المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌باب من اسمه محمد بن البرهان، بكر ‌ ‌4320 - الشيخ الفاضل - البدور المضية في تراجم الحنفية - جـ ١٥

[محمد حفظ الرحمن الكملائي]

فهرس الكتاب

‌باب

من اسمه محمد بن البرهان، بكر

‌4320 - الشيخ الفاضل محمد بن بدر بن عبد العزيز، أبو بكر، القاضي، المصري

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: مولده أربع وستين ومائتين.

تفقّه على أبي جعفر الطحاوى، وكتب الحديث.

حدّث بكتاب "الغريب" لأبي عبيد عن على بن عبد العزيز.

كتب عنه أبو سعيد بن يونس.

وكان أبوه من "الروم" صيرفيا خلَّف لمحمد مائة ألف دينار عينا سوى المتاع وغيرها. ولم يكن له وارث غيره.

مات سنة ثلاثين وثلاثمائة.

وكان قاضيا بـ"مصر"، ثم عزل، ثم تولّى، ثم عزل، ثم تولّى ثالثة، رحمه الله.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1248.

ترجمته في الولاة والقضاة 488، 489، 557، وحسن المحاضرة 2: 146، والطبقات السنية برقم 1920.

وفي بعض النسخ: "بن عبد العزيز بن بكر" خطأ.

وذكر التميمي أن جده "عبد الله أو عبد العزيز".

ص: 5

‌4321 - الشيخ الفاضل محمد بن بدر الدين الملقّب محي الدين، الشهير بالمنشي، الرومى، الأقحصاري

، المفسّر *

ذكره المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: كان من أجلاء العلماء المحققين، صنف تفسيره المشهور، واقتصر فيه على قراءة حفص، وشرع في تأليفه ببلدته "أقحصار" من أعمال "صاروخان" في مستهل شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وتسعمائة، وله في هذا التفسير لطائف كثيرة، منها: أنه استخرج معميين، أحدهما اسم محمد، استخرجه من أول سورة الحمد، وأول سورة البقرة، وفيه عمل عجيب، وحله سهل ممتنع إذا استخراجه على أن تكون ألف ولام الحمد ميما، والثاني في اسم هود، واستخرجه من سورة هود من قوله تعالى:{مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} ، وإشارته ظاهرة.

قلت: قوله تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} يرشد إلى أمثال هذا الاستخراج على الوجه، الذي لا يبعد عن الطبع من غير احتياج إلى معونة خارجية على أن بعضهم استخرج اسم هاشم من قوله تعالى:{وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} بالعمل العددي، وهو أن عدد قمر ثلثمائة وأربعون، وهي عدد تلاها، فهو هاشم، وهذا الاستخراج قريب إلى الاستحسان، لا كاستخراج اسم

* راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 3: 386، راجع: معجم المؤلفين 9: 99.

ترجمته في كشف الظنون 459، 853، 854، 1333، 1334، وفهرس التيمورية 3: 291، وإيضاح المكنون 2: 648، 812

brockelmann:g، II: 934، s، II: 651، 652،

ص: 6

شهاب من قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} على أن يراد من لفظة ليل مرادفه الفارسي، وهو شب غشي ها، فهذا وإن كان صحيحا، إلا أن استعمال الفارسى فيه بعد، والفقير وقفت على تفسير المنشى هذا، فرأيت له عبارات لطيفة مستحسنة، وقد قرظ له عليه جماعة، منهم: شيخ الإسلام محمد بن محمد بن إلياس، المعروف بجوى زاده، فقال فيه:

أكرم بتفسير كروض ناضر

لم يمل حبر مثله بمحابر

حاو لكل فوائد كقلائد

وبدائع خطرت ببال عاطر

بعبارة قد أحكمت وبراعة

قد أبكمت لسن البليغ الماهر

شمس المعارف والفضائل أشرقت

يهدي سنانها كل قلب حائر

مولاي محي الدين دمت منولا

من يم فضلك كل در فاخر

ومما ينسب إلى المنشى من الشعر قوله يمدح البيضاوى:

أولوا الألباب لم يألوا

بكشف قناع ما يتلى

ولكن فيه للقاضى

يد بيضاء لن تبلى

وكان صار شيخ الحرم النبوى في آخر الربيعين من سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة، ورحل إلى "المدينة"، وسكنها، وكانت وفاته وهو بالحرم المكي في سنة إحدى بعد الألف.

من آثاره: "نزيل التنزيل" في التفسير، و"رسالة في التعريب"، و"شرح البردة"، وسماه "طراز البردة"، و"نشوء البراعة في وصف اليراعة".

* * *

‌4322 - الشيخ الفاضل محمد بن البرهان القاضى كمال الدين، الهانسوي

*

* راجع: نزهة الخواطر 2: 131، 132.

ص: 7

ذكره العلامة عبد الحي الحسنى في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد كبار الفقهاء الحنفية.

قرأ العلم على خاله الشيخ العلامة فخر الدين الهانسوي، مشاركا للشيخ فخر الدين الزرادي.

وجدّ في البحث والاشتغال، حتى برع في العلم، وتأهّل للفتوى والتدريس.

فولي القضاء، حتى صار أقضى قضاة "الهند". في عهد تغلق شاه.

واستقام على تلك الخدمة الجليلة إلى آخر عهد محمد شاه تغلق.

كان محمد شاه المذكور يقرّبه إلى نفسه مع غشمه وجوره، كما في "كتب الأخبار".

* * *

‌4323 - الشيخ الفاضل محمد بن بسطام التيمي، من أصحاب زفر

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: أخذ عنه الفقه، ثم لزم نوح بن درّاج بعد موت زفر.

وكان محمد بن بسطام رفيقا للحسن بن زياد.

وأخذ عنه محمد بن خلف التيمى، وروى عنه.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1249.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1921، نقلا عن الجواهر.

ص: 8

‌4324 - الشيخ الفاضل المولى مُحَمَّد بن بشير

*

ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: ارتحل من بِلَاده إلى مَدِينَة "بروسا"، وَسكن بمدرسة السُّلْطَان بايزيد خَان بالْمَدِينَةِ المزبورة، وَصَارَ من جملَة المتأدبين فِيهَا، ثمَّ ارْتقى، حَتَّى صَار من جملَة الطّلبَة الساكنين فِيهَا، ثمَّ صَار معيدا لتِلْك الْمدرسَة، ثمَّ صَار مدرسا بها.

وَمَات وَهُوَ مدرس بها رحمه الله، وقرأ وَهُوَ معيد بها حَوَاشِي "شرح الْمطَالع" للسيد الشريف سِتا وَثَلَاثِينَ مرّة.

وقرأ عَلَيْهِ جدي رحمه الله، وَهُوَ يدرس الحوَاشِى الْمَذْكُورَة، سَابع سَبْعَة وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ يدرس الأيام كلهَا سوى يَوْم الجمُعَة وَالْعِيدَيْنِ.

* * *

‌4325 - الشيخ الفاضل العلامة محمد بن أبي البقاء بن موسى بن ضياء الدين، الحسيني النقوي، الكرماني، المشهور بالأعظم الثاني

* *

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان أصله من "كرمان".

قدم جدّه ضياء بن شجاع بن المظفّر بن المنصور بن غياث بن محمود بن على بن أحمد بن عبد الله بن على النقي الحسيني إلى أرض "الهند".

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 49، 50.

* * راجع: نزهة الخواطر 3: 102، 103.

ص: 9

ودخل "دهلي"، ثم انتقل منها إلى "لكنو" بسابق معرفة كان بينه وبين السمرقندي، فسكن بها، وولد محمد بن أبي البقاء بمدينة "لكنو"، ونشأ بها، واشتغل بالعلم.

وسافر إلى "جونبور"

(1)

، وكانت دار علم معروفة في ذلك العصر.

فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ أبي الفتح بن عبد الحي بن عبد المقتدر الشريحي الكندي.

ثم أخذ عنه الطريقة، ورجع إلى "لكنو"، فدرّس، وأفاد بها زمانا.

أخذ عنه الشيخ محمد بن قطب اللكنوى، والقاضي سعد الدين الخيرآبادي، وخلق آخرون.

قال خير الزمان اللكنوي في كتابه "باغ بهار": إنه سافر إلى "الحجاز" مع ولده أحمد وتلميذ له اسمه أحمد، سافر على زاد التوكّل وراحلة التوفيق، فحجّ، وزار، وأقام بها ستة أعوام، وأفحم بها كبار العلماء من الشافعية في المسائل المتنازعة فيما بينهم وبين الأحناف، فلقّبوه بالأعظم الثاني. انتهى.

وقال الشيخ وجيه الدين الجندواروى في كتابه "مصباح العاشقين": إن مولانا محمدا كان من كبار العلماء، انتهت إليه الفتيا في هذه الديار، وكان سلطان الشرق يعتقد فضله وكماله، ويستفتيه في المسائل الشرعية، قال: وكان السلطان بعث عسكره لقتال أهل الكفر ممن تمرّدوا، فقتل في تلك المعركة من لم يكن من المتمرّدين، وسلبت أموالهم، فاستفتى الشيخ محمد فيه،

(1)

"جون بور": مدينة عامرة على بضعة فراسخ من "بنارس"، وكانت قصبة بلاد الشرق في القديم، بناها فيروز شاه الدهلوي، وسماه باسم ابن عمّه محمد شاه تغلق "جه بور"، فتغيّر على أفواه الرجال بـ"جونبور"، فيها أبنية رفيعة، ومدارس، وجوامع من أبنية السلاطين الشرقية، يدرس بها ملك العلماء شهاب الدين الدولة آبادي.

ص: 10

فأجابه محمد أن قتالهم مباح، لأن كفار "الهند" كلهم أعداء الإسلام، يترقّبون الفرصة لقتال المسلمين، فيجوز قتلهم واغتنام أموالهم. انتهى.

وقال المفتي سلطان حسن البريلوى في "غاية التقريب": إن الشيخ محمد قد جمع الضروب المنتجة لكل شكل من الأشكال الأربعة المنطقية في أبيات، وعبَّر القضايا بالحروف، الأول فالأول، أى الموجبة الكلية بأو، السالبة الكلية بب، والموجبة الجزئية بج، السالبة الجزئية بد، وتجمعها هذه الأبيات بالفارسية:

كل ولا شيء وبعض وليس الكل

دور باد آز رخ تو وسمه دل

سور هاى مسورات شمار

ابجد آمد نشان آن هر جار

ا ات أب جا جب نخستين راست

أب وبا جب ودلسين برخاست

ا ا اب جا جب وأج واد

سيومين راست خذ ولا تطعن

ا ا أج با با اب و د ا

اد بج شكل جار مين راهن

مات لتسع بقين من شوال، سنة سبعين وثمانمائة بمدينة "لكنو"

(1)

، فدفن على شاطئ "نهر كومتى" غربي البلدة، وبنوا عليه العمارات الرفيعة، ثم لما بنى آصف الدولة الحسينية بقربها أمر بهدم المقبرة، ونبشوا قبره، ونقلوا عظامه إلى "مفتي كنج" من تلك البلدة، كما في "باغ بهار".

* * *

(1)

"لكنو" بلدة كبيرة على نهر "كومتي"، فيها أبنية رفيعة للأمراء، وبيوت المآتم للشيعة، انتقل إليها آصف الدولة من "فيض آباد"، فصارت مقام الأمراء، ولها شهرة في أعمال الخزف والوشى، ونشأ بها الأجلاء كالشيخ محمد أعظم، والشيخ محمد مينا، والشيخ عبد القادر، والشيخ نظام الدين، وولده بحر العلوم، وخلق كثير من العلماء، وكانت بها مدرسة للشيخ بير محمد.

ص: 11

‌باب من اسمه محمد بن بكّار، بكر

‌4326 - الشيخ الفاضل محمد بن بكّار بن الحسن بن عثمان ابن زيد بن زياد، أبو عبد الله، الفقيه، العنبري

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو أحد الكبار

(1)

بـ"أصبهان".

مات سنة خمس وستين ومائتين، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4327 - الشيخ الفاضل محمد بن بكر بن خالد أبو جعفر القصير، كاتب أبي يوسف

(2)

* *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1250.

ترجمته في ذكر أخبار أصبهان 2: 200، والطبقات السنية برقم 1924.

(1)

في بعض النسخ "آخر" تحريف.

(2)

ترجمته في الجواهر برقم 192.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1251.

ترجمته في تاريخ بغداد 2: 94، والطبقات السنية برقم 1925.

ص: 12

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: ذكره الخطيب في "تاريخه".

روى عنه ابنه أحمد، وتقدَّم.

سمع الدراوردي، وفضيل بن عياض.

قال الخطيب في "تاريخه": روى عنه ابنه أحمد، وكان ثقة، نيسابوري، سكن "بغداد".

* * *

‌4328 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي بكر بن داود بن عبد الرحمن بن عبد الخالق بن عبد الرحمن، الملقّب محب الدين بن تقي الدين أبو الفضل، العلواني

، الحموي، الدمشقي *.

ذكره المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: هو جدّ أبي شامة الشام، وفرد الزمان، وإنسان حدقة العلم، وروح جسم الفضل، وفريدة عقد الأدب، ودرة تاج الشعر.

وكان ممن توحد في عصره بمعرفة الفنون، خصوصًا التفسير، والفقه، والنحو، والمعاني، والفرائض، والحساب، والمنطق، والحكمة، والفنون الغريبة، كالزايرجا، والرمل، وغير ذلك.

* راجع: خلاصة الأثر 3: 309 - 317، ومعجم المؤلفين 9:109. ترجمته في فهرس التيمورية 3: 270، وإيضاح المكنون 1: 328، 388، 556، 2: 121، وهدية العارفين 2: 267، 488: Brockelmann: s، II

ص: 13

وفاق من عداه في لطف النثر، وعذوبة اللفظ، وجودة المعنى، وغرابة المقصد، وانسجام التراكيب، وأما خطه فإليه النهاية في الحسن والضبط، وكتب الكثير بخطه، بحيث لو حسب عمره والذي كتبه لبلغ كل يوم كراسا بالكامل، هذا مع كثرة الأسفار، وتزاحم الأشغال، والارتباط للقضاء والفتوى والتأليف، وألف المؤلّفات العجيبة السائغة، منها: حواشيه على التفسير، و"الهداية"، و"الدرر والغرر"، و"منظومته" في الفقه، التى سارت مسير الشمس، سماها "عمدة الحكام"، وقد احتوت على غرائب المسائل، واعتنى بشرحها أجلاء الفضلاء، منهم: الإمام يوسف بن أبي الفتح إمام السلطان، والشيخ إسماعيل النابلسي، وابنه شيخنا الشيخ عبد الغني.

وله "شرح شواهد الكشاف"، سماه "تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات"، و"شرح منظومة القاضي محب الدين بن الشحنة" في المعاني والبيان. وكان سنه إذ ذاك ست عشرة سنة، وله الرحلة المصرية والرومية والتبريزية، و"السهم المعترض والرد على من فجر"، وله عشرون رسالة مجموعة في دفتر، وترسلاته كثيرة جدًّا، جمع والدي منها حصة، فجاءت في مقدار أربعين كراسًا.

وبالجملة: فهو أكثر أبناء عصره إحاطة، وأجلّهم فائدة، وقد ولد بـ"حماة"، ونشأ بها، وقرأ على والده إلى أن تنبل، وكان أبوه قد بلغت به السن إلى العجز عن الإقراء، فبعثه إلى الشيخ العارف بالله تعالى أبي الوفا ابن ولي الله الشيخ علوان، وكتب إليه معه هذه الأبيات من نظمه، وكان هو أيضًا ممن أخذ عن الشيخ أبي الوفا:

لما عليّ اعتدى دهري وأحرمني

تقبيل أعتابكم والرشف من ديم

والغرف من أبحر العرفان مع حكم

جاءت كدر مع العقيان منتظم

أرسلت فرعى عني نائبًا أبدًا

فعدَّه سيّدي من جملة الخدم

ص: 14

فلزمه يتفقه عليه على مذهب الشافعي إلى أن وصل إلى قراءة "شرح البهجة"، ثم تحول حنفيا، وكان أكثر تعبّده على مذهب الشافعي إلى أن مات، وقرأ من أول "البخاري" إلى باب القراءة في المقبرة على المسند أبي بكر تقى الدين بن أحمد الشهير بابن البقا بالموحِّدة والقاف المشدّدة خليفة الشيخ محمد بن الشيخ علوان الإربلى ثم الحموي، وهو أخذ عن شيخ الإسلام العلامة أحمد بن عميس الحموي بحق إجازته عن ابن حجر العسقلاني، وهذا أعلى سند له.

وكانت وفاة ابن البقا في حدود السبعين وتسعمائة وتاريخ القراءة في أواخر رمضان سنة إحدى وستين وتسعمائة، وأجاز بباقي "البخاري"، ثم قرأ عليه في أواخر رجب سنة اثنتين وستين، ثم قدم إلى "حماة" الشيخ أحمد بن علي اليمني، وكان من المتبحرين في جميع العلوم، فأسكنه دارًا جوار داره، وقرأ عليه "شرح الكافية" للمنلا جامى، و"شرح العقائد" مع الخيالي، و"شرح الشمسية"، و"المطول"، وغالب "شرح المفتاح"، وجانبا من "تفسير البيضاوي"، وسمع عليه جانبًا من "شرح المواقف" بقراءة المرحوم منلا أبي الهدى العنتابي، ولازمه عدة سنين، وكان اليمني هذا مع تضلّعه من العلوم له القدم الراسخة بالكشف والولاية، وله وقايع تدل على علو كعبه، منها: أنه خرج هو وأباه وجماعة يومًا إلى أحد منتزهات "حماة"، واستمرَّ بهم النشاط إلى أن قرب وقت الغروب، وهم خارج البلدة، فخافوا من تسكير باب المدينة، فذكروا ذلك للشيخ، فدعا الله تعالى بأن يوقف الشمس، حتى يدخل المدينة، فوقفت الشمس مقدار ساعة إلى أن دخلوا.

وبعد وفاة مشايخه المذكورين رحل إلى "حلب"، وأخذ عن علمائها، منهم: الرضى محمد بن الحنبلي الحنفي، كذا ذكره النجم فى "تاريخه" في ترجمة ابن الحنبلى، وناقضه في ترجمة الجد في الذيل بأنه لم يلحق ابن الحنبلى، وهذا أغرب الغريب منه، فإن لحوقه لابن الحنبلي لا

ص: 15

شبهة فيه أبدا، وأما أخذه عنه فما أعرف حقيقته، على أن ابن الحنبلي قرظ على شرحه لـ"منظومة ابن الشحنة" أرسل الشرح إليه من "حماة"، فقرظ عليه، وذكر في التقريظ نسبته لابن الشحنة، وأن جدّ والده البرهان لأمه، وكان الجدّ لم يطلع على نسبته إليه، فخجل من التطفل على الشرح مع وجود ابن الحنبلى، فأرسل إليه رسالة يعتذر فيها عن ذلك، وكان الشمس محمد بن المنقار ممن أخذ عن ابن الحنبلى، وكان يفاخر بالأخذ عنه، فإذا تذاكره والجد في الأخذ عن علماء "حلب" يقول له: أنت لم تقرأ على ابن الحنبلي، فيقول له هو قرظ على مؤلف لي، وأخذ يحمص عن الشهاب أحمد الأطاسي، ثم دخل "الروم"، واختلط مع كبرائها، ومدحهم بالقصائد الفائقة، ووجهت إليه المدرسة القصاعية بـ"الشام"، فورد إليها، وأخذ بها عن شيخ الإسلام البدر الغزي الحديث والتفسير وغيرها، كتب إليه مسائلًا:

ألا يا إمام الفضل يا من ببدره

يضيئ لنا وجه الزمان ويقمر

وإن أشكلت في الواقعات مسائل

جلاها بإيضاح معانيه تنور

بصيغة تعليق الطلاق ونحوه

كعتق بشرط عبدكم يتفكر

على أن الإنشا يا إمام العلوم لا

يسوغ لنا التعليق فيه ويظهر

فهل يقع التطليق في الحال سيدي

وتعليقه يا أوحد الدهر يهدر

فمنوا بإبداء الجواب تكرّما

ومنّ بما فيه يقال ويزبر

وأنعم على هذا المحب لذاتكم

بما يرفع الإشكال فيه وحرروا

فلا زلت في عز منيع ورفعة

ولا برحت أنوار بدرك تزهر

فاتفق أن جاءه السؤال، وقد عرض له سوء مزاج، فأجاب ولده العلامة الشهاب أحمد عن السؤال، وأبياته هي:

ألا يا محب الدين من شاع فضله

وعنه بكل المكرمات يخبر

لئن كان نور البدر عم ضياؤه

فطورا لدى الساري الشهاب ينور

ص: 16

ومن فرعها الأشجار تجنى ثمارها

وتحقيق مجناها عن الأصل يؤثر

فإنشاء تعليق يجوز وقوعه

وتعليق إنشاء به المنع يصدر

فبعتك إن شاء المقال مضحح

وإن شئت بيعا بعتك اللفظ يهدر

ووكلت زيدا في طلاق سعدان .... تشأ جاز ذا التعليق فيما يحرر

وقولك إن شاءت سعاد طلاقها

فزيد وكيلى فيه كاللغو يذكر

وقائله الغزى أحمد يرتجى

من الله في أخراه يعفو ويغفر

ثم تدير "دمشق"، وصاهر العلامة أبا الفدا إسماعيل النابلسي الكبير على بنتين ماتت إحداهما قبل أن يبتنى بها، والأخرى دخل بها، وولدت له جدّي محبّ الله المقدّم ذكره، ولما قدم قاضي القضاة بـ"الشام" شيخ الإسلام محمد بن محمد بن إلياس الشهير بحوى زاده كان معه، فلما أعطى قضاء "مصر" من "الشام" صحبه معه، وكان قاضى القضاة المذكور أمر بالتفتيش على كنيسة في "القدس"، وعين معه الصدر أحمد بن عبد الله المعروف بفوري مفتى الحنفية بـ"دمشق"، وكان اتصل بمسامع الدولة أن النصارى جددوا شيئا في الكنيسة، فخرجوا من "دمشق" في يوم الاثنين ثامن عشر شعبان سنة ثمان وسبعين وتسعمائة، فوجدوا النصارى قد أحدثوا أوضاعا منكرة، ووجدوا إلى جانب الكنيسة مسجدًا قديمًا هدم الكفار جدرانه، وحولوا وضعه القديم، وجددوا بنيانه، فأمر قاضي القضاة بهدم ما جددوه، فهدمه المسلمون، وأعلنوا بالتكبير، وأقيمت صلاة الجماعة في عصر ذلك اليوم في المسجد المذكور، وصلى قاضى القضاة المشار إليه إماما بالناس، ثم زاروا بعض المشاهد، ورحل القاضي، وفي خدمته صاحب الترجمة إلى "القاهرة"، ورجع، فوري إلى "دمشق"، فوصلوا "القاهرة" في نهار الأربعاء سادس عشري شهر رمضان، واجتمع صاحب الترجمة بالأستاذ سيّدي محمد البكري، ووقع بينهما محاورات ومراسلات، أورد صاحب الترجمة كثيرًا منها في "رحلته"، منها: أنه حضر الأستاذ

ص: 17

للسلام على قاضي القضاة، وكان أول اجتماعه به، قال: فتقدمت، وقبلت يده، وقلت له: يا مولانا هذا السلام المجازي يريد أن سلامي عليكم هنا مجازي للملاقاة، وأما السلام الحقيقي فهو أن أحضر إلى خدمتكم، فلما ذهبت إلى بيته رآني مقبلًا، فلما صافحته، قال لي: هذا السلام الحقيقي، فلمح إلى قول أبي العلاء، ومن بـ"العراق"، قال: وأهديت إليه هدية من قلب الفستق واللوز والصنوبر، وكتبت إليه

لما تملك قلبي حبكم فغدا

مجردا فيه قلبًا رق واستعرا

حررته فغدا طوعًا لخدمتكم

محررًا خادمًا وأفاك معتذرا

فعاملوه بجبر حيث جاءكم

مجردًا بمزيد الحب منكسرا

يقبل اليد الشريفة، ويلثم الراحة اللطيفة، وينهى أنه أهدى ما يناسب إهداؤه لأرباب القلوب، ويلائم إرساله لأصحاب الغيوب، فقدم العبد رجلًا، وأخر أخرى في أن يهدي إلى جنابكم الشريف منه قدرًا، علما منه بأنه شيء حقير، لا يوازي مقامكم الخطير، وقد توارى بالحجاب حيث وافاكم، وهو حسير، وما مثل من يهدي مثله إلى ذلك الجناب إلا كالبحر يمطره السحاب، ثم إنه تهجم بإهداء هذا القدر اليسير، فإن وقع في حيز القبول انجبر القلب الكسير، ولا يعزب عن علم مولانا بلغه الله أملا النمل يعذر في القدر الذي حملا، قال: ثم اجتمعت بعد ذلك بجنابه، فقال لي: ما يقول الإنسان في هدية كلها قلب، وأنشدني بديها:

بحسم أقسم أني امرؤ

صديق حميم بقلبي محب

وأخذ بـ"القاهرة" عن المسند الحافظ النجم الغيطي صاحب "المعراج"، والشيخ الإمام أبي النصر الطبلاوي، والإمام العلامة على بن غانم المقدسي، والحافظ الكبير الجمال يوسف بن القاضى زكريا، وغيرهم، وصحب القاضى بدر الدين القرافي المالكى، والشمس محمد الفارضي، وله معهما مفاوضات أدبية، أوردها في "رحلته".

ص: 18

وكان بينه وبين السري ابن الصائغ رأس الأطباء بـ"مصر" مودّة أكيدة، ووقع بينهما محاورات، منها: أنه كان حصل لصاحب الترجمة دمل احتاج إلى العلاج، فكتب إلى السري أيها الرئيس البارع، والبدر الذى في أفق البلاغة طالع، ذو الحكمة، التي أعيا بها جالينوس، والحذاقة التى حار فيها أبقراط وبطليموس، أشكو إليك دملا أبطأ فجره، وآلم ضره، وأضمر عامله، لا على شريطة التفسير، وحصل منه ألم كثير، فتفضلوا بما يبرز ما استكن فيه على عجل، وبما ركب علاجا لتنازع ما فيه من العمل، بحيث يصير هذا المضمر مبينًا على الفتح لنطق الألسنة بالدعاء، وتعرب عن أفعال المدح، فأرسل إليه شيئًا يلائم ذلك، وكتب جوابه: هل لك أيها الممتزج بالروح امتزاج الماء بالراح المهدي إلى النواظر التنزه، وإلى النفوس الارتياح الداعى برسالته المعجزة الألفاظ إلى جنة ناضرة المبرز بدلالته وجوه المعاني الناضرة إلى عيون البيان الناظرة، لا زالت أزمة الرغبات منقادة منا إليك، ونواصى البلاغات معقودة أعنتها بيديك والفصاحة، لا تمد سرادقاتها، ولا تقصر مقصوراتها إلا عليك.

ودمت إلى كل القلوب محببا

وفي كل عين شاهدتك حبيبها

في بناء ذلك الدمل العاصى عن الاندمال على الفتح، ونصب ثناء العامل من الأدوية على المدح والدخول على جميع مادته بصورة التكسير وتصريفها بالتحويل إلى وضعيات التغيير، وإرخاء الشد، كيلا يكف الدواء، ولا يلغى عامله وتقوية المعمول بالتجلد على التأثير، الذي ارتفع فاعله، فبذلك إن شاء الله تعالى تفتر ثغوره، وينبسط على جلد الجلد غوره، والله يديم معاهد الفضل بك آهلة، والفضلاء من مناهلك ناهلة، والنبلاء في ظلال ظلك قائلة، لتكون ألسنتهم بأحامد المحامد فيك قائلة، آمين.

وأقام صاحب الترجمة بـ"مصر" مدة، وولي بها قضاء فره، ثم رحل إلى "الروم"، وولي قضاء "حمص"، و"حصن الأكراد"، و"معرة النعمان"، و"معرة

ص: 19

نسرين"، و"كاس"، و"عزاز"، ثم استقر بـ"دمشق" في سنة ثلاث وتسعين، وتولى النيابة الكبرى سنين عديدة، وقضاء العسكر بها، وقضاء الركب الشامي، ودرس بعد القصاعية بالناصرية البرانية والشامية البرانية والسلطانية السليمية، وأفتى مدة طويلة بالأمر السلطاني، واشتهرت فتاويه بالآفاق.

وكان علامة نهاية محققًا مدققًا، غوّاصًا على المسائل، طويل الباع في المنقول، قوي الساعد في المعقول، وكان مستحضرا لمسائل الفقه، حافظًا لعبارات المتون، مواظبا على التدريس والإفتاء، ويدرس في "تفسير القاضي" مع مطالعة "الكشاف" والحواشي، وانتفع به أفاضل الطلبة المشار إليهم، منهم: التاج القطان، والشموس الخمس: محمد الميداني، ومحمد الجوي، ومحمد الأيجي، ومحمد الحمامي، ومحمد الحادي، والبدر حسن الموصلي، والشيخ عبد الرحمن العمادي، والنجم محمد الغزي، وأخوه أبو الطيب، والتقي الزهيري، والشهاب أحمد بن قولا قسز، والشيخ عبد اللطيف الجالقي، والشيخ أبو بكر المغربى مفتى المالكية، والشيخ أيوب الخلوتي.

وأخذ عنه بالإجازة الشمس محمد، والبرهان إبراهيم، ابنا أحمد المنلا الحلبي، وغيرهم ممن لا يحصى كثرة.

وكانت له شهرة طنانة، وذكره جماعة من المؤرخين والأدباء، وأثنوا عليه كثيرًا، منهم: البوريني، والعرضى، والغزي، والخفاجي، والبديعي، قال البديعي في وصفه: علامة ورد "دمشق"، فأخجل وردها بمنثوره ومنظومه، وفهامة ضاهى أنهارها بغزارة علومه، جعلته مفتيها، وهمام حفلها، وإمام فرضها ونفلها، وما زال فلك الفتوى مشرقًا بمعلوماته إلى أن غاض بحر فضله، وأفل كوكب حياته، ومن أجود شعره قوله:

حكت قامتي لاما وقامة منيتي

حكت ألفا للوصول قلت مسائلا

إذا اجتمعت لامي مع الألف التي

حكتك قواما ما يصير فقال لا

ص: 20

وأهدى لبعضهم سكرًا، وكتب معه:

هذا الذي أهداه عبد جنابكم

من صار معروفًا بكم بين الورى

هو شكر إحسان حلا تكريره

مستعذبا حتى تصحف سكرا

وكتب لبعض الموالي طالبا منه "كتاب الصحاح" عارية:

مولاى أن وافيت بابك طالبا

منك الصحاح فليس ذاك بمنكر

البحر أنت وهل يلام فتى سعى

للبحر كى يلقى صحاح الجوهري

وكتب لبعض أصدقائه:

سلام على من لم أزل تحت ظله

وتحت أياديه الحسان وبره

سلام محب مخلص لك في الولا

يعطر أنفاس النسيم بشكره

ومن فوائده أنه سئل عن بيتى أبي إسحاق الغزي:

وخز الأسنة والخضوع لناقص

أمران عند ذوى النهى مران

والرأى أن نختار فيما دونه

المرّان وخز أسنة المرّان

وكان في مجلس أحد الموالي، فتكلم بعض الحاضرين على ما يتعلق بالبيتين من جهة المعنى، وبيان الإعراب، فكتب عليهما رسالة، ملخّصها: أن الوخز الطعن بالرمح وغيره لا يكون نافذًا، والأسنة جمع سنان، وهو نصل الرمح، والمران أخر البيت الأخير، قال صاحب "القاموس" هو كرمان الرماح اللدنة. انتهى. أقول: لا يخفى على الفاضل النبيه أنه أصاب لما قصد القلب عند هذا التشبيه، ولا يخفى أن تعدد وصف الخبر هنا على حد قولهم: حلو حامض، أي مز. والمعنى أنها حالة متوسطة بين الصلابة واللين، وبقية ألفاظ البيت ظاهرة، لا تحتاج إلى تبيين.

ثم إضافة وخز إلى الأسنة معنوية، بمعنى اللام، أي وخز للأسنة، وهو مبتدأ خبره أمران، وإعراب البيتين ظاهر، لا يحتاج إلى بيان، ولا يخفى ما في البيت الأول من الصناعة البديعية، وهو شبه الاشتقاق، نحو {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ} ، والجمع، وذلك أن تجمع بين متعدد في حكم، ومن ذلك قوله

ص: 21

تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ، وقوله: الرأي أن نختار إلى آخره، الظاهر أن ما في قوله: فيما دونه موصولة، وتحتمل الموصوفة، وصلتها متعلق الظرف، وعائدها الضمير البارز، والمران فاعل الظرف لاعتماده على الموصول أو الموصوف، والتقدير: والرأي أن نختار فيما استقرّ دونه المران أي عنده أو إمامه، وخز أسنة المران، يعنى إذا اجتمع الأمران المران وخز الأسنة والخضوع لناقص، فالرأى أن نختار وخز الأسنة على الخضوع، يعنى أن الدون في جانب الخضوع متحقق بأن يكون له مراتب متفاوتة، بعضها دون بعض.

وأما وخز الأسنة فلا يتحقق فيه هذا المعنى، فنقول: يمكن أن يغلب الخضوع أو يجعل لوخز الأسنة مراتب متفاوتة له أيضا تقديرا لا تحقيقا، ولا يخفى ما في البيت من الجناس التام هذا، ولا مانع من أن تجعل دون من قبيل قولهم: هذا دونه، أي أقرب منه، كما هو أحد معانيها، ويغلب الخضوع على وخز الأسنة من حيث المعنى، أو يقدر الدون في جانب وخز الأسنة، وحينئذ يظهر له وجه دقيق بالقبول حقيق، وله تحرير على المثل المشهور، وهو من حفظ حجة على من لم يحفظ، وكان سبب تحريره له أنه اجتمع هو وجماعة في مجلس بعض الأعيان، فدار الكلام بينهم فيه من جهة الإعراب، فاختار بعضهم رفع الحجة، بعضهم نصبها، فكتب ما ملخّصه: من اسم موصول مرفوع المحل على الابتداء، وجملة حفظ صلة لا محل لها من الإعراب، والعائد الضمير المستتر في حفظ، وحجة خبر المبتدأ، أعني الموصول، وهو من، وعلى ظرف لغو، لأن عامله من الأفعال الخاصة، التى لا يتضمن الظرف له، لا محل له من الإعراب، وهو متعلق بحجة، وعلى حرف جر، معناه الاستعلاء، وهو هنا معنوي، ولم حرف نفي وجزم، ويحفظ فعل مضارع مجزوم بلم، وجملة لم يحفظ صلة من الثانية المجرورة المحل بعلى، وعائدها الضمير المستتر فى يحفظ، وجملة من حفظ حجة على من لم يحفظ

ص: 22

استينافية، (فإن قلت: هل يصح نصب الحجة على أنه مفعول حفظ، وجعل على فعلا ماضيًا، والموصول بعده مفعوله منصوبًا بنزع الخافض على الحذف والإيصال، والتقدير من حفظ حجة علاء على من لم يحفظ، ثم حذفت على، وباشر الفعل المنصوب، فنصبه على حد قول الطغرائي:

وإن علاني من دوني فلا عجب

لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل

قلت: التقدير لا يروج عند الناقدين إلا للضرورة، ولا ضرورة هنا على أن رسم الخط لا يساعده أيضًا، فإنه لوكان فعلًا ماضيًا لكتب بالألف، والموجود بصورة الياء.

فإن قلت: يمكن أن يرجح نصب الحجة بأنه يلزم من عدمه بقاء حفظ بلا مفعول، على أنه من الأفعال المتعدية.

قلت: مثل هذا غير عزيز في كلامهم، فإنه تقرر في فن المعاني أنه قد يكون الغرض من الفعل المتعدى إثباته لفاعله أو نفيه عنه مطلقا، من غير اعتبار تعلقه بمن وقع عليه، فينزل منزلة اللازم.

فإن قلت: فما ذكرته مرجح لرفع الحجة، وحينئذ فكيف يصح حملها على الموصول الذي هو عبارة عن الشخص.

قلت: هو من باب المجاز المرسل من قبيل إطلاق الحال وإرادة المحل أو إطلاق المسبب وإرادة السبب، وأمثاله أكثر من أن تحصى، ولهذا الكلام تتمة أعرضت عنها لعدم تعلقها بالغرض، ومنشآته وآثاره كثيرة، وأما لطائفه ونكاته، فما اشتهر وبهر، وما أحقها بأن تدون، ويسامر بها، ومن نادرها أنه خرج هو وجماعة من العلماء إلى توديع بعض قضاة "الشام" كان عزل عنها لنسبة الجهل إليه، وأعطى بعدها قضاء "حلب"، فلما ودعوه قال: إن كان لكم في "الحلب" بالتعريف حاجة فاذكروها لنا، حتى نرسلها لكم إلى شام بدون تعريف، فقال له المترجم: ليس لنا حاجة ثمة، إلا الألف واللام الذاهبتان من "شام"، فلتنعموا بإرسالهما، وله غير ذلك.

ص: 23

وكانت ولادته في أواسط شهر رمضان سنة تسع وأربعين وتسعمائة، وتوفي سحر يوم الأحد، الثالث والعشرين من شوال، سنة ست عشرة بعد الألف، وصلى عليه ظهر اليوم المذكور بالجامع الأموي، وحضر للصلاة عليه قاضى القضاة بـ"الشام" المولى إبراهيم بن علي الأزنيقى، وحمل في جنازته، وتأسف على أخلاقه العلماء، ودفن بالمدفن قبالة الجانب المحاذي لجامع جراح خارج باب الشاغور، وكان آخر درس أقرأه أو وقف عليه قوله تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} ، وأرخ عام وفاته بعض الفضلاء بقوله: آها آها مات المفتى، ورثاه جماعة، منهم: الشيخ عبد الرحمن العمادي، نظم في رثائه قصيدة بليغة، مطلعها:

قامت قيامة مفتينا وقاضينا

لا بل قيامة دانينا وقاصينا

مصاب علم أضاع القلب متصدعا

ورزء مجد أطار العقل مفتونا

قد فت من عضد العليا وقلص من

ظلالها بعد ما مدت لنا حينا

بادرت فيه إلى الإنكار مذ طرقت

سمعي أحاديثه شكا وتخمينا

حتى إذا صدع الشك اليقين به

وصح ماكان عند الصب مظنونا

وصار لا طعن لي فيه أحاوله

رجعت من نصله في القلب مطعونا

أوهى عماد القوى زلزال صدمته

وصادفت من خلو القلب تمكينا

تبت يدا ذا الردى أودى لنا بندي

كف تكف العدا عنا وتكفينا

فليت كل محب دولة وغني

فدا محب فنون العلم والدنيا

أمات حساده من قبل موتته

وهكذا دائمًا تلفى العرانينا

فحل لبكر المعاني العين مفترع

قد عنست بعد مهما تلق عنينا

يا طالبا للندى والعز خب أملا

من بعده قد لزمت العدم والهونا

مضى الجواد الذي كانت مكارمه

تريشنا إذ صروف الدهر تبرينا

صرنا معاشر أهل الشام سائبة

مباحة غاب راعينا وحامينا

ص: 24

أما العلوم وأهلوها ففد درست

مات الذي كان يحييها ويحيينا

من للبلاغة إن عنت لطائفها

من للفتاوى إذا ما احتجن تبيينا

حماسة منه شابتها لطافته

ومازج العز منه الحلم واللينا

أهكذا يستر البدر المنير ترى

ويصبح البحر تحت الترب مدفونا

ظنوه صور من مجد ونور هدى

فمذ أعيد بأرض حققوا الطينا

لم أنس وقفتنا تلقاء روضته

وإذ نحي بها من لا يحيينا

منها:

يا سيدا كنت مسرورًا به زمنا

تركتني بعد طول العمر محزونا

ألزمت قلبي تحريكا عليك أسى

وعن جميع أماني الدهر تسكينا

قد كان لي منك ركن شامخ وأب

فقد فقدت عمادي منك ذا الحينا

فقل لنا من لنا إن ناب نائبة

نأوي إليه ونشكوها فيشكينا

أعزز علينا بأن الصدر منك خلا

في مجلس كنت فيه منك تدنينا

بفقدك العلم ثم المجد قد نكست

أعلامه وغدا بالذل مقرونا

أن خص شخصك بطن الأرض مستترا

فذكر فضلك عم البيد والبينا

كأن ذاتك لم تملك فضائلها

دمشق من كل معروف أفانينا

فضائل إن يكن أودى المنون بها

فإن أجرك فيها ليس ممنونا

سقاك مولاك من صوب الرضا ديما

منهلة المزن ملقاة العرى جونا

ودمت تسكن في الفردوس مرتبعا

رحبا تعاين فيه الخرد العينا

ترى الأنيس به المولى ورحمته

والصالحات وعلما منك مخزونا

تقرا فترقى به أعلى الجنان كما

نرويه وعدا لأهل العلم مضمونا

في نعمة من جوار الله فقت بها

على سلاطين في الدنيا أساطينا

ودام من بيتك السامي نرى خلفا

أولادك الكمل الغر الميامينا

لا زال منهم رئيس في دمشق لنا

مكان والده عنه يسلينا

ولا يزالون في لطف يعم وفي

حب من الله طول الدهر باقينا

ص: 25

ما جددت سنن الأسلاف بعدهم

أخلافهم حذوهم في الخير يحذونا

والله تحت ظلال العرش يجمعنا

مع المحبين فوق العفو آمينا

* * *

‌4329 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي بكر بن سليمان الكردي، السهراني

*

فاضل.

من آثاره: "شرح البردة" شرحها بالجامع الأزهر سنة 1048 هـ، وسماه بـ"الدرة المضية في شرح الكواكب الدرية".

كان حيا 1048 هـ.

* * *

‌4330 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي بكر بن عبد الله أبو طاهر، الخطيب، البوشَنْجي، الإمام، الزاهد

* *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال صاحب "الهداية" في "مشيخته" التي جمعها لنفسه: أجاز لي، -يعني محمد بن

* راجع: معجم المؤلفين 9: 110.

ترجمته في كشف الظنون.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1240.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1909، وفي الأصل "بن طاهر" مكان "أبو طاهر"، وفي بعض آخر:"البوسنجي".

ص: 26

أبي بكر هذا- رواية جميع مسموعاته مشافهة

(1)

بـ"مرو"، وكتب بخطّ يده، منها:"كتاب التفسير الوسيط" لعلي الواحدي، يرويه عن أبي الفضل محمد بن أحمد الماهياني

(2)

، عن علي بن أحمد الواحدي المصنّف.

ثم ساق صاحب "الهداية" عنه حديثا [سمعه منه بسنده عن أنس رفعه

(3)

: "إن لله ملكا ينادي عند

(4)

كلّ صلاة يا بني آدم]

(5)

، قوموا إلى نيرانكم، التي أوقدتموها على أنفسكم، فأطفئوها بالصلاة".

* * *

‌4331 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد الصالحى، المعروف بابن زريق

(ناصر الدين، أبو البقاء) *

(1)

في بعض النسخ: "مشاهدة".

(2)

في بعض النسخ: "الماهاني" خطأ، وهو أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد الماهياني الشافعي الإمام، المتوفى سنة خمس وعشرين وخمسمائة، الأنساب 504 ظ، واللباب 3: 91، وطبقات الشافعية الوسطى، بحاشية طبقات الشافعية الكبرى 6: 69، 70.

(3)

في بعض النسخ: "يرفعه".

(4)

سقط من بعض النسخ.

(5)

سقط من بعض النسخ.

* راجع: معجم المؤلفين 9: 110.

ترجمته في شذرات الذهب 7: 366، والأعلام 6: 284، 285.

ص: 27

محدّث، عارف بالرجال، ناظم.

ولد بـ"صالحية دمشق" في شوال سنة 812 هـ، وأفاد وعلم، وروى عنه خلق، وولي النظر على مدرسة جده أبي عمر مدة طويلة، وناب في الحكم، ثم تنزه عن ذلك، وتوفي بصالحية "دمشق" في 9 جمادى الآخرة سنة 900 هـ.

من آثاره: "ثبت" في مجلدين، و"الأعلام بما في مشتبه الذهبى من الأعلام" في ثلاث مجلدات، و"منظومة عقود الدرر في علوم الأثر"، وشرحها شرحين، و"رجال الموطأ"، و"تذكرة الطالب المعلم بمن يقال إنه مخضرم"، و"التبيين لأسماء الأندلسيين".

* * *

‌4332 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي بكر بن عبد المحسن

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: له "تحفة الملوك"

(1)

مجلّد لطيف، ذكر فيه عشرة أبواب، بدأ بالطهارة، ثم بالصلاة، ثم

* راجع: الجواهر المضية برقم 1238.

ترجمته في طبقات الفقهاء لطاش كبري زاده صفحة 121، والطبقات السنية برقم 1908، وكشف الظنون 1:374.

واسمه عند طاش كبري زاده محمد بن أبي بكر بن حسن، وعند حاجي خليفة زين الدين محمد بن أبي بكر بن حسن الرازي الحنفي.

(1)

عده طاش كبري زاده من كتب الفتاوى مفتاح السعادة 2: 604.

ص: 28

الزكاة، ثم الصوم

(1)

، ثم الحج، ثم الجهاد، ثم الصيد مع الذبائح، ثم الكراهية، ثم الفرائض، ثم الكسب مع الأدب.

* * *

‌4333 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد بن أحمد بن إسماعيل السبَخي

، الصابوني، البزدوي، أبو طاهر، الزاهد أخو عمر الزاهد، تقدّم

(2)

، من أهل "بخارى" *

(1)

في بعض النسخ: "بالصوم"، وهكذا في كل ما يأتي من الأبواب.

(2)

ترجمته في الجواهر برقم 1044.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1239.

ترجمته في الأنساب 7: 28، 29، والتحبير 2: 258، 259، ومعجم البلدان 3: 30، واللباب 1: 528، والمشتبه 348، وتبصير المنتبه 2: 719، والطبقات السنية برقم 1907. وللمترجم كنيتان: أبو طاهر، وأبو عبد الله، وقد نبّه إلى هذا السمعاني في التحبير، وذكره الذهبى في السبحي بضم السين وفتح الباء والحاء المهملة، ونقل عنه ابن حجر، ثم عاد ابن حجر إلى ترجمته في الصفحة نفسها في السبخي بالسين المفتوحة والياء والخاء المعجمة.

وانظر ما نقله وما قاله الشيخ المعلمي في حاشية الأنساب 2: 204، 205، واشتبه على تاج الدين السبكي أمر نسبته، فظنه السنجي بكسر السين المهملة، وسكون النون، والجيم المعجمة، فذكره في آخر ترجمة "أبى طاهر محمد بن محمد بن عبد الله المروزي السنجي"، وقال: "ولهم شيخ آخر اسمه محمد بن =

ص: 29

من أصحاب إبراهيم الصفّار، تقدّم

(1)

.

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال السمعاني: كان عالما زاهدا، صحب الإمام إبراهيم الصفّار، سمع

(2)

أبا نصر أحمد بن عبد الرحمن الريغذموني، والقاضي أبا اليسر محمذ بن الحسين البزدوي، وكتب عنه السمعاني بـ"بخارى".

وولادته فيما يظنّ السمعاني سنة ثمانين وأربعمائة بـ"بخارى".

وتوفي بها في جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

تفقّه على القاضي أبى اليسر البزدوي.

والسبخي بفتح السين، والباء الموحّدة، والخاء المعجمة

(3)

.

* * *

‌4334 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي بكر بن عطاء البلخي، المعروف بخواجكي

من أهل "جرجان" *

= أبي بكر بن عثمان أبو طاهر السنجي، وذكر ترجمته، ثم قال: فينبغي أن يتفطن له لئلا يشتبه بهذا. طبقات الشافعية الكبرى 6: 188.

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 11.

(2)

في بعض النسخ: "وسمع"، والمثبت في التحبير.

(3)

وهي هنا نسبة إلى الدباغة بالسبخة، انظر الأنساب، ومعجم البلدان.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1241. =

ص: 30

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال السمعاني: فقيه، فاضل، مناظر.

تفقّه على البرهان أبي المفاخر عبد العزيز بن مازه البخاري، وجال في الأقطار. لقيته بـ"جرجان"

(1)

منصرفي من "العراق" سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.

قال: وظنّي أنه مات سنة ثمان أو تسع

(2)

وثلاثين وخمسمائة.

* * *

‌4335 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي بكر بن علي بن سليمان، أبو عبد الله النيسابوري

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع بـ"مصر" من أبى القاسم هبة الله بن علي البوصيري، وبـ"دمشق" من أبي طاهر بركات الخشوعي، ودرّس بـ"دمشق"، وحدّث.

= ترجمته في التحبير 2: 260، والطبقات السنية برقم 1910.

(1)

في بعض النسخ: زيادة "عند"، وليس في التحبير "عند منصرفي من العراق".

(2)

في بعض النسخ: "سبع"، والمثبت في بعض النسخ والتحبير، والطبقات السنية.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1242.

ترجمته في التكملة لوفيات النقلة 6: 353، 354، والعبر 5: 155، والدارس 1: 589، 590، والطبقات السنية برقم 1911، وشذرات الذهب 5: 186، ويقال له: الرشيد.

ص: 31

مات بها سنة سبع وثلاثين وستمائة.

مولده بـ"نيسابور" سنة تسع وخمسين وخمسمائة.

تفقّه بـ"خراسان" على ركن الدين

(1)

المعينى

(2)

، وبـ"مصر" على الفقيه نَدَى [بن عبد الغني بن عبد الوهَّاب]

(3)

.

قال الذهبي: من كبار الحنفية، ودرَّس بالمعينية، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4336 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي بكر بن أبي الليث الداوري

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه على شمس الأئمة أبي الوجد عبد الستّار الكردري، والعلامة جمال الدين المحبوبي عبيد الله بن إبراهيم.

وقرأ الأدب والعربية.

(1)

في بعض النسخ: "زكي الدين".

(2)

فى بعض النسخ: "العيني"، وترجمته في الألقاب من الجواهر برقم 2076.

(3)

من بعض النسخ، وترجمته في الجواهر برقم 1731.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1243.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1913.

وداور التي ينتسب إليها ولاية واسعة ذات بلدان وقرى مجاورة لولاية رخج، وبست، والغور. معجم البلدان 2:541.

ص: 32

مولده بـ"زِمِنْداوَر"

(1)

سنة ستّ وثمانين

(2)

وخمسمائة.

ومات بـ"سرخس" سنة اثنتين وسبعين وستمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4337 - الشيخ الفاضل محمد بن بكر بن محمد بن أحمد ابن مالك السِّنجي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: روى عن أبيه، وتفقّه عليه، وتقدّم أبوه.

وكذلك جدّه محمد بن أحمد، رحمهم الله تعالى.

* * *

‌4338 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي بكر بن محمد بن سليمان الكردي، الشهراني

* *

(1)

في بعض النسخ: "بزبندور" خطأ، و"زمنداور" معناها أرض الداور، التي سبق الحديث عنها، وقال بعضهم: إن زمنداور مدينة، ولها رستاق بين بست، وبكراباذ، وهي كثيرة البساطين والمياه الجارية.

انظر معجم البلدان 2: 946

(2)

في بعض النسخ: "وثلاثين" خطأ.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1252.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1926، نقلا عن الجواهر.

في بعض النسخ "بن أحمد بن بكر السنجي".

* * راجع: معجم المؤلفين 9: 118. =

ص: 33

فاضل.

من آثاره: "الدرة المضية في شرح الكواكب الدرية" في مدح خير البرية، و"شرح الطريقة المحمدية" في الموعظة.

توفي سنة 1066 هـ.

* * *

‌4339 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي بكر بن محمد الإمام، المفتى، الملقّب ركن الدين البخارى

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: أحد مشايخ الإمام جمال الدين المحبوبي

(1)

، رحمة الله عليهما.

* * *

‌4340 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي بكر بن المفتي بن إبراهيم الشرغي الواعظ

،

= ترجمته في كشف الظنون 1112، وفهرست الخديوية 2: 90، وفهرس الأدب 7، وفهرس دار الكتب المصرية 3: 100، 101.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1244.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1915، نقلا عن الجواهر.

(1)

في الفوائد البهية 108، في ترجمة المحبوبي أنه أخذ العلم عن محمد بن أبي بكر إمام زاده، وهو صاحب الترجمة التالية، فلعلّ الترجمتين لرجل واحد.

ص: 34

عرف بإمام زاده *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال السمعاني: مفتي أهل "بخارى"، أصله من قرية يقال لها:"جَرغ".

إمام، فاضل، فقيه، واعظ، أديب، شاعر، ورع، حسن السيرة، من أهل الخير والدين.

سمع أبا الفضل بكر [بن محمد]

(1)

بن علي الزرنجري، [وقد تقدّم]

(2)

، وأبا بكر

(3)

محمد بن عبد الله بن فاعل السُّرْخَكْتِي، يأتي

(4)

.

ولادته في شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.

كتب عنه السمعاني بـ"بخارى"، [يأتي ولده مسعود، رأيت له كتابا نفيسا، كثير الفوائد، سماه "شرعة الإسلام" في مجلّد]

(5)

.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 161): قد طالعت "شرعة الإسلام"، فوجدته كتابا نفيسا مشتملا على المسائل الفقهية، والآداب الصوفية، إلا أنه مشتمل على كثير من الأحاديث المختلقة،

* راجع: الجواهر المضية برقم 1245.

ترجمته في التحبير 2: 261، 262، ومعجم البلدان 3: 277، وتاج التراجم 60، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده صفحة 95، وكتائب أعلام الأخيار برقم 321، والطبقات السنية برقم 1916، وكشف الظنون 2: 1044، والفوائد البهية 161.

(1)

تكملة من بعض النسخ والتحبير.

(2)

من بعض النسخ، وترجمته في الجواهر برقم 380.

(3)

في بعض النسخ زيادة "بن" خطأ.

(4)

في بعض النسخ "وتقدما" خطأ، وترجمته في الجواهر برقم 1344.

(5)

سقط من بعض النسخ "6" برقم 1655.

ص: 35

والأخبار الواهية المنكرة، قد أرّخ صاحب "الكشف" وفاته سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، ونسب على القاري في "شرح نخبة الفكر""شرعة الإسلام" لأبي بكر الرازي، وهو خطأ منه، مخالف لما ذكره الثقات، ولما ذكره نفسه في "طبقاته" بقوله: محمد بن أبي بكر المفتي الشافعي الواعظ، عرف بإمام زاده، كتب عنه السمعاني بـ"بخارى"، وقال القرشى: رأيت له كتابا كثير الفوائد، سماه "شرعة الإسلام"، حتى نسب إلى الخضر. وقيل: وجد في سطح الكعبة، وقيل: غير ذلك، ونسبته الشرعي سره لا يخفى.

* * *

‌4341 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي بكر بن يوسف، الإمام ركن الدين الفرغاني

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو المعروف بالأديب المختار.

مات في الثالث والعشرين من جمادى الأولى سنة أربع وتسعين وخمسمائة بـ"مرغينان"، رحمه الله تعالى.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1246.

ترجمته في: الطبقات السنية، برقم 1918، وكشف الظنون 2: 1755، وإيضاح المكنون 1: 206، وهدية العارفين 2:104.

وفي بعض النسخ: "زكي الدين".

ص: 36

‌4342 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي بكر زين الأئمة، المعروف بخير الوبري الخوارزمي

كان عالما، مناظرا، متكلما.

أخذ الفقه عن أبي بكر محمد بن علي الزرنجري عن الحلواني.

له "كتاب الأضاحي".

قال الإمام اللكنوى رحمه الله في "الفوائد"(ص 161 ذ): ذكر السمعاني أن الوبرى بفتح الواو، نسبة إلى الوبر، الصوف، والمنتسب به غالبا كان يعمل الفرو.

* * *

‌4343 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي بكر المرعشي، المعروف بسجاقلي زاده

*

صوفي مشارك في علوم. أخذ الطريقة عن عبد الغني النابلسي.

من تصانيفه الكثيرة: "ترتيب العلوم"، و"تسهيل الفرائض"، و"تهذيب القراءة"، و"حاشية على شرح السعد" للعقائد النسفية، و"غاية البرهان في بيان أعظم آية القرآن" في تفسير آية الكرسي.

توفي سنة 1150 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 9: 118.

ترجمته في هدية العارفين 2: 322، 323.

ص: 37

‌4344 - الشيخ الفاضل محمد بن بلبل بن إسحاق بن إبراهيم بن بلبل بن خالد بن الهيثم، أبو بكر

، القاضي، الجلال *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: روى عن جدّه إسحاق بن إبراهيم البصري.

* * *

‌4345 - الشيخ الفاضل محمد بن بوكرد الإستراباذي الفقيه أبو جعفر

* *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: روى عن ابن صاعد.

روى عنه أبو سعد الإدريسى.

مات بعد الستين وثلاثمائة.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1253.

ترجمته في: الطبقات السنية برقم 1927.

وفي بعض النسخ: "بليل" في الموضع الثاني.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1254.

ترجمته في تاريخ جرجان 496، والطبقات السنية برقم 1828.

ص: 38

‌4346 - الشيخ الفاضل محمد بن بهاء الدين بن لطف الله، الشهير ببهاء الدين زاده، محي الدين

*

صوفي من الموالي الرومية، مشارك في الفقه، وعلم الكلام، والتفسير، والحديث، والعربية.

توفي ببلده "قيصرة".

من تصانيفه: "شرح الأسماء الحسنى"، و"شرح الفقه الأكبر" لأبي حنيفة النعمان، و"تفسير القرآن"، ورسائل كثيرة في التصوف.

توفي سنة 952 هـ.

* * *

‌4347 - الشيخ الفاضل محمد بن تاج الدين بن أحمد المحاسني

، الدمشقى، الخطيب بجامع "دمشق" * *

ذكره المحبي الحنفي في كتابه القيّم "خلاصة الأثر"، وقال: تقدّم أبوه وأخوه عبد الرحيم، وهذا أشهر آل بيته وأفضلهم، وكان فاضلًا

* راجع: معجم المؤلفين 9: 120.

ترجمته في الكواكب السائرة 2: 29، 30، وشذرات الذهب 8: 293، 294، والشقائق النعمانية 2: 30 - 33، وكشف الظنون 1034، 1287.

* * راجع: خلاصة الأثر 3: 393 - 396.

ص: 39

كاملًا، أديبًا لبيبًا، لطيف الشكل، وجيها ساكنا، جامعا لمحاسن الأخلاق، حسن الصوت.

نشأ في نعمة وافرة، وكان أبوه ذا ثروة عظيمة، فكان يصله بكل ما يحتاج إليه من مال ومتاع، وقرأ على علماء عصره، منهم: الشرف الدمشقي، والشيخ عبد اللطيف الجالقى، والعمادي المفتي، والجمال الفتحي، إمام السلطان.

وأخذ عن الشيخ عمر القاري، والنجم الغزي، وأبي العباس المقري.

وسافر إلى "الروم" صحبة والده، وأخذ عن علمائها، منهم: الشمس محمد المحبي، ثم رجع، وأعطى بقعة تدريس بالجامع الأموي عن شيخه الشرف لما مات، ولازم من المولى محمد بن أبي السعود، وولي خطابة جامع السلطان سليم بصالحية "دمشق"، واشتهر بحسن الخطابة، ثم صار إمامًا بجامع بني أمية، ولما توجّه شيخه الفتحي إلى "الروم"، وكان عين لإمامة السلطان مراد، فوّض إليه أمر حصته في الحطابة بجامع "دمشق"، ودرس بالمدرسة الجوهرية، وكان يدرس في الجامع في غالب الأيام والليالي، سيّما في الأشهر الثلاثة: رجب، وشعبان، ورمضان.

وأقرأ "صحيح مسلم"، كتب عليه بعض تعاليق، وسكن أولا في دار جده لأمه الحسن البوريني، ثم وقف عليه رجل يعرف بالصنجقدار بيتا قبالة المدرسة العادلية الكبرى، فسكن فيه، وسافر إلى "الروم" في سنة خمسين، وأخذ تولية الجامع الأموي، وولي قسمة العسكر مرتين، ثم بعد وفاة والده سكن بداره قرب باب الفراديس، وفرغ له الشهاب أحمد البهنسي عن نصف الخطابة بالجامع الأموي، ثم لما مات شيخه الفتحي استقلّ بجميع الخطابة أصالة، وبقى إلى أن ولي على القصير دفترية "الشام"، فادعى أن الخطابة، التي للفتحي كانت في السابق نظارة للسلطان، وأحسن بها إليه السلطان عثمان، وجعلها خطابة مكان

ص: 40

النظارة، وأظهر صورة التوجيه، فرفع يده عنها، وبقيت في يده الخطابة الأصلية، التي فرغ له عنها البهنسي.

ولما توفي الشيخ سعودى الغزي وجه إليه درس الحديث تحت قبة النسر من جامع "دمشق" كما أسلفته في ترجمة محمد بن أحمد الإسطواني قريبًا، وهذا الدرس وظيفة حادثة بعد الخمسين وألف، رتبها بهرام آغاكتخدا والدة السلطان إبراهيم، وبني السوق الجديد والخان قرب باب الجابية لأجلها، وعين للمدرس ستين قرشًا، وللمعيد ثلاثين، ولقارئ العشر عشرة قروش، ودرس المحاسني، وكان فصيح العبارة، وانتفع به خلق من علماء "دمشق"، منهم: شيخنا العلا محمد بن علي الحصكفي مفتي "الشام"، وشيخنا المحقق إبراهيم بن منصور الفتال وغيرهما، وله تحريرات تدلّ على علمه، وله شعر حسن مطبوع، فمنه قوله من قصيدة:

يا سقاها مرابعا للتلاقي

كل سار من الحيا غيداق

حيث تبدو بقامة تخجل الغصن

ووجه يزيد في الإشراق

ورعى الله عهدنا بالمصلى

حيث ذات اللمى على الميثاق

حيث أشكو لها الغرام ووجدا

قد أسال الدموع من آماقي

يا حداة المطي رفقا بقلبي

إن طعم الفراق مر المذاق

جبلت طينتي على محنة الحب

فحسبي من الهوى ما ألاقي

كل يوم قطيعة وبعاد

واكتئاب وفيض دمع مآقي

شاب فودي يتلو مشيب فؤادي

فأمانا من هول يوم الفراق

ليت شعري متى تعيد الليالي

ما أتاحت من صفو عيش التلاقي

ما أظن الأيام تحكم إلا

بامتناع الإرفاق للإرفاق

ومن جيد شعره قوله:

وتنفسي الصعداء ليس شكاية

مما قضته سوابق الأقدار

لكن بقلبي جملة تفصيلها

صعب لدى العقلاء والأحرار

ص: 41

فجعلت موضع كل ذلك أنة

ضمنت مرادي من عطاء الباري

وكتب إلى بعض أصحابه بـ"دمشق"، وهو بـ"مصر":

لوكنت بمرأى من خليط نزحا

ما كان دخيل الوجد مني وضحا

لكن بعدوا فصار سرى علنا

من بعدهم وصار كأسي قدحا

ومن ملحه هذا الموشح نظمه على أسلوب موشح لبنت العرندس الشيعي، ومطلع موشحه:

أهواه مهفهفا من الولدان

ساجي الحدق

قد فر من الجنات من رضوان

تحت الغسق

من ريقته سكرت لا من راحي

كم جدد لي رحيقها أفراحي

كم أسكرني بخمرها يا صاح

كم أرقني بطرفه الوسنان حتى الفلق

لو عامله بعدله ذا الجاني

أطفأ حرقي

من باهر حسنه يغار القمر

في روض جماله يحار النظر

قد عز لدى أن بدا المصطبر

ما اهتز يميل ميلة الأغصان للمعتنق

إلا وأتاح للمحب العاني

كل القلق

يا ويح محبه إذا ما خطرا

كالبدر يلوح في الدياجي قمرا

إن أقض ولم يقض لقلبى وطرا

فالويل إذا المغرم ولهان في الحب شقي

قد حمل في العشق من الهجران

ما لم يطق

القدر شيق مثل خوط البان

واللحظ كيف الهند في الأجفان

والخال شقيق المسك في الألوان

والخد مورد أسيل قاني شبه الشفق

والعارض قد سلسل كالريحان

للورد يقي

يا عاذل لو أبصرت من أهواه

ناديت تبارك الذي سواه

قد أحسن خلقه وقد نماه

إذ كمله وخص بالنقصان بدر الأفق

قد أفرغه في قالب الإحسان

زاكي الخلق

الصبر على هواه مثل الصبر

والقلب غدا من هجره في جمر

ص: 42

ما ألطفه في وصله والهجر

لم ألق له في وصله من ثاني حلو الملق

ما واصل بعد بعده أجفاني

غير الأرق

ومطلع موشح بنت العرندس هو هذا:

ما رنحت الصبا غصون البان

بين الورق

إلا وشجي الهوى لقلبى العاني

نار الحرق

ما رنحت الصبا غصون البان

بين الورق

إلا وشجي الهوى لقلبي العاني

نار الحرق

ما هب صبا لنحوك القلب صبا لاقى وصبا

يا بدر سما سما على بدر سما للناس صبا

صلني فعسى تنال مني ذهبا عقل ذهبا

والقلب مني مواقد النيران نامي القلق

والناظر قد أسال من أجفاني ماء الغدق

ومن شعر المحاسني قوله:

أودعكم وأودعكم جناني

وأنثر أدمعي مثل الجمان

ولو نعطي الخيار لما افترقنا

ولكن لا خيار مع الزمان

وله غير ذلك، وكانت ولادته في سنة اثنتي عشرة وألف، وتوفي عشية الأربعاء غرة شعبان سنة اثنتين وسبعين وألف، ودفن بمقبرة الفراديس بالقرب من جدّه لأمّه الحسن البوريني، ورثاه شيخنا عبد الغنى بن إسماعيل النابلسي بقصيدة، مطلعها:

لتهن رعاع الناس وليفرح الجهل

فبعدك لا يرجو البقا من له عقل

أيا جنة قرت عيون أولى النهى

بها زمنا حتى تداركها المحل

وهي قصيدة جيّدة غاية، ولولا طولها لذكرتها برمّتها.

* * *

ص: 43

‌4348 - الشيخ الفاضل محمد بن تاج الدين بن محمد المقدسي الأصل

، الرملي المولد والمنشأ، مفتي "الرملة" *

الإمام، العالم الصالح، التقي، الخير، نادرة الزمان.

ذكره المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: هو ابن أخت شيخ الإسلام خير الدين الرملي، أخذ ببلده عن خال أبيه، وابنه الشيخ محي الدين، ثم رحل إلى "مصر" في حدود سنة ست وستين وألف، وأقام بها إلى سنة سبعين، وقرأ بالروايات على الشيخ سلطان المزاحي جميع القرآن للسبعة، ثم ختمة أخرى للعشرة من طريق الدرة، وأخذ عنه الحديث، وقرأ عليه "شرح ألفية" ابن الهائم للشيخ زكريا في الفرائض، وأجازه بمروياته، وأخذ الحديث أيضا عن الشمس البابلي، قرأ عليه "شرح ألفية العراقي" للشيخ زكريا، وسمع عليه بعض "البخاري"، وبعض "سيرة ابن سيد الناس"، و"شرح عقيدة" شيخه اللقاني في العقائد، وأخذ أيضًا الحديث عن المحدث عبد السلام اللقاني، ولازم النور الشبراملسي في "شرح ألفية العراقي" للشيخ زكريا، وفي "المختصر" للسعد مع حاشيتيه للحفيد، وابن قاسم، وقرأ عليه بالروايات من طريق السبعة، وأجازه بمروياته.

وأخذ الفقه عن فقيه الحنفية بـ"مصر" حسن الشرنبلالي، قرأ عليه "الدرر" بحاشيته عليه، وكان معيد درسه، وعن الشهاب الشوبري، قرأ عليه من أول "الهداية" إلى باب العتق، فقرأ الشيخ حينئذ الفاتحة ثلاثا قائلا بعدها: اللهم اعتق رقابنا من النار، وكان ذلك آخر قراءته، ومكث أياما قليلة، ومات، وقرأ على الشيخ عبد الباقي حفيد شيخ الإسلام بن غانم "شرح الكنز

* راجع: خلاصة الأثر 3: 396، 397.

ص: 44

المنظوم" لابن الفصيح، وأجازه جل شيوخه، ورجع إلى بلده، ولازم خال والده زيادة على عشر سنين، ولحظه بنظره، وأجازه بمروياته.

ثم نزل له عن إفتاء "الرملة"، وكتب إلى شيخ الإسلام يحيى المنقاري مفتي "الروم" يطلب منه الإجازة له بالفتوى، وأن يكون بدله فيها لأهليته لذلك، فأجابه إلى طلبته، وصار هو المفتي في زمان أستاذه المذكور، ولم يزل ملازمًا له إلى أن مات، فانفرد بعده بالرياسة، وصار هو العمدة في تلك الخطة، وأخذ عن الشيخ محمد بن سليمان المغربي نزيل "مكة" لما مر على "الرملة"، وأجازه بمروياته، ولما مر شيخنا الشيخ يحيى المغربي أيضًا على "الرملة" سمع منه الحديث المسلسل بالأولية، وقرأ عليه طرفا من "الكشاف" وغيره، وأجازه بمروياته، ومن إجازته له ولولده.

أجزت أخانا الفاضل العلم الذي

تسمى بمن في الناس في الحشر يشفع

ونجلا له والله ينجح قصده

أبا للهدى والشخص بالاسم يرفع

وقال بذا يحيى ونجل محمد

ومن مغرب الأوطان والله ينفع

وكانت وفاته عقب الحج، وهو راجع إلى بلده صحبة الركب المصري عاشر المحرم افتتاح سنة سبع وتسعين وألف بـ"الينبع"، ودفن بها.

* * *

‌4349 - الشيخ الفاضل العلامة محمد بن تاج الدين، العمري، الكجراتي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المتبحّرين والأئمة المحقّقين.

* راجع: نزهة الخواطر 4: 259.

ص: 45

كان من نسل الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني، لقّبه مظفّر شاه الحليم الكجراتي بتاج العلماء.

وكان كثير الدرس والإفادة.

أخذ عنه خلق كثير من العلماء.

مات في سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة بمدينة "أحمد آباد"، فدفن بها، ذكره محمد بن الحسن.

* * *

‌4350 - الشيخ الفاضل محمد بن بير على البركوي الرومي (تقي الدين)

*

صوفي، واعظ، نحوي، فقيه، مفسر، محدث، فرضي مشارك في غير ذلك.

ولد بـ"باليكسر" سنة 929 هـ، وتوفي سنة 981 هـ.

من تصانيفه الكثيرة: "الطريقة المحمدية".

في الوعظ، شرح لب الألباب في علم الإعراب للبيضاوي، دافعة المبتدعين وكاشفة بطلان الملحدين، انقاذ الهالكين في الفقه، والأربعون في الحديث.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 9: 123.

ترجمته في كشف الظنون 54، 197، 183، 214، 592، 737، 822، 1017، 1111، 1500، 1547، 1246، 1737، 2022، 2036، 2037، وإيضاح المكنون 1: 2، 442، والمجددون في الإسلام 377، 378، وهدية العارفين 2:252.

ص: 46

‌4351 - أبو مجاهد فخر الدين محمد بن تغلق شاه، التركي، الدهلوي

، السلطان الجائر، المشهور بالعادل *

ولد، ونشأ بأرض "الهند"، وكان أبوه تركيا من مماليك صاحب "الهند"، فتنقَّل إلى أن ولي السلطنة، واتَّسعت مملكته جدا، وكان هذا الملك من عجائب الزمن وسوانح الدهر، لم ير مثله في الملوك والسلاطين في بذل الأموال الطائلة، وسفك الدماء المعصومة، وفتح الفتوحات الكثيرة، وتوسيع المملكة العظيمة.

وسنذكر من أخباره عجائب، لم يسمع بمثلها عمن تقدّمه، مما رأى الشيخ محمد بن بطوطة المغريى بعينه، وكان ساح بلاد "الهند"، ودخل "دهلي" في عهده، وولي القضاء.

قال ابن بطوطة في "كتاب الرحلة": إنما أذكر منها ما حضرته وشاهدته وعاينته، ولا سيّما جوده على الغرباء، فإنه يفضّلهم على أهل "الهند"، ويؤثّرهم، ويجزل لهم الإحسان، ويسبغ عليهم.

ومن إحسانه إليهم: أن سماهم الأعزّة، ومنع أن يدعوا الغرباء. وقال: إن الإنسان إذا دعي غريبا انكسر خاطره، وتغير حاله.

فمن ذلك: أنه قدم عليه ناصر الدين الترمذي الواعظ، وأقام تحت إحسانه مدّة عام، ثم أحبّ الرجوع إلى وطنه، فأذن له في ذلك، ولم يكن يسمع وعظه، فأمر أن يهيأ له منبر من الصندل الأبيض المقاصري، وجعلت مسامره وصفائحه من الذهب، وألصق بأعلاه حجر ياقوت عظيم، وخلع على ناصر الدين خلعة مرصّعة بالجوهر، ونصب له المنبر، فوعظ، وذكَّر، فلمّا نزل عن المنبر، قام السلطان إليه، وعانقه، وأركبه على فيل، وضربت له سراجة

* نزهة الخواطر: 2: 132 - 139.

ص: 47

من الحرير الملون، وصيوانها من الحرير، وخباؤها أيضا كذلك فجلس الواعظ فيها، وكان بجانبها أواني الذهب، أعطاه السلطان إياها، وذلك تنور كبير بحيث يسمع في جوفه الرجل القاعد، وقدران وصحاف، كلّ ذلك من الذهب، وقد كان أعطاه عند قدومه مائة ألف دينار.

ومن ذلك: أنه وفد عليه غياث الدين محمد بن عبد القاهر بن يوسف بن عبد العزيز بن الخليفة المستنصر بالله العبّاسي، فلمَّا وصل إلى "بلاد السند"

(1)

بعث السلطان من يستقبله، ولما وصل إلى "سرستي": بعث لاستقباله القاضي كمال الدين الهانسوي، وجماعة من الفقهاء، ثم بعث الأمراء لاستقباله، فلمَّا وصل إلى خارج الحضرة خرج بنفسه، واستقبله، ولما دخل فى دار الملك أنزله بدار الخلافة، سيرى في القصر الذى بناه السلطان علاء الدين الخلجي، وأعدّ له فيه جميع ما يحتاج إليه من أواني الذهب والفضة، حتى من جملتها: مغتسل يغتسل فيه من ذهب، وبعث له أربعمائة ألف دينار لغسل رأسه على العادة، وبعث له جملة من الفتيان والخدم والجواري، وعين لنفقته كلّ يوم ثلاثمائة دينار، وبعث له زيادة إليها عددا من الموائد بالطعام الخاص، وأعطاء جميع مدينة "سيرى" أقطاعا، وجميع ما احتوتْ عليه من

(1)

"السند" بكسر السين المهملة، وسكون النون، آخرها دال مهملة: بلاد بين "الهند"، و"كرمان" و"سجستان"، وهو أول بلاد، وطئها المسلمون، وملكوها، والعرب كانوا يسمّونه إقليم الذهب، وهو إقليم حار، وفيه مواضع معتدلة الهواء، والبحر يمتدّ مع أكثره، وبه أنهار عديدة، وفيه نخيل ونارجيل، وموز، وبعض العقاقير النافعة، وفي بعض المواضع منه الليمون الحامض، والأنبج، في بعضها الأرز الحسن، وفيه البختي، وهو نوع من الإبل، له سنامان، مليح، وأشهر أنهاره "نهر السند"، ويسمونه "مهران"، وفيه تفيض الأنهار الخمسة المشهورة ببلاد "بنجاب"، و"نهر كابل" فيصب في البحر عند "ديبل".

ص: 48

الدور، وما يتصل بها من بساتين المخزن، وأرضه، وأعطاه مائة قرية، وأعطاه حكم بلاد الشرقية المضافة لـ"دهلي"، وأعطاه ثلاثين بغلة بالسروج المذهبة، ويكون علفها من المخزن.

ومما يحكى من تواضع السلطان وإنصافه: أنه ادّعى عليه رجل من كبار الوثنيين أنه قتل أخاه من غير موجب، ودعاه إلى القاضي، فمضى على قدميه، ولا سلاح معه إلى مجلس القاضي، فسلّم، وخدم، وكان قد أمر القاضي قبل أنه إذا جاءه إلى مجلسه، فلا يقوم له، ولا يتحرّك، فصعد إلى المجلس، ووقف بين يدى القاضي، فحكم عليه أن يرضي خصمه من دم أخيه، فأرضاه.

ومن ذلك: أنه ادّعى صبي من أبناء الملوك عليه أنه ضربه من غير موجب، ورفعه إلى القاضي، فتوجَّه الحكم عليه بأن يرضيه بالمال إن قبل ذلك، وإلا أمكنه القصاص، فعاد لمجلسه، واستحضر الصبي، وأعطاه عصا، وقال: وحقّ رأسي أن تضربني، فأخذ الصبي العصا، وضربه بها إحدى وعشرين ضربة، وذلك مما شاهده ابن بطوطة، وإني رأيت الكلاه قد طارت عن رأسه.

ومما يحكى في اشتداده في إقامة الشرع ورفع المغارم والمظالم: أنه كان شديدا في إقامة الصلاة، آمرا بملازمتها في الجماعات، يعاقب على تركها أشدّ العقاب، ولقد قتل في يوم واحد تسعة رجال على تركها، كان أحدهم مغنّيا، وكان يبعث الرجال الموكّلين بذلك إلى الأسواق، فمن وجد بها عند إقامة الصلاة عوقب، حتى انتهى إلى عقاب الستائرين، الذين يمسكون دوابّ الخدام إذا ضيَّعوا الصلاة، وأمر أن يطالب الناس بعلم فرائض: الوضوء، والصلاة، وشروط الإسلام، فكانوا يسألون عن ذلك، فمن لم يحسنه عوقب، وصار الناس يتدارسون ذلك، ويكتبونه.

ص: 49

ومما قيل في ذلك: إنه أمر أخاه أن يكون قعوده مع قاضي القضاة في قبَّة مرتفعة مفروشة بالبسط، فمن كان له حقّ على أحد من كبار الأمراء، وامتنع من أدائه لصاحبه، يحضره رجال أخيه عند القاضي لينصفه.

ومما فعل ذلك: أنه أمر برفع المكوس عن بلاده، وأن لا يؤخذ من الناس إلا الزكاة، والعشر خاصة، وصار يجلس بنفسه للنظر في المظالم في كل يوم اثنين وخميس، ولا يقوم بين يديه في ذلك اليوم إلا أمير حاجب، وخاص حاجب، وسيّد الحجّاب، وشرف الحجّاب، لا غير، ولا يمنع أحد ممن أراد الشكوى من المثول بين يديه، وعيَّن أربعة من الأمراء الكبار، يجلسون في الأبواب الأربعة لأخذ القصص من المشتكين، فإن أخذ الأول فحسن، وإلا أخذه الثاني، أو الثالث، أو الرابع، وإن لم يأخذوه مضى إلى قاضي المماليك، فإن أخذه منه، وإلا شكا إلى السلطان، فإن صحَّ عنده أنه مضى إلى أحد منهم، فلم يأخذه منه أدّبه، وكل ما يجتمع من القصص في سائر الأيام يطالعه بعد العشاء الآخرة.

وأما فتكات هذا السلطان، وما نقم من أفعاله، فلا تسأل عن ذلك، فإنه كان مع تواضعه، وإنصافه، ورفقه بالمساكين، وكرمه الخارق للعادة، كثير التجاسر على إراقة الدماء، لا يخلو بابه عن مقتول إلا في النادر.

كان يعاقب على الصغيرة والكبيرة، ولا يحترم أحدا من أهل العلم والصلاح والشرف، وفي كل يوم يرد عليه من المسلمين والمغلولين والمقيّدين مئون، فمن كان للقتل قتل، أو للعذاب عذّب، أو للضرب ضرب.

فمن ذلك: قتله لأخيه مسعود خان أمه كانت بنت السلطان علاء الدين الخلجي، وكان من أجل الناس، فاتّهمه بالقيام عليه، وسأله عن ذلك، فأقرّ خوفا من العذاب، فأنه من أنكر ما يدّعيه عليه يعذّب، فيرى الناس أن القتل أهون من العذاب، فضرب عنقه في وسط السوق، وبقي مطروحا

ص: 50

هنالك ثلاثة أيام، وكانت أم هذا المقتول قد رجمت في ذلك الموضع قبل ذلك بسنتين لاعترافها بالزنا.

ومن ذلك: أنه عين فرقة من العسكر تتوجّه لقتال الكفّار ببعض الجبال المتصلة بحوز "دهلي"، فخرج معظم العسكر بقائده، وتخلّف قوم منهم، فكتب القائد إليه يعلمه بذلك، فأمر أن يطاف بالمدينة، ويقبض على من وجد من أولئك المتخلّفين، ففعل ذلك، وقبض على ثلاثمائة وخمسين منهم، فأمر بقتلهم جميعا، فقتلوا.

ومن ذلك: أنه أراد أن يستخدم الشيخ شهاب الدين الجامي، الذى كان من كبار المشايخ، فشافهه بذلك في مجلسه العام، فامتنع الشيخ من الخدمة، فغضب عليه، وأمر بنتف لحيته، ونفاه إلى "دولت آباد"، فأقام بها سبعة أعوام، ثم بعث إليه، وأكرمه، وأذن له بالإقامة في الحضرة، ثم بعث إليه بعد مدة من الزمان، فامتنع من إتيانه، وقال: لا أخدم ظالما، فقيّده بأربعة قيود، وغلّ يديه، وأقام كذاك أربعة عشر يوما، لا يأكل ولا يشرب، ثم أمر أن يطعم الشيخ خمسة أسيار من العذرة، فمدّوه على ظهره، وفتحوا فمه بالكلبتين، وحلّوا العذرة بالماء، وسقواه ذلك، ثم ضرب عنقه.

ومن ذلك: أنه أمر فقيهين من أهل "السند" أن يمضيا مع أمير عينه إلى بعض البلاد، وقال لهما: سلمت أحوال البلاد والرعية لكما، ويكون هذا الأمير معكما، يتصرّف بما تأمرانه به، فقالا له: إنما نكون كالشاهدين عليه، ونبين له وجه الحقّ ليتبعه، فقال لهما: إنما قصدتما أن تأكلا أموالي، وتضيعاها، وتنسبا ذلك إلى هذا التركي الذي لا معرفة له، فقال: حاشا لله ما قصدنا هذا، فقال: إذهبوا بهما إلى النهاوندي، وكان الموكّل بالعذاب، وقال لزبانيته: أذيقوهما بعض شئ، فألقيا على أقفائهما، وجعل على صدر كلّ واحد منهما صفيحة حديد محماة، ثم قلعت بعد هنيهة، فذهب بلحم

ص: 51

صدورهما، ثم أخذ البول والرماد، فجعل على تلك الجراحات فأقرّا على أنفسهما أنهما لم يقصدا إلا ما قاله السلطان، واعترفا عند القاضي، فسجّل على العقد، وكتب فيه أن اعترافهما كان من غير إكراه وإجبار، فقتلا.

ومن أعظم ما نقم عليه: إجلاءه لأهل "دهلي" عنها، وسبب ذلك: أنهم كانوا يكتبون بطائق فيها شتمه وسبّه، ويكتبون عليها وحقّ رأس السلطان ما يقرؤها غيره، ويرمون بها في القصر ليلا، فإذا فضّها وجد فيها شتمه وسبّه، فعزم على تخريب "دهلي"، واشترى من أهلها جميعا دورهم ومنازلهم، ودفع لهم ثمنها، وأمرهم بالانتقال إلى "دولت آباد"، فأبوا ذلك، فنادى مناديه أن لا يبقى بها أحد بعد ثلاث، فانتقل معظمهم، واختفى بعضهم في الدور، فأمر بالبحث عمن بقي بها، فوجد عبيده بأزقّتها رجلين: أحدهما مقعد، والآخر أعمى، فأمر بالمقعد، فرمي بالمنجنيق، وأمر أن يجرّ الأعمى من "دهلي". إلى "دولت آباد" مسيرة أربعين يوما، فتمزّق في الطريق، وقضى نحبه، ولما فعل ذلك خرج أهلها جميعا، وتركوا أثقالهم وأمتعتهم، وبقيت المدينة خاوية على عروشها، ثم كتب إلى أهل البلاد أن ينتقلوا إلى "دهلي" ليعمروها، فخربت بلادهم، ولم تعمر "دهلي" لاتّساعها وضخامتها.

وذلك قليل من كثير من فتكاته، نقلتها من "كتاب الرحلة" للشيخ محمد بن بطوطة المغربي الرحَّالة، وهو قد دخل "الهند" في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، فأكرمه محمد شاه، وولاه القضاء بمدينة "دهلي".

