المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌باب من اسمه مختار، مسعر، مسعود ‌ ‌5256 - الشيخ الفاضل مختار - البدور المضية في تراجم الحنفية - جـ ١٨

[محمد حفظ الرحمن الكملائي]

فهرس الكتاب

‌باب

من اسمه مختار، مسعر، مسعود

‌5256 - الشيخ الفاضل مختار بن محمود بن محمد الزاهدي

، أبو الرجاء، الغزميني، الإمام، العلامة الملقَّب نجم الدين *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: له "شرح القدوري"، شرح نفيس.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1642.

ترجمته في تاج التراجم 73، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده صفحة 115، ومفتاح السعادة 2: 273، وكتائب أعلام الأخيار 480، والطبقات السنية 2471، وكشف الظنون 1: 577، والفوائد البهية 212، وهدية العارفين 2:423.

وهكذا ورد في الأصل "العرميني"، وكذلك ورد في النسخ في الأنساب، آخر الكتاب، وفي بعض النسخ: هنا "العزميني".

وجاء في الطبقات السنية، والفوائد البهية "الغزميني"، وقيده التقي التميمي بالعبارة، فقال: بالغين المعجمة، والزاي، كما قيده اللكنوي، ودل عليه، فقال: نسبة إلى غزمين بفتح الغين المعجمة، ثم الميم المكسورة، ثم الياء التحتانية، ثم النون، قصبة من قصبات خوارزم، واللكنوي ينقل عن الكفوي، وقد نص الكفوي على أنه بالغين والزاي المعجمتين.

ص: 5

وله "القنية".

تفقّه على علاء الدين سديد بن محمد الخيَّاطي، وبرهان الأئمة محمد بن عبد الكريم التركستاني

(1)

، وغيرهما.

وقرأ الكلام على [سراج الدين]

(2)

يوسف بن أبي بكر السكَّاكي الخوارزمي، ويأتي

(3)

.

مات سنة ثمان وخمسين وستمائة، رأيت له رسالة لطيفة، سماها "الناصرية"، صنّفها

(4)

لبركة خان، تشتمل على ثلاثة أبواب.

الأول: في الدلالة على حقية رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وذكر شيء من معجزاته.

والثاني: في ذكر المخالفين لنبوته، والجواب عن شُبَههم

(5)

.

والثالث: في المناظرة بين المسلمين والنصارى، وذكر أسولتهم

(6)

.

ذكر في الباب الأول.

قيل: ظهر على

(7)

نبينا صلى الله عليه وسلم ألف معجزة.

وقيل: ثلاثة آلاف معجزة.

وذكر فيه أيضا أن معجزاته صلى الله عليه وسلم على قسمين: إرهاصية، وتصديقية.

(1)

من بعض النسخ، وترجمته في الجواهر برقم 1386.

(2)

من بعض النسخ.

(3)

ترجمته في الجواهر برقم 1838.

(4)

سقط من بعض النسخ.

(5)

في بعض النسخ: "شبهتهم".

(6)

في بعض النسخ: "أسولتهم".

(7)

في بعض النسخ: "عن".

ص: 6

فالإرهاصية قبل ادّعائه النبوة، لتقع قاعدة، ومقدّمة لنبوته.

والتصديقية ما ظهرت عليه بعد ادّعائه

(1)

إلى أن قال: وأما التصديقية فقسمان: قسم منها في ذاته، وقسم منها خارج ذاته.

فأما الذي في ذاته فكان يرى خلفه، كما كان يرى قدّامه، وكان بين كتفيه عينان مثل سمّ الخياط، فكان

(2)

يبصر بهما، ولا تحجبهما الثياب.

إلى أن قال: وأما الأمور الخارجة عن ذاته فمنها انشقاق القمر.

إلى أن قال: ومنها: إنبات النخلة في سنام البعير، وإدراك تمرها

(3)

في الحال، ثم تناولها الحاضرون، فمن علم الله تعالى منه أن يؤمن [كانت التمرة حلوة]

(4)

في فمه، ومن علم أنه لا يؤمن عاد حجرا في فمه.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 213): ذكر القارئ وغيره أنه مات سنة 658 هـ، وقد طالعت "المجتبى شرح القدوري"، و"القنية"، فوجدتهما على المسائل الغريبة حاويين، ولتفصيل الفوائد كافيين، إلا أنه صرح ابن وهبان وغيره أنه معتزلي الاعتقاد، حنفي الفروع، وتصانيفه غير معتبرة ما لم يوجد مطابقتها لغيرها، لكونها جامعة للرطب واليابس، وقد فصلت المرام في رسالتي "النافع الكبير".

* * *

(1)

في بعض النسخ: زيادة "النبوة".

(2)

في بعض النسخ: "وكان".

(3)

في بعض النسخ: "ثمرها".

(4)

في بعض النسخ: "كان الثمر حلوا".

ص: 7

‌5257 - الشيخ الفاضل العلامة مخدوم، التتوي، السندي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الأفاضل المشهورين في عصره.

ولد، ونشأ بأرض "السند".

وقدم "أكبر آباد"، فولي الإنشاء، ورتب له خمسمائة لذاته، وثلاثون للخيل منصبا سنة إحدى وتسعين وألف.

ثم ولي الصدارة العظمى سنة ثلاث وتسعين وألف، ولقّبه عالمغير بن شاهجهان الدهلوي سلطان "الهند" فاضل خان.

توفي سنة مائة وألف بالوباء العام، فأرّخ له بعض الناس من قوله ع: قيامت بود يا شور وبا بود.

كما في "مآثر عالمغيري".

وقال الخوافي في "مآثر الأمراء": إنه مات سنة تسع وتسعين وألف بالوباء العام. وأما التاريخ المذكور فيستخرج منه سنة إحدى ومائة وألف.

* * *

‌5258 - الشيخ الفاضل مخدوم أشرف، البساوري

* *

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: أحد العلماء الصالحين.

* راجع: نزهة الخواطر 5: 419.

* * راجع: نزهة الخواطر 4: 312.

ص: 8

كان جدّ الشيخ عبد القادر بن ملوك شاه البدايوني لأمّه.

مات في عاشر رمضان سنة سبعين وتسعمائة بمدينة "بساور"، -بفتح الموحدة، والسين المهملة، بعدها ألف، وواو مفتوحة، وراء مهملة-.

ذكره عبد القادر المذكور في "تاريخه"، وأرّخ لعام وفاته "فاضل جهان".

* * *

‌5259 - الشيخ العالم الفقيه مخصوص الله بن رفيع الدين بن ولي الله العمري الدهلوي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الفقهاء الحنفية.

كان مقرئا في دروس عمّه الشيخ عبد العزيز، وكان موصوفا بالصلاح.

أخذ عنه الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي المهاجر.

قال محسن بن يحيى الترهتي في "اليانع الجني": إنه حين افترق الناس إلى فرقتين، وصاروا فيما بين الوهابية والمقابرية حزبين لم ينحز إلى واحدة من الفئتين، غير أنه كانت فيه عصبية على بعض أئمة الفقهاء، تثار منه آونة عند مخاصماته لأهل الجدل والمراء.

توفي قبل وقعة القرطاس بنحو سنتين. انتهى.

* راجع: نزهة الخواطر 7: 514.

ص: 9

مات لثلاث عشرة من ذي الحجّة، سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف، كما في "بعض التعاليق".

* * *

‌5260 - الشيخ الفاضل الكبير العلامة مخلص بن عبد الله الشيخ حميد الدين، الهندي، الدهلوي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد كبار الفقهاء الحنفية.

كان مولى لإحدى عجائز هذه الديار، فخصّه الله تعالى بالمنح السنية والعطية الأزلية البهية، ورزقه الإلمام بالعلوم، وجعله من الأعلام، وخلع عليه خلعة القبول، وأهبّ عليه من مهاب اللطف الصباء والقبول، ويسّر له تحصيل العلوم الشرعية أولا، ونشر له علم القبول على قلوب البرية آخرا، فجمع الفنين، وحاز المرتبتين.

وشرح "الهداية" شرحا حسنا، ولم يكمله، وصنّف تفسيرا، سمّاه "كشف الكشّاف".

وله مؤلّفات أخر، ذكره الشيخ مجد الدين الفيروز آبادي في تأليفه المسمّى بـ"الألطاف الخفيّة في أشراف الحنفية"، كما في "الأثمار الجنيّة" لعلي القارئ.

قال الجلبي في "كشف الظنون": وشرحه لـ"هداية الفقه" شرح مفيد، ما قصر فيه عن تحقيق المباني ولا ائتلي فيه تنقيح المعاني، وشرح ممزوج لطيف، أوله: الحمد لله الذي هدانا في بدايتنا إلى خدمة كتابه المبين، إلخ.

* راجع: نزهة الخواطر 2: 165، 166.

ص: 10

وكانت وفاته في سنة أربع وستين وسبعمائة، كما في "سبحة المرجان".

* * *

‌5261 - الشيخ الفاضل المولى بِالله مخلص بَابا

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: توطّن فِي بِلَاد "قرامان"، وَحضر مَعَ السُّلْطَان عُثْمَان الْغَازِي فِي فتوحاته.

وَكَانَ رحمه الله مجاب الدعْوَة، سالكا، واصلا إلى الله تَعَالَى.

وَكَانَ صَاحب كرامات علية، ومقامات سنية، قدّس الله تَعَالَى سرّه الْعَزِيز.

* * *

‌5262 - الشيخ الفاضل مولانا الشاه مخلص الرحمن الساتْكَانوي

* *

ولد سنة 1283 هـ، في قرية "دُولُوكُل" من مضافات "ساتْكَانِيه" من أعمال "جاتجام".

قرأ مبادئ العلم في قريته، وقرأ فيها كتب الأردية والفارسية والعربية الابتدائية، ثم التحق بمدرسة قريبة من داره، وقرأ فيها إلى "كافية ابن الحاجب"، ثم سافر سنة 1306 هـ إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 7.

* * راجع: مائة من العلماء الكبار لمولانا أشرف علي النظامبوري 38 - 42.

ص: 11

فيها "هداية الفقه" للمرغيناني، و"تفسير الجلالين"، و"مشكاة المصابيح"، وكتب علم الكلام، والمنطق، والفلسفة، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية.

بعد إتمام الدراسة التحق بالإمام رشيد أحمد الكنكوهي، وأرشده أن يحفظ القرآن الكريم، فذهب إلى "باني بت" وحفظ القرآن الكريم في سنتين.

وبعد الإتمام حضر عند الشيخ الكنكوهي، وأقام عنده مدة، وبعد أيام بايع على يده الكريمة، وحصلت له الإجازة منه، ثم رجع إلى وطنه المألوف بإرشاد شيخه، واشتغل بالدعوة والتبليغ والإرشاد والتلقين.

* * *

‌5263 - الشيخ الفاضل مولانا مدين الله بن أمين الله العظيم آبادي

*

قرأ العلم على أبيه.

وبعد إتمام الدراسة درس في المدرسة العالية الحكومية.

* * *

‌5264 - الشيخ الفاضل مراد بن المفتي عبد السّلام، اللاهوري

* *

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 203.

* * راجع: نزهة الخواطر 6: 358، 359.

ص: 12

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول العربية.

ولد، ونشأ بـ"لاهور".

وقرأ العلم على والده، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ شاه محمد البدخشي وصحبه مدّة، كما في "بحر زخّار".

وإني قرأت في "منتخب اللباب" لخافي خان: إن شاه عالم لما أمر الخطباء أن يدخلوا في الخطب لفظ الوصي عند ذكر سيّدنا علي رضي الله عنه حدثت ضوضاء على ذلك، فأمر شاه عالم أن يحضر لديه من كان أهل العلم بمدينة "لاهور"، فامتثل أمره الحاج يار محمد، ومحمد مراد الفاضل اللاهوري، وغيرهما، فباحثوه في تلك المسئلة، فلمّا علم السلطان رغبة الناس إلى خلاف ما أمر به نهى عن ذلك، ولكن الناس عزموا على إثارة الفتنة، فاجتمعوا يوم الجمعة بالجامع الكبير، فلمّا سمعوا الخطبة تفرّقوا، فغضب شاه قلعة من القلاع، ظنّا منه أنهم حرضوا الناس على الفتنة. انتهى.

وإني أظنّ أن محمد مراد الفاضل هذا هو محمد مراد بن عبد السّلام المترجم له، والله أعلم.

* * *

‌5265 - الشيخ الفاضل مراد بن عثمان بن علي بن قاسم العمري، الموصلي

*

* راجع: معجم المؤلفين 12: 203.

ترجمته في هدية العارفين 2: 424.

ص: 13

فاضل.

درس وخطب بالحضرة النبوية اليونسية.

من آثاره: "تعليقة على شرح العقائد النسفية"، و"شرح الفقه الأكبر" لأبي حنيفة، و"شرح كتاب الآثار" للشيباني.

توفي سنة 1092 هـ.

* * *

‌5266 - الشيخ الفاضل مراد بن علي بن داود بن كمال الدين بن صالح بن محمد الحسيني، البخاري، النقشبندي

*

ذكره العلامة المرادي في "سلك الدرر"، وقال: هو نزيل "دمشق" و"قسطنطينية"، جدّنا الكبير، الأستاذ، الإمام الأعظم.

الشهير قطب الأقطاب، ونادرة الأزمان والأحقاب، السيّد الشريف العالم العلامة الولي العارف الفهامة الفاضل المحقق المدقق الصوفي الغوث الصمداني الرباني الحبر البحر الحجّة الرحلة المسلك المرشد إمام أهل العرفان، وصدر أرباب الشهود والوجدان، صاحب الكرامات والعلوم.

كان آية الله الكبرى في العلوم النقلية والعقلية، خصوصًا في التفسير والحديث والفقه، وغير ذلك مع الديانة والصلاح والتقوى والنجاح والولاية، وعلمي الظاهر والباطن، وكان مبجلًا معظمًا، أحد الأفراد من العباد، مرشدًا

* راجع: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 4: 151 - 154.

ترجمته في معجم المؤلفين 12: 214، وهدية العارفين 2: 424، وإيضاح المكنون 2: 530 - 663: Brockelmann: g، II: 443، s، II

ص: 14

كاملًا، ورعًا زاهدًا، مع إتقان اللغات الثلاث: العربية، والفارسية، والتركية، معمرًا نورانيًّا جامعًا للمذاهب، جليل المناقب، متضلعًا من العلوم، مظهر التوفيق والكرامات، حتى كان يحفظ أكثر من عشرة آلاف حديث مع أسانيدها، وحفظ روايتها، ودائمًا رأسه مكشوف، غارقًا في بحر عشق مولاه، حامدًا لما أناله وأولاه.

ولد في سنة خمسين وألف، وكان والده، نقيب الأشراف في بلدة "سمرقند"، فلما بلغ المترجم من سن ثلاث سنين حصلت له نازلة على قدميه وساقيه عطلتها، وبقي مقعدًا بسبب ذلك.

ثم نشأ مجتهدًا في اكتساب العلوم والكمالات، ثم قرأ العلوم العربية والفنون العلمية، ثم حصلت له النفحة الربانية والمنحة الصمدانية، فأقبل على طاعة ربه، واجتهد معرضًا عن شهوات الدنيا، مقبلًا على الأخرى، فهاجر إلى بلاد "الهند"، وأخذ هناك الطريقة النقشبندية، وغيرها عن الأستاذ الكبير، مهبط الأسرار الإلهية، ومورد المعارف الربانية الشيخ محمد معصوم الفاروقي، المنسوب إلى الإمام عمر الفاروق، رضي الله عنه، فلازمه، وتلمذ له، وأخذ عنه، وأقام عنده أيامًا، أمره بالتوجّه لإرشاد العموم.

وكان الجد المترجم سبقت جذبته الإلهية على سلوكه، وهو أخذها عن والده الأستاذ أحمد الفاروقي، الملقّب بالمجدّد، وهو عن الإمام محمد الباقر إلى آخر السلسلة العلية، وأشرقت منه شموس الإرشاد، وبزغت من مطالعه نجوم الهداية، والعلوم في البوادي والبلاد، وكان فيه المراد.

ثم بعد مدة قدم إلى الديار الحجازية قاصدًا حج بيت الله الحرام، وزيارة سيّد الأنام محمد، صلى الله عليه وسلم، ثم استقام مجاورًا ثلاث سنين، وبعدها توجّه نحو "بغداد"، ومنها قصد التوجّه إلى "بخارى"، ومنها إلى

ص: 15

"أصفهان"، ومنها إليها، ولما مرّ على بلاد العجم خرج لملاقاته ميرزا صائب الشاعر المشهور، وأهدى إليه المنتخبات من شعره، وصحب في هذه الرحلة علماء "سمرقند" و"بلخ" ومشايخها، واجتمع بهم، ثم قصد ثانيًا العود إلى "بغداد"، فعاد، واستقام بها مدة.

ثم عزم على التوجّه إلى "مكة المكرمة" ثانيًا، فتوجّه، وبعد أداء الحج والنسك والزيارة مر على "مصر القاهرة"، ومنها، وفد إلى "دمشق"، وقطن بها، وكان دخوله ووفوده إليها بعد الثمانين وألف، وأقبلت الناس عليه بـ"دمشق" بالتعظيم والاعتقاد والمحبة، لما جبل عليه من الزهد والإيثار والعبادة والتحقيق في العلوم.

ففي سنة اثنتين وتسعين وألف قصد التوجّه لبلاد "الروم"، فارتحل إلى دار الملك "قسطنطينية"، فلمّا وصل أقبلت عليه علماؤها وصلحاؤها ومشايخها ومواليها، وأخذوا عنه الطريقة، وتلقنوا منه الذكر، واعتقدوه، وصار له تعظيم وتبجيل، ثم استقام بها بمحلة أبي أيوب الأنصاري، قدّس سرّه مقدار خمس سنين، وفي سنة سبع وتسعين عاد إلى "دمشق"، فبعد مدة قصد التوجّه إلى "الحجاز" إلى "مكة المكرمة" ثالث مرة، وكان ذهابه في غير وقت الحج، بل ذهب وحده هو ومن معه بلا قافلة، إلى أن وصل إلى هناك، وجاور سنة واحدة، وعاد إلى "دمشق"، ثم حج في سنة تسع عشرة ومائة وألف رابعًا، وعاد إلى "دمشق" أيضًا.

وكان في "دمشق" معتقدًا ملاذًا مفيدًا مكرَّمًا مكرِّمًا، تحترمه أهاليها، وله مزيد من التعظيم عندهم، وكانت الحكام تهابه، وهو مقبول الشفاعة عندهم، وكان موقرًا، وأخذ من السلطان مصطفى خان قرى بـ"دمشق" إقطاعًا بمال، يدفعه للخزينة الميرية في كل سنة، وهو الآن المعروف بالمالكانات، وكان الجد أول من وجه له ذلك بهذه الطريقة، وهي الآن علينا،

ص: 16

وصار له تعظيم وافر، واجتمع بشيخ الإسلام، إذ ذاك العلامة الكبير المولى فيض الله، ورفع المترجم عن أهالي "دمشق" مظالم عديدة.

وكان قوالًا بالحق، ناصرًا للشريعة، مسعفًا من ظلم، مساعدًا لأولي الحاجات غاية المساعدة.

ومن آثاره: بـ"دمشق" المدرسة المعروفة به، وكانت قبل ذلك خانًا، يسكنه الفسق والفجور، فأنقذه الله من الظلمات إلى النور، وشرط في كتاب وقفه أنه لا يسكنها أمرد، ولا متزوج، ولا شارب للتتن، وكذلك بنى مدرسة في داره بمحلة سوق صاروجا، وتعرف بالنقشبندية البرانية مع مسجد كذلك هناك، وكان كثير الصدقات، مسارعًا إلى القربات.

وله من التآليف: "المفردات القرآنية" في مجلدين تفسير للآيات، وجعله باللغات الثلاث، أولًا بالعربية، ثم بالفارسية، ثم بالتركية، وهو مشهور بين علماء "الروم" وغيرها، وله رسائل كثيرة في الطريقة النقشبندية، وتحريرات، ومكاتبات.

وكانت وفاته في "قسطنطينية" في ليلة الثلاثاء، ثاني عشر ربيع الثاني، سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف، وصلي عليه في جامع أبي أيوب خالد الأنصاري، رضي الله عنه، ودفن في درسخانة المدرسة المعروفة في محلة نيشانجي باشا، ورثي بالقصائد الكثيرة العربية والتركية.

ومن ذلك ما رثاه تلميذه الشيخ أحمد المنيني مؤرخًا وفاته، حيث قال:

غوث البرايا مرشد العباد في

سنن السلوك إلى مناهج قربه

بحر الحقيقة والشريعة من سرت

أنواره في الأفق مسرى شهبه

إنسان عين الوقت كامله الذي

يمّ المعارف قطرة من سحبه

ص: 17

الملجأ الأحمى مراد الله من

لحماه يهرع عائذ من كربه

قد جاءه من ربه بشرى الرضا

بلقاء مولاه الكريم وحزبه

إلى آخرها، وهي طويلة، ورثى بغير ذلك، رحمه الله تعالى، ومن مات من المسلمين أجمعين. آمين.

* * *

‌5267 - الشيخ الفاضل مراد بن يوسف جاويش، الرومي، الشاذلي، الأزهري

*

صوفي. توفي بعد سنة 1030 هـ.

من آثاره: "بغية المحبين" في سر أسرار ما أودع الله في عباده المتصوفين، "درر لطائف السر الخفي"، و"الفتوحات الربانية في مناقب السادة الخضيرية"، و"لطائف المنن في ذكر مناقب سيدي محمد البكري"، و"النفحات المسكية".

* * *

‌5268 - الشيخ العالم الفقيه مراد الله بن نعمة الله بن

* راجع: معجم المؤلفين 12: 215.

ترجمته في هدية العارفين 2: 424، وفهرست الخديوية 5: 100، 170 وإيضاح المكنون 2: 177، 666.

ص: 18

نور الله الأنصاري اللكنوي *

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء الحنفية.

ولد، ونشأ ببلدة "لكنو".

وقرأ العلم على والده، ولازمه مدة.

ثم تصدّر للتدريس، واشتغل به زمانا ببلدة "لكنو".

ثم رحل إلى "كجرات"، ودرّس ببلدة "بروده" مدّة.

ثم سافر إلى "الحجاز" سنة تسع وسبعين، فحجّ، وزار، وابتلى بالإسهال عند رجوعه عن "الحجاز".

فمات في حياة والده، سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف.

* * *

‌5269 - الشيخ العالم المفتي ثم القاضي مراد الدين، الكشميري

* *

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول.

ولد، ونشأ بـ"كشمير"، وقرأ العلم على مولانا عناية الله الكشميري وأمثاله.

ثم رحل إلى "دهلي"، وتقرّب إلى شاه عالم، فولّاه القضاء، فاستقلّ به زمانا.

* راجع: نزهة الخواطر 7: 515.

* * راجع: نزهة الخواطر 6: 378.

ص: 19

ثم صار مفتى المعسكر بمدينة "دهلي".

ثم ولي القضاء الأكبر، فصار قاضي قضاة "الهند" سنة خمس وخمسين ومائة وألف، في أيام محمد شاه بعد ما توفي القاضي تاج محمود خان.

مات سنة ستين ومائة وألف، كما في "روضة الأبرار".

* * *

‌باب من اسمه مرتضى

‌5270 - الشيخ الفاضل مرتضى بن حسن بن عثمان الأدرنه وي

*

من القضاة.

تولى قضاء "المدينة"، وتوفي بـ"القسطنطينية" سنة 1104 هـ.

من آثاره: "شرح ملتقى الأبحر"، في فروع الفقه الحنفي، وسماه "المرتضى في شرح الملتقى".

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 216.

ترجمته في هدية العارفين 2: 425، وإيضاح المكنون 2:551.

ص: 20

‌5271 - الشيخ الإمام العالم المحدّث مرتضى بن محمد بن قادري بن ضياء الله، الحسيني، الواسطي، البلكرامي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو نزيل "مصر" ودفينها المشهور بالزَّبيدي.

وهو صاحب "تاج العروس شرح القاموس"، ولد بمحروسة "بلكرام" سنة خمس وأربعين ومائة وألف، واشتغل بالعلم على أساتذة بلدته زمانا.

ثم خرج منها، فجاء إلى "سنديله" و"خير آباد"، وقرأ على أساتذته.

ثم سافر إلى "دهلي"، وأخذ عن الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي.

ثم ذهب إلى "سورت"، وأخذ عن الشيخ خير الدين بن زاهد السورتي، وأقام عنده سنة.

ثم سافر إلى "الحجاز" سنة أربع وستين.

وأقام بـ"زبيد"(بفتح الزاي) دارة علم معروفة بـ"اليمن".

وأخذ عن السيّد أحمد بن محمد مقبول الأهدل، ومن في طبقته، كالشيخ عبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي، والشيخ محمد بن علاء الدين المزجاجي، وأجازه مشايخ المذاهب الأربعة، وعلماء البلاد الشاسعة، وحجّ مرارا، واجتمع بالسيد عبد الرحمن العيدروس بـ"مكة المشرفة"، وقرأ عليه "مختصر السعد"، ولازمه ملازمة كلية، وهو الذي شوقه إلى "مصر"، فذهب إليها.

* راجع: نزهة الخواطر 7: 516 - 525.

ص: 21

ودخل في تاسع صفر سنة سبع وستين، وسكن بـ"خان الصاغة"، وحضر دروس أشياخ الوقت، كالشيخ أحمد الملوي، والجوهري، والحفني، والبليدي، والصعيدي، والمدابغي، وغيرهم.

وتلقّى عنهم، وأجازوه، وشهدوا بعلمه وفضله وجودة حفظه.

وسافر إلى الجهات البحرية مثل "رشيد" و"دمياط".

وسمع الحديث من علمائها، وكذلك سافر إلى "أسيوط" وبلاد "الصعيد"، وتلقّى عن علمائها.

ثم تزوّج، وسكن بـ"عطفة الغسال"، وشرع في تصنيف الكتاب الذي شاع ذكره، وطار في سائر الأقطار والأمصار، الدال على علوّ كعبه ورسوخ قدمه في علم اللغة، المسمّى بـ"تاج العروس"، حتى أتمّه عشر مجلّدات كوامل في أربعة عشر عاما وشهرين، وعند إتمامه أولم وليمة حافلة، جمع فيها طلبة العلم، وأشياخ الوقت، وأطلعهم عليه، فشهدوا بفضله وسعة اطلاعه ورسوخه في علم اللغة.

ثم انتقل إلى منزل بسويقة اللالا، وذلك في أوائل سنة تسع وثمانين، فأقبل عليه أكابر تلك الخطّة وأعيانها، ورغبوا في معاشرته.

لأنه كان لطيف الشكل والذات، حسن الصفات، بشوشا، بسوما، وقورا، محتشما.

وكان يعتمّ مثل أهل "مكّة" عمامة منحرفة بشاش أبيض، ولها عذبة مرخاة على قفاه، ولها حبكة وشراريب حرير، طولها قريب من متر.

وكان ربعة، نحيف البدن، ذهبي اللون، متناسب الأعضاء، معتدل اللحية، قد وخطه الشيب في أكثرها، مترفا في ملبسه، مستحضرا للنوادر والمناسبات، ذكيا فطنا، واسع الحفظ، عارفا باللغة التركية والفارسية، فاستأنس به أهل تلك الخطّة، وأحبوه، وصار يعطيهم، ويفيدهم بفوائد، ويجيزهم بقراءة أوراد وأحزاب، فتناقلوا خبره وحديثه، فأقبل عليه الناس من كلّ

ص: 22

جهة، فشرع في إملاء الحديث على طريق السلف في ذكر الأسانيد والرواة والمخرجين من حفظه على طرق مختلفة، وكلّ من قدم عليه يملي عليه الحديث المسلسل بالأولية برواته ومخرجيه، ويكتب له سندا بذلك، وأجازه بسماع الحاضرين، فيعجبون من ذلك.

ثم إن بعضا من أفاضل علماء الأزهر ذهبوا إليه، وطلبوا منه إجازة، فقال لهم: لا بدّ من قراءة أوائل الكتب، واتفقوا على الاجتماع بجامع شيخون بالصليبة كلّ يوم اثنين وخمسين من كلّ جمعة، فشرع في "صحيح البخاري"، وصار يملئ عليهم بعد قراءة شيء من "الصحيح" حديث المسلسلات أو فضائل الأعمال، ويسرد رجال سنده ورواته من حفظه، ويتبعه بأبيات من الشعر كذلك، فيتعجّبون من ذلك، فازداد شأنه، وعظم قدره، واجتمع عليه أهل تلك النواحي وغيرها، من العامة والأكابر والأعيان، والتمسوا منه تبيين المعاني، فانتقل من الرواية إلى الدراية، وصار درسا عظيما، وازدادت شهرته، وأقبل الناس من كلّ ناحية لسماعه ومشاهدة ذاته، ودعاه كثير من الأعيان إلى بيوتهم، وعملوا من أجله ولائم فاخرة، فيذهب إليهم مع خواص الطلبة والمقرئ والمستملي وكاتب الأسماء، فيقرأ لهم شيئا من الأجزاء الحديثية كثلاثيات البخاري، أو الدارمي أو بعض المسلسلات بحضور الجماعة، وصاحب المنزل وأصحابه، وأحبابه وأولاده، وبناته ونسائه من خلف الستائر، وبين أيديهم مجامر البخور بالعنبر، والعود مدّة القراءة، ثم يجتمعون كذلك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على النسق المعتاد، ويكتب الكاتب أسماء الحاضرين والسامعين، حتى النساء والصبيان والبنات واليوم والتاريخ، ويكتب تحت ذلك "صح ذلك".

وهذه كانت طريقة المحدّثين في الزمن السابق، وطلب إلى الدولة العلية في سنة أربع وتسعين، فأجاب، ثم امتنع، وطار صيته في الآفاق،

ص: 23

وكاتبه ملوك النواحي من "تركيا"، و"الحجاز"، و"الهند"، و"اليمن"، و"الشام"، و"البصرة"، و"العراق"، وملوك المغرب و"السودان" و"قزان" و"الجزائر" والبلاد البعيدة، وكثرت عليه الوفود من كلّ ناحية، يستجيزونه فيجيزهم.

وقد استجازه السلطان عبد الحميد الأول ملك "قسطنطينية"، فأجازه بكتب الحديث، وكتب له الإجازة، وكتب إجازة أيضا لمحمد باشا راغب صدر الوزارة ونظام الملك، وكتب إجازة إلى "غزّة"، و"دمشق"، و"حلب"، و"آذاربيجان"، و"تونس"، و"نادلا"، و"حران"، و"ديار بكر"، و"سنار"، و"الدارفور"، و"مدراس"، وغيرها من البلدان على يد جماعة من أهلها الذين وفدوا عليه، وسمعوا منه، وتوقفوا لديه، واستجازوا لمن هناك من هناك من أفاضل العلماء، فأرسل إليه مطلوبهم من تلك الأسانيد العليا.

وأما أسانيده فهي كثيرة متشعبة طرقها، لا يكاد يحصيها أحد بالبيان، إلا ما ذكر مرتضى بن محمد البلكرامي المترجم له في إجازته، التي كتبها لبعض أهل "اليمن"، فقال: أخبرني ما بين قراءة وسماع وإجازة خاصّة وعامّة مشايخنا الأئمة الأعلام السيّد نجم الدين أبو حفص عمر بن أحمد بن عقيل الحسيني، والشهابان أحمد بن عبد الفتّاح بن يوسف بن عمر المجري الملوي، وأحمد بن حسن بن عبد الكريم بن محمد بن يوسف الخالدي، وعبد الله بن محمد الشبراوي، والسيّد عبد الحي بن الحسن بن زين العابدين البهنسي، خمستهم عن مسند "الحجاز" عطاء بن سالم البصري، والشهاب أحمد بن محمد النخلي.

(ح) وشيخنا النجم أبو المكارم محمد بن سالم بن أحمد الحفني (بالفاء)، عن المسند عبد العزيز بن إبراهيم الزيادي.

(ح) وشيخنا المتفنن أحمد بن عبد المنعم بن صيام الدمنهوري، عن الشمس محمد بن منصور الإطفيحي.

ص: 24

(ح) وشيخنا أبو المعالي الحسن بن علي المدابغي عن عبد الجواد بن القاسم المحلي.

(ح) وشيخنا المعمّر السيّد محمد بن محمد التليدي، عن أبي عبد الله محمد بن عبد الباقي الزرقاني.

(ح) وشيخنا الشهاب أحمد بن شعبان بن غرام الزعبلي الشهير بالسابق، قال: هو وهو أعلى بدرجة والزرقاني والمحلّي والإطفيحي والزيادي والنخلي والبصري.

أخبرنا الحافظ شمس الدين محمد بن علاء الدين البابلي، وزاد الزرقاني والإطفيحي والزيادي، فقالوا: وأبو الضياء علي بن علي الشبراملّسي.

(ح) وأخبرنا شيخنا أبو عبد الله محمد بن أحمد العشماوي، عن أبي العزّ محمد بن أحمد بن العجمي، عن أبيه محدث القاهرة الشهاب أحمد بن محمد العجمي، قال هو والبابلي: أخبرنا المسند نور الدين علي بن يحيى الزيادي، عن كل من المسندين يوسف بن زكريا، ويوسف بن عبد الله الأرميوني، كلاهما عن الحافظ شمس الدين أبي الخير محمد ابن عبد الرحمن السخاوي.

(ح) وبرواية البابلي والشبراملّسي عن الشهاب أحمد ابن خليل السبكي، وبرواية البابلي خاصّة عن خاله سليمان بن عبد الدائم البابلي، وأبي النجا سالم بن محمد السنهوري، وعبد الرؤوف بن تاج العارفين المناوي، والشهاب أحمد بن محمد بن يونس الحنفي، والمعمّر محمد بن محمد بن عبد الله القلقشندي، الواعظ، خمستهم عن نجم السنة محمد بن أحمد بن علي الغيطي، عن شيخ الإسلام زكريا بن محمد الأنصاري.

وبرواية السنهوري عن الشهاب أحمد بن محمد بن علي بن حجر المكّي، عن شيخ الإسلام، وعن عبد الحق بن محمد السنباطي.

ص: 25

وبرواية الواعظ أيضا عن أحمد بن محمد السبكي، عن الجمال إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل القلقشندي.

وبرواية شيخ مشايخنا البصري عن علي بن عبد القادر الطبري عن عبد الواحد بن إبراهيم الخطيب، عن الشمس محمد بن إبراهيم العمري هو، والجمال القلقشندي والسنباطي وشيخ الإسلام والسخاوي، عن حافظ الأمّة شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي محمد العسقلاني الشهير بابن حجر قدّس الله سرّه بأسانيده المتفرّعة إلى أئمة الكتب الستة، وغيرهم مما أوردها في كتاب "المعجم المفهرس"، وهو في جزء حافل.

وبرواية عبد الواحد الخطيب أيضا عن الجلال عبد الرحيم بن عبد الرحمن العبّاسي هو والأرميوني، وأبو زكريا أيضا عن الحافظ جلال الدين عبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي بأسانيده المذكورة في "معجمه".

ومن مشايخي الإمامان الفقيهان محمد بن عيسى بن يوسف الدنجاوي، ومصطفى بن عبد السلام المنزلي، أخذت عنهما بـ"ثغر دمياط"، وهما يرويان عن الإمام أبي حامد محمد بن محمد البديري، عن الشيخ إبراهيم الكوراني، وقريش بنت عبد القادر الطبري، ومحمد بن عمر الشوبري، ومحمد بن داود العناني، والمقرئ محمد بن قاسم البقري، وأحمد بن عبد اللطيف البشيشي بأسانيدهم.

ومن مشايخي: سالم بن أحمد النفراوي، وسليمان بن مصطفى المنصوري، وأبو السعود محمد بن علي الحسني، وعبد الله بن عبد الرزّاق الحريري، ومحمد بن الطيب الفاسي، ومحمد بن عبد الله بن العرب التلمساني الشهير بالمنوّر، وعلي بن العربي السقاط، وعمر بن يحيى الطحلاوي، وغيرهم.

وممن كتب بالإجازة إلى جماعة أجلّهم: الشهاب أحمد بن علي الميني الحنفي من "دمشق"، وعلي بن محمد السلمي من صالحيتها وأبو المواهب

ص: 26

محمد بن صالح بن رجب القادري، ومحمد بن إبراهيم الطرابلسي النقيب، ومحمد بن طه العقاد، وأحمد بن محمد الحلوي، أربعتهم من "حلب"، والمسند أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ابن سالم السفاريني الحنبلي من "نابلس"، وأحمد بن عبد الله السنوسي، ومحمد بن علي بن خليفة الفريابي، كلاهما من "تونس".

ولي غيرهم من الشيوخ، ذوي الرسوخ، الموصوفين بالصلاح، المنتظمين في سلك ذوي الفلاح، تغمدهم الله بعفوه، وزادهم من سلسبيل الجنّة بصفوه، وأسانيدهم مشهورة، وفي صحف السماعات مسطورة. انتهى.

وقد ذكر مرتضى بن محمد المترجم له في "برنامجه" الذي كتبه للسيّد باسط علي ابن علي بن محمد بن قادري البلكرامي بـ"مصر" نحوا من ثلاثمائة شيخ له الذين أخذ عنهم العلم، وسمى منهم من علماء "الهند": الشيخ فاخر ابن يحيى العبّاسي الإله آبادي، والشيخ المسند ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، قال: وحضرت بمنزله في "دهلي"، وذكر أنه لقي الشيخ أبا الحسن بن محمد صادق السندي المدني، والشيخ خير الدين بن زاهد الحنفي السورتي، وغيرهما.

وأما مصنّفاته فأحسنها وأشهرها "تاج العروس شرح القاموس" في عشرة مجلّدات كبار، اشتهر أمره في حياته جدا، فاستكتب منه ملك الروم نسخة، وسلطان "دار فور" نسخة، وملك الغرب نسخة، وطلب منه أمير "اللواء" محمد بيك أبو الذهب نسخة، وجعلها في خزانة كتب مسجده، الذي أنشأه بالقرب من "الأزهر"، وبذل في تحصيله ألف ريال.

وللمترجم له تآليف غير هذا الشرح تزيد على مائة كتاب. منها: "إتحاف السادة المتقين شرح إحياء علوم الدين" في عشرين مجلّدا، و"تكملة القاموس" مما فاته من اللغة، و"شرح حديث أمّ زرع"، و"رفع الكلل عن

ص: 27

العلل"، و"تخريج حديث شيبتني هود"، و"تخريج حديث نعم الإدام الخلّ"، و"المواهب الجليّة فيما يتعلّق بحديث الأولية"، و"المرقاة العليّة بشرح الحديث المسلسل بالأولية"، و"العروس المجليّة في طرق حديث الأولية"، و"شر الحزب الكبير" للشاذلي المسمّى بـ"تنبيه العارف البصير على أسرار الحزب الكبير"، و"إنالة المنى في سر الكنى"، و"القول المبتوت في تحقيق لفظ التابوت"، و"حسن المحاضرة في آداب البحث والمناظرة"، ورسالة في أصول الحديث، ورسالة في أصول المعمى، و"كشف الغطا عن الصلاة الوسطى"، و"الاحتفال بصوم الستّ من شوّال"، و"إيضاح المدارك عن نسب العواتك"، و"إقرار العين بذكر من نسب إلى الحسن والحسين"، و"الابتهاج بذكر أمر الحاج"، و"الفيوضات العليّة بما في سورة الرحمن من أسرار الصيغة الإلهية"، و"التعريف بضرورة علم التصريف"، و"العقد الثمين في طرق الإلباس والتلقين"، و"إتحاف الأصفياء بسلاسل الأولياء"، و"إتحاف بني الزمن في حكم قهوة اليمن"، و"إتحاف الإخوان في حكم الدخان"، و"المقاعد العندية في المشاهد النقشبندية" مائة وخمسون بيتا، و"الدرّة المضيئة في الوصية المرضية"، مائتان وعشرون بيتا، و"إرشاد الإخوان إلى الأخلاق الحسان" مائة وعشرون بيتا، و"ألفية السند" في ألف وخمسمائة بيت، وشرحها في عشرة كراريس، و"شرح صيغة ابن مشيش"، و"شرح صيغة البدوي"، وشرح "ثلاث صيغ" لأبي الحسن البكري، و"شرح سبع صيغ" المسمّى بـ"دلائل القرب للسيّد مصطفى البكري"، و"الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة"، و"تحفة العيد" في كراس، و"تفسير سورة يونس على لسان القوم"، و"لقطة العجلان في لبس الإمكان أبدع مما كان"، و"القول الصحيح في مراتب التعديل والتجريح"، و"التحبير في حديث المسلسل بالتكبير"، و"الأمالي الحنفية" في مجلّد، و"الأمالي الشيخونية" في مجلّدين، و"معارف الأبرار فيما للكنى والألقاب من الأسرار"، و"العقد المنظم في أمّهات النبي صلى الله عليه

ص: 28

وسلم"، و"الفوائد الجليلة في مسلسلات ابن عقيلة"، و"الجواهر المنيفة في أصول أدلّة مذهب الإمام أبي حنيفة مما وافق عليه الأئمة الستّة"، و"النفحة القدسيّة بواسطة البضعة العيدروسية"، و"حكمة الإشراق إلى كتاب الآفاق"، و"شرح الصدر في شرح أسماء أهل بدر"، و"التفتيش في معنى لفظ درويش"، و"رفع نقاب الخفاء عمن انتمى إلى وفاء وأبي وفاء"، و"بلغة الأريب في مصطلح آثار الحبيب"، و"إعلام الأعلام بمناسك حجّ بيت الله الحرام"، و"رشف سلاف الرحيق في نسب حضرة الصديق"، و"القول المبتوت في تحقيق لفظة ياقوت"، و"لقط اللآلي من الجوهر الغالي"، وهي في أسانيد الحفني، و"هدية الإخوان في شجرة الدخان"، و"إتحاف سيّد الحي بسلاسل بني طي"، و"ترويح القلوب بذكر ملوك بني أيوب"، و"نشوة الارتياح في بيان حقيقة الميسر والقداح"، وغير ذلك من الرسائل الكثيرة.

وله أشعار كثيرة، منها: قوله من قصيدة يمدح بها السيّد محمد أبا الأنوار بن وفاء، ويذكر فيها نسبه رحمه الله:

مدحت أبا الأنوار أبغي بمدحه

وفور حظوظي من جليل المآرب

نجيبا تسامي في المشارق نوره

فلاحت هواديه لأهل المغارب

محمد الباني مشيد افتخاره

بعز المساعي وابتذال المواهب

ربيب العلا المخضل سيب نواله

سماء الندى المنهل صوب السحائب

كريم السجايا الغر واسطة العلا

بسيم المحيا الطلق ليس بغاضب

حوى كل حلم واحتوى كل حكمة

ففات مرام المستمر الموارب

به ازدهت الدنيا بهاءا وبهجة

وزانت جمالا من جميع الجوانب

مخايله تنبيك عما وراءها

وأنواره تهديك سبل المطالب

له نسب يعلو بأكرم والد

تبلح منه عن كريم المناسب

ص: 29

ومن كلامه أيضا:

توكل على مولاك واخش عقابه

وداوم على التقوى وحفظ الجوارح

وقدم من البر الذي تستطيعه

ومن عمل يرضاه مولاك صالح

وأقبل على الفعل الجميل وبذله

إلى أهله ما اسطعت غير مكالح

ولا تسمع الأقوال من كل جانب

فلا بد من مثن عليك وقادح

ولما بلغ ما لا مزيد عليه من الشهرة وعظم الجاه عند الخاص والعام احتجب عن أصحابه، وأغلق الباب، وترك الدروس والإقراء، واستمرّ على هذه الحالة إلى أن آذنت شمسه بالزوال، وغربت بعد ما طلعت من مشرق الإقبال، فأصيب بالطاعون بعد صلاة الجمعة في مسجد الكردي المواجه لداره، ودخل البيت، واعتقل لسانه تلك الليلة، وتوفي يوم الأحد في شعبان سنة خمس ومائتين وألف، ولم يترك ابنا ولا بنتا، ولم يرثه أحد من الشعراء، ولم يعلم بموته أهل الأزهر ذلك اليوم لاشتغال الناس بأمر الطاعون، فخرجوا بجنازته، وصلّوا عليه، ودفن بقبر أعدّه لنفسه بالمشهد المعروف بالسيّدة رقية. انتهى.

من "بحر زحّار"، و"مآثر الكرام"، و"أبجد العلوم"، و"النفس اليماني"، و"نور الأبصار" للسيّد مؤمن بن حسن الشبلخي، و"عجائب الآثار في التراجم والأخبار" للشيخ عبد الرحمن الجبرتي الحنفي المصري.

* * *

‌5272 - الشيخ الفاضل مرتضى بن مصطفى بن حسن الكردي الأصل، الدمشقي المولد، الشهير بالأمير الكردي

*

* راجع: معجم المؤلفين 12: 216. =

ص: 30

صوفي، أديب.

أخذ عن عبد الغني النابلسي.

من آثاره: "تهذيب الأطوار في عجائب الأمصار"، و"شرح السلوك في رضاء الحق الغني"، و"عقود الجمان في عدم صحبة أبناء الزمان".

توفي سنة 1155 هـ.

* * *

‌5273 - الشيخ الفاضل السيّد مرتضى بن السيّد مصطفى النقوي البستوي

.

أستاذ ومدير مكتبة دار العلوم ندوة العلماء بـ"لكنو" *

ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: كان أحد أبناء نسل السيّد، هو نسل معروف في بلد "مجهوامير" بمديرية "بستي".

وكان من أجداده المجاهد الشيخ السيّد جعفر علي، أحد رفاق وخلفاء المجاهد الشهيد السعيد أحمد بن عرفان البريلوي، وهو شارك الجهاد مع الشيخ البريلوي، ما زالت هذه الأسرة مشهورة جدا في مجال الخدمات الإصلاحية والدينية والتبليغية، فكان هو فردا وحيدا من أفرادها، كان والده يتسم بالمزاج الديني، ويحمل الأحاسيس الدينية، فألزمه التعليم الديني، فالتحق بالمدرسة

= ترجمته في هدية العارفين 2: 425، وتاريخ آداب اللغة العربية 3: 325، وإيضاح المكنون 2: 44 - 490: Brockelmann: g، II: 263، s، II

* راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 3: 106 - 109.

ص: 31

الجعفرية هداية المسلمين بقرية "كرهي" بمديرية "بستي"، وتلقّى الكتب العربية الابتدائية والمتوسّطة، ثم انتسب إلى جامعة مظاهر العلوم في شوال 1360 هـ، وابتدأ العلم من المجلدين الأولين من "الهداية"، و"نور الأنوار"، و"مختصر المعاني"، وغيرها من الكتب، تدرّج في المراحل التعليمية، حتى أخذ الصحاح الستة، وتخرّج فيها في شعبان 1363 هـ، قرأ المجلد الأول من "جامع الإمام البخاري"، و"سنن أبي داود" على الشيخ محمد زكريا، والمجلد الثاني من "البخاري" على الشيخ عبد اللطيف، و"صحيح مسلم" على الشيخ منظور أحمد خان، و"سنن الترمذي"، و"الشمائل"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على الشيخ عبد الرحمن، و"سنن النسائي"، و"ابن ماجه"، و"موطأ الإمام مالك"، و"موطأ الإمام محمد" على الشيخ أسعد الله.

وبعد أن تخرّج فيها استقدمه الشيخ أبو الحسن علي الندوي، وولاه التدريس والإفادة، فدرّس فيها لسنين طوالا في حسن وإجادة، ثم عين مدير المكتبة فيها عام 1372 هـ، فظلّ يقوم بمهمّاته فيها خير القيام إلى يوم حياته. له غاية الحبّ والعلاقة بهذه المكتبة، فكان يتفكر كل ساعة في سبل توسعتها وترقيتها وترويجها وتوفير الكتب الجديدة، والقياس أن الكتب يبلغ عددها أربعين ألفا حينما ولي إدارتها عام 1372 هـ، وقد بلغت مائة ألف خمسا وعشرين ألفا حين توفي.

يقول الشيخ المفتي عتيق أحمد القاسمي البستوي، أستاذ دار العلوم ندوة العلماء لكنو في مقالته في حياته: وكان الشيخ من الفاضلين البارعين البارزين في مظاهر العلوم ذا جدارة وأهلية بليغة في الكتب الدراسية، قام بالتدريس في ندوة العلماء أولا، لكن المسؤولين عنها لما لمستهم حاجة ماسّة إليه وإلي خدماته في مكتبة ندوة العلماء، فتولى إدارتها ونظارتها دون وقف

ص: 32

طفيف على أمر منهم، ووقف لذلك مدّة حياته، وبذل من مساعيه ومجهوداته ونشاطاته في اتجاه توسعتها وتقدمها ورواجها وتجميل تنظيمها وتكثير الكتب في خزينتها بكل جدّ وشوق ونشاط، وفي عهده انتقلت المكتبة من عباسية هال -القاعة العبّاسية-، وهي من أقدم البنايات في ندوة العلماء إلى بناية ذي ثلاثة طوابق شامخة فسيحة الجنبات واسعة الأرجاء، إنما هي بنيت لذلك، وسمّيت بالعلامة شبلي النعماني.

كما قد عني بتجليد الكتب وتنظيفها وتحفيظها بعناية تامة، وكانت الكتب أحبّ لديه من ممتلكاته الشخصية، ويطلب ممن لا يسلمونها إليه في أقرب الزمن، مهما كان من الرجال الكبار، فيضيق ذلك على قلب بعضهم إلى ذلك يحبّ أن يستفيد الناس منها أكثر ما يمكن، ويساعدهم من الطلاب والأساتذة والفضلاء بكلّ مساعدة ومعونة، وهو إن لم يكن مصنّفا ومحقّقا لكن أعان بإعانة علمية غالية في إعداد آلاف من المقالات والرسائل والمؤلّفات التحقيقية.

قد انتفع بجوّ مظاهر العلوم العلمي والروحاني حقّ الانتفاع، وحظي بالمثول لدى أساتذته لأجل ما تملك نفسه من الكفاءة العلمية والسعادة والإطاعة وفرط الاشتياق والرغبة في خدمتهم، وهو لم يكن من كبار المؤلّفين والباحثين، ولا من أبرز الخطباء والمدرّسين والمشايخ الصالحين، ولكنه رجلا جليلا كبيرا حتما، ومن الأسف أن الإنسانية تندر وتنعدم يوما فيوما في هذا الحشد الكبير من الأناسي، الذي هم النموذج الأمثل في الأخلاق الإنسانية والإسلامية، ولكن هذا الجنس النادر قد حظي به الشيخ، ونال قسما كبيرا منه.

كان عارفا كبيرا بالتقدير والإحسان لكل من أساتذته ومشايخه وجامعة مظاهر العلوم، وظلّ على الإخلاص والحبّ والوفاء طول حياته، وازدادت يوميا صبغة دينية صبغته بها الأجواء الروحانية، التي سادت مظاهر

ص: 33

العلوم وغمرتها، وكان عميق الاتصال ووسيع الارتباط بدار العلم ديوبند، ومظاهر العلوم سهارنبور، وندوة العلماء لكنو، وهي مدارس مركزية في "الهند"، وفرط الاعتقاد القلبي بمؤسّسيها ومشايخها ورجالها النابغين، فيذكر لهم خصائصهم وكمالاتهم وفضائلهم وقصصهم الإيمانية، كرجل مستهام بكلّ من معاني المحبة والشوق والأدب والتكريم، إلى جانب ذلك حظي بالحضور في مجالس الشيخ الفقيه أشرف علي التهانوي، فيبين من مجالسه بغاية المحبّة والاعتقاد حينا لآخر، وكان تاريخ ندوة العلماء إلي نصف قرنها ثابتا في حافظته، إذا جرى ذكره فضل في يوميات الماضية وفقد في ذكريات الغابرة، حتى طال الحديث كثيرا.

احتال عليه الفالج فجأة في الساعة الخامسة من صباح يوم 8 جمادى الثانية، فحمل إلى المستشفى، وبعد أن بقي مغشيا ليومين متواصلين قد استأثرت به رحمة الله في وسط ليلة 10 جمادى الثانية، وصلى عليه بالناس الشيخ أبو الحسن علي الندوي بعد صلاة الظهر، من أولاده البررة: الشيخ السيّد عبيد الله الأسعدي، والشيخ السيّد سعيد الندوي، والشيخ السيّد محمد عمير الندوي.

* * *

‌5274 - الشيخ العالم الفقيه مرتضى بن يحيى بن عبد الحق، العبّاسي، الجرياكوتي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الفقهاء الحنفية.

* راجع: نزهة الخواطر 6: 381.

ص: 34

ولد بـ"جرياكوت" سنة تسع وأربعين وألف.

وقرأ العلم على جدّه لأمّه الشيخ عبد الفتّاح بن المبارك العبّاسي الجرياكوتي، ثم على أبيه يحيى، ولازمه ملازمة طويلة.

له شرح على "ميراث نامه" لجدّه عبد الفتّاح، وله "كتاب الرضواني".

مات سنة تسع ومائة وألف بـ"جرياكوت"، كما في "التاريخ المكرم".

* * *

‌5275 - الشيخ الفاضل السيّد مرتضى حسن بن الحكيم السيّد بنياد علي الجاندبُوري

*

ويتصل نسبه بشيخ الطريقة الشيخ الكبير الإمام عبد القادر الجيلاني.

ولد سنة 1285 هـ في قرية "جاندبور" من أعمال "بجنور" من أرض "الهند".

قرأ مبادئ العلم في وطنه، ثم التحق سنة 1297 هـ بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها عدة سنين، حتى قرأ فاتحة الفراغ فيها.

من شيوخه العلامة: محمد يعقوب النانوتوي، وشيخ الهند محمود حسن الديوبندي، وفقيه الهند رشيد أحمد الكنكوهي، والعلامة ذو الفقار علي الديوبندي، وحصّل سند الحديث منها.

وكان ماهرا في المنقولات والمعقولات، وله ذوق بالغ بكتب المعقولات، فالتحق بمولانا أحمد حسن الأمروهوي بـ"كانبور"، وقرأ عليه كتب المنطق والحكمة النهائية.

* راجع: أكابر علماء ديوبند لمولانا أكبر شاه البخاري ص 99، 102، ونزهة الخواطر 8: 495، 496.

ص: 35

بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، واشتغل بالطبابة، فصار طبيبا ماهرا حاذقا، ثم التحق بالمدرسة الإمدادية، التي أسّسها مولانا منوَّر علي، الذي هو أحد المجازين لسيّد الطائفة الحاج إمداد الله المهاجر المكّي، وأقام بالتدريس والتعليم مدة مديدة، ثم التحق صدر المدرسين بالمدرسة الإمدادية بـ"مرادآباد"، وصنّف عدّة كتب في ردّ الفرق الباطلة.

ثم التحق سنة 1338 هـ عميدا بدار العلوم ديوبند، وصنّف في هذه المدّة عدّة كتب في رد الفرقة الضالة القاديانية، ثم لضعف جسده رجع إلى وطنه "جاندبور"، حتى توفاه الأجل المحتوم سنة 1370 هـ.

* * *

‌باب من اسمه مردان، مرشد، مزمل، مستعان، مستفيض، مسعر

‌5276 - الشيخ الفاضل مردان علي البدايوني

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المشهورين.

قرأ العلم على أساتذة بمدينة "رامبور"، و"دهلي".

ثم أخذ الطريقة عن الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي.

ثم دخل "فرخ آباد"، وعكف على الدرس والإفادة.

أخذ عنه الحكيم أصغر حسين الفرخ آبادي، وخلق آخرون.

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 7: 526.

ص: 36

‌5277 - الشيخ العالم الصالح مرشد بن محمد أرشد بن فرخ شاه السرهندي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الفقهاء الصالحين.

ولد لإحدى عشرة خلون من صفر، سنة سبع عشرة ومائة وألف، وانتفع بأبيه، حتى برع، وفاق أقرانه في العلم والمعرفة، ودخل "رامبور"، فتلقّاه فيض الله خان أمير تلك البلدة بإكرام، فسكن بها، واشتغل بالدرس والإفادة.

أخذ عنه ولده سراج أحمد شارح "الترمذي".

مات يوم الاثنين لإحدى عشرة بقين من رجب سنة إحدى ومائتين وألف بـ"رامبور"، كما في "الهدية الأحمدية".

* * *

‌5278 - الشيخ الفاضل العلامة الكبير مولانا مرغوب الرحمن الديوبندي الرئيس الأعلى لدار العلوم ديوبند

* *

وُلِد عام 1333 هـ في مدينة "بجنور" من ولاية "أترابراديش" من أرض "الهند" في أسرة صالحة متديِّنَة ثريّة شهيرة بالمروءة والسخاء ورحابة الصدر.

* راجع: نزهة الخواطر 7: 506.

* * من قلم الشيخ محمد أمجد الديوبندي

ص: 37

تعلّم الفقيد العلوم البدائية في المدرسة الرحيميّة مدينة العلوم بجامع مدينة "بجنور"، التي كان يشرف عليها والده الكريم، ثم التحق بأمر والده لتلقي العلوم المتوسطة والعالية بالجامعة الإسلامية: دار العلوم ديوبند عام 1348 هـ، وتخرّج فيها عام 1351 هـ.

فقرأ "الصحيح" للإمام البخاري، و"السنن" للإمام الترمذي على شيخ الإسلام السيد حسين أحمد المدني، رحمه الله تعالى، وبقيّة كتب الأحاديث المتداولة وكتب الفنون على مشايخ آخرين، فيهم فضيلة الشيخ محمد إعزاز علي الأمروهوي، وفضيلة الشيخ العلامة محمد إبراهيم البلياوي، وغيرهم، رحِمَهم الله تعالى.

كما نال الفقيد رحمه الله تعالى من الجامعة "شهادة المفتي" بعد ما قرأ الكتب المقرّرة على فضيلة الشيخ المفتي محمد شفيع الديوبندي؛ إلا أن الاشتغال بالمهامّ الزراعية والخدَمَات الاجتماعية والدينيّة لم يمكّنه من الاستمرار في الأعمال العلمية والتدريسيّة؛ ولكنه ظل دائم العلاقة مع الجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند، حيث ورث هذه العلاقة من سلفه المخلصين الذين ظلّوا عاكفين على خدَماتها بشتى الأشكال المادية والمعنوية، ثم عُيِّن عضوًا في مجلس الشورى للجامعة عام 1382 هـ، ثم عُيّن رئيسًا مساعدًا لها عام 1401 هـ، ثم اختير رئيسًا مستقلًّا لها في شهر شوال عام 1402 هـ الموافق أغسطس عام 1982 م، ومنذ ذلك الوقت واصَلَ إدارةَ شؤونها بحكمةٍ ورويّةٍ، كما أن له يدًا في تطوير الجامعة على جميع المستويات التعليمية والبنائية.

فعلى مستوى الإنجازات البنائية يرجع إليه الفضل في إنشاء الجامع الكبير داخل الحرم الجامعي باسم "جامع رشيد" الذي يُعد دُرّة يتيمة في الهندسة والبناء، ومن أوسع الجوامع في شبه القارة الهندية، كما تم على عهده إنشاء مبانٍ كثيرة شامخة متينة، تجمع بين الجمال الهندسي المعماري الإسلامي

ص: 38

التقليدي وبين الطراز الحديث للهندسة والبناء، بما فيها مباني السكن الطلابي العديدة، ومباني الفصول الدراسية، وخزانة ماء ذات قوة استيعابية كبيرة، ومبنى المكتبة المركزية قيد الإنشاء ومبنى "حكيم الأمة" لتحفيظ وتجويد القرآن الكريم، ومبنى "شيخ الإسلام" ومبنى "شيخ الهند" للسكن الطلابي ومبانٍ عديدة للسكن العائلي للأساتذة والموظفين إلى جانب إعادة بناء مبنى السكن الطلابي الشهير بـ"الدار الجديدة" وإعادة بناء مبنى "دار الضيافة".

وعلى صعيد الإنجازات التعليمية، أنشئت -إلى جانب إدخال التعديلات الإيجابية المثمرة على المنهج الدراسيِّ العام وتطوير المسيرة التعليمية العامة- أقسام عديدة، من بينها "قسم التخصص في الحديث الشريف" ومدة الدراسة فيه سنتان، وقسم "تكميل العلوم، وله سنة واحدة، و"قسم صيانة ختم النبوة"، و"رابطة المدارس الإسلامية لعموم الهند"، و"قسم صيانة السنة النبوية"، و"قسم الرد على المسيحية" وما إلى ذلك من الأقسام.

وبالنسبة إلى النظام المالي للجامعة، فقد شهد تطوُّرًا ملموسًا مدهشًا؛ حيث كانت ميزانيتها لا تتجاوز حين استقالة رئيس الجامعة السابق سماحة الشيخ المقرئ محمد طيب -رحمه الله تعالى- ستة ملايين روبية هندية، أما في زمنه -رحمه الله تعالى- فقد قاربت (140) مليون روبية.

وكان الفقيد رحمه الله رحمةً واسعةً- خبيرًا جدا بالحياة وبالناس، وبصيرا بمؤهلات من يحتكون به من الأساتذة والمنسوبين في الجامعة، ويعامل كلا منهم صادرًا عن معرفته العميقة بهم؛ فكان يُنزل كلًّا منهم منزلًا يليق به، وعن هذه المعرفة يصدر في احترام الكلّ، وإعطائه من التقدير والعطف والاهتمام ما يستحقه، وإن كان يحب الجميع صدورًا عن

ص: 39

خلقه المعجون بالتواضع وحب الناس على اختلاف مؤهلاتهم وتوجهاتهم؛ فلم يَشْكُ أيٌّ من الأساتذة والمنسوبين والموظفين في الجامعة قطُّ أيّ سلوك منه أذاه بشكلٍ؛ بل يحسبون أنه يحبهم جميعا حبا مساويا أو حبا أكثر من حبه للجميع.

وكان -رحمه الله تعالى- بالنسبة إلى شخصه بسيطًا في المأكل والملبس زاهدًا في الوسائل يلبس الأبيض من الثياب، وكان سكنه في الجامعة بسيطا، لم يُزوّد بالوسائل الغالية رغم كونه ثريًّا أبا عن جدّ.

وكان -رحمه الله تعالى- محافظًا على الصلاة بالجماعة إلى محافظته على قيام الليل وصلاة التهجد، وكان دائم الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، ويواظب على صلاة النوافل من صلوات الضحى والأوّابين، وما إلى ذلك، وكان يحب الصالحين كثيرًا، وكان يبكي لذكر بعضهم، وكان يحب ذكرهم، ويُحب أن يستمع إلى قصصهم على ألسنة من يحضرون إليه.

قد أفل هذا النجم في الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الأربعاء: غرة محرم الحرام 1432 هـ = الموافق 8 / ديسمبر 2010 م كان -رحمه الله تعالى- لدى وفاته في 99 من عمره بالقياس إلى التقويم الهجري، وفي 96 من عمره بالنسبة إلى التقويم الميلادي.

رحمه الله تعالى وأدخله فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، ولا حرمنا أجره ولا فتننا بعده.

* * *

‌5279 - الشيخ الفاضل مولانا مزمل الحق بن القاري علم مِيَان السّلْهِتي

*

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 273.

ص: 40

ولد سنة 1331 هـ في بـ"رامبُور" من مضافات "كَنَايْغَات" من أعمال "سِلْهِت". قرأ مبادئ العلوم في مدرسة كَنَايْغَات، ثم التحق بمدرسة " جِنْغَاباري"، وقرأ فيها إلى "كافية ابن الحاجب"، ثم ارتحل إلى "كلكته"، والتحق بالمدرسة العالية فيها، وأتم فيها الدراسة العليا، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية.

بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، والتحق بالمدرسة المنصورية سنة 1358 هـ، ثم عين محدّثا لها سنة 1373 هـ.

* * *

‌5280 - الشيخ الفاضل الكبير مستعان بن عبد السبحان الكاكوروي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الفقهاء الحنفية. كان من ذرية الشيخ قيام الدين صنو الشيخ سعدي بن محمد الكاكوروي. ولد، ونشأ بـ"كاكوري".

وقرأ العلم على مولانا محمد أعلم بن شكر الله السنديلوي.

وأخذ عنه الشيخ تقي علي، وخلق آخرون.

وكان عالما كبيرا، بارعا في المنطق، والحكمة، والأصول، والكلام، زاهدا، تقيا، متورّعا، حسن القصص، حلو الكلام، مفرط الذكاء.

مات غرة رجب سنة سبع وعشرين ومائتين وألف، أخبرني بذلك سخي علي بن حبيب علي الكاكوروي.

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 7: 506، 507.

ص: 41

‌5281 - الشيخ الفاضل مولانا مستفيض الرحمن

*

ولد سنة 1337 هـ في قرية "عبد الله بور"، من مضافات "نواخالي"، من أرض "بنغلاديش".

قرأ مبادئ العلم في قريته.

ثم التحق بالمدرسة الكَرَامتية بـ"نواخالي"، وقرأ فيها كتب الفنون العالية.

ثم التحق بالمدرسة العالية كلكته، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية.

وبعد إتمام الدراسة عين مدرّسا للمدرسة العالية كلكته، وذلك في سنة 1362 هـ.

ودرس فيها كتب العلوم والفنون، لا سيّما "جامع الإمام الترمذي".

وكان واعظا بليغا، وخطيبا مصقعا، وأديبا لبيبا.

ومن تصانيفه: "حياة جمال الدين الأفغاني"، و"أدب باكستاني الغربي"، و"حياة الشاه ولي الله"، و"حياة المفتي عبده"، و"حياة أحمد الشهيد"، و"مسلم جَهَان"، و"ترجمة تجريد البخاري" باللغة البنغالية.

توفي سنة 1380 هـ.

* * *

‌5282 - الشيخ الفاضل مِسْعَر بن كِدَام الكوفي

* *

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 220.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1643.

ص: 42

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: روى عن أبي حنيفة، وعطاء، وقتادة.

روى عنه السفيانان.

قال الثوري: كنا إذا اختلفنا في شيء سألنا مسعرا عنه.

وقال أحمد: كان ثقة خيارا.

وقال إبراهيم بن سعد: كان شعبة وسفيان إذا اختلفا في شيء قالا

(1)

: اذهب بنا إلى الميزان مسعر بن كدام.

مات سنة خمس وخمسين ومائة، رحمه الله تعالى.

روى له الجماعة.

قال مسعر بن كدام: من جعل أبا حنيفة بينه وبين الله رجوتُ أن لا يخاف، و

(2)

لا يكون فرط في الاحتياط لنفسه.

* * *

= ترجمته في طبقات ابن سعد (بيروت) 6: 364، 365، والتاريخ الكبير للبخاري، الجزء الرابع، القسم الثاني صفحة 13، وطبقات خليفة بن خياط 168، والجرح والتعديل، الجزء الرابع، القسم الأول 368، حلية الأولياء 7: 209، وتهذيب الأسماء واللغات، الجزء الثاني من القسم الأول صفحة 89، وميزان الاعتدال 4: 99، وتذكرة الحفاظ 1: 188، والعبر 1: 224، وتهذيب التهذيب 10: 113، وتقريب التهذيب 2: 243، وطبقات السنية برقم 2472.

(1)

أحدهما، وفي بعض النسخ:"قالا".

(2)

تكملة مما سبق في ترجمة الإمام الأعظم 1: 55.

ص: 43

‌باب من اسمه مسعود

‌5283 - الشيخ الفاضل مسعود بن إبراهيم الكرماني، أبو الفتوح، الملقّب قوام الدين

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قدم علينا "القاهرة" سنة عشرين وسبعمائة.

وذكر أنه اجتمع بالإمام حافظ الدين، وكان يذكر أشياء كثيرة، وشهرته تغني عن ذكره. وأقام بسطح جامع الأزهر إلى أن مات في شوّال سنة ثمان وأربعين وسبعمائة. وأفتى، وصنّف.

ومولده في ليلة يسفر صباحها

(1)

عن يوم الجمعة، رابع عشر رجب، سنة اثنتين وستين وستمائة، كذا شافهني به، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5284 - الشيخ الفاضل مسعود بن أحمد بن برهان الإمام العلامة صدر الشريعة

* *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1644.

ترجمته في الدرر الكامنة، والطبقات السنية 2473.

(1)

في بعض النسخ: "صاحبها" خطأ.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1645. =

ص: 44

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كان

(1)

جامعا للفضائل الجليلة والمناقب الكثيرة.

* * *

‌5285 - الشيخ الفاضل مسعود بن أحمد بن محمد بن على بن العبّاس، الفقيه، عرف بابن الديناري، أبو المعالي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: مولده سنة ثمان عشرة وخمسمائة.

سمع، وحدّث. سمع منه أبو الحجَّاج يوسف بن خليل، وغيره.

مات سنة أربع وتسعين وخمسمائة.

روى عنه أيضا أبو عبد الله الدُّبَيثي

(2)

، وذكره في "الذيل".

وكان إمام مشهد

(3)

الإمام.

* * *

= ترجمته في الطبقات السنية 2474 نقلا عن الجواهر.

قال التميمي: "وليس بصدر الشريعة المشهور، فإن ذلك اسمه عبيد الله بن مسعود".

(1)

سقط من بعض النسخ:، وهو في بعضها.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1646.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2475، نقلا عن الجواهر.

(2)

في بعض النسخ: "الزينبى" تحريف، والصواب في بعضها، والطبقات السنية.

(3)

في بعض النسخ: "شهد" خطأ.

ص: 45

‌5286 - الشيخ الفاضل مسعود بن أبى بكر بن الحسين الفَرَاهي، الفقيه

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: هو صاحب "اللمعة" في نظم مسائل "الجامع الصغير"، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5287 - الشيخ الفاضل مسعود بن الحسين بن الحسن بن محمد بن إبراهيم الكُشَاني، والد محمد تقدّم، أبو سعد ركن الدين الخطيب

* *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1661.

ترجمته في تاج التراجم 76، والطبقات السنية 2476، وكشف الظنون 2: 1954، وهدية العارفين 2:429.

وسقط من الأصل "الفقيه".

وترتيب التراجم من هنا مختلف بين النسخ، والمثبت ترتيب الأصل.

وذكر ياقوت "فراهان" و"فرهان"، وقال من رساتيق همذان.

وذكر "فراهينان"، وقال من قرى مرو.

معجم البلدان 3: 867.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1647.

ص: 46

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: روى عن الشيخ سيف الدين أبي محمد عبد الله بن علي الكندي، والخطيب أبي نصر محمد بن الحسن الباهلي، وشمس الأئمة السرخسى.

روى عنه الإمام الصدر الشهيد حسام الدين أبو المعالي عمر بن عبد العزيز بن عمر بن مازه، والشيخ ظهير الدين أبو المحاسن الحسن بن علي بن عبد العزيز بن عبد الرزاق بن أبي نصر المرغيناني.

قال أبو سعد في "الأنساب": روى لنا عنه بـ"بخارى" ابنه محمد الكُشَاني، ومحمود بن أحمد بن الفرج الساغَرْجي بـ"سمرقند"، وجماعة سواهما.

مات سنة عشرين وخمسمائة، وله ثلاث وسبعون سنة.

* * *

‌5288 - الشيخ الفاضل مسعود بن الحسين بن سعد القاضي، أبو الحسن، اليزدي

*

= ترجمته في الأنساب 483، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده صفحة 83، وكتائب أعلام الأخيار برقم 300، والطبقات السنية برقم 2477، والفوائد البهية 213.

في بعض النسخ: "مسعود بن الحسن بن الحسين"، والصواب في بعضها، ومصادر الترجمة، وفي ترجمة ولده في الجواهر برقم 1541.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1648.

ترجمته في المنتظم 10: 261، وتاج التراجم 76، والطبقات السنية 2478. =

ص: 47

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: مولده سنة خمس وخمسمائة.

نقله ابن الجوزي في "المنتظم".

أحد

(1)

الفقهاء الكبار على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه، وأحد المدرّسين

(2)

بـ"بغداد"، وأحد القضاة والمفتين بها.

قال: ودرَّس بمشهد

(3)

أبى حنيفة [سنة خمس وستين وخمسمائة]

(4)

.

ومات في سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5289 - الشيخ الفاضل مسعود بن سعيد القسطنطيني، الرومى، المعروف بالنقشبندي

*

صوفي. من آثاره: "نزل القدس لمن رجا بزيارته الأنس". توفي سنة 1191 هـ.

* * *

= وفي بعض النسخ: "اليزيدي"، والصواب في بعضها، ومصادر الترجمة ولا عجب أن المصنف دكره في الأنساب في "اليزيدي".

(1)

في بعض النسخ: "المتقدمين".

(2)

في بعض النسخ: "بمدرسة".

(3)

في بعض النسخ.

(4)

لم يرد هذا في المنتظم.

* راجع: معجم المؤلفين 12: 230.

ترجمته في هدية العارفين 2: 431، وإيضاح المكنون: 2: 633.

ص: 48

‌5290 - الشيخ الفاضل مسعود بن شجاع بن محمد بن حسن ابن محمد بن حسن الأموي، الملقَّب برهان الدين، الفقيه

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: توفي يوم الأحد سادس عشر جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وخمسمائة.

ومولده بـ"دمشق" في سنة عشر وخمسمائة، كذا رأيته بخطّ الحافظ جمال الدين المحمودي الصابوني.

وجمع كتابا في الفقه. ودرس بالنورية والخاتونية، وولي قضاء العسكر. تفقّه على البرهان علي بن حسن البلخي. كان خبيرا بالمذهب.

تفقّه عليه أبو حفص عمر بن محمد بن خُشْنام

(1)

، أنشدتنى الشيخة الصالحة

(2)

الأصيلة أم الحياء

(3)

زاهدة بنت الشيخ الصالح أبي عبد الله محمد بن عبد الله الظاهري

(4)

سنة سبع عشرة وسبعمائة.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1649.

ترجمته في العبر 4: 310، ومرآة الجنان 3: 599، وكتائب أعلام الأخيار 383، والفوائد البهية 213، وهدية العارفين 2:429.

وكنيته أبو الموفق، كما سيأتي أثناء الترجمة.

(1)

في بعض النسخ: "فشام"، وفي بعضها:"قشام". وليس هو عمر بن محمد ابن عمر الخشنامي، الذىِ ترجمته في الجواهر، حيث كانت وفاته سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، أى بعد ولادة مسعود هذا باثنتي عشرة سنة.

(2)

من بعض النسخ.

(3)

في بعض النسخ: "أم الخير"، والصواب في بعضها، وذكرها في مقدمة التحقيق في الجواهر صفحة 14.

(4)

في بعض النسخ: "الطاهري" تصحيف.

ص: 49

قالت

(1)

: أنشدنا الحافظ يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقى إجازة، قال: أنشدنا أبو الموفّق مسعود بن الشّجاع بن محمد بن حسن الأموي لنفسه بـ"دمشق".

(2)

:

تصرّم العمر والأعياد والجمع

والغائبون إلى الأوطان ما رجعوا

(3)

غابوا فغابت مسرّاتي لغيبتهم

فاليوم لم يبق لي في راحة طمع

إلى الثريّا رأيناهم قد وصلوا

فحين ما وصلوا تحت الثرى وقعوا

(4)

كانوا حياتي فنفسي بعد فُرْقتهم

ليست بشيء من الأشياء تنتفع

يا ليت لم يستمع سمعى مقالتهم

حان الفراق فأَذْرُوا الدمعَ أو فَدَعوا

(5)

أحباب قلبي ما الدنيا بباقية

وكل شيء تقضَّى ليس يُرْتجع

لما بدا الشيب في رأسي بكيتُ على

فقد الشباب وحلّ الخوف والجزع

يا رب فاغفر ذنويى واعف عن زللي

فالعفو منك عطاء ليس ينقطع

واحكم بعود أخلّائى إلى وطني

لعلّنا بعد طول الهجر نجتمع

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 213): ذكره اليافعي في حوادث 599 هـ بقوله: فيها توفي الإمام العلامة أبو الموفق مسعود بن شجاع، المعروف بالبرهان الحنفي، ودرس في النورية، وكان صدرا معظما رأسا في المذهب. انتهى.

* * *

(1)

في بعض النسخ: "قال".

(2)

الأبيات في الطبقات السنية عدا الأخير.

(3)

في الطبقات السنية "عن الأوطان".

(4)

في بعض النسخ: "رأيناهم لقد وصلوا".

(5)

عجز البيت في بعض النسخ: "حال الفراق ولا زودت من أدع".

ص: 50

‌5291 - الشيخ الفاضل مسعود بن شيبة بن الحسين السندي، عماد الدين، الملقّب شيخ الإسلام

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: له كتاب "التعليم"

(1)

، وله طبقات أصحابنا، رحمة الله عليهم أجمعين.

* * *

‌5292 - الشيخ الفاضل مسعود بن عبد العزيز بن محمد، الرازي، أبو ثابت

* *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: ورد "بغداد" في أيام الصيمري، وتفقّه على أبى عبد الله الدامغاني، وقبل شهادته، واستنابه في التدريس بمسجد أبي عبد الله الجرجاني بالقطيعة، ومضى في الرسالة عدة نُوَب من دار الخلافة إلى "غزنة" و"ما وراء النهر".

وفي شوَّال سنة إحدى وسبعين وأربعمائة قبض عليه شِحْنةُ "بغداد"، وقيَّده من جهة الخلافة، وأخذ منه مالا.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1650.

ترجمته في تاج التراجم 77، والطبقات السنية 2480، ونزهة الخواطر 2:166.

(1)

في تاج التراجم "التعاليم".

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1651.

ترجمته في الطبقات السنية 2481.

ص: 51

قال: ثم أفرج عنه، واختفى بعد الإخراج

(1)

بدار أبي عبد الله الدامغاني، وخرج بعد ذلك في رسالة إلى "ما وراء النهر"، فأدركه أجله بـ"نيسابور" سنة خمس وثمانين وأربعمائة، وناهز الثمانين، وحمل إلى "الري"، فدفن عند محمد بن الحسن.

وكان قاضى القضاة يصفه بالحفظ لمذهب أبي حنيفة، وهو سبط القاضي أبي العبَّاس السمَّان، رحمهما الله.

* * *

(1)

في بعض النسخ: "الإفراج".

ص: 52

‌باب من اسمه مسعود بن محمد

‌5293 - الشيخ الفاضل مسعود بن محمد بن أحمد بن عبيد، البخاري، أبو اليمن تقدّم أبوه

(1)

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: ورد "بغداد" مع أبيه، فأقام بها.

قال الهمذاني: وكانا يعرفان الكلام على مذهب المعتزلة، ولهما مجلس النظر يحضره الفقهاء بدارهما بباب الأزَج.

وتمام ترجمته في ترجمة أبيه فيما تقدّم.

مات في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة

(2)

، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5294 - الشيخ الفاضل مسعود بن محمد بن أبي بكر بن المفتي

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 1179.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1652.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2482، وكشف الظنون 1:288.

(2)

في معجم المؤلفين 12: 229 سنة 461، وتأرخ وفاته في آخر ترجمة أبيه.

ص: 53

البخاري، أبو الحمد ركن الدين تقدم ابوه

(1)

، رحمهما الله تعالى *

* * *

‌5295 - الشيخ الفاضل مسعود بن محمد بن ثابت الرازي الفقيه

* *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: من أصحاب قاضى القضاة أبي عبد الله الدامغاني، وممن غسَّله بعد موته.

صحب أبا الوفاء ابن عَقِيل الحنبلى الإمام.

* * *

‌5296 - الشيخ الفاضل مسعود بن محمد بن عبد الغفّار بن عبد السَّلام بن على بن أحمد بن عبيد الله، عرف بالماهاني

* * *

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 1245، وكانت ولادة والده سنة إحدى وتسعين وأربعمائة. أى أن المترجم كان موجودا في القرن السادس.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1655.

ترجمته في الطبقات السنية 2483، نقلا عن الجواهر.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1658.

ترجمته في الطبقات السنية 2484.

* * * راجع: الجواهر المضية برقم 1653. =

ص: 54

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو من أهل "مرو".

وكان فقيها، فاضلا، مفتيا، مناظرا، حسن المعرفة برواية مذهب أبي حنيفة، كثير المحفوظ.

وكان يعظ وعظا مفيدا.

تفقَّه على منصور بن محمد السرخسي.

وسمع الحديث من عمّ والدته القاضي أبي نصر محمد بن محمد الماهاني.

قال أبو سعد

(1)

: سمعت منه.

ولد في أحد

(2)

الربيعَيْن، سنة إحدى وتسعين وأربعمائة بـ"مرو".

وتوفي يوم الجمعة بها بعد الصلاة الثاني عشر من ذي الحجَّة سنة أربع وخمسين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5297 - الشيخ الفاضل مسعود بن محمد بن غانم بن محمد الغانمى، أبو المحاسن، الهروي، الأديب

*

= ترجمته في الأنساب 414، والطبقات السنية 2486.

في بعض النسخ: "عبد الله" مكان "عبيد الله".

(1)

في بعض النسخ: "أبو سعيد" خطأ.

(2)

في بعض النسخ: "إحدي".

* راجع: الجواهر المضية برقم 1654. =

ص: 55

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال [مولده بـ"طوس" سنة أربع وعشرين وأربعمائة، ونشأ بـ"نيسابور"]

(1)

. وكان سريع النظم.

وتفقّه بـ"بلخ".

روى عنه ابن عساكر، وأبو سعد عبد الكريم.

ومات سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5298 - الشيخ الفاضل مسعود بن محمد بن محمد بن سهل الكرماني، أبو محمد، قوام الدين

*

عالم في الفقه والنحو والأصلين واللغة.

سكن بـ"دمشق"، ثم بـ"القاهرة"، وعاد إلى "دمشق"، فتوفي بها سنة 1191 هـ، وقد جاوز الثمانين.

من تصانيفه: "شرح الكنز" في فروع الفقه الحنفي، و"حاشية على المغني" للخبازي في أصول الفقه، وله شعر.

* * *

= ترجمته في الأنساب 406، واللباب 2: 166، والطبقات السنية 2487.

(1)

عكس المصنف ما أورده السمعاني في الأنساب.

* راجع: معجم المؤلفين 12: 230.

ترجمته في النجوم الزاهرة 10: 183، 184، والدرر الكامنة 4: 347، وكشف الظنون 1516، 1749، والجواهر المضية 2: 167، وهدية العارفين 2: 429، والأعلام 8:115.

ص: 56

‌5299 - الشيخ الفاضل مسعود بن محمد بن موسى بن محمد الخوارزمى، أبو القاسم ابن الفقيه أبي بكر، الإمام، الخوارزمى

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه بـ"بغداد" على والده الإمام محمد، وتقدّم.

مات سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5300 - الشيخ الفاضل مسعود بن محمد الجرجاني، أبو سعيد

* *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: شيخ، فاضل، كبير، أديب، فقيه، مناظر، مشهور بالنظر، حسن الكلام.

نزل "نيسابور"، واستوطنها إلى أن مات فِى ربيع الأول سنة عشر وأربعمائة. وسمع من القاضى أبي بكر أحمد بن محمد بن شاهُويه، وغيره، رحمهم الله تعالى.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1656.

ترجمته في كتائب أعلام الأخيار 250، والطبقات السنية 2489، والفوائد البهية 213.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1657. ترجمته في الطبقات السنية 2490.

ص: 57

‌باب

من اسمه مسعود بن محمود

‌5301 - الشيخ الفاضل مسعود بن محمود بن أحمد، أبو محمد، الخَرْقاني، الزهري

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: قال أبو سعد في "الأنساب": كان عالما، فاضلا، خطيبا بـ"خَرْقان" بعد والده.

وأراد قاضى القضاة أحمد بن سليمان في زمن أحمد خان

(1)

أن يكون نائبه في القضاء بـ"خَرْقان"، فأبى، فقصده، فهرب إلى "كاشغر"، ومات بها، وقد اكتهل

(2)

، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5302 - الملك الفاضل المؤيّد شهاب الدين جمال الملّة أبو سعد مسعود بن محمود بن سبكتغين، الغازي

،

* راجع: الجواهر المضية برقم 1659.

ترجمته في الأنساب 195، والطبقات السنية برقم 2491.

(1)

انظر حاشية الجواهر صفحتي 171، 172 من الجزء الأول.

(2)

وكان هذا في عشر الثمانين وأربعمائة، انظر التعليق السابق.

ص: 58

الغزنوي، السلطان المشهور *

ذكره العلامة عبد الحى الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: تنبّل في أيام أبيه، وفتح بلاد "طبرستان"، وبلد "الجبل" و"أصفهان" وغيرها، وقلّده الإمام القادر بالله "خراسان"، ولقّبه "الناصر لدين الله"، وخلع عليه، وطوقه سوارا كلّها في حياة والده، وكان بـ"أصفهان" حين توفي والده بـ"غزنة"، وقام بالأمر بعده ولده محمد بوصيته، واجتمعت عليه الكلمة.

فلما بلغه الخبر سار إلى "خراسان"، كتب إلى أخيه محمد أنه لا يريد من البلاد، التي وصَّى له أبوه بها شيئا، وأنه يكتفي بما فتحه من بلاد "طبرستان" وغيرها، ويطلب منه الموافقة، وأن يقدمه فى الخطبة على نفسه، فأجابه محمد جواب مغالط، وكان محمد هذا سيئ التدبير، منهمكا في لذّاته، فسار إلى أخيه مسعود محاربا له، وكان بعض عسكره يميل إلى مسعود لكبره وشجاعته، ولأنه قد اعتاد التقدم على الجيوش وفتح البلاد، وبعضها يخافه لقوة نفسه، فثار بمحمد جنده، فأخذوه، وحملوه إلى قلعة، ووكلوا به، واستقرّ الملك لمسعود.

وفي سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة سير عسكرا إلى "التيز" و"مكران"، فملكها وما جاورها، وفي تلك السنة سير عسكره إلى "كرمان"، فملكوها، وفي تلك السنة عصى نائبه في أرض "الهند" ارياق الحاجب، فاستقدمه إلى معسكره بـ"بلخ"، واحتال لقدومه إليه، فأمنه أحمد بن الحسن المهمندي الوزير، وتلقاه مسعود بالرحب والإكرام، وأوقعه في اللذات والخمور، فلما غفل عن المكيدة قبض عليه، وولي على بلاد "الهند" أحمد نيالتغين الحاجب.

* راجع: نزهة الخواطر 1: 123 - 125.

ص: 59

وفي سنة خمس وعشرين وأربعمائة عصى نائبه أحمد نيالتغين ببلاد "الهند"، فسير إليه جيشا كثيفا، فقتل بقصة، شرحتها في ترجمة أحمد، وولي ولده الأمير مجدودا على بلاد "الهند"، وفي سنة ست وعشرين أجلى الغز، وهزمهم، وسار إلى "جرجان"، فاستولى عليها وملكها، وفي سنة ثلاثين وأربعمائة سار نحو "خراسان"، وجرى له مع بني سلجوق طوب، يطول شرحها، وفتح بعض قلاعها سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وعاد إلى "غزنة"، وسير ولده مودودا إلى "خراسان" في جيش كثيف، ليمنع السلجوقية عنها.

وسار مسعود بعدهم بسبعة أيام، يريد بلاد "الهند"، ليشتو بها على عادة والده، فلما سار أخذ أخاه محمدا مسمولا، واستصحب الخزائن، وكان عازما على الاستنجاد بـ"الهند" على قتال السلجوقية، فلما عبر سيحون، وعبر بعض الخزائن، اجتمع أنوشتغين، وجمع من الغلمان، ونهبوا ما تخلف من الخزانة، وأقاموا أخاه محمدا، وسلموا عليه بالإمارة، وبقى مسعود في من معه من العسكر، وحفظ نفسه، فالتقى الجمعان، واقتتلوا، وعظم الخطب على الطائفتين.

ثم أنهزم عسكر مسعود، وتحصن في رباط "ماريكله"، ثم خرج إليهم، فقبضوا عليه، وأنفذه محمد إلى قلعة "كيكى" محفوظا، وأمر بإكرامه وصيانته، ثم فوّض محمد أمر دولته إلى ولده أحمد، وكان فيه خبط وهوج، فاتفق مع ابن عمه يوسف، وابن على خويشاوند وغيرهما على قتل مسعود، فقتلوه.

