَس الرِّشا، وقَوَّى قلبَه على مُعارَضهَ الأمَراء له في الحَقِّ الصَّريح، ومُعارَضته لهم في كلِّ شئ قبيح، يقولُ الحقَّ ولو كان على نفسه، ولا تأخذُه في الله لومة لائم، وهذه عادتُه وشِيمَتُه فيما وَليَه من المناصِب، وقد عَجَزتْ أعْداؤُه وحُسَّادُه من كَيْدِ

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 404.

(1)

بياض بالنسخ.

ص: 119

تَدْبيرهم، وإيصالَ الأذَى إليه، وإِدْخالَ أحدٍ بشيءٍ منْ الرَّشْوَة إلى دارِه أو إلى أحدٍ من جماعته. والله تعالى أعلمُ.

* * *

‌3417 - الشيخ الفاضل عبد الوهّاب بن إحسان علي السريندوي البهاري

، أحد الأفاضل المشهورين في عصره *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بقرية "سرينده" من أعمال "بهار"

(1)

.

واشتغل بالعلم على أساتذة بلاده مدّة.

ثم دخل "لكنو"، وقرأ على العلامة عبد الحي ابن عبد الحليم الأنصارى اللكنوى.

ثم تصدّر للتدريس، فدرّس مدّة مديدة ببلدة "كانبور" ثم بـ "حيدرآباد""الدكن"، ثم ولي بالمدرسة العالية في "كلكته"

(2)

.

* راجع: نزهة الخواطر 8: 337.

(1)

بهار أرض خصبة، كثيرة الأرز، وقصب السكر، والموز، والأنبج، وورق التنبول، طولها من "كدى" إلى "رهتاس" مائة وعشرون ميلا، وعرضها من "ترهت" إلى سلسلة الجبال الشمالية مائة وعشرة أميال، يحدّها من الشرق "بنكاله"، ومن الغرب "ميان دوآب" و"أوده"، ومن الشمال والجنوب سلسلة الجبال، وأنهارها:"كنكا"، و "سون"، و "كرم ناسه" و "بُن بُن" بضم الباءين الهنديين.

(2)

كلكته: مدينة حديثة العهد، مصّرها الإنكليز على نهر "هوكلي" حيث الطول الشرقي 28 درجة و 88 دقيقة، والعرض الشمالي 22 درجة =

ص: 120

وكان فاضلا بارعا في المنطق والحكمة، كثير الدرس والإفادة.

أخذ عنه غير واحد من الأعلام.

وله مصنّفات، منها:"الصحيفة الملكوتية" حاشية على "مير زاهد رسالة"، ومنها:"شرح على هداية الحكمة"، تعقّب فيها على العلامة عبد الحق الخيرآبادي.

توفي لليلتين بقيتا من ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف.

* * *

‌3418 - الشيخ الفاضل العلامة عبد الوهّاب بن المنشئ أحسن الله، المعروف ببيرجي حضور، الكُمِلائي

*

ولد سنة 1286 هـ في قرية "رام كِرِشْنُو فور" من مضافات "هُومْنا". من أعمال "كملا".

وهو من بيت أهل فضل وعلم وثروة وجاه.

وكان أبوه خاشعا، متخشّعا، ورعا، تقيا، نقيا، محبّا للعلم والعلماء.

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم ارتحل إلى مدينة "داكا"، والتحق بالمدرسة المحسنية فيها، وقرأ فيها عدة سنين.

= و 33 دقيقة، وبينها وبين البحر مائة ميل، فجعلوها قصبة بلاد "الهند"، يسكن بها الحكم العام للهند من قبل إنكلترا منذ مائة سنة، وفي سنة 1330/ 1911 م قدم جورج الحكومة من"كلكته" إلى "دهلي"، فانتقل نائبه "لورد هاردنك" من ذاك إلى هذا، ولها تجارة واسعة برا وبحرا، وهي أكبر مدن الهند في هذا العصر.

* راجع: مائة من رجال بنغال للنظامبوري ص 114، 115، وتاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 294.

ص: 121

ثم سافر إلى "ديوبند" من أرض "الهند"، والتحق بدار العلوم فيها، وقرأ فيها كتب المنطق، والفلسفة، والفقه، والتفسير، والحديث.

ومن كبار شيوخه: الإمام أنور شاه الكشميري، صاحب "فيض الباري في شرح صحيح البخاري"، والعلامة ظفر أحمد العثماني، صاحب "إعلاء السنن"، وحصّل علم التجويد والقراءة من شيخ المرّاء القارئ عبد الواحد الإله آبادي.

بايع في الطريقة والسلوك على يد حكيم الأمة أشرف على التهانوى.

ثم عاد إلى وطنه المألوف، والتحق مدرّسا بالجامعة اليونسية بَرْهَمَنْبَاريه، ثم أسّسَ هو، والعلامة شمس الحق الفريدبوري، والعلامة محمد الله الحافظجي، والمفتي محمد علي المدرسةَ الحسينيةَ أشرفَ العلوم برَا كَيَتْرا سنة 1353 هـ، وعين مديرا أعلى لها، وأقام على هذه العهدة الجليلة إلى وفاته.

توفي سنة 1394 هـ في "داكا"، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في "مقبرة عظيم بور"، وكانت جنازته حافلة، وحضرها ألوف من العُلماء والفضلاء وعوام الناس.

* * *

‌3419 - الشيخ الفاضل عبد الوَهَّاب بن أحمد بن سَحْنون

، الأديبُ، مجدُ الدين، أبو محمد، التَّنوخِيّ *

* راجع: الطَّبَقات السَّنِيَّة 4: 404.

وترجمته في ذيل تذكرة الحُفَّاظ لابن فهد، وشذرات الذهب 5: 426، والعبر 5: 383، وفوات الوفيات 2: 417 - 419.

ص: 122

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو خطيبُ النَّيْرَب، وشيخُ الأطبَّاء بـ "مَرَسْتان الجبل".

قال الزَّركَشِيّ في "عُقود الجُمان": روَى عن خطيب مَرَدَا، و "ديوانه" عندي بخَطِّه، مع جملةٍ من رسائله، وأجْزاء اختياراته، وكان من فُضلاء الحنفية، درَّس بـ "الدَّمَّاغِيَّة"

(1)

.

وعاش خمسًا وسبعين سنة.

وتُوُفّي، سنة أربع وتسعين وستِّمائة.

قال: ومن شِعره

(2)

:

لا تَجْزَعَنَّ فما طَولُ الحياة سِوَى

رُوحٍ تَرَدَّدُ في سجنٍ من البَدَنِ

ولا يَهُولُكَ أمْرُ الموتِ تكْرَهُه

فإنَّما مَوْتنا عَوْدٌ إلى الوطنِ

وله أيضًا:

لئِن نَقَّل الواشِي إليكمْ بأنَّنِي

سَلَوْتُ وأنَّي مِلْتُ عن مِلَّةِ الحُبِّ

فلا تسْمَحوا أن تَسْمَعوا منه مَيْنَةً

فما طَرْفُه طَرْفي ولا قلبُه قبي

وله أيضًا:

تَوَلَّى حسنه لما تولَّى

وجارَ عليه في الحُكْمِ العِذارُ

وردَّ رَبيعَ خَدَّيْه شتاءً

فطال الليلُ وانْمَحَق النَّهارُ

وله أيضًا:

لو كنتَ مِثْلِي في الأحِبَّة وامِقًا

ما بِتَّ دُوني للخيالِ مُعانِقًا

تجْلُو الغصُونَ من القدودِ وتجْتَنِي

باللَّحْظِ من وَرْد الخُدُودِ حَدائقا

(1)

في بعض النسخ "الدباغية"، والمدرسة الدماغية، من مدارس دمشق، بحضرة باب الفرج، وكانت للحنفية والشافعية، أنشأتها زوجة شجاع الدين ابن الدماغ، مضحك العادل، الدارس 1:236.

(2)

فوات الوفيات 2: 418.

ص: 123

وأبيتُ مَحْنِيَّ الضُّلوعِ على الجَوَى

أرْعَىْ النُّجومَ مَغاربًا ومَشارِقا

مُسْتَصْحِبا ضِدَّيْنِ وَجْدًا ساكِنًا

تَقْذَى العيونُ به وقلْبا خافِقا

قطَع الكَرَى عنِى الخَيالَ لأنَّنِي

قد كنتُ فيه للأحِبَّة سارِقا

ولقد شَكَوْتُ إلى الحبيب فقال لي

صْبْرًا فإنِي قد عهِدْتُك صادقا

وطَرَقْتُه مُتجاهِلا فكأنَّما

أهْدَى لقلبي مِن هَواه طَرائِقا

وأباحَني غُصْنًا أنيقًا ناعمًا

من قَدِّه وسُلافَ ريقٍ رائقًا

فلثمتُ فاهُ ثم مِلْتُ لخِدِّه

فجَنَيْتُ منه أقاحِيًا وشَقائِقا

وله أيضًا:

أيا ليلةً دامتْ علينا كأنَّها

مُسَمَّرةُ الأفْلاكِ بالأنْجُم الزُّهْرِ

أقامتْ وقد مَدَّتْ على الأفْقِ ظِلَّها

فلا فَجْرُها يَجْرِي ولا نَسْرُها يَسْرِي

(1)

وله أيضًا:

لقد أيضًا:

لقد عَبَثَتْ بنا أيْدِي الليالِي

فمَرَّ العمرُ فيها وهو مُرُّ

وما سَمَحتْ بطول العمر إلا

لنَشْهَدَ كلَّ يومٍ ما يَضُرُّ

وقال، وقد أُرْسِلَ إليه كتابٌ، فضاع قبلَ وُصوله إليه:

نبِئْتُ أنَّ كتابًا

بَعَثْتَه مَعْ رسولِ

مَلأْتَه منكَ طِيبًا

فضاعَ قبلَ الوُصولِ

(2)

وقال في فَوَّارة:

فَوَّارةٌ أبْصارُنا لم تزَلْ

إلى مَعانِي لُطْفِها شاخِصَهْ

قامتْ على ساقٍ فياحُسْنَها

جاريةٌ تَبْدو لنا راقِصهْ

وله أيضًا:

وحَقِّك ما هَجْرِي لأهلِ مَوَدَّتِي

مَلالًا ولكنّي سكَنْتُ إلى العَجْزِ

(1)

النسر: نجم.

(2)

ضاع المسك: انتشر ريحه، وضاع: من الضياع.

ص: 124

وما كان لي عنهْم غِنًى غيرَ أنَّني .. قنعْتُ وحسْبِيِ بالقَناعةِ من كَنْزِ

وأعْرَضْت عنهم لا سُلُوًّا وإنَّما

رأيتُ مُقامَ الذُّلِّ في مَنزِل العِزِّ

كذا أوْرَدَ له هذه الخمسَ المقَاطِيع

(1)

في "دُرَّةْ الأسْلاك"، وأثْنَى عليه.

وذكرَه ابنُ شكرٍ في "عُيون التَّواريخ"، وحَكَى أنَّه سمِع قَولَ مُجيرِ الدين ابن تميم

(2)

، في فَضْل الورد على النَّرْجِس، وهو

(3)

:

مَن فضَّلَ النَّرْجسَ وهو الذي

يَرْضَى بحُكْمِ الوِرْدِ إذ يُغْرَسُ

أما ترَى الوردَ غَدا جالِسًا

إذ قام في خِدْمَتِه النَّرْجِسُ

فقال مجدُ الدين ابن سَخنون، يُجيبُه

(4)

:

ليس جُلوسُ الورد في مجلس

قام به نَرْجِسُه يوكِسُ

وإنَّما الوردُ غَدَا باسِطًا

خَدًّا ليَمْشِي فوقَه النَّرْجِسُ

(5)

قال: وطلب منه الشيخُ عفيف الدين التِّلِمْسانِيّ

(6)

، أن يُعْبِرَه كتاب "فُصوص الحِكَم" الذي صنَّفه الشيخ ابنُ عَرَبِىّ، فمَنَعَه إيَّاه، وكتب إليه:

(1)

في بعض النسخ "مقاطيع".

(2)

هو محمد بن يعقوب بن علي الإسعردي، سكن حماة، وخدم الملك المنصور، وكان جنديا مختشما، شجاعا، مطبوعا، كريم الأخلاق، بديع النظم رقيقه، لطيف التخيل، توفي بحماة سنة أربع وثمانين وستمائة. فوات الوفيات 4: 45 - 56.

(3)

فوات الوفيات 2: 418.

(4)

فوات الوفيات 2: 418.

(5)

في الفوات "خدا تمشي".

(6)

هو سليمان بن علي بن عبد الله، شاعر من الصوفية، توفي بدمشق سنة تسعين وستمائة. البداية والنهاية 13: 326، وشذرات الذهب 5: 412، وفوات الوفيات 2: 72 - 76، النجوم الظاهرة 8: 29 - 30 والضوء اللامع 5: 97، 98، كشف الظنون 1: 67، 620، 759، =

ص: 125

مَنَعْتُكَ ذا الكتابَ وكان رأيًا

لِمَعْنًى حلَّ فيه على الخُصوصِ

فإنَّك لا يَليقُ وأنتَ شيخٌ

بأنْ نَلْقاك تَلْعَبُ بالفُصوص

* * *

‌3420 - الشيخ الفاضل عبد الوَهَّاب بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عَرَبْشاه

، الشيخُ، الإمام، العالم، العلامة، العامل، البارع، الكامل، تاج الدين أبو الفضل *

المتقدِّمُ ذكرُ أبيه في محَلِّه

(1)

.

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِدَ بـ "حاج ترخان"

(2)

في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة.

ونشأ مُشْتَغِلا بالعلم، مُواظِبًا عليه، فأخَذَ عن أبيه وعن غيره، إلى أن بَرَع في أوَانِه، وغَّبرَ بين أقْرانِه.

وناب في القضاء بـ "مصر"، و "الشام".

= 2: 925، 1056، 1405، 1796، والكواكب السائرة 1: 257، 258، ونسبته: الطرخاني.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 407.

وترجمته في شذرات الذهب 8: 5، والضوء اللامع 5: 97، 98، كشف الظنون 1: 67، 620، 759، 2: 925، 1056، 1405، 1796، والكواكب السائرة 1: 257، 258. ونسبته:"الطرخان".

(1)

برقم 325، في 1: 55 - 59.

(2)

في الضوء "طرخان".

ص: 126

ومهَرَ في صناعة التوقيع، ثم وَليَ القضاء بـ "الشام" اسْتِقْلالًا، ولكنْ لم تطُل مُدَّتُه.

ثم قدم "القاهرة"، ووَليَ تدْريس "الصَّرْغَتْمَشِيَّة".

وكان في الفضائل قريبًا من أبيه، ومُساويًا له.

وكانتْ وَفاتُه، سنة إحْدَى وتسعمائة. رحمه الله تعالى.

قال السَّخاويُّ: وأخذَ الفرائضَ عن الشِهاب أحمد الحِمْصِيّ، وتَمَيَّز فيها، بحيث نظَم فيها أُرْجوزةً، سَمَّاها "روْضة الرَّائض في علم الفَرائض"، وشرَحها، وقَرَّظَها له الأمين الأقْصُرائِيُّ، والكافِيَجيّ، وعَضُدُ الدين السِّيرامِيّ، في آخَرين، كتبَ الخَطَّ الحسن، وعملَ "دلائل الإنصاف"، وهو كتاب في الخِلافيَّات، يَزيدُ على خمس وعشرين ألف بيت، و "الإرْشاد المفيد لخالص التَّوْحيد"، وهو نظم أيضًا، و "شِفاء الكَلِيم بمَدْح النَّبِيّ الكريم".

قال السَّخاويُّ: كتَبه لي بخَطِّه، وسمعتُه من لفظِه، و "الجَوْهَر المنَضَّد في علم الخليل بن أحمد"، وكتاب في التَّعْبير

(1)

، نحو أربعة آلاف بيت.

ومن نَظْمِه

(2)

:

ولقد شَكَوْتُ إلى طَبيبي عِلَّتِي

ممَّا اقْترفْتُ من الذُّنوبِ الجانيهْ

وصفَ الطبيبُ شَرابَ مَدْحِ المصطفَى

فهو الشِّفا فاشْرَبْ هَنِيًّا عافِيَهْ

وقوله مِمَّا ذَكَر أنه أنْشَده في النوم

(3)

:

ثَوْبُ العلوم محَرَّرٌ وطِرازُهُ

مَدْحُ الحبيب وذا رَقيقُ الحاشيهْ

(4)

وغالبُ نَظْمِه من هذا القَبيل، والجَيِّدُ منه قليل. رحمه الله تعالى.

* * *

(1)

سماه: فيح العبير من فتح الخبير، وفي الضوء. "فتح العبير" تصحيف.

(2)

الضوء اللامع 5: 98.

(3)

الضوء اللامع 5: 89.

(4)

في الضوء "محرز وطرازه".

ص: 127

‌3421 - الشيخ الفاضل عبد الوَهّاب بن أحمد بن وَهْبان الدِّمَشْقِيّ

*

صاحبُ "المنظومة" المشهورة، نَظَمها على قافية الرَّاء، من بحرِ الطَّويل، وهى ألفُ بيتٍ، ضَمّنَها غرائبَ المسائل، وشرَحها في مُجَلَّدين.

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِدَ قبل الثمانين وسبعمائة.

واشْتغل، وتَمَيَّز، ومَهَر في العربية، والفقه، والقراءات، والأدب، ودرَّس.

ووَلِيَ قضاءَ. "حمَاةَ"، في سنة ستِّين، واستمرَّ فيها إلى أن مات، في ذى الحِجَّة، سنة ثمان وستين وسبعمائة، لكنَّه كان عُزِلَ في سنة اثنين، ثم أُعيدَ في أثناء مُدَّة ثلاث.

وكان مَشْكورَ السِّيرَة، محمود الطريقة.

ومن تَصانيفِه: "نظم دُرَر البحار" في الفقه، تصنيف الشيخ شمس الدين القُونوِيّ، الذى جمَع فيه "مجْمع البحرين"، وضَمَّ إليه مذهبَ أحمدَ.

وعاش القُونَويُّ بعدَه مُدَّةً طويلةً. رحمهما الله تعالى.

قلت: أخذ الفقه عن فخر الدين أحمد بن علي بن الفصيح، عن الحسن السغناقي، عن حافظ الدين الكبير محمد البخاري، عن شمس الأئمة محمد الكردري، عن صاحب "الهداية"، وأخذ عن علماء "الشام"، وبلغ رتبة الكمال.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 408.

وترجمته في بغية الوعاة 2: 123، وتاج التَّراجم 39، والدرر الكامنة 3: 37، وذيل تذكرة الحفاظ لابن فهد 152، وشذرات الذهب 6: 212، والفوائد البهية 113 - 115، وكتائب أعلام الأخيار برقم 597، كشف الظنون 1: 649، 667، 740، 746، 757، 2: 1167، 1189، 1485، 1499، 1865، 1984، وهدية العارفين 1:639.

ص: 128

قال محمد

(1)

بن محمد بن الشحنة في "شرح منظومة ابن وهبان": قال شيخنا ابن حجر: اشتغل، وتمهَّر، وبرع في العربية والفقه والقرآن والأدب،

(1)

أقول: ابن الشحنة شارح "منظومة ابن وهبان"، هو صاحب "الذخائر الأشرفية في الألغاز الحنفية"، وهو حفيد لمحب الدين محمد بن الشحنة، صاحب "روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر"، الذى ذكرنا ترجمته عند ترجمة أمير كاتب الإتقاني، والذي يشهد له ما رأيته في "الذخائر" في كتاب الطهارة. قال شيخنا العلامة المحقق ابن الهمام وهو تلميذ جدّى شيخ الإسلام أبي الوليد محبّ الدين ابن الشحنة فى شرحه لـ "لهداية": وماء بركة الفيل بـ "القاهرة" طاهر، إن كان ممرّه طاهرا. انتهى. ورأيت فيه في كتاب الصوم: إن قيل: أى رجل صائم ابتلع ريق غيره لي رمضان، فتجب عليه الكفارة والقضاء، فالجواب أنه من ابتلع ريق حبيبه، وهو غير مستقذر عنده، وقد عزوناه في شرحنا على "المنظومة الوهبانية". انتهى. وفيه فى كتاب اللقطة أى رجل أخذ مالا بغير إذن مالكه، وليس له في ذلك المال شبهة يعذر في أخذه، ويؤجر على ذلك، فالجواب أن هذا لقطة التقطها عدل، يقصد ردّها على مالكها، فالأفضل أخذها، وقد بسطنا الكلام فيها في "شرح الوهبانية". انتهى.

وفيه فى كتاب الشهادة أيضًا حوالة لبعض للسائل على شرحه لـ "لوهبانية"، وفيه في كتاب الفرائض، ذكر محب الدين ابن الشحنة بلفظ الجدّ، ذكر الحافظ ابن حجر بلفظ شيخنا، فعلم من هذا كلّه أن شارح "المنظومة" حفيد للمحبّ ابن الشحنة، أستاذ ابن الهمام، وهو تلميذ لابن الهمام، وابن حجر، وهو المؤلف لـ"لذخائر"، إذا عرفت هذا، فنقول: تسمية الكفوي شارح "المنظومة" بمحمد بن محمد غلط، بل هو عبد البر بن محمد بن محبّ الدين محمد بن محمد بن محمد، كما في "كشف الظنون" عند ذكر شرّاح "المنظومة"، شرحها قاضي القضاة عبد البر بن محمد، المعروف بابن الشحنة الحلبي، المتوفى سنة 921 هـ، وهو شرح مقبول، وفرغ من تصنيفه سنة 885 هـ. انتهى. وفيه في الحرف الذال "الذخائر الأشرفية في الألغاز الحنفية" لابن الشحنة عبد البر. انتهى. =

ص: 129

وولي قضاء "حماة"، وكان مشكور السيرة، إماما في العربية، صنّف قصيدة في الفقه، وشرحها، وشرح "درر البحار"، وقد أشار إلى ذلك في "المنظومة"، ومات قبل موت محمد ابن يوسف القونوي، صاحب "درر البحار" سنة ثمان وستين وسبعمائة.

قال الإمام اللكنوي في "الفوائد"(ص 114): هذا الذي نقله ابن الشحنة عن الحافظ ابن حجر، قد قاله في "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة"، وتمام عبارته هذه: عبد الوهّاب بن أحمد بن وهبان الدمشقي الحنفي، اشتغل، وتمهَّر، وتميز في الفقه والعربية والقراءات والأدب، ودرس، وولي قضاء "حماة" سنة ستين إلى أن مات في الحجّة سنة ثمان وستين وسبعمائة، لكنه كان عزل في سنة اثنتين، ثم أعيد في أثناء ثلاث، وكان مشكور السيرة، ماهرا في الفقه والأدب، ونظم قصيدة على قافية الراء من البحر الطويل، ألف بيت، ضمنها غرائب المسائل في مذهب الحنفية، وشرحها في مجلّدين، وهو نظم جيّد متمكن. انتهى.

= ورأيت له في "الضوء اللامع" ترجمة مطوّلة، ملخّصها: أنه عبد البر بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود أبو البركات ابن أبي الفضل بن المحبّ أبي الوليد الحلبي ثم القاهري الحنفي، يعرف كسلفه بابن الشحنة، ولد ليلة الثلاثاء تاسع ذي القعدة، سنة 851 بـ "حلب"، وانتقل منها صحبة أبويه إلى "القاهرة"، وحفظ القرآن، كتب في مختصرات العلوم، وسمع بـ "بيت المقدس" على خطيبه وشيخ صلاحيته الجمال ابن جماعة والتقي القلقشندي، وبـ "القاهرية" على الدر النسابة، وقرأ قليلا على الأمين الأقصرائي، والتقي الشمني، وأمّ هاني الهورنية، وهاجر القدسية، وأخذ أيضًا في الفقه عن الزين قاسم بن قطلوبغا. انتهى. ثم منَّ الله عليّ بمطالعة "شرح المنظومة" لابن الشحنة في ذي القعدة من سنة 1292 هـ في "مكّة المعظمة"، فرأيت فيه أن المؤلّف سمى نفسه بعبد البر بن محمد بن محمد، الشهير بابن الشحنة، فحصل اليقين بكون ما في "طبقات الكفوي" غلطا، ولعلّه زلة من قلم النسَّاخ.

ص: 130

وفي "نزهة أعيان الحرب لمسائل الشرب" للحسن الشرنبلالي: الشيخ الهمام الحبر الإمام قاضى القضاة أمين الدين أبو محمد عبد الوهَّاب بن أحمد بن وهبان الدمشقي الحنفي، ولد قبل الثلاثين وسبعمائة، وتوفي فى ذى الحجّة سنة ثمان وستين وستعمائة، وهو من أبناء الأربعين، وكان ماهرا في الفقه والعربية والقراءة والأدب، ودرس، وولي قضاء "حماة"، وكان مشكور السيرة، حكيما أمينا عالما، مكينا، فقيها، نبيها، موصوفا بالسيرة الحسنة. أخذ عن علماء "الشمام"، ثم انتقل إلى مباشرة الحكم بـ "حماة" سنة ستين، وشرح "درر البحار"، ومات قبل مصنّفها. انتهى. وقد ترجمه السيوطي في "بغية الوعاة في طبقات النحاة"، لكنه لم يزد على نقل كلام ابن حجر في "الدرر".

* * *

‌3422 - الشيخ الفاضل عبد الوهّاب بن أحمد البخاري، ثم الملتاني، الهندي

*

صوفي، مفسّر.

من آثاره: "تفسير القرآن".

توفي سنة 932 هـ.

* * *

‌3423 - الشيخ الفاضل عبد الوَهَّاب بن أبي بكر إسماعيل بن الحَمَّال

،

* راجع: معجم المؤلفين 6: 217. ترجمته في إيضاح المكنون 1: 640.

ص: 131

بالحاء المهْمَلة، القاضي تاج الدين *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ذكره ابن الحِمْصِيّ في كتاب "حَوادِث الزمان"، وذكره ابن طولُون في "الغُرَف العَلِيَّة"، ووَصَفاه بالفضل والعلم، وذكرا أنَّه أحدُ نُوَّاب الحكِم بـ "دمشق"، وأرَّخا وفاتَه في سنة سبع وخمسين وثمانمائة. -تغمَّده الله تعالى برحمته-.

‌3424 - الشيخ الفاضل عبد الوَهَّاب بن الأشْعَث بن نَصْر بن سَوْرَة بن عَرَفة الذَّخِينَوِيّ، أبو محمد

* *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال السَّمعانيّ: رَحَل في طلب الحديث، ورَوَى عن أبي حاسم الرَّازِىّ، والحسن بن عَرَفة، وغيرِهما.

روَى عنه محمد بن جعفر بن الأشعث. ومات قبلَ الثلاثمائة.

هكذا دكره في باب الذَّال والخاء المعْجَمتين، ودكرَه في باب الرَّاء المهْملة والخاء المعْجَمة: الرَّخِينُوِيّ: قرية من قُرى "سَمْرقَند"، منها عبد الوَهَّاب بن الأشْعَث الحنفي، يَرْوي عن أبي علي الحسن بن علي بن سِباع الأنْدَقِيّ

(1)

.

كذا ذكره في "الجواهر".

* راجع: الطَّبَقات السَّنِيَّة 4: 409.

* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 410.

وترجمته في الأنساب 239، والجواهر المضية برقم 885، واللباب 1: 442، 463، ومعجم البلدان 1:717.

(1)

في الجواهر "الأنداقي".

ص: 132

‌3425 - الشيخ الفاضل المولى عبد الوهّاب بن أكرم علي سركار الكُمِلائي

*

ولد في قرية "سائتْ سَالَه" من مضافات "كُمِلا".

قرأ مبادئ العلم في مدرسة قريته، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وأتم فيها الدراسة العليا، وقرأ فيها كتب الصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية.

من كبار أساتذته: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، رحمه الله تعالي، وبايع على يده، ثم رجع إلى وطنه، والتحق مدرّسا بالمدرسة الأفسرية سَائتْ ساله، حجّ، وزار سنة 1376 هـ، و 1397 هـ مرتين.

توفي سنة 1417 هـ، ودفن بعد أن صلّى جنازته في مقبرة آبائه.

* * *

‌3426 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الوهّاب بن ألطاف الدين الكمِلائي

* *

ولد 1339 هـ في قرية "بَادُوغَر" من مضافات "بَرْهَمَنْبَارِيه" من أعمال "كُمِلا".

مات أبوه، وهو ابن أربع سنين، قرأ العلوم العصرية ثلاث سنين في إسكول، وقرأ القرآن الكريم على أمير الشريعة مولانا محمد الله حافظجي،

* راجع: مشايخ كملا 2: 192، 193.

* * راجع: مشايخ كملا 1: 154 - 161.

ص: 133

ثم سافر إلا "داكا"، والتحق بأشرف العلوم بَرَاكَتْرا

(1)

، وقر فيها خمس سنين، ثم ارتحل إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها كتب الأدب، والمنطق، والبلاغة، والفقه، وأصوله، والصحاح الستّة، وغيرها، من الكتب الحديثية.

ثم اشتغل بالدعوة والتبليغ، فكان عمل الدعوى شعاره، ودثاره، يصبح عليه، ويمسي، ويعيش على زاده وغذائه، وسافر في هذا الصدد إلى بلاد شتي، منها:: المملكة العربية السعودية"، و "لندن"، و "بورما"، و "باكستان"، و "الهند"، وغيرها من الممالك الأجنبية.

حجّ بيت الله الحرام، وزار "المدينة المنوّرة"، زادهما الله عزا وشرفا.

صنّف عدّة كنب، منها:"تعليم المعلّمين"، "قبل الصراط وبعده"، و "خشية الله"، و تكميل الإيمان"، و "حياة الصحابيات"، و "فضائل الأذكار"، و "طهور النساء"، وغيرها، من الكتب والرسائل، كلّها باللغة البنغالية، وأسّس "نادية القرآن" لتجويد القرآن الكريم.

توفي يوم الجمعة سنة 1415 هـ، وأمّ في جنازته شيخ التفسير العلامة سراج الحق، وحضرها ألوف من الناس، وجمّ غفير من العُلماء، والفضلاء، وطلبة العلم، ودفن في مقبرة آبائه.

* * *

(1)

الجامعة الحسينية أشرف العلوم براكترا داكا، أسّسها جماعة من العُلماء الربّانيين سنة 1351 هـ، الموافق سنة 1931 م. منهم: الشيخ مولانا عبد الوهّاب، المعروف ببيرجي حضور، والشيخ مولانا شمس الحق الفريدفوري، ومولانا الشيخ محمد الله حافظي حضور، والشيخ المفتى محمد الله، رحمهم الله تعالي، وبدأ فيه درس الحديث سنة 1354 هـ.

ص: 134

‌3427 - الشيخ الفاضل عبد الوَهَّاب بن أبي بكر بن عمر، تاج الدين الطَّمَوِيّ

، القاهِريّ، المعروف بالهُمامِيّ لملازمته خدمةَ الكمال ابن الهُمام، والأخذ عنه، بحيث شارَكه في الفقه، وأُصولِه، والعربية، وغيرها، وأخَذ أيضًا عن غيره، وأقْرأ قليلا *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وحَجَّ، وجاوَر، وكان خيِّرًا، مُتَقَلِّلا، قانعًا.

مات سنة ستّ وثمانين وثمانمائة، وصُلّيَ عليه بـ "الجامع الأزْهر"، ودُفِن بـ "القرافة"، بالقُرْب من التاج ابن عَطاء الله. رحمه الله تعالى.

* * *

‌3428 - الشيخ الفاضل عبد الوَهَّاب بن سعد بن محمد بن عبد الله بن تاج الدين

، أبو محمد، القاضي سعد الدين، ابن القاضي شمس الدين، الدَّيْرِيّ القُدْسِيّ * *

* راجع: الطَبَقات السَّنِيَّة 4: 409.

وترجمته في الضوء اللامع 5: 99، وفيه:"الطوى". مكان "الطموى".

* * راجع: الطبَقاتْ السَنِيَّة 4: 410.

وترجمته في الضوء اللامع 5: 100.

ص: 135

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وُلِد سنة خمس وتسعين وسبعمائة، بـ"بيت المقْدِس"، ونشأ به، فحفِظ القرآن الكريم، و "المشارق"، للصَّاغانِيّ، و "المجْمَع"، وغيرهما، وسمِع على جَدِّه بـ"بيت المقدس""صحيح مسلم"، واشْتغل على أبيه، وعلى غيره، واسْتقَرَّ في قضاء "القُّدْس"، ودرَّس بأمكن، ووَلِىَ مشيخة "المؤَيَّدِيَّة" بعدَ والِدِه، ثم تركها لعمِّه برهان الدين، وسافر إلى بلده.

وكان سليم الفِطْرة، نَيِّرَ الشَّيْبَة، يحْفظُ أشياءَ من فقهٍ وحديث، وتفسير.

ومات بـ"غَزَّة"، في شعبان، سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة. رحمه الله تعالى.

* * *

‌3429 - الشيخ الفاضل العلامة عبد الوهَّاب بن عبد الحليم بن عافي الدين

بن أسعد علي بن الشيخ ناصر الدين الجاتجامي*

جاء الشيخ ناصر الدين من هذه الأسرة الكريمة من "إيران" إلى "سَنْدِيف". من أرض "بنغلاديش"، فاختار الإقامة فيها.

ثم ابنه الشيخ أسعد علي سافر إلى قرية "روح الله فور"، من مضافات "هاتْهزاري" من أعمال "جاتجام"، واختار الإقامة فيها، وولد الشيخ عبد الوهَّاب سنة 1317 هـ في هذه القرية، ونشأ فيها.

قرأ مبادئ العلم في قريته على عمّه الشيخ مولانا عبد الباري، وقرأ عليه القرآن الكريم، والكتب الفارسية، ثم التحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين

* راجع: مائة من رجال بنغال للنظامبوري ص 90 - 95، وتاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 229 - 230.

ص: 136

الإسلام هاتهزاري سنة 1327 هـ، فقرأ فيها على أعيان العلماء كتب الدرجة الابتدائية والمتوسّطة إلى سنة 1336 هـ.

ثم سافر إلى "الهند"، ومدة دراسته فيها أربع سنين، والتحق أولًا بمظاهر العلوم سهارنبور، وقرأ فيها كتب الفنون العالية.

ثم التحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الصحاح الستّة وغيرها من الكتب الحديثية سنة 1345 هـ.

من أساتذته الكرام: الإمام أنور شاه الكشميري، صاحب "فيض الباري شرح صحيح البخاري"، وشيخ الإسلام العلامة شبير أحمد العثماني، "صاحب فتح الملهم شرح صحيح مسلم"، والمفتي الأعظم عزيز الرحمن العثماني، وإمام المعقولات العلامة إبراهيم البلياوي، صاحب "ضياء العلوم في شرح سلم العلوم" في المنطق، وشيخ الأدب العلامة إعزاز على الأمروهوي، وغيرهم، من أفاضل العُلماء وأماثل الفضلاء.

بعد إكمال الدراسة العليا بايع على يد حكيم الأمة أشرف على التهانوي، صاحب المصنّفات الكثيرة، وهذا بإرشاد شيخه وأستاذه العلامة حبيب الله القريشي، مؤسّس الجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري.

وبعد مدة أجازه التهانوى في السلوك لصلاح والتلقين.

ثم جع إلى وطنه الأليف، والتحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، ودرّس فيها كتب الدرجات المختلفة، من كتب الفنون العالية والحديث مدّة مديدة، وتمهّر في علم الحساب والفرائض أيضًا.

ثم عيّنه نائب الرئيس العلامة الشاه ضمير الدين، أحد المؤسّسين لها، ثم عين رئيسا لها سنة 1361 هـ بعد وفاة العلامة حبيب الله القريشي، رحمه الله تعالي، وأقام الشيخ عبد الوهّاب على هذه العهدة الجليلة أربعين سنة متوالية.

ص: 137

توفي يوم الاثنين تاسع شعبان سنة 1402 هـ، وصلى على جنازته الشيخ العلامة محمد الله حافظجي، حضرها ألوف من أفاضل العُلماء وأماثل الفضلاء، ودفن في المقبرة الحبيبية يحوار مسجد نور في "هاتهزاري".

* * *

‌3430 - الشيخ الفاضل عبد الوهّاب بن عبد الحى بن أحمد بن محمد العكري، الصالحي، الدمشقي

، المعروف بابن العماد *

ولد سنة 1060 هـ، وتوفي سنة 1128 هـ.

محدّث، كاتب، خطّاط، فرضي.

درس بدار الحديث الأشرفية.

من آثاره: "شرح على الأحاديث الأربعين النبوية".

* * *

‌3431 - الشيخ الفاضل عبد الوهّاب بن عبد الرحمن بن علي الأماسيه وي

، الرومي، المعروف بمؤيّد زاده * *

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 6: 222.

ترجمته في سلك الدرر 3: 143، وهدية العارفين 1:642.

* * راجع: معجم المؤلفين 6: 223.

ترجمته في هدية العارفين 1: 642.

ص: 138

فاضل. من آثاره: "شرح تهافت الفلاسفة".

سنه 970 هـ.

* * *

‌3432 - الشيخ الفاضل الكبير عبد الوهّاب بن عبد الرحمن الأنصاري، اليوسفبُوري

، الغازي بوري *

أحد العُلماء المبرّزين في المعقول والمنقول.

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: حفظ القرآن الكريم، وهو في العاشرة من عمره، وقرأ مبادئ الصرف والنحو في وطنه.

ثم سافر إلى "ديوبند"، وهو في الخامسة عشرة من عمره، قرأ الكتب الدرسية على أساتذة المدرسة العربية بـ"ديبوبند"، وأصابه الجدري قبل أن يكمل الدراسة، فأضرّ بذلك، وكفّ بصره، ورجع إلى "ديوبند"، وأكمل الدراسة، وقرأ فاتحة الفراغ، وأشتغل بالتدريس سنتين متطوّعا.

ثم سار إلى "دهلي"، وأخذ الصناعة الطبّية عن الحكيم محمود بن صادق الشريفي الدهلوي.

ثم سافر إلى "حيدرآباد"، واشتغل بالطبابة، وحصل له القبول العظيم عند أهل البلدة، والوجاهة العظيمة عند الأمراء، فأقام بـ"حيدرآباد" مدّة مديدة.

ثم دخل "بومبائ"، وأقام بها أعواما، ثم سار إلى "شوله بور"، وأقام بها زمانا، ثم وظف في "حيدرآباد" مرّة ثانية، ثم أحيل إلى المعاش، وحجّ وزار، ثم أقام بـ"دهلي" يعالج المرضي، مشتغلا بالذكر والعبادة.

* راجع: نزهة الخواطر 8: 338، 339.

ص: 139

وكان من سوانح الدهر وعجائب الزمن في قوّة الحفظ وسرعة الإدراك، وصدق الفراسة، وآية في معرفة النبض وتشخيص الأمراض المتشابهة في الأعراض، وإني سمعتُ بعض الثقات يقول: إنه عرفه يحسّ النبض فقط، وتروى له غرائب في هذا الباب، له "رسالة في الأسرار الشريانية" في الأردو، وكان وجيها، منوّر الشبيه، كثّ اللحية، صاحب دين وعبادة، ووقار.

توفي لسبع خلون من ربيع الآخر سنة ستين وثلاثمائة وألف، ودفن بـ"كنكوه".

(1)

بجوار شيخه رشيد أحمد الكنكوهي حسب وصيته.

* * *

‌3433 - الشيخ الفاضل العلامة المفتي عبد الوهّاب بن عبد الرحمن الكُمِلائي

*

ولد سنة 1341 هـ في قرية "لَكّيْبُور". "من مضافات "جاندبور". من أعمال، "كُمِلا".

كان أبوه من أبناء أزهر الهند دار العلوم ديوبند، وتلميذ شيخ الإسلام شبير أحمد العثماني، صاحب "فتح الملهم شرح صحيح مسلم".

(1)

وهي في الأصل جنجوه، قرية سميت باسم الأمير الهندي جنج، وتقع هذه القرية في الطرف الجنوبي من "سهارنفور" على بعد ثلاثة وثلاثين ميلا، وقد اشتهرت نسبتها إلى العارف بالله الشيخ عبد القدّوس "الجنجوهي" المتوفى سنة 945 هـ. راجع تاريخ دار العلوم ص 52 وما بعدها.

* راجع: جريدة آفتاب، عام 1330 هـ ص 33 - 44، وتاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 229.

ص: 140

قرأ مبادئ العلم على أبيه، ثم سافر إلى "جاتجام" والتحق بقاسم العلوم ساريه

(1)

، وقرأ فيها عدّة سنين، وقرأ "صحيح البخاري" على المحدّث الكبير العلامة سعيد أحمد السنديفى رحمه الله تعالي، والكتب الأخرى من الصحاح وغيرها على من فيها من الشيوخ.

ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها مرة ثانية كتب الصحاح السنة وغيرها من الكتب الحديثية، ثم التحق بقسم علوم القرآن الكريم وتفسيره في السنة الثانية، وقرأ كتب التفسير وأصوله.

ومن أساتذته فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والمحدّث الكبير العلامة إبراهيم البلياوي، وشيخ الأدب العلامة إعزاز علي الأمروهوي، وحكيم الإسلام القاري محمد طيب الديوبندي، والعلامة فخر الحسن المراد آبادي، وغيرهم، رحمهم الله تعالى.

وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، والتحق محدّثا بدار العلوم بَرُوْرَا بإرشاد شيخه ومربّيه العلامة سعيد أحمد السنديفي، رحمه الله تعالي، فدرّس، وأفاد وأجاد، ودرس فيها كتب الفقه والحديث.

وبعد مدّة عيّن شيخ الحديث لها، ثم بعد مدّة عيّن رئيسا لها.

كان عالما، تقيا، نقيا، دينا، ورعا، وجيها، منوّر الشبيه، كثّ اللحية، صاحب دين وعبادة، وتلاوة ووقار.

توفي يوم الاثنين 26 ذي القعدة 1429 هـ، ودفن بعد أن صلي على جنازته في المقبرة الواقعة أمام داره، وكانت جنازته حافلة، حضرها ألوف من العُلماء والفضلاء.

* * *

(1)

جامعة قاسم العلوم ساريه، شيتاغونغ، أسّسها المحدّث الكبير شيخ الحديث مولانا سعيد أحمد، رحمه الله تعالى. بدأ فيها درس الكتب الستة بعد سنة من تأسيسها.

ص: 141

‌3434 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الوهَّاب بن المنشي عبد الرحيم

بن المنشي شريعة الله الكُمِلائي *

ولد 13 صفر سنة 1348 هـ في قرية "كوتَابَارَه" من مضافات "سَرَائيل" من أعمال "كُمِلا".

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بمدرسة تاج العلوم مَاليْهَاتَا سنة 1352 هـ، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم التحق بالجامعة اليونسية سنة 1368 هـ، وقرأ فيه كتب الصحاح الستّة سنة 1372 هـ.

وبعد الفراغ درّس في عدّة مدارس، وانسلك بالدعوة والإصلاح والتلقين، بايع في الطريقة على يد العلامة دلاور حسين الفِنُوائي، رحمه الله تعالى.

توفي يوم الجمعة 17 في شهر ذى القعدة سنة 1430 هـ، ودفن في مقبرة قريته.

* * *

‌3435 - الشيخ الفاضل عبد الوهّاب بن عبد الغني بن عبد الله الفتني

، الهندي * *

* راجع: مشايخ برهمنباريه ص 276 - 278.

* * راجع: معجم المؤلفين 6: 223.

ترجمته في هدية العارفين 1: 642، وإيضاح المكنون 1: 290، 325، 2: 178، 524، 601، 630، 631، 637، 722.

ص: 142

صوفي، فقيه. جاور بـ"مكة"، وتوفى بها سنة 1117 هـ.

من تصانيفه: "تشريف الأنوار لهداية المريدين والفضلاء والأخيار"، و "فتوحات الأسرار في فضائل التهليل والأذكار"، و "نزهة التوحيد في تقديس الإله المجيد"، و "مواهب الخيرات في كثرة الاستغفار والأذكار والصلاة" على النبيّ صلى الله عليه وسلم صاحب المعجزات، و"مفتاح الخيرات في حقيقة الفقر والفقراء والسادات".

* * *

‌3436 - الشيخ العالم الصالح عبد الوهّاب بن عبد القادر القادري الويلوري

، أحد كبار العُلماء والمشايخ *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: صرف عمره في الدرس والإفادة، وأسّس مدرسة عظيمة بمدينة "ويلور"، وهو أول من نشر العلم الشريف بعد اندراسه في بلاد "المعبر". و "المليبار"

(1)

، وأكثر بلاد "الدكن".

* راجع: نزهة الخواطر 8: 337، 338.

(1)

مليبار: بفتح الميم، كسر اللام، وسكون التحتية، وفتح الموحّدة، بعدها ألف وراء مهلمة، يقال لها:"مالابار" أيضًا، وهي بلاد الفلفل، يحدّها من الغرب والجنوب البحر المالح، ومن الشرق سلسلة الحبل، من الشمال بلاد "مرهته"، وهي إقليم مخصب، أهمّ حاصلاته النارجيل والقهوة، والصندل والفلفل، والقافلة والآبنوس، وعلى سواحلها فرض قديمة أمينة، كانت لها تجارة واسعة في الأزمان السالفة، وكانت العرب تأتي إليها من سواحل البحر الأحمر، والخليج الفارسي، وكانوا يتجرون بحاصلاتهم، ومن فرضها "منجرور" و"قالقوط" و"كوجين"، و "البي"، و"كولم"، و"تراوندرم".

ص: 143

وكان مولده سنة سبع وأربعين ومائتين وألف. بمدينة "ويلور"، ونشأ في حبّ العلم.

وقرأ بعض الكتب الدرسية على الحكيم زين العابدين، والمولوي غلام قادر، وعلى غيرهما.

ثم سافر إلى "مكّة المباركة"، وأخذ عن الشيخ رحمة الله بن خليل الله العثماني الكيرانوي، والعلامة ملّا محمد نواب الهندي المهاجرَيْن إلى "مكّة".

وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد دحلان الشافعي مدرّس الحرم الشريف، والسيّد حسين المهاجر.

ثم رجع إلى "الهند"، وصحب الشيخ محي الدين عبد اللطيف الويلوري، وأخذ عنه الطريقة، ثم عكف على الدرس والإفادة، وأسّس مدرسة عظيمة بمدينة "ويلور"، سنة تسع وتسعين ومائتين وألف، وسمّاها "الباقيات الصالحات"، وهى مدرسة مباركة في تلك البلاد، تخرّج منها خلق كثير من العُلماء.

مات لثمان بقين من ربيع الآخر سنة سبع وثلايين وثلاثمائة وألف، فصلّى عليه الشيخ عبد اللطيف بن ركن الدين بن عبد اللطيف الويلوري، ودفن بـ"ويلور"، نفعنا الله ببركاته.

* * *

‌3437 - الشيخ الفاضل عبد الوَهَّاب بن عبد الكريم الرُّوميّ

*

* راجع: الطَّبَقات السَنِيُّة 4: 410.

وترجمته في الكواكب السائرة 1: 257.

ص: 144

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قرأ على أفاضلِ تلك الدِّيار، والمولى لُطْفِي التَّوْقاتِيِّ، وخطيب زاده، والمولى الكشلي

(1)

، والمولى عَذاري، وغيرهم.

وصار قاضيًا بعدَّة بلاد، ثم صار دَفْتَر دارًا في أيّام سَلْطَنة السلطان سليم خان، ثم صار قاضيًا ببعض البلاد.

وتُوُفِّي، رحمه الله تعالي، في أوائل سَلْطنة السلطان سليمان خان

(2)

، -تغمَّده الله تعالى بالرحمة والرِّضْوان-.

* * *

‌3438 - العالم الفاضل المولى عبد الوهّاب ابن المولى الفاضل عبد الكريم

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، فقال: قرأ على علماء عصره، منهم المولى عذاري، والمولى لطفى التوقاتي، والمولى خطيب زاده، والمولى القسطلاني.

ثم صار مدرّسا بالمدرسة القلندرية بمدينة "قسطنطينية"، ثم صار قاضيا بعدّة من البلاد، ثم صار حافظا لدفتر الديوان العالي في أيام سلطنة السلطان سليم خان، ثم صار قاضيا ببعض البلاد.

ثم توفي رحمه الله تعالى في أوائل سلطنة سلطاننا الأعظم، سلمه الله تعالي، وأبقاه.

(1)

كذا في بعض النسخ، وفي الكواكب "القسطلاني".

(2)

بويع له سنة ستّ وعشرين وتسعمائة. الشقائق النعمانية 2: 41.

* راجع: الشقائق النعمانيه ص 195.

ص: 145

كان قوي الجنان، طليق اللساق، صاحب نطق وبيان، لذيذ الصحبة، حسن النادرة، طارحا للتكليف، مع أصحابه، وكان محمود الطريقة ومرضيّ السيرة في قضائه، وكان شجاعا مهيبا، وكان صاحب ذكاء وفطنة، وكان صاحب معرفة بالعلوم العقلية والشرعية، وكانت له مشاركة في سائر العلوم. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌3439 - الشيخ العالم الصالح عبد الوهّاب بن عبد المجيد السادهوروي، أحد الأفاضل المشهورين

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: لم يزل مشتغلا بالدرس والإفادة.

أخذ عنه خلق كثير.

توفي سنة خمس وستين وتسعمائة بـ "سادهوره".

* * *

‌3440 - الشيخ الفاضل عبد الوهّاب بن عثمان الرومي، الشهير بياسيني زاده

* *

* راجع: نزهة الخواطر 4: 198.

* * راجع: معجم المؤلفين 6: 225.

ترجمته في هدية العارفين 1: 643.

ص: 146

فقيه.

ولد سنة 1172 هـ.

ولي الإفتاء، وتوفي سنة 1249 هـ معزولا عن المشيخة.

من تصانيفه: "خلاصة البرهان في إطاعة السلطان".

* * *

‌3441 - الشيخ الفاضل عبد الوَهَّاب بن عمر بن عبد المنعم بن هبة اللَّه بن محمد بن عبد الباقي، الشيخ ظهير الدين، أبو محمد، ابن نَجْم الدين أبي حفص ابن بهاء الدين أبي يَعْلَى، الشهير بابن أمين الدَّوْلة، الحلبيّ، الرعبانيّ

*

قال الصّلاح الصَّفَدِيّ: وُلِدَ سنة أربعين وستمائة. ووصَفه بالدِّين والزُّهْد.

وقال ابنُ حَبيب في حَقِّه: ماجدٌّ عِرْفانُه معروف، وصَفاءُ مَوْرِدِه موْصوف، وعَروضُ بيتِه سالمٌ من الزِّحاف، ومسألةُ ديانته ليس فيها خلاف، كان ذا وقار وسكونٍ وإذعانٍ إلى الخير ورُكون، وَلِيَ مَشْيخةَ خانْقاه الملك الصالح بـ "حلبَ"، واظْهر ما عندَه من مُلازمة الطريق وحُسْنِ الأدب.

* راجع: الطَّبَقات السَّنِيَّة 4: 411.

وترجمته في بغية الوعاة 2: 124، والدرر الكامنة 3: 39، والدليل الشافي 1:433.

كذا جاء في النسخ: "الرعباني"، وفي الدليل:"الصاغاني".

وكانتْ وفاته سنة خمس وعشرين وسبعمائة.

ص: 147

سمع الحديث من حديث وقديم، وشمِل ببركته الرّاحل من الطلبة والمقيم.

سمعتُ عليه جُزْءًا من "فوائد أبي العبَّاس أحمد المعروف بالترك" بقراءة والدِي، رحمه اللَّه تعالى، بـ "حلَب"، وسمعتُه يُنْشِدُ:

إذا لم أنَلْ ما أرْتَجِي في شَبِيبَتِي

فمَنَ لي بإدْراكِ المنَى حِين أهْرَمُ

* * *

‌3442 - الشيخ الصالح عبد الوهّاب بن محمد عمر خان الرامبوري

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء الصالحين.

كان عالما زاهدا، كثير القناعة، آمرا بالمعروف، ناهيا عن الشرك والبدعة، ملازما لقيام الليل في جماعة في مسجده، محافظا على الصلوات في أول وقتها.

له معرفة بالحديث والتفسير والفقه، كان يدرّس في مدرسة السيّد حامد شاه قاضي البلد، ويتقاضى راتبا زهيدا.

مات لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة وألف، وله نحو خمس وسبعين سنة.

* * *

‌3443 - الشيخ العالم الصالح عبد الوهّاب بن فتح اللَّه البروجي الكجراتي

،

* راجع: نزهة الخواطر 8: 339.

ص: 148

أحد أصحاب الشيخ علي المتقي *

سافر إلى "مكّه المباركة"، ولازم الشيخ المذكور ملازمة طويلة، وأخذ عنه، وحجّ، وزار، وأخذ الحديث عنه، وعن الشيخ محمد بن أفلح اليمني عن غيره من العلماء.

أخذ عنه الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي، وخلق آخرون.

* * *

‌3444 - الشيخ العالم الفقيه عبد الوهّاب بن المفتى فيروز الكشميري، أحد العلماء المبرّزين في العلوم الحكمية

* *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "كشمير"

(1)

، وقرأ العلم بها على أساتذة عصره.

* راجع: نزهة الخواطر 5: 289.

* * راجع: نزهة الخواطر 4: 199.

(1)

كشمير بكسر الكاف، وفتحها، وسكون الشين المعجمة، والعرب يسمّونها "قشمير" بالقاف، وهي في جهة الشمال الغربي حيث العرض ثلاث وعشرون درجة، وثلاث وثلاثون دقيقة، وهي في جهة الشمال الشرقى حيث العرض سبع وأربعون درجة، وأربع وخمسون دقيقة. قال الحموي في "المعجم": إنها مجاورة لقوم من الترك، فاختلط نسلهم بهم، فهم أحسن خلق اللَّه خلقة، يضرب بنسائهم المثل، لهن قامات تامة، وصورة سوية، وشعور أثيثة على غاية السباطة، والطول، تباع الجارية منهم بمائتي دينار وأكثر. انتهى.

ص: 149

له تعليقات على "شرح الشمسية"، وعلى "شرح المواقف"، كما في "حدائق الحنفية".

* * *

‌3445 - الشيخ الفاضل عبد الوَهَّاب بن محمد بن أحمد بن أبي بكر القاضي أمين الدين ابن القاضي شمس الدين الطَّرابُلُسِيّ، نَزيلُ "القاهرة

" *

ذكره التميمى في "طبقاته"، وقال: وُلِدَ سنة أربع وسبعين وسبعمائة، واشْتغل في حياة أبيه.

ووَلِيَ القضاء مُسْتقلا بعدَ مَوْتِ الملَطِيّ، فباشَره بعِفَّةٍ ومَهابةٍ. وكان مشكورَ السِّيرة، إلا أنَّه كثيرُ التَعَصُّب لمذهبه، مع إظهار مَحَبَّة الآثار، عارٍ بن أكْثر الفنون إلى اسْتحضار شيءٍ يسيرٍ من الفقه.

وقد عُزِل عن القضاء بكمال الدين ابن العديم، ولزِمَ منْزِلَه مُدَّةً طويلة، ثم تنَبَّه بصُحْبة جال الدين، فتقرَّر بعنايته في القضاء، وفي مشْيخة "الشَيْخونِيَّة"، ثم زال ذلك عنه في الدولة المؤَيَّدِيَّة، وانْتُزِعتْ من أخيه وظيفهُ إفْتاء دار العَدْلِ، فقُرِّرت لابن شقري

(1)

، ثم لابن الحيتيّ

(2)

، واسْتَمرَّ أمين الدين خامِلا حتى مات بالطَّاعون، في خامس عِشْري شهر ربيع الأوَّل.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 412.

وترجمته في إنباء الغمر 2: 111، والدليل الشافي 1: 434، 435، وذيل تذكرة الحفاظ لابن فهد 267، وشذرات الذهب 7: 137، والضوء اللامع 5: 106، 107، والنجوم الزاهرة 14:142.

(1)

في إنباء الغمر "سفري".

(2)

في الإنباء "الجيتي"، وفي الضوء "الجبتي".

ص: 150

كذا قاله في "إنْباء الغُمْر" في وفيات سنة تسع عشرة وثمانمائة.

ولا يخْلو كلامه من التَّعَصُّب الذي جَرَتْ به العادةُ في حَقِّ الحنفيَّة.

قال، أعْني ابنَ حَجَرٍ: ومن العجائب أنَّ ناصر الدين ابن العَديم، أوْصَى في مرضِ موتِه بمبلغٍ كبير يُصْرَف لتقيّ الدين بن الحيتيّ، ليَسْعَى به في قضاء الحنفية، لئَلا يَلِيَه ابن الطَّرابُلُسِيّ، فقدَّر اللَّه تعالى مَوْتَ ابنِ الطَّرابُلُسِيّ قبل موت ابن العَديم، وكذلك ابن الحيتِيِّ.

* * *

‌3446 - الشيخ الفاضل عبد الوَهَّاب بن محمد بن أحمد بن نصر النَّسَفِىّ القاضي، الفقيه، الفاضل، مِن كُفاة الرِّجال

*

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قَدِمَ "نَيْسابور"، وتفقَّه بها على الإمام القاضي عماد الإسلام صاعِد

(1)

، وغيره.

وَوَلِيَ قضاءَ "مَرْوَ" سنين.

وسمع بـ "نَيْسابور"، وتَوَلَّى قضاءَها أيضًا سنتين.

وتوفِّي بـ "مَرْوَ"، وحدَّث، رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌3447 - الشيخ الفاضل عبد الوَهَّاب بن محمد بن طَريف

، بالطَّاء المهْمَلَة،

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 411. وترجمته في الجواهر المضية برقم 886.

(1)

كانت وفاة صاعد سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.

ص: 151

على وزن رغيف، النَّشاوِيّ، القاهِريّ، الشيخ تاج الدين، المسْنِد المشهور والمعروف *

ذكره التميمى في "طبقاته"، وقال: وُلِدَ بـ "القاهرة"، في سنة ستِّ وستين وسبعمائة، ونشأ بها.

وكان في ابْتداء أمرِه شافعيّ المذهب، ثم تحوَّل حنفيًّا بواسطة أخيه، لما رَغَّبه الشيخ أكْمَلُ الدين في التَّحَنُّف، فتَبِعَه هذا على ذلك.

وسمِع درْس الأكْمَل المذكور في الفقه، وسمع الحديث في صِغره على جماعة منهم؛ الجمَال عبد اللَّه النَّاجي

(1)

، والصَّدْرُ محمد بن علي منصور الحنفي، وابن الملَقِّن، وغيرهم، وحدَّث، وسمع منه الفُضلاء.

وكان خيِّرًا؛ دَيِّنًا، ثِقَةً، جيِّد المحاضرة، حسَن المعاشرة، كثيرَ البِرِّ والمعروف والتَّواضُع.

ذكرهُ الحافظ السَّخاوِيُّ، وأثْنَى عليه.

وتُوُفِّيَ سنة إحْدَى وخمسين وثمانمائة، ثالث عشر شوَّال، منها. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌3448 - الشيخ الفاضل عبد الوَهّاب بن محمد بن محمد بن محمد بن عثمان البَلْخِيّ

،

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 412.

وترجمته في الضوء اللامع 5: 108. وفيه: "الشاوي".

(1)

في الضوء "الباجي".

ص: 152

الأصْل، الحلبيّ الموْلِد، [فتح الدين بن] نِظام الدين، من بيت العلم والفضل *

ذكره التميمى في "طبقاته"، وقال: وُلِدَ في نصف شهر ربيع الأوَّل، سنة ثمان وثلاثين وستِّمائة.

حدَّث عن والِدِه، وتفقَّه عليه، وأمَّ بـ "المدرسة الأشْرَفِيَّة" للطائفة الحنفية.

وكان عندَه نَبَاهةٌ، وقُوَّةُ ذِهْنٍ، مع كِبَر السِّنِّ.

وكانتْ وَفاتُه في سابع عشر رجب الفَرْد، سنة عشرين وسبعمائة، بـ "الأشْرَفِيَّة"، خارج "القاهرة".

* * *

‌3449 - الشيخ الفاضل مولانا عبد الوهّاب بن محمد علي مِيَان بن غلام حسين الكُمِلائي

* *

ولد سنة 1364 هـ في قرية "ساتْبَارِيه" من مضافات "صَدُّ غِرَام" من أعمال "كُمِلا".

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 413.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 887، والدور الكامنة 3: 45، والدليل الشافي 1:435.

وفي النسخ: "الحليمي" خطأ. وفي الدليل: "الخيمي" خطأ أيضًا، وسيأتي في ترجمة أبيه ذكر أنه كان بحلب. وما بين المعقوفين تكملة يصح بها السياق، إذ الملقّب بنظام الدين والده.

* * راجع: مشايخ كملا 1: 162 - 165.

ص: 153

التحق بمدرسة جُوْرِي، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم سافر إلى "جاتجام"، والتحق بالجامعة الأهلية دار العلوم مَعين الإسلام هاتهزاري، وقرأ فيها عدّة سنين، وقرأ كتب الصحاح الستة، وغيرها من الكتب الحديثية سنة 1388 هـ.

من أساتذته: المحدّث الكبير العلامة عبد القيّوم، قرأ عليه "صحيح البخاري"، والعلامة أبو الحسن البابونغري، قرأ عليه "صحيح مسلم"، والعلامة عبد العزيز، قرأ عليه "الجامع" للترمذي، والعلامة محمد حامد، قرأ عليه "سنن أبي داود"، والعلامة عبد الوهّاب، قرأ عليه "موطأ الإمام مالك"، والعلامة أحمد شفيع، قرأ عليه "سنن ابن ماجه".

بعد إتمام الدراسة التحق مدرّسا بالمدرسة العاليه غُوبَالْغَنْج، وبايع في الطريقة والسلوك على يد المفتي الأعظم فيض اللَّه، رحمه اللَّه تعالى، وبعد وفاته بايع على يد الشاه سلطان النانوبُوري، رحمه اللَّه تعالى، وحَصَلَتْ له الإجازة في الطريقة منه.

سافر للحجّ سنة 1404 هـ، وحجّ بيت اللَّه الحرام، وزار "المدينة المنوّرة".

توفي سنة 1403 هـ.

* * *

‌3450 - الشيخ الفاضل عبد الوهَّاب بن نور محمد الريواروي الإمام والخطيب في المسجد الجامع الأشرفي بمدينة "ملتان"/ "باكستان

" *

* راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 2: 383 - 385.

ص: 154

ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد ببلدة "ريوارى" بمديرية "كوركانوا" يوم 24 مارس 1342 هـ.

أخذ مبادئ العلم إلى الصفّ الرابع في إحدى المدارس الابتدائية ببلدته، ثم حفظ القرآن الكريم، وتلقّى العلوم الفارسية والعربية في مدرسة بها، ثم توجّه إلى "سهارنبور"، والتحق بمظاهر العلوم عام 1360 هـ، وقرأ "شرح الوقاية"، و"نور الأنوار"، و"سلّم العلوم"، و"مختصر المعاني"، و"الهدية السعيدية".

وقرأ عام 1361 هـ "تفسير الجلالين"، والمجلدين الأولين من "الهداية"، وغيرهما، وعام 1362 هـ "تفسير البيضاوي"، والمجلّد الثالث من "الهداية"، و"مقدّمة مشكاة المصابيح"، حتى دخل في الصفّ النهائي عام 1363 هـ، وأخذ المجلّد. الأول من "جامع البخاري"، و"سنن أبي داود" على الشيخ محمد زكريا، والمجلّد الثاني من "جامع البخاري" عن الشيخ عبد اللطيف، و"صحيح مسلم" عن الشيخ منظور أحمد خان، و"جامع الترمذي"، و"الشمائل"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي عن الشيخ عبد الرحمن الكاملبوري، و"سنن النسائي"، و"سنن ابن ماجه"، و"موطأ الإمام مالك"، و"موطأ الإمام محمد" عن الشيخ أسعد اللَّه.

وقال في انطباعاته عن شيوخه: قد تأثرت بشيوخى تأثرا بالغا، فكان كل منهم شخصية منفردة لأتطمأنّ أن تؤثر علينا، ولما عُنيتُ بإصلاح نفسي وتربيتها وتزكيتها دون التعليم، فمسّتني الحاجة لمصلح ومربّ، ولما ألقيت النظر لذلك، ورفعته، فرأيت الشيخ المصلح الكبير أشرف علي التهانوي، والشيخ حسين أحمد المدني في جانب، وبجانب آخر العارف الجليل الشيخ عبد القادر الرائبوري، والداعية الكبير الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي، والشيخ الكبير محمد زكريا الكاندهلوي، فوقع الاختيار بعد فكر ورأي طويل على الشيخ

ص: 155

محمد زكريا، وما إن وضعت يديّ على يده، حتى خلب فؤادي وخلدي، وشغفت به ما زالت سحرتني لذة وصاله مادام المثول لديه، ولم أتلقّ من اللذّة شيئًا منذ ما انفصل وانعزل عنا.

كما لا يمكنني أن أتريّث دون أن أقول: إن المولوي محمد يحيى النجل الكبير من أولاد الشيخ الحكيم محمد أيوب السهارنُبوري هو من زملاءنا، الذين قد انطبعت بهم كثيرًا أيام التحصيل، وكان قوي الذهن والذكاء، وبليغ الجهد والسعي، ومقلّ الكلام، وكثير الاجتناب عن أحاديث لا أساسَ لها، وسريع المبادرة إلى عبادة اللَّه، وبعيدا عن الغيبة والنميمة بعدا كافيا، ومن ألقى علينا أول درس الأخلاق والمتانة، والرزانة في عهد الطلب، فإنما هو المولوي محمد يحيى.

وبعد أن تخرّج فيها اشتغل، وأكبّ على القيام بالخدمات العلمية، والدينية، والاصلاحية، فظلّ يعلّم القرآن الكريم لمدة اثنتى عشرة سنة، فكم من الأطفال الذين سعدوا بنعمة القرآن الكريم بفضله، وأنشأ ثلاث مدارس لتحفيظ القرآن الكريم، وكان خطيبا وإماما في المسجد الجامع في مستعمرة "أشرف آباد" بشارع شاه شمس بـ "ملتان" بـ "باكستان"، كما أسّس فيها مؤسّسة دينية عظيمة لنشر المعلومات الدينية، تصدر عنها الرسائل الصغيرة باللغة الأردية والبنغالية والسندية والإنكليزية، التي يبلغ عددها آلافا فيكلّ شهر، إنما هي توزّع مجّانا على العوام، بجانب ذلك ترسل إلى الدول الخارجية، وخاصّة إلى المعمورات الحديثة في "إفريقيا" باهتمام كبير.

إضافة إلى أنها أصدرت الرسائل حول نحو كلّ من الموضوعات الدينية من بينها: الصلاة، والزكاة، والحد، والأضحية، ومحرّم الحرام، والشرك، والبدعة، والإيمان باللَّه، والإخلاص، والعمل الصالح، وحقوق الوالدين، وحقوق القرابة، وحقوق الجوار، وأولياء اللَّه، ومحبوب كبريا، والجهاد، وفضيلة الجمعة،

ص: 156

وخصوصيات الجمعة، وآداب الطعام، والوضوء، والاستنجاء، والاغتسال، والتجارة، وأمثالها، فهذه الرسائل يبلغ عددُها نحو مئات الآلاف.

* * *

‌3451 - الشيخ العالم الكبير المحدّث الفقيه الزاهد عبد الوهّاب بن ولي اللَّه، المندوي، البرهانبوري، المهاجر إلى "مكّة المشرّفة"، والمدفون بها

*

كان من العلماء الربّانيين.

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال ولد، ونشأ بمدينة "برهانبور" بعد ما انتقل والده من "مندو" إليها، وصار يتيما، فرماه الاغتراب إلى "كجرات"

(1)

، وإلى ناحية "الدكن"، و"جزائر السيلان"، وإلى "سرانديب"، حتى وصل إلى "مكّة المباركة" سنة ثلاث وستين وتسعمائة، وأدرك بها الشيخ علي بن حسام الدين المتقي الكجراتي، وكانت بينه وبين أبيه مودّة، فأقام بـ "مكّة المشرفة"، ولازمه اثنتي عشرة سنة، وأخذ عنه العلم والمعرفة، وأسند

* راجع: نزهة الخواطر 5: 289، 290.

(1)

كجرات: بضم الكاف الفارسي، وإسكان الجيم، وإهمال الراء المهملة، بعدها ألف، فمثناة من فوق، طولها اثنان وثلاثمائة ميل، وعرضها ستون ومائتا ميل، وفيها ثلاث عشرة فرضة، أشهرها:"كنباية"، و"سومنات"، و"جونا كره"، و"سورت". وفي العصر الحاضر "بمبئي"، وفيها كور صغيرة، يسمّونها بأسماء أخرى، نحو "كوكن" أي: البلاد التي على ساحل البحر فيما بين "بمبئي" و"نيكاؤن"، ونحو "كاتهياوار" التي ينسب إليها الأفراس الحصان الجياد.