ولابن بطوطة قصيدة في مدح السلطان، منها: قوله:

إليك أمير المؤمنين المبجّلا .... أتينا نجد السير نحوك في الفلا

فجئت محلا من علائك زائرا .... ومغناك كهف للزيارة آهلا

فلو أن فوق الشمس للمجد رتبة .... لكنت لأعلاها إماما مؤهّلا

فأنت الإمام الماجد الأوحد

الذي سجاياه حتما أن يقول ويفعلا

ولي حاجة من فيض جودك أرتجي .... قضاها وقصدي عند مجدك سهلا

ص: 52

أأذكرها أم قد كفاني حياءكم

فإن حياكم ذكره كان أجملا

فعجل لمن وافى محلك زائرا

قضا دينه إن الغريم تعجّلا

قال القاضى محمد بن على الشوكاني في "البدر الطالع": أنه كان جوادا، متواضعا، عالما بفقه الحنفية، مشاركا في الحكمة، ومن محبته للعلماء أنه أهدى له شخص أعجمي "الشفاء" لابن سينا بخطّ ياقوت الحموي في مجلّد واحد، فأجازه بمال عظيم، يقال: إن قدره مائتا ألف مثقال أو أكثر، وورد كتابه على الناصر صاحب "مصر" في مقلمة ذهب، زنتها ألفا مثقال مرصّعة بجوهر قوم بثلاثة آلاف دينار، وجهَّز إليه مرة مركبا، قد ملئ من التفاصيل الهندية الفاخرة الفائقة وأربعة عشر حقا، قد ملئت من فصوص ألماس وغير ذلك، فاتفق أن رسله اختلفوا، فقتل بعضهم بعضا، فنمى ذلك إلى صاحب "اليمن"، فقتل الباقين بمن قتلوا، واستولى على الهدية، فبلغ الناصر، فغضب، وكاتب صاحب "اليمن" في معنى ذلك، وجرت أمور يطول شرحها، وكان مع سعة مملكته عنّينا كوي على صلبه، وهو حدث لعلّة حصلت له، ويقال: إن عساكره بلغت ستّمائة ألف، وإنه كان له ألف وسبعمائة فيل.

وفي خدمته من الأطبّاء والحكماء والعلماء والندماء عدد كثير، لم يجتمع لغيره، وكان يخطب له على منابر بلاده سلطان العالم، إسكندر الزمان، خليفة الله فى أرضه. انتهى.

وله أبيات رقيقة رائقة بالفارسية: منها ما أنشأه في مرض موته:

بسيار درين جهان جميديم ..... بسيار نعيم وناز ديديم

أسبان بلند تر نشستيم .... تركان كران بها خريديم

كرديم بسي نشاط آخر .... جون قامت ماه نو خميديم

مات في الاثنتين وخمسين وسبعمائة.

* * *

ص: 53

‌باب من اسمه محمد بن جعفر

‌4352 - الشيخ الفاضل محمد بن جعفر بن إسحاق بن عمر بن حماد بن أبي حنيفة

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: حكى عنه النووي

(1)

، قال: كان أبو حنيفة طوالا، تعلوه سمرة، وكان لبّاسا، حسن الهيئة، كثير التعطر

(2)

، يعرف بريح الطيب إذا أقبل، وإذا خرج من منزله.

وقد تقدّم جدّ والده عمر بن حماد في بابه

(3)

.

* * *

‌4353 - الشيخ الفاضل محمد بن جعفر بن طرخان الإستراباذي، أبو عبيد الله

* *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1255.

ترجمته في الطبقات السنية، برقم 1931.

(1)

في بعض النسخ: "النورى" تحريف. والنقل عن تهذيب الأسماء واللغات، صفحة 218 من الجزء الثاني من القسم الثاني.

(2)

في بعض النسخ: "النظر"، والتصويب من: بعض النسخ والتهذيب.

(3)

ترجمته في الجواهر برقم 1049.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1256.=

ص: 54

جدّ محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن طرخان المذكور فيما تقدّم.

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكره أبو سعد الإدريسي في "تاريخه"، وقال: حدثنا عنه جماعة، وكان من فقهاء أهل الرأي، ثقة في الرواية.

حكي عنه أنه كان يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4354 - الشيخ الفاضل محمد بن جعفر بن طريف بن عامر ابن حنظلة البجلي

، أبو غالب، الكوفي *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال ابن ناصر

(1)

: كان زيديا صالحا، لا بأس به، وسماعه صحيح.

قدم "بغداد" غير مرة، وحدّث بها.

وكان فقيها، حنفى المذهب.

= ترجمته في تاريخ جرجان 497 (في الزيادات التي استدركه السهمي من تاريخ إستراباذ)، وكتائب أعلام الأخيار برقم 231.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1257.

ترجمته في المنتظم 9: 118، والطبقات السنية، برقم 1933.

وفي بعض النسخ والطبقات السنية، وردت كنيته:"أبو طالب".

(1)

في بعض النسخ: "أبو ناصر" خطأ.

ص: 55

روى عنه أبو القاسم السمرقندي، وعبد الوهَّاب الأنماطي.

مات بـ"بغداد" في يوم الثلاثاء العشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، ودفن بـ"مقبرة الشُّونِيزيَّة".

قال أبو سعد السمعاني: سألت عبد الوهّاب الأنماطي، عن أبي غالب، فقال: رجل فيه خير، وأثنى عليه.

ومولده سنة أربع عشرة أو خمس عشرة وأربعمائة

(1)

، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4355 - الشيخ الفاضل محمد بن جعفر أبو حاتم، الزاهد، الواعظ، النيسابوري

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: من مشاهير أصحاب أبى حنيفة.

كان يعقد مجلس الوعظ برأس سكة حرب.

حدّث عن أبي أحمد ابن عدي وطبقته.

وتوفي قديما.

ذكره عبد الغافر

(2)

، وقال: من مشايخ أصحاب أبى حنيفة، رحمهم الله تعالى.

* * *

(1)

من بعض النسخ.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1258.

ترجمته في الطبقات السنية، برقم 1934، نقلا عن الجواهر.

(2)

في بعض النسخ زيادة: "الفارسي".

ص: 56

‌4356 - الشيخ الفاضل محمد بن جعفر الأماسي، الرومي

*

بياني، صرفي.

من آثاره: "أنبوب البلاغة"، و"شرح المقصود" في التصريف فرغ منه سنة 1051 هـ.

كان حيا 1051 هـ.

* * *

‌4357 - الشيخ الفاضل محمد بن جمال الدين بن أحمد الملقّب حافظ الدين العجمي، القدسي

، القاضي، الأجلّ الفاضل الأديب * *

ذكره المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: كان من أفراد الزمان في الفضل، وكثرة الإحاطة باللغة والآداب.

قرأ ببلده، وحصل، وتفوّق، وسافر مرارًا إلى "الروم"، ولازم من شيخ الإسلام محمد بن سعد الدين، وولي القضاء في إقليم "مصر"، وتصرف بعدة مناصب إلى أن انفصل عن قضاء "المنصورة"، ثم صار مفتيًا بـ"القدس"، ومدرسًا بالمدرسة العثمانية بها، وقدم إليها، فلم يمتزج

* راجع: معجم المؤلفين 9: 151.

ترجمته في هدية العارفين 2: 280، كشف الظنون 1807، وإيضاح المكنون 1:129.

* * راجع: خلاصة الأثر 3: 397 - 399.

ص: 57

مع أهلها لطول غيبته عنهم، فترك المنصب، وورد إلى "الشام"، وأقام بها مدة في محلة القنوات، ثم بمحلة بني كريم الدين، وتزوج بابنة القاضي برهان الدين البهنسي المقدّم ذكره، وبعد مدة قليلة طلقها، وتنازع هو وأبوها، وطال بينهما النزاع، وكان عنده غلام جميل يدعى بخندان، لم ير نظيره في الخلق والخلق، وكان مملوكا مالكا، فوقع بينه وبينه منافرة، فهرب الغلام، وأعياه تطلبه، فتوجه إلى القاضي، وشكا إليه حاله، وكان له به علاقة قلبية، وأظهر ما كان يضمره من شغفه، فكثر عليه الاعتراض، وبعد أيام ظهر الغلام، وجاء إليه، فعطف عليه، وتغاضى عما أسلفه، ثم لم يقر له بـ"دمشق" قرار، فسافر إلى "الروم"، وأقام بها، ثم أعطي قضاء "طرابلس الشام"، وبعد ما عزل عنها ورد إلى "دمشق"، وأقام بها مدة، وكان ذلك في سنة أربع وأربعين وألف.

ثم سار إلى دار الخلافة، وولي القضاء بـ"بوسنه" و"صوفية"، وكان كثير الآثار، ورأيت له أشعارًا كثيرة، فمنها هذه القصيدة، مدح بها شيخ الإسلام يحيى ابن زكريا، ومطلعها:

كل له في طريق المجد أسباب

وكل حكم له أهل وأرباب

وأنت لي سبب ما فوقه سبب

إن عددت في طريق السعي أسباب

وأنت لي سند ما مثله سند

وأنت قطبي الذى والته أقطاب

لولاك ضاعت حقوق الناس قاطبة

وكان يغلب رب العلم حطاب

لولاك ما قفل البواب منهزما

كلا ولا فتحت للفضل أبواب

كسرت بالجبر أنياب النوائب إذ

أدمت فؤادي فلم ينبت لها ناب

لبيك لبيك يا لب اللباب ومن

منه استضاءت لحسن الرأى ألباب

سرادق الشعر في أبواب عزتها

لها على حيك المرفوع أطناب

جلبت من بحر فكري كل لؤلوة

ماكان من جلب المنظوم جلاب

هذا وكم جوهر لي فيك منتظم

في اللون والشكل للرائين غلاب

ص: 58

كل غدا موجزا في شكر سيده

إن المحب له في الشكر إطناب

ما كل من كان فوق النجم مسكنه

كمن له تحت وجه الأرض سرداب

جزاك مولاك خيرًا عن فقيرك إذ

في عالم الغيب ردت عنه أحزاب

هابوك لما رأوا بالقلب ميلك لي

والعبد عبد وكم للعبد أحباب

ما ثم يرفع شان العلم غيرك يا رفيع

مجد له في المجد أنساب

أيدعي العلم من في الباب يعرفه

طفل وكهل وجمال وتراب

فى ذلك البيت كل الكتب تعرفني

وخدمتى فيه تحرير ومحراب

من قاس بالشمس في أوج العلى رجلا

فذاك من فقه نور العين مرتاب

لو لم يكن يوم حشر الناس مقتربا

ما عارض الحافظ القدسي بواب

لوكان يعلم علما كان أظهره

حتى يقال له علم وآداب

المدعى لا ببرهان تكذبه

شواهد الحس والكذب كذاب

من نازل الحرب لا ينفك في يده

لأجل طاعته قوس ونشاب

والقوس عبدكم علم يحرره

وقوس ذي الجهد والنشاب وأخشاب

ما كل من نقل الأقوال يعرفها

كم معرب ماله في البحث إعراب

ما كل عين لها نور تنير ولا

كل الجفون لها كحل أهداب

الفضل كالشمس لا يخفى وصاحبه

كالبدر ليس له ستر وجلباب

إلى متى الدهر يبدى من متاعبه

ما آن أن ينقضي للدهر أتعاب

أما درى أن مولانا وسيدنا

لي فى مدائحه العلياء إسهاب

أنا الذي نلت آمالي بدولته

كم توالت على داعيه آراب

كل له سيدى عمر يؤب له

والعبد ما عاش للأبواب أواب

قد تبت عن غير باب الجواد أقصده

والحق من بعد كسب الذنب تواب

وله غير ذلك، وفِى هذا القدر من شعره غنى، وكانت وفاته في سنة خمس وخمسين وألف.

ص: 59

‌4358 - الشيخ الفاضل محمد بن جمعة المقار، القادري الشاذلي، الأشعري، الدمشقي

*

فاضل من آثاره: "الباشات والقضاة بدمشق زمن السلطان سليم خان".

* * *

باب من اسمه محمد بن الحارث

‌4359 - الشيخ الفاضل محمد بن الحارث بن شدّاد أبو بكر بن أبي الليث قاضي "مصر

" * *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكره ابن يونس في "الغرباء"، وقال الكندي: ولي القضاء بها من قبل أبي إسحاق المعتصم سنة ستّ وعشرين ومائتين، فجلس في المسجد الجامع.

* راجع: معجم المؤلفين 9: 160.

ترجمته في مجلة المجمع العلمي العربي 29: 123.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1259.

ترجمته في الولاة والقضاة 447 - 453، 455 - 457، وتاريخ بغداد 2: 292، 293، والطبقات السنية، برقم 1937.

وفي الطبقات السنية أنه يقال له: "الإيادي، الخوارزمي".

ص: 60

وكان فقيها بمذهب الكوفيين، وقصته معروفة، ومحنته وحبسه بـ"مصر".

ثم أخرج إلى "العراق" سنة إحدى وأربعين ومائتين.

قال على بن عمر بن خالد: لما

(1)

استخلف الواثق وردكتابه على محمد بن أبي الليث القاضي بامتحان الناس، وأمر بالكتابة على أبواب المساجد لا إله إلا الله ربّ القرآن، وخالقه، فامتحن الناس، وملئت السجون من الناس.

ثم بعد ذلك سجن القاضي، ثم قدم يزيد التركي باستخلاص الأموال، فأخرج القاضي من السجن، وأمره بالحكومة على بني عبد الحكم، فحكم عليهم، ثم حبس ابن أبي الليث وأولاده وأعوانه، وأخذ أموالهم، وذلك في سنة خمس وثلاثين ومائتين.

[ثم ورد كتاب المتوكّل بلعنه على المنبر، فلعنه على المنبر]

(2)

.

ثم ورد كتاب من المتوكل، يتضمّن حلق رأس القاضي ولحيته، وأن يضرب بالسياط، ويحمل على حمار، ففعل

(3)

ذلك في شهور سنة سبع وثلاثين ومائتين، وأقام محبوسا إلى ذي العقدة سنة [إحدى و]

(4)

أربعين ومائتين

(5)

، رحمة الله تعالى عليه رحمة واسعة.

* * *

(1)

سقط من بعض النسخ.

(2)

سقط من بعض النسخ.

(3)

في بعض النسخ: "يفعل".

(4)

سقط من بعض النسخ.

(5)

ذكر التميمي، عن رفع الإصر، أنه توفي سنة خمسين ومائتين، وكذلك في تاريخ بغداد.

ص: 61

‌4360 - الشيخ الفاضل محمد بن حافظ الدين بن محمد، المعروف بالسروري، المقدسي

، البصير من أولاد غانم الفاضل النبيه *

ذكره المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: كان محققًا بارعًا، حديد الذهن، قوى الإدراك، مشاركا في عدة فنون، وكان لطيف الطبع، حلو المكالمة، لا يمل الخاطر من تحفه ونوادره.

ولد ببيت المقدس، ونشأ في حجر والده، وأخذ عنه العلوم، وكذلك أخذ ببلده عن الشيخ منصور السطوحى المحلي المقرى حين إقامته بها، ورحل إلى "مصر" مرتين، وأخذ عن علمائها، منهم: الشيخ حسن الشرنبلالي، وأجازه بالإفتاء والتدريس، ومن مشايخه الشهاب أحمد، وأخوه الشمس محمد السوبريات، والنور الشبراملسى، والشيخ يس الحمصي.

وبرع، وتوجّه إلى "الروم" مرتين، فلقي من أعيان علمائها قبولا، وكان المفتي الأعظم يحيى بن عمر المنقاري يعظمه، ويجله.

وحكي أنه كان وهو بـ"الروم" تأتى إليه الجن وقت الاضطجاع، تأخذ عنه العلم، فأقلقوه، فذكر أمره للمولى أبي السعود الشعراني، فأمره أن يطلب منهم شيئًا من أمر الدنيا، فلما فعل ذلك انكفوا عنه، ولم يعودوا إليه، وولي بـ"القدس" مدرستين، وهما التنكزية والمأمونية، ورجع من المرة الثانية في سنة إحدى وثمانين وألف، ودخل "دمشق"، وأخذ عنه جماعة من أهلها، ثم رحل إلى "القدس"، وانقطع للتدريس، فدرس "الكنز" مرتين، و"الهداية" من أولها إلى البيوع، و"الدرر" بطرفيها، وقرأ متن "التلخيص"، وكان يقرأ في الحرم بين العشاءين "المغني"، ولم يتمه، وأقرأ متن "المنار"،

* راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 3: 399، 400.

ص: 62

وكتاب ابن الصلاح في المصطلح، و"مختصره" للنووي، وشرع في إقراء "البخاري"، فعاجلته المنية، وكان يحفظ كثيرًا من الأشعار والشواهد والأمثال، خصوصًا "ديوان المتنبي"، ويعرف ما أوخذ به المتنبي، ويجيب عن كثير.

وكان شيخ الإسلام خير الدين الرملي يعرف حقه، ويصفه بالفضل التام، ويقول ما في بيت المقدس أفضل منه، ودكر صاحبنا الفاضل إبراهيم الجينيني أنه قرأ عليه في أوائل "الهداية" مع ولد الشيخ خير الدين الشيخ محي الدين، وكان ييحث معه كثيرًا في الأبحاث الدقيقة من الفقه وغيره، وابتدأه المرض في رجب سنة تسع وثمانين وألف، فبقى مريضًا إلى ليلة الجمعة، رابع عشر شوال من السنة المذكورة، فمات إلى رحمة الله تعالى.

* * *

‌4361 - الشيخ الفاضل محمد بن حامد بن إسماعيل أبو عبد الله البَيّع الفقيه

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكره ابن النجّار، قال: سمع الكثير من شيوخنا، كأبي الفرج بن كليب، وذاكر بن كامل، وكتب بخطّه، وحصّل الأصول.

وكان رفيقنا، وكان يتفقّه على مذهب أبي حنيفة.

وتوفي سنة ثلاث وعشرين وستمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1260.

ترجمته في الطبقات السنية، برقم 1938.

ص: 63

‌4362 - الشيخ الفاضل محمد بن حامد بن الجرّاح المقدسي

، أبو عبد الله الصغاني، عرف بالمخلِّص *

من أهل "بلخ". ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ولد سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين وأربعمائة.

وقدم "بغداد" حاجا سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.

ومات سنة خمس وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4363 - الشيخ الفاضل محمد بن حامد بن علي أبو بكر البخاري

* *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع من الهيثم بن كليب الشاشي

(1)

.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1261.

ترجمته في الطبقات السنية، برقم 1939، نقلا عن الجواهر.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1262.

ترجمته في الطبقات السنية، برقم 1940، نقلا عن الجواهر.

(1)

في بعض النسخ: "السابتي" خطأ.

ص: 64

قال الحاكم في "تاريخ نيسابور": [إمام أصحاب أبي حنيفة ببلدة

(1)

"بخارى"، وأعلمهم في النظر

(2)

والجدل وأزهدهم في الدنيا، وألزمهم

(3)

بشمائل

(4)

أئمتهم في العزلة والورع وتجنّب

(5)

السلطان.

قدم "نيسابور"]

(6)

حاجا سنة ستين وثلاثمائة.

ومات سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة بـ"بخارى"، وأغلقت الحوانيت له

(7)

ثلاثة أيام.

* * *

‌4364 - الشيخ الفاضل محمد بن حامد بن محمود بن معقل القطّان النيسابوري الشاماتي

والد أحمد تقدّم

(8)

، ووالده حامد تقدم

(9)

من أقران أبي بكر محمد بن الفضل *

(1)

في بعض النسخ: "يملك".

(2)

في بعض النسخ: "المناظرة".

(3)

في بعض النسخ، والطبقات السنية:"وأكرمهم".

(4)

في بعض النسخ: "بشمائل".

(5)

في بعض النسخ: "ويجتنب"، والمثبت في بعض النسخ، والطبقات السنية.

(6)

سقط من بعض النسخ.

(7)

من بعض النسخ. ومكانها في الطبقات السنية: "لأجله".

(8)

ترجمته في الجواهر برقم 194.

(9)

ترجمته في الجواهر برقم 417.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1263.

ص: 65

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كان يقول: إذا اقتدى الأميّ بالقارئ، فسمع منه آية في الصلاة فتعلم

(1)

، تفسد صلاته.

قال الحاكم: توفي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

باب من اسمه محمد بن حسام الدين

‌4365 - الشيخ الفاضل محمد بن حسام الدين الخراساني، القهستاني

، (شمس الدين) *

فقيه، أفتى بـ"بخارى".

= ترجمته في الأنساب 7: 263، 264، وكتائب أعلام الأخيار، برقم 200، والطبقات السنية، برقم 1941.

وكنيته: "أبو العباس".

وفي بعض النسخ: "الساماتي". وفي بعضها: "الساماني".

(1)

في الطبقات السنية: "فتعلمها".

* راجع: معجم المؤلفين 9: 179.

ترجمته في كشف الظنون 1802، وهدية العارفين 2: 244، والإعلام 7: 233، وإيضاح المكنون 2:544.

ص: 66

من تصانيفه: "جامع الرموز" في شرح النقاية، و"جامع المباني في شرح فقه الكيداني"، و"شرح مقدمة الصلاة"، كلها في فروع الفقه الحنفي.

توفي سنة 962 هـ.

* * *

‌4366 - الشيخ الفاضل محمد بن حسام الدين الرومي

، (حسام زاده) *

فقيه، مفسر.

توفي معزولا عن قضاء "مكة" سنة 1080 هـ.

من آثاره: "تفسير القرآن" إلى سورة المائدة.

* * *

‌4367 - الشيخ الفاضل محمد بن حسام الدين الشهير بقره جلبي (محي الدين)

* *

فقيه. من آثاره: "سفينة الدرر" في فروع الفقه الحنفي.

توفي سنة 965 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 9: 179.

ترجمته في هدية العارفين 2: 294.

* * راجع: معجم المؤلفين 9: 179.

ترجمته في كشف الظنون 1199، 1999.

ص: 67

‌4368 - الشيخ الفاضل المولى محي الدّين مُحَمَّد بن حسام الدّين

*

ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى أبوه حسام الدّين من أبناء "الرّوم"، وَكَانَ من موَالِي الْوَزير.

مُحَمَّد باشا من أَبنَاء "الرّوم" أيضا، قتل السُّلْطَان محمد خان ذَلِك الْوَزير لأمر اقْتضى قَتله، وقرأ الْمولى حسام الدين على عُلَماء عصره، حَتَّى صار قَاضِيا بعدة من الْبِلَاد، وَخلف وَلَده محي الدّين الْمذْكُور، وَقَرَأَ على عُلَمَاء عصره، مِنْهُم: الْمولى الْوَالِد، وَالْمولى حسام الدّين، وَالْمولى ابْن كَمَال باشا.

ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة عِيسَى بك بِمَدِينَة "بروسه"، ثمَّ صَار مدرسا بِالْمَدْرَسَةِ الواحدية، ثمَّ صَار مدرسا ببلدة "تيره"، ثمَّ صَار مدرسا بحسينية "أماسيه"، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة جورلي، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة مناستر بِمَدِينَة "بروسه".

ثمَّ صَار مدرسا بسلطانية "مغنيسا"، ثمَّ صَار مدرسا بإحدى الْمدَارِس الثمان، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة السُّلْطَان بايزيدخان بـ"أدرنه"، ثمَّ صَار قَاضِيا بِـ"دِمَشْق الشَّام"، ثمَّ صَار قَاضِيا بـ"بروسه"، ثمَّ عزل عَن ذَلِك، وَصَارَ مدرسا بمدرسة مرادخان فِيهَا، وَعين لَهُ كل يَوْم ثَمَانُون درهما، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة أيا صوفية.

ثمَّ صَار مدرسا ثَانِيًا بإحدى الْمدَارِس الثمان، ثمَّ أعيد إلى قَضَاء "بروسه"، ثمَّ صَار قاضِيا بـ"أدرنه"، ثمَّ صَار قَاضِيا بـ"قسطنطينية".

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 297.

ص: 68

وَتُوفِّي وَهُوَ قَاض بها في سنة خمس وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة، كَانَ رحمه الله عَالما، فَاضلا، وَكَانَ لَهُ اطلَاع على علم الْكَلَام، ومهارة في علم الْفِقْه، وَكَانَت لَهُ ممارسة فِي النّظم، واطلاع على علم التواريخ والمحاضرات. روّح الله تَعَالَى روحه، وَنوّر ضريحه.

* * *

‌باب من اسمه محمد بن الحسن

‌4369 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن قاضى القضاة جلال الدين ولد قاضي القضاة حسام الدين

، تقدّم

(1)

*

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 427، واسمه الحسن، كما جاء في بعض النسخ.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1264.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1943، نقلا عن الجواهر.

قال التميمى بعد نقل الترجمة: "كذا في الجواهر، وهو خطأ، فإن جلال الدين المذكور، المتوفى في هذا التاريخ، اسمه أحمد، وقد ذكره هو في الأحمدين، وبسط ترجمته بأكثر مما هنا، فليراجع، وكان الأولى حذفه من هذا المحل بالكلية، ولكن ذكرته للتنبيه عليه".

وهذا حق، وقد تقدمت ترجمته برقم 93. وانظر في ترجمته كذلك: من ذيول العبر (ذيل الحسينى) 244، ورفع الإصر 1: 186، والدارس 1: 517، وقضاة دمشق 191.

ص: 69

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال تولّى قاضي

(1)

القضاة بـ"دمشق"، وأفتى، ودرّس.

ومات بـ"دمشق" سنة خمس وأربعين وسبعمائة ضريرا معزولا.

* * *

‌4370 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن أحمد بن على بن محمد الدامغاني أبو الفضل

بن أبي محمد ابن أبي الحسين ابن قاضي القضاة أبى الحسن ابن قاضى القضاة أبى عبد الله *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال ابن النجّار: من أهل بيت القضاء، والتقدّم، والفضل، والعلم.

شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد في ثاني عشر شوّال سنة خمس وسبعين وخمسمائة، فقبل شهادته.

وتولى النظر في ترب الخلفاء بالرصافة.

وتوفي شابا في شوال سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.

ودفن عند أبيه، رحمهما الله تعالى.

* * *

(1)

في بعض النسخ: "قضاء"، والمثبت في بعض النسخ، وهو يعني: تولى منصب قاضى. . .

* راجع: الجواهر المضية برقم 1265.

ص: 70

‌4371 - الشيخ الفاضل محمد بن حسن بن أحمد الكواكبي الحلبي

*

فقيه، أصولي.

ولد بـ"حلب" سنة 1018، وأفتى بها، وتوفي بها في 3 ذى القعدة سنة 1096 هـ.

من تصانيفه: "حاشية على تفسير البيضاوي"، و"حاشية على شرح المواقف" للسيد، و"الفوائد السمية في شرح الفرائد السنية"، كلاهما له في فروع الفقه الحنفى، و"نظم المنار في الأصول" و"شرحه"، و"تفصيل القواعد في شرح المنظومة النسفية"، وله نظم ونثر.

* * *

‌4372 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن أحمد أبو المظفر النجاكثي

، المعروف بفقيه "العراق" من أهل "نجاكث" * *

* راجع: معجم المؤلفين 9: 182.

ترجمته في خلاصة الأثر 3: 437 - 439، وهدية العارفين 2: 299، وأعلام النبلاء 6: 380 - 387، وفهرست الخديوية 2: 14، 236، 3: 98، وفهرس التيمورية 3: 260، فهرس الأزهرية 2: 233، وإيضاح المكنون 1: 61، 142، 311، 2: 583، والأعلام 6:321.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1266.=

ص: 71

بينها وبين "بناكت"

(1)

فرسخان، من أعمال "الشاش".

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سكن "بلخ" فقيه سديد

(2)

السيرة.

سمع من القاضى أبي على الحسين بن على المحمودي.

قال السمعاني: [كتبت عنه وتوفي]

(3)

سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، هكذا ذكره في "مشيخته".

* * *

‌4373 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن الحسين بن كردي، أبو السعادات

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: شهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني في يوم الخميس

(4)

من رجب سنة

= ترجمته في التحبير 2: 105، ومعجم البلدان 4: 743، والطبقات السنية برقم 1945.

(1)

هكذا ضبطها ياقوت، في معجم البلدان 1: 740، وقال: مدينة بما وراء النهر.

(2)

في بعض النسخ: "شديد" تصحيف.

(3)

في التحبير: "كتبت عنه أحاديث يسيرة ببلخ، وتوفي بها".

* راجع: الجواهر المضية برتجم 1268.

ترجمته في المنتظم 9: 252، والطبقات السنية، برقم 1948.

(4)

كذلك أيضا بالطبقات السنية.

ص: 72

اثنتين وسبعين وأربعمائة، فقبل شهادته، وهو أول شاهد شهد في الأيام المقتدية.

(1)

ثم ولى القضاء بـ"بَعْقُوبَا

(2)

"، وكان قد قرأ الفقه على أبي عبد الله الدامغاني، وسمع الحديث من أبي محمد عبد الله بن محمد بن عمر الصريفيني

(3)

. وحدّث باليسير.

روى عنه أبو المعمَّر المبارك بن أحمد الأنصاري وغيره.

وكان عفيفا، نزها، كثير الصدقة، دائم المعروف، مشهودا له بالخير.

ذكر أنه كان إذا استعدت امرأة أو ضعيف على خصم أحضره، وأعطى المحضر الأجرة من عنده وما كتب كاتب على بابه كتابا بأجرة.

قال ابن النجّار: أنبأنا أبو الحسن الحاكم عن أبي عبد الله الحسين بن محمد، ونقلته من خطّه، قال: مات القاضي أبو السعادات بن كردي في [يوم السبت]

(4)

مستهلّ رمضان سنة ثمان عشرة وخمسمائة.

وكان عفيفا ثقة، وذكر أبو بكر بن كامل أنه دفن بـ"باب حرب"، ويقال: إنه بلغ ثمانين سنة، رحمه الله تعالى.

* * *

(1)

في بعض النسخ: "المقتدرية". خطأ، وكانت بيعة المقتدى بأمر الله محمد بن عبد الله الخليفة العباسي سنة سبع وستين وأربعمائة.

انظر المنتظم 8: 289.

(2)

بعقوبا: قرية كبيرة كالمدينة، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ، من أعمال طريق خراسان. معجم البلدان 1:672.

(3)

في بعض النسخ: "الصيرفي" خطأ. والصواب في المنتظم والطبقات السنية، وانظر ترجمته في اللباب 2:54.

(4)

في المنتظم: "في ليلة السبت".

ص: 73

‌4374 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن الحسين بن محمد ابن إسحاق ابن منصور

بن عبد الملك بن منصور بن نوح بن منصور أبو الحسن المنصوري من أهل "سمرقند" *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: وكان متولّي الخطابة بها.

قرأ القرآن على أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد السمرقندي، وغيره. وتفقّه على مذهب أبي حنيفة رضى الله عنه على أبي على الحسن بن عطاء السعدي

(1)

، وعلى أبي حفص عمر بن محمد بن إسماعيل السَّفسقِي

(2)

، وتقدّما

(3)

.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1269.

ترجمته في ذيل تاريخ بغداد، لابن الدبيثي 1: 208 - 209، والتكملة لوفيات النقلة 1: 8081، والمختصر المحتاج إليه 1: 34، والطبقات السنية، برقم 1949.

(1)

في بعض النسخ "السغدي"، وفي بعض النسخ ومصادر الترجمة:"السعدي"، ولعل ما في بعض النسخ هو الصواب، فإن السغد ناحية فيها قرى كثيرة، بين بخارى وسمرقند، وقصبتها سمرقند. معجم البلدان 3:94.

(2)

كذا في بعض النسخ، ورسم الكلمة في بعض النسخ:"السعفى دون نقط، وفي بعض النسخ: "السقسقي". وفي ذيل تاريخ بغداد "السقسيني" بكسر السين والقاف، قال محققه: هكذا مقيد في النسخة الأم ومضبوط بالقلم.

(3)

ترجمة الأول في الجواهر برقم 460، والثاني برقم 1065.

ص: 74

وسمع الحديث من القاضي أبي المحامد محمود بن مسعود السُّغْدي

(1)

، وأبي الحسن على

(2)

الخرّاط في خلق.

قدم "بغداد"، طالبا للحج، وله ثمان وتسعون سنة فى شوّال سنة ست وسبعين وخمسمائة. وأملى بها الحديث، روى عنه من أهلها أبو الحسن القطيعي في آخرين.

قال ابن النجّار: قرأت بخطّ الوزير أبي الفضل السمرقندى المنصورى أنه ولد بـ"بسمرقند" صبيحة الجمعة الثالث عشر من صفر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، رزقنا الله ما رزقه بجاه محمد صلى الله عليه وسلم وآله، وقضى له الحج، وهو ابن ثمان وتسعين سنة.

ومات سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4375 - الشيخ العالم الكبير محمد بن الحسن بن الطاهر، العباسي، الجونبوري، من كبار المشايخ

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسنى فى "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ"جونبور"، واشتغل بالعلم على من بها من العلماء، ثم سافر إلى "دهلي".

(1)

في بعض النسخ: "السعدي"، والمثبت في ذيل تاريخ بغداد، والتكملة، وتكلم المنذرى في آخر الترجمة عن "سغد".

(2)

أي ابن عثمان، كما جاء في التكملة 1: 81، وفي ذيل تاريخ بغداد 1: 209: "بن عمر"، وهو خطأ. انظر الأنساب 5:74.

* راجع: نزهة الخواطر 4: 259، 260.

ص: 75

وأخذ عن الشيخ إبراهيم بن المعين الحسيني الإيرجي، ولازمه مدّة.

ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ وزار.

وأخذ الطريقة الجيلية عن أحد مشايخ "اليمن"، وسكن بـ"طابة الطيّبة"، ولما وفد عليه الشيخ عبد الوهّاب الحسيني البخاري حرضه على رجوعه إلى "الهند"، فجاء معه، وسكن بـ"دهلي".

وكان شيخا جليلا، كبير الشأن، رفيع القدر، شديد التعبّد والتألّه، كثير الدرس والإفادة.

أخذ عنه الشيخ عبد الرزاق الجهنجهانوي، والشيخ عبد الملك بن عبد الغفور الباني بتي، وخلق كثير من العلماء والمشايخ، له "ديوان شعر".

توفي لثلاث بقين من رجب سنة أربع وتسعمائة.

* * *

‌4376 - الشيخ الفاضل محمد بن حسن بن عبد العال الديري ثم القاهري

*

فقيه.

أفتى بـ"القاهرة".

من آثاره: "الاتضاع في حسن العشرة والطباع".

مات سنة 914 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 9: 196.

ترجمته في كشف الظنون 7، البغدادي: هدية العارفين 2: 225.

ص: 76

4377 -

نادرة الزمان، نابغة العصر، بحر العلوم، حافظ الحديث، فقيه العالم، ذكي من الأذكياء، الإمام المجتهد، أبو عبد الله، محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني *

* ترجمته في الطبقات الكبرى، لابن سعد، الجزء السابع، القسم الثاني، صفحة 78، والمعارف لابن قتيبة 500، والجرح والتعديل، الجزء الثالث، القسم الثاني، صفحة 227، والفهرست 287، 288، وأخبار أبى حنيفة وأصحابه، للصيمرى 120 - 130، والانتقاء، لابن عبد البر 174، 175، وتاريخ بغداد 2: 172 - 182، وطبقات الفقهاء، للشيرازى 135، 136، والأنساب 7: 433 - 436، والكامل 6: 184، واللباب 2: 36، وتهذيب الأسماء واللغات، الجزء الأول من القسم الأول، صفحة 80 - 82، ووفيات الأعيان 4: 184، 185، وميزان الاعتدال 3: 513، والعبر 1: 302، ودول الإسلام 1: 120، ومرآة الجنان 1: 422 - 424، والوافي بالوفيات 2: 332 - 335، والمختصر، لأبي الفدا 2: 18، وتاريخ ابن الوردي 1: 209، والبداية والنهاية 10: 202، 302، ومناقب الإمام الأعظم، للكردرى 2: 146 - 167، ولسان الميزان 5: 121، 122، وتاج التراجم 54، والنجوم الزاهرة 1: 130، 131، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده، صفحة 16، 17، ومفتاح السعادة 2: 241 - 246، وكتائب أعلام الأخيار، برقم 84، والطبقات السنية، برقم 1951، كشف الظنون 1: 15، 107، 561، 567، 2: 962، 1014، 1384، 1395، 1415، 1424، 1430، 1444، 1452، 1581، 1669، 1830، 1908، 1979، 1980، وشذرات الذهب 1: 321، والفوائد البهية 163، وإيضاح المكنون 1: 115، وهدية العارفين 2:8. =

ص: 77

أصله من "الشام"، وقدم أبوه إلى "العراق"، فولد بـ"واسط"، ونشأ بـ"الكوفة".

قلت: قد ألفتُ قبل سنين رسالة وجيزة حول حياته المباركة ومآثره الخالده، وأذكرها في هذا الموضع بحروفها، ونصها فيما يتلو:

هو (محمد بن الحسن الشيباني) ابن خالة الفراء النحوي اللغوى. وأصله من قرية على باب "دمشق" في وسط "الغوطة"، اسمها "حرستى". وفي "المعجم": هى قرية كبيرة عامرة في وسط بساتين "دمشق"، على طريق "حمص"، بينها وبين "دمشق" أكثر من فرسخ، قدم أبوه من "الشام" إلى "العراق"، وأقام بـ"واسط"، فولد له بها محمد، ونشأ هو بـ"الكوفة"

(1)

.

وقال في "التعليق الممجد على موطأ محمد": أما محمد فهو أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني نسبة ولاء إلى شيبان، بفتح الشين قبيلة معروفة، الكوفي، صاحب الإمام أبي حنيفة. أصله من "دمشق" من أهل قرية، يقال لها "حرستى".

وفي "وفيات الأعيان" لابن خلكان "حرستى" بفتح الحاء المهملة، وسكون الراء المهملة، وفتح السين المهملة، فبفتح التاء المثناة من فوقها، وبعدها ألف مقصورة، قرية على باب "دمشق" في وسط "الغوطة". قدم أبوه "العراق"، فولد له محمد بواسط، ونشأ بـ"الكوفة". وطلب الحديث، وحضر مجلس أبي حنيفة

(2)

.

قلت: إنه شيباني نسبا، لا ولاء. هكذا ذكره الأستاذ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمى البغدادي الشافعي رحمه الله تعالى في "كتاب

= وانظر للشيخ محمد زاهد الكوثرى: "بلوغ الأماني في سيرة الإمام محمد بن الحسن الشيباني".

(1)

راجع: مقدمة عمدة الرعاية ص 45.

(2)

انظر: مقدمة الهداية للإمام اللكنوي ص 14.

ص: 78

التحصيل" في أصول الفقه، وأقرّه الإمام السيوطي في "جزيل المواهب في اختلاف المذاهب". وأكثر العلماء على أنه شيباني ولاء لا نسبا، والله أعلم

(1)

.

كنيته: أبو عبد الله. ذكرها غير واحد من الذين عرفوا للإمام محمد رحمه الله تعالى، وأقدم كتاب رأيتها فيه "كتاب الحجج على أهل المدينة" للإمام محمد بن الحسن نفسه. فقد جاءت فيه ص 311 من باب الحرة والأمة، وجاء في "فتح القدير على الهداية" للكمال ابن الهمام فى كتاب الشهادات 6: 17 التصريح بأن للإمام محمد ابنا، وأنه من المشتغلين بالفقه. وكذلك جاء في "كشف الظنون" لحاجي خليفة عند الكلام على "كتاب الزيادات" ذكر ابن للإمام محمد، وإنه كتب عن أبي يوسف بعض أماليه. فلعل هذا الابن كان يسمى عبد الله، فكني به أبوه الإمام محمد بن الحسن رضي الله تعالى عنه. ولكنى لم أر نصا في ذلك، فالله أعلم بالصواب.

مولده وسنة ولادته:

وقال محمد بن سعد كاتب الواقدى: كان أصل محمد من "الجزيرة"، وكان أبوه من جند "الشام"، فقدم "واسطا"، فولد بها محمد سنة ثنتين وثلاثين ومائة، ونشأ بـ"الكوفة"، وطلب الحديث

(2)

.

وقال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى في مقدمته على "الهداية": مولده سنة خمس وثلاثين. وقيل: إحدى وثلاثين. وقيل: اثنتين وثلاثين ومائة.

قلت: الصحيح في ميلاده سنة ثنتين وثلاثين ومائة، وعليه أطبقت كلمات من أرخه من المتقدمين

(3)

.

(1)

راجع: وفيات الأعيان، والمناقب للموفق 2: 146، والتعليق الممجد على موطأ محمد ص 28.

(2)

انظر: التعليق الممجد ص 29.

(3)

راجع: مقدمة الهداية ص 14.

ص: 79

كان من أحسن الناس:

كان محمد بن الحسن رحمه الله تعالى جميل الخلق، والخلق للغاية، سمينا، خفيف الروح، ممتلئا صحة وقوة.

قال وكيع: كنا نكره أن نمشي معه في طلب الحديث، لأنه كان غلاما جميلا.

وعن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى قال: لقيته أول ما لقيته، وهو قاعد في الحجرة، وقد اجتمع عليه الناس، فنظرت إلى وجهه، وكان من أحسن الناس وجها، فإذا جبينه كأنه عاج، ثم نظرت إلى لباسه، وكان من أحسن الناس لباسا، وسألته عن مسئلة فيها خلاف، وإني أطمع أن يلحقه ضعف، أو يلحن في كلامه، فمر كالسهم، فقوى مذهبه، ولم يلحن في كلامه

(1)

.

وذكر شمس الأئمة المكي عن الربيع عن الإمام الشافعى رحمه الله تعالى أنه قال: ما رأت عيناي مثل محمد بن الحسن، ولم تلد النساء في زمانه مثله

(2)

.

وذكر السمعاني أن أباه قدم به إلى الإمام، فقال الإمام لوالده احلق رأسه، وألبسه الخلقان، ففعل أبوه امتثالا، فزاد عند الحلق حسنا وجمالا. وفيه يقول أبو نواس:

حلقوا رأسه ليكسوه قبحا

غيرة منهم عليه وشحا

كان فى وجهه صباح وليل

نزعوا ليله وابقوه صبحا

مبدأ أمره واتصاله بأبى حنيفة:

ولما بلغت سنّ محمد بن الحسن الشيباني أربع عشرة سنة حضر مجلس أبي حنيفة، ليسأله عن مسئلة نزلت به، فسأله قائلا: ما تقول فى غلام احتلم

(1)

راجع: المناقب للموفق 2: 147، 148.

(2)

راجع: المناقب للموفق 2: 149.

ص: 80

بالليل بعد ما صلى العشاء: أيعيد الصلاة؟ قال: نعم. فقام، وأخذ نعله، وأعاد العشاء فى زاوية المسجد، وهو أول ما تعلم من أبي حنيفة. فلما رآه يعيد الصلاة، أعجبه ذلك.

وقال: إن هذا الصبى يفلح إن شاء الله تعالى، وكان كما قال، ثم ألقى الله سبحانه فى قلبه حبّ التفقّه في دين الله بعد أن رأى جلال مجلس الفقه، فعاد إلى المجلس يريد التفقه. فقال له أبو حنيفة: استظهر القرآن أولا، لأن المتفقه على طريقة أبي حنيفة في حاجة شديدة إلى ذلك، لأنه ما دام الاحتجاج بالقرآن ميسورا، لا يعدل عنه إلى حجة سواه، وله المنزلة الأولى في الحجّة عنده، حتى إن عموماته قطيعة، فيما لم يلحقه تخصيص. فغاب سبعة أيام، ثم جاء مع والده، وقال حفظته. وسأل أبا حنيفة عن مسئلة، فقال له أبو حنيفة: أخذت هذه المسئلة من غيرك، أم أنشأتها من نفسك؟ فقال: من عندى. فقال أبو حنيفة: سألت سوال الرجال، أدم الاختلاف إلينا وإلى الحلقة.

ومن ذلك الحين أقبل محمد بن الحسن إلى العلم بكليته، يلازم حلقة أبي حنيفة، ويكتب أجوبة المسائل في مجلسه، ويدوّنها بعد أن لازمه أربع سنين، على هذا الوجه مات أبو حنيفة رضي الله عنه. ثم أتم الفقه على طريقة أبي حنيفة عند أبي يوسف. هذا ما يتعلق بفقه أبي حنيفة.

إمامته في اللغة وبراعته فيها:

وفي "الأنساب" للسمعاني: وروي عن أحمد بن حنبل، قال: إذا كان في المسئلة قول ثلاثة لم تسع مخالفتهم، فقلت: من هم؟ قال: أبو حنيفة، وأبو يوسف، ومحمد بن الحسن، فأبو حنيفة أبصر الناس بالقياس، وأبو يوسف أبصر الناس بالآثار، ومحمد أبصر الناس بالعربية.

وقال القاضى أبو القاسم بن أبى العوام: سمعت أحمد بن محمد بن سلمة، وهو الطحاوي، يقول: سمعت محمد بن شاذان، يقول سمعت

ص: 81

الأخفش النحوي، يقول: ما وضع شيء بشيء قط، فوافق ذلك الشئ، إلا كتاب محمد بن الحسن، فإنه وافق كلام الناس. انتهى. يريد أنه موافق للعربية تمام الموافقة.

وقد قال الإمام المجتهد أبو بكر الرازي في شرحه على "الجامع الصغير" للإمام محمد: كنت أقرأ بعض مسائل من "الجامع الكبير" -تصنيف الإمام محمد- على بعض المبرزين فى النحو، (يعنى أبا علي الفارسى)، فكان يتعجب من تغلغل واضع هذا الكتاب فى النحو.

وذكر الكردري فى "مناقب أبى حنيفة"، وابن العماد فى "شذرات الذهب" -واللفظ للكردري- عن الإمام الشافعي رضي الله عنه، قال: لقيته أول ما لقيته، وهو قاعد في الحجرة، وقد اجتمع عليه الناس، فنظرت إلى وجهه، وكان من أحسن الناس وجها، فإذا جبينه كأنه عاج، ثم نظرت إلى لباسه، وكان من أحسن الناس لباسا، وسألته عن مسئلة فيها خلاف، وإنى أطمع أن يلحقه ضَعْفٌ، أو يلحن فى كلامه، فمر كالسهم، فقوى مذهبه، ولم يلحن فى كلامه.

وقال الإمام الشافعى: لو أشاء أن أقول: نزل القرآن بلغة محمد بن الحسن لقلته لفصاحته. وقد جاء في "توالي التأنيس بمعالي بن إدريس"، قال الآبرى: أخبرنا أبو نعيم الإسترآبادي، سمعت ربيع بن سليمان مرارا يقول: لو رأيت الشافعى وحسن بيانه وفصاحته لعجبت منه، ولو أنه ألف هذه الكتب على عربيته التى كان يتكلم بها معنا فى المناظرة -يعني في تقرير المسائل الفقهية ومناقشتها- لم يقدر على قراءة كتبه، لفصاحته وغرائب ألفاظه، غير أنه كان في تأليفٍ يجتهد في أن يوضح للعوام. انتهى.

فإذا كان هذا الإمام العربي القرشي المبين هذا موقعه من الفصاحة والبيان عند تلامذته، فكيف تكون شهادته لشيخه الإمام محمد بن الحسن،

ص: 82

الذي قال فيه: لو أشاء أن أقول: نزل القرآن بلغة محمد بن الحسن لقلته لفصاحته، فهو إذا أفصح من الشافعي، حتى بهر الشافعى بفصاحته وبيانه رضي الله عنهم جميعا، ومن هذا تدرك كيف قَرَّرَ العلماءُ أن كلام الإمام محمد بن الحسن وكلام الإمام الشافعي يحتج بهما في اللغة، وذلك لارتقائهما ذروةَ الفصاحة والبلاغة.

فقد ذكر غير واحدٍ من العلماء أن كلام الإمام محمد حجةً في اللغة.

ومن هؤلاء قاضي خان في "شرح زيادات الجامع الصغير" المخطوط المحفوظ في مكتبة الأحمدية بـ"حلب". في أول (باب الوصية لذوي الأرحام وأهل البيت والأمهات والأختان والجيران)، حيث قال: بني الباب على أصول. أحدها: أن حقائق الأسماء تعرف من أهل اللغة، وقول محمد فيه حجة، لأنه كان إماما في اللغة، أخذ الأصمعي بقوله في أبيات اللغة، -كذا في المخطوطة- في كثير من المواضع.

ثم قال قاضي خان في أول الفصل الرابع من الباب المذكور:

هكذا قال محمد رحمه الله تعالى، وقوله حجة في اللغة. انتهى.

وقال العلامة أمير كاتب الإتقاني: وقول محمد حجة في اللغة، استشهد بقوله أبو عبيد في "غريب الحديث". انتهى. نقله في "رد المحتار" باب الوصية للأقارب وغيرهم.

وقال ملك العلماء علاء الدين الكاساني في "بدائع الصنائع": محمد إمام في اللغة أيضا، واجب التقليد فيها، كأبي عبيد، والأصمعي، والخليل، والكسائى، والفراء، وغيرهم. وقد قلّده أبو عبيد مع جلالة قدره، واحتج بقوله، وكذا أبو العباس المبرد. وكان ثعلب يقول: محمد عندنا من أقران سيبويه، وكان قوله حجة في اللغة. انتهى. نقله في "رد المحتار" أيضا في كتاب الزكاة قبل باب زكاة الأموال بصفحات.

ص: 83

وقد صرّح الشيخ الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى أيضا في مواضع من تآليفه، بكون الإمام محمد حجة في اللغة، كما ذكره الشيخ الكوثري في "بلوغ الأماني".

أثره في الفقه الإسلامي:

وإلى جانب ما تقدم من إمامة محمد بن الحسن رحمه الله تعالى، وجلالة قدره في العلوم الدينية، فقد خصه الله تعالى من بين علماء عصره بميزة كبرى وموهبة فائقة، وهي أن وفقه الله تعالى لتدوين الفقه الإسلامي، وتبويبه على منهج فريد، مبتكر، اختطه شيخه الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى، فدوّن دواوين في الفقه، وألّف مؤلّفاته المعروفة، التي سارت بها الركبان. وقد امتازت -على سبقتها- برصانة في التعبير، ووضوح في البيان، وإحكام في التأصيل، ودقة في التفريع، مع التدليل على مسائل، ربما تعزب أدلتها عن علم كثير من الفقهاء، من أهل طبقته، فضلا عن من بعدهم، على توسعها في توليد المسائل في الأبواب، بحيث ينبئ عن تغلغل مؤلفها في أسرار العربية، ويدها البيضاء في اكتشاف أسرار التشريع، مع إجادة بيان الفروق في المسائل المتشابهة، ظاهرا والمختلفة باطنا، وحسن مقارنة بين آراء الأئمة الفقهية، على ذوي الأدلة الشرعية، في كتبه الثلاثة:"الآثار"، و"الموطأ": و"الحجة".

فصارت تآليف الإمام محمد بهذه المزايا الرفيعة خير وسيلة لتوسيع دائرة الفقه التقديرى، وتنمية أصول الفقه وقواعده وإنتاج علم الفروق الفقهية، الذي له مقام أسنى في علوم الفقه، وتمهيدا جيّدا للفقه المقارن.

والإمام محمد من الطبقة الأولى من طبقات أصحابنا الحنفية:

وهذا أمر لا بد للعالم المفتي من الاطلاع عليه، لينزل الناس منازلهم، ولا يقدم أدناهم على أعلاهم. قال الإمام اللكنوي: قد بسطت الكلام فيه في

ص: 84

رسالتنا "النافع الكبير لمن يطالع الجامع الصغير"، وفي "الفوائد البهية"، و"تعليقاتها السنية". ونذكر ههنا قدرا ضروريا مع زيادات مفيدة، فاعلم أنه ذكر الكفوي في "طبقات الحنفية" أن الفقهاء يعني من المشايخ المقلدين على خمس طبقات.

الأولى: طبقة المتقدمين من أصحابنا، كتلاميذ أبي حنيفة، نحو أبي يوسف، ومحمد، وزفر، وغيرهم. فإنهم مجتهدون في المذهب، ويستخرجون الأحكام عن الأدلة الأربعة على حسب القواعد، التى قررها أستاذهم أبو حنيفة، فإنهم وإن خالفوه في بعض أحكام الفروع، لكنهم يقلدونه في قواعد الأصول، بخلاف مالك والشافعي وابن حنبل، فإنهم يخالفونه في أحكام الفروع، غير مقلدين له في الأصول، وهذه الطبقة هي الطبقة الثانية من الاجتهاد

(1)

.

منزلته في الحديث الشريف:

أما السنة والحديث فقد كان فيهما إماما أيضا. وتآليفه الحديثية: "الموطأ"، و"كتاب الآثار"، و"الحجة على أهل المدينة"، ونسخته في الأحاديث المرفوعة.

وكذا تآليفه الفقهية الممزوجة بالحديث والآثار، كـ"كتاب الآثار"، و"السير الكبير"، و"السير الصغير" شهادة صدق على هذا. فهي الدالة الواضحة الناطقة على كثرة مروياته رحمه الله تعالى، وعلى كثرة شيوخه، ومعرفته برواته، ومراتبه.

وقد ذكر الأستاذ الدكتور محمد الدسوقي في كتابه "الإمام محمد بن الحسن الشيباني وأثره في الفقه الإسلامي" بعد أن درس كتب الإمام محمد بن الحسن دراسة فاحصة، ما نصّه: ويتبين من كل ما سلف أن جملة ما جاء من

(1)

راجع: عمدة الرعاية ص 7.

ص: 85

كتب محمد -سواء ما عدّ منها من كتب الحديث أو ما كان طابع الفقه عليها أغلب- يبلغ نحو ثلاثة آلاف وخمسمائة أثر، وإن كان بعض هذه الآثار قد تكرر وروده في هذه الكتب. منها نحو ألف حديث -مرفوع- متصل السند وغير متصل، وأن ما رواه محمد من الأحاديث مردد في كتب الصحاح بلفظه أو بمثله أو بمعناه.

لكن الظاهرة البارزة في كل ما رواه محمد -ودوّنه- هي كثرة الشيوخ الذين روى عنهم، وأيضا كثرة الشيوخ الذين روى عنهم الإمامان أبو حنيفة ومالك. وقد روى عنهما محمد جلّ ما ورد في "الآثار" و"الموطأ" من الأحاديث، وهذا يدل على معرفة الإمام محمد الواسعة برواة السنة في القرنين: الأول والثاني، وأنه حدث عن عدد غفير من العلماء، كانوا في عصره، من حفاظ السنة ومدونيها

(1)

.

أما الحديث فقد سمعه من أبي حنيفة، وأبي يوسف وغيرهما من مشايخ كثيرة، بـ"الكوفة"، و"البصرة"، و"المدينة"، و"مكة"، و"الشام و"بلاد العراق". بل جمع إلى علم أبي حنيفة وأبي يوسف علم الأوزاعى، والثورى، ومالك رضى الله عنهم. حتى أصبح إماما لا يبلغ شأوه في الفقه، قويا في التفسير والحديث، حجة في اللغة باتفاق أهل العلم، ممن لم يصب بتعصّب. وهو القائل: ورثت ثلاثين ألفا، فصرفت نصفها في اللغة والشعر، والنصف الآخر في الفقه والحديث، كما صحَّ ذلك عنه بطرق

(2)

.

روى الخطيب أبو بكر البغدادى رحمه الله تعالى في (تاريخ بغداد) 11: 158 في ترجمة عيسى بن أبان أحد رجال الحديث والفقه الحنفي عن محمد بن سماعة أنه قال: كان عيسى بن أبان يصلّى معنا أى

(1)

راجع: مقدمة كتاب الكسب للشيخ عبد الفتاح ص 42.

(2)

راجع: فوائد في علوم الفقه ص 260، 261.

ص: 86

في المسجد الذي يصلّي فيه الإمام محمد بن الحسن الشيباني، ويقعد فيه لمجلس الفقه، وكنت أدعوه أن يأتي محمد بن الحسن. فيقول عيسى بن أبان: هؤلاء قوم يخالفون الحديث، وكان عيسى حسن الحفظ للحديث، فصلى معنا يوما الصبح، وكان يوم مجلس محمد، فلم أفارقه حتى جلس في المجلس، فلما فرغ محمد أتيته، وقلت: هذا ابن أخيك أبان بن صدقة الكاتب، ومعه ذكاء، ومعرفة بالحديث، وأنا أدعوه إليك، فيأبى، ويقول: أنت مخالف الحديث.

فأقبل عليه -محمد- وقال له: يا بني ما الذى رأيتنا نخالفه من الحديث؟ لا تشهد علينا حتى تسمع منا، فسأله يومئذ عن خمسة وعشرين بابا من الحديث، فجعل محمد بن الحسن يجيبه عنها. ويخبره بما فيها من المنسوخ، ويأتي بالشواهد والدلائل.

فالتفت عيسى بن أبان إليَّ بعد ما خرجنا، فقال: كان بينى وبين النور ستر. فارتفع عني ما ظننت أن في ملك الله مثل هذا الرجل يظهر للناس. ولزم محمد بن الحسن لزوما شديدا، حتى تفقه به

(1)

.

شيوخه الأجلاء في الحديث الشريف:

اعلم أن الإمام الهمام محمد بن الحسن رحمه الله تعالى كما وفقه الله بالتفقه والتفقيه كذلك يسرّ الله له الأخذ والسماع من الشيوخ الكبار الثقات، وهم كثيرون لا يعلم عددهم إلا الله، فشيوخه في الحديث من أهل "الكوفة": أبو حنيفة، وإسماعيل بن أبي خالد الأحمسي، وسفيان بن سعيد الثوري، ومسعر بن كدام، ومالك بن مِغْول، وقيس بن الربيع، وعمر بن ذر، وبكير بن عامر، وأبو بكر النهشلي عبد الله بن قطاف، ومحل بن محرز الضبي، وأبو كدينة يحيى بن المهلَّب البجلي، وعبد الرحمن بن عبد الله ابن عتبة

(1)

انظر: أثر الحديث الشريف لشيخنا محمد عوامة ص 88.

ص: 87

المسعودى، وإسرائيل بن يونس، وبدر بن عثمان، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وسلام بن سليمان، أبو معاوية الضرير محمد بن خازم، وزفر بن الهذيل، وأبو يوسف القاضي، وإسماعيل بن إبراهيم البجلي، وفضيل بن غزوان، والحسن بن عمارة، ويونس بن أبى إسحاق السبيعي، وعبد الجبار بن العبَّاس الهمداني، ومحمد بن أبان بن صالح القرشى، سعيد بن عبيد الطائى، وأبو فروة عروة بن الحارث الهمداني، وأبو زهير العلاء ابن زهير.

ومن أهل "المدينة": مالك بن أنس، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، وعبيد الله بن عمر بن حفص العمرى، وأخوه عبد الله، وخارجة بن عبد الله ابن سليمان، ومحمد بن هلال، والضحاك بن عثمان، وإسماعيل بن رافع، وعطاف بن خالد، وإسحاق بن حازم، وهشام بن سعد، وأسامة بن زيد الليثى، وداود، بن قيس الفراء، وعيسى بن أبى عيسى الخياط، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وخثيم بن عراك.

ومن أهل "مكة": سفيان بن عيينة الكوفي، نزيل "مكة"، وزمعة بن صالح، وإسماعيل بن عبد الملك، وطلحة بن عمرو، وسيف بن سليمان، وإبراهيم بن يزيد الأموي، وزكريا بن إسحاق، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الثقفى الطائفي.

ومن أهل "البصرة": أبو العوام عبد العزيز بن الربيع البصرى، وهشام ابن أبي عبد الله، والربيع بن صبيح أبو حرة، واصل بن عبد الرحمن، وسعيد بن أبي عروبة، وإسماعيل بن إبراهيم البصري، والمبارك بن فضالة.

ومن "واسط": عباد بن العوام، وشعبة بن الحجّاج، وأبو مالك عبد الملك النخعي.

ومن أهل "الشام": أبو عمرو عبد الرحمن الأوزاعى، ومحمد بن راشد المكحولي، وإسماعيل بن عياش الحمصى وثور بن يزيد الدمشقى.

ص: 88

ومن "خراسان": عبد الله بن المبارك.

ومن أهل "اليمامة": أيوب بن عتبة التيمي.

وغير هؤلاء من أهل تلك البلاد، وغيرها، ولم يزهد في الرواية عن أقرانه، وعمن هو دونه، كما هو شأن الأكابر في روايتهم عن الأصاغر.

وههنا نذكر ترجمة إجمالية لعدة عديدة من‌

‌ شيوخه

، رضي الله عنهم.

1 -

الإمام أبو حنيفة المتوفى سنة 150 هـ. هو الإمام العالم فقيه الملة النعمان بن ثابت بن زوطى الكوفي مولى بني تيم بن ثعلبة، ولد في زمن جماعة كثيرة من الصحابة رضي الله عنهم، ورآى أنس بن مالك غير مرة بـ"الكوفة"، إذ قدمها أنس وروى عن عطاء بن أبي رباح، وهو أكبر شيخ له وأفضلهم، وروى عن الشعبي، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعمرو بن دينار، وعطية العوفي، وابن الشهاب الزهري، وعطاء بن السائب، وشهاب بن عروة، وحماد بن أبي سليمان، وبه تفقّه، وخلق كثير.

وعني بطلب الآثار، وارتحل في ذلك، وأما الفقه والتدقيق في الرأي وغوامضه فإليه المنتهى، والناس عليه عيال، قال الإمام الشافعي: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة.

قال الإمام الذهبي: الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام، وهذا أمر لا شك فيه، وكان من أذكياء بني آدم، جمع الفقه والعبادة والورع.

2 -

الإمام أبو يوسف المتوفى سنة 183 هـ. هو يعقوب بن إبراهيم الإمام المجتهد المحدث قاضى القضاة، ولد في "الكوفة" سنة 113 هـ، وحدث عن هشام بن عروة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعطاء بن السائب، ويزيد بن أبي زياد، وأبي حنيفة، ولزمه، وتفقّه به، وهو من أنبل تلامذته وأعلمهم، وعن أبي يوسف صحبت أبا حنيفة سبع عشرة سنة،

ص: 89

وحدث عنه يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وعلى بن الجعد، وأسد بن الفرات، وأحمد بن منيع، وعدد كثير. قال أحمد بن حنبل: أول ما كتبت الحديث اختلفت إلى أبي يوسف، وعن ابن معين أبو يوسف صاحب حديث وصاحب سنة. وقال النسائي: أبو يوسف القاضى ثقة.

3 -

الإمام مالك المتوفى سنة 179 هـ، هو شيخ الإسلام إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر. . . الأصبحي المدني كان فقيها محدثا يعدّ من التابعين، وكان أمه قد حملت به لمدة سنتين، ولد في سنة 93 هـ، عام موت أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطلب العلم وهو حدث ابن بضع عشرة سنة، فأخذ عن نافع، وسعيد المقبرى، وعامر بن عبد الله بن زبير، وابن المنكدر، والزهرى، وعبد الله بن دينار، وخلق كثر جدا، كما يظهر من "الموطأ"، وتأهل للفتيا، وجلس للإفادة، وله إحدى وعشرون سنة. وحدث عنه جماعة وهو شاب طرى، وقصده طلبة العلم من الآفاق، وحدث عنه شيوخه، توفي سنة 189 هـ، ودفن بـ"البقيع"، رحمه الله رحمة واسعة.

4 -

ابن جريج المكي المتوفى سنة 150 هـ، هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الإمام الحافظ شيخ الحرم أبو خالد القرشي الأموي المكى، صاحب التصانيف. حدث عن عطاء بن أبي رباح، فأكثر، وجوّد. وعن ابن أبي مليكة، ونافع مولى ابن عمر، وميمون بن مهران، وعمرو بن دينار، وابن المنكدر. وحدث عنه الأوزاعى، والليث، والسفيانان، وابن علية، ويحيى بن سعيد القطّان، وأمم سواهم، منهم: الإمام محمد الشيباني، قال الذهبي: قدم عبد الملك بن جريج إلى "العراق" قبل موته، وحدث بـ"البصرة"، وأكثر ويبدو أن الإمام محمد رحل إلى "البصرة"، فسمع منه، توفي سنة 150 هـ.

ص: 90

5 -

مسعر بن كدام المتوفى سنة 153 هـ، هو مسعر بن كدام بن ظهير بن عبيدة بن الحارث الإمام الثبت شيخ "العراق" أبو سلمة الهلالي الكوفي الحافظ. قال أحمد بن حنبل: الثقة كشعبة، ومسعر. وقال وكيع: شك مسعر كيقين غيره، روى عن عدى بن ثابت، وعمرو بن مرة، وقتادة بن دعامة، وسعيد بن إبراهيم، وزياد بن علاقة، وخلق كثير. وروى عنه سفيان بن عيينة، ويحيى القطَّان، وسليمان التيمي، وابن المبارك، وخلق سواهم، وسمع منه الإمام محمد أيضا.

6 -

عمرو بن ذر الهمداني المتوفى سنة 153 هـ، هو ابن عبد الله بن زرارة، الإمام الزاهد العابد أبو ذر الهمداني.

وثقه النسائي، ويحيى بن معين، والدارقطني، واحتج به البخاري دون مسلم، وقد حدث عن أبيه، وأبي وائل، ومجاهد، وسعيد بن زبير، ومعاذة العدوية، وعطاء بن أبي رباح. روى عنه ابن المبارك، ووكيع، وإسحاق الأزرق، ويونس بن بكير، ومن جملة من تلقى عنه محمد بن الحسن الشيباني.

7 -

محل بن محرز الضبي الكوفي المتوفى سنة 153 هـ. روى عن أبي وائل، وإبراهيم النخعي، وعامر الشعبى، روى عنه يحيى القطَّان، وجرير، ووكيع، وعلى بن مسهر، وخلاد بن يحيى، ومنهم الإمام محمد أيضا.

8 -

الأوزاعي المتوفى سنة 157 هـ، هو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد شيخ الإسلام عالم أهل "الشام" أبو عمرو الأوزاعي. وكان مولده في حياة الصحابة سنة 88 هـ، في مدينة "بعلبك"، أحد الأئمة المجتهدين، حدث عن عطاء بن أبي رباح، وأبي جعفر الباقر، وعمرو بن شعيب، ومكحول، وقتادة، وخلق كثير من التابعين، وغيرهم.

ص: 91

وروى عنه ابن شهاب الزهري، ويحيى بن أبي كثير، وهما من شيوخه، وشعبة، والثوري، ومالك، وخلق كثير. ومن تلاميذه الإمام محمد بن الحسن، أخذ عنه فقه أهل "الشام".

9 -

عبد الله بن المبارك، هو عبد الله بن المبارك أبو عبد الرحمن المروزى، مولى بني حنظلة. ولد سنة 118 هـ، وتوفي في "العراق". سنة 181 هـ، طلب العلم والحديث، وطاف البلاد مشرقا ومغربا، يجمع الحديث، ويأخذ عن شيوخ الأمصار. أخذ عن هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبى خالد، وسليمان الأعمش، وسليمان التيمي، ومالك والثوري، وشعبة، والأوزاعي، ومن أشهر من أخذ عنه العلم: داود العطَّار، وسفيان بن عيينة، وأبو إسحاق الفزارى، ويحيى بن معين، والإمام محمد، وغيرهم.

10 -

مالك بن مغول المتوفى سنة 159 هـ، هو ابن عاصم بن غزية بن خرشة، الإمام الثقة المحدث أبو عبد الله البجلى الكوفي، حدّث عن الشعبي، وعبد الله بن بريدة، ونافع العمري، وعطاء بن أبي رباح. وروى عنه شعبة، والثوري، ومسعر، وابن عيينة، وابن المبارك، ووكيع. ومن جملة تلاميذه: الإمام محمد بن الحسن.

قال أحمد ثقة ثبت في الحديث، وقال ابن معين، وأبو حاتم ثقة.

11 -

يونس بن إسحاق المتوفى سنة 159 هـ، هو عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي الكوفي، محدث "الكوفة" يعد في صغار التابعين. حدث عن أنس بن مالك، وناجية بن كعب، والشعبي، ومجاهد، وأبي بردة. وروى عنه ابنه عيسى، وابن المبارك، ويحيى بن سعيد القطّان، ووكيع، وابن مهدي، ويحيى بن آدم، ومحمد بن يوسف الفريابي، وهو أحد مشايخ الإمام محمد.

قال عبد الرحمن بن المهدي: والنسائي ليس به بأس.

ص: 92

12 -

سفيان الثوري المتوفى سنة 161 هـ، هو سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب شيخ الإسلام إمام الحفاظ سيد العلماء العاملين في زمانه أبو عبد الله الثوري الكوفي المجتهد مصنف "كتاب الجامع".

ومن شيوخه: أبو عبد الله إبراهيم بن ميسرة، وأيوب السختياني، وبكير بن عطاء، وجم غفير من المحدثين.

وحدث عنه من القدماء خلق، منهم: الأعمش، وابن جريج، وجعفر الصادق، وأبو حنيفة، الأوزاعي، ومسعر، وشعبة، ومن جملة الرواة عنه: الإمام محمد.

13 -

داود الطائي المتوفى سنة 162 هـ. هو الإمام الفقيه الزاهد أبو سليمان داود بن نفير الطائي الكوفي. ولد بعد المائة بسنوات، وكان من كبار أئمة الحديث والفقه، روى عن عبد الملك بن عمير، وحميد الطويل، وهشام بن عروة، وجماعة. وحدث عنه أبو علية، وزافر بن سليمان، ومصعب بن مقدام، وإسحاق بن منصور السلولي، وآخرون.

ذكر الذهبى في "المناقب" و"التاريخ" قول الإمام محمد بلغني أن داود الطائي كان يسئل عني وعن حالي، فإذا أخبر قال: إن عاش فسيكون له شأن.

14 -

القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أبو عبد الله الهذلي المسعودى الكوفي الإمام الفقيه المجتهد قاضي "الكوفة" ومفتيها في زمانه، وكان ثقة نحويا أخباريا كبير شأنه، لم يأخذ على القضاء معلوما، نقله أحمد بن حنبل.

قال أبو حاتم: ثقة، كان أروى الناس للحديث والشعر، وأعلمهم في العربية والفقه، والإمام محمد يعتبر من جلة أصحابه، توفي سنة 175 هـ.

ص: 93

رحلة محمد إلى مالك وسماعه الموطأ من لفظه:

ولما بدأ "الموطأ" يذيع في أوائل عهد المهدي رحل محمد إلى مالك، ولازمه ثلاث سنين، وجملة ما سمعه من لفظ مالك من الحديث نحو سبعمائة حديث مسند، كما صحَّ ذلك بطرق عنه، وسمع من سائر شيوخ "المدينة" فى هذه المرحلة زيادة على ما كان سمعه منهم في رحلاته السابقة، ولـ"لموطأ" نحو اثنتين وعشرين رواية تختلف زيادة ونقصا، يشير إلى بعض ذلك الدارقطني في جزء، ألفه فى اختلاف الموطآت واتفاقها.

أصحاب الإمام محمد وتلامذته:

ولما طار صيت الإمام محمد بن الحسن الشيباني في أقطار العالم، وسارت بتصنيفاته الركبان، قصده أناس من أقاصى البلدان للتفقه عنده، حيث كان بلغ أعلى مراتب الاجتهاد، وإن يحافظ على انتسابه لأبي حنيفة النعمان، عرفانا لجميل يده عليه في الفقه، ولم يضع استمراره على انتسابه هذا من مرتبته إلا عند من لا يعرف مراتب الرجال، ويصعب استقصاء من تخرج به، فنكتفي هنا بذكر جملة من أصحابه وتلاميذه، ليعلم أنه شيخ المجتهدين في عصره، فمنهم.

أبو حفص الكبير أحمد بن حفص العِجْلي، ومنه كان البخاري تلقى فقه أهل الرأى، و"جامع الثوري" قبل رحلاته، لأجل ذلك فاق البخاري سائر أصحاب الصحاح في الفقه وجودة الفهم، كما يشهد على ذلك "الجامع الصحيح" له، وأبو سليمان موسى بن سليمان الجوزجانى، وبه انتشرت الكتب الستة ظاهر الرواية فى مشارق الأرض ومغاربها، وأبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، أحد الأئمة الأربعة أركان الإسلام، وأبو عبد الله قاسم بن سلام الهروي الإمام المجتهد الكبير، وعمرو بن أبي عمرو الحراني، ومحمد بن سماعة التميمى، وعلى بن معبد بن شداد الرقى من جملة

ص: 94

من روى "الجامع الصغير والكبير"، ومعلى بن منصور الرازي، وأبو بكر بن أبي مقاتل، وأسد بن الفرات القيرواني، مدون مذهب مالك شيخ سحنون محمد بن مقاتل الرازي شيخ ابن جرير، ويحيى بن معين الغطفاني إمام الجرح والتعديل، وعلى بن مسلم الطوسي، وموسى بن مسلم الطوسي، وموسى بن النصر الرازي، وشداد بن حكيم البلخي، والحسن بن أيوب الرقي، وابن جبلة

(1)

.

وأبو العباس حميد، وأبو التوبة ربيع بن نافع الحلبي، وعبيد الله بن أبي حنيفة الدبوسى، وأبو يزيد عمرو بن يزيد الجرحي، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وأيوب بن الحسن النيسابوري، وخلف بن أيوب البلخي، وعلى بن صبيح، وعقيل بن عنبسة، وعلى بن مهران، وعمرو بن مهير، ويحيى بن أكثم القاضى، وأبو عبد الرحمن المؤدب مؤدب آل شبيب، وعلي بن الحسن الرازي، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن مهران النسوي، راوي "الموطأ" عنه، وشعيب بن سليمان الكيساني، راوي "الكيسانيات" عنه، وعلي بن صالح الجرجاني، راوي "الجرجانيات" عنه، وإسماعيل بن توبة القزويني، راوي "السير الكبير" عنه، وأبو بكر إبراهيم بن رستم المروزي روي "النوادر" عنه

(2)

.

وأبو زكريا يحيى بن أبان البصري راوي الحجج على أهل "المدينة" عنه، ومؤلف كتاب "الحجج الكبير"، و"كتاب الحجج الصغير"، و"كتاب الرد على المريسي"، والشافعى في شروط قبول الأخبار، وسفيان بن سحبان

(1)

راجع: قواعد في علوم الفقه ص 262، وعمدة الرعاية ص 45، ومقدمة الهداية، ومقدمة السعاية، ومقدمة التعليق الممجد، والفوائد البهية، وتهذيب الأسماء واللغات وأعلام الأخيار.

(2)

راجع: قواعد في علوم الفقه ص 262.

ص: 95

البصرى، صاحب "كتاب العلل"، وغيرهم. ومحمد بن عمر الواقدي روى عنه، كما روى هو عن الواقدي. وذلك من رواية الأقران بعضهم عن بعض. ونكتفي بذكر هذا المقدار ممن تفقه لديه، وأخذ عنه

(1)

.

‌تراجم بعض تلامذته النبلاء:

ونحن نريد أن نكتب في هذا الموضع تراجم جملة من هؤلاء النبلاء، الذين تخرجوا على هذا الإمام الجليل. منهم:

1 -

الإمام الشافعي: هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع أبو عبد الله القرشي، ثم المطلبي الشافعي المكى، الإمام، عالم العصر، ناصر الحديث، فقيه الملة. ولد في "غزة" سنة 150 هـ، ومات أبوه إدريس شابا، فنشأ بـ"مكة". من أجل تلامذة الإمام محمد، أشار إليه الذهبى بقوله: وأفقه أصحاب محمد أبو عبد الله الشافعي. . . وأخذ العلم عن مسلم بن خالد الزنجي مفتي "مكة"، وداود بن عبد الرحمن العطار، وسفيان بن عيينة، وسعيد بن سالم، وفضيل بن عياض، وعدة.

حدث عنه الحميدي، وأبو عبيد قاسم بن سلام، وأحمد بن حنبل. . . وأبو يعقوب يوسف البويطى، وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبى.

2 -

إسماعيل بن سعيد أبو إسحاق، الطبري الأصل، الجرجاني، المعروف بالشالنجى، من أصحاب محمد بن الحسن. روى عنه، وعن سفيان بن عيينة، ويحيى القطان. وروى عن إسماعيل المذكور الضحَّاك بن الحسين الإسترآبادي الفقيه الأزدى، وأبو العباس أحمد بن العباس بن محمد المسعودي. وسكن "إسترآباد"، وحدث بها، وروى عنه أهلها وأهل "جرجان". وصنف في فضائل أبي بكر، وعمر، وعثمان رضى الله عنهم.

(1)

راجع: قواعد في علوم الحديث ص 263، وعمدة الرعاية ص 45، وبلوغ الأماني ص 9، 10.

ص: 96

وصنف "كتاب البيان" في الفقه. قيل: إنه رد فيه على محمد بن الحسن، يحكى كل مسئلة، ثم يرد، وله تصانيف أخر في الفقه وغيره.

وكان أحمد بن حنبل يكاتبه، ويثني عليه. قال الفضل بن عبيد الحميدي: سألت أحمد بن حنبل عن رجال "خراسان"، فقال: أما إسحاق بن راهويه، فلم ير مثله. وأما إسماعيل بن سعيد الشالنجى فقيه عالم. وحكى داود بن محمد أنه رآه بـ"إسترآباد" على الأخبار، وأن من بها من أهل العلم والفقه والحديث يترددون إليه كل يوم. قال: وكان بها حينئذ نيف وأربعون من الفقهاء وأهل العلم، قال: وكان من الورع بمكان. مات سنة ثلاثين ومائتين.

وقيل: مات بـ"دهستان"، في ربيع الأول، سنة ست وأربعين ومائتين. قال السمعاني: والشالنجى بفتح الشين المعجمة واللام، بينهما ألف، وسكون النون وفي آخرها الجيم

(1)

.

3 -

شعيب بن سليمان بن سليم ابن كيسان بن شعيب الكيساني. وهذا من أصحاب محمد بن الحسن الشيباني. قال شعيب: أملى علينا محمد بن الحسن. قال: أحد قضاتنا القاسم بن معن: إذا اختلف الزوجان في متاع البيت بينهما نصفين. وروى عنه ابنه أنه قال: أملى علينا أبو يوسف، قال: قال أبو حنيفة رحمه الله تعالى: لا ينبغى للرجل أن يحدث من الحديث إلا بما يحفظ، من يوم سمعه إلى يوم يحدث به. ذكره ابن يونس في "الغرباء الذين قدموا مصر" فقال: كوفي، قدم "مصر". روى عنه سعيد بن عمير.

(1)

انظر: ترجمته في الطبقات السنية في تراجم الحنفية: 2: 188، 189، والأنساب 326، وتاريخ جرجان 100 - 102، 471، 472، والجواهر المضية برقم 33، وكشف الظنون 1: 264، 2: 1276، واللباب 2:6.

ص: 97

مات بـ"مصر" سنة أربع ومائتين، في شوال، رحمه الله تعالي

(1)

.

4 -

سليمان بن شعيب بن سلمان الكيسانى من أصحاب محمد بن الحسن. وله "النوادر" عنه. يعد في طبقة موسى بن نصر، ومحمد بن مقاتل. روى أنه الحافظ أبو جعفر الطحاوي، وثقه السمعاني.

توفي سنة ثمان وسبعين ومائتين رحمه الله تعالى. ويأتي أبوه في محله

(2)

.

5 -

أحمد بن حاج، أبو عبد الله، العامرى، النيسابوري، الفقيه. صاحب محمد بن الحسن تفقه عليه. وكان جليلا، سمع ابن المبارك، وسفيان بن عيينة. وروى عنه أبو عبد الله أحمد بن حرب، وأحمد بن نصر اللباد، شيخ الحنفية بـ"نيسابور".

ذكره الحاكم في "تاريخها"، وقال: قرأت بخط أبي عمرو المستملي وفاته سنة سبع وثلاثين ومائتين

(3)

.

6 -

سورة بن الحسن الوزاني من أصحاب محمد بن الحسن. روى عنه، وهذه النسبة إلى "الوزان": قرية من قرى "سرخس"

(4)

.

7 -

خلف ابن أيوب. من أصحاب محمد بن الحسن، له مسائل، منها مسئلة الصدقة على السائل في المسجد. قال: لا أقبل شهادة من تصدق عليه.

(1)

راجع: الطبقات السنية 4: 73.

(2)

راجع: الطبقات السنية 4: 54، 55، والأنساب 493، والجواهر المضية برقم 635، وطبقات الفقهاء للشيرازي 139، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده ص 40، واللباب 3:64.

(3)

راجع: الطبقات السنية 1: 324، والجواهر المضية، برقم 92.

(4)

راجع: الطبقات السنية 4: 61، والجواهر المضية برقم 634.

ص: 98

قال سلمة: لو جمع علم خلف لكان في زاوية من علم علي الرازي، إلا أن خلف بن أيوب أظهر علمه بصلاحه. يروى أن خلفا فرق بين مسئلتين، فلم يقنع السائل به فقال: الفرق بحبة لا بالجوانق. وقيل: لخلف بن أيوب: إنك مولع بالحسن بن زياد، وإنه يخفف الصلاة قال: لأنه حذفها. -يعني أتم ركوعها وسجودها- وفي الخبر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخفهم صلاة في تمام.

وتفقه خلف على أبي يوسف أيضا، وأخذ الزهد عن إبراهيم بن أدهم وصحبه مدة وروى عن أسد بن عمرو البجلي، وسمع الحديث من إسرائيل بن يونس، وجرير بن عبد الحميد. وروى عنه أحمد، ويحيى، وأيوب بن الحسن الفقيه الزاهد الحنفي. قال الحاكم: قدم "نيسابور" في سنة ثلاث ومائتين، فكتب عنه مشايخنا.

وذكره ابن حبَّان في "الثقات"، وذكره المزي في "الكمال". قال: روى له أبو عيسى الترمذي حديثا عن أبي كريب محمد بن العلاء. قال في "الجواهر": ومتن الحديث: خصلتان لا تجتمعان في منافق: حسن سمت، وفقهه في الدين. قال في "القنية": ورد خلف بن أيوب شاهدا لاشتغاله بالنسخ حالة الأذان.

وذكر خلف بن أيوب هذا الحافظ الذهبى في "تاريخ الإسلام" وعظمه، وأثنى عليه

(1)

.

(1)

راجع: الطبقات السنية 3: 209، 210، وإيضاح المكنون 1: 48، وتاج التراجم 27، والتاريخ الكبير 2 - 1: 196، وتقريب التهذيب 1: 225، وتهذيب التهذيب 3: 147، 148، والجرح والتعديل 1 - 2: 370، 371، والجواهر المضية برقم 562، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 105، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده ص 43، والعبر 1: 367، =

ص: 99

قال الحافظ في "التهذيب": روى له البخاري في "الصحيح" بواسطة، وفي غير "الجامع" بواسطة.

8 -

زيد بن نعيم من أصحاب محمد بن الحسن، حدث عنه بـ"بغداد". روى عنه أبو إسماعيل الفقيه محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن منصور. ذكره الخطيب البغدادي، ولم يؤرخ وفاته

(1)

.

9 -

الحسن بن حرب من أصحاب محمد بن الحسن، وممن تفقه عليه.

قال الطحاوي: سمعت ابن أبي عمران يقول: كان حرب أبو الحسن بن حرب يجيئ بابنه الحسن، فيجلسه في مجلس محمد بن الحسن، فقلت لحرب: لم تفعل هذا وأنت نصراني، وهو على غير دينك؟ قال: أعلم ابني العقل، ثم أسلم، ولزم الحسن بن حرب محمد بن الحسن، وكان من جملة أصحاب محمد، وهم بـ"الرقة". آل الحسن بن حرب، كذا في "الجواهر"

(2)

.

10 -

أحمد بن محمد بن عيسى بن يزيد بن السكن أبو جعفر السكوني. أخذ عن أبي يوسف ومحمد، وروى عنه الوكيع. قاله في "الجواهر". ذكره الخطيب في "تاريخه"، وقال: حدث عن أبي يوسف القاضى، ومحمد بن الحسن الشيباني، وأبي بكر بن عياش، وإسماعيل عليهم الرحمة. وروى عنه وكيع القاضى، وحمزة بن الحسن السمسار، وعلي بن محمد بن يحيى بن مهران السواق، ومحمد بن مخلد العطّار. وروى له الخطيب بسنده عنه، عن أبي يوسف عن أبي إسحاق الشيباني عن أبي

= والفوائد البهية ص 71، وكتائب أعلام الأخيار برقم 108، وميزان الاعتدال 1: 8659، ورد المحتار 1:154.

(1)

راجع: الطبقات السنية 3: 275، وتاريخ بغداد 8: 446، والجواهر المضية برقم 607.

(2)

راجع: الطبقات السنية 2: 51، 52، والجواهر المضية برقم 440.

ص: 100

الأحوص عن عبد الله، قال: كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: اللهم أني أعوذ بك من الخبث والخبائث.

قال الدارقطني: ولم يؤرخ له الخطيب وفاته رحمه الله تعالى

(1)

.

11 -

أحمد بن محمد بن مهران، أبو جعفر. راوي "الموطأ" عن محمد بن الحسن. كذا في "الجواهر" من غير زيادة

(2)

.

12 -

أحمد المعروف بالقارئ، من أصحاب محمد بن الحسن روى عنه، عن أبي حنيفة: أن المعلومات العشر، وعن محمد: أنها أيام النحر، الثلاثة، الأضحى، ويومان بعده. هكذا ذكره الكرخى. وذكر الطحاوي أن قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد، إن المعلومات العشر والمعدودات أيام التشريق. قال أبو بكر الرازي: والذي روى أبو الحسن عنهم أصح

(3)

.

13 -

إسماعيل بن سالم. قال في "الجواهر": تفقه على محمد بن الحسن. ذكره أبو بكر الرازي، "في أحكام القرآن"

(4)

.

