الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف القاف
باب من اسمه قادر، قاسم
3962 - الشيخ العالم الفقيه قادر بخش بن حسن علي، السهسرامي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المذكّرين.
ولد سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف ببلدة "سهسرام".
وقرأ على والده، وعلى المولوي أحمد حسين السهسرامي، والقاضي نور الحسين الكهاتوي.
ثم سافر إلى "مرزا بور"، وأخذ عن السيّد معين الدين الكاظمي الكروي.
ثم دخل "لكنو"، ولازم العلامة عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكنوى، وقرأ عليه أكثر المطوّلات من الكتب الدراسية، وبعضها على مولانا محمد نعيم ابن عبد الحكيم الأنصاري اللكنوي.
ثم سافر إلى "باني بت"، و"مراد آباد"، وأسند عن شيخنا القارئ عبد الرحمن الباني بتي، وشيخنا الإمام فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 393، 394.
ثم سافر إلى "الحجاز"، فحجّ، وزار، وأسند عن السيّد أحمد بن زين دحلان الشافعي المكّي، وعن الشيخ حبيب الرحمن الردولوي المهاجر.
ثم رجع إلى "الهند"، وولي التدريس والموعظة بـ "كهكره" -بفتح الكاف وسكون الهاء بعدها كاف عجمية ثم راء هندية- وهي قرية جامعة من أعمال "بورنيه".
ومن مصنّفاته: "التقرير المعقول في فضل الصحابة وأهل بيت الرسول"، و"الأربعين في إشاعة مراسم الدين"، و"ضرب القادر على رقبة الواعظ الفاجر"، و"رفع الارتياب عن المغترّين بشرف الأنساب"، و"غاية المقام في رؤية الهلال"، و"تحفة الأتقياء في فضائل آل العباء"، و"جور الأشقياء على ريحانة سيّد الأنبياء".
مات في رجب سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف.
* * *
3963 - الشيخ الفاضل المولى قوام الدين قَاسم بن أحْمَد ابْن مُحَمَّد الجمالي
*
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: قرأ رحمه الله على عُلَمَاء عصره، ثمَّ وصل إلى خدمَة الْمولى الْفَاضِل عَليّ بن مُحَمَّد القوشجي، ثمَّ صَار مدرسا بِبَعْض الْمدَارِس، ثمَّ صَار مدرسا بإحدى الْمدَارِس الثمان، ثمَّ تقلد قَضَاء "قسطنطينية".
وَتُوفِّي وَهُوَ قَاض بها، كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى مشتغلا بِالْعلمِ غَايَة الِاشْتِغَال، وَكَانَ كثير الْحِفْظ.
* راجع: الشقائق النعمانية 1: 172، 173.
رُوِيَ أنه حفظ كثيرا من الْكتب المطولة، وَكَانَ لَهُ نباهة شان، وفخامة عقل، وسخاوة نفس، إلا أْنه لم ينْقل أنه صنّف شيأ. روّح الله روحه، وَنوّر ضريحه.
* * *
3964 - الشيخ الفاضل قاسم بن أحمد بن محمد الجمالي، الرومي، قوام الدين
*
فقيه، فرضي.
تولى القضاء بـ "القسطنطينية".
من آثاره: "الحج أشهر معلومات"، و"حاشية على شرح الجرجاني" للسراجية في الفرائض.
توفي سنة 901 هـ، وفي "الكشف" سنة 902 هـ.
* * *
3965 - الإمام الهمام المحدّث الكبير الفقيه البارع حجّة الإسلام والمسلمين، رئيس المتكلّمين قاسم بن الشيخ أسد علي ابن غلام شاه بن محمد بخش بن علاء الدين بن محمد فتح بن محمد مفتي بن عبد السميع بن محمد هاشم
،
* راجع: معجم المؤلفين 8: 93.
ترجمته في كشف الظنون 1248، وهدية العارفين 1:831.
الذي ينتهى نسبه إلى القاسم بن محمد بن أبي بكر الصدّيق رضى الله عنه *
وقد سكن الشيخ محمد هاشم بلدة "نانوته" على عهد الإمبراطور المغولي المسلم أبي المظفّر شهاب الدين شاهجهان، الذي حكم "الهند" في الفترة ما بين 1037 هـ / 1628 م و 1068 هـ / 1658 م.
وقد أورد الشيخ نور عالم خليل الأميني ترجمة موجزة للإمام الحجة قاسم النانوتوي في مقدمة الكتاب المؤلف على حياته للعلامة الكبير يعقوب النانوتوي، ونصّه ما يلي:
اسمه التاريخي أي الذى يستخرج منه تاريخ ولادته: "خورشيد حسين".
تاريخ ولادته شعبان أو رمضان 1248 هـ (يناير - فبراير 1833 م) حسب ما كتبه الشيخ محمد يعقوب النانوتوي رحمه الله في الترجمة له. أما حسب ما سجّل في "بياض يعقوبي" مجموع رسائل الشيخ محمد يعقوب، فتاريخ ولادته شوّال 1248 هـ، مارس 1833 م.
اسم والده الشيخ أسد على، المتوفى يوم الاثنين 7 ربيع الثاني 13291 هـ، الموافق 21 مارس 1875 م.
وطنه ومسقط رأسه:
بلدة "نانوته" إحدى القرى الجامعة بمديرية "سهارنبور" بولاية "أترابراديش" بـ "الهند" في الجهة الغربية الشمالية من "ديوبند" على بعد نحو 30 كيلو مترا منها.
* راجع: الإمام محمد قاسم النانوتوي كما رأيته للعلامة الكبير محمد يعقوب النانوتوي ص 42 - 101.
تعليمه:
تلقّى مبادئ القراءة في وطنه "نانوته"، وقرأ بها القرآن الكريم، ثم انتقل إلى "ديوبند"، وقرأ بها في كتّاب على الشيخ نهال أحمد مبادئ العربية، ثم انتقل إلى "سهارنبور"، وقرأ على الشيخ محمد نواز السهارنبُوري كتب الفارسية والعربية الابتدائية.
ثم انتقل مع أستاذ الأساتذة الشيخ مملوك العلي النانوتوي رحمه الله (1204 هـ / 1779 م - 1267 هـ/ 1851 م) إلى "دهلي" عام 1261 هـ / 1845 م، وبدأ يقرأ عليه "الكافية" في قواعد النحو، وأتم قراءة جميع الكتب الدراسية عليه، وقرأ كتب الصحاح الأربعة:"صحيح البخاري"، و"صحيح مسلم"، و"جامع الترمذي"، و "موطأ الإمام مالك" على الشيخ الشاه عبد الغني المجدّدي رحمه الله (1234 هـ / 1819 م- 1296 هـ/ 1878 م)، وقرأ "سنن أبي داود"، و "سنن النسائي"، وجزءا من "موطا مالك" على الشيخ المحدّث أحمد علي السهارنبوري رحمه الله، وبايع في التزكية والإحسان الشيخ الكبير الحاج إمداد الله الفاروقي التهانوي المهاجر المكّي رحمه الله، وكان الشيخ محمد قاسم قد ألحقه الشيخ مملوك العلي بعد إنهائه عليه الكتب الدراسية اللازمة بالكلّية العربية الشهيرة بـ "دهلي"، التي كانت تديرها الحكومة الإنكليزية الاستعمارية، وكان الشيخ مملوك العلي رحمه الله من كبار أساتذتها، وقد فاق الشيخ النانوتوي جميع زملائه في الدراسة فيها، ولكنه عند ما اشتهر مكانه وعلا شانه غادر الكلّية دون أن يؤدّي امتحانها السنوي، مما آسف جميع الأساتذة والمسؤولين، ولا سيّما عميد الكلّية "المستر جوزيف هينرى تايلر"، ولكنه كان يكره الشهرة، لكونه مطبوعا على التواضع وإنكار الذات والزهد البالغ في الظهور.
عمله مصححا: ثم عمل مصحِّحا لنصوص الكتب العلمية في المطبعة الأحمدية بـ "دهلي"، التي كان يملكها المحدّث أحمد علي السهارنبوري رحمه الله، وقد عمل مصحّحا في ثلاث مطابع. أولا في المطبعة الأحمدية بـ "دهلي"، ثم في المطبعة المجتبائية بـ "ميرته" التى كان يملكها أحد محبّيه، والمعجبين به الشيخ المنشئ ممتاز علي، ثم في المطبعة الهاشمية بها، التي كان يملكها الشيخ هاشم علي.
كتابته تعليقات على صحيح البخاري:
كما كتب تعليقات على الأجزاء الثلاثة الأخيرة من "صحيح البخاري" على أمر من أستاذه الشيخ أحمد علي المحدّث السهارنبوري.
زواجه:
وقد تم زواجه في "ديوبند" مع كريمة بنت الشيخ كرامت حسين الديوبندي عام 1270 هـ.
أولاده:
ولد له ابنان وثلاث بنات، أما الابنان فهما الشيخ أحمد رحمه الله، الذي تعلّم في كل من منبع العلوم بـ "كلاؤتهي" بمديرية "بلندشهر" بولاية "أترابراديش"، والمدرسة العربية بـ "مراد آباد" بولاية "أترابراديش"، وقرأ الحديث على الشيخ رشيد أحمد الكنكوهى رحمه الله، وشغل منصب رئيس الجامعة بالجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند في الفترة ما بين 1333 هـ / 1890 م و 1347 هـ / 1928 م أي إلى وفاته.
والابن الثاني الشيخ هاشم، ولد نحو عام 1379 هـ، وتعلّم في دار العلوم ديوبند، وما تمكّن من إنهاء دراسته إذ فاجأته المنية في شبابه بـ "مكة المكرّمة".
أما البنات فهن إكرام النساء، ورقية، وعائشة" وكلّهن تزوّجن، وولدن الأولاد، إلا الأخيرة، التى لم تلد، وتوفّين بعد ما عشن حياة، لم تكن قصيرة.
وقد ساهم مساهمة فعّالة في ثورة 1857 م الشهيرة ضدّ الإنكليز المستعمرين، وحارب الجيش الإنكليزي في معركة "شاملي" بمديرية "مظفرنكر" بولاية "يوبي"، وأصابه جروح، ولكن الله شفاه منها، وبما أن الإنكليز سجّلوا اسمه ضمن المجرمين الكبار، فظلّ مدّة من الزمان مختفيا متنقلا بين القرى والأرياف، وبعد ما أعلنت الحكومة الإنكليزية العفو العام عاد الشيخ إلى بيته، ثم عمل مجدّدا مصحّحا في المطبعة المجتبائية بمدينة "ميرته".
وحجّ ثلاث مرّات، كانت حجّته الأولى سنة 1277 هـ، وحجّته الثانية. 1286 هـ وحجّته الثالثة 1294 هـ.
من مآثره الخالدة:
(1)
إقامة سلسلة من المكاتيب والمدارس الأهلية على أساس تبرّعات شعبية عامة من المسلمين، ولا سيّما فقراء الشعب المسلم، لأنه كان يعلم أنهم أشدّ إخلاصا في الأغلب من أثرياء المسلمين وأمرائهم.
وعلى رأس هذه المدارس: الجامعة الإسلامية دار العلوم بمدينة "ديوبند"، التى أسّسها بتعاون من زملائه الكبار بشكل كتّاب باسم المدرسة الإسلامية العربية بـ "ديوبند" يوم الخميس 15 محرم 1283 هـ، الموافق 30 مايو 1866 م أي بعد ثورة 1857 م الشهيرة، التي قام بها الهنود، ولا سيّما المسلمون ضدّ الاستعمار الإنكليزي بستة أعوام فقط، وكانت هذه الجامعة ركيزة أساسيّة في محاولة الإبقاء على الكيان الإسلامي في شبه القارة الهندية، والحيلولة، دون تكرار ما حدث مع المسلمين في "الأندلس" من إعدامهم فيها أو إقصائهم منها كليا، وطمس كلّ شيء
يتصل بالإسلام، ولم تكن جامعة ديوبند، التي تفجّرت منها ينابيع معاهد العلم والفكر والدعوة ومراكز التعليم والتربية والتزكية والإحسان، وصارت أم المدارس والجامعات التي أسُست بكثرة، وتواصل للمرابطة على الثغر الإسلامي في هذه الديار الشرقية مجرّد جامعة إسلامية لتعليم علوم الكتاب والسنّة ونشرها بكلّ الأشكال، وإنما كانت كذلك حركة شاملة واسعة عمّت "الهند" بأرجائها، واطردت، واتصلت، وأثمرت، وأينعت ثمارها، فكلّ ما نشاهده اليوم من حركات دينية ودعوية وتعليمية وتربوية وسياسية واجتماعية تخدم الشعب المسلم بأساليب لا تحصى، معظمها ترجع إلى جامعة ديوبند مباشرة أو غير مباشرة.
كما أن "الهند" إنما استقلّت، وتحرّرت من ربقة الاستعمار الإنكليزي أصلا بفضل نضال وجهاد بناتها وأبنائها الأولين الكبار، الذين كانوا طلائع النضال ضدّ الاستعمار الإنكليزي.
وقد أسّس النانوتوي بالإضافة إلى جامعة ديوبند بيديه مدارس أخرى عديدة، كمدرسة منبع العلوم بمدينة "كلاؤته" ومدرسة الغرباء بمدينة "مراد آباد"، التى تعرف الآن بالجامعة القاسمية مدرسة شاهي.
مناظراته مع العلماء الهندوس والمسيحيين:
حضوره "عيد التوصّل إلى المعرفة بالله" بقرية "تشاندابور" بمديرية "شاهجهانبور" بولاية "أترابراديش"، إن الإنكليز المستعمرين بدهاء من عندهم أنهضوا الهندوس ضدّ المسلمين خلال حكومتهم الاستعمارية، ليضربوا عصافير كثيرة بحجر واحد، وذلك أن المسلمين هم الذين حكموا "الهند" قرونا طويلة، فكانت لهم قيمة سياسية عند ما غزا الاستعمار هذه البلاد، وبسياستهم الماكرة منحوا فرصة للهندوس، لكي يتقدّموا سياسيا واقتصاديا، ويتخلّف المسلمون في جميع المجالات، وعند ما تقدّم الهندوس
فعلا في المجالين السياسي والاقتصادي همسوا في آذانهم أنهم يفضلون المسلمين ديانة أيضا، وأثاروا فيهم الرغبة في المناظرة مع المسلمين، وأوجدوا لذلك مناسبات.
في قرية "تشاندابور" المجاورة لمدينة "شاهجهانبور" عقد يوم 8 مايو 1876 م "عيد التوصّل إلى المعرفة بالله" بدعوة كلّ من الهندوسي الثريّ ملَّاك الأراضي الواسعة "بياري لال" والقس "نولس" وبتأييد من حاكم المديرية "رابرت جورج" ودعى لحضوره عن طريق الإعلانات العامة ممثلون لكلّ من ديانات الإسلام والمسيحية والهندوسية، حتى يقوموا فيه بإثبات دياناتهم أي حقّيتها، وحضرها عدد من علماء الإسلام، وكان على رأسهم الإمام محمد قاسم النانوتوي، الذى ألقى في إبطال ودحض كلّ من التثليث والإشراك بالله وإثبات التوحيد محاضرة قيّمة جدّا، أفحمت كلا من علماء المسيحية والهندوسية.
وفي السنة التالية أيضا عقّد هذا العيد، وحضره عدد أكبر من علماء المسيحية، وعلماء الهندوس، إلى جانب عدد من علماء المسلمين، وقد ألقى فيه الإمام النانوتوي محاضرة قيّمة حول مواضيع وجود التوحيد والتحريف في "الإنجيل"، لم يقم أحد من القساوسة والعلماء الهندوس ليفنِّدوها في ضوء دلائل تقنع الحضور.
مناظرة مدينة "روركي" بولاية أترابراديش:
في عام 1295 هـ، الموافق 1877 م، بعد ما عاد الإمام النانوتوي من رحلة الحج والزيارة، وأصابه في "جدة" مرض شديد بقي معه طويلا، بلغه أن العالم الهندوسي البندت ديانند سرسوتي قدم مدينة "روكي"، ويوجّه إلى الإسلام اعتراضات، فحضر الإمام المدينة، ودعا البندت إلى النقاش على مرأى من الناس، ولكنه ما رضى بذلك، وهرب من المدينة، فألقى الإمام
محاضرات في الحفل العام، وتحدّى فيها البندت، وفنَّد جميع ما وجّهه من الاعتراضات إلى الإسلام، والانتقادات، التي أوردها عليه، ثم نزل البندت بمدينة "ميرته"، وبثّ هذه الاعتراضات ضدّ الإسلام في المدينة، فحضر الإمام هذه المدينة أيضا، وفنَّد جميع ما أورده من الاعتراضات على الإسلام في الحفل العام، لأن البندت لم يرض بمناظزته على مرأى من الناس.
قيامه بحركة تزويج الأرامل:
قيامه بحركة تزويج الأرامل مأثرة من مآثره الخالدة، تأتي ضمن الأعمال الاجتماعية الإصلاحية، التي قام بها لتطهير المجتمع الإسلامي، مما علّق به من تقاليد وعادات غير إسلامية، وتسربت إلى كلّ نواحى الحياة بخطى وئيدة، وذلك من جرّاء جوار الهندوس الموزّعين على كثير من الطبقات، التي قاسمها المشترك الإشراك بالله.
وقد ظلّ تزويج الأرامل يعدّ في مجتمع المسلمين أيضا من الأعمال العائبة جدا لنهاية القرن الثالث عشر الهجري، وكان المسلمون يعلمون أن الزهد في زواج الأرامل عادة سيئة للغاية، وتقليد غير إسلامي، لا يقرّه الإسلام بأيّ شكل، وقد عمل كبار العلماء والمصلحين المسلمين طويلا على مكافحة هذا التقليد غير الإسلامي، ولكنه لم يمح من المجتمع، وسعى النانوتوي رحمه الله سعيا حثيثا في هذا المجال، وأثمر سعيه، فمال المسلمون إلى العمل بزواج الأرامل عن طواعية ورضا نفس، وقد بدأ رحمه الله بتطبيق ذلك في المجتمع بإرضاء شقيقته الأرملة، التي كانت تكبره، وكانت مسنّة بالزواج مما جعل المسلمين يبادرون إلى زواج الأرامل، ومع الأيام صار تقليد عدم زواج الأرامل شيئا منسيّا، وغير مذكور في المجتمع الهندي الإسلامي.
مؤلفاته:
له تأليفات كثيرة ما بين تصحيح ومراجعة وتحقيق الكتب وتأليفاته مباشرة، وقد كان له قلم سيّال منذ حداثة سنّه إلى جانب تحسينه للخطّ، فكان خطّه رائعا جميلا، وتبلغ تأليفاته أكثر من أربعين، ولكنّها جميعا غير موفّرة بين الناس، حيث ضاعت كتاباته الأولية، وبعض كتاباته العلمية، والفكرية، التي دبجته يراعته عند ما نضج علمه وقلمه، وجيع تأليفاته تؤصّل العقيدة، وتؤكّد دلائل حقّية الإسلام، وصحّة عقائده وانبناء أحكامه على أسس متينة من المصالح العقلية، والحكم الربانية، بحيث إنها الأحكام الإسلامية، ترضي العقل الإنساني، وتقنع الفكر البشري إلى جانب صدورها عن الله عز وجل عن طريق نبيّه الأعظم سيّدنا ونبيّنا عبد الله ورسوله الخاتم محمد، صلى الله عليه وسلم.
وفيما يلي قائمة لبعض تأليفاته:
1 -
محاضرة ألقيت في تأييد عقيدة الإسلام، وتفنيد عقائد غيره، بعنوان "تنوير النبراس على من أنكر تحذير الناس".
2 -
رسالة جزء لا يتجزّأ، بعنوان "كلمة الله هي العليا".
3 -
رسالة شرح حديث "فضل العالم كفضلي على أدناكم".
4 -
آب حياة "ماء الحياة".
5 -
الأجوبة الأربعون.
6 -
الأجوبة الكاملة في الأسئلة الخاملة.
7 -
الدليل المحكم على قراءة الفاتحة للمؤتم.
8 -
توثيق الكلام في الإنصات خلف الإمام.
9 -
الأسرار القرآنية.
10 -
انتباه المؤمنين.
11 -
انتصار الإسلام.
12 -
تحذير الناس.
13 -
التحفة اللحمية.
14 -
تصفية العقائد.
15 -
تقرير دل بذير (المحاضرة الآسرة للقلب).
16 -
محاضرة في إبطال الجزء الذي لا يتجزأ.
17 -
جواب تركى بتركي "الجواب المفحم".
18 -
حجّة الإسلام.
19 -
الحق الصريح في إثبات التراويح.
20 -
قبله نما (الموجّه للقبلة).
21 -
القصائد القاسمية (ديوان شعره الفارسي والأردي والعربي).
22 -
كفتكوئى مذهبي (المباحثة حول الدين).
23 -
المباحثة حول عقائد الإسلام المعروفة بـ "مباحثة شاهجهانبور".
24 -
مصابيح التراويح.
25 -
المناظرة العجيبة.
26 -
هدية الشيعة (في الرد على عقائدهم الباطلة).
27 -
جمال قاسمي (مجموع رسائله).
28 -
فرائد قاسمية (مجموع رسائله).
29 -
فيوض قاسمية (مجموع رسائله).
30 -
أحكام الجمعة.
31 -
قاسم العلوم.
32 -
أين كان الله قبل خلق الكون.
33 -
المكتوبات القاسمية.
34 -
أسرار الطهارة.
مرضه ووفاته:
بعد مرض ألم به، ودام طويلا، توفي رحمه الله في 49 من عمره يوم الخميس 4 جمادى الأولى 1297 هـ، الموافق 15 أبريل 1880 م، بمدينة "ديوبند"، ووُرّي جثمانه في قطعة أرضية، وقفها لدفنه في الجانب الشمالي من المبنى الأصلى الأولي لدار العلوم ديوبند الشيخ الحكيم الطبيب بالطبّ اليوناني العربي مشتاق أحمد عرفت فيما بعد بالمقبرة القاسمية، وهي مقبرة تضم جثمانات كبار علماء ومشايخ دار العلوم ديوبند إلى جانب مئات من الدعاة والصلحاء الآخرين رحمه الله، وجعل جنة الفردوس مثواه.
كان الإمام النانوتوي في العصر الأخير جنة للإسلام والمسلمين بعلمه الغزير، وفكره المستنير، وعقله المتفتح، وذكائه الثاقب، وتعمّقه في علوم الكتاب والسنّة، وتشربه لروح الدين وأسراره وحكمه ومصالحه، وكونه حاملا لسانا ذربا بليغا، وعلما حاضرا، ومقدرة بيانية فائقة في الكتابة والخطابة معا إلى جانب صلاحه وتقواه وإنكاره لذاته وتواضعه، الذي كان لا يوجد نظيره حتى في عصره، قد كان يستر حسناته، كما يستر أحدنا سيئاته، إيمانا منه بأن الله تعالى عند ما يشهر أمر عباده، ويطلع الناس على صلاحه وحسناته ربما يعجل له جزاءه في الدنيا، ولا يدّخر له شيئا في الآخرة.
وله في ذلك قصص كثيرة مدوّنة في الكتب، التي ألّفها القوم ومتناقلة على ألسنة الناس، ولن يكون صاحبها إلا عبدا محبوبا لدى ربّه الشكور، يختاره الله ليكون نافعا للناس والأمة المسلمة، فيمكث ذكره في الأرض.
وزيادةً للإفادة أذكر هنا موجزا ما قاله العلامة يعقوب النانوتوي في كتابه حول حياة الإمام النانوتوي. ونصّه ما يلي:
مولده:
وحضرة الشيخ أسنّ مني بشهور، فهو من مواليد شهر شعبان أو رمضان عام 1248 هـ، واسمه المركّب حسب الأرقام الأبجدية خورشيد حسين، ويربطني به -علاوةً على القرابة النسبية- أمور عدّة، فقد شاركته في الكتاب، وفي الوطن، وفي السلف، والمعلم، ووقت الدراسة، كما قرأت بعض الكتب على حضرة الشيخ نفسه، -وبايعنا في التزكية والإحسان شيخا واحدا، وسافرنا معا سفرتين للحجّ، وصحبنا زمنا طويلا، إلا أني بحكم قدراتي القاصرة- عجزت عن اغتنام هذه الفرصة والاستفادة منه.
ووالده الشيخ أسد على وإن صحب والدى رحمه الله إلى "دهلي"، وقرأت الكتب أمثال "شاه نامه"، وقصّ علينا أيام دراسته قصصا، إلا أنه لم يكن يميل إلى الدراسة ميلا، ولم يواصل دراسته، فقضى حياته في الزراعة، يمثل أهل القصابات والقرى الكبيرة في أخلاقهم وعاداتهم في جانب، وفي جانب آخر اتصف بالمروءة ودمائة الخلق يعول الأسر الفقيرة، ويقرى الضيف، ويقيم الصلوات، ويتقي الله حقّ تقاته.
أما والده غلام شاه، وقد سعدت بزيارته، فرجل بسيط الثقافة، عابد، أوَّاه، يخدم المشايخ والعلماء، واشتهر بتأويله الرؤيا.
رؤيا رآها في صباه:
وقد رأى حضرة الشيخ النانوتوي فيما يرى النائم، وهو صبي أن الله عز وجل قد احتضنه، فأخبر بذلك جدّه، فأوّله له بأن الله تعالى سيرزقك علما واسعا، ويجعلك عالما كبيرا، بعيد الصوت، ورأت أختي في
المنام أن ميزانا صغيرا، -وهو الذي يلعب به الصبيان-، قد نزل من السماء معلّقة، به طيور أبابيل سود، لا تفارقه رغم محاولات مكثفة، قال: فأوّل بجدب يضرب البلاد، فصدق تأويله، وقحط العام قحوطا بلغ من وطأته أن بيعت الإماء، ولعلّه أطلق عليه، "القحط الخماسي"(بانجاكال) - أي القحط الذي امتدّ على خمس سنوات.
نسبه:
وأشاركه نسبا في جدّ والد الشيخ غلام شاه، فهو محمَّد قاسم بن أسد علي بن غلام شاه بن محمد بخش بن علاء الدين بن محمد فتح بن محمد المفتي بن عبد السميع بن الشيخ محمد هاشم، وأنا محمد يعقوب بن مملوك العلي بن أحمد علي بن غلام شرف بن عبد الله بن محمد فتح بن محمد مفتى بن عبد السميع بن الشيخ محمد هاشم، فالشيخ خواجه بخش أخو الشيخ محمد بخش جدّ لأم لكلّ من والديَّ، والشيخ كرامت حسين الديوبندي سافر إلى "دكن"، وهو شاب، فتزوّج بها وولد له أولاده، ذكور، منهم: محمد هاشم، ومن هنا كان جدّ والدي عمّا له، يربطهما قرابات عدّة، تربط العائلة الواحدة بعضها ببعض، وكان الشيخ وجيه الدين -جدّ لأم للنانوتوي- يجيد الفارسية، يقرض بالأردية، يلم إلماما بسيطا باللغة العربية، ورجلا حنكته التجارب، وحلب الدهر أشطره من رجال الطراز الأول، له دخل واسع، عمل محاميا في "سهارنفور" خلال السلطة الإنكليزية، ولقى إكراما كبيرا واحتراما بالغا من الناس، وعاش حياته متقلّبا في أحضان النعيم، ذكي مفرط الذكاء جيّد الفهم، ويشاركنا نسبا فوق أجيال -في الشيخ محمد هاشم-، وينتهي نسبه إلى القاسم بن محمد بن أبي بكر الصدّيق رضى الله عنه، والشيخ محمد هاشم هذا قربته العائلة الملكية إليها في عهد شاه جهان، فاستوطن بلدة "نانوته"،
وأقطعت له فيها عدة قرى، انتزعتها من أيدى أولاده الحكومات المتعاقبة، وحضرة الشيخ النانوتوي لم يكن له أخ، وله أخت في "ديوبند" لا زالت على قيد الحياة، كما لم يكن والده أو جدّ أخ، وقد ولد لحضرة الشيخ أخ مات صبيا، وعمّه مات شابا، ولجدّه أخ استشهد شابا في بعض الحروب، وأخوته من فوقه لم يخلفوا ذكورا، وإن كان لهم ذرية في "دكن"، فكان حضرة الشيخ وحيدا فريدا طوال أربعة أجيال.
خصاله وصفاته:
وحضرة الشيخ منذ نعومة أظفاره ذكيّ، مفرط الذكاء، عالي الهمّة، ماضي العزيمة، وصارمها جلد صبور مقدام نشيط داه، يفوق زملاءه في الكتاب، وأولهم جمعا للقرآن، وأجودهم خطّا، مائل إلى الإنشاد، ميلا عظيما، قرض بعض ألعابه وقصصه ونسخ عدّة كتيبات.
اجتماعه بالحاج الشيخ إمداد الله:
وبحكم العلاقة التي تربطه بالشيخ إمداد الله نسبا فقد كان له خؤولة في أسرتنا وأخته متزوّجة فيها كان يختلف كثيرا إلى "نانوته"، فيدخل عليه، فيبدى له حبّه البالغ، وإخلاصه تجاهه، وتلقّينا جميعا تجليد الكتب من الشيخ إمداد الله، وجلدنا ما نسخناه من الكتب بأيدينا.
وشهد وطننا كارثة، حيث تبني الشيخ تفضل حسين التشيّع، وهو يشاركنا في العقارات، فاختلف مع الشيخ غلام شاه جدّ حضرة الشيخ، فأصاب الشيخ فصيح الدين خال حضرة الشيخ تفضّل حسين بجراحات، قضت على حياته، ورغم أن القضية مرّت بسلام، ولم يصدر الحاكم عقوبة على أحد، إلا أن الخصومة اشتدّت وطأتها من ذى قبل، وخيف على حضرة الشيخ الشرّ من أعدائه، فوجه إلى "ديوبند" حيث كان الشيخ مهتاب علي اتخذ من بيته كتابا، يقرأ فيه نهال أحمد على الشيخ كرامت حسين، فبدأ
حضرة الشيخ دراسته عليه في نفس الكتاب، ثم تحوّل إلى جدّه لأم في "سهارنفور"، ومكث بها يقرأ على الشيخ محمد نواز السهارنفوري الكتب الفارسية والعربية للمرحلة الابتدائية، وفي تلك الأيام قصد والدي رحمه الله "مكة المكرّمة" حاجا، فقضيت مدّة سنة في الوطن، وقد كنت حفظت القرآن آنذاك غير ضابط، فلبثت أضبطه، وأتثبّت منه، ورجع حضرة الشيخ إلى الوطن، وقد مات جدّه لأمه حينئذ ضحية للحمى المعدية، التى أكلت نفوسا كثيرة، فرافقت حضرة الشيخ في تلك الأيام، فوجدته مرسا فائقا في الألعاب كذلك سواء ما يتطلب منها الدهاء أو الجهد، يفوق أصحابه، ويغلبهم ولن أنسى تلك اللعبة التي عرفت بلعبة الدهاء لا يجيدها إلا المرس الدرب، أما نحن الحديثوا العهد بها، فلم يكن حظّنا منها، إلا الخيبة، وتقليب الأكفّ، وأخذ حضرة الشيخ يتصرّف في أصولها، ويضبط ضوابطها، حتى أتقنها، فلم يهزمه أحد فيما أذكره، وأقصى ما يكون التعادل بينه وبين خصمه، فلم يدع لعبا من الألعاب إلا بلغ به ذروة الكمال، وباب بيته يفتح في سكة موحشة عرفت بتغلب الشياطين عليها، وحضرة الشيخ لا يرجع إلى بيته إلا مؤخرا في الليل، غير خائف ولا وجل.
قدومه دهلي وبدؤه دراسة كتاب الكافية في النحو:
عاد والدي من الحج، فأبدى له رغبته في استصحابه إلى "دهلي"، فرضيت أم حضرة الشيخ بذلك فما كان من الوالد، إلا أن خرج به من الوطن في آخر أيام من ذي الحجّة عام 1259 هـ.
ووصل حضرة الشيخ "دهلي" في الثاني من محرم عام 1260 هـ، وفي الرابع منه بدأ دراسته بـ "كتاب الكافية" في النحو، وبدأت أنا دراستي بـ "الميزان" في الصرف، وبـ "كلستان" في الفارسية، وكان الوالد أمر حضرة
الشيخ أن يستمع لما كنت أدرسه من الأبواب الصرفية في "الميزان" وتعليلاتها، وقد تعودنا المناقشة في الأبواب الصرفية والأعاريب في كلّ ليلة من ليالي الجمعة، حيث تكون عطلة أسبوعية.
تفوقه على الطلاب:
وظلّ حضرة الشيخ طالبا فائقا في زملائه، وكانوا يجتمعون في تلك الأيام في مسجد الشيخ نوازش علي بحوار بيتنا، فيتباحثون، ويتذاكرون، ويتناقشون، ولما جاء الدور على حضرة الشيخ بزّهم وعزّهم في الخطاب، وظلّ يغلبهم في كل ما يجرى من مباحثات ومحادثات علمية. من الطريف أن أحدنا إذا رآى نفسه ينهزم استنصره أو تقدم هو إليه يشدّ أزره، ثم مضى في دراسته لا يلوي على شيء، ولا يشقّ غباره أحد، درس أصعب الكتب في العلوم العقلية أمثال:"مير زاهد"، و"قاضي مبارك"، و"شمس بازغة"، وضبطها ضبط جامع القرآن منازله، وأحيانا يقرأ عباراتها، ويمرّ عليها مرّ الكرام دون حاجة إلى ترجمته، وقد عاب ذلك عليه بعض تلاميذ والدي، وقالوا له: يا شيخنا يبدو أنه لا يدرك ما يقرأ، فيجيب الوالد قائلا: لا يسع الطالب أن يستمرّ في قراءته، وأنا أستمع له، دون أن يفهمه، ويدركه إدراكا. أجل! إن المضي في القراءة والوالد يسمتع من الصعوبة بمكان إذ كان يفطن لمدى فهم الطالب الكتاب بمجرّد استماعه لقراءته، ومثله الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، فقد كان هو وحضرة الشيخ زميلين في الدراسة، يتبادلان الحبّ، حتى حدّثا عن الشيخ عبد الغني كما بايعا جميعا الشيخ إمداد الله حينئذ، وسلكا مسلكه في الإرشاد.
وألحق والدي حضرة الشيخ بالمدرسة العربية الرسمية، وقال لمدرس العلم الرياضي: لا يهمّك من شأن الطالب، فإليّ تعليمه وإعداده، وقال لحضرة الشيخ: عليك بـ "الأقليدس"، وقواعد الحساب، تمرّن عليها أياما، حتى
تضبطها، فلم تمض أيام حتى ذاع أن حضرة الشيخ قد أنهى مقالات يسيرة، وانتهى من الحساب، وذلك مما بعث الناس على العجب البالغ، فسأله الطلاب، ولم يكن حضرة الشيخ خالي الوطاب صفر اليدين، فردّ عليهم ردّا بليغا، نمَّ عن مقدرته في الفن.
حله لبعض عويصات الحساب:
وقدم إليه الشيخ الكاتب ذكاء الله بأسئلة بلغت من الصعوبة بمكان أصدرها بعض الأساتذة الجدد، فردّ عليها حضرة الشيخ ردا كافيا، زاد من صيته، وهذا شأنه في الحساب، وأظلت أيام الامتحان في المدرسة، فغاب عنها، ولم يحضر الامتحان، وانفصل عن المدرسة نهائيا، فأسف على ذلك المسؤولون عن المدرسة بمن فيهم رئيس هيئة التدريس، فقد كان يتولى منصب مدرّس المرتبة الأولى أحد الإنكليز آنذاك.
عمله كمحقق النصوص:
ثم عمل حضرة الشيخ أجيرا في المطبعة الأحمدية يحقّق النصوص، ويعدّها للطباعة بعد ما أنهى الكتاب الدراسية النظامية، وأكمل دراسة الحديث على الشاه عبد الغني، وخلال هذه المدّة ألم بوالدي مرض اليرقان، فقضى نحبه فيه في الحادى عشر من شهر ذى الحجّة عام 1267 هـ، ولم يطل مرضه، إنما هو أحد عشر يوما، غير أن أربعة أو خمسة أيام منها اشتدّ خلالها وطأة المرض، وتناهت شدّته، وسادته الغشية، والإغماء، واحتاج إلى تحريك المروحة وإشمام لخلله، ونحن كان يغلبنا النوم، فنستريح، وحضرة الشيخ لا يزال يسهر عليه يمرضه، وبعد ما توفي الوالد تحولت إلى الدار التي نملكها، والتي تقع في حارة جيلان، وحضرة الشيخ بدوره صحبني إليها، وعلى السقف سرير مفكك، يرمى بنفسه فيه، ويأمر أحيانا، فتخبز له أخباز تكفيه عدّة وجبات، وعندي خادم يخبز الخبز، وقد أوصيته أن يقدم له إداما
إذا ما وجده يرغب في الطعام، فلا يقبل منه إلا أحيانا، وبإلحاح بالغ، وكثيرا ما كان يكتفي بجلق الخبز قانعا به.
وقضيت في "دهلي" بعد ما توفي الوالد ما يقارب سنة، ثم تمّ تعييني في "أجمير" مما اضطرَّني إلى مغادرة "دهلي" ومفارقة حضرة الشيخ وهو بدوره أمضى أياما في تلك الدار وحيدا، لا يشاركه فيها أحد، ثم تحوّل إلى المطبعة، ولبث أياما في دار البقاء.
تعليقه على صحيح البخاري:
وفي هذه الأيام فوّض إليه الشيخ أحمد علي السهارنفوري تعليق وتحقيق الأجزاء المتبقية -الخمسة أو الستة- لـ "صحيح البخاري"، فقام به حضرة الشيخ خير قيام يسرّ القراء، ويبعث على الإعجاب به، والتقدير له، وأنى لأحد أن يعمل عمله، وخفي على أناس مقدرته العلمية، فأفضوا مخاوفهم إلى الشيخ أحمد علي قائلين له: ما بالك جعلت هذا العمل الجليل إلى رجل شابّ قليل المراس؟ فردّ عليهم الشيخ أحمد علي قائلا: لست بهذه المثابة من السفاهة، فآتي أمرا دون بصيرة منه، وأراهم تعليقات أعدّها حضرة الشيخ، فإن تلك المواضيع من "صحيح البخاري" تعدّ أصعبها وأدقّها، وخاصّة تأييد مذهب الأحناف. الأمر الذي تقيد به الشيخ أحمد علي حين بدأ تعليقاته هذه على "الصحيح"، وقد تعقّب الإمام البخاري مذهب الأحناف بتعقّبات يشقّ الردّ عليها، كما لا يخفى، فمن شاء فليراجع هذه التعليقات، التى قام بها حضرة الشيخ، والتزم الشيخ أحمد علي كذلك في تعليقاته ألا يأتي فيها بشيء إلا عن دليل يساعد دون إيحاء عن عقله وفهمه.
وهذا الذي يرجع إلى تلك الأيام من حياة حضرة الشيخ سمعته ولم أشهد، إذ لم يسنح لي الاجتماع به طوال خمس سنوات، وعندما توجهت
إلى "أجمير" تركت حضرة الشيخ يسكن تلك الدار، يشاركه فيها آحاد من الناس، ثم تفرقوا جميعا عنه، وكان يكون الباب مسدودا، يرجع حضرة الشيخ إلى الدار ليلا، فينزع الباب ليدخلها، ثم يعيده إلى مكانه، فيبيت الليل، فإذا أصبح نزع الباب ليخرج ثم يعيده إلى مكانه، وقضى أشهرا في نفس الدار.
زهده في الاهتمام بذاته:
جبل حضرة الشيخ على حبّ العزوف والعزلة عن الناس، فعزّ على الناس مخاطبته، والحديث معه، وشبّ على ملازمة الصمت والسكوت، فيها به من رآه، ولا يفاتحه، فهو -رغم خفة روحه وسماحته- يبدو عابسا كئيبا، لا يسع أحدا أن يطلع على ما هو فيه من عسر أو يسر، وهو بدوره لا يبوح به لأحد، وربما أصيب بمرض، ولا يدري ذلك أحد، إلا أن تشتدّ وطئته، فيلمسه من يلمس، ويخفى على كثيرين، أما هو فلا يطلع عليه أحدا بلْه التداعي والعلاج.
من الطرائف ما حُدّتتُ أن حضرة الشيخ كان يعمل في مطبعة الشيخ أحمد على، فيناديه البعض بحضرة المولوي، فلا يجاوبه، فإذا نودى باسمه تهلّل، وأقبل عليه كليا، فقد كان يزعجه كثيرا أن يقابله الناس بمزيد من التعظيم والاحترام يتبسط إلى الجميع، ويعاشر أصحابه وذويه معاشرة الإخوان، ولا يخصّ نفسه بتوقير زائد، يقوم به الناس تجاهه، ولا يتقيد بزيّ العلماء الكبار من القميص والعمامة. وقال ذات يوم: لقد أفسد عليّ هذا العلم، ولقد وددت أن أفني نفسي، فلم يعرفها أحد.
أقول: رغم هذا الصيت الذائع ما عرفه من عرفه، فكم من فضل ناله، وخفى عن أعين الناس، إلا ما ندر، فصدق ما قاله، وكان يتحاشى عن الإفتاء بلْه التوقيع والختم عليه، وإنما يحيل السائل إلى غيره من العلماء، ولا
يرضى بالتقدّم للصلاة بالناس، ثم أخذ يؤمّ الناس في وطنه، ويأبى أن يقوم فيهم خطيبا، وأول من حمله على إلقاء الكلمة الشيخ مظفّر حسين الكاندهلوي، وشهد خطبته، واستمع إليها، واستبشر كثيرا.
والشيخ مظفر حسين ذا ممن يمثل السلف الصالح في أيامنا الأخيرة هذه، وقد بلغ من تقوى الله تعالى وورعه مكانا، لا يدخل معدته طعام يريبه إلا قاءه، وما رأيت ألزم للسنّة منه، ولا سمعت، وهو أول من قام بتزويج النساء الأيامى في هذه المناطق، كما قام به حضرة والدي خير قيام، وتبعهما حضرة الشيخ، فوسع من نطاقه، وسيكتب هذا العمل الجليل في حسناتهم إلى يوم القيامة، وهذا جانب من جوانب أعماله البناءة الدينية، التي قام بها، ونشرها، خدمة للمجتمع الإسلامي.
وكنت أسعد بلقاء الشيخ مظفّر حسين عندما يقدم "دهلي"، وينزل على والدي، ويقيم في بيتي، والوالد يبادله الحبّ، فلا يتوجّه إلى الوطن، إلا عرج على "كاندهله"، وما قفل منه إلى "دهلي"، إلا نزل عليه، وأقام عنده، ثم يمضي في سبيله إلى "دهلي"، وكذا يقف موقفا مماثلا من الشيخ إمداد الله، يجتمع به خلال زياراته لـ "تهانه بهون"، وقد يقيم هناك، فما أعجب ذلك الاجتماج الذي كان ينعقد في مسجد "بير محمد"، وما أكثر خيره وبركته، ولم يكن يهمّهم إلا ذكر الله، وقال الله، وقال الرسول، وينتهي بهم المجلس -في الهجيع الأخير- بالجهر بذكر الله مما يوقظ الوسنان والغافل، ويوفقه لذكر الله، فهذه اللقاءات والزيارات يرجع فضلها فيما يبدو إلى هؤلاء الأعلام، وإلا فما قدر الله كان.
تبتّله:
ولم يكن حضرة الشيخ يرضى بالزواج، بينما أقلق والده أسد علي ما رآه فيه من إبائه عن تولي الوظائف، وصبابته بطريقة الإحسان والتزكية، كما
كان أهمه كثيرا ما خطب له إلى بعض البنات في "ديوبند"، فلجأ إلى الشيخ إمداد الله، وجعل يشكو إليه ذلك الأمر، حتى رضى حضرة الشيخ بالزواج بأمر منه، على أن يكون هو غير مطالب بكسب العيش للإنفاق على الزوجة أو الأولاد ما دام حيا، وقبل أهلها ذلك مغلوبين على أمرهم، فعقد الزواج.
هذا في جانب، وفي جانب آخر نجده لا يتولى -إذا ما رضي بذلك- إلا وظائف قليلة الدخل، فيعمل كمصحّح في بعض المطابع يتقاضى راتبا، لا يتجاوز أربع روبيات أو ستا، وزاد الطين بلةً ما جبل عليه من المبالغة في القِرى والضيافة والسخاء، فلم تسمح نفسه بادّخار شيء يقدمه إلى أهله، ويزور والده في الوطن، فيتبعه أصحابه، وضيوفه إليه، وما أكثر ذلك، حتى شقّ على والده ذلك بحكم دخله الضئيل، فما كان من حضرة الشيخ إلا أن استاذن زوجته ببيع حليّها، وباعها، وأنفق ثمنها، وقد جبلب هذه السيّدة على الصمود والصبر، على شظف العيش، فعانت ما عانت لدى زوجها سعيا وراء إرضائه وإبقاء على إبائه وعزّة نفسه، فكان حضرة الشيخ يكنّ في صدره لها حبّا صادقا ومودّة، ويكثر من الثناء عليها، والشكر لها في أخريات أيام حياته.
جوده وسخاؤه:
ثم أنعم الله عليه ما أنعم، ورزقه من فضله رزقا واسعا، فكان يقدم ما يكسبه من أموال إلى هذه الزوجة الأبية الصالحة، حفظها الله التي تعوّدت الجود والسخاء، وزادت "قرى" حضرة الشيخ رونقا وبهاء، فلا أعرف ضيفا نزل عليه في أيّة ساعة من ليل أو نهار إلا نال حظّه مما لذّ وطاب، ولم يستنكف حضرة الشيخ أن يعترف، وبكل صراحة بأن قراه يرجع فضله إلى والدة أحمد نجله الأكبر، وقال: إنها تسبقني في الإضافة والقرى.
وكانت "نانوته" تحتضن مزارع كثيرة جدّا، تنبت الزرع، يملكها حضرة الشيخ، فكان يقول لضيوفه: ما تكلّفنا في إعداد الرزّ لأجلكم شيئا، وإنما يغلّ لنا الأرزّ أراضينا المترامية الأطراف هذه، فأعددناه، وقدّمناه لكم، وكان يغلو في نفقات الضيافة، فذات مرة قدّم إلى المائدة شيئا وافرا من السمن، مع كهجري، وهو طبيخ معروف مزيج من الرزّ والعدس، والضيوف يبلغون عشرة أو خمسة عشر، فاستكثره الشيخ رشيد أحمد، فنصّفه نصفين، نصفا أمسكه، ونصفا أرسله إلى البيت، وذات يوم أراد أن يعلف بعض الدوابّ، التى قدم عليها الضيف، فطلب حمصا، فلم يجده، وفي البيت حمص كابلي، يعتبر من أنفس أنواع الحمص، فأمر برضّه، فرضّ، فقدّمه علفا للدابة، وهكذا بلغ حضرة الشيخ من القرى والضيافة منتهاها.
بعض ما رآه فيما يرى النائم وهو صبي:
أذكر أن حضرة الشيخ رأى وهو صبي فيما يرى النائم أنه أتاه أجله، فمات، فدفنواه في قبره، ورجعوا، فأتاه جبريل في قبره، وبيده بعض الجواهر الغالية، وقال له: هذه أعمالك، وفيها جوهرة جميلة كبيرة جدا، فقال: هذه عمل خليل الله إبراهيم، عليه السلام.
ورأى أيام دراسته، وهو نائم أنه وقف فوق بيت الله الحرام، وتنبع منه الآلاف من الأنهار، فذكره لوالده، فأوّل له بأن القوم سيكثرون من الانتفاع بعلمه.
إباؤه من التوظف:
عقد له والده النكاح ظنّا منه أنه كسائر أترابه، سيتولى خدمة من الخدمات، تدرّ عليه ما لا يعيش به، وينفقه عندما تحيط به الهموم، فأنقضت مدة مديدة، ولم يصدق أمله فيه، فأصابه اليأس، وأقلقه كثيرا أن يراه خامل، لا يكسب عيشا، بينما يرى أبناء إخوته قد تلقّوا الدراسات، ونالوا وظائف
مرموقة، يسيل لها اللعاب، وتدرّ عليهم المئات من (الروبيات)، والخمسينات، فينعمون بعيش رغيد، ويتقلّبون في النعماء، فعيل صبره، وشكا ذلك إلى الحاج إمداد الله قائلا: إنه وحيد أولادي، لا يشاركه أخ أو أخت، وقد عقدت فيه آمالا بعيدة، ورجوت أن يكسب لنا العيش، ويدفع عنا الأذى، والضيق الذي نكابده، والله يعلم ما حلّ به، فارتسمت ابتسامة على شفاه الشيخ، وسكت، ثم أرسل إليه بعد يبشره بأنه سينال منزلة رفيعة، تسخر له ذوي المئات والخمسينات هؤلاء، يبعد صيته وصوته، ويشار إليه بالبنان، جئتني تشتكي العوز والعسر، وإن الله سيرزقه بدون وظيفة، رزقا يفضله على أصحابه، وقد وسّع الله على حضرة الشيخ، وأبوه أسد على حيّ يرزق، فقرّ عينا، وطاب نفسا، ولقي ربّه راضيا به وبولده، ورأى -بأمّ عينيه-، صدق التنبؤات، التي تنبّأ الشيخ إمداد الله، فالرجل أدرى بأصحابه، وإنما يعرف ذا الفضل ذووه.
سجّل الشيخ إمداد الله في كتابه "ضياء القلوب" كلمات تثني على الرجلين، وهى في غاية من الصواب والصحة، ولا شكّ أن الشيخ أعمل فيها تواضعه، إلا أنه قصد السموّ بمنزلتهما رفع ذكرهما.
قال الشيخ عند ما حضرت حاجّا لأول مرة: ليس بيني وبين الشيخ رشيد أحمد فرق كبير، وما الذى يحمل الناس على زيارتي؟ وقال: إن أمثال الشيخ محمد قاسم عرفناهم في غابر الزمان، أما الآن فقد مضت الدهور، وما أتت بمثله.
ورغم ما اتّصف به حضرة الشيخ من الفضل لم يتفوّه بكلمة تنمّ عن مدحه لنفسه، وتزكيتها أو كبرها وخيلائها، لا في خلواته، ولا في جلواته، ولا بين من خالطه، وأحبّه، أو جهله، وأنكره.
الشيخ إمداد الله يوسينا بالاحتفاظ بما يقوله حضرة الشيخ:
ثم قال الشيخ خلال هذه الرحلة: عليكم بما يقوله أو يكتبه حضرة الشيخ فاغتنموه، واعتنوا به، غير أننا -والقلب ملؤه الأسى- لم يخطر ببالنا أن أجله قد حان، وسيُداهمنا الخطب، قد كان نَقُهَ بعد معاناته لشدّة المرض مرات، ولا نظن -آنذاك- إلا أنه سيعود إليه الصحة، فسُقِطَ في أيدينا، ولم نملك إلا قلب الأكّف على ما فاتنا، فأنى لنا من يسدّ مسدّه، ويكمل ما نقص، ويتدارك ما حصل من خلل؟
وبعد ما تزوّج حضرة الشيخ كان ينغّص عيشَ والده ما يراه منه من رغبته عن الدنيا وما فيها، وظلّت تراوده أمنية ذكر يولد لحضرة الشيخ يرثه، ويخلفه، ويعقب نسله، فقد كان رزق عدة بنات تباعا، ولا زالت اثنتان منهنّ على قيد الحياة، فقال له بعض أهل الخير والصلاح: إن أمنيتك للذكر مما يتأذّى بها حضرة الشيخ، فلا تنغّض عليه عيشَه، إذا سيرضيك الله تعالى، فأمسكْ عنه، وأصبح أكبر همّه تحقيق رغبة حضرة الشيخ، فيقري ضيفه، ويخدمهم دون أن يجد في نفسه من ذلك حرجا.
فرزق الله حضرة الشيخ غلاما، سمّاه أحمد، وقد بلغ أحمد هذا الثامن عشر من عمره شابا يافعا، جعله الله سرا لأبيه، مشابها له، آمين! ثم ولد له ابنه هاشم، وسماه بهذا الاسم جدّه، والد حضرة الشيخ، كما ولد له خلال ذلك بنون وبنات، كل مضى لسبيله، إلا بنتا بلغت من سنّها ثلاثا أو أربعا من السنوات، وهي آخر أولاده، متّعهم الله جميعا بطول عمر وسعادة وتوفيق، وأبقى الله على نسله بهم.
تواضعه:
أخونا أسد علي والد حضرة الشيخ رجل غرّ، يكثر من تدخين الشيشة، بينما حضرة الشيخ ممن يكرهها، ويبغضها، وذات مرة أمره والده
بإعداد الشيشة، والرجل طوع أبيه، فأعدّها وأحضرها، ولما بلغ الناس ذلك لاموا والده على ذلك، فأجابهم لقد ندمتُ كثيرا، إذ أمرته بذلك، ثم لم يعدْ إليه.
وكان يعزّ عليه أن يرى ابنه جليس المسجد، فيه يبيت، ويطعم، ويشرب، واتخذ لنفسه زملاء: اثنين أو ثلاثة، يشاركونه في شيخه الذي بايعه، وطلب منهم أن يحضروا وجباتهم إلى المسجد، كما يحضر هو وجبته إليه، فيتشاركون في طعامهم وشرابهم.
معاناته وصبره:
وتعوّد السير على الأقدام، والصبر على المعاناة، مما يعزّ على والده، وقد بلغ من عنائه أنه كان يغتسل إذا احتاج إليه في الهجيع الأخير من الليل في بركة، في ليل قارّ شديد البرد، يصطك لها الأسنان، وتتمشّى الرعدة في سائر البدن، رغم ما كان يتوفّر من الماء الساخن في المسجد، وذلك حياء من الناس لا غير.
أذكاره وأعماله:
لقد مارس حضرة الشيخ أعمالا شاقّة، يروّض بها نفسه، ويزكّيها، تقصر دونها الهمم، واستمرّ على الأشغال الشاقّة، مثل حبس النفس بالإضافة إلى التسبيحات الاثني عشرية، مما داوم عليها، فانتابت مزاجه حرارة شديدة أطارتْ شعره، ولم تزل بصورة أو أخرى، إذ هذه الحرارة مصدرها القلب، ولا سبيل لدفعها وتسكينها، فأصيب بمرض أودي به.
توارد المعاني الأفكار:
وتتوارد إليه المعاني والأفكار، وتواتيه، ليختار منها ما يشاء، ويرجئ ما يشاء، وكان يقول: وقد تصيبني حيرة فيما أختار منها، وما أدع، كثيرا ما كان يخرج على موضوعه حين يسهب في الخطبات حيث تواتيه
الأفكار، ويطاوعه اللسان، والله أعلم بما وراء ذلك، وكان يتمتّع بالكشف، ثم لم يتفوّه بكلمة تنمّ عنه، والإنسان يفعل فيه مجالسة من يحظى بنسبة صالحة، -ولو ضئيلة- فعلها، أما حضرة الشيخ فرزقه الله قوّة على الضبط والإمساك، فلم يُبد من ذلك شيئا، فما كان أضبطه، وأملك لنفسه!
بدأ حضرة الشيخ ذات مرة تدريس "كتاب المثنوي" للعلامة الرومي، فلا يتجاوز أبياتا، اثنين أو أربعة، حيث يشبعها بحثا وشرحا، ويأتي بعجائب وغرائب من المعاني والحكم، وبلغ دروسه هذه بعض من كان يصطبغ بشيء من روح التزكية والإحسان، فاعتبره نابعا من تضلّعه من العلم، وعلوّ كعبه فيه، وأحبّ أن يفيده شيئا من العلوم الباطنة، فطلب منه أن يخلو به يوما، فردّ عليه حضرة الشيخ، قائلا: قد شغلني العمل في المطبعة، وتعليم الطلاب عمّا سواهما، فلا أستطيع تلبية دعوتك، ومن الممكن أن تدخل عليّ إذا شئت، فأتاه يوما، وقال له: انظر إليّ، وقد أغمض هو عينيه، مراقبا، بينما حضرة الشيخ يدرّس تلاميذه، فأوقف الدرس، وتوجّه إليه بعينين مفتوحتين حينا، ومغمضتين بعض الإغماض حينا، وأما ذلك القادم فيكاد يخرّ على وجهه حينا، ويستوي قاعدا حينا، وهكذا دواليك، ثم قام، ورجع مقنعا رأسه، مبالغا في الاعتذار إليه. ولا شكّ أن تواضع حضرة الشيخ مما أخفى على الناس فضله ومكانته، والذي ظهر لهم إنما كان -فيما أرى- بأمر من الله تعالى، ولم يكن يتوخّى حضرة الشيخ ذلك.
عود على بدء:
لقد خرجت عمّا كنت بصدده، فأعود، وأقول: وعدت من "بنارس" إلى الوطن، ولم يسنح لي زيارة "نانوته"، وخلفت أهلي في "ديوبند". وشددت
رحلي إلى "روكي"، وولّيت بعض الخدمات هناك، وطال غيبتي عن الوطن، بينما كان حضرة الشيخ في بيته، فأرسلت إليه من يبلغ عني رغبتي في لقائه، وأنه لا يمنعني من زيارته، إلا شغلي الشاغل، فاستعدّ لزيارتي، وقطع مسافة منزلتين، راجلا على قدميه، وعرفني بقدومه الميمون، ولم تطلع نفسه لركوب المراكب ما دام قويا جلدا.
مغامراته أيام الغدر:
اندلعت في "الهند" في تلك الأيام ثورة ضدّ الحكم الاستعماري الإنكليزي في البلاد، سمّيت بأيام الغدر، ونقض العهد، فعدت إلى الوطن، وقدم حضرة الشيخ بصحبة جماعة، منهم: محافظ البلدة بلدة "نانوته" بعد رمضان إلى "سهارنفور" ليستقبلني بها، والسير في تلك الأيام غير مزود بالعدة والعتاد، أصبح من الصعوبة بمكان، فاستصحبوني إلى الوطن، إذ حدثت حوادث عدّة قام بإذكاء نارها أهل الشغب والفتنة، فأبلى فيها حضرة الشيخ بلاء حسنا.
إصابته للهدف بالبندقية:
وحينئذ طالما كان جماعة من إخواننا وأترابنا يتعلّمون الرماية وتسديد البندقية، فرجع حضرة الشيخ ذات مرة من المسجد، ووجدنا نتعلّم الرمي، ونستهدف ورقة من أوراق النيم، محاطة بخطّ مدوّر، ونحن نصوب من مكان قريب منه، واتخذنا قذائف من طين، فقال حضرة الشيخ: أروني كيف تسدّدون البندقية، فأطلق البعض إطلاقة، ووصف له على وجه، فما نشب حضرة الشيخ أن تناول البندقية، وسدّدها، وركز على الهدف، فأصابه، بينما طال عجز سائر زملائه الرماة المرسين عن إصابة الهدف، ولم يكن إصابة حضرة الشيخ لهذا الهدف المحدّد صدفة، وإنما تأتّى ذلك عن تفطّنه للتسديد، وأخذه نفسه بحالة من الوقفة، تلاشت معه وجوه الخطاء، وطالما
رأيت الرماة يأخذون أنفسهم بوقفة تبدو أبدانهم، خطوطا مستقيمة من الرأس إلى أخمص القدمين.
صعوده وثباته في تلك الأيام:
وخلاصة القوم أنا وجدنا كلّ أحد في تلك الأيام فزعة مزلزلا زلزالا شديدا، قد استنفد صبرهم هذه الفتنة العمياء، بينا ألفينا حضرة الشيخ غير خائف ولا وجل، انتشرت الشائعات والأكاذيب، والغثّ والثمين من الأخبار، مما يجعل الولدان شيبا، وحضرة الشيخ مكبّ على أعماله اليومية، لم يدخلها تقديم أو تأخير.
وقوفه مصلتا سيفه ضد حملة البنادق:
واضطرّ الناس غير مرة إلى مواجهة العدوّ وأهل الفتنة، فكان حضرة الشيخ أصبر عليها، وأصعد لها، وأسبق إليها، يصلت سيفه، ويبارز حملة البنادق، وبينما كان الفريقان يتبادلان الرصاصات، جلس حضرة الشيخ آخذا رأسه بيده، فظنّ من رآه أنه أصابه رصاصة، فخفّ إليه، واستفسره، فقال: أصيب رأسي برصاصة، فحلّ عمامته عن رأسه، فلم يجد به أثرا من شجّة، فقضى عجبه مما رآه، إذ كان حضرة الشيخ مضرجا بدمائه.
إصابته بالبندقية:
وواجهه بعض الأعداء ببندقية أدّت إلى إحراق شطر من شاربه ولحيته، وإصابة عينه بجروح طفيفة، وطلبوا الرصاص، فلم يعلموا مصيره، قد تم هذا الهجوم عليه عن مكان أقرب كان كافيا لجرحه وشجّه بأنابيب البندقية، ولو لم ينفذ منها رصاص، بيد أن الله تعالى وقاه شرّ ذلك، ولم يصبه كبير شجّة تعرضه لخطر.
والله يكلؤه:
واطلع بعض أعدائه على ما أصيب به من الشجّة في هذه المعركة، فأبلغوا السلطات أنه ممن شارك في الثورة المعادية للإنكليز، التى شهدتها "تهانه بهون"، رغم أنه كان بمعزل عن مثل ذلك، ولو تطلعت نفسه إلى تولي المناصب وجمع الأموال لوجد نفسه في وضع مغاير تماما، ولانقادت له النيابة لبعض المديريات أو الرياسة العامة لها، ومن هنا احتاج إلى الاختفاء عن الأنظار، حتى لا يلحقه مكروه، كما كان الشيخ الحاج -أي الحاج إمداد الله- لمثل هذا السبب أخفى نفسه عن السلطات الإنكليزية.
في زمن الاختفاء هذا قضى بعض الأيام في "ديوبند"، وخرج الرجال من البيت الذى اختفى فيه حضرة الشيخ فوق بيت الحريم، وخلا بنفسه فيه، فاغتنم الفرصة، وقرب من السلم النازل به إلى بيت الحريم، فأمر النساء بالتستّر، حتى يتيّسر له الفرار من البيت، فما ملكن منعه من الخروج، فأسرع الخطا، وخرج، فأرسلت النسوة بذلك إلى بعض أهل البيت الموجودين في السوق، فهمّوا للعودة، ليتداركوا الأمر قبل أن يتسع الخرق على الراقع، غير أن رجال الشرطة سبقوهم إلى الدار، يتنسّمون أخبار الفارّين، فدخلوها، وفتّشوها، وخرجوا خائبين، لم ينالوا شيئا، ولم يكونوا فيما يبدو يبحثون عن حضرة الشيخ عينه، إلا أن الدار أصبحت توحي بالخطر يفاجئها حينا لآخر، فلم يدخلها حضرة الشيخ، ولزم المسجد، يقضي فيه ليله ونهاره، ولم يتعرّضوا له فيما بعد، وهكذا نجاه الله تعالى من الاعتقال غير مرة.
تقلّبت عليه الأوضاع، وتطرّقت في تلك الآونة بشكل يطول ذكره، يقضي أياما هنا وهنا، يتردّد بين "ديوبند" و"إمليا"، وما إلى ذلك، يمسى في
مكان، ويصبح في آخر، وطوّف في "بوريه"، و"كمتهله"، و"لادوه"، و"بنجلاسة"، عبر نهر جمنا المعروف.
رحلة حضرة الشيخ الشيخ الحاج إلى بلاد العرب:
وأخيرا سار الشيخ الحاج -يعني الحاج إمداد الله- إلى بلاد العرب، فبدا لكاتب هذه السطور أن يقوم هو بدوره بالحج إلى "الحجاز" وفي جانب آخر عقد حضرة الشيخ عزمه على الحج، وبما أن اختفاءه لم يكن عن رغبة منه فقد كان أعدّ نفسه لما يأتيه من العناء، وإنما كان نزولا عند إرادة أصحابه وأقاربه أذن له أبواه بهذه الرحلة، إذ كانوا يرون فيها. الخلاص من هذه النكبة والخوف من الاعتقال، وكنت آنذاك معْوزا أحمل معى قليلا من الزاد، إلا أن الله تعالى بفضل هذه بالرفقة الصالحة هوّن عليّ معاناة السفر، وإن كان حضرة الشيخ هو الآخر معوزا، غير أن تكلانه على الله تعالى، استناده الكلي إليه كفاه، فقطعنا الطريق بسلام آمنين، ولم نلق ما يعاني منه الكثير، وركبنا السفينة ومررنا بـ "البنجاب"، حتى وافينا "السند"، ثم ركبنا سفينة شراعية من "كراتشي"، أبحرت في جمادى الثانية عام 1277 هـ، ودخلنا "مكة" شهر ذي الحجة، يؤذن بالرحيل، فألقينا عصا الترحال، وقضينا مناسكنا، ثم زرنا "المدينة المنورة"، ثم قفلنا، فركبنا سفينة في نفس الشهر، وبلغنا "بومبائي"، وشهر ربيع الأول على وشك الانتهاء، ووصلنا إلى الوطن في جمادى الثانية.
استظهاره للقرآن الكريم:
أقلتنا سفينة شراعية من "كراتشي" عندما توجَّهنا إلى "مكة"، واستهلّ هلال رمضان، فأخذ حضرة الشيخ يستظهر القرآن الكريم، ويقرؤه في قيام الليل في السفينة، والناس من ورائه، يستمعون، وسادته حالة عجيبة ما دام على متن السفينة، دخلنا "مكة" بعد العيد، فاشترى حضرة
الشيخ حلوى مسقط، ووزّعها بين أصحابه، فرحا بخدمته القرآن الكريم في قيام الليل، ولم يكن عرف -بعد- كمستظهر للقرآن الكريم، وظلّ يقرؤه بصوت خافت، ويجمعه، ويحفظه، خلافا لما تقرّر لدى حفظة القرآن الكريم، من أن الجهر بالقراءة مدعاة لتمكّنه من القلب.
وكان يذكر -فيما بعد- أنه حفظ القرآن الكريم، وجمعه بما قرأه خلال شهر رمضان عامين متواليين، وكان من ديدنه ألا يزيد في الاستظهار خلال مجلس واحد على ربع جزء أو يزيد قليلا.
هذا، وإذا رأيته يقرأ في قيام الليل والناس وراءه قيام رأيته مَرِسا متمكنا من حفظه، لا يتلعثم، ولا يتردد في قراءته، بل يتدفق كالسيل.
ثم أصبح يكثر من قراءته، ويطيل قيامه بالليل، ولا أنسى أنه قرأ سبعة وعشرين جزءا في كعة واحدة، فإذا أحسّ بأحد يأتم به ركع، ونهاه عن ذلك، وقام الليل كله لنفسه.
عودته من مكة المكرمة:
وزار حضرة الشيخ الحرمين الشريفين، وعاد إلى البلاد خلال مدة تناهز سنة، وذلك عن طريق "بومبائي" و"ناسك"، ثم ركب قطارا، سار به إلى الوطن.
وفي غيبته عن البلاد أصدرت السلطات الإنكليزية -بعد ما أمعنت النظر، وقدرت الأمور- قرارا يقضي بالعفو العام، إلا أناسا بأعيانهم ممن تأكدت الشبهات حولهم، وقويت لدى الحكومة، فإنهم ظلّوا مطالبين، حيث ما وجدوا، وقضى حضرة الشيخ بعض الأيام في بيته، لا يفارقه، وأيام الغدر هذه جت على كافة المطابع في "دهلي" ويلات، دمرتها، وتركتها أثرا بعد عين، أما مطبعة الشيخ أحمد علي فلم تكن كبيرة، واسعة النطاق، فلم يجد حضرة الشيخ بدا من البقاء في وطنه،
يعيش أياما في "ديوبند"، وأخرى في وطنه، وقرأت عليه آنذاك شيئا من "صحيح البخاري".
وأنشا المنشي ممتاز على مطبعة في مدينة "ميرته"، فاستقدم حضرة الشيخ إليه انطلاقا من العلاقة الوطيدة والحب الصميم، الذى يربطهما، فلبى دعوته، ورضي بالعمل في مطبعته، كمصحّح للنصوص، وعمله هذا يكاد يكون اسميا، وقد كان المنشي ممتاز على هذا توخّى من وراء استقدام حضرة الشيخ إليه أن يتخذه صاحبا، يشاركه في عمله، ويساعده عليه لا غير.
تأسيس مدرسة ديوبند:
وتقلبتُ في تلك الآونة موظّفا في مجال التعليم والتربية في كل من "بريلي" و"ميرته"، وانتهى بي المطاف إلى هذه المطبعة، فتوظفت فيها، ووجدت جماعة من الطلبة، يسمعون عنه "الصحيح" للإمام مسلم رحمه الله، فكنت أشاركهم في هذه الدروس.
وتم تأسيس مدرسة في "ديوبند" في تلك الأيام، فقد اقترح كلّ من الشيخ فضل الرحمن والشيخ ذو الفقار علي والشيخ الحاج محمد عابد إنشاء مدرسة دينية في "ديوبند"، كما وافقوا على قرار يحدّد قيمة الراتب الشهري للمدرس بخمس عشرة روبية هندية، وأخذوا يجمعون التبرعات، ويتلقّونها، فلم يمض أيام، حتى انهالت التبرّعات على هذه المدرسة، وتوسّعت هيئة تدريسها، واتخذ لها من يعلم الفارسية، ويحفّظ القرآن الكريم، وادّخرت الكتب، فتكوّنت مكتبة عامة.
ونُدِبَ حضرة الشيخ إلى المدرسة، ثم أسندت إليه أمورها، جليلها ودقيقها، وأشرف عليها، والتعرض لما مرّ بالمدرسة من أوضاع وأحوال حرجة شئ لا يجدي كثيرا، ونحبذ الإعراض عنها، إذ يتبين ذلك -بكل وضوح- من خلال التقارير الدورية.
ثم بدا لحضرة الشيخ أن يحج إلى بيت الله، فقام بالحج مع رفقاء له، وعاد كما سافر المنشي ممتاز على إلى "الحجاز" ينوي الإقامة به، واستيطانه، غير أنه عاد منه بعد ذلك بعام، ثم توجّه حضرة الشيخ إلى "دهلي"، حيث أنشأ المنشي الكاتب ممتاز على مطبعة له، وسبق أن اشتغل حضرة الشيخ في المطبعة إلي أنشاها المولوي محمد هاشم في "ميرته" في المدة التي غاب فيها المنشي ممتاز علي عن البلاد.
تدريسه زمن الإقامة بميرته المتضمن لبيان النكات والنوادر:
وأكثر حضرة الشيخ حينئذ من تعليم الطلاب، ولم يدع كتابا من الكتب المتداولة إلا قام بتدريسه هادي البال مطمئن النفس متمكنا من تدريسه، الذى كان يتضمن من موادّ غزيرة ما لا أذن سمعت ولا قلب أدركه، ويأتي بما ندر عزّ من دراسات وتحقيقات علمية توفّق بين وجوه الاختلاف، وبمباحث تلمس جذور الموضوع وتشرحه شرحا وافيا، ولا يزال ثمرة تدريسه ملموسة ظاهرة، ولا شك أن الذرة دون الشمس بمراحل، إلا أنه يعكس ذلك الجمال والفضل، ويتجلى فيه ما يوجب عزمه وتصميمه، فمن شاء فلينظر، وليستمع إلى ما يكتب ويخطب.
سجل حضرة الشيخ خلال هذه الأيام أشياء، منها ما هو رد على سؤال وُجّه إليه، وما هو تحقيق لطلب صديق له، وما هو دون هذا وذاك، وهذه المواد كثيرة جدا، لأن تشردها جعل جمعها وتأليفها من الصعوبة بمكان، وأكثر ما رغب في إفادة الناس في تلك الأيام.
والأخذ عن حضرة الشيخ من الصعوبة بمكان لا يتمكن منه إلا ذو موهبة وذكاء مفرط، لديه دراسة واعية مسبقة للكتاب الذى يريد قراءته عليه، وحينئذ يتأتى له فهم ما يلقيه، وحضرة الشيخ رغم أنه كان يجعل السهل أكثر
سهولة، وأقرب منالا، ويمهد له تمهيدا، غير أن الكلام الصعب، عسير المنال غير مطاوع.
واشتهر في تلك الأيام ما كان يلقيه الأساقفة من خطابات مسمومة تحاول النيل من الإسلام، ويقوم بالرد عليها بعض المسلمين القاصرين دراسة وعلما -ما وسعهم ذلك- أما أهل العلم الراسخون الذين هم أحقّ بالردّ عليها وأولى بالقيام بدحض أباطيلها وأسمارها، فكانوا ينأون بجانبهم عن ذلك، حتى أهاب حضرة الشيخ بأصحابه وتلاميذه إلى القيام في الأسواق، وكشف شبهاتهم، وبيان عوارها، والتكاتف مع أولئك القائمين ضدّ النصارى، وشدّ أزرهم، وأخيرا توصلوا إلى عقد اجتماع يتناظرون ويتباحثون فيه، واتخذ له موعد لا يخلفه أحد.
نكايته في أحد الأساقفة تارا تشند:
حضر حضرة الشيخ هذه المباحثات متنكرا في زيّ غير طائل، ولم يتخذ أناقة، وناظر أحد الأساقفة تارا تشند طويلا، حتى أفحمه، فلاذ بالفرار.
ولقي تلك الأيام الشيخ منصور علي الدهلوي، الذى عرف بنشاطاته الملموسة في مناظرة النصارى ومباحثتهم، وامتاز بها بين الناس، وكأنه يحفظ "الكتاب المقدّس"، وله نَفَس في سير المناظرات معهم، وأصبح تلاميذه -دون غيرهم- يقومون ضدّ النصارى وأساقفتها، يصدعون بالحق، ويناظرون معهم في "دهلي".
عقد احتفال للتعرّف على الله تعالى:
ومن المصادفات أن بعض الإقطاعيين في "تشاندا فور" بمديرية "شاه جهان فور" بولاية "أترابراديش" المدعو بياري لال -وهو هندوكي يتبنى آراء أحد المصلحين الهنادك كبير داس مالت نفسه إلى النصرانية، ورغب في اعتناقها- حاول عقد اجتماع يشهده كلّ من ممثلي الديانات الثلاث:
الهندوسية، والإسلام، والنصرانية، فيتم خلاله مباحثات ومناظرات دينية، وسمي هذا الاجتماع الاحتفال الرامي إلى التعرّف على الله تعالى، وذلك عام 1293 هـ، فأرسل أهل مدينة "بريلي"، ومن حولها إلى حضرة الشيخ من يبلغه هذا الاجتماع، ويطلب منه الحضور والمشاركة فيه، فأعدّ عدّته وشدّ رحاله إليه، وسبق أن استدعى الشيخ منصور علي من "دهلي" إليه، وصحب حضرة الشيخ أناس من ههنا، فساروا، حتى وصلوا إلى "شاه جهان فور"، فدخلوا القرية التى اتخذت موقعا لهذا الاجتماع، ومسرحا لهذه المناظرات، وأول ما نشب الاختلاف في تحديد الموضوع، الذي يدرسه الاجتماع بالإضافة إلى اختلاف في الموعد المحدّد، الذي يلتزمه كلّ من المشاركين، وأخيرا توصّلوا إلى الموافقة على إجراء المباحثات والبدء فيها، دون أن يحدّدوا الموضوع، وأسلموا ذلك إلى الممثلين، وليتعرض كلّ منهم لما يعتقده، ويتبناه هو إذا ما جاء الدور عليه.
في هذا الوقت المحدّد ألقى حضرة الشيخ خطابا. بليغا يردّ على التثليث، والشرك، ويؤكّد على ضرورة التوحيد، فذلّ له أعناق من أحبّه، ومن أبغضه، وآمنوا بما قال، ورضوا به، وقد تم نشر وطباعة التقرير عن الاجتماع، وهو في متناول الأيدى، فلينظر من شاء تضمن التقرير ما ألقاه حضرة الشيخ من محاضرة بليغة.
ولجأ الأساقفة إلى التعرّض لقضيّة القدر، كما هو دأبهم، إذ لا يرون أنفسهم في مأزق يصعب الخروج منه، إلا لاذوا به، وانصرفوا إليه، فشرح حضرة الشيخ هذه القضيّة البالغة من الصعبة بمكان شرحا، قرّبها إلى أذهان الخاصة والعامة، وانشرحت صدورهم بها.
وفي السنة التالية 1294 هـ بلغ حضرة الشيخ انعقاد الاحتفال، فشهده كما حضره كاهن هندوكي شهير، وهو ديانند سرستي، وديانند هذا شرَّع دينا
حديدا، يؤمن بالتوحيد، وينكر عبادة الأصنام، وينحو باللائمة عليها، خلافا لما يعتقده ويتبناه عامة الهنادك، غير أن إيمانه بـ "فيدا" وتبنيه التناسخ وغيره من المعتقدات الهندوكية جعله يشارك الهنادك في معظم القضايا، وكان يكثر من استخدام الكلمات السنسكريتية في خطابه، فصعب على غير أهلها فهم خطابه، غير أن الشيخ محمد علي الشهير بالكفاح ضدّ الهندوسية والرد عليها قام بمجاوبته، ودحض أباطيله، ثم تعرض حضرة الشيخ في خطابه لقضية الوجود والتوحيد، وشرحها شرحا وافيا، ألقم الحضور حجرا، وحملهم على الإصغاء إليها، والاستماع لها.
نكايته في الأساقفة:
واستفاض حضرة الشيخ في إثبات التحريف لدى النصارى، فاعترف الأساقفة بتسرّب التحريف والتبدّل إلى كتابهم "المقدس" لديهم، ولاذوا بالفرار حين حمي وطيس المناطرة، وتشرّدوا أيادي سبا، وأعجلهم الفرار عن بعض مصادرهم ومراجعهم، التي قدموا بها، وخرج حضرة الشيخ من هذه المناظرة مرفوع الرأس، تم على يديه الانتصار للدين الإسلامي، الذي كتب الله له البقاء والانتصار، حتى تقوم الساعة، ولو كره الكافرون.
وهذان الاحتفالان في عامين متتاليين مما كشف للناس مكانته العلمية ومقدرته وموهبته، وأدركوا كيف يأتي نصر الله تعالى وعونه وفضله، وتجسّد لهم ما قيل: إنه لا يرجع إلا إلى تأييد من الله ونصرته، حتى انطلقت ألسنة الأساقفة بالاعتراف بأن هذه الكلمات بما تحمل في طياتها من بلاغة ومفعول كبير، كفيلة بحمل المرء على الإيمان بالقدر إن كان الإيمان به حقا.
هذا، الإيمان بالقدر لا يهتدي إليه، ولا يوفّق له، إلا من كتب الله له ذلك، وطريقة الحق نقية بيضاء، لا يزيغ عنها إلا هالك.
والتقرير عن هذا الاجتماع لم يتم بعد نشره وطبعه، وإن كان قد دوّن وجمع في ذلك المكان، والآن بعد ما بلغ به المرض نهايته وحان أجله، تم الشروع في طبع هذا التقرير، والمأمول أن يرى النور حتى يشتهر، ويعم نفعه.
بلغني يومئذ أنه في حاجة إلى تقدمة كلمات عليه، فقام حضرة الشيخ بتوفية هذه الحاجة وقضائها، وسماه حجة الإسلام، وتم إصداره.
رحلته برفقة الشيخ رشيد أحمد وأنا معهما إلى الحجاز:
وعقد الشيخ رشيد أحمد عزمه على الحج لبيت الله ذلك العام، فأعددت نفسي له، ولم ندع حضرة الشيخ، حتى استصحبناه، عندما سرنا إلى "مكة"، ورافقه غير قليل من أصحابه المعجبين به، خرجنا في شوَّال عام 1293 هـ، وقفلنا إلى الوطن في الأيام الأولي من شهر ربيع الأول، ورفقتنا هذه لم تضم إلا علماء، يتراوح عددهم ما بين ثمانية عشر وعشرين حاجا بمن فيهم حضرة الشيخ، فكانت خير رفقة.