ص: 157

الحديث عنه وعن غيره من المشايخ، وتصدّر للدرس والإفادة بعده بـ "مكّة المباركة"، وتزوّج بها حين بلغ خمسين سنة من عمره.

وكان على قدم شيخه في الزهد والتورّع والاستقامة على الطريقة.

أخذ عنه الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي، وخلق كثير من العلماء والمشايخ، وكان مشايخ الحرمين الشريفين يعتقدون فيه خيرا وصلاحا، ويقولون: إنه على قدم الشيخ أبي العبّاس المرسي رحمه الله.

قال عبد الحق بن سيف الدين المذكور في "أخبار الأخيار": إنه لقيني شيخ من شيوخ العرب، وقال: إني سافرت إلى "اليمن"، وأدركت المشايخ والدراويش، فوجدتهم كلّهم متّفقين على الثناء عليه والإخبار بأنه قطب "مكّة" في وقته، وقال: إن عبد الوهّاب استقام على المشيخة ستا وثلاثين سنة بـ "مكّة"، وما فاتته حجة في أيام إقامته. انتهى.

توفي سنة إحدى وألف، كما في "أخبار الأخيار"، فما في "بحر زخّار" أنه مات سنة ستين وتسعمائة، فليس مما يعتمد عليه.

* * *

‌3452 - الشيخ العالم الصالح عبد الوهّاب بن هاشم الحسيني، المنورآبادي، كان من كبار الفقهاء الحنفية

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: لم يزل يشتغل بالحديث والقرآن تدريسا وتحقيقا.

انتفع به كثير من الناس، وأخذوا عنه.

* راجع: نزهة الخواطر 6: 182.

ص: 158

مات في سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف، وقد نيف على الثمانين، كما في "حدائق الحنفية".

وفي "تذكرة العلماء": إنه مات سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف.

* * *

‌3453 - الشيخ الفاضل عبد الوَهّاب بن يوسف بن علي بن الحسين، أبو محمد، ابن النَّحَّاس، الدِّمَشْقِيّ الحكم، المعروف بالبَدْر المِجَنِّ

*

ذكره التميمى في "طبقاته"، وقال: تفقَّه على الشيخ غَالِي

(1)

بن إبراهيم الغَزْنَوِىّ، بـ "حلَب"، وقد قيل: إنَّه قرأ على البَلْخِيّ.

تفقَّه عليه محمودُ بن هبة اللَّه، وحُذيفةُ

(2)

بن سليمان.

سمع بـ "حلَب"، و"دمشق"، وحدَّث.

وسمع "مُسْنَدَ أبي حنيفة" لابن خُسْرُوا البَلْخِيّ، عن رجلٍ، عنه.

وروَى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الغزيز اللَّخْمِيّ الحَنفيّ، وغيرهُ.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 414.

وترجمته فى الجواهر المضية برقم 889، وحسن المحاضرة 1: 464، 465، وشذرات الذهب 4: 341، 342.

(1)

في بعض النسخ "على" خطأ.

(2)

في بعض النسخ "وخليفة" نقلًا عن الجواهر خطأ، وفي الطبقات السنية في ترجمة حذيفة رقم 642، في 3: 32، أنه تفقه بحلب على عبد الوهّاب هذا، ويصحح فيه: المحسن إلى: المجن.

ص: 159

قال ابنُ العَديم: تفقَّه علَى مذهب أبي حنيفة، رضي اللَّه تعالى عنه، وبَرَع في الفقه، وأفْتَى.

وكان وَحيدًا في مُناظَرتِه، فَريدًا في مُحاوَرَتِه، ناظَر الفُحُول الواردين مِن وَراء النَّهْر و"خُراسانَ" في التَّدريس بمُدُن "الشام"، ثم سافَرَ إلى "القاهرة"، ودرَّس بالمدرسة المعروفة بدار المأمون.

ومات، رحمه اللَّه تعالى بـ "القاهرة" سنة تسع وتسعين وخمسمائة.

وسيأتي ابنُه محمد في بابه، إن شاء اللَّه تعالى.

* * *

‌3454 - الشيخ الفاضل عبد الوَهَّاب بن يوسف، الإمام بدرُ الدين اسْتاذ جعفر بن [أبي]

(1)

علي، المذكور في حرف الجيم

*

* * *

‌3455 - الشيخ الفاضل عبد الوَهَّاب الدّمَشْقِيّ، ذكرَه ابنُ النَّجَّار

، وقال: روَى بـ "بغداد" شيئًا من شعر يحيى بن سلامة الحَصْكَفِيّ،

(1)

سقط من النسخ.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 414.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 890.

ص: 160

وأبي الحُسين أحمد بن مُفْلِح الطَّرابُلُسِيّ

(1)

*

وكان موجودًا في جُمادَى الأولَى، سنة خمسين وخمسمائة.

* * *

‌3456 - الشيخ العالم الفقيه قاضي القضاة عبد الوهّاب الأحمدآبادي، الكجراتي

* *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان من أحفاد الشيخ محمد بن طاهر بن علي الفتني، صاحب "مجمع البحار".

ولي القضاء بمولده "مونكي بتن" من أعمال "أحمد نغر" في أيام شاهجهان بن جهانغير التيموري، واستقلّ به زمانا، ولما ولي عالمغير على بلاد "الدكن" تقرّب إليه، ولما قام بالملك عالمغير ولّاه القضاه الأكبر، فصار قاضي قضاة "الهند"، ونال منزلة جسيمة منه.

قال خوافي خان في "منتخب اللباب": إنه بلغ رتبة، لم يصل إليها أحد من القضاة قبله، حتى أن الأمراء كانوا يخافونه. انتهى.

(1)

في الجواهر والذيل "الأطرابلسي"، وهما بمعنى، وهو أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح، المتوفى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بحلب. وفيات الأعيان 1: 156 - 160.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 415.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 888، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 1: 418 - 420.

* * راجع: نزهة الخواطر 5: 290، 291.

ص: 161

وقال شاهنواز خان في "مآثر الأمراء": إنه تفرّد في تنفيذ الحكم والقضاء، بحيث ما تيسّر لغيره قبله، وكان يرمى بالارتشاء، مع أنه كان معروفا بالصدق والديانة. انتهى.

* * *

‌3457 - الشيخ الفاضل عبد الوهّاب الكوباموي، الخطيب، كان من العلماء المشهورين في عصره

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "كوبامؤ".

واشتغل بالعلم وحصل، وقرأ على الشيخ نظام الدين العثماني الأميتهوي، ولازمه ملازمة طويلة.

ثم أخذ عنه الطريقة، وكان يدرّس، ويفيد.

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 5: 288.

ص: 162

‌باب من اسمه عبد الهادي

‌3458 - الشيخ الفاضل عبد الهادي بن عبد الرحيم بن علي الشهير والده بحَجِّي جلَبي المتقدِّم

*

ذكره التميمى في "طبقاته"، وقال: ذكره العلامة بدر الدين الغَزِّي في "رحلته" بعد ذكْر أخيه علي جَلَبي، الآتي في مَحَلِّه، إن شاء اللَّه تعالى.

قال في حَقِّه: الشَّابُّ النَّجيبُ، والفاضل الأديبُ، والواصلُ إلى رُتبة النِّهاية في المبادِي، والفائق بفضْلِه الحاضر من أقْرانِه والبادِي، أبو الهُدَى بعدَ الهادي، وشابُّ نشأ في عبادة اللَّه، وراعَى في صِغَره من المهْدِ والهُدَى أباه، اخْتطفَتْه يدُ المنِيَّة في صِباه، ودعاه رَبُّه إلى جَوارِه فلبَّاه، فمات شهيدا بالطاعون، في صفر الخير، سنة سبع وثلاثين وتسعمائة، ونحن إذ ذاك نُكَنِّيه، رحمه اللَّه تعالى. وكان قد جمَعه أبوه عليَّ، وأمَرَه بالتَّرَدُّد إليَّ، وحضَر مَجالسِي عند أبيه، وسمِع ما صَدَر مِنِّي من البحْثِ فيه. انتهى.

* * *

‌3459 - الشيخ الفاضل عبد الهادي بن غلام محمد الدينبُوري الباكستاني

* *

ولد 22 محرّم الحرام 1331 هـ في قرية "دينبُور" من أرض "باكستان".

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 397.

* * راجع: أكابر علماء ديوبند ص 335.

ص: 163

قرأ مبادئ العلم في قريته، وقرأ القرآن الكريم على مولانا خير محمد، ثم أتم قراءة ما بقي من الكتب الدراسية في وطنه "دينبُور".

من أساتذته: مولانا عبد القابرر الدينبوري، ومولانا عبد اللَّه اللوغاري، ومولانا محمد سليمان، ومولانا غلام صديق الحاجيبوري.

ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند

(1)

، والتحق بها، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية على شيوخها الكبار، رحمهم اللَّه تعالى.

(1)

كانت مدرسة دار العلوم بمدينة "ديوبند" الواقعة على بعد مائة ميل من العاصمة "دهلي"، مركزا للحركات العلمية والدينية في شبه القارة الهندة البكستانية بأكملها، وكان يطبق نظامها التعليمي في جميع المدارس الدينية فى ذلك الحين، اللّهم إلا القليل منها، ومدرسة دار العلوم هذه هي مدرسة تلاميذ الشيخ أحمد السرهندي، الملقّب بـ مجدّد الألف الثاني، وهي كذلك مدرسة تلاميذ الشاه ولي اللَّه وأولاده، ومن كبار مؤسّسيها أمير المجاهدين حجّة الإسلام الشيخ محمد قاسم النانوتوي، والإمام الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، قائد حركة المجاهدين، وهي مدرسة مسئولة عن المجاهدين في ميدان القتال ضدّ قوى الكفر من السيخ والإنجليز، ومسؤلة عن الدعوة والإرشاد في "الهند"، والتصدّي لأيّ هجوم عدواني على الدين الحنيف، وكذلك فقد قامت بإعداد الشخصيّات الفذّة من أبنائها العلماء المجاهدين، الذين قهروا جيوش الأعداء، كما حفلت البلاد بكثرة مؤلفاتهم ومصنّفاتهم، التي استضاءت بنورها بلاد الهند، فحاربوا البدع والخرافات، وأقاموا المناظرات والمجادلات المجابهة المفسدين والمضلّلين داخل البلاد وخارجها، وبذلك كسبت مدرسة دار العلوم كلّ احتياجات الدعوة بأهل البلاغ والارشاد، مما أدّى إلى إبراز دورها الجديد في البلاد في تكوين الأسس الحاضرية والثقافية في جميع المجالات العلمية والمدنية للمسلمين، إذ أنها تشبه الأزهر الشريف في شبه القارّة، حيث لا نجد أيّ حركة من الحركات النضالية ضدّ الكفر، إلا وقد أقامها أبناء هذه المدرسة ومؤسّسها.

ص: 164

بايع في الطريقة والإرشاد على يد شيخ التفسير العلامة أحمد علي اللاهوري، ثم بعد برهة من الزمان حصلت له الإجازة منه.

اشتغل بالدعوة والإرشاد.

توفي سابع رمضان المبارك سنة 1398 هـ، ودفن بعد أن صلي على جنازته في "مقبره دينبور".

* * *

‌3460 - الشيخ العالم الصالح عبد الهادي النقشبندي، البدايوني

*

أحد الرجال الموصوفين بالفضل والصلاح.

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: أخذ الطريقة عن الشيخ الكبير رضي الدين عبد الباقي النقشبندي

(1)

الدهلوي.

* راجع: نزهة الخواطر 5: 292.

(1)

نسبة إلى الطريقة النقشبندية الطريقة النقشبندية، وهي للشيخ بهاء الدين محمد نقشبند البخاري، مدارها على تصحيح العقائد ودوام العبودية، ودوام الحضور مع الحقّ سبحانه. وقالوا: إن طرق الوصول إلى اللَّه سبحانه ثلاث، الذكر والمراقبة والرابطة بالشيخ، الذي سلوكه بطريقة الجذبة، أما الذكر فمنه النفي والإثبات بحبس النفس، وهو المأثور من متقدّميهم، ومنه الإثبات المجرّد، كأنه لم يكن عند المتقدّمين، وإنما استخرجه الشيخ عبد الباقي أو ممن يقرب منه في الزمان، وأما المراقبة وهي التوجّه بمجامع الإدراك إلى المعنى المجرد البسيط، الذي يتصوّره كلّ أحد عند إطلاق اسم اللَّه تعالى، ولكن قلّ من يجرّده عن اللفظ، فينبغي للمراقب أن يجرّد هذا المعنى عن الألفاظ، ويتوجّه إليه من غير مزاحمة الخطرات، والتوجّه إلى الغير، وأما الرابطة بالشيخ إذا صحبه خلي نفسه عن كلّ =

ص: 165

ثم لازم صاحبه الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي، وأخذ عنه، وصحبه زمانا، وبلغ رتبة المشيخة، فاستخلفه الشيخ أحمد المذكور، ورخّصه إلى بلدته، كما في "زبدة المقامات".

* * *

‌باب من اسمه عُبَيْد

‌3461 - الشيخ الفاضل عُبَيد بن أبي أمَيَّة الطنَافِسِيّ، رحمه اللَّه تعالى

*

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقَال: سمِع، وحدَّث، وهو -كما قال الدَّارَقُطْنِيّ- وأولادُه الأربعة؛ إدْريس، وعمر، ومحمد، ويَعْلَى، ثِقاتٌ.

تقدَّم ذِكرُ إدريس منهم، ويأتي ذكرُ الباقي في مَحَلِّه. إن شاء اللَّه تعالى.

* * *

= شيء إلا محبته، وينتظر لما تفيض منه، فإذا أفاض شيء فليتبعه بمجامع قلبه، وإذا غاب عنه الشيخ يتخيّل صورته بين عينيه بوصف المحبّة والتعظيم، فتفيد صورته ما تفيد صحبته.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 432.

وترجمته في التاريخ الكبير 3: 1: 441، وتقريب التهذيب 1: 541، وتهذيب التهذيب 7: 59، 65، والجرح والتعديل 22: 401، والجواهر المضية برقم 912، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 254. وانظر: الأنساب 371 ظ، 372، واللباب 2:90.

وهو: "الحنفي. ويقال: الإيادِي، اللحام، الكوفي، أبو الفضل".

ص: 166

‌3462 - الشيخ الفاضل عُبَيْد بن غَنَّام بن حفص بن غِياث

*

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: روَى عن أبيه، وتفقَّه عليه، وجَدُّه حفص المشْهور تقدَّم، وأبوه غَنَّام يأتي في مَحَلِّه، إن شاء اللَّه تعالى.

كذا ذكره في "الجواهر المضية"، من غير زيادة.

وذكَره الصَّلاح الصَّفَدِيُّ في "تاريخه"، وقال: عُبَيْدِ بن غَنَّام بن حفص بن غياث، أبو محمد، النَّخَعِيّ الكوفِيُّ.

روَى الكثيرَ عن أبي بكر ابن أبي شَيْبَة، وجماعةٍ.

وتُوُفِّيَ سنة سبع وتسعين ومائتين. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 432.

وترجمته في تذكرة الحفاظ 2: 665، والجواهر المضية برقم 911، وسير أعلام النبلاء 13: 588، وشذرات الذهب 2: 225، والعبر 2:107.

ص: 167

‌باب من اسمه عبيد اللَّه

‌3463 - الشيخ الفاضل عبيد اللَّه بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن مَرْوان بن محمد بن [أحمد بن] مَحْبوب بن الوليد بن عُبادة بن الصامت المحْبوبِيّ، الإمام جمال الدين، المعروف بأبي حنيفة الثَّاني

*

قال الذهبي في "المؤْتَلِف والمخْتَلِف": عالمُ الشَّرْق، شيخُ الحنفية. ذكره في العُبادِيّ؛ نِسْبة إلى عُبادة بن الصَّامت.

مَوْلِدُه في خامس عشر جُمادَى الأولَى، سنة ستّ وأربعين وخمسمائة.

ومات ليلة الخميس، ثمانَ جُمادَى الأولَى، سنة ثلاثين وستّمائة، وصلَّى عليه ابنُه شمس الدين أحمد، المتقدِّم ذكرُه في محلِّه.

قال الإمام اللكنوي رحمه اللَّه تعالى: هكذا ذكره القارئ أنه عبيد اللَّه بن إبراهيم المحبوبي المعروف بأبي حنيفة الثاني، وأنه مات سنة ثمانين وستمائة،

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 416.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 891، ودول الإسلام 2: 135، وسير أعلام النبلاء 22: 345، 346، وشذرات الذهب 5: 137، والعبر 5: 120، والفوائد البهية 108، وكتائب أعلام الأخيار برقم 395، والمشتبه 430.

وما بين المعقوفين استكملته من: الجواهر، والسير. وفي السير:"هارون" مكان: وسبق هذا في ترجمة ولده أحمد، وانظر حاشية الجواهر المضية 1:196.

ص: 168

وأرّخْ الذهبي، وكفاك به ثقة في هذا الفنّ، وفاته سنة ثلاثين وستمائة، حيث قال في كتابه "العبر بأخبار من غبر" في وقائع سنة ثلاثين وستمائة، وفيها توفي عبيد اللَّه بن إبراهيم جمال الدين العبادي المحبوي البخاري، شيخ الحنفية بـ "ما وراء النهر" وأحد من انتهى إليه معرفة المذهب، أخذ عن أبي العلاء عمر بن بكر بن محمد الزرنجري، عن أبيه شمس الأئمة، وتفقّه أيضًا على قاضيخان الأوزجندي، توفي بـ "بخارى" في جمادى الأولى عن أربع وثمانين سنة. انتهى. وسيأتي ذكر نسبه إلى عبادة رضي الله عنه عند ذكر عبيد اللَّه بن مسعود بن محمود عن قريب، إن شاء اللَّه تعالى، ويظهر هناك أن نسبة العبادي بضم العين، نسبة إلى عبادة، والمحبوبي نسبة إلى محبوب، أحد أجداده.

* * *

‌3464 - الشيخ الفاضل عُبَيْد اللَّه بن أحمد بن عَساكر، القاضي، الحاجِبيّ ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كانتْ ولادتُه في سنة ثمانين ومائة

*

وكان قاضيًا من جِهَة الواثق.

قال الخطيب: ولم يزلْ قاضيًا إلى أن عَزَلَه جعفرُ المتوَكِّل، سنة أربع وثلاثين ومائتين. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 416.

وترجمته في تاريخ بغداد 10: 318 - 320، والجواهر المضية برقم 893.

واسمه في تاريخ بغداد: "عبيد اللَّه بن أحمد بن غالب". وقال: "وإليه تنسب سويقة غالب". ويقال له"الحاجبي". لأنه مولى الربيع الحاجب.

ص: 169

‌3465 - الشيخ الفاضل عُبَيد اللَّه بن أحمد، قاضي القُضاة

*

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: تفقَّه على الإمام أبي المحاسِن الحسن بن منصور بن محمود الأُوزْجَنْدِيّ، قاضي خان، والإمام شمس الأئمة أبي الفضل

(1)

الجابرى الزَّرَنجَرِيّ، وتفقَّه عليه سعيد بن المطَهَّر البَاخَرْزِيّ، والقاضي محمد بن محمد بن عمر العَدَوِيّ.

وتكلَّم معه الطَّائعُ أن يتوَلَّى وَزارتَه.

وتُوُفّيَ في صفَر، سنة إحدَى وثمانين وثلاثمائة.

قال أبو العلاء الفَرَضِيُّ: روَى لنا عنه العلامة حافظ الدين أبو الفضل محمد بن محمد بن نصر البُخاريّ.

كذا ترْجَمَ له في "الجواهر"، وفيه تناقُض بَيِّن، وخطأ فاحش؛ وهو أنَّ تاريخ وفاة قاضيخان ووفاة الباخَرْزِيّ، وزمنَ الخليفة الطائع، ووفاة صاحب الترجمة؛ بينهما أزْمِنَةٌ وأوْقاتٌ، لا يُمْكِنُ معها اجْتماع بعضهم ببعض، فإمَّا أن يكونَ الخطأ في ذكر الخليفة والتاريخ المذكور، وإما في ذكر من أخَذ عنه صاحب التَّرْجمة، أو مَن أخذ عن صاحب التَّرجِمة ممن ذكَر، ولا نُطيلُ بذكر التواريخ المذكورة، فإنّها مذكورة في هذا الكتاب في تراجِمِهم، فلْتُراجَعْ.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 417.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 892.

(1)

في ترجمته التي في الطبقات السنية برقم 573، في 2: 253، أن كنيته أبو الفضل، وهو بكر بن محمد بن علي.

ص: 170

والظَّاهر أنَّه قاضي القضاة، الشَّهير بابن مَعروف

(1)

، أحدُ نُدَماء الوزير المهَلَّبِيِّ، فإنّ وفاتَه كانتْ في التاريخ المذكور بعَيْنه، وكان في زمن الخليفة الطائع، وصار قاضيَ القُضاة، وكان مشهورًا بعلم الكلام، كما تَرْجمَه به الذَّهبيّ في "تاريخ الإسلام"، فإنَّه قال: عُبَيد اللَّه بن أحمد بن مَعروف أبو محمد البغدادِيّ المعَتَزِلِيّ، قاضي القُضاة، وَلِيَ بعدَ أبي بشر

(2)

بن أكْتَم، وسمِع من يحيى ابن صاعِد

(3)

، وابن نَيْرُوز

(4)

، وأبي حامد محمد بن هارون الحَضْرَمِيّ، ومحمد بن نوح، وجماعةٍ.

وُلِد سنة سِتِّ وثلاثمائة.

قال الخَطيبُ: كان من أجْلاد

(5)

الرِّجال، وألِبَّاء الناس، مع تَجْرِبَةٍ، وحُنْكَةٍ، وفِطْنَةٍ، وبَصيرةٍ ثاقِبَة، وعزيمة ماضية، وكان يجمع وَسامةً في مَنْظرِه، وظَرْفًا في مَلْبَسِه، وطَلاقةً في مجلسه، وبلاغةً في خِطابِه، ونُهوضًا بأعْباء الأحكام، وهَيْبَةً في القلوب، قد ضَرَب في الأدب بِسَهْم، وأخذَ من علم الكلام بحَظٍّ.

قال العَتِيقِيّ: كان مُجَرِّدًا في الاعتزال، ولم يكن له سماع كثير.

(1)

انظر ترجمته في البداية والنهاية 11: 310، وتاريخ بغداد 10: 365 - 368، وسير أعلام النبلاء 16: 426، 427، وشذرات الذهب 3: 101، والعبر 3: 18، ولسان الميزان 4: 96، والمنتظم 7: 166، وميزان الاعتدال 3: 3، والنجوم الزاهرة 4: 162، ويتيمة الدهر 3: 112 - 114.

(2)

أى: عمر.

(3)

أى: يحيى بن محمد بن صاعد.

(4)

في بعض النسخ "فيروز"، وهو محمد بن إبراهيم بن نيروز. انظر: تاريخ بغداد.

(5)

في تاريخ بغداد "أجلاء"، والمصنف ينقل عن الذهبي، وفيه "أجلاد".

ص: 171

قلتُ: روَى عنه الحسن بن محمد الخَلال، والعَتِيقِيّ، وعبد الواحد بن شِيطَا، وأبو جعفر بن المسْلِمَة، ووثَّقه الخطيبُ.

تُوُفِّيَ في صَفَر، وله شِعْرٌ رائق.

انتهى ما قاله الذَّهبي بحُروفِه، في وفيات سنة إحْدَى وثمانين وثلاثمائة.

وذكره الثَّعالِبِيّ في كتاب "يتيمة الدهر"، ولكن لم يتعرَّض لمذهبه في الفقه، فقال: وكان، كما قرأتُه في فصلٍ للصَّاحب، شجرةَ فضلٍ عُودُها أدب، وأغْصانها عِلمٌ، وثَمَرتُها عَقْلٌ، وعُروقُها شَرَفٌ، تَسْقِيها سماءُ الحُرِّيَّة، وتُغذِّيها أرْضُ المرُوَّة.

ثم قال، أعني الثَّعالِبِيّ: وقد تقدَّم بعضُ ذكره في مُنادَمَة المهَلَّبِيّ، وغيره من الوزراء، وجمعه بين جِدِّ العلم وهَزْلِ الظَّرْف، وخشُونة الحُكم ولِينِ قِشرْة العِشْرة، وكان على تقَلُّدِه قضاءَ القضاة دُفُعات بالحَضْرة، اشْتغاله بجلائل [الأعمال من أمور]

(1)

المملكة، يقول شعرًا لطيفًا في الغَزَل، يتَعاودُه القَوَّالون والْقِيان مُلَحَّنا.

قال: وقرأتُ لأبي إسْحاق الصَّابِي فصْلا، وهو: وصَلَ كتابُ قاضي القُضاة بالألْفاظ التي لو ما زَجَت البحرَ لأعْذَبَتْه، والمعاني التي واجَهَتْ دُجَى الليل لأزَاحَتْه، فلم أدْرِ بأيِّ مذاهِبه فيها أعْجَبُ، ولا من أيِّها أتَعَجَّبُ، أمن قَريضٍ عُقودُه مَنْظومة، أم من ألْفاظٍ لآليها مَنْثورة، أم مِن وُلوجِها الأسْماعَ سائغة، أم من شِفائها الغُلَّةَ ناقِعَةً، فأمَّا الأبيات التي رسمَ المغَنِّى

(2)

بتَلْحِينها، وقال بمذهب أهل "الحجاز" فيها، فما أعرِف كُفُوًا لمِثْلِها مُلَحِّنًا، ولو كان إسحاق الموْصِلِيّ، ولا مُجِيبًا ولو كان امْرأ القيس الكِنْدِيّ، ولا أرْتَضي لها مَهْرًا إلى حَبَّات القُلوب، ولا مَجالا إلى أرْجاء الصُّدور، وقد جعل اللَّه فيها من

(1)

تكملة من اليتيمة.

(2)

في بعض النسخ "المعنى"، وفي اليتيمة "التقدم".

ص: 172

الفضل ما شْغَلُنا حِفْظُه عن تَعاطِي الإجابة عنه، وقَرَن بها منْ الإطْراب ما يَكْفينا تأمُّله عن صِياغة الألحْان له.

قال الثَّعالِبِيّ: ولأبي إسحاق شعرٌ كثير، فمن ذلك قوله في افْتتاح قصيدة

(1)

:

أقْسَمْتُ باللَّه ما يُرْجى لمعروف

في الحادثاتِ سِوَى القاضي ابنْ معروف

قال: لابن الحَجَّاج في بعض مَن كان يُناوِئُ ابنَ معروفٍ من الحُكَّام

(2)

:

يا أيُّها الحاكم الرَّقيعُ

ذَقْنُك في سَلْحَتِى نَقيعُ

إنَّ ابنَ مَعْروف في مَحَلٍّ

مَن أمَّه مُتْعَبٌ مَنِيعُ

فضَّله اللَّه واجْتباهُ الـ

أميرُ واخْتارَه المطيعُ

هذا له وَحْدَه فقُلْ لي

مَن أنْتَ في الناس يا وَضيعُ

ومن شعر ابن مَعروفٍ، من قصيدةٍ قوله:

ولم تُسْلِني الأيَّامُ عنكم بمَرِّها

بلَى زادَني بُعْدُ اللِّقاء تَتَيُّما

(3)

وقد كنتُ لا أرْضَى من النَّيْلِ بالرِّضَى

وآخُذُ ما فوقَ الرِّضَى مُتلَوِّما

فلما تفرَّقنا وشطَّت بنا النَّوَى

رَضيتُ بطَيْفٍ منك يأْتي مُسَلِّما

قال الثَّعالِبِيُّ، بعدَ إيراد الأبيات: ووَجَدْتُها في "كتاب الزُّهْرة" لمحمد بن داود

(4)

.

ومن شعره أيضًا قولُه:

لو كنتَ تَدْرِى ما الذي صَنَع الهَوَى

والشَّوْقُ بالجِسْمِ النَّحيلِ البالِي

(5)

(1)

يتيمة الدهر 3: 113.

(2)

في النسخ "تيمما".

(3)

الزهرة 1: 215، ونسبها لبعض أهل عصره.

(4)

في اليتيمة "بالجسد النحيل".

(5)

يتيمة الدهر 3: 113، 114.

ص: 173

لَهَجَرْت هَجْرِي واجْتَنَبتَ تَجَنُّبي .. ووَصَلْتَ من بعدِ الصُّدودِ وِصالي

وقال أيضًا:

وما سَرَّ قَلْبِي مُنْذُ شَطَّتْ بك النَّوَى

نَعيمٌ ولا كأسٌ ولا مُتَصَرِّفُ

وما ذُقتُ طعمَ الماء إلا وَجَدْتُه

سِوَى ذلك الماء الذي كنتُ أعْرِفُ

ولم أشْهَدِ اللَّذَّات إلا تكَلُّفًا

وأيُّ نعيمٍ يقْتَضِيه التَّكَلُّفُ

وقوله أيضًا

(1)

:

احْذَرْ عَدُوَّكَ مَرَّةً

واحْذَرْ صَديقَكَ ألْفَ مرَّه

ولَربَّما انْقلَب الصَّدِيـ

قُ فكان أعْرَفَ بالمضَرَّهْ

* * *

‌3466 - الشيخ الفاضل عُبيد اللَّه بن شيخ التفسير أحمد على اللاهوري

*

ولد في "لاهور"

(2)

في بيت شيخ التفسير أحمد على اللاهوري سنة 1344 هـ.

وقرأ القرآن المجيد مع الإتقان والتجويد في "لاهور" على القاري عبد الكريم الديوبندي.

(1)

يتيمة الدهر 3: 114.

* راجع: أكابر علماء ديوبند ص 400، 401.

(2)

صوبة "لاهور": يحدّها من الشرق "دهلي"، ومن الغرب "ملتان"، ومن الشمال "كشمير"، ومن الجنوب "ديبالبور"، طولها ثمانون ومائة ميل، وعرضها ستة وثمانون ميلا، ولها خمسة "سركارات"، وستّ عشرة وثلاثمائة عمالة.

ص: 174

ثم سافر إلى مظاهر العلوم سهارنبور، والتحق بها، وقرأ فيها كتب الدرجة الابتدائية والمتوسطة.

من أساتذته فيها: مولانا أسد اللَّه الرامبوري، ومولانا عبد الرحمن الكاملبوري، ومولانا جميل أحمد التهانوي.

ثم ارتحل إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها كتب الفقه والحديث والتفسير، وغيره من كتب الفنون العالية والآلية.

من شيوخه فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة رسول خان الهزاروي، والعلامة القاضي شمس الدين الكجرَانْوَالوي، والعلامة المفتى محمد شفيع، والعلامة محمد إدريس الكاندهلوي، وغيرهم، رحمهم اللَّه تعالى.

بعد إكمال الدراسة التحق مدرّسا بمدرسة مظاهر العلوم بـ "كراتشي"، فدرس فيها خمس سنين، ثم رجع إلى "لاهور"، واشتغل بدرس القرآن عشر سنين، وبعد أن توفي والده عين رئيسا لهيئة خدّام الدين.

بايع في الطريقة والسلوك على يد أبيه الماجد، وحصلت له الإجازة منه.

توفي سابع شعبان سنة 1405 هـ.

* * *

‌3467 - الشيخ الفاضل عبيد اللَّه بن أمين الدين الشهابي، الصدّيقي، الجيتوي، الميدني بوري، أحد الأفاضل المشهورين في عصره

*

* راجع: نزهة الخواطر 8: 319، 320.

ص: 175

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد بـ "جيتوا" -بكسر الجيم المعقود بعدها تحتية ثم فوقية من أعمال "ميدني بور" في إقليم "بنغاله"

(1)

- لست خلون من جمادى الآخرة سنة خمسين ومائتين وألف.

ودخل "كلكته"، فقرأ العلم على أساتذة المدرسة العالية بها، ثم ولي التدريس بكلّية هُوغلِي، فدرّس بها مدّة.

ثم ولي النظارة لكلية "داكا" سنة إحدى وتسعين، وكان يعرف اللغات الإنكليزية والفارسية، والبنغاله، وسنسكرت، مع مهارته في اللغة العربية.

له مصنّفات ممتعة، منها:"طراز الأزهار في سير الفلاسفة الكبار"، و"تشحيذ الإدراك في حقيقة حركة الأرض ووجود الأفلاك"، و"دراية الأدب في لسان العرب"، و"مفتاح الأدب في علمي النحو والصرف"، و"المناهل الصافية في مسائل الجغرافية"، و"ديوان الشعر".

(1)

ويقال: بنكاله بفتح الموحدة، وسكون النون، وكاف فارسية، وألف ولام مفتوحة، بلاد متسعة من أرض "الهند"، يحدّها من الشرق سلسلة الجبال، ومن الغرب "بهار" و"أريسه"، ومن الشمال أيضًا سلسلة الجبال، ومن الجنوب البحر الملح، وطولها أربعمائة ميل، وعرضها مائتا ميل، والأنهار المشهورة بها:"كنكا" و"برهم بتر"، وهى إقليم الأرز، والعقاقير، والفانيذ، والموز، والأنبج، وورق التنبول، ومن غرائبه رخص، وسعة، ومنافع ومتاجر، قد جاور البحر، وشقّه النهر، وله سهل، وزرع، ويزرعون الأرز فيه في السنة ثلاث مرّات، إلا أن مائه ردي، وهواءه رطب، وأكلهم الأرز، ولبسهم الأرز، شتاء خسيس، وصيف بغيض. قال ابن بطوطة المغربي في "كتاب الرحلة": إنها بلاد مظلمة، يسمّونها أهل "خراسان" دوزخ برُ نعم، أي جهنم ملأي بالنعم. قال: رأيتُ الأرزّ يباع في أسواقها خمسة وعشرين رطلا دهلية بدينار فضّي، والدينار الفضّي هو ثمانية دراهم، ودرهمهم كدرهم النقرة سواء، والرطل الدهلي عشرون رطلا مغربية، وسمعتهم يقولون: إن ذلك غلاء عندهم.

ص: 176

وله مخمّس يعارض به الشيخ الرئيس:

بعد ما سكنت بعش أمنع

من فوق رأس القد روض ممرع.

بألدّ عيش أرغد متبرّع

هبطت إليك من المحلّ الأرفع.

ورقاء ذات تعزز وتمنع.

من كل ساجعة هدير معارف

في كل لحن تالد أو طارف.

مستورة في ستر ظل وارف

محجوبة عن كل مقلة عارف.

مع أنها سفرت ولم تتبرقع. إلى غير ذلك.

مات سنة ثلاث وثلاثمائة وألف بـ "داكا".

* * *

‌3468 - الشيخ الفاضل مولانا القاري عُبيد اللَّه بن مخدوم الأمة مولانا محمد حَسَن الأمرتسري

*

المدير الأعلى للجامعة الأشرفية لاهور.

ولد سنة 1364 هـ تقريبًا في "أمْرِتْسر".

والتحق فيها بالمدرسة النعمانية، وقرأ العلوم الابتدائية على القاري كريم بخش. وحفظ القرآن الكريم، وهو ابن تسع سنين.

ثم قرأ الكتب الأردية والفارسية وكتب النحو والصرف على المولوي محمد يوسف. وقرأ من "كافية ابن الحاجب" إلى النهاية على والده.

ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ "صحيح البخاري" على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، و"جامع الإمام الترمذي" على العلامة إبراهيم البلياوي، و"السنن" للإمام أبي داود على إعزاز العلماء العلامة إعزاز على الأمروهوي، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على المفتي محمد

* راجع: أكابر علماء ديوبند 481، 482.

ص: 177

شفيع، و"السنن" للإمام ابن ماجه على العلامة نافع غُل، وحصّل السند العالي من جامعة بنجاب سنة 1361 هـ.

وبعد الفراغ اتصل بالمدرسة النعمانية تحت إشراف والده، وذلك قبل تقسيم "الهند"، وبعده جاء إلى "باكستان"، وبإرشاد والده التحق مدرّسا بالجامعة الأشرفية لاهور

(1)

، وحصلت له الإجازة في الطريقة والسلوك من حكيم الإسلام العلامة القاري محمد طيّب، رحمه اللَّه تعالى.

* * *

(1)

تقع هذه الجامعة في "لاهور". عاصمة فنجاب الغربية شارع فيروز فور. أسّسها الشيخ الكبير المفتي محمد حسن، نوّر اللَّه مرقده، في حيّ قديم، يسمّى بـ "نيلاكنبد" أي القبة الزرقاء، من أحياء "لاهور" في وسطها، وكان ذلك في 8 من ذي القعدة 1366 هـ. ونسبها إلى شيخه الداعية الإسلامي الكبير حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، نور اللَّه مرقده، ولكن لم تمض عليها سنوات عديدة إلا ضاق بناء الجامعة بسبب كثرة كاثرة من الطلاب، الذين أتوا إليها من كلّ درب وفجّ، واضطرّ أصحاب الجامعة إلى بناء جديد أوسع وأكبر من البناء القديم. فاختار المؤسّس رحمه اللَّه تعالى ساحة كبيرة، تقع على شارع فيروز فور، بالقرب من شاطئ جدول، جميل تبلغ مساحتها 125 (كينال باكستاني)، ووضع الحجر الأساسي في هذه الساحة الواسعة لبناء الجامعة الجديدة يوم الجمعة المبارك في تاريخ 14 من شعبان 1374 هـ، وبمناسبة وضع الحجر الأساسي انعقدت حفلة دينية كبيرة، اشترك فيها عدد كبير من العلماء والزهّاد وأهل الفضل والمتقين.

فكان من مشيئة اللَّه تعالى أن تترقي هذه الجامعة، وتؤدّي رسالتها، كما نوى مؤسّسوها المخلصون، فتدرّجت مع الزمان، وترعرعت، واشتهرت بجهادها الديني المستمرّ، وجهودها العلمية المباركة، حتى أصبحت أكبر الجامعة وأوسعها، يأتي إليها الطلّاب من كلّ جانب، وينتهلون من مناهلها، ويستنيرون بعلمائها، ليتفقّهوا في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون.

ص: 178

‌3469 - الشيخ الفاضل عُبيد اللَّه بن الحُسين بن دَلال بن دَلَهم الإمام العلامة، والقُدْوَة والفَهَّامة أبو الحسن، الكَرْخِيّ، من أهل "كَرْخ جُدَّان

"

(1)

*.

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: سَكَن "بغداد"، ودرَّس بها فقه أبي حنيفة.

حدَّث القاضي أبو عبد اللَّه الصَّيْمَرِيُّ، قال: التَّدْريسُ بـ "بغداد" بعد أبي خازم القاضي، وأبي سعيد البَرْدَعِيّ، إلى أبي الحسن عُبيد اللَّه بن الحُسين الكَرْخِيّ، وإليه انْتَهت رياسةُ أصحاب أبي حنيفة، وانتَشَر أصحابُه في البلاد.

(1)

كرخ جدان: بليد في آخر ولاية العراق، يناوح خانقين عن بعد، وهو الحد بين ولاية شهرزور والعراق. معجم البلدان 4:255.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 425.

وترجمته في أخبار أبي حنيفة وأصحابه للصيمري 160 - 162، والأنساب 235 ظ، وإيضاح المكنون 1: 354، والبداية والنهاية 11: 224، 225، وتاج التراجم 39، وتاريخ بغداد 10: 353 - 355، وتذكرة الحفاظ 3: 855، والجواهر المضية برقم 894، ودول الإسلام 1: 211، وسير أعلام النبلاء 15: 426، 427، وشذرات الذهب 2: 358، وطبقات الفقهاء للشيرازي 142، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده، صفحة 65، والعبر 2: 255، والفهرست 293، والفوائد البهية 108، 109، والكامل 8: 495، وكتائب أعلام الأخيار برقم 156، وكشف الظنون 1: 563، 570، واللباب 1: 436، 3: 35، ولسان الميزان 4: 98، 99، ومرآة الجنان 3: 373، ومعجم البلدان 4: 256، والمنتظم 6: 369، 370، وهدية العارفين 1:646.

ص: 179

وكان أبو الحسن مع غَزارة علمه، كثرة رواياتِه، عظيمَ العبادة، كثيرَ الصَّلاة والصَّوم، صَبُورًا على الفقر والحاجة، عفيفًا عمَّا في أيدي الناس.

قال: وحدَّثني أبو القاسم علي بن محمد بن عَلان الواسِطِيُّ، قال: لما أصاب أبا الحسن الكَرْخِيَّ الفالِجُ في آخر عُمْرِه، حضَرْتُه وحضرَ أصْحابُه؛ أبو بكر الدَّامَغاني، وأبو عليِّ الشَّاشِيّ، وأبو عبد اللَّه البَصرِيّ، فقالوا: هذا مَرَضٌ يحْتاجُ إلى نفقةٍ وعلاج، وهو مُقِلٌّ، ولا يجب أن نَبْذُله للناس، فيجبُ أن نكتُبَ إلى سيف الدولة، ونَطْلُبَ منه ما نُنْفِقُ عليه، ففَعلوا ذلك، وأحَسَّ أبو الحسن بما هم فيه، فسأل عن ذلك، فأُخْبِرَ به، فبَكَى، وقال: اللّهم لا تَجْعَلْ رِزْقي إلا مِن حيثُ عَوَّدْتَني.

فمات قبلَ أن يَحْمِلَ سيفُ الدولة له شيئًا، ثم وردَ كتابُ سيف الدولة ومعه عشرة آلاف درهم، ووعَد أن يَمُدَّ بأمْثالِها، فتصدَّقوا بها.

قال أبو عبد اللَّه

(1)

الحسن بن علي بن سَلَمة: أنْشَدْتُ أبا الحسن الكَرْخِيَّ، رحمه اللَّه تعالى:

ما إنْ ذكرتُكِ في قومٍ أُحَدِّثُهم

إلا وَجَدْتُ فُتورًا بين أحْشائي

فأنْشَدني لنفسه، يُريد تضْمِينَ هذا البيت:

كم لَوْعَةٍ في الحَشا أبْقَتْ به سَقَما

خَوْفًا لهَجْرِكِ أو خوفا من النَّائي

لا تَهْجُرَنِيّ فإنِّي لستُ ذا جَلَدٍ

ولا اصْطِبارٍ على هَجْرِ الأخِلَّاء

اللَّه يعلمُ ما حُمِّلْتُ من سَقَمٍ

وما تَضَمَّنْتُه مِن شِدَّة الدَّاء

لو أنَّ أعْضاء صَبٍّ خاطبتْ بَشَرًا

لخاطَبَتْكِ بوَجْدٍ كلُّ أعْضائي

(2)

فارْعَى حُقوقَ فتًى لا يَبْتَغي شَطَطا

إلا السَّلام بإيحاءٍ وإيماءِ

هذا على وَزن بيتٍ كنتُ مُنْشِدَهُ

عارٍ إذا كان مِن زَحْفٍ وإقْواءِ

(3)

(1)

تاريخ بغداد 10: 354.

(2)

في تاريخ بغداد "يوجدي".

(3)

في تاريخ بغداد "من لحن وإقواء".

ص: 180

ما إِنْ ذكَرْتُكِ في قومٍ أُحَدِّثُهم

إلا وَجَدْتُ فُتُورًا بين أحْشائي

ولا هَمَمْتُ بشُرْبِ الماء مِن عَطَشٍ

إلا وَجَدْتُ خَيالا منكِ في الماء

ومن شعره أيضًا قوله:

حَسْبِي سُمُوًّا في الهَوَى أنْ تَعْلَمَا

أنْ ليس حَقُّ مَوَدَّتِي أن أظْلَمَا

ثم امْضِ في ظُلْمِى على علمٍ به

لا مُقْصِرًا عنه ولا مُتَلَوِّمَا

فوَحَقِّ ما أخَذَ الهَوى من مُقْلَتِي .. وأذابَ من جسْمِي عليكَ وأسْقَمَا

لَجَفاكَ مِن علمٍ بما ألْقَى به

أحْظَى إليَّ من الرِّضَى مُتَجَهِّمَا

وكانتْ وفاة أبي الحسن، رحمه اللَّه تعالى، لعشرٍ خَلَوْنَ من شعبان، سنة أربعين وثلاثمائة، وصلَّى عليه القاضي أبو تمَّام الحسنُ بن محمد الهاشِمِيُّ الزَّيْنَبِيّ، وكان من أصحابه، ودُفِن بحِذاءِ مسجده في "دَرْب أبي زيد" على نهر الواسِطِيِّين، قيل: وكان مَوْلِدُه سنة ستِّين ومائتين.

ونسبه الخطيبُ إلى أنَّه كان رأْسًا في الاعتزال، واللَّه سبحانه وتعالى أعلمُ بحقيقة حالِه، وحالُ الخطيب في تَعَصُّبِه معلوم، -عَفا اللَّه تعالى عنه-.

قلت: كانت له طبقة عالية عدّوه

(1)

من المجتهدين في المسائل، وله "المختصر"، و"شرح الجامع الصغير"، و"شرح الجامع الكبير"، وكان مولده سنة ستين ومائتين، ومات سنة أربعين وثلاثمائة، ليلة النصف من شعبان، وممن تفقّه عليه: أبو بكر الرازي أحمد الجصّاص، وأبو علي أحمد بن محمد الشاشي الفقيه، وأبو حامد الطبري، وأبو القاسم على التنوخي، وغيرهم.

قال الإمام اللكنوي رحمه اللَّه تعالى: ذكر السمعاني أن الكرخي نسبة إلى "كرخ"، قرية بنواحي "العراق"، منها أبو الحسن عبيد اللَّه ين الحسين بن

(1)

ذكره ابن كمال باشا وغيره، وكذا عدّ الخصّاف والطحاوي من هذه الطبقة، وتوزّع في ذلك بأن ما خالف هولاء الأجلّة الإمام أبا حنيفة من المسائل كثيرة، ولهم اختيارات في الأصول تخالف أصول صاحب المذهب في كتب الأصول شهيرة، فكيف يصحّ جعلهم من هذه الطبقة، وأولى الوجوه عدّهم من أصحاب الوجوه.

ص: 181

دلهم الفقيه الكرخي، سكن "بغداد"، وحدّث بها عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، ومحمد بن عبد اللَّه الحضرمي، وروي عنه أبو حفص بن شاهين، وغيره. انتهى.

وفي "طبقات القاري": عبيد اللَّه بن الحُسين بن دلال بن دلهم أبو الحسن الكرخي، تكرّر ذكره في "الهداية".

انتهت إليه رياسة الحنفية بعد أبي خازم، وأبي سعيد البردعي، وانتشرت أصحابه.

وعنه أخذ أبو بكر الرازي، وعلي التنوخي، وأبو علي الشاشي، وأبو عبد اللَّه الدامغاني، وأبو الحسن القدوري.

وكان كثير الصوم والصلاة، ولما أصابه الفالج آخر عمره كتب أصحابه إلى سيف الدولة بن حمدان بما ينفق عليه، فعلم ذلك، فبكى، وقال: اللّهم لا تجعل رزقي إلا من حيث عوّدتني، فمات قبل أن تصل إليه صلة سيف الدولة، هي عشرة آلاف درهم. انتهى.

وفي "مرآة الجنان" في وقائع سنة 340 هـ فيها توفي أبو الحسن الكرخي شيخ الحنفية بـ "العراق"، وانتهت إليه رياسة المذهب، وخرج له أصحاب أئمة، وكان إماما قانعا متعفّفا عابدا صوّاما، كبير القدر. انتهى.

* * *

‌3470 - الشيخ الفاضل عبيد اللَّه بن رحيم اللَّه السيواني البِهَاري

*

* راجع: علماء مظاهر العلوم سهارنبور، وإنجازاتهم العلمية والتأليفية للسيّد محمد شاهد الحسني 2:450.

ص: 182

أستاذ الحديث بندوة العلماء بـ "لكنو"

(1)

.

ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد يوم 18 شوال المكرم 1374 هـ.

تلقّى التعليم الابتدائي في مدرسة الجامعة الإسلامية بسوق "قلي بازار" بمدينة "كانبور"، وأخذ أكثر العلم في ندوة العلماء، ونال شهادة الفضيلة منها، ثم توجّه إلى مظاهر العلوم عام 1394 هـ، ودخل في الصف النهائي، حيث قرأ "جامع الإمام البخاري" على الشيخ محمد يونس، و"صحيح مسلم"، و"سنن أبي داود" على الشيخ محمد عاقل، و"سنن الترمذي" على المفتي مظفّر حسين، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على الشيخ المفتي محمد يحيى، واحتظّ بهؤلاء الشيوخ في الحديث حقّ الاحتظاظ، فصقل عطفهم الغير العادي وثقتهم الودية وعنايتهم البالغة جدارته وأهليته وصلاحيته.

(1)

تقع هذه الجامعة بمدينة "لكنو" عاصمة أتربرديش (الهند) أسّسها نخبة من العلماء، وعلى رأسهم العالم الكبير المؤرخّ الشهير الشيخ شبلي النعماني، والشيخ محمد على المونجيري، وذلك في 1312 هـ، الموافق 1895 م.

ومن مميّزات هذه الجامعة: أنها أسّست كمعهد وسط بين الجامعات العصرية والمعاهد الدينية الأخرى، وكانت أولى الخطوات التي اتخذت بعد تأسيس هذه الجامعة مباشرة هي إدخال التعديلات على المنهج الدراسي القديم، فحذفت منه بعض الموادّ الغير الضرورية، كما أضيفت إليه من جانب آخر بعض العلوم العصرية الضرورية، مثل الاقتصاد، والسياسة، والتاريخ، والجغرافية، وغير ذلك، فالمنهاج الدراسي للجامعة جامع بين العلوم الدينية والعصرية، تدرّس فيها جميع الموادّ الإسلامية، التي تدرّس في جامعات مشايخ ديوبند الآخرى من التفسير والحديث وأصولهما، والفقه وأصوله، والفرائض والعقائد، وعلم الكلام، وغير ذلك، بالإضافة إلى تدريس العلوم الجديدة.

ص: 183

وعين أستاذا في ندوة العلماء في 10 شوال 1394 هـ، حيث درّس "نور الإيضاح"، و"مختصر القدوري"، و"رياض الصالحين"، و"مشكاة المصابيح"، و"نخبة الفكر"، و"سنن الترمذي"، وحظي عدد كبير من طلاب العلم بمعطياته العلمية، واليوم يعيش لابثا في الإمارات العربية المتّحدة منذ فترة طويلة، بعد أن أقام سنين بندوة العلماء، كان سعة المطالعة والقراءة ووفرة الذوق في العلم، وألّف حول شتى الموضوعات، يمكن الاطلاع والوقوف على ما فيه من الإفادية بالمطالعة والنظر، وكان مرتبطا بالشيخ محمد زكريا الكاندهلوي في مرحلة الإحسان والسلوك.

* * *

‌3471 - الشيخ الفاضل عُبَيد اللَّه بن زياد الكُوفِيّ

*

ذكره التميمى في "طبقاته"، وقال: قال: كان أبو حنيفة إذا جلس في المسجد، جاء سُفيان بن سعيد الثُّورِي، فقام إلى جانب الحَلْقة، وغَطَّى رأسَه، وسمع ما يدورُ من المسائل، فأُعْلِمَ أبو حنيفة بذلك، فقال حدَّثنا أبو هذا القائم سعيد الثوريّ. فلم يَعُد سفيان بعد ذلك.

قاله في "الجواهر المضية". وكأنَّه ذكره لأجْلِ هذه الرِّواية.

* * *

‌3472 - الشيخ الفاضل عُبيد اللَّه بن سعيد بن حاتم بن أحمد بن محمد

بن

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 422.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 895.

ص: 184

حاتم بن عَلُّويَة بن سهل بن عيسى بن طلحة، أبو نصر السِّجْزِيّ *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: أحَدُ الحُفَّاظ.

تفقَّه على والِده المتقدِّم ذكرُه.

قال السَّمْعانِيّ: صاحب التَّصانيف والتَّخاريخ.

مات، رحمه اللَّه تعالى، بعد الأربعين وأربعمائة.

* * *

‌3473 - الشيخ الفاضل عُبَيد اللَّه بن عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن حسكان، أبو القاسم الحَذَّاء، القُرَشِيّ، النَّيْسابورِيّ

* *

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 422.

وترجمته في الأنساب لابن السمعاني 578، والأنساب المتفقة 164، وتاج التراجم 39، وتبصر المنتبه 2: 727، وتذكرة الحفاظ 3: 1118 - 1120، والجواهر المضية برقم 896، ودول الإسلام 1: 262، وشذرات الذهب 3: 271، 272، وطبقات الحفاظ للسيوطي 429، والعبر 3: 206، 207، كشف الظنون 1: 2، واللباب 3: 261، 262، والمشتبه 354، ومعجم البلدان 4:895.

وفي نسبه: "الوائلي".

* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 422.

وترجمته في تاج التراجم 40، وتذكرة الحفاظ 3: 1200، 1201، والجواهر المضية برقم 897، وسير أعلام النبلاء 8: 268، 269. ويأتي ضبط "حسكان" في الأنساب، بضم الحاء وسكون السين، وفي المشتبه =

ص: 185

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال هو مِن ذُرِّية عبد اللَّه بن عامر بن كُرَيْز

(1)

.

(2)

الحافظُ المتْقن، من أصحاب أبي حنيفة.

فاضلٌ، من بيت العلم والوعظِ والحديث.

سمع، انْتخَبَ، وجَمَع الأبْوابَ والكُتُبَ والطُّرُقَ.

وتفقَّه على القاضي أبي العلاء صاعِد.

وحدَّث عن أبيه، عن جدِّه.

وابنُه محمد، يأتي، إن شاء اللَّه تعالى.

وتقدَّم أبوه عبد اللَّه، وابنُه صاعد بن عبيد اللَّه أخو محمد.

روَى عنه الحافظ أبو الحسن الدَّارقُطْنِيّ.

قال الصَّفَدِيّ: تُوُفِّيَ في حدود الثمانين والأربعمائة. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌3474 - الشيخ الفاضل عُبَيْد اللَّه بن عبد اللَّه بن الحسين، أبو القاسم، المرْوَزِيّ، النَّضْرِيّ

*

= 265، وتبصير المنتبه 2: 531: "وبمهملتين وفتح أوله حسكان، في نسب جماعة من النيسابوريين".

(1)

ذكر الذهبي في التذكرة أنه توفي بعد السبعين والأربعمائة.

(2)

هو الصحابي المتوفى سنة سبع، وقيل: ثمان وخمسين. انظر أسد الغابة 3: 288، 289.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 423.

وترجمته في الأنساب 563 ظ، والجواهر المضية برقم 898.

ص: 186

بالضّاد المعْجَمة.

قال في "الجواهر": كان في قضاء "نَسَفَ".

حدَّث عن أبيه، وكان دَيِّنًا، فاضلًا، لم يقبلَ هَدِيَّةً بـ "نَسَفَ".

ذكره السَّمعانِيّ في "الأنساب"، انتهى.

وذكره الصَّلاح الصَّفَدِيّ في "تاريخه"، وقال: ناظَرَ الكَرَّامِيَّة، وكفَّرهم بين يَدَيْ سُبُكْتُكين صاحب "غَزْنَةَ".

وتُوُفِّيَ سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌3475 - الشيخ الفاضل عُبَيْد اللَّه بن عبد اللَّه، جلال الدين، الأرْدُبِيْلِيّ الرُّومِيّ

*

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ذكره في "الغُرَف العَلِيَّة"، وقال: رأى من الكبار بـ "البلاد العراقيَّة" وغيرها.

وقَدِمَ إلى "القاهرة"، فَوَلِيَ قضاءَ العَسْكَر، ودرَّس بـ "مدرسة أُمِّ الأشْراف".

وكانتْ لَدَيْه فضيلةٌ في الجملة.

ومات في أواخر رمضان، سنة سبع وثمانمائة. رحمه اللَّه تعالى. انتهى.

ثم رأيتُ في هامش بعض نُسَخ "الجواهر" ترجمةً بخَطِّ بعض الأفاضل، هي ترجمة لعبيد اللَّه، هذا بلا ريبٍ، فإنَّ السَّخاوِيَّ ذكرَ في "الضوء اللامع"

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 423.

وترجمته في إنباء الغمر 1: 307، 308، وشذرات الذهب 7: 69، والضوء اللامع 5: 117، والنجوم الزاهرة 13: 38، ووضع المحقق بين معقوفين قوله:"بن عوض بن محمد"، بين "عبيد اللَّه بالتصغير"، كلمة "عبد اللَّه".

ص: 187

ترجمةً تدُلُّ علي ذلك، وتُرْشِد إليه، لكن ذكر أنَّ الصحيح في اسم أبيه أنَّه عِوَض، وأنَّ ابنَ حَجَرٍ ذكرَه مَرَّةً خطأ، كما في "الغُرف" ومَرَّةً صوابا، كما ذكرناه. نقلًا عن حاشية "الجواهر"، التي صُورتها بنَصِّها وحُروفِها.

* * *

‌3476 - الشيخ الفاضل عُبيد اللَّه بن الشيخ عبد القدير البلياوي

*

أستاذ الحديث في مدرسة كاشف العلوم بمركز نظام الدين بـ "دهلي".

ينتهي نسبه إلى العلامة كمال الدين الدهلوي من العلماء البارزين في القرن الثامن الهجري، قد مضى بعض من حياته في "أوده" و"دهلي"، وتوفي بـ "دهلي" سنة 756 هـ، ولد يوم الأحد 26 محرم الحرام 1339 هـ.

قرأ القرآن الكريم في الزاوية الرشيدية بمنطقة "جونبور"، ثم تعلّم الأردية الابتدائية في المدرسة العليمية ببلدة "سكندربور"، ثم قرأ العلم بكلية جشمه رحمت في "غازيبور" لسنوات طويلة. وبعد ذلك أخذ الفارسية النهائية، وأكمل دراسة "المنشي الكامل" بمدرسة أنجمن إسلامية بمدينة "كور كهبور".

ثم أقبل إلى مظاهر العلوم عام 1356 هـ، وأخذ في تلقّي العلم من "الكافية"، و"هداية النحو" وغيرهما إلى أن مضت عليه أربعة أعوام، ثم أخذ الصحاح الستة عام 1361 هـ، حيث قرأ المجلد الأول من "صحيح البخاري"، و"سنن أبي داود" على الشيخ محمد زكريا، والمجلد الثاني من "البخاري" على

* راجع: مظاهر العلوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 2: 350 - 357، وترجمته في التقرير السنوي عن مظاهر العلوم عام 1365 هـ، وتاريخ مظاهر ج 2.

ص: 188

الشيخ عبد اللطيف، و"صحيح مسلم" على الشيخ أسعد اللَّه، و"سنن الترمذي"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على الشيخ عبد الرحمن الكاملبوري، و"سنن النسائي"، و"ابن ماجه" على الشيخ عبد الشكور.

كما اعتنى في بالغ الاهتمام بضبط محاضرات "سنن أبي داود"، و"الترمذي"، و"النسائي" في اللغة العربية، وهي تتضمّن آلافا من الصفحات.

ودخل في قسم الفنون عام 1361 هـ، وقرأ "الصدرا"، و"شرح العقائد الخيالية"، و"رسم المفتي"، و"الميبذي"، و"الدر المختار"، و"الشمس البازغة"، و"الأمور العامة"، و"خلاصة الحساب"، و"مسلّم الثبوت"، و"القاضي مبارك"، وفاز في الامتحان السنوي بعلامات ممتازة.

له قصّة عجيبة في عهد الدراسة، يقول الشيخ ارتضاء الحسن سبط الشيخ المترجم له عن أحواله: كان بسيطا ومتقشّفا في الذات والنفس والخلد وغرارة في الحياة، ومفعما بعاطفة الطاعة، والانقياد منذ نعومة الأظفار، فأحيانا إذا خرج بعد أن صلّى الظهر في مسجد كلثومية، عليه قميص نصف الكم، فرآه الشيخ أسعد اللَّه مدير المدرسة ودعاه، فقال: قد كرهت صلاتك بهذا القميص الذي لبست، فقال: سأستصنع إن شاء اللَّه كامل الكمّ بقادم الزمان، فقال المدير رقّع الكمّ هذا، فاعتذر إليه بقلّة المال، فقال ألذلك الوقت تؤدّي الصلوات مكروهة، يا ابني! رقّعه بقطعة من الكيس، ومن الحقيقة أن من صلّى العصرَ في نفس اليوم في مسجد كلثومية رأو طالبا يصل في قميص مرقوع الكمّ بالحصير فكان يضحك من يضحك بالهيئة المضحكة هذه على أن الشيخ أسعد اللَّه كانت أنظاره الثاقبة العميقة تنظر إلى ما فيه من الجوهر العظيم المكنون، وهو الذي كان فيما بعد من أخصّ خدمه، وحظي بلطفه، وسعد بكرمه وعنايته ولطفه، وتمهّر في المناظرة والشعر لديه.

ص: 189

ومن عادة مظاهر العلوم منذ زمن قديم أن مكتب شؤون التعليم بها يحفظ كراسات الإجابات الامتحانية، التي تتضمّن الأدلة العلمية التحقيقية القوية بصفة خاصة، ليستفاد منها حينا لآخر، ولا يزال الأساتذة والطلاب يحتظّون هذه الإجابات، فمنها إجابات الشيخ عبيد اللَّه، التي تولاها مكتب شؤون التعليم بالحفظ، نظرا لأهميتها. فاز في امتحان "الدر المختار" بالدرجة الأولى، وسجلت ورقته بأن حرّر الممتحن لتسجّل ورقته.

وبعد أن تخرّج في مظاهر العلوم ولي رياسة هيئة التدريس بمدرسة أنجمن إسلامية بمدينة "كوركهبور" عام 1363 هـ، فدرّس بها سنة، ثم دخل على الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي، واشتغل بالشؤون الدعوية والدينية على أمره، وبأن مُنِيَ بالمرض قد سار إلى "كوركهبور"، وعاد بعد أن تمتع بالصحة والعافية.

وبعد ذلك قد أكرمه اللَّه بمكانة خاصة تقرب زائد لديه، وأسعده أول مرة بزيارة الحرمين الشريفين علام، وسكن فيها لخمس سنوات يقوم بمسؤوليات الإمارة لجماعة الدعوة والتبليغ، ويرسخ دعائم الدعوة، ويثبت أركانها هذه الأرض المباركة بأن جاهد حقّ جهاده، وقدم لها تضحيات بالغة، ثم عاد إلى "الهند"، واستقلّ بالإمامة في مركز نظام الدين بـ "دهلي"، يفيد الشيخ ارتقاء الحسن الكاندهلوي يلقي الضوء على أشغاله العلمية والعملية التي ظلّ مكبّا عليها، قد نبعت بفضله ووجوده عين كبيرة للدعوة والإرشاد، والعلم والدين القيّم في مسجد الكوخ (بنكله والي مسجد)، وهى لا تزال مستمرّة إلى آخر حياته، وأثارت ثورة روحانية، وأحدثت تقلّبا إيمانيا في حياة الآلاف من الناس، كما مضى أكثر حياته فيه، يدرّس، ويفيد في مدرسة كاشف العلوم، ويعاون، ويساعد على الشؤون التبليغية، ويوجّه الإثارات لها، ويقوم برحلات طويلة في البلاد وخارجها، ويعظ، ويخطب في اللقاءات

ص: 190

التبليغية، ويصلح، ويربي، ويزكي المريدين، والمنتسبين إليه، ينصحهم، ويذكّرهم، فهذه الأشغال تحيط جيمع أوقاته، وينشط، ويحرّك، ويحضّض أولي المواهب المتنوّعة، كان من أحبّ أشغاله الدعوة والتبليغ، قام لأجلها بزيارات كثيرة في داخل البلاد، وجاء بهذه الرسالة للدعوة والتبليغ إلى كلّ من المملكة العربية السعودية، و"مصر"، و"أفغانستان"، و"سري لانكا"، و"دبئي"، و"قطر"، و"الكويت"، و"اليمن"، و"فلسطين"، و"الشام"، و"العراق"، و"البحرين"، و"أردن"، و"باكستان"، و"بنغلاديش"، و"زمبابوي"، و"كينيا"، و"بريطانيا"، و"إفريقيا"، و"ماريشش"، و"ري يونين".

ومهّد في كلّ منها مجال الدعوة والإرشاد والاصلاح، كما مرَّ بأعلاه أنه سافر إلى "الحجاز" أول مرة عام 1365 هـ، ففتح اللَّه له أبواب السعادة والفلاح والصلاح، وسعد بالحج والزيارة أربعا وثلاثين مرة، كما ذاكر للناس "رياض الصالحين"، و"مشكاة المصابيح"، و"البداية والنهاية" في الحرم المكّي عام 1366 هـ، ودرّس المجلّد الأول من "جامع الإمام البخاري"، لطلاب الشافعية على طريق المذهب الشافعي في المدرسة الصولتية

(1)

عام 1379 هـ، ومن أبرز تلامذته: الشيخ زكي الملائي، الذي تولى منصبا عاليا بملكه، ودرّس "تفسير ابن كثير" في الحرم المكّي عام 1388 هـ، إلى جانب ذلك درس في نفس السنة "الترغيب والترهيب" في المسجد النبوي وحجّة الوداع والعمرات في باب العوالي أمام طلاب "الهند"، و"باكستان"، و"بورما"، ولما تم تكوين دورة الحديث الشريف في مدرسة كاشف العلوم سنة 1374 هـ، فأسند إليه تدريس

(1)

إنما قام بتأسيس المدرسة الصوليته بمكة المكرمة الداعية الكبير الشيخ رحمة اللَّه الكيرانوي رحمه الله، صاحب كتاب "إظهار الحق" على نفقة السيّدة صولت النساء، رئيسة سلطنة من كلكته في الهند، ولذا سمى الشيخ رحمه اللَّه تعالى هذه المدرسة باسم الصولتية.

ص: 191

المجلّد الثاني من "البخاري"، و"سنن الترمذي" إلى جانب "تفسير الجلالين"، و"صحيح مسلم"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي، و"سنن النسائي"، و"سنن ابن ماجه"، و"مشكاة المصابيح"، و"الموطأ" للإمام محمد، و"مختصر المعاني"، و"شرح الجامي"، وما إلى ذلك عدّة مرات.

بايع أولا الشيخ الداعية الكبير محمد إلياس، فالشيخ محمد زكريا بعد وفاته، وحصلت له الإجازة منه عام 1366 هـ، كما أجازه الشيخ عبد القادر الرائبوري في الإحسان والتزكية.

يقول الشيخ محمد خير يوسف في كتابه "تتمة الأعلام عن حياته العلمية والدعوية": كان من أهمّ أركان جماعته وأبرز رجالها، وكان جامعا بين العلم العميق والفهم الدقيق والوعي الدعوي، ملتزما بالمقولة الحكيمية: كلّموا الناس على قدر عقولهم، كانت خطاباته ومحاضراته تشفّ عن معرفته بأعماق النفس البشرية، والعقد العقلية والفكرية، وبذلك كان يقدر على إقناع شتى الطبقات والقطاعات وضمّها إلى السلك الدعوي، وهو أحد السنة جماعة الدعوة الفصيحة البليغة، وربما كان أبلغها، وافاه الأجل يوم الأربعاء 7 رجب 1409 هـ. وصلي عليه بعد صلاة الظهر، فدفن بمقبرة "بنج بيران"، رحمه الله رحمة واسعة.

‌مؤلفاته:

1 -

" تلخيص الترمذي":

ذلك تلخيص "جامع الترمذي" الكتاب المعروف في السنن، قد أتاه صاحب الترجمة بإجابات مفصّلة عما يرد على الأحناف من الإشكالات، وقد نظر إليه أساطين علم الحديث بنظر الإعجاب والاعتبار، وقد اكتمل معظم قدره.

ص: 192

2 -

"تلخيص الطحاوي":

هذا اختصار من "شرح معاني الآثار" للطحاوي من أشهر كتب الفقه الحنفي، قام بذلك على أمر الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي، فقد قسم كلّ باب منه على ثلاثة فصول، الأول في الأدلة لمخالفي الأحناف التي حكيت عن الطحاوي بحذف أسانيدها، والثاني في أدلة الأحناف بعدم ذكر أسانيدها، والثالث قد أوجز فيه ما أطال فيه، وأطنب الإمام الطحاوي في طول الباب بأسلوب واضح.

3 -

"الدلائل للمسائل":

هذا تأليف قيّم بليغ، قد جاءه بكل مسئلة من مسائل الأحناف بدليلها، وهذا التأليف بشكل جدول.

4 -

"الدلائل للسنن العادية":

قد ألّفه صاحب الترجمة بصورة جدول، فذكر في الجدول الأول من الجداول أعمال النبي صلى الله عليه وسلم وعاداته وسننه المباركة، ثم أثبتها في الثاني عن الأحاديث النبوية بأنها امتثال لهذا الحديث.

5 -

"مرآة الأنساب":

قام فيه بتحقيق الأنساب، وأوضح مكانتها، فبين مما ينتهى إلى آدم عليه السلام، ووصف شجرته بأنها تصل إلى آدم عليه السلام بثمان وثمانين وسيلة، والكتاب في زهاء خمسين ومائتي صفحة.