وكان السلطان مسعود شجاعا كريما، ذا فضائل كثيرة، محبا للعلماء، كثير الإحسان إليهم والتقرب لهم، صنفوا له التصانيف الكثيرة في فنون العلم، كـ"القانون المسعودي" في الفنون الرياضية، صنفه أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني المنجم، و"الكتاب المسعودي" في الفقه الحنفى، صنفه القاضي أبو محمد الناصحي.

ص: 60

وكان مسعود كثير الصدقة والإحسان إلى أهل الحاجة، تصدق مرة في شهر رمضان بألف ألف درهم، وأكثر الإدرارات والصلات، وعمر كثيرا من المساجد في ممالكه، وكانت صنائعه ظاهرة مشهورة، تسر بها الركبان مع عفة عن أموال رعاياه، وأجاز الشعراء بالجوائز العظيمة، أعطى شاعرا على قصيدة ألف دينار، وأعطى آخر بكل بيت ألف درهم.

وكان يكتب خطا حسنا، وكان ملكه عظيما فسيحا، ملك "أصفهان"، و"الري"، و"همذان"، وما يليها من البلاد، وملك "طبرستان"، و"جرجان"، و"خراسان"، و"خوارزم"، وبلاد "الرون"، و"كرمان"، و"سجستان"، و"السند"، و"الرخج"، و"غزنة"، وبلاد "الغور"، و"بنجاب" من أقطاع "الهند"، وملك كثيرا منها، وأطاعه أهل البر والبحر، ومناقبه كثيرة، وقد صنفت فيها التصانيف المشهورة، فلا حاجة إلى الإطالة.

وكانت وفاته في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، كما في "الكامل".

* * *

‌5303 - الشيخ الفاضل مسعود بن أبي مسعود، الإله آبادي، ثم الأورنغ آبادي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الأفاضل المشهورين.

ولد، ونشأ بـ"إله آباد".

* راجع: نزهة الخواطر 6: 382، 383.

ص: 61

وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسيّة على العلامة عبد الباقي بن غوث الإسلام الجونبوري، صاحب "الآداب الباقية".

ثم سافر للاسترزاق، فولي الاحتساب بمدينة "أورنغ آباد"، فاشتغل به مدّة. ثم ولي القضاء بـ"أورنغ آباد" في عهد السلطان أورنغ زيب عالمغير الغازى رحمه الله، فاستقلّ به مدّة عمره. وكان مشكور السيرة في القضاء.

مات في عهد بهادر شاه ابن عالمغير المذكور، كما في "محبوب ذي المنن".

* * *

‌5304 - الشيخ الفاضل مسعود بن منصور الأُوشي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: قال الذهبي: حدّث عن عمر بن محمد الزرنجري بـ"بغداد" لما حجَّ سنة إحدى عشرة وخمسمائة.

وذكر عمر بن أحمد النسفي الحافظ أن مسعود بن منصور الأوشى وأولاده وأهله ماتوا في ليلة نصف ذي الحجة سنة تسع عشرة وخمسمائة

(1)

.

ذكره السمعاني، رحمه الله تعالى.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1660.

ترجمته في الأنساب 53، ومعجم البلدان 1: 405، واللباب 1: 75، والمشتبه 35، والطبقات السنية برقم 492.

وفي بعض النسخ "الأوسي" تصحيف.

(1)

في اللباب "توفي سنة عشر وخمسمائة في ذي الحجة"، وكذلك في الأنساب.

ص: 62

‌5305 - الشيخ الفاضل مسعود بن مودود بن محمود، الرازي، الإمام

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: روينا

(1)

تشّهد ابن مسعود، وتسلسل لنا بأخذ اليد عن شيخنا قطب الدين عبد الكريم، عن أبي العبّاس الظاهري

(2)

، عن أبي عبد الله

(3)

محمد ابن محمد بن محمد البلخي عنه.

وهو أخو محمود بن مودود بن محمود، المتقدّم ذكره

(4)

.

وعمّ عبد الدائم

(5)

بن محمود بن [مودود بن محمود]

(6)

، تقدّم أيضا.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1664.

ترجمته في الطبقات السنية 2493، نقلا عن الجواهر.

وهو "ابن بلدجى الموصلى".

(1)

في بعض النسخ: "روي لنا"، والمثبت في بعضها.

(2)

في بعض النسخ: "الطاهري"، والصواب بعضها، وترجمته في الجواهر برقم 212.

(3)

في بعض النسخ: "عبيد الله"، والصواب في بعضها، وترجمته في الجواهر برقم 346.

(4)

ترجمته في الجواهر برقم 1634، وكانت وفاته سنة ثلاث وعشرين وستمائة.

(5)

في بعض النسخ: "عبد الكريم"، والصواب في بعضها، وترجمته في الجواهر برقم 763.

(6)

سقط من بعض النسخ.

ص: 63

‌5306 - الشيخ الفاضل مسعود بن اليزيدي، الفقيه أستاذ عبد الكريم بن المبارك البَلَدي

(1)

*

* * *

‌5307 - الشيخ الفاضل مسعود الإمامي

* *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سئل عن رجل تزوّج امرأة، ثم ذهب إلى "البلغار"

(2)

، وخلَّف وكيلا بتطليق هذه المرأة بشرط أن تُبْريه من الصَّداق، وللوكيل شهود على ذلك، هل يحتاج في هذه الصورة إلى حكم حاكم، حتى يتمكّن الوكيل من تطليق هذه المرأة أم لا.

فقال: لا. رحمه الله تعالى.

* * *

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 851، وكانت وفاته سنة ست وتسعين وخمسمائة.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1662.

ترجمته في الطبقات السنية 2495، نقلا عن الجواهر.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1663.

ترجمته في الطبقات السنية 2495، نقلا عن الجواهر.

(2)

بلغار مدينة الصقالبة ضاربة في الشمال، شديدة البرد.

معجم البلدان 1: 722.

ص: 64

‌5308 - الشيخ الفاضل المولى الْعَارِف بِالله تَعَالَى الْمولى مَسْعُود

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: كَانَ مدرسا أولا، ثمَّ رغب فِي التصوف، واتصل بِخِدْمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِالله الْمولى عَلَاء الدّين، وَحصل عِنْده طَريقَة التصوّف، وأجاز لَهُ بالإرشاد.

وتوطن بِمَدِينَة "أدرنه"، واشتغل بتربية المريدين، فظهرت بركاته، واشتهرت كراماته، ونال عِنْده كثير من المريدين مَا نَالَ من المقامات الْعلية، والكرامات السّنيّة. وَكَانَ رحمه الله عَارِفًا بِالله تَعَالَى، وَصَاحب جذبة عَظِيمَة، وَكَانَ لَهُ قدم راسخ فِي مواظبة الْعِبَادَات، ومحافظة آدَاب الشَّرِيعَة.

توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي أَوَاخِر سلطنة السُّلْطَان مُحَمَّد خان، قدّس سرّه.

* * *

‌5309 - الشيخ الفاضل مولانا مسعود الحق بن حميد الرحمن الجاتجامي

* *

ولد في موضع "فتيه" من أعمال "جاتجام".

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، وكتب الصحاح الستة، غيرها، من الكتب الحديثية.

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 162.

* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمى ص 272.

ص: 65

من شيوخه فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة شبير أحمد العثماني، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة السيّد أصغر حسين الديوبندي، وأستاذ العلماء العلامة رسول خان الهزاروى، رحمهم الله تعالى.

بعد إتمام الدراسة التحق بمدرسة حكومية مديرا لها، ثم التحق بقاسم العلوم بـ"ساريه" من مضافات "جاتجام"، ودرس فيها مدة مديدة، ثم اتصل بمظاهر العلوم في مدينة "جاتجام"، ودرس فيها كتب الحديث.

بايع في الطريقة على يد شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وبعد مدّة حصلت له الإجازة منه.

من تصانيفه: "تقرير الترمذي"، و"تقرير البخاري"، و"شرح مقامات الحريري". وهو من رجال القرن الثالث عشر الهجرى.

* * *

‌باب من اسمه مسلم، مسلّم (الأول بالتخفيف، والثاني بالتشديد)

‌5310 - الشيخ الفاضل مسلم بن سلامة بن شبيب النُّفَيعى، عُرِفَ بالنجم السِّنْجَاري

*

* راجع: الجواهر المضية برقم 1665.

ترجمته في معجم البلدان 4: 801، وتاج التراجم 77، والطبقات السنية برقم 2496.

ص: 66

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قدم "حلب"، وسمع بها، ثم وردها مرة ثانية ليولّيه

(1)

شاذَبَخْت النُّوري مدرسته التي أنشأها بـ"حلب"، وانتقل إليها ليُصبِح يذكر بها الدرس، واحتفل النورى لتوليته، فأرسل الملك الظاهر غازي إلى شاذبخت وسأله

(2)

أن يولّيها الموفّق ابن النحّاس، فلم يسعه مخالفته، فسار عن "حلب".

ثم إنه عاد إليها مرة ثالثة، فادكته مَنِيَّتُه بها قبل الستمائة.

ذكره ابن العديم.

وقال: كان فقيها، فاضلا، أديبا، له "جَدَل" حسن، صنّفه، وأجاد فيه.

وقرأت له بيتين

(3)

أجاز بهما

(4)

بيتين، هما لعبد المحسِن الصوري، وهما قوله:

أنِسْتُ بوحدتي حتى لو أني

رأيت الإنْسَ لاستوحشتُ منه

ولم تدع التجارب لي صديقا

أميل إليه إلا ملتُ عنه

فأجازهما

(5)

ابن سلامة بقوله

(6)

:

لأني قد خبرتُهم انتقادا

فحُزْ من شئت منهم ثم صُنْهُ

(7)

(1)

في بعض النسخ: "لتولية".

(2)

في بعض النسخ: "رسالة" تحريف.

(3)

في بعض النسخ: "أجازنيهما".

(4)

بيتا عبد المحسن الصوري في الطبقات السنية. وهو أبو محمد عبد المحسن بن محمد بن أحمد الصوري من شعراء اليتيمة، توفي سنة تسع وعشرة وأربعمائة. يتيمة الدهر 1: 312، وتتمة اليتيمة 1: 35، ووفيات الأعيان 3: 232 - 235.

(5)

في بعض النسخ "فأجابهما".

(6)

البيتان في الطبقات السنية.

(7)

في بعض النسخ "فسر من شئت منهم ثم منه".

ص: 67

إذا عاشرت خِلًّا صار خَلا

وإن تسأل عن العاصي تَكُنْهُ

وأما النُّفَيْعى: بضم

(1)

النون، وفتح الفاء

(2)

، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها عين مهملة، هذه النسبة إلى قرية على باب "سِنْجَار"، يقال لها:"النُّفَيعِيَّة".

* * *

‌5311 - الشيخ الفاضل مسلم بن سليم الغنيمي الميداني

*

فقيه، حنفي.

ولد بـ"دمشق" سنة 1330 هـ، وقرأ على علمائها الكبار، وشغف بالمطالعة، اكتسب من عمله في تصليح الساعات. واشتهر بالخطابة.

له "معالم التغيير والتجديد في القرن الرابع عشر الهجري"، و"كتاب عن ابن قيم الجوزية"، وكتاب عن جدّ أبيه "العلامة عبد الغني الغنيمى".

وكتب مقالات كثيرة.

توفي سنة 1404 هـ.

* * *

(1)

في بعض النسخ "فبضم".

(2)

في بعض النسخ "القاف" وسبق تصحيحه.

* راجع: إتمام الأعلام 410.

ترجمته في تاريخ علماء دمشق 2: 993.

ص: 68

‌5312 - الشيخ الفاضل المسلِّم بن عبد الوهَّاب بن مناقب بن أحمد بن على بن أحمد بن الحسين بن أحمد ابن الحسين بن على بن محمد بن إسماعيل، الحسنى، المنقدي، الشروطي، العدل

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: سمع من أبي يعلى حمزة بن أبي الجيش

(1)

، وأبي عبد الله محمد بن على بن محمد بن صدقة الحرَّاني، وأبي الفضل إسماعيل بن الجنزوي

(2)

، وأبي الفوارس بن شافع القرشي، وغيرهم.

وروى عنهم. [سمعت منه]

(3)

.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1667.

ترجمته في التكملة تكملة ابن الصابوني 297، والطبقات السنية 2498.

وفي بعض النسخ: "الحسن" مكان "الحسين" في الموضعين، وفي بعضها زيادة "بن أحمد ابن أبي الحسن" بعد "الحسين" الثانية. وفيها "المعدي" مكان "المنقذي".

(1)

في بعض النسخ: "أبي الحسن"، وهو حمزة بن حسن بن المفرج بن أبي الجيش الأزدي، انظر التكملة.

(2)

في الأصل "الجنزويى"، وفي بعض النسخ "الجيروني"، وانظر المشتبه 278.

هو إسماعيل بن على الشافعي، انظر ترجمته في العبر 4: 226، وفيه خطأ "الخبزوى".

(3)

سقط من بعض النسخ، والضمير في "سمعت" راجع إلى أبي حامد محمد بن على بن محمود المحمودى الصابوني، الآتي ذكره في آخر الترجمة.

ص: 69

وكان شريفا فاضلا، له معرفة بالشروط، حسن الأخلاق، عليه جلالة وسكينة.

توفي يوم الأحد الحادي عشر من رجب، سنة خمس وثلاثين وستمائة بـ"دمشق"، ودفن بمقبرة باب الصغير.

أخبرني بهذه الترجمة شيخنا العلامة شرف الدين أبو يوسف يعقوب

(1)

ابن الصابوني، وشيخنا المسند نجم الدين عبد الله الصِّنْهَاجي، قالا: أخبرنا الإمام الحافظ أبو حامد محمد بن علي بن محمود المحمودي الصابوني.

* * *

‌5313 - الشيخ الفاضل مسلّم بالتشديد، فهو أخو مسلِم المذكور

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال ابن العديم: كان فقيها فاضلا، له معرفة تامة بالتفسير.

قدم "حلب" صحبة أخيه مسلم، كان

(2)

بها حين توفي أخوه المذكور بـ"حلب".

* * *

(1)

هو يعقوب بن أحمد بن يعقوب الحلبي، انظر مقدمة التحقيق 34 من

الجواهر، وسيأتي ذكره في أثناء ترجمة 1851 في الجواهر، وكان المحمودي

الذي ذكره الجواهر زوج خالته، انظر الدرر الكامنة 5:208.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1666. وترجمته في معجم البلدان 4: 801، الطبقات السنية برقم 2497، نقلا عن الجواهر.

(2)

في بعض النسخ: "فكان".

ص: 70

‌5314 - الشيخ الفاضل مولانا مسيح الله خان الشرواني

*

كان تعلقه بأسرة شروان من أعمال "عليكره" من "الهند".

ولد سنة 1320 في داره بـ"سرائ برالا"، وقرأ العلوم العصرية إلى الصف السادس، ثم قرأ الكتب الدينية، وقرأ في داره إلى "مشكاة المصابيح".

ثم التحق سنة 1348 هـ بدار العلوم ديوبند، وقرأ كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية، وبعد الفراغ أقام فيها سنتين، وقرأ عدة كتب من مختلف الفنون، وبايع في هذه المدة على يد حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، ثم حصلت له الإجازة منه في الطريقة والسلوك سنة 1351 هـ، والتحق سنة 1357 بمدرسة بـ"جلال آباد" بإرشاد شيخه، وبسعيه المشكور قد اشتهرت هذه المدرسة في "الهند"، وصارت من أكبر مدارسها.

من تصانيفه القيمة: "الشريعة والتصوف".

توفي 16 جمادى الأولى سنة 1413 هـ.

* * *

* راجع: أكابر علماء ديوبند لمولانا أكبر شاه البخاري ص 267، 271.

ص: 71

‌باب من اسمه مشرق، المشطب

‌5315 - الشيخ الفاضل مولانا مشاهد بن القاري علم مِيَان السلهتي

*

ولد في شهر محرم الحرام سنة 1328 هـ في قرية "بَايَمْ بور" من مضافات "كَنَايْغَات" من أعمال "سِلْهِت".

قرأ على أمه الحنين القرآن الكريم، ثم التحق بالمدرسة المحلّية، وقرأ فيها مبادئ العلم.

ثم التحق بالمدرسة المنصورية بـ"كَنَايْغَات"، وقرأ فيها إلى "شرح الجامى".

وبعد مدة ارتحل إلى "الهند"، والتحق بالمدرسة العالية رامبور، وقرأ فيها كتب الفنون العالية والآلية، وكتب المنطق والفلسفة. ثم التحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها من الكتب الحديثية.

من شيوخه فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وغيره، من المحدّثين الكبار.

بعد الفراغ رجع إلى وطنه الأليف، والتحق محدّثا بمدرسة كَنَايْغَات.

كان عالما نحريرا، فاضلا جيّدا، محدّثا كبيرا، أديبا لبيبا، فقيها بارعا.

من مصنّفاته: "فتح الكريم في سياسة النبي الأمين".

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 275، ومائة من العلماء الكبار لمولانا أشرف على النظامبوري: 199 - 204.

ص: 72

ومن مخطوطاته: "مشكلات القرآن والحديث"، و"سيماء القرآن"، و"تحقيق رؤية الهلال"، و"القراءة خلف الإمام"، و"تفسير سورة الفاتحة"، كلها باللغة العربية، و"رسول العالم محمد" باللغة البنغالية، و"إظهار حق".

توفي في شهر ذي الحجة يوم السبت سنة 1391 هـ، وكان عمره إذ ذاك ثلاثا وستين سنة، وترك خمس بنين وستة بنات، وصلى على جنازته أخوه الأصغر مولانا مزمل، وحضرها ألوف من الناس، ودفن في مقبرة بجوار مدرسته التي بناها بـ"كنايغات".

* * *

‌5316 - الشيخ الفاضل مولانا مشرف علي بن العلامة مير أحمد التهانوي

*

قرأ من البداية إلى النهاية في الجامعة الأشرفية لاهور.

من شيوخه فيها: العلامة رسول خان الهزاروي، ومولانا محمد حسن الأمرِتْسَري، ومولانا إدريس الكاندهلوي، والمفتي جميل أحمد التهانوي، وغيرهم، من أفاحل العلماء.

بعد إتمام الدراسة التحق بها، وعُدَّ من المحدّثين الكبار، تزوج ابنة العلامة إدريس الكاندهلوي، وبايع في الطريقة على يد الدكتور عبد الحي الكراتشوي، رحمه الله تعالى، بعد مدة أجازه شيخه في الطريقة والسلوك، وهو مدير لدار العلوم الإسلامية، علامة إقبال تاون، وشيخ الحديث لها.

* * *

* راجع: أكابر علماء ديوبند لمولانا أكبر شاه البخارى ص 516، 517.

ص: 73

‌5317 - الشيخ الفاضل مشرق بن عبد الله الحلبي، الفقيه، الزاهد، أبو الحسن رومى

(1)

الأصل

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه على أبي جعفر السِّمْناني.

وسمع بـ"حلب"، و"دمشق".

وحدّث في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.

روى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو الغنائم محمد بن على بن ميمون الزينبي

(2)

، وأبو الوليد سليمان بن خلف بن سعيد الباجي في آخرين.

مات سنة نيف وستين وأربعمائة. ودفن خارج باب "قِنَّسْرين".

وكان له مال وغلمان، يتجرون، ويصوم، ويفطر على ثردة بماء الباقلاء، لا يأكل غيرها.

ورؤِي

(3)

رجل مسرف

(4)

[على نفسه]

(5)

من أصحابه بعد موته، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي ريى بمشرق لما دفن إلى جانبي،

(1)

في بعض النسخ "روى" خطأ.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1668.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2499.

وفيها "مشرف"، ولعلّه الصواب، فإني لم أجد في الأسماء "مشرق".

(2)

في بعض النسخ "اليزيدي".

(3)

في بعض النسخ "ورأى" خطأ.

(4)

في بعض النسخ "مشرقا" خطأ.

(5)

سقط من بعض النسخ.

ص: 74

وكذلك غفر لجميع من في جواره، وأنبت الله علينا شجرة من لوز تظلّ جميع الموتى حوله، ويأكلون من ثمارها.

قال ابن العديم: سمعت عبد الله بن العجمى، يقول: كان للشيخ مشرق العابد عنز مع راع يأتيه كل يوم بلبنها، فماتت، فقال الراعى: هذا الشيخ رأيت منه البركة، فما ضرّني

(1)

أن آتيه باللبن من عندي، فأتاه بلبن، فدقَّ عليه الباب، فخرج الشيخ مشرق، وقال: مَن هذا، العنز ماتت.

* * *

‌5318 - الشيخ الفاضل المشطَّب بن محمد بن أسامة ابن زيد بن النعمان بن محمد بن سفيان، الفرغاني، أبو المظفَّر من بلاد "ما وراء النهر

" *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كانت ولادته سنة أربع عشرة وأربعمائة.

تفقَّه ببلاد "فرغانة"، حتى برع في الفقه على مذهب الإمام والخلاف والجدل.

سمع بـ"أصبهان"، و"بخارى" و"الري".

وقدم "بغداد" مرارا، وحدّث بها.

سمع منه محمود بن مسعود الشعيبي الحنفي.

(1)

في بعض النسخ "يضرني".

* راجع: الجواهر المضية برقم 1669.

ترجمته في الكامل 10: 227، والطبقات السنية برقم 2500.

ص: 75

وروى عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك السُّقَطى.

وذكره ابن النجَّار، وقال: ورد "العراق" في صحبة الوزير نظام الملك، وناظر أئمتها، وجرت بينه وبينهم قصص، وكان بالأجناد أشبه منه بالفقهاء، وكان جمَّاعا للمال، بخيلا.

له في البخل حكايات. وقال عبد الغافر الفارسي: كان من فحول أهل النظر والمياسير المستظهرين بالخدم والحشم والتجمّل.

قال ابن الأثير في "الكامل": مات سنة ست وثمانين وأربعمائة، ودفن في جوار الإمام أبي حنيفة، [قبل رمضان. وقيل]

(1)

: يوم الفطر.

* * *

‌باب من اسمه مصطفى إبراهيم، أحمد

‌5319 - الشيخ الفاضل المحدث الكبير العلامة الشيخ مصباح الله شاه بن السيّد عبد الصادق الباكستاني

*

ولد سنة 1339 هـ في موضع "جُنَاركُوت" من مضافات "مانْسَره" من أعمال "باكستان".

(1)

في بعض النسخ "قيل في رمضان، وقيل"، وفي بعضها "قبل رمضان قبل"، وفي الأصل مثله دون إعجام الباء، وفي الكامل "وفي رمضان توفي. . ."، ولعل الصواب ما أثبته.

* راجع: مقالات يوسفى: 2: 130، 134.

ص: 76

قرأ مبادئ العلم في دار العلوم ديوبند، وهو ابن ست سنين، وقرأ فيها سنتين الكتب الفارسية والأردية.

ثم قرأ في "كيمبلبُور" و"أنهي" من مضافات "كجرات"، وقرأ على مولانا ولي الله عدّة كتب، ثم التحق بدار العلوم تندو الله يار في "السند"، وقرأ فيها من سنة 1372 هـ، حتى قرأ فاتحة الفراغ.

من شيوخه فيها: العلامة عبد الرحمن الكاملبوري، والعلامة السيّد يوسف البنوري، والعلامة مولانا إشفاق الرحمن، وقرأ عليهم كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية.

بعد إتمام الدراسة التحق بمدرسة خادم القرآن بـ"رحيم يار خان"، ودرس فيها عشر سنين، وبين هذه المدة حفظ القرآن الكريم في أربعة أشهر، ثم التحق سنة 1384 هـ بجامعة العلوم الإسلامية علامة بنوري تاون كراتشى بإرشاد العلامة محمد يوسف البنوري، ودرس فيها ثلاثين سنة، فأفاد، وأجاد، وبعد مدة عين شيخ الحديث لها.

بايع على يد شيخ الإسلام حسين أحمد المدني، وبعد وفاته على يد الشاه عبد القادر الرائبُوري، سافر إلى بيت الله الحرام، فحجَّ، وزار.

توفي سنة. . .، وصلى على جنازته المفتى نظام الدين الشامزائى الشهيد، رحمهما الله تعالى.

* * *

‌5320 - الشيخ الفاضل مصطفى بن إبراهيم بن محمد جلبي، الرومى، المعروف بخسرو زاده من القضاة

*

* راجع: معجم المؤلفين 12: 237. =

ص: 77

له "تحفة الملوك" في الأدعية.

توفي سنه 1000 هـ.

* * *

‌5321 - الشيخ الفاضل مصطفى بن إبراهيم القسطنطيني الملقب بصاف

* *

مؤرخ. كان إماما للسلطان أحمد العثماني المتوفى سنة 1025 هـ.

له "ذيل على تاج التواريخ"، وسماه "زبدة التواريخ".

كان حيا 1025 هـ.

* * *

‌5322 - الشيخ الفاضل مصطفى بن إبراهيم الكليبوليلى، الرومى، النقشبندي

* * *

فاضل. من آثاره: "زبدة الأمثال". توفي سنة 1176 هـ.

* * *.

= ترجمته في كشف الظنون 1209، وإيضاح المكنون 1:259.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 237.

ترجمته في هدية العارفين 2: 439، ونور عثمانيه كتبخانه 225.

* * * راجع: معجم المؤلفين 12: 237.

ترجمته في إيضاح المكنون 1: 239، 609، والكشَّاف 160، وهدية العارفين 2:451.

ص: 78

‌5323 - الشيخ الفاضل العلامة الدكتور المحدث الكبير والفقيه الضليع مصطفى بن أحمد بن الشيخ محمد بن عثمان الزرقا، رحمه الله تعالى

.

وكان جدّه محمد الزرقا فقيها وإماما من أئمة الفقه الحنفي في عصره، وإليه انتهت الكلمة في المذهب بين معاصريه، فكانوا إذا اختلفت آراؤهم في الفتوى أو في مسئلة من مسائل الفقه العوصة، رجعوا إليه، فسألوه، فإذا أبدى رأيه أقرّوا به جميعا، وسلّموا له.

ذكره الشيخ الدكتور عبد الحكيم محمود الخطيب في مقالة وجيزة له، فقال ما نصه: ولد في مدينة "حلب" من أرض "سورية" عام 1325 هـ، وهو سوري الجنسية.

والده الشيخ أحمد بن الشيخ محمد الزرقاء، وكان (الأب والجد) من أعظم فقهاء البلاد حينئذٍ.

درس العلوم الشرعية على والده وعلى غيره من شيوخ العصر بـ"حلب" في العشرينات، وتفوق فيها، وتخرج في الفقه. خاصةً على والده الشيخ أحمد، الَّذي كان بعد جدّه حجّة المذهب الحنفي.

درس اللغة الفرنسية من صغره بعد حفظ كتاب الله، ثم تابع تلقيها خلال دراسته الشرعية بصورة خاصة.

بعد دراسته الشرعية اتّجه إلى دراسة العلوم الكونية دراسة خاصة، وأخذ الشهادة الثانوية العامة في شعبتي العلوم والآداب بتفوق.

درس بعدها في أول الثلاثينات الحقوق والآداب في الجامعة السورية، وكان متفوقًا بالأولية فيهما في كل سنين الدراسة.

ص: 79

عين أستاذًا للحقوق المدنية والشريعة في كلية الحقوق بالجامعة السورية سنة 1363 هـ، وبقي فيها أستاذًا للقانون المدني، ورئيسًا لقسمه، وأستاذًا للشريعة الإسلامية إلى حين بلوغه سن التقاعد (المعاش) في آخر عام 1386 هـ.

عهد إليه في سنة 1373 هـ بإلقاء محاضرات عن القانون المدني السوري عضوًا في مجلس النواب السوري في دورتين تشريعيتين سنة 1373 هـ، وفي معهد الدراسات العربية العالية التابع لجامعة الدول العربية بـ"القاهرة" ووضع فيها كتابًا طبعته إدارة المعهد.

انتخب سنة 1380 هـ، وتولى وزارة العدل والأوقاف في "سورية" مرتين.

اختارته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في "الكويت" سنة 1386 هـ خبيرًا للموسوعة الفقهية، التي قامت الوزارة المذكورة بمشروعها، واستعارته لهذه الغاية من جامعة دمشق؛ وبقي في "الكويت" خمس سنوات قائمًا بهذه المهمة، حيث أنجز من مشروع الموسوعة الفقهية مقدارًا كبيرًا (51 موضوعًا موسوعيًّا محررًا على المذاهب الفقهية الثمانية، ومعجمًا للفقه الحنبلى، يقع في 1142 صفحة، مرتبًا هجائيًّا) إلى أن توقفت الوزارة في "الكويت" عن مشروع الموسوعة.

دعته الجامعة الأردنية للتدريس فى كلية الشريعة منها، وذلك في عام 1391 هـ، وظل بها حتى عام 1403 هـ قائمًا بتدريس مادة المدخل الفقهي العام، ومدخل العلوم القانونية، وقواعد القانون المدنى الوضعي.

شارك في وضع مشروع القانون المدني الأردني الجديد، المستمد من الفقه الإسلامي بصورة أساسية.

ص: 80

اختارته رابطة العالم الإسلامى بـ"مكة" عضوًا فى المجمع الفقهي منذ إنشائه عام 1398 هـ (1978 م)، وقدم للمجمع عدة دراسات فقهية لمواضيع معاصرة.

اختارته إدارة التشريع والبحوث -في الأمانة العامة بجامعة الدول العربية- عضوًا خبيرًا بين لجنة الخبراء، الَّذين اختارتهم لوضع مشروع قانون مدني موحد للبلاد العربية، مستمد من الفقه الإسلامي وواف بالحاجات الزمنية الحديثة، وذلك منذ عام 1398 هـ، ولا تزال اللجنة تواصل عملها.

اختارته المملكة الأردنية عضوًا في مجلس المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل البيت) في "عمان"، منذ عام 1401 هـ.

نشاطات علمية أخرى:

عضو اللجنة الرسمية التي وضعت مشروع قانون الأحوال الشخصية السوري عام 1372 هـ (1952 م)، وهو لا يزال نافذًا، واقتبسته عدد من البلاد العربية.

رئيس اللجنة الثلاثية المؤلفة برياسته، وعضوية مفتي الديار المصرية الشيخ حسن مأمون رحمه الله، وكيل مجلس الدولة بـ"مصر" الدكتور عبد الحكيم فراج، والتى وضعت في عامي 1378 - 1379 هـ (1959/ 1960 م)، مشروع قانون موحد للأحوال الشخصية لـ"مصر" و"سورية" خلال وحدتهما؛ وقد وضع لهذا المشروع مذكرة إيضاحية إضافية، ترافق المشروع مادة مادة، وتبسط ما يتعلق بها من فقه المذاهب الإسلامية، وتشرح نواحي الإصلاح -الَّذي أدخل فيه- ومستنداتها الشرعية.

يتميز هذان المشروعان بالاستمداد من مجموع المذاهب الفقهية،

وبأحكام إصلاحية مهمة (وبخاصة في المشروع الثاني) مستمدة من فقه الشريعة وأصولها.

ص: 81

كان رئيسًا للجنة موسوعة الفقه الإسلامي في كلية الشريعة بجامعة دمشق، التي بدأت عام 1374 هـ (1955 م) بالمحاولة الأولى لموسوعة الفقه الإسلامي، ووضعت خطة العمل، ونفذت بعض الخطوات التجريبية، وأشرفت على إصدار "معجم فقه ابن حزم"، و"الدليل لموطن المصطلحات الفقهية"، ثم تابع تنفيذ هذا المشروع في "الكويت" لمدة خمس سنوات، كما سبقت الإشارة إليه.

شارك في تأسيس وتطوير مناهج عدد من الجامعات العربية، ومن ذلك:

(أ) ساهم في تأسيس كلية الشريعة في جامعة دمشق، ووضع منهاجها عام 1954 م (1373 هـ)، وكان فيها العديد من جوانب التجديد في تدريس الشريعة الإسلامية.

(ب) ساهم ممثلًا لجامعة دمشق في تطوير مناهج كليتي الشريعة وأصول الدين في الأزهر عام 1960/ 1961 م.

(جـ) اختير عضوًا في المجلس الاستشاري الأعلى للجامعة الإسلامية في "المدينة المنورة"، حيث ساهم في وضع برامج كليتي الشريعة وأصول الدين فيها.

(د) كان عضوًا في اللجنة التي وضعت مناهج كلية الشريعة بـ"مكة المكرمة" عام 1963/ 1964 م.

قدم العديد من الدراسات الفقهية القصيرة غير المنشورة، بناءًا على طلب البنك الإسلامي للتنمية بـ"جدة"، والمنظمة العربية للدفاع الاجتماعى، وسواهما من المؤسسات.

له عشرات من الفتاوي الشرعية والأحاديث والمحاضرات العامة في موضوعات فقهية وإسلامية شتى.

ص: 82

اختارته جامعات عربية عديدة للمشاركة في التحكيم العلمى لأبحاث وترقيات أعضاء هيئة تدريسها.

بعض المؤتمرات التي شارك فيها بأبحاث فقهية وإسلامية:

مؤتمر العالم الإسلامى الَّذي عقد في "كراتشي" مرتين سنة 1949 و 1951، عقب قيام دولة "باكستان".

مؤتمر أسبوع الفقه الإسلامى الَّذي عقد في السوربون بباريس عام 1951 م، بطلب من شعبة الحقوق الشرقية من المجمع الدولي للقانون المقارن في لاهاى.

مؤتمر الثقافة الإسلامية، الَّذي عقد في جامعة برنستون في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1953.

مؤتمر الدراسات الإسلامية الَّذي عقد في جامعة البنجاب بمدينة "لاهور" من "باكستان" أول عام 1958 م.

مؤتمر أسبوع الفقه الإسلامى الثاني بجامعة دمشق عام 1961 م.

مؤتمر الدعوة الإسلامية بطرابلس - ليبيا عام 1970 م (1390 هـ).

مؤتمر تنظيم الوالدية في المغرب عام 1971 م (1391 هـ).

المؤتمر العالمى الأول للاقتصاد الإسلامى المنعقد بـ"مكة المكرمة" عام 1976 م (1396 هـ).

مؤتمر الفقه الإسلامي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في "الرياض" عام 1396 هـ (1976 م).

مؤتمر السيرة والسنة النبوية - الدوحة قطر - 1400 هـ (1980 م).

شارك في العديد من ملتقيات الفكر الإسلامي بـ"الجزائر"، وقدم فيها أبحاثًا.

ص: 83

‌مؤلفاته وبعض أبحاثه الشرعية والقانونية:

تشمل مؤلفاته (12) كتابًا، ثمانية منها في السلسلة الفقهية، وأربعة في السلسلة القانونية، كما تشمل كتابين حققهما؛ أما أبحاثه فقد حصرنا منها أكثر من ثلاثين بحثًا. . . في موضوعات فقهية وإسلامية شتى، نشر أولها عام 1352 هـ (1935 م)، وكتب آخرها قبل بضعة شهور من العام الحالي 1403 هـ (1983 م).

(أ) كتب السلسلة الفقهية:

"الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد"، الجزء الأول: المدخل الفقهي العام، (637 ص) مطبعة دار الحياة - دمشق، الطبعة الثامنة، 1384 هـ (1964 م).

"الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد"، الجزء الثاني: المدخل الفقهى العام، (554 ص) مطبعة دار الحياة - دمشق، الطبعة السابعة، 1383 هـ (1963 م).

"الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد"، الجزء الثالث: المدخل إلى نظرية الالتزام العامة في الفقه الإسلامي، (342 ص) مطبعة دار الحياة - دمشق، الطبعة الخامسة، 1382 هـ (1964 م).

"الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد"، الجزء الرابع، العقود المسماة في الفقه الإسلامي: عقد البيع، (144 ص) مطبعة الجامعة السورية - دمشق، 1367 هـ (1948 م).

"أحكام الأوقاف"، (196 ص) معروضة بأسلوب حديث جامعى، مطبعة الجامعة السورية - دمشق، الطبعة الثانية، 1366 هـ (1947 م).

"عقد التأمين وموقف الشريعة منه"، (112 ص)، مطبعة جامعة دمشق، 1962 م، وقد ترجم إلى التركية.

ص: 84

"رسالة في الحديث النبوى"، (110 ص) وهي رسالة مختصرة مبسطة أعدت لطلاب كلية الآداب قسم اللغة العربية، مطبعة الجامعة السورية - دمشق.

"أحكام الزواج والأحوال المتفرعة عنه"، (118 ص)، وهي محاضرات أُعدت لطلبة كلية الحقوق، مطبعة الجامعة السورية - دمشق.

(ب) كتب السلسلة القانونية:

1 -

"شرح القانون المدني" - مصادر الالتزام الإدارية: العقد والإدارة المنفردة، (448 ص) مطبعة جامعة دمشق - دمشق.

2 -

"شرح القانون المدني" - أحكام الالتزام في ذاته (528 ص) مطبعة جامعة دمشق.

3 -

"شرح القانوني المدني" - عقد البيع والمقايضة، (350 ص) مطبعة جامعة دمشق.

4 -

"نظرية العقد في القانون المدني السوري"، (150 ص)، محاضرات أُلقيت على طلبة معهد الدراسات العربية العليا التابع لجامعة الدول العربية بـ"القاهرة"، نشره المعهد المذكور في "القاهرة".

- ومما تميزت به السلسلتان (أ) و (ب) السابقتان: أن الفقهية منهما تضمنت مقارنات مهمة بالقانون، وأن القانونية حوت مقارنات كثيرة بالفقه؛ وكل هذه المقارنات في السلسلتين تبرز بوضوح وقوة مزية الفقه الإسلامي، وفضل ما فيه من إحاطة وشمول ومنطقية ودقة، كما تجيب على تساؤلات وتزيل شكوكًا لبعض القانونيين.

- كما تميزت السلسلة الفقهية خصوصًا بأسلوب مبتكر منسق، يفهمه الفقيه الشرعى والقانوني والطالب الجامعى.

ص: 85

(جـ) كتب حققها، ونشرها:

"كتاب المذكر والمؤنث" للفراء النحوي الشهير، حققه، ونشره في أوائل العشرينيات، عندما كان طالبًا في المدرسة الثانوية الشرعية بـ"حلب"؛ وهذه الطبعة مفقودة حاليًا، ويوجد منها نسخة في مركز البحث العلمي، وإحياء التراث الإسلامى في جامعة أم القرى بـ"مكة المكرمة".

حقق ونشر عام 1388 هـ (1968 م) ببيروت طبعة ثانية من ترجمة د. يوسف نصر الله لكتاب (الكنز المرصود في قواعد التلمود) وقدمه وعلق عليه.

وهذا الكتاب تأليف الفرنسيين د. روهلنج، ولوزان، ظهرت طبعته الأولى بمصر عام 1315 هـ (1898 م). ويكشف بعض خرافات التلمود ومضموناته الخطيرة في عقيدة اليهود الرهيبة وسلوكهم غير الإنساني مع غيرهم.

(د) من البحوث التى كتبها:

1 -

"بحث في البينات وبينة التواتر"، بحث هام في البينات عمومًا وبينة التواتر بوجه خاص، مع تفصيل لمبناها وخصائصها واختلافها عن البينة العادية الشخصية، ورد على من أنكرها وعدَّها وهما، وتأتي أهمية هذا البحث أن بينة التواتر يقوم عليها ثبوت القرآن العظيم.

2 -

"نظرية المرجحات والبينات القضائية"، يتضمن عرضًا موجزًا لنظرية الإثبات في الفقه الإسلامي.

3 -

"الإجهاض في الشرع الإسلامى".

4 -

"بحث في مرور الزمان (التقادم) في الفقه الإسلامي".

ص: 86

وهذه البحوث الأربعة السابقة نشرت خلال الفترة 1352 - 1357 هـ (1935 - 1939 م) في أعداد مختلفة من الجريدة الحقوقية بـ"حلب".

5 -

"توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم وأثره العجيب في الأمة العربية"، مجلة "لواء الإسلام" العدد 2/ 366 هـ (1947 م).

6 -

"الفكر العلمي والفكر العامي"، مجلة الشهاب (القاهرية) العد / 1، السنة / 1 (1367 هـ - 1947 م).

7 -

"ما هو الإسلام"، بحث أُلقى في الولايات المتحدة خلال زيارة علمية عام 1372 هـ (1953 م)، ثم نشر في مجلة "المسلمون"، العدد 3، السنة الثالثة / 1373 هـ.

8 -

"جوهر العبادة وآفاقها في الإسلام"، "مجلة المسلمون"(بيروت) العدد / 1، السنة /1/ 1371 هـ (1951 م)، وقد أعيد نشره مرات عديدة، كما ترجم إلى الإنجليزية .. ونشرته المؤسسة الإسلامية في بريطانيا / 1394 هـ (1974 م).

9 -

"العبادة في الإسلام لا يجوز أن تصحبها الموسيقى"، مجلة الأزهر ج 1، العدد 22/ 1380 (1960 م).

10 -

"نظرة في نظرية تبعة الهلاك بين الفقه القانوني والفقه الإسلامي"، مجلة إدارة قضايا الحكومة المصرية، ج 4، العدد 2 (1965 م)، تظهر تميز الفقه الإسلامي بالوضوح ودقة النظر في هذا الموضوع المعقد.

11 -

"الخطوط الكبرى لمشروع المجمع الفقهى ونظامه"، بحث قدم إلى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد سرور الصبان رحمه الله بناءًا على طلبه، رجب / 1385 هـ (1965 م).

ص: 87

12 -

"اجتهاد الجماعة والمجمع الفقهي والموسوعة الهجائية للفقه الإسلامى ضرورة حتمية للحياة الإسلامية اليوم"، مجلة حضارة الإسلام، ج 15، العدد 10، 1384 هـ (1964 م).

13 -

"ترقيع الأحياء بأعضاء الأموات"، مجلة حضارة الإسلام (دمشق) 1385 هـ (1965 م)

14 -

"حول الدعوة الإسلامية ومستلزماتها ومجالاتها اليوم: مذكرة ومقترحات"، بحث مقدم إلى مؤتمر الدعوة الإسلامية، طرابلس - ليبيا، 1290 هـ (1970 م).

15 -

"الإسلام والمجتمع والتطور"، بحث مقدم إلى مؤتمر تنظيم الوالدية المنعقد في المغرب عام / 1391 هـ، ونشر كتاب المؤتمر:"الإسلام وتنظيم الأسرة" بيروت 1973 م.

16 -

"روح الشريعة الإسلامية وواقع التشريع اليوم في العالم الإسلامى"، بحث قدم إلى ملتقى الفكر الإسلامى السابع بالجزائر / 1393 هـ (1973 م) ونشر في كتاب الملتقى.

17 -

"التأمين: موقعه في النظام الاقتصادي وموقف الشريعة منه"، بحث مقدم إلى المؤتمر العالمى الأول للاقتصاد الإسلامى بـ"مكة المكرمة"، عام 1396 هـ (1976 م) ونشر في كتاب: الاقتصادي الإسلامى، بحوث مختارة من المؤتمر العالمي الأول، (تحرير د. محمد صقر، جدة، 1400 هـ/ 1980 م).

18 -

"الشريعة الإسلامية وطموحها للتطبيق في كل زمان ومكان"، بحث قدم إلى مؤتمر الفقه الإسلامى، جامعة الإمام محمد بن سعود - الرياض / 1396 هـ (1976 م).

19 -

"دراسة مبدئية عن العقود وفسخها بين الشريعة والقانون"، بحث قدم إلى المجمع الفقهى بـ"مكة المكرمة" / 1399 هـ (1979 م).

ص: 88

20 -

"الخطوط الأساسية الكبرى للتربية الإسلامية"، بحث قدم إلى ملتقى الفكر الإسلامي في "الجزائر" / 1400 هـ (1980 م).

21 -

"عظمة النبي صلى الله عليه وسلم مجمع العظمات"، بحث قدم إلى مؤتمر السيرة والسنة النبوية في "قطر" / 1400 هـ (1980 م).

22 -

"التلقيح الصناعى وأطفال الأنابيب والرأي الشرعى فيهما"، بحث قدم إلى المجمع الفقهى بـ"مكة المكرمة" / 1400 هـ (1980 م).

23 -

"حتى يخرج الفكر الإسلامي من عزلته عن الحياة"، بحث نشر في مجلة:"العربى" العدد 264 عام / 1400 هـ.

24 -

"بحث في المصارف ومعاملاتها وودائعها وفوائدها"، قدم إلى المجمع الفقهي بـ"مكة المكرمة" 1401 هـ (1981 م) وسينشر قريبًا من المركز العالمي لأبحاث الاقتصاد الإسلامي بـ"جدة".

25 -

"خطأ تقسيم النكاح إلى فاسد وباطل"، نقد وتحقيق واقتراح أفضل في التقسيم، بحث نشر في مجلة المسلم المعاصر، العدد / 27/ 1401 هـ (1981 م).

26 -

"القيم الأساسية في الإسلام"، بحث نشر في مجلة: المعلم والطالب الصادرة عن معهد التربية - مؤسسة انروا في "عمان"، عدد نيسان (1981 م).

27 -

"إعجاز القرآن المجيد وشواهد إلاهية مصدره"، بحث مقدم إلى ملتقى الفكر الإسلامي الخامس عشر، "الجزائر" / 1401 هـ.

28 -

"هل يقبل شرعًا مبدأ إلزام المدين المماطل بالتعويض على الدائن؟ "، بحث قدم بطلب من البنك الإسلامي للتنمية بـ"جدة"، عام 1401 هـ (1981 م).

29 -

"حول توحيد الفقه الإسلامي"، مجلة المسلمون الأسبوعية التي كانت تصدر في "لندن"، العدد 11، 1402 هـ.

ص: 89

30 -

"الاجتهاد ومجال التشريع في الإسلام"، بحث قدم في ندوة عقدت في "باكستان"، ثم نشر في (مجلة الدراسات الإسلامية) الصادرة عن مجمع البحوث الإسلامية في "إسلام أباد"، العدد (4)، آذار 1981 م.

31 -

"نظرة عامة في الفقه والتشريع"، بحث نشر في مجلة (الأمة) العدد (10) شوال 1401 هـ (آب 1981 م)"قطر".

32 -

"تصور إجمالي لنظام عقوبات إسلامى موحد"، بحث نشرته مجلة "الأمة" القطرية، 1982 م العدد 22، شوال 1402 هـ (آب 1982 م).

33 -

"جوانب من الزكاة تحتاج إلى نظر فقهي جدي"، بحث أُلقى في ندوة الاتحاد الإسلامى، التي عقدتها كلية الشريعة في الجامعة الأردنية بـ"عمان"، في جمادى الثانية 1402 هـ (آذار 1983 م)، وينتظر نشره قريبًا من قبل المركز العالمي لأبحاث الاقتصاد الإسلامى بـ"جدة".

34 -

"بحث عن نظرية التعسف في استعمال الحق في الفقه الإسلامى"، قدم في رجب 1402 هـ (نيسان 1983) إلى لجنة خبراء مشروع القانون المدني الموحد للبلاد العربية - "تونس"، (50 ص)، وسيطبع قريبًا.

أهم الكتب والبحوث منذ عام 1405 هـ (1985 م) للشيخ مصطفى أحمد الزرقا

الكتب:

1 -

"صياغة قانونية لنظرية التعسف باستعمال الحق في قانون إسلامي"، دار البشير - عمان - 1402 هـ (1983 م).

2 -

"نظام التأمين حقيقته والرأي الشرعي فيه": دراسة لجوانب التأمين القانونية والاقتصادية، ومناقشة مستفيضة للآراء الفقهية المعاصرة حوله، مؤسسة الرسالة - بيروت: 1404 هـ.

ص: 90

3 -

"الاستصلاح والمصالح المرسلة في الشريعة الإسلامية"، دار القلم - دمشق: 1408 هـ (1988 م).

4 -

"الفعل الضار والضمان فيه": دراسة وصياغة قانونية مؤصلة على نصوص الشريعة الإسلامية وفقهها؛ دار القلم - دمشق: 1409 هـ (1988 م).

5 -

"عظمة محمد خاتم رسل الله، مجمع عظمات البشرية"، دار القلم - دمشق: 1407 هـ (1987 م).

6 -

"الإشراف على إصدار كتاب"، شرح القواعد الفقهية للشيخ أحمد بن الشيخ محمد الزرقا، الطبعة الثانية، دار القلم - دمشق: 1410 هـ.

بعض البحوث:

1 -

"هل هناك عقبات تحول دون توحيد الفقه الإسلامى؟ "، مجلة المسلمون لندن، 8/ 1/ 1982 م.

2 -

"حتى يخرج الفقه عن عزلته عن الحياة"، مجلة العرب - الكويت، 1983 م.

3 -

"المصارف: معاملاتها وودائعها وفوائدها"، بحث نشره مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي - جامعة الملك عبد العزيز - جدة، 1404 هـ (1984 م).

4 -

"هل يجوز شرعًا الحكم على المدين المماطل بالتعويض على الدائن؟ "، مجلة أبحاث الاقتصاد الإسلامى، م 2 ع 2، 1405 هـ (1984 م).

5 -

"الفقه الإسلامى ومدارسه (المذاهب الاجتهادية) "، بحث كتب للنشر ضمنه كتاب عن الإسلام، تصدره منظمة اليونسكو - باريس.

ص: 91

6 -

"عدد من البحوث الفقهية"، قدمت لمجمع الفقه الإسلامى برابطة العالم الإسلامي في "مكة المكرمة"، والمجمع الفقهي الإسلامي - منظمة المؤتمر الإسلامي - جدة.

* * *

‌5324 - الشيخ الفاضل مصطفى بن أحمد بن مصطفى البولوي الرومى

*

فقيه مشارك في بعض العلوم.

توفي بـ"القاهرة" سنة 1086 هـ.

من آثاره: "حاشية على شرح أشكال التأسيس"، و"شرح على كنز الدقائق" في فروع الفقه الحنفى.

* * *

‌5325 - الشيخ الفاضل مصطفى بن أحمد بن منصور بن إبراهيم ابن محمد سلامة الدمشقى، الشهير بالمحبي (أبو الجود)

* *

فاضل. من آثاره: "الحبر الحريرية في شرح الملحمة الحريرية".

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 241. ترجمته في هدية العارفين 2: 441.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 241.

ترجمته في هدية العارفين 2: 441.

ص: 92

‌5326 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين مصطفى بن أحمد، الشهر بِابْن الْوَفَاء

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: وَقد كتب على ظهر بعض كتبه هَكَذَا كتبه الْفَقِير مصطفى بن أحْمَد الصدري القنوي الْمَدْعُو بوفاء.

أخذ التصوّف أولا عَن الشَّيْخ مصلح الدّين الشهير بإمام الدباغين، وَقد مرّ ذكره الشريف، ثمَّ انْتقل بِأَمْر مِنْهُ إلى خدمَة الشَّيْخ عبد اللَّطِيف الْمَقْدِسِى، وأكمل عِنْده الطَّرِيقَة، وَأَجَازَه للإرشاد.

وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى جَامعا للعلوم الظَّاهِرَة والباطنة، وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي الْعُلُوم الظَّاهِرَة كلهَا، وكل مَا شرع هُوَ فِيهِ كَانَ لَهُ شَأْن عَظِيم من التَّصَرُّفَات الفائقة.

وَكَانَ عَارِفًا بِعلم الوفق، وَظَهَرت لَهُ ببركته تَصَرُّفَات عَظِيمَة، وَكَانَت لَهُ معرفَة تَامَّة بِعلم الموسيقى، وَكَانَت لَهُ بلاغة عَظِيمَة فِي الشّعْر والإنشاء، وَكَانَ يخْطب يَوْم الجمُعَة، وَيقْرَأ خطبا بليغة، وَكَانَ مُنْقَطِعًا عَن النَّاس، ويختار الْخلْوَة على الصُّحْبَة، وَلَا يخرج إلا فِي أوقات معينة.

وَكَانَ يزدحم الأكابر على بَابه، وَلَا يخرج إليهم قبل وقته، وَكَانَ لَا يلْتَفت إلى أرباب الدُّنْيَا، ويؤثر صُحْبَة الْفُقَرَاء، وَقصد السُّلْطَان محمَّد خَان أن يجْتَمع مَعَه، فَلم يرض بذلك، وَقصد السُّلْطَان بايزيد خَان أيضا الِاجْتِمَاع مَعَه، فَلم يرض بذلك أيضا، فَلَمَّا مَاتَ الشَّيْخ حضر السُّلْطَان بايزيد خَان جنَازَته، فَأمر بكشف وَجهه لينْظر وَجهه الْمُبَارك اشتياقا لرُؤْيَته، فَقَالُوا لَهُ: إنه غير مَشْرُوع، فأصرّ على ذَلِك، وكشف عَن وَجهه، فَنظر إليه، فَكَانَ يغلب

* راجع: الشقائق النعمانية 145، 146.

ص: 93

على ظَاهره الجْلَال، وَمَعَ ذَلِك كَان عِنْد صحبته مَعَ اللطف وَالجْمال، وَكَان تشْتَمل كَلِمَاته على الحكم.

* * *

‌5327 - الشيخ الفاضل مصطفى بن أحمد، التونسي

*

مقرئ. من آثاره: "منحة المنان في قراءة حفص".

كان حيا 1140 هـ.

* * *

‌5328 - الشيخ الفاضل مصطفى بن أحمد الخادمي، الرومي

* *

مفسر، فقيه، مدرس.

له رسالة في تفسير قد أفلح المؤمنون، و"منهاج المصطفوية".

توفي سنة 1186 هـ.

* * *

‌5329 - الشيخ الفاضل مصطفى بن أحمد الرومي، المعروف بالكرنيشي

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 238.

* راجع: معجم المؤلفين 12: 238. ترجمته في هدية العارفين 2: 452.

* * * راجع: معجم المؤلفين 12: 238. ترجمته في هدية العارفين 2: 441.

ص: 94

فقيه.

تولى قضاء "مصر"، وتوفي راجعا منها سنة 1093 هـ.

له مجموعة فقهية.

* * *

‌5330 - الشيخ الفاضل مصطفى بن أحمد القره حصاري، الرومي، الشهير بالأختري

*

مؤرخ، فقيه، لغوي.

انتقل إلى بلدة "كوتاهيه"، ودرس، وتوفي بها سنة 968 هـ.

من آثاره: "جامع المسائل" في الفروع، وسماه أيضا "أم الفتاوى"، معجم عربى تركي، وكتاب في التاريخ.

* * *

‌5331 - الشيخ الفاضل مصطفى بن أحمد القسطنطيني، الرومي، المعروف بفندق

* *

فقيه، من القضاة.

* راجع: معجم المؤلفين 12: 240.

ترجمته في هدية العارفين 2: 434، 435، والأعلام 8: 129، 639، 630: Brockelmann: s، ll

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 240.

ترجمته في هدية العارفين 2: 442، وإيضاح المكنون 2:686.

ص: 95

تولى قضاء بلدة "فلبة".

له "الصكوك الشرعية"، و"نور الفتاوى".

توفي سنة 1105 هـ.

* * *

‌5332 - الشيخ الفاضل مصطفى ابن إسماعيل بن عبد الغني، المعروف كأسلافه بالنابلسي، الدمشقي، الصالحي

*

ذكره العلامة المرادي في "سلك الدرر"، وقال: هو الشيخ الفاضل الصاع الفالح المبارك المعتقد، كان مبجلًا بين الناس، يحترمونه، مستقيمًا على وتيرة الصلاح والعبادة.

ولد في سنة ثلاث عشرة ومائة وألف، ونشأ في حجر جدّه الأستاذ الأعظم وعمته بكراته وفي حجر والده، المقدم ذكرهما، وكان جدّه يحبّه، ويميل إليه، وهو دائمًا قائم بخدمة جدّه، ولم يزل كذلك إلى أن مات جدّه، واستقام آخرًا في دارهم بالصالحية يزار، ويزور، ويتبرك به، وتعتقده أهالي "دمشق" وحكامها وقضاتها، ورزق الخطوة التامة من الأولاد والأنسال، وكان يظهر عليه التغفل والجذب.

وبالجملة: فقد كان من الأخيار، وكانت وفاته في ليلة الخميس، عاشر ذي الحجة الحرام، يوم العيد، ختام سنة إحدى وتسعين ومائة وألف، ودفن في دارهم لصيق قبر جدّه الأستاذ، وكانت جنازته حافلة، ووافق أن والي

* راجع: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 4: 207.

ص: 96

"حلب" الوزير عزت أحمد باشا كان بـ "دمشق" إذ ذاك، فحضر دفنه، وكان يعتقده، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5333 - الشيخ الفاضل مولانا مصطفى بن المولوي إسماعيل النواخالوي

*

ولد في موضع "قاضير هات" من أعمال "نواخالي".

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم سافر إلى "جاتجام"، وقرأ في مدرسة فتح بور، وناصر العلوم ناظر هات إلى "شرح الوقاية". ثم ارتحل إلى "الهند"، والتحق بدار العلوم ديوبند، قرأ فيها عدّة سنين، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، وكتب الصحاح الستة، وغيرها من الكتب الحديثية.

ومن شيوخه فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وغيره، من المحدّثين الكبار.

بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، ودرس في عدّة مدارس، منها: المدرسة النورية، ومدرسة خادم الإسلام غَوْهر دانْغا.

كان عالما كبيرا، محدّثا جليلا، فقيها بارعا، أستاذا ماهرا.

* * *

‌5334 - الشيخ الفاضل مصطفى بن أوحد الدين

* *

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 275.

* * راجع: الفوائد البهية ص 213.

ص: 97

قرأ على محمد بن فراموز، وصار مدرسا بإحدى المدارس الثمان.

ثم قاضيا في دولة السلطان بايزيد خان.

مات سنة إحدى عشرة وتسعمائة.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 213): ذكر صاحب "الشقائق" أنه كان فاضلا في العلوم كلها، قد اعترف العلماء بفضله، لكنه لم يشتغل بالتصنيف، ورأيت له رسالة في تجويز الفرار من الوباء، تنبئ تلك الرسالة عن فضله. انتهى.

* * *

‌باب من اسمه مصطفى بن بكر، بيرام، جلال

‌5335 - الشيخ الفاضل مصطفى بن أبي بكر بن أبي بكر بن عبد الباقي، المعروف بالقنيطري، البعلي الأصل

*

ذكره العلامة المرادي في "سلك الدرر"، وقال: ولد بـ "دمشق" في سنة إحدى ومائة وألف، ونشأ بها، وقرأ على قريبه الشيخ أبي المواهب، والشيخ إسماعيل العجلوني، والشيخ أحمد الغزي، والشيخ محمد الحبال، والشيخ عبد الغني النابلسي، أخذ عنهم، وأجازوه، وكان له أدب، ومعرفة عطاردي الطالع، أظهر البدائع من كل صناعة، وكان حظه قليلًا.

* راجع: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 4: 164 - 166.

ص: 98

وبالجملة: فقد كان من الأدباء المفننين، وله شعر، ومن شعره قوله في الورد:

قد سألنا الورود حين نزلنا

روضها والزهور ضاع شذاها

فلماذا كتمتم العرف عنا

قبل نيل الشفاه منكم شفاها

فأجابوا لودّنا القرب منها

قد فرشنا الخدود ثم الجباها

وكتمنا العبير في الغصن شوقا

لتنال النفوس منكم مناها

وفي ذلك للشيخ سعدي العمري قوله:

وروض طوى عرف الأحبة غيرة

عليه فنمت بالزهور الشمائل

وما زال عني الورد يطوي حديثهم

إلى أن رمته بالأكف الأنامل

وقوله أيضًا:

صن سرّ من ولّاك بين الورى

دون الورى رعيًا لحق صديق

فالروض في الورد طوى عرفه

دون الأزاهير لأجل الشقيق

وفي ذلك قول الشيخ أحمد المنيني:

صن عرف فضلك عن صديق ناقص

كيلا يصير من الخجالة في وجل

فالورد بين الزهر أخفى عرفه

خوفًا على غصن الشقيق من الخجل

وفي ذلك قول المولى أحمد علي الرومي أحد الموالي الرومية

إظهار جهل المرء من

خل شقيق لا يليق

فاكتم كمالك إن عرا

في مجلس منه الصديق

فالورد يكتم عرفه

عن أن ينمّ به الشقيق

وفي ذلك أيضًا للشيخ محمد بن الأمير الدمشقي:

سألت من الورد الجني الغض عندما

رأيت زهور الروض تزهو على الرند

أعرفك هذا ضاع في الروض قال بل

أعرت زهور الروض بعض الذي عندي

وممن أنشد في ذلك الشيخ سعيد السمان فقال:

سألنا ورود الروض حين ورودنا

حماها لماذا النشر عنا طويتم

ص: 99

فقالوا طوينا عرفه خشية الصبا

إذا ما سرت فيه تنم عليكم

وقوله:

ألا قل لمن أودعته السر في الورى

ليكتمه عن صنوه وصديقه

ألم تر أن الورد يكتم في الربا

شداه ولم يسمح به لشقيقه

وكانت وفاة المترجم في شعبان، سنة ستين ومائة وألف، ودفن بتربة مرج الدحداح، رحمه الله تعالى، والقنيطري نسبة إلى "القنيطرة"، وهى تكية، ناحية "تركمان"، بناها لالا مصطفى باشا، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5336 - الشيخ الفاضل مصطفى بن أبي بكر السيواسي، الرومي، الملقب بخيرت

*

أديب كاتب، ناظم، لغوي.

سافر إلى "مصر"، وتولى الكتابة لواليها، وتوفي بها سنة 1240 هـ.

من آثاره: "ألفية في النحو"، و"منظومة في اللغة في الألسنة الثلاثة".

* * *

‌5337 - الشيخ الفاضل مصطفى بن بيرام بن مصطفى المرزيفوني الأماسي، الملقب بعاكف

* *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 244. ترجمته في هدية العارفين 2: 455.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 244.

ترجمته في هدية العارفين 2: 451، وإيضاح المكنون 2:536.

ص: 100

أديب

من آثاره: "المقامة الأدبية"، و"تعليقة على المقاصد".

ولد سنة 1098 هـ، توفي سنة 1173 هـ.

* * *

‌5338 - الشيخ الفاضل مصطفى بن جلال الدين الرومي، التوقيعي

*

فاضل.

من آثاره: "درجات المسالك في طبقات المالك".

توفي سنة 975 هـ.

* * *

‌باب من اسمه مصطفى بن حسام، حسن

‌5339 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين مصطفى ابْن الْمولى حسام

* *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 245.

ترجمته في إيضاح المكنون 1: 463، 2: 418، والمكتبة الحميدية.

* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 115.

ص: 101

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: كَان رَحمَه الله تَعَالَى عَالما بالعلوم الأدبية والعلوم الشَّرْعِيَّة، أصولها وفروعها، وعارفا بالأحاديث والتفاسير. وَكَانَ صَالحا محبّا للصوفية، وَكَانَ يدْخل الْخلْوَة مَعَهم، وينقل عَنهُ بعض الأحوال الْوَاقِعَة للصوفية.

قرأ على عُلَمَاء عصره، وَصَارَ مدرّسا بِبَعْض الْمدَارِس، ثمَّ صَار مدرّسا بمدرسة السُّلْطَان مُحَمَّد خَان ابْن بايزيد خَان بِمَدِينَة "بروسه"، ثمَّ صَار مفتيا بهَا.

وَمَات وَهُوَ مفت بهَا، وَله حواش على "التلويح"، وحواش على "شرح الْوِقَايَة" لصدر الشَّرِيعَة. وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي علم الإنشاء.

وَله مُصَنف، أورد فِيهِ رسائله إلى إخوانه وأصدقائه.

وَكَانَت ألفاظه فصيحة، ومعانيه بليغة، ونظمه عذبا سلسا.

وَكَانَ رجلا طَويلا، عَظِيم اللِّحْيَة، كثير الْكَلَام والمزاح.

وَكَانَ متواضعا، حسن الأخلاق.

وَكَانَ متديّنا، كريم الأعراق، طيّب الله مضجعه، وَنوّر مهجعه.

* * *

‌5340 - الشيخ الفاضل مصطفى بن حسام الدين، الشهير بحسام زاده

*

كان ماهرا في العلوم الأدبية والشرعية والعقلية، عارفا بالأحاديث والتفسير.

صار مدرسا بـ "بروسا"، ثم مفتيا.

* راجع: الفوائد البهية ص 213.

ص: 102

ومات وهو مفت بها.

له حواش على "التلويح"، وعلى "شرح الوقاية"، ومصنف في الإنشاء.

* * *

‌5341 - الشيخ الفاضل مصطفى بن حسن بن محمد بن رمضان الشهير بابن أُظن، التركماني، الميداني، الدمشقي

*

ذكره العلامة المرادي في "سلك الدرر"، وقال: هو الشيخ العالم الفقيه الفاضل الفرضي، كان أحد المحققين في الفقه النعماني والمتضلعين منه، مع الفضيلة التامة في فنون العلوم، وكان أكثر اشتغاله في الفقه والفرائض.

ولد في سنة خمس وعشرين ومائة وألف، ولازم الشيوخ، فقرأ على الشيخ صالح الجينيني الدمشقي الفقيه، وكذلك على الشيخ علي التركماني أمين الفتوى بـ "دمشق"، وأخذ الحديث والنحو عن الشيخ إسماعيل العجلوني، وقرأ الفرائض والحساب والمساحة على الشيخ محمد الخليل، وأخذ التفسير عن الشيخ محمد قولقسز الدمشقي، وأخذ العقائد عن الشيخ محمود الكردي، نزيل "دمشق"، واشتهر بالفضل، وعاش وحيدًا فريدًا، ولم يتزوّج، وحج إلى بيت الله الحرام.

وله كتابات وتحريرات في الفقه والحساب وغير ذلك، وبالجملة: فقد كان أحد أفراد الأفاضل، وكانت وفاته في سنة تسعين ومائة وألف، رحمه الله تعالى.

* * *

* راجع: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 4: 207، 208.

ص: 103

‌5342 - الشيخ الفاضل مصطفى بن السيّد حسن بن السيّد محمد، المعروف بالصمادي الدمشقي

*

ذكره العلامة المرادي في "سلك الدرر"، وقال: هو أحد الأدباء الكتاب، الذين سحروا برقة بيانهم وبراعة بنانهم العقول والألباب، كان أديبًا عارفًا، كاتبًا من كتاب الخزينة السلطانية الميرية، محتشمًا معظمًا متقنًا للفنون الأدبية، عشورًا لطيفًا ذا هيبة، وكان بباب الدفتري بـ "دمشق" من المحاسن.

وترجمه السيّد الأمين المحبي في ذيل "نفحته"، وأثنى عليه، وقال في وصفه: سيد رهط وفريق، تنوعًا بين أصيل وعريق، رقى من التواضع سلم الشرف، ولم يخش المعاني في مدحته السرف، فأصله في دفتر الفتوة ثابت، وغصنه في بحبوحة التقديس نابت.

ولّد بكر الفكر من حين ولادته، وقلد جيد الأدب من دره المفصل بأفخر قلادته، فهو للآمل مظنة رجاه، وبقمر وجهه أقبل نهاره، وأدبر دجاه، يهب على الأنفاس من خلائقه بعرف الطيب، ويجري من الأهواء مجرى الماء في الغصن الرطيب، وثمة أدب يتبرج تبرج العقيلة، وفكر صفا من الكدر ولا صفا المرآة الصقيلة، وخط أخذ في الحسن كل الخط، وكأنما أوجده الله، ليكون متمتع القلب واللحظ، فمتى سقى قلمه من الحبر أنبت ما بين الجداول عروق التبر، فمداده يجول في رقيم الصفحات، فتتوشى علاماته، وإذا تحققت فيه النظر، فما هو إلا من رقوم الخدود وأواته ولاماته.

* راجع: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 4: 208 - 212.

ص: 104

وله شعر، أعدّه من هدايا الزمان، ولا أحسبه إلا من مفصلات الجمان والبهرمان، ومن شعره قوله:

إن الذين تقدّموا لم يتركوا

معنى به يتقدّم المتأخر

قد أنتجوا أبكار أفكار لهم

عقم المعاني مثلها متعذر

فإذا انصببنا من حبال تخيل

شركًا به معنى نصيد ونظفر

عصفت سموم هموم فكر قطعت

تلك الحبال وفرّ منها الخاطر

والدهر أخرس كل ذي لسن فلو

سحبان كلف منطقًا لا يقدر

والشعر في سوق البلاغة كاسد

فترى البليغ كجاهل لا يشعر

والفضل أقفر ربعه لكنه

بوجود مولانا الأمين معمر

علامة الدنيا وواحد دهره

وأجلّ أهل العصر قدرًا يذكر

ملك العلوم له جيوش بلاغة

وفصاحة فبهم يعز وينصر

تخذ الفهوم دعية منقادة

تأتيه طائعة بما هو يأمر

يقظ يكاد يحيط علمًا بالذي

تجري به الأقدار حين يقدّر

ما زال يملأ من لآليء لفظه

أصداف آذان لنا ويقرّر

تالله ما رشف الرضاب لراشف

من ثغر ذي شنب حكاه الجوهر

أحلى وأعذب من كؤوس حديثه

تملى وتشر بها العقول فتكسر

فاق الذين تقدّموه بسبقهم

وبه الأواخر تزدهي بل تفخر

بالسؤل يمنح قبل تسآل فإن

سبق السؤال عطاؤه يتعذر

لو أن أيسر جوده قدما سرى

في الكون لم يبق وحقك معسر

قد أبدع الرحمن صورة خلقه

ليرى جميل الصنع فيه المبصر

وجه كأن الشمس بعض بهائه

ما زال يحسده عليه النير

مولاي عجزي عن مديحك ظاهر

والعذر عن إدراك وصفك أظهر

من لي بأن أهديك نظمًا فاخرًا

أسمو به بين الأنام وأفخر

هبني أنظم كالعقود لآلئًا

أفديك هل يهدي لبحر جوهر

ص: 105

لكن أتيت كما أمرت بخدمة

جهد المقل وسوء ردّ أحذر

فاصفح فقد أوضحت عذري أولًا

واقبل فمثلك من يمنّ ويعذر

واسلم ودم في نعمة طول المدى

ما دام يمدحك اللسان ويشكر

وقوله:

ومحجب أنف المرور بخاطري

ويغار من مرّ النسيم إذا سرى

نحميه عن نظر العيون نزاهة

لم ترض أن يطأ القلوب على الثرى

صلف ولو قال الهلال مفاخرًا

أنا من قلامة ظفره لاستكبرا

ولو ابتغى لحظ التمني أن يرى

ظلًا لطيف خياله لتنكرا

وله في النحول:

ومولّه لولا دخان تأوّه

من نار أشواق به لم يعرف

قد رق حتى صار يحكي في الضنى

لهلال شك يستبين ويختفي

أو زجّه الخياط في سم الخيا

ط من النحول جرى ولم يتوقف

وجميعه لو حل في طرف الذبا

ب لفرط أسقام به لم يطرف

وله فيه:

ومتيم دنف حكى في سقمه

لهلال شك قد بدا ميلاده

قد رق حتى كاد يخفيه الضنى

عن عائد ورثى له حساده

لولا دخان تأوّه من نار أش

واق به لم تلفه عوّاده

وله مضمنًا:

إني لأحسد عاشقيك ورحمة

أبكيهم من أدمعي بغزار

نظروا إلى جنات وجنتك التي

قد حف منها الورد آس عذار

فتمتعت أبصارهم بنعيمها

ومن النعيم تمتع الأبصار

حتى إذا طلبوا الوصال وعذبوا

بالطرد عنك وساء بعد الدار

قدحت زناد الشوق في أكبادهم

نار اللظى منها كبعض شرار

فإذا رأيتهم رأيت عيونهم

في جنة وقلوبهم في نار

ص: 106

وله مضمنًا للمثل السائر بقوله:

أطفال أغصان الرياض تهزها

في مهدها ريح الصبا المعطار

قد غسلتها السحب حين ترعرت

والطل ترضعها به الأسحار

من كل غصن كالحسام مجوهر

يهتز عجبًا ما عليه غبار

وقوله في ذم العذار:

إن الحبيب إذا تعذر خدّه

نفضت عليه غبارها الأكدار

فلأجل ذا لم تلفني بمتيَّم

في وجنة ولها العذار شعار

أنا مغرم بنقيّ خدّ ناعم

قد تمّ حسنًا ما عليه غبار

وللسيد محمد العرضي الحلبي في مدحه:

ريحان خدّك ناسخ

ما خط ياقوت الخدود

وقع الغبار بها كما

وقع الغبار على الورود

ولأبي الفضل الدارمي:

قلت للملقى على الخدْ

دين من ورد خمارا

أسبل الصدغ على خدْ

ديك من مسك عذارا

أم أعان الليل حتى

قهر الليل النهارا

قال ميدان جرى الـ

حسن عليه فاستدارا

ركضت فيه عيون

فأثارته غبارا

وللمترجم:

هذا الحبيب إذا تعذر واكتسى

شعرًا فذاك بمقته إشعار

أو ما تراه إذا بدا في وجهه

نفضت عليه غبارها الأكدار

وله أيضًا:

زنجيّ خال الخدّ يبدوا واضحًا

في وجنة قد أشرقت كنهار

فإذا العذار سطا عليه ليلة

أخفاه تحت غياهب الأكدار

ويناسب أن يذكر هنا قول ابن شارح المغني:

ص: 107

نازع الخدّ عذارًا دائرًا

فوق خال مسكه ثم عبق

قائلًا للخال هذا خادمي

ودليلي أنه لوني سرق

فانتضى الطرف لهم سيف القضا

ثم نادى ما الذي أبدى القلق

أيها النعمان في مذهبكم

حجة الخارج بالملك أحق

وللمترجم:

وساق خدّه المحمرّ يحكي

مداما راق فاق العود عطرا

إذا ما عبّ منها خلت خمرا

ولا خدّ وخدّا ليس خمرا

وله في فوارة ماء:

وبي فوّارة غشت ورودًا

ببركتها عليها الماء سالا

ولاحت وردة للعين حلّت

لأعلاها فزادتها جمالا

تحاكي قبة الألماس فيها

بساط من يواقيت تلالا

ويحملها عمود من لجين

لها المرجان قد أضحى هلالا

وللمترجم معمَّى في خال:

حين زار الحبيب من غير وعد

ورقيبي نأى وزال عنائي

لاح لاح عدمت رؤيته قد

حاز قلبًا بنقطة سوداء

وكانت وفاة صاحب الترجمة في ذي الحجة، سنة سبع وثلاثين ومائة وألف، ودفن بتربة مرج الدحداح، رحمه الله تعالى.

* * *

ص: 108

‌باب من اسمه مصطفى بن حمزة، خليل، زكريا، سليمان

‌5343 - الشيخ الفاضل مصطفى بن حمزة بن إبراهيم بن ولي الدين ابن مصلح الدين الرومي، الشهير بالآطه وي

*

فقيه، نحوي. أخذ عن نوح القونوي.

من آثاره: "نتائج الأفكار في شرح الأظهار" في النحو، فرغ من تأليفها في 27 رمضان 1085 هـ، و"الحياة في شرح شروط الصلاة".

كان حيا 1085 هـ.

* * *

‌5344 - الشيخ الفاضل مصطفى بن حمزة بن محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أبو الميامين

* *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 249.

ترجمته في هدية العارفين 2: 441، وفهرست الخديوية 3: 42، 4: 117، 7/ 1: 264، ومعجم المطبوعات 1750، 1751، وإيضاح المكنون 2:620.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 249. ترجمته في هدية العارفين 2: 433.

ص: 109

مفسر.

من آثاره: "حاشية على أنوار التنزيل" للبيضاوي في مجلد، سماها "مستراض الأنوار ومستفاض الأسرار".

توفي سنة 871 هـ.

* * *

‌5345 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين مصطفى بن خَلِيل

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: ولد رَحمَه الله تَعَالَى ببلدة "طاشكبري" سنة فتح "قسطنطينية" المحمية، وَهِى سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة، وقرأ وَهُوَ صَغِير على وَالِده المرحوم.

ثمَّ على خَاله الْمولى مُحَمَّد النكساري، ثمَّ على الْمولى درويش مُحَمَّد بن الْمولى خضر شاه مدرّسا بمدرسة سلطانية "بروسه"، ثمَّ على الْمولى بهاء الدّين الْمدرس بإحدى الْمدَارِس الثمان، ثمَّ على الْمولى ابْن مغنيسا، ثمَّ على الْمولى قَاضِى زَاده، ثمَّ على الْمولى عَلَاء الدّين عَليّ الْعَرَبِيّ ثمَّ وصل إلى خدمَة الْمولى الْمُحَقق والإستاذ المدقق سُلْطَان الْعلمَاء وبرهان الْفُضَلَاء الْفَاضِل خواجه زَاده.

وَكَان رحمه الله مَقْبُولًا عِنْد هَؤُلَاءِ الأفاضل، ومشارا إليه بَين أقرانه، ثمَّ صَار مدرسا بِالْمَدْرَسَةِ الأسدية بِمَدِينَة "بروسه"، ثمَّ صَار مدرسا بِالْمَدْرَسَةِ الْبَيْضَاء ببلدة "أنقره"، ثمَّ صَار مدرسا بِالْمَدْرَسَةِ السيفية بالبلدة المزبورة.

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 231 - 233.

ص: 110

ثمَّ صَار مدرسا بِالْمَدْرَسَةِ الإسحاقية ببلدة "أسكوب"، ثمَّ صَار مدرّسا بِالْمَدْرَسَةِ الحلبية بـ "أدرنه"، ثمَّ نَصبه السُّلْطَان بايزيد خَان معلما لِابْنِهِ السُّلْطَان سليم خَان، وَلم يدم على ذَلِك لاشتغاله بِالسَّفرِ، وَأَعْطَاهُ السُّلْطَان بايزيد خَان الْمدرسَة الحسينية بـ "أماسيه"، ثمَّ صَار مدرسا بسلطانية "بروسه"، ثمَّ صَار مدرسا بإحدى الْمدَارِس الثمان، ثمَّ صَار قَاضِيا بِمَدِينَة "حلب" بِأَمْر السُّلْطَان سليم خَان.

وَكَانَ قد أوصى إليه وَالِده الْمولى خَلِيل أن لَا يصير قَاضِيا، فَذهب إلى "حلب" امتثالا للأمر الشريف، ثمَّ عرض وَصِيَّة وَالِده على السُّلْطَان سليم خَان، فاستعفى عَن الْقَضَاء، وأعطي مدرسته السَّابِقَة من الْمدَارِس الثمان، ثمَّ صَار ثَانِيًا مدرسا بسلطانية "بروسه"، وَعين لَهُ كل يَؤم سَبْعُونَ درهما، وأعطي مدرسته الْمولى حسام جلبي.

وَلما مَاتَ حسام جلبي فِي أوائل سلطنة سلطاننا الأعظم أعيد الْمولى المرحوم إلى الْمدرسَة الْمَذْكُورَة، وَعين لَهُ كل يَوْم ثَمَانُون درهما، ثمَّ زيدت وظيفته، فَصَارَت تسعين درهما.

وَمَات مدرسا بهَا فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة.

كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى زاهدا، عابدا، صَالحا، ورعا، صَاحب أدب ووقار، مشتغلا بِنَفسِهِ، معرضًا عَن أَحْوَال الدُّنْيَا، صارفا أوقاته فِيمَا يهمه ويعنيه، ومتجنبا عَن اللَّغْو وَاللَّهْو، وَلم نسْمع مِنْهُ مَعَ طول صحبتنا مَعَ كلمة فِيهَا رَائِحَة الْكَذِب أصلا، وَلَا كلمة فحش.

وَكَانَ طَاهِر الظَّاهِر وَالْبَاطِن، خاضعا، خَاشِعًا، محبا للصلحاء والفقراء، وَكَانَ لَهُ معرفَةَ تَامَّة بالتفسير والْحَدِيث وأصول الْفِقْه والعلوم الأدبية بأنواعها، وقلما يَقع التفاته إلى الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة، مَعَ مشاركته للنَّاس فِيهَا.

ص: 111

وَكَانَ لَهُ تَحْرِير وَاضح، وألفاظ فصيحة، كتب رسائل على بعض الْمَوَاضِع من "تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ"، وَكتب رسائل على بعض الْمَوَاضِع من "شرح الْوِقَايَة" لصدر الشَّرِيعَة، وَله حواش على نبذ من "شرح الْمِفْتَاح"، ورسالة مُتَعَلقَة بِعلم الْفَرَائِض، ورسالة فِي حل حَدِيثي الِابْتِدَاء.

وَله حواش ورسائل غير ذَلِك، لَكِنَّهَا بقيت فِي المسودة، وَلم يَتَيَسَّر لَهُ تبييضها لصوارف الأيام وتقلبات الزَّمَان، وَهُوَ أول أساتذتي، وَأول من تشبثت يداي بذيل إفاضته. اللَّهُمَّ ارحمه وَارْحَمْ وَالِدي، كَمَا ربياني صَغِيرا، واجمع بيني وَبَينهمَا فِي مُسْتَقر رحمتك، بِحرْمَة نبيك مُحَمَّد، صلى الله عليه وسلم.

* * *

‌5346 - الشيخ الفاضل مصطفى بن خير الدين بن أحمد بن على بن زين الدين بن عبد الوهاب الأيوبي العليمي، الفارقي، الرملي

*

فقيه. تولى القضاء بـ "مكة"، وتوفي بها سنة 1025 هـ.

من آثاره: "تنوير الأذهان والضمائر في شرح الأشباه والنظائر"، و"العقد النظيم في ترتيب الأشباه والنظائر"، وكلاهما في فروع الفقه الحنفي.

* * *

*راجع: معجم المؤلفين 12: 250.

ترجمته في فهرست الخديوية 3: 29، وهدية العارفين 2: 439، وكشف الظنون 99، وفهرس الأزهرية 2: 126، وفهرس التيمورية 4: 154، وإيضاح المكنون 1: 86، والكشاف 61.

ص: 112

‌5347 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين مصطفى بن زكَرِيَّا بن آي طوغمش القراماني

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: قَرَأَ ببلاده على عُلَمَاء عصره، ثمَّ ارتحل إلى "الْقَاهِرَة"، وَقَرَأَ على علمائها.

ثمَّ أَتَى بِلَاد الرّوم، وصنف حَوَاشِي على "شرح الْمِصْبَاح" الْمُسَمّى بـ "الضوء"، وصنف شرحا لمقدمة الْفَقِيه أبي اللَّيْث لكتاب الصَّلَاة، وَهُوَ كتاب مَقْبُول مُشْتَمل على فَوَائِد، وَسَمَاهُ بـ "التوضيح"، روّح الله روحه.

* * *

‌5348 - الشيخ الفاضل مصطفى بن زكريا بن أيدغمش القرماني (مصلح الدين)

* *

فقيه، ارتحل إلى "القاهرة"، ثم أتى "بلاد الروم".

من آثاره: "التوضيح في شرح مقدمة أبي الليث السمرقندي"، و"حواش على شرح المصباح"، وسماه بـ "الضوء"، و"شرح الهداية"، وسماه "إرشاد الدراية"، و"رسالة في حكم اللعب بالنرد والشطرنج".

توفي سنة 809 هـ.

* * *

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 130، 131.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 253.

وترجمته في الشقائق النعمانية 1: 322، والأعلام 8: 134، وكشف الظنون 1795، 2037، وهدية العارفين 2:433.

ص: 113

‌5349 - الشيخ الفاضل مصطفى بن سليمان الشهير ببالي زاده الرومي

*

فقيه مشارك في بعض العلوم.

من آثاره: "ميزان الفتاوى"، و"رسالة في إعراب لا سيما"، و"حاشية على شرح السيد لمفتاح العلوم" للسكاكى، و"شرح كنز الدقائق" للنسفي في فروع الفقه الحنفي، سماه "الفرائد في حل المسائل والقواعد".

توفي سنة 1073 هـ.

* * *

‌باب من اسمه مصطفى بن شعبان، صالح، طيب

‌5350 - الشيخ الفاضل مصطفى بن شعبان السروري، الرومي (مصلح الدين)

* *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 254.

ترجمته في كشف الظنون 1018، 1327، 1515، 1516، وفهرست الخديوية 3: 141، وإيضاح المكنون 2: 612، 613، 646: ll، Brockelmann:s

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 256.

ترجمته في العقد المنظوم 2: 214 - 220، وشذرات الذهب 8: 356، وكشف الظنون 189، 208، 497، 554، 1651، 1709، =

ص: 114

مفسر، محدث، نحوي، صرفي، فقيه، أصولي، منطقي، عارف باللغات العربية والفارسية والرومية. ولد بقصبة "كليبولي"، وأخذ عن طاش كبري زاده وغيره، وتوفي سنة 969 هـ، ودفن بقصبة قاسم باشا بـ "إستانبول" بمرض الهيضة.

من آثاره: "حاشية على تفسير البيضاوي"، و"شرح المصباح" للمطرزي في النحو، و"شرح مراح الأرواح" في التصريف، و"حاشية على شرح التنقيح" للتفتازاني في الأصول، و"حاشية على شرح ابن الشحنة الحلبي" للهداية في فروع الفقه الحنفي.

* * *

‌5351 - الشيخ الفاضل مصطفى بن صالح رفقي القسطنطيني، الرومي، الملقب بشوكت

*

فاضل من المدرسين.

له "حاشية على شرح داود القارصي" لأصول الحديث.

توفي سنة 1291 هـ.

* * *

= 2039، وهدية العارفين 2: 434، والأعلام 8: 136، 650: Brockelmann:g،ll:834،s،ll

* راجع: معجم المؤلفين 12: 258.

ترجمته في هدية العارفين 2: 458.

ص: 115

‌5352 - الشيخ العالم الصالح مصطفى بن طيّب بن أحمد بن مصطفى، الرفيقي، الكشميري

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الفقهاء الحنفية. ولد سنة ست وعشرين ومائتين وألف.

وتفقّه على والده، وأسند الحديث عنه، وقرأ العلم على غيره من العلماء، ثم درّس، وأفاد.

أخذ عنه بها الدين، وأحمد، وأحسن، وعبد الشكور، وخلق كثير من أهل "كشمير".

مات يوم الجمعة لأربع عشرة خلون من ربيع الأول، سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، كما في "حدائق الحنفية".

* * *

‌باب من اسمه مصطفى بن عبد الله

‌5353 - الشيخ الفاضل مصطفى بن عبد بن إبراهيم الدمشقي، الدفتري بـ "دمشق"، وأحد رؤسها المشهورين بالأدب والنبل

* *

* راجع: نزهة الخواطر 7: 529.

* * راجع: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 4: 212.

ص: 116

ذكره العلامة المرادي في "سلك الدرر"، وقال ما نصه: كان أديبًا بارعًا متودّدًا، حسن الخصال، يعاشر الأفاضل والأدباء، ويسايرهم، ويطالع كتب الأدب، ويجتهد في تحصيل الكمالات، وكان هو وأخوه أمير الأمراء محمد باشا أليفي سعد وإقبال وحليفي أدب وكمال وتقلبًا في رتب المعالي ومناصبها، وأقبلت عليهما الدنيا بمواهبها، وكانت وفاة المترجم في ثالث ذي الحجة، سنة سبع ومائة وألف، ودفن بتربة مرج الدحداح، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5354 - الشيخ الفاضل مصطفى بن عبد الله بن سليم القسطنطيني الرومي، المعروف بعصام الأسكداري من القضاة

*

تولى قضاء "أدرنة"، وتوفي بـ "أسكدار" سنة 1203 هـ.

من آثاره: "التحفة الأنصارية في شرح القصيدة الأنصارية" لكعب بن زهير، و"التنصيص المنتضر في شرح أبيات التلخيص والمختصر" في مجلد، و"زاد العباد في شرح ذخر المعاد بانت سعاد"، و"الشعشعة القمرية في شرح القصيدة المضرية"، و"ميزان العجم".

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 262.

ترجمته في هدية العارفين 2: 453، وإيضاح المكنون 1: 112، 329، 2:49.

ص: 117

‌5355 - الشيخ الفاضل مصطفى بن عبد الله آلاشهري، الرومي، الملقب بكشفي

*

فاضل، من المدرسين. له "جامع الفوائد".

توفي سنة 1181 هـ.

* * *

‌5356 - الشيخ الفاضل مصطفى بن عبد الله الرومي، الشهير ببركوي زداه

* *

مفسر. ولي القضاء بـ "أدرنة".