14 -

المعلى بن منصور أبو يحيى الرازي. ذكره صاحب "الهداية"، روى عن أبي يوسف ومحمد الكتب والأمالي والنوادر، وشاركه في ذلك أبو سليمان الجوزجاني، وهما من الورع والدين وحفظ الفقه والحديث بالمنزلة الرفيعة. عرض عليهما المأمون القضاء، فلم يتقلد له، ومعلى هذا سكن "بغداد". روى عن مالك، والليث، وحماد، وابن عيينة. روى عنه

(1)

راجع: الطبقات السنية 2: 77، 78، وترجمته في: تاريخ بغداد 5: 59، 60، والجواهر المضية برقم 225.

(2)

راجع: الطبقات السنية 2: 92، والجواهر المضية، برقم 241.

(3)

راجع: الطبقات السنية 2: 132، والجواهر المضية، برقم 284.

(4)

راجع: الطبقات السنية 2: 187، والجواهر المضية برقم 330، وميزان الاعتدال 1:232.

ص: 101

ابن المديني وأبو بكر بن شيبة والبخاري في غير "الجامع". قال أبو ذكريا: إذا اختلف معلى وإسحاق بن الطباع في حديث عن مالك، فالقول قول معلى، وكل حديث معلى أثبت منه وخير منه. قال أحمد بن عبد الله: ثقة. قال ابن سعد: كان صدوقا صاحب رأي، وحديث، وفقه. مات إحدى عشرة ومائتين.

قال ابن عدي: لم أجد له حديثا منكرا، وروى له أبو داود، والترمذي، وابن ماجه

(1)

.

15 -

محمد بن مقاتل الرازي، قاضى "الري"، من أصحاب محمد بن الحسن، من طبقة سليمان بن شعيب، وعلى بن معبد، روى عن أبي المطيع. قال الذهبي: روى، وحدث عن وكيع وطبقته. قال محمد بن مقاتل: إذا قال الرجل لذمى أسلم، فقال: أسلمت، فهو إسلام منه في قول علمائنا، سمعت من الحسن

(2)

.

16 -

إبراهيم بن رستم أبو بكر المروزي. أحد الأعلام، تفقه على محمد بن الحسن، وروى عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم المروزي، وأسد بن عمرو البجلي، وهما ممن تفقه على أبي حنيفة، وتفقه عليه جم غفير، وسمع من مالك والثوري، وشعبة، وحماد بن سلمة، وإسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد، وغيرهم. قد قدم "بغداد" غير مرة، وحدث به، فروى عنه أئمة الحديث أبو عبد الله أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وزهير بن حرب. قال الحاكم في "تاريخ نيسابور": قال الدارمي: سألت يحيى بن معين عن إبراهيم بن رستم، فقال: ثقة. مات بـ"نيسابور"، قدمها حاجا. وقد مرض بـ"سرخس"، فبقي تسعة أيام، وهو عليل، ومات في اليوم

(1)

راجع: الجواهر المضية برقم 1680.

(2)

راجع: الجواهر المضية برقم 411.

ص: 102

العاشر، وهو يوم الأربعاء لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة ومائتين

(1)

.

17 -

هشام بن عبيد الله الرازى. ذكره صاحب "الهداية" في الحج، مات محمد بن الحسن في منزله بـ"الرى"، ودفن في مقبرتهم. له "نوادر"، تفقه على أبي يوسف ومحمد. روى هشام عن محمد عن أبي حاتم، وأحمد بن الفرات وجماعة. قال: لقيت ألفا وسبعمائة شخص، وأنفقت في العلم سبعمائة ألف درهم

(2)

.

18 -

هشام بن معدان. قال: قال لنا محمد بن الحسن: كل نكاح بغير شهود فليس بنكاح، وكل نكاح كان بشاهدى عدل سرا أو علانية فهو نكاح جائز، وإنما نكاح السر ما كان بغير شهود

(3)

.

19 -

يحيى بن صالح الوحاظي أبو زكريا. أحد كبار المحدثين والفقهاء. سمع مالكا، ومحمد بن الحسن، وكان عديله إلى "مكة". روى عنه أحمد بن أبي الجوارى، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والبخارى. ووثقه يحيى بن معين، مات سنة اثنين وعشرين ومائتين، ومولده سنة تسع وأربعين ومائة، وروى له أيضا مسلم، وأبو داود، والترمذى، والنسائي، رحمهم الله تعالي

(4)

.

20 -

يحيى البناء من أصحاب محمد بن الحسن. ذكره شمس الأئمة السرخسي في مسئلة المسبوق أن ما يصليه مع الإمام آخر صلاته حكما عند أبي حنيفة وأبي يوسف رحمهما الله تعالى، وعند محمد رحمه الله تعالى في حكم

(1)

راجع: الجواهر المضية برقم 19.

(2)

راجع: الجواهر المضية 3: 569، برقم 1775.

(3)

راجع: الجواهر المضية برقم 1776.

(4)

راجع: الجواهر المضية برقم 1801.

ص: 103

القراءة والقنوت، وهو آخر صلاته، وفي حكم القعدة هو أول صلاته وعلل لكل من القولين، ثم قال: وحكى عن يحيى البنائى، وكان من أصحاب محمد أنه سأله عن هذه المسئلة، فأجاب مما قلنا، فقال على وجه السخرية: هذه صلاة معكوسة، فقال محمد: لا أفلحت، وكان كما قال محمد، أفلح أصحابه، ولم يفلح بدعائه

(1)

.

21 -

علي بن معبد بن شدَّاد، من أصحاب محمد بن الحسن خاصة. وذكره الشيرازى، روى عن محمد "الجامع الكبير"، و"الجامع الصغير"، وذكره ابن يونس فى "الغرباء الذين قدموا مصر"، فقال: قدم "مصر" مع أبيه معبد، وكان يذهب في الفقه مذهب أبى حنيفة رضى الله عنه، وحدث بـ"مصر". ذكره المزي في "تهذيب الكمال"، وسرد من روى عنه، فذكر من جملتهم: أنه روى عن ابن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وذكر له ترجمة واسعة. وذكر ابن يونس أنه توفي في سنة ثمان عشرة ومائة.

قال الطحاوى: سمعت أبى محمد بن سلامة، يقول: سمعت علي بن معبد بن شدَّاد العبدي يقول: قدمت "الرقة"، ومحمد بن الحسن قاض عليها، فأتيت بابه، فاستأذنت عليه، فحجبت عنه، فانصرفت، فأقمت بـ"الرقة" مدة، لا آتيه، فبينا أنا في يوم من الأيام في بعض طرقاتها، إذ أقبل محمد بن الحسن على هيئة القضاء، فلما رآني أقبل علي، واستبطأني، ووكل بى من يصيرني إلى منزله كلما جلس في منزله أدخلت عليه، فقال لي ما الذي خلفك عني مذ قدمت؟ قد بلغني أنك ههنا فقلت: أبيت منزلك، فحجبت عنك، وأنما أتيتك كما كنت آتيك، وأنت غير قاض، فساءه لك، وعمه، فقال لي: أي حجابي حجبك، فظننت أنه يريد عقوبته، فلم أخبره. فقال لي: فإذا لم تفعل فإني أجبهم كلهم، فقلت له: إذا تظلم من لم يحجبني. قال: فدعا

(1)

راجع: الجواهر المضية برقم 1820.

ص: 104

لهم جميعا، وقال لهم لا يد لك على أبي محمد في حجبه عني، ثم التفت إلي، فقال: إذا جئت إلينا فلا يكن بينى وبينك إلا الستر الذي يستر الناس عني، فتنحنح حينئذ. فإن كنت على حال يتهيأ لك الدخول فيها أذنت لك بنفسى، وإن كنت على غير ذلك أمسكت، فانصرفت، فكنت آتيه بعد ذلك، والناس على بابه، فأتخطاهم، وأتخطى حجابه، حتى أصل إلى ستره، فأتنحنح، وأسلم، فيقول: أدخل يا أبا محمد، فأدخل أو يمسك، فأنصره

(1)

.

22 -

عمر بن أبي عمرو. وذكره أبو إسحاق في "الطبقات" من أصحاب محمد بن الحسن، كذلك الصيمري، وقال: وهو جد أبي عروبة الحراني

(2)

.

23 -

عيسى بن أبان بن صدقة أبو موسى الإمام الكبير. تفقه على محمد بن الحسن. قيل: إنه لزمه ستة أشهر. قال ابن سماعة: كان عيسى بن أبان حسن الوجه، وحسن الحفظ للحديث. كتب أدعوه لمجلس الحسن، فيأبى إلى أن لازمه. وقال: وكان بيني وبين النور ستر، فارتفع عني ما ظننت في ملك الله مثل هذا الرجل. قال الطحاوي: سمعت بكار بن قتيبة يقول: سمع هلال بن يحيى يقول: ما في الإسلام قاض أفقه منه، يعني عيسى بن أبان في وقته. وقال الطحاوي: وسمعت بكار بن قتيبة يقول: كان لنا قاضيان، لا مثل لهما، إسماعيل بن حماد، وعيسى بن أبان

(3)

.

قلت: مات عيسى بن أبان بـ"البصرة" في المحرم سنة إحدى وعشرين ومائتين.

(1)

راجع: الجواهر المضية برقم 1015.

(2)

راجع: الجواهر المضية برقم 1111.

(3)

راجع: الجواهر المضية برقم 1086.

ص: 105

24 -

فرات بن نصر أبو جعفر الفقيه القهندزى الهروي. تفقه على أبي يوسف. وروى عنه، عن محمد بن الحسن، ذكره في "تاريخ هراة". وكان من أصحاب الرأي، وكان عنده عامة كتب محمد بن الحسن، سمعها منه. مات فى سنة ست وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى.

والقهندزى بضم القاف والهاء وضم الدال المهملة، وفي آخرها الزاء. وهي بلاد شتى، "قهندز بخارى"، و"قهندز نيسابورن"، و"قهندز سمرقند"، و"قهندز هراة"

(1)

.

25 -

محمد بن سماعة بن عبيد الله بن هلال بن وكيع بن بشر التيمي أبو عبد الله. ذكره صاحب "الهداية" في البيوع. الإمام، أحد الثقات الأثبات. حدث عن الليث بن سعد، وأبي يوسف القاضي، ومحمد بن الحسن. وكتب "النوادر" عن أبي يوسف ومحمد وروى الكتب والأمالي، وقال الصيمرى: ومن أصحاب أبي يوسف ومحمد جميعا: أبو عبد الله محمد بن سماعة، وهو من الحفاظ الثقات، روى الخطيب عن طلحة بن محمد توفي ابن سماعة في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، وله مائة سنة وثلاث سنين. قال يحيى بن معين: لو كان أهل الحديث يصدقون في الحديث، كما يصدق محمد بن سماعة في الرأى، لكانوا فيه على نهاية، وكان يصلي في كل يوم مائتي ركعة

(2)

.

26 -

محمد بن على بن عبدك، أبو أحمد. واسم عبدك عبد الكريم الجرجاني. قال الحاكم في "تاريخ نيسابور": وهو صاحب محمد بن الحسن، وتفقه عليه، حدث عن على بن موسى القمى، وأبي داود الأصبهاني

(3)

.

(1)

راجع: الجواهر المضية برقم 1196.

(2)

راجع: الجواهر المضية برقم 1322.

(3)

راجع: الجواهر المضية برقم 1419.

ص: 106

27 -

معبد بن شداد، والد علي تقدم، كلاهما من أصحاب محمد بن الحسن. قال الطحاوي: سمعت سليمان بن شعيب يقول: سمعت على بن معبد بن شداد يقول: لما دخلت على المأمون، قال لي: قد بلغنا عنك أحوال جميلة، وقد رأيت أن أولِّئَكَ قضاء "مصر"، فقلت: يا أمير المؤمنين! إني أضعف من ذلك، فقال لي: فاستعن بأخيك، فقد قيل لي: إن من فضل وعلم كما استعنت أنا بأخي هذا، فالتفت فإذا المعتصم قائم، فأدارني فلم أجبه، فتبين الغيظ في وجهه، فقلت: إن لي يا أمير المؤمنين حرمة. فقال لي: وأيّ حرمة لك؟ قلت: لسماعي معه العلم ومجالستي مع أهله، منهم محمد بن الحسن، فقال لي: ومن أين كنت تصل إلى محمد بن الحسن؟ فقلت: بأبي معبد بن شداد، فأطرق طويلا، ثم رفع رأسه، فقال أبوك معبد بن شداد؟ قلت: نعم، قال: إنه كان من طواعيتنا على غاية، فلم لا تكون مثله، ثم خرجت من عنده

(1)

.

28 -

نصر بن زياد بن نهيك بن حسك أبو محمد، قاضي القضاة بـ"نيسابور"، تفقه على محمد بن الحسن، وأخذ الأدب عن النضر بن شميل، وسمع ابن المبارك، وجرير بن عبد الحميد الضبي، وروى عنه ابناه: محمد وأحمد، وسبطه أبو محمد أحمد بن إبراهيم بن عبد الله، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، وهو ابن ست وتسعين سنة

(2)

.

‌إنكار ابن تيمية تلميذ الشافعي لمحمد:

عدّ الإمام النووي الشافعىَّ من تلاميذ الإمام محمد في "تهذيب الأسماء واللغات"، نقلا عن "تاريخ بغداد" للخطيب البغدادى. فهذا نص صريح على أن الشافعى من تلامذة محمد. وقد أنكر ابن تيمية الحراني الدمشقي الحنبلي

(1)

راجع: الجواهر المضية برقم 1677.

(2)

الجواهر المضية برقم 1737.

ص: 107

ذلك، فإنه لما ذكر الحسن بن يوسف الحلي الشيعى في كتابه "منهاج الكرامة" أن الشافعي قرأ على محمد بن الحسن رد عليه ابن تيمية في "منهاج السنة" قائلا: ليس ذلك، بل جالسه، وعرف طريقته، وأول من أظهر الخلاف لمحمد والرد عليه هو الشافعى، فإن محمدا أظهر الرد على مالك، وأهل "المدينة"، فنظر الشافعى في كلامه. انتهى.

ولا يخفى ما فيه، فإنه إن أراد أنه لم يقرأ عليه كقراءة طلبة زمانه على أساتذتهم، فيمكن أن يكون مسلما، لكنه لا ينفى التتلمذ مطلقا. وإن أراد أنه لم يرو عنه شيئا، فكلام الخطيب ثم السمعاني والنووي يكذبه. وأما كون الشافعى أول من أظهر الخلاف والرد على محمد، فهو غير مناف للتتلمذ، فإن الشافعى قد صنف في الرد على مالك كتابا، مع أنه تلميذه.

وكذلك ادعى الحلي: أن أبا حنيفة قرأ على جعفر الصادق، وأنكره ابن تيمية قائلا: هذا من الكذب الذي يعرفه من له أدنى علم، فإن أبا حنيفة من أقران جعفر الصادق، وكان أبو حنيفة يفتى في حياة محمد بن علي والد الصادق. وما يعرف أن أبا حنيفة أخذ عن جعفر الصادق، ولا من أبيه مسئلة واحدة، بل أخذ عمن كان أسنّ منهما: كعطاء بن أبي رباح، وحماد، وغيرهما انتهى.

وكذلك ادعى الحلى: أن أحمد بن حنبل من تلامذة الشافعي. وأنكره ابن تيمية قائلا: أحمد لم يقرأ على الشافعي، ولكن جالسه، كما جالس الشافعي محمد بن الحسن. اهـ. وفيه أيضا ما فيه: فإنه أمر مشهور في التواريخ وكتب أسماء الرجال، قد ذكره "صاحب المشكاة" وغيره، فلا يضر إنكاره

(1)

.

(1)

راجع: النافع الكبير ص 24، 25.

ص: 108

الانهماك العلمي للإمام الهمام الشيباني:

قال الإمام محمد بن الحسن رحمه الله تعالى: لو كان الناس كلهم عبيدي لأعتقت وتبرأت عن ولائهم، وذلك لأن من وجد لذة العلم والعمل به قلما يرغب فيما عند الناس

(1)

.

وقال الشيخ برهان الدين الزرنوجي تلميذ صاحب "الهداية": سمعت الشيخ الأستاذ فخر الدين الكاشاني رحمه الله تعالى يقول: كانت جارية أبي يوسف رحمه الله تعالى أمانة عند محمد رحمه الله تعالى، فقال لها محمد: هل تحفظين في هذا الوقت من أبي يوسف في الفقه شيئا؟ قالت: لا، إلا أنه كان يكرر، ويقول: سهم الدور ساقط.

قلت: هذه مسئلة علم الفرائض.

فحفظ ذلك منها، وكانت المسئلة مشكلة على محمد، فارتفع الإشكال بهذه الكلمة. فعلم أن الاستفادة ممكنة من كل أحد.

وقد كان لمحمد بن الحسن مال كثير، حتى كان له ثلاثمائة من الوكلاء على ماله، فأنفقه كله في العلم والفقه، ولم يبق له ثوب نفيس، فرآه أبو يوسف في ثوب خلق، فأرسل إليه ثيابا نفيسة، فلم يقبلها، وقال: عجّل لكم، وأجّل لنا. لعله إنما لم يقبله، وإن كان قبول الهدية سنة، لما رآى في ذلك مذلة لنفسه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس للمؤمن أن يذل نفسه

(2)

.

وهكذا روي عنه، أنه قال: ترك لي أبي ثلاثين ألف درهم، فأنفقت خمسة عشر ألفا على النحو والشعر، والباقي على الحديث والفقه

(3)

.

(1)

راجع: تعليم المتعلم ص 30.

(2)

انظر: تعليم المتعلم ص 88.

(3)

راجع: تاريخ بعداد 2: 170.

ص: 109

قال محمد بن الحسن: إن ساعتنا هذه من المهد إلى اللحد، فمن أراد أن يترك علمنا هذا ساعة، فليتركه الساعة.

قيل: رئي محمد في المنام بعد وفاته، فقيل له كيف كنت في حال النزع؟ فقال: كنت متأملا في مسئلة من مسائل المكاتب، فلم أشعر بخروج روحي.

وقيل: إنه قال في آخر عمره: شغلتني مسائل المكاتب عن الاستعداد لهذا اليوم، وإنما قال ذلك تواضعا

(1)

.

وعن محمد بن سلمة، قال: إنه كان جزأ الليل ثلاثة أجزاء، جزء ينام، وجزء يصلي، وجزء يدرس، وبلغ شغله بالعلم أنه كان يتوسخ لباسه ولا يتفرغ لنزعه، حتى يؤتى بثوب غيره، فيلبس، وينزع، وكان فى داره ديك يصيح بالليل، فقال: اذبحوه، فإنه يشغلني. وكان لا ينام بالليل، وكان يجلس، وقد خلع قميصه، وحوله الكراريس، وكان يرفع كراسا، ويضعه، ثم يرفع آخر، وكان بين يديه طست من ماء، وبين يديه عشر جوار روميات عالمات بالكتابة والعربية، يقرأن عليه العلم. فقيل: لم لا تنام؟ قال كيف أنام؟ وقد نامت عيون المسلمين توكلا علينا. ويقولون: إذا وقع لنا أمر رفعناه إليه، فيكشفه لنا. فإذا نمت ففيه تضييع للدين. فقيل: ما لك نزعت القميص؟ فقال النوم من الحرارة، والحرارة من الثوب، فإذا آذاني النوم صببت الماء على جسدي. وأما كثرة الكراريس، فلأن العلم ثقيل، فأنظر في هذا، فإذا ثقل أخذت بآخر

(2)

.

عن إبراهيم بن أبى داود البرلسي، سمعت يحيى بن صالح الوحاظي، يقول: حججت مع محمد بن الحسن، فقلت له: حدثني بكتابك في كذا من

(1)

راجع: تعليم المتعلم ص 96.

(2)

راجع: المناقب للكردرى 2: 162، 163.

ص: 110

الفقه، فقال: ما أنشط له، فقلت: أما أقرءه عليك، فقال لي: أيهما أخفّ عندك فعليَّ: قراءتي عليك، أو قراءتك علي؟ قلت: قراءتي عليك، قال: لا بل قراءتي أخفّ، لأني إنما أستعمل فيها بصري ولساني، وقراءتك أستعمل فيها بصري وذهني وسمعي

(1)

.

روي أن الشافعي رحمه الله تعالى بات عند محمد، وقام إلى الصباح، واضطجع محمد، فاستكره الشافعي ذلك، فلما طلع الفجر قام، وصلى بلا تجديد وضوء، فقال الشافعى لمحمد، فقال: إنك عملت لنفسك حتى الصباح، وأنا عملت للأمة، استخرجت من كتاب الله نيفا وألف مسئلة

(2)

.

‌عدة من مناظراته العلمية:

1 -

عن محمد بن سماعة، قال كان عيسى بن أبان بن صدقة الكاتب يصلي معنا، وكنت أدعوه كثيرا إلى محمد، وكان يقول: هؤلاء يخالفوننا في الحديث، فصلى معنا يوما الصبح، وكان يوم مجلس محمد، ولم أفارقه، حتى جلس في المجلس، فلما فرغ قلت: هذا ابن أخيك أبان بن صدقة الكاتب، وأنا أدعوه إليك، فيأبى، ويقول: هؤلاء يخالفوننا في الحديث، فقال: لا تشهد علينا حتى تسمع أيّ حديث خالفناه، فسأله عيسى عن خمسة وعشرين حديثا، فأجابه، وأخبره بما فيه من الناسخ والمنسوخ، وأتى بالشواهد والدلائل، فلما قمنا التفت إليَّ، وقال: كان بيني وبين النور ستر، فارتفع، ثم لزمه، حتى تخرج.

2 -

وذكر قوام الإسلام حماد بن إبراهيم الصفّار البخارى عن محمد بن عبد السّلام عن أبيه، قال: سألت أبا يوسف عن مسئلة، فأجاب، ثم سألت محمدا، فخالفه، واحتج بدلائل، ثم قلت له: إن أبا يوسف يخالفك، فهل لك

(1)

راجع: مناقب الإمام الأعظم للذهبى ص 84.

(2)

راجع: مقدمة الجامع الصغير ص 26.

ص: 111

أن تجتمع معه، فاجتمعا في المسجد، فتناظرا، ففهمت إلى قليل، ثم دق الكلام، فلم أفهم

(1)

.

3 -

وذكر الهمداني عن مجاشع بن يوسف، قال: دخل علي مالك، وهو حدث، فقال: ما تقول في جنب لا يجد الماء إلا في المسجد؟ قال: لا يدخل الجنب المسجد، قال، كيف يفعل؟ وقد حضرت الصلاة، وهو يرى الماء، فجعل مالك يكرر، ويقول: لا يدخل الجنب المسجد، فلمّا أكثر عليه محمد، قال مالك: ما تقول أنت؟ فقال: يتيمم، ويدخل، ويأخذ الماء، ويغتسل. فقال من أين أنت؟ فقال: من أهل هذه، وأشار إلى الأرض، فقال: ما من أهل "المدينة" أحد إلا أعرفه، فقال: ما أكثر ما لا تعرفه، فلما نهض قيل: هذا محمد، قيل: كيف يكذب محمد، وقد قال: أنا من أهل "المدينة"، قالوا: إنما أشار إلى الأرض، قال: هذا أشرّ من الأول.

4 -

عن إبراهيم، قال: عرض على الفضيل أن ضفدعا وقع في الخل، ومات أيؤكل الخل؟ قال: لا أدرى، سلوا من يحيى بن سلام، فسأله، فقال: لا أدرى، سله سفيان بن عيينة، فسأله، فقال: لا أدري، فعرفه، فقال: سله عن محمد، فقال: لا يفسد. لأنه موضعه، قلت: كيف؟ قال: أرأيت لو وقع في الماء، ثم صب الماء في الخل، قلت: لا ينجس، قال: كذا هذا. فأخبرت الفضيل، فتعجّب، وحرّك رأسه. ويروى أن الفضيل أرسل إلى أبي يوسف، وهو يخرج من دار الإمارة: فأجاب بما ذكرناه.

5 -

ويروى عنه أنه كان نائما، إذ دقّ عليه رجل الباب بالليل. قال: أجب أمير المؤمنين. قال: فخفت على روحي، وقمت، وتطهرت، ومضيت، فلما دخلت، قال: دعوتك لمسئلة: أن زبيدة لما قلت له: إني إمام العدل، وإمام العدل في الجنة، قالت لي: إنك ظالم فاجر، كفرت بدعواك أنك من

(1)

راجع: المناقب للكردري 2: 157.

ص: 112

أهل الجنة. وحرمت عليك. قال: إذا وقعت في معصية هل تخاف الله تعالى في تلك الحالة أو بعدها؟ قال: والله أخافه خوفا شديدا، قال: إنك إذا من أهل الجنتين، لا جنة واحدة. قال الله تعالى: و {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} ، فأمرني بالانصراف، فجئت إلى المنزل، فإذا البدر من الدراهم سبقتني

(1)

.

6 -

ذكر السمعاني عن عيسى بن أبان، قال: قدمنا الرشيد، وغضب على تغلبى، فجرّده، وضربه، ثم قال: انبذ إليهم عهودهم. قال محمد بن الحسن: ليس إلى ذلك سبيل. لأن عمر رضي الله عنه صالحهم. قال: وكان ذلك عن ضرورة. قال: كان أولا كذلك، لكن لم يمت الفاروق حتى قوي، ثم ذو النورين، والمرتضى من بعده، ومن بعده من الأئمة كانوا على قوة وعزة وتمكن، ولم ينقض أحد منهم العهد، فليس لك إليه سبيل، فسكت الرشيد، وتركهم

(2)

.

‌ثناء العلماء الفحول على الإمام الشيباني:

انتهت إليه رياسة الفقه بـ"العراق" بعد أبي يوسف، وتفقه به أئمة، وصنف التصانيف، وكان من أذكياء العالم. وقد أثنى عليه في علمه وفهمه وعلوّ كعبه وطول باعه، فى علوم الكتاب والسنّة والقياس واللغة جم غفير من الأئمة، من شيوخه وأقرانه وتلامذته، ممن جاؤوا بعده وأذعنوا بالإمامة والرفعة. وأقدم ههنا كلمات لبعض هؤلاء الأجلة، مما نقله الثقات فى كتبهم.

‌ثناء قاضي القضاة أبي يوسف:

قال قاضي القضاة أبو يوسف رحمه الله تعالى: إنه أعلم الناس، وقال مرة: إنه من أعلم الناس

(3)

.

(1)

المناقب للكردري 2: 158، 159.

(2)

راجع: المناقب للكردري 2: 163.

(3)

انظر: مناقب أبي حنيفة وصاحبيه ص 50.

ص: 113

‌ثناء الإمام محمد بن إدريس الشافعي:

لم يرو عن الشافعى رحمه الله تعالى ثناء في حق أحد من الأئمة قدر ما روى عنه من الثناء على محمد بن الحسن، ونذكر في هذا المقام كلمات منه.

ذكر السمعاني عن البويطي عن الشافعي أنه قال: أعانني الله برجلين: بابن عيينة في الحديث، وبمحمد في الفقه.

وروى الذهبي في "جزءه" عن إدريس بن يوسف القراطيسى، أنه سمع الشافعي يقول: ما رأيت أعلم بكتاب الله من محمد بن الحسن، كأنه عليه نزل.

وذلك يدلّ على أن الشافعي كان عظيم الإجلال لمحمد بن الحسن، كبير الأدب معه. خلاف مناظرات خيالية ملفقة مستولدة، لا ترد إلا مجرّدة عن الأسانيد بالمرة، أو بأسانيد مركّبة، يذكره الخطيب في "تاريخه" بغير طريقة سؤال التلميذ من أستاذه فيما يستشكله، كيف وقد روى ابن أبي حاتم عن محمد بن الحسن، فلزمته، كتبت عنه، وعرفت أقاويله، وكان إذا قام ناظرت أصحابه، فقال لي: بلغني أنك تناظر أصحابي، فناظرني في الشاهد واليمين، فامتنعت، فألح على، فتكلمت معه، فرفع هو ذلك إلى الرشيد، فأعجبه، ووصلني.

وبهذا يظهر كيف كان محمد بن الحسن يدربه على المناظرة، كيف كان يلفت نظر أمير المؤمنين إليه، كما يظهر بذلك أيضا مبلغ أدب الشافعى مع محمد بن الحسن، يأبى الكلام معه كمناظر، خلاف ما في تلك المناظرات المختلفة، التي لا تجري بين الأستاذ وتلميذه. فملفق هذه المناظرات أساء إلى الشافعي، وهو يريد الإحسان إليه، وهكذا يكون صداقة الجاهل

(1)

.

(1)

راجع: قواعد في علوم الفقه ص 272.

ص: 114

وقال الشافعي أيضا: ما رأيت رجلا أعلم بالحرام والحلال والعلل والناسخ والمنسوخ من محمد بن الحسن.

إنما ورد الشافعي بـ"بغداد" في أول قدمةٍ قدمها في سنة أربع وثمانين. وإنما اجتمع الشافعي بمحمد بن الحسن الشيباني، فأحسن إليه، وأقبل عليه، ولم يكن بينهما شنآن، كما يذكره بعض من لا خبرة له في هذا الشأن، والله أعلم

(1)

. وقال الشافعي: لو أنصف الناس لعلموا أنهم لم يروا مثل محمد بن الحسن، ما جالست فقيها قط أفقه، ولا أفتق لسانه بالفقه منه، إنه كان يحسن من الفقه وأسبابه أشياء تعجزه عنها الأكابر

(2)

.

وقال الشافعي: أنفقت على كتب محمد بن الحسن ستين دينارا، ثم تدبرتها، فوضعت إلى جنب كل مسئلة حديثا

(3)

.

عن الربيع بن سليمان عن الشافعي أنه قال: ليس لأحد عليّ منة في العلم وأسباب الدنيا ما لمحمد عليّ، وكان يترحم عليه في عامة الأوقات.

وقال الشافعي حبست بـ"العراق" لدين، فسمع محمد بن الحسن، فخلصني، فأنا له شاكر من بين الجميع

(4)

. وقال الشافعي: ما رأيت أحدا أعلم بالفتيا من محمد، كأنه كان يوفق.

وعن يحيى بن عياش: رأيت الإمام الشافعي يتملق لمحمد، حتى يشرح له مسئلة. وعن محمد بن شجاع، قال: تكلم الشافعي يوما في مسئلة، فأعجبه، ثم قال: هذا طراز شيخنا محمد

(5)

.

(1)

راجع: أخبار أبي حنيفة وأصحابه للصيمرى ص 123، 124.

(2)

راجع: أخبار أبي حنيفة وأصحابه للصيمرى ص 123، 124.

(3)

انظر: مناقب أبى حنيفة وصاحبيه ص 51.

(4)

راجع: المناقب للكردري 2: 150.

(5)

انظر: المناقب للكردرى 2: 151.

ص: 115

وقد تواتر عن الشافعي رحمه الله تعالى بألفاظ مختلفة أنه قال: ما رأيت أحدا سئل عن مسئلة فيها نظر إلا رأيت الكراهية في وجهه، إلا محمد بن الحسن، كما ينقله الشيخ عبد الحي بن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب"

(1)

.

وقال الربيع بن سليمان، سمعت الشافعي يقول: لو أشاء أن أقول: نزل القرآن بلغة محمد بن الحسن لقلته لفصاحته.

قال الإمام الشافعي: ما رأيت سمينا أخفّ روحا من محمد بن الحسن، وما رأيت أفصح منه، كنت أظنّ إذا رأيته يقرأ القرآن كأن القرآن نزل بلغته.

وقال أيضا: ما رأيت أعقل من محمد بن الحسن.

وروى عنه، أن رجلا سأله عن مسئلة فأجابه، فقال له الرجل: خالفك الفقهاء، فقال له الشافعي: وهل رأيت فقيها قط، اللهم إلا أن يكون رأيت محمد بن الحسن.

وروى عن الشافعي أنه قال: ما ناظرت أحدا إلا تغير وجهه ما خلا محمد بن الحسن. ولو لم يعرف لسانهم لحكمنا أنهم من الملائكة. محمد في فقهه، والكسائى في نحوه. والأصمعي في شعره.

وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: حملت عن محمد وقر بعير كتابا.

روى ربيع بن سليمان قال: كتب الشافعي إلى محمد بن الحسن، وقد طلب منه كتبا، فأخرها، وكتب إليه، شعر:

قل لمن لم تر عين من رآه مثله

ومن كأن رآه قد رآى من قبله

العلم ينهى أهله أن يمنعوه أهله

لعله يبذله لأهله لعله

(1)

انظر: شذرات الذهب 1: 324.

ص: 116

فأنفذ إليه الكتب من وقته وذكر في "كتاب التعليم" أن من جملة الكتب التي طلبها الشافعي: "السير الكبير" لمحمد بن الحسن

(1)

.

قلت: قد أثنى الإمام الشافعي في هذا النظم على الإمام الشيباني ثناء بليغا، كما لا يخفى.

وعن الديلمى، أن الشافعي قال: جالسته عشر سنين، وحملت من كلامه حملى جمل، لو كان يكلمنا على قدر.

يقولون أجسام المحبين نضوة

وأنت سمين لست غير مراء

فقلت لأن الحب خالف طبعهم

ووافقه طبعي فصار غذائي

قال الإمام الكشميري رحمه الله تعالى في "فيض الباري على صحيح البخاري" 1: 152 وهذا الشافعي لما كان فقيه النفس أثنى على محمد بن الحسن رحمه الله تعالى بما هو أهله، فتارة قال: إنه كان يملأ العين والقلب (لأنه كان جميلا، ويملأ القلب من العلم). وقال أخرى: إذا تكلم محمد رحمه الله تعالى، فكأنما ينزل الوحي. ومرة قال: إني حملت عنه وقر بعير من العلم.

وأما المحدثون فمن لم يكن منهم فقيها لم يعرف قدره ورتبته، ولم تنقل عنهم كلمات التبجيل في شأنه رحمه الله تعالى. ووجه نكارتهم أنه أول من جرد الفقه من الحديث، وكانت شاكلة التصنيف قبل ذلك ذكر الآثار والفقه مختلطا، فلما خالف رأيهم طعنوا عليه في ذلك، مع أنه لم يبق الآن أحد عن المذاهب الأربعة إلا وقد فعل فعله، وسار سيرته، فرحمه الله من أنصف، ولم يتعسف

(2)

.

‌ثناء الإمام أحمد بن حنبل:

قال الإمام القدوة شيخ الإسلام ناصر السنّة أحد الأئمة "الأربعة أحمد بن حنبل الشيباني رحمه الله تعالى: إذا كان في المسئلة قول ثلاثة لم يسمع

(1)

راجع: الجواهر المضية 3: 125.

(2)

راجع: فيض الباري 1: 152، 153.

ص: 117

مخالفتهم، فقيل له: من هم؟ قال: أبو حنيفة، وأبو يوسف، ومحمد بن الحسن، فأبو حنيفة أبصرهم بالقياس، وأبو يوسف أبصر الناس بالآثار، ومحمد أبصر الناس بالعربية. وهذا كله أورده السمعاني في "كتاب الأنساب"

(1)

.

وعن إبراهيم الحربى: قلت لأحمد بن حنبل: من أين لك هذه المسائل الدقيقة؟ قال من كتب محمد بن الحسن. وبه تبين أن لأبي حنيفة منة على المذاهب كلها. فالشافعى رحمه الله تعالى أخذ الفقه عن صاحبه محمد بن الحسن، وحمل عنه وقر بعير كتبا، وروى عنه الحديث أيضا، واستفاد أحمد الدقاق من كتبه، وطلب الحديث أولا عند أبي يوسف، وتلمذ له

(2)

.

‌ثناء الإمام داود الطائي:

وعن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، قال: قال محمد بن الحسن: بلغني أنه (الإمام داود الطائى) كان يسأل عني وعن خلى، فإذ أخبر قال: إن عاش، فسيكون له شأن.

‌ثناء إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة:

وفي "تاريخ الخطيب" بسنده إلى إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة أنه قال: كان محمد بن الحسن له ذكاء مفرط، وعقل تام، وسؤدد، وكثرة تلاوة

(3)

.

وذكر الحلبي عن إسماعيل بن حماد بن الإمام الأعظم أنه كان لمحمد مجلس بـ"الكوفة"، وهو ابن عشرين سنة

(4)

.

(1)

راجع: التعليق الممجد على موطأ محمد ص 29، وكتاب الأنساب للسمعاني 3:484.

(2)

راجع: ما ينبغى به العناية لمن يطالع الهداية للعبد الضعيف محمد حفظ الرحمن حفظه الله تعالى ورعاه ص 233.

(3)

راجع: تاريخ الخطيب 2: 184.

(4)

راجع: المناقب للكردري 2: 150.

ص: 118

‌ثناء الإمام المزني

ووقف رجل على المزني، فسأله عن أهل "العراق"، فقال: ما تقول في أبي حنيفة؟ فقال: سيّدهم. قال: أبو يوسف؟ قال: أتبعهم للحديث. قال: فمحمد بن الحسن؟ قال: أكثرهم تفريعا. قال: فزفر؟ قال أحدّهم قياسا.

‌ثناء أبي داود والدارقطنى:

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى في "لسان الميزان": قال أبو داود: لا يستحق الترك. وقال الدارقطني في "غرائب مالك": إن مالكا لم يذكر الرفع عند الركوع فى "الموطأ"، وذكره في غير "الموطأ"، حدث به عشرون نفرا من الثقات الحفاظ. منهم: محمد بن الحسن الشيباني، ويحيى بن سعيد القطان. اهـ. يعدّه الدارقطنى من الثقات الحفاظ، كما ترى.

‌ثناء شيخ الإسلام ابن تيمية:

قال الشيخ الإمام العلامة الحافظ الناقد الفقيه المفسّر شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم الحرّاني البارع في الرجال وعلل الحديث في كتابه "منهاج السنة النبوية في نقض قول الشيعة والقدرية" ما نصه:

وهؤلاء أهل العلم الذين يبحثون الليل والنهار عن العلم، وليس لهم غرض مع أحد، بل يرجّحون قول هذا الصحابي تارة، وقول هذا الصحابي تارة، بحسب ما يرونه من أدلة الشرع، كسعيد بن المسيّب، وفقهاء "المدينة"، مثل عروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وعلي بن الحسين، وأبى بكر بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وسليمان بن يسار، وخارجة بن زيد، وسالم بن عبد الله بن عمر، وغير هؤلاء، ومن بعدهم، كابن الشهاب الزهري، ويحيى بن سعيد، وأبي الزناد، وربيعة، ومالك بن أنس، وابن أبي زيد، وعبد العزيز الماجشون، وغيرهم.

ص: 119

ومثل طاؤس اليماني، ومجاهد، وعطاء، وسعيد بن زبير، وعبيد بن عمير، وعكرمة مولى ابن عباس، ومن بعدهم، مثل عمرو بن دينار، وابن جريج، وابن عيينة، وغيرهم من أهل "مكة".

ومثل الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وجابر بن زيد أبي الشعثاء، ومطرف بن عبد الله بن الشخير، ثم أيوب السختياني، وعبد الله بن عون، وسليمان التيمى، وقتادة، وسعيد بن أبي عروبة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد. وأمثالهم مثل علقمة، والأسود، وشريح القاضي، وأمثالهم.

ثم إبراهيم النخعى، وعامر الشعبي، والحكم بن عتيبة، ومنصور بن المعتمر، إلى سفيان الثوري، وأبي حنيفة، وابن أبي ليلى، وشريك، إلى وكيع بن الجراح، وأبي يوسف، ومحمد بن الحسن، وأمثالهم.

ثم الشافعى، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبو عبيد القاسم بن سلام، والحميدي عبد الله بن الزبير، وأبو ثور، ومحمد بن نصر المروزي، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو بكر بن المنذر

(1)

.

قال شيخنا المحدث الجليل والفقيه النبيل العلامة عبد الرشيد النعماني بعد ذكر هذه العبارات: فقد عدّ الحافظ ابن تيمية أبا حنيفة وصاحبيه: أبا يوسف ومحمد بن الحسن من أهل العلم، الذين يبحثون الليل والنهار عن العلم، وليس لهم غرض مع أحد، بل يرجّحون قول هذا الصحابي تارة، وقول هذا الصحابي تارة، بحسب ما يرونه من أدلة الشرع، وسرد أسماء قرنائهم.

‌ثناء الإمام شمس الأئمة السرخسي:

وذكر الإمام الكبير أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس الأئمة السرخسي في مبدأ كتابه "المبسوط" مزايا الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان

(1)

راجع: منهاج السنة 3: 142، طبع بولاق، مصر 1322 هـ.

ص: 120

وأصحابه إجمالا فقال: أول من فرّع فيه وألَّف وصنَّف سراج الأئمة أبو حنيفة رحمة الله عليه بتوفيق من الله عز وجل، حضّه به واتفاق من أصحاب اجتمعوا له، كأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم بن خنيس الأنصاري رحمه الله تعالى المقدم في علم الأخبار، والحسن بن زياد اللؤلؤي المقدم في السوال والتفريع، وزفر بن الهذيل بن قيس بن سليم بن قيس بن مكمل بن ذهل بن ذؤيب بن جذيمة بن عمرو المقدم في القياس، ومحمد بن الحسن الشيباني رحمه الله تعالى المقدم في الفطنة، وعلم الإعراب، والنحو، والحساب

(1)

.

‌ثناء الإمام محمد بن مسلمة:

وفي "مناقب الكردرى" عن محمد بن سلمة أن محمد بن الحسن جزأ الليل ثلاثة أجزاء، جزءا للنوم، وجزءا للصلاة، وجزءا للدرس. وكان كثير السهر، فقيل له: لم لا تنام؟ وقد نامت عيون المسلمين تعويلا علينا، ويقولون: إذا وقع لنا أمر رفعناه إليه، فيكتفيه لنا، فإذا أنمنا ففيه تضييع للدين، هذا هو والله خدمة الدين، والإسلام، والمسلمين. فهكذا يكون العلماء والفقهاء، ولا كأمثالنا عبيد الدراهم والدنانير، أرقاء الهوى وأحباء الدنيا. اللهم انصر دين حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم بأمثال محمد بن الحسن الإمام في كل زمان. آمين.

‌ثناء عتيق بن داود اليماني:

قال القاضى الإمام أبو بكر عتيق بن داود اليماني رحمه الله تعالى في رسالته، التي صنفها في فضل أبي حنيفة رحمه الله تعالى: إنه الإمام المقدم والحبر المفخم، رباني العلم، ومعدن الفهم، دوحة العلم وجرثومته، وعنصر الفقه، أرومته، إمام الأئمة، وسراج الأمة، ضخم الدسيعة، السابق إلى تدوين علم الشريعة، فكان أول من دوَّنه، وحفظه، وأتقنه. ثم أيَّده الله بالتوفيق

(1)

راجع: المبسوط للسرخسي 1: 3.

ص: 121

والعصمة، منا منه سبحانه على هذه الأمة، ورحمة. فجمع له ما لم يجمع لإمام بعده ولا قبله، من الأصحاب الذين هم في العلم والفهم لب اللباب.

ثم أثنى على قاضي القضاة ثناء بليغا، ثم أثنى على الإمام محمد بن الحسن الشيباني ما نصّه: ومنهم: ذو الفهم والبيان، الماهر في الفقه وعلم اللسان، محمد بن الحسن الشيباني

(1)

.

‌ثناء الإمام بكر بن محمد العمي:

وقال أبو حازم: سمعت بكر بن محمد العمي يقول: إنما أخذ ابن سماعة عيسى بن أبان حسن الصلاة من محمد بن الحسن

(2)

.

‌ثناء شيخ الإسلام الذهبي:

قال مؤرخ الإسلام، الحافظ الناقد البصير، شمس الدين الذهبي، الذى هو من أهل الاستقراء التام في نقد الرجال في حق الإمام محمد بن الحسن الشيبانى: كان محمد بن الحسن الشيبانى من بحور العلم والفقه، قويا في مال. انتهى

(3)

.

‌ثناء الإمام ابن سعد الكاتب:

وقال ابن سعد الكاتب: كان أصل محمد من "الجزيرة"، ونشأ بـ"الكوفة"، وطلب الحديث، وسمع سماعا كثيرا، وقدم "بغداد"، فنزل بها، واختلف إليه الناس، وسمعوا منه الحديث والرأى

(4)

.

(1)

راجع: التعليق على مقدمة كتاب التعليم ص 240.

(2)

انظر: فوائد في علوم الفقه ص 275.

(3)

راجع: ميزان الاعتدال 3: 513.

(4)

راجع: ما ينبغى به العناية لمن يطالع الهداية ص 233، وإنهاء السكن ص 84.

ص: 122

‌ثناء أبي عبيد قاسم بن سلام:

وروى عنه أي الإمام الشيباني أبو عبيد قاسم بن سلام، وقال: وما رأيت أعلم بكتاب الله من محمد بن الحسن

(1)

.

‌ثناء الإمام يحيى بن معين:

وعن يحيى بن معين، قال: كتبت "الجامع الصغير" عن محمد بن الحسن.

‌ثناء الإمام محمويه:

عن أبي رجاء عن محمويه، قال: كنا نعدّه من الأبدال. قال: رأيت محمد بن الحسن في منام، فقلت: يا أبا عبد الله إلى ما صرت؟ قال: قال لي ربى: إني لم أجعلك وعاء العلم، وأنا أريد أن أعذبك، قلت: ما فعل أبو يوسف، قال: فوقي. قلت: فأبو حنيفة؟ قال: فوقه بطبقات كثيرة.

‌ثناء الإمام أبي حفص الكبير

قال مسند "بخارى" وفقيه المشرق، إمام الحنفية في "ما وراء النهر"، الإمام أبو حفص الكبير البخارى رحمه الله تعالى: من نظر إلى محمد عرف أنه خلق للعلم، ومع ذلك صلاح غالب، وحفظ اللسان، والسمت الحسن، والتودد، والخلق الجميل، وأدب النفس، والعقل الكامل.

قال محمد بن سلام: أنفقت على كتبه عشرة آلاف درهم، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما اشتغلت إلا بكتب الرجل الصالح محمد بن الحسن.

‌ثناء الإمام أحمد بن كامل القاضي:

عن أحمد بن كامل القاضي: كان محمد موصوفا بالرواية، والكمال في الرأي والتصنيف، وله المنزلة الرفيعة، وكان أصحابه يعظمونه جدا

(2)

.

(1)

راجع: الجواهر المضية 4: 124.

(2)

راجع: المناقب للكردري 2: 153.

ص: 123

‌ثناء العلامة الشيخ عبد الحي اللكنوي:

قال الفاضل العلامة الشيخ عبد الحي بن الشيخ عبد الحليم اللكنوي رحمه الله تعالى بعد أن سرد هذه النصوص من العلماء: قلت: بهذه العبارات الواقعة من الأثبات وغيرها من كلمات الثقات، التي تركنا ذكرها خوفا من التطويل، يظهر جلالة قدره وفضله الجميل، فمن طعن عليه كأنه لم تفرع هذه الكلمات، ولم يصل بصره إلى كتب النقاد الأثبات، وكفاك مدح الشافعي له بعبارات رشيقة وكلمات لطيفة ورواية عنه.

‌ثناء الإمام زاهد الكوثري:

وقد أثني عليه الإمام الكوثري ثناء بليغا بما نصّه: وهذا أيضا مجتهد مطلق وإمام مطلق وإمام عظيم، تخرج به عظماء، على كتبه مدار الكتب المدونة في المذاهب، ولما سئل أحمد بن حنبل عن أجوبته الدقيقة من أين لك هذه؟ قال: من كتب محمد بن الحسن، وبه تفقه إمام الخطيب الإمام الشافعي، والإمام أبو عبيد قاسم بن سلام، والإمام أسد بن الفرات -مدوّن مذهب مالك- وغيرهم من أساطين العلم

(1)

.

‌ثناء العلامة ظفر أحمد العثماني

قال المحدّث الفاضل الشيخ ظفر أحمد العثماني رحمه الله تعالى في "قواعد في علوم الحديث" في ترجمة الإمام محمد بن الحسن رحمه الله تعالى: هو نادرة الزمان، بحر العلوم، حافظ الحديث، فقيه العلم، الإمام، محمد ابن الحسن الشيباني

(2)

.

(1)

انظر: تأنيب الخطيب ص 263.

(2)

راجع: قواعد في علوم الحديث ص 342.

ص: 124

‌ثناء الشيخ زكريا الكاندهلوي:

قال الشيخ المحدّث النبيل محمد زكريا الكاندهلوي رحمه الله تعالى في "مقدمة أوجز المسالك" عند ذكر الإمام مالك ما نصّه: الخامسة عشر نسخة سراج مذهب الحنفية محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة، اسمه مغن عن ذكر مفاخره

(1)

.

‌فضل محمد على بعض مشايخه:

وكثير من أهل العلم يفضل محمد بن الحسن على بعض مشايخه في الفقه، فضلًا عن مشايخه في الحديث. قال الحافظ ابن أبي العوام السعدي: سمعت الطحاوى قال: سمعت محمد ابن سنان يقول: سمعت عيسى بن سليمان يقول: لما قدم يحيى بن أكثم مع المأمون يريد "مصر"، لقي يحيى بن صالح الوحاظي (من مشايخ البخاري بالشام) فقال له: يا أبا زكريا! أيما كان أكثر تيقّظا؟ مالك بن أنس أو محمد بن الحسن؟ فقال له يحيى بن صالح: كان محمد بن الحسن نائما مستثقلا أيقظ من مالك جالسا مجتمعا.

‌فضل محمد كثير على العلماء:

عن أبي عبيد قال: كنا عند محمد إذا أقبل الرشيد، فقام الناس كلهم إلا محمد، وكان الحسن ثقيل القلب عليه. فقام، ودخل الناس، فبعد يسير أذن لمحمد، فدخل، ثم خرج مسرور النفس، فقال: قال لي: ما لَكَ لم تقم مع الناس؟ قلت: كرهت أن أخرج إلى طبقة الخدمة من الطبقة التي جعلتني فيها، وقد حدّثت عن ابن عمّك: من أحبّ أن يتمثل له الرجال قياما فليتبؤ مقعده من النار، وإنما أراد به العلماء، فمن قام لحق الخدمة فهو إعزاز

(1)

انظر: مقدمة أوجز المسالك ص 24.

ص: 125

للملك، وهيبة للعدو، ومن لم يقم اتبع السنّة، التي أخذت عنكم، قال: صدقت

(1)

.

عن محمد بن كامل المروزي، قال: ما رأيتُ فتى أجل منه، ولا مجلسا أنبل منه، ولا إملاء أحسن من إملاءه، وكان من أحج الناس، وأورع الناس، وكان أهل "بغداد" إليه أميل، وبقوله آخذ من قول أبي يوسف

(2)

.

‌كان الإمام الأعظم وصاحبيه أول المتكلمين:

قال الحافظ الحارثي: حدّثنا على بن موسى سمعتُ يعقوب بن شيبة، سمعتُ قبيصة يقول: كان أبو حنيفة في أول أمره يجادل أهل الأهواء، حتى صار رأسا في ذلك، منظورا إليه، ثم ترك الجدال، ورجع إلى الفقه والسنّة، وصار إماما فيه. كذا ذكره صدر الأئمة في "المناقب" بإسناده إلى الحارثي.

وقال العلامة كمال الدين أحمد بن حسن بن سنان الدين القاضي الرومي الحنفي قاضي العسكر في مبدأ كتابه "إشارات المرام من عبارات الإمام" وهو أول من دون الأصول الدينية، وأتقنها بقواطع البراهين اليقينية، في مبادي أمره بعيد رأس المائة الأولى.

وفي "التبصرة البغدادية" إن أول متكلمى أهل السنّة من الفقهاء أبو حنيفة، ألف فيه "الفقه الأكبر"، و"الرسالة" في نصرة أهل السنّة، وقد ناظر فرق الخوارج، والشيعة، والقدرية، والدهرية. وكان دعاتهم بـ"البصرة"، فسافر إليها نيفا وعشرين مرة، وقصمهم بالأدلة الباهرة، وبلغ في الكلام إلى أن كان المشار إليه بين الأنام. واقتفى به تلامذته الأعلام، ففى "المناقب الكردرية" وغيرها عن الإمام خالد بن زيد العمري أنه: كان الإمام أبو حنيفة، وأبو

(1)

راجع: المناقب للكردري 2: 160.

(2)

راجع: المناقب للكردرى 2: 162، وتاريخ بغداد 2:161.

ص: 126

يوسف، ومحمد، وزفر، وحمّاد بن أبي حنيفة، قد خصموا بالكلام الناس، أي ألزموا المخالفين، وهم أئمة العلم

(1)

.

‌شأن محمد في قلوب الفقهاء من المحدّثين:

وروى ابن أبي العوام عن الطحاوي عن إبراهيم بن أبي داود أنه قال: سمعتُ يحيى ابن صالح الوحاظي يقول: حججت مع محمد بن الحسن، فلما كنا بمنى رأيتُ خالد بن عبد الله "وهو أبو الهيثم الواسطي"، وصرت إلى مجلسه، فازدحم عليه أصحاب الحديث حتى آذوه، فقال: عيسى: لو سئل هؤلاء عن مسئلة من الفقه ما عرفوا الجواب فيها. فاستحسن جوابي، وقال لي: ممن علمت هذا؟ فقلت: عن محمد بن الحسن، وهو حاج معك، فقال لي: إذا فرغنا فامض بي إلى مضربه، حتى أسلم عليه. فلما فرغنا مضيت معه إلى محمد بن الحسن، فلما رآه قام. هذا يدلك على عظم شأن محمد في قلوب الفقهاء من المحدّثين، وأما من لا يعرف إلا سرد الروايات من غير تفقه فليقل ما شاء.

قلت: فيه دلالة واضحة على أن السلف كانوا ينكرون على من طلب الحديث، وأعرض عن الفقه

(2)

.

‌بلاغات الإمام محمد الشيباني عند الفقهاء

‌حكم تعاليق البخاري عند المحدّثين:

قال محمد رحمه الله تعالى في "الأصل": بلغنا عن علي كرم الله تعالى وجهه: أن رجلًا أقام عنده بينة على امرأة أنه تزوجها، فأنكرت، فقضى له بالمرأة، فقالت: إنه لم يتزوجني، فأما إذا قضيت عليّ فجدّد نكاحي. فقال: لا أجدّد نكاحك، الشاهدان زوّجاك. قال: وبهذا نأخذ، فلو لم ينعقد النكاح

(1)

راجع: التعليق على مقدمة كتاب التعليم ص 65، 166.

(2)

راجع: قواعد في علوم الحديث ص 264.

ص: 127

بينهما باطنا بالقضاء لما امتنع من تجديد العقد عند طلبها، ورغبة الزوج فيها، وقد كان في ذلك تحصينا من الزنا، وصيانة مائه. ا هـ. من رسالة العلامة قاسم المؤلفة في هذه المسئلة. وقوله:"وبهذا نأخذ" دليل لما حكاه الطحاوي من أن قول محمد كقول أبي حنيفة، كذا في "رد المحتار" للعلامة الشامي، رحمه الله تعالى.

ولا يخفى أن حكم بلاغات الإمام محمد عند الفقهاء حكم تعاليق البخاري عند المحدّثين، كما هو مصرّح في كتب الأصول

(1)

.

‌إن لمحمد بن الحسن منة عظيمة على المذاهب كلها:

إن لمحمد بن الحسن منة عظيمة على المذاهب كلها، أما مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان فمحمد محرّره وناشره، وكتبه المشهورة بظاهر الرِّواية أصله وأساسه. و"الأسدية" التي هى أصل "المدونة" في مذهب مالك إنما ألفت في ضوء كتب محمد كما سبق، والشافعي رحمه الله تعالى إنما ألفت قديمه وجديده بعد أن تفقه على محمد، وكتب كتبه، وحفظ منها ما حفظ. وابن حنبل كان يجاوب في المسائل من كتب محمد، هكذا من بعدهم من الفقهاء، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

(2)

.

‌حسن أدب الإمام محمد مع أساتيذه:

وفي "غاية البيان" شرح "الهداية" لأمير كاتب الإتقان في باب الأذان: ذكر محمد في "الجامع الصغير" أبا يوسف باسمه دون كنيته، حتى لا يكون وهم التسوية في التعظيم بين شيخين، لأن الكنية للتعظيم، وكان محمد مأمورا من جهة أبي يوسف بأن يذكر باسمه، حيث يذكر أبا حنيفة. فعن هذا قال مشايخنا بـ"بخارى": من الأدب أن لا يدعو بعض الطلبة

(1)

انظر: التعليق على مقدمة كتاب التعليم ص 319، 320.

(2)

راجع: فوائد في علوم الفقه ص 279.

ص: 128

بعضهم بلفظ مولانا عند أستاذهم، احترازا عن التسوية في التعظيم بين الأستاذ والتلميذ. انتهى

(1)

.

‌تصانيفه الفائقة الممتعة:

والإمام الهمام محمد بن الحسن الشيباني -أغدق الله على قبره شآبيب رضوانه- قد صنّف كتبا كثيرة، حتى قيل: إنه صنف في العلوم الدينية تسعمائة وتسعا وتسعين كتابا. وكان هو رحمه الله تعالى فصيحا لغويا أديبا، استند بقوله أبو عبد الله في "غريب الحديث"

(2)

.

وذكر الحلبي عن الحسن بن داود، قال: افتخر أهل "البصرة" بأربعة كتب "كتاب البيان والتبيين"، و"طبائع الحيوان" للجاحظ، و"كتاب سيبويه"، و"كتاب الخليل" في العين. ونحن نفتخر بسبعة وعشرين ألف مسئلة، عملها رجل في الحلال والحرام قياسية عقلية، يقال له محمد بن الحسن، لا يسع الناس جهله، و"كتاب القراء"، في المعاني، و"كتاب المصادر"، و"كتاب الوقف والابتداء"، و"كتاب الواحد والجمع"، وكتاب واحد على من الأخبار مثل كل كتاب ألفه البصريون، وهو كتاب ابن الأعرابي، كان أوحد الناس في اللغة

(3)

.

وذكر العلامة أبو الوفاء الأفغاني رحمه الله تعالى في مقدمة تحقيقه على "كتاب الآثار": لم يصل إلينا من أي عالم في طبقة كتب في الفقه، قدر ما وصل إلينا من محمد بن الحسن، بل كتبه هي العماد للكتب المدوّنة في فقه المذاهب، فكم رأينا بين المحامين الباحثين، فضلًا عن قضاة الشرع الفقهاء من يرغب رغبة صادقة في نشر كتب محمد بن الحسن، اعترافا منهم بأن كتبه هي

(1)

راجع: النافع الكبير ص 22، 23.

(2)

انظر: مقدمة الهداية ص 14.

(3)

راجع: المناقب للكردري 2: 159، 160.

ص: 129

أسس الكتب المدوّنة في فقه المذاهب، ولا يخفى مبلغ استمداد الكتب المدوّنة في المذاهب من كتب محمد بن الحسن. فـ"الأسدية" التي هي أصل "المدونة" في مذهب مالك إنما ألفت تحت ضوء كتب محمد. والشافعي وإنما ألف قديمه وجديده بعد أن تفقه على محمد، وكتب كتبه، وحفظ منها ما حفظ وابن حنبل كان يجاوب في المسائل من كتب محمد نذكر هنا جملة من تصانيفه المشهورة.

‌كتاب الأصل المعروف بالمبسوط:

فمنها: "كتاب الأصل" المعروف بـ"المبسوط"، وهو أكبر ما وصل إلينا من كتبه، وهو في ستة مجلدات، كل مجلد منها نحو خمسمائة ورقة، وهو الذي يقال عنه: إن الشافعي كان حفظه، وألف "الأم" على محاكاة "الأصل"، وأسلم حكيم من أهل الكتاب بسبب مطالعة "المبسوط" هذا، قائلا: هذا كتاب محمدكم الأصغر فكيف كتاب محمدكم الأكبر؟ يرويها جماعة من أصحابه، وقد قدر الله سبحانه وتعالى ذيوعا عظيما لهذا الكتاب، يحتوي على فروع تبلغ عشرات الألوف من المسائل في الحلال والحرام، لا يسع الناس جهلها. وهو الكتاب الذي كان أبو الحسن بن داود يفاخر به أهل "البصرة"، وطريقته في الكتاب سرد الفروع على مذهب أبي حنيفة وأبي يوسف، مع بيان رأيه في المسائل، ولا يسرد الأدلة حيث تكون الأحاديث الدالة على المسائل بمتناول جمهور الفقهاء من أهل طبقته. وإنما يسردها في مسائل ربما تعزب أدلتها عن علمهم، فلو جرّدت الآثار من هذا الكتاب الضخم تكون في مجلد لطيف، وتوجد عدّة نسخ كاملة منه في خزانات "إستانبول"، منها: ما هو في ستة مجلدات، وهي نسخة مكتبة فيض الله، ومنها: ما هو في أربعة مجلدات، وهي نسخ مكتبات جار الله ولي الدين، وقره مصطفى باشا، ومراد ملا. وأقدمها نسخة مراد ملا، وكلها من رواية الجوزجاني. وعدد المجلدات مما يختلف باختلاف الخط، ويوجد في

ص: 130

مكتبة الأزهر مجلد من أوله، وفي دار الكتب المصرية عدة مجلدات باسم "الأصل"، وباسم كتاب في الفروع من غير أن تتم بها نسخة واحدة. وتشرفت إدارة القرآن والعلوم الإسلامية كراتشي بطبع حصة منه إلى كتاب البيوع والسلم في خمس مجلدات.

قلت: إن نسخ "المبسوط" المروية عن محمد متعددة، وأظهرها "مبسوط أبي سليمان الجوزجاني".

وشرح "المبسوط" جماعة من المتأخِّرين، مثل شيخ الإسلام بكر المعروف بخواهر زاده، ويسمى "الكبير"، وشمس الأئمة الحلواني، وغيرهما. ومبسوطاتهم شروح في الحقيقة، ذكروها مختلطة بـ"مبسوط محمد"، كما فعل شراح "الجامع الصغير". مثل فخر الإسلام، وقاضي خان، وغيرهم. فيقال: ذكره قاضي خان في "الجامع الصغير" والمراد شرحه، كذا في غيره. ملخّصا من "شرح البيري" على "الأشباه"، وشرح الشيخ إسماعيل النابلسى على "شرح الدرر"

(1)

.

الجامع الصغير:

ومنها: "الجامع الصغير"، وسيأتي ذكره في آخر الكتاب، إن شاء الله تعالى.

السير الصغير:

ومنها: "السير الصغير" يرويه عن أبي حنيفة رحمه الله تعالي، وحاول الأوزاعي الرد على سير أبي حنيفة، فجاوبه أبو يوسف.

الجامع الكبير:

ومنها: "الجامع الكبير"، وهو كتاب جامع لجلائل المسائل، مشتمل على عيون الروايات ومتون الدرايات، بحيث كاد أن يكون معجزا. كما يقول

(1)

راجع: رد المحتار 1: 170.

ص: 131

الأكمل في "شرحه" على "تلخيص الخلاطي" لـ"الجامع الكبير"، وقال محمد بن شجاع الثلجى فيه: إنه لم يؤلف في الإسلام مثله في الفقه. وقال الإمام المجتهد أبو بكر الرازي في شرحه على "الجامع الكبير": كنت أقرأ بعض مسائل من "الجامع الكبير" على بعض المبرزين في النحو (يعني أبا علي الفارسي)، فكان يتعجب من تغلغل واضع هذا الكتاب في النحو.

وروى ابن أبي العوام بسنده عن الأخفش ثناء بالغا في حق هذا الكتاب من جهة موافقته للعربية تمام الموافقة. وكتب العلامة الشريف النقيب جمال الدين بن عبيد الله من "الموصل" في المحرم سنة خمس عشرة وستمائة إلى القاضي شرف الدين بن عنين، يقول فيه: كنت مذ زمن طويل تأملت كتاب "الجامع الكبير" لمحمد بن الحسن رحمه الله، وارتقم على خاطري منه شئ، والكتاب في فنه كتاب عجيب، لم يصنّف مثله، إلى أن سأل فيه من مسائل استشكلها، وأجاب عنها الملك المعظم عيسي، وأوردها فيما رد به على الخطيب، وذكر نصوصا من الكتاب المذكور مما يدلّ على تغلغل محمد وشيخه في أسرار العربية، وهذا الكتاب يعدّ ألقية الفقهاء، يختبر به تفاوت مداركهم، ومبلغ يقظتهم في الفقه. وقد أقر جماهير أهل العلم باستبحار واضعه في العربية، وبأنه حجة في اللغة، كما أنه حجة في الفقه، وقد أقرّ بذلك ابن تيمية في مواضع على انحرافه من أهل الرأي، مع أنك ترى الشافعية أنفسهم يختلفون في كون الشافعي حجة في اللغة، كما يستفاد من بحث مفهوم الصفة في "البرهان" لابن الجوزي.

وقد شرح هذا الكتاب عشرات من الأئمة، ولم تزل تلك الشروح الخالدة محفوظة في خزانات العالم، وتوجد نسخ عديدة من "الجامع الكبير" في مكتبات "إستانبول"، وأقدمها نسخة مكتبة الفاتح بها، وتوجد أيضًا نسخة في مكتبة ولي الدين شيخ الإسلام، وفي مكتبة بني جامع بها أيضًا. وقد روى

ص: 132

"الجامع الكبير" عن محمد جماعة كثيرة من أصحابه، وفي جملة هؤلاء على بن معبد بن شداد.

‌شراح الجامع الكبير:

ولدقة مسائل الكتاب وصعوبة تخريجها شرحه كثير من أئمة الفقهاء، كالإمام القاضي أبي خازم، والإمام على بن موسى القمي، والإمام أحمد بن محمد الطحاوي، والإمام أبو بكر محمد بن حسين خواهر زاده، والشيخ أبو بكر الرازى الجصاص، وأبو عبد الله الجرجاني، وأبو الليث السمرقندي، والإمام أبو الفضل الكرماني، والإمام القاضي أبو زيد الدبوسي، والإمام برهان الدين صاحب "المحيط"، والإمام شمس الأئمة الحلواني، والصدر الشهيد حسام الدين، وشمس الأئمة السرخسي، وفخر الإسلام علي البزدوي، وصدر الإسلام البزدوي، والقاضى الأرسابندي، والإمام العتابي، وشيخ الإسلام علاء الدين السمرقندي، وفخر الدين قاضى خان، والإمام ظهير الدين، وصدر الإسلام مجد الدين، وجمال الدين الحصيري، والإمام الإسبيجابي، وغيرهم. رحمهم الله أجمعين

(1)

.

‌والزيادات وزيادات الزيادات:

منها: "الزيادات"، و"زيادات الزيادات". ألفهما بعد "الجامع الكبير"، استدراكا لما فاته فيه من المسائل. تعدان من أبدع كتبه، وقد عنى أهل العلم بشرحهما عناية كاملة، وتوجد نسخ منهما في خزانات "إستانبول". وهما من الكتب المروية عنه بطريق الشهرة. وغلط من ذكرهما في عداد النوادر. ويقال في سبب تأليفه لـ"الزيادات": إن أبا يوسف فرّع فروعا دقيقة في أحد مجالس إملاءه، ثم قال: يشقّ تفريع هذه الفروع على محمد بن الحسن، ولما بلغه ذلك

(1)

راجع: الكتاب الجامع الكبير ص 3 - 7.

ص: 133

ألف "الزيادات" لتكون حجة، على أن أمثال تلك الفروع وما هو أدقّ منها لا يشقّ عليه تفريعها، والله تعالى أعلم.

قلت: "زيادات الزيادات" ألفه بعد إملائه "الزيادات" على "الجامع الكبير" استدراكا بما فاته، من المسائل، وهو كتاب وجيز، يحتوي على سبعة أبواب.

(1)

باب طلاق السنّة يقع بالوكالة وبالجعل وغيره.

(2)

باب من الطلاق والعتاق في الصحة والمرض.

(3)

باب قسمة الكيلي من الصنفين بعضه شراء ببعض.

(4)

باب من المواريث التى تكون فيها وصية فتبطل الميراث.

(5)

باب شراء الرجل ابنه بابنه وهما عبدان وغير ذلك.

(6)

باب الولد يكون بين الرجلين الكافرين أحدهما تغلبي والآخر ليس بتغلبي.

(7)

باب من صلاة التطوع التي تستقيم أن تكون بإمام أو لا تستقيم.

وقد شرحه شمس الأئمة السرخسي، وسماه "النكت" كما شرحه الإمام العتابي، وقد طبع الكتاب ممزوجا مع هذين الشرحين باهتمام الأستاذ الشيخ أبي الوفاء الأفغاني في "حيدرآباد"، سنة 1378 هـ.

‌السير الكبير:

ومنها: "السير الكبير"، وهو من أواخر مؤلفاته. ألفه محمد بعد أن انصرف أبو حفص الكبير إلى "بخارى"، فانحصرت روايتُه في البغداديين، مثل الجوزجاني، وإسماعيل بن توبة القزويني. وقد احتفى الرشيد بهذا الكتاب جدا، وأسمعه ابنيه: الأمين والمأمون، وعظم قدر هذا الكتاب معروف، وقد شرحه جماعة من الأئمة، وقد طبع شرح السرخسي عليه في "الهند" في أربعة

ص: 134

مجلدات، ولشيخ المشايخ العلامة محمد منير العينتابي تعليق نفيس عليه، سماه "التيسير على السير الكبير"، وهو موجود بمكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت بـ"المدينة المنورة"، وتوجد نسخ خطية من "السير الكبير" بمكتبات "إستانبول"، وترجم كتاب "السير الكبير" إلى اللغة التركية بقلم شيخ المشايخ العينتابي المذكور في عهد سلطان محمود خان العثماني، تسهيلا لاطلاع المجاهدين من قواد الجيوش في الدولة على أحكام الجهاد، ثم طبعت الترجمة المذكورة في "إستانبول".

قلت: تلك الكتب الستة: أعنى "المبسوط"، و"الصغيرين"، و"الكبيرين"، و"الزيادات" تعد -لما حوته من الروايات- ظاهر الرواية في الذهب، من حيث أنها مروية بطريق الشهرة أو التواتر، ويعد باقي كتب محمد في الفقه غير ظاهر الرِّواية، لورودها بطرق الآحاد دون الشهرة والتواتر.

قلت: وفي كتاب الحج من "البحر" أن "كافي الحاكم" هو جمع كلام محمد في كتبه الستة، التى هي ظاهر الرِّواية. وفسر في "معراج الدراية" قبيل باب الإحصار "الأصل" بـ"المبسوط". وفي باب العيدين من "البحر" و"النهر" أن "الجامع الصغير" صنفه محمد بعد "الأصل"، فما فيه هو المعوَّل عليه. ثم قال في "النهر": سمي "الأصل" أصلا لأنه صنف أولا، ثم "الجامع الصغير"، ثم "الكبير"، ثم "الزيادات". كذا في "غاية البيان" ا هـ. وذكر الإمام شمس الأئمة السرخسي في أول شرحه على "السير الكبير" أن "السير الكبير" هو آخر تصنيف، صنفه محمد في الفقه

(1)

.

وكان دأبه فيه أنه يبدأ كل كتاب بما ورد فيه من الآثار، التى صحت عندهم، ثم بعد ذلك يذكر المسائل وأبوابها

(2)

.

(1)

راجع: رد المحتار 1: 170.

(2)

راجع: الإمام ابن ماجه وكتابه السنن ص 73.

ص: 135

ومنها: "الرقيات"، وهي المسائل التي فرعها محمد حينما كان قاضيا بـ"الرقة"، رواها عنه محمد بن سماعة. وكان معه طول بقاء محمد بن الحسن بها.

ومنها: "الكيسانيات"، رواها عنه شعيب بن سليمان الكيساني، ويرويها الطحاوي عن سليمان بن شعيب عن أبيه عن محمد. ويقال لها:"الأمالي". وتوجد قطعة منها في المكتبة الآصفية في "حيدرآباد الدكن" بـ"الهند"، ودائرة المعارف هناك.

ومنها: "الجرجانيات"، يرويها على بن صالح الجرجاني عن محمد.

ومنها: "الهارونيات".

وله "كتاب النوادر" رواية إبراهيم ابن رستم، وآخر من رواية ابن سماعة، وآخر من رواية هشام بن عبيد الله الرازي، وآخر من رواية أبي سليمان الجوزجاني، وآخر من رواية على بن يزيد الطبري.

‌كتاب الكسب:

وله "كتاب الكسب". وهذا العنوان يحمل معاني واسعة شاملة لكل جوانب الارتزاق في الحيوة، وهو إلى جانب هذا الشمول الشامل الكامل يدلّ على سعة فقه الإمام محمد بن الحسن، وعمق نظره، ودقة تعبيره. فهذا تعبير لا تتخلف عنه صورة جزئية أو كلية من موارد الرزق، كالتجارة، أو الصناعة، أو الإجارة، أو الهبة، أو البيع، أو الشراء، أو الاحتطاب، أو الاصطياد، أو ما أخرجته الأرض، أو أنبتته السماء. فلله درّ هذا الإمام الفقيه البليغ العبقري النبيه فقد استوفى بهذه اللفظة المفردة الصغيرة كلّ مصدر ارتزاق أو انتفاع يقع للإنسان.

يقال: إنه مات قبل أن يتمه، وكانوا سألوه أن يؤلّف كتابا في الورع، فجاوبهم بأني ألفت كتابا في البيوع، يريد أن المرء إذا طاب مكسبه حسن عمله.

ص: 136

فلما أصرّوا على الطلب بدأ في تأليف هذا الكتاب، لكن المنية حالت دون إتمامه، وكان شمس الأئمة السرخسي شرح "كتاب الكسب" هذا كما في "تاج التَّراجم". وفي دار الكتب المصرية كتاب محفوظ تحت رقم 11 في فن الصناعة في نحو خمس وأربعين ورقة، يحفظ عن المكاسب، يقال: إنه تلخيص ابن سماعة لـ"كتاب الكسب" لمحمد، مكتوب على ظهره، "كتاب الاكتساب في الرزق المستطاب" بديع في بابه، ولكن في النفس شيء من نسبة الكتاب بهذا الاسم إلى ابن سماعة، والله أعلم.

‌الكتب التى تغلب فيها رواية الحديث:

وأما الكتب التي تغلب فيها رواية الحديث من كتبه، فبين أيدينا.

منها: "الموطأ"، تدوين محمد من روايته عن مالك، وفيه ما يزيد على ألف حديث وأثر من مرفوع وموقوف ما رواه عن مالك. وفيه نحو مائة وخمسة وسبعين حديثا عن نحو أربعين شيخا سوى مالك.

وطبع "موطأ محمد" بـ"الهند". مرات مع "التعليق الممجد" لعبد الحي اللكنوي، لكن إدخال حديث كان في هامش نسخة أبي على الصواف في الصلب خطأ، وهو حديث القراءة خلف الإمام من رواية الشيخ أبي على عن محمود المروزي إلى آخر السند، فاضطرب لذلك اللكنوي في رجال هذا السند، ظنا منه أن أبا علي هو شيخ لمحمد بن الحسن، ولا دخل لمحمد بن الحسن في هذا الحديث أصلا، فإن أبا علي هو محمد بن أحمد بن الحسن الصوّاف من رجال القرن الرابع. راجع ترجمة شيخه المروزي في "تاريخ الخطيب"(ج 13 ص 94)، وهناك يسوق هذا الحديث، وإدخاله في الصلب عمل أحد الناسخين، والنسخة المنقولة عن نسخة الإتقاني المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (439) على الصَّواب.

ص: 137

‌موطأ محمد يعد من أجود الموطآت:

و"موطأ" محمد يعدُّ من أجود الموطآت، وإن لم يكن أجودها مطلقا، لأنه سمعه من لفظه بـ"مروا" في مدّة ثلاث سنوات، ومما يدلّ على اعتناء أهل العلم بـ"موطأ محمد" اشتهاره من روايته، ولم يشتهر من رواية الإمام الشافعي وغيره، من أصحاب مالك، فلا يوجد "الموطأ" بأيدي أهل العلم إلا من طريق يحيى الليثي أو من رواية محمد بن الحسن لا غير. ولأنه يذكر بعد أحاديث الأبواب ما إذا كانت تلك الأحاديث مما أخذ به فقهاء "العراق"، أو خالفوه، مع سرد الأحاديث، التي بها خالفوا تلك الأحاديث، وهذه ميزة عظيمة يمتاز بها "موطأ محمد" عن باقي "الموطآت"، كما أن "موطأ يحيى الليثي" المتوفى سنة أربع وثلاثين ومائتين يمتاز عن الباقي بسرده آراء مالك في مسائل بعد ذكره الأحاديث. وإنما كان مالك كتب "الموطأ" لنفسه، لئلا يغلط فيه زيادة ونقصا عند كلّ سماع. فاختلفت النسخ باختلاف سماع الرواة، فيكون كلّ راو هو المدوّن لرايته باعتبار سماعه عليه، لا بمجرد النسخ من نسخته، وهذا هو سر اختلاف نسخ "الموطأ" إلى نحو اثنتين وعشرين نسخة، فيعلم من ذلك أن عمل محمد في "الموطأ" يعد عملا جليلا جدا عند من يعني بأحاديث الأحكام، على أن أحاديث "الحجاز" كانت مشتركة بين علماء الأمصار، معلومة لهم، مروية عندهم لكثرة حجهم وزياراتهم، ولا يفوتهم شئ منها في الغالب.

ومنها: "كتاب الحجة" المعروف بـ"الحجج" في الاحتجاج على أهل "المدينة". وإنما المهم معرفة ما إذا كانوا أخذو بتلك الأحاديث أم تركوها لأدلة أخرى، وقام محمد في "موطأه" بتعريف ذلك، حيث بين مواطن الأخذ، كما بين مواضع الترك بأدلته

(1)

.

(1)

راجع: فوائد في علوم الفقه ص 263، وبلوغ الأمالي ص 10، 11.

ص: 138

ومنها: "مسند أبي حنيفة" المعروف بنسخة محمد.

‌كتاب الآثار:

ومنها: "كتاب الآثار"، يروى فيه أحاديث مرفوعة وموقوفة ومرسلة، ويكثر جدا عن إبراهيم النخعي شيخ الطريقة العراقية. ويروى فيه قليلا عن نحو عشرين شيخا سوى أبي حنيفة، وهو كتاب نافع للغاية. ولمشايخنا عناية خاصة بروايتها في أثباتهم. وهو الذى ألفه شيخه أبو حنيفة الإمام، رواه محمد عنه. وقد ألف الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى رسالة نافعة في رجاله باقتراح صاحبه قاسم بن قطلوبغا الحافظ، وسماه "الإيثار بمعرفة رواة الآثار"، ثم ألف هو أيضًا كتابا آخر في رجاله. ذكرها الحافظ في مقدمة "تعجيل المنفعة".

وذكر ابن النديم في "فهرسته" من مؤلفات الإمام محمد، "كتاب اجتهاد الرأى"، و"كتاب الاستحسان"، و"كتاب الخصال"، و"كتاب أصول الفقه"

(1)

.

‌أسانيد كتب الإمام محمد:

ومما تجدر الإشارة إليه أن كتب الإمام محمد بن الحسن تتميز بكونها مروية بأسانيدها، فتذكر في غالب الأثبات والمعاجم على اختلاف القرون أسانيد كثيرة من كتب محمد بن الحسن. منها:"الآثار"، و"المسند"، و"الموطأ"، و"الأصول الستة" له.

وكان العلامة جمال الدين الحصيري تلميذ قاضي خان انفرد في عصره بروايتها سماعا بعلوّ عن الحسن بن منصور الأوزجندي، عن الظهير الحسن المرغيناني، عن عمه أبي القاسم محمد بن عبد العزيز، عن شمس الأئمة السرخسي بأسانيده المروية في الكتب الستة. وعن الحصيري يرويها الصدر

(1)

راجع: مقدمة كتاب الآثار لمحمد، وقواعد في علوم الحديث ص 263.

ص: 139

سليمان الأذرعي وعنه الشمس السروجي، وعنه القطب عبد الكريم الحلبي، وعنه عبد القادر القرشي، وعنه القاضي الزين المراغي، وعنه يحيى بن محمد الآقصرائي، وعنه البرهان الكرخي، وعنه السراج الحانوتي، وعنه ابنه محمد، وعنه الخير الرملي.

قال العلامة الكوثري رحمه الله تعالى بعد أن ساق هذا السند: وأسانيد مشايخنا إليه مدونة في الأثبات، لكن لا بأس في أن نشير هنا إلى أسانيدنا في كتب محمد بن الحسن المذكورة. . . ثم ذكر سنده مفصلا إليه.

وذكره الحافظ القرشي في ترجمة أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني بن أبي إسحاق السروجى.

‌ذكر توليته قضاء الرقة:

"الرقة": بفتح الراء والقاف المشددة، أصله كلّ واد إلى جنب واد، ينبسط عليها الماء، وجمعها رقاق. وقيل: الرقاق الأرض اللينة التراب. وقال الأصمعي: الرقاق الأرض اللينة من غير رمل. وهى مدينة مشهورة على "الفرات"، بينها وبين "حران" ثلاثة أيام معدودة في "بلاد الجزيرة"، لأنها من جانب "الفرات الشرقي"، طول "الرقة" أربع وستون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة في الإقليم الرابع. ويقال لها: الرقة البيضاء. والرقة أيضًا مدينة من نواحي "كوهستان"، والرقة البستان المقابل بالتاج من دار الخلافة بـ"بغداد"، وهي بالجانب الغربي

(1)

.

عن محمد بن سماعة قال: إنما كان سبب مخالطة محمد بن الحسن السلطان أن أبا يوسف القاضي شوور في رجل يولى قضاء "الرقة". فقال: ما أعرف لكم رجلًا يصلح لها غير محمد بن الحسن، وهو بـ"الكوفة"، فإن شئتم فأشخصوه، قال: فبعثوا إليه، فأشخصوه، فلما قدم جاء إلى أبي يوسف،

(1)

راجع: معجم البلدان 3 - 4: 413، 414.

ص: 140

فقال ما السبب الذي أشخصت من أجله، فقال: شاوروني في قاضي "الرقة"، فأشرت بك، وأردت بذلك أن الله عز وجل قد بثّ علمنا هذا بـ"الكوفة" و"البصرة" وجميع المشرق، فأحببت أن تكون بهذه الناحية ليبث الله عز وجل علمنا بك بها وبما بعدها من الشامات.

فقال له محمد: سبحان الله! أما كان لي في نفسي من المنزلة ما أخبر بالمعنى الذي من أجله أشخص قبل ذلك، فقال له أبو يوسف: هم أشخصوك، ثم أمره أبو يوسف بالركوب، فركبا جميعا، حتى دخلا على يحيى بن خالد بن برمك، فرفع يحيى أبا يوسف إلى جنبه، وقعد محمد دونه، فقال أبو يوسف ليحبى: هذا محمد، فشأنكم به، فلم يزل يحيى يخوف محمدا، حتى ولي قضاء "الرقة"، وكان ذلك سبب فساد الحال بين أبي يوسف ومحمد بن الحسن.

‌الجفوة بينهما والجواب عنها:

قال العلامة الكوثري رحمه الله تعالى: هذا هو سبب الجفوة الحادثة بينهما، وليس في ذلك شئ يلام عليه أحدهما، وأما ما ذكره السرخسي في أول "شرح السير الكبير"، فأسطورة علقت بذهنه في الصغر من أحد كتب السمر، وأملاها في الجب على تلاميذه، وهو بعيد عن كتبه، وفي الأسطورة نفسها ما ينقضها من نواح، لأن محمد بن الحسن لم يكن بـ"بغداد" إلى هذا الإشخاص، فلا يمكن أن يغار على كثرة جماعة محمد في العاصمة، ولا سيما أن الأستاذ لا يغار على نجاح تلميذه، بل يفخر به، وكان تعيينه لقضاء "الرقة"، وهى العاصمة الصيفية للخلفاء، وفي ذلك غاية التقريب منهم، لا لقضاء مصر، كما هو في الأسطورة، حتى يتصور قصد إقصائه من مجالس الخلفاء، إلى غير ذلك من وجوه، تدل على بطلان الأسطورة

(1)

.

(1)

راجع: هامش مقدمة كتاب التعليم ص 162 - 164.

ص: 141

نقل شيخنا المحدّث الناقد الفقيه البارع العلامة عبد الرشيد النعماني رحمه الله تعالى في "تعليقه" على مقدمة "كتاب التعليم" حول ما ذكره السرخسي في "كتاب المبسوط" عبارة الإمام الكوثري من "بلوغ الأماني"، لا صحة لها مطلقا، ولا يذكرها إلا بعض الأخباريين، الذين يدوّنون الأقاصيص بدون سند، لمجرد التسلية، حتى لا يوجد شيء في هذا القبيل في كتب الخصوم قبل زمن السرخسي، وهم سراع إلى إذاعة مثلها، ولو كانوا ظفروا بها لطاروا بها فرحا، وأذاعوها، فلا شك في كذبها واختلاقها، هي الكذب من أيّ النواحي أتيتها.

فمثل أبي يوسف في جاهه العريض وعلمه الواسع ودينه المتين ووفرة التلاميذ وكثرة المؤلفات -و"كتاب الأمالي" له وحده في نحو ثلاثمائة جزء، كما يرويه أبو عاصم العامري-، كيف يحسد تلميذه في كثرة جماعته، بل يفتخر به.

ثم إن محمد بن الحسن كان بـ"الكوفة" إلى أن أشخصوه للقضاء، كما سبق، فكيف يرى أبو يوسف في "بغداد" كثرة المترددين إلى مجلس محمد، فيغيظه ذلك، ويحسده!