إصابته بمرض في طريق العودة:
وسعدنا بزيارة الشيخ -أي الشيخ إمداد الله المهاجر المكي- والأمكنة المقدسة وصلنا "حدة" إذ أدرك حضرة الشيخ الحمى، فقلنا في أنفسنا: إنها ترجع إلى مفارقة هذا الشيخ الجليل والمشي المتواصل أضف إلى ذلك، أنه لم يكن يعاني من مرض قبل الحج، فما إن بلغنا "جدة"، حتى ركبنا سفينة كادت تقلع مراسيها لتبحر، بينما السفن الأخرى أخرت إبحارها لمدة عشرة أيام أو أسبوعين، وتوقّعنا أن الوصول إلى "بومبائي" يستغرق خمسة عشر يوما، فهلا نتحمّل شيئا من المتاعب، التي يسبّبها ضيق المكان في السفينة، فركبناها، وفعلًا عانينا فيها من المتاعب ما يعدل تلك الراحة الطمأنينة، التي لقيناها عندما أبحرنا إلى "مكة".
فما مضى يومان على متن السفينة، حتى ألم بحضرة الشيخ نوبة عادية من الصفراء، ونزل به الحمى في مكان بعيد عن الراحة والدواء، وحيث لا ينفع حيلة أريب، وأخذت وطأة المرض تشتدّ عليه حتى بلغ به حالة دب اليأس إلى قلوبنا، وعمّ الوباء في السفينة، وانتشر انتشارا مروعا، يلتقم لكل يوم نفسا أو نفسين، ثم دخلت السفينة "عدن"، ففرض عليها كرنتينا أي ملازمة المحجر الصحى وحجر عليها صحيا لأجل الوباء، الذي أحدق بأهلها، مما منع من في السفينة من النزول إلى البلد ومن بالبلد من الصعود إلى متن السفينة، ثم رست السفينة في مكلا قليلا، تمكن الركاب من شراء الليمون من الباعة الصاعدين إلى السفينة، كما اشترينا البطيخ والورد وشيئا من الأدوية في السفينة، ووصف له الطبيب الكينين، وأمر له بمرق الديك، وأنّى لنا الديك في مكان مثله، فأحضره هو الطبيب، وكان من ديدن حضرة الشيخ أن ترغب نفسه عن تناول الغذاء خلال نوبات المرض، أيّ رغبة، فبلغ "بومبائي" منهوك القوى، لا يستطيع الجلوس إلا بشق النفس، ولبثنا بها يومين أو ثلاثة، ثم غادرناها إلى الوطن، فاستقبلنا سموم ولوافح هبت في سهول مدينة "جبل فور"، رغم أن الفصل شتاء، فسائت حاله، وكنا نحمل معنا -الحمد لله على ذلك- الليمون والبرتقال، فأطعمناه، وسقيناه ماء.
بلوغه الوطن ونقوهه:
وبلغ الوطن، فزال المرض، ونقه، وتوقف السعال، وربما يعاوده نوبات نفسية، فيصعب عليه الاستطراد في الحديث، ثم خف عنه ذلك قليلا.
اشتهار أمر ديانند:
وفي شهر شعبان من نفس العام أتاه من روكي آت يخبره بوجود ديانند في المدينة، وما ينفثه من سموم وطعون في الإسلام، وحمل أهلها حضرة
الشيخ على أن يقوم بزيارة المدينة، ومقاومة ديانند الجموح، فشدَّ رحاله، رغم ما كان يعانيه من مرض وضعف، وصحبه جماعة من أصحابه والمعجبين به، وصل خلائق لا تحصى من كل صوب وحدب إلى المدينة طامعة في الاستماع لكلامه وطامحة إليه.
ديانند يلوذ بالفرار بمجرد سماعه قدومه:
غير أن هذا الرجل المسكين لم يرض بالحديث معه، وأخذ يتعلل بشروط واهية دلّت على سوء نيته وخبث إرادته، والعاقل تكفيه الإشارة، وأخيرا خرج منها خائفا يترقب، وألقى حضرة الشيخ هناك خطبة، وأطال نفسه في دحض أباطيله، وأسماره، ورد على طعونه، ثم عاد إلى "ديوبند"، وقضى شهر رمضان في وطنه، وأخذ يدوّن ما ألقاه في روركي ردا على طعونه في الإسلام، وأكبر مطاعنه في الإسلام تمثل في الاستقبال والتوجّه إلى الكعبة في الصلاة، إذ اعتبره من عبادة الأصنام، وسمى حضرة الشيخ هذه الرسالة "قبله نما" أي الهادي إلى القبلة، وهي رسالة ضخمة.
وطوف ديانند في أماكن كثيرة، وانتهى به المطاف إلى "ميرته" يوجّه إلى الإسلام المطاعن التى سبق أن وجهها في مدينة "روركي" من قبل، وأخلق بفاقد الحياء أن يفعل ما شاء له الهوى، وذلك في وقت كان في نفس حضرة الشيخ أن يزور "ميرته"، إذ قام بعض أهلها يرغب الناس في ندب حضرة الشيخ إليها، فاستعدّ له -رغم ما كان به من علة وضعف أنهك قواه- وتجلد على السير إليها، ودخل المدينة، فإذا بالكاهن الهندوكي هذا يخلق معاذير، ويدبّر الحيل فرارا من مناظرته.
قيامه بالرد عليه، وتسمية الشيخ عبد العلي له بالرد المماثل:
وقام حضرة الشيخ بها -كذلك- بالرد عليه، وأخذ يدوّن شيئا من ذلك، قرتبه الشيخ عبد العلي كإجابة عن مطاعنه واعتراضاته، وسماه
"جواب تركي بتركي" أي (الرد المماثل)، وسبق أن رد بعض أصحاب هذا الكاهن الهندوكي على كلام الشيخ هذا، وتفوه بأشياء منكرة لاغية تحاول النيل من الإسلام، وليس لها أساس، فجاءت هذه الرسالة بمثابة الرد على ردّه.
ثم تتابعت عليه نوبات المرض في أوقات متقاربة، وكاد يضيق نفسه غير مرة، ثم خفّف الله تعالى عنه وطأته، فحسبناه مرضا أزمن، وليس ذلك، إلا نوبة من نوباته، مما لا يبعثنا على قلق زائد، ولم نكن فقدنا كل أمل في حياته وعودة الصحة، إذ لم ندع وجها من وجوه التداوي، إلا جرّيناه، ولم يزد ذلك إلا سوءا، وعمل له الأطباء بالطب اليوناني كلّ ما رأوه ناجعا، كما أفرغ الأطباء العصريون وسعهم في إيجاد حيلة تنجيه من براثن الموت. الفتّاك، واتخذ له الأدوية الهندية من قسطة والعصير، ولم يغن ذلك فتيلا، وما برح به المرض.
سنتان من مرض تخللهما نقه:
ومرّت سنتان، وهو مريض، ويتخللهما نقه، فيعود إليه بعض القوة، ثم يعوده نوبة من نوبات ضيق النفس، فيغلبه الضعف، والنهك، فإذا انتابه المرض، واستمرّ يوما سلب قوة جلبته أيام.
وخلال هذه الأيام أيام المرض، لم يوصف له علاج، إلا تعاطاه، ولم يحضر له دواء، إلا رضي بتناوله، ولم يتخذ له أحد حيلة إلا مارسها وجرّبها، وكل ذلك جريا على خلاف ما تعوده، إلا أنه أصبح مرهفا لطيف الحس، لا يرضى من الدواء، إلا ما وافق مزاجه وطبعه، فإذا شرح له أصحابه ومحبوه، وبينوا له ذلك لم يستنكف عن تناوله، واستسهل غير مرة، فيخف وطأة المرض لمدة غير طويلة، ولا يستأصل المرض، ولا يقضي عليه نهائيا، وأفرغ الطبيب مشتاق أحمد الديوبندي وسعه في مداواته، ولم يكن يفارقه يوما، كما
أن الطبيب الحاذق الحافظ عبد الرحمن المظفر نغري هو الآخر استنفد حيلته في علاجه، لكن القدر كائن لا محالة، يستحيل الفرار مما كتب الله وقدر، وداء الموت ليس له دواء، وأجل الله تعالى إذا جاء لا يؤخَّر، ولو نفع الدواء ونجح الحيلة دون القدر لم يحل دون عودة الصحة إليه شيء، فقد توفر له من الأدوية ما يصعب على الأثرياء إحضاره وتعاطيه، وهيئ له من العلاج، قلما ينال مثله ملوك الأرض، ولكن أين الطمع، ومخافة الموت من إيمانه النابع عن قلبه المطئمن.
حضرة الشيخ يعود الشيخ أحمد علي في سهارن فور:
وفي الأيام الأخيرة من حياته نزل بالشيخ أحمد علي الفالج، فاتجه حضرة الشيخ إلى "سهارن فور" يعوده، وسبق أن استدعي الطبيب عبد الرحمن من "مظفر نغر"، وعاد إلى "ديوبند"، مساء اليوم الذي سار فيه إلى "سهارن فور" بالقطار، فمسه نصب تسبّب في معاودة مرضه، ثم تحسنت حالته بعد ذلك بأيام، وعادت إليه الصحة، فلما وجد في نفسه قوة وخفة طلب منه ابني علاء الدين أن يفيده شيئا مما علمه الله، فرضي حضرة الشيخ بذلك، وأخد يحدث حديثا وحديثين من "السنن" للإمام الترمذي عقب صلاة العصر، ويجدّ في تحديثه ما لم يأخذه سعلة، فيتوقف قليلا، حتى تهدأ ثورتها، ثم يستمرّ فيه، وإذا ما غلبه السعال أوقف التحديث.
وفي تلك الأيام قصد "سهارن فور" مرة ثانية، إذ لا زال الشيخ أحمد علي رغم ما خفّ من مرضه يعاني من الحمّى والضعف المتناهي، فطلب إليه الشيخ أحمد علي أن يقضي أياما لديه، فلم يمانعه حضرة الشيخ، ولبث أسبوعين عنده، وإن لم يكن تعود قضاء مدة طويلة مثل هذه في "سهارن فور"، فعادت إليه نوبة المرض، كما نزل به داء ذات الجنب.
بلغنا مرضه هنا في "ديوبند" في اليوم التالي منه، فقصد الحافظ أنوار الحق يومه إلى "سهارن فور" ليرجع بحضرة الشيخ صباح الغد إلى "ديوبند"، فعاد إليها، وقد تبدلت حالته من سئ إلى أسوأ، واحتبس نَفَسه، فاضطرّ إلى الافتصاد، مما سكن ألمه لبرهة، ثم وَخَزَه الألم، فاتخذ له العلق لتطيب نَفَسه لمدة يومين أو ثلاثة، ويتنفس الصعداء، وطلب له خلال هذه المدة أدوية من "دهلي"، تقوى جسده، وتبعث فيه النشاط والقوة، وقد بلغ به الجهد كلّ مبلغ، لا يطاوعه لسانه، إلا بشق النفس، واشتدّت به الحرارة، وربما يسوده غفلة، فناولوه (الملين)، ثم بدأ لهم إعادته، ففعلوا فازداد غفلة وذهولا، وظلّ يجاوب الناس، حتى دخل الظهر، وقد غلبه الإغماء، ونبّهوه للصلاة، فلم يزد أن قال: نعم، لم يستطع أن يقوم إلى التيمم لا الصلاة، فأخذ شيء من اليأس يدب إلى قلوبنا.
رحلته إلى الدار الباقية:
وفي آخر يوم من حياته انعقد لسانه، وأخذت عصباته تتشنج، فعلمنا احتضاره وإشرافه على الموت، ثم مضى الليل ونهاره، والليل التالي، حتى انتصف النهار يوم الخميس، وقد حضره أصحابه جميعا من "أمروهه"، و"مراد آباد"، و"سهارن فور"، و"كنكوه"، و"نانوته"، وغيرها، لفَظَ نفسه الأخير عقب صلاة الظهر من يوم الخميس في الرابع من شهر جمادى الأولى عام 1297 هـ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فقامت القيامة، ووقع ما تخوّفناه، وغصت الدار بمن فيها، وضاقت عنهم، فنقل جثمانه إلى المدرسة، حيث بقي، حتى تم غسله وتكفينه.
ودفن في بقعة خارج البلد، وقفها الطبيب مشتاق أحمد كمقبرة له يومئذ، فكان أول من قبر في تلك البقعة حضرة الشيخ، وصلى عليه قبيل صلاة المغرب في فناء البلد، وحضرت الصلاة عليه خلائق كثيرة، لم تشهد
تلك المناطق اجتماعا يماثله، ودفن بعد صلاة المغرب، وأحيل التراب على خزينة الخير هذا.
تلقى الناس وفاته بحزن بالغ لم يسبق له مثيل، وأخذ منهم الأسى كل مأخذ إلا أنهم لم يقوموا بلطم الوجوه والولولة وشق الجيوب وضرب الخدود، إذ لم يكن لأحد منهم أن يتعدى حدود الله تعالى بما سعدوا من صحبة حضرة الشيخ، غير أنا لم نسمع حزنا عم الناس مثله، أعلى الله درجاته في الجنة وأسكنه بجوار رحمته.
كنت أرسلت إلى الشيخ رشيد أحمد يوم الثلاثاء، فقدم قبل أن ينتصف نهار يوم الأربعاء، ثم عاد إلى "سهارن فور" يوم الجمعة، وحل مأساة تفوق التصور، غير أنه جلد صبور على المصائب، فاحتسب، والتزم الصمت، وأثر من الصلاة، وقد كان يعاني في مرض من ذي قبل، فانقلب أسوأ حالا لأجل هذه المأساة.
وفاة الشيخ أحمد علي:
وبلغ "سها ر ن فور"، فإذا بالشيخ أحمد علي قد حان أجله، وجاد بنفسه يوم السبت، فحلت به مصيبة تتلوها مصيبة، وبلاء يعقبه بلاء، غير أن وفاة حضرة الشيخ خففت من وطأة هذه المأساة الأخيرة، وإلا كانت كارثة أيّ كارثة، لا يعلم مداها إلا الله تعالى.
أبناؤه وأنجاله:
وأعقب حضرة الشيخ ابنين، أحدهما أحمد البالغ من عمره ثمانية عشر عاما شاب متزوّج مكب على الدراسة، ذو ذهن متوقّد وقريحة ماضية، رزان وقور، جعله الله تعالى يقفو أباه، وحباه من السمعة الطيبة والعز الرفيع، ما أناله أباه، وأعم به الصلاح والتقوى والعلم والفضل.
ونجله الأصغر محمد هاشم البالغ من عمره ثماني سنوات: رشيد، واع، قويم السيرة والسريرة، يتحفظ القرآن الكريم، رزقه الله من المواهب ما ظهر منها وما بطن.
بناته:
وله ثلاث بنات، إحداهن إكرام النساء، تكبر ابنه أحمد، وسائر أولاده، فهي بكر أولاده، زوجها حضرة الشيخ من المولوي عبد الله، وعبد الله هذا ابن أختي، ومن ذرية الشاه أبي المعالي الأنبهتوي ومن ولد المولوي أنصار علي، قرأ عليّ جلّ الكتب الدراسية، كما قرأ بعضها على حضرة الشيخ نفسه، رجل جمع خصال الخير، وله الآن ثلاث بنات، بارك الله في ذريته.
ويصغرها السيّدة رقية، زوجها حضرة الشيخ العارف بالله محمد صديق ابن أخت الشيخ أمين الدين خال حضرة الشيخ، من ولد الشيخ عبد القدوس الكنكوهي، رجل صالح، رزان وقور، ليس له ابن سواه.
وقام حضرة الشيخ بتزويج بنتيه، لم يحد في ذلك عن السنة النبوية قيد شبر، فأنكحهما دون بلاغ مسبق عقب صلاة الجمعة، غير أنه استدعي الشيخ رشيد أحمد، وأغلب الظنّ أنه بلغه مسبقا، ولم يبلغ أحدا سواه، ولم يهتم بجهاز طائل يقدمه لبناته، غير أنهما كانتا تمتلكان كجاري العادة في عشيرتنا شيئا من الحلي والثياب، ولا زالتا تقضيان حياتهما فرحتين مسرورتين بفضل من الله تعالى وكرمه.
وأصغر بناته السيدة عائشة البالغة من عمرها أربعة عوام، أحبّها حضرة الشيخ حبَّا جمّا، يقرب مجلسها -دون سائر أشقائها وشقيقاتها- إليه، ويحادثها، بارك الله تعالى في عمرها، ورزقها الله صلاحا، وهي في سنها هذا كيسة بهيجة الخاطر، اللهم زد، فزد.
من أعلام تلاميذه:
وتتلمذ على حضرة الشيخ أناس كثيرون، أفضلهم الشيخ محمود حسن، أكبر أنجال الشيخ ذو الفقار علي، تلقى جلّ دراسته في "ديوبند"، وسمع الحديث عن حضرة الشيخ، وأتم عليه دراسته، وارتوى من منهله الفيّاض، وهو أول من نيطت به عمامة التخرّج في دار العلوم ديوبند.
وثانيهم: الشيخ فخر الحسن الكنكوهي أشبه الناس بحضرة الشيخ استقامة من صفوة أصحابه وحواريه، له مقدرة فائقة، كعب عال في العلوم، وهو الآخر، قد تلقى دراسته في "ديوبند"، وبدأها على الشيخ رشيد أحمد.
وثالثهم: الشيخ أحمد حسن الأمروهوي، أخلص له حضرة الشيخ المودة، وهو رجل ذو كفاءة بالغة، وأوفق الناس لحضرة الشيخ، وله تلامذة دون هؤلاء، كثيرة ما هم.
وكان حضرة الشيخ في أول أمره يستنكف أن يبايعه على يده أحد، رغم ما أذن له الشيخ الحاج -يعني به الشيخ الحاج إمداد الله المهاجر المكّي- بالبيعة، ثم أقبل عليه بعد ما أكّدوا عليه كثيرا، فبايعه أناس لم يأذن لأحد منهم بالمبايعة، وإن كان فيهم عدد غير قليل من أصحاب اجتهاد، وأحوال.
وأصبح -اليوم- يرفض المبايعة، فإن أصرّ عليه أحد أمره ببعض الأوراد والأذكار، ولقد بزّ أصحابه والمعجبون به أهل زمانهم تحقيقا لرضى شيخهم، ووفاء له، رغم أن حضرة الشيخ لم يكن يعاملهم إلا معاملة الأصدقاء والإخوان، ولشدّ ما كان يتضايق أن يكثروا من تعظيمه وتوقيره، وقد أرّخ غير واحد من العلماء لوفاته يطول استيعابه، وإنما أتعرض لاثنتين منها أعجباني، أولهما ما قمت بتاريخه وهو "كيا جراغ كل هوا؟ "(أي ما أسوا أن انطفأ السراج) ونظمته في غير وجه.
وأرخ الشيخ فضل الرحمن وهو خير ما أرخ لوفاته وأروعه، "وفات سرور عالم كا يه نمونه هي"(أي هذه المساسأة تحاكي وفاة سيد الأنام) صلى الله عليه وسلم، وهذه الكلمة شطر من بيت جادت به قريحة الشيخ فضل الرحمن.
وأرّخ السيّد عبد الرحمن صاحب المطبعة النظامية بـ "كانفور" لوفاة هذين الشيخين رضي الله عنهما فنعم ما أرّخ، وأرّخت أنا لهما "مصيبت بر مصيبت آئي"(أي مصيبة تلتها مصيبة).
* * *
3966 - الشيخ الفاضل مولانا محمد قاسم بن الحاج أفسر الدين النواخالوي
*
ولد سنة 1322 هـ في قرية "حاجي بور" من مضافات "جَوْمُوهَاني" من أعمال "نواخالي".
لقّب بتاج الواعظين.
قرأ مبادئ العلم في مدرسة أشرف العلوم بـ "جَوْمُوهاني"، ثم سافر إلى "جاتجام"، والتحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري.
وقرأ فيها كتب الدرجة المتوسطة، ثم سار إلى "الهند"، والتحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية.
من شيوخه: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، ومولانا السيّد أصغر حسين الديوبندي، وغيرهما، من المحدثين الكبار، رحمهم الله تعالى رحمة واسعة.
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 253.
بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، والتحق بالمدرسة الإسلامية جَوْمُوهَاني، ودرس فيها خمسة عشر سنة متوالية، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية نواخالي، ودرس "صحيح البخاري"، وغيرها من كتب الحديث والفقه والتفسير.
وكان عالما متقنا، محدّثا، كبيرا، واعظا بليغا، خطيبا مصقعا، ورعا تقيا.
* * *
3967 - الشيخ العالم الصالح الفقيه أبو القاسم بن جمال الدين الكشميري، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: وُلِدَ، ونشأ بـ "كشمير".
وقرأ العلم على والده، وعلى عمّه العلامة كمال الدين، ثم ولي القضاء بـ "كشمير"، أخذ عنه مولانا محمد أمين، ومولانا عبد الغني، وجمع كثير من العلماء.
مات، ودفن بـ "كشمير"، كما في "روضة الأبرار".
* * *
3968 - الشيخ الفاضل القاسم بن الحسين بن أحمد الخوارزمي النحوي
* *
* راجع: نزهة الخواطر 5: 35.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1109، والفوائد البهية ص 153، 154. =
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ولد سنة خمس [وخمسين
(1)
] وخمسمائة.
تفقّه على أبي الفتح ناصر بن عبد السيّد المطرِّزي.
وأخذ عنه العربية.
وله تصانيف: "شرح المفصّل"، سماه "التجمير"
(2)
ثلاث مجلدات، و"شرح سقط الزند"
(3)
، و"التوضيح في شرح المقامات"، و"الزوايا والخبايا" في النحو، وله "بدائع الملح".
قتلته التتار سنة سبع عشرة وستمائة.
= ترجمته في معجم الأدباء 16: 238 - 253، وتاج التراجم 50، وبغية الوعاة 2: 252، 253، وكتائب أعلام الأخيار برقم 346، والطبقات السنية برقم 1713، وكشف الظنون 1: 230، 2: 956، 992، 993، 1615، 1775، 1789، 1790، والفوائد البهية 153، 154، وهدية العارفين به 1:828.
وورد اسم جده في معجم الأدباء وبغية الوعاة: "محمد". والمترجم هو: "أبو محمد، مجد الدين، صدر الأفاضل".
(1)
تكملة لازمة من مصادر الترجمة، عدا الطبقات السنية.
(2)
في بعض النسخ "التحبير"، والمثبت في بعضها، وهو الصواب، كما في معجم الأدباء 16: 253، والكتائب، والفوائد، وهدية العارفين، وتحرف في تاج التراجم إلى "التحرير"، وفي كشف الظنون 2: 1775، إلى "التخمير".
وجاء في حاشية بعضها: "تحبير - تخبير - تخمير - تجمير - التحيير".
وشرحه الصغير يسمى "المجمزة".
(3)
سماه: "ضرام السقط".
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد": ذكره السيوطي في "البغية"، وقال: قال ياقوت: صدر الأفاضل حقا، وأوحد الدهر في العربية صدقا، ذو الحظ الوافر، والطبع النقاد، برع في علم الآفاق، وفي نظم الشعر فهو عين الزمان، وغرة جبهة الأوان، ولد تاسع شوال سنة 555 هـ، وكان حنفيا سنيا، ذو بهجة سنية وأخلاق رضية، وأشر طلق، ولسان ذلق، صنّف "التجمير" شرح "المفصّل"، و"شرح سقط الزند"، و"شرح المقامات"، و"شرح الأنموذج"، و"شرح الأبنية"، و"الزوايا في الخبايا" في النحو، و"المحصل" في البيان، وغير ذلك.
* * *
3969 - الشيخ الفاضل القاسم بن الحسين، أبو عبيد
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: له كتاب "النُّتَف" في الفقه في مجلد.
* * *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1110.
ترجمته في تاج التراجم 51، والطبقات السنية برقم 1714.
وذكر الأستاذ كحالة أبا عبد الله القاسم بن الحسين العزنوي الدمراجي، المتوفى سنة إحدى وثمانمائة، وقال: فقيه، من آثاره فتاوى، سماها النتف الحسان. معجم المؤلفين 8:98.
3970 - الشيخ الفاضل القاسم بن الحكم العُرَني الفقيه، أبو أحمد، قاضي "همذان
" *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو من أصحاب أبي حنيفة.
روى عنه، وعن زكريا ابن أبي زائدة.
روى عنه محمد بن حسَّان الأزرق في آخرين.
قال الذهبي: كان أحمد قد عزم على الرحلة إليه، وثَّقه غير واحد.
مات سنة ثمان ومائتين.
روى له الترمذي.
* * *
3971 - الشيخ الفاضل أبو القاسم بن المفتي داود، التتوي، السندي، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول والعربية
* *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1111.
ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري 4: 171، والجرح والتعديل، الجزء الثالث، القسم الثاني، صفحة 109، وميزان الاعتدال 3: 370، والعبر 1: 355، وتهذيب التهذيب 8: 311، 312، وتقريب التهذيب 2: 116، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 312، والطبقات السنية برقم 1715، وشذرات الذهب 2:21.
* * راجع: نزهة الخواطر 6: 19.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان يدرّس، ويفيد.
أخذ عنه خلق كثير، وجعله عالمكير بن شاهجهان الدهلوي سلطان "الهند" وكيلا شرعيا له في دار القضاء.
مات سنة ثلاث عشرة ومائة وألف، فأرّخ لموته بعض أصحابه من قوله:"ذهب العلم من السند"، كما في "تحفة الكرام".
* * *
3972 - الشيخ الفاضل القاسم بن زُريق
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو من تلاميذ أبي مطيع.
قال: دخلت أنا وأبو مطيع "بغداد"، فاستقبلنا أبو يوسف، فقال: يا أبا مطيع! كيف قدمت؟ قال
(1)
: ثم نزل عن دابته، فدخلا المسجد، فأخذا في المناظرة.
* * *
3973 - الشيخ الفاضل المولى شاه قَاسم ابْن الشَّيْخ المخدومي
* *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1112.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1717، نقلا عن الجواهر.
(1)
بعد هذا في بعض النسخ بياض قدر كلمتين.
* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 270.
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى متوطنا بِمَدِينَة "تبريز"، وَلما دخل السُّلْطَان سليم خَان الْمَدِينَة المزبورة أَخذه مَعَه إلى بِلَاد "الرّوم"، وَعين لَهُ كل يَوْم خمسين درهما.
كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما، كَامِلا، فَاضلا، أديبا، لبيبا، حُلْو المحاضرة، لطيف المحاورة، وَكَانَت لَهُ معرفَة بِطرف صَالح من كل الْعُلُوم.
وَكَانَ لَهُ حَظّ من علم التصوّف أيضا، وَكَانَ يكْتب الْخط الْحسن، وَكَانَت لَهُ مهارة تَامَّة فِي علم الإنشاء، وَقد افْتتح إنشاء "تواريخ آل عُثْمَان"، فاخترمته الْمنية، وَلم يكملها.
مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة ثَمَان أوْ تسع وأربعين وَتِسْعمِائَة.
* * *
3974 - الشيخ الفاضل قاسم بن صلاح الدين الخاني، الحلبي
*
صوفي، منطقي، متكلم، محدث، أصولي.
سافر إلى "العراق"، و"الحجاز"، و"تركيا"، وعاد إلى "حلب".
فولي فيها الإفتاء إلى أن توفي.
* راجع: معجم المؤلفين 8: 104.
ترجمته في سلك الدرر 4: 9، 10، وهدية العارفين 1: 833، والكشَّاف 141، وفهرس التيمورية 1: 120، 2: 16، 3: 79، وإيضاح المكنون 1: 266، 2: 34، والأعلام 5:177.
من تصانيفه: "التحقيق في الرد على الزنديق"، و"السير والسلوك إلى ملك الملوك"، و"رسالة في مصطلح الحديث"، و"رسالة في المنطق". ولد سنة 1028 هـ، وتوفي سنة 1109 هـ.
* * *
3975 - الشيخ الفاضل قاسم بن عبد الله القونوي، الرومي
*
فقيه.
من تصانيفه: "أنيس الفقهاء".
توفي سنة 978 هـ.
* * *
3976 - الشيخ الفاضل القاسم بن عبد الرحمن بن محمد بن حسَّان بن سنان، أبو بكر، التنوخي، قرابة إسحاق بن البهلول بن حسَّان
* *
* راجع: معجم المؤلفين 8: 105.
وترجمته في هدية العارفين 1: 832، وإيضاح المكنون 1:149.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1113.
ترجمته في تاريخ بغداد 12: 444، 445، والطبقات السنية برقم 1719، ونسبته:"الأنباري" أيضا.
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ولد بـ"الأنبار" في سنة تسع وعشرين ومائتين [أو سنة ثمان وعشرين]
(1)
.
ومات بها في ربيع الآخر سنة ست عشرة وثلاثمائة.
قال أحمد بن يوسف الأزرق: وكان ثقة، رحمه الله تعالى.
* * *
3977 - السيّد الشريف أبو القاسم بن عبد العزيز بن سراج الدين الحسيني الواسطي الهنسوي الفتحبوري، أحد العلماء الصالحين
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: وُلِدَ لخمس خلون من ربيع الأول سنة خمس وسبعين ومائتين بعد الألف ببلدة "نصير آباد"، ونشأ في مهد العلم والمشيخة.
ولازم عمّه السيّد عبد السلام بن أبي القاسم الحسيني النقشبندي، وأخذ عنه العلم والمعرفة، وحصلتْ له الإجازة عن الشيخ عبد الرحمن بن محمد الباني بتّي المحدّث، والشيخ الصالح أمين الدين الحكيم اللكنوي، والسيّد ضياء النبي بن سعيد الدين الشريف الحسني الرائ بريلوي، والسيّد الوالد رحمهم الله، ونفعنا ببركاتهم-.
وكان صالحا، نقيّا، تقيّا، حليما، متواضعا، بَشُوْشا، طيّب النفس، كريم الأخلاق.
(1)
سقط من: بعض النسخ.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 18.
(له اشتغال بالمطالعة والتأليف، مع تودّد ومواساةِ وبرّ واشتغال بخاصّة النفس، كانتْ بينه وبين الشيخ العلامة رشيد أحمد الكنكوهي مراسلات ومكاتبات، وكذلك راسل العارف الكبير الشيخ الأجلّ إمداد الله بن محمد أمين العمري التهانوي المهاجر إلى "مكّة المكرّمة"، وكانت له عناية بجمع مآثر أسلافه الكرام، جمع رسائل الإمام الشيخ ولي الله المحدّث الدهلوي، وابنه العلامة المحدّث عبد العزيز، والشيخ محمد عاشق البهلتي، وغيرهم، الواردة إلي الشيخ أبي سعيد بن محمد ضياء بن آية الله بن علم الله النقشبندي البريلوي في مجموعة، وسمّاها "مكتوب المعارف".
وله من المؤلّفات: "نور على نور"، ترجمة "سرور المحزون" في السيرة للشيخ الإمام المحدّث ولي الله الدهلوي، و"عرض مخلصان"، و"شعله جان سوز"، و"مآثر السّلام"، و"بركات أحمدية"، كلّها في أردو، و"مجموع فتاوى":
توفي في ثاني عشر ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف، ودفن بجوار عمّه الشيخ الكبير عبد السلام بن أبي القاسم الهنسوي.
* * *
3978 - الشيخ الفاضل القاسم بن علي بن الحسين بن محمد بن علي أبو نصر أقضى القضاة ابن قاضي القضاة، أبي القاسم ابن نور الهدى الهاشمي، الزينبي
*
* راجع: الجواهر المضية برقم 1114.
ترجمته في تاج التراجم 51، والطبقات السنية برقم 1720.
سقط من بعض النسخ: "ابن قاضي القضاة".
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
قال ابن النجَّار: كان شابا فاضلا، له معرفة في الفقه على مذهب أبي حنيفة، وكان يعرف الأدب، ويقول الشعر، ويكتب خطّا حسنا.
صنّف رسالة، تتضمّن أحكام الصيد، خدم بها الإمام المستنجد، وولاه قضاء "بغداد"، ولقّب بقاضي القضاة سنة ست وخمسين وخمسمائة.
ومات سنة ثلاث وستين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
3979 - الشيخ الفاضل الكبير القاسم بن عمر الدهلوي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان والده ابن أخت الشيخ نظام الدين محمد البدايوني.
ولد، ونشأ بمدينة "دهلي".
حفظ القرآن الكريم، وقرأ العلم على مولانا جلال الدين الدهلوي.
قرأ عليه "الهداية"، و"البزدوي"، و"المشارق"، و"الكشّاف"، وسائر الكتب الدراسية، ولازمه مدّة من الزمان.
وكان مفرط الذكاء، جيّد القريحة.
له "لطائف التفسير"، كتاب في تفسير القرآن، يحتوي على اللطائف والأسرار، كما في "سير الأولياء".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 2: 115، 116.
باب من اسمه قاسم بن محمد
3980 - الشيخ الفاضل قاسم خير الدين بن محمد، البغدادي، البياني أبو الخير
*
متصوف، مشارك في الحديث والتفسير. من أهل "بغداد".
له كتب في التصوّف، والوعظ، والكلام.
توفي سنة 1325 هـ.
* * *
3981 - الشيخ الفاضل القاسم بن محمد الجويني
* *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو أحد الفقهاء المناظرين.
له ذكر في "القنية"، وله اختيار في الفقه، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 8: 99.
وترجمته في الأعلام 6: 9.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1116.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1723، نقلا عن الجواهر.
3982 - الشيخ الفاضل قاسم بن محمد الحلبي، المعروف بالبكرجي
*
عالم، أديب، شاعر، ناثر. ولد بـ "حلب" سنة 1094 هـ.
من آثاره: "العيون الغمزية والإرشادات الرمزية على القصيدة الهمزية" للبوصيري، و"الدر المنتخب من أمثال العرب"، و"الفوائد البكرجية على القصيدة الخزرجية" في العروض، و"حلية البديع في مدح النبي الشفيع"، و"المطلع البدري على بديعية البكري". توفي سنة 1169 هـ.
* * *
3983 - الشيخ الفاضل القاسم بن محمد الخوميني
* *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: نقل عنه إذا ترك التسمية في أول كل ركعة يلزمه السهو، والمذهب أنه لا يجب إذا قرأ
(1)
أكثرها.
* راجع: معجم المؤلفين 8: 117.
ترجمته في سلك الدرر 4: 10 - 13، وهدية العارفين 1: 834، وإعلام النبلاء 1: 535 - 542، وفهرست الخديوية 4: 230، وإيضاح المكنون 1: 134، 173، 2: 51، والأعلام 6: 18، ومعجم المطبوعات 577، وفهرس دار الكتب المصرية 2: 195، 238.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1117.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1724، نقلا عن الجواهر.
(1)
في بعض النسخ زيادة: "في".
والخوميني بضم الخاء، وسكون الواو، وكسر الميم، وسكون الياء، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى "خومين".
قال أبو سعد: وظني أنها من قرى "الري"، رحمه الله تعالى.
* * *
3984 - الشيخ الفاضل القاسم بن محمد الدهستاني، مدينة عند "مازندران
"
(1)
*
أبو غياث الفقيه.
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع، وحدّث، رحمه الله تعالى.
* * *
3985 - الشيخ الفاضل قاسم بن محمد الرومي، الشهير بأخوين
* *
متكلم.
(1)
مازندران: اسم لولاية طبرستان.
انظر معجم البلدان 4: 392.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1115.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1722، نقلا عن الجواهر.
* * راجع: معجم المؤلفين 8: 118.
وترجمته في هدية العارفين 1: 831، 832.
من آثاره: "حاشية على شرح تجريد العقائد" للسيّد الشريف، و"رسالة في الربع المجيب"، و"السيف المشهور على الزنديق وشاتم الرسول". توفي سنة 904 هـ.
* * *
3986 - الشيخ الفاضل قاسم بن محمد، الشهير بمنلا زاده
*
عالم، أديب.
أنشأ "تواريخ آل عثمان"، فمات قبل إكمالها سنة 938 هـ.
* * *
3987 - الشيخ الفاضل القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، أبو عبد الله، الهذلي، الكوفي
* *
* راجع: معجم المؤلفين 8: 118.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1118، والفوائد البهية ص 154.
ترجمته في طبقات ابن سعد 6: 267، وطبقات خليفة بن خياط (دمشق) 395، وتاريخ خليفة بن خياط (بغداد) 480، 501، والتاريخ الكبير للبخاري 4: 170، والمعارف لابن قتيبة 249، وأخبار القضاة لوكيع 3: 175 - 182، والجرح والتعديل، الجزء الثالث، القسم الثاني، صفحة 120، 121، والفهرست لابن النديم 103، وطبقات النحويين واللغويين للزبيدي 133، 134، ومعجم الأدباء 17: 5 - 9، وإنباه الرواة 3: 30، =
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ولي القضاء بـ "الكوفة" بعد شريك بن عبد الله
(1)
، أحد من قال له أبو حنيفة في نفر: أنتم مسارُّ قلبي، وجِلاء حزني.
قال ابن معين: كان رجلا نبيلا، قاضيا بـ "الكوفة"، لا يأخذ أجرا.
قال الصيمري: وهو مع تقدّمه في الفقه وتبحّره فيه إمام في العربية، مقدّم.
قال ابن أبي حاتم: [ثقة صدوق، و]
(2)
كان أروى الناس للحديث والشعر، وأعلمهم بالعربية والفقه.
مات سنة خمس وسبعين ومائة.
روى له أصحاب السنن.
قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عنه، فقال: ثقة.
روى عنه ابن مهدي.
= 31، وتذكرة الحفاظ 1: 239، 240، والعبر 1: 268، وتهذيب التهذيب 8: 338، 339، وتقريب التهذيب 2: 120، 121، والنجوم الزاهرة 2: 48، 82، وبغية الوعاة 2: 263، وطبقات الحفاظ للسيوطي 101، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 314، وكتائب أعلام الأخيار برقم 95، والطبقات السنية برقم 1725، وذيل الجواهر المضية 2: 544، وكشف الظنون 2: 1980، وشذرات الذهب 1: 286، والفوائد البهية 154، وهدية العارفين 1:825.
وسقطت كنية المترجم من: بعض النسخ.
(1)
في بعض النسخ زيادة: "وهو".
(2)
سقط من: بعض النسخ.
وفي الجرح والتعديل في آخر الترجمة: "سألت أبي عن القاسم بن معن، فقال: صدوق، ثقة".
وكان على قضاء "الكوفة"، وكان لا يأخذ على القضاء أجرا.
وكان رجلا عاقلا، وكان صاحب شعر ونحو، وذكر خيرا.
قال الطحاوي: حدثنا سليمان بن شعيب، حدثنا أبي، قال: أملأ علينا محمد بن الحسن، قال: قال أحد قضاتنا القاسم بن معن: إذا اختلف الزوجان في متاع البيت، فجميع ما في البيت بينهما نصفان.
قال الطحاوي: قال لنا ابن أبي عمران القاسم بن معن: كان في الفقه إماما، وهو من جِلَّة أصحاب أبي حنيفة.
قد روى عنه محمد بن الحسن، وكان إماما في العربية.
قد حكى عنه الفراء غير شيء، وكان إماما في السخاء والمروة.
قال ابن أبي عمران: وقيل له: أنت إمام في العربية، وإمام في الفقه، فأيّهما أوسع، فقال: والله كتاب واحد من المكاتب لأبي حنيفة أكثر من العربية كلّها، رحمه الله تعالى.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد": ذكره المزي في "تهذيب الكمال"، وقال: القاسم ابن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود المسعودي أبو عبد الله الكوفي قاضيا، روى عن الأعمش، وعاصم الأحول، وعبد الملك بن عمير، ومنصور بن المعتمر، وطلحة بن يحيى، ودواد بن أبي هند، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وهشام بن عروة، ويحيى بن سعيد، وغيرهم، وروى عنه ابن مهدي، وعلي بن نصر الجهضمي الكبير، وعبد الله بن الوليد العدني، وأبو غسَّان النهدي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وآخرون. قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ثقة، روى عنه ابن مهدي، وكان على قضاء "الكوفة"، وكان لا يأخذ على القضاء أجرا، وكان رجلا صاحب شعر، وقال أبو حاتم: صدوق ثقة، وكان أروى الناس للحديث والشعر، وأعلمهم بالعربية والفقه، وقال الآجري عن أبي داود: وكان ثقة يذهب إلى
شيء من الإرجاء، وقال الحضرمي: مات سنة خمس وخمسين ومائة. انتهى ملخَّصا. وزاد ابن حجر في "تهذيب التهذيب"، قال ابن سعد: كان عالما بالحديث والشعر والفقه وأيام الناس، ثقة. انتهى. وفي "البغية" القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الصحابي الإمام أبو عبد الله المسعودي الهذلي، قال ياقوب: كان من علماء "الكوفة" في العربية واللغة والفقه والحديث الشعر والأخبار، ومن الزهّاد والثقات، ولم يكن له بـ "الكوفة" نظير، وكان حنفيا، وولي قضاء "الكوفة"، فلم يرتزق عليه شيئا، وكان من الأثبات في النقل، وفي الفقه واللغة، ومن أشدّ الناس اعتناء في الآداب كلها، يناظر في كل فن أهله، جالس أبا حنيفة، وحدّث عن عاصم الأحول وغيره، عنه الفضل بن دكين، وآخرون. ووثَّقه أبو حاتم، وصنَّف "النوادر" في اللغة، و"غريب المصنف"، وكتبا في النحو، وله فيه مذهب متروك، وأخذ عنه النحو واللغة الليث بن مظفر، ومات سنة خمس وسبعين، وقيل: ثمان وثمانين ومائة. انتهى.
* * *
3988 - الشيخ الفاضل المولى قَاسم بن يَعْقُوب الأماسي، المشتهر بالخطيب
*
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: قرأ رحمه الله على الْمولى السَّيِّد أحْمَد الفريمي، ثمَّ صَار مدرسا ببلدة "أماسيه"، ثمَّ صَار معلما للسُّلْطَان بايزيدخان حِين كَانَ أميرا عَلَيْهَا، وَلما جلس السُّلْطَان بايزيد خَان على سَرِير السلطنة أعطاه مدرسة السُّلْطَان مُرَاد خَان بِمَدِينَة "بروسه".
* راجع: الشقائق النعمانية 1: 167.
ثمَّ جعله معلما لِابْنِهِ السُّلْطَان أحْمَد حِين نَصبه أميرا على "أماسيه"، وَمَات هُنَاك.
كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما عَارِفًا بعلوم القراءات، والتفاسير، والأحاديث، والأصول، وَالْفُرُوع.
وَكَانَ طيب النَّفس، كريم الأخلاق، محبا للصوفية، وملازما لَهُم. روّح الله روحه، وَنوّر ضريحه.
* * *
3989 - الشيخ الفاضل القاسم بن يوسف ابن المديني الحسيني
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: له "النافع" المختصر المبارك في الفقه، نفع الله به الخلق الكثير، وله كتاب في الفقه، يقال له:"مصابيح السبل" في مجلدين
(1)
.
* * *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1119.
ترجمته في تاج التراجم 50، والطبقات السنية برقم 1727، وكشف الظنون 2: 1313، 1697، 1861، 1921.
(1)
بعد هذا في بعض النسخ زيادة: "وله كتاب في الوعظ، وكتاب في الأصول، كتاب في أصول الفقه". وهو نقل عن تاج التراجم، ففيه: وكتاب في الوعظ، وكتاب في أصول الفقه. وكانت وفاة المترجم سنة ست وخمسين وستمائة.
كشف الظنون 2: 1697، 1921.
3990 - الشيخ الفاضل المولى قَاسم
*
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: كَانَ من عبيد السلطان مُحَمَّد خَان.
قَرَأَ رحمه الله على عُلَمَاء عصره، وَحصل الْعُلُوم كلهَا.
ثمَّ لَازم خدمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه ابْن الْوَفَاء، قدّس سرّه.
ثمَّ ركز عند السلطان بايزيد خان، ونصبه معلما لخدامه لعلمه وصلاحه وعفته وديانته، ولازم تعليمهم، وَحصل بتربيته كثير مِنْهُم، وَكَانَ ملازما لبيته، ولتعليم الْمَذْكُورين.
توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي أوائل سلطنة سلطاننا الأعظم السُّلْطَان سليم خَان، وَكَانَ لَهُ خطّ حسن جدا، وَكَانَ سريع الْكِتَابَة، وَكَانَ يحبّ لأخيه مَا يحبّ لنَفسِهِ، وَكَانَت سرعَة كِتَابَته، بِحَيْثُ لَو
وصفت سرعته فِي الْكِتَابَة لربما لم يصدق السَّامع، وَكَانَ جميل الصُّورَة، طَوِيل الْقَامَة جدا، أديبا لبيبا، صبورا، وقورا، حَلِيمًا، كَرِيمًا، وفيا، سخيا. روّح الله تَعَالَى روحه، وَنوّر ضريحه.
* * *
3991 - الشيخ الصالح المتوكّل أبو القاسم الأكبر آبادي، أحد المشايخ الأحرارية
*
* راجع: الشقائق النعمانية 1: 310.
* * راجع: نزهة الخواطر 5: 36.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: أخذ العلم والمعرفة عن الشيخ ولي محمد النارنولي، شارح "المثنوي المعنوي"، وهو أخذ عن الشيخ أبي العلاء الحسيني الأكبر آبادي، مع أنه أدرك شيخ شيخه أبا العلاء، وصحبه، واستفاض منه، ثم رحل إلى "الحجاز"، وأقام بها مدّة مديدة، فحجّ، وزار غير مرّة، ثم رجع إلى "الهند".
وكان ختن ملا عمر، أحد كبار العلماء.
له حاشية على "شرح الكافية" للجامي.
وكان طريقة أبي القاسم الخمول، والتوكّل، وترك الاكتساب بالكلّية.
أخذ عنه الشيخ عبد الرحيم بن وجيه الدين العمري الدهلوي.
ذكر له الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم ترجمة حسنة في "أنفاس العارفين".
توفي في رمضان سنة تسع وثمانين وألف بمدينة "أكبر آباد"، كما في "مخبر الواصلين".
* * *
3992 - الشيخ الفاضل مولانا قاسم البَرِيْسَالي
*
ولد في "دِيْبي بور"، من مضافات "مَتْ باريه"، من أعمال "بَرِيْسَال"، من أرض "بنغلاديش".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بدار العلوم ديوبند.
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد العجمي ص 212.
وقرأ على مشايخها عدة سنين، وقرأ عليهم كتب الفنون المختلفة، وكتب الحديث.
ثم رجع إلى وطنه الأليف، ودرس في عدّ مدارس.
وأسّس مدرسة في "ديبي بُور"، وسماها أنوار العلوم.
توفي سنة 1349 هـ.
* * *
3993 - الشيخ الفاضل المولى قَاسم، الشهير بغداري الكرمياني
*
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى ابْن أخت الْمولى شَيْخي الشَّاعِر، ناظم كتاب قصَّة خسرو وشيرين.
قَرَأَ على عُلَمَاء عصره، ثمَّ وصل إلى خدمَة الْفَاضِل الْكَامِل الْمولى عبد الكريم، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة "أماسيه"، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة أبي أيوب الأنصاري، عَلَيْهِ رَحْمَة الْملك الْبَارِي، فعين لَهُ كل يَوْم ثَمَانُون درهما، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة قلندرخانه بـ "قسطنطينية".
ثمَّ صَار مدرسا بإحدى المدرستين المتجاورتين بـ "أدرنه"، ثمَّ صَار مدرسا بإحدى الْمدَارِس الثمان، وَمَات وَهُوَ مدرس بهَا فِي سنة إحدى وَتِسْعمِائَة.
كَانَ شَدِيد الذكاء، سليم الطَّبْع، مُسْتَقِيم الْعقل، صافي القريحة، ذَا الحدس الصائب، والذهن الثاقب، وَكَانَ يدرّس كل يَوْم سطرين أوْ ثَلَاثَة أسطر، وَكَانَ يجْرِي فِيهَا جَمِيع قَوَاعِد الصّرْف، والنحو، والمعاني، وَالْبَيَان،
* راجع: الشقائق النعمانية 1: 171، 172.
والمنطق، وأصول الْفِقْه، وقواعد علم المناظرة، وَيدْفَع جَمِيع مَا أشكل على الطّلبَة على أحسن الْوُجُوه وألطفها.
ثمَّ يُحَقّق الْمقَام تَحْقِيقا وَاضحا، مثل فلق الصُّبْح، قَالَ عمي رَحمَه الله تَعَالَى: قَرَأت عَلَيْهِ مِقْدَار سنتَيْن، وَكُنَّا إذا حَضَرنَا عِنْده للْقِرَاءَة يُقرر الْمقَام أولا على وَجه التُّحْقِيق، ويندفع بذلك جَمِيع مَا خطر ببالنا من الشُّبُهَات، وإذا غفل بعض من الطّلبَة عَن دفع شُبْهَة، وَذكر الشُّبْهَة بعد ذَلِك كَانَ يوبخه عَلَيْهِ، وَيَقُول: لَعَلَّه لم يحضر عندنَا عِنْد تَقْرِير الْمقَام، وَكَانَ يعيب الطّلبَة على الْغَفْلَة فِي ذَلِك.
وإذا جَاءَ يَوْم العطلة يذهب مَعَ الطّلبَة إلى بعض المتنزهات فِي أَيَّام الصَّيف، وَفِي أَيَّام الشتَاء يَجْتَمعُونَ فِي بَيته، ويباحث مَعَهم إلى وَقت حُضُور الطَّعَام، وَبعد الطَّعَام يشتغلون باللطائف، وَسمعت من بعض طلبته أنه قَالَ: ينْحل فِي أثناء تِلْكَ المباحثات من الْمَوَاضِع المشكلة مَا لا ينْحل فِي الدَّرْس.
وَله حواش على "إلهيات شرح المواقف"، أورد فِيهَا لطائف وتحقيقات، يتعجب مِنْهَا النظار، وَيعْتَبر بهَا أولو الأبصار، وَله أجوبة عَن السَّبع الشداد، الَّتِي علَّقها الْمولى لطفي، وَقد مرّ ذكرهَا، وَله أشعار لَطِيفَة على لِسَان الفارسية والتركية، وشعره فِي غَايَة الحْسن واللطافة، روّح الله روحه، وَنوّر ضريحه.
* * *
3994 - الشيخ الفاضل المولى قَاسم، المشتهر بقاضي زَاده
*
* راجع: الشقائق النعمانية 1: 116، والفوائد البهية ص 154.
وذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: كَانَ أبوه قَاضِيا ببلدة "قسطموني"، كَانَ متواضعا، محبّا للْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين، صَحِيح العقيدة، وسليم النَّفس، مشتغلا بِالْعلمِ وَالْعِبَادَة.
وَقَرَأَ على عُلَمَاء عصره، ثمَّ وصل إلى خدمَة الْمولى الْفَاضِل خضر بك ابْن جلال الدين، وَحصل عِنْده علوما كَثِيرَة، ثمَّ صَار مدرسا ببلدة "تيره"، ثمَّ نَقله السُّلْطَان محمد خان حِين بنى الْمدَارِس الثمان من مدرسة تيره إلى إحدى الْمدَارِس الْمَذْكُورَة، وَكَانَ مشتغلا بالعلوم، ذكي الطَّبْع، جيد القريحة، متصفا بالأخلاق الحميدة.
قَرَأَ عَلَيْهِ الْمولى الْوَالِد رحمه الله الْملك الْمَاجِد "شرح المواقف" من أول قسم الأعراض إلى آخر قسم الْجَوَاهِر، وَكَانَ لَهُ معرفَة بالعلوم الرياضية أيضا، ثمَّ جعل قَاضِيا بِمَدِينَة "بروسه"، وَكَانَ فِي قَضَائِهِ مرضِي السِّيرَة، محمود الطريقة، حَتَّى كَانَت أيامه تواريخ الأيام فِي بلاد الإسلام.
ثمَّ أعيد إلى إحدى الْمدَارِس الثمان، وَلما جلس السُّلْطَان بايزيد خَان على سَرِير السلطنة أعطاه قَضَاء "بروسه" ثَانِيًا، فَلم يقبل، حَتَّى أكرهه عَلَيْهِ، فَقبله كرها، وَسَار فِي "بروسه" سيرة حَسَنَة.
مَاتَ وَهُوَ قَاض بهَا فِي ثَالِث رَمَضَان الْمُبَارك، سنة تسع وَتِسْعين وَثَمَانِمائَة، نوّر الله مرقده.
* * *
3995 - الشيخ الفاضل أبو القاسم التنوخي
*
إمام، فقيه، أديب، محدّث، مفسّر.
* راجع: الفوائد البهية ص 154، 155.
أخذ عن حميد الدين الضرير،، تلميذ شمس الأئمة الكردري، تلميذ صاحب "الهداية".
وتفقه عليه ملك العلماء سراج الدين الثقفي الدهلوي، ووجيه الدين، وشمس الأئمة الخطيب، وغيرهم.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد": قد مرَّ ضبط التنوخي في ترجمة علي بن محمد التنوخي.
* * *
3996 - الشيخ العالم الكبير أبو القاسم الجشتي الردولوي، أحد كبار المشايخ
*
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: درّس، وأفاد مدّة طويلة، وسافر إلى "دهلي"، فلبث بها عند الشيخ عبد الله بن عبد الباقي الدهلوي زمانا.
وكان على مشربه في القول بوحدة الوجود، لقيه كمال محمد السنبهلي بـ "دهلي".
وأثنى عليه في "الأسرارية"، قال: وكان طريقه التوكّل، والتسليم، وكان زيّه زيّ الفقراء.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 5: 36.
3997 - الشيخ الفاضل المولى الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ قَاسم جلبي
*
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: حصل طَريقَة التصوف عند الشيخ جلبي خَليفَة، وأجازه للإرشاد، وأتى مَدِينَة "قسطنطينية"، وَقعد فِي زَاوِيَة الْوَزير عَليّ باشا، وانتفع بِهِ كثير من النَّاس.
وَتُوفِّي بهَا فِي آخر سلطنة السُّلْطَان سليم خَان، كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى زاهدا، عابدا، ورعا، متواضعا، متخشعا، سليم النَّفس، مَقْبُول الطَّرِيقَة، صَاحب أدب ووقار، مُجْتَهدا آنَاء اللَّيْل وأطراف النَّهَار، قدّس سرّه.
* * *
3998 - الشيخ العلامة قاسم ديوان، السندي
* *
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد مشاهير الفقهاء. أخذ العلم عن الشيخ ميران السندي.
وقرأ عليه "المطوّل"، ثم ترامى به الاغتراب إلى أرض "فارس".
فأخذ ممن بها من العلماء، ورجع إلى بلدته، وقصر همّته على الدرس والإفادة.
مات سنة سبع وسبعين وتسعمائة، ذكره النهاوندي في "المآثر".
* * *
* راجع: الشقائق النعمانية 1: 224.
* * راجع: نزهة الخواطر 4: 234.
3999 - الشيخ الفاضل قاسم يار بن جعفر يار، الكروي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول.
ولد ببلدة "كره" سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف.
وحفظ القرآن في صغر سنّه، ثم اشتغل بالعلم على السيّد حسن الكروي، وقرأ عليه بعض الكتب.
ثم سافر إلى "لكنو"، وقرأ أكثر الكتب الدراسية على العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي.
ولما توفي العلامة المذكور قرأ "هداية الفقه"، و"تفسير البيضاوي"، و"شرح العقائد" للمحقّق الدوّاني، وكتابا آخر لعلّه "مسلّم الثبوت" على شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم اللكنوي.
وتطبّب على الحكيم عبد العزيز بن إسماعيل اللكنوي، ثم سافر إلى "كنكوه".
وأخذ الحديث عن الشيخ المحدّث رشيد أحمد الكنكوهي.
وكان مفرط الذكاء، قويّ الحافظة، لم يكن مثله في زمانه.
* * *
4000 - الشيخ الفاضل المولى، المشتهر بقاضي بلاط
* *
* راجع: نزهة الخواطر 8: 394، 395.
* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 64، 65.
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما، فَاضلا، متورّعا، زاهدا.
صنّف حَوَاشِى على "ضوء الْمِصْبَاح" فِي النَّحْو، وَهِى حَاشِيَة مَقْبُولَة بَين النَّاس، أجاد فِيهَا كل الإجادة، رَحمَه الله تَعَالَى.
* * *
باب من اسمه قباد، قتيبة، قدرة، قديد
4001 - الشيخ الفاضل مولانا قبّاد بن المولوي أرشد علي النواخالوي
*
ولد سنة 1319 هـ في قرية "أمانتْ بور" من مضافات "بيغم غنج" من أعمال "نواخالي".
وكان والده تقيا نقيا، خاشعا متخشّعا، عابدا زاهدا.
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بإسكول، وقرأ فيها العلوم العصرية عدة سنين، ثم التحق بمدرسة في "مير وارث بور"، وقرأ فيها إلى "شرح كافية ابن الحاجب" للجامي.
ثم التحق بالمدرسة الإسلامية بـ "نواخالي"، وحصل منها السند العالي، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها ستّ سنين. وقرأ فيها
* راجع: مائة من العلماء الكبار لمولانا أشرف علي النظامبوري ص 158 - 160.
كتب الصحاح الستّة، وغيرها، من الكتب الحديثية، من شيوخه فيها شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وبايع في الطريقة على يده الكريمة، وكان يختلف إلى الخانقاه الإمدادية بـ "تهانه بهون".
بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه، ودرس مدة في مدرسة "جهان آباد"، ثم بنى مدرسة في قريته، بعد مدة التحق محدثا بالمدرسة الحكومية بـ "جَيْبُور" من أعمال "بَغُورَا"، ثم رجع إلى وطنه، والتحق بالمدرسة الواقعة في قريته سنة 1376 هـ، وافتتح فيها تدريس الصحاح الستّة وغيرها.
توفي عند الصبح الصادق من يوم الاثنين في شهر ربيع الأول سنة 1408 هـ، وصلي على جنازته أمام مدرسته، وحضرها ألوف من الناس، وكان عمره إذ ذاك خمسا وثمانين سنة.
* * *
4002 - الشيخ الفاضل مولانا العلامة قبّاد بن تُوكَا مِيان بن جِيتُو مِيان النواخالوي
*
وكان أبوه وجدّه من عباد الله الصالحين.
ولد سنة 1323 هـ في قرية "جهان آباد" من مضافات "بيغم غنج" من أعمال "نواخالي".
قرأ القرآن الكريم ومبادئ العلم على خاله مولانا أشرف علي، ثم التحق بإسكول، وقرأ فيها عدة سنين.
ثم التحق بمدرسة عبد اللطيف الراجْغَنْجي، وقرأ فيها كتب الأردية والفارسية، ثم التحق بالمدرسة التي أسّسها خليفة حكيم الأمة مولانا عبد
* راجع: مائة من العلماء الكبار لمولانا أشرف علي النظامبوري ص 178 - 182.
العزيز، وهي المدرسة الواقعة في قرية "بَتْ تَلِي"، وقرأ فيها إلى الصف النهائي، ثم التحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وقرأ فيها إلى "شرح الوقاية"، و"الهداية" للعلامة المرغيناني، وغيرها من الكتب.
ثم ارتحل إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها "مشكاة المصابيح" وغيرها، وقرأ فيها أيضا كتب الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية، وبايع في هذه المدة على يد حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، ثم رجع إلى وطنه، والتحق بالمدرسة الواقعة بـ "جهان آباد"، وبنى مدارس كثيرة في مختلف البقاع، وبنى مدرسة في "أحسن آباد" من "الهند"، سافر عدّة مرار إلى بيت الله الحرام، فحج، وزار.
توفي سنة 1387 هـ، وكان عمره إذ ذاك اثنتين وستين سنة.
وكان محققا مدققا، أديبا لبيبا، شاعرا مجيدا، صنف كتابا، وسماه "أحمد العرب"، ذكر فيه قصائده التي هي في شان محمد العربي النبي الأمي، صلى الله عليه وسلم، ومن أشعاره:
ذكرى الأحبة قد قلاني نارها
…
كيف القرار في الفؤاد أوارها
غابت غياب الشمس قرب قيامة
…
فتلوح لي نجم العلى آثارها
ومشاهد سغف القريحة طيفها
…
أنى يكون بدون ذاك قرارها
هي مكة زيدت مداما زينة
…
فتسرّ سرا للحزين سرارها
هناك بيت الله أول بيته
…
وترى يضئ مع النجوم دثارها
وترى خلاخلها كما لشرفة
…
قد أسبلت لشرافة وإزارها
حجبت سوابات كان من وجهها
…
كشفت ثنى للعاشقين خمارها
وبخدها خال أتى من جنة
…
فتغيرت بسوادها أنوارها
وقلادة نقشت بطغرى أحرف
…
بمداد نضر ناضر أبصارها
وقناته مصقولة فكأنما
…
في معدن طبعت كذاك نظارها.
* * *
4003 - الشيخ الفاضل قتيبة بن زياد، الخراساني، القاضي
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال الخطيب في "تاريخه": كان من أهل الفقه على مذهب أبي حنيفة، وله فهم ومعرفة، وكان قاضيا على الجانب الشرقي من "بغداد" في أيام منصور، وإبراهيم ابني المهدي، و [بقي على القضاء مدة]
(1)
.
وقال محمد بن سعد
(2)
: عزل المرتضى منصور بن المهدي سعد بن إبراهيم بن سعد عن قضاء "الشرقية"، وولاه قتيبة بن زياد، وأقرّ محمد بن سماعة على الجانب الغربي.
قال أبو الفرج محمد بن إسحاق النديم في كتاب "فهرست العلماء": كان قتيبة من أفقه أهل زمانه على مذهب العراقيين، وكان مجوّدا فى كتب الشروط، وله من الكتب:"كتاب الشروط"، و"كتاب المحاضر"، و"السجلّات".
قال طلحة بن جعفر: في أيام قتيبة بن زياد هاجت الفتنة من العامة على بشر بن غياث، وسألوا إبراهيم ابن المهدي أن يستتيبه، فأمر إبراهيم قتيبة أن يستتيبه.
* * *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1120.
ترجمته في أخبار القضاة لوكيع 3: 269، 270، والفهرست 291، 292، وتاريخ بغداد 12: 463، 464، والطبقات السنية برقم 1731.
(1)
ليس في تاريخ بغداد.
(2)
في النسخ: "سعيد"، والتصويب من تاريخ بغداد، والطبقات السنية.
4004 - الشيخ العالم الصالح قدرة الله البرهانبوري
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد عباد الله الصالحين.
ولد، ونشأ ببلدة "برهانبور".
وقرأ العلم على الشيخ إسماعيل العبّاسي البرهانبوري، ولازمه ملازمة طويلة، وتصدّر للدرس والإفادة بعده.
وكان ماهرا في الصناعة الطبّية، مرزوق القبول في الموعظة والتذكير.
سافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، ورجع إلى "الهند".
مات ببلدة "برهانبور" سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف، كما في "تاريخ برهانبور".
* * *
4005 - الشيخ الفاضل قدرة علي بن عبد النبي، الصفوي، الردولوي
* *
أحد العلماء المبرزين في الصناعة.
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان من نسل الإمام أبي حنيفة نعمان بن ثابت الكوفي.
ولد، ونشأ بـ "ردولي".
* راجع: نزهة الخواطر 7: 424، 425.
* * راجع: نزهة الخواطر 7: 423.
وتلقى مبادئ العلم عن أهل بلدته. ثم دخل "لكنو"، وقرأ على مولانا مظهر علي، والشيخ عبد الواسع، وعلى غيرهما من الأساتذة.
ثم لازم الشيخ عبد الرحمن الصوفي، وأخذ عنه الطريقة، ودرّس بـ "لكنو" مدة، ثم رحل إلى "جونبور"، وأقام بها في دار القاضي ضياء الله الجونبوري.
وكان يدرّس، ويتطبّب. أخذ عنه غير واحد من العلماء، وكان على قدم شيخه في مسئلة التوحيد.
مات ببلدة "جونبور"، وله أربعون سنة، كما في "تنوير الجنان".
* * *
4006 - الشيخ الفاضل قدرة علي بن فيّاض على اللكنوي
*
أحد العلماء المشهورين.
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان سبط الشيخ يعقوب بن عبد العزيز، الأنصاري، اللكنوي.
ولد، ونشأ بـ "لكنو"، وقرأ أكثر الكتب الدراسية على مولانا نور بن أنوار اللكنوي.
ثم سافر إلى "مدراس"، وأخذ عن بحر العلوم عبد العلي بن نظام الدين السهالوي، وولي التدريس في المدرسة الوالاجاهية بـ "مدراس".
أخذ عنه غير واحد من العلماء.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 7: 424.
4007 - الشيخ الفاضل قُدَيد
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال محمد بن إسحاق النديم: كان فقيها من أصحاب الرأي.
وأخذ عن أبي حنيفة، رضي الله عنه.
وله يد في علم الكلام، رحمه الله تعالى.
* * *
4008 - الشيخ الفاضل المولى الْعَارِف بِاللَّه قره جه أحْمَد
* *
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: كَانَ رحمه الله من بلاد العجم من أَبنَاء بعض الْمُلُوك.
وَلما حصلت لَهُ الجذبة ترك بِلَاده، وأتى بلاد "الروم"، وتوطن فِي مَوضِع قريب من "أقحصار" وقبره هُنَاكَ مَشْهُور يتبرك بِهِ، ويزار، ويستجاب عِنْده الدُّعَاء، ويستشفي بِهِ الْمَرِيض.
وَذَلِكَ مَشْهُور فِي بِلَادنَا عند الخواص والعوام، قدّس الله سرّه الْعَزِيز.
* * *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1121.
ترجمته في الفهرست لابن النديم 289، والطبقات السنية برقم 1732.
* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 65.
باب من اسمه قطب
الدين
4009 - الشيخ الفاضل مولانا قطب الدين بن أنفر علي السلهتي
*
ولد في "تالْباري" من أعمال "سِلْهِت".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم قرأ في عدّة مدارس، منها: مدرسة فيض عام، والمدرسة الحسينية رَنَافِنْغ، ومدرسة أشرف العلوم بَرَاكَتْرا
(1)
، داكا.
ثم سافر إلى "كراتشي"، والتحق بجامعة العلوم الإسلامية علامة بنوري تاون
(2)
، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية.
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 253.
(1)
أسّسها جماعة من العلماء الربّانيين سنة 1351 هـ، الموافق سنة 1931 م. منهم: الشيخ مولانا عبد الوهّاب، المعروف ببيرجي حضور، والشيخ مولانا شمس الحق الفريدفوري، ومولانا الشيخ محمد الله حافظي حضور، والشيخ المفتي محمد الله، رحمهم الله تعالى، وبدأ فيه درس الحديث سنة 1354 هـ.
(2)
تعتبر هذه الجامعة من أكبر الجامعات الإسلامية العربية في "باكستان" في نشر وإشاعة العلوم الدينية، والثقافة الإسلامية العربية. أسّسها المحدّث الجليل والداعية الكبير السيّد محمد يوسف البنوري رحمه الله في محرّم 1374 هـ، الموافق 1955 م، وسماها باسم المدرسة العربية الإسلامية، تواضعا لله جلّ وعلا، وتحرّزا عن الأسماء التى تدلّ على جلالته ومكانة =
من أكبر شيوخه: المحدّث الكبير العلامة يوسف البنوري، صاحب "معارف السنن".
بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، والتحق بالجامعة الإمدادية كِشُورغنج، ثم درس في عدَّة مدارس.
* * *
4010 - الشيخ العالم الكبير العلامة قطب الدين بن عبد الحليم بن عبد الكريم، الأنصاري، السهالوي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول.
ولد، ونشأ بـ "سهالي" -بكسر السين المهملة- قرية من أعمال "لكنو".
واشتغل بالعلم من صغر سنّه، وقرأ أكثر الكتب الدراسية على ملا دانيال الجوراسي، أحد تلامذة المفتي عبد السّلام بن أبي سعيد الأعظمي الديوي، وقرأ بعضها على غيره من العلماء.
وإني رأيت في بعض المجامع أنه قرأ على القاضي عبد القادر اللكنوي أيضا. وفرغ من تحصيل العلوم المتعارفة، وله ثلاثون سنة.
= جامعته، وبعد أن توفي سمّيت باسم "جامعة العلوم الإسلامية"، وكانت حرية أن تسمّى بهذا الاسم، ومنذ إنشاءها تؤدّي عملها بنشاط كبير، بفضل أساتذتها الكرام، وتوجد بها جميع أقسام الدراسة من الإعدادي إلى العالي، والتخصّصات في الحديث والفقه والدعوة والإرشاد.
* راجع: نزهة الخواطر 6: 237 - 239.
ثم أخذ الطريقة الجشتية
(1)
عن القاضي كهاسي بن داود الإله آبادي، ولازمه مدّة من الزمان.
ثم تصدّر للتدريس، وكان صائم الدهر، قائم الليل، يختم القرآن في التهجّد كلّ ليلة، ويشتغل بالتدريس كلّ يوم إلا يوم الثلاثاء والجمعة، فإنه كان يشتغل بالتصنيف في هذين اليومين.
وأما مصنّفاته فإنها ضاع أكثرها يوم شهادته غير أجزاء من حاشيته على "الأمور العامّة"، وحاشيته على "التلويح"، وحاشيته على "شرح حكمة العين"، كما في "الرسالة القطبية".
وقال البلكرامي في "سبحة المرجان": إن له حاشية على "شرح العقائد العضدية"، وحاشية على "شرح العقائد النسفية"، وحاشية على "المطوّل"، ورسالة في "تحقيق دار الحرب"، أكثرها احترقت في فتنة قتله. انتهى.
أما تلامذته فإنهم كثيرون، أجلّهم السيّد قطب الدين الشمس آبادي، والحافظ أمان الله بن نور الله البنارسي، والقاضي محبّ الله بن عبد الشكور البهاري، والقاضي شهاب الدين الكوباموي، والشيخ زين العابدين السنديلوي، والشيخ صفة الله المحدّث الخير آبادي، وخلق آخرون.
قال البلكرامي: إنه كان بين الأنصاريين والعثمانيين نوع من النزاع من جهة المشاركة في الرياسة، فهجم العثمانيون عليه، وأحرقوا داره، وقتلوه.
(1)
أما الطريقة الجشتية فهي لإمام الطريقة الشيخ معين الدين حسن السنجري المتوفى سنة 627 هـ، وجِشْت قرية شيوخه، ومدارها على الذكر الجلي بحفظ الأنفاس، وربط القلب بالشيخ على وصف المحبة والتعظيم، والدخول في الأربعينات، مع دوام الصيام والقيام، وتقليل الكلام والطعام والمنام، والمواظبة على الوضوء، وربط القلب بالشيخ، وترك الغفلة رأسا، ولهم أشغال غير ما ذكرناه.
وقال عبد الأعلى بن عبد العلي اللكنوي في "الرسالة القطبية": إن أخا جدّ الشيخ قطب الدين أسكن بأرضه رجلا من الفقراء، فنال أحد من أولاده الوجاهة العظيمة، وصار صاحب القرى العددية في نواحية.
ثم حصلت له المناقشة بمحمد آصف الأنصاري صاحب "سهالي"، وكان من بني أعمام الشيخ قطب الدين الشهيد، فهجم عليه محمد آصف، وخاب مسعاه.
ثم هجم ذلك الرجل على محمد آصف، فحرق، ونقب أمواله، فدخل محمد آصف في دار الشيخ قطب الدين ليستشيره في ذلك الأمر، فتعاقبه ذلك الرجل، وقتل من وجد في داره، وأحرق بيته، وأسر ولده نظام الدين، وكان في الرابع عشر من سنّه، فبقي جسد الشيخ قطب الدين بضعة أيام على وجه الأرض، لم يتغيّر، فلما اطمأنت قلوب الناس دفنوه، وانتقل ولده محمد سعيد مع عياله وإخوته إلى بلدته "لكنو".
ثم ذهب إلى معسكر السلطان عالمغير بن شاهجهان سلطان "الهند"، وقصّ له ما جرى بينه وبين ذلك الرجل، فأعطاه السلطان قصرا في "لكنو" لتاجر أفرنغي ذهب إلى بلاده، ولذلك اشتهر هذا الحي بـ "فرنغي محل"، وكان ذلك في سنة ثلاث ومائة وألف.
مات وله ثلاث وستون سنة.
* * *
4011 - الشيخ العالم الصالح الفقيه المحدّث قطب الدين بن محي الدين، الدهلوي
*
* راجع: نزهة الخواطر 7: 425، 426.
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد كبار الفقهاء.
اشتهر بمعرفة الفقه حفظا وتنزيلا للوقائع، واستحضاراللخلاف، حتى كان يقدّم على كثير من العلماء في الفقه والحديث، وانتفع الناس بدروسه وفتاواه وبمصنّفاته المفيدة.
وهو أخذ الفقه والحديث عن الشيخ إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز، ولازمه ملازمة طويلة بمدينة "دهلي".
وكان زاهدا متورّعا، قانعا، عفيفا، صالحا، ذا عناية تامة بالتدريس والتصنيف، شديد الرغبة في المباحثة في العلم والمذاكرة به، شديد التعصّب على من خالفه في المذهب.
له مصنّفات في الردّ على السيّد نذير حسين الحسيني الدهلوي فيما خالفه من المذهب الحنفي.
وله مصنّفات غير ذلك في الفقه والحديث، منها:"مظاهر حق" شرح "المشكاة" بالهندية في أربعة مجلّدات، ومنها:"ظفر جليل" شرح "الحصن الحصين" بالهندية، ومنها:"جامع التفاسير" تفسير القرآن الكريم بالهندية، ومنها:"معدن الجواهر"، و"آداب الصالحين"، و"الطبّ النبوي"، و"توفير الحق"، و"تنوير الحق"، وله غير ذلك من الرسائل.
سافر إلى الحرمين الشريفين في آخر عمره، فمات بـ "مكّة المباركة" سنة تسع وثمانين ومائتين وألف، وله خمس وستون سنة، كما في "حدائق الحنفية".
* * *
4012 - الشيخ الفاضل المولى قطب الدين الأزنيقي
*
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما، فَاضلا، زاهدا، متورعا.
وَكَانَ لَهُ حَظّ عَظِيم من التصوف، ولد بـ "أزنيق"، وقرأ على عُلَمَاء زَمَانه، وتمهر فِي كل الْعُلُوم، لَا سِيمَا الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة.
وَتُوفِّي بهَا، وصنّف فِي كتاب الصَّلَاة مصنّفا جَامعا لمسائلها، رُوِىَ أنه لما اجتاز تيمور خَان بالبلاد الرومية، اجْتمع مَعَ الشَّيْخ الْمَذْكُور، فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ: عَلَيْك أن تتْرك صنيعك هَذَا من قتل عباد الله، وَسَفك الدِّمَاء الْمُحرمَة، فَقَالَ: يَا شيخ إِنِّي أنْزِلْ فِي منزل، وَبَاب خَيْمَتي إلى الشرق، فأجد بَابهَا فِي الْغَد إلى الْمغرب، فَإِذا ركبت يركب أمامي نَحْو خمسين رجلا، لَا يراهم غَيْرِي، وَإِنِّي أقفو أثرهم، وأمتثل أمرهم.
فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ: كنت سَمِعتك رجلا عَاقِلا، والآن علمت أنك جَاهِل، فَقَالَ: من أيْنَ قلت هَذَا، قَالَ: لأنك تفتخر بِوَصْف الشَّيْطَان، وَهُوَ كَونه مظْهرا لقهر الله سبحانه وتعالى، ثمَّ افْتَرقَا.
مَاتَ رحمه الله فِي الْيَوْم الثَّامِن من ذِى الْقعدَة لسنة إحدى وَعشْرين وَثَمَانِمائَة، رَحمَه الله تَعَالَى.
* * *
4013 - الشيخ العالم الكبير قطب الدين البرهانبوري، المشهور بالفاضل
* *
* راجع: الشقائق النعمانية 1: 24.
* * راجع: نزهة الخواطر 5: 338.
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان ممن حفظ القرآن، وبرع في العلم، والأدب، والرمي.
وكان كثير المحفوظ لشعر العرب، يسرد لمجاله، ويقرأه عن ظهر قلبه، وكان مع ذلك العلم والمعرفة متواضعا، حليما، مسكينا.
خصّه عالمكير لإمامته في التراويح في رمضان المبارك، وجعله معلّما لابنه محمد أعظم.
مات في السنة الجلوسية، وكانت وفاته بدار الملك "دهلي"، كما في "مرآة جهان نما".
* * *
4014 - الشيخ العالم الصالح قطب الدين، النقشبندي، الحسن بوري
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد كبار العلماء.
أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الغفور السنبهلي.
ثم صحب الشيخ آدم السنبهلي، وانتفع به، يذكره الشيخ عبد الله بن عبد الباقي الدهلوي، ويثني عليه.
وكان ماهرا في العلوم الدينية، عارفا بمصطلحات القوم، صاحب استقامة على الطريقة الظاهرة والصلاح.
ذكره كمال محمد السنبهلي في "الأسرارية".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 5: 337، 338.
4015 - قطب الدين، السرهندي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المشهورين في بلاد "الهند".
درّس، وأفاد مدّة عمره، وانتفع به ناس كثيرون، منهم: الشيخ حميد الدين عبد المجيد بن عبد القدّوس الكنكوهي، قرأ عليه الكتب الدراسية.
مات، ودفن بـ "سرهند".
* * *
4016 - الشيخ العالم المحدّث قطب الدين، النقشبندي، السرهندي
* *
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء البارعين في الفقه والحديث.
أخذ الطريقة عن الشيخ محمد زبير بن أبي العلي السرهندي، ولازمه مدّة مديدة.
وسافر إلى "الحجاز" سنة ثلاث وسبعين.
ومائة وألف، فحجّ، وزار.
وتوفي بها.
ومن مصنّفاته: "وهب الزبير"، كتاب له في الأذكار والأشغال.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 4: 241.
* * راجع: نزهة الخواطر 6: 240، 241.
4017 - الشيخ العالم الفاضل قطب الدين، الشاهجهانبوري
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال.
ذكره المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في "تاريخ فرخ آباد"، وقال: إنه أدرك الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، والشيخ الكبير جانجانان العلوي الدهلوي، وجمعا كثيرا من العلماء والمشايخ.
مات لأربع بقين من ربيع الأول سنة سبع وتسعين ومائة وألف.
* * *
4018 - الشيخ الفاضل المولى الْحَكِيم قطب الدين العجمي
* *
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى وزيرا لبَعض مُلُوك الْعَجم، ثمَّ ارتحل إلى بِلَاد "الرّوم" لفترة فِي بِلَاده، واتصل بِخِدْمَة السُّلْطَان مُحَمَّد خَان، وأكرمه السُّلْطَان مُحَمَّد خَان غَايَة الإكرام، وَعين لَهُ كل يَوْم خَمْسمِائَة دِرْهَم، وَعين لَهُ عشْرين ألف دِرْهَم مشاهرة، سوى مَا أنْعم عَلَيْهِ من الْخلْع، والإنعامات.
وعاش فِي كنف حمايته بعيش أرغد، وَكَانَ يتوسع فِي مأكله وملابسه، ويتجمل فِي حَوَاشِيه وغلمانه، وَكَانَ يعرف علم الطِّبّ غَايَة
* راجع: نزهة الخواطر 6: 241.
* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 135.
الْمعرفَة، وتقرب لأجله عِنْد السُّلْطَان مُحَمَّد خَان، وحظي عِنْده غَايَة الحظوة، وَمَات فِي أَيَّام دولته، روّح الله روحه، وَنوّر ضريحه.