من آثاره: "تفسير آية الحج أشهر معلومات"، و "تفسير سورة القدر".

توفي سنة 919 هـ.

* * *

‌5357 - الشيخ الفاضل مصطفى بن عبد الله الرومي، المعروف بصاري معيد

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 261.

ترجمته في هدية العارفين 2: 451، وإيضاح المكنون 1:355.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 261.

ترجمته في هدية العارفين 2: 433، 434.

* * * راجع: معجم المؤلفين 12: 261. ترجمته في هدية العارفين 2: 441.

ص: 118

فاضل، من المدرسين.

له "عرائس الأنظار في شرح عويصات الأفكار" للفناري في أسئلة من الفنون.

توفي سنة 1080 هـ.

* * *

‌5358 - الشيخ الفاضل مصطفى بن عبد الله الرومي، الشهير بطريقتجي أمير

*

فقيه، متكلم، من المدرسين.

من تآليفه: "إمداد المبهوت في حق القنوت"، و "تبيين المرام في شرح رسالة حمزة أفندي" في الفقه، و"حاشية على العقائد العضدية"، و"فرائد العقائد البهية في حل مشكلات فصل الاعتقاد من الطريقة المحمدية" في مجلد، و"المجالس الزهراء في خدمة الشريعة الغراء".

توفي سنة 1186 هـ.

* * *

‌5359 - الشيخ الفاضل مصطفى بن عبد الله العلائي، الرومي، الشهير بقره مصطفى

* *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 261.

ترجمته في هدية العارفين 2: 452، وإيضاح المكنون 1:427.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 262 وترجمته في هدية العارفين 2: 460.

ص: 119

فاضل.

جاور بـ "مكة"، وتوفي بها سنة 1304 هـ.

من آثاره: "شرح التائية" لابن الفارض، و"اللمعات البرقية في شرح القصيدة الميمية".

* * *

‌5360 - الشيخ الفاضل مصطفى بن عبد الله القسطنطيني، الشهير بين علماء البلد بكاتب جلبي، وبين أهل الديوان بحاجي خليفة

*

مؤرخ، عارف بالكتب ومؤلفيها، مشارك في بعض العلوم.

* راجع: معجم المؤلفين 12: 262.

ترجمته في معجم المطبوعات 232، 733، وهدية العارفين 2: 440، 441، والأعلام 8: 138، 139، واكتفاء القنوع 377، وهدية الأحباب 222، وفهرس المخطوطات المصورة 2: 154، وإيضاح المكنون 2: 24، 415، وتاريخ آداب اللغة العربية 3: 317 - 319، وفهرس الأزهرية 6: 268، وفهرس التيمورية 3: 252، وفهرس المخطوطات المصورة 2: 41، وفهرست الخديوية 4: 214، 5: 69، 117، 118، وفهرس دار الكتب المصرية 3: 44، 45 - : Mordtmann:Encyclopedie de 1، is lam LL:712، Mingana 812 Catalogue:of arabic manuscripts 674 - 184، Rieu - Arabic manuscripts 094 ، 194 ، Brockel 636، 635: mann: g،II:724. 924 ، s، ll(م)، ومجلة المجمع العلمي العربي 19: 174 - 183.

ص: 120

ولد بـ "القسطنطينية" في ذي القعدة، وحضر دروس قاضي زاده، وأخذ عن عبد الله الكردي المدرس بـ "أيا صوفيا"، وولي الدين المنتشاوي الواعظ وغيرهما، وتولى أعمالا كتابية في الجيش العثماني، وذهب مع أبيه، وكان من رجال الجند إلى "بغداد"، فمات أبوه بـ "الموصل"، فرحل إلى "ديار بكر"، ثم عاد إلى "القسطنطينية"، ورحل إلى "الشام"، وصحب والي "حلب" محمد باشا إلى "مكة"، فحج، وزار خزائن الكتب الكبرى، وعاد إلى "القسطنطينية"، وشهد حرب كريت، وانقطع في السنوات الأخيرة من حياته إلى تدريس العلوم، واهتم بتدوين أسماء الكتب التي يجدها عند الوراقين الكتبيين وفي خزائن الكتب بـ "القسطنطينية"، ويقتني المؤلفات، وساعده على ذلك أموال ورثها من بعض أقربائه، وتوفي بـ "القسطنطينية" في 27 ذي الحجة سنة 1067 هـ.

من تصانيفه: "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" في مجلدين، و"تحفة الكبار في أسفار البحار"، و"ميزان الحق" في التصوف، و"سلم الوصول إلى طبقات الفحول" في التراجم، و"تحفة الأخيار في الحكم والأمثال والأشعار".

* * *

ص: 121

‌باب من اسمه مصطفى بن عبد الفتاح، عبد الملك، عبد القادر

‌5361 - الشيخ الفاضل مصطفى بن عبد الفتاح النابلسي، الشهير بالتميمي

*

فقيه، متكلم، فرضي، ناظم.

من آثاره: "إرشاد المفتي إلى جواب المستفتي" في الفقه، و "منظومة في العقائد"، و"رسائل في مهمات الفرائض"، و"نظم متن نور الإيضاح".

ولد سنة 1111 هـ، توفي سنة 1183 هـ.

* * *

‌5362 - الشيخ الفاضل مصطفى بن عبد الفتاح، النابلسي، الشهير بالتميمي

* *

العالم المحقق المدقق الفقيه.

ذكره العلامة المرادي في "سلك الدرر"، وقال: ولد سنة إحدى عشرة ومائة وألف، كما وجد بخط والده، وقرأ عليه القرآن مجودًا، وبالغ في حفظه

* راجع: معجم المؤلفين 12: 260.

ترجمته في السر المصون 101، وسلك الدرر 4: 184، وهدية العارفين 2: 451، 452، وإيضاح المكنون 1:64.

* * راجع: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 4: 213.

ص: 122

ومعرفة أحكامه، وحفظ أغلب المتون، وتفقه عليه وعلى خاله المرحوم السيد محمد.

وقرأ على السيد على العقدي البصير المصري من أول "الكنز" إلى كتاب الحجر قراءة بحث وتحقيق، ولازم الشيخ عبد الله الشرابي، فانتفع به أتم الانتفاع، وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد بن محمد عقيلة، وروى "البخاري" عنه مسلسلًا بالحنفيين ما عدا شيخه العجيمي قراءة عليه وسماعًا منه من أوله إلى آخر كتاب الحج، كما هو ومحرر بإجازته له، وقد تقلد الفتوى أربعين عامًا، وحرر شرح الشيخ حافظ الدين من مسودته، وكتب عليه، وله كتاب في الفقه، سماه "إرشاد المفتي إلى جواب المستفتي"، وله منظومة في العقائد، ورسائل في مهمات الفرائض، ونظم متن "نور الإيضاح"، وغير ذلك.

وكانت وفاته سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5363 - الشيخ الفاضل مصطفى بن عبد الملك البابلي، الحلبي

*

شاعر، من القضاة.

* راجع: معجم المؤلفين 12: 264.

ترجمته في اكتفاء القنوع 485، وتاريخ آداب اللغة العربية 3: 276، وهدية العارفين 2: 441، وفهرس دار الكتب المصرية 7: 130، 133، 147، 185، وإيضاح المكنون 1: 492، 386: ll، g: Brockelmann ll، s، 772

ص: 123

ولد بـ "حلب"، وبها نشأ، وتعلم بـ "دمشق"، وتولى قضاء "طرابلس الشام"، ثم "مغنيسيا".

فـ "بغداد"، فـ "المدينة المنورة"، وتوفي بـ "مكة" سنة 1091 هـ.

من آثاره: "ديوان شعر".

* * *

‌5364 - الشيخ الفاضل مصطفى بن عبد القادر بن أحمد بن علي، الشهير بابن الخليفة، الدمشقي، أحد أعيان الكتاب بـ "دمشق

" *.

ذكره العلامة المرادي في "سلك الدرر"، وقال: كان كاتبًا بارعًا بالأدب والكتابة، منشأ بالتركية والعربية، لوذعيا، له اطلاع بالشعر والأدب، مع معارف، يكتب أنواع الخطوط، سيّما في تنميق الدفاتر ومتعلقات الأوقاف، فإنه كان بذلك ماهرًا جدًا، وله باع في الرقعة والديواني والفرمة وغير ذلك، وعليه كتابات ككتابة وقف الأموي والحرمين ونظارتها وغير ذلك.

وكان المترجم وأخوه حسن بن الخليفة متصرفين بأقلام الأوقاف المزبورة ومتعلقاتها، حتى استولوا على عقل متولي الجامع الأموي الشيخ إبراهيم السعدي، وتصرفوا فيه وفي الحرمين والمصريين تصرف الملاك، وبعد وفاة أخي المترجم اضمحل حالهم، وزال رونقهم، وانقضت دولتهم.

وكان المترجم يستعمل أكل البرش المعجون المعلوم، ويستغرق به، وكانت عنده كتب نفيسة، ويجري بينه وبين أدباء "دمشق" وأعيانها

* راجع: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 4: 214، 215.

ص: 124

المطارحات والنكات والنوادر، ويستعذبون حركات المترجم ونوادره المضحكة، فمن ذلك ما كتبه إليه الأديب السيّد محمد الراعي هاجيًا له بقوله:

جرّت عليك من الشقاء ذيول

وعليك من برد العناء خمول

يا باذلا نقد المضرة للورى

ها أنت ذاك البارد المخبول

سدْت اللعين بمكره وخداعه

وعليك فعل الملحدين قليل

وأراك في نشر الرذالة لاهيًا

عبثًا بأعراض الأنام تجول

ومددت باع الشرّ منك لضيغم

يسطو عليك ببأسه ويصول

مس الكلاب محرّم في شرعه

لكن لخذلك يالكاع فعول

ما في الزمان مذمّة ومذلة

إلا وأنت بطينها مجبول

أقصر عناك فأنت في الدنيا قذى

لرجيع أحبار اليهود أكول

وعيوب نفسك لو تعدّ ألوفها

أهل الحساب لكان ذاك يطول

هذا ورب الدار يعلم ما بها

لكن لعمري بالسوى مشغول

يغضي عن الداء الدفين بجسمه

جهلًا به أو أنه المعقول

كلا بل الرجل البصير بعيبه

عن جلّ أرباب الحجى منقول

عهدي بك الأمسي فقاع الفلا

واليوم في كسب الملامة غول

شرّ عليك فعالك الذم الذي

يأباه شرّ الخلق يا مذهول

محصية تأتيك في يوم به

كل امرئ عما جنى مسئول

وبالجملة: فقد كان المترجم من محاسن "دمشق"، وكانت وفاته في سنة ثمانين ومائة وألف، ودفن بتربة الباب الصغير، رحمه الله تعالى.

* * *

ص: 125

‌5365 - الشيخ الفاضل مصطفى بن علي بن محمد، المتخلص بأريب، الحلبي الأصل، الإسلامبولي المولد، الرومي

*

ذكره العلامة المرادي في "سلك الدرر"، وقال: هو أحد الموالي الرومية أرباب المعارف السنية والده من "حلب"، وارتحل لـ "لروم"، وأقام بدار الخلافة، وكان من أقارب قاضي عسكر يحيى أفندي بن صالح الحلبي رئيس الأطباء في دولة السلطان محمد خان، وسلك طريق القضاة، وولد له المترجم سنة تسعين وألف، ولازم على قاعدتهم بالتدريس من شيخ الإسلام السيّد علي أفندي البشمقجي، وتنقل بالمدارس إلى السليمانية، فمنها أعطى قضاء "الغلطة" أحد البلاد الثمانية، وبعدها أعطى قضاء "دمشق"، أحد البلاد الأربعة، فوليها سنة ست وخمسين ومائة وألف، وكانت سيرته حسنة، وفي أيامه توفي كافل "دمشق" الوزير سليمان باشا العظمي، وكان أديبًا عالمًا جسورًا مقدامًا في الأمور، ثم ولي قضاء "المدينة المنورة": سنة إحدى وستين، وتوفي قاضيًا بها في محرم، سنة اثنتين وستين ومائة وألف، ودفن بـ "البقيع"، رحمه الله تعالى.

* * *

* راجع: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 4: 251.

ص: 126

‌باب من اسمه مصطفى بن علي، عمر

‌5366 - الشيخ الفاضل مصطفى بن علي الأتنه وي، الموره وي ثم البرسوي

*

صوفي. من آثاره: "تحفة العصري في مناقب المصري".

توفي سنة 1321 هـ.

* * *

‌5367 - الشيخ الفاضل مصطفى بن علي الأماسي، الشهير بآق طاغي

* *

متكلم، من المدرسين، درس بمدرسة يعقوب باشا المتوفى سنة 1150 هـ. من آثاره:"الرسالة الحميدية" في العقائد، و"منافع الأخيار على نتايج الأفكار".

كان حيا قبل 1150 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 265.

ترجمته في هدية العارفين 2: 461.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 265.

ترجمته في هدية العارفين 2: 446.

ص: 127

‌5368 - الشيخ الفاضل مصطفى بن علي القسطنطيني، الرومي

*

فلكي، عارف بتقويم البلدان.

ولي التوقيت بجامع السلطان سليم العثماني، فرئيسا للمنجمين.

من آثاره: "أعلام العباد في أخبار البلاد"، و "تسهيل الميقات في علم الأوقات"، و"تيسير الكواكب السماوية لسعد الدولة السليمانية" في الميقات.

* * *

‌5369 - الشيخ الفاضل مصطفى بن علي القسطنطيني، الرومي، الشهير بنجار زاده (رضاء الدين)

* *

صوفي.

تولى مشيخة زاوية بشكطاش.

من آثاره: "تحفة الإرشاد"، و"تحفة الملوك في معرفة من أنصف في السلوك"، و"خاتمة الواردات".

* * *

* ترجمته في هدية العارفين 2: 435، وإيضاح المكنون 1:103.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 265.

ترجمته في هدية العارفين 2: 446.

ص: 128

‌5370 - الشيخ الفاضل مصطفى بن عمر بن محمد الأسكداري الرومي

*

واعظ، نحوي، فقيه، بياني. وعظ بجامع السليمانية.

من آثاره: "تعليقة على شرح الكافية" للجامي، و"جامع النقول في شرح ملتقى الأبحر" في فروع الفقه الحنفي، و"شرح المنقحات المشروحة في المعاني والبيان".

توفي سنة 1093 هـ.

* * *

‌5371 - الشيخ الفاضل مصطفى بن عمر الرومى، المعروف بالقورشونلي أي الرصاص

* *

محدث، مقرئ، نحوي، من المدرسين.

له "شرح الجامع الصحيح" لمسلم، و"مختصر في القراءات"، و"مختصر في النحو".

توفي سنة 1190 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 267.

ترجمته في هدية العارفين 2: 441، وفهرست الخديوية 3: 137، وفهرس الأزهرية 2: 281، وإيضاح المكنون 2:584.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 267. ترجمته في هدية العارفين 2: 452.

ص: 129

‌باب من اسمه مصطفى بن القاسم، الكمال

‌5372 - الشيخ الفاضل مصطفى بن قاسم الطرابلسي، الحلبي، نزيل "المدينة المنورة

" *

ذكره العلامة المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: مولده ومنشؤه "الشام"، لكنه ممن طابت بـ "طيبة" منه المشام، فانتظم في سلك جيران الرسول الشفيع، وارتفع مقامه بذلك المقام الرفيع، وهو ممن فاق في الأدب، وبرع، وورد مناهله العذبة صفوًا، فكرع مع مشاركة في علمي الفقه والنحو، وتحقيق ما شان إثبات آية محو، وقد ترجمه السيّد محمد كبريت في كتابه "نصر من الله وفتح قريب" بما نصّه: هو مولانا الشيخ درويش مصطفى بن قاسم عبد الكريم بن قاسم بن محي الدين الحلبي الشافعي مذهبا الوفائي طريقة ومشربًا، وينتهي نسبه فيما أخبرني به إلى السيّد محمد بن الحنفية، رضي الله تعالى عنه وعن أبيه.

فيا نسبًا من فرع دوحة هاشم

ويا حسبًا بالأصل قد ألحق الفرعا

ولد بمدينة "طرابلس الشام" في سنة سبع وثمانين وتسعمائة، ونشأ، ودأب على الشيخ عبد النافع الحموي مفتي الحنفية، والشيخ محمد بن عبد الحق الشافعي، والشيخ عبد الخالق المصري، وغيرهم.

ثم دخل "دمشق" في سنة أربع عشرة بعد الألف، فأخذ عن الشيخ أحمد العيثاوي الفقه والحديث، وحضر مجالس العلم، ثم دخل "مصر"، فأخذ

* راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 4: 377 - 379.

ص: 130

الفقه والنحو عن النور الزيادي، والشيخ أبي بكر الشنواني، وغيرهما، وأخذ المنطق عن الشيخ سالم الشبشيري، والكلام عن الشيخ أحمد الغنيمي، والبرهان اللقاني، ثم دخل "قسطنطينية"، وأخذ عن صدر الدين، وعن العلامة محمد المفتي مع الملازمة في الطريق.

ثم قدم "المدينة المنورة" في سنة سبع وعشرين وألف زائرًا، ثم قدمها ثانيًا في سنة اثنتين وثلاثين، وهو يرفل في ثياب الجمال والجلالة، فأقام بها، وتأهل، وأحسن السيرة والسريرة، وتفيد بنشر العلم والتدريس بالمسجد النبوي، ثم لزم حاله لما كثر الدخيل، وتقدم الدنيء والعويل، وكثر في اللغو القال والقيل، وصارت مجالس العلم لغير أهلها، كما هو مقتضى الحال في تقيم الأنذال.

وكم قائل ما لي رأيتك راجلًا

فقلت له من أجل أنك فارس

وله التآليف الرائقة والتصانيف الفائقة، منها:"نزهة الأبصار في السير فيما يحدث للمسافر من الخير"، ومنها:"هتك الأستار في وصف العذار"، ومنها:"شرح تائية ابن حبيب الصفدي"، سماه "المنح الوفائية في شرح التائية"، ومنها:"الدر الملتقط من بحر الصفا في مناقب سيدي أبي الإسعاد بن وفا"، وله "النظم الرائق" منه، وقد كتب إليه بعض أحبابه:

يا غائبًا يشكر إقباله

قلبي ويشكو بعده الناظر

أوحشت طرفي واتخذت الحشا

دارًا فأنت الغائب الحاضر

فكتب:

ما غبت عن طرفي ولا مهجتي

بل أنت عندي فيهما حاضر

إن غبت عن عيني تمثلت في

قلبي يراعي حسنك الناظر

وله تخميس فائية الشيخ شرف الدين بن الفارض رضي الله عنه، وله "ديوان شعر"، يشمل على قصائد ومساطيع، ومن شعره: قوله مستغيثًا، وهو مما قاله بـ "مصر" في سنة خمس وعشرين:

ص: 131

يا من به كل الشدائد تفرج

وبذكره كل العوالم تلهج

وعليه أملاك السماء تنزلت

وبمدحه لله حقًا تعرج

وإليه ينهى كل راج سؤله

والسائلون على حماه عرجوا

يا قطب دائرة الوجود بأسره

يا من لعلياه البرايا قد لجوا

يا سيد السادات يا غوث الورى

يا من به ليل الحوادث أبلج

قد جئتكم أرجو الوفاء تكرمًا

لكنني للعفو منه أحوج

وحططت أحمال الرجاء لديكم

فعسكامو أن تنعموا أو تفرجوا

انتهى ما قاله السيد محمد كبريت في ترجمته.

(قلت): وكان الباعث له على تصنيف كتابه "نصر من الله" أن صاحب الترجمة كان نظم تاريخًا لمكان بناه شيخ الحرم المدني عبد الكريم المصاحب بـ "المدينة" ببئر ودي، ونظم له أبياتًا، وهى هذه:

بشراك يا من صار جار الكريم

طيب عيش أنت فيه مقيم

أصبحت في خدمة خير الورى

ترفل في روض جنان النعيم

بطيبة طابت لمن حلها

حديث ودي في هواها قديم

طوبى لمن أمسى مقيمًا بها

يلقى أهاليها بقلب سليم

مصاحب السلطان نلت المنى

بما ترجى من غفور رحيم

بنيت إيوانًا به قد سما

ببئر ودي للصديق الحميم

بغاية الأحكام تاريخه

مقعد أنس شاد عبد الكريم

وأراد بغاية الأحكام آخرها، وهو الميم على طريقة التعمية، وعدد الميم أربعون، فلما شاعت الأبيات وقف عليها فتح الله النحّاس الحلبي، فهزأ بها، وألف رسالة، سماها "التفتيش على خبالات درويش"، مضمونها الاعتراض على الأبيات، فألف السيّد محمد كتابه انتصارًا لصاحب الترجمة، فيه من غرائب الفوائد وفرائد القلائد، ما تقر به العيون، وتنشرح له الصدور.

ص: 132

وكانت وفاة الدرويش مصطفى في السابع والعشرين من ذي القعدة، سنة ثمانين وألف بـ "المدينة المنورة"، ودفن بـ "البقيع"، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5373 - الشيخ الفاضل مصطفى بن كمال الدين بن علي بن كمال الدين بن عبد القادر الصديقي، البكري، الدمشقي، الخلوتي، القادري الشهير بالقطب البكري (قطب الدين)

*

صوفي، رحالة، أديب، شاعر، مشارك في بعض العلوم.

ولد بـ "دمشق" في ذي القعدة سنة 1099 هـ، ورحل إلى "القدس"، وزار "حلب"، و"بغداد"، و "مصر"، و"القسطنطينية"، و"الحجاز".

وتوفي بـ "القاهرة" في 18 ربيع الثاني سنة 1162 هـ.

من تصانيفه الكثيرة: "الفتح القدسي والكشف الأنسي"، ويعرف بورد السحر، و"الحلة الذهبية في الرحلة الحلبية"، و"النصيحة الجلية" للسالكين طريق الخلوتية، و"سبعة دواوين شعرية"، و"ألفية في التصوف".

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 271.

ص: 133

‌5374 - الشيخ الفاضل مصطفى بن كمال الدين بن علي بن كمال الدين بن عبد القادر محي الدين، الصديقي، الدمشقي، البكري

*

ترجمه العلامة المرادي في "سلك الدرر"، بما نصه: هو الأستاذ الكبير، والعارف الرباني، الشهير، صاحب الكشف والواحد المعدود بألف. كان مغترفًا من بحر الولاية، مقدمًا إلى غاية الفضل والنهاية، مستضيأ بنور الشريعة، رطب اللسان بالتلاوة، صاحب العوارف والمعارف والتآليف والتحريرات والآثار، التي اشتهرت شرقًا وغربًا، وبعد صيتها في الناس عجمًا وعربًا، أحد أفراد الزمان وصناديد الأجلاء من العلماء الأعلام والأولياء العظام، العالم العلامة الأوحد أبو المعارف، قطب الدين.

ولد بـ "دمشق" في ذي القعدة، سنة تسع وتسعين وألف، وتوفي والده الشيخ كمال الدين، وعمره ستة أشهر، فنشأ يتيمًا موفقًا في حجر ابن عمه المولى أحمد بن كمال الدين بن عبد القادر الصديقي المقدم ذكره، وبقي عنده في دارهم الكائنة قرب البيمارستان النوري، واشتغل بطلب العلم بـ "دمشق"، فقرأ على الشيخ عبد الرحمن بن محي الدين السلمي الشهير بالمجلد، والشيخ محمد أبي المواهب الحنبلي.

وكان يطالع له الدروس الشيخ محمد بن إبراهيم الدكدكجي، ومع ذلك قرأ عليه متن "الاستعارات" و"شرحها" للعصام، وحضر على الشيخ أبي المواهب المذكور "شرح صحيح البخاري" للحافظ ابن حجر، وأخذ أيضًا عن الملا إلياس بن إبراهيم الكوراني، والمحب محمد بن محمود الحبال، وأبي النور عثمان بن الشمعة، والشيخ عبد الرحيم الطواقي، والعماد إسماعيل بن محمد

* راجع: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 4: 220 - 230.

ص: 134

العجلوني، وملا عبد الرحيم بن محمد الكابلي، وأجاز له الشيخ محمد بن محمد البديري الدمياطي، الشهير بابن الميت، وأخذ عنه المسلسل بالأولية.

ولازم الأستاذ الشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي، وقرأ عليه "التدبيرات الإلهية"، و "الفصوص"، و "عنقاء مغرب"، ثلاثتها للشيخ الأكبر، قدّس سرّه، وقرأ عليه مواضع متفرقة من "الفتوحات المكية"، وطرفًا من الفقه.

وأخذ الطريقة الخلوتية عن الشيخ عبد اللطيف بن حسام الدين الحلبي الخلوتي، ولقنه الأسماء، وعرفه حقيقة الفرق بين الاسم والمسمّى، وفي سنة تسع عشرة ومائة وألف سكن إيوان المدرسة الباذرائية، ونزل في حجرة بها بقصد الانفراد والاشتغال بالأذكار والأوراد، وأذن له شيخه المرقوم بالمبايعة والتخليف سنة عشرين إذنًا عامًا، فبايع في حياته، وكانت تلك أزهر أوقاته، وسمعه مرة يقول الجنيد لم يظفر طول عمره إلا بصاحب ونصف، فقال له: وكم ظفرتم أنتم بمن يوصف بالتمام، فقال له: أنت إن شاء الله، ثم إن شيخه المرقوم دعاه داعي الحق، فلبى.

ثم إن تلامذته توجهوا إلى صاحب الترجمة، واجتمعوا عليه، وجددوا، أخذ البيعة، فشاع خبره، وذاع أمره، وكثر جمع جماعته إلى سنة اثنين وعشرين، وفي تاسع عشر محرم، وهو يوم الخميس، توجّه من "دمشق الشام" إلى زيارة بيت المقدس، وهناك أخذ عنه جماعة الطريق، ونشر ألوية الأوراد والأذكار، وتوجّه إلى زيارة الإمام العارف سيّدي علي بن عليل العمري، وهو على ساحل البحر قرب أسكله يافا، فاتفق أنه اجتمع بالشيخ الإمام نجم الدين بن خير الدين الرملي، وكان أيضًا قادمًا بقصد الزيارة، فسمع عليه صاحب الترجمة أول "الموطأ" للإمام مالك بن أنس من

ص: 135

رواية الإمام محمد بن الحسن الشيباني بروايته له عن والده الخير الرملي بسنده المعلوم، وأجازه بباقيه وبجميع ما يجوز له روايته.

ثم عاد صاحب الترجمة بعد استيفاء غالب الزيارات إلى نبي الله السيّد موسى الكليم صلى الله على نبينا وعليه وسلم، وبعد حضوره لـ "لقدس" شرع في تصنيف ورد السحر، المسمّى بـ "الفتح القدسي" و"الكشف الأنسي" على ما هو مرتب من الحروف، وهو ورد، يقرأ في آخر الليل لكل مريد من تلاميذ طريقته، وأمر جماعته بقراءته، وقد اعترض عليه بعض المخذولين بأن ذلك بدعة في الطريق، فعرضه على الإمام الشيخ حسن ابن الشيخ علي قره باش في "أدرنة"، فأجاب بأنه لا بأس به، وحيث أنكم رأيتموه مناسبًا، فهو المناسب، ثم عاد إلى "دمشق" في شعبان من السنة المرقومة، وانتشرت طريقته، وخفقت في الإقليم الشامي ألويته، وهو فيما بين ذلك مشتغل بالتآليف والزيارات، نازلًا في المدرسة الباذرائية، كما تقدم، غير ملتفت إلى أحوال بني عمّه من حبّ الجاه والمناصب، واستقام على ذلك إلى سنة ست وعشرين.

ففي غرة شعبان منها هم على زيارة بيت المقدس، فتوجّه إليها، ونزل خلوة في المسجد الأقصى، وأقام هناك في إقامة الطريق والأذكار، ونشر العلم إلى شعبان، فعاد إلى "دمشق"، وأقام بها كذلك، ثم توجّه منها إلى "حلب" الشهباء، ومنها ذهب إلى "بغداد" إلى زيارة الشيخ عبد القادر الكيلاني قدّس سرّه، وأقام نحو شهرين، ثم رجع، وتوجّه إلى زيارة سيّدي إبراهيم بن أدهم.

ثم تنقل بعد ذلك للسياحة في البلاد الشامية لأجل زيارة من بها من الأولياء، ثم دخل بيت المقدس، وعمر به الخلوة التحتانية، وهي التي تنسب إليه، وبها تقام الأذكار والأوراد، ولها تعيين من خبز، وأكل على تكية

ص: 136

السلطان لمن بها أقام، وفي جمادى الثانية سنة تسع وعشرين توجّه راجعًا إلى "دمشق"، واجتمع بالسيّد محمد ابن مولاي أحمد التافلاتي، وكان تقدم اجتماعه به في "طرابلس الشام" أوقاتًا مفيدة، ونزل صاحب الترجمة في حجرة بالمدرسة الباذرائية، ومن شهر رمضان عزم محمد أفندي البكري على الحج، فتوجّه معه، لأنه كان يتناول ما يخصه من أملاكهم، وخرج معه إلى أن عاد إلى "الشام"، وكان عمه وعده بتزويج ابنته، فلم يتيسر ذلك.

ثم رحل إلى الديار القدسية، ووصلها آخر ذي القعدة، فتزوج هناك، وأرخ زفافه بعضهم بقوله: زفت الزهراء للقمر، وأقام هناك غير فارغ، ولالاه مشتغلًا بما فيه راض مولاه إلى أن قدم، إلى "مصر" من جهة "دمشق" لزيارة بيت المقدس، وهو الوزير رجب باشا، فزار صاحب الترجمة، وصار له فيه مزيد الاعتقاد، ولما ذهب إلى الديار المصرية اصطحبه معه، فدخل "مصر"، وأقام بها مدة، وأخذ عنه بها خلق كثيرون، أجلّهم: النجم سالم الحفني، ثم توجّه إلى زيارة القطب العارف سيّدي السيّد أحمد البدوي، قدّس سرّه، ومن هناك سار إلى "دمياط"، وأقام هناك في جامع البحر، وأخذ بها عن علامتها الشمس محمد البديري، الشهير بابن الميت، وقرأ عليه الكتب الستة والمسلسل بالأولية بالمصافحة، وبلفظ أنا أحبّك، وأجازه إجازة عامة بسائر مروياته وتأليفاته.

ثم رجع إلى بلده بيت المقدس على طريق البحر، وأقام بها خمسة عشر يومًا، ومنها إلى "حمص"، ومنها إلى "حماة"، ونزل في بيت السيّد يس القادري الكيلاني شيخ السجادة القادرية بـ "حماة"، فأخذ عنه الطريقة القادرية، ومنها رحل إلى "حلب"، وكان واليها الوزير المقدّم ذكره، وأخذ عنه بها جماعة، منهم: الشيخ أحمد بن أحمد خطيب الخسروية الشهير بالبني، وفي آخر شهر رجب الحرام توجّه إلى دار السلطنة العلية "قسطنطينية" المحمية على

ص: 137

طريق البر، فدخلها في سابع عشر شعبان، ونزل مدرسة سورتي مدة، وبعدها تنقل في كثير من المدارس والأماكن، ومكث بتلك البلاد، معتكفًا على التأليف والنظم في السلوك وحقائقه غير مشتغل بأمر من أمور الدنيا، ولا توجّه فيها إلى أحد من أرباب مناصبها، وكان كلما سكن في جهة، وشاع خبره فيها، وقصده أهلها يرتحل إلى أخرى أبعد ما يكون عنها، وهلمّ جرا، وفيها كان يجتمع بالإمام الكامل السيّد محمد بن أحمد التافلاتي المقدم ذكره، وهو شيخه من وجه، وتلميذه من آخر، فإن صاحب الترجمة كان يقول عنه تارة: شيخنا، وأخرى محبنا، ولم يزل بها مقيمًا ينفق من حيث لا يحتسب، ولا يصل إليه من أحد شيء أبدًا، وفي سنة سبع وثلاثين ومائة وألف أخذ العهد العام على جميع طوائف الجان أن لا يؤذوا أحدًا من مريديه، الذين أخذوا عنه أو عن ذريته بمشهد كان فيه السيّد التافلاتي وغيره من المريدين، وأفاد هو قدّس سرّه أن إقامته هذه المدة في الديار الرومية كانت لأمور، اقتضتها أحكام القدرة الإلهية، ولما ضاق صدره، واشتاق إلى رؤية أهله، توجّه بمن معه إلى"أسكدار" في ثالث محرّم سنة تسع وثلاثين، وسار على طريق البر، فدخل "حلب" الشهباء في صفر، ونزل الخسروية مجاورًا للشيخ أحمد البني، ثم في ثاني شهر ربيع الأول توجّه قاصدًا لـ "لعراق" لزيارة سكّانه، ووصل إلى "بغداد" في آخر جمادى الأولى، ونزل في التكية القادرية ملازمًا ومشاهدًا تلك الأنوار والأطوار القادرية، ولم يدع مزارًا إلا وزاره، ولا ما يتبرك به إلا أحل به قراره، وجاءه في أثناء ذلك مكتوب من شيخه الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي يحثّه فيه على العود إلى المنازل الشامية لأجل والدته، فهم على المسير.

وفي أوائل صفر الخير عزم على العود إلى المنازل الشامية، وفي الثاني والعشرين منه وصل إلى "الموصل"، ومنها دخل إلى "حلب"، ونزل في الخسروية في خلوة الشيخ أحمد البني، وكان يقيم فيها الأذكار، ويحضر ورد السحر ما يفوق على الخمسين بمقدار، وفي ثامن شوال توجّه منها إلى

ص: 138

"دمشق"، فوصلها، ونزل في دار الشيخ إسماعيل العجلوني الجراحي، وبعد مدة أيام الضيافة نزل حجرته في المدرسة الباذرائية، وبعد برهة زار الأستاذ الشيخ عبد الغني، فرآه يقرأ في التدبيرات الإلهية، ولم تطل إقامته بها، بل شمر عن ساعد الهمة إلى الأراضي المقدسة ذات الابتسام، فرحل متوجّهًا إلى أراضي البقاع العزيزي وبلاد "صفد"، وفِى أوائل ذي الحجة سنة أربعين ومائة وألف، ولد له شيخنا السيّد محمد كمال الدين، وأرخ مولده صاحب الترجمة بقوله:

في ليلة الجمعة من أنصافها

ثالث شعبان أتى غلام

وفيه بشرت قبيل ما أتى

وبعده فسرّني الإنعام

ختام مسك قد حواه يفتدى

فأرخوا: محمد ختام

وأقام في "القدس المشرفة"، يتنقل من زيارة إلى أخرى مطرفة، وهو في تأليف وتصنيف وإرشاد إلى رب العباد إلى أن دخل شوال سنة خمس وأربعين، فعزم على الحج المبرور، وتوجه مع رفقائه، وأجلّهم: حسن بن الشيخ مقلد الجيوشي شيخ ناحية بني صعب في جبال "نابلس" إلى منزلة المزيريب، ومنها إلى مدينة الرسول، فنال أسنى مراد ومأمول.

ثم إلى "مكة المشرفة"، وقضى مناسك الحج، وعاد صحبة الحج الشامي، وصحبه إلى "القدس" الفاضل العالم الشيخ محمد بن أحمد الحلبي المكتبي، ومكث عنده نحو أربعين يومًا، وأدخله إلى الخلوات، وأفاض عليه كامل الثبات، وكان لقنه بعض أسماء الطريق، ثم أتمها هناك، وأجاز له بالبيعة للغير، وأقامه خليفة يدعو إلى الله، وفي سنة ثمان وأربعين ومائة وألف سار قاصدًا للبلاد الرومية، فمرَّ على البلاد الصفدية، ومنها: على "دمشق" ذات الربوع الندية ووصل لدار السلطنة في رابع عشر جمادى الأولى، وأقام فيها يجتمع بالأحباب والخلان، خصوصًا السيّد التافلاتي المصان.

ص: 139

ثم توجّه منها إلى "إسكندرية" بحرًا، فوصلها في ثمانية أيام، ومنها ذهب إلى "مصر"، وبعد أن استوفى الزيارات بـ "مصر" عزم على المسير إلى "الشام"، فدخل بيت المقدس غرة شهر رمضان.

وكان له بنت، فرآها مريضة، ولم تطل إقامتها، بل انتقلت إلى الجنة العريضة، ولهذه البنية أخبار كثيرة ووقائع في بعض الرحلات شهيرة، ولم يزل مقيمًا إلى أن دخلت سنة تسع وأربعين، فعزم على الحج، وفي أثنائها توجّه إلى أرض "كنانة"، وصحبه جمع كثير، وظهرت كلمته في تلك الأقطار، ولما بلغت تلامذته مائة ألف أمر بعدم كتابة أسمائهم، وقال هذا شيء لا يدخل تحت عدد، ثم حج، ورجع إلى "دمشق"، وكان واليها إذ ذاك الوزير الكبير المرحوم سليمان باشا العظمي، وحين وصوله إلى "دمشق" تلقاه وجوه أهلها، ونزل قرب الخانقاه السميساطية، وبعد أيام تحول إلى الديار البكرية، وأقام بها ثمانية أشهر.

ثم رحل إلى "نابلس"، فمكث بها أحد عشر شهرًا، وفي شوّال سنة اثنتين وخمسين توجه إلى الديار القدسية، ولم يزل بها إلى سنة ستين ومائة وألف، فسَار إلى "مصر"، متنقلًا في البلاد الكنانية والساحل الشامي، فوصل "مصر"، واستأجر له الأستاذ الحفناوي دارًا قرب الجامع الأزهر عن أمر منه بذلك، وعندما وصل إلى قرية الزوابل تلقاه الأستاذ الحفني المذكور، ومعه خلائق كثيرون من علماء "مصر"، ووجوه أهلها، وأقام هناك، وهو مقبل على الإرشاد، والناس يهرعون إليه مع الازدحام الكثير، حتى إنه قل أن يتخلف عن تقبيل يده جليل أو حقير، إلى أن دخل شوّال سنة إحدى وستين، فعزم على الحج، وكان قدس سره بجمع الكثرة مشهورًا، وكان مصرفه مثل مصرف أكبر من يكون من أرباب الثروة وأهل الدنيا، ولم تكن له جهة تعلم يدخل منها ما يفي بأدنى مصرف من مصارفه، ولكن بيده مفتاح التوكّل لكنز هذا عطاؤنا هذا.

ص: 140

وقد أخذ الأستاذ المترجم عن الشيخ الإمام محمد بن أحمد عقيلة المكي، والشهاب أحمد بن محمد النخلي المكي، والجمال عبد الله بن سالم البصري المكي، والجميع أجازوا له.

وأخذ الطريقة النقشبندية عن القطب العارف السيّد مراد الأزبكي البخاري النقشبندي، ولقنه على منهج السادة النقشبندية، ودعا له بدعوات، أسرارها سارية في هذه الذرية، وأخذ عن الأستاذ النحرير الشيخ محمد بن إبراهيم الدكدكجي، وبه تخرج، وعلى يديه سلك، وأخذ أيضًا عن الأستاذ العارف بالله الشيخ عبد الغني النابلسي، وكان الأستاذ يثنى عليه كثيرًا، وعن الشهاب أحمد بن عبد الكريم الغزي العامري، وعن الشيخ أبي المواهب محمد بن عبد الباقي الحنبلي، وعن الشيخ مصطفى بن عمر، وعن غيرهم.

وأخذ عنه خلائق كثيرون، حتى أخذ عنه سبعة ملوك من طوائف الجان، وأسماؤهم محررة في بعض مؤلفاته، وأخذ عليهم عهودًا عامة وخاصة، نفعها خاص وعام، وألف مؤلفات نافعة، منها:"الكشف الأنسي" و"الفتح القدسي"، وشرحه بثلاثة شروح، ومنها: شرحه على "الهمزية"، وشرحه على ورد الوسائل، وشرحه على حزب الإمام الشعراني، وشرحه على صلاة العارف الشيخ محي الدين الأكبر والنور الأزهر قدّس سرّه، وشرحه على صلاة الأستاذ الشيخ محمد البكري، وشرحه على قصيدة المنفرجة لأبي عبد الله النحوي، وشرحه على قصيدة الإمام أبي حامد الغزالي التي أولها:

الشدّة أودت بالمهج

يا رب فعجل بالفرج

وشرحه على بيت من "تائية ابن الفارض"، وشرحه على سلاف تريك الشمس إلخ للإمام الجيلي، وله اثنتا عشرة مقامة، واثنتا عشرة رحلة، وسبعة دواوين شعرية، وألفية في التصوف، وتسعة أراجيز في علوم الطريقة، ورسالة

ص: 141

سماها "تبريد"، و"قيد الجمر في ترجمة الشيخ مصطفى بن عمرو" و"مرهم الفؤاد الشجي في ذكر يسير من مآثر شيخنا الدكدكجي"، و"المنهل العذب السائغ" لوراده في ذكر صلوات الطريق وأوراده، و"الروضات العرشية على الصلوات المشيشية"، و"كروم عريش التهاني في الكلام على صلوات ابن مشيش الداني"، و"فيض القدوس السلام على صلوات سيدي عبد السلام"، و"اللمحات الرافعات غواشي التدشيش عن معاني صلوات ابن مشيش"، و"الورد السحري الذي شاع وذاع"، وعمت بركاته البقاع، وصار وردًا لا يضاهي، وحقائقه لا تتناهى شهرته، تغني عن الوصف والتحرير، ومعانيه ومزاياه لا تحصيها أقلام التحبير، شرحه ثلاثة شروح، أحدها سماه "الضياء الشمسي على الفتح القدسي" في مجلدين ضخمين، والثاني رفيع المعاني، سماه "اللمح الندسي على الفتح القدسي"، والثالث الذي لكشف أسراره "باعث المنح الأنسي على الفتح القدسي".

ومن مؤلفاته: "السيوف الحداد في الرد على أهل الزندقة والإلحاد"، و "الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب"، وهذان التأليفان من أعجب العجائب لمن كشف له النقاب، فمن أراد فليراجعهما، ففيهما ما تشتهيه القلوب، وما تشتاقه من كل مطلوب ومرغوب، و"الوصية الجنية للسالكين في طريق الخلوتية"، و"النصيحة الجنية في معرفة آداب كسوة الخلوتية"، و"الحواشي السنية على الوصية الحلبية"، و "بلوغ المرام في خلوتية الشام"، و"نظم القلادة في معرفة كيفية إجلاس المريد على السجادة"، وبلغت مؤلفاته مائتين واثنين وعشرين مؤلفًا، ما بين مجلد وكراستين وأقل وأكثر، وكلها لها أسماء تخصها مذكورة في أوائلها، وله نظم كثير وقصائد جمة، خارجات عن الدواوين، تقارب اثني عشر ألف بيت، وقد أفرد ترجمته بكتاب ولده شيخنا أبو الفتوح محمد كمال الدين البكري، سماه "التلخيصات البكرية في ترجمة خلاصة البكرية"، بث فيه بعض مزاياه

ص: 142

الجميلة، وما كان عليه من الأحوال الجليلة، وله من الخلفاء الذين توفي وهو عنهم راض عشرون خليفة، الكل منهم عظيم الأسرار، وبالتحقيق نال المنازل الشريفة، وعلى كل حال فاستيفاء أحواله يكاد أن يعدّ من المحال، لأن أولياء الله تعالى لا يمكن حصر أوصافهم لما وهبهم الله تعالى من فيض فضله، وإنما ذلك قطرة من بحر أو ذرة من بر.

وقد اطلعت بعد ذلك على جملة من أسماء مؤلفاته، منها: المقامات في الحقيقة الأولى: سماها "المقامة الرومية والمدامة الرومية"، والثانية "المقامة العراقية والمدامة الإشراقية"، والثالثة "المقامة الشامية والمدامة الشافعية"، والرابعة "الصمصامة الهندية في المقامة الهندية"، وهي أعنى هذه المقامات في أعلى مقام البلاغة، وأتم نظام الفصاحة، ولقد مدح بعضها الأديب المرعى الشيخ عبد الله بن مرعي، فقال:

قضت رومية البكريّ أن لا

تضاهيها مقامات الحريري

فهذي درّة الغوّاص تدعى

وأين الدرّ من نسج الحرير

ولقد أجاد سيدي يوسف الحفني، حيث قال:

تقول مقامات الحريريّ إن رأت

مقامة هذا القطب كالكوكب الدري

تضاءل قدري عندها ولطائفي

وأين ثرى الأقدام من أنفس الدر

فهذي لأهل الظرف تبدي ظرائفًا

وللواصل المشتاق من أعظم السر

فكيف ومنشيها فريد زمانه

أجلّ همام قال نوديت في سري

و"بلغة المريد ومنتهى موقف السعيد" نظمًا، و"ألفية في التصوف"، وكل ذلك في آداب الطريقة العلية، ومن تآليفه رضي الله عنه:"تشييد المكانة لمن حفظ الأمانة"، و "تسلية الأحزان وتصلية الأشجان"، و"رشف قناني الصفا في الكشف عن معاني التصوف والمتصوف والصفا"، و"المدام البكر في بعض أقسام الذكر"، و"الثغر البسام فيمن يجهل من نفسه المقام"، و"الكأس الرائق

ص: 143

في سبب اختلاف الطرائق"، و"التواصي بالصبر والحق امتثالًا لأمر الحق"، و"الوارد الطارق واللمح الفارق"، و"الهدية الندية للأمة المحمدية"، و"الموارد البهية في الحكم الإلهية على الحروف المعجمة الشهية"، و"جمع الموارد من كل شارد"، و"الكمالات الخواطر على الضمير والخاطر"، و"الجواب الشافي واللباب الكافي"، و"جريدة المآرب وخريدة كل سارب شارب"، و"هدية الأحباب فيما للخلوة من الشروط والآداب"، و"الكوكب المحمي من اللمس بشرح سلاف تريك الشمس"، و"رسالة الصحبة التي أنتجتها الخدمة والمحبة"، و"رسالة في روضة الوجود"، و"رفع الستر والردا عن قول العارف أروم وقد طال المدى"، و"أرجوزة الأمثال الميدانية في الرتبة الكيانية"، و"المطلب الروي على حزب الإمام النووي"، وله شرح على ورد الشيخ أحمد العسَّال، وشرح على رسالة سيّدي الشيخ أرسلان، و"البسط التام في نظم رسالة السيوطي المقدام"، وله "الدر الفائق في الصلاة على أشرف الخلائق"، و"الفيوضات البكرية على الصلوات البكرية"، و"الصلاة الهامعة بمحبة الخلفاء الجامعة"، و"نيل نبل وفا على صلوات سيدي علي وفا"، و"المدد البكري على صلوات البكري"، و"الهبات الأنورية على الصلوات الأكبرية"، و"اللمح الندية في الصلوات المهدية"، و"النوافح القريبية الكاشفة عن خصائص الذات المهدية"، و"الهدية الندية للأمة المحمدية فيما جاء في فضل الذات المهدية"، وله رضي الله عنه "نظم أحاديث نبوية"، و"مقدمة"، و"أربعون حديثًا"، و"خاتمة سنية"، و"الأربعون المورثة"، و"الانتباه فيما يقال عند النوم والانتباه".

وله رضى الله عنه "تفريق الهموم وتغريق الغموم في الرحلة إلى بلاد الروم"، "والخمرة الحسية في الرحلة القدسية"، و"الحلة الذهبية في الرحلة الحلبية"، و"الحلة الفانية"، و"رسوم الهموم والغموم في الرحلة الثانية إلى بلاد الروم"، و"الثانية الأنسية في الرحلة القدسية"، و"كشط الصدا" و "غسل الران في زيارة العراق وما والاها من البلدان"، و"الفيض الجليل في أراضي الخليل"، و"النحلة

ص: 144

النصرية في الرحلة المصرية"، و"برء الأسقام في زمزم والمقام" و"ورد الإحسان في الرحلة إلى جبل لبنان" و"لمع برق المقامات العوال في زيارة سيّدي حسن الراعي وولده عبد العال".

وله رضى الله عنه "بهجة الأذكياء في التوسل بالمشهور من الأنبياء"، و"الابتهالات السامية والدعوات النامية"، والورد المسمى بـ "التوجه الوافي والمنهل الصافي"، و"التوسّلات المعظمة بالحروف المعجمة"، و"الفيض الوافر"، و"المدد السافر في ورود المسافر"، و"الورد الأسنى في التوسل بأسمائه الحسنى"، و"سبيل النجاء والالتجاء في التوسّل بحروف الهجاء"، و"أوراد الأيام السبعة ولياليها".

وقد ترجم رضى الله عنه كثيرًا من مشايخه، وممن اجتمع عليهم، فمن ذلك:"الكوكب الثاقب فيما لشيخنا من المناقب"، و"الثغر الباسم في ترجمة الشيخ قاسم"، و"الفتح الطري الجني في بعض مآثر شيخنا الشيخ عبد الغني"، و"الصراط القويم في ترجمة الشيخ عبد الكريم"، و"الدرر المنتشرات في الحضرات"، و"العندية في الغرر المبشرات بالذات العبدية المحمدية"، وله "ديوان الروج والأرواح"، وله "عوارف الجواد التي لم يطرقهن طارق"، قد أبدع فيه، وأغرب، وجعله مبنيًا على ذكر حاله ووقائعه من ابتدائه إلى انتهائه على طريقة الإجمال.

هذا ما وقفت عليه، ووصل سمعي إليه، وله غير ذلك من التآليف التي عز إدراكها على كل كشف، وكان رضى الله عنه من أكابر العارفين وأجل الواصلين، وقد وقفت له على قصيدة، فوجدتها فائقة فريدة، ضمن فيها البيت المشهور:

وإني وإن كنت الأخير زمانه

لآت بما لم تسطعه الأوائل

وهي تنبئ عن بعض أحواله، وسني أقواله، ولنذكر شيئًا من شعره لأجل التبرك، فمنه قوله رحمه الله تعالى:

ص: 145

صد عني فرد التثني لأني

في هواه ما زال كلي يصبو

وتمادى في الهجر يبدي دلالا

وجواد الوداد لم يك يكبو

ليت ذا قبل أن يذيق لماه

في حماه وقبل شوقي يربو

منّ بالوصل ثم أعرض عني

سلوة قطعه العوائد صعب

فتطلبت سلمه دون حرب

حيث قلبي ما مسه عنه قلب

فانثنى نافرًا وزاد تجني

هكذا هكذا الغزال المحب

وبهذا تمّ الغرام ووجدي

ثار والشوق ناره ليس تخبو

ولصبري فقدت من فرط كتمي

ما على فاقد التصبر عتب

ولمن قد هويت ذكرت أشدو

قول صب ذاق النوى وهو خطب

ما جزا من يصدّ إلا صدود

وجزا من يحب إلا يحب

وقال مخمسًا:

يا فريد الجمال لا تجف صبا

صب دمع العيون كالسحب صبا

لم يمل قلبه إلى الغير قلبا

غائبًا في الشهود ما زال حبا

لمعاني بهاء حسنك يصبو.

لا وحق الجمال يا نور عيني

ما حلا غيركم لقلبي وعيني

وجلال جلا غياهب غيني

ووصال الوصال من عين عيني

ما جزا من يحب إلا يحب.

وقال أيضًا:

ما هبّ من نحوكم نسيم صبا

إلا وقلب الفتى إليه صبا

ولا سرى حادي لأرضكم

إلا وأذكي بمهجتي لهبا

ولا شدا مطرب بقربكم

إلا براني وجدا بكم إربا

ولا دنوتم لناظري زمنًا

إلا ونادى المشوق وأطربا

ولا تذكرت عيشة سلفت

بالخيف إلا وصحت: واحربا

ولا تحدثت عن وصالكم

إلا وأجريت أدمعي سحبا

ص: 146

لله أيام نزهة شرفت

في ظل من شرفوا مني وقبا

أيام كنا مع الحبيب بها

نطوف نسعى نقضي الذي وجبا

نشرب من زمزم الصفا سحرًا

إذ زمزم الشاد بالوفا حقبا

يمم إلى حيث من لحاني سرى

لم يقض من عذله الذي طلبا

يا حبذا لوعتي عليك ويا

هناء قلبي إن صرت فيك هبا

ويا سروري ويا مناي ويا

بشراي إن مت فيك مكتئبا

لا نال منك المحبّ مطلبه

إن كان يومًا إلى السوى ذهبا

ولا عيون العيون ترمقكم

إن غيركم لمحة لها جذبا

آهًا لأيامنا بقربكم

وطيب وقت لبى به سلبا

ومجلس بالصفاء مجتمع

وأنس عيش كل الهنا جلبا

ما كان أحلاه إذ بمنبره

سامي خطيب السرور قد خطبا

عدوا بوصلي فالقلب يقنعه

وعدو لو بالمطال لي نهبا

أفنى بكم يا أهيل كاظمة

أم للقا ساعة أرى سببا

أحبابنا هل لقربكم أجد

وهل لهجري عن باب فجري نبا

إن كان إعراضكم لغفلتنا

أو أنكم لم تروا لنا أدبا

فالنقص فينا والعفو صفوكم

نرجوه من فضل ذاتكم رغبا

أو كان من هفوة معوّقة

كم من جواد حال المجال كبا

وصارم شحذوه ثم نبا

وكم زناد في الاقتداح خبا

غفرًا حماة الحمى فعبدكم

ما نال من غاية الثنا طنبا

يا سائق النوق عن مرابعهم

وشائقًا للدنو نحو خبا

بالله إن جزت بالحمى سحرًا

بلغ سلامي أهل الربا وقبا

وقل لهم ذلك الكئيب قضى

وعمره بالبعاد قد قضبا

وما قضيتم له مآربه

وما قضى من وصالكم أربا

ثم الصلاة كذا السلام على

خير نبي عجمًا علا عربا

ص: 147

والآل والصحب ما بحبهم

صب التهاني قد ذوق الضربا

وتابع ساد حين شاد بهم

بيت التداني ونال كل حبا

أو مصطفى بانتسابه لكم

سما استنادا ونسبة حسبا

وله غير ذلك من النظام والنثار، وفي شهر ربيع الثاني سنة اثنتين وستين ومائة توعك مزاجه بحمى مطبقة، وتمرض إلى ليلة الاثنين، ثامن عشر الشهر المرقوم، فتوفي بعد العشاء الآخرة بفكر صاح، وقلب غير لاه، ودفن بعد طول منازعة في تربة المجاورين، وقبره مشهور يزار، ويتبرك به، ورثاه ولده السيّد كمال الدين البكري بقوله:

هذا مقام القطب مفرد وقته

أصل الحقيقة فرعها الحدثاني

هو مصطفى البكرى سبط محمد

نجل الصديق الخلوتي الرباني

لا زال يسقى تربه من صيب

هطل يساق برحمة الرضوان

وبالجملة: فقد كان المترجم رحمه الله من أفراد العالم علمًا وزهدًا وورعًا وولاية، قدس الله روحه ونور مرقده وضريحه، وتتابعت له الصلاة الغيبية في البلدان إلى تمام عامه برحمة المنان، ورثاه كل شعراء عصره، فرحمه الله تعالى، ونفعنا به آمين.

* * *

ص: 148

‌باب من اسمه مصطفى بن محمد

‌5375 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد بن إبراهيم بن زكري الطرابلسي، المغربي

*

شاعر. من آثاره: "ديوان شعر". كان حيا 1309 هـ.

* * *

‌5376 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد بن إبراهيم بن محمد الطرابلسي الأصل، الحلبي، (أبو اليمن)

* *

أديب، كاتب، لغوي.

ولد بـ "حلب"، ونشأ في كنف والده الشمس محمد نقيب الأشراف ومفتي الحنفية بـ "حلب"، وقرأ عليه وعلى غيره، وزار "دمشق" غير مرة، وخرج إلى "صيدا"، ثم دخل "القسطنطينية"، واستقرّ آخر أمره في "حلب"، وتوفي بها نحو سنة 1220 هـ.

من آثاره: "كتاب في اللغة".

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 274.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 274. ترجمته الأعلام 8: 144.

ص: 149

‌5377 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسين بن سليمان، المعروف كأسلافه بالأسطواني، الدمشقي

*

أحد الأفاضل والنبلاء المشاهير.

ذكره العلامة المرادي في "سلك الدرر"، وقال: ولد في عشري جمادى الأولى، سنة أربع وخمسين وألف، ونشأ بكنف والده، وكان والده من العلماء والفقهاء، وتوطن أعوامًا من السنين دار السلطنة "قسطنطينية"، وصار إمامًا في جامع السلطان أحمد خان، وواعظًا في جامع أبي الفتح السلطان محمد خان، واشتهر بحسن الوعظ ولطافة التقرير والتعبير، ثم نفى إلى "جزيرة قبرس" بالأمر السلطاني لأمر أوجب ذلك، وتوفي بـ "دمشق" في محرم سنة اثنتين وسبعين وألف.

وولده المترجم تبع مسلكه، ونهج على طريقته، وولي خطابة الجامع الشريف الأموي بعد وفاة إسماعيل بن علي الحائك المفتي والخطيب، وباشرهما إلى أن مات، وكان أنبل أهل بيتهم وأشهرهم فضلًا وكمالًا.

وتوفي في سنة خمس وعشرين ومائة وألف، رحمه الله تعالى، ومن مات من المسلمين، أجمعين.

* * *

‌5378 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد بن أحمد، المعروف بالعلمي، والصلاحي

،

* راجع: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 4: 231.

ص: 150

القدسي، خطيب المسجد الأقصى، وإمام الصخرة المشرفة بـ "القدس" *

ذكره العلامة المرادي في "سلك الدرر"، وقال: هو الشيخ الفاضل الفقيه، كان جميل الصورة، حسن الصوت، قرأ القرآن، وقرأ الفقه على والده، وعلى الشيخ محمد السروري، والشيخ محمد المغربي في عدة متون وسافر المترجم بإذن والده إلى "مصر"، ومكث هو وأخوه بالأزهر.

وأخذ الفقه وغيره على المشايخ، ولازم دروس الأجلاء الفحول، ولما جاءه خبر والده بموته جاء هو وأخوه إلى "القدس"، ودرس بها في الأقصى، واستقام إلى أن مات، ولما كان بـ "مصر" استقام سنوات.

وكان يحضر دروس الإسقاطي الشيخ مصطفى، وهو يؤثره على سائر تلامذته، ثم اصطحب مع الشيخ أحمد السفط أحد تلامذة المذكور، واختص به، وتزوج بأخته، وكانت وفاته بـ "القدس" في سنة إحدى وسبعين ومائة وألف، ودفن بمقبرة مأمن الله عن يمين البركة هناك، وكان أخوه توفي قبله بمدة سنين قليلة، رحمهما الله تعالى.

* * *

‌5379 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد بن إلياس الرومي، الشهير بدري زاده

* *

فقيه.

* راجع: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 4: 251.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 276.

ترجمته في هدية العارفين 2: 453، وإيضاح المكنون 1:457.

ص: 151

من آثاره: "الدرة البيضاء في بيان أحكام الشريعة الغراء" في الفتاوى. توفي سنة 1188 هـ.

* * *

‌باب من اسمه مصطفى بن محمد

‌5380 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد بن رحمة الله بن عبد المحسن بن جمال الدين الأنصاري، الدمشقي، ثم المدني، الشهير بالأيوبي، وبالرحمتي

*

فاضل مشارك في بعض العلوم.

ولد بـ "دمشق" في 24 المحرم سنة 1135 هـ، ونشأ بها، وقرأ على صالح الجينيني، ومحمد التدمري، وغيرهما، وتوفي بـ "مكة" سنة 1206 هـ.

من آثاره: "حاشية على مختصر شرح التنوير" للعلائي، و"مختصر شرح الشهاب الخفاجي على الشفا" للقاضي عياض، و"حاشية على المنح".

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 276.

ترجمته في حلية البشر 3: 375، 376، وروض البشر 242، 243، وفهرس الفهارس 1: 317، ومنتخبات التواريخ لدمشق 2: 677، وهدية العارفين 2:454.

ص: 152

‌5381 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد بن عمر بن إبراهيم، الدمشقي، المعروف بالسفرجلاني

*

عالم، أديب.

ولد بـ "دمشق"، وبها نشأ، وتوفي بـ "القسطنطينية" سنة 1179 هـ.

من آثاره: "رسائل" في المنطق والحكمة والكلام وغير ذلك، وله شعر ونثر.

* * *

‌5382 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد بن عمر بن إبراهيم، المعروف بالسفرجلاني، الدمشقي، نزيل "قسطنطينية"، وأحد المدرسين بها آية الله في العلوم العقلية ونادرة الدوران وبهجة وجه الزمان

* *

ذكره العلامة المرادي في "سلك الدرر"، وقال: كان من أعاظم الأفاضل، عالمًا مدققًا، كثير الفضل، جم الفضائل، عجيب المطارحة، صاحب نكت، ولطائف له الراحة العليا في تحقيق العبارات مع الأدب والحذق والذكاء التام.

* راجع: معجم المؤلفين 12: 281.

ترجمته في سلك الدرر 4: 209 - 218.

* * راجع: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 4: 241 - 250.

ص: 153

ولد بـ "دمشق"، وبها نشأ، وقرأ على أشياخ عصره، وبرع، وتنبَّل، وأشرق بدره المنير، وبزغت شمس معارفه وعوارفه، وكان مفرط الذكاء والفطنة، له جسارة في التكلم والمصادرة مع مهارة في اللغة الفارسية والتركية، وناهيك بالعربية، غير أن علمه كان أكثر من ديانته والسوداء تمكنت فيه لأجل ذلك تظهر في تكلماته ظواهره وخوافيه، وارتحل إلى دار الخلافة في "الروم""قسطنطينية"، وتصدى للامتحان عند شيخ الإسلام، إذ ذاك مفتي الدولة السيّد مصطفى، ولازمه على قاعدة المدرسين والموالي الرومية، وتنقل بالمدارس على طريقتهم، ودرس في مدرسة والد المذكور شيخ الإسلام المولى السيّد فيض الله الشهيد، وأقرأ في جامع السلطان محمد، وفي غيره، ولزمه الطلاب، واشتهر فضله بين أبناء "الروم"، وأخبرت أنه كان يحضر درسه، ويجتمع فيه ما ينوف عن المائتين من الرجال، وعظم قدره لدى صدور الدولة وعلمائها، وكانوا يبجلونه، وله عندهم مزيد الرفعة لتحقيقه وتدقيقه، وفضله الذي على مثله الخناصر تعقد، وكان مع ذلك يذمهم، ويتكلم في حقهم، ولا يهاب كبيرهم ولا صغيرهم، وعلمه ساتر منه كل عيب، وتكرّر عوده إلى "دمشق" في أثناء إقامته هناك، وآخرًا توفي في تلك الديار، وحين توفي كان منفصلًا عن رتبة الالتمشلي المتعارفة بينهم، وكان رحمه الله إذا تكلم أسكت، وإذا حاور بكت لم يزل يبدي إلى منزع تعريض واستطالة في طويل وعريض، وكان يأكل البرش، ويبتلى به في سائر أوقاته، ولما كانت العادة في دار السلطنة "قسطنطينية" في شهر رمضان، يدخلون في كل يوم من المدرسين العلماء جملة أنفار لأجل الإقراء في حضرة السلطان للسرايا السلطانية كان المترجم من مشاهير أفاضل المدرسين، فأدخل مع البقية، فلما كانوا في حضرة السلطان مصطفى خان قرر المترجم، وأبدى الإفادة، ثم تخلص من ذلك، وشكا حال أخيه عبد الكريم السفرجلاني، وكان في ذلك الوقت محبوسًا في دار السلطنة غب قتل والي "دمشق"، وأمر الحاج أسعد باشا العظم، ونسب في ذلك لبعض أشياء هو

ص: 154

خال عنها، وتكلم المترجم بالرجاء بإخراج أخيه واستخلاصه من هذه المادة، ولم يصدعه في الحضرة السلطانية مرد، ولا تخوف.

وكان له رسائل مفيدة في المنطق والفلسفة والكلام والحكمة وغير ذلك، اطلعت على بعضها بخطه، وله تحريرات وأشعار، وشعره مقبول، ونثره حسن، ومن شعره ما مدح به المولى خليل الصديقي الدمشقي حين ولي قضاء "دمشق"، وهو قوله:

إذا بدت الخيام بدار سعدى

ولاح البدر في أفق التمام

وشمت البرق يلمع من ثغور

كغمز عيون سكان الخيام

وفاح عبير ساحتها فبلغ

سلامًا من متيم مستهام

فإن سألت فعرّض بي إليها

فإن غضبت فأعرض عن مرامي

وغالط إن فهمت فنون سحر

لتصرف وهمها عن إتهام

هذا منتحل من قول الوأواء الدمشقي:

بالله ربكما عوجا على سكني

وعاتباه لعل العتب يعطفه

وعرّضا بي وقولا في حديثكما

ما بال عبدك بالهجران تتلفه

فإن تبسم قولا في ملاطفة

ما ضرّ لو بوصال منك تسعفه

وإن بدا لكما في وجهه غضب

فغالطاه وقولا ليس نعرفه

وقد أنشدني قاضي "دمشق" المولى العالم الفاضل الماهر السيّد محمد طاهر الرومي في المعنى للملك الأشرف، وهو من الدوبيت:

باللطف إذا لقيت من أهواه

ذكره بما لقيت من بلواه

إن أحرده الحديث غالطه به

أو رق فقل عبدك لا تنساه

عودا لإتمام القصيدة المقدمة:

وتلك فنون سحر بليغ مدح

لأوحد عصره الفرد الهمام

به سعدت دمشق الشام لما

تولى قاضيًا شرع التهامي

ص: 155

له فصل الخطاب بسيف عدل

له فضل له فصل الخصام

وحاز المجد بالجدّين فضلا

هما أفقا الخلافة بانتظام

فمطلع شمسها الصديق جدّ

لمغرب بدرها الحسن التمام

وحسن الابتدا الصديق فيها

كما الحسن التقي حسن الختام

سموم للعدا حسا ومعنى

بنو الصدّيق والحسن الإمام

لحوم السم في العلماء أضحت

لآكلها القواتل كالسهام

فواعجبا وللأعداء حسن

فكيف صلوا لكم نار اضطرام

كأنّ الله أعدمهم خيالًا

فكانوا كالفراش لدى الضرام

ومن حسد وفرط الغيظ سكرى

سقوا كأس المنية لا المدام

لقد نفذت حكم الشرع فينا

وبينت الحلال من الحرام

كأنّ الله لم يخلقك إلا

لعلم أو لحلم أو نظام

فإنك ماجد أصلًا وفرعًا

من العلماء أبناء الكرام

وغيرك من سما لكن به قد

سما يسمو سموا فهو سامي

طريق قد حماه العلم ممن

غدا وغدا لئيمًا من طغام

سما وحماه من أولاد حام

أمثل العلم من سام وحام

طريق عز مطلبه ولكن

على غير الخواص من الأنام

سيبلغ غاية الإحسان فيه

وما الإحسان إلا بالتمام

وللمترجم أيضًا:

تجنب إن قلاك أخ سفيه

تجنبك العتيق من النعال

ومن ذكر له طهر لسانًا

وصورته امح من فكر الخيال

وله أيضًا:

يا نعمة قد أصبحت نقمه

مذ نالها الكلب على خسته

يظن أن الناس حساده

من يحسد الكلب على نعمته

ص: 156

ومن نثره الفائق ملغزًا، وكتب به إلى بعض الأفاضل: يا صور الكمال، ويا غرر الجمال، ويا طوالع الإقبال، ويا أصحاب مقال أصفى من الزلال، وأحلى من السلسال، وأبهى من اللآل، وأمضى من النصال، وأسرى من الخيال ما قولكم فيما فيه يقال: إن مشى فهو بشر، وإن شئت قلت: فهو بشار، وإن طال فهي حية تسعى، وإن قصر فهو عقرب تلسع، وإن رضع بكى، وإن فطم قعد عن البكا، وله أحوال وأطوار منها أنه رفيع مقام من الأعيان الأعلام إن مدّ مدده، فالبحر المحيط من رشحاته، وإن أطال يده، فالكوكب الدري من ملتقطاته، ومن كان في خدمته، وقام في رسم خدمته، فاز بالقدح المعلى، وحاز قصب السبق في مضمار العلا، وله كلام دري النظام مطابق للمقام، وهو:

كن في المعالي إذا خيرت رفعتنا

كالرمح يصعد أنبوبًا فأنبوبا

وله غرة كوجه القمر، وطلعة كعين اليقين، وجبهة كواسطة العقد، وبلغ فيما بلغ، حتى بلغ غاية الكرم، وأقصى الهمم، ونهاية العظم، وقصارى الشيم، فمن قائل: إنه أبو المسك كافور وأخوه سيف الدولة، ومن يدعي أنه من بني العباس وأخوه السفاح، ومن معتقد أنه ذو القرنين خاض الظلمات، وشرب ماء الحيات وبنى السد الذي لو أبصرته لرأيت سدًا من حديد سائر فوق الفرات، مع أنه عبد رق ما رق يومًا لعتق

يسعى لخدمة مولى بذل طاعته

سعيًا على الرأس لا سعيًا على القدم

ومن أحواله: أنه بليغ إن شاء إن مد أطناب الأطناب رد المسن إلى اقتبال الشباب، وهو للصاحب صاحب، وللعماد عماد، وله الصابي صابي، ولقد أصاب مع أنه مغرى بضعف التأليف والتعقيد، وممنوع بسقطات ما عليها من مزيد إن سكت ألفًا نطق خلفًا، وإن أعطى مقولًا حرم معقولًا، فهو كصرير باب أو طنين ذباب، ومن أحواله: أنه صرفي يحول الأصل الواحد إلى أمثال مختلفة مقصودة لا تحصل إلا بها، ويرى أن الأجوف الناقص غير

ص: 157

معتل، وأنه بصري إن أعرب فمضارع الماضي المشتمل على حرف جازم المجزوم بحذف آخره لديه ليس بفعل.

ومن أحواله: أنه متكلم يسند المعتزلي أعماله خلقًا إلى الباري المصور، ويضاهي قلب المؤمن، لكنه كافر إن قيل إن هذه الآثار فانية مع بقاء المؤثر الفاعل:

شخوص وأشباح تمرّ وتنقضي

الكل يفنى والمحرّك باقي

فعنده قول هذا القائل كلمة حق أريد بها باطل.

ومن أحواله: أنه فارس ميدان يثير النقع في أرض بارق، ويذكر مجر العوالي ومجري السوابق إذا أبصرت عامله أبصرت عامله أو أفعاله، فافعى له أو أقواله، فأقوى له أو أعماله، فليس أهلًا أعمى له لكنه يقول:

إلى حتفي سعى قدمي

أرى قدمي أراق دمي

ومن أحواله: أنه خليع عذار خد مشى فيه الدجى، فتحير، وبالغ في لثم كافور الترائب، حتى لاح فيه، وفاح العنبر، ونشر مسك الليل على كافور الصباح، وستر وجوه هاتيك الملاح، مع أنه خصي ألوط من دب، وفي بياض النهار، يدب يكمل بالنقصان، ويغبر في وجوه الحسان، ويخسف الأقمار، ويولج الليل في النهار.

ومن أحواله: أنه رفيق رقيق طبع، يسير في روضة يطلب للضيق منها مخرجًا لترقرق مائها الصافي تحت ظلها الضافي كطرة صبح تحت أذيال الدجى، يتكسر النهر فيها على صفحات الحدائق ونثر لا زوردي البنفسج على لجين الماء الرائق، وفيها يقول:

لم لا أهيم إلى الرياض وحسنها

وأقيم منها تحت ظل ضافي

والزهر يلقاني بثغر باسم

والماء يلقاني بقلب صافي

مع أنه غريب، قد أخذت منه الغربة بنصيب، حتى غدا أخا جوع، وليس بصائم وعريانًا، وليس بمحرم بحال أرق من الشكوى، وأوجى من

ص: 158

النوى وليس له من كثرة الترداد ملل لقوله أنا الغريق، فما خوفي من البلل، وقد كان هجر "العراق"، وله إلى الشرق اشتياق:

هجر العراق تطربًا وتغربًا

كيما يفوز من العلا بقرابه

والسمهرية ليس يشرف قدرها

حتى يسافر لدنها عن غابه

وما ذاك إلا لتتلقاه الملوك بأيدي القبول، وهذا غاية الفوز ونهاية الوصول، فكتب إليه الجواب بقوله:{ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} ، ما هاروت ونفثه وبحثه عما يفرق به وحثه، يلعب بالعقول من البيان، وبيانه للعيان، صعب المركب ممنع المفرد، والمركب ودون افتراع بكره، وصدق سن بكره تخيلات وعرة المسلك شامخة العرنين عن أن تسلك، بل دون مناله خرط القتاد، وتفتت أكباد، وتقطع أكتاد، إلا لمن ذلل الله له جوامح أزمته، وأودعه سجية برمته، وأوسعه ما يعجز، ومنحه ما يطنب به، ويوجز، فتعلق شأوه بمناط الأثير بمحسنات البديع من النظيم والنثير، وقد وجم عن إدراكه كثير من الفحول، وجم عن منهج الفضل، لا يحول، ولله درّ من مدّ إليه باعه، فاقتاده، ونقد سوانحه بفكرته الوقادة، واقتطف من باكورة الفصاحة نضيرها، واهتصر من البلاغة غضيرها، من إذا شبب أطرب، وإذا أعرب أغرب، وإذا تكلم أصمى، وإذا أجاب حير، وإذا استرسل على أي حال لم يتغير فهو نسيج وحده في حله وعقده، فلقد شنف سمعي وقرط وأودع ما يروق، وما فرط، فأقبلت عليه بكلي لا ببعضي، وتصديت إليه بإبرامي ونقضي، فيا لك فاضلًا، تقف الآراء عند تخيلاته، وتتحير العقول بكنه استعمالاته، وإليك ألقى بالمقاليد في طارف الكمال والتليد، وأنا أقسم بمن أودعك ما أودعك، ومنحك ما حلى به طرفك ومسمعك لأنت النابغة، بل النادرة والنكتة التي للأفهام متبادرة، فأعيذ مرأى ذاتك، وأحمى بديع صفاتك، ما هذه القلائد المنتثرة والفوائد المنتشرة، التي أتيت بها بالعجاب، وأبرزتها للعيان من دون حجاب، وأفرغتها في قالب الاختراع، وافترعت بها هضاب البلاغة أي افتراع،

ص: 159

وضمنتها نكات هي عن سواك بمعزل، وأنزلتها في القلوب أرفع منزل، وأفحمت، وأوجزت، وأفعمت، وأنجزت، ورتجت المغفل، وفتحت المقفل، وتحاميت التعقيد والغرابة، وتحاشيت التنافر وإغرابه وجئتنا سائلًا، وأوردت بحر الأدب سائلًا عن شيء يضع، ويرفع، ويضر، وينفع، ويجري على وفق الإرادة من سعادة إلى شقاوة، ومن شقاوة إلى سعادة، فلا شك أنه اطلع على اللوح المحفوظ، وعلم كل معنى ملفوظ، وشارك باريه بالتصوير، وأعانه على توقيع التدبير، حججه ظاهرة البرهان، تراه كل حين هو في شأن، فإذا التجئ إليه، والتفت الأنامل عليه ابتدر بالحس لما في الخاطر مبينًا، وأراك ما حصل في المخيلة يقينًا، له صوت يسمع، ولا يفهم، كأنه أبكم، ولسانه إذا جز تكلم، وأتى بالكلام المحكم، وأعرب، وأعجم يجري مع كل عدو وحميم، ويجاري كل كريم ولئيم، وإذا وشى ترك العقول حيارى، وترى الناس من أجله سكارى، وما هم بسكارى إذا قام قي مقام الافتخار، وشق من ذلك الميدان الغبار، قال وضح النهار:

لا بقومي شرفت بل شرفوا بي

وبجدّي علوت لا بجدودي

وإذا انساب في مهمّات الأمور أظهر ما تكنه النفوس، وما تخفيه الصدور، فيا طالما خاض الظلم، وظَلَم، وظُلِم، وعجيب أن تعبه في الراحة منوط، وأمره دائر بين المهمل والمنقوط، يأخذ من كل من قصده باليمين، إن كان يصدق، أو يمين له تقلب الأحوال في الإدبار والإقبال، مع أنه فارغ من الأشغال لا يقر في أطواره على حال كريم شحيح سقيم صحيح أشغل من ذات النحيين، وأفضى من حجام ساباط دعي في النسب، لا يعرف له أم ولا أب، يستأثر بنقل الأخبار إذا نأت الديار من الديار ينكس الأعلام.

وله اليد الطولى في النقض والإبرام، أغاليطه كثيرة، وسقطاته شهيرة، لم يزل في نحيب ودمعه في صبيب، حتى إذا بلغ الغرض جف، وأعرض، وقال

ص: 160

بلغ السيل الزبى والشوط الانتها، فنهجه قويم، إلا أن مشيه غير مستقيم، يخطر مثل السرطان، إن شاء ألف بين الأنس والجان، عارف بأنواع المدح والهجاء وبمواقع معارك الهيجاء علي المقدار حديد شبا المنقار، يجمع بين الضدين، بل بين الأمرين المختلفين، تطيعه كل ملة، ويفرق بين المعلول والعلة، فأما الملة اليهودية فهو حبرها في تفصيل قضاياها، والمرجع إليه في نسخ أحكامها ومزاياها، وأما المسيحية فله فيها الباع الطويل، وهو المعين على ما فيها من التغيير والتبديل.

وأما المحمدية، فعنها يترجم، وعلى مواردها يدلّ، ويعلم ضئيل الجسم عالي النفس، يروي حديث العشق عن أنس، يحصي حسنات الأنام ومساويهم، ويحتاج إلى عبيدهم ومواليهم، تراه قيمًا غير ذي عوج، مستكنًا غير ذى هوج، يعلم الناس السحر، ويظهر عجائبه في البر والبحر، ليس له حاسة بصيرة ولا ذوقية ولا سمعية، أوله مثل آخره، وآخره مثل أوله، تتهاداه الركبان من مكان إلى مكان، يطأ النواعم، وهو على رأسه قائم، يحفظ من النسيان، ويخبر عما يكون، وكان إن قلم ظفره نشبه، وإذا انتسب أوصل إلى أول الخلق نسبه، يضرب أسداسًا بأخماس، وأخماسًا بأسداس، فيجعل الثلاثة مئين والمئين آلافًا، بل يضاعفها إلى ما فوق ذلك أضعافًا، أجرأ من ليث، مع أن الشعرة لا تدعه، يذهب إلى حيث خدم وخدم، حتى صار أشهر من نار على علم، يجمع ما بين المشرقين في خطوة، وله في قيد كل شبر كبوة.

ومن العجب: أنه ينطق بالضاد على بكمه، ويمد المدود بفمه، فإذا ذوى عوده وافت سعوده، وإذا عب أتى بما أحب، وإذا خاض للبحر لجه أقام أقوى دليل وأقوم حجه، فيجعل الحديث الضعيف مسلسلًا، والمطلق مقيدًا، والعجز صدرًا، والكامل شطرًا، والمفهوم محسوسًا، والرئيس مرؤوسًا، وله أطوار، منها: اللبيب يحار منها ما عنه اشتهر في البدر والحضر، أنه يدع الصافي، ويكرع الكدر، ومنها: أن له النهي والأمر، مع أنه لم يزل في قبضة

ص: 161

الأسر والقهر، ومنها: أنه كسيح إلا أنه يسعى سعي الصحيح، ومنها أنه شديد البطش، آثاره في الأرض ولدى العرش على أنه شخط لفلقة، لا يحتمل على رأسه دقة.

ورب امرئ تزدريه العيون

ويأتيك بالأمر من فصه

ومنها: أنه رفيع المقام، إلا أنه مبتذل بين الخاص والعام، ومنها: أنه مؤنث مذكر، إذا المرء في حاله تفكر، ومنها: أنه يريض نفسه في مرضاة الكبير والصغير، وتحامى مسه البشير النذير، ومنها: أنه زاهد في ذوات الذوائب، راغب في الفحول الأجانب.

ومنها: أنه إذا شق العصا أطاع ربه، وما عصى قروي الربع، مدني الطبع، يألف مجاني الربا في إبان شبابه، حتى يرى أكلها متشابهًا وغير متشابه، فإذا غنى العندليب وصفق النهر يرقص في الحلل النضرة لدى الزهر، فهو في كل معنى يهيم، ولا شكّ أنه من أصحاب الرقيم، أخذ النقشبندية عن الأساتذة، وأتقن أحكام الأحكام عن الجهابذة، فإذا تخيل الرسوم بكى، ولا يجديه كثرة البكا حركته قسرية إما مسلسلة، وإما دورية كشّاف الحقائق منقح الدقائق، يضرب يمينًا وشمالًا، فيحرم حرامًا، ويحل حلالًا، حتى إذا بلغ نهاية خط الاستواء، قال: فألقت عصاها، واستقر بها النوى، فهو قائم على كل نفس بما كسبت إن سكنت أو اضطربت، يختبط الظلماء، حتى إذا نقع الظما اضطر إلى الماء، فإذا نسبوه لمذهب الأشعري، وجم، وصد عن التحديث، وألجم، ثم اعتزى إلى المشَّائين، وطورًا إلى الرياضيين، وأخرى للصوريين، يثبت المنزلة بين المنزلتين، ويقول بالرؤيا بالعين، وهو للتناسخ سبب، ولا عجب، ويقر بالتجسيم، ويذهب إلى زخرف الحكيم، ويقول: العالم قديم، مع أنه ينطق بحدوث الصفات، وإعادة الرسوم الدراسات، وينتسب إلى النظامية، إذ يقولون: إن الأعراض جسوم، وهو يعتقد أنها أشياء

ص: 162

في حالها تقوم، فآثاره في الطور، وعليها الفلك يدور، له خادمان، لا يخلو منهما إنسان جامد، واجب الاشتقاق، صعب مر المذاق، خبير، بطي الدفاتر على رأسه تدور الدوائر، يحل الرموز، ويستخرج ما في الكنوز، وهو ممن يحرفون الكلم عن مواضعه، ويشار إليه بالبنان في تواضعه، إذا نقص اكتمل، وإذا جير عليه اعتدل، وإذا تكلم جمع بين الأروى والنعام، أو سكت احترم المشعر الحرام، ماهر بالتحرير، جدلي بالتقرير، لم يزل الحديد قائمًا على رأسه، حتى يقده إلى أضراسه، فينشط من عقده، وقد أثر الحديد في جسده، يطرف في المنادمة، ويبيح بالمنى دمه رشحاتها، تتلقاها الصدور، وتقيدها في رق منشور، يتصفح من الأوراق بطونها، ويملي عن قلبه شروحها ومتونها ومعربها وملحونها، فإذا اخترع أبدع، وإن هز عامله، رصع، ووشع، وإذا أخذ في التحديث فمن البحر اغترافه، وحازت قصب السبق أوصافه، فهو طبيب مغرم بالتركيب، إلا أنه تارة يخطي، وطورًا يصيب، فإذا رفعته الأيدي حملته ما لا يطيق، وإن وضعته زجته في مسالك الضيق كله سواء في الخلقة مفرد الرقة، تتفجر من قلبه ينابيع الحكمة، فيعرف من أراده حده ورسمه، إن شاء أسهب، وأطنب، وإن شاء اقتصر، واختصر، يمشي على استحياء ميت بين الأحياء، فإذا أنشأ أحكم الإنشاء، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فعلم الحرف يؤخذ منه، والتصرف فيه يروى عنه، وعلم الكاف ألقى إليه بالمقاليد، وصيره من جملة العبيد، فإذا بالسواد تعمم، وأخذ يتكلم نسج حبرًا، وجرى في كل فن بما جرى، ورد المشيب شبابًا، وخلد المحاسن أحقابًا، وجاد بكف سائل، لا تنقطع منه الرسائل:

فلو لم يكن في كفه غير نفسه

لجاد بها فليتق الله سائله

وله في كل مقام مقال، وفي كل مقال مقام، لم يدع فكرة إلا نقدها، أو انتقدها، أو اعتقدها، وربما طلب منه المراد فعثر، ويقل ذلك منه، بل يكثر

ص: 163

يزين الصفحات الغرر كما تزين الحياة بالطرر والعيون بالحور والخدود بالعذار الأخضر، وله عين صادية، وريقة مسكية، وذابل عامل، وعامل ذابل، تلقاه إن بان عذاره، بدت أعذاره، يحجل بالأدهم، فيريك انسلال الأرقم، فإذا استقبل مهب الهوى، أقلع عما إليه هوى، وإذا ضرب على قرنه، ومات أحيا العظام الرفات، يتولى تقاليد الملوك، مع أنه فقير صعلوك، ويطبع الأشكال على منوال وغير منوال، لم يزل من تكليم موسى على وجل، ومن إلقاء الواحد في خجل.

وله المنشآت المشحونة بالبدائع، التي ذكرها شائع ذائع، فلو أقسم أنه من القرآن لما حنث في الأيمان، فإذا اشتدّ القر وتجهم وجه العبد والحر، وأنشد:

أصبح البرد شديدًا فاعلمي

بات زيد ساهرًا لم ينم

تحامى عن اللمس، أو أن يشار إليه بالأنامل الخمس، مع سلبه الاختيار، ما دام الفلك الدوّار، فطالما قال وهو يقدم رجلًا، ويؤخر أخرى، أما وأسطار سطرن سطرًا أنف في الماء، واست في السماء، إذا تذكرته أقبل عليك، وقبل بالخضوع راحتيك، وإذا أغضيت عنه قلاك، ونسي ما هناك، وادعى العجز عن النهوض عن القيام بالسنن والفروض، يقبل الرشوى، وليس هو من أمة الدعوى، إذا سرى دبّ دبيب الكرى، ربته الأيدي، حتى مهر، وأتى بما به بهر، فأصمت به مواقع أغراضها، وذبت بشباته عن أعراضها، فإذا ارتفع انتصب، وإذا انتصب ارتفع، وإذا طال وصف القلم، والله بذلك أعلم، وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وللمترجم في الهجو:

يا ابن الذي في قعره علل

وأمه للأنام تفتعل

وفيك حقًا يضرب المثل

أبوك ثوم وأمك البصل

ص: 164

وكان أحد تجار "دمشق"، ويعرف بابن شحاده، وعد المترجم بشيء من العود، ثم ماطله به، فأرسل للمترجم بعض أصحابه شيئًا من العود، وكان المرسل سعيدًا، فنظم هذين البيتين مبكتًا على ابن شحاده، وهما قوله:

وعود قد وعدنا فيه ممن

يخالف وعده والخلف عاده

فعوّضنا بعود من سعيد

غنينا فيه عن عود الشحاده

وله غير ذلك أشياء كثيرة، وكانت وفاته بـ "قسطنطينية" في صفر، سنة تسع وسبعين ومائة وألف، وأكبر أولاده محمد جاد الله كان بـ "دمشق" أحد المدرسين بها، وكان ذا عفة وحياء وسكون، وخصاله التى كان منطويًا عليها، لم تكن في أبيه، وتوفي بـ "دمشق" في سنة إحدى وتسعين ومائة وألف، ومن الاتفاق: أن والده ولد بـ "دمشق"، وتوفي بـ "قسطنطينية"، وهو ولد بـ "قسطنطينية"، وتوفي بـ "دمشق"، رحمهما الله تعالى.

* * *

‌5383 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد بن محمد بن جعفر الحسيني، الأدهمي، البغدادي، الشهير بالواعظ (نور الدين)

*

فقيه، أصولي، متكلم، مفسر، مؤرخ.

* راجع: معجم المؤلفين 12: 284.

ترجمته في هدية العارفين 2: 416، والأعلام 8: 146، والبغداديون أخبارهم ومجالسهم 268 - 791، 790: Brockelmann:s،ll

ص: 165

ولد بـ "بغداد" سنة 1263 هـ، وتقلب في مناصب متعددة، منها: الإفتاء بالحلة وبالديوانية، وانتخب نائبا عن "بغداد" في المجلس النيابي العثماني، وتوفي بـ "بغداد" سنة 1331 هـ.

من مؤلفاته الكثيرة: "الإرشاد لمن أنكر المبدأ والنبوة والمعاد"، و"بلوغ النيل في الكلام على آية وأتموا الصيام إلى الليل"، و"الدر النضيد في أحكام الاجتهاد والتقليد"، و"الروض الأزهر في تراجم آل السيد جعفر"، و"زهر الربا في حرمة الربا".