ثم كيف يريد إبعاده عن حاضرة الخلافة، وهو لم يكن بها، بل بـ"الكوفة"! ثم كيف يختلق عليه أبو يوسف مرضا لم يكن به! فهل بلغ بأبي يوسف الحمق إلى أن يعرض نفسه للافتضاح؟ بانتداب الرشيد طبيبا يداوي مرض محمد بن الحسن، وعدد الأطباء ببابه كثير؟ أفلم يذكر في القصة أن الرشيد كان أحبّه.

ثم هو لم يشخص لقضاء مصر، بل لقضاء "الرقة"، وهي عاصمة الصيف لخلفاء بني العبَّاس، وفي ذلك غاية القرب إلى مجالس الخلفاء.

ص: 142

على أن عادة محمد فيما يرويه عن أبي يوسف بعد هذا التجافي أن يقول حدّثني الثقة يريد أبا يوسف، فكيف يمكنه أن يصف أبا يوسف بالثقة على تقدير صدور تلك المخازى منه!

هكذا تكون الأكاذيب مصحوبة في الغالب بما يظهر اختلاقها، ولعل عذر السرخسي في سرده الأقصوصة على هذا الوجه أنه كان المجلس بعيدا عن الكتب، وإنما كان يملي ما يمليه عن ظهر القلب، وكانت تلك القصة علقت بذهنه من قبل بعض كتب الأسمار، ولم يتسع وقته لتمحيصها، فوقع في أحبولة تخليدها فيما يمليه، وكنا نعهد منه جبلا من جبال العلم، لا يتزحزح في أبحاثه الفقهية، فعز علينا أن نراه يملى مثل هذه الأخلوقة المكشوفة في كتابه الخالد، لكن أبي الله أن يصح إلا كتابه، كما قال الشافعي للمزني حينما عرض الرسالة عليه مرات، وكان الشافعي يجد في كلّ مرة ما يصلحه فيها، فقال: دعها، فإن الله أبي أن يصح إلا كتابه أو ما هذا معناه

(1)

.

‌إيراد الجرح والجواب عنه:

قال الذهبي في "الميزان": ليَّنه النسائي وغيره من قبل حفظه. يروى عن مالك بن أنس وغيره، وإنه كان من بحور العلم قويا في مالك. اهـ.

قلت: تشدّده معلوم.

قال المحدّث الكبير العلامة ظفر أحمد العثماني التهانوى في "قواعد في علوم الحديث": فما له لا يكون قويا في أبي حنيفة وأبي يوسف وغيرهما من مشايخ "الكوفة"، وقد صحبهم أكثر مما صحب مالكا؟ وهل هذا إلا تحامل.

(1)

راجع: التعليق على مقدمة كتاب العلم ص 162، 163.

ص: 143

وقال الشيخ عبد الفتاح أبو غدّة رحمه الله تعالى في تعليقه على "قواعد في علوم الحديث": ما قصد الذهبي هذا فيما أظنّ، وإنما نصّ على قوته في مالك، لأن شهرته فيه ليست كشهرته في أبي حنيفة وأبي يوسف، ومشايخ "الكوفة" فهو فيه أقوى.

وقال الدَّارقُطْنِي: لا يستحق محمد عندي الترك.

قال الإمام الكوثري رحمه الله تعالى: الإمام الدارقطني على طول لسانه في أبي حنيفة وأصحابه بما يجاوز الحد جدا تحت تأثير خلافه لهم في مسائل اعتقادية خطرة خلا خلافه لهم في الفروع يقول في غرائب مالك عند الكلام في رواية الرفع عند الركوع: حدّث به عشرون نفرا من الثقات الحُفَّاظ، منهم: محمد بن الحسن الشيباني، ويحيى بن سعيد القطَّان، وعبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، وابن وهب، وغيرهم، هكذا يرى الدَّارقُطْنِي يذكر محمد بن الحسن في مقدمة هؤلاء الحُفَّاظ الثقات، هذا شهادة منه بأنه حافظ ثقة، فيكون أعمى بين قول من يقول فيمن يفضل محمدا في الحُفَّاظ في نظره إنه أعور بين عميان.

وقد وثّقه أيضًا ابن المديني، كما في "تعجيل المنفعة" لابن حجر وغيره.

وقال الذهبي في "الميزان": كان محمد بن الحسن من بحور العلم والفقه، قويا في مالك، فإذا كان قويا فيمن سمع منه غرضا، فكيف لا يكون قويا في شيخه، الذى أفنى عمره في تمحيص علومه وروايته، والله أعلم، وله الحمد في الآخرة والأولى

(1)

.

‌الافترائات على الإمام الشيباني والدفاع عنه:

1 -

1. قال الذهبي: أنبأني المسلم بن محمد التيسي وغيره أن أبا اليمن الكندي أخبرهم، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا أحمد بن علي الحافظ،

(1)

راجع: مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه مع تعليق الكوثرى ص 93.

ص: 144

أنا ابن زرقويه، أنا ابن السماك، ثنا محمد بن إسماعيل التمار، حدّثني أحمد بن خالد، سمعتُ المقدمي بـ"البصرة"، قال الشافعي: لم يزل محمد بن الحسن عندي عظيما، أنفقت على كتبه ستين دينارا، حتى جمعني وإياه مجلس هارون، فقال يا أمير المؤمنين! إن أهل "المدينة" خالفوا كتاب الله وأحكام رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين، فأخذني ما قدم وما حدث! فقلت: أراك قد قصدت أهل بيت النبوة، وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم، وعمدت تهجوهم.

قال الإمام الناقد البارع المحدّث الكوثري رحمه الله تعالى في تعليقه على "مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه" للذهبى ما نصّه:

أحمد بن على في السند المذكور هو الخطيب البغدادي، تناوله المسكر في "معجم الأدباء" لياقوت من رواية الحافظ عبد العزيز النخشي وافتتانه بالولدان وتغزله فيهم وأهواؤه القاصمة، لظهره الكاشفة لستره في عدة كتب لابن الجوزي ولسبطه. وفي "السهم المصيب" للملك المعظم عيسى الأيوبى وغيرها، وقد حاسبناه على افتراءاته على الإمام الأعظم فقيه الملة أبي حنيفة النعمان في "تأنيب الخطيب" وعلى نهشه لأعراض أبي يوسف، ومحمد بن الحسن، وغيرهما، بأدلة ظاهرة، تراه يكثر من الرِّواية عن ابن رزقويه بالرزم والزكائب بعد أن عمي وهرم، ولا يفعل مثل ذلك، إلا من هانت عليه مخادعة المسلمين.

وأبو عمرو بن السماك عثمان بن أحمد الدقاق في السند رواية الفضائح بأسانيد مظلمة، حتى عند الذهبي والتمّار مجهول الصفة، غير موثق، وإن ترجم له في "تاريخ الخطيب"، وأحمد بن خالد الكرماني مجهول.

والحكاية مكذوبة على الشافعي، وهو على قوة حجاجه ليس ممن يلجأ إلى تقويل من يرد عليه ما لم يقله.

ص: 145

ومن الغريب: أنهم يروون مرة أن محمد بن الحسن كان يفضل مالكا على أبي حنيفة في العلم، وأخرى يزعمون أن محمدا كان يقول عن مالك: إنه ما كان يحل له أن يفتي، ويستاؤون من رده على مالك بأدلة ناهضة في "كتاب الحجة على أهل المدينة"، فيحاولون أن يجعلوه يرد بذلك على أهل بيت الرسول صلى الله عليه سلم وآله وسلم، ويذكرون قبر النبي عليه الصلاة والسلام ودار الوحي تقطيعا للرد على من غلط من فقهاء "المدينة".

وما دخل أهل البيت ودار الوحي والقبر المعطر في بهاب الرد على مالك وبعض شيوخه؟ فلا يكون الجواب عن ردود محمد بن الحسن هكذا، بل بقرع الحجّة بالحجّة.

وقد أساء إلى الشافعي من اختلق هذه الحكاية، قد صح بطرق تفقهُ الشافعي على محمد، وحملُه عنه حمل بختي من العلم، وليست هذه المهاترة شأن التلميذ مع أستاذه، بل شأن من يبيح الغلبة بأىّ طريق كانت، وحاشا الشافعي من مثل ذلك، على أن رد الشافعي على مالك المدون في "الأم" أقسى بكثير من رد محمد بن الحسن على مالك في "الحجة"، والله سبحانه يتولى هدانا

(1)

.

2.

قال حنبل بن إسحاق: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: كان أبو يوسف منصفا في الحديث، فأما أبو حنيفة ومحمد بن الحسن، فكانا مخالفين للأثر.

قال الإمام الكوثرى رحمه الله تعالى: شروط قبول الأخبار مما يختلف في نظر المجتهدين، فما يقبل هذا قد يرد ذلك لعدم استكماله لشروط قبول الخبر عنده، وما من إمام إلا وعنده أشياء من هذا القبيل، فلا يكون هذا من الجرح المؤثر في شئ

(2)

.

(1)

راجع: مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه ص 91، 92.

(2)

راجع: مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه مع تعليق الكوثرى ص 92، 93.

ص: 146

3.

قد رويِ عن الشافعي أنه قال: قال الإمام محمد بن الحسن: أيهما أعلم صاحبنا أو صاحبكم -يعني أبا حنيفة ومالكا رضي الله عنهما،- قال: قلت على الإنصاف؟ قال: نعم، قلت: فأنشدك الله من أعلم بالقرآن، صاحبنا أو صاحبكم؟ قال: اللهم صاحبكم، قلت: فأنشدك الله، من أعلم بالسنة، صاحبنا أو صاحبكم؟ قال: اللهم صاحبكم. قلت: فأنشدك الله من أعلم بأقاويل الصحابة والمتقدمين، صاحبنا أو صاحبكم؟ قال: اللهم صاحبكم، قلت: فلم يبق إلا القياس، والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء، فعلى أيّ شيء يقيس؟

قال شيخنا البحَّاثة المحدّث الناقد عبد الرشيد النعماني رحمه الله تعالى في تعليقه على "مقدمة كتاب التعليم": هذه الحكاية تروى بألفاظ مختلفة غاية الاختلاف، وعلى معان متباعدة كلّ التباعد، وآفة هذه الروايات المضطربة كلّ الاضطراب عن قصة واحدة، هى أهواء رواتها كما صنع النقاش صاحب "شفاء الصدور" في سياق قصة أبي يوسف مع أبي حنيفة في قراءة المغازي.

وأول من حكى هذه القصة فيما نعلم هو ابن أبي حاتم، فإنه قال في مبدء كتابه "تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل": قال ابن أبي حاتم بعد إيراد هذه القصة مع السند: فقد قدم محمد بن الحسن مالك بن أنس على أبي حنيفة، وأقر له بفضل العلم بالكتاب والسنة والآثار، وقد شاهدهما، وروى عنهما.

قال شيخنا النعماني رحمه الله تعالى: هذه الحكايات بهذا السياق منكرة، وشواهد الحال تكذبها، كيف! ولو علم محمد هذا عن أبي حنيفة لما أفنى عمره في فقه أبي حنيفة، ولا سلك في كتابه "الحجة على أهل المدينة" هذا المسلك المشهود.

ص: 147

وفي راوي هذه القصة عن الشافعي محمد بن عبد الله بن عبد الحكم نظر.

قال الذهبي في "ميزان الاعتدال": أخبرنا خديجة بنت الرضا أنا أحمد بن عبد الواحد، أنا عبد المنعم بن الفراوي، أنا عبد الغفار بن محمد، أنا أبو سعيد الصيرفي، حدّثنا أبو العبَّاس الأصم، سمعتُ محمد بن عبد الله، سمعتُ الشافعي يقول: ليس فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التحريم والتحليل حديث ثابت، والقياس أنه حلال.

قلت: هذا منكر من القول، بل القياس التحريم -يعني الوطئ في دبر المرأة، وقد صح الحديث فيه، وقال الشافعي: إذا صحَّ الحديث فاضربوا بقولي الحائط.

قال ابن الصباح في "الشامل" عقيب هذه الحكاية: قال الربيع: والله لقد كذب على الشافعي، فإن الشافعي ذكر تحريم هذا في ستة كتب من كتبه.

وقال الإمام مسعود بن شيبة السندي رحمه الله تعالى بعد أن سرد هذه الحكاية في تأليفه "مقدمة كتاب التعليم": قيل لهم: لقائل هذه القصة -كفى بكم جهلا أن تجعلوا محمد بن الحسن سائل الشافعي عن علم أبي حنيفة ومالك والشافعي لم يدرك أبا حنيفة، ولم يعلم من علمه، إلا ما علم محمد بن الحسن وأصحابه، وهو يومئذ غبي، لا يفهم كثيرًا ما يقال، فكيف يقول له: أيهما أعلم صاحبنا أو صاحبكم

(1)

.

ونظير هذه المحادثة في الكذب ما رواه ابن أبي حاتم في المناقب من انقطاع أزرار محمد في المناظرة، حيث قال: ثنا أبي، ثنا يونس بن عبد الأعلي، قال: سمعتُ الشافعي يقول: ناظرت محمد بن الحسن يومًا، فاشتدت مناظرتي إياه، فجعلت أوداجه وأزراره تنقطع زرا زرا

(2)

.

(1)

راجع: مقدمة كتاب التعليم مع تعليقه من ص 138 إلى ص 145.

(2)

راجع: مقدمة كتاب التعليم ص 160.

ص: 148

قال شيخنا المحدّث الناقد الفقيه البارع العلامة عبد الرشيد النعماني رحمه الله تعالى: هذا لا يصح، إلا في عقل ابن أبي حاتم المسكين، أليس من المستحيل في مجاري العادة انقطاع أزرار الثياب زرا زرا من نفخ الأوداج في المناظرة مع التلميذ هذا! قد تواتر عن الشافعي رحمه الله تعالى بألفاظ مختلفة أنه قال: ما رأيتُ أحدا سئل عن مسئلة فيها نظر إلا رأيتُ الكراهية في وجهه، إلا محمد بن الحسن. كما ينقل الشيخ عبد الحي بن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب" 1:324.

وابن أبي حاتم له عصبية زائدة على أبي حنيفة وأصحابه، كما لا يخفى على من طالع كتابه في الجرح والتعديل، وكتاب مناقب الشافعي، وقد بلغ به الحال في التعصّب إلى حد يقضى منه العجب، حيث يتحمل مدح أبي حنيفة قدحا، فقد قال في "مناقب الشافعي":

حدّثنا أبي حدّثنا ابن أبي سريج، قال: سمعتُ الشافعي يقول: سمعتُ مالكا، وقيل له: أتعرف أبا حنيفة؟ فقال: نعم، ما ظنكم برجل لو قال: هذه السارية من ذهب لقام دونها، حتى يجعلها من ذهب، وهى من خشب أو حجارة. قال أبو محمد يعني أنه كان يثبت على الخطأ، ويحتج دونه، ولا يرجع إلى الصَّواب إذا بان له.

فهذا تفسير من ابن أبي حاتم بعد تفسير المتن، كلّ أحد يعلم أن هذا القول من مالك في حق أبي حنيفة أقرب إلى المدح منه إلى الذم وأظهر، وما ذا يقول المسكين ابن أبي حاتم في قول هارون بن سعيد: لو أن الشافعي ناظر على أن هذا العمود الذي من حجارة من خشب لأثبت ذلك، لقدرته على المناظرة. رواه الساجي عن عبد الرحمن بن أحمد بن الحجَّاج، عن هارون بن سعيد بن الهيثم الأيلي. هذا كما في "الانتقاء" لابن عبد البر.

ص: 149

وديدن ابن أبي حاتم أنه يسوق في كتبه حكايات منكرة في مناقب الأئمة هي كذب، ولا يتفطن لها، كإيراده هذه الحكاية الكاذبة في مناقب مالك، كقوله في التقدمة في ترجمة الإمام أحمد بن حنبل

(1)

.

‌ذكر رحلات الشافعي في طلب الحديث:

وكان الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضى الله عنه تفقه على مسلم بن خالد الزنجي بـ"مكة"، ثم رحل إلى "المدينة المنورة"، وهو ابن أربعة عشرة عاما، فعرض "الموطأ" على مالك، وسمع من إبراهيم بن محمد الأسلمي منافس مالك بـ"المدينة"، ثم رجع إلى "مكة"، وسمع من ابن عيينة، ثم ارتحل إلى "اليمن" للعمل عند بعض الولاة لضيق ذات يده، وحمل إلى "العراق" سنة أربع وثمانين ومائة بتهمة الانحياز للعلويين ضدّ العباسية، ولما برئت ساحته من التهمة اللهم التفقه عند محمد بن الحسن، حتى اتصل به، ولازمه ملازمة كلية، واستنسخ مصنفاته إلى أن سمع منه حمل بختي من الكتب، ليس عليها إلا سماعه، وأخذ يعتلي شأنه، وأصبحت هذه المحنة منحة ونعمة كبرى في حقه، ومما كتبه إلى محمد في أول قدومه يستبطئ إعارة كتاب كان طلبه منه.

قل للذي لم تر عين من رآه مثله

حتى كان من رآه قد رآه من قبله

العلم ينهى أهله أن يمنعوه أهله

لعله يبذل لأهله لعله

فوجَّه به إليه في الحال هدية لا عارية، كما نقله ابن الجوزي بهذا اللفظ في "المنتظم" عن الطحاوي، وروى ابن عبد البر هذه الحكاية مع أبيات الشافعي إلى هذه بسنده إليه في بيان "جامع بيان العلم".

وقال الصيمري: حدّثنا أبو إسحاق النيسابوري المعروف بالبيع، حدّثنا محمد بن يعقوب الأصم، ثنا الربيع بن سليمان، قال: كتب الشافعي إلى

(1)

راجع التعليق على مقدمة كتاب العلم ص 142، 143.

ص: 150

محمد بن الحسن تلك الأبيات، فذكر القصة، وقال: فأنفذ الكتب إليه في وقته، ومن المعلوم أن الشافعي لم يكن من الشعراء، الذين يتزلفون لكل وسيلة، فمثل هذا الكلام لن يصدر عن مثله إلا وقلبه يواطئ لسانه، وكان الشافعي قد رآى مالكا، ووكيع بن الجراح، وابن عيينة، وغيرهم، وقد اعترف في تلك الأبيات أنه لم ير مثل محمد بن الحسن، وأنه يمثل له علم أبي حنيفة وأبي يوسف، لم يدركهما الشافعي.

وقول الشافعي: "حملت عن محمد وقر بختي" صحيح، رواه ابن أبي حاتم، قال حدّثنا الربيع، قال سمعتُ الشافعي يقول: حملت عن محمد بن إسحاق حمل بختي ليس عليه إلا سماعي، قال أبو حاتم: حدّثنا أحمد بن أبي شريح الرازي، سمعتُ الشافعي، يقول: أنفقت على كتب محمد بن الحسن ستين دينارا.

ومهم جدا أن يكون الشافعي حمل عن محمد حمل جمل كتبا، ليس عليها إلا سماعه وحده، لأن ما سمعه عليه ومعه العراقيون يكون عليه سماعه وسماع الآخرين، وأما الذي ليس عليه إلا سماعه فهو الذي سمعه هو خاصة في مجالس خاصة، كما فعل محمد بن الحسن مثل ذلك مع أسد بن الفرات، وأبي عبيد من أئمة عصره في عهد طلبهم للعلم، وهذا الصبر العجيب من محمد مع أصحابه وتلاميذه لا يشاركه فيه أحد عن الأئمة سوى أبي حنيفة فيما نعلم، وكم لمحمد بن الحسن من أياد بيضاء على الشافعي، حتى قال: أمنّ الناس علىّ في الفقه محمد بن الحسن، رواه الخطيب عن الحسن بن محمد الخلال عن علي بن عمرو الجريري، عن علي بن محمد النخعي، عن أحمد بن حمَّاد بن سفيان، عن المزني عنه

(1)

.

(1)

راجع: فوائد في علوم الفقه 271، 272، والمنتظم لابن الجوزي، وجامع بيان العلم.

ص: 151

‌أصحابنا الحنفية هم أهل الحديث والمعاني:

قال فخر الإسلام أبو الحسن على بن محمد البزدوي في "أصوله": وأصحابنا هم السابقون في هذا الباب، ولهم الرتبة العليا والدرجة القصوى في علم الشريعة، وهم الربانيون في علم الكتاب والسنة وملازمة القدوة، وهم أصحاب الحديث والمعاني.

أما المعاني فقد سلم لهم العُلماء، حتى سموهم أصحاب الرأي، والرأي اسم للفقه، وهم أولو الحديث أيضًا، ألا ترى أنهم جوزوا انتساخ الكتاب بالسنَّة، لقوة منزلة السنّة عندهم، وعملوا بالمراسيل تمسكا بالسنة والحديث، ورأوا العمل به مع الإرسال أولى من الرأي، ومن رد المراسل فقد رد كثيرًا من السنّة، وعمل بالفرع بتعطيل الأصل، قدموا رواية المجهول على القياس، وقدموا قول الصحابي على القياس. وقال محمد رحمه الله تعالى في "كتاب أدب القاضي" لا يستقيم الرأي، إلا بالحديث، حتى أن من لا يحسن الحديث أو علم الحديث ولا يحسن الرأى فلا يصلح للقضاء والفتوي، وقد ملأ كتبه من الحديث

(1)

.

‌سنة وفاة الإمام محمد ومدفنه ومرثية اليزيدي:

ولي الإمام الشيباني القضاء للرشيد "الرقة"، فأقام بها مدّة، ثم عزل عنه، ثم سار معه إلى "الري"، وولاه القضاء بها، فتوفي بها سنة سبع وثمانين ومائة، وهو ابن ثمان وخمسين سنة في اليوم الذي مات فيه الإمام في النحو والقراءة أبو الحسن على بن حمزة الكسائي، حتى قال الرشيد: دفنت الفقه والعربية.

وذكر الإمام المرغيناني عن عبيد الله بن محمد بن سلام أنه رآى في المنام كأن قمرين وقعا من السماء إلى الأرض، فما مضى شهر حتى مات محمد، والكسائى بعده بيومين.

(1)

راجع: ذب ذبابات الدراسات 2: 209، 210.

ص: 152

ذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير رحمه الله في "البداية والنهاية" في ترجمة محمد بن الحسن الشيباني تحت سنة تسع وثمانين ومائة، وقال توفي الكسائي في هذه السنة على المشهور عن سبعين سنة. وكان في صحبة الرشيد ببلاد "الري"، فمات بنواحيها هو ومحمد بن الحسن في يوم واحد. وكان الرشيد يقول: دفنت الفقه والعربية بـ"الرى".

قال ابن خلكان: وقيل: إن الكسائي توفي بـ"طوس" سنة اثنتين وثمانين ومائة، وقد رأى بعضهم الكسائي في المنام، ووجهه كالبدر، فقال: ما فعل بك ربك؟ فقال: غفر لي بالقرآن.

دفن الإمام محمد بجبل "طبرك". بقرب هشام بن عبيد الله الرازي، لأنه كان نازلا عليه، وفي "القاموس""طبرك" محركة قلعة بـ"الري"، ودفن الإمام الكسائي بقرية "زنبويه"، بينهما أربعة فراسخ. قال ابن خلكان:"زنبويه" قرية من قرى "الري" بفتح الراء، وسكون النون، وفتح الباء الموحّدة، والواو بعدها، وبعدها ياء مثناة من تحتها ساكنة، بعدها هاء ساكنة. وكان معسكر الرشيد أربعة فراسخ نزل الإمام الكسائي في جانب، والإمام محمد في جانب

(1)

.

وذكر الإمام الحلبي والإمام المديني عن إسماعيل بن محمد الزبيدي في مرثيتهما يقول:

تصرمت الدنيا فليس خلود

وما قد يرى من بهجة ستبيد

لكل امرء منا من الموت منهل

فليس له إلا عليه ورود

ألم نر شابا قد ابتدر البلى

وأن الشباب الغض ليس يعود

سيأتيك ما أفنى القرون التي مـ

ـضت فكن مستعدا فالفناء عتيد

(1)

راجع: ذيل الجواهر المضية 527، والمناقب للموفق 2: 148، وراجع لترجمته الإيثار لمعرفة رواة الآثار ص 22، 23.

ص: 153

أسيت على قاضي القضاة محمد

أذريت دمعي والفؤاد عميد

فقلت إذا ما أشكل الخطب من لنا

بإيضاحه يومًا وأنت فقيد

وأوجعني موت الكسائي بعده

وكادت بي الأرض الفضاء تميد

وأذهلنى عن كلّ عيش ولذة .... وأرق عيني والعيون هجود

هما عالمان أوديا وتخرما

فما لهما في العالمين نديد

(1)

وبعد هذا البيت في "أخبار النحويين البصريين"، و"أخبار أبي حنيفة وأصحابه"، و"نزهة الألباء"، و"طبقات القراء":

فحزني إن تخطر على القلب خطرة

بذكرهما حتى الممات حديد

قال الإمام الكوثرى في "بلوغ الأماني في سيرة الإمام محمد بن الحسن الشيباني": من المعلوم أن الشافعي رأى مالكا، ووكيع بن الجراح، وابن عيينة، وقد اعترف في تلك الأبيات أنه لم ير مثل الإمام محمد بن الحسن الشيباني، عدّه بمثل علم أبي حنيفة الذي لم يدركه الشافعي، ولم يكن من الشعراء الذين يتزلفون بكل وسيلة، فمثل هذا الكلام لن يصدر عن مثله إلا وقلبه يواطئ لسانه. ا هـ

(2)

.

وذكر السمعاني عن هشام بن عبيد الله، الذي توفي الإمام محمد بن الحسن الشيباني في بيته بـ"الري"، وذكر الحافظ القرشي أن صاحب "الهداية" ذكر في الحج أن الإمام محمد بن الحسن الشيباني مات في منزل هشام بن عبيد الله بـ"الري"، ودفن في مقبره

(3)

.

قال: إنه لما حضرته الوفاة بكي، فقيل في ذلك، فقال: إذ أوقفني الله تعالى بين يديه، وقال يا محمد! ما أقدمك على "الرى" أمجاهدا سبيلي أم

(1)

انظر: الجواهر المضية 2: 44.

(2)

راجع: مقدمة كتاب التعليم ص 132.

(3)

راجع: الجواهر المضية 2: 205.

ص: 154

ابتغاء مرضاتي ما أقول

(1)

؟ قيل: رئي محمد في المنام بعد وفاته، فقيل له كيف كنت في حال النزع؟ فقال: كنت متأملا في مسئلة من مسائل المكاتب، فلم أشعر بخروج روحي.

‌الجامع الصغير:

ومن أهمّ تصانيف الإمام الهمام محمد بن الحسن الشيباني "الجامع الصغير"، وقد حاولت أن أذكر هذا الكتاب الجليل مع ذكر من اعتنى به بالتشريح، والتعليق، والتحشية، والنظم، والحفظ، وغيرها. وهو كتاب مبارك مشتمل على نحو ألف وخمسمائة واثنين وثلاثين مسئلة، قد ذكر فيه الاختلاف في مائة وسبعين مسئلة، ولم يذكر القياس والاستحسان إلا في مسئلتين، وقدر الله سبحانه الذيوع البالغة له أيضًا، حتى شرحه أئمة أجلاء استقصى الشيخ عبد الحي اللكنوي في "النافع الكبير لمن يطالع الجامع الصغير" ذكر شراحه، ومن جملة رواته في أثبات الشيوخ الجوزجاني، وأبو حفص، وعلى بن معبد، وبوَّبه أبو طاهر الدبَّاس والزعفراني، وليس فيه غير سرد المسائل، وكان سبب تأليفه أن أبا يوسف طلب من محمد بعد فراغه من تأليف "المبسوط" أن يؤلّف كتابا، يجمع فيه ما حفظ عنه مما رواه له عن أبي حنيفة، فجمع هذا الكتاب، ثم عرضه عليه، فقال نعما حفظ عني أبو عبد الله إلا أنه أخطأ في ثلاث مسائل، فقال محمد: أنا ما أخطات، ولكنه نسى الرِّواية.

ويقال: إن أبا يوسف مع جلالة قدره كان لا يفارق هذا الكتاب في حضر ولا سفر، وطبع "الجامع الصغير" هذا في "الهند" بتعليق الشيخ عبد الحي اللكنوي، وفي "إستانبول" وفي "مصر"، وقد طبع طبقة أنيقة حديثة من

(1)

راجع: ذيل الجواهر المضية ص 527.

ص: 155

إدارة القرآن والعلوم الإسلامية بـ"كراتشي" مع شرحه "النافع الكبير" للعلامة عبد الحي اللكنوي، رحمه الله تعالى.

قلت: أصل "الجامع الصغير" للإمام محمد بن الحسن، ثم كلّ شيخ من مشايخ المذهب شرحه يعرف شرح ذلك الشيخ بالجامع الفلاني كـ"الجامع البزدوى"، و"الجامع السرخسي"، و"الجامع العتابي"، و"الجامع المحبوبي"، و"الجامع الحسامي"، و"الجامع الخاني" أى قاصى خان، وغير ذلك، كـ"جامع أبي اليسر"، و"الجامع البرهاني"، و"الجامع الكشاني" للخطيب مسعود بن الحسن الكشاني، وغير ذلك، مما يطول تعداده. وكلّ ذلك شروح عليه، وهو أحد كتب ظاهر الرِّواية الستة.

‌شراح الجامع الصغير:

منهم: أحمد بن إسماعيل ظهير الدين التمرتاشي الخوارزمى أبو العبَّاس، إمام جليل القدر، عالي الإسناد، مطلع على حقائق الشريعة، له "شرح الجامع الصغير"، و"كتاب التراويح"، وغيرهما.

ومنهم: أحمد بن عبد الرشيد بن الحُسين، قوام الدين البخاري، والد صاحب "الخلاصة".

أخذ العلم عن أبيه، وتفقه عليه ابنه، وله "شرح الجامع الصغير".

ومنهم: أحمد بن علي بن أبو بكر محمد البغدادي المعروف بالجصاص الرازي الحنفي، ولد سنة 305 هـ، وتوفي سنة 370 سبعين وثلاثمائة. من تصانيفه:"أحكام القرآن" ثلاث مجلدات، و"أصول الفقه"، و"جوابات المسائل"، و"شرح الجامع الصغير" في الفروع، و"شرح الجامع الكبير".

ومنهم: أحمد بن على بن عبد العزيز أبو بكر المعروف بالظهير البلخي، إمام فاضل في الفروع والأصول، وعالم كامل في المعقول والمنقول. أخذ العلم

ص: 156

عن نجم الدين عمر النسفي، عن صدر الإسلام أبي اليسر محمد البزدوي، عن أبي يعقوب يوسف السياري، عن أبي إسحاق النوقدي، عن أبي جعفر الهندواني، عن أبي بكر الأعمش، عن أبي بكر الإسكاف، عن محمد بن سلمة، عن أبي سليمان الجوزجاني، عن محمد، وله "شرح الجامع الصغير"، مات بـ"حلب" سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.

ومنهم: أحمد بن محمد بن أحمد العقيلي الأنصارى شمس الدين البخاري، تفقه على جدّه لأمه شرف الدين عمر بن محمد بن عمر العقيلي، نظم "الجامع الصغير".

قلت: وشرح "الجامع الصغير" لمحمد بن الحسن، مات بـ"بخارى" في خامس رمضان سنة سبع وخمسين وستمائة.

ومنهم: أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك بن سلمة بن سليم ابن سليمان بن جناب الأزدى الحجري المصرى الطحاوى أبو جعفر، كان ثقة نبيلا فقيها إماما، ولد سنة تسع وعشرين، وقيل: تسع وثلاثين ومائتين، مات سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، شرح "الجامع الكبير والصغير".

ومنهم: أحمد بن محمد بن عثمان شهاب الدين المتبولي الأنصاري الشافعي المصري بركة المسلمين ومفيد الطالبين، وله من المؤلفات:"شرح الجامع الصغير"، وهو شرح مفيد جامع، ومنه كان يستمد عبد الرؤوف المناوي، توفي ليلة السبت ثامن عشر ربيع الأول سنة 1003 ثلاث بعد الألف.

ومنهم: أحمد بن محمد بن عمر أبو نصر، وقيل: أبو القاسم زين الدين العتابي نسبة إلى "العتابية" محلة بـ"بخارى". له "كتاب الزيادات"، و"كتاب جوامع الفقه" أربع مجلدات، و"شرح الجامع الكبير"، و"شرح

ص: 157

الجامع الصغير"، مات يوم الأحد من سنة ست وثمانين وخمسمائة بـ"بخارى".

قلت: وله "كتاب تفسير القرآن"، وكانت وفاته وقت الظهر، ودفن بمقبرة الفقهاء السبعة، قال الذهبي: صنف "الجامع الكبير"، و"الزيادات"، و"تفسير القرآن"، ولازمه شمس الأئمة الكردري، وأخذ عنه.

ومنهم: أحمد بن جمال الدين محمود بن أحمد ابن عبد السيّد البخاري نظام الدين الحنفي المعروف بالحصيري، توفي مقتولا بيد التتار بـ"دمشق". سنة 616 ست عشرة وستمائة. عدّه صاحب "الكشف" من شراح "الجامع الصغير".

ومنهم: أحمد بن منصور القاضي أبو نصر الإسبيجابي، أحد شراح "مختصر الطحاوي"، كان إماما، تبحر في الفقه في بلاده على العُلماء، ثم رحل إلى "سمرقند"، وناظر الأئمة، ودرس للطالبين والفقهاء، وصار مرجوعا إليه بعد السيّد أبي شجاع، فانتظمت إليه الأمور الدينية، وظهرت له الآثار الجميلة، وفي "هدية العارفين" توفي سنة 480 ثمانين وأربعمائة، له "شرح الجامع الصغير" للشيباني، و"شرح الجامع الكبير".

ومنهم: الحسن بن منصور بن أبي القاسم محمود بن عبد العزيز الأوزجندي الفرغاني، المعروف بقاضي خان فخر الدين. تفقه على أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي نصر الصفّار، وظهير الدين أبي الحسن علي ابن عبد العزيز المرغيناني، وغيرهما. وله "الفتاوى" في أربعة أسفار، و"شرح الجامع الصغير"، و"شرح الزيادات"، و"شرح أدب القاضي" للخّصاف. توفي ليلة النصف من رمضان سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.

ومنهم: الحُسين بن محمد بن أسعد الحنفي، المعروف بالنجم، فقيه، أقام بـ"حلب"، وبـ"مكة"، من تصانيفه:"شرح الجامع الصغير" لمحمد بن الحسن الشيباني، و"الواقعات"، وكلاهما في فروع الفقه الحنفي والفتوى.

ص: 158

ومنهم: حيدرة بن عمر أبو الحسن الصفّار، وضع على "الجامع الصغير" كتابا، و"شرح السراجية". وقال الذهبي: قال الخطيب: كان صدوقا وافر العقل، حدّث عن جماعة ممن أدركهم من السلف.

ومنهم: عبد العزيز بن أحمد بن نصر ابن صالح البخاري شمس الأئمة أبو محمد الحلواني الفقيه الحنفي، توفي سنة 459 هـ، عدّه صاحب "الكشف" من شراح "الجامع الصغير".

ومنهم: عبد الغفور بن لقمان بن محمد تاج الدين أبو المفاخر الكردري، تفقه على أبي الفضل عبد الرحمن الكرماني، وتولى قضاء "حلب" للعادل نور الدين محمود، شرح "الجامع الصغير" على طريق "الجامع الكبير" في تقرير أصول الأبواب، وكان على غاية من الزهد. توفي سنة اثنتين وخمسين، وقيل: اثنتين وستين وخمسمائة.

ومنهم: عُبيد الله بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز بن محمد ينتهى نسبه إلى عبادة ابن الصامت جمال الدين المحبوبي العبادي، ولد في خامس جمادى الأولى سنة ست وأربعين وخمسمائة، له تصانيف، منها:"شرح الجامع الصغير"، و"كتاب الفروق".

ومنهم: عبيد الله بن الحُسين أبو الحسن الكرخي، أخذ الفقه عن أبي سعيد البردعي عن إسماعيل بن حمَّاد بن أبي حنيفة عن أبيه عن جدّه، وانتهت إليه رياسة الحنفية بعد أبي خازم، وكان له طبقة عالية، عدّوه من المجتهدين في المسائل، وله "المختصر"، و"شرح الجامع الصغير"، و"شرح الجامع الكبير"، وكان مولده سنة ستين ومائتين، ومات سنة أربعين وثلاثمائة ليلة النصف من شعبان.

ومنهم: علي بن بندار قاضي القضاة أبو القاسم اليزدي نسبة إلى "يزد" بفتح الياء المثناة التحتية، ثم الزاء المعجمة الساكنة، ثم الدال المهملة، من أعمال "إصطخر فارس" بين "أصفهان" و"كرمان". أخذ عن أبي جعفر

ص: 159

القاضي علي النسفي، عن الجصَّاص أحمد الرازي، عن أبي الحسن الكرخي، وله "شرح الجامع الصغير".

ومنهم: على بن خليل بن على بن الحُسين الدمشقي أبو الحسن الأديب الفقيه، عرف بابن قاضي العسكر، مولده بـ"دمشق" منتصف جمادى الأولى سنة ثمانين وستمائة، وتوفي يوم الأربعاء غرة ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وستمائة، قال صاحب "هدية العارفين"، له "شرح الجامع الكبير" للشيباني في الفروع، ونظم "الجامع الصغير" كذا.

ومنهم: علي بن محمد بن عبد الكريم بن موسى البزدوي الإمام الكبير الجامع بين أشتات العلوم إمام الدنيا في الفرع والأصول، له تصانيف كثيرة معتبرة.

منها: "المبسوط" إحدى عشر مجلدا، و"شرح الجامع الكبير"، و"شرح الجامع الصغير".

ومنهم: عمر بن إسحاق بن أحمد الغزنوي قاضي القضاة سراج الدين، أبو حفص الهندي، تفقه على الإمام وجيه الدين الرازي، وعلى ركن الدين البداوي، وسراج الدين الثقفي، وسمع الحديث على أحمد بن منصور الجوهرى وغيره، وسمع بـ"مكة" على خضر شيخ رباط السدرة، وأفتي، واشتغل، وصنف "شرح الهداية" المسمّى بـ"التوشيح"، و"شرح الزيادات"، و"الجامعين"، ولم يكمل، وله "كتاب التصوف"، وغير ذلك، توفي سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة.

ومنهم: عمر بن عبد العزيز بن عمر بن مازه أبو محمد حسام الدين، المعروف بالصدر الشهيد.

إمام الفروع والأصول المبرز في المعقول والمنقول، كان من كبار الأئمة وأعين الفقهاء، له اليد الطولى في الخلاف والمذهب وقهر الخصوم، وفاق الفضلاء في حياة أبيه بـ"خراسان"، وأقرَّ بفضله الموافق والمخالف، وله

ص: 160

"الفتاوى الصغرى"، و"الكبرى"، و"شرح أدب القاضي" للخصَّاف، و "شرح الجامع الصغير".

ومنهم: عمر بن عبد الكريم بدر الدين الورسكي البخاري، أخذ الفقه عن أبي الفضل عبد الرحمن الكرماني، وله "شرح الجامع الصغير"، مات بـ"بلخ" سنة أربع وتسعين وخمسمائة.

ومنهم: عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن لقمان مفتي الثقلين نجم الدين أبو حفص النسفي، كان إماما فاضلًا أصوليا متكلما مفسّرا محدّثا فقيها حافظا نحويا، أحد الأئمة المشهورين بالحفظ الوافر والقبول التام عند الخواص والعوام، صنّف التصانيف في الفقه والحديث ونظم "الجامع الصغير"، وقيل: إنه صنف قريبا من مائة مصنف.

ومنهم: محمد بن أحمد الإسكافي البلخى أبو بكر الحنفي المتوفى سنة 333 ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، له "شرح الجامع الصغير" للشيباني في الفروع.

ومنهم: محمد بن سليمان بن أبي العز وهب بن عطاء الأذرعي شمس الدين أبو الربيع الدمشقي القاضي الحنفي المتوفى سنة 699 تسع وتسعين وستمائة، من تصانيفه:"شرح الجامع الصغير" للشيباني في الفروع، و"فتاوى الأذرعى".

ومنهم: محمد بن على بن عبدك، واسم عبدك عبد الكريم أبو محمد الجرجاني، قال الذهبي: إمام كبير.

صنف "شرح الجامعين"، وغير ذلك، وأقرأ الأدب، ودرس، ومات سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.

ومنهم: محمد بن عيسى بن أبي موسى البغدادي الفقيه الحنفي المتوفى سنة 334 أربع وثلاثين وثلاثمائة.

ص: 161

صنف الأصول في الفقه مجلدا، و"الجامع الكبير" في الفتاوي، و"شرح الجامع الكبير" للشيباني في الفروع، عدّه صاحب "الكشف" من شراح "الجامع الصغير".

ومنهم: محمد بن محمد بن محمد نزيل "مرغينان". له "الجامع الكبير"، و"نظم الجامع الصغير"، وبرع في الخلاف وعلم الجدل. مات بعد سنة ست وعشرين وسبعمائة.

ومنهم: محمد بن محمد بن محمد السرخسي رضي الدين برهان الإسلام الفقيه الحنفي، المتوفى سنة 544 أربع وأربعين وخمسمائة. من تصانيفه:"عيون المسائل"، و"فوائد الجامع الصغير" للشيباني، و"المحيط" في الفروع 15 مجلدا، و"الوجيز" في الفتاوى.

ومنهم: الإمام برهان الدين أبو المعالي محمود بن الصدر السعيد تاج الدين أحمد بن برهان عبد العزيز بن عمر البخاري الحنفي المعروف بابن مازه، ومن تصانيفه:"شرح الجامع الصغير" للشيباني في الفروع.

ومنهم: مسعود بن أبي بكر الفراهي، له "كتاب اللمعة" في نظم الجامع الصغير.

ومنهم: جمال الدين المطهر بن الحُسين بن سعد بن علي بن بندار اليزدي القاضي أبو سعيد الفقيه الحنفي، نزيل "القاهرة" المتوفى سنة 591 إحدى وتسعين وخمسمائة بـ"قوص"، ودفن بـ"مصر"، من تصانيفه:"التذكرة" في المناسك، و"التهذيب" في شرح الجامع الصغير للشيباني.

ومنهم: ميمون بن محمد بن محمد بن معتمد بن محمد بن مكحول أبو المعين المكحولي النسفي، صاحب "كتاب تبصرة الأدلة"، و"تمهيد قواعد التوحيد"، إمام فاضل جامع الأصول له "المناهج"، و"شرح الجامع الكبير"، وعدّه الجلبي في "الكشف" من شراح "الجامع الصغير".

ص: 162

ومنهم: أبو الليث نصر بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب الفقيه الحنفي السمرقندي، الملقب بإمام الهدي، توفي سنة 373 ثلاث وسبعين وثلاثمائة، صنف من الكتب "بستان العارفين"، و"تفسير القرآن"، و"تنبيه الغافلين"، و"حصر المسائل" في الفروع، و"شرح الجامع الصغير" للشيباني في الفروع.

ومنهم: أبو عمر الطبري، تفقه على أبي سعيد البردعي، وكان يدرس بـ"بغداد" على مذهب الإمام أبي حنيفة هو والكرخي، له "شرح الجامعين"، مات سنة أربعين وثلاثمائة، كذا ذكره الذهبي في "الكنى"، وقال الحافظ عبد القادر القرشي: اسمه أحمد بن محمد بن عبد الرحمن. والله أعلم.

* * *

ص: 163

‌4378 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن القاسم بن الحسن ابن على بن عبد الرحمن، المعروف بالشجري

ابن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن ابن على بن أبي طالب أبو عبد الله، المعروف بابن الداعي الفقيه *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كانت ولادته في سنة أربع وثلاثمائة ببلاد "الديلم"، ونشأ هناك.

قال ابن النجّار: ورد "بغداد" في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة راجعا من الحج، فلزم أبا الحسن الكرخي.

وتفقّه عليه، وبلغ في الفقه مبلغا عظيما، ودرس الكلام قبل ذلك وبعده على أبي عبد الله الحُسين بن علي البصري

(1)

والفقه أيضًا، برع فيهما، حتى صار بمنزلة من يصلح أن يعلّم، ويفقّه.

وكان يستفتى دائما في الحوادث بـ"بغداد"، فيجيب بخطّه أحسن جواب بأجود عبارة، إلا أنه كان إذا تكلّم بانت العجمة في لسانه.

وقلّده معز الدولة أحمد بن [بُوَيه النقابة]

(2)

على العلويين بـ"بغداد".

* راجع: الجواهر المضية برقم 1271.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1952، ومعجم المؤلفين 9:209.

وفي بعض النسخ: "محمد بن الحسن بن أبي القاسم".

(1)

في بعض النسخ: "البصيري" خطأ. وهو المتكلم الذي ترجمته في الجواهر برقم 1945.

(2)

في بعض النسخ: "نوبة السقاية" خطأ.

ص: 164

قال القاضي أبو على التنوخي: لم أر -فيما علمت- أفضل منه في دين وعلم وعفّة وعمل واجتهاد وورع وكثرة صلاة، ولقد صحبته فما كنت أراه أكثر الليل إلا مصلّيا قارئا، وأكثر النهار مقيما بين صلاة ودرس للقرآن

(1)

أو العلم، قال: ولم يزل بـ"بغداد" يبايعه

(2)

على الإمامة جماعة، ولا يقدر على الخروج من أجل معزّ الدولة، فلما كان سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة خرج معزّ الدولة إلى "الموصل"، واستخلف ابنه بـ"بغداد"، فخرج مختفيا،

(3)

حتى لحق بلاد

(4)

"الديلم"، وبايعته

(5)

بالإمامة، وتلقّب بالمهتدى لدين الله

(6)

.

وتوفي سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4379 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن أبي مالك

*

(1)

في بعض النسخ: "القرآن".

(2)

سقط من بعض النسخ، وفي بعض النسخ:"فبايعه".

(3)

في بعض النسخ: "مختفيا".

(4)

في بعض النسخ: "بلاد".

(5)

في بعض النسخ: "وتابعته".

(6)

ذكر ابن الأثير في حوادث سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة هروب أبي عبد الله محمد بن الحُسين [كذا] المعروف بابن الداعي من بغداد، وسيره نحو بلاد الديلم، واجتمع عليه بها عشرة آلاف رجل، وتلقب ابن الداعى بالمهدي لدين الله. الكامل 8:555.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1283. =

ص: 165

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه على أبيه الحسن بن أبي مالك، تقدّم

(1)

أبو عبد الله.

قال: رأيتُ بشر بن الوليد يومًا عند أبي،

وقد ذكر محمد بن الحسن، فنال منه، فقال له أبي: لا تفعل يا أبا الوليد! ثم قال له: هذا محمد، صار له في أيدي الناس ما صار من هذه الكتب التي فيها مسائله التي ولَّدها، وعملها، فنحن نرضى منك أن تتولّى لنا وضع سؤال مسئلة، وقد أغناك الله عن جوابها

(2)

.

* * *

‌4380 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن المحسن الأسروشني

، أبو جعفر *

= ترجمته في الطبقات السنية، برقم 1967.

وقد ورد فيه اسمه فحسب.

وفي بعض النسخ: "محمد بن الحسن بن مالك" خطأ.

(1)

برقم 481، وهو من أصحاب الإمام أبي يوسف. انظر أخبار أبي حنيفة وأصحابه، للصيمري 155. وكانت وفاة الحسن سنة أربع ومائتين.

(2)

القصة باختصار في أخبار أبي حنيفة وأصحابه، الموضع السابق.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1275.

ترجمته في الطبقات السنية، برقم 1957.

وفي بعض النسخ: "الأستروشني".

وذكر السمعاني أنه بضم الألف. الأنساب 1: 219.

وعند ياقوت بالفتح. معجم البلدان 1: 245.

وفي الطبقات السنية أنه الملقب جلال الدين.

ص: 166

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ورد "بغداد"

(1)

سنة نيف وثلاثين وأربعمائة، فتفقّه على الصيمري، وعلى قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني.

ثم استوطن "بيت المقدس"، وورد إلى "بغداد" سنة سبعين وأربعمائة، فأدركه أجله بها في مستهلّ جمادى الأولى سنة سبعين، وله ثلاث وستون سنة.

وله ابن ولى القضاء بـ"فنك

(2)

" عند "جزيرة ابن عمر"، رضي الله

عنهما.

* * *

‌4381 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن على ابن إسماعيل أبو السعادات

بن أبي الفضائل القرشي العدوي العامري تقدّم والده الحسن

(3)

*

(1)

في الطبقات السنية بعد هذا زيادة: "حاجا".

(2)

فنك: قلعة حصينة منيعة للأكراد. وجزيرة ابن عمر: بلدة فوق الموصل، بينهما ثلاثة أيام.

معجم البلدان 2: 793: 620.

(3)

ترجمته في الجواهر برقم 475.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1272.

ترجمته في الطبقات السنية، برقم 1953، نقلًا عن الجواهر. =

ص: 167

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: أخذ عنه، وانتفع به، ذكرهما

(1)

الحافظ الدمياطي في "مشيخته".

* * *

‌4382 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن الدهقان

، أبو عبد الله الفقيه من أهل "سمرقند" *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكره ابن النجّار، وقال: قدم "بغداد" حاجا في سنة ست وسبعين وخمسمائة، وأملى بها الحديث عن عمر بن محمد النسفي، وعبد العزيز بن عبد الجبار بن علي الكوفي.

روى لنا عنه محمد بن عبد الكريم السيّدي

(2)

.

* * *

= وفي بعض النسخ: "بن أبي الفضل"، والصواب في بعض النسخ، وفي ترجمة والده.

(1)

ذكره والده.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1273.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1954، نقلًا عن الجواهر.

وفي بعض النسخ: "الدلقعاني" مكان "دهقان" خطأ، وانظر ما مر في الجواهر في أثناء ترجمة 363.

(2)

في بعض النسخ: "السبدي".

ص: 168

‌4383 - الشيخ الفاضل محمد بن حسن بن محمد بن حسن الرومي

*

فقيه، ناثر، ناظم قرأ على والده وغيره، ثم درس بمدرسة داود باشا بـ "القسطنطينية".

من آثاره: "شرح على القدورى" في فروع الفقه الحنفي، و"شرح على ثلاثيات البخاري".

توفي سنة 939 هـ.

* * *

‌4384 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن محمد بن يوسف أبو عبد الله الفاسى المغربي

الفقيه، العلامة، المقرئ

(1)

، نزيل "حلب"، وبها تفقَّه على مذهب أبي حنيفة، رضى الله عنه * *

* راجع: معجم المؤلفين 9: 213.

ترجمته في الكواكب السائرة 2: 30، وشذرات الذهب 8:234.

(1)

سقط من بعض النسخ.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1274.

ترجمته في ذيل الروضتين 199، ومعرفة القراء الكبار 533534، والعبر 5: 235، ودول الإسلام 2: 161، والوافي بالوفيات 2: 354، =

ص: 169

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ولد بـ"فاس" بعد الثمانين وخمسمائة، وقدم ديار "مصر"، وقرأ بها القرآن على أبي موسى

(1)

عيسى بن يوسف المقدسي

(2)

، وأبي القاسم عبد الواحد

(3)

بن سعيد، وعرض عليهما "الشاطبية"، وهما أخذاها عن أبي القاسم الشاطبي.

وكان مليح الخطّ على طريقة المغاربة، كثير الفضائل، وافر الديانة، فاضلًا في الفقه.

وروى عن عبد العزيز بن زيدان

(4)

النحوي، والقاضي يوسف بن شداد

(5)

.

وتفقّه عليه، وأخذ عنه الجمّ الغفير، منهم: محمد بن أيوب التاذني

(6)

الفقيه الحنفي، ومحمد بن إبراهيم بن النحّاس النحوي، وشرح "حرز الأماني" شرحا عظيما، وكان يتكلّم في الأصول على طريقة الأشعرية.

= ومرآة الجنان 4: 147، وطبقات القراء 2: 122، 123، والنجوم الزاهرة 7: 69، والطبقات السنية، برقم 1956، وكشف الظنون 1: 647، 649، وشذرات الذهب 5: 283، 284، وهدية العارفين 2:126.

وفي بعض النسخ: "المقرى" مكان: "المغربي"، وسيأتي.

(1)

في بعض النسخ: "أبي يوسف"، والتصويب من بعض النسخ، وطبقات القراء 2:122.

(2)

في بعض النسخ: "القدسي"، والمثبت في بعض النسخ، وطبقات القراء.

(3)

في طبقات القراء: "عبد الرحمن".

(4)

في طبقات القراء: "عبد العزيز بن عبد العزيز بن زيدان".

(5)

أي يوسف بن رافع بن شداد. كما جاء في طبقات القراء.

(6)

في بعض النسخ: "المنادي"، والصواب في بعض النسخ، وترجمته في الجواهر برقم 1236، وفي طبقات القراء:"التاذفي".

ص: 170

قال أبو شامة

(1)

: مات بـ"حلب" سنة ست وخمسين وستمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4385 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن محمد على الرومي، الشهير بميمي زاده

*

فقيه، متكلم.

من آثاره: "إفاضة العلام فيما يلزم للمكلف من العقائد والأحكام". توفي سنة 1112 هـ.

* * *

‌4386 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن مِرْداس الأيلي

* *

(1)

في بعض النسخ: "أبو أسامة" خطأ.

* راجع: معجم المؤلفين 9: 217.

ترجمته في هدية العارفين 2: 308.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1276.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1958، نقلًا عن الجواهر.

وفي بعض النسخ: "الأملي"، وما في بعض النسخ غير متضح. والمثبت في بعض النسخ، والطبقات السنية.

والأيلي، بفتح الألف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها اللام:

هذه بلدة على ساحل بحر القلزم مما يلي ديار مصر. اللباب 1: 7879.

ص: 171

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: روى عنه الطحاوي، وأخذ عن محمد بن شجاع، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4387 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن مسعود بن الحسن المعروف أبوه بابن الوزير

وقد تقدّم في بابه

(1)

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: شيخ صاحب "الهداية"، ذكره في "مشيخته".

وقال: أجاز لي جميع مسموعاته ومستجازاته مشافهة بـ "مرو"، وكتب [بخطّ يده]

(2)

، قال: ومن جملة رواياته: كتاب "شرح الآثار" للطحاوي، قال: أخبرني

(3)

الشيخ الإمام أبو الفتح

(4)

إسماعيل بن الفضل بن أحمد ابن

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 482، وكانت وفاته سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1277.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1959، نقلًا عن الجواهر.

ويقال له: "الخوارزمي".

(2)

في بعض النسخ: "بخطه".

(3)

في بعض النسخ: "أخبرنا"، وفي بعض النسخ:"أخبربه"، وفي الطبقات السنية "أخبرني به".

(4)

سقط من بعض النسخ.

ص: 172

الإخشيد

(1)

المعروف بالسرَّاج، أخبرنا أبو الفتح منصور بن الحُسين ابن على بن القاسم، أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عاصم المقرئ

(2)

الحافظ، أخبرنا المصنّف

(3)

.

* * *

‌4388 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن منصور أبو بكر الغُوبِديني النسفي القاضي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: أورده السمعاني في "الأنساب"، وقال: حدّث عن جماعة مثل أبي الطيب طاهر بن الحسن المفتي.

روى لي عنه أبو علي الحُسين بن على اللامشي بـ"مرو".

وكان إماما فاضلًا.

ولي القضاء بـ"سمرقند".

ومات بـ"بخارى" سلخ صفر سنة خمس وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

(1)

في بعض النسخ: "الاجند" خطأ.

(2)

في بعض النسخ: "النوبي" خطأ.

(3)

الكلام بعد هذا في بعض النسخ متصل، وهي ترجمة جديدة، كما ترى.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1278.

ترجمته في الأنساب 412 ظ، والطبقات السنية برقم 1960.

ص: 173

‌4389 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن منصور، أبو بكر، النسفي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه على شمس الأئمة الحلواني.

وروى عنه، وهو أحد رواة "الأمالي"، وأحد من كُتِبت

(1)

عنه.

* * *

‌4390 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن موسى الكجراتي، ثم المندوي

* *

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال.

ولد بـ"مندو" في الحادي عشر من رجب، سنة اثنتين وستين وتسعمائة.

وقرأ القرآن على الشيخ كمال الدين القرشي، وجوّده، وقرأ الرسائل الفارسية.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1279.

ترجمته في طبقات الفقهاء، لطاش كبرى زاده، صفحة 77، وكتائب أعلام الأخيار برقم 269، والطبقات السنية برقم 1961، والفوائد البهية 162.

(1)

كذا في النسخ، وفي بعض النسخ بضم التاء ضبط قلم، وفي الطبقات السنية:"كتب".

* * راجع: نزهة الخواطر: 5: 368.

ص: 174

ولما بلغ إحدى عشرة سنة توفي والده، ولما بلغ سبع عشرة سنة زوّجته أمه، فلم يترك البحث والاشتغال، وقرأ النحو والعربية على الشيخ برهان الدين الكالبوي. وقرأ "الكشف"، و"المنار"، و"التلويح" في أصول الفقه على السيّد شاه محمد، وسافر إلى "آكره"، فأقام بها خمس سنين.

ثم رجع، وسافر إلى "كجرات" سنة تسعين وتسعمائة.

وقرأ أكثر الكتب الدرسية في مدرسة الشيخ وجيه الدين بن نصر الله العلوي الكجراتي، وقرأ بعض الفنون الرياضية على الحكيم عثمان بن عيسى السندى بمدينة "برهانبور"، ورجع إلى "مندو" سنة أربع وتسعين وتسعمائة.

وكان صوفيًا، مستقيم الحالة، أخذ الطريقة الشطارية عن الشيخ صدر الدين محمد البرودوي، وصاحبه الشيخ محمود بن الجلال الكجراتي.

وله كتاب بسيط في أخبار مشايخ "الهند"، وعلمائها، سماه بـ"كلزار أبرار". شرع في تصنيفه سنة 1014 هـ بأمر أبي الخير بن المبارك الناكوري، وأتمه بأمر الشيخ عيسى بن قاسم السندي في شهر رجب سنة اثنتين وعشرين وألف.

* * *

‌4391 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن نصر بن عثمان بن زيد، عرف بمَتُّويه

تقدّم والده الحسن

(1)

*

(1)

سقط من بعض النسخ، وترجمته في الجواهر برقم 488. وانظر حاشية ترجمته.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1282. =

ص: 175

‌4392 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن الفقيه ابن أخي القاضي بكَّار

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: وهو الذي صلّى على القاضي بكّار.

تفقّه عليه، ولازمه، وانتفع به.

* * *

‌4393 - الشيخ الفاضل المحدث محمد بن الحسن، المعروف بابن همام

* *

مؤلف "تحفة الراوي في تخريج أحاديث البيضاوي"، المتوفى سنة 1175 هـ.

* * *

‌4394 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن الباهلي، أبو نصر، الخطيب

* * *

= ترجمته في الإكمال 7: 206، والطبقات السنية برقم 1962.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1280.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1964، نقلا عن الجواهر.

* * راجع: تقدمة نصب الراية ص 33.

* * * راجع: الجواهر المضية برقم 1281.

ص: 176

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: إمام كبير.

من أقران شمس الأئمة السرخسي.

أستاذ مسعود بن الحسين الكشاني.

* * *

‌4395 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسن الحلبي

من فقهاء "حلب"*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: حفظ "الهداية" في صغره، وعرضه على جماعة.

منهم: العلامة أبو حفص عمر بن الوردي، فكتب له إجازة لطيفة، وهي أما بعد حمد الله على حسن البداية، والصلاة على نبيه محمد الموصوف في الكتب بما فيه الكفاية، وعلى آله وأصحابه سفن النجاة، ونجوم الهداية.

فقد عرض عليَّ الفاضل اللبيب شمس الدين محمد بن الحسن الحنفي من كتاب "الهداية" مواضع متوافرة، أوائله وأواسطه وأواخره، فجرى فيه بلسان رطب فصيح جرى من جمع، يعني طرفيه بالياء والنون، وهذا جمع السلامة، وبالفاء والواو وهذا جمع الصحيح، فهو نجيب من نجيب، لا بل عجيب من عجيب، لا بل علم من علم، ومن يشابه أباه، فما ظلم، فالله

= ترجمته في طبقات الفقهاء، لطاش كبري زاده، صفحة 77، والطبقات السنية، برقم 1963.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1284.

هذه الترجمة من بعض النسخ وحدها.

ص: 177

تعالى يرزقه العلم والعمل بما في الكتاب، وغير بدع لمحمد بن الحسن أن يُعَدّ من أعيان الأصحاب، حرّر ذلك في منتصف شعبان سنة أربع وأربعين وسبعمائة.

* * *

‌4396 - الشيخ الفاضل المولى محي الدّين مُحَمَّد ابْن الْمولى الْفَاضِل حسن الساميسوني

*

ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: قَرَأَ رحمه الله على وَالِده، وعَلى الْمولى عَلَاء الدّين عَليّ الْعَرَبِيّ.

ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة مَوْلَانَا خسرو بـ"بروسه"، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة الحجرية بـ"أدرنه"، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة مَحْمُود باشا بِمَدِينَة "قسطنطينية"، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة أورخان الْغَازِي بِمَدِينَة "أزنيق"، ثمَّ صَار مدرسا بإحدى المدرستين المتجاورتين بـ"أدرنه".

ثمَّ صَار مدرسا بإحدى الْمدَارِس الثمان، ثمَّ عين لَهُ كل يَوْم ثَمَانُون درهما بطرِيق التقاعد، ثمَّ جعله السُّلْطَان سليم خَان قَاضِيا بِمَدِينَة "أدرنه".

وَتُوفِّي وَهُوَ قَاض بهَا فِي سنة تسع عشرَة وَتِسْعمِائَة، وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى مشتغلا بِالْعلمِ غَايَة الِاشْتِغَال، بِحَيْثُ لَا يُفَارق عَن حل الدقائق لَيْلًا وَنَهَارًا.

وَكَانَ معرضًا عَن مزخرفات الدُّنْيَا، وَكَانَ يَسْتَوِي عِنْده الذَّهَب والمدر، وَكَانَ يُؤثر الْفُقَرَاء على نَفسه، حَتَّى يخْتَار لأجلهم الْجُوع والعري، وَكَانَ رَاضِيا من الْعَيْش بِالْقَلِيلِ، كَانَ لَهُ محبَّة صَادِقَة للصوفية.

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 179، 180.

ص: 178

وَله حواش على "شرح الْمِفْتَاح" للسَّيِّد الشريف، وحواش على"حَاشِيَة "شرح التَّجْرِيد" للسَّيِّد الشريف أيضا، وحواش على "التَّلْوِيح" للعلامة التَّفْتَازَانِيّ.

* * *

‌4397 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي الحسن القفّال الخوارزمي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكره عبد الغافر في "السياق"، وقال: حنفي المذهب، كيِّس الطبع.

يعرف الأصول على مذهب المعتزلة.

وكان يناظر عليها.

وسمع من مشايخنا العصريين، رحمة الله عليهم أجمعين.

* * *

‌4398 - الشيخ الفاضل محمد بن حسن، المعروف بالحافظ الكبير الرومي

* *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1267.

ترجمته في الطبقات السنية، برقم 1946.

وفيه: "محمد بن الحسن بن أبي الحسن".

* * راجع: معجم المؤلفين 9: 189.

ترجمته في هدية العارفين 2: 326، كشف الظنون 1348.

ص: 179

ولد سنة 1154 هـ.

محدث، حافظ، متكلم.

من آثاره: "شرح القصيدة النونية" لخضر بك في علم الكلام.

* * *

‌4399 - الشيخ الفاضل محمد بن حسن الفيضي، الرومي، الملقب بالشيخي

*

مؤرخ، شاعر.

درس، وتولى مشيخة زاوية أمير بخارى.

من آثاره: "ديوان شعر"، و"ذيل على الشقائق النعمانية" في التراجم في مجلدين، سماه "وقايع الفضلاء".

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 9: 208.

ترجمته في هدية العارفين 321، وكشف الظنون 1058.

ص: 180

‌باب من اسمه محمد بن الحسين

‌4400 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسين بن إبراهيم الملقّب والده بإشكاب

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: روى عن أبيه، وتفقّه عليه.

تقدّم أبوه وأخوه علي

(1)

.

* * *

‌4401 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسين بن أحمد بن علي

بن

* راجع: الجواهر المضية برقم 1285.

ترجمته في الجرح والتعديل، الجزء الثالث، القسم الثاني 229، 230، وتاريخ بغداد 2: 223، 224، وتهذيب التهذيب 9: 121، 122، وتقريب التهذيب 2: 155، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 333، والطبقات السنية برقم 1968.

وهو: "أبو جعفر، العامري".

وكانت وفاته سنة إحدى وستين ومائتين، وله ثمانون سنة.

(1)

ترجمة أبيه في الجواهر برقم 490، وأخيه برقم 964.

ص: 181

محمد بن علي الدامغاني، أبو عبد الله ابن أبي المظفّر من البيت المشهور بالقضاء والعلم والرياسة*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: شهد عند أخيه قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين في العشرين من شوَّال سنة ثلاث وستمائة، فقبل شهادته، واستنابه على الحكم والقضاء، وأذن للشهود بالشهادة عنده، وعليه وبإسجال السجلات، فبقي على ذلك إلى أن عزل أخوه عن قضاء القضاة في ثاني عشر رجب سنة إحدى عشرة وستمائة، فانعزل بعزله، ولزم بيته إلى حين وفاته.

قال ابن النجّار: سمعت قاضي القضاة أبا القاسم الدامغاني يقول: ولد أخي في سنة إحدى وستين وخمسمائة.

ومات في يوم الأربعاء السادس عشر من شعبان سنة خمس عشرة وستمائة، وصلي عليه بـ"النظامية"، ودفن بـ"الشونيزية"، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4402 - الشيخ الفاضل محمد بن حسين بن أحمد بن محمد ابن حسين بن بيرم

* *

* راجع: الجواهر المضية الذهب 5: 63.

* * راجع: معجم المؤلفين برقم 1286.

ترجمته في ذيل تاريخ بغداد، لابن الدبيثي 1: 240، والتكملة لوفيات النقلة 4: 340 - 342، والمختصر المحتاج إليه 1: 40، والعبر 5: 56، ومرآة الجنان 4: 13، والنجوم الزاهرة 6: 223، والطبقات السنية، برقم 1969، وشذرات 9:233. =

ص: 182

فقيه، من أهل "تونس".

ولد سنة 1130 هـ. تولى الإفتاء بها خمسا وأربعين سنة.

من تصانيفه: "اختصار أنفع الوسائل في تحرير المسائل" للطرطوسي في فروع الفقه الحنفي، "رسالة في السياسة الشرعية"، وله نظم. توفي سنة 1214 هـ.

* * *

‌4403 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسين بن علي بن أحمد بن سهل أبو الفضل، السهْلُوي

المذكّر*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكره عبد الغافر

(1)

الفارسي في "السياق".

وقال: قدم "نيسابور" قديما، ثم قدمها في نيف وسبعين وأربعمائة، وعقد له المجلس بجامع "نيسابور" القديم، وكان قد تفقّه على مذهب أبي حنيفة.

مات سنة تسعين وأربعمائة، وذكره الذهبي في "تاريخه".

* * *

ترجمته في الأعلام 6: 336، وهدية العارفين 2: 352 ومعجم المطبوعات 612.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1299.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1971، نقلا عن الجواهر.

(1)

في بعض النسخ: زيادة "الفارسي".

ص: 183

‌4404 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسين بن علي البلخي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال السمعاني: إمام فاضل متقن

(1)

، أظنّ أنه صار [مقدّم الأئمة بـ"بلخ"]

(2)

.

سمع أبا بكر محمد بن عبد الملك الماسَكاني

(3)

الخطيب، كتب إليَّ بالإجازة بجميع مسموعاته، ومن جملتها:"كتاب التفسير" لأبي الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي، وكذلك "كتاب التنبيه" له

(4)

، و"كتاب البستان" له بروايته عن الخطيب الماسَكاني، عن أبي مالك تميم

(5)

الخطيب عنه.

مات سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1287.

ترجمته في التحبير 2: 119، والطبقات السنية برقم 1973.

وفي التحبير زيادة نسبة القلانسي.

(1)

في التحبير "متفنن".

(2)

في بعض النسخ: "مقدما" لأئمة بلخ، والمثبت في التحبير.

(3)

بفتح الميم، وسكون الألفين، بينهما سين مهملة، وكاف مفتوحتان، وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى ماسكان، وهي بليدة بنواحي كرمان. اللباب 3:83.

(4)

سقط من بعض النسخ.

(5)

هو تميم بن فرينام بن على بن زرعة. انظر التحبير 1: 554 - 559.

ص: 184

‌4405 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسين بن الفضل بن الحسين ابن سعيد بن علي الواعظ الأستاجي

، الإمام جمال الدين*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: مات ليلة الاثنين، سابع ربيع الأول سنة أربع وتسعين وستمائة، ودفن بـ"مقبرة باب الحاج"، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4406 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين البخاري

، المعروف ببكر خواهرزاده ابن اخت القاضي أبي ثابت محمد بن أحمد البخاري

(1)

* *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1288.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1974، نقلا عن الجواهر.

وفي بعض النسخ: "محمد بن الحسين بن أبي الفضل".

والأستاجي ذكرها مصنف الجواهر في الأنساب آخر الكتاب، وقال "كذا رأيته مضبوطا بالخط، ولم يذكرها السمعاني".

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 1217.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1289.

ترجمته في الأنساب 5: 221، 222، وأيضا في 444، ظ، واللباب 1: 392، 2: 248، والعبر 3: 302، ودول الإسلام 2: 11، وتاج =

ص: 185

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال السمعاني: كان إماما، فاضلا، حنفيا، وله طريقة حسنة مفيدة، جمع فيها من كل فن، وكان يحفظها

(1)

.

سمع أباه أبا علي، وأبا الفضل منصور بن نصر الكاغِذي.

روى عنه عمرو بن محمد بن لقمان النسفي.

قال السمعاني: روى لنا عنه أبو عمرو عثمان بن علي [بن محمد]

(2)

البيكندي.

ومات

(3)

في جمادى الأولى في الخامس والعشرين منه في سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، وهو صاحب "المبسوط"، ويعرف ببكرخواهرزاده

(4)

.

وقد ذكرته في حرف الخاء في خواهرزاده، وكان من عظماء "ما وراء النهر".

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 164): ذكره الذهبي في الطبقة الخامسة والعشرين من "سير النبلاء"، وقال خواهر زاده: شيخ

= التراجم 62، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده، صفحة 88، ومفتاح السعادة 2: 276، وكتائب أعلام الأخيار برقم 287، كشف الظنون 1: 569، 2: 1223، 1580، وشذرات الذهب 3: 367، والفوائد البهية 163، 164.

وكنيته في مراجع ترجمته أبو بكر، ويقال له: القديدي بضم القاف، وفتح الدال المهملة.

(1)

روى القرشي كلام السمعاني بمعناه.

(2)

من بعض النسخ، والأنساب.

(3)

في بعض النسخ: زيادة "ببخارى ليلة الجمعة"، وهو مستفاد من الأنساب، لكن المؤلف عدل عن لفظ الأنساب.

(4)

في الجزء الثاني، صفحة 183.

ص: 186

الحنفية بـ"ما وراء النهر"، ونعمان الوقت أبو بكر خواهر زاده، واسمه محمد بن الحسين بن محمد العديمي البخاري ابن أخت القاضي أبي ثابت محمد بن أحمد البخاري، ولذلك لقب بخواهر زاده، ومعناه: ابن أخت عالم، سمع أباه، وأبا نصر أحمد بن علي الحازمي، والحاكم أبا عمر، ومحمد بن عبد العزيز القنطري، وأملى عدة مجالس، وخرج له أصحاب وأئمة، حدّث عنه عثمان بن علي البيكندي، وعمر بن محمد بن لقمان النسفي، وطائفة، وطريقته أبسط الطرائق، وكان يحفظها، وكان من بحور العلم، ذكره السمعاني في "الأنساب"، توفي بـ"بخارى" في جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، وقد شاخ. انتهى. وفي "الأنساب" خواهر زاده بضم الخاء المعجمة، وفتح الواو، والهاء بعد الألف، والراء الساكنة، والزاي المفتوحة، بعدها ألف أخرى، وفي أخرها الدال المهملة، آخرها هاء، هذه الكلمة قيلت لجماعة من العلماء، كانوا ابن أخت لأحد العلماء، فنسبوا إليه بالعجمية، منهم الإمام أبو بكر محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين البخاري، وقيل: الحسن بن الحسين، يفرق ببكر خواهر زاده، وهو ابن أخت القاضي الإمام أبي ثابت محمد بن أحمد البخاري، كان إماما، فاضلا، بحرا في مذهب أبي حنيفة، وطريقته، جمع فيها من كل جنس، وكان يحفظها أملى بـ"بخارى"، وسمع أباه، وأبا الفضل منصور بن عبد الرحيم الكاغذي، وأبا نصر أحمد بن علي الحازمي، والحاكم أبا عمر، ومحمد بن عبد العزيز القنطري، وأبا سعيد بن أحمد الأصبهاني وغيرهم، روى لنا عنه أبو عمرو عثمان بن علي بن محمد البيكندي، ولم يحدثنا عنه سواه، مات ليلة الجمعة الخامس والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة بـ"بخارى"، وأبو سعيد محمد بن عبد الحميد ابن عبد الرحيم بن أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد بن عبد لله بن عبد الوارث وثمانين وأربعمائة بـ"بخارى"، وأبو سعيد محمد بن عبد الحميد بن عبد الرحيم بن

ص: 187

أحمد بن عبد الله بن عبد الوارث، المعروف بخواهرزاده من إحدى قرى "مرو"، كان فاضلا مائلا إلى الحديث، وأهله، سمع الكثير، وكتبه بخطّه، ولم يكن بـ"مرو" من يجري مجراه من أصحاب أبي حنيفة أكثر عنه في الحديث وكتابته، وقيل له: خواهرزاده، لأنه ابن أخت القاضي أبي الحسن علي بن الحسين الدهقان، مات في جادى الأولى سنة أربع وتسعين وأربعمائة بـ"مرو". انتهى ملخصا.

* * *

‌4407 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسين بن محمد بن علي بن أحمد الطبري

الفقيه*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قدم "بغداد"، وسكنها، [وتفقّه بها، وكتب عنه، وله شعر]

(1)

.

قال الحافظ زكي الدين في "التكملة": مات بـ"بغداد" ليلة السابع عشر من رجب سنة إحدى عشرة وستمائة، ودفن من الغد.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1290.

ترجمته في ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 1: 239، والتكملة لوفيات النقلة 4: 114، والطبقات السنية برقم 1976، وكنيته "أبو إبراهيم".

(1)

سقط من بعض النسخ.

ص: 188

‌4408 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسين بن محمد بن محمد ابن المعلم أبو منصور

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال ابن النجّار: درس الفقه على مذهب الإمام

(1)

أبي حنيفة، رضي الله تعالى عنه، على أبي طالب الحسين بن محمد الزينبي، [حتى صار فقيها، مناظرا، مفتيا، وناب في القضاء عن قاضي القضاة أبي القاسم الزينبي]

(2)

.

وولي التدريس بالمدرسة الغياثية

(3)

على شاطئ "دجلة"، وكان ينوبه بها أبو الفتح ابن الزكي.

ثم إنه خرج عن "بغداد"، وسكن "همذان" مدة

(4)

، وكان يدرّس بها، وحدّث بـ"صحيح البخاري" عن أبي طالب

(5)

الزينبي.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1292.

ترجمته في ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 1: 232، 233، والمختصر المحتاج إليه 1: 38، الطبقات السنية برقم 1977.

في بعض النسخ: "بن العلم".

(1)

سقط من بعض النسخ.

(2)

سقط من بعض النسخ.

(3)

في بعض النسخ: "العنانية"، وهي في بعض النسخ دون نقط، والمثبت في بعض النسخ، وذيل ابن الدبيثي.

(4)

في النسخ "مرة"، وهو تحريف، ففي تاريخ ابن الدبيثي "وأقام بهمذان مدة".

(5)

في بعض النسخ: زيادة "الحسين بن محمد".

ص: 189

وتولّى القضاء هناك، وكان يقدم "بغداد" رسولا إلى الديوان، ثم إنه عاد إلى "بغداد"، وسكنها، سمع من أبي طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي، وغيره.

وسمع منه أبو الفرج المبارك بن عبد الله بن محمد بن النقور.

قال ابن النجّار: وحدثنا عنه ابن البندنيجي، قرأت في كتاب أبي بكر

(1)

المارَسْتاني سألته -يعنى أبا منصور- عن مولده، فقال: في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، ومات بـ"نقْجُوان"

(2)

سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4409 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن مهران الحدّادي

، نسبة إلى عمل الحديد، المحرزي، الحاكم أبو الفضل*

(1)

هو عبيد الله، كما ورد في تاريخ ابن الدبيثي.

(2)

قال ياقوت: وسألت عنه بأذربيجان، فلم أخبر بعلته، وهو بلد من نواحي أران، وهو نخجوان:"بلد بأقصى أذربيجان". معجم البلدان 4: 767.

وقال في نخجوان بلد بأقصى أذربيجان. معجم البلدان 4: 767.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1293.

ترجمته في الأنساب 4: 80، واللباب 1: 283، والطبقات السنية برقم 1978، ولم يرد في الأصل "الحاكم".

ص: 190

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كان قاضيا بـ"بخارى" وغيرها.

وكان فقيها، فاضلا، حنفيا.

توفي في المحرم أو صفر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.

قيل

(1)

: إنه عمّر مائة وسبع سنين.

قال الحاكم أبو عبد الله: كان شيخ أهل "مرو" في الحفظ والحديث والتصوّف والقضاء في عصره، ذكره السمعاني.

* * *

‌4410 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسين بن محمد الأرسابندي

، أبو بكر القاضي المروزي المعروف بفخر القضاة*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه على أبي منصور السمعاني.

ثم رحل عن وطنه إلى "بخارى"

(2)

في طلب الفقه.

(1)

في بعض النسخ: "لعله".

* راجع: الجواهر المضية برقم 1294.

ترجمته في الأنساب 1: 165، 166، والمنتظم 9: 202، ومعجم البلدان 1: 207، وكتائب أعلام الأخيار برقم 314، والطبقات السنية برقم 1979، وكشف الظنون 1: 111، 569، والفوائد البهية 164 - 166، وهدية العارفين 2:83.

(2)

في بعض النسخ: "سحانا" خطأ.

ص: 191

وتفقّه على القاضي المروزي

(1)

، صاحب أبي زيد الدبوسي.

تفقّه عليه أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه بن إبراهيم الكرماني، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الصائغي، وغيرهما من كبار الحنفية.

قال السمعاني

(2)

: روى لنا عنه صاحباه أبو الفضل الكرماني بـ"مرو"، ومحمد بن عبد الله الصائغي قاضي "مرو"، وأدركت أيامه، ولم يتفق لي الإجازة منه.

قال: وكان إماما، فاضلا، مناظرا، انتهت إليه رياسة أصحاب أبي حنيفة.

وحدّث، ورد "بغداد" حاجا بعد الثمانين وأربعمائة.

ومات سنة اثنتي

(3)

عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 164): ضبطه محمد، صاحب كتاب "المغني" بمفتوحة، وسكون راء، وإهمال سين، وفتح موحّدة، فنون، فدال مهملة، وقال: إنه نسبة إلى "أرسابند"، قرية من قرى "مرو"، ومنها: فخر الدين محمد بن علي الفقيه الحنفي على رأس المائة الخامسة.

(1)

في الأصل بعض النسخ: "الزوزني"، والمثبت في بعض النسخ:"وهو علاء الدين المروزي"، وترجمته في الألقاب من الجواهر برقم 2091.

(2)

الذي في الأنساب، وروى لنا عنه أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد الكرماني بمرو، وأبو عبد الله محمد بن الحسين السرفقاني الأزهري، وأبو القاسم سعد بن الحسين النسفي بترمذ، وغيرهم.

وما ذكره القرشي عن السمعاني ليس بحروفه في الأنساب، وإنما فيه معناه، ولعلّه نقل عن مشيخة السمعاني.

(3)

سقط من بعض النسخ.

ص: 192

انتهى. وفي "جامع الأصول" لابن الأثير الأرسابندي: بفتح الهمزة، وسكون الراء، وبالسين المهملة، وفتح الباء الموحَّدة، بعدها نون، بعدها دال مهملة، منسوب إلى "أرسابند" قرية كبيرة من قرى "مرو"، وممن ينسب إليها القاضي فخر الدين محمد بن علي المروزي، له ذكر فيمن كان على رأس المائة الخامسة. انتهى.

قلت: الذي رأيته في نسخة الكفوي، وفي "أنساب السمعاني" في نسبة صاحب الترجمة الأرسايندي بالنون بعد الألف الثانية، بعدها ياء مثناة تحتية، لكن الاعتبار للضبط، لا لمجرد الكتابة، فإن قلم النسَّاخ يخطئ كثيرا، ومحمد بن علي الأرسابندي، الذي له ذكر في "المغني"، و"جامع الأصول" لا أدرى أهو صاحب الترجمة أم غيره، والظن أنه هو، ولكن وقع الاختلاف في اسم الأب، وقد ذكر السمعاني صاحب الترجمة، وسماه بأبي بكر محمد بن الحسن بن محمد، وقال: هو إمام فاضل مناظر، انتهت إليه رياسة مذهب أبي حنيفة بـ"مرو"، وكان كريما، حسن الأخلاق، متواضعا، أملى، وحدّث، وروى لنا عنه أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد الكرماني بـ"مرو" ووفاته، وأنا صغير في ربيع الأول من سنة 512 هـ. انتهى ملخَّصا.

* * *

‌4411 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسين بن محمد أبو الحسين الماوي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع أبا العبّاس محمد بن إسحاق الثقفي، وأبا العبَّاس محمد بن عبد الرحمن الدغَوْلي.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1291.

ص: 193

قال الحاكم في "تاريخ نيسابور": كان من أعيان فقهاء الكوفيين، قال: وتوفي سنة سبع وستين وثلاثمائة.

* * *

‌4412 - الشيخ الفاضل محمد بن حسين بن محمد الأندجاني

*

المعروف بترسون (أبو عبد الله).

منطقي.

له "حاشية على مبحث العكس والقياس" في شرح الشمسية. توفي سنة 966 هـ.

* * *

‌4413 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسين بن منصور، أبو بكر، النسفي

* *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه على شمس الأئمة الحلواني، رحمهما الله تعالى.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 252: 9.

ترجمته في هدية العارفين 2: 247، ترجمته في إيضاح المكنون 2:56.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1295.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1980، نقلا عن الجواهر.

ص: 194

‌4414 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسين بن ناصر بن عبد العزيز النوسوخي

، الملقّب ضياء الدين*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: وعليه تفقّه صاحب "الهداية".

تفقّه على الإمام علاء الدين أبي بكر محمد بن أحمد السمرقندي، والإمام علاء الدين هذا تفقَّه على الإمام أبي المعين ميمون المكحولي.

وتفقّه أيضا على مجد الأئمة أبي بكر محمد بن عبد الله [بن فاعل]

(1)

السُّرْخَكْتي.

وروى عن أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي أحمد السمرقندي، مصنف "تحفة الفقهاء" شيخ الكاساني صاحب "البدائع".

قال صاحب "الهداية" في "مشيخته": أجاز لي جميع مسموعاته مشافهة بـ"مرو"، وكتب [بخطّ يده]

(2)

سنة خمس وأربعين وخمسمائة.

ومن مسموعاته كتاب "الصحيح" لمسلم، كان يرويه شيخنا ضياء الدين هذا عن محمد بن الفضل الفُرَاوى بـ"نيسابور" سنة خمس وعشرين وخمسمائة، عن أبي الحسن عبد الغافر الفارسي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة،

* راجع: الجواهر المضية برقم 1296.

ترجمته في كتائب أعلام الأخيار برقم 325، والطبقات السنية برقم 1981، والفوائد البهية 166.

وفي بعض النسخ: "اليرسوخي".

(1)

بعض النسخ.

(2)

في بعض النسخ "بخطه".

ص: 195

عن الجُلُودي سنة خمس وستين وثلاثمائة، عن إبراهيم بن محمد بن سفيان

(1)

الفقيه عن مسلم، رحمهم الله تعالى.

و"نوسوخ"

(2)

بلدة بلاد "فرغانة".

* * *

‌4415 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسين أبو جعفر الأرسابندي

من قرى "مرو" على فرسخين*

له "مختصر تقويم الأدلة" للدبوسي في مجلد.

رأيته، وهو أستاذ أبي الفضل الطيبي، يأتي في الكنى

(3)

.

* * *

‌4416 - الشيخ الفاضل محمد بن حسين الأنقروي، الرومي

* *

(1)

في بعض النسخ "شعبان" تحريف، وترجمته في الجواهر برقم 44.

(2)

في بعض النسخ: "ويرسوخ".

* راجع: الجواهر المضية برقم 1297.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1982، نقلا عن الجواهر، وكشف الظنون 1: 467، وانظر الترجمة التي تقدمت برقم 1294.

(3)

انظر الطيبي في الأنساب آخر الكتاب.

* * راجع: معجم المؤلفين 9: 234. =

ص: 196

فقيه، من علماء "الترك".