* * *
4019 - الشيخ الفاضل المولى قطب الدين المرزيفوني
*
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: قَرَأَ رحمه الله على عُلَمَاء عصره، ثمَّ وصل إلى خدمَة الْمولى الْفَاضِل عَلَاء الدين عَليّ الجمالي الْمُفْتِي، ثم صَار مدرسا بِبَعْض الْمدَارِس، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة "أزنيق"، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة الْوَزير دَاوُد باشا بِمَدِينَة "قسطنطينية"، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة طرابوزان.
وَمَات وَهُوَ مدرس بهَا فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة، كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى صَاحب كرم وأخلاق حميدة، ووفاء ومروءة، وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْعُلُوم، وَكَانَ لَهُ خُصُوصِيَّة بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْفِقه، وَله تعليقات على نبذ من "شرح الْوِقَايَة" لصدر الشَّرِيعَة، وعَلى "شرح الْمِفْتَاح" للسَّيِّد الشريف. روّح الله روحه، وَنوّر ضريحه.
* * *
4020 - الشيخ الفاضل قطب الدين، الهانسوي
* *
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المتورعين.
* راجع: الشقائق النعمانية 1: 286.
* * راجع: نزهة الخواطر 5: 338.
لازم الشيخ عبد اللطيف البرهانبوري مدة طويلة، ونال منه حظًا وافرًا من العلم والمعرفة، فخصّه عالمكير بأنظار العناية والقبول.
ولما تولى المملكة أعطاه أربعمائة ألف دام جائزة منه، وكان كلما يتردّد إليه يعطيه، وهو عمر قرية بموطنه، وسماه "قطب آباد"، فمات بها سنة ستّ وثمانين وألف في السنة الثامنة عشرة الجلوسية، كما في "مرآة جهان نما".
* * *
4021 - الشيخ الفاضل الكبير قطب عالم بن السيّد ميران، الحيدرآبادي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد كبار العلماء.
ولد، ونشأ بـ "حيدرآباد"، وأخذ عن أبيه، ولازمه مدّة.
ثم تصدّر للدرس والإفادة، انتهت إليه رياسة العلم بـ "حيدر آباد".
وأخذ عنه خلق كثير، وولي الإفتاء بـ "حيدر آباد"، وكان والده مدرّسا بتلك البلدة في عهد عالمغير الأول.
توفي لأربع خلون من شوّال سنة ثلاث وستين ومائة وألف، فدفن بـ "حيدرآباد"، كما في "محبوب ذي المنن".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 6: 242.
4022 - الشيخ الإمام العالم المحدّث قطب الهدى بن محمد واضع بن محمد صابر بن آية الله بن علم الله، الحسني، الحسيني، النقشبندي، البريلوي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول.
لم يكن له نظير في زمانه في معرفة الفقه والحديث والعربية والإنشاء والخطّ.
ولد، ونشأ ببلدة "رائ بريلي"، وانتفع بوالده، وتلقّى منه.
ثم دخل "لكنو"، وأخذ عن العلامة تفضّل حسين الكشميري، وعن غيره من العلماء.
ثم سافر إلى "دهلي"، وأخذ الفقه والحديث عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، واستنسخ الكتب النفيسة من خزانته.
وأخذ الطريقة عن الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي، ولازمه مدّة، ثم رجع إلى بلدته، وعكف على الدرس والإفادة.
وكان قويّ الحفظ، سريع الإدراك، شديد الرغبة في البحث والتنقير، شديد الحرص على الكتابة.
وكان خطّه في غاية الجودة.
له تعليقات شتى على "صحيح البخاري"، و"جامع الترمذي"، و"عين العلم"، و"سفر السعادة"، وعلى غيرها من الكتب.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 427.
وله رسالة نفيسة في إثبات كفر فرعون المسمّى بـ "الجانب الشرقي في كفر فوعون الغرقي".
توفي لتسع عشرة خلون من ربيع الثاني سنة ستّ وعشرين ومائتين وألف، وله اثنتان وأربعون سنة، كما في "كلشن محمودي".
* * *
باب
من اسمه قطبة، قل أحمد، قلندر
4023 - الشيخ الفاضل قطبة بن العلاء بن المنهال، أبو سفيان، الغنوي، الكوفي
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال المروزي: سألت أحمد بن حنبل عن قطبة، فقال: كان جليس سفيان الثوري، ويقولون: إنه جالس أبا حنيفة، وهو الذي كان يخبر سفيان
* راجع: الجواهر المضية برقم 1122.
ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري 4: 191، والضعفاء الصغير للبخاري 96، وكتاب المجروحين لابن حبان 2: 220، والضعفاء والمتروكين للنسائي 89، والجرح والتعديل، الجزء الثالث، القسم الثاني، صفحة 141، 142، وميزان الاعتدال 3: 390، ولسان الميزان 4: 473، 474، والطبقات السنية برقم 1733.
بكلام
(1)
أبي حنيفة
(2)
، وإنما عرف سفيان
(3)
مذهب أبي حنيفة، يقولون
(4)
به، ثم قال قطبة: مستقيم الحديث.
وذكر الذهبي في "الميزان" تضعيفه عن غير واحد.
* * *
4024 - الشيخ الفقيه قل أحمد بن أحمد المسعود بن نعمة الله بن ولي محمد، الستركهي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الفقهاء الصالحين.
ولد، ونشأ بـ "ستركه".
وتفقّه على أبيه، وعلى غيره من العلماء.
ثم ولي القضاء بـ "ستركه" مكان والده المرحوم، فاستقلّ به مدّة حياته.
وكانت وفاته في عهد محمد شاه.
* * *
(1)
في بعض النسخ: "بقول".
(2)
في بعض النسخ زيادة: "ويقولون".
(3)
في بعض النسخ زيادة: "الثوري".
(4)
سقطت من: بعض النسخ.
* راجع: نزهة الخواطر 6: 242، 243.
4025 - الشيخ الفاضل قلندر بخش، الباني بتي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية.
أخذ عن العلامة فضل حق بن فضل إمام الخيرآبادي.
ودرّس، وأفاد مدّة بدار الملك "دهلي"، وبمدينة "مرادآباد".
أخذ عنه خلق كثير من العلماء.
* * *
4026 - الأمير الكبير الفاضل العلامة قليج محمد، الأندجاني
* *
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال.
ولّاه أكبر شاه صيانة القلعة بـ "سورت" سنة ثمانين وتسعمائة، وأمره على "كجرات"
(1)
سنة خمس وثمانين، وولّاه الوزارة الجليلة سنة سبع وثمانين، وأمره على "مالوه" سنة تسعين.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 427.
* * راجع: نزهة الخواطر 5: 338، 339.
(1)
"كجرات": بضم الكاف الفارسي، وإسكان الجيم، وإهمال الراء المهملة، بعدها ألف، فمثناة من فوق، طولها اثنان وثلاثمائة ميل، وعرضها ستون ومائتا ميل، وفيها ثلاث عشرة فرضة، أشهرها:"كنباية"، و"سومنات"، و"جونا كره"، و"سورت". وفي العصر الحاضر "بمبئي"، وفيها كور =
وأقطعه ناحية "سنبهل" سنة ستّ وتسعين، وأمره أن يقيم بـ "لاهور"، ويشارك راجه تودرمل، وزير الخراج، وراجه بهكونت داس في مهمّات الأمور.
ولما توفي تودرمل استقلّ بوزارة الخراج، وولي على "كابل" سنة اثنتين بعد الألف، وعزل عنها بعد زمان يسير، ثم جعله أكبرشاه أتابكا لولده دانيال، سنة خمس بعد الألف، وكان ختنه، فلم يستطع أن يصاحبه، ورجع إلى الحضرة، فولّاه حراسة. "أكبرآباد" سنة سبع وألف، وولّاه على "بنجاب" سنة تسع وألف وضمّ معها له ولاية "كابل".
ولما مات أكبر شاه، وقام بالأمر ولده جهانغير، ولّاه على "كجرات"، ثم ولّاه على "بنجاب" سنة ستّ عشرة وألف، وعلى "كابل" سنة ثمان عشرة وألف.
وكان عالما كبيرا علامة في المعقول والمنقول، صالحا تقيّا، لم يزل مشتغلا بالدرس والإفادة، وحين إقامته بـ "لاهور"، كان يتردّد بنفسه إلى المدرسة، ويدرّس الفقه والحديث والتفسير كلّ يوم، ويجتهد في نشر العلوم، كما في "مآثر الأمراء".
وقال المندوي في "كلزار أبرار": إنه درّس الكتب المتداولة مرارا، وتخرّج عليه جماعات من الفضلاء، وكان من كبار الأمراء، صاحب العساكر العظيمة، وإيالة الواسعة الفخيمة، وسنّه جاوز ثمانين. انتهى.
توفي سنة ثلاث وعشرين وألف في أيام جهانغير، كما في "مآثر الأمراء".
* * *
= صغيرة، يسمّونها بأسماء أخرى، نحو "كوكن" أي: البلاد التي على ساحل البحر فيما بين "بمبئي" و"نياكاؤن"، ونحو "كاتهياوار" التي ينسب إليها الأفراس الحصان الجياد.
باب من اسمه قمر
4027 - الشيخ الفاضل قمر أحمد بن الشيخ ظفر أحمد العثماني التهانوي
*
ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: أخذ العلم ببلدة "تهانه بهون".
ثم التحق بجامعة دار العلوم بـ "ديوبند"، وقرأ بعضا من المنهج النظامي، ثم دخل في مظاهر العلوم يوم 26 شوال 1361 هـ، وقرأ "شرح الكافية" للجامي، و"شرح التهذيب"، و"كنز الدقائق"، و"أصول الشاشي"، وتدرج، حتى دخل في الصف النهائي عام 1364 هـ، وبعد أن أخذ الصحاح الستة فيها سار إلى الجامعة الإسلامية تعليم الدين بـ "دابيل" في أواخر جمادى الأولى، واشتغل، وإثر أن تخرج فيها تصدّر للتدريس والإفادة في مختلف المدارس الدينية والمدارس الحكومية.
وأخيرا عين أستاذا في كورمنت نارمل إسكول كمالية (مدرسة كمالية المتوسطة الحكومية) في "لائل بور" بـ "باكستان"، وتوفي يوم 11/ جمادى الأولى 1423 هـ.
* راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 3: 33 - 35.
مؤلفاته:
1 - " تذكرة الظفر
":
ذلك في قصة حياة الشيخ ظفر أحمد التهانوي ومآثره العلمية والعملية وخدماته السياسية وجهده وسعيه وكدّه مما بذله عند تقسيم "الهند"، وفر له الموادّ والعناصر الشيخ عبد الشكور الترمذي، ورتبها صاحب الترجمة.
2 - " تذكرة ياران
":
ألّف الشيخ ظفر أحمد التهانوي كتاب "براءة عثمان غني رضي الله عنه" ردا على مؤلّف "خلافت وملوكيت" لأبي الأعلى المودودي، فأوردت عليه مجلة "فاران" الشهرية بـ "كراتشي"، وتناولته بانتقاد ما فيه من البحوث، فردّ على ما أفادت بضبط هذا الكتاب.
3 - " استعراض تفكيري في الطوائف الدينية
":
ذلك الكتاب في استعراض تفكيري في الطوائف الدينية والتحركات العلمية والفكرية المختلفة في شبه القارة الهندية والباكستانية، قد أنشأ فيه حول فتنة إنكار الحديث ردا عليها في 32 صفحة كاملة، تم طبعه من مكتبة مطبوعات مشرق بـ "كراتشي".
4 - " شاه ولي الله محدث دهلوي
":
هذا استعراض جاء في حياة الشيخ الشاه ولي الله المحدّث الدهلوي وأفكاره ونظرياته العلمية ومآثره المجدّدية، وأتاه بأنه أول شخصية عبقرية في تاريخ الهند الإسلامي ممن بدأ في العلوم الإسلامية، وظهرت، وفاضت به ينابيع الدين ومعارفه، وعلى ما أفاد الشيخ محمد تقي العثماني: إنه كتاب ألقي فيه الضوء على إنجازاته العلمية وخدماته السياسية أكثر من أحواله
الذاتية، ويمكن به التوصّل إلى معرفة جيّدة بعبقريته بالإيجاز، عليه مقدمة للشيخ ظفر أحمد التهانوي، والكتاب في 145 صفحة.
5 - " مجاهد كبيير سيّد أحمد شهيد
":
ظهر ضبطه في مآثر المجاهد الشهيد السعيد السيّد أحمد البريلوي وأصحابه النضالية ومساعيهم الدعوية والتبليغية وأعمالهم الجليلة النبيلة، وما إلى ذلك، قدم له الشيخ ظفر أحمد بعد أن لاحظه حرفيا.
* * *
4028 - الشيخ الفاضل العلامة مولانا قمر الدين بن أنصار علي الآسامي
*
ولد سنة 1344 هـ في أسرة دينية.
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة الواقعة من "بدر بور" من أعمال "آسام"، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح"، ثم التحق بالمدرسة العالية الحكومية، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وحصل منها "سند ممتاز المحدثين".
ثم التحق مدرسا بالمدرسة الحكومية الواقعة بـ "جسر"، ودرّس فيها سنة واحدة، وذاك في سنة 1364 هـ، ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية مرة ثانية.
من شيوخه: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة مولانا سهول العثماني.
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 253.
بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، ودرس في المدرسة الحكومية لوري بـ "جسر"، ثم التحق بالمدرسة العالية غاسْباري، ثم التحق محدّثا بالمدرسة المصطفوية العالية الحكومية.
من تصانيفه: "بدر الحواشي شرح أصول الشاشي"، و"تعليم التضحية"، و"اللحية والشارب في نظر الإسلام".
* * *
4029 - الشيخ الفاضل قمر الدين بن محمد سعيد المئوي، شيخ الحديث بجامعة إصلاح البنات بقرية "سملك" في "كجرات
" *
ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد ببلدة "كوبا غنج" بمديرية "مئو" يوم 7/ يوليو 1940 م الموافق مستهلّ جمادى الأولى 1359 هـ، واشتغل بالعلم على علماء بمنطقته، ثم أقبل إلى مظاهر العلوم في شوال 1378 هـ، وأخذ الصحاح الستة عمن بها من كبار المحدّثين، وتخرّج فيها في شعبان 1379 هـ، حيث قرأ "جامع الإمام البخاري" على الشيخ محمد زكريا، و"صحيح مسلم" على الشيخ منظور أحمد خان، و"سنن أبي داود"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على الشيخ أسعد الله، و"سنن الترمذي" على الشيخ أمير أحمد الكاندهلوي.
* راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 3: 35، 36.
كان مما يريد بقرار النفس أن يتلقّى الحديث ثانيا في جامعة دار العلوم ديوبند إثر أن تخرّج في مظاهر العلوم، غير أن حالت دون قصده ظروف اقتصادية، لا تكاد أن تسمح له به، ولكن حالفه التوفيق، وساعده الحبّ فيه الذي ساقه إلى دار العلوم ديوبند، ودخل في الصف النهائي عام 1381 هـ، فلا زال يحضر الدرس، يواظب، ويداوم على أوقاته طوال السنة، ويقيد من المحاضرات الدراسية، وبعد أن تخرّج فيها تصدّر بالتدريس والإفادة في مختلف المدارس، حتى فاضت نفسه يوم الأربعاء 23/ شوّال 1420 هـ، الموافق 10 / يناير 1999 م، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
كان رجلا فاضلا عالما عاملا بعلمه، ذا عناية واهتمام بأحكام الشريعة بمواقع الفرح والحزن، رأيته في الظعن والإقامة لمدّة أربع عشرة سنة، فوجدته عاملا بالسنة في كل شيء، حتى إذا خرج للاستنجاء فلا يخرج غير لابس القلنسوة أبدا، ولما سار أهله قبل وفاته بيوم من "كوبا غنج" إلى "حيدرآباد"، فأوصى من عنده: لا تؤخّروا الكفن والدفن بعد موتي، ولا تنقلوا جثماني من هنا، إنه من السنّة.
اتصل بالشيخ الشاه وصي الله في مرحلة الإحسان والسلوك والإصلاح والتزكية، ثم بالشيخ المقرئ صديق أحمد الباندوي بعد أن توفي.
* * *
4030 - الشيخ الفاضل قمر الدين الأجميري
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المشهورين في زمانه.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 395.
قرأ العلم على المفتي لطف الله بن أسد الله الكوئلي، وعلى غيره من العلماء. ثم أسّس مدرسة عربية ببلدة "أجمير"، فدرّس بها مدّة من الزمان.
ومن مصنّفاته: "الميزان"، و"المحاورة"، و"هداية الأدب".
* * *
4031 - الشيخ الفاضل قمر الدين الحسيني، السوني بتي، ثم الدهلوي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الشعراء المجيدين.
كان من نسل الإمام ناصر الدين، الحسيني، المشهدي.
قرأ العلم على الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، مشاركا لإخوته عبد القادر، ورفيع الدين، ولازمه مدة.
ثم أخذ الطريقة عن الشيخ فخر الدين بن نظام الدين الدهلوي، وأقبل على الشعر إقبالا كليا، حتى صار معدودا في الشعراء المفلقين.
ولما سافر إلى "لكنو" تشيَّع بها، وسافر إلى "حيدرآباد"، فحصلت له الصلاة الجزيلة من جند ولعل.
وله "ديوان شعر" يحمل مائة ألف وخمسين ألف بيت بالفارسي والهندي.
توفي سنة ثمان ومائتين وألف، وله تسع وأربعون سنة، كما في "نتائج الأفكار".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 7: 428.
باب من اسمه قوام، قورد، قيام، قيس، قيصر
4032 - الشيخ الفقيه المفتي قوام الدين بن سعد الدين بن معزّ الدين بن أبان الله، الكشميري
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان من كبار الفقهاء الحنفية.
ولد لأربع خلون من شعبان سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف بـ "كشمير"، ونشأ بها.
وقرأ العلم على الشيخ رحمة الله، والشيخ عبد الله، ونور الهدى بن عبد الله، وعلى غيرهم من العلماء.
وأجازه المير قارئ تلميذ شيخ القرّاء والحاج عبد الولي الطرخاني، تلميذ الشيخ أبي الحسن السندي، والحاج نعمة الله النوشهروي، والشيخ محسن البلجمري، تلميذ جدّه أمان الله.
فلمّا بلغ رتبة الشياخة تصدّر للتدريس في زاوية السيد أمين الأويسي الكشميري، وولي القضاء بـ "كشمير" ومشيخة الإسلام بها.
وانتهت إليه رياسة الفتيا والتدريس.
له كتاب "الصحائف السلطانية"، يحتوي على ستين علما.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 429.
توفي لتسع خلون من ذى القعدة سنة تسع عشرة ومائتين وألف، كما في "حدائق الحنفية".
* * *
4033 - الشيخ الفاضل المولى قورد أحْمَد جلبي بن خير الدين، معلم السُّلْطَان سُلَيْمَان
*
ذكره صاحب "العقد المنظوم" في كتابه، وقال: نَشأ رحمه الله بكنف الْعِزّ والْعَلَاء، وَفتن الْحجَّة والسنا، طَالبا للمعارف، ومستفيدا من كل عَارِف، واشتغل على الْمولى عبد الباقي، وَالْمولى صَالح بن جلال، وَالْمولى بُسْتَان، وَغَيرهم من أرباب الْفضل والكمال.
ثمَّ صَار ملازما من الْمولى مُحَمَّد الشهير بجوي زَاده، وَهُوَ مفت بطرِيق الإعادة، ثمَّ صَار ذَلِك الْعَتِيق مدرسا بسليمانية "أزنيق" فَبعد قيل من الزَّمَان نقل إلى إحدى الْمدَارِس الثمان، فَلَمَّا مضى عَلَيْهِ سِتّ سِنِين صَارَت وظيفته فِيهَا سِتِّينَ، ثم ظهر لَهُ العواطف السُّلْطَانِيَّة، فَنقل إلى إحدى
الْمدَارِس السليمانية.
ثمَّ عطف الزَّمَان إلى "دمشق الشَّام" فَبعد سنتَيْن ساءت بِهِ الظنون، وَحلّ بِهِ ريب الْمنون، وَذَلِكَ سنة سِتّ وَسبعين وَتِسْعمِائَة، وَكَانَ المرحوم مشاركا فِي بعض الْعُلُوم، حُلْو المصاحبة، حسن المقاربة، عذب المشرب، سهل الْمطلب، ذَا وَجه صبيح، ولسان فصيح. روّح الله روحه.
* * *
* راجع: العقد المنظوم فِي ذكر أفاضل الرّوم 1: 356، 357.
4034 - الشيخ العالم الفقيه قيام الدين القرشي، الظفرآبادي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول.
أصله كان من "دهلي".
قدم "ظفرآباد" هو والشيخ أسد الدين الحسيني الواسطي، واشتغل بها بالدرس والإفادة مدّة مديدة.
ثم تركَ البحثَ والاشتغالَ، وسلك مسالك الترك والتجريد، والانزواء والاشتغال بالله سبحانه، وانقطع إليه بقلبه وقالبه.
وكانت وفاته في ثالث عشر من ذي القعدة سنة سبع عشرة وثمانمائة، كما في "تجلّي نور".
* * *
4035 - الشيخ الفاضل قيس بن إسحاق بن محمد بن أميرك، أبو المعالي، المرغيناني
* *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كان مقيما بـ "سمرقند"، ودرس بها فقه أبي حنيفة، سمع محمود بن عبد الله الجرجاني.
* راجع: نزهة الخواطر 3: 93.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1123.
ترجمته في الأنساب 522، والطبقات السنية برقم 1736.
وفي نسخة الأنساب: "أبو المعاني".
وروى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي.
ذكره أبو سعد في "الأنساب"، وقال: كان أميرا، إماما، فاضلا.
وأقام بـ "سمرقند"، ودرس بها.
وتوفي في جامع "سمرقند" بعد ما تكلم في النظر
(1)
، وكان صائما، وذلك في شوّال سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وحمل إلى داره، ودفن يوم السبت في "مقبرة جاكرديزه" قبالة مشهد الأئمة.
قال صاحب "الهداية": بيننا وبينه قرابة قريبة، لقيته
(2)
، وأفادني هذه الأبيات
(3)
.
قل للأمير أدام ربي عزّه
…
وأنا له من فضله مخزونه
(4)
إني جنيت ولم يزل نبل الورى
…
يهبون للخدّام ما يجنونه
من كان يرجو عفو من هو فوقه
…
عن ذنبه فليعف عمن دونه
قال وزادني غيره:
ولقد جمعت من الذنوب فنونها
…
فاجمع من العفو الكريم فنونه
* * *
4036 - الشيخ الفاضل قيس بن أصرم، الشيباني، أبو حنيفة
*
(1)
في الأنساب: بعد ما تكلم في المناظرة وفرع.
(2)
سقط من بعض النسخ.
(3)
الأبيات في الطبقات السنية.
(4)
في الطبقات السنية: "أدام ربي فضله".
* راجع: الجواهر المضية برقم 1124. =
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو من الفقهاء المختصّين بالقضاة الصاعدية.
سمع الحديث على أبي الحسين عبد الغافر، وغيره، رحمهم الله تعالى.
* * *
4037 - الشيخ الفاضل قيس بن * حماد ابن أبي حنيفة، أخو إسماعيل، وعمر، تقدّما
(1)
.
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: روى عن أبيه، وروى عن أخيه إسماعيل أنه من أبناء ملوك "فارس" الأحرار، والله ما وقع علينا رقّ قط.
* * *
4038 - الشيخ الفاضل قيصر حيدر الدهلوي
* *
أحد أبرز شعراء الأردية المسلمين في "الهند".
ولد سنة 1343 هـ، وتوفي سنة 1412 هـ.
= ترجمته في الطبقات السنية برقم 1737، نقلا عن الجواهر.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1125.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1738، نقلا عن الجواهر.
(1)
الأول في الجواهر برقم 328، والثاني في الجواهر برقم 1049.
* * راجع: تتمة الأعلام للزركلي 2: 101.
ترجمته في الفيصل عن 187 (محرم 1413 هـ) ص 143.
من دواوينه المطبوعة: "تلافي التلافي"، و"موجين"(الأمواج)، و"خط غبار".
* * *
4039 - الشيخ الفاضل قيصر بن أبي القاسم بن عبد الغني بن مسافر بن حسَّان بن عبد الرحمن بن عبد الله السلمي، المعروف بتعاسيف، الدمشقي الأصل والوفاة، المصري المولد
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكره الدمياطي في "معجم شيوخه"، وقال: مولده بـ "صعيد مصر". سنة خمس وسبعين
(1)
وخمسمائة تقديرا.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1126.
ترجمته في المختصر لأبي الفدا 3: 186، والطالع السعيد 469 - 471، وتاريخ ابن الوردي 2: 188، والسلوك 1: 382، وحسن المحاضرة 1: 542، والطبقات السنية برقم 1739.
ومكان "بتعاسيف" بياض في بعض النسخ، وفي بعضها:"أبو عبد الله" مكان "بن عبد الله، ويعرف بالأسفوني أو الأصفوني، نسبة إلى أصفون، قرية بالصعيد الأعلى من مصر، ولد بها. ويقال له: العلم، وكنيته: أبو المعالي.
وانظر أيضًا: وفيات الأعيان 5: 315، 316، (في ترجمة كمال الدين موسى بن يونس الشافعي)،
وأعلام المهندسين، لتيمور 49، وتراث العرب العلمي، لطوقان 353.
(1)
في المختصر، وتاريخ ابن الوردي:"أربع وسبعين"، وفي الطالع السعيد، وحسن المحاضرة، والطبقات السنية، نقلا عن الطالع:"أربع وستين".
وتوفي بـ "دمشق" يوم الأحد الثالث عشر من رجب سنة تسع وأربعين وستمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
4040 - الشيخ الفاضل قيصر حيدر الدهلوي
*
أحد أبرز شعراء الأردية المسلمين في "الهند".
ولد سنة 1343 هـ، وتوفي سنة 1412 هـ.
من دواوينه المطبوعة: "تلافي التلافي"، و"موجين"(الأمواج)، و"خط غبار".
* * *
* راجع: تتمة الأعلام للزركلي 2: 101.
ترجمته في الفيصل عن 187 (محرم 1413 هـ) ص 143.
حرف الكاف
باب من اسمه كامل، كبير، كثير
4041 - الشيخ العالم الصالح كامل بن إمام علي الوليد بوري
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد المشايخ النقشبندية.
ولد بـ "وليد بور" سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف.
وقرأ بعض الكتب على الشيخ علي أحمد البهيروي.
ثم سافر إلى "جونبور"، وقرأ على مولانا عبد الحليم بن أمين الله اللكنوي في المدرسة الإمامية الحنفية، وعلى غيره من العلماء.
وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد العليم الحسيني القادري.
ثم عن الشيخ أمير علي الجائسي، والشيخ كلزار شاه الكشنوي، بكسر الكاف، وخدم الدولة الإنكليزية مدّة طويلة، حتى أحيل إلى المعاش.
له "صراط التكميل" بالعربي في التصوّف، وله عدّة رسائل في السلوك.
توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة وألف.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 8: 477، 478.
4042 - الشيخ الفاضل مولانا كبير أحمد بن علي أحمد المنشي الفِيْنَوي
*
ولد سنة 1375 هـ في قرية "هري بور" من مضافات "سَاغْلْنَيَّا" من أعمال "فيني".
قرأ مبادئ العلم في مدرسة بِيْبِرْ هات من مضافات "فيني".
ثم التحق بالمدرسة العالية فيني، وقرأ فيها من البداية إلى النهاية، وأتم فيها الدراسة العليا.
من شيوخه فيها: العلامة عُبيد الحق الساتْكَانوي، والعلامة عبد المنان الفينوي، والعلامة محبّ الرحمن الفِنُوائي، وغيرهم من كبار العلماء.
ثم التحق مدرسا بمدرسة في "تَنْغَائيل"، ثم التحق بالمدرسة الصوفية في "فيني"، وأقام فيها ثماني سنين، ثم التحق سنة 1408 هـ بالمدرسة العالية فيني، وأقام فيها إلى آخر حياته.
توفي سنة 1418 هـ.
* * *
4043 - الشيخ الفاضل مولانا كبير أحمد بن نواب مِيَان الجاتجامي
* *
ولد سنة 1350 هـ في قرية "كوي باره" من مضافات "روجان" من أعمال "جاتجام" من أرض "بنغلاديش".
* راجع: مشايخ فيني: 165، 170.
* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 253.
قرأ مبادئ العلم في المدرسة المحلية، ثم التحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وقرأ فيها كتب الدراسة المتوسّطة، ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، وكتب الصحاح الستّة وغيرها، من الكتب الحديثية.
من شيوخه فيها: العلامة فخر الدين المرادآبادي، وشيخ الفنون العلامة إبراهيم البلياوي، وغيرهما، من المحدثين الكبار.
قرأ فاتحة الفراغ سنة 1394 هـ، ثم رجع إلى وطنه المألوف، والتحق مدرسا بمدرسة عزيز العلوم بابونغر، ودرس فيها عدة كتب، ومنها:"سنن أبي داود"، فأفاد، وأجاد.
* * *
4044 - الشيخ الفاضل كبير الدين فاران بن أفضل حسين البِهَاري، مدير المدرسة القادرية بولاية "هماجلا براديش
" *
ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد ببلدة "سيّد بور" من مديرية "أرريه" بولاية "بيهار" يوم 21/ يناير 1957 م/ 19/ جمادى الأولى 1376 هـ، أقبل إلى "سهارنبور" عام 1392 هـ، والتحق بمظاهر العلوم، وقرأ "مختصر المعاني"، وغيره من الكتب الدرسية، وتدرّج في العلم لأربع سنوات، حتى دخل في الصف النهائي، وتخرج عام 1396 هـ، وأخذ "جامع الإمام البخاري" عن الشيخ محمد يونس،
* راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 3: 40 - 44.
و"سنن الترمذي" عن الشيخ مظفر حسين، و"سنن أبي داود" عن الشيخ محمد عاقل، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي عن الشيخ محمد يحيى السهارنبوي.
ثم تعلّم الإفتاء في قسم الإفتاء بها لستة أشهر، ثم عيّن أستاذ الصفّ الأول من الصفوف العربية في مدرسة فيض هدايت رحيمي ببلدة "رائبور" بإيعاز الشيخ المفتي عبد العزيز الرائبوري، وبقي يدرّس، ويفيد لمدة أربع سنوات، ولما أسّس المفتي الرائبوري المدرسة القادرية على تذكار العارف الكبير الشيخ عبد القادر الرائبوري في بلدة "مسّروالا" في هماجلا براديش بيد سماحة الشيخ أبي الحسن علي الندوي المباركة، وذلك عام 1979 م/ 1399 هـ، فولاه إدارتها ونظارتها، لحين كتابة هذه السطور يعمل مديرا لها، ويبذل مساعيه العملية والفكرية يروّجها، ويقدّمها إلى أوجه من بين المدارس والمعاهد التربوية.
بايع الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي، فالشيخ أبا الحسن علي الندوي، فالشيخ محمد يونس، كما يرتبط بالجماعة الدعوية، فيتناولها بالنظر والتأييد في اهتمام كبير.
مما يدلّ على فعاليته ونشاطه أنه لما أنشأ الشيخ عبد العزيز الرائبوري لجنة دعوة القرآن في "بنجاب" من ولايات "الهند" للبحث والنظر في أحوال المسلمين فيها دينيا وفكريا، فعين أمينا عاما لها، وإن هذه اللجنة يشهد تأسيسها إزالة واستيصال الشرك والبدعة والخرافات والعقائد الباطلة، وخاصة القاديانية عن أصولها عن أنحاء "بنجاب" وأرجائها.
وإن إذاعة عموما "الهند" في مدينة "بتنه"، و"شمله"، و"بومبائي"، و"جالندهر"، وغيرها تنشر خطبته ومواعظه في المواضيع الإسلامية والأخلاقية منذ عام 1406 هـ، وهذه الخطب قد بلغت إلى الآن زهاء خمس وعشرين،
إلى جانب ذلك لا تزال تصدر أبحاثه ومقالاته بالكثرة في الصحف والمجلات والرسائل المختلفة بـ "الهند"، و"باكستان".
كذلك تم تكوين منظّمة فلاح مدارس في 5/ ذي القعدة 1422 هـ بسبب المذاكرات، التي دارت بين العلماء المختلفة، ثم ولي الأمانة العامة لها باتفاق من العلماء عليه، من أهدافها إيجاد العلاقات والاتصالات بين المدارس الإسلامية والذود والذبّ عنها، والردّ على الشبهات والاتهامات المنسوب إليها، وتبذيل المساعي في سبيل تقديمها وارتفاعها، وتعمل المنظّمة هذه في "بنجاب"، و"أترابراديش الغربية".
كما أقام علماء "بيهار" مؤسّسة باسم تنظيم فلاح ملّت على مشورة بينهم يوم 17 صفر 1423 هـ لإنقاذ المدارس فيها عن سلطة الحكومة واستيصالها، وتدخلها في المناهج الدراسية فيها، ومنع النشاطات التبشيرية والقادياينة وإبادتها، وإقلاع أصولها عن أرضها، فولّوه إمارتها وإدارتها.
مؤلفاته:
1 - " المسرّة والحزن
":
ذلك مما ألّفه في عهد الطلب في حيلة يتّخذها المسلم، وماذا يفعل بمواقع الفرح والألم، وذلك بضوء التعاليم الإسلامية، عليه مقدمة الشيخ المربي محمد زكريا الكاندهلوي، مع كلماته من الدعاء.
2 - " ما هو علم الدين ولما ذا
":
قد ألقى فيه الضوء على أهمية علم الدين وفضيلته ومكانته، وعليه مقدّمة الشيخ المفتي مظفر حسين، والشيخ محمد الله، والكتاب نافع جدًّا في مجال الخطابة والوعظ والتبليغ والدعوة، تم طبعه عام 1398 هـ.
3 - " مطالبة هامة في الوقت الراهن
":
ضبطه صاحب الترجمة في تدابير تنجي الإنسان عن الفساد والقلق والاضطراب، الذي يحدث به يوميا، وفي حيل تنقذ الإنسانية والديانة عن الهلاكة، يذكر الشيخ المفتي عبد العزيز يبدي عن ملاحظاته فيه، إن الشابّ الفاضل العامل إنشائه وأسلوبه وبيانه الفكري مما ينفخ الروح في كلّ ما مات من القلوب، ويوقظ كلّ ما نام من النفوس، تم ضبطه في رجب 1399 هـ.
4 - " الصراع بين المذهب والمادية
":
إن الإنسان يتمتّع، ويستفيد من علم الطبيعة وارتقاءه وارتفاعه وثمراته الناجعة، ولكنه لم يتمكن من الحصول على سكون القلب وراحته، فالكتاب هذا في الأسباب التي تدعو إليه، قال الشيخ السيّد محمد أزهر شاه قيصر يعلّق عليه: إن من خدمة الدين الجليلة أن يقطع رجل عالم شابّ نظره، ويغضّ بصره عن الخلافات والنزاعات القديمة، ويتحدّث عن الأبحاث الضرورية الحاضرة، يقول للطبقة الطبيعية: إن علم الطبيعة لا يفوق المذهب، وإنما هو يتخلّف عنه غاية.
5 - " خطبات فاران الراديائية
":
ذلك مجموعة من مطبوعاته الملقاة حول المناسبات الإسلامية والأخلاقية، التي قد أذاعتها إذاعة عموم "الهند" عام 1406 هـ: إن هذه الخطب في نخبة من المواضيع لسهلة مفهومة مليئة بالحقائق، أثنى على الكتاب فضيلة الشيخ أبو الحسن علي الندوي، ووثّقه، وقال في انطباعاته: إنه لمجموعة من خطبه ومواعظه، إلى أذاعها صديقنا الفاضل المحبّ الشيخ كبير الدين فارن المظهري حينا لآخر بمحطة إذاعة شملة وغيرها من محطات الإذاعة، هو واضح اللهجة، وفصيح اللسان، وبليغ الأسلوب، موادّه ذو ثقة واعتماد.
6 - " العدل في الإسلام
":
إن موضوعه والقصد منه كما ظهر باسمه، فالكتاب في تأكيد العدل وأهميته بضوء الكتاب والسنة، مع قصص طبقات مختلفة من الناس في العدل والإنصاف بالإطالة والتفصيل، ولم يظهر طبعه بعد.
* * *
4045 - الشيخ الفاضل كثير بن سهل، أبو الفتح، البتّي
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ورد "بغداد"، فقرأ على قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني، وكان مقدّما في النحو والتصريف، وله فيه تصنيف.
قال الهمذاني في "الطبقات": وحدّثني أبو منصور يحيى ابن الخطّاب المرقدي
(1)
، قال: ورد ومعه ثلاثة آلاف دينار، وأنفذت
(2)
له زوجته ألف دينار، فأنفق ذلك على أهل العلم، وكانت قبور أصحاب أبي حنيفة بـ "الشونيزي"، قد اندرست، فعمَّرها، ورجع إلى "غزنة".
* * *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1127.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1740، نقلا عن الجواهر.
ويأتي "البتي" في الأنساب، آخر الكتاب.
(1)
كذا في النسخ، وفي الطبقات السنية:"المروزي".
(2)
في بعض النسخ: "نفدت".
باب من اسمه كرامة
4046 - الشيخ الفاضل كرامة الله، الدهلوي، الواعظ
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: ذكره المفتي ولي الله ابن أحمد علي الحسيني في "تاريخه".
قال: إنه قدم "فرخ آباد". في عهد غالب جنغ.
وكان قانعا، عفيفا، ديّنا.
يذكّر في كل أسبوع يوم الجمعة في الجامع الكبير بـ "فرخ آباد".
ولم يزل بها إلى آخر أيام مظفّر جنغ المتوفى سنة 1211 هـ، ومات بعد موته.
* * *
4047 - الشيخ العالم الفقيه كرامة الله، الدهلوي
* *
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء الصالحين.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 435.
* * راجع: نزهة الخواطر 8: 397، 398.
حفظ القرآن، وسافر للعلم، فقرأ المنطق والحكمة على مولانا عبد العلي الرامبوري، ومولانا محمد حسن السنبهلي.
وأخذ الفنون الرياضيّة عن مولانا سديد الدين، وشيخنا السيّد أحمد الدهلويين.
وأخذ الفقه والحديث عن الشيخ يعقوب بن مملوك العلي، ومولانا قاسم بن أسد علي النانوتويين.
ثم ولي التدريس في مدرسة المرحوم حسين بخش بـ "دهلي"، فدرّس بها خمس سنين.
ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار سنة أربع وثلاثمائة.
وأخذ الطريقة عن الشيخ إمداد الله العمري التهانوي المهاجر.
ثم رجع إلى "الهند"، واشتغل بالتدريس زمانا، ثم ترك البحث والاشتغال.
وكان يدرّس "المثنوي المعنوي" كلّ يوم بعد صلاة الفجر.
ويجلس للتذكير في كلّ أسبوع يوم الجمعة، حضرت في مجلسه سنة 1311 هـ، فوجدته خطيبا مصقعا، يلوح عليه أثر القبول.
* * *
4048 - الشيخ الصالح والمصلح الكبير كرامة علي بن إمام بخش بن جار الله بن كل محمد بن محمد دائم الصدّيقي الجونبوري
*
* راجع: نزهة الخواطر 7: 432 - 434.
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر" وقال: هو أحد أكابر الفقهاء الحنفية ودعاة الإسلام.
ولد لسبع عشرة خلون من المحرّم سنة خمس عشرة ومائتين وألف بمدينة "جونبور".
وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ أحمد علي الجرياكوتي، وبعضها على مولانا أحمد الله الأنامي، وبعضها على مولانا قدرة الله الردولوي.
وبايع السيّد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، ولازمه زمانا، وعهد إليه السيّد بالدعوة إلى الدين والشرع والإصلاح، وبشّره بها، فسافر إلى "بنغاله"، ودار البلاد للإرشاد، وكان الناس بدوا أميين بعداء عن المدنية والحضارة، لا يلبسون من الثياب إلا ما يسترون بها عوراتهم، وكان النساء سافرات الوجوه، لا يحتجبن، ولا يمتاز المسلمون عن الوثنيين في العادات والتقاليد والشعائر، حتى في الأسماء، وكانوا يفرّون من أهل الحضر، ويستوحشون من المصلحين، فلم يزل يفتل في غاربهم، ويتلطّف بهم، حتى استأنسوا به، واجتمعوا لديه.
فأرشدهم إلى الحقّ، وهداهم إلى الدين الخالص، وعلّمهم، وهذّبهم، وأصبح نافذ الكلمة فيهم، يعظّمه الناس، ويتلقّون إشاراته بالقبول، وتغلغلت دعوته في أحشاء البلاد، وأوغلت في أوديتها وجبالها، وقراها وأمصارها، واهتدى به خلائق تعد بمآت الألوف.
وله مصنّفات في الفقه والسلوك نحو "مفتاح الجنة".
وقد نال قبولا عظيما، وانتشارا كبيرا، ونقل إلى لغات عديدة، وأعيد طبعه مرارا، و"زينة المصلّي"، و"زينة القارئ"، و"زاد التقوى"، و"الكوكب الدرّي"، و"الدعوات المسنونة"، و"شرح الجزري"، و"نور الهدى"، و"رفيق
السالكين"، و"فيض عام"، و"مكاشفات رحمت"، و"قوت الإيمان"، و"نسيم الحرمين"، وغيرها من الكتب والرسائل.
وكان مجوّدا، يقرأ القرآن بلحن شجي، يأخذ بمجامع القلوب.
سافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار.
وأخذ القراءة عن السيّد إبراهيم المدني، والسيّد محمد الإسكندراني، وكان قليل الخبرة بالحديث.
مات يوم الجمعة لثلاث خلون من ربيع الثاني سنة تسعين ومائتين وألف، بـ "رنغبور" من أعمال "بنغاله"، كما في "مفيد المفتي"، وغيره.
* * *
4049 - الشيخ الفاضل العلامة مولانا كرامت علي بن المنشي بشير الدين الميانجي الكُمِلائي
*
ولد في آخر القرن التاسع عشر الميلادي في قرية "فومْ بَايِش" من مضافات "قُصُوا" من أعمال "كُمِلا".
قرأ مبادئ العلم تحت إشراف أبيه في قريته، ثم التحق بدار العلوم برورا، وقرأ فيها عدّة سنين، ثم سافر إلى الجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، والتحق بها، وقرأ فيها عدّة سنين، وحصَّل، ودأب، ونشأ، وقرأ فيها كتب الفنون العالية والآلية، وأكمل الدراسة العليا فيها، وقرأ كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية.
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 223، ومشايخ كملا 1: 18 - 21.
من شيوخه: العلامة حبيب الله القُرَيشي، والعلامة المحدّث سعيد أحمد السَّنْدِيفِي، والمفتي الأعظم العلامة فيض الله، مولانا أبو القاسم الميُورِي، رحمهم الله تعالى.
وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، والتحق بمدرسة في "بَرِيسَال"، ثم بعد مدة التحق بدار العلوم برورا، ودرّس فيها كتب الفنون العالية، و"صحيح مسلم"، و"سنن أبي داود"، فأفاد، وأجَادَ، واستفاد منه كثير من العلماء، والفضلاء.
بايع في الطريقة والسلوك على يد المحدث الكبير سعيد أحمد السنديفي، وبعد مدة حصلت له الإجازة منه.
وكان فاضلا نبيلا، عالما جليلا، محققا، مدققا، ورعا، تقيا، نقيا، خاشعا، متخشّعا.
توفي سنة 1378 هـ، ودفن بعد أن صلي على جنازته في مقبرة آبائه، وحضرها ألوف من الناس والعلماء والفضلاء.
* * *
4050 - الشيخ الفاضل مولانا العلامة قربان علي بن شاه محمود الكُمِلائي
*
ولد 1323 هـ في قرية "باغْمَارا" من مضافات "برورا" من أعمال "كُمِلا".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بدار العلوم برورا، وقرأ القرآن الكريم مع التجويد على شيخ القراء القاري المقري عبد القادر، وقرأ علم النحو
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 254.
والصرف على العلامة أبي القاسم، رحمه الله تعالى، وقرأ الفنون الأخر على أساتذته بجدّ واجتهاد، وقرأ فيها خمس سنين.
ثم سافر إلى "جاتجام"، والتحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وقرأ فيها "تفسير الجلالين"، و"الهداية"، و"شرح العقائد" للنسفي، و"مشكاة المصابيح"، وغيرها، من الكتب الدراسية.
من شيوخه فيها: مؤسّس الجامعة العلامة حبيب الله القريشي، والعلامة الشاه ضمير الدين، وغيرهما من المشايخ الكبار، رحمهم الله تعالى.
ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بدار العلوم ديوبند، قرأ فيها كتب الفنون العالية والآلية، كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية، من شيوخه فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وغيره، من المحدثين الكبار، وفي مدة دراسته في "ديوبند" لقي الإمام الكبير رشيد أحمد الكنكوهي، رحمه الله تعالى.
بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، والتحق مدرسا بالجامعة الإبراهيمية، التي أسّسها شيخ القراء القاري المقري إبراهيم الأجانوي، ودرّس فيها عدة سنين.
ثم التحق بدار العلوم برورا سنة 1341 هـ، ودرس فيها أربعة وثلاثين سنة متوالية، وفي أيامه سنة 1368 هـ افتتح دورة الحديث فيها المحدث الكبير العلامة سعيد أحمد السَّنْديفي، ثم عين الشيخ قربان عَلِي شيخ الحديث لها.
بايع في الطريقة والسلوك على يد المحدث الكبير سعيد أحمد السَّنديفي، وبعد مدة حصلت له الإجازة منه.
كان عالما كبيرا، محدثا جليلا، فقيها ضليعا، واعظا بليغا، ورعا، تقيا، نقيا، مناظرا.
توفي سنة 1385 هـ، ودفن بعد أن صلى على جنازته في المقبرة الواقعة بجوار المدرسة، وكانت جنازته حافلة، حضرها ألوف من الناس والعلماء والفضلاء.
* * *
4051 - الشيخ الفاضل كرم إلهي، اللاهوري، رحمه الله تعالى
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد أكابر الفقهاء.
درّس، وأفاد مدّة طويلة بمدينة "لاهور".
وكان عالما بالصرف والنحو والمعاني والبيان، ماهرا في الفقه والأصول، مشاركا في المنطق والحكمة.
أخذ عنه الشيخ فقير محمد الجهلمي، وخلق آخرون.
مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف، كما في "حدائق الحنفية".
* * *
4052 - الشيخ محمد كرم الدين البنجابي فاتح القاديانية والرضاخانية
رئيس المناظرين أبو الفضل الشيخ محمد كرم الدين،
* راجع: نزهة الخواطر 7: 431.
أحد العلماء المبرّزين في "بنجاب" *
ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: موطنه "بهيس" من مديرية "جهلم"، ومولده في زهاء عام 1270 هـ، تلقّى مبادئ العلم بوطنه، وقرأ بعض الكتب العربية الأدبية على الشيخ فخر الحسن، من أخصّ تلامذة العلامة الكبير رشيد أحمد الكنكوهي في "لاهور".
ثم سافر إلى "سهارنبور"، وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد علي السهارنبوري، وما إن أكمل، حتى مرض، وعاد، فأنهى بقية دروسه في "أمرتسر" على من بها من العلماء، ثم بدأ يدرّس، ويفيد عاطشي العلم ببلدته، وبقي عليه في نشاط ونجاح لعدة سنوات.
صرف طول حياته بطلا شجاعا، ومناضلا، قويا، ضدّ المبطلين، وناظر مع المرزا غلام أحمد القادياني، كان عارفا راسخا، قويا في النظم والنثر في العربية والأردية، ويتكلّم باللغات الثلاثة في المناظرة والمباحثة، دون توقّف وكلفة، فيغلب، ويستولى على الزائرين من العلماء بتأثير بيانه، وقوة أدلته، وهم يتخذون إجراءات قضائية ضدّه، حيث رفعت كثير من القضايا ضدّه في محكمة "غورداس بور".
ذات مرة قد أقام الدعوى أمام المحكمة ضدّ المرزا غلام أحمد القادياني، والحكيم فضل دين البهيروي، وذلك رادا على قضايا رفعت إليها ضدّه، فبالغ المحاميون من الجانبين في تكثيف الجهود، وأجهدوا أجسامهم في سبيل القضية، التي استمرّت إلى سنتين كاملتين، وفي النهاية أصدرت محكمة "غورداس بور" الحكم على غلام أحمد بأداء خمسمائة روبية غرامة،
* راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 3: 37 - 40.
أو الحبس لستة شهور، وعلى الحكيم فضل دين بأداء مائتي روبية أو الحبس لخمسة شهور.
يقول أختر راهي صاحب كتاب "تذكرة علماء بنجاب": كان متذوّقا في المباحثة والمناظرة، ومتمتّعا للغاية بجميع الصفات، التي يتطلّبها هذا الفنّ من ذلاقة اللسان، ونصاعة البيان، وقوة الإدراك، والضبط والمعرفة بالمنطق، وأساليبه وقواعده، أما المباحثة مع أهل التشيّع وأهل الحديث والفاديانيين، فقام بها معهم جميعا، ولكن القاديانية ونفيها كان من أهدافه الأصيلة، فجاد قلمه، ودبّجت يراعته، حقا في طريق الردّ عليها في "سراج الأخبار"، وانتقد غلام أحمد القادياني أتم الانتقاد، ودحضه دحضا قاطعا، وضربه عرض الحائط في الحفلات والتجمّعات، فرفع بعض من تبعه قضية عليه مرة بعد أخرى، رفعها الحكيم فضل دين البهيروي إلى محكمة "غورداس بورا" أولا في 14/ نوفمبر 1902 م، وثانيا في 29/ يونيو 1903 م، ولكن المحكمة حكمت له بالبراءة مكرما فيهما، كما رفعها ثالثا الشيخ يعقوب علي تراب، مدير صحيفة "الحكم" عليه وعلى الشيخ فقير محمد الجهلمي، ففرض عليهما الغرامة بأربع وخمسين روبية.
بايع أولا الشيخ خواجه محمد الدين السيالوي البنجالي، وبعد أن مات تعلّق بالشيخ حسين أحمد المدني، واستفاض منه.
توفي إلى رحمة الله بسقوطه من السقف على الأرض في 8/ شعبان 1365 هـ/ 17/ يوليو 1946 م، ودفن في اليوم القادم، رحمه الله رحمة واسعة.
مؤلفاته:
1 - " شمس الهداية
":
ظهر تأليفه في رد قوي على تلبيسات الروافض والمبتدعين بأسلوب ممتع، وهو كوثيقة قيمة في الردّ عليها، ضبطه عن الآيات القرآنية، وعن
الكتب المعتبرة، ينفي الشبهات الملصقة بالصحابة الكرام نفيا مفصّلا ويقيم تفضيلهم بكثير من الآيات القرآنية. تم طبعه في سبتمبر 1925 م، كما طبع في حياته مرتين، وكتب الشيخ مظهر حسين الجكوالي نجل الشيخ محمد كريم الدين مقدمة على طبعته الثالثة، وظهر أخيرا من المكتبة الرشيدية في جكوال بمديرية "جهلم".
2 - " سوط العبرة
":
اسمه الثاني: "متنبي قاديان شكنحي مين"، قد أتاه صاحب الترجمة بجميع من القضايا وخلفياتها ما رفع إلى محكمة "غورداس بور" و"جهلم" وما إلى ذلك من المواضع، وما استمرّ بينه وبين غلام أحمد لسنتين، ابتدأه بعقائده الباطلة وخيالاته الزائفة ومزعوماته الواهية، ظهرت طبعته الثانية عام 1350 هـ من مطبعة "مسلم برنتنك بريس" بـ "لاهور"، وقام الشيخ محمد يعقوب بطبعه حديثا من مدرسة أشرف العلوم ببلدة "برنوي" من مديرية "ميانوالي".
3 - " رسائل ثلاثة
":
ذلك رد لا مثيل له على الشيعة، قد أثبت صاحب الترجمة بمؤلّفه هذا كمال إيمان الصحابة الكرام رضي الله عنه، وأبطل الحداد وغره حقّ الإبطال، وضمّ إلى نهاية الكتاب فهرس معتقدات الروافض المأخوذة من كتبهم.
وإليك الآن أسماء بقية تأليفاته، التي لم أعثر عليها بعد الطلب:
4 -
"سيف مسلول"
5 -
"سوط السنة"
6 -
"تاج المتقين"
7 -
"صدق مذهب نعمان"
* * *
باب من اسمه كريم
4053 - الشيخ الفاضل كريم بن حسين الأماسي، الرومي، الشهير بخواجه كريم
*
عالم، من أعضاء مجلس المعارف.
له من التصانيف: "رسالة الروح"، و"رسالة في حركة الزمان"، و"رسالة في القضاء والقدر"، و"شرح الشفاء" لابن سينا، لم يتم، و"ميزان العدل" في المنطق.
توفي سنة 1303 هـ.
* * *
4054 - الشيخ العالم الفقيه كريم الله بن لطف الله الدهلوي
* *
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الفقهاء الحنفية وعلمائهم المشهورين في كثرة الدرس والإفادة.
* راجع: معجم المؤلفين 8: 143.
وترجمته في هدية العارفين 1: 614.
* * راجع: نزهة الخواطر 7: 437.
قرأ العلم على مولانا كاظم، ومولانا رشيد الدين، والشيخ الكبير عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي.
ثم سار إلى "مارهره".
وأخذ الطريقة عن السيّد آل أحمد المارهروي، ولازمه مدّة.
ثم رجع إلى "دهلي"، وتصدّر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ.
مات لأربع خلون من شوّال سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف، وله تسعون سنة، كما في "رياض الأنوار".
* * *
4055 - الشيخ الفاضل مولانا القاري كريم بخش بن الشيخ إلهي بخش الشاهجهان بوري
*
ولد سنة 1308 هـ في موضع "بيلي بهيت" من أعمال "شاهجهان بور" من أرض "الهند".
حفظ القرآن الكريم في وطنه، ثم التحق بـ "جلال آباد" من أعمال "شاهجهان بور"، ثم التحق بالمدرسة العالية الفرقانية بـ "لكنو"، وقرأ فيها الكتب الفارسية والعربية الدرسية، وقرأ فيها على القاري محمد صديق المومنشَاهَوي القراءة السبعة كتب التجويد بالإتقان والتحقيق.
وبعد إتمام الدراسة جاء إلى "أمرتْسَر، والتحق مدرّسا في مدرسة القاري خدا بخش، وأقام في هذه الخدمة الجليلة خمسا وعشرين سنة.
* راجع: تذكره علماء أهل السنة والجماعة، بنجاب 2: 75 - 77.
ثم التحق بالمدرسة الرحمانية بـ "أمرتسر"، ودرس فيها مدة، وعين أستاد القرّاء، ثم هاجر إلى "باكستان"، وأقام في "لاهور"، واشتغل بالتدريس فيها.
من تلامذته: العلامة المفتي محمد حسن الأمرَتْسَري، وأستاد القراء الحافظ القاري فضل كريم.
توفي سنة 1395 هـ.
* * *
4056 - الشيخ العالم الصالح كريم الدين النقشبندي، الحسن أبدالي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد المشايخ المعروفين.
ولد، ونشأ بـ "حسن أبدال" - بلدة بين "كابل" و"لاهور" -.
وسافر للعلم، وأخذ عن جمع من العلماء، ثم لازم الشيخ أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي، وصحبه مدة من الزمان، وأخذ عنه، حتى بلغ رتبة المشيخة.
واستخلفه الشيخ المذكور، ورخّصه إلى بلاده
أخذ عنه الشيخ إسحاق بن موسى السندي، وخلق كثير، كما في "زبدة المقامات".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 5: 341.
4057 - الشيخ العالم الفاضل كريم الدين، التتوي، السندي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المبرزين في النحو، واللغة، والفقه، والأصول، والمنطق، والحكمة.
وكان في أيام مرزا باقي أحد ولاة "السند"
(1)
.
يدرّس ويفيد.
وكان ورعا تقيّا، ذكره النهاوندي في "المآثر".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 4: 244.
(1)
"السند" بكسر السين المهملة، وسكون النون، آخرها دال مهملة: بلاد بين "الهند"، و"كرمان" و"سجستان"، وهو أول بلاد، وطئها المسلمون، وملكوها، والعرب كانوا يسمّونه إقليم الذهب، وهو إقليم حار، وفيه مواضع معتدلة الهواء، والبحر يمتدّ مع أكثره، وبه أنهار عديدة، وفيه نخيل ونارجيل، وموز، وبعض العقاقير النافعة، وفي بعض المواضع منه الليمون الحامض، والأنبج، في بعضها الأرز الحسن، وفيه البختي، وهو نوع من الإبل، له سنامان، مليح، وأشهر أنهاره "نهر السند"، ويسمّونه "مهران"، وفيه تفيض الأنهار الخمسة المشهورة ببلاد "بنجاب"، و"نهر كابل" فيصب في البحر عند "ديبل".
باب من اسمه كفاية
4058 - الشيخ العالم الصالح المفتي الأعظم كفاية الله بن عناية الله بن فيض الله، الشاهجهانبوري، ثم الدهلوي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد كبار العلماء.
ولد في سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف بـ "شاهجهانبور"، ودخل في المدرسة الإعزازية، ومكث بها سنتين.
ثم سافر إلى "مرادآباد"، والتحق بمدرسة شاهي، وقرأ على أساتذتها، منهم: مولانا عبد العلي الميرتهي، والمولوي محمد حسن، والمولوي محمود حسن السهسواني.
وكان يتكسّب بصناعة القلانس، وكان يخيطها، ويبيعها، وينفق على نفسه.
ثم سافر إلى "ديوبند" سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف، وقرأ في المدرسة العالية بها على مولانا منفعت علي الديوبندي، والحكيم محمد حسن، والشيخ غلام رسول، والشيخ خليل أحمد الأنبيتهوي، والحديث على مولانا عبد العلي الميرتهي، والعلامة محمود حسن الديوبندي.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 398 - 401.
وقرأ فاتحة الفراغ في سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف، ثم رجع إلى "شاهجهانبور"، وأقام في مدرسة عين العلم خمس سنين، يدرّس، ويباشر الإدارة.
ثم توجّه إلى "دهلي" على طلب من الشيخ أمين الدين مؤسّس المدرسة الأمينية ومديرها، ودخل في سلك أساتذتها في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف، حتى آلت إليه إدارتها ونظارتها على وفاة الشيخ أمين الدين في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف، واستقام على ذلك أربعا وثلاثين سنة ثابتا مثابرا، محتسبا، رابط الجأش، يدرّس ويفيد، ويفتي ويعلّم، ويخرّج ويربّي، وقد توسّعت في عهده المدرسة الأمينية، وبلغت أوجها من بين مدارس البلد ومعاهده.
وكانت للشيخ كفاية الله عناية بالقضايا الإسلامية، وميل إلى السياسة، يتألمّ بما يولم المسلمين، ويحطّ من شأنهم، قد ورث ذلك عن أستاذه العلامة محمود حسن الديوبندي، كان من كبار أنصاره، ومن أوفى تلاميذه في الانتصار للخلافة العثمانية، والسعي لتحرير البلاد ونفي الإنكليز، وكان له الفضل الكبير في تأسيس جمعية العلماء، التي تأسّست في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف، وتشييد بنياتها، وقد بقي الرئيس لها لمدة عشرين سنة.
وكان من كبار أنصار الحركة الوطنية التحريرية، ومن كبار المؤيّدين للمؤتمر الوطني من بين علماء المسلمين وقادتهم، وقد سجن مرتين، أولاهما في السابع عشرة من جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف، وحكم عليه بالسجن لستة أشهر، وثانيتهما في ذي القعدة سنة خمسين وثلاثمائة وألف، وحكم عليه بسجن ثمانية عشر شهرا.
ولما ظهرت حركة الردّة في بعض الأسر التي أسلمت في الماضي وعودتها إلى دينها السابق، واستفحلت هذه الحركة قام الشيخ كفاية الله، وقاومها
بإرسال الوفود من العلماء وغيرهم لتثبيت المسلمين على دينهم، وسافر رئيسا لوفد جمعية العلماء لحضور المؤتمر الإسلامي، الذي انعقد بدعوة الملك عبد العزيز بن سعود في ذي القعدة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف، وظهرت حصافة رأيه وعمق نظره في المباحثات، التي دارت في هذا المؤتمر والقرارات التي اتخذت فيه.
وسافر مرّة ثانية لحضور مؤتمر "فلسطين"، الذي عقد في "القاهرة" في شعبان سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وألف، ولقي حفاوة واستقبالا في الأوساط الإسلامية والعلمية في "مصر"، وتلقّاه العلماء والزعماء بصفة المفتي الأكبر للديار الهندية، ومن كبار علمائها وقادتها.
وقد استقلّت "الهند" سنة ستّ وستين وثلاثمائة وألف، وقامت الحكومة الوطنية، وقد آلمه ما رآى من خيبة الأمل في الذين كافح معهم في تحرير البلاد، وفي تعايش الشعوب المختلفة في البلاد تعايشا سلميا وديا، فكسر ذلك خاطره، وانصرف عن المحافل السياسية، واعتزل في البيت عاكفا على العلم والإفتاء والذكر والعبادة، حتى وافته المنية.
كان الشيخ كفاية الله قويّ العلم، عالما متقنا، ضليعا، طويل الباع، راسخ القدم في الفقه، عظيم المنزلة في الإفتاء وتحرير المسائل، وتنقيحها، يكتبها بعبارة وجيزة متينة.
وكان دقيق النظر في المسائل والنوازل، جيّد المشاركة في الحديث وصناعته، له ذوق في الأدب العربي، وقدرة على قرض الشعر، بارعا في الحساب والعلوم الرياضية، جيّد الخطّ، كثير التواضع، قليل التكلّف، وقورا، رزينا، يحبّ الترتيب والنظام في كل شيء، يخدم نفسه، ويكون في مهنة أهله في البيت، له سلامة فكر وصفاء ذهن، وتورعّ عن الغيبة وفحش الكلام.
قد بايع في شبابه الإمام الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، واستقام على صلاح وصدق وعفاف، واشتغال بما ينفع الناس.
له أربعة أجزاء من "تعليم الإسلام" لتعليم الدين لأطفال المسلمين، تلقّى بالقبول، وطبع مرارا، وكان قليل الاشتغال بالتصنيف، منصرفا إلى الإفتاء والتدريس، له مجموع فتاواه باسم "كفاية المفتي" في مجلّدات كبار.
ومن شعره العربي ما قاله عن شيخه العلامة محمود حسن الديوبندي حين كان أسيرا في "مالطة":
ألا يا مالطة طوبى وبشرى
…
ثوى بك من محا آثار كفر.
ولم تك قبله إلا خرابا
…
خمولا غير معروف بخير.
فلما حلّها عادت رياضا
…
منضرة من التقوى وذكر.
مكللة بازهار المزايا
…
وازهار المزايا خير زهر.
ألا يا مالطة كوني سلاما
…
على محمودنا الراضي بقدر.
إمام الخلق قدوتهم جميعا
…
له كرم إلى الآفاق يسري.
جنيد العصر سري الزمان
…
غيوث فيوضه تهمي وتجري.
فريد في خلائقه العذاب
…
وحيد في التقى من غير فخر.
أشدّ الناس أمثلهم بلاء
…
فيا شمس الهدى يا طود صبر.
ذكرنا يوسف الصديق لما
…
أسرت بغير استحقاق أسر.
لحر البين في صدر الكئيب
…
تفيض دموعه حمرا كجمر.
سينزلك العزيز محلّ عزّ
…
وينصرك النصير أعزّ نصر.
سيكفيك الإله فأنت مرء
…
كفاك الله قدما كلّ شر.
توفي في الثالث عشر من ربيع الثاني ليلة الخميس سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف، وصلّى عليه جمع كبير، ودفن أمام مقبرة العارف الكبير الشيخ قطب الدين بختيار الكعكي في "دهلي".
* * *
4059 - الشيخ العالم الصالح كفاية الله، المراد آبادي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المبرزين في الشعر.
له مصنّفات كثيرة، منها:"بهار خلد" منظومة بالهندية في "شرح الشمائل" للترمذي، ومنها:"نسيم جنت" منظومة بالهندية في شرح الأربعين في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وله مزدوجات عديدة، و"ديوان الشعر الهندي"، كلها في ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ومدحه، وعلى كلامه رونق القبول.
مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، كما في "مهر جهانتاب".
* * *
4060 - الشيخ العالم كل محمد، - بالكاف الفارسية -، البريلوي
* *
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد عباد الله الصالحين. قرأ العلم في بلاد شتى على أساتذة عصره.
ثم دخل "رائ بريلي"، ولازم القاضي عبد الكريم النغرامي.
وأخذ عنه الطريقة، ولما مات القاضي تولّى الشياخة مكانه.
مات سنة ستّ وخمسين ومائتين وألف، كما في "مهر جهانتاب".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 7: 437.
* * راجع: نزهة الخواطر 7: 438.
باب من اسمه كلب، كليم
4061 - الأمير الفاضل كلب علي بن يوسف علي بن محمد سعيد، السني، الرامبوري، أحد الأمراء المشهورين
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: ولد بـ "دهلي" سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف، ونشأ في نعمة جدّه وأبيه.
وقرأ العلم على المولوي محمد حياة، والمولوي جلال الدين، والمولوي عبد العلي، والمولوي غياث الدين، وعلى العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، وتولى الإمارة سنة إحدى وثمانين، ومائتين وألف، بعد ما توفي والده، واستقدم الشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد العمرى الدهلوي إلى "رامبور" فلم يجبه، وبعث ولده الشيخ عبد الرشيد إليه، فبايعه، ولازم الشيخ إرشاد حسين العمري، وأخذ عنه الطريقة، وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة تسع وثمانين، فحجّ، وزار، وبذل أموالا طائلة في الحرمين.
وكان فاضلا باذلا، يحبّ العلماء، يجالسهم، ويذاكرهم في العلوم، وربما يطالع الكتب، فاجتمع لديه كبار العلماء والشعراء، وخصَّهم بالصلات والجوائز، وبذل مالا وافرا على تحصيل الكتب، فصارت خزانته ملآنة من
* راجع: نزهة الخواطر: 8: 402، 403.
الكتب النفيسة النادرة الوجود، وله "تاج فرخي" ديوان الشعر الفارسي، وأربعة دواوين باللغة الأردية.
أولها: "نشيد خسرواني".
وثانيها: "دستنبوي خاقاني".
وثالثها: "درة الانتخاب".
ورابعها: "توقيع سخن".
مات لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثمائة وألف.
* * *
4062 - الشيخ الفاضل مولانا كليم الفاروقي السلهتي
*
كان من خلفاء المرزا مظهر جان جانان.
وكان ورعا، تقيا، نقيا، خاشعا، متخشّعا.
وكان ماهرا في علم الحديث.
* * *
4063 - الشيخ الفاضل كليم الله بن نور الله
* *
فاضل. من آثاره: "قران القرآن بالبيان"، و"صنع السبيل".
كان حيا 1125 هـ
* * *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 203.
* * راجع: معجم المؤلفين 8: 146.
4064 - الشيخ الفاضل الكبير كليم الله، الأنكوي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الأساتذة الماهرين في العلوم الحكمية.
كان يسكن بـ "أنكه شاه بلاول" من أعمال "سون" في أودية "جبال سكيسر".
قرأ عليه مولانا عبد الرحمن الصوفي اللكنوي أكثر الكتب الدرسية إلى "المطوَّل"، و"شرح العضدية"، ولازمه أربع سنين، وكان يقول: إنه كان زاهدا، قانعا، عفيفا، متقلّلا، دينا.
يدرّس، ويفيد، كما في "تنوير الجنان".
* * *
4065 - الشيخ الفاضل مولانا كليم الله الكُمِلائي
* *
ولد في موضع "جَاتِيَابَارَه" من مضافات "نانكلْكُوت" من أعمال "كُمِلا".
قرأ مبادئ العلم في "بِيْجَيْكرَا" على العالم الربّاني مولانا عبد الغني، ثم ارتحل إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها عدة سنين، وأتم فيها الدراسة العليا.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 437، 438.
* * راجع: مشايخ كملا 1: 68.
من شيوخه: السيّد حسين أحمد المدني وغيره، من المحدثين الكبار.
وبعد إتمام الدراسة، بايع على يده الكريمة، وبعد مدة حصلت له الإجازة منه، ثم رجع إلى وطنه الأليف، ودرس في مدرسة مونْتَلي، ثم التحق بأفسر العلوم بـ "نانكَلْكُوت" ثم بالمدرسة الرحمتية دَالُوَا، ثم أقام في داره، وكان عارفا بالله، ورعا، تقيا، خاشعا، متخشّعا.
توفي سنة 1397 هـ، وترك ابنين، وخمس بنات.
* * *
باب من اسمه كمال
4066 - الشيخ الفاضل كمال بن كريم الدين بن خير الله العليبوري العظيم آبادي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الأفاضل المشهورين.
ولد سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على المفتي واجد علي البنارسي، والمفتي صدر الدين الدهلوي، والمفتي سعد الله المراد آبادي، والسيّد معين الدين الكاظمي الكروي، وعلى غيرهم من العلماء.
ثم لازم السيّد عالم علي الحسيني النغينوي، وأخذ عنه الحساب والفرائض والحديث، وولي التدريس في المدرسة العربية ببلدة "عظيم آباد" سنة
* راجع: نزهة الخواطر 8: 478.
تسعين ومائتين وألف، فدرّس بها ثلاثين سنة، وانتهت إليه الرياسة العلمية بتلك البلدة.
لقيته بها، فوجدته كثير الاشتغال بالتدريس، حلميا متواضعا، حسن الأخلاق.
له تعليقات على "شرح كافية ابن الحاجب" للجامي، وعلى "حاشية غلام يحيى" على الرسالة.
مات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف، كما في "تذكرة النبلاء".
* * *
4067 - الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة كمال الدين بن محمد دولة بن محمد يعقوب الأنصاري، السهالوي، ثم الفتحبوري
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان من بني أعمام الشيخ قطب الدين بن عبد الحليم السهالوي.
ولد، ونشأ بـ "فتحبور"
(1)
، وقرأ بعض الكتب الدرسية على السيّد كمال الدين العظيم آبادي، وسائر الكتب الدرسية على الشيخ الكبير نظام الدين بن قطب الدين السهالوي ثم اللكنوي، ولازمه مدة من الزمان، حتى بلغ رتبة لم يصل إليها أحد من أصحاب الشيخ المذكور.
* راجع: نزهة الخواطر 6: 249، 250.
(1)
"فتح بور": مدينة كبيرة مصَّرها أكبر شاه التيموري على جبل شاهق بمقربة "سيكري" بكسر السين المهملة، وكانت قرية جامعة، وبنى بها القصور العالية له، وبنى جامعا كبيرا، ومدرسة وحماما، وبنى أصحابه قصورا عالية لهم بأمره، ثم هجرها السلطان، فهجروها.
وتصدّر للتدريس في حياة شيخه، فصار من أكابر العلماء، وظهر تقدمه في الكلام، والمنطق، والحكمة، وسائر الفنون الحكمية.
أخذ عنه غير واحد من الأعلام، أجلّهم: مولانا محمد بركة بن عبد الرحمن الإله آبادي، ومولانا محمد حسن، وصنوه محمد ولي بن القاضي غلام مصطفى اللكنوي، ومولانا محمد أعلم السنديلوي، والشيخ عبد الله بن زين العابدين السنديلوي، والشيخ أحمد الله بن صفة الله الخير آبادي، وخلق كثيرون.
وكان مفرط الذكاء.
له مصنّفات دقيقة، منها:"شرح الكبريت الأحمر"، ومنها:"العروة الوثقى"، وله غير ذلك من الحواشي والرسائل، وجاوز عمره سبعين سنة.
مات لأربع عشرة خلون من محرّم الحرام، سنة خمس وسبعين ومائة وألف، فأرخ لموته بعضهم من قوله:"برّد الله مضجعه"، كما في "أغصان الأنساب" لرضي الدين محمود الفتحبوري.
* * *
4068 - الشيخ الفاضل كمال الدين بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر، الصوفي، الدهلوي، الشهير بالعلامة
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان من نسل فرخ شاه العمري، الأدهمي، الكابلي.
وكان ابن أخت الشيخ نصير الدين محمود الأودي.
* راجع: نزهة الخواطر 2: 119.
ولد بأرض "أوده"، واشتغل بالعلم من صغر سنّه، وجدّ في البحث والاشتغال، حتى برز في الفضائل، وتأهّل للفتوى والتدريس.
ثم أخذ الطريقة عن خاله نصير الدين محمود المذكور، وأقام بـ "دهلي" مدّة طويلة.
ثم رحل إلى "كجرات"، ورزق حسن القبول في تلك الناحية، فلبث بها مدّة، ثم عاد إلى "دهلي".
ومات بها في السابع والعشرين من ذي القعدة سنة ستّ وخمسين وسبعمائة، كما في "خزينة الأصفياء".
* * *
4069 - الشيخ الفاضل العلامة كمال الدين بن موسى، الكشميري
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد فحول العلماء.
انتقل من "كشمير" إلى "سيالْكوت" سنة 971 هـ، فدرس، وأفاد بها مدة عمره، حتى ظهر تقدمه في فنون، منها: المنطق، والحكمة، والكلام، وأصول الفقه.
وكان مفرط الذكاء، سريع الحفظ، مدرّسا، محسنا إلى طلبة العلم، كثير الاستغراق في مطالعة الكتب وتدريسها.
أخذ عنه العلامة عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي، والشيخ أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي، وجمع كثير من العلماء.
* راجع: نزهة الخواطر 5: 342.
توفي سنة سبع عشرة وألف بـ "لاهور"، فدفن بها، كما في "روضة الأبرار".
* * *
4070 - الشيخ الفاضل العلامة كمال الدين الحسيني، العظيم آبادي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المبرّزين.
في المنطق والحكمة.
وأخذ عن الشيخ نظام الدين بن قطب الدين السهالوي، ولازمه مدّة، وقرأ عليه الكتب الدرسية، ثم تصدّر للتدريس بـ "فتحبور"، ودرس بها زمانا، كما في "أغصان الأنساب".
ثم ولي التدريس بمدرسة أسّسها نواب سيف خان بمدينة "عظيم آباد"، قرأ عليه الشيخ كمال الدين الفتحبوري، ومولانا أسد الله الجهانكير نكري، وخلق كثير من العلماء. وكانت له محبة شديدة لشيخه نظام الدين، حتى أنه مات لما نعي بموت شيخه، وكان الشيخ حيا لم يمت، كما في "الرسالة القطبية".
* * *
4071 - الشيخ الفاضل مولانا كمال الدين خان
بن
* راجع: نزهة الخواطر 6: 250.
مولوي محمد يعقوب خان السَّنْدِيفي *
ولد 1347 هـ في قرية "موسى بور" من مضافات "سَنْدِيف" من أعمال "جاتجام".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة البشيرية الأحمدية، وقرأ فيها كتب الدرجة الابتدائية، ثم التحق سنة 1366 هـ بالمدرسة الكرامتية، وقرأ فيها إلى "شرح الوقاية"، وغيرها من الكتب.
ثم سافر إلى "الهند"، وقرأ فيها في عدة مدارس، وهي دار العلوم ديوبند، ومظاهر العلوم سهارنبور، ومدرسة شاهي مرادآباد، ثم ارتحل إلى "السند"، والتحق بمدرسة تندو الله يار سنة 1371 هـ، ثم التحق سنة 1374 هـ بالجامعة الأشرفية لاهور
(1)
، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة وغيرها، من الكتب الحديثية، ثم التحق بجامعة بنجاب.
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 254.
(1)
تقع هذه الجامعة في "لاهور" عاصمة فنجاب الغربية شارع فيروز فور. أسّسها الشيخ الكبير المفتي محمد حسن، نوّر الله مرقده، في حيّ قديم، يسمّى بـ "نيلاكنبد" أي القبة الزرقاء، من أحياء "لاهور" في وسطها، وكان ذلك في 8 من ذي القعدة 1366 هـ. ونسبها إلى شيخه الداعية الإسلامي الكبير حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، نور الله مرقده، ولكن لم تمض عليها سنوات عديدة إلا ضاق بناء الجامعة بسبب كثرة كاثرة من الطلاب، الذين أتوا إليها من كلّ درب وفجّ، واضطرّ أصحاب الجامعة إلى بناء جديد أوسع وأكبر من البناء القديم. فاختار المؤسّس رحمه الله تعالى ساحة كبيرة، تقع على شارع فيروز فور، بالقرب من شاطئ جدول، جميل تبلغ مساحتها 125 (كينال باكستاني)، ووضع الحجر الأساسي في هذه الساحة الواسعة لبناء الجامعة الجديدة يوم الجمعة المبارك في تاريخ 14 من شعبان 1374 هـ، وبمناسبة =
من شيوخه: شيخ التفسير العلامة إدريس الكاندهلوي، وأستاذ العلماء العلامة رسول خان، والمحدث الكبير العلامة يوسف البنوري، صاحب "معارف السنن"، والعلامة عبد الرحمن الكاملبُوري.
ثم رجع إلى وطنه المألوف، والتحق مديرا بالمدرسة العالية الحكومية رائبُور بـ "نواخالي".
* * *
باب
من اسمه كميل، كوثر
4072 - الشيخ الفاضل كُمَيل بضم الكاف بن جعفر بن كميل، الفقيه، الجرجاني، البكراباذي، رأس أصحاب أبي حنيفة في زمانه
*
= وضع الحجر الأساسي انعقدت حفلة دينية كبيرة، اشترك فيها عدد كبير من العلماء والزهّاد وأهل الفضل والمتقين.
فكان من مشيئة الله تعالى أن تترقي هذه الجامعة، وتؤدّي رسالتها، كما نوى مؤسّسوها المخلصون، فتدرّجت مع الزمان، وترعرعت، واشتهرت بجهادها الديني المستمرّ، وجهودها العلمية المباركة، حتى أصبحت أكبر الجامعة وأوسعها، يأتي إليها الطلّاب من كلّ جانب، وينتهلون من مناهلها، ويستنيرون بعلمائها، ليتفقّهوا في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1128. =
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: روى الحديث عن أحمد بن يوسف البحيري، وغيره.
توفي سنة ستّ وثلاثين وثلاثمائة.
ذكره السمعاني، وقال
(1)
: بفتح الباء الموحّدة، وسكون الكاف، وفتح الراء، والباء الموحّدة، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى محلة معروفة بـ "جرجان"، يقال لها:"بكراباذ" وقد ينسب إليها البكراوي
(2)
.
* * *
4073 - الشيخ الفاضل كوثر بن الشيخ محمد كليم السبحاني البيهاري
*
شيخ الحديث بجامعة ابن عباس في "أحمد آباد"، وجامعة أشرف العلوم في "ألور".
ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد يوم 4 مارس 1973 م، الموافق 28 محرم الحرام 1393 هـ بقرية "مسلمة" بمديرية "أررية" بولاية "بيهار".
= ترجمته في تاريخ جرجان 316، والأنساب 2: 293، ومعجم البلدان 1: 705، واللباب 1: 137، والطبقات السنية برقم 1741.
وكنيته: "أبو جعفر".
(1)
في بعض النسخ زيادة: "بكراباذ"، وليس في الأنساب.
(2)
كانت وفاة المترجم سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
* راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 3: 44 - 47.
ابتدأ العلم من والده في مدرسة تعليم القرآن بوطنه الأم "كوكلابور"، وبعد أن تلقّى الكتب الدينية والقرآن الكريم نظرا اشتغل بالعلم في مدرسة مطلع العلوم في مدينة "بنارس"، وجامعة غلزار حسينية ببلدة "أجراره" بمديرية "ميرته"، وقرأ "شرح الجامي"، و"مختصر المعاني"، وغيرهما من الكتب الدرسية.