6 -

"هل تجوز صلاة الجنازة في المسجد أم لا":

ما هو مذهب الأئمة الأربعة في جواز صلاة الجنازة في المسجد وعدمه، وما هي أدلتهم، وما هو رأي الإمام أبي حنيفة، فقد أتاه صاحب الترجمة بعناصر تحقيقية عن المسئلة هذه وبين المذهب الحنفي بألفاظ واضحة.

ص: 193

7 -

"من يكون في ظل عرش الرحمن يوم القيامة":

من المشهور من يكون في ظلّ عرش الرحمن يوم القيامة، هم سبعة رجال، ولكن الشيخ المترجم له ذكر فيه نحو مائة شخص يكونون متمتعين بظلال عرشه في رغادة ورفاهية وطمأنينة، بإذن اللَّه تعالى، وذلك بعد أن طلب بحث طويلا في دوايون الحديث.

8 -

"رسالة الخطب التي ألقاها في الحفلة السنوية لمدرسة مظاهر العلوم":

قد كانت ابتدأت مظاهر العلوم بعقد حفلتها السنوية منذ أول يومها، كان يشاركها عدد كبير من كبار العلماء والمشايخ، كما كان يحضرها صاحب الترجمة حينا لآخر، ويخطب باللغة العربية بأمر أساتذته، فضبط خطبات خاصة من هذا النوع، وسماها "رسالة الخطب"، كما يظهر موجز عن تعريف الكتاب باسمه.

* * *

‌3477 - الشيخ الفاضل مولانا عبيد اللَّه بن المولوي بن القارئ عبد القهَّار الكُمِلائي

*

ولد 14 شعبان يوم الجمعة سنة 1363 هـ في قرية "تِيْغَر" من مضافات "سَرَائيل" من أعمال "كملا" من أرض "بنغلاديش".

من بيت أهل العلم والفضل.

قرأ مبادئ العلم على أبويه، وقرأ العلوم العصرية إلى الصفّ السادس، ثم التحق بمدرسة تاج العلوم، وقرأ فيها مدّة، ثم التحق بالجامعة الإمدادية، وقرأ فيها

* راجع: مشايخ برهمنباريه ص 337 - 344.

ص: 194

إلى "شرح الوقاية"، ثم التحق بالجامعة اليونسية، وقرأ فيها سنة، ثم سافر إلى "جاتجام"، والتحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وقرأ فيها من "الهداية" إلى تكميل الحديث، ثم التحق بالجامعة القرآنية لالْباغ

(1)

، وقرأ التفسير على المفتي دين محمد خان الداكوي، رحمه اللَّه تعالى.

بعد الفراغ التحق بمدرسة "دَرْمَنْدُول"، ودرّس فيها مدّة، ثم التحق بجامعة إمداد العلوم فريدآباد بـ "اكا".

من أساتذته: العلامة أطهر علي السلهتي، والمفتى دين محمد خان الداكوي، والمحدّث الجليل عبد القيّوم، والعلامة أبو الحسن البابونغري، وغيرهم، رحمهم اللَّه تعالى.

بايع في الطريقة على يد شيخ الحديث العلامة زكريا الكاندهلوي، رحمه اللَّه تعالى.

توفي يوم الجمعة سنة 1427 هـ في "داكا"، وصلى على جنازته المفتي فضل الحق الأميني، ودفن في مقبرة آبائه بقريته.

* * *

‌3478 - الشيخ الفاضل عُبَيْد اللَّه بن عبد المجيد، أخذَ الفِقهَ عن زُفَر

*

(1)

الجامعة القرآنية العربية لال باغ داكا، أسّسها جماعة من العلماء الربّانيين. منهم: الشيخ ظفر أحمد العثماني، والمفتي دين محمد خان، ومولانا الشيخ شمس الحق الفريدفوري، ومولانا الحافظ محمد اللَّه حافظي حضور، رحمهم اللَّه تعالى رحمة واسعة. وأسّسوها سنة 1370 هـ، الموافق سنة 1950 م، وبدأ فيها درس الحديث في السنة نفسها.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 424. =

ص: 195

ذكرَه أبو إسحاق الشِّيرازِيّ.

كذا في "الجواهر"، من غير زيادة.

ودكره الصَّفَدِيُّ فى "تاريخه"، وذكر أنَّه أبو عامر، وأنَّ له أخًا يُقالُ له: أبو بكر. قال: ولهما أخَوان.

ونقَل عن أبي حاتم وغره، أنَّه كان لا بأس به. وأرَّخ وفاتَه سنة تسع ومائتين.

قال: وروَى له الجماعةُ.

* * *

‌3479 - الشيخ الفاضل عُبَيْد اللَّه بن عليّ بن عبد اللَّه الخَطِيبِيّ، أبو إسماعيل بن أبي الحسن، الفقيه الملَقَّب بقاضي القضاة ابن قاضي القضاة

*

= وترجمته في التاريخ الكبير للبخارى 3: 1: 391، وتقريب التهذيب 1: 536، وتهذيب التهذيب 7: 34، والجرح والتعديل 2: 2: 324، والجواهر المضية برقم 899، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 252، وسير أعلام النبلاء 9: 487 - 489، وشذرات الذهب 2: 22، وطبقات الفقهاء للشيرازي 139، والعبر 1: 357، وميزان الاعتدال 3:13.

وهو: "أبو علي الحنفي البصري".

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 425.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 900، ودول الإسلام 2: 31، وذيل تاريخ بغداد لابن النجّار 2: 86، 87، وشذرات الذهب 4: 4، والعبر 4: 4، والكامل 10: 471، 472، ومرآة الجنان 3: 171، والمنتظم:160.

ويعرف بـ "قاضي أصبهان"، وفي الجواهر: عبيد اللَّه بن علي بن عبيد اللَّه".

ص: 196

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: من بيت العلم والقضاء، والرِّياسة، والخطابة، والتَقَدُّم.

قَدِمَ "بغداد"

(1)

.

وحدَّث بها عن أبي الطَّيِّب عبد الرَّزَّاق

(2)

، وسمع منه أبو عبد اللَّه الحسين بن محمد بن خَسْرُوا البَلْخِيّ.

ومات مقتولا، قَتَلَه بعضُ الملْحِدين بـ "هَمَذان"، يوم الجمعة، ثالثَ صفَر، سنة اثنتين وخمسمائة. رحمه اللَّه تعالى.

وكان مولِده، سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، في صفر.

ويأتي ابنُه محمد، وأبوه عليِّ، إن شاء اللَّه تعالى.

* * *

‌3480 - الشيخ الفاضل عُبيد اللَّه بن عمر بن عيسى القاضي أبو زيد الدبوسي

*

نسبة إلى "دبوسية" قرية بـ "سمرقند".

تفقّه على أبي جعفر الأستروشني، عن أبي بكر محمد بن الفضل، عن عبد اللَّه السبذموني.

وهو أول من وضع علم الخلاف.

وأجلّ تصانيفه "الأسرار".

وله النظم في الفتاوى، وكتاب "تقويم الأدلة".

(1)

في ذيل تاريخ بغداد "في شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وخمسمائة".

(2)

في ذيل تاريخ بغداد "بن عمر بن موسى بن سمه التاجر".

* راجع: الفوائد البهية ص 109.

ص: 197

قال الإمام اللكنوي رحمه اللَّه تعالى: ذكر السمعاني أنه كان يضرب به المثل في النظر، واستخراج الحجج، وكان له بـ "سمرقند" وبـ "بخارى" مناظرات مع الفحول.

توفي بـ "بخارى" سنة ثلاثين وأربعمائة. انتهى.

وفي "تاريخ ابن خلكان" أبو زيد عبد اللَّه الفقيه الحنفي، كان من أكابر أصحاب أبي حنيفة، ومن يضرب له، وهو أول من وضع علم الخلاف، وأبرزه إلى الوجود، وروي أنه ناظر بعض الفقهاء، فكان كلّما ألزمه أبو زيد تبسَّم أو ضحك، فأنشد أبو زيد:

ما لي إذا ألزمته حجّة: قابلنى بالضحك والقهقهه.

إن كان ضحك المرء من فقهه: الدبّ في الصحراء ما أفقهه.

وكانت وفاته بـ "بخارى" سنة 430 هـ.

* * *

‌3481 - الشيخ الفاضل عُبَيْد اللَّه بن عِوَض بن محمد الأرْدُبِيلِيّ مَوْلِدًا، والشِّرْوانِيِّ مَنْشَأ

*

ذكره التميمى في "طبقاته"، وقال: وهو سِبْطُ العلامة يوسف جمالِ الدين الأرْدُبِيلِيّ الشافِعيّ، مؤلِف كتاب "الأنْوار" في مذهب الشافعيّ، رضى اللَّه تعالى عنه.

وكان عُبيد اللَّه هذا عالما، مُفَنِّنًا، قد جمَع العلومَ، ودرَّسَ فيها، صحَّح الكتبَ والحواشِيَ الكبيرةَ الجَمَّة.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 424.

وترجمته في الضوء اللامع 5: 117، 118. وانظر المصادر السابقة.

ص: 198

وتفقَّه على جماعة من العلماء منهم قاضي القضاة التِّفَنِّيّ، وغيرُه.

مات سنة سبع وثمانمائة، رحمه اللَّه تعالى ليلة الخميس، الرابع والعشرين من شهر رمضان.

ودرَّس من أولادِه جامعةٌ، وهم؛ عبد اللَّه، وقد حفظَ القرآن وهو ابنُ سبعِ سِنِين، وحفِظَ "المنظومة"، ودرَّس وهو ابنُ أحد عشرَ سنةً. وعبد الرحمن، وقد حفِظَ "الهداية" في الفقه، و"البديع" لابن السَّاعاتيّ ومحمد، وقد حفِظَ "البديع"، و"المجْمع" لابن السَّاعاتيّ. وأحمد، وقد حفِظَ "النَّافع" في الفقه. وعبد اللطيف، وقد حفِظَ "الكَنْزَ"، و"المنار"، وغيرهما. رحمهم اللَّه تعالى.

قال السَّخاوِيُّ: وتَفَنَّن في العلوم، ودرَّس المذْهَبَين، الشافِعيّ، والحنفيّ، وكتَب على "الهداية"، و"المجْمَع"، و"الكشاف"، وغيرها، حواشي مُفيدةً مُتْقنةً. ووَلِيَ تدْريسَ الفقه بـ "الأيْتَمُشِيَّةِ"، وغيرها.

قال العَيْنِيّ: وكان فاضلا، أدْرك كثيرًا من مشايخ العرب والعجم، وكان في أوَّل أمْره شافعيًّا، ثم تحوَّل حنفيًّا، وأكْثَر الاشتغال، حتى درَّس، وأفاد. رحمهم اللَّه تعالى.

* * *

‌3482 - الشيخ الفاضل مولانا عُبيد اللَّه بن غلام ياسين بن العلامة عبد الرزاق بن مولانا محمد بن القاضي عبد الرحمن الدِّيرَاوي الباكستاني

*

يتصل نسبُه بترجمان القرآن حبر الأمة رئيس المفسرين الصحابي الجليل.

عبد اللَّه بن عباس، رضي الله عنه.

* راجع: أكابر علماء ديوبند 427 - 431.

ص: 199

حفظ جزء واحدا من الثلاثين، وهو ابن أربعة سنين.

قرأ مبادئ العلم على والده، ومولانا أحمد بخش.

وقرأ كتب النحو والصرف على مولانا قادر بخش، ومولانا عبد اللَّه الزَّخْروي.

وقرأ كتب الأدب العربي على مولانا أحمد بخش.

وقرأ كتب الحديث الشريف على العلامة اللَّه داد، ومولانا إسماعيل خان، ومولانا عبد الكريم الجامبُوري، ومولانا فضل علي القريشي.

بعد إتمام الدراسة فاز على منصب القضاء، وأسّس مدرسة في "دِيْرَا غازي خان"، وسماها المدرسة النقشبندية، واستفاد منها كثير من العلماء والفضلاء.

من مصنّفاته القيّمة الممتعة: "التفسيرات العُبَيدية"، و"الميقات لطالب المشكاة"، و"مرقاة التناقيح لمشكاة المصابيح"، و"حاشية القرآن المجيد"، و"الفتاوى العبيدية"، و"ترجمه قرآن مجيد"، و"مجمع الآثار"، و"رسالة دراسة الأصول"، و"تنقيح الرجال من الجرح والاعتدال"، و"مجمع الحسنات".

توفي في رابع ذي الحجّة سنة 1405 هـ، وصلى على جنازته نجله القاضي شمس الدين العلوي، وكانت جنازته حافلة، حضرها ألوف من الناس والعلماء والفضلاء.

* * *

‌3483 - الشيخ الصالح عبيد اللَّه بن قدرة اللَّه الملتاني

،

ص: 200

أحد المشايخ الجشتية

(1)

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، نشأ بـ "الملتان".

وقرأ العلم على والده، ثم أخذ عن المولوي غُلْ محمد، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية.

ودرّس، وأفاد مدّة طويلة بمدينة "مُلْتَان".

ثم أخذ الطريقة عن الشيخ خدا بخش الخير بوري، وتولّى الشياخة بعده، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ.

وكان شيخا جليلا، مهابا، رفيع القدر، كبير المنزلة، عظيم الورع والعزيمة.

له مصنّفات عديدة.

توفي يوم الجمعة لستّ خلون من جمادى الأولى سنة خمس وثلاثمائة وألف بمدينة "ملتان".

* * *

‌3484 - الشيخ الفاضل عُبَيْد اللَّه بن محمد بن أحمد، أبو القاسم القاضي

،

(1)

أما الطريقة الجشتية فهي لإمام الطريقة الشيخ معين الدين حسن السنجري المتوفى سنة 627 هـ، وجِشْت قرية شيوخه، ومدارها على الذكر الجلي بحفظ الأنفاس، وربط القلب بالشيخ على وصف المحبة والتعظيم، والدخول في الأربعينات، مع دوام الصيام والقيام، وتقليل الكلام والطعام والمنام، والمواظبة على الوضوء، وربط القلب بالشيخ، وترك الغفلة رأسا، ولهم أشغال غير ما ذكرناه.

* راجع: نزهة الخواطر 8: 321.

ص: 201

البُخارِيّ، الكُلاباذِيّ *

أحدُ أعْيان القُضاة بـ "خُراسان".

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وَليَ قضاء "مَرْوَ"، و"هَرَاة"، و"سمَرَقَنْد"، و"الشَّاش"، و"فَرغانَة"، و"بَلْخ"، ثم قُلِّد بعدَ ذلك قَضاءَ "بُخارَى"، فصار قاضي القُضاة.

سمع منه الحكم النَّيْسابورِيّ، وذكره في "تاريخها"، فقال: دخلتُ "بُخارَى" سنة خمس وخمسين، وهو على القضاء، و [كان أبوه]

(1)

وَلَيَ قضاءَ "بُخارَى" سبع سنين، وكنتُ أسْمَعُهم يقولون في مساجده ومَجالِسهم: اللّهم اغْفرْ للقاضي الكُلاباذِيّ، ومحمد

(2)

بن أحمد. يَعْنون أباه، فَحُسِدَ على ذلك، فقال بعضهم لأهل "بُخارَى": أبو القاسم عبيْد اللَّه رجلٌ مَعْتَزَلِيٌّ. فالْتَمَسوا عَزْلَه عن "بُخارَى"، فقُلِّد "نَيْسابور" إجْلالا لمحَلِّه، ولم يَعْزِلوه إلا بولايةٍ، فوَرَدها قاضِيًا، في ذي القَعْدة، سنة سبع وخمسين. قال: ثم لحَقَه مَوْجِدَةٌ، فاسْتَخْلف بـ "نَيْسابور"، في سنة ستِّين وثلاثمائة، وترَك العملَ على خَلِيفته، وخرَج إلى "بُخارَى"، واستعفى عن قضاء "نَيْسابور".

قال: ولو فعلَ غَيرُه لَعُمِلَ في دَمِه، لكنّهم احْتَمَلوه إجْلالا لِمَحَلِّه، فلزم مَنْزِلَه، ولم يتقلَّدْ بعدَ ذلك عَمَلا.

وتُوُفِّيَ في "بُخارَى" سنة خمس وستِّين وثلاثمائة. رحمه اللَّه تعالى.

ويأتي أبوه محمد بن أحمد، إن شاء اللَّه تعالى.

* * *

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 425.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 902.

(1)

تكملة من الجواهر المضية.

(2)

في الجواهر دون واو العطف.

ص: 202

‌3485 - الشيخ الفاضل عُبَيْد اللَّه بن محمد بن الحارث الهَرَوِيّ

*

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: سمِع أبا عَطاء عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الأزْدِيّ الجَوْهَرِيِّ.

قال السَّمعانِيّ في "مَشْيخَتِهِ": كتب إلَيَّ بالإجازة غيرَ مَرَّةً، في سنة ثلاثين وخمسمائة.

ومات في عَشْر الأربعين

(1)

. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌3486 - الشيخ الفاضل عُبَيْد اللَّه بن محمد بن سعد، جمال الدين، أستاذ جعفر بن أبي على الحسن بن إبراهيم

(2)

. رحمه اللَّه تعالى

* *

* * *

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 426.

وترجمته في التحبير للسمعاني 1: 388، والجواهر المضية برقم 903. وكنيته:"أبو عدنان".

(1)

في التحبير بعد هذا "فإني لم ألحقه في سنة أربعين".

(2)

في الطبقات السنية برقم 607، في 2: 277، وفي ترجمته هذه أنه تفقه على جمال الدين عبد اللَّه بن محمد بن سعد اللَّه، وتقدمت ترجمة عبد اللَّه، برقم 1086، فى صفحة 225، وكانت وفاة جعفر سنة ثلاث وعشرين وستمائة.

* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 426. وترجمته في الجواهر المضية برقم 904.

ص: 203

‌3487 - الشيخ الفاضل عُبَيد اللَّه بن محمد بن سعيد بن محمد بن عبد اللَّه عُرِف والدُه بالأعْمَش، الآتي ذِكْرُه

*

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: تفقَّه مع الفقيه أبي جعفر الهِنْدُوانِيّ، على أبيه محمد بن سعيد. رحمهم اللَّه تعالى.

* * *

‌3488 - الشيخ الفاضل عُبَيْد اللَّه بن محمد بن طَلْحَة بن الحسن، أبو محمد الدَّامَغانِيّ

* *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو ابنُ أختُ قاضي القضاة أبي اللَّه محمد بن عليّ الدَّامَغانيّ.

شَهِدَ عندَ خالِه، فقبِلَ شهادتَه، ثم وَلّاه القضاءَ بـ "رَبْعِ الكَرْخِ".

وكان صالحًا، وَرِعًا، عفيفًا.

سمع أبا القاسم علي بن المحَسِّن التَّنوخِيّ.

وكان مَوْلِدُه بـ "دَامَغان". سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 427.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 905، وكنيته:"أبو القاسم" على ما يأتي في ترجمة والدِه.

* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 427.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 906.

ص: 204

ووفاته في صفَر، سنة اثنتين وخمسمائة، ودُفِنَ من الغَدِ بـ "مقبرة الخيزُران"، عند قبر أبي حنيفة. رضي اللَّه تعالى عنه.

* * *

‌3489 - الشيخ الفاضل عُبَيْد اللَّه بن محمد بن عبد الجليل بن محمد بن الحسن السَّاوِيّ، أبو محمد بن أبي الفتح بن أبي سعد القاضي

*

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: سمِع من أبي القاسم بن الحُصَيْن، وعبد الوَهَّاب الأنْماطِيّ.

حَدَّث بكتاب "السُّنن" لأبي دارد، وكتاب "النَّسب"

(1)

للزُّبَيْر بن بَكَّار، عن أبي الحسين ابن الفَرَّاء. وسمع منه الحافظ عمر القُرَشِيُّ، وغيرُه.

قال ابنُ النَّجَّار: وكان فقيهًا فاضلا على مذهب أبي حنيفة، رضي اللَّه تعالى عنه، عارفًا بالأحكام والقضايا، وَرِعًا، مُتديِّنًا، عفيفًا، نَزِهًا.

تُوُفِّيَ، رحمه اللَّه تعالى، في سنة ستّ وتسعين وخمسمائة، عن ثلاث وثمانين سنة.

* * *

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 427.

وترجمته في التكملة لوفيات النقلة 2: 194 - 196، والجامع المختصر لابن الساعي 9: 23، 24، والجواهر المضية برقم 907، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 2: 127 - 131.

وأورد التميمي في نسبه: "أبو محمد بن محمد بن أبي الفتح بن أبي سعيد"، نقلا عن الجواهر، والمثبت من: التكملة، والذيل.

(1)

في بعض النسخ نقلا عن الجواهر "السير"، والتصحيح من ذيل تاريخ بغداد.

ص: 205

‌3490 - الشيخ الفاضل عُبَيْد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز السَّمَرْقَنْدِيّ، وَلِيُّ الدين، المعروف بالبارشاه، نَزيلُ "دمشق

" *

ذكره التميمى في "طبقاته"، وقال: كان فاضلا، عابدًا.

قدم "دمشق"، فشغَل الناس بالجامع والظَّاهِرِيَّة، ثم وَليَ تدْريسَ "النُّوْرِيَّة" قبلَ مَوْتِه بستّة أيَّام، ثم وقع له مع البَوَّاب الظَّاهرِيّ شيءٌ، فاغْتالَه ورماه في الفَسْقِيَّة، فأصْبَح الناس، فوجدوه غَريقًا، فأُمْسِكَ البَوَّابُ بعدَ شهرين، وقُرِّرَ، واعْتَرَف، وشُنِقَ على باب المدرسة، سنة إحدى وسبعمائة.

وكان مُكِبًّا على المطالعة والتَّعَلُّم، كثير الفضائل، كثيرَ الأوْراد. وذكره فى "الدُّرر".

* * *

‌3491 - الشيخ الفاضل عُبَيْد اللَّه بن محمد بن منصور، أبو القاسم، المتُّوثِيّ

* *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: رَوى عنه أبو نصر عبد الكريم الشِّيرازِيّ في "فوائِده".

* * *

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 428.

وترجمته في الدرر الكامنة 3: 47، والدليل الشافي.

* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 429. وترجمته في الجواهر المضية برقم 908.

ص: 206

‌3492 - الشيخ الفاضل عُبَيْد اللَّه بن محمد قاضي القُضاة، العُبَيْدِلِيّ، قاضي "تِبْرِيز

" *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان يُقْرِئُ مذهبَ أبي حنيفة، والشافِعِيّ، رضي اللَّه تعالى عنهما. وصنَّف فيهما، فشَرَح "الغاية"

(1)

في الفقه على مذهب الشافِعِيّ، رضي اللَّه تعالى عنه، وشرَح "مِنْهاج البَيْضاوِيّ"

(2)

، و"المِصباح"

(3)

، و"الطَّوالِع"

(4)

؛ كذا نقلْتُه من "الذَّيل على العبر"، للحافظ زين الدين العِراقي.

* * *

‌3493 - الشيخ الفاضل عُبَيْد اللَّه بن مسعود بن عمر بن عُبَيْد اللَّه

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 428.

وترجمته في الدرر الكامنة 3: 47، 48، كشف الظنون 1: 213، 2: 1116، 1192، 1705، 1732، 1879، وهدية العارفين 1:649. وهو: "الفرغاني، ابن العِبْري، الشريف". وكانتْ وفاته سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة.

(1)

الغاية القصوى في دراية الفتوى، لناصر الدين عبد اللَّه بن عمر البيضاوي.

(2)

أي: منهاج الوصول إلى علم الأصول.

(3)

أي: مصباح الأرواح للبيضاوي.

(4)

أي: طوالع الأنوار للبيضاوي.

ص: 207

صَدْرِ الشَّريعة الأوَّل بن محمود بن محمد المحْبوبِيّ *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو الإمام العلامة، الحَبْرُ المدَقِّق الفَهَّامة، المعروفُ بصدر الشريعة، وهو صدر الشريعة الثاني، صاحب التَّصانيف المفيدة؛ منها:"التَّنقيح" في أصول الفقه، وشَرْحه المسمَّى بـ "التَّوضيح"، و"الوقاية"، وشرحها، ومُخْتصرها المسمَّى بـ "النُّقاية"، بضم النون، كذا نقلتُ هذه الترجمة من "الغُرف العَلِيَّة" بحُروفها، سِوَى سَرْدِ نَسَبِه، فإنِيّ أعْتَمِدُ فيه على ما رأيتُه بخطِّ المفْتِي محمد بن إلْياس، فإنَّه أوْثَقُ مِن صاحب "الغُرف"، ولم يُؤَرِّخ وَفاتَه، وإن ظفرتُ بمَزيد بيانٍ ألْحَقْتُه، فإنَّ صاحبَ التَّرجمة كان من الأئمة الكبار، والأفاضل الأخيار، لا يُمَلُّ سَماعُ فضلِه وإن طال، ولا يُنْسَبُ قائلُه إلى الإكثار، بل إلى الإخْلال، رحمه اللَّه تعالى.

ثم بعد كتابتي لهذه الترجمة، وقفتُ على حاشيةٍ بهامش بعضِ نُسَخ "الجواهر" في الألْقاب، بخَطِّ الإمام العلامة محمد بن الشيخ محمد بن إلياس المذكور، يذْكُرُ فيها أن "الوِقاية" ليْسَتْ لصاحب الترجمة، ولا لتاج الشريعة، بل لبُرْهان الشريعة محمود، أخي تاج الشريعة، وجَدِّ صَدْر الشريعة لأُمِّه، وأبوهما -يعني أبا تاج الشريعة وبُرهان الشريعة- صدرُ الشريعة الكبير عُبَيْد اللَّه بن محمود المحْبوبِيّ، ينْتَهي نَسَبُه إلى الإمام الجليل عُبَيْد اللَّه بن إبراهيم المحْبوبِيّ، المارُّ ذكرُه ونسبه وذكر ولدِه أحمد.

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 428.

وترجمته في كتائب أعلام الأخيار برقم 517، وانظر: ما ذكره اللكنوي، في الفوائد البهية 109، 112، وحاشية الجواهر المضية 2: 506، وترجمة تاج الشريعة فيها، برقم 2068.

ص: 208

قال: ولم يذكرُ المصَنِّف -يعني صاحب "الجواهر"- تَرْجمةَ صدر الشريعة في الأسماء، ولا ترجمة تاج الشريعة عمر، ولا تَرْجمةَ بُرْهان الشريعة محمود أصلا

(1)

.

قال الإمام اللكنوي رحمه اللَّه تعالى في "الفوائد"(ص 112): أرَّخ علي القارئ وفاته سنة نيّف وثمانين وستمائة، ولعله زلّة من ناسخ، فلتراجع نسخة أخرى. وأرّخ صاحب "كشف الظنون" وفاته عند ذكر "تعديل العلوم" سنة سبع وأربعين وسبعمائة، وعند ذكر "الوشاح"، و"الوقاية"، و"النقاية" سنة خمس وأربعين وسبعمائة، وقد ساق نسبه إلى عبادة بن الصامت الصحابي رضي الله عنه المولى عبد المولى الدمياطي، تلميذ السيّد أحمد الطحطاوي في "تعاليق الأنوار على الدر المختار"، فقال: رأيت في مسلسلات شيخنا السيّد مرتضى الحسينى ذكر نسب صدر الشريعة، وأنه عبيد اللَّه بن مسعود بن تاج الشريعة محمود بن صدر الشريعة الأكبر أحمد ابن جمال الدين أبي المكارم عبيد اللَّه بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الملك بن عمير بن عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن خلف بن هارون بن محمد بن محمد بن محبوب بن الوليد بن عبادة بن الصامت رضي الله عنه الأنصاري المحبوبي.

قال شيخنا: كذا رأيت سياق نسبه في "تاريخ بخارى"، وهو آخذ عن جدّه محمود، وعن والده أحمد، عن والده جمال الدين عبيد اللَّه بن إبراهيم المحبوبي، وأحمد هذا هو صاحب "الفروق" المسمّى بـ "التلقيح". انتهى كلامه.

وهذا مع ما مرّ من الكفوي، وما مرّ منه، ومن القارئ والذهبي في ترجمة جمال الدين عبيد اللَّه، وما مرّ من الكفوي في ترجمة صدر الشريعة

(1)

انظر الجواهر المضية 4: 369، 404، والحواشي.

ص: 209

الأكبر أحمد بن عبيد اللَّه بن إبراهيم، قد علم منه أن تاج الشريعة جدّ من جانب الأب لصاحب "شرح الوقاية" صدر الشريعة الأصغر، وأن اسم تاج الشريعة محمود، وأن صدر الشريعة الأكبر لقب لوالد تاج الشريعة، وهو أحمد بن عبيد اللَّه، وأن جمال الدين عبيد اللَّه جدّ لتاج الشريعة، فهو جدّ جدّ صدر الشريعة الأصغر، وأن جدّ صدر الشريعة الأكبر الذي هو والد جمال الدين اسمه إبراهيم.

وبه ظهر خطأ صاحب "مدينة العلوم"، حيث قال: ومن شروح "الهداية""نهاية الكفاية" لتاج الشريعة، وهو محمود بن عبيد اللَّه بن محمود المحبوبي، كان عالما فاضلا كاملا، وله "مختصر الهداية"، المسمّى بـ "الوقاية". انتهى.

وقال أيضًا: "التنقيح" و"التوضيح"، كلاهما للعالم الفاضل صدر الشريعة عبيد اللَّه بن مسعود بن محمود بن عبيد اللَّه بن محمود المحبوبي، عالم محقّق، وحبر مدقّق، له تصانيف مفيدة، غير هذين، مثل "شرح الوقاية".

وقد اختصر "الوقاية"، ومثل "الوشاح" في علم المعاني و"تعديل العلوم" في أقسام العلوم العقلية. انتهى.

وجه الخطأ من وجهين:

أحدهما: أنه جعل عبيد اللَّه والد تاج الشريعة، وحذف صدر الشريعة الأكبر أحمد من بينهما.

وثانيهما: أنه سمى والد عبيد اللَّه بمحمود، وكل منهما مخالف لما دلّت عليه كلمات الثقات، ولعلّ فيه زلّة عن قلم الناسخ، فلتراجع نسخة أخرى.

وكذا ظهر خطأ القهستاني في "شرح النقاية"، حيث ذكر في نسب صدر الشريعة الأصغر صاحب "النقاية" أنه عبيد اللَّه بن مسعود بن تاج الشريعة عمر بن صدر الشريعة عبيد اللَّه بن محمود بن محمد المحبوبي.

ص: 210

وذكر في نسب صاحب "الوقاية" محمود بن صدر الشريعة عبيد اللَّه بن محمود بن محمد المحبوبي.

وجه الخطأ من وجوه:

أحدها: أنه سمى تاج الشريعة بعمر مع أن كلام الثقات يدلّ على أن اسمه محمود.

والثاني: أنه جعل تاج الشريعة ابنا لعبيد اللَّه، مع ابن لأحمد بن عبيد اللَّه.

والثالث: أنه جعل صدر الشريعة لقبا لعبيد اللَّه، مع أنه لقب لابنه أحمد، والد تاج الشريعة.

والرابع: أنه سمى والد عبيد اللَّه بمحمود، مع أنه مسمّى بإبراهيم.

والخامس: أنه سمى جدّ عبيد اللَّه بمحمد، مع أن اسمه أحمد بن عبد الملك.

وكذا ظهر خطأ صاحب "كشف الظنون" في قوله: "وقاية الرواية" للإمام برهان الشريعة محمود بن صدر الشريعة الأول عبيد اللَّه المحبوبي الحنفي، صنّفه لابن بنته صدر الشريعة الثاني، أوله: حمدا لمن جعل العلم أجلّ المواهب، إلخ.

وهو متن مشهور، اعتنى بشأنه العلماء بالقراءة والتدريس والحفظ. انتهى.

وجه الخطأ من وجوه:

أحدها: أنه جعل صدر الشريعة لقبا لعبد اللَّه، مع أنه لقب لابنه أحمد بن عبيد اللَّه.

والثاني: أنه جعل والد محمود برهان الشريعة عبد اللَّه، مع أن والده أحمد بن عبيد اللَّه.

ص: 211

والثالث: أنه جعل محمود اسم جد صدر الشريعة الأصغر من جانب الأم، وكلام من مرّ ذكره يدلّ على أنه اسم لتاج الشريعة جده من قبل الأب.

ثم ههنا اختلاف آخر، وهو أن كلام الكفوي في ترجمة جمال الدين عبيد اللَّه وفي ترجمة صدر الشريعة الأصغر عبيد اللَّه بن مسعود يدلّ على أن مصنّف "الوقاية" هو تاج الشريعة محمود جدّ صدر الشريعة الأصغر شارح "الوقاية" من جهة الأب، وأستاذه كما مرّ ذكره.

وكذا كلامه في ترجمة إلياس بن يحيى الرومي كما مرّ يدلّ على أن تاج الشريعة محمود أستاذ لشارح "الوقاية".

كذا كلامه في ترجمة خواجه بارسا محمد بن محمد صاحب "فصل الخطاب"، وفي ترجمة تاج الشريعة محمود بن أحمد بن عبيد اللَّه على ما سيأتي ذكرهما إن شاء اللَّه تعالى يدلّ على ذلك.

وكذا كلامه في ترجمة حافظ الدين الظاهرى محمد بن محمد على ما سيأتي وكلامه في ترجمة محمود بن أحمد بن عبيد اللَّه كما سيأتي نصّ على أن تاج الشريعة محمود هو المصنف لـ "الوقاية"، صنّفها لأجل ابن ابنه صدر الشريعة الأصغر، وأنه المصنف لـ "الواقعات"، و"الفتاوى"، و"شرح الهداية"، وقد وافقه كلام صاحب "مدينة العلوم" في أن مصنّف "الوقاية" هو تاج الشريعة محمود، وإنه شارح "الهداية".

وأما كلام القهستاني فيدلّ على أن المصنف لـ "الوقاية" محمود بن عبيد اللَّه، وهو أخ لتاج الشريعة عمر بن عبد اللَّه، وأن صاحب "الوقاية" جد فاسد لصدر الشريعة الأصغر، وتاج الشريعة جد صحيح له، وأن لقب مؤلف "الوقاية" برهان الشريعة، وهو الأستاذ لصدر الشريعة الأصغر، لا تاج الشريعة، ووافقه كلام صاحب "الكشف" المذكور، وكلامه عند ذكر شروح "الهداية".

ص: 212

ومن الشروح شرح الشيخ الإمام تاج الشريعة عمر بن صدر الشريعة الأول عبيد المحبوبي الحنفي، وسماها "نهاية الكفاية في دراية الهداية"، أوله: نصر من اللَّه وفتح قريب، هو المحمود جلّ شأنه. إلخ.

قال في آخر كتاب الأيمان: أتم تحرير كتاب فوائد الأيمان أبو عبد اللَّه عمر بن صدر الشريعة في آخر شعبان سنة ثلاث وستين وستمائة. انتهى.

وهذه العبارة التي نقلها من آخر كتاب الأيمان من "شرح الهداية" يؤيّد القهستاني في أن صاحب "الوقاية" برهان الشريعة محمود الجد الفاسد لصدر الشريعة، فإنها صريحة في أن مؤلف "شرح الهداية" عمر بن صدر الشريعة، وقد اتفق المؤرّخون وشراح "الهداية" على أن شرح "الهداية" لتاج الشريعة، فعلم أن اسم تاج الشريعة عمر، وقد اتفقوا أيضًا على أن تاج الشريعة جدّ صحيح لصدر الشريعة، وأن صاحب "الوقاية" اسمه محمود، فيكون هو غير شارح "الهداية" جدًّا فاسدا له.

وفي "الكشف" أيضًا: ومن شروح "الهداية""الكفاية"، أوله: الحمد للَّه الذي أسّس على قواعد الكتاب والسنّة مباني السنّة. إلخ.

وقيل: إن "الكفاية" لمحمود بن عبيد اللَّه بن محمود تاج الشريعة، مؤلّف "الوقاية"، فينظر في محلّه. انتهى.

وفيه خطأ من وجهين:

أحدهما: أنه جعل جدّ تاج الشريعة أبا له.

والثاني: أنه سمى والد عبيد اللَّه بمحمود، مع أنه سمي تاج الشريعة ههنا محمودا، وفي العبارة السابقة بعمر.

وأما هذا القول الذي حكاه أن "الكفاية" لتاج الشريعة، فليس بصحيح، بل هو لجلال الدين الكرلاني، كما مرّ منا تفصيله في ترجمته في حرف الجيم، فهذا المقام مما زلّت فيه أقدام الأعلام، واختلف فيه أقلام الكرام، ولعلّ القدر الذي فصّلته مما لم يطلع عليه أكثر العظام، وقد طالعت

ص: 213

من تصانيف صدر الشريعة صاحب الترجمة "النقاية" مع شروحها للقهستاني، والبرجندي، وأبي المكارم، ومحمود بن إلياس الرومي، وعلي القارئ، والشمنّي، و"التوضيح شرح التنقيح"، مع حواشيه المسمّاة بـ "التلويح" لسعد الدين التفتازاني، مع حواشي "التلويح" لحسن جلبي، والمولى محمد بن فراموز، واللبيب عبد اللَّه بن عبد الحكيم السيالكوتي، وشيخ الإسلام حفيد التفتازاني، ووجيه الدين العلوي، و"شرح الوقاية" مع حواشيه ليوسف بن جنيد الشهير بأخي جلبي، وعصام الدين الإسفراييني، وجيه الدين العلوي، وشيخ الإسلام المذكور، والسيّد مهدي، وملا لطف اللَّه، وعبد اللَّه بن صديق الهروي، والوالد المرحوم مولانا عبد الحليم، وأستاذه مولانا محمد يوسف اللكنوي، وغيرهم، وكلّ تصانيف صدر الشريعة مقبولة عند العلماء، معتبرة عند الفقهاء، وإني بفضل اللَّه وتوفيقه شرعت في تأليف شرح لـ "شرح الوقاية" مبسوط ببسط بسيط، متضمّن لتحقيق المسائل وتدقيق الدلائل، مع ذكر المذاهب المختلفة، وذكر أدلّتها الشرعية، مع ما لها وما عليها، وجعلت له مقدمة، تشتمل على فصول، فيها نسب صاحب "الوقاية"، و"شرح الوقاية"، وتراجم شرّاح "الوقاية"، و"النقاية"، ومحشي "شرح الوقاية"، ومن ذكر اسمه فى "شرح الوقاية"، مع فوائد لطيفة وفرائد نفيسة، وأرجو من اللَّه تعالى الذي وفّق لنا بدء هذا الشرح العظيم أن ييسّر لنا ختمه، ويجعله خالصا لوجهه الكريم.

* * *

‌3494 - الشيخ الفاضل عُبَيْد اللَّه بن هبة اللَّه بن محمد بن هبة اللَّه

بن

ص: 214

حمزة، أبو الوفاء، القَزْوِينِيّ الواعظ *

ذكره التميمى في "طبقاته"، وقال: هو من أهل "أصْبَهان".

قال ابنُ النَّجَّار: يُعْرَف بابن شِفَرْوَه.

أخو رِزْق اللَّه، وأخو فضل اللَّه، والأول تقدَّم، والثاني يأتي، وابنُه الحسين بن عُبيد اللَّه، تقدَّم أيضًا.

كان عُبيد اللَّه مِن أعْيان أهل بَلَدِه فضلا، وعلمًا وأدبًا، وكان يَعِظُ على الكُرْسِيّ بكلام مَلِيح، وله النَّظْمُ الحسن والنَّثْر الجَيِّدُ، وكان فَصيحا، بليغا، ظَريفا، لَطيفًا.

ودَخلَ "بغداد" حاجًّا عدَّة مَرَّاتٍ، وأقام بها سنةً، وعقَد بها مجلسَ الوَعْظ بـ "المدرسة التَّاجِيَّة".

وذكر ولدُه الحسين أنَّه كان يَعِظُ في المدرسة المذكورة، فلمَّا شرَع في ذكرِ مَناقِب أمير المؤمنين عليِّ ابن أبي طالب، كرَّم اللَّه وَجْهَه، كانت الشمس قد جَنَحت إلى الغُرُوب، فأنْشَدَ ارْتجالا

(1)

:

لا تَعْجَلِى يا شمس حتى نَنْتَهي

فَضْلا لمدْحِ المرْتضَى ولنَجْلِه

(2)

يَثْنِي عِنانكَ إن غَرَبْتِ ثناؤُه

أَنَسِيتِ يَوْمَك إذ رُدِدْتِ لأجْلِهِ

(3)

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 430.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 909، وذيل تاريخ بغداد لابن النَّجَّار 2: 154، 155. وفيه:"كان يعرف بابن شفرود".

(1)

الجواهر المضية 2: 508، وذيل تاريخ بغداد 2:155.

(2)

في بعض النسخ، وبعض نسخ الجواهر، حتى ينتهي فضلي، والرواية الأخرى في الجواهر: مدحي لفضل المرتضى ولنبله، والمثبت في الذيل، والمرتضى هو علي رضي الله عنه.

(3)

في بعض النسخ: أن رددت.

ص: 215

إن كان للْمَوْلَى وُقُوفُك فَلْيكُنْ

هذا الوُقوفُ لخِيلِه ولرَجْلِه

تُوُفِّي بـ "شِيراز"، في نصف شعبان، سنة خمس وثمانين خمسمائة، وكان مَوْلِدُه تقديرًا سنة أربع وثلاثين.

* * *

‌3495 - الشيخ الفاضل عبيد اللَّه بن يعقوب الرومي، سبط أحمد الفناري

*

من القضاة. ولي القضاء بـ "حلب".

من آثاره: "شرح القصيدة المنفرجة" لابن النحوي، و"شرح البردة"، و"سماه إغاثة اللهفان". توفي سنة 936 هـ.

* * *

‌3496 - الشيخ الفاضل عُبَيْد اللَّه بن يعقوب الفَنارِيّ، من جهة الأُمِّ

* *

* راجع: معجم المؤلفين 6: 247.

ترجمته في الكواكب السائرة 2: 188، 189، وشذرات الذهب 8: 216، 217، كشف الظنون 1335، 1346، 1347، وهدية العارفين 1: 472، والشقائق النعمانية 2: 71، 72.

* * راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 431.

وترجمته في شذرات الذهب 8: 216، 217، والشقائق النعمانية 2: 71، 72، كشف الظنون 2: 1335، 1346، 1347، والكواكب السائرة 2: 188، 189، وهدية العارفين 1:472.

ص: 216

أحدُ فُضلاء "الدِّيار الرُّومِيَّة".

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: اشْتغل على فُضلاء بلادِه، ودأَب وحصَّل، وصار قاضيًا بـ "مدينة حلَب".

وكان فاضلا ذَكِيًّا، له مُشاركة في أكثر العلوم، ومعرفة تامَّة بعلم القراءات، وكان قَوِيَّ الحِفْظ؛ حفِظَ القرآن الكريمَ في ستة أشهر.

وكانتْ له أخْلاق حميدة، وكرمٌ يزيد على الوَصْف، ملَك من المال ما لا يُحْصَرَ، وصَرَفه جميعه في وُجوه البِرِّ، وملَك من الكُتُب ما ينوفُ على عشرة آلاف مُجَلَّدٍ فيما قيل.

وله شَرْح حسن على "البُرْدة البُوصِيرِيَّة".

وكانتْ وفاتُه سنة ستٍّ وثلاثين وتسعمائة. رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌3497 - الشيخ الفاضل عبيد اللَّه البدايوني، نزيل "بومبائ"، ودفينها

*

كان من كبار الفقهاء.

كره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: قرأ العلم على مولانا حبيب الرحمن الردولوي، ومولانا آل أحمد البهلواروي المهاجرَيْن، وعلى الشيخ جمال الدين المكّي مفتي الأحناف بـ "مكة المباركة"، ثم رجع إلى "الهند"، ودخل "بدايون".

وأخذ الطريقة عن الشيخ فضل رسول العثماني البدايوني، وقرأ عليه بعض الكتب الدرسيّة، ثم ولي التدريس بالمدرسة المحمّدية في بلدة "بُومْبَائ"، فدرّس، وأفاد بها ثلاثين سنة.

* راجع: نزهة الخواطر 8: 321، 322.

ص: 217

أخذ عنه خلق كثير من العلماء.

مات لتسع خلون من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف بمرض السلّ، ونزف الدم.

* * *

‌3498 - عُبَيْد اللَّه البَلْخِيّ الأُصولِيّ، من المتَقَدِّمينْ

*

له ذِكرٌ في "نتائج العُقول من كتب الأصول". كذا في "الجواهر".

* * *

‌3499 - الشيخ الفاضل عبيد اللَّه البلياوي، مرشد جماعة الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي وخليفته

* *

ولد بـ "الهند"، وتعلّم بها، واستقرّ بـ "دهلي" بمركز نظام الدين للدعوة والتبليغ.

شارك أبا الحسن علي الندوي في الرحلة الدعوية، والعلمية إلى "مصر"، و"السودان"، و"فلسطين"، و"سورية".

توفي سنة 1409 هـ.

* * *

* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 431.

وترجمته في الجواهر المضية برقم 910.

* * راجع: إتمام الأعلام 275.

البعث الإسلامي مج 34، ع 1، 140، الرائد ع 17، السنة 30.

ص: 218

‌3500 - الشيخ الفاضل عبيد اللَّه البلياوي، الكوركهبوري، كبير المبلّغين والدعاة في مركز "نظام الدين" للدعوة والتبليغ في "دهلي

" *

ولد في مدينة "بليا" سنة 1340 هـ، ثم اقتطن "كور كهبور"، وتخرّج في مدرسة مظاهر العلوم بمدينة "سهارنفور" في العلوم الشرعية.

وانتسب إلى جماعة الدعوة والتبليغ في حياة الشيخ محمد إلياس، مؤسّس الجماعة، عندما كان طالبا في مدرسة مظاهر العلوم، ولم يتجاوز عمره 15 سنة.

وبعد ما تخرّج وقف حياته على الدعوة، فكان عمل الدعوى شعاره، ودثاره، يصبح عليه، ويمسي، ويعيش على زاده وغذائه، لم يكن له أيّ اهتمام بشيء آخر، لأنه كان يرى أن الدعوة إلى اللَّه تعالى وظيفته الأصلية، التي أكرمه اللَّه بها، ويقول: إن الدعوة إلى دين اللَّه علاج كامل لكلّ مشكلة وحاجة.

كان يقتفي أثر مؤسّس جماعة الدعوة والتبليغ الشيخ محمد إلياس رحمه اللَّه تعالى، الذي تربى على يده، تلقّى منه أصول الدعوة وقواعد التبليغ، فتمسّك بها، ونذر حياته لهذا العمل.

وكان من زملاء سماحة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، فكان رفيقه الكريم في الرحلة الدعوية والعلمية، التي قام بها في عام 1370 هـ إلى

* راجع: تتمة الأعلام للزركلي 2: 41، 42.

الرائد 23، 7، 1409 هـ أول مارس 1989 م، الداعي ع 1815، 3 - 18، رمضان و 3، 18 شوال 1409 هـ، البعث الإسلامي مج 34 ع 1.

ص: 219

مصر، و"السودان"، و"سروية"، و"فلسطين"، وقد تحدّث عنها في مذكراته، التي صدرت باسم "مذكرات سائح في الشرق العربي"، وظلّ رفيقه في هذه الرحلة، التي استغرقت ستة أشهر.

وقد قام برحلات دعوية في معظم أقطار العالم، بالإضافة إلى تدريسه لكتب الحديث في مدرسة كاشف العلوم، الواقعة في مقر جماعة الدعوة في مسجد بنكلي والي، بمنطقة "نظام الدين" بـ "دهلي الجديدة".

كان من أهمّ أركان الجماعة، وأبرز رجالها، وكان جامعًا بين العلم العميق، والفهم الدقيق، والوعي الدعوى، ملتزما بالمقولة الحكيمة "كلّموا الناس على قدر عقولهم" كانت خطاباته ومحاضراته تشف عن معرفته بأعماق النفس البشرية والعقد العقلية والفكرية، وبذلك كان يقدر على إقناع شتى الطبقات والقطاعات، وضمّها إلى السلط العدوي.

وهو أحد ألسِنَة جماعة الدعوة التبليغة، وربما كان أبلغها.

توفي في 8 جمادى الآخرة سنة 1409 هـ.

* * *

‌3501 - العالم الفاضل الكامل عبيد اللَّه جلبي بن يعقوب الفناري من جهة الأم

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، فقال: قرأ على علماء عصره، واشتغل بالعلم الشريف غاية الاشتغال، ثم وصل إلى خدمة المولى الفاضل مصلح الدين اليارحصاري، ثم انتقل إلى خدمة المولى الشيخ محمود القاضي بالعسكر المنصور بولاية "أناطولي"، ثم صار قاضيا ببعض البلاد، إلى أن صار قاضيا بمدينة "حلب".

* راجع: الشقائق النعمانية ص 277، 278.

ص: 220

مات رحمه اللَّه تعالى سنة ستّ وثلاثين وتسعمائة.

كان رحمه اللَّه تعالى فاضلا ذكيا، وكان له مشاركة في العلوم ومعرفة تامة بعلم القراءة.

وكان قوى الحفظ، حفظ القرآن العظيم في ستة أشهر، وكان صاحب أخلاق حميدة جدا، وكان من الكرم في غاية لا يمكن المزيد عليها في هذا الزمان.

وكان له سخاء عظيم، ربما تجاوز حدّ الإسراف، وقد ملك أموالا عظيمة، وبذلها في وجوه الكرم، وملك كتبا كثرة، وهي على ما يروى عشرة آلاف مجلّدة، وكان لا يخلو من الدين لسعة إفضاله، ووفور إحسانه، مع توليه المناصب الجليلة، وتحصيل الأموال الجزيلة.

وبالجملة لا يمكن وصف أخلاقه الحميدة، وتفصيل إنعاماته الجزيلة، وتقرير فضائله الواسعة، ورأيت له شرحا للقصيدة المسمّاة بـ "البردة"، وهو من أحسن شروحها، روّح اللَّه تعالى روحه، ونوّر ضريحه، وزاد في أعلى الجنان فتوحه.

* * *

‌3502 - الشيخ العارف باللَّه خواجه عبيد اللَّه السمرقندي

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، فقال: ولد رحمه اللَّه تعالى في بلدة "طاشكند" من ولاية "شاش".

وكان متواضعا، صاحب خلق عظيم، بحيث لو دخل عليه أحد صغير أو كبير أو فقير أو غني يقوم له من مجلسه، وذكر عنده انقطاع الشيخ ابن

* راجع: الشقائق النعمانية ص 152.

ص: 221

الوفاء عن الناس وخروجه إليهم مؤقّتا، وعدم التفاته إلى الأصاغر والأكابر، فقال أختار جانب الحضور على حسن الخلق.

ومن جملة مناقبه الشريفة: ما حكي عن الشيخ مصلح الدين الطويل، وكان هو من جملة أحبّائه أنه قال: كنت مع سائر الطالبين عند حضور الشيخ بجامع زيرك، وعنده الشيخ عابد جلبي من أبناء جلال الدين الرومي، وكان قاضيا، ثم تركه، وصار ممن يلازم خدمة الشيخ، فأسره الشيخ بكلام إليه، فنظر هو إلى جانب، وتبسّم، قال فتعجّبت من هذا الحال، فسألت عابد جلبي عن هذا، فقال: قال لي الشيخ: انظر إلى بدر الدين خليفة، وكان إماما بالجامع المذكور، وكان رجلا صالحا من أهل الطريقة الخلوتية، قال: قال: فنظرت، فإذا هو في زيّ راهب، فتبسّمت من هذا، قال الشيخ مصلح الدين رحمه اللَّه تعالى: فازداد بهذا الكلام اضطرابي، فقلت في نفسي: كيف كشف الشيخ حال ذلك الإمام، مع أنه رجل صالح من أهل الطريقة، كيف خصّ هذا الكلام بعابد جلبي، ولم يكن ذلك من عادته، فغلب علي هذا الخاطر، حتى تكلّمت عند الشيخ، قال الشيخ: ذلك الزىّ صورة إنكاره عليّ، لا صورة دينه، وتخصيص الكلام بعابد جلبي هو أن مشارب الناس مختلفة، مثلا: صبيان العوام يعلّمون بالضرب، وصبيان الأكابر يعلّمون باللطف، ولو لم أتلطّف معه لتركني، وترك هذا الطريق.

ومن جملة مناقبه: أن عجوزا من أحبّائه جاءت إليه يوما، فقالت: رأيت واقعة عجيبة، رأيتنى في المنام ضفدعا، فقال: الشيخ لا بأس بذلك، ولا ضرر فيه عليك، ولم تقنع العجوز بهذا الكلام، ولم تبرح من مكانها، ثم التفت إليها الشيخ، وقال: لعلّك نويت الضيافة، فتركتها، قالت: نعم، نويت ضيافة أحبّاء الشيخ، ثم تركتها لضيق مكاني عنهم، فراحت العجوز، وقنعت بهذا التعبير،

ص: 222

قال: فسألناه عن هذا التعبير، قال: إن التعبير قد يؤخذ من اللفظ، كلمة ضفدع مركّب من ضف، وهو من الضيافة، ومن دع، وهو معنى الترك.

* * *

‌3503 - الشيخ العالم الصالح عبيد اللَّه السندي، أحد العلماء المشهورين في "الهند

" *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد في بيت من بيوت الوثنيين في تاسع محرّم سنة تسع وثمانين ومائتين وألف في بلدة "سِيَالْكُوت"

(1)

، وتوفي والده قبل ولادته، فتربى في حجر خاله الوثني، وتعلم الخطّ والحساب والتاريخ وغيرها في المدرسة الإنكليزية.

وذكره الدكتور عبد الرحمن البرني في كتابه "علماء ديوبند وخدماتهم في علم الحديث"، فقال: كان رحمه الله مفرط الذكاء، قوي المناسبة في العلوم، جيّد النظر في طبقات العلوم، وتدوين النفس، وكان من نوادر الرجال في قوة الإرادة، وشهامة النفس، واقتحام المخاطر، والبعد في التخيّل والاعتماد على النفس، والعزوف عن الشهوات، وكان مفرط الحبّ

* راجع: علماء ديوبند وخدماته ص 203 - 115.

وترجمته في نزهة الخواطر 8: 323 - 328، وعشرون من كبار المسلمين ص 404، وترجمة الشيخ في التمهيد التي رتبها بنفسه، الباب الأول في التعليم ص 608.

(1)

"سيالكوت" بكسر السين المهملة، والعرب يسمّونها "سيلكوت"، و"سلكوت" بفتح السين، وهي على خمسة وستين ميلا من "لاهور"، ينسب إليها العلامة عبد الحكيم.

ص: 223

والانتصار لشيخ الإسلام ولي اللَّه بن عبد الرحيم الدهلوي، عظيم الشغف بكتبه وعلومه وتحقيقاته، لا يكاد يعدل به أحدا من حكماء الإسلام والعلماء الأعلام، جعل كتابه "حجة اللَّه البالغة" وتحقيقاته في كتبه أساس فكره وجهده، يغلب عليه التخيّل والتقعّر، وكان شديد المعارضة للشيوعيين والملاحدة، كانت تعتريه حدّة في بعض الأحيان، فيثور، وينفجر، ولا يبالي بشيء، وكان لا يبالي بمقالة الناس ونقدهم.

‌الولادة والتعلم:

وليد ليلة الجمعة، وهي ليلة ثانية عشر من محرّم الحرام 1289 هـ بـ "جيانوالي" من قرى مديرية "سيالكوت"/ "بنجاب"

(1)

، وكان أبواه من عائلة السيخ، وبعد ما ترعرع شرع في طلب العلم في 1295 هـ، واشتغل بالرياضي من الحساب والجبر و"الأقليدس"، وبتاريخ الهند زيادة على القدر الذي يدرّس في المكاتب، وقرأ الكتب الابتدائية من الأدب العربي في سنة واحدة فقط.

(1)

بنجاب: لفظ مركّب من "بنج" بفتح الباء العجمية، وسكون النون والجيم، معناه الخمس، ومن "آب"، وهو الماء، والمراد به بلاد، تسقيها الأنهار الخمسة المشهورة، وهي "جهلم"، و"جناب"، و"راوي"، و"بياس"، و"ستلج"، وهي أول أرض وطئها المسلمون بعد أرض "السند"، أرض خصبة، أكثرها سهل، متّسع، منحدر إلى جهة الجنوب الغربي، من مرتفعات "كشمير"، وهي كثيرة القمح والرز، والحمص، والفواكه الطيبة، وفيها معدن الملح، وهو الذي يسمّونه الملح الحجري، والملح اللاهوري، ويستخرج بعد تعب عظيم كميات قليلة من الفضّة، ومن أهمّ حاصلاتها: الحنطة، والسكر، والرز، والشعير، والحمص، والخردل، والقنب والتبغ، وما أشبهها، وأهمّ منسوجات الولاية: القطن، والصوف، والحرير، وما أشبه ذلك.

ص: 224

‌الدخول في دين الإسلام:

رأى ذات يوم في اليقظة أن نقطة من النور حاذت بين عينيه، ثم دخلت في قلبه، فوجد بردا وسكينة في قلبه، وألقي في روعه أنه سيدخل في دين الإسلام، فرغب إليه، وكان يطالع ما وقع بيده من الكتب بالهندي.

رأى كتاب "تحفة الهند" للشيخ عبيد اللَّه، الذي أسلم من البراهمة سنة 1301 هـ، فداوم على مطالعته، حتى فهمه، وحفظه، فوفّقة اللَّه للإذعان بعقائد الإسلام، وشرع في تعلّم الشرائع من الطهارة والصلاة والصوم سرا، وقرأ كتاب "تقوية الإيمان" للشيخ الجليل محمد إسماعيل الشهيد، و"كتاب أحوال الآخرة" للشيخ محمد بن بارك اللَّه اللاهوري، كان يصلي منفردا في الخلوات والظلمات، ويجد لذة المناجاة ما وجد مثلها بعده إلا قليلا، وصام أياما في رمضان سنة 1304 هـ، ثم ترك مخافة الاشتهار، وغلب عليه حبّ إظهار الإسلام بعد ذلك، لكن ما كان يعرف طريق الفرار، فالتزم دعاء يونس عليه السلام:{لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} ، فسهّل اللَّه له الأسباب في ذي القعدة سنة 1304 هـ، فخرج من بلاده مختفيا، وأعلن إسلامه في "السند"

(1)

، وهو في السادسة عشرة من عمره، وسمى نفسه بعبيد

(1)

"السند" بكسر السين المهملة، وسكون النون، آخرها دال مهملة: بلاد بين "الهند"، و"كرمان" و"سجستان"، وهو أول بلاد، وطئها المسلمون، وملكوها، والعرب كانوا يسمّون إقليم الذهب، وهو إقليم حار، وفيه مواضع معتدلة الهواء، والبحر يمتدّ مع أكثره، وبه أنهار عديدة، وفيه نخيل ونارجيل، وموز، وبعض العقاقير النافعة، وفي بعض المواضع منه الليمون الحامض، والأنبج، في بعضها الأرز الحسن، وفيه البختى، وهو نوع من الإبل، له سنامان، مليح، وأشهر أنهاره "نهر السند"، ويسمّونه "مهران"، وفيه تفيض الأنهار الخمسة المشهورة ببلاد "بنجاب"، و"نهر كابل" فيصب في البحر عند "ديبل".

ص: 225

اللَّه، باسم مؤلف "تحفة الهند"، ثم وصل إلى الحافظ محمد صدّيق قدّس سرّه، فلقّنه كلمة التوحيد، وبايع على يديه في صفر سنة 1305 هـ، كان الشيخ سنيا حنيفا، يمنع عن الشرك والبدعة على طريقة الشيخ إسماعيل الشهيد، وأقام في صحبته نحو شهرين يصلّى معه في الجماعة، ويشترك في حلقة الذكر، ويستمع كلمات إرشاده في المجالس المختلفة، كان سيّد العارفين يتوجّه إليه بالشفقة والرحمة كالوالد، فما نسي حلاوة خطابه ولذّة صحبته، فلمّا فارقه تبين له أثر صحبته، كأنه رأي العين، أنه فقد نور الهيبة الممتزجة باللطف، وما استيقن بهذه المعرفة إلا بعد ما تشرّف بصحبة الإمام الربّاني الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي قدّس سرّه، فإنه كان يجد في صحبته مثل ذلك الأثر والنور، وببركة هذا الاجتماع الصالح دخلت المعاشرة الإسلامية في جذر طبعه، فكان يحسب نفسه كأحد الأركان من تلك العائلة.

‌طلبه للعلوم العالية والآلية:

شرع في تعلم العلوم الشرعية، فاخذ مبادئ الصرف والنحو من بعض شيوخ "السند" و"الملتان"، وأقام أثناء ذلك نحو ستة أشهر عند الشيخ أبي السراج غلام محمد الدينفوري، ثم ارتحل إلى جامعة ديوبند الإسلامية (دار العلوم بديوبند) في صفر سنة 1306 هـ، والتحق بها وهو يقرأ "كافية ابن الحاجب"، ولما أخذ "شرح الجامي" علّمه بعض شيوخ الجامعة طريقة المطالعة، فاتقنها في أقصر مدّة، استغنى عن قراءة أكثر الكتب المتكرّرة على الشيوخ، ثم اشتغل بكتب المنطق والفلسفة، وسافر إلى "كانفور" و"رامفور"، فأخذ عن تلاميذ المفتي لطف اللَّه والفاضل عبد الحق، وغاب لذلك نحو ستة أشهر عن جامعة ديوبند الإسلامية، ثم رجع إليها في صفر سنة 1307 هـ.

ص: 226

بعد ما فرغ من كتب الفلاسفة وجّه نظره إلى أصول الفقه فأخذ المبادئ عن شيوخ جامعة ديوبند، منهم: الشيخ الحافظ أحمد بن حجّة الإسلام الشيخ محمد قاسم النانوتوي، وقرأ على شيخ الهند الشيخ محمود حسن الديوبندي "الهداية" في الفقه، و"المطوّل"، و"التوضيح"، و"التلويح" في الأصول، و"المطوّل" شرح "التلخيص"، و"تفسير البيضاوى"، وراجعه في كثير من المشكلات، فأوضح له الطريق، وأحبّه حبّا ذوقيا عقليا.

ونجح في الاختبار نجاحا باهرا في شعبان سنة 1307 هـ، وشهدته شيوخ الجامعة بالفلاح على الدرحة الانتهائية التي لم يصل إليها في تاريخ الجامعة إلا واحد أو اثنان، وكان ذلك من فضل اللَّه عليه.

وبعد الفراغ من كتب الأصول والكلام اشتغل بمطالعة كتب الإسلام للشيخ محمد قاسم النانوتوي، فوجد فيها ضالته وشفاء صدره، لأنه لا يأتي بجملة إلا ويستدلّ عليها بالعلوم المتعارفة، يأتي بأمثلة الرياضى في إيضاح المسائل، ولا ينقل شيئا من مقدّمات دليله عن رجل من السابقين، حتى يحتاج الناظر إلى معرفة اصطلاحاته، يقيم الحجج والبينات على الهنود والنصارى والمشركين، وكان العلامة السندي عارفا ببعض معتقداتهم، فوصلت كلمات حجّة الإسلام إلى أعماق قلبه، فنجا بحمد اللَّه من تشويشات الفلاسفة والمتكلمين والملاحدة والدهريين.

كان العلامة السندي معتادا بأخذ المضامين المسلسلة الطويلة، وكانت حافظته قوية، فأخذ من كتب حجّة الإسلام النانوتوي بحظّ وافر.

‌المبشرات

في تلك الأيام رأى النبيّ صلى الله عليه وسلم في واقعة، يبشّره بوصوله إلى مرتبة رجل كبر من أهل العلم في القرن الثامن، ورأى الإمام أبا حنيفة رحمه اللَّه تعالى، وحفظ خطابه لأبي يوسف، ورأى بعض أصحابه رؤيا صالحة، ما حكى له منها، إلا أن جماعة عظيمة من الناس أجمعوا على الاقتداء به.

ص: 227

‌أخذ الحديث

ومن سنة 1308 هـ تجرّد لأخذ الحديث، فأخذ أكثر "جامع الترمذي" عن شيخ الهند محمود حسن الديوبندي، وأكثر "سنن أبي داود"، عن الإمام الربّاني رشيد أحمد الكنكوهي نور اللَّه مرقدهما، وقرأ بقية كتب الحديث على الشيخ عبد الكريم الفنجابي الديوبندي في جهلي الذي كان تلميذا لحجّة الإسلام محمد قاسم النانوتوي، والإمام الربّاني رشيد أحمد الكنكوهي، قدّس سرّهما، وتفقّه على شيخ الهند، وكان شيخ الهند في الباب العلمي كالأب له، وبقية الأساتذة كانوا كالأعمام والأجداد (لأنه أخذ عن شيخ الهند الحديث والتفسير والفقه والأصول جميعا)، وقد دعا له الشيخ محمد صديق أن يسّر اللَّه له الوصول إلى عالم راسخ في العلوم، وذلك حينما أراد الخروج في سبيل العلم، فكان يرى استجاب دعوته عيانا، حيث أن اللَّه جلّ وعلا وفّقه للاستفادة والانتفاع من علوم شيخ الهند.

كان رحمه الله يجد علما في دروس شيخ الهند، الذي لا يوجد في الحواشي، فعظم قدره لديه، وأيقن أنه لابدّ من الأخذ عن مثل هذا الشيخ، فلازمه، واستفاد رحمه اللَّه تعالى من علوم الإمام الرباني رشيد أحمد الكنكوهي أيضًا.

كثيرا يقول: نفعني اللَّه بما تفقّهت على شيخ الإسلام رشيد أحمد الكنكوهي، واستفدت منه كثيرا، ولصحبة الشيخ أثر في نفسي، منعني عن التحوّل، وتجلّى لي الطريقة الولي اللّهية ورأيت، بعيني رأسي إماما متقنا مجتهدا في مذهب الإمام أبي حنيفة. انتهى بلفظه.

ثم رأى رحمه اللَّه تعالى أن الشيخ عبد الكريم البائلي كتب ما سمع من تحقيقات الإمام الكنكوهي في شرح الأمّهات الستّة، وكانت مسوداته قليلة المباني، كثيرة المعاني، فأخذ عنا ما كتب على "جامع الترمذي"، و"سنن أبي داؤد"، و"النسائي"، وحفظها.

ص: 228

‌ذكر أسانيده

له أسانيد عالية في الحديث، وهي كما يلي:

1 -

أخذ عن شيخ الهند "جامع الترمذي" وسائر كتب الحديث بالقراءة والإجازة وأجازه شيخ الهند إجازة عامة في رجب 1308 هـ، وقرأ عليه من "مسند الإمام أحمد"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي، و"موطأ الإمام محمد"، و"كتاب الآثار" له، وأجازه بسائرها، وأوصاه شيخ الهند بترك المنازعة لأصحاب أمّهات الستّة فيما صحّحوه، وعدم الالتفات إلى المتأخرين المتشكّكين في ذلك، وتقديم الجمع والتطبيق على الترجيح، وجمع الهمّة على التفقّه في أحاديث الطبقة الأولى من "الموطأ"، و"الصحيحين".

2 -

والطبقة الثانية من "سنن الترمذي"، و"أبي داؤد"، و"النسائي" فقط. والاقتصار على "مسند الإمام أحمد" في أخذ الزوائد عند الحاجة والاعتماد على "فتح الباري" في الشروح، ثم الرجوع إلى "حجّة اللَّه البالغة".

3 -

وأخذ "سنن الإمام أبي داؤد" عن الإمام الربّاني رشيد أحمد الكنكوهي، وتلقّى عامة رواياته عن جماعة ممن أخذوا عنه.

منهم: الشيخ عبد الكريم البائلي الدهلوي، والشميخ عبد الرزاق الأفغاني الكابلي.

4 -

وأخذ عن الشيخ حسين بن محسن الأنصاري وصحبه، وقرأ عليه أطرافا من الأصول، وأطرافا من "فتح الباري"، و"نيل الأوطار"، وأطرافا من كتب الفقهاء الشافعية أصولا وفروعا، وأخذ عنه "المسلسلات"، وتحقّقت منه طريق اتباع الحافظ ابن حجر من المحقّقين الشافعية.

5 -

وأخذ "المسوّى من أحاديث الموطأ" عن الشيخ أبي الخير المكّي بالإجازة مع المناولة.

ص: 229

6 -

وحضر بعض دروس الشيخ نذير حسين الدهلوي، ودخل في عموم إجازتها.

7 -

وكذلك دخل في عموم إجازة الشيخ عبّاس بن جعفر المكّي.

8 -

ومحمد علي بن ظاهر الوتري المدني.

9 -

وعبد الجليل بن عبد السّلام برادة المدني.

10 -

ونور الحسنين الهندي.

وفي أثناء إقامته بأم القرى استجاز من بعض شيوخها.

11 -

كالشيخ تاج الدين عبد الستّار بن عبد الوهّاب الهندي.

12 -

والشيخ عبد اللَّه بن محمد الغزّي الهندي.

13 -

والشيخ أبي الشرف عبد القادر بن محمد معصوم المجدّدي، والشيخ عبد الوهّاب بن عبد الجبّار الدهلوي، وغيرهم.