ولد بـ"أنقره"، وتعلم بـ"القسطنطينية"، وولي قضاء "يني شهر" و"مصر" و"القسطنطينية" و"الروم إيلي"، ثم عين شيخا للاسلام مدة قصيرة، وعاجلته الوفاة عن نحو 70 عاما سنة 1098 هـ.

له "الفتاوي الأنقروية"، و"تفسر آية الكرسي".

* * *

‌4417 - الشيخ الفاضل محمد بن حسين العطَّار، الحلبي

الأصل، الدمشقي، الشهير بالعطار، وبالمدرس*

رياضي، فلكي.

ولد بـ"دمشق" سنة 1177 هـ، ورحل إلى "الأزهر".

وأخذ عن علماء "مصر"، وتوفي بـ"دمشق".

من آثاره: "رسالة في القبان"، و"رسالة في المياه الجارية في مدينة دمشق"، و"رسالة في الرمي بالقنبرة والطوب"، و"شرح منظومة حسن العطّار المصري" في التشريح، ورسائل اخرى في الفلك والنجوم. توفي سنة 1243 هـ.

* * *

= ترجمته في الأعلام 6: 335، 336، والكشاف 71، وفهرست الخديوية 3:87.

* راجع: معجم المؤلفين 9: 245. ترجمته في روض البشر 223، 224، والأعلام 5: 336، 337، وفهرس التيمورية 3: 208.

ص: 197

‌4418 - الشيخ الفاضل محمد بن الحسين أبو جعفر، السِّمِنْجَاني

أستاذ أبي شجاع بن أبي الحسين محمد البسطامي البخاري*

* * *

‌4419 - الشيخ الفاضل شمس الدّين مُحَمَّد بن حَمْزَة بن مُحَمَّد الفناري

، قدّس الله روحه الْعَزِيز* *

ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: قَالَ السُّيُوطِيّ: سَمِعت من شَيخنَا الْعَلامَة محي الدّين الكافيجي أن نِسْبَة الفناري إلى صَنْعَة الفنار.

قلت: سَمِعت من وَالِدي رحمه الله يَحْكِي عَن جدّي أن نسبته إلى قَرْيَة مُسَمَّاة بـ"فنار"، وَالله أعلم.

قَالَ السُّيُوطِيّ: لَازمه شَيخنَا الْعَلامَة محي الدّين الكافيجي، وَكَانَ يُبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ جدا.

وَقَالَ ابْن حجر: كَانَ الْمولى الفناري عَارِفًا بالعلوم الْعَرَبيَّة، وَعلمِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، وَعلم القراءات، كثير الْمُشَاركَة فِي الْفُنُون.

ولد رحمه الله فِي صفر، سنة إحدى وَخمسين وَسَبْعمائة، وَأخذ عَن الْعَلامَة عَلَاء الدّين الأسود، شَارِح "الْمُغنِي" و"الوقاية"، وَأخذ ببلاده عَن

* راجع: الجواهر المضية برقم 1298.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1983، نقلا عن الجواهر.

* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 17 - 20.

وترجمته في الفوائد البهية ص 166، 167.

ص: 198

الْجمال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأقسرائي، ولازم الِاشْتِغَال، ورحل إلى "مصر" لأجل الِاشْتِغَال.

وأخذ عَن الشَّيْخ أكمل الدّين وَغَيره، ثمَّ رَجَعَ إلى "الرّوم"، فولي قَضَاء "بروسا"، وارتفع قدره عِنْد ابْن عُثْمَان جدا، وَحلّ عِنْده الْمحلّ الأعلى، وَصَارَ فِي معنى الْوَزير، واشتهر ذكره، وشاع فَضله، وَكَانَ حسن السمت، كثير الْفضل والإفضال.

وَلما دخل "الْقَاهِرَة" يُرِيد الْحَج اجْتمع بِهِ فضلاء الْعَصْر، وذاكروه، وباحثوه، وشهدوا لَهُ بالفضيلة، ثمَّ رَجَعَ، وَكَانَ قد أثرى إلى الْغَايَة، حَتَّى يُقَال: إن عِنْده من النَّقْد خَاصَّة بِمِائَة وَخمسين ألف دِينَار، وَحج سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين.

فَلَمَّا رَجَعَ طلبه الْمُؤَيد، فَدخل "الْقَاهِرَة"، وَاجْتمعَ بفضلائها ثمَّ رَجَعَ إلى "الْقُدس"، فزار، ثمَّ رَجَعَ إلى بِلَاده، ثمَّ حج سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ على طَرِيق "إنطاكية"، وَرجع، فَمَاتَ ببلاده فِي شهر رَجَب، وَكَانَ قد أصابه رمد، وأشرف على الْعَمى، بل يُقَال: إنه عمي.

ثمَّ رد الله تَعَالَى إليه بَصَره، فحج فِي هَذِه الْحجَّة الأخيرة، شكرا لله تَعَالَى على ذَلِك.

وَله مُصَنف فِي أصُول الْفِقْه، سَمَّاهُ "فُصُول الْبَدَائِع فِي أصُول الشَّرَائِع"، جمع فِيهِ "الْمنَار"، و"البزدوي"، و"محصول الإمام الرَّازِيّ"، و"مختصر ابْن الْحَاجِب"، وَغير ذَلِك.

وأقام فِي عمله ثَلَاثِينَ سنة، وَله "تَفْسِير الْفَاتِحَة"، ورسالة أتى فِيهَا بمسائل من مائَة فن، وَأورد عَلَيْهَا إشكالات، وسماها "أنموذج الْعُلُوم"، قَالَ ابْن حجر: كتب لي بِخَطِّهِ بالإجازة، لما قدم "الْقَاهِرَة"، مَاتَ فِي رَجَب سنة أرْبَعْ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانِمائَة.

ص: 199

هَذَا مَا ذكره ابْن حجر، وَلَقَد سَمِعت من بعض أحفاده أن الرسَالَة الَّتِي أتى فِيهَا بمسائل من مائة فن إِنَّمَا هِيَ لِابْنِهِ مُحَمَّد شاه.

وَرَأَيْت للْمولى الفناري عشْرين قِطْعَة منظومة، كل قِطْعَة مِنْهَا مسئلة من فن مُسْتَقل، وَغير أَسمَاء تِلْكَ الْفُنُون بطرِيق الإلغاز امتحانا لفضلاء دهره، وَلم يقدروا على تعْيين فنونها، فضلا عَن حل مسائلها، على أنه قَالَ فِي خطْبَة تِلْكَ الرسَالَة: وَذَلِكَ عجالة يَوْم مِمَّا تبصرون، وَشرح هَذِه الرسَالَة ابْنه مُحَمَّد شاه الْمَذْكُور، وَعين أسامي الْفُنُون، وَبَين الْمُنَاسبَة فِيمَا ذكره من الإلغازات، وَحل مشكلات مسائلها، ونظم عقيب كل قِطْعَة مِنْهَا قِطْعَة أخرى.

قَالَ فِي بَعْضهَا: قلت مؤكدا، وَفِي بَعْضهَا قلت مجيبا، وأتى بِأَحْسَن الأجوبة، وَشرح الْمولى الفناري "الرسَالَة الأثيرية" فِي الْمِيزَان شرحا لطيفا حسنا، وَقَالَ فِي خطبَته: شرعت فِيهِ غدْوَة يَوْم من أقصر الأيام، وختمت مَعَ أذان مغربه، بعون الْملك العلام، وَشرح "الْفَرَائِض السِّرَاجِيَّة" أَيْضا شرحا لطيفا، وهو من أحسن شروحها.

وَلما رأى "شرح المواقف" للسَّيِّد الشريف، علّق عَلَيْهِ تعليقات متضمنة لمؤاخذات لَطِيفَة على السَّيِّد الشريف، وَله كثير من الرسائل والحواشي، لَكِنَّهَا بقيت فِي المسودة، وَمنع الإفتاء والتدريس وَالْقَضَاء من تبييضها، وَسمعت من بعض الثِّقَات أن مَوْلَانَا حَمْزَة وَالِد الْمولى الفناري، كَانَ من تلامذة الشَّيْخ صدر الدّين القونوي، وَقَرَأَ عَلَيْهِ من تصانيفه "مِفْتَاح الْغَيْب"، وأقرأه على وَلَده الْمولى الفناري.

ثمَّ إن الْمولى الْمَذْكُور شَرحه شرحا وافيا، وَضَمنَهُ من معارف الصُّوفِيَّة ما لم تسمعه الآذان، وتقصر عَن فهمه الأذهان، وَسمعت من وَالِدي رحمه الله يَحْكِي عَن جدّي أن الْمولى الفناري كَانَ مدرسا بِمَدِينَة "بروسا" فِي مدرسة

ص: 200

مناستر، وَكَانَ قَاضِيا بهَا، ومفتيا فِي المملكة العثمانية، وَكَانَ صَاحب ثروة عَظِيمَة، وجاه وَاسع، وَصَاحب أبهة وشوكة.

وَكَانَ إِذا خرج إلى الْجَامِع يَوْم الْجُمُعَة يزدحم النَّاس على بَابه، بِحَيْثُ يمتلئ من النَّاس مَا بَين بَيته وَبَين الْجَامِع الشريف، وَكَانَ لَهُ عبيد لَا يُحصونَ كَثْرَة.

حُكيَ أن الْمولى خطيب زَاده قَالَ للسُّلْطَان مُحَمَّد خَان: إن الْمولى الفناري من أحسن مصنفاته "فُصول الْبَدَائِع"، وَأَنا أزيفه بأدنى مطالعة، وَكَانَ لَهُ مَعَ ذَلِك اثْنَا عشر من العبيد، يلبسُونَ الثِّيَاب الفاخرة وَالْفراء النفيسة، وَكَانَ لَهُ فِي بَيته جوَار لَا يحصين كَثْرَة، أربعون مِنْهُنَّ يلبسن القلانس الذهبية.

وَحكي أيضا أنه مَعَ هَذِه الأبهة وَالْجَلالَة كَانَ يلبس نَفسه النفيسة ثيابًا دنيئة، وَكَانَ على رأسه.

عِمَامَة صَغِيرَة على زِيّ مَشَايِخ الصُّوفِيَّة، وَكَانَ يتعلل فِي ذَلِك، وَيَقُول: إن ثِيَابِي وطعامي من كسب يَدي، وَلَا يَفِي كسبي بِأَحْسَن من ذَلِك، وَكَانَ يعْمل صَنْعَة القزازية، وَكَانَ بَيته بَين الْمدرسَة وَبَين قصر السُّلْطَان بايزيدخان الْمَذْكُور، وَله مدرسة وجامع بِمَدِينَة "بروسا" ومرقده الشريف قُدَّام الْجَامِع.

يحْكى أنه خلف عشرَة آلَاف مُجَلد من الْكتب، يرْوى أنه شهد السُّلْطَان الْمَذْكُور عِنْده يَوْمًا بقضية، فَرد شَهَادَته، فَسَأَلَهُ عَن سَبَب رده، فَقَالَ: إنك تَارِك للْجَمَاعَة، فَبنى السُّلْطَان قُدَّام قصره جَامعا، وَعين لنَفسِهِ فِيهِ موضعا، وَلم يتْرك الْجَمَاعَة بعد ذَلِك.

ثمَّ إنه وَقع بَينهمَا خلاف، فَترك الْمولى الفناري مناصبه، ورحل إلى بِلَاد "قرامان"، وَعين لَهُ صَاحب "قرامان" كل يَوْم ألف دِرْهَم، ولطلبته كل

ص: 201

يَوْم خَمْسمِائَة دِرْهَم، وقرأ عَلَيْهِ هُنَاكَ الْمولى يَعْقُوب الأصفر، وَالْمولى يَعْقُوب الأسود، وَكَانَ الْمولى الفناري يفتخر بذلك، وَيَقُول: إن يعقوبين قرآ عَليّ.

ثمَّ إن السُّلْطَان الْمَذْكُور نَدم على مَا فعله فِي حق الْمولى الفناري، فأرسل إلى صَاحب "قرامان"، يَسْتَدْعِي الْمولى الْمَذْكُور، فَأجَاب إليه، وَعَاد إلى مَا كَانَ عَلَيْهِ من المناصب.

وَحكي أنه صحب الشَّيْخ الْعَارِف بِالله الشَّيْخ حميد شيخ الْحَاج بيرام، وأخذ مِنْهُ التصوف، ورايت لَهُ نظما، أرسله إلى الشَّيْخ عبد اللَّطِيف بن غَانِم الْقُدسِي، خَليفَة الشَّيْخ زين الدّين الخافي قدّس الله سرّه الْعَزِيز:

قدمت بِلَاد الرّوم يَا خير قادم

بِخَير طَرِيق جلّ عَن كل نَائِم

فمنذ فتوح الرّوم لم يَأْتِ مثله

إلى ملكه يهدي بِهِ كل عَالم

على مَسْلَك الْمُخْتَار من سَائِر الورى

إلى حَضْرَة الْغفار من كل عَالم

يلقب زين الدّين قد صَحَّ كَامِلا

وَيُسمى إذا عبد اللَّطِيف بن غَانِم

لعمرك إن ابْن الفناري طَالب

وَلَكِن تقصيري لملزوم لَازم

وَقد حثني شوق شَدِيد لأرضه

لأقضي بقايا الْعُمر هذي عزائمي

وأنتظر المخدوم فِي الْقُدس راجيا

لجمع بِجمع السِّرّ عَن كل هائم

فَقُمْ واستلم حبرًا يعز بعصرنا

وَسلم لَهُ مَا دمت حَيا بقائم

ورض وأغتنم وأخدم سَبِيلا لعارف

تنَلْ بغية تعلو على كل خَادِم

وأرسل إليه الشَّيْخ عبد اللطيف الْقُدسِي نظما جَوَابا لنظمه وَهُوَ هَذَا:

ألا يَا إمام الْعَصْر يَا خير قَائِم

بشرع رَسُول الله يَا خير حَاكم

لأنت فريد الْعَصْر فِي الْعلم والنهى

وأنت وحيد الدَّهْر أكرم حَازِم

وأنت ضِيَاء الدّين بل أنت شمسه

بعلمك سَاد النَّاس يَا خير عَالم

ركبت مُحِيط الْعلم فِي سفن التقى .. ففقت على الأقران حَادث وقادم

ص: 202

فَأَنت إذا مَا كنت فِي بَلْدَة صبَّتْ

وأيقظ يقظان بهَا كل نَائِم

فإن غبت لَا يخفى ضياك وأيما

حضرت فأنت الشَّمْس فِي أفق عَالم

سَأَلت إلهي أن يديم بقاءكم

تقيض على الطلاب جن وآدمي

لعمرك شعري فِي جوابك عَاجز

كنظم لحسان وكف لحاتم

قريضي إذا مَا فَازَ مِنْك بنظرة

فَلَا بُد أن تُخْفُوهُ عَن كل ناظم

فَإنِي لأستحيي إذا قيل: إنه

أجاب مديح ابْن الفناري ابْن غَانِم

وَمن جملَة أخباره: أن الطّلبَة إلى زَمَانه يعطلون يَوْم الْجُمُعَة وَيَوْم الثُّلَاثَاء، فأضاف الْمولى الْمَذْكُور إليهما يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالسَّبَب فِي ذَلِك إنه اشْتهر فِي زَمَانه تصانيف الْعَلامَة التَّفْتَازَانِيّ، وَرغب الطّلبَة فِي قرَاءَتهَا، وَلم تُوجد تِلْكَ الْكتب بِالشِّرَاءِ لعدم انتشار نسخهَا، فاحتاجوا إلى كتَابَتهَا، وَلما ضَاقَ وقتهم عَن كتَابَتهَا أضاف الْمولى الْمَذْكُور يَوْم الِاثْنَيْنِ إلى يَوْم العطلة.

وَمن جملَة أخباره أيضا: أنه كَانَ للسُّلْطَان الْمَذْكُور وَزِير مُسَمّى بعوض باشا، وَكَانَ يبغض الْمولى الفناري، وَلما عمي الْمولى الْمَذْكُور فِي أَوَاخِر عمره، قَالَ الْوَزير الْمَذْكُور يَوْمًا: أرجو من الله تَعَالَى أن أصلي على هَذَا الشَّيْخ الأعمى، فَسَمعهُ الْمولى الفناري، وَقَالَ: أنه جَاهِل، لَا يحسن الصَّلَاة على الْمَيِّت، وَأَرْجُو من الله تَعَالَى أن يشفيني، ويعميه، وأصلي عَلَيْهِ، فشفى الله تَعَالَى الْمولى الفناري، وكحل السُّلْطَان عين الْوَزير بحديدة محماة، فَعميَ، ثمَّ مَاتَ، وَصلى عَلَيْهِ الْمولى الفناري. رُوِيَ أنه كَانَ سَبَب عماه أنه لما سمع أن الأرض لَا تَأْكُل لُحُوم الْعلمَاء العاملين نبش قبر أستاذه الْمولى عَلَاء الدّين الأسود ليتَحَقَّق عِنْده الرِّوَايَة الْمَذْكُورَة، فَوَجَدَهُ كَمَا وضع، مَعَ أنه مرَّ عَلَيْهِ زمَان مديد فَعِنْدَ ذَلِك سمع صَوتا من هَاتِف والتفت إليه، فإذا هُوَ يَقُول: هَل صدقت أعمى الله بَصرك.

ص: 203

وَمن جملَة أخباره: أن الْمولى الْمَذْكُور ومولانا أحمدي ناظم تَارِيخ إسكندر، وَالْمولى حاجي باشا مُصَنف كتاب "الشِّفَاء" فِي الطِّبّ كَانُوا شُرَكَاء الدَّرْس عِنْد الشَّيْخ أكمل الدّين، فزاروا يَوْمًا رجلا من أولياء الله تَعَالَى، فَنظر إليهم ذَلِك الرجل، فَقَالَ لمولانا أحمدي: إنك ستضيع وقتك فِي الشّعْر، وَقَالَ للْمولى حاجي باشا: إنك ستضيع عمرك فِي الطِّبّ، وَقَالَ للْمولى الفناري إنك ستجمع بَين رياستي الدّين وَالدُّنْيَا، وَالْعلم وَالتَّقوى.

وَكَانَ كَمَا قَالَ، لِأَن الموَالِي أحمدي صحب الأمير ابْن كرميان، واشتغل لأجله بالنظم، وَالْمولى حاجي باشا عرض لَهُ مرض، فاضطره إلى الِاشْتِغَال بالطب.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 166): طالعت من تصانيفه "شرح إيساغوجي"، أوله: حمدا لك اللهم على ما لخّصت لي من منح عوارف الأفاضل، وخلصتني عن محن عواصف الفضائل. إلخ. وذكر بعد الحمد، والصلاة أنه شرع فيه غدوة يوم من أقصر الأيام، وختمه مع أذان مغربه، وهو المعروف في بلادنا بـ"بكروزي شرح إيساغوجي"، وعليه حواش لقل أحمد، وبرهان الدين، وغيرهما، طالعتها، وأما انتسابه إلى سعد الدين التفتازاني، كما هو المشهور في ديارنا فغير مقبول، لا يوافقه منقول، وقد ذكر السيوطي في "البغية" صاحب الترجمة، وقال محمد بن حمزة ابن محمد بن محمد الرومي العلامة شمس الدين الفنرى بفتح الفاء، والنون، وبالراء المهملة، نسبة إلى صنعة الفنار، سمعته من شيخنا العلامة محي الدين الكافيحي. قال ابن حجر: كان عارفا بالعربية والمعاني والبيان والقراءات، كثير المشاركة، ولد في صفر سنة إحدى وخمسين وسبعمائة، وأخذ عن العلامة علاء الدين الأسود شارح "المغني"، والجمال محمد بن محمد بن محمد الأقسرائي، ولازم الاشتغال، ورحل إلى "مصر"، وأخذ عن أكمل الدين البابرتي وغيره، ثم رجع إلى "الروم"، فولي القضاء، وارتفع قدره،

ص: 204

واشتهر ذكره، وشاع فضله، وكان حسن السمت، كثير الفضل، ولما دخل "القاهرة" اجتمع به فضلاء الدهر، وذاكروه، وباحثوه، وشهدوا له بالفضيلة، وصنف في الأصول كتابا، أقام في عمله ثلاثين سنة، وأقرأ "شرح المختصر" للعضد نحو عشرين مرة.

* * *

‌4420 - الشيخ الفاضل محمد بن حمزة الأيديني، كوزل حصاري، الرومي

*

مفسر، فقيه.

من آثاره: "ازهار التنزيل" في التفسير، و"رسالة في أحكام الجمعة"، و"رسالة في أحكام الشهيد"، و"رسالة في الزكاة"، و"رسالة في الطلاق الثلاث".

توفي سنة 1010 هـ.

* * *

‌4421 - الشيخ الفاضل محمد بن حميد بن هبة الله بن بركات

بن محمد ابن إبراهيم بن علي

* راجع: معجم المؤلفين 9: 271.

ترجمته في هدية العارفين 2: 265، وفهرست الخديوية 7/ 1: 401، 402، والكاشف 247، وإيضاح المكنون 2:216.

ص: 205

أبو عبد الله السلمي، الصرخدي المحتسب بها*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع من ابن طبرزد "كتاب الأشربة" للإمام أحمد بن حنبل.

مولده بـ"صرخد" سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة، ذكره الحافظ الدمياطي في "مشيخته".

* * *

‌4422 - الشيخ الفاضل محمد بن حنيفة بن ماهان، أبو حنيفة، الواسطي

، القصبي* *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سكن "بغداد"، وحدّث بها عن عمّه أحمد بن محمد بن ماهان، وخالد [ابن يوسف]

(1)

السمتي.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1300.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1985، نقلا عن الجواهر.

وفي بعض النسخ: "بن محمد بن بركات بن إبراهيم بن عبد الله"، والمثبت في الطبقات السنية.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1301.

ترجمته في تاريخ بغداد 2: 296، والأنساب 455، واللباب 3: 266، وميزان الاعتدال 3: 532، ولسان الميزان 5: 150، والطبقات السنية برقم 1987.

وفي بعض النسخ: "القعنبي" مكان "القصبي" خطأ، وانظر الأنساب آخر الكتاب.

(1)

من بعض النسخ، وتاريخ بغداد.

ص: 206

روى عنه محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي، وتكلّموا فيه

(1)

.

* * *

باب من اسمه محمد بن خازم

‌4423 - الشيخ الفاضل محمد بن خازم أبو معاوية الضرير

*

(1)

لم يذكر المصنف وفاته، ولم ترد في مصادر ترجمته، وذكر الخطيب أنه أملى ببغداد سنة سبع وتسعين ومائتين، وذكر ابن حجر أنه كان في حدود سنة ثلاثمائة.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1302.

ترجمته في طبقات ابن سعد 6: 273، 274، والتاريخ الكبير للبخاري الجزء الأول، القسم الأول، صفحة 74، 75، والجرح والتعديل، الجزء الثالث، القسم الثاني، صفحة 246 - 248، وتاريخ بغداد 5: 242 - 249، والأنساب 8: 152، 153، واللباب 2: 73، والكامل 6: 251، وميزان الاعتدال 3: 533، 4: 575، وتذكرة الحفاظ 1: 294، 295، والعبر 1: 318، ودول الإسلام 1: 195، والمشتبه 201، والوافي بالوفيات 2: 316، 317، ونكت الهميان 247، 248، وتهذيب التهذيب 9: 137 - 139، وتقريب التهذيب 2: 157، وتبصير المنتبه 1: 387، وطبقات الحفاظ للسيوطي 122، 123، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 334، والطبقات السنية برقم 1990، وشذرات الذهب 1:343.

ص: 207

روى عنه إسحاق بن أبي إسرائيل.

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: روى عن أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم، قال: يقضي، ثم يكبر، يعني في الذى يفوته بعض الصلاة في أيام التشريق.

مات سنة خمس وثمانين ومائة

(1)

، روى له الجماعة.

* * *

‌4424 - الشيخ الفاضل محمد بن خالد الأنصاري، الحمصي

*

موسيقي، شاعر، مشارك في بعض العلوم.

ولد بـ"حمص" سنة 1287 هـ، وسكن "دمشق"، وتتلمذ لأبي خليل القباني، ونصب شيخا للمولوية مدة قصيرة.

وتوفي بـ"حمص".

من آثاره: "ديوان شعر" في ست مجلّدات، و"كتاب في علم الفلك"، و"نظم نور الإيضاح"، و"شرح الأشباه والنظائر"، وكلاهما في فروع الفقه الحنفي، و"كتاب في الصافنات الجياد".

توفي سنة 1364 هـ.

* * *

(1)

كذا في النسخ، والمصادر على أنه توفي سنة خمس وتسعين ومائة.

* راجع: معجم المؤلفين 9: 276.

ترجمته في أعلام الأدب والفن 1: 58، 59، والأعلام 6:345.

ص: 208

‌4425 - الشيخ الفاضل محمد بن خالد الحنظلي الرازي

، أبو عبد الله، يلقب بممُّويه وقيل: متُّويه*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه على أبي يوسف القاضي، وقيل: إنه لقي مالك بن أنس، وكتب عنه، ذكره أبو سعيد الأدريسي في "تاريخ إستراباذ"، وقال: كان من الفقهاء المتورّعين، ومن جملة أصحاب الرأي المذكورين ومن العلماء المتقدّمين، سكن "إستراباذ"، وحدّث بها، وهو الذي بنى مسجد الجامع بها، وهو أول من فقَّه الناس بها على مذهب أبي حنيفة، رضي الله عنه.

* * *

‌4426 - الشيخ الفاضل محمد بن خرم بن محمد بن عادل القره حصاري

* *

متكلم مشارك في بعض العلوم.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1303.

ترجمته في تاريخ جرجان 364، 365، والطبقات السنية برقم 1989.

وفي بعض النسخ: "يلقب بمسومة، وقيل مثوبة"، وانظر المشتبه 569، 570، وانظر حرف الميم من الألقاب آخر الكتاب.

* * راجع: معجم المؤلفين 9: 278.

ترجمته في هدية العارفين 2: 251.

ص: 209

من آثاره: "حاشية على أوائل الإصلاح والإيضاح" لابن كمال، و"حاشية على تجريد العقائد" للسيد.

توفي سنة 978 هـ.

* * *

‌4427 - الشيخ الفاضل المولى شاه مُحَمَّد بن حزم

*

ذكره صاحب "العقد المنظوم" في كتابه، وقال: كَانَ رحمه الله من أولاد ولي الله الْمولى جلال الدّين القونوي صَاحب "المثنوي" الْفَارِسِي.

ولد رحمه الله بقصبة "قره حِصَار"، ونشأ على تَحْصِيل الْعُلُوم والمعارف فِي هَذِه الديار، ثمَّ اتَّصل إلى الْمولى محي الدّين، المشتهر بمرحبا، فَاسْتَفْتَحَ بِهِ مغالق الْفُنُون، وَاسْتَوْسَعَ مضايق السجون، وَأخذ مِنْهُ الْعُلُوم الْمُخْتَلفَة الأنواع بإتقان وإبداع، وقطف من رياض الْفَضَائِل أثمارها وأنوارها، وَبلغ من لجج المعارف أعماقها وأغوارها.

ثمَّ وصل إلى مجْلِس الْمولى الشَّيْخ محمَّد المشتهر بجوي زَاده، فأكثر من التَّحْصِيل والاستفادة، حَتَّى صَار ملازما مِنْهُ بطرِيق الإعادة، فتميز من أقرانه، ففاز بحظ الظُّهُور، وَحَازَ قصبات السَّبق من بَين ذَلِك الْجُمْهُور.

ثمَّ درس بمدرسة الْمولى خسرو بـ"بروسه" بِعشْرين، ثمَّ الْمدرسَة السِّرَاجِيَّة بِمَدِينَة "أدرنه" بِخَمْسَة وَعشْرين، ثمَّ مدرسة الْجَامِع الْعَتِيق بِالْمَدِينَةِ المزبورة ثَلَاثِينَ، ثمَّ مدرسة رستم باشا بـ"كوتاهيه" بأربعين، ثمَّ الْمدرسَة المبنية بـ"قسطنطينية" المحمية بِخَمْسِينَ، ثمَّ نقل إلى مدرسة بنت السُّلْطَان بقصبة "أسكدار".

* راجع: العقد المنظوم فِي ذكر أفاضل الرّوم 1: 400.

ص: 210

وَقد قرأت عَلَيْهِ فِي هَذِه الْمدرسَة جزأ من "شرح المواقف" للشريف الْجِرْجَانِيّ من أول مبَاحث الْكمّ، وَقد عرضت عَلَيْهِ فِي الدَّرْس الأول كلامين فِي حَاشِيَة الْمولى حسن جلبي على ذَلِك، فَقَالَ: قَرَأت هَذَا الْمقَام على الْمولى جوي زَاده، فعرضت عَلَيْهِ هذَيْن الْكَلَامَيْنِ، فاستحسنهما، ثمَّ قَرَأت عَلَيْهِ جزأ من كتاب "الْهِدَايَة".

ثمَّ نقل عَنْهَا إلى إحدى الْمدَارِس الثمان، ثمَّ إلى مدرسة السُّلْطَان سليم خَان بـ"قسطنطينية"، وَلما ابتنى السُّلْطَان سُلَيْمَان المدرستين الواقعتين بغربي الْجَامِع الَّذِي بناه بـ"قسطنطينية" وَجه إحداهما للمرحوم، والأخرى للْمولى عَليّ الشهير بحناوي زَاده.

ثمَّ قلد قَضَاء "الْقَاهِرَة"، ثمَّ نقل إلى قَضَاء "أدرنه"، ثمَّ إلى قَضَاء "قسطنطينية"، ثمَّ عزل، وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم، فَلَمَّا مضى عَلَيْهِ عدَّة شهور بغته أجله، وَهُوَ فِي أثناء الْوضُوء لصَلَاة الصُّبْح (وَذَلِكَ سنة ثَمَان وَسبعين وَتِسْعمِائَة).

وَكَانَ يَقُول أوان تدريسه: لَا بُد أن أكون قَاضِيا بـ"قسطنطينية" المحمية، وَلَا أرى أن أتجاوز هَذَا المنصب، وَسُئِلَ يَوْمًا عَن سَبَب حُصُول ذَلِك الْعلم، فَقَالَ: إني أملقت جدا بعد عزلي عَن السِّرَاجِيَّة، وَلم أقدر على أخذ المنصب، فَعرض لي غَايَة القلق وَالِاضْطِرَاب، حَتَّى تَوَجَّهت إلى قُبُور بعض القصبات، فأخذني النّوم على هَذَا الْفِكر، فَرَأَيْت فِي مَنَامِي أستاذي الْمولى جوي زَاده، فدعاني، فَذَهَبت إليه، فَقَالَ: دع عَنْك هَذَا الْفِكر، فإنك تكون قَاضِيا بـ"قسطنطينية"، وَكَانَ الأمر كَمَا قَالَ.

كَانَ رحمه الله من الرِّجَال الفحول فِي كل مَنْقُول ومعقول، ذَا رَأْي أصيل، وفكر أثيل مهيب المنظر، عَجِيب الْمخبر، وَقد أوتي بسطة فِي اللِّسَان، وجراءة فِي الْجنان، وسعة فِي الْبَيَان، قوي المناظرة، سريع المذاكرة، شَدِيد الإيضام جَاره، وَلَا يشق غباره.

ص: 211

وَبِالْجُمْلَةِ: كَانَ مِمَّن تعقد عَلَيْهِ الخناصر إذا تفقد أهل الْفَضَائِل والمآثر، إلا أنه كَانَ متكبرا، معجبا بِمَا حواه، تَابعا لكل مَا استهواه، وَكَانَ أكثر مباحثاته خَالِيَة عَن الإنصاف، مستبدا على المكابرة والاعتساف، عَفا الله تَعَالَى عَن سيآته، وضاعف حَسَنَاته.

وَقد كتب رحمه الله حَوَاش على كتاب "الإصلاح"، و"الإيضاح" للْمولى المرحوم كَمَال باشا زَاده، وَلم تتمّ، وحاشية على "حَاشِيَة التَّجْرِيد" للشريف الْجِرْجَانِيّ، وَلم تتمّ أيضا، وهما موضوعان بِخَطِّهِ فِي الْكتب الْمَوْقُوفَة بخزانة الْمدَارِس السليمانية، وَكتب رِسَالَة تتَعَلَّق بِالْوَقْفِ، استحسنها فضلاء عصره غَايَة الِاسْتِحْسَان، وَقد عثرت على كَلِمَات، كتبهَا فِي هَامِش نُسْخَة من "كتاب الجامي" فِي بحث الْعدَد الَّذِي مرّ ذْكره فِي تَرْجَمَة الْمولى مصلح الدّين الشهير بمعمار زَاده، وَهِي هَذِه: حلّ هَذَا الْمقَام عِنْدِي هُوَ أنه كره الْعَرَب أن يَلِي التَّمْيِيز الْمَجْمُوع بالألف وَالتَّاء ثَلَاثًا وأخواته حِين مَا قصد التَّعْبِير عَن عقود المائة بعد مَا تعود مَجِيء تِلْكَ الْعُقُود من مَرَاتِب الأعداد بعد مَا هُوَ فِي صُورَة الْمَجْمُوع بِالْوَاو وَالنُّون، كرهوا التَّعْبِير عَن عقود المائة بالتمييز الْمَجْمُوع بالألف وَالتَّاء للمباينة بَين الجمعين، فَلَا يرد عَلَيْهِ النَّقْض بِثَلَاثَة آلَاف، لأنها جمع مُشْتَرك بَين الْمُذكَّر والمؤنَّث، بِخِلَاف ذَيْنك الجمعين، هَذَا مَا تيَسّر فِي الْمقَام والسوق للمرام. انْتهى كَلَامه.

* * *

‌4428 - الشيخ الفاضل محمد بن خزيمة أبو عبد الله القلّاس

*

* راجع: الجواهر المضية برقم 1304. =

ص: 212

بالقاف نسبة إلى "القلس"، وهو الحبل الذي تربط به السفينة، وهو الإمام البلخي، أحد مشايخ "بلخ".

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: له اختيارات في المذهب، منها: أن كل دم لا يكون حدثا لا يكون نجسا، وتابعه محمد بن سلمة، وأبو نصر، وأبو القاسم، وهو قول أبي يوسف.

توفي سنة أربع عشرة وثلاثمائة، رحمه الله.

* * *

‌4429 - الشيخ الفاضل المولى مُحَمَّد بن خضر شاه بن محمد، المشتهر بِابْن الحاجي حَسَن

*

ذكره صاحب "العقد المنظوم" في كتابه، وقال: كَانَ أبوه من قُضَاة بعض الْبلدَانِ، وجدّه المسفور توفّي قَاضِيا بالعسكر فِي أَيَّام السُّلْطَان بايزيدخان.

وَقَرَأَ المرحوم على أفاضل عصره، وَصَارَ ملازما من الْمولى خير الدّين معلم السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان، ثمَّ تقلد الْمدرسَة القزازية بِمَدِينَة "بروسه" بِخَمْسَة وَعشرْين، ثمَّ مدرسة عبد السَّلام بـ"جكمجه" بِثَلَاثِينَ، ثمَّ مدرسة رستم باشا بـ"كوتاهية" بأربعين، ثمَّ مدرسة خانقاه بـ"قسطنطينية"، بِخَمْسِينَ، وَهُوَ مدرس بهَا بَعْدَ مَا جعلت مدرسة، فإنه لما ابتنتها السَّيِّدة حرم زَوْجَة السُّلْطَان سُلَيْمَان جَعلتهَا خانقاها للصوفية.

= ترجمته في الأنساب 467، واللباب 3: 14، وكتائب أعلام الأخيار برقم 151، والطبقات السنية برقم 1992، والفوائد البهية 168.

وفي بعض النسخ: "القلاسي".

* راجع: العقد المنظوم فِي ذكر أفاضل الرّوم 1: 418.

ص: 213

ثمَّ بدلتها مدرسة لاقْتِضَاء بعض الأمور، وشرطت لمن يدرس فِيهَا النَّقْل إلى الْمدرسَة، الَّتِي بنتهَا قبل ذَلِك فِي الْمَدِينَة المزبورة، فَنقل المرحوم عَنْهَا، إلى هَذِه الْمدرسَة بالوظيفة الْمَذْكُورَة، ثمَّ نقل إلى إحدى الْمدَارِس الثمان، ثمَّ إلى مدرسة أيا صوفيه بستين، ثمَّ إلى إحدى الْمدَارِس السليمانية، ثمَّ قلد قَضَاء "الْمَدِينَة المنورة".

ثمَّ نقل إلى قَضَاء "مَكَّة المشَّرفة"، وَلم يتَّفق لأحَد من عُلَمَاء "الرّوم" فِي سالف العصور تَوْلِيَة الْقَضَاء فِي الْحَرَمَيْنِ الشريفين غير الْمولى الْمَزْبُور، ولاختصاصه بِهَذِهِ الْفَضِيلَة من الْبَين لقبه أهل هَذِه الديار بقاضي الْحَرَمَيْنِ، وانتقل رحمه الله بِـ"مَكَّة المشَّرفة" فِي أوائل ذِي الحْجَّة سنة تسع وَسبعين وَتِسْعمِائَة.

وَقد وَقع وُصُول مَاء "عَرَفَات" بِـ"مَكَّة" فِي هَذِه السّنة، وَكَانَ يعْمل لَهُ فِي سنة سبعين بهمة السيّدة مهروماه بنت السُّلْطَان سُلَيْمَان، فإنها لما وصلت إليها قلَّة الْمِيّاه بِـ"مَكَّة" ومضايقة أهل الحْرم الشريف فِيهَا، وأخبرت بإمكان مَجِيء مَاء "عَرَفَات" إلى "مَكَّة"، شرفها الله تَعَالَى، قصدت إليه، واعتنت بعمارته، وأفنت فِيهِ أموالا جزيلة إلى أن تيسرت لَهَا هَذِه المثوبة الْعُظْمَى فِي السّنة المزبورة، فاتفق دُخُولهَا بِمَوْت الْمولى الْمَزْبُور، وَكَذَلِكَ مَجِيء الْحَاج فِي السّنة المزبورة، فاتفق أن اجْتمع فِي جنَازَته خلق كثير وجم غفير، من الْعلمَاء والصلحاء، وشهدوا لَهُ بِالْخَيرِ وَحسن الخاتمة، ودعوا لَهُ بالمغفرة الدائمة.

وَكَانَ المرحوم من أعيان أفاضل "الرّوم"، معدودا من الرِّجَال، مَذْكُورا فِي عداد أرباب الْفضل والكمال، نظيفا، وجيها، عَظِيم التؤدة وَالْوَقار، بِحَيْثُ نسبه النَّاس إلى الْغرُور والاستكبار، غفر لَهُ الْملك الْغفار.

* * *

ص: 214

‌4430 - الشيخ الفاضل محمد بن خلف التيمي أخذ عن محمد بن بسطام وابن بسطام أخذ عن زفر، ونوح بن درَّاج

*

* * *

‌4431 - الشيخ الفاضل محمد بن خليل بن إبراهيم القاوقجي، الطرابلسي، أبو المحاسن

* *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1305.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 1996، نقلا عن الجواهر.

* * راجع: معجم المؤلفين 9: 287.

ترجمته في المسلسلات، فهرس المؤلفين بالظاهرية وفهرس الفهارس 1: 69، 70، والأعلام 6: 352، 353، والأعلام الشرقية 3: 122 - 124، ومعجم المطبوعات 1490، 1491، وفهرس الأزهرية 1: 376، 395، 469، 547، 2: 183، 6: 339، وفهرس الفقه الحنفي 9، 10، وفهرست الخديوية 2: 192، 7/ 1: 211، 212، وفهرس التيمورية 2: 68، 186، 207، 259، 284، 430، وإيضاح المكنون 1: 98، 177: 188، 202، 259، 332، 356، 364، 365، 435، 446، 544، 548، 566، 585، 2: 18، 43، 51، 75، 93، 164، 172، 242، 372، 383، 390، 416، 478، 531، 557، 601، 607، 636، 646، 657، 744، جامع كرامات الأولياء 1:244.

ص: 215

محدث، مسند، فقيه، صوفي، خطيب.

ولد بـ"طرابلس الشام" سنة محمد القاوقجي 1223 هـ.

وتلقى مبادئ العلوم بها.

ورحل إلى "مصر"، فدرس في "الأزهر"، وعاد إلى بلده، وتوفي حاجا بـ"مكة" في 7 ذي الحجّة سنة محمد القاوقجي سنة 1305 هـ من تصانيفه الكثيرة:"شوارق الأنوار الجليلة في أسانيد السادة الشاذلية"، و"مختصر تنوير القلوب والأبصار"، و"بغية الطالبين فيما يجب من أحكام الدين"، و"الذهب الإبريز في شرح المعجم الوجيز في أحاديث الرسول العزيز" للمرغيني، و"البهجة القدسية في الأنساب النبوية".

* * *

‌4432 - الشيخ الفاضل محمد الأشرفي بن خليل بابا المؤذن، البرسوي، القادري

*

صوفي.

من آثاره: "زاد النوافل في طي المراحل"، و"مختصر إحياء علوم الدين" للغزالي، و"مختصر الشفا" للقاضي عياض، و"مختصر منهاج العابدين". ولد سنة 953 هـ، وتوفي سنة 1025 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 9: 64.

ترجمته هدية العارفين 2: 270، وإيضاح المكنون 1:607.

ص: 216

‌4433 - الشيخ الفاضل محمد بن خير الدين بن أحمد بن علي الأيوبي، العليمي، الفاروقي، المعروف بالرملي (نجم الدين)

*

فقيه.

من تصانيفه: "نزهة النواظر على الأشباه والنظائر" في الفقه.

ولد سنة 1066 هـ، وتوفي سنة 1113 هـ.

* * *

‌باب

من اسمه محمد بن داود، ربيعة

‌4434 - الشيخ الفاضل محمد بن داود قاضي القضاة بـ"الشام"، الشهير برياضي الأطروش الرومي

* *

ذكره المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: أوحد فضلاء "الروم" وشعرائهم المفلقين، ونبغائهم الموصوفين، وديوانه بينهم سائر مشهور

* راجع: معجم المؤلفين 9: 294.

ترجمته في فهرس التيمورية 3: 116.

* *راجع: معجم المؤلفين 9: 295، خلاصة الأثر 3: 448، 449.

ترجمته في هدية العارفين 2: 281، وهدية العارفين 1:472.

ص: 217

مرغوب فيه، وله "تذكرة الشعراء" وهي مقبولة أيضًا، واختصر من "تاريخ ابن خلكان" كتابًا مختصرًا، وكان يتبجح بتأليفه.

ولي قضاء "الشام" في يوم الأربعاء، ثامن عشر جمادى الأولى، سنة ست وعشرين، ودخلها، وأرخ توليته الشيخ عبد اللطيف المنقاري بقوله:

قال الحيا لما استقر بجلق

قاض به فاضت عيون حياضي

أرخت مقدمه فكان بجلق

يا صاح تاريخا بهاء رياضي

وكان مذموم السيرة في قضائه، لكثرة طعمه وقلة إنصافه، وتصرف في زمنه يوسف بن كريم الدين رئيس الكتاب في حقوق الناس وأموالهم، وجمع أموالًا كثيرة، لأنه كان يلعب به لعب الصبيان بالكرة.

وكانت له زوجه مشغولة باللهو واللعب، سمع عندها ليلة صوت الآلات، فقال: ما هذا؟ فقالت له إن المؤذنين يذكرون في المنارة، فصدق قولها، وكانت متصرفة في منصبه، وفيها يقول العمادي:

قضايا ابن داود في حرثه

على عجل لم تزل جارية

تلقنه الحكم عند القضا

فيا ليتها كانت القاضية

وقد سبقه إلى ذلك بعض الشعراء في هجو قاض كان محكومًا لامرأته:

بلينا بقاض له زوجة

عليه أوامرها ماضية

فيا ليته لم يكن قاضيًا

ويا ليتها كانت القاضية

ثم عزل عن قضاء "الشام"، ورحل إلى "الروم"، فلم تطل مدة مكثه بها، حتى مات، وكانت وفاته في حدود سنة ثمان وعشرين وألف بـ"قسطنطينية"، قاله النجم الغزي.

من آثاره: "مختصر وفيات الأعيان" لابن خلكان، و"تذكرة الشعراء"، و"ديوان شعر".

* * *

ص: 218

‌4435 - الشيخ الفاضل محمد بن ربيعة الكلابي ابن عم وكيع

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: روى عن الأعمش، وهشام، وعنه أحمد، وابن معين.

روى له الجماعة، روى عن أبي حنيفة أنه سأل عطاء عن ولد الزنا أيؤمّ القوم، قال: نعم، أوليس فيه من هو خير منا أكثر صلاة وأكثر صوما

(1)

.

* * *

‌4436 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي رجاء الخراساني قاضي "بغداد

" * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1306.

ترجمته في طبقات ابن سعد 6: 278، والتاريخ الكبير، الجزء الأول، القسم الأول، صفحة 79، 80، والجرح والتعديل، الجزء الثالث، القسم الثاني، صفحة 252، وتاريخ بغداد 5: 274، 275، وميزان الاعتدال 3: 545، والوافي بالوفيات 3: 69، وتهذيب التهذيب 9: 162، 163، وتقريب التهذيب 2: 160، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 336، والطبقات السنية برقم 2000، وهو أبو عبد الله الرؤاسي.

(1)

كانت وفاة المترجم ببغداد بعد التسعين ومائة.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1309.

ترجمته في تاريخ بغداد 5: 275، 276.

ص: 219

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه على أبي يوسف، وصرح شمس الأئمة في "المبسوط" بروايته عن محمد بن الحسن، قال طلحة بن جعفر

(1)

: لما قدم المأمون "بغداد"

(2)

استقضى على "الشرقية" محمد بن أبي رجاء الخراساني، وهو

(3)

رجل من المتقدّمين على مذهب أبي حنيفة، وهو من أصحاب أبي يوسف حسن العلم بالحساب والدور والمقايسة، وكانت له مسائل غَلِقة.

ومات سنة سبع ومائتين -فيما ذكره أبو سعد

(4)

- فضمّ عمله إلى محمد بن سماعة، وهو قاض على مدينة المنصور.

وذكره الخطيب في "تاريخه"، وقال: ولي القضاء بـ"بغداد" في أيام المأمون.

* * *

‌4437 - الشيخ الفاضل محمد بن رسول بن يونس بن محمد الموقاني

*

(1)

هو طلحة بن محمد بن جعفر، كما جاء في تاريخ بغداد.

(2)

في بعض النسخ: "من بغداد"، والمثبت في بعض النسخ، وتاريخ بغداد.

(3)

في تاريخ بغداد "وهذا".

(4)

كذا في النسخ، وهو في تاريخ بغداد "محمد بن سعد".

* راجع: الجواهر المضية برقم 1307.

ترجمته في كتائب أعلام الأخيار برقم 494، والطبقات السنية برقم 2001، وكشف الظنون 2: 1632، والفوائد البهية 168، هدية العارفين 2:128.

ص: 220

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: أحد شراح "مختصر القدوري"، سماه "البيان"

(1)

.

* * *

‌4438 - الشيخ الفاضل محمد بن رمضان الإمام أبو عبد الله الرومي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو مؤلّف "الينابيع".

* * *

باب من اسمه محمد بن زرزور

‌4439 - الشيخ الفاضل محمد بن زرزور أبو عبد الله الفقيه

* *

(1)

في كشف الظنون، وهدية العارفين أنه توفي سنة أربع وستين وستمائة.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1308.

ترجمته في كتائب أعلام الأخيار برقم 493، والطبقات السنية برقم 2002، وكشف الظنون 2:1634.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1310.

ترجمته في رياض النفوس 414 - 416، وذيله 496، والطبقات السنية رقم 2004، نقلا عن الجواهر.

ص: 221

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر" وقال: وقيل: اسم زرزور عبد الرحمن بن سلم الفارسي.

حافظ يضرب بحفظه المثل.

قال: يوما أحفظ القرآن من أوله إلى آخره، وأحفظ "تفسير ابن سلّام" كما أحفظ القرآن، وأحفظ فقه أبي حنيفة كما أحفظ التفسير، وأحفظ "الموطأ) وفقه مالك كما أحفظ قول أبي حنيفة، وأحفظ بعد ذلك كثيرا من دواوين العرب وأشعارها.

وكان ورعا، عالما، زاهدا، وكان يحضر مناظرات الفقهاء، فيكرمون حضوره لكثرة حفظه، فحضر يوما جنازة، وحضرها أبو المنهال

(1)

، وكان عظيم الجاه رفيع القدر، فسأله عن مسئلة فأخطأ، ثم ثانية ثم ثالثة، فقام ابن زرزور قائما على قدميه، ثم كبَّر، وصلّى عليه، كما يصلّي على الموتى.

وقال: أنت أولى بأن يصلّى عليك من هذا الميت.

وقيل: إنه فعل ذلك بالقاضي سليمان بن عمران، فلمّا تغير عقله، وجد إليه سبيلا، فحجر عليه، ثم بعث إليه يوما يخيّره في تزويج امرأة أو شراء جارية، وفي أشياء من أسبابه،

فقال للرسول: يكون جوابي مشافهة، فأتاه.

فقال له: إن رسولك أتاني عنك فخيرني في كذا وكذا.

وقال: نعم.

قال: فما الذي تشاء؟

قال: أفأتكلم ولي الأمان؟

قال: نعم.

(1)

كان من شيوخ العراقيين أي الحنفية، انظر ذيل رياض النفوس 497.

ص: 222

قال إن كنت خيرتني وأنا عندك سفيه، فقد أخطأت إذ خيرتني، وإن كنت رشيدا غير سفيه فقد أخطأت في حجرك علي.

ثم قال: الله أكبر أربع مرات، كما يصلّى على الجنازة، وانصرف، فأطرق سليمان القاضي، ولم يتكلم.

قال ابن زرزور: سمعت مالك بن أنس رضي الله عنه يقول: طلب رزق فيه شبهة أحسن من الحاجة إلى الناس.

قلت: يا أبا عبد الله! وأيّ شبهة هي؟ قال: ما قال بعض أهل العلم هو حرام، وقال بعضهم: هو حلال.

مات سنة إحدى وتسعين ومائتين، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4440 - الشيخ الفاضل محمد بن زياد بن يزيد أبو عبد الله، الفقيه، النيسابوري، البزديغري

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو [أحد فقهاء أصحاب أبي حنيفة رضي الله عنه الزهّاد.

سمع أيوب بن الحسن، وأحمد بن حرب]

(1)

، وغيرهما.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1311.

ترجمته في الأنساب 2: 207، ومعجم البلدان 1: 604، واللباب 1: 119، والطبقات السنية برقم 2006.

(1)

من بعض النسخ.

ص: 223

ذكره الحاكم في "تاريخ نيسابور"، وقال: سمعت أبا الطاهر

(1)

بن أبي العبّاس ابن أبي بكر بن إسحاق بن خزيمة، يقول: سمعت جدّي محمد

(2)

بن إسحاق يقول: كتب إليّ أحمد

(3)

بن إسماعيل بن أحمد بن أسد باختيار قاض لـ"نيسابور"، فوقع اختياري بعد الاجتهاد على أربعة، أحدهم محمد بن زياد البزديغري. وكان فقيها على مذهب الكوفيين، زاهدا في الدينا، فحضرني محمد بن زياد كئيبا قلقا من ذلك، وعاتبني فيه، فقال: ما الذي ظهر لك مني، ما الذي جنيت، حتى عاملتني بمثل هذا؟

فقلت: يا أبا عبد الله! ما أردت إلا الخير، فلم يزل يبكي، حتى رحمته، فضربت على اسمه.

قال الحاكم: أخبرني أبو محمد بن أبي عبد الله عن أبيه، قال: توفي محمد بن زياد الفقيه يوم الخميس النصف من شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومائتين، رحمه الله.

* * *

‌4441 - الشيخ الفاضل المولى محي الدّين مُحَمَّد ابْن الْمولى زيرك

*

(1)

هو محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، انظر حاشية طبقات الشافعية الكبرى 4:284.

(2)

في النسخ والطبقات السنية زيادة "بن محمد"، ولا يستقيم مع ما سبق، والقصة في الأنساب، وهو أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري الشافعي، المتوفى سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.

(3)

طبقات الشافعية الكبرى 3: 109 - 119.

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 244.

ص: 224

ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: قرأ رحمه الله على عُلَمَاء عصره، وَحصل طرفا من الْعُلُوم.

ثمَّ صَار قَاضِيا بعدة من الْبِلَاد، وَكَانَ مرضِي السِّيرَة فِي قَضَائِهِ، وَكَانَ رجلا مشتغلا بِنَفسِه، معرضًا عَن التَّعَرُّض لأبناء زَمَانه.

توفّي رَحِمَه الله تَعَالَى فِي أواخر سلطنة السُّلْطَان سليم خَان، روّح الله روحه.

* * *

‌4442 - الشيخ الفاضل محمد بن الزين بن عبد الخالق بن علي المزجاجي

، الزبيدي *

نحوي، مشارك في بعض العلوم.

توفي بـ"زبيد" سنة 1252 هـ. من آثاره: "شرح ملحة الإعراب".

* * *

‌4443 - الشيخ الفاضل محمد بن زينة والد الحسين

، تقدّم في بابه

(1)

* *

(*) راجع: معجم المؤلفين 10: 13. ترجمته في نيل الوطر 2: 265.

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 520، وكان مولد ولده الحسين سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، ووفاته سنة ثمانين وخمسمائة.

(* *) راجع: الجواهر المضية برقم 1312.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2003، 2007، وورد في الموضع الأول "زبيبة"، وفي الموضع الثاني "زبية"، وفي بعض النسخ:"زيينة".

ص: 225

باب من اسمه محمد بن سعد

‌4444 - أبو المظفّر شهاب الدين محمد بن سام بن الحسين بن الحسن بن محمد بن العبّاس الغوري السلطان المجاهد في سبيل الله الغازي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: ولد بأرض "غور"، ونشأ بها.

وتوفي والده في صغر سنّه، فتنبّل في أيام عمّه علاء الدين، واستعمله عمّه في بلد من "بلاد الغور"، اسمه "سنجه" مع صنوه الكبير غياث الدين محمد الغوري، فأحسن السيرة في عمله، وعدل، وبذل الأموال، فمال الناس إليه، وإلى صنوه المذكور.

فلما مات عمّه تام مقامه صنوه غياث الدين.

ولما قوي أمره جهّز جيشا كثيفا مع أخيه شهاب الدين إلى "غزنة"، فلقيه الغزنيون، وقاتلوه، فانهزم الغورية، وثبت شهاب الدين في من ثبت معه على صاحب علمهم، فقتله، وأخذ العلم، وقتلهم، ودخل "غزنة"، وأحسن السيرة في أهلها، وأفاض العدل، وسار من "غزنة" إلى "كرمان" و"شنوران"، فملكها.

ثم تعدّى إلى ماء "السند"، وعمل على العبور إلى بلاد "الهند"، وقصد "لاهور"، وبها يومئذ خسرو شاه.

(*) راجع: نزهة الخواطر 1: 216 - 221.

ص: 226

وقال الجوزجاني في "طبقاته": إنه كان بها يومئذ خسرو ملك، فلما سمع بذلك سار في من معه إلى ماء "السند"، فمنعه من العبور عنه، فرجع عنه، وقصد "فرشابور"، "بيشاور" فملكها وما يليها من جبال الهند وأعمال الأفغان، ثم رجع إلى "غزنة"، واستراح بها.

ثم خرج منها في سنة تسع وسبعين وخمسمائة، وسار نحو "لاهور" في جمع عظيم، فعبر إليها، وحصرها، وأرسل إلى صاحبها خسروشاه.

وقيل: إلى ولده خسرو ملك، وإلى أهلها يتهدّدهم إن منعوه، وأعلمهم أنه لا يزول حتى كلك البلد، وبذل الأمان على نفسه وأهله وماله، فامتنع عليه، وأقام شهاب الدين محاصرا له، فلما رأى أهل البلد ذلك ضعفت نياتهم في نصرة صاحبهم، وطلبوا الأمان من شهاب الدين، وخرجوا إليه، ودخل الغورية في البلد، وأرسل غياث الدين إلى أخيه يطلب خسرو شاه، فسيّره إليه ومعه ولده، فأمر بهما غياث الدين، فرفعا إلى بعض القلاع، وأمر شهاب الدين بإقامة الخطبة له بالسلطنة، ولقّب أخاه شهاب الدين معزّ الدين.

فلما استقرّ أمر "لاهور" رجع شهاب الدين إلى "غزنة"، ثم إلى أخيه غياث الدين، فسار إلى "هراة"، فملكاها، ثم إلى "قوشنج"، ثم إلى "باذغيس"، و"كالين" و"بيوار"، فملكها أيضًا.

ثم رجع غياث الدين إلى "فيرزكوه"، وشهاب الدين إلى "غزنة"، وأقام بها حتى أراح، واستراح هو وعساكره، ثم قصد بلاد "الهند"، وسار إليها في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، ففتح. قلعة بهتنده"، وملك "سرستى" و"كهرام"، فلما سمع بتورا ملك "أجمير" جمع العسكر، وسار إلى المسلمين مع أخيه كهاندي راؤ نائبه بناحية "دهلي"، واشتدّت الحرب بينهم وبين المسلمين، فانهزمت ميمنة المسلمين وميسرتهم، فأخذ شهاب الدين الرمح،

ص: 227

ووصل إلى الفيلة، فطعن فيلا منها في كتفه، وزرقه بعض الهنود بحربة، فوقع على الأرض، فأخذه أصحابه، وعادوا به منهزمين.

فلمّا وصل إلى "لاهور" أخذ أمراء الغورية الذين انهزموا، وعلق على كلّ واحد منهم عليق شعير، وقال: أنتم دوابّ، ما أنتم أمراء! وسار إلى "غزنة"، وأقام بها ليستريح الناس.

ثم قصد بلاد "الهند"، وسار إليها في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، ونصره الله سبحانه على عظيم الهند بقصّة، طويلة، شرحتها في "جنّة المشرق"، وعاد إلى "غزنة"، ثم قصد "الهند"، وسار إليها بعسكره في سنة تسعين وخمسمائة، ولما وصل إلى ناحية "إتاوه"، لقيه جي جند ملك "قنوج"

(1)

بعسكره، فاشتدّ الحر بينهما، وقتل جي جند، فسار إلى "بنارس"، وهدم الكنائس، وذهب إلى "قلعة كول".

ثم أمر على أرض "الهند" مملوكه قطب الدين الأيبك، ورجع إلى "غزنة"، واستراح بها مدّة من الزمان.

ثم قصد "الهند"، وسار إليها في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، وحاصر "قلعة تهنكر"، وهي التي يسمّونها بيانة، ففتحها، ثم سار إلى "قلعة كواليار"

(2)

، فراسله من بها بالصلح على مال يحملونه إليه، فأجابهم إليه، وعاد إلى "غزنة"، واشتغل بأمر "خراسان" مدّة.

(1)

"قنُّوج": كسنّور، كانت مدينة حسنة الأبنية حصينة، لها سور عظيم، وكانت قاعدة مملكة "الهند" في القديم، فتحها محمود بن سبكتكين الغزنوي، ثم قطب الدين أيبك، فصارت مقام الحكام والولاة، وهي الآن بلدة صغيرة خاوية على عروشها، بينها وبين "دهلي" مسير عشرة أيام.

(2)

"كواليار" بفتح الكاف الفارسية والواو، كسر اللام، وفتح الياء من تحت، بعدها ألف، وراء مهملة، ويقال لها:"والير" بدون الألف بعد =

ص: 228

ثم قدم "الهند" في سنة سبع وتسعين وخمسمائة أرسل مملوكه قطب الدين إلى "نهرواله"، فوصلها سنة ثمان وتسعين، قاتل الهنود قتالا شديدا، وهزمهم، واستباح معسكرهم، وتقدّم إلى "نهرواله"، فملكها عنوة، ثم صالح صاحبها على مال يؤدّيه، ثم عاد إلى "غزنة".

ولما توفي صنوه الكبير غياث الدين في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، رحل إلى "فيروزكوه"، وجلس للعزاء لأخيه، ثم قام مقامه، واشتغل برهة من الزمان في أمر "خراسان".

ثم سار نحو "لاهور" سنة ستمائة عازما على غزو "الهند"، فاستولّى خوارزم شاه على مدينة "هراة"، ومات ألب غازي ابن أخت شهاب الدين ونائبه في "هراة"، فعاد شهاب الدين إلى "خراسان"، وسار إلى "خوارزم"، فسبقه خوارزم شاه، والتقى العسكران بـ"سوقرا"، فجرى بينهم قتال شديد.

وأرسل خوارزم شاه إلى أتراك "الخطا" يستنجدهم، فاستعدّوا، وساروا إلى "بلاد الغورية"، فعاد شهاب الدين من "خوارزم"، ولقيهم في "صحراء أندخوي" سنة إحدى وستمائة، وانهزم المسلمون، وبقي شهاب الدين في نفر يسير، ووقع الخبر في جميع بلاده بأنه قد عدم، ثم وصل إلى "طالقان" في سبعة نفر، ثم إلى "غزنة"، ثم سار إلى "الهند"، وأمر في جميع بلاده بالتجهّز لقتال "الخطا"، وغزوهم والأخذ بثأرهم، وكان عازما على

= التحتية، حصن منيع على قامة جبل شاهق، كأنه منحوت من الصخر، لا يحاذيه جبل، وبداخله برك الماء، وأسفل الحصن مدينة حسنية مبنية كلّها من الحجارة المنحوتة، ومساجدها ودورها، وهي الآن في أيدي "مرهته" تحت سلطة الإنكليز، ومدينة "كواليار" قاعدة بلادهم، لسكن بها ملوك "سيندهيا"، وفيها قبر الشيخ محمد الغوث الكواليري رحمه الله تعالى.

ص: 229

ذلك إذ سمع أن طائفة كهوكهر ثاروا في أرض "الهندا"، وقطعوا السبل، ومدّوا أيديهم إلى ناحية "لاهور" و"ملتان".

فسار نحو "الهند" في سنة ائنتين وستمائة، واشتدّ القتال بينهما، فهزمهم بإذن الله سبحانه، وغنم المسلمون منهم ما لم يسمع بمثله، ثم أمر الناس بالرجوع إلى بلادهم، والتجهّز لغزو "الخطا"، ثم "تيراه"، وأمر مملوكه تاج الدين الدز أن يغزوهم، وكانوا كفارا يفسدون في الأرض، ويقطعون السبل، وكانت فتنة هؤلاء التيراهية على بلاد الإسلام عظيمة، ولم يزالوا كذلك، حتى أسلم طائفة منهم في آخر أيام شهاب الدين، ثم سار إلى "غزنة" ونفر من أهل "كهوكهر" لزموا عسكره عازمين على قتله.

فلما وصل بمنزل يقال له "دمنك" تفرّق عنه أصحابه في الليلة، وكان معه من الأموال ما لايحدّ، فإنه كان عازما على قصد الخطا والاستكثار من العساكر، وتفريق المال فيهم، وقد أمر عساكره بـ"الهند" باللحاق به، وأمر عسكره الخراسانية بالتجهّز إلى أن يصل إليهم.

فلمّا تفرّق أصحابه، وكان في "خركاه"، فثار أولئك النفر، فقتل أحدهم بعض الحرس، كثر الزحام، فاغتنم أهل "كهوكهر" غفلتهم عن الحفظ، فدخلوا على شهاب الدين، فضربوه بالسكاكين اثنتين وعشرين ضربة، فقتلوه، واجتمع الأمراء عند وزيره مؤيد الملك، فتحالفوا على حفظ الخزانة والملك ولزوم السكينة إلى أن يظهر من يتولاّه، وأجلسوا شهاب الدين، وخيّطوا جراحه، وجعلوه في المحفة محفوفة بالحشم والوزير والعسكر والشمسية على حالة حياته، فساروا إلى "غزنة".

وكان شجاعا مقداما كثير الغزو إلى بلاد "الهند"، عادلا في رعيته، حسن السيرة فيهم، حاكما بينهم بما يوجبه الشرع المطهّر، وكان القاضي بـ"غزنة" يحضر داره من كلّ أسبوع السبت والأحد والاثنين والثلثاء، ويحضر

ص: 230

معه أمير حاجب وأمير داد وصاحب التربة، فيحكم القاضي وأصحاب السلطان ينفذون أحكامه على الصغير والكبير والشريف والوضيع، وإن طلب أحد الخصوم الحضور عنده أحضره، وسمع كلامه، وأمضى عليه أو له حكم الشمرع، فكانت الأمور جارية على أحسن نظام، وكان العلماء يحضرون بحضرته، فيتكلّمون في المسائل الفقهية وغيره".

وكان الشيخ الإمام فخر الدين الرازى صاحب "التفسير الكبير" يعظ في داره، فحضر يوما، فوعظ، وقال في آخر كلامه: يا سلطان! لا سلطانك يبقى، ولا تلبيس الرازى، فبكى شهاب الدين، حتى رحمه الناس لكثرة بكائه، وكان رقيق القلب، وكان شافعي المذهب مثل أخيه.

قيل: وكان حنفيّا، والله أعلم.

وكانت وفاته في أول ليلة من شعبان سنة اثنتين وستمائة، كما في "الكامل".

* * *

‌4445 - الشيخ الفاضل محمد بن سعد الإسكداري

، المدني*

فقيه، طبيب.

ولد سنة 1088 هـ، ونشأ وتوفي بـ"المدينة" سنة 1143 هـ.

من آثاره: "رسالة في تحرير النصاب الشرعي من الدنانير والدراهم".

* * *

(*) راجع: معجم المؤلفين 10: 20.

ترجمته في سلك الدرر 4: 34، 35.

ص: 231

‌4446 - الشيخ الفاضل محمد بن سعد الله ابن محمد بن عمر الجريري، عرف بابن الشاعر والد عبد الله المذكور في حرف العين

(1)

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه عليه ابنه، وأسمعه من جماعة، كنيته أبو عبد الله.

* * *

‌4447 - الشيخ الفاضل محمد بن سعد الله المراد آبادي، الهندي

* *

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 726.

(*) راجع: الجواهر المضية برقم 1313.

ترجمته في ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 1: 285، والطبقات السنية برقم 2009.

قال ابن الدبيثي من أهل الحريم الطاهري والد أبي محمد عبد الله الفقيه الحنفي الواعظ سمع أبا القاسم.

هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي المواهب أحمد بن محمد بن ملوك الوراق، وأبا غالب أحمد بن الحسن بن البناء، والقاضى أبا بكر محمد بن عبد الباقي البزاز، وغرهم، وفي بعض النسخ:"الحريرى" تصحيف، وانظر ما تقدم في حاشية صفحة 332، في الكلام على ضبط الجريري، ويقال له:"البجلي" أيضا.

(* *) راجع: معجم المؤلفين 10: 23. =

ص: 232

من القضاة.

ولد في "مراد آباد" بسنة 1219 هـ، وتوفي في "رامبور" بـ"الهند" سنة 1293 هـ.

له من التصانيف: "ميزان الأفكار في شرح معيار الأشعار"، و"ما لا بد منه" في الفقه، و"زاد اللبيب إلى دار الحبيب"، و"كاشف الظلام عما يتعلق بالألف واللام"، و"القول المأنوس في صفات القاموس".

* * *

‌4448 - الشيخ الفاضل المولى مُحَمَّد ابْن الْمُفْتِي أبي السُّعُود

*

ذكره صاحب "العقد المنظوم" في كتابه، وقال: ولد رحمه الله وسحابه يَبْرق عَن مجدا صيل وصباحه، يسفر عَن شرف أثيل كلم فِي المهد عَين طيب نجره، كلؤلؤ يخبر عَن كرم بحره، فَلَمَّا رَأى أبوه رشاقة غصنه عطف عَلَيْهِ سواكب مزنه، فعما قَلِيل صدق النَّاس فِي استدلالهم بِطيب الأصل على طيب الثَّمر، وحقق تفرسهم مَا تفرسوا فِي الْهلَال ابْن الْقَمَر.

ثمَّ اتَّصل إلى الْمولى محي الدّين الفناري، واشتغل لَدَيْهِ، حَتَّى شهد بفضله، وَأثنى عَلَيْهِ، فأعطاه السُّلْطَان بتربيته مدرسة قَاسم باشا بِخَمْسِينَ، ثمَّ

= ترجمته في هدية العارفين 2: 385، وفهرس دار الكتب المصرية 2: 150، وإيضاح المكنون 1: 606، 2: 251، 257، 420، 443، 611، 682، وفهرست الخديوية 6: 80، والأعلام 7:8.

(*) راجع: العقد المنظوم فِي ذكر أفاضل الرّوم.

ص: 233

نقل إلى مدرسة السُّلْطَان مُحَمَّد فِي جوَار أبي أيوب الأنصارى، عَلَيْهِ رَحْمَية الْملك الْبَارِي، ثمَّ نقل إلى إحدى الْمدَارِس الثمان، ثمَّ إلى مدرسة السُّلْطَان سليم خَان.

ثمَّ قلد قَضَاء "دمشق الشام" من ألطف بِلأد الإسلام، فَلَمَّا وصل إليها بَاشر الْقَضَاء بِمَا يَلِيق بِهِ من الصرامة والشهامة، وَكمَال الاسْتقَامَة وتواتر الأخبار بشكر أهل هَذِه الديار، ثمَّ عزل عَنهُ بِلَا سَبَب.

ثمَّ قلد قَضَاء "حلب"، فَبعد مُضِيّ سنة، ساءت بِهِ الظنون، وَحلّ بِهِ ريب الْمنون، وَذَلِكَ سنة إحدى وَسبعين وَتِسْعمِائَة، وَمَا أناف عمره على أربعين سنة.

كَانَ المرحوم من محَاسِن الْعَصْر ونوادر الدَّهْر، فِي شدَّة ذكائه، وصفاء ذهنه ونقائه، يتلألأ من جَبينه آثَار النجابة، ويلوح من وجناته أنوار السِّيَادَة، وَكَانَ رحمه الله عَالما أديبا، ومخدوما لبيبا.

لَهُ اطلَاع على المعارف والتواريخ، وَكَانَ لَهُ معرفَة تَامَّة بأحوال الخْط، وَقد جمع الْكثير من خطوط السّلف، بذل فِيهِ أموالا عَظِيمَة، وَكَانَ يكْتب خطأ مليحا فِي الْغَايَة، وَكَانَ لَهُ اطلَاع عَظِيم على قَوَاعِد اللِّسَان الْفَارِسِي، حَتَّى بلغ إلى أنه نظم الشّعْر الْفَارِسِي على أبلغ النظام، بِحَيْثُ يعجز عَنهُ مهرَة الأعجام.

* * *

‌4449 - الشيخ الفاضل محمد بن سعيد بن سلامة، عرف بابن الرِّكابي

(1)

،

(1)

في بعض النسخ: "بابن البركاني" خطأ.

ص: 234

يأتي في آخر الكتاب في باب من عرف بابن فلان

(1)

*

* * *

‌4450 - الشيخ الفاضل محمد بن سعيد بن محمد بن عبد الله الفقيه، المعروف بالأعمش، كنيته أبو بكر

* *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقه على أبي بكر محمد بن أحمد الإسكاف.

تفقّه عليه ولده أبو القاسم عبيد الله

(2)

، والفقيه أبو جعفر الهندواني

(3)

.

* * *

‌4451 - الشيخ الفاضل محمد بن سعيد بن محمد بن هشام

(1)

ترجمته في في الجواهر برقم 2120.

(*) راجع: الجواهر المضية برقم 1313.

(* *) راجع: الجواهر المضية برقم 1314.

ترجمته في طبقات الفقهاء لطاش كبري زاده صفحة 59، وكتائب أعلام الأخيار برقم 184، والطبقات السنية برقم 2010.

(2)

في بعض النسخ: "عبد الله" خطأ، وترجمته في الجواهر برقم 905.

(3)

كانت وفاة أبي جعفر الهندواني على ما في ترجمته في الجواهر برقم 1345، سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، فالمترجم من رجال القرن الرابع.

ص: 235

أبو الوليد الأندلسي، الشاطبي، النحوي، عرف بابن الجَنّان *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: مولده بـ"شاطبة"

(1)

سنة خمس عشرة وستمائة.

ومات سنة خمس وسبعين وستمائة، وقع في نهر في بستان الصائغ، فمات، ودرس بـ"الإقبالية"

(2)

.

وله يد باسطة في الشعر والنثر.

وله

(3)

:

(*) راجع: الجواهر المضية برقم 1315.

ترجمته في المغرب في حلي المغرب 2: 383، 384، وفوات الوفيات 2: 321 - 325 وبغية الوعاة 1: 112، والطبقات السنية برقم 2011، ونفح الطيب 2: 120 - 123.

ووردت هذه الترجمة ضمن الترجمة السابقة على أن المترجم بين من تفقه على صاحب الترجمة السابقة، وجاء الاسم مضطربا فيها هكذا، ومحمد بن سعيد بن محمد بن عبد الله الفقيه، وهشام أبو الوليد وجاء في بعض النسخ أيضًا "عرف بابن الجباني". وانظر في ضبط الجنان. القاموس "ج ن ن"، وانظر ما يأتي في الأبناء.

(1)

شاطبة مدينة في شرقى الأندلس، وشرقي قرطبة. معجم البلدان 3:235.

(2)

أى المدرسة، الإقبالية الحنفية، وهي شرقي الإقبالية الشافعية، والأخيرة داخل باب الفرج بدمشق، وقد وقفها جمال الدين إقبال عتيق الخاتون ست الشام ابنة أيوب سنة ثلاث وستمائة. انظر الدارس 1: 158، 474.

(3)

من بعض النسخ، والبيتان في الطبقات السنية، ونفح الطيب 2: 123، ونفحة الريحانة 2: 595، وأعادهما المؤلف في ابن الجنان.

ص: 236

لله قومْ يعشَقُون ذوي اللحى

لا يسألون عن السواد المقبل

وبمهجتي نفر وإني منهم

جبلوا على حبّ الطراز الأول

(1)

.

* * *

‌4452 - الشيخ الفاضل محمد بن سعيد بن المطهَّر بن سعيد الملقّب والده بسيف الدين الباخرزي، تقدّم

(2)

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: وهذا محمد يلقّب بجلال الدين، استشهد يوم الأربعاء وقت الزوال، سادس عشر جمادى الأولى سنة إحدى وستين وستمائة [بقرية "كوى"]

(3)

على عشرة

(4)

فراسخ من "بخارى".

تفقّه على والده.

ومولده يوم الأحد، خامس ربيع الأول سنة خمس وعشرين وستمائة.

* * *

(1)

قال المحبي الطراز الأول يريد به العذار أول ما يبقل، وهو الذي يكني عنه البلغاء بطراز الله، ونفحة الريحانة 2: 595، وانظر ثمار القلوب 35، 36.

(2)

ترجمته في الجواهر برقم 616.

(*) راجع: الجواهر المضية برقم 1316.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2012، نقلا عن الجواهر.

(3)

كذا في بعض النسخ، وفي بعض النسخ:"بقرالوي".

(4)

في بعض النسخ: "عدة".

ص: 237

‌4453 - الشيخ الفاضل محمد بن سعيد الإستانبولي، الرومي، المعروف بطاهر سلام

*

فقيه، لغوى. من آثاره:"شرح مختصر القدوري" في فرع الفقه الحنفي، و"شرح المقامات" للحريري.

توفي سنة 1360 هـ.

* * *

‌4454 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي سعيد الفقيه، الأستاذ، أستاذ الفقيه أبي جعفر الهندواني

* *

* * *

‌4455 - الشيخ الفاضل محمد بن سلام الإمام من أهل "بلخ

" * * *

(*) راجع: ترجمته في هدية العارفين 2: 370.

(* *) راجع: الجواهر المضية برقم 1247.

(* * *) راجع: الجواهر المضية برقم 1324.

ترجمته في كتائب أعلام الأخيار برقم 149، والطبقات السنية برقم 2014، والفوائد البهية 168. =

ص: 238

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال في "القنية": وفي "الجامع الأصغر" به امرأتان، طلبت إحداهما دارا على حدة، قال محمد بن سلام: إن شاء جمع بينهما، وإن شاء فرّق بعد أن لا يجور عليهما.

قلت: أظنّه أبو نصر ابن سلّام، وسيأتي في الكنى، إن شاء الله تعالى.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد": ذكر الفقيه أبو الليث في آخر كتابه "النوازل" أن وفاته كانت سنة خمس وثمانمائة.

* * *

‌4456 - الشيخ الفاضل محمد بن سلمة الفقيه أبو عبد الله

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه على أبي سليمان الجوزجاني.

= قال اللكنوي: ذكر أبو الليث في آخر كتابه النوازل أن وفاته كانت سنة خمس وثلاثمائة، وهو أبو نصر البلخي، وقد ترجمه المصنف ثانيا باسم نصر بن سلام، وثالثا باسم أبو نصر بن سلام، ورجح أن الثلاثة رجل واحد أثناء ترجمته لأبي نصر بن سلام، وجاءت هذه الترجمة في بعض النسخ: مختلطة بالترجمة السابقة.

(*) راجع: الجواهر المضية برقم 1317.

ترجمته في طبقات الفقهاء لطايق كبرى زاده صفحة 45، وكتائب أعلام الأخيار برقم 126، والطبقات السنية برقم 2013، والفوائد البهية 168.

ص: 239

تفقّه عليه أبو بكر محمد بن أحمد الإسكاف.

مات سنة ثمان وسبعين ومائتين، وهو ابن سبع وثمانين سنة.

ذكره الخاصي، ونسبه

(1)

في "القنية" إلى "بلخ"، وتفقّه أيضًا على شدَّاد بن حكيم.

روى عنه

(2)

عن زفر، قال يعقوب: أفقه من بال

(3)

، وهو شيخ أحمد بن أبي عمران أستاذ الطحاوى، وقال في "الملتقط": قيل لمحمد بن سلمة: كيف لم تأخذ العلم عن علي الرازي، فقال لكثرة ما وجدت في منزله من الملاهي، وقال: لو جمع علم خلف ابن أيوب لكان في زاوية

(4)

من علم على الرازي، إلا أن خلف بن أيوب أظهر علمه لصلاحه

(5)

.

وذكر في "تاريخ نسف" عن أبي سلمة مؤمن

(6)

بن عبد الله بن حرب النسفي، قال: حدثني محمد بن سلمة، قال: خرجنا إلى "البصرة" في طلب الحديث، [فاختلفنا إلى شيخ]

(7)

، فأخرج لنا أحاديث أبي حنيفة، وجعل يملي علينا، قال: فتركها بعض أهل الحديث، وامتنع من

(8)

كتابتها، فأمسك الشيخ يومين أو ثلاثة عن التحديث.

(1)

أي ونسبه مختار بن محمود الزاهدي.

(2)

سقط من بعض النسخ.

(3)

في بعض النسخ: "قال"، وبعده بياض قدر كلمة.

(4)

في بعض النسخ: "رواية" خطأ.

(5)

في بعض النسخ: "بصلاحه".

(6)

في بعض النسخ: "موسى".

(7)

سقط من بعض النسخ.

(8)

في بعض النسخ: "في".

ص: 240

وقال: أدركت أبا حنيفة، وكان يجالسه فلان وفلان -وسالت دموعه على خدّيه- وهولاء لا يكتبون عنه، قال: فتشفعنا إليه، حتى أخرج إلينا أحاديثه، وكتبناها

(1)

.

* * *

‌4457 - الشيخ الفاضل محمد بن سليمان بن الحسن بن الحسين البلخي، ثم المقدسي، المفسّر أبو عبد الله الفقيه الزاهد، عرف بابن النقيب، جمال الدين

*

كره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: مولده بـ"القدس" سنة إحدى عشرة وستمائة في نصف شعبان.

جمع التفسير، وله شعر حسن.

(1)

سقط من بعض النسخ.

(*) راجع: الجواهر المضية برقم 1320.

ترجمته في العبر 5: 389، ودول الإسلام 2: 201، 202، والوافي بالوفيات 3: 136، 137، وفوات الوفيات 2: 430، 431، والبداية والنهاية 14: 4، 5، والنجوم الزاهرة 8: 188، والسلوك 1: 881، وحسن المحاضرة 1: 467، وطبقات المفسرين للسيوطي 100، 101، والأنس الجليل 2: 217، وكتائب أعلام الأخيار 488، والطبقات السنية برقم 2017، كشف الظنون 1: 358، وطبقات المفسرين للداودي 2: 144، وشذرات الذهب 5: 442، والفوائد البهية 168، 169، وهدية العارفين 2:139.

ص: 241

كان يروي عن يوسف ابن المخيلي

(1)

، وحدّث، وقدم "القاهرة"، ودرس بـ"العاشورية"

(2)

، ثم تركها، وأقام [بسطح جامع]

(3)

الأزهر، أنكر على الشجاعي

(4)

، فهابه الشجاعي، وطلب رضاه، ذكره شيخنا قطب الدين في "تاريخه".

وذكره الإربلي في "معجم شيوخه"، ثم إنه خرج من "القاهرة" قاصدا إلى "القدس"، فتوفي في "القدس" في المحرم سنة ثمان وتسعين وستمائة عن سبع وثمانين سنة، رحمه الله تعالى.

سمع منه البرزالي، وأبو شامة

(5)

.

(1)

في النسخ "المحلي"، والتصويب من العبر 5: 389، وطبقات المفسرين للداودي 2: 145، وهو أبو الفضل يوسف بن عبد المعطي بن منصور الغسَّاني الإسكندراني المالكي، المتوفى سنة اثنتين وأربعين وستمائة، والعبر 5: 173، ومخيل بالفتح، ثم الكسر، وادى مخيل، وهو حصن قرب برقة بالمغرب. معجم البلدان 4:444.

(2)

المدرسة العاشورية بحارة زويلة من القاهرة بالقرب من المدرسة القطبية الجديدة، ورحبة كوكاي وذكر المقريزي أنها تلاشت، وصارت طول الأيام مغلوقة لا تفتح إلا قليلا، فإنها في زقاق لا يسكنه إلا اليهود، ومن يقرب منهم في النسب. خطط المقريزي 2:367.

(3)

في بعض النسخ: "تجامع".

(4)

هو علم الدين سنجر بن عبد الله الشجاعي المنصوري، كان من مماليك قلاوون، وترقي حتى ولي شد الدواوين، ثم الوزارة، ثم نيابة دمشق، وسائت سيرته، وكثر ظلمه، وقتل سنة ثلاث وتسعين وستمائة. النجوم الزاهرة 8:51.

(5)

في بعض النسخ: "وابن أسامة"، وفي بعض النسخ:"وابن شامة" خطأ.

ص: 242

قال الإمام اللكنوى: ذكره مجير الدين الحنبلي، مؤرخ "القدس" في كتابه "الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل" عند ذكر الفقهاء الحنفية، وقال الشيخ الإمام العالم الزاهد المفسر جمال الدين أبو عبد الله محمد بن سلميان بن الحسن بن الحسين البلخي ثم المقدسي الحنفي، المعروف بابن النقيب، مولده في النصف من شعبان، سنة إحدى وعشرين وستمائة، وقيل: إحدى عشرة وستمائة بـ "القدس الشريف"، واشتغل بـ"القاهرة"، وأقام مدة بالجامع الأزهر، ودرس في بعض المدارس هناك، ثم انتقل إلى "القدس"، واستوطن فيه إلى أن مات به، وكان شيخا فاضلا في التفسير، له فيه مصنف حافل كبير، جمع فيه خمسين مصنفا من التفاسير، بلغ تسعة وتسعين مجلدا. وكان الناس يقصدون زيارته بـ"القدس"، ويتبركون بدعائه، توفي في المحرم سنة ثمان وتسعين، وقيل: سبع وثمانين وستمائة. انتهى. وفي "حسن المحاضرة" ابن النقيب الإمام العلامة المفتي جال الدين أبو عبد الله محمد بن سليمان بن حسن البلخي ثم القدسي، مدرس العاشورية بـ"القاهرة"، ولد في شعبان سنة 611 هـ، وقدم "مصر"، فسمع بها من يوسف بن المخيلي، وأقام مدة بالجامع الأزهر، وصنف تفسيرا كبيرا إلى الغاية، وكان إماما عابدا زاهدا وأمّارا بالمعروف، كبر القدر. مات بـ"القدس" في المحرم سنة 698 هـ ذكره الذهبي في "العبر". انتهي.

* * *

‌4458 - الشيخ الفاضل محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الرومي، الشهير بالمولى محي الدين الكافيجي

،

ص: 243

لكثرة اشتغاله "الكافية" في النحو *

كان إماماكبيرا في كل العلوم.

أخذ العلم عن المولى شمس الدين محمد بن حمزة الفناري، وحافظ الدين محمد بن محمد بن شهاب البزازي.

قال صاحب "الشقائق النعمانية": قال السيوطي: هو شيخنا العلامة أستاذ الأستاذين، ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، ورحل إلى بلاد العجم، وأخذ عن الفناري والبرهان حيدر تلميذ التفتازاني، وعبد اللطيف بن مالك، شارح "المجمع"، و"البزازى"، وغيرهم، ودخل "القاهرة"، وأخذ عنه الأعيان.

وكان إماما كبيرا في المعقولات كلها.

وله اليد الحسنة في الفقه، والتفسير، والنظم، والحديث.

وقال: لي مؤلفات كثيرة، نسيتها، فلا أعرف أسماءها، وأكثرها مختصرات، وأجلّها، وأنفعها "شرح قواعد الأعراب"، و"شرح كلمتي الشهادة"، و"مختصر في الحديث"، و"مختصر في التفسير" سماه "التيسير"، لازمته أربع عشرة سنة، وسمعت منه التحقيقات.