ثم التحق بمظاهر العلوم في شوّال 1412 هـ، وانشغل بها لمدة أربع سنين، حتى أخذ الصحاح الستّة عن شيوخ الحديث فيها، قرأ "جامع الإمام البخاري"، و"الصحاح الستة" عن شيوخ الحديث فيها، قرأ "جامع الإمام البخاري"، و"صحيح مسلم" على الشيخ محمد يونس، و"سنن الترمذي"، و"سنن أبي داود" على الشيخ محمد عاقل، و"سنن النسائي"، و"سنن ابن ماجه" على الشيخ محمد سلمان، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على الشيخ مقصود أحمد الأنبيتهوي، يذكر الشيخ شمس تبريز القاسمي قائلا عن شأن تعليمه وكديمينه وعرق جبينه وتضحياته في سبيل طلب العلم:
إنه أيام التحصيل قد تحمّل صعوبات هائلة، ومشاقّ مضنية، إذا يقصّ علينا مما حدث به من الأحوال العصبية في زمن التعلّم، فتغرق العيون، وتكاد أن تسيل، ولم يكن عنده من النقود أن يشتري به الأوراق، فيبيع وجبة الطعام، ويلبث جائعا خمصانا من الطوى في ذلك الحين، ولكن لم يدع أحبابه أن يمسّوا ذلك شيئا، يقضي ليل نهار على القراءة والمطالعة والمذاكرة، وتكرار الكتب الدرسية في هدوء وطمأنينة وجدّ وجهد ونشاط، وفذلك دفع الطلاب معترفين بجدارته وأهليته ولياقته في العلم.
ومن الجدير بالذكر: كان معروفا ومعلوما بتكراره في جامعة مظاهر العلوم وأبناءها، وبقي مدير قسم المناظرة لأربع سنوات متتالية لكفاءته في الإنشاء والكتابة والخطابة، وخلال هذه الفترات قام بالمباحثات في شتى المواضع على صفة التمرّن والتدرّب.
وبعد أن أكمل الصحاح الستة وغيرها تعلّم الإفتاء بها عام 1416 هـ، ثم عين رئيس هيئة التدريس في الجامعة المحمدية في "جام نكر" بـ "كجرات" على طلب بعض من العلماء والخاصّة، وأقام بها لخمس سنوات يدرّس "تفسير الجلالين"، و"تفسير البيضاوي"، و"مشكاة المصابيح"، و"صحيح مسلم"، و"سنن أبي داود" و"الترمذي"، ثم ولي منصب أستاذ التفسير والحديث في جامعة ابن عباس بـ "أحمد آباد" سنة 1422 هـ، إلى جانب ذلك قلّد أعباء الإفتاء بوصفه مفتيا، كما درّس المجلّد الثاني من "جامع الإمام البخاري" لسنتين، ثم شغل منصب شياخة الحديث في جامعة أشرف العلوم سنة 1425 هـ حسب مشورة الشيخ المفتي سعيد أحمد البالنبوري، أستاذ الحديث بدار العلوم ديوبند.
ومما يذكر أنه أسّس الكتاتيب القرآنية المختلفة، التي تزيل الانحطاط الديني من المنطقة، فتروج، وتدول العلوم والمعارف الدينية فيها، قد تخرج فيها عدد كبير من حفاظ القرآن الكريم، كما أقام منظمة تتضمّن العلماء الشبّان باسم آل أنديا الفلاح إيجو كيشن فأؤنديشن، (مؤسسة الفلاح التعليمية لعلوم الهند)، ووضع برعايتها حجر أساس كثير من الكتاتيب القرآنية في جهات حدود "الهند" و"نيبال"، وإثر أن اشترى بقعة واسعة كبيرة بموضع "فاربس غنج"، قد افتتح جامعة الفلاح دار العلوم الإسلامية، ومدرسة الفلاح إسلامك إكيدمي، إن هذه المؤسّسات تعمل في تحقيق أهدافها وتنفيذ غاياتها بكلّ هدوء ونجاح، وإنما هي تسير في سبيل التقدّم والازدهار.
تعلّق بالشيخ محمد يونس شيخ الحديث بجامعة مظاهر العلوم في مرحلة الإصلاح والإحسان والتزكية.
مؤلفاته:
1 - " خزينة الفقه
":
إن هذه المؤلّفة الأولى لصاحب الترجمة إحدى المآثر الفقهية بصفة خاصة، أتاه بما يفتي به بن المسائل عن الكتب الموثوق بها، مجلّده الأول في مسائل النكاح، يحيط به 392 عنوانا اعتبارا لسعة معلوماته، ومجلّده الثاني في الطلاق، وفيه 475 عنوانا، وتحت هذه العناوين كثير من المسائل، إن الكتاب هذا قد نظر إليه ستة عشر من العلماء المفتين المعروفين في العصر الراهن بنظر الحبّ والقبول والإعجاب، وقدموا له مقدّمات وكلمات توثيقية منهم، وتم طبعه من جامعة الفلاح دار العلوم الإسلامية بمدينة "أررية" بولاية "ببهار".
2 - " سكون القلب
":
ذلك من مؤلّفات الشيخ سراج أحمد محمد يوسف البتنوي، قام بطبعه صاحب الترجمة بعد أن أعاد عليه النظر، وقام بتصحيح أغلاطه وتحقيق موادّه وعناصره، وكتب عليه مقدمة.
* * *
4074 - الشيخ الفاضل كوثر نيازي رئيس المجلس الإسلامي في "باكستان
" *
توفي في أواخر آذار (مارس) سنة 1414 هـ.
وترك مؤلّفات قيّمة، في التاريخ، والسياسة، والفكر الإسلامي.
* * *
* راجع: تتمة الأعلام للزركلي 2: 107.
ترجمته في آفاق الثقافة والتراث ع 5 (محرم 1415 هـ) ص 144.
حرف اللام
باب من اسمه لشكر، لطف
4075 - الشيخ الأجلّ لشكر محمد بن راجن بن بير بن ركن الدين، القرشي، الجانبانيري، الكجراتي، ثم البرهانبوري
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد المشايخ العشقة الشطارية
(1)
.
* راجع: نزهة الخواطر 4: 246، 247.
(1)
الطريقة الشطارية فهي للشيخ عبد الله الشطار الخراساني، وكان من رجال القرن الثامن، ورد الهند، وأخذ عنه خلق كثير، ولها جهتان: جهة الشيخ محمد غوث الكواليري صاحب "الجواهر الخمسة"، وهو أخذ عن الشيخ حميد، عن الشيخ هداية الله بن محمد بن العلاء المنيري، عن والده، عن الشيخ عبد الله المذكور. وأخذ عنه خلق كثير، منهم: الشيخ وجيه الدين العلوي الكجراتي، وأخذ عنه السيّد صبغة الله بن روح الله الحسيني البروجي المهاجر إلى المدينة المنورة، فوصلت هذه الطريقة بواسطته إلى بلاد العرب، ومنهم: الشيخ لَشْكر محمد العارف، أخذ عنه الشيخ عيسى بن قاسم السندي، وبلغها إلى معظم المعمورة، وأما الجهة الأخرى فهي جهة الشيخ علي بن قوام الجونبوري، فإنه أخذ عن الشيخ عبد القدّوس النظام آبادي، عن الشيخ حافظ واسطه كارْ، عن الشيخ عبد الله المذكور.
ولد في "مهلاسه" من أرض "كجرات" نحو سنة تسعمائة.
وصرف شطرا من عمره في الفنون الحربية، ودخل في العسكر، وخدم الملوك والأمراء، ثم اعتزل عنها.
وصحب القاضي محمود البيربوري، وأخذ عنه.
ثم صحب الشيخ قطب الدين الذاكر، وأخذ عنه.
ثم لازم السيّد محمد غوث الكواليري، صاحب "الجواهر الخمسة" بـ "كجرات"، سنة إحدى وخمسين وتسعمائة، وقرأ "هداية الفقه" على القاضي محمود الموربي.
وتصدّر للإرشاد والتلقين بـ "كجرات"، وأقام بها ثلاثين سنة، ثم ذهب إلى "برهانبور"، وسكن بها، وكان ذلك في سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة.
أخذ عنه الشيخ عيسى بن القاسم السندي البرهانبوري، وخلق كثير.
مات لليلتين خلتا من شوّال سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة، فأرّخ لعام وفاته بعض أصحابه "لشكر محمد عارف"، ذكره محمد بن الحسن.
* * *
4076 - الشيخ العالم الكبير العلامة المفتي لطف الله بن أسد الله بن فيض الله بن لعل محمد، الكوئلي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الأساتذة المشهورين في "الهند".
* راجع: نزهة الخواطر 8: 403، 404.
ولد سنة أربع وأربعين ومائتين وألف بقرية "بِلكهنه" - بكسر الباء العجمية -
من أعمال "كوئل"(ويسمّونها عليكره).
وقرأ المختصرات على أساتذة وطنه، ثم سافر، ولازم المفتي عناية أحمد الحنفي الكاكوروي، وقرأ عليه الكتب الدرسية، وبرع في كثير من العلوم والفنون، وإني سمعت عمّن أثق به - لعلّه المولوي حبيب الرحمن الشرواني - أنه أسند الحديث عن القارئ عبد الرحمن الباني بتي.
ثم درّس، وأفاد مدّة طويلة بمدرسة فيض عام في بلدة "كانبور"، ثم سار إلى بلدته "كوئل"، وسكن بها، واشتغل بالتدريس، قرأ عليه ألوف من رجال "الهند" و"خراسان"، وانتشروا في الآفاق، وأسّسوا المدارس، فانتهت إليه الرياسة العلمية، وصار المرجع والمقصد، يأتون إليه من كلّ فجّ عميق ومرمى سحيق.
استقدمه في كبر سنّه نواب وقار الأمراء وزير الدولة الآصفية إلى "حيدرآباد" في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف، وولّاه الصدارة في دار العلوم، ثم الإفتاء في محكمة الاستئناف، فاستقلّ به مدّة من الزمان، ولما كفّ بصره رجع إلى بلدته، وأحيل إلى المعاش.
وكان مع غزارته في العلوم كثير الصمت، حسن الأخلاق، كريم النفس، سليم الباطن من الحقد والغيظ.
لا يذكر أحدا بسوء، ويحسن إلى من يسئ إليه، ولا يظهر لأحد مقتا ولا عبوسا، كثير التواضع والرفق بالناس، يجالس الفقراء ويحادثهم، ويبذل لهم العطايا، ويحبّ العلماء والأفاضل، ويعتقد في الأولياء والمشايخ، ويلازم الفرائض والسنن، وكان يحبني حبا مفرطا.
[وكان من المؤيّدين لندوة العلماء المنتصرين لها، ورأس حفلتها السنوية الأولى في "كانبور" سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف، وحفلتها المنعقدة في "بريلي" سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف.
كان مديد القامة، جسيما، أبيض اللون والبشرة، عريض ما بين المنكبين، واسع الجبين، أدعج العينين، ضخم الأنف، رقيق الشفتين، في عنقه طول، دائم البشر، وقورا متأدّبا، غضيض الطرف، بعيدا عن التكلّف.
له معرفة بالشعر الجيّد، وذوق رفيع، عفيف اللسان، نزيه الكلام، ورزق من التلاميذ النجباء، الذين أصبحوا من بعد كبار العلماء، ونشروا العلوم في الآفاق ما لم يرزق إلى القليل من الأساتذة والمدرسين في عصره].
مات لتسع خلون من ذى الحجّة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف ببلدة "عليكره"، وله تسعون سنة.
* * *
4077 - الشيخ العالم الفقيه المفتي لطف الله بن المفتي سعد الله بن نظام الدين، المرادآبادي، ثم الرامبوري
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: أحد العلماء الصالحين.
ولد سنة أربع وتسعين ومائتين وألف في "لكنو".
وقرأ الكتب الدرسية على والده، وتفقّه عليه، وولي الإفتاء ببلدة "رامبور" بعد ما توفي والده، لقيته، فوجدته حليما متواضعا، منوّر الشبيه، قليل العلم، كثير العمل.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 404، 405.
[مات لثمان بقين من ربيع الآخر، سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف بـ "رامبور"، ودفن في "مقبرة شاه بغدادي"].
* * *
4078 - الشيخ الفاضل العلامة لطف الله بن عبد الله، اللكنوي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المشهورين.
كان أصله من "زمانية"، قرية من أعمال "غازيبور".
ولد، ونشأ بها، وسافر للعلم، فقرأ أكثر الكتب الدرسية على مولانا ولي الله بن حبيب الله اللكنوي، وبعضها على مرزا حسن علي الشافعي المحدّث.
وكان مفرط الذكاء، سريع الإدراك، قويّ الحافظة، شديد الرغبة في البحث والجدل.
سكن بـ "لكنو"، وصرف عمره بالدرس والإفادة.
أخذ عنه غير واحد من العلماء.
وله مصنّفات في المناظرة.
منها: "أوتاد الحديد لمنكر الاجتهاد والتقليد"، مرتّب على مقدمة وأربعة أوتاد وخاتمة، ردّ فيه على الشيخ عبد الحق النيوتيني ردّا مشبعا.
ومنها: "لمعات الثقلين في إثبات حديث الاقتداء بالشيخين"، مرتّب على مقدمة وذيل وثلاث لمعات وخاتمة.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 441.
ومنها: "صولة الأسد على أعداء التعدّد"، رسالة في إثبات إقامة الجمعة في مقامات عديدة من مصر واحد، صنّفه في الردّ على الشيخ محبوب علي السنبهلي.
ومنها: "مظهر العجائب"، وهو تفسير سورة الفاتحة في مجلّد ضخم، ردّ فيه على الشيعة.
ومنها "القبقاب".
ومنها: "طعن السنان".
وله غير ذلك من الرسائل.
توفي في شهر جمادى الأولى سنة سبع وتسعين ومائتين وألف بمدينة "لكنو".
* * *
4079 - الشيخ الفاضل مولانا القاري لطف الله بن المفتي فقير الله الجالندهري
*
ولد سنة 1338 هـ في المدرسة الرشيدية بـ "رائبور" من أعمال "جالندهر" من أرض "الهند".
حفظ القرآن الكريم في صباه، ثم قرأ الكتب الابتدائية في المدرسة الرشيدية بـ "رائبور".
من أساتذته: والده الكريم، ومولانا عبد الله الرائبوري، ومولانا عبد العزيز الرائبوري.
ثم التحق بخير المدارس بـ "جالندهر"، وقرأ فيها كتب الفنون المختلفة على العلامة خير محمد الجالندهري، ومولانا محمد علي
* راجع: تذكرة علماء أهل السنة والجماعة، بنجاب 2: 78 - 82.
الجالندهري، ثم سافر إلى مظاهر علوم سهارنبور، وقرأ فيها كتب الفنون العالية والآلية.
من أساتذته فيها: العلامة عبد الرحمن الكاملبوري، والعلامة أسعد الله، والعلامة عبد الشكور الديوبندي، والعلامة عبد اللطيف، رحمه الله تعالى.
ثم التحق بدار العلوم ديوبند، ثم بالجامعة الإسلامية دابيل، ومن شيوخه فيها: شيخ الإسلام شبير أحمد العثماني، والعلامة بدر عالم الميرتهي، والعلامة محمد يوسف البنوري.
بعد إتمام الدراسة التحق بالمدرسة الرشيدية بـ "رائبور"، ودرس فيها عدة سنين، ثم اشتغل بالدعوة والتبليغ والإرشاد والتلقين، وبعد تقسيم "الهند" التحق بـ "باكستان".
صنّف عدة كتب، منها:"بدر العلى في تفسير سورة والضحى".
توفي 27 صفر الخير سنة 1374 هـ، ودفن بعد أن صلّي جنازته في مقبرة "ساهيوال".
* * *
4080 - الشيخ الفاضل لطف الله بن محمد الأرضرومي
*
عالم مشارك في بعض العلوم.
* راجع: معجم المؤلفين 8: 155.
ترجمته في هدية العارفين 1: 840، وفهرس التيمورية 1: 145، 3: 264، وإيضاح المكنون 2: 496، 503.
قدم: "حلب"، وتوفي بها سنة 1202 هـ.
من تصانيفه: "اختصار المواقف" للقاضي عضد، و"تفسير القرآن"، و"معارج النور في شرح أسماء الله الحسنى"، و"المطالب الموعودة والمكاسب المحسودة".
* * *
4081 - الشيخ الفاضل لطف الله بن مصطفى القريمي
*
ولد سنة 1078 هـ.
فقيه، واعظ.
توفي بـ "دمشق" سنة 1161 هـ.
من آثاره: "رسالة في الرد على الشيعة"، و"مناسك الحج".
* * *
4082 - الشيخ الفاضل المولى لطف الله الأسكوبي
* *
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: كَانَ رحمه الله من أفاضل الطّلبَة فِي عصره، وحصلت لَهُ محبَّة الصُّوفِيَّة، وَصَحب مَعَ كثير مِنْهُم، ثمَّ سمع أَحْوَال الشَّيْخ الإلهي، وَهُوَ سَاكن وقتئذ بِجَامِع زيرك بـ "قسطنطينية".
* راجع: معجم المؤلفين 8: 156.
ترجمته في سلك الدرر 4: 15، وهدية العارفين 1:840.
* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 181، 182.
حُكيَ عَنهُ أنه قَالَ: ذهبت إلى الْجَامِع الْمَذْكُور، وَأَنا على زِيّ طلبة الْعلم، فأذن لصَلَاة الظّهْر، وَقَعَدت فِي زاوية من الْمَسْجِد، وَقلت فِي نَفسِي: أمتحن الشَّيْخ قبل الْوُصُول إليه، فتوجهت إليه، فظهرت يَد من جَانب الْقبْلَة أرى الْيَد، وَلَا أرى الشَّخْص، فجذبتني إلى صف آخر فِي قدامي، وَهَكَذَا إلى ثَلَاث مَرَّات.
وَلما أقيم للصَّلَاة خرج الشَّيْخ، وَصلى هُوَ مَعَ النَّاس، وَلما فرغوا من الصَّلَاة ذهبت إلى الشَّيْخ لأقبل يَده، فَإِذا هِيَ الْيَد الَّتِي جذبتني، وقبلتها، وَقَالَ لي: إنك شَدِيد الامتحان، أما كَانَ يَكْفِيك أن تمتحني مرّة وَاحِدَة.
ثمَّ اعتذرت إليه، وَطلبت مِنْهُ الْقبُول للْخدمَة، قَالَ: إنها عسيرة، فأبرمت عَلَيْهِ، قَالَ: أجربك أولا، قَالَ: إن هَذِه الجرار الَّتِي ترَاهَا مهيأة للصوفية، هَل تقدر أن تَأتي بهَا الماء؟ قَالَ: فَقُمْت فِي ذَلِك الْوَقْت، ورميت الثِّيَاب الَّتِي على ظَهْري، ونقلت بِتِلْكَ الجرار الماء إلى الزاوية، وَعرف الشَّيْخ صدقي، فقبلني، ورباني، حَتَّى وصلت بهمته إلى الْمَرَاتِب الْعلية.
كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما، زاهدا، مشتغلا بِالْعلمِ وَالْعِبَادَة، وَكَانَ سَاكِنا على جبل من جبال "أسكوب"، وَكَانَت لَهُ صومعة على الْجَبَل، وَكَانَت رُعَاة الْكَفَرَة يرعون الْغنم حولهَا، وَكثير مِنْهُم أَسْلمُوا لما رَأَوْا من رياضته وزهده وعبادته فِي اللَّيَالِي.
وَمَات رَحمَه الله تَعَالَى على تِلْكَ الْحَال، وقبره بِالْمَدِينَةِ المزبورة، قدّس سرّه.
* * *
4083 - الشيخ الفاضل مولانا لطف الله البِشَاوري
*
* راجع: مقالات يوسفي: 1: 218، 224.
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ كتب الحديث على إمام العصر محمد أنور شاه الكشميري، وتخرّج عليه، وكان له شغل عظيم بالقرآن الكريم والتفسير.
وبايع على يد شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، رحمه الله تعالى.
توفي يوم الخميس 25 شوَّال سنة 1403 هـ.
* * *
4084 - الشيخ الفاضل المولى لطف الله التوقاتي، الشهير بمولانا لطفي
*
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: قَرَأَ رحمه الله على الْمولى سِنَان باشا، وَتخرج عِنْده، وَلما أَتَى الْمولى عَلي القوشجي ببلاد "الروم"، أرسله الْمولى سِنَان باشا إليه، وقرأ عَلَيْهِ الْعُلُوم الرياضية، وَحصل سِنَان باشا الْعُلُوم الرياضية بوساطته، ورباه سِنَان باشا حَال وزارته عِنْد السُّلْطَان مُحَمَّد خَان، فَجعله أمينا على خزانَة الْكتب، واطلع بوساطته عِنْده على غرائب من الْكتب.
وَلما جرى على الْمولى سِنَان باشا مَا جرى، وَنفي عَن الْبَلدة إلى سفريحصار، صحب مَعَه الْمولى لطفي، وَلما جلس السُّلْطَان بايزيدخان على سَرِير السلطنة أعطاه مدرسة السُّلْطَان مرادخان بِمَدِينَة "بروسه"، ثمَّ أعطاه مدرسة "فلبه"، ثمَّ أعطاه مدرسة دَار الحَدِيث بـ "أدرنه"، وَعين لَهُ كل يَوْم أربعين درهما.
* راجع: الشقائق النعمانية 1: 169، 170.
ثمَّ أعطاه إحدى الْمدَارِس الثمان، ودرس فِيهَا مُدَّة من الزَّمَان، ثمَّ أعطاه مدرسة جده السُّلْطَان مرادخان بـ "بروسه"، وَعين لَهُ كل يَوْم سِتِّينَ درهما، كَانَ رحمه الله فَاضلا، لَا يجارى، وعالما لَا يُبَارى.
وَكَانَ يُطِيل لِسَانه على أقرانه، وعَلى السّلف أيضًا، ولكثرة فضائله حسده أقرانه، ولإطالة لِسَانه أبغضه الْعلمَاء الْعِظَام، وَلِهَذَا نسبوه إلى الإلحاد والزندقة، حَتَّى فتشوه، وَلم يحكم الْمولى أفضل الدين بإباحة دَمه، وَتوقف فِيهِ، وَحكم الْمولى خطيب زَاده بإباحة دمه، فَقَتَلُوه، وَقَالَ المؤرخ فِي تَارِيخه: وَلَقَد مات شَهِيدا.
يحْكى أن الْمولى خطيب زَاده لما حكم بقتْله، وأتى منزله، قَالَ: خلصت كتابي من يَده، وَكَانَ يسمع أنه يقْصد أن يزيف كِتَابه، وَلَقَد سمعنَا مِمَّن حضر قَتله أنه كَانَ يُكَرر كلمة الشَّهَادَة، ونزه عقيدته عَمَّا نسبوها إليه من الإلحاد، حَتَّى قيل: إنه تكلم بِكَلِمَة الشَّهَادَة بعد مَا سقط رَأسه على الأرض.
وَكَانَ عمي رحمه الله يَقُول: كنت أقْرَأ عَلَيْهِ وَهُوَ يروي "صَحِيح البُخَارِيّ"، وَكَانَ عِنْد فتح الْكتاب يَقُول: كنت أَقرَأ عَلَيْهِ، وَهُوَ يروي "صَحِيح البُخَارِيّ" وَكَانَ عِنْد فتح الْكتاب ينزل دموع عَيْنَيْهِ على الْكتاب، وَكَانَ يبكي إلى أن يخْتم الْكتاب.
قَالَ وَحكى يَوْمًا وَهُوَ يبكي: إن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ضرب فِي بعض الْغَزَوَات بِسَهْم، فَبَقيَ نصله فِي بدنه، فجزع عِنْد قصد إخراجه، فصبروا، حَتَّى اشْتغل بِالصَّلَاةِ فأخرجوه، وَلم يحس بذلك، قَالَ عمي: وَقد حكى الْمولى لطفي هَذِه الْحِكَايَة، ثمَّ قَالَ وَهُوَ يبكي: هَذِه هِيَ الصَّلَاة حَقِيقَة، وأما صَلَاتنَا فَهِيَ قيام وَانْحِنَاء، فَلَا فَائِدَة فِيهَا.
قَالَ عمي رَحمَه الله تَعَالَى: أحْلِف بِالله تَعَالَى أني سَمِعت هَذِه الْحِكَايَة مِنْهُ على هَذَا الْوَجْه، قَالَ: وَحين أخذوا الْمولى الْمَذْكُور شهد شُرَكَاء الدَّرْس
عَلَيْهِ بأنه قَالَ: الصَّلَاة قيام وَانْحِنَاء، لَا عِبْرَة بهَا، قَالَ عمي رَحمَه الله تَعَالَى: انْظُرُوا ايْنَ مَا قَالَه مِمَّا شهدُوا بِهِ عَلَيْهِ.
رُوِيَ أن الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ محي الدين القوجوي لما سمع قَتله، قَالَ: إني أشْهَدْ بَأن الْمولى الْمَذْكُور بَرِيء من الإلحاد والزندقة، وَكَانَ يلبس الألبسة الرَّديئَة، وَكَانَ يركب دَابَّته، وَيَجِيء إلى الْمدرسَة، وعلف الدَّابَّة بِيَدِهِ، فَينزل فِي بَاب الْمدرسَة، ويربط الدَّابَّة بِحَلقَة الْبَاب، ويلقي قدامها الْعلف، ثمَّ يدرس إلى وَقت الْعَصْر، ثمَّ يركب دَابَّته، وَيذْهب إلى زَاوِيَة الشَّيْخ الْعَارِف بِالله تَعَالَى ابْن الْوَفَاء، قدّس سرّه.
ويروي هُنَا "صَحِيح البُخَارِيّ" إلى أذان الْمغرب، ثمَّ يذهب إلى بَيته، وَكَانَ هَذَا دأبه كل يَوْم، وَمن نوادره العجيبة: أنه كَانَ على جبل "بروسه" حِين كَانَ مدرسا بهَا، فَذهب يَوْمًا مَعَ أصحابه فِي التَّنَزُّه إلى جنب عينَ جَارِيَة فِي ذَلِك الْجَبَل.
وَلما جَلَسُوا جَاءَ رجل من أهل الْقرى، وَبِيَدِهِ خطام دَابَّة، وعَلى عُنُقه مخلاة، فَشرب من الماء، ثمَّ اسْتلْقى على ظَهره، فَقَالَ الْمولى لطفي لأصحابه بعد مَا تَأمل سَاعَة: إن هَذَا الرجل من قَصَبَة ابْنة كول، وَقد ضلّت دَابَّته، وَهُوَ فِي طلبَها، ثمَّ تَأمل سَاعَة، وَقَالَ: اسْم الرجل سوندك، ثمَّ تَأمل سَاعَة، وَقَالَ: إن فِي مخلاته نصف خبْزَة، وَقطعَة جبن، وَثَلَاث بصلات، وتعجّب أصحابه من ذَلِك الحكم.
ثمَّ طلبُوا الرجل، فَقَالُوا لَهُ: من أيْنَ أنت؟ قَالَ من ابْنة كول، قَالُوا: أَيّ شَيْء تُرِيدُ هَهُنَا؟ قَالَ أطلب دَابَّتي، وَقد ضلّت فِي الْجَبَل، قَالُوا لَهُ: مَا اسْمك؟ قَالَ سوندك، قَالُوا: أيّ شَيْء فِي مخلاتك؟ قَالَ طَعَام الْفُقَرَاء، فاستخرجوه، فإذا فِيهَا نصف خبْزَة، وَقطعَة جبن، وَثَلَاث بصلات، كَمَا أخبر بِهِ الْمولى لطفي، فتعجبوا من ذَلِك غَايَة التَّعَجُّب.
وَهَذَا فِي الْوَاقِع أمْر عَجِيب، لَوْلَا أني سمعته من الثِّقَات لم أصدقه، إلا أن الله تَعَالَى جعل فِي عابده أسرارا، لَا يطلع عَلَيْهَا غَيره.
وَمن جملَة نوادره: أن السُّلْطَان مُحَمَّد خَان أمَرَ المدرّسين بالمدارس الثمان أن يجمعوا بَين الْكتب السِّتَّة من علم اللُّغَة، كـ "الصحاح"، و"التكملة"، و"القاموس"، وأمثالها، وَكَانَ فِي ذَلِك الْعَصْر مولى يُسمى بِشُجَاعٍ، وملقبا بأوصلي، وَهِي كلمة رُومِية، وَمَعْنَاهَا الْحمار الضخم، فَاجْتمع مَعَ الْمولى لطفي فِي الْحمام، وَقَالَ لَهُ: كَيفَ حالك مَعَ اللُّغَة؟ قَالَ: أضع عَلامَة الشَّك فِي كل سطر، فَقَالَ الْمولى لطفي: أنا أضع عَلامَة الشَّك فِي كل صحيفَة، فأنت أشك مني. وَلَفْظَة أشك بالتركية بِمَعْنى الْحمار.
وَله أمثال هَذَا عجائب ونوادر، لَا يسع ذكرهَا هَذَا الْمُخْتَصر، وَفِي الْمثل القطرة تنبئ عَن الغدير.
صنف حَوَاشِي على "شرح الْمطَالع"، وَأورد فِيهَا فَوَائِد وتحقيقات، خلت مِنْهَا كتب الأقدمين، وَمن طالعها يعرف مِقْدَار فَضله.
وَله أيضًا حواش على "شرح الْمِفْتَاح" للسَّيِّد الشريف، وَلَقَد حلّ فِيهَا الْمَوَاضِع المشكلة من الْكتاب، بِحَيْثُ يتحير فِيهَا أولو الألباب، وَله أيضًا رِسَالَة، سَمَّاهَا بالسبع الشداد، وَهِي مُشْتَمِلَة على سَبْعَة أسئلة على السَّيِّد الشريف فِي بحث الْمَوْضُوع، وَلَقَد أبدع فِيهَا كل الإبداع، وأجاد كل الإجادة، وَلَو لم يكن لَهُ تصنيف غير هَذِه الرسَالَة لكفته فضلا وشرفا.
وَأجَاب عَن تِلْكَ الأسئلة الْمولى غداري، إلا أنه لم يقدر على دَفعهَا، وَالْحق أحق بأن يتبع، وَله أيضًا رِسَالَة، ذكر فِيهَا أقسام الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة والعربية، حَتَّى بلغت مِقْدَار مائَة علم، وأورد فِيهَا غرائب وعجائب، لم تسمعها آذان الزَّمَان.
* * *
4085 - الشيخ الفاضل العلامة لطف الله، الكوروي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: أحد فحول العلماء.
كانت له يد بيضاء في سائر الفنون، لا سيّما الفقه والأصول والعربية.
أخذ عن الشيخ جمال أولياء الجشتي الكوروي.
وأخذ عنه الشيخ أحمد بن أبي سعيد الأميتهوي، والقاضي علم الله الكجندوي، والشيخ علي أصغر القنوجي، وخلق كثير من العلماء.
* * *
4086 - الشيخ الفاضل لطف الله النسفي، الشهير بالفاضل الكيداني
* *
من رجال حوالى 900 هـ
فقيه، حنفي.
من آثاره: "رسالة في عنوان المشروعات وغير المشروعات وأحكامها".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 5: 345.
* * راجع: معجم المؤلفين 8: 156.
ترجمته في فهرست الخديوية 7: 421.
4087 - الشيخ الفاضل المولى لطف الله
*
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: كَانَ من نسل الأمير إسفنديار، وَكَانَ من جملَة الأمراء، وَقد توطن فِي بَلْدَة "بالي كسْرَى"، وَقد حضر مَدِينَة "أنقره" للنَّظَر فِي أَمر البنائين للحمام لأجل وَاحِد من أكابر عصره، واجتاز بِهِ يَوْمًا الشَّيْخ الْحَاج بيرام، وتحدث مَعَه، وَوصف مَدِينَة "بالي كسْرَى"، وَرغب الشَّيْخ فِي الذّهاب إليها، فَقبله الشَّيْخ.
وَقَالَ الشَّيْخ لطف الله: مَتى تتَوَجَّه إليها، قَالَ: إن شِئْت أتوجّه إليها السَّاعَة، إِذْ نَحن فُقَرَاء، وَلَا قيود لنا، فسافر مَعَ الشَّيْخ إلى الْبَلدة المزبورة، وَقَالَ أصحاب الشَّيْخ لَهُ فِي الطَّرِيق، وَالشَّيْخ يسير قدامهم أن للشَّيْخ همة عَظِيمَة فِي حَقك، وَلَو جَلَست فِي الْخلْوَة الأربعينية لوصلت إلى مرادك، وَعند ذَلِك توقف الشَّيْخ، وَقَالَ لَهُم: يصل إلى مُرَاده بنظرة وَاحِدَة، فَنزل الشَّيْخ لطف الله عَن فرسه، وَقبل رجل الشَّيْخ، ووصلوا إلى الْبَلدة المزبورة.
وَبنى الشَّيْخ هُنَاكَ بَيْتا، وَسكن مُدَّة، وَحصل الشَّيْخ لطف الله عِنْده مَا حصل، وَوصل إلى مَا وصل من المقامات الْعلية والحالات البهية.
ثمَّ ذهب الشَّيْخ إلى مَدِينَة "أنقره"، وَنصب الشَّيْخ لطف الله خَليفَة ببلدة "بالي كسْرَى"، وَسكن هُوَ بهَا إلى أن مَاتَ فِيهَا، وَدفن بهَا، قدّس الله تَعَالَى سرّه الْعَزِيز.
* * *
* راجع: الشقائق النعمانية 1: 148.
باب من اسمه لطف الحق، لطف الرحمن، لطيف
4088 - الشيخ الفاضل مولانا لطف الحق السلهتي، رحمه الله تعالى
*
ولد سنة 1325 هـ في قرية "سلطان بور" من مضافات "بالا غَنج" من أعمال "سلهت".
من بيت أهل علم وصلاح، وجاه وثروة.
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة العالية سِلْهِت، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح".
ثم ارتحل إلى "كلكته"، والتحق بالمدرسة العالية بها، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية، وحصَّل "سند فخر المحدثين"، وحصل من الجامعة العصرية "السند العالي" أيضًا.
من شيوخه: العلامة ماجد علي، والعلامة يحيى، وغيرهما.
وبعد إتمام الدراسة التحق المدرسة العالية سِلْهِت، وعين رئيسا لها.
ومن تصانيفه: "حماية النحو على هداية النحو"، و"بداية الحكمة على هداية الحكمة)، و"منتخب المعقولات"، و"لطائف المثاني على مختصر المعاني"، و"تعليم الإنسانية"، و"عيد الأضحى"، و"ليلة البراءة"، و"رمضان المبارك".
* * *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد العجمي ص 281، 282.
4089 - الشيخ الفاضل العلامة لطف الرحمن البُرْدُوَاني، ولد في "بُرْدُوَان" من "البنغال الغربي
" *
وقرأ مبادئ العلم في "مَنْغَل كوت"، ثم قرأ في عدّة مدارس من "الهند".
وقرأ كتب الفنون العالية على العلامة هداية الله خان الرامبوري، ولطف الله العليكرهي.
وقرأ كتب الحديث على مولانا السيّد نذير حسين الدهلوي.
بعد إتمام الدراسة التحق بالمدرسة الإسلامية بـ "جونْبُور" سنة 1299 هـ.
ثم التحق بالمدرسة العالية بـ "كلكته".
ثم بعد مدة أسّس مدرسة في "مَنْغَل كُوت" قريبا من داره.
ثم التحق مدرّسا بالمدرسة العالية بـ "كلكته" سنة 1326 هـ.
وتوفي بعد سنة 1335 هـ.
وكان ماهرا في اللغة الفارسية، والعلوم العقلية.
وقد صنّف كتابا بالفارسية في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، سماها "جواهر المعجزة"، وشرح جزءا من "كتاب الشفاء".
* * *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 210.
4090 - الشيخ العالم المحدّث لطف علي بن رجب علي، الراجكيري، البهاري
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء الصالحين.
ولد سنة خمس أو سبع وأربعين ومائتين وألف.
وسافر للعلم، فقرأ على المفتي نعمة الله اللكنوي، والمفتي واجد علي البنارسي، والشيخ نور الحسن الكاندهلوي، والمفتي صدر الدين الدهلوي، والعلامة فضل حق الخيرآبادي.
ثم أسند الحديث عن السيّد نذير حسين الحسيني، ورجع إلى بلدته.
وله خمس وثلاثون سنة، فاشتغل بالدرس والإفادة مدّة من الزمان.
وحفظ القرآن الكريم، ثم سافر إلى "سهارنبور".
وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري، وصحبه زمانا.
ثم سار إلى "مرادآباد"، وأخذ عن الشيخ عالم علي الحسيني النكينوي، ثم رجع إلى "عظيم آباد"، ودرَّس بها مدة.
ثم سافر إلى "الحجاز"، فحج، وزار، وأخذ الحديث عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي المهاجر المدني.
ثم رجع إلى "الهند"، وولي التدريس بمدينة "طوك"، فأقام بها سنة وبضعة وأشهر، ثم خرج منها، ولما وصل إلى "بنارس"، ابتلي بمرض شديد، ومات بها.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 440، 441.
وكان كثير الدرس والإفادة، اشتغل في أوائل عمره بالعلوم الحكمية، ودرّس، وأفاد مدّة، ثم اشتغل بالفقه والحديث، ولم يكن له نظير في الحلم، والأناة، والصدق، والصلاح، الظاهر، والباطن.
أخذ عنه خلق كثير من العلماء.
مات لثمان عشرة خلون من شوَّال، سنة ست وتسعين ومائتين وألف، كما في "تذكرة النبلاء".
* * *
4091 - الشيخ العالم الفقيه لطيف، الهاشمي، الجعفري، المجهلي شهري
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء الحنفية.
ولد، ونشأ ببلدة "مجهلي شهر".
وحفظ القرآن، واشتغل بالعلم على المفتي علي كبير بن علي محمد، وأخذ عنه. ثم لازم الشيخ محمد شكور، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية.
ثم ولي الإفتاء ثم القضاء ثم الصدارة، واستقلّ بها، حتى أحيل على المعاش، فاعتزل في بيته زمانا.
ثم سافر إلى "الحجاز"، ومات بـ "مكّة المباركة".
له تكملة ترجمة "طوطي نامه".
مات لثلاث ليال بقين من رمضان سنة سبع وستين ومائتين وألف، كما في "تجلّي نور".
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 7: 505.
باب من اسمه لعل، لقمان، لمعان
4092 - الشيخ الفاضل مولانا لعل حسين أختر الغُرُوْدَاشْبُوري
*
ولد في دهرْمُبُور من أعمال غُرُودَاشْبُور.
عين أميرا لمجلس تحفظ ختم النبوة، بعد وفاة مولانا محمد علي الجالندهري.
توفي 9 جمادى الأولى سنة 1393 هـ.
* * *
4093 - الشيخ الفاضل مولانا لقمان بن أمير الدين المومنشاهوي
* *
ولد في "نُوَابارا" من أعمال "مومنشاهي".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم ارتحل إلى الجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وقرأ فيها عدة سنين، وقرأ فيها كتب الفنون العالية وغيرها.
* راجع: أكابر علماء ديوبند لمولانا أكبر شاه البخاري ص 344 - 345.
* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد العجمي ص 281.
ثم ارتحل إلى "الهند"، والتحق بمظاهر العلوم سهارنفور، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها من الكتب الحديثية، من شيوخه فيها: العلامة عبد اللطيف السهارنفوري، رحمه الله تعالى.
بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه، والتحق محدثا بأشرف العلوم مومنشاهي.
* * *
4094 - الشيخ الفاضل لقمان بن حكيم بن الفضل الفقيه الزاهد
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: روى عن الإمام أبي الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السَّمَرْقَندي
(1)
.
من تصانيفه: "كتاب التفسير"، و"تنبيه الغافلين"، و"البستان"
(2)
، ورواها
(3)
عن لقمان أبو حفص محمد بن إبراهيم البلدي الأخسيكثي
(4)
.
* * *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1129.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1743، نقلا عن الجواهر.
(1)
انظر في الجواهر الترجمة 1743، والترجمة 1974.
(2)
في بعض النسخ: "التبيان"، وهو خطأ. انظر كشف الظنون 243.
(3)
في بعض النسخ: "ورواهما"، وفي بعض النسخ:"رواهما"، والمثبت في بعضها.
(4)
لم يذكر المؤلف وفاة المترجم، وكانت وفاة أبي الليث السمرقندي، صاحب المؤلفات المذكورة، سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
4095 - الشيخ الفاضل مولانا لقمان علي بوري، من أهل "رانو جه" من "مظفر كره
" *
قرأ مبادئ العلم على مولانا نظام الدين، وقرأ الكتب الصحاح الستة، على الحافظ العلامة محمد عبد الله الدرخواستي المتوفى سنة 1415 هـ.
توفي 18 شعبان سنة 1421 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في موضع "دينبُور" من أعمال "رحيم يار خان" من أرض "باكستان".
* * *
4096 - الشيخ العالم الفقيه لمعان الحق بن برهان الحق بن نور الحق، الأنصاري، اللكنوي
* *
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الفقهاء الحنفية.
ولد، ونشأ ببلدة "لكنو"، وقرأ العلم على مولانا عبد الحكيم بن عبد الربّ.
ثم على ولده شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم اللكنوي.
وأخذ الطريقة عن أبيه.
ثم تولّى الشياخة، وكان يذكّر، ويعظ.
* راجع: تذكره علماء أهل السنة والجماعة، بنجاب 2: 357 - 364.
* * راجع: نزهة الخواطر 8: 405.
[مات لخمس عشرة خلون من رمضان، سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف].
* * *
4097 - الشيخ الفاضل لؤلؤ بن أحمد بن عبد الله النحوي الضرير أبو الدُّر المنعوت بالنجيب
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ولد يوم التروية سنة ستمائة بـ "دمشق".
سمع بـ "دمشق" من القاضي [أبي القاسم]
(1)
عبد الصمد بن محمد الحراستاني
(2)
، وأبي اليمن زيد بن الحسن الكندي، وغيرهما.
سمع منه الحافظ الدمياطي، وذكره في "معجم شيوخه".
قال البرزالي: [وأجاز لي الإربلي]
(3)
في "معجم شيوخه".
قال: وكان شيخا فاضلا، ورعا، عارفا بالفقه والنحو.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1130.
ترجمته في بغية الوعاة 2: 270، وحسن المحاضرة 1: 466، 467، والطبقات السنية برقم 1744.
(1)
سقط من بعض النسخ.
(2)
في بعض النسخ: "الخراساني" خطأ. وانظر ترجمته في العبر 5: 50.
(3)
كذا في بعض النسخ، وفي بعضها:"وأجاز لي وذكره الأردبيلي"، وفي الطبقات السنية:"وأجاز البرزالي وذكره الإربلي".
وولي الإعادة بالمدرسة السيوفية من "القاهرة"، وتصدّر للإقراء بالجامع الحاكم، وصنّف.
مات في رجب سنة اثنتين وسبعين وستمائة، ودفن بـ "القرافة".
* * *
باب من اسمه ليث
4098 - الشيخ الفاضل الليث بن سعد
*
* راجع: الجواهر المضية برقم 1131.
ترجمته في طبقات ابن سعد، الجزء السابع، القسم الثاني، صفحة 204، وطبقات خليفة بن خياط (دمشق) 763، وتاريخ خليفة بن خياط (بغداد) 482، والتاريخ الكبير، للبخاري 4: 246، 247، والمعارف لابن قتيبة 505، 506، والجرح والتعديل، الجزء الثالث، القسم الثاني، صفحة 179، 180، ومروج الذهب للمسعودي 3: 338، 339، والفهرست لابن النديم 281، وتاريخ بغداد 13: 3 - 14، وحلية الأولياء 7: 318، وطبقات الفقهاء للشيرازي 78، والأنساب للسمعاني 434 ظ، وصفة الصفوة 4: 309 - 313، واللباب 2: 229، والكامل لابن الأثير 6: 124، وتهذيب الأسماء واللغات، الجزء الثاني من القسم الأول، صفحة 73، 74، ووفيات الأعيان 4: 127، 128، وتذكرة الحفاظ 1: 224 - 246، وميزان الاعتدال 3: 423، والعبر 1: 266، 267، ودول الإسلام 1: 114، ومرآة الجنان 1: 369، والبداية والنهاية 10: 166، وتهذيب التهذيب 8: 459 - 465، وتقريب =
إمام أهل مصر في الفقه والحديث. ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال قاضي القضاة شمس الدين ابن خلكان في "تاريخه": رأيت في بعض المجاميع أن الليث كان حنفي المذهب.
قال الشافعي رضي الله عنه: الليث
(1)
أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به، وكان الليث من الكرماء الأجواد.
[قال الذهبي]
(2)
: يقال: إن دَخْله
(3)
في السنة ثمانون ألف دينار، فما وجبت عليه زكاة.
قال منصور بن عمّار: أتيت الليث، فأعطاني ألف دينار، وقال: صُنْ بهذه الحكمة التي آتاك الله، وأهدى إليه مالك
(4)
صينيَّةً، فيها تمر، فأعادها مملوءة ذهبا، كان يقول لي
(5)
: قال لي بعض أهلي: ولدت في سنة اثنتين وتسعين، والذي أوقن به
(6)
في سنة أربع وتسعين، وتوفي يوم
= التهذيب 2: 138، وطبقات القراء 2: 34، والنجوم الزاهرة 2: 82، وصبح الأعشى 3: 399، 400، وطبقات الحفاظ للسيوطي 95، وحسن المحاضرة 1: 301، 302، وكتائب أعلام الأخيار برقم 79، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 323، والطبقات السنية برقم 1745، وكشف الظنون 2: 1179، وشذرات الذهب 1:285.
وهو: "أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي المصري".
(1)
في بعض النسخ زيادة: "كان".
(2)
سقط من: بعض النسخ.
(3)
في بعض النسخ: "مدخله".
(4)
في بعض النسخ: "خذ" خطأ.
(5)
بعد هذا في بعض النسخ زيادة: "لما حج". وفي الأصل زيادة: "في".
(6)
كذا في النسخ، مع تكراره بعد قليل، والضمير راجع إلى راو لم يذكر، أو إلى منصور بن عمَّار السابق.
الخميس نصف شعبان سنة خمس وسبعين ومائة، ودفن يوم الجمعة بـ "مصر" بـ "القَرَافة الصغرى"، وقبره يُزار، رأيته غير مرة.
* * *
4099 - الشيخ الفاضل الليث بن علي بن الليث، المؤدّب، الفقيه، الفاضل
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع، وحدّث.
روى عنه أبو عبد الله الفارسي.
* * *
4100 - الشيخ الفاضل الليث بن مسافر
* *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكر في "زلة القاري":
لو قرأ يسدُر الناس أشطاطا
(1)
، بالسين مكان الصاد في يصدر، وبالطاء مكان التاء، وجميع ما يجري على لسان القارئ من هذا النوع من
* راجع: الجواهر المضية برقم 1132.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1746، نقلا عن الجواهر.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1133.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1747، نقلا عن الجواهر.
(1)
يعني قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} . الآية 6 من سورة الزلزلة.
الخطأ، فإن الجواب فيه أن الصلاة فاسدة في قياس قول أبي مطيع البلخي، ومحمد بن مقاتل، والليث بن مسافر، وأبي نصر محمد بن سلام
(1)
، وأبي عبد الله ابن الأزهر، وأبي حفص الكبير، وأبي الحسن الكرخي، وعلي القمّي، والحاكم الشهيد.
ولا تفسد صلاته في قياس قول محمد بن سلمة، وجماعة، من فقهاء
(2)
المتأخّرين
(3)
.
* * *
4101 - الشيخ الفاضل ليث
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال في "خزانة الأكمل": قال أبو سليمان الجوزجاني: مات ليث المروزي، ولم يوص إلى أحد، فباع محمد بن الحسن كتبه ومتاعه، وهو لم يكن قاضيا يومئذ.
* * *
(1)
انظر المشتبه 378، وحاشيته.
(2)
في بعض النسخ: "الفقهاء".
(3)
قال التميمي، في الطبقات السنية، عقيب هذا: ورأيت على هامش بعض نسخ الجواهر، بإزاء هذه الترجمة، بخط الشيخ زين بن نجيم، صاحب الأشباه والنظائر، أنه رأى في الملتقط من كتاب الشهادات، عن الليث بن مساور، أنه كان قاضيا، إلخ. فذكر أن أباه مساور، بالواو عوضا عن الفاء.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1134.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1748، نقلا عن الجواهر.
وفي بعض النسخ: "الليث".
4102 - الشيخ الفاضل المولى أبو اللَّيْث
*
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: قَرَأَ على عُلَمَاء عصره، ثمَّ صَار معيدا لدرس الْمولى الشهير بضميري.
ثمَّ صَار مدرسا بـ "كوتاهيه"، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة الْمولى ابْن الْحَاج حسن بِمَدِينَة "قسطنطينية"، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة الْوَزير مَحْمُود باشا بِالْمَدِينَةِ المزبورة، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة أبي أيوب الأنصاري، عَلَيْهِ رَحْمَة الْملك الْبَارِي.
ثمَّ صَار مدرسا بإحدى الْمدَارِس الثمان، ثمَّ صَار قَاضِيا بِمَدِينَة "حلب"، ثمَّ صَار قَاضِيا بِـ "دِمَشْق الشَّام".
وَتُوفِّي وَهُوَ قَاض بهَا فِي سنة أرْبَعْ وأربعين وَتِسْعمِائَة، وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما فَاضلا، صَالحا، متورعا، كثير الْخَيْر، حسن العقيدة، أديبا، وقورا. روّح الله تَعَالَى روحه، وَنوّر ضريحه.
* * *
4103 - الشيخ الفاضل أبو الليث الندوي، من مشاهير العلماء "الهند
" * *
* راجع: الشقائق النعمانية 1: 292.
* * راجع: إتمام الأعلام 331.
أعلام من الحاضر (خ)، والبعث الإسلامي، عدد 10، مج 35، رجب 1411 هـ، والرائد الهندية مج 32.
ولد في إحدى قرى مديرية "أعظم كره" في "الهند"، وفيها تعلّم مبادئ العلوم، انتقل إلى ندوة العلماء
(1)
في "لكنو"، وتخرّج بها.
ثم عيّن بها أستاذا، واختير عضوا بمجلسها التنفيذي، فبقي فيه إلى آخر حياته.
ورحل إلى "أعظم كره"، فعيّن مديرا لجامعة الفلاح مدّة.
كتب مقالات عديدة في مجلّات مختلفة بالعربية والأردية، وخاصّة في "مجلّة الضياء".
توفي سنة 1411 هـ.
* * *
(1)
دار العلوم ندوة العلماء
تقع هذه الجامعة بمدينة "لكنو" عاصمة أتربرديش (الهند)
أسّسها نخبة من العلماء، وعلى رأسهم العالم الكبير المؤرّخ الشهير الشيخ شبلي النعماني، والشيخ محمد علي المونجيري، وذلك في 1312 هـ، الموافق 1895 م.
ومن مميّزات هذه الجامعة: أنها أسّست كمعهد وسط بين الجامعات العصرية والمعاهد الدينية الأخرى، وكانت أولى الخطوات التي اتخذت بعد تأسيس هذه الجامعة مباشرة هي إدخال التعديلات على المنهج الدراسي القديم، فحذفت منه بعض الموادّ الغير الضرورية، كما أضيفت إليه من جانب آخر بعض العلوم العصرية الضرورية، مثل الاقتصاد، والسياسة، والتاريخ، والجغرافية، وغير ذلك، فالمنهاج الدراسي للجامعة جامع بين العلوم الدينية والعصرية، تدرّس فيها جميع الموادّ الإسلامية، التي تدرّس في جامعات مشايخ ديوبند الأخرى من التفسير والحديث وأصولهما، والفقه وأصوله، والفرائض والعقائد، وعلم الكلام، وغير ذلك، بالإضافة إلى تدريس العلوم الجديدة.
حرف الميم
باب من اسمه ماجد ومالك
4104 - الشيخ الفاضل السيّد ماجد حسن بن السيّد سعيد حسين السهارنبوري، الموظّف في قسم شؤون التعليم والتسجيل للجامعة مظاهر العلوم سهارنبور
*
ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد يوم 13 شعبان 1388 هـ بمدينة "سهارنبور"، التحق بمظاهر العلوم 1405 هـ، وابتدأ بالعلم، وتدرّج في مراحل التعليم، حتى قرأ دورة الحديث الشريف سنة 1411 هـ، ونال شهادة الفضيلة، أخذ صحيحي "البخاري"، و"مسلم"، و"موطأ الإمام محمد" عن الشيخ محمد يونس، و"سنن الترمذي"، و"الشمائل"، و"سنن أبي داود" على الشيخ محمد عاقل، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي عن المفتي محمد يحيى، و"سنن النسائي"، و"سنن ابن ماجه"، و"موطأ الإمام مالك" عن الشيخ محمد سلمان، وإثر أن أنهى العلوم شرع في الدرس والإفادة في نيوايرا أكيدمي أكاديمية إيرا الجديدة لـ "سهارنبور"، فتنعقد
* راجع: علماء مظاهر العلوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 3: 136، 137.
لديه دروس الكتب الدينية والإصلاحية، بجانب ذلك ينتسب موظّفا إلى قسم شؤون التعليم والتسجيل لجامعة مظاهر العلوم.
قد تزوّج حفيدة العلامة المحدث الشيخ محمد زكريا، وهي ابنة الشيخ محمد عاقل، له ذوق طيّب في القراءة والكتابة، فتستمرّ موادّه ومقالاته في الصدور في شتى الصحف والمجلات كصحيفة "راشتريه سهارا" اليومية، ومجلة "مظاهر علوم" الشهرية، ومجلة "ختم نبوت" الشهرية، وما إلى ذلك، وقد صدرت له كتب ثلاث من قلمه إلى الآن.
1 -
"فضائل ماء زمزم وبركاته": موضوعه كما يدلّ اسمه، هو كتاب جاذب ممتع لكون المؤلّفات لم تؤلّف حول هذا الموضوع إلا قليلا، وابتدأ بفصيلة زمزم على ضوء اثني عشر حديثا، ثم أتى بتاريخها ومعلوماتها.
2 -
"مفتاح الجنة": هذا كتاب وجيز جامع علمي في أهمية الصلاة وتأكيدات عليها وفضائلها ومسائلها وكيفياتها، تم طبعه بأحسن طبع سنة 2005 م من نيوايرا أكيدمي بـ "سهارنبور".
3 -
"الرحلة إلى النور": هذا الكتاب العلمي الديني التاريخي مجموع ممتع في نخبة قصص وأحوال وتعاليم صلحاء الأمة ومشايخها، وهو في الواقع منارة للنور، ودليل واضح للحياة الإنسانية، فلذا سمي الكتاب بـ "الرحلة إلى النور".
* * *
4105 - الشيخ الفاضل العلامة مولانا ماجد علي الجونبُوي
*
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 213.
كان متوطّنا بـ "مُنِيْكَلَا"، من "جونبُور"، من أرض "الهند".
قرأ الفنون العالية والآلية على العلامة أحمد حسن الكانبوري، ومولانا عبد الحق الخيرآبادي. وقرأ كتب الصحاح الستة على فقيه الهند الإمام رشيد أحمد الكنكوهي، رحمه الله تعالى.
وبعد إتمام الدراسة التحق بمدرسة من "مَنْدُو"، من أعمال "أعظم كره"، وأقام فيها اثنتي عشرة سنة.
ودرّس، وأفاد، وأجاد، وانتفع به خلق كثير من العلماء، والفضلاء.
ثم اتصل بالمدرسة الأمينية بـ "دهلي"، وبالمدرسة الحنفية بـ "آراه".
ثم التحق بمدرسة في "جونبور"، وذاك بإرشاد العلامة عبد الأول الجونبُوري.
ثم التحق سنة 1338 هـ شيخَ الحديث للمدرسة العالية بـ "كلكته"، وتقاعد منها سنة 1345 هـ، ورجع إلى "جونبور"، وكان ماهرا في العلوم العقلية والنقلية. وكان ورعا، تقيا، خاشعا، متخشعا.
* * *
4106 - الشيخ الفاضل الكبير ماجد علي المانوي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الأفاضل المشار إليهم في سعة الاطلاع، وكثرة الدرس والإفادة.
ولد بـ "ماني كلان" من أعمال "جونبور".
وقرأ المختصرات في بلاده، ثم سافر، وأخذ عن العلامة عبد الحق ابن فضل حق الخير آبادي، ولازمه مدّة من الزمان.
* راجع: نزهة الخواطر 8: 406، 407.
ثم دخل "عليكره"، ولازم دروس المفتي لطف الله الكوئلي زمانا.
ثم سار إلى "بوبال"، وقرأ على القاضي عبد الحق بن محمد أعظم الكابلي "شرح الجغميني"، وسمع بعض الكتب الدرسية عليه، وكنت مشاركا له في "شرح الجغميني"، ثم سافر إلى "كنكوه".
وأخذ الحديث عن الشيخ المحدّث رشيد أحمد الحنفي الكنكوهي.
ثم ولي التدريس بالمدرسة العربية في "كلاوتي"، فدرّس بها زمانا.
ثم ولي التدريس بالمدرسة العربية في "ميندهو"، كلاهما من أعمال "بلند شهر"، فدرّس، وأفاد بـ "ميندهو" مدّة طويلة.
ثم سافر إلى "بهار"، - بكسر الموحدة - وولي بالمدرسة العزيزية، ولم يلبث بها إلا قليلا، فرجع إلى "ميندهو"، ثم سافر إلى "كلكته"، وولي الصدارة بالتدريس في المدرسة العالية بها.
وكان من كبار الأفاضل يدرّس الكتب الدقيقة في العلوم الحكمية بغاية التحقيق والتدقيق، وله نظر واسع على مصنّفات القدماء.
[توفي يوم العيد غرّة شوّال سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وألف].
* * *
4107 - الإمام الثقة المحدث مالك بن مِغْوَل ابن عاصم بن غزية بن خرشة، أبو عبد الله البجلي، الكوفي
*
* راجع: سير أعلام النبلاء 7: 174 - 176.
ترجمته في طبقات ابن سعد "6: 365"، والجواهر المضية برقم 1598، والتاريخ الكبير "7: ترجمة 1339"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 961"، والأنساب للسمعاني "8/ 113"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة =
حدث عن: الشعبي، وعبد الله بن بريدة، ونافع العمري، وعطاء بن أبي رباح، وطلحة بن مصرف، والحكم، وعون بن أبي جحيفة، وقيس بن مسلم، وعبد الرحمن بن الأسود، وأبي إسحاق، ومحمد بن سوقة، وسماك، وزبيد اليامي، وخلق.
وعنه: أبو إسحاق شيخه، وشعبة، والثوري، ومسعر، وإسماعيل بن زكريا، وابن عيينة، وابن المبارك، وشعيب بن حرب، وابن نمير، وعبيد الله الأشجعي، ووكيع، وأبو معاوية، ويحيى بن سعيد، وأبو علي الحنفي، وأبو أحمد الزبيري، وأبو نعيم، وقبيصة، ومحمد بن سابق، وعبد الرحمن بن مهدي، وخلاد بن يحيى، وعمرو بن مرزوق، ومحمد بن يوسف الفريابي، وخلق سواهم. قال أحمد: ثقة، ثبت في الحديث.
وقال ابن معين، وأبو حاتم، وجماعة: ثقة.
وقال العجلي: رجل صالح مبرز في الفضل.
وقال أحمد: سمعت ابن عيينة يقول: قال رجل لمالك بن مغول: اتق الله. فوضع خده بالأرض.
قلت: كان من سادة العلماء.
قال أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي شيبة: توفي سنة تسع، وخمسين ومائة. وقال محمد بن سعد: سنة ثمان وخمسين.
= 186"، والعبر "1/ 233 و 302 و 323"، والكاشف "3/ ترجمة 5358"، وتاريخ الإسلام "6/ 272"، وتهذيب التهذيب "/ 22/ 10"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6825"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 247".
قال الخطيب: حدث عنه: أبو إسحاق السبيعي، والربيع بن يحيى الأشناني، وبين، وفاتهما سبع أو ثمان وتسعون سنة، وحديثه يكون نحوا من مائة حديث.
أخبرنا أبو سعيد بيبرس المجدي بحلب، أنبأنا أبو البركات عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن إسماعيل ببغداد، أنبأنا عبيد الله بن شاتيل، أنبأنا أبو سعد بن خشيش، أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا أبو بكر النجاد قال: قرئ على عبد الملك بن محمد - وأنا أسمع - حدثنا عاصم، أنبأنا مالك بن مغول، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة، قالت:"كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو محرم"
(1)
.
أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي من حديث إسرائيل، وأخيه يوسف عن أبي إسحاق، ومن حديث عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول كلاهما عن عبد الرحمن نحوه.
(1)
صحيح: أخرجه أحمد "6/ 250"، ومسلم "1190""43"، والطحاوي "2/ 129" من طريق مالك ابن مغول، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة، به. وأخرجه البخاري "5923"، ومسلم "1190""44"، والنسائي "5/ 139"، والطحاوي "2/ 129" من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الرحمن بن الأسود، به. وأخرجه الطيالسي "1/ 208"، وأحمد "6/ 191"، والبخاري "271" و"5918"، ومسلم "1190""42"، والنسائي "5/ 139"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار""2/ 129"، والبيهقي في "السنن""5/ 34" من طريق شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم بن يزيد النخعي، عن الأسود عن عائشة، به. قوله:"الوبيص": بفتح الواو وكسر الباء: هو البريق.
وقوله: "المفرق": هو واسط الرأس.
أخبرنا سليمان بن حمزة الحاكم، وعمر بن محمد العمري، وهدبة بنت علي قالوا: أنبأنا عبد الله بن عمر، أنبأنا عبد الأول بن عيسى، أنبأنا عبد الرحمن بن محمد، أنبأنا عبد الله بن حمويه، أنبأنا عيسى بن عمر، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ، أنبأنا محمد بن يوسف، حدثنا مالك بن مغول قال لي الشعبي: ما حدثوك هؤلاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فخذه، وما قالوه برأيهم فألقه في الحش
(1)
.
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو أحد من قال فيه الإمام في جماعة: أنتم مسارّ قلبي، وجلاء حزني.
* * *
4108 - الشيخ الفاضل مالك رام
*
أحد كبار العلماء والمفكرّين المسلمين في "الهند".
ولد سنة 1324 هـ.
(1)
الحش: المتوضأ، سمي به لأنهم كانوا يذهبون عند قضاء الحاجة إلى البساتين، وقيل إلى النخل المجتمع يتغوطون فيها على نحو تسميتهم الفناء عذرة. والجمع من ذلك حشان وحشان وحشاشين، والأخيرة جمع الجمع.
* راجع: تتمة الأعلام للزركلي 2: 113.
ترجمته في الفيصل ع 198 (ذو الحجة 1413 هـ) ص 142، 143.
يعد مرجعا في الدراسات الإسلامية، ويجيد عدّة لغات: أوربية، وعربية، وفارسية، وإنكليزية.
ألّف، وترجم أكثر من ثلاثين كتابا.
لعلّ أبرز أعماله "ترجمة معاني القرآن الكريم" إلى اللغة الأردية.
توفي سنة 1413 هـ.
* * *
باب من اسمه مبارك
4109 - الشيخ الفاضل المبارك بن أحمد بن محمد، عرف بحرَّكها البغدادي، أبو السعادات، زكي الدين، الفقيه
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه، ودرّس، وأفاد، وجاوز الثمانين، بهي
(1)
المنظر.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1599.
ترجمته في خريدة القصر، الجزء الثالث، المجلد الأول 58، والطبقات السنية برقم 2405.
(1)
في بعض النسخ: "النظر".
وله شعر فائق، ذكره أبو الفتوح
(1)
عبد السّلام بن يوسف الدمشقي
(2)
في كتاب "أنموذج الزمان في شعر
(3)
الأعيان"، وذكر أنه اجتمع به كثيرا، وقال أنشدني لنفسه
(4)
:
كلام كله سِحْر
…
ووقت كله سَحَر
وطرف الدهر مطروف
…
وقد غفلت منا الغِيَر
(5)
وساعات يساعدها
…
قضاء الله والوَطَر
وهذي الشمس والساقي
…
وهذا الكأس والقمر
وقال أنشدني لنفسه
(6)
:
لبستُ عذاري واسترحت من الهوى
…
وقلت لليل العاشقين يطول
(7)
فلا تسألوني عن حديثي وسَلْوَتي
…
فإن سؤالي كيف ذاك فضول
وقال أنشدني لنفسه
(8)
:
لقد سفرتْ عن وجهها وتنقّبتْ
…
وماستْ وأغصان الكثيب رُضَاب
(9)
وللشمس من ذاك السفور تبرّج
…
وللبدر من ذاك النقاب نِقَاب
(10)
ويأتي ولده المظفّر.
* * *
(1)
تكملة من بعض النسخ.
(2)
في كشف الظنون 1: 184.
(3)
الأبيات في الطبقات السنية.
(4)
في بعض النسخ: "وطرف الدهر مطروق" تحريف.
(5)
البيتان في الطبقات السنية.
(6)
في بعض النسخ: "أئست" خطأ.
(7)
البيتان في الطبقات السنية.
(8)
سقط من بعض النسخ وفي بعضها: "وأغصان الكثيف" تحريف.
(9)
في بعض النسخ: "فللشمس".
(10)
برقم 1675.
4110 - الشيخ العالم المحدّث مُبَارك بن أرزاني، العمري، البنارسي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المبرزين في الحديث.
تولّى الوزارة في عهد شير شاه السوري، وولده سليم شاه مدة.
وله "مدارج الأخبار" كتاب في الحديث، صنّفه في شهر رجب سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة، ورتّب فيه أحاديث "مشارق الأنوار" للصغاني على ترتيب "المصابيح".
وكان أصله من بلدة "رهتك"، انتقل أسلافه إلى "بنارس"، وسكنوا بقرية "بكهره" على جنوب تلك البلدة، وفيها قبر والده الشيخ أرزاني.
وكان من ذرية سيّدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.
توفي سنة ثمانين وتسعمائة، كما في "غنج أرشدي".
* * *
4111 - الشيخ الفاضل المبارك بن الحسن، الملقّب بالإمام، الزاهد، السيّد، فخر الدين
* *
* راجع: نزهة الخواطر 4: 247.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1600.
ترجمته في الطبقات السنية، برقم 2407، نقلا عن الجواهر.
وفي الأصل: "المبارك الحسني"، وفي بعض النسخ:"المتلقب".
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كان موجودا في سنة أربع وعشرين وسبعمائة بمدينة "دلّي"
(1)
.
تفقّه عليه سراج الدين عمر بن إسحاق
(2)
، رحمة الله عليهم.
* * *
4112 - الشيخ الصالح الفقيه مبارك بن الحميد، الصوفي، البنارسي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد كبار المشايخ الجشتية.
قرأ العلم، ثم درّس، وأفاد مدّة من الزمان ببلدة "بنارس" مع اشتغاله بحفظ الأنفاس ومجاهدة النفس. ثم رحل إلى "جونبور"، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن عيسى الجونبوري، وصحبه مدّة.
ثم رجع إلى "بنارس"، وانقطع إلى الزهد والعبادة، مع القناعة والعفاف والتوكّل والاستغناء، وقصر همّته على تدريس العلوم النافعة.
وكان لا يقبل الهدايا غير الطعام، ثم يقسمه على أصحابه، إلا ما يكفي مؤنته للعبادة، ولم يبن دارا قط غير العرائش لأصحابه.
(1)
هي مدينة دهلي، أكبر مدن الهند، وأوردها المؤلف بلسان العوام. انظر: معجم البلدان 5: 20 (المستدرك من مراصد الاطلاع). أقول: وهي دلهي المعروف اليوم بنيودلهي عاصمة الهند.
(2)
هو المعروف بالسراج الهندي، انظر ترجمته في الدرر الكامنة 3: 230، 231.
* راجع: نزهة الخواطر 3: 97.
وكانت وفاته في عاشر شوّال، كما في "كنج أرشدي".
* * *
4113 - الشيخ الفقيه المعمر مبارك بن أبي المبارك، الألوري
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد المشهورين بالزهد والصلاح.
وكان يدَّعي أنه من ذؤابة بني هاشم، ولذلك كان مرزوق القبول عند الأفغان، وكان سليم شاه السوري سلطان "الهند" يحضر مجلسه، ويتبرّك به، ويضع نعليه بيده بين يديه، وهو ممن أدركه الشيخ عبد القادر البدايوني، وذكره في "تاريخه"، قال: لما ابتلي الشيخ سليم بن بهاء الدين الجشتي السيكروي من أيدي الأفغان، وحبس في قلعة "رنتنبهور"، ذهب الشيخ مبارك إليهم، وشفع له، فأطلقوه من السجن، وذهب الشيخ سليم إلى "مكة المباركة" مرة ثانية.
قال البدايوني: إني أدركته سنة سبع وثمانين وتسعمائة، قال: ومات في حدود تلك السنة، وله تسعون سنة.
* * *
4114 - الشيخ الفاضل المبارك بن محمد بن مَزْيَد بن هلال أبو الحسن
بن
* راجع: نزهة الخواطر 4: 250، 251.
أبي بكر الخوَّاص البغدادي *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكره الدمياطي في "معجم شيوخه".
وقال: سمع الخواص "مسند العدني"
(1)
من عبد الغني ابن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد ابن الحسن العطّار الهمذاني، عن سعيد الصيرفي، عن ابن النعمان، عن ابن المقرئ
(2)
، عن الخزاعي عنه، وقرأت عليه بعضه، و"جزأ ابن عرفة" بسماعه من ابن كُلَيب
(3)
.
* * *
4115 - الشيخ الفاضل مبارك بن موسى الأكبر آبادي، الهندي
* *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1601.
ترجمته قي الطبقات السنية، برقم 2406 نقلا عن الجواهر.
وفي بعض النسخ: "يزيد" مكان "مزيد".
(1)
في بعض النسخ: "مسند العدل" تحريف، وهو المعروف أيضًا بمسند ابن أبي عمرو والعدني، وهو أبو عبد الله محمد بن يحيى، المتوفى سنة ثلاث وأربعين ومائتين، كشف الظنون 2:1678.
(2)
في بعض النسخ: "العري".
(3)
في بعض النسخ: "أبي طالب".
وابن كليب، كنيته أبو الفرج، واسمه عبد المنعم بن عبد الوهَّاب بن سعد الحراني، انظر العبر 4:293.
* * راجع: معجم المؤلفين 8: 175. =
مفسّر.
من آثاره: "منبع عيون المعاني في تفسير القرآن"، و"جوامع الكلم". توفي سنة 1001 هـ.
* * *
4116 - الشيخ الفاضل مولانا مبارك الله النواخالوي
*
ولد في قرية "مَنْدَاري"، من مضافات "الكّيبُور"، من أعمال "نواخالي".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة الأحمدية نواخالي.
وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح"، وغيرها، من الكتب الدراسية.
ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية.
ومن شيوخه فيها: الإمام أنور شاه الكشميري، وغيره، من المحدّثين الكبار.
وبعد إتمام الدراسة التحق بالمدرسة الإسلامية نواخالي، ودرس فيها مدة، فأفاد، وأجاد، واستفاد منه جم غفير من العلماء والفضلاء.
توفي سنة 1381 هـ.
* * *
= ترجمته في هدية العارفين 2: 3، وإيضاح المكنون 2:566.
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 220.
4117 - الشيخ الفاضل مولانا السيّد مبارك شاه بن السيّد بير نور شاه بن السيد نوشاه البغدادي
*
ولد 1317 هـ تقريبا في موضع "ساهجوال" من "جنك" من أرض "باكستان".
قرأ القرآن على والده الكريم، وقرأ في داره كتب النحو، والصرف، والفقه، والمنطق، وعلم التفسير، والحديث.
بعد إتمام الدراسة بنى في قريته مسجدا ومدرسة، وسافر إلى بيت الله الحرام سنة 1354 هـ، وحجّ، وزار.
توفي سنة 21 محرّم الحرام سنة 1395 هـ.
* * *
باب من اسمه مبين، مجد
4118 - الشيخ الفاضل مبين بن المفتي أفضل، البهلواروي
* *
* راجع: تذكرة علماء أهل السنة والجماعة، بنجاب 2: 82 - 92.
* * راجع: نزهة الخواطر 7: 442.
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال هو أحد العلماء المشهورين في عصره.
ولد، ونشأ بـ "بلهواري"، وقرأ العلم، ثم درّس، وأفاد.
مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وألف، كما في "تاريخ الكملاء".
* * *
4119 - الشيخ الفاضل الكبير مبين بن محبّ بن أحمد بن محمد سعيد بن قطب الدين، الأنصاري، اللكنوي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الفقهاء الحنفية.
ولد، ونشأ بمدينة "لكنو".
وقرأ العلم على ملّا حسن بن غلام مصطفى اللكنوي، ولازمه ملازمة طويلة.
ثم درّس، وأفاد وصنّف.
وفاق أهل زمانه في الدرس، والإفادة، والتصنيف، والتذكير.
ذكر لي شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم اللكنوي أنه أول من جلس للتذكير في "فرنكي محل"
(1)
من أبناء الشيخ قطب الدين المذكور.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 442، 443.
(1)
"فرنكي محل" كانت قصر تاجر "فرنكي" بمدينة "لكنو"، أعطاها عالم كير لأبناء الشيخ قطب الدين السهالوي، فسكنوا بها، وجعلوا بها مدارس العلم، وهي في وسط المدينة.
ومن مصنّفاته: شرح بسيط على "سلّم العلوم" في المنطق، تلقّاه العلماء بالقبول، وشرح بسيط على "مسلّم الثبوت" في أصول الفقه، وله شروح على "مير زاهد رسالة"، و"مير زاهد ملّا جلال"، و"مير زاهد شرح المواقف"، وله حاشية على شرح "هداية الحكمة" للشيرازي على مبحث المثناة بالتكرير، وله رسالة في مسائل الصيام، ورسالة في فضائل أهل البيت، وله "كنز الحسنات في مسائل الزكاة"، وشرح "التبصرة"، وغيرها.
مات لثمان بقين من ربيع الثاني سنة خمس وعشرين ومائتين وألف بـ "لكنو"، كما في "الأغصان الأربعة".
* * *
4120 - الشيخ الفاضل الكبير مجد بن طاهر الحسيني مجد الدين الشاهجهانبوري
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المشهورين في العلوم الحكمية.
ولد، ونشأ بمدينة "شاهجهانبور".
وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ وهَّاج الدين بن قطب الدين الكوباموي.
وقيل: إنه أدرك القاضي مبارك، وقرأ عليه أيضًا.
ثم سافر إلى "كلكته"، وولي التدريس بالمدرسة العالية، فدرَّس، وأفاد بها مدّة طويلة، وتقرّب إلى أولياء الأمر، وكان مبتلى بالوسواس، لا يروي غليله من إراقة الماء، فيغتسل من الصباح إلى الظهيرة، ويريق الماء من قرب
* راجع: نزهة الخواطر 7: 443 - 445.
عديدة، شافهَني بذلك بعض الثقات ببلدة "شاهجهانبور" وكان يعرف بمولوي مدن (بفتح الميم، والدال المهملة، وبعدها نون ساكنة).
قال ولي الله بن حبيب الله اللكنوي في "الأغصان الأربعة": إنه قدم "لكنو" مرة في موكب اللورد، ولزلي الحكم العام بـ "الهند"، فذهبت إليه، وكان في خباء، فاستأذنت الدخول عليه، فأذن لي، وإني كنت سمعت من قبل أنه لا يصافحُ أحدا، ولا يعانق لأجل الوسواس، فلما دخلت عليه، رأيتُه يستنجي باليمين، فلما رآني أخرج يده اليمنى من الإزار، ومذَّ إليَّ للمصافحة، وكان الحجر بيده.
وقال: المصافحة مسنونة، فقلت: هكذا ليست بمسنونة، ثم قلت: إن الله سبحانه جعل اليمنى للوجه، واليسرى للعورة، ولذا شرع الاستنجاء باليسرى، فإن كان لعذر الحرج في اليمنى فبينوا لي ذلك الحرج.
فقال: إني أستنجي باليمين، لا لعذر أو مرض بعذر، بل لأني ما وقفت على نص على حرمة الاستنجاء باليمنى.
فقلت له: يبعد من المسلم أن يخالف السنّة النبوية، فضاق صدره.
وقال لي: إن شيخكم ملا حسن ذهب إلى أن التصديق إدراك، والحقيقة أنه ليس بكفية إدراكية، بل حالة تحصل بعد الإدراك، كما ذهب إليه السيّد محمد زاهد الهروي في بعض تعليقاته.
فقلت له: إن الهروي قلّد صاحب "نقد التنزيل" في خطأ فاحش، صدر منه في تلك المسئلة، لأنه يلزم على قوله: أن المصدّق به إدراك، والتصديق جهل، وهذا لا يصحّ.
لأنه إن قلت: إنه إدراك لتعلق العلم التصوّري به فينبغي أن يكون المتصوّر إدراكا، لا المصدّق به، وإن كان إدراكا لتعلق العلم التصديقى به، فلا يصحُّ أن يقال: إن التصديق غير إدراك، لأنه لا يسع للعاقل أن يقول: إن
متعلق الشيء إدراك، والشيء جهل، وانجرَّ الكلام إلى التطويل، ولم يأت بجواب يروي الغليل، ويشفي العليل. انتهى.
مات نحو سنة ثمان وعشرين ومائتين وألف بلدة "بريلي"، كما في "تاريخ فرخ آباد".
* * *
4121 - الشيخ الفاضل مولانا مجد الدين، المعروف بملا مَدَن، الشاهجهان بوري
*
كان من معاصري مسند الهند الشاه عبد العزيز بن الشاه ولي الله المحدث الدهلوي.
* * *
4122 - الشيخ الفاضل المولى مجد الدين
* *
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: كان رحمه الله تعالى عالما، فاضلا، صاحب سيرة محمودة، وطريقة مرضية، نَصبه السُّلْطَان مُحَمَّد خَان قاضيا بالعسكر الْمَنْصُور بعد المولى الكوراني، رَحِمهم الله تعالى.
* * *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 203.
* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 55.
باب من اسمه مجيب
4123 - الشيخ الفاضل مجيب الله بن شجاع الله البستوي، رئيس لجنة أفكار أدب "بستي"/ "يوبي
" *
ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد يوم 18 ذى الحجة 1360 هـ، أخذ مبادئ التعليم في مدرسة تعليم القرآن ببلدة "سمرياوان" بمديرية" بستي"، ومدرسة هدايت العلوم بقرية "كرهي"، ومدرسة إحياء العلوم ببلدة "مبارك بور" بمديرية "أعظمكره".
انتسب إلى جامعة مظاهر العلوم في شوّال 1380 هـ، وبدأ تلقّي العلم من "تفسير الجلالين"، و"مشكاة المصابيح"، والمجلدين الآخرين من "الهداية"، وقرأ الصحاح الستة عن كبار المحدّثين فيها في العام المقبل في شوال 1381 هـ، حيث تلمّذ في "صحيح البخاري" على الشيخ محمد زكريا، وفي "صحيح مسلم" على الشيخ منظور أحمد خان، وفي "سنن أبي داود"، و"سنن الترمذي" على الشيخ أسعد الله، وفي "سنن النسائي" على الشيخ المفتي مظفر حسين، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي، وعلى الشيخ أمير أحمد الكاندهلوي.
* راجع: علماء مظاهر العلوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 3: 127 - 129.
بعد ما تخرّج في درس الكتب المختلفة بين الصغير والكبير في كلّ من مدرسة دار السّلام ببلدة "أدري" بمديرية "مئو" مدرسة تعليم الدين ومدرسة مصباح العلوم سدهارته نكر، وعين منتظما في لجنة أنجمن تعليمات دين بمديرية "بستي" فرع من فروع ديني تعليمي كونسل بـ "لكنو" سنة 1392 هـ، له خدمات غالية، تذكر، وتشكر في سبيل ذلك، فيقضي أيامه، يواصل الجهود للتمتع بزيارة شتى المدارس والكتاتيب، ولترقيتها وترويجها وازدهارها ولبلوغها الفوز والنجاح، وفي مجال التعليم والتربية.