14 -

ولما جاء الشيخ عبد الحي الكتّاني المغربي المالكي إلى الحجّ سنة 1351 هـ صحبه الشيخ العلامة السندي، وسمع منه الحديث المسلسل بالأولية، وأجاز في ذلك المجلس للحاضرين بعموم رواياته، وكان الشيخ عبد الحي من حفّاظ العصر.

15 -

وقد أخذ عن العلامة السندي جمع من أهل العلم، وكل بعضهم بأن يجيز عنه من رأه أهلا لذلك، وفى آخر الأمر صرّح بالإجازة العامّة لجميع من أدرك حياته بالشرط المعتبر عند أهل العلم.

‌التدريس والإفادة

وبعد الفراغ من تحصيل العلوم في ثلاثة سنين (وهذا يدلّ على كمال ذكاءه وحدّة ذهنه) أراد أن يذهب إلى شيخه الحافظ محمد صديق، ولكنّه توفي قبل وصوله بعشرة أيام، فازدادت همومُه، لكن توجّه أخصّ أصحابه الشيخ أبو السراج غلام محمد البنوري، والشيخ أبو الحسن تاج محمود الأمروتي السندي إلى تربيته الظاهرة والباطنة، فأقام رحمه الله في "أمروت" من

ص: 230

بلاد "السند" نحو عشر سنين من 1308 هـ إلى 1319 هـ، والشيخ الأمروتي أسّس له مدرسة دينية، ومكتبة كبيرة، جمع فيها الكتب النادرة، فدرّس رحمه اللَّه تعالى - فيها، وكتب وألف، واستفاد عنه خلق كثير في تلك المدّة، أجلّهم العلامة عبد الوهّاب القلاجي السندي، فقرأ عليه "التوضيح"، و"التلويح"، و"الهداية"، وغيرها.

وكان رحمه الله آية من آيات اللَّه في حدّة الذهن، وسعة العلم، وكان في جميع العلوم بحرا موّاجا، لا ساحل له.

‌الإكثار من المطالعة

قد سبق أن ذكرنا أن الشيخ الأمروتي أسّس له مدرسة دينية، ومكتبة كبيرة، فبارك اللَّه له فيما جمع له من الكتب لاستفادته بهمّة شيخه أبي الحسن الأمروتي، ثم ازداد إنتفاعا من مكتبة الجامعة للشيخ السيّد أبي التراب رشد اللَّه، وما حصل له من مكتبة الشيخ أبي الفيض أحمد الأحمدنوري بهمّة شيخه أبي السراج الدينبوري، فقسم الكتب إلى أربعة أصناف.

الأول: كتب الإمام ولي اللَّه الدهلوي وأتباعه.

والثاني: كتب المحقّقين من الفقهاء الحنفية، كالإمام الطحاوي، وأبي زيد الدينبوري من المتقدّمين، وكتب جمال الدين الزيلعي، وكمال الدين ابن الهمام، ممن اشتغل بالهداية من المتأخّرين.

والثالث: كتب المحقّقين من الشافعية، مثل الخطّابي، والبيهقي، من المتقدّمين والإمام النووي، والحافظ ابن حجر من المتأخّرين.

والرابع: كتب علماء "اليمن"، مثل محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، ومحمد علي الشوكاني.

يقول رحمه الله: إني جعلت الصنف الأول أصلا، وأتقنت طريقة الإمام ولي اللَّه الدهلوي، من تقديم "موطأ الإمام مالك" على جميع كتب الفقه والحديث، وجعلت الصنف الثاني تابعا له، فتمكنت من التحقيق حصل لي

ص: 231

ما كنت محتاجا إليه من الاطمئنان وكذلك جعلت الصنف الثالث أصلا، والرابع تابعا، وصرت بصيرا بطريقة من يقدّم "صحيح الإمام البخاري" على سائر كتب الحديث، كالحافظ ابن حجر، وكذلك انتفع كثيرا بتصانيف أبي الحسنات عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي.

‌تأسيس دار الرشاد

وأسّس رحمه اللَّه تعالى "دار الرشاد" بمشاركة المحدّث السيّد أبي التراب رشد اللَّه في "بير جهندا" قرية من مديرية "حيدرآباد السند" في سنة 1319 هـ، فدرّس فيها الحديث والتفسير، وما يتعلّق بهما، فتلمّذ عليه جمع من أهل العلم، لا يحصى عددُهم، إلا اللَّه تعالى، منهم: العلامة المحدّث الشيخ أمين علي السندي، ومفسّر العصر الشيخ أحمد علي السندي اللاهوري، وقامع البدعة الشيخ ضياء الدين، والشيخ المفسّر المحقّق عبد اللَّه الغاري السندي، والشيخ محمد أكرم الهالائي، والمفتي عبد القادر السندي، والشيخ محمد كاكيبوتا، والشيخ عبد الحق الربّاني، والعالم الجليل الحافظ محمد خليل الشاهبوري، نزيل "السند"، والشيخ غلام مصطفى القاسمي، والشيخ نور محمد السجاولي، والقاضي عزيز اللَّه، وغيرهم.

رأى رحمه اللَّه تعالى في مبشّرة أن الإمام مالك جاء إلى "دار الرشاد"، وأقام في حجرة منها، ثم جاء شيخه شيخ الهند، نزل في تلك الحجرة.

‌تأسيس جمعية الأنصار

بعد ما صار المتخرّجون من دار الرشاد قادرين على إداراتها تحت رعاية المحدّث أبي التراب أمره شيخ الهند بالإقامة في جامعة ديوبند الإسلامية (دار العلوم بديوبند) عام 1327 هـ، فلبّى أمر شيخه، ووصل إليها، فأسّس "جمعية الأنصار"، وكان من أمثل أعمال الجمعية المؤتمر العلمي الديني، وتنظيم تكميل الشرعيات للطائفتين ممن تخرّج من المدارس الدينية، أو من المكاتب العصرية، وجمع النفقات للهلال الأحمر.

ص: 232

‌تأسيس نظارة المعارف القرآنية

استمرّ رحمه اللَّه تعالى على مثل تلك الأعمال -لجمعية الأنصار- نحو أربعة أعوام، ثم أقام في "دهلي" 1331 هـ بأمر شيخه شيخ الهند، وأسّس هناك "نظارة المعارف القرآنية"، وكان يدرّس فيها القرآن الكريم على طريق الاعتبار بأصول الفوز الكبير للشاه ولي اللَّه الدهلوي، ويدرّس مصنّفه "ححة اللَّه البالغة".

‌جهوده في تحرير البلاد

كان رحمه اللَّه تعالى ممن قام ضدّ الاستعمار البريطاني لتحرير البلاد الهندية، وكابد في ذلك المشاق، وجال في القرى والأمصار، ولما نشبت الحرب الكبرى سافر إلى حدود "أفغانستان" مختفيا متسترا بإيعاز من شيخه العلامة محمود حسن الديوبندي يحمل رسالة الجهاد، والثورة على الإنكليز، والهجوم على الحكومة الإنكليزية في "الهند"، فورد في "كابل" في خامس ذي الحجة 1333 هـ، وبدأ يشكل فرقة من المتطوعة لهذا الغرض، سماها جنود اللَّه، وقامت في "كابل" حكومة هندية موقّتة، كان العلامة السندي وزير الداخلية في هذه الحكومة أقام رحمه اللَّه تعالى في "كابل" نحو سبعة سنين، فعمل جمعية سياسية للمسلمين، فحصلت الحرية الكلّية لـ "أفغانستان" بسبب، مساعيه وأعماله المباركة.

وبعد الصلح بين المتحاربين الإنكليز والأفغان تعسر للشيخ القيام في "كابل"، فغادر "كابل" لثمان بقين من صفر 1341 هـ مع زملائه الشباب وتجشم المشاق في هذه الرحلة، ومر بـ "بخارا" و"تاشقند"، حتى وصل في التاسع عشر من ربيع الأول من هذه السنة في "ماسكو" عاصمة البلاد السوفيتية -روسيا-، ومكث هناك نحو تسعة أشهر، ثم توجّه إلى "تركيا" في شهر ذي الحجّة 1341 هـ لإكمال خطته التحريرية الجهادية، وقضى نحو خمسة أشهر في "أنقره"، ثم دخل "إستنبول" في ربيع الأول 1342 هـ، وقابل عصمت باشا رئيس وزراء "تركيا"، ولم يزل في حلّ وعقد، ومداولات

ص: 233

ومخابرات، ثم عزم على التوجّه إلى "مكّة" ملجأ العالمين، ومثابة المسلمين، فسافر من "إستنبول" في الثالث والعشرين من ذي الحجّة 1342 هـ بالباخرة عن طريق "إيطالية"، وألقى رحله في جوار البيت، ومكث نحو خمس عشرة سنة.

‌التدريس في أم القرى:

واشتغل زمانا بالتدريس في المسجد الحرام، فقرأ عليه جمع كثير "موطأ الإمام مالك"، و"موطأ الإمام محمد"، و"الرسالة" للإمام الشافعي، وأطرافا من "كتاب الأم" للإمام الشافعي، و"المسوّى من أحاديث الموطأ"، و"الفوز الكبير في أصول التفسير"، و"حجة اللَّه البالغة" الثلاثة للإمام ولي اللَّه الدهلوي، و"أصول الفقه" للإمام محمد إسماعيل الشهيد الدهلوي، و"شرح النخبة" للحافط ابن حجر، وما يتعلق بأصول الحديث من "مقدّمة الإمام مسلم"، و"كتاب العلل" من "جامع الترمذي"، و"رسالة الإمام أبي داود". وقرؤوا عليه خارج المسجد الحرام "حجة اللَّه البالغة"، وأطرافا من "إزالة الخفاء"، و"رسالة مذهب عمر بن الخطاب"، و"الفوز الكبير"، وأطرافا من "فتح الرحمن"، و"فيض الحرمين"، وغيرها من مؤلّفات الإمام ولي اللَّه، و"رسائل الإمام عبد العزيز الدهلوي"، وأطرافا من "تكميل الأذهان" للشيخ رفيع الدين الدهلوي، و"الصراط المستقيم"، و"منصب الإمام"، و"العبقات"، و"أصول الفقه"، و"تقوية الإيمان" الخمسة للإمام محمد إسماعيل الشهيد، ورسائل حجّة الإسلام الإمام محمد قاسم الديوبندي النانوتوي، كان يدرّس للراغبين من العلماء والقاصدين لبيت اللَّه الحرام، ويقضي أوقاته فى الدرس والمطالعة والعبادة والإفادة، معتزلا في بيته، زاهدا متوكّلا متقشّفا فى الحياة، يتبلغ بلقمة من العيش، وبما يقيم صلبه.

‌ذكر بعض تلاميذه:

تلمّذ عليه في "مكة المكرمة" أجلة العلماء، منهم: العلامة موسى جار اللَّه، جامع "أمالي التفسير"، والشيخ محمد عبد الرزاق آل حمزة، والشيخ محمد نور

ص: 234

الثمر المكّي، والشيخ عبد الوهّاب الدهلوي، والشيخ عبد الظاهر أبو السمح، والشيخ سليمان الفيع، مدير مكتبة الحرم، والشيخ محمد السندي المدني، والشيخ محمد التويجري، والشيخ عبد اللَّه الحجازي، وغيرهم.

‌مؤلفاته:

له مؤلّفات جليلة، من أشهرها:"التمهيد لتعريف أئمة التجديد"، وقد أثنى عليه أعلام "الحجاز"، وأعلام بلاد "باكستان"، وأعلام "الهند"، ونتحدّث عن هذا الكتاب في الباب إن شاء اللَّه تعالى، وله تعليقات على "شرح معاني الآثار" للإمام الطحاوى، وعلّق على "فتح القدير" لابن الهمام، وشرح قطعة من "بلوغ المرام" باسم "فتح السلام لأبواب بلوغ المرام"، وقطعة من "سفر السعادة" للفيروز أبادي، وكتب قطعة في تخريج ما في الباب للترمذي، وشرع في تخريج أحاديث "الغنية" للشيخ عبد القادر الجيلاني، ومن مؤلفاته:"إزالة الشبهة عن فريضة الجمعة"، و"تهذيب رفع اليدين" للإمام البخاري، و"تنسيق أحاديث بدء الوحي من الجامع الصحيح"، وشرع في ترجمة القرآن الكريم باللغة السندية الفصيحة، فتوجّه شيخه أبو الحسن إلى ذلك الخطب الجليل، وكان العلامة السندي صاحب الترجمة معاونه في التصحيح، فأتمه فى عدة سنين.

وفي زمن تلمّذه عام 1307 هـ ألَّف "مراصد الوصول إلى مقاصد الأصول"، لخّص فيها "مسلّم الثبوت"، وأضاف إليها أشياء من "تحرير ابن الهمام"، و"شرح المختصر" للعضد، و"شرح مسلّم الثبوت" للشيخ نظام الدين اللكنوي، و"شرح بحر العلوم"، حسبما أرى إليه فكره، عرضها على شيخه شيخ الهند استحسنه جدا.

‌وفاته:

بعد أن مكث في "مكّة المكرّمة" خمس عشرة سنة عاد إلى وطنه، ووصل إلى "كراتشي" فى منتصف محرّم 1358 هـ، وقضى أيامه الأخيرة

ص: 235

مرة في "دهلي"، وأخرى في "السند"، ووافه الأجل في الثالث من رمضان 1363 هـ، ودفن في جوار شيخه غلام محمد في قرية "دين بور" من توابع "بهاولبور".

* * *

‌3504 - الشيخ الفاضل مولانا عُبَيد اللَّه أنور، رحمه اللَّه تعالى

*

من أحفاد العلامة عبيد اللَّه السندي.

ومن أعزّ تلامذة شيخ التفسير العلامة أحمد علي اللاهوري.

قرأ مبادئ العلم فى وطنه، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وتخرّج على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، رحمه اللَّه تعالى.

وبعد الفراغ جع إلى وطنه، والتحق بمدرسة قاسم العلوم، كان فطنا، ذكيا، صابرا، شكورا، صائب الرأي، خاشعا، متواضعا، ممتازا بين الناس، وكان منسلكا بجمعية علماء إسلام (الحزب السياسي).

توفي 7 شعبان المعظّم يوم الأحد سنة 1405 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في جوار شيخ التفسير أحمد علي اللاهوري، رحمهما اللَّه تعالى رحمة واسعة.

* * *

* راجع: بيّنات، الجريدة الشهرية، عدد رمضان، 1405 هـ، ومقالات يوسفي 1: 257 - 258.

ص: 236

‌باب من اسمه عبيد الحق

‌3505 - الشيخ الفاضل مولانا عُبيد الحق بن حميد علي تعلّقْدَار الجاتجامي

*

ولد سنة 1320 هـ تقرييا في قرية "كوسيا" من مضافات "سَاتْكَانِيَا" من أعمال "جاتجام" من أرض "بنغلاديش".

قرأ مبادئ العلم في داره على المولوي زائر اللَّه، ومولانا مبارك علي، والصوفي عبد الباري.

ثم التحق بدار العلوم الواقعة بمدينة "جاتجام" سنة 1341 هـ، وقرأ فيها سنتين إلى "شرح الوقاية" في الفقه، و"نور الأنوار" في أصول الفقه.

ثم سافر إلى "كلكته"، والتحق بالمدرسة العالية فيها، وقرأ فيها "مشكاة المصابيح"، وغيرها من الكتب الدراسية، وحصّل سند "فخر المحدّثين".

من أساتذته فيها: العلامة ماجد علي، والعلامة يحيى، رحمهما اللَّه تعالى.

صنّف "تذكرة أولياء بنغاله"، و"جمنسْتَان أردو".

وبعد إكمال الدراسة التحق مدرّسا بالمدرسة العالية فِيْني، ثم عيّن رئيسا لها، وكان عميدا لجمعية المدرّسين في "بنغلاديش".

توفي بعد سنة أربعمائة وألف من الهجرة النبوية، على صاحبها ألف صلاة وتحية، ودفن بعد أن صلي على جنازته في مقبرة آبائه، وكانت جنازته حافلة.

* * *

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 251 - 252.

ص: 237

‌3506 - الشيخ الفاضل العلامة عبيد الحق بن ظهور الحق بن المنشئ أميد رضا بن عادل رضا السلهتي

*

أحد من العلماء المبرزين في "بنغلاديش".

ولد يوم الجمعة سنة 1346 هـ في قرية "باروتاكوري" من مضافات "زكيغَنْج" من أعمال "سلهت".

وكان لأبيه ثلاثة بنين، هو، ومولانا أحمد الحق، ومولانا عبد الحق.

قرأ مبادئ العلم على والده، ثم التحق بالمدرسة الواقعة بـ "بِيَاني بازار" التي أسّسَها العلامة مولانا أطهر على السلهتي، وقرأ فيها على الشيخ مولانا شمس الحق الشاهْبَاغي "كريما" لمصلح الدين الشيرازي، و"بند نامه" لفريد الدين العطّار، و"الميزان" و"المنشعب" في الصرف.

ثم التحق بمولانا مدثر، ومولانا موسر علي في "حبي غنج"، وقرأ عليهما مدّة.

ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وهو ابن أربع عشرة سنة، والتحق بها، وقرأ على أساتذتها كتب الفنون العالية، وكتب الحديث والتفسير.

من أساتذته: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إبراهيم البلياوى، والعلامة إعزاز علي الأمروهوي، والعلامة إدريس الكاندهلوي، ومولانا عبد الشكور الديوبندي، ومولانا عبد الجليل، ومولانا عبد السميع، ومولانا محمد شريف، ومولانا عبد الخالق، ومولانا عبد الحق نافع، ومولانا

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 252.

ص: 238

عبد الحق الحقّاني، ومولانا محمد سعيد الكنكوهي، مولانا القاري محمد ميان، مولانا اشتياق أحمد، ومولانا حبيب اللَّه البهاري، رحمهم اللَّه تعالى.

ومن زملائه: فداء الملّة مولانا أسعد المدني، ومولانا سالم القاسمي، ومولانا وحيد الزمان، ومولانا أبو الحسن الجسري، ومولانا حامد ميان، ومولانا مصطفى الأعظمي، ومولانا أشرف الدين، ومولانا نور الإسلام، ومولانا رحمة اللَّه، وغيرهم.

ومن تلاميذه: العلامة المفتي محمد تقي العثماني، والعلامة المفتي محمد رفيع العثماني، مولانا عبيد اللَّه بن سعيد الجلال آبادي، وغيرهم.

سافر إلى بلاد مختلفة، منها:"المملكة العربية السعودية"، و"مصر"، و"العراق"، و"كويت"، و"إفريقيا الجنوبي"، و"إيران"، و"الهند" و"باكستان" و"مالزيا"، و"إندونيسيا"، و"روس"، و"بريطانيا"، و"امريكا"، وغيرها.

بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، والتحق مدرّسا بأشرف العلوم بَرَاكَتْرا داكا، درّس فيها أربع سنين، ثم التحق بمدرسة نَانَكْ وَارا كراتشي، ودرّس فيها سنة كتب الفنون والحديث، ثم التحق مدرّسا بالمدرسة العالية داكا، وبعد مدّة عين شيخ الحديث لها، وعين خطيبا لبيت المكرّم، أكبر مساجد "بنغلاديش"، وأقام على هذا المنصب الجليل، حتى وافاه الأجل المحتوم.

توفي في داره بـ "عظيم بور" من "داكا" يوم السبت 24 رمضان المبارك سنة 1428 هـ، وصلى على جنازته نجله الصالح مولانا عطاء الحق، وكانت جنازته حافلة، حضرها ألوف من الناس والعلماء والفضلاء، ودفن في "مقبرة عظيم بور" بـ "داكا".

من تصانيفه: "سيرة مصطفى"، و"نشر الفوائد"، و"شرح شكوى وجواب شكوى"، و"قرون أولى مين إسلامي حكمراني"، و"تسهيل الكافية"،

ص: 239

و"شيعه سني اختلاف"، و"قرآن حكيم أور هماري زندكي". وغيرها من الكتب والرسائل.

* * *

‌3507 - الشيخ الفاضل مولانا عُبيد الحق بن محمد مُنُو غازي سَرْدَارْ الكُمِلائي

*

ولد في قرية "بَالِيْمُوري" من مضافات "بَتُوغِرَام" من أعمال "كملا".

وقرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بدار العلوم بَرُورا، وقرأ فيها عدة سنين، ثم التحق بالمدرسة الحميدية بَتُوغِرَام، وقرأ فيها مدة، ثم سافر إلى "داكا"، والتحق بمدرسة أشرف العلوم بَراكَتْرا، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها سنتين، وقرأ فيها الصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية.

ثم رجع إلى وطنه المالوف، ودرّس في مدرسة سَائِتْسَاله ثلاث سنين، ثم التحق مدرّسا بالمدرسة الحسّامية بـ "كملا"، ودرّس فيها مدّة، ثم التحق بالمدرسة الحميدية بَتُوغِرَام، ودرّس فيها، حتى وافاه الأجل المحتوم.

من أساتذته الكبار: العلامة القارئ محمَّد طيّب، والعلامة مسيح اللَّه خان، والعلامة محمّد اللَّه حافظجي، والعلامة شمس الحق الفريدبوري، والعلامة محب الرحمن الفِنُوائي، رحمهم اللَّه تعالى.

توفي سنة 1412 هـ، ودفن بعد أن صلَّى على جنارته في مقبرة آبائه.

* * *

* راجع: مشايخ كملا 1: 120 - 122.

ص: 240

‌3508 - الشيخ الفاضل مولانا عبيد الحق الفِيْنَوي، رحمه اللَّه تعالى

*

لم تعرف سنة ولادته.

من أهل "بنغلاديش".

قرأ مبادئ العلم في مدرسة راجابور، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند.

والتحق بها، وأتم الدراسة العليا فيها.

بعد الإتمام رجع إلى وطنه الأليف، وبنى مدرسة سنة 1361 هـ في موضع "بِيْرُولِي بازار" من أعمال "فيني"، درّس فيها 67 سنة، وعدد تلاميذه كثير جدا.

بايع في الطريقة على يد شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني.

توفي سنة 1412 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في جوار مدرسته التي بنى.

* * *

* راجع: مشايخ فيني ص 49، 50.

ص: 241

‌باب من اسمه عبيد الرحمن

‌3509 - الشيخ الفاضل مولانا عبيد الرحمن بن جاند مِيَان الجاتجامي

*

ولد سنة 1342 فى "إمام نغر" من مضافات "فَتِكْسَري" من أعمال "جاتجام".

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بمدرسة ناصر الإسلام ناظرهات، وقرأ فيها كتب الدرجة الابتدائية، ثم قرأ كتب الدرجة المتوسّطة في الجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، والصحاح الستة.

من أساتذته: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وقرأ فاتحة الفراغ سنة 1370 هـ.

بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، والتحق بمدرسة عزيز العلوم بابونغر، وكان يدرّس فيها "صحيح البخاري"، و"جامع الترمذي"، وغيرها من الكتب الدراسية.

بايع في الطريقة والسلوك على يد شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وبعد مدّة أجازه للإرشاد والإصلاح والتلقين.

* * *

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 251.

ص: 242

‌3510 - الشيخ الفاضل مولانا عُبيد الرحمن بن الشيخ موسى بن أشرف علي بن أمجد علي الجاتجامي

*

ولد يوم الثلاثاء 12 شوّال المكرم سنة 1341 هـ في قرية "علي بور" من أعمال "جاتجام".

سماه أبوه به بإيماء عمّه القاري إبراهيم، وكان اسمه التاريخي مرغوب الحميد، ومرغوب النبيّ، ومختار الكليم.

مات أبوه في صباه، فربّاه عمّه القاري المذكور.

جاءت أسرته من العرب إلى "هاتهزاري" من أرض "جاتجام".

قرأ الكتب الابتدائية في الجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام "هاتهزاري"، ثم رَحَل إلى "الهند"، والتحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ كتب الصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية، وكتب التفسير فيها.

من كبار أساتذته: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والشيخ أصغر حسين الديوبندي، والشيخ إعزاز على الأمروهوي، رحمهم اللَّه تعالى.

وكان عالما، صالحا، ورعا، تقيا، ويسلّم الناسَ قبل أن يسلّمه أحد، وله عداوة بليغة باللغة الإنكليزية، حتى لا يأكل الرغيف الذي يكتب عليه بهذه اللغة.

بعد إتمام الدراسة التحق بمدرسة مومن باري من "جاندبور"، ثم التحق بمدرسة "ميربور" من "داكا"، ثم التحق من سنة 1384 هـ إلى سنة 1414 هـ بقسم تحفيظ القرآن بدار العلوم هاتهزاري، وفى هذه المدّة عين إماما لمسجد

* راجع: تاريخ دار العلوم هاتهزاري ص 240 - 241.

ص: 243

الجامعة، وكان فائق الأقران في علم الفرائض، يقال إنه كان إماما فيه، وصنّف كتابا في هذا الفن الجليل، سماه "علم السراجي".

بايع في الطريقة والسلوك على يد العلامة المفتي الأعظم فيض اللَّه، رحمه اللَّه تعالى، وحصلت له الإجازة منه.

توفي يوم الجمعة سنة 1404 هـ، وعند وفاته نزل المطر من السماء، ودفن في المقبرة الواقعة في جوار نور مسجد في "هاتهزاري"، وترك ستة بنين، وثلاث بنات.

* * *

‌باب من اسمه عتبة وعتيق

‌3511 - الشيخ الفاضل عُتْبة بن خَيْثمة بن محمد بن حاتم بن خيثمة بن الحسن بن عوف بن حنظلة النيسابوري، الإمام القاضي أبو الهيثم المشهور بكنيته

*

* راجع: الجواهر المضية برقم 913.

ترجمته في: العبر 3: 94، 95، وكتائب أعلام الأخيار، برقم 222، والطبقات السنية، برقم 1398، وشذرات الذهب 3: 181، والفوائد البهية 125.

وفي نسبه: التميمي. وتأتي لترجمته بقية في الكنى من الجواهر.

ص: 244

أستاذ الفقهاء والقضاة، عديم النظير في الفقه والتدريس والفتوى.

تولى القضاء سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة إلى سنة خمس وأربعمائة، فأجراه أحسن مجرى.

ومات في سادس عشر جمادى الآخرة سنة ست وأربعمائة.

تفقّه على الأستاذ أبي الحسين قاضي الحرمين

(1)

.

[قال الحاكم]

(2)

: فصار أوحد عصره، حتى لم يبق بـ "خراسان" قاض على مذهب الكوفيين إلا وهو ينتَمِي إليه.

* * *

‌3512 - الشيخ الفاضل عتبة بن عبيد اللَّه أبو السائب

*

كان قاضي القضاة بـ "الأنبار"

(3)

و"هيت" بعد الأربعين وثلاثمائة.

* * *

(1)

هو أحمد بن محمد بن عبد اللَّه، وترجمته في الجواهر برقم 211.

(2)

سقط من بعض النسخ.

* راجع: الجواهر المضية برقم 914.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1399.

قال التميمي: كذا في الجواهر المضية من غير زيادة، وذكر الخطيب البغدادي في تاريخه، والصفدي في الوافي بالوفيات، أنه كان شافعي المذهب. وروى الخطيب أنه توفي سنة خمسين وثلاثمائة.

وإنما ذكرناه بعد الوقوف على مذهبه للتنبيه عليه. واللَّه تعالى أعلم.

وترجمه عتبة هذا في تاريخ بغداد 12: 320 - 322، وفيه: عتبة بن عبد اللَّه.

وترجمه ابن السبكى، في طبقات الشافعية الكبرى 3: 343، 344.

(3)

في بعض النسخ: "بأنبار". خطأ.

ص: 245

‌3513 - الشيخ الفاضل عتيق بن داود اليماني

*

صاحب "الرسالة" المشهورة في فضل أبي حنيفة.

* * *

‌3514 - الشيخ الفاضل عتيق بن الحافظ محمد صديق التانده باندلوي أستاذ الحديث بدار العلوم جامع الهدى بـ "مرادآباد

" * *

ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد بموطنه الأم "تانده باندلي" يوم 17 شوّال، الموافق 19/ يونيو 1373 هـ، كان غاية في سلامة الطبع، فطنا، ذكيا منذ حداثة السنّ، وبعد أن تعلّم إلى الصفّ الخامس في شتى المدارس التحق بالصفّ السادس في جامعة مظاهر العلوم، ولا يزال يتلقّى العلم بها لسنتين كما يتربى، ويلازم الشيخ أسعد اللَّه، مدير جامعة مظاهر العلوم، وتخرّج فيها في شعبان 1392 هـ، وأخذ "جامع البخاري"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي عن الشيخ محمد يونس، و"سنن أبي داود"، و"صحيح مسلم" عن الشيخ محمد عاقل، و"جامع الترمذي"، و"الشمائل" عن الشيخ المفتي مظفّر حسين.

* راجع: الجواهر المضية برقم 915.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1400، وهدية العارفين 1:651.

وذكر البغدادي أن وفاته كانت سنة ستين وأربعمائة.

* * راجع: علماء مظاهر العلوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية للسيّد محمد شاهد الحسني 2: 463 - 467.

ص: 246

بعد أن تخرّج فيها ولي التدريس في الجامعة العربية الرحمانية ببلدته، فظلّ يدرّس الكتب الفارسية والعربية، حتى "مشكاة المصابيح" بجدّ ونشاط، إلى جانب توليه مسؤولية الإفتاء بها، فيكتب الإجابات عن الاستفتاءات موثّقة بالأدلة بكلمات مكشوفة سافرة، وعلى ما أفاد الشيخ صغير أحمد: كان يعيش عيش الضيق والعسرة بتلك الأيام، مع ذلك لم تكن تتزلزل قدمه، ولم تنحرف عن الثبات والمصابرة أمام الأوضاع الخطرة التي واجهته، ولا زال أعرب عن غنى القلب، وإثر أن تمتع بالعيش مشتغلا بالتدريس والإفادة والإفتاء بها لمدة عشرة سنة انتقل إلى دار العلوم جامع الهدى بمدينة "مرادآباد"، ولم يرض به شيئا القائمون على أمور الجامعة الرحمانية، فدرّس هنا كلا من "صحيح مسلم"، و"سنن النسائي"، و"سنن ابن ماجه"، و"مشكاة المصابيح"، و"تفسير الجلالين"، و"المقامات الحريرية"، و"المعلقات السبعة"، و"ديوان المتنبي"، وما إلى ذلك. كما يقوم بالرحلات التبليغية والإصلاحية، ولو أصابته المصائب والمشاقّ في سبيلها، فارتحل إلى "مهاراشترا" في رمضان المبارك 1402 هـ، حيث كثيرا ما سمعته يصف ما عاناه في الرحلة هذه من الصعوبات الهائلة، مما يدلّ على الصبر والاستقامة والثبات الذي ركن إليه، واتخذ مع ذلك خطوات، فأدى صلاة الفجر بمنطقة "كهير"(وهى تقع من "بومباي" على بعد ثلاثمائة كلومتر، ومنطقة "سنكلت" تبعد من "كهير" بأربعة عشر كلومترا)، ثم سافر منها إلى تسع كلومترات بالحافلة، وإلى خمس كلومترا راجلا، والطريق ذات الجبال وذات العوائق والعراقيل، والسماء ترشّ رشاشا، والعين تدمع دمعا، والقلب ينطق: ما أشدّ البلاء يا لطيف.

* * *

ص: 247

‌3515 - الشيخ العالم المحدّث عتيق بن عبد السميع، البهاري

*

أحد الأفاضل المشهورين.

ولد، ونشأ بأرض "بهار"، وقرأ العلم على عمّه الشيخ عبد المقتدر ابن عبد النبي البهاري، وهو أخذ عن والده، وعن الشيخ نور الحق بن عبد الحق البخاري الدهلوي.

وأخذ عنه وجيه الحق بن أمان اللَّه الجعفري البهلواروي، وإني رأيت الإجازة له كتبها للوجيه.

قال فيه: أما بعد! فيقول العبد المتوسّل إلى اللَّه الغني بذريعة الحديث النبوي محمد عتيق بن عبد السميع البهاري، قد شرّفني اللَّه تعالى بقراءة كتب الأحاديث ومن على بكثرة شغلها وطول خدمتها، وتفضل على بتعليمها وتبليغها إلى طالبيها، إلخ.

ثم إنه سرد أسماء شيوخه.

توفي في شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين ومائة وألف، كما في "تذكرة الكملاء".

* * *

‌3516 - الشيخ الفاضل عتيق بن عثمان ابن أبي بكر ابن أبي سعيد الخطيب، السمرقندي

* راجع: نزهة الخواطر 6: 340.

ص: 248

من أهل "سمرقند" إمام، عفيف، صالح، حسن السيرة، عارف بمذهب أبي حنيفة، نظيف، وضيء الظاهر، نقي الباطن *

وولادته في حدود سنة ثمان وسبعين وأربعمائة بـ "سمرقند".

ووفاته بها في الثامن عشر من شهر صفر سنة ستّ وخمسين

(1)

وخمسمائة.

ذكره السمعاني.

* * *

‌3517 - الشيخ الفاضل عتيق نزيل "الموصل

" * *

ذكره الحافظ الأزدي في "طبقات أهل الموصل"، وقال: كان يفتي بـ "الموصل" برأي أبي حنيفة وأبي يوسف.

وروى كتب أبي يوسف.

ومات سنة أربع وثلاثين ومائتين.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 916.

وترجمته في الطبقات السنية برقم 1401.

(1)

سقط من: بعض النسخ.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 917.

وترجمته في الطبقات السنية برقم 1402.

وله ذكر في تاريخ الموصل للأزدي 285.

ص: 249

‌3518 - الشيخ الفاضل عُتَيق -بضم العين، وفتح التاء- القاضي أبو طاهر، سعيد الرازي حدث عن أبي العباس أحمد الناطفي

(1)

*

من كبار الحنفية المشهورين.

* * *

‌3519 - الشيخ الفاضل العلامة عتيق الرحمن بن المفتي الأعظم عزيز الرحمن العثماني الديوبندي

* *

اسمه التاريخي "ظفر الحق".

ولد سنة 1321 هـ في "ديوبند"، أسرته أسرة علم وفضل ودين وصلاح، وكان أبوه رئيس هيئة الإفتاء في جامعة "ديوبند"، وعمّه هو المحدّث الفذّ النابغة شبير أحمد العثماني، الذي عرف بشيخ الإسلام في "باكستان"، وكتابه "فتح الملهم بشرح الصحيح للإمام مسلم" مشهور.

(1)

كانت وفاة الناطفي على ما في ترجمته في الجواهر برقم 221 سنة ست وأربعين وأربعمائة.

* راجع: الجواهر المضية برقم 918.

وترجمته في الطبقات السنية برقم 1403.

ولعل: عتيق لقبه، فإن اسمه في الترجمة ذاتها:"سعيد"، أو لعل له اسمين.

* * راجع: تتمة الأعلام للزركلي 3: 72، وأكابر علماء دوبند ص 393، 294. والثقافة (الهند) ص 2 ع 18، 19، وتتمة الأعلام للزركلي 2: 42.

ص: 250

حفظ القرآن الكريم وهو ابن تسع سنين، وتعلم من البداية إلى النهاية في دار العلوم ديوبند. وقرأ فاتحة الفراغ سنة 1341 هـ.

ودرَّس في دار العلوم ديوبند من سنة 1344 هـ إلى سنة 1346 هـ، ثم التحق بجامعة دابيل سنة 1346 هـ، ودرَّس فيها، فأفَاد، وأجَاد.

ثم استقلَّ منها، وسافر مع رفيقه العلامة حفظ الرحمن السيوهاروي إلى "كلكته"، واشتغل فيها بالتفسير، والإفتاء، والدعوة، والإرشاد سبع سنين.

كان مجلسه يجمع الوزراء، والعلماء، ورجال الفكر، والصحفيين، والشعراء، من المسلمين وغيرهم، وفي السنوات الأخيرة من عمره كان متفرّغا للاستماع إلى مشكلات الناس والسعي لحلّها.

وكان عضوا لمسلم يونيورستي عليكره، وجمعية علماء الهند، ودار العلوم ديوبند، وانتخب صدرا لجمعية علماء الهند بعد وفاة العلامة حفظ الرحمن السيوهاوري.

قضى عمره في الخدمات الدينية والعلمية والاجتماعية، فقد رأس لفترة طويلة جدا المجلس الاستشاري الإسلامي، الذي يعتبر جبهة موحّدة للجماعات الإسلامية المختلفة للدفاع عن حقوق المسلمين، وكان يحظي بثقة واحترام الأوساط المختلفة، وقد تشكل المجلس الاستشاري عام 1383 هـ في أعقاب المجازر الدموية التي وقعت ضدّ المسلمين في مدينة "راوركيلا" و"جمشيدور".

وكان يشكل مع الشيخ أبو الليث الإصلاحي أمير الجماعة الإسلامية، والشيخ أبو الحسن الندوي المراجع الرئيسة للطائفة الإسلامية في "الهند".

وقد أنشأ مجمعا علميا في "دهلي" عام 1354 هـ، وفي عام 1366 هـ تعرض المجمع لهجوم من قبل جماعة من الهندوس، فأحرقوه، وحاولوا قتله، إلا أنه نجا من أيديهم ليعود إلى بناء المجمع من جديد، ويصدر مجلة علمية راقية

ص: 251

باسم "برهان"، وقد صدر عن المجمع ما يزيد على 150 كتابا تعالج القضايا الإسلامية، وتدحض أضاليل المستشرقين. (وانظر المستدرك).

توفي بـ "دهلي" في شهر شعبان المكرم سنة 1404 هـ، وعمره يناهز الثالثة والثمانين.

* * *

‌3520 - الشيخ الفاضل مولانا عتيق الرحمن الجاتجامي

*

ولد في موضع "أنواره"، من أعمال "جاتجام"، من أرض "بنغلاديش".

درّس سبع سنين في قاسم العلوم الواقعة في موضع "ساريه" من "جاتجام".

* * *

‌باب من اسمه عثمان

‌3521 - الشيخ الفاضل عثمان بن إبراهيم بن علي بن نصر بن إسماعيل الخُوَاقندي

الأستاذ

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 226.

ص: 252

أحد مشايخ "فرغانة" *

تفقه بـ "بخارى" على برهان الأئمة عبد العزيز بن عمر

(1)

.

قال صاحب "الهداية"

(2)

: قرأت عليه أشياء من الفقه، وغيره.

وأجاز لي مشافهة.

ذكره صاحب "الهداية" في "مشيخته".

والخُوَاقند: بلدة من "فرغانة".

وأخوه محمد بن إبراهيم بن علي بن نصر، يأتي

(3)

.

* * *

‌3522 - الشيخ الفاضل عثمان بن إبراهيم بن محمد بن أحمد ابن أبي بكر محمد بن الفضل بن جعفر بن رَجَاء الفَضلي البخاري

*

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: قال السمعاني: كان من أولاد الأئمة.

* ترجمته في طبقات الفقهاء لطاش كبري زاده، صفحة 94، والطبقات السنية برقم 1404.

(1)

أي ابن مازه.

(2)

توفي صاحب الهداية علي بن أبي بكر بن عبد الجليل، سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.

(3)

ترجمته في الجواهر برقم 1141.

* راجع: الجواهر المضية برقم 920.

وترجمته في الأنساب 429، واللباب 2: 217، والطبقات السنية برقم 1405.

ص: 253

سمع القاضي عليا

(1)

السُّغْدي.

روى عنه جماعة كثيرة بـ "بخارى" و"سمرقند".

وعاش كثيرا [حتى حدث بالكثير]

(2)

.

ولد في رمضان سنة ستّ وعشرين وأربعمائة.

وتوفي بـ "بخارى" سنة ثمان وخمسمائة.

تقدّم ابنه عبد العزيز

(3)

.

ويأتي لعثمان هذا زيادة في ترجمته في الأنساب في الفضلي.

* * *

‌3523 - الشيخ الفاضل عثمان بن أحمد بن محمد بن أحمد الخليلي الخُلْمي، المعروف بخطيب خُلم

*

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: قال السمعاني: إمام، فقيه، فاضل، مفت، مناظر.

(1)

في النسخ: علي، وهو أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد، كما جاء في الأنساب واللباب، وكما سيأتي في ترجمة الفضلي، من الأنساب آخر الكتاب، وترجمته في الجواهر برقم 969.

(2)

سقط من بعض النسخ.

(3)

ترجمته في الجواهر برقم 824.

* راجع: الجواهر المضية برقم 921.

ترجمته في التحبير للسمعاني 1: 545، 546، ومعجم البلدان 2: 465، والطبقات السنية برقم 1407.

وفي بعض النسخ "الحلبي" مكان: "الخليلي" خطأ.

ص: 254

ولي الخطابة بـ "بلخ"، وصار شيخ الإسلام بها.

تفقّه على الإمام أبي بكر محمد بن أحمد بن علي القزاز، وسمع الحديث منه.

كتب إليَّ الإجازةَ من "بلخ" بخطّه في ذي القعدة سنة تسع وعشرين وخمسمائة.

وتوفي بعد هذا التاريخ.

وتقدّم أبوه أحمد بن محمد الخُلْمي

(1)

.

* * *

‌3524 - الشيخ الفاضل عثمان بن أحمد بن محمد بن عبد اللَّه الظاهري

*

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: هو ابن أخي شيخنا إبراهيم، تقدّم

(2)

.

وتقدّم أبوه أحمد الإمام أبو العبّاس

(3)

.

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 187.

* راجع: الجواهر المضية برقم 922.

وترجمته في من ذيول العبر (ذيل الذهبي) 165، 166، والدرر الكامنة 3: 50، والسلوك، الجزء الثاني، القسم الثاني، صفحة 328، وحسن المحاضرة 1: 393، والطبقات السنية برقم 1408.

وفي بعض النسخ: "الطاهري"، تصحيف.

(2)

ترجمته في الجواهر برقم 45.

(3)

ترجمته في الجواهر برقم 212.

ص: 255

تفقّه يسيرا، وبكَّر به أبوه، فأحضره على أبي الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم الحَّراني، وعبد اللَّه ابن علَّاق

(1)

، وأسمعَه من عبد العزيز بن عبد المنعم الحلاوي، والإمام أبي بكر محمد بن إبراهيم المقدسي.

سمع الكثير، وكتب بخطّه، وقرأ بنفسه.

وقال البرزالي: ذكر لي والده

(2)

في سنة خمس وثمانين

(3)

أن شيوخه ستمائة شيخ، ثم ازدادوا بعد ذلك.

مولده في صفر، وقيل: في المحرّم سنة سبعين وستمائة.

ومات في ليلة يُسْفِر صاحبُها عن سادس رجب سنة ثلاثين وسبعمائة بزاوية والده خارج باب البحر، ودفن من الغد خارج باب النصر.

سمعت منه [الكثير، وأجاز لي]

(4)

غير مرة، كتب لي بخطّه.

* * *

‌3525 - الشيخ الفاضل عثمان بن أحمد الفرتكي، النيكده وي، الرومي

*

صوفي.

(1)

كانت وفاة عبد اللَّه بن عبد الواحد بن محمد بن علاق سنة اثنتين وسبعين وستمائة. أي بعد ولادة المترجم بسنتين.

انظر العبر 5: 299.

(2)

في بعض النسخ: "ولده" خطأ.

(3)

أي وستمائة، والمترجم في الخامسة عشرة.

(4)

في بعض النسخ "الكتب وأجازني".

* راجع: معجم المؤلفين 6: 250.

وترجمته في هدية العارفين 1: 660.

ص: 256

من آثاره: "شرح الاسم الأعظم"، و"انكشاف القلوب"، و"شرح حزب النووي"، و"شرح الدور الأعلى"، و"شرح ورد الستار".

* * *

‌3526 - الشيخ الفاضل العالم الفقيه عثمان بن أشرف علي، الجتاروي

*

أحد الأفاضل المشهرين.

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد بقرية "جتاره" من أعمال "أعظم كره" سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف.

قرأ العلم على المولوي محمد سليم السمروي، والمولوي راحت علي الجونبوري، ثم دخل "لكنو"

(1)

، وأخذ عن العلامة عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي، وقرأ الكتب الطبّية على المولوي عبد العزيز بن نور كريم الدريابادي، والحكيم سيّد محمد بن محمد ولي المهاني، ثم ولي التدريس بـ "كاكوري"، فدرّس بها مدّة عمره.

وله "تخريخ الجواهر العبقرية من الذخيرة الإسكندرية"، و"الصواعق المشتعلة على تنبيه الجهلة"، و"جاموس النواميس بحكم الاسطماخيس".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 8: 339، 340.

(1)

"لكنو" بلدة كبيرة على نهر "كومتي"، فيها أبنية رفيعة للأمراء، وبيوت المآتم للشيعة، انتقل إليها آصف الدولة من "فيض آباد"، فصارت مقام الأمراء، ولها شهرة في أعمال الخزف والوشي، ونشأ بها الأجلاء كالشيخ محمد أعظم، والشيخ محمد مينا، والشيخ عبد القادر، والشيخ نظام الدين، وولده بحر العلوم، وخلق كثير من العلماء، وكانت بها مدرسة للشيخ بير محمد.

ص: 257

‌3527 - الشيخ الفاضل عثمان بن حسن بن أحمد الشاكر الخوبوي، الرومي

*

واعظ، مفسّر، محدّث.

من آثاره: "درة الناصحين" في التفسير والحديث، فرغ منها سنة 1224 هـ.

كان حيا 1224 هـ.

* * *

‌3528 - الشيخ الصالح المعمّر حُسَام الدين عثمان بن داود، العمري، الملتاني

* *

أحد المشايخ الجشتية.

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: أخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد البدايوني، ولازمه مدّة من الزمان.

ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، ورجع إلى "الهند"، فدخل مدينة "دهلي" في حياة شيخه، وصادف قدومه يوم الجمعة، فدخل الجامع الكبير للصلاة، وفيه أدرك شيخه نظام الدين المذكور، فتلقّاه بالبشر والبشاشة، وقال له: إن من سعد بالحجّ، فله أن يستأنف النية لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم، فسافر في وقته وساعته، ورحل إلى "المدينة المنوّرة"، وزار النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رجع إلى "دهلي".

* راجع: معجم المؤلفين 6: 252.

* * راجع: نزهة الخواطر 2: 78، 79.

ص: 258

ولما سير محمد شاه تغلق الناس إلى "دولت آباد"

(1)

، رحل إلى "كُجْرات"، وسكن بها.

وكان عالما كبيرا، بارعا في الفقه والأصول والتصوّف، كان يحفظ "الهداية" في الفقه، و"البزدوي" في الأصول، و"قوت القلوب" للمكّي، و"الإحياء" للغزالي في السلوك والتصوّف.

وكان من العشرة المجازين للإرشاد، الذين استخلفهم الشيخ نظام الدين سنة أربع وعشرين وسبعمائة، كما في "سير الأولياء".

وتوفي لثمان خلون من ذي القعدة سنة ستّ وثلاثين وسبعمائة بـ "كُجْرات"، فدفن بها، كما في "البحر الزخّار".

* * *

(1)

"دولت آباد": كانت مدينة ضخمة، عظيمة الشأن، موازية لحضرة "دهلي" في رفعة قدرها، واتساع خطتها، وكانت منقسمة على ثلاثة أقسام، أحدها:"دولت آباد"، وبها سكنى للسلاطين الخلجية والتغلقية وعساكرهم. والثاني:"الكتكة" بفتح الكافين، والتاء المعلوة بينهما، والقسم الثالث: القلعة التي لا نظير لها في الحصانة، وتسمى "ديوكير" بكسر الدال المهملة وسكون الياء والواو مدين، وكسر الكاف الفارسية، وسكون التحتية، والراء المهملة، وتلك القلعة على جبل، ارتفاعه خمسمائة قدم، منها خمسون ومائة قدم عمودية تقريبا، ويدخل إليها من مدخل ضيق منحوت في الصخر، وهي من أبنية الهنادك، فتحها علاء الدين الخلجي، صلحا سنة 702 هـ، ثم فتحها قطب الدين بن علاء الدين المذكور عنوة سننة 718 هـ، ولم يبق من تلك الأقسام اليوم إلا القلعة.

ص: 259

باب من اسمه عثمان بن عبد اللَّه

‌3529 - الشيخ الفاضل عثمان بن عبد اللَّه الأدرنه وي، الشهير بوحدتي

*

أديب، فقيه، محدّث.

من آثاره: "شرح حديث الأربعين"، "مهتدى الأنهر في شرح ملتقى الأبحر" في فروع الفقه الحنفي في ثلاث مجلّدات.

توفي سنة 1130 هـ.

* * *

‌3530 - الشيخ الفاضل عثمان بن عبد اللَّه، الدمشقي (أبو الفتح)

* *

فقيه، نحوي.

جاور بـ "المدينة"، ودرس بها، وتوفي بها في شعبان.

* راجع: معجم المؤلفين 6: 258.

وترجمته في هدية العارفين 1: 658، وكشف الظنون 1815، وإيضاح المكنون 2:551.

* * راجع: معجم المؤلفين 6: 259.

ترجمته في هدية العارفين 1: 660، وإيضاح المكنون 2:245.

ص: 260

من تآليفه "شرح الأشباه والنظائر" لابن نُجيم، "شرح المقدمة الآجرومية"، "قوت القلوب"، و"منهج تحرير المطلوب في شرح قوت القلوب"، وكلاهما في فروع الفقه.

توفي سنة 1214 هـ.

* * *

‌3531 - الشيخ الصالح عثمان بن عبد اللَّه الديروي، أحد كبار المشايخ النقشبندية

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد ببلدة "لوني" من أعمال "دِيرَه إسماعيل" سنة أربع وأربعين ومائتين وألف.

وسافر للعلم، فقرأ على أساتذة عصره.

ثم لازم الشيخ دوست محمد القندهاري سنة ستّ وستين، وأخذ عنه الحديث، والسير، والأخلاق، التصوّف، ولازم الذكر، والفكر على طريقة السادة النقشبندية، وصحبه مدّة طويلة، حتى بلغ رتبة الكمال، وتولي الشياخة بعده سنة أربع وثمانين.

ثم سافر إلى "الحجاز"، فحجّ، وزارَ، ورجع إلى "الهند"، فسكن بـ "موسى زَئي" قرية من أعمال "دِيرَه"، وصرف عمره في نشر العلوم والمعارف.

أخذ عنه خلق كثير.

توفي لثمان بقين من شعبان سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف.

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 8: 340، 341.

ص: 261

‌3532 - الشيخ الفاضل عثمان بن عبد اللَّه، الشهير بالعرياني، الكليسي الأصل، الحلبي المولد، نزيل "قسطنطينية

" *

قطن "الديار الرومية" مدة، وأعقب بها.

ثم ارتحل للحرمين، وجاور بـ "المدينة المنوّرة"، وتوفي بها، وكانت وفاته في سنة ثمان وستين ومائة وألف، رحمه اللَّه تعالى.

من آثاره: "خير القلائد في شرح جواهر العقائد" لخضر بك، و"الرمز الكامل في شرح الدعاء الشامل" للعلي القاري، و"زبدة القرى في شرح أم القرى" في مدح خير البرية، و"مرصاد المراد في شرح تخميس بانَتْ سعاد"، و"شرح قصيدة ابن قضيب البان" في المدائح النبوية.

* * *

‌3533 - الشيخ الفاضل عثمان بن عبد اللَّه الكليبولي، الرومي

* *

فقيه، أصولي.

* راجع: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 3: 160، وكشف الظنون 661، 1349، وفهرست الخديوية 2: 199، 200، وإيضاح المكنون 1: 165، 583، وفهرس دار الكتب المصرية 3: 178، وهدية العارفين 1:658.

* * راجع: معجم المؤلفين 6: 260.

ترجمته في هدية العارفين 1: 657، وإيضاح المكنون 1:288.

ص: 262

ولي قضاء "مكة"، وتوفي بها.

من آثاره: "تسهيل مرقاة الوصول إلى علم الأصول" في مجلد.

توفي سنة 1036 هـ.

* * *

‌3534 - الشيخ الفاضل عثمان بن عبد اللَّه الكليسي الأصل، الحلبي المولد، نزيل "القسطنطينية"، الشهير بالعرياني

*

فقيه، متكلّم، أديب. توفي بـ "المدينة" سنة 1168 هـ.

من آثاره: "خير القلائد في شرح جواهر العقائد" لخضربك، و"الرمز الكامل في شرح الدعاء الشامل" لعلي القاري، و"زبدة القرى في شرح أم القرى" في مدح خير البرية، و"مرصاد المراد في شرح تخميس بانت سعاد"، و"شرح قصيدة ابن قضيب البان" في المدائح النبوية.

* * *

‌3535 - الشيخ الفاضل عثمان بن عتيق الإمام الشريف الحُسيني

* *

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 6: 260. وترجمته في سلك الدرر 3: 160، وكشف الظنون 661، 1349، وإيضاح المكنون 1: 165، وهدية العارفين 1: 658.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 923.

وترجمته في الطبقات السنية برقم 1412، عن الجواهر.

ص: 263

‌3536 - الشيخ الفاضل عثمان بن أبي عثمان البنغالي، ثم السنبهلي، أحد العلماء المشهورين في عصره

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بأرض "بنغاله"، وسافر للعلم، فدخل "سنبهل"، وقرأ على الشيخ حاتم السنبهلي.

ثم ذهب إلى "كجرات"، وأخذ عن العلامة وجيه الدين العلوي الكجراتي.

ثم رجع إلى "سنبهل"، وسكن بها، ذكره كمال محمد السنبهلي في "الأسرارية".

وقال البَدَايوني: الشيخ حاتم قرأ عليه في بداية حاله، وكان يحضر لديه يلتمس الفاتحة في نهاية أمره، قال: إني أدركته في صغر سني، وحضرت مجلسه مع الشيخ حاتم.

مات سنة ثمانين وتسعمائة بمدينة "سنبهل"، فقال أحد أصحابه مؤرّخا لوفاته:"همه كفتند، رفت مردانه".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 4: 200.

ص: 264

باب من اسمه عثمان بن علي

‌3537 - الشيخ الفاضل عثمان بن علي بن بشارة بن عبد اللَّه الشِّبْلي سابق الدين، الصالحي

*

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: ولد سنة اثنتين وسبعين

(1)

، وسمع من الفخر

(2)

وغيره، وولى نظر الشِّبْلية

(3)

.

وحدّث.

وكان له محافيظ، ونظم.

وكتب عنه ابن رافع وغيره.

ومات في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وسبعمائة، وقد أكمل ثلاثا وثمانين سنة، رحمه اللَّه تعالى.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 924.

وترجمته في من ذيول العبر (ذيل الحسيني) 298، والدرر الكامنة 3: 57، والدارس 2: 163، والطبقات السنية، برقم 1413.

(1)

أي وستمائة.

(2)

أي ابن البخاري، وهو علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي الصالحي الحنبلي، المتوفى سنة تسعين وستمائة.

(3)

من خوانق دمشق، أنشأها شبل الدولة كافور المعظمي، بسفح قاسيون، والدارس 2:163.

ص: 265

‌3538 - الشيخ الفاضل عثمان بن علي بن مِحْجَن أبو محمد فخر الدين الزيلعي كان مشهورا بمعرفة الفقه، والنحو، والفرائض

*

قدم "القاهرة" سنة خمس وسبعمائة، فاضلا

(1)

ورأس بها.

ودرس، وأفتى، وقرر، وانتقد، ونشر الفقه، ووضع شرحا على "كنز الدقائق"، سماه "تبيين الحقائق".

مات سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة.

قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية": قد طالعت شرحه لـ "الكنز"، وهو شرح معتمد، مقبول، وهو المراد بالشارح في "البحر الرائق"، وذكر القارئ أن له "بركة الكلام على أحاديث الأحكام" الواقعة في "الهداية"، وسائر كتب

* راجع: الفوائد البهية ص 115، والجواهر المضية برقم 925.

وترجمته في تاج التراجم 41، وحسن المحاضرة 1: 470، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده، صفحة 125، وكتائب أعلام الأخيار برقم 607، والطبقات السنية برقم 1414، وكشف الظنون 1: 569، 2: 1025، 1515، والفوائد البهية 115، 116، وإيضاح المكنون 1: 177، وهدية العارفين 1:655.

وأورد له صاحب الجواهر كنيتين، كما ترى، وعنه نقل التميمي، وكنيته في تاج التراجم، وطبقات الفقهاء: أبو عمر، وفي الكتائب، والفوائد: أبو محمد.

وذكر اللكنوي نسبته عن لب اللباب للسيوطي، فقال: والزيلعي، نسبة إلى زيلع، بفتح الزاي المعجمة، وسكون الياء المثناة التحتية، ثم اللام المفتوحة، ثم العين المهملة: بلدة بساحل بحر الحبشة، الفوائد البهية 116.

(1)

كذا في النسخ، وفي الطبقات السنية، نقلا عن الجواهر: وكان فاضلا.

ص: 266

الحنفية. وفي "حسن المحاضرة" قدم "القاهرة" سنة 705 هـ، ودرس، وأفتى، ونشر الفقه، وانتفع به الناس، مات سنة 743 هـ في رمضان، ودفن بـ "القرافة"، وذكر صاحب "الكشف" أن له شرحا على "الجامع الكبير".

والزيلعي نسبة إلى "زيلع" بفتح الزاي المعجمة، وسكون الياء المثناة التحية، ثم اللام المفتوح، ثم العين المهملة: بلدة بساحل بحر الحبشة، كذا في "لب اللباب".

* * *

‌3539 - الشيخ الفاضل عثمان بن علي بن محمد بن علي أبو عمرو البيكندي البخاري

*

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: هو من أهل "بخارى"، والده من "بيكند".

قال السمعاني: كان إماما فاضلا، زاهدا، ورعا، عفيفا، كثير العبادة، والخير، سليم الجانب، متواضعا، نَزِهَ النفس، قانعا باليسير.

تفقّه على الإمام أبي بكر محمد بن [أحمد ابن]

(1)

أبي سهل السرخسي، وهو آخر من بقي ممن تفقّه عليه.

* راجع: الجواهر المضية برقم 926.

وترجمته في الأنساب 100، والعبر 4: 149، والطبقات السنية برقم 1415.

وكنيته من: بعض النسخ، وهي فيها: أبو عمر، والتصويب من الأنساب (المعلمي) 2:405.

(1)

تكملة من الأنساب، وترجمة أبي بكر شمس الأئمة السرخسي في الجواهر برقم 1219، وفيها أن المترجم تفقه عليه.

ص: 267

سمع أبا بكر محمد بن الحسين البخاري المعروف ببكر خواهرزاده.

سمعت منه الكثير بـ "بخارى".

وأكثر ما سمعه بإفادة خاله محمد بن إبراهيم الخبري

(1)

.

وكانت ولادته في شوّال سنة خمس وستين وأربعمائة بـ "بخارى".

وتوفي بها ليلة الخميس في تاسع شوَّال سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.

ودفن [من الغد]

(2)

عند خاله.

وعثمان هذا من مشايخ صاحب "الهداية"

(3)

.

وقد ذكره في "مشيخته" التي جمعها لنفسه.

وروى عنه عن شمس الأئمة السرخسي بسنده حديثا مرفوعا.

قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية": (ص 115) البيكندي ذكر السمعاني أنه نسبة إلى "بيكند" من بلاد "ما وراء النهر" على مرحلة من "بخارى"، وكانت بلدة حسنة، كثيرة العلماء، خربت الساعة، وسمعت أنه كان بها ثلاثة آلاف رباط للقرّاء، وقد رأيت بها أثرها، وضبطه السيوطي في "لب اللباب" بكسر وفتح الكاف، وسكون النون، ثم دال مهملة.

* * *

(1)

في بعض النسخ: الحيري.

وفي المشتبه 183: وبخاء معجمة، وموحدة أبو عبد اللَّه محمد بن إبراهيم الخبري الفارسي الصوفي، له تصانيف كثيرة، حدث عن السلفي، وحدّثونا عنه.

وأشار إليه في حاشية بعض النسخ، وليس في الأنساب.

(2)

سقط من بعض النسخ.

(3)

في بعض النسخ: "البداية" تحريف.

ص: 268

باب من اسمه عثمان بن محمد

‌3540 - الشيخ الفاضل عثمان بن محمَّد الأزهري الشهير بالشامي، أبو الفتح، نزيل "المدينة المنورة

" *

فقيه حنفي.

له "أوائل" في الحديث

(1)

توفي نحو 1213 هـ.

* * *

‌3541 - الشيخ الفاضل عثمان بن محمد المصري، الشهير بالشامي

* *

الإمام الكامل، والهمام الفاضل.

قال الجبرتي: ولد بـ "مصر"، وتفقّه على علماء مذهبه، كالسيّد محمد أبي السعود، والشيخ سليمان المنصوري، والشيخ حسن المقدسي، والشيخ

* راجع: الأعلام للزركلي 4: 214.

(1)

أرخه الجبرتي فيمن توفي سنة 1210 هـ، وقال صاحب فهرس الفهارس (1: 67): إنه وقف له على إجازة كتبها سنة 1213 هـ.

* * راجع: حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر 2: 425، وعجائب الآثار 2: 263، وفهرست الخدوية 4:70.

ص: 269

الوالد حسن الجبرتي، وأتقن الآلات، ودرس الفقه في عدة مواضع، وبـ "الأزهر"، وانتفع به الناس.

وقرأ كتاب "الملتقى" بجامع قوصون، وكان له حافظة جيّدة، واستحضار في الفروع، ولا يمسك بيده كراسًا عند القراءة، ويلقي التقرير عن ظهر قلب، مع حسن السبك.

وألف متنًا مفيدًا في المذهب.

ثم حجّ، وزار قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقطن بـ "المدينة"، وطلب عياله في ثاني عام، وباع ما يتعلق به، وتجرّد على المجاورة، ولازم قراءة الحديث والفقه بدار الهجرة، وأحبّه أهل "المدينة"، وتزوّج، وولد له أولاد.

ثم تزوج بأخرى، ولم يزل على ذلك، حتى توفي في السنة العاشرة والمائتين والألف، ودفن في "المدينة المنورة"، -على ساكنها أفضل الصلاة والسلام-.

* * *

‌3542 - الشيخ الفاضل عثمان بن محمَّد مدوخ (بدوخ؟) ابن يوسف بن أحمد الحسيني الشافعيّ، أبو التيسير

*

إمام وخطيب بمسجد السلطان الحنفي "القاهرة".

له "العدل الشاهد في تحقيق المشاهد"، ذكر فيه مشاهد آل البيت بـ "مصر"، إجابة لطب الوزير أحمد مختار الغازي.

* راجع: الأعلام للزركلي 4: 214.

ترجمته في دار الكتب 5: 264، و 8:181.

ص: 270

توفي سنة 1316 هـ.

* * *

‌3543 - الشيخ الفاضل عثمان بن مصطفى بن إبراهيم بن سليمان المارديني، أبو عمرو، فخر الدين الإمام، العلامة شيخ الحنفية في زمنه

*

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: هو والد سيّدنا وشيخنا قاضي القضاة علاء الدين أبي الحسن علي، والعلامة تاج الدين أبي العبّاس أحمد.

وأحمد تقدّم في بابه

(1)

، وأبو الحسن علي يأتي

(2)

.

* راجع: الجواهر المضية برقم 927.

ترجمته في البداية والنهاية 14: 156، والدرر الكامنة 3: 49، والنجوم الزاهرة 9: 290، 291، وتاج التراجم 40، 41، وحسن المحاضرة 1: 469، وكتائب أعلام الأخيار برقم 490، والطبقات السنية برقم 1406، وكشف الظنون 1: 569، 2: 1832، والفوائد البهية 115.

واسمه في هذه المصادر: عثمان بن إبراهيم بن مصطفى بن سليمان، عدا كتائب أعلام الأخيار، ففيه: عثمان بن مصطفى بن سليمان، ونبه التميمي إلى إيراد المصنف له، وقال: والصواب ما ذكرناه.

وانظر النجوم الزاهرة 11: 99، وحاشيته، و 9:290.

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 139.

(2)

ترجمته في الجواهر برقم 984.

ص: 271

وهو أيضًا جدّ سيّدنا قاضي القضاة جمال الدين أبي محمد عبد اللَّه بن علي

(1)

-أمتع اللَّه ببقائه- وعبد العزيز بن علي ومحمد بن أحمد.

وتقدّم عبد العزيز في بابه

(2)

، ومحمد يأتي

(3)

.

بيت علماء فضلاء أئمة، انتهت إليهم الرياسة.

وسمع الإمام فخر الدين من الدمياطي والأبَرْقُوهي

(4)

.

حدّث، وأفتى، ودرّس، وتخرّج عليه الخلق من الطلبة.

وشرح "الجامع الكبير"، ألقاه بكماله في درس

(5)

المنصورية.

تفقّهتُ عليه، وقرأتُ عليه قطعة من "الهداية" بالجامع الحاكمي وغيره.

مات سنة إحدى وثلاثين في حادي عشر رجب الفرد.

* * *

‌3544 - الشيخ الفاضل عثمان بن مصطفى الأنقروي، الرومي، ويعرف بالجركسي

*

من مشايخ الطريقة الشعبانية.

توفي بـ "أنقره".

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 712.

(2)

ترجمته في الجواهر برقم 828.

(3)

ترجمته في الجواهر برقم 1180.

(4)

بعد هذا في بعض النسخ زيادة: "وما احر".

(5)

في بعض النسخ: دروس، والكلمة ساقطة من بعضها.

* ترجمته في هدية العارفين 1: 662، وفهرست الخديوية 1: 356، ومعجم المطبوعات 492.

ص: 272

من آثاره: "الأمثلة"، و"حصن الحصين"، و"عامل المعمول"، و"شرح حديث إن اللَّه يحبّ العبد التقي الغني الخفي".

توفي سنة 1277 هـ.

* * *

‌3545 - الشيخ الفاضل عثمان بن منصور بن عبد الكريم الطرازي أبو عمرو

*

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: هو من مشايخ "ما وراء النهر".

نزل "بلخ"، وسكنها إلى حين وفاته.

قال أبو سعد: روى لنا عنه محمد بن الفضل المارِشْكي

(1)

بـ "طوس"، وقدم "نيسابور"، وحدّث بها.

قال: وهو رجل كبير، جليل القدر، مناظر، مدقّق، حسن الوعظ.

* راجع: الجواهر المضية برقم 928.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1421.

ولعل "الطرازي"، بفتح الطاء، نسبة إلى الطراز، مدينة على حد الترك، كما سيأتي في الأنساب.

(1)

في النسخ: "المارسكي".

وهو بفتح الميم، وسكون الألف، كسر الراء، وسكون الشين المعجمة، وفي آخرها كاف، هذه النسبة إلى "مارشك"، وهي من قرى "طوس". اللباب 3:79.

ص: 273

قدم "بغداد" حاجا، ولقي الأكابر، ورجع إلى "بلخ"، فمات سنة أربع وعشرين وخمسمائة، رحمه اللَّه تعالى.

* * *

‌3546 - الشيخ الفاضل عثمان بن ولي البلوي، الرومي

*

صوفي.

من آثاره: "بهجة الذاكرين وتحفة العابدين"، ابتدأ بتأليفها في شعبان 1073 هـ.

* * *

‌3547 - الشيخ الفاضل عثمان بن يعقوب بن حسين بن مصطفى الكماخي، الإسلامبولي، الرومي

* *

عالم مشارك في بعض العلوم.

درس، ووعظ بـ "القسطنطينية"، وتوفي في حدود سنة 1171 هـ.

من آثاره: "بركات الأبرار" في العقائد، و"حاشية على تفسير سورة النبأ" للبيضاوي، و"تسهيل السلم"، وهو حواش على ديباجة "سلّم

* ترجمته في هدية العارفين 1: 657، وفهرست الخديوية 6: 118، 119، وإيضاح المكنون 1:200.

* * راجع: معجم المؤلفين 6: 272.

ترجمته في هدية العارفين 1: 659، وفهرست الخديوية 1: 433، 3: 117، وإيضاح المكنون 1: 177، 333.

ص: 274

الفلاح" في فروع الفقه الحنفي، و"المهيأ في كشف أسرار الموطأ"، المنسوب للشيباني في الحديث.

توفي سنة 1171 هـ.

* * *

‌3548 - الشيخ الفاضل عثمان بن يوسف بن أيوب الكاشْغري

*

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: تفقّه على مذهب أبي حنيفة.

سمع بـ "بغداد"، وتقدّم من الديوان في مهمّ إلى "دمشق"[في الأيام المستنجدية]

(1)

إلى نور الدين محمود بن زنكي، فحدّث بـ "دمشق".

سمع منه الشيخ أبو عمر

(2)

، محمد بن أحمد [بن قدامة، وأخوه عبد اللَّه شيخا الحنابلة، والحافظ عبد الغني بن عبد الواحد]

(3)

.

مات بـ "واسط "في حدود سنة سبع وستين

(4)

، وقد جاوز الستين.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 929.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1422.

(1)

في بعض النسخ: في أيام المستنجد باللَّه.

(2)

في النسخ: "أبو عمرو"، والتصويب من ترجمته في التكملة لوفيات النقلة، 3: 336، والمصادر المذكورة في حاشيته.

(3)

سقط من بعض النسخ.

(4)

أي وخمسمائة.