* * *

‌5384 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد بن يونس الطائي

*

فقيه مشارك في بعض العلوم.

ولد بـ "مصر" سنة 1138 هـ.

من آثاره: "توفيق الرحمن بشرح كنز دقائق البيان" في فروع الفقه الحنفي في مجلدين، و"حاشية على الأشموني"، و"شرح الشمائل"، و"مختصر توفيق الرحمن بشرح دقائق البيان".

توفي سنة 1192 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 285.

ترجمته في عجائب الآثار 1: 27، وهدية العارفين 2: 453، وفهرست الخديوية 3: 30، 73، ومعجم المطبوعات 1225، وإيضاح المكنون 2: 385، وفهرس الأزهرية 2: 191، 674.

ص: 166

‌5385 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد

*

فقيه.

من آثاره: "جامع النقول ولامع العقول" في فروع الفقه الحنفي، فرغ من تأليفه في ذي الحجة سنة 1068 هـ.

كان حيا 1068 هـ.

* * *

‌5386 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد الألبستاني، الرومي، الملقب بكامل، والمعروف بابن يمليخا

* *

عالم، أديب، ناظم.

من آثاره: "ألفية" في الأصول، و"تخميس الهمزية"، و"تعليقات على نخبة الفكر"، و"شرح عروض الأندلسي"، و"المنظومة العلية في الأخبار النبوية" في الحديث.

توفي سنة 1294 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 274.

ترجمته في فهرست الخديوية 3: 34.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 275.

ترجمته في هدية العارفين 2: 460.

ص: 167

‌5387 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد، المعروف بابن بيري، الحلبي، البتروني

*

ذكره العلامة المرادي في "سلك الدرر"، وقال: تقدّم ذكر أخيه عبد الرحمن، وهذا هو الأديب، الذي سقى رياض الطروس بمياه براعته، فأنبتت في الصحائف أزهار البلاغة والفصاحة، واشتهر بالأدب النفيس، قدم "دمشق" مرارًا، وخالط أدبائها وأفاضلها، واشتهر بينهم، وكان وحيد أقرانه في زمانه.

وترجمه السيّد الأمين المحبي في "ذيل نفحته"، وقال في وصفه: ماجد امتطى بأخمصه فرق الفرقد، واتخذ الصهلة والصهوة، أنعم المنعم، وأفعم المرقد، رقي من الفضل أسى المراقي، وأترع دلوه من السؤدد إلى العراقي، فخبره، قد أخذ من الكمال بالمجامع، ومخبره تفتر منه ثغور الأماني في وجوه المطامع، وبيني وبين أبيه في "قسطنطينية"، وأنا وإياه عقيدًا وداد في بلهنية هنية ذمم لا ترفض، وعصم لا تنقض، فعهده نقش على صخر، ووده نسب ملآن من فخر.

وأما كماله فقد تجاوز حدّه منه ما تم لم فإصابته عين فيما أم له، فأخطأه ما أمله، فلئن أصلته الأيام بنار نوائبها، ونفرت عن يده الطولى بذوائبها، فلولا السبك ما عرف للتبر صرف، ولولا النار ما عرف للعود عرف، وولده هذا أرجو له حظًا وافيًا، وعمرًا يكون ما بقي من الكدر صافيًا، فهو للمعالي ملء نواظرها، وللأماني مطمح مناظرها، وللدهر فيه عداة إنجازها مضمون وآخرها، كأولاها من شوائب الزمان مأمون، وقد ذكرت له ما

* راجع: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 4: 231 - 241.

ص: 168

تستجليه بكرًا، وتصقل به روية وفكرًا، انتهى مقاله فيه وفي أبيه، ومن شعره قوله، وكتبها إلى الشيخ سعدي العمري الدمشقي، وهي:

أفاتن بالألحاظ أهل الهوى فتكًا

فقد صال في العشاق صارمها فتكا

وكف سهام اللحظ عن مهجتي فقد

هتكت حجاب الصبر عن صدرها هتكا

تركت بقلبي لاعجًا وسلبتني

هجوعي فهلا تحسن السلب والتركا

هواك لقد أجرى دموعي صبابة

وصدّك نيران الجفا في الحشا أذكى

رويدك يا من بالهوى قد أذابني

وأنهك جسماني بتبريحه نهكا

ومذ همت لما شمت بارق ثغره

لدرّ غدا الياقوت في نظمه سلكا

أسرّ الهوى خوف الوشاة ومقلتي

بدرّ ثنايا الدمع تفضحه ضحكا

وفي هتك سرّ العاشقين شواهد

ولكنّ فيض الدمع أكثرهم هتكا

وكان مجال الصبر متسع الحمى

بحلبة صدري فانثنى ضيقًا ضنكا

وشاركني كل الأنام بحبه

وتوحيده في القلب لا يقبل الشركا

وقد زان ورد الخدّ في روض حسنه

بنقطة خال قد حكى عرفه المسكا

من الترك يسطو في القلوب بلحظه

فلا تسألوا عن حال من يعشق التركا

رأى غرب جفني سافكًا بمدامع

تبارى الحيا المدرار فاستوقف النسكا

تملك قلبًا من تجنيه قد عفا

فما ضرّه بالوصل لو عمر الملكا

ولما جلا لي وجهه بعد بعده

وطور اصطباري عن محاسنه دكا

سبكت بنار العتب فضة خدّه

فأذهب أكسير الحيا ذلك السبكا

فيا مالكًا لم أدّخر عنه مهجتي

أجبني فدتك النفس لم سمتها الهلكا

وإني ألفت الذل فيك وطالما

بعزة نفسي كنت أستصغر الملكا

متى تجل عني ظلمة الصدّ علها

بصبح وصال تستنير به وشكا

هناك ترى قدحي من الحظ عاليًا

وسعدي في أفق العلي جاوز الفلكا

همام غدا في ذروة المجد ضاربًا

له خيم العلياء من رفع السمكا

ومدّ رواقًا للكمالات فوقه

وصاغ لها من درّ أوصافه حبكا

ص: 169

تبوّأ من بحبوحة الفضل رتبة

بغير سناها نير الفضل لن يركا

إذا رمت تلقى المجد شخصًا ممثلًا

فشمه تراه لأمراء ولا شكا

تودّ الدراري عند بث صفاته

تطاولها فخرًا وتلزمه سدكا

متى خطبته المكرمات لنفسها

وفي فض ختم المجد قد أحرز الصكا

فلم يحكه مذ شبّ في الفضل فاضل

ولكنه عن حسن آدابه استحكى

وضوّع عرف الفضل منه بجلق

فيا فضل ما أنمى ويا عرف ما أزكى

ونظم أشتات المعالي إصابة

بعامل فكر قد أبى الطعنة السلكا

وأصبح في روض البديع مغردًا

بأفنان أفنان تعز بأن تحكى

من العمريين الأولى شاع ذكرهم

وقام مقام الفضل في الليلة الحلكا

فمن ذا يجاريه بفضل وسؤدد

وآدابه تلك التي بهرت تلكا

فما الروض غب القطر حرّكه الصبا

قدودًا أزهت من قضب باناته فركا

وسوط المثاني والمثالث قد غدا

يرجع الصدا يستنطق العود والجنكا

وترجيع عتب من محب بدت له

بروق الرضا ممن يعاتب فاستشكى

ودادك في قلبي لقد ضاع عرفه

بمدحك لما جال في القلب واحتكا

فخذ بكر فكر غادة قد زففتها

تجرّ حياء ذيل تقصيرها منكا

ودم وابق واسلم ما بكى من شجونه

أخو لوعة في رسم دار أو استبكى

فأجابه بقوله:

أتت والدراري الزهر تعترض الفلكا

وطوق الثريا كاد أن يقطع السلكا

وقد مدّ جيش الفجر بيض نصوله

ليوسع أطراف الظلام به فتكا

وجنح الدجى قد ضم فضل سواده

مخافة أن تغشى طلائعه وشكا

سوى ما توارى منه في مقل الظبا

وفي طرر الأصداغ واللمم الحلكى

وقد تلت الأنوار آية محوه

على مسمع الأزهار فابتدرت ضحكا

وغنت على الأغصان ورق حمائم

غناء غريض حرّك العود والجنكا

فتاة حذار الناظرين تلفعت

بمنسوج درّ أحكمت نسجه حبكا

ص: 170

يكاد إذا استعرضت باهر حسنها

على مقل الأفكار أعجزها دركا

من العربيات التي من خبائها

تعير حجاب الشمس إن برزت هتكا

ويكسو أثيث الليل فاحم شعرها

إذا هي أبدت عن ذوائبها سدكا

وتبدو دنانير الحيا إن تصوّرت

بصفحة خدّيها وقد بهرت سبكا

سوى أن صحن الخدّ مذرق ماؤه

يد الحسن ألقت في قرارته مسكا

كحيلة أطراف الجفون لحاظها

تصول بأمثال القواضب أو أنكى

سلوا إن جهلتم قدّها بانة اللوا

وعن فعل عينيها سلوا المهج الهلكى

فلا قلب إلا وهو فيها معلق

ولا جسم إلا وهى تنهكه نهكا

أتتني وعندي من شواغل حبها

فصول هوى أجرت سحاب البكا سفكا

فقمت لها والعين سكرى بمائها

سرورًا وقد أوجست من وصلها شكا

فقلت فدتك الروح هل من إباحة

لكشف نقاب عن مقبلك الأذكى

فقالت إذا آنست من كوكب العلا

بروق الرضى أحرزت من ختمه الملكا

أخي الشيم الغرّ اللواتي عيونها

تروق كزهر الروض تفركه فركا

عذيق ثنيات العلا وجذليها الـ

محكك إن باراه قرن أو احتكا

صقيل حسام العزم أروع باسل

إذا اعتركت خيل المنون بنا عركا

هززت قناة الفضل منه بماجد

وأوسعت صدر المشكلات به شكا

بليغ إذا ما المادحون تناوبوا

فسيح القوافي ينتحي المسلك الضنكا

متى اقتحمت آياته كل بارع

تفك عقود القول أفهامه فكا

فكم قلدت سمعًا كم أسكرت نهى

وكم زينت طرسًا وكم توجت صكا

فللّه منه لوذعي تقاصرت

سهام الأماني عن مبالغة دركا

وكنت أزكى النفس حتى رأيته

فكبرت أجلاه وقد خاب من زكى

فأنى لأهل الفضل إنكار فضله

وقد شحنت من درّ آدابه فلكا

فما الروضة الغناء باكرها الحيا

ومدّ رواق السحب من فوقها حبكا

وكللها قطر الندى بفرائد

تودّ العذارى لو نظمن لها سلكا

ص: 171

وجرّ الصبا ذيلًا على عذباتها

وفكك أزهار الكمام وما انفكا

فأذرى دموع الطل وافترّ مبسم

الأقاح فما ندري أأضحك أو أبكى

بأبدع من غرّا بدائعه التي

تحار عيون الفكر في حسنها سبكا

فيا ابن الأولى يسمو لهم شرف العلا

ويرفع من آثارهم فوقه سمكا

ومن شيدوا ربع التقى بفضائل

أقامت بناء المجد من بعد ما دكا

ويا سابقًا في حلبة الشعر رحمة

بأفكار قوم بالكلال غدت ربكى

فإن تصاريف القضا عبثت بهم

وقد بتكتهم عن مطالبهم بتكا

وفيك على المعروف والصدق آية

نفت عن صفا أخلاقك الزور والإفكا

وها أنا قد مرّغت وجه إساءتي

بساحة أعذاري لنيل الرضى منكا

فجد وأعر طرف القبول ألوكة

روت كل معنى راق من لفظها عنكا

ولا زلت مخطوبًا لكل كريمة

لها من غواشي المدح ما نافس المسكا

مدى الدهر ما بثت بذكرك أسطري

عبير شذا كالعنبر الرطب أو أذكى

وللمترجم:

زوّد الصب نظرة من لقائك

واشف مضنى الهوى برشف لمائك

وأنقذ المغرم الذي شفه الوجـ

د بوصل يذوده عن قلائك

إنما الليل من فروعك والصبـ

ــــح غدا يستمدّ من لألائك

وكذا المسك ما تضوّع إلا

حين وافته نفحة من شذائك

أنت في الحل من دم سفكته

في مجال الغرام بيض ظبائك

يا فؤادًا أمسى جريحًا بسهمي

لحظه ثغره شفاء لدائك

كف يا لحظه عن الفتك فينا

إننا في السقام من نظرائك

وكذا يا قوامه الغض من ذا

أطلع البدر مشرقًا في ذرائك

ومنها:

يا غزالًا إذا رنا سلب الأنـ

ــــفس رفقًا على حشا مضنائك

أترى ما نفى الكرى عن جفوني

وشجاني من الهوى برضائك

ص: 172

أعذار بدا بخدّيك هذا

أم لصيد الألباب أضحى شرائك

أم حروف الدلال قد خطها الحسـ

ـــــن على وجنتيك كم إملائك

أم على البدر هالة قد ترآءت

لعيون الورى بأفق سمائك

أم مشى النمل فوق نور محيا

حار فيه اللبيب من شعرائك

بل غدا في البها سلاسل مسك

فوق جمر تقودنا لهوائك

ويك يا قلب كم تعاني التصابي

أو بلغت طائلًا بمنائك

فابتدئ وامتدح سليل المعالي

إنني في الرشاد من نصحائك

كوكب الفضل أحمد ذو الأيادي

من له في سما الفخار أرائك

يا إمام الهدى إليك حثثنا

طرف فكر مناخه بفنائك

يا رفيع الذرا أو سامي الأراكي

وعليّ المنار في عليائك

فبهذا الوجود والعلم الفر

د عين الكمال في فتوائك

فقت من قد تسربلوا برد المجـ

ـــــد ثوب الفخار من آبائك

أنت كالشمس رفعة وبهاء

وكبحر العباب في جدوائك

إن قسا وأكثما وإياسا

مثلًا مضربًا غدا لذكائك

صمت شهرًا بالبر قد خوّلتنا

منن فيه من ندى نعمائك

وابق ما حنّ مغرم لمحب

وتغنى الحمام فوق الأرائك

تتمنى الغيد الحسان عقودًا

نظمت باللآل من إنشائك

بلغوا في العلا السماك ولكن

دون ما نلت من علوّ ارتقائك

لك عزم حكى الحسام انقضاء

وبإيماضه حكى آرائك

سيدي جئت قاصرًا حيث أمسى

كل فضل وسؤدد من حلائك

وأتى العيد مؤذنًا بالتهاني

عائدًا والسرور في أحيائك

رافلًا في ثياب عز مقيم

ونعيم مخلد ببقائك

وله قوله:

بشذا عنبر خال

ضاع في جمرة خدّك

ص: 173

وبما يقضي على الأنـ

ــــــفس من صعدة قدّك

وبما يسطو به طر

ـفك من مرهف خدّك

وبما يستلب الألـ

ـباب من ملعب بندك

وبما ضلت به الآ

راء من فاحم جعدك

وبما يجنيه كف الـ

ـوهم من رمان نهدك

وبما أودع في فيـ

ـك الشهي من درّ عقدك

لا تدعني والهوى يو

ردني مورد صدّك

لا ولا تخلف لمجرو

ح الهوى ميثاق عهدك

يا هلالًا تِهْ من الحسـ

ــن ببرد دون بردك

أنا ما أوليت ودًا

مع أني عبد ودّك

كم أناديك بما يشـ

ـتق من أحرف حمدك

عد بوصل واشف مضنى الـ

ــــــقلب في إنجاز وعدك

وقوله من قصيدة:

هاج لي برق الحمى ذكر الحمى

فاستهلّ الدمع من عيني دما

مرّ بي وهنا فأذكى لاعجًا

في فؤادي حرّه قد أضرما

وانثنى يروي أحاديث الصبا

منجدًا طورًا وطورًا متهما

آه من دمع لذكر المنحنى

كلما حركه الوجد همى

يا رعى الله عهودًا بالحمى

نقض الدهر بها ما أبرما

وليال منحتنا صفوها

فانتهبنا العمر فيها حلما

ومعان ضرب الحسن على

عذبات البان منها خيما

ورعى دهرًا بها قد مرّ لي

في رباها بالأغاني مغنما

حيث غصن العيش فيها يانع

وبجفن الدهر عن ذاك عمى

وسميري شادن لو لاح للبد

ر اعتراه من محاق سقما

ظبي أنس صيغ من لطف ولو

مرّ بالوهم تشكى الألما

ص: 174

نقله من قول سيف الدولة، وهو:

قد جرى من دمعه دمه

فإلى كم أنت تظلمه

ردّ عنه الطرف منك فقد

جرحته منه أسهمه

كيف يسطيع التجلد من

خطرات الوهم تؤلمه

عودا:

ساحر المقلة مهضوم الحشا

سمهري القدّ معسول اللما

ما تثنى في ثنيات اللوى

مائلًا إلا أرانا العلما

ألف الهجر فلو يخطر بي

طيفه في سنة ما سلما

كتب الحسن على وجنته

بفتيت المسك خطا أعجما

معشر اللوّام إن جزت اللوا

فقفوا واستنطقوا تلك الدمى

ثم لوموا إن قدرتم بعدها

عاشقًا فيها استلذ الألما

وقوله:

عجبًا للعذول لحاني

ورأى الشوق قائدًا بعناني

وأتاني من عذله بفنون

في هوى ذلك الغزال الجاني

يا عذولًا على الصبابة فيه

كف عذلي عن طرفه الوستان

لا تلمني فقد علقت بظبي

سرقت قدّه غصون البان

هو نشوان من عصارة خدّيـ

ـــــه لا من عصير بنت الدنان

يمزج الدل بالنفار ويفترّ

دلالًا عن مثل حب المرجان

يا لها سبحة تراءت لعيني

درر سلكها من المرجان

قد حمى خدّه بآيات موسى

فنمى السحر فيه في الأجفان

بدر تمّ في كل يوم تراه

في ازدياد والبدر في النقصان

رشأ ما بطرفه من سقام

ما بجسم المضنى الكئيب العاني

وقوله أيضًا:

من عذيري في هوى رشا

طرفه بالسحر مكتحل

ص: 175

ينثني كالغصن من هيف

بقوام زانه الميل

شادن يفترّ عن برد

ناصع في ضمنه عسل

تاه عجبًا خمائله

فهو من خمر الصبا ثمل

ذلتي فيه كعزله

بكلانا يضرب المثل

ومن مقطعاته قوله:

وكأنما جرم الكواكب قد بدت

للناظرين على غدير الماء

شرر يبدّده النسيم بمدّه

من فوق وجه ملأة زرقاء

وله أيضًا:

لهفي لماضي عيش تقضى

والعيش فيه حظ وريق

أيام في حينه التصابي

نقل وراحي غصن وريق

وله أيضًا:

كلما رمت سلوة عن هواه

جاء ناه من حسنه مقبول

خط لام العذار مع ألف القد

د يصدّانني فكيف السبيل

مثله قول الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي:

مقبل الوجه كلما صدّ وافى

زائرًا فيعقب النحس سعد

يفعل الذنب ثم أجثو عليه

حيث يأتي بشافع لا يردّ

والأصل فيه قول بعضهم:

وإذا المليح أتى بذنب واحد

جاءت محاسنه بألف شفيع

وللأمين المحبي ما يقرب من ذلك وهو قوله

وأريد أن أبدي شكاية هجره

فيسدّ منه بكأس موعده فمي

وللمترجم في معذر:

قالوا تعذر فاقلع عنه قلت لهم

كفوا الملام فقد حلى محاسنه

فالبدر ليس له نور يضاء به

إلا إذا ما سواد الليل قارنه

ص: 176

أقول: وبالمناسبة تذكرت معنى لطيفًا في العذار، وهو قول الأمين المحبي من قصيدة له:

ستر الجمال خدوده بعوارض

قتل النفوس بها وأحيا الأعينا

والشمس يمنعها اجتلاها أن ترى

فإذا اكتست برقيق غيم أمكنا

ثم رأيت الأمين أخذه من قول الأرجاني:

أيراد صونك بالتبرقع ضلة

وأرى السفور لمثل حسنك أصونا

كالشس يمنعك اجتلاؤك نورها

فإذا اكتست برقيق غيم أمكنا

وكان المترجم بـ "دمشق" في أحد قدوماته إليها، وكان ممن يصحبه، ويرافقه الشيخ مصطفى العمري الدمشقي المقدم ذكره، ففي أحد الأيام وقف في محلة القباقبية بالقرب من دار العمرى المذكور هو وإياه، فنظر إلى غلام هناك في حانوت، يبيع التتن، قده مائل، وورد خدوده غير ذابل بحسن، راق مجتلاه، وفاق نور سنا محياه، وله خال، يجلس معه في الحانوت، وأيضًا على خدّه خال كفتيت المسك في صحيفة الياقوت، فقال المترجم: هل تبيعني شيئًا من التتن، فقال: ولا بأس، ووضع له شيئًا من ذلك، وفت عليه سحيق مسك، كان في ورقة، وقال له الغلام: هذا المسك من خالي، وأراد به خاله الذي هو أخو والدته، فعند ذلك طرب المترجم من هذه الموافقة والقضية، وأنشد ناظمًا هذين البيتين من فكرته السنية، فجرت فيهما التورية اللطيفة وهما قوله:

بحبة مسك قد حباني جؤذر

وأشجى فؤادًا كان عن حبه خالي

وقال ألا لا تحسب المسك من دمي

لكوني غزالًا إنما المسك من خالي

وله في وصف جواد سابق:

وطرف لجيني الإهاب تخاله

شهابًا إذا ما انقض في موقف الزحف

يسابق برق الأفق حتى إذا رنا

يسابق في مضمار موقع الطرف

وللشيخ جمال الدين بن يوسف الصوفي في جواد:

ص: 177

وأدهم اللون فاق البرق فانتظره

فغابت الريح حتى غيبت أثره

فواضع رجله حيث انهت يده

وواضع يده أنى رمى بصره

ولابن نباتة كذلك، وهو قوله:

لما ترفع عن ندّ يسابقه

أضحى يسابق في ميدانه نظره

وقال المعري في وصف الخيل:

ولما لم يسابقهن شيء .... من الحيوان سابقن الظلالا

وقال أيضًا من أبيات وبالغ:

تكاد سوابق حملته تغني

عن الأقدار صونًا وابتذالا

وللأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي في سابح:

وسابح أيان وجهته

تراه يا صاح طوع اليد

ومن معميات المترجم قوله في أحمد:

قم يا نديمي نصطبح ساعة

على غدير ماؤه كالنضار

فقد أزاح الظبي تاج الطلا

ودارها صرفًا كما الجلنار

وقوله في مليك:

أيا نسيمًا قد سرى موهنًا

رفقًا بصب خلفوه لقا

فناظري مذ لاح برق الحمى

غض وقلبي ذاب مذ أبرقا

وقوله في درويش:

رب روض قد حللنا دوحه

وتمتعنا اغتباقًا واصطباحا

طاف بالورد علينا شادن

زاد بالقلب غرامًا حين لاحا

وقوله في مسلم:

مذ بدا يثني قوامًا مائسًا

قلت والعين بماء تذرف

بلماك العذب يا غصن النقا

جد على مضنى براه الأسف

وقوله في أغيد:

بدر تمّ ينثني من ميد

بقوام مائس يسبي العذارى

ص: 178

أقسمت ألحاظه النجل بأن

تخلع السقم على قلبي شعارا

وله غير ذلك، وكانت وفاته في سنة ثمان وأربعين ومائة وألف بـ "قسطنطينية"، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5388 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد البرسوي، الرومي، الملقب بجناني

*

فاضل، من المدرسين. درس بمدرسة عوض باشا.

له "بدايع الآثار في نوادر الحكايات"، صنفها للسلطان مراد العثماني. توفي سنة 1004 هـ.

* * *

‌5389 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد الحسيني، الحجازي، الصاوي

* *

فقيه، أصولي.

له "نجاة الموحدين" في أصول وفروع الدين، طبعت بـ "القاهرة" سنة 1317 هـ في حياة المؤلف.

كان حيا 1317 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 276.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 276. ترجمته في فهرس الفقه الحنفي 69، 70.

ص: 179

‌5390 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد الرومي، ابن أبي السعود

*

فقيه.

له "حاشية على الدرر والغرر" لملا خسرو.

توفي سنة 1008 هـ.

* * *

‌5391 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد، الشهير بعزمي زاده، قاضي العسكر

* *

ذكره العلامة المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: هو أشهر متأخري العلماء بـ "الروم"، وأغزرهم مادة في المنطوق والمفهوم.

وله التآليف، التي ملأت سمع الزمان فائدة، وثبت فيه من صلات نفعها كل عائدة، منها:"حاشية على الدرر والغرر" في الفقه، و"حاشية على ابن مالك" في الأصول، وغيرهما، وله الشعر النضير في العربية والتركية، ومخلصه

* راجع: معجم المؤلفين 12: 277.

ترجمته في هدية العارفين 2: 438.

* * راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 4: 379 - 381، معجم المؤلفين 12:279.

ترجمته في كشف الظنون 99، 1199، 1753، 1825، وفهرس الأزهرية 2: 142، وفهرست الخديوية 3: 39، والأعلام 8: 143، والكشاف 106 وهدية العارفين 2:440.

ص: 180

على دأبهم حالتي ورباعياته مشهورة مرغوبة، وقد جمعها في سفر مستقل، وهي في التركية، كرباعيات سديد الدين الأنباري في العربية، وعمر الخيام في الفارسية، إليها النهاية في القبول والتحسين، وعليها المعوّل في لطف النكات والمضامين.

وبالجملة: فآثاره كلها لطيفة، وأخباره جميعها ظريفة، وقد ذكره ابن نوعي، فقال في ترجمته: الفنون الرائقة إلى أن أحرز المرتبة اللائقة، ثم تحرك على معتاد أرباب الاستعداد، فانحاز إلى المولى شيخ الإسلام سعد الدين، ولازم منه، ثم درس ابتداء بمدرسة حاجة خاتون بأربعين عثمانيًا.

ثم ولي مدرسة محمد أغا برتبة الخارج في ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وتسعمائة، ثم ولي مدرسة أبواب في جمادى الآخرة سنة ثلاث بعد الألف، ثم ولي إحدى الثمان في المحرم سنة خمس بعد الألف، ثم ولي مدرسة السلطان سليم القديم في شهر ربيع الأول سنة ثمان، ثم ولي السليمانية في ذي الحجة من هذه السنة، ثم ولي الخفافية في شعبان سنة عشر، ثم ولي قضاء "الشام" في رجب سنة إحدى عشرة، ثم ولي قضاء "مصر" سنة ثلاث عشر وفي زمن قضائه بها، وقعت فتنة محافظها إبراهيم باشا، وقتله العسكر، فعزل لتقصيره في تلافي الفتنة.

ثم ولي قضاء "بروسه" في شعبان سنة خمس عشرة، وفي أيام قضائه بها تسلط ابن قلندر الخارجي عليها، وحاصرها، وحرق بعض أماكنها، فعزل عنها بعيد ذلك، ثم ولي قضاء "أدرنه" في شهر ربيع الآخر سنة عشرين، واتفق أنه عزر قاضيًا مجهولًا، فاجتمع عليه جماعة أزعجوه بالمكالمة والمخاصمة، فنقل في شعبان من هذه السنة إلى قضاء "دمشق".

قال الحسن البوريني في بعض مجاميعه: ووقع في قضائه يوم الخميس، خامس عشر شعبان، سنة إحدى وعشرين وألف أن رجلًا كان نصرانيًا من

ص: 181

قرية "صيدنايا" من نواحي "دمشق"، فأسلم، وأتى إلى مجلس قاضي القضاة، مسلمًا من مدة تزيد على عشرة أعوام، وختن، ثم أتى في التاريخ المذكور إلى نائب صاحب الترجمة أولًا، وألقى عمامته، وصرح على نفسه بالكفر، فأرسله النائب إلى قاضي القضاة، يعني صاحب الترجمة، فاستفهم عن حاله، واستنطقه، فصرح بما قاله، فقال القاضي: لعل لك شبهة دينية أو ظلامة دنيوية، فإن رغبت في المهلة أمهلناك، وتوقفنا إلى التأمل بما في هناك، فأبى إلا التعجيل بروحه إلى الهاوية، وقال: إنه لا يرغب إلا في الغاوية، وصرح بأنه في مدة اتصافه بالإسلام لم يوصف بصلاة ولا زكاة ولا صيام، وكان يبادر إلى طلب النار، ويستعجل إلحاق بأهل دار البوار، فكتب القاضي ما يستحقه من القتل بالتعجيل، وأرسل الصك إلى الحافظ الوزير الجليل، فأمضى فيه السيف الماضي، امتثالًا لما به الشرع الشريف قاضي، وذهب شقيًا إلى نار الجحيم.

ورأيت بخط الأديب عبد الكريم الطاراني أنه كان لصاحب الترجمة ولد، اسمه أحمد، وكان في غاية النجابة والحذق والكمال والمعرفة.

توفي في "دمشق" في ليلة الجمعة، ثاني عشر ذي القعدة، سنة إحدى وعشرين، وقد نظمت الأدباء تواريخ كثيرة لوفاته، فمنهم: الشيخ محمد الحتاني، وأبياته هى هذه:

لم يعد ما فات يومًا كمد

والأسى عند الأسى قد يحمد

كل مخلوق قصاراه الفنا

إنما الباقى الإله الصمد

رحم الله شهيدًا عمره

كان كالأحلام منه الأمد

قلت إذ ناداه مولاه إلى

جنة فيها نعيم سرمد

نطق خير هو أم تاريخه

فر في جنات عدن أحمد

ص: 182

(قلت): وقد مدح في "دمشق" بقصائد كثيرة، وكان مقبلًا على الأدباء، ومما أملاه من شعره العربي قوله:

لله من رشأ كتائب لحظه

أهل الصبابة غادرت مأسورا

ولقطعه صلب القلوب كرخوها

قد صار صارم لحظه مكسورا

وقوله في التوسل أيضًا مقتبسًا:

يا نفس عوذي بالكريم وعرجي

فهو الذي يسدي إلينا نعمته

وينزل الغيث الذي يروى الربى

من بعد ما قنطوا وينشر رحمته

ثم عزل عن قضاء "دمشق" في رجب، سنة اثنتين وعشرين، وولي بعدها قضاء "قسطنطينية" وقضاء العسكرين، وانعقدت عليه وعلى المولى محمد بن عبد الغني المقدم ذكره صدارة العلماء بـ "الروم".

وكانت ولادته ليلة الاثنين النصف من شعبان، سنة سبع وسبعين وتسعمائة، وتوفي في حدود سنة أربعين بعد الألف.

قلت: من آثاره: "حاشية على الدرر والغرر" لملا خسرو في فروع الفقه الحنفي، و"تعليقة على الأشباه والنظائر" لابن نجيم في الفقه، و"حاشية على شرح مغني اللبيب" لابن الصائغ في النحو، و"نتائج الأفكار على شرح منار الأنوار" لعبد اللطيف بن ملك في أصول الفقه، و"حاشية المفتاح في المعاني والبيان". كذا في "المعجم" للشيخ عمر رضا كحالة.

* * *

‌5392 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد العشاقي، الرومي

*

* راجع: معجم المؤلفين 12: 280. =

ص: 183

فقيه، من المدرسين. له "شرح ملتقى الأبحر" في فروع الفقه الحنفي.

توفي سنة 1011 هـ.

* * *

‌5393 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد القسطلاني، الرومي، ويعرف بالكستلي

*

من القضاة والمدرسين.

قرأ على موالي "الروم"، وخدم المولى خضربك، ودرس في بعض المدارس، ثم ولي قضاء "بروسة" ثلاث مرات، ثم قضاء "أدرنة"، فقضاء "القسطنطينية"، فقضاء العسكر، وعزل، وعين له كل يوم مائة درهم، وتوفي بـ "القسطنطينية" سنة 901 هـ، ودفن بجوار أبي أيوب الأنصاري.

من آثاره: "رسالة في سبع إشكالات من المواقف في علم الكلام" للإيجي، و"رسالة في جهة القبلة"، و"حاشية على عقائد النسفي" للتفتازاني، و "تعليقة على التوضيح" في أصول الفقه، و"رسالة في في تفسير قوله سبحانه وتعالى فسحقا لأصحاب السعير".

* * *

= ترجمته في إيضاح المكنون 2: 551، وهدية العارفين 2:442.

* راجع: معجم المؤلفين 12: 282.

ترجمته في الكواكب السائرة 1: 306، 307، وشذرات الذهب 8: 11، 12، والبدر الطالع 2: 308، وكشف الظنون 499، 854، 859، 871، 1144، 1145، 1857، 1894، 2024، وهدية العارفين 2:433.

ص: 184

‌5394 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد القسطنطيني المعروف بخواجكي زاده

*

فاضل.

من آثاره: "رسالة في أدعية الصلاة المفروضة"، و"المطالب العلية في الكتب المنزلة" و"شرحها"، و"شرح مائة كلمة منسوبة إلى علي بن أبي طالب".

توفي سنة 998 هـ.

* * *

‌5395 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد القسطنطيني، الرومي، المعروف بابن الشيخ

* *

من القضاة.

له "روضة القضاة في المحاضر والسجلات".

توفي سنة 1097 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 282.

ترجمته في كشف الظنون 844، 1714، وهدية العارفين 2:437.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 283.

ترجمته في هدية العارفين 2: 442، ترجمته في إيضاح المكنون 1:596.

ص: 185

‌5396 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد القيصري، الرومي، ويعرف بصوايجز

*

فقيه، من المدرسين. له "المروحة في شرح الملتقى".

توفي سنة 1170 هـ.

* * *

‌5397 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد الكانقري، الرومي، (صفى الدين)

* *

صوفي، فقيه. ولي مشيخة زاوية الزينية في "بروسة"، وتوفي بـ "بروسة" سنة 919 هـ.

من آثاره: "الرسالة الوضوئية في المسائل الشرعية المصطفوية".

* * *

‌5398 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد الكوزلحصاري، المرادي، الرومي، النقشبندي، الملقب بخلوصي

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 283.

ترجمته في هدية العارفين 2: 451.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 283.

ترجمته في هدية العارفين 2: 434، وإيضاح المكنون 1:571.

* * * راجع: معجم المؤلفين 12: 283.

ص: 186

فقيه، أصولي، متكلم.

من آثاره: "حقيق الحقائق في شرح رسالة البركوي في العقائد والأخلاق"، و"حاشية على الشرح الصغير لإبراهيم الحلبي"، وسماها "حلية الناجي" في فروع الفقه الحنفي، و"منافع الدقائق في شرح مجامع الحقائق" للخادمي، و"ذوق الوصال في رواية الجمال"، و"أشرف المطالب".

توفي سنة 1215 هـ.

* * *

‌5399 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد علي الرومي، الشهير ببستان أفندي، مصلح الدين

*

عالم مشارك في التفسير والكلام والهيئة والحساب وغير ذلك.

ولد بقصبة "ثيرة"، وأخذ عن محي الدين الفناري، والمولى شجاع، وابن كمال باشا، وقلد قضاء "بروسة"، فقضاء "أدرنة"، فقضاء "القسطنطينية"، فقضاء عسكر "الأناضول"، فقضاء "الروم ايلي"، واستقر فيه خمس سنين، ثم عزل، وعين له مائة وخمسون درهما كل يوم، وتوفي في العشر الأخير من

= ترجمته في هدية العارفين 2: 454، 455، وفهرست الخديوية 3: 42، وفهرس الأزهرية 2: 81، وإيضاح المكنون 1: 88، 421، 610.

* راجع: معجم المؤلفين 12: 280.

ترجمته في شذرات الذهب 8: 385، والعقد المنظوم 2: 335 - 342، وكشف الظنون 191، 450، وهدية العارفين 2: 435، 436.

ص: 187

رمضان سنة 977 هـ، ودفن بقرب زاوية السيد البخاري خارج "القسطنطينية".

من آثاره: "حاشية على تفسير البيضاوي لسورة الأنعام".

* * *

‌5400 - الشيخ الفاضل مصطفى بن محمود الطورحالي، النقشبندي

*

صوفي، محدث.

من آثاره: "البدر المنير في أحاديث البشير النذير"، و"شرح الأربعين" في الحديث، و"مرشد السالكين" في التصوف.

توفي سنة 1197 هـ.

* * *

5401 -

الشيخ الفاضل مصطفى بن محي الدين، المشتهر‌

‌ باب

ن المعمار مصلح الدين * *

من القضاة.

* راجع: معجم المؤلفين 12: 286.

ترجمته في هدية العارفين 2: 453.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 286.

ترجمته في شذرات الذهب 8: 368، 369، وكشف الظنون 498، 1199.

ص: 188

قرأ على المولى محي الدين المعلول، ومحمد جوى زاده، وخير الدين معلم السلطان سليمان، ودرس، وقلد قضاء "بروسة"، فقضاء "أدرنة"، فقضاء "القسطنطينية"، فقضاء "المدينة المنورة"، وتوفي بـ "مصر" في شوال سنة 1307 هـ.

من آثاره: "حواش على حاشية حسن جلبي" على التلويح على الدرر والغرر، لم تتم.

* * *

‌5402 - الأمر الفاضل مصطفى بن مرتضى النقشبندي الدهلوي نواب مصطفى خان شيفته

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان من الأمراء المعروفين بالكمال.

ولد، ونشأ بـ "دهلي".

وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم أقبل على الشعر إقبالا كلّيا.

وأخذ عن الحكيم مؤمن خان، ولازمه مدّة، حتى برز فيه.

وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الغني ابن أبي سعيد الدهلوي المهاجر إلى "المدينة المنوّرة".

وسافر للحجّ والزيارة، لعلّه سنة أربع وثمانين، ورجع إلى "الهند"، ومات بها.

* راجع: نزهة الخواطر 7: 529، 530.

ص: 189

وكان من الشعراء المفلقين، له "ترغيب السالك إلى أحسن المسالك"، و"كلشن بى خار" تذكرة شعراء "الهند"، وله "ديوان الشعر الهندي"، وآخر بالفارسي.

توفي سنة ستّ وثمانين ومائتين وألف.

* * *

‌5403 - الشيخ الفاضل مصطفى بن مصطفى الرومي، الصارياري، الميخاليجي

*

عالم مشارك في بعض العلوم.

ولد سنة 1253 هـ، توفي بمحلة أبي أيوب الأنصاري في ربيع الأول سنة 1300 هـ.

من تصانيفه: "عمدة الأحكام في أركان الإسلام"، و"مبدأ الحساب لمبتدي الطلاب"، و"خير الأمور في زيارة القبور"، و"زبدة البيان"، و"شرح شواهد الكافية" للجامي.

* * *

‌5404 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين مصطفى ابْن الْمولى سَيِّدي المنتشوي

*

* راجع: معجم المؤلفين 12: 287.

ترجمته في هدية العارفين 2: 459.

* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 307، 308.

ص: 190

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: قَرَأَ رَحمَهْ اللهْ تَعَالَى على عُلَمَاء عصره، ثمَّ وصل إلى خدمَة الْمولى الْعَالم الْفَاضِل ابْن كَمَال باشا، ثمَّ صَار مدرسا بِبَعْض الْمِدْرَاس، ثمَّ صَار مدرّسا بإحدى المدرستين المتجاورتين بمَدِينَة "أدرنه".

مَاتَ وَهُوَ مدرس بها فِي سنة أرْبَعْ وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة.

كَانَ رحمه الله جيد القريحة، مُسْتَقِيم الطَّبْع، ملازما لمطالعة الْكتب والعلوم، وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْعُلُوم نوّر الله تَعَالَى قَبره.

* * *

‌5405 - الشيخ الفاضل مصطفى بن ميرزا بن محمد بن ياردم السيروزي، الرومي، الشهير بضحكي، فقيه

*

ولي قضاء "القسطنطينية" مرات، وتوفي بها سنة 1090 هـ.

من آثاره: "جامع مسائل العيوب"، و "مطلوب الفقهاء ومرغوب النبهاء"، و "لوازم القضاة والحكام في إصلاح أمور الأنام" على مذهب أبي حنيفة.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 288.

ترجمته في خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 4: 396، وكشف الظنون 1721، وهدية العارفين 441، 454، وإيضاح المكنون 412، 441، وفهرست الخديوية 3: 107، والأعلام 8: 143، والكشاف 76.

ص: 191

‌باب من اسمه مصطفى بن يوسف

‌5406 - الشيخ الفاضل مصطفى بن يوسف بن إبراهيم الزهري، الشرواني، المدني، الفاضل الكامل العالم البارع الأوحد المفنن

*

ترجمه العلامة المرادي في "سلك الدرر" بما نصه: ولد بـ "المدينة المنورة" سنة ثمان وثمانين وألف، ونشأ بها، وأخذ في طلب العلم، وقرأ على والده الجمال يوسف، وعلى عمه علي أفندي، وتعلم عليه اللسان الفارسي، وأخذ عن الجمال عبد الله بن سالم البصري المكى الحديث وغيره، وأخذ عن غيرهما، ونبل، وفضل، وصارت له مشاركة في العلوم.

ودرس في المسجد النبوي، وتولى مدرسة محمد أغا القزلار شيخ الحرم، ودرس بها، وانتفعت به الأفاضل، وتولى نيابة القضاء، وسلك بها أحسن مسلك، وتولى مشيخة الخطباء والأئمة بالحرم الشريف النبوي.

وكان محمود السيرة، سالم السريرة، ميمون الحركات والسكنات، ثم إنه أراد التوجه لـ "لروم" من الطريق المصري، فتوفي بـ "مصر" سنة أربع وستين ومائة وألف، رحمه الله تعالى وإيانا.

* * *

* راجع: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 4: 252.

ص: 192

‌5407 - الشيخ الفاضل مصطفى بن يوسف بن صالح البرسوي، الشهير بخواجه زاده

*

قرأ عند محمد بن أياتلوغ الأصلين، والمعاني، والبيان.

ثم وَصَل إلى خضر بيك، وهو مدرّس بسلطانية "بروسا"، حصل علوما كثيرة، وأعطاه السلطان مراد خان تدريس الأسدية بـ "بروسا".

ولما انتهت السلطانة إلى محمد خان، وشاهد العلماء رغبته في العلم، ذهب إليه، فجعل معلّم نفسه، وقرأ عليه "متن الزنجاني"، وكتب خواجه زاده شرحا عليه.

وحكي أن المولى علي الطوسي لما ذهب إلى بلد العجم لقي عليا القوشجي، فقال له: إلى أين تذهب؟ قال: إلى بلاد "الروم"، فقال عليك بمداراة الكوسج خواجه زاده.

فلما قدم القوشجي استقبله علماء "قسطنطينية"، وكان خواجه زاده قاضيا بها، فذكر القوشجي ما شاهد في البحر من المد والجزر، فبين خواجه زاده سبب المد والجزر، ثم جرى ذكر بحث السيّد مع التفتازاني عند تيمور، فرجَّح القوشجى جانب التفتازاني، فقال خواجه زاده: إني قد حققت الأمر، وظهر لي أن ألحق مع السيّد، فطالع القوشجي ما كتبه، فلما لقي السلطان

* راجع: معجم المؤلفين 12: 290.

ترجمته في شذرات الذهب 7: 354، 355، والشقائق النعمانية 1: 197 - 220، والبدر الطالع 2: 306 - 308، والفوائد البهية 214، 215، وكشف الظنون 497، 513، 1139، 1892، 2029، وهدية العارفين 2: 433، الفوائد 214.

ص: 193

مراد خان قال: لا نظير لخواجه زاده في العجم، فقال السلطان: ولا في العرب.

وحكي أن المولى عبد الرحمن بن المؤيد لما وصل إلى خدمة الجلال الدوَّاني، قال له: بأيّ هدية جئت إلينا؟ قال بكتاب "التهافت" لخواجه زاده، فطالعه، وقال: قد كان في فكري أن أكتب في هذا الباب كتابا، ولو كتبت في أن أرى هذا الكتاب لأفضحت.

مات خواجه زاده بـ "بروسا" سنة 893 هـ.

ومن تلامذته: يوسف القراصوي، ويوسف الكراماسني، وركن الدين محمد، الشهير بزيرك زاده، وقطب الدين محمد بن محمد بن قاضي زاده، وغيرهم.

من آثاره: "شرح الريحانية"، و"حاشية على شرح التنقيح" للتفتازاني في الأصول، و"حاشية على شرح المواقف" للإيجي، لم تكمل، كتاب في المحاكمة بين تهافت الغزالي والحكماء، و"حاشية على شرح هداية الحكمة"، و"شرح العزي" في التصريف.

* * *

‌5408 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين مصطفى بن يُوسُف بن صَالح البروسوي، المشتهر بَين النَّاس بالمولى خواجه زَاده، نوّر الله تَعَالَى مرقده، وَفِي أَعلَى غرف الْجنان أرقده

*

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 76 - 78.

ص: 194

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: كَانَ وَالِده من طَائِفَة التُّجَّار، وَكَانَ صَاحب ثروة عَظِيمَة، وَكَانَ أولاده مترفهين فِي اللبَاس وَالْعَبِيد، وَعيِن للْمولى خواجه زَاده فِي شبابه كل يَوْم درهما وَاحِدًا فَقَط، وَكَانَ ذَلِك لاشتغاله بِالْعلمِ، وَتَركه طَريقَة وَالِده، وَقد سخط أبوه عَلَيْهِ لذَلِك.

وَفِي يَوْم من الأيام اجْتمع وَالِده مَعَ الشَّيْخ الْعَارِف بِالله تَعَالَى ولي شمس الدّين البُخَارِيّ قدّس سرّه، فَرَأى الشَّيْخ شمس الدّين الْمولى خواجه زَاده، وَعَلِيهِ سوء الْحَال، يجلس فِي صف النِّعَال، وَعَلِيهِ ثِيَاب دنيئة، وَرَأى إخوته متجمّلين بالثياب النفيسة مَعَ الخدم وَالْعَبِيد.

فَقَالَ الشَّيْخ الْمَذْكُور لوالده: من هَؤُلَاءِ؟ وَأَشَارَ إلى أولاده.

فَقالَ: أولادي.

قَالَ: وَمن هَذَا، وأشار إلى الْمولى خواجه زَاده.

قَالَ هُوَ أيضا وَلَدي.

قَالَ: لأيّ سَبَب هُوَ فِي سوء الْحَال؟

قَالَ: إِنّي أسقطته من عَيْني لتَركه طريقتي، فنصح الشَّيْخ لَهُ، وَلم يُؤثر فِيهِ نصحه، وَلما قَامُوا عَن الْمجْلس قَالَ الشَيْخ للْمولى خواجه زَاده ادن مني، فَدَنَا مِنْهُ، فَقَالَ: لَا تتأثر من سوء الْحَال، فَإِن الطَّرِيق طريقك، وَيكون لَك إن شَاءَ الله تَعَالَى شَأْن عَظِيم، وَيقوم إخوتك عنْدك فِي مقَام الخدم وَالْعَبِيد.

وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى لَا يملك إلا قَمِيصًا وَاحِدًا، وَكَانَ لَا يقدر على اشْتِرَاء الْكتاب، وَيكْتب كِتَابه بِنَفسِتهِ على أوراق ضَعِيفَة لرخصها، ثمَّ إنه حصل الْعُلُوم، ثمَّ وصل إلى خدمَة الْمولى ابْن قَاضِي أياثلوغ، وَقد مرّ ذكره.

ص: 195

وقرأ عِنْده الأصولين، والمعاني، وَالْبَيَان فِي مدرسة اغراس، ثمَّ وصل إلى خدمَة الْمولى حضر بك ابْن جلال، وَهُوَ مدرس سلطانية "بروسه"، ثمَّ صَار معيدا لدرسه، وَحصل عِنْده علوما كَثِيرَة، وَهُوَ فِي سنّ الشَّبَاب، وَكَانَ الْمولى الْمَذْكُور يُكرمهُ إكراما عَظِيما، وَكَانَ يَقُول: إِذا أشكلت عَليّ مسئلة لتعرض على الْعقل السَّلِيم، يُرِيد بِهِ الْمولى خواجه زَاده.

ثمَّ أرسله الْمولى حضر بك إلى السُّلْطَان مُرَاد خَان، وَشهد لَهُ باستحقاقه التدريس، فَقبله السُّلْطَان، إلا أنه كَانَ مُتَوَجها إلى السّفر، وَأَعْطَاهُ قَضَاء "كستل"، وَلما رَجَعَ عَن السّفر أعطَاهُ مدرسة الأسدية بِمَدِينَة "بروسه"، وَعين لَهُ كل يَوْم عشْرين درهما، فَمَكثَ هُنَاكَ سِتّ سِنِين، واشتغل بِالْعلمِ مَعَ فقر وفاقه، حَتَّى أنه كَانَ يخْدم فِي بَيته بِنَفسِهِ، وَحفظ هُنَاكَ "شرح المواقف".

ثمَّ لما انْتَهَت السلطنة إلى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان، وشاهد العلماء رغبته فِي الْعلم، ذَهَبُوا إليه، وأراد الْمولى خواجه زَاده الذّهاب إليه، لَكِن مَنعه فقره عَن السّفر، وَكَانَ لَهُ خَادِم من أَبنَاء التّرْك، فاقترض لَهُ ثَمَانمِائَة دِرْهَم، فَاشْترى بهَا فرسا لنَفسِهِ وفرسا لِخَادِمِهِ، وَذهب إلى السُّلْطَان، ولقيه وَهُوَ ذَاهِب من "قسطنطينية" إلى "أدرنه"، وَلما رَآهُ الْوَزير مَحْمُود باشا، قَالَ لَهُ: أصبت فِي مجيئك، إني ذكرتك عِنْد السَّلْطَان، اذْهَب إليه، وَعِنْده الْبَحْث، فَذهب إليه، وَسلم على السُّلْطَان، فَقَالَ السُّلْطَان لمحمود باشا: من هَذَا؟

فَقَالَ: هُوَ خواجه زَاده، فَرَحَّبَ بِهِ السُّلْطَان، فَإِذا فِي أحد جانبيه الْمولى زيرك، وَفِي جَانِبه الآخر الْمولى سَيِّدي عَليّ، فَتوجّه خواجه زَاده إلى جَانب سَيِّدي عَليّ، وَاعْترض على الْمولى زيرك، فَجرى بَينهمَا كَلَام كثير، وَذهب الْمولى سَيِّدي عَليّ، وَبَقِي هُوَ فِي جَانب السُّلْطَان، وَكثر المباحثة، وأفحم الْمولى زيرك، حَتَّى قَالَ لَهُ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان كلامك لَيْسَ

ص: 196

بِشَيْء، وَذهب الْمولى زيرك، وَبَقِي الْمولى خواجه زَاده عِنْد السُّلْطَان، وتحدث مَعَه إلى الْمنزل.

ثمَّ إن السُّلْطَان مُحَمَّد خَان أحسن إلى الْمولى سَيِّدي عَليّ، وإلى الْمولى زيرك، وَبَقِى الْمولى خواجه زَاده حَزينًا مهموما، حَتَّى أن خادمه صَار لَا يَخْدمه، وَيَقُول لَهُ: لَو كَانَ لَك علم لأكرمك، كَمَا أكرمهم، وَفِي بعض الْمنَازل نَام الْخَادِم، وخدم خواجه زَاده الْفرس بِنَفسِهِ، ثمَّ جلس حَزينًا فِي ظلّ شَجَرَة، فَإِذا ثَلَاثَة من حجاب السُّلْطَان يسْأَلُون عَن خيمة خواجه زَاده، ويظنون أن لَهُ خيمة كَسَائِر الأكابر، فأشار بعض النَّاس إليهم أن هَذَا الْجَالِس فِي ظلّ الشَّجَرَة هُوَ خواجه زَاده، فأنكروا ذَلِك، ثمَّ جاؤوا، وسلموا عَلَيْهِ، وَقَالُوا: أنت خواجه زَاده؟

قَالَ نعم. قَالُوا: أصحيح هَذَا؟ قَالَ: نعم، قَالُوا: أنت مدرس الأسدية، وأنت الَّذِي ألزمت على الْمولى زيرك، قَالَ: نعم، فتقدموا إليه، وقبلوا يَده، وَقَالُوا: إن السُّلْطَان جعلك معلما لنَفسِهِ، قَالَ الْمولى خواجه زَاده، فَظَنَنْت أنهم يسخرون مني، ثمَّ ضربوا هُنَاكَ خيمة، فقدموا إليه طَوِيلَة فرس مَعَ عبيد، وألبسة فاخرة وَعشرَة آلاف دِرْهَم، وَالْعَبِيد أسرجوا مِنْهَا فرسا، وَقَالُوا: قُم إلى السُّلْطَان، وَالْخَادِم الْمَذْكُور نَائِم بعد، فَذهب إليه الْمولى خواجه زَاده، ونبَّهه من النّوم، فَقَالَ الْخَادِم: خَلِّنِي أنام، قَالَ: قُم، فَانْظُر إلى حَالي، قَالَ: إني أعرف حالك، دَعْنِي أنام، فأبرم عَلَيْهِ، فَقَامَ، وَنظر الْحَال.

فَقَالَ: أَي حَال هَذَا؟ قَالَ: إني صرت معلم السُّلْطَان، فَقبل الْخَادِم يَده، وتضرع إليه، وَاعْتذر عَن تَقْصِيره فِي خدمته، ثمَّ إن الْمولى خواجه زَاده أدى فِي ذَلِك الْوَقْت مَا عَلَيْهِ من دينه للخادم الْمَذْكُور، وَهُوَ ثَمَانمِائَة دِرْهَم، ثمَّ ركب إلى السُّلْطَان.

ص: 197

وقرأ عَلَيْهِ السُّلْطَان متن عز الدّين الزنجاني فِي التصريف، وَكتب هُوَ شرحا عَلَيْهِ، وتقرب عِنْده غَايَة التَّقَرُّب، حَتَّى حسده الْوَزير مَحْمُود باشا، وَقَالَ يَوْمًا للسُّلْطَان: يُرِيد خواجه زَاده منصب قَضَاء الْعَسْكَر، قَالَ: لأيّ شَيْء يتْرك صحبتي؟ قَالَ: يُريدهُ، وَقَالَ لخواجه زَاده أمرك السُّلْطَان أن تصير قَاضِي الْعَسْكَر، فَقَالَ: أنا لَا أريده.

قَالَ: هَكَذَا جرى الأمر، فامتثل أمْرَهْ، وَصَارَ قَاضِيا بالعسكر، وَكَانَ وَالِده وقتئذ فِي الْحَيَاة، فَسمع أن ولده صَار قَاضِيا بالعسكر، فَلم يصدق، وَلما تَوَاتر الْخَبَر قَامَ من "بروسه" إلى مَدِينَة "أدرنه" لزيارة ابْنه، فَلَمَّا قرب من "أدرنه" استقبله الْمولى خواجه زَاده، وَتَبعهُ عُلَمَاء الْبَلَد، وأشرافه، فَنظر وَالِده، فَرَأى جمعا عَظِيما، وَقَالَ من هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: ابْنك، قَالَ: إن ابْني هَل بلغ إلى هَذِه الْمرتبَة، قَالُوا: نعم.

فَلَمَّا رأى الْمولى خواجه زَاده وَالِده نزل عَن فرسه، وَنزل وَالِده أيضا، فَقبل وَلَده، وعانقه، وَاعْتذر إليه عَن تَقْصِيره، وَقَالَ الْمولى خواجه زَاده: إنك لَو أعطيتني مَالا لما بلغت إلى هَذَا الجاه، ثمَّ إنه عرض وَالِده على السُّلْطَان، وأذن لَهُ فِي الدخُول عَلَيْهِ، فَدخل هُوَ عَلَيْهِ بهدَايَا جزيلة، وَقبل يَد السُّلْطَان.

ثمَّ إن الْمولى خواجه زَاده صنع ضِيَافَة عَظِيمَة لوالده، وَجمع الْعلمَاء والأكابر، وَجلسَ هُوَ فِي صدر الْمجْلس، ووالده عِنْده، وَسَائِر الأكابر جَلَسُوا على قدر مَرَاتِبهمْ، وَلم يمُكن لإخوانه الْجُلُوس فِي الْمجْلس لازدحام الأكابر، فَقَامُوا مقَام الخدم، فَقَالَ الْمولى خواجه زَاده فِي نَفسه: هَذَا مَا ذكره لي الشَّيْخ ولي شمس الدّين رَحمَه الله تَعَالَى على ذَلِك، ثمَّ إن السُّلْطَان أعطاه تدريس سلطانية "بروسه"، وَعين لَهُ كل يَوْم خمسين درهما.

وَحكى وَالِدي رَحمَه الله تَعَالَى عَنهُ أنه قَالَ: حِين كنت مدرسا بسلطانية "بروسه" كنت فِي سنّ ثَلَاث وَثَلَاثِينَ سنة، وَلَيْسَ لي محبَّة شَيْء

* * *

ص: 198

سوى محبَّة الْعلم، وَكَانَ يفتخر بتدريس سلطانية "بروسه" فَوق مَا يفتخر بِقَضَاء الْعَسْكَر، وَتَعْلِيم السُّلْطَان مُحَمَّد خَان، قَالَ: وَكَانَ لي وقتئذ مائَة ألف دِرْهَم، ثمَّ إن السُّلْطَان مُحَمَّد خَان أمرَهْ بالمباحثة مَعَ الْمولى زيرك، حَتَّى ألزمه وأعطاه مدرسته بـ "قسطنطينية"، وَقد مرّ ذكره مشروحا، واشتغل بِتِلْكَ الْمدرسَة اشتغالا عَظِيما.

وصنف هُنَاكَ "كتاب التهافت" بِأَمْر السُّلْطَان، وَقد مر ذكره أيضا، ثمَّ إنه استقضي ببلدة "أدرنه"، ثمَّ استقضي بِمَدِينَة "قسطنطينية" يَحْكِي وَالِدي عَن الْمولى العذاري أنه قَالَ: الْمُصِيبَة كل الْمُصِيبَة قبُوله الْقَضَاء، إذ لَو داوم على الِاشْتِغَال الَّذِي كَانَ هُوَ عَلَيْهِ لظهر لَهُ آثَار عَظِيمَة فِي الْعلم، بِحَيْثُ يتحير فِيهِ أولو الألباب.

ثمَّ إن السُّلْطَان مُحَمَّد خَان جعل مُحَمَّد باشا القرماني وزيرا، وَكَانَ هُوَ من تلامذة الْمولى عَليّ الطوسي، وَكَانَ متعصبا لذَلِك على الْمولى خواجه زَاده، فَقَالَ للسُّلْطَان مُحَمَّد خَان: إن خواجه زَاده يشكو من هَوَاء "قسطنطينية"، وَيَقُول: قد نسيت مَا حفظت من الْعُلُوم، ويمدح هَوَاء "أزنيق"، فَقَالَ السُّلْطَان: أعطيته قَضَاءَهُ مَعَ مدرسته، فَذهب إلى "أزنيق" امتثالا لأمره.

ثمَّ ترك قَضَاءَهُ، وَقَالَ: إنه مَانع لاشتغالي بِالْعلمِ، وَبَقي مدرسا بهَا إلى أن مَاتَ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان، عَلَيْهِ الرَّحْمَة والرضوان، وَفِي ذَلِك قَالَ بعض من تلامذته، وَهُوَ المرحوم الْمولى سراج الدّين:

وُجُوه اعْتِرَاف قد عنت لَك سَيِّدي

ويرجى عنايات وَيظْهر تعنيت

وتعطس عَن أنف من الْفضل شامخ

وَلَيْسَ يرى غير الشماتة تشميت

رَأَيْت هذَيْن الْبَيْتَيْنِ مكتوبين بِخَط الْمولى خواجه زَاده فِي ظهر كتاب "التَّوْضِيح"، وَقَالَ هُنَاكَ للأخ الْفَاضِل مَوْلَانَا سراج الدّين المرحوم فِي حق الْفَقِير الحائر عِنْد معاداة الْوَزير الجائر، ثمَّ إن الْمولى خواجه زَاده أتى من بَلْدَة

ص: 199

"أزنيق" إلى بَلْدَةْ "قسطنطينية" فِي حَيَاة الْوَزير الْمَزْبُور، فَذهب إليه رَاكِبًا على بغلته، وتلامذته يَمْشُونَ قدامه، مِنْهُم الْمولى سراج الدّين الْمَذْكُور، وَالْمولى بهاء الدّين المرحوم، وَكَانَا مدرسين حِينَئِذٍ بالمدارس الثمان، وَمِنْهُم الْمولى مصلح الدّين اليارحصاري، وَكَانَ هُوَ مدرسا بمدرسة مُرَاد باشا بِمَدِينَة "قسطنطينية".

فَلَمَّا رَآهُ الْوَزير بِهَذِهِ الأبهة والجلال تحير، واستقبله إلى بَابه، وأجلسه مَكَانَهُ، وَجلسَ هُوَ قدامه، والتلامذة قائمون على أقدامهم، فَتحدث مَعَه سَاعَة، ثمَّ قَامَ، وأخذ هَؤُلَاءِ الأكابر بركابه، وَمَشوا قدامه إلى بَيته، وتأوه الْوَزير.

وَقَالَ: مَا قَدرنَا على كسر عرضه، وَمَا علمت أن عزته بِالْعلمِ لَا بالمنصب، وَكَانَ السَّبَب لمجيئه إلى "قسطنطينية" أن الْوَزير الْمَذْكُور حرض الْمولى خطيب زَاده، حَتَّى طلب المباحثة مَعَ الْمولى خواجه زَاده، فَقَالَ خواجه زَاده: إنه يباحث أولا مَعَ تلامذتي، فإن غلب عَلَيْهِم يباحثني، فَسمع الْمولى خطيب زَاده ذَلِك الْكَلَام، فاتهمه بالإحجام عَن المباحثة، وسَمعه الْمولى خواجه زَاده، وأرسل إلى "أزنيق" خَادِمًا أن يَجِيء بكتبه إليه، فَذهب المرحوم سِنَان باشا إلى الْوَزير الْمَذْكُور، فَقَالَ: هَل تُرِيدُ كسر عرض خطيب زَاده؟ قَالَ: لَا، قَالَ: إن خواجه زَاده بعد تكميل مطالعته لَا يُمكن لأحَد أن يتَكَلَّم مَعَه، فَقَالَ الْوَزير: الأمر هَكَذَا؟ قَالَ: نعم.

ثمَّ أذن للْمولى خواجه زَاده أن يذهب إلى "أزنيق"، فَلم يلبث إلا قَلِيلا، حَتَّى مَاتَ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان، وَجلسَ السُّلْطَان بايزيد خَان على سَرِير السلطنة، فَأعْطَاهُ سلطانية "بروسه"، وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم، ثمَّ أعطاه منصب الْفَتْوَى بِمَدِينَة "بروسه"، وَقد اخْتَلَّ رِجْلَاهُ وَيَده الْيُمْنَى، وَكَانَ يكْتب الْفَتْوَى بِالْيَدِ الْيُسْرَى، وَكَانَ لَا يكْتب الْفَتْوَى إلا بعد النّظر فِي الْفَتَاوَى، حَتَّى إِذا كررت عَلَيْهِ مسئلة وَاحِدَة كرر النّظر إليها، وَكَانَ يُعلل فِي

ص: 200

ذَلِك، وَيَقُول: لَو سامحت النَّفس فِيهَا لربما تسَامح فِي غَيرهَا، وَكَانَ إِذا لم تُوجد مسئلة فِي الْفَتَاوَى يسْلك مَسْلَك الراي، وَرُبمَا يظْهر لَهُ وُجُوه، ويرجّح وَاحِدًا مِنْهَا على الْبَوَاقِي.

قَالَ: ثمَّ إني أجد تلك المسئلة فِىِ بعض الْكتب، وَأجِد أنه قد ذهب إلى كل مَا لَاحَ لي من الْوُجُوه وَاحِد من الأئمة، وَأجِد مَا رجّحته قد قيل فِيهِ، وَهُوَ الأصح، وَعَلِيهِ الْفَتْوَى.

قَالَ الْمولى الْوَالِد رَحمَه الله تَعَالَى: قلت حِين سَمِعت هَذِه الْحِكَايَة مِنْهُ: إن هَذِه مرتبَة عَظِيمَة، قَالَ: وَلَيْسَ لي فضل على سَائِر الْعلمَاء، إلا بِهَذِهِ، قَالَ الْمولى الْوَالِد رَحمَه الله تَعَالَى: قَرَأت عَلَيْهِ حَوَاشِى "شرح الْمُخْتَصر" للسيد الشريف، فَلَمَّا بلغنَا إلى مَبْحَث خَواص الذاتي، وَكُنَّا نسْمع أن لَهُ هُنَاكَ اعتراضات على السَّيِّد الشريف، قرر الْمولى تِلْكَ الاعتراضات، وَمَا قَدرنَا أن نتكلم عَلَيْهَا لقوتها.

ثمَّ قَالَ الْمولى الْمَذْكُور: وَهَذِه من الاعتراضات الَّتِي لَو كَانَ حَضْرَة الشريف فِي الْحَيَاة، وعرضتها عَلَيْهِ لقبلها بِلَا توقف، وَلَا أقل من الْقبُول بعد المباحثة، ثمَّ قَالَ: وَلَا تَظنن من كَلَامي هَذَا أني أدعِي الْفضل على حَضْرَة الشريف أوْ التَّسَاوِي مَعَه، فحاشا ثمَّ حاشا، إنه أستاذي فِي الْعُلُوم، لقد استفدت من تصانيفه، وَلَكِن كَانَ لَهُ همة صَادِقَة، وَلم يتخللها سوء المزاج وَلَا المناصب الأجنبية، وَلَقَد كَانَت معي تِلْكَ الهمة الصادقة، وَلَكِن تخللها سوء المزاج والمناصب الْأَجْنَبِيَّة، كالقضاء وَنَحْوه، وَلَو لم يتخللها هَذِه لَكَانَ لي شَأْن فِي الْعلم.

قَالَ الْمولى الْوَالِد رَحمَه الله تَعَالَى: هَذِه عِبَارَته بِعَينهَا، قَالَ: وَكَانَ يَقُول: مَا نظرت فِي كتاب أحْد بعد تصانيف حَضْرَة الشريف بنية الاستفادة، وَحكى الْمولى الْوَالِد أنه قَالَ: إني صَاحب إقدام وإحجام، قلت: مَا التَّوْفِيق

ص: 201

بَينهَا؟ قَالَ: إِذا كملت مطالعتي لَا أخاف أحدا كَائِنا من كَانَ، وَإِذا لم أكملها أخاف كل أحْد، قَالَ الْمولى الْوَالِد: إنه كَانَ لا يتكلم بِلَا مطالعة أصلا.

نقل الْمولى الْوَالِد عَنهُ أنه قَالَ يَوْمًا: إن الْعُلُوم على ثَلَاثَة أقسام، قسم مِنْهَا مَا يُمكن تَقْرِيره وتحريره، وَهُوَ الْمَكْتُوب فِي المصنفات، وَمِنْهَا مَا يمُكن تَقْرِيره، وَلَا يجوز تحريره، وَهُوَ الْجَارِي عِنْد المباحثة، وَمِنْهَا مَا لا يمكن تَقْرِيره وَلَا تحريره، قَالَ: قلت: وأي علم لَا يُمكن التَّعْبِير عَنهُ؟ قَالَ: مَا لا يمُكن التَّعْبِير عَنهُ لدقته إلا إذا حصل لأَحَد تِلْكَ الْحَالة الذوقية، فيتكلم مَعَه فِيهِ بالإيماء والإشارة لَا بِصَرِيح الْعبارَة.

وَحكى عَنهُ أيضا أنه قَالَ: ذهبت يَوْمًا إلى الْوَزير الْمَذْكُور، وَجَلَست عِنْده، وَفيِ جَانِبه الآخر خير الدّين المهزول، وأراد بِهِ الْمولى خواجة خير الدّين معلم السُّلْطَان مُحَمَّد خَان، قَالَ: ثمَّ جَاءَ ابْن أفضل الدّين، فَجَلَسَ عِنْد خير الدّين، وأنف أن يجلس عِنْدِي، فتكدرت عَلَيْهِ لذَلِك، قَالَ قَالَ: ثمَّ جرى فِي الْمجْلس فضل السَّيِّد الشريف، واتفقا على أنه لَا يرد عَلَيْهِ اعْتِرَاض أصلا، قَالَ: قلت: إنه بشر، يُمكن أن يخطيء، وَلَكِن خَطؤُهُ قَلِيل، قَالَ: فأنكرا عَليّ، فَقلت: إنه يعْتَرض فِي "شرح المواقف" على الْعَلامَة التَّفْتَازَانِيّ فِي قَوْله: إن علم الْكَلَام مُحْتَاج إلى الْمنطق، وَيَقُول: لَا يجترئ عَلَيْهِ إلا فلسفي أوْ متفلسف، يلحس من فضلات الفلاسفة، قَالَ: وَيذكر نَفسه كَلَام الْعَلامَة التَّفْتَازَانِيّ فِي حَوَاشِيه على "شرح الْمُخْتَصر" بقوله: وَالْحق قَالَ: قلت: وَهَذَا خطأ صَرِيح، قَالَ: فاعترفا بِمَا نقلته عَن "شرح المواقف"، وأنكرا مَا نقلته عَن الْحَوَاشِي الْمَذْكُورَة.

قَالَ: قلت: إنه مَكْتُوب فِي نُسْخَتي فِي الصفحة الْيُمْنَى بعد أربعة أسطر، وَهُوَ اآان نصب عَيْني، قَالَ: قَالَ الْوَزير: عِنْدِي الْحَوَاشِي الْمَذْكُورَة، فَأمر بإحضارها، فأحضرت، وَكَانَ غَرَضه من ذَلِك أن لَا يُوجد فِيهَا، وَيظْهر

ص: 202

افترائي على حَضْرَة الشريف، قَالَ: فَوجدت الْكَلَام الْمَذْكُورْ فِيِ الْحَاشِيَة، فَنظر إليه، فَسكت خير الدّين، وَقَالَ ابْن أفضل الدّين: مَا فِي هَذِه الْحَاشِيَة بَيَان فِي نفس الأمر، وَمَا فِي "شرح المواقف" اعْتِرَاض، قَالَ: قلت: إنك قلت: فِي نفس الأمر، وَمَا مَعْنَاهَا؟ قَالَ: إن لَهَا مَعْنيين، قَالَ: قلت: قد أخطأت، وجهلت أن لَهَا معنى وَاحدًا، يصدق على أَمريْن، وَأَنت مِمَّن لَا يفرق بَين الْمَفْهُوم وَبَين مَا صدق هُوَ عَلَيْهِ، وَمَعَ ذَلِك تَدعِي الْعلم، قَالَ: فَسكت ابْن أفضل الدّين.

قَالَ: قَالَ الْوَزير: يَا مَوْلَانَا إن فِيك لحدة، قَالَ: قلت: نعم، إن لي حِدة، لَكِن على الْكَلَام الْبَاطِل، قَالَ: قَالَ الْوَزير: أهكذا تعامل مَعَ طلبتك، قَالَ: قلت: لَو تكلم وَاحِد مِنْهُم بِمثل هَذَا الْكَلَام الْبَاطِل لضَرَبْت بِالْكتاب على رَأسه، قَالَ: فَضَحِك الْوَزير، ثمَّ قُمْت، فَذَهَبت

* * *

‌5409 - الشيخ الفاضل مصطفى بن يوسف بن مراد الأيوبي، الموستاري، البوسنوي، الرومي

*

فقيه، أصولي، منطقي، بياني، فرضي مشارك في غير ذلك.

تعلم في "القسطنطينية"، وتولى الإفتاء في "موستار" إلى أن توفي سنة 1119 هـ.

* راجع: معجم المؤلفين 12: 291. وترجمته في سلك الدرر 4: 218، 219، وهدية العارفين 2: 443، وكتبخانه ولي الدين 126، والأعلام 8: 148، وإيضاح المكنون 1: 339، 2: 524.

ص: 203

من تصانيفه: "حاشية على شرح الفناري" على إيساغوجي في المنطق، و"مفتاح الحصول على مراة الأصول" لمنلا خسرو في أصول الفقه، و"تعليقة على شرح مختصر المعاني" للتفتازاني، و"شرح لب الفرائض"، و"نفائس المجالس" في الوعظ والإرشاد.

* * *

‌باب من اسمه مصطفى فقط

‌5410 - الشيخ الفاضل مصطفى المعروف بنعيما، الحلبي، نزيل "قسطنطينية"، وأحد خواجكان ديوان السلطان

*

ذكره العلامة المرادى في "سلك الدرر"، وقال: هو الأديب العارف المنشئ الكاتب المؤرّخ الشاعر الشهير، ارتحل لدار الخلافة والملك في الروم "قسطنطينية" العظمى، وصار من تربدارية سراية السلطان، ثم بعد ذلك انتسب إلى الوزير أحمد باشا القلائلي وخدمه، وصار عنده كاتب ديوانه، وفي سنة ست عشرة ومائة وألف في جمادى الأولى تولى الوزير المذكور الصدارة الكبرى، فوجّه على المترجم محاسبة "أناطولي"، وفي سنة إحدى وعشرين صار تشريفتجي الدولة العثمانية، ورؤي لائقًا للخدمة المرموقة، وصار كاتبًا لوقائع المعبر عنه بينهم بوقعة نويس.

* راجع: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 4: 253.

ص: 204

وفي سنة خمس وعشرين في رجبها صار دفتر أميني الدولة، وهذا المنصب من المناصب المعلومة بين خواجه، كان الدولة، وفي سنة ست وعشرين أعطى منصب باش محاسبه، ثم في ربيع الأول سنة سبع وعشرين لما ذهبت العساكر الإسلامية من طرف الدولة العثمانية بعد الفتح والظفر في أواخرها صار المترجم عند رئيس العسكر دفتر أميني أيضًا.

ومن آثاره: تبييض تاريخ ابن شارح المنار، وذيل عليه أيضًا بمقدار، وهو الآن مشهور بـ "تاريخ نعيما"، وكان له بالتركية شعر جيّد، يعرفه أولو الفهم بذلك اللسان، ولم أر له في العربية شيئًا.

وكانت وفاته خلال سنة ثمان وعشرين ومائة وألف في قلعة باليه بادره، رحمه الله تعالى، ورحم من مات من المسلمين أجمعين. آمين.

* * *

‌5411 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين مصطفى، المشتهر بِالنِّسْبَةِ إلى الْمولى خواجه زَاده

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: قَرَأَ رَحمَه الله تَعَالَى أولا بعض الْعُلُوم، ثمَّ وصل إلى خدمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى حاجي خَليفة، وَحصل عِنْده الطَّرِيقَة، حَتَّى أجازه للإرشاد، وَقَامَ مقَامه فِي الزاوية بعد وَفَاة الشَّيْخ صفي الدّين بِوَصِيَّة مِنْهُ، ثمَّ ترك الزاوية لأجل الشَّيْخ نصوح، وَانْقطع عَن النَّاس، واشتغل بِنَفسِهِ.

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 260.

ص: 205

كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى رجلا متواضعا، أديبا مهيبا، وقورا صبورا، وَكَانَ يُشَاهد فِي وَجهه آثَار الِاسْتِغْرَاق والوجد، ثمَّ ارتحل إلى "الْقُدس الشريف".

وَمَات هُنَاكَ فِي عشر الثَّلَاثِينَ والتسعمائة من الْهِجْرَة، قدّس سرّه.

* * *

‌5412 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين مصطفى، الشهير بِابْن الْمعلم

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما بالعلوم الظَّاهِرَة كلهَا حَافِظًا لِلْقُرْآنِ الْعَظِيم، وَكَانَ يَقْرَؤُهُ بالقراءات السَّبع، بل الْعشْر.

ثمَّ رغب فِي التصوّف، وَصَحب مَعَ الشَّيْخ حاجي خَليفَة بن الْوَفَاء، ثمَّ أجَازه للإرشاد الشَّيْخ نصوح وَأقَام مقَامه. وَكَانَ رجلا، أديبا لبيبا، وقورا، صبورا، صَاحب خشيَة، وخضوع ومجاهدة ورياضة، وَكَانَ طَاهِر الظَّاهِر وَالْبَاطِن.

وَقد صلى التَّرَاوِيح بالختم أربعين سنة، مَاتَ فِي عشر الأربعين من الْهِجْرَة. قدّس سرّه.

* * *

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 260.

ص: 206

‌5413 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين مصطفى، الشهير بكوندر مصلح الدّين

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: قَرَأَ رحمه الله على عُلَمَاء عصره، ثمَّ رغب فِي التصوف، واتصل بِخِدْمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى تَاج الدّين من الطَّرِيقَة الزينية، ثمَّ اتَّصل بعد وَفَاته بِخِدْمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه محي الدّين القوجوي، وَأَجَازَهُ للإرشاد، وَجلسَ مَكَانَهُ بِمَدِينَة "قسطنطينية" بعد وَفَاته.

وَكَانَ رحمه الله عَالما، عابدا، زاهدا، مُنْقَطِعًا عَن النَّاس، وَلَا يخرج من بَيته إلا ليُصَلِّي فِي مَسْجده، وَلَا يخرج من زاويته إلا إلى الْجُمُعَة.

وَتُوفِّي على الْعِبَادَة وَالصَّلَاح، روّح الله روحه، وَنوّر ضريحه.

* * *

‌5414 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين مصطفى، الشهير بمصدر

* *

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: قَرَأَ على عُلَمَاء عصره.

ثمَّ صَار مدرسا بِبَعْض الْمدَارِس، حَتَّى صَار مدرسا بسلطانية "مغنيسا".

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 318.

* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 292، 293.

ص: 207

ثمَّ صَارْ مدرسا بِإِحْدَى الْمدَارِس الثمان، ثمَّ صَار قَاضِيا بِمَدِينَة "حلب"، ثمَّ صَار قَاضِيا بِـ "مَكَّة المشرفة"، ثمَّ عزل عَن ذَلِك، وَمَات بمِوضع قريب من "قسطنطينية".

كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى صَالحا عَالما فَاضلا، حَلِيم النَّفس، صَحِيح العقيدة، محبّا للخير، وَقَد انتسب فِي بعض أوقاته إلى الطَّرِيقَة الصُّوفِيَّة، وَوصل إلى خدمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى السَّيِّد عَليّ بن مَيْمُون المغربي، روّح الله تَعَالَى روحه، وَنوّر ضريحه.

* * *

‌5415 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين مصطفى، من خلفاء السَّيِّد أحْمَد البُخَارِيّ

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: وَكَانَ متوطنا بِمَدِينَة "قسطنطينية" فِي زاويته الْمُسَمَّاة بِذَات الأحجار.

وَكَانَ شَيخا نورانيا، عابدا، زاهدا، صَالحا، مفلحا، مُنْقَطِعًا إلى الله تَعَالَى، مشتغلا بإصلاح أصحابه. توفّي قَرِيبا من السِّتين وَتِسْعمِائَة، روّح الله روحه، وَنوّر ضريحه.

* * *

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 224.

ص: 208

‌5416 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين مصطفى، أخو زَوْجَة الْمولى عبد الْكَرِيم

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: قرأ على عُلَمَاء "الرّوم"، واشتهرت فضائله بَينهم، وفوّض إليه تدريس بعض الْمدَارِس.

وَمَات مدرسا بمرادية "بروسه"، رَحمَه الله تَعَالَى.

* * *

‌5417 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين مصطفى، الشهير بالبغل الأحمر

* *

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى محبا للْعلم فِي الْغَايَة، وحافظا لجَمِيع الْمسَائِل، مهتما فِي اشْتِغَال الطّلبَة، صارفا جَمَيع أوقاته فِي التدريس.

حكى عمي رَحمَه الله تَعَالَى أنه كَانَ يدرس كل يَوْم من عشرَة كتب من الْكتب الْمُعْتَبرَة.

وَكَانَ يحفظ جَمِيع الْمسَائِل لجَمِيع الْعُلُوم.

قَالَ: اشتغلت عِنْده مِقْدَار سنتَيْن، وَمَا قدرت على ترك الدَّرْس خوفًا مِنْهُ لشدَّة اهتمامه.

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 130.

* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 131، 132.

ص: 209

وكَانَ رحمه الله يَقُول: مَا ذكرت عِنْده مسئلة من الْفُنُون الأدبية والعقلية والعلوم الشَّرْعِيَّة الأصلية والفرعية إلا وَهِي فِي حفظه بألفاظها وعباراتها، حَتَّى أنه كَانَ يعرف اخْتِلَاف النسخ أيضا.

قَالَ: وَغَضب يَوْمًا على بعض الطّلبَة لعناده فِي مسئلة، وَقَالَ: مَا من مسئلة من "كتاب الْمَقْصُود" فِي الصّرْف إلى "الْكَشَّاف" للزمخشري إلا وَهِي فِي خاطري، وَمَا ذكرته من المسئلة غير مَذْكُور فِي كتاب أصلا، قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى وَكَلَامه هَذَا حق صَادِق، لَا ريب فِيهِ أصلا.

وَكَانَ مدرسا بمدرسة مناستر بـ "بروسه"، فأعطاه السُّلْطَان محمد خان الْمدرسَة الجديدة بـ "أدرنه"، وانحلت فِي ذَلِك الْيَوْم مدرسة من الْمدَارِس الثمان، قَالَ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان: أعطيها للْمولى مصلح الدّين، فَلَا أَحَق مِنْهُ بِتِلْكَ الْمدرسَة.

قَالَ الْوَزير: أعطيتموه الْيَوْم مدرسة بـ "أدرنه"، قَالَ: لَا بَأْس هُوَ مُسْتَحق لذَلِك، وَلما جلس السُّلْطَان بايزيد خَان على سَرِير السلطنة أعطاه مدرسته الأولى، وَهِي مدرسة مناستر، ثمَّ أعطاه مدرسته الثَّانِيَة بـ "أدرنه".

وَمَات وَهُوَ مدرس بهَا، كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى خَفِيف اللِّحْيَة، أحمر اللَّوْن، عَظِيم الجثة جدا، حَتَّى كَانَ لَا يحملهُ إلا فرس قوي غَايَة الْقُوَّة.

وَكَانَ إذا لم يحضر وَاحِد من طلبته مَوضِع الدَّرْس يذهب إلى حجرته بعد الدَّرْس، فإن كَانَ مَرِيضا يعودهُ وإلا فيوبخه غَايَة التوبيخ، ويهدّده تهديدا عَظِيما.

قَالَ عمّي رَحمَه الله تَعَالَى: أَتَى خَالِي من بَلْدَة "قسطموني" إلى مَدِينَة "أدرنه"، فأردنا ضيافته فِي بعض الْبَسَاتِين فِي يَوْم من أيام الدَّرْس، فاستأذنت الْمولى الْمَذْكُور فِي ذَلِك، فَغَضب عَليّ، وَقَالَ: جعلت ذَلِك مَانِعا عَن

ص: 210

الدَّرْس، ولأيّ شَيْء مَا جعلت الدَّرْس مَانِعا عَنهُ، وَقَالَ: وَلَوْلَا حيائي من خَالك لرددتك عَن الْمدرسَة، روّح الله تَعَالَى روحه.

* * *

‌5418 - الشيخ الفاضل مصطفى الأدرنوي، الرومي، الملقب بقبولي

*

صوفي.

من مشايخ الرفاعية.

من آثاره: "كنز الأسرار" في التصوف.

* * *

‌5419 - الشيخ الفاضل مصطفى، المعروف بابن العلبي الحلبي

* *

ذكره العلامة المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: هو مفتي الحنفية بـ "حلب"، ورئيسها السامي المكانة.

نبع من بين قومه متفردًا بشعار العلماء، فإن أهله كلهم تجار، غير أن لهم رياسة قديمة في التجارة والتموّل، وكان سافر إلى "الروم"، وانحاز إلى شيخ الإسلام يحيى بن زكريا، ولازم منه، وتقرب إليه كل التقرب، وكان الشيخ أبو

* راجع: معجم المؤلفين 12: 241.

ترجمته في هدية العارفين 2: 455.

* * راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 4: 383، 384.

ص: 211

اليمن مفتي "حلب" لما قارب الوفاة فرغ لابنه إبراهيم المقدم ذكره عن الفتوى، فلما أرسل عرضه إلى دار السلطنة كان صاحب الترجمة بها، وكان يتطلب من شيخ الإسلام أمورًا يستصعبها، فوجد الفتوى أسهل وأنفع له، فوجهها إليه مع المدرسة الخسروية، ولم يعتبر عرفي القاضي، ثم قدم إلى "حلب" مفتيًا، ورأس بها، وعلت حرمته.

ثم لما جاء السلطان مراد إلى "حلب" وفي صحبته شيخ الإسلام المذكور أراد الشيخ إبراهيم الشكاية إلى السلطان باعتبار أنه أعلم من صاحب الترجمة، فوجد لشيخ الإسلام اليد الطولى عند السلطان، فعرض الأمر عليه، فزجره زجرًا عنيفًا، ثم قال له: مهما أردت من المناصب أسعى لك فيه إلا الفتوى، فلم يقبل شيئًا حنقًا.

ثم أضاف شيخ الإسلام لابن العلبي صاحب الترجمة قضاء "أدلب الصغرى"، ولم ينل هذه الرتبة من تقدمه من مفتيه "حلب" خصوصًا، ولا الإخوة الثلاث: أبو الجود، ومحمد، وأبو اليمن مع اتساع علومهم ورفعة مقامهم، وابن العلبي هذا بالنسبة إليهم في الفضل بمثابة تلميذ لهم، ولا تتأتى له هذه المثابة، فإنه كان مشهورًا بالجهل.

وكان في أمر الفتاوى إنما هو صورة ممثلة، والذي ينظر أمرها رجل كان يكتب له الأسئلة يعرف بابن ندى، ومن غريب ما وقع لصاحب الترجمة أنه حضر يومًا الجامع، فأحضرت جنازة، فقدم للصلاة عليها إمامًا، فكبر خمسًا، فقال فيه السيّد أحمد بن النقيب هذه:

ومذ مصطفى صلى صلاة جنازة

وكبر خمسًا أعلن الناس لعنه

فقلت اعذروه إنه قلد الندى

ومن قبل في الفتوى لقد قلد ابنه

يشير إلى قول أبي تمام في قصيدته التي رثى إدريس بن بدر، ومطلعها:

ص: 212

دموع أجابت داعي الحزن همع

توصل منا عن قلوب تقطع

إلى أن قال:

ولم أنس سعي الجود خلف سريره

بأكسف بال يستقيم ويطلع

وتكبيره خمسًا عليه معًا لنا

وإن كان تكبير المصلين أربع

وما كنت أدري يعلم الله قبلها

بأن الندى في أهله يتشيع

وقوله: ومن قبل في الفتوى إلخ إشارة إلى كاتب أسئلته، الذي ذكرناه على طريق الاستخدام، وهذا المقطوع من سحر الكلام.

* * *

‌5420 - الشيخ الفاضل المولى الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ مصطفى السيروزي

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: كَانَ من خلفاء الشَّيْخ مُحَمَّد محي الدّين الأسكليبي، وَجلسَ بعد وَفَاته فِي زاويته.

وَكَانَ عَالما فَاضلا، زاهدا، صَاحب إرشاد، وَخلق عَظِيم.

انْتفع بِهِ كثير من النَّاس.

مَاتَ رَحمَه اللى تَعَالَى سنة سِتّ وَعشْرين وَتِسْعمِائَة، قدّس سرّه.

* * *

‌5421 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين مصطفى الْقُسْطَلَانِيّ، روّح الله روحه

* *

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 207، 208.

* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 87، 88.

ص: 213

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: قَرَأَ على عُلَمَاء "الرّوم"، ثمَّ وصل إلى خدمَة الْمولى الْفَاضِل حضر بك، نوّر الله مرقده.

كَانَ الْمولى خواجه زَاده وَالْمولى الخيالي وقتئذ معيدين لدرسه، ثمَّ صَار مدرّسا بقصبة "مدرني"، ثمَّ انْتقل إلى مدرسة ديمه توقه، ثمَّ لما بنى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان الْمدَارِس الثمان أعطاه وَاحِدَة مِنْهَا.