إضافة إلى ذلك قد تكرّم الله عليه بقلم سديد مؤثر في الكتابة والإنشاء، وقد أصدر عدة مجموعات من منظوماته إلى الآن، عديد منها فيما يلي:
1 -
"مجموعة أمدوحات" 2 - "الأضواء" 3 - "ضياء الحرم" 4 - "ضياء المدينة" 5 - "تصوير المدينة" 6 - "رحمة العام" 7 - "تجليات الحرم" 8 - "تحفة الحرم" 9 - "أنوار الحرم" 10 - "ذكر أسعد".
هو شاعر بليغ مقتدر، يلقّب نفسه المجيب للنسبة إلى اسمه، ويكثر كلامه في الصدور في أشهر الصحف والجرائد والرسائل للبلاد، كما يدعى إلى المطارحات الشعرية المنعقدة على الصعيد الحكومي، فيستمع إليه الناس بكلّ من الشوق واللهف، وبما يتمتع بمزاج الديني والمذاق الإسلامي، ويحتظ بالانتماء العالي إلى مظاهر العلوم
(1)
، فيكون كلامه ناطقا بالقيم الدينية
(1)
تقع هذه الجامعة في مدينة "سهارنفور"، التي قام بتأسيسها الشيخ سعادت الله علي الفقيه السهارنفوري في غرّة رجب المرجّب عام 1283 هـ، الموافق للتاسع نوفمبر عام 1866 م. أسّست بعد أشهر من تأسيس دار العلوم بـ "ديوبند". وسلكت هذه الجامعة مثل دار العلوم ديوبند مسلك حجّة الإسلام =
والإسلامية المحضة معربا عن العواطف الأخلاقية، تم طبع هذه المجموعات له من لجنة أفكار أدب ببلدة "سمراياوان" بمديرية "بست" في أحسن طباعة، يقول الشيخ مقصود البستوي عن ذاته: إن الشيخ مجيب الله البستوي قد أضاء اسمه، ورفع ذكره في دنيا الأدب، ظلّت كثير من الرسائل والجرائد والمجلات الأدبية، تصدر من موادّه ونتائج قريحته منذ طويل من الزمان، حتى يطلب منه مديرها بأنفسهم موادّه، ويجعلونها زينة لها، كما هو من المكرّمين بوسامات غالية بقيامهم بخدمة الأدب الأردي.
* * *
4124 - الشيخ الفاضل مولانا مجيب الله بن المنشي عبد الباري النواخالوي
*
ولد سنة 1348 هـ، في قرية "فانْفَارا"، من مضافات "رائبُور"، من أعمال "نواخالي".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية شامْغَنج، وقرأ فيها مدة.
= الشيخ محمد قاسم النانوتوي، وزميله المحدّث الكبير الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، فلذا يلقّب كلّ من تلقّى العلوم من هاتين الجامعتين بأنه ديوبندي المسلك، وبدأ فيها دورة الحديث عام 1361 هـ.
أخذت هذه الجامعة أيضًا نصيبا وافرا من حسن السمعة والقبول، وإقبال الطلاب إليها، فأنجبت رجالا نبغوا في العلوم النقلية والعقلية معا. فقاموا بالتدريس، ونشر العلوم الشرعية، لاسيّما علوم الحديث.
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 273.
ثم التحق بالمدرسة العالية رائبُور، وقرأ فيها كتب الدرجة الابتدائية، والمتوسطة.
ثم سار إلى "داكا"، والتحق بالمدرسة العالية فيها، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية. وبعد إتمام الدراسة التحق محدّثا بالمدرسة العالية رائبُور بـ "نواخالي".
* * *
4125 - الشيخ الفاضل مولانا مجيب الله بن المنشي نور الزمان النواخالوي
*
ولد سنة 1350 هـ في قرية "قِرُوَا" من مضافات "رائبُور" من أعمال "نواخالي".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بجامع العلوم بـ "فتح بور"، وقرأ فيها مدة، ثم التحق بالمدرسة العالية دار السنّة سَرْسِيْنه، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية.
بعد إتمام الدراسة التحق محدّثا بالمدرسة العالية رائبُور من أعمال "نواخالي".
* * *
4126 - الشيخ الفاضل مولانا مجيب الحق بن المنشي عبد الرشيد النواخالوي
* *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 273.
* * راجع تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 273.
ولد في موضع "مُدُوكِرَام" من أعمال "نواخالي".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم ارتحل إلى "الهند"، والتحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها مدة، وقرأ فيها كتب الحديث وكتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية.
من شيوخه فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة فخر الدين، والعلامة فخر الحسن، وغيرهم، رحمهم الله تعالى.
وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، والتحق محدثا بمفتاح العلوم بـ "نِتْرُوكُوْنَه".
* * *
4127 - الشيخ الفاضل مولانا مجيب الرحمن بن القاري سمير الدين بن المولى سليمان بن علي محمود بن الشيخ فطن بن الشيخ محمد حسين الميانجي الفِنُوائي الكُمِلائي
*
من أهل "بنغلاديش".
ولد سنة 1320 هـ في قرية "فِنُوَا" من مضافات "لكسام" من أعمال "كُملا".
قرأ مبادئ العلم على أبيه العطوف، ثم التحق بالمدرسة الحميدية بتوكرام، وقرأ فيها من البداية إلى "الهداية" للإمام المرغيناني في الفقه، ثم ارتحل إلى "داكا"، والتحق بالمدرسة الحمَّادية، وقرأ فيها سنتين، قرأ فيها الجزء الثالث
* راجع: مشايخ كملا 2: 53 - 55.
والرابع من "الهداية"، و"تفسير الجلالين" المحلي والسيوطي، و"مشكاة المصابيح"، وغيرها من كتب الفنون المختلفة، وفاز في الاختبار النهائي بدرجة الامتياز.
وكان عالما نحريرا، فاضلا محققا ومدققا، أديبا لبيبا. درس في عدة مدارس، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية بـ "تالْشهر" من مضافات "برهمن باريه".
توفي يوم الأربعاء 13 ربيع الأول سنة 1382 هـ، وصلى على جنازته شقيقه العلامة محب الرحمن، ودفن في مقبرة آبائه.
* * *
4128 - الشيخ الفاضل مولانا مجيب الرحمن النواخالوي
*
ولد سنة 1322 هـ في قرية "بِيَارَا بور" من مضافات "لكّيبُور" من أعمال نواخالي
قرأ مبادئ العلوم في مدرسة عنايت بور، وبعد سنين التحق بمدرسة تومجر، ثم بعد مدة التحق بالمدرسة الإسلامية نواخالي.
ثم سافر إلى دار العلوم، والتحق بها، قرأ فيها عدة سنين.
بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، والتحق بالمدرسة الحكومية بـ "سونا غازي"، ودرس فيها مدة، وكان رئيسا لها.
بايع في الطريقة والسلوك على يد مولانا المفتي عزيز الحق الجاتجامي. توفي سنة 1400 هـ، ودفن في "مقبرة سوناغازي".
* * *
* راجع: مشايخ فيني ص 71، 72.
باب من اسمه محب الله
4129 - الشيخ العالم الكبير العلامة محبّ الله بن عبد الشكور العثماني، الصدّيقي، البهاري
*
أحد الأذكياء المشهورين في الآفاق.
ولد، ونشأ في "كَرَا"(بفتح الكاف) قرية من أعمال "محبّ علي بور"، من أرض "بهَار".
وعشيرته تعرف بالملك، وقرأ بعض الكتب الدرسيّة على الشيخ قطب الدين بن عبد الحليم الأنصاري السهالوي، وأكثرها على العلامة قطب الدين الحسيني الشمس آبادي.
ثم رحل إلى معسكر السلطان عالمغير، وكان في بلاد "الدكن"، فولّاه القضاء بمدينة "لكنو".
ثم نقله بعد مدّة إلى "حيدرآباد".
* راجع: نزهة الخواطر 6: 257 - 259.
ترجمته في معجم المؤلفين 8: 179، وهدية العارفين 1: 5، وفهرس المنطق 30، وفهرس أصول الفقه 15، ومعجم المطبوعات 595، 596، وتاريخ آداب اللغة العربية 3: 337، وفهرس التيمورية 3: 40 وفهرست الخديوية 3: 40، وفهرست الخديوية 2: 256، وإيضاح المكنون 1: 382، 2: 23، 481، والأعلام 6:169.
ثم عزله عن القضاء، وجعله معلّما لرفيع القدر بن شاه عالم بن عالمغير.
ولما ولي شاه عالم على بلاد "كابل"، وسافر إليها استصحبه مع ولده رفيع القدر، فأقام بها زمانا.
ثم لما قام شاه عالم بالملك بعد والده عالمغير سنة ثماني عشرة ومائة وألف ولّاه الصدارة العظمى، ولقّبه فاضل خان سنة تسع عشرة.
ومن مصنّفاته: "سلّم العلوم" في المنطق، و"مسلّم الثبوت" في أصول الفقه، و"الجوهر الفرد" في مبحث الجزء الذي لا يتجزّى، وهذه الثلاثة مقبولة متداولة في مدارس العلماء، وله رسالة في المغالطات العامّة الورود، ورسالة في إثبات أن مذهب الحنفية أبعد عن الرأي من مذهب الشافعية على خلاف ما اشتهر.
واستدلّ عليه بوجوه:
1 -
منها: أن الحنفية قائلون بأن العامّ من الكتاب والسنّة قطعي، فلا يصحّ بخلافه القياس، بخلاف الشافعية، فإنهم يجوّزون القياس بخلافه. فالحنفية لا يخصّصون العامّ بالرأي، بل يقولون ببطلان الرأي هنالك.
2 -
ومنها: أن الشافعية حملوا المطلق على المقيّد بالقياس، والحنفية لا يحملون المطلق على المقيّد بالقياس.
3 -
ومنها: أن المراسيل من الأحاديث مقبولة عند الحنفية، فإنهم يقدّمونها على الرأي بخلاف الشافعي، فإنه يقول بتقديم الرأى عليها، إلا أن يكون مع المرسل عاضد من إسناد أو إرسال آخر أو قول صحابي أو أكثر العلماء أو عرف أنه لا يرسل إلا عن ثقة.
4 -
ومنها: أن قول الصحابي إن كان فيما لا يدرك بالرأي فعند الحنفية كلّهم حجّة ملحق بالسنّة، فيقدّم على القياس، والشافعي لا يرى قوله حجّة مقدّمة على الرأي، بل يقدّم رأيه على قوله.
5 -
ومنها: أن زيادة جزء أو شرط في عبارة ثبت إطلاقها بالكتاب يجوز عند الشافعي بالرأي، لأنه تخصيص وتقييد وعند أبي حنيفة، لا يجوز ذلك، لأنه نسخ لإطلاق الكتاب.
6 -
ومنها: أن الحنفية احتاطوا في إثبات صحة الرأي، فقالوا: إن العلّة وهو والوصف الجامع بين الأصل والفرع يجب أن تكون مؤثّرة إن ظهر تأثيرها بنصّ أو إجماع، والشافعية اكتفوا بمجرّد الإخالة والملائمة العلية، وإن لم يظهر تأثيرها شرعا، بل صحّحوا وإن لم تظهر المناسبة بين الوصف والحكم.
7 -
ومنها: أن الشافعية يثبتون الحدود والكفّارات بالرأي، والحنفية لا يصحّحون الرأي في الحدود، لاشتمالها على حديدات (كذا في الأصل) لا يعقل. انتهى.
توفي سنة تسع عشرة ومائة وألف، كما في "مآثر الكرام".
* * *
4130 - الشيخ الفاضل محبّ الله لاري الندوي
*
عالم جليل. رئيس القسم الإدارى والتعليمي لدار العلوم ندوة العلماء بـ "الهند". خدم ندوة العلماء أكثر من أربعين عاما متعاونا، مع سماحة الشيخ أبي الحسن الندوي، وزملائه.
وكان مثلا للإخلاص في العمل.
توفي يوم الاثنين 16 جادى الآخرة سنة 1414 هـ.
* * *
* راجع: تتمة الأعلام للزركلي 2: 117.
ترجمته في العالم الإسلامي ع 1338 (23، 29، 6، 1414 هـ).
4131 - الشيخ العالم الصالح محب الله، المانكبوري
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد رجال العلم والطريقة.
أخذ عن الشيخ فضل الله، وصحبه زمانا.
ثم سافر إلى "سرهند"، وأخذ عن الشيخ أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي إمام الطريقة المجدّدية، ولازمه مدّة من الزمان.
ثم رجع إلى بلاده، وأقام بـ "مانكبور" مدة يسيرة، ثم سار إلى "إله آباد"
(1)
بأمر شيخه، وسكن بها.
وكان من العلماء العاملين، وعباد الله الصالحين.
توفي سنة ألف، ذكره السيّد الوالد في "مهر جهان تاب".
* * *
4132 - الشيخ العالم الكبير محب الله الهندي، ثم المكّي
* *
* راجع: نزهة الخواطر 4: 251.
(1)
إله آباد: يحدّها من الشرق صوبة "بهار"، والغرب صوبة "آكره"، والشمال "آوده"، والجنوب "باندهو كده"، طولها ستون ومائة ميل، وعرضها عشرون ومائة ميل،
…
ولها عشرة "سركارات"، وسبع وأربعون عمالة. أما "سركاراتها" فهي "إله آباد"، "غازي بور"، "بنارس"، "جون بور"، "جنار كدة"، "كالنج"، "كورا"، "مانكبور". "كده"، "بهته".
* * راجع: نزهة الخواطر 7: 445.
ذكره العلامة عبد الحي الحَسَني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء الصالحين.
ولد، ونشأ بـ "الهند".
وقرأ العلم على بحر العلوم عبد العلي اللكنوي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحجَّ وزار، وأقام بـ "مكة المباركة"، مجاورا للحرم المحترم، أدركه الشيخ رفيع الدين المراد آبادي في "مكة" سنة إحدى ومائتين وألف، وذكره في كتابه.
* * *
4133 - الشيخ الفاضل محب الدين بن تقي الدين الحموي
*
فقيه، أديب، مشارك في بعض العلوم.
ولد بـ "حماة"، وتولى قضاء "دمشق". نيابة، وتوفي بها سنة 1014 هـ.
من آثاره: "منظومة" في فروع الفقه الحنفي، و"شرح شواهد الكشاف".
* * *
4134 - الشيخ الفاضل العلامة مولانا محبّ الرحمن بن القاري سمير الدين
بن
* راجع: معجم المؤلفين 8: 178.
ترجمته في ريحانة الألبا 99، والكشاف 315.
الشيخ سليمان بن علي محمود بن الشيخ فطن بن الشيخ محمد حسين الميانجي الفِنُوائي الكُمِلائي
من أجل علماء "بنغلاديش".
ولد سنة 1322 هـ في قرية "فِنُوَا" من مضافات "لكسام" من أعمال "كُمِلا" من أرض "بنغلاديش".
وكان أبوه من العلماء الربَّانيين، وكان له ستة بنين، وثلاث بنات، وهو ثان منهم.
قرأ مبادئ العلم على أبيه وأمه، وقرأ بسم الله على العالم الربَّاني مولانا عزيز الرحمن الكملائي، رحمه الله تعالى. ثم التحق بالمدرسة المحلّية، التي بناها عمّه الماجد العلامة آفتاب الدين، رحمه الله تعالى، فقرأ عليه القرآن الكريم مع التجويد، وعدة كتب، أردية وفارسية، مشتملة على المسائل الشرعية الضرورية، ثم التحق بإسكول سنة 1329 هـ، وقرأ العلوم العصرية إلى الصف الخامس، وفاز في الاختبار النهائي بدرجة الامتياز.
ثم التحق سنة 1334 هـ بالمدرسة الفيضية القومية الواقعة في مدينة "لكسام" من مضافات كُمِلا، التي أسّسها النوَّاب فيض النساء، قرأ فيها خمس سنين، وقرأ فيها إلى "كافية ابن الحاجب"، و"مختصر الإمام القدوري"، وغيرهما من الكتب الدراسية، ومن أساتذته فيها: مولانا صديق أحمد الفينوي، ومولانا عبد الحكيم اللكْسَامي.
ثم التحق 1338 هـ بالمدرسة الحميدية في "بتو كِرَام"، التي أسّسها العلامة عبد الحميد، رحمه الله تعالى، وقرأ فيها "شرح الملا الجامي" على "كافية ابن الحاجب"، و"كنز الدقائق"، وغيرهما من الكتب الدراسية، من أساتذته فيها: العلامة عبد الحميد، ومولانا عبد العلي السلهتي، ومولانا دليل الرحمن النواخالوي، مولانا عزة الله، وغرهم، من كبار العلماء.
ثم سار إلى "داكا"، عاصمة "بنغلاديش"، والتحق بالمدرسة الحمّادية الواقعة في "أرْمَني تولا"، وقرأ فيها أربع سنين متوالية، وقرأ فيها "تفسير الجلالين" المحلي والسيوطي، و"الهداية" في الفقه، و"مشكاة المصابيح"، وغيرها، من الكتب الدراسية، وفاز في الاختبارات كلها بدرجة الامتياز.
ثم سافر إلى "رامبور" من "الهند"، والتحق سنة 1348 هـ بالمدرسة العالية فيها، فقرأ فيها كتب المعقولات والفنون العالية والآلية بالتدبر والإتقان، والتحقيق والتدقيق، وكان مديرها في ذلك الحين العلامة فضل الحق الرامبوري، وقرأ فيها "قاضي مبارك"، و"حمد الله"، و"الصدرا"، و"الشمس البازغة"، و"مير زاهد"، و"ملا جلال"، وغيرها من كتب المعقولات العالية.
ثم التحق سنة 1349 هـ بأزهر الهند دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية على شيوخها من كبار علماء العالم، فقرأ "صحيح البخاري"، و"جامع الإمام الترمذي" على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، و"سنن الإمام أبي داود" على العلامة السيّد أصغر حسين الديوبندي، و"موطأ الإمام مالك" على المفتي الأعظم محمد شفيع الديوبندي، والجزء الثاني من "صحيح الإمام مسلم" على أستاذ العلماء شيخ الكل العلامة رسول خان، رحمهم الله تعالى، وفاز في الاختبار النهائي بدرجة الامتياز.
ثم التحق بقسم علوم القرآن الكريم، فقرأ كتب التفسير على العلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة محمد شفيع، والعلامة رسول خان، رحمهم الله تعالى رحمة واسعة.
وقد لقي مرارا بالشيخ الإمام السيّد أنور شاه الكشميري، صاحب "فيض الباري في شرح صحيح البخاري"، وفي ذلك الحين كان شيخ الحديث بجامعة دابيل، وتوفي حين يقرأ كتب الصحاح الستة، وكان يختلف
إلى الخانقاه الإمدادية، ويختار صحبة الشيخ حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، رحمهم الله تعالى، وكان من زملائه الشيخ العلامة عبد الكريم السلهتي، المشتهر بشيخ كوريا، من أجلّ تلامذة شيخ الإسلام السيد حسين أحمد المدني وخلفائه.
بعد إتمام الدراسة رجع سنة 1352 هـ إلى وطنه الأليف، والتحق مدرسا بالمدرسة الحميدية بتوكرام من مضافات "كملا"، وتزوج بنت الشيخ العلامة غياث الدين، تلميذ شيخ الهند، وبعد سنة التحق محدثا بالمدرسة الإسلامية الواقعة في "تاراكاندي" من أعمال "كشمورغنج"، وأقام فيها إلى سنة 1357 هـ، ودرس الكتب المختلفة، فأفاد، وأجاد.
ثم سنة 1359 هـ التحق رئيسا بالمدرسة الإسلامية آم تلي في "خولنا"، ثم التحق محدثا سنة 1361 هـ بالمدرسة العالية فيني، وأقام فيها مدة مديدة إلى سنة 1408 هـ. ودرس الكتب الدراسية، لا سيّما "صحيح الإمام البخاري"، و"جامع الإمام الترمذي"، فأفاد، وأجاد.
بايع في الطريقة والسلوك على يد المجاهد الكبير بطل الحرية شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، واختار معيته في المجالس المختلفة الكثيرة، واعتكف معه في "سلهت" و"باسْكَانْدي" من "آسام"، وبعد برهة من الزمان حصلت له الإجازة للإرشاد والتلقين منه.
توفي يوم الجمعة ما بين صلاة العصر والجمعة سابع جمادى الأولى سنة 1420 هـ، وصلى على جنازته الشيخ المفتي عبد الوهَّاب رئيس دار العلوم برورا، ودفن مقبرة آبائه.
كان رحمه الله تعالى جميل الصورة، محمود الطريقة، لذيذ الصحبة، حسن النادرة، لطيف المحاورة، جيّد المحاضرة، مشتهرا بالعلم والفضل بين الطلبة، ومشارا إليه بين أقرانه، وكان متواضعا، متخشّعا، لطيف النادرة، حليم النفس، كريم الطبع، جيّد القريحة، مجتهدا في تحصيل العلوم، وله
مشاركة جيّدة في الفقه والأصول والحديث، ونظر واسع على جزئيات المسائل.
وكان رحمه الله تعالى محبا للعلم وأهله، وكان حسن السمت، مقبول الطريقة، يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه، وكان كريم الأخلاق، طاهر اللسان.
وبالجملة كان رحمه الله تعالى زين المجالس والمحافل، وكانت له يد طولى في النثر بالعربية والفارسية والأردية، برّد الله تعالى مضجعه، ونوّر مهجعه.
قلت: صاحب الترجمة هو أبي، قرأتُ عليه عدة أسباق من "منية المصلي" في الفقه الحنفي، والحديث الأول من "صحيح الإمام البخاري"، وطلبت منه إجازة الرواية عنه، فأجازني بجميع مروياته ومسموعاته من شيوخه. وقد رأيت عنده خطا بالعربية من الشيخ العلامة سلمان نجل العلامة المحقق المدقق البحَّاثة عبد الفتَّاح أبو غدَّة، طلب فيه إجازة رواية الحديث من شيوخه الهندية، كما هو عادة أجلة المحدثين، فأجازه.
* * *
4135 - الشيخ الفاضل مولانا محبّ الرحمن بن المولوي محمد مبشّر السِّلْهِتي
*
ولد سنة 1339 هـ في قرية "نَوَاكِرَام" من أعمال "سِلْهِت".
قرأ مبادئ العلم في المدرسة المحلية، ثم التحق بمدرسة دِيورَائل.
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 276، ومائة من العلماء الكبار لمولانا أشرف علي النظامبوري: 225، 226.
ثم ارتحل إلى "الهند"، والتحق بالمدرسة مظاهر العلوم سهارنبور، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، وكتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية، وحصل منها سند الحديث الشريف.
من شيوخه فيها: العلامة محمد زكريا الكاندهلوي، صاحب "أوجز المسالك في شرح موطأ مالك"، وحصلت له إجازة الحديث من شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني أيضًا، رحمه الله تعالى.
بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، ودرس في عدة مدارس. منها: مدرسة خادم الإسلام غَوْهَردَانْغا. ومدرسة غاسْباري سلهت، وأشرف العلوم بَرَاكَتْرا.
ثم التحق بالجامعة الإمدادية كِشُورغنج، ودرس فيها "صحيح البخاري"، وغيره من كتب الحديث والفقه والتفسير.
كان محدّثا كبيرا، وفقيها بارعا، ومحقّقا، مدقّقا.
صنّف عدّة كتب، منها:"الأربعين" في الحديث، و"فضائل القرآن"، و"بركة رمضان"، و"حقيقة كلمة الطيبة"، و"كناه بى لذّت".
توفي سنة 1400 هـ، وكان عمره إذ ذاك تسعا وستين سنة.
* * *
4136 - الشيخ الفاضل مولانا محب الرحمن بن مولانا هارون بن مولانا الصوفي عزيز الرحمن البابونَغَري الجاتجامي
*
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 276، 277، ومائة من العلماء الكبار لمولانا أشرف علي النظامبوري: 161، 164.
جاءت أسرته من العرب، وأقامت في "جاتجام".
ولد سنة 1323 هـ في قرية "بَابونَغَر" من مضافات "فَتِكْسَرِي" من أعمال "جاتجام".
كان أبوه عالما ربانيا، فاضلا جليلا، ورعا تقيا، نقيا، خاشعا، متخّشعا.
قرأ مبادئ العلم إلى "شرح الوقاية" في عزيز العلوم بَابُونغر، ثم التحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وقرأ فيها سنة واحدة، ثم ارتحل إلى دار العلوم، والتحق بها، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، وكتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية.
من شيوخه فيها: العلامة فخر الدين المرادآبادي، والعلامة إبراهيم البلياوي وغيرهما، من المحدثين الكبار، وقرأ فاتحة الفراغ سنة 1376 هـ.
ثم رجع إلى وطنه المألوف، والتحق بعزيز العلوم بَابُونغر، درس فيها كتب الحديث، والفقه، والتفسير.
توفي يوم الاثنين 12 ذي الحجة 1406 هـ، وصلى على جنازته نجله السعيد مولانا محب الله، وحضرها ألوف من الناس من العلماء والفضلاء، ودفن بجوار مدرسته.
* * *
باب من اسمه المحبر، محبوب، محرم
4137 - الشيخ الفاضل المحبر بن نصر، أبو الفضائل، الإمام، فخر الدين الدهستاني
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه على برهان الدين المرغيناني.
مات سنة خمس وستمائة
(1)
، رحمه الله تعالى.
* * *
4138 - الشيخ الفاضل محبوب الرضوي مفكر إسلامي
* *
ولد سنة 1327 هـ.
وأحد العاملين في دار العلوم "ديوبند". الجامعة الإسلامية بـ "الهند".
كتب عددا من المؤلّفات باللغة الأردية، التاريخية، والدينية.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1602.
ترجمته في الطبقات السنية، برقم 2408، نقلا عن الجواهر.
(1)
في الطبقات السنية: "سنة خمس وخمسين وستمائة".
* * راجع: تتمة الأعلام للزركلي 2: 118.
ترجمته في الفيصل ع 25 (رجب 1399 هـ) ص 17.
وأعدّ تقويما، حاول فيه تخريج التاريخ الميلادي، الموافق للتاريخ الهجري منذ السنة الهجرية الأولى، حتى القرن الرابع عشر.
توفي سنة 1399 هـ.
* * *
4139 - الشيخ العالم المحدّث محبوب علي بن مصاحب علي بن حسن علي بن روشن علي بن رحيم الدين بن فهيم الدين الحسيني، الجعفري، الدهلوي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المشهورين.
ولد بدار الملك "دهلي" في غرة محرَّم، سنة مائتين وألف.
وقرأ العلم على الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي، وحصلت له الإجازة عن الشيخ عبد العزيز بلا واسطة، وشارك العلامة إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي في السماع والقراءة لـ "لترمذي" على الشيخ عبد القادر المذكور، وبايع السيّد المجاهد أحمد بن عرفان البريلوي بيعة الجهاد، وسافر إلى "الحدود" مع أصحابه، لينصره في الجهاد، ولكن الشيطان وسوس في صدره، فتأخَّر، ورجع إلى "الهند".
وكان يدرّس، ويفيد. أخذ عنه القاضي محمد بن عبد العزيز المجهلي شهري، وسمع منه الحديث المسلسل بالأولية، وكذا المسلسل بسورة الصف، وكذا الأربعين المروية عن أهل البيت عليهم السلام من لفظه، وأجازه إجازة عامة، وكتبها له بخطّه.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 445، 446.
مات في عاشر ذي الحجّة، سنة ثمانين ومائتين وألف ببلدة "دهلي"، فدفن بها، كما في "يادكار دهلي".
* * *
4140 - الشيخ الفاضل محبوب علي، السنبهلي، ثم الرامبوري
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الفقهاء الحنفية.
قدم "لكنو" سنة ستين ومائتين وألف.
وأقام بمدرسة الشيخ بير محمد اللكنوي أياما قلائل.
وكان يذكّر.
وله "هداية الجمعة"، رسالة أثبت فيها أن إقامة الجمعة في مقامات عديدة من مصر واحد لا تجوز، وتكره في ثلاث مقامات منه كراهة تحريم، وقد ردّ عليه مولانا لطف الله اللكنوي في كتابه "صولة الأسد على أعداء التعدّد"، قال فيه: إنه كان يقول: إن الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله الدهلوي أخطا في تفسير {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} ، وإن "تقوية الإيمان" للشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي "تفوية الإيمان"، إلى غير ذلك من الأقاويل.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 7: 446.
4141 - الشيخ الفاضل محرم بن محمد الزيلي، السيواسي، ثم القسطموني، الخلوتي، أبو الليث
*
فقيه، نحوي، مشارك في بعض العلوم.
من آثاره: "إعراب الفوائد الضيائية" للجامي في النحو، و"ترغيب المتعلمين"، و"هدية الصعلوك شرح تحفة الملوك" في فروع الفقه الحنفي، و"كنوز الأولياء ورموز الأصفياء"، و"كتاب في مناقب أبي حنيفة وصاحبيه أبى يوسف ومحمد ابن الحسن".
* * *
باب من اسمه محسن
4142 - الشيخ الفاضل مولانا الحافظ محسن بن مولانا حبيب الله بن مبارك شاه الكُمِلائي
* *
* راجع: معجم المؤلفين 8: 180.
ترجمته في هدية العارفين 2: 5، وكشف الظنون 400، 868، 955، 1363، وفهرس مخطوطات الظاهرية 6: 263، وإيضاح المكنون 2: 389، 727، وفهرس المخطوطات المصورة 2:262.
* * راجع: مشايخ كملا 2: 199، 201.
ولد سنة 1336 هـ في قرية "مومن بور" من مضافات "جاندبور" من أعمال "كُمِلا".
قرأ مبادئ العلم في قريته، وحصل القراءات السبع من مولانا القارئ محمد إبراهيم الجاندبوري، ثم التحق بدار العلوم معين الإسلام هاتهزاري.
وحفظ القرآن الكريم فيها، والتحق بالمدرسة العالية، وقرأ فيها مدة، ثم التحق بأشرف العلوم بَرَاكَتْرَا بـ "داكا"، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية، ثم ارتحل إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الحديث مرة ثانية، وقرأ فيها كتب التفسير أيضًا.
بعد إتمام الدراسة التحق بمدرسة في "مصطفى غنج" من أعمال "داكا"، ودرس فيها سبع عشرة سنة، وكان طريق تعليمه جيّدا جدا، ثم أسّس مدرسة في داره، ودرَّس فيها إلى آخر حياته.
من شيوخه: القارئ إبراهيم، ومولانا عبد الوهّاب، مولانا هدايت الله الجاندبوري، والعلامة شمس الحق الفريدبوري، وغيرهم.
ومن شيوخه في دار العلوم ديوبند: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، العلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة إعزاز علي الأمروهوي، وغيرهم.
توفي في سنة 1419 هـ، وكان عمره إذ ذاك ثمانين سنة، دفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة آبائه، وحضرها ألوف من الناس، والعلماء، والمشايخ.
* * *
4143 - الشيخ الفاضل محسّن بن عبد الله بن محمد بن عمرو
أبو القاسم *.
تقدّم نسبه في ترجمة أخيه الحسن بن عبد الله
(1)
.
* * *
4144 - الشيخ الفاضل محسّن بن أبي القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم بن داود بن إبراهيم بن تميم، التنوخي، أبو علي
* *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1603.
ترجمته في تاج التراجم 75، والطبقات السنية برقم 2409، وهو التنوخي اللغوي، ونقل ابن قطلوبغا، والتميمي عن الذهبي أنه ولد سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وأن له مصنّفات كثيرة شعرا جيدا، وأنه توفي سنة سبع عشرة وأربعمائة.
(1)
ترجمته في الجواهر برقم 455.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1604.
ترجمته في يتيمة الدهر 2: 346، 347، وتاريخ بغداد 13: 155، 156، والمنتظم 7: 178، ومعجم الأدباء 17: 92 - 116، والكامل 9: 106، ووفيات الأعيان 4: 159 - 162، والعبر 3: 27، ومرآة الجنان 2: 419 - 420، والنجوم الزاهرة 4: 168، وتاج التراجم 75، 76، ومفتاح السعادة 1: 249، والطبقات السنية برقم 2410، وكشف الظنون 1: 781، وشذرات الذهب 3: 112، 113. وفي النسخ "بن أبي الفهم بن داود"، وهو خطأ، فأبو الفهم هو داود، انظر ما تقدم في ترجمة أبيه، صفحة 595 من الجزء الثاني.
في بعض النسخ: زيادة "القاضي الأديب".
تقدّم والده علي
(1)
، وكذلك ولده علي بن محسّن
(2)
أهل بيت فضلاء قضاة.
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال الثعالبي لما ذكره بعد أبيه علي بن محمد: هلال ذلك القمر، وغصن هاتيك الشجر، والشاهد العدل، [بحمد الله]
(3)
وفضله، والفرع
المسند
(4)
لأصله، والنائب عنه في حياته، والقائم مقامه بعد وفاته، وفيه يقول أبو عبد الله بن
(5)
الحجَّاج الشاعر
(6)
:
إذا ذكر القضاة وهم شيوخ
…
تخيرتُ الشبابَ على الشيوخ
ومن لم يرض لم أصفعْه إلا
…
بحضرة سيّدي القاضي التنوخي
وله كتاب "الفرج بعد الشدة"، وله "المستجاد من فعلات الأجواد"، وينسب إليه
(7)
:
قل للمليحة في الخمار المذهب
…
أفسدتِ نسكَ أخي التُّقى المترهّب
(1)
ترجمته في الجواهر برقم 998.
(2)
ترجمته في الجواهر برقم 991.
(3)
كذا في النسخ، وفي اليتيمة، ومعجم الأدباء لمجد أبيه.
(4)
في بعض النسخ: زيادة "أصله".
(5)
سقط بعض النسخ.
(6)
البيتان في اليتيمة 2: 346، ومعجم الأدباء 17: 194، ووفيات الأعيان 4: 159، ومرآة الجنان 2: 419، والطبقات السنية 2412.
(7)
البيتان في اليتيمة 2: 247، ووفيات الأعيان 4: 160، ومرآة الجنان 2: 419، والطبقات السنية، وشذرات الذهب 3: 113، وبعدهما في المراجع السابقة بيتان آخران عدا الطبقات ففيها بيت واحد.
نور الخمار ونور خدّك تحته
…
عجبا لوجهك كيف لم يتلهّب
مات
(1)
سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
4145 - الشيخ العالم المحدّث محسن بن يحيى البكري التيمي الترهتي الفريني، صاحب "اليانع الجني في أسانيد الشيخ عبد الغني
" *
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو كان من كبار العلماء.
ولد، ونشأ بـ "بورنيه"، بلدة من أرض "ترهت"(بضم الفوقية).
وأخذ عن الصدر ركن الدين القرشي الترهتي، ثم الشريف عبد الغني المفتي السارني، وعلى جواد السلهتي، والفقيه محمد
…
البكري الترهتي، ثم الشيخ محمد سعيد بن واعظ علي العظيم آبادي.
أخذ عن هؤلاء النحو والعربية.
ثم سافر إلى "كانبور"، ولازم الشيخ سلامة الله الصديقي البدايوني، وصحبه نحو سنتين، وسمع عليه من أوائل "كتاب البخاري"، ومن غيره سماعا ليس بالمنتظم، وانتفع به في أنواع العلوم.
ثم لازم العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، وقرأ عليه.
ثم قرأ على المفتي واجد على بن إبراهيم بن عمر البنارسي.
(1)
في بعض النسخ: زيادة "في المحرم"، وكانت وفاته ليلة الاثنين لخمس بقين من المحرم.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 447.
ثم منّ الله عليه بالحجّ والزيارة، فسافر إلى الحرمين الشريفين.
وأخذ عن الشيخ المحدّث عبد الغني بن سعيد العمري الدهلوي بـ "المدينة المنوّرة".
وله كتاب مفيد في الأسانيد المسمّى بـ "اليانع الجني في أسانيد الشيخ عبد الغني"، فرغ من تصنيفه عشية يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثمانين ومائتين وألف بـ "المدينة النبوية" على صاحبها الصلاة والتحية.
* * *
4146 - الشيخ الفاضل محسّن
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكره صاحب "القنية"، هكذا لا أدري من هو.
* * *
4147 - الشيخ العالم الفقيه محسن الدهلوي
* *
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان من أسباط الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1605.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 2412، نقلا عن الجواهر.
* * راجع: نزهة الخواطر 6: 356.
ولد، ونشأ بـ "دهلي".
وأخذ عن محمد معصوم بن الشيخ أحمد العمري السرهندي، ولازمه زمانا.
أخذ عنه الشيخ نور محمد البدايوني، وخلق آخرون.
مات سنة سبع وأربعين ومائة وألف، كما في "خزينة الأصفياء".
* * *
4148 - الشيخ الفاضل المولى محسن القيصري
*
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: قَرَأَ الْعُلُوم على الْمولى مجد الدين القيصري، واطلع على فنون كَثِيرَة من أَقسَام الْفُنُون الأدبية وأنواع الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة.
ثمَّ ارتحل إلى الْبِلَاد الشامية، وقرأ على علمائها التَّفْسِير والْحَدِيث، ثمَّ عَاد إلى بِلَاده، وَتُوفِّي بهَا، ونظم تَرْجَمَة كتاب فِي الْفِقْه، وأجاد فِيهِ كل الإجادة، ونظم أيضًا علم الْفَرَائِض نظما حسنا بليغا جَامعا للمسائل، ثمَّ شَرحه شرحا، بَين فِيهِ دقائقه وأسراره.
وَله شرح على مُخْتَصر الشَّيْخ الأندلسي فِي علم الْعرُوض، أحسن فِي ترتيبه، وَضَمنَهُ فَوَائِد كَثِيرَة.
* * *
4149 - الشيخ الفاضل محسن، الكشميري
* *
* راجع: الشقائق النعمانية 1: 10.
* * راجع: نزهة الخواطر 5: 418، 419.
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال.
ولد، ونشأ بـ "كشمير".
وقرأ العلم على الشيخ يعقوب بن الحسن الصرفي الكشميري، ولازمه ملازمة طويلة، حتى برع في كثير من العلوم والفنون، وتقرّب إلى دار شكوه بن شاهجهان السلطان، فولي الصدارة بـ "إله آباد"، واستقلّ بها زمانا.
وأخذ الطريقة عن الشيخ محبّ الله الإله آبادي.
ثم عزل عن الصدارة، فذهب إلى "كشمير"، ولازم بيته، عاكفا على الدرس والإفادة.
وكان سبب عزله أن شاهجهان لما فتح بلاد "بلخ". وجد ديوان شعر له في مكتبة نذر محمد خان أمير تلك الناحية، وكان له فيه قصائد في مدح نذر محمد خان المذكور، فسخط السلطان عليه، وعزله عن الصدارة، ووظف له.
ومن مصنّفاته: "مزدوجة" بالفارسية، و"ديوان شعر" في ستة آلاف بيت.
توفي سنة إحدى وثمانين وألف، كما في "مرآة الخيال".
* * *
4150 - الشيخ الفاضل محسن الكشميري، المشهور بكشو
*
* راجع: نزهة الخواطر 6: 356، 357.
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان من كبار العلماء.
له تحقيقات أنيقة وتعليقات دتيقة على "هداية الفقه"، و"المطوّل"، وغيرهما من الكتب الدرسية.
قرأ العلم على مولانا محمد أمين الحنفي الكشميري، وعلى غيره، من العلماء.
وأخذ الطريقة عن الشيخ نازك، وكان مرزوق القبول.
مات قبل أن يصل إلى خمسين سنة.
ومن مصنّفاته: "المواهب العليّة" حاشية على "شرح العقائد العضدية"، ومنها:"نجاة المؤمنين".
توفي سنة تسع عشرة ومائة وألف، كما في "خزينة الأصفياء".
* * *
4151 - الشيخ الفاضل محسن، الكشميري
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول.
قرأ العلم على الشيخ أمان الله الشهيد.
وكتب بيده "هداية الفقه"، و"تفسير البيضاوي"، و"مشكاة المصابيح"، و"صحيح البخاري"، وكتبا كثيرة أخرى، ودرّس، وأفاد مدّة عمره.
أخذ عنه ملّا عبد الستّار، وملّا رحمة الله، والقاضي مراد الدين، وخلق كثير من أهل "كشمير".
* راجع: نزهة الخواطر 6: 357.
مات في شهر جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين ومائة وألف، كما في "حدائق الحنفية".
* * *
4152 - الشيخ الفاضل مولانا محسن الدين بن مولانا إمام الدين الكُمِلائي
*
ولد في قرية "سِيْلُوا" من مضافات "لكْسَام" من أعمال "كُمِلا".
قرأ مبادئ العلم على القارى فضل الرحمن، ثم التحق بدار العلوم برورا، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح"، وغيرها من الكتب الحديثية.
من أساتذته: مولانا محمد ياسين، ومولانا قربان علي، مولانا نواب علي، ثم التحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية.
بايع في الطريقة والسلوك على يد مولانا سلطان أحمد النانوبوري.
توفي سنة 1414 هـ.
* * *
4153 - الشيخ الفاضل محفوظ بن شُحيمة، الكوفي، الإمام
* *
* راجع: مشايخ كملا 2: 22، 30.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1606.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 2413.
وفي بعض النسخ: "شحمة".
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع "معاني الآثار" بـ "بغداد" على عبد الرحيم بن عبد العزيز السديدي بالسند المذكور في ترجمة عبد الرحيم المذكور على ما تقدّم
(1)
.
* * *
باب من اسمه محمد بن إبراهيم
4154 - الشيخ الفاضل محمد بن آدم بن كمال، أبو المظفّر، الهروي
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه على القاضي أبى الهيثم، ثم جدّد الفقه عنى القاضي أبي العلاء صاعد، وتلمّذ للأستاذ أبي بكر الخوارزمي.
ذكره عبد الغافر في "سياق نيسابور"، وقال: سمعت من أثق
(2)
به أن القاضي الإمام صاعد كان يراجعه في المشكلات في أثناء درسه في
(1)
انظر صفحة 412 من الجزء الثاني.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1225.
ترجمته في دمية القصر (التونجي) 3: 1498، 1499، ودمية القصر العاني 2: 494، 495، ومعجم الأدباء 17: 116، 117، وإنباه الرواة 3: 126، والمحمدون 200، 201، والوافي بالوفيات 1: 333، والطبقات السنية برقم 1749، وكشف الظنون 1: 108، 167، 691، 811، وأعيان الشيعة 43:29.
(2)
في بعض النسخ: "أوثق".
الأحايين
(1)
، وكان يقعد للتدريس في التفسير وفي النحو والتصريف وشرح الدواوين.
مات سنة أريع عشرة وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
4155 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن داود بن حازم الأسدي، أسد خزيمة الأذرعي الإمام، العلامة، قاضي القضاة بـ "دمشق
" *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: مولده بـ "أذرعات
(2)
". تقريبا سنة أربع وأربعين وستمائة.
وقدم "دمشق" سنة خمس وستين وستمائة.
وتفقّه بها، ثم توجَّه إلى "حلب"، فأقام بها، يفتي، ويدرّس بـ "الحلاوية".
ثم رجع إلى "دمشق"، ودرس بـ "الشبلية" سنة ثلاث وسبعين.
(1)
في بعض النسخ: الأحانين"، وفي بعض: "الأحائين"، والمثبت في بعض آخر، والأحايين" جمع الجمع للحين.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1135.
ترجمته في البداية والنهاية 14: 68، والدرر الكامنة 3: 365، والنجوم الزاهرة 9: 223، والدارس 1: 534، والطبقات السنية برقم 1750.
وسقط من بعض النسخ "بن إبراهيم" الثانية.
(2)
أذرعات بلد في أطراف الشام، يجاور أرض البلقاء، وعمّان. معجم البلدان 1:175.
ثم تولى القضاء بـ "دمشق" في ذى القعدة سنة خمس وسبعمائة، عوضا عن ابن الحريري سنة كاملة، ثم توجه إلى "الديار المصرية"، وهو معزول في خامس رجب سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، فدخلها في يوم الجمعة، الثالث والعشرين منه
(1)
متمرّضا، فأقام بخانقاه سعيد السُّعداء خمسة أيام، وتوفي بها في ليلة الأربعاء، الثامن والعشرين من رجب سنة اثنتي عشرة وسبعمائة بالخانقاه الصلاحية
(2)
بـ "القاهرة"، وصلّي عليه من الغد، ودفن بمقابر باب النصر، رحمه الله تعالى.
حدّث عن ابن عبد الدائم، وكان عارفا بالأصول والفقه والنحو.
ودرّس، وأفتى، وهو والد الإمام شهاب الدين أحمد، تقدّم
(3)
، وأبوه إبراهيم تقدّم
(4)
، وكذلك جده
(5)
إبراهيم بن داود تقدّم
(6)
.
* * *
4156 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم بن أحمد بن حمويه البياري
*
(1)
في الأصل "من رجب".
(2)
هي دار سعيد السعداء، التي تقدمت الإشارة إليها. انظر خطط المقريزي 2:414.
(3)
ترجمته في الجواهر برقم 170.
(4)
ترجمته في الجواهر برقم 1.
(5)
سقط من بعض النسخ.
(6)
ترجمته في الجواهر برقم 18.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1136.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1752. =
روى عن أبيه.
وتفقّه عليه.
وتقدّم
(1)
أبوه إبراهيم في بابه
(2)
.
* * *
4157 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم بن أحمد بن سنان بن محمود الأدرنه وي، الملقب بكامي
*
من القضاة.
ولي القضاء بـ "مصر".
من آثاره: "تحفة الوزراء وبهجة النعماء"، و"رياض القاسمين في مسائل الحيطان"، و"مناقب الإمام أبي حنيفة"، و"مهام الفقهاء في طبقات الحنفية".
* * *
4158 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن عبيد الله
بن
= وفي بعض النسخ "التتاري" تصحيف.
(1)
في بعض النسخ زيادة "جده" خطأ.
(2)
ترجمته في الجواهر برقم 5.
* راجع: معجم المؤلفين 8: 191. ترجمته في هدية العارفين 2: 317.
حاتم بن شدَّاد بن سعيد الغوبَدينيّ، الفقيه، أبو الحسن *
كاتب الحكم الشهيد أبي الفضل
(1)
.
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو إمام أصحاب أبي حنيفة في عصره.
روى عنه ابناه أبو نعيم
(2)
الحسن بن محمد، [وأبو الحسين العلاء]
(3)
، وتقدّما.
وكان فقيها فاضلا على مذهب أبي حنيفة، رضي الله عنه.
* * *
4159 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم بن أسد القاضي الهروي
، أبو زيد
* راجع: الجواهر المضية برقم 1137.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1756.
(1)
هو محمد بن محمد بن أحمد البلخي، قتل شهيدا سنة أربع ثلاثين وثلاثمائة، وتأتي ترجمته برقم 1477.
(2)
كذا وردت كنيته هنا، ولم ترد في ترجمته التي تقدمت برقم 473، ووردت هذه الكنية للحسين بن محمد في ترجمته في الجواهر برقم 514. وانظر ما تقدم في حاشية صفحة 79، 80 من الجزء الثاني.
(3)
في بعض النسخ "وأبو العلاء الحسين"، والمثبت في بعضها، والطبقات السنية، وترجمته في الجواهر برقم 1085.
قاضي "هراة"، وعالمها، ومفتيها على مذهب أبي حنيفة في وقته *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: روى عن أبى الحسن الديناري، والقاضي أبى منصور الأزدي.
سمع منه أبو سعد.
مات سنة ست وستين وأربعمائة.
* * *
4160 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم بن أنوش بن إبراهيم بن محمد، أبو بكر، الحصيري، البخاري
* *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كان فقيها فاضلا.
تفقّه على شمس الأئمة السرخسي، وسمع الحديث كثيرا بنفسه، وانتفع به جماعة، منهم: أبو نصر ابن ماكولا.
قال أبو سعد السمعاني: روى لنا عنه ابن أخته أبو عمرو عثمان بن علي البيكندي بـ "بخارى"، ولم يحدّثني عنه سواه فيما أعلم، وكتب بـ "العراق" و"الحجاز" و"خراسان".
* راجع: الجواهر المضية برقم 1138.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1757.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1139.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1758، وكشف الظنون 1: 624، 625.
ومات في ذى القعدة سنة خمسمائة بـ "بخارى"، رحمه الله تعالى.
* * *
4161 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم بن الحسن أبو بكر الرازي نزيل "الإسكندرية
" *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع من أبي إسحاق إبراهيم بن سعيد.
روى عنه أبو محمد عبد الكريم بن أحمد النورجي
(1)
.
كان إماما، زاهدا، فاضلا، عالما.
قال السِّلَفي: سمعت أبا كرَّام راشد بن ناجي بن خلف الجُذامي بـ "الإسكندرية" يقول: ما رأينا في زماننا من الفقهاء من يجري مجرى أبي بكر الرازي زهدا وعلما، وكان يمشي في الشتاء في الطريق ما ينتعل، فلا تتلوّث رجله، ولما توفي كانت جنازته لم ير مثلها بـ "الإسكندرية"، وحملتُ نعشه، وكنت شابا قويا، فغلبت عليه، وكان ينتقل من يد إلى يد، كأنه طير، وكان صاحب كرامات
(2)
.
توفي بـ "الإسكندرية". سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1140.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1760.
(1)
كذا في بعض النسخ، ولعلّها نسبة إلى النورج، وهو سكة الحراث، وما يداس به الأكداس من خشب كان أو حديد. القاموس
(2)
في الكرامات.
قال السِّلَفي: سمعت أبا العبَّاس أحمد المباحي
(1)
نسبةً إلى أكل "المباح" بالثَّغْر، يقول: كان من أعيان الفقهاء، ومن الصلاح على أعلى طبقة.
قال: وسمعت شدَّاد بن صدقة التاجر يقول: كان يقعد في داره مستقبل الكعبة، وكتبه بين يديه، وهو في وسطها، لا يلتذّ بسواها.
* * *
4162 - الشيخ الفاضل المولى محي الدين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن حسن النكساري
*
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: قَرَأَ رَحمَه الله تَعَالَى أولا على الْمولى حسام الدين التوقاتي، ثمَّ قَرَأَ على الْمولى يُوسُف بالي بن شمس الدين الفناري.
ثمَّ قَرَأَ على الْمولى يكان، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة إسماعيل بك ببلدة "قسطموني"، وَبنى الأمير الْمَذْكُور تِلْكَ الْمدرسَة لأجله، ووقف عَلَيْهَا ثلاثمِائة مجلدة من التفاسير، والأحاديث، والشرعيات، والعقليات.
ودرس هُنَاكَ، واستفاد من تِلْكَ الْكتب، وَأفَاد الطّلبَة، وانتفع بِهِ كَثِيرُونَ، وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ والعلوم الشَّرْعِيَّة والعقلية، وَكَانَ عَارِفًا بالعلوم الرياضية أيضًا.
وَقد قَرَأَهَا، على الْمولى فتح الله الشرواني من تلامذة الْمولى قَاضِي زَاده الرُّومِي، وَكَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ الْعَظِيم، وعارفا بعلوم الْقرَاءَات، وَكَانَ
(1)
في بعض النسخ: "الباجي" خطأ.
في بعض النسخ: "الباج" خطأ.
* راجع: الشقائق النعمانية 1: 165.
ماهرا فِي علمْ التَّفْسِير غَايَة المهارة، وَكَانَ يذكر النَّاس كل يَوْم الْجُمُعَة، وَلما جلس السُّلْطَان بايزيدخان على سَرِير السلطنة، ووصفوه عِنْده بالفضيلة فِي التَّفْسِير والمهارة فِي التَّذْكِير، عين لَهُ كل يَرْم خمسين درهما لأجل التَّفْسِير.
وَكَانَ يذكر النَّاس تَارَة فِي جَامع أيا صوفية، وَتارَة فِي جَامع السُّلْطَان مُحَمَّد خَان، وَقد حضر السُّلْطَان بايزيد خَان فِي جَامع أيا صوفية لاستماع تَفْسِيره، وَقد ختم تَفْسِير الْقُرْآن الْعَظِيم فِي جَامع أيا صوفية.
ثمَّ قَالَ: أيها النَّاس إني سَأَلت الله تَعَالَى أن يمهلني إلى ختم تَفْسِير الْقُرْآن الْعَظِيم، وَلَعَلَّ الله تَعَالَى يختمني عقيب ذَلِك، فَدَعَا الله سبحانه وتعالى بالختم على الْخَيْر والإيمان، فأمن النَّاس لدعائه، ثمَّ أتى بَيته، وَمرض، وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى، كَانَ خَال وَالِدي وأستاذه.
وَكَانَ وَالِدي رحمه الله يَحْكِي أنه كَانَ مَعْدن الصّلاح، وَمجمع مَكَارِم الأخلاق، وَكَانَ قنوعا، رَاضِيا من الْعَيْش بِالْقَلِيلِ، وَكَانَ مشتغلا بِنَفسِهِ، مُنْقَطِعًا إلى الله تَعَالَى، منجمعا عَن خلقه، وصنَّف تَفْسِير سُورَة الدُّخان، وأهداه إلى السُّلْطَان بايزيدخان، وَاسْتَحْسنهُ عُلَمَاء عصره، ورأيته بِخَطِّهِ، وَعرفت مِنْهُ أنه كَانَ آيَة كبرى فِي علم التَّفْسِير.
وَكتب على حَوَاشِي كتاب "تَفْسِير القَاضِي" فَوَائِد، حلّ بهَا الْمَوَاضِع المشكلة من ذَلِك الْكتاب، وصنّف حَوَاشِي على "شرح الْوِقَايَة" لصدر الشَّرِيعَة، وَلَقَد أَجَاد فِيهَا كل الإجادة، وَمَات رَحمَه الله تَعَالَى بِمَدِينَة "قسطنطينية"، سنة إحدى وَتِسْعمِائَة، وَدفن عِنْد مَزَار الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء، قدّس سرّه الْعَزِيز.
* * *
4163 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن العمادي
*
فقيه، ناظم.
ولد بـ "دمشق" سنة 1059 هـ، وتولى بها إفتاء الحنفية، وتوفي فيها سنة 1136 هـ.
من آثاره: "قصيدة مدونة".
* * *
4164 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم بن علي بن نصر بن إسماعيل الخُوَاقندي، القاضي
* *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو أحد الكبار بـ "فرغانة".
وهو أخو عثمان بن إبراهيم،
تفقّه بـ "بخارى" على برهان الأئمة عبد العزيز بن عمر
(1)
، وغيره.
وتقدّم أخوه عثمان في بابه
(2)
.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 8: 206. ترجمته في الأعلام 6: 195.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1141. ترجمته في الطبقات السنية برقم 1764.
(1)
في بعض النسخ: زيادة "بن مازه".
(2)
ترجمته في الجواهر برقم 919.
4165 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم بن عمر بن ميمون بن الرمَّاح القاضي أبو بكر من أهل "بلْخ" قاضى "عُكْبرا
" *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال ابن مَنْده في "تاريخ أصبهان": حدّث بـ "بغداد" و"أصبهان" وغيرهما عن عصام بن يوسف، وعبد الله بن نافع الصايغ.
مات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
وذكره ابن النجّار أيضًا، وتقدّم جدّه عمر بن ميمون
(1)
.
* * *
4166 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم بن غنايم بن واقد بن غنايم بن سعيد، عرف بابن المهندس
* *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1142.
ترجمته في: ذكر أخبار أصبهان 2: 204، والطبقات السنية برقم 1765.
(1)
ترجمته في الجوهر برقم 1077.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1143.
ترجمته في تذكرة الحفاظ 4: 1502، من ذيول العبر (ذيل الذهبي) 179، والوافي بالوفيات 2: 21، والدرر الكامنة 3: 378، والقلائد الجوهرية =
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: مولده تقريبا في سنة خمس وستين وستمائة.
سمع من الحافظ أبي حامد المحمودي، وأبي الحسن علي ابن البخاري، وكان حسن الخطّ، كنب الكَتْب الكثير.
وكتب "تهذيب الكمال"
(1)
للحافظ المزّي مرات، وحدّث.
سمعت منه حين قدم علينا "القاهرة".
مات في ثالث عشرين شوال سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة، ودفن بـ "جبل قاسيون"، رحمه الله تعالى.
* * *
4167 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم التركماني الأصل، الدمشقي، المعروف بالدكدكجي
*
صوفي، أديب، شاعر، خطيب، مشارك في علوم.
= 229، والدارس 2: 276، والطبقات السنية برقم 1766، وشذرات الذهب 6:105.
وفي هامش بعض النسخ نقل ترجمته الدرر الكامنة.
(1)
سقط من بعض النسخ.
* راجع: معجم المؤلفين 8: 214.
ترجمته في الثبت 64، وكتاب في التراجم 250، وسلك الدرر 4: 25 - 27، وهدية العارفين 2: 315، وفهرس مخطوطات الظاهرية 6: 292، وإيضاح المكنون: 342، 502.
ولد بـ "دمشق" في شعبان سنة 1080 هـ، وتوفي بها في ذي الحجة سنة 1131 هـ، ودفن بمقبرة الدحداح.
من آثاره: "ديوان شعر"، و"ديوان خطب"، و"تهويل الأمر على شارب الخمر"، و"الوفاء بالحقوق في ذم العقوق"، و"تراجم رجال السلسلة الشاذلية"، و"شرح طيبة النشر في القراءات العشر".
* * *
4168 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد، عرف بالْوَاني، الإمام، المحدّث، أمين الدين
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه يسيرا، وبرع في علم الحديث.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1144.
ترجمته في تذكيرة الحفاظ 5: 507، من ذيول العبر (ذيل الذهبي) 185، ودول الإسلام 2: 241، والوافي بالوفيات 2: 21، 22، والبداية والنهاية 14: 171، وذيول طبقات الحفاظ (ذيل الحسيني) 15، وذيل السيوطي 358، والدرر الكامنة 3: 379، 380، والسلوك، الجزء الثاني، القسم الثاني صفحة 288، وطبقات الحفاظ للسيوطي 527، والطبقات السنية برقم 1767، وشذرات الذهب 6:111.
وفي بعض النسخ "عرف بالوالي" تحريف.
وفي الطبقات السنية بعد "الواني" زيادة: "ثم الدمشقي أبو عبد الله المؤذن".
مولده بـ "دمشق" تاسع عشر
(1)
جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وستمائة.
ومات في الحادي والعشرين من ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وسبعمائة
(2)
بـ "دمشق".
سمع الكثير، وكتب الكثير
(3)
، وحصَّل الأصول، والأجزاء، سمعت معه
(4)
الكثير حين قدم علينا "القاهرة"
(5)
.
* * *
4169 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم بن محمد بن عثمان بن عبد الرحمن، أبو عبد الله، المهدوي، الأفريقي، الْمُنَسْتِيري
*
(1)
في بعض النسخ: "عشرين".
(2)
من بعض النسخ.
(3)
سقط من بعض النسخ.
(4)
في بعض النسخ: "منه".
(5)
في حاشية بعض النسخ نقل بقية ترجمته من الدرر الكامنة.
راجع: الجواهر المضية برقم 1145.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1768، وفي بعض النسخ "التستري"، والتصويب من الأصل، والطبقات السنية، ومنستير بضم أوله، وفتح ثانيه، وسكون السين المهملة، وكسر التاء المثناة من فوقها، وياء وراء، وهو موضع بين المهدية وسوسة بأفريقية. معجم البلدان 4:661.
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال الحافظ أبو بكر ابن مسدي
(1)
: أخبرني أن مولده سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
تفقّه بـ "حلب" على الإمام أبي الفضل عبد اللطيف بن الفضل الهاشمي، وسمع عليه.
قال: وكان يتفقّه على مذهب أبي حنيفة، وله مع فقهاء "أفريقية" مباحث شريفة، ونوادر ظريفة.
توفي سنة خمس وخمسين وستمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
4170 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد العزيز الرازي، أبو جعفر
*
(1)
هو أبو بكر محمد بن يوسف بن موسى الأردي الأندلسي الحافظ، وله تصانيف كثيرة وتوسع في العلوم، وتفنّن قتل بمكة سنة ثلاث وستين وستمائة. تذكرة الحفاظ 4: 1448 - 1450، والديباج المذهب 2: 333، 334، والعقد الثمين 2: 403 - 410.
قال الذهبي: ومسدي بالفتح، وياء سكنة، ومنهم من يضمه، وينون.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1146.
ترجمته في تاج التراجم 59، والطبقات السنية برقم 1769، وكشف الظنون 2: 1631، 1632، وإيضاح المكنون 2: 185، وهدية العارفين 2:109.
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال أبو البركات المستوفي في "تاريخ إربل": الحنفي مذهبا، له معرفة بالأصول، ورد "إربل" غير مرة، وأقام بـ "الموصل"، [يدرّس على مذهب أبي حنيفة، رضي الله عنه. وبلغني أنه توفي بـ "الموصل]
(1)
" في
(2)
سنة خمس عشرة وستمائة.
وقيل: سنة أربع عشرة، ودفن بمقابر المعافى بن عمران.
قال: وله كتاب في الفرائض، وكتاب في الفقه على مذهب أبي حنيفة، وكتاب على وضع التذكرة لابن حمدون
(3)
، وله "كتاب النوري
(4)
في مختصر القدوري"، رحمه الله تعالى.
* * *
4171 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن نوح النوحي
*
(1)
سقط من بعض النسخ.
(2)
سقط من بعض النسخ.
(3)
هو أبو المعالى محمد بن الحسن بن محمد ابن حمدون الكاتب البغدادي، المتوفى سنة اثنتين وستين وخمسمائة، وذكر ابن خلكان أن كتاب التذكرة من أحسن المجاميع، يشتمل على التاريخ والأدب والنوادر والأشعار، ولم يجمع أحد من المتأخرين مثله، خريدة القصر، قسم العراق 1: 184، 185، ووفيات الأعيان 4: 380 - 382، والوافي بالوفيات 2: 357، وفوات الوفيات 2: 377، 378، وكشف الظنون 1:383.
(4)
أي في شرح مختصر القدوري. انظر كشف الظنون 2: 1631، 1632.
* راجع الجواهر المضية برقم 1147. ترجمته في الطبقات السنية برقم 1770.
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تقدّم تمام نسبه في ترجمة ابنه إسحاق
(1)
، وتقدّم ولده إسماعيل أيضًا في بابه، وتقدّم ولده إبراهيم
(2)
.
قال السمعاني
(3)
: لما ذكر إسحاق في النوحي، قال: ووالده وإخوته وأهل بيته كلّهم يقال لهم: نوحي. وهم علماء فضلاء.
وتفقّه عليه أولاده المذكورون.
مات سنة تسع وخمسين وأربعمائة، ودفن في "مقبرة النوحيين"، رحمه الله تعالى.
* * *
4172 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم بن محمد الفلاح
*
فقيه.
من آثاره: "رسالة في صور مسائل الرضاع على المذاهب الأربعة"، أتم تأليفها بـ "حلب" سنة 1151 هـ.
* * *
(1)
ترجمته في الجواهر برقم 300.
(2)
ترجمته الأول في الجواهر برقم 350، وترجمة الثاني برقم 37.
(3)
الأنساب 570 و.
* راجع: معجم المؤلفين 8: 218.
وفهرس الفقه الحنفي 28.
4173 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم بن يوسف بن عبد الرحمن، التاذفي، الحلبي، المعروف بابن الحنبلي رضي الدين، أبو عبد الله
*
عالم، أديب، مشارك في عدة علوم.
ولد بـ "حلب" سنة 908 هـ، ودخل "دمشق"، وانتفع به جماعة، وحج، وتوفي بـ "حلب" في جمادى الأولى سنة 971 هـ.
من تصانيفه الكثيرة: "أنموذج العلوم لذوي البصائر والفهوم"، و"حاشية على شرح وقاية الرواية في مسائل الهداية" في فروع الفقه الحنفي، و"حاشية على شرح تصريف العزي" للتفتازاني، و"موارد الصفا وفوائد الشفا" في الحديث، و"الدرر الساطعة في الأدوية القاطعة".
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 8: 223.
ترجمته في الكواكب السائرة 131/ 2 - 132/ 1، وفهرس المؤلفين بالظاهرية، وشذرات الذهب 8: 365، 366، وكشف الظنون 9، 18، 184، 193، 208، 249، 292، 391، 482، 632، 633، 676، 687، 694، 731، 765، 824، 832، 851، 910، 949، 1030، 1043، 1054، 1120، 1129، 1132، 1133، 1135، 1139، 1248، 1255، 1347، 1474، 1519، 1520، 1542، 1653، 1705، 1709، 1721، 1754، 1799، 1825، 1933، 1944، 2010، 2023، وإيضاح المكنون 1: 46، 97، 425، 466، 2: 29، 250، 446، 598، 643، 679، والأعلام 6: 193، وتاريخ آداب اللغة العربية 3: 300، 301، وهدية العارفين 2: 248، وفهرس المخطوطات المصورة 2: 131، 10، وفهرس المخطوطات المصورة 2:56.
4174 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم الدروري، المصري، المعروف بابن الصائغ (سري الدين)
*
مفسر، فقيه.
من تصانيفه: "حاشية على شرح أكمل الدين البابرتي" في فروع الفقه الحنفي، و"حاشية على شرح المفتاح الشريفي"، و"حاشية على تفسير البيضاوي"، و"رسالة في مسألة التقليد"، و"رسالة في تحقيق تفسير بعض الآيات".
توفي سنة 1066 هـ.
* * *
4175 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم الرحماني
فاضل.
من آثاره: "الخصائص الكبرى"، فرغ من تأليفها سنة 1039 هـ.
توفي سنة كان حيا - 1039 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 8: 198.
ترجمته في خلاصة الأثر 3: 317، 318، وهدية العارفين 2: 287، وفهرست الخديوية 3: 37، وكشف الظنون 2035، وإيضاح المكنون 1:139.
4176 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم الرومي، الشهير بابن الخطيب محي الدين
*
فقيه، أصولي، متكلم.
من تصانيفه: "رسالة في الرؤية والكلام"، و"حواش على شرح التجريد" للسيد الشريف، و"حواش على حاشية الكشاف" للسيّد الشريف، و"تعليقة على التوضيح" في أصول الفقه، و"رسالة في إكفار من أسند الجبر إلى الأنبياء".
توفي سنة 901 هـ
* * *
4177 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم الرومي، الشهير بابن القصَّاب
* *
فقيه. من آثاره: "جامع البحار في شرح ملتقى الأبحر" في فروع الفقه الحنفي، و "سفينة المسائل".
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 8: 199.
ترجمته في الكواكب السائرة 1: 24، 25، وكشف الظنون 498، 848، 859، وشذرات الذهب 8:9.
* * راجع: معجم المؤلفين 8: 199.
ترجمته في هدية العارفين 2: 282، وإيضاح المكنون 1:352.
4178 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم اللاذقي، المعروف بابن كتافة
*
أديب.
توفي في حدود سنة 1100 هـ.
من آثاره: "تحفة الأفاضل في صناعة الفاضل في الترسل"، و"الدر الملتقط في تبيين الغلط".
* * *
4179 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم القزويني
* *
والد صاعد.
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كان قاضيا بـ "قزوين"، وتقدّم صاعد في بابه
(1)
، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 8: 213.
ترجمته في هدية العارفين 2: 300، 301.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1148.
ترجمته في الطالع السعيد 479، 480، والطبقات السنية برقم 1774. وفي الطبقات السنية بعد القزويني زيادة "ثم الإسنائي الدار والوفاة، ينعت بالشمس، وهي من الطالع السعيد".
(1)
ترجمته في الجواهر برقم 657.
4180 - الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم الضرير الميداني، أبو بكر
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، قال: قال الذهبي من أئمة الحنفية، حدّث عن أبي محمد المزني.
وعنه ميمون بن علي الميموني
(1)
.
وله مناظرات [مع أبي أحمد العياضي]
(2)
.
* * *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1149.
ترجمته في كتائب أعلام الأخيار برقم 197، والطبقات السنية برقم 1776، والفوائد البهية 155.
(1)
ترجمته في الجواهر برقم 1749.
(2)
في بعض النسخ مع أبي أحمد نصر العياضي أخي أبي بكر العياضي، وترجمته في الجواهر برقم 1733.
باب من اسمه محمد بن أحمد
4181 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن إبراهيم بن حسن الرومي، الطبيب السياح
*
متكلم، فقيه.
من آثاره: "برهان الطريقة في شرح الطريقة المحمدية" للبركوي في مجلد كبير، فرغ منه سنة 1080 هـ، و"الدرة البرهانية" في علم الكلام، و"ذخر النجاة" في شرح "منية المصلي".
كان حيا 1080 هـ.
* * *
4182 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن أبي سعيد أحمد بن أبي الخطّاب محمد بن إبراهيم بن علي الكعبي
، الطبري، القاضي، البخاري * *
* راجع: معجم المؤلفين 8: 225. ترجمته في هدية العارفين 2: 292.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1164. =
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو حجّة الإسلام
رئيس الأصحاب الإمام ابن الإمام ابن الإمام ابن الإمام.
مات بـ "بخارى" سنة أربع وستمائة.
له "الملخَّص في الفتاوى".
روى
(1)
عن أبي شجاع البسطامي، والسيّد أبي بكر محمد بن أبي بكر الحدّادي.
ذكره أبو الفضل أحمد بن الشيدي
(2)
في "مشيخته".
وقال: ورد "خوارزم" رسولا، وقرأت عليه تصنيفه "الملخّص في الفتاوى" أبوه أحمد، وجدّه أبو سعيد أحمد تقدّما
(3)
، وأبو الخطاب جدّه الأعلى محمد بن إبراهيم بن علي يأتي في الكنى
(4)
، رحمه الله.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد": ذكر السمعاني أن الكعبي بفتح الكاف، وسكون العين المعجمة، نسبة إلى كعب بن ربيعة بن عامر بن
= ترجمته في تاج التراجم 51، وكتائب أعلام الأخيار 441، والطبقات السنية برقم 1778، وكشف الظنون 2: 1708، 1819، والفوائد البهية 155، وهدية العارفين 2:107.
وقد ترجمه تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية، وفي الفوائد وطبقات السبكي ابن أبي سعد، والجواهر في الترجمة رقم 283 أن كنيته "أبو "المحامد".
(1)
عض نسخها: "يروي".
(2)
في النسخ "السكري"، والتصويب من ترجمته التي تقدمت برقم 283 في الجزء الأول، صفحة 356.
(3)
ترجمة الأول في الجواهر برقم 74، والثاني برقم 172.
(4)
ترجمته في الجواهر برقم 1922.
صعصعة، وإلى كعب بن عوف بن الغم، وإلى كعب خزاعة، وإلى اسم الجد، ثم ذكر المنتسبين بها.
* * *
4183 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد ابن عبدوس بن كامل، أبو الحسين الدلال، عرف بالزعفراني
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: له ذكر في "الهداية".
حدّث الخطيب عن أبي القاسم التنوخي عنه، قال: قال لي
(1)
التنوخي: كان أبو الحسين الزعفراني ثقة
(2)
.
وكان يختلف إلى أبي بكر الرازي، ويأخذ عنه الفقه.
قال الخطيب: سألت أبا الحسن أحمد بن محمد الزعفراني عن موت أبيه، فقال: مات في سنة ثلاث أو أربع وتسعين وثلاثمائة.
قال السمعاني: كان فقيها صالحا، وتقدّم ابنه أحمد
(3)
، رحمه الله تعالى.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد": ذكره السمعاني بعد ما ذكر أن الزعفراني نسبة إلى "زعفرانية" قرية من سواد "بغداد"، وإلى بيع الزعفران،
* راجع: الجواهر المضية برقم 1150.
ترجمته في تاريخ بغداد 1: 265، والأنساب 6: 300، والطبقات السنية برقم 1777، والفوائد البهية 155.
(1)
سقط من بعض النسخ.
(2)
في بعض النسخ: "معه" تحريف.
(3)
ترجمته في الجواهر برقم 178.
وإلى قرية بين "همدان" و"أسدآباد"، فقال: وأبو الحسين محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عبدوس بن كامل الدلال، المعروف بالزعفراني من أهل "بغداد"، كان فقيها، صالحا، ثقة، ذكره أبو القاسم التنوخي، وقال: كان ثقة، وكان يختلف إلى أبي بكر الرازي، ويأخذ عنه الفقه، وكانت وفاته سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. انتهى ملخصا.
* * *
4184 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن أبي أحمد أبو منصور، السمرقندي
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو صاحب "تحفة الفقهاء".
* راجع: الجواهر المضية: 1151.
ترجمته في تاج التراجم 60، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده صفحة 85 - 95، وكتائب أعلام الأخيار برقم 309، والطبقات السنية برقم 1784، وكشف الظنون 1: 371، 2: 1542، 1916، 1917، وهدية العارفين 2: 90، والفوائد البهية 158، وأعلام النبلاء 4:265. وهو في كثير من المصادر السابقة أبو بكر علاء الدين، قال ابن قطلوبغا في ذكر كتبه واللباب في الأصول، وغير ذلك، وذكر عبد القادر شخصا آخر، وعزا له اللباب. وانظر هذه الترجة في الجواهر برقم 1202.
وترجم عبد القادر أيضًا لمحمد بن أحمد الإمام أبي بكر الأصولي، المنعوت علاء الدين، وترجمته في الجواهر برقم 1221، والكتاب الذي ذكره له في الترجمة منسوب إلى صاحب تحفة الفقهاء. وانظر أيضًا مقدمة تحقيق تحفة الفقهاء 21.
تفقّهت عليه ابنته فاطمة العالمة الصالحة، وكانت تحفظ "التحفة"، وستأتي
(1)
.
وتفقّه عليه أيضًا زوجها أبو بكر الكاساني
(2)
صاحب كتاب "البدائع"، وسيأتي له زيادة في ترجمة
تلميذه أبي بكر بن مسعود الكاساني في الكنى
(3)
، رحمهم الله تعالى.
* * *
4185 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن أحيد ابن الخطّاب اليوذي
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: روى عن طفيل
(4)
بن زيد التميمي، وداود
(5)
بن أبي داود.
ذكره أبو العبّاس جعفر بن محمد المستغفري في "تاريخ نسف".
وقال: وكان فقيها، فاضلا، ورعا، من علماء أصحاب الرأي.
(1)
ترجمته في الجواهر برقم 2012.
(2)
في بعض النسخ: "الكاشاني"، ويأتي في الأنساب.
(3)
ترجمته في الجواهر برقم 1900.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1152
ترجمته في الأنساب 603، واللباب 3: 315، والطبقات السنية برقم 1779، وفي نسبه "النسفي".
في بعض النسخ: "أحمد" مكان "أحيد"، والتصويب من الأصل، ومصادر الترجمة.
(4)
في بعض النسخ: "طفيلي" خطأ.
(5)
أي المروزي، كما في اللباب والأنساب.
قال: وتوفي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وذكره أبو سعد في باب اليوذي بضم الياء، وسكون الواو، وبعدها ذال معجمة، قال: هذه النسبة إلى "يوذى"، وقيل:"يوذه"، وقيل: في النسبة إليها يوذوي، وهي قرية من قرى "نسف".
وقال: روى عنه محمد بن إسماعيل شيخ "غُنْجار"
(1)
.
* * *
4186 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول أبو طالب
*
تقدَّم نسبه في ترجمة أبيه أحمد
(2)
.
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع عمّه بهلول بن إسحاق، وقد تقدّم
(3)
. وسمع عبد الله بن أحمد بن حنبل.
قال الخطيب: حدثنا عنه محمد بن أحمد بن رزق
(4)
، وأبو القاسم عبيد الله بن عبد الله النقيب الخفَّاف، وقال: ثقة
(5)
.
(1)
في بعض النسخ: "سنجار" خطأ.
* راجع: الجواهر المضية برقم: 1153
ترجمته في تاريخ بغداد 1: 278، 279، والمنتظم 6: 392، والطبقات السنية برقم 1780. وهو التنوخي الأنباري.
(2)
ترجمته في الجواهر برقم 75.
(3)
ترجمته في الجواهر برقم 383.
(4)
في بعض النسخ: "رزق الله"، والمثبت في سائر النسخ، وتاريخ بغداد.
(5)
في بعض النسخ: "تفقّه"، وهو تحريف.
وروى الخطيب عن علي بن المحسّن التنوخي، أنبأنا طلحة بن محمد ابن جعفر
(1)
، قال: رجل جميل الأمر، حسن المذهب، شديد التصوّف
(2)
، وممن كتَبَ العلم.
توفي ضحوة يوم الأحد لستّ عشرة خلون من ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
وكان ينوب عن أبيه في القضاء إذا اعتلّ، وقد ذكرنا في ترجمة أبيه ما حكاه عن أبيه في مناظرته مع محمد بن جرير الطبري
(3)
.
* * *
4187 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن أسد بن مُشَكان الزُّوزني المشَكاني
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال في "تاريخ نيسابور" للحاكم أبي عبد الله: قال: كان فقيها فاضلا من أصحاب الرأي.
(1)
في تاريخ بغداد تكملة الشاهد.
(2)
كذا في النسخ، وفي تاريخ بغداد، "والتصوّن"، وهو المعهود.
(3)
في الجزء الأول 140، 141.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1154. ترجمته في الأنساب 531، ظ، واللباب 3: 144، والطبقات السنية برقم 1781.
وفي بعض النسخ: "ابن السكان مسكاني"، ويقال له: النيسابوري أيضًا.
وضبط المصنّف "مشكان"، في الأنباء بضم الميم، وفتح الشين، وضبطها السمعاني، وابن الأثير، والذهبي، وابن حجر، بضم الميم وسكون الشين. انظر المشتبه 593، وتبصير المنتبه 4:1292.
وقال السمعاني: فقيه من أصحاب الرأي.
* * *
4188 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن إسماعيل، أبو سهل، السرَّاج، الفقيه
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو من كبار أصحابنا ومناظريهم.
شيخ معروف من أهل العلم، إلا أنه كان ينسب إلى الاعتزال.
حدّث عن أبي عمرو بن مطر، ذكره عبد الغافر، وقال: أخبرنا عنه أبو صالح المؤذّن.
* * *
4189 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن بشر أبو عبد الله بن بِشْرُويه، الفقيه، المزكي
* *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع منه الحافظ أبو عبد الله.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1155.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1782، نقلًا عن الجواهر.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1156.
ترجمته في تاريخ بغداد 1: 282، والطبقات السنية برقم 1788.
وذكره في "تاريخ نيسابور"، وقال: كان شيخ أصحاب أبي حنيفة في عصره، وكان من الصالحين، حجَّ معنا في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة
(1)
.
وتوفي سنة خمس وخمسين وثلاثمائة في يوم الأحد التاسع عشر من جمادى الأولى، ودفن يوم الاثنين في "مقبرة شاهين".
قال: وتعجبنا من خشوعه وورعه واجتهاده على كبر سنّه بـ "مكة" و"المدينة"، رحمه الله تعالى
(2)
.
* * *
4190 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن بندار، أبو القاسم، اللارَجاني
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال السمعاني: فقيه، فاضل، حنفيّ، واعظ.
(1)
في تاريخ بغداد أنه قدم بغداد حاجا في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
(2)
زاد التميمي في الطبقات السنية سمع محمد بن إبراهيم البوشنجي، وإبراهيم بن علي الذهلي وطبقتهما.
قال الحاكم: كنت أحثّ البغداديين على السماع منه.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1157.
ترجمته في الأنساب 594 ظ، واللباب 3: 298، والطبقات السنية برقم 1789.
وفي بعض النسخ: "الأرجاني"، وهو خطأ، وسيرد في الأنساب، وضبط ياقوت الراء في لارْجان بالسكون. معجم البلدان 4:340.