ص: 275

باب من اسمه عثمان فقط

‌3549 - العالم الفاضل الكامل عثمان الطبيب

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، فقال: كان رحمه الله أصله من ولاية العجم، وأتى "بلاد الروم" في زمن السلطان سليم خان، ونصبوه طبيبا بدار السلطنة.

وكان خيّرا ديّنا، صالحا، عفيفا، كريم الأخلاق.

توفي رحمه الله سنة (هنا بياض بالأصل) وتسعمائة، روّح اللَّه روحه، ونوّر ضريحه.

* * *

‌3550 - الشيخ الفاضل محمد عثمان

* *

كان من تجّار الكتب.

بايع على يد حكيم الأمّة أشرف علي التهانوي.

بعد مدّة حصلت له الإجازة منه.

* * *

* راجع: الشقائق النعمانية ص 312.

* * راجع: بزم أشرف 409 - 411.

ص: 276

‌3551 - الشيخ الفاضل مولانا عثمان، رحمه اللَّه تعالى

*

من أحفاد شيخ الهند محمود حسن الديوبندي.

تخرّج على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، المتوفى سنة 1377 هـ.

كان من فحول العلماء.

وبعد إتمام الدراسة عيّن أستاذا في دار العلوم ديوبند.

* * *

‌3552 - الشيخ العارف الكبير سراج الدين عثمان، الجشتي، الأودي

* *

أحد الأولياء السالكين المرتاضين.

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: دخل "دهلي" في شبابه، وأدرك الشيخ نظام الدين محمدا البدايوني.

وكان حسن الصورة والسيرة، ولكنّه كان عاريا عن حلية الفضائل العلمية، فتأسّف الشيخ على ذلك تأسّفا شديدا.

وقال: إن الشيخ الجاهل يكون لعبة للشيطان، فعزم مولانا فخر الدين الزرادي على تعليمه، وصنّف له مختصرا في التصريف، سمّاه "العثمانية" باسمه، ولم يزلْ يجدّ في تعليمه ما دام في "غياث بور".

* راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 266.

* * راجع: نزهة الخواطر 2: 79، 80.

ص: 277

ثم لازم الشيخ ركن الدين الأندربتي، وقرأ عليه "الكافية" لابن الحاجب، و"المفصّل" في النحو، و"القدوري"، و"مجمع البحرين" في الفقه، واشتغل بالعلم ثلاث سنين بعد وفاة الشيخ نظام الدين المذكور، حتى برع في العلم، وتأهّل للفتوى والتدريس.

ثم سافر إلى "بنغاله"، ولقد أبلغه اللَّه تعالى من الولاية منزلة لا يرام فوقها، وهدى به، ثم بأصحابه من بعده خلقا لا يحصيهم إلا من أحصى رمل عالج عددا، فلا ترى ناحية من نواحي "الهند" إلا وقد نمتْ طريقته، وجرى على ألسنة أهلها ذكرُه، إليه ينتمون، وبه يتبرّكون.

مات في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة.

* * *

‌3553 - الشيخ الفاضل عثمان السامانوي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بأرض "بنجاب".

وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم أخذ الفنون الحكمية عن حكيم الملك شمس الدين الغيلاني، وشفع له قليج خان، فولَّاه أكبر شاه على بلاد ما بين النهرين، "دوآبه".

قال البدايوني في "المنتخب": إنه كان عالما، صالحا، متعبّدا، ناب الحكم في "دوآبه"، ثم جاء إلى الحضرة السلطانية، ونال المنصب. انتهى.

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 5: 294، 295.

ص: 278

‌3554 - الشيخ الفاضل عثمان صدقي بن عمر الجوردمي، النقشبندي

*

من أساتذة العربية في مدرسة الحربية.

له من الآثار: "الوافية" في التصريف والنحو والمنطق في مجلّد.

توفي سنة 1296 هـ.

* * *

‌3555 - الشيخ الفاضل العالم الربَّاني مولانا عثمان غني الكُمِلّائي

* *

ولد سنة 1323 هـ في قرية "جَنْدَنْبُور"، من مضافات "حاجي غَنْج"، من أعمال "كُمِلا".

قرأ مبادئ العلم في وطنه، ثم التحق بالمدرسة العالية كلكته. ثم التحق بجامع العلوم كانبور، ثم بالمدرسة العالية رامبُور.

وقرأ فيها كتب الفنون العالية، وكتب التفسير، والحديث.

والتحق سنة 1338 هـ بجامعة بنجاب، ثم قرأ فاتحة الفراغ في المدرسة العالية رامبور سنة 1342 هـ.

ثم رجع إلى "داكا"، والتحق مدرّسا بالمدرسة الحمّادية داكا، وأقام فيها ستة سنين.

* راجع: معجم المؤلفين 6: 256.

ترجمته في هدية العارفين 1: 661، وفهرست الخديوية 2: 155، وإيضاح المكنون 1:462.

* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 220.

ص: 279

ثم عين مدرّسا سنة 1350 هـ في المدرسة العالية كلكته.

وبعد تقسيم "الهند" التحق بالمدرسة العالية داكا.

وكان ورعا، تقيا، نقيا، صاحب عبادة وتلاوة.

توفي سنة 1382 هـ.

* * *

‌باب

من اسمه عدنان، عرفان، عزيز

‌3556 - الشيخ الفاضل عدنان بن علي بن عمر الكاساني من أقران شمس الأئمة الكردري

(1)

*

وأستاذ أبي الفضل [أشرف الكاساني]

(2)

.

* * *

(1)

توفي شمس الأئمة الكردري سنة اثنتين وأربعين وستمائة، كما سيأتي في ترجمته في الجواهر برقم 1377، فالمترجم من رجال القرن السابع.

* راجع: الجواهر المضية برقم 930.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1423، نقلا عن الجواهر.

وفي بعض النسخ: "الكاشاني".

(2)

سقط من بعض النسخ، وفي الجواهر برقم 363.

ص: 280

‌3557 - الشيخ الفاضل عدنان المرغيناني

*

ذكره في "القنية".

* * *

‌3558 - الشيخ الفاضل عرفان أحمد بن سلطان أحمد السهارنبُوري

* *

من أهل "الهند".

ولد في "سهارنبُور" سنة 1320 هـ، ونشأ بها.

حفظ القرآن الكريم في صباه، ثم تعلّم اللغة الإنكليزية.

وقرأ العلوم العصرية إلى الصفّ العاشر.

ثم اختار الملازمة الحكومية، حتى وصل إلى "تهانه بهون" سنة 1334 هـ تقريبا، وبايع على يد حكيم الأمة، ثم بعد مدّة حصلت له الإجازة منه.

* * *

‌3559 - الشيخ الفاضل أبو العرفان خان الندوي من علماء "الهند" البارزين

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 931.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1424، نقلا عن الجواهر.

* * راجع: بزم أشرف 347 - 349.

* * * راجع: الثقافة الإسلامية في الهند عبد الحي الحسني (ترجمة من الأردية).

الداعي (الجامعة الإسلامية بالهند) ع 109، 1، 16، 6، 1409 هـ، البعث الإسلامي مج 31 ع 9 (جمادي الآخرة 1409 هـ) ص 101.

ص: 281

جمع بين الدراسة الواسعة للكتاب والسنَّة وعلومهما، ولا سيّما التفسير، والتاريخ، والفلسفة والمنطق، وعلوم المعاني والبيان، والأدب والشعر والعلوم الاجتماعي، مع الانفتاح على الأوضاع الحاضرة والمتطلّبات المعاصرة، بالإضافة إلى الأهلية الإدارية والذكاء العجيب، والذاكرة القوية.

وقد خلف تلاميذ كثيرين أثر فيهم بعلمه الغزير وأثار فيهم ذوق الدراسة وزودهم بالشعور الثقافي.

قرأ مبادئ العلوم على والده دين محمد في مسقط رأسه ووطنه مدينة "جونبور" بولاية "أترابراديش" كما قرأ المنطق والفلسفة على بعض العلماء في مدينة "اللَّه آباد".

ثم قصد الجامعة الإسلامية الأم: دار العلوم ديوبند، حيث نهل من موردها ما شاء اللَّه أن ينهل، ثم التحق بدار العلوم ندوة العلماء لكنو، وتخرج منها.

ثم أشبع هوايته الدراسية تحت إشراف سليمان الندوي في دار المصنفين بـ "أعظم كره".

وبعدئذ شغل في دار العلوم أستاذا عبر 35 عاما، سوى فترة قصيرة قضاها في "كشمير".

وكان له شغف بدراسة تراث ابن تيمية وأحمد بن عبد الرحمن المعروف بالشاه ولي اللَّه الدهلوي، وتاريخ الإسلام في "الهند"، والتاريخ الإسلامي العام، وكانت نظريته عميقة في المناهج الدراسية في "الهند" الإسلامية، والتطوّرات التي مرّت بها.

وكان يدعى إلى الندوات العلمية العالمية والملتقيات الفكرية في كبرى الجامعات العصرية والمراكز الثقافية.

توفي ليلة الخميس 6 ربيع الآخر سنة 1409 هـ.

ص: 282

من مؤلّفاته:

"الأئمة الأربعة"، و"علم الكلام".

* * *

‌3560 - الأمير الفاضل عزّة يار بن جعفر يار الحيدرآبادي، حكيم الحكماء نواب محي الدولة

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "حيدرآباد"

(1)

، وقرأ العلم على جماعة من الفضلاء، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، وأخذ الحديث.

ثم رجع إلى "الهند"، وولي الصدارة والحسبة بـ "حيدرآباد" بعد والده، وتقرّب إلى سكندر جاه، فمنح أقطاعا كثيرة من الأرض الخراجية، والإدرارات الكثيرة.

قتله المهدوية سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف، كما في "تزك محبوبي".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 7: 351.

(1)

صوبة "حيدرآباد": كانت تشتمل على بلاد "كرناتك" في أيام القطب شاهية، ثم بعد ذلك في عهد عالم كير، وكات "سركاراتها" محمد نكر، ميدك، كولاس، ملنكور، إيلكندل، ورنكل، كهمم مت، ديور كندة، بالكنده، مصطفى نكر، بهونكير، اكن كرا، كوئل كنده، كهن بوره، مرتضى نكر، مجهلي بتن، نظام بتن، راج مندري، ويلور، سريكاكول، معدن الألماس، آركات.

ص: 283

‌باب من اسمه عزيز، عزيز اللَّه

‌3561 - الشيخ العالم الصالح عزيز بن علي أحمد بن نعمة اللَّه العمري البهيروي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد عباد اللَّه الصالحين.

ولد، ونشأ بقرية "بهيره"، وقرأ بعض الكتب الدرسيّة على أبيه.

ثم سافر إلى "جونبور"

(1)

، وقرأ المعقول والمنقول على مولانا عبد الحليم بن أمين اللَّه الأنصاري اللكنوي في المدرسة الإمامية الحنفية.

ثم سار إلى "سهارنبور"، وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد علي بن لطف اللَّه السهارنبوري، ثم دخل "دهلي".

وأسند عن الشيخ المحدّث نذير حسين الحسيني الدهلوي.

ثم سافر إلى "لكنو".

* راجع: نزهة الخواطر 8: 468.

(1)

جون بور: مدينة عامرة على بضعة فراسخ من "بنارس"، وكانت قصبة بلاد الشرق في القديم، بناها فيروز شاه الدهلوي، وسماه باسم ابن عمّه محمد شاه تغلق "جه بور"، فتغيّر على أفواه الرجال بـ "جونبور"، فيها أبنية رفيعة، ومدارس، وجوامع من أبنية السلاطين الشرقية، يدرس بها ملك العلماء شهاب الدين الدولة آبادي.

ص: 284

وأخذ الصناعة الطبّية عن الحكيم إبراهيم بن يعقوب الحنفي اللكنوي.

وكان رحمه الله عنه صالحا، ديّنا، مفرط الذكاء، مليح القول، حسن الصورة. مات سنة عشر وثلاثمائة وألف.

* * *

‌3562 - الشيخ الفاضل عزيز بن محمد بن أحمد بن صاعد بن محمد القاضي، أبو المفاخر، الصاعدي، النيسابوري قاضي "نيسابور

" *

ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة. روى عنه عبد الرحيم السمعاني.

ومات في صفر سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.

* * *

‌3563 - الشيخ الفاضل عزيز

* *

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: ذكر في "القنية" عن جماعة أن المدعي إذا أقام البينة على أن هذه الضيعة التي في يده ملكه، وطالبه القاضي بالجواب، فاستمهله

(1)

المدعَى عليه، فأمهله القاضي خمسة أشهر، وسلّم الضيعة إلى المدّعي، حتى يأتي بالدفع.

* راجع: الجواهر المضية برقم 933.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1426، نقلا عن الجواهر.

* * راجع: الجواهر المضية 932.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1425، نقلا عن الجواهر.

(1)

في بعض النسخ: "واستمهله".

ص: 285

ثم أتى بدفع غير مسموع، ومات القاضي قبل أن يقول: حكمتُ، فذلك التسليم حكم منه، وليس للمدّعَى عليه أن يمنعه من التصرّف، وأن يطالبه بإعادة الدعوى. ثم قال، وقال عزيز: أمر القاضي بتسليم بعض المدّعَى أو كلّه

(1)

بعد إقامة البيّنة العادلة حكم منه أن

(2)

الضيعة للمدّعي.

قلت: وعزيز هذا هو ابن أبي سعيد، هكذا نسبه في "القنية" في موضع آخر.

* * *

‌3564 - الشيخ الفاضل عزيز اللَّه بن إسماعيل بن صفي بن نصير الردولوي، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول والعربية

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "ردولي".

وقرأ الكتب الدرسيّة على والده، ولازمه مدّة من الزمان، حتى صار أوحد أبناء العصر، وتصدَّى للدرس والإفادة، أخذ عنه خلق كثير.

* * *

‌3565 - الشيخ الفاضل مولانا عزيز اللَّه بن المنشئ إمام الدين النواخالوي

* *

ولد سنة 1311 هـ في قرية "شامغَنْج" من مضافات "لكّيبُور" من أرض "بنغلاديش".

(1)

في بعض النسخ "حكمه" خطأ.

(2)

في بعض النسخ "بأن".

* راجع: نزهة الخواطر 4: 201.

* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 224.

ص: 286

تلقّى مبادئ العلم في مدرسة دولتبُور.

ثم التحق بالمدرسة العالية، وقرأ فيها سنتين.

ثم التحق بمظاهر العلوم سهارنبور

(1)

، وقرأ فيها الفنون العالية.

وثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها الصحاح الستَّة وغيرها من الكتب الحديثية.

من أساتذته الكبار فيها: الإمام أنور شاه الكشميري، صاحب "فيض الباري في شرح صحيح البخاري"، والعلامة شبير أحمد العثماني، صاحب "فتح الملهم".

بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، ودرّس سبع سنين في مدرسة بـ "لكّيبُور".

ثم التحق بالمدرسة العالية الكرامية من سنة 1346 هـ.

ثم في سنة 1374 هـ عيّن رئيسا لها.

* * *

(1)

تقع هذه الجامعة في مدينة "سهارنفور"، التي قام بتأسيسها الشيخ سعادت اللَّه علي الفقيه السهارنفوري في غرّة رجب المرجّب عام 1283 هـ، الموافق للتاسع نوفمبر عام 1866 م. أسّست بعد أشهر من تأسيس دار العلوم بـ "ديوبند". وسلكت هذه الجامعة مثل دار العلوم ديوبند مسلك حجّة الإسلام الشيخ محمد قاسم النانوتوي، وزميله المحدّث الكبير الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، فلذا يلقّب كلّ من تلقّى العلوم من هاتين الجامعتين بأنه ديوبندي المسلك، وبدأ فيها دورة الحديث عام 1361 هـ.

أخذت هذه الجامعة أيضًا نصيبا وافرا من حسن السمعة والقبول، وإقبال الطلاب إليها، فأنجبت رجالا نبغوا في العلوم النقلية والعقلية معا. فقاموا بالتدريس، ونشر العلوم الشرعية، لا سيّما علوم الحديث.

ص: 287

‌3566 - الشيخ الفاضل العلامة عزيز اللَّه النواخالوي الميخلي

أحد من العلماء الصالحين الربانيين من أهل بنغلاديش.

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية نواخالي، ثم بدار العلوم معين الإسلام هاتهزاري. من شيوخه: العلامة المفتي فيض اللَّه، والعلامة غياث الدين الفنوائي. بايع في الطريقة على يد المفتي فيض اللَّه رحمه الله، وحصلت له الإجازة منه، ودرس في مدرسة حامي السنة ميخل، وعين رئيسا لها بعد وفاة المفتي فيض اللَّه رحمه اللَّه تعالى. وكان محققا، مدققا، وله مهارة تامة في النحو والصرف وغيرهما من الفنون.

* * *

‌3567 - الشيخ الفاضل عزيز اللَّه بن بركة اللَّه الأعظمي، أستاذ الجامعة العربية إحياء العلوم ببلدة "مباركبور

" *

موطنه الأم بلدة "مئو" بمديرية "أعظم كره".

ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: أخذ الدراسة الابتدائية والمتوسّطة في شتى المدارس بمنطقته، كإحياء العلوم وغيرها.

ثم التحق بجامعة مظاهر العلوم في شوّال سنة 1376 هـ، وأخذ الصحاح الستة، حيث قرأ "صحيح البخاري" كاملا على الشيخ محمد زكريا، و"سنن أبي داود"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي، و"موطأ الإمام مالك"، و"سنن ابن ماجه" على الشيخ أسعد اللَّه، و"صحيح مسلم" على الشيخ

* راجع: علماء مظاهر العلوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية للسيّد محمد شاهد الحسني 2: 419.

ص: 288

منظور أحمد خان، و"جامع الترمذي"، و"سنن النسائي" على الشيخ أمير أحمد الكاندهلوي.

وبعد أن تخرّج فيها ارتحل إلى "لاهور" ليتلقّى التفسير عن الشيخ أحمد علي، وأقام بها لخمسة شهور.

ثم تصدّر للتدريس والإفادة في الجامعة العربية إحياء العلوم في "مباركبور"، وأسند إليه أهمّ الكتب العربية شيئا فشيئا.

ثم سافر إلى دار المبلّغين بـ "لكنو"، ليتعلّم، ويتبرّع في المناظرة والمباحثة، فظلّ ينتفع، ويحتظّ بالشيخ عبد الشكور، والشيخ عبد السّلام، ويعمل مدرّسا في مدرسة الجامعة العالية العربية بمدينة "مئو" منذ نوفمبر 1399 هـ، وبايع الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي بعد التخرّج فيها.

من مؤلّفاته: "آئينه تجويد"، "مرآة التجويد" في أصول التجويد، والقراءة للطلاب الناشئين، و"مجموعة الأحاديث المنتخبة"، التي قد صدرت باسم "جهل حديث"، فهذان الكتابان متبعان في المقرّرات التعليمية لشتى المدارس.

* * *

‌3568 - الشيخ العلامة عزيز اللَّه الملتاني، أحد الأساتذة المشهورين في عصره

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "الملتان".

وقرأ العلم على الشيخ فتح اللَّه الملتاني، مشاركا لولده إبراهيم الجامع.

وقرأ عليه ولده عبد الرحمن الملتاني، وخلق كثير، ذكره المندوي.

وقال محمد قاسم في "تاريخه": إنه كان من مشاهير العلماء، استقدمه جام مزيد إلى مدينة "شور".

* راجع: نزهة الخواطر 4: 201، 202.

ص: 289

ثم استقبله من خارج البلدة، وجاء به إلى قصر الإمارة، واحتفى به جدا، وأمر غلمانه أن يغسلوا يده.

ثم أمرهم أن يصبّوا غسالة في الجهات الأربع من ذلك القصر تبرّكا، فأقام الشيخ عزيز اللَّه ببلدة "شور" زمانا.

ثم خرج من تلك البلدة سرا، وذهب إلى "الملتان" لعدم موافقته بالوزير جمال الدين. انتهى.

* * *

‌3569 - الشيخ الفاضل العلامة عزيز اللَّه التلنبي، الملتاني، ثم السنبهلي، كان من العلماء العاملين والأئمة المحقّقين

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: قدم "دهلي" في عهد سكندر شاه اللودي، ثم دخل "سنبهل"، وسكن بها، وقصر همّته على الدرس والإفادة.

وكان مفرط الذكاء، جيّد القريحة، شديد التعبّد، قليل الاختلاط بالنساء، مع التقوى المفرط، والخمول الزائد.

وله اليد الطولى في الأصول، والكلام، والمنطق، والحكمة، وسائر الفنون النظرية، ومشاركة جيّدة في المعارف الأدبية.

أخذ عنه الشيخ نظام الدين الخيرآبادي، والشيخ حاتم بن أبي حاتم السنبهلي، وخلق كثير من العلماء.

توفي سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة، كما في "الأسرارية".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 4: 201.

ص: 290

‌باب من اسمه عزيز الحسن، عزيز الحق، عزيز الرحمن

‌3570 - الشيخ الفاضل خواجه عزيز الحسن

*

ولد 1301 هـ، وحصّل العلوم العصرية.

وكان فائزا على العهدة العالية من الحكومة.

ثم حضر في خانقاه "تهانه بهون" سنة 1326 هـ، وبايع في السلوك على يد حكيم الأمّة أشرف علي التهانوي، وبعد مدّة حصلت له الإجازه منه.

توفي سنة 1363 هـ.

* * *

‌3571 - شيخنا وسندنا المحدّث الكبير الفقيه الضليع العلامة البارع، المعروف بشيخ الحديث عزيز الحق بن الحاج الشيخ إرشاد علي الداكوي

، رحمهما اللَّه تعالى * *

له ترجمة حافلة في التقدمة على ديوان شعره المسمَّى بـ "ديوان العزيز"، ونصّه ما يلي:

* راجع: بزم أشرف: 38 - 41.

* * راجع: مقدمة ديوان العزيز ص 15 - 26.

ص: 291

ولد في عام 1337 من السنة الهجرية (من غير تحديد أو تأكيد لعدم وجود المدوّنات وسجلات المواليد في ذلك الحين) في حي "بِرِيج خا" من محافظة "بِكْرَم بور"(منشي غنج) التابعة لمنطقة "داكا" عاصمة "بنغلاديش" الحالية.

ولما بلغ عمره ما بين الرابعة والخامسة توفيت والدته رحم اللَّه الشيخ ووالديه، فدخل تحت شفقة ورعاية جدته من الأم في حي "كَلْمَا"، ومضت طفولته فيها.

‌نشأته وحياته التعلمية:

بداية نشأته كان في حجر أبيه، في بيت دين وورع في حي "كَلْمَا من منطقة "منشي غنج"، وبدأت حياته التعلمية في أحد مساجد الحي من {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} إلى ختم القرآن نظرا، ولما تجاوز السابعة من العمر ترك وطنه، وانتقل مع والده إلى منطقة "بَرهمن باريه"، وكان والده يقيم فيها أغلب الأيام لغرض التجارة، والتحق فيها بالجامعة اليونسية، وبدأ تعلم العلوم العربية والدينية تحت رعاية ورقابة المربي الجليل الشيخ العلامة شمس الحق الفريدبوري رحمه الله، وحينئذ كان يتولى التعليم والتربية في تلك الجامعة ثلاثة من العلماء الأجلاء من "باكستان الشرقية" "بنغلاديش" حاليا، وكلهم تلامذة وخلفاء الشيخ المجدد أشرف علي التهانوي رحمه الله.

1 -

الشيخ المربي شمس الحق الفريدبوري رحمه الله.

2 -

الشيخ محمد اللَّه المعروف بحافظجي حضور رحمه الله.

3 -

الشيخ عبد الوهَّاب المعروف ببيرجي حضور رحمه الله.

وكان لوالد شيخ الحديث رحمه الله الحاج إرشاد علي علاقة قلبية مع هؤلاء العلماء الربانيين، فترك ابنه السعيد تحت تربيتهم ورعايتهم، فتشرف، وسعد شيخ الحديث بابتداء تعلّمه على أيدي مثل هؤلاء العلماء الربانيين،

ص: 292

ونشأ تحت رعايتهم ورقابتهم، واستفاد من علومهم من ابتداء التعلم، ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء.

واستمرَّ شيخ الحديث دراسته في الجامعة اليونسية، ولما استقال الشيخ الفريدبوري رحمه الله بعد سنوات قليلة من الجامعة اليونسية لأسباب ومصالح دينية مختلفة، وانتقل إلى حي "براكتره" بمدينة "داكا"، وأسّس فيها معهدا تعليميا إسلاميا باسم جامعة أشرف العلوم، ومعه صاحباه: عبد الوهَّاب، والشيخ محمد اللَّه انتقل معهم شيخ الحديث، وواصل دراسته فيها إلى أن استكمل دورة الحديث (دروة الكتب الستة الحديثية).

وبقي شيخ الحديث تحت شفقة الشيخ الفريدبوري، يربّيه، ويرقيه علما وورعا، إلى أن توفي الشيخ الفريدبوري رحمه الله، واستفاد شيخ الحديث أثناء دراسته في جامعة أشرف العلوم من الشيخ رفيق أحمد الكشميري رحمه الله، وكسب الفيوض منه أيضًا.

وكان شيخ الإسلام العلامة ظفر أحمد العثماني صاحب "إعلاء السنن" شيخا للحديث في الجامعة ورئيسا للمدرسين فيها، فتشرَّف شيخ الحديث بدراسة عدة كتب عليه، منها:"التفسير" للبيضاوي، و"الجامع" للترمذي، و"الصحيح" للبخاري، وذلك سنة 1359 هـ - 1360 هـ.

‌رحلاته لطلب العلم:

تعمق شيخ الحديث في علوم الحديث، وكثر مطالعاته لكتب الحديث وشروحه المختلفة، فلما عثر على كتاب "فتح الملهم شرح صحيح الإمام مسلم" لشيخ الإسلام شبير أحمد العثماني تعجّب منه، واشتاق لمؤلفه، وعزم على لقائه والاستفادة منه وحصول العلم منه، وأراد إعادة دراسة "صحيح البخاري" عليه، وحينئذ كان الشيخ شبير أحمد العثماني رحمه الله مقيما في الجامعة الإسلامية بـ "دابيل" قرية بـ "الهند"، ويدرّس فيها "صحيح البخاري"، فغادَرَ شيخ الحديث ديار البنغال، وترك وطنه، وخرج لطلب العلم مع صعوبة

ص: 293

السفر لقلة المواصلاة في ذاك الزمن، واتَّجه نحو "دابيل"، وفي الطريق قبل الوصول إلى "دابيل" أقام شيخ الحديث فترة قصيرة في جامعة مظاهر العلوم بمدينة "سهارنبور" لوقوعها في الطريق إلى "دابيل"، فجمع العلوم من مشايخها كذلك، بالخصوص من الشيخ أسعد اللَّه الرامبوري رحمه الله، ودرس عنده الأحاديث المسلسلات، فأجازه الشيخ فيها، ثم استمرَّت رحلته إلى "دابيل"، وبعد وصوله إلى "دابيل"، أعاد شيخ الحديث دراسة "صحيح البخاري" تفصيلا على الشيخ شبير أحمد العثماني، وذلك في عام 1362 - 1363 هـ.

وفي أثنائه كتب شيخ الحديث ما ألقى الشيخ العثماني من شرح حديث وفوائد واسنباط، وبعد مضي شهر من ابتداء الدراسة عند الشيخ العثماني أحسَّ الشيخ العثماني بحرصه وجهده، فرحَّبه وشجَّعه.

وسأل ذات يوم يا عزيز الحق! هل أنت تكتب ما ألقيه في الدرس؟

فقال: نعم.

قال: أرني ما كتبت.

فقدم له ما كتب من إلقاءاته.

فجلس الشيخ العثماني قاعدا متعجّبا، ونادى أصحابه بصوت عال من فرط الفرح والعجب، وقال: انظر هذا، قد كتب كل ما ألقيت في الدرس من شرح وتحليل حرفا فحرفا، ورتّبه أحسن ترتيب، هذا فعل إنسان أم جان.

ومن ذلك اليوم بدأ الشيخ العثماني يزيد في العناية به والاهتمام له، وقربه في حلقة الدرس، حتى أنه إذا كان يغيب عن حصة لعذر كان يؤجّل درس ذلك اليوم، ويراجع للطلاب الدروس السابقة، هكذا كان الشيخ متابعا لكتابته طوال السنة، حتى بقي في صحبته بعد انتهاء الدراسة في بيته لتبييض المخطوطة ومراجعته.

ص: 294

وهنا قال الشيخ: مقولته المشهورة: أحسنت يا عزيز الحق! أنك أتيت هذه السنة، فإني أردت أن ألقي في هذه السنة من العلوم والفوائد ما لم ألقه في عشر السنوات الماضية، لأني أحسب أنها آخر سنة لتدريسي، وانضمَّ شيخ الحديث إلى التخصّص في التفسير بدار العلوم ديوبند أثناء مراجعة المخطوطة عند الشيخ العثماني، وتشرّف بدراسة علم التفسير على شيخ المفسّرين العلامة إدريس الكاندهلوي رحمه الله، صاحب التفسير "معارف القرآن"، هذا (غير معارف القرآن) للشيخ المفتي شفيع رحمه الله، والد الشيخ محمد تقي العثماني.

‌مشايخه وأساتذته الكبار:

1 -

الشيخ المربي شمس الحق الفريد بوري رحمه الله، قضى تحت رعايته وإشرافه من صباه إلى أكثر من منتصف عمره، نيف وأربعين سنة، وكان الشيخ الفريدبوري رحمه الله أستاذا قيما له في جميع شؤون حياته.

2 -

شيخ الإسلام شبير أحمد العثماني رحمه الله، قرأ عليه "الصحيح" للبخاري للمرة الثانية في الجامعة الإسلامية في "دابيل" عام 1362 - 1363 هـ.

3 -

الشيخ العلامة ظفر أحمد العثماني رحمه الله، قرأ عليه "الصحيح" للبخاري للمرة الأولى، و"الجامع" للترمذي، و"التفسير" للبيضاوي في جامعة أشرف العلوم براكترة "داكا" في عام 1359 هـ - 1360 هـ.

4 -

شيخ التفسير العلامة إدريس الكاندهلوي رحمه الله، أتم عنده التخصَّص في التفسير في دار العلوم بـ "ديوبند" عام 1363 - 1364 هـ.

5 -

الشيخ محمد اللَّه المعروف بحافظجي حضور رحمه الله، قرأ عليه من المرحلة الابتدائية إلى دورة الحديث عدة كتب في كل سنة.

ص: 295

6 -

الشيخ العلامة رفيق أحمد الكشميري رحمه الله، قرأ عليه كتبا مختلفة.

7 -

الشيخ أسعد اللَّه الرامبوري رحمه الله، نال منه إجازة في الأحاديث المسلسلات عام 1362 هـ.

8 -

المحدث الكبير الشيخ هداية اللَّه رحمه الله، قرأ عليه عدة كتب الحديث.

هؤلاء المشايخ الذين درس عليهم بالتفصيل مع الإقامة لديهم، وعدا هؤلاء استفاد من غيرهم مشايخ وعلماء "الحجاز"، و"النجد"، و"الأزهر" الكثيرين، وذلك في الخمسينات تقريبا 1369 هـ.

‌مزاياه وخصوصياته في عهد طلبه للعلم:

تميز شيخ الحديث في زمن طلبه للعلم بميزات عديدة، أهمها:

1 -

الذكاء المفرط، والفطنة التامة.

2 -

الجد والاجتهاد المطلوب.

3 -

التعلق القلبي بالمشايخ والأساتذة والعلماء، وخدمتهم بإخلاص ما ليس له نظير، ولا مثيل، ولأجل هذه الصفات الحميدة كسب الحبّ القلبي والدعاء الخالص من أمثال هؤلاء العلماء الربانيين.

‌بعض ذكرياته مع أساتذته

1 -

ذات مرة قال له الشيخ رفيق أحمد الكشميري رحمه الله، الذي كان يقول عنه شيخ الحديث بأنه ولي من أولياء اللَّه، على ما يظهر منه، من الكرامات: يا عزيز الحق! إني دعوت اللَّه بدعوتين بتضرّع وابتهال، لم أدع بمثلهما قط، وإني متيقن بأن اللَّه قد استجابهما.

الدعاء الأول لأخيك، بأن يشفيه اللَّه من مرضه شفاء عاجلا، لأن مرضه يخلّ بطلبك للعلم.

والدعاء الثاني لك، بأن يجعلك اللَّه عالما متبحّرا في العلم، وأن يتقبّلك اللَّه لخدمة الدين والعلم.

ص: 296

2 -

لما انتهى شيخ الحديث من دراسة مرحلة "تفسير الجلالين" أراد أن يطلب العلم من منبع العلوم في "شرق آسيا" دار العلوم بـ "ديوبند"، وتجهّز للسفر إليه، وفي آخر اللحظات قبل الخروج للسفر أراد أن يستوجد شيخه الشفيق الشيخ ظفر أحمد العثماني رحمه الله، وهو مستعدّ للسفر، فلمّا سلم، وطلب الدعاء، واستأذن، قال له الشيخ العثماني: من قال لك: بأنك تسافر إلى "ديوبند"، بل أنا أدرّسك، فبقي الشيخ عنده، وبدأ يقرء عليه "التفسير" للبيضاوي قبل مرحلة دورة الحديث في حصص دراسية إضافية خارجة عن الحصص الدراسية المقرّرة.

3 -

لما وصل شيخ الحديث إلى مظاهر العلوم بـ "سهارنبور" أقام فيها مدّة قصيرة، وحصل على إجارة في الأحاديث المسلسلات من الشيخ أسعد اللَّه الرامبوري، لكنه أراد أن يستمرّ في سفره إلى "دابيل"، ويستكمل طلب العلم، فعند الوداع الأخير من الشيخ الرامبوري ذهب ليستودعه، وطلب منه الدعاء، فأجهش الشيخ الرامبوري بالبكاء لتعلق القلب به وعمق المحبة معه، وقال: إن تجد مثلك عزيز الحق آخر، فأرسله إليَّ.

4 -

في زمن إقامته في "دابيل" لما رأى شيخ الإسلام شبير أحمد العثماني اهتمامه واستعداده وتدوين الشرح والفوائد له تعجّب، وفرح فرحا شديدا، وقال: إني أتمنّى من اللَّه أن ينشر اللَّه بك الدين، وعلم الحديث، وأقوالي في أرض "البنغال"، وذاك بعد مضي شهر من بداية الدراسة عند الشيخ العثماني.

وبعد سنين التقى الشيخ العثماني بالشيخ الفريدبوري، فسأله عن شيخ الحديث، وقال: يوجد في "داكا" ابن لي، اسمه عزيز الحق، فهل تعرفه، فأجاب الشيخ الفريدبوري بكلّ تواضع: نعم، هو زميلي في التدريس في الجامعة، مع أنه كان أول أستاذ له.

ص: 297

5 -

ومما هو جدير بالذكر هنا بأن المربي الكبير الشيخ شمس الحق الفريدبوري رحمه الله كان يقول دائما: إذا يسألني ربي يوم القيامة بماذا أتيت به يا شمس الحق! فإني سوف أقدم عزيز الحق وهداية اللَّه أمام ربّ العالمين، وأقول: يارب! هما ذخيرة حياتي، فأتيت بهما إليك.

‌خدماته للدين ونشر العلم والشريعة الإسلامية:

وهكذا وفّقه اللَّه سبحانه وتعالى لخدمة الدين الحنيف بميادين مختلفة، فلذا يعدّ شيخ الحديث رحمه الله من كبار العلماء الربّانيين والمؤسّسين للمنظمات الدينية والجامعات في أرض "البنغال"، ما قلّ نظيره في مثل هذه الديار، وعم إحساناته بين مسلمي "شرق آسيا"، كما نتجت جهوده وخدماته العظيمة خلال أكثر من خمس وستين عاما عن العطاء والبذل في نشر العلم والتدريس والتأليف والوعظ والإرشاد والتوجيه وإلقاء المحاضرات والدعوة إلى اللَّه والنصح لعامة المسلمين وخاصتهم، ولكن تركيزه كان على أربعة ميادين بوجه خاص، وبشكل مستمرّ.

الأول: الدروس العلمية

الثاني: التأليف، والتصيف

الثالث: الدعوة، والإرشاد

الرابع: النشاطات السياسية لتنفيذ أحكام الشريعة، ولإعلاء كلمة اللَّه في العالم كله، خاصّة في مسقط رأسه أرض "البنغال".

في الحقيقة أن خدمات شيخ الحديث العلمية والدينية تحتاج إلى كتاب مبسوط، ولكن نذكرها ههنا باختصار ضمن النقاط الأربع.

‌الدروس العلمية:

توسم فيه رحمه الله مشايخه النجابة وسرعة التحصيل العلمي والتوسّع في العلم، فعينه على التدريس فور تخرّجه من مرحلة دورة الحديث في جامعة

ص: 298

أشرف العلوم بَرَاكترة بمدينة "دكا" في عام 1364 هـ، حيث أنه بدأ بتدريس كتب المنطق، والنحو، والصرف، والأدب العربي، والفقه، ثم ترجمة القرآن الكريم، وتفسيره، ثم كتب الأحاديث، وبقي مدرّسا فيها سنين، وفي عام 1371 هـ أسّس شيخه الفريدبوري جامعة ضخمة في "لالباغ" المشهورة بمدينة "داكا"، وسماها بالجامعة القرآنية العربية، التي اشتهرت عاجلا في البلاد، وصارت مقبولة لدى الشعب، فأخذه شيخه الفريدبوري، وعينه مدرّسا فيها في سنة 1374 هـ، أقرّه بتدريس "صحيح البخاري" فيها.

وبقى الشيخ على منصب شيخ الحديث لـ "الصحيح" للبخاري في تلك الجامعة، مع تدريس كتب الحديث الأخرى، حتى عام 1406 هـ وكما كان أستاذا للحديث خلال نفس الفترة في الجامعة الإسلامية في "تاتي بازار"بحي "إسلام بور""داكا".

ولما افتتحت في الجامعة النورية بـ "كامْرَانْغير صر""داكا" مرحلة دورة الحديث في الدراسات العليا طلب مدير الجامعة الشيخ محمد اللَّه حافظجي حضور من شيخ الحديث بأن يقوم بتدريس "الصحيح" للبخاري، فبدأ فيها كذلك، وفي الحين عين شيخ الحديث مكلّفا رسميا من جهة الحكومة بتدريس "الصحيح" للبخاري بجامعة داكا في قسم الشريعة للدراسات الإسلامية العليا.

وإضافة إلى ذلك هناك بعض الجامعات والمدارس الدينية، التي كان شيخ الحديث مرتبطا بها، ويلقي فيها دروس الحديث نحو الجامعة الإسلامية لال ماتية محمد بور داكا، ومدرسة دار السّلام ميربور داكا، وكان يطوف يوميا مدرسة بعد مدرسة، وجامعة بعد جامعة.

أجرى اللَّه على يد شيخ الحديث الخير الكثير، وخدمات هذا الكتاب العظيم "صحيح البخاري"، الذي هو أصحّ الكتب بعد كتاب اللَّه، بسبب

ص: 299

نيته الصالحة، وعزيمته الماضية، وهمته العالية، الذي لا تعرف الكلل والملل، حيث درس كتب المنطق واللغة العربية والفقه وغيرها، كما مرّ، لكن اللَّه اصطفاه، وتقبّله لخدمة "صحيح البخاري" تدريسا وترجمة وشرحا واستنباطا.

وقد اهتمّ بتدريسه دون أيّ انقطاع أكثر من سبع مدارس وجامعات يوميا، لمدّة أكثر من نصف القرن 50 عاما تقريبا من 1369 هـ إلى 1431 هـ ما ليس له مثيل في ديار "البنغال"، وذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء.

‌تأسيسه الجامعات والمدارس الدينية:

1 -

الجامعة الرحمانية العربية محمد بور داكا:

بعد أن توفى الشيخ الفريدبورى رحمه الله في عام 1384 هـ استمرّ شيخ الحديث بتدريس "صحيح البخاري" في الجامعة القرآنية العربية لالباغ، وفي سنة 1406 هـ استقال شيخ الحديث منها لمصالح دينية، وأسّس في غرب مدينة "داكا" في "محمدبور" جامعة باسم الجامعة المحمدية العربية، واستمرّ التدريس فيها.

وبعد سنتين أنشأ جامعة ضخمة أخرى باسم الجامعة الرحمانية العربية بجوار المسجد التاريخي المشهور باسم "سات مسجد"، وصارت هذه مركزا أساسيا له لخدمة التدريس والتصنيف إلى آخر لحظة من حياته رحمه الله ما بين 1408 هـ - 1431 هـ، فصارت خدمته للحديث النبوي من 1363 هـ - 1431 هـ، خمس وستين سنة.

2 -

جامعة العزيز الإسلامية:

لما كثرت مطالبة الشعب من شيخ الحديث بإنشاء جامعة متطورة بإضافة بعض المناهج التي يحتاجها الإنسان في هذا العصر الجديد من اللغة الإنكليزية والحساب والعلوم العالمية بجانب العلوم الدينية الكاملة في بيئة دينية، فبعد أن رأى ضرورته، فاستخار اللَّه تعالى، وانشرح صدره، فأسّس

ص: 300

جامعة في سنة 2003 م، وسماها بأمل رفقائه بجامعة العزيز الإسلامية بغرب حي"محمد بور" من مدينة "داكا".

‌التأليف والتصنيف:

لما نزل شيخ الحديث رحمه الله في ميدان خدمة العلوم الدينية كان ميدان التأليف والتصنيف من أهمّ ميادين الخدمة له خاصّة لشعب "البنغال" باللغة البنغالية، لأنهم كانوا بعيدين عن علوم القرآن والسنّة بسبب بعدهم عن مهبط القرآن والسنّة وعدم تعلمهم اللغة العربية، فاهتمّ شيخ الحديث بنشر الدين بكلّ الوسائل لهذا الشعب الضخم، الذين كانوا محرومين منذ فترة طويلة، فبدأ بالتأليف والتصنيف لهذا الشعب باللغة البنغالية شيخه الفريدبوري رحمه الله، فأوصله شيخ الحديث رحمه الله إلى العروج والكمال، فنفع الأمة بها نفعا عظيما.

وكان لشيخ الحديث رحمه الله ملكة في التحقيق والتصنيف من عهد طلبه للعلم، فقد جمع، وحقّق كتب شروح عدّة كتب في زمن طلبه للعلم، ففي زمن دراسته عند الشيخ العلامة ظفر أحمد العثماني في جامعة أشرف العلوم براكتره، بدأ بكتابة "شرح الجامع" للترمذي باللغة الأردية، مع التحقيق، والتعليق وذكر المسائل الفقيهة المتعلقة بالحديث، ولكن قبل إتمام هذا الكتاب. ارتحل شيخ الحديث إلى شيخ الإسلام شبير أحمد العثماني المتعمّق في علم القرآن والسنّة والتوسّع فيه، وأعاد دراسة "الصحيح" للبخاري عنده، وكتب شرح "الصحيح" للبخاري بأحسن ترتيب، وطبع بعد ذلك بشكل كتاب ضخم، وهو حاليا أمام القرَّاء باسم "فضل البارى في شرح الصحيح" للبخاري باللغة الأردية.

‌بعض مؤلفاته:

التحفة العظيمة والهدية الضخمة لأهل "البنغال"، هى ترجمة "الصحيح" للبخاري وشرحه باللغة البنغالية لأول مرة، لما بدأ شيخ الحديث رحمه الله بنشر

ص: 301

الدين في البنغال لم يكن حينئذ توجد أيّ ترجمة أو شرح لكتاب من كتب الصحاح الستّة أو كتب التفسير باللغة البنغالية، حتى يستفيد منه شعب البنغال إلا جزء من "مشكاة المصابيح" فقط، فبدأ شيخ الحديث بشرح وترجمة "صحيح البخاري" باللغة البنغالية، وبعد طول بذل الجهد قرابة ستّ عشرة سنة طبع هذا الكتاب الضخم في عشر مجلّدات، وأعطاه اللَّه القبول الحسن لدى الشعب البنغال.

‌بعض مميّزات هذا الكتاب:

1 -

من أهمّها أنه امتاز بحسن العرض وسهولته من مباحث دينية وعلمية وشرح المسائل الغامضة، ما يستفيد منها العوام والخواص.

2 -

اهتمّ فيه بشرح أحاديث عقيدة أهل السنّة والجماعة، والسيرة النبوية، وتاريخ الإسلام بالتفصيل.

3 -

جمع فيه الأحاديث المكرّرة في موضع واحد، وما كان على "شرح البخاري" في كتب أخرى، مع بيان الربط والشرح.

كذلك ألّف شيخ الحديث كتابا مبسوطا باللغة البنغالية، جمع فيه الأحاديث الزائدة على "صحيح البخاري" من الكتب الستة ومن "مشكاة المصابيح"، مع الترجمة والشرح.

و"ترجمة المثنوى" للعلامة الرومي، وشرحه، والردّ على القاديانية، والرد على أفكار أكرم خان، والخلافة الإسلامية، وغير ذلك من مؤلّفاته رحمه الله الكثيرة من الكتب، ورسائل متعددة.

‌الدعوة والإرشاد لعوام الناس وإلقاء المحاضرات:

مع هذه الارتباطات بالدرس والتدريس والتأليف والتصنيف كان لشيخ الحديث دور كبير في نشر الدين والعلم بين عوام الناس، بالمواعظ وإلقاء المحاضرات والدعوة والإرشاد وإنشاء الجمعيات الدينية، لتنفيذ الشريعة على

ص: 302

الساحة الشعبية في البلاد، لا يرى من الملل والكلل، بل كان يرد الشدائد، والمواقع الخطيرة، من الهندوس والقاديانية والشيعة، قائلا: أينقض الدين وأنا حيّ، وبقوة هذه العاطفة القوية العميقة كان يعارض الفرق الباطلة، ويقابلهم، للذود عن عقيدة أهل السنّة والجماعة، والحفاظ على دينهم، كما كان يقوله أبو بكر، رضي الله عنه.

‌إنشاء الجماعات والمنظّمات والحركات الإسلامية:

كان الشيخ رحمه الله أحد من قادوا جعية نظام الإسلام عند إقامة الدولة البكستانية الشرقية والغربية معا من "الهند"، وكذلك احتجّ ورد شيخ الحديث مع شيخه الفريدبوري على الجنرال أيوب خان في عهده بسبب تنفيذه قانونا مخالفا للشريعة الإسلامية، وقد نجح في ذلك، ونفذ القانون مطابقا للشريعة بعد احتجاجه، وكان له مكالمة في "الدولة البكستانية"، و"بنغلاديش"، بعد استقلالها.

وفي سنة 1389 هـ عند استقلال دولة "بنغلاديش" من "باكستان الغربية" عارض شيخ الحديث رحمه الله كلّ ما يخالف الشريعة الإسلامية، حتى اعتبره شعب البنغال القائد العظيم وبمعاونته أنشئت جمعية علماء إسلام في "بنغلاديش"، وعيّن رئيسا لها.

وفي سنة 1402 هـ عند قيام الحرب بين "إيران" و"العراق" سار شيخ الحديث مع الشيخ العلامة محمد اللَّه حافظجي حضور رحمه الله إلى "إيران" و"العراق"، وقابل كلا من آية اللَّه الخميني، وصدّام حسين، وحاول الصلح بينهما، ولكن قدر اللَّه، وما شاء فعل.

في سنة 1413 هـ لما حُوّل المسجد التاريخي بابري مسجد بـ "الهند" إلى معبد الهندوس أظهر المسلمون عبر العالم الغيظ والغضب ضدّ الهندوس، وفعلهم الشنيع الجرئ حينئذ أعلن شيخ الحديث بالزحف الطويل من "داكا"

ص: 303

إلى ذلك المسجد، فبقيادته تحرك أكثر من خمسمائة ألف من المسلمين، مظاهرين ومحتجّين من مدينة "داكا" مشاة على الأقدام، وتوجّهوا نحو ذلك، ووصلوا إلى حدود "الهند"، حتى نشر الخبر حول العالم، وشجّعه مسلمو العالم من بلاد مختلفة، وأقطار متنوّعة، حتى أن علماء جزيرة العرب قدموا له الشكر والتقدير، ولقبه الشيخ المحقّق الناقد البارع عبد الفتّاح أبو غدّه رحمه الله المجاهد الكبير، وأرسل له هدايا قيّمة.

‌مناصبه في حياته:

تولى العلامة عزيز الحق مناصب تالية في المؤسّسات العلمية والهيئات المختلفة:

1 -

شيخ الحديث: الجامعة القرآنية العربية لالباغ، الجامعة النورية كَمْرَانْغير صر، الجامعة الرحمانية العربية، الجامعة العربية، الجامعة الشرعية مالي باغ، الجامعة الإسلامية لال ماتيا، دار العلوم ميربور، الجامعة الصدّيقية دار العلوم ميربور، جامع العلوم ميربور، الجامعة المحمدية بناني، الجامعة الإسلامية مدينة العلوم بنك كلوني، دار العلوم بنك كلوني، دار العلوم نرسندي، الجامعة القرآنية معراج العلوم نرسندي، الجامعة النورية تونغي.

2 -

أستاد قسم الدراسة العليا في العلوم الشريعة بجامعة داكا.

3 -

مدير للجامعة الرحمانية العربية محمد بور داكا، الجامعة الشرعية مالي باغ دكا، جامعة العزيز الاسلامية محمدبور داكا، مجلس الخلافة بنغلاديش.

4 -

خطيب للعيدين في مصلى العيد الوطني جامع القلعة لال باغ، جامع عظيم بور.

5 -

رئيس الأعضاء جمعية نظام إسلام باكستاني.

6 -

رئيس جمعية علماء إسلام بنغلاديش، مجلس خلاقة بنغلاديش، الجهة المتحدة الإسلامية بنغلاديش.

ص: 304

‌وفاته ولحوقه بالرفيق الأعلى:

بعد ما لبث الشيخ رحمه الله مدّة قرابة سنتين طريح الفراش مبتلى بالأمراض المختلفة المضنية لبّى دعوة ربّه الكريم، ولحق برفيقه الأعلى، وكان ذلك يوم التاسع عشر من رمضان سنة ثلاث وثلاثين بعد الألف من الهجرة النبوية، الموافق الثامن من أغسطس سنة اثنا عشر بعد الألفين من السنة الميلادية، ودفن في مقبرته العائلية مقبرة العزيز، التي دفن فيها حفيدته الكبرى قبله، الواقعة في قرية "كرانيغنج"، التابعة المحافظة "داكا"، "بنغلاديش"، رحمهما اللَّه رحمة واسعة، وأفرغ عليهما سحائب رحمته، وشآبيب رضوانه آمين.

قِفَا نَحْظَ من ذكرى حبيب ومنزل

سقتْه السواري والغوادي بسلسل

ومهلا على تذكار آثار طيبة

مدينة محبوب كريم مفضَّل

بها قبة خضراء في رونق الضحى

تلألأ نورا فوق بدر مكمَّل

بها مرقد المولى الكريم محمد

يفوق على العرش المعلّى ويعتلي

يذكّرنا آثارها وديارها .... وتبدي لنا من لا نراه ونجتلي

نشمّ بها ريّا الحبيب كأنه

على ظهرها ثاو ولم يترحّل

حبيب إله العالمين محمد .... رفيع العلى خير البرايا وأفضل

إمام النبيين رسول معظَّم

وسيّد كونين عديم الممثَّل

شفاعته ترجي لدى كل غُمّه

وكرب وهول واقتحام الغوائل

ترى باسمه يشفي السقام وإنه

لحرز عظيم من جميع النوازل

ولو كانت الآيات تعدل قدره

لكان اسمه يحيى رميم المفاصل

هو النور والبرهان طه وشاهد

وصاحب إسراء عظيم الشمائل

دعاه الإله بالبراق ومعرج

إلى الملأ الأعلى وأعلى المنازل

فسار إلى العرش وما شاء ربه

لرؤية آيات عظام الدلائل

وزار من الآيات ما لم يفسّر

وحاز الكرامات ما يفصل

ونال العلى فوق الخيال وخاطر

وعزا وإجلالا كلّ الفضائل

ص: 305

دنا فتدلّى قاب قوسين ربه

فأوحى إليه من عظام المسائل

وصار نجيا للحبيب حبيبه

وجبريل ناء في الوراء بمعزل

هدانا إلى الخير وجنة ربنا

أتانا من اللَّه بدين معدَّل

لقد جاء والناس في قعر ظلمة

ضلال وإشراك وفي كل باطل

بشيرا نديرا للأنام ورحمة

رؤوفا رحيما مثل عذب المناهل

سراجا منيرا مثل شمس ظهيرة

كريما جوادا مثل غيث محفَّل

عزيز عليه ما عنتم محبة

حريص عليكم لن تروا من مماثل

وداع إلى الخير بوعظ وحكمة

وهاد إلى اللَّه بدين مدلَّل

وبالبينات من دلائل ربه

وبالمعجزات الباهرات الجلائل

تشقّق بدر من إشارة إصبع

تكسّر صخر من إشارة مِعْوَل

وسلّم أحجار إليه تحيّة

عليك سلام اللَّه دوما تقبَّل

وجاء عِدَاه بالحجارة قبضة

فنادت نداء في شهادة مرسل

تفلّت أشجار إليه ملبّة

وقامت لديه مثل عبد مذلَّل

تجمّع أغصان إليه مظلّة

وسار الغمام مثل سقف مظلَّل

وحنّت إليه نخلة من محبة

فأنت ورنَّت كاليتيم وأرمل

فلما أتاها هادئا متعطّفا

لغاض بكاها كالوليد المعلَّل

تشكَّت إليه بالمظالم ناقة

كلّم ظبي مثلي ثكلى بمأمل

أتت عنكبوت بالبيوت وقاية

عليه من الأعداء تحمي بمقتل

وجاءت تقيه من عدوّ حمامة

يقول لِثَان لا تخفْ وتوكَّل

وقد قال يا أرض خذيه لفارس

فلم يتخلّص لحبل أمر مبدّل

طيور ووحش والخلائق كلها

لتدري رسول اللَّه دون التأمّل

دعا قومه يوما إلى اللَّه دعوة

وأنذرهم هولا العذاب المعجَّل

فنادى نداء يا معاشر مكة

هلمُّوا إلى قول النذير المهوّل

فعم قريشا والعشيرة كلّها

وخصّ من القربى بقول مفصل

ص: 306

ألا تعلموني صادقا إن أخفتكم

يجيش أتاكم عن قريب معجّل

فقالوا: بلى لم تأت زورا ولم نر

بك الكذب ياخير الأمين المعوَّل

فقال اسمعوا ثم اسمعوني فإننى

نذير لكم قبل العذاب المخجّل

ألا فاعبدوا ربا ولا تشركوا به

ولا تعبدون من إله مسوَّل،

ألا فاهجروا رجزا وأوثان قومكم

وما يعبد الآباء أجل المجاهل

فراغوا إليه بالعداوة كلهم

وهمّوا به شرا بكلّ الوسائل

سعى كل سعي في هداية قومه

ولكن تلقَّوه بشر مسلسل

فصار يجول في المجامع تارة

وطورا يدور في بطون القبائل

ويعرض دين اللَّه في كل محضر

ويدعو عباد اللَّه في كل محفل

أتا طائفا يدعو إلى دين ربه

ويرجو بأهليها لعون مؤمَّل

ولكن أتوه بالجفاء وغدرة

وجور وإيلام وجرح مقتّل

وأدموه ضربا بالحجارة صبغة

وأذوه إيذاء بما لم يمثَّل

فسالت دماء من جبين مبارك

وصارت على الرجل كخف منعل

ليمسح وجها من دماء ومدمع

ويمشي غشيا في هجوم البلابل

فجاء إليه من ملائك ربه

لإهلاك قوم بالعذاب المنكّل

لإهلاكهم بين الجبال بطائف

بسحق ورضّ بينها مثل فلفل.

* * *

‌3572 - الشيخ العالم الفقيه عزيز الحق بن ثناء الحق بن ضياء الحق بن حضرة شيخ بن محب اللَّه بن نور اللَّه

بن المفتي نور الحق بن الشيخ المحدّث

ص: 307

عبد الحق الدهلوي، ثم الجونبوري، أحد العلماء الصالحين *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: قرأ العلم على أساتذة عصره بـ "جونبور"، وأخذ عنه الطريقة، ثم قدم "لكنوا"، وسكن بها، وكان مرزوق القبول، انتفع به خلق كثير.

مات بمدينة "لكنو" سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف، كما في "النفحات".

* * *

‌3573 - الداعية الكبير المفتي البارع عزيز الحق بن نور أحمد بن منشي صورت علي بن منشي رمضان علي الجاتجامي

* *

أحد العلماء المبرزين والعلماء الصالحين في "بنغلاديش".

نسله منحدر من أنجب الناس بعد الأنبياء خليفة الرسول سيّدنا أبي بكر.

وكان أبوه عالما جليلا، وجدّه كان رجلا مولعا بالعلم وأهله، جميل الشمائل، وكانت أمّه امرأة فاضلة ذات صفات مجيدة، وأخلاق سمحة، معروفة بالزهد والتقى.

‌مولده ونشأته:

ولد الشيخ عام 1323 هـ بظاهر "صَرْكَنَائي" لمخفر الشرطة "فتيه" من أعمال محافظة "شيتاغونغ"، ونشأ الشيخ، وترعرع يتيما، حيث ثكل أباه، ولم

* راجع: نزهة الخواطر 7: 352، 353.

* * راجع: عبقرية الداعية الإسلامي الفقية عزيز الحق، رسالة على حياة صاحب الزجة للشيخ أنوار حسين الأزهري.

ص: 308

ينسلخ من عمره، إلا أحد عشر شهرا لا غير، ثم احتضنه، وتولى رعايته جدّه الحنون، وعمّاه الكريمان، وربّوه تربيه صالحة، وأغدقوا عليه من الشفقة والرأفة.

نشأ الشيخ، وشبّ في بيئة دينية، وبيت معروف بالزهد والتقى، ومعمور بالعلم والحكمة، فأخذ الشيخ يدرس في المدرسة العصرية الابتدائية تحت رعاية جدّه الحنون وعمّيه العطوفين، حتى أتمها بتفوق ونجاح باهر، وتزامن مع ذلك استظهار القرآن الكريم، وقراءة الكتب الدينية الابتدائية. وكان أوشك أن يحيط بعلوم العصر كلها، ويحويها بسرعة نادرة لما أوتي من حافظة قوية وذكاء حاد، واستطاع أن يستلفت أنظار الأقرباء والأخلاء والأساتذة إليه، ولكن سرعان ما حفظته القوة الخفية الربانية، وكلأته، وأخذت بيديه إلى الرشد والهدى والسداد، فلم يعتم أن نكص على عقبيه من العلوم العصرية المادية البحتة برمّتها، وضرب عنها صفحا، وصرف عنان همّه إلى العلوم الدينية والوراثة النبوية، وأقبل بشراشره عليها، وأبان ذلك لاحت على الناشئ النابغ مخايل النجابة وتعارفها الناس، حتى همّت شرذمة قليلة من أقاربه، ورغبت إلى جدّه في أن يدرسه العلوم المادية الصرفة، ولكنه لم يلتفت إليه، ولم يعبأ به رأسا.

وكان هو نذر أن يقف حفيدا له، -إن ولد-، لخدمة الدين الحنيف، فلم يبرح على عزمه وحزمه وافيا بنذره، عاضا بنواجذه على رأيه الحصيف، وراح ما حلم به أقرباءه أدراج الرياح، وألحقه جدّه بالجامعة الإسلامية كيغِرَام عام 1332 هـ وقضى فيها فترة سحيقة من عمره، وظلّ يتدرّس فيها، حتى أكمل المرحلة العالية.

‌رحلاته العلمية:

لم يزل دأب السلف والخف الاعتناء بشدّ الرحال إلى البلاد والتجوال في الأصقاع، ليعبوا من مناهل العلوم الدينية وينابيع الحكم والمعارف النبوية،

ص: 309

فكانوا يرتحلون إلى بلاد نازحة، ويجوبون مسافات شاسعة لحديث واحد، متجمّشين في سبيله وعثاء السفر المديد، مقاسين طوعا كآبة الفراق الطويل. ووفقا لهذه السنّة الميمونة وديدن العلماء الماضين تحرّى الشيخ رغم قلة العون وفداحة العوائق ووهاء الوسائل وضراوة الظروف - أن يضرب في الأرض، ويجيف خيله للدراسات العليا، حتى يخبو أوار نهامته في العلوم وتخمد سورة غليله لها، ويشرف له صرف ساعات من حياته النفيسة في مجالسة العلماء الأتقياء الأخيار، الذين تجرّدوا من أثواب المطامع والرغبات، وربئوا بأنفسهم عن سفاسف هذه الحياة الفانية، وازدادوا من ربّهم زلفى، فغادر وطنه المألوف إلى بلاد "الهند" عام 1343 هـ، وشيّعه أقرباؤه وأخلاؤه، وودّعه أساتذته النبلاء، وأعينهم تفيض من الدمع حزنا وأسفا، وقلوبهم مكلومة موحشة بفقدانه.

وغبّ أن ألقى مراسيه بـ "ديوبند" التحق بأزهر الهند دار العلوم بيسر وسهولة، وتوفّر له من مرافق الحياة ما يفتقر إليها دون تعب ونصب، ولكن لم يتح له الحظّ ما أراده، ولم يعِنْه عليه، بل عاقه عن إحراز هدفه المنشود، وأمله الممدود، حيث دهاه السقم وأضناه، واجتوى البلد، ففرّ منه إلى مدرسة مظاهر العلوم بـ "سهارنفور".

ما كل ما يتمنّى المرء يدركه

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

وظلّ يتدرس فيها الفقه والفلسفة عاما كاملا، جاثيا على كبتيه، متلمّذا أمام أفذاذ عصره، وحذّاق دهره في صنوف الفنون، واستقى في غضون ذلك من مناهلهم العذبة الصافية، كأمثال الشيخ عبد الرحمن الكاملبوري، والشيخ عبد اللطيف، تغمّدهما اللَّه بغفرانه، وأسكنهما بحبوحة جنانه.

ورغم أن لاءمت الظروف هناك، وتمهد السبل كلّها لمواصلة السير نحو المرام لم ترم نفسه تتوق، وتصبو إلى دار العلوم بـ "ديوبند"، ويلتاع قلبه شوقا

ص: 310

وحنينا إليها، فنحاها عقب عام مرة أخرى، وارتدّ على أثره قصصا، ولكن الحظّ لم يجاوبه في هذه المرة أيضًا، حيث اعتلّ، وساءت صحته، فنكص على عقبيه عن بلدة "ديوبند" بعد أن لبث بها بضعة شهور، وهو يعاني شقاء فادحا وبلاء جسيما. وقد استفاد أثناء هذه الفترة الوجيزة، واحتسى من بحار المعارف والحكم وفحول المحدّثين وأساطين الأدباء يومئذ. وممن احتظى الشيخ بالاستقاء من منهل علومه والانتقاء من غرر أفكاره ودرر أقواله إمام العصر خاتمة المحدثين الألمعي اللوذعي قليل المثيل أنور الشاه الكشميري.

‌الطالب المثالي:

لقد ظهرت فيه مخايل النجابة منذ نعومة أظفاره، حيث كان الشيخ أبان دراسته بمثل الآداب السامية والمثل العليا التي رفعته مكانا عليا، وتعالى بها قدره بين أترابه ولداته، واستهوى بها أفئدة الذين حوله من الأساتذة والزملاء، وغدا أسوة حسنة، ومثلا يحتذي به.

‌علوّ كعبه في الفنون:

وقد تبحّر الشيخ، وبرع في صنوف الفنون وضروب العلوم: من الحديث والتفسير والفلسفة والفقه، لا سيّما المعقولات، وحينما كل إليه تدريس موادّ المنطق قال: لو ضاع كتب المنطق كلّها تسنى لي إنشاؤها من جديد.

وبراعته النادرة في اللغة العربية والفارسية والأردية، وتمهّره في علم العروض مما تدع الحليم حيران، وتحار فيه الأفهام، وتضلّ عقول الأنام، وكان من نوابغ الأدباء، وفحول الشعراء والراسخين في الفقه، قليل المثيل في أيام دهره، وجاءت فتاواه سديدة صائبة وفق قواعد الشرع، وقبلها القلوب الواعية والعقول السليمة، ودان لها رقاب علماء عصره الكبار، وأفذاذ دهره العظام.

ص: 311

‌المعلم:

ولما بلغ الشيخ في العلم نضجه وفي الكمال أوجه انبرى للتدريس والتعليم، حيث عين أستاذا في جامعة جيري بعد قفوله من "الهند" عام 1345 هـ مباشرة، وفوّض إليه إلقاء المحاضرة في أصعب الموادّ الدراسية من المنطق والفلسفة والحكمة اليونانية، وكان آية في الذكاء وسرعة الخاطر وجودة البيان وقوة الذاكرة وسعة العلم، وطار صيته بين الأساتذة والطلاب كلّهم، واستفاض أنباؤه بحلّ المعضلات بيسر وسهولة، وتحليل المرام بنمط رائع، يتضح به للأغبياء والأذكياء على السواء.

وكان يلقى الدروس على طراز بديع وأسلوب أنيق مقرّب إلى الأذهان والأفهام، يسرّ الدارسين، ويأخذ انتباههم، ويفصح عن مؤدّى الكلام، ومغزاه بيسر، حتى بدأ الطلاب يتقصّفون، ويقبلون على حلقات دروسه إقبالا مدهشا، ويشهد محاضراته طلبة المراحل العليا، التي ليس لديه محاضرة من محاضراتها، وامتاز طرق تدريسه بما يلي:

1 -

استعراض الكلام المسهب باقتضاب، حتى يفهمه الطلاب بيسر.

2 -

شرح المعضلات والعبارات المغلقة بأسلوب رائع، يوضحها إيضاحا وافيا.

3 -

والتهيأ والاستعداد قاب المستطاع قبل أن يحضر قاعة الدرس لإلقاء الدروس على الطلبة بطرق ميسّرة للفهم.

4 -

مطالعة الأسباق وترديدها مرة تلو أخرى قبل إلقائها.

هذا وكان يفزع إليه العلماء المهرة لفتح العبارات المغلقة والمسائل المعضلة، فها هو العلامة الفهامة البحّاثة الشيخ أبو الحسن شيخ التفسير للجامعة الإسلامية معين الإسلام هاتهزاري، قد ذهب إليه مرة ليستوضحه بحث "الوجود الرابطي"، من الكتاب "حمد اللَّه"، وبحث جزء لا يتجزأ من الكتاب "صدرا"، ثم أعرب عن تأثره به قائلا: لقد قرعت أبواب كبار أساتذة

ص: 312

الجامعة الإسلامية معين الإسلام هاتهزاري، وعرضت عليهم شبهاتي، ولكن لم يشف بيانهم غليلي، حتى لجأت إلى المحقق المدقق الفهّامة المفتي عزيز الحق، فأوضحه بعبارة موجزة، كشف اللثام عن وجه المرام بيسر، حتى اطمأن قلبي، ثم زاد الأستاذ قائلا: كنت أتخيله وليا عظيما، حاويا للعلوم الباطنة، ولم يكن لي دراية بعمقه في العلوم الظاهرة، ولا ريب أن له شأنا يميّزه عن العلماء المتأخّرين.

‌أساتذته:

قد جثا الشيخ على ركبتيه أمام جهابذة علماء عصره وعباقرتهم، واستفاد من معينهم، واغترف بكلتا يديه من بحار علومهم ومعارفهم، ومن أبرزهم:

العلامة الفهامة النظَّارة الآية الباهرة الألمعي اللوذعي عبقري العصر أنور الشاه الكشميري، صاحب التصانيف الممتعة المتوفى سنة 1352 هـ، وهو كان شيخ الحديث فترة طويلة في دار العلوم ديوبند، ولم يأت عقبه من يقارب شأوه في العلوم، وقال حكيم الأمة أشرف علي التهانوي: رأيت عن بعض المستشرقين كلمة في الإمام الغزالي: إن وجود مثل الغزالي في الأمة المسلمة دليل عندي على أن الإسلام دين سماوي حق، ثم قال: وعندي وجود الشيخ محمد أنور الشاه الكشميري من الدلائل على أن الإسلام دين سماوي حق.

2 -

العالم الربَّاني فقيد الدعوة والإرشاد الورع التقي الصفي أحمد حسن، مؤسّس الجامعة الإسلامية جيري، المتوفى سنة 1386 هـ، أنه كان حنونا عطوفا على الشيخ، منحه من عنايته ورأفته، وسهر لياليه على تربئته وتنشئته.

3 -

العلامة الأوحد الجهبذ المفرد المحدّث النقّاد الشيخ عبد الودود، أستاذ الحديث بالجامعة الإسلامية جيري، وله وراء هؤلاء أساتذة آخرون، ضربت عن ذكرهم صفحا مخافة السآمة بإطناب الكلام.