وقال لي يوما: زيد قائم ماذا؟ فقلت قد صرنا في مقام الصغار يسألنا عن هذا، فقال: فيه مائة وثلاثة عشر بحثا، فقلت: لا أقوم من المجلس، بل حتى أستفيدها، فأخرج تذكرتها، فكتبتها، وتوفي شهيدا بالإسهال ليلة الجمعة، رابع جادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة.

قال الإمام اللكنوى رحمه الله في "الفوائد"(ص 170): قد ذكره السيوطي في "حسن المحاضرة": وأطال الكلام في ترجمته في "البغية"، فقال في "حسن المحاضرة": شيخنا العلامة محي الدين محمد بن سليمان بن مسعود

(*) راجع: الفوائد البهية ص 169، 170.

ص: 244

الإمام المحقّق، علامة الوقت، أستاذ الدنيا في المعقولات، ولد قبل ثمانماثة تقريبا، وأخذ عن البرهان حيدرة، والشمس بن الغزي، وجماعة، تقدم في فنون المعقول، حتى صار إمام الدنيا، وله تصانيف كثيرة. انتهى. وفي "البغية" ولد سنة 788 هـ، واشتغل بالعلم أول ما بلغ، ورحل إلى بلاد العجم والتتر، ولقي العلماء الأجلاء، فأخذ عن الشمس الغزي، وحيدرة، والشيخ واحد، وابن فرشته، شارح "المجمع"، وحافظ الدين البزازي، وغيرهم، ودخلا "القاهرة" أيام الأشرف برسباى، فظهرت فضائله، وولي مشيخة الشيخونية، لما رغب عنها ابن الهمام، وكان إماما كبيرا في المعقولات كلها، والكلام، وأصول الفقه، والتصريف، والأعراب، والمعاني، والبيان، والجدل، والمنطق، والفلسفة، والهيئة، بحيث لا يشقّ عليه في شيء من هذه العلوم غبار، وله اليد الحسنة في الفقه والتفسير والنظر في علوم الحديث، وألف فيه، وأما تصانيفه في العلوم العقلية، فلا تحصى بحيث أني سألته أن يسمّى لي جميعها لأثبتها في ترجمته، فقال: لا أقدر على ذلك، وكان صحيع العقيدة في الديانة، أحسن الاعتقاد في الصوفية، محبا لأهل الحديث، كثير التعبّد على كبر سنّه، كثير الصدقة، سليم الفطرة، صبورا على الأذى، لازمته أربع عشرة سنة، فما وجدته إلا سمعت منه من التحقيقات والعجائب ما لم أسمع قبل ذلك. انتهى ملخَّصا.

* * *

‌4459 - الشيخ الفاضل محمد بن سليمان بن على بن سالم الحموي

*

(*) راجع: الجواهر المضية برقم 1321.

ص: 245

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: إمام

(1)

فقيه محدّث واعظ.

سمع بـ"مصر" من الزوجين أبي الحسن علي بن إبراهيم بن نجا الواعظ، وأمّ عبد الكريم [فاطمة بنت]

(2)

سعد الخير الأنصاري، وحدّث بـ"دمشق".

ومات بها سنة ثمان وأربعين وستمائة.

وولد بها في سنة تسع وسبعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4460 - الشيخ الفاضل محمد بن سليمان بن أبي العزّ وُهيْب شمس الدين، قاضي القضاة ابن قاضي القضاة صدر الدين سليمان، تقدَّم

(3)

*

(1)

سقط من بعض النسخ.

(2)

سقط من بعض النسخ.

(3)

ترجمته في الجواهر برقم 628.

(*) راجع: الجواهر المضية برقم 1318.

ترجمته في النجوم الزاهرة 8: 191، 192، وكتائب أعلام الاخيار برقم 515، والطبقات السنية برقم 2015، والفوائد البهية 170، وهدية العارفين 2:139.

وفي بعض النسخ: "الدمشقي" بعد شمس الدين، وسقط من بعض النسخ:"شمس الدين قاضي القضاة".

ص: 246

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال أفتى أكثر من ثلاثين سنة بـ"دمشق" للطائفة الحنفية.

وبها مات قاضيا سنة تسع وتسعين وستمائة، ودرَّس في غير موضع

(1)

.

* * *

‌4461 - الشيخ الفاضل محمد بن سليمان أبو عبد الله، الأوشي، شيخ الإسلام نصر الدين

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو أحد الزهّاد، أستاذ صاحب "الهداية".

ذكره في "مشيخته"، [قال: كتب إلينا

(2)

بالإجازة [وبأسانيد مسموعاته]

(3)

بخطه]

(4)

.

* * *

(1)

ذكر النعيمي أنه درس بالمدرسة العذراوية، وبالمدرسة المقدمية الجوانية. الدارس 1: 549 - 597.

(*) راجع: الجواهر المضية برقم 1319.

ترجمته في كتائب أعلام الأخيار برقم 98، والطبقات السنية برقم 2016.

في بعض النسخ: "نصير الدين".

(2)

في الطبقات السنية زيادة "من أوش".

(3)

في بعض النسخ: "لرواية جميع مسموعاته".

(4)

سقط من بعض النسخ.

ص: 247

‌4462 - الشيخ الفاضل محمد بن سليمان البغدادي، النقشبندي

*

صوفي، من أهل الطرق. من آثاره:"الحديقة الندية في آداب الطريقة النقشبندية"

(1)

، و"البهجة الخالدية".

توفي سنة 1234 هـ.

* * *

(*) راجع: معجم المؤلفين 10: 48.

ترجمته في هدية العارفين 2: 360، والكشاف 61، وإيضاح المكنون 1:399.

(1)

الطريقة النقشبندية:

أما الطريقة النقشبندية فهي للشيخ بهاء الدين محمد نقشبند البخاري، مدارها على تصحيح العقائد ودوام العبودية، ودوام الحضور مع الحقّ سبحانه. وقالوا: إن طرق الوصول إلى الله سبحانه ثلاث، الذكر والمراقبة والرابطة بالشيخ، الذي سلوكه بطريقة الجذبة، أما الذكر فمنه النفي والإثبات بحبس النفس، وهو المأثور من متقدّميهم، ومنه الإثبات المجرّد، كأنه لم يكن عند المتقدّمين، وإنما استخرجه الشيخ عبد الباقي أو ممن يقرب منه في الزمان، وأما المراقبة وهي التوجّه بمجامع الإدراك إلى المعنى المجرد البسيط، الذي يتصوّره كلّ أحد عند إطلاق اسم الله تعالى، ولكن قلّ من يجرّده عن اللفظ، فينبغي للمراقب أن يجرّد هذا المعنى عن الألفاظ، ويتوجّه إليه من غير مزاحمة الخطرات، والتوجّه إلى الغير، وأما الرابطة بالشيخ إذا صحبه خلي نفسه عن كلّ شيء إلا محبته، وينتظر لما تفيض منه، فإذا أفاض شيء فليتبعه كجامع قلبه، وإذا غاب عنه الشيخ يتخيّل صورته بين عينيه بوصف المحبّة والتعظيم، فتفيد صورته ما تفيد صحبته.

انظر: الثقافة الإسلامية في الهند ص 182.

ص: 248

‌4463 - الشيخ الفاضل محمد بن سماعة بن عبيد الله بن هلال بن وكيع بن بشر التميمي، أبو عبد الله

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكره صاحب "الهداية" في البيوع.

الإمام، أحد الثقات الأثبات.

حدّث عن الليث بن سعد، وأبي يوسف القاضي، ومحمد بن الحسن، كتب "النوادر" عن أبي يوسف، ومحمد، وروى الكتب، و"الأمالي".

(*) راجع: الجواهر المضية برقم 1322.

ترجمته في الفهرست 289، وأخبار أبي حنيفة وأصحابه 154، 155، وتاريخ بغداد 5: 341 - 343، وطبقات الفقهاء للشيرازي 138، والكامل 8: 45، والعبر 1: 414، ودول الإسلام 1: 141، والوافي بالوفيات 3: 139، 140، والبداية والنهاية 10: 312، وتهذيب التهذيب 9: 254، 205، وتقريب التهذيب 2: 167، وتاج التراجم 54. 55، والنجوم الزاهرة 2: 271، وطبقات الفقهاء لطامق كبري زاده صفحة 27، ومفتاح السعادة 2: 261، 262، وكتائب أعلام الأخيار برقم 97، والطبقات السنية برقم 2019، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 339، كشف الظنون 1: 46، شذرات الذهب 2: 78، والفوائد البهية 175، 171، وهدية العارفين 2: 12، وإيضاح المكنون 1: 115.

وجاء في بعض مصادر الترجمة محمد بن سماعة بن عبد الله، وفي القاموس وسماعة مخفضة، وفي التقريب ضبط صاحب الترجمة السابقة له بكسر المهملة والتخفيف.

ص: 249

قال الصيمري: ومن أصحاب أبي يوسف ومحمد جميعا أبو عبد الله محمد بن سماعة، وهو من الحفّاظ الثقات.

روى الخطيب عن طلحة بن محمد توفي ابن سماعة في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، وله مائة سنة وثلاث سنين.

كان مولده سنة ثلائين ومائة.

وقال القاضى في "الغاية" بلغ مائة وخمس سنين في السن، وهو يركب الخيل، ويفتضّ الأبكار، قال ابن معين: لو كان أهل الحديث يصدقون في الحديث، كما يصدق محمد بن سماعة في الرأي لكانوا فيه على نهاية، وكان يصلّي في كلّ يوم مائتي ركعة.

قال أحمد بن عطية: سمعت محمد بن سماعة يقول: كان أبو يوسف يصلّي بعد ما ولي القضاء مائتي ركعة، وكان ابن سماعة يصلّيها في كلّ يوم، وولي القضاء للمأمون بـ"بغداد"، فلمَّا ضعف في أيام المعتصم استعفى.

قال الخطيب: ولي ابن سماعة قضاء مدينة المنصور في سنة اثنتين وتسعين ومائة بعد موت يوسف ابن أبي يوسف، فلم يزل على القضاء إلى أن ضعف بصره [على ما ذكره الصيمري]

(1)

. لكن المأمون عزله لا المعتصم، وضمّ عمله إلى إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة.

وتوفي بعد تركه القضاء كدة طويلة.

قال الطحاوي: سمعت أبا خازم القاضي، سمعت [بكرا العمّي]

(2)

يقول: إنما أخذ ابن سماعة، وعيسى بن أبان حسن الصلاة من محمد بن الحسن.

(1)

في تاريخ بغداد "على ما ذكر لي الصيمري".

(2)

في بعض النسخ: "أبو بكر بن محمد القمي" تحريف، وترجمة بكر بن محمد العمي في الجواهر برقم 381.

ص: 250

قال: وحدثني أحمد ابن علي

(1)

بن مصعب، قال: لما مات محمد بن سماعة، قال يحيى بن معين: اليوم مات ريحانة

(2)

أهل الرأي.

قال الصَّيْمري: سمعت الشيخ أبا بكر محمد بن موسى الخوارزمي إمامنا وأستاذنا، يقول: كان سبب كتب ابن سماعة "النوادر" عن محمد أنه رآه في النوم كأنه يثقب

(3)

الإبر، فاستعبر ذلك، فقيل: هذا رجل ينطق بالحكمة، فاجهد أن لا يفوتك منه لفظة، فبدأ حنيئذ، فكتب عنه "النوادر".

قال ابن سماعة: أقمت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوما واحدا، ماتت فيه أمّي، ففاتتني صلاة واحدة في جماعة، فقمت، فصلّيت خمسا وعشرين صلاة، أريد بذلك التضعيف، فغلبتني عيني، فأتاني

(4)

آت، فقال: يا محمد! قد صلّيت خمسا وعشرين صلاة، ولكن كيف لك بتأمين الملائكة، وتقدّم ولده أحمد

(5)

.

قال أبو الفرج محمد بن إسحاق في "فهرست العلماء": وله كتب مصنّفة وأصول في الفقه، وله من الكتب: كتاب "أدب القاضي"، كتاب "المحاضر والسجلّات"

(6)

.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 170): ذكر القارئ أنه من الحفَّاظ الثقات، وحكى عنه أنه قال: أقمت أربعين سنة، لم تفتني التكبيرة

(1)

في بعض النسخ: زيادة "بن علي".

(2)

في بعض النسخ: زيادة "العلم من".

(3)

في أخبار أبي حنيفة وأصحابه "ينقب".

(4)

في بعض النسخ: "فأتابي" تصحيف، والخبر في تاريخ بغداد 5: 342، 343.

(5)

ترجمته في الجواهر برقم 202.

(6)

في بعض النسخ: زيادة "والنوادر"، وليس في الفهرست.

ص: 251

الأولى إلا يوما واحدا، ماتت فيه أمي، وقد فاتتني صلاة واحدة، مع جماعة، فقمت فصليت خمسا وعشرين مرة، أريد بذلك التضعيف، فغلبتنى عيني، فأتاني آت، وقال: يا محمد صليت خمسا وعشرين مرة، ولكن كيف لك بتأمين الملائكة. انتهى. قلت: هذه حكاية مطربة تدلّ على أن ما ورد في الحديث من أن صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفذ خمسا وعشرين درجة أو سبعا وعشرين درجة، منشأها المجموع من حيث المجموع بالهيئة المخصوصة، فلا يحصل ذلك الفضل لمن صلى صلاة بمرات، ولو ألف سرة، وفي ذلك شهادة عظيمة على فضل الجماعة.

* * *

‌4464 - الشيخ الفاضل المولى مُحَمَّد بن الْمولى سِنَان

*

ذكره صاحب "العقد المنظوم" في كتابه، وقال: ولد رحمه الله وآثار النجابة فِي مطالع شمائله ظَاهِرَة، وأنوار المجد والشرف فِي طوالع مخايله باهرة، وَنَشَأ، فِي رَوْضَة المعارف، مقتطفا من أزهارها، ودوحة الْعُلُوم واللطائف، مجتنيا من ثمارها، حَتَّى استأهل الْحُضُور فِي مجَالِس الفحول والصدور.

فقرأ مُدَّة على أبيه، وَحصل عِنْده مَا يعنيه، ثمَّ عكف على التَّحْصِيل والاستفادة من الْمولى أحْمَد الْمَعْرُوف بقاري زَاده، وبعد برهة من الزَّمَان صَار ملازما من الْمولى مصلح الدّين الشهير ببستان، ثمَّ درس بمدرسة دَاوُد باشا بِأَرْبَعِينَ، ثمَّ صَار وظيفته فِيهَا خمسين.

(*) راجع: العقد المنظوم فِي ذكر أفاضل الرّوم 1: 493.

ص: 252

ثمَّ نقل إلى الْمدرسَة الْمَعْرُرفَة بخانقاه، ثمَّ إلى الْمدرسَة الخاصكية، ثمَّ إلى إحدى الْمدَارِس الثمان، ثمَّ إلى مدرسة السُّلْطَان مُحَمَّد بن السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان، ثمَّ إلى إحدى الْمدَارِس السليمانية، وَمَات فِيهَا فِي آخر الربيعين سنة سبع وَثمَانِينَ وَتِسْعمِائَة.

كَانَ رحمه الله مخدوما عَظِيم الشان، باهر الْبُرْهَان، من حِدة ذهنه، وصفاء فطنته، وفرط ذكائه، ونقاء قريحته، وَقُوَّة بَحثه، وَحسن تَقْرِيره، وتحرير المعضل وتصويره، مَعَ الاتساع وَطول الباع فِي الْعُلُوم المتداولة.

كنب رحمه الله حَوَاشِي على "الشَّرْح الشريفى" للمفتاح، وعَلى بعض الْمَوَاضِع من "الْهِدَايَة"، وَله لطائف أخر.

وَبِالْجُمْلَةِ: كَانَ رحمه الله من بَدَائِع الزَّمَان، ونوادر الْعَصْر والآوان، وَلَو عَاشَ مُدَّة لَكَانَ لَهُ شان، عَلَيْهِ الرَّحْمَة والغفران.

* * *

‌4465 - الشيخ الفاضل محمد بن سهل بن إبراهيم بن سهل، أبو عبد الله، المعروف بالتاجر والد قاضي القضاة أبي نصر محمد بن محمد بن سهل، يأتي

(1)

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خريمة، وغيره.

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 1490.

(*) راجع: الجوهر المضية برقم 1323.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2021، والفوائد البهية 171.

ص: 253

قال الحكم في "تاريخ نيسابور": من أمناء المسلمين

(1)

، من أصحاب أبي حنيفة والملازمين لمجالس أبي العبَّاس أحمد بن هارون الفقيه، الحنفي، [الحكم، المزني، المعروف بالتبَّان]

(2)

.

ومات سنة ستين وثلاثمائة. سمع منه الحكم.

* * *

باب من اسمه محمد بن شاذان

‌4466 - الشيخ الفاضل محمد بن شاذان، وقيل: ابن شدّاد القاضي، أبو بكر، البصري

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو أحد الفقهاء على مذهب أبي حنيفة.

وكان نائب القاضى بكّار وخليفته على "الديار المصرية" حين سار إلى "الشام".

ومات في سنة أربع وسبعين ومائتين.

* * *

(1)

في بعض النسخ: "أئمتنا".

(2)

من بعض النسخ، وترجمته في الجواهر برقم 270.

(*) راجع: الجواهر المضية برقم 1325. ترجمته في الطبقات السنية برقم 2022.

وقي بعض النسخ: "النصري"، وفي الطبقات السنية "نصري".

ص: 254

‌4467 - الإمام الهمام المجتهد أبو عبد الله محمد بن شُجاع الثلجي البغدادي

*

وهو منحدر النسب من ثلج بن عمرو بن مالك.

كما ذكره البدر العيني في "البناية"، فيكون قضاعيا.

ومن يقول عنه: ابن الثلجي يريد به انتقاصه، بأن أباه كان بائع ثلج، فنسب إليه.

ومنهم من يزيد في الطنبور نغمة أخرى، فيقول عنه: ابن الثلاج لحطّ منزلته، بأن والده كان ثلاجا، فماذا عليه؟ لو صحَّ أن أباه كان ثلاجا بعد أن نبغ هو، وصار إماما رغم حسَّاده.

(*) ترجمته في الفهرست 291، وأخبار أبي حنيفة وأصحابه 157، 158، وتاريخ بغداد 5: 355 - 352، وطبقات الفقهاء للشيرازي 145، والإكمال 1: 453، والأنساب 3: 144، 145، والمنتظم 5: 57، 58، والكامل 7: 337، واللباب 1: 196، وتذكرة الحفاظ 2: 629، وميزان الاعتدال 3: 577، والعبر 2: 33، ودول الإسلام 1: 161، والمشتبه 89، والوافي بالوفيات 3: 148، ومرآة الجنان 2: 180، والبداية والنهاية 11: 40، وتهذيب التهذيب 9: 220، وتقريب التهذيب 2: 169، وتبصير المنتبه 1: 168، وتاج التراجم 55 - 56، والنجوم الزاهرة 3: 42، وطبقات الفقهاء، لطاش كبرى زاده صفحة 36 - 37، وكتائب أعلام الأخيار برقم 121، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 341، والطبقات السنية برقم 2023، كشف الظنون 1: 346 - 410 - 2: 453 - 1459 - 1981، وشذرات الذهب 2: 151، والفوائد البهية 171 - 172، وإيضاح المكنون 2: 556، وهدية العارفين 2:17.

ص: 255

ونسبته إلى "بلخ" تصحيف بَحْتٌ، وإن ذكره القرشي على الاحتمال.

وللإمام زاهد بن الحسن الكوثري رحمه الله تعالى رسالة مختصرة حول حياته، ونصّها ما يلي: ولد (الإمام محمد بن شجاع) رحمه الله في "بغداد" في 23 من رمضان من سنة 181 هـ، ونشأ بها، وأقبل على العلم إقبالا عظيما، إلى أن أصبح إماما، قويّ الحجّة في العلوم، واسع الأفق في الفقه والحديث، وانتشر صيتُه في الآفاق، ولم تنحصر شهرته بـ"العراق".

وغاية ما يعاب به أنه لم يكن يعامل العامة، وحشوية زمنه بالسياسة، مترفّعا عن المداهنة، مفضّلا الصراحة في كلّ شيء، فطالت ألسنة كثير من مخالفيه بأنه يمالئ المعتزلة، ويخالف السلف، ولم يكن له أيّ مخالفة للسلف الصالح.

وإنما كانت مخالفته لنابتة عصره، الذين لا يميزون بين السنة المسلوكة، والبدعة المهتوكة، ولا بين الحق والباطل، ممن حرَّمهم الله العلم والفهم والعقل الوارع عن التوغّل في إثارة الفتن، كما لا يخفى على من درس تاريخ عهده بإمعان.

تخرّج في الفقه والحديث على الحسن بن زياد، وأخذ عن الحسن بن أبي مالك، وإسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، وعبد الله بن داود الخريبي، والمعلّى بن منصور، وحيّان صاحب أبي حنيفة، وأبي عاصم النبيل، وأبي أسامة، وأبي معشر، وأبي نصر التمّار، وموسى بن سليمان الجوزجاني، وإبراهيم بن إسحاق الطالقاني، وإسحاق بن سليمان الرازي، وإسماعيل بن علية، وكيع، والواقدى، وبشر بن غياث، ويحيى بن آدم، وأبي محمد اليزيدي، وعبيد الله بن موسى، ومحمد بن عبيد الله الطنافسي، وإسماعيل

ص: 256

ابن الفضل، وأبي علي الرازي، ويحيى بن أيوب البلخي، وغيرهم من أئمة الفقه والحديث.

وممن تفقّه عليه وحدّث عنه ابنه أحمد بن محمد بن شجاع، والقاسم بن غسَّان القاضي، وأبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي الحافظ، وأحمد بن أبي عمران شيخ الطحاوي، ويعقوب بن شيبة السدوسي الحافظ، وحفيده محمد بن أحمد بن يعقوب، وهو آخر من روى عنه، وأحمد بن الحسن بن صالح البغدادى، وأحمد بن القاسم البرتي، وعبد الوهَّاب بن عيسى بن جنبة

(1)

، وعبد الله بن أحمد بن ثابت البزَّار، وأحمد بن موسى القمّي، وعباد بن صهيب، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الهروي، وزكريا بن يحيى النيسابوري، وعبد الملك بن حمدان، وأبو جعفر محمد بن اليمان، وأبو الحسن محمد بن إبراهيم بن حبيش البغوي، مدوّن "مسند الإمام الحسن بن زياد"، تجريد الأحاديث كتابه "المجرّد" بحق سماعه من ابن شُجَاع بروايته عن الحسن بن زياد عن أبي حنيفة، كما فعل ابن مطر النيسابوري في "مسند الشافعي" بحق سماعه لكتاب "الأم" من أبي العبّاس الأصمّ عن الربيع المرادي عن الشافعي، رضي الله عنهم أجمعين.

وحيث أن محمد بن شُجَاع مكثر للغاية من الحديث، كما سبق يحتاج استيفاء ذكر شيوخه إلى تأليف خاص وتفرغ خاص، وكذلك ذكر أصحابه وتلاميذه لما نشر الله سبحانه له في بلاد كثيرة شرقا وغربا من علومه ومؤلّفاته بواسطة هؤلاء الأصحاب والتلاميذ، الذين انتشروا في الآفاق، وكان ذلك لبالغ إخلاصه في خدمة الفقه والحديث، رغم كثرة خصومه من الحشوية.

(1)

بجيم ونون ساكنة (ز).

ص: 257

ثناء أهل العلم على محمد بن شجاع:

بالعلم والورع والتعبّد:

قال أبو عبد الله الصيمرى: ومن أصحاب الحسن بن زياد محمد بن شجاع الثلجي، وهو المقدّم في الفقه، والحديث، وقراءة. القرآن، مع ورع، وعبادة.

قال الذهبي في "سير النبلاء": أحد الأعلام، سمع من ابن علية، وكيع، وأبي أسامة، وطبقتهم. وأخذ الحروف عن يحيى بن آدم، والفقه عن الحسن بن زياد، وكان من بحور العلم، وكان صاحب تعبّد وتهجّد وتلاوة، وله "كتاب المناسك" في نيف وستين جزءا، وعاش خمسا وثمانين سنة، ومات سنة 266 هـ.

وقال محمد بن إسحاق النديم في "الفهرست": أبو عبد الله محمد بن شجاع الثلجي مبرّز على نظرائه من أهل زمانه. وكان فقيها، ورعا، ثباتا على آرائه. وهو الذي فتق فقه أبي حنيفة، واحتجّ له، وأظهر علله، وقوّاه بالحديث، وحلاه في الصدور. وكان من الواقفة، إلا أنه يرى رأي أهل العدل والتوحيد. ثم قال: قرأت بخطّ ابن الحجازي أنه قال محمد بن شجاع، قال لي إسحاق بن إبراهيم المصعبي:(وكان لي صديقا) دعاني أمير المؤمنين، فقال لي: اختر لي من الفقهاء رجلا، قد كتب الحديث، وتفقّه به مع الرأي، وليكن مديد القامة، جميل الخلقة، خراساني الأصل، من نشأة دولتنا، ليحامي على ملكنا، حتى أقلّده القضاء.

قال: فقلت: لا أعرف رجلا هذه صفته غير محمد بن شُجَاع، وأنا أفاوضه في ذلك. قال: فافعل. فإذا أجابك فصر به إليَّ. فقال: فدونك يا أبا عبد الله! فقلت: أيها الأمير لست إلي ذلك بمحتاج، وإنما يصلح القضاء لأجل

ص: 258

ثلاثة

(1)

، لمن يكتسب مالا أو جاها أو دكرا. فأما أنا فمالي وافر، وأنا غني. وإن الأمير ليوجّه إليَّ بالمال لأفرقه، ولو احتجت إلي شيء منه لأخذته.

وأما الذكر فقد سبق لي عند من لقصدنا هن أهل العلم والفقه ما فيه كفاية، وقال الموفّق المكّي في "المناقب" (1 - 95): وذكر محمد بن شجاع في تصانيفه نيفا وسبعين ألف حديث عن النبي صلي الله عليه وسلَّم، مما فيها نظيرها من الصحابة. وهذا توسّع بالغ في الحديث، والأثر مرفوع، وموقوف، فمثله يكون خبيرا بوجوه اختلاف الروايات في الحديث وآراء الصحابة، فيكون عالي المنزلة في الاجتهاد جدا، (لو لم يكن كافرا وكذّابا في نظر بعض النقلة).

وقال الحافظ عبد القادر القرشي: محمد بن شجاع الثلجي من أصحاب الحسن بن زياد، وكان فقيه أهل "العراق" في وقته، والمقدّم في الفقه والحديث وقراءة القرآن، مع ورع وعبادة، مات فجاة في سنة ست وستين ومائتين، ساجدا في صلاة العصر.

روي عن يحيى بن أكثم، وكيع، حكاه الصيمري، قال الذهبي: تفقّه على الحسن بن زياد، وآخر من حدّث عنه محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة. وأرى ما في نسخة القرشي من ذكر يحيى بن أكثم تحريفا من يحيى بن آدم، وهو المذكور في الكتب في عداد شيوخه، وإن كان من الممكن أخذه عنه لمعاصرته له.

وقال البدر العيني في "البناية"

(2)

: له تصانيف كثيرة.

(1)

يعني إذا لم يكن العلم متعينا للقضاء لإقامة العدل، وكان في عصره من يولي القضاء بكثرة (ز).

(2)

وهذه من أحسن شروح الهداية في استيفاء أدلة الأحكام، وطبعت البناية شرح الهداية في الهند قديما، لكنها في غاية السقم، وبما في دار الكتب =

ص: 259

فإن قلت: أهل الحديث يشنّعون عليه تشنيعا بليغا، ونقل ابن الجوزي عن ابن عدي أنه كان يضع الحديث في التشبيه، وينسبها إلي أهل الحديث.

قلت: من جملة تصانيفه: "كتاب الرد على المشبهة"، فكيف يصحّ عنه ذلك، وكان ديّنا، صالحا، عابدا، فقيه أهل الرأي في وقته.

وقال علي القاري في "طبقات الحنفية": هو فقيه أهل "العراق" في وقته، والمقدّم في الفقه، والحديث، وقراءة القرآن، مع ورع وعبادة.

قال الحاكم: روى محمد بن أحمد بن موسى القمّي عن أبيه عنه "كتاب المناسك" له في نيف وستين جزءا كبارا دقاقا. وله "تصحيح الآثار" -وهو كتاب كبير. و"كتاب النوادر"، و"كتاب المضاربة"، و"كتاب الرد على المشبّهة"-. وله ميل إلى المعتزلة.

وقال أبو الحسن على بن صالح: حكى لي جدّي أنه سمع الثلجي يقول: ادفنوني في هذا البيت، فإنه لم يبق فيه طابق إلا ختمت فيه القرآن.

وسأتحدّث إن شاء الله تعالى عما كان النقلة يَنْقِمُون عليه مع الردّ عليهم بقرع الحجّة بالحجة لا بالتهوّر والإقذاع، كما هو ديدنهم منذ ثوران فتنة القول بخلق القرآن.

قال ابن كامل: كان فقيه "العراق" في وقته. ولفظ الحكم في "معرفة علوم الحديث"(224): وأما أبو عبد الله محمد بن شجاع الثلجي فإنه كثير الحديث، كثير التصنيف، رأيت عند أبي عبد الله محمد بن أحمد بن موسى القمّي خازن السلطان عن أبيه عن محمد بن شجاع "كتاب المناسك" في

= المصرية ومكتبة رواق الأتراك بالأزهر الشريف من الأجزاء تتم نسخة من الشرح المذكور بخطّ الشارح، لعلّ الله سبحانه وتعالى يوفّق بعض أصحاب المطابع لإعادة طبع هذا الشرح المفيد من تلك النسخة ليعم نفعه (ز).

ص: 260

نيف وستين جزءا كبارا دقاقا. وهذا العالم الجليل المعروف بين الحفّاظ بكثرة الحديث وكثرة التصنيف وبالغ العبادة والتلاوة المختوم له بخير يسعى كثير من حشوية الرواة في الإساءة إلى سمعته كذبا وزورا، فمن لا يصدق في مثل أبي حنيفة وأصحابه باعتباره ظنينا متَّهما كيف يصدق في باقي علماء المذهب؟ فانخداع بعض من ألّف في الرجال من علماءنا المتأخّرين بما سطره أهل العدوان من الحشوية، وتصديقهم في فريق دون فريق مما يؤسف له، وذلك من جهلهم بالدخائل في كلمات هؤلاء النقلة، وعدم دراستهم لكتب الرجال، كما يجب جريا مع التقليد الأعمى، والله ولي الهداية.

وفي "تكملة الرد علي نونية ابن القيم"(96) بعض بسط في ذلك.

رأيه في مسائل الاعتقاد

التي كان يجري النقاش فيها بين أهل عصره:

وقد ذكرت (أي ذكر الشيخ زاهد) في "تأنيب الخطيب"(ص 55) بسند محمد بن شجاع عن أبي حنيفة في قصة طويلة عن سوال بعض أصحاب أبي حنيفة عن مسئلة خلق القرآن وسكوتهم عن الجواب لغيبوبة شيخهم، وحكايتهم له ما جرى عند قدومه إلى أن قال: فما كان جوابكم فيها؟ قلنا: لم نتكلّم فيها بشئ، وخشينا إن نتكلّم بشئ تنكره. فسري عنه، وأسفر وجهه. وقال جزاكم الله خيرا، جزاكم الله خيرا، احفظوا وصيتي، ولا تتكلّموا فيها بكلمه واحدة أبدا. ولا تسألوا عنه أحدا أبدا. انتهوا إلى أنه كلام الله عز وجل بلا زيادة حرف واحد، ما أحسب هذه المسئلة تنتهي، حتى توقع أهل الإسلام في أمر لا يقومون له، ولا يقعدون. أعاذنا الله وإياكم من الشيطان الرجيم.

وقد نقلنا (أي نقل الشيخ زاهد) أيضًا بسند محمد بن شجاع عن الحسن بن زياد، والحسن بن أبي مالك وغرهما عن أبي يوسف وزفر وغيرهما

ص: 261

مثل هذا الرأي في "حسن التقاضي"، و"لمحات النظر" و "التأنيب"، وغيرها وبهذا الرأي الذى كان يدين به محمد بن شجاع يعده النقلة من الواقفة، بل يكفرونه، فسبحان قاسم العقول.

والقول بأن القرآن كلام الله، والسكوت عما زاد على ذلك، مما لم يرد في الكتاب والسنة، هو الصواب القاطع للنزاع المهديء للعقول الثائرة، كما هو ظاهر. وحاشا أن يريد هو ولا أحد من أصحاب أبي حنيفة أن القرآن باعتبار وجوده العلمي في علم الله حادث، أو أن يريد أحد منهم قدم ما بأيدى البشر من القرآن في الأذهان والألسنة والصحف، ليكونوا كفّارا في الحالتين، لأن القول بحدوث القديم أو بقدم الحادث من أشنع أنواع الكفر عند من يعقل ما يقال له.

وأما القول بما قال به محمد بن شجاع نقلا عن أئمتنا من الوقوف، حيث وقف الكتاب والسنَّة من غير زيادة شيء على قولنا:(إن القرآن كلام الله)، كما توارثه أئمتنا، فهو محض الصواب، ولب الحكمة، فلو كان أهل الشأن أخذوا بذلك لفترت الفتنة، ورجع الجميع إلى رشدهم، وانصرفوا إلى ما فيه خيرهم، لكن وقع ما كان يتوقعه الإمام الأعظم، ووصل الأمر إلى حدّ إكفار من يقول بهذا الصواب، وتخليد ذلك في الكتب مدى الأحقاب. وهذا هو الذي بسببه كان يرمي محمد بن شجاع بالميل إلى الاعتزال، وحاشاه من ذلك، بل كان من أبعد خلق الله عن الانحياز لإحدى هاتين الطائفتين: المعتزلة، والحشوية، بل كان حنيفا، لا يميل إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء، بل كان يقسو بعض قسوة على أهل المغالاة، فجازوه جزاء سنمار، والله سبحانه يكافئه على صدق جهاده في سبيل الدين، وقمع المبتدعين مكأفاة المتقين.

ص: 262

وموعدنا في الكلام عن الباحث إلى تقوّلات النقلة فيه المبحث الآتي، فسندافع عنه فيما هو مظلوم فيه، إن شاء الله تعالى بما نرجو مثوبة فيه.

‌التحدّث عما رماه به بعض الجارحين

من خصوم المنزّهين:

لابن عدي انحراف عجيب عن أبي حنيفة وأصحابه، فلا تجد في كتابه "الكامل" كلمة واحدة في الثناء على واحد منهم، بل كلامه كلّه تجريح وتشنيع فيهم، مع أنهم قادة الأمة في الفقه، والعقيدة من أقدم العضور إلى اليوم، وإلى ما شاء الله، بل لا يستطيع أحد ممن يعي ما يقول أو يقال له توهين مداركهم في الكتاب والسنة في الفروع والأصول والعقيدة، بل باقي أرباب المذاهب الفقهية انتهجوا مناهجهم الفقهية باستدراك طفيف، يناقشهم المتأخّرون في ذلك، وسبقهم بالفضل تحت اعتراف الجميع، إلا من طَمَسَ الله بصيرته، فأصبح يتخبّط في مكابرة الحقائق، ولذا قال ابن الأثير في "جامع الأصول" ما معناه: لولا أن الله سبحانه جعل سرا في أبي حنيفة لما اتخذه شطر الأئمة المحمدية قدوة في دين الله، يتعبّدون الله بمذهبه من أقدم العصور إلى اليوم، ثم يشكو مر الشكوى من بعض أهل مذهبه، حيث يتحاملون على هذا الإمام الفذّ، وأطال الكلام في ذلك.

والواقع أن أقلّ ما يقال في أتباعه: إنهم شطر الأمة المحمدية. والصحيح أنهم ثلثا الأمة، كما حقّق على القارى في "شرح المشكاة"، والتدليل على ذلك سهل ميسور، فيكون التطاول والتحامل عليه استهانة وعداء وتحاملا على معظم الأمة المحمدية، ووزر ذلك لا شكّ عظيم. ونحن على استعداد للنظر في كل نقد يوجّه إلى واحد من أئمتنا، وقبول ما يبرهن عليه منها بكلّ

ص: 263

إنصاف، لكن من نراه يملأ كتابه كلّه بمثالب

(1)

شنيعة في جميع أئمتنا من غير ذكر أيّ منقبة لواحد منهم باسم القيام بتجريح المجروحين من نقلة العلم نكشف عن اتجاهه الستار، ونبدي ما ينطوي عليه من سوء النية، وفساد الطوية بها عتبار أن عمله ذلك إهانة للأمة، وامتهان للملة، حيث عدّهم اتخذوا شرار خلق الله قدوة في دين الله، فنناقش ابن عدي المعتدي على كلماته الخارجة عن الاتّزان، ومن عيوب ابن عدى في "الكامل" أخذه الشيوخ بعيوب الرواة عنهم. وهذا إخسار في الميزان، كما يشير إلى ذلك الذهبي والسخاوى وغيرهما.

وابن عدي يقول في "الكامل" في ترجمة الإمام أبي عبد الله محمد بن شجاع الثلجي رضي الله عنه: محمد بن شجاع أبو عبد الله الثلجي من أصجاب الرأي متعصّب، سمعت موسى بن القاسم بن موسي بن الحسن بن موسى بن الأشيب يقول: كان ابن الثلجي يقول: من كان الشافعي؟ إنما كان يصحب بريرا المغني، فلم يزل يقول هذا، إلى أن حضرته الوفاة، فقال: رحم الله أبا عبد الله - يعني الشافعي، وذكر علمه، وقال: قد رجعت عما كنت أقول فيه.

قال الشيخ يعني ابن عدى: وكان يضع أحاديث في التشبيه، ينسبها إلى أصحاب الحديث ليثلبهم به، روي عن حبّان بن هلال، (وحبّان ثقة) عن حماد بن سلمة عن أبي المهزم عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: إن الله خلق الفرس، فأجراها، فعرقت، ثم خلق نفسه منها. مع أحاديث كثيرة، وضعها من هذا النحو، فلا نحبّ أن نشتغل به، لأنه ليس من أهل الرواية، حمله التعصّب على أن وضع أحاديث، ليثلب أهل الأثر.

(1)

جمع مثلبة بمعنى العيب.

ص: 264

و (أحاديث) في الموضعين (أحاديثا) في عبارته، حيث لم يكن يرعى قواعد النحو، لأنه كان عاميا لحّانا، ليس عنده من العربية ما يقوم به لسانه، فضلا عن أن يكون حائزا لعلم يقوم به فكره، وقد فسد بمعاشرة ابن أبي داود المعروف، كلّ ما فيه اطلاعه على قماطر النقلة الرحل لأجل كنابة الأحاديث من الشيوخ، فنستأنس برواياته، مع النظر في أسانيده، ولا نجاريه في جهالاته تعبيرا وتفكيرا. هذا ما نذكره عرضا.

أما قوله من أصحاب الرأي، فنعم، لأنه كان صاحب غوص، وفهم في الكتاب والسنَّة، ولا فقه، حيث لا رأى وفقهاء الصحابة والتابعين كلهم من أهل الرأي، والآثار في ذلك مسرودة في "جامع بيان العلم"، و "الفقيه والمتفقه"، ولذا ذكر ابن قتيبة في "المعارف" مالك بن أنس في عداد أهل الرأي، ولا أدري لماذا لم يذكر الإمام ابن عدي في أحد فريقي الرأي والحديث.

وأما رميه بالتعصّب، فلم يدلّل عليه، وإنما التعصّب هو التحزّب لرأي أو طائفة بدون إقامة حجَّة، وهو الذي مضى عليه ابن عدي في "كامله"، فيكون هذا محاولة منه أن يرميه بدائه، وطريق ابن شجاع في الآراء والمسائل وإقامة الحجّة عليها، كما تجد مصداق ذلك في كتب المذهب.

وأما قوله: من كان الشافعي؟ ومؤاخذته على مصاحبته لمغن، فمن قبيل ما رواه محمد بن إسحاق النديم في "الفهرست" عن أبي القاسم الحجازي عن محمد بن شجاع، قال (كان يمر بنا في زى المغنّين على حمار، وعليه رداء محشو وشعره مجعد) فلا أستسيغ أن يتكلّم أحد في إمام من أئمة المسلمين بمثل هذه اللهجة، ولا شكَّ أن هذا الزيّ الذي كان يتزيّا به الإمام هو زيّ أهل "الحجاز"، وكان ابن شجاع يرى ورود بعض المغنّين من "الحجاز" بهذا الزيّ، فظنّ أنه زىّ المغنّين، وأهل "الحجاز" كانوا يتسامحون

ص: 265

في الغناء، ولم يكن عندهم جمود أهل "العراق" في ذلك، بل بعض شيوخهم الذين يقدّمون "العراق" كانوا يستصحبون من يغنّيهم، كما فعل إبراهيم بن سعد الزهري، وعبد الملك بن الماجشون، ثم كيف يعدّ صحبة مثل إبراهيم الموصلى المغنّي مثلا وسيلة تعيير في "العراق"، مع إتقانه كثيرا من العلوم، والغناء نفسه فن، يختلف حكمه باختلاف الغايات، ولعل لهجة ابن شجاع أتت من جهة أن الشافعي سبق أن آى شيخه الحسن بن زياد، بقوله: ليس هناك، وبتدبير أن يكلّمه بعض تلاميذه الذين انفضّوا من حوله، وانحازوا إليه كما سبق، لكن بالنظر إلى أن محمد بن شُجاع رجع عن ذلك، وأقرّ بعلم الشافعي، نقول: عفا الله عما سلف، ونسكت. على أن موسى بن الأشيب توفي سنة 339 هـ، ولم يدرك زمن ابن شجاع، وأبو القاسم الحجازى غير موثق.

وأما قوله: (وكان يضع أحاديث في التشبيه، وينسبها إلى أصحاب الحديث)، فداهية دهياء، وأشنع افتراء على مثل ذلك الإمام الجليل المشتهر بإمامته، وأمانته، وسعة روايته، ودقة درايته، وكثرة عبادته، وحسن خاتمته، حتى لم يجترئ أمثال ابن أبي حاتم والعقيلي وابن حبَّيان على أن يتكلّموا فيه ببنت شفة.

وابن عدي تراه يرمي هذا الرمي الفظيع بدون أيّ دليل، وليس ابن شجاع مصدر ذيوع تلك الرواية الفاضحة بين النقلة، بل كانت متناقلة بين جهلة الرواة في عصره، وقبله، وابن قتيبه يشكو مرّ الشكوى من حملهم تلك الفاضحة، ويقول في "الاختلاف في اللفظ"(ص 45) (ولما رأى قوم من الناس إفراط هؤلاء في النفي عارضوهم بالإفراط في التمثيل، فقالوا: بالتشبيه المحض وبالأقطار والحدود، وحملوا الألفاظ الجائية في الحديث على ظاهرها، وقالوا: بالكيفية فيها، وحملوا من مستشنع الحديث عرق الخيل وحديث

ص: 266

عرفات، وأشباه هذا الموضوع، ما رأوا أن الإقرار به من. السنّة، وفي إنكاره الريبة وكلا الفريقين غالط).

وقال ابن عسكر في "تبين كذب المفتري"(ص 369) ردا على أبي علي الأهوازي:- إنه كان سالميا مشبّها مجسما حشويا، ثم ذكر كتاب الأهوازي المسمّى "البيان في شرح عقود أهل الإيمان" - المحتوي على الأحاديث الموضوعة كحديث ركوب الجمل، وعرق الخيل، فهل كان محمد بن شجاع، هو الذي أذاع بين النقلة تلك الفاضحة في عصر ابن قتيبة المعاصر له؟ أم هو الذي حمل أناس على تدوينها في كتبهم، وكتاب أبي على الأهوازي كان محفوظا في ظاهرية دمشق. فهذا دعوى أنه يضع أحاديث في التشبيه. ولم ينقل ابن عدي ذلك من أحد، ولا رفع سنده في شيء منها إلى ابن شُجَاع، بل جازف، وقال: إنه روى حديث الفرس عن حبان بن هلال. ولو انفرد مثله بالرواية عن حبّان لما ساغ رميه بوضع تلك الفاضحة مع وجود مثل حماد بن سلمة المختلط الذي شهر لإدخال ربيبه عبد الكريم بن أبي العوجاء، وربيبه الآخر زيد المعروف بابن حماد بن سلمة أحاديث موضوعات في كتبه مع صحة روايته فيما قبل، وإمامته في العربية، وفي كتب الموضوعات المبسوطة نماذج كثيرة، مما أدخل عليه راجع كتاب ابن الجوزي وغيره.

وشيخه أبو المهزم بكسر الزاء المشدّدة يزيد بن سفيان، يقول عنه شعبة:(لو يعطى درهما لوضع حديثا، وكان أبو المهزم مطروحا في مسجد ثابت، لو أعطاه إنسان فلسا لحدّثه سبعين حديثا)، فخلعة الوضع لا تخلع على مثل ابن شجاع مع وجود حماد بن سلمة، وأبي المهزم في السند، ومن قلة الدين رمي مثل محمد بن شجاع بوضع أحاديث من غير ذكر دليل واحد على وضعه لحديث واحد بسند يوصل إليه.

ص: 267

وغاية ما في الأمر أنه وقع في "تاريخ الحاكم": أنبأنا إسماعيل بن محمد الشعراني، أخبرت عن محمد بن شجاع الثلجي، أخبرني حبّان بن هلال عن حماد بن سلمة عن أبي المهزم عن أبي هريرة مرفوعًا: إن الله خلق الخيل فأجراها، فعرقت، ثم خلق نفسه منها: ولا إمكان لاهتمام مثل ابن شُجاع في دينه وورعه بوضع مثل هذا الخبر الساقط بقول إسماعيل بن محمد الشعراني: أخبرت عنه، لأن هذا نصّ على انقطاع الخبر، فمن هذا الذي أخبره عنه أسمعه منه سماعا، أم سمعه من آخر، يقول أيضًا أخبرت عنه؟ وما مبلغ هذا، وذاك وذلك؟ وبين الشعراني وأبي شجاع من المدة ما يجعل الساقط من بينهما نحو ثلاثة أشخاص، فمن هؤلاء المجاهيل؟ وما هي أحوالهم؟ ولم يرم محمد بن شُجاع أصلا خبر معين في كتاب من الكتب فيما نعلم مع طول أمد بحثنا عن ذلك، ولم يرمه أحمد مع ما بينهما من الجفاء بالكذب أصلا. بل روي عنه أنه قال عنه: مبتدع صاحب هوى، كما هو رأيه في الواقفة، فليتق الله ابن عدي أن ينسب هذه الفرية إلى فقيه مثله في علمه ودينه ووجاهته وخاتمته، وإن كان شجي في حلوق المشبّهة وجذعا في أعين الحشوية بما ألّفه في الرد على المجسّمة، كما يعلم اتجاه رده واتجاه لخصومه من "كتاب النقض"

(1)

لعثمان بن سعيد الدارمي المجسّم، وقد أقام النكير عليهم فيه لروايتهم أمثال هذه السخافات.

(1)

وتطاول عثمان بن سعيد السجي الدارمي (وهو غير الدارمى صاحب السنن) على محمد بن فمجاع الثلجي ليس بضائره، بعد أن كشف الستار عن اتجاهه بتأليف كتاب النقض على المريسي المطبوع قبل سنين. وهو يجوز فيه استقرار معبوده على ظهر بعوضة، فضلا عن العرش العظيم، والتجويز في باب المعتقد. في حكم التنجيز على القول المعتمد. ويثبت لله الحدّ والمكان والنهاية. ويجعل العرش مكانا يستقرّ عليه.

ص: 268

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ويعتقد أنه فوق العرش في هواء الآخرة. وأنه بائن من خلقه بفرجة ومسافة. وأنه يثقل على العرش وحملته. ويئط العرش من ثقله عليه. وأن الحي القيّوم يتحرك عليه إذا شاء. وينزل ويرتفع إذا شاء

ويقوم، ويجلس إذا شاء. لأن أمارة ما بين الحي والميت التحرّك. كل حي متحرك لا محالة، كل ميت غير متحرك لا محالة. وأن من على رأس الجبل أو المئذنة أقرب إلى الله ممن على الأرض. وأنه تعالى ليقعد على الكرسي، فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع. وأن الحركة والنزول والمشي والهرولة والاستواء على العرش وإلى السماء قديم، إلى غير ذلك من لوازم الجسمية البينة، تراه يثبتها فيه لله رب العالمين. على غرابة كلامه في قدم الحركة والمشي والاستواء على العرش ونحوها، مما يدلّ على أنه كان لا يعي ما يقول، وأنه هو المأفون حقا دون غريمه، ووقع طابع النقض في خزي مبين بتحريفه كلمة (مأفون) إلى كلمة شيعة جدا، ومثل هذا المجسّم المكشوف الأمر لا يوثق بكلامه فيما يعزوه إلى أهل التنزيه. وقد علم الناس بعد طبع كتابه المذكور معتقده ومعتقدهم، واتجاهه واتجاههم. فإن وجدته أصاب في الرد على معارضه مرة تجده ينزلق في دحض مزلة مرارا. وهكذا أسقط نفسه من ديوان العلماء بنفسه بخوضه فيما لا قبل له به بعد أن كان له اشتغال طيب بالحديث. حتى أن كتابه فيما لا معارض له في الحديث من أنفع الكتب. وكان لا يخوض في أحاديث الصفات، بل كان يمرّها على اللسان، كما ورد من غير خوض في المعنى.

ولا إقامة لفظ لم يرد له من المعصوم مقام لفظ ورد، متمسّكا بالتنزيه المطلق المنصوص عليه في الكتاب الحكيم. كما هو مذهب السلف، ثم ضلّ بمخالطة الكرامية السجزيين، وإن قام ضدّ محمد بن كرام، لكن قيامه ضدّه كان في مسئلة الإيمان، لا في. مسئلة الصفات، بل هو ربما يكون أضلّ سبيلا منهم في مسئلة الصفات، نسأل الله السلامة. وبهذا النظر الأعوج، والبطر الأهوج، والعقل الواله، والفهم التائه يحاول في كتابه المذكور الردّ على أبي حنيفة =

ص: 269

وقال: إن الزنادقة يدسّون تلك الأباطيل في كتب الرواة، فيروونها بسلامة باطن، فحذرهم من مسايرتهم، وهو الواقع، والدارمي يستبعد كلّ الاستبعاد اقتراب هؤلاء من الرواة، فضلا عن تمكّنهم من الدسّ في كتبهم، وابن عدى هذا يعكس الأمر، ويجعل الداسّ في كتبهم، هو ابن شُجَاع، حيث يقول في "الكامل" في ترجمة حماد بن سلمة بعد أن قال: حدثنا ابن حماد، ثنا أبو عبد الله محمد بن شُجَاع بن الثلحي، أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي، كان حماد بن سلمة لا يعرف بهذه الأحاديث، حتى خرج خرجه إلى عباد أي فجاء، وهو يرويها، فلا أحسب إلا شيطانا خرج إليه في البحر، فألقاها إليه.

قال أبو عبد الله: فسمعت عباد بن صهيب يقول: إن حماد بن سلمة كان لا يحفظ، فكانوا يقولون: إنها دسّت في كتبه، وقد قيل: إن ابن أبي

= وأصحابه، ولا سيّما الحسن بن زياد، ساعيا جهده في تشويه سمعتهم، فجنت براقش على نفسها. وأين هذا التائه من تلك البحوث؟ ومن جملة ما يريد أن يردّ على أبي حنيفة قوله في رواية عمر بن حماد بن أبي حنيفة عن أبيه عن جدّه، (إن أهل الجنة يرون ربهم كما يشاء أن يروه). مع أن في ذلك إثبات الرؤية، وقطع ألسنة المشبّهة عن التورّط في لوازم الجسمية من المحاذاة ونحوها. وقد تحدّثت (أى تحدث الشيخ زاهد) كثيرا عن شطحات هذا المسكين في كثير من الكتب وفي مقالات خاصة بتوسع، فلا داعي إعادة ذلك. ومثله لا يصدق فيما يعزوه إلى أهل التنزيه. وإن صحَّ بعض ما عزاه إليهم فلا نتردّد لحظة في رد المردود منه. وتأويل بعضهم لبعض الأخبار الموضوعة مما لا داعي إليه عند من اعترف بوضعها ولا وجاهة في افتراض صحتها والاسترسال في تأويلها، كما فعل ابن فورك وغيره. على أن طبع كتاب النقض للدارمي رفع الغشاوة عن أعين كثير من الناس، وبدأوا ينظرون إلى هؤلاء الذين تطاول عليهم هذا الشيخ المجسّم نظر تريث، وعلموا من هم صفوة الصفوة من خيار السلف (ز).

ص: 270

العوجاء كان ربيبه فكان يدسّ في كتبه هذه الأحاديث: و (أو عبد الله الثلجي كذّاب، وكان يضع الحديث، ويدسّه في كتب أصحاب الحديث أحاديث كفريات، فهذه الأحاديث من تدسيسه)، وهذا نصّ كلام ابن عدي في ترجمة حماد بن سلمة، وهذا من غريب التعدّي من ابن عدي، مرة يقول: يضع الحديث، وينسبه إلى أهل الحديث، ومرة يقول: يضع الحديث، ويدسّه في كتبهم، فكيف يعقل هذا، ولم يكن ابن شجاع خادما ولا ربيبا عند راو من الرواة، خاصة الحشوية منهم، حتى يتصوّر أن يدسّ بين كتب أحدهم شيئا، فكان هذا الجارح العامي اللاحن لم يكن يعرف مبلغ سعة علم ابن شجاع، وتصوّنه، وديانته، ووقاره، ووجاهته، حتي تكلّم فيه بكلام معه ما يبطله، فكفى الله المؤمنين القتال، فيا ترى هل يبقى الراوي مقبول الرواية بعد أن دسَّ في كتبه شيئا، وتلقّن ذلك، ورواه، فإذا لم يبرهن هذا الجارح الطالح على كتب من دسّ ابن شجاع؟ وماذا دسَّ؟ كيف دسّ؟ لا ينجيه من هذه الوقيعة الفاجرة المفضوحة إذا وقعت الواقعة كونه يرويها مثلا من عامي مثله، كأسراب طير يطير بعضها خلف بعض، فلعائن الله على من اجترأ على مثل هذا الافتراء على الأئمة الأبرياء، ففي "تبيين كذب المفتري" لابن عساكر (ص 369)، و"الاختلاف في اللفظ" لابن قتيبة (ص 45)، و"تكملة الرد على نونية ابن القيم"(ص 97) من الإيضاح ما لا يدع أدنى شبهة في هذا الموضوع لمن أنصف وتدبَّر.

وحماد بن سلمة كان كثير الزواج، تزوّج ما يقرب مائة من النساء.

وهذا مما جعله شديد الاختلاط، وقد ذكر ابن عدي نفسه في ترجمته حديثه عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ، {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} . الأعراف الآية 143، قال أخرج طرف خنصره، وضرب على إبهامه، فساخ الجبل، قال: فقال: حماد لثابت: تحدّث بمثل

ص: 271

هذا؟ قال: فضرب بيده في صدره، وقال: يقوله أنس، ويقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكتمه أنا؟ وقد أساء الضياء إلى نفسه بإخراج هذه الخرافة إلى مختارته، وحديثه عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أن محمدا رأى ربه في صورة شاب أمرد من دونه ستر من لؤلؤ، قدميه (هكذا)، أو قال رجليه في خضرة

(1)

، ونحو ذلك، نسأل الله السلامة، وأما قول الخطيب رواية عن محمد بن أحمد الآدمي عن محمد بن علي بن أبي داود عن زكريا السجي (كان محمد بن شجاع الثلجي كذَّابا احتال في إبطال الحديث عن رسول الله ورده نصرة لأبي حنيفة ورأيه) فالأدمي لم يكن صدوقا، وكان يسمع لنفسه في كتب لم يسمعها، كما نصّ على ذلك الخطيب نفسه، والساجي يحاول بقوله هذا أن يرمي ابن شجاع بدائه نفسه، كما يظهر من كتابيه في الاختلاف والعلل.

قال أبو الحسن بن القطَّان في الساجي: (مختلف فيه في الحديث وثّقه قوم، وضعَّفه آخرون). والذهي لم يعلم جرحا فيه أصلا، لكن علم الجرح فيه من علم، بل قتله أبو بكر الرازي في "أحكام القرآن" (1: 113)، وأقبره بكشفه الستار عن اتجاهه، وإليك بعض ما يقوله: (فإن احتجّ محتج بما ذكره زكريا بن يحيى الساجي عن بندار وإبراهيم بن محمد التيمي، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا مجالد، عن أبي الودّاك، عن أبي سعيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن الجنين يخرج ميتا، فقال إن شئتم فكلوه، فإن ذكاته ذكاة أمه. قيل له: قد روى هذا الحديث جماعة من الثقات عن يحيى بن سعيد، ولم يذكروا فيه: إنه خرج ميتا، ورواه جماعة عن مجالد، منهم: هشيم،

(1)

ولا يصحّ هذا أصلا، لا في اليقظة ولا في المنام، راجع الأسماء والصفات، وتكملة الرد على النونية (ز).

ص: 272

وأبو أسامة وعيسى بن يونس، ولم يذكروا فيه أنه خرج ميتا. وإنما قالوا: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجنين، يكون في بطن الجزور أو البقرة أو الشاة، فقال: كلوه، فإن زكاته زكاة أمه، ورواه أيضًا ابن أبي ليلى عن عطيه عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك قال: كل من يروى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ممن قدمنا ذكرهم، ولم يذكر واحد منهم أنه خرج ميتا، ولم تجئ هذه اللفظة، إلا في رواية الساجي، ويشبه أن تكون هذه الزيادة من عنده، فإنه غير مأمون، وقد كشف أبو بكر الرازي هكذا الستار عن وجه الساجي ببيانه النير، فتبين بذلك أن الساجي حينما قال عن ابن شجاع (إنه كذاب، احتال في إبطال الحديث ورده، نصرة لإمامه) إنما حاول رمي محمد بن شجاع بدائه نفسه من غير أيّ دليل، فيسكت الساجي هكذا من مقام التعويل، وإن تلطّف أبو بكر الرازي في التعبير جاعلا الحجّة هي التي تنطق، هكذا تكون تسوية الحديث على موافقة المذهب، نسأل الله السلامة.

فإن ميل: للساجي متابع في "سنن الدارقطني" حيث يقول: (حدثنا أبو بكر الشافعي، نا ابن ياسين، نا بندار، نا يحيى القطّان، عن مجالد، عن أبي الودّاك، عن أبي سعيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الجنين يخرج ميتا، قال: إن شئتم فكلوه

).

أقول: ابن ياسين هو أحمد بن محمد بن ياسين الهروي المتوفى سنة 334 هـ، ولم يدرك بندارا، وهو محمد بن بشّار المتوفى سنة 252 هـ، فيكون بينهما الساجي، حتى يتصل السند، أسقطه من أسقطه، ليوهم أن ابن ياسين معروف بالكذب. فيستغرب إخراج الدارقطني لهذا الحديث في "سننه" من غير تنبيه على ما فيه، ومن هذا يعلم أن داء القوم مما لا دواء له، غير مسيار يختبر به غور الجرح المهلك فيهم، والله سبحانه وتعالى هو الهادي.

ص: 273

وأما ذكاة الجنين فمشروح في النكت الطريفة (ص 62) فليراجع البحث هناك من شاء. وأما رواية الخطيب عن أبي الفتح الأزدي في ابن شجاع فنحيلها إلى قوله: (كذاب لا تحلّ الرواية عنه لسوء مذهبه وذيغه عن الدين). فدليل كذبه هو ذيغه في نظره، فعلى هذا يكون للرافضي حق تكذيب من شاء من غير أهل مذهبه: في نقد الخطيب ومتابعة ابن الجوزى في الروايتين.

وأما من يقول: كان أحد الجهمية القائلين بالوقف في القرآن والمصنفين في ذلك، ولعثمان بن سعيد الدارمي كتاب في الرد عليه وعلى صاحبه بشر بن غياث المريسي وغيرهما من الجهمية. فقد اغترّ بخلطائه من الحشوية من غير أن يدرس كتاب الدارمي وغيره في هذا الموضوع.

وقول القواريري في رواية الخطيب: أن ابن شجاع كافر. يضرّ القواريري لا ابن شجاع، لأن الوقوف بالمعنى الذي سبق ليس من الكفر في شئ، كم كان لهم إذ ذاك من إكفار وتبديع وإضلال بأتفه الأسباب، والجدير بمثل عبيد الله بن عمر القواريري أن يتذكر إجابته في المحنة مع الأولين ويستحي من الكلام في مثل ابن شُجاع، ومثله يجب أن يكون آخر من يتكلّم فيه.

ومما حكى الذهبي في "تاريخه الكبير" أنه جاء من غير وجه، أن ابن الثلجي كان إذا سئل عن أحمد بن حنبل وأصحابه يقول: أيّ شيء قام به أحمد بن حنبل؟ فكأنه كان يرى أنه لم يشرف على تدوين المذهب، وإنه قطع التحدّث قبل وفاته بثلاث عشرة سنة، فبقي مسنده غير مهذّب. فتحرير المذهب، وتهذيب المسند كانا أمرين ضروريين، ولم يقم بهما، وثباته في الامتحان ما كان ابن شجاع يعدّه شيئا، لكونه على خلاف معه في المسئلة، لكن كفى للإمام أحمد فخرا ما نشر له أصحابه من علومه، التي ملأت الكون، بيد أن ابن شجاع كان غير مرضيّ عندهم، فكان ينال منهم، وينالون منه، بأبذأ

ص: 274

الكلمات، ونماذج من ذلك تجدها في نقض عثمان بن سعيد الدارمي، فطالعها لتعرف اتجاهه واتجاه خصومه، وتصيب في الحكم.

وحكى الذهبي عن هارون بن يعقوب الهاشمي أنه سئل أحمد عن ابن الثلجي وأصحابه، قال: جهمية. قيل: أكان من أصحاب المريسي؟

قال: نعم، وأنت تعرف، أن الإمام الشافعى كان نزل في بيت المريسى بـ"بغداد" في رحلته الثانية، لكن زجّ نفسه في المحنة الممقوتة، فساء كلامهم فيه، وحكى الذهبي أيضًا عن المروزي: أتيته، ولمته، (يعنى ابن شجاع)، فقال: إنما أقول كلام لله، كما أقول: سماء الله، وأرض الله، فقمت، وما كلَّمناه، حتى مات، وكان المتوكل قد همَّ بتوليته القضاء، فقيل له: هو من أصحاب بشر، فقطع الكتاب الذى كان كتب له في ذلك، وأبو بكر المروزى راوي الحكاية من أجلّة أصحاب الإمام أحمد، إلا أنه زلَّت قدمه، وزعم أن المقام المحمود هو إقعاد محمد صلى الله عليه وسلم على العرش في جنب الله تعالي، مع استحالة ذلك عند أهل الحق، ومخالفته الصارخة للسنة المتواترة في تفسيره بالشفاعة العظمي، وهذا المروزي هو الذي يحدّث عن أبي إسحاق الهاشمي عن الزيادي: أشهدنا ابن الثلاج على وصيته، وكان فيها: ولا يعطى من ثلثي إلا من قال: القرآن مخلوق، كما في "تهذيب التهذيب"، ولعل ابن الثلاج هذا غير محمد بن شجاع الثلجي، فإن المستفيض عنه أنه كان من الواقفة، لا من القائلين بأنه مخلوق، على أن القول: بأنه مخلوق صحيح، إذا أريد به ما في المصاحف، والألسن، والأذهان، من الخطوط والأصوات والصور الذهنية، لا ما قام بالله في علم الله، ومما يقضي منه العجب تعود ابن عدي في كتابه أن يقول عند تحدّثه عن خصومه ممن لهم براعة في الحديث، (ولم يكن من أهل الصنعة وما كان يدري ما الحديث! وما كان من أهل الرِّواية) هكذا يكون تحكّم الجاهل المتعصّب، ليكشف عن دائه.

ص: 275

وأكتفى بهذا القدر في سرد ما يروي في محمد بن شجاع، وقد بينت ما في تلك الروايات من المآخذ على مبلغ علمي وفهمي، وبعد الإلمام بما سبق فللقارئ الكريم أن يختار ما شاء تحت مسؤليته، وفي تلك البحوث عبر في مبلغ اتساع الخرق على الراقع بأتفه الأسباب، والله سبحانه هو الهادي إلى الصَّواب.

وروى الخطيب عن إبراهيم بن نحلد عن أحمد بن كامل عن أبي الحسن علي بن صالح بن أحمد البغوي عن محمد بن عبد الله الهروي، سمعت أبا عبد الله محمد بن شجاع الثلجي، يقول: ولدت في اليوم الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة 181 هـ، وتوفي وهو في صلاة العصر ساجدا لأربع ليالي خلون من ذي الحجّة سنة ستّ وستين ومائتين، ودفن في بيت من داره، ملاصقا للمسجد، وأخرج للبيت شباك إلى الطريق، ومدفنه في الدرب المعروف بدرب المعوج، الملاصق لداره محمد بن عبد الله بن طاهر، قال: أبو الحسن وحكى لي جدّي أنه سمع أبا عبد الله محمد بن شُجاع يقول: ادفنوني في هذا البيت، فإنه لم يبق فيه طابق إلا ختمت عليه القرآن، أغدق الله على جدثه سحب الرضوان، وتغمَّده بالرحمة والغفران.

* * *

‌4468 - الشيخ الفاضل محمد بن شعبان الطرابلسي

*

* راجع: خلاصة الأثر 3: 4/ 74، 475.

ترجمته في معجم المؤلفين 10: 69، كشف الظنون 1836، وهدية العارفين 2:268.

ص: 276

ذكره المحبى الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: من أهل "طرابلس المغرب"، ذكره ابن نوعي، ووصفه بالفصل الباهر، وقال: قدم "قسطنطينية" في سنة ست عشرة وألف، وتناظر مع علمائها، فظهرت مزيته، وروعي حقه، وأقبل عليه شيخ الإسلام صنع الله بن جعفر، وأعطاه قضَاء بلده لاعتبار المولوية، وأضاف إلى القضاء الفتوى والتدريس، فتوجّه إلى وطنه.

وله تآليف باهرة، منها:"شرح مجمع البحرين"، سماه "تشنيف المسمع في شرح المجمع"، وجمع مناقب الشيخ أبي الغيث القشاش المقدم ذكره، وله غير ذلك من الآثار ما ليس له ضاية، وفتاويه كلها مسلّمة، وكانت وفاته في سنة عشرين وألف.

* * *

‌4469 - الشيخ الفقيه محمد بن شمس بن صلاح بن محمد بن محمد بن أبي بكر ابن إسماعيل بن السرّي السقطي العثماني الشيخ محمد معروف الأميتهوي

*

ذكره العلامة عبد الحى الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: أحد الفقهاء الحنفية.

انتقل والده من "العراق" إلى "الهند"، وولي القضاء بـ"ستركه" في أيام علاء الدين الخلجي، فسكن بها.

وانتقل محمد معروف من "ستركه" إلى "أميتهي".

* راجع: نزهة الخواطر 2: 160.

ص: 277

وولي القضاء بها سنة خمس وأربعين وسبعمائة في أيام محمد شاه تغلق، ولما مات ولي مكانه ولده نجم الدين إسماعيل.

وله ذرية كثيرة ببلدة "أميتهي"، كما في "رياض عثماني".

* * *

‌4470 - الشيخ الفاضل محمد بن شهاب الدين الشرواني، (شمس الدين)

*

منطقي، أصولي، جدلي، بياني.

من آثاره: "حاشية على شرح العضد على منتهى السول"، و "الأمل في علمى الأصول والجدل"، و "حاشية على شرح السيد" لمفتاح العلوم للسكاكي، و "حاشية على القطب" في المنطق.

توفي سنة 892 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 10: 73.

ترجمته في كشف الظنون 1717، 1765، 1857.

ص: 278

باب من اسمه محمد بن صاعد

‌4471 - الشيخ الفاضل محمد بن صاعد بن محمد بن أحمد، أبو سعيد، القاضي والد أحمد شيخ الإسلام، تقدم

(1)

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: نجل الأئمة صدر الرياسة، ولد سنة ثمانين وثلاثمائة.

ومات سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.

قال [أبو الحسن عبد الغافر الفارسي]

(2)

في "السياق": أخبرنا عنه ابنه قاضى القضاة أبو نصر أحمد.

* * *

‌4472 - الشيخ الفاضل محمد بن صالح بن عبد القادر بن إبراهيم ابن

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 207.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1327.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2025، نقلًا عن الجواهر.

وفي بعض النسخ: "أبو سعد، وهو الزينبي".

(2)

من بعض النسخ.

ص: 279

شرف الدين، الدمشقي، الشهير بالكيلاني *

فاضل. ولد سنة 1173 هـ.

توفي بـ "دمشق" سنة 1244 هـ.

من مؤلفاته: "نسمات الأسحار في فضائل العشرة الأبرار".

* * *

‌4473 - الشيخ الفاضل محمد بن صالح بن محمد بن عبد الله بن أحمد الغزي التمرتاشي، حفيد شيخ الإسلام الشمس محمد بن عبد الله، صاحب "التنوير"، وغيره، الآتي ذكره قريبًا، إن شاء اللّه تعالى

* *

ذكره المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: كان محمد هذا من فضلاء الفقهاء الحنفية، برع في شبابه، وقد أخذ ببلده عن والده، وعن ابن المحب.

ثم رحل إلى "القاهرة"، وتفقه بها على الشهاب أحمد الشوبري، والحسن الشرنبلالي، والشيخ محي الدين الغزي الفاروقي، والشيخ أبي بكر الجبرتي.

وأخذ الحديث عن الشيخ عامر الشبراوي، والشيخ عبد الجواد الجنبلاطي، والشيخ أبي الحسن بن عبد الرحمن بن محمد الخطيب الشربيني الشافعي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن الحموي، والشمس محمد بن الجلال

* راجع: معجم المؤلفين 1: 83.

ترجمته في روض البشر 229.

* * راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 3: 459.

ص: 280

البكري، وأبي العباس أحمد المقري المغربي، والشيخ عبد الرحمن ابن يوسف البهوتي الحنبلي، ورجع إلى بلده، وقد بلغ الغاية من الفضل.

وألف في حياة والده تآليف، منها:"شرح الرحيبة"، و "نظم ألفية" في النحو شرحها أبوه في حياته، وأولها: قال محمد هو ابن صالح أحمد ربي الله خير فاتح، وله منظومة في المناسخات، ورسالة في تفضيل الإنسان، وله شعر كثير.

وكانت وفاته في سنة خمس وثلاثين وألف، ووالده موجود في الأحياء، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4474 - الشيخ الفاضل محمد بن الصبّاح السِّمْناني

رحمه الله تعالى*

* * *

‌4475 - الشيخ العالم الفقيه محمد بن ضياء الدين البردواني المفتي محمد راشد

* *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1328.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2026.

قال التميمي: كذا في الجواهر من غير زيادة.

* * راجع: نزهة الخواطر 7: 457.

ص: 281

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان من الفقهاء الحنفية.

ولد، ونشأ بأرض "بنغاله".

وقرأ العلم في المدرسة العالية وغيرها، ثم ولي المولوية بسوبريم كورت (المحكمة النهائية) ببلدة "كلكته"، فاستقلّ بها مدّة.

ثم ولي الإفتاء بتلك البلدة، وهو الذي صحّح الترجمة الفارسية لـ "هداية الفقه" سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف في أيام سر جارج هلروبارلو الحكم العام في البلاد الهندية، في ذلك العصر بأمر جان هربرث هارنغنن الإنكليزي أقضى قضاة "الهند"، وكانت الترجمة المذكورة لقاضي القضاة غلام يحيى خان البهاري.

* * *

‌باب

من اسمه محمد بن طابسي

‌4476 - الشيخ الفاضل محمد بن طابسي بن حبيب الملَطي تاج الدين

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكره البرزالي، وقال: كان رجلًا فاضلًا.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1329.

ترجمته في الطبقات الطبقات السنية برقم 2027، نقلًا عن الجواهر.

وفي بعض النسخ: "محمد بن طامي"، وهو تحريف، وسيأتي في الأبناء.

ص: 282

له اشتغال كثير

(1)

، وتحصيل، ودرَّس بـ "الفرخشاهية"

(2)

، وأعاد بمدارس، وكان مقيما بمسجد خاتون

(3)

.

مات سنة تسع وسبعمائة، ودفن بـ "مقابر الصوفية"، ولم يبلغ السبعين.

* * *

‌4477 - الشيخ الفاضل محمد بن طاهر بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد السعيدي، السمرقندي، اللبَّادي

*

(1)

في بعض النسخ: "كبير".

(2)

هي من مدارس الحنفية بدمشق في زقاق الصخر عند مدخل دمشق الغربي، وتعرف بعز الدين فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب، وواقفتها هي زوجته حظ الخير خاتون ابنة إبراهيم بن عبد الله أوفقتها سنة ثمان وسبعين وخمسمائة. الدارس 1: 561، وحاشيته.

(3)

في بعض النسخ: "عانون"، وفي الأصل مثله، دون نقط على النون، والمثبت في بعض النسخ.

ومسجد خاتون على الشرف القبلي بدمشق عند مكان، يسمى صنعاء الشام المطل، على وادي الشقراء في غربي دمشق بينها وبين قرية المزة. الدارس 1: 502، وحاشيته.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1330.

ترجمته في الأنساب 493 ظ، واللباب 3: 65، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده صفحة 91، وكتائب أعلام الأخيار برقم 308، والطبقات السنية برقم 2029، والفوائد البهية 172.

ص: 283

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال السمعاني: روى عن أستاذه

(1)

أبي اليسر محمد بن محمد بن حسين البزدوي.

توفِى

(2)

نصف صفر سنة خمس عشرة وخمسمائة.

واللبَّادي نسبة إلى "سكة اللبَّادين"، محلة بـ "سمرقند"، رحمه الله تعالى.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد": (ص 172) أرَّخ السمعاني وفاته في النصف من صفر سنة خمس عشرة وخمسمائة.

* * *

‌4478 - الشيخ الإمام العالم الكبير المحدّث اللغوي العلامة مجد الدين محمد بن طاهر ابن علي، الفتني، الكجراتي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو صاحب "مجمع بحار الأنوار" في غريب الحديث، الذي سارت بمصنّفاته الرفاق، واعترف بفضله علماء الآفاق.

ولد سنة ثلاث عشرة وتسعمائة بـ "فتن" من بلاد "كجرات"

(3)

، ونشأ بها.

(1)

في بعض النسخ: زيادة "صدر الإسلام".

(2)

في بعض النسخ: زيادة "في"، وفي الأنساب "في النصف".

* راجع: نزهة الخواطر 4: 265 - 268.

(3)

كجرات: بضم الكاف الفارسي، وإسكان الجيم، وإهمال الراء المهملة، بعدها ألف، فمثناة من فوق، طولها اثنان وثلاثمائة ميل، وعرضها ستون =

ص: 284

وحفظ القرآن وهو لم يبلغ الحنث، واشتغل بالعلم على أستاذ الزمان ملا مهته، والشيخ الناكوري، والشيخ برهان الدين السمهودي، ومولانا يد الله السوهي، وعلى غيرهم من العُلماء.

ومكث كذلك نحو خمس عشرة سنة، حتى برع في فنون عديدة، وفاق أقرانه في كثير منها.

ورحل إلى الحرمين الشريفين سنة أربع وأربعين وتسعمائة، فحجَّ، وزار، وأقام بها مدَّة.

وأخذ عن الشيخ أبي الحسن البكري، والشهاب أحمد بن حجر المكّي، والشيخ علي بن عراق، والشيخ جار الله بن فهد، والشيخ عبيد الله السرهندي، والسيّد عبد الله العيدروس، والشيخ برخوردار السندي.

ولازم الشيخ علي بن حسام الدين المتقي، وأخذ عنه، ودكره في مبدء كتابه "مجمع البحار"، ورجع إلى "الهند"، وقصر همّته عن التدريس والتصنيف، وكان طريقه الاشتغال بعمل المداد إعانة لكتبة العلم بها.

قال الحضرمي في "النور السافر": إنه كان على قدم من الصلاح والورع والتبحّر في العلم، قال: وبرع في فنون عديدة، وفاق الأقران، حتى لم يعلم أن أحدا من علماء "كجرات" بلغ مبلغه في فنّ الحديث.

كذا قاله بعض مشايخنا، قال: وورث عن أبيه مالا جزيلا، فأنفقه على طلبة العلم الشريف، وكان يرسل إلى معلّم الصبيان، ويقول: أى صبي حسن ذكاؤه وجيد فهمه أرسله إليّ، فيرسل إليه.

= ومائتا ميل، وفيها ثلاث عشرة فرضة، أشهرها:"كنباية"، و "سومنات"، و"جونا كره"، و "سورت". وفي العصر الحاضر "بمبئي"، وفيها كور صغيرة، يسمّونها بأسماء أخرى، نحو "كوكن" أي: البلاد التي على ساحل البحر فيما بين "بمبئي" و "نياكاؤن"، ونحو "كاتهياوار" التي ينسب إليها الأفراس الحصان الجياد.

ص: 285

فيقول له: كيف حالك؟ فإن كان غنيا يقول له: تعلّم، وإن كان فقيرا يقول له: تعلّم ولا تهتمّ من جهة معاشك، أنا أتعهّد أمرك، وجميع عيالك على قدر كفايتهم، فكن فارغ البال، واجتهد في تحصيل العلم، فكان يفعل ذلك بجميع من يأتيه من الضعفاء والفقراء، ويعطيهم قدر ما وظّفه، حتى صار منهم جماعة كثيرة علماء ذوي فتون كثيرة، فأنفق جميع ماله في ذلك. وحكى أنه في أيام تحصيله قاسى من الطلبة وغيرهم شدائد، فنذر إن رزقه الله سبحانه علما ليقومن بنشره ابتغاء لمرضاة الله سبحانه، فلمَّا، تمّ له ذلك فعل كذلك، وقام به احتسابا له، فانتفع بتدريسه عوالم لا تحصي، رحمه الله، وأعاد علينا من بركاته. انتهى.

وكان رحمه الله من البوهرة المتوطِّنين بـ"كجرات"، الذين أسلم أسلافهم على يد الشيخ على الحيدري المدفون بـ "كنباية"، ومضى لإسلامهم نحو سبعمائة سنة، وعامتهم يكسبون المعاش بالتجارة وأنواع الحرف، كما يدلّ عليه اسم البوهرة، وهي مشتقّة من بيوهار -بكسر الموحّدة وسكون التحتية بعدها هاء مفتوح، والألف والراء المهملة- في لغة أهل "الهند" معناه التجارة، وهم في العقائد على مذهب الشيعة الإسماعيلية، وبعضهم سنّيون، أرشدهم إلى طريق أهل السنة جعفر بن أبي جعفر الكجراتي، وكان إسماعيليا، هداه الله سبحانه، فقام بنصر السنة، جزاه الله عنا وعن سائر المسلمين! والشيخ محمد بن طاهر نفعنا الله ببركاته كان من أهل السنّة والجماعة.

ونقل القنوجي في "إتحاف النبلاء" عن بعض العُلماء أنه كان صديقي النجار، واستدل عليه أن الشيخ عبد القادر بن أبي بكر المتوفى سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف كان مفتيا بـ "مكة المشرّفة"، وكان من أحفاد الشيخ محمد بن طاهر صاحب الترجمة، وكان حامل راية العلم.

ص: 286

له مصنفات جليلة، منها:"فتاواه" في أربع مجلّدات، وكان الشيخ عبد الله بن طرفة الأنصاري الشافعي المكّي أستاذه، مدح تلميذه بقصيدة غراء فيها ما يدلّ أنه كان صديقيا:

قد كان جد أبيك بل ضريحه

من أوحد العُلماء والفضلاء.

أعني محمد طاهر من منجر الصديق حققه بغير مراء، والحق الحقيق الذي بالقبول يليق أن الشيخ محمد بن طاهر نفعنا الله ببركاته كان هندي النجار، صرّح بذلك في مبدء كتابه "تذكرة الموضوعات".

وكان رحمه الله عزم على دفع المهدوية، وعهد أن لا يلوث على رأسه العمامة، حتى تموت تلك البدعة، التي عمّت بلاد "كجرات"، وكادت أن تستولى على جميع جهاتها، فلمّا فتح أكبر شاه التيموري بلاد "كجرات" سنة ثمانين وتسعمائة، واجتمع بالشيخ محمد بن طاهر عمّمه بيده، وقال له: على ذمَّتي نصرة الدين، كسر الفرقة المبتدعة، وفق إرادتك، ولي على "كجرات" مرزا عزيز الدين أخاه من الرضاعة، فأعان الشيخ، وأزال رسوم البدعة ما أمكن، فلمّا عزل مرزا عزيز وولي مكانه عبد الرحيم بن بيرم خان اعتضد به المهدوية، وخرجوا من الزوايا، فنزع الشيخ عمامته، وسافر إلى "آكره"، وتبعه جمع من المهدوية سرّا، وهجموا عليه في ناحية "أجين"، فقتلوه.

وله مصنّفات جليلة ممتعة، أشهرها وأحسنها: كتابه "مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار" في مجلّدين كبيرين، جمع فيه كلّ غريب الحديث، وما ألف فيه، فجاء كالشرح للصحاح الستّة، وهو كتاب متّفق على قبوله بين أهل العلم منذ ظهر في الوجود، وله منّية عظيمة بذلك العمل على أهل العلم، ومنها:"تذكرة الموضوعات" في مجلّد كبير، ومنها "المغني في أسماء الرجال".

ص: 287

توفي سنة ستّ وثمانين وتسعمائة ببلدة "أجين"، فنقلوا جسده إلى "فتن"، ودفنوه بمقبرة أسلافه.

* * *

‌4479 - الشيخ الفاضل محمد بن طاهر بن محمد الخوارزمي، أبو علي قاضي "واسط"، من أهل "باب الطاق

" *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: شهد عند قاضي القضاة علي بن الحُسين الزينبي في ذي الحجّة سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. فقبل شهادته.

تولي القضاء بباب الطاق في سابع المحرَّم سنة [خمس وأربعين وخمسمائة، ثم عزل، وولي القضاء بـ "واسط" في ذي الحجّة سنة ستّ وأربعين]

(1)

، فأقام بها حاكما إلى سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.

ثم عزل عن القضاء في تاسع رجب، وعاد إلى "بغداد".

سمع من أبي القاسم علي بن أحمد الرزَّاز

(2)

، والقاضى أبي بكر محمد ابن عبد الباقي الأنصاري.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1331.

ترجمته في ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 1: 295 - 297، والوافي بالوفيات 3: 168، والطبقات السنية برقم 2030.

(1)

سقط من بعض النسخ.

(2)

في النسخ "البزار"، وهو تحريف، وتصحيح والتصويب من الوافي بالوفيات، وهو على بن أحمد بن بيان كما ورد في ذيل تاريخ بغداد.

وانظر ترجمته في العبر 4: 21.

ص: 288

وحدَّث بـ "واسط".

وتوفي ليلة الأربعاء ثاني

(1)

رمضان سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، ودفن بـ "مقبرة باب الطاق"، رحمه الله.

* * *

‌4480 - الشيخ الفاضل محمد بن طاهر بن يحيى ابن قبيصة الفِلَقي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع أباه طاهر بن يحيي، تقدَّم

(2)

.

مات بـ "نيسابور" سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4481 - الشيخ الفاضل محمد بن طراد بن محمد بن علي الزينبي

* *

(1)

في بعض النسخ: زيادة "شهر".

* راجع: الجواهر المضية برقم 1332.

ترجمته في الأنساب 431، ومعجم البلدان 3: 915، واللباب 2: 221، والطبقات السنية برقم 2031.

وكنيتها "أبو الحسين".

(2)

ترجمته في الجواهر برقم 672.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1333.

ص: 289

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال سمع من أبيه، وتفقّه عليه، وتقدَّم في حرف الطاء

(1)

.

وأخوه علي بن طراد تقدَّم أيضًا

(2)

، رحمهم الله تعالى.

* * *

‌4482 - الشيخ الفاضل مولانا محمد بن ظل الرحيم المنْغَلْ كُوتي، البُرْدُوَاني

*

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم قرأكتب الدرجة الأولى والمتوسطة على أبيه.

وقرأ كتب الفنون العالية على العلامة سعادت حسين البِهَاري، ومولانا هداية الله الرامبُوري.

وقرأ الحديث على السيِّد نذير حسين الدهلوي.

كان علامة نحريرا، وفاضلا كبيرا.

وكان طبيبا حاذقا، يجلس في بيته للطبابة.

= ترجمته في المنتظم 10: 123، والوافي بالوفيات 3: 169، والطبقات السنية برقم 2032.

وذكره السمعاني في الأنساب 6: 372، وابن الأثير في اللباب 1:518.

وكانت وفاته سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، وبهامش الأصل مثل هذا الإمام لا يقتصر في ترجمته على هذا المقدار فعلى مثله لم تدر الأدوار.

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 674.

(2)

ترجمته في الجواهر برقم 977.

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 207.

ص: 290

ومن تلامذته: مولانا إسحاق البُرْدُوَاني، ومولانا ولاية حسين البِيْربُوْمي.