ولد بعد سنة خمسمائة نسبة
(1)
إلى بلدة بين"الري" و"طبرستان".
عارف بمذهب أبي حنيفة، واعظ، شاعر، أديب.
قال السمعاني: حضرت مجلس وعظه يوما، فاستحسنت كلامه في الفقه والتذكير
(2)
، رحمه الله تعالى.
* * *
4191 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان، أبو بكر القدوري والد الإمام أبي الحسين، أحمد، صاحب "المختصر
" *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: حكى عن أبي بكر الشبلي.
روى عنه القاضي أبو تمام على بن محمد ابن الحسن الواسطي
(3)
.
قال القدوري: رأيتُ الشبلي في جامع "المدينة"، وقد كثر الناس عليه في الرواق الواسطاني، وهو يقول: رحم الله عبدا، ورحم والديه، دعا لرجل.
(1)
أي واللارجاني نسبة. . . إلخ.
(2)
ذكر السمعاني أن ولادة المترجم كانت في سنة نيف وخمسمائة.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1162.
ترجمته في كتائب أعلام الأخيار برقم 233، والطبقات السنية برقم 1797، والفوائد البهية 157.
(3)
كذا في النسخ في الطبقات السنية "الوسطاني".
كانت له بضاعة، وقد فقدها، وهو يسأل الله أن يردّها عليه
(1)
، والناس صموت، فخرق الحلقة غلام حدث.
وقال له: من هو صاحب البضاعة؟
قال: أنا.
قال: فأيْش
(2)
كانت بضاعتك؟
قال: الصبر، وقد فقدته، فبكى الناس بكاء عظيما.
* * *
4192 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن حامد بن عبيد البيكندي، أبو جعفر القاضي من أهل "بخارى
" *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كان عارفا بعلم الكلام على مذهب المعتزلة، داعية إليه.
ورد "بغداد" في أيام المنصور، فمنعه من دخولها، فلما مات دخلها، واستوطنها إلى أن مات، وحدّث بها عن جماعة، منهم: الرئيس أبو عامر
(1)
سقط من بعض النسخ، وهو في الأصل، والطبقات السنية.
(2)
في بعض النسخ: "فأي شيء"، وهما بمعنى.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1158. ترجمته في المنتظم 9: 52، وتاج التراجم 60، والطبقات السنية برقم 1790، وكشف الظنون 1: 378، 891، وهدية العارفين 2: 75. وبعض أخباره في زبدة الحلب 2: 19، 20، ويعرف بقاضي حلب، وبالبخارى.
عدنان بن محمد الضبي الهروي، وأبو الفضل أحمد بن علي بن عمر السلماني
(1)
الحافظ.
روى عنه أحمد بن البنَّا أبو غالب، وغيره.
وذكره ابن النجَّار، وقال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن أبي المجد، أخبرنا أبو غالب بن البنَّا، أخبرنا القاضي أبو جعفر محمد بن أحمد بن حامد بن عبيد البخاري، حدثنا إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكُشَاني إملاء سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، حدثنا محمد بن يوسف الفربري، حدثنا البخاري.
فذكر حديث
(2)
: "إن أمتي يدعون يوم القيامة غرّا محجّلين من آثار الوضوء".
ثم ذكر ابن النجّار عن السِّلَفي، سألت أبا نصر المؤتمن بن أحمد الساجي، عن المتأخّر الذي حدّث بـ "بغداد" عن رجل عن الفربري عن البخاري، قال: هو المعروف بقاضي "حلب"، وهو البخاري، حدّث عن أبي علي الكُشاني، عن الفربري.
وأرّخ سماعه منه سنة تسعين وثلاثمائة
(3)
.
والكشاني مات سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
(1)
قال السمعاني: هذه النسبة إلى سليمان، وسليمان حي من مراد، ويقال: سلمان في قضاعة، قاله محمد بن حبيب بإسكان اللام، وأصحاب الحديث يحرّكون اللام. الأنساب 7:109.
(2)
أخرجه البخاري في باب فضل الوضوء، من كتاب الوضوء. صحيح البخاري 1:46.
(3)
سيأتي بعد قليل أن مولد المترجم سنة اثنتين أو أربع وتسعين وثلاثمائة، فكيف يصح سماعه من الكشاني سنة تسعين وثلاثمائة.
ليس ممن يعتمد عليه، ولم يُظهر التحديث إلا بأخَرة.
ثم قال: أخبرنا السمعاني عن أبيه سألت عبد الوّهاب الأنماطي عنه، فقال: كان كذّابا، ادّعى أنه سمع إسماعيل بن حاجب الكشاني.
قال ابن النجار: قرأت بخطّ أبي الخطّاب الكَلْوَذاني
(1)
الفقيه، قال: مولد القاضي أبي جعفر سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. ثم ذكر عن الصيدلاني سألت أبا جعفر عن مولده، فقال: سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.
قال ابن العديم: كان فقيها حنفيا، قرأ ببلده "المبسوط"، و"شرحه"، و"الخلافيات"، ومهر في علم النظر.
ثم خرج سنة أربع عشرة وأربعمائة، ودار بـ "خراسان" على من كان بقي من المشايخ أصحاب أبي حنيفة: مثل القاضي أبي عاصم العامري، والقاضي أبي القاسم الداودي، والقاضي أبي العلاء صاعد.
وجرى
(2)
له بـ "مصر" مناظرات مع جماعة من المتكلّمين، منهم: المقدّم في مذهب الإسماعيلية أبو نصر هبة الله
(3)
، وردَّ عليه في كتاب سماه "الهدى والإرشاد لأهل الحيرة والعناد".
(1)
في بعض النسخ: الكلواذاني، وينسب إلى كلواذي، من قرى بغداد، الكلواذاني، والكلوذي، وأبو الخطاب هذا هو محفوظ بن أحمد بن الحسن الفقيه الحنبلي، المتوفى سنة عشر وخمسمائة. اللباب 3:49.
(2)
في بعض النسخ: "وأجرى".
(3)
المؤيّد في الدين داعي الدعاة أبو نصر هبة الله بن موسى بن داود الشيرازي من زعماء الإسماعيلية، وكتابها توجّه إلى مصر، فخدم المستنصر الفاطمي، وصار إليه أمر الدعوة الفاطمية بها سنة سبعين وأربعمائة.
الأعلام 9: 65، وانظر ترجمة حياته بقلمه في سيرة المؤيد في الدين داعي الدعاة، وانظر أيضًا دراسة الدكتور محمد كامل حسين في مقدمة ديوانه 1 - 186.
ومن تصانيفه: "الرسالة المسعودية في المباحث النفيسية"، و"كتاب تحقيق الرسالة بأوضح الدلالة" في النبوات.
ويأتي ذكر ولده أبي اليمن مسعود
(1)
.
قال ابن العديم: مات سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وقد جاوز التسعين.
وذكر ابن النجّار أنه دفن في "مقبرة باب حرب".
قال ابن النجار: قرأت
(2)
في "كتاب شجاع الذهلي" بخطّه مات القاضي أبو جعفر يوم الثلاثاء، رابع محرّم سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، ودفن بـ "مقبرة باب حرب".
* * *
4193 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن أبي حامد السمرقندي، أبو أحمد
*
(1)
من هنا إلى آخر قوله الرسالة الآتي سقط من بعض النسخ.
(2)
ترجمته في الجواهر برقم 1652.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1218.
ترجمته في التحبير 2: 84، 85، والطبقات السنية برقم 1785، وبرقم 1876.
وتقدمت ترجمة أبي منصور محمد بن أحمد بن أبي أحمد السمرقندي، صاحب تحفة الفقهاء برقم 1151.
وفي مقدمة التحقيق لتحفة الفقهاء صفحة 14 خطَّأ المحقق عبد القادر، وبني حكمه هذا على أن عبد القادر اختصر في هذا الموضع اسمه، ثم ساق ترجمة أبي منصور السمرقندي من الطبقات السنية ليدلل على =
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال السمعاني: نزيل "بخارى"، إمام فاضل في الفتوى، والمناظرة، والأصول، والكلام.
كتب إليَّ الإجازة
(1)
.
ومات بـ "بخارى" غرّة جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.
* * *
4194 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن حسن بن علي بن داود الحسني، اليمني
*
فقيه، نحوي، شاعر، من الأمراء.
تعلم بـ "صعدة" و"صنعاء"، وولي العدين من أقاليم "اليمن"، ثم كان من أعيان دولة الإمام المتوكل على الله إسماعيل ابن القاسم، فولاه مع العدين إمارة "حيس" و"بندر المخا".
وتوفي في "المخا" سنة 1062 هـ، ودفن في "حيس".
= خطأ عبد القادر، ووهم في هذا حيث ضم ترجمتين متتاليتين في ترجمة واحدة، وهما ترجمة محمد بن أحمد أبي منصور السمرقندي رقم 1785، وترجمة محمد بن أحمد بن أبي حامد السمرقندي أبي أحمد رقم 1786، وانظر ما تقدم في حاشية ترجمة 1151، من هذا الجزء.
(1)
في بعض النسخ: والطبقات السنية "بالإجازة"، والمثبت في التحبير.
* راجع: معجم المؤلفين 8: 251.
ترجمته في هدية العارفين 2: 286، والأعلام:238.
من تصانيفه: "شرح الكافية"، وسماه "تحفة الطالب وزلفة الراغب" لابن الحاجب، و"شرح الهداية" للمرغيناني في فروع الفقه الحنفي، و"ديوان شعر".
* * *
4195 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن الحسين بن علي ابن عثمان بن قريش أبو غالب ابن أبي العباس النصري من
(1)
ساكني "النصرية
"
(2)
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال ابن النجّار: حنفي المذهب، سمع أبا يعلى
(3)
محمد بن الحسين بن الفراء الفقيه، وأبا الحسين أحمد ابن محمد بن محمد بن النقور، حدثنا
(4)
عنه أعمر بن محمد بن طبرزد، أخبرنا أبو بكر بن الخليل، عن محمد بن ناصر الحافظ، سمعت أبا العباس بن قريش
(5)
، يقول: أبو غالب خالف مذهبي في السنة، وأخبرنا أبو
(1)
سقط من بعض النسخ.
(2)
في بعض النسخ: "البصرة" خطأ، ويأتي في الأنساب أنها محلة ببغداد.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1159.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1794.
وفي بعض النسخ: "البصري" تصحيف.
(3)
في بعض النسخ: "أبا علي" خطأ.
(4)
هذا من قول ابن النجّار أيضًا.
(5)
وهو أبو المترجم.
المظفر ابن السمعاني عن أبيه أبي سعد، سألت أبا القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ، عن أبي غالب بن قريش، فأثنى عليه ثناء حسنا، وقال: كان شيخا صالحا
(1)
.
* * *
4196 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن حفص
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال ابن أبي العوام: حدثني محمد بن الحسن بن علي البخاري، سمعت محمد بن أحمد بن حفص فقيه "بخارى". يحكي عن بعض أصحاب ابن المبارك، أخبرنا أبو وهب محمد بن مزاحم، [أو حبان]
(2)
، عن ابن المبارك، قال: لولا أن الله تداركني بأبي حنيفة وسفيان الثوري لكنت بدعيا.
(1)
لم يذكر المصنف وفاة المترجم، وقد روى عن ابن الفراء، المتوفى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، فهو من رجال القرن الخامس تقديرا.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1161.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1793، نقلًا عن الجواهر.
ولعلّ المترجم هو أبو حفص الصغير، انظر ما نقله اللكنوي في أثناء ترجمة أبي حفص الكبير. الفوائد البهية 19.
وذكر اللكنوي أن له كنيتين: هما أبو عبد الله، وأبو حفص، وانظر في الكنى من الجواهر ترجمة أبي عبد الله برقم 1943.
(2)
في بعض النسخ: "أنا أبو حيان"، والمثبت في بعضها، والطبقات السنية، و"حبان" بدون نقط في الأصل، وترجمة أبي وهب محمد بن مزاحم المروزي في ميزان الاعتدال 4:34.
قال ابن المبارك: وما لزمت سفيان حتى جعلت علم أبي حنيفة هكذا، وأشار بقبض يده.
* * *
4197 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن حمزة بن الحسين بن القاسم بن حمزة بن الحسن بن علي بن عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب العلوي، أبو شجاع
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه عليه ولده محمد بن محمد، ويأتي
(1)
.
* * *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1160.
ترجمته في كتائب أعلام الأخيار برقم 256، والطبقات السنية برقم 1795، والفوائد البهية 155.
وذكر الكفوي واللكنوي أن أبا شجاع هذا كان في زمن ركن الإسلام علي بن الحسين السعدي المتوفى سنة إحدى وستين وأربعمائة، وكان الإمام الحسن وكذا الماتريدي معاصرا لهما، وكان المعتبر في زمانهم في الفتاوى أن يجتمع خطهم عليها، وقد ترجم عبد القادر في الكنى لأبي شجاع رجل آخر غير ما نحن بصدده، وذكر في أثناء الترجمة في الكنى ما ذكره الكفوي واللكنوي من اجتماع خط الثلاثة لاعتماد الفتاوى. انظر ترجمة رقم 1931 في الجواهر.
(1)
ترجمته في الجواهر برقم 1481.
4198 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن حمودة بن محمد بن علي بن الخوجه، التونسي (شمس الدين)
*
فاضل. توفي في 10 المحرم سنة 1279 هـ.
من آثاره: "مجموعة"، تضمنت إجازاته، وغير ذلك.
* * *
4199 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن رجاء القاضي، الجوزجاني، قاضي "نيسابور
" * *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه على أبي سليمان الجوزجاني، صاحب محمد بن الحسن.
مات بـ "جوزجان" سنة خمس وثمانين ومائتين.
ذكره الحاكم في "تاريخ نيسابور"، وذكر أن له ابنة، سماها خديجة، عاشت أكثر من مائة سنة، وكانت تحسن العربية والكتابة، وسمعت من أبي يحيى البزّار.
وماتت سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وتأتي في كتاب النساء
(1)
.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 8: 256. ترجمته في فهرس الفهارس 1: 285.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1220.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1876، نقلًا عن الجواهر.
(1)
ترجمته في الجواهر برقم 2008.
4200 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن أبي السعود الصديقي المناستري، شاه محمد
*
فقيه من آثاره: "منتهى الأنهر في شرح ملتقى الأبحر"، فرغ من تأليفه سنة 1052 هـ، و"مجرد شرح تحفة الفقهاء" في الفروع الحنفية، المسمى بـ "بدائع الصنائع" للكاشاني، و"نهر الدقائق في ترجمة بحر الحقائق".
كان حيا 1052 هـ.
* * *
4201 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن سعيد بن مسعود، المكي، الشهير بابن عقيلة، والملقب بالظاهر (جمال الدين، أبو عبد الله)
* *
* راجع: معجم المؤلفين 8: 263. ترجمته في كشف الظنون 371، 1815، البغدادي: هدية العارفين 2: 281.
* * راجع: معجم المؤلفين 8: 264. ترجمته في فهرس مخطوطات الظاهرية، مجموعة اجازات 63/ 2، عام 101، ظاهرية وسلك الدرر 4: 30، 31، وفهرس الفهارس 2: 39، 40، وهدية العارفين 2: 323، وفهرس التيمورية 2: 23، 91، 308، 4: 134، وفهرست الخديوية 5: 167، 7: 591، وإيضاح المكنون 1: 32، 2: 9، 106، 204، 224، 352، 601، 726، والكشاف 289، 522: II 683،s، Brockelmann:g،II:
محدث، مؤرخ، مشارك في بعض العلوم.
ولد بـ "مكة"، ونشأ، وتوفي بها سنة 1150 هـ.
من تصانيفه: "لسان الزمان في أخبار سيد العربان"، و"أخبار أمته من الإنس والجان"، وهو تاريخ مرتب على السنين، وصل فيه إلى سنة 1123 هـ، و"عنوان السعادة فيما خص به نبينا قبل الولادة"، و"الفوائد الجليلة في مسلسلاته"، و"هدية الخلاق إلى الصوفية في سائر الآفاق"، و"الإحسان في علوم القرآن".
* * *
4202 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن سهل اللغوي، أبو غالب الواسطي، يعرف بابن الخالة، ويعرف أيضًا بابن بشران
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو أحد الأئمة في اللغة.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1163.
ترجمته في دمية القصر (تحقيقي) 1: 300 - 302، والمنتظم 8: 259، ومعجم الأدباء 17: 214 - 224، والكامل 10: 62، وإنباه الرواة 3: 44، 45، والمحمدون من الشعراء 111 - 114، والعبر 3: 50، وميزان الاعتدال 3: 459، 460، والوافي بالوفيات 2: 82، 83، والبداية والنهاية 12: 100، ولسان الميزان 5: 43، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة 42، والنجوم الزاهرة 5: 85، وبغية الوعاة 1: 26، 27، والطبقات السنية برقم 1800، وشذرات الذهب 3: 310، وضبط بشران في المشتبه 81، 403. ويأتي ذكر المترجم في الأبناء.
مولده سنة ثمانين وثلاثمائة.
سمع، وحدّث، وآخر من روى عنه فضل الله بن محمد العراقي.
وقال السمعاني في "ذيله": أحد الأئمة اللغوية.
كان فاضلا، مكثرا، بارعا، شيخ "العراق" في اللغة في وقته.
مات سنة اثنتين وستين وأربعمائة.
وله شعر في الزهد والتغزّل. فأما الزهد فقوله
(1)
:
يا شائدا للقصور مهلا
…
أقصِر فنصر الفتى الممات
(2)
م يجتمع شمل أهل قصر
…
إلا قصاراهم الشتات
(3)
وإنما العيش مثل ظل
…
منتقل ما له ثبات
وله في التغزل
(4)
:
يا أهل واسط إن صاحبكم صبا
…
من بعد طول تنسّك وصلاح
تبع الهوى في حبّ ظبي شادن
…
ذي مُقْلة سكرى ولفظ صاح
في وجهه لذوي البصائر والنهى
…
نزه العيون وراحة الأرواح
(5)
ذي غرَّة زينت بأحسن طرّة
…
كظلام ليل في ضياء صباح
كم ليلة قصّرتُها بمدامة
…
وقطَّعتُها بفكاهة ومزاح
تقبيله نقلي وعذب رُضابه
…
خمرى وضوء جبينه مصباحي
(1)
الأبيات في المنتظم 8: 259، والكامل 10: 62، والمحمدون 112، والوافي بالوفيات 2: 82، والطبقات السنية.
(2)
في المنتظم، والكامل "للقصور كهلا"، وفي بعض النسخ:"قصر الفتى".
(3)
في المنتظم "والمحمدون" والوافي إلا وقصراهم".
(4)
الأبيات في دمية القصر 1: 300، 301، والمحمدون من الشعراء 113، والطبقات السنية.
(5)
في بعض النسخ "لذوى النظائر".
ثم انثنيت وساعداي قلادة
…
في النحر منه وساعداه وشاحي
نفسي الفداء لمن أطعت له الهوى
…
وعصيت فيه ملامة النصاح.
وله أيضًا
(1)
:
بما بعينيك من غنج ومن حوَر
…
وما بخدّيك من ورد ومن زهر
وما بثغرك من درّ ومن برد
…
وما به من رضاب فائح عَطِر
وطرّة طار لبّي عند رؤيتها
…
وغرّة تركت قلبي على غرر
(2)
وحاجب حجب السلوان عن فكر
…
وعارض عرض الأجفان للسهر
(3)
وقامة قد أقامتني على قدم
…
في معرك الوجد والأطماع والحذر
(4)
هب لي أمانا من الهجران إن له
…
كأسا تجرّعتُ منها علقمَ الصَّبِر
إن كنت أذنبت ذنبا غير مغتفَر
…
يا مالكي فاعف عني عفو مقتدِر.
* * *
4203 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن أبي سهل، أبو بكر، السرخسي تكرّر ذكره في "الهداية". الإمام الكبير شمس الأئمة، صاحب "المبسوط"، وغيره أحد الفحول الأئمة الكبار أصحاب الفنون
*
(1)
الأبيات في دمية القصر 1: 302، والطبقات السنية.
(2)
الغرر: التعرّض للهلاك.
(3)
في بعض النسخ: "عن فكر".
(4)
في الطبقات السنية "في منزل الوجد".
* راجع: الجواهر المضية برقم 1219. =
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كان إماما، علامة، حجّة، متكلّما، فقيها، أصوليا، مناظرا.
لزم الإمام
(1)
شمس الأئمة أبا محمد بن عبد العزيز الحلواني، حتى تخرّج به. وصار أنظر أهل زمانه، وأخذ في التصنيف، وناظر الأقران، وظهر اسمه، وشاع خبره، أملى "المبسوط" نحو خمسة عشر مجلدا، وهو في السجن بـ "أوزجند" محبوس، وعن أسباب الخلاص في الدنيا مأيوس، بسبب كلمة كان فيها من الناصحين، سالكا فيها طريق الراسخين، لتكون له ذخيرة إلى يوم الدين، وإنما يتقبل الله من المتقين، وهو يتولى الصالحين، ولا يهدي كيد الخائنين، ولا يضيع أجر المحسنين. قال في "المبسوط" عند فراغه من شرح العبادات: هذا آخر شرح العبادات بأوضح المعاني وأوجز العبارات، أملاه
(2)
المحبوس عن الجمع
(3)
والجماعات
(4)
.
= ترجمته في تاج التراجم 52، 53، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده صفحة 75، 76، ومفتاح السعادة 2: 186، وكتائب أعلام الأخيار برقم 267، والطبقات السنية برقم 1787، وكشف الظنون 1: 46، 112، 561، 568، 2: 963، 1014، 1079، 1414، 1452، 1580، 1620، 1628، والفوائد البهية 158، 159، وهدية العارفين 2:76.
وهو المراد بشمس الأئمة عند الإطلاق. انظر الألقاب آخر كتاب الجواهر، وانظر ما ساقه مؤلف الجواهر في ضبط السرخسي في الأنساب آخر الكتاب.
(1)
سقط من بعض النسخ.
(2)
في بعض النسخ: "إملاء".
(3)
في بعض النسخ: "الجمعة".
(4)
بعد هذا في هامش بعض النسخ بخط دقيق مصليا على سيد السادات محمد المبعوث بالرسالات، وعلى آله من المؤمنين والمؤمنات، ثم نقل آخر كتاب النكاح.
وقال في آخر كتاب الطلاق: هذا آخر
(1)
كتاب الطلاق الموثَر من المعاني الدقاق، أملاه
(2)
المحبوس عن الانطلاق المبتلى بوحشة الفراق، مصلّيا على صاحب البراق، صلى الله عليه وآله وصحبه أهل الخير والسباق صلاة تتضاعف، وتدوم إلى يوم التلاق، كتبه العبد [البريء عن النفاق]
(3)
.
وقال في آخر كتاب
(4)
العتاق: انتهى شرح العتاق من مسائل الخلاف والوفاق، أملاه المستقبل للمحن بالاعتناق المحصور في طرف
(5)
من الآفاق، حامدا للمهيمن الرزاق، ومصلّيا على حبيب الخلاق، [ومن يحنّ]
(6)
إلى لقائه بالأشواق، وعلى آله وصحبه خير الصحب والرفاق.
وقال في آخر شرح
(7)
الإقرار: انتهى شرح كتاب الإقرار المشتمل من المعاني على ما هو سرّ الأسرار، أملاه المحبوس في موضع الأشرار، مصلّيا على النبي المختار
(8)
.
(1)
في حاشية زيادة "شرح".
(2)
في بعض النسخ: "إملاء".
(3)
في بعض النسخ: "الربي على السفاق" خطأ.
(4)
سقط من بعض النسخ.
(5)
في بعض النسخ: "طرق"، وهو تصحيف.
(6)
في الأصل بعض النسخ: "ومرتجي".
(7)
من بعض النسخ.
(8)
في هامش بعض النسخ: نقول من أواخر كتب المكاتب الولاء السير النية الرجوع عن الشهادات الوكالة من المبسوط، ثم بعد هذه نقول: ورأيت في أول شرحه لكتاب المعاقل من نسختي لكتاب المبسوط أنه أملاه غداة يوم الأربعاء، الرابع عشر من شهر ربيع الآخر سنة ست وستين وأربعمائة، ورأيت فيه أيضًا في أول شرحه لكتاب الرضاع أنه أملاه يوم الخميس، الثاني عشر من جمادى الآخرة، سنة تسع وسبعين وأربعمائة. ثم نقل ترجمة شمس الأئمة السرخسي من كتاب المسالك.
وتفقّه عليه أبو بكر محمد بن إبراهيم الحصيري، وأبو عمر وعثمان بن على [بن محمد]
(1)
البيكندي، وأبو حفص عمر بن حبيب، جدّ صاحب "الهداية" لأمه، وتقدّم كلّ واحد في بابه
(2)
.
قال القاضي شهاب الدين بن فضل الله في كتابه مسالك الأبصار في ممالك الأمصار في ترجمة شمس الأئمة السرخسي، تفقّه على شمس الأئمة الحلواني، وتلقب بلقبه، وكان إماما، فاضلا، متكلّما، فقيها، أصوليا، مناظرا، يتوقد ذكاء، لزم شمس الأئمة، تخرّج به، حتى صار في النظر فرد زمانه وواحد أقرانه. وأخذ في التصنيف والتعليق، وناظر، وشاع ذكره، وصنّف كتاب المبسوط في الفقه في أربعة عشر مجلدا، إملاء من خاطره، من غير مطالعة كتاب، ولا مراجعة تعليق، بل كان محبوسا في الجب بسبب كلمة نصح بها، وكان يملي عليهم من الجب، وهم على أعلى الجب، يكتبون ما يملي عليهم، وحلى عنه أنه كان جالسًا في حلقة الاشتغال، فقيل له: حكى عن الشافعي أنه كان يحفظ ثلاثمائة كراس، فقال: حفظ الشافعي زكاة محفوظي. فحُسِبَ ما حفظه، فكان اثني عشر ألف كراس، وله عدّة مصنّفات، كلّها معتمد عليها.
حكى عنه أنه لما خرج من السجن كان أمير البلاد قد زوج أمّهات أولاده من خدّامه الأحرار، فسأل العلماء الحاضرين عن ذلك، فكلّهم قال: نعم ما فعلت، فقال شمس الأئمة: أخطأت، لأن تحت كل خادم امرأة حرة، فكان هذا تزويج الأمة على الحرة، فقال الأمير: أعتقت هؤلاء، وجددت العقد، فسأل العلماء، فكلّهم قال: نعم ما فعلت.
فقال: شمس الأئمة أخطأت، لأن العدة تجب على أمّهات الأولاد بعد الإعتاق، فكان تزويج
…
[كلمة مطموسة] من الغير، وهو لا يجوز، فألبس الله جواب هذه المسئلة على العلماء في موضعين من مسئلة واحدة، ليظهر فضل شمس الأئمة على غيره، وهذه النقول فيما أظنّ بخط ابن السابق صاحب النسخة.
(1)
من بعض النسخ.
(2)
ترجمة الأول في الجواهر برقم 1139، والثاني برقم 926، والثالث برقم 1047.
مات في حدود التسعين
(1)
والأربعمائة.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 158): السرخسي نسبته إلى "سرخس" بفتح السين، وفتح الراء، وسكون الخاء، بلدة قديمة من بلاد "خراسان"، وهو اسم رجل، سكن هذا الموضع، وعمر، وأتم بناءه ذو القرنين، ذكره السمعاني، وقد طالعت شرحه "السير الكبير"، وأوله: الحمد لله رب العالمين، وفيه مسائل كثيرة، وفوائد حديثية غزيرة، ذكر فيه أنه قرأ "السير الكبير" على شمس الأئمة أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني، قال: أخبرنا القاضي الإمام أبو على الحسين بن محمد النسفي، قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر محمد بن الفضل، وأبو إسحاق إبراهيم ابن محمد بن حمدان الخطيب المهلبي، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحيم بن داود، قال: حدثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن توبة، قال: حدثنا محمد بن الحسن. وفي "مدينة العلوم" تخرج بشمس الأئمة عبد العزيز الحلواني، ومات في حدود خمسمائة، كان عالما أصوليا، وقد شاع أنه أملى "المبسوط" من غير مراجعة شيء من الكتب، وله كتاب في أصول الفقه، و"شرح السير الكبير"، أملاهما وهو في الجب، محبوس بسبب كلمة، نصح بها الأمراء، وكان تلامذته يجتمعون على أعلا الجب يكتبون، فلما وصل إلى باب الشروط أطلق من الحبس، فخرج، إلى "فرغانة" فأكرمه الأمير حسن، فوصل إليه الطلبة، فأكمله، وله "شرح مختصر الطحاوي"، وكتب محمد، وقيل:
(1)
سقط من بعض النسخ، وهذا التاريخ أيضًا في طبقات طاش كبري زاده، وفي الفوائد البهية: وقيل: إنه توفي في حدود الخمسمائة، ذكر ذلك ابن قطلوبغا وطاش كبري زاده في مفتاح السعادة، ونقله اللكنوي عن مدينة العلوم، ونقل اللكنوي أيضًا عن القاري أنه مات سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة، ولعلّ صوابه سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
له حفظ الشافعي ثلاثمائة كراس، فحسب ما حفظه، فكان اثني عشر ألف كراس. انتهى. وفي "طبقات القاري" أملى "المبسوط" نحو خمسة عشر مجلدا، وهو في السجن بـ "أوزجند" محبوس بسبب كلهة كان فيها من الناصحين، وهو من كبار علماءنا بـ "ما وراء النهر"، صاحب الأصول والفروع، ومات سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.
* * *
4204 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن شعيب بن هارون بن موسى الفقيه، أبو أحمد، الشعيبي نسبة إلى جدّه
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع أبا بكر الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود. روى عنه الحاكم.
وتوفي في ربيع الأول سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة.
قال الحاكم: وجمع كتابا في فضائل الإمام أبي حنيفة، رضي الله عنه عشرين جزأ، وكتابا في الزهد في نيّف وأربعين جزءا.
وقال: هو من أعلم مشايخ "نيسابور" بالشروط.
* * *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1165.
ترجمته في تاج التراجم 51، والطبقات السنية برقم 1801، وهدية العارفين 2: 46، ويقال له: النيسابوري.
4205 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن شعيب، أبو سعيد، الفقيه، الخفَّاف
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال الحاكم: كان من فقهاء أصحاب أبي حنيفة، رضي الله عنه، وممن سمع الحديث الكثير، وعُني به، وعرف الخلافيات على مذهبه، والألفاظ التي يحتاج إليها.
مات سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
4206 - الشيخ الفاضل محمد بن حسن بن أحمد بن أبي يحيى، الكواكبي، الحلبي، مفتي "حلب"، ورئيسها
* *
ذكره المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: هو المقدّم فيها في الفنون النقلية والعقلية مع سعة الجاه والمال، وشهرة الصيت والأناة والحلم.
وكان أعظم رجل، جمع كل صفة حميدة وألم بكل منقبة سامية، انتهت إليه مكارم الأخلاق والبشاشة، وصدق الوعد، وكان من علمه الزاخر وعلوّ سنّه وقدره لين قشرة المعاشرة، مخالطا، يحضر مجالس المداعبة والغنا، ويقول: ربّ معصية أورثت ذلا وافتقارًا خير من طاعة أورثت عزًا واستكبارًا.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1166.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1802، نقلًا عن الجواهر.
* * راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 3: 422، 423.
نشأ بـ "حلب"، وأخذ بها عن جمع من محقّقي عصره، منهم: الشيخ جمال الدين البابولي، وجدَّ كثيرًا، حتى نال الرتبة العظيمة، وكان حديد الفهم، سريع الأخذ للأشياء الغامضة.
حكي: أنه دخل يومًا إلى مجلس النجم محمد بن محمد الحلفاوي خطيب "حلب"، فسأله عن مسئلة في الأصول، فلم يدرها، وكان النجم قصد أن يظهر زيفه، ويعرف أنه لم يشتغل في الأصول، فقام من المجلس، وانفرد بنفسه مدة في داره، وانكبّ على مطالعة الأصول، حتى عرف من نفسه أنه حصله، وأخذ بأطرافه.
ثم ذهب إلى النجم، وناظره في مسائل كثيرة من هذا العلم، فأربى عليه، وشهد له النجم بمعرفته، وكان النجم المذكور في هذا العلم ممن لا يدرك شأوه، وما زال بعد ذلك يترقى في الفضل، حتى انفرد، وولي إفتاء "حلب"، وتصدَّر بها، وأفاد، ودرس، وألقت إليه علماؤها أعنَّة التسليم، وتواتر خبر فضله.
وبلغني أن السيّد عبد الله بن الحجازي المقدّم ذكرُه كان طالب من الوزير الفاضل أيام انضمامه إليه أن يشفع له في منصب الفتيا عن الكواكبي عند شيخ الإسلام يحيى المنقاري، فلما فاوضه الوزير في ذلك قال له المنقاري: إذا عزل الكواكبي نضطر إلى أن نوجّه إليه منصبًا يليق به، ولا يليق به إلا منصبي، وقصد بذلك أن يكفّ الوزير عن هذا الأمر، فلم يذكره له بعد ذلك، وبقيت عليه الفتوى إلى أن مات.
وألف المؤلَّفات العديدة، منها:"نظم الوقاية" في الفقه، وشرح "نظمه" شرحا مفيدًا، وله "نظم المنار"، و"شرحه" في الأصول، و"حاشية على تفسير البيضاوي"، التزم فيها مناقضة سعدي، وأخرى ناقش فيها عصام الدين، و"حاشية على شرح المواقف" للسيّد، وغير ذلك من التحريرات، وله نظم ونثر وغاية اللطافة، فمن شعره قوله:
أورقاء عن عهد الحبيب تترجم
…
ليهنك ألف بالغوير مخيم
لئن تندبي ألفا وماشط حيه
…
فإني على شط المزار متيم
وهب سجعك الموزون باللحن مطرب
…
فدمعي أوفي صامت يتكلم
لكي مثل في العندليب وسجعه
…
ولي بالفراش الشبه والفرق يعلم
وقوله:
يا أيها البدر المنير إذا بدا
…
وإذا رنا يا ليهذا الريم
ومعلم الغصن الرطيب تمايلا
…
رق النسيم لها فكاد يهيم
كم ذا تموه عن صبابة عاشق
…
صب على طول الصدود مقيم
فارحم ضنى جسدي وحسن تصبري
…
وأرع الجميل فما الجمال يدوم
وله هذا المفرد:
فلا تعجبوا من لكنة في لسانه
…
فمن حلو فيه لا يفارقه الحرف
وهذا المعنى أصله بالتركية، وكنت عربته قبل أن أرى بيت الكواكبي بقولي:
ما لكنة فيه تشين وإنما
…
تأبي الحروف فراق شهد لسانه
ولكواكبي مضمنا بيتي أبي العباس المرسي:
حتام في ليل الهموم
…
زناد فكرك تقتدح
قلب تحرق بالأسى
…
ودموع عين تنسفح
أرفق بنفسك واعتصم
…
بحمى المهيمن تنشرح
وأضرع له أن ضاق عنك
…
خناق حالك تنفسح
ما أم ساحة جوده
…
ذو محنة الأمنح
أو جاءه ذو المعضلات
…
بمغلق إلا فتح
فدع السوى وانهج على
…
نهج السوى المتضح
واسمع مقاله ناصح
…
إن كنت ممن ينتصح
ما تم إلا ما يريد
…
فدع مرادك واطرح
وأترك وساوسك التي
…
شغلت فؤادك تسترح
وله غير ذلك، وكانت ولادته في سنة ثمان عشرة وألف، وتوفي يوم الخميس ثالث ذي القعدة سنة ست وتسعين وألف.
* * *
4207 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن طاهر النَّسَوي، أبو طالب
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكره ابن النجّار، وقال: قدم "بغداد" حاجا، وحدّث بها عن محمد بن عبد الله بن الحسين النسوي الخطيب. روى عنه أبو البركات ابن السَّقَطي في "معجم شيوخه"، وقال: كان صاحب أحفاد من أبناء الدنيا.
روى ابن النجّار عنه حديثا: "سرعة المشي تُذهب بهاءَ المؤمن"
(1)
.
* * *
4208 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن الطيّب بن جعفر بن كماري الكَمَاري، الواسطي، أبو الحسين
* *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1167.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1805، نقلًا عن الجواهر.
(1)
نقله السيوطي أيضًا عن ابن النجار. انظر جمع الجوامع 1: 546.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1168.
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه على أبي بكر الرازي، وهو والد إسماعيل قاضي "واسط"، تقدّم
(1)
، وأحمد
(2)
بن الطيّب تقدّم. قال السمعاني: كان فقيها، عدلا، عراقيا.
توفي سنة سبع عشرة وأربعمائة.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد": ذكره السمعاني عند ذكر الكَمَاري، وقال: هو بفتح الكاف، والميم، في آخرها الراء، بعد الألف، هذه النسبة إلى كَمَار اسم بعض المنتسبين إليه، وهو أحمد بن الطيب بن جعفر بن كمار الواسطي الطحّان، سمع أبا محمد عبد الله بن عمر بن أحمد بن علي بن شوذب، وأباه الطيب، والزعفراني، وروى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن نصر بن علان، وابنه أبو الحسين محمد بن أحمد، وهو أبو الحسين محمد بن أحمد بن الطيب بن جعفر بن كمار الكماري، حدّث عن بكر بن أحمد، وتوفي سنة سبع عشرة وأربعمائة، وكان فقيها عارفا عدلا، قرأ الفقه على أبي بكر الرازي، وابنه القاضي أبو علي إسماعيل بن محمد الفقيه العدل، ولي قضاء "واسط"، سمع عبيد الله بن أسد، وأبا بكر أحمد بن عبيد، وأبا عبد الله بن مهدي، مولده سنة 383 هـ يوم الفطر، ومات في جمادى الأولى سنة ثمان وستين وأربعمائة، قاله الأمير بن ماكولا. انتهى.
* * *
ترجمته في الإكمال لابن ماكولا 7: 75، والأنساب 487، وكتائب أعلام الأخيار برقم 224، والطبقات السنية برقم 1806، والفوائد البهية 155، 156.
(1)
ترجمته في الجواهر برقم 352.
(2)
في بعض النسخ: "وأحمد الكماري بن الطيب"، وترجمته في الجواهر برقم 115.
باب من اسمه محمد بن أحمد بن عادل
4209 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن عادل، الرومي
، الشهير بالمولى حافظ (حافظ الدين) *
عالم مشارك في علوم.
أصله من ولاية "بردعة" في حدود العجم، ورحل إلى "القسطنطينية"، وولي بها التدريس بمدرسة علي باشا.
من تصانيفه: "حواش على مواضع من شرح المواقف" للسيد في علم الكلام، و"مدينة العلم"، و"رسالة في الهيولي"، و"حاشية على مفتاح العلوم" للسكاكي، و"حاشية على شرح وقاية الرواية في مسائل الهداية" في الفقه. توفي سنة 957 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 8: 272.
ترجمته في الشقائق النعمانية 2: 49 - 52، والكواكب السائرة 2: 26، 27، وشذرات الذهب 8: 318، وكشف الظنون 351، 901، 976، 1766، 1844، 1892، 1966، 1975، 2023، وتاريخ آداب اللغة العربية، 3: 330، وهدية العارفين 2:243.
4210 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن العبّاس بن الحسن بن جبلة بن غالب بن جابر بن نوفل بن عياض بن يحيى بن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري
، العياضي، أبو بكر أخو أبي أحمد ابن أبي نصر العياضي
(1)
، من أهل "سمرقند"، والدهما أبو نصر أحمد بن العبّاس الإمام، تقدّم
(2)
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال السمعاني: فقيه، فاضل، مناظر.
روى عن أبي علي محمد بن محمد بن الحارث.
روى عنه محمد بن صالح الحبَّال
(3)
.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد": ذكره السمعاني عند ذكر العياضي، وقال: إنه نسبة إلى عياض اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة محمد بن أحمد بن العباس بن الحسين بن جبلة بن
(1)
ترجمته في الجواهر المضية برقم 1872.
(2)
ترجمته في الجواهر برقم 16 في بعض النسخ.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1169.
ترجمته في الأنساب 403 ظ، واللباب 2: 161، وكتائب أعلام الأخيار برقم 194، والطبقات السنية برقم 1807، والفوائد البهية 156.
وتأتي له بقية ترجمته في الكنى، وفيها أنه توفي سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
(3)
في الأنساب "الجبار"، وفي اللباب "الخباز"، وكنيته فيهما أبو جعفر.
غالب بن جابر بن نوفل بن عياض بن قيس بن سعد بن عبادة الصحابي الأنصاري، المعروف بالعياضي، أخو أبي أحمد، من أهل "سمرقند"، كان فقيها، جليلا، من رؤساء البلدة. انتهى.
* * *
4211 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن عبد الله بن شَهْمرد أبو الحسن الفقيه
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال الحاكم: كان من فقهاء أصحاب أبي حنيفة.
وتوفي سنة أربع وستين وثلاثمائة.
سمع من الحاكم، أسند عنه حديثين
(1)
.
* * *
4212 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن عبد الله بن موسى أبو الحسن الرافقي نسبة إلى "الرافقة" بلدة كبيرة على "الفرات
" * *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1171.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1809، نقلًا عن الجواهر.
(1)
في بعض النسخ: "حديثان" على أن الفعل مبني للمجهول.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1172.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1810، نقلًا عن الجواهر.
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: حدّث بـ "حلب" عن النسائي الإمام، وأحمد بن الأسود الحنفي.
مات بـ "حلب" في حدود الثلاثين وثلاثمائة، ورثاه أبو بكر الصنَوْبري
(1)
بأبيات.
وكان عالما، أديبا، صالحا
(2)
، فاضلا.
* * *
4213 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن عبد الله الخطيبي الجادكي الإمام، الخطيب، الزاهد
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال صاحب "الهداية": رأيته بـ "رشدان"
(3)
قدمها علينا، وقرأت عليه أحاديث،
(1)
هو أحمد بن محمد بن الحسن الضبي، كان يحضر مجالس سيف الدولة، وأكثر شعره في الرياض والأزهار، توفي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
الأنساب 8: 98، واللباب 2: 61، والعبر 2: 237، والوافي بالوفيات 7: 379 - 383، والبداية والنهاية 11: 119، 120، وفوات الوفيات 1: 111 - 113، وشذرات الذهب 2: 335، وتهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر 1: 456، وأعيان الشيعة 9:356.
(2)
سقط من بعض النسخ.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1170.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1814، نقلًا عن الجواهر.
(3)
كذا بالنسخ، ولعلّ المقصود" رشتان"، والتاء قريبة من الدال عند النقل من لغة إلى أخرى ورشتان: بكسر الراء، وبعد السين تاء مثناة، من فوقها =
وأجاز لي، ذكره في "مشيخته"، وساق له بسنده حديثا، متنه: "من قال بعد أن يصلّي الجمعة
(1)
: سبحان الله العظيم، وبحمده، مائة مرة غفر الله له مائة ذنب، ولوالديه أربعة وعشرين ألفا".
* * *
4214 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن عبد الله، عرف بابن الخزندار ناصر الدين
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه على فخر الدين الزيلعي، وقرأ الفرائض والأصول، وسمع الحديث، وأفاد، وأعاد.
مولده سنة تسع وتسعين وستمائة، ومات سنة
(2)
....
* * *
4215 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن عبد الجبّار، أبو المظفَّر
* *
= وآخره نون، من قرى مرغينان، ومرغينان من قرى فرغانة بما وراء النهر. معجم البلدان 2:781.
(1)
في بعض النسخ: "الحمد لله".
* راجع: الجواهر المضية برقم 1173.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1812، نقلًا عن الجواهر.
وفي بعض النسخ: "بابن الخازندار"، والمثبت في بعضها، والطبقات.
(2)
بياض في بعض النسخ.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1174. =
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكره ابن النجَّار، وقال من أهل "سِمْنان"، ويعرف بالمشطَّب.
رحل إلى "مرو"، وتفقّه على أبي الفضل الكرماني، وجال في بلاد "خراسان"، ثم دخل "بغداد"، واستوطنها، ولي التدريس بمدرسة زَيْرك بسوق العميد
(1)
. وحدّث عن أبي عبد الله الحسين بن محمد بن فرخان
(2)
السمناني، وأبي نصر أحمد بن الحسين بن رجب السمرقندي.
سمع منه عمر بن علي القُرَشي، [وحدّثنا عنه أبو القاسم ابن الحدّاد قاضيها]
(3)
.
قال ابن النجار: وقرأتُ بخطّ القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القُرَشي سألته عن مولده، يعني المشطَّب، فقال: سنة أربع وتسعين وأربعمائة
(4)
بـ "سمنان".
قال: وتوفي في يوم السبت الحادي عشر من جمادى الأولى من سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، ودفن بـ "مقبرة الخيزُران".
قال ابن النجار: أنشدنا أبو القاسم ابن الحدَّاد بـ "أصبهان" أنشدنا المشطَّب:
يا أيها الباحث عن مقصدي
…
ليقتدي فيه بمنهاجي
منهاجي العقل وقمع الهوى
…
فهل بمنهاجي من هاجي
= ترجمته في المنتظم 10: 279، والوافي بالوفيات 2: 106، 107، والطبقات السنية برقم 1816.
(1)
في بعض النسخ: "العبيد" تحريف.
(2)
في بعض النسخ: "فرحان"، والمثبت في بعض النسخ، والوافي.
(3)
في الوافي "أبو القاسم ابن الحداد بأصبهان".
(4)
في المنتظم والوافي "أنه ولد سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة".
وقال ابن الجوزي في "المنتظم": كان فقيها على مذهب أبي حنيفة، رضي الله عنه، مناظرا، أفتى
(1)
سنين، رحمه الله تعالى.
* * *
4216 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق الرِّيَغْذَمُوني تقدّم والده أحمد بن عبد الرحمن، وابنه أحمد
(2)
*
سمع جدّه عبد الرحمن
(3)
.
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال السمعاني في "الأنساب": روى لي عنه جماعة، منهم: أبو عمرو بن علي النسفي
(4)
، وكان من أفضل الناس ممن تفرَّد في وقته بالسكون، والوقار، والمحافظة على الصيانة والديانة، فوّض إليه الإمامة في الجامع بـ "بخارى"، والخطابة، فتولاهما على أحسن ما يكون.
وتوفي بـ "بخارى" سنة ثمان عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
(1)
في المنتظم بعد هذا "ودرس".
(2)
ترجمة الأول في الجواهر برقم 124، وترجمة الثاني برقم 182.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1175.
ترجمته في الأنساب 6: 217، وكتائب أعلام الأخيار برقم 304، والطبقات السنية برقم 1817، والفوائد البهية 24، "أثناء ترجمة أبيه".
(3)
ترجمة عبد الرحمن في الجواهر برقم 768.
(4)
هو أبو عمرو عثمان بن علي النسفي، كما في الأنساب، والطبقات السنية. وفي بعض نسخ الأنساب "البيكندي" مكان "النسفي".
باب من اسمه محمد بن أحمد بن عبد العزيز
4217 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد المعروف بصدر جهان بن عبد العزيز بن محمد بن حسام الدين
الصدر الشهيد عمر بن عبد العزيز بن عمر بن مازه *
كان من أعزّ أبناء بني مازه.
وكان إماما فارسا في البحث، عديم النظير.
له مشاركة في العلوم، وتعليق في الخلاف.
قدم "بغداد" حاجا سنة ست وخمسين وستمائة.
وكان معه جماعة من فقهاء بلده.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 177): هو على ما ذكره الكفوي من نسبه يكون ابنا لابن ابن الصدر الشهيد عمر، شارح "الجامع الصغير"، الذى مرت ترجمته في "طبقات القارئ" محمد بن عبد العزيز البخارى، المعروف بصدرجهان، له تعليق في الخلاف، قدم "بغداد" حاجا سنة ثلاث وستمائة، وكان معه جماعة من فقهاء بلده، فتلقاه ركب عظيم من الوزراء والأمراء والأعيان، وحج، ولما خرج من "بغداد" إلى بلده خرج الناس يسبّونه، فإن غلمانه كانوا يمنعون الحاج من الماء في المنازل، فحصل لهم العطش العظيم.
* راجع: الفوائد البهية. ص 177.
انتهى وفيه مخالفة لما أرخ الكفوي وروده لـ "بغداد"، لكنه موافق لما في "كامل ابن الأثير" في حوادث سنة 603 هـ، حيث قال: وفيه حج برهان الدين صدرجهان، وفيها حج برهان الدين صدرجهان محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن مازه البخارى، رئيس الحنفية، فلما حج لم تحمد سيرته، ولم يصنع معروفا، وكان قد أكرم بـ"بغداد" عند قدومه من "بخارى"، فلما عاد لم يلتفت إليه لسوء سيرته مع الحاج، وسماه الحجّاج صدرجهنم. انتهى. وبه يظهر خطأ الكفوى فيما ذكره من وروده "بغداد" سنة 656 هـ، إذ لو كان كذلك لم يكن له ذكر في "الكامل" لأن منتهى الحوادث المذكورة فيه سنة 628 هـ، ووفاة مؤلفه عز الدين علي بن محمد، المعروف بابن الأثير الجزري سنة 630 هـ، كما ذكره ابن خلكان، لكن ما ذكره ابن الأثير من نسبه يقتضى أن يكون صدرجهان ابنا للصدر السعيد أحمد بن عبد العزيز ابن عمر بن مازه، وهو منظور فيه فليحرر.
* * *
4218 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز أبو المعالي
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: هو مصنّف "تتمة الفتاوى"
(1)
.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1176.
(1)
ذكر ابن قطلوبغا في تاج التراجم محمود بن أحمد بن عبد العزيز أبا المعالي، ثم قال له كتاب تتمة الفتاوى، هكذا في النسخ التى بأيدينا، وذكره عبد القادر في المحمدين، وله كتاب نصاب الفقهاء في الفتاوى،=
4219 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز القونوي
مَحْتِدا، الدمشقى مولدا، الإمام ناصر الدين، عرف بابن الرَّبْوه *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: كان علامة، ذا فنون في الفقه والفرائض والأصول والعربية.
وله التصانيف، منها: "الدر المنير
(1)
فى حل إشكال الكبير"، وله "قدس الأسرار في اختصار المنار"، وله "المواهب
(2)
المكية في شرح الفرائض السراجية"، وله "شرح المنار"، وغير ذلك.
= وذكر حاجي خليفة في كشف الظنون 1: 343، 344، أن صاحب تتمة الفتاوى هو برهان الدين محمود بن أحمد بن عبد العزيز، وهو يعني ابن مازه، وانظر أيضا كلام اللكنوى في الفوائد البهية 206.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1177. ترجمته في: من ذيول العبر "ذيل الحسيني" 369، 370، والدرر الكامنة 3: 416، وتاج التراجم 61، والنجوم الزاهرة 11: 83، وكتائب أعلام الأخيار برقم 567، والدارس 1: 598، والطبقات السنية برقم 1818، وكشف الظنون 1:570، 2: 1247، 1824، والفوائد البهية 156، وهدية العارفين 2: 162.
وفي بعض النسخ، وتاج التراجم "القنوى" مكان "القونوى"، وفي الدرر "المعروف بالربوة"، وفي الطبقات السنية "المعروف بالربوه" مكان "عرف بابن الربوة"، وضبط التميمي "الربوة" بالعبارة، فقال بضم الراء، وسكون الباء الموحدة، وفتح الواو، وبعدها هاء، وضبط الراء بالفتح ضبط قلم فيما بين يدي مضبوطا من مصادر الترجمة.
(1)
في كشف الظنون 1: 570، والدر النظيم "المنير".
(2)
في بعض النسخ، والفوائد "المذاهب"، وهو تحريف.
قرأ "الهداية" على الشيخ رضي الدين إبراهيم بن سليمان المعروف بالمِنْطِيقي، وأجازه بالإفتاء، وذلك في سنة إحدى وعشرين وسبعمائة.
وقرأ "الجامع الكبير" على العلامة صدر الدين على الحنفي، بحقّ قراءته على الصدر سليمان المصنّف.
قدم علينا "القاهرة" سنة تسع وخمسين وسبعمائة، فأقام بها إلى أن توجَّه إلى "مكة" صحبة الركب الرَّجَبي، فأقام بها إلى أن قضى حجه من عامه.
ثم توجَّه إلى "الشام"، فأقام بها إلى أن مات في شهور سنة أربع وستين وسبعمائة
(1)
.
* * *
4220 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن عبيد البخاري
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: قرأ بـ"ما وراء النهر" على أبى إسحاق النوقدي، وعلى أبي عبد الله محمد بن يحيى البكراباذى.
ذكره الهمذاني في طبقة أبى عبد الله قاضي القضاة الدامَغاني، وذكر أنه سافر إلى "الشام"، فولي القضاء بـ"حلب"، ونفذ به صاحبها أنُوشْتِكِين
(1)
ذكره ابن تغري بردي في وفيات سنة خمس وستين وسبعمائة، قال: في هذه السنة، وقيل: في الخالية.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1179.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1820، نقلا عن الجواهر.
البربرى
(1)
في رسائل إلى "ما وراء النهر"، ونفذ معه مالا عظيما ليبنى له مدارس ومساجد وقناطر، ويصل أهلا له هناك، لأنه خرج من عندهم مملوكا فقيرا، فأراد أن يريهم ملكه ونعمته، وأنه ملك "الشام" بأسره.
فوصل البخارى إليهم، فحبسوه، وقالوا: جئتنا في رسائل الإسماعيلية، وبقى في حبسهم سنين، حتى أطلق بسبب ظريف، وذلك أن الخان كتب إلى السلطان ألب أرسلان يُعَنِّفه على نَهْب العساكر ببلاد "خراسان"، وعبثهم بها، فأجابه بالاعتذار والتبرّي من هذه الأفعال، وأنه ودّ أنه
(2)
لو مات، ولم يكن ذاك
(3)
، وعادة العساكر إذا طرقوا البلاد أن يفعلوا الأفاعيل، حتى تستقيم الأمور، ولكن ما عذركم في رجل فقيه أتاكم من بلاد بعيدة برسالة رجل منكم، قال لكم: إني حصَّلت الأموال، وأريد أن أصرفها فى الطاعات، وأن أعمِّر جوامعكم ومدارسكم، وأصَّدَّق على فقراء عرفتهم عندكم، فأخذتم المال، فحبستموه.
فلما وقف الخان على كتابه، وكان أبوه الذي حبسه أطلقه، وأحسن إليه، وأذن له في الخروج عن بلاده.
ومضى أبو جعفر البخارى إلى "مصر"، فأقام بها سنين كثيرة، ورجع إلى "العراق" بكتب نفيسة حسنة، ومن جملتها: كتاب "الأنساب" للبلاذُري
(1)
في الأصل "أنوشتكين التبريزي"، وفي بعض النسخ:"أبو سكين الفربري"، والمثبت في بعض النسخ.
وقد ذكره ابن الأثير في حوادث سنة اثنتين وأربعمائة، وذكر أنه كان نائبا للمصريين في الشام الكامل 9: 230، وهو في النجوم الزاهرة 4: 252، المعروف بالدزبري. انظر حاشيته، وفيها ترجيح أن يكون الصواب التزبري.
(2)
في بعض النسخ: "وله ملك"، وفي الطبقات السنية:"وأن له ملك".
(3)
سقط من بعض النسخ.
في عشرين مجلّدا، ما كان بـ"العراق" منه نسخة، وغير ذلك من الأواني البلُّور الفاخرة.
وقصد نظام الملك، فأكرمه، وأجرى عليه، وعلى ابنه أبي اليمن مسعود جرَاية
(1)
سنية، ووردا "بغداد"، فأقاما بها.
وكانا يعرفان الكلام على مذهب المعتزلة، ولهما مجلس نظر يحضره
(2)
الفقهاء بدارهما
(3)
بباب الأزج.
وتوفي أبو جعفر في رابع المحرّم سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وجاوز تسعين من العمر.
وتقدّم ابنه أبو اليمن عند الوزير ابن عميد الدولة أبي منصور بن جَهِير
(4)
، ورفع إلى الخليفة المستظهر بالله
(5)
عنه، أسباب تقدّم بإخراجه عن "بغداد" لأجلها، فخرج إلى سيف الدولة أبي الحسن صدقة بن مَزْيَد، ومات عنده بالنيل
(6)
في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
* * *
(1)
في بعض النسخ: "ذلك".
(2)
في بعض النسخ: "جزاية".
(3)
في بعض النسخ: "بحضرة".
(4)
في بعض النسخ: "يذكرهما"، وفي بعضها "بذكرهما"، وفي وبعض آخر "بذكرهما"، والتصويب من ترجمة ولده مسعود الآبية برقم 1652.
(5)
هو أبو القاسم علي بن محمد بن جهير وزر لخليفة المستظهر بالله مرتين، وكان سديد الرأى، حسن التدبير، توفي سنة ثمان وخمسمائة. تاريخ الخلفاء للسيوطي 426 - 431.
(6)
النيل هنا بليدة في سواد الكوفة، قرب حلة بنى مزيد يخترقها خليج كبير، يتخلج من الفرات الكبير حفره الحجّاج بن يوسف، وسماه بنيل مصر. معجم البلدان 4:861.
4221 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن عبيد الله
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: والد صاعد أبي العلاء عماد الإسلام
(1)
.
* * *
4222 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن عثمان جلال الدين
ابن أبي العبّاس ابن التركماني *
تقدّم والده وجدّه وعمّه وابن عمّه عبد العزيز بن علي أهل بيت علماء فضلاء.
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: درّس وأعاد.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1178.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1815، نقلا عن الجواهر.
(1)
ترجمته في الجواهر برقم 658، وكانت ولادته سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1180.
ترجمته في تاج التراجم 59، 60، والطبقات السنية برقم 1820، وكشف الظنون 2: 1749 - 2018، والفوائد البهية 156، وهدية العارفين 2: 157، ويقال له:"المارديني".
ومات شابا سنة تسع وأربعين وسبعمائة
(1)
، ومولده سنة أربع عشرة وسبعمائة.
* * *
4223 - الشيخ الفقيه محمد بن أحمد بن عزّة الحيدر آبادي
، نواب محي الدولة محمد ديار خان بهادر *
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان صدر صدور الدكن، ومحتسب الدولة الآصفية بـ"حيدرآباد".
ولد، ونشأ بها، وتقرّب إلى الملوك، فصار الأمراء ومن دونهم من الناس يكرمونه غاية الإكرام، ويتلقّون إشاراته بالقبول، واجتمع لديه جمع كثير من العلماء والمشايخ، وكان يمنحهم الجوائز الثمينة والصلات الجزيلة، وكانت له إقطاعات عظيمة من الأرض الخراجية، وبقيت في أعقابه، وهم أغنياء ليس لهم في العلم والعمل شأن يذكر.
مات لثلاث بقين من ذي الحجّة سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف بـ"حيدرآباد"، كما في "مهر جهانتاب".
* * *
(1)
ترجمة والده في الجواهر برقم 139، وجده برقم 927، وعمه على بن عثمان برقم 984، وابن عمه برقم 828.
* راجع: نزهة الخواطر 7: 451، 452.
باب من اسمه محمد بن أحمد بن علي
4224 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن على بن خالد، أبو عبد الله، الأُوْشِي
*
بضم الألف، والشين المعجمة المكسورة، نسبة إلى "أوش" من بلاد "فرغانة".
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سكن "بخارى"، وكان يدرّس بها الفقه علي مذهب أبى حنيفة رضى الله عنه.
قال ابن النجَّار: قدم "بغداد" حاجا في سنة إحدى عشرة وستمائة، وحدّث بها عن القاضى أبي حفص عمر بن محمد بن علي الزرنجري، وذكر لي أبو عبد الله بن سعيد الحافظ الواسطى أنه سمع منه، وكنت إذ ذاك بـ"خراسان" في رحلتي إليها، وبلغنا
(1)
أنه توفي بـ"بخارى" أواخر المحرّم أو أوائل صفر سنة عشرة وستّمائة، ودفن بـ"كَلَاباذ".
وقال الذهبي: درّس المذهب بـ"بخارى"، وحجّ، فأخذ عنه ابن الدُّبَيْثى
(2)
.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1181. ترجمته في معجم البلدان 1: 405، وذيل ابن الدبيثى 1: 159، 160، والتكملة لوفيات النقلة 4: 212، والمشتبه 35، والطبقات السنية برقم 1821، وهدية العارفين 2: 84.
(1)
في بعض النسخ: "وبلغني".
(2)
في بعض النسخ:"ابن الزينبى" تحريف، وانظر المشتبه، وذيل ابن الدبيثى.
وقال
(1)
: سكن "بخارى"، وكان فقيها، حنفيا، مدرّسا بها.
قلت: ذكر المنذرى في (وفيات
(2)
النقلة) أنه توفي في أوائل صفر سنة ثلاث عشرة وستمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
4225 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن على بن شاهويه
، أبو بكر القاضي الشاهوي الفارسي *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: سمع أبا خليفة الجُمَحي، [وزكريا بن يحيى]
(3)
الساجي.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله.
(1)
أى ابن الدبيثى.
(2)
في بعض النسخ: "كنيات" خطأ.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1182.
في بعض النسخ: "بن يحيى بن زكريا"، وفي بعض "يحيى بن زكريا"، وكل ذاك خطأ. انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ 4:709.
ترجمته في الصيمري 156، وطبقات الفقهاء للشيرازي 144، ووفيات الأعيان 4: 211، والوافي بالوفيات 2: 44، وطبقات الشافعية الوسطى لابن السبكى، (وحاشية طبقات الشافعية الكبرى 3: 78)، والطبقات السنية برقم 1822.
(3)
في بعض النسخ: "بن يحيى بن زكريا"، وفي بعضها:"ويحيى بن زكريا"، وكل ذلك خطأ. انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ 4:709.
ومات بـ"نيسابور" سنة إحدى
(1)
وستين وثلاثمائة، وردها رسولا، جمع بين الفقه وعلم الحساب.
قال الحاكم: كان أقام بـ"نيسابور" زمانا، ثم رجع إلى "بخارى"، وكان يدرّس في مدرسة أبي حفص الفقيه، ثم انصرف، ورجع إلى بلاد "فارس"، فتولى القضاء بها.
قال الصيمرى: ومن طبقة الشيخ أبى عبد الله الحسين المتكلّم أبو بكر ابن شاهويه، وإليه انتهى علم الحساب، وكان عضد الدولة أخرجه مع جماعة من الفقهاء إلى "بخارى" في رسالة، فزُيّنت له بلاد "خراسان"، ثم قال: حدثنى إسماعيل الزاهد، قال: رأيت أبا بكر [محمد] بن الفضل، وقد حمل إليه جزءا
(2)
فيه مشكلات من الكتب، فأملى أبو بكر بن شاهويه جوابها من ساعته، فقبَّل ابن
(3)
الفضل رأسه، وقال: ما ظننت أن على وجه الأرض مثلك.
والشاهُوي بفتح الشين المعجمة، وضم الهاء، وفي آخرها الياء من تحتها باثنتين، هذه النسبة إلى شاهويه اسم للجدّ شاهويه.
* * *
4226 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن على بن محمد بن على بن محمد
ابن عبد الملك الدامغاني، أبو منصور ابن أبي الحسين ابن
(1)
وفي وفيات الأعيان والوافي بالوفيات "اثنتين".
(2)
من أخبار أبي حنيفة وأصحابه
(3)
في بعض النسخ: "جزء".
قاضى القضاة أبو الحسن ابن قاضى القضاة أبي عبد الله [وهو أخو قاضى القضاة أبي الحسن علي]
(1)
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال ابن النجار: شهد عند أخيه في ذي الحجّة سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، فقبل شهادته، واستنابه على الحكم والقضاء.
كان فقيها فاضلا، له معرفة بالأحكام، وصنعة القضاء.
وسمع الحديث من أبوي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين
(2)
، وهبة الله ابن أحمد بن عمر الحريري، وعبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي، وغيرهم.
مات شابا قبل أوان
(3)
الرواية، قرأت في "كتاب التاريخ" لصدقة بن الحسين بن الحدّاد الفقيه، قال: سنة ست وأربعين وخمسمائة في يوم الأربعاء سابع عشر ربيع الأول.
توفي شرف الدين أخو قاضى القضاة ابن الدامغاني، وصلّى عليه بجامع القصر، ودفن عند أبيه [بنهر القلّايين]
(4)
.
قال: وكان فقيها حسنا، متميّزا، مناظرا، مشتغلا بالعلم، رحمه الله تعالى.
* * *
(1)
سقط من بعض النسخ: وترجمته في الجواهر برقم 946.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1184.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1825، وسياق نسبه كما ورد في ترجمة أخيه علي، فيه زيادة "بن الحسن" بين "محمد" و"عبد الملك".
وسقط من بعض النسخ "ابن قاضى القضاة أبي عبد الله".
(2)
في بعض النسخ: "الحسين" تحريف.
(3)
سقط من بعض النسخ.
(4)
في بعض النسخ: "شهر العلانيين" تصحيف وتحريف.
4227 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن على الإستراباذي والد الحسن
، تقدّم
(1)
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقَّه عليه ابنه الحسن، وسمع منه.
* * *
4228 - الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة صاحب المقامات العليّة والكرامات المشرقة الجليّة نظام الدين محمد بن أحمد بن علي البخاري البدايوني
* *
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الأولياء المشهورين بأرض "لهند".
انتهت إليه الرياسة في دعاء الخلق إلى الله تعالى، والتسليك في طريق العبادة، والانقطاع عن الدنيا، مع التضلّع من العلوم الظاهرة، والتبحّر فى الفضائل الفاخرة.
ولد بمدينة "بدايون" في سنة ستّ وثلاثين وستمائة.
(1)
ترجمته في الجواهر برقم 474، وهو من رجال القرن الخامس.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1183.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1824.
* * راجع: نزهة الخواطر 2: 124 - 131.
وتوفي والده في صغر سنه، فتربّي فى حجر أمّه، واشتغل بالعلم، وقرأ الفقه والأصول العربية على الشيخ علاء الدين الأصولي.
ثم سافر إلى "دهلي"، وكان في الخامسة عشرة من سنّه، فقرأ الكتب الدرسية على أساتذتها، منهم: الشيخ شمس الدين الخوارزمي، وحفظ عنه أربعين مقامة من "المقامات" للحريرى.
ثم قرأ "المشارق" للصغاني على الشيخ كمال الدين محمد الزاهد الماريكلى، وحفظه كفارة عن "المقامات".
ثم سافر إلى "أجودهن"، وأخذ عن الشيخ الكبير فريد الدين مسعود الأجودهني القرآن الكريم، و"عوارف المعارف"، و"كتاب التمهيد" للشيخ أبى شكور السالمي، ولبس منه الخرقة، وصحبه مدّة، وأجازه الشيخ في سنة تسع وستين وستمائة، وأذن له إلى "دهلى"، وأمره أن يقيم بها، فرجع، وأقام بـ"دهلى" في أمكنة عديدة، يدور في محلّاتها طالبا العزلة، حتى أقام بـ"غياثبور".
واشتغل بها بالمجاهدة من الصيام والقيام والذكر والفكر في الأربعينات على طريق السادة المشايخ الجشتية
(1)
، وكان شيخه فريد الدين أوصاه عند توديعه أن يحفظ القرآن الكريم، وأن يصوم دائما، وقال: إن الصوم نصف الطريق، فلازمه، وحفظ القرآن، وانقطع إلى الله سبحانه بقلبه وقالبه، مع
(1)
نسبة إلى الطريقة الجشتية، وهي الطريقة الجشتية: وهي لإمام الطريقة الشيخ معين الدين حسن السنجري المتوفى سنة 627 هـ، وجِشْت قرية شيوخه، ومدارها على الذكر الجلى بحفظ الأنفاس، وربط القلب بالشيخ على وصف المحبة والتعظيم، والدخول في الأربعينات، مع دوام الصيام والقيام، وتقليل الكلام والطعام والمنام، والمواظبة على الوضوء، وربط القلب بالشيخ، وترك الغفلة رأسا، ولهم أشغال غير ما ذكرناه. انظر الثقافة الإسلامية في الهند 180.
الزهد والعبادة والعفاف والقنوع والتوكّل والإيثار وسائر الأخلاقِ المرضيّة، ولقد أحلّه الله تعالى من الولاية محلا لا يرام ما فوقه، وهدى به في عهده، ثم بأصحابه من بعده خلقا لا يحصيهم إلا من أحصى رمل عالج، فلا ترى ناحية من نواحي المسلمين من بلاد "الهند"، إلا وقد نمت فيها طريقته، وجرى على ألسنة أهلها ذكره، إليه ينتمون، وبه يتبرّكون.
وكان إماما مجاهدا زاهدا صاحب الترك والتجريد، يقوم الليل، ويصوم النهار، لم ينكح امرأة، ولم يبن دارا، ولم يدّخر شيئا، ولم يرض بلقاء الملوك والسلاطين، مع إلحاحهم على ذلك، وشدّة توقهم إليه.
قال الكرماني في "سر الأولياء": إن جلال الدين فيروز الخلجي كان يريد أن يلاقيه، وهو يمنعه من ذلك، فأراد أنه يدخل عليه بغتة بغير إذن، فلمّا اطلع الشيخ على ذلك خرج من "دهلى"، وذهب إلى "أجودهن" قبل أن يحضر الملك عنده.
وكذلك أرسل إليه علاء الدين محمد شاه الخلجى كتابا يشتمل على بعض مهمّات الأمور، ودعاه يستشيره في بعض المصالح، فأبى، وقال: إن كان السلطان لا يحبّ أن أقيم في ملكه، فيظهر ذلك من غير تورية، فإن أرض الله واسعة، فأرسل إليه السلطان ابنه، واعتذر من مخاطبته إياه في تلك الأمور، واستأذن في حضوره لديه، فأبى الشيخ، ولما أصرّ السلطان على ذلك، قال: إن في دارى بابين، يدخل السلطان من باب، وأخرج من الباب الآخر.
ومن ذلك ما روي أن قطب الدين بن علاء الدين الخلجي كان معتادا أن يحضر العلماء والمشايخ في غرّة كلّ شهر للتهنئة، وكان الشيخ لا يذهب بنفسه النفيسة، بل يذهب خادمه إقبال نيابة عنه، فاغتاظ السلطان منه، وقال: إن لم يحضر الشيخ بنفسه في الشهر القابل نفعل به ما نشاء، فاغتمّ
الناس، وكانوا يتناجون بينهم، والشيخ كان جذلا، رخي البال، فارغ الخاطر، لا يرى عليه أثر الحزن، حتى استهلّ الشهر، وقتل السلطان المذكور في تلك الليلة.
قال الكرماني: إن غياث الدين تغلق شاه لما استقلّ بالملك حرّضه بعض العلماء على أن ينكر على الشيخ استماع الغناء، والسلطان يتأخّر عنه، ويقول: كيف أجترئ على ذلك؟ فإنه مع جلالته في العلم والعمل والتقوى والعزيمة كيف يرتكب الحرام، فعرضوا عليه الفتوى التى رتّبها الفقهاء على القاضي حميد الدين الناكوري في استماع الغناء، فأمر السلطان بإحضار الشيخ للمناظرة بمحضر من الناس، فقبله الشيخ، وحضر ذلك المجلس المحفوف بالعلماء والمشايخ والصدور والقضاة، فأقبل عليه القاضي جلال الدين الولوالجي، وطفق يطعن عليه، ويشنّع عليه استماع الغناء، وكان الشيخ يسمعه بالتحمّل والسكينة، حتى أخذ القاضى في الزجر والتوسّع إلى الغاية، فقال الشيخ: لعلك تقول ذلك بلسان الحكومة، وإنك معزول عنها، فسكت القاضي.
وقيل: إنه عزل عن خدمته بعد اثنى عشر يوما، ثم أقبل عليه حسام الدين شيخ زاده، ونحا نحو القاضي المذكور، فقال الشيخ: إن ذلك الكلام بمعزل عن دأب المناظرة، فليكن عمود البحث متعيّنا أولا، ثم سأله عن معنى الغناء، فقال: لا أدري ما هو، ولكنّي أعلم أنه حرام عند العلماء، فقال الشيخ: إن كنت لا تعلم ما هو فلست لي بالمخاطب في البحث والمناظرة، ثم كثر اللغط.
وقال القاضى كمال الدين: إنه صحّ عن الإمام الأعظم أنه قال: السماع حرام، والرقص فسق، فقال الشيخ: كلا! لم يصحّ ذلك عن الإمام.
ثم جاء الشيخ علم الدين سليمان الملتاني، فرفع السلطان تلك القصّة إليه، وحكمه في ذلك، فقال: إني صنّفت في ذلك رسالة، وبيّنت
فيها دلائل الحلّ والحرمة، وقضيت فيه بأنه حلال لمن يسمع بالقلب، وحرام لمن يسمع بالنفس.
فقال السلطان: إنكم سرتم إلى بلاد "الروم" و"الشام" و"بغداد"، هل يمتنع المشايخ عن استماع الغناء في تلك البلاد أم لا؟
فقال: لا، فإن المشايخ يستمعون الغناء بالدفّ من غير نكير عليه.
فقال القاضي جلال الدين المذكور: ينبغي للسلطان أن ينصر مذهب الإمام الأعظم رحمه الله، ويحكم بالمنع عنه.
فقال الشيخ نظام الدين: لا ينبغى له أن يحكم بشئ قبل أن تفصل القضية.
ثم لما كانت أدلة التضليل لمن يقول بالتحليل ظاهرة البطلان رجع البحث إلى الحلّ والحرمة.
ثم آل إلى أولوية الترك أو الفعل، وكان من أول الضحى إلى الزوال، ثم انفضّ المجلس، وأذن له تغلق شاه بالرجوع مراعيا للأدب والاحترام.
فلما رجع الشيخ إلى داره، وفرغ من صلاة الظهر أمر بإحضار القاضي محي الدين الكاشاني، والقاضى ضياء الدين البرني، وخسرو بن سيف الدين الدهلوي.
وقال: إني عجبت اليوم من جرأة الفقهاء، كيف أنكروا الأحاديث؟ وقالوا: إن الرواية الفقهية مقدّمة عليها، وبعضهم قالوا: إن ذلك الحديث متمسّك للشافعى، وهو عدوّ لعلمائنا، فلا نستمعه، ولا نعتقده.
وقالوا ذلك بمحضر الصدور والقضاة، فكيف يصحّ اعتقادهم في الأحاديث! فإن رضي السلطان بها ومنع عن رواية الحديث أخاف أن يحلّ عليهم غضب الله سبحانه، ويهلك الحرث والنسل بسوء اعتقاد العلماء بالحديث.
قال الكرماني: وقد وقع ما قال الشيخ بعد بضع سنين من يد محمد شاه تغلق، فإنه قتل من السادة والأشراف مالا يحصر بحدّ وعدّ، ثم أخرج الناس من "دهلي" إلى "دولت آباد"، فلم بيق في "دهلى" أحد، ومضت على ذلك شهور وأعوام، وكان ذلك بعد وفاة الشيخ.
قال الكرماني في "سير الأولياء": إنه كان حنفيا، ولكنّه كان يجوّز القراءةَ بالفاتحة خلف الإمام في الصلاة، وكان يقرؤها في نفسه، فعرض عليه بعض أصحابه ما روى: إني وددت أن الذي يقرأ خلف الإمام في فيه جمرة، فقال: وقد صحّ عنه صلى الله عليه وسلم: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب، فالحديث الأول مشعر بالوعيد، والثاني ببطلان الصلاة لمن لم يقرأ بالفاتحة، وإني أحبّ أن أتحمّل الوعيد، ولا أستطيع أن تبطل صلواتي، على أنه قد صحّ في الأصول أن الأخذ بالأحوط والخروج من الخلاف أولى.
وكان رحمه الله يجوّز صلاة الجنازة على الغائب، ويستدلّ عليه بالحديث المشهور، وكان يقول: إذا سمعتم بالحديث، ولم تجدوه في الصحاح، فلا تقولوا: إنه مردود، بل قولوا: إنا ما وجدناه في الكتب المتلقّاة بالقبول.
وكان يستمع الغناء بالدفّ، وإذا أراد أن يستمع يقلّ في طعام الإفطار قبل ذلك بيومين، وكان إفطاره بمقدار قليل لا يستطيع الرجل أن يعتاده، وكان مغنّيه ذا دين، وكان تواجده أن يقوم على سجادته، ويبكى بكاء شديدا، تبلّ دموعه المناديل، وكان يحبّ أن يخفى على الناس بكاءه، وقلّما رآه الناس باكيا، وانما يعرفون ذلك ببل المناديل، فكان يمسحها بيده ومنديله، ولم يسمع منه في ذلك الحال صوت التأوّه قطّ.
وكان يحترز عن المزامير، ويمنع أصحابه عن ذلك، ويقول: إنها حرام في الشريعة المطهّرة.
وكان يقول: إن السماع على أربعة أقسام: حلال وحرام ومكروه ومباح، فإن كان المستمع له ميلان إلى الحقيقة فله مباح، وإن كان له ميلان
إلى المجاز فله مكروه، وإن كان قلبه متعلّقا بالمجاز بأسره فعليه حرام، وإن كان قلبه متعلقا بالحقيقة بأسرها فله حلال، وكان يقول: إن للسماع آدابا من حيث المستمع والمسمع والمسموع وآلة السماع، فلا بدّ أن يكون المستمع مائلا إلى الحقّ، والمسمع رجلا صالحا، لا امرأة ولا أمرد، والمسموع خاليا عن الهزل، وآلة السمع لا تكون محركة كالسنك والرباب وغيرهما من المعازف والمزامير.
ويقول: لا بدّ أن يكون المجلس خاليا من غير الصلحاء. انتهى.
وقد ذكره علي بن سلطان القارئ المكي في كتابه "الأثمار الجنيّة في أسماء الحنفية"، وقال: إنه شيخ فقيه علما وحالا، وإليه المنتهى في دعاء الخلق إلى الله تعالى وتسليك طريق العبادة والانقطاع عن علائق الدنيا، هذا مع التضلّع من العلوم الظاهرة والتبحّر في الفضائل الفاخرة، ومكاشفاته والخوارق التي ظهرت على يده، ولسانه أكثر من أن يطمع في إحصائها بقلم ولسان، وقبره اليوم مقصد جميع أهل تلك البلاد من الحاضر والباد، وقلّد المسلمون في تعظيمه الكفار، فيقصدونه للتكريم والزيارة. انتهى.
وقد ذكره مجد الدين الفيروز آبادي صاحب "القاموس" في كتابه "الألطاف الخفيّة في أشراف الحنفية"، وذكره عبد الرحمن الجامي في كتابه "نفحات الأنس وحضرات القدس".
وصنّف كثير من العلماء في أخباره كتبا مستقلّة، أحسنها:"سير الأولياء" مع أكثر أصحابه ملفوظاته، أشهرها:"فوائد الفؤاد".
مات رحمه الله تعالى في سنة خمس وعشرين وسبعمائة، وله تسع وثمانون، ودفن بمدينة "دهلي" في قاع خارج المدينة، بنى فيه محمد شاه تغلق ومن الملوك الأبنية الرفيعة، وقبره مشهور ظاهر يزار، ويتبّرك به.
* * *
4229 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن على أبو بكر القزَّاز
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو أستاذ جماعة من الأئمة الفقهاء
(1)
.
* * *
باب من اسمه محمد بن أحمد بن عمر
4230 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن أبى شاكر بن عبد الله الأربلي
، ذو الفضائل، الملقّب بالمجد، العلامة، الزاهد ابن الظهير، المعروف بابن الإربلى* *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1185.
ترجمته في كتائب أعلام الأخيار برقم 377، والطبقات السنية برقم 1826، والفوائد البهية 156، وترجم الكفوى لآخر بهذا الاسم برقم 330.
(1)
في الفوائد البهية زيادة "منهم عبد الرشيد الولوالجي".