ص: 313

‌التلامذة:

لا يخفى أن الصلة بين براعة الأستاذ وانكشاف مواهب التلميذ أمر غير منكر، وأن للأستاذ دورا فعّالا في تنمية كفاءة التلاميذ وتقوية استعدادهم وتوطئة السبل للمهارة في الفنون والمعارف واستثمار مواهبهم الخفية، وتكوين شخصيّاتهم. وإذا نظرنا إلى تلامذة الشيخ المقتبسين من فيوضه وتوسمنا سيرهم بدا لها جليا مدى أثره ودوره في تكوينهم، وبراعته وحذاقته في أصناف الفنون وأضراب العلوم.

وللشيخ آلاف مؤلفة من التلاميذ في شتى المجالات، ومن أبرزهم:

1 -

أستاذ الأساتذة المحدث الفقيه الشيخ أحمد، المتوفى عام 1416 هـ، تغمّده اللَّه بغفرانه، كان فقيه النفس وحافظا لمفردات اللغة العربية والشاعر اللبيب باللسان العربي، وقد ابتدأ على يديه درس "صحيح البخاري" في الجامعة الإسلامية فتيه شيتاغونغ، وظلّ يدرّس الفقه والحديث والتفسير طوال نصف القرن، واستفاد منه خلق كثرون، وجمع عظيم من البشر، وكان الأستاذ قد ارتحل إلى "الهند" غبّ أن تخرج في الجامعة الإسلامية جيري، ومن حسن حظّه أن أتيحت له الفرصة للتلمّذ على عبقري العصر أنور الضاه الكشميري.

2 -

الحبر البحر، الأحوذي اللوذعي العالم الهمام أمير حسين، المتوفى سنة 1404 هـ تغمّده اللَّه بغفرانه، أستاذ الحديث والمواد الإسلامية بالجامعة الإسلامية فتيه، وكان حافظ القرآن حفظا نادرا، مع الزهد والورع وملازمة التقوى واجتناب خوارم المروءة، والابتعاد عن الشبهات، فضلا عن المحرمات والمعاصي، محافظا على تلاوة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار، وكان من الذين قاموا بتدريس الحديث وفق الصناعة الحديثية في منطقة شرق جنوب آسيا.

ص: 314

وكان رحب الصدر، سهل العريكة، لين الجانب، دمث الأخلاق، صبورا، بحّاثا منقبا قوى الذاكرة، منصرفا بكليته إلى مطالعة الكتب وتحقيقها ليل نهار، وكان هو المفزع الوحيد المرجع الأخير في تعرف أحوال الكتب النادرة في عصره يؤمه عامة الناس وخاصتهم، فيجدون عنده ما يشفي غلّتهم.

3 -

عبقري الدهر العلامة المفتي نور الحق المتوفى سنة 1408 هـ شيخ الحديث ورئيس الإفتاء للجامعة الإسلامية جيري، كما تولى رياستها قرابة عشرين حولا.

هؤلاء وأمثالهم كثير ممن استفاد من الشيخ، وانتهل من منهله العذب الصافي.

‌الداعية الناجح:

قد روي بإسناد صحيح عن مسررق التابعي الكبير من رجال "الكوفة" في حق حبر "الكوفة" وحبر "القادسية" وأقربهم إلى اللَّه زلفى عبد اللَّه بن مسعود، قال: لقد جالست أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فوجدتهم كالأخاذ، فالأخاذ، يروي الرجل، والأخاذ يروي الرجلين، والأخاذ يروي العشرة، والأخاذ يروي المائة، والأخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد اللَّه بن مسعود من ذلك الأخاذ.

فنرى الشيخ من الرجال القلائل الذين تنطبق عليهم هذه الكلمة الرائعة بكل معانيها، وتصدق تماما على هذا العالم الجليل الأبي العف.

أن مرحلة التزكية والإحسان من أبرز المراحل التي غيرت مجرى حياة الشيخ، واحتلّ بها مكانة مرموقة بين جموع البشر في ربوع الأرض كلها، واستهوى قلوب الناس إليه، وهيمن عليها، وغدا مهيبا معظما لدى المقتربين منه والمبتعدين عنه، وطار صيته، وانتشر ذكره في أقطار المعمورة وأمصارها، وقد تقدم الشيخ في حلبة تزكية النفس عن أرجاس الرذائل وأنجاسها وتطهيرها

ص: 315

تقدما حثيثا بصحبة نخبة من أولياء اللَّه المخلصين الربانيين وحاز مكانا عليا، واكتمل بدره في مدة قصيرة، وفي صفاء الباطن ونقاء القلب والتحلية بالخصائل المحمودة والتخلية عن الصفات الطوائح بلغ درجة عالية، بهرت النفوس وشدهتها، وأخذت القلوب، واجتذبتها.

وكان يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، حيث مست الحاجة إلى ذلك، دون مخافة لوم لائم فيه. وكان إذا انتهكت أمامه محارم اللَّه لم يقم دونه شيء، حتى ينتقم، ولو كان مقترف المعاصي أقرب الناس إليه وأحبّهم.

‌زهده وورعه:

لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يكون المرء من المتقين حتى يدع ما لا بأس به، حذرا مما به بأس. كان الشيخ يتمثل فيه هذا الحديث النبوي بكل معانيه ومراميه. فكان يتحامى الشبهات، ويتجافى عن المباحات، فضلا عن أن يقترف المكروهات، ويجترح السيئات، وكان زاهدا في متع الدنيا الفانية وزينتها الزابلة، راغبا في نعيم الآخرة الباقى، مؤثرا ما عند ربّه من منّ النعم الباقية الخالدة على زخارف الحياة الدنيا البائدة. وكان دأبه العمل بالأحوط في الدين لا بالأيسر فيه.

‌عبادته:

كان الشيخ عظيم العبادة، كثير الصلاة والصوم، لا يفتر لسانه عن ذكر اللَّه بكرة وأصيلا، وكان يهجع قليلا من الليل، ثم يقضى سائره في الصلاة والتلاوة، وذكر اللَّه تبارك وتعالى. وكان يواظب على أوراد معينة وأذكار مأثورة، كما كان شديد الشغف بتلاوة القرآن، فكان يتلو كل يوم حزبا محدّدا حيث ما حلّ، وارتحل، ولا يصرف عنه صارف.

‌أخلاقه:

كان الشيخ سمح الأخلاق، دمث السلوك، متحليا بجميع الخلال الحميدة والسجايا الكريمة. ما من صفة محمودة إلا وهو يمثلها على أحسن طراز وأفضل

ص: 316

غرار، لا سيّما الصبر على المكاره وإيذاء الأعداء ومكافأة السيئة بالحسنة والتواضع وتوقير الكبير، ورحم الصغير وبسط اليد وبشاشة الوجه وغيرها.

‌المجاملة والسلوك النبيل:

كان من طبعه المستقيم وسجاياه الممتازة أن يجامل معاصريه وأحبابه وأقرانه، ويحسن السلوك والمعاملة معهم حتى تصفو قلوبهم، وتصبو إليهم.

كان فضيلة الشيخ العلامة فضل الرحمن رحمه الله أحد أساتذة الجامعة الإسلامية فتيه محدثا عظيما في عصره، فكان يختلف إليه الشيخ بنفسه بين الفينة والأخرى بالإدام، ولما رأى الأستاذ ذلك من الشيخ رئيس الجامعة أحسّ الحرج، وشقّ على نفسه ذلك، فقال له: لم ذا تتكلف؟ إذا تروم أن تبعث شيئا، فابعثه مع طالب، فأجابه الشيخ: أستحي أن أرسل إليكم طالبا.

‌الجود والسخاء:

ومما اتّسم به الشيخ من الصفات الجميلة والخلال النبيلة الجود والسخاء. فكان جوادا فيّاضا أريحيا، يعطى إعطاء من لا يخشى الإملاق والاقلال من ذي العرش والإجلال. وكان يتعهّد أحوال جيرانه ويطعم الفقراء البائسين، ويقري الوافدين إلى رحابه من كل فجّ عميق، ويمسح يداه المبسوطتان الندى والجود كالحيا دائما على الناس.

‌مآثره الخالدة:

لقد خلف الشيخ مآثر رائعة، يدوم بها ذكره في عقبه، وتكون له صدقة جارية. من أبرزها:

الجامعة الإسلامية فتيه

(1)

:

(1)

الجامعة الإسلامية الضميرية قاسم العلوم فتيه، شيتاغونغ، أسّسها مولانا الشيخ المفتي عزيز الحق، رحمه اللَّه تعالى سنة 1357 هـ، وبدأ فيها درس الكتب الستة سنة 1366 هـ، الموافق عام 1946 م.

ص: 317

هذه الجامعة قد أنشأها الشيخ عام 1357 هـ، أبان قيامه بالتدريس في الجامعة الاسلامية جيري، ثم اعتزل الجامعة الإسلامية جيري عام 1359 هـ، بعد أن سلخ أربعة عشر حولا من حياته للتدريس فيها منذ أن فارق "الهند" عام 1345 هـ، وألقى رحله في الجامعة الإسلامية بـ "فتيه" ناهضا بأعباء الرياسة. ولا محالة أنه قام بالمسئوليه الملقاة على غاربه أحسن قيام، وأدّى الأمانة الموكولة إليه مع الديانة النادرة على منوال أنيق باهر، صار مثلا رائعا يحتذي به.

‌وفاته:

بعد أن تم على يديه ما انتشد منه مولاه، وقام بمهام الأمور، وجلائل الأعمال للملّة البيضاء لبّى نداء ربّه، وارتحل عن الدار الفانية، تاركا خلفه عشرات الآلاف من المستفيدين من علومه الظاهرة والباطنة، وذلك يوم الجمعة بتاريخ 15 من رمضان 1380 هـ، وهو ابن ثمانية وخمسين عاما. تغمّده اللَّه بغفرانه، وأسكنه بحبوحة جنانه، وأعلى درجاته، وأفاض على ثراه شآبيب رحمته بكرة وعشيا.

* * *

‌3574 - الشيخ الفاضل المولوي عزيز الدين بن المولوي محمد حسن الكُجْرَانْوَالَهِي

*

ولد في شهر شوّال سنة 1358 هـ في قرية "قلعه سنك" من أعمال "كجران واله".

قرأ مبادئ العلم على والده، ثم التحق بالعلامة غلام رسول المعروف ببابا الأنّهي والا رحمه اللَّه تعالى، وقرأ عنده عدّة سنين.

* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت، بنجاب 1: 405 - 414.

ص: 318

ثم سافر إلى "لكنو"، قرأ في عدّة مدارس، وكان شاعرا مجيد، وخطّاطا ماهرا.

من تصانيفه: "سفر نامه حج"، و"نعتيه ديوان".

توفي خامس شوّال 1323 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة "بهاولبور".

* * *

‌3575 - الشيخ الفاضل عزيز الرحمن بن محمد حسين الهزاروي المعروف بصاحبزاده محمد أمير خسرو الأشعري

*

ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسنى فى كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد ببلدة "بيت آباد" بمديرية "هزاره" بـ "باكستان" في سنة 1338 هـ، يكنى بالفيض، ويلقّب بالأشعري.

أخذ التعليم الابتدائي عن غير واحد من العلماء منطقته، وقرأ أكثر العلم في المدرسة الإسلامية الحميدية ببلدة "مانسهره"، ثم التحق بجامعة مظاهر العلوم على أمر الشيخ حميد الدين المانسهروي، وتلقّى شتى العلوم والفنون عمّن بها من العلماء، وقرأ الصحاح الستّة عام 1361 هـ، وتخرّج حيث أخذ المجلد الأول من "جامع البخاري"، و"سنن أبي داود" عن الشيخ محمد زكريا، والمجلد الثاني من "البخاري" عن الشيخ عبد اللطيف، و"جامع

* راجع: تاريخ مظاهر العلوم ج 2، ومشاهير علماء ج 2، وعلماء هزاره ج 2.

وراجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور وانجازاتهم العلمية التأليفية 2: 396، 397.

ص: 319

الترمذي"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي عن الشيخ عبد الرحمن الكاملبوري، و"صحيح مسلم" عن الشيخ الشاه أسعد اللَّه، و"سنن النسائي"، و"سنن ابن ماجه" عن الشيخ عبد الشكور.

وبعد التخرّج فيها أقبل إلى "ديوبند"، وحضر لدرس الشيخ حسين أحمد المدني لـ "جامع البخاري"، ثم عاد إلى وطنه، واشتغل بالخدمات العلمية وبما أن الطب كان من أشغال آباءه، فتلقاه في اهتمام وجهد بليغ، ونفع به الخلق، كما بقى أستاذا في القسم الديني في المدرسة الابتدائية ببلدة "مانسهره" لمدة قليلة، وعضوا من أعضاء المجلس البلدي لـ "مانسهره" في عهد سلطة فخامة الرئيس أيوب خان رئيس "باكستان"، وكان طيب المذاق في الكتابة والإنشاء والمطالعة، حيث ظلّت تصدر مواده في شتى المجلات والرسائل، وحسن الذوق في الشعر، فكان شعره كثير العاطفة الدينية، كما ينشد اليوم بين الطبقة الجادة الرزينة، كان متلقبا بالأشعري.

‌مؤلّفاته:

1 -

" كوكب التوحيد": في الأدلة على توحيد اللَّه

2 -

"كوكب الرسالة": في الأدلة على رسالته ونبوته صلى الله عليه وسلم

3 -

"فتاوى أبو الفيض"

4 -

"كوكب الهداية": في المسائل الدينية والمعلومات الأخرى

5 -

"تفسير سورة الفاتحة"

6 -

"ذكر محمد صلى الله عليه وسلم": في الشعر

7 -

"شكوى أمير خسرو": في الشعر

8 -

"نزهة المحبة": في الشعر

9 -

"رؤية اللَّه تعالى": في الشعر

10 -

"محادثة بين اللَّه جل وعلا والشيطان": في الشعر

11 -

"معراج الطريقة في أسرار التصوف ونكاته"

ص: 320

12 -

"يوم الحساب": في الحشر والنشر

13 -

"دليل التجارة": في أصول التجارة

14 -

"تخيلات أمير خسرو" في الشعر

15 -

"قصيدة أشعرية": في العربية

* * *

‌3576 - الشيخ الفاضل المحدّث الكبير الفقيه الضليع، المفتى عزيز الرحمن بن فضل الرحمن العثماني الديوبندي

*

أحد فقهاء الحنفية.

كانت له ملكة راسخة في الإفتاء، وخبرة تامة بالفقه، واستحضار لمتونه وجزئياته، يكتب الجواب في الساعة، ولا يحتاج إلى المراجعة أو التغيير في أكثر الأحيان، هذا مع تحرّ للصواب، ودقّة في تحرير المسائل، وإلمام بالحوادث والنوازل، وقد داوم على ذلك أربعين سنة، وكتب من الأجوبة، وأصدر من الفتاوى، ما يملأ بطون الدفاتر.

وكان غاية في التواضع، وهضم النفس، وستر الحال، والحرص على إيصال النفع.

وكان يدور بعد صلاة العصر على البيوت، ويسأل الأرامل والعجائز عن حاجاتهم، ثم يذهب إلى السوق بنفسه، ويشترى لهم مما خفّ، وثقل، ويحمله بنفسه، ويطلع على سطوح بيوت الفقراء أيام المطر، ويعالجها بنفسه

* راجع: علماء ديوبند وخدماتهم ص 102 - 106، ونزهة الخواطر 8: 341، 342.

ص: 321

بالمترميم والتطيين، وقد غلبت عليه الرأفة بالناس، والشفقة على الخلق، هذا مع حلم زائد، وصبر على المكاره، وهمّ الآخرة، ودوام التوجيه إلى اللَّه، والتعظيم للشرع.

وكان كثر الإفاضة، قويّ النسبة، يداوم على حلقة الذكر والتوجيه، وتذكر له كشوف وكرامات.

ولد رحمه اللَّه تعالى سنة 1275 هـ في أسرة كريمة، يتّصل نسبُها بسيّدنا عثمان بن عفّان رضي الله عنه.

وكان والده الشيخ فضل الرحمن من علماء زمانه، وفضلاءهم، وكان من أصدقاء حجّة الإسلام الإمام محمد قاسم النانوتوي، عي صاحب الترجمة بظفر الدين اسما تاريخيا.

التحق بدار العلوم الديوبندية في قسم تحفيظ القرآن الكريم 1284 هـ، وفرغ من حفظ كتاب اللَّه في 1287 هـ، ثم اشتغل بتعلّم الكتب المتداولة في دار العلوم الديوبندية على عصابة العلوم الفاضلة، وفرغ من تحصيل العلوم 1395 هـ، واستلم الشهادة والعمامة من يد الفقيه الربّاني رشيد أحمد الكنكوهي.

أخذ رحمه اللَّه تعالى الحديث عن حجّة الإسلام الإمام محمد قاسم النانوتوي، والعلامة محمد يعقوب النانوتوي، وهما أخذا عن الشاه عبد الغني الدهلوي، وهو أخذ عن الشاه محمد إسحاق عن الشاه عبد القادر بن الشاه ولي اللَّه الدهلوي، وأسند عن الشاه عبد العزيز بن الشاه ولي اللَّه أيضًا، كما أسند عن الشيخ عمر بن عبد الكريم المكّي عندما حجّ، وزار في 1240 هـ.

وأسند الشاه أبو سعيد المجدّدي الدهلوي "صحيح الإمام مسلم" عن الشاه رفيع الدين الدهلوي، ثم أكرمه اللَّه تعالى بالإجازة العامة عن الشاه عبد العزيز، عن أييه الشاه ولي اللَّه الدهلوي هذا، وقد حصل صاحب

ص: 322

الترجمة القراءة والإجازة عن الشاه عبد الغني بلا واسطة أيضًا حين نزوله بـ "المدينة المنوّرة".

ولصاحب الترجمة إسناد آخر عال، فقد حصل له القراءة والإجازة عن أكبر مشايخ عصره الشاه فضل رحمن الكنج مرادآبادى، وهو يروي عن الشاه عبد العزيز، عن والده الشاه ولي اللَّه الدهلوي.

بعدما فرغ من تحصيل العلوم العالية والآلية عيّن مدرّسا مساعدا بدار العلوم الديوبندية، واشتغل بتحرير الفتاوى تحت إشراف أستاذه محمد يعقوب، ثم ارتحل إلى "ميرته"، واشتغل بالتدريس والإفادة في المدرسة الإسلامية بـ "أندركوت"، بقي هنالك مدّة، ثم اختير نائب الرئيس بدار العلوم ديوبند، وبعد عام ولي التدريس والإفتاء بها، درّس في جامعة ديوبند الإسلامية التفسير والحديث والفقه، ودرّس في الحديث "موطأ الإمام مالك" برواية يحيى بن يحيى، وبرواية الإمام محمد بن الحسن الشيباني، و"شرح معاني الآثار" للإمام الطحاوي، و"مشكاة المصابيح" للتبريزي، ودرّس في أصول الحديث "شرح نخبة الفكر" للعسقلاني، وداوم على التدريس والإفتاء في جامعة ديوبند الإسلامية، ثم غادرها مع الإمام المحدّث مولانا أنور شاه الكشميري، ومع أخيه المحدّث مولانا شبّير أحمد العثماني، وتوجّه إلى "دابيل" في ولاية "كجرات" حيث أقام يدرّس ويفيد، ولما مرض المحدّث العلامة الكشميري، وكان يدرّس في الجامعة الإسلامية "صحيح البخاري" اختاره أصحاب الجامعة لتدريس "الصحيح"، فدرّس رحمه اللَّه تعالى الأجزاء الباقية منه، وهو أربعة عشر جزء وذلك في شهر ربيع الثاني 1347 هـ، درّس تلك الأجزاء في شهر ونصف.

كان قليل الاشتغال بالتأليف والتصنيف، وله حاشية على كتاب الشيخ الجليل الشاه عبد العزيز الدهلوي "ميزان البلاغة"، وترجم رحمه اللَّه تعالى "تفسير الجلالين" بالأردية.

ص: 323

قد سبق أن ذكرنا متانته في الفقه والإفتاء، وكانت فتاواه تمتاز بكونها بأعذب بيان وأوفى تبيان في أسهل عبارة، لا تخلّ ولا تملّ، كان رحمه اللَّه تعالى مرجعا في الفتاوى للخواصّ والعوامّ معا، وكانت قلوب العلماء تطمئنّ بفتاواه في المسائل المشكلة، التي صعب عليهم حلُّ عقدتِها، وقد طبع بعض فتاواه تلميذه البار المفتي محمد شفيع الديوبندي رحمه اللَّه تعالى باسم "عزيز الفتاوى" في مجلّد واحد ضخيم.

ولكن كان بعض هذه المجموعة غير مرتّبة، وكانت الحاجة ماسّة إلى ترتيبها كلّها، فرتّبها جماعة من علماء جامعة ديوبند الإسلامية، منهم: الشيخ المفتي ظفير الدين، حفظهم اللَّه تعالى، فطبعت تلك المجموعة التي كانت محفوظة في الدفاتر، مع زوائد كثيرة في اثنى عشر مجلّدا، وهو جزء قليل من فتاواه، التي أصدرها في مدّة مديدة، والأسف أن فتاواه التي أصدرها في مدّة عشرين سنة في بداية الأمر، لم تحفظ في الدفاتر، وذلك من 1310 هـ إلى 21 ذي القعدة 1329 هـ، ثم من 1330 هـ اهتمّوا بتسجيل الفتاوى في الدفاتر، وحينما أرادوا أن يطبعوا فتاواه المنشورة في دفاتر دار الإفتاء، فوجدوا فيها عناوين المستفتين قد بلغ عددُها سبعا وثلاثين ألفا، ومن المعلوم أن أكثر دأب المستفتين أنهم يسألون عدّة أسئلة في كتاب واحد، فلو حوسب أن كلّ مستفت قدّم إليه ثلاث أسئلة، ثم أجاب عنها يزيد عددُها مائة ألف فتوى.

تلمّذ عليه جماعة من العلماء، منهم: المفتي محمد شفيع الديوبندي المفتي الأكبر لدولة "باكستان"، ومؤسّس جامعة دار العلوم بـ "كراتشي"

(1)

،

(1)

تعتبر هذه المدرسة من أكبر المدارس في "باكستان" لتدريس العلوم الدينية بمختلف أصولها وفروعها، ومركزا مرموقا لنشر رسالة الإسلام السامية، والذود عن بيضة الدين الحنيف. أسّسها سماحة الشيخ المفتى محمد شفيع الديوبندي في 1371 هـ، وكان المؤسّس يعتبر المفتي الأكبر لـ "باكستان"، رفع اللَّه درجته في =

ص: 324

وشيخ الحديث محمد إدريس الكاندهلوي، صاحب "التعليق الصبيح على مشكاة المصابيح"، وشيخ الحديث بالجامعة الأشرفية بـ "لاهور" سابقا، والشيخ السيّد بدر عالم الميرتهي المهاجر المدني، صاحب "ترجمان السنّة"، و"التعليقات على فيض الباري"، والشيخ القارئ محمد طيب، رئيس جامعة ديوبند الإسلامية سابقا، والشيخ الجليل مناظر أحسن الجيلاني، صاحب

= أعلى علّيين ما إن أسّسها، حتى أمّها الطلاب من مختلف زوايا المجتمع الباكستاني المعروف بنزعته الإسلامية القوية، واجتمعوا في هذه البقعة الطيبة من شتى المناطق، وانضمّ إلى هولاء الطلاب الباكستانيين إخوان لهم من "الهند" ذاتها، ومن "بنغلاديش"، و"بوربا"، و"إندونيسا"، و"ماليزيا"، و"أفريقية"، و"أفغانستان"، و"إيران"، و"تركيا"، وغيرها من البلاد الإسلامية، بحيث غدت هذه الجامعة دار العلوم كراتشي حصنا ثقافيا إسلاميا، ينفر إليه طلاب المعرفة الدينية، من كلّ صوب وحدب ليتفقّهوا في الدين، وليرجعوا إلى قومهم دعاة إلى اللَّه، يعلمونهم، ويفقهونهم، لعلّهم يححذرون، أسّسها سماحة المفتي قدّس سرّه، في قعر مدينة كراتشي، ثم لما كثر الطلاب، ومسّت الحاجة إلى بقعة كبيرة ومكان واسع جعل يبحث عن هذه البغية، فوجد بفضل اللَّه تعالى وكرمه أرضا واسعة في ناحية كراتشي، وقّفها بعض أهل الخير من "بلاد أفريقية"، فنقلت جامعة دار العلوم كراتشي إلى محلّ جديد (كورنكي)، وبقي في محلّ قديم قسم تحفيظ القرآن الكريم وبعض المكاتب الإدارية، فهذه الجامعة أكبر جامعة في شبه القارة الهندية، من حيث المساحة، تبلغ ساحتها 56 فدانا، التحق جامعة دار العلوم كراتشي بوفاق المدارس العربية في 1303 هـ، وأما قبلها فكانت غير ملحقة بها، وبعد ما التحق بها يشترك طلابها في اختبارات تنعقد تحت إشراف وفاق المدارس العربية بـ "ملتان"، ويمنح الشهادة من الجامعة، ومن وفاق المدارس للفائزين، وهكذا شأن جميع الجامعات والمدارس الملحقة بالوفاق.

ص: 325

المؤلّفات النافعة، والشيخ المفتي عتيق الرحمن العثماني، والشيخ حفظ الرحمن السيوهاروي، مؤلف "قصص القرآن" رحمهم اللَّه تعالى.

توفي رحمه اللَّه تعالى في السابع عشر من جمادى الآخرة في سنة 1347 هـ، ودفن بجوار الإمام محمد قاسم النانوتوي، والعلامة محمود حسن الديوبندي، حمهم اللَّه تعالى.

* * *

‌3577 - الشيخ الفاضل مولانا عزيز الرحمن بن فضل الرحمن العزتي النواخالوي

*

ولد في قرية "شِيربُور" من مضافات "لكّيبُور" من أعمال "نواخالي" من أرض "بنغلاديش".

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة العالية كَلْكَلته، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح"، وغيرها من الكتب الدراسية، وحصّل سنة 1348 هـ سند "فخر المحدثين"، درّس مدّة مديدة في المدرسة العالية المصطفوية بـ "بَغُوْرَا"، ودرّس فيها كتب الحديث.

من تصانيفه: "ترجمة شمائل الترمذي".

* * *

‌3578 - الشيخ الفاضل مولانا عزيز الرحمن بن مفيض الرحمن

بن

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 225.

ص: 326

قربان المنشئ بن عبد العزيز النثارآبادي *

ولد سنة 1332 هـ في قرية "نِثَارآباد" من أعمال "باقرغَنْج" من أرض "بنغلاديش".

قرأ مبادي العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة العالية دار السنّة سَرْسِيْنَه، وقرأ إلى "مشكاة المصابيح".

ثم التحق بالمدرسة العالية كلكته، وقرأ فيها الصحاح الستة 1361 هـ وبعد إتمام الدراسة التحق مدرّسا بالمدرسة العالية دار السنّة سَرْسِيْنه، وكان مديرا لجريدة "تبليغ"، وعميدا لـ "جماعة حزب اللَّه"، صنّف كتبا ورسائل مختلفة في اللغة البنغالية، منها "هداية القرآن".

حج بيت اللَّه الحرام سنة 1414 هـ.

توفي سنة 1429 هـ في "داكا"، وصلى على جنازته نجله مولانا خليل الرحمن النثارآبادى في "نثارآباد"، ودفن فيها.

* * *

‌3579 - الشيخ الفاضل مولانا المفتي عزيز الرحمن النهتوري

* *

تخرّج على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، المتوفى سنة 1377 هـ.

كان صدر المدرّسين في المدرسة العربية جامع مسجد من أعمال "بجنور".

* * *

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 225، ومائة من علماء بنغلاديش ص 427 - 435.

* * راجع: مقدمة أنوار الباري 2: 267.

ص: 327

‌3580 - الشيخ العالم الفقيه عزيز الرحمن الهزاروي، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "داته" قرية من أعمال "هزاره".

وقرأ العلم بها، ثم ولي القضاء بقرية "برره"، وهو مع اشتغاله بمهمّات القضاء يدرّس، ويفيد.

* * *

‌باب من اسمه عصام، عصمة، عطاء، عظمة

‌3581 - الشيخ الفاضل عصام بن يوسف بن ميمون بن قدامة أبو عصمة البلخي يروي عن ابن المبارك

* *

* راجع: نزهة الخواطر 8: 343.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 734.

وترجمته في الأنساب 89، واللباب 1: 140، وميزان الاعتدال 3: 67، ولسان الميزان 4: 168، وكتائب أعلام الأخيار برقم 112، والطبقات السنية برقم 1427، والفوائد البهية 116، وهدية العارفين 1:663.

ص: 328

كان صاحب حديث، وهو ثبت فيه.

توفي سنة عشر ومائتين

(1)

.

وهو أخو إبراهيم بن يوسف، والد عبد اللَّه، تقدما

(2)

.

ووالده يوسف يأتي

(3)

، وأخوه محمد بن يوسف يأتي

(4)

.

كان هو وأخوه إبراهيم [بن يوسف]

(5)

شيخي "بلخ" في زمانهما.

قال عصام: كنت في مأتم، وقد اجتمع فيه أربعة من أصحاب أبي حنيفة، وزفز، وأبو يوسف، وعافية، وآخر.

فأجمعوا على أنه لا يحل لأحد أن يفتى بقولنا، حتى يعلم من أين قلنا.

وذكر الذهبى أنه مات بـ "بلخ" سنة خمس عشرة ومائتين

(6)

.

وروى عن شعبة، والثوري.

وروى عنه ابن أخيه عبد اللَّه بن إبراهيم و [أهل بلده]

(7)

.

ذكره

(8)

ابن حبان في "الثقات".

قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية": ذكر السمعاني عند ذكر نسبة البلخي المشهور بهذه النسبة عصام بن يوسف ين ميمون بن قدامة البلخي، أخو إبراهيم بن يوسف، يروي عن ابن المبارك، وروى عنه أهل بلده، وكان

(1)

كذا في الأنساب، واللباب.

(2)

الأول في الجواهر برقم 62، والثاني في الجواهر برقم 687.

(3)

ترجمته في الجواهر برقم 1859.

(4)

ترجمته في الجواهر برقم 1589.

(5)

من: بعض النسخ.

(6)

وكذلك نقل اللكنوي عن الفقيه أبي الليث نصر في آخر كتابه "النوازل". انظر الفوائد البهية 12، 13.

(7)

من بعض النسخ.

(8)

في بعض النسخ "وذكره".

ص: 329

صاحب حديث، ثبتا في الرواية، وربما أخطأ، كنيته أبو عصمة، وكان يرفع يديه عند الركوع، وعند رفع الرأس منه، وأخوه إبراهيم كان لا يرفع، ومات عصام سنة عشر ومائتين، وذكرهما أبو حاتم بن حبّان في "كتاب الثقات". انتهى.

وفي "طبقات القارئ" عصام بن يوسف، روى عن ابن المبارك والثوري وشعبة، وكان صاحب حديث، يرفع يديه عند الركوع وعند رفع الرأس منه، انتهى.

قلت: يعلم منه بطلان رواية مكحول عن أبي حنيفة أن من رفع يديه في الصلاة فسدت صلاته، التي اغترّ أمير كاتب الإتقاني بها، كما مرّ في ترجمته، فإن عصام بن يوسف كان من ملازمي أبي يوسف، وكان يرفع، فلو كان لتلك الرواية أصل لعلم بها أبو يوسف وعصام، ويأتي التفصيل في بطلان تلك الرواية في ترجمة مكحول إن شاء اللَّه تعالى، ويعلم أيضًا أن الحنفي لو ترك في مسئلة مذهب إمامه لقوّة دليل خلافه، لا يخرج به عن ربقة التقليد، بل هو عين التقليد في صورة ترك التقليد، ألا ترى إلى أن عصام بن يوسف ترك مذهب أبي حنيفة في عدم الرفع، مع ذلك هو معدود في الحنفية، ويؤيّده ما حكاه أصحاب الفتاوى المعتمدة من أصحابنا من تقليد أبي يوسف يوما الشافعي في طهارة القلّتين، وإلى اللَّه المشتكى من جهلة زماننا، حيث يطعنون على من ترك تقليد إمامه في مسئلة واحدة لقوّة دليله، ويخرجونه عن جماعة مقلّديه، ولا عجب منهم، فإنهم من العوام، إنما العجب ممن يتشبه بالعلماء، ويمشي مشيهم كالأنعام.

* * *

ص: 330

‌3582 - الشيخ الفاضل الكبير عصمة اللَّه بن محمد أعظم بن عبد الرسول السهارنبوري، أحد الأفاضل المشهورين في بلاد "الهند

" *

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بمدينة "سهارنبور".

وقرأ العلم، وحقّق الأصول والفروع والعربية والمعاني والبيان والهيئة والهندسة والحساب، وفنونا أخر.

وله مصنّفات، كلّها مقبولة عند العلماء.

وكان مكفوف البصر، مكشوف البصيرة.

يدرّس، ويفيد، ويصنّف، ويفتي.

ومن مصنّفاته: حاشية على "شرح الكافية" للجامي في النحو، وشرح بسيط على "تشريح الأفلاك" للعاملي في الهيئة، وشرح على "خلاصة الحساب" للعاملي المذكور، صنّفه سنة 1086 هـ، مفيد ممتع، وله رسالة في "حرمة الغناء والمزامير"، أولها: سبحانك اللّهم! أرنا حقائق الأشياء، كما هي، ولا تجعلنا من الناس من يشتري لهو الحديث والملاهي، إلخ.

صنّفها سنة 1089 هـ تسع وثمانين وألف، ورتّبها على مقدمة وسبعة فصول وخاتمة، المقدمة في معنى الغناء وتعيين المبحث.

والفصل الأول: في الآيات الدالّة على حرمة الغناء والمزامير.

والثاني: في الأحاديث الدالّة على حرمته.

والثالث: في أقوال المجتهدين الدالة عليها.

* راجع: نزهة الخواطر 6: 187، 188.

ص: 331

الرابع: في أقوال الصوفيّة الدالّة عليها.

والخامس: في حرمة الرقص.

السادس: في الأجوبة عن الأحاديث التي تمسّك بها المبيحون.

السابع: في سبب اشتهار إباحة الغناء بين المتصوّفة.

الخاتمة: في الردّ على أهل الغناء والرقص بلسان الحقيقة بعد الردّ عليهم بلسان الشريعة.

وهذه الرسالة موجودة عندي.

ومن مصنّفاته: "كتاب في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر"، صنّفه سنة إحدى وتسعين وألف سنة 1091 هـ، وسمّاه "رقيب باب المعروف والمنكر"، وهو مرتّب على مقدمة وفصول وخاتمة.

أما المقدّمة ففى تعريف الأمر والنهى.

وأما الفصول فثلاثة، منها في الآيات والأحاديث الدالة على وجوب الأمر والنهي، والرابع في أركان الأمر والنهي، والخامس في الردّ على الذين اتخذوا ترك تعرّض الخلق وإيذائهم طريقة لهم، والسادس في أمر الأمراء والسلاطين، والسابع في الولاية والحكومة وشرائطها.

وأما الخاتمة ففي سيرة الخلفاء الراشدين وغيرهم، رضي الله عنهم وعنا أجمعين. أولها: الحمد للَّه الذي يأمرنا بالعدل والإحسان، إلخ.

توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف، كما في "تبصرة الناظرين" للسيّد محمد البلكرامي.

* * *

‌3583 - الشيخ العالم الصالح عصمة اللَّه بن برخوردار

بن

ص: 332

محمد بن العلاء اللاهوري، أحد المشايخ القادرية

(1)

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "لاهور"، وقرأ العلم على الشيخ محمد تقي اللاهوري، وأخذ الطريقة عن الشيخ رحيم داد، والشيخ بير محمد، والشيخ عبد الرحمن، وخلق آخرين من أصحاب جدّه محمد بن العلاء.

(1)

أي الطريقة القادرية: فهي للسيّد الإمام عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه، ومدارها على التقرّب بالنوافل ودوام الذكر، بحيث يتحقّق الحضور مع اللَّه سبحانه في جميع تقلّباته في الأشغال، ولهذه الطريقة شعب كثيرة وأشغال متنوّعة، وأما رجال هذه الطريقه من أهل الهند فهم كثيرون، منهم: الشيخ محمد بن شاه مير بن علي بن مسعود بن أحمد بن صفي بن عبد الوهاب ابن الشيخ عبد القادر الجيلاني المشهور بمحمد غوث المتوفى سنة 923 هـ. أخذ عن أبيه عن جدّه، وهلمّ جرا، وقدم الهند، وسكن بمدينة أج، ومنهم: الشيخ بهاء الدين الجنيدي المتوفى عنه 921 هـ، وهو أخذ عن أبي العبّاس أحمد بن الحسن بن موسى بن علي بن محمد بن الحسن بن محمد بن أبي النضر ابن أبي صالح بن عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر المذكور، عن أبيه عن جدّه، وهلمّ جرا، ومنهم: الشيخ قميص المتوفى سنة 992 هـ، ابن أبي الحياة ابن محمود بن محمد بن أحمد بن داود بن علي بن أبي صالح النضر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر المذكور، عن أبيه عن جدّه، وهلمّ جرا، ومنهم: الشيخ كمال الدين الكيتهلي المتوفى سنة 971 هـ، أخذ عن فضيل عن كدا رحمن عن شمس الدين العارف عن كدا رحمن بن أبي الحسن عن شمس الدين الصحرائي عن عقيل عن بهاء الدين عن عبد الوهاب عن شرف الدين القتّال عن عبد الرزاق عن أبي الشيخ عبد القادر الجيلاني المذكور.

* راجع: نزهة الخواطر 6: 186.

ص: 333

ثم تولي الشياخة، وكان صاحب كشوف وكرامات.

توفي لاثنتي عشرة خلون من رجب، سنة سبع وثلاثين ومائة وألف، كما في "خزينة الأصفياء".

* * *

‌3584 - الشيخ الفاضل المولى عصمة علي بن سكندر على بن منصور على الكُمِلائي

*

ولد سنة 1364 هـ في قرية "جِيْوَنْبُور" من مضافات "بَرُوْرا" من أعمال "كُمِلا" من أرض "بنغلاديش".

التحق بدار العلوم برورا، وقرأ فيها القرآن الكريم إلى أن أكمل الدراسة العليا، وقرأ الصحاح الستة، وغيرها من الكتب الحديثية فيها.

ومن أساتذته فيها: المولى قربان علي، والمولى ياسين، والمولى محمد يوسف، والمفتي عبد الوهّاب، والمولى أشرف الدين، رحمهم اللَّه تعالى.

بايع في الطريقة على يد المحدّث الكبير عبد القيّوم رحمه اللَّه تعالى، بعد وفاته على يد المحدّث عبد العزيز رحمه اللَّه تعالى، وأجازه شيخه الثاني في السلوك والطريقة.

وبعد الفراغ التحق مدرّسا بالمدرسة الحميدية بتوكرام، وبعد سنتين التحق بدار العلوم برورا، ودرّس فيها كتب النحو والصرف، والفقه، ودرّس "شرح الوقاية"، والجزئين الأولين من "الهداية" للإمام المرغيناني، وفي السنة 1411 هـ عين نائب الرئيس لدار العلوم برورا، حجّ، واعتمر.

توفي سنة 3 جمادى الأولى سنة 1421 هـ في "داكا"، ثم دفن بعد أن صلّى على جنازته في مقبرة قريته.

* * *

* راجع: مشايخ كملا 2: 236 - 253.

ص: 334

‌3585 - الشيخ الفاضل مولانا القاضي عصمت علي بن الحاج كريم الدين سِكْدار الجاتْجامي

*

ولد 1271 هـ في قرية "بَرُوغُوْنا". من مضافات "باسْخَالي" من أعمال "جاتْجام"، من أرض "بنغلاديش".

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة المحسنية في مدينة "جاتجام"، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم التحق بالمدرسة العالية كَلْكَتَه، وأتم الدراسة العليا فيها، وفاز فى الامتحان النهائي بدرجة الامتياز.

بعد إتمام الدراسة التحق مدرّسا بمعين الإسلام، ثم التحق مدرّسا بالمدرسة الصمدية بـ "قُطُبْدِيَا".

وقد صنَّف كتبا كثيرة ممتعة.

توفي سنة 1402 هـ.

* * *

‌3586 - الشيخ الفاضل عصمة هكذا هو مذكور في كتب الأصحاب

* *

يقولون: قال عصمة في

(1)

"الفتاوى".

* * *

* راجع: تاريخ دار العلوم هاتهزاري ص 242.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 935.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1428، نقلا عن الجواهر.

(1)

في بعض النسخ "من".

ص: 335

‌3587 - الشيخ الفاضل عطاء بن أحمد بن إدريس أبو العبّاس، الأربِنْجني، القاضي

*

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: يروي عن هارون بن حاجب.

روى عنه الحافظ أبو سعد الإدريسي.

ذكره الحافظ أبو سعد السمعانى في "الأنساب"، وقال: كان على قضاء "أربِنْجَن"، لا بأس به وبروايته.

وكان فقيها فاضلا من أصحاب أبي حنيفة.

ومات في ربيع الآخر من سنة تسع وستين وثلاثمائة.

والأربِنْجَني بفتح الألف، وسكون الراء، كسر الباء المنقوطة بواحدة، وسكون النون، وفتح الجيم، كسر النون الأخيرة، نسبة إلى بلدة من "بلاد السغد" بـ "سمرقند"، يقال لها:"أربِنْجن". وبعضهم يسقطون الألف، ويقولون:"رَبِنْجَن".

* * *

‌3588 - الشيخ الفاضل عطاء بن حمزة

* *

* راجع: الجواهر المضية 936.

ترجمته في الأنساب 23، والطبقات السنية برقم 1430.

* * راجع: الجواهر المضية 937.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1431.

وترجمته في كتائب أعلام الأخيار برقم 288، والفوائد البهية 116.

ص: 336

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: قال: الصلح عن الأفعال

(1)

على دعوى فاسدة لا يصحّ، ولا بدّ لصحة الصلح من

(2)

الإنكار من صحة الدعوى.

* * *

‌3589 - الشيخ الفاضل عطاء السُّغْدي

*

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: مذكور هكذا في كتب الأصحاب، فلا أدري أهو الأول، أم لا.

* * *

‌3590 - الشيخ الفاضل العلامة أمير الشريعة السيّد عطاء اللَّه شاه بن السيد ضياء الدين بن السيد نور شاه بن السيد محمد شاه بن السيد بهاء الدين بن السيد نعمة اللَّه بن السيد سيد عطاء اللَّه شاه بن السيد عبد الغفار البخاري بن السيد محي الدين عبد القادر الجيلاني البخاري

* *

(1)

في بعض النسخ "الإنكار".

(2)

في بعض النسخ "عن".

* راجع: الجواهر المضية 938.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1432، نقلا عن الجواهر.

* * راجع: تذكرة علماء أهل السنة والجماعة، بنجاب 1: 415 - 430.

ص: 337

ولد في "بتنه" أول ربيع الأول 1301 هـ في دار جدّه من الأم مولانا سيّد أحمد الأندرابي.

وقرأ مبادئ العلم عليه، وتعلم الأدب من السيّد محمد علي شاد العظيم آبادي، وحصَّل في ذلك الحين علم القراءة مع التجويد، والأدب الأردي، والعربي، وعلم الصرف، والنحو.

ثم سافر إلى "بنجاب"، وورد في "أمرتسر"، وقرأ كتب تفسير القرآن العظيم على العلامة مولانا نور أحمد الأمرتسري، وقرأ كتب الحديث الشريف على العلامة محمد حَسَن الأمرتسري، وقرأ الفقه وأصوله على العلامة مولانا غلام مصطفى القاسمي، رحمهم اللَّه تعالى.

توفي تاسع ربيع الأول 1381، وصلى على جنازته نجله السعيد مولانا السيد عطاء المنعم البخاري في "ملتان"، ودفن في مقبرته العامة، وحضرها ألوف من الناس والعلماء والفضلاء.

من أولاده مولانا السيّد عطاء المنعم البخاري، والسيّد عطاء المحسن البخاري، والسيّد عطاء المؤمن البخاري، والسيّد عطاء المهيمن البخاري.

* * *

‌3591 - الشيخ الفاضل عطاء بن عبد اللَّه البخاري، الشهير بشيخ الإسلام

*

عالم.

درس، وأفتى ببلده، وتوفي في حدود سنة 1213 هـ.

* راجع: معجم المؤلفين 6: 285.

ترجمته في هدية العارفين 1: 664، وإيضاح المكنون 1:154.

ص: 338

من تصانيفه: "رفع الغواشي بإيضاح تتمة الحواشي"، و"حاشية على تتمة القراباغية".

* * *

‌3592 - الشيخ الفاضل عطاء الرحمن بن عبد الرحمن الطوكي، أحد العلماء الصالحين

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد ببلدة "طوك" سنة تسع وتسعين ومائتين وألف، وقرأ المختصرات على أساتذة مصره، ثم سافر إلى "لاهور"، وقرأ على مولانا غلام أحمد في المدرسة النعمانية، ثم قدم "رامبُور"، وأخذ عن المولوي ماجد علي المانوي، ثم سافر إلى "دهلي"، وتطبّب على الفاضل الكبير أجمل بن محمود الشريفي، ثم رجع إلى "طوك"، ودرّس بها قليلا.

له تعليقات على "حميات القانون".

توفي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة ألف.

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 8: 343، 344.

ص: 339

‌باب من اسمه عظمة، عظيم

‌3593 - الشيخ الفاضل عظمة اللَّه بن أحمد اللَّه بن المفتي نعمة اللَّه الأنصاري، اللكنوي، أحد الفقهاء الحنفية

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ ببلدة "لكنو".

وقرأ العلم على المولوي عبد الحميد بن عبد الحليم، والمولوي إفهام اللَّه بن إنعام اللَّه، والمولوي عبد الباقي ابن علي محمد، وعلى مولانا عين القضاة بن محمد وزير الحيدرآبادي، ومولانا محمد فاروق بن علي أكبر الجرياكوتي.

ثم ولي التدريس بدار العلوم لندوة العلماء، فدرّس بها زمانا، ثم ذهب إلى "سِيْتَابور"، وولي التدريس في المدرسة الإنكليزية.

مات في الثالث والعشرين من محرّم، سنة ست وخمسين وثلاثمائة وألف.

* * *

‌3594 - الشيخ الفاضل عظمة علي الرمضانبوري، البهاري

،

* راجع: نزهة الخواطر 8: 344.

ص: 340

أحد العلماء الصالحين *.

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بقرية "رمضانبُور"، وأخذ العلم على مولانا شعيب الحق البهاري.

وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، وترك بعضها، ثم عكف على مطالعة الكتب، حتى برع في العلم، وولي التدريس في المدرسة العالية بـ "كلكته"، فدرّس بها مدّة طويلة، ثم بعث إلى "نِيْبَال"، فأقام بها زمانا، ومرض، فعاد إلى "الهند".

مات ببلدة "بنارس"

(1)

، سنة ستين ومائتين وألف، كما في "تاريخ رمضانبور".

* * *

‌3595 - الشيخ العالم الفقيه المفتي عظيم بن المولوي محمد وسيم الطوكي

* *

* راجع: نزهة الخواطر 7: 353.

(1)

"بنارس": مدينة مشهورة في "الهند"، لكونها عاصمة دينية للهنادك، موقعها على الضفة اليسرى من "كندا" في عرض 25 درجة 34 دقيقة شمالا، وطول 83 درجة ودقيقة واحدة شرقا، وهى مدينة البراهمة، فيها كثير من الهياكل، عددها ليس أقلّ من ألف هيكل، وأشهرها هيكل "شيو" الذهبي، إلا أنه ليس بجميل جدا، و"دركاكند"، وهو هيكل القردة المقدّسة عندهم، والهنادك يحجّون إليها من أقطار البلاد، ويزعمون أنه من مات بها نجا لا محالة، وهي مركز لتجارة متسعة في "الشيلان"، والبفتة، والألماس، وغير ذلك.

* * راجع: نزهة الخواطر 8: 468.

ص: 341

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الفقهاء المشهورين ببلدة "طوك".

ولد، ونشأ بها، وقرأ العلم على مولانا محمد حسن المعسكري الطوكي، وعلى غيره من العلماء، ثم ولي الإفتاء ببلدة "طوك"، فصرف عمره في الإفتاء والتدريس.

مات بالطاعون سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف.

* * *

‌3596 - الشيخ الفاضل مولانا عظيم الدين بن خليل الرحمن الفِيْنَوي

*

ولد سنة 1249 هـ في قرية "كهوما" من مضافات "ساغلْنَيَّا" من أعمال "فِيْنِي"، من أرض "بنغلاديش".

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بمولانا عبّاس على الشيب بوري، وقرأ عليه ثلاث سنين، ثم سافر إلى"كلكته"، والتحق بمولانا جمال الدين، وقرأ عليه عدّة سنين، قرأ كتب الفقه والكلام والتفسير والحديث.

بايع في الطريقة على الشيخ جمال الدين، رحمه اللَّه تعالى، وحصلت له الإجازة منه.

بعد إتمام الدراسة وصل إلى وطنه المألوف، واشتغل سائر عمره بالدعوة والتبليغ، والإرشاد والتلقين.

توفي يوم الثلاثاء سنة 1348 هـ.

* * *

* راجع: مشايخ فيني 43 - 44.

ص: 342

‌3597 - الشيخ الفاضل عظيم الدين بن المولوي نجيب اللَّه المومنشاهَوي

*

ولد سنة 1321 هـ في قرية "عمربُور" من أعمال "مومِنْشَاهي"، من أرض "بنغلاديش".

وقرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة الحمَّادية، وقرأ فيها "مشكاة المصابيح"، وغيرها من الكتب الدراسية.

ثم قرأ كتب الفنون والحديث في مدرسة مرادآباد، ثم التحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية، من أساتذته الكبار فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني.

وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه، ودرّس في عدّة مدارس، ثم التحق محدّثا بالمدرسة القومية شُوهَاغي.

* * *

‌باب

من اسمه عفيف، عقيل

‌3598 - الشيخ الفاضل عفَّان سيَّار من أصحاب الإمام

* *

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 226.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 939.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1433، نقلا عن الجواهر. =

ص: 343

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: قال: سمعت أبا حنيفة يقول: يقال: إنه مَنْ كان طويل اللحية كان ضعيف العقل، وقد رأيت علقمة بن مرثد

(1)

، وكان طويل اللحية، حسن العقل.

* * *

‌3599 - الشيخ الفاضل عفيف بن محمد بن عبد الحافظ بن أحمد النابلسى، الخطيب (أبو الحسين)

*

فاضل.

توفي في حدود سنة 1000 هـ.

من آثاره: "المنظوم والمنثور" في الحديث.

* * *

= وفي بعض النسخ: "عفان بن سيارة"، وفي الطبقات السنية:"عفان بن يسار".

(1)

في بعض النسخ والطبقات السنية "مريد"، وهو تصحيف.

وهو أبو الحارث علقمة بن مرثد الحضرمي الكوفي، المحدث الثقة، المتوفى في آخر ولاية خالد القسري على العراق. وكان قتل خالد في سنة ست وعشرين ومائة.

تاريخ خليفة بن خيّاط (بغداد) 366، وطبقات خليفة بن خيّاط (دمشق) 378، وتهذيب التهذيب 8: 278، 279، وتقريب التهذيب 2:31.

* راجع: معجم المؤلفين 6: 288.

ترجمته في هدية العارفين 1: 665.

ص: 344

‌3600 - الشيخ الفاضل عقيل بن عمر العلوي، المكّي، المعروف بالسقّاف

*

فاضل. من آثاره: "الإلهامات في رؤيا المنامات"، و"السيف المسلول على من خالف الرسول".

* * *

‌3601 - الشيخ الفاضل عقيل بن مصطفى الزويتيني الحلبي

* *

ذكره العلامة الزركلي في "الأعلام"، وقال: هو فقيه حنفي.

كان يفتي في المذاهب الأربعة.

تولى رياسة الكتاب في المحكمة الشرعية مدّة، ثم تركها، ولزم بيته.

له "فتاوى عقيل"، مجلّدان، أنجزه سنة 1267 هـ، رأيته بخطّه في المكتبة الأزهرية.

ولم يذكره الطباخ في المكتبة المولوية بـ "حلب"، ضمن مجموع البلغاء، كتاب على ظاهره "تحفة البلغاء"، كتاب "راحة الأرواح في الحشيش والخمر والراح"، وهو في 135 صحيفة.

* راجع: معجم المؤلفين 6: 290.

ترجمته في إيضاح المكنون 1: 123، 2: 35، 36.

* * راجع: الأعلام للزركلي 4: 243.

ترجمته في أعلام النبلاء 7: 343 والأزهرية 2: 221.

ص: 345

توفي سنه 1287 هـ.

* * *

‌3602 - الشيخ الفاضل عكرمة بن طارق الشَلْمُقاني من أصحاب أبي يوسف القاضي

*

وروى عن مالك.

وكان على قضاء الجانب الشرقي من "بغداد" أيام المأمون، وعزل عن القضاء سنة أربع عشرة ومائتين.

و"السلمقان"

(1)

قرية من قرى "سرخس" بفتح السين المهملة، وسكون اللام، وضم الميم

(2)

، وفتح القاف، وفي آخرها النون.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 940.

ترجمته في الأنساب 302، 303، ومعجم البلدان 3: 122، واللباب 1: 553، والطبقات السنية برقم 1434.

(1)

قال ياقوت: والعجم يقولون: سلمكان.

(2)

في معجم البلدان: "وتفتح".

ص: 346

‌باب

من اسمه علاء

‌3603 - الشيخ العالم الفقية أبو العلاء بن غلام حسين الجونبوري

*

كان من ذرّية صدر جهان الجونبوري.

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: وُلِدَ، ونشأ بمدينة "جونبور"، وقرأ العلم بها، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري، ولازمه مدّة، ثم لبس الخرقة من الشيخ محمد أرشد بن محمد رشيد الجونبوري، وحصلتْ له إجازة عن الشيخ ياسين بن أحمد الصوفي البنارسي.

وكان فقيها، زاهدا، متعبّدا، صاحب استقامة على الطريقة الظاهرة.

مات في سابع شوّال سنة ثمان وتسعين وألف، فدفن في مقبرة جدّه القاضى صدر جهان المذكور بقرية "مصطفى آباد" خارج البلدة، كما في "كنج أرشدي".

* * *

‌3604 - الشيخ الفاضل العلامة علاء الحق الفانْدَوي

* *

* راجع: نزهة الخواطر 5: 25.

* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 201.

ص: 347

كان عالما نحريرا، فاضلا نبيلا من خلفاء آنكِهين سراج الفانْدَوي.

توفي سنة 800 هـ.

أقام في آخر عمره بـ "سُنَارْغاون"، من أرض "بنغلاديش".

* * *

‌3605 - الشيخ الفاضل مولانا علاء الدين بن المولوي فيروز الدين الصدّيقي

*

يتصل نسبُه بالخليفة الراشد أبي بكر الصدّيق، رضي الله تعالى عنه.

ولد 27 رمضان المبارك سنة 1325 في محلة "شِيْران وَالَه دَرْوَازه" من مضافات "لاهور".

قرأ مبادئ العلم في داره، ثم التحق بإسكول، وقرأ فيها العلوم العصرية إلى الصف العاشر، ثم التحق بكالج، ثم بجامعة بنجاب

(1)

.

* راجع: تذكره علماء أهل السنة والجماعة، بنجاب 1: 431 - 443.

(1)

لفظ مركّب من "بنج" بفتح الباء العجمية، وسكون النون والجيم، معناه الخمس، ومن "آب"، وهو الماء، والمراد به بلاد، تسقيها الأنهار الخمسة المشهورة، وهي "جهلم"، و"جناب"، و"راوي"، و"بياس"، و"ستلج"، وهي أول أرض وطئها المسلمون بعد أرض "السند"، أرض خصبة، أكثرها سهل، متّسع، منحدر إلى جهة الجنوب الغربي، من مرتفعات "كشمير"، وهي كثيرة القمح والرز، والحمص، والفواكه الطيبة، وفيها معدن الملح، وهو الذى يسمّونه الملح الحجرى، والملح اللاهوري، ويستخرج بعد تعب عظيم كميات قليلة من الفضّة، ومن أهمّ حاصلاتها: الحنطة، والسكر، والرز، والشعير، والحمص، والخردل، والقنب والتبغ، وما أشبهها، وأهمّ منسوجات الولاية: القطن، والصوف، والحرير، وما أشبه ذلك.

ص: 348

من أساتذته: الأستاذ عبد القيّوم، وشيخ التفسير العلامة أحمد علي اللاهوري، والعلامة عبيد الله السندي.

توفي 16 محرّم الحرام سنة 1398 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة آبائه.

* * *

‌3606 - الشيخ الفاضل علاء الدين بن نصر الدين الطرابلسي

*

فاضل.

من آثاره: "الألغاز العلائية في ألفاظ القرآن".

كان حيا قبل 1009 هـ.

* * *

‌3607 - الشيخ الفاضل مولانا علاء الدين الأزهري الفريدبوري

* *

ولد سنة 1353 هـ في قرية "صاحب رامبُور" من مضافات "مَدَاريبُور" من أعمال "فريدبور"، من أرض "بنغلاديش".

أكمل الدراسة في المدرسة العالية داكا، وحصّل منها سند "ممتاز المحدّثين"، ثم سافر إلى "مصر"، والتحق بجامعة الأزهر بـ "مصر"، وحصّل منها الشمهادة العالمية في الفقه الإسلامي والقانون الإسلامي.

* راجع: معجم المؤلفين 6: 291.

* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد ص 245.

ص: 349

من أساتذته: العلامة ظفر أحمد العثماني، صاحب "إعلاء السنن"، والتحق سنة 1355 هـ بالمدرسة العالية داكا، وكان فيها يدرّس "سنن النسائي"، وغيرها من الكتب.

من تصانيفه: "باكستان الجمهورية الإسلامية بهضتها الشاملة"، و"الديانة الهندية وفلسفتها"، و"الأدب الأصلي"، و"فلسفة القرآن"، و"لغة القرآن"، و "تفسير الأزهري".

* * *

‌3608 - الشيخ الفاضل المولي الفقيه علاء الدين الألندي

*

أحد الرجال المعروفين بالزهد والصلاح.

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: قرأ العلم على الشيخ معين الدين العمراني.

وأخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود الأودي، ولبس الخرقة منه.

ثم سافر إلى أرض "دكن" مع الشيخ محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي، ولازمه مدّة من الزمان، وأخذ عنه.

وسكن بقرية "ألند" -بفتح الهمزة، واللام، وسكون النون- قرية من أعمال "كلبركه".

أخذ عنه الشيخ سعيد الكهنائي، المتوفى في تاسع رجب سنة إحدى وسبعين وسبعمائة.

* راجع: نزهة الخواطر 2: 82، 83.

ص: 350

وكانتْ وفاة الشيخ علاء الدين في تاسع ربيع الثاني سنة سبع وسبعين وسبعمائة بقرية "آلند"، وعلى قبره أبنية، بناها الملوك، كما في "الشجرة الطيّبة".

* * *

‌3609 - الشيخ العارف بالله المولى علاء الدين الخلوتي

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، فقال: كان رحمه الله من خلفاء السيّد يحيى، وكان صاحب جذبة عظيمة، وكان الناس يلحقهم الجذبة بنظرة منه، أو بكلام منه في أذنهم، ولما دخل مدينة "بروسه"، وكان المولى علاء الدين العربي وقتئذ مدرّسا بمدرسة قيلوجه أنكر سماعه ووجده غاية الإنكار، واتفق أنه اجتمع معه، فتكلّم الشيخ فى أذنه، فصاح، وخرّ مغشيّا عليه مدّة، ولما أفاق تاب على يده، وترك الإنكار، ودخل عنده الخلوة، وحصل طريق التصوّف، ثم أتى الشيخ مدينة "قسطنطينية" في زمن السلطان محمد خان، واجتمع عليه الأكابر والأعيان، وسائر الناس، فخاف منه السلطان محمد خان على عرض السلطنة، فأمره بتشريف بلاد أخر، فلمّا وصل إلى بلاد "قرامان" توفي ببلدة "لارنده"، وقبره مشهور بها. قدّس الله سرّه العزيز.

* * *

‌3610 - الفاضل الكبير العلامة صدر الشريعة علاء الدين الدهلوي

* *

* راجع: الشقائق النعمانيه ص 160.

* * راجع: نزهة الخواطر 2: 86، 87.

ص: 351

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان يدرّس، ويفيد بدار الملك "دهلي" في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، ذكره البرني في "تاريخه".

* * *

‌3611 - العارف بالله المولى العالم العامل السيّد علاء الدين السمرقندي

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، فقال: اشتغل في بلاده بالعلم الشريف، بلغ من العلوم مرتبة الفضل.

ثم سلك مسلك الصوفية والتصوّف، ونال من تلك الطريقة حظّا جسيما، وبلغ منها محلا عظيما. ثم أتى "بلاد الروم"، وتوطّن بمدينة "لارنده".

وصنّف في التفسير كتابا في أربع مجلّدات، ولم يكمله، وانتهى إلى سورة المجادلة، وأدرح فيه فوائد جزيلة، ودقائق جليلة، انتخبها من كتب التفاسير، وأضاف إليها فوائد من عند نفسه، مع عبارات فصيحة بليغة.

وكان معمّرا، قيل: إنه جاوز مائة وخمسين، وقيل: جاوز المائتين. والله أعلم بحقيقة الحال.

* * *

‌3612 - الشيخ الفاضل المولى علاء الدين المنوغادي

* *

* راجع: الشقائق النعمانيه ص 51.

* * راجع: الشقائق النعمانيه ص 382.

ص: 352

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، فقال: نشأ رحمه الله في حجر خاله، وتولى بغيث نواله، وهو معلّم الوزير الكبير إياس، المشتهر بأبي الليث بين الناس، ودار على موالي عصره للاستفادة، حتى صار ملازما من المولى، الشهير بكمال باشا زاده، ثم تقلّد بعض من المدارس، وجعل يزاول العلوم، ويمارس، ثم ولي مدرسة "إينه كول" بثلاثين، ثم مدرسة داود باشا بـ "قسطنطينية" بأربعين، ثم مدرسة طرابوزن بخمسين.

ثم عزل، فوقع في الحزن والأسى، حتى أعطي مدرسة "مغنيسا"، ثم عزل، وبقي في التعطّل والهوان، حتى أعطى إحدى المدارس الثمان، ثم نقل إلى مدرسة أيا صوفيه، فاشتغل فيها، وأفاد إلى أن قلّد قضاء "ابغداد"، ثم عزل، وعين له كلّ يوم ثمانون، ودام عليه، حتى ألم بساحته المنون، وذلك سنة أربع وسبعين وتسعمائة.

كان رحمه الله معروفا بالكمال، ومعدودا من الرجال، جريئ الجنان، طليق اللسان، حلوّ المحاورة، لطيف النادرة، مهتما بمجمع الأماثل، وراغبا في مصاحبة الأفاضل، روّح الله روحه، ونوّر ضريحه.

* * *

‌3613 - الشيخ الفاضل علاء الدين الأسود، المشهور بقره خواجه

*

اشتغل في بلاده، ثم ارتحل إلى بلاد العجم، وقرأ على علمائها، وبلغ رتبة الفضل والكمال، وفاق على الأمثال، ثم أتى "الروم" في سلطنة أورخان بن عثمان الغازي، وجعله مدرّسا، فنشر العلم، وأحسن التصنيف، وناظر

* راجع: الفوائد البهية ص 116، 117.

ص: 353

الأئمة والعلماء، ودرّس للفقهاء، وصنّف في أثناء تدريسه بمدرسة "أزنيق""شرح الوقاية"، وهو كتاب حافل كافل بحلّ مشكلات "الوقاية"، وقرأ عليه ولده حسن

(1)

باشا، وشمس الدين محمد الفناري، ثم راح إلى خدمة جال الدين محمد بن محمد الأقسرائي بالمدرسة المسلسلة.

قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية": ذكر صاحب "الكشف" أن اسم شرحه لـ "لوقاية""العناية"، وأنه مات سنة ثمانمائة، وذكر عند ذكر شرّاح "المغني" أن اسمه علي بن عمر، وأن له شرحا كبيرا على "المغني"، فرغ منه سنة 787 هـ.

* * *

‌3614 - الشيخ الفاضل العارف بالله تعالى المولى علاء الدين خليفة، رحمه الله تعالى

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، فقال: كان رحمه الله تعالى من طائفة الجند، ثم اقتدى بالشيخ علاء الدين أبدال، وحصل عنده الطريقة الخلوتية، ووصل إلى ما يتمنّاه، ثم اتصل بخدمة الشيخ سنان الدين الخلوتي من

(1)

هو صاحب "الافتتاح شرح المصباح" في النحو، و"شرح مراح الأرواح" في الصرف، وكان قرأ على والده، ثم على المولى جمال الدين محمد الأقسرائي، وحكى أن المولى جمال الدين نظر يوما في حجرات الطلبة خفية، فرأى حسن باشا متّكئا ينظر في الكتاب، ونظر إلى شمس الدين محمد الفناري، فرآه جاثيا على ركبتيه، يطالع الكتب، ويكتب الحواشي عليها، فقال في حقّ الأول: إنه لا يبلغ درجة الفضل، وفي حقّ الثاني: إنه يحصل الفضل، ويكون له شأن، فكان كما قال، كذا في "الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية".

* راجع: الشقائق النعمانيه ص 219.

ص: 354

خلفاء الشيخ علاء الدين أبدال، وكان ينسب إليه في السلسلة، وبنى زاوية بمدينة "قسطنطينية"، واشتغل بتربية المريدين.

وكان صاحب حال وجذبة، انتفع به الكثيرون، وكان من التقوى على جانب عظيم، ومن كراماته ما حكى عنه بعض مريديه، وهو أنه قال: كنت مغرما بصنعة الإكسير، وأتلفت لأجلها مالا عظيما، وركب علىّ من الديون مقدار مائة ألف درهم، قال فتفطّن الشيخ لذلك، وسألني عنها، فأخبرته الحال، فقال: يا بني! إن الإكسير لا يحصل بالصنعة، وإن الإكسير هكذا، فأخذ قبضة من التراب، فمسكه بيده ساعة، ثم ألقاه، فإذا هو ذهب إبريز، فعرضته على الصياغين، فتغالوا في ثمنه بأبلغ ما يكون، قال: فقضى عني الديون المذكورة كلّها بهذا الطريق.

وله غير ذلك من كرامات، لا يسع ذكرها هذا المختصر، قدّس سرّه.

* * *

‌3615 - الشيخ الفاضل علاء الملك بن عبد القادر الحسيني، المرعشي، القزويني

*

من رجال القرن العاشر الهجري.

عالم، محدّث، عارف بالرجال.

من آثاره: "تعاليق على خلاصة الأقوال"، و"تعاليق على كتاب الرجال" لكشي، و"تعاليق على كتاب الرجال" لابن داود، فرغ منه بـ "قزوين" سنة 946 هـ.

* * *

* ترجمته في أعيان الشيعة 41: 28، 29.

ص: 355

‌باب

من اسمه علم الله، علم الهدى، علوان

‌3616 - الشيخ الفاضل علم الله بن عبد الرزّاق بن خاصة خضر الصالحي الأميتهوي، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والحديث والعربية

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد في السابع والعشرين من جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وتسعمائة ببلدة "أميتهي".

وقرأ العلم على والده، وعلى الشيخ نظام الدين العثماني الأميتهوي رحمه الله، ثم سافر إلى "الحجاز"، ولبث بها ثماني عشرة سنة، وأخذ الحديث والفقه، وقرأ على مشايخ عصره، ثم رجع إلى "الهند"، ودخل "برهانبور"، فاغتنم قدومه عادل شاه الفاروقي أمير تلك الناحية، وأكرمه غاية الإكرام، فأقام بها مدّة طويلة حتى كبرت سنّه، وعزم مرّة ثانية للحجّ سنة اثنتين وعشرين وألف، فدخل "بِيْجَابور"، ومات بها، كما في "كلزار أبرار".

قال إبراهيم بن مرتضى البيجابوري في "روضة الأولياء": إنه قرأ بعض الكتب الدراسيّة على الشيخ هاشم بن برهان العلوي، وأخذ الطريقة العيدروسية عن الشيخ محمد العيدروس الكجراتي، وأخذ الحديث عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر المكّي، وسكن بمدينة "برهانبور" مدّة من الزمان.

ثم استقدمه إبراهيم عادل شاه البيجابوري، فسافر إلى "بيجابور"، وسكن بها، قال: وكان ختنُه نصير الدين يقرأ عليه بعض الكتب الفقهية،

* راجع: نزهة الخواطر 5: 300 - 301.

ص: 356

فإذا هو أورد إشكالا على بعض المسائل، فأجاب عنه علم الله، ثم احتجّ عليه بقول أبي حنيفة، فقال نصير الدين: هو رجل وأنا رجل! فغضب عليه علم الله، وسلّ السيف، ففرّ نصير الدين، فتعقبّه علم الله إلى "بيجابور".

وقال عبد الباقي النهاوندي في "مآثر رحيمي": إن ختنه نصير الدين كان يرجّح الحديث أيا ما كان على قياس المجتهد، وكان ينكر القياس، ويقول: إن حديث "علماء أمتى كأنبياء بني إسرائيل" موضوع.