* * *

باب من اسمه محمد بن عاشق، عبّاد

‌4483 - الشيخ الفاضل محمد بن عاشق محي الدين، العباسي، الجرياكوتي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسنى في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الفقهاء الحنفية.

ولد، ونشأ بـ "جرياكوت"، وقرأ العلم على أساتذة بلاده.

ثم تصدّر للتدريس، وأسّس مدرسة عظيمة بـ "جرياكوت".

له مصنّفات، منها:"التفسير المحمدي" و "الجواهر العربية في الفنون الأدبية"، وله حاشية "التلويح" في الأصول، و "الكوكب الدري" في المواريث.

توفي سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة، ذكره أحمد المكرّم الجرياكوتي في "تاريخه".

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 4: 269.

ص: 291

‌4484 - الشيخ الفاضل محمد بن عباد بن ملك داد ابن حسن بن داود الخلاطي، العلامة، الإمام، صدر الدين، أبو عبد الله

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: جمع، وصنّف "تلخيص

(1)

الجامع الكبير"، وكتابا، سماه "مقصد المسند" اختصار "مسند أبي حنيفة" رضي الله عنه، وله كتاب على "صحيح مسلم"، ودرّس بالمدرسة السيوفية.

مات في رجب سنة اثنتين وخمسين وستمائة.

تفقَّه على الحصيري، وسمع منه "مسلم"

(2)

بسماعه من الفُراوي منصور والمؤيد الطوسي بسندهما، وسمع "البخاري" من الزبيدي، وملك داد اسم مركّب من كلمة عربية، وهي ملك، كلمة فارسية، وهي داد، ومعناها إما العدل الذى هو ضدّ الظلم، وإما العطاء، فيكون ملخّص الاسم: عطاء الملك، أو عدل الملك. قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد": ذكر القارئ أن الخلاطي بكسر الخاء نسبة إلى بلد بـ "الروم".

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1334.

ترجمته في تاج التَّراجم 62، 63، وكتائب أعلام الأخيار برقم 466، والطبقات السنية برقم 2036، كشف الظنون 1: 472، 558، 569، 2: 1681، والفوائد البهية 172.

وفي بعض النسخ: "بن حسن داد الخلاطي" خطأ.

(1)

سقط من بعض النسخ.

(2)

في بعض النسخ: "صحيح مسلم".

ص: 292

‌4485 - الشيخ الفاضل محمد بن العبّاس، أبو سعيد، الغازي، الرامي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال الإدريسي في "تاريخ سمرقند": كان ناسكا من أصحاب أبي حنيفة، شديد المحبة لأهل العلم.

ومات في أول سنة أربع وسبعين أو

(1)

في

(2)

آخر

(3)

سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.

والنسبة إلى الرمي بالقوس والنُّشَّاب، اختصّ بها جماعة

(4)

، منهم: أبو سعيد محمد بن العبَّاس.

ذكره السمعاني.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1335.

ترجمته في الأنساب 6: 49، واللباب 1: 454، والطبقات السنية برقم 2037.

(1)

سقط من بعض النسخ.

(2)

سقط من بعض النسخ.

(3)

في بعض النسخ: "أواخر"، والمثبت في بعض النسخ، والأنساب، والطبقات السنية.

(4)

في الأنساب "تكملة من العُلماء المطوعين".

ص: 293

‌باب من اسمه محمد بن عبد الله

‌4486 - الشيخ الفاضل محمد بن عباس الشوشتري

*

فقيه. من آثاره: "الجواهر العبقرية".

تولي سنة 1307 هـ.

* * *

‌4487 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله بن أحمد، أبو المحاسن، النيسابوري، المحمي

* *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: مولده سنة اثنتى عشرة وأربعمائة.

سمع منه

(1)

عبد الغافر الفارسي، وذكره في "السياق".

* راجع: معجم المؤلفين 9: 120.

ترجمته في إيضاح المكنون 1: 377.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1336.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2039، نقلًا عن الجواهر.

(1)

في بعض النسخ: زيادة "أبو الحسن".

ص: 294

فقال: كان من أولاد الرؤساء، وخالف أهل بيته، وذلك أن المحمية كلّهم من أصحاب الشافعي رضي الله عنه، وكان على مذهب الإمام أبي حنيفة، رضى الله عنه.

وله سبب كان يذكره والدي

(1)

من جهة جدّه من قبل الأمّ،

(2)

وكان إماما رئيسا شيخا إذا حضر عنده الطلبة لا يتفرّقون إلا عن فائدة.

وتوفي سنة إحدى وتسعين وأربعمائة عن ثمانين سنة، رحمه الله تعالي، والنسبة إلى محم.

* * *

‌4488 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله بن أحمد، البندنيجي، الدمشقي، أبو الفضائل

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: مات بـ "دمشق" سنة أربعين وستمائة،

ولي القضاء في مواضع منها: "الطور".

ودرّس بـ "دمشق"، وكان إماما، عالما، فاضلًا، سارَ أحسن سيرة

(3)

.

(1)

في بعض النسخ: "والذي" تصحيف.

(2)

في بعض النسخ: "الإمام" خطأ.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1337.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2040، نقلًا عن الجواهر.

(3)

في بعض النسخ: "السيرة"، وفي بعضها "مسيرة"، والمثبت في الطبقات السنية.

ص: 295

وكان له خصوصية بالملك المعظم عيسي، وكان يقول الشعر، فممّا

كتب به إلى الملك المعظم، وقد أعرض عنه لأمر

(1)

.

إذا نحن أذنبنا ولم تك غافرا

لنا ومقيلا إن عثرنا فمن لنا

أأرجو سواك اليوم في الناس منعما

عجزت وضاق العمر عن درك المنى

(2)

لقد بلغ الإعراض مني مبلغا

تقصّر عنه المشرفية والقنا

(3)

فإن لم تكن أهلا لفعل جميلة

فكن أنت أهلا للجميل ومحسنا.

(4)

* * *

‌4489 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي توبة، الخطيب، الكُشْمِيهني، المروزي، أبو الفتح

*

من أهل "مرو". ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: أجاز لصاحب "الهداية"

(5)

بـ "مرو" مشافهة سنة خمس وأربعين وخمسمائة على ما ذكره في "مشيخته".

(1)

الأبيات في الطبقات السنية.

(2)

في بعض النسخ: "أنرجو سواك".

(3)

في بعض النسخ: "لقد بلغ الإعراض عني".

(4)

في الطبقات السنية "فإن لم أكن".

* راجع: الجواهر المضية برقم 1363.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2075، نقلًا عن الجواهر.

(5)

في بعض النسخ: زيادة "في مشيخة".

ص: 296

قال صاحب "الهداية" في "مشيخته": قرأت عليه أكثر "صحيح البخاري"، وأجاز لي بقيته، وقال: أخبرنا به أبو الخير محمد بن موسى بن عبد الله الصفَّار المروزي، المعروف بأبي الخير سنة وإحدى وسبعين وأربعمائة، [أخبرنا أبو الهيثم]

(1)

محمد بن مكّي

(2)

بن محمد الكشميهني سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد. بن يوسف بن مطر الفربري بـ "فربر"، قراءة عليه سنة ستَّ عشرة وثلاثمائة، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وكان إماما زاهدا، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4490 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله بن الحُسين ابن عبد الله بن يحيى بن حاتم، أبو عبد الله، القاضي، الجعفي الكوفي، المعروف بابن الهراواني

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال السمعاني: كان إماما، فاضلًا، فقيها، حنفيا، جليل القدر.

(1)

سقط من بعض النسخ.

(2)

في بعض النسخ: "بكر" خطأ، والصواب في بعضها. وانظر اللباب 3:42.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1339.

ترجمته في تاريخ بغداد 5: 472، 473، والأنساب 589، واللباب 3: 289، والعبر 3: 81، والوافي بالوفيات 3: 420، ومرآة الجنان 3: 5، والطبقات السنية برقم 2042، وشذرات الذهب 3:165.

وفي بعض النسخ: "الهروي" خطأ.

ص: 297

سمع أبا الحسن علي بن هارون

(1)

، ومحمد بن القاسم بن زكريا المحاربي.

روى عنه أبو القاسم الأزهري، وأبو الحسن العتيقي

(2)

، وأبو القاسم التنوخي، وغيرهم.

وكانت ولادته سنة خمس وثلاثمائة.

ومات بـ "الكوفة" في رجب سنة اثنتين وأربعمائة.

وكان ثقة، صدوقا، وكان من عاصره من الكوفيين يقول: لم يكن بـ "الكوفة" من زمن عبد الله ابن مسعود إلى وقته أفقه منه.

وقال الخطيب: كان إماما، فاضلًا، جليل القدر، وكان يفتي بمذهب أبي حنيفة، رضي الله عنه، وكان ثقة.

حدّث بـ "بغداد"، حدّثني عنه غير واحد.

وقال لي العتيقي: ما رأيت بـ "الكوفة" مثله، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4491 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله بن الحسين، قاضي القضاة، الناصحي، إمام الحنفية في وقته، أبو بكر

(1)

أي الحميري، كما في الأنساب، وتاريخ بغداد.

(2)

في بعض النسخ: "النسفي"، والصواب في بعض النسخ وتاريخ بغداد، وهو أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي أحد الثقات المكثرين، توفي سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، اللباب 2:121.

ص: 298

من أهل "نيسابور" *

تقدم ولده أحمد، ووالده عبد الله

(1)

.

ومحمد هذا كان قاضيا بـ "نيسابور".

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كان فقيها، مناظرا، جَدِلا، قيّما، عالما.

له يد في علم الكلام، وحظّ وافر من الأدب، ويحفظ أشعارا كثيرة، وكان يذهب إلى الاعتزال. روى عن أبي بكر أحمد بن الحسن الحربي، وأبي إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم النصراباذي، قدم "بغداد" حاجا سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، وحدّث بها.

روى عنه من أهلها عبد الوهَّاب الأنماطي، أبو بكر الزاغوني.

قال عبد الغافر الفارسي: ناظر الكبار، شاهدت منه كلاما في مسائل مع أبي المعالي الجويني، وكان أبو المعالي يثني عليه، وعلى كلامه، لحسن

(2)

إيراده، وقوة فهمه، بقي على قضاء "نيسابور" إلى أن شكي من

* راجع: الجواهر المضية برقم 1338.

ترجمته في تذكرة الحُفَّاظ 3: 1197، والعبر 3: 306، والوافي بالوفيات 3: 338، ومرآة الجنان 3: 135، والطبقات السنية برقم 2041، وشذرات الذهب 3:372.

(1)

ترجمة الأول في الجواهر برقم 208، والثاني برقم 701.

(2)

هو محمد بن عبيد الله بن نصر البغدادي المجلد الصالح المسند، المتوفى سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، والعبر 4: 150، وعيون التواريخ 12:505.

والزاغوني بفتح الزاي، وسكون الألف، وضم الغين المعجمة، وسكون الواو، وفي آخره نون، هذه النسبة إلى قرية زاغوني من أعمال بغداد، واللباب 1:489.

ص: 299

مدّ يد أصحابه إلى الأموال، فصرف عن قضاء "نيسابور" إلى "الري"، ولي قضاءها.

وقيل: مات على فراسخ من "أصبهان" قاصدا إلى "الري"، فحمل إلى "أصبهان"، فدفن بها يوم السبت غرة رجب سنة أربع وثمانين وأربعمائة.

وذكر يحيى بن منده أنه توفي بطريق "الرى"، وحمل تابوته إلى "نيسابور".

قال السمعاني: سمعت عبد الوهَّاب الأنماطي الحافظ يقول: أبو بكر الناصحي قاضي القضاة، كان يكتب له ألف عهد، وله شعر، قال: وأنشدنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندى إملاء، أنشدنا محمد بن عبد الله الناصحي إملاء بـ "الكوفة" في دار الثقفي، بـ"أصبهان"

(1)

:

دار على العزّ والتأييد مبناها

وللمكارم والخيرات مغناها

(2)

واليسر أصبح مقرونا بيسارها

واليمن أصبح موصولا بيمناها

فلو رضيت مكان البسط أعيننا

لم تبق عين لنا إلا فرشناها.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد": ذكره الذهبي في الطبقة الخامسة والعشرين من "سير النبلاء"، وقال العلامة قاضي القضاة عالم الحنفية أبو بكر محمد بن عبد الله بن الحُسين الناصحي النيسابوري، سمع أبا سعيد الصيرفي وطائفة، وحدَّث بـ"بغداد"، و "خراسان"، وروى عنه محمد بن عبد الواحد الدقَّاق، وعبد الوهَّاب الأنماطي، وآخرون، قال عبد الغافر الفارسي في "تاريخه": هو قاضي القضاة أبو بكر، ابن إمام الإسلام أبي محمد الناصحي، أفضل أهل عصره في الحنفية، وأعرفهم بالمذهب، وأوجههم في المناظرة، مع

(1)

في بعض النسخ: "يحسن" تحريف.

(2)

الأبيات في الطبقات السنية.

ص: 300

حظّ وافر من الأدب والشعر، والطب، ودرَّس بمدرسة السلطان في حياة أبيه، وولي قضاء "نيسابور" في دولة ألب أرسلان، فبقي عشرين سنين، ونال من الحشمة والدرجة، وكان فقيه النفس، تكلم في مسائل مع إمام الحرمين، فكان يثني الإمام عليه، ومات منصرفا من الحج في رجب سنة أربع وثمانين وأربعمائة، بقرب "أصفهان". انتهى. وفي "الكامل" لعز الدين علي المعروف بابن الأثير الجزري في حوادث سنة 484 هـ فيها توفي محمد بن عبد الله بن الحُسين أبو بكر الناصحي الحنفي، كان من أعيان الفقهاء الحنفية، يميل إلى الاعتزال. انتهى.

* * *

‌4492 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله بن الحُسين، أبو بكر، العلَّاف، يعرف بالمستعيني

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال السمعاني: نسبة إلى المستعين بالله، أحد الخلفاء، واشتهر بهذه النسبة أبو بكر محمد بن عبد الله بن الحُسين العلّاف.

حدّث عن علي بن حرب، والحسن بن عرفة، وغيرهما.

روى عنه الدَّارقُطْنِي، ويوسف بن عمر القوّاس

(1)

.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1340.

ترجمته في تاريخ بغداد 5: 447، والأنساب 528 ظ، واللباب 3: 136، والطبقات السنية برقم 2043.

(1)

في النسخ "الفرسي"، والتصويب من تاريخ بغداد، والأنساب، واللباب.

ص: 301

وكان ثقة.

مات في شعبان سنة خمس وعشرين وثلاثمائة

(1)

، هكذا ذكره الخطيب، والسمعاني.

واعلم أن أصحابنا في كتبهم لا سيّما الخاصي في فتاويه

(2)

تكرّر منهم النقل عن صلاة المستعيني، فلا أدرى هو هذا أم لا، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4493 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله بن دينار، أبو عبد الله، النيسابوري، الزاهد

*

كره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال الحكم: سمع "المسند" من أحمد بن سلمة، و "التفسير" من أحمد بن نصر، وأكثر مصنّفات أبي يحيى البزار.

روى عنه ابن شاهين، وأبو عبد الله الحكم.

وقال في "تاريخ نيسابور": كان يصوم النهار، ويقوم الليل، ويصبر على الفقر، ولا يأكل إلا من كسبه، ويتصدّق بما فضل من قوته، ما رأيت في

(1)

ذكر الخطيب هذا التاريخ، ثم ذكر من حدّثه أنه توفي سنة ست وعشرين وثلاثمائة، ثم قال: والأول الصَّواب، والله أعلم.

(2)

في بعض النسخ: "فتاواه".

* راجع: الجواهر المضية برقم 1341.

ترجمته في تاريخ بغداد 5: 451، 452، والمنتظم 6: 365، 366، والعبر 2: 248، والوافي بالوفيات 3: 316، ومرآة الجنان 2: 327، والطبقات السنية برقم 2544، وشذرات الذهب 2: 348، ويعرف بالمعدل.

ص: 302

مشايخ أصحاب أبي حنيفة أعبد منه، وكان يحج في كلّ عشر سنين، ويغزو في كلّ ثلاث سنين، وكان عارفا بمذهب أبي حنيفة، ولا يرغب في الفتوى والرياسة، إنما كان عمله الصلاة وقراءة القرآن.

وتوفي

(1)

منصرفه من الحج بـ "بغداد" في صفر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، ودفن في "مقبرة الخيزران". بقرب أبي حنيفة، وصلى عليه ابنه أبو محمد، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4494 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله بن سعد قاضي القضاة شمس الدين المقدسي الديري

*

نسبته إلى "دير"، قرية بـ "دمشق".

ولد بعد سنة أربعين وسبعمائة، واشتغل، واجتهد، ومهر في العلوم.

ومات سنة سبع وعشرين وثمانمائة.

ذكره السيوطي في "حسن المحاضرة".

وأخذ عنه ابنه سعد الدين سعد الديري.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 178): ذكره الحافظ ابن حجر في "المجمع المؤسّس"، وقال: إنه اشتغل بالعلم، وواظب، فمهر في الفنون، وناظر العُلماء، كتب الخطّ الحسن، وكان أبوه تاجرًا، واشتغل هو بنفسه، لكن لم يطلب الحديث، وقال لي غير مرة: اشتغلت في كلّ فن إلا في

(1)

في بعض النسخ: زيادة "في".

* راجع: الفوائد البهية ص 178.

ص: 303

الحديث، ودخل "القاهرة". مرارا، واشتهرت فضائله، وولي القضاء بـ "القاهرة" في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وثمانمائة، ثم المشيخة بالمؤيدية سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة، وسافر في رجب سنة 827 هـ إلى "بيت المقدس"، فمات في تاسع ذي الحجّة منها. انتهى ملخصا.

* * *

‌4495 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله بن سليمان بن أحمد، الغزي، الشهير بالريس

*

عالم مشارك في الطب والحكمة والفلك.

ولد بـ "غزة هاشم"، وبها نشأ، وتوفي بـ "القدس" سنة 1046 هـ.

له "تآليف في الطب".

* * *

‌4496 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله بن عبدون ابن أبي ثور الرُّعيني، مولى رُعين قاضي "أفريقية"، أبو العبَّاس، ويعرف بابن عبدون

* *

* راجع: معجم المؤلفين 10: 217.

ترجمته في سلك الدر 4: 59.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1342. =

ص: 304

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال ابن يونس: حدّث عن سليمان بن عمران الإفريقي وغيره حدّثنا عنه غير واحد، وحدّثنا

(1)

أبو جعفر الطحاوى عنه بما كتب إليه إجازة.

ذكره الفقيه أبو بكر عبد الله بن محمد في "رياض النفوس في علماء أفريقية"، فقال: وكان عالما [بمذهب العراقيين]

(2)

، يتفقّه لأبي حنيفة، ويحتجّ له.

وله تآليف

(3)

كثيرة، منها

(4)

: كتاب يعرف بـ "الآثار" في الفقه والاعتلال لأبي حنيفة، والاحتجاج بقوله وهي تسعون جزأ [أكثر علمه]

(5)

الشروط.

وله في ذلك تواليف حسنة.

وكان يحسن العربية والنحو.

تولّى قضاء "قيروان" من جهة

(6)

إبراهيم بن أحمد، وجلس في جامعها سنة خمس وسبعين ومائتين، ثم عزل سنة سبع وسبعين ومائتين.

وتوفي بـ "أفريقية" سنة تسع وتسعين ومائتين، رحمه الله تعالى.

* * *

= ترجمته في رياض النفوس الذيل 1: 494 - 496، وتاج التَّراجم 63، والطبقات السنية برقم 2548، كشف الظنون 1: 15، 119، وهدية العارفين 2:23. وفي بعض النسخ: بعد "الرعيني" زيادة "الحنفي".

(1)

في بعض النسخ: "وأنبأ".

(2)

سقط من بعض النسخ.

(3)

في بعض النسخ: "تواليف".

(4)

في بعض النسخ: "فيها"، وفي بعض النسخ:"فمنها".

(5)

في بعض النسخ: "أكبر عمله".

(6)

في بعض النسخ: زيادة "الأمين".

ص: 305

‌4497 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله بن علي الملقب أبوه بسيف الدين تقدّم

(1)

، وتقدّم ابنه أحمد بن محمد

(2)

*

* * *

‌4498 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله بن عمر بن مصطفى الدمشقي، الشهير بابن تلو

* *

فاضل.

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 710.

(2)

ترجمته في الجواهر برقم 209، وورد فيه "الكندي"، وصوابه "الكدني"، وجاء في بعض النسخ بعد هذا زيادة "بن عبد الله أبو الغنائم".

* راجع: الجواهر المضية برقم 1343.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2050، نقلًا عن الجواهر.

وفي بعض النسخ: زيادة "الكندي"، وهو خطأ، صوابه "الكدني" على ما ورد في ترجمة أبيه.

* * راجع: معجم المؤلفين 10: 228.

ترجمته في روض البشر 207، ومنتخبات التواريخ لدمشق 2: 686، 687.

ص: 306

ولد بـ "دمشق"، ونشأ، وتوفي بها سنة 1282 هـ.

من آثاره: "رسالة في الانتصار" لشيخه النقشبندي.

* * *

‌4499 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله بن فاعل، الإمام، أبو بكر، السرخكتي

*

بضم الصين، وسكون الراء، وفتح الخاء المعجمة، والكاف، وفي آخرها التاء، ثالث الحروف، نسبة على "سرخكت"[بـ "غرجستان" "سمرقند"]

(1)

.

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال السمعاني

(2)

: كان إماما، فاضلا

(3)

.

سمع أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1344.

ترجمته في الأنساب 7: 70، ومعجم البلدان 3: 72، واللباب 1: 539، 540، وكتائب أعلام الأخيار برقم 289، والطبقات السنية برقم 2051، والفوائد البهية 179.

(1)

في بعض النسخ: "بفرخسان سمرقند"، وفي بعض النسخ:"ثغر حسان بسمرقند"، والمثبت في الأصل، والكلمة الأولى فيه بغير نقط، والأنساب، ومعجم البلدان.

(2)

هذا قول ابن الأثير، وليس قول السمعاني، والنقل هنا من اللباب.

(3)

بعد هذا في بعض النسخ: زيادة "مرجع العُلماء"، وليس في الأنساب ولا اللباب.

ص: 307

[روى عنه]

(1)

جماعة كثيرة.

وتوفي بـ "سمرقند" مستهلّ ذي الحجة سنة ثمان عشرة وخمسمائة.

وكان من مناظري البرهان، وخصومه

(2)

بـ "بخارى".

ذكر الخاصي في فتاويه

(3)

في الزكاة، حكي عن الفضل أنه كان يقول: زكاة الأجرة المعجّلة في الإجارة الطويلة المرسومة على الأجر في السنين التي كانت الأجرة

(4)

في يده، لأنه ملكها بالقبض، وبالفسخ لا ينتقص ملكه، إذا كانت الأجرة دراهم وما شكلها، لأنها لا تتعين.

قال: وكان الشيخ الإمام مجد الدين السرخكتي يقول: عندي أن الزكاة تجب على المستأجر أيضًا، لأنه يعدّ ذلك مالا موضوعا دينا له على الآجر.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد": ذكره السمعاني، وقال: تفقه أولا بـ "سمرقند"، ثم بـ "بخارى"، وسكنها، وكانت له قوة النظر، وباع طويل، سمع أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد، وروى عنه جماعة كثيرة، مات بـ "سمرقند" يوم الجمعة أول يوم من ذي الحجَّة سنة 518 هـ، ودفن بـ "بخارى". انتهى. وبه يظهر خطأ القارئ، حيث ذكر أن "سرخكت" قرية بـ "نيسابور"، فاشتبه عليه "سرخكت" بـ "سرخك"، فإن قرية "نيسابور" هي "سرخك". انظر: الفوائد البهية ص 179.

* * *

(1)

في الأنساب "روى لي عنه".

(2)

في بعض النسخ: "وحضر معه".

(3)

في بعض النسخ: "فتاواه".

(4)

في بعض النسخ: "الأجورة".

ص: 308

‌4500 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله ابن أنس بن مالك الأنصاري

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ولي القضاء بـ "البصرة" في أيام الرشيد.

أخذ عن زفر.

وكانت ولادته في سنة ثمان عشرة ومائة.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1350.

ترجمته في طبقات ابن سعد، الجزء السابع، القسم الثالط 48، 49، والتاربخ الكبير، الجزء الأول، القسم الأول 132، وتاريخ خليفة بن خياط (بغداد) 513، وطبقات خليفة ابن خياط (دمشق) 1: 545، والجرح والتعديل، الجزء الثالث، القسم الثاني 305، أخبار القضاة لوكيع 2: 154، 155، 157 - 161، وتاريخ بغداد 5: 408 - 412، وأخبار أبي حنيفة وأصحابه للصيمري 157، وطبقات الفقهاء للشيرازى 139، والكامل 6: 418، وتذكرة الحُفَّاظ 1: 371، وميزان الاعتدال 3: 600، 601، والعبر 1: 367، ودول الإسلام 1: 131، والوافي بالوفيات 3: 303، 304، ومرآة الجنان 2: 62، وتهذيب التهذيب 9: 274 - 276، وتقريب التهذيب 2: 180، وطبقات الحُفَّاظ للسيوطي 156، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده صفحة 38، 39، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال 346، كتائب أعلام الأخيار برقم 119، والطبقات السنية برقم 2052، وشذرات الذهب 2: 35، والفوائد البهية 179.

وسقط من بعض النسخ: "الأنصاري"، وكنيته "أبو عبد الله".

ص: 309

قال الصيمرى ومن أصحاب زفر خاصة محمد بن عبد الله الأنصاري، من ولد أنس بن مالك.

[وحكى الخطيب أنه كان من أصحاب زفر، وأبي يوسف، حكاه عن أحمد بن كامل القاضي فيما دكر إسماعيل بن إسحاق.

وروي عن شعبة، وابن جريج.

وروى عنه البخارى]

(1)

في "الصحيح"

(2)

عن حميد عن أنس، رفعه حديث الربيع، يا أنس! كتاب الله القصاص، وهو أحد "ثلاثيات البخارى".

أخبرنا المشايخ الأربعة الزاهد نصر بن سلمان

(3)

المنبِجي، وأبو الفداء إسماعيل بن عثمان، أبو العبَّاس أحمد بن أبي طالب الحجَّار، وأم محمد وزيرة بنت عمر بن أسعد، واللفظ للثلاثة سوى الأول، قالوا: أخبرنا أبو عبد الله الحُسين بن الزبيدي، أخبرنا أبو الوقت عبد الأول، أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن الداودي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن حمُّويه السرخسي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري، أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، حدّثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدّثنا

(1)

سقط من بعض النسخ.

(2)

في باب قول الله تعالى {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} من كتاب الجهاد، صحبع البخارىٍ 4: 23، وفي تفسير قوله تعالى:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} من سورة البقرة من كتاب التفسير، صحيح البخاري 6: 29، وفي باب تفسير قوله تعالى:{وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} من سورة المائدة من كتاب التفسير، صحيح البخاري 6:65.

(3)

في الأصل بعض النسخ: "سلمان"، والمثبت في بعض النسخ، وتأتي ترجمته برقم 1738.

ص: 310

حميد، أن أنسا

(1)

حدَّثهم أن الربيع وهي بنت النضر كسرت ثنية جارية، فطلبوا الأرش، وطلبوا العفو، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر بالقصاص، فقال أنس بن النضر: أتكسر ثنية الربيع يا رسول الله، لا والذى بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها. قال يا أنس! كتاب الله القصاص، فرضي القوم، وعفوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرَّه. في الديات

(2)

.

وروى عنه أيضًا أحمد وابن المديني، وروى له الأئمة الستّة في كتبهم، ووثّقه يحيى بن مَعين، ودكره ابن حبَّان في "الثقات".

ومات سنة خمس عشرة ومائتين بـ "البصرة" في رجب.

ودكر الخطيب في "تاريخه" عن سليمان بن داود المنقري، قال: وجَّه المأمون عبد الله بن هارون الرشيد إلى محمد بن عبد الله الأنصارى خمسين ألف درهم، وأمره أن يقسمها بين الفقهاء بـ "البصرة"، وكان بها هلال

(3)

بن مسلم يتكلَّم عن أصحابه.

قال الأنصاري: كنت أنا أتكلّم عن أصحابي.

فقال هلال: هي لي ولأصحابي.

وقلت: أنا بل

(4)

هي لي ولأصحابي، فاختلفنا.

(1)

أي ابن مالك والربيع بنت النضر عمته، وأنس بن النضر الآتي ذكره عمه انظر صحيح البخاري 6: 65، 66.

(2)

لم يروه البخاري في الديات، وإنما الذي رواه في الديات، أبو داود، باب القصاص من السن سنن أبي داود 2:503.

ورواه أيضًا في الديات، ابن ماجه، باب القصاص في السن سنن ابن خاجه 2: 884، 885.

(3)

في هامش بعض النسخ: زيادة "بن يحيى"، وليس في تاريخ بغداد.

(4)

سقط من بعض النسخ، وتاريخ بغداد.

ص: 311

فقلت: لهلال كيف تتشهَّد؟

فقال هلال: أو مثلي يسئل عن التشهّد، فتشهَّد على حديث ابن مسعود.

فقال له الأنصارى: من حدّثك به، ومن أين ثبت عندك؟

فبقي هلال، ولم يجبه.

فقال الأنصارى: تصلّى في كلّ يوم وليبة خمس صلوات، وتردّد فيها هذا الكلام، وأنس لا تدرى من رواه

(1)

، قد باعد الله بينك وبين الفقه، فقسمها الأنصارى في أصحابه.

أخبرنا شيخنا

(2)

المسند محي الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن مخلوف بن جماعة الربعي الإسكندري، قراءة عليه، وأنا أسمع بـ "القاهرة. سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، أخبرنا أبو الفضل جعفر بن على بن بركات الهمذاني، أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي، أخبرنا أبو الحُسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن على الفالي

(3)

، أخبرنا القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان، أنبأنا القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلّاد الرامَهرمزي، حدّثنى عبد الله بن أبان الخيّاط الرامَهرمزي، حدّثنا القاسم بن نصر المخرّمي، حدّثنا سليمان بن داود المنقري، فذكر القصّة

(4)

.

(1)

بعده في تاريخ بغداد "عن نبيك صلى الله عليه وسلم".

(2)

في الأصل "الشيخ"، وانظر ما تقدم في مقدمة التحقيق، صفحة 15.

(3)

بفتح الفاء، وسكون الألف، وفي آخرها، لام نسبة إلى بلد، يسمى فالة، قال الخطيب أبو بكر، أظنها من فارس - قريبة من إيذج. اللباب 2:194.

(4)

في بعض النسخ: "حرثان" تحريف، وانظر المشتبه 229، وهو النهاوندي.

انظر تاريخ بغداد 5: 409.

ص: 312

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد": ذكر القارئ أنه روى عنه البخارى في "الصحيح" عن جميد عن أنس، رفعه يا أنس! كتاب الله القصاص، وهو أحد ثلاثيات البخاري، وقد شرحتها بعون الباري، وروى عنه أيضًا أحمد، وابن المديني، وروى له الأئمة الستة في كتبهم.

* * *

‌4501 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر أبو جعفر، الهندواني

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكره صاحب "الهداية" في كتاب صفة الصلاة. إمام كبير من أهل "بلخ".

قال السمعاني: كان يقال له: أبو حنيفة الصغير، لفقهه.

تفقّه

(1)

على أستاذه أبي بكر محمد بن أبي سعيد، المعروف بالأعمش، والأعمش تلميذ أبي بكر الإسكاف، والإسكاف تلميذ محمد بن سلمة، و

* راجع: الجواهر المضية برقم 1345.

ترجمته في الأنساب 592، ظ، واللباب 3: 295، والوافي بالوفيات 3: 347، وتاج التَّراجم 63، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده صفحة 65، 66، وكتائب أعلام الأخيار برقم 195، والطبقات السنية برقم. 2053، كشف الظنون 1: 46، والفوائد البهية 179، وهدية العارفين 2:47.

وفي بعض النسخ: بعد عمر زيادة "الفقيه البلخي".

(1)

سقط من بعض النسخ.

ص: 313

ابن سلمة

(1)

تلميذ أبي سليمان الجوزجاني

(2)

، والجوزجاني تلميذ محمد ابن الحسن، ومحمد بن الحسن تلميذ أبي حنيفة.

حدّث بـ "بلخ"، و"ما وراء النهر".

وأفتى بالمشكلات، وشرح المعضلات، وكشف الغوامض.

مات بـ "بخارى" في ذي الحجّة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وهو ابن اثنتين وستين سنة. [وتفقّه عليه نصر بن محمد أبو الليث الفقيه]

(3)

.

روى عنه يوسف بن منصور [بن إبراهيم]

(4)

السيّاري

(5)

"كتاب المختلف" لأبى القاسم الصفَّار.

حكى الشيخ جمال الدين الحصيري أن الهندواني رحل من "بلخ"[إلى "بخارى]

(6)

، فوجد بها الميداني

(7)

، ومحمد بن الفضل البخاري، فاجتمعوا في بيت محمد بن الفضل في يوم جمعة، وكان يومًا مطيرا، فقال أبو جعفر: أنا مسافر، ولا جمعة على مسافر

(8)

.

وقال الميداني: أنا أعمي، ولا جمعة على أعمى.

وقال محمد بن الفضل: قد ورد إذا ابتلّت النعال، فالصلاة في الرحال، وهذا شامل الكلّ

(9)

.

(1)

في بعض النسخ: "ومحمد بن سلمة".

(2)

في بعض النسخ: زيادة "وأبو سليمان".

(3)

من بعض النسخ، وترجة أبي الليث في الجواهر برقم 1743.

(4)

من بعض النسخ، وترجمته في الجواهر برقم 1858.

(5)

في بعض النسخ: "الساوى" تحريف.

(6)

سقط من بعض النسخ.

(7)

هو محمد بن نصر الذي ترجمته في الجواهر برقم 1553.

(8)

في بعض النسخ: "المسافر".

(9)

في بعض النسخ: "للكل".

ص: 314

وكان غرضهم عدم التفرّق.

قال: فلما عاد أبو جعفر إلى "بلخ"، سئل عن أهل "بخارى".

فقال: رأيتُ فقيها، ونصف فقيه.

ففيل له: من الفقيه؟

فقال: الميداني.

ونصف الفقيه محمد بن الفضل.

فقيل له: ولم؟

قال: لأن محمد بن الفضل لا يعرف الحسابيات، وأمّا الميداني فإنه أتقن هذا الفن.

فقيل: إن محمد بن الفضل بعد ذلك اشتغل بالحسابيات، حتى صار قدوة فيه.

* * *

‌4502 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله ابن البيضاوي، أبو عبد الله بن أبي الفتح بن أبي عبد الله بن الحُسين القاضي ابن القاضي ابن القاضي، والعدل ابن العدل ابن العدل

*

*راجع: الجواهر المضية برقم 1346.

ترجمته في المنتظم 10: 206، والطبقات السنية برقم 2054، وفي بعض النسخ:"الحصين" مكان "الحُسين" تحريف، وسقط "ابن العدل الأخيرة" من بعض النسخ.

ص: 315

كان من كبار شيوخ الحنفية، ومن الثقات العُلماء، ومن أهل

(1)

البيوتات الكبار.

وكان صيّنا، نزه النفس، عفيفا، وافر العِرْض، شهد عند قاضي القضاة محمد بن الحُسين الزينبي في شهر رمضان سنة تسع عشرة وخمسمائة، فقبل شهادته، وولي القضاء بـ "ربع الكرخ" في ثامن عشرين الشهر المذكور.

وولي القضاء بـ "بغداد" بعد موت أبيه في جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين، وعزل عن القضاء والشهادة في مستهلّ صفر سنة ست وأربعين، وسافر عقيب ذلك إلى "الموصل"، ثم عاد إلى "بغداد" في خامس عشر جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين، فأعيد إلى القضاء بربع سوق الثلاثاء في تاسع عشرين جمادى الآخرة بغير تزكية، ولم يزل على القضاء إلى حين وفاته.

وكان محمود السيرة في القضاء، مشكورا بين الخاص والعام.

سمع من أبيه، وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن البَطِر

(2)

.

مولده يوم الثلاثاء سادس [عشرين صفر]

(3)

سنة ست وثمانين وأربعمائة. ومات ليلة الخميس رابع شوَّال سنة ثمان

(4)

وخمسين وخمسمائة.

ودفن على والده بـ "باب حرب".

تقدَّم والده عبد الله

(5)

، ويأتي جدّه محمد بن محمد بن محمد

(6)

، رحمهم الله تعالى.

* * *

(1)

سقط من بعض النسخ.

(2)

في بعض النسخ: "نصر" خطأ.

(3)

في بعض النسخ: "عشر".

(4)

في الأصل "اثنين" خطأ.

(5)

ترجمته في الجواهر برقم 733.

(6)

ترجمته في الجواهر برقم 1527.

ص: 316

‌4503 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف بن الخضر بن عبد الله، الحلبي، قطب الدين حفيد أبي عبد الله محمد بن يوسف قاضي العسكر

*

وهو أخو قاضي القضاة مجد الدين ابن العديم.

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ولد سنة تسع وأربعين وستمائة.

وكان فقيها، فاضلًا، ذا فنون.

ودرّس

(1)

، سنة أربع وثمانين وستمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4504 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف، النيسابوري، الحفيد

* *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1347.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2055، نقلًا عن الجواهر.

وهو العقيلي ابن أبي جرادة ابن العديم.

(1)

كذا في بعض النسخ، والطبقات السنية، وسقطت الكلمة من الأصل، وجاء مكانها، ومات، وفي بعض النسخ:"ودرس ومات".

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1349.

ترجمته في الأنساب 4: 198، 199، واللباب 1: 309، والطبقات السنية برقم 2056.

ص: 317

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال السمعاني: وإنما عرف بهذا لأنه ابن بنت العبَّاس بن حمزة الواعظ.

كان فقيها، حنفيا، ومحدّثا، مكثرا.

رحل إلى "العراق" و"البحرين". [من "عمان""]

(1)

، وغاب عن بلده أربعين سنة.

وأقام بـ "عمان" مدّة، وكان يعرف بها بأبي بكر النيسابوري، وكان يعرف بـ "نيسابور" بأبي بكر العماني.

روى عن جدّه

(2)

العبَّاس بن حمزة، وبشر بن موسى الأسدي

(3)

، وأبي العبَّاس الكُرَيمي

(4)

، وغيرهم.

روى عنه الحكم أبو عبد الله.

قال السمعاني: وجماعة يعرفون بالحفيد لهذا

(5)

السبب.

وهو محدّث أصحاب أبي حنفية.

حدّث بـ "بخارى" و"سمرقند"، ثم انصرف في أواخر عمره إلى "هراة"، وبها توفي. وله بها عجائب وتخصيص

(6)

.

وتوفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

(1)

في بعض النسخ: "وعمان"، ولم يرد في الأنساب، والطبقات السنية.

(2)

أى لأمه.

(3)

في بعض النسخ: "الأسيدي" خطأ.

(4)

في بعض النسخ: "الكريمي"، وفي بعض النسخ: الكربي، والصواب في الأنساب، وهو محمد بن يونس.

(5)

في بعض النسخ: "بهذا"، ولم ترد العبارة بالأنساب.

(6)

كذا بالنسخ، وفي الأنساب "وقصص".

ص: 318

‌4505 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله بن منصور، أبو سعيد، الشيباني، العسكري، عرف بالبِطِّيخي، الفقيه، الإمام * ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: روى عنه أبو عبد الله المحاملي

(1)

، وجمبد الباقي بن قانع، وسمع بـ "دمشق" سليمان بن عبد الرحمن وبـ "عسقلان" محمد بن أبي السرى

(2)

.

قال الخطيب: محمد بن عبد الله العسكرى الفقيه صاحب الرأي، يعرف بالبِطِّيخي.

قرأت بخطّ أبي الحسن الدَّارقُطْنِي أبو إسماعيل البِطِّيخى ثقة.

قال ابن قانع: مات في سنة ثلاث [وثمانين]

(3)

ومائتين.

وذكره أبو سعد في "الأنساب" في موضعين، وقال: كان ثقة.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1348.

ترجمته في تاريخ بغداد 5: 431، والأنساب 2: 261، وأيضًا 1391، واللباب 1: 135، الطبقات السنية برقم 2058، وكذا جاءت كنيته أبو سعيد، وفي النسخ، والطبقات السنية، كنيته في تاريخ بغداد والأنساب واللباب أبو إسماعيل.

وفي بعض النسخ: "عرف بالبطيحي" تصحيف.

(1)

في النسخ "المكائلي"، والصواب في مصادر الترجمة.

(2)

في بعض النسخ: "اليسري"، وهو خطأ، وهو العسقلاني، انظر تاريخ بغداد، والأنساب.

(3)

سقط من بعض النسخ.

ص: 319

باب من اسمه محمد بن عبد الله فقط

‌4506 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله المؤذّن

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال الخطيب: كان أحد أصحاب الرأي، وولي القضاء بـ "مدينة السَّلام"، أنبانا على بن المحسَّن، أنبأنا طلحة بن محمد بن جعفر.

قال لما توفي حبَّان بن بشر استقضي محمد بن عبد الله المؤذن من أهل السواد، وكان رجلًا صالحا من أصحاب أبي حنيفة في الفقه، ولا أعلمه حدَّث بشيء.

قال الخطيب: وقال طلحة: حدَّثني عبد الباقى بن قانع، حدّثني إسحاق بن ديمهر التوَّذي

(1)

، قال حدّثني من حضر ابن المؤذّن القاضي، وهو يموت.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1353.

ترجمته في أخبار القضاة لوكيع 3: 291، وتاريخ بغداد 5: 416، والطبقات السنية برقم 2562، وانظر ابن المؤذن في الأبناء.

(1)

في بعض النسخ: "الثوري"، وفي بعضها:"النووي"، والصواب في الأصل، وتاريخ بغداد، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 6:389.

ص: 320

فقال: انقلوني من هذا الموضع إلى ذلك الموضع، فنقل، فجاء عصفور بحبّة من حنطة، فرمى بها على صدره، فما زال يقرضها، حتى فرغ منها، ثم مات، وكان ممن يحسن الثناء عليه، وروى بسنده عن أحمد، وقد سئل عنه.

فقال: كان مع ابن أبي دواد، ومن

(1)

ناحيته، ولا أعرف رأيه اليوم.

* * *

‌4507 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله الأسكوبي، المعروف بكور مفتي

*

فقيه.

أفتى بـ "أسكوب".

من آثاره: "معين المفتى في الجواب على المستفتي".

* * *

‌4508 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله الأسكيشهري، الرومي، الشهير بعين أكبر

* *

(1)

في تاريخ بغداد: "وفي".

* راجع: معجم المؤلفين 10: 200.

وهدية العارفين 2: 272، وإيضاح المكنون 2:155.

* * راجع: معجم المؤلفين 10: 200.

ترجمته في هدية العارفين 2: 317.

ص: 321

فاضل.

سكن مدينة "بروسة"، وتوفي بها.

له "الفوائد الزمردية في شرح تسبيع الكواكب الدرية" في مدح خير البرية.

توفي سنة 1135 هـ.

* * *

‌4509 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله البرسوي، أحد مدرسي مدرسة أورخان

*

له "تبصير الأنوار في شرح تنوير الأبصار".

توفى سنة 1088 هـ.

* * *

‌4510 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله التونسي، الشهير بقاره طاق (أبو عبد الله)

* *

* راجع: معجم المؤلفين 10: 203.

ترجمته في هدية العارفين 2: 295.

* * راجع: معجم المؤلفين 10: 206.

ترجمته في هدية العارفين 2: 344.

ص: 322

من تصانيفه: "تحفة البررة بقراءة الثلاثة المتممين للعشرة"، و"الجواهر النضرة"، و"الرياض المعطرة في متواتر القراءات العشرة".

توفي سنة 1197 هـ.

* * *

‌4511 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله الخليفتي، العباسي، الخطيب، المدني، (زين العابدين)

*

فاضل.

من آثاره: "نتيجة الفكر في خير مدينة سيد البشر"، فرغ من تأليفها في 18 جمادى الثانية سنة 1171 هـ.

كان حيا 1171 هـ.

* * *

‌4512 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله الرومي، الشهير بردوسي زاده

* *

فاضل. من آثاره: "شرح القصائد من ديوان العرفي".

* راجع: معجم المؤلفين 10: 212.

ترجمته في فهرست الخديوية 3: 117، وإيضاح المكنون 2:623.

* * راجع: معجم المؤلفين 10: 214.

ترجمته في هدية العارفين 2: 308.

ص: 323

توفي سنة 1113 هـ.

* * *

‌4513 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله الرومي، الملقب بفريدي (ولي الدين) من القضاة

*

له "زبدة الكلام في حصول المرام".

توفي سنة 1082 هـ.

* * *

‌4514 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله الرومي، المعروف بلبي حافظ، فاضل

* *

تولى محافظة الكتب السلطانية.

من آثاره: "لب التفاسير في معرفة أسباب النزول".

توفى سنة 1195 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 10: 214.

ترجمته في هدية العارفين 2: 293.

* * راجع: معجم المؤلفين 10: 214.

ترجمته في هدية العارفين 2: 343، وإيضاح المكنون 2:400.

ص: 324

‌4515 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله الزهرى، القيصري

، الملقب برمزي*

صوفي. من آثاره: "كنوز الرموز في شرح الطريقة المحمدية".

توفي سنة 1130 هـ.

* * *

‌4516 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله أبو عبد الله الصائغي

* *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو قاضي "مرو"، عرف بالقاضي السديد.

تفقّه على القاضي محمد بن الحسين الأرسابندي، وكان رفيقه أبو الفضل الكرماني.

* راجع: معجم المؤلفين 10: 215.

ترجمته في هدية العارفين 2: 314.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1352.

ترجمته في الأنساب 8: 27، 28، والتحبير 2: 143، 144، واللباب 2: 48، وطبقات الشافعية الكبري 6: 123، وكتائب أعلام الأخيار برقم 352، والطبقات السنية برقم 2061، والفوائد البهية 180.

وكنيته في التحبير، وطبقات الشافعية "أبو جعفر"، وكانت وفاته سنة ثلاثين وخمسمائة، كذا في التحبير، وحاشية الأنساب، نقلا عن معجم السمعاني، وطبقات الشافعية الكبرى.

ص: 325

قال أبو سعد في "الأنساب": كتبت عنه جزأ من الحديث، وولي قضاء "مرو"، وحمدت سيرته، وكان مناظرا فحلا

(1)

، كثير الصلاة والتلاوة.

والنسبة

(2)

إلى عمل الصياغة، وبـ "نسف" أيضا سكة، يقال لها "سكة الصياغة".

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد": هو شيخ صاحب "الأنساب"، فإنه قال بعد ما ذكر: الصائغي نسبته إلى الصياغة، فيهم كثرة، منهم شيخنا أبو عبد الله محمد بن الحسن الصائغي، المعروف بالقاضي السديد، ولي قضاء "مرو"، وحمدت سيرته، وكان مناظرا حسن المناظرة، جميل الظاهر والباطن، تفقه على القاضي فخر الدين أبي بكر محمد بن الحسين الأرسابندي، وصار نائبا له في القضاء والخطابة، وسمع الحديث منه، ومن السيّد محمد بن أبي شُجاع العلوي السمرقندي، وغيرهما. انتهى.

* * *

‌4517 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله الطرابلسي، (أبو النصر)

*

أديب، ناظم.

توفي قريبا من "المدينة" سنة 1218 هـ.

(1)

في النسخ "مجلا"، والصواب في الأنساب.

(2)

في بعض النسخ: "والنسب".

* راجع: معجم المؤلفين 10: 220.

ترجمته في هدية العارفين 2: 354، وإيضاح المكنون 1:183.

ص: 326

له "بشائر النصر بصحب بدر".

تخميس و"شرح قصيدة البرهة"، و"شرح قصيدة بانت سعاد".

* * *

‌4518 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الوهاب الطرابيشي، الشهير بالمسوتي

*

فقيه، صوفي، له "إلمام بالأدب".

ولد بـ"حلب" سنة 1268 هـ، وتوفي بها في 13 رجب سنة 1338 هـ.

من تصانيفه: "تبصرة الإخوان في بيان إضرار التبغ المشهور بالدخان"، و"منظومة عقود الجواهر الحسان في بيان حرمة التبغ المشهور بالدخان"، و"الإيضاح والتبيين في حرمة التدخين".

* * *

‌4519 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد اللّه العسكري، أبو بكر، القاضي

* *

* راجع: معجم المؤلفين 10: 221.

ترجمته في أعلام النبلاء 7: 607 - 609، والأعلام 7:123.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1351.

ترجمته في الأنساب 391 ظ، واللباب 2: 137، والطبقات السنية برقم 2060.

ص: 327

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال السمعاني: كان أحد فقهاء الحنفية، كان قاضي عسكر المهديّ، وكان معتزليا.

قال ابن الجوزي في "المنتظم في حوادث الأمم"

(1)

سنة إحدى وعشرين ومائتين: انتقل المعتصم بالله إلى سامرًّا بعسكره، لأن "بغداد" ضاقت عليه، ونادى في الناس بالعسكر، فسمّيت سامرًّا العسكر.

* * *

‌4520 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله القادري، الدهلوي (أبو منصور، ناصر الدين)

*

فقيه، مفسر. أفتى بـ"دهلي".

من تصانيفه: "تبجيل التنزيل في تفسير القرآن الجليل".

توفي سنة 1322 هـ.

* * *

‌4521 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله القايني المولد، النسفي الموطن، (جلال الدين)

* *

= وجاء في الأنساب (بيروت) 8: 458 "محمد بن عبد الرحمن" خطأ.

(1)

المنتظم 11: 65.

* راجع: معجم المؤلفين 10: 231. ترجمته فِي هدية العارفين 2: 398.

* * راجع: معجم المؤلفين 10: 231. =

ص: 328

محدث، أصولي.

توفي بـ"هراة" سنة 1322 هـ.

له "إشراقات الأصول في أحاديث الرسول".

* * *

‌4522 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله القسطنطيني، الرومى، النقشبندي، الملقب برائف

*

مفسر مشارك في بعض العلوم.

من آثاره: "آداب المسجد والجامع"، و"تفسير سورة يوسف"، و "تفسير القرآن"، و"مقاصد الطالبين"، و"ميزان السلوك".

* * *

‌4523 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله القيصري، النقشبندي، الملقب بسعيد

* *

مفسر، صوفي.

= ترجمته في هدية العارفين 2: 189، وإيضاح المكنون 1:86.

* راجع: معجم المؤلفين 10: 231، 232.

ترجمته في هدية العارفين 2: 391.

* * راجع: معجم المؤلفين 10: 232.

ترجمته في هدية العارفين 2: 367.

ص: 329

من آثاره: "سورة والعاديات"، و"رسالة في التصرف"، و"كنوز الحق".

توفي سنة 1250 هـ.

* * *

‌4524 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله المحمدي، الجركسي، المعروف بابن دمرداش

*

صوفي.

من آثاره: "الفوائد المرضية بشرح القصيدة اللامية" أى "بدء الأمالي"، و"القول الفريد في معروفة التوحيد"، و"مجمع الأسرار"، و"كشف الأستار".

توفي سنة 931 هـ.

* * *

‌4525 - الشيخ الفاضل محمد بن بن عبد الله اللكنوي، الهندي

* *

صوفي، فقيه.

* راجع: معجم المؤلفين 10: 247.

ترجمته في هدية العارفين 2: 231.

* * راجع: معجم المؤلفين 9: 123.

ترجمته في هدية العارفين 2: 292.

ص: 330

من آثاره: "أربع منازل" في السلوك، و"سراج الظلمة في شرح هداية الحكمة"، و"الفتاوى".

توفي سنة 1080 هـ.

* * *

‌4526 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله المصرى، المعروف بالعلائي (بدر الدين)

*

مؤرخ.

من آثاره: "تاريخ مصر" من سنة 917 - 934 هـ.

توفي سنة 942 هـ.

* * *

‌4527 - الشيخ الفاضل المولى محي الدّين مُحَمَّد بن عبد الله، الشهير بِمُحَمد بك

* *

ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: كَانَ من عبيد السُّلْطَان بايزيدخان، فَرغب فِي الْعلم والمعرفة، وَترك طَرِيق الإمارة، وسلك طَرِيق الْعلم.

* راجع: معجم المؤلفين 10: 248.

ترجمته في هدية العارفين 2: 237.

* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 294، 295.

ص: 331

وَقَرَأَ على عُلَمَاء عصره، مِنْهُم: الْمولى شيخ مظفر الدّينْ العجمي، وَالْمولى محي الدّين الفناري، وَالْمولى بير أَحمْد جلبي.

ثمَّ وصل إلى خدمَة الْمولى الْفَاضِل ابْن كَمَال باشا، وَصَارَ معيدا لدرسه، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة الْوَزير مُرَاد باشا بِمَدِينَة "قسطنطينية"، ثمَّ صَار مدرسا بِبَعْض الْمدَارِس، ثمَّ صَار مدرسا بإحدى المدرستين المتجاورتين بِمَدِينَة "أدرنه"، ثمَّ ظهر اختلال فِي دماغه، وَترك التدريس.

وَلما برئ ركب الْبَحْر، وسافر إلى "مصر" المحروسة، فَأَخذته النَّصَارى، وَأسر فِي أَيْديهم، واستردَّه بعض أصدقائه مِنْهُم، وَلما أَتَى "قسطنطينية" أعطَاهُ سلطاننا الأعظم سلطانية "بروسه"، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة السُّلْطَان بايزيدخان بِمَدِينَة "أدرنه".

ثمَّ صَار قَاضِيا بِـ"دِمَشْق الشَّام"، ثمَّ عزل عَن ذَلِك، وأتى مَدِينَة "قسطنطينية"، واختلّ مزاجه غَايَة الاختلال، وَأعْطِي فِي أثْنَاء ذَلِك الْمَرَض قَضَاء "مصر"، فسافر فِي أَيَّام الشتَاء.

وَمَات فِي بَلْدَة "كوتاهيه" فِي سنة خمسين وَتِسْعمِائَة.

كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى أديبا لبيبا، وقورا، حَلِيمًا، كَرِيمًا، محبا للْعلم وَأَهله، ومحبا لطريقة الصُّوفِيَّة، وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْعُلُوم، وَكَانَ ماهرا فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة، عَارِفًا بالعلوم الرياضية.

وَله تعليقات على بعض الْكتب، وَقد ملك كتبا كَثيرَة، طالع أكثرها، روّح الله روحه، وَنوّر ضريحه.

* * *

ص: 332

‌باب من اسمه محمد بن عبد الأول، الجبار والجليل

‌4528 - الشيخ الفاضل المولى محي الدّين مُحَمَّد بن عبد الأول التبريزي

*

دكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: قَرَأَ رَحمَه الله تَعَالَى على وَالِده، وَكَانَ وَالِده قَاضِي الْحَنَفِيَّة فِيهَا.

وَسمعت مِنْهُ أنه رأى الْمولى جلال الدّين الدوَّاني، وَهُوَ صَغِير، وَقد حكى مِنْهُ غَايَة العظمة وَالْجَلالَة والهيبة وَالْوَقار.

وَحكى أن عُلَمَاء "تبريز". جَلَسُوا عِنْده على أدب تَامّ مطرقين رؤوسهم، وأتى هُوَ فِي حَيَاة وَالِده بِلَاد الرّوم، وَعرضه الْمولى ابْن الْمُؤَيد على السُّلْطَان بايزيدخان لمعْرِفَة سَابِقَة بَينه وَبَين وَالِده، فَأعْطَاهُ السُّلْطَان بايزيد خَان مدرسته.

ثم اخْتَيار منصب الْقَضَاء، ثمَّ صَار قَاضِيًا بعدة بِلَاد من بِلَاد "الرّوم"، ثمَّ أعطاه سلطاننا الأعظم رحمه الله مدرسة الْوَزير مصطفى باشا بـ "ككيويزه"، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة مغنيسا، ثمَّ صَار مدرسا بإحدى الْمدَارِس الثمان.

ثمَّ صَار قَاضِيا بِمَدِينَة "حلب"، ثمَّ صَار قَاضِيا بِـ"دِمَشْق الشَّام"، ثمَّ صَار قَاضِيا بِمَدِينة "قسطنطينية"، ثمَّ عزل عَن ذَلِك، وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم بطرِيق التقاعد.

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 289.

ص: 333

وَمَاتْ على تِلْكَ الْحَال فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَةِ.

كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما، فَاضلا، عَارِفًا بالعلوم الْعَرَبيَّة والشرعية.

وَكَانَت لَهُ معرفَة تَامَّة بصناعة الإنشاء، وَله منشآت فِي لِسَان العَرَبيَّة والفارسية والتركية، وَكَانَ أَكثر اهتمامه بالمحسنات اللفظية، وَكَانَ يكْتب أنواع الخطوط خطا حسنا.

وَله تعليقات على بعض الْمَوَاضِع من الْكتب، وَكَانَ كَرِيمًا، لَا يذكر كل اُحْدُ إلا بِخَير، وَكَانَ صَاحب أدب ووقار، نوّر الله تَعَالَى قَبره.

* * *

‌4529 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الباقي بن محب الدين بن أبي بكر تقى الدين بن داود المحبي الدمشقى ابن عم أبي

*

ذكره المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: كان فاضلًا كاملًا، لطيفًا أديبًا، ظريفًا ذكيًا، حسن الخط، وله صوت يأخذ بمجامع القلوب، لم يكن أحسن منه ولا أندى في عصره.

وكان يعرف الأدب والموسيقي معرفة جيدة، وله في الضروب واصطناع الأغاني يد طائلة، وكان أبوه ذا ثروة عظيمة، ولما مات في سنة سبع وعشرين وألف فيما أحسب ترك مالا كثيرًا، فنفد في أقل قليل، وهو أخو جدّي لأبيه، وأم محمد أخته من أمه، وهي بنت الشيخ عبد الصمد العكاري، مفتى "طرابلس"، واسمها بديعة الزمان، وكانت من العلم والمعرفة ونظم الشعر في ذروة سامية، اشتغلت الكثير على جدي القاضي محب الدين، وأخذت عنه

* راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 3: 463، 464.

ص: 334

الفقه والعربية، وقرأ عليها ابنها محمد المترجم، وانتفع بها، ثم لزم الشيخ عبد الرحمن العمادي، والشيخ عبد اللطيف الجالقي، وأخذ عنهما، وتخرج في الأدب على أبي الطيب الغزي والقاضي عبد الكريم الطاراني، ثم لازم من شيخ الإسلام عبد العزيز بن قرة جلبي، ودرس بدار الحديث الكبرى، وولي النيابات بـ"دمشق:، وكان في حياة جدّي محب الله مرفه البال رغيد العيش مكفي المؤنة زوجه بابنته عمتي، وبنى قصرًا على سوق الرصيف، يشرف على المدرسة الأمينية، وأتقن بناء، وصنع له تاريخًا من نظمه، كتبه على بعض جدرانه، وهو قوله:

منذ أنشا العبد المحبي قصرًا

من نوال المولى الكريم ومنه

قد سما بهجة وحاز بهاء

ورقي رفعة وفاق بيمينه

وهو فرد فزده فردًا وأرخ

قصرنا قد زهى برونق حسنه

ولما مات جدي سائت حاله، واستولى عليه الغم، فسافر إلى "الروم"، وولي قضاء "بعلبك"، ثم قضاء "صيدا"، وما برح الدهر يصدمه ويزعجه إلى أن مات، وفي ذلك يقول:

لولا الأماني إذ أعيش مسلمًا

للنفس في نيل المرام الأبعد

لقضيت من محن الزمان فدأبه

جور الفعال على اللبيب الأمجد

ومن هذا المعنى قول بعضهم:

لولا مواعيد آمال أعيش بها

لمت يا أهل هذا الحى من زمني

وإنما طرف آمالي به مرح .... يجري بوعد الأماني مطلق الرسن

وكانت ولادته في سنة ست عشرة وألف، وتوفِى وهو راجع من "الروم" بمدينة "حمص" في سنة ستين وألف، ودفن بها.

* * *

ص: 335

‌4530 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الجبَّار بن أحمد بن محمد بن جعفر بن أحمد ابن عبد الجبّار بن الفضل بن الربيع بن مسلم ابن عبد الله، أبو منصور، السمعاني، التميمي، المروزى، الإمام

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تففّه عليه فخر القضاة أبو بكر محمد بن الحسين، الأرسابندي، المروزي.

وكان فاضلا، ورعا، متقنا، أحكم اللغة والعربية.

وصنّف فيها التصانيف، وولده أبو المظفَّر منصور بن محمد هو الذى انتقل من

(1)

مذهب أبى حنيفة، وهو مذهب والده أبى منصور إلى مذهب الشافعي

(2)

، وأظهر ذلك في سنة ثمان وستين وأربعمائة.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1354.

ترجمته في دمية القصر (تحقيقى) 2: 269 - 272، والأنساب 7: 138، واللباب 1: 563، والعبر 3: 223، 224، والوافي بالوفيات 3: 214، 215، وتاج التراجم 89، والطبقات السنية برقم 2066، وكشف الظنون 1: 370، وشذرات الذهب 3: 287، والفوائد البهية 173 - 175، وهدية العارفين 2:71.

وفي بعض النسخ: "بن جعفر بن محمد". خطأ، وسقط من الأصل "بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عبد الجبار بن الفضل بن الربيع ابن مسلم" وسيترجمه المؤلف مرة أخرى في الكنى، ويذكر فيها وفاته سنة خمسين وأربعمائة.

(1)

في بعض النسخ: "عن".

(2)

انظر خبر ذلك بتمامه في طبقات الشافعية الكبرى 5: 336 - 341، وبعض الخبر في الأنساب 7: 138، 139.

ص: 336

فاضطرب أهل"مرو" لذلك، فوردت الكتب من جهة بِلكابك

(1)

من "بلخ" بإخراجه من "مرو"، وكان قد برع في مذهب أبي حنيفة، رضى الله عنه.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 173): أرخ الذهبي في الطبقة الرابعة والعشرين من "سير النبلاء" وفاته سنة خمسين وأربعمائة، وهو والد لجدّ أبي سعد عبد الكريم بن محمد ابن منصور بن محمد بن عبد الجبَّار السمعاني، صاحب "كتاب الأنساب"، الذى تنقل عنه في كتابنا هذا كثيرا، وكان محمد بن عبد الجبّار هذا من رؤساء الحنفية، وولده منصور بن محمد بن عبد الجبَّار كان أولا حنفيا، ثم تحوَّل شافعيا، فصار أولاده وأحفاده كلهم شافعية، وقد ترجم الذهبي في الطبقة الخامسة والعشرين من "سير النبلاء" منصور بن محمد، فقال: الإمام العلامة مفتي "خراسان" شيخ الشافعية أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد التميمي السمعاني المروزي الحنفي، ثم الشافعي، قال عبد الغافر الفارسي في "تاريخه": هو وحيد عصره في وقته فضلا وطريقة وزهدا، تفقَّه على أبيه، وصار من فحول المناظرين، وأخذ يطالع كتب الحديث، وحجّ، ورجع، وترك طريقته، التي ناظر عليها ثلاثين سنة، تحوّل شافعيا، وأظهر ذلك سنة ثمان وستين وأربعمائة، فاضطرب أهل "مرو"، وتشوّش العلماء، حتى وردت الكتب من أمير "بلخ" في شأنه، والتشديد عليه، فخرج من "مرو"، ورافقه طائفة من الأصحاب، فصار إلى "طوس"، وقد "نيسابور"، فاستقبله الأصحاب استقبالا عظيما أيام نظام الملك، وأكرموه، ونزل في

(1)

في بعض النسخ: "بلكابل"، ولعل ما في الأصل كذلك، مع إبدال الباء الأولى ميما، وفي بعض النسخ:"بلكامك"، والمثبت في الكامل 10:301.

ص: 337

عز وحشمة، وكان بحرا في الوعظ، حافظا، فظهر له القبول، واستحكم أمره في مذهب الشافعي، ثم عاد إلى "مرو"، ودرس بها، صنف تصانيف، وقال أبو سعد السمعاني: سمعت شهر دار سمعت منصور بن أحمد، وسأله أبي، فقال: سمعت أبا المظفر السمعاني يقول: كنت حنفيا، فحجت، فرأيت رب العزة في المنام، فقال: عد إلينا يا أبا المظفر، فانتبهت، وعلمت أنه يريد مذهب الشافعي، فرجعت إليه. انتهى. ولنسرد ههنا عبارة أبي سعد السمعاني صاحب "الأنساب" المشتملة على ذكر أبيه وجدّه ووالد جدّه وغيرهم، قال: السمعاني بفتح السين المهملة، وفتح العين المهملة، سكون الميم، بينهما في آخره نون، هذه النسبة إلى سمعان، بطن من تميم، وممن انتسب إليه من سلفنا القاضي الإمام أبو منصور محمد ين عبد الجبّار بن أحمد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عبد الجبار بن الفضل بن الربيع بن مسلم بن عبد لله السمعاني المروزي، كان إماما، ورعا، متقنا، أحكم العربية واللغة، وصنف فيهما التصانيف المفيدة، وولداه أبو القاسم على، وأبو المظفَّر المنصور جدّي. أما أبو القاسم فهو على بن محمد ابن عبد الجبار السمعاني، كان فاضلا، عالما، كثير المحفوظ، خرج إلى "كرمان"، وصاهر الوزير بها، ورزق الأولاد، وكان قد سمع مع والده من شيوخه، ولما انتقل أخوه جدنا أبو المظفر من مذهب أبي حنيفة إلى مذهب الشافعي هجره وأظهر الكراهة له. وقال: خالفت مذهب الوالد، فكتب جدّي كتابا إليه، وقال: ما تركت المذهب الذي كان عليه والدي في الأصول، بل انتقلت من مذهب القدرية، فإن أهل "مرو" صاروا في أصول عقائدهم إلى رأي أهل القدر، وصنف كتابا يزيد على عشرين جزء في رد القدرية، وأهداه إليه، فرضى عنه، وطاب قلبه، وابنه أبو العلاء علي بن علي السمعانىِ، أقام عنده مدة يتعلم، ويدرس الفقه، ولما مات والده، فوّض إليه

ص: 338

ما كان إلى والده من المدرسة وغيرها، ورزق أبو العلاءِ الأولاد، وهم بـ "كرمان" ونواحيها إلى الساعة علماء وجدنا أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار إمام عصره بلا مدافعة، وعديم النظير في وقته، ومن طالع تصانيفه وأنصف عرف محلّه من العلم، صنّف التفسير الحسن المليح، الذي استحسنه كل من طالعه، وأملى الحديث في مجالس، وصنَّف التصانيف في الحديث، مثل "منهاج أهل السنة"، و"الانتصار والرد على القدرية" وغيرها، وصنَّف في أصول الفقه "القواطع"، وفي الخلاف "البرهان"، وهو مشتمل على قريب من ألف مسئلة خلافية، والمختصر الذي سار في الآفاق والأقطار، الملقّب بالاصطلام، وفيه علي أبى زيد الدبوسي، وأجاب عن الأسرار، التي جمعها، وكان فقيها، مناظرا، انتقل بـ"الحجاز" إلى مذهب الشافعي، وأخفى ذلك إلى أن وصل إلى "مرو"، وجرى له في الانتقال محن ومخاصمات، وثبت عليه، ونصر ما اختاره، وكانت مجالس وعظه كثيرة النكت والفوائد، سمع الحديث الكثير في صغره وكبره، وكانت ولادته سنة 426 هـ في ذى الحجّة، ووفاته يوم الجمعة، الثالث والعشرين من ربيع الأول سنة 489 هـ بـ "مرو"، ورزق من الأولاد خمسة: أبو بكر محمد والدى، وأبو محمد الحسن، وأبو القاسم أحمد، وابن رابع وبنت، ماتا عقيب موته بمدة يسيرة، فأما والدي أبو بكر محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار كان والده يقول على روؤس الأشهاد في مجلس الإملاء: ابني محمد أعلم مني، وأفضل، تفقّه عليه، وبرع في الفقه، وفاق أقرانه، وشرع في عدة مصنَّفات، ما تم شيء منها، لأنه لم يتمتع بعمره، سافر إلى "الحجاز"، و"العراق"، ورحل إلى "أصبهان" لسماع الحديث، وأدرك الشيوخ والأسانيد العالية، وأملى مائة وأربعين مجلسا في الحديث، من طالعها علم أن أحدا لم يسبقها بمثلها، وكتب إليّ أجازة

ص: 339

بجميع مسموعاته، وكانت ولادته في جمادى الأولى سنة 466 هـ، وتوفي يوم الجمعة، الثالث من صفر سنة 510 هـ، ودفن عند والده، وأما عمي الأكبر أبو محمد الحسن بن أبي المظفر السمعاني كان إماما، زاهدا، عابدا، ورعا، كثير العبادة والتهجّد، تفقه على والده، وسمع منه الحديث، ورحل مع والدي إلى "نيسابور"، وسمع أباه، وجماعة سمعت منه الكثير، وكان يحبّني ويكرمني، وظني أنه ولد بعد ولدي بسنتين، ودخل عليه اللصوص، وخنقوه ليلة الاثنين سنة 431 هـ، وولده ابن عمي أبو منصور محمد بن الحسن، كان إماما، فاضلا، وافر الأدب، له يد باسطة في الشعر، وتوفي بعد والده بسنتين، ليلة عرفة سنة 533 هـ، وعمي الأصغر أستاذي أبو القاسم أحمد ابن منصور، كان إماما فاضلا، مناظرا، واعظا، مليح الوعظ، حسن الشعر، له فضائل جمة، تفقه على والدي، وخلفه بعده فيما كان مفوّضا إليه، وكانت ولادته سنة 487 هـ، وتوفي في الثالث والعشرين من شوال سنة 534 هـ. انتهى كلام أبي سعد السمعاني عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار في كتاب "الأنساب". وهو كتاب مفيد جدا، يدل على تبحر مؤلفه في هذا الفن، وإنه لم يسبق بمثله، وله تصانيف أخر أيضا تدلّ على فضله، كـ"الذيل على تاريخ بغداد" للخطيب، و"تاريخ مرو"، و"الطراز المذهب في آداب الطلب"، و"تحفة المسافر"، و"المناسك"، وغير ذلك، كانت وفاته على ما في "الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل" سنة 562 هـ بـ"مرو".

* * *

ص: 340

‌4531 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الجليل بن أحمد الخواري، أبو عبد الله، الفقيه

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: حصَّل من العلوم ما عجزت عنه المشايخ في حال الشبيبة، وناظر، وحمدت مناظرته في المباحث النظرّية

(1)

، وجاد خاطره في نظم الشعر.

مات سنة عشرين وستمائة بـ"دمشق".

ومن شعره

(2)

:

لاح وهنا بالأبرقين بروق

فاعترى قلبي المشوق خفوق

(3)

طرق الدمع طرفه وله منه

صبوح لا ينقضي وغبوق

انحلته مرض الجفون فما إن

يهتدى نحوه الخيال الطروق

(4)

ريقه رايق السُّلافة والثغر

حباب وخدّه الراووق

حل صدغيه ثم قال أفَرْق

بين هذين قلت فرق دقيق

فأتى بالنطاق ينطق بالفر

ق ولولاه أشكل التفريق

(5)

ومن شعره أيضا

(6)

:

* راجع: الجواهر المضية برقم 1355.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2067، نقلا عن الجواهر.

(1)

في بعض النسخ: "المتطرفة".

(2)

الأبيات في الطبقات السنية.

(3)

سقط من بعض النسخ: "وهنا".

(4)

في بعض النسخ: "أنحل مرضى الجفون".

(5)

في بعض النسخ: "فإني بالتطلق"، والمثبت في بعضها: الطبقات السنية.

(6)

الأبيات في الطبقات السنية.

ص: 341

وقال لي الواشى تبدّى عِذاره

أفقْ ويكَ كم هذا الضلال أما ترا

فقلت له جاوزت في العذل حدّه

وهل ذاك إلا مسك صدغي أثَّرا

(1)

عزيز على مثلى سلوُّ حبيبه

وكم مرة حاولته فنعذّرا.

* * *

‌4532 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الجليل الحسيني، الواسطي، البلكرامي

(2)

، الهندي

*

أديب.

من آثاره: "مختصر المستطرف من كل فن مستظرف"، وسماه "الجزء الأشرف من المستطرف".

ولد سنة 1101 هـ، وتوفي سنة 1185 هـ.

* * *

(1)

في بعض النسخ: "مسك بصدغيه"، والمثبت في بعضها والطبقات السنية.

(2)

"بلكرام" بكسر الموحّدة، وإسكان اللام، وكسر الكاف الفارسية، بعدها ألف وميم، وهي بلدة معروفة من بلاد "أوده"، قريبة من "قنّوج"، نشأ بها كثير من العلماء والمشايخ، كالسيّد غلام علي آزاد، والسيّد مرتضى صاحب "تاج العروس".

* راجع: هدية العارفين 2: 339، والأعلام 7: 56، إيضاح المكنون 1: 361، 2:477.

ص: 342

‌باب من اسمه عبد الحميد، الحليم، الخالق

‌4533 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الحق بن أبي اللطيف، الملقب كمال الدين القدسى

*

ذكره المحبى الحنفى في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: كان فاضلا ظريفًا، رقيق حاشية العشرة، طارحًا للتكلف، خليعا ماجنا، مقبول النادرة.

وكان كثير الأسفار، قلما يقيم ببلده، رحل إلى "القاهرة"، وأقام بها سنين عديدة، واشتغل على علمائها، وبرع، ثم سافر إلى "الروم"، وطلب تدريس المدرسة العثمانية بـ"لقدس"، فوجهت إليه عن الشيخ زكريا المصري، وتصرف بها، وكان ينظم الشعر، وشعره مطبوع جيّد، فمنه قوله من تخميس:

بدا بكأس مدام والدجا حلكا

وعزة النفس أرخت فوقه شبكا

فقلت لما أتى لا يختشى دركا

يا بدر تم غدا قلبي له فلكا

إن كنت أبذل روحي في الهوى فلكا

وسمعت له قصيدة في نهاية الحسن، فلم يعلق في خاطري منها، إلا مطلعها، وهو:

أهدى الزمان إلى الأنام نفيسًا

فالحق أن نهدي إليه نفوسا

* راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 3: 466.

ص: 343

وقد تقدم له ثلاث أبيات في ترجمة السيّد عبد الرحمن بن النقيب في تشبيه القرنفل، وهي في غاية الجودة، وكان اعتراه مرض الفواق، وهو قادم في طريق "الروم" لشدة البرد، ففي ثاني يوم من دخوله البيت المقدس توفي، وكانت وفاته في أواخر ذي العقدة سنة ثلاث وثلاثين وألف، وقد بلغ من العمر ستين سنة.

* * *

‌4534 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الحليم البروسوى، فقيه

*

توفي ببروسة. من آثاره: "جامع الدعاوي والبينات" في الفقه.

توفي سنة 1092 هـ.

* * *

‌4535 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الحميد بن الحسن بن الحسين ابن حمزة، أبو الفتح، الأسمَنْدي

* *

* راجع: معجم المؤلفين 10: 129.

ترجمته في هدية العارفين 2: 298 وإيضاح المكنون 1: 353.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1356.

ترجمته في الأنساب 1: 246، 247، والمنتظم 10: 226، ومعجم البلدان 1: 265، اللباب 1: 47، والوافي بالوفيات 3: 218، 219،=

ص: 344

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو فقيه، فاضل، مناظر، بارع.

قال ابن النجَّار: كان يعرف بالعلاء العالم، من فحول الفقهاء، من أصحاب أبي حنيفة.

وله تعليقة مشهورة في مجلّدات.

ورد "بغداد" حاجا في سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، وصحبته

(1)

الشمس بن الحسام بن البرهان.

وحدّث بها عن عمر بن عبد العزيز ابن مازه البخاري.

تفقّه على السيّد الإمام الأشرف. وصنّف في الخلاف، وأملى التفسير. روى عنه أبو المظفَّر السمعاني.

مولده بـ"سمرقند" سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.

ومات سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، وتنسَّك، وترك المناظرة [واشتغل بالخير]

(2)

إلى أن توفي إلى رحمة الله تعالى.

* * *

= ولسان الميزان 5: 243، 244، والنجوم الزاهرة 5: 379، وتاج التراجم 56، طبقات المفسرين، للسيوطي 107، والطبقات السنية برقم 2068، كشف الظنون 1: 569، 2: 1636، وطبقات المفسرين، للداودى 2: 177، والفوائد البهية 176، وإيضاح المكنون 1: 175، وهدية العارفين 2:92.

وترجمه اللكنوي باسم محمد بن عبد الرشيد، وقال: هكذا وجدته في نسخة الكفوي، فلتراجع نسخة أخرى، ولم أجده في نسخة الكفوى التي بين يدى.

(1)

في بعض النسخ: "وصحبه".

(2)

من بعض النسخ: وفي طبقات المفسرين للداودي، واشتغل بفعل الخير.

ص: 345

‌4536 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله ابن عبد الوارث بن عبدان بن عبد الوارث، أبو سعد، العبداني

*

قال السمعاني: قرأت عليه [نسبه بخطه]

(1)

المعروف بخواهرزاده

(2)

، لأنه ابن أخت القاضي أبي الحسن علي بن الحسين الدهقان.

تفقّه على خاله أبي الحسن المذكور، وأبي الحسن عبد الوهّاب بن محمد الكشاني

(3)

.

وقدم "بغداد" حاجا في سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.

ومات سنة أربع وتسعين وأربعمائة.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1358.

ترجمته في الأنساب 8: 348، 349، والطبقات السنية برقم 2070.

وفي بعض النسخ: "بن أحمد بن محمد بن عبد الله وفيها أبو سعيد"، والعبداني بفتح العين المهملة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفتح الدال المهملة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ريكنج عبد الله، وهي قرية معروفة بمرو على فرسخين منها.

(1)

مكان هذا في بعض النسخ: بياض، ولم يرد هذا في الأنساب.

(2)

كذا ذكر المؤلف ووالده هو المعروف بخواهر زاده، وانظر ما في حاشية صفحة 365 من الجزء الثاني للجواهر، وتصحف العبداني بالعيداني فليصحح، وترجمة والده عبد الحميد بن عبد الرحمن في الأنساب أيضا 8:348.

(3)

في الأنساب "الكسائي"، ولعله تحريف.

ص: 346

قال السمعاني: ولم يكن في عصره من أصحاب أبى حنيفة

(1)

أشدّ عناية بطلب الحديث منه، وتقدّم أبوه عبد الحميد في بابه

(2)

.

* * *

‌4537 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن يعقوب بن إسحاق ابن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن حفص بن غياث ابن معبد بن عبَّاد بن عبد الرحمن

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ولد سنة أربع وعشرين وأربعمائة. تفقّه بـ"بخارى".

وتفقّه عليه حفيده أبو الطيب طاهر بن عثمان، وتقدّم

(3)

.

فقيه فاضل حدّث، وأملى.

وردا "بغداد". حاجا في سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.

قال حفيده أبو الطيب: توفي جدّى في سنة ثلاث وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

(1)

في بعض النسخ: زيادة "أحد"، وليس في الأنساب.

(2)

ترجمته في الجواهر برقم 765.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1357.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2069، نقلا عن الجواهر، وهو البخاري.

(3)

ترجمته في الجواهر برقم 667.

ص: 347

‌4538 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الخالق بن المبارك ابن عيسى بن على بن محمد، عرف بابن الإبَري

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: درس بـ"المستنصرية". كان فقيها، يلقّب بكمال الدين.

مات يوم السبت ثاني شعبان سنة سبع [وستين وستمائة]

(1)

، ويأتي في آخر الكتاب في باب من اشتهر بابن فلان.

* * *

‌4539 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الخالق بن محمد ابن سعيد بن علي القاضي، أبو المؤيّد، الشِّكَاني

* راجع: الجواهر المضية برقم 1360.

ترجمته في المشتبه 4، وتاج التراجم 56، والطبقات السنية برقم 2072.

وفي بعض النسخ "عرف بابن الأثرى" تصحيف، وهكذا ترجمه المؤلف باسم محمد بن عبد الخالق، كذا ترجمه ابن قطلوبغا والتميمي، ولكن المصنف عاد، فترجمه باسم محمد بن محمد بن عبد الخالق برقم 1497 الآتية، وذكره كذلك في الأبناء باسم محمد بن محمد بن عبد الخالق، وترجمه الذهبي باسم محمد بن أبي الفضل بن عبد الخالق.

(1)

في بعض النسخ: "وسبعين وسبعمائة" خطأ.

ص: 348

ووالده عبد الخالق مستملي شمس الأئمة الحلواني، تقدّم

(1)

، وابن أخي عبد الله صاحب "المختار" تقدّم

(2)

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ولد سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.

قال السمعاني: كان قاضي "سمرقند" مدة، وقاضي"كسَّ"

(3)

أكثر من ثلاثين سنة.

وتوفي بـ"كسَّ" سنة اثنتين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 762.

(2)

لم أجده فيما تقدم.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1359.

ترجمته في الأنساب 3: 374، والطبقات السنية برقم 2071، وفي بعض النسخ:"الكشاني". خطأ.

(3)

في النسخ هنا، وفيما يأتي"كش"، والمثبت في الأنساب، والنقل عنه، وكس مدينة تقارب سمرقند، وكش قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان. معجم البلدان 4: 273، 277.

ص: 349

‌باب من اسمه محمد بن عبد الرحمن

‌4540 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن بن أحمد، أبو عبد الله، البخاري، الملقب بالزاهد العلاء

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه على أبي نصر أحمد بن عبد الرحمن الريغذَموني، وحدّث عنه، وتقدّم

(1)

.

قال السمعاني: كان فقيها، فاضلا، مفتيا، مذكّرا، أصوليا، متكلّما. قيل: إنه صنّف في التفسير كتابا أكثر من ألف جزء، وأملى

(2)

في آخر عمره، كتب إليَّ بالإجازة، ولم ألحقه بـ"بخارى"، لأنه توفي ليلة الثاني عشر من

* راجع: الجواهر المضية برقم 1361.

ترجمته في التحبير 2: 153، 154، والوافي بالوفيات 3: 232، وتاج التراجم 56، وطبقات المفسرين للسيوطي 108، وكتائب أعلام الأخيار برقم 305، ورقم 372، والطبقات السنية برقم 2073، كشف الظنون 1: 454، 458، وطبقات المفسرين للداودى 2: 177، والفوائد البهية 175، 176، وهدية العارفين 2:91.

قال اللكنوي بعد أن تبع الكفوى، فذكره مرتين أظنّ هذا هو الذى قبله، ولكن هكذا ذكره الكفوى في موضعين.

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 124.

(2)

في بعض النسخ: "أملاه"، والمثبت في بعضها والتحبير.

ص: 350

جمادى الآخرة سنة ستّ

(1)

وأربعين وخمسمائة، ومحمد بن عبد الرحمن هذا بن مشايخ صاحب "الهداية"، وقد ذكره في "مشيخته"، وقال: أجاز لي رواية جميع ما صحّ من مسموعاته، ومن مستجازاته، ومصنّفاته إجازة مطلقة مشافهة، كتب بخطّ يده، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4541 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن بن أحمد، أبو بكر، النيسابوري، الماوردي، الصوفي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: روى عن أبي العلاء صاعد بن محمد القاضي. روى عنه عبد الغافر

(2)

، وذكره في "السياق"، وقال: شيخ ظريف، حسن الخلق، حنفي المذهب.

مات سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.

* * *

‌4542 - الشيخ العالم الكبير العلامة محمد بن عبد الرحمن بن روح الله

،

(1)

كذا في النسخ، والتحبير، لكن في الوافي "خمس".

* راجع: الجواهر المضية برقم 1362.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2074، نقلا عن الجواهر.

(2)

في بعض النسخ: زيادة "الفارسى".

ص: 351

الحسيني، الكجراتي، ثم البيجابوري*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان من العلماء المتمكنين من الدرس والإفادة.

ولد بمدينة "بيجابور" لأربع ليال بقين من جمادى الأولى، سنة خمس عشرة وألف يوم مات عمّه صبغة الله بن روح الله الشريف البروجي، واشتغل بالعلم على القاضي علي محمد بن أسد الله الكجراتي، ثم البيجابوري، ولازمه ملازمة طويلة، حتى برع، وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون.

ثم سافر إلى "الحجاز"، فحج، وزار، وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد العظيم محمد الحنفي المكّي، ثم رجع إلى "الهند"، ودرس ثلاثين سنة بمدينة "بيجابور".

أخذ عنه الشيخ محمد الزبيرى، وخلق كثير.

مات بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم حين وفد بها للزيارة في آخر عمره بست ليال بقين من شوّال سنة أربع وثمانين وألف، فدفن عند عمّه صبغة الله المذكور، كما في "روضة الأولياء".

* * *

‌4543 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن بن صبر الصُّبَري أبو بكر

، القاضى، البغدادي، الفقيه * *

* راجع: نزهة الخواطر 5: 368، 369.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1364. =

ص: 352

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال السمعاني: أحد من اشتهر بالاعتزال

(1)

.

ولد سنة عشرين وثلاثمائة.