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1186.
ترجمته في العبر 5: 316، والوافي بالوفيات 2: 123 - 127، والبداية والنهاية 13: 282 - 283، وفوات الوفيات 2: 356، 366،=
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: سمع الكثير من أصحاب أبى الوقت وغيره.
درّس للطائفة الحنفية بـ"دمشق"، وقدم "القاهرة"، فسمع بها.
وحدّث، وله شعر، أنشدني شيخنا أبو محمد الحلبي الحنفي، أخبرنا الأديب أبو عبد الله محمد بن عمر المنبجي
(1)
، أنشدنا محمد بن أحمد بن عمر لنفسه
(2)
رحمه الله تعالى:
طرفي وقلبي ذا يسيل دما وذا
…
دون الوري أنت العليم بقرحه
(3)
وهما بحبّك شاهدان وإنما
…
تعديل كل منهما في جرحه
مولده بـ"إربل"
(4)
في صفر سنة اثنتين وستمائة، ومات بـ"دمشق" سنة سبع وسبعين وستمائة ليلة الجمعة ثاني عشر ربيع الآخر.
تفقّه على مذهب أبي حنيفة على عبد الرحمن بن محمد الفقيه البغدادي، وبرع فيه، وسمع بـ"بغداد" و"دمشق".
= والنجوم الزاهرة 7: 283، 285، وطبقات النحاة واللغويين 48، وبغية الوعاة 1: 37، والدارس 1: 574، 575، والطبقات السنية برقم 1827، وكشف الظنون 1: 767، وشذرات الذهب 5:359.
وكنيته "أبو عبد الله".
(1)
في بعض النسخ: "السنجبي" خطأ.
وبدر الدين المنبجي، هذا شاعر تعانى الأدب، وتخرج بابن الظهير، وتوفي بمصر سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة. الدر الكامنة 4: 220، 221.
(2)
البيتان في الوافي بالوفيات 2: 125، وبغية الوعاة 1: 37، والطبقات السنية.
(3)
في الوافي والبغية والطبقات السنية: "قلبى وطرفي".
(4)
إربل قلعة حصينة ومدينة كبيرة في قضاء من الأرض واسع بسيط، وهي بين الزابين، تعد من أعمال الموصل.
معجم البلدان 1: 186.
روى عنه الدِّمياطي، وكان خبيرا بعلم العربية، مشهورا عالما باللغة، ويأتي في آخر الكتاب في باب ابن فلان
(1)
، رحمه الله تعالى.
* * *
4231 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن عمر القاضى، أبو بكر، البخاري
، ظهير الدين *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: له "فوائد على الجامع الصغير" للحُسام [الشهيد، تسمّى "الفوائد الظهيرية"]
(2)
.
مات سنة تسع عشرة وستمائة، رحمه الله تعالى.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفواثد": نسبة "الفتاوى الظهيرية" و"الفوائد الظهيرية" إليه، يرد على علي القارى، حيث نسب "الفتاوى الظهيرية" إلى ظهير الدين الكبير على بن عبد العزيز المرغيناني، والد الحسن بن على، وعلى من نسبها إلى الحسن بن على المرغيناني.
وقد مرَّ ما له وما عليه في ترجمة على، فانظره هناك، وقد طالعت من تصانيفه "الفتاوى الظهيرية"، فوجدته كتابا معتبرا متضمنا للفوائد الكثيرة.
* * *
(1)
يأتى في "ابن الظهير" بتوسع.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1188. ترجمته في تاج التراجم 52، ومفتاح السعادة 2: 279، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده صفحة 108، وكتائب أعلام الأخيار برقم 393، والطبقات السنية برقم 1829، وكشف الظنون 2: 1226 - 1298، والفوائد البهية 156، 157.
(2)
زيادة من بعض النسخ.
4232 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن عمر العيدي، البخاري، جلال الدين
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: كان في آبائه من ولد يوم العيد نسب إليه.
تفقّه على الإمام حسام الدين محمد بن محمد بن عمر الأخسِبكثي، ثم على حميد الدين علي بن محمد بن علي الرامُشي الضرير
(1)
، وحافظ الدين محمد بن محمد بن نصر البخاري.
وله معرفة تامة بالفقه، وأصول الخلاف، وأصول الدين، واشتغل بالتفسير والحديث.
توفي في رمضان سنة ثمان وستين وستمائة، ودفن بـ"مقبرة القضاة السبعة" بباب "كَلَاباذ" ظاهر البلد.
قال الذهبي: بارع في الفقه والأصلين.
أخذ عنه الفرَضي.
* * *
4233 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن عمر السعودى
،
* راجع: الجواهر المضية برقم 1189.
ترجمته في المشتبه 435، وكتائب أعلام الأخيار برقم 512، والطبقات السنية برقم 1830، والفوائد البهية ص 157.
(1)
زيادة من بعض النسخ، والفوائد البهية.
القاهري، شهاب الدين، أبو العباس*
فقيه، محدث، واعظ. ناب في الحكم من آثاره:"تهذيب النفوس" في الوعظ، و"الدر الرصين المستخرج من بحر الأربعين" في شرح الأربعين النووية.
توفي سنة 803 هـ.
* * *
4234 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن عمر النُّهَاوندى، أبو عمر
من أهل "البصرة" * *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ولي القضاء، وكان فقيها فَهِيما
(1)
، ذا هيئة ونباهة، يفصّل بين الخصوم كأحسن ما يكون.
ومولده سنة سبع، وقيل: عشر وأربعمائة
(2)
.
مات بـ"البصرة" سنة خمس وتسعين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
والنُّهاوندي بضم النون.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 8: 304.
ترجمته في الضوء اللامع 7: 33، 34، وإيضاح المكنون 1: 55، 342.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1187.
ترجمته في المنتظم 9: 141، والطبقات السنية برقم 1828.
(1)
في بعض النسخ "فهما".
(2)
ذكره ابن الجوزي في وفيات سنة سبع وتسعين وأربعمائة.
4235 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن مالك السِّنْجي والد بكر المذكور في حرف الباء
(1)
، وجدّ محمد المذكور بعد
(2)
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: روى عنه ابنه بكر، وتفقَّه عليه، رحمه الله تعالى.
* * *
باب من اسمه محمد بن أحمد بن محمد
4236 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن علي
* *
(1)
ترجمته في الجواهر برقم 379.
(2)
في الأصل بعض النسخ: "بعده"، وترجمته في الجواهر برقم 1252.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1190.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1831، نقلا عن الجواهر.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1191.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1832.
وفيه "محمد بن أحمد بن. . . بن إبراهيم بن علي"، وفي بعض النسخ:"محمد بن أحمد بن عامر بن إبراهيم بن علي"، ولعله ولد أحمد بن محمد =
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: روى عن أبيه أحمد. وتفقّه عليه، وتقدّم والده أحمد، رحمه الله تعالى.
* * *
4237 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن بيري
، المكي، العلواني، الفرضي *
فال.
له "اليواقيت المفصلات باللآلي النيرات" فى أعمال ذوات الأسماء والمنفصلات، و"اليواقيت المفصلات في شرح اللآلي النيرات".
توفي سنة 1040 هـ.
* * *
4238 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد
بن
= بن إبراهيم بن على القصاري القاضي أبي إبراهيم، الذى ترجمته في الجواهر برقم 173، فإن صحّ هذا فقد ترجمه السمعاني في الأنساب 455، وذكر أنه توفي سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.
* راجع: معجم المؤلفين 8: 319.
ترجمته في هدية العارفين 2: 276، وفهرست الخديوية 5: 192، وإيضاح المكنون 2: 397، 732.
محمد بن محمود القاضى السِّمْناني، أبو جعفر من "سِمْنان العراق" *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: سكن "بغداد"، أبوه أحمد تقدّم
(1)
، فقيه متكلم على مذهب الأشعري.
ولي القضاء بـ"الموصل".
سمع من الدارقطني، وسمع منه الخطيب.
ولد سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
ومات على القضاء بـ"الموصل" سنة أربع وأربعين وأربعمائة في شهر ربيع الأول.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة عالما، فاضلا، عراقي المذهب، أشعري الاعتقاد
(2)
.
وله أيضا تصانيف في الفقه، وتعليق
(3)
.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ع 159): مرَّ ضبط السمناني في ترجمة علي بن محمد السمناني ونسبه السمعاني بأنه أبو جعفر
* راجع: الجواهر المضية برقم 1192.
ترجمته في تاريخ بغداد 1: 355، والأنساب 7: 149، والمنتظم 8: 156، واللباب 1: 565، والكامل 9: 592، ومعجم البلدان 3: 141، والوافي بالوفيات 2: 65، ونكت الهميان 237، والبداية 1835، والفوائد البهية 159، 160، والنهاية 12: 64، وتاج التراجم 61، وكتائب أعلام الأخيار برقم 260، والطبقات السنية برقم 1835.
(1)
ترجمته في الجواهر برقم 184.
(2)
آخر ما في تاريخ بغداد، وفيه "ويعتقد في الأصول مذهب الأشعرى".
(3)
في تاج التراجم، "وتعاليق".
محمد بن أحمد بن محمد، بن أحمد بن محمد بن محمود القاضي السمناني من "سمنان العراق"، وقال: سكن "بغداد"، وكان فقيها، متكلما، عالما، وسمع بـ"الموصل"، نصر ابن أحمد بن الخليل، وبـ"بغداد" أبا الحسن على بن عمر الدارقطنى، وأبا القاسم عبيد الله بن محمد الرازي وغيرهم، وسمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وذكره في التاريخ، وقال: كتبت عنه، وكان ثقةً وعاملا، فاضلا شيخا، حسن الكلام، عراقي المذهب، ويعتقد في الأصل مذهب الأشعرى، وكانت ولادته سنة إحدى وستين وثلاثمائة، ومات بـ"الموصل"، وهو على القضاء بها في ربيع الأول سنة أربع وأربعين وأربعمائة. انتهى. وذكر الذهبي في الطبقة الرابعة والعشرين من "سير النبلاء" ولد أحمد، وقال القاضى العلامة أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمود بن أعين الحنفي، ولد القاضي الكبير شيخ الأشعرية أبي جعفر السمناني، ولد بـ"سمناني" سنة أربع وثمانين وثمانمائة، وكان ثقة، صدوقا، حسن الأخلاق، كبير القدر، تفقّه على أبيه لأبي حنيفة، وأخذ عنه الكلام، وكان معه لما ولي قضاء "حلب" سنة سبع وأربعمائة. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا، وتزوَّج بابنة القاضي أبي عبد الله الدامغاني، واستنابه في القضاء، توفي بـ"بغداد" في جمادى الأولى سنة ست وستين وأربعمائة، انتهى. وفي "كامل ابن الأثير" في حوادث سنة 466 هـ فيها في ربيع الأول توفي القاضي أبو الحسين بن أبي جعفر السمناني حمو قاضى القضاة أبي عبد الله الدامغاني، وكان مولده سنة 384 هـ بـ"سمنان"، وكان هو وأبوه من المغالين في مذهب الأشعري، ولأبيه فيه تصانيف كثيرة، هذا مما يستظرف أن يكون حنفيا أشعريا. انتهى.
* * *
4239 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد ابن يوسف
بن إسماعيل بن شاه *
تقدّم أبوه في حرف الألف
(1)
، ويأتي جدّه محمد قريبا
(2)
، الخوارزمي البَرَقى. ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: كان إماما في الفقه على مذهب أبي حنيفة والحديث والأدب، ذكره السمعاني.
وقال الذهبي: روى عن غُنْجار، والخَفَّاف، وأبي القاسم على بن أحمد الخزاعي.
وعنه شمس الأئمة أبو بكر الزَّرَنْجري، وبرهان الأئمة عبد العزيز بن عمر ابن مازة
(3)
.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1200.
ترجمته في الإكمال 1: 483، 484، و (حاشيته) الأنساب 2: 174، 175، واللباب 1: 114، والمشتبه 67.
والنقل عنه وفصل محققه في الترجمة بين قوله: أبو بكر الزرنجى، وقوله: وبرهان الأئمة، والصواب الوصل، تبصير المنتبه 1: 143، 144، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده صفحة 73، وكتائب أعلام الأخيار برقم 261، والطبقات السنية برقم 1838، وكنيته "أبو عبد الله". وانظر البرقى في الأنساب.
(1)
ترحمته في الجواهر برقم 186.
(2)
ترجمته في الجواهر برقم 1213.
(3)
ورد في المشتبه والتبصير بعد هذا زيادة، أقحمها المحقق بين معقوفين، ولا مكان لها، فليس ابن مازه بالبرقى.
وكان رئيس "بخارى"، وقاضيها، ويلقّب
(1)
بشَرَف الرؤساء، وأصلهم من "خُوَارزم".
* * *
4240 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد، المنعوت شمس الدين بن الأكرم
*
ذكره المحيى الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: ويعرف بقطا البر، كما أن أباه يعرف بقطا البحر، أحد فضلاء "دمشق"، وأصلائها، وكان فاضلا مخشوشنا، متقشفا، قرأ في أول أمره، ثم وصل إلى خدمة البدر الغزى، فقرأ عليه في "الأحياء"، ولما مات أبوه في سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة سافر إلى "الروم"، وولي تدريس المدرسة المقدمية، ورجع من "الروم" في شكل عجيب على أسلوب موالى "الروم" من الأثواب الطويلة بالأكمام الواسعة، ولقب نفسه بشيخ الإسلام، وكان يجمع الفقراء على الذكر عنده بالمدرسة، ويتردّد إليه بعض المنشدين، وربما يكسوهم، ويطعم الفقراء.
وكان يتظاهر بإنكار بعض المناكر، وكان يمر على تخت القمار بمحلة تحت القلعة، فيأمر بتكسيره، وضرب المقامرين، وكان قليل الحظ من الدنيا، مع السخاء الزائد.
وكانت وفاته بداء البطن في وقت الغداء من يوم الثلاثاء، ثالث عشري ذي الحجة، سنة تسع عشرة بعد الألف عن خمس وخمسين سنة، ودفن عند
(1)
في بعض النسخ: "وتلقب".
* راجع: خلاصة الأثر 3: 339، 340.
أبيه بمقبرة الفراديس، وبنو الأكرم بـ"دمشق" طائفة كبيرة، منهم: محمد، وهو جدّ محمد هذا والد والده، كان في آخر دولة الجراكسة أميرًا من أمرائهم، فلما ذهبت دولة الجراكسة، وجاءت دولة آل عثمان أعطاه السلطان سليم الفاتح زعامة بأربعين ألف عثماني، فاستمرّ مباشر الزعامة إلى أن عيّنوه خادمًا للسلطنة في جمع أموال العرب، فكتب إلى الشيخ العارف بالله تعالى الشيخ علوان الحموي كتابا، ولوح فيه إلى ما هو مبتلى به من خدمة السلطنة، وأشار إلى استفهامه عن هذه الأحوال، هل تخلص صاحبها عند الله تعالى، فكتب إليه الشيخ علوان كتابًا، يقول فيه: ولا بأس بخدمة السلطان إذا كانت على طريق الاستقامة، وأيضًا فإن الرأى أن تكون حيث أنزلك، حتى يكون الله عنه نقلك، وأيضًا فإن الله لو لم يرد لك هذا الأمر الذى أنت فيه ما سهله لك، وساق من ذلك فصلًا، كتب بعده في حاشية المكتوب، ومع ذلك أقول:
سبحنوا الطيب لغاتهم
…
يا ليتهم كانوا صموت
موت النفوس حياتها
…
من رام أن يحيا بموت
فلما وقف على هذين البيتين علم الإشارة، فنزع ثيابه كلها، وعتق مماليكه، ودخل في عدل ثخين، وجلس في محلة العنابة في مسجد العين ثلاثة أيام، لا يكلم أحدًا، ولا يأكل ولا يشرب، وترك الزعامة والدولة، واستمرّ في بيته بمحلة العنابة، جالسا منفردًا عن الناس، لابسا ثياب الصوفية، إلى أن مات، فانتقل ولده أحمد إلى محلة القيمرية، وسكن في بيوت ابن الحارة، ثم أثبت المدرسة المقدمية، وإنه من ذرية واقفها، وأظهر على ما ادعاه عدة تمسّكات، وانتقل إليها، وسكنها، ثم سكنها بعده ابنه صاحب الترجمة، كما ذكرناه آنفا، واستمرّ بيده تدريسها وتوليتها.
وهذه المدرسة منسوبة إلى من هم منتسبون إليه، وهو أمير الأمراء شمس الدين المقدم، الذي كان من كبار الأمراء في زمن الملك العادل نور الدين
الشهيد، ثم صار من كبار الأمراء الصلاحية، وحج، فوقع بينه وبين أمير الحاج العراقي طاشتكين، فضرب ابن المقدم بسهم، وقع في عينه، فمات من غده، ذكر ذلك ابن خلكان في "تاريخه"، وغيره من المؤرخين.
* * *
4241 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن طَرْخان
، أبو بكر، الأستراباذي روى
(1)
عن جدّه محمد بن جعفر بن طرخان، ويأتي جدّه محمد بن جعفر
(2)
، وتقدّم جعفر جدّ أبيه أحمد
(3)
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكره الإدريسى في "تاريخ إستراباذ"، وقال: حدثني عنه مطرِّف بن الحسين الفقيه، وكان من أجلّة فقهاء أصحاب أبي حنيفة في عصره.
ثقة في الحديث.
* * *
(1)
سقط من بعض النسخ.
(2)
ترجمته في الجواهر برقم 1256.
(3)
ترجمته في الجواهر برقم 400.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1193.
ترجمته في تاريخ جرجان 494 في الزيادات التى استدركها المؤلّف من تاريخ إستراباذ الطبقات السنية برقم 1840، وفي الطبقات السنية زيادة "الطرخاني".
4242 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد بن حسين بن سليمان، المعروف بالإسطواني
، الدمشقي، الفقيه، الواعظ، الأخباري، أعجوبة الزمان، ونادرة الوقت *
ذكره المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: كان من منن الله تعالى على عباده، لم يزل يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، وكان ورعا، ناسكا، متقشّفا، مخشوشنا، كثير العبوس في وجه الناس لما يكرهه منهم، شديد الإنكار عليهم فيما يخالف الشرع، لا يقنع في أمر الله بغير إظهاره، وكان مطبوعًا على الالتذاذ بذلك، متحملا للأذى من الناس بسببه، وبلغ القول فيه إلى أنه حرم البقلاوة وأمثالها، لما كان يحرم الحرام.
وكان أحد أعاجيب الدنيا في حلاوة المنطق، وحسن التأدية، ومعرفة أساليب الكلام، لا يمل حديثه بحال، بل كلما طال طاب.
وبالجملة: فلم ير نظيره في هذا الدور، ولم يسمع بمثله في أوصافه، كان في الأصل على مذهب أسلافه حنبليا، ثم انتقل إلى مذهب الشافعى، وقرأ الفقه على مشايخ عصره، منهم: الشمس الميداني، والنجم الغزى، وغيرهما.
وأخذ العربية والمعقولات عن الشيخ عبد الرحمن العمادي، والشيخ عبد اللطيف الجالقى، والشيخ عمر القارى، والإمام يوسف بن أبىِ الفتح.
وأخذ الحديث عن أبى العباس المقرى في قدمته لـ"دمشق"، ودرس بالجامع الأموى، ثم رحل إلى "مصر"، وأخذ بها عن البرهان اللقاني، والنور على الحلبي، والشيخ عبد الرحمن، والشمس البابلى.
* خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 3: 372 - 375.
وقدم إلى "دمشق" في سنة تسع وثلاثين وألف، ودرس بها، وأفاد، ووقع بينه وبين شيخه النجم الغزي في مسئلة، فسافر إلى "الروم" بحرًا، فأسرته الفرنج، ثم خلص بعد مدة قليلة، ووصل إلى دار الخلافة، فأقام بها، وحسن حاله، وحصل جهات وعلوفات، وتزوج، وجاءه أولاد.
ثم تحنّف، وصار إماما بجامع السلطان أحمد، ولازم على عادة موالي "الروم"، ثم قدم إلى "دمشق" حاجا في سنة ثلاث وستين وألف، وعاد إلى "الروم"، فصار واعظًا بجامع السلطان بن أبي الفتح محمد خان، واشتهر بحسن الوعظ ولطافة التعبير، فانكبت عليه الناس، ولزمه جماعة قاضى زاده الرومي، وعظم خطبه، فبالغ في النهي عن أشياء، كان غنيا عنها، فكاد أن يوقع فتنة، فعزل عن وظيفة الوعظ، ونفى إلى جزيرة "قبرص"، ثم أمر بالمسير إلى "دمشق"، فوردها في سنة سبع وستين، وأقام بها، ولزم الدرس تحت قبة النسر بالجامع الأموي بين العشاءين وبعد الظهر، ونشر علم القراءات والمواعظ، وأقرأ "شرح الهمزية"، ورغب الناس في حضور دروسه من علماء وعوام لحسن تقريره وعذوبة تفهيمه ولطافة مناسباته.
وسمعت والدي رحمه الله تعالى يقول: إن درسه كان يليق أن يرحل إليه من بلد إلى بلد، وإنه قرر أشياء، لم يسمعها من أهالي "دمشق" أحد، فيه يقول الأمير المنجكي:
إن سمع العقول يصغى لقول
…
الإسطواني والقلوب لديه
جمع الفضل والمكارم حتى
…
كل حسني تعزي وتنمي إليه
رجل جاء في الزمان أخيرًا
…
يحسد الأول الأخير عليه
وكان بـ"دمشق" بعض مناكر، فتقيد بإزالتها أو تخفيفها، ومن جملتها: لبس السواد خلف الميت، ورفع الصوت بالولولة، وأعهد يومًا في جنازة بعض أقاربه وأقاربي أمر جماعته بحمل عصى تحت أصوافهم، فلما خرجت الجنازة من باب السلسلة، وباشر النساء الولولة، أشار إلى جماعته بضربهن،
فضربوهن، ولم يدعهن يخرجن إلى المقبرة، وله غير ذلك مما يحمد، وإلى هذا أشار الأمير المنجكي أيضًا في مدحه:
جوزيت من رب الهدى عن خلقه
…
ماذا تشأ وكفيت شر الحسد
أبعدتهم عن كل لهو مرشدا
…
حتى اهتدى من لم يكن بالمهتدي
وصحت بك الدنيا فليس يرى بها
…
من مسكر الألحاظ الخرّد
ثم وجهت إليه المدرسة السليمية بـ"دمشق"، وكان بعضهم يزعم أنه يطعن في سلطان العلماء والأولياء الشيخ محي الدين الأكبر بن عربي، قدّس الله تعالى سره العزيز، فلما ولي المدرسة ظهرت محبته له، وأثبت نسبه إلى الشيخ حسن القيمري، وأخذ تولية البيمارستان بالصالحية، وجمع عقارات وأملاكا كثيرة، ولم أسمع أنه ألف أو قال شعرًا، غير أني ظفرت له بتحريرات على عبارات في التفسير والفقه، وكان فيما يمليه مستوفيًا أقسام المناسبة، ومن إملائه لمحمد بن الحنفية: كل عز لا يوطده علم، فإلى ذلّ مصيره، ومنه: لو كشف الغطاء لما اختير غير الواقع، من عرف الله أزال التهمه، وقال: كل فعله بالحكمه، ومنه قوام الدنيا بأربع: السلطان، وجنده، والعلماء، والصوفية، والتجّار وأرباب الصنائع وغيرهم من قبيل الإشراء والهمل. قال: وأوصى عبد المطلب قبل وفاته أبا طالب بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقال فيما أوصى به:
أوصى أبا طالب بعدي بذي رحم
…
محمد وهو في ذا الناس محمود
هذا الذى تزعم الأحبار أن له
…
أمرًا سيظهره نصر وتأييد
في كتب موسى وعيسى منه بينة
…
كما يحدثنى القوم العبابيد
فاحذر عليه شرار الناس كلهم
…
والحاسدين فإن الخير محسود
ومنه: اللغة أرض، وبقية العلوم غراساتها، ومن إملائه للبحترى:
الجاهلات اثنان من دون الورى
…
فافطن أخي وإن هما لم يفطنا
من قال ما بالناس عني من غنى
…
من جهله أو قال بي عنهم غنى
ولما انحلت بقعة درس الحديث تحت قبة النسر بجامع بني أمية عن الشيخ سعودي الغزى مفتى الشافعية المقدم ذكره طلبها الإسطواني من قاضي القضاة، واستمع هو والشيخ محمد بن تاج الدين المحاسني في مجلس القاضى، وكان الآخر طالبا لها، فوقع بينهما مقاولة ومخاصمة، وقيل: إنهما تشاتما بألفاظ قبيحة، ثم جهت البقعة للمحاسنى، ومرض الإسطواني من يومه، وبعد أسبوعين توفي، ولم تطل مدة الآخر حتى توفي بعده، وقرأت بخط الإسطواني أن ولادته كانت ليلة الاثنين سابع عشر المحرّم سنة ست عشرة بعد الألف، وتوفي في قبيل الظهر من يوم الأربعاء سادس عشرى المحرّم سنة اثنتين وسبعين وألف بالحمى المحرقة، ودفن بمقبرة الفراديس المعروفة بالغرباء، وقال شيخنا عبد الغني النابلسى في تاريخ وفاته.
قد مات حاوى العلوم طرا
…
محمد كعبة الوفود
الأسطواني طود علم
…
ومن تسامى بفرط جود
فضر كل الأنام أرخ
…
ممات علامة الوجود
* * *
4243 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد أبو بكر بن أبي الحسين، القدوري ابن الإمام، صاحب "المختصر
" *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1201.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1852.
تقدّم والده وجدّه
(1)
. ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: وهذا محمد أبو بكر سمع الحديث من أبي على الحسن بن أحمد بن شاذان، والقاضي أبي القاسم التَّنُوخي، وغيرهما.
ومات شابا قبل أوان الرواية
(2)
سنة أربعين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
4244 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد بن خاقان، الرئيس أبو عبد الله بن أبى حفص البخاري
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: كان أبوه حفص الكبير جدّ جدّه من أصحاب محمد بن الحسن
(3)
.
قال الحاكم في "تاريخ نيسابور": كانت الفتوى والرياسة في بيوتهم من وقت محمد بن الحسن. وأول إملائه بـ"بخارى" في
(4)
سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
(1)
ترجمة والده في الجواهر برقم 179، وجده برقم 1162.
(2)
في الطبقات السنية بعد هذا زيادة، "وقيل: أدرك الدراية".
* راجع: الجواهر المضية برقم 1194.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1836.
(3)
بعد هذا في بعض النسخ: زيادة، "وكان من أجل فقهاء أصحاب أبي حنيفة في عصره ثقة في الحديث"، وهو انتقال نظر من الناسخ إلى ما في آخر الترجمة السابقة.
(4)
سقط من بعض النسخ.
مات سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
وسمع منه الحاكم.
* * *
4245 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد بن خَمِيس الموصلي الحلبي
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: مولده سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة بـ"الموصل".
قرأ الفقه على مذهب أبي حنيفة بـ"حلب" على الإمام علاء الدين أبي بكر الكاساني.
مات بـ "حلَب". سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
* * *
4246 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد ابن أحمد بن عُبيد الله
والد منصور يأتي في بابه * *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1195.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1841.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1196.
ترجمته في التحبير 2: 74، والمنتظم 10: 33، والعبر 72: 4، والوافي بالوفيات 2: 66، 67، ومرآة الجنان 3: 252، وعيون التواريخ=
ووالده
(1)
أحمد تقدّم، وجدّه محمد يأتي، وصاعد تقدّم
(2)
.
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: محمد هذا كنيته أبو سعيد
(3)
، عرف بشيخ الإسلام.
قال السمعاني: كانت الرياسة قد انتهت إليه، والتقدّم والقضاء بـ"نيسابور"، وكانت له دنيا عريضة، وكان يليق به القضاء [لفضله وبيته]
(4)
وأبُوَّته
(5)
.
[وعمّر العمر الطويل، حتى حدّث بالكثير، ولم يتفق أن والدي سمَّعنى عنه شيئا سنة تسع وخمسمائة، ولما رحلت
(6)
إلى "نيسابور" سنة تسع وعشرين كان قد توفي، فحصل لي عنه الإجازة،]
(7)
سمع أباه أبا نصر، وعمّه أبا سعد يحيى.
ولد سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
ومات سنة سبع وعشرين وخمسمائة بـ"نيسابور"، رحمه الله تعالى.
* * *
= 12: 275 وطبقات القراء 2: 84، والنجوم الزاهرة 5: 251، والطبقات السنية برقم 1842، وشذرات الذهب 4:82.
(1)
في بعض النسخ: "وولده" خطأ.
(2)
ترجمة منصور في الجواهر برقم 1704، وترجمة والده أحمد في الجواهر برقم 207، وجدّه محمد برقم 1327، وصاعد برقم 658.
(3)
في بعض النسخ: "أبو سعد"، والمثبت في بعض آخر: ومصادر الترجمة.
(4)
في بعض النسخ: "بفضله وتثبته"، والمثبت في التحبير.
(5)
ليس في التحبير.
(6)
في بعض النسخ: "دخلت"، والمثبت في بعض آخر.
(7)
لم يرد هذا في التحبير، ولعله في مشيخة السمعاني.
4247 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد بن عبد المجيد القَرْنَى
، سراج الدين أحد الأئمة *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: تخرّج به علماء.
ومات في رمضان سنة ست وخمسين وستمائة
(1)
.
والقرنبي
(2)
بقاف
(3)
ونون وموحدة، كذا ذكره الذهبي في "المؤتلف".
ورأيت هذه النسبة بخطّ بعضهم مضبوطة بفتح القاف.
كان محمد هذا
(4)
حافظا، واعظا، مفتيا، مفسّرا، مدقّقا محقّقا.
تفقّه بـ"بخارى" على العلامة أبي الوجد محمد بن عبد الستار الكردرى. ودرّس، وتوفي بـ"بخارى" في رمضان سنة ست وخمسين وستمائة، ودفن بمقبرة أهل الجنة
(5)
ظاهر باب "كَلَاباذ".
* * *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1197.
ترجمته في المشتبه 506، وتبصير المنتبه 3: 1106، وكتائب أعلام الأخيار برقم 462، والطبقات السنية برقم 1845، والفوائد البهية 157.
(1)
سيأتي ذكر وفاته آخر الترجمة، والمؤلف ينقل هنا عن الذهبي.
(2)
هكذا ضبط قلم في المشتبه. وانظر حاشيته، وانظر أيضا ما يأتي.
(3)
في بعض النسخ: "الكاف".
(4)
في بعض النسخ: بعد هذا زيادة "إماما كبيرا".
(5)
في الطبقات السنية "باب".
4248 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد بن عقبة، القاضى
، أبو محمد، المروزي *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال الحكم: ولي القضاء بـ"نيسابور" سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة
(1)
، وصرف به يحيى بن منصور القاضي، وبقى على القضاء إلى سنة نيف وأربعين، فصرف بقاضي الحرمين.
وتوفي بـ"بخارى" قاضيا سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
4249 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن الكاتب
، أبو حكيم من أهل "خُوَارَزم" * *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1198.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1846، وفيه "أبو أحمد".
(1)
في الطبقات السنية "ثلاث وتسعين وثلاثمائة".
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1199.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1851، نقلا عن الجواهر.
وفي بعض النسخ: "بن كاتب".
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سكن "بغداد"، وتفقه بها. وسمع بها، وحدّث بها.
روى عنه الخطيب، وذكره ابن النجَّار.
* * *
4250 - الشيخ العالم العلامة المحدّث محمد بن أحمد بن محمد بن محمود، النهروالي
، المفتي قطب الدين بن علاء الدين المكّي، صاحب "الإعلام بأعلام بيت الله الحرام" *
ذكره العلامة عبد الحى الحسني فى "نزهة الخواطر"، وقال: كان من العلماء المبرزين في الحديث والفقه والأصلين والإنشاء والشعر.
ولد بـ"لاهور" سنة سبع عشرة وتسعمائة، واشتغل على والده بالعلم.
ورحل إلى "مكّة المشرّفة"، وأخذ عن الخطيب المعمّر أحمد محبّ الدين بن أبي القاسم محمد العقيلي النويري المكّي، وعن محدّث اليمن وجيه الدين عبد الرحمن بن علي الديبع الشيباني الزبيدي، وعن الشيخ شهاب الدين أحمد بن موسى بن عبد الغفّار المغربي الأصل، ثم المصري نزيل الحرمين عن والده، والشيخ محمد بن محمد بن سنة عبد الرحمن الخطاب المالكي، ووالده الشيخ محمد بن عبد الرحمن.
وسار إلى "مصر" سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة، واجتمع بها بأبي عبد الله محمد بن يعقوب العبّاسي المتوكّل على الله المتوفى سنة خمسين وتسعمائة،
* راجع: نزهة الخواطر 4: 254 - 258.
صرّح به في "تاريخ مكّة"، قال: وقد اجتمعت به، وأخذت عنه في رحلتي إلى "مصر" لطلب العلم الشريف في سنة 943 هـ، وكانت "مصر" إذ ذاك مشحونة بالعلماء العظام، مملوءة بالفضلاء الفخام، ميمونة بين بركات المشايخ الكرام، كأنها عروس، تتهادى بين أقمار وشموس.
ثم انقضت تلك السنون وأهلها
…
فكأنها وكأنهم أحلام.
وذكر في "تاريخ مكّة" أنه أخذ الطريقة عن الشيخ علاء الدين الكرماني النقشبندي، المتوفى سنة تسع وثلاثين وتسعمائة، لعلّه كان قبل رحلته إلى "مصر".
وله سند عال لـ"صحيح البخاري"، لا أعلم في الدنيا سندا أعلى من ذلك السند، وذلك أنه يرويه عن أبيه الشيخ علاء الدين أحمد بن محمد النهروالي، عن الحافظ نور الدين أبي الفتوح أحمد بن عبد الله الطاوسي الشيرازي، عن الشيخ المعمّر بابا يوسف الهروي، عن محمد بن شاد بخت الفارسى الفرغاني بسماعه لجميعه على الشيخ أبي لقمان يحيى بن عمار بن مقبل بن شاهان الختلاني.
وقد سمع جميعه عن محمد ابن يوسف الفربري بسماعه عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رضي الله عنه. قال الفلاني في "قطف الثمر": وقد ذكر بعض أهل الفهارس أنه صحّ أن الشيخ قطب الدين محمد النهروالي روى "صحيح البخارى" عن الحافظ نور الدين أبي الفتوح الطاوسي بلا واسطة والده، فيكون بيني وبين البخاري ثمانية، فتقع لي ثلاثياته باثني عشر، فيكون شيخنا محمد كأنه سمع الحافظ ابن حجر بطريق الإجازة، لأن أعلى ما عند الحافظ ابن حجر باعتبار الإجازة أن يكون بينه وبين البخاري ستة أنفس، ولا أعلم في الدنيا سندا أعلى من هذا السند الآن.
قال: وقال شيخ مشايخنا عبد الخالق الزجاجي في "نزهة رياض الإجازة": وهذه الطريقة لم تبلغ الحافظ ابن حجر ولا السيوطى، لأنهما كانا
بـ"مصر"، والحافظ أبو الفتوح كان من رجال الثمانمائة، وكان بـ"أبرقوه" مدينة بـ"خراسان العجم".
وكان موصوفا بالصلاح، سمع "صحيح البخارى" من محمد بن شاد بخت الفرغاني، وهذه الطريقة لم تصل إلى الحرمين إلا مع أشياخ مشايخنا، كالشيخ المعمّر عبد الله بن سعد اللاهورى نزيل "المدينة". انتهى.
قلت: وقد ترجم له القاضي محمد بن على الشوكاني فى "البدر الطالع" قال: وكان يكتب الإنشاء لأشراف "مكّة"، وله فصاحة عظيمة يعرف ذلك من اطلع على مؤلّفه "البرق اليماني في الفتح العثماني"، وهو مؤلّف "الإعلام في أخبار بيت الله الحرام"، وكان عظيم الجاه عند الأتراك، لا يحج من كبرائهم إلا وهو الذى يطوف به، ولا يرتضون بغيره، وكانوا يعطونه العطاء الواسع، فكان يشترى بما يحصله منهم نفائس الكتب، وييذلها لمن يحتاجها، واجتمع عنده ما لم يجتمع عند غيره، وكان كثير التنزهات في البساتين، وكثيرا ما يخرج إلى الطائف، ويصحب معه جماعة من العلماء والأدباء، ويقوم بكفاية الجميع. انتهى.
وقد ذكر المفتى قطب الدين صاحب الترجمة في "تاريخ مكّة" أن مدرسة السلطان أحمد شاه الكجراتي بـ"مكّة المباركة" عند الحرم المحترم كانت بيده، وإني أظنّ أن والده علاء الدين أحمد بن محمد النهروالي بعث إلى "الحجاز"، وولي على تلك المدرسة، وبعد وفاته عادت التولية إلى ولده قطب الدين المفتى، وهو سافر إلى "قسطنطينية" مرتين، مرة ثانية في سنة خمس وستين وتسعمائة، فخلع عليه السلطان سليمان بن سليم العثماني ملك "الروم".
ذكره في "تاريخ مكّة"، وقال: إن السلطان المذكور أسّس بـ"مكّة المشرّفة" المدارس الأربعة السليمانية، وعين وظائف المدرسين والطلبة وغير ذلك من أوقافه بـ"الشام"، عيّن لكلّ خمسين عثمانيا في كلّ يوم، وعين للمعيد أربعة عثمانية، ولكلّ مدرّس خمسة عشرة طالبا، لكلّ طالب
عثمانيينِ، وللفراش كذلك، وللبوّاب نصف ذلك، وأنعم بالمدرسة الحنفية السليمانية على صاحب الترجمة بخمسين عثمانيا سنة خمس وسبعين وتسعمائة. قال: فأقرأت فيها قطعة من "الكشاف"، و"الهداية"، وقطعة من "تفسير المفتي أبي السعود العمادى"، وأقرأت فيها درسا في الطبّ، ودرسا في الحديث وأصوله. وإني أدرّس الآن فيها تكميل "شرح الهداية" لابن همام، الذي كمله مولانا شمس الدين أحمد قاضى زاده، وذكره في "تاريخ مكة" أن السلطان سليم بن سليمان العثماني أنعم عليه في أيام ولاية عهده، قال: وكان يصل إلى إحسانه وكسوته في كلّ سنة. وبعد أن ولي السلطنة لم يقطع عادة إحسانه، وكذلك ولده السلطان مراد كان ينعم عليه قبل جلوسه على سرير الملك، وبعد أن ولي السلطنة أكرمه بحسن التفاته إليه، فرقى ما بيده من المدرسة السليمانية، وأضاف في وظيفته، فصارت ستين عثمانيا في كلّ يوم، وأنعم عليه وعلى أولاده بالتدريس، وهو الذي ولّاه الإفتاء بـ"مكّة المباركة"، ولم يكن بـ"مكّة" مفت بعلوفة، فجعل له في ذلك من بيت المال خمسين عثمانيا في كلّ يوم، وولّاه الخطابة في الحرم الشريف، وجعل له في ذلك أربعين عثمانيا في كلّ يوم، وأرسل إليه سنة سبع وتسعين وتسعمائة من جملة ما أرسل إلى أهل "مكّة" بصوفين من أصوافه الخاصّة ومائة دينار، واستمرّ ذلك ما بعدها في كلّ سنة، وأسّس المدرسة العثمانية بالصفا وولّاه التدريس، وجعل له خمسين عثمانيا في كلّ يوم، فكان يدرّس فيها الفقه والحديث، كلّ ذلك بتوجّه القاضى شمس الدين أحمد قاضى المعسكر بولاية أناطولي، وكان نافذ الكلمة عند السلطان مراد، هذا ما ذكره صاحب الترجمة في "تاريخه".
وأما مصنّفاته فمن أحسنها: كتابه "الإعلام بأعلام بيت الله الحرام"، صنّفه سنة خمس وثمانين وتسعمائة، أوله: الحمد لله الذى جعل المسجد الحرام حرما آمنا ومثابة للناس، ألخ. ومنها:"البرق اليماني في الفتح العثماني"، تاريخ اليمن من سنة تسعمائة عند أول الفتح العثماني على يد
الوزير سليمان باشا إلى أيام المؤلّف، ألّفه للوزير سنان باشا، ويسمّى أيضا "الفتوحات العثمانية للأقطار اليمنية"، ومنها:"منتخب التاريخ" في التراجم، ومنها:"تمثال الأمثال النادرة"، أو "التمثيل والمحاضرة بالأبيات المفردة النادرة"، ومنها:"الكنز الأسمى في فن المعمى".
وله أبيات كثيرة بالعربية، ومن شعره قوله يمدح السلطان مراد بن سليم
العثماني ملك الدولة العثمانية:
إن سلطاننا مراد لظل الـ
…
له في الأرض باهر السلطان
ملك صار من مضى من ملوك الـ
…
أرض لفظا وجاء عين المعاني
ملك وهو في الحقيقة عندي
…
ملك صيغ صيغة الإنسان
ملك عادل فكل ضعيف
…
وقوى في حكمه سيان
سيفه والمنون طرفا رهان
…
لحلوق العدو يبتدران.
كمل المسجد الحرام بناء
…
فاق في العالمين كل المباني
هكذا هكذا إلا فلا
…
إنما الملك في بني عثمان
كانت وفاته في سنة تسعين وتسعمائة بـ"مكّة المكرمة"، ودفن بـ"المعلاة".
* * *
4251 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن إسماعيل بن شاه الخوارزمي البرقى
، الإمام أبو عبد الله *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1213.=
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: استوطن "بخارى"، وكان إماما في فقه [أبي حنيفة]
(1)
، إماما في النحو واللغة والشعر.
روى عنه ابناه: أبو بكر أحمد، وأبو حفص عمر
(2)
، وكان أبو عبد الله يلقّب بجُعَل
(3)
.
تفقّه عليه ابنه أحمد
(4)
، سمع من أبيه، وتفقّه عليه، تقدّم ابنه أحمد
(5)
، وابن ابنه محمد بن أحمد
(6)
، رحمهم الله تعالى.
* * *
4252 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد الدمشقي، المعروف بابن الإمام، محب الدين، أبو الفضل
*
= ترجمته في الأنساب 2: 173، 174، وكتائب أعلام الأخيار برقم 261، وانظر الإكمال 1: 483، الأصل، والحاشية واللباب 1: 114، وفي الأنساب "محمد بن أحمد بن يوسف بن إسماعيل".
(1)
في بعض النسخ: "الحنفية".
(2)
ترجمته في الجواهر برقم 1063.
في بعض النسخ: "هنا الهتفاني"، وفي الأنساب "الهيفاني".
(3)
الجعل الرجل الأسود الدميم أو اللجوج، والرقيب وجعل دويبة.
(4)
في بعض النسخ: زيادة "تقدم وسيأتي".
(5)
ترجمته في الجواهر برقم 186.
(6)
ترجمته في الجواهر برقم 1200.
* راجع: معجم المؤلفين 9: 5، 6.=
فرضى، حاسب، عروضى.
من آثاره: "تحفة الأحباب لقواعد الفرائض والحساب"، و"تحفة الأمة بأحكام العمة"، و"تحفة الجيب الملحوظ لعلمي الميزان والعروض".
توفي سنة 1062 هـ.
* * *
4253 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد، أبو عبد الله الدهستاني الفقيه
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكره السِّلَفي في "معجم شيوخه"، قدم "بغداد" حاجا سنة ثمان وتسعين وأربعمائة.
قال ابن النجار: قرأت على مرتضى بن حاتم الحارثي
(1)
بديار مصر، عن أبي طاهر السلفي، ونقلته من خطّه
(2)
، أنشدنا [أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الدهستاني الحنفي بـ"بغداد"، أنشدنا]
(3)
أبو الجيش
= ترجمته في هدية العارفين 2: 285، وكشف الظنون 363، 365، وإيضاح المكنون 1: 238، 2:671.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1203.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1856.
(1)
في بعض النسخ: "حازم الحلوى"، وهو خطأ، وهو أبو الحسن مرتضى بن حاتم بن المسلم الحارثي الحوفي المقرئ، كان عالما، عاملا، كبير القدر، قانعا، متعففا، توفي سنة أربع وثلاثين وستمائة عن خمس وثمانين سنة. العبر 5:140.
(2)
في بعض النسخ: زيادة "قال".
(3)
سقط من بعض النسخ.
منصورِ بن نصر الأبِيوَرْدي [بـ"أبيورد"، -وأظنه قال- لأبي فتح البستي الكاتب](1):
يا غافلا عن حركات الفلك
…
نبَّهك الدهر فما أغفلَك
ما لك للغير إذا صُنْته
…
وكلّ ما أنفقت منه فلك
والدهستاني بكسر الدال المهملة والهاء، وسكون السين المهملة، وفتح التاء المثناة من فوقها، وبعد الألف، نون: نسبة إلى "دهستان" مدينة مشهورة عند "مازَنْدَران".
* * *
4254 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد السمرقندي الإمام
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: له "اللباب" في أصول الفقه.
روى عنه أبو المظفّر محمد بن أحمد بن محمد المنصوري.
* * *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1202.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1853، كشف الظنون 2: 1542، وانظر في الجواهر ما في ترجمة صاحب تحفة الفقهاء برقم 1151.
4255 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد الشامى، المعروف بالأسطواني
*
فقيه، واعظ.
وعظ بـ"أياصوفية"، ثم انتقل إلى بلده، وتوفي به سنة 1072 هـ.
من آثاره: رسالة في الفقه.
* * *
4256 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد الطرسوسى
* *
فقيه، أصولي.
من آثاره: "حاشية على إثبات الواجب"، و"حاشية على مرقاة الوصول" لملاخسرو، و"تفسير سورة لقمان"، و"تفسير سورة الفاتحة وسورة العصر وسورة الكوثر"، و"تقريرات على كتاب المرآة" في أصول الفقه.
توفي سنة 1117 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 9: 7.
ترجمته في هدية العارفين 2: 289.
* * راجع: معجم المؤلفين 9: 7.
ترجمته في الأعلام 6: 239، وفهرس التيمورية 1: 79، 176، 3:182.
4257 - الشيخ العالم الكبير المحدّث محمد بن أحمد بن محمد الماريكلي
، الإمام كمال الدين الزاهد الدهلوي *
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث.
تفقَّه على برهان الدين محمود البلخي.
وأخذ الحديث عنه، وهو تفقّه على الشيخ برهان الدين المرغيناني صاحب "الهداية".
وأخذ الحديث عن الشيخ حسن بن محمد الصغاني صاحب "مشارق الأنوار"، وللشيخ كمال الدين إجازة عن مؤلّف "آثار النيرين فى أخبار الصحيحين" عن الشيخ حسن بن محمد ابن المذكور.
وأخذ عن الشيخ المجاهد نظام الدين محمد البدايوني، وقرأ عليه "المشارق"، وحفظ عنه.
وكان عالما، فاضلا، محقّقا، ورعا، زاهدا، متبحّرا في الفقه والحديث.
أراد السلطان غياث الدين بلبن أن يختاره لإمامته في الصلاة، فأبى ذلك، وقال: لم يبق لي عمل من الأعمال الصالحة غير الصلاة، والسلطان يريد أن يبطلها أيضا، كما في "سير الأولياء"، وإني رأيت في بعض المجاميع أن وفاته كانت بمدينة "دهلى" في سنة أربع وثمانين وستمائة.
* * *
* راجع: نزهة الخواطر 1: 210، 211.
4258 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد السمَّان، الحموي الحسينى
*
أديب، شاعر.
ولد بـ"حماة" سنة 1294، ونشأ بها.
من آثاره: "ديوان الحمويات"، و"عقيدة الحموى"، و"بستان الزهاد اليانع بأزهار الأوراد"، و"الهدية الحموية إلى السادة الحبيبية"، و"حي على الفلاح لسماع تغريد الصباح".
* * *
4259 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمود بن محمد بن نصر بن موسى بن أحمد المايمَرْغي النسفي
، ابن أبي المؤيّد أحمد، تقدّم أحمد والده * *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: كان محمد هذا عالما إماما محدّثا فاضلا.
* راجع: معجم المؤلفين 9: 7.
ترجمته في الأعلام الشرقية 3: 117.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1204.
ترجمته في: الأنساب 505، والطبقات السنية برقم 1859، والفوائد البهية 157.
سمع بـ"الحجاز" وغيره، وحدّث، روى عنه نجم الدين عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وذكر أن ولادته بـ"مايْمَرْغ" سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد": ذكره السمعاني عند ذكر المايمرغي بعد ما ذكر أنه نسبة إلى "مايمرغ" بسكون الياء المثناة التحتية، بين الميمين المفتوحتين، وسكون الراء المهملة، في آخره الغين المعجمة، قرية كبيرة على طريق "بخارى" من نواحي "نخشب"، وقال أبو المؤيد محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن نصر بن موسى بن أحمد المايمرغي النسفي: والد الإمام الأوحد أحمد كان إماما فاضلا، يروي عن المقرئ محمد بن منصور الإمام بـ"المدينة"، وروى عنه عمر بن محمد النسفى، مات بـ"مايمرغ". في ربيع الأول سنة 442 هـ، ومات ابنه أحمد في شعبان سنة 481 هـ. انتهى. ومرَّ ضبط النسفي في ترجمة الحسين بن خضر النسفي.
* * *
4260 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمود الدمشقي، المعروف بابن فرفور
، ولي الدين*
من القضاة. ولي القضاء بـ"حلب".
من آثاره: "القصر الثبوتي"، المشهور بسكن ولد شيخ الإسلام ابن فرفور.
ولد سنة 894 هـ، وتوفي سنة 937 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 9: 20.
ترجمته في إيضاح المكنون 2: 227، 228، وهدية العارفين 2:234.
4261 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمود، أبو جعفر، النسفى، القاضى
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: هو من أعيان الفقهاء، له تعليقة في الخلاف، مشهورة حسنة.
وكان زاهدا، ورعا، متعفّفا، فقيرا، قنوعا.
ذكره أبو إسحاق في "الطبقات"، وقال: أخذ الفقه عن أبي بكر الرازي
(1)
، وكان جيّد النظر، نظيف
(2)
العلم.
قال ابن النجار: قرأت في "كتاب التاريخ" لأبي الحسين هلال بن المحسِّن بن الصابئ
(3)
بخطّه، قال: وفي يوم الأربعاء الثامن عشر من شعبان سنة أربع عشرة وأربعمائة.
توفي أبو جعفر محمد بن أحمد النسفي، روى عنه أبو حاجب
الإستراباذى، وأبو نصر الشيرازى وشعره رواه ابن النجّار بسنده إلى أبي
* راجع: الجواهر المضية برقم 1205.
ترجمته في طبقات الفقهاء للشيرازى 145، والمنتظم 8: 15، والكامل 9: 334، والوافي بالوفيات 2: 74، وتاج التراجم 52، والنجوم الزاهرة 4: 259، وكتائب أعلام الأخيار برقم 220، والطبقات السنية برقم 1860، كشف الظنون 1: 424، والفوائد البهية 157، وهدية العارفين 2:62. وانظر الترجمة في الجواهر برقم 1216.
(1)
أحمد بن على الجصّاص، كما جاء في الوافي.
(2)
في طبقات الشيرازي "لطيف".
(3)
في النسخ "الصائن"، وهو تحريف، وهو يعنى المؤرخ الكاتب هلال بن المحسن بن إبراهيم. الصابئ المتوفى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، تاريخ بغداد 14: 76، ووفيات الأعيان 6: 101 - 105.
حاجب محمد بن إسماعيل الإستراباذي، أنشدنا القاضي أبو جعفر لنفسه بـ"بغداد"
(1)
:
اقبل معاذير من يأتيك معتذرا
…
إن برّ عندك فيما قال أو فجرا
فقد أطاعك من أعطاك ظاهره
…
وقد أجلّك من يعصيك مستترا
(2)
يحكى أنه بات ليلة مهموما من الضيقة وسوء الحال، فوقع في خاطره فرع من فروع مذهبه، فأعجب به، فقام قائما يرقص في دراه، ويقول: أين الملوك وأبناء الملوك؟ فسألته زوجته عن ذلك، فأخبرها، فتعجبت، رحمة الله عليهما.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد": ذكر القاري أن له تعليقة في الخلاف، وكان زاهدا، ورعا، متعففا، فقيرا، قنوعا، يحكى أنه بات ليلة مهموما من ضيق البال، وسوء الحال، وكثرة العيال، فوقع في خاطره فرع من فروع مذهبه، فأعجب به، فقام يرقص في داره، ويقول: أين الملوك، وأبناء الملوك؟ فسألته زوجته، فأخبرها، فتعجبت.
* * *
4262 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن مصطفى بن خليل المولى كمال الدين
بن
(1)
البيتان في تاج التراجم 52، والطبقات السنية.
(2)
وفي بعض النسخ: "من أطاعك ظاهره"، وبه يختل الوزن، وفي بعض النسخ والطبقات السنية "من يرضيك ظاهره"، وفي تاج التراجم "من يعطيك باطنه"، وفيه بعد البيت "قلت الذي أحفظه فقد أطاعك من أرضاك ظاهره".
عصام الدين، المشتهر بطاشكبري زاده *
ذكره المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: هو قاضي العساكر، فرد الدهر، المجمع على فضله وبراعته، وكان في العلم طودًا شامخًا، لم ير نظيره في طلاقة العبارة، والتضلع من العربية.
قال النجم الغزي في ترجمته: لم أر روميا أفصح منه باللسان العربي، كتب إليه شيخ الإسلام أسعد بن سعد الدين يمدحه بقوله:
العز مع المجد هما نحوك مالا
…
يا مفخرنا كاسمك لا زلت كمالا
إن كان على حبك لي معذرة
…
كم من ألف مال إلى اللام كمالا
أخذ عن والده العالم المشهور صاحب "الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية"، وعن شيخ الإسلام أبي السعود العمادي، ودرس بمدارس "قسطنطينية"، ثم صار قاضيًا بـ"حلب"، ونقل منها إلى "دمشق"، فدخلها في أوائل المحرم سنة خمس بعد الألف، وأقبل على أهلها، وعاملهم بالإكرام التام، حتى سحر عقول علمائها برعايته وإقباله، ثم طلب منهم محضرًا في الثناء عليه بعد شهر، فكتبوا له محضرا أثنوا عليه بما شاهدوه منه، ثم لم تتم كتابة المحضر، حتى انقلب عن أخلاقه، وتظاهر بطمع لم ير نظيره، وأكثر من الرشوة، واتفق أنه جاء في زمنه أمر العوارض بثلاثمائة عثماني، فنفذه، وكان قبل ذلك لم تكلف الناس في العوارض مقدار ذلك، فحضر إلى الجامع يوم الاثنين ثامن عشرى شهر رمضان من سنة خمس صبيحة إلى الشيخ العارف أحمد بن سليمان الصوفي، فلما فرغت الصبيحة دعا الشيخ محمد بن سعد الدين، وأخاه الشيخ إبراهيم، وأراهما الأمر، فذكر له الشيخ محمد فقر الناس، وعجزهم عنها،
* راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 3: 341 - 344. ترجمته في معجم المؤلفين 9: 21، كشف الظنون 2038، وهدية العارفين 2: 271.
فلم يقبل، فضج الناس، واجتمعوا عليه، وأخذوا في شتمه وإظهار الشكاية منه، ومن ظلمه وتتابع الناس من أرجاء الجامع، وأكثروا من سبّه، وأطلقوا الألسنة فيه، وفي الشيخ محمد بن سعد الدين وأخيه، ونسبوها إلى التقصير في ذلك، ثم خرج القاضى هاربًا من باب العنبرانيين، وتبعه أكثر الناس بعضهم يرجمه بلسانه، وبعضهم بيده، حتى أن بعضهم ضربه بيضة، فانكسرت على ثوبه، فالتجأ إلى بعض الدور، حتى رجع الناس عنه.
وأما الشيخ محمد بن سعد الدين وأخوه، فإنهما خرجا من باب جيرون، وتبعهما جماعة يصيحون، فردهم النقباء والفقراء عنهما، وقالوا لهم: الحقوا القاضي، ثم لما أصبح القاضى أمر بكتابة عرض ومحضر في تخفيف العوارض، وجمعها دينارًا واحدًا، وأظهر إرادة العدل، وفيه عمل أبو المعالي درويش محمد الطالوي قصيدته السائرة، يشير فيها إلى حادثته هذه، ومطلعها:
إن الكمال على زيادة نقصه
…
مولى يجود بنفسه للمجتدى
فإذا أتاكم فاسق فتبينوا
…
من حاله والله يجزى المعتدى
يقعي جلوسًا وسط مجلس حكمه
…
كيما يسكن حكة في المقعد
وإذا مشى أدلى بواسير إسته
…
من خلفه تحكى أفاعي مربد
مثل الرشاء طويلة أذنابها
…
ما بين ذى ذنب أحد وأورد
تنساب فوق نقى يباح صريمه
…
سيان فيه رائح أو مغتد
مكمدة ألوانها مسودة
…
حمر الرؤوس لها لسان مبرد
قد أثخنت فيه الجراح وجرحت
…
منه الفقاح فسبرها بالمرود
تلتف في شعر تداخل بعضه
…
في بعضه جعد أو غير مجعد
فكان عرفجة هناك تفرعت
…
وأصولها ساخت بأرض قردد
تسقى بماء آسن فكأنها
…
مطروقة عين ببرقة نهمد
وعلى المحيا إذ يحيى مسحة
…
من سام أبرص خاف لسع الأسود
فاصفر بل قالوا دنانير الرشا
…
من أكلها صبغته لون العسجد
من أجل ذا حكوه وهو نبهرج
…
يمحك أحجار كوقع مهند
بينا تدار عليه كاسات الرشا
…
وقد انتشى منها براحات الدد
في مجلس حاشاه من قول العدا
…
ما فيه غير مجسم أو ملحد
فاجأه عزل فاغتدى عن جلق
…
عجلان ذا زاد وغير مزود
من بعد ما عرضت أمور أوجبت
…
ما أوجبت وسل العوارض تشهد
إذ راح يمشي الخيزلي من عجبه
…
للجامع الأموى مشى الخرد
والناس مستنون يتبع بعضهم
…
بعضا وقد قعد الحمام بمرصد
ما بين منتعل وحاف خلفه
…
يعدو بمرو كالسهام محدد
حتى رمى في دار قوم نفسه
…
وأقام فيها خائفًا الضحى الغد
للباب مستبقا وقد قميصه
…
يا صاح من دبر فبح بالمقصد
وهلاك رب العرش من ظلم الوري
…
إن لم يفاج اليوم فاجأ في غد
ها قد كشفت لكم حقيقة حاله
…
يا قوم فاستمعوا مقالة مرشد
مذ ذاق طعم العزل راح بحسرة
…
رطب العجان وكفه كالجلمد
كالأقحوانة بعد فعلى ناجر
…
جفت أعاليها وأسفلها ند
لا زال حادي النجم يهوي خلفته
…
وسقاه نوء الرجم موصول اليد
ما فرخت يومًا عوارض خانة
…
وأهين قاض خان شرع محمد
ثم ورد عزله في أواسط ذى القعدة، وأعطى قضاء "حلب"، فسار إليها، ثم ترقى بعدها في المناصب، حتى ولي قضاء العسكرين، وكان كثير الآثار، وله نظم ونثر، فمن نظمه ما كتبه لشيخ الإسلام محمد بن سعد الدين من أبيات:
عاصف الحادثات أفناني
…
صرصر الدهر بد أفناني
كمدى آذانى وأعياني
…
ارحموا سادتي وأعياني
قال البوريني في ترجمته: وكان وهو قاضي بـ"دمشق" وجه إلى بقعة تدريس عن الشمس ابن المنقار، ولما عزل عن "دمشق"، وتوجه إلى "حلب" بلغني أنه أعطى يحيى بن الشمس المذكور عرضًا في البقعة المذكورة، فكتب إليه
كتابًا، عتب عليه فيه بسبب ذلك وكان ما بلغني باطلًا كذبًا، قكتب إلي من إنشائه، وذكر رسالة طويلة، استحسنت منها هذا المحل، فذكرته هنا وهو (والعجب منكم أنكم صدقتم مثل هذا الخبر، وادعيتم فيه التواتر، كأنه حديث أو أثر، وما تقرر عندكم ما شاهدتم من محبتنا الراسخة البنيان، وقد قيل في الأمثال: ليس الخبر كالعيان، وكان الواجب أن لا تلتفتوا إلى مثل هذه الخرافات:
وشاهدي في إدعاء الحب خاطركم
…
وهو المزكي فقولي لا تردوه
كفى بقلبي ما يلقى ببعدكم
…
لا تحرقوه بنار الهجر خلوه
وكتب أيضًا في غضون رسالته:
وما أنا في حفظ الوفا متصنعًا
…
ولا أنا للزور القبيح منمق
وأنت فتدري ما اقتضته جبلتي
…
فما أدعي إلا وأنت مصدق
ولكن دهرًا قد بلينا بأهله
…
أبا حوابه ثوب النفاق ونفقوا
فوالذى يعلم سرى وعلني في جميع حالي لم يصدر عني ذلك الأمر، ولا خطر ببالي، وهل يليق بي أن أدنس العرض بمثل ذلك العرض، وأحشر في زمرة الكاذبين يوم العرض:
وودّى أنت تعلمه يقينا
…
صحيحًا لا يكدر بالجفاء
فلا تسمع لما نقل الأعادى
…
وما قد نمقوه من افتراء
وله غير ذلك مما يعذب، وبالجملة: فقد وصفناه من الكمال بما فيه مقنع، ولم يكن فيه مما يشينه إلا الطمع، وكانت وفاته في سنة ثلاثين وألف، وقال الفاضل الأديب إبراهيم بن عبد الرحمن العمادى الدمشقي في تاريخ وفاته.
ألا إنما الدنيا غرور نعيمها
…
ينغصه أكدارها وزوالها
قضى الله للمولى الكمال بأن قضى
…
فأرخ ديار الروم مات كما لها
قال الشيخ الفاضل عمر رضا كحالة: من تصانيفه: "إغاثة المتلهف وإعانة المتأسف"، و"تحفة الأحباب" في التاريخ، و"حاشية على تفسير
البيضاوي" إلى سورة الكهف، و"موضوعات العلوم في ترجمة مفتاح السعادة" لوالده.
* * *
4263 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن مكّي، عرف بالنشائي، الملقّب صدر الدين
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كان إماما فقيها، نحويا، أصوليا، محدّثا، دينا، ذكيا، لازم الاشتغال والإشغال.
وانتفع به الطلبة.
مات يوم الأحد ضحوة ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ستين وسبعمائة، ودفن من يومه بعد صلاة العصر بتربة خاله الإمام زين الدين خارج باب النصر، وكانت جنازته
(1)
مشهورة، أفتى، وأفاد، وأعاد.
مولده سنة تسع عشرة وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1206.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1863.
وفي بعض النسخ: "النشابي"، وليس قبل ياء النسبة في بعض النسخ: ما يدلّ على أنه ياء أو همزة، المثبت من الأنساب آخر الكتاب، ونشا إحدى قرى مديرية الغربية بمصر، حاشية النجوم الزاهرة 10: 323، وفي بعض النسخ "بكر" مكان "مكي"، وهو خطأ.
(1)
في بعض النسخ: "حادثة".
باب من اسمه محمد أحمد بن موسى
4264 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن موسى بن سلّام، أبو جعفر، القاضي، البخاري، البركدي
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: روى عن أبيه أحمد بن موسى بن سلّام، وأبي عصمة سعد بن معاذ المروزي.
روى عنه أبو حفص أحمد بن أحيد بن حمدان
(1)
.
مات سنة تسع وثمانين ومائتين.
والبركدي نسبة
(2)
إلى قرية من قرى "بخارى" بفتح الباء الموحّدة، وسكون الراء، وفتح الكاف، وفي آخرها الدال المهملة. ذكره السمعاني.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 158): أرخ السمعاني وفاته سنة 289 هـ، حيث قال بعد ذكر أن "بركد" قرية من قرى "بخارى"،
* راجع: الجواهر المضية برقم 1207.
ترجمته في الأنساب 2: 175، 176، واللباب 1: 114، ومعجم البلدان 1: 589، وكتائب أعلام الأخيار برقم 147، والفوائد البهية 157، 158.
(1)
بعد هذا في بعض النسخ: زيادة "وغيره".
(2)
في بعض النسخ: زيادة "إلى".
منها أبو جعفر محمد بن أحمد بن موسى بن سلام القاضي، كان على مظالم "بخارى"، سمع من أهل بلده، وروى عن أبيه، والوليد بن إسماعيل، وأبي عبد الله بن أبي حفص الكبير، وغيرهم. وروى عنه أبو حفص أحمد بن أحمد بن حمدان وغيره، مات في ذي الحجّة سنة 289 هـ في ولاية الأمير أبي إبراهيم إسماعيل بن أحمد. انتهى.
* * *
4265 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن موسى بن يزداذ الرازي اليزداذي، الفقيه، القاضي، الخازن
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع عمّه علي بن موسى القمّى
(1)
، ومحمد بن أيوب الرازي.
وولي القضاء بـ"سمرقند"، وسمع أهلها عليه.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1209.
ترجمته في الأنساب 599، واللباب 3: 307، والطبقات السنية برقم 1866.
وهذه الترجمة والتالية لها لرجل واحد، كما نبَّه المؤلف في آخر الترجمة التالية، وقد جعلهما السمعاني وابن الأثير ترجمتين لرجلين، وجعلهما التقي التميمي ترجمة واحدة. وانظر اختلاف سنة الوفاة في الترجمتين، وفي بعض النسخ:"بن موسى بن داود الرازي البرزالي"، وهو خطأ.
(1)
بعض النسخ: "العمي" تحريف، وترجمته في الجواهر برقم 1019.
مات سنة إحدى وستين وثلاثمائة. قال السمعاني: كان ثقة فاضلا.
وقال الحاكم: كان فقيه أصحاب أبى حنيفة، قال: سمعت عمّي، سمعت
(1)
أبا سليمان الجوزجاني، سمعت محمد بن الحسن، يقول: لو لم يقاتل معاوية عليا ظالما له متعدّيا، باغيا، كنا لا نهتدي لقتال أهل البغي، وهو ابن أخي علي بن موسى، ووالده أحمد تقدّم
(2)
.
* * *
4266 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن موسى، أبو الطيب، الرازي
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع من
(3)
سليمان بن أحمد اللَّخْمي.
سمع منه الحاكم، وذكره في "تاريخ نيسابور"، رحمه الله تعالى.
* * *
4267 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن موسى الخازن، الرازي، القاضي
* *
(1)
في بعض النسخ: "سمعنا".
(2)
ترجمته في الجواهر برقم 264.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1208.
(3)
في بعض النسخ: "ابن" خطأ.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1210. =
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال السمعاني
(1)
: فقيه الحنفية.
كان قاضي "الري"، و"فرغانة"، و"هراة".
سمع منه الحاكم.
توفي بـ"فرغانة" قاضيا في شهر رمضان سنة ستين وثلاثمائة.
قلت: هو الأول. ذكره السمعاني في "الخازن".
وفي "اليَزْداذي"
(2)
والظاهر أنه اعتقد أنهما اثنان، وهما رجل واحد، رحمه الله تعالى.
* * *
4268 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله ابن أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة
أبو عبد الله بن أبي جرادة، تقدّم والده أحمد
(3)
*
= ترجمته في الأنساب 5: 11، 12، واللباب 1: 336، والطبقات السنية برقم 1866.
(1)
نقل المصنف عبارة ابن الأثير.
(2)
في بعض النسخ: "البردادي" تصحيف.
(3)
ترجمته في الجواهر برقم 274، وترجمته في الجواهر برقم 275.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1211.=
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكره الدمياطي في "معجمه"، وهو أخو الصاحب كمال الدين أبو القاسم عمر ابن العديم
(1)
.
مات سنة ستّ وخمسين وستمائة بـ"حلب".
ومولده بها سنة تسعين وخمسمائة.
سمع من أبيه وعمّه أبي غانم، وأبي حفص عمر بن محمد بن طبرْزَد، والشريف أبي هاشم عبد المطّلب بن الفضل الهاشمي، وأبي اليمن الكندي، وحدّث.
* * *
4269 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن هلال بن عثمان الدمشقي، الشهير بابن القصيف
(محب الدين) *
فقيه.
ولد بدرب الحجاز سنة 843 هـ، وولي قضاء الحنفية بـ"دمشق" مرارا، وتوفي في 6 ربيع الأول سنة 909 هـ.
من تصانيفه: "دليل المحتار إلى مشكلات المختار" في فروع الفقه الحنفي.
* * *
= ترجمته في الطبقات السنية برقم 1867.
(1)
ترجمته في الجواهر برقم 1037.
* راجع: معجم المؤلفين 9: 29.
ترجمته في قضاة دمشق 236، 237، وإيضاح المكنون 1:545.
4270 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن يعقوب أبو عمرو الهيقاني
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع من عبد الغافر الفارسي.
ذكره في "السياق"، وقال: فاضل، أصولي، فقيه.
تفقَّه على القاضي صاعد بن محمد.
* * *
4271 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن يوسف بن غياث السلاوي
، أبو عبد الله * *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال ابن العديم: قدم "حلب" في حدود الستمائة.
وحدّث بها بـ"سيرة ابن هشام"، شيخ حسن، وكتب الكثير.
وله مصنّفات قي الفقه.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1212.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1868، نقلا عن الجواهر.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1215.
ترجمته في تاج التراجم 61، والطبقات السنية برقم 1870.
وفي بعض النسخ: "عتاب" مكان "غياث".
وسلا التي ينتسب إليها مدينة بأقصى المغرب.
معجم البلدان 3: 109.
وقال شيخنا قطب الدين في "تاريخ مصر": قدم من المغرب
(1)
، واشتغل
(2)
بـ"مصر" على مذهب أبي حنيفة على ابن الشاعر وغيره.
ويأتي ابنه محمد
(3)
.
قال ابن العديم: مات بـ"حلب" في رجب سنة ستّ
(4)
عشرة وستمائة، ودفن خارج باب الأربعين، رحمه الله تعالى.
* * *
4272 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن يوسف الملقّب بهاء الدين، أبو المحامد، المرغيناني المنسوب إلى "أسبيجاب
" *
(1)
في بعض النسخ: "الغرب".
(2)
في تاج التراجم: "فاعتقد".
(3)
ترجمته في الجواهر برقم 1479.
(4)
سقط من بعض النسخ.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1214.
ترجمته في تاج التراجم 61، وكتائب أعلام الأخيار برقم 326، والطبقات السنية برقم 1869، وكشف الطنون 2: 1632، والفوائد البهية 158.
وسقط من بعض النسخ: "أبو المحامد"، ومكانها في تاج التراجم والكتائب، وكشف الظنون، والفوائد "أبو المعالي". قال ابن قطلوبغا: شرح القدوري شرحا نافعا، سماه زاد الفقهاء، كلام ابن قطلوبغا، ولا أدري أهو المذكور في الكتاب أم غيره.
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو أستاذ الإمام جمال الدين
(1)
المحبوبي.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 158): مر ضبط الاسبيجابي في ترجمة أحمد بن منصور، وعلي بن محمد، ومرغينان بفتح الميم، وسكون الراء، وكسر الغين المعجمة، من مشاهير بلاد "فرغانة"، ذكره السمعاني.
* * *
باب من اسمه محمد بن أحمد فقط
4273 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد الإحسائي
*
فقيه، مشارك في بعض العلوم، من أهل الإحساء بـ"نجد".
سكن "بغداد"، وتوفي بها.
من تصانيفه: "حاشية على شرح الألفية" لجلال الدين السيوطي، و"شرح تهذيب المنطق"، و"شرح القدوري" في فروع الفقه الحنفي، و"كتاب في التعريفات".
(1)
في بعض النسخ: زيادة "عبيد الله البخاري"، وترجمة المحبوبي في الجواهر برقم 891.
* راجع: معجم المؤلفين 8: 227.
ترجمته في خلاصة الأثر 4: 312، 313، والأعلام 6: 238، 239.
توفي سنة 1083 هـ.
* * *
4274 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد أبو عبد الله، المعروف بوحي زاده، شارح "مغني اللبيب
" *
أصله من بلدة "أزنيق"، وجدّه علي بيك مذكور في "تذكرة الشعراء"، وقد أكمل صاحب الترجمة طريق الصوفية على بعض المشايخ، وجلس على سجادة الذكر والوعظ، إلى أن مات الشيخ في سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة، وكان مدرس دار الحديث المنسوبة لوالدة السلطان بمدينة "أسكدار"، فوجهت إليه مع وعظ الجامع المنسوب إليها، وكان بحرًا فيّاضا في العلوم، خصوصًا العربية، متفننا في غيرها.
ومن آثاره الجليلة: "شرح مغني اللبيب" في مجلدين، وهو شرح حافل مفيد، يدل على سعة إطلاعه، وله على التفسير تعليقات، وكانت ولادته في سنة أربعين وتسعمائة، وتوفي سنة ثمان عشرة بعد الألف، وكان عمره لما مات تسعا وسبعين سنة، كذا قاله ابن نوعي.
* * *
4275 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد الأزنيقي، الرومي
،
* راجع: خلاصة الأثر 3: 339.
المعروف بوحي زاده، أبو عبد الله *
عالم، مشارك في بعض العلوم، أصله من بلدة "أزنيق"، حدث بدار الحديث بـ "أسكدار".
من آثاره: "الإشارة الجائرة لحل مغلقات الرامزة"، و"بحر الكمال" في الأدب، و"حاشية على مشارق الأنوار"، و"مفاتيح مغلقات المفتاح" في شرح أبيات مفتاح العلوم للسكاكي، و"مواهب الأديب في شرح مغني اللبيب" لابن هشام في مجلدين.
ولد سنة 940 هـ، وتوفي سنة 1018 هـ.
* * *
4276 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد، أبو بكر، الإسكاف
(1)
* *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو إمام كبير جليل
(2)
، أستاذ أبي جعفر الهندواني
(3)
.
وبه انتفع، وعليه تخرج.
* راجع: معجم المؤلفين 8: 230.
ترجمته في خلاصة الأثر 3: 353، 354، وهدية العارفين 2: 268، كشف الظنون 1136، 1689، وإيضاح المكنون 2: 525، 526.
(1)
في بعض النسخ: "البلخي".
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1215.
(2)
في زيادة "القدر"، وفي الطبقات السنية "المقدار".
(3)
في بعض النسخ: زيادة "وأبو بكر الأعمش محمد بن سعيد".
ويأتي تمام ترجمته في الكنى
(1)
، رحمه الله تعالى.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 160): ذكر الفقيه أبو الليث في آخر "النوازل" أن وفاته كانت سنة 333 هـ، وأن وفاة محمد بن سعيد سنة 340 هـ، وأن وفاة أبي جعفر سنة 362 هـ بـ "بخارى"، وحمل إلى "بلخ".
* * *
4277 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد الإمام، أبو بكر، الأصولي، المنعوت علاء الدين
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: له في أصول الفقه، كتاب سماه "ميزان الفصول
(2)
في نتائج العقول" على مذهب الإمام أبي حنيفة، رضي الله عنه.
* * *
(1)
ترجمته في الجواهر برقم 1879.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1221. ترجمته في الطبقات السنية برقم 1878، كشف الظنون 2: 1916، 1917، وإيضاح المكنون 2: 613.
وفي كشف الظنون "علاء الدين شمس النظر محمد بن أحمد السمرقندي الأصولي، المتوفى سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، وانظر ترجمة 1151، 1202، وترجمة 1898، في الكنى من الجواهر، وانظر أيضا مقدمة تحقيق الفقهاء صفحة 21.
(2)
في بعض النسخ، كشف الظنون "الأصول"، والمثبت في بعضها، والطبقات السنية، وإيضاح المكنون.
4278 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد البخاري، القاضي، أبو ثابت
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو خال خواهرزاده محمد بن الحسين.
* * *
4279 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد التوقيعي الرومي، الشهير بنشانجي زاده محي الدين
* *
فقيه، من القضاة.
ولد سنة 962 هـ، وتوفي في طريق "أدرنه" سنة 1031 هـ.
من آثاره: "حصول المرام من أصول الإمام"، و"سير الأنبياء العظام"، و"الفتاوى الرومية"، و"مرآة الأيام في مرقاة الأعلام"، و"مقصد الأمة من مسند الأئمة".
* * *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1217.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1874، نقلا عن الجواهر.
* * راجع: معجم المؤلفين 8: 243.
ترجمته في فهرس مخطوطات الظاهرية، كشف الظنون 566، وهدية العارفين 2: 272، وفهرس الأزهرية 2: 293، وإيضاح المكنون 1: 407، 2: 32، 157.
4280 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد التونسي، المعروف بالبارودي
، أبو عبد الله، من خطباء وأئمة جامع بارود *
من تصانيفه: "تعليم القارئ" في علم التجويد.
توفي سنة 1304 هـ.
* * *
4281 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي أحمد صفي الدين
* *
فاضل.
من آثاره: "الصاعقة المحرقة على المتصوفة الرقصة المتزندقة"، فرغ من تأليفها في 15 ربيع الآخر.
كان حيا 1061 هـ.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 8: 243.
ترجمته في هدية العارفين 2: 385.
* * راجع: معجم المؤلفين 8: 256.
ترجمته في فهرست الخديوية 2: 93
Brockelmann : g، II: 923، s ،II: 457
4282 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد الطالوي، الأرتقي، الدمشقي
*
أديب، ناظم، ناثر، مؤرخ.
ولد سنة 950 هـ، توفي بـ "دمشق". ختام شهر رمضان سنة 1014 هـ.
من آثاره: "سانحات دمي القصر في مطارحات بني العصر"، جمع فيها أشعاره وترسلاته وتراجم بعض الأدلاء، و"الجواهر المضية في تواريخ الدولة الطالوية الأرتقية"، و"منتقى من شعر أبي تمام الطائي".
* * *
4283 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد القاضي، الإمام أبو عاصم العامري
، يأتي في الكنى
(1)
* *
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 160): ذكر السمعاني أن العامري نسبة إلى عامر بن لؤي، وعامر ابن صعصعة، وعامر بن عدي، وعامر بطن أيضا من قيس عيلان.
* * *
* راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 2: 149 - 155، وهدية العارفين 2: 266، وفهرست الخديوية 4/ 261، وإيضاح المكنون 2:1.
(1)
ترجمته في الجواهر برقم 1938، وترجمته في الجواهر رقم 1952.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1222.
4284 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد العربي
*
فقيه. من آثاره: "معين المفتي".
كان حيا 986 هـ.
* * *
4285 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد العلائي
* *
فاضل. من آثاره: "العقد المخصوص بترصيع الفصوص".
توفي سنة 918 هـ.
* * *
4286 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد، أبو عبد الله، القرطبي
* * *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو فقيه حافظ للرأي رأي أبي حنيفة.
* راجع: معجم المؤلفين 8: 292.
* * راجع: معجم المؤلفين 8: 293.
ترجمته في هدية العارفين 2: 226.
* * * راجع: الجواهر المضية برقم 1222.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1879، نقلا عن الجواهر.
في بعض النسخ: "المرطي" مكان "القرطبي".
صنّف كتابا في الأحكام، وما يجب على الحكّام علمه
(1)
.
مات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
4287 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد القاضي
والد عبيد الله المذكور فيما تقدّم
(2)
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال الحاكم النيسابوري: ولى قضاء "بخارى" سبع سنين.
قال: وكنت أسمعهم، يقولون في مساجدهم
(3)
: اللهم اغفر للقاضي الكلاباذي، يعنون محمد بن أحمد هذا، رحمه الله تعالى.
* * *
4288 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد النسفي
* *
(1)
في بعض النسخ: "عمله"، والمثبت في الطبقات السنية.
(2)
ترجمته في الجواهر برقم 902.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1223.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1881، ويقال له: الكَلَاباذي.