فكفّره علم الله، وأفتى بقتله وإحراقه في النار، ورتّب المحضر لذلك، فأثبت العلماء توقيعاتهم على المحضر، فانتصر له عبد الرحيم بن بيرم خان أمير تلك الناحية، فرفعوا تلك القضية إلى جهانغير بن أكبر شاه، فأمر بإحضارهما في المعسكر، فذهب القاضى نصر الدين إلى "الحجاز"، وذهب علم الله إلى "بيجابور"، والتجأ إلى إبراهيم عادل شاه البيجابوري.

قال: وكان علم الله ديّنا، متقنا، متبحّرا، عابدا، متهجّدا، صاحب سنة واتباع وزهد وتورّع واستقامة، صرف عمره في الدرس والإفادة، وكان عبد الرحيم بن بيرم خان شديد الإكرام له، ويفتخر بصحبته، ولا يتركه يفارقه، ويغمره بالصلات الجزيلة، ويقبل شفاعته. انتهى.

توفي في الحادي عشر من ذي الحجّة الحرام سنة أربع وعشرين وألف، فأرّخ لوفاته بعض أصحابه من "أستاد أهل حديث"، وقبره في "بيجابور" خارج البلد، كما في "روضة الأولياء".

* * *

‌3617 - الشيخ العالم الفقيه علم الهدى بن القاضي رحمة الدين البجنوري

،

ص: 357

أحد عباد الله الصالحين *

كان سبط الشيخ أبي القاسم البجنورى.

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد سنة خمس وأربعين ومائة وألف.

قرأ بعض الكتب الدراسية على الشيخ بدر عالم الساداموي، وبعضها على الشيخ غلام يحيى بن نجم الدين البِهَارى، ثم سافر للعلم إلى "كاكوري" وإلى "سِنْدِيلَه"" ثم إلى "دهلي"، وأخذ عن أساتذة عصره.

ثم رجع إلى "بجنور"، وأخذ الطريقة عن الساداموي، ولازمه زمانا، حتى برع في العلم والمعرفة، وولي الشياخة مقام جدّه أبي القاسم، وكان الساداموي صاحب جدّه المذكور وخليفته.

توفي لسبع بقين من شعبان، سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف بقرية "بجنور"، فدفن بها، كما في "مخزن البركة".

* * *

‌3618 - الشيخ الفاضل علوان جبي ابن الشيخ عاشق باشا المذكور

* *

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، فقال: توطّن رحمه الله في موضع قريب من بلدة "أماسيه"، ومات هناك، ودفن فيه، وقد زرت مرقده المقدّس في عنفوان الشباب، وتبركت به.

كان رحمه الله عابدا زاهدا عارفا بالله تعالى، وكان صاحب جذبة عظيمة. وله نظم أيضا في أطوار السلوك.

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 7: 354.

* * راجع: الشقائق النعمانيه ص 8.

ص: 358

‌باب من اسمه علي

بن إبراهيم

‌3619 - الشيخ الفاضل علي بن إبراهيم بن إسماعيل الغَزْنَوِيّ أبو على الفقيه الأديب

*

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: لقِيَ في "خُوارَزْمَ" أبا القاسم محمود الزَّمخْشَرِيّ، وكَتَب عنه.

* راجع: الطَّبَقات السَّنِيَّة 4: 118.

وترجمته في الأنساب 2: 317، وبغية الوعاة 2: 140، وتاج التراجم 49، 50، والجواهر المضية برقم 1092، والفوائد البهية 85، وكتائب أعلام الأخيار برقم 405، وكشف الظنون 1: 566، 2: 1804، وهدية العارفين 1:435.

وهو البلقي نسبة إلى بلق، من نواحي غزنة، ضبطت في الأنساب واللباب بفتح الباء واللام، وفي معجم البلدان 1: 729، بالفتح ثم السكون.

وذكر ابن قطلوبغا أنه رأى بخط إبراهيم بن دقماق ترجمة له باسم "غالي" وأخرى باسم "علي". وفي الثانية وفاته سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة، وأن ابن دقماق تأكد عنده أنهما ترجمتان. انظر تفصيل ذلك في تاج التراجم 49، 50.

ونبّه الكفوي إلى أن عبد القادر ذكر أن اسمه "غالي"، كما ذكر أنّ وفاته سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة.

ونقل اللكنوي، عن صاحب كشف الظنون أن وفاته سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. وانظر ما يأتي من تعقّب التميمي لعبد القادر.

ص: 359

وقدِمَ "حلب"، وأقام بها يُدَرِّسُ الفقه.

وقد صنَّف كتابا في تفسير القرآن العزيز، سّماه كتاب "التفسير في التفسير"، كتاب في النحو، سماه "المقدِّم"، و "كتاب المنازع في شرح المشارع".

ومات في سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، بـ "حلَب".

وكذا ذكره صاحب "الدُّرِّ الثَّمين في أسماء المصنّفين"، وذكره صاحب "الجواهر" في حرف الغين المعجمة بنحو ما تقدَّم.

وذكر أنّه كان يُلَقَّبُ ناصر الدين، وتاج الشريعة، ونِظام الإسلام، وأنَّ مِن جُمْلَة من تفقَّه عليه عبد الوهّاب بن يوسف. يعني المعروف بالبدر المحْسِن. انتهى.

وذكرته هنا تبعا لصاحب "الدُّر الثمين"، فإنّه أوْفَقُ من صاحب "الجواهر"، وليس هذا بتاج الشريعة المشهور، فإن ذلك اسمه عمر، وسيأتي في مَحَلِّه، إن شاء الله تعالى.

* * *

‌3620 - الكامل الفاضل، الورع الزاهد علي بن إبراهيم بن أكمل الدين الزهري، الشرواني، المهاجر إلى "المدينة المنورة"، الشيخ، الصوفي، النقشبندي

*

* راجع سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 3: 201.

وترجمته في هدية العارفين 764، وإيضاح المكنون 1: 434، 478، 2:610.

ص: 360

قدم "المدينة المنوّرة" من بلاده سنة ثمان وسبعين وألف، وتوطّنها، وكان ملازمًا للجماعة، مواظبًا على إقراء الدروس، لا يحبّ مجالسة أهل الدنيا.

ودرس بـ "المثنوي"

(1)

في الروضة المطهّرة، وكان يقريه بمعرفته باللسان الفارسي، لما تولى مشيخة الإسلام بدار السلطنة ابن خال أبي المترجم فيض الله أفندي الشرواني، أرسل إليه منصب إفتاء "المدينة المنوّرة" فلم يقبلها، وردّها إليه.

(1)

ومن شروح "المثنوىي المعنوي" للعارف الرومي: "شرح المثنوي" للسيد عبد الفتاح العسكري الأحمد آبادى، و"شرح المثنوي" للشيخ ولي محمد النارنولي، و"شرح المثنوي" للشيخ محمد أفضل بن عبد الرحمن العباسى الإله آبادى، و"شرح المثنوي" للشيخ عبد اللطيف بن عبد الله العباسي، و"لطائف المعنوي" كتاب في حل غربيه للشيخ عبد اللطيف المذكور، و"مكاشفات رضوي" شرحه للشيخ محمد رضا الشطاري اللاهوري، و"شرح المثنوي" للشيخ محمد أيوب القرشي اللاهوري، صنّفه سنة 1120 هـ، و"شرح المثنوي" للشيخ محمد معظم الصديقي النابهوي، و"شرح المثنوي" للشيخ عبد القادر بن شريف الدين الكنتوري، ثم المدراسي، و"شرح المثنوي" للعلامة عبد العلي بحر العلوم، و"كليد مثنوي" شرحه بالأردو للعلامة أشرف علي بن عبد الحق التهانوي، و"بوستان معرفت" شرح بالأردو للمولوي عبد المجيد البيلي بهيتي، و"شرح المنثوي" بالأردو للمولوي عبد الرحمن بن محمد حسين الدهلوي، و"بيراهن بوسفي" ترجمته بالأردو نظما بنظم للمولوي يوسف علي جلال الدين الجشتي النظامي الزنبيل شاهي الجاوري، و "ترجمة المثنوي" بالأردو نظما بنظم للمولوي أبي الحسن بن إلهي بخش الكاندهلوي، و"تكملة المثنوي" للمفتى إلهي بخش بن شيخ الإسلام الكاندهلوي، و"فتح الجمال" شرح على "المثنوي المعنوي" للشيخ جمال الدين بن ركن الدين الكجراتي.

ص: 361

وألّف مؤلّفات نافعة، منها:"جامع المناسك"، و"مهمّات المعارف الواجبة على العباد في أحوال المبدأ والمعاد"، و"دليل الزائرين وأنيس المجاورين في زيارة سيد المرسلين"، و"أقصى المطالب"، و"خلاصة التواريخ"، وغير ذلك من المؤلّفات.

وكانت وفاته بـ "المدينة" في جمادى الثانية، سنة ثمان عشرة ومائة وألف، ودفن خلف سيّدنا إبراهيم بـ "البقيع"، رحمه الله تعالى.

* * *

‌3621 - الشيخ الفاضل علي بن إبراهيم بن خُشْنام بن أحمد الحلبي شيخ الإسلام جمال الدين

*

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: قتل في وقعة "حلب" سنة ثمان وخمسين وستمائة.

سمع من داود الحافظ معمر بن عبد الواحد ابن الفاخر "أربعين الجوزقي" بسماعه من أم البهاء، فاطمة بنت محمد بن أبي سعد البغدادي، أخبرنا أبو عثمان سعيد ابن أبي سعيد أحمد بن محمود العيَّار، أنبأنا أبو [بكر] محمد عبد الله بن محمد بن زكريا الجوزقي.

قلت: أنبأني الحافظ الدمياطي عن علي بن إبراهيم بن خشنام.

وحدّث بها عنه بـ "حلب". وسمع منه جمال الدين الظاهري.

روى عنه الدمياطي في "معجم شيوخه".

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 941.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1436. نقلا عن الجواهر.

ص: 362

‌3622 - الشيخ الفاضل علي بن إبراهيم بن علي بن محمد القضامى الحموي

*

ولد سنة 740 هـ أو بعدها.

ومهر في الأدب. وأخذ الفقه عن صدر الدين بن منصور، وبرع في الأصلين والفقه. وولي القضاء على مذهبه.

مات في ربيع الآخر سنة 809 هـ، كذا قال ابن حجر.

* * *

‌3623 - الشيخ الفاضل علي بن إبراهيم بن نصرويه بن سَخْتام السمرقندي، الخطيبي، أبو الحسن

* *

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: توفي سنة إحدى وأربعين وأربعمائة

(1)

. كذا رأيته بخطّ بعض أصحابنا.

قال الخطيب: سألته عن مولده، فقال: في شعبان سنة خمس وستين وثلاثمائة. وحدّث بـ "بغداد" عن أبيه، وأخيه إسحاق. كتبنا عنه.

وكان من أهل العلم، والتقدّم في الفقه على مذهب أبي حنيفة، رضي الله عنه.

* راجع: طرب الأماثل بتراجم الأفاضل ص 280.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 942. ترجمته في تاريخ بغداد 11: 342، والأنساب 204، واللباب 1: 380، والعبر 3: 196، والطبقات السنية، برقم 1438، وشذرات الذهب 3: 266.

(1)

انظر ما يأتي في آخر الترجمة من الجواهر.

ص: 363

وقال السمعاني: توفي [بطريق "مكة"]

(1)

قريب "كربلاء"

(2)

سنة أربعين وأربعمائة أو بعدها

(3)

.

وأخوه إسحاق تقدّم

(4)

، وأبوه إبراهيم تقدّم أيضا

(5)

.

* * *

‌3624 - الشيخ الفاضل علي بن إبراهيم بن هود الجرجاني

*

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: ذكره الحافظ السهمي في "تاريخ جرجان"، وقال: تفقّه على مذهب أبي حنيفة.

وسمعت شقيق بن علي يقول: مات أبي سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وابنه شقيق تقدّم

(6)

.

* * *

(1)

في الأنساب "في طريق الحج".

(2)

في الأنساب "بسقوطه عن البغل".

(3)

قال السمعاني: وكان قدومه علينا في سنة تسع وثلاثين وأربعمائة، ولم يقض له الحج، فرجع يريد خراسان، وأدركه أجله في الطريق -على ما بلغنا- في آخر تلك السنة. وذكره الذهبي في وفيات سنة إحدى وأربعين، وقال:"وحدث في هذا العام، وتوفي فيه أو بعده، في عشر الثمانين".

(4)

ترجمته في الجواهر برقم 293.

(5)

سقط من بعض النسخ، وترجمة إبراهيم في الجواهر برقم 56.

* راجع: الجواهر المضية برقم 943. وترجمته في: تاريخ جرجان 269، والطبقات السنية برقم 1439. وكنيته: "أبو الحسن".

(6)

ترجمته في الجواهر برقم 648.

ص: 364

باب من اسمه علي بن أحمد

‌3625 - الشيخ الفاضل علي بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المنعم بن عبد الصمد أبو الحسن عماد الدين الطرَسُوسي قاضي القضاة بـ "دمشق

" *

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: ومولده يوم السبت ثاني رجب سنة تسع وستين وستمائة بمنية ابن خصيب

(1)

بالصعيد.

درّس، وأفتى.

* راجع: الجواهر المضية برقم 944، والفوائد البهية ص 117.

ترجمته في من ذيول العبر (ذيل الحسينى) 269، والدرر الكامنة 3: 86، 87، والنجوم الزاهرة 10: 181، وقضاة دمشق 196، 198، والدارس 1: 621، 622، وكتائب أعلام الأخيار برقم 523، والطبقات السنية برقم 1441، والفوائد البهية 117.

(1)

هى المعروفة اليوم بمدينة المنيا، على الشاطئ الغرب للنيل، وهي قاعدة محافظة المنيا، إحدى محافظات الصعيد الأوسط في مصر.

انظر حاشية النجوم الزاهرة 5: 309، والجزء السادس 383.

ص: 365

وقرأ علم الخلاف على الشيخ بهاء الدين ابن النحّاس

(1)

، والفرائض على أبي العلاء

(2)

. وتولى [قضاء]

(3)

"دمشق" من سنة سبع وعشرين وسبعمائة، وتقليده

(4)

مورّخ بالسابع من رمضان، ولم يزل إلى أن تزهّد عنه سادس ذي الحجّة سنة ستّ وأربعين وسبعمائة، وتركه لولده أحمد، وتقدّم في بابه

(5)

.

وكان يحفظ

(6)

القرآن في أقلّ مدّة، حتى إنه صلّى به التراويح في ثلاث ساعات وثلثي ساعة بحضور جماعة من الأعيان.

ودرس في عدّة مدارس: أحدها القيمازية، عوضا عن أبي إسحاق إبراهيم بن سليمان المِنْطِيقي

(7)

بحكم وفاته سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة.

وقدم علينا "القاهرة"

(8)

صحبة القضاة.

[مات]

(9)

في سلخ سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.

(1)

هو بهاء الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم ابن أبي عبد الله الحلبي، المعروف بابن النحاس، شيخ العربية بالديار المصرية، المتوفى سنة ثمان وتسعين وستمائة. العبر 5:389.

(2)

هو محمود ابن أبي بكر ابن أبي العلاء الكلاباذي البخاري، وترجمته في الجواهر برقم 1637.

(3)

من بعض النسخ.

(4)

من أول: "وتقليده" إلى نهاية قوله: "وسبعمائة"، سقط من بعض النسخ.

(5)

ترجمته في الجواهر برقم 148.

(6)

كذا في النسخ، وفي المراجع كلها:"يقرأ"، وهو المناسب للسياق، فقد عرف عنه أنه كان سريع القراءة.

(7)

ترجمته في الجواهر برقم 22.

(8)

بعد ذلك في بعض النسخ: "في".

(9)

من بعض النسخ، وهى ساقطة من بعض النسخ، على أن قدوم المترجم كان في هذا التاريخ والمراجع كلها على أنه توفي في هذا التاريخ، غير أن اللكنوي نقل عن القاري، أنه مات سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة.

ص: 366

قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية": ذكر القارئ أنه مات سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، وحكى الحكاية المذكورة في سرعة قراءته، وهذا القدر من السرعة كرامة من كراماته، وقد اتصف بها جمع كثير، ولا ينكره إلا من أنكر صدور الخوارق، وهو لإجماع الجمهور خارق، وقد أوردت حكايات سرعة القراءة، وحقّقتُ ما يجوز منها وما لا يجوز في رسالتى "إقامة الحجّة على أن الإكثار في التعبّد ليس ببدعة"، فلتطالع، فإنها نافعة جدا لمن نظر فيها بعين البصيرة، لا بعين الحسد والكدورة.

* * *

‌3626 - الشيخ الفاضل علي بن أحمد بن علي بن محمد بن داود البيضاوي نور الدين أبو الحسن، المكّى، المعروف بالزمزمي

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد ببلاد "الهند"، وحمل إلى "مكّة" طفلا، ونشأ بها، وحفظ القرآن، وكتبا في فقه الحنفية.

وأخذ الفرائض والحساب عن عمّه بدر الدين حسين بن علي الزمزمي، وكان نبيها في ذلك، وفي الفقه حسن الطريقة.

دخل للرزق إلى "شيراز" ثم إلى "اليمن"، و "الهند" غير مرّة، ونال في بعضها دنيا من "كلبركه" من بلاد "الهند"، وأدركه الأجل، وهو مسافر بصوب "الهند" من "عدن"، فغرق في رمضان سنة أربع وعشرين وثمانمائة، وهو في آخر عشر الأربعين.

ذكره الفاسي في "العقد"، كما في "طرب الأماثل".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 3: 82، 83.

ص: 367

‌3627 - الشيخ الفاضل علي بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الملك بن عبد الوهاب بن حمويه ابن حسنويه الدامغاني، أبو الحسن ابن القاضي أبي الحسين ابن القاضي أبي الحسن ابن قاضي القضاة أبي عبد الله

*

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: ولى القضاء بـ "ربع الكرخ" بعد وفاة والده في يوم الأحد منتصف جمادى الأولى سنة أربعين وخمسمائة، ولم يزل على ذلك إلى أن توفي قاضى القضاة أبو القاسم علي بن الحسين الزينبي في عيد الأضحى من سنة ثلاث وأربعين، فولي أبو الحسن هذا قاضي

(1)

القضاة في يوم الاثنين منتصف ذى الحجّة سنة ثلاث وأربعين، وخلع عليه بالديوان، وشافهه بالولاية نقيب النقباء طلحة بن

* راجع: الجواهر المضية برقم 946.

ترجمته في الكامل لابن الأثير 11: 563، والتكملة لوفيات النقلة 1: 109، 110، وخلاصة الذهب المسبوك 271، 276، 278، 283، وتلخيص مجمع الآداب، القسم الثاني من الجزء الرابع، ترجمة 1130، والمختصر لأبي الفدا 3: 74، والعبر 4: 249، والبداية والنهاية 12: 329، والنجوم الزاهرة 6: 104، 105، والطبقات السنية برقم 1443. وفي بعض النسخ:"أبو الحسن بن القاضى أبي الحسين بن القاضي أبي الحسين بن القاضي أبي الحسين بن القاضي أبي المحسن بن قاضى القضاة أبي عبد الله". وهو خطأ.

وترجمة والده أبي الحسين أحمد في الجواهر برقم 151، وترجمة جدّه أبي الحسن على في الجواهر برقم 1001، وترجمة جد والده أبي عبد الله محمد برقم 1425.

(1)

كذا في النسخ، وفي الطبقات السنية:"قضاء".

ص: 368

علي الزينبي، وكان يومئذ نائبا في الوزارة للإمام المقتفى لأمر الله، وقرئ عهده بجوامع "بغداد"، وعمره إذ ذلك ثلاثون سنة، فلم يزل على قضاء القضاة إلى أن توفي الإمام المقتفي لأمر الله، وولي الخلافة بعده المستنجد بأمر الله، فأقرَّه على القضاء.

ثم عزله في يوم الثلاثاء الرابع عشر من جمادى الآخرة من سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وكانت مدّة ولايته إحدى عشرة سنة وستة أشهر، فلزم منزله بـ "نهر القلّايين" منعكفا

(1)

على الاشتغال بالعلم.

وكان يقول: أنا على ولايتي

(2)

، كلّ القضاة نوَّابي، لأن القاضي إذا لم يظهر فسقه [لا يجوز]

(3)

عزله، فبقي على ذلك مدّة ولاية الإمام المستنجد بالله، وقطعة من ولاية المستضيء بأمر الله ابن الإمام المستنجد بالله.

ثم أعاده إلى ولاية قضاء القضاة بولاية جديدة، وخلع عليه في يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة سبعين وخمسمائة، فبقي على قضاء القضاة إلى أن توفي الإمام المستضييء بأمر الله، وولي الخلافة بعده الإمام الناصر لدين الله، فأقرَّه على ولايته إلى حين وفاته.

وكان شيخا مهيبا، وقورا، جميلا، فاضلا، عالما بخبر

(4)

السير، صائنا

(5)

، كامل العقل، عفيفا، نزها، جميل السير

(6)

، محمود الأفعال، حسن المعرفة بالقضاء والأحكام، كريم الأخلاق.

سمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن الحُصين، والأنماطي، وغيرهما.

(1)

في بعض النسخ "متعلقا".

(2)

في بعض النسخ "الولاية".

(3)

في بعض النسخ "لم يجز".

(4)

في بعض النسخ "بحبر".

(5)

في بعض النسخ "صامتا".

(6)

في بعض النسخ "السيرة".

ص: 369

وحدّث باليسير قال ابن النجّار: وقد أدركت أيامه، حدّثني عنه أحمد البندَنِيجي، بلغني عن جماعة من أهل العلم أن بعض الأكابر حكى أنه حضر لعيادة قاضي القضاة الزينبي في مرضه الذي مات فيه، فحضر القاضي أبو الحسن هذا لعيادته، فلما انصرف اتبعه الزينبي نظرة، ثم قال: يوشك أن يكون هذا قاضي القضاة بعدي، فكان كما قال.

قرأت بخطّ القاضي أبي المحاسن القرشي، قال: سمعته يقول: ولدت في سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.

ومات عشية السبت، الثامن والعشرين من ذى القعدة، سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، وصلى عليه يوم الأحد بجامع القصر، وحضره خلق، وحمل إلى "مقبرة الشونيزية"، فدفن عنذ جدّه لأمه أبي الفتح ابن الشاوي

(1)

.

* * *

‌3628 - الشيخ الفاضل علي بن أحمد بن علي بن محمد السِّجزي المعروف بالإسلامي، من أهل "بلخ "، وهو سجْزي الأصل

*

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: قال السمعاني: كان مقدّم أصحاب أبي حنيفة بـ "بلخ "، وعمر العمر الطويل، حتى حدّث بالكثير، وحمل عنه. وكان زاهدا عفيفا، حسن السيرة.

(1)

في بعض النسخ "المسافر"

* راجع: الجواهرالمضية برقم 945.

ترجمته في التحبير لابن السمعاني 1: 561، والطبقات السنية برقم 1442، وفي بعض نسخ التحبير:"الشجري"، تصحيف.

ص: 370

سمع [أباه أبا علي

(1)

، وأبا سعد]

(2)

منصور بن إسحاق بن محمَد الخزرجي الحافظ.

روى عنه "الجامع الصحيح" للبخاري بروايته عن أبي علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني، عن الفربري، عن البخاري

(3)

.

توفي بـ "بلخ" في ربيع الآخر، وقيل: ليلة النصف من ذي الحجّة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌3629 - الشيخ الفاضل علي بن أحمد بن علي بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الحق، عرف بقاضي الحصن، الإمام كمال الدين

*

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: مات بـ "حصن الأكراد"

(4)

في العشرين من ذي القعدة سنة اثنتين وسبعمائة.

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 153.

(2)

في بعض النسخ "أباه وأبا علي وأبا سعد"، خطأ.

(3)

في التحبير أنه كتب إلى أبي سعد السمعاني الإجازة بجميع مسموعاته، ومن جملتها:"الجامع الصحيح" بهذه الرواية.

* راجع: الجواهر المضية برقم 947.

ترجمته في كتائب أعلام الأخيار برقم 541، والطبقات السنية برقم 1446، والفوائد البهية 117.

وفي بعض النسخ: "جمال الدين"، مكان "كمال الدين".

(4)

هو حصن منيع حصين على الجبل الذي مقابل حمص من جهة الغرب، وهو جبل الجليل. معجم البلدان 2:276.

ص: 371

ومولده سنة ثمان وعشرين وستمائة.

سمع من ابن اللتي، وحضر على الزبيدي، وهو والد قاضي القضاة برهان الدين إبراهيم، وشهاب الدين أحمد، وقد تقدَّما

(1)

.

* * *

‌3630 - الشيخ الفاضل علي بن أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي أبو الحسن

*

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: روى عن أبيه، وتفقّه عليه.

قال القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القُضاعي

(2)

بَنَى محمد بن عبد الله الخازن

(3)

في المحرّم سنة خمسين وثلاثمائة الجامع بالجِيزَة بأمر الأمير علي ابن الإخشيد، فتقدّم كافور إلى الخازن

(4)

ببنائه

(5)

، وعمل له مستَغَلًا

(6)

.

(1)

الأول في الجواهر برقم 31، والثاني في الجواهر برقم 145.

* راجع: الجواهر المضية برقم 948. ترجمته في كتائب أعلام الأخيار برقم 178، والطبقات السنية برقم 1447.

(2)

الخبر في خطط المقريزي 1: 205.

(3)

في النسخ: "بن الحارث"، والتصويب من خطط المقريزي، ويأتي في النسخ مرة:"الحارث"، ومرة:"الخازن".

(4)

في بعض النسخ: "الحارث".

(5)

في بعض النسخ: "بنيانه"، وفي بعض النسخ:"بنيابته"، والمثبت في بعضها، وخطط المقريزي.

(6)

في بعض النسخ: "مشتغلا".

ص: 372

وكان الناس قبل ذلك بـ "الجيزة" يصلّون الجمعة بمسجد "همدان"، وشارف بناء هذا الجامع مع أبي بكر الخازن

(1)

أبو الحسن ابن أبي جعفر الطحاوي، واحتاجوا إلى عُمُدٍ للجامع، فمضى الخازن

(2)

بالليل إلى كنيسة بأعمال "الجيزة"، فقلع عُمُدها، ونسب بَدَلَها أركانا، وحمل العُمُد إلى الجامع، فترك أبو الحسن ابن الطحاوي الصلاة فيه [مذ ذلك]

(3)

تورّعا.

* * *

‌3631 - العالم العامل والفاضل الكامل المولى علاء الدين علي

(4)

بن أحمد بن محمد الجمالي

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، فقال: قرأ رحمه الله تعالى في صغره على المولى علاء الدين علي ابن حمزة القراماني، وحفظ عنده "مختصر الإمام القدوري"، و"منظومة النسفي".

(1)

في بعض النسخ "الحارث"، والمثبت في بعضها، وخطط المقريزي.

(2)

وفي بعض النسخ "الحارث".

(3)

وفي بعض النسخ "من ذلك".

(4)

ذكر صاحب "الشقائق" أخا له، وهو قوام الدين قاسم بن أحمد بن محمد الجمالي، وقال: إنه قرأ على علي القوشجي وغيره، وصار مدرّسا لإحدى المدارس الثمان، ومات وهو قاض بـ "قسطنطينية"، وكان مشتغلا بالعلم غاية الاشتغال، وذكر أيضا ابنا له، وهو محي الدين محمد بن علاء الدين علي الجمالي، وقال: إنه قرأ على جدّه لأمه حسام زاده، ثم على مؤيّد زاده، وصار مدرّسا بإحدى المدارس الثمان، ومات سنة 957 هـ.

* راجع: الشقائق النعمانيه ص 173.

ص: 373

ثم أتى مدينة "قسطنطينية"، وقرأ على المولى العالم الفاضل المولى خسرو، ثم أرسله المولى المذكور إلى المولى مصلح الدين بن حسام، وعلّل في ذلك، وقال: إني مشتغل بالفتوى، والمولى مصلح الدين يهتمّ لتحصيلك أكثر منى، فذهب إليه، وهو مدرّس بسلطانية "بروسه"، فقرأ عنده العلوم العقلية والشرعية.

ثم صار معيدا لدرسه، ثم زوّجه المولى المذكور بنته، وحصل له منها أولاد، ثم أعطاه السلطان محمد خان المدرسة الحجرية بـ "أدرنه"، وعين له كلّ يوم ثلاثين درهما، وأعطاه خمسة ألاف درهم، وبعضا من الألبسة، وذلك، لأنه سمع فقره، ولما صار محمد باشا القراماني وزيرا للسلطان محمد خان نقمه لكثرة مصاحبته مع سنان باشا، فنقله من تلك المدرسة إلى مدرسة أخرى، ونقص من وظيفته خمسة دراهم، والمولى المذكور لم ينقطع عن سنان باشا لسابقة فضله عليه وكرمه، ولهذا نقله الوزير المذكور إلى مدرسة أخرى، ونقص من وظيفته خمسة أخرى، واشمأزَّ المولى المذكور من ذلك، فترك التدريس، واتصل إلى خدمة الشيخ العارف بالله مصلح الدين ابن الوفاء.

ثم مات السلطان محمد خان، وقتل الوزير المذكور، وجلس السلطان بايزيد خان على سرير السلطنة، ورأى السلطان بايزيد خان المولى المذكور في المنام، فأرسل إليه الوزراء، ودعاه إليه، فلم يجب، ثم أرسله جبرا إلى بلدة "أماسيه"، وعين له كلّ يوم ثلاثين درهما، وفوّض إليه أمر الفتوى هناك، ثم أعطاه مدرسة السلطان مراد خان الغازي بمدينة "بروسه"، ثم ترك المولى المذكور تلك المدرسة، وذهب إلى "أماسيه" لزيارة ابن عمّه، وهو العارف بالله الشيخ محى الدين محمد الجمالي، ثم أعطاه السلطان بايزيد خان مدرسة أزنيق، وعيّن له كلّ يوم خمسين درهما، ثم أعطاه السلطان بايزيد خان سلطانية "بروسه"، ولما بنى السلطان بايزيد خان مدرسته بـ "أماسيه" نصبه مدرّسا بها، وفوّض إليه أمر الفتوى هناك، ثم أعطاه إحدى المدارس الثمان، فدرّس هناك مدّة كبيرة،

ص: 374

ثم توجّه بنية الحجّ إلى "مصر"، واتفق انه لم يتيسّر له الحجّ في تللك السنة لفتنة حدثت بـ "مكّة الشريفة"، وتوقّف المولى المذكور بـ "مصر" سنة. قلت: ومن تلامذته: صدر الأفاضل يوسف، وقطب الدين المرزيفوني

(1)

وغيرهما.

* * *

‌3632 - الشيخ الفاضل علي بن أحمد بن محمود المنعوت بالعماد، عرف بابن الغزنوي أبو الحسن

*

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: تفقّه على مذهب أبي حنيفة، رضي الله عنه. ودرّسَ بالمدرسة التي بـ "حارة زُويلة" المعروفة بالعاشورية، ثم درّس بالمدرسة السيوفية إلى حين وفاته.

مولده في ربيع الأول سنة سبع وسبعين وخمسمائة.

وتوفي ليلة الثامن

(2)

والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

(1)

ذكر صاحب "الشقائق" أنه قرأ على علماء عصره، وعلى المولى علي الجمالي المفتي، وصار مدرّسا بـ "أزنيق"، و"قسطنطينية"، ومات سنة 925 هـ، له تعليقات على نبذ من "شرح الوقاية"، وعلى "شرح المفتاح" للسيّد.

* راجع: الجواهر المضية برقم 949.

ترجمته في التكملة لوفيات النقلة 6: 172، وحسن المحاضرة 1: 465، والطبقات السنية برقم 1448. وفي بعض النسخ:"العزيري"، مكان:"الغزنوي"، تصحيف وتحريف، ويأتي في الجواهر في "ابن الغزنوي".

(2)

في التكملة: "الثاني".

ص: 375

‌3633 - الشيخ الفاضل علي بن أحمد بن مكي الرازي، الإمام حسام الدين

*

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: وضع كتابا نفيسا على "مختصر القدوري"، سماه "خلاصة الدلائل في تنقيح

(1)

المسائل"، وهو كتابي الذي حفظته في الفقه، وخرّجتُ أحاديثه في مجلّد ضخم، ووضعت عليه شرحا، وصلت فيه إلى كتاب الشركة حين كتابتي لهذه الترجمة في يوم الجمعة، ثامن شوّال سنة تسع وخمسين

(2)

، ألقيته في الدروس التي أدرس فيها.

وأسأل الله العظيم بجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إتمامه في خير وعافية في دروسي، آمين.

ذكره ابن عساكر في "تاريخه"، وقال: قدم "دمشق" وسكنها، وكان يدرّس بالمدرسة الصادرية، ويفتي على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه، ويشهد، ويناظر في مسائل الخلاف. قال: وما أظنّه حدّث. انتهى.

وسمعت بعض أصحابنا يحكي عنه أنه لما قدم "حلب"

(3)

، وعقدوا له مجلسا للمناظرة، فقال: أنا أتكلم، فجعل يذكر مسئلة مسئلة من مسائل الخلاف، ويذكر أدلة كلّ فريق، ويجيب عنها، فأذعنوا له.

* راجع: الجواهر المضية برقم 950، والفوائد البهية ص 118.

ترجمته في تاج التراجم 42، ومفتاح السعادة 2: 283، وكتائب أعلام الأخيار برقم 403، والطبقات السنية برقم 1450، وكشف الظنون 2: 999، 1632، 1633، والفوائد البهية 118، وهدية العارفين 1:703.

(1)

في كشف الظنون 2: 1632، "في تنقيح"، والمثبت والفوائد البهية.

(2)

أي وسبعمائة.

(3)

في بعض النسخ: "بحلب".

ص: 376

قال ابن العديم: تفقّه عليه بـ "حلب" عمّي أبو غانم، وجماعة.

وسمع منه عمر بن بدر الموصلي.

فقيه فاضل. له تصانيف، منها:"الخلاصة"، ومنها:"سَلْوة الهموم"، جمعه، وقد مات له ولد.

وكان قد ورد إلى

(1)

"حلب" في أيام نور الدين محمود، وأقام بالمدرسة النورية في أيام العلاء الغزنوي، فلما توفي الغزنوي، وولي المدرسة بعده ابنه محمود. كان أبو الحسن الرازي هذا يدبِّر حاله.

وتوفي في سنة ثمان

(2)

وتسعين وخمسمائة، ودفن خارج باب الفراديس.

قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية": ذكر القارئ أن له "سلوة الهموم" جمعه، وقد مات له ولد، وقال: وضع كتابا نفيسا على "مختصر القدوري"، سماه "خلاصة الدلائل"، قال صاحب "الجواهر المضية": الشيخ عبد القادر القرشي هو كتابي الذي حفظته في الفقه، وخرجت أحاديثه في مجلّد ضخم، ووضعت عليه شرحا، وصلت إلى كتاب الشركة حين كتابتي لهذه الترجمة في يوم الجمعة سنة تسع وخمسين وسبعمائة.

* * *

‌3634 - الشيخ الصالح علي بن أحمد الغوري

*

أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح.

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: أخذ الطريقة عن الشيخ ركن الدين أبي الفتح الملتاني، وكان يسكن بمدينة "كروه"، له "كنز العباد في شرح

(1)

سقط من بعض النسخ.

(2)

في تاج التراجم، ومفتاح السعادة:"ثلاث".

* راجع: نزهة الخواطر 2: 93.

ص: 377

الأوراد" كتاب بسيط في شرح أوراد الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي

(1)

، وتلك النسخة موجودة في مكتبة المرحوم خدا بخش خان بمدينة "عظيم آباد"، كما في "محبوب الألباب".

* * *

‌3635 - الشيخ الفاضل علي بن أحمد الكريدي، الملقّب بشكري

*

فقيه، فرضي، فلكي. ولي الإفتاء بـ "قنديه".

من آثاره: "شرح الزيج لحسين حسني المنجم"، و"الفتاوى الشكرية"، و"كتاب الفرائض".

توفي سنة 1257 هـ.

* * *

(1)

صاحب الطريقة السهروردية، صاحب "العوارف"، ومدارها على توزيع الأوقات على ما هو اللائق بالناس من الصيام والقيام، والمواظبة على الأدعية المأثورة والأحزاب والأوراد، والأشغال بذكر النفي والإثبات، بحيث يؤثّر في القلب، إلى غير ذلك من الأشغال، وهذه الطريقة وصلت إلى أهل الهند من جهة الشيخ بهاء الدين زكريا الملتاني، وهو أخذ عن الشيخ شهاب الدين إمام الطريقة، وأخذ عنه ولده صدر الدين، وعنه ولده ركن الدين، وأخذ عنه الشيخ جلال الدين الحسيني الأجى، وهو الذي بلغها إلى أعظم المعمورة، وبعده قام بأعباء الطريقة صنوه صدر الدين في بلاد السند، ووصلت طريقته إلى جونبور، وقام بها الشيخ قطب الدين عبد الله بن محمود بن الحسين الأجي ببلاد كجرات، وانتفع به خلق لا يحصون.

* راجع: معجم المؤلفين 7: 9. وترجمته في هدية العارفين 1: 775.

ص: 378

باب من اسمه علي بن إسماعيل، أنجب، أبي بكر

‌3636 - الشيخ الفاضل علي بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة عامر بن أبي موسى الأشعري صاحب الأصول، الإمام الكبير، وإليه تنسب الطائفة الأشعرية وأبو بكر الباقلَّاني ناصر مذهبه

*

* راجع: الجواهر المضية برقم 951.

ترجمته في الفهرست 257، وتاريخ بغداد 11: 346، 347، والأنساب 39، والمنتظم 6: 332، 333، والكامل 8: 392، ووفيات الأعيان 3: 284 - 286، والعبر 2: 202، ومرآة الجنان 2: 298 - 309، وطبقات الشافعية الكبرى 3: 347 - 444، وطبقات الشافعية، للإسنوى 1: 72، 73، والبداية والنهاية 11: 187، والدبياج المذهب 1: 94 - 96، وخطط المقريزي 2: 358، والنجوم الزاهرة 3: 259، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده، صفحة 55، ومفتاح السعادة 2: 152، 153، وكتائب أعلام الأخيار برقم 166، والطبقات السنية برقم 1454، وكشف الظنون 1: 208، 440، 838، وشذرات الذهب 2: 303 - 305، وروضات الجنات 5: 207 - 214، وإيضاح المكنون 1: 553، 555، 2: 94، 194، 218، 262 - 264، 272، وهدية العارفين 1: 676 - 678. =

ص: 379

قال مسعود بن شيبة في "كتاب التعليم"

(1)

كان حنفي المذهب، معتزلي الكلام، لأنه كان ربيب أبي على الجُبَائي، وهو الذي ربَّاه، وعلَّمه الكلام.

مولده سنة سبعين، وقيل: ستين ومائتين بـ "البصرة".

ومات سنة نيّف وثلاثين وثلاثمائة

(2)

.

وقيل: سنة أربع وعشرين وثلاثمائة

(3)

بـ "بغداد"، ودفن بين "الكرخ" وباب "البصرة"، ويأتي في الكنى.

* * *

‌3637 - الشيخ الفاضل علي بن أنجب بن عثمان بن عبيد الله بن الحارث، عرف بابن الساعي، أبو طالب، تاج الدين

*

= وانظر تبيين كذب المفتري لابن عساكر.

وكنيته "أبو الحسن"، وله بقية ترجمة في الكنى من الجواهر.

(1)

هذا القول أيضا في خطط المقريزي 2: 358.

(2)

ذكره ابن الأثير في وفيات سنة ثلاثين وثلاثمائة، وذكره ابن الجوزي، في وفيات سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، وقال ابن السبكي:"والصحيح أن وفاته بين العشرين والثلاثين".

(3)

قال السبكي: "صححة ابن عساكر"، طبقات الشافعية الكبرى 3:352.

* راجع: الجواهر المضية برقم 952.

وترجمته في تاريخ علماء بغداد، لابن رافع 137 - 139، وذيل مرآة الزمان لليونيني 3: 147، والحوادث الجامعة 386، وتذكرة الحفاظ 4: 1469، وطبقات الشافعية للإسنوي 2: 70، 71، والبداية والنهاية 13: 270، =

ص: 380

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال مولده يوم الأربعاء، رابع عشر شعبان سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.

وتوفي ليلة الأحد والعشرين من رمضان سنة أربع وسبعين

(1)

وستمائة عن أحد وسبعين سنة.

ودفن بـ "الشونيزية".

تقدّم خاله أحمد بن علي بن تغلب الإمام

(2)

.

وذكره الحافظ الدمياطي في "مشيخته".

* * *

= 271، الطبقات السنية برقم 1456، وكشف الظنون 1: 14، 25 - 27، 29، 30، 215، 278، 279، 288، 296، 308، 309، 573، 630، 2: 1016، 1044، 1048، 1100، 1140، 1202، 1209، 1308، 1410، 1469، 1554، 1697، 1741، 1778، 1791، 1841، 1938، 1950، وإيضاح المكنون 1: 42، وهدية العارفين 1: 712، 713، وأعيان الشيعة 41:98.

وانظر: علماء المستنصرية 337 - 339، ومقدمة تحقيق الجامع المختصر.

وفي النسخ: عرف بابن الساعاتي: وهو وهم من المصنف جرى التنبيه عليه في حاشية الأصل، ويعيد المصنف هذا في الأنباء، في ذكره في "ابن الساعاتي"، هو وخاله أحمد بن علي بن تغلب، مع أنه ذكر في ترجمة خاله هذا، أن أباه هو الذي عمل الساعات المشهورة على باب المستنصرية ببغداد.

(1)

في بعض النسخ: "وتسعين"، وفي بعضها:"وستين"، والصواب في بعضها، ومراجع الترجمة.

(2)

ترجمته في الجواهر برقم 147.

ص: 381

‌3638 - الإمام، شيخ الإسلام، فقيه المشرق، العلامة، البارع، أبو الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل بن الخليل بن أبي بكر الفرغاني، المرغيناني، من أولاد سيّدنا أبي بكر الصدّيق، رضى الله تعالى عنه

*

يقول العبد الضعيف محمد حفظ الرحمن الكملائى، عفا الله عنه: إنه قد ألّف كتابا تقدمةً على "الهدايه" للمرغيناني، وذلك تحت إشراف شيخه وأستاذه العلامة المحدّث الكبير الفقيه الضليع النقاد عبد الرشيد النعماني، رحمه الله تعالى، وسماه "ما ينبغي به العناية لمن يطالع الهداية"، وبحث فيه عن الإمام الهمام المرغيناني، وعن أسرته، وبيئته الكريمة، والأحوال السياسية في تلك العصور، وعن نشئته، وأسانيده في الحديث والفقه، وثناء العلماء الفحول عليه، وعلى كتابه، وعن شيوخه الأجلاء، وتلامذته النبلاء، وعمَّن اعتنى على "الهداية" بالتشريح، والتحشية، والتعليق، والنظم، والحفظ، فذكر ههنا موجزا مما هناك، فقال: ما نصّه:

أسرته الكريمة: وقد كانت نشأته في أسرة، يسّرت له السبيل إلى العلم، فقد كان جدّه لأمّه عمر بن حبيب أبو حفص القاضي من جلّة العلماء المتبحّرين في فنّ الفقه والخلاف، صاحب النظر في دقائق الفتاوى والقضايا. قال الإمام المرغيناني: ومن أفضل مناقبه وأجلّ فضائله أنه رزق في تعليمه مشاركة الصدر الإمام الكبير برهان الأئمة، قال: ولقّنني حديثا، وأنا صغير، فحفظته عنه ما نسيته، ذكره عن الإمام الناطفي، وكان صاحب حديث، أنه روى بإسناده، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من مشى إلى عالم خطوتين، وجلس عنده ساعتين، وسمع منه كلمتين، وجبت له جنتان، عمل بها، أو لم يعمل.

ص: 382

وقال الإمام اللكنوي في ولادته: كتب بعض أجدادي، نقلا عن خطّ علاء الدين نبيره أن صاحب "الهداية" ولد عقيب صلاة العصر يوم الاثنين، الثامن من رجب، سنة إحدى عشر وخمسمائة، ووفّق لحجّ بيت الله وزيارة قبر الرسول في سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وتوفي ليلة الثلاثاء، الرابع عشر من ذي الحجّة، سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة. كذا في "كشف الظنون".

وقيل: سنة ستّ وتسعين وخمسمائة.

دفن في "سمرقند"، وقد نقل أن في "سمرقند" تربة المحمّدين، دفن فيها نحو من أربعمائة نفس، كلّ منهم يقال له: محمد، ولما مات صاحب "الهداية" منعوا دفنه بها، ودفن بقربها. كذا قال العلامة الشامي في "رد المحتار".

وقد صرف همته في تحصيل الدين والفقه في ريعان شبابه، فأخذ من جمّ غفير، وحصلت له الإجازة بالفقه، وبكتب الأحاديث من المحدّثين، ثم درّس، وأفتى، حتى مات، فخلف أولاده الثلاثة.

فمنهم: نظام الدين عمر بن علي الفرغاني، تفقّه على أبيه، وصار مرجوعا إليه في الفتاوى، وله "جواهر الفقه"، و"الفوائد".

ومنهم: محمد بن علي أبو الفتح جلال الدين الفرغاني، نشأ في حجر أبيه، وغذا بالعلم والأدب، وانتهت إليه رياسة المذهب في عصره، وهو أيضا تفقّه على أبيه، وأقرّ له بالفضل والتقدّم أهل عصره.

ومن أحفاد الإمام المرغيناني: أبو الفتح عبد الرحيم بن عماد الدين، مؤلّف "الفصول العمادية"، تفقّه على أبيه عماد الدين.

ومن أحفاده: عبد الأول بن برهان الدين علي بن عماد بن جلال الدين محمد بن زين الدين ابن عماد الدين بن علي المرغيناني. كان فقيها، محدّثا، مفسّرا، جامعا بين أشتات العلوم، تفقّه على السيّد جلال الدين الكرلاني، وروى عنه "الهداية"، معنعنا إلى جدّه الأعلى صاحب "الهداية"، أخذ عنه شمس الدين القريمي، وكتب له إجازة سنة أربعة عشر وثمانمائة.

ص: 383

وفي "الفوائد البهية"، وذكر صاحب "عجائب المقدور في أخبار تيمور" بعض أحفاده، حيث قال: حصل في أيام استيلائه بـ "سمرقند" مولانا عبد الملك، وهو من أولاد صاحب "الهداية"، كان يلقي الدرس، ويعلم السطرنج والنرد، وينظم الشعر في حالة واحدة، وخواجه عبد الأول ابن عم عبد الملك، انتهت إليه الرياسة في "ما وراء النهر" بعد ابن عمّه، ومولانا عصام الدين بن عبد الملك، انتهت إليه الرياسة في يومنا هذا. انتهى

(1)

.

وفي "نزهة الخواطر"(4: 179) أن من أحفاد الإمام المرغيناني: القاضى عبد السميع الأندجاني، أحد من العلماء المشهورين في العلوم الحكمية، قرأ على مولانا أحمد جند، وقدم "الهند" في أيام أكبر شاه التيموري، فولاه الأكبر، وكان ممن يضرب به المثل في تدريس "شرح المواقف"، و"شرح المطالع"، و"حواشيها"

(2)

.

‌سند الإمام المرغيناني في الفقه:

أولا: أخذ الإمام المرغيناني الفقه عن مفتي الثقلين نجم الدين عمر بن محمد النسفي، عن صدر الإسلام أبي اليسر محمد البزدوي، عن أبي يعقوب يوسف السيّاري، عن أبي إسحاق الحاكم، عن النوقدي، عن الهندواني، عن أبي بكر الأعمش، وأبي بكر الإسكاف، وأبي القاسم الصفّار، والأعمش، عن أبي بكر الإسكاف، عن محمد بن سلمة، عن أبي سليمان الجوزجاني، عن محمد والصفّار، عن نصير بن يحيى، عن محمد بن سماعة، عن أبي يوسف، رحمهم الله تعالى

(3)

.

(1)

راجع: الفوائد البهية ص 142.

(2)

راجع: نزهة الخواطر 4: 179.

(3)

راجع: الفوائد البهية ص 149، 150.

ص: 384

ثانيا: أخذ الإمام المرغيناني الفقه عن محمد بن الحسين بن ناصر بن عبد العزيز ضياء الدين البندينجي، عن علاء الدين أبي بكر محمد بن أحمد السمرقندي، عن أبي المعين ميمون المكحولي، وصدر الإسلام أبي اليسر البزدوي، وهو عن أبي يعقوب يوسف السيّاري، عن أبي إسحاق الحاكم النوقدي، عن الهندواني، عن أبي بكر الأعمش، وأبي بكر الإسكاف، وأبي القاسم الصفّار، والأعمش، عن أبي بكر الإسكاف، عن محمد بن سلمة، عن أبي سليمان الجوزجاني، عن محمد والصفّار، عن نصر بن يحيي، عن محمد بن سماعة، عن أبي يوسف، رحمهم الله تعالى.

ثالثا: أخذ الإمام المرغيناني الفقه عن الصدر الشهيد حسام الدين عمر بن عبد العزيز بن مازه، عن الصدر السعيد تاج الدين أحمد بن عبد العزيز، وهما عن الصدر الكبير برهان الدين، أبيهما عبد العزيز، عن السرخسي، عن الحلواني، عن أبي علي النسفي، عن أبي بكر محمد بن الفضل، عن السبذموني، عن عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الشيباني، رحمهم الله تعالى.

(1)

رابعا: وفيما قبل قد ذكرنا إسناد المرغيناني في الفقه إلى أبي يوسف القاضي، ومحمد بن الحسن الشيباني، وهناك إسناد آخر له في العلم، فالآن نذكره.

أخذ الإمام المرغيناني العلم عن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن، عن أبي نصر أحمد بن عبد الرحمن الريغذموني، عن القاضى أبي زيد الدبوسي، عن أبي جعفر الأستروشني، عن أبي بكر محمد بن الفضل، عن عبد الله السبذموني، عن أبي حفص الصغير، عن أبي حفص الكبير، عن محمد بن الحسن الشيباني، رحمهم الله تعالى.

(2)

(1)

راجع: الفوائد البهية ص 141.

(2)

راجع: الفوائد البهية بتصرف يسير ص 23.

ص: 385

خامسا: أخذ الإمام المرغيناني الفقه عن محمد بن الحسين بن ناصر ضياء الدين البندينجي، عن الإمام علاء الدين أبي بكر محمد بن أحمد السمرقندي، عن الإمام أبي المعين المكحولي، ومحمد بن عبد الله السرخسي، والسرخسى عن الحلواني، عن أبي على النسفي، عن أبي بكر محمد بن الفضل، عن السبذموني، عن عبد الله، عن أبيه عن محمد بن الحسن الشيباني، رحمهم الله تعالى.

(1)

سادسا: أخذ الإمام المرغيناني الفقه عن عثمان بن علي بن محمد بن محمد بن علي أبي عمر البيكندي البخاري، عن الشيخ محمد بن أبي سهل السرخسي، عن الحلواني، عن أبي علي النسفي، عن أبي بكر محمد بن الفضل، عن السبذموني، عن عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الشيباني، رحمهم الله تعالى

(2)

.

شيوخ الإمام المرغيناني: ولما أردت ذكر شيوخه الكبار طالعت كتب التاريخ والرجال، فوجدت مؤلّفيها أنهم أجمعوا على أنه تلقّى العلوم والفنون عن كثير من فحول العلماء، وأنه سمع منهم الكثير، ولكنهم لم يذكروا من مشيخته إلا قليلا، وقد أتاح لنا العلامة الحافظ عبد القادر القرشي في كتابه الماتع القيّم "الجواهر المضية" التعرّف إلى مشيخته، فنبّه، فأفاد، وأجاد، وأشار في كتابه إليهم في أثناء التراجم، وهاك ثبتا بهؤلاء الشيوخ، وهم اثنان وثلاثون نفرا، استخرجته من ذلك الكتاب، ووضعتهم في كتابي هذا على ترتيب الحروف الهجائية.

1 -

الشيخ أحمد بن عبد الرشيد بن الحسين البخاري، الملقّب بقوام الدين، الإمام، والد طاهر الإمام، صاحب "الخلاصة". أخذ العلم عن أبيه،

(1)

راجع: الفوائد البهية ص 141، مع تصرف يسير.

(2)

الفوائد البهية ص 141 بتصرف يسير.

ص: 386

وتفقّه عليه ابنه، وله "شرح الجامع الصغير"، وروى عنه صاحب "الهداية" بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من شيء بدئ يوم الأربعاء إلا تم، وكان صاحب "الهداية" يوقف بداية السبق على يوم الأربعاء لهذا الحديث.

(1)

(1)

ترجمته في الجواهر المضية برقم 10127: 118، والطبقات السنية برقم 227، والفوائد البهية ص 24، وكتائب أعلام الأخيار برقم 358.

قال الإمام اللكنوي: دأبه الذي ذكره الزرنوجي أنه كان يوقف بداية السبق يوم الأربعاء، قد اقتدى به كثير ممن جاء بعده، حتى علماء زماننا، فإنهم يوقفون بداية السبق إلى الأربعاء، ويقولون: الكتاب الذي يشرع فيه يوم الأربعاء يوفّق الله لإتمامه في زمان يسير، وأما الحديث الذى ذكره فقد مرّ في ترجمة أحمد بن عبد الرشيد أن صاحب "الهداية" روى هذا الحديث عنه بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، وقد تكلّم فيه بعض المحدّثين، فقال شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي في "المقاصد الحسَنَة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة": لم أقفْ له على أصل، ويعارضه حديث جابر مرفوعا: يوم الأربعاء يوم نحس مستمرّ، رواه الطبراني في "الأوسط"، وهو ضعيف. اتتهى. وتعقّبه على القارئ في رسالته "المصنوع في معرفة الموضوع" بقوله فيه: أن معناه كان يوما نحسا مستمرّا على الكفّار، فمفهومه أنه سعد مستقرّ على الأبرار، وقد اعتمد من أئمتنا صاحب "الهداية" على هذا الحديث، وكان يعمل به في ابتداء درسه، وقد قال العسقلاني: بلغنى عن بعض الصالحين ممن لقيناه أنه اشتكت الأربعاء إلى الله تشاؤم الناس بها، فمنحها أنه ما ابتدى بشيء فيها إلا تم. انتهى كلام القارئ. قلت: قد استخرجت لذلك أصلا آخر لطيفا، وهو ما أخرجه البخاري في الأدب وأحمد والبزار عن جابر بن عبد الله، قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد مسجد الفتح يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، فاستجيب له بين الصلاتين، أي الظهر والعصر من الأربعاء. قال جابر: ولم ينزل بي أمر مهم إلا توخيت تلك =

ص: 387

2 -

الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن عمر ابن مازه، المعروف والده ببرهان الأئمة، وأخو عمر بن عبد العزيز، الملقّب بالصدر الشهيد حسام الدين، أحد مشايخ صاحب "الهداية". قال الإمام برهان الدين أبو الحسن علي صاحب "الهداية": أجازني رواية مسموعاته ومستجازاته مشافهة بـ "بخارى"، وشرّفني بخطّيده. فمن جملة ما حصل لصاحب "الهداية": كتاب "السير الكبير" من طريقة شمس الأئمة السرخسي. قال تلقّيناه من فلق فيه بـ "بخارى" عن الشيخ القاضي شمس الأئمة بكر الزرنجري، حدّثنا شمس الأئمة أبو محمد عبد العزيز الحلواني، أخبرنا القاضي الأستاذ أبو علي الحسين ابن أبي

= الساعة، فدعوت الله فيه بين الصلاتين يوم الأربعاء في تلك الساعة، إلا عرفت الإجابة. قال جلال الدين السيوطي في "رسالة سهام الإصابة في الدعوات المستجابة": إسناده جيّد. انتهى. وقال نور الدين علي بن أحمد السمهودي فى "وفاء الوفا بأخبار دار المصط في" بعد عزوه إلى "مسند أحمد": رجاله ثقات. انتهى. فاستفيد من هذا أن الحديث في الأربعاء ساعة، يجاب فيها الدعاء، فمن ثم استحبّوا أن يبتدأ السبق فيها، إذا المبتدي بشيء لا يخلو غالبا عن دعاء لتيسر الاختتام وتعجل الإتمام، فيجاب دعاؤه في ذلك اليوم، فيتم، ولما كان يوم الأربعاء يوما نحسا على الأمم الماضية لإهلاكهم فيها بدله الله سعدا في هذه الأمة، حيث أجاب فيه دعاء نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وجعل فيها ساعة مباركة، وكذلك أبدعت لما اشتهر بين الطلبة من أن الطالب إذا قرب اختتام كتاب درسه، وعدّ أوراقه التي بقيت وقعت موانع من الاختتام، وهو أمر مجرّب عندي أيضا، وعند غيري من الأعلام وجها حسنا، وهو أن اللائق بشأن الطالب أن يفوّض كلّ الأمور إلى ربه، ويرجو منه الفراغ في مدّة قليلة بفضله، فإذا تقرّب إلى الله سبحانه برجائه وحسن ظنّه باعا، قرب إليه ربه ذراعا، وإذا عدّ أوراقه يخطر بباله أنا نتمه في أيام معدودة، في يوم أو يومين أو ثلاثة، ويفوت أمر التفويض في الجملة، فيوقع الله سبحانه ما بين ذلك فترة، يصير بها العاجل آجلا، والكامل ناقصا.

ص: 388

محمد الخضر النسفي، قال أنبأنا الخطيب أبو إبراهيم إسحاق بن محمد بن حمدان المهلّبي الحنفي، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الخازن الأستاذ، أنبأنا أبو محمد عبد الرحيم السمعاني، قال: أخبرنا إسماعيل بن توبة القزويني، عن عبد الله محمد بن الحسن الشيباني

(1)

.

3 -

الشيخ أحمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن علي بن لقمان أبو الليث بن شيخ الإسلام أبي حفص النسفي، يعرف بالمجد، من أهل "سمرقند". تفقّه على والده الإمام نجم الدين عمر النسفي، وغيره، وأسمعه أبوه من جماعة من السمرقنديين والغرباء الواردين عليهم بـ "سمرقند"، وكان قد سمع من أبيه كثيرا، غير أنه لم يكن له عناية بالحديث مثل والده.

4 -

الإمام العلامة أبو الفضل بكر بن محمد بن على بن الفضل الأنصاري الخزرجي السلمي الجابري البخاري الزرنجري.

"وزرنجر" من قرى "بخارى".

5 -

الشيخ الفاضل أبو بكر حاتم الرشداني، عرف بالحكيم الإمام الزاهد. قال صاحب "الهداية" في "معجم شيوخه": كان من بقية المشايخ بـ "رشدان".

6 -

الشيخ الحسن بن علي بن عبد العزيز بن عبد الرزاق بن أبي نصر المرغيناني أبو المحاسن ظهير الدين، أستاذه مسعود بن الحسين الكشاني.

روى عنه صاحب "الهداية""كتاب الترمذي" بالإجازة بسماعه من برهان الأئمة عبد العزيز بن عمر، بسماعه من أبي بكر بن حيدره، بسماعه من الخزاعي، بسماعه من الشاشي الهيثم بن كليب، بسماعه من الترمذي.

(1)

ترجمته في الجوهر المضية برقم 129، والطبقات السنية برقم 229، والفوائد البهية ص 24، وكتائب أعلام الأخيار برقم 343.

ص: 389

7 -

الشيخ زياد بن إلياس أبو المعالي ظهير الدين، تلميذ الإمام أبي الحسن على بن محمد بن الحسين البزدوي. قال صاحب "الهداية" في "مشيخته": اختلفت إليه بعد وفاة جدّي، وقرأت عليه أشياء من الفقه والخلاف، وكان مع غزارة العلم ووفور الفضل متواضعا، جوادا، حسن الخلق، ملاطفا لأصحابه.

8 -

الشيخ سعيد بن يوسف الحنفي القاضي، نزيل "بلخ"، سمع الحديث بـ "بخارى" من عبد العزيز بن عمر القاضى، وأبي بكر محمد بن الحسين بن منصور النسفي، الذي تفقّه على شمس الأئمة الحلوائي.

9 -

الشيخ صاعد بن أسعد بن إسحاق بن محمد بن أميرك المرغيناني، الملقّب بضياء الدين.

(1)

وأبوه أسعد بن إسحاق، أحد مشايخ أصحاب أبي حنيفة بـ "مرغينان" من بيت العلم والفضل والفتوى والتدريس والإملاء والزهد والورع،

(2)

جدّه أيضا من مشايخ أصحاب أبي حنيفة في وقته

(3)

.

10 -

الشيخ عبد الله بن أبي الفتح الخاقاني من أهل "مرغينان"، روى عنه أبو الحسن علي بن أبي بكر صاحب "الهداية" في "معجم شيوخه"، قال: كان إماما، شيخا، زاهدا، واعظا، من المشتغلين بالعبادة، المنقطعين إلى الله تعالى، صاحب كرامات ظاهرة، عمّر حتى بلغ مائة ونيفا، قال صاحب "الهداية": سمعته بـ "مرغينان" ينشد:

جعلت هديتي منكم سواكا

ولم أوثربه أحدا سواكا

بعثت إليك عودا من أراك

رجاء أن أعود وأن أراك

(1)

راجع: الجواهر المضية 1: 259.

(2)

راجع: الجواهر المضية 1: 381.

(3)

راجع: الجواهر المضية 1: 372.

ص: 390

11 -

الشيخ الفقيه العالم المسند الثقة أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل بن أحمد بن الفراوي الصاعدي النيسابوري صفي الدين المعدّل. حدّث عنه ابن عساكر، والسمعاني، وولده عبد الرحيم، والصفّار قاسم بن عبد الله. قال السمعاني هو إمام، فاضل، ثقة، صدوق، ديّن، حسن الأخلاق. له باع طويل في الشروط، وكتب السجلات، لا يجري أحد مجراه في هذ الفنّ، روي عنه صاحب "الهداية" حديثا عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: من وحّد الله، وكفر بما يعبد من دونه، حرم ماله، ودمه، وحسابه على الله.

12 -

الشيخ الفاضل عثمان بن إبراهيم بن علي بن نصر بن إسماعيل الخواقندي الأستاذ. أحد مشايخ "فرغانة". تفقّه بـ "بخارى" على برهان الأئمة عبد العزيز بن عمر. قال صاحب "الهداية": قرأت عليه أشياء من الفقه وغيره، وأجازلي مشافهة، ذكره صاحب "الهداية" في "مشيخته".

13 -

الشيخ الفاضل أبو عمر عثمان بن علي بن محمد بن علي البخاري البيكندري. سمع عبد الواحد بن عبد الرحمن الوركي المعمّر، وأبا بكر محمد بن خواهر زاده، والقاضي أبا خطّاب الطبري، ومحمد بن أحمد بن أبي سهل الفقيه، وعدّة، وتفرّد بالرواية عن الإمام أبي المظفّر عبد الكريم الأندقي، روى عنه أبو سعد السمعاني، وابنه أبو المظفّر عبد الرحيم وغيرهما، وهو من مشايخ صاحب "الهداية"، ذكره في "مشيخته"، وروى عنه، وعن شمس الأئمة السرخسي بسنده حديثا مرفوعا.

14 -

الشيخ الفاضل علي بن محمد بن إسماعيل بن علي بن أحمد بن محمد بن إسحاق الأسبيجابي السمرقندي، المعروف بشيخ الإسلام، من أهل "سمرقند". قال السمعاني كتب بالإجازة بجميع مسموعاته، تفقّه عليه جماعة، منهم صاحب "الهداية"، قال صاحب "الهداية" في "مشيخته" اختلفت إليه مدّة مديدة، حصلت من فوائده من فوائد الدرس ومحافل النظر نصابا وافيا.

ص: 391

15 -

الشيخ أفضل بن عمر بن حبيب بن علي الزندرامشى أبو حفص القاضى الإمام، جدّ صاحب "الهداية" لأمّه، تفقّه على شمس الأئمة السرخسي، قال صاحب "الهداية" في "مشيخته" أفادني جدّي:

تعلم يا بني العلم وافْقه

وكن في الفقه ذا جهد ورأي

ولا تك مثل خيال تراه

على مرّ الزمان إلى وراي.

16 -

الشيخ عمر بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مازه شيخ الإسلام، عالم المشرق، حسام الدين، المعروف بالصدر الشهيد.

(1)

وذكره صاحب "الهداية" في "معجم شيوخه"، وقال: تلقّفت من فلق فيه من علمي النظر والفقه، واقتبست من غزير فوائده في محافل النظر، وكان يكرمني غاية الإكرام، ويجعلني في خواصّ تلامذته في الأسباق الخاصّة، لكن لم يتفق لي الإجازة منه في الرواية، وأخبرني عنه غير واحد من المشايخ.

(2)

17 -

الشيخ عمر بن عبد المؤمن بن يوسف الكجواري البلخي أبو حفص شيخ الإسلام، المنعوت صفي الدين، اجتمع به الإمام صاحب "الهداية" فيسفرهما إلى الحج سنة أربع وأربعين وخمسمائة، ثم رافقه إلى "مكة" و"المدينة"، ثم إلى "همدان"، وقرأ عليه صاحب "الهداية" أحاديث، وناظره في المسائل، ومات سنة تسع وخمسين وخمسمائة. قال صاحب "الهداية": أنشدنا الشيخ الإمام الزاهد صفي الدين منظوما في الإجازة للشيخ الإمام نجم الدين عمر بن

(1)

ترجمته في سير أعلام النبلاء 20: 97، ودول الإسلام 2: 55، والجواهر المضية برقم 1053، والنجوم الزاهرة 5: 268 - 269، ومفتاح السعادة 2: 277، والطبقات السنية برقم 1629، والفوائد البيهة ص 149، وإيضاح المكنون 2: 124، وهدية العارفين 1: 783، ومعجم المؤلفين 7: 291، والكامل في التاريخ 11: 86، وتذكرة النوادر ص 57، وتاريخ بروكلمان 6: 294 - 296.

(2)

راجع: الجواهر المضية 2: 65.

ص: 392

محمد النسفي أجزت لهم رواية مستجازي ومسموعي ومجموعي بشرطه، فلا تدعوا دعائى بعد موتي، وكاتبه أبو حفص بخطّه

(1)

.

18 -

الشيخ عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن على بن لقمان النسفي الحنفي. العلامة الإمام المحدّث الزاهد الحافظ المتكلّم الأصولي المؤرّخ الأديب المفسّر اللغوي. ووصّفه العلامة الذهبي في "سير أعلام النبلاء" بالعلامة، المحدّث، وفي "العبر" بالحافظ، ولقبه نجم الدين، ويكنى بأبي حفص، ولد بـ "نسف". حدّث عن إسماعيل بن محمد النوحي، والحسن بن عبد الملك القاضي، ومهدي بن محمد العلوي، وعبد الله بن علي بن عيسى النسفي، وأبي اليسر محمد بن محمد النسفي، وحسين الكاشغري، وأبي محمد الحسن بن أحمد السمرقندي، وعلي بن الحسن الماتريدي. قال صاحب "الهداية": سمعت نجم الدين عمر يقول: أنا أروي الحديث عن خمسمائة وخمسين شيخا. قال: وقرأت عليه بعض تصانيفه، وسمعت منه "كتاب المسندات" للخصّاف بقراءة الشيخ الإمام ظهير الدين محمد بن عثمان، وقد جمع أسماء مشايخه في كتاب، سماه "تعداد الشيوخ" لعمر مستطرف على الحروف مستطر.

19 -

الشيخ عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن نصر أبو شجاع البسطامي الشيخ الإمام العلامة المحدّث المفسّر الفقيه الأديب.

(2)

(1)

ترجمته في الجواهر المضية 2: 652 برقم 1056، والطبقات السنية برقم 1632، نقلا عن الجواهر.

(2)

ترجمته في سير أعلام النبلاء 20: 452، ومعجم المؤلفين 7: 313، ودول الإسلام 2: 76، والعبر 4: 179، 179، وتذكرة الحفاظ 4: 1318، والنجوم الزاهرة 5: 376، وشذرات الذهب 4: 206، وهدية العارفين 1: 784، وطبقات السبكي 7: 248، 250، الجواهر المضية برقم 1068، والفوائد البهية 150، والأبيات عدا الأخير في طبقات السبكي 7: 250، 249.

ص: 393

وذكره العلامة المرغيناني صاحب "الهداية" في "مشيخته"، وقال: هو من كبراء مشايخ "بلخ"، كتب إلينا بخطّه إجازة جميع مسموعاته ومستجازاته إجازة مطلقة، وكانت له أسانيد عالية، ويد باسطة في أنواع العلوم.

20 -

الشيخ فضل الله بن عمران أبو الفضل الأشفورقاني، الإمام الزاهد، قال الإمام على بن أبي بكر بن عبد الجليل صاحب "الهداية": قدم علينا "مرغينان"، وأجاز لي ماله فيه حق الرواية من مسموع ومجاز، إجازة مطلقة، وكتب بخطّ يده، وأنشدنا لبعضهم.