كَانَ رَحمَه اللهْ تَعَالَى لَا يفتر من الِاشْتِغَال والدرس، وَكَانَ يَدعِي أنه لَو أعطي الْمدَارِس الثمان كلّهَا لقدر أن يدرّس كل يَوْم فِي كل مِنْهَا ثَلَاثَة دروس، ثمَّ استقضي بِكُل من الْبِلَاد الثَّلَاث ثَلَاث مَرَّات، وَهِي مَدِينَة "بروسه" ومدينة "أدرنه"، ومدينة "قسطنطينية".

ثمَّ جعله السُّلْطَان مُحمَّد خَان فِي أَوَاخِر سلطنته قَاضِيا بالعسكر الْمَنْصُور، وَكَانَ قَاضِي الْعَسْكَر إلى ذَلِك الزَّمَان وَاحِدًا، وَكَانَ الْوَزير وقتئذ مُحَمَّد باشا الفراماني، فخاف من الْمولى الْقُسْطَلَانيّ، لأنه كَانَ لَا يُدَارِي النَّاس، وَيتَكَلَّم بِالْحَقِّ على كل حَال، فَعرض على السُّلْطَان مُحَمَّد خَان، وَقَالَ: إن الوزراء أيدهم الله تَعَالَى أربعة، وَلَو كَانَ قَاضِي الْعَسْكَر اثْنَيْنِ أحدهما فِي "روم إيلي"، والآخر فِي "أناطولي يكون أسهل فِي إتمام مصَالح الْمُسلمين، وَيكون زِينَة للديوان العالي، فَمَال السُّلْطَان مُحَمَّد جَان إلى رأيه، فَجعل الْمولى الْقُسْطَلَانِيّ قَاضِي عَسْكَر "روم إيلي"، وَجعل الْمولى ابْن الْحَاج حسن قَاضِي عَسْكَر أناطولي، وَهُوَ كَانَ وقتئذ قَاضِيا بـ "قسطنطينية"، فَلم يقبل الْمولى الْقُسْطَلَانِيّ، وَلم يرض بالمشاركة، وَأرْسل إليه الْوَزير الْمَزْبُور لَان يلين قلبه، فَلم يفد.

ثمَّ قَالَ الْوَزير: إني أذْهَبْ إليه بنفسي، فنصحوا للْمولى الْقُسْطَلَانِيّ، وَقَالُوا: إنه إذا جَاءَ إليك يرضيك الْبَتَّةَ، وَلَكِن لَا تأمن بعد ذَلِك من شَره، فَذهب إليه، وأرضاه بلين الْكَلَام، كَمَا قَالُوا.

ص: 214

قيل: إن الْمولى ابْنِ الْحَاج حسن حلف بِالطَّلَاق أن يخبر الْوَزير الْمَذْكُور بِكُل مَا يتَكَلَّم بِهِ الْمولى الْقُسْطَلَانِيّ عند السلطان فِي حق الْوَزير الْمَزْبُور.

وَبعد مُدَّة قَليلَة توفّي السُّلْطَان مُحمَّد خَان طيّب الله تَعَالَى ثراه، وَلما جلس السُّلْطَان بايزيد خَان على سَرِير السلطنة عزل الْمولى الْقُسْطَلَانِيّ عَن قَضَاء الْعَسْكَر، وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم، وَنصب مَكَانَهُ المرحوم إِبْرَاهِيم باشا ابْن خَلِيل باشا.

حكى الْمولى الْوَالِد رَحمَه الله تَعَالَى أنه لما مَاتَ الْمولى مصنّفك، وَحضر عُلَمَاء الْبَلَد كلهم دَفنه، وَكَانَ الْمولى الْقُسْطَلَانِيّ وقتئذ قَاضِيا بِمَدِينَة "قسطنطينية"، وَكَانَ بَيته فِي مَوضِع بني فِيهِ الآن جَامع السُّلْطَان سليم خَان، قَالَ الْمولى الْقسْطَلَانِيّ عِنْد رُجُوعه إلى منزله للْمولى الشهير ابْن مغنيسا، وَالْمولى الشهير بقاضي زَاده: أسألكما أن تبيتا عِنْدِي هَذِه اللَّيْلَة، وَنَذْهَب مَعَكُمَا غَدا إن شَاءَ الله تَعَالَى إلى زِيَارَة الْمولى مصنفك.

قَالَ الْمولى الْوَالِد: قَالَ الْمولى قَاضِي زَاده، قلت للْمولى الْقُسْطَلَانِيّ: إني أذْهَبْ إلى بَيْتِي، ثمَّ أجيء، وَكَانَ بَيته قَرِيبا من بَيته، قَالَ: وَلما اجْتَمَعنَا فِي بَيته عَشِيَّة تِلْكَ اللَّيْلَ أحضر حَقه فِيهَا معجون، قَالَ: وَكَانَ هُوَ مُتَّهمًا بالحشيش، قَالَ: فتحققته فِي تِلْكَ اللَّيْلَة أنه يداوم أكله، قَالَ: فَأكل نَفسه مِنْهُ شيأ كثيرا، ثمَّ أبرم عَليّ، وأنا اخْتَرْت الْكَذِب، وَقلت: إني ذهبت إلى بَيْتِي لهَذَا الأمر، فتركني، ثمَّ أبرم على الْمولى ابْن مغنيسا، فَأكل مِنْهُ قدرا يَسِيرا، وَبعد مُدَّة يسيرَة عملت فِي الْمولى الْقُسْطَلَانِيّ كَيْفيَّة المعجون، فشرع فِي بَث المعارف، فَتَارَة تكلم فِي الْعُلُوم الْحكمِيَّة.

وَسمعت مِنْهُ فِيهَا دقائق، لم أسمعها مُدَّة عمري، وَتكلم تَارَة فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة، وَبسط فِيهَا حقائق لم أسمعها أبدا، وَتارَة تكلم فِي التواريخ، وأرود

ص: 215

مِنْهَا غرائب لم تسمعها الآذان، وَتارَة تكلم فِي القصائد الْعَرَبيّة، وَسمعت فِيهَا غرائب لم تسمعها الآذان.

قَالَ: وشاهدت تبحّرة فِي كل الْعُلُوم جلائلها ودقائقها، قَالَ: وَقَالَ هُوَ فِي أثناء الْكَلَام: إن هَذَا وأشار إلى المعجون، حَال بيني وَبَين معلوماتي، قَالَ: قلت: حالك الآن هَذَا، فَمَا حالك قبل هَذَا؟

وَحكى لي ثِقَة عَن الْمولى لطفي التوقاتي أنه قَالَ: كنت من طلبة الْمولى سِنَان باشا، وَكَانَ هُوَ وزيرا وقتئذ، وَكَانَ من عَادَته إحضار الْعلمَاء ليَالِي العطلة، وإحضار الأطعمة اللطيفة، فَاجْتمعُوا عِنْده لَيْلَة فيهم الْمولى الْقُسْطَلَانِيّ، وَالْمولى خواجه زَاده، وَالْمولى خطيب زَاده، وَكَانُوا مشتغلين بالصحبة والمحادثة، وَكَانَ عِنْدِي رَفِيق لي، كنت أتحدث مَعَه سرا، قَالَ: وَقلت لَهُ فِي أثناء الْكَلَام: مَرضت أنا فِىِ زمَان، فتعرقت بِالدَّمِ، حَتَّى أنصبغ مِنْهُ قَمِيصِي، فَضَحِك رفيقي، فَتنبه الْعلمَاء، وَقَالُوا لَهُ: لم ضحِكت، قَالَ: إن الْمولى لطفى يَقُول كَذَا وَكَذَا، فَضَحكت مِنْهُ، وضحكت الْعلمَاء أيضا من قولي، قَالَ الْمولى الْقُسْطَلَانِيّ: من أَيّ شَىْء تضحكون؟ هَذَا مرض فلاني، يذكرهُ ابْن سينا فِي الْفَصْل الْفُلَانِيّ من "كتاب القانون".

قَالَ الْمولى خواجه زَاده للْمولى الْقُسْطَلَانِيّ: طالعت "القانون" بِتَمَامِهِ، قَالَ: نعم، بل وَجَمِيع مصنفات ابْن سينا، حَتَّى طالعت "كتاب الشِّفَاء" بِتَمَامِهِ، ثمَّ قَالَ الْمولى الْقُسْطَلَانِيّ للْمولى خواجه زَاده: أنت طالعت "كتاب الشِّفَاء" بِتَمَامِهِ؟ قَالَ: لَا، وَإِنَّمَا طالعت مَوَاضِع احتجت إليها، قَالَ الْمولى الْقُسْطَلَانِيّ: إني طالعته بِتَمَامِهِ سبع مَرَّات، وَالسَّابِع مثل مطالعة التلميذ أول درسه عِنْد مدرس جَدِيد، فتعجب الْحَاضِرُونَ من إحاطته بالعلوم، وشمول مطالعته جَمِيع الْكتب.

وَكَانَ الْمولى خواجه زَاده إِذا ذكره يُصَرح بِلَفْظ الْمولى دون من عداهُ من أقرانه، وَكَانَ يَقُول: إنه قَادر على حل جَمِيع المشكلات، وعَلى إحاطة

ص: 216

عُلُوم كَثِيرَة فِي مُدَّة يسيرَة، إلا أنه إِذا أخطأ بِحكم البشرية لَا يرجع عَنْ ذَلك، قَالَ: وَقد أخطأ فِي مسئلة فِي مجْلِس الْوَزير مَحْمُود باشا، وأسمع الآن أنه لم يرجع عَنهُ، قَالَ: وَهُوَ يَقُول أيضا فِي حَقي: إن خواجه زَاده قد أخطأ فِي المسئلة الْمَذْكُورَة، وأسمع أنه لم يرجع عَن ذَلِك.

رُوِيَ أنه كَانَ طَوِيل الْقَامَة، نحيف الْجِسْم، أصفر اللَّوْن واللحية، أزرق الْعَينَيْنِ، وَكَانَ رجلا دميما، بنى جَامعا بِمَدِينَة "قسطنطينية"، وَكتب حَوَاشِي على "شرح العقائد"، وَكتب رِسَالَة يذكر فِيهَا سَبْعَة إشكالات على "المواقف" وَ"شَرحه"، وَكتب حَوَاشِي على الْمُقدمَات الأربع الَّتِي أبدعها خاطر الْمولى الْفَاضِل الْعَلامَة صدر الشَّرِيعَة أكْرمه الله تَعَالَى فِي الدَّرَجَات الرفيعة، وَقد كتب حَوَاشِي عَلَيْهَا أولا الْمولى على الْعَرَبِيّ وَالْمولى الْقُسْطَلَانِيّ، يرد عَلَيْهِ فِي بعض الْمَوَاضِع، وَلم يتفرغ الْمولى الْقُسْطَلَانِيّ فِي التصنيف لِكَثْرَة اشْتِغَاله بالدرس وَالْقَضَاء.

توفّي رَحمَه الله تَعَالَى رَحْمَة وَاسِعَة سنة إحدى وَتِسْعمِائَة، وَدفن بجوار أبي أيوب الأنصاري، رضي الله عنه.

* * *

‌5422 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين مصطفى اللادفي، الشهير بمركز خَليفَة

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى من طلبة الْعلم أولا، وَكَانَ يقْرَأ على الْمولى أحْمَد باشا ابْن الْمولى حضر بك،

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 317.

ص: 217

ثمَّ مَال إلى الطَّرِيقَة الصُّوفِيَّة، واتصل إلى خدمَة الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخْ الْمَعْرُوف بسنبل سِنَان، وَحصل عِنْده الطَّرِيقَة الصُّوفِيَّة.

وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى مَقْبُول السمت، مراعيا للشريعة، حَافِظًا للآداب المنسوبة إلى الطَّرِيقَة، صارفا أوقاته للرياضة، وَكَانَ طارحا للتكلف، رَاضِيا من الْعَيْش بِالْقَلِيلِ.

وَكَانَ يعظ النَّاس، وَيذكرهُمْ، وَكَانَت لَهُ معرفَة بالتفسير، سِيمَا "تَفْسِير الْبَيْضَاوِي".

مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة تسع وَخمسين وَتِسْعمِائَة، وَقد جَاوز التسعين، روّح الله روحه، وَنوّر ضريحه.

* * *

‌5423 - الشيخ الفاضل مصطفى جلبي البرسوي

*

الملقب بهوائي.

فاضل.

خطب بجامع عبد المؤمن.

من تصانيفه: "تلخيص معدل الصلاة"، و "حواش على صدر الشريعة".

توفي سنة 1017 هـ.

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 245.

ترجمته في هدية العارفين 2: 439.

ص: 218

‌5424 - الشيخ الفاضل مولانا مصطفى الفِيْنَوي

*

ولد سنة 1328 هـ في قرية "بَغَادَانه" من مضافات "سُونَابور" من أعمال "فيني".

قرأ مبادئ العلوم في قريته، ثم سافر إلى "جاتجام"، والتحق بناصر العلوم بـ "ناظر هات"، وقرأ فيها كتب الدرجة المتوسطة، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية. رضي الله عنه

ثم رجع إلى وطنه الأليف، والتحق بمدرسة خادم الإسلام غوهر دانغا، ودرس فيها مدة مديدة، ثم التحق بدار العلوم الحسينية علماء بازار، واتصل بها إلى آخر حياته.

بايع في الطريقة على يد المفتي الأعظم فيض الله رحمه الله تعالى، وبعد مدة حصلت له الإجازة منه، توفي سنة 1400 هـ.

* * *

‌5425 - الشيخ الفاضل مصطفى رشدي الكوتاهيه وي، الرومي النقشبندي، ويعرف بصافي

* *

فاضل.

* راجع: مشايخ فيني ص 92، 93.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 251.

ترجمته في هدية العارفين 2: 458، وإيضاح المكنون 1: 256، 2:466.

ص: 219

من آثاره: "تحفة الكتاب من مواهب الملك الوهاب"، و"مرشد السالكين" في الموعظة، فرغ منه سنة 1267 هـ.

كان حيا 1267 هـ.

* * *

‌5426 - الشيخ الفاضل مصطفى رفقي بن إبراهيم بن محمد القسطنطيني، المعروف بخسرو زاده

*

من القضاة.

تولى قضاء "طرابلس الشام"، وتوفي بـ "آقشهر" سنة 1000 هـ.

من تآليفه: "تحفة الملوك" في الأدعية، و"غلطات العوام"، و"القراضة الفقهية"، و"الفكاهة الرفقة".

* * *

‌5427 - الشيخ الفاضل مصطفى رمزي الأنطاكي، الرومي

* *

من القضاة.

تولى القضاء بـ "القسطنطينية"، وتوفي بـ "قبرس" سنة 1100 هـ.

* راجع: معجم المؤلفين 12: 251.

ترجمته في كشف الظنون 1209، وهدية العارفين 2: 437، 445، وفهرست الخديوية 3: 99، إيضاح المكنون 1: 259، 2:222.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 252.

ترجمته في كشف الظنون 1754، وهدية العارفين 2:442.

ص: 220

من تصانيفه: "غنية الأريب في شرح مغني اللبيب" لابن هشام في النحو، و"نقد اللسان وعقد الحسان" في أسماء المعربات.

* * *

‌5428 - الشيخ الفاضل مصطفى سعيد بن محمد بن محمد، السروجي الأصل، العينتابي

*

فقيه.

أفتى بـ "عينتاب".

من آثاره: "انتخاب الفقهاء" في فرع الفقه في أربع مجلدات.

توفي سنة 1279 هـ.

* * *

‌5429 - الشيخ الفاضل مصطفى صبري عابدين، التركي

* *

فقيه، متكلم، مشارك في بعض العلوم.

ولد في "توقاد" سنة 1277 هـ، وتعلم بقيصرية في "الأناضول" وعين مدرسا في جامع محمد الفاتح بـ "إستانبول"، ثم تولى مشيخة الإسلام في الدولة العثمانية، وقاوم الحركة الكمالية بعد الحرب العامة الأولى، وهاجر إلى "مصر"،

* راجع: معجم المؤلفين 12: 254.

ترجمته في هدية العارفين 2: 458.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 258.

ترجمته في الأعلام 8: 137، 138.

ص: 221

وتوفي بـ "القاهرة" في 8 رجب سنة 1373 هـ.

من تصانيفه: "موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين" في أربعة أجزاء، "قولي في المرأة ومقارنته بأقوال مقلدة الغرب"، و"القول الفصل بين الذين يؤمنون بالغيب والذين لا يؤمنون"، و"مسئلة ترجمة القرآن"، و"موقف البشر تحت سلطان القدر".

* * *

‌5430 - الشيخ الفاضل مصطفى محمد القناوي

*

من أرباب التربية والتعليم.

درس اللغة العربية بمدرس بورت سعيد.

من آثاره: "رسالة مختصرة في الرسم"، طبعت بـ "مصر" سنة 1307 هـ، و"أرجوزة التحفة البهية في العقائد الدينية"، و"خلاصة التصريف".

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 286.

ترجمته في اكتفاء القنوع 466، وإيضاح المكنون 1: 245، 434، وفهرس دار الكتب المصرية 2: 155، وفهرست الخديوية 7/ 2:479.

ص: 222

‌باب من اسمه مصلح الدين

‌5431 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين بن شعْبَان، أرقدهما الله تَعَالَى فِي غرف الْجنان

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: ولد فِي "قَصَبَة كليبولي"، كَانَ أبوه من التُّجَّار، وأصحاب الْيَسَار، محبا للْعلم وأربابه، ومعظما لأصحابه، فبذل فِي تَعْلِيم ابْنه مَالا جزيلا، ومبلغا جَلِيلًا، وَدَار المرحوم على أفاضل عصره للاستفادة، كالمولى القادري، وَالْمولى طاشكبري زَاده، فأحرز الْفَضَائِل والمعارف، وَجمع النَّوَادِر واللطائف.

وَقَالَ الشّعْر، وَمهر فِي فنونه، وتلقب بالسروري، واتسم، كَمَا هُوَ دأب شعراء الرّوم والعجم، وَجعل يزاول كتب الأعاجم، ويمارس، حَتَّى أصبح فَارِسًا فِي معرفَة لِسَان فَارس.

ثمَّ وصل إلى خدمَة محي الدّين الفناري، فَلَمَّا صَار قَاضِيا بـ "قسطنطينية" استنابه، فَكَانَ هُوَ من طلبة الْمولى أول نَائِب، فأنهم من قبل كَانُوا يستخدمون الأجانب، ثمَّ درس فِي مدرسة صَار وَجه باشا بقصبة "كيبولي" بِعشْرين، ثمَّ مدرسة يري باشا بـ "قسطنطينية" بِخَمْسَة وَعشرْين.

ثمَّ صَارَت وظيفته فِيهَا ثَلَاثِينَ، ثمَّ صَارَت أربعين، ثمَّ عزل، ثمَّ أعطي بِخَمْسِينَ مدرسة قَاسم باشا المبنية بقصبة "غلطه" تجاه "قسطنطينية" المشتهرة

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 343.

ص: 223

الآن باسم قَاسم باشا، بَينا هُوَ فِي بعض الأسحار يطالع "نفائس الأسفار" إذ نَادَى مُنَادِي الجذبات: إن لله فِي أَيَّام دهركم نفحات، وقرع أسماع كل ساه ولاه، {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} ، سمع هَذَا الْخطاب غلب عَلَيْهِ الشوق والانجذاب، وَترك التدريس، وَاخْتَارَ الخمول والانزواء، وأحبّ مراسم طَرِيق أرباب الزّهْد والفناء، وَتَابَ على يَد الشَّيْخ مَحْمُود النقشبندي، فَلَمَّا توجّه إلى هَذَا الطَّرِيق، وَعلم أنها صَعب مضيق، لَا تسع الأثقال والأحمال، وَلَا يسلكها إلا الأفراد من الرِّجَال، اخْتَار مهماته، وَترك مجملاته، وَبنى مَسْجِد الله، وتخلص لعبادة مَوْلَاهُ

هَنِيئًا لعبد لَهُ بلغَة

من الْعَيْش مذخورة عِنْده

يفر من النَّاس بغضا لَهم

ويأنس بِاللَّه والوحده

فَبعد مُدَّة ورد عَلَيْهِ كتاب من قَاسم باشا، باني الْمدرسَة الْمَارّ ذكرهَا، بأني قد بنيت تِلْكَ الْمدرسَة لأجلك، وشرطت درسها لَك مَا دمت حَيا، فإن لم تقبلهَا لأهدمنها من أساسها، فاضطرّ المرحوم إلى قبُولهَا، فأعطيت لَهُ ثَانِيًا بِخَمْسِينَ.

فَلَمَّا مضى عَلَيْهِ بُرْهَة من الزَّمَان ابْتُلِيَ بتعليم مصطفى خَان بن السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان، فَلَمَّا وصل إليه حلّ محلا رفيعا وَمُسْندًا منيعا، وعلت كَلمته، وَارْتَفَعت مرتبته، وَكَانَ لَا يقطع أمرا إلا بمشورته، وَلَا يفعل شيئا إلا بمباشرته ومعرفته، وَبَقِي فِي أوفر جَيش وأرغد عَيْش، حَتَّى غضب أبوه، وَقصد دماره.

ثمَّ قَتله، ومحا آثاره، فَلَمَّا قتل بِحَرْبَة العَذَاب، وتقطعت بِهِ الأسباب، وقتل بَعضهم السُّلْطَان، وقهر، فَلَا جرم تفَرقُوا من سطوته شذر مذر، فَلَمَّا راْى المرحوم من بدره أقوله سَاق إلى دَار الخمول حموله، وَتوجه ثَانِيًا إلى الِانْقِطَاع من النَّاس، خوفًا من حُلُول الباس، فاستولى عَلَيْهِ من الْفقر والفاقة

ص: 224

مَا لا يحْتَملهُ طَاقَة، وَكَانَ يكْتب فِي بعض أزمانه، ويقتات بأثمانه، وَمَا أصدق من قَالَ حَيْثُ أبان عَن هَذِه الأحوال:

وإني رَأَيْت الدَّهْر مُنْذُ صحبته

محاسنه مقرونة بمعايبه

إذا سرني أول الأمر لم أزل

على حذر من غمه فِي عواقبه

وَمَعَ ذَلِك لم يظْهر الْعَجز والأسف، وَسَار سيرة السّلف، وَستر الْحزن والكآبة، وَعمر مَسجده، وَفتح بَابه، وَأظْهر الاهتمام فِي أَدَاء وظائف الخدام، حَتَّى حكم فرقة من النَّاس بَأن هَذِه الْحَالَات لَيست إلا مَحْض الكرامات، وَقصد إِلَيْهِ بالنذور والقرابين أرباب السفن وَطَائِفَة الملاحين.

وَكَانَ رحمه الله قد حفر قَبره، وتهيأ لمنونه، وانتظره، وادخر ألفي دِرْهَم للتجهيز والتكفين، وأدى زَكَاته مُدَّة عشر سِنِين، وَمَات رحمه الله من مرض الهيضة سنة تسع وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة، وقبره رَحمَه الله تَعَالَى عِنْد مَسْجده فِي قَصَبَة قَاسم باشا، يسّر الله فِي عقباه مَا شاء، وحزن النَّاس بِمَوْتِهِ، وتبركوا بتربته، وَقد ذهب عمره بالتجرد والانفراد، وَلم يمل إلى التوليد وَالِاسْتِيلَاد.

وَكَانَ رحمه الله بهي المنظر، لطيف الْمخبر، حُلْو المحاضرة، حسن المحاورة، مَوْصُوفا بالعفة وَالصَّلَاح، يلوح من جَبينه آثَار الْفَوْز والفلاح، وَكَانَ رحمه الله جوادا، لا يلبث فِي ساحة رَاحَته غير جوده وسماحته، وَكَانَ رحمه الله مكبا على التأليف، وحريصا على التَّحْرِير، والتصنيف، فَكتب كل مَا خطر بِبَالِهِ من غير تَمْيِيز مستقبمة عَن محاله، وَمَعَ ذَلِك لم ينظر إلى مَوْضُوع مرَّتيْنِ، وَلم يرجع الْبَصَر كرتين، فَلم يَتَيَسَّر لَهُ الإحسان والإجادة، وخلت تصانيفه عَن الإفادة وَلَا غرو فِيهِ، فَمَا كل هاتفة وَرْقَاء، وَمَا كل ناظرة زقاء غير أنه ترك من شُرُوح بعض الْكتب الفارسية آثارا جميلَة، ومؤلفات لَا يظفر عَلَيْهَا إلا بأثمان جليلة، تواليفه الْعَرَبيَّة، مِنْهَا: الْحَوَاشِي الْكُبْرَى على "تفْسِير الْبَيْضَاوِيّ"، وأولها: الْحَمد لله الَّذِي جعلني

ص: 225

كشاف الْقُرْآن، وصيرني قَاضِيا بَين الْحق والباطلان، والحواشي الصُّغْرَى عَلَيْهِ، وَ "شرح البُخَارِيّ" قَرِيبا إلى النّصْف، و"حاشية على التَّلْويح"، و"حاشية على أوائل الْهِدَايَة"، وَشرح لبَعض الْمُتُون المختصرة تَصْدِيقه شرح كتاب المثنوي الْمولوى فِي مائَة كراس كَبِيرَة.

وَكَانَ من عَادَته أن يعْقد الْمجَالِس فِي مَسْجده، وينقل ذَلِك الْكتاب بأوفى تَقْرِير وأوضح بَيَان، فيزدحم النَّاس عَلَيْهِ من كل مَكَان، وَشرح كتاب "كلستان"، وَكتاب "بوستان"، وَشرح "ديوَان حَافظ الشِّيرَازِيّ"، وَشرح كتاب "شبستان خيال"، وَشرح عدَّة رسائل فِي فن المعمى.

وقد ترجم عدَّة كتب بالتركي كـ "الموجز" من الطِّبّ، وَ"روض الرياحين" من المحاضرات، وَقد بلغ عمره إلى اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة كتب الله لَهُ ألف حَسَنَة.

* * *

‌5432 - الشيخ الفاضل المفتي مصلح الدين بن صالح بن خير الدين، الهاشمي، السورتي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الفقهاء الحنفية.

ولي الإفتاء ببلدته، واستقلّ به مدة حياته.

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 7: 530.

ص: 226

‌5433 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين ابْن الشَّيْخ عَلَاء الدّين، المشتهر بجرّاح زَاده

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: ولد الشَّيْخ رحمه الله بِمَدِينَة "أدرنه" فِي شهر صفر سنة إحدى وَتِسْعمِائَة، وَنَشَأ طَالبا للْعلم والمعارف، وساعيا فِي اقتناء شوارد اللطائف.

وقرأ رحمه الله مُدَّة كتاب "الْمِفْتَاح" بإتقان وَتَحْقِيق على الْمولى لطف الله ابْن الْمولى شُجَاع، وَهُوَ مدرس فِي مدرسة الْجَامِع الْعَتِيق، ثمَّ أفاض الله تَعَالَى عَلَيْهِ مجَال رَحمته من شآبيب لطفه ورأفته، فَهبت عَلَيْهِ نسائم الزّهْد وَالصَّلَاح، وناداه مُنَادِي الْفَوْز وَالصَّلَاح، فَأَجَابَهُ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعة، وَتحمل مشاقَّ الْعِبَادَات بِقدر الِاسْتِطَاعَة وتبتّل إلى الله سُبْحَانَهُ وجد واجتهد، حَتَّى علا أقرانه.

وَقد سَأَلته رحمه الله عَن سَبَب سلوكه ودخوله فِي طَرِيق الصُّوفِيَّة، فَقَالَ رحمه الله: كنت فِي أوائل حَالي وأوان طلبي فِي غَايَة الإعراض عَن طَرِيق الصُّوفِيَّة، وَاتفقَ أني اجْتمعت فِي بعض اللَّيَالِي مَعَ الإخوان والخلان، وتجارينا فِي شجون الْكَلَام، وقضينا الوطر عَمَّا يكون وَكَانَ، فَنَامَ كل من فِي الْمجْلس، فإذا بصيحة عَظِيمَة وأصوات مزعجة من طرف السَّمَاء، فَرفعت رأسي، فَرَأَيْت حجرا عَظِيم الْقدر، نزل على الْبَيْت الَّذِي كُنَّا فِيهِ، فَكسر السّقف، وَنزل إلى ساحة الْبَيْت، وَغَابَ فِي الأرض، فَاسْتَيْقَظَ من هَذِه الصَّيْحَة الْعَظِيمَة كل نَائِم من أهل الْمجْلس، وأخذوا يتساءلون عَنْهَا، وَلم يطلعوا على شَيْء وعادوا إلى النّوم، وَحصل لي من ذَلِك دهشة عَظِيمَة،

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 458 - 460.

ص: 227

وكادت أن تذْهب بلبي، فَقُمْت إلى الْمجْلس مرتاعا، وازداد تأثري فِي كل وَقت وَحين، إلى أن يفتر عَقْلِي، وَلم يبْق لي من الروية إلا الْقَلِيل.

فَنزلت الطَّرِيق، وبعت جَمِيع ملابسي الفاخرة، وَأَنا على هَذِه الْحَالة من الإعراض عَن طَرِيق الصُّوفِيَّة، وَفي أثناء ذَلِك دَعَاني أبي إليها، وكلمني فِي الدُّخُول فِيهَا، وقابلته بالإنكار والإعراض، قَالَ: وَلم أذكر حَتَّى رفع الغطاء عَن بَصرِي، وانكشف لى أحوال الْقُبُور، فَكنت ألازم المَقَابِر، وأبيت عِنْدهَا، وَكَانَ أصحابي وأقاربي فِي العذل والملامة، وأنا فِي عدم الِالْتِفَات إليهم، والإعراض عَن كَلَامهم.

فَسَأَلته رحمه الله عَن كَيْفيَّة رُؤْيَته واطلاعه على أهل الْقُبُور، فَقَالَ رحمه الله: رَأَيْتهمْ قَاعِدين فِي قُبُورهم كالإحياء فِي بُيُوتهم، فَمنهمْ من اتَّسع قَبره، فَبَقيَ فِي السعَة والحبور والرفاهية وَالسُّرُور، وَمِنْهُم من لَا يقدر على الْقيام لضيق الْمقَام، وَمِنْهُم من امْتَلَأَ قَبره بالدخان، وَمِنْهُم من أحمي قَبره بالنيران، وَرَأَيْت بَعضهم فِي غَايَة الضعْف وَالِاضْطِرَاب، ويتألم، ويضطرب، كالسحاب والسراب، وَأَنا أتكّلم مَعَهم، وأستخبر حَالهم، وأستفسر لأسباب مَوْتهمْ، فيجيبون، ويسألونني الدُّعَاء.

وأنا أجد نَفسِي فِي أثناء ذَلِك تَارَة فِي "قسطنطينية"، وَتارَة فِي "بروسه"، وَتارَة فِي غَيرهمَا من الأمكنة، الَّتِي مَا رَأَيْتهَا قطّ، وأنا فِي جمَيع ذَلِك كالهائم الولهان، الَّذِي مَسّه الجان، وَكنت فِي غَايَة الْعَجز عَن أكل الطَّعَام لظُهُور نَجَاسَته وانكشاف عدم طَهَارَته، ودامت هَذِه الْحَالة لي مُدَّة سَبْعَة أشهر، فَبينا أنا مُقيم بدار وَالِدي، وَقد انْتَشَر سَواد اللَّيْل فِي الآفاق، ونام كل من فِي الْبَيْت من الصَّغِير وَالْكَبِير، إذ جَاءَ رجل، فأخذ بيَدي، وَذهب، فَذَهَبت مَعَه.

ص: 228

فمررنا بمواضع غَرِيبَة وأمكنة عَجِيبَة، مَا رَأَيْتهَا، وَلَا سَمعتهَا من قبل، حَتَّى وصلنا إلى سفح جبل، وَرَأَيْت فِيهِ شخصا قَاعِدا، فَتقدم الرجل فِيهِ، وَقَالَ: جِئْت بطلبك، وقدمني إليه، فَجَلَست بحذائه، فأخذ ذَلِتك الشَّخص بيَدي الْيُمْنَى، فَوضع فِيهَا عَلامَة، فإذا جيءَ بشخص آخر فعل بِهِ مَا فعل بِي.

ثمَّ أمرنا بِالْقيامِ وَالدُّخُول إلى حَظِيرَة هُنَاكَ، فَلَمَّا ذَهَبْنَا إليه فتح لنا بَاب الحظيرة، فَنَظَرْنَا إلى داخلها، فرأيناها مَمْلُوءَة من النيرَان الصافية، لَيْسَ فبها دُخان، وَلَا سَواد، فامتنعنا عَن الدُّخُول، فأجبرنا عَلَيْهِ، وأغلق الْبَاب من وَرَائِنَا، فَعمِلت النَّار فِينَا مَا تعْمل فِي أمثالنا، واحترقنا بهَا، بِحَيْثُ لم يبْق منا مَوضِع لَا فِي ظَاهر الْجَسَد وَلَا فِي بَاطِنه، إلا وَقد مسته النَّار.

ثمّ فتح الْبَاب، وأمرنا بِالْخرُوجِ، وَجَاء الرجل، وَأخذ بيَدي، وأوصلني إلى مَكَاني الَّذِي أخذني مِنْهُ، فَلَمَّا أصبحت، وَقَامَ وَالِدي إلى الصَّلَاة جَاءَ إليَّ، ورآني متنكرا مضطربا مِمَّا وَقع لي من شَدَائِد هَذِه اللَّيْلَة، فَسَأَلنِي عَن هَذِه الْحَالة، فقصصت لَهُ الْوَاقِعَة، فَقَالَ: إن هَذِه النَّار جذبة من نيران الْمحبَّة والهيام، ولمعة من حرارة الْعِشْق والغرام.

وإن هَذِه الْوَاقِعَة تدلّ على أنك ستصير طَالبا للحق، ومحبا للتصوف، وأربابه، قَالَ رحمه الله: فَمن هَذِه اللَّيْلَة أخذ ولهي فِي الانتقاص وجنوني فِي الِارْتفَاع، وَزَالَ عني بالتدريج مَا حصل لي من الْكَشْف والحركات الْمُخالفَة للْعَادَة، وَعَن لي الْميل إلى التصوّف، وَاشْتَدَّ الانجذاب إلى جناب رب الأرباب، وَدخلت فِي ربقة التَّسْلِيم وَالْعِبَادَة، وَظهر فِي أمري مَا شَاءَ الله، وأراده.

وتبت على يَد وَالِدي، وأخذت فِي المجاهدة والاشتغال، وترقيت عِنْده من منزل إلى منزل، وَمن حَال إلى حَال، ثمَّ أرسلني إلى قدوة إرباب الطَّرِيق ولي الله تَعَالَى على التَّحْقِيق صَاحب الكرامات الْمَشْهُورَة والأخبار المأثورة

ص: 229

الشَّيْخ عبد الرحيم المؤيدي المشتهر بحاجي جلبي، فخدمته مُدَّة، وحصلت من فنون التصوف عدَّة، وَكَانَ مني مَا كَانَ، فَظهر مَا فِي حيّز الإمكان، ودمت على المصابرة وَالِاجْتِهَاد اثْنَتَيْ عشرَة سنة، وأجيز لي بالإرشاد.

وَقد سأَلته عَن آخر الْحَالَات الَّتِي وَقعت لَهُ عِنْد شَيْخه، فَقَالَ رحمه الله: كنت مُقيما فِي بعض الخلوات عند الشيخ عبد الرحيم المؤيدي، وأنا مداوم على الذّكر، ومشتغل بِالتَّوْحِيدِ، فإذا بشخص عَظِيم الهيبة دخل عَليّ، وَقصد إليَّ، ومزق جَسَدِى بيدَيْهِ كل ممزّق، وَتَرَكَنِي، فَعَاد جَسَدِي إلى حَالَته الأولى، فَعَاد فِي التمزيق وتكرر ذَلِك من الطَّرفَيْنِ، وَاسْتمرّ سَاعَات، وَعرض لي من ذَلِك انزعاج كلي واضطراب عَظِيم، وَحصل لي من الفناء والسكون مَا لا يُمكن تَعْبِيره.

فعرضت ذَلِك على الشَّيْخ، ففرح بِهِ، وبشَّرني بِحُصُول الْمَطْلُوب، وأجاز لي بعد ذَلِك بالإرشاد، وأرسلني إلى وَالِدي قلت: وَلما انْتقل وَالِده رحمه الله قَامَ هُوَ مقَامه فِي زَاوِيَة الشَّيْخ شُجَاع، وأكبَّ على الِاشْتِغَال، ولازم التَّوَجُّه والإقبال إلى جناب حَضْرَة المتعال، وعامل الله فِي سرّه وجهره، حَتَّى صَار فريد عصره ووحيد دهره، وَفتح بَاب التربية، والإرشاد على أرباب السَّعْي وَالِاجْتِهَاد، فَرب ساع قطع بصارم تَرْبِيَته صريمة الأمل، وَحصل بهمته الشَّرِيفَة طرفا صَالحا، وكمل.

ثمَّ نقل إلى زَاوِيَة الشَّيْخ محي الدّين بـ "قسطنطينية" المحمية، فشرفها بمقدمه الشريف، ونوَّرها بروائه اللَّطِيف، وَأقَام بهَا مُدَّة سبع سِنِين، وَقد اتَّصَلت بِهِ فِي إقامة ذَلِك، وتبركت بمجالسته الشَّريفَة، وأنفاسه اللطيفة، وَكلما يمرّ ذَلِك بالخاطر يذكرنِي قَول الشَّاعِر:

وَكَانَت بالعراق لنا لَيَال

سرقناهن من أيدي الزَّمَان

جعلناهن تَارِيخ اللَّيَالِي

وعنوان المسرة والأماني

ص: 230

وأكرر كثيرا مَا فِي البال مَا أنشده بَعضهم وَقَالَ

ليَالِي اللَّذَّات سقيا لَك

مَا كنت إلا فَرحا كلك

عودى كَمَا كنت لنا أولا

نَحن إن عدت عبيد لَك

ثمَّ عَاد رحمه الله إلى مَدِينَة "أدرنه"، وانتقل بهَا إلى رَحْمَة الله تَعَالَى، وَدفن بِقرب زَاوِيَة الشَّيْخ شُجَاع، وَكَانَ ذَلِك فِي شهر محرّم من شهور سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة.

كَانَ رحمه الله بحرا من بحار الْحَقِيقَة، وكهفا منيعا لأرباب الطَّرِيقَة متخليا عَن العلائق الناسوتية، متحليا فِي مفاخر الْحلَل اللاهوتية، مهبطا للأنوار السبحانية، ومخزنا للأسرار الإلهامية، منجمعا عَن النَّاس، معرضًا عَن تكلفاتهم، وراغبا عَن بدعهم ومزخرفاتهم، لَا يطوف بأبواب الأمراء، وَلَا يطْرق مجَالِس الأغنياء، مشتغلا بِنَفسِهِ فِي يَوْمه وأمسه.

وَله كشوفات عَجِيبَة، وإشرافات على الخواطر غَرِيبَة، وظني بِهِ كَونه، محيطا بِجَمِيعِ أحوال من استرشد بِهِ، وتشبث بِسَبَبِهِ.

وَله الْيَد الطولى فِي تصريف قبُول المريدين وتربية المسترشدين، وَلَوْلَا تَزْكِيَة النفس، وَاحْتِمَال التبجح، والرياء لذكرت مَا ظهر لي عِنْد إقامتي فِي زاويته الشَّرِيفَة فِي بعض الأوقات المنيفة أنفاسه الطّيبَة، وهممه الصيبة.

وَحكى بعض من أثق بِهِ من الإشراف أنه قَالَ كنت معتكفا عِنْده فِي بعض الأيام، وَلما صليت الصُّبْح جَلَست فِي الْمَسْجِد، مشتغلا بِالذكر، وَالشَّيْخ رحمه الله فِي الْجَانِب الآخر من الْمَسْجِد، مُتَوَجَّها إلى الْقبْلَة مراقبا، وَكَانَ يلاحظني بنظره الشريف أحيانا، ويلتفت إلي مرَارًا، فَبينا أنا على هَذِه الْحَالة إذ عرض لي انجذاب عَظِيم، وَتوجّه تَامّ، وَغلب عَليّ الوجد وَالْحَال، وَظهر لي أمور غَرِيبَة وآثار عَجِيبَة، كَادَت أن تذْهب بلبي، وَمن الله تَعَالَى فِي

ص: 231

أثناء ذَلِك بمنح لَا يَلِيق ذكرهَا، وَاسْتمرّ ذَلِك لي مَا دَامَ الشَّيْخ جَالِسا فِي مَكَانَهُ دَائِما على الْوَصْف السَّابِق.

وَله رحمه الله كرامات عَظِيمَة، وأفعال غَرِيبَة أتبرك مِنْهَا بِذكر نبذ.

* * *

‌5434 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين ابْن الْمولى محي الدّين، المشتهر بِابْن المعمار

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: توفّي أبوه قَاضِيا بـ "حلب" فَوجه المرحوم رَاحِلَة الطّلب نَحْو نَاصِيَة الْعلم والأدب، فعطف على طلب الْفَضَائِل ساهرا، فقطف من رياض الْعُلُوم ثمارا وزاهرا، وَقَرَأَ على الْمولى محى الدّين الشهير بالمعلول.

ثمَّ على الْمولى الشَّيْخ مُحَمَّد الشهير بجوي زَاده، ثمَّ صَار ملازما من الْمولى خير الدّين معلم السُّلْطَان سُلَيْمَان، ثمَّ درس فِي مدرسة الأمير بِمَدِينَة "بروسه" بِخَمْسَة وَعشرْين، ثمَّ مدرسة أحْمَد باشا ابْن ولي الدّين بِالْمَدِينَةِ المزبورة بِثَلَاثِينَ، ثمَّ مدرسة يلدرم خَان فِي الْبَلدة الْمَذْكُورَة بأربعين، ثمَّ مدرسة أم السُّلْطَان، سليم خَان بقصبة طرابوزن بِخَمْسِينَ.

ثمَّ ساعده عَنْهَا بعض الرؤساء، حَتَّى نقل إلى مدرسة زَوْجَة السُّلْطَان سُلَيْمَان بـ "قسطنطينية"، ثمَّ نقل إلى إحدى الْمدَارِس الثمان، ثمَّ لما ابتنى السُّلْطَان سُلَيْمَان المدرستين الواقعتين بشرق الْجَامِع الَّذِي بناه بـ "قسطنطينية"،

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 366، 367.

ص: 232

أعطى إحداهما المرحوم، والأخرى للْمولى شمس الدّين أحْمَد المشتهر بقاضي زَاده فِي كل يَوْم بستين درهما.

ثمَّ قلد قَضَاء "بروسه" ثمَّ عزل عَنهُ لبَعض زلاته الْوَاقِعَة فِي صكوكه ومراسلاته، وَبعد سنة ولي قَضَاء "أدرنه"، ثمَّ نقل إلى "قسطنطينية"، ودام عَلَيْهِ حَتَّى وَقع بَينه وَبَين الْوَزير الْكَبِير رستم باشا مَا وَقع، فَعَزله وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم بطرِيق التقاعد، ثمَّ لما مَاتَ الْوَزير الْمَزْبُور، وانتصب مَكَانَهُ عَليّ باشا أظهر لَهُ المرحوم رغبته فِي قَضَاء مَدِينَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فقلد ذَلِك وَبعد سنة عزل عَنهُ، فَلَمَّا عَاد، وَبلغ إلى "مصر" أدركته الْمنية وفاتته الأمنية، وَذَلِكَ فِي شهر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَتِسْعمِائَة، وَسمعت من بعض الْعِظَام أن السَّبَب فِي اخْتِيَاره عِنْد عوده طَرِيق "مصر" على طَرِيق "الشَّام" أنه فِي بعض اللَّيَالِي نَام فَسمع قَائِلا يَقُول فِي الْمَنَام: الْقَضَاء فِي "الْمصر"، فانتبه، وغاص فِي بَحر الْفِكر.

ثمَّ حكم بَأن هَذِه الرُّؤْيَا من الآيات الظَّاهِرَة بأنه سَيكون قَاضِيا بِـ "الْقَاهِرَة"، وَلم يدرانها قاضية بأنه سيصل فِيهَا بالعيشة الراضية، وَكَانَ الْمولى المرحوم بارعا فِي كثير من الْعُلُوم مَعْرُوفا بنقاء القريحة وجودة البديهة، وَمَعَ ذَلِك لَيْسَ فِيهِ رَائِحَة كبروتية.

وَكَانَ كثير الانشراح، محبا للمفاكهة والمزاح، محبا لمعاشرة الإخوان، ومكبَّا على مصاحبة الخلان، أسكنه الله فِي غرف الجْنان.

وَقد علق رحمه الله حَوَاشِي على حَاشِيَة الْمولى حسن جلبي على "التَّلْوِيح"، وَبَقِي فِي هَامِش الْكتاب، وَهَذِه النُّسْخَة الآن مَوْجُودَة فِي الْكتب، وَقفهَا الْوَزير الْكَبِيِر عَليّ باشا فِي مدرسته الجديدة، وعلق أيضا حَوَاشِي على "الدُّرَر وَالْغرر"، وَلم تتمّ، وَقد عثرت لَهُ على كَلِمَات كتبهَا فِي هَامِش كتاب الجامي على الْموضع يتساءل عَنهُ الطلاب من قَوْله فِي بحث

ص: 233

الْعدَد، وَلَا يجوز إضافة الْعدَد إلى جمع الْمُذكر السَّالِم، فَلَا يُقَال ثَلَاثَة مُسلمين، فَلم يبْق إلا مئآت، لكِنهمْ كَرهُوا أن يَلِي التَّمْيِيز الْمَجْمُوع بالألف وَالتَّاء بَعْدَ مَا تعود الْمَجيء بَعْدَ مَا هُوَ فِي صُورَة الْمَجْمُوع بِالْوَاو وَالنُّون، أعني عشْرين إلى تسعين، فَهِيَ هَذِه قَوْله التَّمْيِيز بِالرَّفْع فَاعل يَلِي وَالْمَجْمُوع بِالنّصب مَفْعُوله، وَالْمرَاد من التَّمْيِيز اسْم الْمَعْدُود الَّذي هُوَ مُمَيّز الْعدَد، مثل رجل وَدِرْهَم، لأنه التَّمْيِيز بِحَقِيقَة، وبعد الأول مَعْمُول يَلِي وَمَا بعد بعد مَصْدَرِيَّةَ صلتها تعود، والمجيء بِالنّصب مفعول تعود فَاعله كِنَايَة التَّمْيِيز، وَالثَّانِي ظرف الْمَجيء، وَمَا بعده مَوْصولَة بِمَا بعده، (وَالْمعْنَي) أن الْعَرَب كَرهُوا أن يَجِيء التَّمْيِيز الَّذِي هُوَ اسْم الْمَعْدُود بعد الْعدَد الْمَجْمُوع، جمع الْمُؤَنَّث اللَّازِم على تَقْدِير جمع الْمِائَة بالألف وَالتَّاء، وأن يُقَال ثلاثمآتٍ رجل بعد كَون الْعَادة أن يَجِيء بعد العدد الَّذِي هُوَ فِي صُورَة الجْمع الْمُذكر مثل عشْرين رجلا إلى تسعين، وَيدل على كَون مَا قُلْنَا شرح قَوْله تصريحه فِي شرح قَوْله وَجمعه، وإنما لم يقل: وجمعهما، لأن اسْتِعْمَال جمع مائَة مَعَ مميزها مرفوض فِي الأعداد، لَا يُقَال: وثلاثمآت رجل تدبر.

وَقيل: أراد به الْمولى شمس الدّين، المشتهر بقاضي زَاده حلّ هَذَا الْمقَام على وَجه، يزِيل الإيهام، هُوَ أن النُّحَاة كَرهُوا أن يَلِي الثَّلَاث وأخواته التَّمْيِيز الَّذِي جمع بالألف وَالتَّاء بعد صيرورة مَجِيء التَّمْيِيز الْمُفْرد بعد الْعدَد الَّذِي هُوَ فِي صُورَة الِاسْم الْمَجْمُوع بِالْوَاو وَالنُّون عَادَة لَهُ، مثلا لا يُقَال: عشرُون مئآت، فَكَذَا لَا يُقَال: ثلاثمآت، فالعامل فِي بعد الأول أن يَلِي وَمَا بعده مَصْدَرِيَّة، وَالْعَامِل فِي بعد الثاني الميء وَمَا بعده مَوْصُوفَة أوْ مَوْصُولَة يرد عَلَيْهِ أنهم كَمَا لا يقولون عشرُون مئآت، لَا يَقُولُونَ كَذَلِك، أو هو فَاسد بأحد الْوُجُوه لفساد أصول الأعداد، وَهُوَ الْهَادِي إلى سَبِيل الرشاد. اهـ كَلَامه.

* * *.

ص: 234

‌5435 - الشيخ الفاضل مولانا السيّد مصلح الدين بن السيد يعقوب علي الكُمِلائي

*

ولد سنة 1323 هـ في قرية "ماسي هاتا" من مضافات "بَرْهَمَنْباريه" من أعمال "كُمِلَّا".

قرأ مبادئ العلوم في المدرسة الواقعة إمام داره.

تم التحق بالمدرسة الواقعة بمدينة "كُمِلّا"، وقرأ فيها مدة، ثم التحق بالمدرسة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وقرأ فيها مدة، ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، وكتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية.

ثم التحق بجامعة دابيل، وقرأ فيها على الإمام أنور شاه، صاحب "فيض الباري في شرح البخاري"، ومن شيوخه أيضا: المفتي الأعظم محمد فيض الله الجاتجامي، وشيخ الإسلام شبير أحمد العثماني، والمفتي الأعظم عزيز الرحمن الديوبندي، والعلامة حفظ الرحمن السيوهاروي، والعلامة إبراهيم البلياوي، وغيرهم، رحمهم الله تعالى.

بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، وأسّس سنة 1352 هـ المدرسة العالية بـ "هيبت نغر"، ثم عين مديرا لها، والتحق بالحزب السياسي "نظام الإسلام بارتي" سنة 1372 هـ، وعين عميدا لها، ثم عين صدرا لها.

توفي سنة 1409 هـ، ودفن في مقبرة آبائه في جوار أبيه بعد أن صلى على جنازته شقيقه الأصغر مولانا السيد أبو الفرح فريد الدين.

* * *

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 272، ومشايخ برهمن باريه ص 96 - 116.

ص: 235

‌5436 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: كَانَ رحمه الله من قَصَبَة "نيكسار"، فَخرج بعد بُلُوغه إلى سنّ الْبلُوغ، طَالبا للْعلم من هَذِه الديار، فدار الْبِلَاد، واشتغل، واستفاد، حَتَّى انتظم فِي سلك أرباب الاستعداد، وصل إلى خدمَة الْمولى محي الدّين الفناري، فاشتغل عَلَيْهِ مُدَّة، وَحصل من الْعُلُوم عدَّة.

ثمَّ وصل إلى خدمَة الْمولى مُحَمَّد باشا، فاجتهد فِي التَّحْصِيل والاستفادة، حَتَّى إذا انْتقل الْمولى الْمَزْبُور إلى إحدى المدرستين المتجاورتين بـ "أدرنه" عينه لخدمة الإعادة، ثمَّ درس فِي مدرسة صاروجه باشا بقصبة "كليبولي" بِعشْرين، ثمَّ مدرسة الأمير أحْمَد الأدرنوي بقصبة "واردار" بِخَمْسَة وَعشْرين، ثمَّ الْمدرسَة الحجرية بـ "أدرنه" بِثَلَاثِينَ، ثمَّ مدرسة يري باشا بأربعين، ثمَّ مدرسة أحْمَد باشا بقصبة "جورلي" بِخَمْسِينَ.

ثمَّ نقل إلى مدرسة "مغنيسا"، فاشتغل فِيهَا، وأفاد، حَتَّى ولي قَضَاء "بَغْدَاد"، وفوّض إليه الْفَتْوَى بِهَذِهِ الديار، وَعين لَهُ من بَيت المال كل سنة ألف وَخَمْسمِائة دِينَار، وَهُوَ أول مُتَوَلِّي بِقَضَاء "بغداد" من قبل سلاطين آل عُثْمَان، فشرع فِي إجراء الشَّرْع الْمُبين، وَأقَام بهَا سِتّ سِنِين، فنال فِيهَا ما نال من صنوف الأمتعة والأموال.

ثمَّ عزل، وَبَقِي فِي التعطل والهوان، ثمَّ أعطي مدرسة السُّلْطَان مُرَاد خَان، بَينا هُوَ فِي تهيئة الأهب إذ قلد قَضَاء "حلب"، وَلم يمْكث شَهْرَيْن فِي "حلب" المحروسة، حَتى جَاءَت لَهُ الْبُشْرَى بِقَضَاء "بروسه"، ثمَّ قلد قَضَاء

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 341، 342.

ص: 236

"أدرنه"، ثمَّ "قسطنطينية" المحمية، ثمَّ عزل، وَعين لَهُ كلْ يَوْمِ مائَة دِرْهَم، وحسبت مُدَّة قَضَائِهِ فبلغت عشْرين سنة.

ثمَّ أعطى لَهُ دَار الحَدِيث، الَّتِي بناها السُّلْطَان سُلَيْمَان بـ "قسطنطينية"، وَزيد فِي وظيفته ثَلَاثُونَ، فدام علي المدارسة والمذاكرة، حَتَّى توفّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة.

ويحكى أنه قصد أن يتوضأ لصَلَاة الصُّبْح، فَبينا هُوَ فِي أثنائه إذ أتاه ذَلِك الأمر الْعَظِيم، وألم بِهِ الخْطب الجسيم، وَكَانَ رحمه الله مَعْرُوفا بِالْعلمِ وَالصَّلَاح، يرى عَلَيْهِ آثَار الْفَوْز والفلاج، متقشفا فِي اللبَاس، متخشعا فِي مُعَاملَة النَّاس، وَكَانَ مهيب المنظر، ولطيف الْمخبر، حسن المناظرة، طيب المعاشرة، وَكَانَ رحمه الله لذيذ الصُّحْبَة، حسن النادرة.

وَمن كَلَامه رحمه الله: مثلنَا مَعَ حواشينا مثل الشمع الموقد بَين أظهر قوم، فأنهم مستضيئون بِهِ، ومنتفعون بنوره، والشمع منتقص فِي كل وَقت، وفان ومتداع إلى الخزي والخسران، وَلَا يخفى أن كَلَامه هَذَا أشبه قَول الإمام الْغَزالِيّ: فقهاؤنا كذبالة النبراس، هِىَ فِي الْحَرِيق، وضوؤها للنَّاس، وَقد أناف عمره على تسعين، بعثة الله فِي زمرة الصَّالحِين.

* * *

‌5437 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين، الإمام بِمَدِينَة "بروسه

" *

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" فِى كتابه، وقال: وصل إلى خدمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الْمولى إياس، وَتزَوَّج بنته، وتربى عِنْده، وَحصل طَريقَة الصُّوفِيَّة.

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 257.

ص: 237

وَكَانَ رجلا أديبا، مهيبا، غَايَة المهابة، ووقورا، غَايَة الْوَقار.

وَكَانَ مُنْقَطِعًا عَن النَّاس.

وَله كرامات عيانية مَشْهُورَة، يطول الْكَلَام بذكرها. قدّس سرّه.

* * *

‌5438 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين، المشتهر بإمام الدبَّاغين بِمَدِينَة "أدرنه

" *

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: كَانَ قدّس سرّه عَارِفًا بِاللَّه تَعَالَى وَصِفَاته، عَالما بالعلوم الظَّاهِرَة.

وَكَانَ جبلا من جبال الشَّرِيعَة، وبحر من بحار الْحَقِيقَة، وَقد شهد لَهُ الشَّيْخ عبد اللطيف الْمَقْدِسِي بِأنَّهُ بَحر من بحار الْحَقِيقَة، وَكَانَ رجلا، دَائِم الِاسْتِغْرَاق، مهيبا، دَائِم الفكرة. يحْكى أنه كَانَ يُصَلِّي كل لَيْلَة مائَة رَكْعَة يجدد الوضوء بعد كل رَكْعَتَيْنِ مِنْهَا.

مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى بِمَدِينَة "أدرنه"، وقبره مَشْهُور هُنَاكَ يزار، ويتبرك بِهِ، قدّس سرّه.

* * *

‌5439 - العَالم الفَاضِل المولى مصلح الدّين المشتهر ببستان

* *

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 68.

* * راجع: العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم 1: 395 - 396.

ص: 238

ذكره صاحب "العقد المنظوم" في كتابه، وقال: ولد رَحمَه الله تَعَالَى سنة أرْبَع وَتِسْعمِائَة بقصبة "ثيره".

فَلَمَّا نَشأ وشب وَبلغ أبان الطّلب ترك التواني والتناعس وهجر التقاعد والتقاعس، فَخرج من تِلْكَ الْبِلَاد، وتشبث بذيل السَّعْي وَالِاجْتِهَاد، حَتَّى انتظم فِي سلك أرباب الاستعداد، وَاجْتمعَ من الأفاضل بِمن يمُكن مَعَه الِاجْتِمَاع، كالمولى محي الدّين الفناري، وَالْمولى شُجَاع.

ثمَّ عطف الزِّمَام نَحْو الِاشْتِغَال على الْمولى الْمُعظم المشتهر بِابْن الْكَمَال، فَجعل العكوف على التَّحْصِيل لزاما، فَملك من الْعُلُوم عنانا وزماما، وأحرز عِنْده من الْفَضَائِل مَا أحرز سَابق فِي مضمار المعارف، فبرز، وَجرى فِي ميدانها إلى أبعد أمد، وَبنى بَيت التَّقَدُّم على أثْبتْ عمد، وَصَارَ ملازما من الْمولى خير الدّين معلم السُّلْطَان سُلَيْمَان.

ثمَّ تقلد مدرسة الْمولى يكان بِمَدِينَة "بروسه"، ثمَّ عَن لَهُ بعض الأمور، واقتضت بعض الحيثيات اخْتِيَاره قَضَاء بعض القصبات، ثمَّ رَجَعَ عَنهُ بعد مَا بَاشر الْقَضَاء برأيه الرصين، وَأخذ مدرسة الْمولى عرب بقصبة "ثيره" بأربعين، ثمَّ ساعده الدَّهْر، وأعانه الزَّمَان حَيْثُ انتسب إلى زَوْجَة السُّلْطَان سُلَيْمَان، فأعطته مدرسته المبنية فِي "قسطنطينية" المحمية، فَبعد قَلِيل من الزَّمَان نقل إلى إحدى الْمدَارِس الثمان.

ثمَّ قلد قَضَاء "بروسه"، ثمَّ قَضَاء "أدرنه"، ثمَّ قَضَاء "قسطنطينية"، فَلَمَّا وصلت مُدَّة قَضَائِهِ إلى أرْبَع سِنِين ولي قَضَاء الْعَسْكَر بِولَايَة "أناطولي"، فَبعد عشرَة أيام توفّي الْمولى الشَّيْخ مُحَمَّد المشتهر بجوى زَاده، وَهُوَ قَاض بالعكسر بِولَايَة "روم ايلي"، فَنقل المرحوم إلى مَكَانَهُ، وَاسْتقر فِيهِ خمس سِنِين، ثمَّ عزل وَعين لَهُ كل يَوْم مائة وَخَمْسُونَ درهما.

وَتُوفِّي فِي الْعشْر الأخير من رَمَضَان سنة سبع وَسبعين وَتِسْعمِائَة، وَدفن لَيْلَة الْقدر بِقرب زَاوِيَة السَّيِّد البُخَارِيّ خَارج "قسطنطينية".

ص: 239

كَانَ رحمه الله من أكَابِر الْعلمَاء والفحول الْفُضَلَاء، تَنْشَرِح النُّفُوس بروائه، وَيضْرب الْمثل بذكائه يغبطه النَّاس على نقاء قريحته وَسُرْعَة بديهته المعيا، فطنا، لبيبا، لوذعيا، فَذا، أديبا.

وَكَانَ إذا باحث أقام للأعجاز برهانا، وأصمت الْبَاب وأذهانا، وَكَانَت الْمَشَاهِير من كبار التفاسير مركوزة فِي صحيفَة خاطره، كانها مَوضُوعَة لَدَى ناظره، وَأما الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة فَهُوَ ابْن بجدتها وآخذ بناصيتها، وَقد كتب حَاشِيَة على "تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ" لسورة الأنعام، وعلق حَوَاشِي على مَوَاضِع أخر، إلا أنه لم يَتَيَسَّر لَهُ التبييض والإتمام بِسَبَب أنه سلك مَسْلَك الزّهْد وَالصَّلَاح، وانسم بسمة أصحاب الْفَوْز والفلاح.

وَكَانَ جَامعا بَين الْعلم وَالتَّقوى، متمسكا من حبال الشَّرِيعَة الشَّرِيفَة بِالسَّبَبِ الأقوى، وَكَانَ يحفظ الْقُرْآن الْكَرِيم، وَيخْتم فِي صلواته فِي كل أسبوع مرّة، وَقَالَ يَوْمًا أني مُنْذُ خمسين سنة لم يتَّفق لي قَضَاء صَلَاة الصُّبْح، فَكيف غَيرهَا.

وَكَانَ رحمه الله يَقُول: لَا بُد إني أموت فِىِ انْقِضَاء رَمَضَان، وأدفن لَيْلَة الْقدر، وَكَانَ الأمر كَمَا قَالَ، وَكَانَ مَشَايِخ زَمَانه يَقُولُونَ: إنه كمل الطَّرِيقَة الصُّوفِيَّة، وَكَانَ المرحوم الْوَالِد بالي ابْن مُحَمَّد شَرِيكا لَهُ في زمن اشْتِغَاله، وَصَارَ ملازما من الْمولى كَمَال باشا زَاده فِي الْقَضِيَّة الْوَاقِعَة بَين الْمولى الْمَزْبُور وَبَين جوي زَاده.

وخلاصة ذَلِك الْخَبَر أنه لما فتح إحدى الْمدَارِس الثمان امتحن الْمولى محي الدّين الفناري، وَالْمولى القادري، وَالْمولى جوي زَاده، وَالْمولى إسرافيل زَاده، وَالْمولى إسحاق، وَوَقع الامتحان من كتب "الْهِدَايَة"، و"التلويح"، و "المواقف"، فطالعوا فِيهَا، وحرروا رسائل.

وَكَانَ الْمولى كَمَال باشا زَاده يومئذ مفتيا بدار السلطنة، وَقد كَانَ كتب قبل هَذَا كتابا فِي أصول الْفِقْه، وَسَماهُ "تَغْيِير التَّنْقِيح"، فاتفق أن لَهُ فِي

ص: 240

مَحل الامتحان من ذَلِك الْكتاب ردا على صَاحب "التَّنْقِيح"، فَلَمَّا وقف عَلَيْهِ الْمولى جوى زَاده نَقله فِي رسَالَته بِلَفْظ قيل، وأجاب عَنهُ، فَلَمَّا تمّ الامتحان وتقرر رُجْحَان الْمولى جوي زَاده سعى بعض أعدائه إلى الْمُفْتِي الْمَزْبُور بأنه كتب كلامك فِي رسَالَته بتَخْفِيف وتنقيص، فَغَضب الْمُفْتِي، وشكا إلى السُّلْطَان، فأمر بحبسه وتسلية الْمُفْتِي، فأرسل إليه من يتعرف ذَلِك، فَقَالَ الْمُفْتِي: لَا أتسلى بِدُونِ قَتله، فعزم السُّلْطَان على أن يقْتله فِي الْبَحْر، إلا أنه لم يُسَارع فِيهِ، لما أنه كَانَ يسمع فِي الْمولى جوي زَاده من الْفضل وَالتَّقوى.

ثمَّ أشار إلى بعض الرؤساء بَأن يسعوا فِي إزالة غضب الْمُفْتِي وإثاره، فسعى طَائِفَة من الْعلمَاء وَغَيرهم استشعفوا، وَتَضَرَّعُوا إليه، وغيروا الرسَالَة، وعرضوها عَلَيْهِ، وَقَالُوا: إن مَا ذكر كذب وافتراء عَلَيْهِ، فلما أحسوا مِنْهُ الْميل إلى الْعَفو أتوا بِهِ إليه، فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ باس نَعله، فَخرج من عِنْده، فَعَفَا عَنهُ السُّلْطَان، وَذهب إلى إحدى المدرستين المتجاورتين بـ "أدرنه"، وَحرم من الدُّخُول فِي الْمدَارِس الثمان.

ثمَّ قصد السُّلْطَان إلى الْمُفْتِي بالإحسان تَسْلِيَة للأمر السَّابِق وَجَزَاء للعفو الْمَذْكُور، فأرسل إليه من الْكتب والانية وَغَيرهَا، وَطلب مِنْهُ أن يعين عدَّة من طلبته للملازمة، فعين رحمه الله فَمِمَّنْ عين المرحوم الْوَالِد وَكَانَ عِنْده بمرتبة، ثمَّ درس المرحوم بمدرسة خَاص كوي بِعشْرين، ثمَّ مدرسة أمير الأمراء بـ "أدرنه" بِخَمْسَة عشْرين، ثمَّ سَاقه بعض الأمور إلى اخْتِيَار منصب الْقَضَاء، وَتَوَلَّى عدَّة مناصب، حَتَّى توفّي بقصبة جورلي، وَهُوَ مُسَافر إلى قَصَبَة "بوردين" بعد تَقْلِيد قَضَائِهِ بِمِائَة وَثَلَاثِينَ، وَدفن بالقصبة المزبورة، وَذَلِكَ فِي شهر رَجَب.

وَقد ولد رحمه الله سنة إحدى وَتِسْعمِائَة، وَقد قَرَأت عَلَيْهِ الصّرْف والنحو، ونبذا من علم الْفُرُوع، 6 وَأَنا فِي ذَلِك مكمل لأول الْعُقُول، وَكَانَ

ص: 241

رَحمَه الله حَدِيد الذِّهْن، صَاحب القريحة، صَحِيح العقيدة، بحاثا بِالْعلمِ مَعْرُوفا بِهِ بَين الأهالي.

وقد كتب تَفْسِيرا من الْمُعْتَبرَات بِخَطِّهِ، خُصُوصا مؤلفات أستاذه الْمولى ابْن كَمَال باشا زاده حَيْثُ كتب جَمِيع كتبه ورسائله، وعلق حَوَاشِي على بعض الْمَوَاضِع من شَرحه للفرائض، وعَلى بعض الْمَوَاضِع من "الإصلاح والإيضاح"، وَكَانَ لَهُ ليد الطُّولى فِي الْكَلَام والهيئة والحساب، وَكتب على بعض الْمَوَاضِع مِنْهَا كَلِمَات لَطِيفَة، وَكَانَ رحمه الله مَحْمُود السِّيرَة فِي قَضَائِهِ، عَامله الله بِلُطْفِهِ يَوْم جَزَائِهِ.

* * *

‌5440 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين، الشهير بجاك مصلح الدّين

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: كَانَ أصله من ولَايَة "منتشا"، وَكَانَ مشتغلا فِي أول عمره بالحياكة.

وَلما بلغ من عمره إلى أربعين سنة رغب فِي تَحْصِيل الْعلم، وقرأ على عُلَمَاء عصره.

ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة تيره، وَصَحب الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى مُحَمَّد الجمالي، وَالشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى أَمِيرا البُخَاريّ.

ثمَّ انْقَطع عَن التدريس، وَعين لَهُ كل يَوْم ثَلَاثُونَ درهما بطرِيق التقاعد، ورع أوقاته فِي الْعِبَادَات والتذكير والتدريس.

وَكَانَ يكْتب الْفَتْوَى، وَيَأْخُذ للكتابة أجرة.

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 271.

ص: 242

وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة أرْبَعْ وَثَلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة ببلدة "تيره"، وَكَانَ يحيى جَمِيع اللَّيَالِي، وَلَا ينَام إلا قَلِيلا، وَرُبمَا يغلب عَلَيْهِ الْحَال فِي الصَّلَاة، يشاهدها مِنْهُ الْحَاضِرُونَ، قدّس سرّه.

* * *

‌5441 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين، المشتهر بِدَاوُد زَاده

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: قرأ رحمه الله على أفاضل عصره وأماثل دهره.

مِنْهُم: الْمولى محي الدّين، الشهير بقطب الدّين زَاده، ثمَّ صَار ملازما من الْمولى خير الدّين معلم السُّلْطَان سُلَيْمَان، ثمَّ تولى مدرسة جنديك بـ "بروسه" بِخَمْسَة وَعشْرين، ثمَّ مدرسة سُلَيْمَان باشا بقصبة يكي شهر بِثَلَاثِينَ، ثمَّ بهَا ثَانِيًا بأربعين، ثمَّ مدرسة قَاسم باشا خَارج "قسطنطينية".

ثمَّ نقل عَنْهَا إلى مدرسة خانقاه، ثمَّ إلى مدرسة الخاصكية، ثمَّ إلى إحدى الْمدَارِس الثمان، ثمَّ إلى مدرسة سليم خَان، ثمَّ قلد قَضَاء "الْمَدِينَة المنورة".

يحْكى أنه لما دخل الْحرم اعْتِقْ مماليكه، واجتهد فِي أداء مَنَاسِك الْحَج، واهتم غَايَة الاهتمام، وَبعد قَلِيل انْتقل إلى جوَار ربه السَّمِيع، وَدفن بِالبَقِيعِ.

وَكَانَ المرحوم صَاحب أيد فِي الْعُلُوم، سهل القياد، صَحِيح الِاعْتِقَاد، ذَا همة علية، وسماحة جلية، يُرَاعِي مَعَ الإخوان الخلان الْحُقُوق السَّابِقَة إذا نزلت بائقة.

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 392.

ص: 243

وَبِالْجُمْلَةِ: كَانَ رحمه الله صَاحب عزم وحزم، إلا أن فِيهِ خصْلَة ابْن حزم، الَّذِي قَالَ فِي شأنه بعض أرباب الْبَيَان: لِسَان ابْن حزم وَسيف الْحجَّاج شقيقان، محا الله سيئاتهما، وضاعف حسناتهما، وَقد علّق رحمه الله فِي أثناء الدَّرْس حَوَاشِى على بعض الْمَوَاضِع من "شرح الْمِفْتَاح" للشريف الْجِرْجَانِيّ.

وَمِمَّنْ ألقى إليه الدَّهْر قيادة، فَتقدم على كثير من الأفاضل على خلاف.

* * *

‌5442 - الْمولى مصلح الدّين الشهير بكوجك بُسْتَان

*

ذكره صاحب "العقد المنظوم" في كتابه، وقال: نشأ رحمه الله بقصبة "بركي"، وَطلب الْعلم، وَدَار الْبِلَاد، واشتغل، واستفاد، حَتَّى انتظم فِي سلك أرباب الاستعداد، وَدخل مجَالِس الفحول، مِنْهُم: الْمولى محي الدّين المشتهر بالمعلول، وَصَارَ معيدا لدرس الْمولى عبد الرحمن فِي مدرسة زَوْجَة السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان.

ثمَّ درس بِالْمَدْرَسَةِ الخاتونية بـ "قسطنطينية" بِعشرْين، ثمَّ صَارَت وظيفته فِيهَا خمْسَة وعشرين، ثمَّ درس بمدرسة مُرَاد باشا فِي الْمَدِينَة المزبورة بِثَلَاثِينَ، وَقد قرأت عَلَيْهِ فِي تِلْكَ الْمدرسَة طرفا من "شرح الْمِفْتَاح" للشريف الْجِرْجَانِيّ، ثمَّ نقل عَنْهَا إلى الْمدرسَة الأفضلية بأربعين، ثمَّ درس بِالْمَدْرَسَةِ القلندرية بِخَمْسِينَ.

ثمَّ نقل إلى مدرسة زَوْجَة السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان، ثمَّ إلى إحدى الْمدَارِس الثمان، ثمَ إلى مدرسة مغنيسا، وفوض إليه الْفَتْوَى بِهَذِهِ النواحي،

* راجع: العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم 1: 398.

ص: 244

وَعين لَهُ كل يَوْم سَبْعُونَ درهما، ثمَّ زيد عَلَيْهَا عشرَة، ثمَّ عشرُون، فَصَارَت وظيفته فِي كل يَوْم مائَة مائَة، فاشتغل فِيهَا، وَأفَاد، وَأفْتى، وأجاد، حَتَّى أبلاه الدَّهْر، وأباد فِي أوائل ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين وَتِسْعمِائَة.

وَكَانَ المرحوم مشاركا في أَكثر الْعُلُوم، قوالا بِالْحَقِّ، متصلبا فِي دينه، مشتغلا بِمَا يهمه ويعنيه، ومجتهدا فِي إحراز الْعُلُوم النافعة غَايَة الِاجْتِهَاد، جزاه الله بمزيدا حسانه يَوْم التناد.

* * *

‌5443 - الْعَالم الْعامِل الْمولى مصلح الدّين الشهير بمعلم السُّلْطَان جهانكير

*

ذكره صاحب "العقد المنظوم" في كتابه، وقال: وَقد نشأ رحمه الله فِي الْقرْيَة الْقَرِيبَة "اكردير"، وشب على تَحْصِيل الْعلم، وشمر عَن سَاق الِاجْتِهَاد، حَتَّى تميز، وانتظم فِي سلك أرباب الاستعداد، وسلك فِي الطَّرِيقَة الْمُعْتَادَة، حَتَّى وصل إلى خدمَة الْمولى المشتهر بجوي زَاده.

ثمَّ وصل إلى خدمَة الْمولى عبد الواسع، فنال بِهِ مَا نَالَ، وَحصل عِنْده الآمال، فَلَمَّا صَار ملازما مِنْهُ قَلّدهُ الْمدرسَة، الَّتِي بناها بقصبة "ديمو رتوقه" بِعشْرين، ثمَّ زَاد فِي وظيفته، فَصَارَت خَمْسَة وَعشْرين، وَلما توفّي الْمولى الْمَزْبُور تقاعد فِي الْمدرسَة، وتشبث بذيل القناعة، واشتغل بتهذيب نَفسه بِقدر الِاسْتِطَاعَة.

وَلما مضى عَلَيْه بُرْهَة من الزَّمَان نصب معلما للسُّلْطَان جهانكير ابْن السُّلْطَان سُلَيْمَان، فدام على تَعْلِيمه إلى أن أخمد الدهر ناره، وَعفى

* راجع: العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم 1: 393، 394.

ص: 245

آثاره، وَعين لَهُ كل يَوْم خَمْسُونَ درهما على طَرِيق التقاعد، ثمَّ زيد عَلَيْهِ عشرُون، فدام عَلَيْهِ، حَتَّى ألم بِهِ ريب الْمنون، وَذَلِكَ فِي الْمحرم سنة سبع وَسبعين وَتِسْعمِائَة.

وَكَانَ رحمه الله عَالما عَاملا، وورعا دينا، سريع الْفَهم، قوى الذِّهْن، حسن الأخلاق، طيب الله ثراه، وَجعل الْجنَّة مثواه.

* * *

‌5444 - الشيخ الفاضل العلامة مصلح الدين، اللاري

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان أوحد أقرانه في العلوم العربية والمعارف الحكمية.

درّس، وأفاد مدّة طويلة.

أخذ عنه مرزا شاه حسين سلطان "السند" وطائفة من أهل العلم، وهو سافر إلى "مكّة المباركة" سنة ستين وتسعمائة، فلم يرجع عنها.

وله شرح بسيط على "شمائل الترمذي"، وتعليقات على "تفسير البيضاوي"، وشرح المنطق بالفارسي، ذكره النهاوندي في "المآثر".

* * *

‌5445 - الشيخ الفاضل الْمولى مصلح الدّين اللاري

* *

* راجع: نزهة الخواطر 4: 316.

* * راجع: العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم 1: 419 - 422.

ص: 246

ذكره صاحب "العقد المنظوم" في كتابه، وقال: ولد رحمه الله فِي "اللار"، وَهِي بالراء الْمُهْملَة مملكة بَين "الْهِنْد" و"الشيراز".

اشْتغل رحمه الله على مير غياث بن مير صدر الدّين المستغني بشهرته التَّامَّة عَن التوصيف والتبيين، وقرأ أيضا على مير كمال الدّين حُسَيْن تلميذ الْمولى الْمَعْرُوف لَدَى القاصي والداني جلال الْملَّة وَالدّين مُحَمَّد الدواني، ثمَّ ذهب إلى بِلَاد الْهِنْد، واقتحم شَدَائِد الأسفار، واتصل بالأمير همايون من أعاظم مُلُوك هَذِه الديار، وَحل عِنْده محلا رفيعا ومنزلا منيعا، وتلمذ مِنْهُ، ولقبه بالأستاذ، وعامله باللطف والرأفة، إلى أن أفناه الدَّهْر، وأباد، وَقَامَت الْفِتَن، والحوادث من بعده فِي تِلْكَ الْبِلَاد، فَخرج المرحوم عَنْهَا قَاصِدا إلى زِيَارَة بَيت الله الْحَرَام، وإقامة شَعَائِر شرائع الإسلام، فَلَمَّا تيَسّر لَهُ الْحَج، وَحصل لَهُ الرّوم رام الدُّخُول فِي بلاد الروم، فانتقل من بلد إلى بلد، وَمن مَدِينَة إلى مَدِينَة، حَتَّى وصل إلى "قسطنطينية"، فَاجْتمع بِمن فِيهَا من الأفاضل الفحول، وباحث مَعَهم فِي الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول.

وَلما اجْتمع بالمولى أبي السُّعُود اضمحل عِنْده، وَلم يظْهر لَهُ وجود، وَعين لَهُ كل يَوْم خَمْسُونَ درهما من بَيت المال، فَلم يجد فِيهَا مَا يرضيه من التَّوَجُّه والإقبال، فَلم يخْتَر الإقامة فِي هَذِه الْبَلدة البديعة، وَخرج إلى ديار بكر وَرَبِيعَة، فَلَمَّا وصل إلى "آمد"، وشاع لَهُ المحاسن والمحامد استدعاه أميره إسكندر باشا، وَصَاحبه، فَاسْتَحْسَنَه واعجبه، وَبَالغ فِي ثنائه وعطائه، وعينه معلما لنَفسِهِ وأبنائه، وَزَاد على وظيفته، وأبرم عَلَيْهِ الإقامة فِي الْبَلدة المسفورة.

ثمَّ قلد المدرسة الَّتِي بناها خسرو باشا فِي الْبَلدة المزبورة، وأرسل إليه المنشور من جَانب السُّلْطَان بَان يلْتَحق بزمرة الموَالِي، فَتعين كل نوبَة ثَلَاثَة من طلبته لملازمة الْبَاب العالى، فدام على الدَّرْس والإفادة، حَتَّى درسه الدَّهْر،

ص: 247

وأباده، وَذَلِكَ فِي شهر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين وَتِسْعمِائَة، وَقد أناف عمره على سِتِّينَ سنة.

كَانَ رحمه الله عَالما فَاضلا محققا كَامِلا، عُزَيْر الْفَهم، كثير الإحاطة، وَاسع الْمعرفَة، مشاركا فِي الْعُلُوم النقلية، صَاحب الْيَد الطُّولى فِي الْفُنُون الْعَقْلِيَّة، "شرح تَهْذِيب الْمنطق"، و"التذكرة من علم الْهَيْئَة"، ورسالة الْمولى فِي الْفَنّ الْمَزْبُور، وَكتب فِيهِ متْنا لطيفا، وعلق حَاشِيَة على "شرح الْهِدَايَة الْحكمِيَّة" للْقَاضِي مير حُسَيْن، و"حاشية على شرح الطوالع" للأصفهاني، و"حاشية على شرح الْمولى جلال" للتهذيب، وحاشية على بعض الْمَوَاضِع من "شرح المواقف" للشريف الْجِرْجَانِيّ، و"حاشية على تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ" إلى آخر الزهراوين، وَ"شرح شمائل النَّبِي" صلى الله عليه وسلم بالعربي والفارسي، وَجمع تَارِيخا كَبيرا على لِسَان فَارس من بَدْء الْعَالم، إلى زَمَانه، وَكتب على مَوَاضِع من "الْهِدَايَة"، ورسائل عديدة يطول ذكرهَا، وَقصد مُعَارضَة الْمُفتِي أبي السُّعُود فِي قصيدته الميمية، وكلف نَفسه مَا لَيْسَ فِي وَسعه، فَكَانَ فِي الآخر مصداق مَا قَالَه الشَّاعِر:

إذا لم تستطع أمرا فَدَعْهُ

وجاوزه إلى مَا تَسْتَطِيع

ولنذكر مِنْهَا مَا قدمه حَتَّى نريك أيْنَ يضع قدمه.

كَفاك ابتئاسا فِي هَوَاك ملام

وَقلت لمن شَاءَ السَّلَام سَلام

أسار أسير الْعِشْق صوب سَلامَة

أكان مَكَان العاشقين سَلام

وَمَا كنت وحدي بالمحبة هائما

فَذَاك كثير فِي الزَّمَان قُدَّام

لكم زمرة تاهت بتيه محبَّة

فكم هام فِي هَذَا الهيام هيام

وَمن قَالَ من ليلاي حرفا أسرني

وكل كَلَام غير ذَاك كَلَام

حمامة مني بلغيها تَحِيَّة

وإن جَاءَنِي بعد البعاد حمام

ص: 248

رماني زماني فِي مقاحم هجره

وَمن عين عَيْني الدُّمُوع سجام

وأقرح اجفاني واحرق مهجتي

بِمَا صب عَيْني واستفاد غرام

فَلَا عبراتى بالعيون لتنتهي

وَلَا زفراتي بالفراق تضام

فيا ليت شعري ارى روح وَصله

ويرتاح قلب قد حواه ضرام

ايبدو لالام الْفِرَاق مفرق

ويرجى لأسباب الْوِصَال ضمام

طويت طوامير الْوَفَاء مغاضبا

اليست عهود بَيْننَا وذمام

فآها لأزمان الْفِرَاق وطولها

فساعة يَوْم من فراقك عَام

فَلَو فِي الفلا أشكو فَلَا شكّ أنه

ليبكي على حَالي الفلا وأكام

وَكَانَ اشتهاري باصطباري لمحنة

وَلَكِن صبرا فِي نواك حرَام

لقدك قد قَامَت حُدُود رشاقة

وخدك حد الْحسن فِيهِ تَمام

وَصَاحب مِصْبَاح الصباحة مصبحا

فانت وشمس سيد وَغُلَام

وَقَالَ بعد أبيات:

وَفَارَقت أبناء الزَّمَان جَمِيعهم

وَمَا للبيب باللئام لؤام

وَلَا لطف فِي خل من الْخَيْر قد خلا

وَلَا نفع فِي سحب لَهُنَّ جهام

لَهُم فِي أداء المنجيات تكاسل

لَهُم فِي لُزُوم المهلكات لزام

وَلَيْسَ لإقبال الزَّمَان إدامة

وَلَيْسَ لإدبار الدهور مدام

فَكل نَهَار يحدث اللَّيْل بعده

وَلَا ليل إلا من قَفاهُ عيام

فَلَا تَكُ مَسْرُورا وَلَا متحزنا

أتاك نَهَار أوْ عرَاك ظلام

كبو قلمون فِي التلون دَهْرنَا

وَلَيْسَ لما أبدى الزَّمَان دوَام

تعاقيب حالات الأنام كَمَا ترى

دَلِيل على هَذَا الْكَلَام تَمام

سرُور وأحزان شباب وَشَيْبَة

غنى واحتياج صِحَة وسقام

حَيَاة وَمَوْت لَذَّة وتألم

وعسر وَيسر محنة وحمام

ألا إنما الدُّنْيَا كأحلام نَائِم

فَعَن ذَاك إيقاظ الأنام نيام

ص: 249

وطوفان نوح قد نجا مِنْهُ فرقة

وَلَكِنْ طوفانْ الْمنية عَام

فَمَا قاومت موتا صلابة رستم

وَقد زَالَ حام بالزوال وسام

وَأَيْنَ مُلُوك قد بنوا فِي بِلَادهمْ

كَانَ لديهم مَا يكَاد يرام

بِسَاحَتِهِمْ للنَّاس كَانَ تزاحم

وفيهَا صُدُور ركع وَقيام

صناجقهم طاحت وبادت جنودهم

مناجقهم قد بددت وسهام

وَأَيْنَ بَنو مَرْوَان أيْنَ بِلَادهمْ

وأين وليد وَأَيْنَ رَاح هِشَام

مضى آل عَبَّاس وَلم يبْق بأسهم

وَلم يبْق مِنْهُم عدَّة وعرام

فيا راسخا فِي غمرة الْجَهْل والهوى

سيلقاك فِي هَذَا الرسوخ ندام

عَلَيْك بهرب ثمَّ رهب من الْهوى

هوى وهوي فِي الْجَحِيم تؤأم

عجبت لمن اضحى من الزاد خاليا

ألْيَسْ لَهُ نَحْو الْمعَاد رغام

فتب خَالِصا من كل إثم فإنه

يصير مصير الآثمين أثام

* * *

‌5446 - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين الطَّوِيل

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: كَانَ أصله من كرة النّحاس من ولَايَة "قسطموني"، اشْتغل أولا بِالْعلمِ الشريف، وَكَانَ مشتهرا بالْفَضْلِ مَقْبُولًا عند علماء عصره.

ثمَّ حصل لَهُ محبَّة التصوف، وَدَار على مَشَايِخ عصره، وَاسْتقر عِنْد الشَّيْخ الإلهي، وداوم خدمته إلى أن مَاتَ، وَحصل عِنْده طَريقَة التصوف، وَبلغ الْكَمَال الْأَقْصَى، وَكَانَ مُنْقَطِعًا من النَّاس مُجَردا عَن أَحْوَال الدُّنْيَا، غير مبال بعادات النَّاس، وَيرى فِي ظَاهره آثَار الهيبة والجلال، وَهُوَ عِنْد الصُّحْبَة

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 217.

ص: 250

باللطف وَالْجمال، ورأيته فِي زمن الصِّبَا، وَحصل لي مِنْهُ هَيْبَة عَظِيمَة، وَهَذِه الهيبة فِي قلبي إلى الآن.

وَكتب رِسَالَة فِي زمن السُّلْطَان بايزيد خان، وأرسلها إليه يذكر فِيهَا نبذا من أَحْوَال الْعَرْش والكرسي، وَذكر فِي آخرهَا أنه إذا وَقع الظُّلم فِي نَاحيَة من النواحي يرى صلحاء تِلْكَ النواحي رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام حَزينًا وصلحاء كرة النّحاس رأوا رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم مَحْزُونا فتتبعنا، فَوَجَدنَا فِي تِلْكَ النَّاحِيَة ظلما عَظِيما، وَوصف ذَلِك الظُّلم، فَرفع السُّلْطَان بايزيد خان ذَلِك الظُّلم عَن أهل تِلْكَ النواحي.

وَحكى بعض من الْعلمَاء أنه قَالَ: ذهبت إلى خدمته مرّة، وَقلت: أردْت أن أترك هَذَا الطَّرِيق.

قَالَ أَي طَرِيق هُوَ؟

قلت: الْعلم.

قَالَ: هَل وجدت طَرِيقا أحسن مِنْهُ، قَالَ: فَسكت.

ثمَّ قَالَ للحاضرين: هَل فِيكُم من يعرف سِنَان جلبي الكرميائي؟

قَالُوا: نعم نعرفه.

قَالَ: كَيفَ تعرفونه؟

قَالُوا: هُوَ قَاض من أهل الْفضل.

قَالَ: إنه أكمل طَريقَة التصوّف، وَلَيْسَ فِيكُم من يعرف حَاله، هَذَا وَالَّذِي لَهُ همة عالية يكمل الطَّرِيقَة قَاضِيا ومدرسا، وَلَا يشْعر بِهِ أُحْدُ، وَمن لَيْسَ لَهُ همة عالية تشوقه النَّفس إلى ترك طَرِيق الْعلم، وَلَا يَتَيَسَّر لَهُ ذَلِك، وَيحرم عَن الطَّرِيق.

ص: 251

وَمن جملَة أحواله: أنه فرش حَصِيرا فِي مَوضِع قريب من قبر الشَّيْخ تَاج الدّين بِمَدِينَة "بروسه"، وَقَرَأَ على ذَلِك الْحَصِير كل غدْوَة سُورَة يس إلى أربعين يَوْمًا، وَلما أتم الأربعين مَاتَ، وَدفن فِي مَوضِع ذَلِك الْحَصِير قدّس سرّه.