(3)
هذا القول في صفحة 501 من الجزء الثاني للجواهر.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1216.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1873، نقلا عن الجواهر.
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقَّه على أبي بكر الرازي.
وأظنّه محمد بن أحمد بن محمود المذكور قبله
(1)
.
* * *
4289 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد الواحي
*
فقيه.
من آثاره: "المقصود في إقامة الحدود".
كان حيا 716 هـ.
* * *
4290 - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد (درويش)
* *
فقيه.
من آثاره: "شرح ملتقى الأبحر" في فروع الفقه الحنفي، وسماه "غواص البحار"، فرغ من تأليفه في 16 ربيع الآخر سنة 1065 هـ.
كان حيا 1065 هـ.
* * *
(1)
ترجمته في الجواهر برقم 1205.
* راجع: معجم المؤلفين 9: 27.
* * راجع: معجم المؤلفين 8: 225.
ترجمته في فهرست الخديوية 3: 86.
4291 - الشيخ الفاضل المولى حَافظ الدين مُحَمَّد بن أَحْمد باشا ابْن عَادل باشا
، المشتهر بالمولى حَافظ *
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى أصله من ولَايَة "بردعة" فِي حُدُود ولَايَة "الْعَجم".
وَقَرَأَ فِي صباه على الْمولى الْفَاضِل مَؤلَانا مزِيد ببلدة "تبريز"، وقرأ عِنْده الْعُلُوم كلهَا، وفَاق أقرانه، واشتهرت فضائله، وَبعد صيته.
وَلما وَقع فِي بِلَاد الْعَجم فتْنَة إسماعيل بن أردبيل ارتحل إلى بلاد "الروم"، وَذهب إلى خدمَة الْمولى الْفَاضِل عبد الرحمن بن الْمُؤَيد، وباحث مَعَه فِي بعض المباحث، وَعظم اعْتِقَاد الْمولى الْمَذْكُور فِي حَقه، ورباه عِنْد السُّلْطَان بايزيدخان، وَأمر لَهُ بمدرسة، فَأعْطَاهُ مدرسة بـ "أنقره"، واشتغل هُنَاكَ بِالْعلمِ الشريف.
وَكَانَ حسن الخطّ، سريع الْكِتَابَة، كتب "شرح الْوِقَايَةِ" لصدر الشَّرِيعَة فِي شهر وَاحِد بِحسن خطّ، ودرسه هُنَاكَ، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة مرزيفون، واشتغل هُنَاكَ بـ"شرح الْمِفْتَاح" للسَّيِّد الشريف، وَكتب حَوَاشِي على نبذ مِنْهُ.
وَكتب الْقسم الثَّالِث من "مِفْتَاح الْعُلُوم" فِي خَمْسَة أيام بِخَط حسن، وَكتب على حَوَاشِيه مَا انتخبه من شرح الْفَاضِل الشريف لَهُ، وَأتم تِلْكَ الْحَوَاشِي، والانتخاب فِي خَمْسَة أشهر.
* راجع: الشقائق النعمانية 1: 267، 268.
ثمَّ أتى مَدِينَة "قسطنطينية"، وَعرض الْحَاشِيَة الْمَذْكُورَة على الْمولى ابْن الْمُؤَيد، فقبلها حسن الْقبُول، واستحسنها غَايَة الاسْتِحْسَان، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة الْوَزير عَليّ باشا بِمَدِينَة "قسطنطينية".
وَكتب هُنَاكَ حَوَاشِي على نبذ من "شرح المواقف" للسيّد الشريف، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة "أزنيق"، وَكتب هُنَاكَ "رسَالَة الهيولي"، وَهِي رِسَالَة عَظِيمَة الشان جدا، ثمَّ صَار مدرسا بِإِحْدَى الْمدارِس الثمان.
وَكتب هُنَاكَ شرحا لـ"التجريد"، وَسَماهُ "المحاكمات التجريدية"، وَلم يُغَادر صَغِيرَة وَلَا كَبِيرَة، مِمَّا يتَعَلَّق بِالْكتاب الْمَذْكُور، إلا وَقد تعرض لما لَهَا وَمَا عَلَيْهَا، ثم صَار مدرسا بمدرسة أيا صوفيه، وصنّف هُنَاكَ كتابا مُسَمّى بـ"مَدِينَة الْعلم"، وَجعلهَا ثَمَانِيَة أَقسَام، فأورد فِي كل قسم مِنْهَا، اعتراضات على ثَمَانِيَة من الْعلمَاء الْمَشْهُورين فِي الآفاق، كصاحب "الْهِدَايةِ"، وَصَاحب "الْكَشَّاف"، والعلامة الْبَيْضَاوِيّ، والتفتازاني، والفاضل الشريف، الْجِرْجَانِيّ، وَنَحْو ذَلِك.
ثمَّ ترك التدريس، وَعين لَهُ كل يَوْم سَبْعُونَ درهما بطرِيق التقاعد، وَله رِسَالَة، سَمَّاهَا بـ "نُقْطَة الْعلم"، ورسالة أخرى، سَمَّاهَا، بـ"فهرسة الْعُلُوم"، وَله رِسَالَة أخرى سَمَّاهَا بـ"معارك الْكَتَاتب"، ورسالة أخرى سَمَّاهَا بـ"السبعة السيارة"، وَله من الرسائل والتعليقات مَا لا يُحْصى كَثْرَة، بَقِي أكثرها فِي المسودة.
وَبِالْجُمْلَةِ: تَعب اللَّيْل وَالنَّهَار، وَلم يَنْفَكّ قلمه عَنِ الْكِتَابَة، وَلسَانه عَن المذاكرة، وطبعه عَن المطالعة، وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى فَاضلا، محققا، مدققا، صَاحب ذكاء وفطنة، وحافظا للعلوم بأسرها، ومشتغلا بِالْعلمِ الشريف غَايَة الاشْتِغَال.
وَرُبمَا يطالع اللَّيْل بِطُولِهِ، وَلَيْسَ لهُ اشْتِغَال في النَّهَار، إلا بِالْعلمِ الشريف، وَكَانَ لَهُ إتقان عَظِيم بالعلوم الْعَقْلِيَّة بأقسامها، ومهارة تَامَّة فِي الْفُنُون الأدبية بأنواعها.
وَكَانَت لَهُ معرفَة تَامَّة بأصول الْفِقْه، ورسوخ تَامّ فِي التَّفْسِير والْحَدِيث، وَكَانَ حَافِظًا بالمهمات من الْعُلُوم، والتواريخ، والمحاضرات، ومناقب الْعلمَاء، وَالسَّلَف، والأشعار الْعَرَبيَّة، والفارسية، والتركية.
وَكَانَت لَهُ أخلاق حميدة، وأدب كَامِل، ومروءة تَامَّة، ووقار عَظِيم، مَاتَ رَحمَه الله تَعَالى فِي سنة سبع وَخمسين وَتِسْعمائَة. روّح الله روحه، وَنوّر ضريحه.
* * *
4292 - الشيخ الفاضل الكبير محمد بن أحمد الله، العمري، التهانوي
*
ذكره العلامة عبد الحي الحسنى في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المشهورين.
ولد، ونشأ بقرية "تهانه" من أعمال "مظفر نكر".
وقرأ على مولانا عبد الرحيم التهانوي، والشيخ قلندر بخش الجلال آبادي، ثم سار إلى "دهلي".
وأخذ العلوم المتعارفة عن الشيخ مملوك العلي النانوتوي، وقرأ المنطق والحكمة على العلامة فضل حق بن فضل إمام الخيرآبادي. ثم لازم الشيخ إسحاق ابن أفضل العمري الدهلوي، وأخذ عنه الحديث.
وكان مفرط الذكاء، سريع الإدراك، قويَّ الحفظ، حلو الكلام.
* راجع: نزهة الخواطر: 7: 453، 452.
بايع السيّد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي في صغر سنّه، ولما بلغ سنّ الرشد أخذ الطريقة عن الشيخ نور محمد الجهنجانوي، وسافر إلى بلدة "طوك"، فولي التدريس بها، فدرّس، وأفاد مدة مديدة.
ثم رجع إلى بلدته، وصرف عمره في الإرشاد والتلقين.
له مصنَّفات، منها:"دلائل الأذكار" في إثبات الجهر بالأسرار، و"القسطاس في أثر ابن عباس"، أوَّل فيه أثر ابن عباس "في كل أرض آدم كآدمكم"، إلخ.
وله "الإرشاد المحمدي" في الأذكار والأشغال، وله "المكاتبة المحمدية" في رسائله في إثبات الذكر بالجهر، وله "المناظرة المحمدية" في إثبات الخرق والالتئام في الأفلاك، و"تفضيل الختنين"، وله "تعليقات على شرح العقائد".
مات سنة ست وتسعين ومائتين وألف، وله ستّ وستون سنة، أخبرني بذلك مولانا أشرف علي التهانوي.
* * *
4293 - الشيخ الفاضل المحدث محمد بن أحمد عقيلة المكي
*
المتوفي سنة 1150 هـ.
له "المسلسلات"، و"عدة أثبات"، و"الدر المنظوم" في خمس مجلدات في تفسير القرآن بالمأثور، و"الزيادة والإحسان في علوم القرآن"، هذب "الإتقان"، وزاد كثيرا في علوم القرآن، وغالب مؤلفاته في مكتبة علي باشا الحكيم بـ"إستانبول".
* راجع: تقدمة نصب الراية ص 33.
أخذ عن العجمي، وغيره.
* * *
4294 - الشيخ الفاضل محمد بن أركماس اليشبكي
، النظامي (عضد الدين) *
مفسر.
من آثاره: "تفسير سورة يس"، فرغ منه سنة 880 هـ، و"تذكرة" في مجلدات.
* * *
باب
من اسمه محمد بن الأزهر
4295 - الشيخ الفاضل المولى مُحَمَّد بن أرمغان، الشهير بيكان
، رحمه الله * *
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: قَرَأَ الْعُلُوم كلهَا على رجل عَالم فِي ولَايَة الأمير ابْن أيدين.
* راجع: معجم المؤلفين 9: 37.
ترجمته في الضوء اللامع 7: 131، 132، وإيضاح المكنون 1:308.
* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 48، 49.
كنت سَمِعت اسمه من الْوَالِد المرحوم، وَلم أتذكره الآن، ثمَّ قرأ على الْمولى شمس الدين الفناري، ثمَّ صَار مدرّسا بِبَعْض الْمدَارِس بِمَدِينَة "بروسا".
ثمَّ انْتَهَت اليه رياسة الدَّرْس وَالْفَتْوَى ومنصب الْقَضَاء بعد الْمولى شمس الدين الفناري، وَكَانَ مُعظما ومكرما عِنْد السُّلْطَان، مرضيا ومقبولا عند الخواص والعوام.
ودام على ذَلِك إلى أن ترك الْكل، وسافر إلى "الحجاز"، ثمَّ عَاد إلى بِلَاده، وَلم يتول شيئا من المناصب إلى أن مَاتَ، رحمه الله.
وَكَانَ فَاضلا، ذكيا، صَاحب طبع قوي، إلا أنه كَانَ قَلِيل الْحِفْظ، وَكَانَ أبيض اللَّوْن، طَوِيل الْقَامَة، كَبِير اللِّحْيَة، وَكَانَ يحب الْعشْرَة مَعَ أصحابه، ويهيء لَهُم الأطعمة النفيسة.
قرأ عَلَيْهِ جدّي مَوْلَانَا خير الدين رحمه الله، روى أن الْمولى يكان حكم بقضية، وَهُوَ قَاض بِمَدِينَة "بروسا"، فأنكر ذَلِك الحكم أولاد المولى الفناري، وهم كَانُوا بِهِ يتعصبون عَلَيْهِ لأمر، سَنذكرُهُ، فأرادوا عقد المجلس لذَلِك، فنصح لَهُم بعض المدرسين، وَقَالَ: إن هَذَا الرجل عَالم فَاضل، رُبمَا يجد الملخص فِي هَذَا الأمر، فَلم يلتفتوا إلي كَلَامه.
فعقدوا الْمجْلس، وَحضر الْمولى الْمَذْكُور، وَقَالُوا لَهُ: حكمك هَذَا مُخَالف لعدة من الْكتب، وأظهروا لَهُ النَّقْل مِنْهَا، فَقَالَ الْمولى الْمَذْكُور: إن الإمام زفر هَل هُوَ من الْمُجْتَهدين؟ فَقَالُوا: نعم، قَالَ: إني حكمت فِي هَذِه الْقَضِيَّة بمذهبه لمصْلحَة اقتضته، فإن قدرتم على نقض الحكم فانقضوه، فتحير الْكل لعلمهم بِأَن الْمَذْهَب الضَّعِيف يقوى باتصال الْقَضَاء بِهِ.
وَسبب تعصبهم عَلَيْهِ هُوَ أن الْمولى الفناري أراد أن يُزَوجهُ بنته، فَلم يقبل، لأنه كَانَ قد عهد مَعَ أستاذه السَّابِق بِأَن يتَزَوَّج بنته، فَلم ترض نَفسه بِنَقْض الْعَهْد.
* * *
4296 - الشيخ الفاضل محمد بن الأزهر، أبو عبد الله من أئمة أصحابنا الخراسانيين
، [من طبقة. . .، إمام له اختيارات]
(1)
*
مات سنة إحدى وخمسين ومائتين
(2)
.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 160): ذكر الفقيه أبو الليث في آخر كتابه "النوازل" أنه مات يوم السبت، في شوال لعشرة أيام خلت منه سنة 278 هـ، وهو ابن سبع وثمانين سنة.
* * *
(1)
في الأصل من طبقة له اختيارات، وفي بعض النسخ "من طبقة. . . إمام له اختيارات"، وهو منقول من الفوائد البهية، وما أثبته أقرب فيما أحسب إلى ما تركه المؤلف.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1224.
ترجمته في كتائب أعلام الأخيار برقم 146، والطبقات السنية برقم 1888، وكشف الظنون 1: 34، والفوائد البهية 160، وهدية العارفين 2: 15، ويقال له: الخراساني.
(2)
في الفوائد البهية ذكر الفقيه أبو الليث في آخر كتابه النوازل أنه مات يوم السبت في شوال لعشرة أيام خلت منه سنة ثمان وسبعين ومائتين، وهو ابن سبع وثمانين سنة.
باب من اسمه محمد بن إسحاق
4297 - الشيخ الفاضل محمد بن إسحاق بن إبراهيم الباقرحي البغدادي
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو من بيت العلم والقضاء والحديث.
مات سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 160): نسبه السمعاني بأنه أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن جعفر بن مخلد. وقال: كان من بيت العلم والقضاء، والحديث والعدالة، سمع أبا الحسن أحمد بن محمد الواعظ، وأبا الحسن محمد، وأبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان، وغيرهم، وكانت ولادته في شعبان سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، وتوفي في رمضان سنة 481 هـ، وجدّه إبراهيم بن مخلد أبو إسحاق كان صدوقا، صحيح الكتاب، حسن النقل، جيّد الضبط، من أهل المعرفة بالأدب، وكان ينتحل في الفقه مذهب محمد بن جرير الطبري، سمع الحسين بن يحيى القطان، وأبا عبد الله الحكيمي، وأحمد بن كامل القاضي،
* راجع: الجواهر المضية برقم 1226.
ترجمته في الأنساب 2: 49، واللباب 1: 90، ومعجم البلدان 1: 476، وكتائب أعلام الأخيار برقم 338، والطبقات السنية برقم 1890، والفوائد البهية 160.
وسمع منه أبو بكر علي بن ثابت الخطيب، وقال: كان مولده سنة خمس وعشرين وثلاثمائة في شعبان، وتوفي في ذي الحجّة سنة عشر وأربعمائة، وابنه أبو الفضل إسحاق ابن إبراهيم، قال الخطيب: كتبنا عنه شيئا يسيرا، وكان صدوقا، ووفاته في ربيع الأول سنة تسع وعشرين وأربعمائة. انتهى ملخصا.
* * *
4298 - الشيخ الفاضل محمد بن إسحاق بن على بن داود بن حامد البحَّاثى
-نسبة إلى الجدّ- الزوزني، أبو جعفر القاضي *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: كان فاضلا صاحب تصانيف. له "نحو القلوب"
(1)
، ذكره السمعاني.
و"زوزن" بلدة كبيرة بين "هراة" و"نيسابور".
وتوفي بـ"غزنة" سنة ثلاث وستين وأربعمائة.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1227.
ترجمته في تتمة اليتيمة 2: 30، ودمية القصر العاني 2: 429 - 436، والأنساب 2: 98، واللباب 1: 99، ومعجم البلدان 18: 18 - 29، وإنباه الرواة 3: 66، والمحمدون 187، 188، والوافي بالوفيات 2: 197 - 199، والطبقات السنية برقم 1891، وإيضاح المكنون 1: 165، 2: 629، ولم ترد "القاضى" في بعض النسخ.
(1)
ورد اسمه في إيضاح المكنون هكذا في الموضع الثاني، وورد في الموضع الأول "بحر القلوب"، وفي بعض نسخ الأنساب "نجوى القلوب".
ذكره عبد الغافر في "السياق"، ووصفه بالفضل والتصانيف.
وأورد له شيئا من شعره، رحمه الله تعالى.
* * *
4299 - الشيخ الفاضل محمد بن إسحاق بن عمر بن عبد الله السروجي
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: مولده سنة إحدى وخمسين وستمائة. تفقَّه يسيرا، وحدّث بمجلس البطاقة
(1)
عن ابن علّاق، [وأبي العبّاس]
(2)
الدمشقي، أظنّ أني سمعته عليه، وكان يعرف بالعديمي لصحبة
(3)
الإمام مجد الدين عبد الرحمن بن الصاحب كمال الدين أبي القاسم عمر بن العديم.
مات في ثاني عشرين
(4)
شعبان سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة بـ"القاهرة".
* * *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1228.
ترجمته في الدرر الكامنة 3: 470، والطبقات السنية برقم 1892.
(1)
في بعض النسخ: "النطافة" تصحيف، ومجلس البطاقة في تخريج الأحاديث لأبي القاسم حمزة بن محمد بن علي الكناني المصري الحافظ، المتوفى سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. تذكرة الحفاظ 3: 932 - 934، كشف الظنون 2:1596.
(2)
في بعض النسخ: "وأخبرني العباس" خطأ.
(3)
في بعض النسخ: "بصحبة".
(4)
سقط من بعض النسخ.
4300 - الشيخ الفاضل محمد بن إسحاق بن نصر اللبَّاد النيسابوري
ابن أخي أحمد بن نصر، تقدّم
(1)
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وغيره.
روى عنه أبو سعيد
(2)
بن أبي بكر بن أبي عثمان، رحمه الله تعالى.
* * *
4301 - الشيخ الفاضل المولى مُحَمَّد بن إِسْرَائِيل بن عبد العزيز
، الشهير بِابْن قَاضِي سماونة * *
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: ولد فِي قلعة "سماونة" من بِلَاد الروحِين كَانَ أبوه قَاضِيا بهَا، وَكَانَ أيضا أميرا على عَسْكَر الْمُسلمين بهَا، وَكَانَ فتح تِلْكَ القلعة على يَده أيضا، يُقَال: إن أحد أجداده كَانَ وزيرا لآل سلجوق، وَكَانَ هُوَ ابْن أخي السُّلْطَان عَلَاء الدين السلجوقي.
(1)
ترجمته في الجواهر برقم 269، وانظر ترجمته في الجواهر رقم 244.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1229.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1893.
(2)
في بعض النسخ: "أبو سعد".
* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 33، 34.
وَكَانَ فتح القلعة الْمَذْكُورَة وولادة الشَّيْخ بدر الدين فِي زمن السُّلْطَان غَازِي خداوندكار من سلاطين آل عُثْمَان، ثمَّ إن الشَّيْخ أخذ الْعلم فِي صباه عَن وَالِده الْمَذْكُور، وَحفظ الْقُرْآن الْعَظِيم، وقرأ على الْمولى المشتهر بالشاهدي، وَتعلم الصّرْف والنحو من مَؤلَانَا يُوسُف، ثمَّ ارتحل إلى الديار المصرية مَعَ ابْن عَم أبيه، وَهُوَ مؤيد ابْن عبد المؤمن، وَقَرَأَ بـ"قونية" من بِلَاد "الرّوم" بَعْضًا من الْعُلُوم، وَعلم النُّجُوم على مَوْلَانَا فيض الله من تلامذة فضل الله، وَمكث عِنْده أربعة أشهر.
وَلما توفّي مَوْلَانَا فيض الله ارتحل إلى الديار المصرية، وقرأ هُنَاكَ مَعَ الشريف الجِرْجَانِيّ على مَؤلَانَا مبارك شاه المنطقي الْمدرس بِـ"الْقَاهِرَة"، ثمَّ حج مَعَ مبارك شاه، وقرأ بـ"مَكَّة" على الشَّيْخ الزَّيْلَعِيّ، ثمَّ قدم "الْقَاهِرَة"، وقرأ مَعَ الشريف الجرْجَانِيّ على الشَّيْخ أكمل الدين، وَحصل عِنْده جَميع الْعُلُوم وقرأ على الشَّيْخ بدر الدين الْمَذْكُور السُّلْطَان فرج ابْن السُّلْطَان برقوق ملك "مصر".
ثم أدركته الجذبة الإلهية، والتجأ إلى كنف الشَّيْخ سيد حُسَيْن الأخلاطي السَّاكِن بـ"مصْر" وقتئذ، وَحصل عِنْده مَا حصل، وأرسله الشَّيْخ الأخلاطي إلى بَلْدَة "تبريز" للإرشاد.
وَحكي أنه لما جَاءَ الأمير تيمور خَان إلى "تبريز" وَقع عِنْده مُنَازعَة بَين الْعلمَاء، وَلم ينْفَصل الْبَحْث عِنْده، فَذكر الشَّيْخ الْجَزرِي الشَّيْخ بدر الدين الْمَذْكُور للمحاكمة بَين المتخاصمين، فَدَعَاهُ الأمير تيمور خَان، فَحكم الشَّيْخ بَينهمَا، وَرَضي الْكل بِحكمِهِ، واعترف الْعلمَاء بفضله، ونال من الأمير الْمَذْكُور مَالا جزيلا، وإكراما بَالغا، لا إلى نِهَايَة.
ثمَّ ترك الشَّيْخ الْكل، وَلحق بـ"بدليس"، ثمَّ سَافر إلى "مصر"، وَوصل إلى الشَّيْخ الأخلاطي الْمَذْكُور، ثمَّ مَاتَ الشَّيْخ الأخلاطي، وأجلس الشَّيْخ مَكَانَهُ، فَجَلَسَ فِيهِ سِتَّة أشهر، ثمَ جَاءَ إلى "حلب"، ثمَّ إلى "قونية"، ثمَّ إلى
"نيره" من بِلَاد "الرّوم" ثمَّ دَعَاهُ رَئِيس "جَزِيرَة ساقز" فَأسلم على يَدي الشَّيْخ، وَصَارَ من جملَة مريديه.
ثمَّ جَاءَ الشَّيخ إلى "أدرنه"، وَوجد وَالِديهِ هُنَاكَ حيين، ثمَّ لما تسلطن مُوسَى جلبى من ابن عُثْمَان الْغَازِي نصب الشَّيْخ قَاضِيا بعسكره، ثمَّ إن أخا مُوسَى جلبي السُّلْطَان مُحَمَّد قَتله، وَحبس الشَّيْخ مَعَ أَهله وَعِيَاله ببلدة "أزنيق"، وَعين لَهُ كل شهر ألف دِرْهَم، ثمَّ هرب من الْحَبْس إلى الأمير إسفنديار، وَكَانَ قَصده الْوُصُول إلى بِلَاد تاتار، فَلم يَأْذَن لَهُ إسفنديار، خوفًا من ابْن عُثْمَان.
ثمَّ أرسله إلى زغرة من ولَايَة "روم إيلي"، وَاجْتمعَ عِنْده أحباؤه، أضافوه مرَارًا مُتعَدِّدة، ووشى بِهِ بعض المفسدين إلى السُّلْطَان أنه يُريِد السلطنة، فأخذ، وَقتل بإفتاء مَؤلَانَا حيدر العجمي.
وَله تصانيف كَثِيرَة، مِنْها، "لطائف الإشارات" فِي الْفِقْه، وَشَرحه "التسهيل"، صنفهما مَحْبُوسًا، فِي "أزنيق"، وَمِنْها:"جَامع الْفُصُولَيْنِ"، وَمِنْهَا:"عنقود الجوَاهِر شرح كتاب الْمَقْصُود" فِي الصّرْف، وَمِنْهَا:"مَسَرَّة الْقُلُوب" فِي التصوف و"الواردات" فِيهِ أيضا، وَكَانَ وَفَاته فِي سنة ثَمَاني عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا.
رُوِيَ أن السَّيِّد الشريف كَانَ يمدحه بِالْفَضْلِ، رحمهمَا الله تَعَالَى.
* * *
4302 - الشيخ الفاضل محمد بن أسعد بن محمد بن أسعد بن أحمد بن الحسين بن الحسن بن إبراهيم
بن
إسحاق البخاري، المعروف بإمام جمال كوي جردميدان *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كذا رأيته بخطّ شيخنا عبد الكريم.
مات ليلة الخميس ثالث عشرين شوال سنة ثلاث وخمسين وستمائة، ودفن بـ"كلاباذ" بـ"مقبرة بهشتيان".
روى عنه بـ"بغداد" مجد الدين على [بن أحمد]
(1)
بن هبة الله الماوردي، رحمهم الله تعالى.
* * *
4303 - الشيخ الفاضل محمد بن أسعد بن محمد بن نصر الحكيمي
، عرف بابن حكيم، أبو المظفّر الواعظ * *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1230.
ترجمته فى الطبقات السنية برقم 1895.
(1)
وفي بعض النسخ، والطبقات السنية "بإمام جمال كوى خردمندان".
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1231.
ترجمته في خريدة القصر العراق، الجزء الثالث، المجلد الأول، صفحات 266 - 273، واللباب 1: 313، والمحمدون 208 - 211، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 1: 176 والمختصر المحتاج إليه 1: 25، وميزان الاعتدال 3: 480، والعبر 4: 199، والوافي بالوفيات 2: 203، ومرآة الجنان 3: 382، ولسان الميزان 5: 73، 74، وطبقات النحاة واللغويين 71، وتاج التراجم 53، طبقات المفسرين للسيوطي 92، 93، والدارس 1: 538، 539، وطبقات المفسرين=
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو فقيه أصحاب أبي حنيفة.
سكن "دمشق"، قال السمعاني: رأيته بها، واجتمعت به، وبيننا مفاوضات. وتفقّه بـ"بغداد" على الحسين بن محمد بن على الرئيس، وذكر أنه سمع منه، ومن جماعة سواه، وقال ابن ناصر: كذّاب، ما سمع شيئا بـ"بغداد"، ولا رأيناه مع أصحاب الحديث، وهو قاصّ [يتسوّق عند]
(1)
العوام. قال السمعاني: ورأيت سماعه بخطّ من أثق به على أبي علي بن سعيد بن برهان، ولعلّه سمعه اتفاقا لا قصدا.
توفي في المحرّم سنة سبع وستين
(2)
وخمسمائة بـ"دمشق".
قال ابن النجَّار: أخبرنا "إسماعيل بن سليمان العسكري
(3)
بـ"دمشق" أخبرنا أبو محمد عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي، قال سألت أبا المظفّر محمد بن أسعد عن مولده، فقال: في يوم الخميس السادس عشر من ربيع الأول سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
= للداودي 2: 87 - 89، والطبقات السنية برقم 1896، وكشف الظنون 1: 437، 2: 1067، 1632، 1788، وشذرات الذهب.
وهكذا ذكر المؤلف أنه الحكيمي، عرف بابن حكيم، وأعاد ذكره هكذا في الأنساب، والأبناء، وعلل له.
هو في بعض مصادر الترجمة "الحكيمي ابن حكيم"، وفي بعضها "الحليمي ابن حليم"، وذكره ابن الأثير في الحليمي فيما استدركه على ابن السمعاني، وانظر حاشية تكملة إكمال الإكمال 114، 115، ولقبه زين الدين.
(1)
في بعض النسخ: "يتسرق عنه" خطأ.
(2)
في بعض النسخ: "وسبعين" خطأ، وفي بعض مصادر الترجمة أن وفاته كانت سنة ست وستين وخمسمائة.
(3)
في بعض النسخ: وطبقات المفسرين للداودي "السكري".
قال ابن النجَّار: ودرّس بـ"دمشق" بمدرسة طرخان، ثم بنى الأمير أنر
(1)
، المعروف بمعين الدين مدرسة، ودرّس بالمدرسة الصادرية أياما، وظهر له قبول في الوعظ. وصنّف تفسيرا، وشرح "المقامات"، سمعت منه شيئا من شعره، وكان فسْلا
(2)
في دينه، خليعا، قليل المرءوة، ساقطا، كذّابا.
قال ابن النجَّار: [قرأت في كتاب]
(3)
الحسن
(4)
بن محمد بن خُسرُوَا أبي عبد الله البلخي بخطّه، أنشدني القاضي أبو المظفّر محمد بن أسعد بن محمد بن نصر العراقي لنفسه
(5)
:
الدهر يوضع عامدا
…
فيلا ويرفع قدر نمله
(6)
(1)
في بعض النسخ: "ارتق"، وفي بعضها:"الواثق"، والصواب في بعض آخر، وهو معين الدين أنر بن عبد الله الطغتكيني مدبر دول أولاد أستاذه طغتكين بدمشق، كان عاقلا خيرا حسن السيرة، توفي سنة أربع وأربعين وخمسمائة، الكامل 11: 147، والروضتين (حلمي) 1: 163، ووفيات الأعيان 1: 297، والعبر 4: 121، 122، والوافي بالوفيات 9: 410، 411، والنجوم الزاهرة 5: 286، والدارس 1: 588، وشذرات الذهب 4:138.
وضبط الصفدي اسمه، فقال:"أنر بفتح الهمزة وضم النون وبعدها راء".
(2)
في بعض النسخ: "فشلا".
(3)
سقط من بعض النسخ.
(4)
كذا في النسخ "الحسن"، وترجمة "الحسين بن محمد بن خسروا البلخي" في الجواهر برقم 518.
(5)
البيتان في خريدة القصر صفحة 272، والمحمدون 208، 209، والوافي بالوفيات 2: 203، طبقات المفسرين للداودي 2: 88، والطبقات السنية، وشذرات الذهب 4:218.
(6)
في الخريدة والمحمدون والطبقات السنية وشذرات الذهب "الدهر يخفض".
فإذا تنبّه للئا
…
م وقام للنُوَّام نم له
(1)
ومن تصانيفه: "تفسير القرآن"، و"شرح الشهاب" للقضاعي، و"نظم مختصر القدوري"، و"شرح المقامات".
* * *
4304 - الشيخ الفاضل محمد بن أسلم بن مسلمة ابن عبد الله بن المغيرة بن عمرو بن عوف الأزدي
، أبو عبد الله *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كان على قضاء "سمرقند" في أيام نصر بن أحمد الكبير
(2)
.
مات في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستين ومائتين.
من أقران الماتريدى، وأبي بكر محمد بن اليمان السمرقندي
(3)
.
* * *
(1)
في بعض النسخ: "ونام النوام فنم له"، وفي بعض آخر "ونام نوام فنم له"، والمثبت في مراجع البيتين، وفي المحمدون، "فإذا تنبه للنيام"، وفي الشذرات "فإذا تنبه للقيام".
* راجع: الجواهر المضية برقم 1232. ترجمته في الطبقات السنية برقم 1897.
(2)
هو نصر بن أحمد بن أسد بن سامان صاحب سمرقند، والشاس وفرغانة، المتوفى سنة تسع وتسعين ومائتين، الكامل 7: 457، والنجوم الزاهرة 3: 83، 84.
(3)
من بعض النسخ، وترجمته في الجواهر برقم 1578.
باب من اسمه محمد بن إسماعيل
4305 - الشيخ الفاضل محمد بن إسماعيل بن أحمد بن الحسين أبو يعلى
، الخطيبي، البخاري *
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: هو أحد الواردين لـ"بغداد"
(1)
للحج.
كان فقيها
(2)
، محقّقا.
حدّث عن الحسين بن علي بن أحمد الفقيه البخاري الحنفي.
سمع من هبة الله بن المبارك السَّقَطي، وذكره في "معجم شيوخه"، ذكره ابن النجّار.
* * *
4306 - الشيخ الفاضل محمد بن إسماعيل بن دين محمد الهالوي السندي
* *
* راجع: الجواهر المضية برقم 1233.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1899.
(1)
في بعض النسخ: "ببغداد".
(2)
في بعض النسخ: زيادة "فاضلا".
* * راجع: نزهة الخواطر 8: 410، 411.
أحد العلماء الصالحين.
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: ولد بقرية "هالاكنده" من أعمال "حيدر آباد السند" لثلاث بقين من رمضان سنة ست وسبعين ومائتين وألف.
وقرأ المختصرات على المولوي عبد اللطيف الهالوي، ثم دخل "حيدر آباد"، وأخذ عن المولوي محمد حسن الكنبدي.
ثم تصدّر للإفادة، فدرّس بها نحو ثلاث سنين، ودرّس بوطنه مدة طويلة، وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة تسع وثلاثمائة وألف، فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ عبد الحق بن شاه محمد الإله آبادي المهاجر.
ثم رجع إلى "الهند"، واشتغل بالدرس والإفادة.
له "خلاصة الأصول"، و"مجموع الفتاوى".
* * *
4307 - الشيخ الفاضل محمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل ابن خضر
، النفراوي، المصري، المالكي *
فقيه مشارك في بعض العلوم.
من آثاره: "الأجوبة على الأسئلة الخمسة"، التي أوردها الدمنهوري على علماء "مصر"، و"حاشية على شرح العصام" للسمرقندي، و"شرح نور الإيضاح" في فروع الفقه الحنفى، و"الطراز المذهب في بيان معنى المذهب":
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 9: 60.
ترجمته في هدية العارفين، 2: 338 وإيضاح المكنون 1: 27، 2:82.
4308 - الشيخ الفاضل محمد بن إسماعيل باني بتي شيخ القراء في "باكستان
" *
حفظ القرآن صغيرا، جمع القراءات العشر من طريق "الشاطبية"، و"الدرّة"، و"الطيبة" على القارئ الشيخ أبي محمد محي الإسلام، والشيخ شير محمد شَروانىِ.
وكان كفيف البصر.
هاجر إلى "المدينة المنوّرة"، وجاور فيها سنين طويلة، وأصيب في آخر عمره بشلل نصفي، ومع ذلك لم يترك صلاة واحدة، تفوته في الحرم النبوي الشريف.
وكان يكثر من تلاوة القرآن، ويحبّ سماعه من غيره.
قال قارئ عليه: شهدت له مجلسا له، قرأ فيه أحد طلّابه سورة البقرة، وآل عمران، والنساء في جلسة واحدة.
توفي سنة 1407 هـ، ودفن بـ"البقيع".
له مؤلّفات كثيرة في القراءات العشر.
* * *
4309 - الشيخ الفاضل محمد بن أكبر، الأفغاني، الشاهجهانبوري
،
* راجع: تتمة الأعلام للزركلي 3: 233.
وكيف تحفظ القرآن الكريم، يحيى عبد الرزاق الغوثاني، 2 ط جدة: دار نور المكتبات ص 156.
الشيخ محمد زمان خان الشهيد *
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: ولد بـ"شاهجهانبور" لثلاث خلون من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف، واشتغل بالعلم على من بها من العلماء.
ثم سافر إلى "كانبور"، وأخذ عن الشيخ سلامة الله الصدّيقي البدايوني، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسيّة.
ثم سافر إلى "حيدرآباد"، وأخذ الحديث عن الشيخ كرامة علي الإسرائيلى.
ثم اشتغل بالدرس والإفادة، حتى طار ذكره في "حيدرآباد"، فطلبه نواب ناصر الدولة ملك الدكن، وجعله معلّما لولده أفضل الدولة، ولما مات أفضل الدولة صار معلّما لولده محبوب علي خان، وسافر إلى "الحجاز"، فحجّ وزار، وسافر إلى "دمشق الشام"، و"القدس الشريف"، و"النجف"، و"الطف"، و"بغداد"، وبلاد أخرى.
وكان رحمه الله ذا ترك وتجريد وزهد وإيثار، لم يتزوّج قط، كان يقرئ الطلبة، ويعينهم في الملبس والمأكل، ويشفع لهم بعد فراغهم من التحصيل للوظائف والخدمات.
ومن مصنّفاته: "خير المواعظ" في الحديث في مجلّدين، ومنها:"بستان الجن" في مجلّد، ومنها:"كتاب الرحلة"، ومنها:"هداية المهدوية" في ردّ اتباع السيّد محمد بن يوسف الجونبوري، وذلك الكتاب صار سببا لهلاكه، لأنه لما شاع في "حيدرآباد" اشتعل المهدويون غضبا، فقام أحد منهم لقتله، فبينما هو يقرأ القرآن بعد صلاة المغرب على عادته الجارية ضربه بالكتار، فوقع على المصحف، فتقاطر دمه على قوله تعالى: {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
* راجع نزهة الخواطر 7: 453، 454.
الْمُفْسِدِينَ}، وكان ذلك يوم الثلاثاء لستّ خلون من ذي الحجّة سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف بـ"حيدر آباد"، فدفنوه في مدرسته، كما في "تزك محبوبي".
* * *
4310 - الشيخ الفاضل محمد بن إلياس الرومي، الشهير بجيوي زاده (محي الدين)
*
فقيه، أصولي، مفسر، مشارك في كثير من العلوم.
ولي القضاء بـ"مصر"، ثم قضاء العساكر الأناضولية، فمفتيا في "القسطنطينية"، ثم تقاعد عن الفتيا، وعين له كل يوم مائتا عثماني.
من آثاره: "ميزان المدعيين في إقامة البينتين"، و"رسالة في تحرير دعوى الملك"، و"الفتاوى"، و"الشذرات".
توفي سنة 954 هـ.
* * *
4311 - الشيخ الفاضل المولى محي الدين. شيخ مُحَمَّد بن إلياس، المشتهر بجوي زَاده
* *
* راجع: معجم المؤلفين 9: 66.
ترجمته في شذرات الذهب 8: 303، وإيضاح المكنون 2: 439، والأعلام 6:265.
* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 265، 266.
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: قَرَأَ على عُلَمَاء عصره، ثمَّ وصل إلي خدمَة الْمولى سعدي جلبي ابْن التاجي.
ثمَّ انْتقل إلى خدمَة الْمولى بالي الأسود، وَصَارَ معيدا لدرسه، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة أمير الأمراء بمدينة "أدرنه"، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة الْوَزير أحْمَد باشا ابْن ولي الدين بِمَدِينَة "بروسه".
ثمَّ صَار مدرسا بِالْمَدْرَسَةِ الفرهادية بِالْمَدِينَةِ المزبورة، ثمَّ صَار مدرسا بِمَدِينَة "جورلي" بنواحى "قسطنطينية"، وَهُوَ أول مدرس بها، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة مَحْمُود باشا بمَدِينَة "قسطنطينية"، ثمَّ صَار مدرسا بإحدى المدرستين المتجاورتين بـ"أدرنه".
ثمَّ صَار مدرسا بإحدى الْمدَارِس الثمان، ثمَّ صَار قَاضِيا بـ"مصْر" المحروسة، ثمَّ صَار قَاضِيا بالعسكر الْمَنْصُور فِي ولَايَة "أناطولي"، ثمَّ صَارَ مفتيا بِمَدِينَة "قسطنطينية"، ثمَّ تقاعد عَن الْفَتْوَى، وَعين لَهُ كل يَوْم مِائَتَا دِرْهَم، ثمَّ صَار مدرسا بإحدى الْمدَارِس الثمان.
ثمَّ صَار قَاضِيا بالعسكر الْمَنْصُور بـ"روم إيلى"، وَمرض بعد صَلَاة الْعشَاء، وَلم يمض نصف اللَّيْل حَتَّى مَاتَ.
وَقيل: مرض بعد صَلَاة الْعَصْر، وَمَات بعد صَلَاة الْمغرب، وَذَلِكَ فِي سنة أرْبَع وَخمسين وَتِسْعمِائَة.
كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى مرضِي السِّيرَة، مَحْمُود الطَّرِيقَة، قريب الْجَانِب، طارحا للتكلف، متواضعا، صَاحب بشاشة، وَكَانَ مشتغلا بِالْعلمِ الشريف، وكان حَافِظًا لِلْقُرْآنِ الْعَظِيم، وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْعُلُوم.
وَكَانت لَهُ يَد طولى فِي الْفِقْه، والحَدِيث، وَالتَّفْسِير، والأصولين، وَكَانَ مواظبا على الطَّاعَات، مشتغلا بالعبادات، وَكَانَ قوَّالا فِي الحق، لَا يخَاف فِي الله لومة لائم.
وَبِالجُمْلَةِ: كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى سَيْفا من سيوف الله تَعَالَى، وقاطعا بَين الْحق وَالْبَاطِل، وحسنة من محَاسِن الأيام.
وَله بعض تعليقات على الْكتب، إلا أنها لم تشتهر بَين النَّاس. روّح الله روحه، وَنوّر ضريحه.
* * *
4312 - الشيخ الفاضل محمد بن أمير بن على بن حيدر الصديقى العظيم آبادي، الشهير بشمس الحق الهندي
(أبو الطيب) *
فقيه. من آثاره: "أعلام أهل العصر في أحكام ركعتي الفجر". فرغ منه سنة 1293 هـ. كان حيا 1293 هـ.
* * *
4313 - الشيخ الفاضل محمد بن أميرَوَيْه، والد عبد الرحمن
* *
سمع منه ولده عبد الرحمن بكَرْمان تقدّم.
* * *
* راجع: معجم المؤلفين 9: 68. ترجمته في إيضاح المكنون 1: 101.
* * راجع: الجواهر المضية برقم 1234.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1904.
4314 - الشيخ الفاضل محمد بن أمين مرداد
*
أحد كبار فقهاء المذهب الحنفي.
ويعدّ من العلماء المشهود لهم بالفضل، حيث درس المذهبين الحنفى والحنبلي على والده الشيخ أمين مرداد.
وتفقّه في أمور دينه.
وكان له حلقة درس بعد صلاتي العصر والعشاء بين بابي السَّلام ودريبة بالمسجد الحرام، يؤمّها الكثير من طلاب العلم.
وعمل في التدريس بالمدارس الأهلية والحكومية، ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، ويعدّ من أبرز تلاميذه الذين تعلّموا، وحفظوا القرآن الكريم عليه: الشيخ عبد الله عبد الغني خيّاط إمام وخطيب المسجد الحرام.
توفي سنة 1411 هـ.
* * *
* راجع: تتمة الأعلام للزركلي 2: 126، والفيصل ع 171 (رمضان 1411 هـ) ص 9.
باب من اسمه محمد أيا ثلوغ، وأيوب
4315 - الشيخ الفاضل المولى مُحَمَّد ابْن قَاضِي أياثلوغ، الْمَشْهُور عند الناس بأيا ثلوغ جلبيسي
*
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى صَاحب فضل وذكاء.
وَكَانَ لَهُ قُوَّة طبيعة وجودة قريحة.
وَكَانَ مشتغلا بِالْعلمِ وَالْعِبَادَة، مُنْقَطِعًا عَن الخلَائق، مُتَوَجّها إلى تَكْمِيل نَفسه، قَرَأَ على الْمولى يكان، وَكَانَ مدرسا بمدرسة أغراس، وقرأ عَلَيْهِ، وَهُوَ مدرس بها الْمولى خواجه زَاده، وَالْمولى إِيَاس.
وصنّف "شرح الْمجمع" لِابْنِ الساعاتي، وَهُوَ تصنيف عَظِيم، مُشْتَمل على فَوَائِد جميلَة، وَفِيه مؤاخذات كَثِيرَة على شُرُوح "الْهِدَايَة"، وَيذكر فِي آخر كل كتاب مِنْهُ مَا يشذ عَنهُ من الْمسَائِل الْمُتَعَلّقَة بذلك الْكتاب، طالعته، وَلله الحمد، وانتفعت بِهِ، شكر الله تَعَالَى مساعيه.
* راجع: الشقائق النعمانية 1: 59، 60.
وترجمته في الفوائد البهية ص 161.
4316 - الشيخ الفاضل محمد بن أيوب بن أحمد بن أيوب الخلوتي الدمشقى
*
تقدم ذكر والده.
ذكره المحبي الحنفى في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: كان محمد هذا من فضلاء وقته، أديبًا، مطبوع الطبع، حسن المعاشرة، خفيف الروح، مع صلاح وتقوى وعبادة.
أخذ العلم عن والده وغيره من علماء عصره، ولزم الشيخ أحمد بن علي العسَّالي مع والده في طريق الخلوتية، وكان ينظم الشعر، ولم أقف له إلا على هذا المقطوع في ذم العذار، وهو:
يا صاح إن الشعر يزرى بذي
…
الحسن وإن كان بهىّ الجمال
أما ترى الأنفس من شعرة
…
تعاف للماء الفرات الزلال
وهذا معنى تداولته الشعراء، والسابق إليه أبو إسحاق الغزي في قوله:
يقولون ماء الحسن تحت عذاره
…
على الحالة الأولى وذاك غرور
ألسنا نعاف الشرب من أجل شعرة
…
إذا وقعت في الماء وهو نمير
وكان مغرمًا بالجمال، وله مجون مستعذب، يؤثر عنه الكثير منه، حكى لي بعض الإخوان، قال: دخل "دمشق" شخص من أهالي "حلب"، وكان ذا مال وافر، ولكنه جاهل، فأنزله والد المترجم عنده، وكان يعتني بالتمشدق في الألفاظ يظن أنه يجريها على قاعدة الإعراب، فربما قال في سبحانه وتعالى: سبحانه بكسر النون، وكان الشيخ صاحب الترجمة يكرهه، فاتفق إذ دعا جماعة، ومعهم غلام كان يهواه، فدخل عليهم الحلبي، وثقل عليهم، وبدل صورة مجلسهم بذكر ما معه من المال،
* راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 3: 385.
فقال الشيخ محمد: سبحان الله الرجل يملك مائة ألف قرش، ويقول سبحانه بكسر النون، ويتطفل، وأنا أقولها صحيحة، ولا أتطفل، وما معي ولا الدرهم الفرد، وله من هذا النوع أشياء أخر.
ولما مات والده صار شيخا بعده، وأقام ميعادهم بالجامع، لكنه لم تطل مدته، وبالجملة: فإنه كان من الفضلاء أهل الذوق، وكانت ولادته في سنة اثنتين وسبعين وألف، ودفن عند والده بمقبرة الفراديس، رحمه الله تعالى.
* * *
4317 - الشيخ الفاضل محمد بن أيوب بن عبد القاهر بن بركات الحلبي المقرئ الملقّب بدر الدين
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: هو [فقيه حنفي، محدّث، فاضل. روى لنا عنه بدر الدين]
(1)
* راجع: الجواهر المضية برقم 1235.
ترجمته في معرفة القراء الكبار للذهبي 574. 575، والدرر الكامنة 4: 14، وطبقات القراء 2: 102، 103، والطبقات السنية برقم 1905، وكشف الظنون 2: 1627.
وهو "التاذفي" نسبة إلى قرية تاذف التي ولد بها سنة ثمان وعشرين وستمائة، وتاذف بالذال المعجمة مكسورة وفاء قرية بين حلب، وبينها أربعة فراسخ من وادي بطنان من ناحية بزاعة.
معجم البلدان 1: 811، وذكر التميمي أن هذه الترجمة والتالية لرجل واحد، وانظر ما يأتي في الكلام على النسبة.
(1)
سقط من بعض النسخ.
أبو عبد الله محمد بن منصور بن إبراهيم عرف بابن الجوهري.
قرأت عليه "العقيدة" لأبي جعفر الطحاوي سنة سبع عشرة وسبعمائة بـ"جامع الأزهر" بسماعه من محمد بن أيوب هذا، بسماعه من رئيس الأصحاب أبي القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله المذكور فيما تقدّم في سنة ثلاث وخمسين وستمائة بـ"حلب"، أخبرنا أبو الخطاب عمر بن أيمللك
(1)
، أخبرنا الشريف النسابة محمد بن أسعد بن علي الحسيني، حدثنا أبو الطاهر عبد المنعم بن موهوب بن أحمد المقرئ سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة [بالجامع بـ"مصر"، أخبرنا أبو الحسن التكَكِتي
(2)
في سنة خمس عشرة وخمسمائة]
(3)
، أخبرنا الجليل العالم أحمد بن القاسم بن ميمون العبيدلي بـ"مصر" سنة ستين وأربعمائة، أخبرنا جدّي الشريف القاضى العدل ميمون ابن حمزة الحسيني
(4)
العبيدلي بـ"مصر" قال: قال شيخي الإمام [علم الأنام]
(5)
أبو جعفر الطحاوي بـ"مصر".
(1)
في بعض النسخ: "أيملك"، والمثبت في بعض النسخ.
(2)
في بعض النسخ: "الثكلي"، والمثبت في بعض النسخ، و"التككي" بكسر التاء ثالث الحروف، وفتح الكاف، وفي آخرها كاف أخرى، هذه النسبة إلى "التكك"، وهي جمع تكة، اللباب 1: 179، وليس بأبي الحسن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل، فإن هذا توفي سنة أربعين وأربعمائة، والأنساب 3:65.
(3)
سقط من بعض النسخ.
(4)
في بعض النسخ: "الحسني".
(5)
في بعض النسخ: "العلم".
مات بـ"حمَاة" في رمضان سنة خمس وسبعمائة
(1)
، وذكره الشيخ قطب الدين في "تاريخ مصر"، رحمهم الله تعالى.
* * *
4318 - الشيخ الفاضل محمد بن أيوب الحلبي الفقيه التَّادني
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: تفقَّه على الفارسي
(2)
محمد بن الحسن بن محمد بـ"حلب"، رحمه الله تعالى.
(1)
في طبقات القراء أن وفاته كانت سنة خمس وتسعين وستمائة، وأن هذا النقل عن الذهبي، وفي معرفة القراء الكبار للذهبي أن وفاته كانت سنة خمس وسبعمائة.
* راجع: الجواهر المضية برقم 1236.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1905.
وانظر ما سبقت الإشارة إليه من كلام التقى التميمى، وفي بعض النسخ:"البادني" تصحيف، وفي الطبقات السنية "التاذفي"، كما ورد في حاشية الترجمة، وقد أعاد المصنف هذه النسبة "التاذني" في الأنساب، وقال: إنها نسبة محمد بن أيوب هذا، ونقل ما قاله السمعاني وابن الأثير فيها من أنها بفتح التاء والدال أو الذال، وفي آخرها النون نسبة إلى تاذن، وهي قرية من قرى بخارى، الأنساب 3: 6، واللباب 1:166.
(2)
في بعض النسخ: "القاضي"، والتصويب من الأصل، والطبقات السنية، وترجمته في الجواهر برقم 1274، ولم يكن قاضيا، وانظر أيضا معرفة القراء الكبار 574، 575، وطبقات القراء 2:103.
4319 - الشيخ الفاضل محمد بن أيوب الرازي
*
ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو أستاذ محمد بن أحمد بن موسى الخازن
(1)
.
* * *
آخر الجزء الرابع عشر ويليه الجزء الخامس عشر، وأوله: باب من اسمه محمد بن البرهان، بكر والحمد لله حق حمده
* راجع: الجواهر المضية برقم 1237.
ترجمته في الطبقات السنية برقم 1906.
(1)
ترحمته في الجواهر برقم 1209، 1210.
الكتب ومؤلفوها
(حرف الألف)
آداب الصالحين: قطب الدين بن محي الدين الدهلوي
الأثمار الجنيّة في أسماء الحنفية: على بن سلطان القارئ المكّي
الأجوبة الأربعون: قاسم بن أسد على النانوتوي
الأجوبة على الأسئلة الخمسة: محمد بن إسماعيل النفراوي المصري المالكي
الأجوبة الكاملة في الأسئلة الخاملة: قاسم بن أسد على النانوتوي
الإحسان في علوم القرآن: محمد بن أحمد المكى
أحكام الجمعة: قاسم بن أسد على النانوتوي
أخبار أمته من الإنس والجان: محمد بن أحمد المكى
اختصار المواقف للقاضي عضد: لطف الله بن محمد الأرضرومي
الأربعين في إشاعة مراسم الدين: قادر بخش بن حسن على السهسرامي
الإرشاد المحمدي: محمد بن أحمد الله العمري التهانوي
أسرار الطهارة: قاسم بن أسد على النانوتوي
الأسرار القرآنية: قاسم بن أسد على النانوتوي
الإشارة الجائرة لحل مغلقات الرامزة: محمد بن أحمد الأزنيقى الرومي
الأضواء: مجيب الله بن شجاع الله البستوي
إعراب الفوائد الضيائية للجامي: محرم بن محمد القسطموني الخلوتي
أعلام أهل العصر في أحكام ركعتي الفجر: محمد بن أمير العظيم آبادي
الإعلام بأعلام بيت الله الحرام: محمد بن أحمد النهروالي
الإعلام بما في مشتبه الذهبي من الأعلام: محمد بن أبي بكر الصالحي
إغاثة المتلهف وإعانة المتأسف: محمد بن أحمد الرومي
الألطاف الخفيّة في أشراف الحنفية: مجد الدين الفيروز آبادي
أنبوب البلاغة: محمد بن جعفر الأماسي الرومي
انتباه المؤمنين: قاسم بن أسد على النانوتوي
انتصار الإسلام: قاسم بن أسد على النانوتوي
أنموذج العلوم لذوى البصائر والفهوم: محمد بن إبراهيم التاذفي الحلبي
أنوار الحرم: مجيب الله بن شجاع الله البستوي
أنيس الفقهاء: قاسم بن عبد الله القونوي الرومي
أوتاد الحديد لمنكر الاجتهاد والتقليد: لطف الله بن عبد الله اللكنوي
أين كان الله قبل خلق الكون: قاسم بن أسد علي النانوتوي
(حرف الباء)
بحر الكمال: محمد بن أحمد الأزنيقي الرومي
بدائع الملح: القاسم بن الحسين الخوارزمي النحوي
بداية الحكمة على هداية الحكمة: لطف الحق السلهتي
بدر الحواشي شرح أصول الشاشي: قمر الدين بن أنصار علي الآسامي
بدر العلى في تفسير سورة والضحى: لطف الله بن فقير الله الجالندهري
براءة عثمان غني رضي الله عنه: ظفر أحمد التهانوى
البرق اليماني في الفتح العثماني: محمد بن أحمد النهروالي
بركات أحمدية: أبو القاسم بن عبد العزيز الحسيني الواسطي الفتحبوري
برهان الطريقة في شرح الطريقة المحمدية للبركوي: محمد بن أحمد الرومي
البستان: لقمان بن حكيم
بستان الجن: محمد بن أكبر الأفغاني الشاهجهانبوري
بستان الزهاد اليانع بأزهار الأوراد: محمد بن أحمد الحموي الحسيني
بهار خلد: كفاية الله المراد آبادي
(حرف التاء)
تاج المتقين: محمد كرم الدين البنجابي
التبيين لأسماء الأندلسيين: محمد بن أبي بكر الصالحي
تجليات الحرم: مجيب الله بن شجاع الله البستوي
التجمير: القاسم بن الحسين الخوارزمي النحوي
تحذير الناس: قاسم بن أسد علي النانوتوي
تحفة الأتقياء في فضائل آل العباء: قادر بخش بن حسن على الحنفي السهسرامي
تحفة الأحباب لقواعد الفرائض والحساب: محمد بن أحمد الدمشقي
تحفة الأفاضل في صناعة الفاضل في الترسل: محمد بن إبراهيم اللاذقى
تحفة الأمة بأحكام العمة: محمد بن أحمد الدمشقي
تحفة الجيب الملحوظ لعلمي الميزان والعروض: محمد بن أحمد الدمشقي
تحفة الحرم: مجيب الله بن شجاع الله البستوي
تحفة الطالب وزلفة الراغب: محمد بن أحمد الحسني اليمني
التحفة اللحمية: قاسم بن أسد على النانوتوي
تحفة الوزراء وبهجة النعماء: محمد بن إبراهيم الأدرنه وي
التحقيق في الرد على الزنديق: قاسم بن صلاح الدين الخاني الحلبي
تذكرة الطالب المعلم بمن يقال إنه مخضرم: محمد بن أبي بكر الصالحي
تذكرة النبلاء: كمال بن كريم الدين العليبوري العظيم آبادي
تراجم رجال السلسلة الشاذلية: محمد بن إبراهيم بن التركماني الدمشقي
ترتيب العلوم: محمد بن أبي بكر المرعشي
ترجمة سرور المحزون: أبو القاسم بن عبد العزيز الحسيني الواسطي الفتحبوري
ترغيب المتعلمين: محرم بن محمد الزيلي السيواسى القسطموني الخلوتي
التسهيل: مُحَمَّد بن إِسْرَائيل الشهير بِابْن قَاضِى سماونة
تسهيل الفرائض: محمد بن أبي بكر المرعشي
تصفية العقائد: قاسم بن أسد على النانوتوي
تصوير المدينه: مجيب الله بن شجاع الله البستوي
تعليقات على شرح العقائد: محمد بن أحمد الله العمري التهانوي
تعليقة على التوضيح: محمد بن إبراهيم الرومي
تعليم الإنسانية: لطف الحق السلهتي
تعليم التضحية: قمر الدين بن أنصار علي الآسامي
تعليم القارئ: محمد بن أحمد التونسي
تفسير سورة الفاتحة وسورة العصر وسورة الكوثر: محمد بن أحمد الطرسوسي
تفسير سورة لقمان: محمد بن أحمد الطرسوسي
تفسير سورة يس: محمد بن أركماس اليشبكى النظامي
تفسير القرآن: لطف الله بن محمد الأرضرومي
تفسير القرآن: محمد بن أسعد الحكيمي
تفسير القرآن: محمد بن بهاء الدين الحنفي
تفضيل الختنين: محمد بن أحمد الله العمري التهانوي
تقريرات على كتاب المرآة: محمد بن أحمد الطرسوسي
التقرير المعقول في فضل الصحابة وأهل بيت الرسول: قادر بخش السهسرامي
تكملة ترجمة طوطي نامه: لطيف الهاشمي الجعفري المجهلي شهري
تلافي التلافي: قيصر حيدر الدهلوي
تمثال الأمثال النادرة: محمد بن أحمد النهروالي
التمثيل والمحاضرة بالأبيات المفردة النادرة: محمد بن أحمد النهروالي
تنبيه الغافلين: لقمان بن حكيم
تنزيل الآيات على الشواهد: محمد بن أبي بكر العلواني الحموي الدمشقي
تنوير الحق: قطب الدين بن محي الدين الدهلوي
تنوير النبراس على من أنكر تحذير الناس: قاسم بن أسد على النانوتوي
تواريخ آل عثمان: قاسم بن محمد الحنفي
توثيق الكلام في الإنصات خلف الإمام: قاسم بن أسد على النانوتوي
التوضيح في شرح المقامات: القاسم بن الحسين الخوارزمي النحوي
توفير الحق: قطب الدين بن محي الدين الدهلوي
توقيع سخن: كلب علي بن يوسف السني الرامبوري
تهذيب القراءة: محمد بن أبي بكر المرعشي
تهويل الأمر على شارب الخمر: محمد بن إبراهيم بن التركماني الدمشقي
(حرف الثاء)
ثبت: محمد بن أبي بكر الصالحي
(حرف الجيم)
جامع البحار في شرح ملتقى الأبحر: محمد بن إبراهيم الشهير بابن القصَّاب
جامع التفاسير: قطب الدين بن محي الدين الدهلوي
جامع الرموز في شرح النقاية: محمد بن حسام الدين الخراساني القهستاني
جَامع الْفُصُولَيْنِ: مُحَمَّد بن إسْرَائيل الشهير بِابْن قَاضِى سماونة
جامع المباني في شرح فقه الكيداني: محمد بن حسام الدين الخراساني القهستاني
جمال قاسمي: قاسم بن أسد علي النانوتوي
جواب تركى بتركي: قاسم بن أسد علي النانوتوي
جوامع الكلم: مبارك بن موسى الهندي
الجواهر المضية في تواريخ الدولة الطالوية الأرتقية: محمد بن أحمد الدمشقى
جور الأشقياء على ريحانة سيّد الأنبياء: قادر بخش بن حسن على السهسرامي
(حرف الحاء)
حاشية على إثبات الواجب: محمد بن أحمد الطرسوسى
حاشية على تفسير البيضاوي: محمد بن إبراهيم الدروري المصري
حاشية على تفسير البيضاوي إلى سورة الكهف: محمد بن أحمد الرومي
حاشية على شرح أكمل الدين البابرتي: محمد بن إبراهيم الدروري المصري
حاشية على شرح تجريد العقائد للسيّد الشريف: قاسم بن محمد الرومي
حاشية على شرح تصريف العزي للتفتازاني: محمد بن إبراهيم التاذفي الحلبي
حاشية على شرح الجرجاني للسراجية في الفرائض: قاسم بن أحمد الرومي
حاشية على شرح السعد للعقائد النسفية: محمد بن أبي بكر المرعشي
حاشية على شرح العصام للسمرقندي: محمد بن إسماعيل المصري المالكي
حاشية على شرح الكافية للجامي: أبو القاسم الأكبرآبادي
حاشية على شرح المفتاح الشريفي: محمد بن إبراهيم الدروري المصري
حاشية على شرح وقاية الرواية في مسائل الهداية: محمد بن إبراهيم التاذفي الحلبي
حاشية على شرح وقاية الرواية في مسائل الهداية: محمد بن أحمد الرومي
حاشية على شرح هداية الحكمة للشيرازي: مبين بن محبّ الأنصاري اللكنوي
حاشية على مرقاة الوصول لملاخسرو: محمد بن أحمد الطرسوسي
حاشية على مشارق الأنوار: محمد بن أحمد الأزنيقى الرومي
حاشية على مفتاح العلوم للسكاكي: محمد بن أحمد الرومي
حاشية غلام يحيى: كمال بن كريم الدين العليبوري العظيم آبادي
الحج أشهر معلومات: قاسم بن أحمد الجمالي الرومي
حصول المرام من أصول الإمام: محمد بن أحمد التوقيعى الرومي
حلية البديع في مدح النبي الشفيع: قاسم بن محمد الحلبي
حماية النحو على هداية النحو: لطف الحق السلهتي
حواش على إلهيات شرح المواقف: قَاسم الشهير بغداري الكرمياني
حواش على تفسير البيضاوي: محمد بن أبي بكر العلواني الحموي الدمشقي
حواش على شرح التجريد للسيد الشريف: محمد بن إبراهيم الرومي
حَوَاش على شرح الْمطَالع: لطف الله التوقاتي
حواش على مواضع من شرح المواقف للسيد: محمد بن أحمد الرومي
حواش على الهداية: محمد بن أبي بكر العلواني الحموي الدمشقي
حى على الفلاح لسماع تغريد الصباح: محمد بن أحمد الحموي الحسيني
(حرف الخاء)
خزينة الفقه: كوثر بن محمد كليم السبحاني البيهاري
الخصائص الكبرى: محمد بن إبراهيم الرحماني
خطبات فاران الراديائية: كبير الدين فاران بن أفضل حسين البِهَاري
خط غبار: قيصر حيدر الدهلوي
خلاصة الأصول: محمد بن إسماعيل الهالوي السندي
خير المواعظ: محمد بن أكبر الأفغاني الشاهجهانبوري
(حرف الدال)
درة الانتخاب: كلب على بن يوسف السني الرامبوري
الدرة البرهانية: محمد بن أحمد الرومي
الدرة المضية في شرح الكواكب الدرية: محمد بن أبي بكر الكردي السهراني
الدرر: محمد بن أبي بكر العلواني الحموي الدمشقي
الدرر الساطعة في الأدوية القاطعة: محمد بن إبراهيم التاذفي الحلبي
الدر الملتقط في تبيين الغلط: محمد بن إبراهيم اللاذقي
الدر المنتخب من أمثال العرب: قاسم بن محمد الحلبي
الدر المنظوم: محمد بن أحمد عقيلة المكي
الدر المنير في حل إشكال الكبير: محمد بن أحمد الرومي
دستنبوي خاقاني: كلب علي بن يوسف السني الرامبوري
دلائل الأذكار: محمد بن أحمد الله العمري التهانوي
دليل المحتار إلى مشكلات المختار: محمد الدمشقي الشهير بابن القصيف
الدليل المحكم على قراءة الفاتحة للمؤتم: قاسم بن أسد علي النانوتوي
ديوان الحمويات: محمد بن أحمد الحموي الحسيني
ديوان خطب: محمد بن إبراهيم بن التركماني الدمشقي
ديوان شعر: قمر الدين الحسيني السوني بتي الدهلوي
ديوان شعر: محسن بن يحيى البكري التيمي الترهتي الفريني
ديوان شعر: محمد بن إبراهيم بن التركماني الدمشقي
ديوان شعر: محمد بن أحمد الحسني اليمني
ديوان الشعر الهندي: كفاية الله المراد آبادي
(حرف الذال)
ذخر النجاة: محمد بن أحمد الرومي
ذكر أسعد: مجيب الله بن شجاع الله البستوي
(حرف الراء)
رجال الموطأ: محمد بن أبي بكر الصالحي
الرحلة المصرية: محمد بن أبي بكر العلواني الحموي الدمشقي
رحمة العام: مجيب الله بن شجاع الله البستوي
رسائل ثلاثة: محمد كرم الدين البنجابي
رسالة جزء لا يتجزّأ: قاسم بن أسد على النانوتوي
رسالة الروح: كريم بن حسين الأماسى الرومي
رسالة شرح حديث "فضل العالم كفضلي على أدناكم": قاسم النانوتوي
رسالة في إكفار من أسند الجبر إلى الأنبياء: محمد بن إبراهيم الرومي
رسالة في تحرير دعوى الملك: محمد بن إلياس الرومي
رسالة في تحقيق تفسير بعض الآيات: محمد بن إبراهيم الدروري المصري
رسالة في التعريب: محمد بن بدر الدين الرومي الآقحصاري
رسالة في الرؤية والكلام: محمد بن إبراهيم الرومي
رسالة في الربع المجيب: قاسم بن محمد الرومي
رسالة في الرد على الشيعة: لطف الله بن مصطفى القريمي
رسالة في صور مسائل الرضاع على المذاهب الأربعة: محمد بن إبراهيم الفلاح
رسالة في عنوان المشروعات وغير المشروعات وأحكامها: لطف الله النسفي
رسالة في القضاء والقدر: كريم بن حسين الأماسى الرومي
رسالة في مسألة التقليد: محمد بن إبراهيم الدروري المصري
رسالة في مصطلح الحديث: قاسم بن صلاح الدين الخاني الحلي
رسالة في المنطق: قاسم بن صلاح الدين الخاني الحلبى
رسالة في الهيولي: محمد بن أحمد الرومي
الرسالة المسعودية في المباحث النفيسية: محمد بن أحمد البيكندي
رفع الارتياب عن المغترّين بشرف الأنساب: قادر بخش بن حسن السهسرامي
رمضان المبارك: لطف الحق السلهتي
رياض القاسمين في مسائل الحيطان: محمد بن إبراهيم الأدرنه وي
(حرف الزاي)
الزوايا والخبايا: القاسم بن الحسين الخوارزمي النحوي
الزيادة والإحسان في علوم القرآن: محمد بن أحمد عقيلة المكي
(حرف السين)
سانحات دمي القصر في مطارحات بني العصر: محمد بن أحمد الطالوي الدمشقي
سفينة الدرر: محمد بن حسام الدين الشهير بقره جلبي
سفينة المسائل: محمد بن إبراهيم الرومي الشهير بابن القصَّاب
سكون القلب: كوثر بن محمد كليم السبحانى البيهاري
سلّم العلوم: محبّ الله بن عبد الشكور العثماني الصدّيقي البهاري
سوط السنة: محمد كرم الدين البنجابي
سوط العبرة: محمد كرم الدين البنجابي
سير الأنبياء العظام: محمد بن أحمد التوقيعي الرومي
السير والسلوك إلى ملك الملوك: قاسم بن صلاح الدين الخاني الحلبي
سيف مسلول: محمدكرم الدين البنجابي
السيف المشهور على الزنديق وشاتم الرسول: قاسم بن محمد الرومي
(حرف الشين)
الشذرات: محمد بن إلياس الرومى
شرح الأسماء الحسنى: محمد بن بهاء الدين الحنفي
شرح التبصرة: مبين بن محبّ الأنصاري اللكنوي
شرح تهذيب المنطق: محمد بن أحمد الإحسائى
شرح سقط الزند: القاسم بن الحسين الخوارزمي النحوي
شرح الشفاء لابن سينا: كريم بن حسين الأماسى الرومي
شرح الشمائل للترمذي: كفاية الله المراد آبادي
شرح الشهاب للقضاعي: محمد بن أسعد الحكيمي
شرح الطريقة المحمدية: محمد بن أبي بكر الكردي الشهراني
شرح الفقه الأكبر لأبي حنيفة النعمان: محمد بن بهاء الدين الحنفي
شرح القدوري: محمد بن أحمد الإحسائي
شرح كافية ابن الحاجب للجامي: كمال بن كريم الدين العظيم آبادي
شرح الكبريت الأحمر: كمال الدين بن محمد دولة الأنصاري الفتحبوري
شرح المجمع لابن الساعاتي: مُحَمَّد ابْن قَاضِي أياثلوغ
شرح المقامات: محمد بن أسعد الحكيمي
شرح مقدمة الصلاة: محمد بن حسام الدين الخراساني القهستاني
شرح المنار: محمد بن أحمد الرومي
شرح منظومة محب الدين ابن الشحنة: محمد بن أبي بكر الحموي الدمشقى
شرح الهداية للمرغيناني: محمد بن أحمد الحسني اليمني
شعله جان سوز: أبو القاسم بن عبد العزيز الحسيني الواسطي الفتحبوري
شمس الهداية: محمد كرم الدين البنجابي
(حرف الصاد)
الصاعقة المحرقة على المتصوفة الرقصة المتزندقة: محمد بن أبي أحمد صفي الدين
الصحائف السلطانية: قوام الدين بن سعد الدين الكشميري
صدق مذهب نعمان: محمد كرم الدين البنجابي
صراط التكميل: كامل بن إمام على الوليد بوري
الصراع بين المذهب والمادية: كبير الدين فاران بن أفضل حسين البِهَاري
صنع السبيل: كليم الله بن نور الله الحنفي
صولة الأسد على أعداء التعدّد: لطف الله بن عبد الله اللكنوي
(حرف الضاد)
ضرب القادر على رقبة الواعظ الفاجر: قادر بخش بن حسن السهسرامي
ضياء الحرم: مجيب الله بن شجاع الله البستوي
ضياء المدينة: مجيب الله بن شجاع الله البستوي
(حرف الطاء)
الطبّ النبوي: قطب الدين بن محي الدين الدهلوي
طراز البردة: محمد بن بدر الدين الرومي الآقحصاري
الطراز المذهب في بيان معنى المذهب: محمد بن إسماعيل النفراوي المصري
الطريقة المحمدية: محمد بن بير علي البركوي الرومي
طعن السنان: لطف الله بن عبد الله اللكنوي
(حرف الظاء)
ظفر جليل: قطب الدين بن محي الدين الدهلوي
(حرف العين)
عدة أثبات: محمد بن أحمد عقيلة المكي
العدل في الإسلام: كبير الدين فاران بن أفضل حسين البِهَاري
عرض مخلصان: أبو القاسم بن عبد العزيز الحسيني الواسطى الفتحبوري
العروة الوثقى: كمال الدين بن محمد دولة الأنصاري السهالوي الفتحبوري
العقد المخصوص بترصيع الفصوص: محمد بن أحمد العلائي
عقيدة الحموي: محمد بن أحمد الحموي الحسيني
عنقود الجوَاهِر شرح كتاب الْمَقْصُود: مُحَمَّد الشهير بِابْن قَاضِي سماونة
عنوان السعادة فيما خص به نبينا قبل الولادة: محمد بن أحمد المكى
عيد الأضحى: لطف الحق السلهتي
العيون الغمزية والإرشادات الرمزية: قاسم بن محمد الحلبي
(حرف الغين)
غاية البرهان في بيان أعظم آية القرآن: محمد بن أبى بكر المرعشي
غاية المقام في رؤية الهلال: قادر بخش بن حسن علي الحنفي السهسمرامي
الغرر: محمد بن أبي بكر العلواني الحموي الدمشقي
غريب المصنف: القاسم بن معن الهذلي الكوفي
غواص البحار: محمد بن أحمد درويش
(حرف القاف)
القسطاس في أثر ابن عباس: محمد بن أحمد الله العمري التهانوي
(حرف اللام)
اللحية والشارب في نظر الإسلام: قمر الدين بن أنصار علي الآسامي
لسان الزمان في أخبار سيد العربان: محمد بن أحمد المكى
لطائف الإشارات: مُحَمَّد بن إِسْرَائيل الشهير بِابْن قَاضِى سماونة
لطائف التفسير: القاسم بن عمر الدهلوي
لطائف المثاني على متخفر المعاني: لطف الحق السلهتي
لمعات الثقلين في إثبات حديث الاقتداء بالشيخين: لطف الله اللكنوي
ليلة البراءة: لطف الحق السلهتي
(حرف الميم)
مآثر السّلام: أبو القاسم بن عبد العزيز الحسيني الواسطى الهنسوي الفتحبوري
ماء الحياة: قاسم بن أسد علي النانوتوي
ما هو علم الدين ولماذا: كبير الدين فاران بن أفضل حسين البِهَاري
المباحثة حول عقائد الإسلام المعروفة بمباحثة شاهجهانبور: قاسم النانوتوي
مجرد شرح تحفة الفقهاء: محمد بن أحمد الصديقى المناستري
مجموعة: محمد بن أحمد التونسي
مجموع فتاوى: أبو القاسم بن عبد العزيز الحسيني الواسطي الهنسوي الفتحبوري
مجموع الفتاوى: محمد بن إسماعيل الهالوي السندي
المحاضرة الآسرة للقلب: قاسم بن أسد علي النانوتوي
محاضرة في إبطال الجزء الذي لا يتجزأ: قاسم بن أسد علي النانوتوي
المحاورة: قمر الدين الحنفي الأجميري
مدارج الأخبار: مُبَارك بن أرزاني العمري البنارسي
مدينة العلم: محمد بن أحمد الرومي
مرآة الأيام في مرقاة الأعلام: محمد بن أحمد التوقيعى الرومي
مزدوجة: محسن بن يحيى البكري التيمى الترهتي الفرينى
المستجاد من فعلات الأجواد: محسّن بن أبي القاسم التنوخي
مَسَرَّة الْقُلُوب: مُحَمَّد بن إِسْرَائيل الشهير بِابْن قَاضِي سماونة
المسرّة والحزن: كبير الدين فاران بن أفضل حسين البِهَاري
مسلّم الثبوت: محبّ الله بن عبد الشكور العثماني الصدّيقى البهاري
مشارق الأنوار للصغاني: مُبَارك بن أرزاني العمري البنارسي
مصابيح التراويح: قاسم بن أسد علي النانوتوي
مطالبة هامة في الوقت الراهن: كبير الدين فاران بن أفضل حسين البِهَاري
المطالب الموعودة والمكاسب المحسودة: لطف الله بن محمد الأرضرومي
المطلع البدري على بديعية البكري: قاسم بن محمد الحلبي
مظاهر حق: قطب الدين بن محي الدين الدهلوي
مظهر العجائب: لطف الله بن عبد الله اللكنوي
معارج النور في شرح أسماء الله الحسنى: لطف الله بن محمد الأرضرومي
معدن الجواهر: قطب الدين بن محي الدين الدهلوي
مفاتيح مغلقات المفتاح في شرح أبيات مفتاح العلوم: محمد بن أحمد الرومي
مفتاح الجنة: ماجد حسن بن سعيد حسين السهارنبوري
مقصد الأمة من مسند الأئمة: محمد بن أحمد التوقيعي الرومي
المقصود في إقامة الحدود: محمد بن أحمد الواحي
المكاتبة المحمدية: محمد بن أحمد الله العمري التهانوي
المكتوبات القاسمية: قاسم بن أسد على النانوتوي
الملخَّص في الفتاوى: محمد بن أحمد الكعبي الطبري البخاري
مناسك الحج: لطف الله بن مصطفى القريمى
المناظرة العجيبة: قاسم بن أسد على النانوتوى
المناظرة المحمدية: محمد بن أحمد الله العمري التهانوي
مناقب الإمام أبي حنيفة: محمد بن إبراهيم الأدرنه وي
منبع عيون المعاني في تفسير القرآن: مبارك بن موسى الأكبر آبادي الهندي
منتخب التاريخ: محمد بن أحمد النهروالي
منتخب المعقولات: لطف الحق السلهتي
منتقى من شعر أبي تمام الطائي: محمد بن أحمد الطالوي الأرتقي الدمشقي
منتهى الأنهر في شرح ملتقى الأبحر: محمد بن أحمد الصديقي المناستري
منظومة: محب الدين بن تقي الدين الحموي
منظومة عقود الدرر في علوم الأثر: محمد بن أبى بكر الصالحي
منظومة عمدة الحكام: محمد بن أبي بكر العلواني الحموي الدمشقي
موارد الصفا وفوائد الشفا: محمد بن إبراهيم التاذفي الحلبي
مواهب الأديب في شرح مغني اللبيب لابن هشام: محمد بن أحمد الرومي
المواهب العليّة: محسن الكشميري
موجين: قيصر حيدر الدهلوي
موضوعات العلوم في ترجمة مفتاح السعادة: محمد بن أحمد الرومي
مهام الفقهاء في طبقات الحنفية: محمد بن إبراهيم الأدرنه وي
الميزان: قمر الدين الحنفي الأجميري
ميزان العدل: كريم بن حسين الأماسي الرومي
(حرف النون)
نجاة المؤمنين: محسن الكشميري
نحو القلوب: محمد بن إسحاق البحَّاثى
نزيل التنزيل: محمد بن بدر الدين الرومي الآقحصاري
نسيم جنت: كفاية الله المراد آبادي
نشوء البراعة في وصف اليراعة: محمد بن بدر الدين الرومي الآقحصاري
نشيد خسرواني: كلب علي بن يوسف السني الرامبوري
نظم مختصر القدوري: محمد بن أسعد الحكيمي
نفحات الأنس وحضرات القدس: عبد الرحمن الجامي
النوادر في اللغة: القاسم بن معن الهذلي الكوفي
نور على نور: أبو القاسم بن عبد العزيز الحسيني الواسطي الهنسوي الفتحبوري
نهر الدقائق في ترجمة بحر الحقائق: محمد بن أحمد الصديقي المناستري
(حرف الواو)
الواردات: مُحَمَّد بن إسْرَائيل الشهير بِابْن قَاضِي سماونة
الوفاء بالحقوق في ذم العقوق: محمد بن إبراهيم بن التركماني الدمشقي
وهب الزبير: قطب الدين النقشبندي السرهندي
(حرف الهاء)
هداية الأدب: قمر الدين الحنفي الأجميري
هداية المهدوية: محمد بن أكبر الأفغاني الشاهجهانبوري
الهدية الحموية إلى السادة الحبيبية: محمد بن أحمد الحموي الحسيني
هدية الخلاق إلى الصوفية في سائر الآفاق: محمد بن أحمد المكى
هدية الشيعة: قاسم بن أسد على النانوتوي
هدية الصعلوك شرح تحفة الملوك: محرم بن محمد القسطموني الخلوتي
(حرف الياء)
اليانع الجنى في أسانيد الشيخ عبد الغني: محسن بن يحيى الترهتي الفريني
اليواقيت المفصلات في شرح اللآلي النيرات: محمد بن أحمد الفرضي