ومات في ذى الحجَّة سنة ثمانين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4544 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن [بن عبد السلام] بن الحسن اللَّمْغاني، أبو عبد الله، الضرير من أهل "باب الطاق

"*

= ترجمته في تاريخ بغداد 2: 321، 322، والأنساب 8: 33، واللباب 2: 49، وميزان الاعتدال 3: 627، ولسان الميزان 5: 255، وتاج التراجم 64، وطبقات المفسرين للسيوطي 102، والطبقات السنية برقم 2078، وطبقات المفسرين للداودي 2: 158، 159.

وترجمه السيوطي، والداودي باسم "محمد بن عبد الله بن جعفر بن الحسين بن الفهم، المعروف بابن صبر"، وترجمه ابن حجر باسم "محمد بن عبد الرحمن بن صبر"، والصبرى نسبة إلى الجد.

(1)

هذه عبارة ابن الأثير، وعبارة السمعاني "أحد أصحاب الرأي، وكان يتولى القضاء بعسكر المهدى، وهو ممن اشتهر بالاعتزال".

* راجع: الجواهر المضية برقم 1365.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2077، نقلا عن الجواهر.

وما بين المعقوفين من ترجمة والده التي في الجواهر برقم 776، وهكذا ورد هنا "الحسن"، ويرد في بعض رجال الأسرة "الحسين".=

ص: 353

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال ابن النجّار: كان فقيها فاضلا على مذهب أبي حنيفة.

تفقّه على والده وعمّه عبد الملك بن عبد السّلام

(1)

.

وسكن "الكوفة" مدّة، يدرس بها.

ثم عاد إلى "بغداد"، وتولى التدريس بها.

ذكر صَدَقة بن الحدّاد في "تاريخه" أنه توفي ليلة الجمعة تاسع عشر شعبان سنة أربع وخمسين وخمسمائة، رحمه الله تعالى، ودفن بمقبرة أبي حنيفة، وكان فقيها جيّدا.

* * *

‌4545 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن بن عبد العظيم الزِّفْتَاوي، عز الدين، الأعرج

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه، وأعاد.

ومات في ثالث عشر شوال سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة بالحسينية خارج "باب النصر"، وتوليتُ إعادة السُّيُوفية مكانه، وهو أول منصب تولّيتُيه، وحضر عندي الشيخ الإمام العلامة تقي الدين السبكى، والشيخ

(1)

ترجمة عمه في الجواهر برقم 870.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1366.

ترجمته في الدرر الكامنة 4: 119، والطبقات السنية برقم 2079.

وفي الطبقات السنية "شمس الدين".

ص: 354

شرف الدين الزواوي

(1)

، والقاضي تاج الدين أبو العباس أحمد بن التركماني، رحمهم الله تعالى.

* * *

‌4546 - الشيخ الفاضل محمد بن أبي الكرم عبد الرحمن بن علوي أبو عبد الله السنجاري، القاضي، المنعوت نور الدين

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: درس بـ"الخاتونية" بـ"دمشق".

ولد بـ"سنجار"، ونشأ بها، وانتقل إلى "الموصل"، ثم إلى "حلب".

وتولى التدريس بها في سنة ثمان وتسعين.

ثم انتقل إلى "دمشق"، وتوجّه في الرسالة من الملك العادل أبي بكر بن أيوب إلى [خِلاط"و "آمد"]

(2)

.

وتولى الحكم بـ "دمشق"، فحكم على مذهب أبي حنيفة سنة سبع عشرة وستمائة.

(1)

في بعض النسخ: "الزفتاوي" خطأ، والصواب في بعضها: وهو عيسى بن مسعود بن منصور الفقيه المالكي، المتوفى سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة. الدرر الكامنة 3: 289، 291.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1367.

ترجمته في ذيل الروضتين 182، والدارس 1: 511، والطبقات السنية برقم 2080.

(2)

في بعض النسخ: "أخلاط وأسد" خطأ.

ص: 355

قال أبو شامة وكان نائبا في الحكم في زمن الجمال المصري قاضي القضاة إلى أن مات بـ "دمشق". سنة ست

(1)

وأربعين وستمائة.

قلت: ومات الجمال المصري سنة اثنتين وعشرين وستمائة، ولما مات دفن في داره، فقال

(2)

:

ما قصَّر المصري في حكمه

إذ صيَّر التربة في داره

فخلَّص الأحياء من وجهه

وخلَّص الأموات من ناره.

* * *

‌4547 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن بن علي، المعروف بشمس الدين بن الصائغ

*

كان تحريرا، متبحَّرا، جامعا للعلوم، ضابطا للفنون.

سمع الحديث بـ "مصر"، و"الشام"، وبرع، ودرس، وأفاد.

وله تصانيف، منها:"التعليقة في المسائل الدقيقة"، و"مجمع الفوائد" سبعة عشر مجلدًا، و"المباني في المعاني"، و"المنهج القويم في فوائد تتعلق بالقرآن العظيم"، و"شرح ألفية ابن مالك" في النحو، و"شرح مشارق الأنوار"، و"شرح البردة"، وغير ذلك. مات سنة 777 هـ.

قال الإمام اللكنوى رحمه الله في "الفوائد"(ص 175): ذكره السيوطي في "البغية"، وقال: قال ابن حجر: ولد سنة 710 هـ، واشتغل بالعلم، وبرع في اللغة والنحو، وأخذ عن الشهاب بن المرحل، وأبي حيان، والفخر الربيعي،

(1)

في بعض النسخ: "ثلاث" خطأ.

(2)

البيتان في الطبقات السنية.

* راجع: الفوائد البهية ص 175.

ص: 356

وسمع الحديث من الدبوسي، وأبي الفتح اليعمري، وكان ملازم للاشتغال، كثير المعاشرة، للرؤساء، كثير الاحتضار، فاضلا، بارعا، حسن النظم والنثر، حسن الأخلاق، ولي قضاء العسكر، وإفتاء دار العدل، ودرس بالجامع الطولوني، وغيره، وله من التصانيف "شرح المشارق" في الحديث، و"شرح الألفية" فى غاية الحسن والجمع والاختصار، و"التذكرة" عدة مجلدات في النحو، و"نتائج الأفكار"، و"الرقم على البردة"، و"الوضع الباهر في رفع أفعل الظاهر"، و"اختراع الفهوم لاجتماع العلوم"، و"روض الأفهام في إفهام الاستفهام"، و"حاشية على مغني ابن هشام"، وصل فيها إلى أثناء الباء، أخذ عنه العلامة عز الدين محمد بن أبي بكر بن جماعة، وروى عن الجمال ظهيرة، وعبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن جماعة، مات في حادى عشر شعبان سنة 776 هـ، وخلف ثروة واسعة. انتهى ملخّصا. وذكره في "حسن المحاضرة" سنة 777 هـ، كما أرّخه الكفوي.

* * *

‌4548 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن بن أبى اللطف المقدسي

*

فقيه.

من آثاره: "الأقوال السنية فيما يتعلق بالأسئلة القدسية"، و"رسالة في عمارة جددت في المسجد الأقصى"، و"الفتاوى الحسنة المحمدية".

توفي سنة 1138 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 10: 150. ترجمته في هدية العارفين 2: 319.

ص: 357

‌4549 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي عاصم بن أحمد البخاري أبو بكر الصفّار، المروزي، الفقيه

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو والد أبي الفتح محمد يأتي

(1)

، وتقدّم جدّه

(2)

عبد الرحمن.

ولد في حدود سنة نيّف وخمسين وأربعمائة بـ "مرو"

(3)

.

سمع بـ "بغداد" الغيلانيات من أبي الحصين، سمع منه أبو سعد، وأثنى عليه.

وقال: ورد "بغداد" حاجا سنة عشرين وخمسمائة.

وتوفي سنة تسع وعشرين وخمسمائة بـ "مرو"، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4550 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد

* راجع: الجواهر المضية برقم 1369.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2086، نقلا عن الجواهر.

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 1399.

(2)

كذا في النسخ، وعبد الرحمن والده، كما ورد في صدر الترجمة، ولم يتقدم عبد الرحمن هذا، وإنما الذي في الجواهر برقم 790، هو عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن رضوان، أبو محمد، البخاري.

(3)

سقط من بعض النسخ: "ومكانه فيها ثم".

ص: 358

بن حَفَّاظ، -بفتح الحاء، وتشديد الفاء-

أبو عبد الله السُّلَمي، الدمشقى، الفقيه، الأديب، بدر الدين *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو عرف بابن الفُوَيره

بكسر الراء المهملة، واشتهر بين الناس بفتح الراء.

كذا قاله لي شيخنا قطب الدين، وذكر أنه توفي بـ "دمشق" بعد السبعين وستمائة.

وقال الذهبي: توفي سنة خمس وسبعين، ورأيت بخطّ الحافظ الدِّمْياطي في "مشيخته".

توفي ليلة الجمعة فجاءة، منتصف ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وستمائة.

[وقد بلغ ثلاثا وستين سنة]

(1)

.

وولده يحيى يأتي في بابه

(2)

، وابن ابنه محمد بن يحيى يأتي

(3)

.

بيت علماء فضلاء.

تفقّه على الصدر سليمان، روى عنه الحافظ الدمياطي، وذكره في "معجم شيوخه"، ودرّس، وأفتى، وناظر.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1368.

ترجمته في العبر 5: 306، والنجوم الزاهرة 7: 253، 254، والطبقات السنية برقم 2085.

وفي بعض النسخ: "عرف بابن الفريرة". تحريف.

(1)

سقط من بعض النسخ، وفي بعضها:"وقد بلغ ثلاثا وسبعين سنة".

(2)

في الجواهر برقم 1805.

(3)

في بعض النسخ: زيادة "في بابه"، وهو في الجواهر برقم 1570.

ص: 359

وله شعر، له في أرمد على عينيه شعرية

(1)

.

لا تحسبوا عين الحبيب قد اختفت

عنا لمنقصة تشين ولا ضرر

(2)

لكنها سفكت دمي بنصالها

فتسترت خوف القصاص عن النظر

وأنبأنيه الدمياطي عنه

(3)

.

وأنبأني أيضا

(4)

عنه:

ألا رُبّ غصن أثمرَ البدرَ طالعا

وأورق ليلا من عذاريه ألْيَلا

(5)

محياه روض نرجس اللحظ زهره

وقد سأل فيه عارض الخد جدولا

(6)

وأنبأني الحافظ الدمياطي أيضا عنه لنفسه، وقال: هو من المعاني الغريبة:

(7)

كانت دموعي حمرا قبل بينهم

فمذْ نأوا قصرتهم بعدهم حُرَقي

(8)

قطفتُ باللحظ وردا من خدودهم

فاستقطر البين ماء الورد من حدقي

(9)

.

* * *

(1)

البيتان في الطبقات السنية.

(2)

في بعض النسخ: "لمنقصة بشين أو ضرر".

(3)

من هنا إلى آخر الترجمة سقط من بعض النسخ.

(4)

البيتان في الطبقات السنية.

(5)

في بعض النسخ: "ألا رب غصن ألمع البدر طالعا".

(6)

في بعض النسخ: "مجناه روض" تحريف وتصحيف.

(7)

البيتان في النجوم الزاهرة 7: 254، والطبقات السنية.

(8)

في بعض النسخ: "كانت دموعى بيضا

فمذ نأوا حمرتها بعد هم حرقي"،

وفي النجوم، والطبقات السنية "فمذ نأوا قصرتها لوعة الحرق".

(9)

في بعض النسخ: "قطعت باللحظ" تحريف.

ص: 360

‌4551 - الشيخ الفاضل المولى مُحَمَّد بن عبد الرَّحمَن بن مُحَمَّد بن عمر الحْلَبِي

*

ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: قَرَأَ على عُلَمَاء عصره، ثمَّ وصل إلى خدمَة المولى الفَاضِل مصلح الدّين، الشهير بِابْن البَرمَكِي، ثمَّ وصل إلى خدمَة الْمولى الْفَاضِل الْمُفْتِي شمس الدّين أحْمَد باشا ابْن الْمولى خضر بك.

ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة ديمه توقه، ثمَّ صَار قَاضِيا بعدة من الْبِلَاد.

وَمَات قَاضِيا بـ "كفه "كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى صَاحب فضل وذكاء، وَتَحْقِيق وتدقيق، وَقد كَانَ مشتهرا بَين أقرانه بِالْفَضْلِ، وَكَانَ لَهُ مُشَاركَة فِي الْعُلُوم كلهَا، وَقد اختَار التجرّد، وَلم يتَزَوَّج، وَكَانَت عِنْده كتب نفيسة، يطالعها لَيْلًا وَنَهَارًا.

وَكَانَ مشتغلا بِنَفسِهِ، معرضًا عَن أبناء الزَّمَان، وَكَانَ سليم الطَّبْع، حَلِيم النَّفس، وقورا صبورا، متواضعا، متخشعا، قنوعا بِمِا فِي يَده، وَقد بنى دَار التَّعْلِيم بِمَدِينَة "قسطنطينية"، ووقف جَمِيع مَا عِنْده من الْكتب فِي الْمدَارِس الثمان. نوّر الله تَعَالَى قَبره، وضاعف أجره.

* * *

‌4552 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 280، 281.

ص: 361

محمود السمرقندي، السنجاري *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: مولده بها سنة خمس وسبعين وستمائة.

خرج من بلده "سنجار"، وأقام بـ "ماردين" ودرّس الفقه، [وصنّف، وأفتى]

(1)

بها.

له تصنيف "عمدة الطالب لمعرفة المذاهب"، وذكر في الكتاب خلاف العلماء، وخلاف أحمد، وداود، وأهل الشيعة، وله شعر، ذكره في آخر هذا الكتاب

(2)

:

فتم كتاب قد حوى لمذاهب

وما حويت من قبله بكتاب

حوى فقه نعمان ويعقوب بعد

محمد مع أصحابهم خير أصحاب

كذا زفر والشافعى ومالك

وما اختلفوا فيه بكل جواب

وأحمد مع داود مع أهل شيعة

حباهم إله الناس كل ثواب

مات بـ "ماردين" في شهر

(3)

رمضان سنة إحدى وعشرين وسبعمائة، رحمه الله.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 175): السنجاري نسبة إلى "سِنْجار" بكسر السين المهملة، وسكون النون، مدينة بـ "الجزيرة"،

* راجع: الجواهر المضية برقم 1370.

ترجمته في تاج التراجم 56، 57، وكتائب أعلام الأخيار برقم 533، والطبقات السنية برقم 2088، كشف الظنون 2: 1168، والفوائد البهية 175.

(1)

من بعض النسخ.

(2)

الأبيات في الطبقات السنية.

(3)

من بعض النسخ.

ص: 362

سميت باسم بانيها سنجار بن مالك، هو أخو آمد، الذي بنى "آمد"، كذا قال السمعاني، ولا أدرى وجه انتساب صاحب الترجمة هل هو إليها أم إلى غيرها.

* * *

‌4553 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن بن محمد الملقب شمس الدين، الحموي، اشتهر والده بالمكي نزيل "مصر

"*

ذكره المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: كان إمامًا عالمًا بالفقه والتفسير والحديث والقراءات والأصول والنحو، كثير الاستحضار للأحاديث النبوية، خصوصًا المتعلقة بالأوراد والفضائل، أديبًا ذكيًا، فصيحًا صالحًا، ورعا متواضعًا، طارحا للتكلف، متصوفًا، كثير المروءة، عظيم البر، خصوصًا لأقاربه، كثير الزيارة والموافاة لأصحابه، حسن الصوت بالقراءة، صادق اللهجة والمحبة والنصح.

وكان مع ذلك كثر الانبساط، حلو النادرة، وفيه دعابة زائدة، وبالجملة فهو من كملة الرجال.

أخذ عن النور الزيادي، والشمس محمد الخفاجي، والشيخ محمد الوسيمي، والصفي العزي، والشيخ طه المالكي، والشمس محمد الدمراوي،

* راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 3: 472، 473، ومعجم المؤلفين 10:151.

ترجمته في وهدية العارفين 2: 267، وإيضاح المكنون 1:173.

ص: 363

والسراج ابن الجائي، وأبي النجا السنهوري، والشهاب أحمد بن خليل السبكي، وقرأ بالروايات على شحادة اليمني المقري.

وأخذ علوم العربية عن أبي بكر الشنواني، واشتغل بالفقه على علامة عصره علي بن غانم المقدسي وغيرهم، وفاق أهل زمانه في الفضل، وذكره عبد البر الفيومى في "المنتزه"، فقال في وصفه: عالم نشر ألوية فضله الزهية، فتلقاها باليمين كل فاضل رام دقائق العربية، رقيق الطباع، دقيق الفكر بلا دفاع، علمه متين، وعقله رصين، وأدبه باهر، وشعره زاهر.

لزمت درسه، وشهدت فضله، وأنسه وألف، وصنّف، وزيّن الأوراق، ورصف، فحشى "المغني" بحاشية لكل طالب تغني، وله كتابات آخر، منها: حاشية على "شرح القواعد الهشامية" للشيخ خالد، اختصرها من حاشية شيخه الشنواني، وله بديعية، مطلعها

أوجوه غيد أم حسان ربوع

عيون رام تزيد ولوعي

أم نشر زهر ضاع فامتلأ الربى

عطرًا عبيرًا أم رياض ربيع

والماء قد صقل النسيم متونه

أم في جداوله متون دروع

والطل قد زان الشقيق بلؤلؤ

أم وجنة مطلولة بدموع

والقضيب من لطف النسيم تمايلت

خجلًا فأبدت ذلتي وخضوعي

والبدر أشرق في ثنيات الدجا

سحرًا وبرد الليل في توشيع

سفر اللثام فلاح في وجناته

ورد الخدود فحار فيه بديعي

ساجى اللواعظ فاتك بجفونه

ذو خبرة في صنعة التقطيع

ما تم مسك عذاره في خده

إلا ليظهر عذر كل خليع

والثغر قد حاز العذيب وبارقا

وجواهرًا للدر غير مضيع

يا قلب خل هوى الحسان وخلني

من ذكر أحباب وذكر ربوع

وأقطع أقاويل الوشاة فقطعها

سبب لوصلة حبلنا المقطوع

ص: 364

واجنح إلى ظل الجناب المرتجي

قاضى القضاة الأمجد المرفوع

يحيى الذي يحيى الوجود بجوده

سحت يداه بسيحها المهموع

يعطي مؤمله بغير شفاعة

ما رامه من نائل مشفوع

مذ شاع في مصر السعادة عدله

دامت له الأحكام بالتوقيع

حلف الزمان ليأتين بمثله

حنثت يمين حديثه الموضوع

كفر يمينك يا زمان ولا تعد

ليس الشريف الجد مثل وضيع

ومنها:

يا من رجوت وقد آمنت بجاهه

من كل خطب للزمان فظيع

ووضعت عن كتفي السؤال لغيره

والموت أطيب من سؤال وضيع

ورجوته بالشعر لما خصني

منه جميل اللطف عم جميعي

اسمع بمذهبها البديع وهاكها

تختال بالتهذيب والترصيع

قصرت خطاها عن سواك وأقبلت

تمشي إلى علياك مشي سريع

فاقبل وزدني في العطا ما غربت

شمس النهار وأشرقت بطلوع

لا زلت ممدوح الخصال جميعها

ما نار وجد أضرمت بضلوع

وكانت وفاته بـ "مصر" يوم الأحد، تاسع عشر شوال سنة سبع عشرة بعد الألف.

قال العلامة عمر رضا كحالة: من تآليفه: "حاشية على شرح قواعد الإعراب" لابن هشام، و"حاشية على مغني اللبيب"، وكلاهما في النحو، و"البديعية"، و"المناهج الذهبية والمباهج الرضية"، وله شعر.

* * *

ص: 365

‌باب من اسمه محمد بن عبد الرحمن فقط

‌4554 - الشيخ الفاضل العلامة المحدّث أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الأحمدي آبادى، الكجراتي

*

دكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء العاملين، وعباد الله الصالحين.

كان حيا في حدود سنة 1142 هـ.

رأيت خطّه على ظهر كتاب "الجمع بين رجال الصحيحين" للمقدسي.

وكان استكتبه لنفسه، وهو يدلّ على شدّة اشتغاله بالحديث ورجاله. والله أعلم.

* * *

‌4555 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن الإمام شرف الدين

* *

* راجع: نزهة الخواطر 6: 269.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1371.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2098، نقلا عن الجواهر.

ص: 366

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: مات في سلخ شوال سنة عشر

(1)

وستمائة.

ودفن بـ"مقبرة الصدور"، له مدرسة وخانقاه.

* * *

‌4556 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن البتروني، الحلبي (أبو اليمن)

*

فقيه.

تولى إفتاء الحنفية في "حلب".

من آثاره: "الفجر الطالع في ذكر السيف القاطع".

توفي سنة 1046 هـ.

* * *

‌4557 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن المفسّر، البخاري، الزاهد

* *

(1)

في بعض النسخ: "عشرين".

* راجع: معجم المؤلفين 9: 136.

ترجمته في فهرس الأزهرية 6: 382.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1372

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2090، نقلا عن الجواهر.

ولعلّ المترجم هو ما في الجواهر برقم 1361.

ص: 367

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو علاء الدين صاحب "التفسير الكبير"،

تففّه عليه العَقيلي.

* * *

‌4558 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن الخليجي، مقرئ

*

تولى وكالة مقارئ "الإسكندرية".

من آثاره: "حل المشكلات"، و"توضيح التحريرات في القراءات العشر"، فرغ من تأليفه سنة 1333 هـ.

كان حيا 1333 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 10: 140.

ترجمته في فهرس التيمورية 1: 279.

ص: 368

‌باب من اسمه محمد بن عبد الرحيم

‌4559 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحيم بن أحمد بن عروة الفقيه، أبو جعفر بن أبي الحسن

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه على والده أبي الحسن عبد الرحيم، وتقدّم

(1)

،

ثم خرج إلى "مرو"، وتفقّه بها، وحصَّل الخلاف، وعاد إلى "نيسابور"، واستملى على قاضي القضاة شيخ الإسلام شمس الحرمين أبي سعيد محمد بن أحمد

(2)

بن صاعد في مجالس إملائه.

ومات سنة تسع عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4560 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحيم بن يعقوب بن

* راجع: الجواهر المضية برقم 1373.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2091، نقلا عن الجواهر.

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 798.

(2)

أي ابن محمد بن صاعد، ترجمته في الجواهر برقم 1196.

ص: 369

أبي يوسف اللارَجاني، أبو عبد الله من أهل "همذان"*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كان يذكر أنه من ولد أبي يوسف القاضي، و"اللارجان". من نواحى "الري"،

قدم "بغداد"، وسكن بـ "رباط المأمونية"، وسمع معنا

(1)

الحديث من جماعة. وكانت له معرفة باللغة والأدب.

وكان قد سافر إلى "خراسان"، ودخل

(2)

بلاد "ما وراء النهر"، ولقي هناك الأئمة والفضلاء، وعلّقت عنه

(3)

شيئا يسيرا في

(4)

المذاكرة.

وكان كيّسا، حسن الأخلاق، متودّدا إلى الناس.

بلغني أن مولد أبي عبد الله اللارجاني بـ"همذان " سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1374.

ترجمته في إنباه الرواة 3: 167، 168، والتكملة لوفيات النقلة 3: 24، وطبقات النحاة واللغويين 164، والطبقات السنية برقم 2092.

وفي بعض النسخ: "الأرجاني"، ومثله في الإنباه، وطبقات النحاة واللغويين، والطبقات السنية، والصواب في بعضها والتكملة.

وضبط المصنف اللارجاني في الأنساب بتشديد اللام، وفتح الراء، والجيم، وتبع في هذا المنذري، وضبط ياقوت الراء بالسكون. معجم البلدان 4:340.

(1)

هذا كلام ابن النجَّار كما سيأتي.

(2)

في بعض النسخ: "ورحل إلى".

(3)

في بعض النسخ: "عليه".

(4)

سقط من بعض النسخ.

ص: 370

وتوفي بـ "تَكريت"، وكان متوجّها إلى "بغداد" في يوم الأربعاء التاسع والعشرين من جمادى الأولى سنة خمس وستمائة،

(1)

ودفن بها عند المشهد، ذكره ابن النجَّار.

* * *

‌باب من اسمه محمد بن عبد الرزاق

‌4561 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرزاق بن عبد الله بن إسحاق، أبو المناقب، الواعظ، الأعرج من أهل "ساوة

" *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كان قاضيا، وكان شافعي المذهب، وطلب الجاه عند خواص السلطان محمود

(2)

، فتمذهب لأبي حنيفة.

(1)

كذا في كل مصادر الترجمة عدا طبقات النحاة واللغويين تسع وسبعين وخمسمائة، وهو خطأ لأن مولده سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، كما سبق.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1375.

ترجمته في الوافي بالوفيات 3: 250، 251، والطبقات السنية برقم 2093. وهو الساوي.

(2)

في الوافي "مسعود"، وكانت وفاة السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه السجلوقي سنة خمس وعشرين وخمسمائة. انظر تاريخ دولة =

ص: 371

وكان واعظا، مليح الوعظ، فصيح العبارة.

قدم "بغداد" في سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وعقد بها مجلس الوعظ بجامع القصر.

وظهر له القبول التام، وكان له شعر حسن، روي عنه

(1)

شيئا بـ"بغداد".

قال ابن النجَّار: أخبرنا

(2)

أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب الأصبهاني في كتابه إلينا، ونقلته من خطّه، أنشدنا محمد بن عبد الرزاق الساوي قاضيها لنفسه

(3)

:

تنبّه لنوم الدهر قبل انتباهه

فقد نام عنا البرد وانتبه الورد

(4)

فلا تدعنَّ الأُنس يوما إلى غد

فإنك لا تدري بماذا غدا يغدو

قرأت في "كتاب التاريخ" لصدقة بن الحدَّاد الففيه، قال سنة إحدى وستين وخمسمائة في محرّم وصل الخبر بأن قاضي "ساوة"، مات بـ "الموصل"، رحمه الله تعالى.

* * *

= آل سلجوق 140، وكان جلوس مسعود أخيه سنة ثمان وعشرين وخمسمائة. المصدر السابق 158.

(1)

أي العماد الأصفهاني، كما سيأتي.

(2)

في بعض النسخ: "أنبأ".

(3)

البيتان في الوافي بالوفيات 3: 251، والطبقات السنية.

(4)

في بعض النسخ: "نوم الدهر"، وفي بعضها "قوم الدهر"، والمثبت في الوافي، والطبقات السنية.

ص: 372

‌4562 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرزاق، أبو الفضل، الماخُوَاني

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو أستاذ محمد بن محمد بن يوسف

(1)

.

به انتفع، وعليه تخرّج

(2)

.

* * *

‌4563 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرشيد بن الحسن بن الحسين علاء الدين، أبو حامد، السمرقندي الأسمندي

* *

نسبته إلى "أسمند" بضم الهمزة، وسكون السين المهملة، وسكون النون، في آخره دال مهملة، قرية من قرى "سمرقند".

* راجع: الجواهر المضية برقم 1376.

ترجمته في الأنساب 499، وطبقات الشافعية الكبرى 4: 177، 178، والطبقات السنية برقم 2094، وطبقات ابن هداية الله 167، 168.

والمترجم شافعي، وقد ذكر السمعاني أنه متبحر في مذهب الشافعي.

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 1513.

(2)

ذكر السمعاني أن الماخواني توفي سنة نيف وتسعين وأربعمائة، وذكر السبكي أن وفاته سنة ست وتسعين وأربعمائة، وفي طبقات ابن هداية اللى سنة سبع وستين وأربعمائة، ولعله تحريف عن "وتسعين".

* * راجع: الفوائد البهية ص 176.

ص: 373

كان من فحول الفقهاء، تفقّه على السيّد أشرف.

له تعليقة مشهورة في مجلّدات، وصنّف في الخلاف والتفسير.

مات بعد ما تنسّك سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.

وأخذ عن أبي المظفّر جمال الإسلام أسعد الكرابيسي، مصنّف "الفروق"، وشيخ الإسلام نظام الدين عمر بن صاحب "الهداية".

قال الإمام اللكوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 176): هكذا وجدته في نسخة الكفوى، فلتراجع نسخة أخرى، فإن الذى في "الأنساب" بعد ذكر أنا "إسمند" قرية من قرى "سمرقند"، منها أبو الفتح محمد بن عبد الحميد بن الحسين بن الحسن بن حمزة، ويعرف بالعلاء العالم، كان فقيها، فاضلا، مناظرا، تفقه على أشرف العلوي، وصنف تصنيفا في الخلاف. انتهى. وكذا ذكره الكفوي أنه محمد بن عبد الحميد في ترجمة الأشرف، كما مرَّ ذكره، ثم إنه أرخ وفاته سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وأرخه صاحب "الكشف" سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، وكذا أرخه القارئ حيث قال محمد بن عبد الحميد الأسمندي السمرقندي، يعرف بالعلاء العالم، له تعليقة في مجلدات، وصنف في الخلاف، وأملى التفسير. مات سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة بعد أن تنسك، وترك المناظرة، قيل: وله قطعة من "شرح المنظومة"، وله "بذل النظر" مجلد في أصول الفقه، و"الهداية في أصول الاعتقاد". انتهى.

* * *

ص: 374

‌باب من اسمه محمد بن عبد الستار

‌4564 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الستار بن محمد العمادي، الكردري نسبة إلى الجدّ المنتسب إليه -البَرَاتقيني

- *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: من أهل "بَرَاتقين" قصبة من قصبات "كردر"، من أعمال "جرجانية خوارزم"،

المنعوت شمس الدين، كنيته أبو الوجد.

كان أستاذ الأئمة على الإطلاق، والموفود إليه من الآفاق.

قرأ بـ "خوارزم" على الشيخ برهان الدين ناصر بن أبي المكارم عبد السيّد بن علي المطرزي صاحب "المغرب".

* راجع: الجواهر المضية برقم 1377.

ترجمته في الوافي بالوفيات 3: 254، وتاج التراجم 64، والنجوم الزاهرة 6: 351، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده صفحة 107، وكتائب أعلام الأخيار برقم 418، والطبقات السنية برقم 2095، والفوائد البهية 176، 177، وهدية العارفين 2:122.

في بعض النسخ: "البرانيقي"، وقد ضبطه الصفدي بالعبارة، فقال بالباء الموحَّدة، وبعد الراء ألف، بعدها تاء مثناة ثالثة الحروف، وقاف بعدها، ياء آخر الحروف ونون.

ص: 375

ثم رحل إلى "ما وراء النهر"، وتفقّه بـ "سمرقند" على شيخ الإسلام برهان الدين أبي الحسن على بن أبي بكر بن عبد الجليل المرغيناني، صاحب "الهداية"، والشيخ مجد الدين المِهَاد السمرقندي المعروف بإمام زاذ

(1)

.

وسمع الحديث منهما، وتفقّه بـ "بخارى" على العلامة بدر الدين عمر بن عبد الكريم الورسكي، والشيخ شرف الدين أبي محمد عمر العقيلي، والقاضي عماد الدين أبي العلا عمر بن

(2)

بكر بن محمد الزرنجري

(3)

، والزاهد زين الدين أبي القاسم أحمد بن محمد [بن عمر]

(4)

العتّابي، والشيخ نور الدين أبي محمد [أحمد]

(5)

بن محمود الصابوني البخاريين، والإمام فخر الدين أبي المحاسن الحسن بن منصور قاضي خان، والشيخ قطب الدين أبي الفتح محمد بن محمد بن عثمان السرخسي، والشيخ عماد الدين أبي المحامد محمود ابن أحمد بن [أبي]

(6)

الحسن الفارَيَانيّ، والشيخ شمس الدين أبي الفضل إسماعيل بن محمد بن سليمان السِّلَفي، وغيرهم.

وسمع التفسير والحديث منهم، وبرع في معرفة المذاهب

(7)

، وأحيى [علم أصول الفقه]

(8)

بعد اندثاره من زمن القاضي أبي زيد الدبوسي، وشمس الأئمة السرخسي.

(1)

وفي بعض النسخ: "زاده"، وفي بعضها "زاد"، والمثبت من الألقاب، وقيّده المؤلف هناك بالزاي، والذال المعجمتين.

(2)

في بعض النسخ: زيادة "أبي" خطأ، وترجمته في الجواهر برقم 1042.

(3)

في بعض النسخ: "الزمخشري" خطأ.

(4)

من بعض النسخ، وترجمته في الجواهر برقم 222.

(5)

من بعض النسخ: وترجمته في الجواهر برقم 251.

(6)

تكملة من ترجمته في الجواهر برقم 1608.

(7)

في بعض النسخ: "المذهب".

(8)

في بعض النسخ: "علم الأصول والفقه".

ص: 376

تفقّه عليه خلق كثير، منهم: العلامة بدر الدين محمد بن محمود بن عبد الكريم الكردري عرف بخواهر زاده، وهو ابن أخته، وشيخ الشيوخ سيف الدين أبو المعالي سعيد بن المطهر بن سعيد الباخرزي، والشيخ سراج الدين محمد بن أحمد القرنبي

(1)

، والشيخ سراج الدين محمد ابن أحمد بن محمد الزاهدي

(2)

، والشيخ حميد الدين علي بن محمد بن علي الرامشي الضرير، والإمام حافظ الدين

(3)

أبو الفضل محمد بن محمد بن نصر

(4)

.

مات بـ "بخارى" يوم الجمعة تاسع محرّم سنة اثنتين وأربعين وستمائة، ودفن بـ "سَبُذْمُون" عند قبر الأستاذ أبي محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب السبذموني على نصف فرسخ من البلد.

وكان مولده بـ "براتقين" في ثامن عشر ذي القعدة سنة تسع وخمسين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 177): رأيت له رسالة في الرد على "منخول الإمام الغزالي"، المشتمل على التشنيع القبيح على الإمام

(1)

في بعض النسخ: "القرني"، وفي بعضها:"القرشي"، والمثبت في بعضها دون نقط، وترجمته في الجواهر برقم 1197، وما بعد هذه الكلمة إلى آخر قوله: الرامشي سقط من بعض النسخ.

(2)

كذا جاء في بعض النسخ، والزاهدي هذا هو القرنبي، ولعلّ المؤلّف ظنّهما رجلين مختلفين.

(3)

في بعض النسخ: زيادة "الكبير".

(4)

بعد هذا في بعض النسخ: زيادة "البخاري ومحمد المايمرغي وغيرهم"، ومحمد المايمرغي المترجم في الجواهر برقم 1204، ولد سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، أي قبل مولد الكردري بسبعة عشر ومائة سنة، فكيف يكون تلميذه.

ص: 377

أبي حنيفة، أولها: الحمد لله رب العالمين. إلخ. رتبها على ستة فصول، وتعقّب فيها على الغزالي قولا قولا، وذكر فيها مناقب أبي حنيفة، وهي رسالة نفيسة حسنة جدا، مشتملة على أبحاث شريفة، إلا أنه بسط الكلام في بعض مواضعها بالشناعة على الإمام الشافعي وأتباعه، لكنه بالنسبة إلى تشنيع الغزالي على أبي حنيفة قليل جدا، ووجدت على ظهر نسخة منها بخط بعض الثقات ترجمته بهذه العبارة: الشيخ الإمام العلامة الهمام المحقّق المدقّق محمد بن محمد بن عبد الستّار الكردري العمادي، كنيته أبو الوجد، ولقبه شمس الأئمة، ولد ثامن عشر ذي القعدة سنة 559 هـ، ومات سنة 642 هـ تاسع المحرّم، وكان بارعا في معرفة المذهب، وأحيى علم أصول الفقه بعد اندراسه، تفقه عليه خلق كثير. انتهت. وفيه مخالفة لما ذكره الكفوي في اسمه وسنة ولادته، ثم راجعت "النهاية شرح الهداية" للسغناقي، و "فتح القدير""حاشية الهداية" لابن الهمام، و "البناية شرح الهداية" للعيني، فرأيت أنهم سموه في ديباجة كتبهم عند ذكر أسانيدهم إلى صاحب "الهداية" بمحمد بن عبد الستّار بن محمد الكردري كما ذكره الكفوي، فليكن هو المعتمد.

* * *

‌باب من اسمه محمد بن عبد السلام

‌4565 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد السَّلام بن إسماعيل بن

ص: 378

عبد الرحمن، أبو المظفَّر بن أبي محمد *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو اللَّمْغاني الأصل، البغدادي، الفقيه.

و "لمغان" مواضع من جبال "غزنة"، أخو عبد الرحمن، وعبد الملك، وقد تقدّما

(1)

. وذكرهم الثلاثة الحافظ الدمياطي في "مشيخته".

* * *

‌4566 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الظاهر بن حسين بن محمود، أبو عبد الله، عرف بابن الشرف

* *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه، ودرّس، وأعاد، وحصّل.

مولده مستهلّ ذي الحجة سنة ثمان وستين وستمائة.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1378.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2096.

(1)

الأول في الجواهر برقم 775، والثاني برقم 869، وكانت وفاتهما قبل الخمسين وستمائة.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1379.

ترجمته في الدرر الكامنة 4: 134، والطبقات السنية برقم 2097.

وفي بعض النسخ، والطبقات السنية "محمد بن عبد الطاهر".

ص: 379

مات ليلة الخميس حادى عشر شهر

(1)

رمضان سنة سبع وخمسين وسبعمائة بـ "السيوفية"، ودفن من يومه بـ "القَرَافة الصغرى"

(2)

، رحمه الله تعالى.

* * *

‌باب من اسمه محمد بن عبد العزيز

‌4567 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد العال، المصري (أمين الدين)

*

فقيه. من آثاره: "فتاوى"، جمعها تلميذه إبراهيم بن سليمان العادلي، وسماها "العقد النفيس فيما يحتاج إليه للفتوى والتدريس".

* * *

‌4568 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد العزيز بن سِوَار بن صلاح

(1)

وفي بعض النسخ.

(2)

سقط من بعض النسخ.

* راجع: معجم المؤلفين 10: 173.

ترجمته في كشف الظنون 1153، 1221.

ص: 380

أخو إسماعيل بن عبد العزيز *

تقدّم

(1)

. ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"،

وقال: أنبأني الحافظ عبد المؤمن الدمياطي، ونقلته من خطّه، أخبرني -يعنى إسماعيل بن عبد العزيز- أن أخاه محمدا نزل "البصرة"، وهو مدرّس الفقهاء الحنفية بها

(2)

.

* * *

‌4569 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد القَنْطري

* *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو أبو عمرو، الفقيه، المروزي.

ذكره في "السياق"، وقال: فاضل قدم "نيسابور" مع القاضي علي النسفي، وروى الحديث، وخرج إلى "ما وراء النهر"، وحدّث بـ "بخارى"، أنبأنا عنه أبو القاسم بن أبي محمد بن أبي نصر الواعظ.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1380.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2098، نقلا عن الجواهر.

وهو البصروي، كما ورد في ترجمة أخيه.

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 341.

(2)

سقط من بعض النسخ.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1381.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2099، نقلا عن الجواهر.

ص: 381

‌4570 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عمر ابن عبد العزيز بن عمر البخاري وعمر هذا لقبه مازه

*

* راجع: الجواهر المضية برقم 1382.

ترجمته في الكامل 12: 257، 258، ومرآة الزمان 8: 529، وكتائب أعلام الأخيار برقم 447، والطبقات السنية برقم 2100، والفوائد البهية 177، 178، وهدية العارفين 2:107.

وقد ذكره ابن الأثير باسم محمد بن أحمد بن عبد العزيز، وتبعه على هذا اللكنوي، وذكر أنه ينقل ذلك عن الكفوي أيضا، ولكن ما في النسخة التي بين يدي من الكتائب فيها محمد بن عبد العزيز، وانظر ما قاله اللكنوي في نسبه، واستدراكه على الكفوي في الفوائد، ولم يذكر أحد ممن ترجم له وفاته، وفي هدية العارفين أنه توفي بعد سنة ثلاث وستمائة، وهذا مبني على تاريخ سنة حجه، وهو ما سيذكره المؤلّف فيما بعد، وقد قتل برهان الدين محمد صدر جهان في أواخر سنة ست عشرة وستمائة، ففى سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي 94، أن تركان خاتون خرجت عن خوارزم في أواخر سنة ست عشرة وستمائة وأمرت بقتل من كان بخوارزم من الملوك الأسارى وأبناء الملوك من ذوى المراتب المنيفة، وكان منهم برهان الدين محمد صدر جهان.

وانظر ما يأتي في الألقاب "الصدر جهان"، وما يأتي في ترجمة جلال الدين محمد بن محمد بن محمد الرومي برقم 1518، وقد ورد عقب ذكر اسم المترجم في بعض النسخ زيادة، وعمر الجد الأعلى يعرف بمازه، وأولاده كل واحد منهم مذكور في بابه، وهذه الزيادة تكرار للكلام التالي.

ص: 382

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: وأولاده يعرفون ببني مازه.

ومحمد هذا يعرف بصدر جهان، وجهان فارسي، ومعناه بالعربية الدنيا، من بيت كبير، وجدّه محمد بن عمر بن عبد العزيز أحد أئمتهم يأتي

(1)

.

وله تعليق في الخلاف.

ومحمد بن عبد العزيز هذا قدم "بغداد" حاجّا في سنة ثلاث وستمائة، وكان معه جماعة من الفقهاء أهل بلده، فتلقّاه موكب

(2)

عظيم من الديوان والحُجَاب والوزراء والأمراء والأعيان، وأنزلوه في دار على نهر عيسي، وحملت إليه الضيافات، وحجَّ، وعاد، وخلع عليه، وعلى ولده.

وتوجّه إلى بلده في سنة أربع وستمائة.

وعندما خرج من "بغداد" إلى بلده

(3)

خرج الناس خلفه يسبّونه، فإن غلمانه كانوا يسبقونه

(4)

في المناهل، ويمنعون الحجّاج من الماء، فحصل

(5)

لهم العطش العظيم.

قال سبط ابن الجوزي: حججتُ في هذه السنة، فرأيتُ من الموتى ما أذهلني، فرأينا ما يزيد على خمسة آلاف نفر، ومشينا ثلاثة أيام في الأموات، رحمهم الله تعالى.

* * *

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 1442.

(2)

في بعض النسخ: "ركب".

(3)

في بعض النسخ: "بلد".

(4)

في بعض النسخ: "يستقون".

(5)

في بعض النسخ: "فيحصل".

ص: 383

‌4571 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد العظيم بن فروخ الهندي المكي

*

فقيه، أصولي.

من آثاره: "القول السديد في بعض مسائل الاجتهاد والتقليد"، فرغ من تأليفه في 15 شوال 1051 هـ.

كان حيا 1051 هـ.

* * *

‌4572 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد العلي بن عبد الحي الندوي الحسني

* *

عالم داعية من أهالي "الهند"، أحد كبار الصحفيين الإسلاميين.

ولد في "لكنو" نحو 1355 هـ لأسرة علم، ترجع نسبتها إلى الحسن السبط رضي الله عنه، وهو ابن أخى العلامة المفكّر المعروف أبي الحسن الندوي.

* راجع: معجم المؤلفين 10: 177.

ترجمته في هدية العارفين 2: 280، وفهرست الخديوية 6: 177، وإيضاح المكنون 2:249.

* * راجع: إتمام الأعلام 381.

من مقدمة كتاب تناقض تحار فيه العيون أبو الحسن الندوي 35، وانظر تتمة الأعلام 2:107.

ص: 384

وبدأ دراسته في البيت بإشراف والده الذي ربّاه التربية الإسلامية، وعكف على المطالعة بينهم، وظهرتْ قدرته على الكتابة في الثالثة عشرة من عمره، وحضر دروس الحديث في ندوة العلماء. وأراد والده أن يعلّم الطبّ، فلما رأى ميوله في غيره تركه. أسّس جمعية (المنتدى الأدبي) سنة 1374 هـ أصدر مجلة البعث الإسلامي سنة 1375 هـ التي صارتْ ترجمان ندوة العلماء ولسان الدعوة في العالم الإسلامي، كما أسّس جمعية (الرابطة الإسلامية الدولية) عام 1379 هـ التي أصدرتْ نشرة شهرية في ثلاث لغات: العربية والإنكليزية والأردية، وكان لها أعضاء في مختلف البلاد الإسلامية، وأسندتْ إليه ندوة العلماء رياسة تحرير صحيفتها الأردية "تعمير حيات"، فبقي فيها، حتى وفاته. له "مصر تتنفس"، إلى القيادة العالمية، العالم الإسلامي بين التبعية والذاتية"، و "المنهج الإسلامي السليم"، تناقض تحار فيه العيون، وتطابق يسرّ به المؤمنون، مقالات وأبحاث، وجمع مقالاته الافتتاحية في مجلّة البعث الإسلامي في كتاب سماه "الإسلام الممتحن"، ونقل كثيرا من الكتب إلى الأردية. عرف بالنزاهة والهدوء وحبّ العزلة وعفة اللسان وكثرة الصمت ووالزهد.

توفي في "لكنو" سنة 1399 هـ على أثر علّة، ونقل إلى وطنه "رأئي بريلي"

(1)

، ودفن عند والده.

* * *

(1)

"رائي بريلي": بلدة عامرة على نهر "سي"، وفيها قلعة من أبنية السلطان حسين الشرقي، وفيها قبر عادل الملك الجونبوري، والشيخ عبد الشكور الأبدال، ونشأ فيها كثير من العلماء والمشايخ، أجلهم السيّد علم الله رحمه الله تعالي، وابنه السيّد محمد، وحفيده محمد عدل، والسيّد أحمد الشهيد المجاهد، والسيّد المحدّث قطب الهدي، والسيّد أبو سعيد، والسيّد محمد ظاهر، وخلق آخرون.

ص: 385

‌باب

من اسمه محمد بن عبد الغفار

‌4573 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الغفَّار بن عبد السَّلام بن على بن أحمد بن محمد بن عبيد الله ابن محمد بن سعدُوْيَه بن بشر ابن إسحاق بن إبراهيم بن غياث أبو الوفاء

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع منه أبو سعد السمعاني.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1383.

ترجمته في الأنساب 414، والتحبير 2: 158، 159، واللباب 2: 184، 185، والطبقات السنية برقم 2101.

و "بن أحمد" من بعض النسخ، والأنساب والتحبير واللباب، وورد في المترجمين من هذه الأسرة في الكتاب، ولم يرد في الأنساب والتحبير واللباب "بن محمد" بعده، و "بن بشر" من بعض النسخ، والأنساب والتحبير واللباب، وكذلك "بن غياث"، ونسبة المترجم "الغياثي"، ووردت كنيته في بعض النسخ أبو الوقائع، وسقطت منهما كلمة "سمع" الآتية في أول الترجمة، وجلية الأمر أن "أبو الوقائع" محرّفة عن "أبو الوفاء سمع"، وجاءت كنيته في التحبير "أبو الفتح".

ص: 386

ومات سنة أربع وخمسمائة

(1)

.

تقدّم أبوه عبد الغفَّار

(2)

، وجدّه عبد السَّلام

(3)

، وعمّه عبد الرحيم بن عبد السَّلام

(4)

، رحمهم الله تعالى.

* * *

‌4574 - الشيخ الفاضل المولى محي الدّين مُحَمَّد بن عبد القادر، المشتهر بالمعلول

*

ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: قَرَأَ رحمه الله على عُلَمَاء عصره، مِنْهُم الْمولى: محى الدّين الفناري، وَالْمولى ابْن كَمَال باشا، وَالْمولى حسام جلبي، وَالْمولى نور الدّين، ثمَّ وصل إلى خدمَة الْمولى خير الدّين معلم سلطاننا الأعظم، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة قَاسم باشا بِمَدِينَة "بروسه".

ثمَّ صَار مدرسا بِالْمَدْرَسَةِ الأفضلية بِمَدِينَة "قسطنطينية"، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة الْوَزير مَحْمُود باشا فِيهَا، ثمَّ صَار مدرسا بسلطانية "بروسه"، ثمَّ

(1)

كذا في النسخ، والطبقات السنية، وكذا ورد في نسختين من التحبير، وعلقت على هذا التاريخ محققة الكتاب، فقالت: وهو خطأ، وأثبتت في أصل الكتاب "سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة".

وفي الأنساب واللباب "وتوفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة".

(2)

ترجمته في الجواهر برقم 839.

(3)

ترجمته في الجواهر برقم 811.

(4)

ترجمته في الجواهر برقم 802.

* راجع: الشقائق النعمانية 2: 289، 290.

ص: 387

صَار مدرسا بإحدى الْمدَارِس الثمان، وَعين لَهُ كلْ يَوْمْ تسعون درهما، ثمَّ صَار قَاضِيا بـ "مصْر" المحروسة.

ثمَّ صَار قَاضِيا بالعسكر الْمَنْصُور فِي ولَايَة "أناطولي"، ثمَّ عجز عَن إقامة الْخدمَة لاختلال وَقع فِي رجله، فعزل عَن ذَلِك، وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة وَخَمْسُونَ درهما بطرِيق التقاعد.

وَمَات على تِلْكَ الْحَالة فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة.

كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما، فَاضلا، صَالحا، محقّقا، مدقّقا، عَالما بالعلوم الشَّرْعِيَّة والعقلية، وَكَانَ صَاحب وقار وحشمة، وَكَانَ ذَا ثروة، بنى دَار التَّعْلِيم فِي قَرْيَة "قمله"، وَبنى دَار الْقُرَّاء بِمَدِينَة "قسطنطينية"، وَدفن بهَا، روّح الله روحه، وَنوّر ضريحه.

* * *

‌4575 - الشيخ العالم الصالح أبو الطيّب محمد بن عبد القادر السندي المدني، أحد العلماء المحدّثين

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ ببلاد "السند"، وقرأ العلم، وسافر إلى "الحجاز"، فحجّ، وزار، وسكن بـ "المدينة المنوّرة".

وأخذ الحديث عن الشيخ حسن بن على العُجَيمي، وقرأ عليه الصحاح والسنن، غالبها بمشاركة العلامة طاهر بن إبراهيم بن الحسن الكوراني المدني، وأخذ عن الشيخ محمد سعيد الكوكني القرشي النقشبندي، وأجازه الشيخ أحمد البنا، فدرّس، وأفاد مدّة عمره.

وكان على قدم الصدق والصلاح، حنفي المذهب، نقشبندية الطريقة.

* راجع: نزهة الخواطر 6: 16.

ص: 388

له شرح حسن بالعربي على "جامع الترمذي"، أوله:"الحمد لله الذي شيّد أركان الدين الحنيفي بكتابه المبين"، إلخ، وله حاشية على "الدرّ المختار" للحصكفي.

وقد أخذ عنه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الكريم الأنصاري المدني، والشيخ عبد الله بن إبراهيم البري المدني، والشيخ محمد بن على الشرواني المدني، والشيخ يوسف ابن عبد الكريم المدني، وخلق كثير من العلماء.

* * *

‌4576 - الشيخ العالم الكبير محمد بن عبد القدّوس بن إسماعيل بن صفي بن نصير، الردولوي، الشيخ ركن الدين محمد الكنكوهي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان من المشايخ المشهورين في الطريقة الجشتية.

قرأ العلم على الشيخ فتح الله بن نصير الدين الدهلوي، والسيّد أحمد الحسيني الملتاني، والشيخ إبراهيم بن المعين الحسيني الإيرجي.

ولازم أباه، وأخذ عنه الطريقة الجشتية، وغيرها من الطرق المشهورة، فإن أباه كان جامع السلاسل، وأخذ الطريقة القادرية

(1)

عن الشيخ إبراهيم المذكور.

* راجع: نزهة الخواطر 4: 270.

(1)

أما الطريقة القادرية فهي للسيّد الإمام عبد القادر الجيلاني رضى الله عنه، ومدارها على التقرّب بالنوافل ودوام الذكر، بحيث يتحقّق الحضور مع =

ص: 389

وتولّى الشياخة بعد والده بمدينة "كنكوه"، أخد. عنه الشيخ عبد الأحد بن زين العابدين العمري السرهندي

(1)

، وخلق كثير.

وله مصنّفات، منها:"مرج البحرين"، و "اللطائف القدّوسية"، و "المكتوبات".

= الله سبحانه في جميع تقلّباته في الأشغال، ولهذه الطريقة شعب كثيرة وأشغال متنوّعة، وأما رجال هذه الطريقة من أهل الهند فهم كثيرون، منهم: الشيخ محمد بن شاه مير بن علي بن مسعود بن أحمد بن صفي بن عبد الوهاب ابن الشيخ عبد القادر الجيلاني المشهور بمحمد غوث المتوفى سنة 923 هـ. أخذ عن أبيه عن جدّه، وهلمّ جرا، وقدم الهند، وسكن بمدينة أج، ومنهم: الشيخ بهاء الدين الجنيدي المتوفى عنه 921 هـ، وهو أخذ عن أبي العبّاس أحمد بن الحسن بن موسى بن علي بن محمد بن الحسن بن محمد بن أبي النضر ابن أبي صالح بن عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر المذكور، عن أبيه عن جدّه، وهلمّ جرا، ومنهم: الشيخ قميص المتوفى سنة 992 هـ، ابن أبي الحياة ابن محمود بن محمد بن أحمد بن داود بن علي بن أبي صالح النضر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر المذكور، عن أبيه عن جدّه، وهلمّ جرا، ومنهم: الشيخ كمال الدين الكيتهلي المتوفى سنة 971 هـ، أخذ عن فضيل عن كدا رحمن عن شمس الدين العارف عن كدا رحمن بن أبي الحسن عن شمس الدين الصحرائى عن عقيل عن بهاء الدين عن عبد الوهاب عن شرف الدين القتّال عن عبد الرزاق عن أبي الشيخ عبد القادر الجيلاني المذكور.

(1)

نسبة إلى سرهند: وهى بفتح السين، وسكون الراء المهملتين، معناها رأس "الهند". ويقال لها:"سهرند" بكسر السين المهملة، وفتح الراء، بعدها نون ساكنة، فدال مهملة، ومعناها: غابة الأسد، كانت بلدة عامرة في القديم، وإليها ينسب الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية رحمه الله تعالى.

ص: 390

مات سنة اثنتين وسبعين.

وقيل: ثلاث وثمانين، وتسعمائة بمدينة "كنكوه"، وقبره مشهور.

* * *

‌باب من اسمه محمد بن عبد الكريم

‌4577 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الكريم بن عبد بن عيسى ابن اليمان بن تمّام بن عبد الرحمن بن عبيد الله الزيركي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو أبو البديع، الإمام، الحاكم.

من أهل "سمرقند".

قال أبو سعد: كان يدرّس بـ "سمرقند" في مسجد العطَّارين.

وكتب الحديث الكثير بخطّه، ورد "بغداد" حاجا.

ومات بعيد منصرفه من "الحجاز" سنة تسع وسبعين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1384.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2104، نقلا عن الجواهر.

وزيرك بكسر الزاي، وسكون الياء المعجمة، من تحتها باثنتين، وفتح الراء، وآخره كاف، نقله المعلمي عن الاستدارك في حاشية الإكمال 4:198.

ص: 391

‌4578 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الكريم بن عبد الوهاب البركلي، الرومي، المعروف بزلف نكار

*

متكلم، نحوي، بياني، فقيه.

من آثاره: "كشف القناع والنقاب لإزالة الشبه عن قواعد الإعراب"، و "حاشية على تجريد الكلام" للشريف الجرجاني، و "رسائل في علم البيان"، و "رسالة على أول كتاب العتاق" من الهداية.

توفي سنة 994 هـ.

* * *

‌4579 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الكريم بن عثمان الإمام المفتي

* *

عرف بابن الشمَّاع.

* راجع: معجم المؤلفين 10: 189.

ترجمته في شذرات الذهب 8: 436، وكشف الظنون 348، وإيضاح المكنون 2: 365، وهدية العارفين 2:245.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1385.

ترجمته في الوافي بالوفيات 3: 281، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده، صفحة 114، وكتائب أعلام الأخيار برقم 484، والدارس 1: 566، والطبقات السنية برقم 2103، والفوائد البهية 178.

وهو عماد الدين المارديني.

ص: 392

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: مولده سنة تسع وعشرين وستمائة.

تفقّه على قاضي القضاة شمس الدين ابن عطاء

(1)

.

وتفقّه عليه قاضي القضاة شمس الدين ابن الحريري، ودرّس بالخاتونية والصادرية. وكان عارفا بمذهب أبي حنيفة، رضى الله عنه.

مات سنة ستّ وسبعين وستمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌4580 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الكريم التركستاني، الخوارزمي، عرفي ببرهان الأئمة

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه عليه مختار بن محمود الإمام الزاهد

(2)

.

* * *

(1)

في الفوائد "عبد الله بن عطاء"، وهو عبد الله بن محمد بن عطاء الأذرعي، وترجمته في الجواهر برقم 729.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1386.

ترجمته في طبقات الفقهاء لطاش كبري زاده صفحة 99، وكتائب أعلام الأخيار برقم 389، والطبقات السنية برقم 2105، والفوائد البهية 178.

(2)

ترجمته في الجواهر برقم 1642، وكانت وفاته سنة ثمان وخمسين وستمائة.

ص: 393

‌باب

من اسمه محمد بن عبد اللطيف

‌4581 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد اللطيف بن محمد محب الدين بن أبي بكر تقي الدين

*

ذكره المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: هو ابن عم أبي المجي الخلوتي الدمشقي الحنفي، المعروف بشقير.

كان من الفضلاء المشار إليهم بالنباهة والبراعة، وكان قوي الحافظة للمسائل والشعر والأخبار، حسن الصحبة، كثير العبادة والمطالعة لكتب التفسير والتصوف.

وله رسائل وتحريرات على مواطن من التفسير لطيفة، قرأ على الشيخ عبد اللطيف الجالقي، وعلى المفتي فضل الله بن عيسى البوسنوي، والمولى يوسف بن أبي الفتح.

وأخذ عن جماعة كثيرين، منهم: العمادي المفتي، والنجم الغزي، والفتح البيلوتي، والشيخ علي القبردي الصالحي، ولزم الشيخ أحمد العسالي، وأخذ عنه طريق الخلوتية، وداوم على قراءة الأوراد، ودخل معه الخلو مرات عديدة، وسافر إلى "القدس" و "القاهرة"، وحج من طريق "مصر" في صحبة الأمير رضوان أمير الحاج المصري.

* راجع: معجم المؤلفين 10: 193.

ترجمته في خلاصة الأثر 4: 15 - 18.

ص: 394

وحكى عن نفسه مرات أنه من حين خرج من "مصر" في صحبته إلى أن عاد إليها لم يصرف سوى قرش واحد، وهبه للجمال، وسببه محبة الأمير المذكور له وتقيده به.

ثم قدم إلى "دمشق"، وأقام بخلوة له في مدرسة الكلاسة، وعمرها عمارة فائقة، وحببت إليه العزلة، واستمر عمره كله مجردًا، وكان سمته غريبًا، لا يشبه أحدًا، وكان نديم الرؤساء والكبراء، يحاضرهم أحسن محاضرة، ويورد النكات البديعة والأشعار اللطيفة، ويحسن اللغة التركية جدًا، وكان مغرمًا بالجمال، ومضى عمره كله في نشاط وسرور، فلم ير إلا مسرورًا متبسمًا.

وكان سخيًا متعبدًا، يصوم غالب الأيام، وله شعر كثير في لسان القوم، وبينه وبين أدباء عصره مراسلات، من ذلك ما كتبه إلى الأديب محمد بن يوسف الكريمي ملغزا في غزال:

نراجع في الفضل أهل الكلام

ونأخذ عن كل حبر همام

ونسأل من ساحة الأكرمين

ونخضع للمجد لا للأنام

فنتبع من رفعته النفوس

ونترك من قدمته اللئام

فأختار طورًا زوايا الخمول

وطورًا أحب الأمور العظام

تراني على كل حال أرى

أسير الهوى ومليك الغرام

وما جرعة الحب إلا المنون

وما لوعة الهجر إلا الهيام

وما راحة العشق إلا العنا

ولا صحة الصب إلا السقام

ولي حسرة بعد أخرى لها

زفير وليس له انحسام

يذيب الحشا ويثير الشجون

بنار غدا وقدها كالضرام

وهل للهوى غير من ذاقه

فنشكو له مر سمع الملام

ولا كل من غاص بحر الهوى

حوى من جواهره باغتنام

ص: 395

ولا كل من قد سما في العلوم

يقرر مشكلها عن إمام

فذاك هو الندب بدر العلوم

ومن نوره لم يزل في التمام

كخلي الكريمي من فضله

تلفعه يافعًا باهتمام

مهذب أخلاق أهل الوفا

حفيظ لعهد التقي والذمام

وجامع آداب أهل النهى

وباني بيوت المعالي الفخام

وفي كل فن تراه له

نصيب وحظ أبي الانقسام

فيوضج من مشكلات العلوم

بفكر خلا ضوءه عن ظلام

فنظم القريض يرى دونه

عصامي طبع شريف المقام

يشابه للدر في سلكه

ويحوي إشارات طعن السهام

فلو رام سحبان ألفاظه

لقصر في رقة الانسجام

ويهفو جرير لتقبيلها

ويعجز عن مثلها في النظام

فيأيها الخدن شمس العلى

وجرثومة الفخر نسل الكرام

فما اسم رباعي إذا ما بدا

فنعتا يرى في مجاز الكلام

فآونة تلقاه في العلا

وفي الأرض طورًا بحول الأكام

ثلاثة أرباعه إن قلبت

هي اسم لما بدؤه في انعدام

وإن لم ترد قصد تقليبها

فمعناه في الحرب بادي اللثام

وأيضًا يرادف معنى الذهاب

إذا كان عن بدئه في انفصام

ونصف له بعد تصحيفه

حرى به من له احترام

وباقيه بالقلب لا يقتضي

لإثبات شئ وأمر يرام

فأنعم بحل رموزي التي

لها الفكر في حيرة واصطلام

وألغز لنا ما بدا في الجواب

وبين لنا قصدنا والمرام

ودم وابق في سودد سرمدا

مدى الدهر ما ناح ورق الحمام

ص: 396

فأجابه بقوله:

أزهر الربى كللته الغمام

أم الزهر ساطعة في الظلام

وهل ما أرى حببًا رائقًا

بكاس طلا حسن الانتظام

أم البرق أم درر نظمت

أم افتر ثغرك عند ابتسام

أيا بدر تم غرامي به

قديم أكيد وحق الغرام

ويا ريم أنس لجرّاه لم

يعد لي سوى سقمي من مرام

يماني لحظك هلا نبا

وخطى قدك هلا استقام

ويا ممرض القلب من هجره

وبالجسم يا مورثا للسقام

ويا تاركي مثلا في الهوى

أفديك جد وارع لي في الذمام

رضينا الهوى حاكمًا بيننا

أحل من المغرم الانتقام

وجد بالنهى شرط أحكامه

وأي حجى كان للمستهام

أخي لظمك العذب هاج الجوى

القديم وذكرني بالهيام

ولم أنس قط ولكنما

التذكير يذكي خفى الضرام

فدار الهوى ما نحاها مزاج

عليل كجسمي إلا استقام

سقاها الرضا من ربوع غدا

خلال خباها لغيري حرام

مغاني المنا وديار الشفا

ومأوى الغريب ودار السلام

لقد رمت أدرك في وصفها

مدى عاقني عنه ضيق المقام

وحلَّ امتثالًا للغز حوى

قوافي رقت وحسن انسجام

لخدني الذي فضله شامل

وبادلنا بين خاص وعام

محبي نجار وحبي له

بصدق لفضل له مع نظام

أبو الفضل حاوي العلا ماجد

وندب أهالي العلوم الكرام

وذو الأدب الرائق المشتهي

وبين ذويه أمير الكلام

ص: 397

وحاوي الفضائل والمكرمات

ومن هو في كل فن إمام

بهرت بلغزك عقلي وكم

فتى فيه مثل مسماه هام

قريب بعيد تحار العقول

به وحلال وفاه حرام

هو الشمس للعين من حسنه

ضياء إذا ما المذاق استقام

رباعي حروف ومنطوقها

مع اثنين عشر حروف تمام

ثلاثة أرباعه فعله

بعينيه في المغرم المستهام

بغير استوا قلب أرباعه الث

لاثة ما قلت يا ابن الهمام

وزال يرادف معنى الذهاب

مرادًا به وصف نفى المرام

وإن حرف النصف منه يع

د مصحفه العز والاحتشام

ولا قلب باقيه يا سيدي

نعم وسلمت لنا والسلام

وهذا هو الجهد في حل ما

أمرت وإلا فيأتي الكلام

بقيت مفيدا لنا دائمًا

فرائد باهرة الانتظام

مدى الدهر ما نفر الريم عن

متيمه ناقضًا للذمام

وكانت ولادة صاحب الترجمة في سنة ثمان عشرة وألف، وتوفي في صفر سنة اثنتين وسبعين وألف، ودفن على أبيه بمقبرته التي أنشأها بالقرب من جامع جراح.

* * *

‌4582 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد المعطي بن سالم بن عبد العظيم، أبو عبد الله الخطيب

*

* راجع: الجواهر المضية برقم 1387. =

ص: 398

عرف بابن سبع

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو خطيب جامع الظاهر بـ"الحسينية".

مولده في شوَّال سنة تسع وستين وستمائة

(1)

.

وتوفي

(2)

، واستفاد، وناب في الحكم.

تفقّه يسيرا على قاضي القضاة السروجي، وغيره، رحمهم الله تعالى.

* * *

‌4583 - الشيخ الفاضل محمد بن عبد المعطي بن أبي الفتح بن عبد الغني بن على الإسحاقي، المنوفي

*

مؤرخ، أديب.

= ترجمته في الدرر الكامنة 4: 149، وذيول تذكرة الحفاظ (لحظ الألحاظ)147.

وذكر ابن فهد أنه شافعي.

(1)

في الدرر الكامنة"ولد سنة ثمانين".

(2)

كذا في النسخ، والدرر الكامنة، وذكر ابن فهد أنه توفي سنة خمس وستين وسبعمائة، وانظر حاشية الدرر الكامنة.

* راجع: معجم المؤلفين 10: 254.

ترجمته في هدية العارفين 2: 284، وفهرست الخديوية 5: 121، وتاريخ آداب اللغة العربية 3: 301، وإيضاح المكنون 1: 481، والأعلام 7: 125، وفهرس مخطوطات الظاهرية 6:154.

ص: 399

ولد، وتوفي في "منوف" بـ "مصر" سنة 1090 هـ.

من آثاره: "لطائف أخبار الأول فيمن تصرف في مصر من أرباب الدول"، و "الروض الباسم في أخبار من مضى من العوالم"، و "دوحة الأزهار"، و "الإسحاقية فيمن ولي الديار المصرية"، و "لوامع التنوير في شرح الكوكب المنير".

* * *

آخر الجزء الخامس عشر

ويليه الجزء السادس عشر، وأوله:

باب من اسمه محمد بن عبد الملك، المنعم

والحمد لله حق حمده

ص: 400

الكتب ومؤلفوها

(حرف الألف)

آداب المسجد والجامع: محمد بن عبد الله القسطنطيني الرومي

الآيات البينات: أبو الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي السندي

الاتضاع في حسن العشرة والطباع: محمد بن حسن القاهري

اختراع الفهوم لاجتماع العلوم: محمد بن عبد الرحمن المعروف بشمس الدين

اختصار أنفع الوسائل في تحرير المسائل: محمد بن حسين بن أحمد

أدب القاضي: محمد بن سماعة التميمي

أربع منازل في السلوك: محمد بير بن عبد الله اللكنوي الهندي

أزهار التنزيل في التفسير: محمد بن حمزة الآيديني كوزل حصاري الرومي

الإسحاقية فيمن ولي الديار المصرية: محمد بن عبد المعطي الإسحاقي المنوفي

إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى: محمد بن على الصبان المصري

الإسلام الممتحن: محمد بن عبد العلي بن عبد الحي الندوي الحسني

إشراقات الأصول في أحاديث الرسول: محمد بن عبد الله القايني النسفي

إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين: محمد بن علي الشهير بابن طولون

إفاضة الأنوار على أصول المنار: محمد بن علي بن الحسين الحنفي

إفاضة العلام فيما يلزم للمكلف: محمد بن الحسن الشهير بميمي زاده

الأقوال السنية فيما يتعلق بالأسئلة القدسية: محمد بن عبد الرحمن المقدسي

الألباب في علم الإسطرلاب: محمد بن على الحميدي الرومي

الأمل في علمي الأصول والجدل: محمد بن شهاب الدين الشرواني

الانتصار والرد على القدرية: محمد بن عبد الجبَّار السمعاني التميمي المروزي

أنموذج الْعُلُوم: شمس الدّين مُحَمَّد بن حَمْزَة الفناري

ص: 401

الإيضاح والتبيين في حرمة التدخين: محمد بن عبد الله الطرابيشي

(حرف الباء)

البديعية: محمد بن عبد الرحمن الحموي

البرهان: محمد بن عبد الجبَّار السمعاني التميمي المروزي

بشائر النصر بصحب بدر: محمد بن عبد الله الطرابلسي

بغية الطالبين فيما يجب من أحكام الدين: محمد بن خليل القاوقجي الطرابلسي

البهجة الخالدية: محمد بن سليمان البغدادي

البهجة القدسية في الأنساب النبوية: محمد بن خليل القاوقجي الطرابلسي

(حرف التاء)

تآليف في الطب: محمد بن عبد الله الغزي الشهير بالريس

التاريخ العثماني: محمد بن علي الرومي المعروف بجمالي

تاريخ مرو: محمد بن عبد الجبَّار السمعاني التميمي المروزي

تاريخ مصر: محمد بن عبد الله المصري المعروف بالعلائي

تبجيل التنزيل في تفسير القرآن الجليل: محمد بن عبد الله القادري الدهلوي

تبصرة الإخوان في بيان إضرار التبغ المشهور بالدخان: محمد بن عبد الله

تبصير الأنوار في شرح تنوير الأبصار: محمد بن عبد الله البرسوي

تحفة البررة بقراءة الثلاثة المتممين للعشرة: محمد بن عبد الله التونسي

تحفة الراوي في تخريج أحاديث البيضاوي: محمد بن الحسن المعروف بابن همام

تحفة المسافر: محمد بن عبد الجبَّار السمعاني التميمي المروزي

التذكرة: محمد بن عبد الرحمن المعروف بشمس الدين بن الصائغ

تذكرة الشعراء: محمد بن داود الأطروشي

تشنيف المسمع في شرح المجمع: محمد بن شعبان الطرابلسي المغربي

التعليقة في المسائل الدقيقة: محمد بن عبد الرحمن المعروف بشمس الدين

ص: 402

تفسير آية الكرسي: محمد بن حسين الأنقروي الرومي

تفسير سورة يوسف: محمد بن عبد الله القسطنطيني الرومي

تَفْسِير الْفَاتِحَة: شمس الدّين مُحَمَّد بن حَمْزَة الفناري

تفسير القرآن: محمد بن عبد الله القسطنطيني الرومي

التفسبير المحمدي: محمد بن عاشق محي الدين العباسى الجرياكوتي

تفصيل القواعد في شرح المنظومة النسفية: محمد بن حسن الكواكبي الحلبي

تلخيص الجامع الكبير: محمد بن عباد الخلاطي

تمليح الأفواه بترتيب الأشباه: محمد بن علي الحميدي الرومي

توضيح التحريرات في القراءات العشر: محمد بن عبد الرحمن الخليجي

التيسير: محمد بن سليمان الرومي الشهير بالمولى محي الدين الكافيجي

(حرف الجيم)

جامع الدعاوي والبينات: محمد بن عبد الحليم البروسوي

الجزء الأشرف من المستطرف: محمد بن عبد الجليل البلكرامي الهندي

الجواهر العبقرية: محمد بن عباس الشوشتري

الجواهر العربية في الفنون الأدبية: محمد بن عاشق محى الدين الجرياكوتي

الجواهر المضية في طبقات السادة الصوفية: محمد بن على الشهير بابن طولون

الجواهر النضرة: محمد بن عبد الله التونسي

(حرف الحاء)

حاشية التلويح: محمد بن عاشق محي الدين الجرياكوتي

حاشية على أوائل الإصلاح والإيضاح: محمد بن خرم القره حصاري

حاشية على تجريد العقائد للسيد: محمد بن خرم القره حصاري

حاشية على تفسير البيضاوي: محمد بن حسن الكواكبي الحلبي

ص: 403

حاشية على تفسير البيضاوي: محمد بن علي القره باغي الرومي

حاشية على شرح الأشموني: محمد بن علي الصبان المصري

حاشية على شرح السيد: محمد بن شهاب الدين الشرواني

حاشية على الشرح الصغير: محمد بن علي الصبان المصري

حاشية على شرح العضد على منتهى السول: محمد بن شهاب الدين الشرواني

حاشية على شرح قواعد الإعراب: محمد بن عبد الرحمن الحموي

حاشية على شرح المواقف للسيد: محمد بن حسن الكواكبي الحلبي

حَاشِيَة على شرح هِدَايَة الْحِكْمَة: محي الدّين ابْن عَلَاء الدّين عَليّ الفناري

حاشية على فتح القدير لابن الهمام: أبو الحسن نور الدين محمد السندي

حاشية على القطب في المنطق: محمد بن شهاب الدين الشرواني

حاشية على الكشاف للزمخشري: محمد بن علي القره باغي الرومي

حاشية على مبحث العكس والقياس: محمد بن حسين الأندجاني

حاشية على مغني ابن هشام: محمد بن عبد الرحمن المعروف بشمس الدين

حاشية على مغني اللبيب: محمد بن عبد الرحمن الحموي

حاشية في فروع الفقه الحنفي: محمد بن علي بن علي الحسيني

حاشية نفيسة على مسند أحمد بن حنبل: أبو الحسن نور الدين محمد السندي

الحديقة الندية في آداب الطريقة النقشبندية: محمد بن سليمان البغدادي

حل المشكلات: محمد بن عبد الرحمن الخليجي

حواش على التَّلْوِيح للعلامة التَّفْتَازَانِي: محي الدّين مُحَمَّد ابْن حسن الساميسوني

حواش على حَاشِيَة شرح التَّجْرِيد: محي الدّين مُحَمَّد الْفَاضِل الساميسوني

حواش على شرح الْمِفْتَاح: محي الدّين مُحَمَّد حسن الساميسوني

حواش على الهداية: محمد بن علي المصري المعروف بابن الردادي ناصر الدين

ص: 404

(حرف الدال)

دليل المحتار إلى مشكلات المختار: محمد بن علي المعروف بابن محب الدين

دوحة الأزهار: محمد بن عبد المعطي الإسحاقي المنوفي

ديوان شعر: محمد بن حسن الفيضي الرومي

ديوان شعر: محمد بن خالد الأنصاري الحمصي

ديوان شعر: محمد بن داود الأطروشي

(حرف الذال)

الذهب الإبريز في شرح المعجم الوجيز: محمد بن خليل الطرابلسي

الذيل على تاريخ بغداد: محمد بن عبد الجبَّار السمعاني التميمي المروزي

ذيل على حاشية ملاخسرو: محمد بن عبد الملك البغدادي الرومي

(حرف الراء)

رسائل في علم البيان: محمد بن عبد الكريم بن عبد الوهاب البركلي الرومي

رسائل وتحريرات على مواطن من التفسير: محمد بن عبد اللطيف الدمشقي

الرسالة البيانية: محمد بن علي الصبان المصري

رسالة على أول كتاب العتاق: محمد بن عبد الكريم الرومي

رسالة في الآلة المسماة بذات الكرسي: محمد بن علي الحميدي الرومي

رسالة في أحكام الجمعة: محمد بن حمزة الآيديني كوزل حصاري الرومي

رسالة في أحكام الشهيد: محمد بن حمزة الآيديني كوزل حصاري الرومي

رسالة في الانتصار: محمد بن عبد الله الدمشقي الشهير بابن تلو

رسالة في تحرير النصاب الشرعي: محمد بن سعد الإسكداري المدني

رسالة في التصوف: محمد بن عبد الله القيصري

رسالة في الرمي بالقنبرة والطوب: محمد بن حسين العطَّار الحلبي الدمشقي

رسالة في الزكاة: محمد بن حمزة الآيديني كوزل حصاري الرومي

رسالة في السياسة الشرعية: محمد بن حسين بن أحمد بن بيرم

ص: 405

رسالة في الطلاق الثلاث: محمد بن حمزة الآيديني كوزل حصاري الرومي

رسالة في عمارة جددت في المسجد الأقصى: محمد بن عبد الرحمن المقدسي

رسالة في القبان: محمد بن حسين العطَّار الحلبي الدمشقي

رسالة في المياه الجارية في مدينة دمشق: محمد بن حسين العطَّار الحلبي الدمشقي

الرقم على البردة: محمد بن عبد الرحمن المعروف بشمس الدين بن الصائغ

روض الأفهام في إفهام الاستفهام: محمد بن عبد الرحمن المعروف بشمس الدين

الروض الباسم في أخبار من مضى من العوالم: محمد بن عبد المعطي المنوفي

الرياض المعطرة في متواتر القراءات العشرة: محمد بن عبد الله التونسي

(حرف الزاي)

زاد اللبيب إلى دار الحبيب: محمد بن سعد الله المراد آبادي الهندي

زاد النوافل في طي المراحل: محمد الأشرفي بن خليل بابا المؤذن القادري

زبدة التاريخ: محمد بن علي الصامسوني الرومي

زبدة الكلام في حصول المرام: محمد بن عبد الله الرومي الملقب بفريدي

(حرف السين)

سبق الغايات في نسق الآيات: محمد بن علي الفاروقي التهانوي

سراج الظلمة في شرح هداية الحكمة: محمد بير بن عبد الله اللكنوي الهندي

سورة والعاديات: محمد بن عبد الله القيصري

(حرف الشين)

شرح الأشباه والنظائر: محمد بن خالد الأنصاري الحمصي

شرح ألفية لابن مالك: محمد بن عبد الرحمن المعروف بشمس الدين بن الصائغ

شرح البردة: محمد بن عبد الرجن المعروف بشمس الدين بن الصائغ

شرح رسالة الدواني: محمد بن علي القره باغي الرومي

شرح على ثلاثيات البخاري: محمد بن حسن الرومي

شرح على القدوري: محمد بن حسن الرومي

ص: 406

شرح القصائد من ديوان العرفي: محمد بن عبد الله الرومي الشهير بردوسي زاده

شرح قصيدة بانت سعاد: محمد بن عبد الله الطرابلسي

شرح قصيدة البرهة: محمد بن عبد الله الطرابلسي

شرح القصيدة النونية لخضر بك: مجمد بن حسن المعروف بالحافظ الكبير الرومي

شرح قواعد الإعراب: محمد بن سليمان الرومي الكافيجي

شرح كلمتى الشهادة: محمد بن سليمان الرومي الكافيجي

شرح مشارق الأنوار: محمد بن عبد الرحمن المعروف بشمس الدين بن الصائغ

شرح ملحة الإعراب: محمد بن الزين المزجاجي الزبيدي

شرح منظومة حسن العطّار المصري: محمد بن حسين العطَّار الحلبي الدمشقي

شوارق الأنوار الجليلة في أسانيد السادة الشاذلية: محمد بن خليل الطرابلسي

(حرف العين)

العقد النفيس فيما يحتاج إليه للفتوى والتدريس: محمد بن عبد العال المصري

عمدة الطالب لمعرفة المذاهب: محمد بن عبد الرحمن السمرقندي السنجاري

(حرف الطاء)

الطراز المذهب في آداب الطلب: محمد بن عبد الجبَّار السمعاني التميمي المروزي

(حرف الفاء)

الفتاوى: محمد بير بن عبد الله اللكنوي الهندي

الفتاوي الأنقروية: محمد بن حسين الأنقروي الرومي

الفتاوى الحنسة المحمدية: محمد بن عبد الرحمن المقدسي

الفجر الطالع في ذكر السيف القاطع: محمد بن عبد الرحمن البتروني الحلبي

فُصُول الْبَدَائِع فِي أصُول الشَّرَائِع: شمس الدّين مُحَمَّد بن حَمْزَة الفناري

الفوائد الزمردية في شرح تسبيع الكواكب الدرية: محمد بن عبد الله الرومي

الفوائد السمية في شرح الفرائد السنية: محمد بن حسن الكواكبى الحلبي

الفوائد المرضية بشرح القصيدة اللامية: محمد بن عبد الله المحمدي الجركسي

ص: 407

فهرست العلماء: أبو الفرج محمد بن إسحاق

(حرف القاف)

القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية: محمد بن علي الدمشقي الصالحي

القواطع: محمد بن عبد الجبَّار السمعاني التميمي المروزي

القول السديد في بعض مسائل الاجتهاد: محمد بن عبد العظيم الهندي المكي

القول الفريد في معروفة التوحيد: محمد بن عبد الله المحمدي الجركسي

القول المأنوس في صفات القاموس: محمد بن سعد الله المراد آبادي الهندي

(حرف الكاف)

كاشف الظلام عما يتعلق بالألف واللام: محمد بن سعد الله المراد آبادي الهندي

كتاب في الصافنات الجياد: محمد بن خالد الأنصاري الحمصي

كتاب في علم الفلك: محمد بن خالد الأنصاري الحمصي

كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم: محمد بن علي الفاروقي التهانوي

كشف الأستار: محمد بن عبد الله المحمدي الجركسي

كشف القناع والنقاب: محمد بن عبد الكريم بن عبد الوهاب البركلي الرومي

كنوز الحق: محمد بن عبد الله القيصري

كنوز الرموز في شرح الطريقة المحمدية: محمد بن عبد الله الزهري القيصري

الكوكب الدري: محمد بن عاشق محي الدين العباسي الجرياكوتي

(حرف اللام)

اللؤلو المنظوم في الوقوف على ما اشتغلت من العلوم: محمد بن علي الدمشقي

لب التفاسير في معرفة أسباب النزول: محمد بن عبد الله الرومي المعروف بلبي

لطائف أخبار الأول فيمن تصرف: محمد بن عبد المعطى الإسحاقي المنوفي

اللطائف القدّوسية: محمد بن عبد القدّوس الردولوي

ص: 408

لوامع التنوير في شرح الكوكب المنير: محمد بن عبد المعطي الإسحاقي المنوفي

(حرف الميم)

المباني في المعاني: محمد بن عبد الرحمن المعروف بشمس الدين بن الصائغ

مجمع الأسرار: محمد بن عبد الله المحمدي الجركسي

مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر: محمد بن علي الجزائري المعروف بابن علي

مجمع الفوائد: محمد بن عبد الرحمن المعروف بشمس الدين بن الصائغ

محررات على الهداية للمرغيناني: محمد بن علي الرومي المعروف بجمالي

مختصر إحياء علوم الدين للغزالي: محمد الأشرفي بن خليل البرسوي القادري

مختصر تقويم الأدلة للدبوسي: محمد بن الحسين أبو جعفر الأرسابندي

مختصر تنوير القلوب والأبصار: محمد بن خليل القاوقجي الطرابلسي

مختصر الشفا للقاضي عياض: محمد الأشرفي بن خليل البرسوي القادري

مختصر في الحديث: محمد بن سليمان الرومي الشهير بمحي الدين الكافيجي

مختصر منهاج العابدين: محمد الأشرفي بن خليل بابا المؤذن البرسوي القادري

مختصر وفيات الأعيان لابن خلكان: محمد بن داود الأطروشي

مرج البحرين: محمد بن عبد القدّوس الردولوي

مصر تتنفس: محمد بن عبد العلي بن عبد الحي الندوي الحسني

معدن الأسرار في مبهج الأبرار: محمد بن شعبان الطرابلسي المغربي

معين المفتي في الجواب على المستفتي: محمد بن عبد الله الأسكوبي

مقاصد الطالبين: محمد بن عبد الله القسطنطيني الرومي

مقصد المسند: محمد بن عباد الخلاطي

المكتوبات: محمد بن عبد القدّوس الردولوي

المناسك: محمد بن عبد الجبَّار السمعاني التميمي المروزي

ص: 409

مناقب أبي الغيث القشاش: محمد بن شعبان الطرابلسي المغربي

المناهج الذهبية والمباهج الرضية: محمد بن عبد الرحمن الحموي

منظومة عقود الجواهر الحسان: محمد بن عبد الله الطرابيشي

منهاج أهل السنة: محمد بن عبد الجبَّار السمعاني التميمي المروزي

المنهج الإسلامى السليم: محمد بن عبد العلي الندوي الحسني

المنهج القويم في فوائد تتعلق بالقرآن العظيم: محمد بن عبد الرحمن بن الصائغ

ميزان الأفكار في شرح معيار الأشعار: محمد بن سعد الله المراد آبادي الهندي

ميزان السلوك: محمد بن عبد الله القسطنطيني الرومي

(حرف النون)

نتائج الأفكار: محمد بن عبد الرحمن المعروف بشمس الدين بن الصائغ

نتيجة الفكر في خير مدينة سيد البشر: محمد بن عبد الله الخليفتي العباسي المدني

نزهة النواظر على الأشباه والنظائر: محمد بن خير الدين العليمي الفاروقي

نسمات الأسحار في فضائل العشرة الأبرار: محمد بن صالح الدمشقي الكيلاني

نصرة اللباب في شرح بهجة الألباب: محمد بن علي الحميدي الرومي

نظم المنار في الأصول: محمد بن حسن الكواكبي الحلبي

نظم نور الإيضاح: محمد بن خالد الأنصاري الحمصي

النفحات الأزهرية في الفتاوى العونية: محمد بن علي الدمشقي الصالحي بهجة

(حرف الواو)

الوضع الباهر في رفع أفعل الظاهر: محمد بن عبد الرحمن بن الصائغ

وقايع الفضلاء: محمد بن حسن الفيضي الرومي

* * *

ص: 410