* * *

‌باب من اسمه مطرّف، مطهّر، المظفّر

‌5447 - الشيخ الفاضل مطرَّف بن أيوب اليزدي

*

* * *

‌5448 - الشيخ الفاضل المطهَّر بن الحسن بن سعيد بن على بن بُندار اليزدي

* *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1670.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2513، نقلا عن الجواهر.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1671.

ترجمته في تاج التراجم 77، وكتائب أعلام الأخيار برقم 375، والطبقات السنية برقم 2514، وكشف الظنون 1: 562، 563، 2: 1632، =

ص: 252

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: له "شرح القدوري"، سماه "اللباب".

رأيته في مجلّدين، كنيته أبو سعد جلال الدين

(1)

، ويلقَّب بجلال الدين القاضى شيخ الإسلام.

وتقدّم أخوه أسعد في بابه

(2)

.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(215): ذكر السيوطي في "حسن المحاضرة" الحسين بن أحمد بن الحسين بن سعيد بن علي بن بندار الإمام أبو الفضل الهمداني اليزدي، كان تحت يده في بلاده اثنا عشر مدرسة، فيها من الطلبة ألف ومائتان، قدم إلى "قوص"، فمات بها سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، وحمل إلى "مصر" ميتا. انتهى.

* * *

‌5449 - الشيخ الفاضل المطهَّر بن سليمان بن محمد، أبو بكر

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال الخطيب: كان عالما بالفرائض، ينتحل مذهب أهل "العراق" في الفقه.

= 1980، والفوائد البهية 215، وفي النسخ "المطهر بن الحسين"، وفوق "الحسين" في الأصل تصويبها، بـ "الحسن"، وهو الصواب.

(1)

أي ولقبه جلال الدين.

(2)

ترجمته في الجواهر برقم 310.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1672.

ترجمته في تاريخ بغداد 13: 220، والطبقات السنية برقم 2515.

ص: 253

مات يوم الخميس، الثالث عشر من ربيع الآخر، سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. [وقيل: أربع]

(1)

.

حدّث عن أبيه سليمان بن محمد، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي في آخرين. وروى عنه أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقَّاش، وأبو نُعيم أحمد بن عبد الله الحافظان في "معجميهما"، وذكره ابن النجَّار.

وقال: كان من فقهاء أصحاب أبي حنيفة، رحمهم الله تعالى.

وله معرفة بالفرائض.

* * *

‌5450 - الشيخ الفاضل مولانا مطيع الرحمن بن المنشي غلام مصطفى الكُمِلائي

*

ولد سنة 1315 هـ في قرية "تِيرْكَانْدَا" من مضافات "سَرَائيل" من أعمال "كملا".

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالجامعة اليونسية برهمن باريه، قرأ فيها إلى "شرح الوقاية"، و"نور الأنوار" وغيرهما من الكتب الدراسية.

ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها عدة سنين، حتى أتم الدراسة العليا فيها.

من شيوخه فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وأستاذ العلماء العلامة رسول خان الهزاروي، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة إعزاز علي الأمروهوي، والعلامة سميع الحق، وغيرهم، رحمهم الله تعالى.

(1)

ليس في تاريخ بغداد.

* راجع: مشايخ برهمن باريه ص 76 - 80.

ص: 254

بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، والتحق مدرسا بالجامعة اليونسية، وبعد مدة عين عميدا لشؤون التعليم، وأقام على هذا المنصب الجليل 65 سنة.

توفي يوم الأربعاء يوم عيد الأضحى عاشر ذى الحجة سنة 1413 هـ.

* * *

‌5451 - الشيخ الفاضل المظفَّر بن إبراهيم الجرجاني، أبو مسعود

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال أبو الحسن الباخرزي في "دمية القصر": إمام مقدّم في فقه أبي حنيفة، وصدر في الأدب

(1)

، [وبحر في العلوم غزير.

لقي الصاحب ابن عبَّاد في أيام عبد السيّد أبي طالب الهروي، ثم توجَّه إلى بلده، فأدركه القضاء في جوف البحر]

(2)

، قال: ومما بلغني من شعره

(3)

:

* راجع: الجواهر المضية برقم 1673.

ترجمته في دمية القصر 2: 47 - 51، والطبقات السنية برقم 2516.

(1)

في بعض النسخ "الآداب"، والمثبت في بعضها، والدمية.

(2)

عبارة الدمية: "وبحر في سائر العلوم غزير، لقي الصاحب واختص بخدمته، ثم أقام عند السيّد أبي طالب الهاورني -وفي نسخة الهروي- مدة بجيلان، يدعو إليه، ثم انكفأ عنه إلى بلده، فأدركه القضاء، وهو في جوف البحر".

(3)

الأبيات في دمية القصر 2: 49، والطبقات السنية.

ص: 255

أسحر بأجفانه أم خُمار

ومسك بعارضه أم عِذار

غزال بخدّيه ورد الحيا

وظلّ الجمال عليه نثار

(1)

فمن ريقه يتعاطى الرحيق

ومن خدّه يجتنى الجُلَّنار.

* * *

‌5452 - الشيخ الفاضل مظفَّر بن رضوان بن أبي الفضل، القاضي، المنبِجي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: درّس بـ "دمشق"، وناب في الحكم، وفيه فضل وفقه وسكون.

وأجاز للبرزالي

(2)

.

ومات بـ "دمشق" في ذي القعدة سنة خمس وسبعين وستمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5453 - الشيخ الفاضل المظفَّر بن المبارك بن أحمد بن محمد

،

(1)

في دمية القصر "ورد الجني".

* راجع: الجواهر المضية برقم 1674.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2517، نقلا عن الجواهر.

(2)

في بعض النسخ "البرزالي".

ص: 256

أبو الكرم، القاضي، البغدادي تقدّم ذكر والده المبارك

(1)

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ولد سنة ستّ وأربعين وخمسمائة.

تفقّه على والده، ووالده عُرف بحرَّكَها.

سمع من أبي الوقت عبد الأول، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد، وغيرهما.

ذكره الحافظ زكيّ الدين

(2)

في "التكملة"، وقال: درّس الفقه بمشهد أبي حنيفة وغيره، وولي القضاء والحِسْبة بـ "بغداد"، وحدّث.

قال: ووالده

(3)

[كان] عارفا بمذهب أبي حنيفة رضي الله عنه ودرّسه سنين.

وله شعر

(4)

:

لئن بعدت دار وشطَّت منازل

وطالت عهود بيننا ودهور

لقد بقيت في القلب منك بقية

ويسأل عنها منكر ونكير

(5)

.

* * *

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 1599.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1675.

ترجمته في التكملة 5: 180، 181، والبداية والنهاية 13: 104، 105، والطبقات السنية برقم 2518.

(2)

في بعض النسخ "ركن الدين" تحريف.

(3)

تكملة يتم بها السياق.

(4)

البيتان في الطبقات السنية، ولم يردا في التكملة.

(5)

في بعض النسخ من الطبقات السنية "يسائل عنها".

ص: 257

‌5454 - السلطان الفاضل العادل المحدّث الفقيه مظفّر بن محمود بن محمد بن أحمد ابن محمد بن المظفر، الكجراتي، أبو النصر شمس الدين مظفر شاه الحليم، صاحب الرياستين

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: ولد يوم الخميس لعشر بقين من شوّال، سنة خمس وسبعين وثمانمائة بأرض "كجرات"، ونشأ في مهد السلطة، ورضع من لبان العلم، وترعرع، وتنبَّل في أيام أبيه.

وقرأ على مجد الدين محمد بن محمد الإيجي العلامة، وعلى غيره من العلماء.

وأخذ الحديث عنه، وعن الشيخ المحدّث جمال الدين محمد بن عمر ابن المبارك الحميري الحضرمي، الشهير ببحرق، وتدرّب في الفنون الحربية، حتى فاق أسلافه في العلم والأدب، وفي كثير من الفعال الحميدة.

وقام بالملك بعد والده يوم الثلاثاء، ثالث شهر رمضان، سنة سبع عشرة وتسعمائة، من الهجرة.

وافتتح أمره بالعدل والسخاء والنجدة والجهاد وسدّ الثغور وإكرام العلماء.

وكان غاية في التقوى والعزيمة والعفو والتسامح عن الناس، ولذلك لقّبوه بالسلطان الحليم.

وكان جيّد القريحة، سليم الطبع، حسن المحاضرة، عارفا بالموسيقي، مشاركا في أكثر العلوم والفنون، ماهرا في الفنون الحربية، من الرمي

* راجع: نزهة الخواطر 4: 316 - 325.

ص: 258

والضرب بالسيف، والطعن بالرماح، والفروسية، والمصارعة، خطَّاطا، جيّد الخطّ.

كان يكتب النسخ، والثلث، والرقاع بكمال الجودة، وكان يكتب القرآن الحكيم بيده، ثم يبعثه إلى الحرمين الشريفين، وحفظ القرآن في حياة والده في أيام الشباب.

وكان يقتفي آثار السنة السنيّة في كلّ قول وفعل، ويعمل بنصوص الأحاديث النبوية، وكثيرا ما يذكر الموت، ويبكي، ويكرم العلماء، ويبالغ في تعظيمهم، كان لا يحسن الظنّ بمشايخ عصره في بداية حاله، ثم مال إليهم.

ولم يزل يحافظ على الوضوء ويصلّي بالجماعة، ويصوم رمضان، ولم يقرب الخمر قط، ولم يقع في عرض أحد.

وكان يعفو، ويسامح عن الخطَّائين، ويجتنب الإسراف والتبذير، وبذل الأموال الطائلة على غير أهلها.

وكان كثير التفحّص عن أخبار الناس، عظيم التجسّس عن أخبار الممالك، وربما يغير زيّه ولباسه، ويخرج من قصره آناء الليل والنهار، ويطلع على الأخبار، ويستكشف الأسرار.

قال الآصفي: إنه وَصَل إليه يوما من القاضي بـ "جانبانير" رسول الطلب، وقد تظلم منه من يتجر في الخيل، فكما بلغه، وعلى ما كان عليه في حال الخلوة أجاب الرسول، وخرج ماشيا إلى مجلس القاضي، وجلس مع خصمه بين يديه، وادّعى التاجر عليه أنه لم يصله ثمن أفراسه، وثبت ذلك، وأبى التاجر أن يقوم من مجلسه قبل أداء الثمن، وحكم القاضي به، فمَكَث السلطان مع خصمه إلى أن قبض التاجر الثمن.

وكان القاضي لما حضر السلطان المحكمة، وسلّم عليه لم يتحرّك من مجلسه، وما كفاه ذلك، حتى أنه أمره أن لا يترفّع على خصمه، ويجلس معه،

ص: 259

والسلطان لا يخرج عن حكمه، ولما قبض التاجر الثمن وسأله القاضي هل بقيت لك دعوى عليه، وقال: لا، عند ذلك قام القاضي من مجلسه، وسلّم على سلطانه على عادته فيه، ونكّس رأسه فيما يعتذر به، فقام السلطان من مجلسه مع الخصم، وأخذ بيد القاضي، وأجلسه في مجلس حكمه كما كان، وجلس إلى جنبه، وشكره على عدم مداهنته في الحق، حتى أنه قال: لو عدلت عن سيرتك هذه رعاية لي لانتصفت للعدالة منك، وأنزلتك منزلة أحاد الناس، لئلا يأتسي بك بعدك غيرك، فجزاك الله عني خيرا بوقوفك مع الحق، فمثلك يكون قاضيا، فأثنى عليه القاضي، وقال: ومثلك يكون سلطانا.

قال الآصفي: ومن برّه المستفيض لأهل الحرمين الشريفين: أنه نجر مركبا وشحنه بالقماش المثمن، وأرسله إلى بندر "الحجاز""جدّة"، وجعله وما فيه صلة لهم، وله بـ "مكة المشرفة" رباط يشتمل على مدرسة وسبيل وعمارة وغيرها، وعين وقفا يتجهّز محصوله إلى "مكة" في كلّ موسم للمدرسين بمدرسته والطلبة وسكنة الخلاوى وخدم السبيل، وما في معناه، ويتجهز سواه لأهل الحرمين، وكان ذلك مستمرا في أيامه.

ومن مآثرة الحسشة بالحرمين: مصحفان بخطّه المنسوب، كتبهما بقلم الثلث المحرّر بماء الذهب، وإمام الحنيفة مخصوص بالقراءة فيهما، وربعتان، وأيضا بخطّه كذلك، وللمصحفين والربعتين وقف مخصوص، يتجهز كلّ عام إلى الحرمين الشريفين لقارئ المصحف، وقراء الأجزاء، وشيخ الربعة، ومفرقها، والحافظ لها، والداعي له عند الختم والسقاء في الوقت والنقيب والفراش.

وقد رأيت ذلك، وكان مستمرا إلى شهادة السلطان محمود.

ومن نوادر أفعاله: أنه لما تغلب مندلي رأي على بلاد "مالوه" ضيق على المسلمين، وخرج محمود شاه الخلجي صاحب "مالوه" من بلاده، هاربا

ص: 260

عنه إلى "كجرات" نهض الساطان مظفَّر الحليم من بلاده إلى "مالوه" سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة بعساكره، فوصل إلى "دهار"، ثم إلى "مندو"، ونزل على القلعة، وشرع في المحاصرة، وأما مندلي رأي فإنه لما بلغه نزول السطان بـ "ديوله" قال لأصحابه: قرب منا المظفَّر، ولا سبيل إلى الحرب إلا إذا حضر رانا سانكا صاحب "جتور" فاكفوني أنتم القلعة، وأنا أسير إليه، وأصل به، وعلى هذا، ودععهم، وعزم لطلبه.

فلما نزل السلطان على القلعة خرج يوما فوج فيه نخبة من رجال القلعة، على أن يفتكوا بالمسلمين، وكانوا حذرين، فشدّوا عليهم، وقتلوا منهم كثيرا، وهرب الباقون، تركوا السيف، واعتمدوا الخديعة، فطلبوا الأمان لتسليم القلعة، وترددوا فيه أياما، ثم سألوا الأمان لأموالهم، فلما أجيبوا طلبوا المهلة لجمعة، ثم سألوا التباعد عن القلعة، ليأمنوا في الخروج، ولما فعل ذلك بلغه وصول رانا سانكا إلى "أجين".

فغضب السلطان، وركب إلى ربوة مرتفعة هناك، وجلس عليها، وأما الأمراء فكلّ منهم في سلاحه الكامل في ظل علمه واقف تحت الربوة، فطلب من بينهم عادل خان الفاروقي، صاحب "برهانبور"، وقلّده إمارة العسكر المجهّز لحرب صاحب "جتور"، وخلع عليه، وقلده سيفا، وحياضة، ومجنا وتسعة من الخيل وحلقة من الأفيال، وأوصاه، وودعه.

وكذلك طلب فتح خان صاحب "رادهن بور" وأعطاه مثله، وكذلك طلب قوام خان، ثم أوصاهما بعادل خان، ودعهما، ثم استدعى عسكر هؤلاء ووعدهم جميلا، وخص وجوه العسكر بالأقبية، وأمر بسائرهم بالتنبل على عادة "الهند" في الرخصة لهم، ونهض إلى منزله الأول، وجد في أسباب الفتح، ودخل القلعة عنوة في ثاني يوم نزوله، وعمل السيف فيهم، وكان آخر أمره أنهم دخلوا مساكنهم، وغلقوا الأبواب، وأشعلوها نارا، فاحترقوا وأهليهم، والسلطان تحت المظلة، وهكذا محمود وهما يسيران رويدا رويدا، والدماء تسيل

ص: 261

كالعين الجارية في سكك القلعة من كل جانب إلى مخارج الماء منها، وبلغ عدد القتلى من الكفرة تسعة عشر ألفا سوى من غلق بابه، واحترق، وسوى أتباعهم، فلما وصل السلطان إلى دار سلطنة الخلجي التفت إليه، وهنّأه بالفتح، وبارك له في الملك، وأشار بيده المباركة إلى الباب، وقال له:{بِسْمِ اللَّهِ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} ، وعطف عنانه خارجا من القلعة إلى القباب، ودخل الخلجي منزله، واجتمع بأولاده وأهله، وسجد شكرا لله سبحانه.

فلما بلغ مندلي رأي شهق شهقة، وغشي عليه، وسمع رأنا سانكا بعادل خان، وقد قرب من "أجين"، فاضطرب، وقال لمندلي رأي: ما هذه الشهقة؟ قد قضي الأمر، فإن عزمت على أن تلحق بأصحابك، فها عادل خان يسمع نفيره، وإلا فأدرك نفسك، ثم أمر به، فحمل على فيل، وخرج من "أجين" إلى "جهاته" خائبا سعيه.

وتبعه عادل خان إلى "ديبالبور"، وتوقف بها، حتى جاءه الطلب، ثم إن الخلجي تفقد ذخائره، وهيّأ الضيافة، ونزل إلى مظفر شاه السلطان، وسأله التشريف بالطلوع، فأجابه، فلما فرغ من الضيافة دخل به العمارات، التي من آثار أبيه وجدّه، فأعجب بها، وترحم عليهم، ثم جلسا في جانب منه، وشكره الخلجي، وقال: الحمد لله الذي بهمتك رأيت بعيني ما كنت أتمناه بأعدائي، ولم يبق لي الآن أرب في شيء من الدنيا، والسلطان أولى بالملك مني، وما كان لي فهو له، فأسالك قبول ذلك، وللسلطان أن يقيم به من شاء، فالتفت السلطان إليه، وقال له: أول خطوة خطوتها إلى هذه الجهة كانت لله تعالى، والثانية كانت لنصرتك وقد نلتها، فالله يبارك لك فيه، ويعينك عليه.

فقال الخلجي: خلا الملك من الرجال فأخشى ضياعه، فأجابه مظفّر شاه المظفر الحليم، وقال له: أما هذا فمقبول، سيكون آصف خان

ص: 262

معك باثني عشر ألف فارس، إلى أن يجتمع رجالك، فطلب الخلجي أن يكون عنده ولده تاج خان، وألح عليه، فأجاب إلى ذلك، ووعده بالنصر في سائر الأوقات، وقال لآصف خان: ما لك ولأصحابك كافة من الجراية والولاية عندي، فهى على حالها، إلى أن ترجعوا إلى منازلكم، وما يعطيكم الخلجي فهو مضاف إليه التوسع في الوقت، وأمر الخلجي بخزانة، ثم ودعه، ونزل.

وقيل: إن مظفر شاه لما فتح القلعة، ودخلها سأله أركان سلطنته أن يستأثر بها، فالتفت إلى الخلجي، وودعه للنزول، وقال: له احفظ باب القلعة برجال لا يدعوا أحدا يدخلها بعد نزولي، حتى من ينتسب إليَّ، فالتمس الخلجي أن يمكث أياما، فأبى ونزل، ثم بعد ثلاث أضافه الخلجي، ودار به في العمائر التي ما مثلها يذكر في "الهند"، وانتهى إلى عمارة بابها مغلق، فاستفتحه، ودخل إلى حجر هناك، فأمر الطواشية بفتحها، واستدعاء من فيها، فإذا بنساء برزن في حلى وحلل، قلّ أن رأت العين مثلهن، وبأيديهن أصناف الجواهر، وما منهن إلا من سلّمت، ونثرت ما بأيديها على قدم السلطان، فلما رأى

أشار بأن يحتجبن لعدم حلية النظر إلى الأجنبية.

فقال الخلجي: كلّهن ملكي، وأنا مالك، والعبد وما ملك لمولاه، فدعا له، وعاد إلى قبابه.

وبالجملة فلما نهض للمسير راجعا نزل الخلجي، ومعه تاج خان، وآصف خان وشيعه إلى جدّه، وسأله الدعاء، ورجع، ورخص السلطان لعادل خان، فرجع إلى "برهانبور"، ووصل السلطان بالفتح والدعاء إلى "جانبانير"، وكان يوم دخوله مشهودا، كثر فيه الدعاء له من سائر عباد الله تعالى.

ص: 263

وكان فتح "مندو" في ثاني عشر من صفر سنة أربع وعشرين وتسعمائة.

ولبعض الشعراء في تاريخه:

مظفّر شاه سلطان جهانكير

أساس شرع ودين أز نو نهادي

كرفته قلعة مندو بشش روز

طلسم اينجنين محكم كشادي

هيمن بس بهر تاريخش كه كويم

كرفته ملك مندو باز دادي

وفيه:

مظفّر شاه سلطان جهانكير آنكه تيغ أو

بناى كفر را ويران ودين وشرع را نو كرد.

جو از بخت همايون كرد فتح قلعة مندو

بود تاريخ سال آن بهايون فتح مندو كرد.

وقال بعضهم في تاريخه: "قد فتح المندو سلطاننا"، وهذا من نوادر الوقائع، لا يذكر مثله لأحد من ملوك "الهند" وسلاطينها، بل سلاطين غيرها من البلاد.

وأعجب من ذلك أن هذا الخلجي وأسلافه كانوا من أعداء دولتهم، فإن جدّه محمود شاه الخلجي الكبير كان -سامحه الله- يصول عليهم مرة بعد أخرى، وفي كلّ مرة يخسر ويخيب في أمله، وأبوه غياث الدين الخلجي خرج إلى "كجرات" لنصرة كفّار الهنود على محمود شاه الكجراتي الكبير، وكذلك جدّه في أيام محمد شاه الكجراتي، سامحهما الله تعالى، ولله درُّ من قال:

هيهات أن يأتي الزمان بمثله

إن الزمان بمثله لبخيل.

قال الآصفي: وفي سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة خرج السلطان إلى مصلى العيد للاستسقاء، وتصدق، وتفقّد ذوي الحاجة على طبقاتهم، وسألهم الدعاء، ثم تقدّم للصلاة، وكان آخر ما دعا به، كما

ص: 264

يقال: اللهم إني عبدك، ولا أملك لنفسي شيئا، فإن تك ذنوبي حبست القطر عن خلقك فها ناصيتي بيدك، فأغثنا يا أرحم الراحمين، قال: هذا، ووضع جبهته على الأرض، واستمرّ ساجدا يكرّر قوله: يا أرحم الراحمين، فما رفع رأسه إلا وهاجت ريح، ونشأت بحرية ببرق، ورعد، ومطر، ثم سجد لله شكرا، ورجع من صلاته بدعاء الخلق له، وهو يتصدّق، وينفح بالمال يمينا وشمالا.

وبعد الاستسقاء بقليل اعتراه الكسل، ثم ضعف المعدة، ومنه شكى ضعف الجسد، وفي خلال ذلك عقد مجلسا حفلا بسادة الأمة ومشايخ الدين وصوفية اليقين، واجتمع بهم، وتذاكروا فيما يصلح بلاغا للآخرة إلى أن تسلسل الحديث في رحمة الله سبحانه، وما اقتضاه منه وإحسانه، فأخذ يشرح ما من الله عليه من حسنة ونعمة، ويعترف بعجز شكرها إلى أن قال: وما من حديث رويته عن أستاذي المسند العالي مجد الدين بروايته، له عن مشايخه إلا وأحفظه وأسنده وأعرف لراويه نسبته وثقته وأوائل حاله إلى وفاته، وما من آية، إلا ومن الله عليَّ بحفظها، وفهم تأويلها، وأسباب نزولها، وعلم قراءتها.

وأما الفقه، فاستحضر منه ما أرجو به مفهوم "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"، ولي مدة أشهر أصرف وقتي باستعمال ما عليه الصوفية، وأشتغل بما سنه المشايخ لتزكية الأنفاس عملا بما قيل:"من تشبه بقوم فهو منهم"، وها أنا أطمع في شمول بركاتهم متعلّلا بعسى ولعل، وكنت شرعت بقراءة "معالم التنزيل"، وقد قاربت إتمامه، إلا أني أرجو أن أختمه في الجنة، إن شاء الله تعالى، فلا تنسوني من صالح دعاءكم، فإني أجد أعضائي فقدت قواها، وليس إلا رحمة الله سبحانه دواها، فدعا له الحاضرون بالبركة في العمر.

ص: 265

قال: وفي سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة على خروجه من "جانبانير" ظهرت منه مخائل المستودع بفراق الأبد لها ولأهلها، وأكثر من أعمال البر فيها، وفي طريقه إلى "أحمد آباد".

ولما نزل بها كان يكثر من التردّد إلى المزارات المتبركة، ويكثر من الخير بها، وكان له حسن الظنّ بالعلامة خرم خان، فقال له يوما: نظرت فيما أوثر به أولي الاستحقاق من الإنفاق، فإذا أنا بين إفراط في صرف بيت المال وتفريط في منع أهله، فلم أدر إذا سئلت عنهما بما أجيب.

وفي آخر أيامه، وكان يوم الجمعة، قام إلى المحل، واضطجع إلى أن زالت الشمس، فاستدعى بالماء، وتوضأ، وصلى ركعتي الوضوء وقام من مصلاه إلى بيت الحرم، واجتمعت النسوة عليه آئسات باكيات، يندبن أنفسهن حزنا على فراق، لا اجتماع بعده، فأمرهن بالصبر المؤذن بالأجر، وفرق عليهن مالا، ثم ودعهن، واستودعهن الله سبحانه، وخرج، وجلس ساعة.

ثم استدنى منه راجه محمد حسين المخاطب بأشجع الملك، وقال له: قد رفع الله قدرك بالعلم، وله وهي آخر خدمتك لي أريدك تحضر وفاتي، وتقرأ عليَّ سورة ياسين، وتغسلني بيدك، وتسامحني فيه، فامتن بما أهله به وفداه ودعا له، ثم وقد سمع أذانا قال: أهو في الوقت، فأجاب أسد الملك، هذا أذان لاستعداد صلاة الجمعة، ويكون في العادة قبل الوقت، فقال: أما صلاة الظهر فأصلّيها عندكم، وأما صلاة العصر فعند ربى في الجنة، إن شاء الله تعالى، ثم أذن للحاضرين في صلاة الجمعة، واستدعى مصلاه، وصلى، ودعا الله سبحانه بوجه مقبل عليه، وقلب منيب إليه، دعاء من هو مفارق للقصر مشرف على القبر.

ثم كان آخر دعائه: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي

ص: 266

مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}، وقام من مصلاه، وهو يقول: أستودعك الله، واضطجع على سريره، وهو مجتمع الحواس، ووجهه يلتفت إلى القبلة، وقال: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وفاضت نفسه، والخطيب على المنبر يدعو له، وفي ذلك عبرة لمن ألقى السمع، وهو شهيد، وكان ذلك في ثاني جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة، وحمل تابوته إلى "سركهيج"، ودفن عند والده، طيّب الله ثراه.

ويحسن الاستشهاد هنا بما رثى به العماد الكاتب سلطانه الملك العادل نور الدين الشهيد، رحمه الله:

يا ملكا أيامه، لم تزل

لفضله فاضلة فاخرة

ملكت دنياك، وخلفتها

وسرت حتى تملك الآخرة.

* * *

‌5455 - الشيخ الفاضل المظفَّر بن منصور، الطوسي، الخيني، أبو الفضل

*

* راجع: الجواهر المضية برقم 1676.

ترجمته في الأنساب 5: 235، 236، واللباب 1: 401، ومعجم البلدان 2: 512، والطبقات السنية برقم 2519.

"وهكذا ضبط المصنف الخيني بكسر الخاء، في الأنساب آخر الكتاب، وقال: هكذا رأيت بخطّي في النسخة التى كتبتها من السمعاني بكسر الخاء، ورأيت في نسخة قابلها النواوي على أصل المصنّف، بفتح الخاء".

والخاء مفتوحة فيما بين أيدينا من اللباب، ومكسورة فيما بين أيدينا من الأنساب.

ص: 267

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه بـ "سمرقند".

وكان إماما، فقيها، فاضلا، أديبا، شاعرا.

سمع كتب محمد بن نصر المروزي من أبي يحيى محمد بن إبراهيم.

وخرج من "سمرقند" بعد الثلاثمائة، وأقام بـ "جرجان"، وتولى قضاء "أبسكون"

(1)

، وأوقاف

(2)

"إستراباذ"، وخرج

(3)

بها إلى جبال "طبرستان"، فمات بها.

قال أبو سعد الإدريسي: كتبنا عنه، وكتب عنا

(4)

.

* * *

‌5456 - الشيخ الصالح أبو المظفّر النقشبندي البرهانبوري، أحد المشايخ المشهورين

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: أخذ الطريقة عن الشيخ محمد معصوم بن الشيخ أحمد العمري السرهندي، ولازمه مدّة من الزمان، حتى بلغ رتبة المشيخة، رخّصه الشيخ إلى "برهان بور"، فسكن بها، وحصل له القبول العظيم.

(1)

في النسخ "السكون"، والصواب في الأنساب، وأبسكون مدينة على ساحل بحر طبرستان، ورويت بألف بعد الهمزة. معجم البلدان 1: 55، 91.

(2)

في بعض النسخ "وأرصاف"، والصواب في الأنساب.

(3)

في بعض النسخ "بها".

(4)

في الأنساب زيادة الحكايات والأشعار.

* راجع: نزهة الخواطر 6: 20.

ص: 268

أخذ عنه الشيخ عناية الله البالابوري، وخلق آخرون.

توفي نحو سنة ثمان ومائة وألف ببلدة "برهانبور"، كما في "محبوب ذي المنن".

* * *

‌5457 - الشيخ الفاضل العالم الجليل المفتى مظفَّر أحمد بن ظهير بن عُبيد الرحمن المهِشْخَالوي الجاتجامي

*

ولد سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وألف، ونشأ وترعرع، وقرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بجامعة فتيه، وأكمل فيها الدراسة العليا، وقرأ كتب الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية فيها. من شيوخه فيها: العلامة المفتي عزيز الحق الفتيوي، والعلامة أمير حسين الأنواري، والعلامة علي أحمد الخيلي، والعلامة محمد إسحاق الغازي، والعلامة على أحمد البُوَالَوي، وغيرهم، رحمهم الله تعالى.

* * *

‌5458 - الشيخ الفاضل العالم الجليل مولانا مظفّر أحمد بن فيض أحمد بن المنشي قربان على الميخَلي الجاتجامي

* *

* راجع: إتحاف البررة ص 103.

* * من قلم الشيخ مولانا عثمان ابن صاحب الترجمة.

ص: 269

ولد سنة 1346 هـ في قرية "مِيْخَل". ونشأ فيها، وترعرع.

وأسرته معروفة في العلم والديانة منذ قديم الزمان، وتلقّى مبادئ العلم في داره، وقرأ الكتب الابتدائية من الأردية والفارسية والعربية على المفتي الأكبر فيض الله الجاتجامي، ومولانا عزيز الله النواخالوي، رحمهما الله تعالى، ثم التحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وقرأ فيها من "كافية ابن الحاجب" إلى النهاية، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية.

ومن شيوخه فيها: العلامة المحدث محمد يعقوب رحمه الله تعالى، قرأ عليه "صحيح الإمام البخاري"، ومن شيوخه أيضا: العلامة عبد القيّوم، والعلامة عبد العزيز، والعلامة المفتي أحمد الحق، والعلامة نادر الزمان، والعلامة حامد، والعلامة محمد علي النظام بوري، والعلامة حافظ الرحمن، رحمهم الله تعالى رحمة واسعة.

وبعد إتمام الدراسة تصدَّر للدرس والإفادة في المدرسة حاميّ السنة الواقعة أمام داره في قرية "ميخل" من مضافات "هاتهزاري" من أعمال "جاتجام"، ودرس فيها، وأصبح من الأساتذة المبرزين المقبولين بما امتلكه من الكفاءة والأهلية العلمية والفطنة والذكاء والشخصية الممتازة المثالية، وكان "مختصر الإمام القدوري"، و"كنز الدقائق" من أهم دروسه في آخر حياته، يدرسهما إلى آخر حياته.

كان ظاهر الوضاءة، دائم البشر، كثير البهاء، كريم النفس، طيب الأخلاق، وأقرب الناس إلى الحق، لا يغضب لنفسه، ولا يتغير لغير ربه، سريع الدمعة، شديد الخشية، حسن القصد والإخلاص والابتهال إلى الله تعالى، مع شدة الخوف منه، والتمسّك بالأثر والدعاء إلى الله سبحانه، ونفع الخلق والإحسان إليهم مع الصدق، والعفاف، والقنوع، والتوكّل، والزهد، والمجاهدة، وكان يعيش عيش البساطة والسذاجة، مع الأساتذة والطلاب.

ص: 270

توفي سنة 1425 هـ، ودفن بعد أن صلي على جنازته في مقبرة آبائه، وكانت جنازته حافلة، حضرها ألوف من الناس، وجم غفير من العلماء والفضلاء.

قلتا: قرأتُ عليه "المختصر" للإمام القدوري، و"كنز الدقائق" للعلامة النسفي.

* * *

‌5459 - الشيخ العالم الفقيه الصالح مظفّر حسين بن محمود بخش الكاندهلوي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد كبار العلماء.

لم يكن في زمانه مثله في التورّع والاستقامة على الشريعة واتباع السنّة المطهّرة، لم يأكل قطّ لقمة مشتبهة.

وكان إذا أكل بغير وقوف عليها قذفتها المعدة.

ولد، ونشأ بـ "كاندهله"، واشتغل بالعلم على المفتي إلهي بخش بن شيخ الإسلام الكاندهلوي، ولازمه مدة.

ثم سافر إلى "دهلي" بعد وفاته.

وأخذ عن الشيخ يعقوب بن محمد أفضل العمري، سبط الشيخ عبد العزيز، وأدرك السيّد الإمام المجاهد أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، فاستفاض منه، وانتصر للسنّة السنيّة البيضاء، وأوذي في ذات الله من المبتدعين، واجتهد في تزويج الأيامى وتجهيزهنّ، واحتمل المشاقّ والمحن.

* راجع: نزهة الخواطر 7: 530.

ص: 271

وسافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، ورجع إلى "الهند"، وسافر إليهما مرة أخرى، فلمّا بلغ "مكّة المباركة" توفي شيخه يعقوب، فصلّى عليه، وجهزه، وحجّ، ثم راح إلى "المدينة المنوّرة"، فمرض في أثناء الطريق، ولما وصل إلى تلك البلدة الشريفة انتقل إلى دار الرحمة، وكان ذلك ليلة الخميس عاشر محرّم سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف.

* * *

‌5460 - الشيخ الفاضل مولانا مظفر علي بن عبد السميع الكُمِلائي

*

ولد سنة 1353 هـ في قرية "مُورَا بَاذَال" من مضافات "برورا" من أعمال "كُمِلَّا".

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بدار العلوم برورا، وقرأ فيها سنة 1381 هـ كتب الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية.

من أساتذته: مولانا ياسين، ومولانا عبد السبحان، والمفتي عبد الوهّاب، ومولانا أشرف الدين، وغيرهم.

بعد إتمام الدراسة أسّس المدرسة الرشيدية عزيز العلوم بـ "رانير بازار" في مدينة "كملا"، ثم عين مديرا لها، بايع في الطريقة والسلوك على مولانا الشيخ سلطان أحمد النانوبوري.

توفي 16 ذى القعدة سنة 1420 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في "مقبرة بَالَا رَام بور".

* * *

* راجع: مشايخ كملا 2: 251، 252.

ص: 272

‌5461 - الشيخ العالم الصالح مظهر بن أحمد سعيد بن أبي سعيد العمري الدهلوي المهاجر إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: ولد لثلاث خلون من جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف بمدينة "دهلي"، ونشأ بها في مهد العلم والمشيخة، وقرأ العلم على مولانا حبيب الله، وعلى غيره من العلماء.

ثم لازم أباه، وقرأ عليه "مكتوبات" جدّه الإمام الربّاني مرتين قراءة تدبّر وإتقان.

وأخذ عنه الطريقة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين بإذنه، فحجّ، وزار، ورجع إلى "الهند"، وصحب والده، وهاجر معه إلى "الحجاز" سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، فسكن بـ "المدينة المنوّرة"، وجلس على مسند أبيه بعد وفاة صنوه الكبير عبد الرشيد، فحصل له القبول العظيم.

وكان من العلماء الربّانيين، جامعا بين المعقول والمنقول، حاويا للفروع والأصول، مطلعا على دقائق المعارف وحقائق الحكم.

ترجم له الشيخ مراد بن عبد الله القزاني في "ذيل الرشحات" ترجمة حسنة، قال: وكان طريقه في تربية السالكين مثل طريقة آبائه من غير تبديل وتغيير بزيادة أو نقصان، سالكا في طريق الاقتصاد، شاخصا بصره إلى "سدّدوا وقاربوا"، وملاحظا معنى "بشّروا، ولا تنفّروا".

* راجع: نزهة الخواطر 8: 478 - 480.

ص: 273

وكان يأمر كلّا من الطالبين بما يناسبه من وظائف الأذكار، فمنهم من يأمره بالإكثار، ومنهم من يأمره بالمجاهدة والرياضة والعزلة عن الأغيار، ومنهم من يفوّض إلى يده زمام الاختيار، وكان اعتناؤه بالعلماء وطلبة العلوم أكثر، والتفاته إليهم أوفر، وكان كثير الحثّ على طلب العلوم بما شاهد من فشو الجهل وأنواع البدع في العالم، وكان لا يكلّفهم بكثرة الأذكار على وجه يفضي إلى ترك التحصيل، وبنى مدرسة عالية في المدينة المنوّرة بباب البقيع ثلاث طبقات، مشتملة على جميع ما يحتاج إليه من خزانة الكتب، ومحلّ التدريس، ومحلّ اجتماع الإخوان للذكر. انتهى.

له "المقامات السعيدية"، رسالة بالفارسية في حالات أبيه ومقاماته.

توفي ليلة الاثنين لاثنتي عشرة خلون من محرّم سنة إحدى وثلاثمائة وألف، فدفن بـ "البقيع" بجنب قبر والده.

* * *

‌5462 - الشيخ العالم المحدّث مظهر بن لطف علي بن محمد حَسَن الصدّيقي النانوتوي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المبرّزين في الفقه والحديث.

ولد، ونشأ بـ "نانوته" قرية من أعمال "سهارنبور".

وسافر للعلم إلى "دهلي"، فقرأ على مولانا مملوك العلي النانوتوي، وعلى الشيخ صدر الدين الدهلوي، والشيخ رشيد الدين، وقرأ بعض كتب

* راجع: نزهة الخواطر 8: 480.

ص: 274

الحديث على الشيخ الأجلّ الشيخ محمد إسحاق بن محمد أفضل الدهلوي، واشتغل بالتصحيح في مطبعة نولكشور زمانا.

وأخذ عنه الطلبة الفقه والأصول والكلام، وكان ممن قرأ عليه الإمام محمد قاسم النانوتوي، قرأ عليه بعض الكتب الابتدائية.

ثم تصدّر للتدريس، وأفنى قواه في تدريس الكتاب والسنّة، ونشر العلوم والفنون بمدرسة مظاهر العلوم في بلدة "سهارنبور"، في شوّال سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف، وهذه المدرسة المباركة أسّسها مولانا سعادت علي السهارنبوري، وكان من رهط سيّدنا الإمام الشهيد السيّد أحمد بن عرفان البريلوي.

وكان عالما متبحّرا متقنا للفنون.

بايع الإمام رشيد أحمد بن هداية أحمد الكنكوهي، وأجازه.

وكان كثير القراءة للقرآن، دائم الذكر، رطب اللسان باسم الذات، بعيدا عن التكلّف، زاهدا متقشّفا، وقورا، قد ألقيت عليه المهابة.

مات يوم الأحد لستّ بقين من ذي الحجّة سنة اثنتين وثلاثمائة وألف، وله من العمر سبعون سنة، فأرّخ لوفاته مولانا محمد سعيد: زين جهان نقل مكان كرد بدار جنات.

* * *

‌5463 - الشيخ الفاضل مولانا مظهر الإسلام بن المولوي زين العابدين الكُمِلائي

*

* راجع: مشايخ كملا 2: 212، 216.

ص: 275

ولد سنة 1341 هـ في قرية "سِنْغَدَّا" من مضافات "جاندينه" من أعمال "كُمِلّا".

قرأ مبادئ العلم على أبيه، وقرأ العلوم العصرية إلى الصف الثامن، ثم التحق بأشرف العلوم بَرَكترا، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح"، وغيرها من الكتب الدراسية، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية.

بايع في الطريقة والسلوك على يد شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وبعد إتمام الدراسة التحق مدرسا بالمدرسة الإبراهيمية الإسلامية أجاني، وبعد مدة عين رئيسا لها، وأقام على هذا المنصب الجليل إلى سنة 1388 هـ، ثم غادرها، وجاء إلى "داكا"، وأسّس مدرسة جمال القرآن بـ "كِنْدَارِية في مدينة "داكا"، وأقام فيها إلى 1395 هـ.

توفي سنة 1419 هـ، ودفن بعد أن صلّي عليه في مقبرة آبائه.

* * *

‌5464 - الشيخ الفاضل مولانا مظهر الإسلام الجاتجامي

*

قرأ مبادئ العلم في وطنه، ثم ارتحل إلى "الهند"، والتحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، وكتب الصحاح الستّة، وغيرها، من الكتب الحديثية.

من شيوخه فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وغيره، من المحدثين الكبار.

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 273.

ص: 276

بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، ودرس في عدّة مدارس، منها: مدرسة خادم الإسلام غَوْهَر دانْغا، ودرَّس فيها سنتين، من سنة 1371 هـ إلى سنة 1673 هـ.

* * *

‌5465 - الشيخ الفاضل القاضي مظهر حَسَن الجَكْوَالي، من علماء "باكستان

" *

قرأ مبادئ العلوم في مدرسة عربية من مدارس "بنجاب"، ثم ارتحل إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ في السنة الأولى سنة 1376 هـ على العلامة عبد السميع "شرح العقائد" للنسفي، "مختصر المعاني"، و"مشكاة المصابيح"، وعلى مولانا إعزاز علي الأمروهوي "ديوان المتنبي" فى الأدب العربي.

وقرأ في سنة 1358 هـ كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية، فقرأ "صحيح البخاري"، و"جامع الترمذي" على شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، و"شمائل الإمام الترمذي" على العلامة إعزاز على الأمروهوي، و"صحيح مسلم" على العلامة إبراهيم البلياوي، و"سنن أبي داود" على مولانا السيد أصغر حسين الديوبندي، وجزءا منه على المفتي محمد شفيع الديوبندي، و"شرح معاني الآثار" على العلامة شمس الحق الأفغاني.

بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، واشتغل بالتدريس والتعليم في مدينة "جَكْوَال"، وأسّس مدرسة، وسماها إظهار الإسلام، وبنى مسجدا، سماه مسجد مدني، وكان يخطب فيه.

* راجع: أكابر علماء ديوبند لمولانا أكبر شاه البخاري ص 524.

ص: 277

وصنّف كتبا كثيرة، ونشر جريدة شهرية، بايع في الطريقة على يد شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وبعد مدة حصلت له الإجازة منه.

وكان خطيبا مصقعا، محقّقا، مدقّقا، مناظرا، باحثا.

* * *

‌5466 - الشيخ العالم الفاضل مظهر الدين الصوفي الكروي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال.

أخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود بن يحيى الأودي.

وكان شاعرا مجيد الشعر. له أبيات رقيقة رائقة.

وكان من ندماء فيروز شاه السلطان، وله منزلة عالية لديه.

قال فيه الناظم التبريزي: إنه كان حلوّ الكلام، مليح البيان، وجد أبياته مولانا محمد الصوفي المازندراني بأرض "كُجْرات"، فرتّبها في ديوان، فلذلك نسبوه إلى "كُجْرات"، كما في "صبح كلشن".

وقد ذكره الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في رسالة له في أخبار الفضلاء.

وذكره في "أخبار الأخيار"، وأرود فيه شيئا كثيرا من أبياته.

ومن شعره قوله:

غم دنيا درازي دارد

هر جه كيرد مختصر كيرد

دوستان در عزيمت سفرند

يك زمان لذت نظر كيرد.

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 2: 174.

ص: 278

‌5467 - الشيخ الفاضل القاضي مظهر الدين أحمد بن القاضي عزيز الدين أحمد البلكرامي، رئيس القسم الديني

*

لجامعة عليكره الإسلامية "عليكره".

ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: قد كتب الشيخ مظهر الدين أحمد الأزهري من قصّة حياته الوجيزة إلى كاتب السطور على طلبه، فنضعه بين أيدي القرّاء الكرام بألفاظه، وإنما تعريف كتبه في ألفاظنا.

موطني الأم "بلكرام"، والمديرية "هردوئي"، ولدت سنة 1336 هـ ببلدة "سنديله" بمديرة "هردوئي"، وهي تقرب من "لكنو"، قرأت مبادئ العلم والأردية والقرآن الكريم على الحافظ ظهير الدين في بيتي، وهو كان رجلا صالحا، متديّنا، حافظا جيّدا للقرآن الكريم، ثم التحقت بالصفّ الثالث بمدرسة تابعة لجامعة عليكره الإسلامية، كان والدي نائب حاكم المديرية في عهد الأنكليز، ثم منح الترقية، وصار إيدشنل كمشنر، وكان كلّ صغير وكبير من أهل البيت يواظب على الصلاة والصوم، وذلك لكون أبي قد تحلّى بحلية التديّن، والتألّه، يسأل كلما حضرت الصلاة هل صلّيت أم لا، ويؤاخذ من لم يصلّ أشدّ المؤاخذة، وذات يوم جاء المولوي عبد الله جان الفقيد صديق لوالدي من "سهارنبور"، وهو كان من المحامين البارعين المشهورين في عصره، وكان ماهرا في اللغة الإنكليزية، كأنها لغة وطنية له، إلى جانب ذلك عارفا بالعربية والفارسية وبعض الفرنسية، وله اعتقاد قلبي بالمحدّث الشيخ خليل أحمد الأنبيتهوي، وما إن مضت عدّة أيام له هنا، حتى قال لوالدي: قاضي

* راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 3: 96 - 102.

ص: 279

جي! قد سبق أن قلت لي وعليه مرّ زمان: سأعلّم ابنا لي الدراسة العربية، فما ذا تريد الآن، فقال: إني لأذكر ما قلت حقا، ولم أرد ما عداه، ليس فيه تبديل ولا تغيير، فقال المولوي عبد الله جان: إني أدلّك على مدرسة كبيرة جيّدة، وهي مدرسة مظاهر العلوم سهارنبور، وأنا من المطمئنّين والوافقين على منهج دراستها، ومديرها الشيخ عبد اللطيف، هو صديق لي، فأدخله فيها، فجهّزت لي الملابس، والحوائج الضرورية الأخرى لمدة أسبوع، ثم ارتحلنا من "مراد آباد" إلى "سهارنبور" سنة 1349 هـ، ونحن جماعة قليلة من ثلاثة رجال، فوصلنا إلى مدرسة مظاهر العلوم، وقابلنا كلا من الشيخ عبد اللطيف، مدير المدرسة، وشيخ الحديث الشيخ محمد ذكريا، والشيخ عبد الرحمن الكاملبوري، وغيرهم من الشيوخ الآخرين بكلّ من معاني المحبّة والإكرام والاحترام، فتأثرت بهم كثيرا، وسرّهم أن طالبا قدم من البيئة الإنكليزية ليأخذ العلوم الدينية، فعلى هذا قد حالفتني عنايات هؤلاء الشيوخ الصالحين المخلصين وتوجّهاتهم وأدعيتهم، وساعدتني في مرادي منذ أول يوم ما التحقت فيه بها، وأخذت قرأت "آمد نامه"، و"تعليم الدين"، و"تاريخ حبيب إله"، و"تيسير المبتدي" على الشيخ أمير أحمد الكاندهلوي، وهو لي أول أستاذ شفوق، دمت أتعلّم في المدرسة، وفي بيتي أيضا، كما تلقّيت كتابين أو ثلاثة كتب في العربية من الشيخ محمد زكريا القدّوسي في بيته، و"أنوار سهيلي"، و"إنشاء خليفه" من الشيخ عبد المجيد، رئيس هيئة التدريس في الصفوف الفارسية، و"ما مقيمان"، و"بوستان" من الشيخ أكبر علي السهارنبوري.

هذا إلى أني أخذت "جامع الصحيح" للإمام البخاري، و"سنن أبي داود" عن الشيخ محمد زكريا، والمجلد الثاني عن الشيخ عبد اللطيف، مدير المدرسة، و"سنن الترمذي"، و"ابن ماجه" عن الشيخ عبد الرحمن الكاملبوري، وأكثر من "سنن النسائي"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي، و"صحيح

ص: 280

مسلم" عن الشيخ منظور أحمد خان، وبعضا من "سنن النسائي" عن الشيخ أسعد الله.

وكانت العنايات غير العادية من الشيخ محمد زكريا لا زالت على أيام التحصيل في مظاهر العلوم، إنما هي إلى يومنا هذا ينبهني على هيئتي بشفقة ولينة، وإذا رآني أو سمعنى أقوم بأمر متضادّ لتقاليد المدرسة، واتجاهاتها، فيبدي الكراهة منه، ويسدي لي النصيحة إنه رجل ممن أثروا عليَّ تأثيرا بالغا، كان في زملائي الخاصّة في الصفّ النهائي الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي، والشيخ إنعام الحسن الكاندهلوي، والشيخ أبرار الحق.

وبعد أن تخرّجت فيها عام 1355 هـ عدت منها، وقرأت عدّة الكتب العقلية والنقلية على الشيخ عبد اللطيف الرحماني، رئيس القسم الديني في الجامعة العثمانية بـ "حيدر آباد"، وهو كان من العطوفين البالغين، صحبته لأعوام طوالا بغاية الحبّ غير العادي الذي حظيت به منه.

ولما انتقل إلى جامعة عليكره الإسلامية بوصفه رئيس القسم الديني للجامعة، فصحبته، واستمرّ التدريس هنا، ثم عنيت أستاذ القسم الديني في الجامعة الملّية الإسلامية بـ "دهلي" عام 1363 هـ، وفي أواخر عام 1364 هـ اخترت أستاذ العربية في كلية شعيب محمدية أنتر كالج، وفي سبتمبر 1367 هـ، وتعينت بوصفي محاضرا في جامعة عليكره الإسلامية.

وإثر أن قمت بالتدريس هنا لمدة ثلاث سنوات سافرت إلى جامعة الأزهر بـ "القاهرة" بـ "مصر" لمزيد من التوسّع في العلم والمعرفة، وتم التحاقي بقسم التخصّص في الدعوة والإرشاد التابع لكلية أصول الدين فيها بسهولة جدا بشهادة الفضيلة لجامعة مظاهر العلوم سهارنبور، وما زلت أشتغل بالعلم فيها لسنتين ونصف، ثم رجعت منها حامل شهادتي العالمية وتخصّص الدعوة والإرشاد، وعدت إلى منصب جامعة عليكره الذي كنت عليه.

ص: 281

وفي أيام الدراسة بمظاهر العلوم كنت أدعو الله أن يقبلني في خدمة دينه، فمن الممكن جدا أن تولى منصب الجامعة هذا من نتيجة هذا الدعاء، كما لم أتأسّف قطّ على أن لم أتعلّم الدراسة الإنكليزية، مع أن جوّها يتمتّع بالمثقّفين بالإنكليزية، ولم تمل قريحتي إلى المنافع الدنيوية إلا قليلا، ولكن أقضي حياتي في ألطاف النعيم، وأعيش في رفاهية وهناءة وسكون وطمانينة، فأنا من الشاكرين لله جلّ وعلا في كلّ ساعة.

وفي وسط عام 1390 هـ لما أحيل الشيخ سعيد أحمد الأكبر آبادي إلى التقاعد، عينت أستاذا ورئيسا للقسم الديني، كما عملت عميدا للقسم الديني مدة قليلة.

كما أشارك في الاجتماعات المحلية للجماعة التبليغية حينا لآخر، وهي قد أثرت على الطلاب الشباب فيها تأثيرا بالغا حسنا، ولم يكن يساهم فيها الطلاب فحسب، بل الأساتذة المتديّنون الصالحون أيضا، كلما سخت لهم فرصة، ولكن يكفي عن ذلك أن أقول عن نفسي: أحبّ الصالحين ولست منهم

لعلّ الله يرزقني صلاحا.

‌مؤلفاته:

1 -

" كشكول الإسلام":

إن أصول الدين وشتى نواحيها قد ألّف الكتّاب المشهورون حولها كتبا مما لا يعدّ ولا يحصى، وما في الكتاب هذا هو لمعة خفيفة منه، فأتى الشيخ إليه بمئات من المقتبسات عن تسع وعشرين كتابا أرديا، وخمسة عشر كتابا عربيا، وأحد عشر كتابا إنكليزيا في أسلوب ممتع، بجانب ذلك قد عنى بردّ الشبهات التي تخطر وتدور في أذهان الطبقة الشابة المثقّفة بالعلوم الحديثة في الإسلام، واهتمّ به اهتماما.

ص: 282

أفاد مدير مجلة "صدق جديد" بـ "لكنو" قائلا: إنه كتاب يقلع، ويستأصل أصول الفتن والمحن والشرور، التي يثيرها، ويشعل نارها أعداء الإسلام من الخارجين والداخلين.

كما ذكرت مجلة "استقلال" الشهرية بـ "رنكون""بورما" تعلق عليه: قد بذل المؤلّف من مجهوداته ليضع المسائل الحديثة، ويعرضها على أيدى القرّاء الكرام في أسلوب جديد، وبدلا من مزيد الحديث حول المسائل الجديدة العارضية ثبَّت في المضامين الأدلّة من مولّفات كبار المؤلّفين، وركّبها كالفصّ في الخاتم.

(مجلة استقلال الشهرية الصادر في ذي الحجّة 1386 هـ / يوليو 1976 م برنكون)

2 -

قد ألّفه الشيخ أيام كان أستاذا في القسم الديني لجامعة عليكره الإسلامية في خمسين مقتطفة مهمّة زائدة عن القرآن الكريم، قد اختار لذلك من آيات القرآن ما أكدّ الله فيه على العقائد الإسلامية والعبادات والآداب والأخلاق والمعاملات والحقوق والفرائض، وضمّ إليه ترجمتها الأردية السهلة الواضحة مع الترجمة الإنكليزية للشيخ عبد الله يوسف، وكتب على مواضعه المختلفة التعليقات التشريحية.

تم طبعه أول مرة في مارس 1380 هـ من مكتبة برهان بـ "دهلي".

3 -

" عيون العرفان في علوم القرآن":

هي مجموعة دقيقة رائعة من الدراسات والتحقيقات المفيدة في جمع القرآن وترتيبه وأسباب النزول والمحكم والمتشابه وأمثالها من الأبحاث والمضامين العلمية، فالكتاب يحتوي على ثلاثة أبواب: الأول في جمع وترتيب القرآن، والثاني في النزول، والثالث في المحكم والمتشابه. أقام تحت هذه الأبواب الثلاثة عناوين ذيلية تبلغ 76، ثم ذكر جميع البحوث بأسلوب تحقيقي.

ص: 283

يقول الشيخ المفتي عتيق الرحمن معرّفا بالكتاب: من المعلوم قد جاءت شتى الكتب والرسائل العربية وعامة كتب التفسير في جمع وترتيب القرآن وأسباب نزول الآيات الشريفة والمحكم والمتشابه وغيرها من العناوين، ولكن الكتب الأردية المستقلّة حول هذا الموضوع أقلّ قليلا، بل تنعدم، فانطلاقا منه قام المؤلّف على قدم وساق، وشمّر عن ساق الجدّ والكرم، وحاول أن يؤدّي حقّه من التحقيق. إنما هو أول تأليف من نوعه، أودعه جميع المعلومات الهامة البليغة، التي تنسل بالأمور المذكورة، بطراز جيّد وعبارة سهلة وغاية جهد بذله لأجله.

صدر من حارة "فيض باغ" بـ "لاهور"، "باكستان".

* * *

‌5468 - الشيخ العالم الصالح مظهر علي العظيم آبادي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المشهورين. له اليد الطولى في الفقه والأصول والعربية.

درّس، وأفاد مدّة عمره في "عظيم آباد".

وأخذ عنه غير واحد من العلماء، منهم: الشيخ محمد سعيد بن واعظ علي صاحب "قسطاس البلاغة".

توفي يوم السبت لستّ خلون من صفر سنة سبع وأربعين ومائتين وألف، فأرّخ لعام وفاته محمد سعيد المذكور بقوله ع: آه شنبه سادس ماه صفر يوم الرحيل.

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 7: 531.

ص: 284

باب من اسمه معبد، المعتمد، معراج، معلى، المعمر،

‌5469 - الشيخ العالم الفقيه أبو المعالي، البخاري، أحد كبار الفقهاء الحنفية

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: لم يكن مثله في زمانه في الفروع والأصول، قدم "الهند" في أيام أكبر شاه التيموري سنة ستين وتسعمائة، وأقام بمدينة "آكره"، أخذ عنه عبد القادر البدايوني، وجمع كثير من العلماء.

وله "حبّ المفتي"، كتاب بسيط في الفقه، زهاء ستين كرّاسة، أوله: الحمد لله الذي جعل العلم هداية إلى الدرجات العظمى، إلخ.

ونسخته موجودة في خزانة المرحوم خدا بخش خان بمدينة "عظيم آباد".

* * *

‌5470 - الشيخ الفاضل معبد بن شدّاد والد علي، تقدَّم

(1)

* *

* راجع: نزهة الخواطر 4: 15.

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 1015.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1677. =

= ترجمته في الطبقات السنية برقم 2520.

ص: 285

كلاهما من أصحاب محمد بن الحسن.

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال الطحاوي

(1)

: سمعت سليمان بن شعيب

(2)

، يقول: سمعت علي بن معبد بن شدَّاد، يقول: لما دخلت على المأمون.

قال لي: يا علي! قد بلغنا عنك أحوال جميلة، وقد رأيت أن أؤلّيَكَ قضاءَ "مصر".

فقلت: يا أمير المؤمنين! إني أضعف عن ذلك.

فقال لي، فاستعن

(3)

بأخيك، فقد قيل لي: إن معه [فضل وعلم]

(4)

، كما استعنت أنا بأخي هذا. فالتفت، فإذا المعتصم قائم، فأدارني، فلم أجبه، فتبين الغيظ في وجهه.

فقلت: إن لي يا أمير المؤمنين حرمة.

فقال لي: وأيّ حرمة لك؟

قلت: لسماعي معه العلم ومجالستي مع أهله، منهم محمد بن الحسن، فقال لي: ومن أين كنت تصل إلى محمد بن الحسن؟

فقلت بأبي معبد بن شدّاد، فأطرق طويلا، ثم رفع رأسه.

فقال: أبوك معبد بن شداد؟

(1)

القصة في الولاة والقضاة للكندي 442، 443 باختلاف يسير

(2)

أي الكيساني كما في الولاة والقضاة.

(3)

في بعض النسخ "استعن".

(4)

كذا في النسخ بالرفع، وضبط آخر الكلمتين بالضم والتنوين في بعض النسخ، وكأنه على حكاية لفظ المأمون، وسياق رواية الولاة والقضاة مختلف.

ص: 286

قلت: نعم.

قال: إنه كان من طواعيتنا

(1)

على غاية، فلم لا تكون مثله، ثم خرجت من عنده.

* * *

‌5471 - الشيخ الفاضل مولانا القاضي معتصم بالله بن القاضي سخاوت حسين الجَسَري

*

ولد سنة 1351 هـ في "زمزم بور" من أعمال "جسر" من أرض "بنغلاديش".

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة الحكومية لاؤري.

ثم ارتحل إلى "الهند"، والتحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، وكتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية.

من شيوخه فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إبراهيم البلياوي، وحكيم الإسلام القاري محمد طيّب، ومولانا فخر الحسن، وغيرهم، من المحدثين الكبار.

بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، ودرس في مدارس عديدة، منها: الجامعة الإمدادية، بكِشُورْغَنج، والجامعة الإسلامية بـ "تاتي بازار" داكا، والجامعة الشرعية مالي باغ.

وكان محدثا كبيرا، عالما جليلا، فقيها بارعا، أديبا لبيبا.

درس "صحيح البخاري" خصوصا.

(1)

في الولاة والقضاة "طاعتنا".

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 274.

ص: 287

صنف عدة كتب باللغة البنغالية.

توفي سنة 1434 هـ.

* * *

‌5472 - الشيخ الفاضل المعتمد بن محمد بن محمد بن مكحول بن الفضل النسفي، المكحولي، أبو المعالي، بن أبي مطيع

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ولد سنة ست وأربعين وثلاثمائة

(1)

.

روى عن جدّه أبي المعين محمد بن مكحول، وغيره.

* * *

‌5473 - الشيخ الفاضل المحدّث الكبير العلامة معراج الحق الديوبندي

* *

هو عالم كبير، علامة جليل، فهامة نبيل، محدث بارع، فقيه نبيه، أديب أريب، زاهد ورع، وهو من أخص تلامذة شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وشيخ الأدب والفقه إعزاز علي الأمروهوي ومن خدمه.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1678.

ترجمته في الأنساب 541، والطبقات السنية برقم 2521.

(1)

في الأنساب "ووفاته سنة نيف وثلاثين وأربعمائة".

* * راجع: الكلام المفيد في تحرير الأسانيد ص 503.

ص: 288

أخذ الحديث من شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وأخذ الفقه عن شيخ الأدب والفقه إعزاز علي الأمروهوي، وعليهما تخرّج.

وكان يدرّس في دار العلوم بـ "ديوبند" منذ دهر، وكان نائب رئيس دار العلوم الديوبندية سنين، ثم صار رئيس المدرّسين بها.

كان يدرس في آخر عمره المجلد الثالث من "الهداية" للمرغيناني، وقدرا يسيرا من "جامع الترمذي"، توفي سنة 1412 هـ.

* * *

‌5474 - الشيخ الفاضل معشوق أحمد بن فرزند علي البستوي

*

رئيس هيئة التدريس في المدرسة الرحيمية ببلدة "دودهارا" بمديرية "بستي".

ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد في أسرة الفلاحة 1383 هـ ببلدة "دانوكوئيان" بمديرية "سنت كبير نكر".

أخذ مبادئ العلم والقرآن الكريم إلى القسم الخامس في المدرسة الابتدائية، ثم توجّه إلى مدرسة هداية العلوم ببلدة "كرهي" وقرأ "شرح الجامي"، و"تلخيص المفتاح"، و"مختصر المعاني"، وما إلى ذلك من الكتب الدراسية، ثم التحق بمظاهر العلوم في شوال 1402 هـ، تلقّى "تفسير البيضاوي"، و"مشماة المصابيح" مع مقدمته، والمجلد الثالث من "الهداية"، وغيرها، ثم دخل في

* راجع: علماء مظاهر العلوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 3: 133 - 136.

ص: 289

الصفّ النهائي فيها في شوال 1403 هـ، وسعد بتلقّي الصحاح الستة وتخرّج في شعبان 1404 هـ، وقرأ "الجامع الصحيح" للإمام البخاري، و"صحيح مسلم"، و"موطأ الإمام مالك"، و"موطأ الإمام محمد" على الشيخ محمد يونس، و"سنن الترمذي"، و"الشمائل" على الشيخ المفتي مظفر حسين، و"سنن أبي داود" على الشيخ محمد عاقل، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على الشيخ المفتي محمد يحيى، و"سنن النسائي"، و"ابن ماجه" على الشيخ المفتي عبد العزيز، وبعد أن أكمل العلوم مارس تجارة الأقمشة، فربحت تجارته، وأثمرت، غير أنها لم تنعش بدنه، ولم تنشط جسمه وقواه، لم تفرج قلبه وفؤاده، وبدأت نفسه تحزن وتأسي وتأبي عنها، حتى شعر أنه شيء أخذ يخرج من داخل نفسه، وينفصل، وينعدم.

لازم الشيخ المفتي مرتضى حسين من أشهر ثلاثة تلامذة الشيخ المفتي كفايت الله الدهلوي منذ عام 1405 هـ لعام 1398 هـ، يأخذ عنه أصول الإفتاء وآدابه، يقرأ، وينظر، ويطالع من شتى كتب الفقه، وفيما بعد ذلك ابتدأ بحياته التأليفية والكتابية برعاية الشيخ عبد الحفيظ الرحماني، أستاذ أكاديمية شيخ الهند بدار العلوم ديوبند، كما نال شهادة المدرسة الثانوية عام 1406 هـ، وشهادة العالم من هيئة إله آباد عام 1397 هـ، وشهادة الأديب الماهر 1408 هـ، وشهادة الأديب الكامل 1409 هـ.

وتدرّب في الكلية الشرعية التابعة للجامعة القاسمية شاهي مراد آباد في ربيع الأول 1410 هـ تحت إشراف الشيخ الشاه عون القادري، ونال الشهادة، ولكن هذه الامتحانات والتدريبات لم ينشغل وجهه بها إلا ليكثر معلوماته، ويزيد محفوظاته، ويزيل قله بضاعته، وما بذل وما صرف مجهوداته قط بخلال هذه الشهادات لنيل منصب أو وظيفة، ولم تسمح له حميته بالانحراف عن طريق السلف السوي، وبالانصراف عن موقفهم السديد، وإنما أحب لنفسه خدمة الدين بالدرس والإفادة في المدرسة الدينية.

ص: 290

كما له العلاقة بجماعة الدعوة والتبليغ إلى جانب جمعية علماء الهند، فانطلاقا من ذلك قد صرف من أوقاته الغالية في جماعة الدعوة عدة مرات، وفوضت إليه مسؤلية الحكم بين قضايا المسلمين النزاعية والخلافية بوصفه عضوا من أعضاء جمعية علماء الهند لمديرية "بستي"، وسكرتيرا في المصلحة الشرعية لمديرية "بستي" عام 1408 هـ، وبصفته قاضيا في المصلحة الشرعية للمديريتين "بستي" و"سنت كبير نغر" عام 1424 هـ، حيث فصل في زهاء خمسمائة من المحاكمات على ضوء ما في الشرع، إضافة إلى ذلك قد أسّس مع رفقته وأحبابه جامعة عائشة صدّيقة للبنات سنة 1413 هـ بإشراف الشيخ عبد الوهّاب، فروّجها، ونماها، وقدمها إلى الأمام، وكثَّف لذلك من مساعيه الجبّارة، إنما هي قد نظمت للدراسة الدينية لبنات المسلمين إلى درحة العالمية، وعنيت بحجابهم عناية تامة، تتعلم فيها في الأيام الحاضرة مائتي بنت يذهبن يحتجيبن إليها صباحا، يرجعن يحتجبن منها مساء، فخرّجت الجامعة آلافا من بنات المسلمين منذ عام 1413 هـ لعام 1426 هـ، وأنقذت وخلصت عن دراسة الكليات المختلطة المسمومة المهلكة، وفي أيام تحصيله بمظاهر العلوم كان يحضر كثيرا للمفتي محمود الحسن الكنكوهي، ولكن اتصل بالشيخ محمد يونس شيخ الحديث بجامعة مظاهر العلوم في مرحلة السلوك والإحسان والتزكية عام 1409 هـ.

‌مؤلفاته:

‌1 - " الشيخ مرتضى حسين حياته ومآثره

":

كان الشيخ المفتي مرتضى حسين شخصية دينية علمية سياسية من شخضيات "بستي"، ورجلا عالما ممتازا، عميق النظر، دقيق العلم، وسيع الفكر في الفقه والفتاوى وأحدا من العلماء المشهورين المعاصرين في الدرس والإفادة، وكان خرّيجا من خرّيجي المدرسة الأمينية بـ "دهلي"، وعضوا نشيطا

ص: 291

متحمّسا مخلصا من أعضاء جمعية علماء "الهند"، فرتّب صاحب الترجمة قصّة حياته في عبارة حسنة وبأسلوب تحقيقي.

تم طبعه من المدرسة الرحيمية بلدة "دودهارا" بمديرية "بستي" في ديسمبر 1410 هـ.

‌2 - " أحكام الزكاة

":

تحقق وضعه في مسائل الزكاة من أركان الإسلام الهامة، وفي أهميتها في الشرع وتهديدات وردت في الكتاب والسنّة على عدم أدائها، ظهر من المدرسة الرحيمية دودهرا بستي.

‌3 - " عادات النبي صلى الله عليه وسلم

":

كان الشيخ عبد الرحمن الجامي من علماء العرب، قام بتلخيص بعض من "زاد المعاد" من المؤلّفات الشهيرة للحافظ ابن القيّم رحمه الله تعالى، فهذا الكتاب ترجمته الأردية، التي قام بها الشيخ المترجم، وهو رغم أنه موجز هو كتاب غال نافع جدا، لما فيه من الإفادية والمعنوية.

‌4 - " جماعة الجنة

":

قد جاء في علامات الطائفة الناجية وتحديدها على ضوء الأحاديث النبوية.

* * *

‌5475 - الشيخ الفاضل معشوق علي بن غلام حسين الجونبوري

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان ابن أخت الشيخ فتح علي العمري الجونبوري،

* راجع: نزهة الخواطر 7: 532.

ص: 292

صاحب سيّدنا الإمام الشهيد.

ولد، ونشأ ببلدة "جونبور".

وقرأ العلم على علماء بلدته، ثم سافر إلى بلاد أخرى، وأخذ الفنون الأدبية عن الشيخ أحمد بن محمد الشرواني، ثم ولي القضاء، وكان كثير الاشتغال بالدرس والإفادة، حريصا على جمع الكتب.

ومن مصنّفاته: كتاب مفيد في الأخلاق، وله "الفرائض الأسلمية" في المواريث، وأجزاء من "شرح ديوان المتنبي".

مات لستّ خلون من رمضان سنة ثمان وستين ومائتين وألف، كما في "تجلي نور".

* * *

‌5476 - الشيخ الإمام العالم الكبير معصوم بن أحمد بن عبد الأحد العدوي، العمري، الشيخ محمد معصوم، النقشبندي، السرهندي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان أحبّ أولاد أبيه، وأشبههم سمتا به، وأقربهم منزلة إليه، وأتبعهم لسيرته، وأخصّهم بمعارفه، وأبعدهم صيتا بين الناس، وأنفعهم لهم.

ولد لإحدى عشرة خلون من شوَّال سنة سبع أو تسع بعد الألف.

وقرأ بعض الكتب الدراسية علي صنوه الكبير الشيخ محمد صادق، وأكثرها على والده، وعلى الشيخ محمد طاهر اللاهوري.

* راجع: نزهة الخواطر: 5: 440، 441.

ص: 293

ولازم أباه، وأخذ عنه الطريقة، وحفظ القرآن في ثلاثة أشهر، وحاله في تحصيل نسبة والده كحال صدر الشريعة صاحب "شرح الوقاية"، حيث كان يحفظ ما يؤلفه جدّه بلا تأخير، ولذلك بلغ رتبة لم يصل إليها أحد من أصحاب والده، فبشَّره والده بمقامات عالية من القيّومية وغيرها.

ولما توفي أبوه جلس على مسند الإرشاد، وسافر إلى الحرمين الشريفين، فحج، وزار، وأقام بـ "المدينة المنوَّرة" زمانا صالحا، ثم رجع إلى "الهند"، وصرف عمره في الدرس والإفادة.

وكان أكثر أشغاله تدريسا بـ "تفسير البيضاوي"، و"المشكاة"، و"الهداية"، و"العضدي"، و"التلويح".

قال الشيخ مراد بن عبد الله القزاني في "ذيل الرشحات": إنه كان آية من آيات الله مثل والده الماجد، قد نوَّر العالم، وبدَّد ظلمات الجهل والبدع بيمن توجّهاته العلية وأحواله السنية، وصار ألوف من الرجال محرما للأسرار الخفية، وتحقّقوا بالحالات السنية، بشرف صحبته العلية، حتى قيل: إن جميع من بايعه في الطريقة تسعمائة ألف، وعدد خلفائه سبعة آلاف، منهم الشيخ حبيب الله البخاري، كان أعظم مشايخ "خراسان" و"ما وراء النهر" في زمانه، قد تنوّرت "بخارى" بنور السنة بعد ما غشيتها ظلمة البدعة، وشرف بالخلافة والإجازة أربعة آلاف من مريديه بعد إيصالهم إلى رتبة الكمال. انتهى.

وللشيخ معصوم رسائل في ثلاثة مجلدات مثل رسائل والده، متضمّنة لغوامض الأسرار واللطائف، أكثرها في حلّ مغلقات معارف والده المرحوم.

توفي في اليوم التاسع من ربيع الأول سنة تسع وسبعين وألف بمدينة " سرهند"، فدفن بها، وقبره مشهور ظاهر يزار.

ص: 294

‌5477 - الشيخ العالم الفقيه معصوم بن نظام الدين، الجائسي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية.

له مصنّفاته مفيدة، منها: كتابه "الفصول المعصومية" في الفقه بالعربية، صنّفه لتلميذه القاضي نعمة الله، أوله: لا أحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك. إلخ.

وهو مرّتب على سبع وثلاثين فصلا من الفصول المهمّه فيما يحتاج إليه القضاة، من أبواب القضاء والدعوى والشهادة والاختلاف والإقرار والنكول والوكالة والبيع والإقالة والصلح والإبراء والشفعة والقسمة والغصب والرهن والتوكيل ومسائل الطريق والجدار والدرب وباب الدار إلى غير ذلك من الأبواب الفقهية.

وهو كتاب مفيد، رأيته عند أمين الدهر بن فرخ.

قال الصدّيقي الجائسي: وإني رأيت عنده فتوى عليها ثبت محمد معصوم، وكان منقوشا في فصّ خاتمه سنة إحدى عشرة ومائة وألف.

* * *

‌5478 - الشيخ الفاضل معظّم بن القاضى أحمد، النابهوي

* *

* راجع: نزهة الخواطر 6: 360، 361.

* * راجع: نزهة الخواطر 6: 361.

ص: 295

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال هو أحد العلماء المشهورين. ولد بـ "نابهه" بلدة من بلاد "بنجاب".

وقرأ العلم على العلامة عبد الحكيم السيالكوتي، ودرّس، وأفاد بـ "نابهه" مدّة. ثم ولي القضاء بها، وأعطاه شاه عالم بن عالمغير قرى عديدة في تلك الناحية.

له تفسير القرآن الكريم، وشرح "المثنوي المعنوي".

توفي سنة ثمان وخمسين ومائة وألف، كما في "تذكرة العلماء" لحفيده محمد أشرف اللكنوي.

* * *

‌5479 - الشيخ الفاضل مولانا معظم حسن بن المولوي رضوان الدين الرضواني

*

ولد 1328 هـ في "بانيا جونغ"، من أعمال "سِلْهِت".

قرأ مبادئ العلم على أبيه، ثم التحق بالمدرسة العالية سِلْهِت، وقرأ فيها عدة سنين، حتى قرأ "مشكاة المصابيح"، وغيرها، من الكتب الدراسية، ثم ارتحل إلى "كلكته"، والتحق بالمدرسة العالية فيها، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة سنة 1355 هـ.

وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، ودرس في مدارس عديدة، ثم التحق بالجامعة الإمدادية كشورغنج، وبعد مدة عين محدثا بالمدرسة العالية كَتْلاشِن.

* * *

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 279.

ص: 296

‌5480 - الشيخ الفاضل مولانا القاضي معظم خان بن محمد أسلم خان بن جان ميان بن أمين أحمد خان النظامبُوري

*

من أهل علم، وفضل، وسروة، وجاه، وكمال.

ولد سنة 1288 هـ في قرية "نظام بور" من مضافات "مِيرْسَراي" من أعمال "جاتجام".

أكمل الدراسة سنة 1309 هـ في المدرسة المحسنية بمدينة "جاتجام".

وحصلت له الإجازة في السلوك والطريقة من فقيه الهند الإمام رشيد أحمد الكنكوهي، رحمه الله تعالى.

من خلفائه: مولانا أحمد حسن الجاتجامي، ومولانا إسماعيل أستاذ مظاهر العلوم جاتجام، ومولانا صالح أحمد، والمفتي نور الحق، رحمهم الله تعالى.

توفي سنة 1379 هـ، وله بنت وأربعة بنين.

* * *

‌5481 - الشيخ الفاضل المعلّى بن عبد العزيز بن عبد الرزاق

* *

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 238، ومائة من العلماء الكبار لمولانا أشرف علي النظامبور: 61 - 63.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1679. =

ص: 297

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو أحد الإخوة الفضلاء الستة.

تقدّم أبوه عبد العزيز، وتقدّم أخوه علي بن عبد العزيز، وتقدّم أخوه محمود بن عبد العزيز أيضا

(1)

، رحمة الله عليهم.

* * *

‌5482 - الشيخ الفاضل المعلّى بن منصور الرازي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكره صاحب "الهداية"

(2)

.

= ترجمته في الطبقات السنية برقم 2523، نقلا عن الجواهر. وهو "المرغيناني".

(1)

ترجمة أبيه في الجواهر برقم 826، وأخيه علي برقم 982، وأخيه محمود برقم 1626.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1680.

ترجمته في التاريخ للبخاري 4: 395، والجرح والتعديل، الجزء الرابع، القسم الأول 334، وأخبار أبي حنيفة وأصحابه 154، وتاريخ بغداد 13: 188 - 190، وتذكرة الحفاظ 1: 388، وميزان الاعتدال 4: 150،151، والعبر 1: 361، وتهذيب التهذيب 10: 238 - 240، وتقريب التهذيب 2: 265، وطبقات الحفاظ للسيوطي 160، والفوائد البهية ص 215.

(2)

في بعض النسخ زيادة "في من" على أن الكلام متصل بما بعده، والمثبت في بعضها.

ص: 298

روى عن أبي يوسف ومحمد الكتب، و"الأمالي"، وشاركه فيِ ذلك أبو سليمان الجوزجاني، وهما من الورع والدين وحفظ الفقه والحديث بالمنزلة الرفيعة.

عرض عليهما المأمون القضاء، فلم يتقلّدا له.

ومعلَّى هذا سكن "بغداد".

وروى عن مالك، والليث، وحماد، وابن عيينة.

روى عنه ابن المديني، وأبو بكر ابن أبي شيبة، والبخاري في غير "الجامع".

قال أبو زكريا: إذا اختلف معلّى وإسحاق بن الطبّاع في حديث عن مالك فالقول قول المعلّى، [وكل حديث معلّى أثبت منه]

(1)

وخير منه.

قال أحمد بن عبد الله: ثقة، صاحب سنة.

وقال ابن معين: ثقة.

وقال ابن سعد: كان صدوقا، صاحب رأي وحديث وفقه.

مات سنة إحدى عشرة ومائتين.

قال ابن عدي: لم أجد له حديثا منكرا.

وروى له أبو داود، والترمذي، وابن ماجه.

ويأتي ولده يحيى بن معلّى بن منصور.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص 215): كان مشاركا لأبي سليمان الجوزجاني، وهما من الورع والدين وحفظ الحديث بالمرتبة الرفيعة، وروى عن مالك والليث وحماد وابن عيينة، وروى عنه ابن المديني والبخاري في غير "الجامع". وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجه، كذا ذكره القارئ، وفي

(1)

في تاريخ بغداد 13: 189، وفي كل حديثه معلّى أثبت منه.

ص: 299

"الكاشف" للذهبي، قال العجلي: هو ثقة نبيل صاحب سنة، طلبوه غير مرة للقضاء، فأبى، وكان من كبار أصحاب أبي يوسف ومحمد. انتهى.

* * *

‌5483 - الشيخ الفاضل المعمَّر بن محمد بن عبيد [الله]، أبو الغنائم، النقيب الطاهر

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال ابن الأثير في "الكامل"

(1)

: كان شيخا كريما، ديّنا، متعصّبا، حنفي المذهب.

وولده ولي بعده النِّقابة أبو الفتوح حيدرة

(2)

.

وفي سنة

(3)

سبع وستين وأربعمائة لما توفي القائم بأمر الله، فوقَّع للمقتدي بأمر الله بالخلافة، وحضر نقيبُ النقباء طِرَادٌ الزينبيُّ والنقيبُ الطاهرُ المعمّر بن محمد، وقاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني الحنفيون، والشيخ أبو إسحاق، وأبو نصر ابن الصبَّاغ من الشافعية، وغيرهم من الأعيان والأتابكين.

* راجع: الجواهر المضية 1681.

ترجمته في الكامل 10: 42، 96، 231، والطبقات السنية برقم 2525، وما بين المعقوفين من ترجمة ولده السابقة برقم 549.

(1)

جمع المصنف كلام ابن الأثير من مواضعه وصاغه دفعة.

(2)

كذا ورد في بعض النسخ، وفي بعضها "ولي بعده النقابة ولده أبو الفتوح حيدرة".

(3)

سقط من بعض النسخ واو العطف.

ص: 300

[مات المعمر في سنة تسعين وأربعمائة]

(1)

.

* * *

‌5484 - الشيخ الفاضل المولى الْمولى الشهر بِابْن المعيد

*

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: قَرَأَ على عُلَمَاء عصره، ثمَّ صَار مدرّسا بِبَعْض الْمدَارِس.

وَمَات فِي بَلْدَة "أسكوب" مدرّسا بهَا.

وَكَانَ عَالما، فَاضلا، مشتغلا بِالْعلمِ، غَارية الِاشْتِغَال، ومتفنَّنا فِي الْعلم.

وَله تَلْخِيص لحواشي خطيب زَاده على "حَاشِيَة شرح التَّجْرِيد" للسَّيِّد الشريف، وَله رسائل غير ذَلِك.

* * *

(1)

سقط من بعض النسخ.

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 194.

ص: 301

‌باب من اسمه معين

‌5485 - الشيخ الفاضل العلامة معين بن أمين بن طالب الله السندي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المبرزين في الحديث والكلام والعربية.

ولد، ونشأ بإقليم "السند".

وقرأ العلم على الشيخ عناية الله بن فضل الله السندي، وسافر إلى "دهلي".

وأخذ عن الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي، ثم رجع إلى بلاده.

وأخذ الطريقة عن الشيخ أبي القاسم النقشبندي.

ثم صحب السيّد عبد اللطيف، واستفاض منه فيوضا كثيرة، حتى رزق حظّا وافرا من العلم والمعرفة.

وكان مفرط الذكاء، جيّد القريحة، معدوم النظير في زمانه، رأسا في الحديث والكلام، ماهرا بالمعارف الأدبية، شاعرا مجيد الشعر، مائلا إلى الوجد والسماع.

وله معرفة بالإيقاع والنغم، جرى بينه وبين الشيخ محمد هاشم بن عبد الغفور السندي من المطارحات، ما تفعم به بطون الصفحات.

* راجع: نزهه الخواطر 6: 361 - 365.

ص: 302

له مصنّفات، منها:"دراسات اللبيب في الأسوة الحسنة بالحبيب"، فيه دراسات متعدّدة.

الأولى: فيما إذا خالفت أقوال الفقهاء الأحاديث الصحيحة، قال فيها بتحرّي الاجتهاد، وردّ فيه على الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي، حيث قال في مقدّمة "شرح السفر" قولا يشير إلى ترك الحديث برواية المذهب نظرا إلى "المصابيح".

والثانية: فيما يدلّ من كلام الصحابة والسلف الصالحين على الاعتصام بالسنّة وحسن أدبهم فيما سمعوا الحديث وتبرئهم عند ذلك عن أقوالهم، وذمّ الرأي ما يدلّ على تحريم صنع من يعمل بالرواية على خلاف الحديث.

والثالثة: فيما يدلّ من كلام المتأخّرين على وجوب ترك الرواية إذا خالفت الحديث.

والرابعة: في كلام بعض الأجلّاء من الحنفية على إمامهم وغير الحنفية، مما يصرّح بمطلب الباب.

والخامسة: فيما يدلّ من كلام الشيخ محي الدين بن عربي في الحثّ على العمل بالحديث وذمّ على حرمة ترك المقلّد الحديث الصحيح برواية إمامه ورأيه بمقدّمات مسلّمة معروفة.

والسابعة: فيما إذا خالفت أقوال الأئمة الأربعة الحديث.

والثامنة: فيما إذا عارض الإجماع الحديث الصحيح.

والتاسعة: في الرق بين الظاهرية وبين أصحاب الظواهر.

والعاشرة: في بيان أن المتفق عليه من الأحاديث هل يفيد الظنّ أو القطع.

والحادية عشرة: في إبطال قول من يدّعي مساواة حديث غير الصحيحين بحديثهما في الصحة.

ص: 303

والثانية عشرة: في لزوم التأدّب للإمام أبي حنفية رحمة الله ولمذهبه والذبّ عنه وردّ ما قيل فيه.

أما مذهبه في التقليد فهو كما قال في الثانية عشرة من "الدراسات": إن ما تقرّر وثبت في كتب الحنفية وعد من مذهب الإمام أبي حنفية رحمه الله فهو إما أن يتبيّن عندي أنه مذهب غيره من أصحابه أو لا يتبيّن ذلك إما بالتعيّن أنه قوله أو باحتمال ذلك.

الأول: لا أبالي بتركه إذا ترجّح عندي خلافه بأدنى وجه من الوجوه، حتى أن القول الثابت عن الأئمة الثلاثة يترجّح عندي بمجرّد ثبوته عنهم عن أقوالهم إذا لم يكن لقولهم ما يرجّحه عليه لكمال حسن الظنّ بالأئمة الثلاثة.

والثاني: بكلا شقيه التعين والاحتمال القوي، بأن الأصل في رواية كتب المذهب أن يكون من صاحبه إما أن يكون قولا مجرّدا عن سند من السنّة أو مؤيّدا به.

والأول منها أن يعارضه شيء من السنة أو لا يعارضه، فإن عارضه أتركه، وإن ثبت أنه قول أبي حنيفة رحمه الله بلا شبهة، والمراد من قولنا شيء من السنن يعمّ الحديث الضعيف وأقوال الصحابة الموقوفة عليهم بقول أبي حنفية، وإذا جاءنا شيء من الصحابة فعلى الرأس والعين، وإذا كان القول متعيّنا معلوما عن أبي حنيفة رحمه الله خالفه قول تابعي من غير علماء الزهراوين من أهل بيت النبوة ومن غير أهل "المدينة"، ولم يظهر على أحد القولين ما يرجّحه على الآخر، فالأول عندي على سواء، بل حسن الظنّ إلى الإمام في علوّ مناظره الدقيقة الثاقبة يحكم بتقديم قوله على غيره من التابعين، هذا إذا عارض القولان لمجرّد شئ من السنة.

وأما إذا لم يعارضه شيء منها أعمل به بكلا قسميه المعلوم ثبوته عن أبي حنيفة، والمحتمل لذلك بحسن ظنّي إليه، بل وإلى أتباعه أيضا أن لهم في

ص: 304

ذلك مستندا من السنة، وأما الشق الثاني من هذين الشقّين وهو أن يكون القول المعلوم ثبوته عند أبي حنيفة رحمه الله، أو المحتمل المحمول بالأصل على أه قوله مؤيّد السند من الشريعة.

فأما أن لا يظهر لمن خالفه في ذلك من الأئمّة دليل علينا، وهو قليل الوقوع، بل عديمه فلا نظر لنا إلى خلافه، فنحن مع الحديث إن شاء الله تعالى وأهله، وإما أن يظهر ذلك فلا يخلو إما أن يترجّح عندي متمسّك أبي حنيفة على غيره، أو بالعكس، فعلى الأول ينبغي أن يكون ذلك عند الحنفي الغالب عليه العمل بالحديث أشهى وأحلى من العسل.

وأما في العكس فإما أن يترجح كلام الغير عليه بالصنعة الحديثية أو النظرية، فالأولى نرى وجوب العمل بما ترجح، وترك ما خالفه فورا في بعض وجوه الترجيحات، وندب ذلك بعضها على تفاوت القوة والضعف فيها، بناء على قوة تلك الوجوه وضعفها.

ثم الأخذ بالراجح من القسم الأول وترك المرجوح جل ما عليه عملي في الأحكام، وقد كثر ذلك في الفقهيات على اختلاف أبوابها، وكثرة ذلك في علمنا بوجهين، أحدهما هو أن بناء مذهب أبي حنيفة في الأكثر على آثار الصحابة مع وجود معارضة المرفوع بها زعما من بعض علماء المذهب أن الأثر أقوى وأثبت لكمال معرفة القرن الأول بما هو الأمر عليه في نفس الأمر ويتحتم علينا ترك ما هذا وصفه، وثانيهما أن عمل أهل المدينة المقدسنة من أقوي حجج الدين عندنا.