21 -

الشيخ قيس بن إسحاق بن محمد بن أميرك أبو المعالي المرغيناني. كان مقيما بـ "سمرقند"، ودرس بهافقه أبي حنيفة، سمع محمود بن عبد الله الجرجاني، وروى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي. قال صاحب "الهداية" بيننا وبينه قرابة قريبة، لقيته، وأفادني هذه الأبيات:

قل للأمير أدام ربي عزه

وأنا له من فضله مخزونه

وإني حنيت ولم يزل نبل الوري

يهبون للخدام ما يجنونه

من كان يرجو عفو من هو فوقه

عن ذنبه فليعف عن من دونه.

22 -

الشيخ محمد بن أبي بكر بن عبد الله أبو طاهر الخطيب البوشنجي

(1)

الإمام الزاهد.

قال صاحب "الهداية" في "مشيخته" التي جمع لنفسه أجاز، يعني محمد بن أبي بكر هذا رواية جميع مسموعاته مشافهة بـ "مرو"، وكتب بخطّ يده، منها "كتاب التفسير الوسيط " بعلى الواحدي، يرويه عن أبي الفضل محمد بن أحمد الماهياني، عن علي بن أحمد الواحدي المصنف.

(2)

(1)

بوشنج بفتح الشين، وسكون النون، وجيم: بليدة نزهة خصبة في واد مشجر من نواحى هراة، بينهما عشرة فراسخ، قال الياقوت: رأيتها من بعد، ولم أدخلها حيث قدمت من نيسابور إلى هراة. معجم البلدان 1:508.

(2)

ترجمته في الجواهر المضية 1240، والطبقات السنية 1910.

ص: 394

23 -

الشيخ محمد بن أحمد بن عبد الله الخطيبي

(1)

الجادكي. الإمام الزاهد الخطيب،

(2)

قال العلامة المرغيناني صاحب "الهداية": رأيته بـ "رشدان"،

(3)

قدمها علينا، وقرأت عليه أحاديث، وأجاز لي، وذكره في "مشيخته"، وساق له بسنده حديثا، متنه: من قال بعد أن يصلي الجمعة: سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة، غفر الله له مائة ذنب، ولوالديه أربعة وعشرين ألفا.

24 -

الشيخ محمد بن الحسن بن مسعود بن الحسن، المعروف أبوه بابن الوزير الخوارزمي، وابن الوزير هذا تفقّه بـ "مرو" على شيخ أصحاب أبي حنيفة بـ "خراسان" أبي الفضل الكرماني، ذكره ابن العساكر، وكان يتزيّ بزيّ الجند مدّة، ثم اشتغل بطلب الفقه والحديث، مات سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.

وابنه محمد بن الحسن، صاحب الترجمة شيخ صاحب "الهداية"، ذكره في "مشيخته"، وقال أجاز لي جميع مسموعاته، ومستجازاته مشافهة بـ "مرو"، وكتب بخطّ يده.

25 -

الشيخ محمد بن الحسين بن ناصر بن عبد العزيز ضياء الدين النسوخي، تفقّه على الإمام علاء الدين أبي بكر محمد بن أحمد

(1)

الخطيبي بفتح الخاء، وكسر الطاء المهملة، وبعدها ياء، وباء موحّدة، هذه النسبة إلى الخطيب، قال السمعاني: ولعلّ بعض أجداد المنتسب كان خطيبا، نسبة عبد الله بن محمد بن عبيد الله، وإسحاق، وعلي، ابني إبراهيم، ومحمد بن أحمد بن عبد الله الخطيبي. هكذا في الجواهر المضية 4:193.

(2)

ترجمته في الجواهر المضية برقم 1170، والطبقات السنية 7815.

(3)

لعلّها رشتان بكسر الراء وبعده الشين وتاء مثناة من فوقها، آخره نون، من قرى مرغينان، ومرغينان من قرى فرغانة بما وراء النهر، ينسب إليها شيخ الإسلام بخوارزم، المعروف بالرشتاني. معجم البلدان 3:45.

ص: 395

السمرقندي، والإمام علاء الدين هذا تفقّه على الإمام أبي المعين ميمون المكحولي، وتفقّه أيضا على مجد الأئمة أبي بكر محمد بن عبد الله بن فاعل السرخسي.

26 -

الشيخ محمد بن سليمان أبو عبد الله الأوشي،

(1)

شيخ الإسلام نصر الدين، أحد الزهّاد، أستاذ صاحب "الهداية"، ذكره في "مشيخته"، قال: كتب إلينا بالإجازة، وبأسانيد مسموعاته بخطّه

(2)

.

27 -

الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن أحمد أبو عبد الله البخاري، الملقّب بالزاهد العلاء. ومحمد بن عبد الرحمن هذا من مشايخ صاحب "الهداية"، وقد ذكره في "مشيخته"، وقال أجاز لي رواية جميع ما صحّ من مسموعاته، ومن مستجازاته، ومصنّفاته إجازة مطلقة مشافهة، وكتب بخطّ يده

(3)

.

(1)

أوش بضم أوله، وسكون ثانيه، وشين معجمة: بلد من نواحي فرغانة، كبير قريب من قبا، وله سور وأربعة أبواب، قهندز ملاصقة للجبل الذي عليه مرقب الأحراس على الترك، وهي خصبة جدا، ينسب إليها جاعة، منهم: عمر بن موسى الأوشي، وفي كتاب ابن نقطة عمران ومسعود ابنا منصور الأوشي الفقيه، مات في ذي الحجة سنة 519 هـ، ومحمد بن أحمد بن علي بن خالد أبي عبد الله الأوشي سكن بخارى، وورد بغداد حاجا، وسمع منه أهلها في سنة 612 هـ، وعاد إلى بخارى، فمات بها في صفر سنة 613 هـ. معجم البلدان 1:281.

(2)

ترجمته في الجوهر المضية برقم 1319، والطبقات السنة برقم 2017، وكتائب أعلام الأخيار برقم 98.

(3)

ترجمته في الجواهر المضية برقم 1361، وتاج الترجم ص 56، والفوائد البهية ص 175، 176، وكشف الظنون 1: 454 - 458، والطبقات السنية برقم 207، ومعجم المؤلفين 10:133.

ص: 396

28 -

الشيخ محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي توبة الشيخ الإمام الخطيب الزاهد شيخ الصوفية الكشميهني المروزي أبو الفتح. قال الإمام الذهبي في نسبه: محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي توبة من أهل "مرو".

قال صاحب "الهداية" في "مشيخته": قرأت عليه أكثر "صحيح البخاري"، وأجاز لي بقيته.

29 -

الشيخ محمد بن عمر بن عبد الملك بن عبد العزيز بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الصفّار، من أهل "بخارى". قال العلامة السمعاني: كان فقيها، حسن السيرة، جميل الأمر، وكان يستملي لأبي الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري.

قال الحافظ العلامة القرشي: ومحمد بن عمر هذا أحد شيوخ صاحب "الهداية"، وممن سمع منه، وأجاز له، وقد ذكره في "مشيخته"

(1)

.

30 -

الشيخ محمد بن محمد بن الحسن، إمام الأئمة على الإطلاق، منهاج الشريعة. تفقّه عليه صاحب "الهداية"، وقال: لم تر عيني أغزر منه فضلا، ولا أوفر منه علما، ولا أوسع منه صدرا، ولا أعمّ منه بركة.

31 -

الشيخ محمد بن محمود بن علي أبو الرضا الطرازي، من أهل "بخارى". قال ابن السمعاني: كان إماما فاضلا، دينا، ورعا، تقيا، بكّاء بالليل، بسّاما بالنهار، أنقد أوقاته في نشر العلم، وإلقاء الدروس، كثير التهجّد، لا أعرف أحدا أجمع لخصال الخير منه.

قال الحافظ العلامة القرشي: وأبو الرضا هذا أستاذ صاحب "الهداية"، وقد ذكره في "معجم شيوخه"، وقال: أجاز لي بـ"بخارى".

(2)

(1)

ترجمته في الجواهر المضية برقم 1445، والطبقات السنية برقم 2193.

(2)

ترجمته في طبقات الشافعية الكبرى 4: 184، 185، والجواهر المضية برقم 1536، والطبقات السنية برقم 2316، والوافي بالوافيات 4:394.

ص: 397

32 -

الشيخ أبو بكر بن زياد المرغيناني، الإمام الزاهد الخطيب خطب بـ "مرغينان" مدّة، وكانت إقامة الجمعة إليه سنين كثيرة، وكان مجتهدا في العبادة، قال صاحب "الهداية" في "معجم شيوخه" سمعته بـ "مرغينان" ينشد:

يا كامل الآداب منفرد العلا

بالمكرمات ويا كثير الحاسد

شخص الأنام إلى جمالك فاستعذ

من شرّ أعينهم بعيب واحد.

(1)

تلامذة الإمام المرغيناني: ثم لما تصّدر الإمام المرغيناني للإقراء، درّس، وأفتى سنين، وأفاد، وأجاد، فتفقّه عليه جمّ غفير على ما قاله العلامة اللكنوي، وصرفت همّتي في استخراجها، فوجدت جماعة، فذكرتهم ههنا على ترتيب الحروف الهجائية.

1 -

منهم: برهان الإسلام من تلامذة صاحب "الهداية"، مصنّف "كتاب تعليم المتعلّم طريق التعليم".

2 -

ومنهم: عماد الدين ابن صاحب "الهداية"، علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني، والد صاحب "الفصول العمادية".

3 -

ومنهم: عمر بن صاحب "الهداية" على بن أبي بكر بن عبد الجليل شيخ الإسلام نظام الدين الفرغاني.

4 -

منهم: عمر بن محمود بن محمد القاضي الإمام، أحد أصحاب الإمام صاحب "الهداية".

5 -

ومنهم: المحبر بن نصر أبو الفضائل الإمام فخر الدين الدهستاني،

(2)

تفقّه على برهان الدين المرغيناني، مات سنة خمس وستمائة.

(3)

(1)

ترجمته في الجواهر المضية 4: 107 برقم 1997، والطبقات السنية برقم 2819.

(2)

ترجمته في الجواهر المضية 1602.

(3)

وفي التعليق على الجوهر المضية، وفي الطبقات السنية سنة خمس وخمسين وستمائة.

ص: 398

6 -

ومنهم: محمد بن عبد الستّار بن محمد العمادي الكردري، نسبة إلى الجدّ المنتسب إليه البراتقيني من أهل "براتقين" قصبة من قصبات "كردر" من أعمال "جرجانية خوارزم".

7 -

ومنهم: محمد بن صاحب "الهداية" برهان الدين علي بن أبي بكر بن عبد الجليل أبو الفتح جلال الدين الفرغاني.

8 -

ومنهم: محمد بن علي بن عثمان قاضي القضاة السمرقندي، وهو جدّ قاضي "المرو" محمد بن أبي بكر لأمه، تفقّه على صاحب "الهداية"، وقرأ عليه.

9 -

ومنهم: محمود بن حسين شيخ الإسلام جلال الدين وبرهان الدين الأستروشني، نسبته إلى "أستروشنه" قصبة من قصبات "فرغانة"، تفقّه على صاحب "الهداية"

(1)

.

10 -

ومنهم: الشيخ الإمام العالم المحدّث برهان الدين محمود بن أبي الخير أسعد البلخي، المشهور بالذكاء والفطنة، لم يكن في زمانه أعلم منه بالنحو واللغة والفقه والحديث، متوافرا على علوم الحكمة.

ثناء أفاحل العلماء على صاحب "الهداية": قد أثنى على الإمام المرغيناني في علمه وفضله وتحقيقه وتدقيقه وصلاحه كثير من أماثل الفضلاء وأفاحل العلماء:

فوصَّفه شيخ الإسلام الحافظ الحجّة الإمام الذهبي الإمام المرغينانيَّ بقوله: العلامة، عالم "ما وراء النهر"، برهان الدين أبو الحسن

(1)

ترجمته في الفوائد البهية ص 208. أستروشنه بالفتح، ثم السكون، وضم الراء، وسكون الواو، وفتح الشين المعجمة، ونون، كذا ذكره أبو سعد بالسين المهملة بعد الهمزة، والأشهر الأعرف أن بعد الهمزة شينا معجما، وهي مدينة بما وراء النهر. راجع: معجم البلدان 1: 177.

ص: 399

علي بن أبي بكر بن عبد الجليل المرغيناني الحنفي، وكان من أوعية العلم، رحمه الله

(1)

.

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: وهو علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني شيخ الإسلام، برهان الدين، المرغيناني، العلامة، المحقّق، صاحب "الهداية"، أقرّ له أهل مصره بالفضل والتقدّم، كالإمام فخر الدين قاضي خان مع الإمام زين الدين العتابي

(2)

.

وصّفه خاتم المحققين الإمام كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيواسي ثم السكندري، المعروف بابن الهمام الحنفي في "فتح القدير"، وبعد، فهذا تعليق على كتاب "الهداية" للإمام العلامة برهان الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الرشداني المرغيناني، شيخ الإسلام، أسكنه الله برحمته دار السلام. وقال في إسناده إلى صاحب "الهداية": شيخ مشايخ الإسلام، حجّة الله على الأنام، المخصوص بالعناية، صاحب "الهداية"

(3)

.

ووصّفه الحافظ المحدّث الإمام أكمل الدين محمد بن محمود بن أحمد الحنفي البابرتي، المتوفى سنة 786 هـ صاحب "العناية على الهداية" في العناية على هامش "فتح القدير": إسناده إلى صاحب "الهداية" بشيخ شيوخ الإسلام، حجّة الله على الأنام، مرشد علماء الدهر، ما تكرّرت الليالي والأيام، المخصوص بالعناية صاحب "الهداية"

(4)

.

وقال العلامة الكبير طاش كبري زاده في "مفتاح السعادة": كان متعبّدا، ناسكا، لقي المشايخ، وتبّرك بأنفاسهم.

(1)

راجع: سير أعلام النبلاء 21: 232.

(2)

راجع: الجواهر المضية 1: 383.

(3)

راجع: فتح القدير 1: 7.

(4)

راجع: هامش فتح القدير 1: 6.

ص: 400

حكي أنه بقي في تصنيف كتاب "الهداية" ثلاث عشرة سنة، وكان صائما في تلك المدة، لا يفطر أصلا، وكان يجتهد ألا يطلع على صومه أحد، فإذا أتى خادم بطعام كان يقول: خلّه، ورحْ، فإذا راح كان يطعمه أحد الطلبة أو غيرهم، فإذا أتى الخادم، ووجد الإناء فارغا، يظنّ أنه أكله نفسه، فكان ببركة زهده وورعه كتابه مقبولا بين العلماء أيّ قبول

(1)

.

وقد ذكر العلامة الجلبي أيضا هذه الحكاية في "كشف الظنون" 2: 648.

قال السيّد محمد مرتضى الزبيدي الحنفي في "تاج العروس": "مرغينان". بكسر غين بـ "ما وراء النهر". ما يقرب من "فرغانة"، منه الإمام برهان الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر محمد بن عبد الجليل المرغيناني، مؤلّف "البداية"، و"الكفاية"، و"الهداية" في فقه الحنفية. أقرّ له الأقران، وراق له الزمان، وأذعن له الشيوخ، ونشر المذهب، وتفقّه عليه الجمهور، وسمع الحديث

(2)

.

ووصّفه العلامة الكبير الإمام اللكنوي بأنه كان إماما، فقيها، حافظا، محدّثا، مفسّرا، جامعا للعلوم، وضابطا للفنون، متقنا، محقّقا، نظّارا، مدقّقا، زاهدا، ورعا، بارعا، فاضلا، ماهرا، أصوليا، أديبا، شاعرا، لم تر العيون مثله في العلم والأدب، وله اليد الباسطة في الخلاف، والباع الممتد في المذهب

(3)

.

وفي التعليق على "الفوائد البهية": ذكره ابن كمال باشا من طبقة أصحاب الترجيح القادرين على تفضيل بعض الروايات على بعض برأيهم النجيح، وتعقّب بأن شأنه ليس أدون من قاضي خان، وله في نقد الدلائل

(1)

راجع: مفتاح السعادة 264.

(2)

راجع: تاج العروس 9: 218، والفوائد البهية ص 141.

(3)

راجع: الفوائد البهية ص 141.

ص: 401

واستخراج المسائل شأن أيّ شأن، فهو أحقّ بالاجتهاد في المذهب، وعدّه من المجتهدين في المذهب إلى العقل السليم أقرب.

ووصّفه العلامة خير الدين الزركلي قائلا: على بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني المرغيناني، من أكابر فقهاء الحنفية، نسبته إلى "مرغينان"، من نواحي "فرغانة"، كان حافظا، مفسّرا، محقّقا، أديبا

(1)

.

ووصّفه العلامة المؤرّخ الكبير عمر رضا كحّالة بقوله: علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني المرغيناني الحنفي، برهان الدين أبو الحسن، فقيه، فرضي، محدّث، حافظ، مفسّر، مشارك في أنواع العلوم

(2)

.

آثار الإمام المرغيناني: وللإمام المرغيناني تصانيف قيّمة ممتعة، وتآليف جيّدة ثمينة، حول الفقه الإسلامي الخالد، وفي جميعها تحقيقات نادرة، وفوائد وافرة، ومن دأبه أنه ما يكتب شيئا إلا بعد أن نضج البحث عنده بإمعان النظر، وإدارة الفكر في سائر الأنحاء والجوانب، فهي عقود جواهر ودرر، جاد بها قلم الإمام المحقّق النظّار المحنك البحر الزخار، وأنا أسرد أسمائها في هذا المقام.

1 -

الهداية: وهو شرح "بداية المبتدي": وقد قال الإمام المرغيناني في مبدأ "الهداية": وقد جرى عليّ الموعد في مبدأ "بداية المبتدي" أن أشرحها بتوفيق الله تعالى شرحا، أرسمه بـ "كفاية المنتهي"، فشرعت فيه، والوعد يسوغ بعض المساغ، وحين أكاد أتكأ عنه اتكاء الفراغ، تبيّنت فيه نبذا من الإطناب، وخشيت أن يهجر لأجله الكتاب، فصرفت عنان العناية إلى شرح أخر، موسوم بـ "الهداية"، أجمع فيه بتوفيق الله تعالى بين عيون الرواية ومتون الدراية، تاركا للزوايد في كلّ باب، معرضا عن هذا النوع من الإسهاب، مع ما

(1)

راجع: معجم المؤلفين 7: 45، 46.

(2)

راجع: معجم المؤلفين 7: 45.

ص: 402

أنه يشتمل على أصول ينسحب عليه فصول، وأسأل الله تعالى أن يوفّقني لإتمامها، ويختم لي بالسعادة بعد اختتامها، حتى أن من سمت همّته إلى مزيد الوقوف يرغب في الأطول والأكبر، ومن أعجله الوقت عنه يقتصر على الأصغر والأقصر.

ع: وللناس فيما يعشقون مذاهب.

والفنّ خير كلّه، ثم سألني بعض إخواني أن أملي عليهم المجموع الثاني، فافتحته، مستعينا بالله تعالى في تحرير ما أقاوله، متضرّعا إليه في التيسير لما أحاوله، إنه الميسّر لكلّ عسير، وهو على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير، وحسبنا الله، ونعم الوكيل

(1)

.

2 -

كتاب البداية: قال الإمام المرغيناني في أول "البداية": كان يخطر ببالي عند ابتداء حالي أن يكون كتاب في الفقه، فيه من كلّ نوع، صغير الحجم، كبير الرسم، وحيث وقع الاتفاق بتطواف الطرق، وجدت "المختصر" المنسوب إلى القدوري أجمل كتاب في أحسن إيجاز وإعجاب، ورأيت كبراء الدهر يرغبون الصغير والكبير في حفظ "الجامع الصغير"، وهممت أن أجمع بينهما، ولا أتجاوز فيه عنهما، إلا ما دعت الضرورة إليه، وسمّيته "بداية المبتدي"، ولو وفّقت لشرحه سميته بـ "كفاية المنتهي". انتهى

(2)

.

قال الملا كاتب الجلبي: إنه مختصر، أوله: الحمد لله الذي هدانا إلى بالغ حكمته، إلخ. ذكر فيه أنه جمع "مختصر القدوري"، و"الجامع الصغير"، واختار ترتيب "الجامع الصغير"، تبرّكا بما اختاره محمد بن الحسن الشيباني، قال: ولو وفّقت لشرحه أرسمه بـ "كفاية المنتهي"

(3)

.

(1)

الهداية 1: 2، 3، قال اللكنوي: افتتح بتأليف الهداية ظهر يوم الأربعاء في شهر ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. مقدمة الهداية ص 1.

(2)

راجع: الفوائد البهية ص 141، 142.

(3)

راجع: كشف الظنون.

ص: 403

3 -

كفاية المنتهي: وهو في نحو ثمانين مجلّدا، ذكره الجلبي في "كشف الظنون"، وقال: إنه شرح "بداية المبتدي".

4 -

كتاب التجنيس والمزيد: وهو لأهل الفتوى غير عتيد، أوله: الحمد لله القديم الحكيم، إلخ. ذكر فيه أن الصدر الأجلّ حسام الدين أورد المسائل مهذّبة في تصنيفه، وذكر لها الدلائل، ورتّب الكتب دون المسائل، ولم يتيسّر له الختام، فشرع في إتمامه، وتحسين نظامه، وأنزل ذكر ما ذكره من الأبواب إلى حروف مجرّدة عن الألقاب، فأشار بالنون إلى "نوازل أبي الليث"، وبالعين إلى "عيون المسائل" له، وبالواو إلى "واقعات الناطفي"، وبالفاء إلى "فتاوى أبي بكر بن الفضل"، وبالسين إلى "فتاوى أئمة سمرقند"، وبالزاء إلى "الزوائد"، وبالجيم إلى "أجناس الناطفي"، وبالغين إلى "غريب الرواية" لأبي شُجاع، وبالنون إلى "فتاوى النجم عمر النسفي"، وبالشين إلى "شرح الكتب المبسوطة"، وبالفاء إلى "فتاوى الصغرى" للصدر الشهيد، وبالميم إلى "المتفرّقات". قال هذا الكتاب لبيان ما استنبطه المتأخّرون، ولم ينصّ عليه المتقدّمون، إلا ما يشهد عنهم بالرواية. انتهى

(1)

.

5 -

المزيد: ذكره الجلبي في "كشف الظنون" أنه في فروع الحنفية

(2)

.

6 -

كتاب مختار مجموع النوازل: ذكره الجلبي في "الكشف"

(3)

.

7 -

نشر المذاهب: ذكره الجلبي في "الكشف"

(4)

.

(1)

راجع: كشف الظنون 1: 254.

(2)

راجع: كشف الظنون 2: 42.

(3)

راجع: كشف الظنون 2: 397.

(4)

راجع: كشف الظنون 2: 600.

ص: 404

8 -

شرح الجامع الكبير: للإمام الحافظ الحجّة محمد بن الحسن الشيباني: ذكره الملا الجلبي في "الكشف"

(1)

.

9 -

كتاب في الفرائض.

10 -

كتاب المنتقى: عدّه الإمام الكَفَوي من تصانيف الإمام المرغيناني، وكذا نقله الإمام اللكنوي عنه في "الفوائد البهية".

قلت: قال شيخنا البحّاثة الناقد العلامة عبد الرشيد النعماني رحمه الله تعالى: أهل التراجم لا يذكرون هذا الكتاب في تصانيف الإمام المرغيناني، إنما يذكرون في تصانيفه "كفاية المنتهي" في عداد تصانيفه، فالغالب على الظنّ أن أيدي النسّاخ قد تلاعبت به، فصار "كفاية المنتهي""كتاب المنتقي". والله أعلم، وعلمه أتم.

ما قال فحول العلماء بشأن الهداية: قال إمام العصر المحدّث الكبير الشيخ محمد أنور شاه الكشميري الديوبندي، رحمه الله رحمة واسعة: ليس في أسفار المذاهب الأربعة كتاب بمثابة "كتاب الهداية" في تلخيص كلام القوم، وحسن تعبيره الرائق، والجمع للمهمّات في تفقّه نفس بكلمات، كلّها درر وغرر. وقال براعة الإنشاء وفضل الأدب يظهر في إفصاح التعبير الأدبي في غوامض الأبحاث ومشكلات المسائل ليست المزية في فصاحة عبارات الحدائق والأزهار وذكر النائم خرير الأنهار، فإنه باب طرقه كلّ شاعر وكاتب.

(1)

راجع: كشف الظنون 1: 382. قلت: ومن تصانيفه مناسك الحج، فإن الشيخ محمد الزاهد الكوثري عدده من تصانيفه في تقدمة على نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية، والله تعالى أعلم.

ص: 405

وقال: سألني بعض الفضلاء هل تقدرعلى أن تؤلّف كتابا مثل "فتح القدير"، وهو شرح "الهداية" في الدقّة والتحرير، قلت: نعم، قال: ومثل "الهداية"، قلت: كلا، ولو عدّة أسطر

(1)

.

وقال محدّث العصر العلامة السيّد يوسف البنوري رحمه الله عز وجل: ناهيك بهذه الكلمات من هذا الأستاذ الإمام إمام العصر في منزلة هذا الكتاب الجليل، وإنها ليست مجازفة، وإطراء، بل خرجت من فكرة دقيقة صائبة، غاصت في درك الكتاب بمكابدة العناء والعتب، فقدم درر تحقيقه للقوم اللتي أخرجها عن دركه بعد برهة من الدهر.

وأيضا قال إمام العصر الشيخ محمد أنور الكشميري رحمه الله تعالى: لا يدرك شأو صاحب "الهداية" في فقهه ألف ففيه مثل صاحب "الدر المختار"، فإن صاحب "الهداية" فقيه النفس، علمه علم الصدر، وعلم صاحب "الدر المختار" علم الصحف والأسفار، وإن البون بينهما لبعيد

(2)

.

وكلمات محمد بن محمود بن أحمد الحنفي: أما بعد! فإن كتاب "الهداية" لمثنة للهداية لاحتوائه على أصول الدراية، وانطوائه على متون الرواية، خلصت معادن ألفاظه من خبث الإسهات، خلت نقود معانيه عن زيف الإيجاز، وبهرج الإطناب، فبرز ببروز الإبريز، مركبا من معنى وجيز، تمشت في المفاصل عذوبته، وفي الأفكار رقته، وفي العقول حدته، ومع ذلك فربما خفيت جواهره في معادنها، واستترت لطائفه في مكامنها

(3)

.

ولفظ طاش كبري زاده هكذا: ولما تبين فيه الإطناب خشي أن يهجر لأجله الكتاب، شرحه شرحا مختصرا لطيفا نافعا وافيا بالغا في الحسن

(1)

انظر: مقدمة نصب الراية 1: 15.

(2)

راجع: مقدمة نصب الراية.

(3)

راجع: فتح القدير 1: 2.

ص: 406

والتقرير، والتحرير والضبط والإتقان، وسماه "الهداية"، وبالجملة هو كما قال صاحب "الوقاية": كتاب فاخر، لم يكتحل عين الزمان بثانيه، ومن لطائف أحواله: أنه مع اشتماله الدقائق وحسن الإيجاز في التحرير، وقع سهلا بظاهره على كلّ طالب، فهو بالحقيقة سهل ممتنع، والأولى أن لا يبالغ أحد فى وصفه، فإن السكوت عن مدحه مدحه.

وأنشد الإمام عماد الدين ابن شيخ الإسلام صاحب "الهداية" رحمه الله تعالى في حقّ مدحه:

كتاب الهداية يهدي الهدى

إلى حافظيه ويجلو العمى

فلازمه وأحفظه يا ذا لحجى

فمن ناله نال أقصى المنى

ولغيره:

إن الهداية كالقرآن قد نسخت

ما صنّفوا قبلها في الشرع من كتب

فاحفظ تلاوتها والزم تلاوتها

يسلم مقالك من زيع ومن كذب

(1)

قال الفاضل العلامة اللكنوي: قد طالعت "الهداية" مع شرحها، و"مختار النوازل"، وكلّ تصانيفه مقبولة معتمدة، لا سيّما "الهداية"، فإنه لم يزل مرجعا للفضلاء، منظرا للفقهاء

(2)

.

آداب صاحب الهداية في كتابه: اعلم أن لصاحب "الهداية" في "الهدية" آدابا وعادات لزوما وغلبة.

ومنها: أنه إذا قال: قال رضي الله عنه، يريد نفسه، كذا قال الشيخ عبد الحق المحدّث الدهلوي في "مدراج النبوة"، وقال أبو مسعود: إن صاحب "الهداية" إذا ذكر خاصّة تصرّفه يقول: قال العبد الضعيف، عفا الله عنه، إلا أن بعض تلامذته بعد وفاته قدّس سرّه غيّر هذه العبارة إلى أن قال

(1)

راجع: مفتاح السعادة 2: 264 - 265.

(2)

راجع: الفوائد البهية ص 142.

ص: 407

رضي الله عنه. انتهى. وإنما لم يذكر نفسه بصيغة المتكلّم، تحرزا عن توهّم الأنانية، وهذا من العادات المستمرّة لسادات الفقهاء والمحدّثين، رحمهم الله تعالى.

ومنها: أنه يوخّر دليل المذهب، الذى هو المختار عنده، كذا في "النهاية" في آخر كتاب أدب القاضي. وفي "العناية" في باب البيع الفاسد وفي "فتح القدير" في كتاب الصرف وفي "نتائج الأفكار" من عادة المصنّف المستمرّة: أن يؤخّر القويّ عند ذكر الأدلّة على الأقوال المختلفة، ليقع المؤخّر بمنزلة الجواب عن المقدّم، وإن كان قدّم القويّ في الأكثر عند نقل الأقوال.

ومنها: أنه إذا قال: مشايخنا، يريد به علماء "ما وراء النهر" من "بخارى"، و"سمرقند"، كذا في "العناية". ونقل في وقف "النهر" عن العلامة قاسم أن المراد بالمشايخ في الاصطلاح من لم يدرك الإمام.

ومنها: أنه إذا قال: في ديارنا، يريد به المدن التي "وراء النهر"، كذا يفهم من "فتح القدير".

ومنها: أنه يعبر عن الآية التي ذكرها فيما قبل بما تلونا، وعن الدليل العقلي الذي ذكره فيما قبل بما ذكرنا، وما بيّنا، وعن الحديث الذي ذكره فيما قبل بما روينا، كذا في "نتائح الأفكار في كشف الرموز والأسرار"، وقلّما يقول إشارة إليه: لما ذكرنا، كذا يفهم من "فتح القدير" في كتاب الصرف، وربما يقول: لما بيّنّا مشيرا إلى الكتاب والسنّة والمعقول، كذا يفهم من "الكفاية" في باب ما يوجب القصاص، وما لا يوجبه.

وفي "مفتاح السعادة": أنه يقول: لما ذكرنا فيما هو أعمّ، ويعبر عن قول الصحابي رضي الله تعالى عنه بالأثر، وقد لا يفرق بين الخبر والأثر، كذا في "مفتاح السعادة".

ومنها: أنه يجعل كثيرا ما علة النصّ دليلا مستقلا عقليا على أصل المسئلة، إفادة الفائدتين، كذا في "نتائج الأفكار".

ص: 408

ومنها: أنه يعبر عن الدليل العقلي بالفقه، ويقول: والفقه فيه كذا، كذا في "مفتاح السعادة".

ومنها: أنه ربما يذكر الدليل العقلي بعد العقلي، كأنه يؤمي إلى لمه، قال في "نتائج الأفكار": دأب المصنّف أنه يقول بعد ذكر دليل على مدّعي: وهذا لأن إلخ. ويريد به ذكر دليل لمي بعد أن ذكر دليلا إنّيا.

ومنها: أنه حيث ذكر الأصل أراد به "المبسوط" للإمام أبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني الحنفي. كذا في "شرح مولانا حميد الدين".

وقال في "كشف الظنون": الأصل الذي كان يستصحبه الإمام أبو يوسف معه هو المؤلّف المعروف بـ "المبسوط" إلى الذي هو أصل الشيباني، الذى استمدّ منه "الجامع الصغير"، وهو من رواية الإمام أبي حنيفة نفسه، وهو أصل الفقه.

ومنها: أنه حيث يذكر لفظ "المختصر" يريد به "مختصر القدوري"، وحيث يذكر لفظ الكتاب يريد به "مختصر القدوري" أيضا، كذا في "كشف الظنون"، و"شرح مولانا حميد الدين"، إلا أن أكثر الشرّاح والمحشّين حرّروا في بعض المواضع ذيل لفظ كتاب بتفسيره "الجامع الصغير"، وفي بعضها بتفسير "مختصر القدوري"، وفي بعضها بتفسير المتن.

ومنها: أنه يذكر لفظ قال، إذا كانت مسئلة "القدوري" أو "الجامع الصغير" أو كانت مذكورة في "البداية" كذا في غاية البيان، وفيها في فصل أحكام الخنثى إنما يقول "لفظ قال" إذا كانت المسئلة مذكورة في "البداية" مسندا للفعل إما إلى الإمام محمد، أو إلى القدوري. وقال القاضي محمود العيني:"الهداية" في الحقيقة شرح "الجامع الصغير" للإمام محمد، والقدوري. وفي "مفتاح السعادة" يذكر لفظ قال في أول كل مسئلة، إذا كانت مسئلة "القدوري" أو "الجامع الصغير"، أو كانت مذكورة في "البداية"، وإن كانت مذكورة في غيرها، لا يذكر قال، هكذا قال صاحب "العناية" وغيره.

ص: 409

أقول: هذا بحسب الغالب، وإلا قال صاحب "الهداية" في أوائل كتاب الإقرار: قال: إن قال له عليّ أو قبلي إلخ. وقال في "نتائج الأفكار": إن هذا القول قول الإمام محمد في "المبسوط"، وليس هذه المسئلة في "الجامع الصغير"، فتأمّل.

ومنها: أنه إذا قال: هذا الحديث محمول على المعنى الفلاني يريد به أنه حمله على هذا المعنى أئمة الحديث، وإذا قال: نحمله على هذا المعنى، ولم يحمله أهل الحديث، كذا في "مفتاح السعادة".

ومنها: أنه لا يذكر الفاء في جواب أمّا، اعتمادا على ظهور المعنى، كذا في "مفتاح السعادة"، والعبد الضعيف طالع كثيرا من النسخ المطبوعة، والقديمة المصحّحة بالقلم، فما وجد فيها هذا الالتزام، بل قد يأتي بها، وقد لا يأتي.

ومنها: أنه إذا قال: عند فلان، يريد أنه مذهبه، وإذا قال: عن فلان، يريد أنه رواية عن فلان. كذا في "مفتاح السعادة". وقال العيني في "شرح الهداية": كلمة عن تستعمل في غير ظاهر الرواية، وقال ابن الهمام: إن كلمة عند تدلّ على المذهب.

ومنها: أنه يسقط الواو في إن الوصلية، كذا قيل. قال صاحب "الهداية" في آخر فصل وكالة الرجلين، وأما المرتد فتصرّفه في ماله إن كان نافذا، إلخ. وشرحه في "نتائج الأفكار" بقوله: أي وإن كان نافذا، إلخ.

قال الشيخ عبد الحي اللكنوي: والعبد الضعيف ما وجد هذا الالتزام في النسخ الصحيحة.

ومنها: أنه إذا تحقق نوع مخالفة بين عبارة "القدوري" وعبارة "الجامع الصغير" يصرّح بلفظ "الجامع الصغير". كذا في "مفتاح السعادة".

ومنها: أن لفظ قالوا إنما يستعمله فيما فيه اختلاف، إذ حكم الإجماع يعلم بإجراء اللفظ على إطلاقه بدونه، كذا في "النهاية" في آخر كتاب الغصب.

ص: 410

ومنها: أن يجيب السوال المقدّر، ولا يصرّح السوال، والجواب، يقول: فإن قيل كذا، قلنا كذا وأمثاله، إلا في مواضع عديدة.

ومنها: في آخر باب الاستثناء من كتاب الإقرار، حيث قال: فإن قال قائل: الإعطاء، إلخ. فنقول: قد يكون، إلخ.

ومنها: في أول كتاب الحجر، ومنها: في آخر كتاب الأضحية، ومنها: في كتاب الرهن في آخر باب الرهن، الذي يوضح على يد العدل.

ومنها: أنه إذا أورد النظير في مسئلة، ثم أراد أن يشير فيشير إلى النظير باسم الإشارة، الذي يستعمل للبعيد، ويشير إلى تلك المسئلة التي أورد لها النظير بالذي يستعمل للقريب، كذا في "مفتاح السعادة".

ومنها: أنه إذا قال: والتخريج كذا، يريد به تخريج نفسه، وينسب تخريج غيره إلى صاحبه، كذا في "الفتاوى الخيرية" للعلامة الخطيب خير الدين بن الخطيب تاج الدين إلياس زاده.

من اعتنى على هداية الفقه بالشرح والتحشية والتعليق: ثم لما تصدّيت في عدّ من اعتنى على "الهداية" شرحا وتحشية وتعليقا صرفت أوراق الكتب، فإذا وجدت جما غفيرا، فذكرت أسمائهم ههنا على ترتيب الحروف الهجائية.

منهم: الشيخ الفاضل إبراهيم بن علي بن أحمد بن علي بن محمد الدمشقي ابن قاضي "حصن الأكراد" برهان الدين بن كمال الدين، المعروف بابن عبد الحق.

منهم: الفقيه قاضى القضاة برهان الدين، وقيل: نجم الدين إبراهيم بن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المنعم بن عبد الصمد الطرسوسي الحنفي.

ومنهم: الشيخ الفاضل إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحلبي، ثم القسطنطييني، خطيب جامع السلطان محمد وإمامه.

ومنهم: العلامة المحدّث المفتي إبراهيم البنغلاديشي، رحمه الله تعالى.

ص: 411

ومنهم: الشيخ الفاضل أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني بن أبي إسحاق السروجي أبو العبّاس قاضي القضاة بـ "مصر".

ومنهم: الشيخ الفاضل أحمد بن حسام الدين السروجي، الشهير بملاحق من أفاضل قضاة "الروم".

ومنهم: الشيخ الفاضل أحمد بن الحسن، المعروف بابن الزركشي شهاب الدين.

ومنهم: الشيخ الفاضل أحمد بن سليمان بن كمال باشا.

ومنهم: الشيخ الفاضل أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن مكتوم بن أحمد بن محمد بن سليم ابن محمد القيسي تاج الدين أبو محمد النحوي.

ومنهم: الشيخ الفاضل أحمد بن عثمان بن إبراهيم بن مصطفى بن سليمان المارديني الأصل، المعروف بابن التركماني الإمام العلامة تاج الدين.

ومنهم: شيخ الإسلام علم الأعلام أمير المؤمنين في الحديث أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن علي بن أحمد، الشهير بابن حجر.

ومنهم: المولى شمس الدين أحمد بن المولى بدر الدين محمود، المشتهر بقاضي زاده، كان أبوه المزبور من عتقاء الوزير علي باشا العتيق.

ومنهم: المولى عصام الدين أبو الخير أحمد بن المولى مصلح الدين، المشتهر بطاش كبري زاده.

ومنهم: الشيخ الفاضل أحمد بن يحيى بن محمد بن سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني سيف الدين الحنفي.

ومنهم: الشيخ الفاضل إسماعيل بن عبد الباقي بن إسماعيل اليازجي الحنفي الدمشقي.

ومنهم: السيّد الشريف العلامة العفيف أشرف بن إبراهيم الحسني الحسيني السمناني، المشهور بجهانكير.

ص: 412

ومنهم: الشيخ الفاضل العلامة علاء الدين إلهداد بن عبد الله الحنفي الصوفي الجونبوري.

ومنهم: الشيخ الفاضل أمير كاتب بن أمير عمر العميد ابن العميد أمير غازي الشيخ الإمام العلامة قوام الدين أبو حنيفة الفارابي الإتقاني، وسماه الحسيني في ذيله لطف الله.

ومنهم: السيّد الفاضل العلامة أمير علي بن معظم علي الحسيني المليح آبادي، ثم اللكنوي.

ومنهم: الشيخ العالم الكبير أهل الله بن عبد الرحيم بن وجيه الدين العمري، الحنفي البهلتي.

ومنهم: الشيخ تقي الدين أبو بكر بن محمد بن عبد المؤمن.

ومنهم: الشيخ الفاضل جلال الدين بن شمس الدين الخوارزمي الكرلاني.

ومنهم: الفاضل النبيل مولانا جميل أحمد السكرودي الهندي.

ومنهم: الشيخ العالم الصالح حسين بن عمر العريضي الغياثبوري.

ومنهم: الشيخ الفاضل حسين بن محمد الكوتاهي الرومي الحنفي حسام الدين، المعروف بقره جلبي زاده.

ومنهم: الفاضل الكامل المولى حميد الدين بن أفضل الدين الحسيني.

ومنهم: القاضي حميد الدين الدهلوي.

ومنهم: المولى خضر بيك ابن عبد الكريم القاضي.

ومنهم: الشيخ الفاضل خليل بن حسن بن محمد البركيلي الرومي الحنفي القاضي بعسكر روم إيلي.

ومنهم: الفاضل مولانا رفيق أحمد البنغلاديشي، أستاذ الحديث بالجامعة الإسلامية فتيه.

ومنهم: الشيخ رسولا بن أحمد بن يوسف التباني جلال الدين الحلبي ثم القاهري.

ص: 413

ومنهم: الشيخ زكريا بن بيرام بن زكريا الرومي.

ومنهم: الكامل المولى سعد الله بن عيسى من ولاية "قسطموني".

ومنهم: الشيخ سعد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد القاضي سعد الدين.

ومنهم: السيّد الشريف بن إبراهيم السمناني ثم الكجهوجهوي.

ومنهم: السيّد صلاح الدين بن أحمد بن مهدي المؤيدي.

ومنهم: العالم الكبير طيب بن عبد الواحد الحسيني الواسطي البلغرامي.

ومنهم: الفاضل العلامة عبد الحكيم بن عبد الرب بن عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري اللكنوي.

ومنهم: الكبير العلامة عبد الحي بن عبد الحليم بن أمير الله الأنصاري السهالوي اللكنوي.

ومنهم: المولى عبد الرحمن ابن سيّدي على الأماسي.

ومنهم: الكبير المفتي عبد السّلام بن أبي سعيد بن محبّ الله ابن أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد الفيّاض بن محمد الأعظم الحسيني.

ومنهم: الشيخ عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علاء الدين البخاري.

ومنهم: الشيخ الفاضل عبد الله بن أحمد بن محمود أبو البركات حافظ الدين النسفي.

ومنهم: الشيخ الفاضل الكبير عبد الله بن علي أحمد الحسيني الواسطي البلغرامي.

ومنهم: الشيخ الفاضل عبد الله بن طورسون، الموصوف بفيض الله طورسون زاده.

ومنهم: الشيخ الفاضل عبد الله بن علي بن عثمان بن إبراهيم بن مصطفى بن سليمان، المارديني الأصل، المعروف بابن التركماني الحنفي.

ص: 414

ومنهم: الإمام الفاضل جمال الدين أبو محمد عبد الله بن يوسف بن محمد بن أيوب بن موسى الحنفي.

ومنهم: محي الدين أبو محمد عبد القادر بن محمد بن محمد أبي الوفاء القرشي الحنفي.

ومنهم: الشيخ الفاضل عبد المؤمن بن عبد الحق بن عبد الله بن علي بن مسعود البغدادي الحنبلي أبو الفضائل صفي الدين.

ومنهم: الشيخ الفاضل عثمان بن علي بن محجن أبو محمد فخر الدين الزيلعي.

منهم: الشيخ الفاضل علي بن بالي علاء الدين الرومي.

ومنهم: الشيخ الفاضل علي بن علي بن محمد بن أبي العز الدمشقي الحنفي علاء الدين.

ومنهم: المولى علاء الدين بن علي محمد، المشتهر بحناوي زاده.

ومنهم: العلامة الملا علي بن سلطان محمد القاري.

ومنهم: الشيخ الفاضل علي بن محمد بن علي، المعروف بالسيّد الشريف الجرجاني.

ومنهم: الشيخ علي بن مجد الدين محمد بن مسعود بن محمود بن محمد بن عمر الشاهرودي البسطامي الهروي الرازي العمري البكري، الشهير بالمولى مصنّفك.

ومنهم: الشيخ عمر بن أبي عمر الحنفي الرامبوري.

ومنهم: الشيخ عمر بن إسحاق بن أحمد أبو حفص سراج الدين الهندي الغزنوي.

ومنهم: الشيخ الفاضل عمر بن محمد بن عمر الإمام جلال الدين الخبازي.

ومنهم: الشيخ الفاضل عوض بن عبد الله العلائيه وي المنوغادي القاضي بعسكر روم إيلى الفقيه الحنفي.

ص: 415

ومنهم: الشيخِ العلامة غلام يحيى بن نجم الدين البارهوي البهاري.

ومنهم: الشيخ الفاضل قاسم بن قطلوبغا الزين الجمالي الحنفي.

ومنهم: الشيخ محي الدين محمد القراباغي.

ومنهم: الشيخ محمد محسن الحنفي الكشميري، المشهور بكشو.

ومنهم: السيّد العلامة محمد بن أحمد بن الإمام الحسن بن علي بن داؤد الحسني.

ومنهم: بير محمد بن أولياء الجونبوري ثم اللكنوي.

ومنهم: الشيخ محمد حسن بن ظهور حسن بن شمس علي الإسرائيلي السنبهلي.

ومنهم: الشيخ الفاضل محمد بن رمضان الحنفي، المدرّس بمصر، الشهير بالرازي.

ومنهم: المولى محمد بن المعروف بصاروكرز أو علي زاده.

ومنهم: الشيخ الفاضل محمد بن المولى سنان.

ومنهم: الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله اللارندي الرومي.

ومنهم: الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله الدهلوي الكولياري الهندي.

ومنهم: الشيخ الفاضل محمد بن عبد الجبار القره.

ومنهم: الشيخ أبو الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي الحنفي السندي.

ومنهم: الشيخ الفاضل محمد بن عثمان بن أبي الحسن الأنصاري القاضي شمس الدين بن صفي الدين الحريري الحنفي.

ومنهم: الشيخ الفاضل أبو المليح الحنفي، المعروف بابن الأقرب.

ومنهم: الشيخ الفاضل محمد بن عبد العزيز بن حبيب القادري البكتوي المرعشي الحنفي.

ص: 416

ومنهم: الشيخ الفاضل محمد بن علي بن محمد المصري ناصر الدين أبو اليسر الحنفي.

ومنهم: الشيخ الفاضل محي الدين محمد بن علي بن يوسف بالي ابن المولى شمس الدين الفناري.

ومنهم: الشيخ محمد نعيم بن المفتي محمد قائض الصديقي الأودي ثم الجونبوري.

ومنهم: الشيخ محمد بن الشيخ العارف بالله تعالى مصلح الدين القوجوي.

ومنهم: الشيخ الفاضل محمد بن محمد بن محمود أكمل الدين البابرتي.

ومنهم: الشيخ حمد بن محمد بن محمد بن محمود الحلبي الحنفي، المعروف بابن الشحْنه الكبير.

ومنهم: الشيخ الفاضل محمود بن أحمد بن مسعود القونوي الدمشقي.

ومنهم: الشيخ الفاضل محمد بن محمد الشهير بعرب زاده.

ومنهم: الشيخ الفاضل مولانا محمد جنيد شوق بن العلامة أبو الحسن البنغلاديشي.

ومنهم: الشيخ الفاضل مولانا محمد حنيف الكنكوهي.

ومنهم: الشيخ الفاضل مولانا محمد مالك بن العلامة محمد إدريس الكاندهلوي.

ومنهم: مولانا محمد ميان الصدّيقي الكاندهلوي.

ومنهم: الشيخ الفاضل مخلص بن عبد الله الشيخ حميد الدين الهندي الدهلوي.

ومنهم: الشيخ الفاضل مصطفى ابن محمد الشهير بعزمي زاده.

ومنهم: الشيخ الفاضل المولى مصلح الدين اللاري.

ومنهم: الشيخ الفاضل مصلح الدين بن شعبان.

ص: 417

ومنهم: الشيخ الفاضل وحيد الدين بن نصر الله بن عماد الدين العلوي الكجراتي.

ومنهم: الشيخ الفاضل وحيد الحق بن وجيه الحق بن أمان الله الهاشمي الجعفري البهلواروي.

ومنهم: الشيخ الفاضل ولي الله بن حبيب الله بن محبّ الله الأنصاري اللكنوي.

ومنهم: الشيخ الفاضل يعقوب بن إدريس بن عبد الله بن يعقوب الشرف الرومي النكدي.

ومنهم: الشيخ الفاضل يوسف المشتهر بالمولى سنان.

ومنهم: الشيخ الفاضل أبو الحسن بن نذير أحمد بن شاكر علي بن غلام نبي بن كهولن بن معين الدين القاضي بن عين الدين القاضي البنغلاديشي.

ومنهم: الشيخ الفاضل أبو السعود بن محمد بن مصطفى العماد.

‌حفّاظ الهداية

وكثير من العلماء والفضلاء قد اعتنى بحفظ هذا الكتاب الجليل، وأذكر هنا عدة.

منهم: الشيخ الفاضل محمد بن الحسن الحلبي من فقهاء "حلب"، حفظ "الهداية" في صغره، وعرضه على جماعة، منهم: العلامة أبو حفص عمر بن الوردي، فكتب له إجازة لطيفة، وهي أما بعد! حمد الله على حسن البداية، والصّلاة على نبيه محمد، الموصوف في الكتب بما فيه الكفاية، وعلى آله وأصحابه، سفن النجاة، ونجوم الهداية.

فقد عرض عليّ الفاضل اللبيب شمس الدين محمد بن الحسن الحنفي من "كتاب الهداية" مواضع متوافرة، أوائله وأواسطه وأواخره، فجرى فيه بلسان رطب فصيح، جرى مَن جَمع، يعني طرفيه بالياء والنون، وهذا جمع السلامة،

ص: 418

والفاء والواو وهذا جمع الصحيح، فهو نجيبٌ من نجيب، لا بل عجيب من عجيب، لا بل علم من علم، ومن يشابه أباه، فما ظلم، فالله تعالى يرزقه العلم والعمل بما في الكتاب، وغير بدع لمحمد بن الحسن أن يعدّ من أعيان الأصحاب. حرّر ذلك في منتصف شعبان سنة أربع وأربعين وسبعمائة

(1)

.

ومنهم: محمود بن أبو بكر بن عبد القاهر، الملقّب شهاب الدين، والد سراج الدين بن عمر، تفقه بـ "دمشق" على الحصيري، وبـ "مصر" على عمّه الإمام زين الدين محمد بن أبي بكر، وحفظ "كتاب الهداية".

ودرس بالمدرسة السيوفية مدّة، ومات في شهور سنة ثمانين وستمائة، وفي "الطبقات السنية" سنة خمس وسبعين وستمائة

(2)

.

ومنهم: الشيخ الصالح المعمّر حسام الدين عثمان بن داود العمري الملتاني، أحد المشايخ الجشتية، ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: أخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد البدايوني، ولازمه مدّة من الزمان، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، ورجع إلى "الهند"، فدخل مدينة "دهلي" في حياة شيخه، وصادف قدومه يوم الجمعة، فدخل الجامع الكبير للصلاة، وفيه أدرك شيخه نظام الدين المذكور، فتلقّاه بالبشر والبشاشة، وقال له: إن من سعد بالحجّ، فله أن يستأنف النية لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم، فسافر في وقته وساعته، ورحل إلى "المدينة المنوّرة"، وزار النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رجع إلى "دهلي".

ولما سير محمد شاه تغلق الناس إلى "دولت آباد"، رحل إلى "كُجْرات"، وسكن بها.

(1)

هكذا في الجواهر المضية 3: 137 برقم 1284.

(2)

ترجمته في الجواهر المضية 3: 456، 457 برقم 1638، والطبقات السنية برقم 2428، والفوائد البهية ص 209.

ص: 419

وكان عالما كبيرا، بارعا في الفقه، والأصول والتصوف، كان يحفظ "الهداية" في الفقه، و"البزدوي" في الأصول، و"قوت القلوب" للمكّي، و"الإحياء" للغزالي في السلوك والتصوّف، وكان من العشرة المجازين للإرشاد الذين استخلفهم الشيخ نظام الدين سنة أربع وعشرين وسبعمائة، كما في "سير الأولياء".

وتوفي لثمان خلون من ذي القعدة سنة ستّ وثلاثين وسبعمائة بـ "كُجْرات"، فدفن بها، كما في "البحر الزخّار"

(1)

.

ومنهم: الشيخ الفاضل عبد الله بن علي بن عثمان بن إبراهيم بن مصطفى بن سليمان، جمال الدين المارِدِيِنِيّ، المعروف بابن التُّرْكُمانِيّ من أهلِ المائة الثامنة. ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ولد سنة تسعَ عشرة وسبعمائة. واشْتغل، ومهَر، وحَفِظَ "الهداية" في الفقه، وكمَّل "شَرْح والِده" عليها، وكان يسرُد منها في دَرْسه حفظا. واسْتَقَرَّ في القضاء بـ "مصرَ" استقْلالا بعدَ مَوتِ والدِه، فباشَر بصِيانةٍ وإحسان، مع المعرفة بالأحكام، والتَّرَفُّع على أهل الدولة، والتَّواضُع للفقراء، وكانتْ ولايته في شهر المحرم، سنة خمسين، بعناية الأمير شَيْخون، في سَلْطَنَة الناصر حسن الأُولى، وسكن "المدرسة الصَّالحِيَّة" بعِياله، واستمرَّ فيها، وأقام قاضيا نحو عشرين سنة مُتواليةً، لم يدخُلْ عليه فيها نَقْصٌ، ولا نُسب فيها إلى ما يُعابُ به. وكان يعْتَنِي بالطلبة والنُّجَباء من الحنفية، فيُفْضِلُ عليهم، ويُنْعِشُ حالَ فقيرهم، ويُجِلُّ كبيرهم، ويتجاوَزُ عن مُسيئِهم، ويجمعُ الجميع على طعامه غالبا، ويسْعى لهم في جميع ما يَعْرِض مما يتعلَّق به وبغيره من الأكابر، وربما رَكِب في ذلك بنفسه إلى مَن هو مثلُه، وإلى مَن هو دُونه، حتى ركب مَرَّة إلى صَيْرَفِيِّ بعضِ الأمراء في قضاء حاجة فقيه من الطلبة. ولقد بالَغَ الشيخ تقيّ الدين المقْرِيزِيّ في إطْرائه، والثَّناء عليه، حتى

(1)

راجع: نزهة الخواطر 2: 78، 79.

ص: 420

قال: لو كتبتُ مناقبَه لاجْتمَع منها سِفْرٌ ضَخْمٌ. وقال ابنُ حَبِيب في حقِّه: كان وافرَ الوَقار، لطيف الذّات، مُقدَّما عند الملوك، عارفا بالأحكام، لَيِّن الجانب، شديدا على المفْسِدين، متواضعا مع أهل الخير، وسَدَّ أبوابَ الرِّيَب، وامْتنعَ من اسْتِبْدال الأوقاف، وصَمَّم على ذلك، ولم يُخَلِّف بعدَه مثلَه، خُصوصا من الحنفية. انتهى.

مات في حادي عِشْري شعبان، سنة تسع وستين وسبعمائة، وقيل في رمضان منها. رحمه الله تعالى.

قلت: أرّخ السيوطي ولادته سنة 710 هـ، وقال: ولي قضاء "الديار المصرية" بعد أبيه، ودرّس بالكاملية، وأفتى، وصنّف

(1)

.

ومنهم: الشيخ الفاضل عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن غَنَائم بن المهندس، صلاح الدين. ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ذكَره ابنُ حَجَرَ، في "الدُّرَر" فقال: وُلِد سنة إحدى وتسعين وستمائة. وسمع من أحمد بن عبد المنعم، ومحمد بن مروان، وأبي نصر بن الشِّيرازِيّ، وأحْضر على عمر القَوّاس "مُعْجم ابن جُمَيْع". وأجاز له التَّقِيُّ الواسِطِيُّ، وجماعة. ونزل "حلَب"، وحدَّث بالكثير، وتفرَّد. قال: وسمع منه شيخُنا الحافظ أبو الفضل. وقال ابن رافع في "مُعْجَمِه": خرَّج له والدُه "أربعين حديثا" من عَوالِيه، وكتب بخطِّه بعضَ الطباق، واشْتغَل، ونزل بالمدارس، وحجَّ مِرارا على قدمَيه من "مصر" و"دمشق". وقال: وأخْبَرَنِي أنَّه حفِظ "المختار"، وعَرضَه على القاضي الحَرِيرِيّ، سنة عشر، وحفظ قطعةً من "الهداية"، وكتب بخطِّه كثيرا بالأجْرَةِ ولنفسه،

(1)

راجع: الطَّبَقات السَّنِيَّة 4: 174، وترجمته في الجواهر المضية برقم 712، وحسن المحاضرة 1: 184، والدرر الكامنة 2: 281، والفوائد البيهة 103، وكتائب أعلام الأخيار برقم 570، وكشف الظنون 2: 2035، والنجوم الزاهرة 11: 99، وهدية العارفين 1:467.

ص: 421

وجَمع "تاريخا كبيرا لفُقَهاء الحنفية"، وتَعِبَ عليه، فإنَّه طالع عليه كتبا كثيرة ببلادِه، وقدِم "القاهرة" سنة إحدى وثلاثين، وسمِع قليلا، ومات في حادي عشر المحرَّم، سنة تسع وستين وسبعمائة. رحمه الله تعالى

(1)

.

ومنهم: الشيخ الفاضل عُبَيْد الله بن عِوَض بن محمد الأرْدُبِيلِيّ مَوْلِدًا، والشِّرْوانِيِّ مَنْشَأ ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وهو سِبْطُ العلامة يوسف جمالِ الدين الأرْدُبِيلِيّ الشافِعيّ، مؤلِّف كتاب "الأنْوار" في مذهب الشافعيّ، رضي الله تعالى عنه. وكان عُبيد الله هذا عالما، مُفَنِّنًا، قد جَمع العلومَ، ودرَّسَ فيها، صحَّح الكتبَ والحواشِيَ الكبيرةَ الجَمَّة، وتفقَّه على جماعة من العلماء، منهم؛ قاضي القضاة التِّفَنّيِّ، وغيرُه. مات سنة سبع وثمانمائة، رحمه الله تعالى ليلة الخميس، الرابع والعشرين من شهر رمضان. ودرّس من أولادِه جماعةٌ، وهم؛ عبد الله، وقد حفظَ القرآن وهو ابنُ سبعِ سِنِين، وحفِظَ "المنظومة"، ودرَّس وهو ابنُ أحد عشرَ سنةً. وعبد الرحمن، وقد حفِظَ "الهداية" في الفقه، و"البديع" لابن السَّاعاتيّ. ومحمد، وقد حفِظَ "البديع"، و"المجْمع" لابن السَّاعاتيّ. وأحمد، وقد حفِظَ "النَّافع" في الفقه. وعبد اللطيف، وقد حفِظَ "الكَنْزَ"، و"المنار"، وغيرهما. رحمهم الله تعالى.

قال السَّخاوِيُّ: وتَفَنَّن في العلوم، ودرَّس المذْهَبَين، الشافِعيّ، والحنفيّ، وكتَب على "الهداية"، و"المجْمَع"، و"الكشّاف"، وغيرها، حواشي مُفيدةً مُتْقنةً. ووَلِيَ تدْريسَ الفقه بـ "الأيْتَمُشِيَّةِ"، وغيرها. قال العَيْنِيّ: وكان

(1)

راجع: الطَّبَقات السَّنِيَّة 4: 201، وترجمته في الدرر الكامنة 2: 387، وكشف الظنون 2: 1099، وهدية العارفين 1:466.

ص: 422

فاضلا، أدْرك كثيرًا من مشايخ العرب والعجم، وكان في أوَّل أمْره شافعيًّا، ثم تحوَّل حنفيًّا، وأكْثَر الاشتغال، حتى درَّس، وأفاد. رحمهم الله تعالى

(1)

.

ومنهم: أبو مجاهد فخر الدين محمد بن تغلق شاه التركي الدهلوي السلطان المشهور. ولد، ونشأ بأرض "الهند"، وكان أبوه تركيا من مماليك صاحب "الهند"، فتنقّل إلى أن ولي السلطنة، واتسعت مملكته جدا. ولابن بطوطة قصيدة في مدح السلطان، منها قوله:

إليك أمير المؤمنين المبجّلا

أتينا نجد السير نحوك في الفلا

فجئت محلا من علائك زائرا

ومغناك كهف للزيارة آهلا

فلو أن فوق الشمس للمجد رتبة

لكنت لأعلاها إماما مؤهلا

فأنت الإمام الماجد الأوحد الذي

سجاياه حتما أن يقول ويفعلا

ولي حاجة من فيض جودك أرتجي

قضاها وقصدي عند مجدك سهلا

أأذكرها أم قد كفاني حياؤكم

فإن حياكم ذكره كان أجملا

فعجل لمن وافى محلك زائرا

قضا دينه إن الغريم تعجلا

قال القاضي محمد بن علي الشوكاني في "البدر الطالع": إنه كان جوَّادا متواضعا عالما بفقه الحنفية، مشاركا في الحكمة، ومن محبته للعلماء أنه أهدى له شخص أعجمي "الشفاء" لابن سينا بخطّ ياقوت الحَمَوي في مجلّد واحد، فأجازه بمال عظيم، يقال: إن قدره مائتا ألف مثقال أو أكثر، وورد كتابه على الناصر صاحب "مصر" في مقلمة ذهب زنتها ألفا مثقال مرصّعة بجوهر قوم بثلاثة آلاف دينار، جهز إليه مرة مركبا، قد ملئ من التفاصيل الهندية الفاخرة الفاقة وأربعة عشر حقا، قد ملئت من فصوص الماس وغير ذلك، فاتفق أن رسله اختلفوا، فقتل بعضهم بعضا، فنمي ذلك إلى صاحب "اليمن"، فقتل

(1)

راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة 4: 424، وترجمته في الضوء اللامع 5: 117، 118. وانظر المصادر السابقة.

ص: 423

الباقين بمن قتلوا، واستولى على الهدية، فبلغ الناصر، فغضب، وكاتب صاحب "اليمن" في معنى ذلك، وجرت أمور يطول شرحها، وكان مع سعة ملكته عنينا كوى على صلبه، وهو حدث لعلة حصلت له، ويقال: إن عساكره بلغت ستّمائة ألف، وإنه كان له ألف وسبعمائة، قيل: وفي خدمته من الأطبّاء والحكماء والعلماء والندماء عدد كثير، لم يجتمع لغيره، وكان يخطب له على منابر بلاده: سلطان العالم، إسكندر الزمان، خليفة الله في أرضه. انتهى.

مات في الاثنتين وخمسين وسبعمائة.

ويروى عنه أنه كان يحفظ "الهداية" عن ظهر قلب، وحضر مائتا فقيه على مائدته

(1)

.

* * *

‌3639 - الشيخ الفاضل علي بن أبي بكر العلوي، الزبيدي، اليماني، (وجيه الدين)

*

فقيه، أديب، ناثر، ناظم. ترقى في الخدم السلطانية، واعتقل في حبس "عدن"، ثم أطلق سراحه، وابتنى مدرسة بـ "زبيد".

من آثاره: "بديعية"، و"شرحها".

* * *

(1)

نزهة الخواطر: 2: 132 - 139.

* ترجمته في الضوء اللامع 4: 153، 154، وكشف الظنون 234.

ص: 424

‌3640 - الشيخ الفاضل علي بن بكر

*

ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر المضية"، وقال: قال الأسبيجابي

(1)

في آخر "شرح مختصر الطحاوي" في آخر كتاب الكراهية

(2)

: وكان الإمام أبو الحسن علي بن بكر نشر هذه المسائل، وكان في نشرها وذكرها سابقا إمام كل عصر، وقوام كل دهر، إلا أنه لم يجعلها في تصنيف، ولم يجمعها في مؤلف

(3)

.

وبعده الشيخ الفقيه الحافظ أحمد بن منصور المظفري المتوطن "سمرقند" أكرمه الله في الدارين جمعها على

(4)

غاية من التطويل، وهو في كل ذلك مفيد، وفي جمعها مجيد، رحمة الله عليهما.

* * *

‌3641 - الشيخ الفاضل علي بن بلبان بن عبد الله علاء الدين

* راجع: الجواهر المضية برقم 953.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1461. وهو فيه: "علي بن أبي بكر".

(1)

هو أبو نصر أحمد بن منصور، وترجمته في الجواهر برقم 260.

(2)

هذا القول في الجواهر في ترجمة أحمد بن منصور المظفري برقم 261، انظر الجزء الأول، صفحة 336، 337.

(3)

في بعض النسخ: "مصنف".

(4)

في بعض النسخ: "في".

ص: 425

الفارسي الفقيه النحوي أبو الحسن *

كان من أوحد المتبحّرين أصولا وفروعا، عديم النظير، فقيد المثيل.

ولد سنة خمس وسبعين وستمائة.

وأخذ عن شمس الدين أبي العبّاس أحمد السروجي، عن صدر الدين سليمان بن أبي العز، وصدر الدين محمد بن عباد الخلاطي، وهما عن جمال الدين محمود الحصير، تلميذ حسن بن منصور قاضيخان.

وذكر السيوطي في "حسن المحاضرة" أنه سمع من الدمياطي، وبرع في المذهب وأصوله، وشرح "تلخيص الجامع الكبير" للخلاطي، وشرح "الجامع الكبير"، ورتّب "صحيح ابن حبّان" على الأبواب، و"معجم الطبراني" على الأبواب.

ومات بـ "القاهرة" سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة، وذكر قاسم بن قطلوبغا في تراجمه أنه سمع الدمياطي، ومحمد بن علي بن صاعد، وابن عساكر، وغيرهم، وبرع في المذهب، وشرح "تلخيص الجامع" شرحا مطوَّلا، سمَّاه "تحفة الحريص".

توفي في سابع شوَّال سنة تسع وثلاثين وسبعمائة.

قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية": كذا أرّخه السيوطي في "بغية الوعاة"، فإنه قال: علي بن بلبان الفارسي الأمير علاء الدين النحوي الحنفي،

* راجع: الفوائد البهية ص 118، والجواهر المضية برقم 954.

ترجمته في الدرر الكامنة 3: 100، 101، وتاج التراجم 43، والنجوم الزاهرة 9: 321، وبغية الوعاة 2: 152، وحسن المحاضرة 1: 468، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده، صفحة 123، وكتائب أعلام الأخيار برقم 559، والطبقات السنية برقم 1466، وكشف الظنون 1: 158، 486، 2: 1075، 1832، والفوائد البهية 118، 119، وإيضاح المكنون 1:718.

ص: 426

قال الصفدي: ولد سنة 675 هـ، وقرأ النحو على أبي حيّان، والأصول على العلاء القونوي، والفقه على الفخر ابن التركماني، والسروجي، وأتقن النحو، وتقدّم في المذهب والأصول، و"شرح الجامع الكبير"، ورتّب "صحيح ابن حبّان"، وسمع الدمياطي وغيره، وكان حسن المذاكرة، له نظم.

مات سنة تسع وثلاثين وسبعمائة. انتهى.

وهذا مخالف لما أرّخه هو في "حسن المحاضرة" لكنّه موافق لما أرّخه الذهبي في "المعجم المختص"، فإنه قال فيه: علي بن بلبان الأمير علاء الدين الفارسي الجني المصري، سمع بقراءتي من البهاء بن عساكر، وكان تركيا عالما وقورا، رتّب "صحيح ابن حبَّان"، ثم رتّب "معجم الطبراني الكبير"، وكان يناظر، ويقرّر، ويتعصّب لمذهبه، توفي في سنة تسع وثلاثين وسبعمائة عن بضع وستين، وسمع من الدمياطي. انتهى. وكذا أرّخه صاحب "الكشف"، وعلي القارئ، وذكر القارئ أن من تصانيفه: سيرة لطيفة للنبيّ صلى الله عليه وسلم، وكتابا في المناسك، جامعا لفروع كثيرة.

* * *

‌3642 - الشيخ الفاضل علي بن بندار قاضي القضاة أبو القاسم اليزدي

*

نسبة إلى "يزد" بفتح الياء المثناة التحتية، ثم الزاء المعجمة الساكنة، ثم الدال المهملة، من أعمال "اصطخر فارس" بين "أصبهان" و"كرمان".

* راجع: الفوائد البهية ص 119.

ص: 427

أخذ عن أبي جعفر القاضي، عن النسفي، عن الجصّاص أحمد الرازي، عن أبي الحسن الكرخي.

وله "شرح الجامع الصغير" الذي رتّبه الحسن ابن أحمد الزعفراني، وأبو القاسم هذا جدّ والد جمال الدين اليزردي صاحب "التهذيب" شرح "الجامع الصغير".

* * *

آخر الجزء الثاني عشر

ويليه الجزء الثالث عشر، وأوله: باب من اسمه علي بن تاج الدين، وجار الله.

والحمد لله حق حمده

ص: 428