قال ومما اعتقده

حجية إجماع أه لبيت النبوة وعملهم عندي وعند كل منصف أقوي من عمل أهل المدينة، وذلك لأن حجيته ليس من حيث أن توارثه أهل بلد صاغرا عن كابر مستمرا من غير طريان تغير عليه يستند عادة إلى رئيس ذلك البلد إذا كان معلوما باهتمام مراسن خاصة في رياسته وتروجها على مرؤسيه

ص: 305

من أهله، وذلك في توارث أه لبيته كذلك، واستناده إلى رئيس البيت وصاحبهم الذي يعولهم، ويسوسهم مع شدة اعتنائهم بالإتيان بما يأمرهم واتباعهم في كل ما يعفله أقوى في العادة، وأثبت في الحفظ، فانهم أضبط الأقوام بحاله وأعلم بأقواله وأعماله، بل يصل إلى أهل البلد من رئيسه كثير شيء من ذلك إلا صادرا من أه لبيته لا سيما، يدخل في أهل بيته نسائه أيضا مع الذكور من أولاد وأقربائه وخدمهم ومواليهم فيحيطون بأحوال داخل البيت وخارجة، انتهى بقدر الحاجة.

وللشيخ محمد معين كتب أخرى منها "طريقة العون في حقيقة الكون" في الحقائق بالفارسي أوله: هر حمد وسباس بهر غمد ولباس. الخ.

وكانت وفاته في سنة إحدى وستين ومائة وألف في حالة السماع والتواجد، فقال بعض أصحابه مؤرخا لوفاته، ع "قطره در بحر واصل شد" وقال الآخر: ع "ماضى شد أو كه آل محمد معين أوست" كما في "تحفة الكرام".

* * *

‌5486 - الشيخ العالم الفقية معين بن مبين الأنصاري اللكنوي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المشهورين.

ولد، ونشأ ببلدة "لكنو".

وقرأ العلم على صنوه الكبير حيدر، وعلى ابن عمّه ولي الله، وعلى المفتي ظهور الله بن محمد ولي.

* راجع: نزهة الخواطر 7: 508.

ص: 306

وأسند الحديث عن الشيخ المحدّث عبد الحفيظ الحنفي المكّي.

ثم اشتغل بالدرس والإفادة، وكان يذكر في كلّ أسبوع يوم الجمعة، قائما مقام والده المرحوم.

وله رسائل في الفقه، أشهرها:"غاية البيان فيما يحلّ ويحرم من الحيوان"، و"غاية الكلام في القراءة خلف الإمام"، و"إبراز الكنوز في أحوال أرباب الرموز" المذكورة في الحصن الحصين، و"المعينية" في تحريم المتعة وتفسير آيات المواريث، وله حاشية على "هداية الحكمة" للشيرازي، وتعليقات شتى على الكتب الدراسيّة.

مات لليلتين خلتا من شهر جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف ببلدة "لكنو".

* * *

‌5487 - الشيخ الفاضل معين الدين بن جرجس الموصلي (ذو النون) فقيه حنفي

*

توفي نحو سنة 1235 هـ.

من آثاره: "كشف الضرر" في فروع الفقه الحنفي، و"تحية الإسلام في آداب السلام والمصافحة والقيام"، و"معدن السلامة في أحوال الدنيا والآخرة"، و"أرجوزة في تجويد القرآن وشرحها"، وسماها "سراج الأذهان".

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 312.

ترجمته في الأعلام 8: 195.

ص: 307

‌5488 - الشيخ العالم الفقيه معين الدين بن خاوند محمود بن ضياء الدين بن مير محمد ابن تاج الدين بن علاء الدين العطّار، النقشبندي، البخاري

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الحواطر"، وقال: هو أحد المشايخ النقشبندية والفقهاء الحنفية.

ولد، ونشأ بـ "كشمير"، وتفقّه على والده، ثم سار إلى "دهلي".

وقرأ العلم على الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي، ولازمه، وأخذ عنه الفقه والحديث.

ثم رجع إلى "كشمير"، وتولّى الشياخة بها، وصار مرجعا إليه في المذهب والفتوى، وانقاد العلماء لأوامره، وخضعوا له.

وله مصنّفات، منها:"الفتاوى النقشبندية"، و"كنز السعادة" في الفقه، و"الرضواني" في السير والسلوك.

مات في محرّم الحرام سنة خمس وثمانين وألف بـ "كشمير"، كما في "روضة الأبرار".

* * *

‌5489 - الشيخ العالم الكبير معين الدين بن خيرات علي الحسيني، الكاظمي، الكروي

* *

* راجع: نزهة الخواطر 5: 439.

* * راجع: نزهة الخواطر 8: 506.

ص: 308

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المشهورين بكثرة الدرس والإفادة.

درّس، وأفاد أربعين سنة، وأفنى قواه في ذلك، حتى أخذ عنه ألوف من الرجال.

ولد ببلدة "كره" بفتح الكاف، والراء الهندية.

وسافر للعلم إلى بلدة "لكنو"، وقرأ على مولانا عبد الحكيم بن عبد الرب، والمفتي ظهور الله بن محمد ولي، والمحدّث مرزا حسن علي، وعلى غيرهم، من العلماء، ولازمهم مدة طويلة، حتى فاق أقرانه.

تم تصدَّر للتدريس، فدرّس ببلدة "لكنو" مدة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، ورجع إلى "الهند"، وولي التدريس في المدرسة العربية ببلدة "مرزا بور"، فدرَّس خمس عشرة سنة، رأيته في بلدتنا "رائي بريلي".

وكان شيخا منوّر الشبيه، حسن الخلق، سريع الكلام.

له تعليقات متشتة على الكتب الدراسية، ورسائل شتى، منها:"التعليق الكامل في مبحث الطهر المتخلل" من "شرح الوقاية"، ورسالة في مبحث المثناة بالتقرير من "شرح هداية الحكمة" للشيرازي، و"مرقاة الأذهان في علم الميزان"، و"مرآة الأذهان في علم الواجب تعالى وتقدس"، و"الآداب المعينية" بالفارسية في فن المناظرة، وكذلك "جلاء الأذهان في علم القرآن"، و"هداية الكونين إلى شهادة الحسنين"، و"التبيان في فضائل النعمان"، و"التبيان في حكم شرب الدخان".

توفي لثلاث خلون من ربيع الأول، سنة أربع وثلاثمائة وألف.

* * *

ص: 309

‌5490 - الشيخ الفاضل معين الدين بن سراج الحق بن عبد القادر بن الشيخ أحمد الصالحي، الأميتهوي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء الصالحين.

ولد، ونشأ بـ "أميتهي"، وقرأ العلم على ملك العلماء عبد العلي بن نظام الدين اللكنوي، وسافر معه إلى "مدراس".

ثم رجع إلى بلاده، وأخذ الطريقة عن الشيخ شاكر الله، ولازمه مدة، ودرّس، وأفاد. وكان قانعا، عفيفا، زاهدا.

تزوّج بابنة الحكيم أكمل خان البريلوي، كما في "صبح بهار".

* * *

‌5491 - الشيخ الفاضل معين الدين بن محمود الهندي، النقشبندي

* *

صوفي، من أهل الطرق.

من آثاره: "الفتاوى النقشبندية"، و"كنز السعادات".

توفي سنة 1085 هـ.

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 7: 533.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 312. وترجمته في هدية العارفين 2: 468، والكشاف 73، وإيضاح المكنون 2: 158.

ص: 310

‌5492 - الشيخ الفاضل معين الدين الطبسي، التوني

*

فاضل.

من آثاره: "حاشية على حاشية المير السيد شريف على شرح المطالع".

من رجال القرن التاسع الهجري.

* * *

‌5493 - الشيخ الفاضل العلامة معين الدين العمراني، المدار عليه للأفاضل، المشار إليه بالأنامل

* *

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: انتهت إليه رياسة التدريس بمدينة "دهلي".

وكان ذا قوة في النظر، وممارسة جيّدة في المنطق والكلام والفقه والأصول والمعاني والبيان.

كان يصرف جميع أوقاته في الدرس والإفادة، عمّ نفعه أهل عصره، بحيث أنه ما كان من عالم في عصره إلا أخذ عنه.

قال البلكرامي في "سبحة المرجان": أرسله محمد بن تغلق شاه إلى القاضى عضد الدين الأيجي بـ "شيراز"، وأتحفه بالهدايا، وطلب قدومه إلى "الهند"، فلمّا سمع بذلك السلطان أبو إسحاق الشيرازي منع القاضي من الرحلة إلى "الهند"، وأكرم معين الدين العمراني.

* راجع: معجم المؤلفين 12: 312.

* * راجع: نزهة الخواطر 2: 168، 169.

ص: 311

وللعمراني مصنّفات جليلة، منها: شروح وتعليقات على "كنز الدقائق"، و"الحسامي"، و"مفتاح العلوم". انتهى.

* * *

‌5494 - الشيخ الفاضل معين الدين الهروي، المعروف بمنلا مسكين

*

فقيه.

من آثاره: "شرح كنز الدقائق" للنسفي في فروع الفقه الحنفي.

توفي سنة 954 هـ.

* * *

‌5495 - الإمام المحدّث أبو عبد الله علاء الدين مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري الحكري، التركي الأصل، مصري النشأة

* *

* راجع: معجم المؤلفين 12: 312.

ترجمته في كشف الظنون 1515.

* * راجع: معجم المؤلفين 12: 313.

ترجمته في الوافي 26: 35 - 37، والدرر الكامنة 4: 352 - 354، ولسان الميزان 6: 72 - 74، وشذرات الذهب 6: 197، والنجوم الزاهرة 11: 100، وحسن المحاضرة 1: 203، والبدر الطالع. 2: 212: 313، وتاج التراجم 57، وكشف الظنون 98، 546، 958، 1004، 1005، 1013، 1087، 1637، 1823، 1915، 1995، == وإيضاح

ص: 312

وسماه القاضي تقي الدين الحنفي، كما في "طبقات الحنفية" محمد مغلطاي.

وقال برهان الدين العمادي: علاء الدين علي مغلطاي.

ومغلطاي بضم الميم، وإسكان الغين، وفتح اللام، كذا عند الأكثرين، ويقال: بضم الميم، وفتح الغين، وإسكان اللام، ورجّحه خير الدين الزركلي في "الأعلام"، وقيل: غير ذلك.

قليج بضم القاف، بجيم آخره، مصغّرا، وقيل: بفتح القاف، وقيل

(1)

:

‌مولده:

ذكر الحافظ ابن حجر في "الدرر الكامنة"، قال: وكان مغلطاي يذكر أن مولده سنة 689 هـ، ولما سأله العراقي عن مولده، قال: سنة 689 هـ، قيل: بعد سنة 690 هـ، حكاه ابن حجر عن الصفوي، وكذا ذكره الشوكاني، وقيل: في سنة 690 هـ، حزم به ابن راع، كما في "النجوم الزاهرة".

المكنون 1: 103، 245، وهدية العارفين 2: 467، 468، وفهرست الخديوية 5: 29، والأعلام 8: 196، 197، وفهرس المخطوطات المصورة 2: 12، 14، 15، 158، 159، 2: 3: 19 -

Ahlwardt:

Verzeichniss der ara-bischen handschriften LX: 451، Broc 48: kelmann: g، ll

(1)

حاشية الكوثري على لحظ الألحاظ 133.

بكسر القاف، آخره جاء مهملة، ووقع في "لسان الميزان" بفاء في أوله، كذا في جميع الأصول الخطية، غير أن الحافظ ابن حجر ذكره في "الدرر" بقاف وجيم، البكجري بفتح الموحدة، وسكون الكاف، وفتح الجيم، كذا في "ذيل لب اللباب"، نقلا عن الداودي.

ص: 313

‌شيوخه:

بحكم نشأة العلامة مغلطاي في "مصر"، ومقامه بـ "القاهرة" التي كانت في ذاك الوقت عامرة بالعلماء، والحافظ مما أتاح له الفرصة للقاء العديد من مشاهير الحفاظ والفقهاء، منهم:

1 -

الإمام الفقيه المحدّث محمد بن على بن وهب بن مطيع القشيري، المعروف بابن دقيق العيد قاضي الديار المصرية، المتوفى سنة 702 هـ.

2 -

الإمام الحافظ العلامة أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي، المتوفى سنة 705 هـ، وهو من أشهر مشايخه، ويحكي عنه كثيرا في كتابه هذا.

3 -

نور الدين علي بن نصر الله بن عمر القرشي المصري الشافعي، المعروف بأبي الحسن بن الصواف، المتوفى سنة 712 هـ، راوي "سنن النسائي"، وذكر مغلطاي أنه سمع منه أربعين حديثا من "سنن النسائي"، وكان ذلك سنة 712 هـ، كما في "لحظ الألحاظ".

4 -

الحسن بن عمر بن عيسى بن خليل أبو علي الكردي، نزيل "الجزيرة" بـ "مصر"، المتوفى سنة 720 هـ.

5 -

شيخ الإسلام أبو العبّاس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني، المعروف بابن تيمية، كذا ذكره المصنف عند ترجمة زهرة غير منسوب من هذا الكتاب، ونعته بقوله: شيخنا.

6 -

الإمام الحافظ الفقيه محمد بن محمد بن محمد بن أحمد اليعمري، المعروف بابن سيّد الناس، المتوفى سنة 734 هـ.

7 -

الإمام الفقيه علي بن عبد الكافي بن تمام أبو الحسن السبكي، المتوفى سنة 756 هـ، ذكره ابن حجر وغيره.

ص: 314

8 -

الحافظ أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحنفي، المعروف بابن الشحنة، المتوفى سنة 730 هـ، ذكره ابن فهد في "لحظ الألحاظ".

9 -

الإمام العلامة الحافظ جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف أبو الحجّاج المزي، المتوفى سنة 742 هـ، فقد نعته المصنف في تقدمة كتابه هذا بقوله: شيخنا.

هؤلاء أشهر شيوخ المصنف، الذين حمل عنهم العلم اقتصرنا عليهم لصعوبة الحصر في هذا الباب، وخاصة أن المصنف من المكثرين عن الشيوخ، والحمد لله.

‌تلاميذه:

لقد نال العلامة مغلطاي بسبب كثرة علمه وسعة اطلاعه شهرة، وذاع صيته مما دفع كثيرا من نبهاء الطلبة إلى التوجّه إليه، والإقبال على دروسه، فكان أشهر من تلمّذ عليه، وتخرّج به

1 -

الإمام الفقيه أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الأنصاري الشافعي المذهب، المعروف بابن الملقّن، توفي عام 804 هـ، لازم المصنف ملازمة شديدة، تخرّج به، وقد نسج كثير من مصنّفاته على منوال مصنّفات شيخه.

2 -

العلامة الفقيه سراج الدين عمر بن رسلان الكناني الشافعي، المعروف بالبلقيني، مات سنة 805 هـ.

3 -

الإمام الحافظ زين الدين عبد الرحيم بن حسين بن عبد الرحمن، المعروف بالعراقي، مات سنة 806 هـ.

4 -

إسماعيل بن إبراهيم بن محمد أبو محمد الحنفي الكناني، مات سنة 803 هـ، ذكر الحافظ السخاوي أنه تخرّج بالحافظ مغلطاي.

5 -

عبد الله بن مغلطاي بن قليج ابن المصنف، مات سنة 791 هـ.

ص: 315

‌ما ورد في الثناء عليه:

وصفه الحافظ ابن حجر بالإمام العلام، وقال انتهت إليه رياسة الحديث في زمانه، وفي مقدمة "تهذيب التهذيب" وصفه بأنه شيخ الشيوخ، وقال الحافظ ابن فهد المكّي: العلامة الحافظ المحدّث المشهور، وسئل الحافظ العراقي عن أربعة تعاصروا أيهم أحفظ مغلطاي، وابن كثير، وابن رافع، والحسيني، فأجاب أن مغلطاي أوسعهم حفظا.

وفي ذيل العبر: وصفه أبو زرعة ابن العراقي بأنه صاحب التصانيف المشهورة، وبأنه شيخ المحدّثين.

وفي "حسن المحاضرة": قال الحافظ السيوطي: كان عارفا بفنون الحديث.

‌وفاته:

اتفق العلماء أن وفاته كانت في شعبان سنة 762 هـ، زاد بن العماد والسيوطى أن ذلك كان في الرابع عشر من شعبان أن وفاته كانت في الرابع والعشرين من شعبان سنة إحدى وستين وسبعمائة، وهو خلاف ما ذكره في "الدرر الكامنة" موافقا لجماعة العلماء.

وذكر محقّق كتاب "الدرر الكامنة" الأستاذ محمد سيّد جاد الحق أن المقريزي صحّح في خططه أن وفاته كانت سنة 732 هـ، والثابت عن المقريري ما قاله الجماعة، والله أعلم، وكانت وفاته كما ذكر ابن فهد وغيره في المهدية خارج باب زويلة من "القاهرة" بحارة "حلب" ودفن بـ "الريدانية"، وتقدم للصلاة عليه القاضي عزّ الدين بن جماعة ورحمه الله تعالى، وغفر له، وجزاه خيرا على ما قدم من علم نافع.

من تصانيفه الكثيرة: "الإشارة إلى سيرة المصطفى" و"تاريخ من بعده من الخلفاء"، و"شرح الجامع الصحيح" للبخاري في عشرين مجلدا، و"ذيل

ص: 316

على المؤتلف والمختلف" لابن نقطة، و"الزهر الباسم في سيرة أبي القاسم"، وو "إكمال تهذيب الكمال" في أسماء الرجال في ثلاثة عشر مجلدا.

* * *

‌5496 - الشيخ العالم الفقيه الصالح مغيث الدين، البيانوي

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد كبار الفقهاء الحنفية.

انتهت إليه رياسة العلم والعمل في عصر السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، والسلطان كان يقرّبه إلى نفسه، ويخلو به، ويدعوه إلى مائدة الطعام، ويحسن الظنّ به دون غيره من العلماء، وكان القاضي لا يخافه في قول الحق.

قال القاضي ضياء الدين البرني في "تاريخه": إن السلطان قال له مرّة: إني سائلك عن أشياء، فلا تقل غير الحقّ.

فقال القاضي: أظنّ أن الموت قد دنا مني.

فقال: كيف علمت ذلك؟

فقال: لأن السلطان يسألني عن أشياء، فإذا قلت: ما هو الحقّ غضب عليّ، ثم يقتلني.

فقال: إني لست بقاتلك أبدا.

ثم سأله عن الوثنيين كيف يصيرون ذمّيين في الشرع؟

* راجع: نزهة الخواطر 2: 170 - 173.

ص: 317

فأجاب القاضي أنهم إذا أدّوا الجزية عن يد وهم صاغرون، حتى أن المحصّل إذا أراد أن يبصق في أفواههم فتحوها لذلك، وهذا قول أبي حنيفة.

وأما غيره من المجتهدين فإنهم لا يجيزون أخذ الجزية من الوثنيين، فغندهم إما السيف وإما الإسلام، فضحك السلطان. وقال: ما كان لي علم بما تقول، ولكنّي سمعت أنهم لا يؤدّون الجزية، ويركبون الخيل، ويرمون النبال الفارسية، ويلبسون الثياب الثمينة، ويتزيّنون بكلّ زينة، ويشربون الخمر، ولا يخضعون للولاة.

فقلت في نفسي: إني عزمت على أن أفتح بلادا أخرى، وكيف أفتح إذ لم يخضع لنا أهل هذه البلاد؟

فأمرت بالتشديد، حتى خضعوا، وأنت عالم، ولكنك ما اختبرت الأمور، وإني جاهل، ولكنّي اختبرت الأمور، وجرّبت الأحوال، فاعلم أن الوثنيين لا يخضعون لنا حتى يعزروا، ولا يترك لهم إلا ما يكفيهم.

ثم سأله عن السرقة والارتشاء والخيانة، هل تجوز للعمّال وكتّاب الدواوين في الشرع أم لا؟

فأجاب القاضي: الذى وجدت في كتب الشرع أن العمّال إن لم يعطوا ما يكفيهم للحوائج، فأخذوا من بيت المال، أو ارتشوا، أو أنفقوا شيئا من الخراج، يجوز لأولي الأمر أن يأخذوهم بالمال أو بالحبس حسب ما اقتضاه الحال، وأما قطع اليد في ذلك فلم يرد به الشرع، فقال السلطان: إني أمرت أن يعطي العمال ما يكفيهم موسعا عليهم، ولكنهم إذا خانوا في العمل أخذ منهم بالضرب والحبس والقيد، ولذلك ترى أن السرقة والارتشاء والخيانة قد فقدت في هذا العهد.

ثم قال: الأموال التي غنمتها في "ديوكير" في أيام الإمارة قبل أن أكون سلطانا غنمتها بتحمّل المحن والمشاقّ، فهل هي لي خاصّة لنفسي أو لبيت مال المسلمين؟

ص: 318

فأجاب القاضي: أن الأموال التي غنمتها في "ديوكير" في أيام الإمارة غنمتها بعساكر المسلمين، فهي لبيت مالهم، فلو كنت حصلتها بجهد نفسك على وجه يبيحه الشرع كانت تلك الأموال خاصّة لك.

فلما سمع السلطان ذلك غضب عليه، وقال: كيف تقول؟

ألا يعلم رأسك ما تقول؟

الأموال التي أخذتها بجهد نفسي وقوة خاصّتي من الخدم، وحصلتها من الكفّار الذين لا يعلمهم أحد في "دهلي"، وما أدخلتها في بيت المال كيف تكون لبيت المال؟

ثم سأله أنه كم لي ولأهلي وعيالي نصيب من بيت المال؟

فقال القاضي: إني أظنّ أن الموت قد دنا منّى.

فقال السلطان: لم تقول ذلك أيّها القاضي؟

قال: لأن السلطان سألني عن مسئلة إن أجبت عنها بما يوافق الشرع يقتلني، وإن أجبت بما يوافق هواه يدخلني الله في النار يوم القيامة.

فقال السلطان: إني لست بقاتلك.

فقل ما بدا لك.

فقال: إن اقتدى السلطان بالخلفاء الراشدين، وأراد زرق الآخرة فله أن يأخذ من بيت المال ما وظّفه الشرع للمجاهدين في سبيل الله، وهو أربع وثلاثون ومائتا تنكة لنفسه ولأهل بيته، وإن قال السلطان: إن هذا القدر لا يكفيه لعزّة السلطنة فله أن يأخذ ما يعطى غيره من الأمراء، وإن أراد أن يأخذ أكثر من ذلك بما أفتاه علماء السوء فله أن يأخذ أكثر من ذلك كثرة يعيش بها أحسن مما يعيش الأمراء، وإياه وإياه أن يأخذ أكثر من ذلك، وأن يعطى نسائه القناطير المقنطرة من الذهب والفضّة من بيت المال، وقرى كثيرة من أرض الخراج، والملابس الثمينة، والظروف الغالية، والجواهر الكريمة! فإنها تكون نكالا ووبالا لك في الآخرة.

ص: 319

فقال السلطان: ألا تخاف سيفي، فتقول: إن ما نعطيه نسائنا حرام في الشرع؟

فقال: إني أخاف سيفك، ولذلك أحسب عمامتي كفني، ولكنّ السلطان سألني عن المسائل الشرعية، فأجبت عنها بما علمته، فإن سألني عما تقتضيه المصالح الملوكية أجيب بأن ما ينفقه السلطان على نسائه واحد من ألف.

فقال السلطان: إنك حرمت على كلّ ما سألتك عنه، فلعلّك تحرم ما أفعله من التعزير والتشديد، فإني أمرت في شاربي الخمر وبايعيها بالحبس في الآبار، وبقطع أعضاء الزناة، وبقتل النساء الزواني، وإني لا أميز الصالح من الطالح في البغاة، فأقتلهم وأهلك نساءهم وأبناءهم، ومن يخون في بيت المال أمرت فيه أن يحبس في السجن، ويوضع في الأغلال والقيود، ويضرب، ويطعن، حتى يدفع ما عليه.

فنهض القاضي من المجلس، وذهب إلى صفّ النعال، ووضع جنبيه على الأرض، ونادى بأعلى صوته، سواء قتلني السلطان أو أبقاني، لم يبح له الشرع ذلك، ولم يطلق يده في أن يفعل بالمجرمين ما يشاء.

فكظم السلطان غيظه، ودخل في الحرم، ورجع القاضي إلى بيته، ثم ودع أهله، وأقرباءه في الغد توديع المحتضرين، وتصدّق، واغتسل كغسل الميت، وأتى قصر السلطنة، ودخل على السلطان، فقرّبه السلطان إلى نفسه، وخلع عليه، وكساه، ووصله بألف تنكة.

وقال: إني لم أقرأ شيئا من العلم، ولكنّى ولدت في بيت من بيوت المسلمين، وأخاف أن يخرجوا علينا، فيقتل ألوف من المسلمين، ولذلك أمرتهم بما فيه خيرهم وصلاحهم، فلمّا لم يفعلوا ما أمرتهم شددت عليهم حسب ما اقتضته الحالة، ولا أعلم هل أجازه الشرع أم لا، ولا أعلم ما يفعل بي ربّي يوم القيامة.

ص: 320

ولكنيّ أناجيه، وأقول: أنت تعلم يا ربّي أن أحدا إن زنى بحليلة غيره لم ينقص من ملكي شيئا، وإن شرب خمرا لم يضرّ بي، وإن سرق شيئا لم يأخذ ما ترك لي أبواي، إن خان الأمانة لم يهمّني، وإني أعزّرهم بما ورد به الشرع، وقد تغيّر الناس عما كانوا عليه في زمن النبوة، فلا أجد أحدا في مائة ألف أو خمسمائة ألف أو مائة ألف ألف من يكون له خوف من الله سبحانه، ولذلك ترى كثيرا من الناس يقترفون الآثام، ويجترؤن على الزنا والخيانة والارتشاء مع ذلك التشديد والتعزير. انتهى.

* * *

‌5497 - الشيخ الفاضل مغيث الدين الحكيم، السهارنبوري

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء الربانيين.

ولد، ونشأ بمدينة "سهارنبور".

وقرأ العلم على المفتي إلهي بخش الكاندهلوي، وتطبّب عليه، وأخذ الطريقة عن سيّدنا الإمام الشهيد، ولازمه مدة، وسافر معه إلى "بلاد الثغور"، وشاركه في الجهاد في سبيل الله.

ثم رجع إلى "الهند"، وسكن ببلدته، يداوي الناس.

وكان عالما كبيرا، صالحا،. تقيا، متورّعا، ناسكا، وقافا عند حدود الله، وأوامره، ونواهيه، محسنا إلى الناس، ينفعهم بعلمه وفهمه وتجاربه مع قناعة وعفاف.

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 7: 533.

ص: 321

‌5498 - الشيخ الفاضل مغيرة بن مِقْسَم، الضبيّ، أبو هاشم، الكوفي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع الشعبي، والنخَعي.

وروى عنه الثوري، وشعبة.

وقال: هو أحفظ من الحكم.

وقال ابن معين: ثقة، مأمون، وهو أحفظ من حماد بن أبي سليمان، وكان عثمانيا.

توفي سنة ست وثمانين ومائة.

روى له الجماعة.

قال جرير بن عبد الحميد: كنت

(1)

أرى مغيرة يجيب

(2)

في المسئلة، فيخالفونه

(3)

، فيقول: كيف أصنع، وهو قول أبي حنيفة، رحمه الله تعالى.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1682.

ترجمته في طبقات ابن سعد 6: 235، والتاريخ الكبير للبخاري 4: 322، والجرح والتعديل، الجزء الرابع، القسم الأول 228، 229، والفهرست 330، وتذكرة الحفاظ 1: 143، وميزان الاعتدال 4: 165، 166، ونكت الهميان 295، وتهذيب التهذيب 10: 269 - 271.

(1)

في بعض النسخ "وكنت".

(2)

في بعض النسخ "يبحث".

(3)

في النسخ "فيخالفوه".

ص: 322

‌5499 - الشيخ الفاضل المفضَّل بن محمد بن مِسْعر القاضي، أبو المحاسن، التنوخي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كان معتزليا شيعيا.

حدَّث عنه الشريف النسيب

(1)

.

ذكره الذهبي في "الميزان"، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5500 - الشيخ الفاضل مفضَّل بن أبي محمد بن أبي المكارم أبو المكارم، الحلبي، المعروف بابن بُصَيلة

* *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1683.

ترجمته في معجم الأدباء 1: 48، 19: 164، وميزان الاعتدال 4: 171، وتاج التراجم 73، 74، والنجوم الزاهرة 5: 52، وبغية الوعاة 2:297. وفي تاج التراجم "المفضل بن مسعر بن محمد".

وهذا المترجم والتالي له شخص واحد، مصادر ترجمتهما واحدة، وقد نبّه إلى هذا التقي التميمي.

(1)

هو علي بن إبراهيم. انظر العبر 4: 17.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1685.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2529، نقلا عن الجواهر. =

= وسقط من بعض النسخ "كنيته".

ص: 323

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كتب عنه الحافظ الدمياطي، وذكر في "معجم شيوخه" أن وفاته سنة ستّ وأربعين وستمائة.

ومولده بـ "حلب" سنة اثنتين وستين وخمسمائة، رحمه الله.

* * *

‌5501 - الشيخ الفاضل المفضَّل بن مسعود بن محمد بن يحيى بن أبي الفرج، التنوخي، الفقيه، النحوي، القاضي

(1)

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: مولده بعد السبعين

(2)

وثلاثمائة.

تفقّه على القدوري، وعلى الصيمري.

وقرأ الأدب على علي بن عيسى بن الفرج الرَّبَعي

(3)

، وغيره.

وسمع بـ "بغداد"، وبـ "دمشق"، وغيرهما، وحدَّث.

روى عنه أبو القاسم علي بن إبراهيم بن الحسن

(4)

الدمشقي، وغيره.

(1)

كذا ورد "المفضل بن مسعود"، انظر حاشية الترجمة السابقة في الجواهر، وفي بعض النسخ "بن أبي الفتوح"، وفي بعضها "ابن أبي الفرح".

* راجع: الجواهر المضية برقم 1684.

(2)

في بعض النسخ "الستين".

(3)

في بعض النسخ "الزيني" تحريف.

(4)

في العبر 4: 17 "الحسيني".

ص: 324

له من المصنّفات: كتاب "أخبار النحويين"، وكتاب "التنبيه"، ردّ فيه على الشافعي، ذكر فيه ما خالف النصوص من القرآن والحديث.

وله رسالة في وجوب غسل الرجلين، وله "البيان عن الفصل في الأشربة بين الحلال والحرام".

مات سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5502 - الشيخ الفاضل مولانا مفضَّل الرحمن الجاتجامي

*

كان متوطنا بـ "شُكْجَرِي" من مضافات "ساتْكَانِيَا".

من أعمال "جاتجام" من أرض "بنغلاديش".

* * *

باب من اسمه مقيم، مكارم، مكحول، مكي، ملكشاه، مندل

‌5503 - الشيخ الفاضل مولانا مقبول أحمد بن المنشي عبد الرحمن الجاتجامي

* *

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 223.

* * راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 271 - 272.

ص: 325

ولد في قرية "جُوَار الغربي" من مضافات "جاتجام"، ثم اختار الإقامة في "مُوْمِنْشَاهي".

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بمدرسة مَتَبَّرْهَات بـ "نظام بور"، وقرأ فيها إلى "شرح الوقاية" في الفقه، ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بالمدرسة العالية رامبُور، وقرأ فيها كتب الفنون العالية.

ثم التحق سنة 1345 هـ بمظاهر العلوم سهارنبور، وقرأ كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية، وحصَّل منها سند الحديث.

من شيوخه فيها: العلامة عبد اللطيف السهارنبُوري، والعلامة عبد الرحمن الكاملبوري، وغيرهما، من المحدثين الكبار.

بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه، والتحق مدرسا بالمدرسة العالية فيني، ثم عين مديرا لها، ثم التحق شيخَ الحديث بالمدرسة العالية بـ "هيبت نغر"، والمدرسة العالية كَتْلَاشِنْ، ثم التحق بالمدرسة العالية بـ "مُكْتَغَاسَه".

كان عالما جليلا، محدثا نبيلا، أستاذا ماهرا.

صنّف عدة كتب، منها:"مرقاة المنطق"، و"شرح التهذيب".

* * *

‌5504 - الشيخ الفاضل مولانا مقصود الله بن المولوي غازي محمد ثناء الله بن المولوي غازي حجر الله

*

* راجع: مائة من العلماء الكبار لمولانا أشرف علي النظامبوري ص 110 - 115.

ص: 326

ولد سنة 1883 في قرية "تالْغَاسيه" من مضافات "كَتَالِيه" من أعمال "بَرِيْسَال".

مات أبوه عند رجوعه من الحج، فتربى على حجر أمّه.

قرأ مبادئ العلم في مدرسة قصوا، وقرأ فيها إلى الصف الثالث، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند سنة 1316 هـ، وقرأ فيها عدّة سنين.

وبايع في الطريقة والسلوك على يد حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، وحصلت له الإجازة منه سنة 1326 هـ.

ثم رجع إلى وطنه، وانسلك بالدعوة، والتبليغ، وإحقاق الحق، وإبطال الفرق الباطلة.

توفي سنة 1334 هـ، وكان عمره إذ ذاك ثمانيا وسبعين سنة.

* * *

‌5505 - الشيخ الفاضل مولانا مقصود الله بن القاضي محمد رَاجَا مِيَان الفِيْنَوي

*

ولد سنة 1383 هـ تقريبا في قرية "ألَكْدِيَا" من مضافات "فيني".

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم قرأ في عدة مدارس، ثم التحق بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وقرأ فيها كتب الفنون العالية، وكتب الحديث، ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها مرة ثانية كتب الفنون، وكتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية.

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 271.

ص: 327

من شيوخه: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وغيره، من المحدثين الكبار.

بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، ودرس في دار العلوم سَرْسَدِي، ثم التحق بالجامعة الحسينية بـ "علماء بازار"، وكان يدرّس فيها كتب الحديث الشريف، وغيرها، من كتب الفنون.

* * *

‌5506 - الشيخ الفاضل مولانا مقصود الرحمن الكُمِلائي

*

ولد سنة 1359 هـ، في موضع "شِنْرَائِش" من مضافات "جَوْدَ كِرَام" من أعمال "كُمِلَّا".

قرأ مبادرئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية تُومْجر، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح"، وغيرها، من الكتب الدراسية، ثم التحق سنة 1377 هـ بالمدرسة العالية داكا، وحَصَّلَ منها " سند ممتاز المحدثين"، ثم حصل "سند ممتاز الفقهاء" سنة 1383 هـ.

وكان عالما ماهرا، أديبا لبيبا.

بعد إتمام الدراسة درّس في عدة مدارس، ثم التحق بالمدرسة العالية سُونَا كَنْدَه، ودرس فيها كتب الحديث.

* * *

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 271.

ص: 328

‌5507 - الشيخ الفاضل مولانا مقصود علي بن أبصار علي بن الحاج يوسف الكُمِلائي

*

ولد سنة 1297 هـ في قرية "رحمت بور" من مضافات "بوري جنك" من أعمال "كُمِلَّا".

قرأ مبادئ العلم على والده في داره، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها عدة سنين، وأكمل فيها الدراسة العليا.

من شيوخه فيها: العلامة أنور شاه الكشميري، وشيخ الإسلام شبير أحمد العثماني، ومولانا محمد علي، ومولانا أنصار علي، وغيرهم، رحمهم الله تعالى.

وبعد إتمام الدراسة بايع على يد العلامة شبير أحمد العثماني، والتحق مدرسا بمدرسة في "الهند" بإرشاد أستاذه، ودرّس ثلث عشرة سنة، ثم رجع إلى وطنه، والتحق بالجامعة الإسلامية كشورغنج، ودرس فيها سبع سنين، ثم التحق بدار العلوم فيها، ودرس فيها سبع سنين، ثم التحق بأشرف العلوم براكترا، ثم درس في عدة مدارس، وأسّس مدرسة في قريته، وانسلك بها إلى آخر حياته.

توفي سنة 1412 هـ، ودفن بعد أن صلي على جنازته في مقبرة آبائه.

* * *

* راجع: مشايخ كملا 159: 2، 161.

ص: 329

‌5508 - الشيخ الفاضل مقيم الدين بن محمد سلطان البنوتانكي من تلامذة الشيخ محمد مظهر النانوتوي

*

ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: تلقّى الكتب الدراسية المختلفة من الشيخ دين محمد الطوكي، وشمس العلماء الشيخ عبد الخالق الخير آبادي، والشيخ أحمد حسن الكانبوري، ثم التحق بمظاهر العلوم في جمادى الأولى 1300 هـ، وقرأ شتى الكتب في الحديث والفقه والتفسير على الشيخ محمد مظهر النانوتوي، والشيخ عبد العلي، نائب رئيس هيئة التدريس، وأكرمته مظاهر العلوم بشهادة الفضيلة في محرم الحرام 1301 هـ، نصّها معرّبا فيما يلي:

المولوي مقيم الدين بن محمد سلطان الديالي، المتوطّن "ديرا إسماعيل خان"، التحق بمظاهر العلوم في جمادى الأولى 1300 هـ، وأخذ "الصحيحين البخاري ومسلم"، و "سنن النسائي"، و "ابن ماجه"، ونصف "سنن أبي داود"، وقدرا صالحا من "سنن الترمذي"، وجزءا واحدا من "البيضاوي"، والمجلد الثاني من "الهداية"، و "التوضيح"، و"التلويح"، و "الدر المختار" إلى كتاب الجمعة بقوة وجهد ونشاط وهو ذكى الفهم، وحسن السيرة والسلوك، نفع الله الخلق به، وبعلمه وعليه بالاجتهاد في علم الأدب والفرائض.

العبد محمد مظهر، المدرّس الأول في مدرسة مظاهر العلوم سهارنبور 22 محرم الحرام 1301 هـ.

* راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 3: 67، 68.

ص: 330

بعد أن تخرّج اشتغل بالتدريس والإفادة، حيث درّس الكتب العالية في المدارس المختلفة، وولي رياسة هيئة التدريس لمدرسة شوكت الإسلام.

* * *

‌5509 - الشيخ الفاضل مكارم بن طرخان بن تقي، أبو السَّخاء، الحَمَوي، القَيْسي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: أنبأني الحافظ الدمياطي، أنشدنا المهذّب أبو السخاء بـ "دمشق" لنفسه سنة خمس وخمسين وستمائة، وذكر لي أن عمره يزيد على الثمانين بسنتين أو ثلاث

(1)

، رحمه الله تعالى.

مدح المصطفى النبي رسول اللـ

ـه يُبْري من غير عيّ ومَقْت

(2)

فقد استحوذتَ جميعَ الجهات السـ

ـت ذاتا في كل حين ووقت

(3)

.

عن يمين وعن شمال وخلف

وأمام وفوق رأس وتحت

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1686.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2530، نقلا عن الجواهر.

(1)

الأبيات التالية مضطربة، كما ترى، والترتيب المثبت في بعض النسخ، وفي بعضها تقديم وتأخير بين البيتين الثاني والثالث.

(2)

في بعض النسخ "مدح النبي المصطفى

يبرئ من غير حين ووقت".

(3)

في بعض النسخ "الست كانا في

".

ص: 331

‌5510 - الشيخ الفاضل أبو المكارم بن قاضى القضاة عبد الوهّاب الكجراتي

*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: أحد العلماء المشهورين.

قتله كفّار الهنود سنة تسع وسبعين وألف في أيام عالمكير، كما في "مآثر عالمكيري".

* * *

‌5511 - الشيخ الفاضل المولى الشهير بِابْن المكحل

* *

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: قَرَأَ رحمه الله على عُلَمَاء عصره، ثمَّ صَار قَاضِيا بِبَعْض الْبِلَاد.

ثمَّ صَار خَطِيبًا بِجَامِع السُّلْطَان مُحَمَّد خَان بِمَدِينَة "قسطنطينية".

وَتُوفِّي وَهُوَ خطيب بهَا فِي أوائل سلطنة سلطاننا الأعظم.

كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما بالعلوم الْعَرَبيَّة وعلوم الْقرَاءَات، وَكَانَ خَطِيبًا، بليغا، فصيحا، ينشئ الخْطب البليغة، وَكَانَ الْخَواص والعوام يحترمونه لعلمه وصلاحه.

وَكَانَ كريم النَّفس، مرضِي السِّيرَة، مَحْمُود الطَّرِيقَة، روّح الله تَعَالَى روحه، وَنوّر ضريحه.

* * *

* راجع: نزهة الخواطر 5: 38.

* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 311.

ص: 332

‌5512 - الشيخ الفاضل مكحول بن الفضل النسفي، أبو مطيع صاحب "اللؤلؤيات

"

(1)

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو والد أبي المعين محمد، وجدّ أحمد

(2)

بن أبي البديع، تقدَّما

(3)

، رحمهم الله تعالى.

* * *

‌5513 - الشيخ الفاضل مكحول النسفي

(4)

* *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: له كتاب سماه "الشُّعاع".

(1)

في بعض النسخ "اللباب" خطأ.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1687.

ترجمته في طبقات الفقهاء لطاش كبري زاده صفحة 57، والطبقات السنية برقم 2531، وكشف الظنون 2: 1430، 1571.

ذكر التميمي أن الغالب ظنّه أن هذه الترجمة والتالية لرجل واحد، ولذلك جعلهما ترجمة واحدة.

(2)

في بعض النسخ زيادة "بن" خطأ.

(3)

ترجمة الأول في الجواهر برقم 1547، والثاني برقم 239.

(4)

انظر حاشية الترجمة السابقة.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1688.

ص: 333

ذكر

(1)

فيه عن أبي حنيفة رضى الله عنه أن من رفع يديه عند الركوع، وعند رفع الرأس منه تفسد صلاته، لأنه عمل كثير، هكذا ذكره الصغناقي في "النهاية".

وقال في "المحيط": وروى مكحول عن أبي حنيفة، وذكر المسئلة، ولم يسم كتاب "الشعاع"، وكان شيخنا قاضي القضاة أبو الحسن

(2)

يقول: مكحول

(3)

[الراوي لهذه الرواية]

(4)

لا يعرف.

وذكر الشيخ قوام الدين الأتقاني في كتابه على ["الهداية" أنه صاحب]

(5)

"اللؤلؤيات"، رحمه الله تعالى. * * *

‌5514 - الشيخ الفاضل السيّد مكرّم حسين بن الشيخ السيّد محمد إسحاق السنساربوري، من خلفاء الشيخ الشاه عبد القادر الرائبوري

*

ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد في شهر رمضان المبارك سنة 1352 هـ ببلدة

(1)

سقطت "واو العطف" من بعض النسخ.

(2)

يعني علاء الدين علي بن عثمان بن إبراهيم المارديني، انظر مقدمة التحقيق 24.

(3)

سقط من بعض النسخ.

(4)

سقط من بعض النسخ.

(5)

سقط من بعض النسخ.

* راجع: علماء مظاهر العلوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 3: 120 - 122.

ص: 334

"سنساربور" بمديرية "سهارنبور"، وبعد أن أكمل القرآن الكريم أخذ الكتب الفارسية والعربية إلى "شرح الكافية" للجامي عن أبيه.

ثم التحق على الأرجح بمظاهر العلوم عام 1369 هـ، وقرأ الكتب الدراسية، ثم تلقّى الصحاح الستة من كبار الشيوخ فيها عام 1371 هـ، قرأ "صحيح البخاري" على الشيخ عبد اللطيف، "سنن أبي داود" على الشيخ محمد زكريا، و"صحيح مسلم " على الشيخ منظور أحمد خان، و"سنن الترمذي" على الشيخ المفتي سعيد أحمد، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي، و"سنن النسائى" على الشيخ أسعد الله، وفي جميع مدّة إقامته بمظاهر العلوم لم يأخذ طعاما من المدرسة، لكونه من نسل السيّد، وكان والده يرسل عشرين روبية شهريا إلى الشيخ السيّد ظهور الحق الديوبندي، فينظّم بها طعاما له لتمام الشهر.

وإثر ما أنهى العلوم قرأ علم شتى الكتب في الطبّ على أبيه، فمهر، وبهر فيه تحت رعايته لمدة ستّ سنوات، بايع الشيخ عبد القادر الرائبوري، وهو ابن اثنتي عشرة سنة بصفة منظمة، واهتمَّ، وعني بالأذكار والأوراد على ما لقّنه شيخه في عهد التحصيل، وبعد أن تخرّج انشغل بها منزويا ومنعزلا مطمئنا ومجتازا لمراحل السلوك والإحسان والتزكية، ثم أجازه الشيخ عبد القادر الرائبوري في المبايعة، له قيمة زائدة عند شيخه، وله مكانة هامة في السلوك، والمعرفة، يعرفها شيخه حقّ المعرفة، حيث يوجّه إلى المريدين والمستفيدين والمنتسبين له الإشارة بالاتصال لصاحب الترجمة حينا لآخر، قد تولى الإمامة والخطابة في المسجد الجامع لـ "سنساربور" لطويل من الزمان دون عوض ومرتب شهري في سبيل الإصلاح العمومي والخدمة الدينية لخلق الله عياله، له

ص: 335

خطابة شاملة أسلوبه واضح، وألفاظه جذّابه، كما قام بإدارة ونظارة وتنظيم مدرسة فيض رحماني "سنساربور"، التي أسّسها جدّه الكريم أحسن قيام وأجوده، ورفعها إلى أوج رقيها وازدهارها وأمدها بالتقدّم في المدرسة والتعليم إلى جانب الارتفاع الكبير في البناء والعمارة.

قد تكرّم الله عليه بالمحامد والمحاسن وأحسن الأخلاق والتواضع ونكران الذات والسماحة والسخاوة وصلة الرحم والعطف والرحمة على الخلق، كما أودعه نصرة الحق وحبّه ومقالته، فلمّا مسّت الحاجة إلى إبداء ما هو الحق، ففعله دون مخافة ووجد وابتلاء، فحدثت له حوادث نحو ذلك، من بينها أن قانون التعقيم لما تم تنفيده من قبل الحكومة عام 1397 هـ، وظلمت الناس، واعتدت عليهم الاعتداءات عنيفة تدفعهم إليه، وتحملهم إلى أن بلغ التعنّف منها منتهاه، وارتقى إلى أقصاه، وسار الخوف والذعر والمهابة الجو، فجمع من ذويه ومنتسبيه وأهل المنطقة بارتداء رداء الاستقامة والثبات والعزم قائلا علينا بهذه المناسبة أن نتوب إلى الله، ونستغفره استغفارا كثيرا، وندعوه بأن لا يوقعنا في مصيبة، ولا في محنة عصيبة، واستطرد قائلا بكلّ جراءة وحماسة إن لم يرجع، ولا يعد الحاكم السفيه الأحمق عن عمله، ولعب بديننا (لا سمح الله ذلك)، فسنخوض المعركة مخاطرين بنفوسنا، وسنتناول من أكواب الشهادة ليظهر الدين على كلّه، تكون كلمة الله هي العليا، فقوت كلماته الإيمانية المليئة بالبطولة والبسالة والشجاعة المستمعين له ايمانا واحتسابا، وما هي إلا أيام عديدة، حتى انحلّت الحكومة الحالية، وسقطت.

* * *

ص: 336

‌5515 - الإمام، الحافظ، الصادق، مسند خراسان مكي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد التميمي

*

ويقال: جده فرقد بن بشير أبو السكن التميمي، الحنظلي، البلخي.

عدّه الحافظ عبد القادر القرشي من الطبقات الحنفية، فذكره في كتابه القيم "الجواهر المضية في تراجم الحنفية"، وذكره الإمام الذهبي في كتابه الممتع "سير أعلام النبلاء" (9: 549)، فقال: سأله محمد بن علي بن جعفر البلخي: في أي سنة ولدت؟

قال: في سنة ست وعشرين ومائة.

حدث عن: يزيد بن أبي عبيد، وبهز بن حكيم، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وابن جريج، وهشام بن حسان، والجعيد بن عبد الرحمن، وحنظلة بن أبي سفيان، وموسى بن عبيدة، وعثمان بن سعد الكاتب، وأبي حنيفة، وأيمن بن نابل، وداود بن يزيد الأودي، وفائد أبي الورقاء، وفطر بن خليفة، وهاشم بن هاشم بن عتبة، وهشام الدستوائي، وعثمان بن الأسود، ومالك بن أنس، ويعقوب بن عطاء، وعدة، وليس هو بالمكثر جدا.

* طبقات ابن سعد 7: 373، وطبقات خليفة: ت 3143، والتاريخ الكبير 8: 71، والتاريخ الصغير 2: 333، والجرح والتعديل 8: 441، وتاريخ بغداد 13: 115، وتهذيب الكمال: 1369، وتذهيب التهذيب 4/ 68 / 2، والعبر 1: 368، وتذكرة الحفاظ 1: 365، والكاشف 3: 173، ودول الإسلام 1: 131، وتهذيب التهذيب 10: 293، وطبقات الحفاظ: 160، وخلاصة تذهيب الكمال: 398، وشذرات الذهب 2:35.

ص: 337

حدث عنه: البخاري، وأحمد بن حنبل، وعبيد الله القواريري، ويحيى بن يحيى، ويحيى بن معين، وبندار، وسهل بن زنجلة، وعبد الصمد بن

(1)

الفضل البلخي، وعباس الدوري، وأحمد بن عبيد الله النرسي، والكديمي، ومعمر بن محمد البلخي، ويزيد بن سنان البصري، وعمر بن مدرك القاص، وحفيده؛ محمد بن حسن، وإبراهيم بن زهير الحلواني، وإبراهيم بن عثمان البلخي، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وأحمد بن نصر مقرئ نيسابور، وإسماعيل بن محمد بن أبي كثير البلخي، وحامد بن محمود بن حرب، وأبو عوف البزوري، وعبد الصمد بن سليمان البلخي الأعرج، ومحمد بن أحمد بن ماهان البلخي، ومحمد بن أحمد بن مدويه الترمذي، ومحمد بن بشر السرخسي، ومحمد بن خشنام بن صالح البلخي، ومحمد بن صالح الصيدلاني، ومحمد بن عامر بن كامل، وعبد الصمد بن غالب، ومحمد بن عبد الحميد البزاز، ومحمد بن عيسى بن قاسم، ومحمد بن علي بن جعفر بن الزبير -والد الحافظ أبي علي- ومحمد بن عمرو السواق، وعبد الله بن محمد، وعبد الرحيم بن حازم البلخيون عشرتهم.

قال الكوسج: سألت أحمد عن مكي، فقال: ثقة.

وروى: أحمد بن زهير، عن يحيى: صالح

(2)

.

وقال أبو حاتم: محله الصدق

(3)

.

وقال العجلي: ثقة.

وقال النسائي: ليس به بأس.

قلت: حج كثيرا، وكان له مال وتجارة.

(1)

سقطت من الأصل، واستدركت من "تهذيب الكمال"1369.

(2)

"تاريخ بغداد" 13: 117.

(3)

"الجرح والتعديل" 8: 441.

ص: 338

حدث عن: مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي، فكبر أربعا، فتفرد بهذا، ثم رجع عنه لما بان له أنه وهم، وأبى أن يحدث به، ثم وجده في كتابه، عن مالك، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة

(1)

، وقال: هكذا في كتابي.

قال عبد الصمد بن الفضل: شهدت مكيا يقول:

حججت ستين حجة، وتزوجت بستين امرأة، وجاورت بالبيت عشر سنين، وكتبت عن سبعة عشر نفسا من التابعين، ولو علمت أن الناس يحتاجون إلي، لما كتبت دون التابعين عن أحد

(2)

.

وجاء عن عبد الصمد بن الفضل، قال: روى مكي بن إبراهيم عن أحد عشر نفسا من التابعين، ووقع عندي تسعة

(3)

.

وقال عمر بن مدرك: سمعت مكي بن إبراهيم يقول:

(1)

أخرجه مالك 1: 226 في الجنائز: باب التكبير على الجنائز من طريق الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، وأخرجه من طريق مالك: البخاري 3: 92 في الجنائز: باب الرجل ينعى إلى أهل البيت الميت بنفسه، و 3: 163: باب التكبير على الجنازة أربعا، ومسلم (951) في الجنائز: باب في التكبير على الجنازة، وأبو داود (3204) في الجنائز: باب في الصلاة على المسلم يموت في بلاد الشرك، وأخرجه البخاري 3: 149، والترمذي (1022) في الجنائز: باب ما جاء في التكبير على الجنازة من طريق معمر عن الزهري به، وأخرجه البخاري 3: 160 من طريق الليث عن عقيل، عن الزهري.

(2)

"تاريخ بغداد" 13: 116.

(3)

"تاريخ بغداد" 13: 116.

ص: 339

قطعت البادية من بلخ خمسين مرة حاجا، ودفعت في كراء بيوت مكة ألف دينار ومائتي دينار ونيفا

(1)

.

عمر هذا: واه.

قال الدارقطني: مكي: ثقة، مأمون

(2)

.

وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء: حدثنا مكي بن إبراهيم الرجل الصالح بنيسابور

(3)

.

وقال عمرو بن علي: قدم علينا مكي سنة اثنتي عشرة ومائتين

(4)

.

قال أبو حاتم، والبخاري: مات سنة أربع عشرة

(5)

.

وقال ابن سعد، ومطين، وعبد الصمد بن الفضل، وغيرهم: سنة خمس عشرة ومائتين. زاد ابن سعد: ببلخ، في النصف من شعبان، وقد قارب المائة، وكان ثقة، ثبتا في الحديث رحمه الله.

قلت: لم يلق البخاري بـ "خراسان" أحدا أكبر منه.

روى له: الجماعة.

أخبرنا يوسف بن أبي نصر، وعبد الله بن قوام، وطائفة، سمعوا الحسين بن أبي بكر، قال:

أخبرنا أبو الوقت، حدثنا أبو الحسن المظفري، أخبرنا ابن حمويه، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا البخاري، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن ابن عباس، قال:

(1)

"تاريخ بغداد" 13: 117.

(2)

"تهذيب الكمال": لوحة 1370.

(3)

"تهذيب الكمال": لوحة 1370.

(4)

"تهذيب الكمال": لوحة 1370.

(5)

في "الجرح والتعديل" 8: 441، و "التاريخ الكبير" 8:71.

ص: 340

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ).

* * *

‌5516 - الشيخ الفاضل مكّي بن إسحاق بن إبراهيم، أبو القاسم، البخاري قاضي "بلخ

" *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: مات بـ "بخارى" سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5517 - الشيخ الفاضل مكّي بن خليفة البُصْرَوي، فخر الدين

* *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشى في "الجواهر"، وقال: درس بـ "دمشق".

* راجع: الجواهر المضية برقم 1689.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2532، نقلا عن الجواهر المضية.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1690.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2533، نقلا عن الجواهر.

وفي بعض النسخ زيادة "بن نصر" بعد خليفة، وليست في بعض النسخ، والطبقات السنية، والتقى التميمي ينقل عن الجواهر.

ص: 341

كان فقيها، فاضلا، عالما، أديبا.

أفتى بـ "دمشق" مدَّة طويلة إلى أن توفي بها، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5518 - الشيخ العالم الكبير العلامة ملا خواجه، البهاري، ثم اللاهوري

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال.

ولد، ونشأ بـ "حاجيبور" من أعمال "بهار"، وقرأ العلم حيثما أمكنه في بلاده.

ثم سافر، ودخل "كوره"، فلازم الشيخ جمال بن مخدوم الكوروي، وقرأ عليه الكتب الدراسية.

ثم سافر إلى "لاهور"، وأخذ بعض العلوم الشرعية عن الشيخ محمد فاضل اللاهوري، وسكن بداره.

وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد مير اللاهوري، ولازمه ملازمة طويلة، حتى بلغ رتبة المشيخة، وحصل له القبول العظيم بعد ما توفي شيخه.

وكان قانعا، عفيفا، دينا، مرتاضا، مجاهدا، لا يقبل النذور والفتوحات أصلا، لقيه شاهجهان بن جهانكير الدهلوي سلطان "الهند" بمدينة "لاهور"، وأراد أن يجزل عليه العطايا السلطانية فلم يقبل، كما في "عمل صالح".

* راجع: نزهة الخواطر 5: 441، 442.

ص: 342

مات سنة ستين، -وقيل: سبع وستين- وألف بـ "لاهور"، فدفن بمقبرة شيخه محمد مير، رحمه الله.

* * *

‌5519 - الشيخ الفاضل ملكشاه بن عبد الملك ابن يوسف بن إبراهيم بن محمد، المقدسي الأصل، الفقيه، القاضي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كذا رأيته بخطّ الحافظ الدمياطي في "معجم شيوخه".

وذكر أن مولده بحارة "زُوَيلة" من "القاهرة" المعِزِّيَّة في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة أيام وقعة الرَّمْلة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5520 - الشيخ الفاضل المولى المشتهر بالمليحي

* *

كَانَ أصله من ولَايَة "أيدين".

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: قَرَأَ على عُلَمَاء عصره، وفَاق أقرانه، وتمهَّر فِي الْعُلُوم.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1691

ترجمته في ذيل مرآة الزمان 2: 372، والطبقات السنية برقم 2434.

* * راجع: الشقائق النعمانية 1: 133، 134.

ص: 343

ثمَّ دخل بِلَاد الْعَجم، وَقَرَأَ هُنَاكَ على عُلَمَاء عصره، وَكَانَ الْمولى عبد الرَّحْمَن الجامي شَرِيكا لدرسه، ثمَّ أتى بِلَاد الرّوم، وتوطَّن بـ "قسطنطينية" فِي أول فتحهَا، ثمَّ أصابه الخذلان من الله سُبْحَانَهُ، وانبلي بِالْخمرِ إلى أن مَاتَ.

وَكَانَ الْمولى الْوَالِد رَحمَه الله تَعَالَى يَقُول: كَانَ الصِّحَاح للجوهري فِي حفظ الْمولى المليحي، قَالَ: وَإِذا أشكل علينا لُغَة كُنَّا نرْجِع إليه، وَكَانَ يقْرَأ علينا من "الصِّحَاح" مَا يتَعَلَّق بِتِلْكَ الْكَلِمَة من حفظه. حكى وَاحِد من بعض الصلحاء أنه قَالَ: زرت الْمولى عبد الرحمن الجامي، وَكنت مُتَوَجَّها إلى "الرّوم"، فَدفع إليَّ الْمولى عبد الرحمن الجامي رِسَالَة من تصنيفاته، وَقَالَ: كَانَ لنا شريك مدعُو بالمولى المليحي، والآن أسْمَعْهُ بِمَدِينَة "قسطنطينية"، فَخذ هَذِه الرسَالَة مَعَك، وادفعها إِلَيْهِ هَدِيَّة مني إِلَيْه.

قَالَ الرَاوِي، فَأتيت مَدِينَة "قسطنطينية"، وَطلبت الْمولى المليحي، وَأَنا أظن أنه من الْعلمَاء الصلحاء لأجل صحبته مَعَ الْمولى الجامي، فأخبرت أنه فِي بَيت الخمارين، فَوَجَدته، وأوصلت إليه السَّلَام من قبل الْمولى الجامي، وَدفعت الرسَالَة إليه، فَبكى بكاء عَظِيما، وَقَالَ: إن الْقدر سَاقه إلى الصّلاح، وساقني إلى الْفُجُور.

وَكَانَ أَمر الله قدرا مَقْدُورًا، وَلم يقبل الرسَالَة، وَقَالَ: لَا يَلِيق بِسوء حَالي أن أنْظُر إلى مثل هَذِه الرسَالَة الشَّرِيفَة، فأعطاني الرسَالَة، فَقُمْت، وسلمت عَلَيْهِ، وفارقته، وَهُوَ يبكي بكاء شَدِيدا، تأسّفا على مَا مضى، وندامة على الْحَال، وخوفا من الْعَاقِبَة والمآل، سامحه الله تَعَالَى وَغفر لَهُ إنه وَاسع الْمَغْفِرَة.

رُوِيَ أن السُّلْطَان مُحَمَّد خَان سمع أن الْمولى المليحي شرب الخْمر فِي سوق البزازين، وصب الْخمر على النَّاس، فَأمر الخمارين بَأن لَا يعطوه خمرًا،

ص: 344

وهددهم بِالْقَتْلِ، وَعين للمليحي كل يَوْم خَمْسَة عشر درهما، وعاش فِي زَمَانه على زهد وَصَلَاح وعفة ورأوه يَوْمًا سَكرَان، فوشوا بِهِ إلى السُّلْطَان، فأحضره، فَمَا وجد فِيهِ رَائِحَة الْخمر، وَالْحَال أنه سَكرَان، فَقَالَ لَهُ عَلَيْك بِالصّدقِ فِي مقالك من أيْنَ حصل لَك هَذَا السكر؟ قَالَ احتقنت بِالْخمرِ، فَحصل لي السكر من تِلْكَ الْجِهَة، فَضَحِك السُّلْطَان مُحَمَّد خَان، وَأطْلقهُ، وَكَانَ المليحي يَقُول: عجبا للسُّلْطَان مُحَمَّد خَان كَيفَ صدق قَوْلهم إن المليحي صبّ الْخمر على النَّاس، وَمن الْبَين أن المليحي إذا وجد الْخمر لَا يضيع مِنْهَا قَطْرَة، وَمَا لبث كثيرا، إلا وَقد توفيّ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان، فَلَمَّا توفيّ بَدَأَ المليحي بِشرب الْخمر، كَمَا كَانَ فِي الأول، بل أَزِيد، غفر الله تَعَالَى لَهُ بفضله وَكَرمه، إنه كريم رَحِيم.

* * *

‌5521 - الشيخ الفاضل مولانا المفتي ممتاز أحمد بن الشيخ خليفه جي التهانوي

*

ولد سنة 1336 هـ في "تهانه بهون"، ونشأ فيها.

قرأ مبادئ العلوم في الخانقاه الأشرفية، ثم التحق بإرشاد حكيم الأمة بمظاهر العلوم سهارنبور، وقرأ فيها عدة سنين، قرأ فيها كتب الفقه، وأصوله، والفلسفة، والمنطق، والتفسير، وأصوله، وقرأ فاتحة الفراغ سنة 1355 هـ.

* راجع: أكابر علماء ديوبند لمولانا أكبر شاه البخاري ص 416، 417.

ص: 345

من شيوخه فيها: مولانا المفتي جميل أحمد التهانوي، ومولانا عبد اللطيف، ومولانا عبد الرحمن الكاملبوري، وشيخ الحديث زكريا الكاندهلوي.

بعد إتمام الدراسة التحق بـ "تهانه بهون"، ودرس فيها، وأفتى، وبعد تقسيم "الهند" هاجر إلى "باكستان الغربي"، والتحق بالجامعة الأشرفية لاهور، وكان يدرس فيها إلى آخر حياته، وكان عالما جيّدا، ذكيا فطنا، محققا مدققا، فقيها بارعا، كريم الأخلاق، بشوشا.

توفي سنة 1407 هـ.

* * *

‌5522 - الشيخ الفاضل مولانا ممتاز الدين بن محمد عابد ملّا الداكوي

*

ولد 1309 هـ في قرية "بَاتِيَال" من مضافات "مُنْشي غنج" من أعمال "داكا"، ونشأ فيها.

قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم ارتحل إلى "الهند"، وقرأ في عدة مدارس، منها: المدرسة العالية بـ "رامبور"، والمدرسة الواقعة بـ "مَنْدُو"، وقرأ فيهما سنين عديدة.

ثم التحق بدار العلوم ديوبند، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية.

وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، والتحق مدرّسا بالمدرسة الحمَّادية الواقعة بـ "داكا".

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 274.

ص: 346

ثم أسّس المدرسة الإسلامية، ودرس فيها كتب الحديث، ثم عين شيخ الحديث لها.

كان عالما جيّدا، محدّثا كبيرا، فقيها بارعا، أديبا لبيبا.

ثم كتبا كثيرة.

* * *

‌5523 - الشيخ الفاضل مولانا ممتاز الدين أحمد بن الشيخ محمد جليس النواخالوي

*

ولد سنة 1307 هـ في قرية "مانِكْ بور" من مضافات "كُمْبَاني غَنج" من أعمال "نواخالي".

قرأ مبادئ العلم في المدرسة المحلّية، ثم التحق سنة 1324 هـ بالمدرسة العالية بـ "كلكلته".

وقرأ فيها عدة سنين، ثم قرأ 1333 هـ كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية، وحصل "سند فخر المحدّثين".

من شيوخه: مولانا إسحاق البردُوَاني، ومولانا ناظر حسن الديوبندي، ومولانا عبد الحق الحقَّاني، ومولانا لطف الرحمن البردُوَاني، ومولانا فضل حق الرامبوري.

وبعد الفراغ التحق مدرّسا سنة 1336 هـ بالمدرسة العالية كلكلته، ثم التحق أستاذا سنة 1339 هـ بفِرِيسِنْدِسي كالج، ثم التحق بالمدرسة العالية، ودرّس فيها أربعا وثلاثين سنة متوالية، وتقاعد منها سنة 1372 هـ، ثم أقام بـ "داكا".

* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 254، 255.

ص: 347

وكان محدّثا كبيرا، فقيها جليلا، أديبا لبيبا، وماهرا في اللغة العربية.

صنّف عدّة كتب، منها:"نعمة المنعم في شرح مقدمة مسلم"، و"الكوكب الدري شرح مقدمة الدهلوي"، "حل العقدة شرح سبعه معلقه"، "شرح مقامات الحريري"، و"معرفة النبي"، و"معرفة القرآن".

* * *

‌5524 - الشيخ الفاضل مولانا ممتاز الكريم بن مهر علي منشي الكُمِلائي

*

ولد سنة 1316 هـ، وقرأ مبادئ العلم في قريته، ثم التحق بالمدرسة العالية جيري، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح".

من معاصريه: العالم الرباني المفتي عزيز الحق، مدير الجامعة فتيه، ثم سافر إلى "الهند"، والتحق بمظاهر العلوم سهارنبور، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة وغيرها من الكتب الحديثية، درّس في الجامعة الإبراهيمية أجاني عشرين سنة، ثم التحق بمسجد في "سِلْهِت"، وانسلك به عشرين سنة، ثم رجع إلى وطنه المألوف، والتحق بالجامعة الإبراهيمية أجاني مرة ثانية.

توفي سنة 1409 هـ، وكان عمره إذ ذاك ستا وتسعين سنة، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة آبائه.

* * *

* راجع: مشايخ كملا 2: 136، 137.

ص: 348

‌باب من اسمه مناظر، منة، مندل، منصور

‌5525 - الشيخ الفاضل المحدث الجليل العلامة مناظر أحسن الغِيْلاني

*

ولد تاسع ربيع الأول سنة 1310 هـ في دار جدّه من الأم.

قرأ مبادئ العلم على عمّه أبي النصر في قريته "غِيْلان" من "بهار"، سار لقراءة كتب الدرجة المتوسطة إلى موضع "بنكو"، واختار صحبة الشيخ العلامة مولانا بركة أحمد، وأقام عنده سبع سنين متوالية، وقرأ عليه كتب المنطق والحكمة، وغيرهما من العلوم والفنون، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند الإسلامية، والتحق بها سنة 1331 هـ، وأتم الدراسة العليا فيها سنة 1332 هـ.

من أكابر شيوخه فيها: شيخ الهند العلامة محمود حسن الديوبندي، والعلامة أنور شاه الكشميري، والعلامة شيبر أحمد العثماني، رحمهم الله تعالى.

بعد إتمام الدراسة التحق نائب المدير لجريدة "القاسم"، و"الرشيد"، وأقام على هذا المنصب الجليل مدة، ثم سافر إلى "حيدر آباد"، والتحق مدرسا بالجامعة العثمانية، وفي مدة قليلة عين رئيسا لقسم الدينيات، وأقام على هذه العهدة الجليلة خمسا وعشرين سنة، فدرس، وألّف، فأفاد، وأجاد، وانتفع في هذه المدة جم غفير من العلماء والفضلاء.

* راجع: أكابر علماء ديوبند لمولانا أكبر شاه البخاري ص 169 - 172.

ص: 349

من تصانيفه الممتعة: "سوانح أبي ذر الغفاري"، و"كائنات روحاني"، و"النبي الخاتم"، و"الدين القيم"، و"تدين حديث"، و"سوانح قاسمي".

توفي في داره "غِيْلان" 23 شوَّال المكرَّم سنة 1375 هـ.

* * *

‌5526 - الشيخ الفاضل العلامة منة الله الرحماني بن محمد علي المونكيري عالم "الهند" الكبير

*

وهو نجل العلامة محمد علي المونكيري، مؤسّس ندوة العلماء.

شغل مناصب عديدة، وظلّ رئيسا لكثير من المؤسّسات الإسلامية، مثل رياسة الإمارة الشرعية في ولايتي "بهار" و"أريسه"، كما رأس هيئة الأحوال الشخصيّة للمسلمين في "الهند" إلى مدّة.

ثم أتير أمينا عاما لها.

وكان عضوا للمجلس التنفيذي لندوة العلماء، ومجلس الشورى لدار العلوم "ديوبند" إلى آخر أيام حياته.

ونشاطه العلمي والديني في تأسيس المحاكم الشرعية الإسلامية ودور القضاء معروف.

توفي ليلة الأربعاء 3 رمضان سنة 1411 هـ.

* * *

* راجع: تتمة الأعلام للزركلي 2: 268.

ترجمته في البعث الإسلامي مج 36 ع 3 (ذو القعدة 1411 هـ) ص 98 - 100.

ص: 350

‌5527 - الشيخ الفاضل مَنْدَل بن علي العنزي الكوفي أخو حبّان بن علي

(1)

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه، وروى عن الأعمش، وهشام بن عروة.

قال الصيمري: ومن أصحاب أبي حنيفة حبَّان، ومَنْدَل، ابنا علي.

قال أحمد: هو أصلح من أخيه حبَّان، وقال مرة: ما أقربَهما.

قال معاذ بن معاذ: دخلت "الكوفة"، فلم أر أحدا أورع

(2)

بن مندل ابن علي.

وقال يعقوب بن شيبة: كان أمهر من أخيه حبَّان، وهو أصغر سنا من أخيه حبَّان.

وتوفي بـ "الكوفة" سنة سبع أو ثمان وستين ومائة في خلافة المهدي.

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 420.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1692.

ترجمته في طبقات ابن سعد 6: 365، والجرح والتعديل، الجزء الرابع، القسم الثاني 434، 435، وتاريخ بغداد 13: 247 - 251، وميزان الاعتدال 4: 180، والعبر 1: 254، وتذهيب تهذيب الكمال 10: 298، 299.

ويقال: إن اسمه عمرو، ولقبه مندل، إلا أنه غلب عليه.

قال ابن حجر: مندل مثلّث الميم، ساكن الثاني.

(2)

سقط من بعض النسخ.

ص: 351

قال: وأصحابنا

(1)

ابن معين، وابن المديني، وغيرهما من نظرائهم يضعِّفونه في الحديث.

وكان خيِّرا فاضلا صدوقا، وهو أقوى من أخيه في الحديث.

روى له أبو داود، وابن ماجه.

ومات قبل أخيه حبَّان، فرثاه، وكان فصيحا بليغا

(2)

.

يا عجبا يا عمرو من غفلتنا

والمنايا مقبلات عنقا

(3)

قاصدات نحوَنا مسرعة

يتخللن إلينا الطرقا

فإذا أذكر فقدان أخي

أتقلّب في فراشي قلقا

(4)

وأخي أي أخ مثل أخي

قد جرى في كل خير سبقا

(5)

([تقدم أخوه])

(6)

.

* * *

‌5528 - الشيخ الفاضل المولى الشهير بمناسترلي جلبي

*

(1)

في بعض النسخ زيادة "يحيى".

(2)

الأبيات في الجواهر في ترجمة حبّان 2: 33.

(3)

عمرو هو مندل، كما جاء بيانه في الجواهر.

(4)

الرواية التي في الجواهر، وهي توافقهما في ميزان الاعتدال:"أتقلّب في فراشي أرقا"، وفي تاريخ بغداد "أتقلب في لحافي".

(5)

في بعض النسخ "في كل حين".

(6)

سقط من الأصل بعض النسخ.

* راجع: الشقائق النعمانية 1: 395، 396.

ص: 352

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: قَرَأَ رحمه الله على عُلَمَاء عصره، ثمَّ وصل إلى خدمَة الْمولى الْفَاضِل سَيِّدي القراماني.

ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة قَصَبَة "مناستر" فِي ولَايَة "روم إيلي"، ثمَّ عزل عَنْهَا، ثمَّ صَار مدرسا ثَانِيًا بهَا، ثمَّ ترك التدريس، وَاخْتَارَ الْعُزْلَة عَن النَّاس، واشتغل بِالْعلمِ وَالْعِبَادَة، وَأعْطِي الْمدرسَة الحلبية بِمَدِينَة "أدرنه"، وَلم يقبلهَا، وَعين لَهُ كل يَوْم عشرُون درهما، وَمَات على تِلْكَ الْحَال فِي سنة خمس أوْ تسع وَأَرْبَعين وَتِسْعمِائَة.

كَانَ عَالما فَاضلا، محبا للْفُقَرَاء، وَكَانَ صَاحب صَلَاح وديانة وَعبادَة، وَكَانَ بركَة من بَرَكَات الله تَعَالَى فِي الأرض، روّح الله تَعَالَى روحه، وَنوّر ضريحه.

* * *

‌5529 - الشيخ الفاضل منصور بن أحمد بن إسماعيل، أبو نصر، القاضي، الغَزَقي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال السمعاني: كان إماما، فاضلا، وفقيها، مبرزا.

سكن "سمرقند"، وحدّث عنه أولاده.

وتوفي في صفر سنة خمس وستين وأربعمائة.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1693.

ترجمته في الأنساب 408، ومعجم البلدان 3: 797، 798، واللباب 2: 170، 171، وطبقات القراء 2: 311، 312، والطبقات السنية برقم 2538، وكشف الظنون 1: 98، وهدية العارفين 2:473.

ص: 353

تفقّه عليه الإمام أبو نصر أحمد بن محمد بن نصر النسفي.

والغزقي: بفتح الغين، والزاي المعجمتين، وفي آخرها القاف

(1)

.

* * *

‌5530 - الشيخ الفاضل منصور بن أحمد بن هارون الفقيه المزكّي، أبو صادق، النيسابوري

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: تفقّه على والده أحمد بن هارون، وتقدّم

(2)

، حتى برع في المذهب.

قال الحاكم في "تاريخ نيسابور": لم يحدّث قطّ، وكان شيخ أصحاب أبي حنيفة وابن شيخهم، وكان من الزهَّاد البارّين الديّانيّين

(3)

، ومن أهل الرياسات

(4)

كلّها.

مات سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة

(5)

وهو ابن خمس وستين سنة، رحمه الله تعالى.

* * *

(1)

انظر الأنساب آخر الكتاب، واستدراك السمعاني على ابن ماكولا.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1694.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2541، نقلا عن الجواهر.

وفي بعض النسخ "الفقيه المزني"، والصواب في بعضها، والطبقات السنية، ويأتي في الألقاب من الجواهر.

(2)

ترجمته في الجواهر برقم 270.

(3)

في بعض النسخ "الديانين"، والمثبت في بعضها.

(4)

في بعض النسخ "الرياسة"، والمثبت في بعضا.

(5)

بياض في النسخ.

ص: 354

‌5531 - الشيخ الفاضل منصور بن أحمد بن محمد، أبو المظفر، البسطامي، البلخي

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو أحد الأعلام.

سمع أباه أبا العبَّاس أحمد، وأبا علي بن شاذان، وغيرهما.

روى

(1)

عنه عمر بن علي المحمودي قاضي "بلخ".

ومات سنة خمس وثمانين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5532 - الشيخ الفاضل منصور بن أحمد بن يزيد الخوارزمي القاءآني، أبو محمد

* *

فقيه، أصولي. من آثاره:"شرح المغني" للخبازي في أصول الفقه، و"حاشية على المنتخب" في شرح المنتخب في أصول المذهب.

توفي بـ "مكة" سنة 775 هـ.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1695.

(1)

سقط من بعض النسخ.

* * راجع: معجم المؤلفين 13: 10.

ترجمته في طبقات الحنفية 33/ 2، عام 7149، وتاج التراجم 57، ومفتاح السعادة 2: 58، والفوائد البهية 215، 216، وكشف الظنون 1749، وهدية العارفين 2: 474، 475، وإيضاح المكنون 2:569.

ص: 355

‌5533 - الشيخ الفاضل منصور بن أحمد

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: رأيت له "مناسك الحج" في المذهب في أرجوزة.

* * *

‌5534 - الشيخ الفاضل منصور بن إسماعيل بن أحمد، أبو المظفَّر، القاضي، الهروي قاضي "هراة"، وخطيبها، ومسندها

* *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع بـ "سرخس" أبا علي زاهر بن أحمد السرخسي، وكان آخر من بقي ممن روى عنه.

مات سنة خمس وخمسين وأربعمائة، رحمهم الله تعالى عن قريب تسعين سنة.

وله شعر

(1)

:

لما عَدِمْتُ وسيلةً ألقى بها

ربي تَقِيَ نفسي أليمَ عذابها

قدَّمتُ رحمته إليه وسيلةً

وكفى بها وكفى بها وكفى بها.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1696.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2541، نقلا عن الجواهر.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1697.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2542، نقلا عن الجواهر.

(1)

البيتان في الطبقات السنية.

ص: 356

‌5535 - الشيخ الفاضل منصور بن إسماعيل بن صاعد بن محمد القاضي، الإمام، أبو القاسم ابن قاضي القضاة، أبي الحسن بن الإمام أبي العلاء

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو أهل بيت علماء

(1)

، ذكرت كلّ واحد في بابه

(2)

.

ومنصور هذا من الدوحة الصاعدية، سبق أهل بيته بالعلم والتذكير والتدريس والفتوى والخطابة سنّي المذهب، حسن الطريقة، متعصّب للسنّة.

تولّى القضاء مدة نيابةً عن أبيه، ثم صار قاضي القضاة.

وسمع الكثير عن أصحاب الأصمّ، وكان إليه الفتوى في عصره على مذهب أبي حنيفة. وسافر إلى "خراسان"، و"ما وراء النهر"، و"العراق".

سمع منه عبد الغافر الفارسي "الآثار" للطحاوي، وحاول أن يعقد له مجلس الإملاء لاستجماعه الشرائط فيه، فلم يتفق، ومرض أياما، وأدركه قضاء الله الذي لا بدَّ للخلق منه.

فمات يوم الاثنين سلخ ربيع الأول سنة سبعين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1698.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2543، نقلا عن الجواهر.

(1)

بعد هذا في بعض النسخ زيادة "فضلاء".

(2)

ترجمة أبي الحسن في الجواهر برقم 336، وأبي العلاء برقم 658.

ص: 357

‌5536 - الشيخ الفاضل منصور بن إسماعيل والد حاتم المذكور فيما تقدّم

(1)

*

* * *

‌5537 - الشيخ الفاضل منصور بن إسماعيل جدّ نصر بن أحمد بن إبراهيم بن أسد لأمه

(2)

* *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو بيت علماء فضلاء

(3)

.

يأتي نصر

(4)

.

وأحمد وإبراهيم تقدّم كل واحد منهما

(5)

في بابه

(6)

.

* * *

(1)

ترجمة حاتم في الجواهر برقم 412، ولعل هذا المترجم الذي في الجواهر برقم 1697، فإن المصنف ذكر في ترجمة حاتم أن نسبته الهروي.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1699.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2544، نقلا عن الجواهر.

(2)

في بعض النسخ مكانه "بن أحمد"، ومنصور هذا جدّ نصر لأمه.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1700. ترجمته في الطبقات السنية برقم 2545.

(3)

في بعض النسخ "وفضلاء".

(4)

ترجمته في الجواهر برقم 1732.

(5)

سقط من بعض النسخ.

(6)

ترجمة أحمد في الجواهر برقم 64، وإبراهيم برقم 9.

ص: 358

‌5538 - الشيخ الفاضل منصور بن أبي بكر بن منصور ابن ناصر بن أبي بكر، يتّصل نسبه بأبي بكر الصديق، رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين، السِّنْجاري، الناهشي قرية من قرى "سِنْجار

" *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: كان يحفظ "اللباب" في شرح "القدوري".

وتولى القضاء بـ "آمد"، ودرّس بـ "خَرْتَبَرْت".

* * *

‌5539 - الشيخ الفاضل منصور بن جعفر بن علي ابن الحسن بن منصور ابن خالد بن يزيد بن المهلَّب ابن أبي صفرة المهلّبي

* *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال السمعاني: كان فقيها بـ "سمرقند"، ومفتيها.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1710.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2546، وأعاد ترجمته برقم 2554.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1701.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 546.

ص: 359

لا يتقدّم أحد عليه في الفتوى بها

(1)

.

روى عنه تلميذه عبد الكريم بن محمد، وغيره. وتقدّم

(2)

.

مات سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.

وقال الإدريسي: لم أرزق الكتابة

(3)

عنه، وحدّثني عنه تلميذه الفقيه عبد الكريم، وغيره.

* * *

‌5540 - الشيخ الفاضل منصور بن عبد الله بن منصور العمري الفقيه الصالح من خواصّ الصاعدية

*

* * *

‌5541 - الشيخ الفاضل منصور بن عبد الرحمن بن الحسين ابن أحمد ابن أبي سعيد الحاكم

* *

(1)

عبارة المصنف أقرب إلى ابن الأثير منها إلى السمعاني.

(2)

سقط من بعض النسخ.

(3)

في بعض النسخ "العناية"، والصواب في بعضها، والأنساب.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1702.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2548، نقلا عن الجواهر.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1703. =

ص: 360

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: سمع أباه

(1)

، وحدّث.

قال الحاكم: كان من بيت العلم والقضاء، ومن أجلّ البيوت لأصحاب أبي حنيفة، وكان طلب العلم [قديما. ثم اشتغل بغيره، وكان أبوه أخرجه في طلب العلم إلى "بلخ"]

(2)

في سنة تسع وثلاثمائة.

وتوفي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.

* * *

‌5542 - الشيخ الفاضل منصور بن محمد بن أحمد [بن محمد] بن صاعد بن محمد ابن أحمد بن عبيد الله الصاعدي القاضي المعروف بالبرهان قاضي "نيسابور

" *

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو من بيت العلم والقضاء.

= ترجمته في الطبقات السنية برقم 550، نقلا عن الجواهر.

وما بين المعقوفين تكملة من ترجمة الأسرة الصاعدية، كما سيأتي في نهاية الترجمة، وفي النسخ "عبد الله"، والصواب من تراجم الأسرة الصاعدية في الكتاب.

(1)

ترجمته في الجواهر برقم 769.

(2)

سقط من الأصل.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1704.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2551، نقلا عن الجواهر.

ص: 361

كان حميد السيرة في ولايته، وقورا، ساكنا، مهيبا، حسن الطريقة، مشتغلا بالعبادة.

لزم الجامع بـ "نيسابور".

وكان أكثر أوقاته معتكفا به.

سمع أباه أبا سعد

(1)

القاضي، وجدّه أبا نصر القاضي.

ولد في جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وأربعمائة بـ "نيسابور".

وتوفي بها في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، ودفن في مقبرتهم.

لقيه السمعاني مرّات، الأولى سنة ثلاثين وخمسمائة، والأخيرة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.

وتقدّم محمد والد منصور، وكذلك جدّه أحمد، وكذلك جدّ أبيه محمد، وكذلك صاعد، وكذلك محمد، والد صاعد

(2)

بيت علم وقضاء.

* * *

‌5543 - الشيخ الفاضل منصور بن محمد بن محمد بن أحمد بن يحيى الفقيه الحاكم البارع. أبو محمد بن أبي صادق الخفّاف

*

(1)

في بعض النسخ "أبا سعد".

(2)

ترجمة الأول في الجواهر برقم 1196، والثاني برقم 207، والثالث برقم 1327، والرابع برقم 658، والخامس برقم 1178.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1705.

ص: 362

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: هو حفيد البزّار. أحد فقهاء أصحاب أبي حنيفة ومناظريهم والمذكورين المنظورين منهم. سمع الحديث من أبي عمرو ابن نُجَيد، وخرّج له أبو حازم "الفوائد"، وقرئت عليه في طريق الحجّ.

توفي ليلة السبت، رابع عشر رمضان، سنة عشر وأربعمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌5544 - الشيخ الفاضل منصور بن محمد بن محمد أبو أحمد، القاضي، النيسابوري

*

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: ذكره الخطيب في "تاريخه"، وقال: قدم "بغداد" حاجّا.

وحدّث بها عن محمد بن الحسن السرَّاج، وبشر بن أحمد الإسفرايني، حدّثني عنه أبو محمد الخلّال

(1)

.

* * *

= ترجمته في الطبقات السنية برقم 2551، نقلا عن الجواهر.

* راجع: الجواهر المضية برقم 1706.

ترجمته في تاريخ بغداد 13: 86، والطبقات السنية برقم 2552.

قال التميمي: وأظنّ أنه هو منصور بن محمد الذي بعده، فإنه أيضا من قدم إلى نيسابور هو وأبوه، ونسبا إليها أيضا، ويكون صاحب الجواهر قد أسقط ذكر جده عبد الله، وإما سهوا وإما غلطا من النسخة التي كتب عنها، والله أعلم.

(1)

في بعض النسخ "الجلال" تصحيف، والصواب في تاريخ بغداد.

ص: 363

‌5545 - الشيخ الفاضل منصور بن محمد بن محمد بن عبد الله، الأزدي، القاضي، الهروي

*

تقدّم والده

(1)

محمد.

ذكره الإمام الحافظ عبد القادر القرشي في "الجواهر"، وقال: قال عبد الغافر الفارسي: شاع ذكره في الآفاق، وأطبق الفضلاء على فضله نظما ونثرا على الإطلاق، وهو مستغن بشهرته عن تعريفه، وتقريظ فضله، وتشنيفه.

قال: ولهما -يعني المنصور ولوالده- أعقاب بـ "هراة".

وبيت مشهور بالعلم، وتقدّم والده

(2)

.

* * *

‌5546 - الشيخ الفاضل منصور بن محمد السمرقندي، مذكور في طلاق "القنية

". * *

* * *

* راجع: الجواهر المضية برقم 1707.

ترجمته في دمية القصر 2: 78 - 99، ومعجم الأدباء 19: 191، والطبقات السنية برقم 2553.

وكنيته أبو أحمد، وهو شافعي، ترجمه السبكي في طبقات الشافعية 5: 346، 347.

(1)

من هنا إلى قوله: "ولوالده" سقط من بعض النسخ، وهو نقل نظر.

(2)

ترجمته في الجواهر برقم 1496.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1708.

ص: 364

‌5547 - الشيخ الفاضل منصور بن محمد المنصوري

*

فقيه.

من رجال القرن الثاني عشر الهجري.

من آثاره: "فتاوى".

* * *

‌5548 - الشيخ الفاضل منصور بن محمود بن عبد العزيز، الملقّب بدر الدين والد قاضي خان

(1)

* *

* * *

* راجع: معجم المؤلفين 13: 21.

ترجمته في فهرست الخديوية 3: 92.

(1)

ترجمته الجواهر برقم 485.

* * راجع: الجواهر المضية برقم 1709.

ترجمته في الطبقات السنية برقم 2555، نقلا عن الجواهر.

وفي بعض النسخ "منصور بن محمد" خطأ.

ص: 365

‌5549 - الشيخ الفاضل منصور بن مصطفى بن منصور بن صالح السرميني، الحلبي

*

محدث، فقيه، أصولي.

ولد بـ "سرمين" من أعمال "حلب" سنة 1136 هـ، ونشأ بـ "حلب"، ورحل إلى "دمشق".

من آثاره: "كشف الستور المسدلة عن أوجه أسرار البسملة"، و"كشف اللثام والستور عن مخدرات أرباب الصدور".

توفي سنة 1207 هـ.

* * *

‌5550 - الشيخ الفاضل منصور بن أبي المنصور، اللاهوري

* *

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: أحد العلماء المشهورين.

قرأ النحو والعربية وكثيرا من العلوم والفنون على صهره الشيخ سعد الله اللاهوري، وبعضها على شيخ صهره إسحاق بن كاكو، ولازمه زمانا، فحاز قصب السبق في حلبة العلوم، وتصدّر للتدريس.

* راجع: معجم المؤلفين 13: 22.

ترجمته في أعلام النبلاء 7: 141، 145، والكشاف 31، وهدية العارفين 2:476.

* * راجع: نزهة الخواطر 4: 327.

ص: 366

وكان عالما، خفيف الروح، سليم الذهن، قويّ التخيل، حسن المحاضرة، كثير الصحبة بالأمراء، وكانوا يكرمونه، ولّاه أكبر شاه التيموري القضاء الأكبر في أرض "مالوه"، فاستقلّ بها زمانا.

ثم رجع إلى "لاهور"، وولّاه ضبط المهمّات في بحواره وأودية الجبال من حدودها، ذكره عبد القادر في "تاريخه".

* * *

‌5551 - الشيخ الفاضل العلامة مولانا العلامة منصور أحمد بن العلامة آفتاب الدين بن سليمان الميانجي الكُمِلائي

*

ولد سنة 1309 هـ في قرية "فِنُوا" من مضافات "لكْسَام" من أعمال "كُمِلا".

أسرته أسرة دينية وعلمية.

قرأ مبادئ العلم على والده، وقرأ عليه القرآن الكريم مع التجويد، ثم التحق بإسكول، وقرأ فيها العلوم العصرية إلى الصفّ الخامس.

ثم التحق بدار العلوم برورا، التي أسّسها والده الكريم العلامة آفتاب الدين، وقرأ فيها عدة سنين، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية نواخالي، وقرأ فيها مدة، ثم ارتحل إلى "كلكته"، والتحق بالمدرسة العالية بها، وأتم فيها الدراسة العليا فيها، وقرأ فيها كتب الصحاح الستة، وغيرها، من الكتب الحديثية.

* راجع: مشايخ كملا 2: 133، 135.

ص: 367

وبعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه الأليف، والتحق بالمدرسة الكرامتية العالية في "نواخالي"، ودرس فيها عدة سنين، ثم التحق بالمدرسة العثمانية بـ "جاندبور"، وعين رئيسا لها، وانسلك بها ثماني وأربعين سنة متوالية.

كان ماهرا في النحو، والصرف، والمنطق، والحكمة، والفرائض، والفقه.

من أساتذته الكرام: العلامة غياث الدين، مولانا إدريس، ومولانا أبو الخير، ومولانا أبو القاسم، رحمهم الله تعالى، ومن تلاميذه: مولانا عبد الحق، مدير المدرسة الحافظية بـ "جعفر آباد"، مولانا عبد المنان الكُمِلائي، صدر جمعية المدرّسين في "بنغلاديش"، ومولانا علاء الدين الأزهري، وغيرهم.

ومن معاصريه: المفتي عميم الإحسان المجددي، وعبد الرحمن الكاشغري، ومولانا ضياء الحق، ومولانا عيبد الحق، رئيس المدرسة العالية فيني، ومولانا عبد المجيد، رئيس المدرسة العالية غازي مورا.

بايع في الطريقة والسلوك على يد شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني.

توفي سنة 1407 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة آبائه.

* * *

‌5552 - الشيخ الفاضل مولانا منصور أحمد بن نصير الدين خان الكُمِلائي

*

* راجع: مشايخ كملا 2: 78، 78.

ص: 368

ولد سنة 1297 هـ في قرية "جِيْرُأَيِش" من مضافات "جانْدِينَه" من أعمال "كُمِلَّا".

قرأ مبادئ العلوم في داره، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية نُوَاخَالي، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح"، ثم سافر إلى بيت الله الحرام، فحجّ، وزار، ثم رجع إلى وطنه، وارتحل إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فيها ثماني سنين.

وبعد إتمام الدراسة ارتحل إلى "رِنْكُون"، ودرس فيها سبع عشرة سنة، وعند الحرب العالمي الثاني رجع إلى وطنه مجروحا، ثم أسّس مدرسة ومسجدا في قريته، وانسلك بهما.

توفي سنة 1390 هـ، ودفن بعد أن صلّي على جنازته في مقبرة آبائه.

* * *

‌5553 - الشيخ الفاضل مولانا منظور أحمد البَنْجَابي الهندي

*

ولد ثامن صفر الخير سنة 1335 هـ، في موضع "غُرُودَاشْبُور، من "بنجاب الشرقي"، من أرض "الهند".

وبعد تقسيم "الهند" التحق بـ "لاهور"، وقرأ مبادئ العلم في وطنه، ثم اكتسب العلوم والمعارف من عدّة أساتذة.

ومن أساتذته: مولانا محمد جراغ، ومولانا محمد صادق اللوهاري، ومولانا عبد العزيز الشاه.

بعد إتمام الدراسة التحق بتحريك ختم النبوة، وتشرف بالإسلام على يديه كثير من الكفار، وأسلم على يديه 379 عددا من الكفار والمشركين.

* * *

* راجع: تذكره علماء أهل السنة والجماعة، بنجاب 2: 417 - 420.

ص: 369

‌5554 - الشيخ الفاضل منصور علي خان بن الشيخ حسن علي خان المراد آبادي

*

أحد تلامذة المحدث الشيخ أحمد علي السهارنبوري، والشيخ مظهر علي النانوتوي.

ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: قد سجّل اسمه في التقرير السنوي عن مظاهر العلوم الصادر عام 1292 هـ، التحق بها، وقرأ الكتب الدراسية المختلفة، وقرأ منها "المقامات الحريرية" على الشيخ محمد مظهر علي النانوتوي، وأخذ عن الشيخ أحمد علي السهارنبوري "صحيحي البخاري ومسلم"، و"جامع الترمذي"، و"سنن النسائي"، و"سنن ابن ماجه"، و"موطأ الإمام محمد"، و"الجامع الصغير"، و"تيسير الوصول" عام 1293 هـ، كما سعد بالتلمّذ على الشيخ مظهر علي النانوتوي في الكتب المختلفة، ولازمه زمانا، وبعد أن تخرج فيها صحب الشيخ أحمد علي السهارنبوري لمدة طويلة، وكسب من فيضه، ثم انتقل إلى "حيدر آباد""الدكن"، وعين أستاذا في الجامعة الطبية، وبعد أن أقام بها طويلا هاجر إلى "مكّة المكرّمة"، واستوطنها، ولقي إلى الرفيق الأعلى فيها عام 1337 هـ رحمه الله رحمة واسعة، كما يدلّ تاريخ مدرسة شاهي الجامعة القاسمية، على أنه انتخب رئيس هيئة التدريس في الجامعة القاسمية عام 1304 هـ، يفيد الشيخ عبد الحي اللكنوي معرّفا به في كتابه "نزهة الخواطر" بألفاظ ما يلي: الشيخ العالم الفقيه منصور علي الحنفي المراد آبادي، أحد العلماء المشهورين في بلاد "الهند".

* راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 3: 58 - 60.

ص: 370

‌مؤلفاته:

‌1 - " فتح المبين في كشف مكائد غير المقلّدين

":

قد ألّف رجل اسمه المولوي محي الدين كتاب "الظفر المبين في رد مغالطات المقلدين"، وتبنى موقفا عدائيا نحو أئمة السلف، قائلا: إن الأئمة كلّهم كانوا يخالفون الكتاب والسنّة، وأقام عليه مائة دليل، يذكر أنهم قد بيّنوا مائة مسئلة من المسائل المتعارضة للكتاب والسنة النبوية، فرفع صاحب الترجمة في تأليفه هذه الشبهات كلّها، وأوضح حقيقة هذه المسائل وتصويرها الأصلي ووجهها الحقيقي في تفصيل بسيط، ثم طبعه حديثا من "ديوبند".

‌2 - " مذهب منصور

":

هي مؤلفة مهمّة، قد أكّد فيها توحيد الله تعالى بدليل وجود جميع العالمين وجزئياتها، ثم أقام الأدلة على نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم، ظهر طبعه عام 1327 هـ.

‌3 - " معيار الأدوية

":

ذلك كتاب مفيد علمي في تعريف شتى الأدوية في الطبّ اليوناني بجانب الألماس والمعادن، وأثراتها وثمراتها، وخواصّها، طبع عام 1331 هـ.

‌4 - " عقائد منصوري

":

ذلك ترجمة حسن العقيدة للشيخ الكبير الشاه ولي الله المحدّث الدهلوي إلى الأردية بقلم الشيخ صاحب الترجمة، جاء في عقائد الإسلام الهامة وأصوله المبدئية، صدر من مطبعة كلزار أحمدي بـ "مراد آباد".

‌5 - " الثروة الفاروقية

":

صدر الكتاب في فن المناظرة من مطبعة نصرة المطابع، وهو في 436 صفحة، لم نطلع عليه بعد طلب طويل.

* * *

ص: 371

‌5555 - الشيخ الفاضل المفتي منظور أحمد بن الشيخ عبد السَّلام الجونبوري قاضي مدينة "كانبُور"، وشيخ الحديث بجامع العلوم "كانبُور

" *

ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد يوم 4 ربيع الآخر 1350 هـ، ونشأ، حصل على التعليم العربي الابتدائي بمدرسة بيت العلوم في "سراي مير" بلدة من بلدان "أعظم كره".

والتحق بمظاهر العلوم عام 1370 هـ، وشرع في علم "مختصر المعاني"، والمجلدين الأولين من "الهداية"، و"المقامات الحريرية"، و"المعلقات السبع"، وما إلى ذلك، وأخذ الصحاح الستة فيها، وتخرج في شعبان 1373 هـ، حيث قرأ المجلد الأول من "الجامع الصحيح" للإمام البخاري، و"سنن أبي داود"، على الشيخ محمد زكريا، و"صحيح مسلم" على الشيخ منظور أحمد خان، و"سنن النسائي"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على الشيخ أسعد الله، و"سنن الترمذي" على الشيخ المقرئ سعيد أحمد، وفاز بالدرجة الأولى في الامتحان السنوي، وقرأ عام 1374 هـ كتب الفنون "تفسير البيضاوي"، و"الصدرا"، و"حمد الله"، و"رسم المفتي"، و"تفسير المدارك"، و"الشمس البازغة"، و"القاضي مبارك".

وبعد أن تخرّج فيها تلقّى مبادئ الطبّ في كلية بهارت طبية كالج -الكلية الطبية الهندية- في مدينة "سهارنبور"، ونجح في السنة الأولى بصفة

* راجع: علماء مظاهر العلوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 3: 122 - 124.

ص: 372

ممتازة، وحسب إشارة الشيخ المفتي محمود الحسن الكنكوهي سعد بالقدوم إلى مدرسة جامع العلوم بـ "كانبور" في شوال 1374 هـ، ينتسب إليها لحين كتابة هذه السطور منذ أكثر من نصف قرن مشتغلا بالدرس والإفادة والإفتاء والوعظ والتذكير لخلق الله جلّ وعلا، فدرّس خلال هذه الفترات المديدة الكتب الابتدائية إلى النهائية، و"سلّم العلوم"، و"تفسير الجلالين"، و"مشكاة المصابيح"، والمجلدين الأولين من "الهداية"، و"تفسير البيضاوي"، إلى جانب صحيحي "البخاري"، و"مسلم"، و"سنن الترمذي"، و"النسائي"، و"أبي داود" عدّة مرات.

ولما سار المفتي محمود الحسن الكنكوهي إلى دار العلوم ديوبند، فتولى صاحب الترجمة الإدارة مع مسؤولية الإفتاء، فأرست خدماته العلمية والفقهية الزاهرة، التي تحيطها مدة أكثر من نصف قرن، قواعد مدرسة جامع العلوم، ودعمت دعائمها، وأركانها، وأعطتها من المهابة والوقار والغرة، كما تلمّذ عليه آلاف من عاطشي العلم، وهو رغم أنه بايع الشيخ محمد زكريا أيام الدراسة ظلّ مكبّا على الأذكار والأوراد بما لقّنه شيخه حصلت له الإجازة من الشيخ محمد أحمد البرتات كرهي في السلسلة النقشبندية، وإضافة إلى ذلك هو عضو من أعضاء المجالس الاستشارية لكلّ من جامعة أنوار العلوم بمدينة "مئو"، وهيئة الأئمة في "إله آباد"، وجامعة دار العلوم بـ "ديوبند"، وجامعة مظاهر العلوم بـ "سهارنبور"، ورئيس إدارة القضاء الشرعي بـ "كانبور".

لم نطلع على ما ألّفه سوى مؤلّفتين في الآتية:

1 -

" مسئلة دفن الشيخ الرائبوري":

جاء ضبطه عام 1393 هـ في تحقيق مسئلة نشأت بدفن الشيخ الرائبوري، ونقل جثمانه إلى "الهند"، وذلك في أسلوب فقهي وشرعي، وله خمس عشرة صفحة.

ص: 373

2 -

" التطليقات الثلاثة":

موضوعه كما يدلّ اسمه، تحقق تأليفه حول مسئلة التطليقات الثلاثة في بسط وتفصيل على ضوء الأدلة الفقهية، يضمّ ستّ عشرة صفحة.

* * *

‌5556 - الشيخ الفاضل مولانا منظور أحمد بن المنشي محمد مراد خان النعماني

*

ولد 23 جمادى الأولى 1342 هـ في موضع "أحمد بور الشرقية" من أعمال "بهاولبور" من "الهند".

قرأ مبادئ العلم على والده، وقرأ الكتب الفارسية على الأستاذ محمد حيات خان، وقرأ الكتب العربية على مولانا شمس الدين، وقرأ كتب الدرجة المتوسطة المختلفة على عدة من الأساتذة، وقرأ كتب المعقولات على أستاذ العلماء مولانا حبيب الله البهاولْبُوري، وقرأ بعض كتب المعقولات على مولانا عبد الخالق النرهالوي، وقرأ بعض الكتب على العلامة عبد الحليم الدرخواستي.

ثم ارتحل سنة 1359 هـ إلى دار العلوم ديوبند، وقرأ فاتحة الفراغ سنة 1362 هـ، من شيوخه فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة إبراهيم البلياوي، وشيخ الأدب والفقه العلامة إعزاز علي الأمروهوي، والمفتي محمد شفيع الديوبندي، رحمهم الله تعالى.

بعد إتمام الدراسة التحق بالمدرسة العربية علي بور، ثم التحق بإرشاد أستاذه مولانا حبيب الله الغمانوي بالمدرسة الأنورية بـ "حبيب آباد" من

* راجع: تذكره علماء أهل السنة والجماعة، بنجاب 2: 421 - 426.

ص: 374

"بهاولْبور"، ودرس فيها مدة، وبعد وفاة شيخه مولانا حبيب الله عين رئيسا لها، وأقام على هذا المنصب الجليل إلى وفاته.

بايع في السلوك والطريقة على يد شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وبعد وفاته على يد مولانا حماد الله الهاليجوي، وبعد وفاته على نجله السعيد مولانا سعد أحمد، ثم حصلت له الإجازة من حافظ الحديث العلامة عبد الله الدرخواستي.

من تصانيفه: "شرح قاضي مبارك" في المنطق، و"الهدية النعمانية في حل تفسير البيضاوية".

توفي سادس صفر المظفّر سنة 1424 هـ في "رحيم يار خان"، وصلى على جنازته مولانا مِيَان عبد الصمد، ودفن في جوار شيخه مولانا حبيب الله الغمانوي.

* * *

‌5557 - الشيخ الفاضل العلامة الكبير منظور أحمد النعماني الهندي رحمه الله. المدير للجريدة الشهرية الشهيرة بـ "الفرقان

" *

وهو عالم هندي موسوعي، وداعية كبير، بالحكمة والموعظة الحسنة، والذاب المتحمس عن الدين المحمدي، والغيور على السنة النبوية والحامي لها، والمحارب الخبير، والمحقق الألمعي، وخير خلف لخير سلف.

مولده: ولد سعادة الشيخ العلامة محمد منظور النعماني رحمه الله في بيت (صوفي أحمد حسين)، وهو أبوه الكبير، وكان بيتا تتضوع طيوب الإيمان

* من قلم غفران الحق السواتي، أستاذ المدرسة العثمانية، بهادر، كراتشي.

ص: 375

في كل زاوية من زواياه، وتلوح صور العبادة والذكر على جبين كل ساكن من سكّانه، كان أبوه (صوفي أحمد حسين) ثريا متوسّطا وتاجرا، كما أنه كان إقطاعيا أيضا.

وقد صعد في تجارته وإقطاعيته، لكن لم يكن الهم الأكبر له الحصول على الدنيا والتلهّف إليها، بل كان يغلب فكره الديني فكره الدنيوي، وكان مثال صحيحا، ودليلا ناطقا حيا، للذاكرين والذاكرات، فسلمه والده إلى الكتاب، وتلقّى ابنه هناك التعليمي الابتدائي اللابدي لكل مبتدئ من قراءة القرآن وتجويده، وتعلم اللغة الأردية والفارسية ثم العربية، ثم ألحقه أبوه بمدرسة كان يدرّس بها العالم الماهر الكبير للعلوم والفنون الرائجة في ذلك العصر من النحو، والصرف، والمنطق، والبلاغة، وكان ذلك العالم المفتي محمد نعيم اللدهيانوي رحمه الله، فدرس عليه الشيخ العلامة محمد منظور أحمد النعماني، وعلى الأساتذة الآخرين جميع العلوم والفنون الضرورية، وتفوق فيها، واكتسب فيها المهارة، حتى درس الكتب التي لم تكن داخلة أنذاك في منهج تعليم ذلك العصر.

‌انتسابه إلى دار العلوم ديوبند:

آن الآن أوان تلقيه لعلوم التفسير والحديث والفقه ليكمل بها سفره العلمي السعيد، وكان دار العلوم ديوبند منهلا عذبا، صافيا مورودا لعطاش العلم، وكانت أكبر مركز للعلوم الدينية في شبه القارة الهندية، فأرسله أبوه إلى دار العلوم ديوبند، رغم أن فكره الدينية لم تكن تنسجم مع فكرة دار العلوم ديوبند في ذلك العصر، لأنه وإن كان عابدا ذاكرا، لكن فكرته كانت فكرة أهل البدعة، فكان يقوم بالأعمال البدعية من الأعراس والمواليد وتقديم النذور وما إلى ذلك، لكن الله أراد هدايته وإرشاده إلى الصراط المستقيم بهذا الطريق، فقد اهتدى بعد ذلك، واتبع السنة السنية، ورفض جميع ما كان عليه من

ص: 376

البدع، وأمور تعارض الشريعة والسنّة، فتلقى الشيخ النعماني رحمه علوم الفقه والحديث والتفسير من أساتذة وشيوخ دار العلوم ديوبند.

ومن أساتذته الكبار الشيخ الإمام أنور شاه الكشميري رحمه الله، والشيخ العلامة المفتي عزيز الرحمن، والشيخ سراج أحمد الرشيدي، وغير هؤلاء.

‌أعماله ومآثره التي قام بها بعد التخرج:

‌تدريسه:

ما إن تخرج الشيخ النعماني من دار العلوم ديوبند في سنة 1345 هـ إلا ولى التدريس للعلوم الدينية في وطنه، فظل مشتغلا بتدريس الفنون والعلوم المختلفة ثلاث سنوات كوامل، وقد فاز في هذا العمل التدريسي، ونجح نجاحا باهرا.

‌قيامه بالدور الطلبعي الجليل في مقاومة ومحاربة الملل الباطلة والنحل الضالة:

قد ظهرت الفئات الباطلة المختلفة في ذلك العهد، وكل كانت تدعو بكل نشاط وحماس إلى الكفر والإلحاد والضلال والبدعة، فكانت الفرقة الآلية الهندوسية الكافرة قد بدت لها نشاطات غير عادية، وكذا الفرقة القاديانية كانت تنهض بكل جد واجتهاد لنشر عقائدها الكفرية والنظريات الباطلة، وتدعو إلى إنكار عقيدة ختم النبوة المتواترة، وفي الجانب الآخر قد قامت الفرقة المبتدعة البريلوية، وأخذت تضل المسلمين، وتكفر العلماء الربانيين، وأهل الفكر الديني السمح الأبيض، وتدعو إلى البدع والخرافات، فكان الشيخ النعماني يتحرق على هذا الوضع المؤلم، ولم يستطع الصبر على هذا الانحراف الهدام بالإسلام، وعلى ضيوع البدع، والخرافات، وانتشراتها في وطنه، فشمر عن سواعد الجد، وشدّ حيزومه لإحقاق الحق وإبطال الباطل، وبذل

ص: 377

المساعي كله في هذا الصدد، وبدأ يناظر ويناقش الفرقة الآرية الكافرة، ويكشف القناع عن بطلان دينها وعن حقانية الإسلام في الاجتماعات الحاشدة، وقد ناظر زعيم هذه الفرقة الشهير في بلدة البريلي (بندت جولي جند) أول مرة.

‌قيامه بالجهد المشكور ضد أهل البدع

!

وقد قام الشيخ النعماني بالعمل الجاد المشكور ضدّ أهل البدع الذين قد شاعوا كثيرا في بلاد الهند، وظلوا يروّجون ظلمات البدعة القاتمة بشكل عام في أنحاء "الهند" إلى جنب تضليل المسلمين الخُلّص، وتكفير أهل السنة القائمين باتباعها، كأنهم قد حملوا ألوية التكفير في أيديهم، وطوابع الكفر والإسلام في جيوبهم، وقد أفتوا بكفر العلماء الربانيين، والمشايخ الروحيين الكبار من أمثال الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، والشيخ العلامة أشرف علي التهانوي، والشيخ خليل أحمد السهارنبوري وحجة الإسلام الإمام محمد قاسم النانوتوي، رحمهم الله رحمة واسعة. فنهض الشيخ النعماني للذبّ عن حمى السنة النبوية السنية، والدفاع عن أهل السنّة والعلماء الأسلاف الكرام، وبذل جهودًا جبّارة، وكثّف نشاطاته، وأنهك قواه لهذا الهدف المطلوب. ناظر رؤساء وزعماء هذه الفرقة الضالة والمضلة المنحرفة عن جادة الصراط المستقيم، وحظى في كل مناظرة بالنصر والفوز.

وقد طبعت جميع مناظراته في شكل كتاب "فتوحات نعمانية" باللغة الأردية.

‌تأسيسه للمجلة "الفرقان

":

اختار الشيخ النعماني رحمه الله للدعوة والإصلاح طريق الكتابة والصحافة، فأسّس مجلة "الفرقان" الشهرية هادفًا بها إصلاح العقائد والأفكار، وتصحيع النظريات والتربية الدينية لعامة المسلمين، والتوعية

ص: 378

الإسلامية للشباب المسلم في "الهند"، وقد ظهر لعمله وجهوده هذه أطيب الأثر في مختلف الأوساط، واهتدى بها كثير من الذين كانوا في ظلمات المعتقدات الباطلة والضالة، وخمدت بها الفئات الضالة الهدامة لبنيان عقائد الإسلام المرصوص، وتحقق به نفع كبير جليل للتربية الدينية الطيبة.

‌تصانيف الشيخ:

وله كتب قيمة نافعة، مثلا:"معارف الحديث" و"ما هو الإسلام؟ ""ما يخاطبك القرآن؟ "، و"الثورة الأيرانية""كيف تؤدي الحج؟ "، و"الدين والشريعة"، و"سيرة مجدد الألف الثاني الشيخ أحمد السرهندي رحمه" و"كتاب في الدفاع عن الشيخ محمد بن الوهاب النجدي" رحمه الله، و"الرد على ما أثير حوله من الافتراءات والشاعات الكاذبة"، "بوارق الغيب"، و"الفتوحات النعمانية".

‌وفاة الشيخ النعماني رحمه الله:

استأثره الله برحمته، فوافته المنية لثلث بقين من شهر ذي الحجة سنة 1417 هـ الموافق لخمس خلون من شهر مايو سنة 1997 م، أنزل الله تعالى عليه شآبيب رحمته وأمطار كرمه، ودخله فسيح جنانه، وشرّفه بكامل رضوانه. آمين يا رب العالمين.

* * *

‌5558 - الشيخ الفاضل العلامة مولانا منظور أحمد الجِيُونِيُوتي

*

من كبار علماء "باكستان".

* راجع: أكابر علماء ديوبند لمولانا أكبر شاه البخاري ص 525.

ص: 379

ومن خرّيجي الجامعة خير المدارس بـ "ملتان"، وكان يناظر، ويباحث منذ زمان طويل مع الفرق الضالّة المضلّة، لا سيّما القاديانية.

أسّس الجامعة العربية في مدينة "جِيْنِيْوُت"، ويدرس فيها، وأسّس جامعة ختم النبوة، ويدرّب الطلاب الذين يأتون من أطراف العالم كلها، أطال الله تعالى حياته.

* * *

‌5559 - الشيخ الفاضل منظور أحمد خان بن عنايت الله خان السهارنبوري أستاذ الحديث بجامعة مظاهر العلوم سهارنبور

*

ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: التحق بمظاهر العلوم سنة 1318 هـ، وابتدأ تلقّي العلم من "حمد باري"، و"كريما"، و"غلزار دبستان" في الفارسية، وأكمل المنهج النظامي تدريجيا، حتى قرأ مع الصحاح الستة "تفسير البيضاوي"، والمجلدين الأخيرين من "الهداية"، و"مسلّم الثبوت"، و"التوضيح"، و"التلويح"، و"شرح نخبة الفكر" على كبار شيوخ مظاهر العلوم، ثم عاد الالتحاق بها في شوال 1329 هـ، وقرأ "الدر المختار"، و"شرح العقائد النسفية"، و"المير زاهد"، و"الأمور العامة"، و"الأقليدس"، و"خلاصة الحساب"، و"شرح الجغميني"، و"التصريح"، و"المعلّقات السبع"، و"الصدرا"، و"القاضي مبارك"، و"الشمس البازغة".

* راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 3: 71 - 72.

ص: 380

عين أستاذا مساعدا متطوّعا في عام 1330 هـ، ثم أستاذا بصفة منظّمة بعد سنتين، ثم اختير أستاذ الحديث في شوال 1345 هـ، فدرّس أولا "مشكاة المصابيح"، ثم ولي تدريس الحديث في الصفّ النهائي بعد سنة، وقضى أكثر من نصف القرن من حياته في تدريس الحديث النبوي، فتخرج عليه خلال ذلك مئات من الطلاب.

ولبى داعي الأجل يوم الاثنين 23 جمادى الأولى 1388 هـ، وصلى عليه الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي، فدفن في مقبرة الحاج شاه كمال الدين في "سهارنبور".

كان عالي الكعب، وطويل الباع في العلوم الدينية، وكان أحد العلماء الصالحين المتقين الزاهدين، وكان "صحيح مسلم" تدريسا خاصا له، فدرسه لمدة أربع وثلاثين سنة على ما يظنّ كاتب السطور، كما توجد مجموعة من محاضراته الملقاة في درس "صحيح مسلم" خلال سنوات مختلفة في مكتبة جامعة مظاهر العلوم، وهي تحتوي على زهاء ستمائة صفحة.

له مهارة ومشاركة جيّدة في علم الفرائض، وله شأن كبير في الأخلاق والمحامد والمحاسن، كان ذاكرا، متفكرا، معتكفا على الأذكار والأوراد، متهجدا وعطوفا مشفوفا للغاية على الطلاب، ومتواضعا منكر الذات وذا بساطة، وخشونة في الحياة، وسذاجة في الملبس والوضع والمجاملة.

يقوم بالتدريس منذ شوّال إلى شعبان، ويصرف شهر رمضان المبارك في "بومباي" وأرجائها المجاورة في سبيل جمع التبرعات للمدرسة، وسافر مع الشيخ خليل أحمد مرة إلى مدينة "رنكون""بورما"، لأجل هذه الغاية بايعه، وانتفع به كثيرا في مرحلة الإحسان والسلوك والتزكية.

* * *

ص: 381

‌5560 - الشيخ الفاضل مولانا منظور الحق بن مولانا عليم الدين

*

ولد سنة 1325 هـ في قرية "كونيه" من أعمال "نِتْرُوكُونه" من أرض "بنغلاديش".

قرأ مبادئ العلم في داره، ثم التحق بمدرسة، وقرأ فيها عدة سنين، وبعد مدة التحق بالمدرسة الحكومية بـ "جِنْغَباري" من مضافات "كشورغنج"، وقرأ فيها إلى "شرح الوقاية" في الفقه الحنفي.

ثم التحق بالمدرسة العالية في "سلهت"، وقرأ فيها إلى "مشكاة المصابيح"، ثم التحق مدرّسا بالمدرسة الحكومية، ودرس فيها سنة واحدة.

ثم ارتحل إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها سنتين، ومن شيوخه فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وغيرهم من كبار العلماء، ثم سافر إلى "لاهور"، والتحق بشيخ التفسير العلامة أحمد علي اللاهوري، وقرأ عليه تفسير القرآن الكريم سنة واحدة.

ثم رجع إلى وطنه الأليف سنة 1357 هـ، والتحق بالمدرسة الحكومية بـ "سَرَّا آباد،" وبنى 1402 هـ الجامعة مفتاح العلوم في "نِتْرُوكُونه"، وبعد مدة عين رئيسا لها، وبنى مدارس كثيرة في أطراف البلاد، واشتغل بالدعوة والتبليغ والإرشاد والتلقين إلى آخر حياته.

بايع في الطريقة السلوك على يد شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وكان واعظا بليغا، وخطيبا مصقعا.

* راجع: مائة من العلماء الكبار لمولانا أشرف علي النظامبوري ص 205 - 211، وتاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص 274.

ص: 382

توفي يوم الأربعاء رابع ربيع الأول سنة 1413 هـ، وكان عمره إذ ذاك خمسا وثلاثين سنة، وصلى على جنازته مولانا السيّد فيض الرحمن، وكانت جنازته حافلة، ودفن بجوار مدرسته.

* * *

‌5561 - الشيخ الفاضل منعم المراد آبادي

*

أديب، مفسر، من أمراء الهند.

له "تفسير القرآن".

توفي سنة 1201 هـ.

* * *

‌5562 - الشيخ العالم الكبير العلامة منوّر بن عبد المجيد بن عبد الشكور بن سليمان ابن إسرائيل اللاهوري

* *

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان من العلماء المبرزين في العلوم العقلية والنقلية.

قرأ العلم على الشيخ سعد الله بن إبراهيم اللاهوري، وكان غاية في قوة الحفظ والإدراك، ولذلك فرغ من التحصيل، وله نحو العشرين، وبرع أقرانه في القراءة والتجويد.

* راجع: معجم المؤلفين 13: 23. ترجمته في هدية العارفين 2: 476.

* * راجع: نزهة الخواطر 5: 444، 445.

ص: 383

كان يقرأ القرآن على سبع قراءات، ولّاه الصدارة أكبر شاه بأرض "مالوه" سنة خمس وثمانين وتسعمائة، فاستقلّ بها عشر سنين، وعزل سنة خمس وتسعين وتسعمائة، عزله أكبر شاه المذكور، وأمر بحبسه في قلعة "كواليار"، فلبث في السجن خمس سنين.

وصنّف بها "الدرّ النظيم في ترتيب الآي وسور القرآن الكريم"، وعرّب "البحر الموّاج" للقاضي شهاب الدين الدولة آبادي، واشتعل السلطان عليه غضبا، وأمر بنهب أمواله كتبه، فسلبوها، وكانت عدّة كتبه ألفا وخمسمائة كتاب، فما بقي في يده غير "الدرّ النظيم"، ثم طلبه السلطان إلى "آكره"، وضيق عليه في السجن، حتى مات.

قال المندوي في "كلزار أبرار": إنه كان من كبار العلماء غاية في تدقيق النظر وسعة المعلومات واستحضار المسائل وسيلان الذهن وسرعة الإدراك.

له مصنّفات كثيرة، منها:"الدرّ النظيم في ترتيب الآي وسور القرآن الكريم"، وتعريب "البحر الموّاج" في التفسير، و"حدائق البيان شرح على بديع البيان"، و"شرح الطوالع"، و"شرح قصيدة البردة" للبوصيري، و"الحق الصريح" في إثبات عدم قبول التوبة لسابّ النبي صلى الله عليه وسلم، ردّ فيه على عبد الله بن شمس الدين السلطانبوري. انتهى.

وقال بختاور خان في "مرآة العالم": إنه كان ماهرا في التفسير، غاية في قوة الحفظ، وعدّ بختاور خان من مصنّفاته: شرحا على "إرشاد القاضي شهاب الدين"، وشرحا على "مشارق الأنوار" للصغاني. انتهى.

توفي في الثاني عشر من ذي القعدة سنة إحدى عشرة وألف، فدفنوه في "مقبرة الغرباء"، ثم نقل أولاده جسده إلى "لاهور"، ودفنوه بمقبرة أسلافه سنة خمس عشرة وألف، كما في "كلزار أبرار".

* * *

ص: 384

‌5563 - الشيخ الفاضل منوّر حسين بن الشيخ منير الدين البورنوي البيهاري، أستاذ الحديث بجامعة مظاهر العلوم سهارنبور، وشيخ الحديث بدار العلوم كتيهار بيهار

*

ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد يوم 27 مايو 1908 م الموافق 25 ربيع الآخر 1326 هـ.

اسمه التاريخي مغفور، تلقّى الدراسة الابتدائية إلى "شرح الكافية" للجامي في شتى المدارس بمنطقته، ثم التحق بجامعة مظاهر العلوم في شوال 1345 هـ، وابتدأ تلقّي العلم من "مختصر المعاني"، وغيره من الكتب الدراسية، وتدرج في اتجاه الحصول على العلم، حتى دخل في الصفّ النهائي سنة 1350 هـ، فأخذ المجلّد الأول من "جامع الإمام للبخاري"، و"سنن أبي داود" عن الشيخ محمد زكريا، والمجلد الثاني عن الشيخ عبد اللطيف، و"سنن الترمذي"، و"سنن النسائي"، و"سنن ابن ماجه" عن الشيخ عبد الرحمن الكاملبوري، و"صحيح مسلم"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي عن الشيخ منظور أحمد خان.

وتخرّج فيها، ثم قرأ كتب الفنون "الصدرا"، و"الشمس البازغة"، و"التصريح"، و"الأقليدس"، وغيرها، فاز بعلامات ممتازة في الامتحان السنوي للصفّ النهائي، فأكرمه الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي بالمجلد الأول من

* راجع: علماء مظاهر علوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 3: 87 - 91.

ص: 385

"أوجز المسالك شرح موطأ الإمام مالك" جائزة، وذلك تم طبعه، وصدر على رؤوس الأشهاد بهذه الأيام.

ثم عين مدرّسا مساعدا في مظاهر العلوم على مرتب خمس روبيات شهرية في شوال 1352 هـ، فظلّ يدرّس، ويفيد إلى مدّة خمس سنوات، بجانب ذلك قرأ خلال هذه المدة "سنن أبي داود" سماعا على الشيخ محمد زكريا إلى سنتين، وتمرّن على القراءة، وسعد بتلقّي الكتب في التجويد خارج الأوقات الدراسية، كما تم تأسيس قسم الإفتاء في مظاهر العلوم بهذا الزمن بصورة منظّمة، ومن المنتسبين الأولين إليه: الشيخ المفتي محمود الحسن الكنكوهي، والشيخ عمر أحمد بن الشيخ ظفر أحمد التهانوي، والشيخ عبد الحليم الجونبوري، والشيخ المترجم الشيخ منور حسين، فيمّرنهم الشيخ عبد الرحمن الكاملبوري على الإفتاء، ويدرّس لهم كتاب "رسم المفتي"، وغيره.

يصرف أوقاته الدراسية في محيط المدرسة، ولكن أوقات الفراغ يحظي فيها بصحبة الشيخ محمد زكريا المهاجر المدني، ويخدمه يشتغل بالشؤون العلمية والأذكار والأوراد الروحانية إلى الرياضات الروحانية، ولي التدريس في المدرسة النعماينة بورنية في رمضان 1356 هـ، فدرس "ميزان الصرف" إلى "الهداية" أثناء إقامته بها لمدة سنتين، ثم توجّه إلى ندوة العلماء لكنو أوائل عام 1359 هـ، والتحق بقسم التخصّص في الأدب العربي لها، وقرأ الكتب الأدبية العربية، ثم قدم دار العلوم بـ "ديوبند" في شوال 1359 هـ، وأخذ "جامع الصحيح" للإمام البخاري، و"جامع الترمذي" عن الشيخ حسين أحمد المدني بصفة خاصة، وتمرّن على الإفتاء لدى فضيلة الشيخ المفتي محمد شفيع الديوبندي، ثم رجع إلى مسقط رأسه في شعبان 1360 هـ، وعين أستاذ الحديث والفقه في دار العلوم لطيفي في "كتيهار" يوم 7 شوال بصورة منتظمة، وقضى فيها زهاء خمسين سنة، يدرّس، ويفيد، "جامع الصحيح" للإمام البخاري، و"جامع الترمذي" وغيرهما من الكتب، فتخرج عليه مئات

ص: 386

من العلماء والفضلاء، كما تشرّف بالقدوم إلى جامعة مظاهر العلوم سنة 1385 هـ من دار العلوم لطيفي بإجازة موقّتة، ودرّس هنا "جامع الترمذي" خلال إقامته بها سنة.

كان كثير العلاقة والصلة بجمعية علماء الهند، والمحكمة الشرعية لـ "بيهار"، فكان رئيس جمعية علماء الهند لمديرية "بورنيه"، وعضوا من أعضاء محكمة الشرعية لـ "بيهار"، كما كان عميق الاتصال بالجماعة التبليغية، حيث لا يزال يخرج فيها، وينشط لها، وراعى، ورأس ثلاثا من الاجتماعات التبليغية الكبيرة المنعقدة في "بيهار"، ومع ذلك قد أسّس كثيرا من المساجد والمدارس، خاصّة دار العلوم رحماني في "أررية" ودار العلوم في "بهادر كنج"، والمدرسة الحسينية الفرقاينة، فكان هو مؤسّسا ومشرفا على كلّ منها.

كما كان الشيخ محمد زكريا له ربط وثيق بهذه المدراس الثلاث ومساجدها، يدعو الله كثيرا لكمال بنائها وعمرانها بأحسن وجوه، ويصرف إليها عنايات أولي الخير والسعادة، وفي دار العلوم رحماني زاوية باسم خانقاه خليلية، وكذا في دار العلوم بهادر كنج مسجد باسم مسجد زكريا، وفي المدرسة الحسينية الفرقانية أيضا مسجد باسم مسجد زكريا.

‌اتصاله بالشيخ الأمجد محمد زكريا:

في أيام التحصيل بمظاهر العلوم طلب المبايعة من الشيخ أشرف علي التهانوي بالمراسلة، فلم يقبل إلا أن ينشأ به العلاقة الإصلاحية، ولما قدم إلى "ديوبند" في رجب 1359 هـ ليأخذ "جامع الصحيح" للإمام البخاري، و"جامع الترمذي" مرة ثانية عن الشيخ حسين أحمد المدني، فبايعه بصفة منظّمة، وبعد وفاته عام 1377 هـ حينما سافر إلى "مكة المكرمة" عام 1378 هـ، فكتب إلى الشيخ محمد زكريا عريضة فيها،

ص: 387

قمت برحلة ماضية للحج متمتّعا بأعطاف وألطاف الشيخ المدني وعناياته وأدعيته الخاصّة، والآن أنيب إلى جنابكم، فادع الله لي، وتولني بالرعاية والعناية، ولكن لم يبايعه الشيخ محمد زكريا إكراما للشيخ حسين أحمد المدني، وإنما ما زال يتناوله بالتربية والتزكية والاهتداء إلى الأذكار والأوراد، حتى أجازه يوم الأربعاء 22 رمضان 1378 هـ.

كما سعد بالحجّ والزيارة في حياته ستّ مرات، وقام برحلات كثيرة في داخل البلاد وخارجها من "إفريقيا" و"أمريكا" و"كنادا" و"فرنسا" و"إنكلترا"، وما إلى ذلك إضافة إلى ذلك ارتحل مع الشيخ محمد زكريا إلى "باكستان"، و"جنوب إفريقيا"، وزار شتى المدن والبلدان في "جنوب إفريقيا" بجانب "لوسكا"، "جباتا"، و"زامبيا"، وصحبه في رحلته إلى "إنكلترا" من "إفريقيا".

وعلى إلحاح كبار رجال الدعوة والتبليغ قام بزيارة طويلة في "أمريكا"، و"كنادا"، و"فرنسا"، و"إنكلترا"، وغيرها، وشرك في الاجتماعات التبليغية المنعقدة في مواضع شتى، توفي إلى رحمة الله 3 رجب 1406 هـ، فدفن في موطنه "رشيدبور""بيهار" بجوار مسجد زكريا.

* * *

‌5564 - الشيخ العالم الفقيه، منهاج الدين الترمذي، ثم الملتاني

*

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول.

* راجع: نزهة الخواطر 1: 234.

ص: 388

كان يدرّس، ويفيد بمدينة "ملتان".

قرأ عليه الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني كتاب "النافع" في الفقه.

* * *

‌5565 - الشيخ الفاضل منيب هاشم، الجعفري، النابلسي

*

فقيه.

تولي وظائف القضاء الشرعي غير مرة في عهد الدولة العثمانية.

من آثاره: "القول السديد في أحكام التقليد"، فرغ من تأليفه سنة 1307 هـ بـ "القسطنطينية".

كان حيا 1307 هـ.

* * *

‌5566 - الشيخ الفاضل منير أحمد بن الشيخ حسن رضا البومباوي

* *

أحد خلفاء الشيخ الشاه عبد الحليم الجونبوري.

* راجع: معجم المؤلفين 13: 24.

ترجمته في عمدة التحقيق 107.

* * راجع: علماء مظاهر العلوم سهارنبور وإنجازاتهم العلمية والتأليفية 3/ 129 - 131.

ص: 389

ذكره العلامة السيّد محمد شاهد الحسني في كتابه "علماء مظاهر علوم سهارنبور"، وقال: ولد في مستهلّ 23 شعبان 1367 هـ، ونشأ، وترعرع، قرأ القرآن الكريم عن ظهر قلبه، وأخذ الدراسة العربية الابتدائية والمتوسّطة في المدارس بمنطقته، ثم التحق بمظاهر العلوم في شوّال 1386 هـ، وتلقّى نفس العام المجلدين الأولين من "الهداية"، و"مشكاة المصابيح"، و"تفسير الجلالين"، ثم دخل في الصف النهائي في شوال 1387 هـ، وتخرّج فيها في شعبان 1388 هـ، قرأ المجلد الأول من "صحيح البخاري" على الشيخ محمد زكريا، والمجلد الثاني، و"سنن الترمذي" على الشيخ المفتي مظفر حسين، و"سنن النسائي"، و"صحيح مسلم" على الشيخ محمد يونس، و"سنن أبي داود" على الشيخ محمد عاقل، قد أنشأ علاقته الروحانية بمصلح الأمة الشيخ الشاه وصي الله في صغر سنه، حينما يتعلم الكتب الفارسية، يكتب إليه رسائل يسأله فيها عن الإصلاح والتزكية، وبعد أن مات ارتبط واتّصل بالشيخ عبد الحليم الجونبوري، أخذ عنه "تفسير البيضاوي" أيضا.

يقول صاحب الترجمة عن نفسه: قد وفّقني الله تعالى للخدمة والعمل في شتى المدراس بمواضع مختلفة بفضل الشيخ الشاه عبد الحليم، (نور الله مضجعه) هو الذي يأمرني بالانتقال من مكان إلى مكان آخر، حسبما تقتضيه الحاجة، أخيرا قد عيّنني بوصفي إماما خطيبا في المسجد الجامع كالينا "بومباي"، فالحمد لله، كنت مقيما هنا إلى الآن، مشتغلا ومعتكفا على مهمتي الهامة، كما وفّقني الله تعالى لتأسيس المدراس الكثيرة في مختلف جهات البلاد وولاياتها خلال الإقامة بها، ينعقد المجلس كلّ يوم بعد صلاة الفجر وبعد إشراق يوم الأحد لساعة واحدة، ويلقى الوعظ والتذكير إلى الحضور يوم الجمعة، ويحالفني التوفيق في المشاركة في الجماعة التبليغية، ومد يد المساعدة والمعاونة إليها.

ص: 390

تشرف بالقدوم إلى المسجد الجامع كالينا بصفته إماما وخطيبا يوم 20 يونيو 1971 م، وأخذ في ربط بعضهم ببعض، وقلب بقلب وراي برأي، فحلّت له المصائب، انهالت عليه الابتلاءات والنكابات، ولكن ثبت، واستقام، وحال دونها، لم تتزلزل قدمه، ولم تتحرك شيئا، فحالفه حظّه ونصيبه، أجازه الشيخ الجونبوري بالمبايعة في الإحسان والسلوك والتزكية، يبايعه الخلق، يعتكفون ويشتغلون بالأذكار والأوراد في هذا المسجد، وهو مرجع للخلائق ومثابة للناس، يتولى بالرعاية والعناية كثيرا من المدارس والكتاتيب كما تسير مؤسّسة إداره فيض حليمي كالينا تحت رعايته، وتصدر عنها الكتب الكثيرة، جعله الله مصداقا ومظهرا سراجا منيرا، وألبسه بثوب الصحّة والعافية، وجزاه الله خيرا، آمين يا رب العالمين.

‌مؤلفاته:

‌1 - " كونوا أولياء

":

يجري طبع مواعظه وتعاليمه وتوجيهاته، التي يعظ ويذكر بها الناس في مختلفة الأماكن، فهذا الكتاب وعظ منها، صدر كتاب في ثلاثة أجزاء، وزيادة العناوين مع طبعات جميلة من إداره فيض حليمي بـ "بومباي".

‌2 - " اعبد الله كأنه يراك

":

طبع بالأردية والإنكليزية والفرنسية.

‌3 - الطريق الواضح للتقرّب إلى الله

.

‌4 - " اللؤلؤ الثمين

".

‌5 - " زاد المؤمن

".

‌6 - " ثلاثة أنواع من الناس

".

‌7 - " أدواء ثلاثة حقوق

"

‌8 - " التحفة الغالية لطلاب العلوم النبوية

"

ص: 391

هذه المواعظ قد ظهرت من إدارة فيض حليمي لكلّ حسن وإجادة

‌9 - " زين قلبك

"

قد ضبطه عن عدة تأليفات الشيخ أشرف علي التهانوي، وظهر عدّة مرات بما فيه من الإفادة العظيمة، كما هو مندرج في المقرّرات التعليمية لكثير من المدارس، وصدر باللغة الفارسية والإنكليزية.

‌10 - " نكاح فاطمة رضي الله تعالى عنها المبارك

":

هذا الكتاب أتاه بقصّة زواج فاطمة رضي الله تعالى عنها، ثم ذكر كيفية النكاح المسنونة يرغّب فيها، ويقول إن التقيّد بالتقاليد والعادات المتداولة في العرس يدعو إلى المضارّ الدينية والدنيوية.

‌11 - " زاد المؤمن

":

أودعه النصائح والتوجيهات المفيدة لصالح مبايعه ورغبهم في أتباع السنن والانقياد لها في الأعمال والأشغال، وذكر ما يرزق به عليه من البركات، قد صدر باللغة الهندية.

* * *

‌5567 - الشيخ الفاضل مولانا منير الدين بن سليمان الميانجي الكُمِلائي

*

ولد في قرية "فِنُوَا" في أسرة دينية وعلمية.

* راجع: مشايخ كملا 2: 22، 30.

ص: 392

قرأ مبادئ العلوم في قريته، ثم سافر إلى مظاهر العلوم سهارنبور، وقرأ فيها عدة سنين، وأكمل الدراسة العليا فيها.

بعد إكمال الدراسة رجع إلى وطنه المألوف، واشتغل بالتدريس والتعليم والدعوة والتبليغ، وأسّس عدّة مدارس، منها: المدرسة الإسلامية بـ "بَتَيْسَرِي" من مضافات "برورا" من أعمال "كملا"، أسّسها سنة 1329 هـ.

يقال: إنه بايع على يد الحاج إمداد الله المهاجر المكّي.

توفي سنة 1362 هـ.

* * *

آخر الجزء الثامن عشر

ويليه الجزء التاسع عشر، وأوله: باب من اسمه مودود، المهاد، موسى، الموفق، المؤمل، ميمون

والحمد لله حق حمده

ص: 393

الكتب ومؤلفوها

(حرف الألف)

الآداب المعينية: معين الدين الكاظمي الكروي

الأئمة الستّة: مرتضى بن محمد الواسطي البلكرامي

الابتهاج بذكر أمر الحاج: مرتضى بن محمد الواسطي البلكرامي

الابتهالات السامية: مصطفى بن كمال الدين الدمشقي البكري

إبراز الكنوز في أحوال أرباب الرموز: معين اللكنوي

إتحاف الإخوان في حكم الدخان: مرتضى بن محمد البلكرامي

إتحاف الأصفياء بسلاسل الأولياء: مرتضى بن محمد البلكرامي

إتحاف بني الزمن في حكم قهوة اليمن: مرتضى بن محمد البلكرامي

إتحاف السادة المتقين: مرتضى بن محمد البلكرامي

إتحاف سيّد الحي بسلاسل بني طي: مرتضى الواسطي البلكرامي

الأثمار الجنيّة: الشيخ علي القارئ

الاحتفال بصوم الستّ من شوّال: مرتضى الواسطي البلكرامي

أحكام الأوقاف: مصطفى بن أحمد بن الزرقا

أحكام الزكاة: معشوق أحمد بن فرزند علي البستوي

أحكام الزواج والأحوال المتفرعة عنه: مصطفى الزرقا

أدب باكستاني الغربي: مولانا مستفيض الرحمن

أدواء ثلاثة حقوق: منير أحمد بن حسن رضا البومباوي

أربعون حديثًا: مصطفى بن كمال الدين الدمشقي البكري

الأربعون المورثة: مصطفى بن كمال الدين الدمشقي البكري

أرجوزة الأمثال الميدانية: مصطفى بن كمال الدين البكري

ص: 394

أرجوزة التحفة البهية في العقائد الدينية: مصطفى محمد القناوي

إرشاد الإخوان إلى الأخلاق الحسان: مرتضي الواسطي البلكرامي

إرشاد الدراية: مصطفى بن زكريا بن أيدغمش القرماني

الإرشاد لمن أنكر المبدأ والنبوة والمعاد: مصطفى الأدهمي البغدادي

إرشاد المفتي إلى جواب المستفتي: مصطفى بن عبد الفتاح

الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة: مرتضى البلكرامي

الاستصلاح والمصالح المرسلة في الشريعة الإسلامية: مصطفى الزرقا

الإشارة إلى سيرة المصطفى: علاء الدين مغلطاي بن قليج التركي

الإشراف على إصدار كتاب: مصطفى الزرقا

أشرف المطالب: مصطفى الكوزلحصاري المرادي الرومي

إظهار حق: مشاهد بن القاري علم مِيَان السلهتي

اعبد الله كأنه يراك: منير أحمد بن حسن رضا البومباوي

إعلام الأعلام بمناسك حجّ بيت الله الحرام: مرتضى البلكرامي

أعلام العباد في أخبار البلاد: مصطفى بن علي الرومي

إقرار العين بذكر من نسب إلى الحسن والحسين: مرتضى البلكرامي

إكمال تهذيب الكمال: علاء الدين مغلطاي الحكري التركي

الألطاف الخفيّة في أشراف الحنفية: مجد الدين الفيروز آبادي

ألفية السند: مرتضى بن محمد البلكرامي

ألفية في الأصول: مصطفى بن محمد الألبستاني الرومي

ألفية في التصوف: مصطفى بن كمال الدين الدمشقي

ألفية في النحو: مصطفى بن أبي بكر السيواسي الرومي

الأمالي الحنفية: مرتضى بن محمد الواسطي البلكرامي

الأمالي الشيخونية: مرتضى بن محمد الواسطي البلكرامي

أم الفتاوى: مصطفى بن أحمد القره حصاري الرومي

ص: 395

إنالة المنى في سر الكنى: مرتضى الواسطي البلكرامي

الانتباه فيما يقال عند النوم والانتباه: مصطفى البكري

انتخاب الفقهاء: مصطفى سعيد بن محمد السروجي

الأنساب: الشيخ أبو سعد

أوراد الأيام السبعة ولياليها: مصطفى الدمشقي البكري

إيضاح المدارك عن نسب العواتك: مرتضى بن محمد البلكرامي

(حرف الباء)

بدايع الآثار في نوادر الحكايات: مصطفى البرسوي الرومي

البدر المنير في أحاديث البشير النذير: مصطفى الطورحالي

برء الأسقام في زمزم والمقام: مصطفى الدمشقي البكري

البسط التام في نظم رسالة السيوطي المقدام: مصطفى الدمشقي البكري

بغية المحبين: مراد بن يوسف جاويش الرومي

بلغة الأريب في مصطلح آثار الحبيب: مرتضى الواسطي البلكرامي

بلغة المريد ومنتهى موقف السعيد: مصطفى الدمشقي البكري

بلوغ المرام في خلوتية الشام: مصطفى الدمشقي البكري

بلوغ النيل في الكلام على آية وأتموا

: مصطفى الأدهمي البغدادي

بوارق الغيب: منظور أحمد النعماني الهندي

بهجة الأذكياء: مصطفى بن كمال الدين البكري

البيان عن الفصل في الأشربة: المفضَّل بن مسعود التنوخي

(حرف التاء)

تاج العروس شرح القاموس: مرتضى الواسطي البلكرامي

تاريخ من بعده من الخلفاء: علاء الدين مغلطاي بن قليج التركي

تبريد: مصطفى بن كمال الدين الدمشقي البكري

التحبير في حديث المسلسل بالتكبير: مرتضى البلكرامي

ص: 396

تحفة الأخيار في الحكم والأمثال والأشعار: مصطفى القسطنطيني

تحفة الإرشاد: مصطفى بن علي القسطنطيني الرومي

التحفة الأنضارية: عبد الله الرومي

تحفة العصري في مناقب المصري: مصطفى الأتنه وي البرسوي

تحفة العيد: مرتضى الواسطي البلكرامي

التحفة الغالية لطلاب العلوم النبوية: منير أحمد بن حسن البومباوي

تحفة الكبار في أسفار البحار: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني

تحفة الكتاب من مواهب الملك الوهاب: مصطفى الكوتاهيه وي

تحفة الملوك في معرفة من أنصف في السلوك: مصطفى الرومي

تحقيق رؤية الهلال: مشاهد بن القاري علم مِيَان السلهتي

تحية الإسلام في آداب السلام والمصافحة والقيام: معين الموصلي

تخريج حديث شيبتني هود: مرتضى بن محمد الواسطي البلكرامي

تخريج حديث نعم الإدام الخلّ: مرتضى بن محمد الواسطي البلكرامي

تخميس الهمزية: مصطفى بن محمد الألبستاني الرومي

تدين حديث: العلامة مناظر أحسن الغِيْلاني

ترجمة تجريد البخاري: مولانا مستفيض الرحمن

ترجمة روض الرياحين بالتركية: مصلح الدّين بن شعْبَان

ترجمة الموجز من الطِّبّ بالتركية: مصلح الدّين بن شعْبَان

ترغيب السالك إلى أحسن المسالك: مصطفى النقشبندي الدهلوي

ترويح القلوب بذكر ملوك بني أيوب: مرتضى البلكرامي

تسلية الأحزان وتصلية الأشجان: مصطفى بن كمال الدين البكري

تسهيل الميقات في علم الأوقات: مصطفى القسطنطيني الرومي

تشييد المكانة لمن حفظ الأمانة: مصطفى الدمشقي البكري

التطليقات الثلاثة: منظور أحمد بن عبد السَّلام الجونبوري

ص: 397

التعريف بضرورة علم التصريف: مرتضى بن محمد البلكرامي

تعليقات على تفسير البيضاوي: مصلح الدين اللاري

تعليقات على نخبة الفكر: مصطفى الألبستاني الرومي

تعليقة على الأشباه والنظائر لابن نجيم: مصطفى عزمي زاده

تعليقة على التوضيح: مصطفى بن محمد القسطلاني الكستلي

تعليقة على شرح العقائد النسفية: مراد بن عثمان الموصلي

تعليقة على شرح الكافية للجامي: مصطفى بن عمر الرومي

تعليقة على شرح مختصر المعاني للتفتازاني: مصطفى البوسنوي الرومي

تعليقة على المقاصد: مصطفى بن بيرام المرزيفوني الأماسي

التعليق الكامل في الطهر المتخلل: معين الدين الكاظمي الكروي

التعليم: مسعود بن شيبة بن الحسين السندي

التفتيش على خبالات درويش: فتح الله النحّاس الحلبي

التفتيش في معنى لفظ درويش: مرتضى الواسطي البلكرامي

تفريق الهموم وتغريق الغموم في الرحلة: مصطفى البكري

تفسير سورة يونس على لسان القوم: مرتضى البلكرامي

تفسير القرآن الكريم: معظّم بن القاضي أحمد النابهوي

تفسير القرآن الكريم: منعم المراد آبادي

تقرير البخاري: مسعود الحق بن حميد الرحمن الجاتجامي

تقرير الترمذي: مسعود الحق بن حميد الرحمن الجاتجامي

تكملة القاموس: مرتضى بن محمد البلكرامي

تلخيص معدل الصلاة: مصطفى جلبي البرسوي

تنبيه العارف البصير على أسرار الحزب الكبير: مرتضى البلكرامي

التنصيص المنتضر في شرح أبيات التلخيص والمختصر: مصطفى الرومي

تنوير الأذهان والضمائر في شرح الأشباه والنظائر: مصطفى الرملي

ص: 398

التواصي بالصبر والحق: مصطفى البكري

التوجه الوافي والمنهل الصافي: مصطفى البكري

التوسّلات المعظمة بالحروف المعجمة: مصطفى البكري

التوضيح: مصلح الدّين مصطفى بن زكَرِيَّا القراماني

التَّوْضِيح: مصلح الدّين مصطفى بن يُوسُف البروسوي

التوضيح في شرح مقدمة أبي الليث السمرقندي: مصطفى القرماني

توفيق الرحمن بشرح كنز دقائق البيان: مصطفى يونس الطائي

تيسير الكواكب السماوية: مصطفى بن علي القسطنطيني الرومي

(حرف الثاء)

الثانية الأنسية في الرحلة القدسية: مصطفى الدمشقي البكري

الثروة الفاروقية: منصور علي خان بن حسن علي المراد آبادي

الثغر الباسم في ترجمة الشيخ قاسم: مصطفى البكري

ثلاثة أنواع من الناس: منير أحمد بن حسن رضا البومباوي

الثورة الأيرانية: منظور أحمد النعماني الهندي

(حرف الجيم)

جامع الفوائد: مصطفى بن عبد الله الآشهري الرومي

جامع مسائل العيوب: مصطفى بن ميرزا السيروزي الرومي

جامع النقول في شرح ملتقى الأبحر: مصطفى الأسكداري الرومي

جامع النقول ولامع العقول: الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد

جريدة المآرب وخريدة كل سارب شارب: مصطفى البكري

جماعة الجنة: معشوق أحمد بن فرزند علي البستوي

جمع الموارد من كل شارد: مصطفى بن كمال الدين البكري

الجواب الشافي واللباب الكافي: مصطفى البكري

الجواهر: الإمام الحافظ عبد القادر القرشي

ص: 399

(حرف الحاء)

حاشية على ابن مالك: مصطفى بن محمد عزمي زاده

حاشية على الأشموني: مصطفى بن محمد بن يونس الطائي

حاشية على أوائل الْهِدَايَة: مصلح الدّين بن شعْبَان

حاشية على تفسير البيضاوي: مصطفى السروري الرومي

حاشية على تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ: مصلح الدّين اللاري

حاشية على تفسير البيضاوي لسورة الأنعام: مصطفى بستان أفندي

حاشية على التَّلْوِيح: مصلح الدّين بن شعْبَان

حاشية على حاشية السيد على شرح المطالع: معين الدين الطبسي التوني

حاشية على الدرر والغرر لملا خسرو: مصطفى بن محمد الرومي

حاشية على الدرر والغرر لملا خسرو: مصطفى عزمي زاده

حاشية على شرح ابن الشحنة الحلبي: مصطفى السروري

حاشية على شرح أشكال التأسيس: مصطفى البولوي الرومي

حاشية على شرح التنقيح للتفتازاني: مصطفى بن شعبان

حاشية على شرح التنقيح للتفتازاني: مصطفى البرسوي

حاشية على شرح داود القارصي عبد الله الرومي

حاشية على شرح السيد لمفتاح العلوم: مصطفى بالي زاده الرومي

حاشية على شرح الطوالع للأصفهاني: مصلح الدّين اللاري

حاشية على شرح الفناري: مصطفى بن يوسف البوسنوي الرومي

حاشية على شرح مغني اللبيب: مصطفى بن محمد عزمي زاده

حاشية على شرح المواقف للإيجي: مصطفى البرسوي

حاشية على شرح الْمولى جلال للتهذيب: مصلح الدّين اللاري

حاشية على شرح هداية الحكمة: مصطفى بن يوسف البرسوي

حَاشِيَة على شَرح الْهِدَايَة الحْكمِيَّة للْقَاضِي: مصلح الدّين اللاري

ص: 400

حاشية على عقائد النسفي: مصطفى بن محمد الرومي الكستلي

حاشية على مختصر شرح التنوير للعلائي: مصطفى الدمشقي المدني

حاشية على المغني للخبازي: مسعود بن محمد الكرماني

حاشية على المنتخب: منصور بن أحمد بن يزيد الخوارزمي

حاشية على المنح: مصطفى بن محمد الدمشقي المدني

حاشية على هداية الحكمة: معين بن مبين الأنصاري اللكنوي

حاشية المفتاح في المعاني والبيان: مصطفى بن محمد عزمي زاده

حبّ المفتي: أبو المعالي البخاري

الحبر الحريرية في شرح الملحمة الحريرية: مصطفى البولوي الرومي

حدائق البيان شرح على بديع البيان: منوّر اللاهوري

الحسامي: الشيخ معين الدين العمراني

حسن المحاضرة في آداب البحث والمناظرة: مرتضى البلكرامي

الحق الصريح في إثبات عدم قبول التوبة لسابّ النبي: منوّر اللاهوري

حقيق الحقائق في شرح رسالة البركوي في العقائد: مصطفى الرومي

حكمة الإشراق إلى كتاب الآفاق: مرتضى البلكرامي

الحلة الذهبية في الرحلة الحلبية: مصطفى البكري

الحلة الفانية: مصطفى بن كمال الدين البكري

حل العقدة شرح سبعه معلقه: ممتاز الدين أحمد النواخالوي

حلية الناجي: مصطفى بن محمد المرادي الرومي

الحواشي السنية على الوصية الحلبية: مصطفى الدمشقي البكري

حواش على التلويح: مصطفى بن حسام الدين حسام زاده

حواش على التلويح: مصلح الدّين مصطفى ابْن الْمولى حسام

حواش على حاشية حسن جلبي: محي الدين ابن المعمار

حَوَاشِي على حَاشِيَة حلبي على التَّلْوِيح: مصلح الدّين ابْن محي الدّين

ص: 401

حَوَاشِي على الدُّرَر وَالْغرر: مصلح الدّين ابْن الْمولى محي الدّين

حَوَاشِي على شرح العقائد: مصلح الدّين مصطفى الْقُسْطَلَانيِّ

حواش على شرح الوقاية: مصطفى بن حسام الدين

حواش على شرح الْوِقَايَة لصدر الشَّرِيعَة: مصلح الدّين مصطفى

حواش على صدر الشريعة: مصطفى جلبي البرسوي

الْحَوَاشِي الْكُبْرَى على تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ: مصلح الدّين بن شعْبَان

حياة أحمد الشهيد: الشيخ مولانا مستفيض الرحمن

حياة جمال الدين الأفغاني: مولانا مستفيض الرحمن

حياة الشاه ولي الله: مولانا مستفيض الرحمن

الحياة في شرح شروط الصلاة: مصطفى بن حمزة بن إبراهيم الرومي

حياة المفتي عبده: الشيخ مولانا مستفيض الرحمن

(حرف الخاء)

خاتمة سنية: مصطفى بن كمال الدين الدمشقي البكري

خاتمة الواردات: مصطفى بن علي القسطنطيني الرومي

خلاصة الأثر: العلامة المحبي الحنفي

خلاصة التصريف: الشيخ مصطفى محمد القناوي

الخمرة الحسية في الرحلة القدسية: مصطفى الدمشقي البكري

خير الأمور في زيارة القبور: مصطفى الصارياري الميخاليجي

(حرف الدال)

دراسات اللبيب في الأسوة الحسنة بالحبيب: المولى ابْن المعيد

درجات المسالك في طبقات المالك: مصطفى الرومي التوقيعي

الدرة البيضاء في بيان أحكام الشريعة: مصطفى بن محمد الرومي

الدرّة المضيئة في الوصية المرضية: مرتضى بن محمد البلكرامي

الدر الفائق في الصلاة على أشرف الخلائق: مصطفى البكري

ص: 402

درر لطائف السر الخفي: مراد بن يوسف جاويش الرومي

الدر الملتقط من بحر الصفا: مصطفى بن قاسم الحلبي

الدرر المنتشرات في الحضرات: مصطفى البكري

الدر النضيد في الاجتهاد والتقليد: مصطفى الأدهمي البغدادي

الدرّ النظيم في ترتيب الآي وسور القرآن الكريم: منوّر اللاهوري

دلائل القرب للسيّد مصطفى البكري: مرتضى البلكرامي

الدين القيم: العلامة مناظر أحسن الغِيْلاني

الدين والشريعة: منظور أحمد النعماني الهندي

ديوان الروح والأرواح: مصطفى الدمشقي البكري

ديوان شعر: مصطفى بن عبد الملك البابلي الحلبي

ديوان شعر: مصطفى بن قاسم الطرابلسي الحلبي

ديوان شعر: مصطفى بن محمد بن إبراهيم المغربي

ديوان الشعر الهندي: مصطفى بن مرتضى الدهلوي

(حرف الذال)

ذوق الوصال في رواية الجمال: مصطفى المرادي الرومي

ذيل على المؤتلف والمختلف لابن نقطة: علاء الدين مغلطاي التركي

(حرف الراء)

الرد على ما أثير حوله من الافتراءات: منظور أحمد النعماني الهندي

رسائل في المنطق والحكمة والكلام: مصطفى السفرجلاني

رسائل في مهمات الفرائض: مصطفى النابلسي

الرسالة الحميدية: مصطفى بن علي الأماسي

رسالة الصحبة التي أنتجتها الخدمة والمحبة: مصطفى البكري

رسالة في أدعية الصلاة المفروضة: مصطفى القسطنطيني

رسالة في أصول الحديث: مرتضى بن محمد البلكرامي

ص: 403

رسالة في أجمول المعمى: مرتضى بن محمد البلكرامي

رسالة في إعراب لا سيما: مصطفى بن سليمان بالي زاده الرومي

رسالة في تفسير قوله فسحقا لأصحاب السعير: مصطفى الكستلي

رسالة في جهة القبلة: مصطفى الكستلي

رسالة في الحديث النبوي: مصطفى الزرقا

رسالة في حكم اللعب بالنرد والشطرنج: مصطفى القرماني

رسالة في روضة الوجود: مصطفى البكري

رسالة في سبع إشكالات من المواقف: مصطفى الرومي الكستلي

رسالة في مبحث المثناة: معين الدين الكاظمي الكروي

رسالة في وجوب غسل الرجلين: المفضَّل بن مسعود التنوخي

رسالة مختصرة في الرسم: مصطفى محمد القناوي

الرسالة الوضوئية في المسائل المصطفوية: مصطفى الكانقري الرومي

رسول العالم محمد: مشاهد بن القاري علم مِيَان السلهتي

رسوم الهموم والغموم في الرحلة الثانية إلى الروم: مصطفى البكري

رشف سلاف الرحيق في نسب حضرة الصديق: مرتضى البلكرامي

رشف قناني الصفا في الكشف: مصطفى البكري

رضاء الحق الغني: مرتضى بن مصطفى الكردي الدمشقي

الرضواني: معين الدين بن خاوند محمود البخاري

رفع الكلل عن العلل: مرتضى بن محمد الواسطي البلكرامي

رفع نقاب الخفاء عمن انتمى إلى وفاء وأبي وفاء: مرتضى البلكرامي

الروضات العرشية على الصلوات المشيشية: مصطفى البكري

الروض الأزهر في تراجم آل السيد جعفر: مصطفى البغدادي

روضة القضاة في المحاضر والسجلات: مصطفى الرومي

ص: 404

(حرف الزاي)

زاد العباد في شرح بانت سعاد: مصطفى الرومي

زاد المومن: منير أحمد بن الشيخ حسن رضا البومباوي

زبدة الأمثال: مصطفى بن إبراهيم الكليبوليلي الرومي

زبدة البيان: مصطفى الصارياري الميخاليجي

زهر الربا في حرمة الربا: مصطفى الأدهمي البغدادي

زين قلبك: منير أحمد بن الشيخ حسن رضا البومباوي

(حرف السين)

سبعة دواوين شعرية: مصطفى بن كمال الدين الدمشقي

سبيل النجاء والالتجاء في التوسّل بحروف الهجاء: مصطفى البكري

سراج الأذهان: معين الدين بن جرجس الموصلي

سلك الدرر: العلامة المرادي

سلم الوصول إلى طبقات الفحول: مصطفى القسطنطيني

السنن: الإمام الترمذي

سوانح أبي ذر الغفاري: العلامة مناظر أحسن الغِيْلاني

سوانح قاسمي: العلامة مناظر أحسن الغِيْلاني

سيرة مجدد الألف الثاني السرهندي رحمه: منظور أحمد النعماني

سيماء القرآن: مشاهد بن القاري علم مِيَان السلهتي

السيوت الحداد في الرد على أهل الزندقة والإلحاد: مصطفى البكري

(حرف الشين)

شرح الأربعين: مصطفى بن محمود الطورحالي النقشبندي

شرح البُخَارِيّ: مصلح الدّين بن شعبان

شرح بسيط على شمائل الترمذي: مصلح الدين اللاري

شرح التائية لابن الفارض

ص: 405

شرح التهذيب: مقبول أحمد بن عبد الرحمن الجاتجامي

شرح الجامع الصحيح للبخاري: علاء الدين مغلطاي بن التركي

شرح الجامع الصحيح لمسلم: مصطفى القورشونلي

شرح حديث أمّ زرع: مرتضى الواسطي البلكرامي

شرح ديوَان حَافظ الشِيرَازِيّ: مصلح الدّين بن شعْبَان

شرح الريحانية: مصطفى بن يوسف بن صالح البرسوي

شرح الشمائل: مصطفى بن محمد بن يونس الطائي

شرح شمائل النَّبِي: مصلح الدّين اللاري

شرح شواهد الكافية للجامي: مصطفى الصارياري الميخاليجي

شرح صحيح البخاري: الحافظ ابن حجر

شرح الصدر في شرح أسماء أهل بدر: مرتضى البلكرامي

شرح صيغة ابن مشيش: مرتضى الواسطي البلكرامي

شرح صيغة البدوي: مرتضى البلكرامي

شرح الطوالع: منوّر بن عبد المجيد اللاهوري

شرح عروض الأندلسي: مصطفى الألبستاني الرومي

شرح العزي: مصطفى بن يوسف بن صالح

شرح على كنز الدقائق: مصطفى البولوي الرومي

شرح الفقه الأكبر لأبي حنيفة: مراد بن عثمان الموصلي

شرح قاضي مبارك في المنطق: منظور أحمد النعماني

شرح القانون المدني: مصطفى بن أحمد الزرقا

شرح قصيدة البردة للبوصيري: منوّر اللاهوري

شرح كتاب الآثار للشيباني: مراد بن عثمان العمري الموصلي

شرح كتاب بوستان: مصلح الدّين بن شعْبَان.

شرح كتاب شبستان خيال: مصلح الدّين بن شعْبَان

ص: 406

شرح كتاب كلستان: مصلح الدّين بن شعْبَان

شرح الكنز: مسعود بن محمد بن محمد بن سهل الكرماني

شرح كنز الدقائق للنسفي: معين الدين الهروي منلا مسكين

شرح لب الفرائض: مصطفى بن يوسف البوسنوي الرومي

شرح مائة كلمة منسوبة إلى علي: مصطفى القسطنطيني

شرح المثنوي المعنوي: معظّم بن أحمد النابهوي

شرح مراح الأرواح: مصطفى بن شعبان السروري الرومي

شرح المصباح للمطرزي: مصطفى بن شعبان السروري الرومي

شرح المغني للخبازي: منصور بن أحمد الخوارزمي القاءآني

شرح مقامات الحريري: مسعود الحق الجاتجامي

شرح ملتقى الأبحر: مصطفى بن محمد العشاقي

شرح المنطق بالفارسي: مصلح الدين الحنفي اللاري

شرح المنقحات المشروحة: مصطفى بن عمر الأسكداري الرومي

شرح الهداية: مخلص بن عبد الله الهندي الدهلوي

شروح وتعليقات على كنز الدقائق: معين الدين العمراني

الشريعة والتصوف: مسيح الله خان الشرواني

الشعشعة القمرية: مصطفى بن عبد الله بن سليم الرومي

الشيخ مرتضى حسين حياته ومآثره: معشوق أحمد البستوي

(حرف الصاد)

الصحيح: الإمام البخاري

الصراط القويم في ترجمة الشيخ عبد الكريم: مصطفى البكري

الصكوك الشرعية: مصطفى بن أحمد القسطنطيني الرومي

الصلاة الهامعة بمحبة الخلفاء الجامعة: مصطفى البكري

الصمصامة الهندية في المقامة الهندية: مصطفى البكري

ص: 407

(حرف الضاد)

الضوء: مصلح الدّين مصطفى بن زكَرِيَّا القراماني

مصطفى بن سليمان الشهير ببالي زاده الرومي

(حرف الطاء)

الطريق الواضح للتقرّب إلى الله: منير أحمد البومباوي

(حرف العين)

عرائس الأنظار في شرح عويصات الأفكا للفناري: عبد الله الرومي

العروس المجليّة في طرق حديث الأولية: مرتضى البلكرامي

عظمة محمد خاتم: مصطفى الزرقا

عقائد منصوري: منصور علي خان المراد آبادي

عقد التأمين وموقف الشريعة منه: مصطفى الزرقا

العقد الثمين في طرق الإلباس والتلقين: مرتضى البلكرامي

العقد المنظم في أمّهات النبي: مرتضى بن محمد البلكرامي

العقد النظيم في ترتيب الأشباه والنظائر: مصطفى الرملي

عقود الجمان في عدم صحبة أبناء الزمان: مرتضى بن مصطفى

علماء مظاهر علوم سهارنبور: السيّد محمد شاهد الحسني

عمدة الأحكام في أركان الإسلام: مصطفى الميخاليجي

العندية في الغرر المبشرات: مصطفى البكري

عوارف الجواد التي لم يطرقهن طارق: مصطفى البكري

عيون العرفان في علوم القرآن: مظهر الدين أحمد البلكرامي

(حرف الغين)

غاية البيان فيما يحلّ ويحرم من الحيوان: معين بن مبين اللكنوي

غاية الكلام في القراءة خلف الإمام: معين بن مبين اللكنوي

غسل الران: مصطفى بن كمال الدين الدمشقي البكري

ص: 408

غلطات العوام: مصطفى رفقي القسطنطيني

غنية الأريب في شرح مغني اللبيب: مصطفى رمزي

(حرف الفاء)

فتاوى: منصور بن محمد المنصوري

الفتاوى النقشبندية: معين الدين بن خاوند محمود البخاري

الفتاوى النقشبندية: معين الدين الهندي النقشبندي

الفتح الطري الجني في بعض مآثر عبد الغني: مصطفى البكري

الفتح القدسي: مصطفى الدمشقي البكري

الفتح القدسي والكشف الأنسي: مصطفى الدمشقي

فتح الكريم في سياسة النبي الأمين: مشاهد السلهتي

فتح المبين في مكائد غير المقلّدين: منصور علي خان المراد آبادي

الفتوحات الربانية: مراد بن يوسف جاويش الرومي

الفتوحات النعمانية: منظور أحمد النعماني الهندي

الفرائد في حل المسائل والقواعد: مصطفى بالي زاده الرومي

الفرق المؤذن بالطرب: مصطفى بن كمال الدين البكري

الفعل الضار والضمان فيه: مصطفى الزرقا

الفقه الإسلامى في ثوبه الجديد: مصطفى الزرقا

الفكاهة الرفقة: مصطفى رفقي القسطنطيني

الفوائد الجليلة في مسلسلات ابن عقيلة: مرتضى البلكرامي

الفيوضات البكرية على الصلوات البكرية: مصطفى البكري

الفيض الجليل في أراضى الخليل: مصطفى البكري

فيض القدوس السلام: مصطفى بن كمال الدين البكري

الفيض الوافر: مصطفى الدمشقي البكري

الفيوضات العليّة بما في سورة الرحمن: مرتضى البلكرامي

ص: 409

(حرف القاف)

القانون المسعودي: مسعود بن محمود بن سبكتغين العزنوي

القراءة خلف الإمام: مشاهد بن علم مِيَان السلهتي

القراضة الفقهية: مصطفى رفقي القسطنطيني

القنية: مختار بن محمود بن محمد الزاهدي الغزميني

القول السديد في أحكام التقليد: منيب هاشم النابلسي

القول الصحيح في مراتب التعديل والتجريح: مرتضى البلكرامي

القول الفصل بين الذين يؤمنون بالغيب: مصطفى صبري التركي

القول المبتوت: مرتضى بن محمد البلكرامي

قولي في المرأة ومقارنته بأقوال مقلدة الغرب: مصطفى التركي

قيد الجمر في ترجمة مصطفى بن عمرو: مصطفى البكري

(حرف الكاف)

كائنات روحاني: العلامة مناظر أحسن الغِيْلاني

الكامل: ابن الأثير

الكأس الرائق في سبب اختلاف الطرائق: مصطفى البكري

كتاب أخبار النحويين: المفضَّل بن مسعود التنوخي

كتاب التنبيه: المفضَّل بن مسعود التنوخي

كتاب التهافت: مصلح الدّين مصطفى البروسوي

كتاب عن ابن قيم الجوزية: مسلم بن سليم الغنيمي الميداني

كتاب الدفاع عن محمد بن الوهاب: منظور أحمد النعماني الهندي

كتاب في اللغة: مصطفى الطرابلسي الحلبي

الكتاب المسعودي: مسعود بن محمود بن سبكتغين العزنوي

كروم عريش التهاني: مصطفى الدمشقي البكري

كشط الصدا: مصطفى الدمشقي البكري

ص: 410

الكشف الأنسي: مصطفى الدمشقي البكري

كشف الستور المسدلة: منصور بن مصطفى السرميني الحلبي

كشف الضرر: معين الدين بن جرجس الموصلي

كشف الظنون: الشيخ الجلبي

كشف الظنون: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني

كشف الغطا عن الصلاة الوسطى: مرتضى الواسطي البلكرامي

كشف اللثام والستور: منصور السرميني الحلبي

كشكول الإسلام: مظهر الدين أحمد البلكرامي

كلشن بى خار: مصطفى النقشبندي الدهلوي

الكمالات الخواطر على الضمير والخاطر: مصطفى البكري

كنز الأسرار: مصطفى الأدرنوي الرومي

كنز السعادات: معين الدين بن محمود الهندي النقشبندي

كنز السعادة في الفقه: معين الدين البخاري

الكوكب الثاقب فيما لشيخنا من المناقب: مصطفى البكري

الكوكب الدري شرح مقدمة الدهلوي: ممتاز الدين النواخالوي

الكوكب المحمي: مصطفى بن كمال الدين الدمشقي البكري

كونوا أولياء: منير أحمد بن الشيخ حسن رضا البومباوي

كيف تؤدي الحج؟: منظور أحمد النعماني الهندي

(حرف اللام)

اللؤلؤ الثمين: منير أحمد بن الشيخ حسن رضا البومباوي

اللباب: المطهَّر بن الحسن بن سعيد اليزدي

لطائف المنن: مراد بن يوسف جاويش الرومي

لقطة العجلان في لبس الإمكان أبدع مما كان: مرتضى البلكرامي

لقط اللآلي من الجوهر الغالي: مرتضى الواسطي البلكرامي

ص: 411

اللمحات الرافعات غواشي التدشيش: مصطفى البكري

اللمح الندية في الصلوات المهدية: مصطفى الدمشقي البكري

اللمعات البرقية في شرح القصيدة الميمية: مصطفى العلائي الرومي

لمع برق المقامات العوال: مصطفى الدمشقي البكري

اللمعة: مسعود بن أبي بكر بن الحسين الفَرَاهي

لوازم القضاة والحكام: مصطفى بن ميرزا بن محمد السيروزي

(حرف الميم)

المآثر: النهاوندي

ما هو الإسلام؟: منظور أحمد النعماني الهندي

ما يخاطبك القرآن؟: منظور أحمد النعماني الهندي

مبدأ الحساب لمبتدي الطلاب: مصطفى الصارياري الميخاليجي

المجتبى شرح القدوري: مختار بن محمود الزاهدي الغزميني

مختصر توفيق الرحمن: مصطفى بن محمد الطائي

مختصر شرح الشهاب الخفاجي: مصطفى الدمشقي المدني

مختصر في القراءات: مصطفى الرومي القورشونلي

مختصر في النحو: مصطفى الرومي القورشونلي

المدام البكر في بعض أقسام الذكر: مصطفى البكري

المدد البكري على صلوات البكري: مصطفى البكري

المدد السافر في ورود المسافر: مصطفى البكري

مذهب منصور: منصور علي خان المراد آبادي

مرآة الأذهان في علم الواجب: معين الدين الكاظمي الكروي

مرآة العالم: بختاور خان

المرتضى في شرح الملتقى: مرتضى بن حسن الأدرنه وي

مرشد السالكين: مصطفى بن محمود الطورحالي النقشبندي

ص: 412

مرقاة الأذهان في علم الميزان: معين الدين الكاظمي الكروي

المرقاة العليّة بشرح الحديث المسلسل بالأولية: مرتضى البلكرامي

مرقاة المنطق: مقبول أحمد بن عبد الرحمن الجاتجامي

مرشد السالكين: مصطفى رشدي الكوتاهيه وي الرومي

المروحة في شرح الملتقى: مصطفى بن محمد القيصري الرومي

مرهم الفؤاد الشجي: مصطفى الدمشقي البكري

مسئلة ترجمة القرآن: مصطفى صبري عابدين التركي

مسئلة دفن الشيخ الرائبوري: منظور أحمد الجونبوري

مستراض الأنوار ومستفاض الأسرار: مصطفى الطرسوسي

مسلم جَهَان: مولانا مستفيض الرحمن

مشكلات القرآن والحديث: مشاهد بن علم مِيَان السلهتي

المطالب العلية في الكتب المنزلة: مصطفى القسطنطيني

المطلب الروي على حزب الإمام النووي: مصطفى البكري

مطلوب الفقهاء ومرغوب النبهاء: مصطفى السيروزي الرومي

معارف الأبرار: مرتضى بن محمد الواسطي البلكرامي

معارف الحديث: منظور أحمد النعماني الهندي

معالم التغيير والتجديد: مسلم بن سليم الغنيمي الميداني

معدن السلامة: معين الدين بن جرجس الموصلي

معرفة القرآن: ممتاز الدين أحمد النواخالوي

معرفة النبي: ممتاز الدين أحمد النواخالوي

معيار الأدوية: منصور علي خان المراد آبادي

المعينية: معين بن مبين الأنصاري اللكنوي

مفتاح الحصول على مرآة الأصول: مصطفى البوسنوي الرومي

مفتاح العلوم: معين الدين العمراني

ص: 413

المفردات القرآنية: مراد بن علي البخاري

المقاعد العندية في المشاهد النقشبندية: مرتضى البلكرامي

المقامات السعيدية: مظهر بن أحمد سعيد الدهلوي

المقامة الأدبية: مصطفى بن بيرام المرزيفوني الأماسي

المقامة الرومية والمدامة الرومية: مصطفى البكري

المقامة الشامية والمدامة الشافعية: مصطفى البكري

المقامة العراقية والمدامة الإشراقية: مصطفى البكري

مقدمة: مصطفى بن كمال الدين الدمشقي البكري

منافع الأخيار على نتايج الأفكار: مصطفى الأماسي

منافع الدقائق في شرح مجامع الحقائق: مصطفى المرادي الرومي

منتخب اللباب: خافي خان

المنتظم: ابن الجوزي

منحة المنان في قراءة حفص: مصطفى التونسي

المنح الوفائية في شرح التائية: مصطفى الطرابلسي الحلبي

المنظومة العلية في الأخبار النبوية: مصطفى الألبستاني الرومي

منظومة في العقائد: مصطفى بن عبد الفتاح النابلسي

منظومة في اللغة في الألسنة الثلاثة: مصطفى السيواسي الرومي

منهاج المصطفوية: مصطفى بن أحمد الخادمي الرومي

المنهل العذب السائغ: مصطفى الدمشقي البكري

الموارد البهية في الحكم الإلهية: مصطفى الدمشقي البكري

المواهب الجليّة فيما يتعلّق بحديث الأولية: مرتضى البلكرامي

موقف البشر تحت سلطان القدر: مصطفى صبري التركي

موقف العقل والعلم والعالم: مصطفى صبري عابدين التركي

ميزان الحق: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني

ص: 414

ميزان العجم: مصطفى بن عبد الله بن سليم القسطنطيني

ميزان الفتاوى: مصطفى بن سليمان بالي زاده الرومي

(حرف النون)

الناصرية: مختار بن محمود بن محمد الزاهدي الغزميني

نتائج الأفكار في شرح الأظهار: مصطفى بن حمزة الرومي

نتائج الأفكار على شرح منار الأنوار: مصطفى عزمي زاده

النحلة النصرية في الرحلة المصرية: مصطفى الدمشقي البكري

نزل القدس لمن رجا بزيارته الأنس: مسعود القسطنطيني الرومي

نزهة الأبصار في السير: مصطفى الطرابلسي الحلبي

نزهة الخواطر: العلامة عبد الحي الحسني

نشوة الارتياح: مرتضى بن محمد الواسطي البلكرامي

النصيحة الجلية: مصطفى بن كمال الدين الدمشقي

النصيحة الجنية: مصطفى بن كمال الدين الدمشقي البكري

نظام التأمين: مصطفى بن أحمد بن الزرقا

نظرية العقد في القانون المدني السوري: مصطفى الزرقا

نظم أحاديث نبوية: مصطفى الدمشقي البكري

النظم الرائق: مصطفى بن قاسم الطرابلسي الحلبي

نظم القلادة: مصطفى الدمشقي البكري

نظم متن نور الإيضاح: مصطفى النابلسي

نعمة المنعم في شرح مقدمة مسلم: ممتاز الدين أحمد النواخالوي

نفائس المجالس: مصطفى بن يوسف البوسنوي الرومي

النفحات المسكية: مراد بن يوسف جاويش الرومي

النفحة القدسيّة: مرتضى بن محمد الواسطي البلكرامي

نقد اللسان وعقد الحسان: مصطفى رمزي الأنطاكي الرومي

ص: 415

النوافح القريبية الكاشفة: مصطفى الدمشقي البكري

نور الفتاوى: مصطفى بن أحمد القسطنطيني الرومي

نيل نبل وفا: مصطفى بن كمال الدين الدمشقي البكري

(حرف الواو)

الوارد الطارق واللمح الفارق: مصطفى البكري

ورد الإحسان في الرحلة إلى جبل لبنان: مصطفى الدمشقي البكري

الورد الأسنى في التوسّل بأسمائه الحسنى: مصطفى الدمشقي البكري

الورد السحري الذي شاع وذاع: مصطفى الدمشقي البكري

الوصية الجنية للسالكين في طريق الخلوتية: مصطفى البكري

(حرف الهاء)

هداية الفقه: الإمام المرغيناني

هدية الأحباب: مصطفى بن كمال الدين الدمشقي البكري

هدية الإخوان في شجرة الدخان: مرتضى الواسطي البلكرامي

الهدية الندية للأمة المحمدية: مصطفى الدمشقي البكري

الهدية الندية: مصطفى الدمشقي البكري

الهدية النعمانية في حل تفسير البيضاوية: منظور أحمد النعماني

* * *

ص: 416